بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 97

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 97: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

كتاب الجهاد

أبواب الجهاد و المرابطة و ما یتعلق بذلك من المطالب

باب 1 وجوب الجهاد و فضله

الآیات:

البقرة: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ یُقْتَلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْیاءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ (1)

و قال تعالی: وَ قاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ الَّذِینَ یُقاتِلُونَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَیْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (2)

و قال: وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَی الظَّالِمِینَ (3)

و قال: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(4)

و قال: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5) و قال تعالی:


1- 1. سورة البقرة: 154.
2- 2. سورة البقرة: 190- 191.
3- 3. سورة البقرة: 193.
4- 4. سورة البقرة: 207.
5- 5. سورة البقرة: 216.

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُولئِكَ یَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ (1)

و قال تعالی: وَ قاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (2)

و قال تعالی: قالَ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِیرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ (3)

و قال تعالی: وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَی الْعالَمِینَ (4)

و قال تعالی: لا إِكْراهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِ (5)

آل عمران: و قال تعالی أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا یَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِینَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ یَعْلَمَ الصَّابِرِینَ (6)

و قال: وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ كَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْیا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (7)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِی الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّی لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا لِیَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِی قُلُوبِهِمْ وَ اللَّهُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَحْمَةٌ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَی اللَّهِ تُحْشَرُونَ (8)

و قال تعالی: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ یَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ

ص: 2


1- 1. سورة البقرة: 218.
2- 2. سورة البقرة: 244.
3- 3. سورة البقرة: 249.
4- 4. سورة البقرة: 251.
5- 5. سورة البقرة: 256.
6- 6. سورة آل عمران: 142.
7- 7. سورة آل عمران: 146- 148.
8- 8. سورة آل عمران: 156- 157.

مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ (1)

و قال تعالی: فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (2)

النساء: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً(3)

و قال تعالی: فَلْیُقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ الَّذِینَ یَشْرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالْآخِرَةِ وَ مَنْ یُقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیُقْتَلْ أَوْ یَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً(4) إلی قوله الَّذِینَ آمَنُوا یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِیاءَ الشَّیْطانِ إِنَّ كَیْدَ الشَّیْطانِ كانَ ضَعِیفاً(5)

و قال تعالی: لا یَسْتَوِی الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ وَ الْمُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَی الْقاعِدِینَ دَرَجَةً وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنی وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(6)

المائدة: وَ جاهِدُوا فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (7)

و قال تعالی: یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ (8)

الأنفال: وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (9)

و قال سبحانه: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمی (10)

و قال تعالی: وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ

ص: 3


1- 1. سورة آل عمران: 169- 171.
2- 2. سورة آل عمران: 196.
3- 3. سورة النساء: 71.
4- 4. سورة النساء: 74.
5- 5. سورة النساء: 76.
6- 6. سورة النساء: 95- 96.
7- 7. سورة المائدة: 35.
8- 8. سورة المائدة: 54.
9- 9. سورة الأنفال: 10.
10- 10. سورة الأنفال: 17.

بَصِیرٌ(1)

التوبة: قاتِلُوهُمْ یُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَیْدِیكُمْ وَ یُخْزِهِمْ وَ یَنْصُرْكُمْ عَلَیْهِمْ وَ یَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِینَ وَ یُذْهِبْ غَیْظَ قُلُوبِهِمْ وَ یَتُوبُ اللَّهُ عَلی مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ (2)

و قال تعالی: أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ (3)

و قال تعالی: وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِینَ كَافَّةً كَما یُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً(4)

و قال سبحانه: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِیلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَی الْأَرْضِ أَ رَضِیتُمْ بِالْحَیاةِ الدُّنْیا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا فِی الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا یُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِیماً وَ یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّوهُ شَیْئاً وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(5) إلی قوله تعالی: انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (6) إلی قوله سبحانه قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ یُصِیبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَیْدِینا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (7) إلی قوله تعالی فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَرِهُوا أَنْ یُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ قالُوا لا تَنْفِرُوا فِی الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا یَفْقَهُونَ (8) إلی قوله تعالی لكِنِ الرَّسُولُ

ص: 4


1- 1. سورة الأنفال: 40.
2- 2. سورة التوبة: 14- 15.
3- 3. سورة التوبة: 19- 22.
4- 4. سورة التوبة: 36.
5- 5. سورة التوبة: 40- 41.
6- 6. سورة التوبة: 42.
7- 7. سورة التوبة: 52.
8- 8. سورة التوبة: 81.

وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ وَ أُولئِكَ لَهُمُ الْخَیْراتُ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1)

و قال تعالی: إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ (2) إلی قوله سبحانه ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ لا یَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْكُفَّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ لا یُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً وَ لا

یَقْطَعُونَ وادِیاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِیَجْزِیَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْیَجِدُوا فِیكُمْ غِلْظَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ (3)

الحج: أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ یَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِیَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ یُذْكَرُ فِیهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِیراً وَ لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ(4)

العنكبوت: وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما یُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ (5)

ص: 5


1- 1. سورة التوبة: 111- 112.
2- 2. سورة التوبة: 120- 121.
3- 3. سورة التوبة: 123.
4- 4. سورة الحجّ: 39- 40.
5- 5. سورة العنكبوت: 6.

محمد: ذلِكَ وَ لَوْ یَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَ لكِنْ لِیَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَنْ یُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَیَهْدِیهِمْ وَ یُصْلِحُ بالَهُمْ وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ یَنْصُرْكُمْ وَ یُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (1)

و قال تعالی: فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَ ذُكِرَ فِیهَا الْقِتالُ رَأَیْتَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ نَظَرَ الْمَغْشِیِّ عَلَیْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلی لَهُمْ طاعَةٌ وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ (2) و قال وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّی نَعْلَمَ الْمُجاهِدِینَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِینَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (3) و قال تعالی فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ یَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (4)

الفتح: وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِیماً حَكِیماً(5)

الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (6) الصف: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ (7)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی تِجارَةٍ تُنْجِیكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ یُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ وَ أُخْری تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِیبٌ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِلْحَوارِیِّینَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ (8).

ص: 6


1- 1. سورة محمد: 4- 7.
2- 2. سورة محمد: 20- 21.
3- 3. سورة محمد: 31.
4- 4. سورة محمد: 37.
5- 5. سورة الفتح: 4.
6- 6. سورة الحجرات: 5.
7- 7. سورة الصف: 4.
8- 8. سورة الصف: 10- 14.

«1»- الْهِدَایَةُ: الْجِهَادُ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی خَلْقِهِ بِالنَّفْسِ وَ الْمَالِ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ فَمَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الْجِهَادِ مَعَهُ بِالنَّفْسِ وَ الْمَالِ فَلْیُخْرِجْ بِمَالِهِ مَنْ یُجَاهِدُ عَنْهُ وَ مَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الْمَالِ وَ كَانَ قَوِیّاً لَیْسَتْ لَهُ عِلَّةٌ تَمْنَعُهُ فَعَلَیْهِ أَنْ یُجَاهِدَ بِنَفْسِهِ وَ الْجِهَادُ عَلَی أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَجِهَادَانِ فَرْضٌ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ لَا یُقَامُ إِلَّا مَعَ فَرْضٍ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ فَأَمَّا أَحَدُ الْفَرْضَیْنِ فَمُجَاهَدَةُ نَفْسِهِ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ وَ مُجَاهَدَةُ الَّذِینَ یَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ فَرْضٌ وَ أَمَّا الْجِهَادُ الَّذِی هُوَ سُنَّةٌ لَا یُقَامُ إِلَّا مَعَ فَرْضٍ فَإِنَّ مُجَاهَدَةَ الْعَدُوِّ فَرْضٌ عَلَی جَمِیعِ الْأُمَّةِ وَ لَوْ تَرَكَتِ الْجِهَادَ لَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ وَ هَذَا هُوَ مِنْ عَذَابِ الْأُمَّةِ وَ هُوَ سُنَّةٌ عَلَی الْإِمَامِ أَنْ یَأْتِیَ الْعَدُوَّ مَعَ الْأُمَّةِ فَیُجَاهِدَهُمْ وَ أَمَّا الْجِهَادُ الَّذِی هُوَ سُنَّةٌ فَكُلُّ سُنَّةٍ أَقَامَهَا الرَّجُلُ وَ جَاهَدَ فِی إِقَامَتِهَا وَ بُلُوغِهَا وَ إِحْیَائِهَا فَالْعَمَلُ وَ السَّعْیُ فِیهَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ لِأَنَّهُ إِحْیَاءُ سُنَّةٍ(1).

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلُوهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْ ءٌ(2).

وَ قَدْ رُوِیَ: أَنَّ الْكَادَّ عَلَی عِیَالِهِ مِنْ حَلَالٍ كَالْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (3).

وَ رُوِیَ: أَنَّ جِهَادَ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ (4).

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْحَجَّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِیفٍ (5).

«2»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، مِنْ خُطْبَةٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِیَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَی وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِینَةُ وَ جُنَّتُهُ الْوَثِیقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَ شَمْلَةَ الْبَلَاءِ وَ دُیِّثَ

ص: 7


1- 1. الهدایة ص 11.
2- 2. نفس المصدر ص 12 بتفاوت یسیر.
3- 3. نفس المصدر ص 12 بتفاوت یسیر.
4- 4. نفس المصدر ص 12 بتفاوت یسیر.
5- 5. نفس المصدر ص 12 بتفاوت یسیر.

بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءِ-(1) وَ ضُرِبَ عَلَی قَلْبِهِ بِالْأَسْدَادِ وَ أُدِیلَ (2) الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْیِیعِ الْجِهَادِ وَ سِیمَ الْخَسْفَ وَ مُنِعَ النَّصَفَ.

إلی آخر ما مر فی كتاب الفتن (3).

لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فَإِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً یَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا الْحُلَلُ وَ مِنْ أَسْفَلِهَا خَیْلٌ بُلْقٌ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ فَیَرْكَبُهَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَتَطِیرُ بِهِمْ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ شَاءُوا فَیَقُولُ الَّذِی أَسْفَلَ مِنْهُمْ یَا رَبَّنَا مَا بَلَغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّهُمْ كَانُوا یَقُومُونَ اللَّیْلَ وَ لَا یَنَامُونَ وَ یَصُومُونَ النَّهَارَ وَ لَا یَأْكُلُونَ وَ یُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَ لَا یَجْبُنُونَ وَ یَتَصَدَّقُونَ وَ لَا یَبْخَلُونَ (4).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَشْرَفُ الْمَوْتِ قَتْلُ الشَّهَادَةِ(5).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَخْبَرَنِی بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِهِ عَیْنِی وَ فَرِحَ بِهِ قَلْبِی قَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ غَزَا غَزْوَةً فِی سَبِیلِ اللَّهِ مِنْ أُمَّتِكَ فَمَا أَصَابَتْهُ قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ صُدَاعٌ إِلَّا كَانَتْ لَهُ شَهَادَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(6).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْجَنَّةِ بَابٌ یُقَالُ لَهُ بَابُ الْمُجَاهِدِینَ یَمْضُونَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ مَفْتُوحٌ وَ هُمْ مُتَقَلِّدُونَ سُیُوفَهُمْ وَ الْجَمْعُ فِی

ص: 8


1- 1. القماء: الذل و القمی ء الذلیل الصغیر.
2- 2. أدیل. بمعنی تحول و منه التداول، و المقصود غلب علیه، و منه الادالة بمعنی الغلبة.
3- 3. نهج البلاغة- محمّد عبده- ج 1 ص 63.
4- 4. أمالی الصدوق ص 291 و فیه( عتاق) بدل( بلق).
5- 5. لم نعثر علیه فی مظانه.
6- 6. أمالی الصدوق ص 577.

الْمَوْقِفِ وَ الْمَلَائِكَةُ تُرَحِّبُ بِهِمْ فَمَنْ تَرَكَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ذُلًّا فِی نَفْسِهِ وَ فَقْراً فِی مَعِیشَتِهِ وَ مَحْقاً فِی دِینِهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعَزَّ أُمَّتِی بِسَنَابِكِ خَیْلِهَا وَ مَرَاكِزِ رِمَاحِهَا(1).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَلَّغَ رِسَالَةَ غَازٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً وَ هُوَ شَرِیكُهُ فِی بَابِ غَزْوَتِهِ (2).

أقول: روی فی ثو هذا الخبر و الخبرین الذین هما قبله عن أبیه عن سعد عن البرقی (3).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خُیُولُ الْغُزَاةِ هِیَ خُیُولُهُمْ فِی الْجَنَّةِ(4).

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ: مِثْلَهُ (5).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال](6)

لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَیْرُ كُلُّهُ فِی السَّیْفِ وَ تَحْتَ ظِلِّ السَّیْفِ وَ لَا یُقِیمُ النَّاسَ إِلَّا السَّیْفُ وَ السُّیُوفُ مَقَالِیدُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ(7).

«11»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: الْقَتْلُ قَتْلَانِ قَتْلُ كَفَّارَةٍ وَ قَتْلُ دَرَجَةٍ وَ الْقِتَالُ قِتَالانِ قِتَالُ الْفِئَةِ الْكَافِرَةِ حَتَّی یُسْلِمُوا وَ قِتَالُ الْفِئَةِ الْبَاغِیَةِ حَتَّی یَفِیئُوا(8).

ص: 9


1- 1. أمالی الصدوق ص 577.
2- 2. نفس المصدر 578.
3- 3. ثواب الأعمال ص 172.
4- 4. لم نجده بهذا السند فی( ثو) و لكنه موجود فی أمالی الصدوق ص 578 و لعل الاشتباه فی الرمز من سهو النسّاخ.
5- 5. ثواب الأعمال ص 172.
6- 6. نفس المصدر ص 172.
7- 7. أمالی الصدوق ص 578.
8- 8. قرب الإسناد ص 62.

«12»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ: مِثْلَهُ (1).

«13»- ع، [علل الشرائع](2)

ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ ذَنْبٍ یُكَفِّرُهُ الْقَتْلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِلَّا الدَّیْنَ فَإِنَّهُ لَا كَفَّارَةَ لَهُ إِلَّا أَدَاؤُهُ أَوْ یَقْضِیَ صَاحِبُهُ أَوْ یَعْفُوَ الَّذِی لَهُ الْحَقُ (3).

«14»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِذَا قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَیْسَ فَوْقَهُ بِرٌّ وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ فَإِذَا قَتَلَ أَحَدَهُمَا فَلَیْسَ فَوْقَهُ عُقُوقٌ (4).

«15»- كِتَابُ الْغَایَاتِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (5).

«16»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَطْرَتَیْنِ قَطْرَةِ دَمٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ قَطْرَةِ دَمْعَةٍ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ لَا یُرِیدُ بِهَا عَبْدٌ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (6).

«17»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَیْفَ شَاءَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَی السُّیُوفِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ أَشْرَفَ عَلَی مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (7).

«18»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْبَغَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ

ص: 10


1- 1. الخصال ج 1 ص 39.
2- 2. علل الشرائع ص 528.
3- 3. لم نجده فی مظانه.
4- 4. الخصال ج 1 ص 8.
5- 5. الغایات ص 84.
6- 6. الخصال ج 1 ص 31 ذیل حدیث.
7- 7. الخصال ج 1 ص 53.

عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ الغیزان [الْغِیرَوَانِ] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الشَّیْبَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا قُلْتُ ثُمَّ أَیُّ شَیْ ءٍ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ قُلْتُ ثُمَّ أَیُّ شَیْ ءٍ قَالَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَحَدَّثَنِی بِهَذَا وَ لَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِی (1).

«19»- ل، [الخصال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الصَّلَاةُ وَ الْبِرُّ وَ الْجِهَادُ(2).

«20»- مع، [معانی الأخبار](3)

ل، [الخصال]: فِی خَبَرِ أَبِی ذَرٍّ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ إِیمَانٌ بِاللَّهِ وَ جِهَادٌ فِی سَبِیلِهِ قَالَ قُلْتُ فَأَیُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَ أُهَرِیقَ دَمُهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (4).

«21»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیمَانٌ لَا شَكَّ فِیهِ وَ غَزْوٌ لَا غُلُولَ فِیهِ وَ حَجٌّ مَبْرُورٌ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ شَهِیدٌ وَ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَ نَصَحَ لِسَیِّدِهِ وَ رَجُلٌ عَفِیفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِبَادَةٍ(5).

أقول: قد مضی خطبة أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه بالنخیلة فی هذا المعنی مع تفسیره فی أبواب تاریخه علیه السلام.

«22»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الْمَوْتُ طَالِبٌ وَ مَطْلُوبٌ لَا یُعْجِزُهُ الْمُقِیمُ وَ لَا یَفُوتُهُ الْهَارِبُ فَقَدِّمُوا وَ لَا تَتَّكِلُوا فَإِنَّهُ لَیْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِیصٌ إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُقْتَلُوا تَمُوتُوا وَ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ عَلَی الرَّأْسِ أَهْوَنُ

ص: 11


1- 1. الخصال ج 1 ص 107 و الصواب فی سنده الولید بن العیزار بن حریث و هو مترجم فی كتب العامّة.
2- 2. الخصال ج 1 ص 122.
3- 3. لم نجده فی مظانه.
4- 4. الخصال ج 2 ص 300 ضمن حدیث طویل.
5- 5. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 28 بتفاوت و زیادة فی آخره و أخرجه المفید فی أمالیه ص 54 و لیس فیه( شهید).

مِنْ مَوْتٍ عَلَی فِرَاشٍ (1).

«23»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَفْضَلُ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ الْخَبَرَ(2).

«24»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ یَشْفَعُونَ إِلَی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُشَفِّعُهُمُ الْأَنْبِیَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ(3).

«25»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اغْتَابَ مُؤْمِناً غَازِیاً أَوْ آذَاهُ أَوْ خَلَفَهُ فِی أَهْلِهِ بِسُوءٍ نُصِبَ عَمَلُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِیَسْتَغْرِقَ حَسَنَاتِهِ ثُمَّ یُرْكَسُ فِی النَّارِ رَكْساً إِذَا كَانَ الْغَازِی فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (4).

«26»- سن، [المحاسن] أَبِی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَیْفَ شَاءَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَی السُّیُوفِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ أَشْرَفَ عَلَی مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ (5).

«27»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ: بَیْنَمَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَخْطُبُ النَّاسَ وَ یَحُضُّهُمْ عَلَی الْجِهَادِ إِذْ قَامَ إِلَیْهِ شَابٌّ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ فَضْلِ الْغُزَاةِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كُنْتُ رَدِیفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ وَ نَحْنُ قَافِلُونَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَنِی عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ الْغُزَاةَ إِذَا هَمُّوا بِالْغَزْوِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ فَإِذَا تَجَهَّزُوا لِغَزْوِهِمْ بَاهَی اللَّهُ تَعَالَی بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَإِذَا وَدَّعَهُمْ أَهْلُوهُمْ بَكَتْ عَلَیْهِمُ الْحِیطَانُ وَ الْبُیُوتُ وَ یَخْرُجُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ كَمَا تَخْرُجُ الْحَیَّةُ مِنْ سِلْخِهَا وَ یُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ

ص: 12


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ج 1 ص 220.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 220.
3- 3. قرب الإسناد ص 31 و أخرجه الصدوق فی الخصال ج 1 ص 102.
4- 4. ثواب الأعمال ص 229.
5- 5. المحاسن ص 6.

یَحْفَظُونَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ لَا یَعْمَلُ حَسَنَةً إِلَّا ضُعِّفَتْ لَهُ وَ یُكْتَبُ لَهُ كُلَّ یَوْمٍ عِبَادَةُ أَلْفِ رَجُلٍ یَعْبُدُونَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ كُلُّ سَنَةٍ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ یَوْماً وَ الْیَوْمُ مِثْلُ عُمُرِ الدُّنْیَا وَ إِذَا صَارُوا بِحَضْرَةِ عَدُوِّهِمِ انْقَطَعَ عِلْمُ أَهْلِ الدُّنْیَا عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ إِیَّاهُمْ فَإِذَا بَرَزُوا لِعَدُوِّهِمْ وَ أُشْرِعَتِ الْأَسِنَّةُ وَ فُوِّقَتِ السِّهَامُ وَ تَقَدَّمَ الرَّجُلُ إِلَی الرَّجُلِ حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَ یَدْعُونَ اللَّهَ لَهُمْ بِالنَّصْرِ وَ التَّثْبِیتِ فَیُنَادِی مُنَادٍ الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّیُوفِ فَتَكُونُ الطَّعْنَةُ وَ الضَّرْبَةُ عَلَی الشَّهِیدِ أَهْوَنَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِی الْیَوْمِ الصَّائِفِ وَ إِذَا زَالَ الشَّهِیدُ عَنْ فَرَسِهِ بِطَعْنَةٍ أَوْ ضَرْبَةٍ لَمْ یَصِلْ إِلَی الْأَرْضِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فَتُبَشِّرَهُ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ فَإِذَا وَصَلَ إِلَی الْأَرْضِ تَقُولُ لَهُ مَرْحَباً بِالرُّوحِ الطَّیِّبَةِ الَّتِی أُخْرِجَتْ مِنَ الْبَدَنِ الطَّیِّبِ أَبْشِرْ فَإِنَّ لَكَ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ وَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا خَلِیفَتُهُ فِی أَهْلِهِ وَ مَنْ أَرْضَاهُمْ فَقَدْ أَرْضَانِی وَ مَنْ أَسْخَطَهُمْ فَقَدْ أَسْخَطَنِی وَ یَجْعَلُ اللَّهُ رُوحَهُ فِی حَوَاصِلِ طَیْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ تَشَاءُ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَ تَأْوِی إِلَی قَنَادِیلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ وَ یُعْطَی الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَبْعِینَ غُرْفَةً مِنْ غُرَفِ الْفِرْدَوْسِ مَا بَیْنَ صَنْعَاءَ وَ الشَّامِ یَمْلَأُ نُورُهَا مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ فِی كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَاباً عَلَی كُلِّ بَابٍ سَبْعُونَ مِصْرَاعاً مِنْ ذَهَبٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ سُتُورٌ مُسْبَلَةٌ فِی كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ خَیْمَةً فِی كُلِّ خَیْمَةٍ سَبْعُونَ سَرِیراً مِنْ ذَهَبٍ قَوَائِمُهَا الدُّرُّ وَ الزَّبَرْجَدُ مَوْصُولَةٌ بِقُضْبَانٍ مِنْ زُمُرُّدٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ أَرْبَعُونَ فَرْشاً غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً عَلَی كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ عُرُباً أَتْرَاباً فَقَالَ الشَّابُّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْعَرِبَةِ قَالَ هِیَ الْغَنِجَةُ الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ الشَّهِیَّةُ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِیفٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِیفَةٍ صُفْرُ الْحُلِیِّ بِیضُ الْوُجُوهِ عَلَیْهِمْ تِیجَانُ اللُّؤْلُؤِ عَلَی رِقَابِهِمُ الْمَنَادِیلُ بِأَیْدِیهِمُ الْأَكْوِبَةُ وَ الْأَبَارِیقُ وَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ شَاهِراً سَیْفَهُ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَماً اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَ الرَّائِحَةُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ یَخْطُو فِی عَرْصَةِ الْقِیَامَةِ.

فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ كَانَ الْأَنْبِیَاءُ عَلَی طَرِیقِهِمْ لَتَرَجَّلُوا لَهُمْ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ

ص: 13

بَهَائِهِمْ حَتَّی یَأْتُوا إِلَی مَوَائِدَ مِنَ الْجَوَاهِرِ فَیَقْعُدُونَ عَلَیْهَا وَ یَشْفَعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَبْعِینَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ جِیرَتِهِ حَتَّی إِنَّ الْجَارَیْنِ یَخْتَصِمَانِ أَیُّهُمَا أَقْرَبُ فَیَقْعُدُونَ مَعَهُ وَ مَعَ إِبْرَاهِیمَ عَلَی مَائِدَةِ الْخُلْدِ فَیَنْظُرُونَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی كُلِّ بُكْرَةٍ وَ عَشِیَّةٍ(1).

«28»- شا، [الإرشاد] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الْمَوْتُ طَالِبٌ حَثِیثٌ وَ مَطْلُوبٌ لَا یُعْجِزُهُ الْمُقِیمُ وَ لَا یَفُوتُهُ الْهَارِبُ فَأَقْدِمُوا وَ لَا تَتَّكِلُوا فَإِنَّهُ لَیْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِیصٌ إِنَّكُمْ إِنْ لَا تُقْتَلُوا تَمُوتُوا وَ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ عَلَی الرَّأْسِ أَیْسَرُ مِنْ مَوْتَةٍ عَلَی فِرَاشٍ (2).

«29»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی رَاغِبٌ نَشِیطٌ فِی الْجِهَادِ قَالَ فَجَاهِدْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ كُنْتَ حَیّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ مِتَّ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ إِلَی اللَّهِ هَذَا تَفْسِیرُ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً(3).

«30»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً قَالَ السَّیْفُ (4).

«31»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِ عَیْنٍ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ قَدَمٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ

ص: 14


1- 1. صحیفة الإمام الرضا علیه السلام ص 26- 28 الطبعة الثانیة بمطبعة المعاهد بمصر سنة 1340، بتفاوت و ما بین القوسین زیادة من المصدر، و فیه النظر إلی اللّٰه أی النظر الی كرامة اللّٰه و قد سبق فی هامش بعض الأحادیث أنّه تعالی لیس بجسم و امتناع رؤیته و ان الأحادیث التی توهم ذلك ان لم یمكن تفسیرها بما لا یتنافی مع الضروری من الدین فهو من الاخبار المدسوسة، فراجع.
2- 2. الإرشاد ص 127.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 206 و الآیة فی آل عمران: 169.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 315 و الآیة فی الاسراء: 80.

مِنْ خُطْوَةٍ إِلَی ذِی رَحِمٍ أَوْ خُطْوَةٍ یُتِمُّ بِهَا زَحْفاً فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ أَوْ جُرْعَةٍ ترد [یَرُدُّ] بِهَا الْعَبْدُ مُصِیبَتَهُ (1).

«32»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرّاً حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ شَهِیداً فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقاً حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ (2).

«33»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خُیُولُ الْغُزَاةِ فِی الدُّنْیَا هِیَ خُیُولُهُمْ فِی الْجَنَّةِ(3).

«34»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِی اللَّهِ تَعَالَی قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الرُّسُلُ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ(4).

«35»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دَعَا مُوسَی وَ أَمَّنَ هَارُونُ وَ أَمَّنَتِ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ اسْتَقِیمَا فَ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما وَ مَنْ غَزَا فِی سَبِیلِی اسْتَجَبْتُ لَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(5).

«36»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ نَعِیمٍ مَسْئُولٌ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی (6).

«37»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ وَ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (7).

«38»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی أُمَّتِی بِخَمْسٍ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْهِجْرَةِ وَ الْجِهَادِ وَ الْجَمَاعَةِ وَ مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْجَاهِلِیَّةِ فَلَهُ حَثْوَةٌ مِنْ حَثَی جَهَنَّمَ (8).

ص: 15


1- 1. كتاب الزهد للحسین بن سعید الأهوازی فی باب البكاء من خشیة اللّٰه- نسخة مخطوطة فی مكتبتی.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 5.
3- 3. نفس المصدر ص 15.
4- 4. نفس المصدر ص 19- 20.
5- 5. نفس المصدر ص 20.
6- 6. نفس المصدر ص 20.
7- 7. نفس المصدر ص 20.
8- 8. نفس المصدر ص 21.

«39»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاتَلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِبْرَاهِیمُ الْخَلِیلُ علیه السلام حَیْثُ أَسَرَتِ الرُّومُ لُوطاً علیه السلام فَنَفَرَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام وَ اسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَیْدِیهِمْ (1).

باب 2 أقسام الجهاد و شرائطه و آدابه

الآیات:

الحجرات: وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ (2).

«1»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبِی عَنْ حُرُوبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ السَّائِلُ مِنْ مُحِبِّینَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِخَمْسَةِ أَسْیَافٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا شَاهِرَةٌ لَا تُغْمَدُ إِلَی أَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها وَ لَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَیَوْمَئِذٍ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً وَ سَیْفٌ مِنْهَا مَلْفُوفٌ وَ سَیْفٌ مِنْهَا مَغْمُودٌ سَلُّهُ إِلَی غَیْرِنَا وَ حُكْمُهُ إِلَیْنَا فَأَمَّا السُّیُوفُ الثَّلَاثَةُ الشَّاهِرَةُ فَسَیْفٌ عَلَی مُشْرِكِی الْعَرَبِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا یَعْنِی آمَنُوا فَإِخْوانُكُمْ فِی الدِّینِ فَهَؤُلَاءِ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ الدُّخُولُ فِی الْإِسْلَامِ وَ أَمْوَالُهُمْ وَ ذَرَارِیُّهُمْ سَبْیٌ عَلَی مَا سَبَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّهُ سَبَی وَ عَفَا وَ قَبِلَ الْفِدَاءَ.

وَ السَّیْفُ الثَّانِی عَلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً نَزَلَتْ فِی أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ نَسَخَهَا قَوْلُهُ قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ

ص: 16


1- 1. نفس المصدر ص 23.
2- 2. سورة الحجرات: 9.

الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی دَارِ الْإِسْلَامِ فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُمْ إِلَّا الْجِزْیَةُ أَوِ الْقَتْلُ وَ مَالُهُمْ وَ ذَرَارِیُّهُمْ سَبْیٌ فَإِذَا قَبِلُوا الْجِزْیَةَ حَرُمَ عَلَیْنَا سَبْیُهُمْ وَ حَرُمَتْ أَمْوَالُهُمْ وَ حَلَّتْ لَنَا مُنَاكَحَتُهُمْ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی دَارِ الْحَرْبِ حَلَّ لَنَا سَبْیُهُمْ وَ أَمْوَالُهُمْ وَ لَمْ یَحِلَّ لَنَا نِكَاحُهُمْ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ الدُّخُولُ فِی الْإِسْلَامِ وَ السَّیْفُ الثَّالِثُ عَلَی مُشْرِكِی الْعَجَمِ یَعْنِی التُّرْكَ وَ الدَّیْلَمَ وَ الْخَزَرَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَوَّلِ السُّورَةِ الَّذِی یَذْكُرُ فِیهَا الَّذِینَ كَفَرُوا فَقَصَّ قِصَّتَهُمْ قَالَ فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ یَعْنِی بَعْدَ السَّبْیِ مِنْهُمْ وَ إِمَّا فِداءً یَعْنِی الْمُفَادَاةَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَهَؤُلَاءِ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ الدُّخُولُ فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا یَحِلُّ لَنَا نِكَاحُهُمْ مَا دَامُوا فِی الْحَرْبِ وَ أَمَّا السَّیْفُ الْمَلْفُوفُ فَسَیْفٌ عَلَی أَهْلِ الْبَغْیِ وَ التَّأْوِیلِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ یُقَاتِلُ بَعْدِی عَلَی التَّأْوِیلِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی التَّنْزِیلِ فَسُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ هُوَ فَقَالَ خَاصِفُ النَّعْلِ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ قَاتَلْتُ تَحْتَ هَذِهِ الرَّایَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثاً وَ هَذِهِ الرَّابِعَةُ وَ اللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّی بَلَغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَی الْحَقِّ وَ أَنَّهُمْ عَلَی الْبَاطِلِ فَكَانَتِ السِّیرَةُ فِیهِمْ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَهْلِ مَكَّةَ یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَإِنَّهُ لَمْ یَسْبِ لَهُمْ ذُرِّیَّةً وَ قَالَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَلْقَی سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِی سُفْیَانَ فَهُوَ آمِنٌ وَ كَذَلِكَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیهِمْ یَوْمَ الْبَصْرَةِ لَا تَسْبُوا لَهُمْ ذُرِّیَّةً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَی جَرِیحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَ أَلْقَی سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ.

ص: 17

وَ أَمَّا السَّیْفُ الْمَغْمُودُ فَالسَّیْفُ الَّذِی یُقَامُ بِهِ الْقِصَاصُ قَالَ اللَّهُ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ...

وَ الْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ فَسَلُّهُ إِلَی أَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ وَ حُكْمُهُ إِلَیْنَا فَهَذِهِ السُّیُوفُ الَّتِی بَعَثَ اللَّهُ بِهَا نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ جَحَدَهَا أَوْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهَا أَوْ شَیْئاً مِنْ سِیرَتِهَا وَ أَحْكَامِهَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ: مِثْلَهُ (2).

«3»- ف، [تحف العقول] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (3).

«4»- ج، [الإحتجاج]: لَقِیَ عَبَّادٌ الْبَصْرِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی طَرِیقِ مَكَّةَ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَرَكْتَ الْجِهَادَ وَ صُعُوبَتَهُ وَ أَقْبَلْتَ عَلَی الْحَجِّ وَ لِینِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا رَأَیْنَا هَؤُلَاءِ الَّذِینَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ فَالْجِهَادُ مَعَهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِ (4).

«5»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: لَقِیَ الزُّهْرِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی طَرِیقِ الْحَجِّ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا نَقَلْنَا(5).

«6»- ج، [الإحتجاج] عَبْدُ الْكَرِیمِ بْنُ عُتْبَةَ الْهَاشِمِیُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَكَّةَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أُنَاسٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فِیهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ وَ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ وَ حَفْصُ بْنُ سَالِمٍ وَ أُنَاسٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَ ذَلِكَ حِینَ قُتِلَ الْوَلِیدُ وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّامِ بَیْنَهُمْ فَتَكَلَّمُوا فَأَكْثَرُوا وَ خَبَطُوا فَأَطَالُوا فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَیَّ وَ أَطَلْتُمْ فَأَسْنِدُوا أَمْرَكُمْ إِلَی رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْیَتَكَلَّمْ بِحُجَّتِكُمْ وَ لْیُوجِزْ فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَی عَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ فَأَبْلَغَ وَ أَطَالَ فَكَانَ فِیمَا قَالَ أَنْ قَالَ قَتَلَ أَهْلُ الشَّامِ خَلِیفَتَهُمْ وَ ضَرَبَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ وَ شَتَّتَ أُمُورَهُمْ فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا رَجُلًا لَهُ

ص: 18


1- 1. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 640 بتفاوت و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 5 ص 10 و الشیخ فی التهذیب ج 6 ص 136.
2- 2. الخصال ج 1 ص 189.
3- 3. تحف العقول ص 296.
4- 4. الاحتجاج ج 2 ص 44.
5- 5. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 261 و الآیة فی سورة التوبة 111.

دِینٌ وَ عَقْلٌ وَ مُرُوَّةٌ وَ مَعْدِنٌ لِلْخِلَافَةِ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَجْتَمِعَ مَعَهُ فَنُبَایِعَهُ ثُمَّ نُظْهِرَ أَمْرَنَا مَعَهُ وَ نَدْعُوَ النَّاسَ إِلَیْهِ فَمَنْ بَایَعَهُ كُنَّا مَعَهُ وَ كَانَ مِنَّا وَ مَنِ اعْتَزَلَنَا كَفَفْنَا عَنْهُ وَ مَنْ نَصَبَ لَنَا جَاهَدْنَاهُ وَ نَصَبْنَا لَهُ عَلَی بَغْیِهِ وَ نَرُدَّهُ إِلَی الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ نَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَیْكَ فَإِنَّهُ لَا غَنَاءَ بِنَا عَنْ مِثْلِكَ لِفَضْلِكَ وَ كَثْرَةِ شِیعَتِكَ فَلَمَّا فَرَغَ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ كُلُّكُمْ عَلَی مِثْلِ مَا قَالَ عَمْرٌو قَالُوا نَعَمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا نَسْخَطُ إِذَا عُصِیَ اللَّهُ فَإِذَا أُطِیعَ اللَّهُ رَضِینَا أَخْبِرْنِی یَا عَمْرُو لَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا فَمَلَكْتَهُ بِغَیْرِ قِتَالٍ وَ لَا مَئُونَةٍ فَقِیلَ لَكَ وَلِّهَا مَنْ شِئْتَ مَنْ كُنْتَ تُوَلِّی قَالَ كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ قَالَ بَیْنَ كُلِّهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ بَیْنَ فُقَهَائِهِمْ وَ خِیَارِهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَخْبِرْنِی یَا عَمْرُو أَ تَتَوَلَّی أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا قَالَ أَتَوَلَّاهُمَا قَالَ یَا عَمْرُو إِنْ كُنْتَ رَجُلًا تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا فَإِنَّهُ یَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَیْهِمَا وَ إِنْ كُنْتَ تَتَوَلَّاهُمَا فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا قَدْ عَهِدَ عُمَرُ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَبَایَعَهُ وَ لَمْ یُشَاوِرْ أَحَداً ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُشَاوِرْ أَحَداً ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَی بَیْنَ سِتَّةٍ فَأَخْرَجَ مِنْهَا الْأَنْصَارَ غَیْرَ أُولَئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَیْشٍ ثُمَّ أَوْصَی النَّاسَ فِیهِمْ بِشَیْ ءٍ مما [لَا] أَرَاكَ تَرْضَی بِهِ أَنْتَ وَ لَا أَصْحَابُكَ قَالَ وَ مَا صَنَعَ قَالَ أَمَرَ صُهَیْباً أَنْ یُصَلِّیَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ أَنْ یَتَشَاوَرُوا أُولَئِكَ السِّتَّةَ لَیْسَ فِیهِمْ أَحَدٌ سِوَاهُمْ إِلَّا ابْنُ عُمَرَ یُشَاوِرُونَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ وَ أَوْصَی مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ قَبْلَ أَنْ یَفْرُغُوا وَ یُبَایِعُوا أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُ السِّتَّةِ جَمِیعاً وَ إِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِیَ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ وَ خَالَفَ اثْنَانِ أَنْ یُضْرَبَ أَعْنَاقُ الِاثْنَیْنِ أَ فَتَرْضَوْنَ بِذَا فِیمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورَی فِی الْمُسْلِمِینَ قَالُوا لَا قَالَ یَا عَمْرُو دَعْ ذَا أَ رَأَیْتَ لَوْ بَایَعْتَ صَاحِبَكَ هَذَا الَّذِی تَدْعُو إِلَیْهِ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیْكُمْ فِیهَا رَجُلَانِ فَأَفْضَیْتُمْ إِلَی الْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ لَمْ یُسْلِمُوا وَ لَمْ یُؤَدُّوا الْجِزْیَةَ كَانَ عِنْدَكُمْ وَ عِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِیرُونَ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ

ص: 19

صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمُشْرِكِینَ فِی حَرْبِهِمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَتَصْنَعُونَ مَا ذَا قَالُوا نَدْعُوهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَی الْجِزْیَةِ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا مَجُوساً وَ أَهْلَ كِتَابٍ قَالُوا وَ إِنْ كَانُوا مَجُوساً وَ أَهْلَ كِتَابٍ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا أَهْلَ الْأَوْثَانِ وَ عَبْدَةَ النِّیرَانِ وَ الْبَهَائِمِ وَ لَیْسُوا بِأَهْلِ كِتَابٍ قَالُوا سَوَاءٌ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الْقُرْآنِ أَ تَقْرَؤُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ اقْرَأْ قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ قَالَ فَاسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اشْتَرَطَ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتَابَ فَهُمْ وَ الَّذِینَ لَمْ یُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ یَقُولُونَهُ قَالَ فَدَعْ ذَا فَإِنَّهُمْ إِنْ أَبَوُا الْجِزْیَةَ فَقَاتَلْتَهُمْ وَ ظَهَرْتَ عَلَیْهِمْ كَیْفَ تَصْنَعُ بِالْغَنِیمَةِ قَالَ أُخْرِجُ الْخُمُسَ وَ أَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَیْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَیْهَا قَالَ تَقْسِمُهُ بَیْنَ جَمِیعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَیْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فِعْلِهِ وَ فِی سِیرَتِهِ وَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فِیهَا فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَشِیخَتُهُمْ فَسَلْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا یَخْتَلِفُونَ وَ لَا یَتَنَازَعُونَ فِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلَی أَنْ یَدَعَهُمْ فِی دِیَارِهِمْ وَ أَنْ لَا یُهَاجِرُوا عَلَی أَنَّهُ إِنْ دَهِمَهُ مِنْ عَدُوِّهِ دَاهِمٌ فَیَسْتَنْفِرُهُمْ فَیُقَاتِلُ بِهِمْ وَ لَیْسَ لَهُمْ مِنَ الْغَنِیمَةِ نَصِیبٌ وَ أَنْتَ تَقُولُ بَیْنَ جَمِیعِهِمْ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سِیرَتِهِ فِی الْمُشْرِكِینَ وَ دَعْ ذَا مَا تَقُولُ فِی الصَّدَقَةِ قَالَ فَقَرَأَ عَلَیْهِ هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ وَ الْعامِلِینَ عَلَیْها إِلَی آخِرِهَا قَالَ نَعَمْ فَكَیْفَ تُقْسِمُ بَیْنَهُمْ قَالَ أَقْسِمُهَا عَلَی ثَمَانِیَةِ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِی كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِیَةِ جُزْءاً قَالَ علیه السلام إِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ وَ صِنْفٌ رَجُلًا وَاحِداً وَ رَجُلَیْنِ وَ ثَلَاثَةً جَعَلْتَ لِهَذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بَیْنَ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ أَهْلِ الْبَوَادِی فَتَجْعَلُهُمْ فِیهَا سَوَاءً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَخَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ مَا أَتَی بِهِ فِی سِیرَتِهِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْسِمُ صَدَقَةَ الْبَوَادِی فِی أَهْلِ الْبَوَادِی وَ صَدَقَةَ أَهْلِ الْحَضَرِ فِی أَهْلِ الْحَضَرِ وَ لَا یَقْسِمُهُ بَیْنَهُمْ بِالسَّوِیَّةِ إِنَّمَا یَقْسِمُ عَلَی قَدْرِ مَا یَحْضُرُهُ مِنْهُمْ وَ عَلَی مَا یَرَی وَ عَلَی قَدْرِ مَا یَحْضُرُهُ

ص: 20

فَإِنْ كَانَ فِی نَفْسِكَ شَیْ ءٌ مِمَّا قُلْتُ فَإِنَّ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَشِیخَتَهُمْ كُلَّهُمْ لَا یَخْتَلِفُونَ فِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَا كَانَ یَصْنَعُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی عَمْرٍو وَ قَالَ اتَّقِ اللَّهَ یَا عَمْرُو وَ أَنْتُمْ أَیُّهَا الرَّهْطُ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی وَ كَانَ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَیْفِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَی نَفْسِهِ وَ فِی الْمُسْلِمِینَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ (1).

«7»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ الْبَزَنْطِیِّ مَعاً عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ لَا یَجُزْنَ فِی أَرْبَعَةٍ الْخِیَانَةُ وَ الْغُلُولُ وَ السَّرِقَةُ وَ الرِّبَا لَا تَجُوزُ فِی حَجٍّ وَ لَا عُمْرَةٍ وَ لَا جِهَادٍ وَ لَا صَدَقَةٍ(2).

«8»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا لَقِیتُمْ عَدُوَّكُمْ فِی الْحَرْبِ فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ فَتُسْخِطُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ تَسْتَوْجِبُوا غَضَبَهُ وَ إِذَا رَأَیْتُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمْ فِی الْحَرْبِ الرَّجُلَ الْمَجْرُوحَ أَوْ مَنْ قَدْ نُكِلَ أَوْ مَنْ قَدْ طَمِعَ عَدُوُّكُمْ فِیهِ فَقُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ (3).

«9»- وَ قَالَ علیه السلام: لَا یَخْرُجُ الْمُسْلِمُ فِی الْجِهَادِ مَعَ مَنْ لَا یُؤْمَنُ عَلَی الْحُكْمِ وَ لَا یُنْفِذُ فِی الْفَیْ ءِ أَمْرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ فِی ذَلِكَ كَانَ مُعِیناً لِعَدُوِّنَا فِی حَبْسِ حَقِّنَا وَ الْإِشَاطَةِ بِدِمَائِنَا وَ مِیتَتُهُ مِیتَةٌ جَاهِلِیَّةٌ(4).

«10»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا الْتَقَی الْمُسْلِمَانِ بِسَیْفَیْهِمَا عَلَی غَیْرِ سُنَّةٍ فَالْقَاتِلُ وَ الْمَقْتُولُ فِی النَّارِ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ لِأَنَّهُ أَرَادَ قَتْلًا(5).

«11»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْهَمْدَانِیِّ وَ ابْنِ بَزِیعٍ مَعاً عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْعِیصِ بْنِ قَاسِمٍ قَالَ سَمِعْتُ

ص: 21


1- 1. الاحتجاج ج 2 ص 118.
2- 2. الخصال ج 1 ص 116.
3- 3. الخصال ج 2 ص 407.
4- 4. الخصال ج 2 ص 418 بتفاوت یسیر.
5- 5. علل الشرائع ص 462 و فیه( قتله) بدل( قتلا).

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ نَظَرَ لَهَا أَنْتُمْ لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ نَفْسَانِ فَقَدَّمَ إِحْدَاهُمَا وَ جَرَّبَ بِهَا اسْتَقْبَلَ التَّوْبَةَ بِالْأُخْرَی كَانَ وَ لَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ وَ اللَّهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ إِنْ أَتَاكُمْ مِنَّا آتٍ یَدْعُوكُمْ إِلَی الرِّضَا مِنَّا فَنَحْنُ نَسْتَشْهِدُكُمْ أَنَّا لَا نَرْضَی إِنَّهُ لَا یُطِیعُنَا الْیَوْمَ وَ هُوَ وَحْدَهُ فَكَیْفَ یُطِیعُنَا إِذَا ارْتَفَعَتِ الرَّایَاتُ وَ الْأَعْلَامُ (1).

«12»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا یُقَاتِلُ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ وَ یَقُولُ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تُقْبَلُ التَّوْبَةُ وَ یَنْزِلُ النَّصْرُ وَ یَقُولُ هُوَ أَقْرَبُ إِلَی اللَّیْلِ وَ أَجْدَرُ أَنْ یَقِلَّ الْقَتْلُ وَ یَرْجِعَ الطَّالِبُ وَ یُفْلِتَ الْمَهْزُومُ (2).

«13»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: ذُكِرَتِ الْحَرُورِیَّةُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ إِنْ خَرَجُوا مِنْ جَمَاعَةٍ أَوْ عَلَی إِمَامٍ عَادِلٍ فَقَاتِلُوهُمْ وَ إِنْ خَرَجُوا عَلَی إِمَامٍ جَائِرٍ فَلَا تُقَاتِلُوهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ فِی ذَلِكَ مَقَالًا(3).

«14»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ مَوَالِیكَ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا یُعْطِی السَّیْفَ وَ الْفَرَسَ فِی السَّبِیلِ فَأَتَاهُ فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ ثُمَّ لَقِیَهُ أَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ السَّبِیلَ مَعَ هَؤُلَاءِ لَا یَجُوزُ وَ أَمَرُوهُ بِرَدِّهِمَا قَالَ فَلْیَفْعَلْ قَالَ قُلْتُ قَدْ طَلَبَ الرَّجُلَ فَلَمْ یَجِدْهُ وَ قِیلَ لَهُ قَدْ شَخَصَ الرَّجُلُ قَالَ فَلْیُرَابِطْ وَ لَا یُقَاتِلْ قَالَ قُلْتُ لَهُ فَفِی مِثْلِ قَزْوِینَ وَ الدَّیْلَمِ وَ عَسْقَلَانَ وَ مَا أَشْبَهَ هَذِهِ الثُّغُورَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ یُجَاهِدُ فَقَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَخَافَ عَلَی ذَرَارِیِّ الْمُسْلِمِینَ أَ رَأَیْتَكَ لَوْ أَنَّ الرُّومَ دَخَلُوا عَلَی الْمُسْلِمِینَ لَمْ یَنْبَغِ لَهُمْ أَنْ یُتَابِعُوهُمْ قَالَ یُرَابِطُ وَ لَا یُقَاتِلُ فَإِنْ خَافَ عَلَی

ص: 22


1- 1. نفس المصدر ص 577.
2- 2. علل الشرائع ص 603.
3- 3. علل الشرائع ص 603.

بَیْضَةِ الْإِسْلَامِ وَ الْمُسْلِمِینَ قَاتَلَ فَیَكُونُ قِتَالُهُ لِنَفْسِهِ لَیْسَ لِلسُّلْطَانِ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ جَاءَ الْعَدُوُّ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی هُوَ فِیهِ مُرَابِطٌ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُقَاتِلُ عَنْ بَیْضَةِ الْإِسْلَامِ لَا عَنْ هَؤُلَاءِ لِأَنَّ فِی دُرُوسِ الْإِسْلَامِ دُرُوسَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«15»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْجِهَادِ أَ سُنَّةٌ هُوَ أَمْ فَرِیضَةٌ فَقَالَ الْجِهَادُ عَلَی أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَجِهَادَانِ فَرْضٌ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ لَا یُقَامُ إِلَّا مَعَ فَرْضٍ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ فَأَمَّا أَحَدُ الْفَرْضَیْنِ فَمُجَاهَدَةُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ وَ مُجَاهَدَةُ الَّذِینَ یَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ فَرْضٌ وَ أَمَّا الْجِهَادُ الَّذِی هُوَ سُنَّةٌ لَا یُقَامُ إِلَّا مَعَ فَرْضٍ فَإِنَّ مُجَاهَدَةَ الْعَدُوِّ فَرْضٌ عَلَی جَمِیعِ الْأُمَّةِ وَ لَوْ تَرَكُوا الْجِهَادَ لَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ وَ هَذَا هُوَ مِنْ عَذَابِ الْأُمَّةِ وَ هُوَ سُنَّةٌ عَلَی الْإِمَامِ أَنْ یَأْتِیَ الْعَدُوَّ مَعَ الْأُمَّةِ فَیُجَاهِدَهُمْ وَ أَمَّا الْجِهَادُ الَّذِی هُوَ سُنَّةٌ فَكُلُّ سُنَّةٍ أَقَامَهَا الرَّجُلُ وَ جَاهَدَ فِی إِقَامَتِهَا وَ بُلُوغِهَا وَ إِحْیَائِهَا فَالْعَمَلُ وَ السَّعْیُ فِیهَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ لِأَنَّهُ أَحْیَا سُنَّةً قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْ ءٌ(2).

«16»- أَقُولُ رَوَاهُ فِی كِتَابِ الْغَایَاتِ (3) عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.

«17»- وَ فِی ف، [تحف العقول](4)

عَنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُرْسَلًا: وَ فِیهِ وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«18»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الْجِهَادُ وَاجِبٌ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ وَ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِیدٌ وَ لَا یَحِلُّ قَتْلُ أَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ وَ النُّصَّابِ فِی دَارِ التَّقِیَّةِ إِلَّا قَاتِلٍ أَوْ سَاعٍ فِی فَسَادٍ وَ ذَلِكَ إِذَا لَمْ تَخَفْ عَلَی نَفْسِكَ وَ لَا عَلَی أَصْحَابِكَ (5).

ص: 23


1- 1. علل الشرائع ص 603 و الظاهر سقوط( قلت) قبل قوله( أ رأیتك).
2- 2. الخصال ج 1 ص 163.
3- 3. كتاب الغایات ص 74.
4- 4. تحف العقول ص 247.
5- 5. الخصال ج 2 ص 394.

«19»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ مِثْلَهُ (1).

«20»- ف، [تحف العقول]: كِتَابٌ كَتَبَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِلَی زِیَادِ بْنِ النَّضْرِ حِینَ أَنْفَذَهُ عَلَی مُقَدِّمَتِهِ إِلَی صِفِّینَ اعْلَمْ أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُیُونُهُمْ وَ عُیُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ فَإِذَا أَنْتَ خَرَجْتَ مِنْ بِلَادِكَ وَ دَنَوْتَ مِنْ عَدُوِّكَ فَلَا تَسْأَمْ مِنْ تَوْجِیهِ الطَّلَائِعِ فِی كُلِّ نَاحِیَةٍ وَ فِی بَعْضِ الشِّعَابِ وَ الشَّجَرِ وَ الْخَمَرِ وَ فِی كُلِّ جَانِبٍ حَتَّی لَا یُغِیرَكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ یَكُونَ لَكُمْ كَمِینٌ وَ لَا تُسَیِّرِ الْكَتَائِبَ وَ الْقَبَائِلَ مِنْ لَدُنِ الصَّبَاحِ إِلَی الْمَسَاءِ إِلَّا تَعْبِیَةً فَإِنْ دَهَمَكُمْ أَمْرٌ أَوْ غَشِیَكُمْ مَكْرُوهٌ كُنْتُمْ قَدْ تَقَدَّمْتُمْ فِی التَّعْبِیَةِ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ فَلْیَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِی إِقْبَالِ الشِّرَافِ أَوْ فِی سِفَاحِ الْجِبَالِ وَ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ كَیْمَا تَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَیْنِ وَ اجْعَلُوا رُقَبَاءَكُمْ فِی صَیَاصِی الْجِبَالِ وَ بِأَعْلَی الشِّرَافِ وَ بِمَنَاكِبِ الْأَنْهَارِ یُرْبِئُونَ لَكُمْ لِئَلَّا یَأْتِیَكُمْ عَدُوٌّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِیعاً وَ إِذَا رَحَلْتُمْ فَارْحَلُوا جَمِیعاً وَ إِذَا غَشِیَكُمُ اللَّیْلُ فَنَزَلْتُمْ فَحُفُّوا عَسْكَرَكُمْ بِالرِّمَاحِ وَ التِّرَسَةِ وَ اجْعَلُوا رُمَاتَكُمْ یَلُونَ تِرَسَتَكُمْ كَیْلَا تُصَابَ لَكُمْ غِرَّةٌ وَ لَا تُلْقَی لَكُمْ غَفْلَةٌ وَ احْرُسْ عَسْكَرَكَ بِنَفْسِكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ توقد [تَرْقُدَ] أَوْ تُصْبِحَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً ثُمَّ لْیَكُنْ ذَلِكَ شَأْنَكَ وَ دَأْبَكَ حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی عَدُوِّكُمْ وَ عَلَیْكَ بِالتُّؤَدَةِ فِی حَرْبِكَ وَ إِیَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ إِلَّا أَنْ تُمْكِنَكَ فُرْصَةٌ وَ إِیَّاكَ أَنْ تُقَاتِلَ إِلَّا أَنْ یَبْدَءُوكَ أَوْ یَأْتِیَكَ أَمْرِی وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ (2).

«21»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالْجِهَادِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا یُجَاهِدُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ رَجُلَانِ

ص: 24


1- 1. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 124 بتفاوت یسیر.
2- 2. تحف العقول ص 188 و فیه( الاشراف) بدل( الشراف) و الاشراف جمع شرف- محركة- و هو العلو. و سفاح الجبال أسافلها، و صیاصیها أعالیها، و اثناء الأنهار منعطفاتها و المناكب المرتفعات، و الربیئة العین، و الغرار النوم الخفیف، و المضمضة أن ینام ثمّ یستیقظ ثمّ ینام، تشبها بمضمضة الماء فی الفم یأخذه ثمّ یمجه و فی المصدر( التأنی) بدل( التوأدة).

إِمَامٌ هُدًی أَوْ مُطِیعٌ لَهُ مُقْتَدٍ بِهُدَاهُ (1).

«22»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ حَیْدَرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْجِهَادُ أَفْضَلُ الْأَشْیَاءِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ فِی وَقْتِ الْجِهَادِ وَ لَا جِهَادَ إِلَّا مَعَ الْإِمَامِ (2).

«23»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا بَعَثَ سَرِیَّةً بَعَثَ أَمِیرَهَا فَأَجْلَسَهُ إِلَی جَنْبِهِ وَ أَجْلَسَ أَصْحَابَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ سِیرُوا بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَغْدِرُوا وَ لَا تَغُلُّوا وَ لَا تُمَثِّلُوا وَ لَا تَقْطَعُوا شَجَراً إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَیْهَا وَ لَا تَقْتُلُوا شَیْخاً فَانِیاً وَ لَا صَبِیّاً وَ لَا امْرَأَةً وَ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَی الْمُسْلِمِینَ أَوْ أَقْصَاهُمْ نَظَرَ إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَهُوَ جَارٌ حَتَّی یَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ فَإِذَا سَمِعَ كَلَامَ اللَّهِ فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِی دِینِكُمْ وَ إِنْ أَبَی فَاسْتَعِینُوا بِاللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَبْلِغُوهُ إِلَی مَأْمَنِهِ (3).

«24»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا حَرَنَتْ عَلَی أَحَدِكُمْ دَابَّةٌ یَعْنِی إِذَا قَامَتْ فِی أَرْضِ الْعَدُوِّ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلْیَذْبَحْهَا وَ لَا یُعَرْقِبْهَا(4).

«25»- سن، [المحاسن] عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ مُؤْتَةَ كَانَ جَعْفَرٌ عَلَی فَرَسِهِ فَلَمَّا الْتَقَوْا نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ فَعَرْقَبَهَا بِالسَّیْفِ وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ عَرْقَبَ فِی الْإِسْلَامِ (5).

«26»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَیْنَكُمْ بِالْباطِلِ قَالَ عَنَی بِذَلِكَ الْقِمَارَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عَنَی بِذَلِكَ الرَّجُلَ مِنَ

ص: 25


1- 1. أمالی الشیخ ج 2 ص 136 ضمن حدیث.
2- 2. لم نجده فی المصدر المذكور و لا فی أمالی الطوسیّ و الخصال فیما بحثنا عنه حیث احتملنا التصحیف فی الرمز.
3- 3. المحاسن ص 355 بزیادة فی آخره.
4- 4. المحاسن ص 634.
5- 5. المحاسن ص 634.

الْمُسْلِمِینَ یَشُدُّ عَلَی الْمُشْرِكِینَ فِی مَنَازِلِهِمْ فَیُقْتَلُ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ (1).

«27»- وَ قَالَ فِی رِوَایَةِ أَبِی عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ یَحْمِلُ عَلَی الْمُشْرِكِینَ وَحْدَهُ حَتَّی یَقْتُلَ أَوْ یُقْتَلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِیماً(2).

«28»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِیماً قَالَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ یَدْخُلُونَ عَلَی عَدُوِّهِمْ فِی الْمَغَارَاتِ فَیَتَمَكَّنُ مِنْهُمْ عَدُوُّهُمْ فَیَقْتُلُهُمْ كَیْفَ شَاءَ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ أَنْ یَدْخُلُوا عَلَیْهِمْ فِی الْمَغَارَاتِ (3).

«29»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی: فِی قَوْلِهِ ما كانَ لَهُمْ أَنْ یَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِینَ یَعْنِی الْإِیمَانَ لَا یَقْبَلُونَهُ إِلَّا وَ السَّیْفُ عَلَی رُءُوسِهِمْ (4).

«30»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُتْبَةَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ: مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَیْفِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَی نَفْسِهِ وَ فِی الْمُسْلِمِینَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ قَالَهُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ حَیْثُ سَأَلَهُ أَنْ یُبَایِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ (5).

«31»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ قَالَ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمْتَ سَبِیلًا مِنْ سُبُلِكَ جَعَلْتَ فِیهِ رِضَاكَ وَ نَدَبْتَ إِلَیْهِ أَوْلِیَاءَكَ وَ جَعَلْتَهُ أَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَوَاباً وَ أَكْرَمَهَا إِلَیْكَ مَآباً وَ أَحَبَّهَا إِلَیْكَ مَسْلَكاً ثُمَّ اشْتَرَیْتَ فِیهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فَاجْعَلْنِی مِمَّنِ اشْتَرَیْتَ فِیهِ مِنْكَ نَفْسَهُ- ثُمَّ وَفَی لَكَ بِبَیْعَتِهِ الَّتِی بَایَعَكَ عَلَیْهَا غَیْرَ نَاكِثٍ وَ لَا نَاقِضٍ عَهْداً وَ لَا یُبَدِّلُ تَبْدِیلًا مُخْتَصَرٌ(6).

ص: 26


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 235 و الآیة فی سورة النساء: 29.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 235 و الآیة فی سورة النساء: 29.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 236 و فیه فی الموضعین( المغازات) بدل( المغارات) و هو غلط واضح.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 56 و الآیة فی سورة البقرة: 114.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 85.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 113.

«32»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حُمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِیمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ قَالَ الدَّیْلَمُ (1).

«33»- شی، [تفسیر العیاشی] عَدِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قَالَ یَوْمَ الْتَقَی هُوَ وَ مُعَاوِیَةُ بِصِفِّینَ فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ یُسْمِعُ أَصْحَابَهُ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابَهُ ثُمَّ یَقُولُ فِی آخِرِ قَوْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَخْفِضُ بِهَا صَوْتَهُ وَ كُنْتُ قَرِیباً مِنْهُ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ

حَلَفْتَ مَا فَعَلْتَ ثُمَّ اسْتَثْنَیْتَ فَمَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ وَ أَنَا عِنْدَ الْمُؤْمِنِ غَیْرُ كَذُوبٍ فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَرِّضَ أَصْحَابِی عَلَیْهِمْ لِكَیْلَا یَفْشَلُوا وَ لِكَیْ یَطْمَعُوا فِیهِمْ فَأَفْعَلُهُمْ یَنْتَفِعُوا بِهَا بَعْدَ الْیَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

«34»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا هَزَمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام النَّاسَ یَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَی جَرْحَی وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ صِفِّینَ قَتَلَ الْمُدْبِرَ وَ أَجْهَزَ عَلَی الْجَرْحَی قَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ مَا هَاتَانِ السِّیرَتَانِ الْمُخْتَلِفَتَانِ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ وَ إِنَّ مُعَاوِیَةَ كَانَ قَائِماً بِعَیْنِهِ وَ كَانَ قَائِدَهُمْ (3).

«35»- ختص، [الإختصاص] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ التُّرْكُ خَیْرٌ أَمْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ إِذَا صِرْتُمْ إِلَی التُّرْكِ یُخَلُّونَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ دِینِكُمْ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ هَؤُلَاءِ یُخَلُّونَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ دِینِكُمْ قَالَ قَالَتْ لَا بَلْ یَجْهَدُونَ عَلَی قَتْلِنَا قَالَ فَإِنْ غَزَوْهُمْ أُولَئِكَ

ص: 27


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 118 و الآیة فی سورة التوبة: 123.
2- 2. لم نجده فی المصدر رغم البحث عنه و رواه الشیخ فی التهذیب ج 6 ص 163 و الكلینی فی الكافی ج 7 ص 460 و علیّ بن إبراهیم فی تفسیره ص 419.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 190.

فَاغْزُوهُمْ مَعَهُمْ أَوْ أَعِینُوهُمْ عَلَیْهِمْ الشَّكُّ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام (1).

«36»- كِتَابُ صِفِّینَ لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا رَأَی یَوْمَ صِفِّینَ مَیْمَنَتَهُ قَدْ عَادَتْ إِلَی مَوَاقِفِهَا وَ مَصَافِّهَا وَ كَشَفَ مَنْ بِإِزَائِهَا حَتَّی ضَارَبُوهُمْ فِی مَوَاقِفِهِمْ وَ مَرَاكِزِهِمْ أَقْبَلَ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنِّی قَدْ رَأَیْتُ جَوْلَتَكُمْ وَ انْحِیَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ تَحُوزُكُمُ الْجُفَاةُ الطَّغَامُ وَ أَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ وَ أَنْتُمْ لَهَامِیمُ الْعَرَبِ وَ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ عُمَّارُ اللَّیْلِ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ أَهْلُ دَعْوَةِ الْحَقِّ إِذَا ضَلَّ الْخَاطِئُونَ فَلَوْ لَا إِقْبَالُكُمْ بَعْدَ إِدْبَارِكُمْ وَ كَرُّكُمْ بَعْدَ انْحِیَازِكُمْ وَجَبَ عَلَیْكُمْ مَا وَجَبَ عَلَی الْمُوَلِّی یَوْمَ الزَّحْفِ دُبُرَهُ وَ كُنْتُمْ فِیمَا أَرَی مِنَ الْهَالِكِینَ وَ لَقَدْ هَوَّنَ عَلَیَّ بَعْضَ وَجْدِی وَ شَفَی بَعْضَ أُحَاحِ صَدْرِی أَنِّی رَأَیْتُكُمْ بِآخِرَةٍ حُزْتُمُوهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ وَ أَزَلْتُمُوهُمْ مِنْ مَصَافِّهِمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ تَحُوزُونَهُمْ بِالسُّیُوفِ لِیَرْكَبَ أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ كَالْإِبِلِ الْمُطْرَدَةِ الْهِیمِ فَالْآنَ فَاصْبِرُوا أُنْزِلَتْ عَلَیْكُمُ السَّكِینَةُ وَ ثَبَّتَكُمُ اللَّهُ بِالْیَقِینِ وَ لْیَعْلَمِ الْمُنْهَزِمُ أَنَّهُ مُسْخِطٌ لِرَبِّهِ وَ مُوبِقُ نَفْسِهِ وَ فِی الْفِرَارِ مَوْجِدَةٌ لِلَّهِ عَلَیْهِ وَ الذُّلُّ اللَّازِمُ وَ فَسَادُ الْعَیْشِ عَلَیْهِ وَ إِنَّ الْفَارَّ مِنْهُ لَا یَزِیدُ فِی عُمُرِهِ وَ لَا یَرْضَی رَبُّهُ فیموت [فَمَوْتُ] الرَّجُلِ مَحْقاً قَبْلَ إِتْیَانِ هَذِهِ الْخِصَالِ خَیْرٌ مِنَ الرِّضَا بِالتَّلَبُّسِ بِهَا وَ الْإِقْرَارِ عَلَیْهَا(2).

باب 3 أحكام الجهاد و فیه أیضا بعض ما ذكر فی الباب السابق

الآیات:

البقرة: وَ أَنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ(3) و قال تعالی: وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ

ص: 28


1- 1. الاختصاص ص 261 و الظاهر سقوط كلمة مولی فی قوله( الشك من أبی الحسن) فیكون الصواب( الشك من مولی أبی الحسن ع) و هو راوی الحدیث.
2- 2. وقعة صفّین ص 289 طبع مصر، و الأحاح: بالضم اشتداد الحزن و الغیظ.
3- 3. سورة البقرة: 195.

أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ (1)

الأعراف: وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ(2)

الأنفال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(3)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا لَقِیتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِیراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (4)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ ما كانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَكُونَ لَهُ أَسْری حَتَّی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ تُرِیدُونَ عَرَضَ الدُّنْیا وَ اللَّهُ یُرِیدُ الْآخِرَةَ وَ اللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (5)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِمَنْ فِی أَیْدِیكُمْ مِنَ الْأَسْری إِنْ یَعْلَمِ اللَّهُ فِی قُلُوبِكُمْ خَیْراً یُؤْتِكُمْ خَیْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (6)

التوبة: وَ لَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً(7)

و قال تعالی: لَیْسَ عَلَی الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَی الْمَرْضی وَ لا عَلَی الَّذِینَ لا یَجِدُونَ ما یُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَی الْمُحْسِنِینَ مِنْ سَبِیلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ لا عَلَی الَّذِینَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَیْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْیُنُهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا یَجِدُوا ما یُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِیاءُ رَضُوا بِأَنْ

ص: 29


1- 1. سورة البقرة: 250- 251.
2- 2. سورة الأعراف: 26.
3- 3. سورة الأنفال: 15- 16.
4- 4. سورة الأنفال: 45- 46.
5- 5. سورة الأنفال: 65- 67.
6- 6. سورة الأنفال: 70.
7- 7. سورة التوبة: 46.

یَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (1)

النحل: وَ سَرابِیلَ تَقِیكُمْ بَأْسَكُمْ (2)

الأنبیاء: وَ عَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (3)

محمد: فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَ لَوْ یَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ (4)

الفتح: لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْمَرِیضِ حَرَجٌ (5).

«1»- فس، [تفسیر القمی]: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً قَالَ كَانَ الْحُكْمُ فِی أَوَّلِ النُّبُوَّةِ فِی أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ وَجَبَ عَلَیْهِ أَنْ یُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ الْكُفَّارِ فَإِنْ هَرَبَ مِنْهُمْ فَهُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ وَ الْمِائَةُ یُقَاتِلُوا أَلْفاً ثُمَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ فِیهِمْ ضَعْفاً لَا یَقْدِرُونَ عَلَی ذَلِكَ فَأَنْزَلَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَنْ یُقَاتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رَجُلَیْنِ مِنَ الْكُفَّارِ فَإِنْ فَرَّ مِنْهُمَا فَهُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْ كَانُوا ثَلَاثَةً مِنَ الْكُفَّارِ وَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَفَرَّ الْمُسْلِمُ مِنْهُمْ فَلَیْسَ هُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ (6).

أقول: قد مر مثله فی تفسیر النعمانی فی كتاب القرآن عن أمیر المؤمنین علیه السلام ثم قال علیه السلام نسخ قوله وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً یعنی الیهود حین هادنهم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فلما رجع من غزاة تبوك أنزل اللّٰه تعالی قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ إلی قوله حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ فنسخت هذه الآیة تلك الهدنة.

ص: 30


1- 1. سورة التوبة: 91- 93.
2- 2. سورة النحل: 81.
3- 3. سورة الأنبیاء: 80.
4- 4. سورة محمد: 4.
5- 5. سورة الفتح: 17.
6- 6. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 256.

«2»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُقْتَلُ الرُّسُلُ وَ لَا الرُّهُنُ (1).

«3»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سُئِلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنْ أَجْعَالِ الْغَزْوِ فَقَالَ لَا بَأْسَ أَنْ یَغْزُوَ الرَّجُلُ عَنِ الرَّجُلِ وَ یَأْخُذَ مِنْهُ الْجُعْلَ (2).

«4»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثاً فَوَ اللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ تَخْطَفَنِی الطَّیْرُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِّی فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خُدْعَةٌ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلَغَهُ أَنَّ بَنِی قُرَیْظَةَ بَعَثُوا إِلَی أَبِی سُفْیَانَ أَنَّكُمْ إِذَا الْتَقَیْتُمْ أَنْتُمْ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْدَدْنَاكُمْ وَ أَعَنَّاكُمْ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَطَبَنَا فَقَالَ إِنَّ

بَنِی قُرَیْظَةَ بَعَثُوا إِلَیْنَا أَنَّا إِذَا الْتَقَیْنَا نَحْنُ وَ أَبُو سُفْیَانَ أمددونا [أَمَدُّونَا] وَ أَعَانُونَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا سُفْیَانَ فَقَالَ غَدَرَتْ یَهُودُ فَارْتَحَلَ عَنْهُمْ (3).

«5»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ عَرَضَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ یَعْنِی بَنِی قُرَیْظَةَ عَلَی الْعَانَاتِ فَمَنْ وَجَدَهُ أَنْبَتَ قَتَلَهُ وَ مَنْ لَمْ یَجِدْهُ أَنْبَتَ أَلْحَقَهُ بِالذَّرَارِیِ (4).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِیَّ كَتَبَ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَسْأَلُهُ عَنْ أَرْبَعَةِ أَشْیَاءَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَغْزُو بِالنِّسَاءِ وَ هَلْ كَانَ یَقْسِمُ لَهُنَّ شَیْئاً وَ عَنْ مَوْضِعِ الْخُمُسِ وَ عَنِ الْیَتِیمِ مَتَی یَنْقَطِعُ یُتْمُهُ وَ عَنْ قَتْلِ الذَّرَارِیِّ فَكَتَبَ إِلَیْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا قَوْلُكَ فِی النِّسَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُحْذِیهِنَّ وَ لَا یَقْسِمُ لَهُنَّ شَیْئاً وَ أَمَّا الْخُمُسُ فَإِنَّا نَزْعُمُ أَنَّهُ لَنَا وَ زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ لَیْسَ لَنَا فَصَبَرْنَا وَ أَمَّا الْیَتِیمُ فَانْقِطَاعُ یُتْمِهِ أَشُدُّهُ وَ هُوَ الِاحْتِلَامُ

ص: 31


1- 1. قرب الإسناد ص 62.
2- 2. قرب الإسناد ص 62.
3- 3. قرب الإسناد ص 62.
4- 4. قرب الإسناد ص 63.

إِلَّا أَنْ لَا تُؤْنِسَ مِنْهُ رُشْداً فَیَكُونَ عِنْدَكَ سَفِیهاً أَوْ ضَعِیفاً فَیُمْسِكُ عَلَیْهِ وَلِیُّهُ وَ أَمَّا الذَّرَارِیُّ فَلَمْ یَكُنِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْتُلُهَا وَ كَانَ الْخَضِرُ علیه السلام یَقْتُلُ كَافِرَهُمْ وَ یَتْرُكُ مُؤْمِنَهُمْ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا یَعْلَمُ الْخَضِرُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ (1).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَیُّمَا حَلْفٍ كَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ یَرُدَّهُ وَ لَا حَلْفَ فِی الْإِسْلَامِ الْمُسْلِمُونَ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یُجِیرُ عَلَیْهِمْ أَدْنَاهُمْ وَ یَرُدُّ عَلَیْهِمْ أَقْصَاهُمْ تُرَدُّ سَرَایَاهُمْ عَلَی قُعَّدِهِمْ لَا یُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَ دِیَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِیَةِ الْمُؤْمِنِ وَ لَا جَلَبَ وَ لَا جَنَبَ وَ لَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِی دُورِهِمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْحَدِیثَ فِی خُطْبَةِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ (2).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْكُمَیْتِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ أَبِی شِهَابٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَطِیَّةَ رَجُلٍ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ قَالَ: عُرِضْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ كَانَتْ لَهُ عَانَةٌ قَتَلَهُ وَ مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ عَانَةٌ تَرَكَهُ فَلَمْ تَكُنْ لِی عَانَةٌ فَتَرَكَنِی (3).

«9»- ب، [قرب الإسناد] عَنْهُمَا عَنْ حَنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: نُعِیَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله نَفْسُهُ وَ هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ وَجَعٌ قَالَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ فَنَادَی الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ نَادَی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ بِالسِّلَاحِ قَالَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ فَنَعَی إِلَیْهِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ قَالَ أُذَكِّرُ اللَّهَ الْوَالِیَ مِنْ بَعْدِی عَلَی أُمَّتِی أَلَّا یَرْحَمَ عَلَی جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ فَأَجَلَّ كَبِیرَهُمْ وَ رَحِمَ صَغِیرَهُمْ وَ وَقَّرَ عَالِمَهُمْ وَ لَمْ یُضِرَّ بِهِمْ فَیُذِلَّهُمْ وَ لَمْ یُصَغِّرْهُمْ فَیُكْفِرَهُمْ وَ لَمْ یُغْلِقْ بَابَهُ دُونَهُمْ فَیَأْكُلَ قَوِیُّهُمْ ضَعِیفَهُمْ وَ لَمْ یُجَمِّرْهُمْ فِی ثُغُورِهِمْ فَیَقْطَعَ نَسْلَ أُمَّتِی ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ فَاشْهَدْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْمِنْبَرِ(4).

ص: 32


1- 1. الخصال ج 1 ص 160.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 269.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 5.
4- 4. قرب الإسناد ص 48.

«10»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَكْتُبُ إِلَی أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ فِی فَلَّاحِی الْأَرْضِ أَنْ یُظْلَمُوا قِبَلَكُمْ (1).

«11»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ علیه السلام: إِطْعَامُ الْأَسِیرِ وَ الْإِحْسَانُ إِلَیْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ وَ إِنْ قَتَلْتَهُ مِنَ الْغَدِ(2).

«12»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ اشْتَرَی عَبْداً مُشْرِكاً وَ هُوَ فِی أَرْضِ الشِّرْكِ فَقَالَ الْعَبْدُ لَا أَسْتَطِیعُ الْمَشْیَ وَ خَافَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ یَلْحَقَ الْعَبْدُ بِالْعَدُوِّ أَ یَحِلُّ قَتْلُهُ قَالَ إِذَا خَافَ حَلَّ قَتْلُهُ (3).

«13»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِنْ أَخَذْتَ الْأَسِیرَ فَعَجَزَ عَنِ الْمَشْیِ وَ لَمْ یَكُنْ مَعَكَ مَحْمِلٌ فَأَرْسِلْهُ وَ لَا تَقْتُلْهُ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا حُكْمُ الْإِمَامِ فِیهِ وَ قَالَ الْأَسِیرُ إِذَا أَسْلَمَ فَقَدْ حُقِنَ دَمُهُ وَ صَارَ فَیْئاً(4).

«14»- فس، [تفسیر القمی]: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یُهاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلی قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِی الْأَعْرَابِ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَالَحَهُمْ عَلَی أَنْ یَدَعَهُمْ فِی دِیَارِهِمْ وَ لَا یُهَاجِرُوا إِلَی الْمَدِینَةِ وَ عَلَی أَنَّهُ إِنْ أَرَادَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَزَا بِهِمْ وَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْغَنِیمَةِ شَیْ ءٌ وَ أَوْجَبُوا عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ إِنْ أَرَادَهُمُ الْأَعْرَابُ مِنْ غَیْرِهِمْ أَوْ دَهَاهُمْ دَهْمٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ أَنْ یَنْصُرَهُمْ إِلَّا عَلَی قَوْمٍ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الرَّسُولِ عَهْدٌ وَ مِیثَاقٌ إِلَی مُدَّةٍ(5).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ لَا

ص: 33


1- 1. نفس المصدر ص 65.
2- 2. نفس المصدر ص 42.
3- 3. نفس المصدر ص 113.
4- 4. علل الشرائع ص 565.
5- 5. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 256 و الآیة فی سورة الأنفال: 72.

هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ (1).

«16»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حُسَیْنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ مَنْ فَرَّ مِنْ رَجُلَیْنِ فِی الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَ مَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ فِی الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ فَلَمْ یَفِرَّ(2).

«17»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُبَاشِرُ الْقِتَالَ بِنَفْسِهِ وَ لَا یَأْخُذُ السَّلَبَ (3).

«18»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: اعْتَمَّ أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَرْخَی عَذَبَةَ الْعِمَامَةِ مِنْ خَلْفِهِ بَیْنَ كَتِفَیْهِ ثُمَّ جَعَلَ یَتَبَخْتَرُ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذِهِ لَمِشْیَةٌ یُبْغِضُهَا اللَّهُ تَعَالَی إِلَّا عِنْدَ الْقِتَالِ (4).

«19»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَمَّا بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ قَالَ یَا عَلِیُّ لَا تُقَاتِلْ أَحَداً حَتَّی تَدْعُوَهُ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَأَنْ یَهْدِیَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْكَ رَجُلًا خَیْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ لَكَ وَلَاؤُهُ یَا عَلِیُ (5).

«20»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمِیرُ الْقَوْمِ أَقْطَفُهُمْ دَابَّةً(6).

«21»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَیْشاً إِلَی خَثْعَمٍ فَلَمَّا غَشُوهُمْ اسْتَعْصَمُوا بِالسُّجُودِ فَقَتَلَ بَعْضَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِلْوَرَثَةِ نِصْفُ الْعَقْلِ بِصَلَاتِهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ نَزَلَ مَعَ مُشْرِكٍ فِی دَارِ الْحَرْبِ (7).

«22»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقْتُلُوا فِی الْحَرْبِ إِلَّا مَنْ

ص: 34


1- 1. الخصال ج 2 ص 413.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 68 و فی آخره( من الزحف).
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 20 و قد سقط من النسخة المطبوعة قوله: كان علیّ علیه السلام.
4- 4. نفس المصدر ص 20 و عذبة العمامة ما سدل بین الكتفین.
5- 5. نفس المصدر ص 20 و عذبة العمامة ما سدل بین الكتفین.
6- 6. نفس المصدر ص 23.
7- 7. نفس المصدر ص 23.

جَرَتْ عَلَیْهِ الْمَوَاسِی (1).

«23»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَسْلَمَ عَلَی شَیْ ءٍ فَهُوَ لَهُ (2).

«24»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَرِیَّةٍ بَعَثَهَا لِیَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لَا یُنْصَرُونَ فَإِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی عَظِیمٌ (3).

«25»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: كَانَ شِعَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَوْمِ بَدْرٍ یَا مَنْصُورُ أَمِتْ وَ كَانَ شِعَارُهُمْ یَوْمَ أُحُدٍ لِلْمُهَاجِرِینَ یَا بَنِی عَبْدِ اللَّهِ وَ لِلْخَزْرَجِ یَا بَنِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ لِلْأَوْسِ یَا بَنِی عُبَیْدِ اللَّهِ (4).

«26»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ مُزَیْنَةَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ مَا شِعَارُكُمْ فَقَالُوا حَرَامٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلْ شِعَارُكُمْ حَلَالٌ (5).

«27»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ مُسَیْلَمَةَ یَا أَصْحَابَ الْبَقَرَةِ وَ كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِینَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِیدِ أَمِتْ أَمِتْ (6).

«28»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام ثَلَاثِینَ فَرَساً فِی غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَتْلُو عَلَیْكَ آیَةً فِی نَفَقَةِ الْخَیْلِ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِیَةً هِیَ النَّفَقَةُ عَلَی الْخَیْلِ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً(7).

«29»- كِتَابُ صِفِّینَ، لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ فِی صِفِّینَ حَتَّی مَتَی لَا نُنَاهِضُ الْقَوْمَ بِأَجْمَعِنَا قَالَ فَقَامَ فِی النَّاسِ عَشِیَّةَ الثَّلَاثَاءِ لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یُبْرَمُ مَا نَقَضَ وَ سَاقَ الْخُطْبَةَ إِلَی قَوْلِهِ أَلَا إِنَّكُمْ لَاقُو الْعَدُوِّ غَداً إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَطِیلُوا اللَّیْلَةَ الْقِیَامَ وَ أَكْثِرُوا تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ الصَّبْرَ وَ النَّصْرَ وَ الْقَوْهُمْ بِالْجِدِّ وَ الْحَزْمِ وَ كُونُوا صَادِقِینَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ وَثَبَ النَّاسُ إِلَی سُیُوفِهِمْ

ص: 35


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 23.
2- 2. لم نجده فی المطبوعة من النوادر.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 33.
4- 4. نوادر الراوندیّ ص 33.
5- 5. نوادر الراوندیّ ص 33.
6- 6. نوادر الراوندیّ ص 33.
7- 7. نوادر الراوندیّ ص 33.

وَ رِمَاحِهِمْ وَ نِبَالِهِمْ یُصْلِحُونَهَا(1).

«30»- وَ عَنْ عُمَرَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ وَ غَیْرِهِ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَرْكَبُ بَغْلًا لَهُ یَسْتَلِذُّهُ فَلَمَّا حَضَرَتِ الْحَرْبُ قَالَ ایتُونِی بِفَرَسٍ قَالَ فَأُتِیَ بِفَرَسٍ لَهُ أَدْهَمَ یُقَادُ بِشَطَنَیْنِ یَبْحَثُ بِیَدَیْهِ الْأَرْضَ جَمِیعاً لَهُ حَمْحَمَةٌ وَ صَهِیلٌ فَرَكِبَهُ وَ قَالَ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (2).

«31»- وَ فِیهِ، وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِیمٍ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا سَارَ إِلَی الْقِتَالِ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حِینَ یَرْكَبُ ثُمَّ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نِعَمِهِ عَلَیْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِیمِ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُتْعِبَتِ الْأَبْدَانُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَیْدِی وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ- ثُمَّ یَقُولُ سِیرُوا عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ یَا اللَّهُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا رَبَّ مُحَمَّدٍ اكْفُفْ عَنَّا شَرَّ الظَّالِمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَكَانَ هَذَا شِعَارَهُ بِصِفِّینَ (3).

«32»- وَ فِیهِ، عَنْ أَبْیَضَ بْنِ الْأَغَرِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: مَا كَانَ عَلِیٌّ فِی قِتَالٍ قَطُّ إِلَّا نَادَی یَا كهیعص (4).

«33»- وَ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَسَّانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِیٍّ أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ یَوْمَ صِفِّینَ: اللَّهُمَّ إِلَیْكَ رُفِعَتِ الْأَبْصَارُ وَ بُسِطَتِ الْأَیْدِی وَ دُعِیَتِ الْأَلْسُنُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ إِلَیْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ أَنْتَ الْحَاكِمُ فِی الْأَعْمَالِ فَاحْكُمْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَیْكَ غَیْبَةَ نَبِیِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا

ص: 36


1- 1. وقعة صفّین ص 252- 253 طبعة مصر بتفاوت یسیر.
2- 2. نفس المصدر ص 258.
3- 3. نفس المصدر ص 259 بتفاوت یسیر فی الأول.
4- 4. نفس المصدر ص 259 بتفاوت یسیر فی الأول.

وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ وَ ظُهُورَ الْفِتَنِ أَعِنَّا عَلَیْهِ بِفَتْحٍ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ تُعِزُّ بِهِ سُلْطَانَ الْحَقِّ وَ تُظْهِرُهُ (1).

«34»- وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ سُوَیْدٍ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَسِیرَ إِلَی الْحَرْبِ قَعَدَ عَلَی دَابَّتِهِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ عَلَی نِعَمِهِ عَلَیْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِیمِ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ یُوَجِّهُ دَابَّتَهُ إِلَی الْقِبْلَةِ ثُمَّ یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَیْدِی وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ نَشْكُو إِلَیْكَ غَیْبَةَ نَبِیِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ سِیرُوا عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ- ثُمَّ یُورَدُ وَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ مَنْ حَادَّهُ حِیَاضَ الْمَوْتِ (2).

«35»- وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی قَالَ هِیَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ هِیَ آیَةُ النَّصْرِ(3).

«36»- وَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام خَرَجَ إِلَیْهِمْ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَحْفُوظِ الْمَكْفُوفِ الَّذِی جَعَلْتَهُ مَغِیضاً لِلَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ جَعَلْتَ فِیهِ مَجْرًی لِلشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنَازِلَ الْكَوَاكِبِ وَ النُّجُومِ وَ جَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یَسْأَمُونَ الْعِبَادَةَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِی جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا یُحْصَی مِمَّا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی مِنْ خَلْقِكَ الْعَظِیمِ وَ رَبَ الْفُلْكِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِما یَنْفَعُ النَّاسَ وَ رَبَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحِیطِ بِالْعَالَمِینَ وَ رَبَّ الرَّوَاسِی الَّتِی جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ مَتَاعاً إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَی عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْیَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ فَإِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَیْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْ بَقِیَّةَ أَصْحَابِی مِنَ الْفِتْنَةِ(4).

ص: 37


1- 1. نفس المصدر ص 259.
2- 2. نفس المصدر ص 260.
3- 3. لم نجده فی مطبوعة مصر و یوجد فی طبعة ایران القدیمة ص 119.
4- 4. نفس المصدر ص 261.

«37»- وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّینَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْأَصْبَغُ بْنُ ضِرَارٍ وَ كَانَ یَكُونُ طَلِیعَةً وَ مَسْلَحَةً فَنَدَبَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام الْأَشْتَرَ فَأَخَذَهُ أَسِیراً مِنْ غَیْرِ أَنْ یُقَاتِلَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَنْهَی عَنْ قَتْلِ الْأَسِیرِ الْكَافِّ فَجَاءَ بِهِ لَیْلًا وَ شَدَّ وَثَاقَهُ وَ أَلْقَاهُ مَعَ أَضْیَافِهِ یَنْتَظِرُ بِهِ الصَّبَاحَ وَ كَانَ الْأَصْبَغُ شَاعِراً مُفَوَّهاً فَأَیْقَنَ بِالْقَتْلِ وَ نَامَ أَصْحَابُهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَأَسْمَعَ الْأَشْتَرَ أَبْیَاتاً یَذْكُرُ فِیهَا حَالَهُ یَسْتَعْطِفُهُ فَغَدَا بِهِ الْأَشْتَرُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْمَسْلَحَةِ لَقِیتُهُ بِالْأَمْسِ وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ قَتْلَهُ لَحَقٌّ قَتَلْتُهُ وَ قَدْ بَاتَ عِنْدَنَا اللَّیْلَةَ وَ حَرَّكَنَا بِشِعْرِهِ فَإِنْ كَانَ فِیهِ الْقَتْلُ فَاقْتُلْهُ وَ إِنَّ غَضَبَنَا فِیهِ وَ إِنْ كُنْتَ فِیهِ بِالْخِیَارِ فَهَبْهُ لَنَا قَالَ هُوَ لَكَ یَا مَالِكُ فَإِذَا أَصَبْتَ أَسِیراً فَلَا تَقْتُلْهُ فَإِنَّ أَسِیرَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لَا یُفَادَی وَ لَا یُقْتَلُ فَرَجَعَ بِهِ الْأَشْتَرُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ قَالَ لَكَ مَا أَخَذْنَا مَعَكَ لَیْسَ لَكَ عِنْدَنَا غَیْرُهُ (1).

«38»- وَ مِنْهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَیْرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَسْمَعُ عَلِیّاً علیه السلام یَوْمَ الْهَرِیرِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا طَحَنَتْ رَحَی مَذْحِجٍ فِیمَا بَیْنَهَا وَ بَیْنَ عَكٍّ وَ لَخْمٍ وَ جُذَامٍ وَ الْأَشْعَرِیَّیْنِ بِأَمْرٍ عَظِیمٍ تَشِیبُ مِنْهُ النَّوَاصِی مِنْ حِینَ اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ حَتَّی قَامَ قَائِمُ الظَّهِیرَةِ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ حَتَّی مَتَی نُخَلِّی بَیْنَ هَذَیْنِ الْحَیَّیْنِ وَ قَدْ فَنِیَتَا وَ أَنْتُمْ وُقُوفٌ تَنْظُرُونَ إِلَیْهِمْ أَ مَا تَخَافُونَ مَقْتَ اللَّهِ ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی الْقِبْلَةِ ثُمَّ نَادَی یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا وَاحِدُ یَا صَمَدُ یَا اللَّهُ یَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَیْدِی وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَیْكَ غَیْبَةَ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ سِیرُوا عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ- ثُمَّ نَادَی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَلِمَةُ التَّقْوَی (2).

ص: 38


1- 1. نفس المصدر ص 534 و فیه 12 بیتا قالها الأصبغ فی تلك اللیلة.
2- 2. وقعة صفّین ص 545.

أقول: تمامه فی كتاب الفتن.

«39»- وَ مِنْهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ نُمَیْرِ بْنِ وَعْلَةَ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: لَمَّا أَسَرَ عَلِیٌّ علیه السلام أَسْرَی یَوْمَ صِفِّینَ فَخَلَّی سَبِیلَهُمْ أَتَوْا مُعَاوِیَةَ وَ قَدْ كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ یَقُولُ لِأَسْرَی أَسَرَهُمْ مُعَاوِیَةُ اقْتُلْهُمْ فَمَا شَعَرُوا إِلَّا بِأَسْرَاهُمْ قَدْ خَلَّی سَبِیلَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ مُعَاوِیَةُ یَا عَمْرُو لَوْ أَطَعْنَاكَ فِی هَؤُلَاءِ الْأَسْرَی لَوَقَعْنَا فِی قَبِیحٍ مِنَ الْأَمْرِ أَ لَا تَرَی قَدْ خَلَّی سَبِیلَ أَسْرَانَا فَأَمَرَ بِتَخْلِیَةِ مَنْ فِی یَدَیْهِ مِنْ أَسْرَی عَلِیٍّ وَ قَدْ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا أَخَذَ أَسِیراً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَلَّی سَبِیلَهُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ قَدْ قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً فَیَقْتُلُهُ بِهِ فَإِذَا خَلَّی سَبِیلَهُ فَإِنْ عَادَ الثَّانِیَةَ قَتَلَهُ وَ لَمْ یُخَلِّ سَبِیلَهُ وَ كَانَ علیه السلام لَا یُجْهِزُ عَلَی الْجَرْحَی وَ لَا عَلَی مَنْ أَدْبَرَ بِصِفِّینَ لِمَكَانِ مُعَاوِیَةَ(1).

«40»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ علیه السلام: لَا تَدْعُوَنَّ إِلَی مُبَارَزَةٍ وَ إِنْ دُعِیتَ إِلَیْهَا فَأَجِبْ فَإِنَّ الدَّاعِیَ بَاغٍ وَ الْبَاغِیَ مَصْرُوعٌ (2).

«41»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ لَمَّا أَعْطَاهُ الرَّایَةَ یَوْمَ الْجَمَلِ تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا تَزُلْ عَضَّ عَلَی نَاجِذِكَ أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ تِدْ فِی الْأَرْضِ قَدَمَكَ وَ ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَی الْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ (3).

«42»- وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَقْتُلُوا الْخَوَارِجَ بَعْدِی فَلَیْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ یَعْنِی مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابَهُ (4).

«43»- وَ قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ أَیَّامِ صِفِّینَ: مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ اسْتَشْعِرُوا الْخَشْیَةَ وَ تَجَلْبَبُوا السَّكِینَةَ وَ عَضُّوا عَلَی النَّوَاجِذِ فَإِنَّهُ أَنْبَی لِلسُّیُوفِ عَنِ الْهَامِ وَ أَكْمِلُوا اللَّأْمَةَ وَ قَلْقِلُوا السُّیُوفَ فِی أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا وَ الْحَظُوا الْخَزْرَ وَ اطْعُنُوا الشَّزْرَ

ص: 39


1- 1. نفس المصدر ص 595.
2- 2. نهج البلاغة ج 3 ص 204.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 39.
4- 4. نفس المصدر ج 1 ص 103.

وَ نَافِحُوا بِالظُّبَی وَ صِلُوا السُّیُوفَ بِالخُطَی وَ عَاوِدُوا الْكَرَّ وَ اسْتَحْیُوا مِنَ الْفَرِّ فَإِنَّهُ عَارٌ فِی الْأَعْقَابِ وَ نَارٌ یَوْمَ الْحِسَابِ وَ طَیِّبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً وَ امْشُوا إِلَی الْمَوْتِ مَشْیاً سُجُحاً إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی كِتَابِ الْفِتَنِ (1).

«44»-: وَ مِنْ كَلَامٍ قَالَهُ لِأَصْحَابِهِ فِی وَقْتِ الْحَرْبِ وَ أَیُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِبَاطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَ رَأَی مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلًا فَلْیَذُبَّ عَنْ أَخِیهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ الَّتِی فُضِّلَ بِهَا عَلَیْهِ كَمَا یَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِیثٌ لَا یَفُوتُهُ الْمُقِیمُ وَ لَا یُعْجِزُهُ الْهَارِبُ إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ وَ الَّذِی نَفْسُ [ابْنِ] أَبِی طَالِبٍ بِیَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ مِیتَةٍ عَلَی الْفِرَاشِ (2).

«45»- وَ مِنْهُ: وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِیشَ الضِّبَابِ لَا تَأْخُذُونَ حَقّاً وَ لَا تَمْنَعُونَ ضَیْماً قَدْ خَلَّیْتُمْ وَ الطَّرِیقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ وَ الْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ (3).

«46»- وَ مِنْهُ: فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ وَ أَخِّرُوا الْحَاسِرَ وَ عَضُّوا عَلَی الْأَضْرَاسِ فَإِنَّهُ أَنْبَی لِلسُّیُوفِ عَنِ الْهَامِ وَ الْتَوُوا فِی أَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِنَّهُ أَمْوَرُ لِلْأَسِنَّةِ وَ غُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْشِ وَ أَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ وَ أَمِیتُوا الْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ وَ رَایَتَكُمْ فَلَا تَمِیلُوهَا وَ لَا تُخَلُّوهَا وَ لَا تَجْعَلُوهَا إِلَّا بِأَیْدِی شُجْعَانِكُمْ وَ الْمَانِعِینَ الذِّمَارَ مِنْكُمْ فَإِنَّ الصَّابِرِینَ عَلَی نُزُولِ الْحَقَائِقِ هُمُ الَّذِینَ یَحُفُّونَ بِرَایَاتِهِمْ وَ یَكْتَنِفُونَهَا حِفَافَیْهَا وَ وَرَاءَهَا وَ أَمَامَهَا لَا یَتَأَخَّرُونَ عَنْهَا فَیُسْلِمُوهَا وَ لَا یَتَقَدَّمُونَ عَلَیْهَا فَیُفْرِدُوهَا أَجْزَأَ امْرُؤٌ قِرْنَهُ وَ آسَی أَخَاهُ بِنَفْسِهِ وَ لَمْ یَكِلْ قِرْنَهُ إِلَی أَخِیهِ فَیَجْتَمِعَ عَلَیْهِ قِرْنُهُ وَ قِرْنُ أَخِیهِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سَیْفِ الْعَاجِلَةِ لَا تَسْلَمُوا مِنْ سَیْفِ الْآجِلَةِ وَ أَنْتُمْ لَهَامِیمُ الْعَرَبِ وَ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ إِنَّ فِی الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ اللَّهِ وَ الذُّلَّ اللَّازِمَ وَ الْعَارَ الْبَاقِیَ وَ إِنَّ الْفَارَّ لَغَیْرُ مَزِیدٍ فِی عُمُرِهِ وَ لَا مَحْجُورٌ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ یَوْمِهِ وَ إِنَّ الرَّائِحَ إِلَی اللَّهِ كَالظَّمْآنِ یَرِدُ

ص: 40


1- 1. نفس المصدر ج 1 ص 110.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 3.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 4.

الْمَاءَ الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِی (1) إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی كِتَابِ الْفِتَنِ مَشْرُوحاً.

«47»- وَ مِنْهُ،: قَالَ علیه السلام لَمَّا عَزَمَ عَلَی لِقَاءِ الْقَوْمِ بِصِفِّینَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْجَوِّ الْمَكْفُوفِ الَّذِی جَعَلْتَهُ مَغِیضاً لِلَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مَجْرَی لِلشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مُخْتَلَفاً لِلنُّجُومِ السَّیَّارَةِ وَ جَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً مِنْ مَلَائِكَتِكَ لَا یَسْأَمُونَ عَنْ عِبَادَتِكَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِی جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ مَدْرَجاً لِلْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا یُحْصَی مِمَّا یُرَی وَ مِمَّا لَا یُرَی وَ رَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِی الَّتِی جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ

أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ اعْتِمَاداً إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَی عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْیَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ وَ إِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَیْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْفِتْنَةِ أَیْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ وَ الْغَائِرُ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْحِفَاظِ الْعَارُ وَرَاءَكُمْ وَ الْجَنَّةُ أَمَامَكُمْ (2).

«48»- وَ مِنْهُ،: وَ مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام لَمَّا اضْطَرَبَ عَلَیْهِ أَصْحَابُهُ فِی أَمْرِ الْحُكُومَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ یَزَلْ أَمْرِی مَعَكُمْ عَلَی مَا أَحَبَّ حَتَّی نَهِكَتْكُمُ الْحَرْبُ وَ قَدْ وَ اللَّهِ أَخَذَتْ مِنْكُمْ وَ تَرَكَتْ وَ هِیَ لِعَدُوِّكُمْ أَنْهَكُ لَقَدْ كُنْتُ أَمْسِ أَمِیراً فَأَصْبَحْتُ الْیَوْمَ مَأْمُوراً وَ كُنْتُ أَمْسِ نَاهِیاً فَأَصْبَحْتُ الْیَوْمَ مَنْهِیّاً وَ قَدْ أَحْبَبْتُمُ الْبَقَاءَ وَ لَیْسَ لِی أَنْ أَحْمِلَكُمْ عَلَی مَا تَكْرَهُونَ (3).

«49»- وَ مِنْهُ،: كَانَ علیه السلام یَقُولُ إِذَا لَقِیَ الْعَدُوَّ مُحَارِباً اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُنْصِبَتِ الْأَبْدَانُ اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ الْأَضْغَانِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَیْكَ غَیْبَةَ نَبِیِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ (4).

«50»-: وَ كَانَ یَقُولُ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ عِنْدَ الْحَرْبِ لَا تُشَدَّنَّ عَلَیْكُمْ فَرَّةٌ بَعْدَهَا كَرَّةٌ وَ لَا جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ وَ أَعْطُوا السُّیُوفَ حُقُوقَهَا وَ وَطِّئُوا لِلْجَنُوبِ مَصَارِعَهَا

ص: 41


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 4- 6.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 101.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 212.
4- 4. نفس المصدر ج 3 ص 17.

وَ اذْمُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَی الطَّعْنِ الدَّعْسِیِّ وَ الضَّرْبِ الطِّلَحْفِیِّ وَ أَمِیتُوا الْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ (1).

«51»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: یَقُولُ الرَّجُلُ جَاهَدْتُ وَ لَمْ یُجَاهِدْ إِنَّمَا الْجِهَادُ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ مُجَاهَدَةُ الْعَدُوِّ وَ قَدْ تُقَاتِلُ أَقْوَامٌ فَیُحِبُّونَ الْقِتَالَ لَا یُرِیدُونَ إِلَّا الذِّكْرَ وَ الْأَجْرَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُقَاتِلُ بِطَبْعِهِ مِنَ الشَّجَاعَةِ فَیَحْمِی مَنْ یَعْرِفُ وَ مَنْ لَا یَعْرِفُ وَ یَجْبُنُ بِطَبِیعَتِهِ مِنَ الْجُبْنِ فَیُسَلِّمُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ إِلَی الْعَدُوِّ وَ إِنَّمَا الْمِثَالُ حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ وَ كُلُّ امْرِئٍ عَلَی مَا قَاتَلَ عَلَیْهِ وَ إِنَّ الْكَلْبَ لَیُقَاتِلُ دُونَ أَهْلِهِ.

«52»- وَ عَنْ مَیْسَرَةَ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: قَاتِلُوا أَهْلَ الشَّامِ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ بَعْدِی.

«53»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنْ أَبِی الدُّنْیَا الْمُعَمَّرِ الْمَغْرِبِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ(2).

ص: 42


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 17. شرح بعض الكلمات اللغویّة فی الاخبار المذكورة عن نهج البلاغة آنفا:( الناجذ) واحد النواجذ و هی أقص الأضراس و قیل كلها أو الانیاب( تد) فعل أمر من وتد یتد أی ثبتها،( أنبی للسیوف عن الهام) أبعد تأثیرا فیها لان الإنسان اذا عض علی نواجذه تصلبت أعصابه و عضلاته المتصلة بالدماغ فتكون الهامة أصلب و أقوی علی مقاومة السیف، و( الهام) جمع هامة و هی الرأس،( اللأمة) الدرع و البیضة أو آلات الحرب و اكمالها استیفاؤها( الخزر) محركة النظر كأنّه من أحد الشقین( الشزر) الطعن فی الجوانب یمینا و شمالا( السجح) بضمتین السهل اللین( كشیش الضباب) صوت احتكاك جلودها عند ازدحامها( أمور للاسنة) أی أشد فعلا للمور و هو الاضطراب الموجب للانزلاق و عدم النفوذ،( لهامیم العرب) جمع لهمیم الجواد السابق من الإنسان و الخیل( اذ مروا) ای وطنوا و حرضوا.( الطعن الدعسی) اسم من الدعس ای الطعن الشدید( و الضرب الطلحفی) ای الضرب الشدید أو أشدّ الضرب.
2- 2. لم نجدها فی المصدر المذكور رغم البحث عنها مكرّرا نعم یوجد فیه قوله علیه السلام .( الحرب خدعة) منسوبا الی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فی حدیث له صلّی اللّٰه علیه و آله مع نمام كاد اللّٰه له صلی اللّٰه علیه و آله فی بنی قریظة و ذلك فی ج 1 ص 267 كما هو صدر حدیث یرویه أبو البختری فی قرب الإسناد ص 62 عن الصادق علیه السلام.

«54»- الْعِلَلُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: الْعِلَّةُ فِی تَنَحِّی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قُرَیْشٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ نَبِیَّ السَّیْفِ وَ الْقِتَالُ لَا یَكُونُ إِلَّا بِأَعْوَانٍ فَتَنَحَّی حَتَّی وَجَدَ أَعْوَاناً ثُمَّ غَزَاهُمْ.

باب 4 الأسلحة و أدوات الحرب

الآیات:

الأعراف: وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ(1)

النحل: وَ سَرابِیلَ تَقِیكُمْ بَأْسَكُمْ (2)

الأنبیاء: وَ عَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (3)

سبأ: وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِیدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَ قَدِّرْ فِی السَّرْدِ(4)

الحدید: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ(5).

باب 5 العهد و الأمان و شبهه

الآیات:

البقرة: وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا(6)

النساء: إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلی قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ

ص: 43


1- 1. سورة الأعراف: 26.
2- 2. سورة النحل: 81.
3- 3. سورة الأنبیاء: 80.
4- 4. سورة سبأ: 11.
5- 5. سورة الحدید: 25.
6- 6. سورة البقرة: 177.

صُدُورُهُمْ أَنْ یُقاتِلُوكُمْ أَوْ یُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَیْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ یُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلًا سَتَجِدُونَ آخَرِینَ یُرِیدُونَ أَنْ یَأْمَنُوكُمْ وَ یَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَی الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِیها فَإِنْ لَمْ یَعْتَزِلُوكُمْ وَ یُلْقُوا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ وَ یَكُفُّوا أَیْدِیَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَیْهِمْ سُلْطاناً مُبِیناً(1)

المائدة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ(2)

الأنفال: الَّذِینَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ یَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِی كُلِّ مَرَّةٍ وَ هُمْ لا یَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَذَّكَّرُونَ وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیانَةً فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلی سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْخائِنِینَ (3)

و قال تعالی: وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (4)

و قال سبحانه: وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلی قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ (5)

التوبة: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِی الْكافِرِینَ (6) إلی قوله تعالی إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ ثُمَّ لَمْ یَنْقُصُوكُمْ شَیْئاً وَ لَمْ یُظاهِرُوا عَلَیْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَیْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلی مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَّقِینَ (7) إلی قوله سبحانه وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّی یَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ

ص: 44


1- 1. سورة النساء: 90- 91.
2- 2. سورة المائدة: 1.
3- 3. سورة الأنفال: 56- 58.
4- 4. سورة الأنفال: 61.
5- 5. سورة الأنفال: 72.
6- 6. سورة التوبة: 1- 2.
7- 7. سورة التوبة: 4.

ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْلَمُونَ كَیْفَ یَكُونُ لِلْمُشْرِكِینَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِیمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَّقِینَ كَیْفَ وَ إِنْ یَظْهَرُوا عَلَیْكُمْ لا یَرْقُبُوا فِیكُمْ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً یُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَ تَأْبی قُلُوبُهُمْ وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (1) إلی قوله تعالی وَ إِنْ نَكَثُوا أَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِی دِینِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ (2).

«1»- ل، [الخصال] جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا فَشَتْ أَرْبَعَةٌ ظَهَرَتْ أَرْبَعَةٌ إِذَا فَشَا الزِّنَا ظَهَرَتِ الزَّلَازِلُ وَ إِذَا أُمْسِكَتِ الزَّكَاةُ هَلَكَتِ الْمَاشِیَةُ وَ إِذَا جَارَ الْحُكَّامُ فِی الْقَضَاءِ أُمْسِكَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ وَ إِذَا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ نُصِرَ الْمُشْرِكُونَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ (3).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَجَدْتُ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا مِنْ بَعْدِی ظَهَرَتْ مَوْتَةُ الْفَجْأَةِ وَ إِذَا طُفِّفَتِ الْمَكَایِیلُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِینَ وَ النَّقْصِ وَ إِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا مِنَ الزَّرْعِ وَ الثِّمَارِ وَ الْمَعَادِنِ كُلَّهَا وَ إِذَا جَارُوا فِی الْحُكْمِ تَعَاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ إِذَا نَقَضُوا الْعَهْدَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ إِذَا قُطِعَتِ الْأَرْحَامُ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ وَ إِذَا لَمْ یَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ یَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَمْ یَتَّبِعُوا الْأَخْیَارَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ شِرَارَهُمْ ثُمَّ تَدْعُو خِیَارُهُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ (4).

ص: 45


1- 1. سورة التوبة: 8- 10.
2- 2. سورة التوبة: 14.
3- 3. الخصال ج 1 ص 165.
4- 4. أمالی الشیخ الطوسیّ ج 1 ص 213 و أخرجه الصدوق فی أمالیه ص 308 و ثواب الأعمال ص 225 بتفاوت فی الجمیع.

«3»- ع، [علل الشرائع](1) ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ وَجَدْنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا مِنْ بَعْدِی كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ وَ إِذَا طُفِّفَتِ الْمِكْیَالُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِینَ وَ النَّقْصِ وَ إِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا مِنَ الزَّرْعِ وَ الثِّمَارِ وَ الْمَعَادِنِ كُلَّهَا وَ إِذَا جَارُوا فِی الْأَحْكَامِ تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ إِذَا نَقَضُوا الْعَهْدَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ إِذَا قُطِعَتْ الْأَرْحَامِ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ وَ إِذَا لَمْ یَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ یَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَمْ یَتَّبِعُوا الْأَخْیَارَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ شِرَارَهُمْ فَتَدْعُو خِیَارُهُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ (2).

«4»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنِ الْحُبَابِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ وُلِدَ فِی الْإِسْلَامِ حُرّاً فَهُوَ عَرَبِیٌّ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ فَخُفِرَ فِی عَهْدِهِ فَهُوَ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ طَوْعاً فَهُوَ مُهَاجِرٌ(3).

«5»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدِهِ لِأَهْلِ حِصْنٍ وَ قَالَ هُوَ مِنْ الْمُسْلِمِینَ (4).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ بِمِنًی فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا ثُمَّ بَلَغَهَا إِلَی مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ عَنْ وَرَائِهِمْ الْمُسْلِمُونَ

ص: 46


1- 1. علل الشرائع ص 584.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 213- 214 الی قوله: إذا نقضوا العهد.
3- 3. معانی الأخبار ص 405.
4- 4. قرب الإسناد ص 65.

إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ (1).

«7»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَی دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَحْمِلُ لِوَاءَ الْغَدْرِ(2).

«8»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اعْتَصِمُوا بِالذِّمَمِ فِی أَوْتَادِهَا(3).

«9»- وَ مِنْهُ،: فِی عَهْدِهِ علیه السلام لِلْأَشْتَرِ وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَیْهِ عَدُوُّكَ وَ لِلَّهِ فِیهِ رِضًا فَإِنَّ فِی الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ وَ لَكِنَّ الْحَذَرَ كُلَّ الذر [الْحَذَرِ] مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِیَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِی ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ وَ إِنْ عَقَدْتَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَیْتَ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَیْ ءٌ النَّاسُ عَلَیْهِ أَشَدُّ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِیمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِیمَا بَیْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِینَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخِیسَنَّ بِعَهْدِكَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا یَجْتَرِئُ عَلَی اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِیٌّ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَیْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ حَرِیماً یَسْكُنُونَ إِلَی مَنَعَتِهِ وَ یَسْتَفِیضُونَ إِلَی جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ وَ لَا مُدَالَسَةَ وَ لَا خِدَاعَ فِیهِ وَ لَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِیهِ الْعِلَلَ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَی لَحْنِ قَوْلٍ بَعْدَ التَّأْكِیدِ وَ التَّوْثِقَةِ وَ لَا یَدْعُوَنَّكَ ضِیقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِیهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَی طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَیْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَی ضِیقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَیْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِیطَ بِكَ فِیهِ مِنَ اللَّهِ طِلْبَةٌ فَلَا تَسْتَقْبِلُ فِیهَا دُنْیَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ (4).

«10»- كِتَابُ الْأَعْمَالِ الْمَانِعَةِ مِنَ الْجَنَّةِ، لِلشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُمِّیِ

ص: 47


1- 1. الخصال ج 1 ص 98.
2- 2. ثواب الأعمال ص 229 و فیه( لواء غدره).
3- 3. نهج البلاغة ج 3 ص 191.
4- 4. نهج البلاغة ج 3 ص 117.

رُوِیَ عَنِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ الَّتِی تُوجَدُ رِیحُهَا مِنْ مَسِیرَةِ اثْنَیْ عَشَرَ عَاماً(1).

«11»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: وَ الْجِهَادُ فَرْضٌ عَلَی جَمِیعِ الْمُسْلِمِینَ لِقَوْلِ اللَّهِ كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتالُ فَإِنْ قَامَتْ بِالْجِهَادِ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَسِعَ سَائِرَهُمُ التَّخَلُّفُ عَنْهُ مَا لَمْ یَحْتَجِ الَّذِینَ یَلُونَ الْجِهَادَ إِلَی الْمَدَدِ فَإِنِ احْتَاجُوا لَزِمَ الْجَمِیعَ

أَنْ یُمِدُّوهُمْ حَتَّی یَكْتَفُوا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا كَافَّةً وَ إِنْ دَهِمَ أَمْرٌ یُحْتَاجُ فِیهِ إِلَی جَمَاعَتِهِمْ نَفَرُوا كُلُّهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2).

«12»- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا شَبَاباً وَ شُیُوخاً(3).

«13»- وَ عَنْهُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ هَذَا لِكُلِّ مَنْ جَاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَنْ هَذَا فَلَمْ یُجِبْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِعَقِبِ ذَلِكَ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأَبَانَ اللَّهُ بِهَذَا صِفَةَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ اشْتَرَی مِنْهُمْ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْیُجَاهِدْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَلَی هَذِهِ الشَّرَائِطِ وَ إِلَّا فَهُوَ فِی جُمْلَةٍ مَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَنْصُرُ اللَّهُ هَذَا الدِّینَ بِقَوْمٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ(4).

«14»- وَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَعْرَابِ هَلْ عَلَیْهِمْ جِهَادٌ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَنْزِلَ بِالْإِسْلَامِ أَمْرٌ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ یَحْتَاجَ فِیهِ إِلَیْهِمْ وَ قَالَ وَ لَیْسَ لَهُمْ

ص: 48


1- 1. كتاب الاعمال المانعة من دخول الجنة ص 63.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 341.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 341.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 341.

مِنَ الْفَیْ ءِ شَیْ ءٌ مَا لَمْ یُجَاهِدُوا(1).

«15»- وَ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ جُبْناً فَلَا یَغْزُ(2).

«16»- قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ لَا یَحِلُّ لِلْجَبَانِ أَنْ یَغْزُوَ لِأَنَّهُ یَنْهَزِمُ سَرِیعاً وَ لَكِنْ لِیَنْظُرْ مَا كَانَ یُرِیدُ أَنْ یَغْزُوَ بِهِ فَلْیُجَهِّزْ بِهِ غَیْرَهُ فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَ لَا یُنْقَصُ مِنْ أَجْرِهِ شَیْ ءٌ(3).

«17»- وَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ عَلَی الْعَبِیدِ جِهَادٌ مَا اسْتُغْنِیَ عَنْهُمْ وَ لَا عَلَی النِّسَاءِ جِهَادٌ وَ لَا عَلَی مَنْ لَمْ یَبْلُغِ الْحُلُمَ (4).

«18»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَیْهِ الْقِیَامُ وَ التَّغْیِیرُ(5).

«19»- وَ رُوِّینَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كُلُّ نَعِیمٍ مَسْئُولٌ عَنْهُ الْعَبْدُ إِلَّا مَا كَانَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (6).

«20»- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: أَصْلُ الْإِسْلَامِ الصَّلَاةُ وَ فَرْعُهُ الزَّكَاةُ وَ ذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (7).

«21»- وَ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَافِرُوا تَصِحُّوا وَ اغْزُوا تَغْنَمُوا وَ حُجُّوا تَسْتَغْنُوا(8).

«22»- وَ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: لِلْإِیمَانِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ الصَّبْرُ وَ الْیَقِینُ وَ الْعَدْلُ وَ الْجِهَادُ(9).

«23»- وَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: جَاهِدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَیْدِیكُمْ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَجَاهِدُوا بِأَلْسِنَتِكُمْ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَجَاهِدُوا بِقُلُوبِكُمْ (10).

ص: 49


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
6- 6. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
7- 7. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
8- 8. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
9- 9. دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
10- 10. نفس المصدر ج 1 ص 343.

«24»- وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالْجِهَادِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ عَدْلٍ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ(1).

«25»- وَ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قُوَّادُهُمْ وَ الرُّسُلُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ(2).

«26»- وَ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَجْوَدُ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِنَفْسِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ أَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ (3).

«27»- وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا دَعَا مُوسَی وَ هَارُونُ رَبَّهُمَا قَالَ اللَّهُ قَدْ أَجَبْتُ دَعْوَتَكُمَا وَ مَنْ غَزَا فِی سَبِیلِی أَسْتَجِیبُ لَهُ كَمَا اسْتَجَبْتُ لَكُمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(4).

«28»- وَ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اغْتَابَ غَازِیاً فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ آذَاهُ أَوْ خَلَفَهُ بِسُوءٍ فِی أَهْلِهِ نُصِبَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَمُ غَدْرٍ فَیَسْتَفْرِغُ حَسَنَاتِهِ ثُمَّ یُرْكَسُ فِی النَّارِ(5).

«29»- وَ عَنْهُ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ (6).

«30»- وَ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ (7).

«31»- وَ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ أُمَّتِی صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ وَ یُكَرِّمُ اللَّهُ بِهَذَا السَّیْفِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ تَلَا وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (8).

«32»- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ عَیْنٍ سَاهِرَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَ عُیُونٍ عَیْنٌ سَهِرَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ

ص: 50


1- 1. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
4- 4. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
5- 5. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
6- 6. نفس المصدر ج 1 ص 343 و اخرج الأخیر و هو السادس الشیخ المفید فی امالیه ص 5 ذیل حدیث.
7- 7. نفس المصدر ج 1 ص 343.
8- 8. نفس المصدر ج 1 ص 343.

بَكَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ (1).

«33»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ رَضُوا بِأَنْ یَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ قَالَ مَعَ النِّسَاءِ(2).

«34»- وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لِباسُ التَّقْوی قَالَ لِبَاسُ التَّقْوَی السِّلَاحُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (3).

«35»- وَ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِبْرَاهِیمُ صلی اللله علیه أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَی نَاحِیَةٍ فِیهَا لُوطٌ علیه السلام فَأَسَرُوهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِیمَ صلی اللله علیه فَنَفَرَ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَیْدِیهِمْ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الرَّایَاتِ عَلَیْهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ (4).

باب 6 الجهاد فی الحرم و فی الأشهر الحرم و معنی أشهر الحرم و أشهر السیاحة

الآیات:

البقرة: وَ لا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّی یُقاتِلُوكُمْ فِیهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِینَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5)

و قال تعالی: الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ (6)

و قال تعالی: یَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِیهِ قُلْ قِتالٌ فِیهِ كَبِیرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ (7)

ص: 51


1- 1. نفس المصدر ج 1 ص 343.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 344 و فی الثانی( لباس السلاح).
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 344 و فی الثانی( لباس السلاح).
4- 4. نفس المصدر ج 1 ص 344 و فی الثانی( لباس السلاح).
5- 5. سورة البقرة: 191- 192.
6- 6. سورة البقرة: 194.
7- 7. سورة البقرة: 217.

المائدة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لَا الْهَدْیَ وَ لَا الْقَلائِدَ وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ یَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَ لا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا(1)

و قال تعالی: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَیْتَ الْحَرامَ قِیاماً لِلنَّاسِ وَ الشَّهْرَ الْحَرامَ (2)

التوبة: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِیلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3)

و قال تعالی: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ فَلا

تَظْلِمُوا فِیهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (4) إلی قوله تعالی إِنَّمَا النَّسِی ءُ زِیادَةٌ فِی الْكُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ كَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عاماً وَ یُحَرِّمُونَهُ عاماً لِیُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَیُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ (5).

«1»- ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رَجَبُ مُضَرَ الَّذِی بَیْنَ جُمَادَی وَ شَعْبَانَ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ الْخَبَرَ(6).

«2»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ قَالَ الْمُحَرَّمُ وَ صَفَرٌ وَ رَبِیعٌ الْأَوَّلُ وَ رَبِیعٌ الْآخِرُ وَ جُمَادَی الْأُولَی وَ جُمَادَی الْآخِرَةُ وَ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَ شَوَّالٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ

ص: 52


1- 1. سورة المائدة: 3.
2- 2. سورة المائدة: 97.
3- 3. سورة التوبة: 5.
4- 4. سورة التوبة: 36.
5- 5. سورة التوبة: 37.
6- 6. الخصال ج 2 ص 257.

مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ عِشْرُونَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ وَ صَفَرٌ وَ شَهْرُ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْرٌ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ(1).

«3»- فس، [تفسیر القمی]: الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ رَجَبٌ مُفْرَدٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ مُتَّصِلَةً حَرَّمَ اللَّهُ فِیهَا الْقِتَالَ وَ یُضَاعِفُ فِیهَا الذُّنُوبَ وَ كَذَلِكَ الْحَسَنَاتُ وَ أَشْهُرُ السِّیَاحَةِ مَعْرُوفَةٌ وَ هِیَ عِشْرُونَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ وَ صَفَرٌ وَ شَهْرُ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْرٌ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ وَ هِیَ الَّتِی أَجَّلَ اللَّهُ فِیهَا الْمُشْرِكِینَ فِی قَوْلِهِ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ أَشْهُرُ الْحَجِّ مَعْرُوفَةٌ وَ هِیَ شَوَّالٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ(2).

«4»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُشْرِكِینَ أَ یَبْتَدِئُ بِهِمُ الْمُسْلِمُونَ بِالْقِتَالِ فِی الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَقَالَ إِذَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ ابْتَدَءُوهُمْ بِاسْتِحْلَالِهِمْ وَ رَأَی الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُمْ یَظْهَرُونَ عَلَیْهِمْ فِیهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ (3).

«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَنْ قَوْلِهِ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قَالَ عِشْرُونَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ وَ صَفَرٌ وَ شَهْرُ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْرٌ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ(4).

«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِخَمْسَةِ أَسْیَافٍ فَسَیْفٌ عَلَی مُشْرِكِی الْعَرَبِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَجْهُهُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا یَعْنِی فَإِنْ آمَنُوا فَإِخْوانُكُمْ فِی الدِّینِ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ الدُّخُولُ فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا یُسْبَی لَهُمْ ذُرِّیَّةٌ وَ مَا لَهُمْ فَیْ ءٌ(5).

«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ

ص: 53


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 260.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 265.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 86.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 75 و الآیة فی سورة البقرة 194.
5- 5. نفس المصدر ج 2 ص 77.

الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ قَالَ هِیَ یَوْمُ النَّحْرِ إِلَی عَشْرٍ مَضَیْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ(1).

«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ قَاعِداً خَلْفَ الْمَقَامِ وَ هُوَ مُحْتَبٍ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ النَّظَرُ إِلَیْهَا عِبَادَةٌ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ بُقْعَةً مِنَ الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْهَا ثُمَّ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ لَا أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْهَا لَهَا حَرَّمَ اللَّهُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فِی كِتَابِهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ مُتَوَالِیَةٌ وَ شَهْرٌ مُفْرَدٌ لِلْعُمْرَةِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَوَّالٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ رَجَبٌ (2).

باب 7 كیفیة قسمة الغنائم و حكم أموال المشركین و المخالفین و النواصب

الآیات:

الأنفال: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ الآیة و قال تعالی فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَیِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3).

«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجْعَلُ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ وَ لِلرَّاجِلِ سَهْماً(4).

«2»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمَّنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً مَا هُوَ فَقَالَ مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فِی الْإِسْلَامِ أَوْ مَثَلَ بِغَیْرِ حَدٍّ أَوْ مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً یَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَیْهَا أَبْصَارَهُمْ أَوْ تَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِ الْحَدَثِ أَوْ یَنْصُرُهُ أَوْ یُعِینُهُ (5).

ص: 54


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 77.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 88.
3- 3. سورة الأنفال: 41 و 69.
4- 4. قرب الإسناد ص 42.
5- 5. قرب الإسناد ص 50.

«3»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ فِی أَرْضِ الْحَرْبِ أُسْهِمَ لَهُ (1).

«4»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَسَا عَلِیٌّ علیه السلام النَّاسَ بِالْكُوفَةِ فَكَانَ فِی الْكِسْوَةِ بُرْنُسُ خَزٍّ فَسَأَلَهُ إِیَّاهُ الْحَسَنُ فَأَبَی أَنْ یُعْطِیَهُ إِیَّاهُ وَ أَسْهَمَ عَلَیْهِ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ فَصَارَ لِفَتًی مِنْ هَمْدَانَ فَانْقَلَبَ بِهِ الْهَمْدَانِیُّ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ حَسَناً كَانَ سَأَلَهُ أَبَاهُ فَمَنَعَهُ إِیَّاهُ فَأَرْسَلَ بِهِ الْهَمْدَانِیُّ إِلَی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَبِلَهُ (2).

«5»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ سَعْدٍ مَعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ الْبَرْقِیِّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُعْطِیتُ خَمْساً لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِی جُعِلَتْ لِیَ الْأَرْضُ مَسْجِداً وَ طَهُوراً وَ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَ أُحِلَّ لِیَ الْمَغْنَمُ وَ أُعْطِیتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أُعْطِیتُ الشَّفَاعَةَ(3).

أقول: قد مضی مثله بأسانید فی كتاب النبوة و غیره.

«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی الْغَنِیمَةِ یُخْرَجُ مِنْهَا الْخُمُسُ وَ یُقْسَمُ مَا بَقِیَ بَیْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَیْهِ وَ وَلِیَ ذَلِكَ وَ إِنَّمَا الْفَیْ ءُ وَ الْأَنْفَالُ فَهُوَ خَالِصٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُخْرَجُ خُمُسُ الْغَنِیمَةِ ثُمَّ یُقْسَمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَی مَنْ قَاتَلَ عَلَی ذَلِكَ أَوْ وَلِیَهُ (5).

«8»- سر، [السرائر] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خُذْ مَالَ النَّاصِبِ حَیْثُ وَجَدْتَ وَ ابْعَثْ إِلَیْنَا بِالْخُمُسِ (6).

ص: 55


1- 1. قرب الإسناد ص 65.
2- 2. نفس المصدر ص 69.
3- 3. الخصال ج 1 ص 225.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 61.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 62.
6- 6. السرائر ص 490 و كان الرمز فی المتن( یر) لبصائر الدرجات و هو من سهو القلم فیما نظن.

«9»- سر، [السرائر] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خُذْ مَالَ النَّاصِبِ حَیْثُ مَا وَجَدْتَهُ وَ ادْفَعْ إِلَیْنَا الْخُمُسَ.

قال محمد بن إدریس الناصب المعنی فی هذین الخبرین أهل الحرب لأنهم ینصبون الحرب للمسلمین و إلا فلا یجوز أخذ مال مسلم و لا ذمی علی وجه من الوجوه (1).

«10»- وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ غَیْرُ التَّارِیخِیِّ قَالَ: لَمَّا وَرَدَ سَبْیُ الْفُرْسِ إِلَی الْمَدِینَةِ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَیْعَ النِّسَاءِ وَ أَنْ یَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِیداً فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَكْرِمُوا كَرِیمَ كُلِّ قَوْمٍ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا أَتَاكُمْ كَرِیمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ وَ إِنْ خَالَفَكُمْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ أَلْقَوْا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ وَ رَغِبُوا فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ لِی مِنْهُمْ ذُرِّیَّةٌ وَ أَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُ نَصِیبِی مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ جَمِیعُ بَنِی هَاشِمٍ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا أَیْضاً لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُ مَا وَهَبُونِی لِوَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا لِی حَقَّهُمْ وَ قَبِلْتُهُ وَ اشْهَدْ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِكَ فَقَالَ عُمَرُ لِمَ نَقَضْتَ عَلَیَّ عَزْمِی فِی الْأَعَاجِمِ وَ مَا الَّذِی رَغِبَكَ عَنْ رَأْیِی فِیهِمْ فَأَعَادَ عَلَیْهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی إِكْرَامِ الْكُرَمَاءِ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ وَهَبْتُ لِلَّهِ وَ لَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا یَخُصُّنِی وَ سَائِرَ مَا لَمْ یُوهَبْ لَكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَی مَا قَالَهُ وَ عَلَی عِتْقِی إِیَّاهُمْ فَرَغِبَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فِی أَنْ یَسْتَنْكِحُوا النِّسَاءَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَؤُلَاءِ لَا یُكْرَهْنَ عَلَی ذَلِكَ وَ لَكِنْ یُخَیَّرْنَ وَ مَا اخْتَرْنَهُ عُمِلَ بِهِ فَأَشَارَ جَمَاعَةٌ إِلَی شَهْرَبَانُوَیْهِ بِنْتِ كِسْرَی فَخُیِّرَتْ وَ خُوطِبَتْ مِنْ وَرَاءِ

ص: 56


1- 1. السرائر ص 490 و كان الرمز فی المتن( سن) للمحاسن. و هو من سهو القلم فیما نظن.

الْحِجَابِ وَ الْجَمْعُ حُضُورٌ فَقِیلَ لَهَا مَنْ تَخْتَارِینَ مِنْ خُطَّابِكِ وَ هَلْ أَنْتِ تُرِیدِینَ بَعْلًا فَسَكَتَتْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَدْ أَرَادَتْ وَ بَقِیَ الِاخْتِیَارُ فَقَالَ عُمَرُ وَ مَا عِلْمُكَ بِإِرَادَتِهَا الْبَعْلَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا أَتَتْهُ كَرِیمَةُ قَوْمٍ لَا وَلِیَّ لَهَا وَ قَدْ خُطِبَتْ یَأْمُرُ أَنْ یُقَالَ لَهَا أَنْتِ رَاضِیَةٌ بِالْبَعْلِ فَإِنِ اسْتَحْیَتْ وَ سَكَتَتْ جُعِلَتْ إِذْنَهَا صُمَاتُهَا وَ أَمَرَ بِتَزْوِیجِهَا وَ إِنْ قَالَتْ لَا لَمْ تُكْرَهْ عَلَی مَا تَخْتَارُهُ وَ إِنَّ شَهْرَبَانُوَیْهِ أُرِیَتِ الْخُطَّابَ فَأَوْمَأَتْ بِیَدِهَا وَ اخْتَارَتِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأُعِیدَ الْقَوْلُ عَلَیْهَا فِی التَّخْیِیرِ فَأَشَارَتْ بِیَدِهَا وَ قَالَتْ بِلُغَتِهَا هَذَا إِنْ كُنْتُ مُخَیَّرَةً وَ جَعَلَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیَّهَا وَ تَكَلَّمَ حُذَیْفَةُ بِالْخِطْبَةِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا اسْمُكِ فَقَالَتْ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ كِسْرَی قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْتِ شَهْرَبَانُوَیْهِ وَ أُخْتُكِ مُرْوَارِیدُ بِنْتُ كِسْرَی قَالَتْ آریه (1).

باب 8 فضل إعانة المجاهدین و ذم إیذائهم

«1»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنِ النَّفَقَةِ فِی الْجِهَادِ إِذَا لَزِمَ أَوِ اسْتُحِبَّ فَقَالَ أَمَّا إِذَا لَزِمَ الْجِهَادُ بِأَنْ لَا یَكُونَ بِإِزَاءِ الْكَافِرِینَ مَنْ یَنُوبُ عَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِینَ فَالنَّفَقَةُ هُنَاكَ الدِّرْهَمُ بِسَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ فَأَمَّا الْمُسْتَحَبُّ الَّذِی هُوَ قَصَدَ الرَّجُلُ وَ قَدْ نَابَ عَلَیْهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَ اسْتَغْنَی عَنْهُ فَالدِّرْهَمُ بِسَبْعِمِائَةِ حَسَنَةٍ كُلُّ حَسَنَةٍ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا مِائَةُ أَلْفِ مَرَّةٍ(2).

«2»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اغْتَابَ غَازِیاً أَوْ آذَاهُ أَوْ خَلَفَهُ فِی أَهْلِهِ بِخِلَافَةِ سَوْءٍ نُصِبَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَمٌ فَیَسْتَفْرِغُ بِحَسَنَاتِهِ وَ یُرْكَسُ فِی النَّارِ(3).

ص: 57


1- 1. دلائل الإمامة ص 81 طبع النجف الأشرف- الحیدریّة-
2- 2. لم نعثر علیه فی المصدر.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 21.

باب 9 أحكام الأرضین

«1»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ قَالَ فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لِرَسُولِهِ وَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَهُوَ لِلْإِمَامِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَجَدْنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ أَنَا وَ أَهْلُ بَیْتِیَ الَّذِینَ أَوْرَثَنَا اللَّهُ الْأَرْضَ وَ نَحْنُ الْمُتَّقُونَ وَ الْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا فَمَنْ أَحْیَا أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَعَمَرَهَا فَلْیُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَی الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ لَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا فَإِنْ تَرَكَهَا وَ أَخْرَبَهَا بَعْدَ مَا عَمَرَهَا فَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ بَعْدَهُ فَعَمَرَهَا وَ أَحْیَاهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الَّذِی تَرَكَهَا فَلْیُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَی الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ لَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا حَتَّی یَظْهَرَ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی بِالسَّیْفِ فَیَحُوزُهَا وَ یَمْنَعُهَا وَ یُخْرِجُهُمْ عَنْهَا كَمَا حَوَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنَعَهَا إِلَّا مَا كَانَ فِی أَیْدِی شِیعَتِنَا فَإِنَّهُ یُقَاطِعُهُمْ وَ یَتْرُكُ الْأَرْضَ فِی أَیْدِیهِمْ (2).

«3»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ: بَعَثَ أُسَامَةُ بْنُ زَیْدٍ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنِ ابْعَثْ عَلَیَّ بِعَطَائِی فَوَ اللَّهِ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِی فَمِ أَسَدٍ لَدَخَلْتُ مَعَكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَنَّ هَذَا الْمَالَ لِمَنْ جَاهَدَ عَلَیْهِ وَ لَكِنْ هَذَا مَالِی بِالْمَدِینَةِ فَأَصِبْ مِنْهُ مَا شِئْتَ.

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنْ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِالنُّزُولِ عَلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا اضْمَحَلَّتِ الْقَطَائِعُ

ص: 58


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 25 و الآیة فی سورة الأعراف: 128.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 25 و الآیة فی سورة الأعراف: 128.

فَلَا قَطَائِعَ (1).

«5»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِی أَرْضَ خَرَاجٍ وَ قَدْ ضِقْتُ بِهَا(2).

«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ لَهُ الْخَرَاجُ وَ مَا سَارَ بِهِ أَهْلُ بَیْتِهِ فَقَالَ الْعُشْرُ وَ نِصْفُ الْعُشْرِ عَلَی مَنْ أَسْلَمَ طَوْعاً تُرِكَتْ أَرْضُهُ بِیَدِهِ یُؤْخَذُ مِنْهُ الْعُشْرُ وَ نِصْفُ الْعُشْرِ فِیمَا عَمَرَ مِنْهَا وَ مَا لَمْ یَعْمُرْ مِنْهَا أَخَذَهُ الْوَالِی فَقَبَّلَهُ مِمَّنْ یَعْمُرُهُ وَ كَانَ لِلْمُسْلِمِینَ وَ لَیْسَ فِیمَا كَانَ أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ شَیْ ءٌ وَ مَا أُخِذَ بِالسَّیْفِ فَذَلِكَ لِلْإِمَامِ یُقَبِّلُهُ بِالَّذِی یَرَی كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَیْبَرَ قَبَّلَ أَرْضَهَا وَ نَخْلَهَا وَ النَّاسُ یَقُولُونَ لَا تَصْلُحُ قَبَالَةُ الْأَرْضِ وَ النَّخْلِ الْبَیَاضُ أَكْثَرُ مِنَ السَّوَادِ وَ قَدْ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْبَرَ وَ عَلَیْهِمْ فِی حِصَّتِهِمْ الْعُشْرُ وَ نِصْفُ الْعُشْرِ(3) قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ أَهْلَ الطَّائِفِ أَسْلَمُوا فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ عَلَیْهِمُ الْعُشْرَ وَ نِصْفَ الْعُشْرِ وَ أَهْلُ مَكَّةَ كَانُوا أُسَرَاءَ فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ أَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ(4).

«7»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام فِیمَا رَدَّهُ مِنْ قَطَائِعِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ الْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ فَإِنَّ فِی الْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَیْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَیْهِ أَضْیَقُ (5).

«8»- وَ مِنْهُ،: فِیمَا كَتَبَ علیه السلام إِلَی قُثَمَ بْنِ الْعَبَّاسِ مُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَنْ لَا یَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ سَواءً الْعاكِفُ فِیهِ وَ الْبادِ فَالْعَاكِفُ الْمُقِیمُ بِهِ وَ الْبَادِی الَّذِی یَحُجُّ إِلَیْهِ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهِ (6).

«9»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْمَدَنِیِّ عَنْ

ص: 59


1- 1. قرب الإسناد ص 39.
2- 2. قرب الإسناد ص 39.
3- 3. قرب الإسناد ص 170 بزیادة فی آخرهما.
4- 4. قرب الإسناد ص 170 بزیادة فی آخرهما.
5- 5. نهج البلاغة ج 1 ص 42.
6- 6. نهج البلاغة ج 3 ص 40.

جُوَیْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ خَلِیلِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَحْبِسُ شَیْئاً لِغَدٍ وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ یَفْعَلُ وَ قَدْ رَأَی عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِی ذَلِكَ أَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِینَ وَ أَخَّرَ الْمَالَ مِنْ سَنَةٍ إِلَی سَنَةٍ وَ أَمَّا أَنَا فَأَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ خَلِیلِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُعْطِیهِمْ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ وَ كَانَ یَقُولُ:

شِعْرٌ

هَذَا جَنَایَ وَ خِیَارُهُ فِیهِ***إِذْ كُلُّ جَانٍ یَدُهُ إِلَی فِیهِ

«10»- وَ فِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ الْبَجَلِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَیْبٍ الْجَرْمِیِّ عَنْ أَبِیهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَجَاءَهُ مَالٌ مِنَ الْجَبَلِ فَقَامَ فَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی خربند خزو حمالین فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ حَتَّی ازْدَحَمُوا عَلَیْهِ فَأَخَذَ حِبَالًا فَوَصَلَهَا بِیَدِهِ وَ عَقَدَ بَعْضَهَا إِلَی بَعْضٍ ثُمَّ أَدَارَهَا حَوْلَ الْمَتَاعِ ثُمَّ قَالَ لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یُجَاوِزَ هَذَا الْحَبْلَ قَالَ فَقَعَدْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحَبْلِ وَ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَیْنَ رُءُوسُ الْأَسْبَاعِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَجَعَلُوا یَحْمِلُونَ هَذَا الْجُوَالِقَ إِلَی هَذَا الْجُوَالِقِ وَ هَذَا إِلَی هَذَا حَتَّی قَسَمُوهُ سَبْعَةَ أَجْزَاءٍ قَالَ فَوَجَدَ مَعَ الْمَتَاعِ رَغِیفاً فَكَسَرَهُ سَبْعَ كِسَرٍ ثُمَّ وَضَعَ عَلَی كُلِّ جُزْءٍ كِسْرَةً ثُمَّ قَالَ:

هَذَا جَنَایَ وَ خِیَارُهُ فِیهِ***إِذْ كُلُّ جَانٍ یَدُهُ إِلَی فِیهِ

قَالَ ثُمَّ أَقْرَعَ عَلَیْهَا فَجَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ یَدْعُو قَوْمَهُ وَ یَحْمِلُونَ الْجُوَالِقَ (1).

باب 10 النوادر

«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَارِكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَارَكُوكُمْ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَیْقَتَیْنِ (2).

ص: 60


1- 1. الجوالق: العدل من صوف أو شعر و الكلمة معربة.
2- 2. قرب الإسناد ص 40 و فیه( ذو الشریعتین) و الذی یؤید ما فی الأصل ما ورد فی. النهایة ج 2 ص 209 و فیه: لا یستخرج كنز الكعبة الا ذو السویقتین من الحبشة، السویقة تصغیر الساق و هی مؤنثة فلذلك ظهرت التاء فی تصغیرها، و انما صغر الساق لان الغالب علی سوق الحبشة الدقة و الحموشة.

«2»- ب، [قرب الإسناد] الرَّیَّانُ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا وَجَّهَ جَیْشاً فَأَمَّهُمْ أَمِیرٌ بَعَثَ مَعَهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ مَنْ یَتَجَسَّسُ لَهُ خَبَرَهُ (1).

«3»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلَنَا الرِّضَا علیه السلام هَلْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكُمْ یُعَالِجُ السِّلَاحَ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا زَرَّادٌ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ سَرَّادٌ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَوْلِ اللَّهِ لِدَاوُدَ علیه السلام أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَ قَدِّرْ فِی السَّرْدِ الْحَلَقَةَ بَعْدَ الْحَلَقَةَ(2).

«4»- ل، [الخصال] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدَانَ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ حَنَانِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَقِیلٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَ خَیْرُ السَّرَایَا أَرْبَعُمِائَةٍ وَ خَیْرُ الْجُیُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَ لَنْ یُهْزَمَ اثْنَا عَشَرَ ألف [أَلْفاً] مِنْ قِلَّةٍ إِذَا صَبَرُوا وَ صَدَقُوا(3).

«5»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ الثَّلَاثَاءِ یَوْمُ حَرْبٍ وَ دَمٍ (4).

أقول: قد مضی بتمامه فی باب الأیام.

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] التَّمَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الغزی [الْعَنَزِیِ] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِیدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ وَ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَارِكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّ مَنْ یَسْلُبُ أُمَّتِی مُلْكَهَا وَ مَا خَوَّلَهَا اللَّهُ لَبَنُو قَنْطُورَ بْنِ كِرْكِرَ وَ هُمُ التُّرْكُ (5).

ص: 61


1- 1. قرب الإسناد ص 148.
2- 2. نفس المصدر ص 160.
3- 3. الخصال ج 1 ص 133.
4- 4. الخصال ج 2 ص 147.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 5.

«7»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَارِكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّ كَلَبَهُمْ شَدِیدٌ وَ كَلَبَهُمْ خَسِیسٌ (1).

باب 11 المرابطة

الآیات:

آل عمران: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(2)

الأنفال: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِینَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ یَعْلَمُهُمْ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَیْ ءٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ یُوَفَّ إِلَیْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (3).

«1»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی قَالَ: أَتَیْتُ أَنَا وَ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَابَ الرِّضَا علیه السلام وَ بِالْبَابِ قَوْمٌ قَدِ اسْتَأْذَنُوا عَلَیْهِ قَبْلَنَا وَ اسْتَأْذَنَّا بَعْدَهُمْ وَ خَرَجَ الْآذِنُ فَقَالَ ادْخُلُوا وَ یَتَخَلَّفُ یُونُسُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنْ آلِ یَقْطِینٍ فَدَخَلَ الْقَوْمُ وَ خَلَفْنَا فَمَا لَبِثُوا أَنْ خَرَجُوا وَ أَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ أَمَرَنَا بِالْجُلُوسِ فَقَالَ لَهُ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ یَا سَیِّدِی تَأْذَنُ لِی أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ سَلْ فَقَالَ لَهُ یُونُسَ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَؤُلَاءِ مَاتَ وَ أَوْصَی أَنْ یُدْفَعَ مِنْ مَالِهِ فَرَسٌ وَ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ سَیْفٌ إِلَی رَجُلٍ یُرَابِطُ عَنْهُ وَ یُقَاتِلُ فِی بَعْضِ هَذِهِ الثُّغُورِ فَعَمَدَ الْوَصِیُّ فَدَفَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا فَأَخَذَهُ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ

یَأْتِ لِذَلِكَ وَقْتٌ بَعْدُ فَمَا تَقُولُ أَ یَحِلُّ لَهُ أَنْ یُرَابِطَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فِی بَعْضِ هَذِهِ الثُّغُورِ أَمْ لَا فَقَالَ یَرُدُّ عَلَی الْوَصِیِّ مَا أَخَذَ مِنْهُ وَ لَا یُرَابِطُ فَإِنَّهُ لَمْ یَأْنِ لِذَلِكَ وَقْتاً بَعْدُ فَقَالَ یَرُدُّهُ عَلَیْهِ فَقَالَ یُونُسُ فَإِنَّهُ لَا یَعْرِفُ الْوَصِیَّ وَ لَا یَدْرِی أَیْنَ مَكَانُهُ؟

ص: 62


1- 1. علل الشرائع ص 603 و فیه( و سلبهم خسیس).
2- 2. سورة آل عمران: 200.
3- 3. سورة الأنفال: 60.

فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام یَسْأَلُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَدْ سَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ یَقَعْ عَلَیْهِ كَیْفَ یَصْنَعُ فَقَالَ إِنْ كَانَ هَكَذَا فَلْیُرَابِطْ وَ لَا یُقَاتِلْ فَقَالَ لَهُ یُونُسُ فَإِنَّهُ قَدْ رَابَطَ وَ جَاءَهُ الْعَدُوُّ وَ كَادَ أَنْ یَدْخُلَ عَلَیْهِ فِی دَارِهِ فَمَا یَصْنَعُ یُقَاتِلُ أَمْ لَا فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَا یُقَاتِلُ عَنْ هَؤُلَاءِ وَ لَكِنْ یُقَاتِلُ عَنْ بَیْضَةِ الْإِسْلَامِ فَإِنَّ فِی ذَهَابِ بَیْضَةِ الْإِسْلَامِ دُرُوسَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ یُونُسُ إِنَّ عَمَّكَ زَیْداً قَدْ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ وَ هُوَ یَطْلُبُنِی وَ لَا آمَنُهُ عَلَی نَفْسِی فَمَا تَرَی لِی أَخْرُجُ إِلَی الْبَصْرَةِ أَوْ أَخْرُجُ إِلَی الْكُوفَةِ قَالَ بَلْ اخْرُجْ إِلَی الْكُوفَةِ فَإِذاً فَصِرْ إِلَی الْبَصْرَةِ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ نَعْلَمْ مَعْنَی فَإِذاً حَتَّی وَافَیْنَا الْقَادِسِیَّةَ حَتَّی جَاءَ النَّاسُ مُنْهَزِمِینَ یَطْلُبُونَ یَدْخُلُونَ الْبَدْوَ وَ هُزِمَ أَبُو السَّرَایَا وَ دَخَلَ هَرْثَمَةُ الْكُوفَةَ وَ اسْتَقْبَلَنَا جَمَاعَةٌ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ بِالْقَادِسِیَّةِ مُتَوَجِّهِینَ نَحْوَ الْحِجَازِ فَقَالَ لِی یُونُسُ فَإِذاً هَذَا مَعْنَاهُ فَصَارَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَی الْبَصْرَةِ وَ لَمْ یَبْدَأْهُ بِسُوءٍ(1).

أقول: قد مضی مثله فی باب أقسام الجهاد.

باب 12 الجزیة و أحكامها

الآیات:

آل عمران: وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (2)

التوبة: قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (3).

«1»- فس، [تفسیر القمی] مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ

ص: 63


1- 1. قرب الإسناد ص 150.
2- 2. سورة آل عمران: 85.
3- 3. سورة التوبة: 29.

بْنِ سَهْلٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَدُّ الْجِزْیَةِ عَلَی أَهْلِ الْكِتَابِ وَ هَلْ عَلَیْهِمْ فِی ذَلِكَ شَیْ ءٌ یُوصَفُ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَجُوزَ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَ ذَلِكَ إِلَی الْإِمَامِ یَأْخُذُ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَا شَاءَ عَلَی قَدْرِ مَالِهِ وَ مَا یُطِیقُ إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ فَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَنْ یُسْتَعْبَدُوا أَوْ یُقْتَلُوا فَالْجِزْیَةُ تُؤْخَذُ مِنْهُمْ عَلَی قَدْرِ مَا یُطِیقُونَ لَهُ أَنْ یَأْخُذَ مِنْهُمْ بِهَا حَتَّی یُسْلِمُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَكُونُ صَاغِراً وَ هُوَ لَا یَكْتَرِثُ لِمَا یُؤْخَذُ مِنْهُ قَالَ لَا حَتَّی یَجِدَ ذُلًّا لِمَا أُخِذَ مِنْهُ وَ یَأْلَمَ لِذَلِكَ فَیُسْلِمَ (1).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ: مِثْلَهُ (2).

«3»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ یَهُودِیٍّ أَوْ نَصْرَانِیٍّ أَوْ مَجُوسِیٍّ أُخِذَ زَانِیاً أَوْ شَارِبَ خَمْرٍ مَا عَلَیْهِ قَالَ یُقَامُ عَلَیْهِ حُدُودُ الْمُسْلِمِینَ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِی مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِینَ أَوْ فِی غَیْرِ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِینَ إِذَا رُفِعُوا إِلَی حُكَّامِ الْمُسْلِمِینَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ هَلْ یَصْلُحُ أَنْ یَسْكُنُوا فِی دَارِ الْهِجْرَةِ قَالَ أَمَّا أَنْ یَسْكُنُوا فَلَا یَصْلُحُ وَ لَكِنْ یَنْزِلُوا بِهَا نَهَاراً وَ یَخْرُجُوا مِنْهَا لَیْلًا(3).

«4»- ل، [الخصال] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا جِزْیَةَ عَلَی النِّسَاءِ(4).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ یَعْنِی الْمَجُوسَ (5).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنْ مَكِّیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ أَبِی حَبِیبٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَی عِنْدَ وَفَاتِهِ

ص: 64


1- 1. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 264.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 55 و فیه( موظف) بدل( یوصف).
3- 3. قرب الإسناد ص 112.
4- 4. الخصال ج 2 ص 374.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 375.

بِخُرُوجِ الْیَهُودِ مِنْ جَزِیرَةِ الْعَرَبِ فَقَالَ اللَّهَ اللَّهَ فِی الْقِبْطِ فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَیْهِمْ وَ یَكُونُونَ لَكُمْ عُدَّةً وَ أَعْوَاناً فِی سَبِیلِ اللَّهِ (1).

«7»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ كَیْفَ سَقَطَتِ الْجِزْیَةُ وَ رُفِعَتْ عَنْهُنَّ فَقَالَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ فِی دَارِ الْحَرْبِ إِلَّا أَنْ تُقَاتِلَ وَ إِنْ قَاتَلَتْ أَیْضاً فَأَمْسِكْ عَنْهَا مَا أَمْكَنَكَ وَ لَمْ تَخَفْ خَلَلًا فَلَمَّا نَهَی فِی دَارِ الْحَرْبِ كَانَ ذَلِكَ فِی دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْلَی وَ لَوِ امْتَنَعَتْ [أَنْ] تُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ لَمْ یُمْكِنْ قَتْلُهَا فَلَمَّا لَمْ یُمْكِنْ قَتْلُهَا رُفِعَتِ الْجِزْیَةُ عَنْهَا وَ لَوْ مَنَعَ الرِّجَالُ وَ أَبَوْا أَنْ یُؤَدُّوا الْجِزْیَةَ كَانُوا نَاقِضِینَ لِلْعَهْدِ وَ حَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ لِأَنَّ قَتْلَ الرِّجَالِ مُبَاحٌ فِی دَارِ الشِّرْكِ وَ كَذَلِكَ الْمُقْعَدُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ وَ الذِّمَّةِ وَ الْأَعْمَی وَ الشَّیْخُ الْفَانِی وَ الْمَرْأَةُ وَ الْوِلْدَانُ فِی أَرْضِ الْحَرْبِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ رُفِعَتْ عَنْهُمُ الْجِزْیَةُ(2).

«8»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا مِنْ مولد [مَوْلُودٍ] وُلِدَ إِلَّا عَلَی الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ یُهَوِّدَانِهِ وَ یُنَصِّرَانِهِ وَ یُمَجِّسَانِهِ وَ إِنَّمَا أَعْطَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الذِّمَّةَ وَ قَبِلَ الْجِزْیَةَ عَنْ رُءُوسِ أُولَئِكَ بِأَعْیَانِهِمْ عَلَی أَنْ لَا یُهَوِّدُوا وَ لَا یُنَصِّرُوا فَأَمَّا الْأَوْلَادُ وَ أَهْلُ الذِّمَّةِ الْیَوْمَ فَلَا ذِمَّةَ لَهُمْ (3).

«9»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبِلَ الْجِزْیَةَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَی أَنْ لَا یَأْكُلُوا الرِّبَا وَ لَا لَحْمَ الْخِنْزِیزِ وَ لَا یَنْكِحُوا الْأَخَوَاتِ وَ لَا بَنَاتِ الْأَخِ وَ لَا بَنَاتِ الْأُخْتِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ رَسُولِهِ وَ قَالَ لَیْسَتْ لَهُمْ ذِمَّةٌ(4).

«10»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ وَ الدَّقَّاقُ مَعَهُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنْ مَسْعَدٍ الْكِنَانِیِّ عَنِ

ص: 65


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 18.
2- 2. علل الشرائع ص 376.
3- 3. علل الشرائع ص 376.
4- 4. علل الشرائع ص 376.

الْأَصْبَغِ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَقَامَ إِلَیْهِ الْأَشْعَثُ بْنُ قَیْسٍ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ یُؤْخَذُ مِنَ الْمَجُوسِ الْجِزْیَةُ وَ لَمْ یُنْزَلْ عَلَیْهِمْ كِتَابٌ وَ لَمْ یُبْعَثْ إِلَیْهِمْ نَبِیٌّ قَالَ بَلَی یَا أَشْعَثُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ كِتَاباً وَ بَعَثَ عَلَیْهِمْ رَسُولًا حَتَّی كَانَ لَهُمْ مَلِكٌ سَكِرَ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَدَعَا بِابْنَتِهِ إِلَی فِرَاشِهِ فَارْتَكَبَهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ تَسَامَعَ بِهِ قَوْمُهُ فَاجْتَمَعُوا إِلَی بَابِهِ فَقَالُوا أَیُّهَا الْمَلِكُ دَنَّسْتَ عَلَیْنَا دِینَنَا فَأَهْلَكْتَهُ فَاخْرُجْ نُطَهِّرْكَ وَ نقیم [نُقِمْ] عَلَیْكَ الْحَدَّ فَقَالَ لَهُمُ اجْتَمِعُوا وَ اسْمَعُوا كَلَامِی فَإِنْ یَكُنْ لِی مَخْرَجاً مِمَّا ارْتَكَبْتُ وَ إِلَّا فَشَأْنَكُمْ فَاجْتَمَعُوا فَقَالَ لَهُمْ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَخْلُقْ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْ أَبِینَا آدَمَ وَ أُمِّنَا حَوَّاءَ قَالُوا صَدَقْتَ أَیُّهَا الْمَلِكُ قَالَ أَ فَلَیْسَ زَوَّجَ بَنِیهِ بَنَاتِهِ وَ بَنَاتِهِ مِنْ بَنِیهِ قَالُوا صَدَقْتَ هَذَا هُوَ الدِّینُ فَتَعَاقَدُوا عَلَی ذَلِكَ فَمَحَا اللَّهُ مَا فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ رَفَعَ عَنْهُمُ الْكِتَابَ فَهُمُ الْكَفَرَةُ یَدْخُلُونَ النَّارَ بِلَا حِسَابٍ وَ الْمُنَافِقُونَ أَشَدُّ حَالًا مِنْهُمْ الْخَبَرَ(1).

«11»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِالنُّزُولِ عَلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا اضْمَحَلَّتِ الْقَطَائِعُ فَلَا قَطَائِعَ (2).

«12»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: یَنْزِلُ الْمُسْلِمُونَ عَلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ فِی أَسْفَارِهِمْ وَ حَاجَاتِهِمْ وَ لَا یَنْزِلُ الْمُسْلِمُ عَلَی الْمُسْلِمِ إِلَّا بِإِذْنِهِ (3).

«13»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ نِسَاءِ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ كَیْفَ سَقَطَتْ عَنْهُنَّ الْجِزْیَةُ وَ رُفِعَتْ قَالَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ فِی الْحَرْبِ إِلَّا أَنْ تُقَاتِلَ ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ قَاتَلْتَ فَأَمْسِكْ عَنْهَا مَا أَمْكَنَكَ وَ لَمْ تَخَفْ خَلَلًا فَلَمَّا نَهَی عَنْ قَتْلِهِمْ فِی دَارِ الْحَرْبِ كَانَ ذَلِكَ فِی دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْلَی

ص: 66


1- 1. توحید الصدوق ص 250 فی حدیث طویل طبعة- الحیدریّة- النجف الأشرف.
2- 2. قرب الإسناد ص 39 و قد سبق فی باب أحكام الأرضین الحدیث 4.
3- 3. قرب الإسناد ص 62.

فَلَوِ امْتَنَعَتْ أَنْ تُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ كَانُوا نَاقِضِی الْعَهْدِ وَ حَلَّ دِمَاؤُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ لِأَنَّ قَتْلَ الرِّجَالِ مُبَاحٌ فِی دَارِ الشِّرْكِ وَ كَذَلِكَ الْمُقْعَدُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ الْأَعْمَی وَ الشَّیْخُ الْفَانِی لَیْسَ عَلَیْهِمْ جِزْیَةٌ لِأَنَّهُ لَا یُمْكِنُ قَتْلُهُمْ لِمَا نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَتْلِ الْمُقْعَدِ وَ الْأَعْمَی وَ الشَّیْخِ الْفَانِی وَ الْمَرْأَةِ وَ الْوِلْدَانِ فِی دَارِ الْحَرْبِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ رُفِعَتْ عَنْهُمُ الْجِزْیَةُ(1).

«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِخَمْسَةِ أَسْیَافٍ فَسَیْفٌ عَلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ قَالَ اللَّهُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً نَزَلَتْ فِی أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ نَسَخَتْهَا أُخْرَی قَوْلُهُ قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ إِلَی وَ هُمْ صاغِرُونَ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی دَارِ الْإِسْلَامِ فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُمْ إِلَّا أَدَاءُ الْجِزْیَةِ أَوِ الْقَتْلُ وَ یُؤْخَذُ مَالُهُمْ وَ تُسْبَی ذَرَارِیُّهُمْ فَإِذَا قَبِلُوا الْجِزْیَةَ مَا حَلَّ لَنَا نِكَاحُهُمْ وَ لَا ذَبْحُهُمْ وَ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا أَدَاءُ الْجِزْیَةِ أَوِ الْقَتْلُ (2).

«15»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: وَدَّ كَثِیرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ یَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِیمانِكُمْ كُفَّاراً بِمَا یُورِدُونَهُ عَلَیْكُمْ مِنَ الشُّبَهِ حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ لَكُمْ بِأَنْ أَكْرَمَكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّاهِرِینَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُ بِالْمُعْجِزَاتِ الدَّالَّاتِ عَلَی صِدْقِ مُحَمَّدٍ وَ فَضْلِ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ مِنْ بَعْدُ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا عَنْ جَهْلِهِمْ وَ قَابِلُوهُمْ بِحُجَجِ اللَّهِ وَ ادْفَعُوا بِهَا أَبَاطِیلَهُمْ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فِیهِمْ بِالْقَتْلِ یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَحِینَئِذٍ تُجْلُونَهُمْ مِنْ بَلَدِ مَكَّةَ وَ مِنْ جَزِیرَةِ الْعَرَبِ وَ لَا تُقِرُّونَ بِهَا كَافِراً(3).

«16»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ سَالِمٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كُنْتُمْ

ص: 67


1- 1. المحاسن ص 327.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 85.
3- 3. تفسیر العسكریّ علیه السلام ص 212 طبع تبریز سنة 1314 و ص 196 طبع سنة 1315 بتفاوت یسیر.

وَ إِیَّاهُمْ فِی طَرِیقٍ فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَی مَضَایِقِهِ وَ صَغِّرُوا بِهِمْ كَمَا صَغَّرَ اللَّهُ بِهِمْ فِی غَیْرِ أَنْ تَظْلِمُوا.

«17»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: شَرُّ الْیَهُودِ یَهُودُ بَیْسَانَ وَ شَرُّ النَّصَارَی نَصَارَی نَجْرَانَ (1).

أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و ما یتعلق بهما من الأحكام

باب 1 وجوب الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و فضلهما

الآیات:

آل عمران: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2)

ص: 68


1- 1. بیسان: مدینة بالاردن بالغور الشامیّ بین حوران و فلسطین( و نجران) من مخالیف الیمن من ناحیة مكّة، و بها كان خبر الاخدود و إلیها تنسب كعبة نجران و كانت ربیعة بها أساقفة مقیمون منهم السیّد و العاقب اللذین جاءا الی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فی أصحابهما و دعاهم الی المباهلة فخرج الیهم فی أهل بیته خاصّة: علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام و أنزل اللّٰه تعالی فی ذلك قرآنا یتلی الی یوم القیامة و ذلك قوله تعالی( فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ).
2- 2. سورة آل عمران: 104.

و قال تعالی: كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(1)

و قال سبحانه: یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِینَ (2)

النساء: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِیغاً(3)

المائدة: لَوْ لا یَنْهاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا یَصْنَعُونَ (4)

و قال تعالی: كانُوا لا یَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا یَفْعَلُونَ (5)

الأنعام: وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ ما عَلَی الَّذِینَ یَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ وَ لكِنْ ذِكْری لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ وَ ذَرِ الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُمْ لَعِباً وَ لَهْواً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ ذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیٌّ وَ لا شَفِیعٌ (6)

و قال تعالی: ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ (7)

و قال: فَذَرْهُمْ وَ ما یَفْتَرُونَ (8)

الأعراف: یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ(9)

و قال تعالی: فی قصة أصحاب السبت وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِیداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلی رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَیْنَا الَّذِینَ یَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِینَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِیسٍ بِما كانُوا یَفْسُقُونَ (10)

ص: 69


1- 1. سورة آل عمران: 110.
2- 2. سورة آل عمران: 114.
3- 3. سورة النساء: 63.
4- 4. سورة المائدة: 63.
5- 5. سورة المائدة: 79.
6- 6. سورة الأنعام: 68- 70.
7- 7. سورة الأنعام: 91.
8- 8. سورة الأنعام: 112.
9- 9. سورة الأعراف: 157.
10- 10. سورة الأعراف: 164- 165.

و قال تعالی: وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (1)

التوبة: الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ (2) إلی قوله تعالی وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(3)

هود: فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ كانُوا مُجْرِمِینَ (4)

طه: اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَكَّرُ أَوْ یَخْشی قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنا أَوْ أَنْ یَطْغی قالَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَری (5)

و قال: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ(6)

الحج: الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ(7)

لقمان: یا بُنَیَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(8)

التحریم: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ(9).

«1»- الْمَجَازَاتُ النَّبَوِیَّةُ، قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَعْرُوفُ وَ الْمُنْكَرُ خَلِیفَتَانِ یُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ فَیَقُولُ الْمُنْكَرُ لِأَهْلِهِ إِلَیْكُمْ إِلَیْكُمْ وَ یَقُولُ الْمَعْرُوفُ لِأَهْلِهِ عَلَیْكُمْ عَلَیْكُمْ وَ مَا یَسْتَطِیعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُوماً.

ص: 70


1- 1. سورة الأعراف: 199.
2- 2. سورة التوبة: 67.
3- 3. سورة التوبة: 71.
4- 4. سورة هود: 116.
5- 5. سورة طه: 46.
6- 6. سورة طه: 132.
7- 7. سورة الحجّ: 41.
8- 8. سورة لقمان 17.
9- 9. سورة التحریم: 6.

و هذا القول مجاز و المراد أن اللّٰه تعالی جعل للفعل المعروف علامات و علی الفعل المنكر أمارات و وعد علی فعل المعروف حلول دار النعیم و أوعد علی فعل المنكر خلود دار الجحیم فكان بین الأمرین الحجاز البین و الفرقان النیر فكان المعروف یدعو إلی فعله لما وعد علیه من الثواب و كذلك المنكر ینهی عن فعله لما وعد علیه من العقاب فلذلك قال علیه السلام فیقول المنكر لأهله إلیكم إلیكم علی طریق الاتساع و المجاز و قوله علیه السلام من بعد و ما یستطیعون له إلا لزوما المراد به أنهم مع قوارع النذر و صوادع الغیر و زواجر التحذیر و بوالغ الوعید لیتنازعون إلی فعله و یتسارعون إلی ورده و لیس المراد أنهم لا یستطیعون له إلا لزوما علی الحقیقة و إنما قیل ذلك علی طریق المبالغة فی صفتهم بالنزوع إلیه و الإصرار علیه كما یقول القائل ما أستطیع النظر إلی فلان أو لا أستطیع الاجتماع مع فلان إذا أراد المبالغة فی نفسه لشدة الإبغاض لذلك الإنسان و الاستثقال لرؤیته و النفور من مقاعدته و إن كان علی الحقیقة مستطیعا لذلك بصحة أدواته و التمكن من تصریف إراداته و لو لم یكن هؤلاء المذكورون فی الخبر قادرین علی الانفصال من فعل المنكر لما كانوا علی مواقعته مذمومین و بجریرته مطالبین و ذلك أوضح من أن نستقصی الكلام فیه و نستكثر من الحجاج علیه (1).

«2»- الْهِدَایَةُ،: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرِیضَتَانِ وَاجِبَتَانِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْإِمْكَانِ عَلَی الْعَبْدِ أَنْ یُغَیِّرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ فَإِنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ فَبِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ یَقْدِرْ فَبِقَلْبِهِ.

«3»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّمَا یُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یُنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ مُؤْمِنٌ فَیَتَّعِظُ أَوْ جَاهِلٌ فَیَتَعَلَّمُ فَأَمَّا صَاحِبُ سَیْفٍ وَ سَوْطٍ فَلَا(2).

«4»- الْمَجَازَاتُ النَّبَوِیَّةُ، قَالَ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَیَلْحِیَنَّكُمُ اللَّهُ كَمَا لَحَیْتُ عَصَایَ هَذِهِ لِعُودٍ فِی یَدِهِ.

و فی هذا الكلام موضع استعارة و هو قوله علیه السلام أو لیلحینكم اللّٰه و المراد لیتنقصنكم اللّٰه فی النفوس و الأموال و لیصیبنكم بالمصائب العظام فتكونون كالأغصان التی جردت من أوراقها

ص: 71


1- 1. المجازات النبویّة ص 211.
2- 2. الهدایة: 11 بتفاوت یسیر.

و عریت من ألحیتها و ألیافها فصارت قضبانا مجردة و عیدانا مفردة و هم یقولون لمن جلف الزمان ماله أو سلبه أولاده و أعضاده قد لحاه الدهر لحی العصا لأن ما كان ینضم إلیه من ولدته و حفدته و یسبغ علیه من جلابیب نعمته بمنزلة اللحاء للقضیب و الورق للغصن الرطیب فإذا أخرج عن ذلك أجمع كان كالعود العاری و القضیب الذاوی (1).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ سَنَةٍ أَقَلَّ مَطَراً مِنْ سَنَةٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ یَضَعُهُ حَیْثُ یَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ إِذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْمَعَاصِی صَرَفَ عَنْهُمْ مَا كَانَ قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ فِی تِلْكَ السَّنَةِ إِلَی غَیْرِهِمْ وَ إِلَی الْفَیَافِی وَ الْبِحَارِ وَ الْجِبَالِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَیُعَذِّبُ الْجُعَلَ فِی جُحْرِهَا بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنِ الْأَرْضِ الَّتِی هِیَ بِمَحَلَّتِهَا لِخَطَایَا مَنْ بِحَضْرَتِهَا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهَا السَّبِیلَ إِلَی مَسْلَكٍ سِوَی مَحَلَّةِ أَهْلِ الْمَعَاصِی قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَاعْتَبِرُوا یَا أُولِی الْأَبْصَارِ ثُمَّ قَالَ وَجَدْنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ وَ إِذَا طُفِّفَ الْمِكْیَالُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِینَ وَ النَّقْصِ وَ إِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا مِنَ الزَّرْعِ وَ الثِّمَارِ وَ الْمَعَادِنِ كُلَّهَا وَ إِذَا جَارُوا فِی الْأَحْكَامِ تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ إِذَا نَقَضُوا الْعُهُودَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ إِذَا قَطَّعُوا الْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ وَ إِذَا لَمْ یَأْمُرُوا بِمَعْرُوفٍ وَ لَمْ یَنْهَوْا عَنْ مُنْكَرٍ وَ لَمْ یَتَّبِعُوا الْأَخْیَارَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ شِرَارَهُمْ فَیَدْعُو عِنْدَ ذَلِكَ خِیَارُهُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ (2).

«6»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا تُقْلَبُونَ إِلَیْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَیْدِیكُمْ ثُمَّ الْجِهَادُ بِقُلُوبِكُمْ فَمَنْ لَمْ یَعْرِفْ قَلْبُهُ مَعْرُوفاً وَ لَمْ یُنْكِرْ مُنْكَراً نُكِسَ قَلْبُهُ فَجُعِلَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ فَلَا یَقْبَلُ خَیْراً أَبَداً(3).

ص: 72


1- 1. المجازات النبویّة ص 227.
2- 2. أمالی الصدوق ص 308 و رواه فی ثواب الأعمال ص 225.
3- 3. لم نجده فی المصدر رغم البحث عنه مكرّرا.

«7»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَرِعِ فَقَالَ الَّذِی یَتَوَرَّعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ یَجْتَنِبُ هَؤُلَاءِ الشُّبُهَاتِ وَ إِذَا لَمْ یَتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِی الْحَرَامِ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُهُ وَ إِذَا رَأَی الْمُنْكَرَ وَ لَمْ یُنْكِرْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْعَدَاوَةِ وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِینَ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَی هَلَاكِ الظَّالِمِینَ فَقَالَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1).

«8»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ: مِثْلَهُ (2).

«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ عِیَاضٍ: مِثْلَهُ (3).

«10»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَیُّهَا النَّاسُ اومُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ یُقَرِّبَا أَجَلًا وَ لَمْ یُبَاعِدَا رِزْقاً فَإِنَّ الْأَمْرَ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ كَقَطْرِ الْمَطَرِ فِی كُلِّ یَوْمٍ إِلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ وَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِیبَةٌ فِی مَالٍ أَوْ نَفْسٍ وَ رَأَی عِنْدَ أَخِیهِ عَفْوَةً فَلَا تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ وَ یَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ وَ یُغْرَی بِهَا لِئَامُ النَّاسِ كَانَ كَالْیَاسِرِ الْفَالِجِ الَّذِی یَنْتَظِرُ إِحْدَی فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ وَ یُدْفَعُ عَنْهُ بِهَا المعزم- [الْمَغْرَمُ] كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ الْكَذِبِ یَنْتَظِرُ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ إِمَّا دَاعِیاً مِنَ اللَّهِ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ وَ إِمَّا رِزْقاً مِنَ اللَّهِ فَهُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِینُهُ وَ حَسَبُهُ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْیَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ لِأَقْوَامٍ (4).

ص: 73


1- 1. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 188.
2- 2. معانی الأخبار ص 252 و الآیة فی سورة الأنعام: 44 و لیس فیه( الشبهات) و كذا توجد فی المصدر الآتی.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 360.
4- 4. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 397.

«11»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَبَشِیٍّ كَذَا قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ ذَكَرَ ابْنَ عَمِّهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِحَیْثُ مَا عَمِلُوا مِنَ الْمَعَاصِی وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبَارُ عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَمَّا تَمَادَوْا فِی الْمَعَاصِی نَزَلَتْ بِهِمُ الْعُقُوبَاتُ فَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ كَمَا مَرَّ(1).

«12»- فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قُلْتُ هَذِهِ نَفْسِی أَقِیهَا فَكَیْفَ أَقِی أَهْلِی قَالَ تَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ تَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنْ أَطَاعُوكَ كُنْتَ وَقَیْتَهُمْ وَ إِنْ عَصَوْكَ فَكُنْتَ قَدْ قَضَیْتَ مَا عَلَیْكَ (2).

«13»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ: مِثْلَهُ (3).

«14»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كَیْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَ نِسَاؤُكُمْ وَ فَسَقَ شُبَّانُكُمْ وَ لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَقِیلَ لَهُ وَ یَكُونُ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَ نَهَیْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَیْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً(4).

«15»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمَعْصِیَةَ إِذَا عَمِلَ

ص: 74


1- 1. كتاب الزهد للحسین بن سعید باب الامر بالمعروف و النهی عن المنكر ص 82( مخطوط).
2- 2. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 688 و الآیة فی سورة التحریم 6.
3- 3. كتاب الزهد باب الأدب و الحض علی الخیر ص 10( مخطوط).
4- 4. قرب الإسناد ص 26.

بِهَا الْعَبْدُ سِرّاً لَمْ تَضُرَّ إِلَّا عَامِلَهَا وَ إِذَا عَمِلَ بِهَا عَلَانِیَةً وَ لَمْ یُغَیَّرْ عَلَیْهِ أَضَرَّتْ بِالْعَامَّةِ(1).

«16»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ لَا یُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ إِذَا عَمِلَتِ الْخَاصَّةُ بِالْمُنْكَرِ سِرّاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تَعْلَمَ الْعَامَّةُ فَإِذَا عَمِلَتِ الْخَاصَّةُ الْمُنْكَرَ جِهَاراً فَلَمْ یُغَیِّرْ ذَلِكَ الْعَامَّةُ اسْتَوْجَبَ الْفَرِیقَانِ الْعُقُوبَةَ مِنَ اللَّهِ (2).

«17»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«18»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ عَلِیٌّ علیه السلام بِرَجُلٍ كَسَرَ طُنْبُوراً لِرَجُلٍ فَقَالَ بُعْداً(4).

«19»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنِ الْحَدِیثِ الَّذِی جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ مَا مَعْنَاهُ قَالَ هَذَا عَلَی أَنْ یَأْمُرَهُ بِقَدْرِ مَعْرِفَتِهِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ یَقْبَلُ مِنْهُ وَ إِلَّا فَلَا(5).

«20»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یَحْیَی الطَّوِیلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا یُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یُنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ مُؤْمِنٌ فَیَتَّعِظُ أَوْ جَاهِلٌ فَیَتَعَلَّمُ فَأَمَّا صَاحِبُ سَوْطٍ وَ سَیْفٍ فَلَا(6).

«21»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَصَرَهُمَا أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ خَذَلَهُمَا خَذَلَهُ اللَّهُ (7).

«22»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ

ص: 75


1- 1. قرب الإسناد ص 26.
2- 2. قرب الإسناد ص 26.
3- 3. علل الشرائع ص 522.
4- 4. قرب الإسناد ص 26 و فیه- فقال بعدا-
5- 5. الخصال ج 1 ص 6.
6- 6. الخصال ج 1 ص 21.
7- 7. نفس المصدر ج 1 ص 25 و أخرجه فی ثواب الأعمال ص 145.

عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ قَالَ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ ائْتَمَرُوا وَ أَمَرُوا فَنَجَوْا وَ صِنْفٌ ائْتَمَرُوا وَ لَمْ یَأْمُرُوا فَمُسِخُوا ذَرّاً وَ صِنْفٌ لَمْ یَأْتَمِرُوا وَ لَمْ یَأْمُرُوا فَهَلَكُوا(1).

«23»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَنْظُرَ مِنَ النَّاسِ إِلَی مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ (2).

«24»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَی عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ دَلَّ عَلَی خَیْرٍ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ وَ مَنْ أَمَرَ بِسُوءٍ أَوْ دَلَّ عَلَیْهِ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ (3).

«25»- ع، [علل الشرائع](4)

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ بِخُرَاسَانَ إِلَی الرِّضَا علیه السلام فَقَالُوا إِنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ یَتَعَاطَوْنَ أُمُوراً قَبِیحَةً فَلَوْ نَهَیْتَهُمْ عَنْهَا فَقَالَ لَا أَفْعَلُ فَقِیلَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنِّی سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ النَّصِیحَةُ خَشِنَةٌ(5).

«26»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: دَخَلَ أَبِی علیه السلام عَلَی هَارُونَ الرَّشِیدِ وَ قَدِ استحفزه [اسْتَخَفَّهُ] الْغَضَبُ عَلَی رَجُلٍ فَقَالَ إِنَّمَا تَغْضَبُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا تَغْضَبْ بِأَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ (6).

ص: 76


1- 1. الخصال ج 1 ص 63 و فیه( وزا) بدل( ذرا).
2- 2. الخصال ج 1 ص 69.
3- 3. الخصال ج 1 ص 90.
4- 4. علل الشرائع ص 581.
5- 5. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 1 ص 290.
6- 6. نفس المصدر ج 1 ص 292.

«27»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاجِبَانِ إِذَا أَمْكَنَ وَ لَمْ تَكُنْ خِیفَةٌ عَلَی النَّفْسِ (1).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّافِعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ أَبِی طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ یُقَالُ لَا یَحِلُّ لِعَیْنٍ مُؤْمِنَةٍ تَرَی اللَّهَ یَعْصِی فَتَطْرِفُ حَتَّی تُغَیِّرَهُ (2).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ بُهْلُولٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْوَصِینِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَانِی عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِی أُمَیَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ لَا یَسْتَطِیعُ الْمُؤْمِنُ أَنْ یُغَیِّرَ فِیهَا بِیَدٍ وَ لَا لِسَانٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ فِیهِمْ یَوْمَئِذٍ مُؤْمِنُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَیَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ إِیمَانِهِمْ شَیْ ءٌ قَالَ لَا إِلَّا كَمَا یَنْقُصُ الْقَطْرُ مِنَ الصَّفَا إِنَّهُمْ یَكْرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِمْ (3).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَیُوَلِّیَ اللَّهُ أُمُورَكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا یُسْتَجَابُ لَكُمْ دُعَاؤُكُمْ (4).

«31»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِیفَ الَّذِی لَا زَبْرَ لَهُ فَقَالَ هُوَ الَّذِی لَا یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ.

و وجدت بخط البرقی رحمه اللّٰه أن الزبر هو العقل فمعنی الخبر أن اللّٰه عز و جل یبغض الذی لا عقل له و قد قال قوم إنه عز و جل یبغض المؤمن الضعیف الذی لا زبر له و هو الذی لا یمتنع من إرسال الریح فی كل موضع فالأول أصح (5).

ص: 77


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 125.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 54 و لیس فیه( یقال).
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 88.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 136 ضمن حدیث.
5- 5. معانی الأخبار ص 344.

«32»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا نَاشٍ نَشَأَ فِی قَوْمٍ ثُمَّ لَمْ یُؤَدَّبْ عَلَی مَعْصِیَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوَّلَ مَا یُعَاقِبُهُمْ فِیهِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أَرْزَاقِهِمْ (1).

«33»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا تَرَكَتْ أُمَّتِی الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلْیُؤَذِّنْ بِوِقَاعٍ مِنَ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ (2).

«34»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَقَرَّ قَوْمٌ بِالْمُنْكَرِ بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ لَا یُغَیِّرُونَهُ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ یَعُمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ (3).

«35»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمَعْصِیَةَ إِذَا عَمِلَ بِهَا الْعَبْدُ سِرّاً لَمْ تُضِرَّ إِلَّا عَامِلَهَا وَ إِذَا عَمِلَ بِهَا عَلَانِیَةً وَ لَمْ یُغَیَّرْ عَلَیْهِ أَضَرَّتِ الْعَامَّةَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّهُ یُذِلُّ بِعَمَلِهِ دِینَ اللَّهِ وَ یَقْتَدِی بِهِ أَهْلُ عَدَاوَةِ اللَّهِ (4).

«36»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ إِذَا عَمِلَتِ الْخَاصَّةُ بِالْمُنْكَرِ سِرّاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تَعْلَمَ الْعَامَّةُ فَإِذَا عَمِلَتِ الْخَاصَّةُ بِالْمُنْكَرِ جِهَاراً فَلَمْ یُغَیِّرْ ذَلِكَ الْعَامَّةُ اسْتَوْجَبَ الْفَرِیقَانِ الْعُقُوبَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ لَا یَحْضُرَنَّ أَحَدُكُمْ رَجُلًا یَضْرِبُهُ سُلْطَانٌ جَائِرٌ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ لَا مَقْتُولًا وَ لَا مَظْلُوماً إِذَا لَمْ یَنْصُرْهُ لِأَنَّ نُصْرَةَ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ إِذَا هُوَ حَضَرَهُ وَ الْعَافِیَةُ أَوْسَعُ مَا لَمْ تُلْزِمْكَ الْحُجَّةُ الْحَاضِرَةُ قَالَ:

ص: 78


1- 1. ثواب الأعمال ص 200 و فیه فی آخره( من أرزاقهم ایمان).
2- 2. نفس المصدر ص 228.
3- 3. نفس المصدر ص 233.
4- 4. نفس المصدر ص 233.

وَ لَمَّا جُعِلَ التَّفَضُّلُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ جَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَرَی أَخَاهُ عَلَی الذَّنْبِ فَیَنْهَاهُ فَلَا یَنْتَهِی فَلَا یَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ یَكُونَ أَكِیلَهُ وَ جَلِیسَهُ وَ شَرِیبَهُ حَتَّی ضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَ نَزَلَ فِیهِ الْقُرْآنُ حَیْثُ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَ لُعِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ عَلی لِسانِ داوُدَ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا یَعْتَدُونَ كانُوا لا یَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ إِلَی آخِرِ الْآیَتَیْنِ (1).

«37»- ف، [تحف العقول]: مِنْ كَلَامِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فِی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُرْوَی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اعْتَبِرُوا أَیُّهَا النَّاسُ بِمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ سُوءِ ثَنَائِهِ عَلَی الْأَحْبَارِ إِذْ یَقُولُ لَوْ لا یَنْهاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ قَالَ لُعِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ إِلَی قَوْلِهِ لَبِئْسَ ما كانُوا یَفْعَلُونَ وَ إِنَّمَا عَابَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا یَرَوْنَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذِینَ بَیْنَ أَظْهُرِهِمُ الْمُنْكَرَ وَ الْفَسَادَ فَلَا یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ ذَلِكَ رَغْبَةً فِیمَا كَانُوا یَنَالُونَ مِنْهُمْ وَ رَهْبَةً مِمَّا یَحْذَرُونَ وَ اللَّهُ یَقُولُ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَبَدَأَ اللَّهُ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرِیضَةً مِنْهُ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَا إِذَا أُدِّیَتْ وَ أُقِیمَتْ اسْتَقَامَتِ الْفَرَائِضُ كُلُّهَا هَیِّنُهَا وَ صَعْبُهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ دُعَاءٌ إِلَی الْإِسْلَامِ مَعَ رَدِّ الْمَظَالِمِ وَ مُخَالَفَةِ الظَّالِمِ وَ قِسْمَةِ الْفَیْ ءِ وَ الْغَنَائِمِ وَ أَخْذِ الصَّدَقَاتِ مِنْ مَوَاضِعِهَا وَ وَضْعِهَا فِی حَقِّهَا.

ثُمَّ أَنْتُمْ أَیُّهَا الْعِصَابَةُ عِصَابَةٌ بِالْعِلْمِ مَشْهُورَةٌ وَ بِالْخَیْرِ مَذْكُورَةٌ وَ بِالنَّصِیحَةِ مَعْرُوفَةٌ وَ بِاللَّهِ فِی أَنْفُسِ النَّاسِ مَهَابَةٌ یَهَابُكُمُ الشَّرِیفُ وَ یُكْرِمُكُمُ الضَّعِیفُ وَ یُؤْثِرُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَیْهِ وَ لَا یَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ تَشْفَعُونَ فِی الْحَوَائِجِ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ طُلَّابِهَا وَ تَمْشُونَ فِی الطَّرِیقِ بِهَیْبَةِ الْمُلُوكِ وَ كَرَامَةِ الْأَكَابِرِ أَ لَیْسَ كُلُّ ذَلِكَ إِنَّمَا نِلْتُمُوهُ بِمَا یُرْجَی عِنْدَكُمْ مِنَ الْقِیَامِ بِحَقِّ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُمْ عَنْ أَكْثَرِ حَقِّهِ تُقَصِّرُونَ فَاسْتَخْفَفْتُمْ بِحَقِّ الْأَئِمَّةِ فَأَمَّا حَقَّ الضُّعَفَاءِ فَضَیَّعْتُمْ وَ أَمَّا حَقَّكُمْ بِزَعْمِكُمْ

ص: 79


1- 1. ثواب الأعمال ص 233.

فَطَلَبْتُمْ فَلَا مال [مَالًا] بَذَلْتُمُوهُ وَ لَا نَفْساً خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذِی خَلَقَهَا وَ لَا عَشِیرَةً عَادَیْتُمُوهَا فِی ذَاتِ اللَّهِ أَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ عَلَی اللَّهِ جَنَّتَهُ وَ مُجَاوَرَةَ رُسُلِهِ وَ أَمَانَهُ مِنْ عَذَابِهِ.

لَقَدْ خَشِیتُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْمُتَمَنُّونَ عَلَی اللَّهِ أَنْ تَحُلَّ بِكُمْ نَقِمَةٌ مِنْ نَقِمَاتِهِ لِأَنَّكُمْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ مَنْزِلَةً فُضِّلْتُمْ بِهَا وَ مَنْ یُعْرَفُ بِاللَّهِ لَا تُكْرِمُونَ وَ أَنْتُمْ بِاللَّهِ فِی عِبَادِهِ تُكْرَمُونَ وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلَا تَقْرَعُونَ وَ أَنْتُمْ لِبَعْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَقْرَعُونَ وَ ذِمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ مَحْقُورَةٌ وَ الْعُمْیُ وَ الْبُكْمُ وَ الزَّمِنُ فِی الْمَدَائِنِ مُهْمَلَةٌ لَا تَرْحَمُونَ وَ لَا فِی مَنْزِلَتِكُمْ تَعْمَلُونَ وَ لَا مِنْ عَمَلٍ فِیهَا تَعْتِبُونَ وَ بِالادِّهَانِ وَ الْمُصَانَعَةِ عِنْدَ الظَّلَمَةِ تَأْمَنُونَ كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّهْیِ وَ التَّنَاهِی وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ وَ أَنْتُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ مُصِیبَةً لِمَا غُلِبْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ مَنَازِلِ الْعُلَمَاءِ لَوْ كُنْتُمْ تَسْمَعُونَ ذَلِكَ بِأَنَّ مَجَارِیَ الْأُمُورِ وَ الْأَحْكَامِ عَلَی أَیْدِی الْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ الْأُمَنَاءِ عَلَی حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ فَأَنْتُمْ الْمَسْلُوبُونَ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ وَ مَا سُلِبْتُمْ ذَلِكَ إِلَّا بِتَفَرُّقِكُمْ عَنِ الْحَقِّ وَ اخْتِلَافِكُمْ فِی السُّنَّةِ بَعْدَ الْبَیِّنَةِ الْوَاضِحَةِ وَ لَوْ صَبَرْتُمْ عَلَی الْأَذَی وَ تَحَمَّلْتُمُ الْمَئُونَةَ فِی ذَاتِ اللَّهِ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ تَرِدُ وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ وَ إِلَیْكُمْ تَرْجِعُ وَ لَكِنَّكُمْ مَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فِی أَیْدِیهِمْ یَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ وَ یَسِیرُونَ فِی الشَّهَوَاتِ سَلَّطَهُمْ عَلَی ذَلِكَ فِرَارُكُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَ إِعْجَابُكُمْ بِالْحَیَاةِ الَّتِی هِیَ مُفَارِقَتُكُمْ فَأَسْلَمْتُمُ الضُّعَفَاءَ فِی أَیْدِیهِمْ فَمِنْ بَیْنِ مُسْتَعْبَدٍ مَقْهُورٍ وَ بَیْنِ مُسْتَضْعَفٍ عَلَی مَعِیشَتِهِ مَغْلُوبٍ یَتَقَلَّبُونَ فِی الْمُلْكِ بِآرَائِهِمْ وَ یَسْتَشْعِرُونَ الْخِزْیَ بِأَهْوَائِهِمْ اقْتِدَاءً بِالْأَشْرَارِ وَ جُرْأَةً عَلَی الْجَبَّارِ فِی كُلِّ بَلَدٍ مِنْهُمْ عَلَی مِنْبَرِهِ خَطِیبٌ یَصْقَعُ فَالْأَرْضُ لَهُمْ شَاغِرَةٌ وَ أَیْدِیهِمْ فِیهَا مَبْسُوطَةٌ وَ النَّاسُ لَهُمْ خَوَلٌ لَا یَدْفَعُونَ یَدَ لَامِسٍ فَمِنْ بَیْنِ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ ذِی سَطْوَةٍ عَلَی الضَّعَفَةِ شَدِیدٍ مُطَاعٍ لَا یَعْرِفُ الْمُبْدِئَ وَ الْمُعِیدَ فَیَا عَجَباً وَ مَا لِی لَا أَعْجَبُ وَ الْأَرْضُ مِنْ غَاشٍّ غَشُومٍ وَ مُتَصَدِّقٍ ظَلُومٍ وَ عَامِلٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ بِهِمْ غَیْرِ رَحِیمٍ فَاللَّهُ الْحَاكِمُ فِیمَا فِیهِ تَنَازَعْنَا وَ الْقَاضِی بِحُكْمِهِ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَنَا.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا تَنَافُساً فِی سُلْطَانٍ وَ لَا الْتِمَاساً مِنْ

ص: 80

فُضُولِ الْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنُرِیَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِینِكَ وَ نُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِی بِلَادِكَ وَ یَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ یُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَ سُنَّتِكَ وَ أَحْكَامِكَ فَإِنَّكُمْ إِلَّا تَنْصُرُونَا وَ تُنْصِفُونَا قَوِیَ الظَّلَمَةُ عَلَیْكُمْ وَ عَمِلُوا فِی إِطْفَاءِ نُورِ نَبِیِّكُمْ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ(1).

«38»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَمْراً فَكَرِهَهُ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ وَ مَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِیَهُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ (2).

«39»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی جَلَّتْ قُدْرَتُهُ إِلَی شُعَیْبٍ علیه السلام أَنِّی مُهْلِكٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ أَرْبَعِینَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَ سِتِّینَ أَلْفاً مِنْ خِیَارِهِمْ فَقَالَ علیه السلام هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْیَارِ فَقَالَ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِی فَلَمْ یَغْضَبُوا لِغَضَبِی.

«40»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فَقَالَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ صِلَةُ الرَّحِمِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا فَقَالَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ(3).

«41»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِمَا عَمِلُوا مِنَ الْمَعَاصِی وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبَارُ عَنْ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا بَعَثَ مَلَكَیْنِ إِلَی مَدِینَةٍ لِیَقْلِبَاهَا عَلَی أَهْلِهَا فَلَمَّا انْتَهَیَا إِلَیْهَا وَجَدَا رَجُلًا یَدْعُو اللَّهَ وَ یَتَضَرَّعُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَی هَذَا الرَّجُلَ الدَّاعِیَ فَقَالَ لَهُ رَأَیْتُهُ وَ لَكِنْ أَمْضِی لِمَا أَمَرَنِی بِهِ رَبِّی فَقَالَ الْآخَرُ وَ لَكِنِّی لَا أُحْدِثُ شَیْئاً حَتَّی أَرْجِعَ فَعَادَ إِلَی رَبِّهِ فَقَالَ یَا رَبِّ إِنِّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَوَجَدْتُ عَبْدَكَ فُلَاناً یَدْعُو وَ

ص: 81


1- 1. تحف العقول ص 240.
2- 2. نفس المصدر ص 479.
3- 3. المحاسن ص 291.

یَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ امْضِ لِمَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ ذَلِكَ رَجُلٌ لَمْ یَتَغَیَّرْ وَجْهُهُ غَضَباً لِی قَطُّ(1).

«42»- وَ أَرْوِی: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْعَالِمَ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً قَالَ یَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ وَ یَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللَّهُ فَإِنْ أَطَاعُوا كَانَ قَدْ وَقَاهُمْ وَ إِنْ عَصَوْهُ كَانَ قَدْ قَضَی مَا عَلَیْهِ (2).

«43»- وَ رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَخْطُبُ فَعَارَضَهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدِّثْنَا عَنْ مَیِّتِ الْأَحْیَاءِ فَقَطَعَ الْخُطْبَةَ ثُمَّ قَالَ مُنْكِرٌ لِلْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدَیْهِ فَخِلَالَ الْخَیْرِ حَصَّلَهَا كُلَّهَا وَ مُنْكِرٌ لِلْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ تَارِكٌ لَهُ بِیَدِهِ فَخَصْلَتَانِ مِنْ خِصَالِ الْخَیْرِ وَ مُنْكِرٌ لِلْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَ تَارِكٌ بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ فَخَلَّةً مِنْ خِلَالِ الْخَیْرِ حَازَ وَ تَارِكٌ لِلْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ فَذَلِكَ مَیِّتُ الْأَحْیَاءِ ثُمَّ عَادَ علیه السلام إِلَی خُطْبَتِهِ (3).

«44»- وَ نَرْوِی: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَخْبِرْنِی مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فَقَالَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَقَالَ الرَّجُلُ فَأَیُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَی اللَّهِ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمَعْرُوفِ (4).

«45»- وَ نَرْوِی: أَنَّ صَبِیَّیْنِ تَوَثَّبَا عَلَی دِیكٍ فَنَتَفَاهُ فَلَمْ یَدَعَا عَلَیْهِ رِیشَهُ وَ شَیْخٌ قَائِمٌ یُصَلِّی لَا یَأْمُرُهُمْ وَ لَا یَنْهَاهُمْ قَالَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَابْتَلَعَتْهُ (5).

«46»- وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ مُؤْمِنٌ فَیَتَّعِظُ أَوْ جَاهِلٌ فَیَتَعَلَّمُ وَ أَمَّا صَاحِبُ سَیْفٍ وَ سَوْطٍ فَلَا(6).

«47»- نَرْوِی: حَسْبُ الْمُؤْمِنِ عَیْباً إِذَا رَأَی مُنْكَراً أَنْ لَا یُعْلَمَ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ (7).

«48»- وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ قَالَ وَیْلٌ لِلَّذِینَ یَجْتَلِبُونَ الدُّنْیَا بِالدِّینِ

ص: 82


1- 1. فقه الرضا ص 51.
2- 2. فقه الرضا ص 51.
3- 3. فقه الرضا ص 51.
4- 4. فقه الرضا ص 51.
5- 5. فقه الرضا ص 51.
6- 6. فقه الرضا ص 51.
7- 7. فقه الرضا ص 51.

وَ وَیْلٌ لِلَّذِینَ یَقْتُلُونَ الَّذِینَ یَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ وَ وَیْلٌ لِلَّذِینَ إِذَا الْمُؤْمِنُ فِیهِمْ یَسِیرُ بِالْعَدْلِ یَعْتَدُونَ وَ عَلَیْهِ یَجْتَرُونَ وَ لَا یَهْتَدُونَ لَأُتِیحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً یُتْرَكُ الْحَكِیمُ فِیهِمْ حیرانا [حَیْرَانَ](1).

«49»- وَ نَرْوِی: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا فَخَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ (2).

«50»- وَ نَرْوِی: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ قَالَ هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفُوهُ إِلَی غَیْرِهِ فَسُئِلَ عَنْ مَعْنَی ذَلِكَ فَقَالَ إِذَا وَصَفَ الْإِنْسَانُ عَدْلًا خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ فَرَأَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ الثَّوَابَ الَّذِی هُوَ وَاصِفُهُ لِغَیْرِهِ عَظُمَتْ حَسْرَتُهُ (3).

«51»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَنْسَلِخْ عَنْ هَوَاجِسِهِ وَ لَمْ یَتَخَلَّصْ مِنْ آفَاتِ نَفْسِهِ وَ شَهَوَاتِهَا وَ لَمْ یَهْزِمِ الشَّیْطَانَ وَ لَمْ یَدْخُلْ فِی كَنَفِ اللَّهِ وَ أَمَانِ عِصْمَتِهِ لَا یَصْلُحُ لَهُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ یَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَكُلَّمَا

أَظْهَرَ أَمْراً یَكُونُ حُجَّةً عَلَیْهِ وَ لَا یَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ یُقَالُ لَهُ یَا خَائِنُ أَ تُطَالِبُ خَلْقِی بِمَا خُنْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ أَرْخَیْتَ عَنْهُ عِنَانَكَ (4).

«52»- رُوِیَ: أَنَّ ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِیَّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا یَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ فَقَالَ علیه السلام وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلَی مَا أَصَابَكَ حَتَّی إِذَا رَأَیْتَ شُحّاً مُطَاعاً وَ هَوًی مُتَّبَعاً وَ إِعْجَابَ كُلِّ ذِی رَأْیٍ بِرَأْیِهِ فَعَلَیْكَ بِنَفْسِكَ وَ دَعْ أَمْرَ الْعَامَّةِ وَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ یَحْتَاجُ إِلَی أَنْ یَكُونَ عَالِماً بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَارِغاً مِنْ خَاصَّةِ نَفْسِهِ عَمَّا یَأْمُرُهُمْ بِهِ وَ یَنْهَاهُمْ عَنْهُ نَاصِحاً لِلْخَلْقِ رَحِیماً رَفِیقاً بِهِمْ دَاعِیاً لَهُمْ بِاللُّطْفِ وَ

ص: 83


1- 1. فقه الرضا ص 51.
2- 2. فقه الرضا ص 51.
3- 3. فقه الرضا ص 51.
4- 4. مصباح الشریعة ص 42 طبع طهران سنة 1379 و الآیة فی سورة البقرة: 44.

حُسْنِ الْبَیَانِ عَارِفاً بِتَفَاوُتِ أَخْلَاقِهِمْ لِیُنَزِّلَ كُلًّا مَنْزِلَتَهُ بَصِیراً بِمَكْرِ النَّفْسِ وَ مَكَایِدِ الشَّیْطَانِ صَابِراً عَلَی مَا یَلْحَقُهُ لَا یُكَافِیهِمْ بِهَا وَ لَا یَشْكُو مِنْهُمْ وَ لَا یَسْتَعْمِلُ الْحَمِیَّةَ وَ لَا یَغْتَاظُ لِنَفْسِهِ مُجَرِّداً نِیَّتَهُ لِلَّهِ مُسْتَعِیناً بِهِ وَ مُبْتَغِیاً لِوَجْهِهِ فَإِنْ خَالَفُوهُ وَ جَفَوْهُ صَبَرَ وَ إِنْ وَافَقُوهُ وَ قَبِلُوا مِنْهُ شَكَرَ مُفَوِّضاً أَمْرَهُ إِلَی اللَّهِ نَاظِراً إِلَی عَیْبِهِ (1).

«53»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَحْسَنُ الْمَوَاعِظِ مَا لَا یُجَاوِزُ الْقَوْلُ حَدَّ الصِّدْقِ وَ الْفِعْلُ حَدَّ الْإِخْلَاصِ فَإِنَّ مَثَلَ الْوَاعِظِ وَ الْمَوْعُوظِ كَالْیَقْظَانِ وَ الرَّاقِدِ فَمَنِ اسْتَیْقَظَ عَنْ رَقْدَتِهِ وَ غَفْلَتِهِ وَ مُخَالَفَتِهِ وَ مَعَاصِیهِ صَلَحَ أَنْ یُوقِظَ غَیْرَهُ مِنْ ذَلِكَ الرُّقَادِ وَ أَمَّا السَّائِرُ فِی مَفَاوِزِ الِاعْتِدَاءِ وَ الْخَائِضُ فِی مَرَاتِعِ الْغَیِّ وَ تَرْكِ الْحَیَاءِ بِاسْتِحْبَابِ السُّمْعَةِ وَ الرِّیَاءِ وَ الشُّهْرَةِ وَ التَّصَنُّعِ فِی الْخَلْقِ الْمُتَزَیِّی بِزِیِّ الصَّالِحِینَ الْمُظْهِرُ بِكَلَامِهِ عُمَارَةَ بَاطِنِهِ وَ هُوَ فِی الْحَقِیقَةِ خَالٍ عَنْهَا قَدْ غَمَرَتْهَا وَحْشَةُ حُبِّ الْمَحْمَدَةِ وَ غَشِیَتْهَا ظُلْمَةُ الطَّمَعِ فَمَا أَفْتَنَهُ بِهَوَاهُ وَ أَضَلَّ النَّاسَ بِمَقَالِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ وَ أَمَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ بِنُورِ التَّأْیِیدِ وَ حُسْنِ التَّوْفِیقِ وَ طَهَّرَ قَلْبَهُ مِنَ الدَّنَسِ فَلَا یُفَارِقُ الْمَعْرِفَةَ وَ الْتُّقَی فَیَسْتَمِعُ الْكَلَامَ مِنَ الْأَصْلِ وَ یَتْرُكُ قَائِلَهُ كَیْفَ مَا كَانَ قَالَتِ الْحُكَمَاءُ خُذِ الْحِكْمَةَ وَ لَوْ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَجَانِینِ قَالَ عِیسَی علیه السلام جَالِسُوا مَنْ تُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْیَتُهُ وَ لِقَاؤُهُ فَضْلًا عَنِ الْكَلَامِ وَ لَا تُجَالِسُوا مَنْ یُوَافِقُهُ ظَاهِرُكُمْ وَ یُخَالِفُهُ بَاطِنُكُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ الْمُدَّعِی بِمَا لَیْسَ لَهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِینَ فِی اسْتَفَادَتِكُمْ فَإِذَا لَقِیتَ مَنْ فِیهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ فَاغْتَنِمْ رُؤْیَتَهُ وَ لِقَاءَهُ وَ مُجَالَسَتَهُ وَ لَوْ سَاعَةً فَإِنَّ ذَلِكَ یُؤَثِّرُ فِی دِینِكَ وَ قَلْبِكَ وَ عِبَادَتِكَ بَرَكَاتُهُ قَوْلُهُ لَا یُجَاوِزُ فِعْلَهُ وَ فِعْلُهُ لَا یُجَاوِزُ صِدْقَهُ وَ صِدْقُهُ لَا یُنَازِعُ رَبَّهُ فَجَالِسْهُ بِالْحُرْمَةِ وَ انْتَظِرِ الرَّحْمَةَ وَ الْبَرَكَةَ وَ احْذَرْ لُزُومَ الْحُجَّةِ عَلَیْكَ وَ رَاعِ وَقْتَهُ كَیْلَا تَلُومَهُ فَتَخْسَرَ وَ انْظُرْ إِلَیْهِ بِعَیْنِ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ تَخْصِیصِهِ لَهُ وَ كَرَامَتِهِ إِیَّاهُ (2).

«54»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ أَ تَأْمُرُونَ

ص: 84


1- 1. نفس المصدر ص 42 و الآیة فی سورة المائدة: 105.
2- 2. نفس المصدر ص 49 بادنی تفاوت و الآیة فی سورة الحجّ: 130.

النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی حَلْقِهِ قَالَ كَالذَّابِحِ نَفْسَهُ (1).

«55»- وَ قَالَ الْحَجَّالُ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ: وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ أَیْ تَتْرُكُونَ (2).

«56»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ كانُوا لا یَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا یَفْعَلُونَ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا یَدْخُلُونَ مَدَاخِلَهُمْ وَ لَا یَجْلِسُونَ مَجَالِسَهُمْ وَ لَكِنْ كَانُوا إِذَا لَقُوهُمْ ضَحِكُوا فِی وُجُوهِهِمْ وَ أَنِسُوا بِهِمْ (3).

«57»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أَوْحَی اللَّهُ فِیمَا مَضَی قَبْلَكُمْ إِلَی جَبْرَئِیلَ فَأَمَرَهُ أَنْ یَخْسِفَ بِبَلَدٍ یَشْتَمِلُ عَلَی الْكُفَّارِ وَ الْفُجَّارِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا رَبِّ اخْسِفْ بِهِمْ إِلَّا بِفُلَانٍ الزَّاهِدِ فَیَعْرِفُ مَا ذَا یَأْمُرُهُ اللَّهُ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی بَلِ اخْسِفْ بِهِمْ وَ بِفُلَانٍ قَبْلَهُمْ فَسَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ عَرِّفْنِی لِمَ ذَلِكَ وَ هُوَ زَاهِدٌ عَابِدٌ قَالَ مَكَّنْتُ لَهُ وَ أَقْدَرْتُهُ فَهُوَ لَا یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ كَانَ یَتَوَفَّرُ عَلَی حُبِّهِمْ وَ فِی غَضَبِی لَهُمْ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَیْفَ بِنَا وَ نَحْنُ لَا نَقْدِرُ عَلَی إِنْكَارِ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ مُنْكَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَیَعُمُّكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ ثُمَّ قَالَ مَنْ رَأَی مُنْكَراً فَلْیُنْكِرْهُ بِیَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ فَحَسْبُهُ أَنْ یَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لِذَلِكَ كَارِهٌ (4).

«58»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: لَقِیَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ لَیْلًا فَقَالَ لِی یَا حَارِثُ فَقُلْتُ:

ص: 85


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 43 و الآیة فی سورة البقرة: 44 و فیه( ابن إسحاق) بدل( أبی إسحاق).
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 43 و الآیة فی سورة البقرة: 44 و فیه( ابن إسحاق) بدل( أبی إسحاق).
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 335 و الآیة فی سورة المائدة: 79.
4- 4. لم نعثر علیه فی المصدر المذكور رغم البحث عنه مكرّرا.

نَعَمْ فَقَالَ أَمَا لَیُحْمَلَنَّ ذُنُوبُ سُفَهَائِكُمْ عَلَی عُلَمَائِكُمْ ثُمَّ مَضَی قَالَ ثُمَّ أَتَیْتُهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ قُلْتَ لَیُحْمَلَنَّ ذُنُوبُ سُفَهَائِكُمْ عَلَی عُلَمَائِكُمْ فَقَدْ دَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِیمٌ فَقَالَ لِی نَعَمْ مَا یَمْنَعُكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنِ الرَّجُلِ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهُونَهُ مِمَّا یَدْخُلُ بِهِ عَلَیْنَا الْأَذَی وَ الْعَیْبُ عِنْدَ النَّاسِ أَنْ تَأْتُوهُ فَتُؤَنِّبُوهُ وَ تَعِظُوهُ وَ تَقُولُوا لَهُ قَوْلًا بَلِیغاً فَقُلْتُ لَهُ إِذاً لَا یَقْبَلَ مِنَّا وَ لَا یُطِیعَنَا قَالَ فَقَالَ فَإِذاً فَاهْجُرُوهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اجْتَنِبُوا مُجَالَسَتَهُ (1).

«59»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا دِینَ لِمَنْ لَا یَدِینُ اللَّهَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ(2).

«60»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مَلَكَیْنِ إِلَی أَهْلِ مَدِینَةٍ لِیَقْلِبَاهَا عَلَی أَهْلِهَا فَلَمَّا انْتَهَیَا إِلَی الْمَدِینَةِ وَجَدَا رَجُلًا یَدْعُو اللَّهَ وَ یَتَضَرَّعُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ أَ مَا تَرَی هَذَا الدَّاعِیَ فَقَالَ قَدْ رَأَیْتُهُ وَ لَكِنْ أَمْضِی لِمَا أَمَرَنِی بِهِ رَبِّی فَقَالَ وَ لَكِنِّی لَا أُحْدِثُ شَیْئاً حَتَّی أَرْجِعَ إِلَی رَبِّی فَعَادَ إِلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ یَا رَبِّ إِنِّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَوَجَدْتُ عَبْدَكَ فُلَاناً یَدْعُوكَ وَ یَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ فَقَالَ امْضِ لِمَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ ذَلِكَ رَجُلٌ لَمْ یَتَغَیَّرْ وَجْهُهُ غَضَباً لِی قَطُّ(3).

«61»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ نَبِیّاً یُقَالُ لَهُ أَرْمِیَا فَقَالَ قُلْ لَهُمْ مَا بَلَدٌ بِنَفْسِهِ مِنْ كِرَامِ الْبُلْدَانِ وَ غُرِسَ فِیهِ مِنْ كِرَامِ الْغُرُوسِ وَ نَقَّیْتُهُ مِنْ كُلِّ غَرِیبَةٍ

ص: 86


1- 1. السرائر ص 488.
2- 2. كتاب الزهد للحسین بن سعید باب الامر بالمعروف و النهی عن المنكر و فیه( ویل لقوم لا یدینون اللّٰه بالامر بالمعروف)( مخطوط).
3- 3. كتاب الزهد للحسین بن سعید باب الریاء و النفاق و العجب و الكبر ص 45( مخطوط).

فَأَخْلَفَ فَأَنْبَتَ خُرْنُوباً فَضَحِكُوا مِنْهُ وَ اسْتَهْزَءُوا بِهِ فَشَكَاهُمْ إِلَی اللَّهِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ قُلْ لَهُمْ إِنَّ الْبَلَدَ الْبَیْتُ الْمُقَدَّسُ وَ الْغَرْسَ بَنُو إِسْرَائِیلَ نَقَّیْتُهُمْ مِنْ كُلِّ غَرِیبَةٍ وَ نَحَّیْتُ عَنْهُمْ كُلَّ جَبَّارٍ فَأَخْلَفُوا فَعَمِلُوا بِمَعَاصِیَّ فَلَأُسَلِّطَنَّ عَلَیْهِمْ فِی بَلَدِهِمْ مَنْ یَسْفِكُ دِمَاءَهُمْ وَ یَأْخُذُ أَمْوَالَهُمْ وَ إِنْ بَكَوْا لَمْ أَرْحَمْ بُكَاءَهُمْ وَ إِنْ دَعَوْا لَمْ أَسْتَجِبْ دُعَاءَهُمْ فَشِلُوا وَ فَشِلَتْ أَعْمَالُهُمْ لَأَخْرِبَنَّهَا مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ لَأَعْمُرَنَّهَا قَالَ فَلَمَّا حَدَّثَهُمْ جَزِعَتِ الْعُلَمَاءُ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا ذَنْبُنَا نَحْنُ وَ لَمْ نَكُنْ نَعْمَلُ بِعَمَلِهِمْ فَعَاوِدْ لَنَا رَبَّكَ فَصَامَ سَبْعاً فَلَمْ یُوحَ إِلَیْهِ فَأَكَلَ أَكْلَةً ثُمَّ صَامَ سَبْعاً فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الْوَاحِدُ وَ الْعِشْرُونَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ لَتَرْجِعَنَّ عَمَّا تَصْنَعُ أَنْ تُرَاجِعَنِی فِی أَمْرٍ قَدْ قَضَیْتُهُ أَوْ لَأَرُدَّنَّ وَجْهَكَ عَلَی دُبُرِكَ ثُمَّ أَوْحَی إِلَیْهِ أَنْ قُلْ لَهُمْ إِنَّكُمْ رَأَیْتُمُ الْمُنْكَرَ فَلَمْ تُنْكِرُوهُ وَ سَلَّطَ عَلَیْهِمْ بُخْتَنَصَّرَ فَفَعَلَ بِهِمْ مَا قَدْ بَلَغَكَ (1).

أقول: قد مر فی كتاب النبوة بأسانید.

«62»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: وَیْلٌ لِقَوْمٍ لَا یَدِینُونَ اللَّهَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ(2).

«63»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالَ: وَیْلٌ لِمَنْ یَأْمُرُ بِالْمُنْكَرِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمَعْرُوفِ (3).

«64»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا مَنْ كَانَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ رَفِیقٌ بِمَا یَأْمُرُ بِهِ رَفِیقٌ فِیمَا یَنْهَی عَنْهُ عَدْلٌ فِیمَا یَأْمُرُ بِهِ عَدْلٌ فِیمَا یَنْهَی عَنْهُ عَالِمٌ بِمَا یَأْمُرُ بِهِ عَالِمٌ بِمَا یَنْهَی عَنْهُ (4).

«65»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً أَوْ

ص: 87


1- 1. كتاب الزهد للحسین بن سعید باب الامر بالمعروف و النهی عن المنكر ص 81( مخطوط).
2- 2. نفس المصدر فی نفس الباب ص 83.
3- 3. نفس المصدر فی نفس الباب ص 83.
4- 4. نوادر الراوندیّ ص 21.

أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَی عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ دَلَّ عَلَی خَیْرٍ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ وَ مَنْ أَمَرَ بِسُوءٍ أَوْ دَلَّ عَلَیْهِ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ (1).

«66»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنِ الرَّجُلِ شَیْ ءٌ مَشَیْتُمْ إِلَیْهِ فَقُلْتُمْ یَا هَذَا إِمَّا أَنْ تَعْتَزِلَنَا وَ تَجْتَنِبَنَا أَوْ تَكُفَّ عَنَّا فَإِنْ فَعَلَ وَ إِلَّا فَاجْتَنِبُوهُ (2).

«67»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَجُلٌ شَیْخٌ نَاسِكٌ یَعْبُدُ اللَّهَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَبَیْنَا هُوَ یُصَلِّی وَ هُوَ فِی عِبَادَتِهِ إِذْ بَصُرَ بِغُلَامَیْنِ صَبِیَّیْنِ إِذْ أَخَذَا دِیكاً وَ هُمَا یَنْتِفَانِ رِیشَهُ فَأَقْبَلَ عَلَی مَا هُوَ فِیهِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَ لَمْ یَنْهَهُمَا عَنْ ذَلِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ أَنْ سِیخِی بِعَبْدِی فَسَاخَتْ بِهِ الْأَرْضَ وَ هُوَ یَهْوِی فِی الدُّرْدُورِ(3)

أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِینَ (4).

«68»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَهْبَطَ مَلَكَیْنِ إِلَی قَرْیَةٍ لِیُهْلِكَهُمْ فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ تَحْتَ اللَّیْلِ قَائِمٌ یَتَضَرَّعُ إِلَی اللَّهِ وَ یَتَعَبَّدُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُ الْمَلَكَیْنِ لِلْآخَرِ إِنِّی أُعَاوِدُ رَبِّی فِی هَذَا الرَّجُلِ وَ قَالَ الْآخَرُ بَلْ تَمْضِی لِمَا أُمِرْتَ وَ لَا تُعَاوِدْ رَبِّی فِیمَا قَدْ أَمَرَ بِهِ قَالَ فَعَاوَدَ الْآخَرُ رَبَّهُ فِی ذَلِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی الَّذِی لَمْ یُعَاوِدْ رَبَّهُ فِیمَا أَمَرَهُ أَنْ أَهْلَكَهُ مَعَهُمْ فَقَدْ حَلَّ بِهِ مَعَهُمْ سَخَطِی إِنَّ هَذَا لَمْ یَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ قَطُّ غَضَباً لِی وَ الْمَلَكُ الَّذِی عَاوَدَ رَبَّهُ

ص: 88


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 21.
2- 2. أمالی الشیخ الطوسیّ ج 2 ص 275.
3- 3. الدردور: موضع فی البحر یجیش ماؤه فیخاف فیه الغرق.
4- 4. أمالی الشیخ الطوسیّ ج 2 ص 282.

فِیمَا أَمَرَ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَأُهْبِطَ فِی جَزِیرَةٍ فَهُوَ حَتَّی السَّاعَةِ فِیهَا سَاخِطٌ عَلَیْهِ رَبُّهُ (1).

«69»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، رَوَی ابْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی الْفَقِیهِ وَ كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ: فِیمَا كَانَ یُحَضِّضُ بِهِ النَّاسَ عَلَی الْجِهَادِ إِنِّی سَمِعْتُ عَلِیّاً رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فِی الصَّالِحِینَ وَ أَثَابَهُ ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ یَقُولُ یَوْمَ لَقِینَا أَهْلَ الشَّامِ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَی عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً یُدْعَی إِلَیْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیَا وَ كَلِمَةُ الظَّالِمِینَ هِیَ السُّفْلَی فَذَلِكَ الَّذِی أَصَابَ سَبِیلَ الْهُدَی وَ قَامَ عَلَی الطَّرِیقِ وَ نَوَّرَ فِی قَلْبِهِ الْیَقِینُ (2).

«70»- وَ فِی كَلَامٍ لَهُ علیه السلام آخَرَ یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی: فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَیْرِ وَ مِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ التَّارِكُ بِیَدِهِ فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَیْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَیْرِ وَ مُضَیِّعٌ خَصْلَةً وَ مِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ وَ التَّارِكُ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَذَلِكَ الَّذِی ضَیَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَیْنِ مِنَ الثَّلَاثِ وَ تَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ وَ مِنْهُمْ تَارِكٌ لِإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ یَدِهِ فَذَلِكَ مَیِّتُ الْأَحْیَاءِ وَ مَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ وَ إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَ لَا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ وَ أَفْضَلُ ذَلِكَ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ(3).

«71»- وَ عَنْ أَبِی جُحَیْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا تُقْلَبُونَ عَلَیْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَیْدِیكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ فَمَنْ لَمْ یَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً وَ لَمْ یُنْكِرْ مُنْكَراً قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ (4).

«72»- وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ وَ إِنَّهُمَا لَا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَ لَا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ (5).

ص: 89


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ج ص 282 و فیه( یصعر) بدل( یتمعر).
2- 2. نهج البلاغة ج 3 ص 243.
3- 3. نهج البلاغة ج 3 ص 243.
4- 4. نهج البلاغة ج 3 ص 244.
5- 5. نهج البلاغة ج 3 ص 63 و فیه( الحلماء) بدل( الحكماء).

«73»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِیَ بَیْنَ أَیْدِیكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِی وَ الْحُكَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِی (1).

«74»- نهج، [نهج البلاغة]: فِی وَصِیَّتِهِ علیه السلام لِلْحَسَنِ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ وَ أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِیَدِكَ وَ لِسَانِكَ وَ بَایِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ وَ جَاهِدْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ لَا تَأْخُذْكَ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (2)(3).

«75»- وَ قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لِلْحَسَنَیْنِ علیهما السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً ثُمَّ قَالَ علیه السلام اللَّهَ اللَّهَ فِی الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَیُوَلَّی عَلَیْكُمْ أَشْرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا یُسْتَجَابُ لَكُمْ (4).

«76»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ الْمُرَادِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ ثَابِتٍ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ مُوسَی عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ لَمْ یَهْلِكْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بِحَیْثُ مَا أَتَوْا مِنَ الْمَعَاصِی وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبَارُ فَلَمَّا تَمَادَوْا فِی الْمَعَاصِی وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبَارُ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعُقُوبَةٍ فَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِكُمْ مِثْلُ الَّذِی نَزَلَ بِهِمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَ لَا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ فَإِنَّ الْأَمْرَ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ كَقَطْرِ الْمَطَرِ إِلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ فِی نَفْسٍ أَوْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ فَإِذَا كَانَ لِأَحَدِكُمْ نُقْصَانٌ فِی ذَلِكَ یواری [رَأَی] لِأَخِیهِ عَفْوَةً فَلَا یَكُنْ لَهُ فِتْنَةً فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً یَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ وَ یُغْرَی بِهَا لِئَامُ النَّاسِ كَانَ كَالْیَاسِرِ الْفَالِجِ

ص: 90


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 180.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 44.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 85.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 86 و فیه( شراركم).

یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ یُوجِبُ لَهُ بِهَا الْمَغْنَمَ وَ یَذْهَبُ عَنْهُ بِهَا الْمَغْرَمُ فَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ یَنْتَظِرُ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ إِمَّا دَاعِیَ اللَّهِ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ وَ إِمَّا رِزْقاً مِنَ اللَّهِ واسع [وَاسِعاً] فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ حبسه [حَسَبُهُ] الْمَالُ وَ الْبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْیَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ لِأَقْوَامٍ.

«77»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّ مَنْ رَأَی عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً یُدْعَی إِلَیْهِ وَ أَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیَا وَ كَلِمَةُ الظَّالِمِینَ السُّفْلَی فَذَلِكَ الَّذِی أَصَابَ الْهُدَی وَ قَامَ عَلَی الطَّرِیقِ وَ نَوَّرَ فِی قَلْبِهِ التَّبْیِینُ (1).

«78»- وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ خُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ فَمَنْ نَصَرَهُمَا أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ خَذَلَهُمَا خَذَلَهُ اللَّهُ (2).

«79»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّمَا یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ مَنْ كَانَتْ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ عَالِمٌ لِمَا یَأْمُرُ بِهِ وَ تَارِكٌ لِمَا یَنْهَی عَنْهُ عَادِلٌ فِیمَا یَأْمُرُ عَادِلٌ فِیمَا یَنْهَی رَفِیقٌ فِیمَا یَأْمُرُ رَفِیقٌ فِیمَا یَنْهَی (3).

«80»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی فِی الْمَنَامِ قَدْ أَخَذَتْهُ الزَّبَانِیَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَجَاءَهُ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْیُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَیْنِهِمْ وَ جَعَلَاهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ(4).

«81»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: وَیْلٌ لِقَوْمٍ لَا یَدِینُونَ اللَّهَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ(5).

«82»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَتْ نِسَاؤُكُمْ وَ فَسَقَ شَبَابُكُمْ وَ لَمْ تَأْمُرُوا بِمَعْرُوفٍ وَ لَمْ تَنْهَوْا عَنْ مُنْكَرٍ قِیلَ وَ یَكُونُ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ فَكَیْفَ بِكُمْ إِذَا أَتَیْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَ نَهَیْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ فَقِیلَ لَهُ یَا

ص: 91


1- 1. مشكاة الأنوار ص 46 طبع النجف- الحیدریّة- و فیه( الیقین) بدل( التبیین).
2- 2. نفس المصدر ص 46 و أخرج الثانی الصدوق فی الخصال ج 1 ص 68.
3- 3. نفس المصدر ص 46 و أخرج الثانی الصدوق فی الخصال ج 1 ص 68.
4- 4. نفس المصدر ص 46 و أخرج الثانی الصدوق فی الخصال ج 1 ص 68.
5- 5. نفس المصدر ص 46 و أخرج الثانی الصدوق فی الخصال ج 1 ص 68.

رَسُولَ اللَّهِ وَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَیْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً(1).

«83»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَبْكِی وَ قَالَ أَنَا قَدْ عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِی كُلِّفْتُ أَهْلِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسْبُكَ أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِمَا تَأْمُرُ بِهِ نَفْسَكَ وَ تَنْهَاهُمْ عَمَّا تَنْهَی عَنْهُ نَفْسَكَ (2).

«84»- وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِذَا أُمَّتِی تَوَاكَلَتِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلْتَأْذَنْ بِوِقَاعٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی (3).

«85»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: حَسْبُ الْمُؤْمِنِ غَیْراً إِنْ رَأَی مُنْكَراً أَنْ یَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ نِیَّتِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ (4).

«86»- وَ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا مَرَّ بِجَمَاعَةٍ یَخْتَصِمُونَ لَا یَجُوزُهُمْ حَتَّی یَقُولَ ثَلَاثاً اتَّقُوا اللَّهَ یَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ (5).

«87»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ طَلَبَ مَرْضَاةَ النَّاسِ بِمَا یُسْخِطُ اللَّهَ كَانَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامّاً وَ مَنْ آثَرَ طَاعَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَضَبِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَدَاوَةَ كُلِّ عَدُوٍّ وَ حَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ وَ بَغْیَ كُلِّ بَاغٍ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ نَاصِراً وَ ظَهِیراً(6).

«88»- وَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا مُفَضَّلُ مَنْ تَعَرَّضَ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فَأَصَابَتْهُ بَلِیَّةٌ لَمْ یُؤْجَرْ عَلَیْهَا وَ لَمْ یُرْزَقِ الصَّبْرَ عَلَیْهَا(7).

«89»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَی الْمُؤْمِنِ أَمْرَهُ كُلَّهُ وَ لَمْ یُفَوِّضْ إِلَیْهِ أَنْ یَكُونَ ذَلِیلًا أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ فَالْمُؤْمِنُ یَكُونُ عَزِیزاً وَ لَا یَكُونُ ذَلِیلًا فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ أَعَزُّ مِنَ الْجَبَلِ

ص: 92


1- 1. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
2- 2. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
3- 3. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
4- 4. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
5- 5. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
6- 6. نفس المصدر ص 47 و فی الأول فیه( أمرتم) بدل( أتیتم).
7- 7. نفس المصدر ص 48.

یُسْتَقَلُّ مِنْهُ بِالْمَعَاوِلِ وَ الْمُؤْمِنُ لَا یُسْتَقَلُّ مِنْ دِینِهِ بِشَیْ ءٍ(1).

«90»- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَیُسْتَعْمَلَنَّ عَلَیْكُمْ شِرَارُكُمْ فَیَدْعُو خِیَارُكُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ (2).

«91»- وَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَنْبَغِی لِمُؤْمِنٍ أَنْ یُذِلَّ نَفْسَهُ قُلْتُ بِمَا یُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ لَا یَدْخُلُ فِیمَا یَعْتَذِرُ مِنْهُ (3).

«92»- وَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ أَ وَاجِبٌ هُوَ عَلَی الْأُمَّةِ جَمِیعاً قَالَ لَا فَقِیلَ وَ لِمَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ عَلَی الْقَوِیِّ الْمُطَاعِ الْعَالِمِ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْمُنْكَرِ لَا عَلَی الضَّعَفَةِ الَّذِینَ لا یَهْتَدُونَ سَبِیلًا إِلَی أَیٍّ مِنْ أَیٍّ یَقُولُ إِلَی الْحَقِّ أَمْ إِلَی الْبَاطِلِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَهَذَا خَاصٌّ غَیْرُ عَامٍّ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ وَ لَمْ یَقُلْ عَلَی أُمَّةِ مُوسَی وَ لَا عَلَی كُلِّ قَوْمٍ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أُمَمٌ مُخْتَلِفَةٌ وَ الْأُمَّةُ وَاحِدٌ فَصَاعِداً كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ یَقُولُ مُطِیعاً لِلَّهِ وَ لَیْسَ عَلَی مَنْ یَعْلَمُ ذَلِكَ فِی الْهُدْنَةِ مِنْ حَرَجٍ إِذَا كَانَ لَا قُوَّةَ لَهُ وَ لَا عَدَدَ وَ لَا طَاعَةَ(4).

«93»- قَالَ مَسْعَدَةُ: وَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ سُئِلَ عَنِ الْحَدِیثِ الَّذِی جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ مَا مَعْنَاهُ قَالَ هَذَا أَنْ یَأْمُرَهُ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ یَقْبَلُ مِنْهُ وَ إِلَّا فَلَا(5).

«94»- وَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی شُعَیْبٍ النَّبِیِّ علیه السلام أَنِّی مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ أَرْبَعِینَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَ سِتِّینَ أَلْفاً مِنْ خِیَارِهِمْ فَقَالَ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْیَارِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِی فَلَمْ یَغْضَبُوا لِغَضَبِی (6).

ص: 93


1- 1. نفس المصدر ص 48.
2- 2. نفس المصدر ص 48.
3- 3. نفس المصدر ص 48.
4- 4. نفس المصدر ص 48.
5- 5. نفس المصدر ص 48.
6- 6. نفس المصدر ص 49.

«95»- وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا یَزَالُ النَّاسُ بِخَیْرٍ مَا أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَتْ عَنْهُمُ الْبَرَكَاتُ وَ سُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ(1).

«96»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ هَذَا خِتَامُهُ: مَنْ تَرَكَ إِنْكَارَ الْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ وَ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَهُوَ مَیِّتُ الْأَحْیَاءِ(2).

باب 2 لزوم إنكار المنكر و عدم الرضا بالمعصیة و أن من رضی بفعل فهو كمن أتاه

الآیات:

الشعراء: قالَ إِنِّی لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِینَ (3).

«1»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِی بِالْبَیِّناتِ وَ بِالَّذِی قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ یَقْتُلُوا وَ لَكِنْ فَقَدْ كَانَ هَوَاهُمْ مَعَ الَّذِینَ قَتَلُوا فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ قَاتِلِینَ لِمُتَابَعَةِ هَوَاهُمْ وَ رِضَاهُمْ لِذَلِكَ الْفِعْلِ (4).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عُمَرُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَعَنَ اللَّهُ الْقَدَرِیَّةَ لَعَنَ اللَّهُ الْحَرُورِیَّةَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُرْجِئَةَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُرْجِئَةَ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ لَعَنْتَ هَؤُلَاءِ مَرَّةً وَ لَعَنْتَ هَؤُلَاءِ مَرَّتَیْنِ فَقَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ زَعَمُوا أَنَّ الَّذِینَ قَتَلُونَا مُؤْمِنِینَ فَثِیَابُهُمْ مُلَطَّخَةٌ بِدِمَائِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّی یَأْتِیَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِی بِالْبَیِّناتِ إِلَی قَوْلِهِ صادِقِینَ قَالَ فَكَانَ بَیْنَ الَّذِینَ خُوطِبُوا بِهَذَا الْقَوْلِ وَ بَیْنَ

ص: 94


1- 1. نفس المصدر ص 49.
2- 2. نفس المصدر ص 49.
3- 3. سورة الشعراء: 168.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 208 و الآیة فی سورة آل عمران: 183.

الْقَاتِلِینَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ قَاتِلِینَ بِرِضَاهُمْ بِمَا صَنَعَ أُولَئِكَ (1).

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِی بِالْبَیِّناتِ وَ بِالَّذِی قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ قَدْ عَلِمَ أَنْ قَالُوا وَ اللَّهِ مَا قَتَلْنَا وَ لَا شَهِدْنَا قَالَ وَ إِنَّمَا قِیلَ لَهُمُ ابْرَءُوا مِنْ قَتَلَتِهِمْ فَأَبَوْا(2).

«4»- شی، [تفسیر العیاشی] مُحَمَّدُ بْنُ الْأَرْقَطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ لِی تَنْزِلُ الْكُوفَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَتَرَوْنَ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا بَقِیَ مِنْهُمْ أَحَدٌ قَالَ فَإِذَا أَنْتَ لَا تَرَی الْقَاتِلَ إِلَّا مَنْ قَتَلَ أَوْ مَنْ وَلِیَ الْقَتْلَ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِی بِالْبَیِّناتِ وَ بِالَّذِی قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ فَأَیَّ رَسُولِ اللَّهِ قَتَلَ الَّذِینَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ وَ لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِیسَی رَسُولٌ إِنَّمَا رَضُوا قَتْلَ أُولَئِكَ فَسُمُّوا قَاتِلِینَ (3).

«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ یَحْكِی قَوْلَ الْیَهُودِ إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّی یَأْتِیَنا بِقُرْبانٍ الْآیَةَ فَقَالَ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِیاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ وَ إِنَّمَا نَزَلَ هَذَا فِی قَوْمِ یَهُودَ وَ كَانُوا عَلَی عَهْدِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَقْتُلُوا الْأَنْبِیَاءَ بِأَیْدِیهِمْ وَ لَا كَانُوا فِی زَمَانِهِمْ وَ إِنَّمَا قَتَلَ أَوَائِلُهُمُ الَّذِینَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ فَنُزِّلُوا بِهِمْ أُولَئِكَ الْقَتَلَةَ فَجَعَلَهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ أَضَافَ إِلَیْهِمْ فِعْلَ أَوَائِلِهِمْ بِمَا تَبِعُوهُمْ وَ تَوَلَّوْهُمْ (4).

«6»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا یَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَ السَّخَطُ وَ إِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَعَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ لَمَّا عَمُّوهُ بِالرِّضَا قَالَ سُبْحَانَهُ فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِینَ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ خَارَتْ أَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ خُوَارَ السِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ فِی الْأَرْضِ الْخَوَّارَةِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ سَلَكَ الطَّرِیقَ

ص: 95


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 208.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 209.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 209.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 51 و الآیة فی سورة البقرة: 91.

الْوَاضِحَ وَرَدَ الْمَاءَ وَ مَنْ خَالَفَ وَقَعَ فِی التِّیهِ (1).

«7»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الرَّاضِی بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِیهِ مَعَهُمْ وَ عَلَی كُلِّ دَاخِلٍ فِی بَاطِلٍ إِثْمَانِ إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَ إِثْمُ الرِّضَا بِهِ (2).

«8»- وَ قَالَ علیه السلام: لَمَّا أَظْفَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ وَ قَدْ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَدِدْتُ أَنَّ أَخِی فُلَاناً كَانَ شَاهِدَنَا لِیَرَی مَا نَصَرَكَ اللَّهُ بِهِ عَلَی أَعْدَائِكَ فَقَالَ علیه السلام أَ هَوَی أَخِیكَ مَعَنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ شَهِدَنَا وَ لَقَدْ شَهِدَنَا فِی عَسْكَرِنَا هَذَا قَوْمٌ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ سَیَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمَانُ وَ یَقْوَی بِهِمُ الْإِیمَانُ (3).

باب 3 النهی عن الجلوس مع أهل المعاصی و من یقول بغیر الحق

«1»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ قَالَ إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ یَجْحَدُ الْحَقَّ وَ یُكَذِّبُ بِهِ وَ یَقَعُ فِی أَهْلِهِ فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَا تُقَاعِدْهُ (4).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ فَقَالَ إِنَّمَا عَنَی اللَّهُ بِهَذَا إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ یَجْحَدُ الْحَقَّ وَ یُكَذِّبُ بِهِ وَ یَقَعُ فِی الْأَئِمَّةِ فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَا تُقَاعِدْهُ كَائِناً مَنْ كَانَ (5).

ص: 96


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 207.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 191.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 39.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 281 و الآیة فی سورة النساء: 140.
5- 5. نفس المصدر ج 1 ص 282.

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَرَضَ الْإِیمَانَ عَلَی جَوَارِحِ بَنِی آدَمَ وَ قَسَمَهُ عَلَیْهَا فَلَیْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلَّا وَ قَدْ وُكِّلَتْ مِنَ الْإِیمَانِ بِغَیْرِ مَا وُكِّلَتْ أُخْتُهَا فَمِنْهَا أُذُنَاهُ اللَّتَانِ یَسْمَعُ بِهِمَا فَفَرَضَ عَلَی السَّمْعِ أَنْ یَتَنَزَّهَ عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِلَی مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَنْ یُعْرِضَ عَمَّا لَا یَحِلُّ لَهُ فِیمَا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ وَ الْإِصْغَاءِ إِلَی مَا سَخِطَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ فِی ذَلِكَ وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ إِلَی قَوْلِهِ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ ثُمَّ اسْتَثْنَی مَوْضِعَ النِّسْیَانِ فَقَالَ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ قَالَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ إِلَی قَوْلِهِ أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قَالَ وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً فَهَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی السَّمْعِ مِنَ الْإِیمَانِ وَ لَا یُصْغَی إِلَی مَا لَا یَحِلُّ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ (1).

باب 4 وجوب الهجرة و أحكامها

الآیات:

النساء: إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِیمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِیها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِیراً إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَ لا یَهْتَدُونَ سَبِیلًا فَأُولئِكَ عَسَی اللَّهُ أَنْ یَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً وَ مَنْ یُهاجِرْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ یَجِدْ فِی الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِیراً وَ سَعَةً وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(2)

ص: 97


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 282.
2- 2. سورة النساء: 97- 100.

الأنفال: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یُهاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلی قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِیرٌ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ (1)

التوبة: الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (2)

و قال تعالی: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا یَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ (3)

النحل: وَ الَّذِینَ هاجَرُوا فِی اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ (4)

و قال تعالی: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِینَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِیمٌ (5)

الحج: وَ الَّذِینَ هاجَرُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَیَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ لَیُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا یَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِیمٌ حَلِیمٌ (6)

العنكبوت: یا عِبادِیَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِی واسِعَةٌ فَإِیَّایَ فَاعْبُدُونِ (7)

الزمر: وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ(8).

ص: 98


1- 1. سورة الأنفال: 72- 75.
2- 2. سورة التوبة: 20.
3- 3. سورة التوبة: 97.
4- 4. سورة النحل: 41.
5- 5. سورة النحل: 110.
6- 6. سورة الحجّ: 58- 59.
7- 7. سورة العنكبوت: 56.
8- 8. سورة الزمر: 10.

«1»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ: وَ الْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَی حَدِّهَا الْأَوَّلِ مَا كَانَ لِلَّهِ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الأئمة [الْإِمَّةِ] وَ مُعْلِنِهَا لَا یَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِی الْأَرْضِ فَمَنْ عَرَفَهَا وَ أَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ(1).

«2»- وَ قَالَ علیه السلام: فِیمَا كَتَبَهُ إِلَی مُعَاوِیَةَ وَ ذَكَرْتَ أَنَّ زَائِرِی فِی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ یَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ (2).

كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ الثَّقَفِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: یَقُولُ الرَّجُلُ هَاجَرْتُ وَ لَمْ یُهَاجِرْ إِنَّمَا الْمُهَاجِرُونَ الَّذِینَ یَهْجُرُونَ السَّیِّئَاتِ وَ لَمْ یَأْتُوا بِهَا.

ههنا تمّ المجلد الحادی و العشرون

ص: 99


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 152.
2- 2. نهج البلاغة ج 3 ص 135. لقد- تم- و الحمد للّٰه وحده- ما أردنا تعلیقه علی هذا الجزء من بحار الأنوار، و نسأل المولی جل اسمه أن یوفقنا لاكمال باقی أجزائه انه ولی التوفیق.

كتاب المزار

ص: 100

المجلد الثانی و العشرون من بحار الانوار كتاب المزار

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الحمد لله الذی هدانا لزیارة أحبائه و أصفیائه فجعلها ذریعة للوصول إلی أعلی منازل الفوز و الفلاح و الصلاة علی من بالصلاة و السلام علیه فاز من سعد بالارتقاء علی أقصی مدارج الكرامة و النجاح محمد و أهل بیته الأطهرین الذین بتقبیل أعتابهم صعد المؤمنون أسنی معارج الشرف و الصلاح و لعنة اللّٰه علی أعدائهم ما أظلم لیل و استنار صباح.

أما بعد فهذا هو المجلد الثانی و العشرون من كتاب بحار الأنوار الكاشف للأستار عن وجوه زیارات النبی و الأئمة الأبرار علیهم صلوات عالم الخفایا و الأسرار و فضلها و آدابها و مقدماتها و ما یتعلق بها علی وجه كامل یبتهج به شیعتهم الأخیار مما ألفه خادم أخبار الأئمة الأبرار و تراب أقدام المؤمنین الأخیار محمد باقر بن محمد تقی حشرهما اللّٰه مع موالیهما الأطهار.

باب 1 مقدمات السفر و آدابه

أقول: قد قدمنا فی كتاب الآداب جل الأخبار المتعلقة بهذا الباب و بعضها فی كتاب الحج لكن نذكر هاهنا ما أورده السید النقیب الفاضل علی بن طاوس قدس اللّٰه روحه فی مفتتح كتاب مصباح الزائر لأنه جمع مضامین أكثر الأخبار الواردة فی ذلك و نضیف إلیه ما وجدته فی المزار الكبیر تألیف محمد بن المشهدی أو السید فخار

ص: 101

أو بعض معاصریهما من الأفاضل الكبار(1) لئلا یخلو هذا المجلد عما یحتاج إلیه زائر الأئمة الأطهار.

قال السید رحمه اللّٰه (2)

إذا أردت الخروج إلی السفر فینبغی أن تصوم الأربعاء و الخمیس و الجمعة و تختار من أیام الأسبوع یوم السبت.

«1»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْیُسَافِرْ یَوْمَ السَّبْتِ فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ عَنْ جَبَلٍ فِی یَوْمِ سَبْتٍ لَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَی مَكَانِهِ-(3) أَوْ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی أَلَانَ اللَّهُ فِیهِ الْحَدِیدَ لِدَاوُدَ علیه السلام أَوْ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُسَافِرُ یَوْمَ الْخَمِیسِ.

«2»-: وَ قَالَ یَوْمُ الْخَمِیسِ یَوْمٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ-(4)

وَ اجْتَنِبِ السَّفَرَ فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَبْلَ الظُّهْرِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ یُكْرَهُ أَنْ تُسَافِرَ الْیَوْمَ الثَّالِثَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الرَّابِعَ وَ الْخَامِسَ مِنْهُ وَ السَّادِسَ مِنْهُ وَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ وَ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْهُ وَ الْحَادِیَ وَ الْعِشْرِینَ وَ الرَّابِعَ وَ الْعِشْرِینَ وَ الْخَامِسَ وَ الْعِشْرِینَ وَ السَّادِسَ وَ الْعِشْرِینَ.

«3»- وَ رُوِیَ مِنْ طَرِیقٍ أُخْرَی: أَنَّ الْیَوْمَ الرَّابِعَ وَ السَّادِسَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الْیَوْمَ

ص: 102


1- 1. بسم اللّٰه الرحمن الرحیم و به نستعین المزار الكبیر لمحمّد بن المشهدیّ( مخطوط) و قد راجعنا فی تصحیح المنقول عنه فی هذا الكتاب علی نسختین( احداهما) مخطوطة بتاریخ سنة 956 ه فی مكتبة الامام أمیر المؤمنین علیه السلام العامّة فی النجف الأشرف. ( و ثانیتهما) مخطوطة بتاریخ سنة 1355 ه فی مكتبة السیّد الحكیم العامّة فی النجف الأشرف برقم 652 و قد اعتمدناها فی المراجعة و التخریج.
2- 2. مصباح الزائر( مخطوط) اعتمدنا فی تصحیح المنقول عنه فی هذا الكتاب علی نسخة فی مكتبة السیّد الحكیم العامّة فی النجف الأشرف كتبت سنة 1112 ه برقم 445.
3- 3. مصباح الزائر ص 12.
4- 4. نفس المصدر ص 12.

الْحَادِیَ وَ الْعِشْرِینَ مِنْهُ صَالِحَةٌ لِلْأَسْفَارِ وَ لِغَیْرِهَا(1)

وَ فِی هَذِهِ الرِّوَایَةِ أَنَّ الثَّامِنَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الثَّالِثَ وَ الْعِشْرِینَ مِنْهُ مَكْرُوهَانِ فِی السَّفَرِ وَ لَا تُسَافِرْ وَ الْقَمَرُ فِی بُرْجِ الْعَقْرَبِ.

«4»- فَقَدْ جَاءَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ كَرِهَ السَّفَرَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ (2).

و إن دعت ضرورة إلی الخروج فی هذه الأحوال و الأوقات المكروهة فلیعمل المسافر ما سیأتی وصفه فی هذا الفصل عند ذكر وداع منزله إن شاء اللّٰه تعالی و یفتتح سفره بالصدقة و دعائها علی ما سیجی ء ذكره أیضا و یخرج متی شاء.

«5»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: افْتَتِحْ سَفَرَكَ بِالصَّدَقَةِ وَ اخْرُجْ إِذَا بَدَا لَكَ فَإِنَّكَ تَشْتَرِی سَلَامَةَ سَفَرِكَ (3).

«6»- وَ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَی بَعْضِ أَمْوَالِهِ اشْتَرَی السَّلَامَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا تَیَسَّرَ لَهُ (4).

وَ ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ عَوَارِفِ الْمَعَارِفِ حَدِیثاً أَسْنَدَهُ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ خَمْسَةَ أَشْیَاءَ الْمِرْآةَ وَ الْمُكْحُلَةَ وَ الْمِدْرَی وَ السِّوَاكَ وَ الْمُشْطَ(5).

«7»- وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: وَ الْمِقْرَاضَ (6).

وَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ،: إِذَا عَزَمْتَ عَلَی الْخُرُوجِ فَاخْتَرْ یَوْماً لَهُ وَ لْیَكُنْ أَحَدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ السَّبْتِ وَ الثَّلَاثَاءِ أَوِ الْخَمِیسِ (7).

«8»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْیُسَافِرْ یَوْمَ السَّبْتِ

ص: 103


1- 1. نفس المصدر ص 12.
2- 2. نفس المصدر ص 12.
3- 3. المصدر السابق ص 13 و المدری و المدراة: شی ء یعمل من حدید أو خشب علی شكل سن من اسنان المشط و أطول منه یسرح به الشعر المتلبد، و یستعمله من لا مشط له النهایة لابن الأثیر ج 2 ص 22( دری).
4- 4. المصدر السابق ص 13 و المدری و المدراة: شی ء یعمل من حدید أو خشب علی شكل سن من اسنان المشط و أطول منه یسرح به الشعر المتلبد، و یستعمله من لا مشط له النهایة لابن الأثیر ج 2 ص 22( دری).
5- 5. المصدر السابق ص 13.
6- 6. المصدر السابق ص 13.
7- 7. المزار الكبیر ص 7 باب العزم علی الخروج و اختیار الأیّام لذلك إلخ نسخة مكتبة الإمام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة السیّد الحكیم.

فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ مِنْ مَكَانِهِ یَوْمَ السَّبْتِ لَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَی مَكَانِهِ (1).

«9»- وَ أَمَّا یَوْمُ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: سَافِرُوا فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ فِیهِ فَإِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی أَلَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ الْحَدِیدَ لِدَاوُدَ علیه السلام (2).

«10»- وَ أَمَّا یَوْمُ الْخَمِیسِ فَإِنَّهُ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَغْزُو بِأَصْحَابِهِ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ فَیَظْفَرُ فَمَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْیُسَافِرْ یَوْمَ الْخَمِیسِ (3).

و اتق الخروج فی یوم الإثنین فإنه الیوم الذی قبض فیه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و انقطع الوحی و ابتز أهل بیته الأمر و قتل الحسین علیه السلام و هو یوم نحس و اتق الخروج یوم الأربعاء فإنه الیوم الذی خلقت فیه أركان النار و أهلك فیه الأمم الطاغیة-(4) و اتق الخروج یوم الجمعة قبل الصلاة فإنه

«11»- رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا یُؤْمِنُ مَنْ سَافَرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَنْ لَا یَحْفَظَهُ اللَّهُ فِی سَفَرِهِ وَ لَا یَخْلُفَهُ فِی أَهْلِهِ وَ لَا یَرْزُقَهُ مِنْ فَضْلِهِ (5).

و اتق الخروج یوم الثالث من الشهر فإنه یوم نحس و هو الیوم الذی سلب فیه آدم و حواء لباسهما و اتق یوم الرابع منه فإنه یخاف علی المسافر فیه نزول البلاء و اتق یوم الحادی و العشرین منه فإنه یوم نحس أیضا و هو الیوم الذی ضرب اللّٰه تعالی فیه أهل مصر مع فرعون بالآیات فإن اضطررت إلی الخروج فی واحد مما عددناه فاستخر اللّٰه تعالی كثیرا و اسأله العافیة و السلامة و تصدق بشی ء و اخرج علی اسم اللّٰه تعالی (6).

ثم قال السید رحمه اللّٰه ذكر ما یعتمده الإنسان من حین خروجه و ما یتبع ذلك یستحب أن یغتسل قبل التوجه

وَ یَقُولُ عِنْدَ الْغُسْلِ: بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الصَّادِقِینَ عَنِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ

ص: 104


1- 1. المزار الكبیر ص 7 نسخة مكتبة الإمام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم بتفاوت یسیر.
2- 2. المصدر السابق ص 7 نسخة مكتبة الإمام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم.
3- 3. المصدر السابق ص 7 نسخة مكتبة الإمام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم.
4- 4. المصدر السابق ص 7 نسخة مكتبة الإمام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم.
5- 5. المصدر السابق ص 8 نسخة مكتبة الامام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم.
6- 6. المصدر السابق ص 8 نسخة مكتبة الامام علیه السلام و ص 6 نسخة مكتبة الحكیم.

أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِی وَ اشْرَحْ بِهِ صَدْرِی وَ نَوِّرْ بِهِ قَلْبِی اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِی نُوراً وَ طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ سُوءٍ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ طَهِّرْ قَلْبِی وَ جَوَارِحِی وَ عِظَامِی وَ دَمِی وَ شَعْرِی وَ مُخِّی وَ عَصَبِی وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِی شَاهِداً یَوْمَ حَاجَتِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی إِلَیْكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَجْمَعُ أَهْلَكَ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَسْأَلُ اللَّهَ الْخِیَرَةَ وَ تَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ وَ تُثْنِی عَلَیْهِ وَ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ الْیَوْمَ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ مَنْ كَانَ مِنِّی بِسَبِیلِ الشَّاهِدِ مِنْهُمْ وَ الْغَائِبِ اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِ الْإِیمَانِ وَ احْفَظْ عَلَیْنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِی رَحْمَتِكَ وَ لَا تَسْلُبْنَا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَیْكَ رَاغِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ هَذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضَاتِكَ وَ تَقَرُّباً إِلَیْكَ اللَّهُمَّ فَبَلِّغْنِی مَا أُؤَمِّلُهُ وَ أَرْجُوهُ فِیكَ وَ فِی أَوْلِیَائِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.(1) وَ إِنْ شِئْتَ قُلْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی خَرَجْتُ فِی وَجْهِی هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّی لِغَیْرِكَ وَ لَا رَجَاءٍ یَأْوِی بِی إِلَّا إِلَیْكَ وَ لَا قُوَّةٍ أَتَّكِلُ عَلَیْهَا وَ لَا حِیلَةٍ أَرْجِعُ إِلَیْهَا إِلَّا طَلَبَ رِضَاكَ وَ ابْتِغَاءَ رَحْمَتِكَ وَ تَعَرُّضاً لِثَوَابِكَ وَ سُكُوناً إِلَی حُسْنِ عَائِدَتِكَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِی فِی عِلْمِكَ فِی وَجْهِی مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّی مَقَادِیرَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مَقْضِیَّ كُلِّ لَأْوَاءٍ وَ ابْسُطْ عَلَیَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ وَ حِرْزاً مِنْ حِفْظِكَ وَ سَعَةً مِنْ رِزْقِكَ وَ تَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ وَ جِمَاعاً مِنْ مُعَافَاتِكَ وَ وَفِّقْ لِی یَا رَبِّ فِیهِ جَمِیعَ قَضَائِكَ عَلَی مُوَافَقَةِ هَوَایَ وَ حَقِیقَةِ أَمَلِی وَ ادْفَعْ عَنِّی مَا أَحْذَرُ وَ مَا لَا أَحْذَرُ عَلَی نَفْسِی مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ اجْعَلْ ذَلِكَ خَیْراً لِی لِآخِرَتِی وَ دُنْیَایَ مَعَ مَا أَسْأَلُكَ أَنْ تُخْلِفَنِی فِی مَنْ خَلَّفْتُ وَرَائِی مِنْ أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ إِخْوَانٍ وَ جَمِیعِ حُزَانَتِی بِأَفْضَلِ مَا تُخْلِفُ غَائِباً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی تَحْصِینِ كُلِّ عَوْرَةٍ وَ حِفْظِ كُلِّ مَضِیعَةٍ وَ تَمَامِ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ دِفَاعِ كُلِّ سَیِّئَةٍ وَ كِفَایَةِ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ صَرْفِ

ص: 105


1- 1. مصباح الزائر ص 13- 14.

كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ كَمَالِ مَا تَجْمَعُ لِی بِهِ الرِّضَا وَ السُّرُورَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ ارْزُقْنِی ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ طَاعَتَكَ وَ عِبَادَتَكَ حَتَّی تَرْضَی وَ بَعْدَ الرِّضَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ الْیَوْمَ دِینِی وَ نَفْسِی وَ مَالِی وَ أَهْلِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِی اللَّهُمَّ احْفَظِ الشَّاهِدَ مِنَّا وَ الْغَائِبَ اللَّهُمَّ احْفَظْنَا وَ احْفَظْ عَلَیْنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِی جِوَارِكَ وَ لَا تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ وَ لَا تُغَیِّرْ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ وَ عَافِیَةٍ وَ فَضْلٍ (1).

«12»- وَ رُوِیَ: أَنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ التَّوَجُّهَ فِی وَقْتٍ یُكْرَهُ فِیهِ السَّفَرُ أَوْ تَخَافُ فِیهِ شَیْئاً مِنَ الْأُمُورِ فَقَدِّمْ أَمَامَ تَوَجُّهِكَ قِرَاءَةَ الْحَمْدِ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ وَ الْقَدْرِ وَ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی آخِرِهَا ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ بِكَ یَصُولُ الصَّائِلُ وَ بِقُدْرَتِكَ یَطُولُ الطَّائِلُ وَ لَا حَوْلَ لِكُلِّ ذِی حَوْلٍ إِلَّا بِكَ وَ لَا قُوَّةَ یَمْتَارُهَا ذُو قُوَّةٍ إِلَّا مِنْكَ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ عِتْرَتِهِ وَ سُلَالَتِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِمْ وَ اكْفِنِی شَرَّ هَذَا الْیَوْمِ وَ ضَرَّهُ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُ وَ یُمْنَهُ وَ اقْضِ لِی فِی مُتَصَرَّفَاتِی بِحُسْنِ الْعَاقِبَةِ وَ بُلُوغِ الْمَحَبَّةِ وَ الظَّفَرِ بِالْأُمْنِیَّةِ وَ كِفَایَةِ الطَّاغِیَةِ الْغَوِیَّةِ وَ كُلِّ ذِی قُدْرَةٍ لِی عَلَی أَذِیَّةٍ حَتَّی أَكُونَ فِی جُنَّةٍ وَ عِصْمَةٍ وَ نِعْمَةٍ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ نَقِمَةٍ(2) وَ أَبْدِلْنِی فِیهِ مِنَ الْمَخَاوِفِ أَمْناً وَ مِنَ الْعَوَائِقِ فِیهِ بِرّاً حَتَّی لَا یَصُدَّنِی صَادٌّ عَنِ الْمُرَادِ وَ لَا یَحُلَّ بِی طَارِقٌ مِنْ أَذَی الْعِبَادِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(3) ثُمَّ وَدِّعْ أَهْلَكَ وَ انْهَضْ وَ قِفْ بِالْبَابِ فَسَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَی بِتَسْبِیحِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ اقْرَأْ سُورَةَ الْحَمْدِ أَمَامَكَ وَ عَنْ یَمِینِكَ وَ عَنْ شِمَالِكَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ كَذَلِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِی وَ عَلَیْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِی وَ مَالِی وَ مَا خَوَّلْتَنِی وَ قَدْ وَثِقْتُ بِكَ فَلَا تُخَیِّبْنِی یَا مَنْ لَا یُخَیِّبُ مَنْ أَرَادَهُ وَ لَا یُضَیِّعُ مَنْ حَفِظَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ بَلِّغْنِی

ص: 106


1- 1. نفس المصدر ص 14- 15.
2- 2. ما بین القوسین لم نجده فی المصدر.
3- 3. المصدر السابق ص 15.

مَا تَوَجَّهْتُ لَهُ وَ سَبِّبْ إِلَیَّ الْمَزَارَ(1) وَ سَخِّرْ لِی عِبَادَكَ وَ بِلَادَكَ وَ ارْزُقْنِی زِیَارَةَ نَبِیِّكَ وَ وَلِیِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مَنْ وُلْدِهِ وَ جَمِیعِ أَهْلِ بَیْتِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ امْلَأْنِی مِنْكَ بِالْمَعُونَةِ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی وَ لَا إِلَی غَیْرِی فَأَكِلَّ وَ أَعْطَبَ وَ زَوِّدْنِی التَّقْوَی وَ اغْفِر لِی فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی أَوْجَهَ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَیْكَ (2)

وَ تَقُولُ أَیْضاً بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ رَهْبَةً مِنَ اللَّهِ وَ رَغْبَةً إِلَی اللَّهِ وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَنْجَا وَ لَا مَفَرَّ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَی اللَّهِ رَبِّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَ وَ بِنَبِیِّكَ الَّذِی أَرْسَلْتَ لِأَنَّهُ لَا یَأْتِی بِالْخَیْرِ إِلَهِی إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا أَنْتَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ (3).

«13»- فَقَدْ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ مُصْبِحاً وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ لَمْ یَطْرُقْهُ بَلَاءٌ حَتَّی یُمْسِیَ أَوْ یَئُوبَ وَ كَذَلِكَ إِنْ خَرَجَ فِی الْمَسَاءِ وَ دَعَا بِهِ لَمْ یَطْرُقْهُ بَلَاءٌ حَتَّی یُصْبِحَ أَوْ یَئُوبَ إِلَی مَنْزِلِهِ-(4)

ثُمَّ اقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَا وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ أَمِرَّهَا عَلَی جَمِیعِ جَسَدِكَ وَ تَصَدَّقْ بِمَا یَسْهُلُ عَلَیْكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی اشْتَرَیْتُ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ سَلَامَتِی وَ سَلَامَةَ سَفَرِی وَ مَا مَعِی اللَّهُمَّ احْفَظْنِی وَ احْفَظْ مَا مَعِی وَ سَلِّمْنِی وَ سَلِّمْ مَا مَعِی وَ بَلِّغْنِی وَ بَلِّغْ مَا مَعِی بِبَلَاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ- ثُمَّ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ اللَّهُمَّ كُنْ لِی جَاراً مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ بِسْمِ اللَّهِ دَخَلْتُ وَ بِسْمِ اللَّهِ خَرَجْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْ نِسْیَانِی وَ

ص: 107


1- 1. المراد خ ل.
2- 2. مصباح الزائر ص 15.
3- 3. مصباح الزائر ص 15.
4- 4. مصباح الزائر ص 15.

عَجَلَتِی بِسْمِ اللَّهِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِی سَفَرِی هَذَا ذَكَرْتُهُ أَمْ نَسِیتُهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ عَلَی الْأُمُورِ كُلِّهَا وَ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِی السَّفَرِ وَ الْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَیْنَا سَفَرَنَا وَ اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ وَ سَیِّرْنَا فِیهَا بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا ظَهْرَنَا وَ بَارِكْ لَنَا فِیمَا رَزَقْتَنَا وَ قِنا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ

أَنْتَ عَضُدِی وَ نَاصِرِی اللَّهُمَّ اقْطَعْ عَنِّی بُعْدَهُ وَ مَشَقَّتَهُ وَ اصْحَبْنِی فِیهِ وَ اخْلُفْنِی فِی أَهْلِی بِخَیْرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.

وَ تَأْخُذُ مَعَكَ عَصًا مِنْ شَجَرِ اللَّوْزِ الْمُرِّ(1).

«14»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَرَجَ إِلَی السَّفَرِ وَ مَعَهُ عَصَا لَوْزٍ مُرٍّ وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ إِلَی قَوْلِهِ وَ اللَّهُ عَلی ما نَقُولُ وَكِیلٌ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ كُلِّ سَبُعٍ ضَارٍ وَ مِنْ كُلِّ لِصٍّ عَادٍ وَ مِنْ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ كَانَ مَعَهُ سَبْعٌ وَ سَبْعُونَ مِنَ الْمُعَقِّبَاتِ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّی یَرْجِعَ وَ یَضَعَهَا(2).

«15»- وَ رُوِیَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: مَرِضَ آدَمُ علیه السلام مَرَضاً شَدِیداً أَصَابَتْهُ فِیهِ وَحْشَةٌ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ اقْطَعْ مِنْهَا وَاحِدَةً وَ ضُمَّهَا إِلَی صَدْرِكَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَحْشَةَ(3).

«16»- وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ أَنْ تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ فَلْیَتَّخِذِ النُّقُدَ مِنَ الْعَصَا.

و النقد عصا اللوز المر علی ما ذكره ابن بابویه رحمه اللّٰه علیه (4)

«17»- وَ رُوِیَ عَنِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَیْضاً أَنَّهُمْ قَالُوا: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یُسَافِرَ فَلْیَصْحَبْ مَعَهُ عَصًا مِنْ شَجَرِ اللَّوْزِ الْمُرِّ وَ لْیَكْتُبْ هَذِهِ الْأَحْرُفَ فِی رَقٍّ وَ یَحْفِرُ الْعَصَا وَ یَجْعَلُ الرَّقَّ فِیهَا و هی سلمحلس وه به یهو ه یا هابیه ه باوبه ضاف ه مصینا بِهِ ه(5)

ص: 108


1- 1. نفس المصدر ص 16.
2- 2. نفس المصدر ص 16.
3- 3. نفس المصدر ص 16.
4- 4. مصباح الزائر ص 16 و الفقیه ج 2 ص 176.
5- 5. المصدر السابق ص 17.

وَ لَا تَخْرُجْ وَحْدَكَ فِی سَفَرٍ فَإِنْ فَعَلْتَ فَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِی وَ أَعِنِّی عَلَی وَحْدَتِی وَ أَدِّ غَیْبَتِی.

و یستحب أن یخرج معتما محنكا

«18»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ضَامِنٌ لِمَنْ یَخْرُجُ یُرِیدُ سَفَراً مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَكِهِ أَنْ لَا یُصِیبَهُ السَّرَقُ وَ لَا الْغَرَقُ وَ لَا الْحَرَقُ (1).

و تأخذ معك شیئا من تربة الحسین علیه السلام و قل إذا أخذتها

اللَّهُمَّ هَذِهِ طِینَةُ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَلِیِّكَ وَ ابْنِ وَلِیِّكَ اتَّخَذْتُهَا حِرْزاً لِمَا أَخَافُ وَ مَا لَا أَخَافُ.

«19»- وَ رُوِیَ فِی صِفَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مِنْ طَرِیقٍ أُخْرَی أَنَّكَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَخَذْتُهُ مِنْ قَبْرِ وَلِیِّكَ وَ ابْنِ وَلِیِّكَ فَاجْعَلْهُ لِی أَمْناً وَ حِرْزاً مِمَّا أَخَافُ وَ مِمَّا لَا أَخَافُ (2).

«20»- فَقَدْ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ خَافَ سُلْطَاناً أَوْ غَیْرَهُ وَ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ اسْتَعْمَلَ ذَلِكَ كَانَ حِرْزاً لَهُ (3) وَ إِذَا أَرَدْتَ السَّیْرَ نَهَاراً فَلْیَكُنْ طَرَفَیِ النَّهَارِ وَ انْزِلْ وَسَطَهُ.

وَ إِنْ كَانَ لَیْلًا فَلْیَكُنْ سَیْرُكَ فِی آخِرِهِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَی مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ كَمَا رُوِیَ فَإِذَا أَرَدْتَ الرُّكُوبَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَامِلُ عَلَی الظَّهْرِ وَ الْمُسْتَعَانُ عَلَی الْأَمْرِ اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا بَلَاغاً یَبْلُغُ إِلَی خَیْرٍ بَلَاغاً یَبْلُغُ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ اللَّهُمَّ لَا ضَیْرَ لَنَا إِلَّا ضَیْرُكَ وَ لَا خَیْرَ لَنَا إِلَّا خَیْرُكَ وَ لَا حَافِظَ غَیْرُكَ وَ تُسَبِّحُ اللَّهَ سَبْعاً وَ تَحْمَدُهُ سَبْعاً وَ تُهَلِّلُهُ سَبْعاً وَ تَقْرَأُ آیَةَ السُّخْرَةِ ثُمَّ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.

و إن كان ركوبك فی سفینة فسیجی ء ذلك فی آخر هذا الفصل إن شاء اللّٰه تعالی.

ص: 109


1- 1. المصدر السابق ص 17.
2- 2. المصدر السابق ص 17.
3- 3. المصدر السابق ص 17.

ثُمَّ تَسِیرُ وَ تَقُولُ فِی مَسِیرِكَ اللَّهُمَّ خَلِّ سَبِیلَنَا وَ أَحْسِنْ تَسْیِیرَنَا وَ أَعْظِمْ عَاقِبَتَنَا وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَسِیرِی عَبَراً وَ صَمْتِی تَفَكُّراً وَ كَلَامِی ذِكْراً وَ تَقُولُ أَیْضاً فِی طَرِیقِكَ خَرَجْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ بِغَیْرِ حَوْلٍ مِنِّی وَ لَا قُوَّةٍ لَكِنْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ بَرِئْتُ إِلَیْكَ یَا رَبِّ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ سَفَرِی هَذَا وَ بَرَكَةَ أَهْلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً تَسُوقُهُ إِلَیَّ وَ أَنَا خَافِضٌ فِی عَافِیَةٍ بِقُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی سِرْتُ فِی سَفَرِی هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّی لِغَیْرِكَ وَ لَا رَجَاءٍ لِسِوَاكَ فَارْزُقْنِی فِی ذَلِكَ شُكْرَكَ وَ عَافِیَتَكَ وَ وَفِّقْنِی لِطَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ حَتَّی تَرْضَی وَ بَعْدَ الرِّضَا(1)

و كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إذا هبط سبح و إذا صعد كبر(2) وَ تَقُولُ إِذَا عَلَوْتَ تَلْعَةً(3) أَوْ أَكَمَةً أَوْ قَنْطَرَةً اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَی كُلِّ شَرَفٍ.

فَإِذَا بَلَغْتَ جِسْراً فَقُلْ حِینَ تَضَعُ قَدَمَكَ عَلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ ادْحَرْ عَنِّی الشَّیْطَانَ.

وَ إِذَا أَشْرَفْتَ عَلَی مَنْزِلٍ أَوْ قَرْیَةٍ أَوْ بَلَدٍ فَقُلِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظَلَّتْ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا أَقَلَّتْ وَ رَبَّ الشَّیَاطِینِ وَ مَا أَضَلَّتْ وَ رَبَّ الرِّیَاحِ وَ مَا ذَرَتْ وَ رَبَّ الْبِحَارِ وَ مَا جَرَتْ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ هَذِهِ الْقَرْیَةِ وَ خَیْرَ مَا فِیهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِیهَا اللَّهُمَّ یَسِّرْ لِی مَا كَانَ فِیهَا مِنْ یُسْرٍ وَ أَعِنِّی عَلَی قَضَاءِ حَاجَتِی یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ وَ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً.

فَإِذَا نَزَلْتَ مَنْزِلًا فَقُلِ اللَّهُمَ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ وَ صَلِ

ص: 110


1- 1. نفس المصدر ص 17.
2- 2. المصدر السابق ص 18.
3- 3. التلعة: من الاضداد: هی مجری الماء من أعلی الوادی، و ما انهبط من الأرض، و لما كانت القرینة فی المقام موجودة علی المعنی الأول تعین انه المراد.

رَكْعَتَیْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ فَقُلِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَیْرَ هَذِهِ الْبُقْعَةِ وَ أَعِذْنَا مِنْ شَرِّهَا اللَّهُمَّ أَطْعِمْنَا مِنْ جَنَاهَا وَ أَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا وَ حَبِّبْنَا إِلَی أَهْلِهَا وَ حَبِّبْ صَالِحِی أَهْلِهَا إِلَیْنَا وَ قُلْ أَیْضاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ أَئِمَّةٌ أَتَوَلَّاهُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ هَذِهِ الْبُقْعَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ أَوَّلَ دُخُولِنَا هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً.

وَ إِذَا نَزَلْتَ مَنْزِلًا تَتَخَوَّفُ مِنْهُ السَّبُعَ فَقُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ سَبُعٍ.

فَإِذَا خِفْتَ شَیْئاً مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ فَقُلْ فِی الْمَكَانِ الَّذِی یُخَافُ ذَلِكَ فِیهِ یَا ذَارِئَ مَا فِی الْأَرْضِ كُلِّهَا لِعِلْمِكَ بِمَا یَكُونُ مِمَّا ذَرَأْتَ لَكَ السُّلْطَانُ عَلَی كُلِّ مَنْ دُونَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ مِنَ الضُّرِّ فِی بَدَنِی مِنْ سَبُعٍ أَوْ هَامَّةٍ أَوْ عَارِضٍ مِنْ سَائِرِ الدَّوَابِّ یَا خَالِقَهَا بِقُدْرَتِهِ ادْرَأْهَا عَنِّی وَ احْجُزْهَا وَ لَا تُسَلِّطْهَا عَلَیَّ وَ عَافِنِی مِنْ شَرِّهَا وَ بَأْسِهَا یَا اللَّهُ یَا ذَا الْعَالَمِ الْعَظِیمِ حُطْنِی بِحِفْظِكَ وَ أَجِنَّنِی بِسِتْرِكَ الْوَاقِی فِی مَخَاوِفِی یَا رَحِیمُ.

وَ إِذَا خِفْتَ شَیْئاً مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ اللُّصُوصِ فَقُلْ فِی الْمَكَانِ الَّذِی تَخَافُ ذَلِكَ فِیهِ یَا آخِذاً بِنَوَاصِی خَلْقِهِ وَ السَّابِقِ بِهَا إِلَی قُدْرَتِهِ وَ الْمُنْفِذَ فِیهَا حُكْمَهُ وَ خَالِقَهَا وَ جَاعِلَ قَضَائِهِ لَهَا غَالِباً إِنِّی مَكِیدٌ لِضَعْفِی وَ لِقُوَّتِكَ عَلَی مَنْ كَادَنِی تَعَرَّضْتُ لَكَ فَإِنْ حُلْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَذَلِكَ مَا أَرْجُو وَ إِنْ أَسْلَمْتَنِی إِلَیْهِمْ غَیَّرُوا مَا بِی مِنْ نِعْمَتِكَ یَا خَیْرَ الْمُنْعِمِینَ لَا تَجْعَلْ أَحَداً مُغَیِّراً نِعَمَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ سِوَاكَ وَ لَا تُغَیِّرْهَا أَنْتَ رَبِّی قَدْ تَرَی الَّذِی نَزَلَ بِی فَحُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ شَرِّهِمْ بِحَقِّ مَا بِهِ تَسْتَجِیبُ الدُّعَاءَ یَا اللَّهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ تَقُولُ أَیْضاً بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ إِلَی اللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِی وَ إِلَیْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِی وَ إِلَیْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِی فَاحْفَظْنِی بِحِفْظِ الْإِیمَانِ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ

ص: 111

تَحْتِی وَ ادْفَعْ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).

«21»- فَقَدْ رُوِیَ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا أُبَالِی إِذَا قُلْتُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَیَّ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ-(2)

وَ إِذَا خِفْتَ جِنّاً أَوْ شَیْطَاناً فَقُلْ یَا اللَّهُ الْإِلَهُ الْأَكْبَرُ الْقَاهِرُ بِقُدْرَتِهِ جَمِیعَ عِبَادِهِ الْمُطَاعُ لِعَظَمَتِهِ عِنْدَ كُلِّ خَلِیقَتِهِ وَ الْمُمْضَی مَشِیَّتُهُ لِسَابِقِ قُدْرَتِهِ أَنْتَ الَّذِی تَكْلَأُ مَا خَلَقْتَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ لَا یَمْتَنِعُ مَنْ أَرَدْتَ بِهِ سُوءاً بِشَیْ ءٍ دُونَكَ مِنْ ذَلِكَ السُّوءِ وَ لَا یَحُولُ أَحَدٌ دُونَكَ بَیْنَ أَحَدٍ وَ بَیْنَ مَا تُرِیدُهُ مِنَ الْخَیْرِ كُلُّ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی فِی قَبْضَتِكَ وَ جَعَلْتَ قَبَائِلَ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ یَرَوْنَّا وَ لَا نَرَاهُمْ وَ أَنَا لِكَیْدِهِمْ خَائِفٌ فَآمِنِّی مِنْ شَرِّهِمْ وَ بَأْسِهِمْ بِحَقِّ سُلْطَانِكَ الْعَزِیزِ یَا عَزِیزُ- وَ تَقُولُ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِكَ هَذِهِ الدُّعَاءَ لِحِفْظِ نَفْسِكَ وَ رَدِّكَ إِلَی وَطَنِكَ سَالِماً یَا جَامِعاً بَیْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَی تَأَلُّفٍ مِنَ الْقُلُوبِ وَ شِدَّةِ تَوَاصُلٍ لَهُمْ فِی الْمَحَبَّةِ وَ یَا جَامِعاً بَیْنَ أَهْلِ طَاعَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ یَا مُفَرِّجَ حُزْنِ كُلِّ مَحْزُونٍ وَ یَا مُسَهِّلَ كُلِّ غُرْبَةٍ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ارْحَمْنِی فِی غُرْبَتِی بِحُسْنِ الْحِفْظِ وَ الْكِلَاءَةِ وَ الْمَعُونَةِ وَ فَرِّجْ مَا بِی مِنَ الضِّیقِ وَ الْحُزْنِ بِالْجَمْعِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحِبَّائِی وَ لَا تَفْجَعْنِی بِانْقِطَاعِ رُؤْیَةِ أَهْلِی عَنِّی وَ لَا تَفْجَعْ أَهْلِی بِانْقِطَاعِ رُؤْیَتِی عَنْهُمْ بِكُلِّ مَسَائِلِكَ أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِی- وَ إِذَا أَرَدْتَ الرَّحِیلَ مِنْ مَنْزِلٍ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ ادْعُ اللَّهَ بِالْحِفْظِ وَ وَدِّعِ الْمَوْضِعَ وَ أَهْلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ مَوْضِعٍ أَهْلًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِظِینَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ قُلِ اللَّهُمَّ قَدْ ارْتَحَلْنَا مِنْ مَنْزِلِنَا هَذَا وَ نَحْنُ عَنْكَ رَاضُونَ فَارْضَ عَنَّا بِرَحْمَتِكَ- وَ إِذَا ضَلَلْتَ عَنِ الطَّرِیقِ فَنَادِ یَا صَالِحُ وَ یَا أَبَا صَالِحٍ أَرْشِدُونَا إِلَی الطَّرِیقِ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ (3).

«22»- فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الْبَرَّ مُوَكَّلٌ بِهِ صَالِحٌ وَ الْبَحْرَ مُوَكَّلٌ بِهِ

ص: 112


1- 1. مصباح الزائر ص 19.
2- 2. مصباح الزائر ص 19.
3- 3. مصباح الزائر ص 19.

حَمْزَةُ(1)

وَ رُوِیَ إِذَا ضَلَلْتُمْ فَتَیَامَنُوا(2)

وَ إِذَا اسْتَصْعَبَتْ عَلَیْكَ دَابَّتُكَ فِی الطَّرِیقِ فَاقْرَأْ فِی أُذُنِهَا الْیُمْنَی وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ فَإِذَا رَكِبْتَ فِی سَفِینَةٍ فَكَبِّرِ اللَّهَ تَعَالَی مِائَةَ تَكْبِیرَةٍ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ الْعَنْ ظَالِمِی آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی الصَّادِقِینَ اللَّهُمَّ أَحْسِنْ مَسِیرَنَا وَ

عَظِّمْ أُجُورَنَا اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْنَا وَ إِلَیْكَ تَوَجَّهْنَا وَ بِكَ آمَنَّا وَ بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْنَا وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْنَا اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتُنَا وَ رَجَاؤُنَا وَ نَاصِرُنَا لَا تَحُلَّ بِنَا مَا لَا نُحِبُّ اللَّهُمَّ بِكَ نَحُلُّ وَ بِكَ نَسِیرُ اللَّهُمَّ خَلِّ سَبِیلَنَا وَ أَعْظِمْ عَافِیَتَنَا أَنْتَ الْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ أَنْتَ الْحَامِلُ فِی الْمَاءِ وَ عَلَی الظَّهْرِ وَ قالَ ارْكَبُوا فِیها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ اللَّهُمَّ أَنْتَ خَیْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَیْهِ الرِّجَالُ وَ شُدَّتْ إِلَیْهِ الرِّحَالُ وَ أَنْتَ سَیِّدِی أَكْرَمُ مَزُورٍ وَ مَقْصُودٍ وَ قَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً وَ لِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِیَّایَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ اشْكُرْ سَعْیِی وَ ارْحَمْ مَسِیرِی مِنْ أَهْلِی بِغَیْرِ مَنٍّ مِنِّی عَلَیْكَ بَلْ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَیَّ أَنْ جَعَلْتَ لِی سَبِیلًا إِلَی زِیَارَةِ وَلِیِّكَ وَ عَرَّفْتَنِی فَضْلَهُ وَ حَفِظْتَنِی فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی حَتَّی بَلَّغْتَنِی هَذَا الْمَكَانَ وَ قَدْ رَجَوْتُكَ فَلَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ قَدْ أَمَّلْتُكَ فَلَا تُخَیِّبْ أَمَلِی وَ اجْعَلْ مَسِیرِی هَذَا كَفَّارَةً لِذُنُوبِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (3).

بیان: قال الجزری (4)

المدری و المدراة شی ء یعمل من حدید أو خشب علی شكل سن من أسنان المشط و أطول منه یسرح به الشعر المتلبد و یستعمله من لا مشط له انتهی قوله علیه السلام و ما أقلت الأرض أی ما تحمله و یقع ثقله علیها من جوارحی و الغرض التعمیم.

ص: 113


1- 1. مصباح الزائر ص 19.
2- 2. مصباح الزائر ص 19.
3- 3. مصباح الزائر ص 19- 20.
4- 4. النهایة لابن الأثیر ج 2 ص 22( دری).

و قال الجزری (1)

فیه اللّٰهم إنی أعوذ بك من وعثاء السفر أی شدته و مشقته و قال فیه أعوذ بك من كآبة المنقلب الكآبة تغیر النفس بالانكسار من شدة الهم و الحزن (2)

و المعنی أنه یرجع من سفره بأمر یحزنه إما أصابه فی سفره و إما قدم علیه مثل أن یعود غیر مقضی الحاجة أو أصابت ماله آفة أو یقدم علی أهله فیجدهم مرضی أو قد فقد بعضهم انتهی.

قوله و سوء المنظر المنظر مصدر میمی أو اسم مكان و حاصله الاستعاذة من أن ینظر فی سفره أو بعد رجوعه فی أهله و ماله و ولده إلی شی ء یسوؤه و اللأواء الشدة و ضیق المعیشة و جماع الشی ء بالكسر مجمعه و حزانة الرجل بالضم عیاله الذین یتحزن لأمرهم و قال الجزری (3)

فیه و لم یجعلك اللّٰه بدار هوان و لا مضیعة المضیعة بكسر الضاد المفعلة من الضیاع الإطراح و الهوان كأنه فیه ضائع فلما كانت فیه عین الكلمة یاء و هی مكسورة نقلت حركتها إلی العین فسكنت الیاء فصارت بوزن معیشة.

و قال فی حدیث الدعاء بك أصول أی أسطو و أقهر و الصولة الحملة و الوثبة انتهی (4).

و أما قوله علیه السلام و بقدرتك یطول الطائل فیحتمل أن یكون من الطول بمعنی الفضل و الإنعام أو من المطاولة بمعنی المغالبة علی العدو.

و الامتیار جلب الطعام و یقال امتار السیف أی استله و علی التقدیرین الكلام مبنی علی التجوز قوله و أمرها الضمیر راجع إلی الآیات و السور المتقدمة و المراد بإمرارها علی الجسد إمرار الید بعد تلاوتها علیه مجازا أو راجع إلی الید تعویلا علی قرینة المقام.

ص: 114


1- 1. المصدر السابق ج 4 ص 35( وعث) و الموجود: اللّٰهمّ انا نعوذ بك إلخ.
2- 2. المصدر السابق ج 4 ص 2( كأب).
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 32( ضیع).
4- 4. المصدر السابق ج 3 ص 6( صول).

قوله علیه السلام اللّٰهم إنی أقدم بین یدی نسیانی و عجلتی أی أقول بسم اللّٰه و ما شاء اللّٰه فی أول سفری هذا لیكون تداركا لما یفوت منی بعد ذلك بسبب النسیان و العجلة فإن كل فعل من الأفعال ینبغی أن یكون مقرونا بهذین القولین فقوله ذكرته أو نسیته نشر علی خلاف ترتیب اللف و یحتمل أن یكون المراد بالذكر أعم مما یكون بسبب العجلة.

قوله و اطو لنا الأرض لعله كنایة عن سهولة السیر فیها.

قوله علیه السلام من كل سبع ضار هو بالتخفیف من الضراوة بمعنی الجرأة و الحرص علی الصید و الحمة بضم الحاء و فتح المیم المخففة السم.

و قال الفیروزآبادی (1)

المعقبات ملائكة اللیل و النهار انتهی أقول المعقبات هنا إشارة إلی قوله تعالی لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ و قال الفیروزآبادی (2) النقد بالتحریك ضرب من الشجر.

قوله علیه السلام و أد غیبتی الإسناد مجازی أی أدنی إلی أهلی من غیبتی.

قوله وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ أی مطیقین و الظهر مستعار لما یركب و الضیر الضرر.

قوله علیه السلام و ما جرت علی بناء المجرد أی ما جرت فیها من السفن و الحیوانات أو ما جری منها كالأنهار فالتأنیث باعتبار معنی الموصول أو علی بناء التفعیل أی ما أجرته البحار من السفن و غیرها و الجنی اسم ما یجتنی من الثمر.

«23»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَدْخُلُ شَهْرُ رَمَضَانَ عَلَی الرَّجُلِ فَیَقَعُ بِقَلْبِهِ زِیَارَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ زِیَارَةُ أَبِیكَ بِبَغْدَادَ فَیُقِیمُ فِی مَنْزِلِهِ حَتَّی یَخْرُجَ عَنْهُ شَهْرُ رَمَضَانَ ثُمَ

ص: 115


1- 1. القاموس ج 1 ص 106( عقب).
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 341( نقد).

یَزُورُهُمْ أَوْ یَخْرُجُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ یُفْطِرُ فَكَتَبَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْأَجْرِ مَا لَیْسَ لِغَیْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ فَإِذَا دَخَلَ فَهُوَ الْمَأْثُورُ(1).

«24»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَدْخُلُ عَلَیَّ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَصُومُ بَعْضَهُ فَیَحْضُرُنِی نِیَّةُ زِیَارَةِ قَبْرِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَزُورُهُ وَ أُفْطِرُ ذَاهِباً وَ جَائِیاً أَوْ أُقِیمُ حَتَّی أُفْطِرَ وَ أَزُورُهُ بَعْدَ مَا أُفْطِرُ بِیَوْمٍ أَوْ یَوْمَیْنِ فَقَالَ أَقِمْ حَتَّی تُفْطِرَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهُوَ أَفْضَلُ قَالَ نَعَمْ أَ مَا تَقْرَأُ فِی كِتَابِ اللَّهِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ (2).

بیان: هذان الخبران یدلان علی مرجوحیة إفطار الصوم لزیارتهم علیهم السلام و قد وردت الأخبار فی الترغیب علی الإفطار لما هو أقل فضلا منها كتشییع المؤمن و استقباله.

و قد ورد الحث علی زیارة الحسین علیه السلام فی لیالی القدر و غیرها من لیالی الشهر و لا یتأتی لأكثر الناس بدون الإفطار و لا یبعد حملهما علی التقیة و اللّٰه یعلم.

باب 2 ثواب تعمیر قبور النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم و تعاهدها و زیارتها و أن الملائكة یزورونهم علیهم السلام

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ إِمَامٍ عَهْداً فِی عُنُقِ أَوْلِیَائِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَ حُسْنِ الْأَدَاءِ زِیَارَةَ قُبُورِهِمْ فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَةً فِی زِیَارَتِهِمْ وَ تَصْدِیقاً بِمَا رَغِبُوا فِیهِ كَانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

ص: 116


1- 1. التهذیب ج 5 ص 110.
2- 2. نفس المصدر ج 4 ص 316.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 260 و علل الشرائع ص 459.

«2»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ أَخِی وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ ابْنُ الْوَلِیدِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْوَشَّاءِ: مِثْلَهُ (1).

«3»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ: مِثْلَهُ (2).

«4»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْوَشَّاءِ: مِثْلَهُ (3).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لِمَنْ زَارَ وَاحِداً مِنْكُمْ قَالَ كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«6»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ: مِثْلَهُ (5).

«7»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِنَّهُ لَیَهْبِطُ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَأْتُونَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ فَیَطُوفُونَ بِهِ ثُمَّ یَأْتُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یَأْتُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ الْحُسَیْنَ فَیُقِیمُونَ عِنْدَهُ فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ وُضِعَ لَهُمْ مِعْرَاجٌ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ لَا یَعُودُونَ أَبَداً(6).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ كُلَّ مَسَاءٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَطُوفُونَ بِالْبَیْتِ لَیْلَتَهُمْ حَتَّی إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ انْصَرَفُوا إِلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَعْرُجُونَ إِلَی السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ

ص: 117


1- 1. كامل الزیارات ص 121.
2- 2. نفس المصدر ص 122.
3- 3. الكافی ج 4 ص 567.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 262 و علل الشرائع ص 560.
5- 5. كامل الزیارات ص 150 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 4 ص 579.
6- 6. تفسیر علیّ بن إبراهیم ص 543( سورة فاطر).

تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَطُوفُونَ بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ نَهَارَهُمْ حَتَّی إِذَا دَنَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ انْصَرَفُوا إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ الْحَسَنِ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَأْتُونَ قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ یَعْرُجُونَ إِلَی السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَغِیبَ الشَّمْسُ (1).

«9»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ: مِثْلَهُ (2).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ زَارَ وَاحِداً مِنَّا كَانَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام (3).

«11»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَهْدَتْ لَنَا أُمُّ أَیْمَنَ لَبَناً وَ زُبْداً وَ تَمْراً قَدَّمْنَا مِنْهُ فَأَكَلَ ثُمَّ قَامَ إِلَی زَاوِیَةِ الْبَیْتِ فَصَلَّی رَكَعَاتٍ فَلَمَّا كَانَ فِی آخِرِ سُجُودِهِ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً فَلَمْ یَسْأَلْهُ أَحَدٌ مِنَّا إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً لَهُ فَقَامَ الْحُسَیْنُ فَقَعَدَ فِی حَجْرِهِ وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَهْ لَقَدْ دَخَلْتَ بَیْتَنَا فَمَا سُرِرْنَا بِشَیْ ءٍ كَسُرُورِنَا بِدُخُولِكَ ثُمَّ بَكَیْتَ بُكَاءً غَمَّنَا فَمَا أَبْكَاكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام آنِفاً فَأَخْبَرَنِی أَنَّكُمْ قَتْلَی وَ أَنَّ مَصَارِعَكُمْ شَتَّی فَقَالَ یَا أَبَهْ فَمَا لِمَنْ یَزُورُ قُبُورَنَا عَلَی تَشَتُّتِهَا فَقَالَ یَا بُنَیَّ أُولَئِكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی یَزُورُونَكُمْ فَیَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ وَ حَقِیقٌ عَلَیَّ أَنْ آتِیَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی أُخَلِّصَهُمْ مِنْ أَهْوَالِ السَّاعَةِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ یُسْكِنُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ(4).

«12»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ

ص: 118


1- 1. ثواب الأعمال ص 87 طبع بغداد بتفاوت یسیر و كان الرمز فی المتن( یر) لبصائر الدرجات و هو من سهو النسّاخ فیما اظن.
2- 2. كامل الزیارات ص 114.
3- 3. ثواب الأعمال ص 89.
4- 4. كامل الزیارات ص 57.

علیه السلام: مِثْلَهُ (1).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ: مِثْلَهُ (2).

«14»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا دَخَلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام اجْتَذَبَهُ إِلَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَمْسِكْهُ ثُمَّ یَقَعُ عَلَیْهِ فَیُقَبِّلُهُ وَ یَبْكِی فَیَقُولُ یَا أَبَهْ لِمَ تَبْكِی فَیَقُولُ یَا بُنَیَّ أُقَبِّلُ مَوْضِعَ السُّیُوفِ مِنْكَ وَ أَبْكِی قَالَ یَا أَبَهْ وَ أُقْتَلُ قَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ أَبُوكَ وَ أَخُوكَ وَ أَنْتَ قَالَ یَا أَبَهْ فَمَصَادِرُنَا شَتَّی قَالَ نَعَمْ یَا بُنَیَّ قَالَ فَمَنْ یَزُورُنَا مِنْ أُمَّتِكَ قَالَ لَا یَزُورُنِی وَ یَزُورُ أَبَاكَ وَ أَخَاكَ وَ أَنْتَ إِلَّا الصِّدِّیقُونَ مِنْ أُمَّتِی (3).

بیان: المصدر المرجع و المصادر كنایة عن القبور لأنها منها الرجوع إلی الآخرة و الأظهر أنه تصحیف فمصارعنا كما مر فی الخبر السابق.

«15»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّیلٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام قَالَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِی عَرْشِهِ قَالَ قُلْتُ فَمَا لِمَنْ زَارَ أَحَداً مِنْكُمْ قَالَ كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«16»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ: مِثْلَهُ (5).

«17»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ مَا لِمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (6).

«18»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عِیسَی بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لِمَنْ

ص: 119


1- 1. كامل الزیارات ص 58.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 281.
3- 3. كامل الزیارات ص 70.
4- 4. كامل الزیارات ص 150 و فی نسخة( ما لمن زار رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و علیا علیه السلام بدل( الحسین علیه السلام ).
5- 5. كامل الزیارات ص 150.
6- 6. الكافی ج 4 ص 551.

زَارَ قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ صَلَّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ قَالَ كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَتَی قَبْرَ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ قَالَ وَ كَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَتَی قَبْرَ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ (1).

«19»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مَتٍّ الْجَوْهَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَرَّانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ مَنْ أَتَاهُ وَ زَارَهُ وَ صَلَّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ أَتَی قَبْرَ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ قَالَ وَ كَذَلِكَ لِكُلِّ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ (2).

«20»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«21»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ: مِثْلَهُ (4).

«22»- حة، [فرحة الغری] یَحْیَی بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الصَّنْعَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنِ الشَّیْخِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْأَحْوَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَامِرٍ التَّبَّانِیِّ وَاعِظِ أَهْلِ الْحِجَازِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَهُ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَمَرَ تُرْبَتَهُ قَالَ یَا أَبَا عَامِرٍ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ وَ اللَّهِ لَتُقْتَلَنَّ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَ تُدْفَنُ بِهَا قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِمَنْ زَارَ قُبُورَنَا وَ عَمَرَهَا وَ تَعَاهَدَهَا؟

ص: 120


1- 1. كامل الزیارات ص 160.
2- 2. كامل الزیارات ص 251.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 79.
4- 4. كامل الزیارات ص 251 و فیه عن أبی القاسم عن أبی علی الخزاعیّ، و أبو القاسم هو هارون بن مسلم، و الخزاعیّ تصحیف الحرّانیّ.

فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ قَبْرَكَ وَ قَبْرَ وُلْدِكَ بِقَاعاً مِنْ بِقَاعِ الْجَنَّةِ وَ عَرْصَةً مِنْ عَرَصَاتِهَا وَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُلُوبَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَ صَفْوَةٍ مِنْ عِبَادِهِ تَحِنُّ إِلَیْكُمْ وَ تَحْتَمِلُ الْمَذَلَّةَ وَ الْأَذَی فَیَعْمُرُونَ قُبُورَكُمْ وَ یُكْثِرُونَ زِیَارَتَهَا تَقَرُّباً مِنْهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ مَوَدَّةً مِنْهُمْ لِرَسُولِهِ أُولَئِكَ یَا عَلِیُّ الْمَخْصُوصُونَ بِشَفَاعَتِی الْوَارِدُونَ حَوْضِی وَ هُمْ زُوَّارِی غَداً فِی الْجَنَّةِ یَا عَلِیُّ مَنْ عَمَرَ قُبُورَكُمْ وَ تَعَاهَدَهَا فَكَأَنَّمَا أَعَانَ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَی بِنَاءِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ مَنْ زَارَ قُبُورَكُمْ عَدَلَ ذَلِكَ ثَوَابَ سَبْعِینَ حَجَّةً بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ وَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّی یَرْجِعَ مِنْ زِیَارَتِكُمْ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَأَبْشِرْ وَ بَشِّرْ أَوْلِیَاءَكَ وَ مُحِبِّیكَ مِنَ النَّعِیمِ وَ قُرَّةِ الْعَیْنِ بِمَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ وَ لَكِنَّ حُثَالَةً مِنَ النَّاسِ یُعَیِّرُونَ زُوَّارَ قُبُورِكُمْ كَمَا تغیر [تُعَیَّرُ] الزَّانِیَةُ بِزِنَائِهَا أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِی لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِی وَ لَا یَرِدُونَ حَوْضِی (1).

«23»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ السَّعِیدُ نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ طَهْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).

«24»- وَ قَالَ أَیْضاً أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ طُهْمَانَ: مِثْلَهُ (3).

«25»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْأَحْوَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ: مِثْلَهُ (4).

«26»- مل، [كامل الزیارات] أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَلَدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْبَكْرِیِّ عَنْ مَنْصُورِ

ص: 121


1- 1. فرحة الغریّ ص 31 و الحثالة: بضم الحاء، الردی ء من كل شی ء و منه حثالة الشعیر و الأرز و التمر و كل ذی قشر( النهایة ج 1 ص 233( حثل).
2- 2. فرحة الغریّ ص 32.
3- 3. فرحة الغریّ ص 32.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 22.

بْنِ نَصْرٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْكَاظِمِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَیُّمَا أَفْضَلُ الزِّیَارَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَوْ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ لِفُلَانٍ أَوْ فُلَانٍ وَ سَمَّیْتُ الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً فَقَالَ لِی یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُسْلِمٍ مَنْ زَارَ أَوَّلَنَا فَقَدْ زَارَ آخِرَنَا وَ مَنْ زَارَ آخِرَنَا فَقَدْ زَارَ أَوَّلَنَا وَ مَنْ تَوَلَّی أَوَّلَنَا فَقَدْ تَوَلَّی آخِرَنَا وَ مَنْ تَوَلَّی آخِرَنَا فَقَدْ تَوَلَّی أَوَّلَنَا وَ مَنْ قَضَی حَاجَةً لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِنَا فَكَأَنَّمَا قَضَاهَا لِجَمِیعِنَا یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَحْبِبْنَا وَ أَحْبِبْ فِینَا وَ أَحْبِبْ لَنَا وَ تَوَلَّنَا وَ تَوَلَّ مَنْ یَتَوَلَّانَا وَ أَبْغِضْ مَنْ یُبْغِضُنَا أَلَا وَ إِنَّ الرَّادَّ عَلَیْنَا كَالرَّادِّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَدِّنَا وَ مَنْ رَدَّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ أَلَا یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَنْ أَبْغَضَنَا فَقَدْ أَبْغَضَ مُحَمَّداً- وَ مَنْ أَبْغَضَ مُحَمَّداً فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا وَ مَنْ أَبْغَضَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُصْلِیَهُ النَّارَ وَ مَا لَهُ مِنْ نَصِیرٍ(1).

«27»- بشا، [بشارة المصطفی] ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَأْتُونَ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ فَیَطُوفُونَ بِهِ فَإِذَا هُمْ طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا طَافُوا أَتَوْا قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ عَرَجُوا وَ یَنْزِلُ مِثْلُهُمْ أَبَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

«28»- بشا، [بشارة المصطفی] أَبُو عَلِیِّ بْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الصَّقَّالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الصُّهْبَانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِفَاطِمَةَ رَعِیلًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَحْفَظُونَهَا مِنْ بَیْنِ یَدَیْهَا وَ مِنْ خَلْفِهَا وَ عَنْ یَمِینِهَا وَ عَنْ یَسَارِهَا وَ هُمْ مَعَهَا

ص: 122


1- 1. كامل الزیارات ص 335.
2- 2. بشارة المصطفی ص 108 الطبعة الثانیة سنة 1383 فی النجف.

فِی حَیَاتِهَا وَ عِنْدَ قَبْرِهَا بَعْدَ مَوْتِهَا یُكْثِرُونَ الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا فَمَنْ زَارَنِی بَعْدَ وَفَاتِی فَكَأَنَّمَا زَارَ فَاطِمَةَ وَ مَنْ زَارَ فَاطِمَةَ فَكَأَنَّمَا زَارَنِی وَ مَنْ زَارَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَكَأَنَّمَا زَارَ فَاطِمَةَ وَ مَنْ زَارَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَكَأَنَّمَا زَارَ عَلِیّاً وَ مَنْ زَارَ ذُرِّیَّتَهُمَا فَكَأَنَّمَا زَارَهُمَا(1).

«29»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّیْشَابُورِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِیدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سُلَیْمَانَ الْمَازِنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كَانَ عَلَی عَرْشِ الرَّحْمَنِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِینَ هُمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ فَنُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی علیهم السلام وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ مِنَ الْآخِرِینَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام ثُمَّ یُمَدُّ الطَّعَامُ فَیَقْعُدُ مَعَنَا مَنْ زَارَ قُبُورَ الْأَئِمَّةِ أَلَا إِنَّ أَعْلَاهُمْ دَرَجَةً وَ أَقْرَبَهُمْ حَبْوَةً زُوَّارُ قَبْرِ وُلْدِی علیهم السلام (2).

أقول: سیأتی الخبر بتمامه بروایة الصدوق رحمه اللّٰه فی باب ثواب زیارة الرضا علیه السلام و فیه ثم یمد المطمار.

«30»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَنْ زَارَنِی فِی حَیَاتِی أَوْ بَعْدَ مَوْتِی أَوْ زَارَكَ فِی حَیَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَوْتِكَ أَوْ زَارَ ابْنَیْكَ فِی حَیَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ضَمِنْتُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْ أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَ شَدَائِدِهَا حَتَّی أُصَیِّرَهُ مَعِی فِی دَرَجَتِی (3).

«31»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ یَحْیَی وَ كَانَ خَادِماً لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ زَارَنِی أَوْ زَارَ أَحَداً مِنْ ذُرِّیَّتِی زُرْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَنْقَذْتُهُ مِنْ أَهْوَالِهَا(4).

ص: 123


1- 1. نفس المصدر ص 139.
2- 2. الكافی ج 4 ص 585 ذیل حدیث.
3- 3. نفس المصدر ج 4 ص 579.
4- 4. كامل الزیارات ص 11.

«32»- لد، [بلد الأمین] رُوِیَ: أَنَّ مَنْ زَارَ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ صَلَّی عِنْدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ.

«33»- مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ، عَنْ شَیْخَیْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الدُّورْیَسْتِیِّ ره وَ شَاذَانَ بْنِ جَبْرَئِیلَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی الصَّدُوقِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ قَالَ لَهُ مِثْلُ مَنْ أَتَی قَبْرَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ وَ مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ الْجَنَّةُ وَ اللَّهِ (1).

«34»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زَارَنَا فِی مَمَاتِنَا فَكَأَنَّمَا زَارَنَا فِی حَیَاتِنَا وَ مَنْ جَاهَدَ عَدُوَّنَا فَكَأَنَّمَا جَاهَدَ مَعَنَا وَ مَنْ تَوَلَّی مُحِبَّنَا فَقَدْ أَحَبَّنَا وَ مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنَا وَ مَنْ أَعَانَ فَقِیرَنَا كَانَ مُكَافَأَتُهُ عَلَی جَدِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ مُتَأَخِّرِی أَصْحَابِنَا قَالَ فِی كِتَابِ تَحْرِیرِ الْعِبَادَةِ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ نَوَی مِنْ بَیْتِهِ زِیَارَةَ قَبْرِ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ وَ أَخْرَجَ لِنَفَقَتِهِ دِرْهَماً وَاحِداً كَتَبَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سَبْعِینَ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ كَتَبَ اسْمَهُ فِی دِیوَانِ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ أَسْرَفَ فِی تِلْكَ النَّفَقَةِ أَوْ لَمْ یُسْرِفْ.

باب 3 آداب الزیارة و أحكام الروضات و بعض النوادر

الآیات:

طه: فَاخْلَعْ نَعْلَیْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُویً (3)

الحجرات: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِ

ص: 124


1- 1. المرار الكبیر ص 3 نسخة الحكیم.
2- 2. نفس المصدر ص 5.
3- 3. سورة طه الآیة: 12.

وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِینَ یَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوی لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِیمٌ (1)

تفسیر:

أقول: الآیة الأولی تومئ إلی إكرام الروضات المقدسة و خلع النعلین فیها بل عند القرب منها لا سیما فی الطف و الغری لما روی أن الشجرة كانت فی كربلاء و أن الغری قطعة من الطور و الثانیة تدل علی لزوم خفض الصوت عند قبر النبی صلی اللّٰه علیه و آله و عدم جهر الصوت لا بالزیارة و لا بغیرها.

لما روی أن حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم فی حیاتهم و كذا عند قبور سائر الأئمة علیهم السلام لما ورد أن حرمتهم كحرمة النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

«1»- وَ یُؤَیِّدُ مَا ذَكَرْنَا مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ ره بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ وَفَاةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ فَلَمَّا أَنْ صُلِّیَ عَلَیْهِ حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ وَ قِیلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ لِیُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَی بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِی الْإِسْلَامِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ فَقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَیْتِی فَإِنَّهُ لَا یُدْفَنُ فِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَا یُهْتَكُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ حِجَابُهُ فَقَالَ لَهَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَدِیماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَدْخَلْتِ بَیْتَهُ مَنْ لَا یُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُرْبَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ یَا عَائِشَةُ إِنَّ أَخِی أَمَرَنِی أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِیهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِیُحْدِثَ بِهِ عَهْداً وَ اعْلَمِی أَنَّ أَخِی أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِیلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ یَهْتِكَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتْرَهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ إِلَّا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ وَ قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَیْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرِّجَالَ بِغَیْرِ إِذْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِ وَ لَعَمْرِی لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لِأَبِیكِ وَ فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَعَاوِلَ وَ قَالَ اللَّهُ

ص: 125


1- 1. سورة الحجرات الآیة: 2.

عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِینَ یَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوی وَ لَعَمْرِی لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذَی وَ مَا رَعَیَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ عَلَی لِسَانِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْیَاءً وَ تَاللَّهِ یَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ هَذَا الَّذِی كَرِهْتِیهِ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِیهِ علیهما السلام جَائِزاً فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَیُدْفَنُ وَ إِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ (1).

أقول: هذا الخبر یدل علی أنه ینبغی أن یراعی فی روضاتهم ما كان ینبغی أن یراعی فی حیاتهم من الآداب و التعظیم و الإكرام.

«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ نُرِیدُ مَنْزِلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَحِقَنَا أَبُو بَصِیرٍ خَارِجاً مِنْ زُقَاقٍ مِنْ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ نَحْنُ لَا عِلْمَ لَنَا حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِلْجُنُبِ أَنْ یَدْخُلَ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ فَرَجَعَ أَبُو بَصِیرٍ وَ دَخَلْنَا(2).

«3»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَشْرَبْ وَ أَنْتَ قَائِمٌ وَ لَا تَطُفْ بِقَبْرٍ وَ لَا تَبُلْ فِی مَاءٍ نَقِیعٍ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ شَیْ ءٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ وَ مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ یُفَارِقُهُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (3).

بیان: یحتمل أن یكون النهی عن الطواف بالعدد المخصوص الذی یطاف بالبیت.

و سیأتی فی بعض الزیارات إلا أن نطوف حول مشاهدكم و فی بعض الروایات قبل جوانب القبر.

«4»- وَ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 126


1- 1. الكافی ج 6 ص 150.
2- 2. قرب الإسناد ص 21.
3- 3. علل الشرائع ص 283.

الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَیِّبٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ یَحْیَی بْنَ أَكْثَمَ قَاضِیَ سَامَرَّاءَ بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِهِ وَ نَاظَرْتُهُ وَ حَاوَرْتُهُ وَ وَاصَلْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ بَیْنَا أَنَا ذَاتَ یَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَطُوفُ بِهِ فَنَاظَرْتُهُ فِی مَسَائِلَ عِنْدِی فَأَخْرَجَهَا إِلَیَّ الْخَبَرَ(1).

و الأحوط أن لا یطوف إلا للإتیان بالأدعیة و الأعمال المأثورة و إن أمكن تخصیص النهی بقبر غیر المعصوم إن كان معارض صریح و یحتمل أن یكون المراد بالطواف المنفی هنا التغوط.

قال فی النهایة(2)

الطوف الحدث من الطعام و منه الحدیث نهی عن متحدثین علی طوفهما أی عند الغائط و یؤید هذا الوجه.

«5»- أَنَّهُ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَخَلَّی عِنْدَ قَبْرٍ أَوْ بَالَ قَائِماً أَوْ بَالَ فِی مَاءٍ قَائِمٍ أَوْ مَشَی فِی حِذَاءٍ وَاحِدٍ أَوْ شَرِبَ قَائِماً أَوْ خَلَّی فِی بَیْتٍ وَحْدَهُ أَوْ بَاتَ عَلَی غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الشَّیْطَانِ لَمْ یَدَعْهُ إِلَّا أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ وَ أَسْرَعُ مَا یَكُونُ الشَّیْطَانُ إِلَی الْإِنْسَانِ وَ هُوَ عَلَی بَعْضِ هَذِهِ الْحَالاتِ (3).

«6»- مَعَ أَنَّهُ رُوِیَ أَیْضاً بِسَنَدٍ آخَرَ فِیهِ ضَعْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ رَاوِی هَذَا الْحَدِیثِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تَشْرَبْ وَ أَنْتَ قَائِمٌ وَ لَا تَبُلْ فِی مَاءٍ نَقِیعٍ وَ لَا تَطُفْ بِقَبْرٍ وَ لَا تَخْلُ فِی بَیْتٍ وَحْدَكَ وَ لَا تَمْشِ بِنَعْلٍ وَاحِدَةٍ فَإِنَّ الشَّیْطَانَ أَسْرَعُ مَا یَكُونُ إِلَی الْعَبْدِ إِذَا كَانَ عَلَی بَعْضِ هَذِهِ الْحَالاتِ وَ قَالَ إِنَّهُ مَا أَصَابَ أَحَداً شَیْ ءٌ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فَكَادَ أَنْ یُفَارِقَهُ إِلَّا أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (4).

فإن كون كل ما فی هذا الخبر موجودا فی الخبر السابق سوی قوله لا تطف

ص: 127


1- 1. الكافی ج 1 ص 353.
2- 2. النهایة ج 3 ص 52( طوف).
3- 3. الكافی ج 6 ص 533 بزیادة فی آخره.
4- 4. نفس المصدر ج 6 ص 534.

بقبر مع أن فیه مكانه من تخلی علی قبر لا سیما مع اتحاد الراوی و اشتراك المفسدة المترتبة فیهما ما یورث ظنا قویا بكون الطوف هنا بمعنی التخلی و كذا اشتراك المفسدة و سائر الخصال بین خبر الحلبی و الخبر الأول یدل علی أن الطوف فیه أیضا بهذا المعنی و لا أظنك ترتاب بعد التأمل الصادق فی الأخبار الثلاثة فی أن الأظهر ما ذكرنا.

«7»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ الصَّلَاةُ بَیْنَ الْقُبُورِ قَالَ صَلِّ بَیْنَ خِلَالِهَا وَ لَا تَتَّخِذْ شَیْئاً مِنْهَا قِبْلَةً فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ ذَلِكَ وَ قَالَ لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِی قِبْلَةً وَ لَا مَسْجِداً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَعَنَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِیَائِهِمْ مَسَاجِدَ(1).

«8»- ج، [الإحتجاج]: كَتَبَ الْحِمْیَرِیُّ إِلَی النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ یَسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ یَزُورُ قُبُورَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَسْجُدَ عَلَی الْقَبْرِ أَمْ لَا وَ هَلْ یَجُوزُ لِمَنْ صَلَّی عِنْدَ بَعْضِ قُبُورِهِمْ علیهم السلام أَنْ یَقُومَ وَرَاءَ الْقَبْرِ وَ یَجْعَلَ الْقَبْرَ قِبْلَةً أَمْ یَقُومُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَوْ رِجْلَیْهِ وَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَتَقَدَّمَ الْقَبْرَ وَ یُصَلِّیَ وَ یَجْعَلَ الْقَبْرَ خَلْفَهُ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام أَمَّا السُّجُودُ عَلَی الْقَبْرِ فَلَا یَجُوزُ فِی نَافِلَةٍ وَ لَا فَرِیضَةٍ وَ لَا زِیَارَةٍ وَ الَّذِی عَلَیْهِ الْعَمَلُ أَنْ یَضَعَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی الْقَبْرِ وَ أَمَّا الصَّلَاةُ فَإِنَّهَا خَلْفَهُ وَ یَجْعَلُ الْقَبْرَ أَمَامَهُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا عَنْ یَمِینِهِ وَ لَا عَنْ یَسَارِهِ لِأَنَّ الْإِمَامَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ لَا یُتَقَدَّمُ عَلَیْهِ وَ لَا یُسَاوَی (2).

بیان: یمكن حمل الخبر السابق علی التقیة أو علی أنه لا یجوز أن یجعل قبورهم بمنزلة الكعبة قبلة یتوجه إلیها من كل جانب و من الأصحاب من حمل الخبر الأول علی الصلاة جماعة و الخبر الثانی علی الصلاة فرادی و سیأتی الأخبار المؤیدة للخبر الثانی فی أبواب الزیارات.

«9»- كف، [المصباح للكفعمی]: یَقُولُ فِی أَثْنَاءِ غُسْلِ الزِّیَارَةِ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَیَّاشٍ فِی كِتَابِ الْأَغْسَالِ:

ص: 128


1- 1. علل الشرائع ص 358 و فیه( فی خلالها).
2- 2. الاحتجاج ج 2 ص 312 طبع النجف.

اللَّهُمَّ طَهِّرْنِی مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ نَجِّنِی مِنْ كُلِّ كَرْبٍ وَ ذَلِّلْ لِی كُلَّ صَعْبٍ إِنَّكَ نِعْمَ الْمَوْلَی وَ نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّ كُلِّ یَابِسٍ وَ رَطْبٍ- وَ تَقُولُ أَیْضاً مَا رُوِیَ فِی غُسْلِ الزِّیَارَةِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِی نُوراً وَ طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِی وَ اشْرَحْ بِهِ صَدْرِی وَ سَهِّلْ بِهِ أَمْرِی (1).

«10»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ نَكُونُ بِمَكَّةَ أَوْ بِالْمَدِینَةِ أَوِ الْحَیْرِ أَوِ الْمَوَاضِعِ الَّتِی یُرْجَی فِیهَا الْفَضْلُ فَرُبَّمَا یَخْرُجُ الرَّجُلُ یَتَوَضَّأُ فَیَجِی ءُ آخَرُ فَیَصِیرُ مَكَانَهُ قَالَ مَنْ سَبَقَ إِلَی مَوْضِعٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ یَوْمَهُ وَ لَیْلَتَهُ (2).

«11»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (3).

«12»- یب، [تهذیب الأحكام] ابن عیسی: مثله (4).

بیان: ظاهر الخبر بقاء حقه و إن لم یبق فیه رحله و حمله بعض الأصحاب علی ما إذا بقی رحله فیه فالتقیید بالیوم و اللیلة إما مبنی علی الغالب من عدم بقاء الرجل فی مثل ذلك المكان أزید من هذا الزمان أو یقال بأن مع بقاء الرجل أیضا لا یبقی حقه أكثر من ذلك.

قال الشهید الثانی رحمة اللّٰه علیه لا خلاف فی زوال ولایته مع انتقاله عنه بنیة المفارقة أما مع خروجه عنه بنیة العود إلیه فإن كان رحله باقیا و هو شی ء من أمتعته و إن قل فهو أحق به للنص علی ذلك هنا.

و قیده فی الذكری بأن لا یطول زمان المفارقة و إلا بطل حقه أیضا و إن لم یكن رحله باقیا فإن كان قیامه لغیر ضرورة سقط حقه مطلقا فی المشهور و إن كان قیامه لضرورة كتجدید طهارة و إزالة نجاسة و قضاء حاجة ففی بطلان حقه وجهان انتهی.

«13»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ

ص: 129


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 472.
2- 2. كامل الزیارات ص 330.
3- 3. كامل الزیارات ص 331.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 110.

عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیِّ نَبِیٍّ یَبْقَی فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ حَتَّی یُرْفَعَ رُوحُهُ وَ عَظْمُهُ وَ لَحْمُهُ إِلَی السَّمَاءِ فَإِنَّمَا تُؤْتَی مَوَاضِعُ آثَارِهِمْ لِأَنَّهُمْ یُبَلِّغُونَ مِنْ بَعِیدٍ السَّلَامَ وَ یُسْمِعُونَهُمْ فِی مَوَاضِعِ آثَارِهِمْ مِنْ قَرِیبٍ (1).

«14»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: مِثْلَهُ (2).

«15»- صبا، [مصباح الزائر] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ صَلَّی عِنْدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ.

«16»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَكْفُوفِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ بُكَیْرٍ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا بَصِیرٍ الْمُرَادِیَّ فَقُلْتُ أَیْنَ تُرِیدُ قَالَ أُرِیدُ مَوْلَاكَ قُلْتُ أَنَا أَتْبَعُكَ فَمَضَی مَعِی فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ أَحَدَّ النَّظَرَ فَقَالَ هَكَذَا تَدْخُلُ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْتَ جُنُبٌ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ غَضَبِكَ فَقَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ لَا أَعُودُ رَوَی ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ عَنْ بُكَیْرٍ(3).

بیان: یفهم من هذا الخبر المنع من دخول الجنب فی مشاهدهم لما دلت علیه الأخبار من أن حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم فی حیاتهم و یؤیده العمومات الدالة علی تكریمهم و تعظیمهم بل الأحوط عدم دخول الحائض و النفساء أیضا فیها.

«17»- یب، [تهذیب الأحكام] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْمُوسَوِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَخِیهِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ یَحْیَی أَخِی مُغَلِّسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَطِیَّةَ الْأَبْزَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا تَمْكُثُ جُثَّةُ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیُّ نَبِیٍّ فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِینَ یَوْماً(4).

بیان: یمكن الجمع بین هذا الخبر و ما سبق بأن یكون رفع الأكثر بعد

ص: 130


1- 1. كامل الزیارات ص 329.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 106.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 152 طبع النجف.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 106.

الثلاثة و یمكث بعضهم إلی أربعین ثم یرفع أو بأنه یرفع كل منهم بعد الثلاثة ثم یرجع إلی قبره ثم یرفع بعد الأربعین.

ثم إن فی هذین الخبرین إشكالا من جهة منافاتهما لكثیر من الأخبار الدالة علی بقاء أبدانهم فی الأرض كأخبار نقل عظام آدم علیه السلام و نقل عظام یوسف علیه السلام و بعض الآثار الواردة بأنهم نبشوا قبر الحسین علیه السلام فوجدوه فی قبره و أنهم حفروا فی الرصافة بئرا فوجدوا فیها شعیب بن صالح و أمثال تلك الأخبار كثیرة.

فمنهم من حمل أخبار الرفع علی أنهم یرفعون بعد الثلاثة ثم یرجعون إلی قبورهم كما ورد فی بعض الأخبار أن كل وصی یموت یلحق بنبیه ثم یرجع إلی مكانه.

و منهم من حملها علی أنها صدرت لنوع من المصلحة توریة لقطع أطماع الخوارج و النواصب الذین كانوا یریدون نبش قبورهم و إخراجهم منها و قد عزموا علی ذلك مرارا فلم یتیسر لهم.

و یمكن حمل أخبار نقل العظام علی أن المراد نقل الصندوق المتشرف بعظامهم و جسدهم فی ثلاثة أیام أو أربعین یوما أو أن اللّٰه تعالی ردهم إلیها لتلك المصلحة و علی هذا الأخیر یحمل الأخبار الأخر و اللّٰه یعلم.

و قال الشیخ أبو الفتح الكراجكی فی كنز الفوائد إنا لا نشك فی موت الأنبیاء علیهم السلام غیر أن الخبر قد ورد بأن اللّٰه تعالی یرفعهم بعد مماتهم إلی سمائه و أنهم یكونون فیها أحیاء منعمین إلی یوم القیامة و لیس ذلك بمستحیل فی قدرة اللّٰه تعالی

وَ قَدْ وَرَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ أَنْ یَدَعَنِی فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ.

و هكذا عندنا حكم الأئمة علیهم السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ مَاتَ نَبِیٌّ بِالْمَشْرِقِ وَ مَاتَ وَصِیُّهُ بِالْمَغْرِبِ لَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُمَا.

و لیست زیارتنا لمشاهدهم علی أنهم بها و لكن لشرف الموضع فكانت غیبة الأجسام فیها و لعبادة أیضا ندبنا إلیها إلی آخر ما قال رحمه اللّٰه و اللّٰه یعلم (1).

ص: 131


1- 1. كنز الفوائد ص 258.

«18»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالسِّرَاجِ فِی الْبَیْتِ الَّذِی كَانَ یَسْكُنُهُ حَتَّی قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ أَمَرَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِمِثْلِ ذَلِكَ فِی بَیْتِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی خَرَجَ بِهِ إِلَی الْعِرَاقِ ثُمَّ لَا أَدْرِی مَا كَانَ (1).

«19»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِینَةِ أَوْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ أَوْ حَائِرِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَبْلَ أَنْ یَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ نَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ أَیْنَ تَذْهَبُ لَا رَدَّكَ اللَّهُ (2).

«20»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الدَّقَّاقِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ زُرْقَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ لِی: یَا زُرْقَانُ إِنَّ تُرْبَتَنَا كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَمَّا كَانَ أَیَّامُ الطُّوفَانِ افْتَرَقَتِ التُّرْبَةُ فَصَارَتْ قُبُورُنَا شَتَّی وَ التُّرْبَةُ وَاحِدَةٌ(3).

«21»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ رَجُلٍ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ فَضَّالِ بْنِ مُوسَی النَّهْدِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قَالَ الْغُسْلُ عِنْدَ لِقَاءِ كُلِّ إِمَامٍ (4).

«22»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی بِشْرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی غُسْلِ الزِّیَارَةِ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْغُسْلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِی نُوراً وَ طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ كَافِیاً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ وَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِی وَ جَوَارِحِی وَ عِظَامِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ مُخِّی وَ عَصَبِی وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ

ص: 132


1- 1. الكافی ج 3 ص 251.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 107.
3- 3. نفس المصدر ج 6 ص 109.
4- 4. المصدر السابق ج 6 ص 110.

مِنِّی وَ اجْعَلْهُ لِی شَاهِداً یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَوْمَ حَاجَتِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی (1).

بیان: الزیارة فی هذا الخبر یحتمل أن یكون المراد بها طواف الزیارة بل هو الأكثر فی إطلاق الأخبار لكن الشیخ ره أورده فی باب غسل زیارة الأئمة علیهم السلام فلعله اطلع علی ما یؤید هذا المعنی و قد وردت أخبار كثیرة بهذه اللفظة فی تعداد الأغسال قد مر بعضها فی كتاب الطهارة و استدل بعض الأصحاب بإطلاقها و عمومها علی استحباب الغسل لزیارتهم علیهم السلام للقریب و البعید و ما ذكرنا من الاحتمال جار فیها و قد مر الكلام فیها فی أبواب الأغسال فتذكر.

«23»- یب، [تهذیب الأحكام] مُوسَی بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اغْتَسَلَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ كَفَاهُ غُسْلُهُ إِلَی اللَّیْلِ فِی كُلِّ مَوْضِعٍ یَجِبُ فِیهِ الْغُسْلُ وَ مَنِ اغْتَسَلَ لَیْلًا كَفَاهُ غُسْلُهُ إِلَی طُلُوعِ الْفَجْرِ(2).

بیان: هذا الخبر الصحیح یدل بعمومه علی أن غسل الزیارة إذ أتی به فی الیوم یكتفی به إلی اللیل و كذا إن فعل فی اللیل كفی إلی الفجر إذ الظاهر أن المراد بالوجوب هنا اللزوم و الاستحباب المؤكد إذ الأغسال التی هذا حكمها مستحبة علی الأشهر و الأظهر فلا یبطل الغسل الحدث الأصغر من النوم و غیره و الأخبار الواردة فی إعادة الغسل إنما هی فی غسل الإحرام و لیس فیها عموم و یؤیده أن بعض الأخبار التی استدل القوم بها لاستحباب غسل الزیارة ورد بهذا اللفظ و یوم الزیارة كما مر و قد سبق الكلام فیه.

«24»- سر، [السرائر] جَمِیلٌ عَنْ حُسَیْنٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: غُسْلُ یَوْمِكَ یُجْزِیكَ لِلَیْلَتِكَ وَ غُسْلُ لَیْلَتِكَ یُجْزِیكَ لِیَوْمِكَ (3).

بیان: هذا الخبر الذی أخرجه ابن إدریس من كتاب جمیل الذی أجمعت العصابة علی تصحیح ما یصح عنه یدل علی ما هو أوسع من الخبر المتقدم و أنه إذا اغتسل فی أول الیوم یجزیه إلی آخر اللیل أو بالعكس.

ص: 133


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 54.
2- 2. المصدر السابق ج 5 ص 64.
3- 3. السرائر ص 482.

ثُمَّ أَقُولُ سَیَأْتِی فِی الزِّیَارَةِ الْكَبِیرَةِ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام بِرِوَایَةِ الثُّمَالِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فِی سِیَاقِ كَیْفِیَّةِ زِیَارَاتِهِ علیه السلام: وَ صَلِّ عِنْدَ رَأْسِهِ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ یس وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ الرَّحْمَنَ وَ إِنْ شِئْتَ صَلَّیْتَ خَلْفَ الْقَبْرِ وَ عِنْدَ رَأْسِهِ أَفْضَلُ فَإِذَا فَرَغْتَ فَصَلِّ مَا أَحْبَبْتَ إِلَّا أَنَّ رَكْعَتَیِ الزِّیَارَةِ لَا بُدَّ مِنْهُمَا عِنْدَ كُلِّ قَبْرٍ انتهی.

أقول: لعل هذا الخبر مستند القوم فی ذكر هاتین الصورتین فی كیفیة كل من زیارات الأئمة علیهم السلام و سیأتی أیضا فی تلك الزیارة كیفیة الاستئذان و أن الرقة علامة الإذن فلا تغفل.

قال الشهید رحمة اللّٰه علیه فی الدروس للزیارة آداب أحدها الغسل قبل دخول المشهد و الكون علی طهارة فلو أحدث أعاد الغسل قاله المفید ره و إتیانه بخضوع و خشوع فی ثیاب طاهرة نظیفة جدد.

و ثانیها الوقوف علی بابه و الدعاء و الاستئذان بالمأثور فإن وجد خشوعا و رقة دخل و إلا فالأفضل له تحری زمان الرقة لأن الغرض الأهم حضور القلب لیلقی الرحمة النازلة من الرب فإذا دخل قدم رجله الیمنی و إذا خرج فبالیسری.

و ثالثها الوقوف علی الضریح ملاصقا له أو غیر ملاصق و توهم أن البعد أدب وهم فقد نص علی الاتكاء علی الضریح و تقبیله.

و رابعها استقبال وجه المزور و استدبار القبلة حال الزیارة ثم یضع علیه خده الأیمن عند الفراغ من الزیارة و یدعو متضرعا ثم یضع خده الأیسر و یدعو سائلا من اللّٰه تعالی بحقه و حق صاحب القبر أن یجعله من أهل شفاعته و یبالغ فی الدعاء و الإلحاح ثم ینصرف إلی ما یلی الرأس ثم یستقبل القبلة و یدعو.

و خامسها الزیارة بالمأثور و یكفی السلام و الحضور.

و سادسها صلاة ركعتین للزیارة عند الفراغ فإن كان زائرا للنبی صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 134

ففی الروضة و إن كان لأحد الأئمة صلی اللّٰه علیهم فعند رأسه و لو صلاهما بمسجد المكان جاز و رویت رخصة فی صلاتهما إلی القبر و لو استدبر القبر و صلی جاز و إن كان غیر مستحسن إلا مع البعد.

و سابعها الدعاء بعد الركعتین بما نقل و إلا فبما سنح له فی أمور دینه و دنیاه و لیعمم الدعاء فإنه أقرب إلی الإجابة.

و ثامنها تلاوة شی ء من القرآن عند الضریح و إهداؤه إلی المزور و المنتفع بذلك الزائر و فیه تعظیم للمزور.

و تاسعها إحضار القلب فی جمیع أحواله مهما استطاع و التوبة من الذنب و الاستغفار و الإقلاع.

و عاشرها التصدق علی السدنة و الحفظة للمشهد بإكرامهم و إعظامهم فإن فیه إكرام صاحب المشهد علیه الصلاة و السلام و ینبغی لهؤلاء أن یكونوا من أهل الخیر و الصلاح و الدین و المروة و الاحتمال و الصبر و كظم الغیظ خالین من الغلظة علی الزائرین قائمین بحوائج المحتاجین مرشدین ضال الغرباء و الواردین و لیتعهد أحوالهم الناظر فیه فإن وجد من أحد منهم تقصیرا نبهه علیه فإن أصر زجره فإن كان من المحرم جاز ردعه بالضرب إن لم یجد التعنیف من باب النهی عن المنكر.

و حادی عشرها أنه إذا انصرف من الزیارة إلی منزله استحب له العود إلیها ما دام مقیما فإذا حان الخروج ودع وداعا بالمأثور و سأل اللّٰه تعالی العود إلیه.

و ثانی عشرها أن یكون الزائر بعد الزیارة خیرا منه قبلها فإنها تحط الأوزار إذا صادفت القبول.

و ثالث عشرها تعجیل الخروج عند قضاء الوطر من الزیارة لتعظم الحرمة و یشتد الشوق و روی أن الخارج یمشی القهقری حتی یتواری.

و رابع عشرها الصدقة علی المحاویج بتلك البقعة فإن الصدقة مضاعفة

ص: 135

هنالك و خصوصا علی الذریة الطاهرة كما تقدم بالمدینة.

و یستحب الزیارة فی المواسم المشهورة قصدا و قصد الإمام الرضا فی رجب فإنه من أفضل الأعمال.

و لا كراهة فی تقبیل الضرائح بل هو سنة عندنا و لو كان هناك تقیة فتركه أولی.

و أما تقبیل الأعتاب فلم نقف فیه علی نص نعتد به و لكن علیه الإمامیة و لو سجد الزائر و نوی بالسجدة الشكر لله تعالی علی بلوغه تلك البقعة كان أولی و إذا أدرك الجمعة فلا یخرج قبل الصلاة.

و من دخل المشهد و الإمام یصلی بدأ بالصلاة قبل الزیارة و كذلك لو كان قد حضر وقتها و إلا فالبدأة بالزیارة أولی لأنها غایة مقصده و لو أقیمت الصلاة استحب للزائرین قطع الزیارة و الإقبال علی الصلاة و یكره تركه و علی الناظر أمرهم بذلك و إذا إزار النساء فلیكن منفردات عن الرجال و لو كان لیلا فهو أولی و لیكن متنكرات مستترات و لو زرن بین الرجال جاز و إن كره و ینبغی مع كثرة الزائرین أن یخفف السابقون إلی الضریح الزیارة و ینصرفوا لیحضر من بعدهم فیفوزوا من القرب إلی الضریح بما فاز أولئك (1).

و قال ره و یستحب لمن حضر مزارا أن یزور عن والدیه و أحبائه و عن جمیع المؤمنین فیقول السلام علیك یا مولای من فلان بن فلان أتیتك زائرا عنه فاشفع له عند ربك و تدعو له و لو قال السلام علیك یا نبی اللّٰه من أبی و أمی و زوجتی و ولدی و حامتی و جمیع إخوانی من المؤمنین أجزأ و جاز له أن یقول لكل واحد قد أقرأت رسول اللّٰه عنك السلام و كذا باقی الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام(2).

و قال رحمه اللّٰه قد بینا فی كتاب الذكری (3) استحباب بناء قبور الأئمة

ص: 136


1- 1. الدروس ص 158 طبع ایران سنة 1269.
2- 2. نفس المصدر ص 156.
3- 3. الذكری ص 69.

علیهم السلام و تعاهدها.

و لنذكر هنا نبذا من أحكام المشاهد المقدسة لم یذكرها الأصحاب قد جمع المشهد بین المسجدیة و الرباط فله حكمهما فمن سبق إلی منزل منه فهو أولی ما دام رحله باقیا و لو استبق اثنان و لم یمكن الجمع أقرع و لا فرق بین من یعتاد منزلا منه و بین غیره و الوقف علی المشاهد یتبع شرط الواقف و لو فضل شی ء من المصالح ادخر له إما عینا أو مشغولا فی عقار یرجع نفعه علیه و لو فضل عن ذلك كله فالأقرب جواز صرفه فی مشهد آخر أو مسجد و أمر مصالحة العامة إلی الحاكم الشرعی و یجوز انتفاع الزائر بالآلات المعدة فإذا انصرف سلمها إلی الناظر فیه و لو نقلت فرشه إلی مكان آخر للزائر جاز و إن خرج عن خطه المشهد و فی جواز صرف أوقافه و نذوره إلی مصالح الزائرین مع استغنائهم عنها نظر أما مع الحاجة فیجوز كالمنقطع به عن أهله (1).

و قال رحمه اللّٰه فی الذكری من الصلوات المستحبة صلاة الزیارة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و أحد الأئمة علیهم السلام و هی ركعتان بعد الفراغ من الزیارة یصلی عند الرأس و إذا زار أمیر المؤمنین علیه السلام صلی ست ركعات لأن معه آدم و نوح علی ما ورد فی الأخبار(2).

و قال ابن زهرة رحمه اللّٰه من زار و هو مقیم فی بلده قدم الصلاة ثم زار عقیبها(3).

«25»- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ حُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ره مَا هَذَا لَفْظُهُ ذَكَرَ الشَّیْخُ أَبُو الطَّیِّبِ الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِیهُ: مَنْ زَارَ الرِّضَا علیه السلام أَوْ وَاحِداً مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَصَلَّی عِنْدَهُ صَلَاةَ جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ یُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ ثَوَابُ مَنْ حَجَّ أَلْفَ حَجَّةٍ وَ اعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ وَ أَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ وَ وَقَفَ أَلْفَ وَقْفَةٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ مَعَ نَبِیٍ

ص: 137


1- 1. نفس المصدر ص 158.
2- 2. نفس المصدر فی آخر الركن الرابع فی نفل الصلوات.
3- 3. الغنیة ص 43 ضمن الجوامع الفقهیّة.

مُرْسَلٍ وَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ ثَوَابُ مِائَةِ حَجَّةٍ وَ مِائَةِ عُمْرَةٍ وَ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ حُطَّ مِنْهُ مِائَةُ سَیِّئَةٍ.

وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ زِیَارَةِ النَّبِیِّ مِنَ الْبَعِیدِ بِرِوَایَةِ أَبِی الدُّنْیَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِی مَسْجِداً.

«26»- كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّجُلُ یَزُورُ الْقَبْرَ كَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَی صَاحِبِ الْقَبْرِ قَالَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی صَاحِبِ الْقَبْرِ وَ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ مُوَقَّتٌ (1).

ص: 138


1- 1. كتاب محمّد بن المثنی ص 89 ضمن الأصول الستة عشر.

أبواب زیارة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سائر المشاهد فی المدینة

باب 1 فضل زیارة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و فاطمة صلوات اللّٰه علیها و الأئمة بالبقیع صلوات اللّٰه علیهم أجمعین

«1»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] السِّنَانِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا حَجَّ أَحَدُكُمْ فَلْیَخْتِمْ حَجَّهُ بِزِیَارَتِنَا لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمَامِ الْحَجِ (1).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ زَارَنِی حَیّاً وَ مَیِّتاً كُنْتُ لَهُ شَفِیعاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«3»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَتِمُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَجَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ فَإِنَّ تَرْكَهُ جَفَاءٌ وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُمْ وَ أَتِمُّوا بِالْقُبُورِ الَّتِی أَلْزَمَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زِیَارَتَهَا وَ حَقَّهَا وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ عِنْدَهَا(3).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی الْحَدِیثِ الَّذِی یَرْوِیهِ أَهْلُ الْحَدِیثِ أَنَّ الْمُؤْمِنِینَ یَزُورُونَ

ص: 139


1- 1. علل الشرائع ص 459 و عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 262.
2- 2. قرب الإسناد ص 31.
3- 3. الخصال ج 2 ص 406 ضمن حدیث طویل.

رَبَّهُمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ علیه السلام یَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ جَعَلَ طَاعَتَهُ طَاعَتَهُ وَ مُبَایَعَتَهُ مُبَایَعَتَهُ وَ زِیَارَتَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ زِیَارَتَهُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ-(1) وَ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَكَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ (2) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ زَارَنِی فِی حَیَاتِی أَوْ بَعْدَ مَوْتِی

فَقَدْ زَارَ اللَّهَ تَعَالَی وَ دَرَجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْجَنَّةِ أَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ فَمَنْ زَارَهُ فِی دَرَجَتِهِ فِی الْجَنَّةِ مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَدْ زَارَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (3).

«5»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی حُجْرٍ الْأَسْلَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ أَتَی مَكَّةَ حَاجّاً وَ لَمْ یَزُرْنِی إِلَی الْمَدِینَةِ جَفَوْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ جَاءَنِی زَائِراً وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِی وَ مَنْ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِی وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(4).

«6»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی حُجْرٍ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ مَنْ مَاتَ فِی أَحَدِ الْحَرَمَیْنِ- مَكَّةَ أَوِ الْمَدِینَةِ لَمْ یُعْرَضْ إِلَی الْحِسَابِ وَ مَاتَ مُهَاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ حُشِرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ(5).

«7»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَتَاهْ مَا جَزَاءُ مَنْ زَارَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بُنَیَّ مَنْ زَارَنِی حَیّاً أَوْ مَیِّتاً أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ أَوْ زَارَكَ كَانَ حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أَزُورَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ (6).

ص: 140


1- 1. سورة النساء الآیة: 80.
2- 2. سورة الفتح الآیة: 10.
3- 3. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 1 ص 115.
4- 4. علل الشرائع ص 460.
5- 5. كامل الزیارات ص 460.
6- 6. علل الشرائع ص 460.

«8»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَلَّی بْنِ أَبِی شِهَابٍ: مِثْلَهُ (1).

«9»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیٍّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَلًّی: مِثْلَهُ (2).

«10»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (3).

«11»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ: مِثْلَهُ (4).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَهْ مَا جَزَاءُ مَنْ زَارَكَ فَقَالَ مَنْ زَارَنِی أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ زَارَكَ أَوْ زَارَ أَخَاكَ كَانَ حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أَزُورَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ- حَتَّی أُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ (5).

«13»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ: مِثْلَهُ (6).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی الْأَسَدِیُّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ زَارَ الْحَسَنَ فِی بَقِیعِهِ ثَبَتَ قَدَمُهُ عَلَی الصِّرَاطِ یَوْمَ تَزِلُّ فِیهِ الْأَقْدَامُ (7).

«15»- ثو، [ثواب الأعمال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقَوَارِیرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَمِینٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا أَبَتَاهْ مَا لِمَنْ زَارَنَا قَالَ یَا بُنَیَّ مَنْ زَارَنِی حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ مَنْ زَارَ أَبَاكَ

ص: 141


1- 1. كامل الزیارات ص 11 و فیهما قال الحسین علیه السلام بدل الحسن علیه السلام .
2- 2. كامل الزیارات ص 11 و فیهما قال الحسین علیه السلام بدل الحسن علیه السلام .
3- 3. نفس المصدر ص 14 و فیهما قال الحسین علیه السلام بدل الحسن علیه السلام .
4- 4. نفس المصدر ص 14 و فیهما قال الحسین علیه السلام بدل الحسن علیه السلام .
5- 5. أمالی الصدوق ص 59.
6- 6. ثواب الأعمال ص 75.
7- 7. أمالی الصدوق ص 112 ضمن حدیث.

حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ مَنْ زَارَ أَخَاكَ حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ مَنْ زَارَكَ حَیّاً وَ مَیِّتاً كَانَ حَقِیقاً عَلَیَّ أَنْ أَزُورَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ(1).

«16»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی ره عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا أَبَهْ مَا لِمَنْ زَارَكَ بَعْدَ مَوْتِكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ مَنْ أَتَانِی زَائِراً بَعْدَ مَوْتِی فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَتَی أَبَاكَ زَائِراً بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَتَی أَخَاكَ زَائِراً بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَتَاكَ زَائِراً بَعْدَ مَوْتِكَ فَلَهُ الْجَنَّةُ(2).

«17»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَنْ زَارَنِی فِی حَیَاتِی أَوْ بَعْدَ مَوْتِی أَوْ زَارَكَ فِی حَیَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَوْتِكَ أَوْ زَارَ ابْنَیْكَ فِی حَیَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ضَمِنْتُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْ أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَ شَدَائِدِهَا حَتَّی أُصَیِّرَهُ مَعِی فِی دَرَجَتِی (3).

«18»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی ره عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ السَّدُوسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَتَانِی زَائِراً كُنْتُ شَفِیعَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

«19»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ: مِثْلَهُ (5).

«20»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ (6).

«21»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ جَمَاعَةُ مَشَایِخِی ره عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ (7).

«22»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ

ص: 142


1- 1. ثواب الأعمال ص 75.
2- 2. كامل الزیارات ص 10.
3- 3. نفس المصدر ص 11.
4- 4. المصدر السابق ص 12.
5- 5. المصدر السابق ص 13.
6- 6. المصدر السابق ص 13.
7- 7. المصدر السابق ص 14.

قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لِمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّداً قَالَ لَهُ الْجَنَّةُ(1).

«23»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (2).

«24»- مل، [كامل الزیارات] جَمَاعَةٌ عَنْ مَشَایِخِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَمَّنْ زَارَ قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّداً قَاصِداً قَالَ لَهُ الْجَنَّةُ(3).

«25»- مل، [كامل الزیارات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ مَا لِمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّداً قَالَ یُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (4).

«26»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَالِكٍ النَّخَعِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی یَحْیَی الْمَدَنِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ زَارَنِی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی كَانَ فِی جِوَارِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

«27»- مل، [كامل الزیارات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ سَیْفٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ زَارَنِی بَعْدَ وَفَاتِی كَانَ كَمَنْ زَارَنِی فِی حَیَاتِی وَ كُنْتُ لَهُ شَهِیداً وَ شَافِعاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(6).

«28»- مل، [كامل الزیارات] جَمَاعَةُ مَشَایِخِی رَحِمَهُمُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنْ سَلَمَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا لِمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّداً قَالَ یُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ(7).

بیان: قوله علیه السلام متعمدا أی یكون مجیئه لمحض الزیارة لا لشی ء آخر تكون الزیارة مقصودة بالتبع.

«29»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 143


1- 1. كامل الزیارات ص 12.
2- 2. المصدر السابق ص 13.
3- 3. المصدر السابق ص 12.
4- 4. المصدر السابق ص 12.
5- 5. المصدر السابق ص 13.
6- 6. المصدر السابق ص 13.
7- 7. المصدر السابق ص 14.

مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ زَارَ قَبْرِی بَعْدَ مَوْتِی كَانَ كَمَنْ هَاجَرَ إِلَیَّ فِی حَیَاتِی فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِیعُوا فَابْعَثُوا إِلَیَّ بِالسَّلَامِ فَإِنَّهُ یَبْلُغُنِی (1).

«30»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ زِیَارَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَبْرُورَةً(2).

«31»- مل، [كامل الزیارات] عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِی عَرْشِهِ (3).

«32»- یب، [تهذیب الأحكام] الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (4).

ثم قال قال الشیخ ره معنی

قول الصادق علیه السلام من زار رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان كمن زار اللّٰه فوق عرشه.

هو أن لزائره علیه السلام من المثوبة و الأجر العظیم و التبجیل فی یوم القیامة كمن رفعه اللّٰه إلی سمائه و أدناه من عرشه الذی تحمله الملائكة و أراه من خاصة ملائكته ما یكون به توكید كرامته و لیس علی ما تظنه العامة من مقتضی التشبیه.

«33»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَیُّهُمَا أَفْضَلُ رَجُلٌ یَأْتِی مَكَّةَ وَ لَا یَأْتِی الْمَدِینَةَ أَوْ رَجُلٌ یَأْتِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا یَبْلُغُ مَكَّةَ قَالَ فَقَالَ لِی أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُونَ أَنْتُمْ فَقُلْتُ نَحْنُ نَقُولُ فِی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَكَیْفَ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ شَهِدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِیداً بِالْمَدِینَةِ فَانْصَرَفَ فَدَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ أَمَا لَقَدْ فُضِّلْنَا أَهْلَ الْبُلْدَانِ كُلَّهُمْ مَكَّةَ فَمَنْ دُونَهَا لِسَلَامِنَا

ص: 144


1- 1. كامل الزیارات ص 14.
2- 2. كامل الزیارات ص 14.
3- 3. نفس المصدر ص 15.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 78.

عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«34»- یب، [تهذیب الأحكام] رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زَارَنِی غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ لَمْ یَمُتْ فَقِیراً(2).

«35»- یب، [تهذیب الأحكام] رُوِیَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زَارَ جَعْفَراً وَ أَبَاهُ لَمْ یَشْكُ عَیْنَهُ وَ لَمْ یُصِبْهُ سُقْمٌ وَ لَمْ یَمُتْ مُبْتَلًی (3).

«36»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ: أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ

فَقَالَ هَلْ یُزَارُ وَالِدُكَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا لِمَنْ زَارَهُ قَالَ الْجَنَّةُ إِنْ كَانَ یَأْتَمُّ بِهِ قَالَ فَمَا لِمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ قَالَ الْحَسْرَةُ یَوْمَ الْحَسْرَةِ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (4).

بیان: ظاهر ما أورده من الخبر أنه سأله عن زیارة الباقر علیه السلام لكن ابن قولویه ره أورده فی باب من ترك زیارة الحسین علیه السلام فلذا أوردناه فی البابین.

«37»- كِتَابُ الْفُصُولِ، لِلسَّیِّدِ الْمُرْتَضَی نَقْلًا عَنْ شَیْخِهِ الْمُفِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحَسَنِ مَنْ زَارَكَ بَعْدَ مَوْتِكَ أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ زَارَ أَخَاكَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ قَالَ لَهُ علیهما السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ أَوَّلٍ مَشْرُوحٍ فِی غَیْرِ هَذَا الْكِتَابِ تَزُورُكَ طَائِفَةٌ یُرِیدُونَ بِهِ بِرِّی وَ صِلَتِی فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ زُرْتُهَا فِی الْمَوْقِفِ فَأَخَذْتُ بِأَعْضَادِهَا فَأَنْجَیْتُهَا مِنْ أَهْوَالِهِ وَ شَدَائِدِهِ (5).

ص: 145


1- 1. كامل الزیارات ص 331.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 4.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 78.
4- 4. كامل الزیارات ص 123.
5- 5. كتاب الفصول المختارة ج 1 ص 94.

باب 2 زیارته علیه السلام من قریب و ما یستحب أن یعمل فی المسجد و فضل مواضعه

«1»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا بَیْنَ بَیْتِی وَ مِنْبَرِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ قَوَائِمُ مِنْبَرِی رُتَبٌ فِی الْجَنَّةِ قَالَ قُلْتُ هِیَ رَوْضَةٌ الْیَوْمَ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَرَأَیْتُمْ (1).

«2»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّا یَقُولُ النَّاسُ فِی الرَّوْضَةِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَیْنَ بَیْتِی وَ مِنْبَرِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ الرَّوْضَةِ فَقَالَ بُعْدُ أَرْبَعِ أَسَاطِینَ مِنَ الْمِنْبَرِ إِلَی الظِّلَالِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنَ الصَّحْنِ فِیهَا شَیْ ءٌ قَالَ لَا(2).

«3»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَدُّ الرَّوْضَةِ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی طَرَفِ الظِّلَالِ وَ حَدُّ الْمَسْجِدِ إِلَی الْأُسْطُوَانَتَیْنِ عَنْ یَمِینِ الْمِنْبَرِ إِلَی الطَّرِیقِ مِمَّا یَلِی سُوقَ اللَّیْلِ (3).

«4»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا بَیْنَ مِنْبَرِی وَ بُیُوتِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ صَلَاةٌ فِی مَسْجِدِی تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِیمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ قَالَ جَمِیلٌ:

ص: 146


1- 1. الكافی ج 4 ص 554.
2- 2. الكافی ج 4 ص 554.
3- 3. الكافی ج 4 ص 555.

قُلْتُ لَهُ بُیُوتُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْتُ عَلِیٍّ مِنْهَا قَالَ نَعَمْ وَ أَفْضَلُ (1).

«5»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: الصَّلَاةُ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعْدِلُ عَشَرَةَ آلَافِ صَلَاةٍ(2).

«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُقِیمَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ فَصَلِّ مَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی تَلِی الْقَبْرَ فَتَدْعُو اللَّهَ عِنْدَهَا وَ تَسْأَلُهُ كُلَّ حَاجَةٍ تُرِیدُهَا فِی آخِرَةٍ أَوْ دُنْیَا وَ الْیَوْمَ الثَّانِیَ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ مَقَامِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مُقَابِلَ الْأُسْطُوَانَةِ الْكَثِیرَةِ الْخَلُوقِ فَتَدْعُو اللَّهَ عِنْدَهُنَّ لِكُلِّ حَاجَةٍ وَ تَصُومُ تِلْكَ الثَّلَاثَةَ الْأَیَّامِ (3).

«7»- كا، [الكافی] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ وَ صَلِّ لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی تَلِی رَأْسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْلَةَ الْخَمِیسِ وَ یَوْمَ الْخَمِیسِ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ أَبِی لُبَابَةَ وَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی تَلِی مَقَامَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ لِحَاجَتِكَ وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ جَمِیعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا(4).

«8»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ایتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ وَ هُوَ تَحْتَ الْمِیزَابِ فَإِنَّهُ كَانَ مَقَامَهُ إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْ أَیْ جَوَادُ أَیْ كَرِیمُ أَیْ قَرِیبُ أَیْ بَعِیدُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ- قَالَ وَ ذَلِكَ مَقَامٌ لَا تَدْعُو فِیهِ حَائِضٌ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ ثُمَّ تَدْعُو بِدُعَاءِ الدَّمِ إِلَّا رَأَتِ الطُّهْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (5).

«9»- یه، [من لا یحضره الفقیه]: ثُمَّ ائْتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ إِلَی قَوْلِهِ وَ ذَلِكَ مَقَامٌ لَا تَدْعُو فِیهِ حَائِضٌ مُسْتَقْبِلَ

ص: 147


1- 1. الكافی ج 4 ص 556.
2- 2. الكافی ج 4 ص 556.
3- 3. الكافی ج 4 ص 558.
4- 4. الكافی ج 4 ص 558.
5- 5. الكافی ج 4 ص 557.

الْقِبْلَةِ إِلَّا رَأَتِ الطُّهْرَ ثُمَّ تَدْعُو بِدُعَاءِ الدَّمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَوْ تَسَمَّیْتَ بِهِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ هُوَ مَأْثُورٌ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ وَ بِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَی مُوسَی وَ بِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَی عِیسَی وَ بِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ إِلَّا فَعَلْتَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ الْحَائِضُ تَقُولُ إِلَّا أَذْهَبْتَ عَنِّی هَذَا الدَّمَ (1).

بیان: المراد بالحائض المستحاضة التی لا ینقطع عنها الدم.

«10»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ كَمْ أُصَلِّی فَقَالَ صَلِّ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الصَّلَاةُ فِی مَسْجِدِی كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِی غَیْرِهِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی مَسْجِدِی (2).

بیان: المراد بالثمان إما نافلة الزوال أو نافلة أخری لسقوط نافلة الزوال عنه لكونه مسافرا إلا أن یقال لكونه من مواضع التخییر لا یسقط فیه النافلة و یحتمل أن یكون المراد أنه یصلی الظهرین تماما لا یقصر فیهما لأن الأفضل فی ذلك الموضع التمام و إنما یصلیهما فی أول الزوال لسقوط النافلة فی السفر إن قلنا بسقوطها فی هذا الموضع و قد مر الكلام فیه و سیأتی أیضا.

«11»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الصَّلَاةُ بِالْمَدِینَةِ وَ الْقِیَامُ عِنْدَ الْأَسَاطِینِ لَیْسَ بِمَفْرُوضٍ وَ لَكِنْ مَنْ شَاءَ فَلْیَصُمْ فَإِنَّهُ خَیْرٌ لَهُ إِنَّمَا الْمَفْرُوضُ صَلَاةُ الْخَمْسِ وَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّهُ خَیْرٌ لَكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ یَكُونُ كَیِّساً فِی أَمْرِ الدُّنْیَا فَیُقَالُ مَا أَكْیَسَ فُلَاناً فَكَیْفَ مَنْ كَاسَ فِی أَمْرِ آخِرَتِهِ (3).

«12»- كف، [المصباح] للكفعمی: زِیَارَةٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ

ص: 148


1- 1. الفقیه ج 2 ص 340.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 14.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 19.

وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ السَّكِینَةِ السَّلَامُ عَلَی الْمَدْفُونِ بِالْمَدِینَةِ السَّلَامُ عَلَی الْمَنْصُورِ الْمُؤَیَّدِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

قال الكفعمی السكینة فعیلة من السكون یعنی السكون الذی هو وقار لا السكون الذی هو ضد الحركة قاله العزیزی و قال الهروی فی قوله تعالی سَكِینَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أی سكون لقلوبكم و طمأنینة(1)

و قال الطبرسی فی قوله تعالی ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ أی رحمته التی تسكن إلیها النفس و یزول معه الخوف (2).

«13»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام رَأَیْتُكَ تُسَلِّمُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَیْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِی نُسَلِّمُ نَحْنُ فِیهِ عَلَیْهِ مِنِ اسْتِقْبَالِ الْقَبْرِ قَالَ فَقَالَ تُسَلِّمُ أَنْتَ مِنْ حَیْثُ یُسَلِّمُونَ (3).

«14»- ب، [قرب الإسناد] قَالَ ابْنُ الْجَهْمِ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ مَوْضِعُ الْأُسْطُوَانَةِ مِمَّا یَلِی صَحْنَ الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ فَاطِمَةَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا(4).

«15»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُوَدِّعَ لِلْخُرُوجِ إِلَی الْعُمْرَةِ فَأَتَی الْقَبْرَ مِنْ مَوْضِعِ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَسَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَزِقَ بِالْقَبْرِ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّی أَتَی الْقَبْرَ فَقَامَ إِلَی جَانِبِهِ یُصَلِّی فَأَلْزَقَ مَنْكِبَهُ الْأَیْسَرَ بِالْقَبْرِ قَرِیباً مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی دُونَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ عِنْدَ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی سِتَّ رَكَعَاتٍ أَوْ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِی نَعْلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ مِقْدَارُ رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ ثَلَاثَ تَسْبِیحَاتٍ أَوْ أَكْثَرَ فَلَمَّا فَرَغَ سَجَدَ سَجْدَةً أَطَالَ فِیهَا حَتَّی بَلَّ عَرَقُهُ الْحَصَی قَالَ وَ ذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ أَلْصَقَ خَدَّیْهِ بِأَرْضِ الْمَسْجِدِ(5).

ص: 149


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 474.
2- 2. مجمع البیان ج 5 ص 17 طبع الإسلامیة سنة 1372 ه.
3- 3. قرب الإسناد ص 173.
4- 4. قرب الإسناد ص 174.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 17.

«16»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ قَائِمٌ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی انْتَجَبَكَ وَ اصْطَفَاكَ وَ أَصْفَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(1).

«17»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ وَ الْحَسَنِ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ مَعاً عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ الْمَدِینَةَ فَاغْتَسِلْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا أَوْ حِینَ تُرِیدُ أَنْ تَدْخُلَهَا ثُمَّ تَأْتِی قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتُسَلِّمُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تَقُومُ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُقَدَّمَةِ مِنْ جَانِبِ الْقَبْرِ الْأَیْمَنِ عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ وَ أَنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ وَ مَنْكِبُكَ الْأَیْسَرُ إِلَی جَانِبِ الْقَبْرِ وَ مَنْكِبُكَ الْأَیْمَنُ مِمَّا یَلِی الْمِنْبَرَ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاتِ رَبِّكَ وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ أَدَّیْتَ الَّذِی عَلَیْكَ مِنَ الْحَقِّ وَ أَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ غَلُظْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكْرَمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ الضَّلَالَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ سَبَّحَ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ وَ نَجِیبِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ وَ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِیلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ إِنِّی أَتَیْتُ نَبِیَّكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِی وَ إِنِّی أَتَوَجَّهُ

ص: 150


1- 1. مجالس الشیخ المفید ج 1 ص 75.

إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ لِیَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی- وَ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَاجْعَلْ قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَلْفَ كَتِفَیْكَ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ ارْفَعْ یَدَیْكَ وَ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّهُ أَحْرَی أَنْ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«18»- یه، [من لا یحضره الفقیه]: فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَدِینَةَ فَاغْتَسِلْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا أَوْ حِینَ تَدْخُلُهَا ثُمَّ ائْتِ قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ادْخُلِ الْمَسْجِدَ مِنْ بَابِ جَبْرَئِیلَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

توضیح: قوله علیه السلام أو حین ترید أن تدخلها التردید من الراوی و المعنی قبل أن تدخلها بزمان أو حین ترید أن تدخلها بلا فصل و فی الكافی (3)

و التهذیب (4) أو حین تدخلها فالمراد بعد الدخول.

قوله حتی أتاك الیقین أی الموت إشارة إلی قوله تعالی وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ و قوله علیه السلام بالحكمة حال عن فاعل عبدت أی حال كونك متلبسا بالحكمة هادیا للخلق بها فإن من أعظم عبادته صلی اللّٰه علیه و آله كان هدایته للخلق و كونه حالا عن فاعل جاهدت بعید لفظا و إن كان أظهر معنی و الغبطة تمنی النعمة علی أن لا یتحول عن صاحبها.

ثم اعلم أن استدبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله و إن كان ظاهرا مخالفا للآداب لكن لا بأس به إذا كان التوجه إلی اللّٰه تعالی و كان الغرض الاستظهار به صلی اللّٰه علیه و آله و لكن فی هذا الزمان الأولی تركه للتقیة.

«19»- مل، [كامل الزیارات] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمُوسَوِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَهِیكٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْقَبْرِ فَأْتِ الْمِنْبَرَ وَ امْسَحْهُ بِیَدِكَ وَ خُذْ بِرُمَّانَتَیْهِ وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ وَ امْسَحْ عَیْنَیْكَ وَ وَجْهَكَ بِهِ فَإِنَّهُ یُقَالُ إِنَّهُ شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ وَ قُمْ عِنْدَهُ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ وَ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا بَیْنَ مِنْبَرِی وَ بَیْتِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ قَوَائِمُ الْمِنْبَرِ رُتَبٌ فِی الْجَنَّةِ وَ التُّرْعَةُ هِیَ الْبَابُ الصَّغِیرُ ثُمَ

ص: 151


1- 1. كامل الزیارات ص 15.
2- 2. الفقیه ج 2 ص 338.
3- 3. الكافی ج 4 ص 550.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 5.

تَأْتِی مَقَامَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ إِذَا خَرَجْتَ فَاصْنَعْ مِثْلَ ذَلِكَ وَ أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: قال الجزری (2)

فیه منبری علی ترعة من ترع الجنة الترعة فی الأصل الروضة علی المكان المرتفع خاصة فإذا كانت فی المطمئن فهی روضة.

قال القتیبی معناه أن الصلاة و الذكر فی هذا الموضع تؤدیان إلی الجنة فكأنه قطعة منها و قیل الترعة الدرجة و قیل الباب انتهی.

أقول: الظاهر أن التفسیر من الرواة و یحتمل أن یكون من الإمام علیه السلام.

و قال الكفعمی رحمه اللّٰه فی حواشی البلد الأمین ذكر السید الرضی ره فی مجازاته (3) فی تفسیر الترعة هنا ثلاثة أقوال الأول أن یكون اسما للدرجة.

الثانی أن یكون اسما للروضة علی المكان العالی خاصة.

الثالث أن یكون اسما للباب و هذه الأقوال تئول إلی معنی واحد فإن كانت الترعة بمعنی الدرجة فالمراد أن منبره صلی اللّٰه علیه و آله علی طریق الوصول إلی درج الجنة لأنه صلی اللّٰه علیه و آله یدعو علیه إلی الإیمان و یتلو علیه قوارع القرآن و یخوف و یبشر و إن كانت بمعنی الباب فالقول فیهما واحد و إن كانت بمعنی الروضة علی المكان العالی فالمراد بذلك أیضا كالمراد علی القولین الأولین لأن منبره صلی اللّٰه علیه و آله علی الطریق إلی ریاض الجنة لمن طلبها و سلك السبیل إلیها و فیها زیادة معنی و هو أنه إنما شبهه بالروضة لما یمر علیه من محاسن الكلم و بدائع الحكم التی تشبه أزاهیر الریاض و دبابیج الثیاب و یقولون فی الكلام الحسن كأنه قطع الروض و كأنه دیباج الرقیم فأضاف صلی اللّٰه علیه و آله الروضة إلی الجنة لأن كلامه صلی اللّٰه علیه و آله یهدی إلی الجنة و یقول بعضهم الترعة الكوة و هو غریب فإن كان المراد ذلك فكأنه صلی اللّٰه علیه و آله قال منبری هذا علی مطلع من مطالع الجنة و المعنی قریب من معنی الباب لأن السامع لما یتلی علیه كأنه

ص: 152


1- 1. كامل الزیارات ص 16.
2- 2. النهایة ج 1 ص 136.
3- 3. المجازات النبویّة ص 67 طبع بغداد.

مطلع إلی الجنة ینظر إلی ما أعد اللّٰه تعالی للمؤمنین فیها انتهی.

«20»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَسْكَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ (1) بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقِفُ عَلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُسَلِّمُ وَ یَشْهَدُ لَهُ بِالْبَلَاغِ وَ یَدْعُو بِمَا حَضَرَهُ ثُمَّ یُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَرْوَةِ الْخَضْرَاءِ الدَّقِیقَةِ الْعَرْضِ مِمَّا یَلِی الْقَبْرَ وَ یَلْتَزِقُ بِالْقَبْرِ وَ یُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَی الْقَبْرِ وَ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ فَیَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِی وَ إِلَی قَبْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِی وَ الْقِبْلَةَ الَّتِی رَضِیتَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَقْبَلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو لَهَا وَ لَا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ عَلَیْهَا وَ أَصْبَحَتِ الْأُمُورُ بِیَدِكَ وَ لَا فَقِیرَ أَفْقَرُ مِنِّی إِنِّی لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ اللَّهُمَّ أَرِدْنِی مِنْكَ بِخَیْرٍ وَ لَا رَادَّ لِفَضْلِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِی أَوْ أَنْ تُغَیِّرَ جِسْمِی أَوْ تُزِیلَ نِعْمَتَكَ عَنِّی اللَّهُمَّ زَیِّنِّی بِالتَّقْوَی وَ جَمِّلْنِی بِالنِّعَمِ وَ اعْمُرْنِی بِالْعَافِیَةِ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَ الْعَافِیَةِ(2).

«21»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: مِثْلَهُ (3).

«22»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ

ص: 153


1- 1. كان فی المتن و المصدر المنقول عنه( المطبوع) علی بن الحسین بن علیّ بن عمر ابن علیّ بن الحسین و هو خطأ و الصواب: علی بن الحسن إلخ و هذا هو أبو الحسن علی العسكریّ الشاعر ابن أبی محمّد الحسن الشجری ابن علی الأصغر ابن عمر الأشرف ابن الامام زین العابدین و لم یكن لعلی الأصغر ولد اسمه الحسین و انما أولاده: محمّد و عبد اللّٰه و موسی و عمر الشجری و القاسم و الحسن الشجری، فعقب الأشرف من هؤلاء الثلاثة المتأخرین و من الغریب غفلة الرجالیین عن ذلك فجروا فی كتبهم علی ما هو الموجود فی المتن و المصدر من ان اسم أبیه( الحسین).
2- 2. كامل الزیارات ص 16.
3- 3. كامل الزیارات ص 16.

مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ (1) بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ: مِثْلَهُ (2).

«23»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ الْأَهْوَازِیِّ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام انْتَهَی إِلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ وَ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی اجْتَبَاكَ وَ اخْتَارَكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(3).

«24»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام كَیْفَ تَقُولُ فِی التَّسْلِیمِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ الَّذِی نَعْرِفُهُ وَ رُوِّینَاهُ قَالَ أَ وَ لَا أُعَلِّمُكَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَتَبَ لِی وَ أَنَا قَاعِدٌ بِخَطِّهِ وَ قَرَأَهُ عَلَیَّ إِذَا وَقَفْتَ عَلَی قَبْرِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَةَ رَبِّكَ وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ رَبِّكَ وَ عَبَدْتَهُ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَدَّیْتَ الَّذِی عَلَیْكَ مِنَ الْحَقِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَجِیبِكَ وَ أَمِینِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ وَ امْنُنْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی مُوسَی وَ هَارُونَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَیْتِ الْحَرَامِ

ص: 154


1- 1. لم تذكر كتب الأنساب فی أولاد علیّ بن الحسین السجّاد علیه السلام من اسمه عثمان، نعم یوجد فیهم من اسمه عمرو هو الأشرف، و هذا الحدیث مرویّ فی كامل الزیارات كما سبق و لیس فیه ذكر عثمان. فمن الغریب عدم انتباه محققی الكافی- الطبعة الجدیدة بطهران- لذلك.
2- 2. الكافی ج 4 ص 551.
3- 3. كامل الزیارات ص 17.

وَ رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الْحِلِّ وَ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنِّی السَّلَامَ (1).

«25»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام كَیْفَ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ قَبْرِهِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَبَدْتَهُ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(2).

«26»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام وَ هَارُونُ الْخَلِیفَةُ وَ عِیسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ یَحْیَی بِالْمَدِینَةِ قَدْ جَاءُوا إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هَارُونُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تَقَدَّمْ فَأَبَی فَتَقَدَّمَ هَارُونُ وَ سَلَّمَ وَ قَامَ نَاحِیَةً وَ قَالَ عِیسَی بْنُ جَعْفَرٍ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تَقَدَّمْ فَأَبَی فَتَقَدَّمَ عِیسَی فَسَلَّمَ وَ وَقَفَ مَعَ هَارُونَ فَقَالَ جَعْفَرٌ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تَقَدَّمْ فَأَبَی فَتَقَدَّمَ جَعْفَرٌ فَسَلَّمَ وَ وَقَفَ مَعَ هَارُونَ وَ تَقَدَّمَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَتِ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی اصْطَفَاكَ وَ اجْتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ فَقَالَ هَارُونُ لِعِیسَی سَمِعْتَ مَا قَالَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ هَارُونُ أَشْهَدُ أَنَّهُ أَبُوهُ حَقّاً(3).

«27»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ نَاجِیَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلِّمْنِی تَسْلِیماً خَفِیفاً عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی انْتَجَبَكَ وَ اصْطَفَاكَ وَ اخْتَارَكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً(4).

«28»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ یَزِیدَ وَ مُوسَی بْنِ عُمَرَ جَمِیعاً

ص: 155


1- 1. كامل الزیارات ص 17.
2- 2. كامل الزیارات ص 18.
3- 3. الكافی ج 4 ص 553.
4- 4. كامل الزیارات ص 19.

عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ كَیْفَ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ قَبْرِهِ فَقَالَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَبَدْتَهُ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

«29»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ الْمَمَرِّ فِی مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا أُسَلِّمُ عَلَی النَّبِیِّ فَقَالَ لَمْ یَكُنْ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَصْنَعُ ذَلِكَ قُلْتُ فَیَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَیُسَلِّمُ مِنْ بَعِیدٍ لَا یَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ فَقَالَ لَا قَالَ سَلِّمْ عَلَیْهِ حِینَ تَدْخُلُ وَ حِینَ تَخْرُجُ وَ مِنْ بَعِیدٍ(2).

بیان: لعل مفاد الخبر أنه إذا أمكنه الدخول و السلام علیه من قریب فلیدخل و لیسلم و إلا فلیسلم علیه من بعید من حیث یمر و لا یدخل المسجد و یحتمل أن یكون المعنی أن الكاظم علیه السلام كان یدخل فیأتی القبر و یسلم علیه كلما مر خلف المسجد و أما أنت فسلم علیه علی أی وجه ترید من خارج و داخل و قریب و بعید فإنه جائز و لكن الأفضل ما كان یفعله الكاظم علیه السلام.

«30»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صَلُّوا إِلَی جَانِبِ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ كَانَتْ صَلَاةُ الْمُؤْمِنِینَ تَبْلُغُهُ أَیْنَمَا كَانُوا(3).

«31»- مل، [كامل الزیارات] رُوِیَ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: إِذَا كَانَ لَكَ مُقَامٌ بِالْمَدِینَةِ صُمْتَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ

ص: 156


1- 1. كامل الزیارات ص 20.
2- 2. الكافی ج 4 ص 552.
3- 3. الكافی ج 4 ص 553.

صُمْتَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ صَلِّ لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ وَ هِیَ أُسْطُوَانَةُ أَبِی لُبَابَةَ الَّتِی كَانَ رَبَطَ إِلَیْهَا نَفْسَهُ حَتَّی نَزَلَ عُذْرُهُ مِنَ السَّمَاءِ وَ تَقْعُدُ عِنْدَهَا یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمَّ تَأْتِی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ الَّتِی تَلِیهَا مِمَّا یَلِی مَقَامَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَقْعُدُ عِنْدَهَا لَیْلَتَكَ وَ یَوْمَكَ وَ تَصُومُ یَوْمَ الْخَمِیسِ ثُمَّ تَأْتِی الْأُسْطُوَانَةَ الَّتِی تَلِی مَقَامَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ فَتُصَلِّی عِنْدَهَا لَیْلَتَكَ وَ یَوْمَكَ وَ تَصُومُ فِیهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ بِشَیْ ءٍ فِی هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَیَّامِ إِلَّا مَا لَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ وَ لَا تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا لِحَاجَةٍ وَ لَا تَنَامَ فِی لَیْلٍ وَ لَا نَهَارٍ فَافْعَلْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا یُعَدُّ فِیهِ الْفَضْلُ ثُمَّ احْمَدِ اللَّهَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اسْأَلْ حَاجَتَكَ وَ لْیَكُنْ فِیمَا تَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كَانَتْ لِی إِلَیْكَ مِنْ حَاجَةٍ شَرَعْتُ أَنَا فِی طَلَبِهَا وَ الْتِمَاسِهَا أَوْ لَمْ أَشْرَعْ سَأَلْتُكَهَا أَوْ لَمْ أَسْأَلْكَهَا فَإِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیِّ الرَّحْمَةِ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِی صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا(1).

«32»- یب، [تهذیب الأحكام] مُوسَی بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ لَكَ مُقَامٌ بِالْمَدِینَةِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ صُمْتَ أَوَّلَ یَوْمٍ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ ذَكَرَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ فَإِنَّكَ حَرِیٌّ أَنْ تُقْضَی حَاجَتُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

زیارة الوداع.

«33»- مل، [كامل الزیارات] جَمَاعَةُ مَشَایِخِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ وَدَاعِ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ تَقُولُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِیمِی عَلَیْكَ (3).

«34»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (4).

«35»- مل، [كامل الزیارات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُوَدِّعَ لِلْخُرُوجِ إِلَی الْعُمْرَةِ فَأَتَی الْقَبْرَ مِنْ مَوْضِعِ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ

ص: 157


1- 1. كامل الزیارات ص 25.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 16.
3- 3. كامل الزیارات ص 26.
4- 4. الكافی ج 4 ص 563.

الْمَغْرِبِ فَسَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَزِقَ بِالْقَبْرِ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّی أَتَی الْقَبْرَ فَقَامَ إِلَی جَانِبِهِ یُصَلِّی وَ أَلْزَقَ مَنْكِبَهُ الْأَیْسَرَ بِالْقَبْرِ قَرِیباً مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی دُونَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ الَّتِی عِنْدَ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی سِتَّ رَكَعَاتٍ أَوْ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِی نَعْلَیْهِ قَالَ فَكَانَ مِقْدَارُ رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ ثَلَاثَ تَسْبِیحَاتٍ أَوْ أَكْثَرَ فَلَمَّا فَرَغَ سَجَدَ سَجْدَةً أَطَالَ فِیهَا السُّجُودَ حَتَّی بَلَّ عَرَقُهُ الْحَصَی قَالَ وَ ذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رَآهُ لَصِقَ خَدَّهُ بِأَرْضِ الْمَسْجِدِ 6(1).

«36»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ فَاغْتَسِلْ ثُمَّ ائْتِ قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَا تَفْرُغُ مِنْ حَوَائِجِكَ فَوَدِّعْهُ وَ اصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ عِنْدَ دُخُولِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِ نَبِیِّكَ- فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ فِی مَمَاتِی عَلَی مَا أَشْهَدُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ (2).

«37»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ: مِثْلَهُ (3).

«38»- یه، [من لا یحضره الفقیه]: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ فَأْتِ مَوْضِعَ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلِّمْ عَلَیْهِ ثُمَّ ائْتِ الْمِنْبَرَ وَ صَلِّ عِنْدَهُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اسْتَطَعْتَ وَ ادْعُ لِنَفْسِكَ بِمَا أَحْبَبْتَ لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا ثُمَّ ارْجِعْ إِلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَلْزِقْ مَنْكِبَكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْقَبْرِ قَرِیباً مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی دُونَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ عِنْدَ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ أَوْ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَ اقْرَأْ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ سُورَةً وَ اقْنُتْ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا اسْتَقْبَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْتَ مُوَدِّعاً لَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِیمِی عَلَیْكَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(4).

ص: 158


1- 1. كامل الزیارات ص 26.
2- 2. كامل الزیارات ص 27.
3- 3. الكافی ج 4 ص 563.
4- 4. الفقیه ج 2 ص 343 بتفاوت.

أقول: وجدت فی بعض نسخ الفقه الرضوی علی من نسب إلیه السلام.

«39»- أَرْوِی مِنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: یُسْتَحَبُّ إِذَا قَدِمَ الْمَدِینَةَ مَدِینَةَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَصُومَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ بِهَا مُقَامٌ أَنْ یَجْعَلَ صَوْمَهَا فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ(1).

«40»- وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زَارَ قَبْرِی حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِی وَ مَنْ زَارَنِی مَیِّتاً فَكَأَنَّمَا زَارَنِی حَیّاً ثُمَّ قِفْ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ سَلِّمْ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبِیُّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا زَیْنَ الْقِیَامَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَفِیعَ الْقِیَامَةِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَ أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ وَ نَصَحْتَ أُمَّتَكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ رَبِّكَ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ طِبْتَ حَیّاً وَ طِبْتَ مَیِّتاً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَخِیكَ وَ وَصِیِّكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی ابْنَتِكَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ عَلَی وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَفْضَلَ السَّلَامِ وَ أَطْیَبَ التَّحِیَّةِ وَ أَطْهَرَ الصَّلَاةِ وَ عَلَیْنَا مِنْكُمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ تَدْعُو لِنَفْسِكَ وَ اجْتَهِدْ فِی الدُّعَاءِ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لِوَالِدَیْكَ ثُمَّ تُصَلِّی عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ وَ عِنْدَ الحَنَّانَةِ وَ فِی الرَّوْضَةِ وَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ أَكْثَرَ مَا قَدَرْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فِیهَا وَ ائْتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ وَ هُوَ عِنْدَ الْمِیزَابِ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هُوَ الْبَابُ الَّذِی بِحِیَالِ زُقَاقِ الْبَقِیعِ فَصَلِّ هُنَاكَ رَكْعَتَیْنِ وَ قُلْ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ یَا قَرِیبُ غَیْرَ بَعِیدٍ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ أَنْ تَعْصِمَنِی مِنَ الْمَهَالِكِ وَ أَنْ تُسَلِّمَنِی مِنْ آفَاتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ وَ أَنْ تَرُدَّنِی سَالِماً إِلَی وَطَنِی بَعْدَ حَجٍّ مَقْبُولٍ وَ سَعْیٍ مَشْكُورٍ وَ عَمَلٍ مُتَقَبَّلٍ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ حَرَمِكَ وَ حَرَمِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله.

ثُمَّ ائْتِ قُبُورَ السَّادَةِ بِالْبَقِیعِ وَ مَسْجِدَ فَاطِمَةَ فَصَلِّ فِیهَا رَكْعَتَیْنِ وَ زُرْ قَبْرَ حَمْزَةَ

ص: 159


1- 1. لم نجده فی المطبوع باسم فقه الرضا علیه السلام عاجلا.

وَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ وَ مَسْجِدَ الْفَتْحِ وَ مَسْجِدَ السُّقْیَا وَ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَإِنَّ فِیهَا فَضْلًا كَثِیراً وَ مَسْجِدَ الْخَلْوَةِ وَ بَیْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ دَارَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ تُصَلِّی فِیهَا رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ تُوَدِّعُ قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله تَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلْتَ فِی الْأَوَّلِ تُسَلِّمُ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِ نَبِیِّكَ وَ حَرَمِهِ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی حَیَاتِی إِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا تُوَدِّعِ الْقَبْرَ إِلَّا وَ أَنْتَ قَدِ اغْتَسَلْتَ أَوْ أَنْتَ مُتَوَضِّئٌ إِنْ لَمْ یُمْكِنْكَ الْغُسْلُ وَ الْغُسْلُ أَفْضَلُ (1).

ثم أقول: لما ذكرنا ما وصل إلینا من الروایات الواردة فی كیفیة زیارته صلی اللّٰه علیه و آله ختم الباب بإیراد ما ألفه و أورده الشیخ الجلیل المفید و السید النقیب علی بن طاوس و الشیخ السعید الشهید و مؤلف المزار الكبیر و غیرهم رضی اللّٰه عنهم أجمعین و اللفظ للمفید.

«41»- قَالَ: إِذَا وَرَدْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَدِینَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاغْتَسِلْ لِلزِّیَارَةِ فَإِذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ فَقِفْ عَلَی الْبَابِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی وَقَفْتُ عَلَی بَابِ بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ نَبِیِّكَ وَ آلِ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ قَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ الدُّخُولَ إِلَی بُیُوتِهِ إِلَّا بِإِذْنِ نَبِیِّكَ- فَقُلْتَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ إِلَّا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ اللَّهُمَّ وَ إِنِّی أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِیِّكَ فِی غَیْبَتِهِ كَمَا أَعْتَقِدُهَا فِی حَضْرَتِهِ وَ أَعْلَمُ أَنَّ رُسُلَكَ وَ خُلَفَاءَكَ أَحْیَاءٌ عِنْدَكَ یُرْزَقُونَ یَرَوْنَ مَكَانِی فِی وَقْتِی هَذَا وَ زَمَانِی وَ یَسْمَعُونَ كَلَامِی فِی وَقْتِی هَذَا وَ یَرُدُّونَ عَلَیَّ سَلَامِی وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِی كَلَامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِی بِلَذِیذِ مُنَاجَاتِهِمْ فَإِنِّی أَسْتَأْذِنُكَ یَا رَبِّ أَوَّلًا وَ أَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ

صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ثَانِیاً وَ أَسْتَأْذِنُ خَلِیفَتَكَ الْمَفْرُوضَ عَلَیَّ طَاعَتُهُ فِی الدُّخُولِ فِی سَاعَتِی هَذِهِ إِلَی بَیْتِهِ وَ أَسْتَأْذِنُ مَلَائِكَتَكَ الْمُوَكَّلِینَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ

ص: 160


1- 1. لم نجده فی المطبوع باسم فقه الرضا علیه السلام عاجلا.

الْمُبَارَكَةِ الْمُطِیعَةَ لِلَّهِ السَّامِعَةَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَذِهِ الْمَشَاهِدِ الْمُبَارَكَةِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ إِذْنِ رَسُولِهِ وَ إِذْنِ خُلَفَائِهِ وَ إِذْنِكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ أَجْمَعِینَ أَدْخُلُ هَذَا الْبَیْتَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ فَكُونُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ أَعْوَانِی وَ كُونُوا أَنْصَارِی حَتَّی أَدْخُلَ هَذَا الْبَیْتَ وَ أَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُونِ الدَّعَوَاتِ وَ أَعْتَرِفَ لِلَّهِ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِأَبْنَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ بِالطَّاعَةِ- ثُمَّ ادْخُلْ مُقَدِّماً رِجْلَكَ الْیُمْنَی وَ أَنْتَ تَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً- ثُمَّ كَبِّرِ اللَّهَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قَالَ السَّیِّدُ ره بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا دَخَلَ فَلْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَحِیَّةَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ یَمْشِی إِلَی الْحُجْرَةِ فَإِذَا وَصَلَهَا اسْتَلَمَهَا وَ قَبَّلَهَا وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ رَحْمَتُهُ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّاهِرِینَ-(1)

ثُمَّ قَالُوا وَ قِفْ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ مِنْ جَانِبِ الْقَبْرِ الْأَیْمَنِ وَ أَنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ وَ مَنْكِبُكَ الْأَیْسَرُ إِلَی جَانِبِ الْقَبْرِ وَ مَنْكِبُكَ الْأَیْمَنُ مِمَّا یَلِی الْمِنْبَرَ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله َ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاتِ رَبِّكَ وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ دَاعِیاً إِلَی طَاعَتِهِ زَاجِراً عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفاً رَحِیماً وَ عَلَی الْكَافِرِینَ غَلِیظاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكْرَمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ الضَّلَالِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِكَ

ص: 161


1- 1. مصباح الزائر ص 20 المزار الكبیر ص 13- 14.

الصَّالِحِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ مِمَّنْ سَبَّحَ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ وَ نَجِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ اللَّهُمَّ امْنَحْهُ أَشْرَفَ مَرْتَبَةٍ وَ ارْفَعْهُ إِلَی أَسْنَی دَرَجَةٍ وَ مَنْزِلَةٍ وَ أَعْطِهِ الْوَسِیلَةَ وَ الرُّتْبَةَ الْعَالِیَةَ الْجَلِیلَةَ كَمَا بَلَغَ نَاصِحاً وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ صَبَرَ عَلَی الْأَذَی فِی جَنْبِكَ وَ أَوْضَحَ دِینَكَ وَ أَقَامَ حُجَجَكَ وَ هَدَی إِلَی طَاعَتِكَ وَ أَرْشَدَ إِلَی مَرْضَاتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ الْأَخْیَارِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَجِدُ سَبِیلًا إِلَیْكَ سِوَاهُمْ وَ لَا أَرَی شَفِیعاً مَقْبُولَ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ غَیْرَهُمْ بِهِمْ أَتَقَرَّبُ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ بِوَلَایَتِهِمْ أَرْجُو جَنَّتَكَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ آمُلُ الْخَلَاصَ مِنْ عَذَابِكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِی بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ ارْحَمْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ-(1) وَ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ تَلْتَفِتُ إِلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی اجْتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّاهِرِینَ- ثُمَّ تُلْصِقُ كَفَّكَ بِحَائِطِ الْحُجْرَةِ وَ تَقُولُ أَتَیْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُهَاجِراً إِلَیْكَ قَاضِیاً لِمَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیَّ مِنْ قَصْدِكَ وَ إِذْ لَمْ أَلْحَقْكَ حَیّاً فَقَدْ قَصَدْتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ عَالِماً أَنَّ حُرْمَتَكَ مَیِّتاً كَحُرْمَتِكَ حَیّاً فَكُنْ لِی بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ شَاهِداً ثُمَّ امْسَحْ كَفَّكَ عَلَی وَجْهِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ذَلِكَ بَیْعَةً مَرْضِیَّةً لَدَیْكَ وَ عَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ تُحْیِینِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ عَلَی الْوَفَاءِ بِشَرَائِطِهِ وَ حُدُودِهِ وَ حُقُوقِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ تُمِیتُنِی إِذَا أَمَتَّنِی عَلَیْهِ وَ تَبْعَثُنِی إِذَا بَعَثْتَنِی عَلَیْهِ-(2) انْتَهَی مَا تَفَرَّدَ بِهِ السَّیِّدُ ثُمَّ قَالُوا ثُمَّ اسْتَقْبِلْ وَجْهَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَ الْقَبْرَ أَمَامَكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ وَ خِیَرَتَهُ مِنْ

ص: 162


1- 1. المزار الكبیر ص 13- 14- مصباح الزائر ص 21- 22.
2- 2. مصباح الزائر ص 22.

خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَشِیرُ النَّذِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ وَ السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً أَشْهَدُ أَنَّكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَیْتَ بِالْحَقِّ وَ قُلْتَ بِالصِّدْقِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَفَّقَنِی لِلْإِیمَانِ وَ التَّصْدِیقِ وَ مَنَّ عَلَیَّ بِطَاعَتِكَ وَ اتِّبَاعِ سَبِیلِكَ وَ جَعَلَنِی مِنْ أُمَّتِكَ وَ الْمُجِیبِینَ لِدَعْوَتِكِ وَ هَدَانِی إِلَی مَعْرِفَتِكَ وَ مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِمَا یُرْضِیكَ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّا یُسْخِطُكَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ جِئْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَائِراً وَ قَصَدْتُكَ رَاغِباً مُتَوَسِّلًا إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ أَنْتَ صَاحِبُ الْوَسِیلَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِیلَةِ وَ الشَّفَاعَةِ الْمَقْبُولَةِ وَ الدَّعْوَةِ الْمَسْمُوعَةِ فَاشْفَعْ لِی إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی الْغُفْرَانِ وَ الرَّحْمَةِ وَ التَّوْفِیقِ وَ الْعِصْمَةِ فَقَدْ غَمَرَتِ الذُّنُوبُ وَ شَمِلَتِ الْعُیُوبُ وَ أَثْقَلَ الظَّهْرُ وَ تَضَاعَفَ الْوِزْرُ وَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا وَ خَبَرُكَ الصِّدْقُ إِنَّهُ تَعَالَی قَالَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ قَدْ جِئْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبِی تَائِباً مِنْ مَعَاصِیَّ وَ سَیِّئَاتِی وَ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ لِیَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی فَاشْفَعْ لِی یَا شَفِیعَ الْأُمَّةِ وَ أَجِرْنِی یَا نَبِیَّ الرَّحْمَةِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی آلِكَ الطَّاهِرِینَ.

وَ تَجْتَهِدُ فِی الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِوَجْهِكَ وَ أَنْتَ فِی مَوْضِعِكَ وَ تَجْعَلُ الْقَبْرَ مِنْ خَلْفِكَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِی وَ إِلَی قَبْرِ نَبِیِّكَ وَ رَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِی وَ إِلَی الْقِبْلَةِ الَّتِی ارْتَضَیْتَهَا اسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِی اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ لَا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ وَ الْأُمُورُ كُلُّهَا بِیَدِكَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ وَ قَبْرِهِ الطَّیِّبِ الْمُبَارَكِ وَ حَرَمِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ- وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا سَلَفَ مِنْ جُرْمِی وَ تَعْصِمَنِی مِنَ الْمَعَاصِی فِی مُسْتَقْبِلِ عُمُرِی وَ تُثْبِتَ عَلَی الْإِیمَانِ قَلْبِی وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزْقِی وَ تُسْبِغَ عَلَیَّ النِّعَمَ وَ تَجْعَلَ قِسْمِی مِنَ الْعَافِیَةِ أَوْفَرَ قِسْمٍ وَ تَحْفَظَنِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ تَكْلَأَنِی مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ تُحْسِنَ لِی الْعَاقِبَةَ فِی الدُّنْیَا وَ مُنْقَلَبِی فِی الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِنَّكَ

ص: 163

عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ثُمَّ اقْرَأْ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ صِرْ إِلَی مَقَامِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ وَ قِفْ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ الَّتِی تَلِی الْمِنْبَرَ وَ اجْعَلْهُ مَا بَیْنَ یَدَیْكَ وَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَتَمَكَّنْ فَرَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ فَإِذَا سَلَّمْتَ مِنْهَا وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ نَبِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ جَعَلْتَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ جَنَّتِكَ وَ شَرَّفْتَهُ عَلَی بِقَاعِ أَرْضِكَ بِرَسُولِكَ وَ فَضَّلْتَهُ بِهِ وَ عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ وَ أَظْهَرْتَ جَلَالَتَهُ وَ أَوْجَبْتَ عَلَی عبادتك [عِبَادِكَ] التَّبَرُّكَ بِالصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فِیهِ وَ قَدْ أَقَمْتَنِی فِیهِ بِلَا حَوْلٍ وَ لَا قُوَّةٍ كَانَ مِنِّی فِی ذَلِكَ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا أَنَّ حَبِیبَكَ لَا یَتَقَدَّمُهُ فِی الْفَضْلِ خَلِیلُكَ فَاجْعَلِ اسْتِجَابَةَ الدُّعَاءِ فِی مَقَامِ حَبِیبِكَ أَفْضَلَ مَا جَعَلْتَهُ فِی مَقَامِ خَلِیلِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فِی هَذَا الْمَقَامِ الطَّاهِرِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعِیذَنِی مِنَ النَّارِ وَ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ تَرْحَمَ مَوْقِفِی وَ تَغْفِرَ زَلَّتِی وَ تُزَكِّیَ عِلْمِی وَ تُوَسِّعَ لِی فِی رِزْقِی وَ تُدِیمَ عَافِیَتِی وَ رُشْدِی وَ تُسْبِغَ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ وَ تَحْفَظَنِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ تَحْرُسَنِی مِنْ كُلِّ مُتَعَدٍّ عَلَیَّ وَ ظَالِمٍ لِی وَ تُطِیلَ عُمُرِی وَ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ تَعْصِمَنِی عَمَّا یُسْخِطُكَ عَلَیَّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ حُجَجِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ آیَاتِكَ فِی أَرْضِكَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تُبَلِّغَنِی فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا أَمَلِی وَ رَجَائِی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ قَدْ سَأَلْتُكَ فَلَا تُخَیِّبْنِی وَ رَجَوْتُ فَضْلَكَ فَلَا تَحْرِمْنِی فَأَنَا الْفَقِیرُ إِلَی رَحْمَتِكَ الَّذِی لَیْسَ لِی غَیْرُ إِحْسَانِكَ وَ تَفَضُّلِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُحَرِّمَ شَعْرِی وَ بَشَرِی عَلَی النَّارِ وَ تُؤْتِیَنِی مِنَ الْخَیْرِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ ادْفَعْ عَنِّی وَ عَنْ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی وَ أَخَوَاتِی مِنَ الشَّرِّ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ثُمَّ ائْتِ الْمِنْبَرَ فَامْسَحْهُ بِیَدِكَ وَ خُذْ بِرُمَّانَتَیْهِ وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ وَ امْسَحْ بِهِمَا عَیْنَیْكَ وَ وَجْهَكَ وَ قُلْ عِنْدَهُ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ وَ قُلْ بَعْدَهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَقَدَ بِكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَ جَعَلَكَ مُرْتَقَی خَیْرِ الْأَنَامِ وَ مَصْعَدَ الدَّاعِی إِلَی دَارِ السَّلَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَفَضَ بِانْتِصَابِكَ عُلُوَّ

ص: 164

الْكُفْرِ وَ سُمُوَّ الشِّرْكِ وَ نَكَسَ بِكَ عَلَمَ الْبَاطِلِ وَ رَایَةَ الضَّلَالِ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تُنْصَبْ إِلَّا لِتَوْحِیدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَمْجِیدِهِ وَ تَعْظِیمِ اللَّهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ لِمَوَاعِظِ عِبَادِ اللَّهِ وَ الدُّعَاءِ إِلَی عَفْوِهِ وَ غُفْرَانِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اسْتُوفِیتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِارْتِقَائِهِ فِی مَرَاقِیكَ وَ اسْتِوَائِهِ عَلَیْكَ حَظَّ شَرَفِكَ وَ فَضْلِكَ وَ نَصِیبَ عِزِّكَ وَ ذُخْرِكَ وَ نِلْتَ كَمَالَ ذِكْرِكَ وَ عَظَّمَ اللَّهُ حُرْمَتَكَ وَ أَوْجَبَ التَّمَسُّحَ بِكَ فَكَمْ قَدْ وَضَعَ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله قَدَمَهُ عَلَیْكَ وَ قَامَ لِلنَّاسِ خَطِیباً فَوْقَكَ وَ وَحَّدَ اللَّهَ وَ حَمَّدَهُ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ مَجَّدَهُ وَ كَمْ بَلَّغَ عَلَیْكَ مِنَ الرِّسَالَةِ وَ أَدَّی مِنَ الْأَمَانَةِ وَ تَلَا مِنَ الْقُرْآنِ وَ قَرَأَ مِنَ الْفُرْقَانِ وَ أَخْبَرَ مِنَ الْوَحْیِ وَ بَیَّنَ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ وَ فَصَلَ بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ حَثَّ الْعِبَادَ عَلَی الْجِهَادِ وَ أَنْبَأَ عَنْ ثَوَابِهِ فِی الْمَعَادِ- ثُمَّ قِفْ فِی الرَّوْضَةِ وَ هِیَ مَا بَیْنَ الْمِنْبَرِ وَ الْقَبْرِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ جَنَّتِكَ وَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحْمَتِكَ الَّتِی ذَكَرَهَا رَسُولُكَ- وَ أَبَانَ عَنْ فَضْلِهَا وَ شَرَفِ التَّعَبُّدِ لَكَ فِیهَا وَ قَدْ بَلَّغْتَنِیهَا فِی سَلَامَةِ نَفْسِی فَلَكَ الْحَمْدُ یَا سَیِّدِی عَلَی عَظِیمِ نِعْمَتِكَ عَلَیَّ فِی ذَلِكَ وَ عَلَی مَا رَزَقْتَنِیهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ طَلَبِ مَرْضَاتِكَ وَ تَعْظِیمِ حُرْمَةِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله بِزِیَارَةِ قَبْرِهِ وَ التَّسْلِیمِ عَلَیْهِ وَ التَّرَدُّدِ فِی مَشَاهِدِهِ وَ مَوَاقِفِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا مَوْلَایَ حَمْداً یَنْتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ لَكَ وَ یَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضَی وَ یَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ بَقِیَ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ یَا مَوْلَایَ حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الْحَمْدَ لَكَ وَ التَّوْفِیقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ حَمْداً یَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ وَ یَبْلُغُ حَیْثُ مَا أَرَدْتَ وَ لَا یَحْجُبُ عَنْكَ وَ لَا یَنْقَضِی دُونَكَ وَ یَبْلُغُ أَقْصَی رِضَاكَ وَ لَا یَبْلُغُ آخِرُهُ أَوَائِلَ مَحَامِدِ خَلْقِكَ لَكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ مَا عُرِفَ الْحَمْدُ وَ اعْتُقِدَ وَ جُعِلَ ابْتِدَاءُ الْكَلَامِ الْحَمْدَ یَا بَاقِیَ الْعِزِّ وَ الْعَظَمَةِ وَ دَائِمَ السُّلْطَانِ وَ الْقُدْرَةِ وَ شَدِیدَ الْبَطْشِ وَ الْقُوَّةِ وَ نَافِذَ الْأَمْرِ وَ الْإِرَادَةِ وَ وَاسِعَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ رَبَّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَیَّ یَقْصُرُ عَنْ أَیْسَرِهَا حَمْدِی وَ لَا یَبْلُغُ أَدْنَاهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ صَنَائِعَ مِنْكَ إِلَیَّ لَا یُحِیطُ بِكَثْرَتِهَا وَهْمِی وَ لَا یُقَیِّدُهَا فِكْرِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُصْطَفَی عَیْنِ الْبَرِیَّةِ طِفْلًا وَ خَیْرِهَا شَابّاً وَ كَهْلًا أَطْهَرِ الْمُطَهَّرِینَ شِیمَةً وَ أَجْوَدِ الْمُسْتَمْطِرِینَ دِیمَةً وَ أَعْظَمِ الْخَلْقِ جُرْثُومَةً الَّذِی أَوْضَحْتَ بِهِ الدَّلَالاتِ

ص: 165

وَ أَقَمْتَ بِهِ الرِّسَالاتِ وَ خَتَمْتَ بِهِ النُّبُوَّاتِ وَ فَتَحْتَ بِهِ بَابَ الْخَیْرَاتِ وَ أَظْهَرْتَهُ مَظْهَراً وَ ابْتَعَثْتَهُ نَبِیّاً وَ هَادِیاً أَمِیناً مَهْدِیّاً دَاعِیاً إِلَیْكَ وَ دَالًّا عَلَیْكَ وَ حُجَّةً بَیْنَ یَدَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْمَعْصُومِینَ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ أُسْرَتِهِ وَ شَرِّفْ لَدَیْكَ بِهِ مَنَازِلَهُمْ وَ عَظِّمْ عِنْدَكَ مَرَاتِبَهُمْ وَ اجْعَلْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی مَجَالِسَهُمْ وَ ارْفَعْ إِلَی قُرْبِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهِمْ وَ تَمِّمْ بِلِقَائِهِ سُرُورَهُمْ وَ وَفِّرْ بِمَكَانِهِ أُنْسَهُمْ-(1)

ثُمَّ صِرْ إِلَی مَقَامِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ هُوَ تَحْتَ الْمِیزَابِ الَّذِی إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ علیها السلام بِحِیَالِ الْبَابِ وَ الْمِیزَابُ فَوْقَكَ وَ الْبَابُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ مَنْدُوباً وَ قُلْ یَا مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ مَلَأَهَا جُنُوداً مِنَ الْمُسَبِّحِینَ لَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ الْمُمَجِّدِینَ لِقُدْرَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ أَفْرَغَ عَلَی أَبْدَانِهِمْ حُلَلَ الْكَرَامَاتِ وَ أَنْطَقَ أَلْسِنَتَهُمْ بِضُرُوبِ اللُّغَاتِ وَ أَلْبَسَهُمْ شِعَارَ التَّقْوَی وَ قَلَّدَهُمْ قَلَائِدَ النُّهَی وَ اجعلهم [جَعَلَهُمْ] أَوْفَرَ أَجْنَاسِ خَلْقِهِ مَعْرِفَةً بِوَحْدَانِیَّتِهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ جَلَالَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ أَكْمَلَهُمْ عِلْماً بِهِ وَ أَشَدَّهُمْ فَرْقاً وَ أَدْوَمَهُمْ لَهُ طَاعَةً وَ خُضُوعاً وَ اسْتِكَانَةً وَ خُشُوعاً یَا مَنْ فَضَّلَ الْأَمِینَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام بِخَصَائِصِهِ وَ دَرَجَاتِهِ وَ مَنَازِلِهِ وَ اخْتَارَهُ لِوَحْیِهِ وَ سِفَارَتِهِ وَ عَهْدِهِ وَ أَمَانَتِهِ وَ إِنْزَالِ كُتُبِهِ وَ أَوَامِرِهِ عَلَی أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَعَلَهُ وَاسِطَةً بَیْنَ نَفْسِهِ وَ بَیْنَهُمْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ عَلَی جَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ أَعْلَمِ خَلْقِكَ بِكَ وَ أَخْوَفِ خَلْقِكَ لَكَ وَ أَقْرَبِ خَلْقِكَ مِنْكَ وَ أَعْمَلِ خَلْقِكَ بِطَاعَتِكَ الَّذِینَ لَا یَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُیُونِ وَ لَا سَهْوُ الْعُقُولِ وَ لَا فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ الْمُكْرَمِینَ بِجِوَارِكَ وَ الْمُؤْتَمَنِینَ عَلَی وَحْیِكَ الْمُجْتَنِبِینَ الْآفَاتِ وَ الْمُوقِینَ السَّیِّئَاتِ اللَّهُمَّ وَ اخْصُصِ الرُّوحَ الْأَمِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ بِأَضْعَافِهَا مِنْكَ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ طَبَقَاتِ الْكَرُوبِیِّینَ وَ الرُّوحَانِیِّینَ وَ زِدْ فِی مَرَاتِبِهِ عِنْدَكَ وَ حُقُوقِهِ الَّتِی لَهُ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَا كَانَ یَنْزِلُ بِهِ مِنْ شَرَائِعِ دِینِكَ وَ مَا بَیَّنْتَهُ عَلَی أَلْسِنَةِ أَنْبِیَائِكَ مِنْ مُحَلَّاتِكَ وَ مُحَرَّمَاتِكَ اللَّهُمَّ أَكْثِرْ صَلَوَاتِكَ عَلَی جَبْرَئِیلَ فَإِنَّهُ قُدْوَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ هَادِی الْأَصْفِیَاءِ وَ سَادِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ وُقُوفِی فِی مَقَامِهِ هَذَا سَبَباً لِنُزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَیَّ وَ تَجَاوُزِكَ عَنِّی.

ص: 166


1- 1. مصباح الزائر ص 24- 25.

ثُمَّ قُلْ أَیْ جَوَادُ أَیْ كَرِیمُ أَیْ قَرِیبُ أَیْ بَعِیدُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُوَفِّقَنِی لِطَاعَتِكَ وَ لَا تُزِیلَ عَنِّی نِعْمَتَكَ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ تُغْنِیَنِی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ تُلْهِمَنِی شُكْرَكَ وَ ذِكْرَكَ وَ لَا تُخَیِّبْ یَا رَبِّ دُعَائِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ-(1)

ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ أَبِی لُبَابَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هِیَ أُسْطُوَانَةُ التَّوْبَةِ وَ قُلْ بَعْدَهُمَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ لَا تُهِنِّی بِالْفَقْرِ وَ لَا تُذِلَّنِی بِالدَّیْنِ وَ لَا تَرُدَّنِی إِلَی الْهَلَكَةِ وَ اعْصِمْنِی كَیْ أَعْتَصِمَ وَ أَصْلِحْنِی كَیْ أَنْصَلِحَ وَ اهْدِنِی كَیْ أَهْتَدِیَ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی اجْتِهَادِ نَفْسِی وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِسُوءِ ظَنِّی وَ لَا تُهْلِكْنِی وَ أَنْتَ رَجَائِی وَ أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ قَدْ أَخْطَأْتُ وَ أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَعْفُوَ عَنِّی وَ قَدْ أَقْرَرْتُ وَ أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَقِیلَ وَ قَدْ عَثَرْتُ وَ أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُحْسِنَ وَ قَدْ أَسَأْتُ وَ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ الْمَغْفِرَةِ فَوَفِّقْنِی لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ یَسِّرْ لِیَ الْیَسِیرَ وَ جَنِّبْنِی كُلَّ عَسِیرٍ اللَّهُمَّ أَغْنِنِی بِالْحَلَالِ مِنَ الْحَرَامِ وَ بِالطَّاعَاتِ عَنِ الْمَعَاصِی وَ بِالْغِنَی عَنِ الْفَقْرِ وَ بِالْجَنَّةِ عَنِ النَّارِ وَ بِالْأَبْرَارِ عَنِ الْفُجَّارِ یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ-(2)

تَتِمَّةٌ فِی وَدَاعِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ فَأْتِ قَبْرَهُ بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنْ حَوَائِجِكَ وَ اصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ عِنْدَ وُصُولِكَ أَوَّلًا ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِ نَبِیِّكَ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ فِی مَمَاتِی عَلَی مَا أَشْهَدُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَئِمَّةَ الطَّاهِرِینَ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً فَاحْشُرْنَا مَعَهُمْ وَ فِی زُمْرَتِهِمْ وَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 167


1- 1. نفس المصدر ص 26- 27.
2- 2. نفس المصدر ص 27.

توضیح: قوله عین البریة قال الفیروزآبادی (1) عین الشی ء خیاره و الشیمة بالكسر الطبیعة و الدیمة بالكسر مطر یدوم فی سكون بلا رعد و برق و جرثومة الشی ء بالضم أصله قوله و أظهرته مظهرا المظهر بالفتح المصعد أی بنیته و رفعته علی مصعد عظیم من العلو و الشرف و یمكن أن یقرأ بضم المیم أی أظهرته حال كونه مظهرا لمعارفك و أحكامك.

أقول: یتأكد زیارته صلی اللّٰه علیه و آله فی الأیام الشریفة و الأوقات و الأزمان المتبركة لا سیما الأوقات التی لها اختصاص به علیه السلام.

كیوم ولادته و هو السابع عشر من ربیع الأول و قیل الثانی عشر منه و الأول أظهر و أشهر.

و یوم وفاته و هو الثامن و العشرون من شهر صفر و یوم مبعثه و هو السابع و العشرون من رجب و الأیام التی نصره اللّٰه فیها علی أعدائه أو نجاه من شرهم كیوم فتح بدر و هو السابع عشر من شهر رمضان و یوم فتح مكة و هو العشرون من شهر رمضان و یوم غزوة أحد و هو سابع عشر شوال و یوم فتح خیبر و هو الرابع و العشرون من رجب و سائر فتوحاته علی ما مر ذكرها فی كتاب تاریخه و یوم مباهلته مع نصاری نجران و هو الرابع و العشرون من ذی الحجة و قیل الخامس و العشرون منه و لیلة هجرته من مكة و هی أول لیلة من ربیع الأول و یوم دخوله المدینة و هو یوم الثانی عشر من ربیع الأول و یوم خروجه من شعب أبی طالب و هو منتصف رجب و لیلة جمل أمه به و هی لیلة تسع عشرة من جمادی الآخرة و لیلة معراجه و هی الحادی و العشرون من شهر رمضان و قیل تاسع ذی الحجة و قیل سابع عشر ربیع الأول و یوم تزوجه بخدیجة رضی اللّٰه عنها و هو عاشر شهر ربیع الأول.

و كذا یستحب فیه زیارة خدیجة و كذا سائر الأیام و اللیالی المختصة به و قد بیناها فی مجلد أحواله صلی اللّٰه علیه و آله.

ص: 168


1- 1. القاموس ج 4 ص 251.

أقول: وجدت فی نسخة قدیمة من مؤلفات بعض أصحابنا هذه الزیارة باختلاف كثیر فأوردتها أیضا لاشتمالها علی فوائد كثیرة.

«42»- قَالَ بَعْدَ تَقْدِیمِ بَعْضِ الْأَدْعِیَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ: ثُمَّ تَمْشِی إِلَی الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی عِنْدَ زَاوِیَةِ الْحُجْرَةِ وَ أَنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ فَإِنَّ هُنَاكَ مَوْضِعَ رَأْسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَ أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ دَعَوْتَ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَنَّكَ صَدَعْتَ بِأَمْرِ رَبِّكَ وَ أَدَّیْتَ الَّذِی كَانَ عَلَیْكَ مِنَ الْحَقِّ وَ أَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ غَلُظْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكْرَمِینَ وَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی آلِكَ الطَّاهِرِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ مِنَ الْكُفْرِ إِلَی الْإِیمَانِ وَ مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَی الْهُدَی فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ صَلَّی عَلَیْكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّی عَلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ سَلَّمَ عَلَیْكَ أَفْضَلَ مَا سَلَّمَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ وَ أَنْمَی بَرَكَاتِكَ وَ أَزْكَی تَحِیَّاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ أَجْمَعِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ سَبَّحَ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ وَ نَجِیبِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ خَاصَّتِكَ فِی خَلِیقَتِكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الْعُلْیَا وَ آتِهِ الْوَسِیلَةَ الشَّرِیفَةَ وَ ابْعَثْهُ اللَّهُمَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ حَتَّی یَغْبِطَهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ اللَّهُمَّ امْنَحْهُ أَشْرَفَ مَحَلٍّ وَ مَرْتَبَةٍ وَ أَرْفَعَ مَنْزِلَةٍ وَ دَرَجَةٍ وَ أَسْنَی كَرَامَةٍ وَ فَضِیلَةٍ كَمَا بَلَغَ نَاصِحاً وَ وَعَظَ زَاجِراً وَ رَغِبَ رَاحِماً وَ حَذَرَ مُشْفِقاً وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ صَبَرَ عَلَی الْأَذَی فِی جَنْبِكَ حَتَّی أَوْضَحَ دِینَكَ وَ أَقَامَ حُجَّتَكَ وَ هَدَی إِلَی طَاعَتِكَ وَ أَرْشَدَ إِلَی مَرْضَاتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ الْأَوْصِیَاءِ

ص: 169

الْأَخْیَارِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَجِدُ طَرِیقاً إِلَیْكَ سِوَاهُمْ وَ لَا أَرَی شَفِیعاً مَقْبُولَ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ غَیْرَهُمْ فَبِهِمْ أَتَقَرَّبُ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ بِمُوَالاتِهِمْ أَرْجُو جَنَّتَكَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ أُؤَمِّلُ الْخَلَاصَ مِنْ عُقُوبَتِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ- ثُمَّ الْتَفِتْ إِلَی الْقَبْرِ وَ قُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِی اصْطَفَاكَ وَ اجْتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ أَنْقَذَنَا بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّاهِرِینَ صَلَاةً لَا یُحْصِیهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِینَ ثُمَّ أَلْصَقَ كَفَّیْكَ بِحَائِطِ الْحُجْرَةِ ثُمَّ قُلْ أَتَیْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُهَاجِراً إِلَیْكَ قَاضِیاً لِمَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیَّ مِنْ قَصْدِكَ وَ إِذْ لَمْ أَلْحَقْكَ حَیّاً فَقَدْ قَصَدْتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ عَالِماً أَنَّ حُرْمَتَكَ مَیِّتاً كَحُرْمَتِكَ حَیّاً فَكُنْ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ شَاهِداً- ثُمَّ امْسَحْ یَدَكَ عَلَی وَجْهِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ذَلِكَ بَیْعَةً مَرْضِیَّةً لَدَیْكَ وَ عَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ تُحْیِینِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ عَلَی الْوَفَاءِ بِشَرَائِطِهِ وَ حُدُودِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حُقُوقِهِ وَ لَوَازِمِهِ وَ تُمِیتُنِی إِذَا أَمَتَّنِی عَلَیْهِ وَ تَبْعَثُنِی یَوْمَ تَبْعَثُنِی عَلَیْهِ وَ تَزِیدُنِی قُوَّةً فِی الْیَقِینِ وَ فِقْهاً فِی الدِّینِ وَ تَمْلَأُ قَلْبِی مِنْ مَحَبَّةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ- ثُمَّ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَ تَجْعَلُ الْقَبْرَ أَمَامَكَ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَشِیرُ النَّذِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّاهِرِینَ وَ عَلَی عِتْرَتِكَ الْمُنْتَجَبِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَصْحَابِكَ الرَّاشِدِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِینَ أَشْهَدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قَدْ أَتَیْتَ بِالْحَقِّ وَ قُلْتَ الصِّدْقَ فَمَنْ أَطَاعَكَ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاكَ عَصَی اللَّهَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَفَّقَنِی لِلْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِنُبُوَّتِكَ وَ مَنَّ عَلَیَّ بِطَاعَتِكَ وَ اتِّبَاعِ مِلَّتِكَ وَ جَعَلَنِی مِنْ أُمَّتِكَ الْمُجِیبِینَ لِدَعْوَتِكِ وَ هَدَانِی لِمَعْرِفَتِكَ وَ مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ

ص: 170

مِنْ ذُرِّیَّتِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِمَا یُرْضِیكَ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّا یُسْخِطُكَ أَنَا مُوَالٍ لِأَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادٍ لِأَعْدَائِكَ جِئْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَائِراً وَ قَصَدْتُكَ رَاغِباً مُتَوَسِّلًا بِكَ إِلَی اللَّهِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ الْوَسِیلَةِ وَ الْفَضِیلَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِیلَةِ وَ الشَّفَاعَةِ الْمَقْبُولَةِ وَ الدَّعْوَةِ الْمَسْمُوعَةِ فَاشْفَعْ لِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الرَّحْمَةِ وَ التَّوْفِیقِ وَ الْعِصْمَةِ وَ التَّسْدِیدِ فَقَدْ غَمَرَتْنِی الذُّنُوبُ وَ شَمِلَتْنِی الْعُیُوبُ وَ كَثُرَتِ الْآثَامُ وَ تَضَاعَفَتِ الْأَوْزَارُ وَ أَثْقَلَتِ الْخَطَایَا ظَهْرِی وَ أَفْنَتِ الْمَعَاصِی عُمُرِی وَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا وَ خَبَرُكَ الصِّدْقُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی أَنَّهُ قَالَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ هَا أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جِئْتُ إِلَیْكَ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبِی تَائِباً مِنْ مَعَاصِیَّ نَادِماً عَلَی سَیِّئَاتِی تَائِباً مِنْ خَطَایَایَ مُتَوَجِّهاً بِكَ إِلَی اللَّهِ فَاشْفَعْ لِی یَا شَفِیعَ الْأُمَّةِ وَ أَجِرْنِی یَا نَبِیَّ الرَّحْمَةِ وَ اسْتَغْفِرْهُ یَغْفِرْ لِی وَ اسْتَرْحِمْهُ یَرْحَمْنِی وَ یَتُوبُ عَلَیَّ وَ اسْأَلْهُ سَمَاعَ نِدَائِی وَ إِجَابَةَ دُعَائِی.

ثُمَّ اقْرَأْ سُورَةَ الْقَدْرِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلَی الْقِبْلَةِ فَهِیَ وَجْهُ اللَّهِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِی وَ إِلَی قَبْرِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ- أَسْنَدْتُ ظَهْرِی وَ إِلَی الْقِبْلَةِ الَّتِی ارْتَضَیْتَ لِمُحَمَّدٍ اسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِی اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ لَا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ وَ الْأُمُورُ كُلُّهَا بِیَدِكَ وَ لَا فَقِیرَ أَفْقَرُ مِنِّی إِنِّی لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِی أَوْ تُغَیِّرَ جِسْمِی أَوْ تُزِیلَ نِعْمَتَكَ عَنِّی اللَّهُمَّ زَیِّنِّی بِالتَّقْوَی وَ جَمِّلْنِی بِالنِّعْمَةِ وَ اغْمَرْنِی بِالْعَافِیَةِ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَ الْعَافِیَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی سَالِفَ جُرْمِی وَ تَعْصِمَنِی مِنَ الْمَعَاصِی فِی مُسْتَقْبِلِ عُمُرِی وَ تُثْبِتَ عَلَی الْإِیمَانِ قَدَمِی وَ تُزَیِّنَنِی بِهِ وَ تُدِیمَ هِدَایَتِی وَ رُشْدِی وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزْقِی وَ أَنْ تُسْبِغَ عَلَیَّ النِّعْمَةَ وَ أَنْ تَجْعَلَ قِسْمِی مِنَ الْعَافِیَةِ أَوْفَرَ الْقِسْمِ وَ تَحْفَظَنِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ تَكْلَأَنِی مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ تُحْسِنَ عَاقِبَتِی فِی الدُّنْیَا وَ مُنْقَلَبِی فِی الْآخِرَةِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَوْجِبْ لِی رَحْمَتَكَ كَمَا أَوْجَبْتَ لِمَنْ لَقِیَ نَبِیَّكَ فِی حَیَاتِهِ وَ أَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَ دَعَا لَهُ

ص: 171

نَبِیُّكَ فَغَفَرْتُ لَهُ وَ اجْعَلْنِی بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَجِیهاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ ائْتِ الْمِنْبَرَ وَ امْسَحْهُ بِیَدِكَ وَ امْسَحْ بِهِمَا عَیْنَیْكَ وَ وَجْهَكَ وَ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ مَا فَوْقَهُنَّ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ سَلَامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْإِیمَانَ فِی قَلْبِی وَ النَّصِیحَةَ فِی صَدْرِی وَ الْإِخْلَاصَ فِی عَمَلِی وَ ذِكْرَكَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عَلَی لِسَانِی وَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ لَا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا رَزَقْتَنِی وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ثُمَّ ائْتِ مَقَامَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الرَّوْضَةُ وَ صَلِّ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ سَبَّحْتَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مَقَامُ نَبِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ جَعَلْتَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ جَنَّتِكَ وَ شَرَّفْتَهُ عَلَی بِقَاعِ أَرْضِكَ بِرَسُولِكَ وَ فَضَّلْتَ وَ عَظَّمْتَ وَ أَظْهَرْتَ جَلَالَتَهُ وَ أَوْجَبْتَ عَلَی عِبَادِكَ التَّبَرُّكَ بِالدُّعَاءِ وَ الصَّلَاةِ فِیهِ وَ قَدْ أَقَمْتَنِی بِلَا حَوْلٍ وَ لَا قُوَّةٍ كَانَ مِنِّی فِی ذَلِكَ إِلَّا بِتَوْفِیقِكَ وَ عَوْنِكَ وَ إِحْسَانِكَ اللَّهُمَّ إِنَّ حَبِیبَكَ لَا یَتَقَدَّمُهُ فِی الْفَضْلِ خَلِیلُكَ فَاجْعَلْ إِجَابَةَ دُعَائِی فِی مَقَامِ حَبِیبِكَ أَفْضَلَ مَا جَعَلْتَهُ فِی مَقَامِ خَلِیلِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فِی هَذَا الْمَقَامِ الطَّاهِرِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ تُنْجِیَنِی مِنَ النَّارِ تَفَضُّلًا مِنْكَ وَ كَرَماً وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ وَ تَكْلَأَنِی مِنْ كُلِّ مُتَعَدٍّ وَ ظَالِمٍ لِی وَ تُطِیلَ لِی فِی طَاعَتِكَ عُمُرِی وَ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ تَعْصِمَنِی عَمَّا یُسْخِطُكَ عَلَیَّ وَ تَحْفَظَنِی فِی نَفْسِی وَ دِینِی وَ مَالِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَتِی وَ تَمْكُرَ بِمَنْ مَكَرَ بِی وَ تُدِیمَ عَافِیَتِی وَ رُشْدِی وَ تُسْبِغَ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ وَ عِنْدِی وَ تُعَجِّلَ عُقُوبَةَ مَنْ أَظْهَرَ ظُلَامَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ حُجَّتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أُمَنَائِكَ عَلَی بِلَادِكَ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تُبَلِّغَنِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَمَلِی وَ

ص: 172

رَجَائِی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ قَدْ سَأَلْتُكَ فَلَا تُخَیِّبْنِی وَ رَجَوْتُ مَا عِنْدَكَ فَلَا تَحْرِمْنِی وَ إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَ فِی قَبْضَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَحْرُمَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ جَسَدِی عَلَی النَّارِ وَ أَنْ تُؤْتِیَنِی مِنَ الْخَیْرِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی مِنَ الشَّرِّ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ ائْتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ قُلْ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ أَیْ جَوَادُ أَیْ كَرِیمُ أَیْ قَرِیبُ أَیْ بَعِیدُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ لَا تُغَیِّرَ نِعْمَتَكَ عَنِّی وَ أَنْ تَكْفِیَنِی شِرَارَ خَلْقِكَ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ دُعَائِی وَ تَسْمَعَ نِدَائِی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْأَمِینِ جَبْرَائِیلَ الَّذِی نَزَلَ بِالْقُرْآنِ الْعَظِیمِ عَلَی قَلْبِ نَبِیِّكَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ وَ أَكْثِرْ صَلَوَاتِكَ عَلَی جَبْرَائِیلَ فَإِنَّهُ قُدْوَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ هَادِی الْأَصْفِیَاءِ وَ سَادِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ وُقُوفِی هَذَا سَبَباً لِنُزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَیَّ وَ تَجَاوُزِكَ عَنِّی وَ عَنْ وَالِدَیَّ وَ عَنْ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

«43»- مِنَ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ، زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْلَاهَا عَلَی النُّصَیْرِ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ: تَقِفُ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی تَلِی رَأْسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَاحِی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَاقِبُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَشِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَذِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا طُهْرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا طَاهِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَكْرَمَ وُلْدِ آدَمَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِدَ الْخَیْرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فَاتِحَ الْبِرِّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ الرَّحْمَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْأُمَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِدَ الْغُرِّ

ص: 173

الْمُحَجَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَیْرَ خَلْقِ اللَّهِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ذَا الْوَجْهِ الْأَقْمَرِ وَ الْجَبِینِ الْأَزْهَرِ وَ الطَّرْفِ الْأَحْوَرِ وَ الْحَوْضِ وَ الْكَوْثَرِ وَ الشَّفَاعَةِ فِی الْمَحْشَرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ الْمُرْتَضَی السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی ابْنَتِكَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی خَدِیجَةَ الْكُبْرَی وَ عَلَی وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ وَ خُزَّانَ الْعِلْمِ وَ مُنْتَهَی الْحِلْمِ وَ قَادَةَ الْأُمَمِ وَ أَوْلِیَاءَ النِّعَمِ وَ عَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ وَ دَعَائِمَ الْأَخْیَارِ وَ صَفْوَةَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ وَ صَفْوَةَ الْمُرْسَلِینَ وَ خِیَرَةَ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُجْزِیَكَ عَنَّا أَكْرَمَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ بِعَدَدِ مَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وَ كُلَّمَا أَغْفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ بِعَدَدِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُ اللَّهِ وَ جَرَی بِهِ قَلَمٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ أَوَانٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فِی كُلِّ حِینٍ وَ زَمَانٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ صَلَاةً یَهْتَزُّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَ تَرْضَی بِهَا مَلَائِكَةُ اللَّهِ صَلَاةً تُوجِبُ لِقَائِلِهَا الْجَنَّةَ وَ تَحَقَّقُ لَهَا الْإِجَابَةُ حَتَّی تَزِیدَهُ إِیمَاناً وَ تَثْبِیتاً وَ رَحْمَةً وَ غُفْرَاناً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ كَمَا اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ بَصَّرَنَا بِكَ مِنَ الْعَمَی وَ هَدَانَا بِكَ مِنَ الْجَهَالَةِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِینُهُ وَ صَفِیُّهُ وَ خِیَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَ أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ وَ نَصَحْتَ لِلْأُمَّةِ وَ جَاهَدْتَ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ الْمِیزَانَ حَقٌّ وَ الصِّرَاطَ حَقٌّ فَاشْهَدْ لِی بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ-(1) وَ إِنْ كَانَ نَائِباً عَنْ أَحَدٍ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ یَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ- ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا قَوْلَكَ

ص: 174


1- 1. المزار الكبیر ص 15 نسخة مكتبة الامام علیه السلام .

وَ أَطَعْنَا أَمْرَكَ وَ قَصَدْنَا نَبِیَّكَ مُسْتَشْفِعِینَ بِهِ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا أَثْقَلَ ظُهُورَنَا مِنْ أَوْزَارِنَا تَائِبِینَ مِنْ زَلَلِنَا مُعْتَرِفِینَ بِخَطَایَانَا مُسْتَغْفِرِینَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِأَعْیُنِنَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِأَلْسِنَتِنَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِأَیْدِینَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِبُطُونِنَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِفُرُوجِنَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِأَرْجُلِنَا وَ نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اكْتَسَبْنَاهُ بِقُلُوبِنَا اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا قَدِیمَهَا وَ حَدِیثَهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا عَمْدَهَا وَ خَطَاهَا سِرَّهَا وَ عَلَانِیَتَهَا أَوَّلَهَا وَ آخِرَهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ فَتُبْ عَلَیْنَا وَ اغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ شَفِّعْ نَبِیَّكَ فِینَا وَ ارْفَعْنَا بِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ وَ حَقِّهِ عَلَیْكَ فَاغْفِرْ لَنَا مَا تَقَدَّمَ مِنَ الزَّلَلِ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْأَجَلِ- ثُمَّ ادْعُ بِمَا بَدَا لَكَ وَ أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ عِنْدَهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ الصَّلَاةَ الْوَاحِدَةَ تَعْدِلُ عَشَرَةَ أَلْفَ صَلَاةٍ وَ الدِّرْهَمُ هُنَاكَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ (1).

«44»- زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا وَقَفْتَ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ الرَّحْمَةِ وَ قَائِدَ الْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ دَاعِیَ الْخَلْقِ إِلَی طَرِیقِ النَّجَاةِ وَ الْمَغْفِرَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ الْهُدَی وَ سَیِّدَ الْوَرَی وَ مُنْقِذَ الْعِبَادِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الرَّدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْخَلْقِ الْعَظِیمِ وَ الشَّرَفِ الْعَمِیمِ وَ الْآیَاتِ وَ الذِّكْرِ الْحَكِیمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَ الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ وَ اللِّوَاءِ الْمَشْهُودِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْهَجَ دِینِ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ وَ صَاحِبَ الْقِبْلَةِ وَ الْفُرْقَانِ وَ عَلَمِ الصِّدْقِ وَ الْحَقِّ وَ الْإِحْسَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلَمَ الْأَتْقِیَاءِ وَ مَشْهُورَ الذِّكْرِ فِی الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ الْعَزِیزُ عَلَی اللَّهِ وَ النَّبِیُّ الْمُصْطَفَی وَ الْحَبِیبُ الْمُجْتَبَی

ص: 175


1- 1. المزار الكبیر ص 15- 18.

وَ الْأَمِینُ الْمُرْتَضَی وَ الشَّفِیعُ الْمُرْتَجَی الْمَبْعُوثُ حِینَ الْفَتْرَةِ وَ دُرُوسِ الدِّینِ وَ الْمِلَّةِ بِالنُّورِ الْبَاهِرِ وَ الْكِتَابِ الزَّاهِرِ وَ الْأَمْرِ الْمَرْضِیِّ وَ الْبَیَانِ الْجَلِیِّ وَ الْمِنْهَاجِ الْبَدِی ءِ أَكْرَمُ الْعَالَمِینَ حَسَباً وَ أَفْضَلُهُمْ نَسَباً وَ أَجْمَلُهُمْ مَنْظَراً وَ أَسْخَاهُمْ كَفّاً وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً وَ أَكْمَلُهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَثْبَتُهُمْ أَصْلًا وَ أَعْلَاهُمْ ذِكْراً وَ أَسْنَاهُمْ ذُخْراً وَ أَبْذَخُهُمْ شَرَفاً وَ أَحْمَدُهُمْ وَصْفاً وَ أَوْفَاهُمْ بِالْعَهْدِ وَ أَنْجَزُهُمْ لِلْوَعْدِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُهَا رَاسِخٌ فِی الثَّرَی وَ فَرْعُهَا شَامِخٌ فِی الْعُلَی قَدْ بَشَّرَتْ بِكَ قَبْلَ مَبْعَثِكَ الْأَنْبِیَاءُ وَ هَتَفَتْ بِصِفَاتِكَ الْأَوْصِیَاءُ وَ صَرَخَتْ بِنُعُوتِكَ الْعُلَمَاءُ وَ كَتَبَ اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ عَلَی رُسُلِهِ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِیَةِ وَ الْقُرُونِ الْخَالِیَةِ تَنْطِقُ بِتَعْظِیمِ نَامُوسِكَ وَ شَرْعِكَ وَ تَفْخِیمِ آیَاتِكَ وَ أَعْلَامِكَ وَ فَضْلِ أَوَانِكَ وَ زَمَانِكَ وَ كَانَ مُسْتَقَرُّكَ خَیْرَ مُسْتَقَرٍّ وَ مُسْتَوْدَعُكَ خَیْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَ أَنَّكَ سَلِیلُ الْأَعْلَامِ السَّادَةِ وَ الْقُرُومِ الذَّادَةِ تُنْشَأُ فِی مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ وَ مَمَاهِدِ السَّلَامَةِ وَ تَكُونُ بَیِّنَ الْعَلَامَةِ بَیِّنَ الْوَسَامَةِ بَیْنَ كَتِفَیْكَ شَامَةٌ یَعْرِفُكَ بِهَا الْمُسْتَوْدَعُونَ لِلْعِلْمِ أَنَّكَ الْمُوَفَّقُ الرَّشِیدُ وَ الْمُبَارَكُ السَّعِیدُ وَ الْمَیْمُونُ السَّدِیدُ وَ أَنَّ رَایَتَكَ مَنْصُورَةٌ وَ أَعْلَامَكَ رَضِیَّةٌ مَشْهُورَةٌ وَ فَرَائِضَكَ مُهَذَّبَةٌ وَ سُنَنَكَ نَقِیَّةٌ وَ أَنَّكَ أَحْسَنُ الْعَالَمِینَ خَلْقاً وَ خُلْقاً وَ أَشْرَفُهُمْ أَصْلًا وَ أَكْرَمُهُمْ فِعْلًا وَ أَسْنَاهُمْ خَطَراً وَ أَوْفَاهُمْ عَهْداً وَ أَوْثَقُهُمْ عَقْداً أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكَ مِنْ أَكْرَمِ الْمَحَامِدِ وَ أَفْضَلِ الْمَنَابِتِ وَ مِنْ أَمْنَعِهَا ذِرْوَةً وَ أَعَزِّهَا أَرُومَةً وَ أَعْظَمِهَا جُرْثُومَةً وَ أَفْضَلِهَا مَكْرُمَةً وَ أَشْرَفِهَا مَنْقَبَةً وَ أَشْهَرِهَا جَلَالَةً وَ أَرْفَعِهَا عُلُوّاً وَ أَعْلَاهَا سُمُوّاً مِنْ دَوْحَةٍ بَاسِقَةِ الْفَرْعِ مُثْمِرَةِ الْحَقِّ مُورِقَةِ الصِّدْقِ طَیِّبَةِ الْعُودِ مَسْعَدَةِ الْجُدُودِ مَغْرُوسَةٍ فِی الْحِلْمِ عَالِیَةٍ فِی ذِرْوَةِ الْعِلْمِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ رَحْمَةً لِلْخَلْقِ وَ رَأْفَةً بِالْعِبَادِ وَ غَیْثاً لِلْبِلَادِ وَ تَفَضُّلًا عَلَی مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ لِیُنِیلَهُمْ بِكَ خَیْرَهُ وَ یَمْنَحَهُمْ بِكَ فَضْلَهُ وَ یُكْرِمَهُمْ بِدَعْوَتِكَ وَ یَهْدِیَهُمْ بِنُبُوَّتِكَ وَ یُبْصِرَهُمْ مِنَ الْعَمَی بِكَ وَ یَسْتَنْقِذَهُمْ مِنَ الرَّدَی بِاتِّبَاعِكَ وَ جَعَلَ سِیرَتَكَ الْقَصْدَ وَ كَلَامَكَ الْفَصْلَ وَ حُكْمَكَ الْعَدْلَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِالرُّوحِ الْأَمِینِ وَ النُّورِ الْمُبِینِ وَ الْكِتَابِ الْمُسْتَبِینِ وَ خَتَمَ بِكَ الْعِبَادَ وَ طَوَی بِكَ الْأَسْبَابَ وَ أَزْجَی بِكَ السَّحَابَ وَ سَخَّرَ لَكَ الْبُرَاقَ وَ أَسْرَی بِكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ أَرْقَی بِكَ فِی عُلُوِّ الْعَلَاءِ وَ أَصْعَدَكَ

ص: 176

إِلَی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ أَحْظَاكَ بِالزُّلْفَةِ الْأَدْنَی وَ أَرَاكَ الْآیَةَ الْكُبْرَی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی مَا زَاغَ بَصَرُكَ وَ مَا طَغَی وَ مَا كَذَبَ فُؤَادُكَ مَا رَأَی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَتَیْتَ بِالْأَعْلَام الْقَاهِرَةِ وَ الْآیَاتِ الْبَاهِرَةِ وَ الْمَفَاخِرِ الظَّاهِرَةِ وَ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَ أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ وَ نَصَحْتَ الْأُمَّةَ وَ أَوْضَحْتَ الْمَحَجَّةَ وَ تَلَوْتَ عَلَیْهَا الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ بَیَّنْتَ لَهَا الشَّرِیعَةَ وَ خَلَّفْتَ فِیهَا الْكِتَابَ وَ الْعِتْرَةَ وَ أَكَّدْتَ عَلَیْهَا بِهِمَا الْحُجَّةَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَبْعُوثُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ حَیْرَةٍ مِنَ الْأُمَمِ وَ تَمَكُّنٍ مِنَ الْجَهْلِ وَ ارْتِفَاعٍ مِنَ الْحَقِّ وَ غَلَبَةٍ مِنَ الْعَمَی وَ شِدَّةٍ مِنَ الرَّدَی وَ اعْتِسَافٍ مِنَ الْجَوْرِ وَ امْتِحَاءٍ مِنَ الدِّینِ وَ تَسَعُّرٍ مِنَ الْحُرُوبِ وَ الْبَأْسِ وَ الدُّنْیَا مُتَنَكِّرَةٌ لِأَهْلِهَا مُنْقَلِبَةٌ عَلَی أَبْنَائِهَا ثَمَرُهَا الْفِتَنُ وَ طَعَامُ أَهْلِهَا الْجِیَفُ وَ شِعَارُهَا الْخَوْفُ وَ دِثَارُهَا السَّیْفُ قَدْ مَزَّقَتْ أَهْلَهَا كُلَّ مُمَزَّقٍ وَ طَرَّدَتْهُمْ كُلَّ مُطَرَّدٍ وَ أَعْمَتْ عُیُونَهُمْ وَ أَشْجَتْ قُلُوبَهُمْ وَ شَغَلَتْهُمْ بِقَطْعِ الْأَرْحَامِ وَ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَ خِدْمَةِ النِّیرَانِ وَ اسْتَأْصَلْتَ الْكُفْرَ وَ هَدَمْتَ الشِّرْكَ وَ مَحَقْتَ الضَّلَالَةَ وَ نَفَیْتَ الْجَهَالَةَ وَ كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِكَ الْبَلَاءَ وَ رَدَّ عَنْ دِیَارِهِمْ بِكَ الْأَعْدَاءَ وَ رَفَعَ مِنْ بَیْنِهِمُ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ أَعَادَ الرَّحْمَةَ إِلَی صُدُورِهِمْ وَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَبْوَابَ النِّعَمِ وَ أَلْبَسَهُمْ حُلَلَ الْعِزِّ وَ الْكَرَمِ-(1)

ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ نَدَبْتَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الصَّلَاةِ عَلَی رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ وَ نَبِیِّكَ الْمُقَرَّبِ وَ رَسُولِكَ الْمُكَرَّمِ وَ شَاهِدِكَ الْمُعَظَّمِ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ قُدْوَةِ الْأَصْفِیَاءِ وَ عَلَمِ الْأَتْقِیَاءِ وَ اجْعَلْهُ أَفْضَلَ النَّبِیِّینَ عِنْدَكَ عَطَاءً وَ أَفْضَلَهُمْ لَدَیْكَ حِبَاءً وَ أَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ أَرْفَعَهُمْ لَدَیْكَ دَرَجَةً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ صَلَاةً تُشَاكِلُ جَلَالَتَهُ فِی النَّبِیِّینَ وَ تُضَارِعُ فَضْلَهُ فِی الصَّالِحِینَ وَ تُوَازِی شَرَفَهُ فِی الْمُتَّقِینَ وَ تُعْلِی عُلُوَّهُ فِی الصَّالِحِینَ وَ نُمُوَّهُ فِی الْمُهْتَدِینَ وَ ارْتِفَاعَهُ فِی النَّبِیِّینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ

ص: 177


1- 1. المزار الكبیر ص 18- 20.

الْمُصْطَفَی وَ حَبِیبِكَ الْمُجْتَبَی نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ خَازِنِ الْمَغْفِرَةِ وَ قَائِدِ الْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ مُنْقِذِ الْعِبَادِ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ دَاعِیهِمْ إِلَی دِینِكَ الْقَیِّمِ بِأَمْرِكَ أَوَّلِ النَّبِیِّینَ مِیثَاقاً وَ آخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِی غُمِسَتْ نُورُهُ فِی بَحْرِ الْفَضِیلَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِیلَةِ وَ الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ وَ أَوْدَعْتَهُ الْأَصْلَابَ الطَّاهِرَةَ وَ نَقَلْتَهُ بِهَا إِلَی الْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ وَ تَحَنُّناً لَكَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا وَفَی بِعَهْدِكَ وَ بَلَّغَ رِسَالَتَكَ وَ قَاتَلَ الْمُشْرِكِینَ عَلَی تَوْحِیدِكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ دَعَا إِلَیْكَ وَ قَطَعَ رَسْمَ الْكُفْرِ فِی أَعْوَانِ دِینِكَ وَ لَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوَی فِی مُجَاهَدَةِ أَعْدَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ الدَّاعِی إِلَیْكَ وَ الدَّلِیلِ عَلَیْكَ وَ الصَّادِعِ بِأَمْرِكَ وَ النَّاصِحِ لِعِبَادِكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ حُجَجِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ أَفْضَلِ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً مِنْ عَطَایَاكَ بِأَفْضَلِهَا وَ مِنْ مَوَاهِبِكَ بِأَسْنَاهَا وَ أَجْزَلِهَا كَمَا نَصَبَ لِأَمْرِكَ نَفْسَهُ وَ عَرَضَ لِلْمَكْرُوهِ فِیكَ بَدَنَهُ وَ كَاشَفَ فِی الدُّعَاءِ إِلَیْكَ أُسْرَتَهُ وَ أَدْأَبَ نَفْسَهُ فِی تَبْلِیغِ رِسَالَتِكَ وَ أَتْعَبَهَا فِی الدُّعَاءِ إِلَی مِلَّتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ نَجِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ نَجِیبِكَ وَ خَلِیلِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَهْلِ الْكَرَامَةِ عَلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِ مُحَمَّداً دَرَجَةَ الْوَسِیلَةِ وَ شَرَفَ الْفَضِیلَةِ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِ مُحَمَّداً مِنْ كُلِّ كَرَامَةٍ أَفْضَلَ تِلْكَ الْكَرَامَةِ وَ مِنْ كُلِّ نَعِیمٍ أَوْفَرَ ذَلِكَ النَّعِیمِ وَ مِنْ كُلِّ یُسْرٍ أَنْضَرَ ذَلِكَ الْیُسْرِ وَ مِنْ كُلِّ عَطَاءٍ أَفْضَلَ ذَلِكَ الْعَطَاءِ وَ مِنْ كُلِّ قِسْمٍ أَجْزَلَ ذَلِكَ الْقِسْمِ حَتَّی لَا یَكُونَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَقْرَبَ مِنْهُ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ لَا أَوْجَبَ لَدَیْكَ كَرَامَةً وَ لَا أَعْظَمَ عَلَیْكَ حَقّاً مِنْهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الْعَظِیمِ حُرْمَتُهُ الْقَرِیبِ مَنْزِلَتُهُ الرَّفِیعِ دَرَجَتُهُ وَ الشَّرِیفِ مِلَّتُهُ وَ الْجَلِیلِ قِبْلَتُهُ وَ الْمُخْتَارِ دِینُهُ وَ شَرْعُهُ وَ الزَّاكِی أَصْلُهُ وَ فَرْعُهُ صَلَاةً تَسْتَفْرِغُ وُسْعَ الْمُصَلِّینَ عَلَیْهِ وَ تَعْیَا مَجْهُودَ الْمُتَقَرِّبِینَ بِحُبِّ عِتْرَتِهِ إِلَیْهِ

ص: 178

اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ سَبَّحَ لَكَ أَوْ یُسَبِّحُ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَجِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ كَرِّمْ مَقَامَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْلِ كَعْبَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِی أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ سَلَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ فِی كِتَابِكَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ إِنِّی أَتَیْتُكَ وَ أَتَیْتُ نَبِیَّكَ نَبِیَّ الرَّحْمَةِ تَائِباً مِنْ ذُنُوبِی فَأَعْتِقْنِی مِنَ النَّارِ وَ ارْحَمْنِی بِتَوَجُّهِی إِلَیْكَ بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِی بَرَكَاتِكَ وَ فَوَاتِحِ خَیْرَاتِكَ وَ بَلِّغْ مُحَمَّداً مِنَّا السَّلَامَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ذِكْرُ صَلَاةِ الزِّیَارَةِ تُصَلِّی صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ صِفَتُهَا أَنْ تَنْوِیَ بِقَلْبِكَ أُصَلِّی صَلَاةَ الزِّیَارَةِ مَنْدُوباً قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ تَقْرَأُ فِیهَا بَعْدَ الْحَمْدِ مَا تَیَسَّرَ لَكَ مِنَ السُّوَرِ وَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ یس فَافْعَلْ فَالْفَضْلُ فِیهِمَا فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا فَادْعُ لِنَفْسِكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ لِإِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الصَّلَاةِ فَقُمْ وَ زُرْ أَیْضاً بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ تَقُولُ وَ أَنْتَ مُسْنِدٌ ظَهْرَكَ إِلَی الْقَبْرِ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِی وَ بِقَبْرِ نَبِیِّكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِی وَ قِبْلَتَكَ الَّتِی رَضِیتَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِی اللَّهُمَّ لَا تُبَدِّلِ اسْمِی وَ لَا تُغَیِّرْ جِسْمِی وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِی غَیْرِی أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ لَا أَصْرِفُ عَنْهَا شَیْئاً مِمَّا أَحْذَرُ عَلَیْهَا إِلَّا بِكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ اللَّهُمَّ رُدَّنِی مِنْكَ بِخَیْرٍ إِنَّهُ لَا رَادَّ لِفَضْلِكَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِی بِالتَّقْوَی وَ جَمِّلْنِی بِالْعَافِیَةِ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَ الْعَافِیَةَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

ص: 179


1- 1. المزار الكبیر ص 20- 22.

بیان: الحور فی العین شدة بیاض العین فی شدة سوادها و الأرومة بالفتح أصل الشجرة و الجرثومة بالضم الأصل و الدوحة الشجرة العظیمة و الباسقة الطویلة.

«45»- ثُمَّ قَالَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ،: سُئِلَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ مَقَامِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَقَالَ تَحْتَ الْمِیزَابِ الَّذِی إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ بِحِیَالِ الْبَابِ وَ الْمِیزَابُ فَوْقَكَ وَ الْبَابُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصَلِّیَ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ مَنْدُوباً فَافْعَلْ فَإِنَّهُ لَا یَدْعُو أَحَدٌ هُنَاكَ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ ثُمَّ قَالَ فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ صلی اللّٰه علیه و آله َسَلِّمْ عَلَیْهِ كَمَا فَعَلْتَ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی لِزِیَارَةِ قَبْرِ نَبِیِّكَ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ فِی مَمَاتِی عَلَی مَا شَهِدْتُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«46»- كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ حَدِّ الْمَسْجِدِ فَقَالَ مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ إِلَی الْأُسْطُوَانَتَیْنِ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ إِلَی الْأُسْطُوَانَتَیْنِ مِنْ وَرَاءِ الْمِنْبَرِ عَنْ یَمِینِ الْقِبْلَةِ وَ كَانَ وَرَاءَ الْمِنْبَرِ طَرِیقٌ تَمُرُّ فِیهِ الشَّاةُ أَوْ یَمُرُّ الرَّجُلُ مُنْحَرِفاً وَ زَعَمَ أَنَّ سَاحَةَ الْمَسْجِدِ إِلَی الْبَلَاطَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ بَیْتِ عَلِیٍّ فَقَالَ إِذَا دَخَلْتَ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ مِنْ عِضَادَتِهِ الْیُمْنَی إِلَی سَاحَةِ الْمَسْجِدِ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بینها [بَیْنَ] بَیْتِ نَبِیِّ اللَّهِ خَوْخَةٌ(2).

ص: 180


1- 1. نفس المصدر: 23.
2- 2. كتاب محمّد بن المثنی ص 88- 89 من الأصول الستة عشر.

باب 3 زیارته صلی اللّٰه علیه و آله من البعید

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْأَسَدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْفَزَارِیِّ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ وَ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَادَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَیَّاحِینَ فِی الْأَرْضِ یَبْلُغُونَنِی عَنْ أُمَّتِیَ السَّلَامَ (1).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ یُعْطِیَهُ سَمْعَ الْعِبَادِ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ فَذَلِكَ الْمَلَكُ قَائِمٌ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَ عَلَیْكَ ثُمَّ یَقُولُ الْمَلَكُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَاناً یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ (2).

«3»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام كَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دُبُرِ الْمَكْتُوبَةِ وَ كَیْفَ السَّلَامُ عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ رَبِّكَ وَ عَبَدْتَهُ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَجَزَاكَ اللَّهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْضَلَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(3).

ص: 181


1- 1. أمالی الصدوق ص 312.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 67.
3- 3. قرب الإسناد ص 169.

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دبران [زَیْدَانَ] الْبَجَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی عَاصِمٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الْأَرْضِ أُبْلِغْتُهُ وَ مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ عِنْدَ الْقَبْرِ سَمِعْتُهُ (1).

«5»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: أَمَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْ أُكْثِرَ الصَّلَاةَ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اسْتَطَعْتُ وَ قَالَ إِنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ كُلَّمَا شِئْتَ وَ قَالَ لِی تَأْتِی قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ یَسْمَعُكَ مِنْ قَرِیبٍ وَ یُبْلَغُهُ عَنْكَ إِذَا كُنْتَ نَائِیاً(2).

توضیح: قوله إنك لا تقدر علیه كلما شئت أی اغتنم المسجد و الصلاة فیه إنه لا یتیسر لك إتیان هذا المسجد فی كل وقت أردت فإن التوفیق عزیز و المانع عن الخیر كثیر و یحتمل علی بعد أن یكون الضمیر راجعا إلی الإكثار أی لا تقدر علی الإكثار فإن كلما فعلت فهو قلیل فی فضل هذا المسجد.

«6»- مل، [كامل الزیارات] بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی زِدْتُ جَمَّالِی دِینَارَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَی أَنْ یُمِرَّ بِی عَلَی الْمَدِینَةِ- فَقَالَ قَدْ أَحْسَنْتَ مَا أَیْسَرَ هَذَا تَأْتِی قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تُسَلِّمُ عَلَیْهِ أَمَا إِنَّهُ لَیَسْمَعُكَ مِنْ قَرِیبٍ وَ یُبْلَغُهُ عَنْكَ مِنْ بَعِیدٍ(3).

«7»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَهُمْ مُرُّوا بِالْمَدِینَةِ فَسَلِّمُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ قَرِیبٍ وَ إِنْ كَانَتِ الصَّلَاةُ تَبْلُغُهُ مِنْ بَعِیدٍ(4).

«8»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ:

ص: 182


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 104.
2- 2. كامل الزیارات ص 12.
3- 3. كامل الزیارات ص 12.
4- 4. الكافی ج 4 ص 552.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صَلُّوا إِلَی جَانِبِ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ كَانَتْ صَلَاةُ الْمُؤْمِنِینَ تَبْلُغُهُ أَیْنَمَا كَانُوا(1).

«9»- كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).

بیان: الظاهر أن المراد بالصلاة فی الموضعین الأفعال المعلومة فیدل علی رجحان الصلاة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله فی كل مكان و كون المراد بالصلاة فی الثانی غیرها فی الأول مستبعد جدا.

«10»- كِتَابُ الْفُصُولِ، قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ مِنْ عِنْدِ قَبْرِی سَمِعْتُهُ وَ مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ مِنْ بَعِیدٍ بُلِّغْتُهُ (3).

«11»- أَقُولُ قَالَ الْمُفِیدُ وَ السَّیِّدُ وَ الشَّهِیدُ فِی زِیَارَةِ الْبَعِیدِ: إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَمَثِّلْ بَیْنَ یَدَیْكَ شِبْهَ الْقَبْرِ وَ اكْتُبْ عَلَیْهِ اسْمَهُ وَ تَكُونُ عَلَی غُسْلٍ ثُمَّ قُمْ قَائِماً وَ أَنْتَ مُتَخَیِّلٌ مُوَاجَهَتَهُ علیه السلام ثُمَّ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّهُ سَیِّدُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَنَّهُ سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّیِّبِینَ- ثُمَّ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیلَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَحْمَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَجِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِماً بِالْقِسْطِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فَاتِحَ الْخَیْرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَعْدِنَ الْوَحْیِ وَ التَّنْزِیلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُبَشِّرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُنْذِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُورَ اللَّهِ الَّذِی یُسْتَضَاءُ بِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی

ص: 183


1- 1. الكافی ج 4 ص 553.
2- 2. كتاب محمّد بن المثنی ص 83 من الأصول الستة عشر.
3- 3. الفصول المختارة ج 1 ص 94.

أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْهَادِینَ الْمَهْدِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَدِّكَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ عَلَی أَبِیكَ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَی أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی عَمِّكَ حَمْزَةَ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ السَّلَامُ عَلَی عَمِّكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- السَّلَامُ عَلَی عَمِّكَ وَ كَفِیلِكَ أَبِی طَالِبٍ السَّلَامُ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ فِی جِنَانِ الْخُلْدِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّابِقَ إِلَی طَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی رُسُلِهِ وَ الْخَاتَمَ لِأَنْبِیَائِهِ الشَّاهِدَ عَلَی خَلْقِهِ الشَّفِیعَ إِلَیْهِ وَ الْمَكِینَ لَدَیْهِ وَ الْمُطَاعَ فِی مَلَكُوتِهِ الْأَحْمَدَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدَ لِسَائِرِ الْأَشْرَافِ الْكَرِیمَ عِنْدَ الرَّبِّ وَ الْمُكَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الْفَائِزَ بِالسِّبَاقِ وَ الْفَائِتَ عَنِ اللِّحَاقِ تَسْلِیمَ عَارِفٍ بِحَقِّكَ مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِیرِ فِی قِیَامِهِ بِوَاجِبِكَ غَیْرِ مُنْكِرٍ مَا انْتَهَی إِلَیْهِ مِنْ فَضْلِكَ مُوقِنٍ بِالْمَزِیدَاتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالْكِتَابِ الْمُنْزَلِ عَلَیْهِ مُحَلِّلٍ حَلَالَكَ مُحَرِّمٍ حَرَامَكَ أَشْهَدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ شَاهِدٍ وَ أَتَحَمَّلُهَا عَنْ كُلِّ جَاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاتِ رَبِّكَ وَ صَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَ احْتَمَلْتَ الْأَذَی فِی جَنْبِهِ وَ دَعَوْتَ إِلَی سَبِیلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمِیلَةِ وَ أَدَّیْتَ الْحَقَّ الَّذِی كَانَ عَلَیْكَ وَ أَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ غَلُظْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِینَ وَ أَعْلَی مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِینَ حَیْثُ لَا یَلْحَقُكَ لَاحِقٌ وَ لَا یَفُوقُكَ فَائِقٌ وَ لَا یَسْبِقُكَ سَابِقٌ وَ لَا یَطْمَعُ فِی إِدْرَاكِكَ طَامِعٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ هَدَانَا بِكَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ نَوَّرَنَا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ فَجَزَاكَ اللَّهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْضَلَ مَا جَزَی نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ رَسُولًا عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَیْهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْتُكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ وَ خَالَفَ أَهْلَ بَیْتِكَ عَارِفاً بِالْهُدَی الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ مَالِی أَنَا أُصَلِّی عَلَیْكَ كَمَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ صَلَّی عَلَیْكَ مَلَائِكَتُهُ وَ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ صَلَاةً مُتَتَابِعَةً وَافِرَةً مُتَوَاصِلَةً لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا أَمَدَ وَ لَا أَجَلَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ كَمَا أَنْتُمْ أَهْلُهُ- ثُمَّ ابْسُطْ كَفَّیْكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَوَامِعَ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِیَ بَرَكَاتِكَ وَ

ص: 184

فَوَاضِلَ خَیْرَاتِكَ وَ شَرَائِفَ تَحِیَّاتِكَ وَ تَسْلِیمَاتِكَ وَ كَرَامَاتِكَ وَ رَحَمَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ سَبَّحَ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ شَاهِدِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ نَذِیرِكَ وَ أَمِینِكَ وَ مَكِینِكَ وَ نَجِیِّكَ وَ نَجِیبِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَلِیلِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ صَفْوَتِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ خَالِصَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ خَازِنِ الْمَغْفِرَةِ وَ قَائِدِ الْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ مُنْقِذِ الْعِبَادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ وَ دَاعِیهِمْ إِلَی دِینِكَ الْقَیِّمِ بِأَمْرِكَ أَوَّلِ النَّبِیِّینَ مِیثَاقاً وَ آخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِی غَمَسْتَهُ فِی بَحْرِ الْفَضِیلَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِیلَةِ وَ الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ وَ الْمَرْتَبَةِ الْخَطِیرَةِ فَأَوْدَعْتَهُ الْأَصْلَابَ الطَّاهِرَةَ وَ نَقَلْتَهُ مِنْهَا إِلَی الْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ وَ تَحَنُّناً مِنْكَ عَلَیْهِ إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَ حَرَاسَتِهِ وَ حِفْظِهِ وَ حِیَاطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَیْناً عَاصِمَةً حَجَبْتَ بِهَا عَنْهُ مَدَانِسَ الْعَهْرِ وَ مَعَایِبَ السِّفَاحِ حَتَّی رَفَعْتَ بِهِ نَوَاظِرَ الْعِبَادِ وَ أَحْیَیْتَ بِهِ مَیِّتَ الْبِلَادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلَادَتِهِ ظُلَمَ الْأَسْتَارِ وَ أَلْبَسْتَ حَرَمَكَ فِیهِ حُلَلَ الْأَنْوَارِ اللَّهُمَّ فَكَمَا خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَرِیمَةِ وَ ذُخْرِ هَذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعَظِیمَةِ صَلِّ عَلَیْهِ كَمَا وَفَی بِعَهْدِكَ وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ قَاتَلَ أَهْلَ الْجُحُودِ عَلَی تَوْحِیدِكَ وَ قَطَعَ رَحِمَ الْكُفْرِ فِی إِعْزَازِ دِینِكَ وَ لَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوَی فِی مُجَاهَدَةِ أَعْدَائِكَ وَ أَوْجِبْ لَهُ بِكُلِّ أَذًی مَسَّهُ أَوْ كَیْدٍ أَحَسَّهُ مِنَ الْفِئَةِ الَّتِی حَاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِیلَةً تَفُوقُ الْفَضَائِلَ وَ یَمْلِكُ بِهَا الْجَزِیلَ مِنْ نَوَالِكَ فَلَقَدْ أَسَرَّ الْحَسْرَةَ وَ أَخْفَی الزَّفْرَةَ وَ تَجَرَّعَ الْغُصَّةَ وَ لَمْ یَتَخَطَّ مَا مُثِّلَ مِنْ وَحْیِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَاةً تَرْضَاهَا لَهُمْ وَ بَلِّغْهُمْ مِنَّا تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً وَ آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِی مُوَالاتِهِمْ فَضْلًا وَ إِحْسَاناً وَ رَحْمَةً وَ غُفْرَاناً إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ.

ثم صل صلاة الزیارة ركعتین تقرأ فیهما ما شئت-(1)

و قال السید رحمه اللّٰه و هی أربع ركعات و تقرأ فیها ما شئت (2).

ص: 185


1- 1. مصباح الزائر ص 33- 34 و مزار الشهید ص 2- 4.
2- 2. مصباح الزائر ص 34.

ثُمَّ قَالُوا: فَإِذَا فَرَغْتَ سَبِّحْ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ لَمْ أَحْضُرْ زَمَانَ رَسُولِكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ اللَّهُمَّ وَ قَدْ زُرْتُهُ رَاغِباً تَائِباً مِنْ سَیِّئِ عَمَلِی وَ مُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِی وَ مُقِرّاً لَكَ بِهَا وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّی وَ مُتَوَجِّهاً إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَاجْعَلْنِی اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ یَا مُحَمَّدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا نَبِیَّ اللَّهِ یَا سَیِّدَ خَلْقِ اللَّهِ إِنِّی أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّی لِیَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ یَتَقَبَّلَ مِنِّی عَمَلِی وَ یَقْضِیَ لِی حَوَائِجِی فَكُنْ لِی شَفِیعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَ رَبِّی فَنِعْمَ الْمَسْئُولُ رَبِّی وَ نِعْمَ الشَّفِیعُ أَنْتَ یَا مُحَمَّدُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ السَّلَامُ اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِی مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الرِّزْقَ الْوَاسِعَ الطَّیِّبَ النَّافِعَ كَمَا أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتَی نَبِیَّكَ مُحَمَّداً عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ هُوَ حَیٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ علیه السلام فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَمَّلْتُكَ وَ رَجَوْتُكَ وَ قُمْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ رَغِبْتُ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ وَ قَدْ أَمَّلْتُ جَزِیلَ ثَوَابِكَ وَ إِنِّی لَمُقِرٌّ غَیْرُ مُنْكِرٍ وَ تَائِبٌ مِمَّا اقْتَرَفْتُ وَ عَائِذٌ بِكَ فِی هَذَا الْمَقَامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِی تَقَدَّمْتَ إِلَیَّ فِیهَا وَ نَهَیْتَنِی عَنْهَا وَ أَوْعَدْتَ عَلَیْهَا الْعِقَابَ وَ أَعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ أَنْ تُقِیمَنِی مَقَامَ الْخِزْیِ وَ الذُّلِّ یَوْمَ تُهْتَكُ فِیهِ الْأَسْتَارُ وَ الْفَضَائِحُ الْكِبَارُ وَ تُرْعَدُ فِیهِ الْفَرَائِصُ یَوْمَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ یَوْمَ الْأَفِكَةِ یَوْمَ الْآزِفَةِ یَوْمَ التَّغَابُنِ یَوْمَ الْفَصْلِ یَوْمَ الْجَزَاءِ یَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ یَوْمَ النَّفْخَةِ یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ یَوْمَ النَّشْرِ یَوْمَ الْعَرْضِ یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ وَ أَكْنَافُ السَّمَاءِ یَوْمَ تَأْتِی كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها یَوْمَ یُرَدُّونَ إِلَی اللَّهِ فَیُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ یَوْمَ یُرَدُّونَ إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ وَ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ إِلَی اللَّهِ یَوْمَ الْوَاقِعَةِ یَوْمَ تُرَجُ

ص: 186

الْأَرْضُ رَجّاً یَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً یَوْمَ الشَّاهِدِ وَ الْمَشْهُودِ یَوْمَ تَكُونُ الْمَلَائِكَةُ صَفّاً صَفّاً اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِی فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ لَا تُخْزِنِی فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی وَ اجْعَلْ یَا رَبِّ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ مَعَ أَوْلِیَائِكَ مُنْطَلَقِی وَ فِی زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام مَحْشَرِی وَ اجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِی وَ فِی الْغُرِّ الْكِرَامِ مَصْدَرِی وَ أَعْطِنِی كِتَابِی بِیَمِینِی حَتَّی أَفُوَز بِحَسَنَاتِی وَ تُبَیِّضَ بِهِ وَجْهِی وَ تُیَسِّرَ بِهِ حِسَابِی وَ تُرَجِّحَ بِهِ مِیزَانِی وَ أَمْضِیَ مَعَ الْفَائِزِینَ فِی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ إِلَی رِضْوَانِكَ وَ جِنَانِكَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِی فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ بَیْنَ یَدَیِ الْخَلَائِقِ بِجَرِیرَتِی أَوْ أَنْ أَلْقَی الْخِزْیَ وَ النَّدَامَةَ بِخَطِیئَتِی أَوْ أَنْ تُظْهِرَ فِیهِ سَیِّئَاتِی عَلَی حَسَنَاتِی أَوْ تُنَوِّهَ بَیْنَ الْخَلَائِقِ بِاسْمِی یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ السَّتْرَ السَّتْرَ اللَّهُمَّ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ یَكُونَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فِی مَوَاقِفِ الْخِزْیِ وَ مَوَاقِفِ الْأَشْرَارِ مَوْقِفِی أَوْ فِی مَقَامِ الْأَشْقِیَاءِ مَقَامِی وَ إِذَا مَیَّزْتَ بَیْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلًّا بِأَعْمَالِهِمْ زُمَراً إِلَی مَنَازِلِهِمْ فَسُقْنِی بِرَحْمَتِكَ فِی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ فِی زُمْرَةِ أَوْلِیَائِكَ الْمُتَّقِینَ إِلَی جِنَانِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

وَ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: ثُمَّ وَدِّعْهُ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَشِیرُ النَّذِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السَّفِیرُ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ أَشْهَدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِی الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَ الْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِیَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَ لَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِیَابِهَا وَ أَشْهَدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّی مُؤْمِنٌ بِكَ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ مُوقِنٌ بِجَمِیعِ مَا أَتَیْتَ بِهِ رَاضٍ مُؤْمِنٌ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ أَعْلَامُ الْهُدَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ نَبِیِّكَ علیه السلام وَ إِنْ تَوَفَّیْتَنِی فَإِنِّی أَشْهَدُ فِی مَمَاتِی عَلَی مَا أَشْهَدُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَوْلِیَاؤُكَ وَ أَنْصَارُكَ وَ حُجَجُكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ خُلَفَاؤُكَ فِی عِبَادِكَ وَ أَعْلَامُكَ فِی بِلَادِكَ وَ خُزَّانُ

ص: 187


1- 1. مزار الشهید ص 4- 6.

عِلْمِكَ وَ حَفَظَةُ سِرِّكَ وَ تَرَاجِمَةُ وَحْیِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَلِّغْ رُوحَ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ فِی سَاعَتِی هَذِهِ وَ فِی كُلِّ سَاعَةٍ تَحِیَّةً مِنِّی وَ سَلَاماً وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِیمِی عَلَیْكَ (1).

توضیح: النجیب الكریم الحسب و یحتمل أن یكون هنا بمعنی المنتجب و هو المختار و المهیمن الشاهد قوله الأحمد من الأوصاف من تعلیلیة أی هو أحمد من جمیع الخلق لما فیه من الأوصاف التی لم یوجد فی غیره مثله أو المراد أن حمده و نعته أعلی من أن یصل إلیه توصیفات الواصفین و فیه شی ء قوله المحمد لسائر الأشراف أی بالغ فی حمده جمیع الأشراف أو غیره من الأشراف الفائز بالسباق أی فاز بأن سابق الأنبیاء و الصالحین فی میدان الفضل و القرب و الكمال و فاز بسبب ذلك السباق بالأسباق و الأخطار العظیمة فیكون الباء سببیة و الصلة محذوفة و هذا أظهر معنی كما أن الأول أظهر لفظا قوله علیه السلام الفائت عن اللحاق أی تقدم بحیث لا یلحقه فی السباق أحد و العهر و السفاح بالكسر الزنا و فی أكثر النسخ مكان العهر الغمة و هو تصحیف قوله نواظر العباد أی أحداقهم و أبصارهم أی كان نظرهم مقصورا علی الدنیا الدنیة فرفعت به نظرهم إلی الدرجات العالیة فصارت مطمح أنظارهم و یحتمل أن یكون المراد بیان علو درجته أی لما نظروا إلیه نظروا إلی منظر رفیع لعلو مكانه.

و قال الفیروزآبادی (2) الفریص أوداج العنق و الفریصة واحدته و اللحمة بین الجنب و الكتف لا تزال ترعد و قال (3) الأفكة كفرحه السنة المجدبة و قال الجزری (4) أفكه یأفكه إفكا صرفه و قلبه و فی ذكر قوم لوط قال فمن أصابته تلك الأفكة أهلكته یرید العذاب الذی أرسله اللّٰه علیهم فقلب بها دیارهم و قال

ص: 188


1- 1. مصباح الزائر ص 34- 36.
2- 2. القاموس ج 2 ص 311.
3- 3. القاموس ج 3 ص 293.
4- 4. النهایة ج 1 ص 45 بتفاوت یسیر.

الفیروزآبادی (1)

ادلهم الظلام كثف و أسود مدلهم مبالغة.

أقول: رأیت فی نسخة قدیمة من مؤلفات أصحابنا بعد قول آمنة بنت وهب

السَّلَامُ عَلَی عَمِّكَ عِمْرَانَ أَبِی طَالِبٍ السَّلَامُ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ فِی جِنَانِ الْخُلْدِ السَّلَامُ عَلَی عَمِّكَ حَمْزَةَ سَیِّدِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ السَّلَامُ عَلَی أَزْوَاجِكَ الطَّاهِرَاتِ الْخَیْرَاتِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِینَ خُصُوصاً الصِّدِّیقَةَ الطَّاهِرَةَ الزَّكِیَّةَ الرَّاضِیَةَ الْمَرْضِیَّةَ خَدِیجَةَ الْكُبْرَی أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَی التَّابِعِینَ لَكَ بِإِحْسَانٍ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَی الْبَقِیعِ وَ مَا ضَمَّ الْبَقِیعُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ.

«12»- مصباح، رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَزُورَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قُبُورَ الْحُجَجِ علیهم السلام وَ هُوَ فِی بَلَدِهِ فَلْیَغْتَسِلْ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ لْیَلْبَسْ ثَوْبَیْنِ نَظِیفَیْنِ وَ لْیَخْرُجْ إِلَی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِیهِنَّ مَا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فَإِذَا تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ فَلْیَقُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ لْیَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبِیُّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبِیُّ الْمُرْسَلُ وَ الْوَصِیُّ الْمُرْتَضَی وَ السَّیِّدَةُ الزَّهْرَاءُ وَ السِّبْطَانِ الْمُنْتَجَبَانِ وَ الْأَوْلَادُ الْأَعْلَامُ وَ الْأُمَنَاءُ الْمُنْتَجَبُونَ جِئْتُ انْقِطَاعاً إِلَیْكُمْ وَ إِلَی آبَائِكُمْ وَ وَلَدِكُمُ الْخَلَفِ عَلَی بَرَكَةِ الْخَلْقِ فَقَلْبِی لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ لِدِینِهِ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّی لَمِنَ الْقَائِلِینَ بِفَضْلِكُمْ مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لَا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً وَ لَا أَزْعُمُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ یُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ جَمِیعُ خَلْقِهِ وَ السَّلَامُ عَلَی أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: افْعَلْ ذَلِكَ عَلَی سَطْحِ دَارِكَ (2).

«13»- مصباح، رَوَی مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی فَقِیرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اسْتَقْبِلْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَصُمْهُ وَ اتْلُهُ بِالْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَإِذَا كَانَ فِی ضُحَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ

ص: 189


1- 1. القاموس ج 4 ص 113.
2- 2. مصباح الزائر ص 36.

فَزُرْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَعْلَی سَطْحِكَ أَوْ فِی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَیْثُ لَا یَرَاكَ أَحَدٌ ثُمَّ صَلِّ مَكَانَكَ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ اجْثُ عَلَی رُكْبَتَیْكَ وَ أَفْضِ بِهِمَا إِلَی الْأَرْضِ وَ أَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَی الْقِبْلَةِ یَدَكَ الْیُمْنَی فَوْقَ الْیُسْرَی وَ قُلِ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِیكَ یَا ثِقَةَ مَنْ لَا ثِقَةَ لَهُ لَا ثِقَةَ لِی غَیْرُكَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ- ثُمَّ اسْجُدْ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ یَا مُغِیثُ اجْعَلْ لِی رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ فَلَنْ یَطْلُعَ عَلَیْكَ نَهَارُ یَوْمِ السَّبْتِ إِلَّا بِرِزْقٍ جَدِیدٍ(1).

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَادَ رَاوِی هَذَا الْحَدِیثِ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا لَمْ یَكُنِ الدَّاعِی لِلرِّزْقِ فِی الْمَدِینَةِ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَزُورُ سَیِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عِنْدِ رَأْسِ الْإِمَامِ الَّذِی یَكُونُ فِی بَلَدِهِ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ فِی بَلَدِهِ قَبْرُ إِمَامٍ قَالَ یَزُورُ بَعْضَ الصَّالِحِینَ أَوْ یَبْرُزُ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ یَأْخُذُ فِیهَا عَلَی مَیَامِنِهِ وَ یَفْعَلُ مَا أُمِرَ بِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْجِحٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

بیان: لعل سؤال الراوی عن العمری بعد كون ظاهر الخبر زیارة البعید لزیادة اطمئنان.

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ أَبِی الدُّنْیَا الْمُعَمَّرِ الْمَغْرِبِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِی مَسْجِداً وَ صَلُّوا عَلَیَّ حَیْثُ مَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ وَ سَلَامَكُمْ یَبْلُغُنِی (3).

ص: 190


1- 1. مصباح المتهجد ص 230.
2- 2. نفس المصدر ص 230.
3- 3. أمالی الطوسیّ لم أجده فی المصدر عاجلا.

باب 4 نادر فیما ظهر عند قبره صلی اللّٰه علیه و آله

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: حُفِرَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ رَأْسِهِ وَ عِنْدَ رِجْلَیْهِ أَوَّلَ مَا حُفِرَ فَأُخْرِجَ مِسْكٌ أَذْفَرُ لَمْ یَشُكُّوا فِیهِ (1).

«2»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَمَّا كَانَ سَنَةُ إِحْدَی وَ أَرْبَعِینَ أَرَادَ مُعَاوِیَةُ الْحَجَّ فَأَرْسَلَ نَجَّاراً وَ أَرْسَلَ بِالْآلَةِ وَ كَتَبَ إِلَی صَاحِبِ الْمَدِینَةِ أَنْ یَقْلَعَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَجْعَلُوهُ عَلَی قَدْرِ مِنْبَرِهِ بِالشَّامِ فَلَمَّا نَهَضُوا لِیَقْلَعُوهُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ وَ زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ فَكَفُّوا وَ كَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَی مُعَاوِیَةَ فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ یَعْزِمُ عَلَیْهِمْ لَمَّا فَعَلُوهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَمِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَدْخَلُ الَّذِی رَأَیْتَ (2).

باب 5 زیارة فاطمة صلوات اللّٰه علیها و موضع قبرها

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْعَطَّارُ وَ مَاجِیلَوَیْهِ وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ أَیْضاً فِی الْمَنَاقِبِ عَنِ الْبَزَنْطِیِ (3) قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَیَّةَ فِی الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِی الْمَسْجِدِ(4).

ص: 191


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 324.
2- 2. الكافی ج 4 ص 554.
3- 3. مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 139.
4- 4. عیون أخبار الرضا ج 1 ص 311.

«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّ مَكَانٍ دُفِنَتْ فَقَالَ سَأَلَ رَجُلٌ جَعْفَراً عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَ عِیسَی بْنُ مُوسَی حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ عِیسَی دُفِنَتْ فِی الْبَقِیعِ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا تَقُولُ فَقَالَ قَدْ قَالَ لَكَ فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا أَنَا وَ عِیسَی بْنُ مُوسَی أَخْبِرْنِی عَنْ آبَائِكَ فَقَالَ دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا(1).

«3»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا بَیْنَ قَبْرِی وَ مِنْبَرِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ لِأَنَّ قَبْرَ فَاطِمَةَ علیها السلام بَیْنَ قَبْرِهِ وَ مِنْبَرِهِ قَبْرُهَا رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ إِلَیْهِ تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ.

قال الصدوق ره و الصحیح عندی فی موضع قبر فاطمة علیها السلام ما رواه أبی عن محمد العطار و ساق الحدیث كما مر(2).

«4»- یب، [تهذیب الأحكام] ذَكَرَ الشَّیْخُ فِی الرِّسَالَةِ: أَنَّكَ تَأْتِی الرَّوْضَةَ فَتَزُورُ فَاطِمَةَ علیها السلام لِأَنَّهَا مَقْبُورَةٌ هُنَاكَ وَ قَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِی مَوْضِعِ قَبْرِهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهَا دُفِنَتْ فِی الْبَقِیعِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهَا دُفِنَتْ بِالرَّوْضَةِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهَا دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا فَلَمَّا زَادَ بَنُو أُمَیَّةَ فِی الْمَسْجِدِ صَارَتْ مِنْ جُمْلَةِ الْمَسْجِدِ وَ هَاتَانِ الرِّوَایَتَانِ كَالْمُتَقَارِبَتَیْنِ وَ الْأَفْضَلُ عِنْدِی أَنْ یَزُورَ الْإِنْسَانُ فِی الْمَوْضِعَیْنِ جَمِیعاً إِنَّهُ لَا یَضُرُّهُ ذَلِكَ وَ یَحُوزُ بِهِ أَجْراً عَظِیماً وَ أَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهَا دُفِنَتْ فِی الْبَقِیعِ فَبَعِیدٌ مِنَ الصَّوَابِ (3).

ص: 192


1- 1. قرب الإسناد ص 161.
2- 2. معانی الأخبار ص 267.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 9. و روی ابن شهرآشوب فی المناقب( ج 3 ص 140) عن یزید بن عبد الملك عن أبیه عن جده قال: دخلت علی فاطمة فبدأتنی بالسلام ثمّ قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة، قالت: أخبرنی أبی و هو ذا من سلم علیه و علی ثلاثة أیّام أوجب اللّٰه له الجنة، قلت لها: فی حیاته و حیاتك؟ قالت: نعم و بعد موتنا. و قال العلامة فی فصل الزیارات من التحریر.( ص 131 طبع ایران سنة 1314) یستحب زیارة فاطمة علیه السلام بالمنقول استحبابا مؤكدا روت علیها السلام قالت: أخبرنی أبی و هو ذا هو انه من سلم علیه و علیّ ثلاثة أیّام أوجب اللّٰه له الجنة، قال الراوی: قلت لها: فی حیاته و حیاتك؟ قالت: نعم، و بعد موتنا، و اختلف فی قبرها فقیل انه فی الروضة بین القبر و المنبر، و روی فی بیتها الذی فی المسجد الآن، و روی فی البقیع قال الشیخ: و الروایتان الاولتان متقاربتان و الافضل زیارتها فی الموضعین، و من قال: انها دفنت فی البقیع فبعید من الصواب قال ابن بابویه: و الصحیح عندی انها دفنت فی بیتها ا ه. و فی الرسالة الحسنیة المنسوبة الی الشیخ أبی الفتوح الرازیّ من الحسنیة قالت بحضرة الرشید عند مناظرتها مع النظام: ان فاطمة علیها السلام قد دفنت لیلا بین القبر و المنبر لحدیث: ما بین قبری و منبری روضة من ریاض الجنة. هكذا وجد فی الحاشیة.( عن هامش المطبوعة).

بیان: الأظهر أنها صلوات اللّٰه علیها مدفونة فی بیتها و قد قدمنا الأخبار فی ذلك و لعل خبر ابن أبی عمیر محمول علی توسعة الروضة بحیث تشمل بیتها و یؤیده ما تقدم فی باب زیارة النبی صلی اللّٰه علیه و آله من خبر جمیل و فیه أن علامة القبر المعلومة الآن متأخرة عن قبره صلی اللّٰه علیه و آله و لیست فی جهة الروضة إلا أن یقال إن العلامة لا أصل لها و القبر فی جانب الروضة.

«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الصَّلَاةُ فِی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَفْضَلُ أَوْ فِی الرَّوْضَةِ قَالَ فِی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام (1).

«6»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الصَّلَاةُ فِی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام مِثْلُ الصَّلَاةِ فِی الرَّوْضَةِ قَالَ وَ أَفْضَلُ (2).

«7»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ

ص: 193


1- 1. الكافی ج 4 ص 556.
2- 2. الكافی ج 4 ص 556.

بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْتُ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام مَا بَیْنَ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْبَابِ الَّذِی یُحَاذِی الزُّقَاقَ إِلَی الْبَقِیعِ قَالَ فَلَوْ دَخَلْتَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ وَ الْحَائِطِ كَأَنَّهُ أَصَابَ مَنْكِبَكَ الْأَیْسَرَ(1).

«8»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ وَ الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا دَخَلْتَ مِنْ بَابِ الْبَقِیعِ فَبَیْتُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی یَسَارِكَ قَدْرَ مَمَرِّ عَنْزٍ مِنَ الْبَابِ وَ هُوَ إِلَی جَانِبِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَابَاهُمَا جَمِیعاً مَقْرُونَانِ (2).

«9»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیِّ بْنِ قُونِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَبَدَأَتْنِی بِالسَّلَامِ ثُمَّ قَالَتْ مَا غَدَا بِكَ قُلْتُ طَلَبُ الْبَرَكَةِ قَالَتْ أَخْبَرَنِی أَبِی وَ هُوَ ذَا هُوَ أَنَّهُ مَنْ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ عَلَیَّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ قُلْتُ لَهَا فِی حَیَاتِهِ وَ حَیَاتِكِ قَالَتْ نَعَمْ وَ بَعْدَ مَوْتِنَا(3).

«10»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ مَنْ صَلَّی عَلَیْكِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ أَلْحَقَهُ بِی حَیْثُ كُنْتُ مِنَ الْجَنَّةِ.

«11»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السَّیْرَافِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِیدِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُرَیْضِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ قَالَ: إِذَا صِرْتَ إِلَی قَبْرِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقُلْ یَا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً وَ زَعَمْنَا أَنَّا لَكِ أَوْلِیَاءُ وَ مُصَدِّقُونَ وَ صَابِرُونَ لِكُلِّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ وَ أَتَانَا بِهِ وَصِیُّهُ فَإِنَّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنَّا صَدَّقْنَاكِ إِلَّا

ص: 194


1- 1. الكافی ج 4 ص 555.
2- 2. الكافی ج 4 ص 555.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 9.

أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِیقِنَا لَهُمَا لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنَا بِوَلَایَتِكِ (1).

«12»- أَقُولُ ثُمَّ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذِهِ الزِّیَارَةَ وَجَدْتُهَا مَرْوِیَّةً لِفَاطِمَةَ علیها السلام وَ أَمَّا مَا وَجَدْتُ أَصْحَابَنَا یَذْكُرُونَهُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَ زِیَارَتِهَا علیها السلام فَهُوَ أَنْ تَقِفَ عَلَی أَحَدِ الْمَوْضِعَیْنِ اللَّذَیْنِ ذَكَرْنَاهُمَا: وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ صَفِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ أَمِینِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا زَوْجَةَ وَلِیِّ اللَّهِ وَ خَیْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الصِّدِّیقَةُ الشَّهِیدَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْفَاضِلَةُ الزَّكِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِیمَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمَغْصُوبَةُ الْمَظْلُومَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكِ وَ عَلَی رُوحِكِ وَ بَدَنِكِ أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَیْتِ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ وَ أَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ آذَاكِ فَقَدْ آذَی رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَ رُوحُهُ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیْهِ كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أُشْهِدُ اللَّهَ وَ رُسُلَهُ وَ مَلَائِكَتَهُ أَنِّی رَاضٍ عَمَّنْ رَضِیتِ عَنْهُ سَاخِطٌ عَلَی مَنْ سَخِطْتِ عَلَیْهِ مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ مُوَالٍ لِمَنْ وَالَیْتِ مُعَادٍ لِمَنْ عَادَیْتِ مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ وَ كَفَی بِاللَّهِ شَهِیداً وَ حَسِیباً وَ جَازِیاً وَ مُثِیباً- ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

بیان: الحبیب المحبوب و قد یطلق علی المحب و الخلیل الصدیق المختص و ولی اللّٰه محبه أو من جعله اللّٰه أولی بالمؤمنین من أنفسهم و الشباب بالفتح جمع

ص: 195


1- 1. التهذیب ج 6 ص 9.

الشاب و كونهما سیدی شباب أهل الجنة یقتضی كونهما سیدی جمیع أهل الجنة و یخص برسول اللّٰه و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه و سلامه علیهما و یحتمل أن یكون المراد من مات شابا من الأنبیاء و غیرهم و فیه نظر لأنهما علیهما السلام لم یموتا شابین و یحتمل أن یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله وصفهما بذلك حین كونهما شابین یفضلهما علی كل شاب یعلم اللّٰه أنه یدخل الجنة و إنما أطلق علیها الحوراء لأنها كانت متصفة بصفاتهن كعدم رؤیة الطمث و عدم اتصافها بذمائم الأخلاق التی تتصف بها النساء و جمالها و كمالها.

و قال الكفعمی ره المحدثة قرئت بكسر الدال و فتحها و معنی الكسر أنها علیها السلام تحدث عن أبیها بما روته عنه و سمعته منه و معنی الفتح ما روی فی الحدیث أنها علیها السلام كانت تحدثها الملائكة انتهی.

أقول: الصواب الفتح كما دلت علیه الأخبار التی قدمناها فی باب أسمائها علیها السلام و المضطهدة بفتح الهاء المقهورة و البضعة بالفتح و قد یكسر القطعة من اللحم.

«13»- یه، [من لا یحضره الفقیه] اخْتَلَفَتِ الرِّوَایَاتُ فِی مَوْضِعِ قَبْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام: فَمِنْهُمْ مَنْ رَوَی أَنَّهَا دُفِنَتْ بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ وَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا قَالَ بَیْنَ قَبْرِی وَ مِنْبَرِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ لِأَنَّ قَبْرَهَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ وَ مِنْهُمْ مَنْ رَوَی أَنَّهَا دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَیَّةَ فِی الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِی الْمَسْجِدِ وَ هَذَا هُوَ الصَّحِیحُ عِنْدِی وَ إِنِّی لَمَّا حَجَجْتُ بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ كَانَ رُجُوعِی عَلَی الْمَدِینَةِ بِتَوْفِیقِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ زِیَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَصَدْتُ إِلَی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هُوَ مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِی تُدْخَلُ إِلَیْهَا مِنْ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ إِلَی مُؤَخَّرِ الْحَظِیرَةِ الَّتِی فِیهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُمْتُ عِنْدَ الْحَظِیرَةِ وَ یَسَارِی إِلَیْهَا وَ جَعَلْتُ ظَهْرِی إِلَی الْقِبْلَةِ وَ اسْتَقْبَلْتُهَا بِوَجْهِی وَ أَنَا عَلَی غُسْلٍ وَ قُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ- وَ ذَكَرَ نَحْواً مِمَّا ذَكَرَهُ الشَّیْخُ إِلَی قَوْلِهِ وَ جَازِیاً وَ مُثِیباً فَقَالَ ره ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلَی عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ خَیْرِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ وَ صَلِّ عَلَی وَصِیِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ

ص: 196

أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ خَیْرِ الْوَصِیِّینَ وَ صَلِّ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ صَلِّ عَلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ- وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بَاقِرِ الْعِلْمِ- وَ صَلِّ عَلَی الصَّادِقِ عَنِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی الْكَاظِمِ الْغَیْظِ فِی اللَّهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ صَلِّ عَلَی الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ صَلِّ عَلَی التَّقِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ صَلِّ عَلَی النَّقِیِّ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی الزَّكِیِّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ صَلِّ عَلَی الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ- اللَّهُمَّ أَحْیِ بِهِ الْعَدْلَ وَ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَ زَیِّنْ بِطُولِ بَقَائِهِ الْأَرْضَ وَ أَظْهِرْ بِهِ دِینَكَ وَ سُنَّةَ نَبِیِّكَ حَتَّی لَا یَسْتَخْفِیَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَعْوَانِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ الْمَقْبُولِینَ فِی زُمْرَةِ أَوْلِیَائِهِ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً ثُمَّ قَالَ ره لَمْ أَجِدْ فِی الْأَخْبَارِ شَیْئاً مُوَظَّفاً مَحْدُوداً لِزِیَارَةِ الصِّدِّیقَةِ علیها السلام فَرَضِیتُ لِمَنْ نَظَرَ فِی كِتَابِی هَذَا مِنْ زِیَارَتِهَا مَا رَضِیتُ لِنَفْسِی (1).

«14»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهَا: قِفْ بِالرَّوْضَةِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی ابْنَتِكَ الصِّدِّیقَةِ الطَّاهِرَةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةُ یَا سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْبَتُولُ الشَّهِیدَةُ لَعَنَ اللَّهُ مَانِعَكِ إِرْثَكِ وَ دَافِعَكِ عَنْ حَقِّكِ وَ الرَّادَّ عَلَیْكِ قَوْلَكِ لَعَنَ اللَّهُ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِیمِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكِ وَ عَلَی أَبِیكِ وَ بَعْلِكِ وَ وُلْدِكِ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

«15»- مصبا، [المصباحین]: زِیَارَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی الرَّوْضَةِ تَقِفُ فِی الْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی الْبَتُولَةِ الطَّاهِرَةِ وَ الصِّدِّیقَةِ الْمَعْصُومَةِ وَ الْبَرَّةِ التَّقِیَّةِ سَلِیلَةِ الْمُصْطَفَی وَ حَلِیلَةِ الْمُرْتَضَی وَ أُمِّ الْأَئِمَّةِ النُّجَبَاءِ اللَّهُمَّ إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ دُنْیَاهَا مَظْلُومَةً مَغْشُومَةً قَدْ مُلِئَتْ دَاءً وَ حَسْرَةً وَ كَمَداً وَ غُصَّةً تَشْكُو إِلَیْكَ وَ إِلَی أَبِیهَا مَا فَعَلَ بِهَا اللَّهُمَّ انْتَقِمْ لَهَا وَ خُذْ لَهَا بِحَقِّهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الزَّهْرَاءِ الزَّكِیَّةِ الْمُبَارَكَةِ الْمَیْمُونَةِ صَلَاةً تَزِیدُ فِی شَرَفِ مَحَلِّهَا عِنْدَكَ وَ جَلَالَةِ مَنْزِلَتِهَا لَدَیْكَ وَ بَلِّغْهَا مِنِّی السَّلَامَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهَا وَ رَحْمَةُ

ص: 197


1- 1. الفقیه ج 2 ص 341.

اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ تَقُولُ أَیْضاً اللَّهُمَّ إِنِّی یُوهِمُنِی غَالِبُ ظَنِّی أَنَّ هَذِهِ الرَّوْضَةَ مُوَارَاةُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ مَثْوَاهَا وَ مَوْضِعُ قَبْرِهَا وَ مَعْزَاهَا فَصَلِّ عَلَیْهَا وَ بَلِّغْهَا مِنِّی السَّلَامَ حَیْثُ كَانَتْ وَ حَلَّتْ.

«16»- ذِكْرُ زِیَارَتِهَا علیها السلام مِنْ بَیْتِهَا وَ بِالْبَقِیعِ تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَی الْبَتُولَةِ الشَّهِیدَةِ ابْنَةِ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ زَوْجَةِ الْوَصِیِّ الْحُجَّةِ وَ وَالِدَةِ السَّادَةِ الْأَئِمَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ ابْنَةَ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی السَّلَامُ عَلَیْكِ وَ عَلَی أَبِیكِ السَّلَامُ عَلَیْكِ وَ عَلَی بَعْلِكِ وَ بَنِیكِ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمُمْتَحَنَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الصَّابِرَةُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَنَعَكِ حَقَّكِ وَ دَفَعَكِ عَنْ إِرْثِكِ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكِ وَ أَعْنَتَكِ وَ غَصَّصَكِ بِرِیقِكِ وَ أَدْخَلَ الذُّلَّ بَیْتَكِ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَضِیَ بِذَلِكِ وَ شَایَعَ فِیهِ وَ اخْتَارَهُ وَ أَعَانَ عَلَیْهِ وَ أَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِیمِ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِوَلَایَتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ- وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

توضیح: الغشم الظلم و الكمد بالفتح الحزن الشدید و مرض القلب و أعنته أدخل المشقة علیه.

«17»- قل، [إقبال الأعمال] رُوِّینَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ذَكَرْنَاهُمْ فِی كِتَابِ التَّعْرِیفِ لِلْمَوْلِدِ الشَّرِیفِ: أَنَّ وَفَاةَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا كَانَتْ یَوْمَ ثَالِثِ جُمَادَی الْآخِرَةِ فَیَنْبَغِی فِیهِ زِیَارَتُهَا(2).

«18»- ذِكْرُ جَامِعِ كِتَابِ الْمَسَائِلِ وَ أَجْوِبَتِهَا مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فِیمَا سُئِلَ عَنْ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی علیه السلام مَا هَذَا لَفْظُهُ أَبُو الْحَسَنِ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِیُّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَیْهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُخْبِرَنِی عَنْ بَیْتِ أُمِّكَ فَاطِمَةَ علیها السلام أَ هِیَ فِی طَیْبَةَ أَوْ كَمَا یَقُولُ النَّاسُ فِی الْبَقِیعِ فَكَتَبَ هِیَ مَعَ جَدِّی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قُلْتُ أَنَا وَ هَذَا النَّصُّ كَافٍ فِی أَنَّهَا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا سَیِّدَةَ نِسَاءِ

ص: 198


1- 1. مصباح الزائر ص 25- 26.
2- 2. الإقبال ص 98 و كان الرمز لكامل الزیارات.

الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا وَالِدَةَ الْحُجَجِ عَلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَمْنُوعَةُ حَقَّهَا- ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمَتِكَ وَ ابْنَةِ نَبِیِّكَ وَ زَوْجَةِ وَصِیِّ نَبِیِّكَ صَلَاةً تُزْلِفُهَا فَوْقَ زُلْفَی عِبَادِكَ الْمُكْرَمِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ.

فَقَدْ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ زَارَهَا بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ(1).

«19»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ زَارَ قَبْرَ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكِ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ- ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ.

«20»- قل، [إقبال الأعمال] روینا بإسنادنا إلی شیخنا المفید: قال عند ذكر جمادی الآخرة ما هذا لفظه یوم العشرین منه كان مولد السیدة الزهراء علیها السلام سنة اثنتین من المبعث- و هو یوم شریف یتجدد فیه سرور المؤمنین و یستحب صیامه و التطوع فیه بالخیرات و الصدقة علی أهل الإیمان ثم قال السید و من تعظیم هذا الیوم زیارة سیدتنا علیها السلام (2) فیه ثم قال زیارة مولاتنا فاطمة صلوات اللّٰه علیها تقول السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ صَفِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ أَمِینِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا زَوْجَةَ وَلِیِّ اللَّهِ وَ خَیْرِ خَلْقِهِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الصِّدِّیقَةُ الشَّهِیدَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الصَّادِقَةُ الرَّشِیدَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْفَاضِلَةُ الزَّكِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِیمَةُ السَّلَامُ

ص: 199


1- 1. الإقبال ص 98 و كان الرمز فی المتن لكامل الزیارات.
2- 2. الإقبال ص 99.

عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمَعْصُومَةُ الْمَظْلُومَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الطَّاهِرَةُ الْمُطَهَّرَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَغْصُوبَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْغَرَّاءُ الزَّهْرَاءُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكِ یَا مَوْلَاتِی وَ بِنْتَ مَوْلَایَ وَ عَلَی رُوحِكِ وَ بَدَنِكِ أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَیْتِ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ وَ أَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ وَ مَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ آذَاكِ فَقَدْ آذَی رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَ رُوحُهُ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیْهِ كَمَا قَالَ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَكْمَلُ السَّلَامِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ أَنِّی وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاكِ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكِ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكِ أَنَا یَا مَوْلَاتِی بِكِ وَ بِأَبِیكِ وَ بَعْلِكِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ وَ بِوَلَایَتِهِمْ مُؤْمِنٌ وَ لِطَاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ أَشْهَدُ أَنَّ الدِّینَ دِینُهُمْ الْحُكْمَ حُكْمُهُمْ وَ هُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَعَوْا إِلَی سَبِیلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لَا تَأْخُذُهُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكِ وَ عَلَی أَبِیكِ وَ بَعْلِكِ وَ ذُرِّیَّتِكِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ صَلِّ عَلَی الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ الصِّدِّیقَةِ الْمَعْصُومَةِ التَّقِیَّةِ النَّقِیَّةِ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ الزَّكِیَّةِ الرَّشِیدَةِ الْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ الْمَغْصُوبَةِ حَقُّهَا الْمَمْنُوعَةِ إِرْثُهَا الْمَكْسُورِ ضِلْعُهَا الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا الْمَقْتُولِ وَلَدُهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَضْعَةِ لَحْمِهِ وَ صَمِیمِ قَلْبِهِ وَ فِلْذَةِ كَبِدِهِ وَ النُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ وَ التُّحْفَةِ خَصَصْتَ بِهَا وَصِیَّهُ وَ حَبِیبَةِ الْمُصْطَفَی وَ قَرِینَةِ الْمُرْتَضَی وَ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ وَ مُبَشَّرَةِ الْأَوْلِیَاءِ حَلِیفَةِ الْوَرَعِ وَ الزُّهْدِ وَ تُفَّاحَةِ الْفِرْدَوْسِ وَ الْخُلْدِ الَّتِی شَرَّفْتَ مَوْلِدَهَا بِنِسَاءِ الْجَنَّةِ وَ سَلَلْتَ مِنْهَا أَنْوَارَ الْأَئِمَّةِ وَ أَرْخَیْتَ دُونَهَا حِجَابَ النُّبُوَّةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهَا صَلَاةً تَزِیدُ فِی مَحَلِّهَا عِنْدَكَ وَ شَرَفِهَا لَدَیْكَ وَ مَنْزِلَتِهَا مِنْ رِضَاكَ وَ بَلِّغْهَا مِنَّا تَحِیَّةً وَ سَلَاماً وَ آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِی حُبِّهَا فَضْلًا وَ إِحْسَاناً وَ رَحْمَةً وَ غُفْرَاناً إِنَّكَ ذُو الْعَفْوِ الْكَرِیمِ.

ثُمَّ تُصَلِّی صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّی صَلَاتَهَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا فَافْعَلْ وَ هِیَ رَكْعَتَانِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ سِتِّینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ- وَ إِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ بِالْحَمْدِ وَ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ وَ الْحَمْدِ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ.

ص: 200

فَإِذَا سَلَّمْتَ قُلْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ وَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظِیمِ عَلَیْهِمْ الَّذِی لَا یَعْلَمُ كُنْهَهُ سِوَاكَ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظِیمٌ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی الَّتِی أَمَرْتَنِی أَنْ أَدْعُوَكَ بِهَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِی أَمَرْتَ بِهِ إِبْرَاهِیمَ أَنْ یَدْعُوَ بِهِ الطَّیْرَ فَأَجَابَتْهُ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الَّذِی قُلْتَ لِلنَّارِ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ فَكَانَتْ بَرْداً وَ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَیْكَ وَ أَشْرَفِهَا وَ أَعْظَمِهَا لَدَیْكَ وَ أَسْرَعِهَا إِجَابَةً وَ أَنْجَحِهَا طَلِبَةً وَ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ مُسْتَحِقُّهُ وَ مُسْتَوْجِبُهُ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ أَتَضَرَّعُ وَ أُلِحُّ عَلَیْكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِی أَنْزَلْتَهَا عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ فَإِنَّ فِیهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ وَ بِمَا فِیهَا مِنْ أَسْمَائِكَ الْعُظْمَی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ شِیعَتِهِمْ وَ مُحِبِّیهِمْ وَ عَنِّی وَ تُفَتِّحَ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِدُعَائِی وَ تَرْفَعَهُ فِی عِلِّیِّینَ وَ تَأْذَنَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ بِفَرَجِی وَ إِعْطَاءِ أَمَلِی وَ سُؤْلِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ أَحَدٌ كَیْفَ هُوَ وَ قُدْرَتَهُ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ سَدَّ الْهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ وَ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَی الْمَاءِ وَ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الْأَسْمَاءِ یَا مَنْ سَمَّی نَفْسَهُ بِالاسْمِ الَّذِی یُقْضَی بِهِ حَاجَةُ مَنْ یَدْعُوهُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذَلِكَ الِاسْمِ فَلَا شَفِیعَ أَقْوَی لِی مِنْهُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ فِی حَوَائِجِی وَ تَسْمَعَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْحُجَّةِ الْمُنْتَظَرِ لِإِذْنِكَ صَلَوَاتُكَ وَ سَلَامُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ عَلَیْهِمْ صَوْتِی لِیَشْفَعُوا لِی إِلَیْكَ وَ تُشَفِّعَهُمْ فِیَّ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ تَسْأَلُ حَوَائِجَكَ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

بیان: الغراء البیضاء المنورة و المیمونة المباركة مأخوذة من غرة الفرس أو الشریفة الكریمة و الزهراء البیضاء المنیرة.

و قال الجزری (2) سمیت فاطمة علیها السلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها

ص: 201


1- 1. الإقبال 100- 102.
2- 2. النهایة ج 1 ص 71.

فضلا و دینا و حسنا و قیل لانقطاعها عن الدنیا إلی اللّٰه تعالی.

و قال الفیروزآبادی (1) الصمیم العظم الذی به قوام العضو و بنك الشی ء و خالصه و رجل صمیم محض و الفلذة بالكسر القطعة من الكبد و النخبة بالضم و كهمزة المختار.

قوله و مبشرة الأولیاء علی بناء اسم المفعول أی التی بشر اللّٰه الأولیاء بها و یحتمل بناء اسم الفاعل لأنها تبشر أولیاءها و أحباءها فی الدنیا و الآخرة بالنجاة من النار و لذا سمیت علیها السلام بفاطمة قوله حلیفة الورع بالحاء المهملة الحلیف الصدیق یحلف لصاحبه أن لا یغدر به كنایة عن ملازمتها لهما و عدم مفارقتها عنهما و إرخاء الستر إسداله و هی كنایة عن نزول الوحی فی بیتها و كونها مطلعة علی أسرار النبوة و سد الهواء بالسماء كنایة عن إحاطة السماء بها قوله كبس الأرض علی الماء یقال كبس البئر و النهر أی طمها بالتراب و المعنی أنه جمعها و حفظها عن التفرق مع كونها علی الماء أو أنه تعالی بها دفع عنها عادیة الماء و ضررها فكان البحر نهر طم بالتراب.

أقول: زیارتها علیها السلام فی الأوقات و الساعات الشریفة و الأزمان المختصة بها أفضل و أنسب كیوم ولادتها و هو العشرون من جمادی الثانیة أو العاشر منه علی قول و یوم وفاتها و هو ثالث جمادی الثانیة أو الحادی و العشرون من رجب علی قول ابن عباس و یوم تزویجها بأمیر المؤمنین علیه السلام و هو نصف رجب أو أول ذی الحجة أو السادس منه و لیلة زفافها و هی تسع عشرة من ذی الحجة أو الحادیة و العشرون من المحرم و كذا سائر الأیام التی ظهر لها فیها كرامة و فضیلة كیوم المباهلة و قد مر و یوم نزول هل أتی و هو الخامس و العشرون من ذی الحجة و غیرهما مما یطول ذكرها و قد مرت فی أبواب تاریخها.

ص: 202


1- 1. القاموس ج 4 ص 140.

باب 6 زیارة الأئمة بالبقیع علیه السلام

«1»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحَدِهِمْ علیهم السلام قَالَ: إِذَا أَتَیْتَ الْقُبُورَ بِالْبَقِیعِ قُبُورَ الْأَئِمَّةِ فَقِفْ عِنْدَهُمْ وَ اجْعَلِ الْقَبْرَ بَیْنَ یَدَیْكَ ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ التَّقْوَی السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْحُجَجُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْقُوَّامُ فِی الْبَرِیَّةِ بِالْقِسْطِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ آلَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ النَّجْوَی أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُمْ وَ صَبَرْتُمْ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ كُذِّبْتُمْ وَ أُسِی ءَ إِلَیْكُمْ فَغَفَرْتُمْ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ وَ أَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ وَ أَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ وَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا وَ أَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا وَ أَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّینِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ لَنْ تَزَالُوا بِعَیْنِ اللَّهِ یَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلَابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ وَ یَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِیَّةُ الْجَهْلَاءُ وَ لَمْ تَشْرَكْ فِیكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ طِبْتُمْ وَ طَابَ مَنْبِتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَیْنَا دَیَّانُ الدِّینِ فَجَعَلَكُمْ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ وَ جَعَلَ صَلَاتَنَا عَلَیْكُمْ رَحْمَةً لَنَا وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا إِذِ اخْتَارَكُمُ اللَّهُ لَنَا وَ طَیَّبَ خَلْقَنَا بِمَا مَنَّ عَلَیْنَا مِنْ وَلَایَتِكُمْ وَ كُنَّا عِنْدَهُ مُسَمَّیْنَ بِعِلْمِكُمْ مُعْتَرِفِینَ بِتَصْدِیقِنَا إِیَّاكُمْ وَ هَذَا مَكَانُ مَنْ أَسْرَفَ وَ أَخْطَأَ وَ اسْتَكَانَ وَ أَقَرَّ بِمَا جَنَی وَ رَجَا بِمَقَامِهِ الْخَلَاصَ وَ أَنْ یَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكَی مِنَ الرَّدَی فَكُونُوا لِی شُفَعَاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَیْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْیَا وَ اتَّخَذُوا آیَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا یَا مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَسْهُو وَ دَائِمٌ لَا یَلْهُو وَ مُحِیطٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِی وَ عَرَّفْتَنِی أَئِمَّتِی وَ بِمَا أَقَمْتَنِی عَلَیْهِ إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبَادُكَ وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ وَ مَالُوا إِلَی سِوَاهُ فَكَانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَیَّ مَعَ أَقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِی بِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِی مَقَامِی هَذَا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلَا تَحْرِمْنِی مَا رَجَوْتُ

ص: 203

وَ لَا تُخَیِّبْنِی فِیمَا دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- ثُمَّ ادْعُ لِنَفْسِكَ بِمَا أَحْبَبْتَ (1).

توضیح: قوله علیه السلام أهل النجوی أی تناجون اللّٰه و یناجیكم أو عندكم الأسرار التی ناجی اللّٰه بها رسوله قوله علیه السلام لم تزالوا بعین اللّٰه أی منظورین بعین عنایته و لطفه قوله و لم تدنسكم الجاهلیة الجهلاء الجهلاء تأكید كیوم أیوم و المعنی لم تسكنوا فی صلب مشرك و لا رحم مشركة.

قوله علیه السلام و لم تشرك فیكم فتن الأهواء أی لم یصادفكم فی آبائكم أهل الأهواء الباطلة أی لم یكونوا كذلك بل كانوا علی الحق و الدین القویم أو المراد خلوص نسبهم عن الشبهة أو أنه لم تشرك فی عقائدكم و أعمالكم فتن الأهواء و البدع قوله علیه السلام و كنا عنده مسمین بعلمكم أی كنا عنده تعالی مكتوبین مسمین أنا عالمون بكم معترفون بإمامتكم فیكون من قبیل إضافة المصدر إلی المفعول أو مسمین بأنا من حملة علمكم أو حال كوننا متلبسین بعلمكم و أنتم تعرفوننا بذلك أو بسبب أنكم أعلم الحق شرفنا اللّٰه تعالی بأن ذكرنا عنده قبل خلقنا بولایتكم و فی الفقیه و كنا عنده بفضلكم معترفین و بتصدیقنا إیاكم مقرین و فی المصباح و كنا عنده مسمین بعلمكم مقرین بفضلكم معترفین بتصدیقنا إیاكم و فی الكافی و كنا عنده مسمین بفضلكم معترفین بتصدیقنا إیاكم.

و فی التهذیب و كنا عنده مسمین بعلمكم و بفضلكم ثم الأصوب أن یكون معروفین بدل معترفین كما سیأتی فی الزیارة الجامعة و علی التقادیر یحتمل أن یكون مسمین من السمو بمعنی الرفعة.

و فی الكافی و عرفتنی بما ائتمنتنی علیه و فی بعض نسخ التهذیب و عرفتنی فأثبتنی علیه و فی بعضها بما ثبتنی علیه.

و فی الكافی و غیره ضمیر الجمع فی عنهم و معرفتهم و بحقهم و سواهم.

و فی التهذیب قال بعد تمام الخبر ثم تصلی ثمان ركعات إن شاء اللّٰه

ص: 204


1- 1. كامل الزیارات ص 53.

تعالی و فی المزار الكبیر بعد قوله و استكبروا عنها ثم ترفع رأسك و تقول یا من هو قائم.

«2»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ یَأْتِی قَبْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ الْمُؤْمِنِینَ وَ ابْنَ أَوَّلِ

الْمُسْلِمِینَ وَ كَیْفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ وَ أَنْتَ سَلِیلُ الْهُدَی وَ حَلِیفُ التُّقَی وَ خَامِسُ أَهْلِ الْكِسَاءِ وَ غَذَّتْكَ یَدُ الرَّحْمَةِ وَ رُبِّیتَ فِی حَجْرِ الْإِسْلَامِ وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْیِ الْإِیمَانِ فَطِبْتَ حَیّاً وَ طِبْتَ مَیِّتاً غَیْرَ أَنَّ الْأَنْفُسَ غَیْرُ طَیِّبَةٍ بِفِرَاقِكَ وَ لَا شَارِكَةٍ فِی الْحَیَاةِ لَكَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ- ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْحُسَیْنِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ السَّلَامُ (1).

إیضاح: قوله علیه السلام یا بقیة المؤمنین أی من بقی من المؤمنین الكاملین أی الباقی بعد جده و أبیه صلوات اللّٰه علیهم أو من أبقی علی المؤمنین بالصلح و لم یعرضهم للقتل كما قال تعالی أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ و هذا أظهر و السلیل الولد أی لكثرة اتصافك بالهدی كأنه ولدك أو أنت المولود المنسوب إلی الهدی من حین الولادة إلی الوفاة و كونه حلیف التقی كنایة عن ملازمته للتقوی و عدم انفكاك كل منهما عن الآخر فإن الحلیف لا یخذل قرینه و لا یفارقه فی حال و قوله غذتك یجوز بالتخفیف و التشدید.

«3»- أَقُولُ، رَوَی الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ هَذِهِ الزِّیَارَةَ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ وَ ذَكَرَ فِی آخِرِهَا: ثُمَّ یَلْتَفِتُ إِلَی الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ السَّلَامُ ثُمَّ قَالَ وَدَاعُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام تَقِفُ عَلَی قَبْرِهِ كَوُقُوفِكَ عَلَیْهِ عِنْدَ الزِّیَارَةِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِینَ ثُمَّ تَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَكَ وَ أَنْ لَا یَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

ص: 205


1- 1. كامل الزیارات ص 53.

«4»- صبا، [مصباح الزائر]: إِذَا أَرَدْتَ زِیَارَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَاغْتَسِلْ وَ اقْصِدِ الْبَقِیعَ وَ قِفْ عَلَی بَابِ الدُّخُولِ وَ اسْتَأْذِنْ بِبَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ وَ نَذْكُرُهُ مِنَ الْإِذْنِ مِنْ أَمْثَالِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ ادْخُلْ وَ قِفْ عَلَی قَبْرِهِ الْمُقَدَّسِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَاقَ مِثْلَ مَا مَرَّ(1).

أقول: و ذكر الزیارة الأولی الجامعة بینهم كما ذكرنا إلا أنه ذكر الغسل و الاستئذان.

«5»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ غَیْرُهُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَقُولُ عِنْدَ قَبْرِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا أَحْبَبْتَ (2).

«6»- صبا، [مصباح الزائر]: فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُمْ علیهم السلام فَقُلِ السَّلَامُ عَلَی أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكُمُ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتُمْ بِهِ وَ دَلَلْتُمْ عَلَیْهِ اللَّهُمَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ- ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ كَثِیراً وَ سَلْهُ أَنْ لَا یَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِهِمْ.

و إن أردت البسط فی زیارتهم صلوات اللّٰه علیهم و قضاء الوطر من إهداء التحیة إلیهم فعلیك بما سیأتی من الزیارات الجامعة(3).

«7»- كف، [المصباح للكفعمی]: تَقُولُ فِی زِیَارَةِ أَئِمَّةِ الْبَقِیعِ علیهم السلام بَعْدَ أَنْ تَجْعَلَ الْقَبْرَ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَنْتَ عَلَی غُسْلٍ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا خُزَّانَ عِلْمِ اللَّهِ وَ حَفَظَةَ سِرِّهِ وَ تَرَاجِمَةَ وَحْیِهِ أَتَیْتُكُمْ یَا بَنِی رَسُولِ اللَّهِ عَارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكُمْ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكُمْ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكُمْ بِأَبِی أَنْتُمْ وَ أُمِّی صَلَّی اللَّهُ عَلَی أَرْوَاحِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَلَّی آخِرَهُمْ كَمَا تَوَلَّیْتُ أَوَّلَهُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِیجَةٍ دُونَهُمْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ كَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی وَ كُلِّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ تَقُولُ فِی وَدَاعِهِمْ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَی وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكُمُ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتُمْ بِهِ وَ دَلَلْتُمْ عَلَیْهِ اللَّهُمَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ

ص: 206


1- 1. مصباح الزائر ص 101.
2- 2. كامل الزیارات ص 55.
3- 3. مصباح الزائر ص 198.

الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِهِمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ (1).

«8»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی نُسْخَةٍ قَدِیمَةٍ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا زِیَارَةً لَهُمْ علیهم السلام فَأَوْرَدْتُهَا كَمَا وَجَدْتُهَا قَالَ: تَسْتَحْضِرُ نِیَّةَ زِیَارَتِهِمْ خَاشِعاً لِلَّهِ تَعَالَی ثُمَّ تَقُولُ زَائِراً لِلْجَمِیعِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَئِمَّةَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَادَةَ الْمُتَّقِینَ وَ كُبَرَاءَ الصِّدِّیقِینَ وَ أُمَرَاءَ الصَّالِحِینَ وَ قَادَةَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَعْلَامَ الْمُهْتَدِینَ وَ أَنْوَارَ الْعَارِفِینَ وَ وَرَثَةَ الْأَنْبِیَاءِ وَ صَفْوَةَ الْأَصْفِیَاءِ وَ خِیَرَةَ الْأَتْقِیَاءِ وَ عِبَادَ الرَّحْمَنِ وَ شُرَكَاءَ الْفُرْقَانِ وَ مَنْهَجَ الْإِیمَانِ وَ مَعَادِنَ الْحَقَائِقِ وَ شُفَعَاءَ الْخَلَائِقِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوَابُ نِعَمِ اللَّهِ الَّتِی فَتَحَهَا عَلَی بَرِیَّتِهِ وَ الْأَعْلَامُ الَّتِی فَطَرَهَا لِإِرْشَادِ خَلِیقَتِهِ وَ الْمَوَازِینُ الَّتِی نَصَبَهَا لِتَهْذِیبِ شَرِیعَتِهِ وَ أَنَّكُمْ مَفَاتِیحُ رَحْمَتِهِ وَ مَقَالِیدُ مَغْفِرَتِهِ وَ سَحَائِبُ رِضْوَانِهِ وَ مَفَاتِیحُ جِنَانِهِ وَ حَمَلَةُ فُرْقَانِهِ وَ خَزَنَةُ عِلْمِهِ وَ حَفَظَةُ سِرِّهِ وَ مَهْبِطُ وَحْیِهِ وَ مَعَادِنُ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ أَمَانَاتُ النُّبُوَّةِ وَ وَدَائِعُ الرِّسَالَةِ وَ فِی بَیْتِكُمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَ مِنْ دَارِكُمْ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَ الْإِیمَانُ وَ إِلَیْكُمْ مُخْتَلَفُ رُسُلِ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام الَّذِینَ ارْتَضَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْإِمَامَةِ وَ اجْتَبَاكُمْ لِلْخِلَافَةِ وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأَكُمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ طَهَّرَكُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَ فَضَّلَكُمْ بِالنَّوْعِ وَ الْجِنْسِ وَ اصْطَفَاكُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ بِالنُّورِ وَ الْهُدَی وَ الْعِلْمِ وَ التُّقَی وَ الْحِلْمِ وَ النُّهَی وَ السَّكِینَةِ وَ الْوَقَارِ وَ الْخَشْیَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ وَ الْحِكْمَةِ وَ الْآثَارِ وَ التَّقْوَی وَ الْعَفَافِ وَ الرِّضَا وَ الْكَفَافِ وَ الْقُلُوبِ الزَّاكِیَةِ وَ النُّفُوسِ الْعَالِیَةِ وَ الْأَشْخَاصِ الْمُنِیرَةِ وَ الْأَحْسَابِ الْكَبِیرَةِ وَ الْأَنْسَابِ الطَّاهِرَةِ وَ الْأَنْوَارِ الْبَاهِرَةِ الْمَوْصُولَةِ وَ الْأَحْكَامِ الْمَقْرُونَةِ وَ أَكْرَمَكُمْ بِالْآیَاتِ وَ أَیَّدَكُمْ بِالْبَیِّنَاتِ وَ أَعَزَّكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَالِغَةِ وَ الْأَدِلَّةِ الْوَاضِحَةِ وَ خَصَّكُمْ بِالْأَقْوَالِ الصَّادِقَةِ وَ الْأَمْثَالِ النَّاطِقَةِ وَ الْمَوَاعِظِ الشَّافِیَةِ وَ الْحِكَمِ الْبَالِغَةِ وَ وَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتَابِ وَ مَنَحَكُمْ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ أَرْشَدَكُمْ لِطُرُقِ الصَّوَابِ وَ أَوْدَعَكُمْ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ مَكْنُونَ الْخَفَایَا وَ مَعَالِمَ التَّنْزِیلِ وَ مَفَاصِلَ التَّأْوِیلِ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ كَتَابُوتِ الْحِكْمَةِ وَ شِعَارِ الْخَلِیلِ وَ مِنْسَأَةِ الْكَلِیمِ وَ سَابِغَةِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ الْمُلْكِ وَ

ص: 207


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 475.

فَضْلِ الْمُصْطَفَی وَ سَیْفِ الْمُرْتَضَی وَ الْجَفْرِ الْعَظِیمِ وَ الْإِرْثِ الْقَدِیمِ وَ ضَرَبَ لَكُمْ فِی الْقُرْآنِ أَمْثَالًا وَ امْتَحَنَكُمْ بَلْوَی وَ أَحَلَّكُمْ مَحَلَّ نَهَرِ طَالُوتَ وَ حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الصَّدَقَةَ وَ أَحَلَّ لَكُمُ الْخُمُسَ وَ نَزَّهَكُمْ عَنِ الْخَبَائِثِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ فَأَنْتُمُ الْعِبَادُ الْمُكَرَّمُونَ وَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَ الْأَوْصِیَاءُ الْمُصْطَفَوْنَ وَ الْأَئِمَّةُ الْمَعْصُومُونَ وَ الْأَوْلِیَاءُ الْمَرْضِیُّونَ وَ الْعُلَمَاءُ الصَّادِقُونَ وَ الْحُكَمَاءُ الرَّاسِخُونَ الْمُبَیِّنُونَ وَ الْبُشَرَاءُ النُّذَرَاءُ الشُّرَفَاءُ الْفُضَلَاءُ وَ السَّادَةُ الْأَتْقِیَاءُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اللَّابِسُونَ شِعَارَ الْبَلْوَی وَ رِدَاءَ التَّقْوَی وَ الْمُتَسَرْبِلُونَ نُورَ الْهُدَی وَ الصَّابِرُونَ فِی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ وَلَدَكُمُ الْحَقُّ وَ رَبَّاكُمُ الصِّدْقُ وَ غَذَّاكُمُ الْیَقِینُ وَ نَطَقَ بِفَضْلِكُمُ الدِّینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ السَّبِیلُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الطُّرُقُ إِلَی ثَوَابِهِ وَ الْهُدَاةُ إِلَی خَلِیقَتِهِ وَ الْأَعْلَامُ فِی بَرِیَّتِهِ وَ السُّفَرَاءُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ أَوْتَادُهُ فِی أَرْضِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ أَنْصَارُ كَلِمَةِ التَّقْوَی وَ مَعَالِمُ سُبُلِ الْهُدَی وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ إِذَا اخْتَلَفُوا وَ الدَّالُّونَ عَلَی الْحَقِّ إِذَا تَنَازَعُوا وَ النُّجُومُ الَّتِی بِكُمْ یُهْتَدَی وَ بِأَقْوَالِكُمْ وَ أَفْعَالِكُمْ یُقْتَدَی وَ بِفَضْلِكُمْ نَطَقَ الْقُرْآنُ وَ بِوَلَایَتِكُمْ كَمَلَ الدِّینُ وَ الْإِیمَانُ وَ إِنَّكُمْ عَلَی مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ مَنْ خَالَفَكُمْ عَلَی مِنْهَاجِ الْبَاطِلِ وَ أَنَّ اللَّهَ أَوْدَعَ قُلُوبَكُمْ أَسْرَارَ الْغُیُوبِ وَ مَقَادِیرَ الْخُطُوبِ وَ أَوْفَدَ إِلَیْكُمْ تَأْیِیدَ السَّكِینَةِ وَ طُمَأْنِینَةَ الْوَقَارِ وَ جَعَلَ أَبْصَارَكُمْ مَأْلَفاً لِلْقُدْرَةِ وَ أَرْوَاحَكُمْ مَعَادِنَ لِلْقُدْسِ فَلَا یَنْعَتُكُمْ إِلَّا الْمَلَائِكَةُ وَ لَا یَصِفُكُمْ إِلَّا الرُّسُلُ أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ وَ عِبَادُهُ وَ أَصْفِیَاؤُهُ وَ أَنْصَارُ تَوْحِیدِهِ وَ أَرْكَانُ تَمْجِیدِهِ وَ دَعَائِمُ تَحْمِیدِهِ وَ دُعَاتُهُ إِلَی دِینِهِ وَ حَرَسَةُ خَلَائِقِهِ وَ حَفَظَةُ شَرَائِعِهِ وَ أَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ خَالِقِی وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی مُؤْمِنٌ بِكُمْ مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ مُعْتَقِدٌ لِإِمَامَتِكُمْ مُؤْمِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ خَاضِعٌ لِوَلَایَتِكُمْ مُتَقَرِّبٌ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ مِنْ كُلِّ رِیبَةٍ وَ رَجَاسَةٍ وَ دَنَاءَةٍ وَ نَجَاسَةٍ وَ أَعْطَاكُمْ رَایَةَ الْحَقِّ الَّتِی مَنْ تَقَدَّمَهَا ضَلَّ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا ذَلَّ وَ فَرَضَ طَاعَتَكُمْ وَ مَوَدَّتَكُمْ عَلَی كُلِّ أَسْوَدَ وَ أَبْیَضَ مِنْ عِبَادِهِ

ص: 208

فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ.

ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ سَیِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ- السَّلَامُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بَاقِرِ عِلْمِ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْأَمِینِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ بِأَبِی أَنْتُمْ وَ أُمِّی لَقَدْ رَضَعْتُمْ ثَدْیَ الْإِیمَانِ وَ رُبِّیتُمْ فِی حَجْرِ الْإِسْلَامِ وَ اصْطَفَاكُمُ اللَّهُ عَلَی النَّاسِ وَ وَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتَابِ وَ عَلَّمَكُمْ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ أَجْرَی فِیكُمْ مَوَارِیثَ النُّبُوَّةِ وَ فَجَّرَ بِكُمْ یَنَابِیعَ الْحِكْمَةِ وَ أَلْزَمَكُمْ بِحِفْظِ الشَّرِیعَةِ وَ فَرَضَ طَاعَتَكُمْ وَ مَوَدَّتَكُمْ عَلَی النَّاسِ السَّلَامُ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ خَلِیفَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- الْإِمَامِ الرَّضِیِّ الْهَادِی الْمَرْضِیِّ عَلَمِ الدِّینِ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ الْعَامِلِ بِالْحَقِّ وَ الْقَائِمِ بِالْقِسْطِ أَفْضَلَ وَ أَطْیَبَ وَ أَزْكَی وَ أَنْمَی مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَحِبَّائِكَ صَلَاةً تُبَیِّضُ بِهَا وَجْهَهُ وَ تُطَیِّبُ بِهَا رُوحَهُ فَقَدْ لَزِمَ عَنْ آبَائِهِ الْوَصِیَّةَ وَ دَفَعَ عَنِ الْإِسْلَامِ الْبَلِیَّةَ فَلَمَّا خَافَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الْفِتَنَ رَكَنَ إِلَی الَّذِی إِلَیْهِ رَكَنَ وَ كَانَ بِمَا آتَاهُ اللَّهُ عَالِماً بِدِینِهِ قَائِماً فَاجْزِهِ اللَّهُمَّ جَزَاءَ الْعَارِفِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ بَلِّغْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ ارْدُدْ عَلَیْنَا مِنْهُ السَّلَامَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْإِمَامِ الْوَصِیِّ وَ السَّیِّدِ الرَّضِیِّ وَ الْعَابِدِ الْأَمِینِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ عِلْمِ النَّبِیِّینَ اللَّهُمَّ اخْصُصْهُ بِمَا خَصَصْتَ بِهِ أَوْلِیَاءَكَ مِنْ شَرَائِفِ رِضْوَانِكَ وَ كَرَائِمِ تَحِیَّاتِكَ وَ نَوَامِی بَرَكَاتِكَ فَلَقَدْ بَلَّغَ فِی عِبَادَتِهِ وَ نَصَحَ لَكَ فِی طَاعَتِهِ وَ سَارَعَ فِی رِضَاكَ وَ سَلَكَ بِالْأُمَّةِ طَرِیقَ هُدَاكَ وَ قَضَی مَا كَانَ عَلَیْهِ مِنْ حَقِّكَ فِی دَوْلَتِهِ وَ أَدَّی مَا وَجَبَ عَلَیْهِ فِی وَلَایَتِهِ حَتَّی انْقَضَتْ أَیَّامُهُ وَ كَانَ لِشِیعَتِهِ رَءُوفاً وَ بِرَعِیَّتِهِ رَحِیماً اللَّهُمَّ بَلِّغْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ ارْدُدْ مِنْهُ عَلَیْنَا السَّلَامَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی الْوَصِیِّ الْبَاقِرِ وَ الْإِمَامِ الطَّاهِرِ وَ الْعَلَمِ الظَّاهِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ الصَّادِعِ بِالْحَقِّ وَ النَّاطِقِ بِالصِّدْقِ الَّذِی بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً وَ بَیَّنَهُ سِرّاً وَ جَهْراً وَ قَضَی بِالْحَقِّ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ وَ أَدَّی الْأَمَانَةَ الَّتِی صَارَتْ إِلَیْهِ

ص: 209

وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِكَ اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ نُوراً یَسْتَضِی ءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ فَضْلًا یَقْتَدِی بِهِ الْمُتَّقُونَ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الطَّاهِرِینَ وَ أَبْنَائِهِ الْمَعْصُومِینَ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ وَ أَجْزَلَهَا وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ غَایَةَ مَأْمُولِهِ وَ أَبْلِغْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ ارْدُدْ عَلَیْنَا مِنْهُ السَّلَامَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی الْإِمَامِ الْهَادِی وَصِیِّ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَارِثِ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَمِ الدِّینِ وَ النَّاطِقِ بِالْحَقِّ الْیَقِینِ وَ أَبِی الْمَسَاكِینِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْأَمِینِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ كَمَا عَبَدَكَ مُخْلِصاً وَ أَطَاعَكَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً وَ اجْزِهِ عَنْ إِحْیَاءِ سُنَّتِكَ وَ إِقَامَةِ فَرَائِضِكَ خَیْرَ جَزَاءِ الْمُتَّقِینَ وَ أَفْضَلَ ثَوَابِ الصَّالِحِینَ وَ خُصَّهُ مِنَّا بِالسَّلَامِ وَ ارْدُدْ عَلَیْنَا مِنْهُ السَّلَامَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

أقول: زیارتهم علیهم السلام فی الأوقات الشریفة و الأیام المتبركة و الأزمان المختصة بهم أولی و أنسب كیوم ولادة الحسن علیه السلام و هو منتصف شهر رمضان و یوم وفاته و هو سابع صفر أو الثامن و العشرون منه أو آخره و یوم طعن علیه السلام و هو الثالث و العشرون من رجب و یوم المباهلة و یوم نزول هل أتی و هما الرابع و العشرون و الخامس و العشرون من ذی الحجة و یوم خلافته و هو یوم شهادة أبیه صلوات اللّٰه علیهما و یوم ولادة سید الساجدین علیه السلام و هو خامس شعبان أو تاسعه أو النصف من جمادی الآخرة أو النصف من جمادی الأولی و هو قول المفید و الشیخ رحمهما اللّٰه و قیل نصف رجب و یوم وفاته و هو الخامس و العشرون من المحرم أو الثانی عشر منه أو الثامن عشر و یوم خلافته و هو یوم شهادة أبیه صلوات اللّٰه علیهما و یوم ولادة الباقر علیه السلام و هو غرة رجب لما رواه الشیخ عن جابر الجعفی قال ولد الباقر أبو جعفر محمد بن علی علیه السلام یوم الجمعة غرة رجب سنة سبع و خمسین و قیل ثالث صفر و یوم وفاته و هو سابع ذی الحجة و یوم خلافته و هو یوم وفاته أبیه علیه السلام و یوم ولادة الصادق علیه السلام و هو یوم سابع عشر ربیع الأول و یوم وفاته و هو منتصف رجب أو شوال و یوم خلافته و هو یوم فات أبیه صلوات اللّٰه علیهما.

ص: 210

«9»- الْكِتَابُ الْعَتِیقُ، رَوَی أَبُو الْحُسَیْنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ رَجَاءٍ الصَّیْدَاوِیُّ هَذِهِ الزِّیَارَةَ لِعُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ ره وَ مَعَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ رَوْحٍ: قَالَ عِنْدَ زِیَارَتِهِمَا لِمَوْلَانَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَقَفَا عَلَی بَابِ السَّلَامِ فَقَالا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ ابْنَ مَوْلَایَ وَ أَبَا مَوَالِیَّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَهِیدَ دَارِ الْفَنَاءِ وَ زَعِیمَ دَارِ الْبَقَاءِ إِنَّا خَالِصَتُكَ وَ مَوَالِیكَ وَ نَعْتَرِفُ بِأُولَاكَ وَ أُخْرَاكَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَی مُشَفِّعِكَ اللَّهِ تَعَالَی رَبِّنَا وَ رَبِّكَ فَمَا خَابَ عَبْدٌ قَصَدَ بِكَ رَبَّهُ وَ أَتْعَبَ فِیكَ قَلْبَهُ وَ هَجَرَ فِیكَ أَهْلَهُ وَ صَحْبَهُ وَ اتَّخَذَكَ وَلِیَّهُ وَ حَسَبَهُ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

أقول: لا یبعد أن تكون هذه الزیارة لأبی عبد اللّٰه الحسین علیه السلام فصحفها الناسخون.

«10»- قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ،: زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُمْ علیهم السلام یُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَرَادَ زِیَارَتَهُمْ أَنْ یَغْتَسِلَ أَوَّلًا ثُمَّ یَأْتِیَ بِسَكِینَةٍ وَ وَقَارٍ فَإِذَا وَرَدَ إِلَی الْبَابِ الشَّرِیفِ وَقَفَ عَلَیْهِ وَ قَالَ یَا مَوَالِیَّ یَا أَبْنَاءَ رَسُولِ اللَّهِ عَبْدُكُمْ وَ ابْنُ أَمَتِكُمْ الذَّلِیلُ بَیْنَ أَیْدِیكُمْ وَ الْمُضْعِفُ فِی عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَ الْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ جَاءَكُمْ مُسْتَجِیراً بِكُمْ قَاصِداً إِلَی حَرَمِكُمْ مُتَقَرِّباً إِلَی مَقَامِكُمْ مُتَوَسِّلًا بِكُمْ إِلَی اللَّهِ بِكُمْ أَ أَدْخُلُ یَا مَوَالِیَّ أَ أَدْخُلُ یَا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ أَ أَدْخُلُ یَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِینَ بِهَذَا الْحَرَمِ الْمُقِیمِینَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ- وَ اخْشَعْ لِرَبِّكَ وَ ابْكِ فَإِنْ خَشَعَ قَلْبُكَ وَ دَمَعَتْ عَیْنَاكَ فَهُوَ عَلَامَةُ الْقَبُولِ وَ الْإِذْنِ وَ أَدْخِلْ رِجْلَكَ الْیُمْنَی الْعَتَبَةَ وَ أَخِّرِ الْیُسْرَی وَ قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْمَاجِدِ الْأَحَدِ الْمُتَفَضِّلَ الْمَنَّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ الَّذِی مَنَّ بِطَوْلِهِ وَ سَهَّلَ زِیَارَةَ سَادَتِی بِإِحْسَانِهِ وَ لَمْ یَجْعَلْنِی عَنْ زِیَارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَ مَنَحَ- ثُمَّ ادْخُلْ وَ اجْعَلِ الْقُبُورَ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَی- وَ سَاقَ مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا سَادَاتِی أَنَا عَبْدُكُمْ وَ مَوْلَاكُمْ وَ زَائِرُكُمُ اللَّائِذُ بِكُمْ أَتَوَسَّلُ إِلَی اللَّهِ فِی نُجْحِ طَلِبَتِی وَ كَشْفِ كُرْبَتِی وَ إِجَابَةِ دَعْوَتِی وَ غُفْرَانِ حَوْبَتِی وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَسْمَعَ وَ یُجِیبَ بِرَحْمَتِهِ- ثُمَّ صَلِّ لِكُلِّ إِمَامٍ رَكْعَتَیْنِ وَ ادْعُ بِمَا تُحِبُّ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ إِجَابَةٍ(1).

ص: 211


1- 1. المزار الكبیر ص 34- 36 نسخة مكتبة الامام علی و ص 22 نسخة مكتبة السیّد الحكیم.

باب 7 زیارة إبراهیم بن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و فاطمة بنت أسد و حمزة و سائر الشهداء بالمدینة و إتیان سائر المشاهد فیها

الآیات:

التوبة: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِیهِ فِیهِ رِجالٌ یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُطَّهِّرِینَ (1)

تفسیر:

أقول: ذهب أكثر المفسرین إلی أن المراد بهذا المسجد مسجد قباء كما تدل علیه أخبارنا و قیل هو مسجد النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ (2)

رُوِیَ عَنِ السَّیِّدَیْنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ علیهما السلام وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ لِأَهْلِ قُبَاءَ مَا ذَا تَفْعَلُونَ فِی طُهْرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَحْسَنَ عَلَیْكُمُ الثَّنَاءَ قَالُوا نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ فَقَالَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیكُمْ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُطَّهِّرِینَ.

«1»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْهُمْ علیهم السلام قَالَ: فَیَقُولُ

ص: 212


1- 1. سورة التوبة الآیة: 108.
2- 2. مجمع البیان ج 5 ص 73 طبع الإسلامیة و فی المصدر الحدیث عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فقط و ما ذكره من أنّه روی عن السیّدین الباقر و الصادق علیهما السلام فانه متعلق بتفسیر قوله تعالی( یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا) و لیس فیه شاهد علی مسجد قبا.

عِنْدَ قَبْرِ حَمْزَةَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَیْرَ الشُّهَدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَسَدَ اللَّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ وَ نَصَحْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ وَ طَلَبْتَ مَا عِنْدَ اللَّهِ وَ رَغِبْتَ فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ- ثُمَّ ادْخُلْ فَصَلِّ وَ لَا تَسْتَقْبِلِ الْقَبْرَ عِنْدَ صَلَاتِكَ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَانْكَبِّ عَلَی الْقَبْرِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُوقِی بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ- صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ لِتُجِیرَنِی مِنْ نَقِمَتِكَ وَ سَخَطِكَ وَ مَقْتِكَ وَ مِنَ الزَّلَلِ فِی یَوْمٍ تَكْثُرُ فِیهِ

الْمَعَرَّاتُ وَ الْأَصْوَاتُ وَ تَشْتَغِلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ وَ تُجَادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِهَا فَإِنْ تَرْحَمْنِی الْیَوْمَ فَلَا خَوْفَ عَلَیَّ وَ لَا حُزْنَ وَ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلَایَ لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَی عَبْدِهِ اللَّهُمَّ فَلَا تُخَیِّبْنِی الْیَوْمَ وَ لَا تَصْرِفْنِی بِغَیْرِ حَاجَتِی فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ- وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّی وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَی جِنَایَةِ نَفْسِی فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِی وَ مَا أَخَافُ أَنْ تَظْلِمَنِی وَ لَكِنْ أَخَافُ سُوءَ الْحِسَابِ فَانْظُرِ الْیَوْمَ إِلَی تَقَلُّبِی عَلَی قَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ- فَبِهِمْ فُكَّنِی وَ لَا تُخَیِّبْ سَعْیِی وَ لَا یَهُونَنَّ عَلَیْكَ ابْتِهَالِی وَ لَا تَحْجُبْ مِنْكَ صَوْتِی وَ لَا تَقْلِبْنِی بِغَیْرِ حَوَائِجِی یَا غِیَاثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ مَحْزُونٍ یَا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَیْرَانِ الْغَرِیبِ الْغَرِیقِ الْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَكَةِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَیَّ نَظْرَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ غُرْبَتِی وَ انْفِرَادِی فَقَدْ رَجَوْتُ رِضَاكَ وَ تَحَرَّیْتُ الْخَیْرَ الَّذِی لَا یُعْطِیهِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ لَا تَرُدَّ أَمَلِی (1).

«2»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَلَمَةَ: مِثْلَهُ (2).

«3»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنْ سَلَمَةَ: مِثْلَهُ (3).

«4»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ علیه السلام

ص: 213


1- 1. كامل الزیارات ص 22.
2- 2. كامل الزیارات ص 23.
3- 3. كامل الزیارات ص 23.

إِنِّی آتِی الْمَسَاجِدَ الَّتِی حَوْلَ الْمَدِینَةِ فَبِأَیِّهَا أَبْدَأُ فَقَالَ ابْدَأْ بِقُبَاءَ فَصَلِّ فِیهِ وَ أَكْثِرْ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَسْجِدٍ صَلَّی فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذِهِ الْعَرْصَةِ ثُمَّ ائْتِ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ فَصَلِّ فِیهَا فَإِنَّهُ مَسْكَنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مُصَلَّاهُ ثُمَّ تَأْتِی مَسْجِدَ الْفَضِیخِ فَصَلِّ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَقَدْ صَلَّی فِیهِ نَبِیُّكَ فَإِذَا قَضَیْتَ هَذَا الْجَانِبَ فَأْتِ جَانِبَ أُحُدٍ- فَبَدَأْتَ بِالْمَسْجِدِ الَّذِی دُونَ الْحَرَّةِ فَصَلَّیْتَ فِیهِ ثُمَّ مَرَرْتَ بِقَبْرِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَلَّمْتَ عَلَیْهِ ثُمَّ مَرَرْتَ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ فَقُمْتَ عِنْدَهُمْ فَقُلْتَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ الدِّیَارِ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ إِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ- ثُمَّ تَأْتِی الْمَسْجِدَ الَّذِی فِی الْمَكَانِ الْوَاسِعِ إِلَی جَنْبِ الْجَبَلِ عَنْ یَمِینِكَ حَتَّی تَدْخُلَ أُحُدَ فَتُصَلِّیَ فِیهِ فَعِنْدَهُ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أُحُدٍ حَیْثُ لَقِیَ الْمُشْرِكِینَ فَلَمْ یَبْرَحُوا حَتَّی حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّی فِیهِ ثُمَّ مُرَّ أَیْضاً حَتَّی تَرْجِعَ فَتُصَلِّیَ عِنْدَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ ثُمَّ امْضِ عَلَی وَجْهِكَ ثُمَّ تَأْتِی مَسْجِدَ الْأَحْزَابِ فَتُصَلِّی فِیهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا فِیهِ یَوْمَ الْأَحْزَابِ وَ قَالَ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا مُغِیثَ الْمَهْمُومِینَ اكْشِفْ هَمِّی وَ كَرْبِی وَ غَمِّی فَقَدْ تَرَی حَالِی وَ حَالَ أَصْحَابِی (1).

«5»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ لَیْثٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِمَ سُمِّیَ مَسْجِدَ الْفَضِیخِ- قَالَ النَّخْلُ سُمِّیَ الْفَضِیخَ فَلِذَلِكَ سُمِّیَهُ (2).

بیان: الأشهر فی وجه التسمیة هو أن الفضخ الكسر و الفضیخ شراب یتخذ من بسر مفضوخ و كانوا فی الجاهلیة یفضخون فیه التمر لذلك فبه سمی المسجد و أما الفضیخ بمعنی النخل فلیس فیما عندنا من كتب اللغة و لا یبعد أن یكون اسما لنخلة مخصوصة كانت فیه و یؤیده أن فی الكافی لنخل یسمی الفضیخ.

«6»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ جَمِیعاً عَنْ

ص: 214


1- 1. نفس المصدر صدر الحدیث فی ص 26 و ذیله فی ص 23.
2- 2. علل الشرائع ص 459.

مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا تَدَعْ إِتْیَانَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا مَسْجِدِ قُبَاءَ فَإِنَّهُ الْمَسْجِدُ الَّذِی أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ وَ مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ مَسْجِدِ الْفَضِیخِ وَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ وَ مَسْجِدِ الْأَحْزَابِ وَ هُوَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ وَ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا أَتَی قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ- وَ لْیَكُنْ فِیمَا تَقُولُ فِی مَسْجِدِ الْفَتْحِ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّینَ اكْشِفْ عَنِّی هَمِّی وَ غَمِّی وَ كَرْبِی كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله هَمَّهُ وَ غَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَ كَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فِی هَذَا الْمَكَانِ (1).

«7»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

«8»- مل، [كامل الزیارات] جَمَاعَةُ مَشَایِخِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ فَضَالَةَ جَمِیعاً عَنْ مُعَاوِیَةَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ (3).

«9»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَتَی مَسْجِدِی مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ رَجَعَ بِعُمْرَةٍ(4).

«10»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِی أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ فَقَالَ مَسْجِدُ قَبَاءَ(5).

«11»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 215


1- 1. كامل الزیارات ص 24.
2- 2. كامل الزیارات ص 24.
3- 3. كامل الزیارات ص 25.
4- 4. كامل الزیارات ص 24.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 111.

علیهما السلام: عَنْ قَوْلِهِ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ قَالَ مَسْجِدُ قُبَاءَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِیهِ قَالَ یَعْنِی مِنْ مَسْجِدِ النِّفَاقِ وَ كَانَ عَلَی طَرِیقِهِ إِذَا أَتَی مَسْجِدَ قُبَاءَ فَقَامَ فَیَنْضِحُ بِالْمَاءِ وَ السِّدْرِ وَ یَرْفَعُ ثِیَابَهُ عَنْ سَاقَیْهِ وَ یَمْشِی عَلَی حَجَرٍ فِی نَاحِیَةِ الطَّرِیقِ وَ یُسْرِعُ الْمَشْیَ وَ یَكْرَهُ أَنْ یُصِیبَ ثِیَابَهُ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَسَأَلْتُهُ هَلْ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی فِی مَسْجِدِ قُبَاءَ قَالَ نَعَمْ كَانَ مَنْزِلُهُ عَلَی سَعْدِ بْنِ خَیْثَمَةَ الْأَنْصَارِیِّ فَسَأَلْتُهُ هَلْ كَانَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ السَّقْفُ فَقَالَ لَا وَ قَدْ كَانَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ قَالَ أَ لَا تَسْقَفُ مَسْجِدَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَرِیشٌ كَعَرِیشِ مُوسَی (1).

«12»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً لَمْ تُرَ كَاشِرَةً وَ لَا ضَاحِكَةً تَأْتِی قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِی كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَیْنِ الْإِثْنَیْنَ وَ الْخَمِیسَ فَتَقُولُ هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَاهُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ (2).

«13»- وَ فِی رِوَایَةِ أَبَانٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّی هُنَاكَ وَ تَدْعُو حَتَّی مَاتَتْ (3).

«14»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: هَلْ أَتَیْتُمْ مَسْجِدَ قُبَاءَ أَوْ مَسْجِدَ الْفَضِیخِ أَوْ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ إِلَّا وَ قَدْ غُیِّرَ غَیْرَ هَذَا(4).

«15»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَسْجِدَ الْفَضِیخِ فَقَالَ یَا عَمَّارُ تَرَی هَذِهِ الْوَهْدَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ:

ص: 216


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 111.
2- 2. الكافی ج 4 ص 561.
3- 3. الكافی ج 4 ص 561.
4- 4. الكافی ج 4 ص 561.

كَانَتِ امْرَأَةُ جَعْفَرٍ الَّتِی خَلَفَ عَلَیْهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَاعِدَةً فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ مَعَهَا ابْنَاهَا مِنْ جَعْفَرٍ فَبَكَتْ فَقَالَ لَهَا ابْنَاهَا مَا یُبْكِیكِ یَا أُمَّهْ قَالَتْ بَكَیْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالا لَهَا تَبْكِینَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا تَبْكِینَ لِأَبِینَا قَالَتْ لَیْسَ هَذَا لِهَذَا وَ لَكِنْ ذَكَرْتُ حَدِیثاً حَدَّثَنِی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَأَبْكَانِی قَالا وَ مَا هُوَ قَالَتْ كُنْتُ أَنَا وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی هَذَا الْمَسْجِدِ فَقَالَ لِی تَرَیْنَ هَذِهِ الْوَهْدَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَاعِدَیْنِ فِیهَا إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِی حَجْرِی ثُمَّ خَفَقَ حَتَّی غَطَّ وَ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِی فَأَكُونَ قَدْ آذَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی ذَهَبَ الْوَقْتُ وَ فَاتَتْ فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ صَلَّیْتَ قُلْتُ لَا قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قُلْتُ كَرِهْتُ أَنْ أُوذِیَكَ قَالَ فَقَامَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَ مَدَّ یَدَیْهِ كِلْتَیْهِمَا وَ قَالَ اللَّهُمَّ رُدَّ الشَّمْسَ إِلَی وَقْتِهَا حَتَّی یُصَلِّیَ عَلِیٌّ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَی وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتَّی صَلَّیْتُ الْعَصْرَ ثُمَّ انْقَضَّتْ انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ (1).

بیان: قال الفیروزآبادی (2)

غط النائم صات.

«16»- أَقُولُ قَالَ الْمُفِیدُ وَ السَّیِّدُ وَ الشَّهِیدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ:(3) زِیَارَةُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِفْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی صَفِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی نَجِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ خَاتَمِ الْمُرْسَلِینَ وَ خِیَرَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ السَّلَامُ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ السَّلَامُ عَلَی السُّعَدَاءِ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الرُّوحُ الزَّاكِیَةُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیَّتُهَا النَّفْسُ الشَّرِیفَةُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیَّتُهَا السُّلَالَةُ الطَّاهِرَةُ

ص: 217


1- 1. الكافی ج 4: 561.
2- 2. القاموس ج 4 ص 376.
3- 3. لم نجدها فی مزار الشهید و هی موجودة فی المزار الكبیر ص 23 فنحتمل اشتباه المؤلّف رحمه اللّٰه فی ذلك و سبق القلم منه.

السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیَّتُهَا النَّسَمَةُ الزَّاكِیَةُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ خَیْرِ الْوَرَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ النَّبِیِّ الْمُجْتَبَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ الْمَبْعُوثِ إِلَی كَافَّةِ الْوَرَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ الْمُؤَیَّدِ بِالْقُرْآنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ الْمُرْسَلِ إِلَی الْإِنْسِ وَ الْجَانِّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ صَاحِبِ الرَّایَةِ وَ الْعَلَامَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ شَفِیعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ مَنْ حَبَاهُ اللَّهُ بِالْكَرَامَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَارَ اللَّهُ لَكَ دَارَ إِنْعَامِهِ قَبْلَ أَنْ یَكْتُبَ عَلَیْكَ أَحْكَامَهُ أَوْ یُكَلِّفَكَ حَلَالَهُ وَ حَرَامَهُ فَنَقَلَكَ إِلَیْهِ طَیِّباً زَاكِیاً مَرْضِیّاً طَاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ بَوَّأَكَ جَنَّةَ الْمَأْوَی وَ رَفَعَكَ إِلَی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ صَلَاةً یُقِرُّ بِهَا عَیْنَ رَسُولِهِ وَ یُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ وَ أَزْكَاهَا وَ أَنْمَی بَرَكَاتِكَ وَ أَوْفَاهَا عَلَی رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی مَا نَسَلَ مِنْ أَوْلَادِهِ الطَّیِّبِینَ وَ عَلَی مَا خَلَفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِیِّكَ وَ إِبْرَاهِیمَ نَجْلِ نَبِیِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْیِی بِهِمْ مَشْكُوراً وَ ذَنْبِی بِهِمْ مَغْفُوراً وَ حَیَاتِی بِهِمْ سَعِیدَةً وَ عَافِیَتِی بِهِمْ حَمِیدَةً وَ حَوَائِجِی بِهِمْ مَقْضِیَّةً وَ أَفْعَالِی بِهِمْ مَرْضِیَّةً وَ أُمُورِی بِهِمْ مَسْعُودَةً وَ شُئُونِی بِهِمْ مَحْمُودَةً اللَّهُمَّ وَ أَحْسِنْ لِیَ التَّوْفِیقَ وَ نَفِّسْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ ضِیقٍ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِی عِقَابَكَ وَ امْنَحْنِی ثَوَابَكَ وَ أَسْكِنِّی جَنَّاتِكَ وَ ارْزُقْنِی رِضْوَانَكَ وَ أَمَانَكَ وَ أَشْرِكْ فِی صَالِحِ دُعَائِی وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءَ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتَ إِنَّكَ وَلِیُّ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ- ثُمَّ تَسْأَلُ حَوَائِجَكَ وَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ.

أقول: یناسب زیارته علیه السلام فی یوم وفاته و هو الثانی عشر من شهر رجب.

«17»- ثُمَّ قَالُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ: ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إِلَی زِیَارَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ أُمِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِذَا وَقَفْتَ عَلَی قَبْرِهَا فَتَقُولُ السَّلَامُ عَلَی نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ

ص: 218

الْأَوَّلِینَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَی مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبِیُّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الْهَاشِمِیَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الصِّدِّیقَةُ الْمَرْضِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ أَیَّتُهَا الْكَرِیمَةُ الرَّضِیَّةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا كَافِلَةَ مُحَمَّدٍ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا وَالِدَةَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا مَنْ تَرْبِیَتُهَا لِوَلِیِّ اللَّهِ الْأَمِینِ السَّلَامُ عَلَیْكِ وَ عَلَی رُوحِكِ وَ بَدَنِكِ الطَّاهِرِ السَّلَامُ عَلَیْكِ وَ عَلَی وَلَدِكِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الْكَفَالَةَ وَ أَدَّیْتِ الْأَمَانَةَ وَ اجْتَهَدْتِ فِی مَرْضَاةِ اللَّهِ وَ بَالَغْتِ فِی حِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ عَارِفَةً بِحَقِّهِ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ كَافِلَةً بِتَرْبِیَتِهِ مُشْفِقَةً عَلَی نَفْسِهِ وَاقِفَةً عَلَی خِدْمَتِهِ مُخْتَارَةً رِضَاهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَیْتِ عَلَی الْإِیمَانِ وَ التَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الْأَدْیَانِ رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً طَاهِرَةً زَكِیَّةً تَقِیَّةً نَقِیَّةً فَرَضِیَ اللَّهُ عَنْكِ وَ أَرْضَاكِ وَ جَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَ مَأْوَاكِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْفَعْنِی بِزِیَارَتِهَا وَ ثَبِّتْنِی عَلَی مَحَبَّتِهَا وَ لَا تَحْرِمْنِی شَفَاعَتَهَا وَ شَفَاعَةَ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهَا وَ ارْزُقْنِی مُرَافَقَتَهَا وَ احْشُرْنِی مَعَهَا وَ مَعَ أَوْلَادِهَا الطَّاهِرِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِیَّاهَا وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ إِلَیْهَا أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ إِذَا تَوَفَّیْتَنِی فَاحْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهَا وَ أَدْخِلْنِی فِی شَفَاعَتِهَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ

اللَّهُمَّ بِحَقِّهَا عِنْدَكَ وَ مَنْزِلَتِهَا لَدَیْكَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ-(1) ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ وَ تَنْصَرِفُ.

بیان: أقول لها علیها السلام مزار معروف فی البقیع و قال الشیخ رحمه اللّٰه فی التهذیب (2) فی نسب الصادق علیه السلام و مدفنه ما هذا لفظه و قبره بالبقیع أیضا مع أبیه و جده و عمه الحسن بن علی بن أبی طالب علیهم السلام و روی فی بعض الأخبار

ص: 219


1- 1. مصباح الزائر ص 28- 29 و المزار الكبیر ص 23- 24.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 78.

أنهم أنزلوا علی جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضوان اللّٰه علیها انتهی فلا یبعد أن یكون الموضع الذی یزور الناس فیه فاطمة بنت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی قبة أئمة البقیع هو موضع قبر فاطمة بنت أسد رضی اللّٰه عنها.

«18»- ثُمَّ قَالُوا: ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إِلَی زِیَارَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا أَتَیْتَ قَبْرَهُ علیه السلام بِأُحُدٍ فَتَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَیْرَ الشُّهَدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَسَدَ اللَّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ وَ نَصَحْتَ رَسُولَ اللَّهِ وَ كُنْتَ فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ رَاغِباً بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَتَیْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِی الشَّفَاعَةِ أَبْتَغِی بِزِیَارَتِكَ خَلَاصَ نَفْسِی مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِی بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی هَارِباً مِنْ ذُنُوبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُهَا عَلَی ظَهْرِی فَزِعاً إِلَیْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّی أَتَیْتُكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِیدَةٍ طَالِباً فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ قَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِی ذُنُوبِی وَ أَتَیْتُ مَا أَسْخَطَ رَبِّی وَ لَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَیْهِ خَیْراً لِی مِنْكُمْ أَهْلَ بَیْتِ الرَّحْمَةِ فَكُنْ لِی شَفِیعاً یَوْمَ فَقْرِی وَ حَاجَتِی فَقَدْ سِرْتُ إِلَیْكَ مَحْزُوناً وَ أَتَیْتُكَ مَكْرُوباً وَ سَكَبْتُ عَبْرَتِی عِنْدَكَ بَاكِیاً وَ صِرْتُ إِلَیْكَ مُفْرِداً وَ أَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِیَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ وَ حَثَّنِی عَلَی بِرِّهِ وَ دَلَّنِی عَلَی فَضْلِهِ وَ هَدَانِی لِحُبِّهِ وَ رَغَّبَنِی فِی الْوِفَادَةِ إِلَیْهِ وَ أَلْهَمَنِی طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتٍ لَا یَشْقَی مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَ لَا یَخِیبُ مَنْ أَتَاكُمْ وَ لَا یَخْسَرُ مَنْ یَهْوَاكُمْ وَ لَا یَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ.

ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَانْكَبِّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنِّی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِی لِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله لِتُجِیرَنِی مِنْ نَقِمَتِكَ فِی یَوْمٍ تَكْثُرُ فِیهِ الْأَصْوَاتُ وَ تَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ وَ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا فَإِنْ تَرْحَمْنِی الْیَوْمَ فَلَا خَوْفَ عَلَیَّ وَ لَا حُزْنَ وَ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَی عَبْدِهِ وَ لَا تُخَیِّبْنِی بَعْدَ الْیَوْمِ وَ لَا تَصْرِفْنِی بِغَیْرِ حَاجَتِی فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّی وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَی جِنَایَةِ نَفْسِی فَقَدْ عَظُمَ

ص: 220

جُرْمِی وَ مَا أَخَافُ أَنْ تَظْلِمَنِی وَ لَكِنْ أَخَافُ سُوءَ الْحِسَابِ فَانْظُرِ الْیَوْمَ تَقَلُّبِی عَلَی قَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله فَبِهِمَا فُكَّنِی مِنَ النَّارِ وَ لَا تُخَیِّبْ سَعْیِی وَ لَا یَهُونَنَّ عَلَیْكَ ابْتِهَالِی وَ لَا تَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِی وَ لَا تَقْلِبْنِی بِغَیْرِ حَوَائِجِی یَا غِیَاثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ مَحْزُونٍ وَ یَا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَیْرَانِ الْغَرِیقِ الْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَیَّ نَظْرَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ عَبْرَتِی وَ انْفِرَادِی فَقَدْ رَجَوْتُ رِضَاكَ وَ تَحَرَّیْتُ الْخَیْرَ الَّذِی لَا یُعْطِیهِ أَحَدٌ سِوَاكَ فَلَا تَرُدَّ أَمَلِی اللَّهُمَّ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَی عَبْدِهِ وَ جَزَائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ فَلَا أَخِیبَنَّ الْیَوْمَ وَ لَا تَصْرِفْنِی بِغَیْرِ حَاجَتِی وَ لَا تُخَیِّبَنَّ شُخُوصِی وَ وِفَادَتِی فَقَدْ أَنْفَدْتُ نَفَقَتِی وَ أَتْعَبْتُ بَدَنِی وَ قَطَعْتُ الْمَفَازَاتِ وَ خَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَ الْمَالَ وَ مَا خَوَّلْتَنِی وَ آثَرْتُ مَا عِنْدَكَ عَلَی نَفْسِی وَ لُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَی ذَنْبِی فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِی بِرَحْمَتِكَ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ (1).

«19»- ثُمَّ تَأْتِی قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَتَزُورُهُمْ فَتَقُولُ: السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الشُّهَدَاءُ الْمُؤْمِنُونَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ الْإِیمَانِ وَ التَّوْحِیدِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَنْصَارَ دِینِ اللَّهِ وَ أَنْصَارَ رَسُولِهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ لِدِینِهِ وَ اصْطَفَاكُمْ لِرَسُولِهِ- وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهَدْتُمْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ ذَبَبْتُمْ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ عَنْ نَبِیِّهِ وَ جُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلَی مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِیِّهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ عَرَّفَنَا وُجُوهَكُمْ فِی مَحَلِّ رِضْوَانِهِ وَ مَوْضِعِ إِكْرَامِهِ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ وَ أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ الْفَائِزِینَ الَّذِینَ هُمْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَعَلَی مَنْ

ص: 221


1- 1. مصباح الزائر ص 29- 30 و المزار الكبیر ص 24- 25.

قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ أَتَیْتُكُمْ یَا أَهْلَ التَّوْحِیدِ زَائِراً وَ بِحَقِّكُمْ عَارِفاً وَ بِزِیَارَتِكُمْ إِلَی اللَّهِ مُتَقَرِّباً وَ بِمَا سَبَقَ مِنْ شَرِیفِ الْأَعْمَالِ وَ مَرْضِیِّ الْأَفْعَالِ عَالِماً فَعَلَیْكُمْ سَلَامُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَی مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ اللَّهُمَّ انْفَعْنِی بِزِیَارَتِهِمْ وَ ثَبِّتْنِی عَلَی قَصْدِهِمْ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مَا تَوَفَّیْتَهُمْ عَلَیْهِ وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی مُسْتَقَرِّ دَارِ رَحْمَتِكَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ نَحْنُ بِكُمْ لَاحِقُونَ- وَ تَقْرَأُ سُورَةَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدَرْتَ عَلَیْهِ وَ تُصَلِّی عِنْدَ كُلِّ مَزُورٍ رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ وَ تَنْصَرِفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

أقول: زیارتهم فی یوم شهادتهم و هو سابع عشر شوال علی المشهور أولی و أنسب ثم أقول لا أدری لم لم یذكروا فی كتبهم زیارة أبی طالب و عبد المطلب و عبد مناف و خدیجة رضی اللّٰه عنهم أجمعین مع أن لهم قبورا معروفة فی مكة قریبا من الأبطح و حالهم عند الشیعة معروفة فی الفضل و الكمال و لعلهم تركوها تقیة و تستحب زیارتهم و لا سیما فی الأیام المختصة بهم كالسادس و العشرین من رجب یوم وفاة أبی طالب و العاشر من ربیع الأول یوم وفاة عبد المطلب و السابع عشر من المحرم یوم انصراف أصحاب الفیل عن مكة فی زمن خلافة عبد المطلب و ظهور كرامته و یوم تزویج خدیجة و قد مر.

و یستحب زیارة جعفر بن أبی طالب رضی اللّٰه عنهما بموتة(2) و یستحب زیارة الشهداء فی بدر و یستحب زیارة أبی ذر رضی اللّٰه عنهما فی الربذة قریبا من الصفراء علی یمین الطریق للجائی من مكة إلی المدینة و أما آمنة و عبد اللّٰه رضی اللّٰه عنهما فلم نطلع علی قبریهما.

«20»- قال مؤلف المزار الكبیر ینبغی أن یصلی فی المساجد المعظمة أن تمكن من ذلك و یبتدئ منها بمسجد قباء و هو الذی أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 222


1- 1. مصباح الزائر ص 30- 31 و المزار الكبیر ص 25- 26.
2- 2. مؤتة: قریة من قری البلقاء فی حدود الشام، معجم البلدان ج 8 ص 190.

مَنْ أَتَی قُبَاءَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ رَجَعَ بِعُمْرَةٍ. فإذا دخله صلی فیه ركعتین تحیة المسجد فإذا فرغ من الصلاة سبح و قال السَّلَامُ عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ أَصْفِیَائِهِ السَّلَامُ عَلَی أَنْصَارِ اللَّهِ وَ خُلَفَائِهِ السَّلَامُ عَلَی مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الْمُكْرَمِینَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ السَّلَامُ عَلَی مَظَاهِرِ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ السَّلَامُ عَلَی الْأَدِلَّاءِ عَلَی اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُسْتَقِرِّینَ فِی مَرْضَاةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُمَحَّصِینَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الَّذِینَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَی اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَی اللَّهَ وَ مَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّی حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ مُؤْمِنٌ بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرٌ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِیَتِكُمْ مُفَوِّضٌ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَیْكُمْ لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ ضَاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِیمَ-(1)

وَ تَدْعُو فَتَقُولُ یَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا كَائِناً بَعْدَ هَلَاكِ كُلِّ شَیْ ءٍ لَا یَسْتَتِرُ عَنْهُ شَیْ ءٌ وَ لَا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ كَیْفَ تَهْتَدِی الْقُلُوبُ لِصِفَتِكَ أَوْ تَبْلُغُ الْعُقُولُ نَعْتَكَ وَ قَدْ كُنْتَ قَبْلَ الْوَاصِفِینَ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تَرَكَ الْعُیُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ فَتَكُونَ بِالْعِیَانِ مَوْصُوفاً وَ لَمْ تُحِطْ بِكَ الْأَوْهَامُ فَتُوجَدَ مُتَكَیِّفاً مَحْدُوداً حَارَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ فَكَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْكَ وَ عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِكَ وَ غَرِقَتِ الْأَذْهَانُ فِی نَعْتِ قُدْرَتِكَ وَ امْتَنَعَتْ عَنِ الْأَبْصَارِ رُؤْیَتُكَ وَ تَعَالَتْ عَنِ التَّوْحِیدِ أَزَلِیَّتُكَ وَ صَارَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَهُ حُجَّةً لَكَ وَ مُنْتَسِباً إِلَی فِعْلِكَ وَ صَادِراً عَنْ صُنْعِكَ فَمِنْ بَیْنِ مُبْتَدِعٍ یَدُلُّ عَلَی إِبْدَاعِكَ وَ مُصَوِّرٍ یَشْهَدُ بِتَصْوِیرِكَ وَ مُقَدِّرٍ یَنْبَأُ عَنْ تَقْدِیرِكَ وَ مُدَبِّرٍ یَنْطِقُ عَنْ تَدْبِیرِكَ وَ مَصْنُوعٍ یُومِی إِلَی تَأْثِیرِكَ وَ أَنْتَ لِكُلِّ جِنْسٍ مِنْ مَصْنُوعَاتِكَ وَ مَبْرُوءَاتِكَ وَ مَفْطُورَاتِكَ صَانِعٌ وَ بَارِئٌ وَ فَاطِرٌ لَمْ تُمَارِسْ فِی خَلْقِكَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ نَصَباً وَ لَا فِی ابْتِدَائِكَ أَجْنَاسَ الْمَخْلُوقِینَ تَعَباً وَ لَا لَكَ حَالٌ سَبَقَ حَالًا فَتَكُونَ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ آخِراً وَ تَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَاطِناً أَحَاطَ

ص: 223


1- 1. المزار الكبیر ص 26- 27.

بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُكَ وَ أَحْصَی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً غَیْبُكَ لَسْتَ بِمَحْدُودٍ فَتُدْرِكَكَ الْأَبْصَارُ وَ لَا بِمُتَنَاهٍ فَتَحْوِیَكَ الْأَنْظَارُ وَ لَا بِجِسْمٍ فَتَكْشِفَكَ الْأَقْدَارُ وَ لَا بِمَرْأًی فَتَحْجُبَكَ الْأَسْتَارُ وَ لَمْ تُشْبِهْ شَیْئاً فَیَكُونَ لَكَ مِثْلًا وَ لَا كَانَ مَعَكَ شَیْ ءٌ فَتَكُونَ لَهُ ضِدّاً ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ لَا مِنْ شَیْ ءٍ كَانَ مِنْ أَصْلٍ یُضَافُ إِلَیْهِ فِعْلُكَ حَتَّی تَكُونَ لِمِثَالِهِ مُحْتَذِیاً وَ عَلَی قَدْرِ هَیْئَتِهِ مُهَیِّئاً وَ لَمْ یُحْدَثْ لَكَ إِذْ خَلَقْتَهُ عِلْماً وَ لَمْ تَسْتَفِدْ بِهِ عَظَمَةً وَ لَا مُلْكاً وَ لَمْ تُكَوِّنْ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضَكَ وَ أَجْنَاسَ خَلْقِكَ لِتَشْدِیدِ سُلْطَانِكَ وَ لَا لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ نُقْصَانٍ وَ لَا اسْتِعَانَةٍ عَلَی ضِدٍّ مُكَابِرٍ أَوْ نِدٍّ مُثَاوِرٍ وَ لَا یَئُودُكَ حِفْظُ مَا خَلَقْتَ وَ لَا تَدْبِیرُ مَا ذَرَأْتَ وَ لَا مِنْ عَجْزٍ اكْتَفَیْتَ بِمَا بَرَأْتَ وَ لَا مَسَّكَ لُغُوبٌ فِیمَا فَطَرْتَ وَ بَنَیْتَ وَ عَلَیْهِ قَدَرْتَ وَ لَا دَخَلَتْ عَلَیْكَ شُبْهَةٌ فِیمَا أَرَدْتَ یَا مَنْ تَعَالَی عَنِ الْحُدُودِ وَ عَنْ أَقَاوِیلِ الْمُشَبِّهَةِ وَ الْغُلَاةِ وَ إِجْبَارِ الْعِبَادِ عَلَی الْمَعَاصِی وَ الِاكْتِسَابَاتِ وَ یَا مَنْ تَجَلَّی لِعُقُولِ الْمُوَحِّدِینَ بِالشَّوَاهِدِ وَ الدَّلَالاتِ وَ دَلَّ الْعِبَادَ عَلَی وُجُودِهِ بِالْآیَاتِ الْبَیِّنَاتِ الْقَاهِرَاتِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُصْطَفَی وَ حَبِیبِكَ الْمُجْتَبَی نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ الْهُدَی وَ یَنْبُوعِ الْحِكْمَةِ وَ النَّدَی وَ مَعْدِنِ الْخَشْیَةِ وَ التُّقَی سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ أَفْضَلِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ افْعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.(1)

و یصلی فی مشربة أم إبراهیم و هی مسكن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما قدر علیه و یصلی فی مسجد الفضیخ- فقد روی أنه الذی ردت فیه الشمس لأمیر المؤمنین علیه السلام لما نام النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی حجره و منها مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و ینوی فی كل موضع من هذه المواضع ركعتین مندوبا قربة إلی اللّٰه تعالی فإذا فرغ من الصلاة فیه قال یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا مُغِیثَ الْمَهْمُومِینَ اكْشِفْ عَنِّی ضُرِّی وَ هَمِّی وَ كَرْبِی وَ غَمِّی كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله هَمَّهُ وَ كَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ

ص: 224


1- 1. المزار الكبیر ص 26- 27 و مصباح الزائر ص 31.

الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

و تصلی فی دار زین العابدین علی بن الحسین علیه السلام ما قدرت و تصلی فی دار جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام و تصلی فی مسجد سلمان الفارسی ره و تصلی فی مسجد أمیر المؤمنین علیه السلام و هو محاذی قبر حمزة علیه السلام و تصلی فی مسجد المباهلة ما استطعت و تدعو فیه بما تحب و قد ذكرت الدعاء بأسره فی كتابی المعروف ببغیة الطالب و إیضاح المناسك لمن هو راغب فی الحج فمن

أراده أخذه من هناك ففیه كفایة إن شاء اللّٰه تعالی (1) و قال شیخنا الشهید قدس اللّٰه روحه فی الذكری (2) من المساجد الشریفة مسجد الغدیر و هو بقرب الجحفة جدرانه باقیة إلی الیوم و هو مشهور بین و قد كان طریق الحج علیه غالبا.

«21»- وَ رَوَی حَسَّانُ الْجَمَّالُ قَالَ: حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی مَسْجِدِ الْغَدِیرِ نَظَرَ إِلَی مَیْسَرَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ ذَلِكَ مَوْضِعُ قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ثُمَّ نَظَرَ فِی الْجَانِبِ الْآخَرِ فَقَالَ ذَلِكَ مَوْضِعُ فُسْطَاطِ أَبِی فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ سَالِمٍ مَوْلَی أَبِی حُذَیْفَةَ وَ أَبِی عُبَیْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَلَمَّا أَنْ رَأَوْهُ رَافِعاً یَدَهُ قَالَ بَعْضُهُمُ انْظُرُوا إِلَی عَیْنَیْهِ تَدُورَانِ كَأَنَّهُمَا عَیْنَا مَجْنُونٍ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِنْ یَكادُ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.

ص: 225


1- 1. المزار الكبیر ص 27- 28 و مصباح الزائر ص 32.
2- 2. الذكری للشهید ص 155.

أبواب زیارة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیه و ما یتبعها

باب 1 فضل النجف و ماء الفرات

«1»- ع، [علل الشرائع] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّجَفَ كَانَ جَبَلًا وَ هُوَ الَّذِی قَالَ ابْنُ نُوحٍ سَآوِی إِلی جَبَلٍ یَعْصِمُنِی مِنَ الْماءِ وَ لَمْ یَكُنْ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ جَبَلٌ أَعْظَمَ مِنْهُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا جَبَلُ أَ یُعْتَصَمُ بِكَ مِنِّی فَتَقَطَّعَ قِطَعاً قِطَعاً إِلَی بِلَادِ الشَّامِ وَ صَارَ رَمْلًا دَقِیقاً وَ صَارَ بَعْدَ ذَلِكَ بَحْراً عَظِیماً وَ كَانَ یُسَمَّی ذَلِكَ الْبَحْرُ بَحْرَ نَیْ ثُمَّ جَفَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَقِیلَ نَیْ جَفَّ فَسُمِّیَ نَیْجَفَّ ثُمَّ صَارَ بَعْدَ ذَلِكَ یُسَمُّونَهُ نَجَفَ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَفَّ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ (1).

«2»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِیمَ صلوات اللّٰه علیه مَرَّ بِبَانِقْیَا فَكَانَ یُزَلْزَلُ بِهَا فَبَاتَ بِهَا فَأَصْبَحَ الْقَوْمُ وَ لَمْ یُزَلْزَلْ بِهِمْ فَقَالُوا مَا هَذَا وَ لَیْسَ حَدَثٌ قَالُوا نَزَلَ هَاهُنَا شَیْخٌ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ قَالَ فَأَتَوْهُ فَقَالُوا لَهُ یَا هَذَا إِنَّهُ كَانَ یُزَلْزَلُ بِنَا كُلَّ لَیْلَةٍ وَ لَمْ یُزَلْزَلْ بِنَا هَذِهِ اللَّیْلَةَ فَبِتْ عِنْدَنَا فَبَاتَ وَ لَمْ یُزَلْزَلْ بِهِمْ فَقَالُوا أَقِمْ عِنْدَنَا وَ نَحْنُ نُجْرِی عَلَیْكَ مَا أَحْبَبْتَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ تَبِیعُونِّی هَذَا الظَّهْرَ وَ لَا یُزَلْزَلُ بِكُمْ

ص: 226


1- 1. علل الشرائع ص 31.

قَالُوا فَهُوَ لَكَ قَالَ لَا آخُذُهُ إِلَّا بِالشِّرَی قَالُوا فَخُذْهُ بِمَا شِئْتَ فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ نِعَاجٍ وَ أَرْبَعَةِ أَحْمِرَةٍ فَلِذَلِكَ سُمِّیَ بَانِقْیَا لِأَنَّ النِّعَاجَ بِالنَّبَطِیَّةِ نِقْیَا قَالَ فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ یَا خَلِیلَ الرَّحْمَنِ مَا تَصْنَعُ بِهَذَا الظَّهْرِ لَیْسَ فِیهِ زَرْعٌ وَ لَا ضَرْعٌ فَقَالَ لَهُ اسْكُتْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَحْشُرُ مِنْ هَذَا الظَّهْرِ سَبْعِینَ أَلْفاً یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ یُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِكَذَا وَ كَذَا(1).

«3»- مع، [معانی الأخبار] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ آوَیْناهُما إِلی رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِینٍ قَالَ الرَّبْوَةُ الْكُوفَةُ وَ الْقَرَارُ الْمَسْجِدُ وَ الْمَعِینُ الْفُرَاتُ (2).

بیان: الضمیر راجع إلی عیسی و مریم علیهما السلام و ذهب المفسرون إلی أن الربوة أرض بیت المقدس فإنها مرتفعة أو دمشق أو رملة فلسطین أو مصر و قالوا ذات قرار أی مستقر من الأرض منبسطة و قیل ذات ثمار و زروع فإن ساكنیها یستقرون فیها لأجلها و یقال ماء معین ظاهر جار و ما ورد فی النص هو المعتمد.

«4»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ علیه السلام لَهُ أَ تَغْتَسِلُ مِنْ فُرَاتِكُمْ فِی كُلِّ یَوْمٍ مَرَّةً قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ جُمْعَةٍ قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ سَنَةٍ قَالَ لَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الْخَیْرِ(3).

«5»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْمَاءُ سَیِّدُ شَرَابِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ فِی الدُّنْیَا مِنَ الْجَنَّةِ الْفُرَاتُ وَ النِّیلُ وَ سَیْحَانُ وَ جَیْحَانُ الْفُرَاتُ الْمَاءُ وَ النِّیلُ الْعَسَلُ

ص: 227


1- 1. علل الشرائع ص 585.
2- 2. معانی الأخبار ص 373.
3- 3. كامل الزیارات ص 30 ضمن حدیث.

وَ سَیْحَانُ الْخَمْرُ وَ جَیْحَانُ اللَّبَنُ (1).

بیان: لعل المراد أن تلك الأسماء مشتركة بینها و بین أنهار الجنة و فضلها لكون التسمیة بها من جهة الوحی و الإلهام و یحتمل أن یدخلها شی ء من تلك الأنهار التی فی الجنة كما ورد فی الفرات.

«6»- مل، [كامل الزیارات] عَنْهُ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ شَرِبَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَ حُنِّكَ بِهِ فَهُوَ مُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).

بیان: لعل الحكم متعلق بمجموع الشرب و التحنیك لا بكل منهما.

«7»- مل، [كامل الزیارات] بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْفُرَاتِ كَذَا وَ كَذَا مِیلًا لَذَهَبْنَا إِلَیْهِ (3).

«8»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْفُرَاتُ سَیِّدُ الْمِیَاهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(4).

«9»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ الْعِجْلِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا أَظُنُّ أَحَداً یُحَنَّكُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ- وَ سَأَلَنِی كَمْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الْفُرَاتِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِیَهُ طَرَفَیِ النَّهَارِ(5).

«10»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ نَهِیكٍ: عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ آوَیْناهُما إِلی رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِینٍ قَالَ الرَّبْوَةُ نَجَفُ الْكُوفَةِ وَ الْمَعِینُ الْفُرَاتِ (6).

«11»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ:

ص: 228


1- 1. كامل الزیارات ص 47.
2- 2. كامل الزیارات ص 47.
3- 3. كامل الزیارات ص 47.
4- 4. نفس المصدر: 48.
5- 5. المصدر السابق ص 47.
6- 6. المصدر السابق ص 47.

إِنَّ مَلَكاً یَهْبِطُ كُلَّ لَیْلَةٍ مَعَهُ ثَلَاثُ مَثَاقِیلَ مِسْكٍ مِنْ مِسْكِ الْجَنَّةِ فَیَطْرَحُهَا فِی الْفُرَاتِ وَ مَا مِنْ نَهَرٍ فِی شَرْقٍ وَ لَا غَرْبٍ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ (1).

«12»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقْطُرُ فِی الْفُرَاتِ كُلَّ یَوْمٍ قَطَرَاتٌ مِنَ الْجَنَّةِ(2).

«13»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكُوفَةَ فِی زَمَنِ أَبِی الْعَبَّاسِ فَجَاءَ عَلَی دَابَّتِهِ فِی ثِیَابِ سَفَرِهِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی جِسْرِ الْكُوفَةِ ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ اسْقِنِی فَأَخَذَ كُوزَ مَلَّاحٍ فَغَرَفَ لَهُ بِهِ فَأَسْقَاهُ فَشَرِبَ وَ الْمَاءُ یَسِیلُ مِنْ شِدْقَیْهِ عَلَی لِحْیَتِهِ وَ ثِیَابِهِ ثُمَّ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ نَهَرُ مَاءٍ مَا أَعْظَمَ بَرَكَتَهُ أَمَا إِنَّهُ یَسْقُطُ فِیهِ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعُ قَطَرَاتٍ مِنَ الْجَنَّةِ أَمَا لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِیهِ مِنَ الْبَرَكَةِ لَضَرَبُوا الْأَخْبِیَةَ عَلَی حَافَتَیْهِ أَمَا لَوْ لَا مَا یَدْخُلُهُ مِنَ الْخَاطِئِینَ مَا اغْتَمَسَ فِیهِ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا أُبْرِئَ (3).

«14»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَرَفَةَ عَنْ رِبْعِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: شاطِئِ الْوادِ الْأَیْمَنِ الَّذِی ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ هُوَ الْفُرَاتُ وَ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ هِیَ كَرْبَلَاءُ وَ الشَّجَرَةِ هِیَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

بیان: لعل المراد أن بتوسط روح محمد صلی اللّٰه علیه و آله أوحی اللّٰه ما أوحی فی هذا المكان و تشبیهه بالشجرة لتفرع أغصان الإمامة منه و اجتناء ثمرات العلوم منهم إلی آخر الدهر كما ورد فی تفسیر قوله تعالی مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ الآیة.

«15»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَظُنُّ أَحَداً یُحَنَّكُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ إِلَّا كَانَ لَنَا شِیعَةً. قَالَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: یَجْرِی فِی

ص: 229


1- 1. نفس المصدر ص 48.
2- 2. نفس المصدر ص 48.
3- 3. نفس المصدر ص 48.
4- 4. نفس المصدر ص 48.

الْفُرَاتِ مِیزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ(1).

بیان: یمكن أن یكون المیزابان فی بعض الأحیان و القطرات فی بعضها و یمكن أن یكون الجاری فی المیزابین قطرات.

«16»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُهْبِطُ مَلَكاً كُلَّ لَیْلَةٍ مَعَهُ ثَلَاثُ مَثَاقِیلَ مِنْ مِسْكِ الْجَنَّةِ فَیَطْرَحُهُ فِی فُرَاتِكُمْ هَذَا وَ مَا مِنْ نَهَرٍ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا غَرْبِهَا أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ (2).

«17»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا أَظُنُّ أَحَداً یُحَنَّكُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

«18»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْفُرَاتَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا حُنِّكَ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَعْنِی مَاءَ الْفُرَاتِ (4).

«19»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّیلٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ صَنْدَلٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا أَحَدٌ یَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَ یُحَنَّكُ بِهِ إِذَا وُلِدَ إِلَّا أَحَبَّنَا لِأَنَّ الْفُرَاتَ نَهَرٌ مُؤْمِنٌ (5).

«20»- مل، [كامل الزیارات] بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَهَرَانِ مُؤْمِنَانِ وَ نَهَرَانِ كَافِرَانِ نَهَرَانِ كَافِرَانِ نَهَرُ بَلْخٍ وَ دِجْلَةَ وَ الْمُؤْمِنَانِ نِیلُ مِصْرَ وَ الْفُرَاتُ فَحَنِّكُوا أَوْلَادَكُمْ بِمَاءِ الْفُرَاتِ (6).

بیان: قال الجزری (7) فی شرح هذا الحدیث جعلهما مؤمنین علی

ص: 230


1- 1. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
2- 2. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
3- 3. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
4- 4. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
5- 5. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
6- 6. المصدر السابق ص 49 بتفاوت فی الأول.
7- 7. النهایة ج 1 ص 54.

التشبیه لأنهما یفیضان علی الأرض فیسقیان الحرث بلا مئونة و جعل الآخرین كافرین لأنهما لا یسقیان و لا ینتفع بهما إلا بمئونة و كلفة فهذان فی الخیر و النفع كالمؤمنین و هذان فی قلة النفع كالكافرین.

«21»- حة، [فرحة الغری] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیُّ فِی كِتَابِ فَضْلِ الْكُوفَةِ(1) بِإِسْنَادٍ رَفَعَهُ إِلَی عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ أَبِی الْجَنُوبِ قَالَ: اشْتَرَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا بَیْنَ الْخَوَرْنَقِ إِلَی الْحِیرَةِ إِلَی الْكُوفَةِ وَ فِی حَدِیثٍ مَا بَیْنَ النَّجَفِ إِلَی الْحِیرَةِ إِلَی الْكُوفَةِ مِنَ

الدَّهَاقِینِ بِأَرْبَعِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ أَشْهَدَ عَلَی شِرَائِهِ قَالَ فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَشْتَرِی هَذَا بِهَذَا الْمَالِ وَ لَیْسَ یَنْبُتُ حَظّاً فَقَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُوفَانَ كُوفَانَ یُرَدُّ أَوَّلُهَا عَلَی آخِرِهَا یُحْشَرُ مِنْ ظَهْرِهَا سَبْعُونَ أَلْفاً یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَاشْتَهَیْتُ أَنْ یُحْشَرُوا مِنْ مِلْكِی (2).

بیان: یرد أولها علی آخرها بالتشدید علی بناء المجهول كنایة عن انتظامها و عمارتها أو إشارة إلی الرجعة فإن أوائل هذه الأمة الذین دفنوا فیها یردون إلی أواخرهم و هم القائم علیه السلام و أصحابه أو بالتخفیف علی بناء المعلوم بهذا المعنی الأخیر و یحتمل علی التقدیرین أن یكون كنایة عن خرابها و حدوث الفتن فیها.

«22»- حة، [فرحة الغری] نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنِ الشَّیْخِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ ابْنِ بِنْتِ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَرْبَعُ بِقَاعٍ ضَجَّتْ إِلَی اللَّهِ أَیَّامَ الطُّوفَانِ الْبَیْتُ الْمَعْمُورُ فَرَفَعَهُ اللَّهُ وَ الْغَرِیُّ وَ كَرْبَلَاءُ وَ طُوسُ (3).

«23»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی

ص: 231


1- 1. توجد نسخته مصورة بمكتبة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام العامّة فی النجف.
2- 2. فرحة الغریّ ص 9 و كان الرمز فی المتن لكامل الزیارات.
3- 3. فرحة الغریّ ص 28.

الْحَسَنِ الْحَذَّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ إِلَی جَانِبِكُمْ مَقْبَرَةً یُقَالُ لَهَا بَرَاثَا یُحْشَرُ مِنْهَا عِشْرُونَ وَ مِائَةُ أَلْفِ شَهِیدٍ كَشُهَدَاءِ بَدْرٍ(1).

«24»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ نَهَرَكُمْ یَصُبُّ فِیهِ مِیزَابَانِ مِنْ مَیَازِیبِ الْجَنَّةِ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ أَمْیَالٌ لَأَتَیْنَاهُ نَسْتَشْفِی بِهِ (2).

«25»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ بَدْرِ بْنِ خَلِیلٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَوَّلُ بُقْعَةٍ عُبِدَ اللَّهُ عَلَیْهَا ظَهْرُ الْكُوفَةِ لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ یَسْجُدُوا لآِدَمَ سَجَدُوا عَلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ(3).

أَقُولُ قَالَ الشَّیْخُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ فِی كِتَابِ إِرْشَادِ الْقُلُوبِ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْغَرِیُّ قِطْعَةٌ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِی كَلَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ مُوسی تَكْلِیماً وَ قَدَّسَ عَلَیْهِ عِیسَی تَقْدِیساً وَ اتَّخَذَ عَلَیْهِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله حَبِیباً وَ جَعَلَهُ لِلنَّبِیِّینَ مَسْكَناً(4).

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَظَرَ إِلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ مَنْظَرَكِ وَ أَطْیَبَ قَعْرَكِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَبْرِی بِهَا.

و من خواص تربته إسقاط عذاب القبر و ترك محاسبة منكر و نكیر للمدفون هناك كما وردت به الأخبار الصحیحة عن أهل البیت علیهم السلام (5).

و روی عن القاضی بن بدر الهمدانی الكوفی و كان رجلا صالحا قال كنت فی

ص: 232


1- 1. كامل الزیارات ص 330 و براثا: محلة كانت فی طرف بغداد فی قبلة الكرخ و جنوبی باب محول و كان لها جامع مفرد تصلی فیه الشیعة، و قد جرت علی الجامع و المحلة أحوال و أهوال، و الیوم هو من جوامع بغداد المشهورة.
2- 2. محاسن البرقی ص 575.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 34.
4- 4. إرشاد القلوب ج 2 ص 237 و الحدیث فیه عن ابن عبّاس.
5- 5. إرشاد القلوب ج 2 ص 238.

جامع الكوفة ذات لیلة و كانت لیلة مطیرة فدق باب مسلم جماعة ففتح لهم و ذكر بعضهم أن معهم جنازة فأدخلوها و جعلوها علی الصفة التی تجاه مسلم بن عقیل علیه السلام ثم إن أحدهم نعس فرأی فی منامه قائلا یقول لآخر ما تبصره حتی نبصر هل لنا معه حساب و ینبغی أن نأخذه منه عجلا قبل أن یتعدی الرصافة فما یبقی لنا معه طریق فانتبه و حكی لهم المنام فقال خذوه عجلا فأخذوه و مضوا به فی الحال إلی المشهد الشریف (1).

و روی جماعة من صلحاء المشهد الشریف الغروی أنه رأی كل واحد من القبور التی فی المشهد الشریف و ظاهره قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشریفة صلوات اللّٰه علی مشرفها(2).

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْخَلْوَةَ بِنَفْسِهِ أَتَی إِلَی طَرَفِ الْغَرِیِّ فَبَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ هُنَاكَ مُشْرِفٌ عَلَی النَّجَفِ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَقْبَلَ مِنَ الْبَرِیَّةِ رَاكِبٌ عَلَی نَاقَةٍ وَ قُدَّامَهُ جَنَازَةٌ فَحِینَ رَأَی عَلِیّاً علیه السلام قَصَدَهُ حَتَّی وَصَلَ إِلَیْهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ مِنْ أَیْنَ قَالَ مِنَ الْیَمَنِ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الْجَنَازَةُ الَّتِی مَعَكَ قَالَ جَنَازَةُ أَبِی لِأَدْفِنَهُ فِی هَذِهِ الْأَرْضِ فَقَالَ عَلِیٌّ لِمَ لَا دَفَنْتَهُ فِی أَرْضِكُمْ قَالَ أَوْصَی بِذَلِكَ وَ قَالَ إِنَّهُ یُدْفَنُ هُنَاكَ رَجُلٌ یُدْعَی فِی شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ فَقَالَ لَهُ علیه السلام أَ تَعْرِفُ ذَلِكَ الرَّجُلَ قَالَ لَا قَالَ أَنَا وَ اللَّهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَا وَ اللَّهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَا وَ اللَّهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَادْفِنْ فَقَامَ وَ دَفَنَهُ.

و من خواص ذلك الحرم الشریف أن جمیع المؤمنین یحشرون فیه (3).

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمُوتُ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا إِلَّا وَ حَشَرَ اللَّهُ رُوحَهُ إِلَی وَادِی السَّلَامِ.

و جاء فی الأخبار و الآثار أنه بین وادی النجف و الكوفة كأنی بهم قعود

ص: 233


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 238.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 238.
3- 3. المصدر السابق ج 2 ص 238.

یتحدثون علی منابر من نور و الأخبار فی هذا المعنی كثیرة انتهی كلامه ره (1).

«26»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْمُرْتَجِلِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الظَّهْرِ فَوَقَفَ بِوَادِی السَّلَامِ كَأَنَّهُ مُخَاطِبٌ لِأَقْوَامٍ فَقُمْتُ بِقِیَامِهِ حَتَّی أَعْیَیْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّی مَلِلْتُ ثُمَّ قُمْتُ حَتَّی نَالَنِی مِثْلُ مَا نَالَنِی أَوَّلًا ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّی مَلِلْتُ ثُمَّ قُمْتُ وَ جَمَعْتُ رِدَائِی فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی قَدْ أَشْفَقْتُ عَلَیْكَ مِنْ طُولِ الْقِیَامِ فَرَاحَةً سَاعَةً ثُمَّ طَرَحْتُ الرِّدَاءَ لِیَجْلِسَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا حَبَّةُ إِنْ هُوَ إِلَّا مُحَادَثَةُ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤَانَسَتُهُ قَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّهُمْ لَكَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ لَوْ كُشِفَ لَكَ لَرَأَیْتَهُمْ حَلَقاً حَلَقاً مُحْتَبِینَ یَتَحَادَثُونَ فَقُلْتُ أَجْسَامٌ أَمْ أَرْوَاحٌ فَقَالَ أَرْوَاحٌ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمُوتُ فِی بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ إِلَّا قِیلَ لِرُوحِهِ الْحَقِی بِوَادِی السَّلَامِ وَ إِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ (2).

«27»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَخِی بِبَغْدَادَ وَ أَخَافُ أَنْ یَمُوتَ بِهَا فَقَالَ مَا تُبَالِی حَیْثُ مَا مَاتَ أَمَا إِنَّهُ لَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا إِلَّا حَشَرَ اللَّهُ رُوحَهُ إِلَی وَادِی السَّلَامِ فَقُلْتُ لَهُ وَ أَیْنَ وَادِی السَّلَامِ قَالَ ظَهْرُ الْكُوفَةِ أَمَا إِنِّی كَأَنِّی بِهِمْ حَلَقٌ حَلَقٌ قُعُودٌ یَتَحَدَّثُونَ (3).

أَقُولُ رَوَی سَیِّدْ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَلَحِقْنَاهُ فَقَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَقَدْ مُلِئَتِ الْجَوَانِحُ مِنِّی عِلْماً كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِیتُ وَ إِذَا سَكَتُّ ابْتُدِیتُ ثُمَّ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی بَطْنِهِ وَ قَالَ أَعْلَاهُ عِلْمٌ وَ أَسْفَلُهُ ثُفْلٌ ثُمَّ مَرَّ حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّیْنِ فَلَحِقْنَاهُ وَ هُوَ مستلقی [مُسْتَلْقٍ] عَلَی الْأَرْضِ بِجَسَدِهِ لَیْسَ تَحْتَهُ ثَوْبٌ فَقَالَ لَهُ قَنْبَرٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا

ص: 234


1- 1. المصدر السابق ج 2 ص 239.
2- 2. الكافی ج 3 ص 243.
3- 3. الكافی ج 3 ص 243.

أَبْسُطُ تَحْتَكَ ثَوْبِی قَالَ لَا هَلْ هِیَ إِلَّا تُرْبَةُ مُؤْمِنٍ وَ من أحمته [مُزَاحَمَتُهُ] فِی مَجْلِسِهِ فَقَالَ الْأَصْبَغُ تُرْبَةُ الْمُؤْمِنِ قَدْ عَرَفْنَاهَا كَانَتْ أَوْ تَكُونُ فَمَا من أحمته [مُزَاحَمَتُهُ] بِمَجْلِسِهِ فَقَالَ یَا ابْنَ نُبَاتَةَ لَوْ كُشِفَ لَكُمْ لَأَلْفَیْتُمْ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذِهِ حَلَقاً حَلَقاً یَتَزَاوَرُونَ وَ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ فِی هَذَا الظَّهْرِ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ بِوَادِی بَرَهُوتَ رُوحَ كُلِّ كَافِرٍ ثُمَّ رَكِبَ بَغْلَهُ وَ انْتَهَی إِلَی الْمَسْجِدِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ كَانَ بِخَزَفٍ وَ دِنَانٍ وَ طِینٍ فَقَالَ وَیْلٌ لِمَنْ هَدَمَكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ یَسْتَهْدِمُكَ وَ وَیْلٌ لِبَانِیكَ بِالْمَطْبُوخِ الْمُغَیَّرِ قِبْلَةَ نُوحٍ- وَ طُوبَی لِمَنْ شَهِدَ هَدْمَهُ مَعَ الْقَائِمِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی أُولَئِكَ خَیْرُ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ الْعِتْرَةِ.

باب 2 موضع قبره صلوات اللّٰه علیه و موضع رأس الحسین صلوات اللّٰه و سلامه علیه و من دفن عنده من الأنبیاء علیهم السلام

«1»- حة، [فرحة الغری] ذَكَرَ الْفَقِیهُ صَفِیُّ الدِّینِ بْنُ مَعْدَانَ فِی مَزَارِ فَقِیهِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ وَ كَانَ ثِقَةً عَیْناً صَحِیحَ الِاعْتِقَادِ قَالَ أَخَذْتُ هَذِهِ الزِّیَارَةَ مِنْ كُتُبِ عُمُومَتِی وَ كَانَتْ بِخَطِّ عَمِّیَ الْحُسَیْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ وَ أَخْبَرَنِی زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الصَّادِقِ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ أُرِیدُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا جُزْنَا بِالْحِیرَةِ قَالَ یَا صَفْوَانُ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ تُخْرِجُ الْمَطَایَا إِلَی الْقَائِمِ وَ حد [جِدَّ] الطَّرِیقَ إِلَی الْغَرِیِّ قَالَ صَفْوَانُ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی قَائِمِ الْغَرِیِّ أَخْرَجَ رِشَاءً مَعَهُ دَقِیقاً قَدْ عُمِلَ مِنَ الْكِنْبَارِ ثُمَّ أَبْعَدَ مِنَ الْقَائِمِ مَغْرِباً خُطًی كَثِیرَةً ثُمَّ مَدَّ ذَلِكَ الرِّشَاءَ حَتَّی إِذَا انْتَهَی إِلَی آخِرِهِ وَقَفَ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا كَفّاً مِنْ تُرَابٍ فَشَمَّهُ مَلِیّاً ثُمَّ أَقْبَلَ یَمْشِی حَتَّی وَقَفَ عَلَی مَوْضِعِ الْقَبْرِ الْآنَ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْمُبَارَكَةِ إِلَی التُّرْبَةِ فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً ثُمَّ شَمَّهَا ثُمَّ شَهَقَ شَهْقَةً حَتَّی ظَنَنْتُ

ص: 235

أَنَّهُ فَارَقَ الدُّنْیَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ هَاهُنَا وَ اللَّهِ مَشْهَدُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ خَطَّ تَخْطِیطاً فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مَنَعَ الْأَبْرَارَ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ مِنْ إِظْهَارِ مَشْهَدِهِ قَالَ حَذَراً مِنْ بَنِی مَرْوَانَ وَ الْخَوَارِجِ أَنْ تَحْتَالَ فِی أَذَاهُ قَالَ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ الصَّادِقَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ تَزُورُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا صَفْوَانُ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ ثَوْبَیْنِ طَاهِرَیْنِ غَسِیلَیْنِ أَوْ جَدِیدَیْنِ وَ نَلْ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ فَإِنْ لَمْ تَنَلْ أَجْزَأَكَ فَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی- وَ تَمَّمَ الزِّیَارَةَ وَ تَرَكْتُهَا لِطُولِهَا(1).

«2»- قَالَ وَ ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ الْأَنْوَارِ یَرْوِیهَا یُوسُفُ الْكَاتِبُ وَ مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ جَمِیعاً عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ الزِّیَارَةَ لِقَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَاغْتَسِلْ حَیْثُ مَنْزِلُكَ وَ قُلْ حِینَ تَعْبُرُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْیِی مَشْكُوراً- وَ ذَكَرَ الزِّیَارَةَ تَكُونُ كُرَّاسَتَیْنِ قَطْعَ الثُّمُنِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَ آخِرُهَا اللَّهُمَّ اخْتِمْ لِی بِالسَّعَادَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْخِیَرَةِ.

«3»- وَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَشْهَدِیِّ فِی مَزَارِهِ: أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام عَلَّمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ هَذِهِ الزِّیَارَةَ وَ قَالَ إِذَا أَتَیْتَ مَشْهَدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاغْتَسِلْ لِلزِّیَارَةِ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِكَ وَ شَمَّ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ وَ امْشِ وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَی بَابِ السَّلَامِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ كَبِّرِ اللَّهَ تَعَالَی ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی خِیَرَةِ اللَّهِ- وَ ذَكَرَ الزِّیَارَةَ بِطُولِهَا(2).

«4»- وَ ذَكَرَ الْعَمُّ السَّعِیدُ فِی مَزَارِهِ: أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام زَارَ بِهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ سَابِعَ عَشَرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ- وَ هِیَ الَّتِی رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ- وَ لَكِنِّی رَأَیْتُ فِی الرِّوَایَتَیْنِ اخْتِلَافاً كَثِیراً(3).

توضیح: الكنبار بالكسر حبل لیف النارجیل.

أقول: هذا الخبر مشتمل علی أسانید ما سنورده من الزیارات و یدل علی

ص: 236


1- 1. فرحة الغریّ ص 39.
2- 2. المزار الكبیر ص 94- 97.
3- 3. مزار الشهید ص 27- 30.

أنها منقولة فلا تغفل.

«5»- حة، [فرحة الغری] أَبُو نُعَیْمٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مِیثَمٍ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالا: مَضَیْنَا إِلَی الْحِیرَةِ فَاسْتَأْذَنَّا وَ دَخَلْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَلَسْنَا إِلَیْهِ وَ سَأَلْنَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ إِذَا خَرَجْتُمْ فَجُزْتُمُ الثُّوَیَّةَ وَ الْقَائِمَ وَ صِرْتُمْ مِنَ النَّجَفِ عَلَی غَلْوَةٍ أَوْ غَلْوَتَیْنِ رَأَیْتُمْ ذَكَوَاتٍ بِیضاً بَیْنَهَا قَبْرٌ قَدْ جَرَفَهُ السَّیْلُ ذَاكَ قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَغَدَوْنَا مِنْ غَدٍ فَجُزْنَا الثُّوَیَّةَ وَ الْقَائِمَ وَ إِذَا ذَكَوَاتٌ بِیضٌ فَجِئْنَاهَا فَإِذَا الْقَبْرُ كَمَا وَصَفَ قَدْ جَرَفَهُ السَّیْلُ فَنَزَلْنَا فَسَلَّمْنَا وَ صَلَّیْنَا عِنْدَهُ ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَوَصَفْنَا لَهُ فَقَالَ أَصَبْتُمْ أَصَابَ اللَّهُ بِكُمُ الرَّشَادَ(1).

بیان: قال الفیروزآبادی (2)

الثویة كغنیة أخفض علم بقدر قعدتك و قال الجزری (3)

فیه ذكر الثویة هی بضم الثاء و فتح الواو و تشدید الیاء و یقال بفتح الثاء و كسر الواو موضع بالكوفة به قبر أبی موسی الأشعری و المغیرة بن شعبة انتهی و القائم كأنه بناء أو أسطوانة بقرب الطریق و الذكوة فی اللغة الجمرة الملتهبة فیمكن أن یكون المراد بالذكوات التلال الصغیرة المحیطة بقبره علیه السلام شبهها لضیائها و توقدها عند شروق الشمس علیها لما فیها من الدراری المضیئة بالجمرة الملتهبة و لا یبعد أن یكون تصحیف دكاوات جمع دكاء و هو التل الصغیر و فی بعض النسخ الركوات بالراء المهملة فیحتمل أن یكون المراد بها غدرانا و حیاضا كانت حوله.

«6»- حة، [فرحة الغری] یَحْیَی بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَزْدَقِ عَنْ حُمَیْدٍ الْحَجَّالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَشِیشٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِیِّ عَنْ أَبِی مُعَمَّرٍ الْهِلَالِیِّ عَنْ أَبِی قُرَّةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ كَانَ مِنَ الْمَوَالِی وَ كُنَّا نَعُدُّهُ مِنَ الْأَخْیَارِ

ص: 237


1- 1. فرحة الغریّ ص 44.
2- 2. القاموس ج 4 ص 310.
3- 3. النهایة ج 2 ص 165.

قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ نَحْوَ الْجَبَّانَةِ فَصَلَّی لَیْلًا طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا قُرَّةَ حَدِّثْنِی أَیُّ مَوْضِعٍ هَذَا قَالَ فَقُلْتُ لَا نَدْرِی قَالَ نَحْنُ قُرْبَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- یَا أَبَا قُرَّةَ نَحْنُ فِی رَوْضَةٍ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ(1).

«7»- حة، [فرحة الغری] قَرَأْتُ بِخَطِّ السَّیِّدِ الشَّرِیفِ الْفَاضِلِ أَبِی یَعْلَی الْجَعْفَرِیِّ مَا صُورَتُهُ حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی فَجَاءَهُ أَحْمَدُ بْنُ عِیسَی بْنِ یَحْیَی ابْنُ أَخِیهِ فَسَأَلَهُ وَ أَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ تَعْرِفُ فِی حَدِیثِ قَبْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ حَدِیثِ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ فَقَالَ نَعَمْ أَخْبَرَنِی مَوْلًی لَنَا عَنْ مَوْلًی لِبَنِی الْعَبَّاسِ- قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ خُذْ مَعَكَ مِعْوَلًا وَ زِنْبِیلًا وَ امْضِ مَعِی قَالَ فَأَخَذْتُ مَا قَالَ وَ ذَهَبْتُ مَعَهُ لَیْلًا حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّ فَإِذَا بِقَبْرٍ فَقَالَ احْفِرْ فَحَفَرْتُ حَتَّی بَلَغْتُ اللَّحْدَ فَقُلْتُ هَذَا قَبْرٌ قَدْ ظَهَرَ فَقَالَ طُمَّ ذَلِكَ هَذَا قَبْرُ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ وَ هَذَا لِأَنَّ الْمَنْصُورَ یَسْمَعُ بِذَلِكَ عَنْ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام فَأَرَادَ أَنْ یَسْتَبْرِئَ الْحَالَ فَاتَّضَحَتْ (2).

بیان: قوله عن حدیث صفوان أی القبر الذی عرفه الناس و أخذوه من حدیث صفوان حیث روی تعیین هذا الموضع.

«8»- حة، [فرحة الغری] عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْحَافِظِ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعُكْبَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بُشْرَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأُشْنَانِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی الدُّنْیَا وَ نَقَلْتُهُ مِنْ نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ عَلَیْهَا طَبَقَاتٌ كَثِیرَةٌ وَ هِیَ عِنْدِی قَالَ أَخْبَرَنَا عُمَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا حُصَیْنٍ وَ الْأَعْمَشَ وَ غَیْرَهُمْ فَقُلْتُ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ أَنَّهُ صَلَّی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَوْ شَهِدَ دَفْنَهُ قَالُوا لَا فَسَأَلْتُ أَبَاكَ مُحَمَّدَ بْنَ السَّائِبِ فَقَالَ أُخْرِجَ بِهِ لَیْلًا وَ خَرَجَ بِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ علیهم السلام وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَدُفِنَ فِی ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَقُلْتُ لِأَبِیكَ لِمَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ قَالَ مَخَافَةَ أَنْ

ص: 238


1- 1. فرحة الغریّ ص 49.
2- 2. نفس المصدر ص 51.

تَنْبُشَهُ الْخَوَارِجُ وَ غَیْرُهُمْ (1).

بیان: لعل المراد بالطبقات الكواغذ التی أطبقت و ألزقت بها لإصلاح ما اندرس منها.

«9»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ النَّقَّاشِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّخَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِیِّ عَنْ یَحْیَی الْحِمَّانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ مُخْتَارٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی مَطَرٍ قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ الْفَاسِقُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لَهُ الْحَسَنُ- أَقْتُلُهُ قَالَ لَا وَ لَكِنِ احْبِسْهُ فَإِذَا مِتُّ فَاقْتُلُوهُ فَإِذَا مِتُّ فَادْفِنُونِی فِی هَذَا الظَّهْرِ فِی قَبْرِ أَخَوَیَّ هُودٍ وَ صَالِحٍ (2).

«10»- وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُرْجَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام أَیْنَ دَفَنْتُمْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ عَلَی شَفِیرِ الْجُرُفِ وَ مَرَرْنَا بِهِ لَیْلًا عَلَی مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ وَ قَالَ ادْفِنُونِی فِی قَبْرِ أَخِی هُودٍ(3).

«11»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَا سَمِعْتَ مِنْ أَشْیَاخِكَ فَقُلْتُ لَهُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ دُفِنَ بِنَجَفِ الْكُوفَةِ وَ رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ بِمِثْلِ هَذَا فَقَالَ سَمِعْتُ مِنْهُ یَذْكُرُ أَنَّهُ دُفِنَ فِی مَسْجِدِكُمْ بِالْكُوفَةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیْشٍ لِمَنْ صَلَّی فِیهِ مِنَ الْفَضْلِ فَقَالَ كَانَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَقُولُ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ ثَلَاثُ مِرَارٍ هَكَذَا وَ هَكَذَا بِیَدَیْهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ تُجَاهٍ (4).

بیان: قوله علیه السلام سمعت منه أی من یونس بالواسطة و إنما لم یبین علیه السلام الجواب تقیة قوله ثلاث مرار أی أشار علیه السلام إلی الجوانب الثلاثة مبینا أن له من الفضل ما یملأ تلك الجوانب إلی السماء تشبیها للمعقول بالمحسوس.

ص: 239


1- 1. المصدر السابق ص 54.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 33.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 34.
4- 4. قرب الإسناد ص 162.

«12»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ أَخِی وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ ابْنُ الْوَلِیدِ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْجَمَّالِ قَالَ كُنْتُ وَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ الْأَزْدِیَّ فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دُفِنَ بِالرَّحَبَةِ فَقَالَ لَا قَالَ فَأَیْنَ دُفِنَ قَالَ إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ- فَأَتَی بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِیباً مِنَ النَّجَفِ یَسْرَةً مِنَ الْغَرِیِّ یَمْنَةً عَنِ الْحِیرَةِ فَدَفَنَهُ بَیْنَ ذَكَوَاتٍ بِیضٍ قَالَ فَلَمَّا كَانَ بَعُدَ ذَهَبْتُ إِلَی الْمَوْضِعِ فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ ثُمَّ أَتَیْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِی أَصَبْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

«13»- حة، [فرحة الغری] عَمِّی وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ سَعِیدٍ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ الدَّرْبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (2).

«14»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْخِلَالِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا أَیْنَ دَفَنْتُمْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ خَرَجْنَا بِهِ لَیْلًا حَتَّی مَرَرْنَا بِهِ عَلَی مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ حَتَّی خَرَجْنَا إِلَی الظَّهْرِ نَاحِیَةِ الْغَرِیِ (3).

«15»- حة، [فرحة الغری] ابْنُ قُولَوَیْهِ: مِثْلَهُ (4).

«16»- مل، [كامل الزیارات] جَمَاعَةُ مَشَایِخِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَتَانِی عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ فَقَالَ لِی ارْكَبْ فَرَكِبْتُ مَعَهُ فَمَضَیْنَا حَتَّی أَتَیْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِیِّ فَاسْتَخْرَجَهُ فَرَكِبَ مَعَنَا ثُمَّ مَضَیْنَا حَتَّی أَتَیْنَا الْغَرِیَّ فَانْتَهَیْنَا إِلَی قَبْرٍ فَقَالَ انْزِلُوا هَذَا قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ هَذَا قَالَ أَتَیْتُهُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَیْثُ كَانَ بِالْحِیرَةِ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ خَبَّرَنِی أَنَّهُ قَبْرُهُ (5).

ص: 240


1- 1. كامل الزیارات ص 33.
2- 2. فرحة الغریّ ص 24.
3- 3. كامل الزیارات ص 33.
4- 4. فرحة الغریّ ص 11.
5- 5. كامل الزیارات ص 34.

«17»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (1).

«18»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ الْكُلَیْنِیُّ مَعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ بِالْحِیرَةِ أَ مَا تُرِیدُ مَا وَعَدْتُكَ قَالَ قُلْتُ بَلَی یَعْنِی الذَّهَابَ إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- قَالَ فَرَكِبَ وَ رَكِبَ إِسْمَاعِیلُ مَعَهُ وَ رَكِبْتُ مَعَهُمْ حَتَّی إِذَا جَازَ الثُّوَیَّةَ وَ كَانَ بَیْنَ الْحِیرَةِ وَ النَّجَفِ عِنْدَ ذَكَوَاتٍ بِیضٍ نَزَلَ وَ نَزَلَ إِسْمَاعِیلُ وَ نَزَلْتُ مَعَهُمْ فَصَلَّی وَ صَلَّی إِسْمَاعِیلُ وَ صَلَّیْتُ فَقَالَ لِإِسْمَاعِیلَ قُمْ فَسَلِّمْ عَلَی جَدِّكَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَیْسَ الْحُسَیْنُ بِكَرْبَلَاءَ فَقَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَمَّا حُمِلَ رَأْسُهُ إِلَی الشَّامِ سَرَقَهُ مَوْلًی لَنَا فَدَفَنَهُ بِجَنْبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا(2).

«19»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«20»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَرَّ بِظَهْرِ قَبْرٍ فَنَزَلَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِیلًا فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ سَارَ قَلِیلًا فَنَزَلَ فَصَلَّی

رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ هَذَا مَوْضِعُ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا الْمَوْضِعَیْنِ اللَّذَیْنِ صَلَّیْتَ فِیهِمَا قَالَ مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ مَوْضِعُ مِنْبَرِ الْقَائِمِ (4).

«21»- حة، [فرحة الغری] عَمِّی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دَرْبِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الطُّوسِیِّ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ عَنْ سَهْلٍ: مِثْلَهُ (5).

«22»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ

ص: 241


1- 1. فرحة الغریّ ص 24.
2- 2. كامل الزیارات ص 34.
3- 3. فرحة الغریّ ص 24.
4- 4. كامل الزیارات ص 34 و فیه( بظهر الكوفة) بدل( بظهر قبر).
5- 5. فرحة الغریّ ص 21.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّكَ إِذَا أَتَیْتَ الْغَرِیَّ رَأَیْتَ قَبْرَیْنِ قَبْراً كَبِیراً وَ قَبْراً صَغِیراً فَأَمَّا الْكَبِیرُ فَقَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَمَّا الصَّغِیرُ فَرَأْسُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام (1).

«23»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: سَارَ وَ أَنَا مَعَهُ مِنَ الْقَادِسِیَّةِ حَتَّی أَشْرَفَ عَلَی النَّجَفِ فَقَالَ هُوَ الْجَبَلُ الَّذِی اعْتَصَمَ بِهِ ابْنُ جَدِّی نُوحٍ علیه السلام فَ قالَ سَآوِی إِلی جَبَلٍ یَعْصِمُنِی مِنَ الْماءِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا نَجَفُ أَ یُعْتَصَمُ بِكَ مِنِّی فَغَابَ فِی الْأَرْضِ وَ تَقَطَّعَ إِلَی قُطْرِ الشَّامِ ثُمَّ قَالَ اعْدِلْ بِنَا فَعَدَلْتُ فَلَمْ یَزَلْ سَائِراً حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّ فَوَقَفَ عَلَی الْقَبْرِ فَسَاقَ السَّلَامَ مِنْ آدَمَ عَلَی نَبِیٍّ نَبِیٍّ علیه السلام وَ أَنَا أَسُوقُ مَعَهُ حَتَّی وَصَلَ السَّلَامَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ خَرَّ عَلَی الْقَبْرِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ عَلَا نَحِیبُهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْقَبْرُ فَقَالَ هَذَا قَبْرُ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).

بیان: القطر بالضم و بضمتین الناحیة و الجانب.

«24»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَحْیَی بْنَ مُوسَی وَ تَعَرُّضَهُ لِمَنْ یَأْتِی قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَّهُ كَانَ یَنْزِلُ مَوْضِعاً كَانَ یُقَالُ لَهُ الثُّوَیَّةُ یَتَنَزَّهُ إِلَیْهِ أَلَا وَ قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِیلًا وَ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِی رَوَی صَفْوَانُ الْجَمَّالُ- أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَصَفَهُ لَهُ قَالَ لَهُ فِیمَا ذَكَرَ إِذَا انْتَهَیْتَ إِلَی الْغَرِیِّ ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَاجْعَلْهُ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَ تَوَجَّهْ عَلَی نَحْوِ النَّجَفِ وَ تَیَامَنْ قَلِیلًا فَإِذَا انْتَهَیْتَ إِلَی الذَّكَوَاتِ الْبِیضِ وَ الثَّنِیَّةُ أَمَامَهُ فَذَلِكَ قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا آتِیهِ كَثِیراً.

وَ مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ لَا یَرَی ذَلِكَ وَ یَقُولُ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ هُوَ

ص: 242


1- 1. كامل الزیارات ص 34.
2- 2. كامل الزیارات ص 35.

فِی الْقَصْرِ فَأَرُدُّ عَلَیْهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَكُنْ لِیَجْعَلَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْقَصْرِ فِی مَنَازِلِ الظَّالِمِینَ وَ لَمْ یَكُنْ یُدْفَنُ فِی الْمَسْجِدِ وَ هُمْ یُرِیدُونَ سَتْرَهُ فَأَیُّنَا أَصْوَبُ قَالَ أَنْتَ أَصْوَبُ مِنْهُ أَخَذْتَ بِقَوْلِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَرَی أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا یَقُولُ بِقَوْلِكَ وَ لَا یَذْهَبُ مَذْهَبَكَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ مَا ذَلِكَ شَیْ ءٌ مِنَ اللَّهِ قَالَ أَجَلْ إِنَّ اللَّهَ یُوَفِّقُ مَنْ یَشَاءُ وَ یُؤْمِنُ عَلَیْهِ فَقُلْ ذَلِكَ بِتَوْفِیقِ اللَّهِ وَ احْمَدْهُ عَلَیْهِ (1).

«25»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).

«26»- مل، [كامل الزیارات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَشْیَمَ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْحِیرَةِ أَیَّامَ مَقْدَمِهِ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ فِی لَیْلَةٍ صحیانة [ضَحْیَانَةٍ] مُقْمِرَةٍ قَالَ فَنَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ یَا یُونُسُ أَ مَا تَرَی هَذِهِ الْكَوَاكِبَ مَا أَحْسَنَهَا أَمَا إِنَّهَا أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ نَحْنُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ فَمَرَّ بِإِسْرَاجِ الْبَغْلِ وَ الْحِمَارِ فَلَمَّا أُسْرِجَا قَالَ یَا یُونُسُ أَیُّهُمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ الْبَغْلُ أَوِ الْحِمَارُ قَالَ فَظَنَنْتُ أَنَّ الْبَغْلَ أَعْجَبُ لِقَوَّتِهِ فَقُلْتُ الْحِمَارُ قَالَ أُحِبُّ أَنْ تُؤْثِرَنِی بِهِ قُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحِیرَةِ قَالَ تَقَدَّمْ یَا یُونُسُ قَالَ فَأَقْبَلَ یَقُولُ تَیَامَنْ تَیَاسَرْ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی الذَّكَوَاتِ الْحُمْرِ قَالَ علیه السلام هُوَ الْمَكَانُ قُلْتُ نَعَمْ فَتَیَامَنَ ثُمَّ قَصَدَ إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ مَاءٌ وَ عَیْنٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَنَا مِنْ أَكَمَةٍ فَصَلَّی عِنْدَهَا ثُمَّ مَالَ عَلَیْهَا وَ بَكَی ثُمَّ مَالَ إِلَی أَكَمَةٍ دُونَهَا فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ افْعَلْ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَلَمَّا تَفَرَّغْتُ قَالَ لِی یَا یُونُسُ تَعْرِفُ هَذَا الْمَكَانَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ الْمَوْضِعُ الَّذِی صَلَّیْتُ عِنْدَهُ أَوَّلًا هُوَ قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَكَمَةُ

ص: 243


1- 1. كامل الزیارات ص 35.
2- 2. كامل الزیارات ص 36.

الْأُخْرَی رَأْسُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنَّ الْمَلْعُونَ عُبَیْدَ اللَّهِ بْنَ زِیَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ لَمَّا بَعَثَ بِرَأْسِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِلَی الشَّامِ رُدَّ إِلَی الْكُوفَةِ فَقَالَ أَخْرِجُوهُ عَنْهَا لَا یَفْتَتِنْ بِهِ أَهْلُهَا فَصَیَّرَهُ اللَّهُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَالرَّأْسُ مَعَ الْجَسَدِ وَ الْجَسَدُ مَعَ الرَّأْسِ (1).

بیان: قوله علیه السلام فالرأس مع الجسد أی بعد ما دفن الرأس هنا ألحقه اللّٰه بالجسد و إنما یزار و یصلی هاهنا لكونه محلا للرأس المقدس وقتا ما و یحتمل علی بعد أن یكون المراد أن جسد أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كالجسد لهذا الرأس الشریف فكأن الرأس لم یفارق الجسد و اللّٰه یعلم.

«27»- حة، [فرحة الغری](2)

مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَمَّا كُنْتُ بِالْحِیرَةِ عِنْدَ أَبِی الْعَبَّاسِ كُنْتُ آتِی قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَیْلًا وَ هُوَ بِنَاحِیَةِ نَجَفِ الْحِیرَةِ إِلَی جَانِبِ غَرِیِّ النُّعْمَانِ فَأُصَلِّی عِنْدَهُ صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ أَنْصَرِفُ قَبْلَ الْفَجْرِ(3).

«28»- مل، [كامل الزیارات] عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْضِعِ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَوَصَفَ لِی مَوْضِعَهُ حَیْثُ دَكَادِكُ الْمِیلِ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَصَلَّیْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ عُدْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ قَابِلٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَهَابِی وَ صَلَاتِی عِنْدَهُ فَقَالَ أَصَبْتَ فَمَكَثْتُ عِشْرِینَ سَنَةً أُصَلِّی عِنْدَهُ (4).

بیان: قال الفیروزآبادی (5)

الدكدك من الرمل ما تكبس و استوی أو ما التبد منه بالأرض أو هی أرض فیها غلظ الجمع دكادك انتهی و لا یبعد أن یكون المیل تصحیف الرمل و هذا یؤید كون الذكوات مصحف الدكاوات.

«29»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ أَیْنَ مَوْضِعُ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ الْغَرِیُّ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ

ص: 244


1- 1. كامل الزیارات ص 36.
2- 2. فرحة الغریّ ص 28.
3- 3. كامل الزیارات ص 37.
4- 4. كامل الزیارات ص 37.
5- 5. القاموس ج 3 ص 302.

إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ یَقُولُ دُفِنَ فِی الرَّحَبَةِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ بَعْضُ النَّاسِ یَقُولُ دُفِنَ فِی الْمَسْجِدِ(1).

«30»- حة، [فرحة الغری] نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الطُّوسِیِّ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ أَخْضَرَ الْحَنْبَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْبُرْسِیِّ عَنِ الشَّرِیفِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ غَزَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ قَالَ وَ حَدَّثَنِی یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ

عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ یَعْنِی الثَّقَفِیَّ عَنِ الْحُسَیْنِ الْخَلَّالِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَیْنَ دَفَنْتُمْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ خَرَجْنَا بِهِ لَیْلًا حَتَّی مَرَرْنَا بِهِ عَلَی مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ- حَتَّی خَرَجْنَا إِلَی الظَّهْرِ بِجَنْبِ الْغَرِیِ (2).

«31»- حة، [فرحة الغری] ذَكَرَ حَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَرَدَ إِلَی الْكُوفَةِ وَ دَخَلَ مَسْجِدَهَا وَ بِهِ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ وَ كَانَ مِنْ زُهَّادِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ مَشَایِخِهَا فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَمَا سَمِعْتُ أَطْیَبَ مِنْ لَهْجَتِهِ فَدَنَوْتُ لِأَسْمَعَ مَا یَقُولُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ إِلَهِی إِنْ كَانَ قَدْ عَصَیْتُكَ فَإِنِّی قَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ الْإِقْرَارِ بِوَحْدَانِیَّتِكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَیَّ لَا مَنّاً مِنِّی عَلَیْكَ- وَ الدُّعَاءُ مَعْرُوفٌ ثُمَّ نَهَضَ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَتَبِعْتُهُ إِلَی مُنَاخِ الْكُوفَةِ فَوَجَدْتُ عَبْداً أَسْوَدَ مَعَهُ نَجِیبٌ وَ نَاقَةٌ فَقُلْتُ یَا أَسْوَدُ مَنِ الرَّجُلُ فَقَالَ أَ وَ تَخْفَی عَلَیْكَ شَمَائِلُهُ هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَأَكْبَبْتُ عَلَی قَدَمَیْهِ أُقَبِّلُهُمَا فَرَفَعَ رَأْسِی بِیَدِهِ وَ قَالَ لَا یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّمَا یَكُونُ السُّجُودُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَقْدَمَكَ إِلَیْنَا قَالَ مَا رَأَیْتَ وَ لم [لَوْ] عَلِمَ النَّاسُ مَا فِیهِ مِنَ الْفَضْلِ لَأَتَوْهُ وَ لَوْ حَبْواً هَلْ لَكَ أَنْ تَزُورَ مَعِی قَبْرَ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- قُلْتُ أَجَلْ فَسِرْتُ فِی ظِلِّ نَاقَتِهِ یُحَدِّثُنِی حَتَّی أَتَیْنَا الْغَرِیَّیْنِ وَ هِیَ بُقْعَةٌ بَیْضَاءُ تَلْمَعُ نُوراً فَنَزَلَ عَنْ نَاقَتِهِ وَ مَرَّغَ خَدَّیْهِ عَلَیْهَا وَ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ هَذَا قَبْرُ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ زَارَهُ

ص: 245


1- 1. كامل الزیارات ص 37.
2- 2. فرحة الغریّ ص 12.

بِزِیَارَةٍ أَوَّلُهَا السَّلَامُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ الرَّضِیِّ وَ نُورِ وَجْهِهِ الْمُضِی ءِ ثُمَّ وَدَّعَهُ وَ مَضَی إِلَی الْمَدِینَةِ وَ رَجَعْتُ أَنَا إِلَی الْكُوفَةِ(1).

«32»- حة، [فرحة الغری] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرْبِیُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حُسَیْنٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الصَّائِغِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی عُبَیْدِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: رَأَیْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بِالْغَرِیِّ عِنْدَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَذَّنَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ صَلَّی مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ سَمِعْتُ جَعْفَراً یَقُولُ هَذَا قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (2).

«33»- حة، [فرحة الغری] ذَكَرَ إِبْرَاهِیمُ الثَّقَفِیُّ فِی مَقْتَلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ یَحْیَی الثَّوْرِیُّ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: حَمَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی النَّجَفِ قَالَ یَا صَفْوَانُ تَیَاسَرْ حَتَّی تَجُوزَ الْحِیرَةَ فَتَأْتِیَ الْقَائِمَ قَالَ فَبَلَغْتُ الْمَوْضِعَ الَّذِی وَصَفَ لِی فَنَزَلَ وَ تَوَضَّأَ ثُمَّ تَقَدَّمَ هُوَ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَصَلَّیَا عِنْدَ قَبْرٍ فَلَمَّا قَضَیَا صَلَاتَهُمَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ مَوْضِعٍ هَذَا الْقَبْرُ قَالَ هَذَا قَبْرُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ الْقَبْرُ الَّذِی تَأْتِیهِ النَّاسُ هُنَاكَ (3).

«34»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِلْیَاسَ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ السِّنْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حِینَ قَدِمَ إِلَی الْحِیرَةِ فَقَالَ لَیْلَةً أَسْرِجُوا لِیَ الْبَغْلَةَ فَرَكِبَ وَ أَنَا مَعَهُ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی الظَّهْرِ فَنَزَلَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تَنَحَّی فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تَنَحَّی فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی رَأَیْتُكَ صَلَّیْتَ فِی ثَلَاثِ مَوَاضِعَ فَقَالَ أَمَّا الْأُولَی فَمَوْضِعُ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الثَّانِی مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ الثَّالِثُ مَوْضِعُ مِنْبَرِ

ص: 246


1- 1. فرحة الغریّ ص 16.
2- 2. نفس المصدر ص 20.
3- 3. نفس المصدر ص 20.

الْقَائِمِ علیه السلام (1).

«35»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ الْمُعَظَّمُ نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ عَنِ الشَّیْخِ الطُّوسِیِّ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ خَالِهِ یَعْقُوبَ بْنِ إِلْیَاسَ عَنْ مُبَارَكٍ الْخَبَّازِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَسْرِجِ الْبَغْلَ وَ الْحِمَارَ فِی وَقْتِ مَا قَدِمَ وَ هُوَ فِی الْحِیرَةِ قَالَ فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّی دَخَلَ الْجُرْفَ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِیلًا آخَرَ فَنَزَلَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَكِبَ وَ رَجَعَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْأَوَّلَتَیْنِ وَ الثَّانِیَتَیْنِ وَ الثَّالِثَتَیْنِ فَقَالَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مَوْضِعَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الرَّكْعَتَیْنِ الثَّانِیَتَیْنِ مَوْضِعَ رَأْسِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ الرَّكْعَتَیْنِ الثَّالِثَتَیْنِ مَوْضِعَ مِنْبَرِ الْقَائِمِ علیه السلام (2).

«36»- حة، [فرحة الغری] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ بِإِسْنَادِهِ: مِثْلَهُ (3).

بیان: قال الفیروزآبادی (4) الجرف بالضم ما تجرفته السیول و أكلته من الأرض.

«37»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ الطَّائِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی ذَكَرَ: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام مَضَی إِلَی الْحِیرَةِ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ عَلَی رَاحِلَتَیْنِ وَ ذَاعَ الْخَبَرُ بِالْكُوفَةِ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی قُلْتُ لِغُلَامٍ لِی اذْهَبْ فَاقْعُدْ لِی فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الطَّرِیقِ فَإِذَا رَأَیْتَ غُلَامَیْنِ عَلَی رَاحِلَتَیْنِ فَتَعَالَ إِلَیَّ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا جَاءَنِی فَقَالَ قَدْ أَقْبَلَا فَقُمْتُ إِلَی بَارِیَّةٍ فَطَرَحْتُهَا عَلَی قَارِعَةِ الطَّرِیقِ وَ إِلَی وِسَادَةٍ وَ صُفْرِیَّةٍ جَدِیدَةٍ وَ قُلَّتَیْنِ فَعَلَّقْتُهُمَا فِی النَّخْلَةِ عِنْدَهَا طَبَقٌ مِنَ

ص: 247


1- 1. المصدر السابق ص 21.
2- 2. المصدر السابق ص 21.
3- 3. نفس المصدر ص 22.
4- 4. القاموس ج 3 ص 123.

الرُّطَبِ كَانَتِ النَّخْلَةُ صَرَفَانَةً فَلَمَّا أَقْبَلَ تَلَقَّیْتُهُ وَ إِذَا الْغُلَامُ مَعَهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَحَّبَ بِی ثُمَّ قُلْتُ یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِیكَ تَنْزِلُ عِنْدِی سَاعَةً وَ تَشْرَبُ شَرْبَةَ مَاءٍ بَارِدٍ فَثَنَی رِجْلَهُ فَنَزَلَ وَ اتَّكَی عَلَی الْوِسَادَةِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی النَّخْلَةِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا وَ قَالَ یَا شَیْخُ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ النَّخْلَةَ عِنْدَكُمْ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَرَفَانَةً فَقَالَ وَیْحَكَ هَذِهِ وَ اللَّهِ الْعَجْوَةُ نَخْلَةُ مَرْیَمَ الْقُطْ لَنَا مِنْهَا فَلَقَطْتُ فَوَضَعْتُهُ فِی الطَّبَقِ الَّذِی فِیهِ الرُّطَبُ فَأَكَلَ مِنْهَا وَ أَكْثَرَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی هَذَا الْقَبْرُ الَّذِی أَقْبَلْتَ مِنْهُ قَبْرُ الْحُسَیْنِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا شَیْخُ حَقّاً وَ لَوْ أَنَّهُ عِنْدَنَا لَحَجَجْنَا إِلَیْهِ قُلْتُ فَهَذَا الَّذِی عِنْدَنَا فِی الظَّهْرِ أَ هُوَ قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- قَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا شَیْخُ حَقّاً وَ لَوْ أَنَّهُ عِنْدَنَا لَحَجَجْنَا إِلَیْهِ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ مَضَی (1).

«38»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْحِیرَةِ فَقَالَ لَهُمْ افْرُشُوا لِی فِی الصَّحْرَاءِ وَ افْرُشُوا لِلْمُعَلَّی عِنْدَ رَأْسِی فَجَاءَ فَرَمَی بِرَأْسِهِ عَلَی صَدْرِ فِرَاشِهِ وَ جِئْتُ إِلَی رَأْسِهِ فَرَأَیْتُ أَنَّهُ قَدْ نَامَ فَقَالَ لِی یَا مُعَلَّی فَقُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ أَ مَا تَرَی النُّجُومَ مَا أَحْسَنَهَا قُلْتُ مَا أَحْسَنَهَا فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ جَاءَ أَهْلَ السَّمَاءِ مَا یُوعَدُونَ وَ نَحْنُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا ذَهَبْنَا جَاءَ أَهْلَ الْأَرْضِ مَا یُوعَدُونَ قُلْ لَهُمْ یُسْرِجُوا لِی عَلَی الْبَغْلِ وَ الْحِمَارِ قَالَ ارْكَبِ الْبَغْلَ قُلْتُ أَرْكَبُ الْبَغْلَ قَالَ أَقُولُ لَكَ ارْكَبْ وَ تَقُولُ لِی أَرْكَبُ الْبَغْلَ قَالَ فَرَكِبْتُ الْبَغْلَ وَ رَكِبَ الْحِمَارَ فَقَالَ لِی أَمَامَكَ فَجِئْنَا حَتَّی صِرْنَا إِلَی الْغَرِیَّیْنِ فَقَالَ لِی هُمَا هُمَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ خُذْ یَسْرَةً قَالَ فَمَضَیْنَا حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی مَوْضِعٍ فَقَالَ لِیَ انْزِلْ وَ نَزَلَ وَ قَالَ لِی هَذَا قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ (2).

«39»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ السَّعِیدُ نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 248


1- 1. فرحة الغریّ ص 22.
2- 2. نفس المصدر ص 23.

أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِیثَمٍ الطَّلْحِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیْنَ دُفِنَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ دُفِنَ فِی قَبْرِ أَبِیهِ نُوحٍ قُلْتُ وَ أَیْنَ قَبْرُ نُوحٍ النَّاسُ یَقُولُونَ إِنَّهُ فِی الْمَسْجِدِ قَالَ لَا ذَلِكَ فِی ظَهْرِ الْكُوفَةِ(1).

«40»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زُهَیْرٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی السَّحِیقِ الْأَرْحَبِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَضَیْنَا مَعَهُ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی الْغَرِیِّ فَصَلَّی فَأَتَی مَوْضِعاً فَصَلَّی ثُمَّ قَالَ لِإِسْمَاعِیلَ قُمْ فَصَلِّ عِنْدَ رَأْسِ أَبِیكَ الْحُسَیْنِ قُلْتُ أَ لَیْسَ قَدْ ذُهِبَ بِرَأْسِهِ إِلَی الشَّامِ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ فُلَانٌ هُوَ مَوْلًی لَنَا سَرَقَهُ فَجَاءَ بِهِ فَدَفَنَهُ هَاهُنَا(2).

«41»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُبَیْعِ بْنِ بَیَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام عِنْدَ مَا سَأَلَهُ عَنْ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ بِمَكَّةَ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ إِلَی أَنْ قَالَ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَنَزَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَاحْتَفَرَ حَفِیرَةً فَأَخْرَجَ سِكَّةً حَدِیدَةً عَلَامَةً لَهُ ثُمَّ أَخَذَ سَطِیحَةً لَهُ وَ تَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا صَفْوَانُ فَافْعَلْ مَا فَعَلْتُ وَ اعْلَمْ أَنَّ هَذَا قَبْرُ جَدِّی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ (3).

بیان: السطیحة المزادة.

«42»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عَمِّهِ

ص: 249


1- 1. المصدر السابق ص 25.
2- 2. المصدر السابق ص 25.
3- 3. المصدر السابق ص 27.

عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ مَوْلَی عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَبْرُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْغَرِیِّ مَا بَیْنَ صَدْرِ نُوحٍ وَ مَفْرِقِ رَأْسِهِ مِمَّا یَلِی الْقِبْلَةَ(1).

«43»- حة، [فرحة الغری] ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ فِی كِتَابِ تَارِیخِ الْكُوفَةِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الدَّارِمِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ صَاحِبٌ لِی مِنَ الْكُوفَةِ وَ دَخَلْنَا عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَنَا هُوَ عِنْدَكُمْ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فِی مَوْضِعِ كَذَا فَوَصَفَ لَنَا قَالَ فَجِئْتُ أَنَا وَ صَاحِبِی فَطَلَبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ قَالَ ثُمَّ لَقِینَاهُ فِی مَوْضِعِ كَذَا قَالَ نَعَمْ هُوَ ذَاكَ عِنْدَ الذَّكَوَاتِ الْبِیضِ (2).

«44»- حة، [فرحة الغری] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعَدٍّ الْمُوسَوِیُّ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ الْحَدِیثِیَّةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی حَدَّثَتْنِی أُمِّی

عَنْ أُمِّهَا: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام حَدَّثَهَا أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَرَ ابْنَهُ الْحَسَنَ أَنْ یَحْفِرَ لَهُ أَرْبَعَ قُبُورِ فِی أَرْبَعِ مَوَاضِعَ فِی الْمَسْجِدِ وَ فِی الرَّحَبَةِ وَ فِی الْغَرِیِّ وَ فِی دَارِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَیْرَةَ- وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا أَنْ لَا یَعْلَمَ أَحَدٌ مِنْ أَعْدَائِهِ مَوْضِعَ قَبْرِهِ (3).

«45»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ حَدَّثَنِی بِهِ: أَنَّهُ كَانَ فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ أَخْرِجُونِی إِلَی الظَّهْرِ فَإِذَا تَصَوَّبَتْ أَقْدَامُكُمْ وَ اسْتَقْبَلَتْكُمْ رِیحٌ فَادْفِنُونِی وَ هُوَ أَوَّلُ طُورِ سَیْنَاءَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ (4).

«46»- كِتَابُ الصِّفِّینِ، لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ

ص: 250


1- 1. المصدر السابق ص 38.
2- 2. المصدر السابق ص 38.
3- 3. المصدر السابق ص 38.
4- 4. التهذیب ج 6 ص 34.

ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: مَرَّتْ جَنَازَةٌ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ بِالنُّخَیْلَةِ فَقَالَ علیه السلام مَا یَقُولُ النَّاسُ فِی هَذَا الْقَبْرِ وَ فِی النُّخَیْلَةِ قَبْرٌ عَظِیمٌ یَدْفِنُ الْیَهُودُ مَوْتَاهُمْ حَوْلَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یَقُولُونَ هَذَا قَبْرُ هُودٍ النَّبِیِّ علیه السلام لَمَّا أَنْ عَصَاهُ قَوْمُهُ جَاءَ فَمَاتَ هَاهُنَا فَقَالَ كَذَبُوا لَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ هَذَا قَبْرُ یَهُودَا بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بِكْرِ یَعْقُوبَ- ثُمَّ قَالَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْمَهَرَةِ قَالَ فَأُتِیَ بِشَیْخٍ كَبِیرٍ فَقَالَ أَیْنَ مَنْزِلُكَ قَالَ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ قَالَ أَیْنَ مِنَ الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ قَالَ قَرِیباً مِنْهُ قَالَ فَمَا یَقُولُ قَوْمُكَ فِیهِ قَالَ یَقُولُونَ قَبْرُ سَاحِرٍ قَالَ كَذَبُوا ذَلِكَ قَبْرُ هُودٍ وَ هَذَا قَبْرُ یَهُودَا بْنِ یَعْقُوبَ یُحْشَرُ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ سَبْعُونَ أَلْفاً عَلَی غُرَّةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ (1).

تذنیب اعلم أنه كان اختلاف بین الناس سابقا فی موضع قبر أمیر المؤمنین علیه السلام فبعضهم كانوا یقولون إنه دفن فی بیته و بعضهم یقولون إنه دفن فی رحبة المسجد و بعضهم كانوا یقولون إنه دفن فی كرخ بغداد لكن اتفقت الشیعة سلفا و خلفا نقلا عن أئمتهم صلوات اللّٰه علیهم أنه صلوات اللّٰه علیه لم یدفن إلا فی الغری فی الموضع المعروف الآن و الأخبار فی ذلك متواترة و قد كتب السید بن طاوس رضی اللّٰه عنه فی ذلك كتابا سماه فرحة الغری و نقل الأخبار و القصص الكثیرة الدالة علی المذهب المنصور و قد قدمنا بعض القول فی ذلك فی أبواب شهادته صلوات اللّٰه علیه و الأمر أوضح من أن یحتاج إلی البیان.

ثم اعلم أنه یظهر من الأخبار المتقدمة أن رأس الحسین صلوات اللّٰه علیه و آله و جسد آدم و نوح و هود و صالح صلوات اللّٰه علیهم مدفونون عنده صلوات اللّٰه علیه فینبغی زیارتهم جمیعا بعد زیارته علیه السلام و سیأتی فی خبر أبی أسامة عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فی باب فضل الكوفة أن فیها قبر نوح و إبراهیم علیهما السلام و قبر ثلاثمائة نبی و سبعین نبیا و ستمائة وصی و قبر سید الأوصیاء فلو زار إبراهیم علیه السلام و سائر الأنبیاء و الأوصیاء الذین خلوا بجواره كان أحسن.

ص: 251


1- 1. صفین لنصر بن مزاحم ص 142 طبع مصر سنة 1265.

تتمیم قال الدیلمی ره فی إرشاد القلوب و أما الدلیل الواضح و البرهان اللائح علی أن قبره الشریف صلوات اللّٰه علیه موجود بالغری فمن وجوه الأول تواتر الإمامیة الاثنی عشریة یرویه خلف عن سلف الثانی إجماع الشیعة و الإجماع حجة الثالث ما حصل عنده من الأسرار و الآیات و ظهور المعجزات كقیام الزمن و رد بصر الأعمی و غیرها(1)

«47»- فمنها ما روی عن عبد اللّٰه بن حازم قال: خرجنا یوما مع الرشید من الكوفة فصرنا إلی ناحیة الغریین فرأینا ظباء فأرسلنا علیها الصقور و الكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلی أكمة فتراجعت الصقور و الكلاب عنها فتعجب الرشید من ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الطیور و الكلاب علیها فرجعت الظباء إلی الأكمة فتراجعت الصقور و الكلاب عنها مرة ثانیة ثم فعلت ذلك مرة أخری فقال الرشید اركضوا إلی الكوفة فأتونی بأكبرها سنا فأتی بشیخ من بنی أسد فقال الرشید أخبرنی ما هذه الأكمة فقال حدثنی أبی عن آبائه أنهم كانوا یقولون إن هذه الأكمة قبر علی بن أبی طالب علیه السلام جعله اللّٰه حرما لا یأوی إلیه شی ء إلا آمن فنزل هارون و دعا بماء و توضأ و صلی عند الأكمة و جعل یدعو و یبكی و یتمرغ علیها بوجهه و أمر أن یبنی قبة بأربعة أبواب فبنی و بقی إلی أیام السلطان عضد الدولة رحمه اللّٰه فجاء فأقام فی ذلك الطریق قریبا من سنة هو و عساكره فبعث فأتی بالصناع و الأستادیة من الأطراف و خرب تلك العمارة و صرف أموالا كثیرة جزیلة و عمر عمارة جلیلة حسنة و هی العمارة التی كانت قبل عمارة الیوم (2).

«48»- و منها ما حكی عن جماعة: خرجوا بلیل مختفین إلی الغری لزیارة أمیر المؤمنین علیه السلام قالوا فلما وصلنا إلی القبر الشریف و كان یومئذ قبرا حوله حجارة و لا بناء عنده و ذلك بعد أن أظهره الرشید و قبل أن یعمره فبینا نحن

ص: 252


1- 1. إرشاد القلوب ج 2 ص 234.
2- 2. إرشاد القلوب ج 2 ص 233.

عنده بعضنا یقرأ و بعضنا یصلی و بعضنا یزور و إذا نحن بأسد مقبل نحونا فلما قرب منا قدر رمح قال بعضنا لبعض ابعدوا عن القبر لننظر ما یصنع فتباعدنا عن القبر الشریف فجاء الأسد فجعل یمرغ ذراعیه علی القبر فمضی رجل منا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنا فجئنا بأجمعنا فشاهدناه یمرغ ذراعه علی القبر و فیه جراح فلم یزل یمرغه ساعة ثم انزاح عن القبر و مضی فعدنا إلی ما كنا علیه لإتمام الزیارة و الصلاة و قراءة القرآن (1) أقول ثم أورد رحمه اللّٰه كثیرا من القصص المشتملة علی معجزات مرقده الشریف مما قد أسلفنا إیرادها فی كتاب تاریخه صلوات اللّٰه علیه فتركناها حذرا من التكرار و لظهور أمثال تلك القصص و الأمور الغریبة فی كل عصر و زمان بحیث لا یحتاج إلی ذكر ما سنح فی الزمن السالفة.

«49»- و لقد شاع و ذاع فی زماننا من شفاء المرضی و معافاة أصحاب البلوی و صحة العمیان و الزمنی أكثر من أن یحصی و لقد أخبرنی جماعة كثیرة من الثقات أن عند محاصرة الروم لعنهم اللّٰه المشهد الشریف فی سنة أربع و ثلاثین و ألف من الهجرة- و تحصین أهله بالبلد و إغلاق الأبواب علیهم و التعرض لدفعهم مع قلة عددهم و عدتهم و كثرة المحاصرین و قوتهم و شوكتهم جلسوا زمانا طویلا و لم یظفروا بهم و كانوا یرمون بالبنادق الصغار و الكبار علیهم شبه الأمطار و لم یقع علی أحد منهم و كانت الصبیان فی السكك ینتظرون وقوعها لیلعبوا بها حتی أنهم یروون أن بندقا كبیرا دخل فی كم جاریة رفعت یدها لحاجة علی بعض السطوح و سقط من ذیلها و لم یصبها.

و یروی عن بعض الصلحاء الأفاضل من أهل المشهد أنه رأی فی تلك الأیام أمیر المؤمنین علیه السلام فی المنام و فی یده علیه السلام سواد فسأله عن ذلك فقال علیه السلام لكثرة دفع الرصاص عنكم و الغرائب التی ینقلونها فی تلك الواقعة كثیرة فأما التی اشتهرت بین أهل المشهد بحیث لا ینكره أحد منهم:

ص: 253


1- 1. إرشاد القلوب ج 2 ص 234.

«50»- فمنها قصة الدهن و هو أن خازن الروضة المقدسة المولی الصالح البارع التقی مولانا محمود-(1)

قدس اللّٰه روحه كان هو المتوجه لإصلاح العسكر الذی كانوا فی البلد و كانوا محتاجین إلی مشاعل كثیرة لمحافظة أطراف الحصار فلما ضاق الأمر و لم یبق فی السوق و لا فی البیوت شی ء من الدهن أعطاهم من الحیاض التی كانوا یصبون فیها الدهن لإسراج الروضة و حوالیها فبعد إتمام جمیع ما فی الحیاض و یأسهم عن حصوله من مكان آخر رجعوا إلیها فوجدوها مترعة من الدهن فأخذوا منها و كفاهم إلی انقضاء وطرهم.

«51»- و منها أنهم كانوا یرون فی اللیالی فی رءوس الجدران و أطراف العمارات و المنارات نورا ساطعا بینا حتی أن الإنسان إذا كان یرفع یده إلی السماء كان یری أنامله كالشموع المشتعلة و لقد سمعت من بعض الأشارف الثقات من غیر أهل المشهد أنه قال كنت ذات لیلة نائما فی بعض سطوح المشهد الشریف فانتبهت فی بعض اللیل فرأیت النور ساطعا من الروضة المقدسة و من أطراف جمیع جدران البلد فعجبت من ذلك و مسحت یدی علی عینی فنظرت فرأیت مثل ذلك فأیقظت رجلا كان نائما بجنبی فأخبرنی بمثل ما رأیت و بقی هكذا زمانا طویلا ثم ارتفع و سمعت أیضا من بعض الثقات قال كنت نائما فی بعض اللیالی علی بعض سطوح البلد الشریف فانتبهت فرأیت كوكبا نزل من السماء بحذاء القبة السامیة حتی وصل إلیها و طاف حولها مرارا بحیث أراه یغیب من جانب و یطلع من آخر ثم صعد إلی السماء.

«52»- و من الأمور المشهورة التی وقعت قریبا من زماننا أن جماعة من صلحاء أهل البحرین أتوا لزیارة الحسین صلوات اللّٰه و سلامه علیه لإدراك بعض الزیارات المخصوصة فأبطئوا و لم یصلوا إلیه و وصلوا فی ذلك الیوم إلی الغری و كان یوم مطر و طین و كان مولانا محمود رحمه اللّٰه أغلق أبواب الروضة المقدسة لذلك فأتوه

ص: 254


1- 1. كان من العلماء المشاهیر تولی شئون العسكر فی البلد مضافا الی سدانة الحرم العلوی سنة فی أیّام الشاه عبّاس الأول.

و سألوه أن یفتح لهم فأبی و اعتذر منهم و قال زوروا من وراء الشباك فأتوا الباب و تضرعوا و تمرغوا فی التراب و قالوا قد حرمنا من زیارة ولدك فلا تحرمنا زیارتك فإنا من شیعتك و قد أتیناك من شقة بعیدة فبینا هم فی ذلك إذ سقطت الأقفال و فتحت الأبواب و دخلوا و زاروا و هذا مشهور بین أهل المشهد و بین أهل البحرین غایة الاشتهار.

«53»- و منها ما تواترت به الأخبار و نظموها فی الأشعار و شاع فی جمیع الأصقاع و الأقطار و اشتهر اشتهار الشمس فی رابعة النهار و كان بالقرب من تاریخ الكتابة فی سنة اثنین و سبعین بعد الألف من الهجرة- و كانت كیفیة تلك الواقعة علی ما سمعته من الثقات: أنه كان فی المشهد الغروی عجوز تسمی بمریم و كانت معروفة بالعبادة و التقوی فمرضت مرضا شدیدا و امتد بها حتی صارت مقعدة مزمنة و بقیت كذلك قریبا من سنتین بحیث اشتهر أمرها و كونها مزمنة فی الغری ثم إنها لتسع لیال خلون من رجب تضرعت لدفع ضرها إلی اللّٰه تعالی و استشفعت بمولانا أمیر المؤمنین- صلوات اللّٰه و سلامه علیه و شكت إلیه علیه السلام فی ذلك و نامت فرأت فی منامها ثلاث نسوة دخلن إلیها و إحداهن كالقمر لیلة البدر نورا و صفاء و قلن لها لا تخافی و لا تحزنی فإن فرجك فی لیلة الثانی عشر من الشهر المبارك- فانتبهت فرحا و قصت رؤیاها علی من حضرها و كانت تنتظر لیلة ثانی عشر رجب- فمرت بها و لم تر شیئا ثم ترقبت لیلة ثانی عشر شعبان فلم تر أیضا شیئا فلما كانت لیلة تاسع من شهر رمضان- رأت فی منامها تلك النسوة بأعیانهن و هن یبشرنها فقلن لها إذا كانت لیلة الثانی عشر من هذا الشهر فامضی إلی روضة أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه- و أرسلی إلی فلانة و فلانة و فلانة و سمین نسوة معروفات علیه و هن باقیات إلی حین هذا التحریر و اذهبی بمن معك إلیها فلما أصبحت قصت رؤیاها و بقیت مسرورة مستبشرة بذلك إلی أن دخلت تلك اللیلة فأمرت بغسل ثیابها و تطهیر جسدها و أرسلت إلی تلك النسوة دعتهن فأجبن و ذهبن بها محمولة لأنها كانت لا تقدر علی المشی فلما مضی قریب من ربع اللیل خرجت واحدة

ص: 255

منهن و اعتذرت منها و بقیت معها اثنتان و انصرف منهن جمیع من حضر الروضة المقدسة و غلقت الأبواب و لم یبق فی الرواق غیرهن فلما كان وقت السحر أرادت صاحبتاها أكل السحور أو شرب التتن فاستحیتا من الضریح المقدس فتركتاها عند الشباك المقابل للضریح المقدس فی جانب القبلة و ذهبتا إلی الباب الذی فی جهة خلفه علیه السلام یفتح إلی الصحن و خلفه الشباك فدخلتا هناك و أغلقتا الباب لحاجتهما فلما رجعتا إلیها بعد قضاء وطرهما لم تجداها فی الموضع الذی تركتاها ملقاة فیه فتحیرتا فمضتا یمینا و شمالا فإذا بها تمشی فی نهایة الصحة و الاعتدال فسألتاها عن حالها و ما جری علیها فأخبرتهما أنكما لما انصرفتما عنی رأیت تلك النسوة اللاتی رأیتهن فی المنام أقبلن و حملننی و أدخلننی داخل القبة المنورة و أنا لا أعلم كیف دخلت و من أین دخلت فلما قربت من الضریح المقدس سمعت صوتا من القبر یقول حركن المرأة الصالحة و طفن بها ثلاث مرات فطفن بی ثلاث مرات حول القبر ثم سمعت صوتا آخر أخرجن الصالحة من باب الفرج فأخرجننی من الجانب الغربی الذی یكون خلف من یصلی بین البابین بحذاء الرأس و خلف الباب شباك یمنع الاستطراق و لم یكن الباب معروفا قبل ذلك بهذا الاسم قالت فالآن مضین عنی و جئتمانی و أنا لا أری بی شیئا مما كان من المرض و الألم و الضعف و أنا فی غایة الصحة و القوة فلما كان آخر اللیل جاء خازن الحضرة الشریفة و فتح الأبواب فرآهن تمشین بحیث لا یتمیز واحدة منهن و إنی سمعت من المولی الصالح التقی مولانا محمد طاهر(1) الذی بیده مفاتیح الروضة المقدسة و من جماعة كثیرة من الصلحاء الذین كانوا حاضرین فی تلك اللیلة فی الحضرة الشریفة أنهم رأوها فی

ص: 256


1- 1. كان خازن الحرم العلوی فی ستة 1072 و كان من علماء عصره و قد رؤیت شهادته علی تصدیق اجتهاد المیرزا عماد الدین محمّد حكیم أبی الخیر بن عبد اللّٰه البافقی فی سنة 1071 و قد نظم الشیخ یوسف الحصری- المترجم فی نشوة السلافة- تلك الكرامة التی ذكرها العلّامة المجلسیّ فی أرجوزة تزید علی مائة بیت و قد ذكرها صاحب النشوة فی ترجمة الحصری المذكور.

أول اللیلة محمولة عند دخولها و فی آخر اللیل سائرة أحسن ما یكون عند خروجها و الحمد لله علی ظهور كرامة أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه- لتقر أعین أولیائه و ترغم أنوف أعدائه و أمثال ذلك كثیرة لو أردنا ذكرها لطال الكتاب.

باب 3 فضل زیارته صلوات اللّٰه علیه و الصلاة عنده

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَأْتُونَ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ فَیَطُوفُونَ بِهِ فَإِذَا هُمْ طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا طَافُوا بِهَا أَتَوْا قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ عَرَجُوا وَ یَنْزِلُ مِثْلُهُمْ أَبَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ زَارَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَیْرَ مُتَجَبِّرٍ وَ لَا مُتَكَبِّرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ مِائَةِ أَلْفِ شَهِیدٍ وَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ بُعِثَ مِنَ الْآمِنِینَ وَ هُوِّنَ عَلَیْهِ الْحِسَابُ وَ اسْتَقْبَلَهُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا انْصَرَفَ شَیَّعَتْهُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَإِنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَ إِنْ مَاتَ تَبِعُوهُ بِالاسْتِغْفَارِ إِلَی قَبْرِهِ قَالَ وَ مَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أَلْفِ حَجَّةٍ مَقْبُولَةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مَقْبُولَةٍ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ(1).

«2»- أَبُو عَلِیِّ بْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ: مِثْلَهُ (2).

«3»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ الْكُلَیْنِیُّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی وَهْبٍ الْقَصْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَتَیْتُكَ وَ لَمْ أَزُرْ قَبْرَ أَمِیرِ

ص: 257


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 218.
2- 2. أمالی الطوسیّ هو سابقة بعینه سندا و متنا.

الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ لَوْ لَا أَنَّكَ مِنْ شِیعَتِنَا مَا نَظَرْتُ إِلَیْكَ أَ لَا تَزُورُ مَنْ یَزُورُهُ اللَّهُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَ یَزُورُهُ الْأَنْبِیَاءُ وَ یَزُورُهُ الْمُؤْمِنُونَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ قَالَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ وَ لَهُ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ وَ عَلَی قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فُضِّلُوا(1).

«4»- مل، [كامل الزیارات] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی أَشْتَاقُ إِلَی الْغَرِیِّ- قَالَ فَمَا شَوْقُكَ إِلَیْهِ قُلْتُ لَهُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَزُورَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لِی فَهَلْ تَعْرِفُ فَضْلَ زِیَارَتِهِ قُلْتُ لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- فَعَرِّفْنِی ذَلِكَ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ زِیَارَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاعْلَمْ أَنَّكَ زَائِرٌ عِظَامَ آدَمَ وَ بَدَنَ نُوحٍ وَ جِسْمَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قُلْتُ إِنَّ آدَمَ هَبَطَ بِسَرَانْدِیبَ فِی مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَ زَعَمُوا أَنَّ عِظَامَهُ فِی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ- فَكَیْفَ صَارَتْ عِظَامُهُ بِالْكُوفَةِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی نُوحٍ علیه السلام وَ هُوَ فِی السَّفِینَةِ أَنْ یَطُوفَ بِالْبَیْتِ أُسْبُوعاً فَطَافَ بِالْبَیْتِ أُسْبُوعاً كَمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ ثُمَّ نَزَلَ فِی الْمَاءِ إِلَی رُكْبَتَیْهِ فَاسْتَخْرَجَ تَابُوتاً فِیهِ عِظَامُ آدَمَ علیه السلام فَحَمَلَ التَّابُوتَ فِی جَوْفِ السَّفِینَةِ حَتَّی طَافَ بِالْبَیْتِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَطُوفَ ثُمَّ وَرَدَ إِلَی بَابِ الْكُوفَةِ فِی وَسَطِ مَسْجِدِهَا فَفِیهَا قَالَ اللَّهُ لِلْأَرْضِ ابْلَعِی ماءَكِ فَبَلَعَتْ مَاءَهَا مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ كَمَا بَدَا الْمَاءُ مِنْ مَسْجِدِهَا وَ تَفَرَّقَ الْجَمْعُ الَّذِی كَانَ مَعَ نُوحٍ فِی السَّفِینَةِ فَأَخَذَ نُوحٌ التَّابُوتَ فَدَفَنَهُ فِی الْغَرِیِّ وَ هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِی كَلَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ مُوسی تَكْلِیماً وَ قَدَّسَ عَلَیْهِ عِیسَی تَقْدِیساً وَ اتَّخَذَ عَلَیْهِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ اتَّخَذَ عَلَیْهِ مُحَمَّداً حَبِیباً وَ جَعَلَهُ لِلنَّبِیِّینَ مَسْكَناً وَ اللَّهِ مَا سَكَنَ فِیهِ أَحَدٌ بَعْدَ أَبَوَیْهِ الطَّیِّبَیْنِ آدَمَ وَ نُوحٍ- أَكْرَمُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَإِذَا زُرْتَ جَانِبَ النَّجَفِ فَزُرْ عِظَامَ آدَمَ وَ بَدَنَ نُوحٍ وَ جِسْمَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنَّكَ زَائِرٌ الْآبَاءَ الْأَوَّلِینَ وَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیّاً سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ فَإِنَّ زَائِرَهُ یُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ

ص: 258


1- 1. كامل الزیارات ص 38.

عِنْدَ دَعْوَتِهِ فَلَا تَكُنْ عَنِ الْخَیْرِ نَوَّاماً(1).

«5»- حة، [فرحة الغری] وَالِدِی وَ عَمِّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عَرَبِیِّ بْنِ مُسَافِرٍ عَنْ إِلْیَاسَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ وَالِدِهِ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ: مِثْلَهُ (2).

بیان: قوله علیه السلام بعد أبویه أی بعد زمان دفن أبویه فلا ینافی كونه علیه السلام أفضل منهما و لعل صدور أمثاله لضعف عقول الناس و للخوف علی ضعفاء الشیعة أو للتقیة من المخالفین و أخبارنا مستفیضة فی أن أئمتنا علیهم السلام أفضل من غیر نبینا من الأنبیاء.

«6»- مل، [كامل الزیارات] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ أَبِی شِهَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَهْ مَا جَزَاءُ مَنْ زَارَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بُنَیَّ مَنْ زَارَنِی حَیّاً وَ مَیِّتاً أَوْ زَارَ أَبَاكَ- كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَزُورَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ (3).

«7»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَرَضَ وَلَایَتَنَا عَلَی أَهْلِ الْأَمْصَارِ فَلَمْ یَقْبَلْهَا إِلَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ وَ إِنَّ إِلَی جَانِبِهَا قَبْراً لَا یَأْتِیهِ مَكْرُوبٌ فَیُصَلِّی عِنْدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إِلَّا رَجَعَهُ اللَّهُ مَسْرُوراً بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ (4).

«8»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ السَّعِیدُ نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی إِنَّ إِلَی جَانِبِ كُوفَانَ قَبْراً

ص: 259


1- 1. كامل الزیارات ص 38.
2- 2. فرحة الغریّ ص 29.
3- 3. كامل الزیارات ص 39 و كان الرمز فی المتن لفرحة الغریّ.
4- 4. كامل الزیارات ص 167.

مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَ قَضَی حَاجَتَهُ قُلْتُ قَبْرُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ- فَقَالَ بِرَأْسِهِ لَا فَقُلْتُ فَقَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ (1).

«9»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ كَتَبَهُ بِبَغْدَادَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الصَّیْمَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَاشِیاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّةً وَ عُمْرَةً فَإِنْ رَجَعَ مَاشِیاً كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّتَانِ وَ عُمْرَتَانِ (2).

«10»- حة، [فرحة الغری] یَحْیَی بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الصَّنْعَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرٍ عَنْ رِجَالِهِ یَرْفَعُهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَدْ ذُكِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا ابْنَ مَارِدٍ مَنْ زَارَ جَدِّی عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّةً مَقْبُولَةً وَ عُمْرَةً مَبْرُورَةً یَا ابْنَ مَارِدٍ وَ اللَّهِ مَا یُطْعِمُ اللَّهُ النَّارَ قَدَماً تَغَبَّرَتْ فِی زِیَارَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَاشِیاً كَانَ أَوْ رَاكِباً یَا ابْنَ مَارِدٍ اكْتُبْ هَذَا الْحَدِیثَ بِمَاءِ الذَّهَبِ (3).

بیان: لعل الكتابة بماء الذهب كنایة عن شدة الاعتناء بشأنه و الاهتمام فی العمل به و لا یبعد القول بظاهره فیدل علی رجحان كتابة الأخبار مطلقا أو الأخبار النادرة المشتملة علی الفضائل الغریبة بماء الذهب و اللّٰه یعلم.

«11»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَاهِرٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی السَّحِیقِ الأرجی [الْأَرْحَبِیِ] عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ النَّهْدِیِ

ص: 260


1- 1. فرحة الغریّ ص 27.
2- 2. فرحة الغریّ ص 30.
3- 3. فرحة الغریّ ص 30.

عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَلْحَةَ مَا تَأْتُونَ قَبْرَ أَبِیَ الْحُسَیْنِ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا لَنَأْتِیَنَّهُ قَالَ تَأْتُونَهُ كُلَّ جُمْعَةٍ قُلْتُ لَا قَالَ فَتَأْتُونَهُ فِی كُلِّ شَهْرٍ قُلْتُ لَا قَالَ مَا أَجْفَاكُمْ إِنَّ زِیَارَتَهُ تَعْدِلُ حَجَّةً وَ عُمْرَةً وَ زِیَارَةَ أَبِیهِ تَعْدِلُ حَجَّتَیْنِ وَ عُمْرَتَیْنِ (1).

و رواه شیخنا فی التهذیب (2)

بسنده إلیه.

«12»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ یَعْلَی عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: یَا حَسَّانُ أَ تَزُورُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قِبَلَكُمْ قُلْتُ أَیُّ الشُّهَدَاءِ قَالَ عَلِیٌّ وَ حُسَیْنٌ قُلْتُ إِنَّا لَنَزُورُهُمَا فَنُكْثِرُ قَالَ أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ الْمَرْزُوقُونَ فَزُورُوهُمْ وَ افْزَعُوا عِنْدَهُمْ وَ ارْفَعُوا بِحَوَائِجِكُمْ عِنْدَهُمْ فَلَوْ یَكُونُونَ مِنَّا كَمَوْضِعِهِمْ مِنْكُمْ لَاتَّخَذْنَاهُمْ هِجْرَةً(3).

بیان: قوله لاتخذناهم هجرة أی لهجرنا إلیهم و اتخذنا عندهم وطنا و یدل علی رجحان المجاورة عندهم و سیأتی القول فیه.

«13»- حة، [فرحة الغری] یَحْیَی بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنِ الشَّیْخِ نَقْلًا مِنْ خَطِّهِ مِنَ التَّهْذِیبِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ نَقُولُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ قَبْرٌ مَا یَلُوذُ بِهِ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شَفَاهُ اللَّهُ (4).

و الشیخ المفید ذكره فی مزاره و لم یسنده و قال یعنی قبر أمیر المؤمنین علیه السلام.

«14»- حة، [فرحة الغری] نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ السَّیِّدِ فَضْلِ اللَّهِ عَنْ ذِی الْفَقَارِ عَنِ الشَّیْخِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ النَّقَّاشِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ الْخُرَاسَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام:

ص: 261


1- 1. نفس المصدر ص 32.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 21.
3- 3. فرحة الغریّ ص 32.
4- 4. فرحة الغریّ ص 38 و أخرجه الشیخ الطوسیّ فی التهذیب ج 6 ص 34.

أَیُّمَا أَفْضَلُ زِیَارَةُ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَوْ زِیَارَةُ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ إِنَّ الْحُسَیْنَ قُتِلَ مَكْرُوباً فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنْ لَا یَأْتِیَهُ مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ كَرْبَهُ وَ فَضْلُ زِیَارَةِ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی زِیَارَةِ قَبْرِ الْحُسَیْنِ- كَفَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْحُسَیْنِ- قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی أَیْنَ تَسْكُنُ قُلْتُ الْكُوفَةَ قَالَ إِنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ بَیْتُ نُوحٍ لَوْ دَخَلَهُ رَجُلٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ مَغْفِرَةٍ لِأَنَّ فِیهِ دَعْوَةَ نُوحٍ علیه السلام حَیْثُ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً قَالَ قُلْتُ مَنْ عَنَی بِوَالِدَیْهِ قَالَ آدَمَ وَ حَوَّاءَ(1).

«15»- جا، [المجالس للمفید] الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْقَضْبَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ وَلَایَتَنَا وَلَایَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّتِی لَمْ یُبْعَثْ نَبِیٌّ قَطُّ إِلَّا بِهَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ عَرَضَ وَلَایَتَنَا عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ وَ الْأَمْصَارِ فَلَمْ یَقْبَلْهَا قَبُولَ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ إِنَّ إِلَی جَانِبِهِمْ لَقَبْراً مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَ أَجَابَ دَعْوَتَهُ وَ قَلَبَهُ إِلَی أَهْلِهِ مَسْرُوراً(2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب فضل زیارة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سیأتی بعضها فی أبواب زیاراته علیه السلام.

«16»- وَ قَالَ الدَّیْلَمِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی إِرْشَادِ الْقُلُوبِ (3)، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَتُفَتَّحُ عِنْدَ دُخُولِ الزَّائِرِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

«17»- وَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: أَتَی أَعْرَابِیٌّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مَنْزِلِی نَاءٍ عَنْ مَنْزِلِكَ وَ إِنِّی أَشْتَاقُكَ وَ أَشْتَاقُ إِلَی زِیَارَتِكَ وَ أَقْدَمُ فَلَا أَجِدُكَ وَ أَجِدُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَیُؤْنِسُنِی بِحَدِیثِهِ وَ مَوَاعِظِهِ وَ أَرْجِعُ وَ أَنَا مُتَأَسِّفٌ عَلَی رُؤْیَتِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 262


1- 1. فرحة الغریّ ص 40.
2- 2. مجالس المفید ص 77.
3- 3. ارشاد الدیلمیّ ج 2 ص 241.

مَنْ زَارَ عَلِیّاً فَقَدْ زَارَنِی وَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی أَبْلِغْ قَوْمَكَ هَذَا عَنِّی وَ مَنْ أَتَاهُ زَائِراً فَقَدْ أَتَانِی وَ أَنَا الْمُجَازِی لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ جَبْرَئِیلُ وَ صَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ.

باب 4 زیاراته صلوات اللّٰه علیه المطلقة التی لا تختص بوقت من الأوقات

«1»- صبا، [مصباح الزائر]: إِذَا وَرَدْتَ شَرِیعَةَ الْكُوفَةِ فَاقْصِدِ الْغُسْلَ فِیهَا وَ هِیَ شَرِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ إِلَّا فَفِی غَیْرِهَا وَ تِلْكَ أَفْضَلُ وَ نِیَّةُ هَذَا الْغُسْلِ مَنْدُوبٌ قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ تَقُولُ عِنْدَ غُسْلِكَ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَ طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ أَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِی وَ طَهِّرْ قَلْبِی وَ اشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ أَجْرِ مَحَبَّتَكَ وَ ذِكْرَكَ عَلَی لِسَانِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ الْمَاءَ طَهُوراً اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی عَبْداً شَكُوراً وَ لِآلَائِكَ ذَكُوراً اللَّهُمَّ أَحْیِ قَلْبِی بِالْإِیمَانِ وَ طَهِّرْنِی مِنَ الذُّنُوبِ وَ اقْضِ لِی بِالْحُسْنَی وَ افْتَحْ لِی بِالْخَیْرَاتِ مِنْ عِنْدِكَ یَا سَمِیعَ الدُّعَاءِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَثِیراً- وَ یَقُولُ أَیْضاً وَ هُوَ یَغْتَسِلُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ طَهِّرْ قَلْبِی وَ زَكِّ عَمَلِی وَ نَوِّرْ بَصَرِی وَ اجْعَلْ غُسْلِی هَذَا طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أُحَاذِرُهُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْسِلْنِی مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا وَ الْآثَامِ وَ الْخَطَایَا وَ طَهِّرْ جِسْمِی وَ قَلْبِی مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ بِهَا دِینِی وَ اجْعَلْ عَمَلِی خَالِصاً لِوَجْهِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُ لِی شَاهِداً یَوْمَ حَاجَتِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- وَ اقْرَأْ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ- فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْغُسْلِ فَالْبَسْ أَطْهَرَ ثِیَابِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِی التَّقْوَی وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی

ص: 263

مَا هَدَانَا وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَی مَا أَوْلَانَا(1).

«2»- مل، [كامل الزیارات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیِّ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: زَارَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- فَوَقَفَ عَلَی الْقَبْرِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی عِبَادِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی دَعَاكَ اللَّهُ إِلَی جِوَارِهِ وَ قَبَضَكَ إِلَیْهِ بِاخْتِیَارِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ فِی قَتْلِهِمْ إِیَّاكَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِی مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ رَاضِیَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَ دُعَائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِیَائِكَ مَحْبُوبَةً فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ صَابِرَةً عَلَی نُزُولِ بَلَائِكَ شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلَائِكَ مُشْتَاقَةً إِلَی فَرْحَةِ لِقَائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَی لِیَوْمِ جَزَائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِیَائِكَ مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْیَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ- ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْقَبْرِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِینَ إِلَیْكَ وَالِهَةٌ وَ سُبُلَ الرَّاغِبِینَ إِلَیْكَ شَارِعَةٌ وَ أَعْلَامَ الْقَاصِدِینَ إِلَیْكَ وَاضِحَةٌ وَ أَفْئِدَةَ الْعَارِفِینَ مِنْكَ فَازِعَةٌ وَ أَصْوَاتَ الدَّاعِینَ إِلَیْكَ صَاعِدَةٌ وَ أَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ دَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَ تَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَیْكَ مَقْبُولَةٌ وَ عَبْرَةَ مَنْ بَكَی مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَ الْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ وَ الْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَ عِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَ زَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَ أَعْمَالَ الْعَامِلِینَ لَدَیْكَ مَحْفُوظَةٌ وَ أَرْزَاقَ الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِیدِ إِلَیْهِمْ وَاصِلَةٌ وَ ذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِینَ مَغْفُورَةٌ وَ حَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِیَّةٌ وَ جَوَائِزَ السَّائِلِینَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِیدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَ مَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِینَ مُعَدَّةٌ وَ مَنَاهِلَ الظِّمَاءِ لَدَیْكَ مُتْرَعَةٌ اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ اقْبَلْ ثَنَائِی وَ أَعْطِنِی جَزَائِی وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی

ص: 264


1- 1. مصباح الزائر ص 31.

بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام إِنَّكَ وَلِیُّ نَعْمَائِی وَ مُنْتَهَی مُنَایَ وَ غَایَةُ رَجَائِی فِی مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ أَنْتَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ اغْفِرْ لِأَوْلِیَائِنَا وَ كُفَّ عَنَّا أَعْدَاءَنَا وَ اشْغَلْهُمْ عَنْ أَذَانَا وَ أَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَ اجْعَلْهَا الْعُلْیَا وَ أَدْحِضْ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ وَ اجْعَلْهَا السُّفْلَی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«3»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَا ذُكِرَ فِی كِتَابِهِ الَّذِی سَمَّاهُ كِتَابَ الْجَامِعِ رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ عِنْدَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَ أَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقَّهُ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِیتَ اللَّهَ وَ أَنْتَ شَهِیدٌ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلِیكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَ جَدَّدَ عَلَیْهِ الْعَذَابَ جِئْتُكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ وَ مَنْ ظَلَمَكَ أَلْقَی عَلَی ذَلِكَ رَبِّی إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ إِنَّ لِی ذُنُوباً كَثِیرَةً فَاشْفَعْ لِی إِلَی رَبِّكَ یَا مَوْلَایَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ إِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَاهاً وَ شَفَاعَةً وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی (2).

«4»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام: مِثْلَهُ (3).

«5»- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (4).

«6»- كا، [الكافی] الْكُلَیْنِیُّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ: مِثْلَهُ (5).

«7»- حة، [فرحة الغری] عَمِّی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دَرْبِیٍّ عَنِ ابْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنِ الشَّیْخِ الطُّوسِیِّ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ: مِثْلَهُ (6).

بیان: لعل المراد بالشفاعة أولا فی قوله فاشفع لی إلی ربك الاستغفار فی

ص: 265


1- 1. كامل الزیارات ص 39.
2- 2. كامل الزیارات ص 41.
3- 3. الكافی ج 4 ص 569.
4- 4. الكافی ج 4 ص 569.
5- 5. الكافی ج 4 ص 569.
6- 6. فرحة الغریّ ص 48.

هذا الحالة و بالشفاعة ثانیا فی قوله وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی الشفاعة فی القیامة أی ادع لی الآن بالغفران لأصیر قابلا لشفاعتك فی القیامة و یحتمل أن یكون المعنی اشفع لی فإن كل من شفعتم له فهو المرتضی و یحتمل أن یكون المقصود الاستشهاد بالقرآن لمجرد وقوع الشفاعة لا لخصوص المشفوع له و اللّٰه یعلم.

«8»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ فِیمَا ذَكَرَ مِنْ كِتَابِهِ الْجَامِعِ یَرْوِی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُوَدِّعَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرُّسُلِ وَ بِمَا جَاءَتْ بِهِ وَ دَعَتْ إِلَیْهِ وَ دَلَّتْ عَلَیْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِیَّاهُ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ مَعَ الشَّاهِدِینَ فِی مَمَاتِی عَلَی مَا شَهِدْتُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ وَ تُسَمِّیهِمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَ حَارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ وَ مَنْ رَدَّ عِلْمَهُمْ وَ رَدَّ عَلَیْهِمْ فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِیمِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حَارَبَهُمْ لَنَا أَعْدَاءٌ وَ نَحْنُ مِنْهُمْ بُرَآءُ وَ أَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّیْطَانِ وَ عَلَی مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ مَنْ شَرِكَ فِیهِمْ وَ مَنْ سَرَّهُ قَتْلُهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ التَّسْلِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُسَمِّیهِمْ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِهِ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِی مَعَ هَؤُلَاءِ الْمُسَمَّیْنَ الْأَئِمَّةِ اللَّهُمَّ وَ ذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمُنَاصَحَةِ وَ الْمَحَبَّةِ وَ حُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَ التَّسْلِیمِ (1).

بیان: قوله علیه السلام و أسترعیك یقال استرعاه إیاهم استحفظه ذكره الفیروزآبادی (2).

«9»- حة، [فرحة الغری] ابْنُ أَبِی قُرَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَدِ اتَّخَذَ مَنْزِلَهُ مِنْ بَعْدِ مَقْتَلِ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بَیْتاً مِنْ شَعْرٍ وَ أَقَامَ بِالْبَادِیَةِ فَلَبِثَ بِهَا عِدَّةَ سِنِینَ كَرَاهِیَةً لِمُخَالَطَةِ النَّاسِ وَ مُلَابَسَتِهِمْ وَ كَانَ یَصِیرُ مِنَ الْبَادِیَةِ بِمُقَامِهِ بِهَا إِلَی الْعِرَاقِ زَائِراً

ص: 266


1- 1. كامل الزیارات ص 46.
2- 2. القاموس ج 4 ص 335.

لِأَبِیهِ وَ جَدِّهِ علیهم السلام وَ لَا یُشْعَرُ بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ- فَخَرَجَ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْعِرَاقِ لِزِیَارَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَنَا مَعَهُ وَ لَیْسَ مَعَنَا ذُو رُوحٍ إِلَّا النَّاقَتَیْنِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی النَّجَفِ مِنْ بِلَادِ الْكُوفَةِ وَ صَارَ إِلَی مَكَانٍ مِنْهُ فَبَكَی حَتَّی اخْضَلَّتْ لِحْیَتُهُ بِدُمُوعِهِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی دَعَاكَ اللَّهُ إِلَی جِوَارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَیْهِ بِاخْتِیَارِهِ لَكَ كَرِیمَ ثَوَابِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَی عِبَادِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ نَفْسِی مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ رَاضِیَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَ دُعَائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِیَائِكَ مَحْبُوبَةً فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ صَابِرَةً عِنْدَ نُزُولِ بَلَائِكَ شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ذَاكِرَةً لِسَابِغِ آلَائِكَ مُشْتَاقَةً إِلَی فَرْحَةِ لِقَائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَی لِیَوْمِ جَزَائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِیَائِكَ مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْیَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ.

ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی قَبْرِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِینَ إِلَیْكَ وَالِهَةٌ وَ سُبُلَ الرَّاغِبِینَ إِلَیْكَ شَارِعَةٌ وَ أَعْلَامَ الْقَاصِدِینَ إِلَیْكَ وَاضِحَةٌ وَ أَفْئِدَةَ الْوَافِدِینَ إِلَیْكَ فَازِعَةٌ وَ أَصْوَاتَ الدَّاعِینَ إِلَیْكَ صَاعِدَةٌ وَ أَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ دَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَ تَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَیْكَ مَقْبُولَةٌ وَ عَبْرَةَ مَنْ بَكَی مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَ الْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ وَ الْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَ عِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَ زَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَ أَعْمَالَ الْعَامِلِینَ لَدَیْكَ مَحْفُوظَةٌ وَ أَرْزَاقَ الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِیدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَ جَوَائِزَ الْمُسْتَطْعِمِینَ مُعَدَّةٌ وَ مَنَاهِلَ الظِّمَاءِ مُتْرَعَةٌ اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ اقْبَلْ ثَنَائِی وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی وَ أَحِبَّائِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ آبَائِی إِنَّكَ وَلِیُّ نَعْمَائِی وَ مُنْتَهَی مُنَایَ وَ غَایَةُ رَجَائِی فِی مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ.

قَالَ جَابِرٌ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ وَ لَا دَعَا بِهِ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَوْ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام إِلَّا رُفِعَ دُعَاؤُهُ فِی دَرَجٍ مِنْ

ص: 267

نُورٍ وَ طُبِعَ عَلَیْهِ بِخَاتَمِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ مَحْفُوظاً كَذَلِكَ حَتَّی یُسَلَّمَ إِلَی قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَیَلْقَی صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَی وَ التَّحِیَّةِ وَ الْكَرَامَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

«10»- قَالَ جَابِرٌ: حَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَالَ لِی زِدْ فِیهِ إِذَا وَدَّعْتَ أَحَداً مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ آمَنَّا بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتُمْ بِهِ وَ دَعَوْتُمْ إِلَیْهِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی وَلِیَّكَ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِی ثَوَابَ مَزَارِهِ الَّذِی أَوْجَبْتَ لَهُ وَ یَسِّرْ لَنَا الْعَوْدَ إِلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

قلت یوم الغدیر یختص بیومه زیادات فی كتاب المسرة من كتاب مزار ابن أبی قرة و هی زیارات یوم الغدیر رویناها عن جماعة إلیه رحمه اللّٰه قال أخبرنا محمد بن عبد اللّٰه و ذكر نحوه.

ثم قال و قد زاره مولانا الصادق علیه السلام بنحو هذه الألفاظ من الزیارة تركنا ذكرها خوفا من الإطالة.

أقول: و روی جدی أبو جعفر الطوسی هذه الزیارة لیوم الغدیر عن جابر الجعفی عن الباقر علیه السلام أن مولانا علی بن الحسین علیهما السلام زار بها و فی ألفاظها خلاف و لم یذكر فیها وداعا انتهی كلام السید.

و أقول إنما أوردتها هاهنا لأنه لیس فی لفظ الخبر ما یدل علی الاختصاص بیوم.

«11»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ السَّعِیدُ نَصِیرُ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ السَّیِّدِ فَضْلِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الطُّوسِیِّ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَوْحٍ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ النَّقَّاشِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَضَی أَبِی إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِالْمَجَازِ- وَ هُوَ

مِنْ نَاحِیَةِ الْكُوفَةِ فَوَقَفَ عَلَیْهِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ فَیَتَلَقَّی صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَی وَ التَّحِیَّةِ وَ الْكَرَامَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).

ص: 268


1- 1. فرحة الغریّ ص 14.
2- 2. نفس المصدر ص 13.

بیان: إنما كررنا تلك الزیارة لاختلاف ألفاظها و كونها من أصح الزیارات سندا و أعمها موردا قوله علیه السلام و ألزم أعداءك الحجة أی بقتلهم إیاك كما صرح به فی الروایة السابقة قوله مولعة علی بناء المفعول أی حریصة و المخبت الخاشع المتواضع و الأعلام جمع العلم و هو ما ینصب فی الطریق لیهتدی به السالكون قوله فازعة أی خائفة و العوائد جمع العائدة و هی المعروف و الصلة و المنفعة أی المنافع و العطایا التی تزید یوما فیوما أو العواطف التی توجب مزید المثوبات و النعم و المنهل المشرب الذی ترده الشاربة قوله مترعة علی بناء اسم المفعول من باب الإفعال أو علی بناء اسم الفاعل من باب الافتعال یقال أترعه أی ملأه و اترع كافتعل امتلأ و الدرج بالفتح الذی یكتب فیه قوله فیتلقی أی الدرج و یحتمل القائم علیه السلام علی بعد قوله علیه السلام ثواب مزاره مصدر میمی أی ثواب زیارته.

«12»- حة، [فرحة الغری] الْوَزِیرُ السَّعِیدُ نَصِیرُ الدِّینِ الطُّوسِیُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ فَضْلِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ ذِی الْفَقَارِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ نَهِیكٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ قَدِمَ الْحِیرَةَ وَ ذَكَرَ حَدِیثاً حَدَّثَنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ سَارَ مَعَهُ حَتَّی أَتَیْنَا إِلَی الْمَكَانِ الَّذِی أَرَادَ فَقَالَ یَا یُونُسُ اقْرِنْ دَابَّتَكَ فَقَرَنْتُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ فَدَعَا دُعَاءً خَفِیّاً لَا أَفْهَمُهُ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ فَقَرَأَ فِیهَا سُورَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ یَجْهَرُ فِیهِمَا وَ فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ ثُمَّ دَعَا فَفَهِمْتُهُ وَ عَلَّمَنِیهِ وَ قَالَ یَا یُونُسُ أَ تَدْرِی أَیُّ مَكَانٍ هَذَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنِّی أَعْلَمُ أَنِّی فِی الصَّحْرَاءِ قَالَ هَذَا قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَلْتَقِی هُوَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الدُّعَاءُ اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ فَمَا قَضَیْتَ عَلَیْنَا مِنْ قَضَاءٍ وَ قَدَّرْتَ عَلَیْنَا مِنْ قَدَرٍ

ص: 269

فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً یَقْهَرُهُ وَ یَدْمَغُهُ وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِی رِضْوَانِكَ یُنْمِی فِی حَسَنَاتِنَا وَ تَفْضِیلِنَا وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا وَ مَجْدِنَا وَ نَعْمَائِنَا وَ كَرَامَتِنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَا تَنْقُصُ مِنْ حَسَنَاتِنَا اللَّهُمَّ وَ مَا أَعْطَیْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِیلَةٍ أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً یَقْهَرُهُ وَ یَدْمَغُهُ وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِی رِضْوَانِكَ وَ حَسَنَاتِنَا وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا وَ نَعْمَائِكَ وَ كَرَامَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَا تَجْعَلْهُ لَنَا أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ لَا فِتْنَةً وَ لَا مَقْتاً وَ لَا عَذَاباً وَ لَا خِزْیاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ وَ سُوءِ الْمَقَامِ وَ خِفَّةِ الْمِیزَانِ اللَّهُمَّ لَقِّنَا حَسَنَاتِنَا فِی الْمَمَاتِ وَ لَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا عَلَیْنَا حَسَرَاتٍ وَ لَا تُخْزِنَا عِنْدَ قَضَائِكَ وَ لَا تَفْضَحْنَا بِسَیِّئَاتِنَا یَوْمَ نَلْقَاكَ وَ اجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَ لَا تَنْسَاكَ وَ تَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حَتَّی تَلْقَاكَ وَ بَدِّلْ سَیِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ وَ اجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ وَ اجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ وَ اجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِیَاتٍ اللَّهُمَّ أَوْسِعْ لِفَقْرِنَا مِنْ سَعَةِ مَا قَضَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُنَّ عَلَیْنَا بِالْهُدَی مَا أَبْقَیْتَنَا وَ الْكَرَامَةِ إِذَا تَوَفَّیْتَنَا بِهِ وَ الْحِفْظِ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِنَا وَ الْبَرَكَةِ فِیمَا رَزَقْتَنَا وَ الْعَوْنِ عَلَی مَا حَمَّلْتَنَا وَ الثَّبَاتِ عَلَی مَا طَوَّقْتَنَا وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا وَ لَا تُعَاقِبْنَا بِجَهْلِنَا وَ لَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطِیئَتِنَا وَ اجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابِتاً فِی قُلُوبِنَا وَ اجْعَلْنَا عُظَمَاءَ عِنْدَكَ أَذِلَّةً فِی أَنْفُسِنَا وَ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَ زِدْنَا عِلْماً نَافِعاً أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ عَیْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ یَا وَلِیَّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

نقلته من خط الطوسی من التهذیب.

«13»- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَّانٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ صَالِحٍ الْقَمَّاطِ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ: مِثْلَهُ (1).

بیان: فی النسخ التی عندنا من التهذیب یلتقی هو و رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یوم القیامة فالمعنی أنه و إن فرق بین قبریهما لكنهما فی القیامة لا یفترقان و ما فی هذه النسخة أظهر و المعنی أنهما و إن افترقا ظاهرا لكنهما لیسا بمفترقین بل یلتقیان فی البرزخ

ص: 270


1- 1. فرحة الغریّ ص 25 و أخرجه الشیخ الطوسیّ فی التهذیب ج 6 ص 35.

إلی یوم القیامة بأرواحهما ثم فی القیامة یلتقیان بأجسادهما(1).

و قال الفیروزآبادی دمغه كمنعه و نصره شجه حتی بلغت الشجة الدماغ و فلانا ضرب دماغه و السؤدد بالهمز كقنفذ السیادة و الأشر محركة شدة البطر و البطر النشاط و قلة احتمال النعمة و الطغیان بها و الحاصل أن وفور النعمة غالبا یستلزم الطغیان فأعطنا معها شكرا یدفع ذلك و یقهره قوله علیه السلام و لا تخزنا عند قضائك أی حكمك علینا فی القیامة أی فیما تقضی و تقدر لنا فی الدنیا و الآخرة أی عند الموت الذی قضیته علینا.

ثم اعلم أنه ذكر الشیخ المفید و السید بن طاوس هذا الدعاء بعد زیارة صفوان و قالا كلما صلیت صلاة فرضا كانت أو نفلا مدة مقامك بمشهد أمیر المؤمنین علیه السلام فادع بهذا الدعاء.

«14»- حة، [فرحة الغری] وَالِدِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عَرَبِیِّ بْنِ مُسَافِرٍ عَنْ إِلْیَاسَ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَوْدِیِّ الْبَزَّارِ عَنْ ذُبْیَانَ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ زِیَارَةَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَوَضَّأْ وَ اغْتَسِلْ وَ امْشِ عَلَی هُنَیْئَتِكَ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنِی بِمَعْرِفَتِهِ وَ مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ فَرَضَ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِی وَ تَطَوُّلًا مِنْهُ عَلَیَّ بِالْإِیمَانِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَیَّرَنِی فِی بِلَادِهِ وَ حَمَلَنِی عَلَی دَوَابِّهِ وَ طَوَی لِیَ الْبَعِیدَ وَ دَفَعَ عَنِّیَ الْمَكْرُوهَ حَتَّی أَدْخَلَنِی حَرَمَ أَخِی رَسُولِهِ فَأَرَانِیهِ فِی عَافِیَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِیِّ رَسُولِهِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ علیهم السلام اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ یَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِزِیَارَةِ قَبْرِ أَخِی رَسُولِكَ- وَ عَلَی كُلِّ مَأْتِیٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَ زَارَهُ وَ أَنْتَ خَیْرُ مَأْتِیٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ یَا

ص: 271


1- 1. القاموس ج 3 ص 105.

اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا جَوَادُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا فَرْدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِیَّایَ مِنْ زِیَارَتِی فِی مَوْقِفِی هَذَا فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُسَارِعُ فِی الْخَیْرَاتِ وَ یَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِی عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتَ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللَّهُمَّ فَإِنِّی بِكَ مُؤْمِنٌ وَ بِجَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ فَلَا تُوقِفْنِی بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِی بِهِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ بَلْ أَوْقِفْنِی مَعَهُمْ وَ تَوَفَّنِی عَلَی التَّصْدِیقِ بِهِمْ فَإِنَّهُمْ عَبِیدُكَ وَ أَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ أَمَرْتَنِی بِاتِّبَاعِهِمْ.

ثُمَّ تَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی رِسَالاتِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ مَعْدِنِ الْوَحْیِ وَ التَّنْزِیلِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ الشَّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَظْلُومِینَ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ وَ أَرْفَعَ وَ أَنْفَعَ وَ أَشْرَفَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ خَیْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِیِّكَ وَ أَخِی رَسُولِكَ وَ وَصِیِّ رَسُولِكَ الَّذِی بَعَثْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ دَیَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ قَضَائِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ الْمُطَهَّرِینَ الَّذِینَ ارْتَضَیْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِینِكَ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ وَ شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِكَ وَ حَفَظَةً لِسِرِّكَ وَ تُصَلِّی عَلَیْهِمْ جَمِیعاً مَا اسْتَطَعْتَ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِینَ السَّلَامُ عَلَی خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ أَقَامُوا أَمْرَكَ وَ آزَرُوا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ خَافُوا لِخَوْفِهِمْ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ- ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَاحِبَ الْمِیسَمِ وَ

ص: 272

الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُجَاهِداً عَنْ دِینِ اللَّهِ مُوَقِّیاً لِرَسُولِ اللَّهِ طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ رَاغِباً فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ مِنْ رِضْوَانِهِ وَ مَضَیْتَ لِلَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ شَاهِداً وَ شَهِیداً وَ مَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَابَعَ عَلَی قَتْلِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَی عَلَیْكَ وَ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَصَبَكَ وَ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِی ءٌ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَ أُمَّةً جَحَدَتْ وَلَایَتَكَ وَ أُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَیْكَ وَ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَ حَادَتْ عَنْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ بِجَمِیعِ لَعَنَاتِكَ وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِیتَ وَ الطَّوَاغِیتَ وَ الْفَرَاعِنَةَ وَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی وَ الْجِبْتَ وَ الطَّاغُوتَ وَ كُلَّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ كُلَّ مُحْدِثٍ مُفْتَرٍ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ مُحِبِّیهِمْ وَ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ لَعْناً كَثِیراً اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثَلَاثاً اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ ثَلَاثاً اللَّهُمَّ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لَا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ وَ ضَاعِفْ عَلَیْهِمْ عَذَابَكَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ وَ أَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِیماً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ وَ أَدْخِلْ عَلَی قَتَلَةِ أَنْصَارِ رَسُولِكَ- وَ قَتَلَةِ أَنْصَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی قَتَلَةِ أَنْصَارِ الْحَسَنِ وَ أَنْصَارِ الْحُسَیْنِ وَ قَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِینَ عَذَاباً مُضَاعَفاً فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِیمِ لَا تُخَفِّفْ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ وَ قَدْ عَایَنُوا النَّدَامَةَ وَ الْخِزْیَ الطَّوِیلَ بِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِی مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَ ظَاهِرِ الْعَلَانِیَةِ فِی سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی أَوْلِیَائِكَ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَشْهَدَهُمْ وَ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِی لَهُمْ تَبَعاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ اجْلِسْ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُسَلِّمِینَ لَكَ

ص: 273

بِقُلُوبِهِمْ وَ النَّاطِقِینَ بِفَضْلِكَ وَ الشَّاهِدِینَ عَلَی أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِینٌ صِدِّیقٌ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ وَلِیَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ بَابُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی مِنْهُ یُؤْتَی وَ أَنَّكَ سَبِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ أَتَیْتُكَ وَافِداً لِعَظِیمِ حَالِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ طَالِباً خَلَاصَ نَفْسِی مِنَ النَّارِ مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحْقَقْتُهَا بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَتَیْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَیْكَ وَ إِلَی وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَی بَرَكَةِ الْحَقِّ فَقَلْبِی لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَ أَمْرِی لَكُمْ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ فِی طَاعَتِكَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِی اللَّهُ بِصِلَتِهِ وَ حَثَّنِی عَلَی بِرِّهِ وَ دَلَّنِی عَلَی فَضْلِهِ وَ هَدَانِی لِحُبِّهِ وَ رَغَّبَنِی فِی الْوِفَادَةِ إِلَیْهِ وَ أَلْهَمَنِی طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتٍ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَ لَا یَخِیبُ مَنْ أَتَاكُمْ وَ لَا یَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ لَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَیْهِ خَیْراً لِی مِنْكُمْ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ دَعَائِمُ الدِّینِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ وَ الشَّجَرَةُ الطَّیِّبَةُ اللَّهُمَّ لَا تُخَیِّبْ تَوَجُّهِی إِلَیْكَ بِرَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ- وَ لَا تَرُدَّ اسْتِشْفَاعِی بِهِمْ اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِزِیَارَةِ مَوْلَایَ وَ وَلَایَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِی مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَ مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِی لِدِینِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْیَا عَلَی مَا حَیِیَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- وَ أَمُوتُ عَلَی مَا مَاتَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ إِذَا أَرَدْتَ الْوَدَاعَ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ (1).

أقول: و ساق الوداع إلی آخر ما مر بروایة ابن قولویه.

بیان: روی الصدوق فی الفقیه (2) هذه الزیارة بغیر إسناد و قال بعد تمام الوداع بقوله و حسن المؤازرة و التسلیم وَ سَبِّحْ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هُوَ: سُبْحَانَ ذِی الْجَلَالِ الْبَاذِخِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِیفِ سُبْحَانَ

ص: 274


1- 1. فرحة الغریّ ص 32.
2- 2. الفقیه ج 2 ص 352- 356.

ذِی الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْقَدِیمِ سُبْحَانَ ذِی الْبَهْجَةِ وَ الْجَمَالِ سُبْحَانَ مَنْ تَرَدَّی بِالنُّورِ وَ الْوَقَارِ سُبْحَانَ مَنْ یَرَی أَثَرَ النَّمْلِ فِی الصَّفَا وَ وَقْعَ الطَّیْرِ فِی الْهَوَاءِ.

و رواها الشیخ رحمه اللّٰه فی التهذیب (1)

بهذا الإسناد إلی قوله علی ما مات علیه علی بن أبی طالب علیه السلام ثم ذكر زیارتین أخراوین ثم ذكر الوداع مرسلا بلا سند(2) و قال ابن قولویه فی كامل الزیارة(3) بعد إیراد الزیارة المختصرة التی أخرجها من جامع ابن الولید و أوردناه سابقا و تقول عند قبر أمیر المؤمنین علیه السلام هذا أیضا الحمد لله الذی أكرمنی بمعرفته إلی آخر الزیارة و الظاهر أنه أخرجها أیضا من جامع ابن الولید ثم روی الوداع من كتاب ابن الولید كما مر و لكن كان فی روایة الصدوق و ابن قولویه زیادة لم تكن فی روایة الشیخ أضفناها فی تلك الروایة و هی قوله اللّٰهم عبدك و زائرك إلی قوله و أمرتنی باتباعهم ثم اعلم أنا وجدنا فی نسخ فرحة الغری بعد إتمام الزیارة ما هذا لفظه.

أقول: إنی كتبت هذه الزیارة من كتاب محمد بن أحمد بن داود من النسخة التی قوبلت بالنسخة التی قوبلت بالنسخة التی علیها خط المصنف و كتب السید من التهذیب من خط الطوسی و بینهما اختلاف ما ذكرناه فی الحاشیة انتهی.

أقول: لعل هذا كلام بعض رواة الكتاب و یحتمل أن یكون كلام المؤلف و یكون مراده بالسید والده لكنه بعید و لنوضح بعض ألفاظ الزیارة قوله علیه السلام علی هنیئتك أی علی رسلك ذكره الجزری (4)

قوله علیه السلام و السلام علی محمد تأكید للأول و المراد السلام منا و فی بعض النسخ و التسلیم و الثانی أظهر و فی بعض نسخ الفقیه السلام من اللّٰه السلام بدون الواو فالثانی مجرور صفة للجلالة و لعله أصوب من الجمیع قوله علیه السلام و عزائم أمره أی الأمور اللازمة من الواجبات و المحرمات أو جمیع الأحكام فإن تبلیغها كان علیه صلی اللّٰه علیه و آله اجبا قوله الخاتم لما سبق أی لمن سبق من الأنبیاء أو لما سبق من مللهم أو المعارف و الأسرار

ص: 275


1- 1. التهذیب ج 6 ص 25- 28.
2- 2. التهذیب ج 6 ص 28- 30.
3- 3. كامل الزیارات 41- 46.
4- 4. النهایة ج 4 ص 279.

و الفاتح لما استقبل أی لمن بعده من الحجج علیهم السلام أو لما استقبله من المعارف و العلوم و الحكم قوله علیه السلام و المهیمن علی ذلك كله أی الشاهد علی الأنبیاء و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم أو المؤتمن علی تلك المعارف و الحكم قوله علیه السلام الذی بعثته یحتمل أن یكون صفة للوصی و للرسول و علی الثانی فقوله و الدلیل مجرور لیكون معطوفا علی قوله وصی رسولك و الأول أظهر و فی الكامل و وصی رسولك الذی انتجبته من خلقك و الدلیل و علی التقدیرین الباء فی قوله بعلمك تحتمل الملابسة و السببیة أی بسبب علمك بأنه لذلك أهل قوله و الدلیل أی هو لعلمه و ما ظهر منه من المعجزات دلیل علی حقیة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو یدل الناس علی دینه و حكمته قوله علیه السلام و دیان الدین بعدلك أی قاضی الدین و حاكمه الذی تقضی بعدلك و فصل قضائك أی حكمك الذی

جعلته فاصلا بین الحق و الباطل بأن یكون قوله فصل مجرورا معطوفا علی عدلك و یحتمل حینئذ أن یكون قوله بین خلقك متعلقا بالدیان أو بالقضاء و یحتمل أن یكون قوله فصل منصوبا معطوفا علی قوله هادیا فیحتمل أن یكون الدین بمعنی الجزاء و یكون المعنی أنه علیه السلام حاكم یوم الجزاء كما ورد فی روایات كثیرة فالأولی إشارة إلی أنه الحاكم فی القیامة و الثانیة إلی أنه القاضی فی الدنیا.

قال الجزری فی صفة كلامه صلی اللّٰه علیه و آله (1)

فصل لا نزر و لا هذر أی بین ظاهر یفصل بین الحق و الباطل و منه قوله تعالی إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ أی فاصل قاطع قوله المستودعین علی بناء المفعول أی الذین استودعهم اللّٰه حكمته و أسراره قوله علی خالصة اللّٰه أی الذین خلصوا عن محبة غیره تعالی أو خلصوا إلی اللّٰه و وصلوا إلی قربه و حجته أو استخلصهم اللّٰه و استخصهم لنفسه قوله و آزروا أولیاء اللّٰه أی و عاونوهم قوله علیه السلام و صاحب المیسم إشارة إلی ما ورد فی الأخبار أنه علیه السلام الدابة الذی یخرج فی آخر الزمان و معه العصا و المیسم یسم بهما وجوه المؤمنین و الكافرین كما مر فی كتاب الغیبة و كتاب أحواله علیه السلام و فی بعض

ص: 276


1- 1. النهایة ج 3 ص 228.

النسخ كما فی التهذیب صاحب المقام و الصراط المستقیم أی هو الذی یلی حساب الخلائق عند قیامهم فی القیامة و یقف علی الصراط فینجی أولیاءه من النار أو هو صاحب المقام العظیم فی درجة القرب و الكمال و صاحب الصراط الذی من سلك فیه فاز بقرب ذی الجلال و یحتمل نصب الصراط قوله علیه السلام موقیا لرسول اللّٰه علی بناء التفعیل و التوقیة الحفظ و الكلاءة و فی بعض النسخ موقنا بالنون و فی بعضها موفیا بالفاء و الیاء یقال وفی بالعهد و أوفی به قوله علیه السلام و مضیت للذی كنت علیه فی أكثر الكتب شهیدا و شاهدا و مشهودا و علی أی حال تحتمل وجوها الأول أن یكون اللام بمعنی فی كما فی قوله تعالی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ و یقال مضی بسبیله أی مات و المعنی مضیت فی الطریق الذی كنت علیه من الحق آئلا أمرك إلی الشهادة و عالما بحقیة ما كنت علیه و شاهدا علی ما صدر من الأمة أو منهم و مما مضی من جمیع الأنبیاء السالفة و أممهم و مشهودا یشهد اللّٰه و رسوله و الملائكة و المؤمنون لك بأنك كنت علی الحق و أدیت ما علیك الثانی أن یكون اللام بمعنی إلی كما فی قوله تعالی بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحی لَها أی مضیت إلی عالم القدس الذی كنت علیه قبل النزول إلی مطمورة الجسد شهیدا و شاهدا و مشهودا بالمعانی التی سلفت الثالث أن یكون اللام صلة للشهادة أی مضیت شاهدا لما كنت علیه من الدین شهیدا عالما به و مشهودا بأنك عملت به الرابع أن یكون اللام للتعلیل للشهادة بناء علی تقدیم الشهید أی إنما قتلوك و صرت شهیدا لكونك علی الحق الخامس أن تكون اللام للظرفیة و كلمة علی تعلیلیة أی مضیت فی السبیل الذی لأجله صرت قتیلا و شاهدا علی الأمة و مشهودا علیك السادس أن تكون اللام ظرفیة أیضا و یكون المعنی مضیت فی سبیل كنت متهیئا له موطنا نفسك علیه و هو الموت كما یقال فلان علی جناح السفر فیكون كنایة عن كونه صلی اللّٰه علیه و آله مستعدا للموت غیر راغب عنه و اللّٰه یعلم.

قوله فجزاك اللّٰه عن رسوله أی من قبله أو لأجله قوله علیه السلام و خذلت عنك قال الفیروزآبادی خذله و عنه خذلا و خذلانا ترك نصرته.

ص: 277

أقول: فهذا تأكید للأول و یمكن أن یقرأ بالتشدید أی أمر الناس بخذلانك و علی التخفیف أیضا یمكن أن یكون بهذا المعنی و فی الكامل و المصباح و سائر الكتب و أمة حادت عنك و خذلتك و هو الظاهر و الحید المیل قوله علیه السلام و بئس ورد الواردین الورد بالكسر الماء بالذی ترد علیه أی بئس محل ورد الواردین و محل ورودهم و فی الكامل وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ و بئس ورد الواردین و بئس الدرك و المدرك فالمورود تأكید للورد أی المورود علیه و الفقرة الثانیة تأكید للأولی و دركات النار طبقاتها أی بئس المنزل الذی یدركه الأشقیاء منزلهم فی جهنم و قال الفیروزآبادی (1)

صلی اللحم یصلیه صلیا شواه أو ألقاه فی النار للإحراق كأصلاه و صلاه قوله و الجبت هو بالكسر الصنم و الكاهن و الساحر و كل ما عبد من دون اللّٰه و الطاغوت الشیطان و كل رئیس فی الضلالة و قد یطلق علی الصنم أیضا و المراد بالجوابیت و الطواغیت و الفراعنة أولا جمیع خلفاء الجور و باللات و العزی و الجبت و الطاغوت صنما قریش خصا بالذكر للتأكید و التنصیص لشدة شقاوتهما و الند المثل قوله و كل محدث أی كل مبتدع فی الدین و فی بعض الكتب و كل ملحد مفتر.

و قال الفیروزآبادی (2)

المبلس الساكت علی ما فی نفسه و أبلس یئس و تحیر و قال (3)

استسر استتر فقوله مستسر السر مبالغة فی الخفاء كما أن ظاهر العلانیة مبالغة فی الظهور و الغرض لعنهم علی جمیع الأحوال و بجمیع أنحاء اللعن قوله علیه السلام وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فی أولیائك أی ذكرا حسنا و ثناء جمیلا فیهم بأن أقول فیهم ما هم أهله من الذكر الجمیل أو یكون لی بینهم ذكر حسن و الأول أنسب بالمقام و الثانی أوفق بقوله تعالی وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ و قال الفیروزآبادی (4) الصدق بالكسر الشدة و هو رجل صدق و صدیق صدق

ص: 278


1- 1. القاموس ج 4 ص 352.
2- 2. القاموس ج 2 ص 200.
3- 3. القاموس ج 2 ص 47.
4- 4. القاموس ج 3 ص 252.

مضافین وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِی إِسْرائِیلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ أنزلناهم منزلا صالحا قوله علیه السلام علی بركة الحق یمكن أن یكون الظرف متعلقا بالخلف أی خلیفته علی بركات الحق و الدین من الهدایات و رفع الجهالات و الشبهات أو علی الحق البارك الثابت من قبیل إضافة الصفة إلی الموصوف أو علی نمو الحق و زیادته و استمراره فإن البركة النماء و الزیادة و السعادة و یقال برك أی ثبت و أقام و أن یكون حالا عن ولدك و المعنی قریب مما مر أو عن فاعل أتیتك أی كائنا علی بركة الحق أی الاهتداء به و یمكن أن یكون الحق علی بعض الوجوه اسما لله تعالی و فی كثیر من نسخ الكتب علی تزكیة الحق فالاحتمالات أیضا جاریة فیه أی خلیفتك علی أن یزكی الحق و یظهره من الباطل و الشك و البدع أو علی تزكیة الحق و تنمیته و إعلاء أمره أو حال كون الولد أو حال كونی علی تزكیة الحق و مدحه و الاعتقاد به أو تخلیصه و تصفیته أو تنمیته و إشادة ذكره و فی نسخ المصباح و الكفعمی علی الحق فیجری أیضا فیه الاحتمالات و المراد بالولد الحسین صلوات اللّٰه علیه أو جمیع الأئمة الذین دفنوا قریبا منه علیه السلام فإن الولد یكون واحدا و جمعا و كذا الخلف كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولٌ.

«15»- حة، [فرحة الغری] ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَشْهَدِیِّ فِی مَزَارِهِ مَا صُورَتُهُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِهِمْ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِیسَی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: لَمَّا وَافَیْتُ مَعَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام الْكُوفَةَ یُرِیدُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ قَالَ لِی یَا صَفْوَانُ أَنِخِ الرَّاحِلَةَ فَهَذَا قَبْرُ جَدِّی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأَنَخْتُهَا ثُمَّ نَزَلَ فَاغْتَسَلَ وَ غَیَّرَ ثَوْبَهُ وَ تَحَفَّی وَ قَالَ لِیَ افْعَلْ مِثْلَ مَا أَفْعَلُهُ ثُمَّ أَخَذَ نَحْوَ الذُّكْوَةِ وَ قَالَ لِی قَصِّرْ خُطَاكَ وَ أَلْقِ ذَقَنَكَ الْأَرْضَ فَإِنَّهُ یُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ خُطْوَةٍ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ یُمْحَی عَنْكَ مِائَةُ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ تُرْفَعُ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ تُقْضَی لَكَ مِائَةُ أَلْفِ حَاجَةٍ وَ یُكْتَبُ لَكَ ثَوَابُ كُلِّ صِدِّیقٍ وَ شَهِیدٍ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ثُمَّ مَشَی وَ مَشَیْتُ مَعَهُ وَ عَلَیْنَا السَّكِینَةُ وَ الْوَقَارُ نُسَبِّحُ وَ نُقَدِّسُ وَ نُهَلِّلُ إِلَی أَنْ بَلَغْنَا الذَّكَوَاتِ فَوَقَفَ علیه السلام وَ نَظَرَ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً وَ خَطَّ بِعُكَّازَتِهِ

ص: 279

فَقَالَ لِی اطْلُبْ فَطَلَبْتُ فَإِذَا أَثَرُ الْقَبْرِ ثُمَّ أَرْسَلَ دُمُوعَهُ عَلَی خَدِّهِ وَ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ التَّقِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ الرَّشِیدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَرُّ الزَّكِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ خَاصَّتُهُ وَ خَالِصَتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ عَیْبَةَ عِلْمِهِ وَ خَازِنَ وَحْیِهِ ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی قَبْرِهِ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا حُجَّةَ الْخِصَامِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا بَابَ الْمَقَامِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا نُورَ اللَّهِ التَّامَّ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حُمِّلْتَ وَ رَعَیْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ وَ حَفِظْتَ مَا اسْتُودِعْتَ وَ حَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ وَ حَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ وَ أَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ وَ لَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ- ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی عِنْدَ الرَّأْسِ رَكَعَاتٍ وَ قَالَ یَا صَفْوَانُ مَنْ زَارَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ وَ صَلَّی بِهَذِهِ الصَّلَاةِ رَجَعَ إِلَی أَهْلِهِ مَغْفُوراً ذَنْبُهُ مَشْكُوراً سَعْیُهُ وَ یُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُ كُلِّ مَنْ زَارَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قُلْتُ ثَوَابُ كُلِّ مَنْ یَزُورُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ یَزُورُهُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ سَبْعُونَ قَبِیلَةً قُلْتُ كَمِ الْقَبِیلَةُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ الْقَهْقَرَی وَ هُوَ یَقُولُ یَا جَدَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا طَیِّبَاهْ یَا طَاهِرَاهْ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ وَ رَزَقَنِی الْعَوْدَ إِلَیْكَ وَ الْمُقَامَ فِی حَرَمِكَ وَ الْكَوْنَ مَعَكَ وَ مَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْمُحْدِقِینَ بِكَ- قُلْتُ یَا سَیِّدِی تَأْذَنُ لِی أَنْ أُخْبِرَ أَصْحَابَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِهِ فَقَالَ نَعَمْ وَ أَعْطَانِی دَرَاهِمَ وَ أَصْلَحْتُ الْقَبْرَ(1).

إیضاح: قوله علیه السلام یا باب المقام أی إتیان مقام إبراهیم لحج البیت و اعتماره لا یقبل إلا بولایتك فمن لم یأته بولایتك فكأنما أتی البیت من غیر بابه

ص: 280


1- 1. فرحة الغریّ ص 40 و المزار الكبیر ص 75- 76.

أو باب القیام عند رب العالمین للحساب كنایة عن أن إیاب الخلق إلیه و حسابهم علیه فكما أنه لا یدخل البیت إلا بعد المرور علی الباب كذلك لا یأتی أحد لیقوم للحساب إلا بعد أن یلقاه صلوات اللّٰه علیه بما هو أهله من البشارة أو الاكتیاب قوله علیه السلام المحدقین بك أی المطیفین بك.

أقول: روی مؤلف المزار الكبیر هذه الزیارة بهذا اللفظ و یظهر منه أن مؤلفه هو محمد بن المشهدی.

«16»- حة، [فرحة الغری] أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ شَمْسِ الدِّینِ فَخَّارٍ الْمُوسَوِیِّ عَنْ شَاذَانَ بْنِ جَبْرَئِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سَارَ وَ أَنَا مَعَهُ فِی الْقَادِسِیَّةِ حَتَّی أَشْرَفَ عَلَی النَّجَفِ فَقَالَ هُوَ الْجَبَلُ الَّذِی اعْتَصَمَ بِهِ ابْنُ جَدِّی نُوحٍ علیه السلام فَقَالَ سَآوِی إِلی جَبَلٍ یَعْصِمُنِی مِنَ الْماءِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَ یَعْتَصِمُ بِكَ مِنِّی أَحَدٌ فَغَارَ فِی الْأَرْضِ وَ تَقَطَّعَ إِلَی الشَّامِ فَقَالَ علیه السلام اعْدِلْ بِنَا فَعَدَلْتُ بِهِ فَلَمْ یَزَلْ سَائِراً حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّ فَوَقَفَ عَلَی الْقَبْرِ فَسَاقَ السَّلَامَ مِنْ آدَمَ عَلَی نَبِیٍّ نَبِیٍّ علیه السلام وَ أَنَا أَسُوقُ السَّلَامَ مَعَهُ حَتَّی وَصَلَ السَّلَامَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ خَرَّ عَلَی الْقَبْرِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ عَلَا نَحِیبُهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ.

«17»- وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا هَذَا الْقَبْرُ قَالَ هَذَا قَبْرُ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (1).

«18»- زِیَارَةٌ أُخْرَی رَوَاهَا الْمُفِیدُ وَ السَّیِّدُ وَ الشَّهِیدُ(2) وَ غَیْرُهُمْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنْ صَفْوَانَ وَ اللَّفْظُ لِلْمُفِیدِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام فَقُلْتُ كَیْفَ تَزُورُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا صَفْوَانُ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ ثَوْبَیْنِ طَاهِرَیْنِ وَ نَلْ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ وَ إِنْ لَمْ تَنَلْ أَجْزَأَكَ فَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی أَبْغِی فَضْلَكَ وَ أَزُورُ وَصِیَّ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمَا اللَّهُمَّ فَیَسِّرْ

ص: 281


1- 1. فرحة الغریّ ص 42.
2- 2. مزار الشهید ص 9- 16.

ذَلِكَ لِی وَ سَبِّبِ الْمَزَارَ لَهُ وَ اخْلُفْنِی فِی عَاقِبَتِی وَ حُزَانَتِی بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- فَسِرْ وَ أَنْتَ تَحْمَدُ اللَّهَ وَ تُسَبِّحُهُ وَ تُهَلِّلُهُ فَإِذَا بَلَغْتَ الْخَنْدَقَ فَقِفْ عِنْدَهُ وَ قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْمَجْدِ وَ الْعَظَمَةِ اللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِیرِ وَ التَّقْدِیسِ وَ التَّسْبِیحِ وَ الْآلَاءِ اللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ عِمَادِی وَ عَلَیْهِ أَتَوَكَّلُ اللَّهُ أَكْبَرُ رَجَائِی وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَتِی وَ الْقَادِرُ عَلَی طَلِبَتِی تَعْلَمُ حَاجَتِی وَ مَا تُضْمِرُهُ هَوَاجِسُ الصُّدُورِ وَ خَوَاطِرُ النُّفُوسِ فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی الَّذِی قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ الْمُحْتَجِّینَ وَ عُذْرَ الْمُعْتَذِرِینَ وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ أَنْ لَا تَحْرِمَنِی زِیَارَةَ وَلِیِّكَ وَ أَخِی نَبِیِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَصْدَهُ وَ تَجْعَلَنِی

مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِینَ وَ شِیعَتِهِ الْمُتَّقِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- فَإِذَا تَرَاءَتْ لَكَ الْقُبَّةُ الشَّرِیفَةُ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا اخْتَصَّنِی بِهِ مِنْ طِیبِ الْمَوْلِدِ وَ اسْتَخْلَصَنِی إِكْرَاماً بِهِ مِنْ مُوَالاةِ الْأَبْرَارِ السَّفَرَةِ الْأَطْهَارِ وَ الْخِیَرَةِ الْأَعْلَامِ اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْیِی إِلَیْكَ وَ تَضَرُّعِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی لَا تَخْفَی عَلَیْكَ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْغَفَّارُ- فَإِذَا نَزَلْتَ الثُّوَیَّةَ- وَ هِیَ الْآنَ تَلٌّ بِقُرْبِ الحَنَّانَةِ عَنْ یَسَارِ الطَّرِیقِ لِمَنْ یَقْصِدُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَی الْمَشْهَدِ فَصَلِّ عِنْدَهَا رَكْعَتَیْنِ لِمَا رُوِیَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ خَوَاصِّ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ دُفِنُوا هُنَاكَ وَ قُلْ مَا تَقُولُ عِنْدَ رُؤْیَا الْقُبَّةِ الشَّرِیفَةِ فَإِذَا بَلَغْتَ الْعَلَمَ وَ هِیَ الحَنَّانَةُ فَصَلِّ هُنَاكَ رَكْعَتَیْنِ فَقَدْ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ جَازَ الصَّادِقُ علیه السلام بِالْقَائِمِ الْمَائِلِ فِی طَرِیقِ الْغَرِیِّ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَقِیلَ لَهُ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ فَقَالَ هَذَا مَوْضِعُ رَأْسِ جَدِّیَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَضَعُوهُ هَاهُنَا لَمَّا تَوَجَّهُوا مِنْ كَرْبَلَاءَ ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقُلْ هُنَاكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی وَ كَیْفَ یَخْفَی عَلَیْكَ مَا أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَ بَارِئُهُ وَ قَدْ جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ مُتَوَسِّلًا بِوَصِیِّ رَسُولِكَ- فَأَسْأَلُكَ بِهِمَا ثَبَاتَ الْقَدَمِ وَ الْهُدَی وَ الْمَغْفِرَةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

ص: 282

أقول: إن زار الحسین علیه السلام فی الحنانة بما سنرویه عن محمد بن المشهدی بعد إیراد ما ذكروه و صلی عندها أربع ركعات كما فعله الصادق علیه السلام كان حسنا.

ثُمَّ قَالُوا: فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَی بَابِ الْحِصْنِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَیَّرَنِی فِی بِلَادِهِ وَ حَمَلَنِی عَلَی دَوَابِّهِ وَ طَوَی لِیَ الْبَعِیدَ وَ صَرَفَ عَنِّی الْمَحْذُورَ وَ دَفَعَ عَنِّی الْمَكْرُوهَ حَتَّی أَقْدَمَنِی أَخَا رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ ادْخُلْ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْخَلَنِی هَذِهِ الْبُقْعَةَ الْمُبَارَكَةَ الَّتِی بَارَكَ اللَّهُ فِیهَا وَ اخْتَارَهَا لِوَصِیِّ نَبِیِّهِ- اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهَا شَاهِدَةً لِی- فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَی الْبَابِ الْأَوَّلِ فَقُلِ اللَّهُمَّ لِبَابِكَ وَقَفْتُ وَ بِفِنَائِكَ نَزَلْتُ وَ بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ وَ بِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ وَ بِوَلِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ تَوَسَّلْتُ فَاجْعَلْهَا زِیَارَةً مَقْبُولَةً وَ دُعَاءً مُسْتَجَاباً- فَإِذَا بَلَغْتَ بَابَ الصَّحْنِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ وَ الْمَقَامَ مَقَامُكَ وَ أَنَا أَدْخُلُ إِلَیْهِ أُنَاجِیكَ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ مِنْ سِرِّی وَ نَجْوَایَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْمُتَطَوِّلِ الَّذِی مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِی زِیَارَةَ مَوْلَایَ بِإِحْسَانِهِ وَ لَمْ یَجْعَلْنِی عَنْ زِیَارَتِهِ مَمْنُوعاً وَ لَا عَنْ وَلَایَتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَ مَنَحَ اللَّهُمَّ كَمَا مَنَنْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِی مِنْ شِیعَتِهِ وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ ادْخُلِ الصَّحْنَ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنِی بِمَعْرِفَتِهِ وَ مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ- وَ مَنْ فَرَضَ عَلَیَّ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِی وَ تَطَوُّلًا مِنْهُ عَلَیَّ وَ مَنَّ عَلَیَّ بِالْإِیمَانِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْخَلَنِی حَرَمَ أَخِی رَسُولِهِ وَ أَرَانِیهِ فِی عَافِیَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِیِّ رَسُولِهِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هِدَایَتِهِ وَ تَوْفِیقِهِ لِمَا دَعَا إِلَیْهِ مِنْ سَبِیلِهِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَ أَكْرَمُ مَأْتِیٍّ وَ قَدْ أَتَیْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ بِأَخِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ

ص: 283

وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُخَیِّبْ سَعْیِی وَ انْظُرْ إِلَیَّ نَظْرَةً رَحِیمَةً تَنْعَشُنِی بِهَا وَ اجْعَلْنِی عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ.

ثُمَّ امْشِ حَتَّی تَقِفَ عَلَی الْبَابِ فِی الصَّحْنِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ السَّكِینَةِ السَّلَامُ عَلَی الْمَدْفُونِ بِالْمَدِینَةِ- السَّلَامُ عَلَی الْمَنْصُورِ الْمُؤَیَّدِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ ادْخُلْ وَ قَدِّمْ رِجْلَكَ الْیُمْنَی قَبْلَ الْیُسْرَی وَ قِفْ عَلَی بَابِ الْقُبَّةِ وَ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ جاءَ بِالْحَقِ مِنْ عِنْدِهِ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ وَ خِیَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَخِی رَسُولِ اللَّهِ- یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ جَاءَكَ مُسْتَجِیراً بِذِمَّتِكَ قَاصِداً إِلَی حَرَمِكَ مُتَوَجِّهاً إِلَی مَقَامِكَ مُتَوَسِّلًا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِكَ أَ أَدْخُلُ یَا مَوْلَایَ أَ أَدْخُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- أَ أَدْخُلُ یَا حُجَّةَ اللَّهِ أَ أَدْخُلُ یَا أَمِینَ اللَّهِ أَ أَدْخُلُ یَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُقِیمِینَ فِی هَذَا الْمَشْهَدِ یَا مَوْلَایَ أَ تَأْذَنُ لِی بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلًا فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِكَ- ثُمَّ قَبِّلِ الْعَتَبَةَ وَ قَدِّمْ رِجْلَكَ الْیُمْنَی قَبْلَ الْیُسْرَی وَ ادْخُلْ وَ أَنْتَ تَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ-(1)

ثُمَّ امْشِ حَتَّی تُحَاذِیَ الْقَبْرَ وَ اسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِكَ وَ قِفْ قَبْلَ وُصُولِكَ إِلَیْهِ وَ قُلِ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ رِسَالاتِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ مَعْدِنِ الْوَحْیِ وَ التَّنْزِیلِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ الشَّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ

ص: 284


1- 1. مصباح الزائر ص 60- 62.

وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَظْلُومِینَ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ وَ أَرْفَعَ وَ أَشْرَفَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ خَیْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِیِّكَ وَ أَخِی رَسُولِكَ وَ وَصِیِّ حَبِیبِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ دَیَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ قَضَائِكَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْمُطَهَّرِینَ الَّذِینَ ارْتَضَیْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِینِكَ وَ حَفَظَةً لِسِرِّكَ وَ شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَصِیِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِهِ وَ الْقَائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ السَّلَامُ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِینَ السَّلَامُ عَلَی خَاصَّةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُتَوَسِّمِینَ السَّلَامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ قَامُوا بِأَمْرِهِ وَ وَازَرُوا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ خَافُوا بِخَوْفِهِمْ السَّلَامُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ- ثُمَّ امْشِ حَتَّی تَقِفَ عَلَی الْقَبْرِ وَ اسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِكَ وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ التُّقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَرُّ التَّقِیُّ النَّقِیُّ الْوَفِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ وَ أَمِینَ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ دَیَّانَ یَوْمِ الدِّینِ وَ خَیْرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدَ الصِّدِّیقِینَ وَ الصَّفْوَةَ مِنْ سُلَالَةِ النَّبِیِّینَ وَ بَابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ خَازِنَ وَحْیِهِ وَ عَیْبَةَ عِلْمِهِ وَ النَّاصِحَ لِأُمَّةِ نَبِیِّهِ وَ التَّالِیَ لِرَسُولِهِ وَ الْمُوَاسِیَ لَهُ بِنَفْسِهِ وَ النَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِیَ إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ الْمَاضِیَ عَلَی سُنَّتِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ مَا حُمِّلَ وَ رَعَی مَا اسْتُحْفِظَ وَ حَفِظَ مَا اسْتُودِعَ وَ حَلَّلَ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ أَقَامَ أَحْكَامَكَ وَ جَاهَدَ النَّاكِثِینَ فِی سَبِیلِكَ وَ

ص: 285

الْقَاسِطِینَ فِی حُكْمِكَ وَ الْمَارِقِینَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ اللَّهُمَّ هَذَا قَبْرُ وَلِیِّكَ الَّذِی فَرَضْتَ طَاعَتَهُ وَ جَعَلْتَ فِی أَعْنَاقِ عِبَادِكَ مُتَابَعَتَهُ وَ خَلِیفَتِكَ الَّذِی بِهِ تَأْخُذُ وَ تُعْطِی وَ بِهِ تُثِیبُ وَ تُعَاقِبُ وَ قَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِمَا أَعْدَدْتَهُ لِأَوْلِیَائِكَ فَبِعَظِیمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ وَ جَلِیلِ خَطَرِهِ لَدَیْكَ وَ قُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَ الْجُودِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی ضَجِیعَیْكَ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ وَ قِفْ مِمَّا یَلِی الرَّأْسَ وَ قُلْ یَا مَوْلَایَ إِلَیْكَ وُفُودِی وَ بِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَی رَبِّی فِی بُلُوغِ مَقْصُودِی وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَیْرُ خَائِبٍ وَ الطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَیْرُ مَرْدُودٍ إِلَّا بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَكُنْ لِی شَفِیعاً إِلَی اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّی فِی قَضَاءِ حَوَائِجِی وَ تَیْسِیرِ أُمُورِی وَ كَشْفِ شِدَّتِی وَ غُفْرَانِ ذَنْبِی وَ سَعَةِ رِزْقِی وَ تَطْوِیلِ عُمُرِی وَ إِعْطَاءِ سُؤْلِی فِی آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْأَئِمَّةِ- وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً لَا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ عَذَاباً كَثِیراً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا أَجَلَ وَ لَا أَمَدَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ وَ أَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ وَ أَدْخِلْ عَلَی قَتَلَةِ أَنْصَارِ رَسُولِكَ وَ عَلَی قَتَلَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ عَلَی قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلَی قَتَلَةِ أَنْصَارِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- وَ قَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِینَ عَذَاباً أَلِیماً مُضَاعَفاً فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِیمِ وَ لَا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عَایَنُوا النَّدَامَةَ وَ الْخِزْیَ الطَّوِیلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِی مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَ ظَاهِرِ الْعَلَانِیَةِ فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی قَدَمَ صِدْقٍ فِی أَوْلِیَائِكَ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَشَاهِدَهُمْ وَ مُسْتَقَرَّهُمْ حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِی لَهُمْ تَبَعاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ وَ اسْتَقْبِلْ قَبْرَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام بِوَجْهِكَ وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ

ص: 286

یَا ابْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ الْمَهْدِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَرِیعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْمُصِیبَةِ الرَّاتِبَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَدِّكَ وَ أَبِیكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی أُمِّكَ وَ أَخِیكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ بَنِیكَ أَشْهَدُ لَقَدْ طَیَّبَ اللَّهُ بِكَ التُّرَابَ وَ أَوْضَحَ بِكَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَكَ وَ أَبَاكَ وَ جَدَّكَ وَ أَخَاكَ وَ بَنِیكَ عِبْرَةً لِأُولِی الْأَلْبَابِ یَا ابْنَ الْمَیَامِینِ الْأَطْیَابِ التَّالِینَ الْكِتَابَ وَجَّهْتُ سَلَامِی إِلَیْكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْكَ وَ جَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْكَ مَا خَابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَ لَجَأَ إِلَیْكَ- ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَی عِنْدِ الرِّجْلَیْنِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْأَئِمَّةِ وَ خَلِیلِ النُّبُوَّةِ وَ الْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ السَّلَامُ عَلَی یَعْسُوبِ الدِّینِ وَ الْإِیمَانِ وَ كَلِمَةِ الرَّحْمَنِ السَّلَامُ عَلَی مِیزَانِ الْأَعْمَالِ وَ مُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ وَ سَیْفِ ذِی الْجَلَالِ وَ سَاقِی السَّلْسَبِیلِ الزُّلَالِ السَّلَامُ عَلَی صَالِحِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ الْحَاكِمِ یَوْمَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَی شَجَرَةِ التَّقْوَی وَ سَامِعِ السِّرِّ وَ النَّجْوَی السَّلَامُ عَلَی حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ وَ نِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَ نَقِمَتِهِ الدَّامِغَةِ السَّلَامُ عَلَی الصِّرَاطِ الْوَاضِحِ وَ النَّجْمِ اللَّائِحِ وَ الْإِمَامِ النَّاصِحِ وَ الزِّنَادِ الْقَادِحِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَخِی نَبِیِّكَ- وَ وَلِیِّهِ وَ نَاصِرِهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَزِیرِهِ وَ مُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعِ سِرِّهِ وَ بَابِ حِكْمَتِهِ وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِی إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ خَلِیفَتِهِ فِی أُمَّتِهِ وَ مُفَرِّجِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ قَاصِمِ الْكَفَرَةِ وَ مُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذِی جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِیِّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ الْعَدَاوَةَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ- ثُمَّ عُدْ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ لِزِیَارَةِ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ قُلْ فِی زِیَارَةِ آدَمَ علیه السلام السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ

ص: 287

عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْبَشَرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ وَ عَلَی الطَّاهِرِینَ مِنْ وُلْدِكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ صَلَاةً لَا یُحْصِیهَا إِلَّا هُوَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ-(1)

وَ قُلْ فِی زِیَارَةِ نُوحٍ علیه السلام السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَیْخَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ وَ عَلَی الطَّاهِرِینَ مِنْ وُلْدِكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ صَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مِنْهَا لِزِیَارَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ سُورَةَ یس وَ تَشَهَّدْ وَ سَلِّمْ وَ سَبِّحْ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ادْعُ لِنَفْسِكَ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی صَلَّیْتُ هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ هَدِیَّةً مِنِّی إِلَی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَلِیِّكَ وَ أَخِی رَسُولِكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْهَا مِنِّی وَ اجْزِنِی عَلَی ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِینَ اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّیْتُ وَ لَكَ رَكَعْتُ وَ لَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ الصَّلَاةُ وَ الرُّكُوعُ وَ السُّجُودُ إِلَّا لَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی زِیَارَتِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

وَ تُهْدِی الْأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ الْأُخَرِ إِلَی آدَمَ وَ نُوحٍ ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ قُلْ فِیهِمَا اللَّهُمَّ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی فَاكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَا یُهِمُّنِی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَرِّبْ فَرَجَهُمْ- ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلِ ارْحَمْ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ.

ص: 288


1- 1. مصباح الزائر ص 62- 65.

ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّی حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ لِی یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ- ثُمَّ عُدْ إِلَی السُّجُودِ وَ قُلْ شُكْراً مِائَةَ مَرَّةٍ وَ اجْتَهِدْ فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ مَسْأَلَةٍ وَ أَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ مَغْفِرَةٍ وَ اسْأَلِ الْحَوَائِجَ فَإِنَّهُ مَقَامُ إِجَابَةٍ وَ كُلَّمَا صَلَّیْتَ صَلَاةً فَرْضاً كَانَتْ أَوْ نَفْلًا مُدَّةَ مُقَامِكَ بِمَشْهَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ- إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ مِنَ الدُّعَاءِ-(1)

ثُمَّ قَالَ تَتِمَّةٌ فِی وَدَاعِ سَیِّدِنَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَاسْتَأْنِفِ الزِّیَارَةَ وَ اصْنَعْ فِیهَا مَا صَنَعْتَ فِی أَوَّلِ وُصُولِكَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ بَیَانُهُ ثُمَّ وَدِّعْهُ فِی آخِرِهَا فَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِالرُّسُلِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَنِی عَلَیْهِ وَ دَعَوْتَنِی إِلَیْهِ رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَ آلَ الرَّسُولِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ أَخِی رَسُولِ اللَّهِ وَ ارْزُقْنِی زِیَارَتَهُ أَبَداً مَا أَحْیَیْتَنِی اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِی ثَوَابَ زِیَارَتِهِ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَ أَجْسَادَهُمْ مِنِّی أَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ وَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِّینَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِیفِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ- وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ الْمُنْتَقِمِ مِنْ أَعْدَائِهِ السَّلَامُ عَلَی سَمِیِّ رَسُولِ اللَّهِ- وَ مُظْهِرِ دِینِ اللَّهِ سَلَاماً وَاصِلًا دَائِماً سَرْمَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْقَذَنَا بِكُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَ الضَّلَالَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ احْفَظْنِی بِحِفْظِ الْإِیمَانِ وَ لَا تُشْمِتْ بِی مَنْ عَادَیْتُهُ فِیكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

ص: 289


1- 1. مصباح الزائر ص 65- 66.

ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ الْمُقَدَّسَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی صَاحِبِهِ وَ ادْعُ اللَّهَ بِمَا تُرِیدُ وَ انْصَرِفْ مَغْبُوطاً مَرْحُوماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

توضیح: العاقبة الولد و حزانتك بالضم عیالك الذین تتحزن لأمرهم و قال فی النهایة(2) فیه و ما یهجس فی الضمائر أی ما یخطر بها و یدور فیها من الأحادیث و الأفكار قوله و استخلصنی إكراما به أی استخلصنی به إكراما لی و من بیانیة و یقال استخلصه لنفسه أی استخصه و قال فی النهایة فی حدیث علی علیه السلام أمرت بقتل الناكثین و القاسطین و المارقین النكث نقض العهد أراد بهم أهل وقعة الجمل لأنهم كانوا بایعوه ثم نقضوا بیعته و قاتلوه و بالقاسطین أهل صفین لأنهم جاروا فی حكمهم و بغوا علیه و بالمارقین الخوارج لأنهم مرقوا من الدین كما یمرق السهم من الرمیة قوله علیه السلام لا تعذبه فیه حذف و إیصال أی لا تعذبه به قوله قدم صدق فی أولیائك أی قدما ثابتا راسخا فی ولایتهم و متابعتهم أو مقاما حسنا عندك بسببهم كما قال تعالی وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ و فی بعض النسخ لسان صدق و قد مر بیانه قوله علیه السلام یا صریع الدمعة الساكبة الصریع هنا القتیل المطروح علی الأرض السكب الصب و الانصباب و المراد هنا الثانی أی المقتول الذی تجری لأجله الدموع و قیل إنما نسب إلی الدمعة لأنها لكثرة جریانها علیه كأنها حمیمه الذی ذهب منه قوله المصیبة الراتبة أی الثابتة التی لا تزول إلی أن یطلب بثأره صلوات اللّٰه علیه و قوله علیه السلام عبرة لأولی الألباب أی لیعتبر أولو العقول من فضلكم و علمكم و جلالتكم و مظلومیتكم و شهادتكم فیعلموا دناءة الدنیا و خستها و أن اللّٰه لم یرضها لأولیائه و أن الآخرة هی دار القرار و محل الأخیار قوله علیه السلام التالین الكتاب أی جعلكم الرسول تلوا للكتاب و وصی بكم معه فی قَوْلِهِ: إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی. أو التابعین للكتاب العاملین به و القارین له حق قراءته و الأول أظهر و أصوب قوله علیه السلام و جعل

ص: 290


1- 1. مصباح الزائر ص 68- 69 و مزار الشهید ص 18- 19.
2- 2. النهایة ج 4 ص 255.

أفئدة من الناس إشارة إلی دعاء إبراهیم علیه السلام لهم فی قوله تعالی فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ و الجملة تحتمل الخبریة و الدعائیة و فی بعض النسخ صلی اللّٰه علیك و جعل و هو أظهر قوله و خلیل النبوة أی صاحبها و الیعسوب السید و الرئیس و المقدم و أصله أمیر النحل قوله علیه السلام و كلمة الرحمن أی یبین للخلق ما أراد اللّٰه إظهاره كما أن الكلمة تبین ما فی ضمیر صاحبها أو المراد أنه صاحب كلمات اللّٰه و علومه و قد مر شرحه مبسوطا فی أبواب فضائله صلوات اللّٰه علیه قوله علی میزان الأعمال إشارة إلی ما ورد فی الأخبار الكثیرة أنهم موازین یوم القیامة و هم یحاسبون الخلق قوله علیه السلام و مقلب الأحوال أی یقلب أحوالهم من الضلالة إلی الهدایة و من الجهل إلی العلم و من الفقر إلی الغناء و من الحیاة إلی الموت فی الغزوات أو أنه محنة الوری به یتمیز المؤمن من الكافر و به انتقل جماعة من الكفر إلی الإیمان و به ظهر كفر المنافقین الذین كانوا یظهرون الإیمان و ظاهره یومی إلی درجة أعلی من ذلك من المدخلیة فی نظام العالم و تدبیره و هذا مقام دقیق قد مر بعض القول فیه فی كتاب الإمامة و السلسبیل اسم عین فی الجنة و قال الفیروزآبادی (1)

ماء زلال كغراب سریع المر فی الحلق بارد عذب صاف سهل سلس قوله علیه السلام و الزناد القادح قال الفیروزآبادی الزند العود الذی تقدح به النار و الجمع زناد و قال قدح بالزند رام الإیراء به انتهی فالزناد جمع فكان ینبغی أن یؤتی فی صفته القادحة و لعله كان فی الأصل الزند فصحف لأن المفرد هنا أنسب و یحتمل أن یكون الزناد أیضا جاء مفردا و لم یذكره اللغویون أو یكون الجمع للمبالغة و فی الصفة روعی جانب المعنی لأنه عبارة عن شخص واحد و علی التقادیر كنایة عن كثرة ظهور أنوار العلم و الحكم منه أو عن شدة البطش و الصولة فی الغزوات و الأول أظهر و القصم الكسر قوله و لا قال یقال قلاه أی أبغضه و كرهه و منه قوله تعالی ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلی.

أقول ذكر السید بن طاوس هذه الزیارة و ساقها إلی الدعاء الذی ذكره

ص: 291


1- 1. القاموس ج 3 ص 389.

المفید فی آخر الزیارة ثم قال دعاء آخر یستحب أن یدعی به عقیب صلاة الزیارة لأمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و هو یا اللّٰه یا اللّٰه یا اللّٰه یا مجیب دعوة المضطرین و ساق الدعاء إلی آخره نحو مما سنورده بروایة صفوان فی زیارة الحسین علیه السلام فی یوم عاشوراء تركنا إیراده هنا حذرا من التكرار فمن أراد قراءته فلیرجع إلیه فإنه أتم و أكمل مما أورده السید هنا(1).

و هذه الروایة تشتمل علی فضیلة جزیلة لزیارة الحسین علیه السلام عند رأس أمیر المؤمنین و الصلاة عنده فلا تغفل.

ثم اعلم أن العلماء ذكروا زیارة آدم و نوح علیهما السلام عنده علیه السلام و لم یتعرضوا لزیارة صالح و هود و إبراهیم علیهم السلام و قد مر فی الأخبار كونهم أیضا مدفونین عنده و فی قربه صلوات اللّٰه علیه فینبغی زیارتهم علیهم السلام أیضا و إنما خصوا آدم و نوح لكثرة الأخبار الواردة فی ذلك و لورود الأمر بزیارتهما فی بعضها.

ثم أقول یناسب أن یتلی عند ضریح آدم علیه السلام أو بعد الصلاة لزیارته الدعاء المروی عن سید الساجدین صلوات اللّٰه علیه المشتمل علی الصلاة علیه صلی اللّٰه علیه و آله و هو مما ألحق ببعض نسخ الصحیفة أیضا و هو هذا اللَّهُمَّ وَ آدَمُ بَدِیعُ فِطْرَتِكَ وَ أَوَّلُ مُعْتَرِفٍ مِنَ الطِّینِ بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ بِكْرُ حُجَجِكَ عَلَی عِبَادِكَ وَ بَرِیَّتِكَ وَ الدَّلِیلُ عَلَی الِاسْتِجَارَةِ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَ النَّاهِجُ سُبُلَ تَوْبَتِكَ وَ الْوَسِیلَةُ بَیْنَ الْخَلْقِ وَ بَیْنَ مَعْرِفَتِكَ وَ الَّذِی لَقَّیْتَهُ مَا رَضِیتَ عَنْهُ بِمَنِّكَ عَلَیْهِ وَ رَحْمَتِكَ لَهُ وَ الْمُنِیبُ الَّذِی لَمْ یُصِرَّ عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ سَابِقُ الْمُتَذَلِّلِینَ بِحَلْقِ رَأْسِهِ فِی حَرَمِكَ وَ الْمُتَوَسِّلُ بَعْدَ الْمَعْصِیَةِ بِالطَّاعَةِ إِلَی عَفْوِكَ وَ أَبُو الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ أُوذُوا فِی جَنْبِكَ وَ أَكْثَرُ سُكَّانِ الْأَرْضِ سَعْیاً فِی طَاعَتِكَ فَصَلِّ عَلَیْهِ أَنْتَ یَا رَحْمَانُ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ سُكَّان سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ كَمَا عَظَّمَ حَرَمَاتِكَ وَ دُلَّنَا عَلَی سَبِیلِ مَرْضَاتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

أقول: ینبغی أن یزور الحسین عند قبر أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما مما

ص: 292


1- 1. و كذا الشهید فی مزاره فانه ذكر الدعاء المعروف بدعاء علقمة بعد زیارة عاشوراء فی هذا المقام و كأنّه تبع السیّد- ره- فی روایته.

یلی رأسه مما ذكره محمد بن المشهدی فی المزار الكبیر.

«19»- وَ ذَكَرَ: أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام زَارَ رَأْسَ الْحُسَیْنِ علیه السلام عِنْدَ رَأْسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ صَلَّی عِنْدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ هِیَ هَذِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ الصِّدِّیقَةِ الطَّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ صَبَرْتَ عَلَی الْأَذَی فِی جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِینَ خَالَفُوكَ وَ حَارَبُوكَ وَ أَنَّ الَّذِینَ خَذَلُوكَ وَ الَّذِینَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَی لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ ضَاعَفَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِیمَ أَتَیْتُكَ یَا مَوْلَایَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَی الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ عَارِفاً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ (1).

أقول: سیأتی تمامها فی زیارة الحسین علیه السلام فإن عمل بجمیعها كان أفضل.

«20»- ثُمَّ ذَكَرَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ زِیَارَةَ الْوَدَاعِ نَحْواً مِمَّا مَرَّ ثُمَّ قَالَ زِیَارَةٌ ثَانِیَةٌ یُزَارُ بِهَا علیه السلام: تَقِفُ عَلَی قَبْرِهِ الشَّرِیفِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَی مُحَمَّدٍ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی رِسَالاتِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ مَعْدِنِ الْوَحْیِ وَ التَّنْزِیلِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ الشَّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ وَ أَوْسَعَ وَ أَنْفَعَ وَ أَشْرَفَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ خَیْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِیِّكَ- وَ أَخِی رَسُولِكَ وَ وَصِیِّهِ الَّذِی بَعَثْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ دَیَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ قَضَائِكَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ

ص: 293


1- 1. المزار الكبیر ص 172.

الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ الْمُطَهَّرِینَ الَّذِینَ ارْتَضَیْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِینِكَ وَ حَفَظَةً عَلَی سِرِّكَ وَ شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ السَّلَامُ عَلَی خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَسِیمَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ بَابُ الْهُدَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحَبْلُ الْمَتِینُ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ شَاهِدُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ خَازِنُ سِرِّهِ وَ مَوْضِعُ حِكْمَتِهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ علیه السلام وَ أَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ وَ كُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَ أَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ تَقَدَّمَ عَلَیْكَ وَ صَدَّ عَنْكَ لَعْناً كَبِیراً یَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ كُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ مُمْتَحَنٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَمِینُهُ بَلَّغْتَ نَاصِحاً وَ أَدَّیْتَ أَمِیناً وَ قُتِلْتَ صِدِّیقاً مَظْلُوماً وَ مَضَیْتَ عَلَی یَقِینٍ لَمْ تُؤْثِرْ عَمًی عَلَی هُدًی وَ لَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَی بَاطِلٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَ نَصَحْتَ لِلْأُمَّةِ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ دَعَوْتَ إِلَی سَبِیلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ دَعَوْتَ إِلَیْهِ عَلَی بَصِیرَةٍ وَ بَلَّغْتَ مَا أَمَرْتَ بِهِ وَ قُمْتَ بِحَقِّ اللَّهِ غَیْرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُوهِنٍ فَصَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ صَلَاةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً یَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا أَمَدَ وَ لَا أَجَلَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

وَ جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّیقٍ خَیْراً عَنْ رَعِیَّتِهِ أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ إِلَیْكَ وَ أَنْتَ أَهْلُهُ وَ مَعْدِنُهُ وَ مِیرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ فَصَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً وَ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ أَتَیْتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَتَیْتُكَ عَائِذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِی بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَتَیْتُكَ وَافِداً لِعَظِیمِ حَالِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ وَ

ص: 294

عِنْدِی فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّ لِیَ ذُنُوباً كَثِیرَةً وَ إِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ جَاهاً عَظِیماً وَ شَأْناً كَبِیراً وَ شَفَاعَةً مَقْبُولَةً وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَرْبَابِ صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ عِمَادَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی عُذْتُ بِأَخِی رَسُولِكَ مَعَاذاً فَبِحَقِّهِ عَلَیْكَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِمَا أَنْزَلَ إِلَیْكُمْ وَ أَتَوَلَّی آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّیْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ وَ كَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی وَ كُلِّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ وَ عُدْ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ جِئْتُكَ زَائِراً لَائِذاً بِحَرَمِكَ مُتَوَسِّلًا إِلَی اللَّهِ بِكَ فِی مَغْفِرَةِ ذُنُوبِی كُلِّهَا مُتَضَرِّعاً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَیْكَ لِمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَارِفاً عَالِماً إِنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَرُدُّ سَلَامِی لِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَیَا مَوْلَایَ إِنِّی لَوْ وَجَدْتُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی شَفِیعاً أَقْرَبَ مِنْكَ لَقَصَدْتُ إِلَیْهِ فَمَا خَابَ رَاجِیكُمْ وَ لَا ضَلَّ دَاعِیكُمْ أَنْتُمُ الْحُجَّةُ وَ الْمَحَجَّةُ إِلَی اللَّهِ فَكُنْ لِی إِلَی اللَّهِ شَفِیعاً فَمَا لِی وَسِیلَةٌ أَوْفَی مِنْ قَصْدِی إِلَیْكَ وَ تَوَسُّلِی بِكَ إِلَی اللَّهِ فَأَنْتَ كَلِمَةُ اللَّهِ وَ كَلِمَةُ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتَ خَازِنُ وَحْیِهِ وَ عَیْبَةُ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعُ سِرِّهِ وَ النَّاصِحُ لِعَبِیدِ اللَّهِ وَ التَّالِی لِرَسُولِهِ وَ الْمُوَاسِی لَهُ بِنَفْسِهِ وَ النَّاطِقُ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِی إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ الْمَاضِی عَلَی سُنَّتِهِ فَلَقَدْ بَلَّغْتَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حُمِّلْتَ وَ رَعَیْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ وَ حَفِظْتَ مَا اسْتُودِعْتَ وَ حَلَّلْتَ حَلَالَهُ وَ حَرَّمْتَ حَرَامَهُ وَ أَقَمْتَ أَحْكَامَهُ وَ لَمْ تَأْخُذْكَ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ فَجَاهَدْتَ الْقَاسِطِینَ فِی حُكْمِهِ وَ الْمَارِقِینَ عَنْ أَمْرِهِ وَ النَّاكِثِینَ لِعَهْدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ سَلَّمَ أَفْضَلَ مَا صَلَّی عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَصْفِیَائِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ- ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهِ وَ صَلِّ صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ مَا بَدَا لَكَ وَ ادْعُ فَقُلْ یَا مَنْ عَفَا عَنِّی وَ عَنْ مَا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّیِّئَاتِ یَا مَنْ رَحِمَنِی بِأَنْ سَتَرَ ذَلِكَ عَلَیَّ وَ لَمْ یَفْضَحْنِی بِهِ یَا مَنْ سَوَّی خَلْقِی وَ لَهُ عَلَی مَا أَعْمَلُ شَاهِدٌ مِنِّی یَا مَنْ یُنْطِقُ

ص: 295

لِسَانِی وَ تَنْطِقُ لَهُ أَرْكَانِی یَا مَنْ قَلَّ حَیَائِی مِنْهُ حَتَّی قَدْ خَشِیتُ أَنْ یَمْقُتَنِی یَا مَنْ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مِنِّی بَعْضَ عِلْمِهِ بِی لَعَاجَلُونِی یَا مَنْ سَتَرَ عَوْرَتِی وَ لَمْ یُبْدِ لِخَلْقِهِ سَوْأَتِی یَا مَنْ أَمْهَلَنِی عِنْدَ خَلْوَتِی فِی مَعَاصِیهِ بِلَذَّتِی أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُنَادِی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُنَادِی رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّینَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُنَادِی فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا سَیِّدِی أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُنَادِی یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا سَیِّدِی أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَیِّتٍ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا سَیِّدِی أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُغَلُ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا سَیِّدِی أَنْ یَكُونَ طَعَامِی مِنَ الضَّرِیعِ وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا سَیِّدِی أَنْ یَكُونَ غُدُوِّی وَ رَوَاحِی إِلَی النَّارِ اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ أَبْدِلْ ذَلِكَ بِالْحَسَنَاتِ وَ لَا تُخَفِّفْ بِذَلِكَ مِیزَانِی وَ لَا تُسَوِّدْ بِهِ وَجْهِی وَ لَا تَفْضَحْ بِهِ مَقَامِی وَ لَا تُنَكِّسْ بِهِ رَأْسِی یَا رَبِّ وَ لَا تَمْقُتْنِی عَلَی طُولِ مَا أَبْقَیْتَنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی فِیمَنْ تَجَاوَزْتَ عَنْهُ فِی أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی اسْتِجَابَةَ مَا سَأَلْتُكَ وَ أَمَّلْتُهُ فِیكَ وَ طَلَبْتُهُ مِنْكَ بِحَقِّ مَوْلَایَ وَ بِقَبْرِهِ وَ بِمَا سَعَیْتُ فِیهِ مِنْ زِیَارَتِهِ عَلَی مَعْرِفَةٍ مِنِّی بِحَقِّهِ وَ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ وَ مَحَبَّتِهِ وَ مَوَدَّتِهِ عَلَی مَا أَوْجَبْتَهُ عَلَیَّ فِی كِتَابِكَ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً وَ لَا خَائِفاً وَ اقْلِبْنِی مُفْلِحاً مُنْجِحاً بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهَا وَ بِالشَّأْنِ وَ الْجَاهِ وَ الْقَدْرِ الَّذِی لَهُمْ عِنْدَكَ فَإِنَّ لَهُمْ عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ وَ قَدْراً مِنَ الْقَدْرِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ لِنَفْسِكَ وَ إِخْوَانِكَ فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ فَقِفْ عَلَیْهِ وَ قُلْ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ مُعْتَمَدِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا أَوَانُ انْصِرَافِی عَنْ حَرَمِكَ مِنْ غَیْرِ جَفَاءٍ وَ لَا قِلًی مِنْ بَعْدِ مَا قَضَیْتُ أَوْطَارِی وَ تَمَتَّعْتُ بِزِیَارَتِكَ وَ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَ ضَرِیحِكَ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی

ص: 296

أَنْ یَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَدْ عَوَّلْتُ عَلَی الِانْصِرَافِ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَی لِأَجْلِ مَسْأَلَتِی بِكَ أَنْ یَرُدَّنِی إِلَی أَهْلِی سَالِماً غَانِماً وَ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ قَدْ قَبِلَ اللَّهُ سَعْیَنَا وَ زِیَارَتَنَا وَ مَحَّصَ اللَّهُ جَمِیعَ ذُنُوبِنَا وَ جَرَائِمِنَا وَ خَطَایَانَا وَ أَنْ نَعُودَ إِلَی أَهْلِنَا بِسَعْیٍ مَشْكُورٍ وَ ذَنْبٍ مَغْفُورٍ وَ عَمَلٍ مَبْرُورٍ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ مَوْلَانَا وَ إِمَامِنَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِهِ فِی كُلِّ مِیقَاتٍ وَ تَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولٍ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ مَا أَنْقَلِبُ إِلَیْهِ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِی (1).

أقول: قال الكلینی فی الكافی (2)

بعد إیراد هذه الزیارة المختصرة التی رویناها سابقا عن أبی الحسن الثالث علیه السلام بسندیه ما هذا لفظه دعاء آخر عند قبر أمیر المؤمنین علیه السلام تقول السلام علیك یا ولی اللّٰه السلام علیك یا حجة اللّٰه ثم ساق الزیارة مثل ما أدرجه السید فی تلك الزیارة إلی قوله اللّٰهم رب الأرباب صریخ الأحباب إنی عذت بأخی رسولك معاذا ففك رقبتی من النار آمنت باللّٰه و ما أنزل إلیكم و أتولی آخركم بما تولیت به أولكم و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزی و ختم بذلك و نحوه روی الشیخ فی التهذیب (3).

«21»- ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ ره زِیَارَةٌ ثَالِثَةٌ یُزَارُ بِهَا علیه السلام: تَغْتَسِلُ وَ تَلْبَسُ أَنْظَفَ ثِیَابِكَ وَ تَمَسُّ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ إِنْ أَمْكَنَكَ فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَی بَابِ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ فَقُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثِینَ مَرَّةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثَلَاثِینَ مَرَّةً الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً ثُمَّ تَدْخُلُ مُقَدِّماً رِجْلَكَ الْیُمْنَی وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَی أَخِیهِ وَ وَصِیِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ هَذَا الْحَرَمِ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُقِیمُونَ وَ بِمَشْهَدِهِ مُحْدِقُونَ وَ لِزُوَّارِهِ مُسْتَغْفِرُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِمَعْرِفَتِهِ

ص: 297


1- 1. مصباح الزائر ص 69- 72.
2- 2. الكافی ج 4 ص 570.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 29- 30.

وَ مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ- وَ مَنْ فَرَضَ عَلَیْنَا طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ وَ تَطَوُّلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَیَّرَنِی فِی بِلَادِهِ وَ حَمَلَنِی عَلَی دَوَابِّهِ وَ طَوَی لِیَ الْبَعِیدَ وَ دَفَعَ عَنِّی الْمَكَارِهَ حَتَّی بَلَغَنِی حَرَمَ أَخِی نَبِیِّهِ وَ وَصِیِّ رَسُولِهِ وَ أَدْخَلَنِی الْبُقْعَةَ الَّتِی قَدَّسَهَا وَ بَارَكَ عَلَیْهَا وَ اخْتَارَهَا لِوَصِیِّ نَبِیِّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیّاً عَبْدُهُ وَ أَخُو رَسُولِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ الْمُتَقَرِّبُ بِزِیَارَةِ أَخِی نَبِیِّكَ وَ مُسْتَحْفِظِ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَبِّ وَ عَلَی كُلِّ مَأْتِیٍّ حَقٌّ لِمَنْ زَارَهُ وَ وَفَدَ إِلَیْهِ وَ أَنْتَ یَا رَبِّ خَیْرُ مَأْتِیٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ عَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ حَظِّی مِنْ زِیَارَتِی فِی مَوْضِعِی هَذَا فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ یُسَارِعُ فِی الْخَیْرَاتِ وَ یَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِی عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ فَقُلْتَ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللَّهُمَّ إِنِّی مُؤْمِنٌ بِكَ وَ بِجَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ كَلِمَاتِكَ وَ أَسْمَائِكَ فَلَا تَقِفْنِی بَعْدَ مَعْرِفَتِی بِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِی بِهِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ وَ قِفْنِی مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ تَوَفَّنِی عَلَی التَّصْدِیقِ بِهِمْ وَ التَّسْلِیمِ لَهُمْ فَإِنَّهُمْ عَبِیدُكَ وَ أَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ أَمَرْتَنِی بِاتِّبَاعِهِمْ وَ فَرَضْتَ عَلَیَّ طَاعَتَهُمْ- ثُمَّ تَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ الرَّسُولِ الْمُصْطَفَی الْمُرْتَضَی أَمِینِ اللَّهِ عَلَی رُسُلِهِ وَ خَاتَمِ أَنْبِیَائِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ مَعْدِنِ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ وَ التَّنْزِیلِ وَ مَهْبِطِ الْمَلَائِكَةِ وَ مُخْتَلَفِ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ وَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ الشَّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَبْرَارِ الَّذِینَ اخْتَرْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ أَعْلَامَ دِینِكَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ مُنْتَهَی عِلْمِكَ وَ صَلَوَاتِكَ وَ تَحِیَّاتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ أَخِی رَسُولِكَ وَ خَیْرِ مَنِ انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ

ص: 298

وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ دَیَّانَ دِینِكَ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ قَضِیَّتِكَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ الْمُطَهَّرِینَ الَّذِینَ ارْتَضَیْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِینِكَ وَ أَوْعِیَةً لِعِلْمِكَ وَ حَفَظَةً لِسِرِّكَ وَ شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ وَ نُجُوماً فِی أَرْضِكَ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِینَ السَّلَامُ عَلَی خَاصَّةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ الْمُبَارَكِینَ السَّلَامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ أَقَامُوا إِمَامَ اللَّهِ وَ آزَرُوا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ التُّقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْوَصِیُّ الْبَارُّ الْمُصْطَفَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النُّورُ الْمُنِیرُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَكَ بِهِ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ قُمْتَ بِكَلَامِهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ مَنْ ظَلَمَكَ وَ تَعَدَّی عَلَیْكَ وَ خَذَلَكَ وَ حَادَ عَنْكَ وَ بَایَنَكَ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ بِجَمِیعِ لَعَنَاتِكَ وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ وَ أَلِیمَ عَذَابِكَ وَ الْعَنِ الْجَوَابِیتَ وَ الطَّوَاغِیتَ وَ الْفَرَاعِنَةَ وَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی وَ الْجِبْتَ وَ الْأَوْثَانَ وَ الْأَزْلَامَ وَ الْأَضْدَادَ وَ كُلَّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ كُلَّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَی كُلِّ مَنْ أَذَی رَسُولَكَ- وَ قَتَلَ أَنْصَارَهُ وَ أَنْصَارَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی قَاتِلِهِ وَ قَاتِلِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَتَلَةِ أَوْلِیَائِكَ اللَّعْنَ الْمُضَاعَفَ السَّرْمَدَ الَّذِی لَا انْقِضَاءَ لَهُ وَ لَا فَنَاءَ وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً سَرْمَداً مُضَاعَفاً فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِیمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِی مُسْتَسِرِّ سِرِّكَ وَ ظَاهِرِ عَلَانِیَتِكَ لَعْناً وَبِیلًا وَ أَخْزِهِمْ خِزْیاً طَوِیلًا وَ لا یُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی أَوْلِیَائِكَ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِی بِهِمْ تَابِعاً وَ وَلِیّاً

ص: 299

فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ-(1)

ثُمَّ امْضِ إِلَی الرَّأْسِ وَ قِفْ عَلَیْهِ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُسَلِّمِینَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ وَ النَّاطِقِینَ بِفَضْلِكَ وَ الشَّاهِدِینَ عَلَی أَنَّكَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ وَ الْهَادِی الْمُنْتَجَبُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ

طَاهِرٌ مُقَدَّسٌ وَ أَنَّكَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ وَصِیُّ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكُمَا وَ عَلَی ذُرِّیَّتِكُمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ الْمُلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ-(2)

ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ لِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ بِإِزَاءِ قَبْرِ أَخِی نَبِیِّكَ وَقَفْتُ عَائِذاً بِهِ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنِی مِنْ نَقِمَتِكَ وَ سَخَطِكَ وَ زَلَازِلِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَوْمَ یَكْبُرُ فِیهِ الْحِسَابُ یَوْمَ تَبْیَضُّ فِیهِ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ فِیهِ وُجُوهٌ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ- ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ قُلْ یَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِعَبْدِكَ الْمُقِرُّ لَكَ بِذُنُوبِهِ مُتَقَرِّباً إِلَیْكَ بِالرَّسُولِ وَ عِتْرَتِهِ لَائِذاً بِقَبْرِ وَصِیِّ الرَّسُولِ یَا مَنْ یَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِینَ كَمَا وَفَّقْتَنِی لِوِفَادَتِی وَ زِیَارَتِی وَ مَسْأَلَتِی فَأَعْطِنِی سُؤْلِی فِی آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ وَ وَفِّقْنِی لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ تُحِبُّ أَنْ یُدْعَی فِیهِ بِأَسْمَائِكَ وَ یُسْأَلَ فِیهِ مِنْ عَطَائِكَ-(3)

وَ تُصَلِّی سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ زِیَادَةً فَافْعَلْ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ فَإِذَا أَرَدْتَ الْوَدَاعَ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَعَا إِلَیْهِ وَ دَلَّ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِلَیْهِ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا ثَوَابَ مَزَارِهِ وَ ارْزُقْنَا الْعَوْدَ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ فِی مَمَاتِی بِمَا شَهِدْتُ عَلَیْهِ فِی حَیَاتِی وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَی وَ نُجُومُ الْعُلَی وَ الْقَدْرُ الْبَالِغُ وَ كُهُوفُ الْوَرَی وَ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ الدَّعْوَةُ الْحُسْنَی وَ حُجَجُكَ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ السَّبَبُ الْأَطْوَلُ بَیْنَكَ

ص: 300


1- 1. مصباح الزائر ص 72- 74.
2- 2. مصباح الزائر ص 74.
3- 3. مصباح الزائر ص 74.

وَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَهُوَ فِی دَرْكِ الْجَحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُسَمِّی الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً وَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ وِفَادَتِهِ وَ الِانْقِضَاءِ مِنْ زِیَارَتِهِ وَ إِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِی مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةِ الْهُدَی اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قَلْبِی لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمُنَاصَحَةِ وَ الْمُوَالاةِ وَ حُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَ الْمَوَدَّةِ وَ التَّسْلِیمِ حَتَّی نَسْتَكْمِلَ بِذَلِكَ طَاعَتَكَ وَ نَبْلُغَ بِهَا مَرْضَاتَكَ وَ نَسْتَوْجِبَ بِهَا ثَوَابَكَ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ بِالْوَلَایَةِ لِمَنْ وَالَیْتَ وَ وَالَتْ رُسُلُكَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ أُشْهِدُكَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ أَنْتَ مِنْهُ وَ بَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ وَ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَ السَّفَرَةُ الْأَبْرَارُ الْمُطَهَّرُونَ وَ وَفِّقْنِی لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ وَ اقْلِبْنِی مِنْ هَذَا الْحَرَمِ بِخَیْرٍ مَوْجُودٍ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَاجَ الْأَوْصِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَأْسَ الصِّدِّیقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ الْأَحْكَامِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رُكْنَ الْمَقَامِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ وَفْدِهِ الْمُبَارَكِینَ وَ زُوَّارِهِ الْمُخْلَصِینَ وَ شِیعَتِهِ الصَّادِقِینَ وَ مَوَالِیهِ التَّابِعِینَ وَ أَنْصَارِهِ الْمُكَرَّمِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْمُؤَیَّدِینَ وَ اجْعَلْنِی أَكْرَمَ وَافِدٍ وَ أَفْضَلَ وَارِدٍ وَ أَنْبَلَ قَاصِدٍ فِی هَذَا الْحَرَمِ الْكَرِیمِ وَ الْمَقَامِ الْعَظِیمِ وَ الْمَوْرِدِ النَّبِیلِ وَ الْمَنْهَلِ الْجَلِیلِ الَّذِی أَوْجَبْتَ فِیهِ غُفْرَانَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ فِی هَذَا الْحَرَمِ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُحْدِقُونَ حَافُّونَ أَنَّ مَنْ سَكَنَ بِرَمْسِهِ وَ حَلَّ ضَرِیحَهُ مُقَدَّسٌ صِدِّیقٌ مُنْتَجَبٌ وَ وَصِیٌّ مُرْتَضًی وَاهاً مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنَتْ نُوراً [كَنْزاً] مِنَ الْخَیْرِ وَ شِهَاباً مِنَ النُّورِ وَ یَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ وَ غَیْثاً مِنَ الرَّحْمَةِ وَ إِبْلَاغَ الْحُجَّةِ أَنَا أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ قَاتِلِیكَ وَ ظَالِمِیكِ وَ النَّاصِبِینَ لَكَ وَ الْمُعِینِینَ عَلَیْكَ وَ الْمُحَارِبِینَ لَكَ وَ أُوَدِّعُكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَدَاعَ الْمَحْزُونِ لِفِرَاقِكَ الْمُكْتَئِبِ لِلزَّوَالِ عَنْ حَرَمِكَ الْمُتَفَجِّعِ عَلَیْكَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِكَ وَ لَا مِنْ رُجُوعِنَا إِلَیْكَ إِنَّكَ سَمِیعٌ مُجِیبٌ (1).

«22»- زِیَارَةٌ رَابِعَةٌ مَلِیحَةٌ یُزَارُ بِهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ: یَقْصِدُ بَابَ السَّلَامِ وَ یُكَبِّرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ تَكْبِیرَةً وَ یَقُولُ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ

ص: 301


1- 1. نفس المصدر ص 74- 75.

الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِینَ وَ جَمِیعِ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ-(1) عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَی آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ الرَّضِیِّ وَ وَجْهِهِ الْعَلِیِّ وَ صِرَاطِهِ السَّوِیِّ السَّلَامُ عَلَی الْمُهَذَّبِ الصَّفِیِّ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی خَالِصِ الْأَخِلَّاءِ السَّلَامُ عَلَی الْمَخْصُوصِ بِسَیِّدَةِ النِّسَاءِ السَّلَامُ عَلَی الْمَوْلُودِ فِی الْكَعْبَةِ الْمُزَوَّجِ فِی السَّمَاءِ السَّلَامُ عَلَی أَسَدِ اللَّهِ فِی الْوَغَی السَّلَامُ عَلَی مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَ مِنًی السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ الْحَوْضِ وَ حَامِلِ اللِّوَاءِ السَّلَامُ عَلَی خَامِسِ أَهْلِ الْعَبَاءِ- السَّلَامُ عَلَی الْبَائِتِ عَلَی فِرَاشِ النَّبِیِّ وَ مُفْدِیهِ بِنَفْسِهِ مِنَ الْأَعْدَاءِ السَّلَامُ عَلَی قَالِعِ بَابِ خَیْبَرَ وَ الدَّاحِی بِهِ فِی الْفَضَاءِ السَّلَامُ عَلَی مُكَلِّمِ الْفِتْیَةِ فِی كَهْفِهِمْ بِلِسَانِ الْأَنْبِیَاءِ السَّلَامُ عَلَی مَنِیعِ الْقَلِیبِ فِی الْفَلَا السَّلَامُ عَلَی قَالِعِ الصَّخْرَةِ وَ قَدْ عَجَزَ عَنْهَا الرِّجَالُ الْأَشِدَّاءُ السَّلَامُ عَلَی مُخَاطِبِ الذِّئْبِ وَ مُكَلِّمِ الْجُمْجُمَةِ بِالنَّهْرَوَانِ وَ قَدْ نَخِرَتِ الْعِظَامُ بِالْبِلَی السَّلَامُ عَلَی مُخَاطِبِ الثُّعْبَانِ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ بِلِسَانِ الْفُصَحَاءِ السَّلَامُ عَلَی الْإِمَامِ الزَّكِیِّ حَلِیفِ الْمِحْرَابِ السَّلَامُ عَلَی الْمُعْجِزِ الْبَاهِرِ وَ النَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَ الصَّوَابِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ عِنْدَهُ تَأْوِیلُ الْمُحْكَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ رُدَّتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ حِینَ تَوارَتْ بِالْحِجابِ السَّلَامُ عَلَی مُحْیِی اللَّیْلِ الْبَهِیمِ بِالتَّهَجُّدِ وَ الِاكْتِیَابِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ خَاطَبَهُ جَبْرَئِیلُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ بِغَیْرِ ارْتِیَابٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِ السَّادَاتِ السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ الْمُعْجِزَاتِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ عَجِبَ مِنْ حَمَلَاتِهِ فِی الْحُرُوبِ مَلَائِكَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ السَّلَامُ عَلَی مَنْ نَاجَی الرَّسُولَ- فَقَدَّمَ بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاهُ صَدَقَاتٍ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْجُیُوشِ وَ صَاحِبِ الْغَزَوَاتِ السَّلَامُ عَلَی مُخَاطِبِ ذِئْبِ الْفَلَوَاتِ السَّلَامُ عَلَی نُورِ اللَّهِ فِی الظُّلُمَاتِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَضَی مَا فَاتَهُ مِنَ الصَّلَاةِ

ص: 302


1- 1. ما بین القوسین لم یكن فی النسخة التی راجعناها من المصدر.

وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَی إِمَامِ الْمُتَّقِینَ السَّلَامُ عَلَی وَارِثِ عِلْمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَی یَعْسُوبِ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَی عِصْمَةِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَی قُدْوَةِ الصَّادِقِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی حُجَّةِ الْأَبْرَارِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ- السَّلَامُ عَلَی الْمَخْصُوصِ بِذِی الْفَقَارِ السَّلَامُ عَلَی سَاقِی أَوْلِیَائِهِ مِنْ حَوْضِ النَّبِیِّ الْمُخْتَارِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اطَّرَدَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ السَّلَامُ عَلَی النَّبَإِ الْعَظِیمِ السَّلَامُ عَلَی مَنْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ السَّلَامُ عَلَی صِرَاطِ اللَّهِ الْمُسْتَقِیمِ السَّلَامُ عَلَی الْمَنْعُوتِ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ- وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الضَّرِیحِ

وَ تُقَبِّلُهُ وَ تَقُولُ یَا أَمِینَ اللَّهِ یَا حُجَّةَ اللَّهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ یَا صِرَاطَ اللَّهِ زَارَكَ عَبْدُكَ وَ وَلِیُّكَ اللَّائِذُ بِقَبْرِكَ وَ الْمُنِیخُ رَحْلَهُ بِفِنَائِكَ الْمُتَقَرِّبُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمُسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَی اللَّهِ زِیَارَةَ مَنْ هَجَرَ فِیكَ صَحْبَهُ وَ جَعَلَكَ بَعْدَ اللَّهِ حَسَبَهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الطُّورُ وَ الْكِتَابُ الْمَسْطُورُ وَ الرَّقُّ الْمَنْشُورُ وَ بَحْرُ الْعِلْمِ الْمَسْجُورُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ إِنَّ لِكُلِّ مَزُورٍ عِنَایَةً فِیمَنْ زَارَهُ وَ قَصَدَهُ وَ أَتَاهُ وَ أَنَا وَلِیُّكَ وَ قَدْ حَطَطْتُ رَحْلِی بِفِنَائِكَ وَ لَجَأْتُ إِلَی حَرَمِكَ وَ لُذْتُ بِضَرِیحِكَ لِعِلْمِی بِعَظِیمِ مَنْزِلَتِكَ وَ شَرَفِ حَضْرَتِكَ وَ قَدْ أَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْرِی وَ مَنَعَتْنِی رُقَادِی فَمَا أَجِدُ حِرْزاً وَ لَا مَعْقِلًا وَ لَا مَلْجَأً أَلْجَأُ إِلَیْهِ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَی وَ تَوَسُّلِی بِكَ إِلَیْهِ وَ اسْتِشْفَاعِی لَدَیْكَ فَهَا أَنَا ذَا نَازِلٌ بِفِنَائِكَ وَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَاهٌ عَظِیمٌ وَ مَقَامٌ كَرِیمٌ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ اللَّهِ رَبِّكَ یَا مَوْلَایَ- ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ وَ وَجِّهْ وَجْهَكَ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدَیْنِ بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ رَسُولِكَ إِلَی الْعَالَمِینَ وَ بِأَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطِینِ الْعَالِمِ الْمُبِینِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ الْإِمَامَیْنِ الشَّهِیدَیْنِ وَ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ- وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بَاقِرِ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ زَكِیِّ الصِّدِّیقِینَ

ص: 303

وَ بِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ الْمُبِینِ حَبِیسِ الظَّالِمِینَ وَ بِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا الْأَمِینِ وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ عَلَمِ الْمُهْتَدِینَ وَ بِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرِّ الصَّادِقِ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ وَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ وَلِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْخَلَفِ الْحُجَّةِ صَاحِبِ الْأَمْرِ مُظْهِرِ الْبَرَاهِینِ أَنْ تَكْشِفَ مَا بِی مِنَ الْهُمُومِ وَ تَكْفِیَنِی شَرَّ الْبَلَاءِ الْمَحْتُومِ وَ تُجِیرَنِی مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ ادْعُ بِمَا تُرِیدُ وَ وَدِّعْهُ وَ انْصَرِفْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

أقول: قال مؤلف المزار الكبیر زیارة أخری له تقصد باب السلام و تكبر اللّٰه أربعا و ثلاثین تكبیرة و تحمده ثلاثا و ثلاثین تحمیدة و تسبحه ثلاثا و ثلاثین تسبیحة و تهلله أربعا و ثلاثین تهلیلة ثم تستقبل الضریح و تقول سلام اللّٰه و سلام ملائكته أقول و ساق الزیارة نحوا مما مر بأدنی تغییر تركناها مخافة التكرار إلی قوله یا أرحم الراحمین ثم قال تصلی صلاة الزیارة ست ركعات كل ركعتین بتسلیمة و تسجد بعدها و تقول فی سجودك ما كان یقوله أمیر المؤمنین علیه السلام و هو

«16»-: أُنَاجِیكَ یَا سَیِّدِی كَمَا یُنَاجِی الْعَبْدُ الذَّلِیلُ مَوْلَاهُ وَ أَطْلُبُ إِلَیْكَ طَلَبَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّكَ تُعْطِی وَ لَا یَنْقُصُ مَا عِنْدَكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفَارَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ تَوَكُّلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ثم تقول العفو مائة مرة فإذا أردت وداعه تقول أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِ وَلِیِّكَ الْهَادِی بَعْدَ نَبِیِّكَ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ إِلَیْهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی فَإِذَا تَوَفَّیْتَنِی فَاحْشُرْنِی مَعَهُ وَ فِی زُمْرَتِهِ وَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (2).

ص: 304


1- 1. مصباح الزائر ص 75- 77.
2- 2. المزار الكبیر ص 81- 82.

«23»- ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ زِیَارَةٌ خَامِسَةٌ وَرَدَ فِیهَا ثَوَابٌ مُضَاعَفٌ یُزَارُ بِهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ تَقِفُ عَلَی ضَرِیحِهِ الشَّرِیفِ وَ تَقُولُ أَقُولُ أَوْرَدَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ ره هَذِهِ الزِّیَارَةَ بِأَدْنَی تَغْیِیرٍ مَعَ زِیَادَاتٍ فَنَتَّبِعُ لَفْظَهُ لِأَنَّهُ أَسْبَقُ وَ أَوْثَقُ قَالَ ره تَتِمَّةٌ فِی ذِكْرِ زِیَارَةِ مَوْلَانَا أَبِی الْحَسَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا جَمِیعاً وَ هِیَ مَرْوِیَّةٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَقِفْ مُتَوَجِّهاً إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مَنِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَ اخْتَصَّهُ وَ اخْتَارَهُ مِنْ بَرِیَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیلَ اللَّهِ مَا دَجَا اللَّیْلُ وَ غَسَقَ وَ أَضَاءَ النَّهَارُ وَ أَشْرَقَ السَّلَامُ عَلَیْكَ مَا صَمَتَ صَامِتٌ وَ نَطَقَ نَاطِقٌ وَ ذَرَّ شَارِقٌ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- صَاحِبِ السَّوَابِقِ وَ الْمَنَاقِبِ وَ النَّجْدَةِ وَ مُبِیدِ الْكَتَائِبِ الشَّدِیدِ الْبَأْسِ الْعَظِیمِ الْمِرَاسِ الْمَكِینِ الْأَسَاسِ سَاقِی الْمُؤْمِنِینَ بِالْكَأْسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَكِینِ الْأَمِینِ السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ النُّهَی وَ الْفَضْلِ وَ الطَّوَائِلِ وَ الْمَكْرُمَاتِ وَ النَّوَائِلِ السَّلَامُ عَلَی فَارِسِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَیْثِ الْمُوَحِّدِینَ وَ قَاتِلِ الْمُشْرِكِینَ وَ وَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ- وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی مَنْ أَیَّدَهُ اللَّهُ بِجَبْرَئِیلَ وَ أَعَانَهُ بِمِیكَائِیلَ وَ أَزْلَفَهُ فِی الدَّارَیْنِ وَ حَبَاهُ بِكُلِّ مَا تَقَرُّ بِهِ الْعَیْنُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ عَلَی أَوْلَادِهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ الَّذِینَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ فَرَضُوا عَلَیْنَا الصَّلَوَاتِ وَ أَمَرُوا بِإِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ عَرَّفُونَا صِیَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَعْسُوبَ الدِّینِ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَیْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ وَ یَدَهُ الْبَاسِطَةَ وَ أُذُنَهُ الْوَاعِیَةَ وَ حِكْمَتَهُ الْبَالِغَةَ وَ نِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ السَّلَامُ عَلَی قَسِیمِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ السَّلَامُ عَلَی نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَی الْأَبْرَارِ وَ نَقِمَتِهِ عَلَی الْفُجَّارِ السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِ الْمُتَّقِینَ الْأَخْیَارِ السَّلَامُ عَلَی أَخِی رَسُولِ اللَّهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ زَوْجِ ابْنَتِهِ وَ الْمَخْلُوقِ مِنْ طِینَتِهِ السَّلَامُ عَلَی الْأَصْلِ الْقَدِیمِ وَ الْفَرْعِ الْكَرِیمِ السَّلَامُ عَلَی الثَّمَرِ الْجَنِیِّ السَّلَامُ

ص: 305

عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ- السَّلَامُ عَلَی شَجَرَةِ طُوبَی وَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی- السَّلَامُ عَلَی آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ وَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ وَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ وَ مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ وَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللَّهِ وَ مَنْ بَیْنَهُمْ مِنَ الصِّدِّیقِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً السَّلَامُ عَلَی نُورِ الْأَنْوَارِ وَ سَلِیلِ الْأَطْهَارِ وَ عَنَاصِرِ الْأَخْیَارِ السَّلَامُ عَلَی وَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ السَّلَامُ عَلَی حَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ جَنْبِهِ الْمَكِینِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی أَمِینِ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ خَلِیفَتِهِ وَ الْحَاكِمِ بِأَمْرِهِ وَ الْقَیِّمِ بِدِینِهِ وَ النَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ وَ الْعَامِلِ بِكِتَابِهِ أَخِی الرَّسُولِ وَ زَوْجِ الْبَتُولِ وَ سَیْفِ اللَّهِ الْمَسْلُولِ السَّلَامُ عَلَی صَاحِبِ الدَّلَالاتِ وَ الْآیَاتِ الْبَاهِرَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الْقَاهِرَاتِ وَ الْمُنْجِی مِنَ الْهَلَكَاتِ الَّذِی ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی مُحْكَمِ الْآیَاتِ فَقَالَ تَعَالَی وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ السَّلَامُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ الرَّضِیِّ وَ وَجْهِهِ الْمُضِی ءِ وَ جَنْبِهِ الْعَلِیِّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی حُجَجِ اللَّهِ وَ أَوْصِیَائِهِ وَ خَاصَّةِ اللَّهِ وَ أَصْفِیَائِهِ وَ خَالِصَتِهِ وَ أُمَنَائِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَصَدْتُكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِینَ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ فِی خَلَاصِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ قَضَاءِ حَوَائِجِی حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ-(1) ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ فَقَبِّلْهُ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُسَلِّمِینَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ النَّاطِقِینَ بِفَضْلِكَ وَ الشَّاهِدِینَ عَلَی أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِینٌ صِدِّیقٌ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ وَلِیَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَ بَابُهُ وَ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ وَجْهُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ أَنَّكَ سَبِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَیْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِزِیَارَتِكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِی الشَّفَاعَةِ أَبْتَغِی بِشَفَاعَتِكَ خَلَاصَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُهَا عَلَی ظَهْرِی فَزِعاً إِلَیْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّی أَتَیْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ یَا مَوْلَایَ وَ

ص: 306


1- 1. مصباح الزائر ص 77- 78.

أَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَی اللَّهِ لِیَقْضِیَ بِكَ حَوَائِجِی فَاشْفَعْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی اللَّهِ فَإِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ زَائِرُكَ وَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ وَ الْجَاهُ الْعَظِیمُ وَ الشَّأْنُ الْكَبِیرُ وَ الشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ الْمُرْتَضَی وَ أَمِینِكَ الْأَوْفَی وَ عُرْوَتِكَ الْوُثْقَی وَ یَدِكَ الْعُلْیَا وَ جَنْبِكَ الْأَعْلَی وَ كَلِمَتِكَ الْحُسْنَی وَ حُجَّتِكَ عَلَی الْوَرَی وَ صِدِّیقِكَ الْأَكْبَرِ وَ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ وَ رُكْنِ الْأَوْلِیَاءِ وَ عِمَادِ الْأَصْفِیَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ یَعْسُوبِ الدِّینِ وَ قُدْوَةِ الصَّالِحِینَ وَ إِمَامِ الْمُخْلِصِینَ وَ الْمَعْصُومِ مِنَ الْخَلَلِ الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ الْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَیْبِ الْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّیْبِ أَخِی نَبِیِّكَ وَ وَصِیِّ رَسُولِكَ- الْبَائِتِ عَلَی فِرَاشِهِ وَ الْمُوَاسِی لَهُ بِنَفْسِهِ وَ كَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِی جَعَلْتَهُ سَیْفاً لِنُبُوَّتِهِ وَ آیَةً لِرِسَالَتِهِ وَ شَاهِداً عَلَی أُمَّتِهِ وَ دَلَالَةً لِحُجَّتِهِ وَ حَامِلًا لِرَایَتِهِ وَ وِقَایَةً لِمُهْجَتِهِ وَ هَادِیاً لِأُمَّتِهِ وَ یَداً لِبَأْسِهِ وَ تَاجاً لِرَأْسِهِ وَ بَاباً لِسِرِّهِ وَ مِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ حَتَّی هَزَمَ جُیُوشَ الشِّرْكِ بِإِذْنِكَ وَ أَبَادَ عَسَاكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَ بَذَلَ نَفْسَهُ فِی مَرْضَاةِ رَسُولِكَ- وَ جَعَلَهَا وَقْفاً عَلَی طَاعَتِهِ فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَیْهِ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِیَةً- ثُمَّ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ الشِّهَابَ الثَّاقِبَ وَ النُّورَ الْعَاقِبَ یَا سَلِیلَ الْأَطَایِبِ یَا سِرَّ اللَّهِ إِنَّ بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِی وَ لَا یَأْتِی عَلَیْهَا إِلَّا رِضَاهُ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَی سِرِّهِ وَ اسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ كُنْ لِی إِلَی اللَّهِ شَفِیعاً وَ مِنَ النَّارِ مُجِیراً وَ عَلَی الدَّهْرِ ظَهِیراً فَإِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ وَلِیُّكَ وَ زَائِرُكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ-(1)

وَ صَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- عَلَیْكَ مِنِّی سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِیتُ وَ بَقِیَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ.

ثُمَّ أَوْمِئْ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- أَتَیْتُكُمَا زَائِراً وَ مُتَوَسِّلًا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی رَبِّی وَ رَبِّكُمَا وَ مُتَوَجِّهاً إِلَی اللَّهِ بِكُمَا مُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَی اللَّهِ فِی حَاجَتِی هَذِهِ فَاشْفَعَا لِی فَإِنَّ لَكُمَا عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ الْجَاهَ الْوَجِیهَ وَ الْمَنْزِلَ الرَّفِیعَ وَ الْوَسِیلَةَ إِنِّی أَنْقَلِبُ عَنْكُمَا مُنْتَظِراً

ص: 307


1- 1. مصباح الزائر ص 78- 89.

لِتَنَجُّزِ الْحَاجَةِ وَ قَضَائِهَا وَ نَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ بِشَفَاعَتِكُمَا لِی إِلَی اللَّهِ فِی ذَلِكَ فَلَا أَخِیبُ وَ لَا یَكُونُ مُنْقَلَبِی عَنْكُمَا مُنْقَلَباً خَاسِراً بَلْ یَكُونُ مُنْقَلَبِی مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِی بِقَضَاءِ جَمِیعِ الْحَوَائِجِ فَاشْفَعَا لِی أَنْقَلِبُ عَلَی مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مُفَوِّضاً أَمْرِی إِلَی اللَّهِ مُلْجِئاً ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ مُتَوَكِّلًا عَلَی اللَّهِ وَ أَقُولُ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ كَفَی سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَیْسَ وَرَاءَ اللَّهِ وَ وَرَاءَكُمْ یَا سَادَتِی مُنْتَهًی مَا شَاءَ اللَّهُ رَبِّی كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ یَا سَیِّدِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَوْلَایَ وَ أَنْتَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- سَلَامِی عَلَیْكُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَاصِلٌ إِلَیْكُمَا غَیْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُمَا سَلَامِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أَسْأَلُهُ بِحَقِّكُمَا أَنْ یَشَاءَ ذَلِكَ وَ یَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ أَنْقَلِبُ یَا سَیِّدِی عَنْكُمَا تَائِباً حَامِداً لِلَّهِ شَاكِراً رَاضِیاً مُسْتَیْقِناً لِلْإِجَابَةِ غَیْرَ آیِسٍ وَ لَا قَانِطٍ عَائِداً رَاجِعاً إِلَی زِیَارَتِكُمَا غَیْرَ رَاغِبٍ عَنْكُمَا بَلْ رَاجِعٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْكُمَا یَا سَادَاتِی رَغِبْتُ إِلَیْكُمَا بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِیكُمَا وَ فِی زِیَارَتِكُمَا أَهْلُ الدُّنْیَا فَلَا یُخَیِّبُنِی اللَّهُ فِیمَا رَجَوْتُ وَ مَا أَمَّلْتُ فِی زِیَارَتِكُمَا إِنَّهُ قَرِیبٌ مُجِیبٌ- ثُمَّ اسْتَقْبِلْ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ قُلْ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا كَاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ یَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ یَا مَنْ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی یَا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ یَا مَنْ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ یَا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ یَا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ یَا مَنْ لَا یُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ یَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ یَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ یَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ یَا مَنْ هُوَ كُلُّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ یَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ یَا مُعْطِیَ السُؤْلَاتِ یَا وَلِیَّ الرَّغَبَاتِ یَا كَافِیَ الْمُهِمَّاتِ یَا مَنْ یَكْفِی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِیِّكَ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- فَإِنِّی بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ فِی مَقَامِی هَذَا وَ بِهِمْ أَتَوَسَّلُ وَ بِهِمْ أَسْتَشْفِعُ إِلَیْكَ وَ بِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ وَ أَعْزِمُ عَلَیْكَ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی لَهُمْ عِنْدَكَ وَ بِالَّذِی فَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ وَ بِاسْمِكَ

ص: 308

الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَ بِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِینَ وَ بِهِ أَبَنْتَهُمْ وَ أَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ حَتَّی فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِینَ جَمِیعاً وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْشِفَ عَنِّی غَمِّی وَ هَمِّی وَ كَرْبِی وَ أَنْ تَكْفِیَنِی الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِی وَ تَقْضِیَ عَنِّی دَیْنِی وَ تُجِیرَنِی مِنَ الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ وَ تُغْنِیَنِی عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَی الْمَخْلُوقِینَ وَ تَكْفِیَنِی هَمَّ مَنْ أَخَافُ هَمَّهُ وَ عُسْرَ مَنْ أَخَافُ عُسْرَهُ وَ حُزُونَةَ مَنْ أَخَافُ حُزُونَتَهُ وَ شَرَّ مَنْ أَخَافُ شَرَّهُ وَ مَكْرَ مَنْ أَخَافُ مَكْرَهُ وَ بَغْیَ مَنْ أَخَافُ بَغْیَهُ وَ جَوْرَ مَنْ أَخَافُ جَوْرَهُ وَ سُلْطَانَ مَنْ أَخَافُ سُلْطَانَهُ وَ كَیْدَ مَنْ أَخَافُ كَیْدَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُ وَ مَكْرَهُ وَ مَقْدُرَةَ مَنْ أَخَافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَیَّ وَ تَرُدَّ عَنِّی كَیْدَ الْكَیَدَةِ وَ مَكْرَ الْمَكَرَةِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَ مَنْ كَادَنِی فَكِدْهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُ وَ بَأْسَهُ وَ أَمَانِیَّهُ وَ امْنَعْهُ عَنِّی كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّی بِفَقْرٍ لَا تَجْبُرُهُ وَ بَلَاءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَ بِفَاقَةٍ لَا تَسُدُّهَا وَ بِسُقْمٍ لَا تُعَافِیهِ وَ بِذُلٍّ لَا تُعِزُّهُ وَ مَسْكَنَةٍ لَا تَجْبُرُهَا اللَّهُمَّ اجْعَلِ الذُّلَّ نُصْبَ عَیْنَیْهِ وَ أَدْخِلِ الْفَقْرَ فِی مَنْزِلِهِ وَ السُّقْمَ فِی بَدَنِهِ حَتَّی تَشْغَلَهُ عَنِّی بِشُغُلٍ شَاغِلٍ لَا فَرَاغَ لَهُ وَ أَنْسِهِ ذِكْرِی كَمَا أَنْسَیْتَهُ ذِكْرَكَ وَ خُذْ عَنِّی بِسَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ وَ رِجْلِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَمِیعِ جَوَارِحِهِ وَ أَدْخِلْ عَلَیْهِ فِی جَمِیعِ ذَلِكَ السُّقْمَ وَ لَا تَشْفِهِ حَتَّی تَجْعَلَ لَهُ ذَلِكَ شُغُلًا شَاغِلًا عَنِّی وَ عَنْ ذِكْرِی وَ اكْفِنِی یَا كَافِیَ مَا لَا یَكْفِی سِوَاكَ یَا مُفَرِّجَ مَنْ لَا مُفَرِّجَ لَهُ سِوَاكَ وَ مُغِیثَ مِنْ لَا مُغِیثَ لَهُ سِوَاكَ وَ جَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ سِوَاكَ وَ مَلْجَأَ مَنْ لَا مَلْجَأَ لَهُ غَیْرُكَ أَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ مَفْزَعِی وَ مَهْرَبِی وَ مَلْجَئِی وَ مَنْجَایَ فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ وَ أَتَوَسَّلُ وَ أَتَشَفَّعُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمِنَّةُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْشِفَ عَنِّی غَمِّی وَ هَمِّی وَ كَرْبِی فِی مَقَامِی هَذَا كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّكَ غَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَ هَمَّهُ وَ كَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فَاكْشِفْ عَنِّی كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ وَ فَرِّجْ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ اكْفِنِی كَمَا كَفَیْتَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی هَوْلَ مَا أَخَافُ هَوْلَهُ وَ مَئُونَةَ مَنْ أَخَافُ مَئُونَتَهُ وَ هَمَّ مَنْ أَخَافُ هَمَّهُ بِلَا مَئُونَةٍ عَلَی نَفْسِی مِنْ ذَلِكَ وَ اصْرِفْنِی

ص: 309

بِقَضَاءِ حَاجَتِی وَ كِفَایَةِ مَا أَهَمَّنِی هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَلْتَفِتُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ السَّلَامُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ مَا بَقِیتُ وَ بَقِیَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی لِزِیَارَتِكُمَا وَ لَا فَرَّقَ اللَّهُ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ (1).

أقول: أورد السید رحمه اللّٰه هذه الزیارة إلی قوله و علی الدهر ظهیرا فإنی عبد اللّٰه و ولیك و زائرك صلی اللّٰه علیك و سلم كثیرا ثم قال ثم صل صلاة الزیارة ست ركعات له و لآدم و نوح علیهما السلام لكل واحد منهم ركعتان ثم قم فزر الحسین علیه السلام من عند رأس أمیر المؤمنین علیه السلام بالزیارة الثانیة من زیارتی عاشوراء اتباعا لما ورد إن شاء اللّٰه.

أقول: سیظهر مما سننقله من الزیارات المخصوصة لیوم عاشوراء بمعونة ما ذكره السید هاهنا و سیعیده هناك أن هذه الزیارة منقولة من طریق صفوان عن الصادق علیه السلام و سیأتی إسناده و سیتضح لك ما فعله المفید و السید ره من التغییر و الاختصاص و ینبغی ضم تلك الزیارة مع ما سیأتی لیحوز الزائر تلك الفضیلة الجلیلة التی اشتملت علیها تلك الروایة المعتبرة الآتیة.

«24»- وَ یُؤَیِّدُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ قَالَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیُّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ- وَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَی الْغَرِیِّ بَعْدَ مَا وَرَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَزُرْنَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الزِّیَارَةِ صَرَفَ صَفْوَانُ وَجْهَهُ إِلَی نَاحِیَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ نَزُورُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ صَفْوَانُ وَرَدْتُ مَعَ سَیِّدِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَفَعَلَ مِثْلَ هَذَا وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ أَنْ صَلَّی وَ وَدَّعَ ثُمَّ قَالَ لِی یَا صَفْوَانُ تَعَاهَدْ هَذِهِ الزِّیَارَةَ وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ زُرْهُمَا بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ فَإِنِّی ضَامِنٌ عَلَی اللَّهِ لِكُلِّ مَنْ زَارَهُمَا بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنْ قُرْبٍ أَوْ بُعْدٍ أَنَّ زِیَارَتَهُ مَقْبُولَةٌ وَ أَنَّ سَعْیَهُ مَشْكُورٌ وَ سَلَامَهُ وَاصِلٌ غَیْرُ

ص: 310


1- 1. مصباح الزائر ص 145- 146.

مَحْجُوبٍ وَ حَاجَتَهُ مَقْضِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ بَالِغاً مَا بَلَغَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ یُجِیبُهُ یَا صَفْوَانُ وَجَدْتُ هَذِهِ الزِّیَارَةَ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنْ أَبِی- وَ أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ- [عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍ] وَ الْحُسَیْنُ عَنْ أَخِیهِ الْحَسَنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ قَالَ آلَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ مَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ مِنْ قُرْبٍ أَوْ بُعْدٍ فِی یَوْمِ عَاشُورَاءَ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ قَبِلْتُ زِیَارَتَهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِی مَسْأَلَتِهِ بَالِغاً مَا بَلَغَ وَ أَعْطَیْتُهُ سُؤْلَهُ ثُمَّ لَا یَنْقَلِبُ عَنِّی خَائِباً وَ أَقْلِبُهُ مَسْرُوراً قَرِیراً عَیْنُهُ بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ شَفَّعْتُهُ فِی كُلِّ مَنْ یَشْفَعُ مَا خَلَا النَّاصِبَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ- آلَی اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَشْهَدَ مَلَائِكَتَهُ عَلَی ذَلِكَ وَ قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِی إِلَیْكَ مُبَشِّراً لَكَ وَ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ فَدَامَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ سُرُورُكَ یَا مُحَمَّدُ وَ سُرُورُ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ وَ شِیعَتِكُمْ إِلَی یَوْمِ الْبَعْثِ- وَ قَالَ صَفْوَانُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا صَفْوَانُ إِذَا حَدَثَ لَكَ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ فَزُرْهُ بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ مِنْ حَیْثُ كَانَ وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ سَلْ رَبَّكَ حَاجَتَكَ تَأْتِكَ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ غَیْرُ مُخْلِفٍ وَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَنِّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ هَذِهِ الزِّیَارَةُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ.

و ساقها إلی آخر ما أورده المفید ره (1)

و لنوضح بعض ما ربما یخفی علی بعض الأذهان من عبارات تلك الزیارة السالفة قوله یا ولی اللّٰه أی محبه أو محبوبه أو من جعله اللّٰه أولی بأمر الخلق أو بأنفسهم فی قوله تعالی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآیة قوله علیه السلام أشهد أنك كلمة التقوی إشارة إلی قوله تعالی وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی و فسرها أكثر المفسرین بكلمة الشهادة و قالوا إضافة الكلمة إلی التقوی لأنها سببها أو كلمة أهلها أو بها یتقی من النار و ورد فی الأخبار أن المراد بها الأئمة علیهم السلام فإطلاق الكلمة علیهم لانتفاع الناس بهم و بكلامهم (2).

ص: 311


1- 1. المزار الكبیر ص 65- 69.
2- 2. القاموس ج 4 ص 172.

قال الفیروزآبادی عیسی كلمة اللّٰه لأنه ینتفع به و بكلامه و الحاصل أن المتكلم یظهر بكلامه ما أراد إظهاره و اللّٰه تعالی بخلقهم علیهم السلام أظهر ما أراد إظهاره من علومه و معارفه و جلالة شأنه و یحتمل أن یكون المراد أن ولایتهم و الإیمان بهم كلمة بها یتقی من النار فهاهنا تقدیر مضاف إما فی اسم إن أو فی خبرها أی إن ولایتك كلمة التقوی أو أنك ذو كلمة التقوی و مثل هذا الحمل علی جهة المبالغة شائع.

و قد مر تفسیر سائر صفاته و مناقبه صلوات اللّٰه علیه فی كتاب الإمامة و كتاب أحواله علیه السلام فلا نعیدها حذرا من التكرار قوله علیه السلام مدحوض یقال دحضت الحجة دحضا بطلت و لم أره متعدیا فی اللغة و لعله كان فی الأصل مدحض علی بناء الإفعال فصحف و قد یأتی المفعول بمعنی الفاعل فلعل المراد به الداحض أو جاء متعدیا و لم یطلع علیه اللغویون قوله علیه السلام أول مظلوم أی من الأئمة بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله قوله و احتسبت أی كان صبرك أو سائر أعمالك لله تعالی لا لغرض آخر قال الجزری (1)

فی الحدیث من صام رمضان إیمانا و احتسابا أی طلبا لوجه اللّٰه و ثوابه و الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد و إنما قیل لمن ینوی بعمله وجه اللّٰه احتسبه لأن له حینئذ أن یعتد عمله فجعل فی حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و الاحتساب فی الأعمال الصالحات و عند المكروهات هو البدار إلی طلب الأجر و تحصیله بالتسلیم و الصبر أو باستعمال أنواع البر و القیام بها علی الوجه المرسوم فیها طلبا للثواب المرجو منها انتهی و الصدیق الكثیر الصدق فی القول و العمل و الذی صدق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أسبق و أكثر و أشد من غیره و قال الفیروزآبادی (2) العیبة زبیل من أدم و ما یجعل فیه الثیاب و من الرجل موضع سره قوله علیه السلام و التالی لرسوله صلی اللّٰه علیه و آله أی الخلیفة تلوه و بعده أو من منزلته فی الفضل و الكرامة بعد مرتبته قوله و المواسی له بنفسه المؤاساة بالهمز و قد یقلب واوا المشاركة و المساهمة فی المعاش أی لم یضن بنفسه بل بذل نفسه

ص: 312


1- 1. النهایة ج 1 ص 258.
2- 2. القاموس ج 1 ص 190.

فی وقایته صلی اللّٰه علیهما قوله من غیر جفاء قال الفیروزآبادی (1)

جفا علیه كذا ثقل و الجفا نقیض الصلة و قال (2)

الوطر محركة الحاجة و حاجة لك فیها هم و عنایة فإذا بلغتها فقد قضیت وطرك و الجمع أوطار و قال الجزری (3) قد تكرر ذكر الوفد فی الحدیث و هم القوم یجتمعون و یردون البلاد و واحدهم وافد و كذلك الذین یقصدون الأمراء لزیارة أو استرفاد و انتجاع و غیر ذلك تقول وفد یفد فهو وافد و قال (4)

فی حدیث الدعاء أسألك بمعاقد العز من عرشك أی بالخصال التی استحق بها العرش العز أو بمواضع انعقادها منه و حقیقة معناه بعز عرشك قوله و منتهی الرحمة من كتابك أی منتهی الرحمة التی تظهر من كتابك أی القرآن أو اللوح و یحتمل أن یكون من بیانیة قوله علیه السلام و عزائم مغفرتك أی ما یوجب تحتمها و لزومها قوله و عزائم أمره عطف علی قوله أنبیائه أی خاتم أوامر اللّٰه العزیمة اللازمة فلا یعتریها بعده نسخ و تبدیل قوله علیه السلام منتهی علمك أی إلیه ینتهی و یصل ما یهبط من علمك إلی خلقك و صلواتك و تحیاتك الكاملة أو كل عالم بعده ینتهی علمه إلیه و منه أخذه إما بلا واسطة أو بواسطة أو بوسائط و كذا الرحمات و التحیات تنتهی إلیه لأنه السبب و الوسیلة لحصول الخیرات التی توجبها و یحتمل أن یقدر فیه مضاف أی هو صاحب منتهی علمك أی نهایة العلم الذی یمكن حصوله للبشر و كذا الصلوات و التحیات و قال الفیروزآبادی (5)

الأزلام قداح كانوا یستقسمون بها فی الجاهلیة و قال الجزری (6)

هی القداح التی كانت فی الجاهلیة علیها مكتوب الأمر و النهی افعل و لا تفعل كان الرجل منهم یضعها فی وعاء له فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل یده فأخرج منها زلما فإن خرج الأمر مضی لشأنه و إن خرج النهی كف

ص: 313


1- 1. القاموس ج 4 ص 313.
2- 2. القاموس ج 2 ص 154.
3- 3. النهایة ج 4 ص 237.
4- 4. النهایة ج 3 ص 128.
5- 5. القاموس ج 4 ص 125.
6- 6. النهایة ج 2 ص 139.

عنه و لم یفعله انتهی.

أقول: و لعله هنا كنایة عن خلفاء الجور و أتباعهم كما أن سابقه و لاحقه أیضا كنایة منهم و الوبیل الشدید قوله علیه السلام و القدر البالغ فی الحمل مبالغة أی لله فی خلقكم تقدیر كامل لصلاح أمر العباد و نظامه قوله و السفرة هم الملائكة یحصون الأعمال و تطلق علی الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام و هنا یحتملهما قوله حافون أی مطیفون و الرمس بالفتح القبر قوله واها لك قال الجزری فیه (1)

من ابتلی فصبر واها واها قیل معنی هذه الكلمة التلهف و قد توضع للإعجاب بالشی ء یقال واها له قوله علیه السلام علی اسم اللّٰه استعیر الاسم له علیه السلام لدلالته علی اللّٰه و صفاته المقدسة كما أن الاسم یدل علی المسمی أو لأن التوسل به یوجب حصول المطالب كالتوسل بأسمائه تعالی أو المراد أنه العالم باسم اللّٰه الأعظم و المراد بالوجه الجهة التی یؤتی منها أی لا یوصل إلیه تعالی إلا من جهتهم و لكونه

الوسیلة إلی الوصول إلی اللّٰه فكأنه صراطه أو ولایته و متابعته صراط یوصل الخلق إلی اللّٰه و قد مر تفسیر تلك الكلمات و أمثالها مفصلا فی كتاب التوحید و كتاب الإمامة و الوغی كفتی الصوت و الجلبة و هنا كنایة عن معارك الحروب و الدحو رمی اللاعب بالحجر و الجوز و نحوه قوله علیه السلام بلسان الأنبیاء أی بنحو مكالمتهم أو من جانب الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الأول أظهر و الفلا جمع الفلاة و هی المفازة لا ماء فیها أو الصحراء الواسعة و لعل الجمع لتعدد صدور تلك المعجزة كما مر فی معجزاته صلوات اللّٰه و سلامه علیه قوله فی یوم الوری أی یوم حسابهم أو شدتهم و عجزهم قوله علیه السلام علی من عنده أم الكتاب أی علم اللوح المحفوظ أو لفظ القرآن و علمه و البهم الأسود و الاكتئاب بالهمزة و قد یقلب یاء الحزن و قال الفیروزآبادی (2)

حسبك درهم كفاك و هذا رجل حسبك من رجل أی كاف لك من غیره قوله علیه السلام أشهد أنك الطور إشارة إلی تأویل قوله تعالی علیه وَ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍ

ص: 314


1- 1. النهایة ج 4 ص 201.
2- 2. القاموس ج 1 ص 45.

مَنْشُورٍ وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ و إنما شبه علیه السلام بالطور لرزانته و حلمه و رفعته و لكونه سببا لثبات الأرض و انتظامها كما أن الجبل سبب لعدم تزلزل الأرض و وتد لها و إنما شبه بالجبل المخصوص لكونه محلا للوحی و الرق الجلد الذی یكتب فیه استعیر هنا لما ینقش فیها العلم مطلقا و فسر المفسرون الكتاب المسطور فیه بالقرآن أو ما كتبه اللّٰه فی اللوح المحفوظ أو ألواح موسی أو فی قلوب أولیائه من المعارف و الحكم أو ما یكتبه الحفظة فتشبیهه علیه السلام بالكتاب ظاهر لكونه حاملا للفظه و معناه و عاملا بمغزاه و فی أكثر النسخ و الرق المنشور فالمراد بالكتاب هنا لیس ما هو المراد فی الآیة أو فیه تقدیر أی أنت محل الكتاب المسطور و فی بعض النسخ فی الرق المنشور و هو أظهر فیكون التشبیه لمجموع ذاته الشریفة و علمه بجزئی الآیة و هما الرق و الكتاب و التشبیه بالبحر ظاهر لوفور علمه و المسجور المملو أو الموقد إشارة إلی علمه و سطوته معا و العنایة بالكسر و الفتح الاعتناء و الاهتمام قوله ما دحا اللیل أی أظلم و كذا غسق بمعناه و یقال ذرت الشمس إذا طلعت و الشارق الشمس حین تشرق و النجدة الشجاعة و الإبادة الإهلاك و الكتائب جمع الكتیبة و هی الجیش و المراس الشدة و النهی العقل و الطول بالفتح الفضل و العلو علی الأعداء و المكرمة بضم الراء فعل الكرم و النائل العطاء قوله یا عین اللّٰه أی شاهده علی عباده فكما أن الرجل ینظر بعینه لیطلع علی الأمور كذلك خلقه اللّٰه لیكون شاهدا علی الخلق ناظرا فی أمورهم و العین یكون بمعنی الجاسوس و بمعنی خیار الشی ء و قال

الجزری (1)

فی حدیث: عمر إن رجلا كان ینظر فی الطواف إلی حرم المسلمین فلطمه علی علیه السلام فاستعدی علیه فقال ضربك بحق أصابته عین من عیون اللّٰه أراد خاصة من خواص اللّٰه عز و جل و ولیا من أولیائه. انتهی و الید كنایة عن النعمة و الرحمة أو القدرة و جهة الاستعارة فی الإذن أیضا واضح لأنه خلقه اللّٰه تعالی لیسمع و یحفظ علوم الأولین و الآخرین و قد وردت أخبار كثیرة من طرق الخاص

ص: 315


1- 1. النهایة ج 3 ص 163.

و العام أنه لما نزلت و تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله سألت اللّٰه أن یجعلها أذنك یا علی قوله علیه السلام و حكمته البالغة أی مظهرها أو مخزنها و السابغة الكاملة قوله علیه السلام علی الأصل القدیم أی أصل الأئمة و مبدئهم و المراد بالقدیم المتقادم فی الزمان لا الأزلی لكون نورهم سابقا فی الخلق علی سائر المخلوقات و الفرع الكریم لكونه فرع شجرة الأنبیاء و الأصفیاء و التشبیه بالثمرة و الشجرة و السدرة ظاهر لوفور منافعه و عموم فوائده لجمیع المخلوقات و لا یبعد كونه هو المراد من بطون تلك الآیات و السلیل الولد و العنصر بضم الصاد و قد یفتح الأصل و الحسب و الجمع للمبالغة أو المراد أحد العناصر و فی بعض النسخ بصیغة المفرد قوله علیه السلام علی حبل اللّٰه المتین إنما شبه علیه السلام بالحبل لأنه من تمسك به و بولایته وصل إلی أعالی الدرجات و سلك سبیل النجاة فهو الحبل الممدود بین اللّٰه و بین خلقه و قد مر أخبار كثیرة فی قوله تعالی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً أنه الولایة و المتانة الشدة قوله علیه السلام و جنبه المكین لعل المراد بالجنب الجانب و الناحیة و هو علیه السلام الناحیة التی أمر اللّٰه الخلق بالتوجه إلیه و الجنب یكون بمعنی الأمیر و هو مناسب و یحتمل أن یكون كنایة عن أن قرب اللّٰه تعالی لا یحصل إلا بالتقرب بهم كما أن من أراد القرب من الملك یجلس بجنبه و یؤیده ما رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی تَفْسِیرِ هَذَا الْكَلَامِ: لَیْسَ شَیْ ءٌ أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ رَسُولِهِ وَ لَا أَقْرَبَ إِلَی رَسُولِهِ مِنْ وَصِیِّهِ.

فهو فی القرب كالجنب و قد بین اللّٰه تعالی ذلك فی كتابه فی قوله أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ یعنی فی ولایة أولیائه الخبر و المكانة المنزلة عند الملك قوله علیه السلام و كلمته الباقیة إشارة إلی قوله تعالی وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ و قد مضت الأخبار فی أن المراد بالكلمة هی الإمامة و بالعقب هو الأئمة علیهم السلام ففی الكلام تقدیر مضاف و الثاقب المضی ء قوله علیه السلام و بالنور العاقب أی الآتی بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و خلیفته.

قال الفیروزآبادی (1)

و الجزری (2) العاقب الذی یخلف من كان قبله فی

ص: 316


1- 1. القاموس ج 1 ص 106.
2- 2. النهایة ج 3 ص 127.

الخیر قوله علیه السلام لا یأتی علیها أی لا یذهبها و یفنیها یقال أتی علیه الدهر أی أهلكه و استأصله.

ثم اعلم أنه لا یظهر من الأخبار المسندة التی قدمناها كون الأربع ركعات لآدم و نوح بل بعضها یدل علی خلاف ذلك كما عرفت.

«25»- مصبا، [المصباحین] زِیَارَةٌ أُخْرَی لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مُقَدِّمَاتُ ذَلِكَ: إِذَا أَتَیْتَ الْكُوفَةَ فَاغْتَسِلْ مِنَ الْفُرَاتِ قَبْلَ دُخُولِهَا فَإِنَّهَا حَرَمُ اللَّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَرَمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قُلْ حِینَ تُرِیدُ دُخُولَهَا بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ- ثُمَّ امْشِ وَ أَنْتَ تُكَبِّرُ اللَّهَ تَعَالَی وَ تُهَلِّلُهُ وَ تُحَمِّدُهُ وَ تُسَبِّحُهُ حَتَّی تَأْتِیَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَتَیْتَهُ فَقِفْ عَلَی بَابِهِ وَ احْمَدِ اللَّهَ كَثِیراً وَ أَثْنِ عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- ثُمَّ ادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَحِیَّةً لِلْمَسْجِدِ وَ صَلِّ بَعْدَهَا مَا بَدَا لَكَ ثُمَّ امْضِ فَأَحْرِزْ رَحْلَكَ وَ تَوَجَّهْ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی طُهْرِكَ وَ غُسْلِكَ وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ حَتَّی تَأْتِیَ مَشْهَدَهُ علیه السلام فَإِذَا أَتَیْتَهُ فَقِفْ عَلَی بَابِهِ وَ قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا

اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هِدَایَتِهِ لِدِینِهِ وَ التَّوْفِیقِ لِمَا دَعَا إِلَیْهِ مِنْ سَبِیلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ مَقَامِی هَذَا مَقَامَ مَنْ لَطَفْتَ لَهُ بِمَنِّكَ فِی إِیقَاعِ مُرَادِكَ وَ ارْتَضَیْتَ لَهُ قُرُبَاتِهِ فِی طَاعَتِكَ وَ أَعْطَیْتَهُ بِهِ غَایَةَ مَأْمُولِهِ وَ نِهَایَةَ سُؤْلِهِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ قَرِیبٌ مُجِیبٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَ أَكْرَمُ مَأْتِیٍّ وَ قَدْ أَتَاكَ مُتَقَرِّباً إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ بِأَخِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُخَیِّبْ سَعْیِی وَ انْظُرْ إِلَیَّ نَظْرَةً تَنْعَشُنِی بِهَا وَ اجْعَلْنِی عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ- ثُمَّ ادْخُلْ وَ قَدِّمْ رِجْلَكَ الْیُمْنَی عَلَی الْیُسْرَی وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی- ثُمَّ امْشِ حَتَّی تُحَاذِیَ الْقَبْرَ وَ اسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی أَمِینِ

ص: 317

اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَصِیِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِهِ وَ الْقَائِمِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ السَّلَامُ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ السَّلَامُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ- ثُمَّ امْشِ حَتَّی تَقِفَ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِكَ وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ عَنْهُ مَسْئُولُونَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیلَ اللَّهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ عَیْبَةَ عِلْمِهِ وَ خَازِنَ وَحْیِهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- یَا حُجَّةَ الْخِصَامِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا بَابَ الْمَقَامِ أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ خَاصَّتُهُ وَ خَالِصَتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَمُودُ الدِّینِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا حَمَّلَكَ وَ حَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ وَ حَلَّلْتَ حَلَالَهُ وَ حَرَّمْتَ حَرَامَهُ وَ أَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ وَ لَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَهُ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ- وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَ عَنْ دِینِ اللَّهِ مُجَاهِداً وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُوَقِّیاً وَ لِمَا عِنْدَ اللَّهِ طَالِباً وَ فِیمَا وَعَدَ رَاغِباً وَ مَضَیْتَ

ص: 318

لِلَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ شَهِیداً وَ شَاهِداً وَ مَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَی عَلَیْكَ وَ غَضَبَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَابَعَ عَلَی قَتْلِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرَاءٌ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَ أُمَّةً جَحَدَتْ وَلَایَتَكَ أُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَیْكَ وَ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ أُمَّةً حَادَتْ عَنْكَ وَ أُمَّةً خَذَلَتْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ بِجَمِیعِ لَعَنَاتِكَ وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِیتَ وَ الطَّوَاغِیتَ وَ الْفَرَاعِنَةَ وَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی وَ كُلَّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِكَ وَ كُلَّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ مُحِبِّیهِمْ لَعْناً كَبِیراً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ وَ لَا مُنْتَهَی وَ لَا أَجَلَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنْ جَمِیعِ أَعْدَائِكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی لِسَانَ صِدْقٍ فِی أَوْلِیَائِكَ وَ تُحَبِّبَ إِلَیَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِی لَهُمْ تَبَعاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَی عِنْدِ رَأْسِهِ علیه السلام وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُسَلِّمِینَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ وَ النَّاطِقِینَ وَ الشَّاهِدِینَ عَلَی أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّیقٌ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ وَ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ وَلِیَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ أَنَّكَ سَبِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ- أَتَیْتُكَ وَافِداً لِعَظِیمِ حَالِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَیْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ فِی خَلَاصِ نَفْسِی مُتَعَوِّذاً مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِی بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَتَیْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَیْكَ وَ إِلَی وَلِیِّكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَی الْحَقِّ فَقَلْبِی لَكَ مُسَلِّمٌ وَ أَمْرِی لَكَ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِی لَكَ مُعَدَّةٌ وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ فِی طَاعَتِكَ وَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنْتَ یَا مَوْلَایَ مَنْ أَمَرَنِی اللَّهُ بِصِلَتِهِ وَ حَثَّنِی عَلَی بِرِّهِ وَ دَلَّنِی عَلَی فَضْلِهِ وَ هَدَانِی

ص: 319

لِحُبِّهِ وَ رَغَّبَنِی إِلَیْهِ وَ أَلْهَمَنِی فِی الْوِفَادَةِ إِلَیْهِ طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتٍ یَسْعَدُ مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَ لَا یَخِیبُ مَنْ یَهْوَاكُمْ وَ لَا یَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ لَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَیْهِ خَیْراً لِی مِنْكُمْ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ دَعَائِمُ الدِّینِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ وَ الشَّجَرَةُ الطَّیِّبَةُ اللَّهُمَّ لَا تُخَیِّبْ تَوَجُّهِی إِلَیْكَ بِرَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ- وَ اسْتِشْفَاعِی بِهِمْ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِزِیَارَةِ مَوْلَایَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ وَلَایَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِی مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَ تَنْتَصِرُ بِهِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِی لِدِینِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْیَا عَلَی مَا حَیِیَ عَلَیْهِ مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَمُوتُ عَلَی مَا مَاتَ عَلَیْهِ- ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ فَقَبِّلْهُ وَ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَیْهِ ثُمَّ الْأَیْسَرَ ثُمَّ انْفَتِلْ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ تَوَجَّهْ إِلَیْهَا وَ أَنْتَ فِی مَقَامِكَ عِنْدَ الرَّأْسِ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ یس- ثُمَّ تَتَشَهَّدُ وَ تُسَلِّمُ فَإِذَا سَلَّمْتَ تُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ اسْتَغْفِرْ وَ ادْعُ وَ اسْجُدْ لِلَّهِ شُكْراً وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی فَاكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَا یُهِمُّنِی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَرِّبْ فَرَجَهُمْ- ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلِ ارْحَمْ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ الْعَالَمِ وَ أُنْسِی بِكَ یَا كَرِیمُ ثَلَاثاً ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّی حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ لِی یَا كَرِیمُ ثَلَاثاً ثُمَّ عُدْ إِلَی السُّجُودِ وَ قُلْ شُكْراً شُكْراً مِائَةَ مَرَّةٍ فَتَقُومُ فَتُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِیهَا بِمِثْلِ مَا قَرَأْتَ بِهِ فِی الرَّكْعَتَیْنِ وَ یُجْزِیكَ أَنْ تَقْرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَ یُجْزِیكَ إِذَا عَدَلْتَ عَنْ ذَلِكَ مَا تَیَسَّرَ لَكَ مِنَ الْقُرْآنِ تُكْمِلُ بِالْأَرْبَعِ سِتَّ رَكَعَاتٍ الرَّكْعَتَانِ الْأُولَیَانِ مِنْهَا لِزِیَارَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَرْبَعُ لِزِیَارَةِ آدَمَ وَ نُوحٍ علیهم السلام ثُمَّ تُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ تَسْتَغْفِرُ لِذَنْبِكَ وَ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ وَ تَتَحَوَّلُ إِلَی الرِّجْلَیْنِ فَتَقِفُ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَ أَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتَّی

ص: 320

أَتَاكَ الْیَقِینُ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِیتَ اللَّهَ وَ أَنْتَ شَهِیدٌ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ جِئْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ أَلْقَی اللَّهَ عَلَی ذَلِكَ رَبِّی إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لِی ذُنُوبٌ كَثِیرَةٌ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ جَاهاً

وَاسِعاً وَ شَفَاعَةً وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ صَلَاةً لَا یُحْصِیهَا إِلَّا هُوَ وَ عَلَیْكُمْ أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ اجْتَهِدْ فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ مَسْأَلَةٍ وَ أَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ مَغْفِرَةٍ وَ اسْأَلِ الْحَوَائِجَ فَإِنَّهُ مَقَامُ إِجَابَةٍ فَإِنْ أَرَدْتَ الْمُقَامَ فِی الْمَشْهَدِ یَوْمَكَ أَوْ لَیْلَتَكَ فَأَقِمْ فِیهِ وَ أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الزِّیَارَةِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّسْبِیحِ وَ التَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ وَ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَی وَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ الدُّعَاءِ وَ الِاسْتِغْفَارِ(1).

أقول: ثم ذكر رحمه اللّٰه الوداع نحوا مما مر بروایة ابن قولویه و لعله رحمه اللّٰه جمع بین الزیارة و ألفها و إنما أوردنا تلك الزیارات مع تقارب ألفاظها لاحتمال أن یكون لكل منها روایة مخصوصة لم نعثر علیها و أما قراءة یس و الرحمن فی صلاة الزیارة فلعلها مأخوذة من روایة أبی حمزة الثمالی المشتملة علی الزیارة الطویلة للحسین علیه السلام و ستأتی فإن فیها استحباب قراءة هاتین السورتین فی الصلاة عند زیارة كل إمام لكن فیها فی أكثر النسخ بتقدیم یس علی الرحمن و هنا بالعكس و هذا الاختلاف واقع فی كثیر من المواضع التی ذكروا فیها هذه الصلاة.

«26»- مصبا، [المصباحین] زِیَارَةٌ أُخْرَی لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ التُّقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَاحِبَ الْمِیسَمِ وَ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ

ص: 321


1- 1. مصباح الشیخ ص 515 و مصباح الكفعمیّ ص 476.

وَ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ تَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ- وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً وَ مُجَاهِداً عَنْ دِینِ اللَّهِ مُؤْمِناً بِرَسُولِ اللَّهِ- طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ رَاغِباً فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ وَ مَضَیْتَ لِلَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ شَاهِداً وَ شَهِیداً وَ مَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ مِنْ صِدِّیقٍ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصَهُمْ إِیمَاناً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وَ أَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَیْهِ قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ وَ بَرَزْتَ حِینَ اسْتَكَانُوا وَ نَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَ غَیْظِ الْكَافِرِینَ وَ كُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَ ضَعْفِ الْفَاسِقِینَ فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا وَ نَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا وَ مَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدْ هُدِیَ كُنْتَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً وَ أَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وَ أَكْثَرَهُمْ رَأْیاً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا وَ أَعْنَاهُمْ بِالْأُمُورِ كُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوباً أَوَّلًا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ أَخِیراً حِینَ فَشِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَباً رَحِیماً إِذْ صَارُوا عَلَیْكَ عِیَالًا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا وَ شَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا وَ شَهِدْتَ إِذْ جَمَعُوا وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَ صَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا كُنْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ عَذَاباً صَبّاً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثاً وَ خِصْباً لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَ لَمْ یرع [یَزِغْ] قَلْبُكَ وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُكَ وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَ لَمْ تَهِنْ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَ لَا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَعِیفاً فِی بَدَنِكَ قَوِیّاً فِی أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی مُتَوَاضِعاً فِی نَفْسِكَ عَظِیماً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَبِیراً فِی الْأَرْضِ جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیكَ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِیكَ مَغْمَزٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِیكَ مَطْمَعٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَكَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ بِحَقِّهِ وَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَكَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَ الْقَرِیبُ وَ الْبَعِیدُ عِنْدَكَ سَوَاءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ وَ رَأْیُكَ عِلْمٌ وَ عَزْمٌ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّینُ وَ سَهُلَ

ص: 322

بِكَ الْعَسِیرُ وَ أُطْفِئَتْ بِكَ النِّیرَانُ وَ قَوِیَ بِكَ الْإِیمَانُ وَ ثَبَتَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِیداً وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدِكَ تَعَباً شَدِیداً فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ وَ عَظُمَتْ رَزِیَّتُكَ فِی السَّمَاءِ وَ هَدَّتْ مُصِیبَتُكَ الْأَنَامَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ كَهْفاً حَصِیناً وَ عَلَی الْكَافِرِینَ غِلْظَةً وَ غَیْظاً فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَ لَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ تُصَلِّی عِنْدَهُ علیه السلام سِتَّ رَكَعَاتٍ تُسَلِّمُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ لِأَنَّ فِی قَبْرِهِ عِظَامَ آدَمَ وَ جَسَدَ نُوحٍ- وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَتُصَلِّی لِكُلِّ زِیَارَةٍ رَكْعَتَیْنِ.

«27»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] وَ زِیَارَةٌ أُخْرَی لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَلَدِ الَّذِی أَنْتَ بِهِ مُقِیمٌ مُتَوَجِّهاً إِلَی نَحْوِ الْغَرِیِّ وَ الْخَیْرِ وَ الْمَشَاهِدِ الشَّرِیفَةِ بِالطَّاهِرِینَ الْأَبْرَارِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْبَرَكَةُ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَخْرُجُ وَ إِلَیْكَ أَتَوَجَّهُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بِكَ اسْتَعَنْتُ وَ إِلَی مَشَاهِدِ أَوْلِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ قَصَدْتُ وَ إِلَیْكَ رَغِبْتُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِینَ وَ بَلِّغْنِی أَمَلِی وَ رَجَائِی فِی زِیَارَتِی إِیَّاهُمْ وَ قَصْدِی إِلَیْهِمْ فِی خَیْرٍ وَ عَافِیَةٍ وَ سِتْرٍ وَ سَلَامَةٍ وَ أَمْنٍ وَ كِفَایَةٍ وَ رُدَّنِی مَقْبُولًا مَبْرُوراً مَأْجُوراً مُوَفَّراً سَعِیداً غَانِماً وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ اللَّهُمَّ مَا أَبْقَیْتَنِی فَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ لِزِیَارَةِ مَشَاهِدِهِمْ وَ مَعَارِجِهِمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ- فَإِذَا بَلَغْتَ فَاغْتَسِلْ مِنْ حَیْثُ یَجِبُ الْغُسْلُ مِنْهُ وَ أَكْثِرْ فِی طَرِیقِكَ التَّسْبِیحَ وَ التَّحْمِیدَ وَ التَّهْلِیلَ وَ التَّكْبِیرَ وَ التَّمْجِیدَ وَ أَفْضَلُهُ وَ أَجْمَعُهُ أَنْ تَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً- فَإِذَا صِرْتَ إِلَی الْغَرِیِّ وَ قَرُبْتَ مِنَ الْقَبْرِ فَقُلْ حِینَ تَرَاهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُرِیدُكَ فَأَرِدْنِی وَ إِنِّی أَقْبَلْتُ إِلَیْكَ بِوَجْهِی فَلَا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ عَنِّی وَ إِنِّی قَصَدْتُ إِلَیْكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّی وَ إِنْ كُنْتَ عَلَیَّ سَاخِطاً فَارْضَ عَنِّی وَ إِنْ كُنْتَ لِی مَاقِتاً فَتُبْ عَلَیَ

ص: 323

ارْحَمْ مَسِیرِی إِلَی وَصِیِّ رَسُولِكَ- أَبْتَغِی بِذَلِكَ رِضَاكَ عَنِّی فَلَا تُخَیِّبْنِی وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ وَ قُلِ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ وَ السَّلَامُ إِلَی اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَیْكَ یَرْجِعُ السَّلَامُ وَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ وَ خَازِنِ عِلْمِكَ الْفَاتِحِ لِمَا أَغْلَقَ وَ الْخَاتِمِ لِمَا قَدْ سَبَقَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ أَمِینَهُ وَ خَازِنَ عِلْمِهِ وَ وَارِثَ أَنْبِیَائِهِ وَ مَعْدِنَ حِكْمَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ التَّقْوَی- ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خُطُوَاتٍ ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرْ ثَلَاثِینَ تَكْبِیرَةً وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الشَّهِیدُ الْوَصِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَارُّ التَّقِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الزَّكِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْهَادِی الْمُهْتَدِی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ وَ حَجَّتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَازِنَ الْعِلْمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ اللَّهِ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عُرْوَةَ اللَّهِ الْوُثْقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ النَّجْوَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْمِیسَمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ رَبِّ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِینَ وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِیمَ وَ عُرْوَتَهُ الْوُثْقَی وَ یَدَهُ الْعُلْیَا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَسِیمَ النَّارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ذَائِداً عَنِ الْحَوْضِ أَعْدَاءَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَجْهَ اللَّهِ الَّذِی مِنْهُ یُؤْتَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الرُّكْنُ وَ الْمَلْجَأُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْكَهْفُ الْحَصِینُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ اللِّوَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی آلِكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ الَّذِینَ حَبَاهُمُ اللَّهُ بِالْحُجَجِ الْبَالِغَةِ وَ النُّورِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَمِینُهُ وَ

ص: 324

وَصِیُّ رَسُولِهِ وَ خَازِنُ عِلْمِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَ نَصَحْتَ وَ صَبَرْتَ فِی جَنْبِ اللَّهِ عَلَی الْأَذَی وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُوتِلْتَ وَ حُرِمْتَ وَ غُصِبْتَ وَ حُقِرْتَ وَ ظُلِمْتَ وَ جُحِدْتَ فَصَبَرْتَ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ كُذِّبْتَ وَ أُسِی ءَ إِلَیْكَ فَغَفَرْتَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الرَّاشِدُ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ هَدَیْتَ وَ قُمْتَ بِالْحَقِّ وَ عَدَلْتَ بِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ وَ أَشْهَدُ أَنَّ قَوْلَكَ الصِّدْقُ وَ أَنَّ دَعْوَتَكَ الْحَقُّ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ دَعَوْتَ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَلَمْ تُجَبْ وَ أَمَرْتَ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَلَمْ تُطَعْ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّینِ وَ عِمَادِهِ وَ رُكْنِ الْأَرْضِ وَ عِمَادِهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الشَّجَرَةُ الطَّیِّبَةُ لَمْ تَزَلْ بِعَیْنِ اللَّهِ تَتَنَاسَخُ فِی أَصْلَابِ الْمُطَهَّرِینَ وَ تَنْتَقِلُ فِی أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ الْمُطَهَّرَاتِ لَمْ تُدْنِسْكَ الْجَاهِلِیَّةُ الْجَهْلَاءُ وَ لَمْ تُشْرِكْ فِیكَ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ طِبْتَ وَ طَابَ مَنْبِتُكَ لَمْ تَزَلْ بِالْعَرْشِ مُحْدِقاً حَتَّی مَنَّ اللَّهُ بِكَ عَلَیْنَا فَجَعَلَكَ اللَّهُ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ جَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَیْكَ رَحْمَةً لَنَا فَطِیبَ خَلْقُنَا بِمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَایَتِكَ وَ كُنَّا مُسْلِمِینَ بِفَضْلِهِ وَ كُنَّا عِنْدَهُ مَعْرُوفِینَ بِتَصْدِیقِنَا إِیَّاكَ فَصَلَّی اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ عَلَیْكَ وَ جَزَاكَ عَنْ رَعِیَّتِكَ خَیْراً- ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ وَ نَصَحْتَ وَ وَفَیْتَ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَضَیْتَ عَلَی الْیَقِینِ شَاهِداً وَ شَهِیداً وَ مَشْهُوداً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ رَحْمَتُهُ أَنَا عَبْدُكَ وَ مَوْلَاكَ وَ فِی طَاعَتِكَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِی الْهِجْرَةِ إِلَیْكَ وَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ فِی الْآخِرَةِ أَتَیْتُكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ نَفْسِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی بِحَقِّكَ عَارِفاً مُقِرّاً بِالْهُدَی الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ عَالِماً بِهِ مُسْتَقِیماً مُوجِباً لِطَاعَتِكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً جَحَدَتْكَ وَ جَحَدَتْ حَقَّكَ وَ أَنْكَرَتْ طَاعَتَكَ وَ ظَلَمَتْكَ وَ كَذَّبَتْكَ وَ حَارَبَتْكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مِنْ زُوَّارِ حُجَّتِهِ وَ وَصِیِّ رَسُولِهِ- وَ رَزَقَنِی مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَ الْإِقْرَارَ بِطَاعَتِهِ وَ حَقِّهِ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی

ص: 325

وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلْ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ وَصِیُّ رَسُولِهِ- وَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی خَزَائِنِ عِلْمِهِ وَ أَنَّكَ أَدَّیْتَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ صِدْقاً وَ كُنْتَ أَمِیناً وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً وَ مَضَیْتَ عَلَی یَقِینٍ لَمْ تُؤْثِرْ عَمًی عَلَی هُدًی وَ لَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَی بَاطِلٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ قُمْتَ بِالْحَقِّ غَیْرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُوهِنٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ رَحْمَتُهُ وَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَعِیَّتِكَ خَیْراً اللَّهُمَّ إِنِّی أُصَلِّی عَلَیْهِ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَیْهِ وَ صَلَّتْ مَلَائِكَتُكَ وَ رُسُلُكَ صَلَاةً كَثِیرَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً یَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً فِی مَحْضَرِنَا هَذَا وَ إِذَا غِبْنَا وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ أَبَداً صَلَاةً لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا نَفَادَ اللَّهُمَّ أَبْلِغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ مِنِّی فِی سَاعَتِی هَذِهِ تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً وَ فِی كُلِّ سَاعَةٍ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ الْآمِرِینَ بِذَلِكَ وَ الرَّاضِینَ بِهِ وَ الْمُجَوِّزِینَ لَهُ وَ الْفَرِحِینَ بِهِ لَعْناً كَثِیراً وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِیماً لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْ جَوَابِیتَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَرَاعِنَتَهَا الرُّؤَسَاءَ مِنْهُمْ وَ الْأَتْبَاعَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ احْشُ قُبُورَهُمْ وَ أَجْوَافَهُمْ نَاراً وَ أَصْلِهِمْ مِنْ جَهَنَّمَ أَشَدَّهَا نَاراً وَ احْشُرْهُمْ إِلَی جَهَنَّمَ زُرْقاً أَتَیْتُكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَافِداً إِلَیْكَ مُتَوَجِّهاً بِكَ إِلَی اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّی لِیُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِی وَ یَقْضِیَ بِكَ حَوَائِجِی وَ یُعْطِیَنِی بِكَ سُؤْلِی فَاشْفَعْ عِنْدَهُ وَ كُنْ لِی شَفِیعاً.

ثُمَّ قُلْ یَا رَبِّی وَ سَیِّدِی وَ یَا إِلَهِی وَ مَوْلَایَ شَفِّعْ وَلِیَّكَ فِی حَوَائِجِی فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَیْكَ وَ جِئْتُ إِلَی قَبْرِهِ زَائِراً مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَیْكَ فَلَا تَجْبَهْنِی بِغَیْرِ مَنٍّ مِنِّی عَلَیْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَیَّ إِذْ وَفَّقْتَنِی لِذَلِكَ وَ هَدَیْتَنِی لَهُ وَ قَدْ جِئْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِی مُتَنَصِّلًا إِلَیْكَ مِنْ سَیِّئِ عَمَلِی رَاجِیاً لَكَ فِی مَوْقِفِی مُبْتَهِلًا إِلَیْكَ فِی الْعَفْوِ عَنْ مَعَاصِیَّ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبِی رَاجِیاً بِزِیَارَةِ وَلِیِّكَ وَ إِقَامَتِی عِنْدَ قَبْرِهِ وَ وُقُوفِی عَلَیْهِ الْخَلَاصَ مِنْ عُقُوبَتِكَ طَمَعاً أَنْ تَسْتَنْقِذَنِی مِنَ الرَّدَی بِزِیَارَتِی إِیَّاهُ مَعْرِفَةً بِحَقِّهِ فَوَرَدْتُ إِلَیْهِ إِذْ رَغِبَ عَنْ زِیَارَتِهِ أَهْلُ الدُّنْیَا وَ اتَّخَذُوا آیَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فَلَكَ الْمَنُّ یَا سَیِّدِی عَلَی مَا عَرَّفْتَنِی مِمَّا جَهِلَهُ أَهْلُ الدُّنْیَا وَ مَالُوا إِلَی سِوَاهُ فَكَمَا

ص: 326

عَرَّفْتَنِی وَ بَصَّرْتَنِی وَ هَدَیْتَنِی فَأَلْهِمْنِی شُكْرَكَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی فَإِنَّكَ تَتَقَبَّلُ مِنَ الْمُتَّقِینَ- ثُمَّ ادْعُ لِنَفْسِكَ بِمَا بَدَا لَكَ وَ ازْدَدْ وَ صَلِّ وَ اجْتَهِدْ فِی الدُّعَاءِ لِأَمْرِ آخِرَتِكَ وَ دُنْیَاكَ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَقُمْ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی قُمْتَ فِیهِ حِینَ دَخَلْتَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ الرَّحْمَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ الْعِلْمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَسِیمَ النَّارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْحَوْضِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ذَابُّ عَنْ دِینِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَاصِرَ رَسُولِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَرِكَ فِی دَمِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ بَرِی ءٌ- ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَرَی تَضَرُّعِی وَ لِوَاذِی بِقَبْرِ وَلِیِّكِ وَ حُجَّتِكَ وَ أَنْتَ تَعْرِفُ حَوَائِجِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی وَ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِوَصِیِّ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ جِئْتُ زَائِراً لِقَبْرِهِ مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَیْكَ وَ إِلَی رَسُولِكَ فَاجْعَلْنِی بِهِ عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَعْطِنِی بِزِیَارَتِی لَهُ أَمَلِی وَ رَجَائِی وَ مُنَایَ وَ سُؤْلِی وَ اقْضِ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تُخَیِّبْ دُعَائِی وَ عَرِّفْنِی الْإِجَابَةَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِیَّاهُ وَ ارْزُقْنِی ذَلِكَ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ ارْدُدْنِی إِلَیْهِ بِبِرٍّ وَ تَقْوَی وَ إِخْبَاتٍ وَ أَعْطِنِی عَلَی ذَلِكَ مِنَ الْأَجْرِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الثَّوَابِ وَ حُسْنِ الْإِجَابَةِ أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَهُ وَ أَنْتَ مُعْطِیهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ مِمَّنْ أَتَاهُ زَائِراً وَ بِحَقِّهِ عَارِفاً رَاغِباً فِی زِیَارَتِهِ مُتَقَرِّباً فِی ذَلِكَ إِلَیْكَ وَ إِلَی رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ قُمْ عِنْدَ رِجْلَیْهِ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِكَ وَ قُلْ وَ أَنْتَ مُوَلٍّ لِلْخُرُوجِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی جَعَلْتَهُ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَلِّغَ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ مِنِّی فِی سَاعَتِی هَذِهِ وَ فِی كُلِ

ص: 327

سَاعَةٍ تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً وَ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی وَ ارْزُقْنِی ذَلِكَ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ اجْعَلْنِی مَعَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنِّی بِذَلِكَ رَاضٍ وَ ارْضَ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ قُمْ عَلَی بَابِ الْخَیْرِ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ إِلَیْهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی بِبِرٍّ وَ تَقْوَی فِی عَامِی هَذَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ أَبَداً وَ اجْعَلْ ذَلِكَ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ وَ عَرِّفْنِی مِنْ بَرَكَةِ زِیَارَتِی إِیَّاهُ مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنِی وَ تُبَشِّرُ بِهِ نَفْسِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تُخَیِّبْ دُعَائِی وَ ارْحَمْ ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی وَ لَا إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ طَرْفَةَ عَیْنٍ یَا سَیِّدِی- ثُمَّ امْضِ وَ أَنْتَ تَقُولُ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ كَفَی سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَیْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهًی- حَتَّی تَرِدَ الْكُوفَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ وَ سَلَّمَ.

«28»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] زِیَارَةٌ وَ دُعَاءٌ عِنْدَ مَشْهَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ جَمِیعِ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا زَوْجَ الْبَتُولِ وَ وَارِثَ عِلْمِ الرَّسُولِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا سِبْطَیْ رَسُولِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ نُورَهُ فِی بِلَادِهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِیِّهِ حَتَّی دَعَاكَ اللَّهُ إِلَی جِوَارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَیْهِ بِاخْتِیَارِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ فِی قَتْلِهِمْ إِیَّاكَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِی مُطْمَئِنَّةً بِقُرْبِكَ رَاضِیَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَ دُعَائِكَ مَحَبَّةً لِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ مَحْبُوبَةً فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ صَابِرَةً عِنْدَ نُزُولِ بَلَائِكَ شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ

ص: 328

آلَائِكَ مُشْتَاقَةً إِلَی فَرْحَةِ لِقَائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَی لِیَوْمِ جَزَائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِیَائِكَ مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْیَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ- ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِینَ إِلَیْكَ وَالِهَةٌ وَ سَبِیلَ الرَّاغِبِینَ إِلَیْكَ شَارِعَةٌ وَ أَعْلَامَ الْقَاصِدِینَ إِلَیْكَ وَاضِحَةٌ وَ أَفْئِدَةَ الْعَارِفِینَ مِنْكَ فَازِعَةٌ وَ أَصْوَاتَ الدَّاعِینَ إِلَیْكَ صَاعِدَةٌ وَ أَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ دَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَ تَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَیْكَ مَقْبُولَةٌ وَ عَبْرَةَ مَنْ بَكَی مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَ الْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَ عِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَ زَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَ أَعْمَالَ الْعَامِلِینَ لَكَ مَحْفُوظَةٌ وَ أَرْزَاقَ الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِیدِ إِلَیْهِمْ وَاصِلَةٌ وَ ذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِینَ مَغْفُورَةٌ وَ حَوَائِجَ الْخَلْقِ عِنْدَكَ مَقْضِیَّةٌ وَ جَوَائِزَ السَّائِلِینَ عِنْدَكَ مَوْفُورَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِیدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَ مَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِینَ مُعَدَّةٌ وَ مَنَاهِلَ الظِّمَاءِ لَدَیْكَ مُتْرَعَةٌ اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ اقْبَلْ ثَنَائِی وَ أَعْطِنِی جَزَائِی وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِنَّكَ وَلِیُّ نَعْمَائِی وَ مُنْتَهَی مُنَایَ وَ غَایَةُ رَجَائِی فِی مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- الْوَصِیِّ الْمُرْتَضَی الْخَلِیفَةِ وَ الدَّاعِی إِلَیْكَ وَ إِلَی دَارِ السَّلَامِ صِدِّیقِكَ الْأَكْبَرِ وَ فَارُوقِكَ بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ نُورِكَ الزَّاهِرِ الْجَمِیلِ وَ لِسَانِكَ النَّاطِقِ بِأَمْرِكَ الْحَقِّ الْمُبِینِ وَ عَیْنِكَ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ یَدِكَ الْعُلْیَا الْیَمِینِ وَ حَبْلِكَ الْمَتِینِ وَ عُرْوَتِكَ الْوُثْقَی وَ كَلِمَتِكَ الْعُلْیَا وَ وَصِیِّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَی وَ عَلَمِ الدِّینِ وَ مَنَارِ الْیَقِینِ وَ خَاتَمِ الْوَصِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ بَعْدَ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ الْأَمِینِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ وَ تُحَسِّنُ بِهَا أَمْرَهُ وَ تُشَرِّفُ بِهَا نَفْسَهُ وَ تُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ وَ تَنْصُرُ بِهَا ذُرِّیَّتَهُ وَ تُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ وَ تُعِزُّ بِهَا نَصْرَهُ وَ تُكْرِمُ بِهَا صُحْبَتَهُ سَیِّدِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مُعْلِنِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ وَ دَامِغِ جُیُوشِ الْأَبَاطِیلِ وَ نَاصِرِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَثِیراً اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَی خَلْقِكَ فَعَمِلَ فِیهِمْ بِأَمْرِكَ وَ عَدَلَ فِی الرَّعِیَّةِ وَ قَسَمَ بِالسَّوِیَّةِ وَ جَاهَدَ عَدُوَّكَ بِنِیَّةٍ وَ ذَبَّ عَنْ حَرِیمِ

ص: 329

الْإِسْلَامِ وَ حَجَزَ بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مُسْتَبْصِراً فِی رِضْوَانِكَ دَاعِیاً إِلَی إِیمَانِكَ غَیْرَ نَاكِلٍ عَنْ جِهَادٍ وَ لَا مُنْثَنٍ عَنْ عَزْمٍ حَافِظاً لِعَهْدِكَ قَاضِیاً بِنَفَاذِ وَعْدِكَ هَادِیاً لِدِینِكَ مُقِرّاً بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ مُصَدِّقاً لِرَسُولِكَ وَ مُجَاهِداً فِی سَبِیلِكَ وَ رَاضِیاً لِقَوْلِكَ فَهُوَ أَمِینُكَ الْمَأْمُونُ وَ خَازِنُ عِلْمِكَ الْمَكْنُونِ وَ شَاهِدُ یَوْمِ الدِّینِ وَ وَلِیُّكَ فِی الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْسَحْ لَهُ فَسْحاً عِنْدَكَ وَ أَعْطِهِ الرِّضَا مِنْ ثَوَابِكَ الْجَزِیلِ وَ عَظِیمِ جَزَائِكَ الْجَلِیلِ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ جُنْداً غَالِبِینَ وَ حِزْباً مُسْلِمِینَ وَ أَتْبَاعاً مُصَدِّقِینَ وَ شِیعَةً مُتَأَلِّفِینَ وَ صَحْباً مُوَازِرِینَ وَ أَوْلِیَاءَ مُخْلِصِینَ وَ وُزَرَاءَ مُنَاصِحِینَ وَ رُفَقَاءَ مُصَاحِبِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ اجْزِهِ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُكْرَمِینَ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ أَشْهَدَ أَنَّهُ قَدْ نَاصَحَ لِرَسُولِكَ- وَ هَدَی إِلَی سَبِیلِكَ وَ جَاهَدَ حَقَّ الْجِهَادِ وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِ الرَّشَادِ وَ قَامَ بِحَقِّكَ فِی خَلْقِكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ أَنَّهُ لَمْ یَجُرْ فِی حُكْمٍ وَ لَا دَخَلَ فِی ظُلْمٍ وَ لَمْ یَسْعَ فِی إِثْمٍ وَ أَنَّهُ أَخُو رَسُولِكَ وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ اتَّبَعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ أَنَّهُ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعُ سِرِّهِ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیْهِ وَ أَنَّهُ قَرِینُهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَبُو سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ سَلَاماً دَائِماً إِلَی یَوْمِ الدِّینِ.

«29»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] زِیَارَةُ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْأَئِمَّةِ وَ مَعْدِنَ الْوَحْیِ وَ النُّبُوَّةِ وَ الْمَخْصُوصَ بِالْأُخُوَّةِ السَّلَامُ عَلَی یَعْسُوبِ الدِّینِ وَ الْإِیمَانِ وَ كَلِمَةِ الرَّحْمَنِ وَ كَهْفِ الْأَنَامِ السَّلَامُ عَلَی مِیزَانِ الْأَعْمَالِ وَ مُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ وَ سَیْفِ ذِی الْجَلَالِ السَّلَامُ عَلَی صَالِحِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ الْحَاكِمِ یَوْمِ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَی شَجَرَةِ التَّقْوَی وَ سَامِعِ السِّرِّ وَ النَّجْوَی وَ مُنْزِلِ الْمَنِّ وَ السَّلْوَی السَّلَامُ عَلَی حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ وَ نِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَ نَقِمَتِهِ الدَّامِغَةِ السَّلَامُ عَلَی إِسْرَائِیلِ الْأُمَّةِ وَ بَابِ الرَّحْمَةِ وَ أَبِی الْأَئِمَّةِ- السَّلَامُ عَلَی صِرَاطِ اللَّهِ الْوَاضِحِ وَ النَّجْمِ اللَّائِحِ وَ الْإِمَامِ النَّاصِحِ وَ الزِّنَادِ الْقَادِحِ السَّلَامُ عَلَی وَجْهِ اللَّهِ

ص: 330

الَّذِی مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ السَّلَامُ عَلَی نَفْسِ اللَّهِ تَعَالَی الْقَائِمَةِ فِیهِ بِالسُّنَنِ وَ عَیْنِهِ الَّتِی مَنْ عَرَفَهَا یَطْمَئِنُّ السَّلَامُ عَلَی أُذُنِ اللَّهِ الْوَاعِیَةِ فِی الْأُمَمِ وَ یَدِهِ الْبَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ وَ جَنْبِهِ الَّذِی مَنْ فَرَّطَ فِیهِ نَدِمَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِی الْخَلْقِ وَ شَافِعُ الرِّزْقِ وَ الْحَاكِمُ بِالْحَقِّ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ فَوَفَیْتَ بِمُرَادِهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ فَصَلَّی اللَّهُ عَلَیْكُمْ وَ جَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْكُمْ فَالْخَیْرُ مِنْكَ وَ إِلَیْكَ عَبْدُكَ الزَّائِرُ لِحَرَمِكَ اللَّائِذُ بِكَرَمِكَ الشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ قَدْ هَرَبَ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ رَجَاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ فَأَنْتَ سَاتِرُ عُیُوبِهِ فَكُنْ لِی إِلَی اللَّهِ سَبِیلًا وَ مِنَ النَّارِ مَقِیلًا وَ لِمَا أَرْجُو فِیكَ كَفِیلًا أَنْجُو نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ وَ سَلَكَ بِكَ إِلَی اللَّهِ سَبِیلًا فَأَنْتَ سَامِعُ الدُّعَاءِ وَ وَلِیُّ الْجَزَاءِ عَلَیْنَا مِنْكَ السَّلَامُ وَ أَنْتَ السَّیِّدُ الْكَرِیمُ وَ الْإِمَامُ الْعَظِیمُ فَكُنْ بِنَا رَحِیماً یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

«30»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی نُسْخَةٍ قَدِیمَةٍ مِنْ تَأْلِیفَاتِ بَعْضِ أَصْحَابِنَا زِیَارَةً أُخْرَی لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ وَ هِیَ: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ الرَّسُولِ عَلَی أُمَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صِهْرَ النَّبِیِّ وَ زَوْجَ ابْنَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِلَ الْحَقِّ فِی قَضِیَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الزُّهْدِ فِی إِمَامَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَاضِحَ السَّبِیلِ فِی دَلَالَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ الطُّهْرِ فِی نُبُوَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَاصِرَ الْحَقِّ فِی شَرِیعَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَوْحَدَ الْخَلْقِ فِی شَجَاعَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شِبْهَ الْأَمِینِ فِی سَمَاحَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمَقْبُولُ فِی شَفَاعَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَادِلُ فِی خِلَافَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْأَمِینُ فِی إِمَارَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الطَّیِّبُ فِی وِلَادَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَ سِقَایَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَامِلَ اللِّوَاءِ لِعِظَمِ كَرَامَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَائِفَ اللَّهِ فِی سَرِیرَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ مِنْ بَرِیَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ وَ خِیَرَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ فِی نُبُوَّتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُوسَی الْكَلِیمِ لِلَّهِ فِی رِسَالَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی الرُّوحِ فِی بَلَاغَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ فِی

ص: 331

أَمَانَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا السِّبْطَیْنِ وَ قَاضِیَ الدِّینِ وَ مَنْبَعَ الْعَیْنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَخَا الرَّسُولِ وَ زَوْجَ الْبَتُولِ وَ رَادَّ الْغُلُولِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَاتِلَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ الْعِلْمِ وَ صَاحِبَ الْحِلْمِ وَ مَوْضِعَ الْحُكْمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْأَنَامِ وَ مُكَسِّرَ الْأَصْنَامِ وَ كَلِیمَ الْأَقْوَامِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا كَاشِفَ الْمَحْلِ وَ خَاصِفَ النَّعْلِ وَ سَیِّدَ الْأَهْلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَامِلَ الرَّایَةِ وَ بَالِغَ الْغَایَةِ وَ صَاحِبَ الْآیَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ الْهُدَی وَ مَنَارَ التُّقَی وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَاسِمَ النَّارِ وَ حَافِظَ الْجَارِ وَ مُدْرِكَ الثَّارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا دَاحِضَ الْإِفْكِ وَ مُبْطِلَ الشِّرْكِ وَ مُزِیلَ الشَّكِّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ الْأَنْبِیَاءِ وَ خَاتِمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ قَاتِلَ الْأَشْقِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا هَاجِرَ اللَّذَّاتِ وَ تَارِكَ الشَّهَوَاتِ وَ كَاشِفَ الْغَمَرَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فَاضِحَ الْأَقْرَانِ وَ قَاتِلَ الشُّجْعَانِ وَ مُبْطِلَ كَیْدِ الشَّیْطَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فَاكَّ الْأَسِیرِ وَ مُعِینَ الْفَقِیرِ وَ نِعْمَ النَّصِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ وَ مُذِلَّ الرِّقَابِ وَ مُجَلِّیَ الْخُطَّابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَنَدَ مَنَافٍ وَ سَیِّدَ الْأَشْرَافِ وَ صَاحِبَ الْحَوْضِ الصَّافِ السَّلَامُ عَلَی الْعَادِلِ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الْحَاكِمِ بِالْقَضِیَّةِ وَ الْقَاسِمِ بِالسَّوِیَّةِ أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ وَ كَفَی بِهِ شَهِیداً وَ سَائِلًا عَنِ الشَّهَادَةِ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتَ الْمُلْحِدِینَ وَ عَبَدْتَ اللَّهِ حَقَّ عِبَادَتِهِ وَ صَبَرْتَ عَلَی مَا أَصَابَكَ طَالِباً لِمَرْضَاتِهِ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ اعْتَدَی عَلَیْكَ وَ عَلَی وُلْدِكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْحَافِّینَ بِكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَنَا عَبْدُكَ یَا مَوْلَایَ وَ ابْنُ عَبْدُكَ أَتَیْتُكَ زَائِراً مُعْتَرِفاً بِحَقِّكَ مُوَالِیاً لِمَنْ وَالَیْتَ عَدُوّاً لِمَنْ عَادَیْتَ سِلْماً لِمَنْ سَالَمْتَ حَرْباً لِمَنْ حَارَبْتَ مُتَقَرِّباً بِمَحَبَّتِكَ وَ وَلَایَتِكَ إِلَی اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی ضَجِیعَیْكَ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تُقَبِّلُهُ وَ تَقُولُ إِلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وُفُودِی وَ بِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَی اللَّهِ فِی بُلُوغِ مَقْصُودِی أَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَیْرُ خَائِبٍ وَ الطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَیْرُ مَرْدُودٍ إِلَّا بِنَجَاحِ حَاجَتِهِ فَكُنْ لِی شَفِیعاً إِلَی رَبِّكَ وَ رَبِّی فِی فَكَاكِ

ص: 332

رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ غُفْرَانِ ذُنُوبِی وَ كَشْفِ شِدَّتِی وَ إِعْطَاءِ سُؤْلِی فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی فَ إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ رَسُولِكَ إِلَی الْعَالَمِینَ وَ بِأَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطِینِ الْعَلَمِ الْمَكِینِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْحَسَنِ الزَّكِیِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقِینَ وَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِینَ وَ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ- وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ لِعِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ زَكِیِّ الصِّدِّیقِینَ وَ بِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ حَبِیسِ الظَّالِمِینَ وَ بِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا الْأَمِینِ وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَزْهَدِ الزَّاهِدِینَ وَ بِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قُدْوَةِ الْمُهْتَدِینَ وَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَارِثِ الْمُسْتَخْلِفِینَ وَ بِالْحُجَّةِ عَلَی الْعَالَمِینَ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ مُظْهِرِ الْبَرَاهِینِ أَنْ تَكْشِفَ مَا بِی مِنَ الْغُمُومِ وَ تَكْفِیَنِی شَرَّ الْقَدْرِ الْمَحْتُومِ وَ تُجِیرَنِی مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تُصَلِّی صَلَاةَ الزِّیَارَةِ سِتَّ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَیْنِ مِنْهَا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ رَكْعَتَیْنِ لآِدَمَ علیه السلام وَ رَكْعَتَیْنِ لِنُوحٍ علیه السلام.

ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ مَا كَانَ یَقُولُهُ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ أُنَاجِیكَ یَا سَیِّدِی كَمَا یُنَاجِی الْعَبْدُ الذَّلِیلُ مَوْلَاهُ وَ أَطْلُبُ إِلَیْكَ كَمَا یَطْلُبُ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّكَ تُعْطِی وَ لَا یَنْقُصُ مَا عِنْدَكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفَارَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ تَوَكُّلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- ثُمَّ تَقُولُ الْعَفْوَ الْعَفْوَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَسْأَلُ اللَّهَ مَا أَحْبَبْتَ.

«31»- أَقُولُ قَالَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ: إِذَا أَتَیْتَ الْكُوفَةَ فَاغْتَسِلْ ثُمَّ امْشِ إِلَی مَشْهَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنْتَ عَلَی غُسْلِكَ وَ طُهْرِكَ وَ إِنْ أَحْدَثْتَ مَا یَنْقُضُ الْوُضُوءَ فَأَعِدْ وُضُوءَكَ وَ غُسْلَكَ فَإِنْ لَمْ یُمْكِنْ ذَلِكَ لِعِلَّةٍ فَالْوُضُوءُ یُجْزِی ثُمَّ الْبَسْ مِنْ ثِیَابِكَ مَا طَهُرَ وَ اسْعَ إِلَیْهِ مَاشِیاً مِنْ حَیْثُ أَمْكَنَ السَّعْیُ فَإِذَا عَایَنْتَ قَبْرَهُ فَقُلْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ- وَ امْشِ وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ

ص: 333

وَ الْوَقَارَ وَ الْخُشُوعَ وَ أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنِی فِی عِبَادِهِ وَ سَیَّرَنِی فِی بِلَادِهِ وَ حَمَلَنِی عَلَی دَوَابِّهِ فَإِذَا دَخَلْتَ الْحِصْنَ مِنَ الْبَابِ الْأُولَی فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ كَمَا أَحْلَلْتَنِی حَرَمَ أَخِی رَسُولِكَ وَ وَصِیِّهِ وَ سَهَّلْتَ زِیَارَتَهُ فَحَرِّمْ جَسَدِی عَلَی النَّارِ- وَ أَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ حَتَّی تَصِلَ إِلَی الْحِصْنِ الْمُحِیطِ بِالْقُبَّةِ وَ أَبْوَابِهَا وَ دُرْ إِلَی الْوَجْهِ الَّذِی تُوَاجِهُ فِیهِ الْإِمَامَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَنْتَ مُنَكِّسُ الرَّأْسِ مُطْرِقُ الْبَصَرِ حَتَّی تَقِفَ بِالْبَابِ الَّذِی هُوَ مُحَاذِی الرَّأْسِ وَ اسْجُدْ إِذَا لَاحَظْتَهُ إِعْظَاماً لِلَّهِ تَعَالَی وَحْدَهُ وَ لِوَلِیِّهِ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ الْتَفِتْ یَسْرَةَ الْقِبْلَةِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ أَقْبِلْ إِلَی الْإِمَامِ بِوَجْهِكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ- وَ سَاقَ الزِّیَارَةَ كَمَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ وَ عَلَی ضَجِیعَیْكَ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ قَالَ ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تُقَبِّلُهُ وَ تَلُوذُ بِهِ وَ تَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی مَا أَحْبَبْتَ وَ تُصَلِّی عِنْدَ الرَّأْسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَیْنِ لآِدَمَ وَ رَكْعَتَیْنِ لِنُوحٍ وَ رَكْعَتَیْنِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَدْعُو لِنَفْسِكَ وَ لِوَالِدَیْكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ تُجَبْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَإِذَا أَرَدْتَ الِانْصِرَافَ فَوَدِّعْهُ علیه السلام تَقِفُ عَلَیْهِ كَوُقُوفِكَ الْأَوَّلِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِهِ وَ ارْزُقْنِی صُحْبَتَهُ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِ وَ اقْلِبْنِی مُفْلِحاً مُنْجِحاً بِأَفْضَلِ مَا یَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«32»- وَ قَالَ ره زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ علیه السلام مِنْ كِتَابِ الْأَنْوَارِ وَ قِیلَ إِنَّ الْخَضِرَ علیه السلام زَارَهُ بِهَا وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ یُوسُفَ الْكُنَاسِیِّ وَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ جَمِیعاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ الزِّیَارَةَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاغْتَسِلْ حَیْثُ تَیَسَّرَ لَكَ وَ قُلْ حِینَ

ص: 334


1- 1. المزار الكبیر ص 80- 81.

تَعْزِمُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْیِی مَشْكُوراً وَ ذَنْبِی مَغْفُوراً وَ عَمَلِی مَقْبُولًا وَ اغْسِلْنِی مِنَ الْخَطَایَا وَ الذُّنُوبِ طَهِّرْ قَلْبِی مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ زَكِّ عَمَلِی وَ تَقَبَّلْ سَعْیِی وَ اجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَیْراً لِی اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ التَّوَّابِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُتَطَهِّرِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- ثُمَّ امْشِ وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ حَتَّی تَأْتِیَ بَابَ الْحَرَمِ فَقُمْ عَلَی الْبَابِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُرِیدُكَ فَأَرِدْنِی وَ أَقْبَلْتُ بِوَجْهِی إِلَیْكَ فَلَا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ عَنِّی وَ إِنِّی قَصَدْتُ إِلَیْكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّی وَ إِنْ كُنْتَ مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّی وَ إِنْ كُنْتَ سَاخِطاً عَلَیَّ فَاعْفُ عَنِّی وَ ارْحَمْ مَسِیرِی إِلَیْكَ بِرَحْمَتِكَ أَبْتَغِی بِذَلِكَ رِضَاكَ فَلَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تُخَیِّبْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ السَّلَامُ أَنْتَ مَعْدِنُ السَّلَامِ حُیِّینَا رَبَّنَا مِنْكَ بِالسَّلَامِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ- أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَمَرَكَ بِهِ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ تَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ عَنْهُ أَنَا بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاكَ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَ بَرِی ءٌ مِنْكُمْ-(1) ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ صَوْتِی أَتَیْتُكَ مُتَعَاهِداً لِدِینِی وَ بَیْعَتِی ائْذَنْ لِی فِی بَیْتِكَ أَشْهَدُ أَنَّ رُوحَكَ الْمُقَدَّسَةَ أُعِینَتْ بِالْقُدْسِ وَ السَّكِینَةُ جُعِلَتْ لَهَا بَیْتاً تَنْطِقُ عَلَی لِسَانِكَ- ثُمَّ ادْخُلْ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرْدِفِینَ السَّلَامُ عَلَی حَمَلَةِ الْعَرْشِ الْكَرُوبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُنْتَجَبِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُسَوِّمِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الَّذِینَ هُمْ فِی هَذَا الْحَرَمِ بِإِذْنِ اللَّهِ مُقِیمُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنِی بِمَعْرِفَتِهِ وَ مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَ مَنْ فَرَضَ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ وَ تَطَوُّلًا مِنْهُ عَلَیَّ بِذَلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَیَّرَنِی فِی بِلَادِهِ وَ حَمَلَنِی

ص: 335


1- 1. المزار الكبیر ص 69- 70.

عَلَی دَوَابِّهِ وَ طَوَی إِلَیَّ الْبَعِیدَ وَ دَفَعَ عَنِّی الْمَكَارِهَ حَتَّی أَدْخَلَنِی حَرَمَ وَلِیِّ اللَّهِ وَ أَرَانِیهِ فِی عَافِیَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ مُتَقَرِّبٌ إِلَیْكَ بِزِیَارَةِ أَخِی رَسُولِكَ وَ عَلَی كُلِّ مَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَ زَارَهُ وَ أَنْتَ أَكْرَمُ مَزُورٍ وَ خَیْرُ مَأْتِیٍّ فَأَسْأَلُكَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا فَرْدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِیَّایَ مِنْ زِیَارَتِی فِی مَوْقِفِی هَذَا فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُسَارِعُ فِی الْخَیْرَاتِ رَغَباً وَ رَهَباً وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِی عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ فَقُلْتَ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللَّهُمَّ فَإِنِّی بِكَ مُؤْمِنٌ وَ بِجَمِیعِ آیَاتِكَ مُوقِنٌ فَلَا تُوقِفْنِی بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِی عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ بَلْ أَوْقِفْنِی مَعَهُمْ وَ تَوَفَّنِی عَلَی تَصْدِیقِی فَإِنَّهُمْ عَبِیدُكَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ أَمَرْتَنِی بِاتِّبَاعِهِمْ- ثُمَّ تَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ السَّلَامُ عَلَی أَمِینِ اللَّهِ عَلَی رِسَالاتِهِ وَ عَزَائِمِ رُسُلِهِ وَ مَعْدِنِ الْوَحْیِ وَ التَّنْزِیلِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ الشَّاهِدِ عَلَی الْخَلْقِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَظْلُومِینَ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ وَ أَرْفَعَ وَ أَنْفَعَ وَ أَشْرَفَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ خَیْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِیِّكَ وَ أَخِی نَبِیِّكَ وَ وَصِیِّ رَسُولِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ دَیَّانَ یَوْمِ الدِّینِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ خِطَابِكِ مِنْ خَلْقِكَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِیِّكَ الْمُطَهَّرِینَ الَّذِینَ ارْتَضَیْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِینِكَ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ.

ص: 336

ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِینَ السَّلَامُ عَلَی خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ قَامُوا بِأَمْرِ اللَّهِ وَ خَالَفُوا لِخَوْفِهِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ التُّقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَرُّ التَّقِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ الرَّسُولِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَمُودَ الدِّینِ وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَاحِبَ الْمِیسَمِ وَ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَ أَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقَّهُ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِیتَ اللَّهَ وَ أَنْتَ شَهِیدٌ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ جِئْتُكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ وَ مَنْ ظَلَمَكَ أَلْقَی عَلَی ذَلِكَ رَبِّی إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّ لِی ذُنُوباً كَثِیرَةً فَاشْفَعْ لِی فِیهَا عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَحْمُوداً وَ إِنَّ لَكَ عِنْدَهُ جَاهاً وَ شَفَاعَةً وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُورَ اللَّهِ فِی سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ وَ أُذُنَهُ السَّامِعَةَ وَ ذِكْرَهُ الْخَالِصَ وَ نُورَهُ السَّاطِعَ أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ الْمَزِیدَ وَ أَنَّ وَجْهَكَ إِلَی قُبُلِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ رِزْقاً جَدِیداً تَغْدُو عَلَیْكَ الْمَلَائِكَةُ فِی كُلِّ صَبَاحٍ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ ارْحَمْ طُولَ مَكْثِی فِی الْقِیَامَةِ بِهِ فَإِنَّكَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ-(1) ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ هُودٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ دَاوُدَ خَلِیفَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ الشَّهِیدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَرْوَاحِ الَّتِی حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ السَّلَامُ

ص: 337


1- 1. المزار الكبیر ص 70- 71.

عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِینَ بِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ تَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَ مُجَاهِداً عَنْ دِینِ اللَّهِ مُوَقِّیاً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ رَاغِباً فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ وَ مَضَیْتَ لِلَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ شَاهِداً وَ مَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصَهُمْ إِیمَاناً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وَ أَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَیْهِ قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ وَ بَرَزْتَ حِینَ اسْتَكَانُوا وَ نَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقّاً بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَ غَیْظِ الْكَافِرِینَ وَ كَیْدِ الْحَاسِدِینَ وَ صِغَرِ الْفَاسِقِینَ فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا وَ نَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا وَ مَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدْ هُدِیَ كُنْتَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً وَ أَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وَ أَكْثَرَهُمْ رَأْیاً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا وَ أَعْرَفَهُمْ بِاللَّهِ كُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوباً أَوَّلًا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ آخِراً حِینَ فَشِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَباً رَحِیماً إِذْ صَارُوا عَلَیْكَ عِیَالًا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا وَ شَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَ صَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا كُنْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ عَذَاباً صَبّاً وَ غِلْظَةً وَ غَیْظاً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ عَیْناً وَ حِصْناً وَ عَلَماً لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَ لَمْ یَرْتَبْ قَلْبُكَ وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُكَ وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَ لَا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوِیّاً فِی أَمْرِ اللَّهِ وَضِیعاً فِی نَفْسِكَ عَظِیماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِیراً فِی الْأَرْضِ جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیكَ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِیكَ مَغْمَزٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَكَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَكَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَ الْقَرِیبُ وَ الْبَعِیدُ عِنْدَكَ فِی ذَلِكَ سَوَاءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ وَ رَأْیُكَ عِلْمٌ

ص: 338

وَ عَزْمٌ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّینُ وَ سَهُلَ بِكَ الْعَسِیرُ وَ أُطْفِئَتْ بِكَ النِّیرَانُ وَ قَوِیَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِیداً وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِیداً فَعَظُمَتْ رَزِیَّتُكَ فِی السَّمَاءِ وَ هَدَّتْ مُصِیبَتُكَ الْأَنَامَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَایَعَ عَلَی قَتْلِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ حَقَّكَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَصَاكَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَصَبَكَ حَقَّكَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِی ءٌ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَ أُمَّةً جَحَدَتْ وَلَایَتَكَ وَ أُمَّةً حَادَتْ عَنْكَ وَ أُمَّةً قَتَلَتْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ بِجَمِیعِ لَعَنَاتِكَ وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِیتَ وَ الطَّوَاغِیتَ وَ كُلَّ نِدٍّ یُدْعَی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ كُلِّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ مُحِبِّیهِمْ لَعْناً كَثِیراً اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- اللَّهُمَّ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لَا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ وَ ضَاعِفْ عَلَیْهِمْ عَذَابَكَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَی قَتَلَةِ رَسُولِكَ وَ أَوْلَادِ رَسُولِكَ وَ عَلَی قَتَلَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَتَلَةِ أَنْصَارِهِ وَ قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَنْصَارِهِمَا وَ مَنْ نَصَبَ لآِلِ مُحَمَّدٍ وَ شِیعَتِهِمْ حَرْباً مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ عَذَاباً مُضَاعَفاً فِی أَسْفَلِ الدَّرْكِ مِنَ الْجَحِیمِ لَا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عَایَنُوا النَّدَامَةَ وَ الْخِزْیَ الطَّوِیلَ بِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِی مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَ ظَاهِرِ الْعَلَانِیَةِ فِی سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی أَوْلِیَائِكَ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِی لَهُمْ تَبَعاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1) ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ وَ أَنْتَ تَقُولُ یَا سَیِّدِی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِی لِقَبْرِ أَخِی رَسُولِكَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَائِذاً لِتُجِیرَنِی مِنْ نَقِمَتِكَ وَ سَخَطِكَ وَ مِنْ زَلَازِلِ یَوْمٍ تَكْثُرُ فِیهِ الْعَثَرَاتُ یَوْمٍ تُقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ یَوْمٍ تَبْیَضُّ فِیهِ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ فِیهِ وُجُوهٌ یَوْمِ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَنَاجِرِ كَاظِمِینَ یَوْمِ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ

ص: 339


1- 1. المزار الكبیر ص 71- 73.

یَوْمِ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ یَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ یَوْمٍ یَشِیبُ فِیهِ الْوَلِیدُ وَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ یَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصَارُ وَ تَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ وَ تُجَادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِهَا وَ یَطْلُبُ كُلُّ ذِی جُرْمٍ الْخَلَاصَ- ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنْ تَرْحَمْنِی الْیَوْمَ وَ فِی یَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَلَا خَوْفَ وَ لَا حُزْنَ وَ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَی عَبْدِهِ وَ جَزَاهُ بِسُوءِ فِعْلِهِ إِنْ لَمْ أَرْحَمْ نَفْسِی فَكُنْ أَنْتَ رَحِیمَهَا الْحُجَجُ كُلُّهَا لَكَ وَ لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِی فَیَا خَیْرَ مَنْ رَجَوْتُ عِنْدَهُ الْمَغْفِرَةَ بِالْإِقْرَارِ وَ الِاعْتِرَافِ هَذِهِ نَفْسِی بِمَا جَنَتْ مُعْتَرِفَةً وَ بِذَنْبِی مُقِرَّةً وَ بِظُلْمِ نَفْسِی مُعْتَرِفَةً وَ ذُنُوبِی أَكْثَرُ مِمَّا أُحْصِیهَا وَ إِنَّمَا یَخْضَعُ الْعَبْدُ الْعَاصِی لِسَیِّدِهِ وَ یَخْشَعُ لِمَوْلَاهُ بِالذُّلِّ فَیَا مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ مُتَقَرِّبٍ إِلَیْكَ بِرَسُولِكَ وَ عِتْرَةِ نَبِیِّكَ لَائِذٍ بِقَبْرِ أَخِی رَسُولِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَا مَنْ یَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِینَ وَ یَعْرِفُ ضَمِیرَ الصَّامِتِینَ كَمَا وَفَّقْتَنِی لِزِیَارَتِی وَ وِفَادَتِی وَ مَسْأَلَتِی وَ رَحِمْتَنِی بِذَلِكَ فَأَعْطِنِی مُنَایَ فِی آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ وَ وَفِّقْنِی لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ تُحِبُّ أَنْ تُدْعَی فِیهِ بِأَسْمَائِكَ وَ تُسْأَلَ فِیهِ مِنْ عَطَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی لُذْتُ بِقَبْرِ أَخِی رَسُولِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَانْظُرِ الْیَوْمَ إِلَی تَقَلُّبِی فِی هَذَا الْقَبْرِ وَ بِهِ فُكَّنِی مِنَ النَّارِ وَ لَا تَحْجُبْ عَنْكَ صَوْتِی وَ لَا تَقْلِبْنِی بِغَیْرِ قَضَاءِ حَوَائِجِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ تَمَلُّقِی وَ عَبْرَتِی وَ اقْلِبْنِی الْیَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً وَ أَعْطِنِی أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَ مَنْ زَارَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ- ثُمَّ اجْلِسْ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُسَلِّمِینَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ وَ النَّاطِقِینَ بِفَضْلِكَ وَ الشَّاهِدِینَ عَلَی أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّیقٌ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ وَلِیَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بَابُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی مِنْهُ یُؤْتَی وَ أَنَّكَ سَبِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ أَتَیْتُكَ وَافِداً لِعَظِیمِ حَالِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَیْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِی الشَّفَاعَةِ أَبْتَغِی بِزِیَارَتِكَ

ص: 340

خَلَاصَ نَفْسِی مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِی بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی هَارِباً مِنْ ذُنُوبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُهَا عَلَی ظَهْرِی فَزِعاً إِلَیْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّی أَتَیْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ یَا مَوْلَایَ إِلَی اللَّهِ لِیَقْضِیَ بِكَ حَاجَتِی فَاشْفَعْ لِی یَا مَوْلَایَ أَتَیْتُكَ مَكْرُوباً مَغْمُوماً قَدْ أَوْقَرْتُ ظَهْرِی ذُنُوباً فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ أَتَیْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ أَتَیْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَیْكَ وَ إِلَی وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَی الْحَقِّ فَقَلْبِی لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَ أَمْرِی لَكُمْ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّی یُحْیِیَ اللَّهُ بِكُمْ دِینَهُ وَ یَرُدَّكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ غَیْرِكُمْ إِنِّی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِرَجْعَتِكُمْ لَا مُنْكِرٌ لِلَّهِ قُدْرَةً وَ لَا مُكَذِّبٌ مِنْهُ مَشِیَّةً أَتَیْتُكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ مَالِی وَ نَفْسِی زَائِراً وَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ مُتَوَسِّلًا إِلَیْكَ بِكَ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ مُخَالِفُوكُمْ وَ اتَّخَذُوا آیَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ فِی طَاعَتِكَ الْوَافِدُ إِلَیْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنْتَ مَوْلَایَ مِمَّنْ حَثَّنِی اللَّهُ عَلَی بِرِّهِ وَ دَلَّنِی عَلَی فَضْلِهِ وَ هَدَانِی لِحُبِّهِ وَ رَغَّبَنِی فِی الْوِفَادَةِ إِلَیْهِ وَ أَلْهَمَنِی طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتٍ لَا یَشْقَی مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَ لَا یَخِیبُ مَنْ نَادَاكُمْ وَ لَا یَخْسَرُ مَنْ یَهْوَاكُمْ وَ لَا یَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ لَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَیْهِ خَیْراً لِی مِنْكُمْ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ دَعَائِمُ الدِّینِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ وَ الشَّجَرَةُ الطَّیِّبَةُ أَتَیْتُكُمْ زَائِراً وَ بِكُمْ مُتَعَوِّذاً لِمَا سَبَقَ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْكَرَامَةِ اللَّهُمَّ لَا تُخَیِّبْ تَوَجُّهِی إِلَیْكَ بِرَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ- وَ اسْتَنْقِذْنَا بِحُبِّهِمْ یَا مَنْ لَا یَخِیبُ سَائِلُهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِزِیَارَةِ مَوْلَایَ وَ وَلَایَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِی مِمَّنْ یَنْصُرُهُ وَ یَنْتَصِرُ بِهِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِی لِدِینِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ تَوَفَّنِی عَلَی دِینِهِ اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِی مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْیَا عَلَی مَا حَیِیَ عَلَیْهِ مَوْلَایَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَمُوتُ عَلَی مَا مَاتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ اخْتِمْ لِی بِالسَّعَادَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْخَیْرِ.

ثُمَّ تُصَلِّی مَا بَدَا لَكَ وَ تَدْعُو وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ- وَ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی أَوَّلِ الْبَابِ (1).

ص: 341


1- 1. المزار الكبیر ص 73- 75.

«33»- ثُمَّ قَالَ زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ علیه السلام: تَقِفُ عَلَی الْبَابِ وَ تَقُولُ ائْذَنْ لِی عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِمَنْ أَتَاكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لِذَلِكَ أَهْلًا فَأَنْتَ لَهُ أَهْلٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ- ثُمَّ تَقِفُ عَلَی الْمَشْهَدِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْمُتَّقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا یَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِیُّ النَّقِیُّ الرَّضِیُّ الْمَرْضِیُّ الْوَفِیُّ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ الطُّهْرُ الطَّاهِرُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ بَعْدَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَیْبَةِ عِلْمِهِ وَ مِیزَانِ قِسْطِهِ وَ مِصْبَاحِ نُورِهِ الَّذِی یَقْطَعُ بِهِ الرَّاكِبُ مِنْ عَرْضِ الظُّلْمَةِ إِلَی ضِیَاءِ النُّورِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْفَارِقُ بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْأَمِینُ عَلَی بَاطِنِ السِّرِّ وَ مُسْتَوْدَعُ الْعِلْمِ وَ خَازِنُ الْوَحْیِ وَ الْعَالِمُ بِكُلِّ سِفْرٍ وَ الْمُبْتَدِی بِشَرَائِعِ الْحَقِّ وَ مِنْهَاجِ الصِّدْقِ وَ الْمُوضِحُ سُبُلَ النَّجَاةِ وَ الذَّائِدُ عَنْ سُبُلِ الْهَلَكَاتِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ خَیْرُ الدَّهْرِ وَ نَامُوسُهُ وَ حُجَّةُ الْمَعْبُودِ وَ تَرْجُمَانُهُ وَ الشَّاهِدُ لَهُ وَ الدَّالُّ عَلَیْهِ وَ الْحَبْلُ الْمَتِینُ وَ النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ صِرَاطُ اللَّهِ الْمُسْتَقِیمُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ سَفِینَةُ النَّجَاةِ وَ دَعَائِمُ الْأَوْتَادِ وَ أَرْكَانُ الْبِلَادِ وَ سَاسَةُ الْعِبَادِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی جَمِیعِ الْبِلَادِ وَ السَّبِیلُ إِلَیْهِ وَ الْمَسْلَكُ إِلَی جَنَّتِهِ وَ الْمَفْزَعُ إِلَی طَاعَتِهِ وَ الْوَجْهُ وَ الْبَابُ الَّذِی مِنْهُ یُؤْتَی وَ الْمَفْزَعُ وَ الرُّكْنُ وَ الْكَهْفُ وَ الْحِصْنُ وَ الْمَلْجَأُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَمَسِّكَ بِوَلَایَتِكُمْ مِنَ الْفَائِزِینَ بِالْكَرَامَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ عَدَلَ عَنْكُمْ لَنْ یَقْبَلَ اللَّهُ لَهُ عَمَلًا وَ لَمْ یَقُمْ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً وَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَحِیمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ-(1)

ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ إِلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وُفُودِی وَ بِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَی رَبِّكَ وَ رَبِّی وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَیْرُ خَائِبٍ وَ أَنَّ الطَّالِبَ بِكَ غَیْرُ مَرْدُودٍ إِلَّا بِنَجَاحِ طَلِبَتِهِ فَكُنْ شَفِیعاً إِلَی رَبِّكَ وَ رَبِّی فِی فَكَاكِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ غُفْرَانِ ذُنُوبِی وَ كَشْفِ شِدَّتِی وَ إِعْطَاءِ سُؤْلِی فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ-(2)

ص: 342


1- 1. المزار الكبیر ص 76- 77.
2- 2. المزار الكبیر ص 77.

ثُمَّ تُصَلِّی عِنْدَ الرَّأْسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ نَدْباً وَ تَقُولُ بَعْدَ صَلَاتِكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ وَ خِیَرَتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ سَیْفَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ أَمِینَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَفِیرَ اللَّهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ وَ الطُّهْرُ الْبَتُولُ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الزَّكِیَّ رُكْنَ الدِّینِ السَّلَامُ

عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ النُّورَ الْمُبِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ زَیْنَ الْعَابِدِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ بَاقِرَ كِتَابِ رَبِّ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ سَیِّدَ الصَّادِقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا إِبْرَاهِیمَ حَبِیسَ الظَّالِمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا فِی الْمَرْضِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا فِی الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ هَادِیَ الْمُسْتَرْشِدِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الْمَیْمُونَ خِزَانَةَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ الْهَادِیَ الْمَهْدِیَّ- حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا سَادَاتِی وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا خُزَّانَ عِلْمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا تَرَاجِمَةَ وَحْیِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الصَّادِقُونَ عَنِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا عِتْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا نَاصِرِی دِینِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْحَاكِمُونَ بِحُكْمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا سَادَةَ الْوَرَی وَ الْآیَةَ الْكُبْرَی وَ الْحُجَّةَ الْعُظْمَی وَ الدَّعْوَةَ الْحُسْنَی وَ الْمَثَلَ الْأَعْلَی وَ شَجَرَةَ الْمُنْتَهَی وَ بَابَ الْهُدَی وَ كَلِمَةَ التَّقْوَی وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا مَنِ اتَّخَذَهُمُ اللَّهُ رَحْمَةً لِخَلْقِهِ وَ أَنْصَاراً لِدِینِهِ وَ قُوَّاماً بِأَمْرِهِ وَ خُزَّاناً لِعِلْمِهِ وَ حُفَّاظاً لِسِرِّهِ وَ تَرَاجِمَةً لِوَحْیِهِ وَ مَعَادِنَ كَلِمَاتِهِ وَ أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ وَ خَصَّكُمْ بِكَرَائِمِ التَّنْزِیلِ وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ وَ أَجْرَی فِیكُمْ مِنْ رُوحِهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ وَ السَّادَةُ الْوُلَاةُ وَ الْقَادَةُ الْحُمَاةُ وَ الذَّادَةُ السُّعَاةُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أُولِی الذِّكْرِ

ص: 343

وَ خُزَّانَ الْعِلْمِ وَ مُنْتَهَی الْحِلْمِ وَ قَادَةَ الْأُمَمِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ وَ خِیَرَتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا سُفَرَاءَ اللَّهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا خُلَفَاءَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِیُّونَ النَّاطِقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُطَهَّرُونَ الْمَعْصُومُونَ عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأَكُمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ ائْتَمَنَكُمْ عَلَی الْغُیُوبِ وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ اسْتَرْعَاكُمُ الْأَنَامَ وَ فَوَّضَ إِلَیْكُمُ الْأُمُورَ وَ جَعَلَ إِلَیْكُمُ التَّدْبِیرَ وَ عَرَّفَكُمُ الْأَسْبَابَ وَ الْأَنْسَابَ وَ أَوْرَثَكُمُ الْكِتَابَ وَ أَعْطَاكُمُ الْمَقَالِیدَ وَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا خَلَقَ فَعَظَّمْتُمْ جَلَالَهُ وَ أَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ وَ مَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَ أَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ وَ تَلَوْتُمْ كِتَابَهُ وَ حَلَّلْتُمْ حَلَالَهُ وَ حَرَّمْتُمْ حَرَامَهُ وَ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتُمُ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ مِیرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ وَ إِیَابُ الْخَلْقِ إِلَیْكُمْ وَ حِسَابُهُمْ عَلَیْكُمْ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَكُمْ وَ بُرْهَانُهُ مَعَكُمْ وَ نُورُهُ مِنْكُمْ وَ أَمْرُهُ إِلَیْكُمْ مَنْ وَالاكُمْ یَا سَادَاتِی فَقَدْ وَالَی اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَی اللَّهَ أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ آلَاءُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ دَلَائِلُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ خُلَفَاءُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فَبِكُمْ یَعْرِفُ اللَّهَ الْخَلَائِقُ وَ بِكُمْ یُتْحِفُهُمْ أَنْتُمْ یَا سَادَاتِی السَّبِیلُ الْأَعْظَمُ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الْحَبْلُ الْمَتِینُ وَ السَّبَبُ الْمَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ وَ شُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ أَنْتُمُ الرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ وَ الْآیَةُ الْمَخْزُونَةُ وَ الْبَابُ الْمُمْتَحَنُ بِهِ النَّاسُ مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكُمْ هَوَی أَشْهَدُ أَنَّكُمْ یَا سَادَاتِی إِلَی اللَّهِ تَدْعُونَ وَ إِلَیْهِ تُرْشِدُونَ وَ بِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ لَمْ تَزَالُوا بِعَیْنِهِ وَ عِنْدَهُ فِی مَلَكُوتِهِ تَأْمُرُونَ وَ لَهُ تُخْلِصُونَ وَ بِعَرْشِهِ مُحْدِقُونَ وَ لَهُ تُسَبِّحُونَ وَ تُقَدِّسُونَ وَ تُمَجِّدُونَ وَ تُهَلِّلُونَ وَ تُعَظِّمُونَ وَ بِهِ حَافُّونَ حَتَّی مَنَّ عَلَیْنَا فَجَعَلَكُمْ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ فَتَوَلَّی جَلَّ ذِكْرُهُ تَطْهِیرَهَا وَ أَمَرَ خَلْقَهُ بِتَعْظِیمِهَا فَرَفَعَهَا عَلَی كُلِّ بَیْتٍ طَهَّرَهُ فِی الْأَرْضِ وَ عَلَاهَا عَلَی كُلِّ بَیْتٍ قَدَّسَهُ فِی السَّمَاءِ لَا یُوَازِیهَا خَطَرٌ وَ لَا یَسْمُو إِلَیْهَا الْفِكَرُ یَتَمَنَّی كُلُّ أَحَدٍ أَنَّهُ مِنْكُمْ وَ لَا تَتَمَنَّوْنَ أَنْتُمْ أَنَّكُمْ مِنْ غَیْرِكُمْ إِلَیْكُمُ انْتَهَتِ الْمَكَارِمُ وَ الشَّرَفُ وَ فِیكُمُ اسْتَقَرَّتِ الْأَنْوَارُ وَ الْمَجْدُ وَ السُّؤْدُدُ فَلَیْسَ فَوْقَكُمْ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا أَقْرَبَ إِلَیْهِ مِنْكُمْ وَ لَا أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْكُمْ وَ لَا أَحْظَی لَدَیْهِ أَنْتُمْ سُكَّانُ الْبِلَادِ وَ نُورُ الْعِبَادِ وَ

ص: 344

عَلَیْكُمُ الِاعْتِمَادُ فِی یَوْمِ الْمَعَادِ كُلَّمَا غَابَ مِنْكُمْ حُجَّةٌ أَوْ أَفَلَ مِنْكُمْ نَجْمٌ أَطْلَعَ اللَّهُ خَلْفَهُ مِنْكُمْ خَلَفاً نَیِّراً وَ نُوراً بَیِّناً خَلَفاً عَنْ سَلَفٍ لَا تَنْقَطِعُ عَنْكُمْ مَوَادُّهُ وَ لَا یُسْلَبُ مِنْكُمْ أَمْرُهُ سَبَبٌ مَوْصُولٌ مِنَ اللَّهِ وَ جَعَلَ مَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِكُمْ تَطْهِیراً لِذُنُوبِنَا وَ تَزْكِیَةً لِأَنْفُسِنَا إِذْ كُنَّا عِنْدَهُ مُعْتَرِفِینَ بِحَقِّكُمْ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ یَا سَادَاتِی نِهَایَةَ الشَّرَفِ وَ زَادَكُمْ مَا أَنْتُمْ أَهْلُهُ وَ مُسْتَحِقُّوهُ مِنْهُ وَ أَشْهَدُ یَا مَوَالِیَّ وَ طُوبَی لِی إِنْ كُنْتُمْ مَوَالِیَّ أَنِّی عَبْدُكُمْ وَ طُوبَی لِی إِنْ قَبِلْتُمُونِی عَبْداً وَ أَنِّی مُقِرٌّ بِكُمْ مُعْتَصِمٌ بِحَبْلِكُمْ مُتَوَقِّعٌ لِدَوْلَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِرَجْعَتِكُمْ عَامِلٌ بِأَمْرِكُمْ آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ لَائِذٌ بِحَرَمِكُمْ مُتَقَرِّبٌ إِلَی اللَّهِ بِكُمْ یَا سَادَاتِی بِكُمْ یُمْسِكُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ بِكُمْ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَكْشِفُ الْكَرْبَ وَ یُغْنِی الْمُعْدِمَ وَ یَشْفِی السَّقِیمَ لَبَّیْكُمْ وَ سَعْدَیْكُمْ یَا مَنِ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ فَقَالَ تَعَالَی ذِكْرُهُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ فَأَنْتُمُ السَّفَرَةُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ أَنْتُمُ الْعِبَادُ الْمُكَرَّمُونَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَ أَنْتُمُ الصَّفْوَةُ الَّتِی اصْطَفَاهَا اللَّهُ وَ صَفَاهَا وَ وَصَفَهَا فِی كِتَابِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ فَأَنْتُمُ الذُّرِّیَّةُ الْمُخْتَارَةُ وَ الْأَنْفُسُ الْمُجَرَّدَةُ وَ الْأَرْوَاحُ الْمُطَهَّرَةُ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ- یَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ یَا حَسَنُ یَا حُسَیْنُ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَا مَوَالِیَّ الطَّاهِرِینَ یَا ذَوِی النُّهَی وَ التُّقَی یَا أَنْوَارَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ الَّتِی لَا تُطْفَی یَا عُیُونَ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ أَنَا مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ غَیْرِكُمْ إِلَیْكُمْ لَا إِلَی عَدُوِّكُمْ آمَنْتُ بِكُمْ وَ بِمَا أَنْزَلَ إِلَیْكُمْ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ أَشْهَدُ یَا مَوَالِیَّ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ كَلَامِی وَ تَرَوْنَ مَقَامِی وَ تَعْرِفُونَ مَكَانِی وَ تَرُدُّونَ سَلَامِی وَ أَنَّكُمْ حُجَجُ اللَّهِ الْبَالِغَةُ وَ نِعَمُهُ السَّابِغَةُ فَاذْكُرُونِی عِنْدَ رَبِّكُمْ وَ أَوْرِدُونِی حَوْضَكُمْ وَ اسْقُونِی بِكَأْسِكُمْ وَ احْشُرُونِی فِی جُمْلَتِكُمْ وَ احْرُسُونِی مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَحْمُوداً وَ جَاهاً عَرِیضاً وَ شَفَاعَةً مَقْبُولَةً فَإِنِّی قَصَدْتُ إِلَیْكُمْ وَ رَجَوْتُ بِسَلَامِی عَلَیْكُمْ وَ وُقُوفِی بِعَرْصَتِكُمْ وَ اسْتِشْفَاعِی بِكُمْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَعْفُوَ عَنِّی وَ یَغْفِرَ ذَنْبِی وَ یَعِزَّ ذُلِّی وَ یَرْفَعَ ضَرْعَتِی وَ یُقَوِّیَ ضَعْفِی وَ یَسُدَّ فَقْرِی وَ یُبْلِغَنِی أَمَلِی وَ یُعْطِیَنِی مُنْیَتِی وَ یَقْضِیَ حَاجَتِی فِیمَا ذَكَرْتُهُ مِنْ

ص: 345

حَوَائِجِی وَ مَا لَمْ أَذْكُرْهُ مَا عَلِمَ أَنَّ فِیهِ الْخِیَرَةَ لِی حَتَّی یُوصِلَنِی بِذَلِكَ إِلَی رِضَاهُ وَ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ شَفِّعْهُمْ فِیَّ وَ شَفِّعْنِی بِهِمْ وَ بَلِّغْنِی مَا سَأَلْتُ وَ تَوَسَّلْتُ یَا مَوْلَایَ بِهِمْ وَ لَا تُخَیِّبْنِی مِمَّا رَجَوْتُهُ فِیهِمْ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- فَإِذَا أَرَدْتَ الْوَدَاعَ فَقُلْ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِكَ وَ رَزَقَنِی الْعَوْدَ إِلَیْكَ وَ الْمُقَامَ فِی حَرَمِكَ وَ الْكَوْنَ مَعَكَ وَ مَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ- ثُمَّ اخْرُجِ الْقَهْقَرَی وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ وَ السَّلَامُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ- وَ قُلْ فِی مَسِیرِكَ إِلَی أَنْ تَبْعُدَ عَنِ الْقَبْرِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

«34»- ثُمَّ قَالَ زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ علیه السلام: تَغْتَسِلُ أَوَّلًا لِلزِّیَارَةِ مَنْدُوباً وَ تَقْصِدُ إِلَی مَشْهَدِهِ وَ تَقِفُ عَلَی ضَرِیحِهِ الطَّاهِرِ وَ تَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِكَ وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا حَمَّلَكَ وَ حَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ وَ حَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ وَ حَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ وَ تَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَ صَبَرْتَ عَلَی الْأَذَی فِی جَنْبِ اللَّهِ مُحْتَسِباً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا

إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرَاءٌ-(2)

ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تُقَبِّلُهُ وَ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَیْهِ ثُمَّ الْأَیْسَرَ ثُمَّ تَتَحَوَّلُ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ تَقِفُ عَلَیْهِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ أَتَیْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِكَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِزِیَارَتِكَ فِی خَلَاصِ نَفْسِی وَ فَكَاكِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ قَضَاءِ حَوَائِجِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَاشْفَعْ لِی

ص: 346


1- 1. المزار الكبیر ص 77- 8.
2- 2. المزار الكبیر ص 83.

عِنْدَ رَبِّكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ.

ثُمَّ یُقَبِّلُ الْقَبْرَ وَ یَضَعُ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ وَ یَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ یُصَلِّی سِتَّ رَكَعَاتٍ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ فَإِذَا أَرَادَ وَدَاعَهُ علیه السلام فَلْیَقِفْ عَلَی قَبْرِهِ كَمَا وَقَفَ أَوَّلًا ثُمَّ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ- وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ لِزِیَارَةِ وَلِیِّكَ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ إِلَیْهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی فَإِذَا تَوَفَّیْتَنِی فَاحْشُرْنِی مَعَهُ وَ مَعَ ذُرِّیَّتِهِ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ یَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ یُجَبْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«35»- ثُمَّ قَالَ زِیَارَةٌ أُخْرَی لَهُ علیه السلام: تَقِفُ عَلَی بَابِ السَّلَامِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِی وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ رَبِّی اللَّهُ أَكْبَرُ كَمَا بِمَنِّهِ هَدَانَا اللَّهُ أَكْبَرُ إِلَهُنَا وَ مَوْلَانَا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِیُّنَا الَّذِی أَحْیَانَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِمَنِّهِ هَدَانَا اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ الشَّهَادَةُ حَظِّی وَ الْحَقُّ عَلَیَّ وَ أَدَاءٌ لِمَا كَلَّفْتَنِی أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ نَبِیُّكَ وَ صَفِیُّكَ وَ خَلِیلُكَ وَ خَاصَّتُكَ وَ خِیَرَتُكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ بِصَلَوَاتِكَ وَ احْبُ بِكَرَامَاتِكَ وَ وَفِّرْ بِبَرَكَاتِكَ وَ حَیِّ بِتَحِیَّاتِكَ الْعَالِمُ مُقِیمُ الدَّعَائِمِ وَ مُجَلِّی الظَّلْمَاءِ وَ مَاحِی الطَّخْیَاءِ رَسُولُكَ الشَّاهِدُ وَ دَلِیلُكَ الرَّاشِدُ الَّذِی اخْتَصَصْتَهُ وَ لَكَ أَخْلَصْتَهُ وَ بِهِدَایَتِكَ بَعَثْتَهُ وَ آیَاتِكَ أَوْرَثْتَهُ فَتَلَا وَ بَیَّنَ وَ دَعَا وَ أَعْلَنَ وَ طَمَسْتَ بِهِ أَعْیُنَ الطُّغْیَانِ وَ أَخْرَسْتَ بِهِ أَلْسُنَ الْبُهْتَانِ وَ كَتَبْتَ الْعِزَّةَ لِأَوْلِیَائِهِ وَ ضَرَبْتَ الذِّلَّةَ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُكَ وَ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ جاءَ بِالْحَقِ مِنْ عِنْدِ الْحَقِ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَنَّ الَّذِینَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِیمِ وَ أَنَّ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ الْمُفْلِحُونَ- ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ وَ حُجَّةَ رَبِّ الْعَالَمِینَ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- یَا

ص: 347


1- 1. المزار الكبیر ص 83- 84.

إِمَامَ الْهُدَی وَ مَصَابِیحَ الدُّجَی وَ كَهْفَ أُولِی الْحِجَی وَ مَلْجَأَ ذَوِی النُّهَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حِجَابَ الْوَرَی وَ الدَّعْوَةَ الْحُسْنَی وَ الْآیَةَ الْكُبْرَی وَ الْمَثَلَ الْأَعْلَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَجَرَةَ النِّدَاءِ وَ صَاحِبَ الدُّنْیَا وَ الْحُجَّةَ عَلَی جَمِیعِ الْوَرَی فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفِیَّ اللَّهِ وَ خِیَرَتَهُ وَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ وَ بَابَ اللَّهِ وَ حِطَّتَهُ وَ عَیْنَ اللَّهِ وَ آیَتَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَیْبَةَ غَیْبِ اللَّهِ وَ مِیزَانَ قِسْطِ اللَّهِ وَ مِصْبَاحَ نُورِ اللَّهِ وَ مِشْكَاةَ ضِیَاءِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَافِظَ سِرِّ اللَّهِ وَ مُمْضِیَ حُكْمِ اللَّهِ وَ مُجَلِّیَ إِرَادَةِ اللَّهِ وَ مَوْضِعَ مَشِیَّةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا غَایَةَ مَنْ بَرَأَهُ اللَّهُ وَ نِهَایَةَ مَنْ ذَرَأَ اللَّهُ وَ أَوَّلَ مَنِ ابْتَدَعَ اللَّهُ وَ الْحُجَّةَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الْخَطْبُ الْجَسِیمُ وَ الذِّكْرُ الْحَكِیمُ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْحَبْلُ الْمَتِینُ وَ الْإِمَامُ الْأَمِینُ وَ الْبَابُ الْیَقِینُ وَ الشَّافِعُ یَوْمَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ النَّامُوسُ الْأَنْوَرُ وَ السِّرَاجُ الْأَزْهَرُ وَ الزُّلْفَةُ وَ الْكَوْثَرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ الْإِیمَانِ وَ عَیْنَ الْمُهَیْمِنِ الْمَنَّانِ وَ وَلِیَّ الْمَلِكِ الدَّیَّانِ وَ قَسِیمَ الْجِنَانِ وَ النِّیرَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَعْدِنَ الْكِرَامِ وَ مَوْضِعَ الْحِكَمِ وَ قَائِدَ الْأُمَمِ إِلَی الْخَیْرَاتِ وَ النِّعَمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ التَّقِیُّ وَ الْعَدْلُ الْوَفِیُّ وَ الْوَصِیُّ الرَّضِیُّ وَ الْوَلِیُّ الزَّكِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النُّورُ الْمُصْطَفَی وَ الْوَلِیُّ الْمُرْتَجَی وَ الْكَرِیمُ الْمُرْتَضَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُورَ الْأَنْوَارِ وَ مَحَلَّ سِرِّ الْأَسْرَارِ وَ عُنْصُرَ الْأَبْرَارِ وَ مُعْلِنَ الْأَخْیَارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا لِسَانَ الْحَقِّ وَ بَیْتَ الصِّدْقِ وَ مَحَلَّ الرِّفْقِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُورَ الْهِدَایَاتِ وَ مُرْشِدَ الْبَرِیَّاتِ وَ عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْعِلْمِ الْمَخْزُونِ وَ عَارِفَ الْغَیْبِ الْمَكْنُونِ وَ حَافِظَ السِّرِّ الْمَصُونِ وَ الْعَالِمَ بِمَا كَانَ وَ یَكُونُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَارِفُ بِفَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُثِیبُ أَوْلِیَائِهِ یَوْمَ الْحِسَابِ وَ الْمُحِیطُ بِجَوَامِعِ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ مُهْلِكُ أَعْدَائِهِ بِأَلِیمِ الْعَذَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ عِلْمِ الْمَعَانِی وَ عِلْمِ الْمَثَانِی وَ النُّورِ الشَّعْشَعَانِیِّ وَ الْبَشَرِ الثَّانِی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عِمَادَ الْجَبَّارِ وَ هَادِیَ الْأَخْیَارِ وَ أَبَا الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ وَ قَاصِمَ الْمُعَانِدِینَ الْأَشْرَارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَشْهُوراً فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلْیَا مَعْرُوفاً فِی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ

ص: 348

السُّفْلَی وَ مُظْهِرَ الْآیَةِ الْكُبْرَی وَ عَارِفَ السِّرِّ وَ أَخْفَی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّازِلُ مِنْ عِلِّیِّینَ وَ الْعَالِمُ بِمَا فِی أَسْفَلِ السَّافِلِینَ وَ مُهْلِكُ مَنْ طَغَی مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ مُبِیدُ مَنْ جَحَدَ مِنَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْكَرَّةِ وَ الرَّجْعَةِ وَ إِمَامَ الْخَلْقِ وَ وَلِیَّ الدَّعْوَةِ وَ مَنْطِقَ الْبَرَایَا وَ مِحْنَةَ الْأُمَّةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُثْبِتَ التَّوْحِیدِ بِالشَّرْحِ وَ التَّجْرِیدِ وَ مُقَرِّرَ التَّمْجِیدِ بِالْبَیَانِ وَ التَّأْكِیدِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ وَ مُبِینَ الدَّعَوَاتِ وَ مُجْزِلَ الْكَرَامَاتِ بِجَزِیلِ الْعَطِیَّاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ حَظِیَ بِكَرَامَةِ رَبِّهِ فَجَلَّ عَنِ الصِّفَاتِ وَ اشْتُقَّ مِنْ نُورِهِ فَلَمْ تَقَعْ عَلَیْهِ الْأَدَوَاتُ وَ أَزْلَفَ بِالْقُرْبِ مِنْ خَالِقِهِ فَقَصُرَ دُونَهُ الْمَقَالاتُ وَ عَلَا مَحَلُّهُ فَعَلَا كُلَّ الْبَرِیَّاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ فَحَبَاهُ بِأَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ وَ اجْتَهَدَ فِی النُّصْحِ وَ الطَّاعَةِ فَخَوَّلَهُ جَمِیعَ الْعَطِیَّاتِ وَ اسْتَفْرَغَ الْوُسْعَ فِی فَعَالِهِ فَأَسْدَاهُ جَزِیلَ الطَّیِّبَاتِ وَ بَالَغَ فِی النُّصْحِ وَ الطَّاعَةِ فَمَنَحَهُ الْحَوْضَ وَ الشَّفَاعَةَ أَشْهَدُ بِذَلِكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ وَلِیُّكَ وَ ابْنُ وَلِیِّكَ أَنَّكَ سَیِّدُ الْخَلْقِ وَ إِمَامُ الْحَقِّ وَ بَابُ الْأُفُقِ اجْتَبَاكَ اللَّهُ لِقُدْرَتِهِ فَجَعَلَكَ عَصَا عِزِّهِ وَ تَابُوتَ حِكْمَتِهِ وَ أَیَّدَكَ بِتَرْجِمَةِ وَحْیِهِ وَ أَعَزَّكَ بِنُورِ هِدَایَتِهِ وَ خَصَّكَ بِبُرْهَانِهِ فَأَنْتَ عَیْنُ غَیْبِهِ وَ مِیزَانُ قِسْطِهِ وَ بَیَّنَ فَضْلَكَ فِی فُرْقَانِهِ وَ أَظْهَرَكَ عَلَماً لِعِبَادِهِ وَ أَمِیناً فِی بَرِیَّتِهِ وَ انْتَجَبَكَ لِنُورِهِ فَجَعَلَكَ مَنَاراً فِی بِلَادِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی خَلِیقَتِهِ وَ أَیَّدَكَ بِرُوحِهِ فَصَیَّرَكَ نَاصِرَ دِینِهِ وَ رُكْنَ تَوْحِیدِهِ وَ اخْتَصَّكَ بِفَضْلِهِ فَأَنْتَ تِبْیَانٌ لِعِلْمِهِ وَ حُجَّةٌ عَلَی خَلِیقَتِهِ وَ اشْتَقَّكَ مِنْ نُورِهِ فَصَیَّرَكَ دَلِیلًا عَلَی صِرَاطِهِ وَ سَبِیلًا لِقَصْدِهِ وَ أَوْرَثَكَ كِتَابَهُ فَحَفِظْتَ سِرَّهُ وَ رَعَیْتَ خَلْقَهُ وَ خَصَّكَ بِكَرَائِمِ التَّنْزِیلِ فَخَزَنْتَ غَیْبَهُ وَ عَرَفْتَ عِلْمَهُ وَ جَعَلَكَ نِهَایَةَ مَنْ خَلَقَ فَسَبَقْتَ الْعَالَمِینَ وَ عَلَوْتَ السَّابِقِینَ وَ صَیَّرَكَ غَایَةَ مَنِ ابْتَدَعَ فَفُقْتَ بِالتَّقْدِیمِ كُلَّ مُبْتَدِعٍ وَ لَمْ تَأْخُذْكَ فِی هَوَاهُ لَوْمَةٌ وَ لَمْ تُخْدَعْ فَكُنْتَ أَوَّلَ مَنْ فِی الذَّرِّ بَرَأَ فَعَلِمْتَ مَا عَلَا وَ دَنَا وَ قَرُبَ وَ نَأَی فَأَنْتَ عَیْنُهُ الْحَفِیظَةُ الَّتِی لَا تَخْفَی عَلَیْهَا خَافِیَةٌ وَ أُذُنُهُ السَّمِیعَةُ الَّتِی حَازَتِ الْمَعَارِفُ الْعَلَوِیَّةُ وَ قَلْبُهُ الْوَاعِی الْبَصِیرُ الْمُحِیطُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ نُورُهُ الَّذِی أَضَاءَ بِهِ الْبَرِیَّةَ وَ حَوَتْهُ الْعُلُومُ الْحَقِیقِیَّةُ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ بِكُلِّ مَا كَانَ مِنَ الْأُمُورِ وَ الْمُبَیِّنُ

ص: 349

عَمَّا كَانَ أَوْ یَكُونُ فِی سَالِفِ الْأَزْمَانِ وَ غَابِرِ الدُّهُورِ كَلَّ یَا مَوْلَایَ عَنْ نَعْتِكَ أَفْهَامُ النَّاعِتِینَ وَ عَجَزَ عَنْ وَصْفِكَ لِسَانُ الْوَاصِفِینَ لِسَبْقِكَ بِالْفَضْلِ الْبَرَایَا وَ عِلْمِكَ بِالنُّورِ وَ الْخَفَایَا فَأَنْتَ الْأَوَّلُ الْفَاتِحُ بِالتَّسْبِیحِ حَتَّی سَبَّحَ لَكَ الْمُسَبِّحُونَ وَ الْآخِرُ الْخَاتِمُ بِالتَّمْجِیدِ حَتَّی مَجَّدَ بِوَصْفِكَ الْمُمَجِّدُونَ كَیْفَ أَصِفُ یَا مَوْلَایَ حُسْنَ ثَنَائِكَ أَمْ أُحْصِی جَمِیلَ بَلَائِكَ وَ الْأَوْهَامُ عَنْ مَعْرِفَةِ كَیْفِیَّتِكَ عَاجِزَةٌ وَ الْأَذْهَانُ عَنْ بُلُوغِ حَقِیقَتِكَ قَاصِرَةٌ وَ النُّفُوسُ تَقْصُرُ عَمَّا تَسْتَحِقُّ فَلَا تَبْلُغُهُ وَ تَعْجِزُ عَمَّا تَسْتَوْجِبُ وَ لَا تُدْرِكُهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَعِزَّائِی وَ أَهْلِی وَ أَحِبَّائِی أُشْهِدُ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ وَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْكَرُوبِیِّینَ وَ رُسُلَهُ الْمَبْعُوثِینَ وَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادَهُ الصَّالِحِینَ وَ رَسُولَهُ الْمَبْعُوثَ بِالْكَرَامَةِ الْمَحْبُوَّ بِالرِّسَالَةِ السَّیِّدَ الْمُنْذِرَ وَ السِّرَاجَ الْأَنْوَرَ وَ الْبَشِیرَ الْأَكْبَرَ وَ النَّبِیَّ الْأَزْهَرَ وَ الْمُصْطَفَی الْمَخْصُوصَ بِالنُّورِ الْأَعْلَی الْمُكَلَّمَ مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی أَنِّی عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ مَوْلَاكَ وَ ابْنُ مَوْلَاكَ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكَ وَ عَلَانِیَتِكَ كَافِرٌ بِمَنْ أَنْكَرَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ مُوَالٍ لِأَوْلِیَائِكَ مُعَادٍ لِأَعْدَائِكَ عَارِفٌ بِحَقِّكَ مُقِرٌّ بِفَضْلِكَ مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكَ مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكَ مُوقِنٌ بِآیَاتِكَ مُؤْمِنٌ بِرَجْعَتِكَ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكَ مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكَ آخِذٌ بِقَوْلِكَ عَامِلٌ بِأَمْرِكَ مُسْتَجِیرٌ بِكَ مُفَوِّضٌ أَمْرِی إِلَیْكَ مُتَوَكِّلٌ فِیهِ عَلَیْكَ زَائِرٌ لَكَ لَائِذٌ بِبَابِكَ الَّذِی فِیهِ غِبْتَ وَ مِنْهُ تَظْهَرُ حَتَّی تَمَكَّنَ دِینُهُ الَّذِی ارْتَضَی وَ تَبَدَّلَ بَعْدَ الْخَوْفِ أَمْناً وَ تَعْبُدُ الْمَوْلَی حَقّاً وَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ یَصِیرُ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِی ءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فَعِنْدَهَا یَفُوزُ الْفَائِزُونَ بِمَحَبَّتِكَ وَ یَأْمَنُ الْمُتَكَلِّوُنَ عَلَیْكَ وَ یَهْتَدِی الْمُلْتَجِئُونَ إِلَیْكَ وَ یَرْشُدُ الْمُعْتَصِمُونَ بِكَ وَ یَسْعَدُ الْمُقِرُّونَ بِفَضْلِكَ وَ یُشْرِفُ الْمُؤْمِنُونَ بِأَیَّامِكَ وَ یُحْظَی الْمُوقِنُونَ بِنُورِكَ وَ یُكْرَمُ الْمُزْلِفُونَ لَدَیْكَ وَ یَتَمَكَّنُ الْمُتَّقُونَ مِنْ أَرْضِكَ وَ تَقَرُّ الْعُیُونُ بِرُؤْیَتِكَ وَ یُجَلَّلُ بِالْكَرَامَةِ شِیعَتُكَ وَ یَشْمَلُهُمْ بَهَاءُ زُلْفَتِكَ وَ تُقْعِدُهُمْ فِی حِجَابِ عِزِّكَ وَ سُرَادِقِ مَجْدِكَ فِی نَعِیمٍ مُقِیمٍ وَ عَیْشٍ سَلِیمٍ

ص: 350

وَ سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ نَجِدُ ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا وَ صِدْقاً وَ نُنَادِی هَلْ وَجَدْتُمْ مَا سَوَّلَ لَكُمُ الشَّیْطَانُ حَقّاً تُكْثِرُ الْحِیرَةُ وَ الْفَظَاظَةُ وَ الْعَثْرَةُ وَ الْحَمِیقَةُ وَ یُقَالُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ شَقِیَ مَنْ عَدَلَ عَنْ قَصْدِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ هَوَی مَنِ اعْتَصَمَ بِغَیْرِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ زَاغَ مَنْ آمَنَ بِسِوَاكَ وَ جَحَدَ مَنْ خَالَفَكَ وَ هَلَكَ مَنْ عَادَاكَ وَ كَفَرَ مَنْ أَنْكَرَكَ وَ أَشْرَكَ مَنْ أَبْغَضَكَ وَ ضَلَّ مَنْ فَارَقَكَ وَ مَرَقَ مَنْ نَاكَثَكَ وَ ظَلَمَ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَ أَجْرَمَ مَنْ نَصَبَ لَكَ وَ فَسَقَ مَنْ دَفَعَ حَقَّكَ وَ نَافَقَ مَنْ قَعَدَ عَنْ نُصْرَتِكَ وَ خَابَ مَنْ أَنْكَرَ بَیْعَتَكَ وَ خَزِیَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْ فُلْكِكَ وَ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِیناً أُشْهِدُكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الْعَلِیُّ الْحَكِیمُ أَنِّی مُوفٍ بِعَهْدِكَ مُقِرٌّ بِمِیثَاقِكَ مُطِیعٌ لِأَمْرِكَ مُصَدِّقٌ لِقَوْلِكَ مُكَذِّبٌ لِمَنْ خَالَفَكَ مُحِبٌّ لِأَوْلِیَائِكَ مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِكَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتَ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتَ مُؤْمِنٌ بِمَا أَسْرَرْتَ مُوقِنٌ بِمَا أَعْلَنْتَ مُنْتَظِرٌ لِمَا وَعَدْتَ مُتَوَقِّعٌ لِمَا قُلْتَ حَامِدٌ لِرَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَا أَوْزَعَنِی مِنْ مَعْرِفَتِكَ شَاكِرٌ لَهُ عَلَی مَا طَوَّقَنِی مِنِ احْتِمَالِ فَضْلِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- أَشْهَدُ أَنَّكَ تَرَانِی وَ تُبْصِرُنِی وَ تَعْرِفُ كَلَامِی وَ تُجِیبُنِی وَ تَعْرِفُ مَا یُجِنُّهُ قَلْبِی وَ ضَمِیرِی فَاشْهَدْ یَا مَوْلَایَ وَ اشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِی اللَّهُمَّ بِحَقِّهِ الَّذِی أَوْجَبْتَ لَهُ عَلَیْكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْ مَنَاسِكِی وَ تَقَبَّلْ مِنِّی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ وَ ارْحَمْنِی وَ ارْحَمْ فَاقَتِی وَ اكْشِفْ ضُرِّی وَ ذُلِّی وَ تَعَطَّفْ بِجُودِكَ عَلَی مَسْكَنَتِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ امْحُ خَطِیئَتِی وَ انْظُرْ إِلَیَّ وَ اغْفِرْ ذَنْبِی وَ جُدْ عَلَیَّ وَ اقْبَلْ تَوْبَتِی وَ حُطَّ وِزْرِی وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی وَ اقْضِ دَیْنِی وَ اجْبُرْ كَسْرِی وَ اصْفَحْ عَنْ جُرْمِی وَ أَقِمْ صَرْعَتِی وَ أَسْقِطْ عَنِّی ذَنْبِی وَ أَثْبِتْ حَسَنَاتِی وَ اشْفِ سُقْمِی

وَ فَرِّجْ غَمِّی وَ أَذْهِبْ هَمِّی وَ نَفِّسْ كُرْبَتِی وَ اقْلِبْنِی بِالنُّجْحِ مُسْتَجَاباً لِی دَعْوَتِی وَ اشْكُرْ سَعْیِی وَ أَدِّ أَمَانَتِی وَ بَلِّغْنِی أَمَلِی وَ أَعْطِنِی مُنْیَتِی وَ اكْبِتْ عَدُوِّی وَ أَفْلِحْ حُجَّتِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ یَا مَوْلَایَ اشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّكَ فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ وَ الْجَاهُ الْعَرِیضُ وَ الشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ وَ الْمَحَلُ

ص: 351

الرَّفِیعُ رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَ النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَخْیَارِ وَ إِلَهَ الْأَبْرَارِ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ الْعَظِیمَ الْغَفَّارَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَخْیَارِ صَلَاةً تُزْلِفُهُمْ وَ تَمْنَحُهُمْ وَ تُكْرِمُهُمْ وَ تَحْبُوهُمْ وَ تُقَرِّبُهُمْ وَ تُدْنِیهِمْ وَ تُقَوِّیهِمْ وَ تُسَدِّدُهُمْ وَ تَجْعَلُنِی وَ جَمِیعَ مُحِبِّیهِمْ فِی مَوْقِفِی هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ رَحْمَةً وَ رَأْفَةً وَ كَرَامَةً وَ مَغْفِرَةً وَ نَظْرَةً وَ مَوْهِبَةً وَ تُعْطِینِی جَمِیعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ مَا لَمْ أَسْأَلْكَ بِمَا فِیهِ صَلَاحُ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ وَ لِإِخْوَانِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِ بَیْتِی وَ ارْحَمْهُمْ وَ ارْحَمْ وَالِدَیَّ وَ تَجَاوَزْ عَنْهُمَا وَ نَوِّرْ قَبْرَیْهِمَا وَ جَمِیعَ مَنْ أَحَبَّنِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ مَنْ عَرَفْتُهُ وَ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ إِنَّكَ تَعْلَمُ مُتَقَلَّبَهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ وَ ارْزُقْنِی الْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ وَ ثَبِّتْنِی عَلَی مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی وَ مِنْ مَوْقِفِی هَذَا إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ ثَبِّتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ إِلَهِی إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَنْ تَرْفَعَ لِی صَوْتاً أَوْ تَسْتَجِیبَ لِی دَعْوَةً فَهَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ مُتَوَجِّهٌ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ یَا مَوْلَایَ لَمَّا قَبِلْتَ عُذْرِی وَ غَفَرْتَ ذُنُوبِی بِتَوَسُّلِی إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَإِنَّكَ قُلْتَ الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِمِهَا وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ عَامِلٍ أَجْراً فَأَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَجْعَلَ جَزَائِی مِنْكَ عِتْقِی مِنَ النَّارِ وَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَیَّ نَظْرَةً رَحِیمَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تُصَلِّی لِلزِّیَارَةِ وَ تَدْعُو بَعْدَهَا وَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ (1).

أقول: و ساق الدعاء إلی آخر ما سیأتی فی زیارة عاشوراء و قد مر مختصر منه

ص: 352


1- 1. المزار الكبیر ص 97- 101.

فی الزیارة الخامسة أیضا.

«17»- ثُمَّ قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ: فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ علیه السلام تَأْتِی قَبْرَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ تَقِفُ عَلَیْهِ كَوُقُوفِكَ الْأَوَّلِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ یَعْسُوبَ الدِّینِ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ سَلَامَ وَلِیٍّ غَیْرِ زَائِغٍ عَنْكَ وَ لَا مُنْحَرِفٍ مِنْكَ وَ لَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَ لَا مُؤْثِرٍ عَلَیْكَ وَ لَا زَاهِدٍ فِیكَ وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِتْیَانِ مَشْهَدِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ حَشَرَنِی اللَّهُ فِی زُمْرَتِكَ وَ أَوْرَدَنِی حَوْضَكَ وَ جَعَلَنِی مِنْ حِزْبِكَ- وَ أَرْضَاكَ عَنِّی وَ مَكَّنَنِی فِی دَوْلَتِكَ وَ أَحْیَانِی فِی رَجْعَتِكَ وَ مَلَّكَنِی فِی أَیَّامِكَ وَ

شَكَرَ سَعْیِی بِكَ وَ غَفَرَ ذَنْبِی بِشَفَاعَتِكَ وَ أَقَالَ عَثْرَتِی بِحُبِّكَ وَ أَعْلَی كَعْبِی بِمُوَالاتِكَ وَ شَرَّفَنِی بِطَاعَتِكَ وَ أَعَزَّنِی بِهِدَایَتِكَ وَ جَعَلَنِی مِمَّنْ أَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً غَانِماً سَالِماً مُعَافًی غَنِیّاً فَائِزاً بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَ فَضْلِهِ وَ كِفَایَتِهِ وَ نُصْرَتِهِ وَ أَمْنِهِ وَ نُورِهِ وَ هِدَایَتِهِ وَ حِفْظِهِ وَ كِلَاءَتِهِ بِأَفْضَلِ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ زُوَّارِكَ وَ وَافِدِیكَ وَ مَوَالِیكَ وَ شِیعَتِكَ وَ رَزَقَنِیَ اللَّهُ الْعَوْدَ مَا أَبْقَانِی رَبِّی بِإِیمَانٍ وَ بَرٍّ وَ تَقْوَی وَ إِخْبَاتٍ وَ رِزْقٍ حَلَالٍ وَاسِعٍ وَ عَافِیَةٍ شَامِلَةٍ فِی النَّفْسِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ مَوْلَایَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ ذِكْرِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ أَوْجِبْ لِی مِنَ الْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ النُّورِ وَ الْإِیمَانِ وَ حُسْنِ الْإِجَابَةِ مِثْلَ مَا أَوْجَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ الْعَارِفِینَ بِحَقِّكَ الْمُوجِبِینَ لِطَاعَتِكَ الْمُدِیمِینَ لِذِكْرِكَ الرَّاغِبِینَ فِی زِیَارَتِكَ الْمُتَقَرِّبِینَ إِلَیْكَ بِذَلِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ نَفْسِی وَ أَحِبَّتِی اجْعَلْنِی یَا مَوْلَایَ مِنْ حِزْبِكَ وَ أَدْخِلْنِی فِی شَفَاعَتِكَ وَ اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ بَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَ أَجْسَادَهُمْ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَعْمِمْ بِمَا سَأَلْتُكَ جَمِیعَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الثَّمَانِیَةَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ الْأَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ خَزَنَةَ عِلْمِكَ أَنَّ فَرْضَ صَلَوَاتِی لِوَجْهِكَ وَ نَوَافِلِی وَ زَكَوَاتِی وَ مَا طَابَ مِنْ قَوْلٍ وَ عَمَلٍ عِنْدَكَ فَعَلی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه

ص: 353

و آله فَأَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تُوصِلَنِی بِهِ إِلَیْهِ وَ تُقَرِّبَنِی بِهِ لَدَیْهِ كَمَا أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ أَشْهَدُ أَنِّی مُسَلِّمٌ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ غَیْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَ لَا مُسْتَنْكِفٍ فَسَلِّمْنَا بِصَلَاتِهِ وَ صَلَاةِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اجْعَلْ مَا أَتَیْنَا مِنْ عَمَلٍ أَوْ مَعْرِفَةٍ مُسْتَقَرّاً لَا مُسْتَوْدَعاً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَی الْقَبْرِ وَ تَقُولُ وَلِیُّكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِكَ عَائِذٌ وَ بِحَرَمِكَ لَائِذٌ وَ بِحَبْلِكَ آخِذٌ وَ بِأَمْرِكَ نَافِذٌ فَكُنْ لِی یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی اللَّهِ سَفِیراً وَ مِنَ النَّارِ مُجِیراً وَ عَلَی الدَّهْرِ ظَهِیراً وَ لِزِیَارَتِی شَكُوراً فَمَنْ تَعَلَّقَ بِكَ سَلِمَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْكَ نَدِمَ وَ أَنْتَ مَوْلَی الْأُمَمِ وَ كَاشِفُ النِّقَمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ یَدْعُوكَ وَ یَشْكُو إِلَیْكَ وَ یَتَّكِلُ فِی أَمْرِهِ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ مَالِكُ جَنَّتِهِ وَ مُنَفِّسُ كُرْبَتِهِ وَ رَاحِمُ عَبْرَتِهِ وَ مُحْیِی قَلْبِهِ وَ عَلَیْكَ مِنَّا السَّلَامُ وَ بِكَ بَعْدَ اللَّهِ الِاعْتِصَامُ إِذَا حَلَّ الْحِمَامُ وَ سَكَنَ الزِّحَامُ فَإِلَیْكَ الْمَآبُ وَ أَنْتَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ- ثُمَّ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ-(1) وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ- وَ انْصَرِفْ رَاشِداً.

أقول: هذا آخر ما أخرجناه من المزار الكبیر المظنون أنه من مؤلفات محمد بن المشهدی ره.

باب 5 زیاراته صلوات اللّٰه علیه المختصة بالأیام و اللیالی منها زیارة یوم الحادی و العشرین من شهر رمضان

«1»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَیْدٍ النَّیْشَابُورِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَسَدِ

ص: 354


1- 1. المزار الكبیر ص 103- 104.

بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ارْتَجَّ الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ وَ دَهِشَ النَّاسُ كَیَوْمَ قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَاءَ رَجُلٌ بَاكِیاً وَ هُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَ هُوَ یَقُولُ الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصَهُمْ إِیمَاناً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وَ أَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیاً وَ خَلْقاً وَ سَمْتاً وَ فِعْلًا وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَیْهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْراً قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ وَ بَرَزْتَ حِینَ اسْتَكَانُوا وَ نَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ وَ كُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنَازَعْ وَ لَمْ تَضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُخَالِفِینَ وَ غَیْظِ الْكَافِرِینَ وَ كُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَ صِغَرِ الْفَاسِقِینَ فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا وَ نَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا وَ مَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا وَ كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً وَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً وَ أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً وَ أَكْبَرَهُمْ رَأْیاً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ كُنْتَ وَ اللَّهِ یَعْسُوباً لِلدِّینِ أَوَّلًا وَ آخِراً الْأَوَّلَ حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ الْآخِرَ حِینَ فَشِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَباً رَحِیماً إِذْ صَارُوا عَلَیْكَ عِیَالًا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا وَ شَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَ صَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا وَ أَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا وَ نَالُوا بِكَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا كُنْتَ لِلْكَافِرِینَ عَذَاباً صَبّاً وَ نَهْباً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ عَمَداً وَ حِصْناً فُطِرْتَ وَ اللَّهِ بِغِمَائِهَا وَ فُزْتَ بِحِبَائِهَا وَ أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا وَ ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَ لَمْ یَزِغْ قَلْبُكَ وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُكَ وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَ لَمْ تَخِرَّ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ علیه السلام أَمِنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِكَ وَ ذَاتِ یَدِكَ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ علیه السلام ضَعِیفاً فِی بَدَنِكَ قَوِیّاً فِی أَمْرِ اللَّهِ مُتَوَاضِعاً فِی نَفْسِكَ عَظِیماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِیراً فِی الْأَرْضِ

ص: 355

جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیكَ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِیكَ مَغْمَزٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِیكَ مَطْمَعٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَكَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَكَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَ الْقَرِیبُ وَ الْبَعِیدُ عَنْكَ فِی ذَلِكَ سَوَاءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ وَ رَأْیُكَ عِلْمٌ وَ عَزْمٌ فِیمَا فَعَلْتَ قَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَ سَهُلَ الْعَسِیرُ وَ أُطْفِئَتِ النِّیرَانُ وَ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّینُ وَ قَوِیَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِیداً وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِیداً فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ وَ عَظُمَتْ رَزِیَّتُكَ فِی السَّمَاءِ وَ هَدَّتْ مُصِیبَتُكَ الْأَنَامَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ كَهْفاً وَ حِصْناً وَ قُنَّةً رَاسِیاً وَ عَلَی الْكَافِرِینَ غِلْظَةً وَ غَیْظاً فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَ لَا أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ وَ سَكَتَ الْقَوْمُ حَتَّی انْقَضَی كَلَامُهُ وَ بَكَی وَ بَكَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ طَلَبُوهُ فَلَمْ یُصَادِفُوهُ (1).

بیان: إنما أوردنا هذا الخبر هنا لأن المتكلم كان الخضر علیه السلام كما یظهر من إكمال الدین (2)

و قد خاطبه علیه السلام كما یظهر فی هذا الیوم بهذا الكلام فناسب زیارته فی هذا الیوم به و قد أدرجه علماؤنا فی بعض الزیارات السابقة و الآتیة و الارتجاج الاضطراب و

العناء التعب و یقال حاطه یحوطه حوطا و حیاطة إذا حفظه و صانه و ذب عنه و توفر علی مصالحه و الهدی بالفتح السیرة و السمت هیئة أهل الخیر قوله علیه السلام و برزت أی إلی الجهاد و الاستكانة الخضوع و التذلل قوله علیه السلام و نهضت أی قمت بعبادة اللّٰه و أداء حقه و ترویج دینه حین وهن و ضعف سائر الناس الصحابة فی حیاة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و بعده قوله علیه السلام إذ هم أصحابه أی قصد كل منهم مسلكا مخالفا للحق لمصالح دنیاهم قوله علیه السلام

ص: 356


1- 1. الكافی ج 1 ص 454 و أخرجه الصدوق فی الأمالی ص 241.
2- 2. كمال الدین و تمام النعمة ص 218 طبع ایران القدیم.

لم تنازع أی لم تكن محل النزاع لوضوح الأمر أو المعنی أنهم جمیعا كانوا بقلوبهم یعتقدون حقیتك و خلافتك و إن أنكروا ظاهرا لأغراضهم الفاسدة قوله لم تضرع علی بناء المعلوم بكسر الراء و فتحها أی لم تذل و لم تخضع لهم أو بضمها یقال ضرع ككرم إذا ضعف و لم یقو علی العدو قوله علیه السلام و صغر الفاسقین بكسر الصاد و فتح الغین و هو الذل و الرضا به و فشل كفرح كسل و ضعف و تراخی و جبن و التعتعة فی الكلام التردد فیه من حصر أو عی فقوله و أعلاهم قنوتا أی طاعة و خضوعا و فی نهج البلاغة(1)

و أعلاهم فوتا أی سبقا قوله علیه السلام أولا و آخرا یحتمل أن یكون المراد بالأول زمان الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و بالآخر بعده أو كلا منهما فی كل منهما و یقال تشمر للأمر إذا تهیأ و الهلع أفحش الجزع قوله إذ أسرعوا أی فیما لا ینبغی الإسراع فیه و الأوتار جمع وتر بالكسر و هو الجنایة و العمد بالتحریك جمع العمود قوله علیه السلام فطرت و اللّٰه بغمائها الغماء الداهیة و فی بعض النسخ بنعمائها و قوله فطرت یمكن أن یقرأ علی بناء المجهول من الفطر بمعنی الخلقة أی كنت مفطورا علی البلاء و النعماء و یحتمل أن یكون الفاء عاطفة و الطاء مكسورة من الطیران أی ذهبت إلی الدرجات العلی مع الدواهی التی أصابتك من الأئمة أو طرت و ذهبت بنعمائهم و كراماتهم ففقدوها بعدك و بعضهم قرأ فطرت علی بناء المجهول و تشدید الطاء من قولهم فطرت الصائم إذا أعطاه الفطور(2).

و فی نهج البلاغة فطرت و اللّٰه بعنائها و استبدت برهانها و قال بعض شراحه الضمیران یعودان إلی الفضیلة فاستعار هاهنا لفظ الطیران للسبق العقلی و استعار لفظی العنان و الرهان اللذان هما من متعلقات الخیل انتهی و قال الجوهری (3) یقال له سابقة فی هذا الأمر إذا سبق الناس إلیه و فلول السیف كسور فی حده

ص: 357


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 84 شرح محمّد عبده طبع الاستقامة بمصر.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 84.
3- 3. صحاح الجوهریّ ج 4 ص 1494.

و الزیغ المیل قوله لم تخر بالخاء المعجمة و الراء المشددة من الخرور و هو السقوط من علو إلی سفل و فی بعض النسخ بالحاء المهملة من الحیرة و فی بعضها لم تخن من الخیانة و هو أظهر قوله فی صحبتك و ذات یدك أی كنت أكثر الناس أمانة فی مصاحبة من صحبك لا تغش فیها و كذا فیما فی یدك من بیت المال و غیره و الهمز الغیبة و الوقیعة فی الناس و ذكر عیوبهم و الغمز الإشارة بالعین و الحاجب و هو أیضا كنایة عن إثبات المعایب قوله و لا لأحد فیك مطمع أی طمع أن یضلك و یصرفك عن الحق و قال الجزری (1) لا تأخذه فی اللّٰه هوادة أی لا تسكن عند وجوب حد اللّٰه و لا یحابی فیه أحدا و الهوادة السكون و

الرخصة و المحاباة قوله فیما فعلت فی أكثر نسخ الحدیث فأقلعت من الإقلاع و هو الكف أی كففت عن الأمور كنایة عن الموت و نهج كمنع وضح قوله و سبقت سبقا بعیدا أی ذهبت بالشهادة إلی الآخرة بحیث لا یمكننا اللحوق بك أو سبقت إلی الفضائل و الكمالات بحیث لا یمكن لأحد أن یلحقك فیها و كذا الفقرة الثانیة تحتمل الوجهین و إن كان الأول فیها أظهر قوله فجللت عن البكاء أی أنت أجل من أن یقضی حق مصیبتك و الجزع علیك بالبكاء بل بما هو أشد منه أو أنت أجل من أن یكون للبكاء علیك حد و الأول أظهر و الرزیة المصیبة و الهد الهدم الشدید و القنة بالضم الجبل أو قلته و الراسی الثابت و قد مضی الخبر بأسانید أخر مشروحا فی أبواب شهادته صلوات اللّٰه علیه.

و منها زیارة لیلة الغدیر و یومها.

«2»- صبا، [مصباح الزائر] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیُّ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی حَدِیثٍ اخْتَصَرْنَاهُ قَالَ: قَالَ لِی یَا ابْنَ أَبِی نَصْرٍ أَیْنَمَا كُنْتَ فَاحْضُرْ یَوْمَ الْغَدِیرِ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ ذُنُوبَ سِتِّینَ سَنَةً وَ یُعْتِقُ مِنَ النَّارِ ضِعْفَ مَا أَعْتَقَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ لَیْلَةِ الْفِطْرِ وَ الدِّرْهَمُ فِیهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوَانِكَ الْعَارِفِینَ وَ أَفْضَلُ عَلَی

ص: 358


1- 1. النهایة ج 4 ص 274.

إِخْوَانِكَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ سُرَّ فِیهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ثُمَّ قَالَ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَقَدْ أُعْطِیتُمْ خَیْراً كَثِیراً وَ إِنَّكُمْ لَمِمَّنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ مُسْتَذِلُّونَ مَقْهُورُونَ مُمْتَحَنُونَ یُصَبُّ عَلَیْكُمُ الْبَلَاءُ صَبّاً ثُمَّ یَكْشِفُهُ كَاشِفُ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ وَ اللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْیَوْمِ بِحَقِیقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِی كُلِّ یَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

«3»- مصبا، [المصباحین] عَنِ الْبَزَنْطِیِّ: مِثْلَهُ (1).

«4»- قل، [إقبال الأعمال] بِالْإِسْنَادِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ: مِثْلَهُ (2).

أقول: قد مضی فی باب أعمال الغدیر فضله و أعماله و إنما نذكر هاهنا ما یتعلق بزیارته.

«5»- قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِیهَا رِوَایَتَانِ أَمَّا الْأُولَی فَهِیَ مَا رَوَاهَا جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَضَی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی مَشْهَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَوَقَفَ عَلَیْهِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ- إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی أَوَائِلِ الْبَابِ السَّابِقِ مِنْ فَرْحَةِ الْغَرِیِّ.

و سیأتی فی الزیارات الجامعة و قد ذكر الشیخ الطوسی و غیره أیضا هذه الزیارة من الزیارات المخصوصة بهذا الیوم و لم أر فی الروایات المشتملة علیها ما یدل علی اختصاصها كما أومأنا إلیه و لذلك لم نوردها هاهنا.

«6»- ثُمَّ قَالَ الْمُفِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَمَّا الرِّوَایَةُ الثَّانِیَةُ فَهِیَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ [عَلِیٍ] الْعَسْكَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: وَ ذَكَرَ أَنَّهُ علیه السلام زَارَ بِهَا فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ فِی السَّنَةِ الَّتِی أَشْخَصَهُ الْمُعْتَصِمُ فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَقِفْ عَلَی بَابِ الْقُبَّةِ الشَّرِیفَةِ وَ

ص: 359


1- 1. مصباح الشیخ ص 513.
2- 2. الإقبال ص 685.

اسْتَأْذِنْ وَ ادْخُلْ مُقَدِّماً رِجْلَكَ الْیُمْنَی عَلَی الْیُسْرَی وَ امْشِ حَتَّی تَقِفَ عَلَی الضَّرِیحِ وَ اسْتَقْبِلْهُ وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ صَفْوَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِیَّاتُهُ وَ السَّلَامُ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ وَلِیَّ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَا أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَفِیرَهُ فِی خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَی عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا دِینَ اللَّهِ الْقَوِیمَ وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِیمَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ عَنْهُ یُسْأَلُونَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ آمَنْتَ بِاللَّهِ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ وَ صَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ مُكَذِّبُونَ وَ جَاهَدْتَ وَ هُمْ مُحْجِمُونَ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّینَ صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْمُسْلِمِینَ وَ یَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی شَرْعِهِ وَ خَلِیفَتُهُ فِی أُمَّتِهِ وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ صَدَّقَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ مَا أَنْزَلَهُ فِیكَ فَصَدَعَ بِأَمْرِهِ وَ أَوْجَبَ عَلَی أُمَّتِهِ فَرْضَ طَاعَتِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ عَقَدَ عَلَیْهِمُ الْبَیْعَةَ لَكَ وَ جَعَلَكَ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ كَذَلِكَ ثُمَّ أَشْهَدَ اللَّهَ تَعَالَی عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَ لَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ فَقَالُوا اللَّهُمَّ بَلَی فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ حَاكِماً بَیْنَ الْعِبَادِ فَلَعَنَ اللَّهُ جَاحِدَ وَلَایَتِكَ بَعْدَ الْإِقْرَارِ وَ نَاكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْمِیثَاقِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللَّهَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الْحَقُّ الَّذِی نَطَقَ بِوَلَایَتِكَ التَّنْزِیلُ وَ أَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَی الْأُمَّةِ بِذَلِكَ الرَّسُولُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَ عَمَّكَ وَ أَخَاكَ الَّذِینَ تَاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیكُمْ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ

ص: 360

وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ أَشْهَدُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الشَّاكَّ فِیكَ مَا آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمِینِ وَ أَنَّ الْعَادِلَ بِكَ غَیْرَكَ عَانِدٌ عَنِ الدِّینِ الْقَوِیمِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لَنَا رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَكْمَلَهُ بِوَلَایَتِكَ یَوْمَ الْغَدِیرِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَعْنِیُّ بِقَوْلِ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ضَلَّ وَ اللَّهِ وَ أَضَلَّ مَنِ

اتَّبَعَ سِوَاكَ وَ عَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عَادَاكَ اللَّهُمَّ سَمِعْنَا لِأَمْرِكَ وَ أَطَعْنَا وَ اتَّبَعْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِیمَ فَاهْدِنَا رَبَّنَا وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا إِلَی طَاعَتِكَ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِینَ لِأَنْعُمِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوَی مُخَالِفاً وَ لِلتُّقَی مُحَالِفاً وَ عَلَی كَظْمِ الْغَیْظِ قَادِراً وَ عَنِ النَّاسِ عَافِیاً غَافِراً وَ إِذَا عُصِیَ اللَّهُ سَاخِطاً وَ إِذَا أُطِیعَ اللَّهُ رَاضِیاً وَ بِمَا عَهِدَ إِلَیْكَ عَامِلًا رَاعِیاً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ حَافِظاً لِمَا اسْتُودِعْتَ مُبَلِّغاً مَا حُمِّلْتَ مُنْتَظِراً مَا وَعَدْتَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَیْتَ ضَارِعاً وَ لَا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جَازِعاً وَ لَا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجَاهَدَةِ عَاصِیكَ نَاكِلًا وَ لَا أَظْهَرْتَ الرِّضَا بِخِلَافِ مَا یَرْضَی اللَّهُ مُدَاهِناً وَ لَا وَهَنْتَ لِمَا أَصَابَكَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَا ضَعُفْتَ وَ لَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُرَاقِباً مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ وَ فَوَّضْتَ إِلَیْهِ أَمْرَكَ وَ ذَكَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّكَرُوا وَ وَعِظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا وَ خَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَمَا تَخَوَّفُوا وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّی دَعَاكَ اللَّهُ إِلَی جِوَارِهِ وَ قَبَضَكَ إِلَیْهِ بِاخْتِیَارِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِیَّاكَ لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَیْهِمْ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ صَابِراً وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِیِّهِ وَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ مُبْتَغِیاً مَا عِنْدَ اللَّهِ رَاغِباً فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ لَا تَحْفِلُ بِالنَّوَائِبِ وَ لَا تَهِنُ عِنْدَ

ص: 361

الشَّدَائِدِ وَ لَا تُحْجِمُ عَنْ مُحَارِبٍ أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَیْرَ ذَلِكَ إِلَیْكَ وَ افْتَرَی بَاطِلًا عَلَیْكَ وَ أَوْلَی لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ لَقَدْ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ وَ صَبَرْتَ عَلَی الْأَذَی صَبْرَ احْتِسَابٍ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ صَلَّی لَهُ وَ جَاهَدَ وَ أَبْدَی صَفْحَتَهُ فِی دَارِ الشِّرْكِ وَ الْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلَالَةً وَ الشَّیْطَانُ یُعْبَدُ جَهْرَةً وَ أَنْتَ الْقَائِلُ لَا تَزِیدُنِی كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِی عِزَّةً وَ لَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّی وَحْشَةً وَ لَوْ أَسْلَمَنِی النَّاسُ جَمِیعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ وَ آثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَی الْأُولَی فَزَهِدْتَ وَ أَیَّدَكَ اللَّهُ وَ هَدَاكَ وَ أَخْلَصَكَ وَ اجْتَبَاكَ فَمَا تَنَاقَضَتْ أَفْعَالُكَ وَ لَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُكَ وَ لَا تَقَلَّبَتْ أَحْوَالُكَ وَ لَا ادَّعَیْتَ وَ لَا افْتَرَیْتَ عَلَی اللَّهِ كَذِباً وَ لَا شَرِهْتَ إِلَی الْحُطَامِ وَ لَا دَنَّسَكَ الْآثَامُ وَ لَمْ تَزَلْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ یَقِینٍ مِنْ أَمْرِكَ تَهْدِی إِلَی الْحَقِّ وَ إِلَی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ أَشْهَدُ شَهَادَةَ حَقٍّ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ سَادَاتُ الْخَلْقِ وَ أَنَّكَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ وَلِیُّهُ وَ أَخُو الرَّسُولِ وَ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَّهُ الْقَائِلُ لَكَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا آمَنَ بِی مَنْ كَفَرَ بِكَ وَ لَا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ وَ قَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَ لَمْ یَهْتَدِ إِلَی اللَّهِ وَ لَا إِلَی مَنْ لَا یَهْتَدِی بِكَ وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی إِلَی وَلَایَتِكَ مَوْلَایَ فَضْلُكَ لَا یَخْفَی وَ نُورُكَ لَا یُطْفَی وَ أَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقَی مَوْلَایَ أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَی الْعِبَادِ وَ الْهَادِی إِلَی الرَّشَادِ وَ الْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ مَوْلَایَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِی الْأُولَی مَنْزِلَتَكَ وَ أَعْلَی فِی الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ وَ بَصَّرَكَ مَا عَمِیَ عَلَی مَنْ خَالَفَكَ وَ حَالَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ مَوَاهِبِ اللَّهِ لَكَ فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّی الْحُرْمَةِ مِنْكَ وَ ذَائِدَ الْحَقِّ عَنْكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِینَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ وَ لَا أَحْجَمْتَ وَ لَا نَطَقْتَ وَ لَا أَمْسَكْتَ إِلَّا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قُلْتَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قَدَماً فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَ حَیَاتَكَ مَعِی وَ عَلَی سُنَّتِی فَوَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ وَ لَا ضَلَلْتُ وَ لَا ضُلَّ بِی وَ لَا نَسِیتُ

ص: 362

مَا عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی وَ إِنِّی لَعَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّی بَیَّنَهَا لِنَبِیِّهِ وَ بَیَّنَهَا النَّبِیُّ لِی وَ إِنِّی لَعَلَی الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ أَلْفِظُهُ لَفْظاً صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ قُلْتَ الْحَقَّ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ وَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ یَقُولُ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَلَایَتَكَ وَ أَنْتَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ الذَّابُّ عَنْ دِینِهِ وَ الَّذِی نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِیلِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَی بَدَلًا وَ لَمْ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی اسْتَجَابَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیكَ دَعْوَتَهُ ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلَاكَ لِأُمَّتِهِ إِعْلَاءً لِشَأْنِكَ وَ إِعْلَاناً لِبُرْهَانِكَ وَ دَحْضاً لِلْأَبَاطِیلِ وَ قَطْعاً لِلْمَعَاذِیرِ فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِینَ وَ اتَّقَی فِیكَ الْمُنَافِقِینَ أَوْحَی إِلَیْهِ رَبُّ الْعَالَمِینَ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَوَضَعَ عَلَی نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِیرِ وَ نَهَضَ فِی رَمْضَاءِ الْهَجِیرِ فَخَطَبَ فَأَسْمَعَ وَ نَادَی فَأَبْلَغَ ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقَالَ هَلْ بَلَّغْتُ فَقَالُوا اللَّهُمَّ بَلَی فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ قَالَ أَ لَسْتُ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا بَلَی فَأَخَذَ بِیَدِكَ وَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِیكَ عَلَی نَبِیِّهِ إِلَّا قَلِیلٌ وَ لَا زَادَ أَكْثَرُهُمْ غَیْرَ تَخْسِیرٍ وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیكَ مِنْ قَبْلُ وَ هُمْ كَارِهُونَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ

ص: 363

عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ كَفَرَ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ وَ أَوَّلَ الْعَابِدِینَ وَ أَزْهَدَ الزَّاهِدِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِیَّاتُهُ أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً لِوَجْهِ اللَّهِ لَا تُرِیدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً وَ فِیكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ أَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَیْظِ وَ الْعَافِی عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ وَ أَنْتَ الصَّابِرُ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ وَ أَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ الْعَادِلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِیعِ الْبَرِیَّةِ وَ اللَّهُ تَعَالَی أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلَاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوی نُزُلًا بِما كانُوا یَعْمَلُونَ وَ أَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِیلِ وَ حُكْمِ التَّأْوِیلِ وَ نَصِّ الرَّسُولِ وَ لَكَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُودَةُ وَ الْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ وَ الْأَیَّامُ الْمَذْكُورَةُ یَوْمُ بَدْرٍ وَ یَوْمُ الْأَحْزَابِ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِیداً وَ إِذْ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ یا أَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ یَسْتَأْذِنُ فَرِیقٌ مِنْهُمُ النَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنا عَوْرَةٌ وَ ما هِیَ بِعَوْرَةٍ إِنْ یُرِیدُونَ إِلَّا فِراراً وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی:

ص: 364

وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلَّا إِیماناً وَ تَسْلِیماً فَقَتَلْتَ عَمْرَوهُمْ وَ هَزَمْتَ جَمْعَهُمْ وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِینَ كَفَرُوا بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالُوا خَیْراً وَ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزاً وَ یَوْمُ أُحُدٍ إِذْ یَصْعَدُونَ وَ لَا یَلُونَ عَلَی أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوهُمْ فِی أُخْرَاهُمْ وَ أَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ الْمُشْرِكِینَ عَنِ النَّبِیِّ ذَاتَ الْیَمِینِ وَ ذَاتَ الشِّمَالِ حَتَّی رَدَّهُمُ اللَّهُ عَنْكُمَا خَائِفِینَ وَ نَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِینَ وَ یَوْمُ حُنَیْنٍ عَلَی مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِیلُ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَیْئاً وَ ضاقَتْ عَلَیْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ وَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَ مَنْ یَلِیكَ وَ عَمُّكَ الْعَبَّاسُ یُنَادِی الْمُنْهَزِمِینَ یَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ یَا أَهْلَ بَیْعَةِ الشَّجَرَةِ حَتَّی اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَیْتَهُمُ الْمَئُونَةَ وَ تَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ فَعَادُوا آیِسِینَ مِنَ الْمَثُوبَةِ رَاجِینَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَی بِالتَّوْبَةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ثُمَّ یَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلی مَنْ یَشاءُ وَ أَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ فَائِزٌ بِعَظِیمِ الْأَجْرِ وَ یَوْمُ خَیْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِینَ وَ قَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا مَوْلَایَ أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ وَ الْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ وَ النِّعْمَةُ السَّابِغَةُ وَ الْبُرْهَانُ الْمُنِیرُ فَهَنِیئاً لَكَ بِمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَ تَبّاً لِشَانِئِكَ ذِی الْجَهْلِ شَهِدْتَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله جَمِیعَ حُرُوبِهِ وَ مَغَازِیهِ تَحْمِلُ الرَّایَةَ أَمَامَهُ وَ تَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قُدَّامَهُ ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ وَ بَصِیرَتِكَ فِی الْأُمُورِ أَمَّرَكَ فِی الْمَوَاطِنِ وَ لَمْ تكن [یَكُنْ] عَلَیْكَ أَمِیرٌ وَ كَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِیهِ التُّقَی وَ اتَّبَعَ غَیْرُكَ فِی مِثْلِهِ الْهَوَی فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَیْهِ انْتَهَی ضَلَّ وَ اللَّهِ الظَّانُّ لِذَلِكَ وَ مَا اهْتَدَی وَ لَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَ امْتَرَی بِقَوْلِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِیلَةِ وَ دُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَی اللَّهِ فَیَدَعُهَا رَأْیَ الْعَیْنِ وَ یَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ صَدَقْتَ وَ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ وَ إِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ فَقَالا نُرِیدُ الْعُمْرَةَ فَقُلْتَ لَهُمَا لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِیدَانِ الْعُمْرَةَ لَكِنْ

ص: 365

تُرِیدَانِ الْغَدْرَةَ فَأَخَذْتَ الْبَیْعَةَ عَلَیْهِمَا وَ جَدَّدْتَ الْمِیثَاقَ فَجَدَّا فِی النِّفَاقِ فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَی فِعْلِهِمَا أَغْفَلَا وَ عَادَا وَ مَا انْتَفَعَا وَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً ثُمَّ تَلَاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَیْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ وَ هُمْ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِ وَ لَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ وَ بِالَّذِی أُنْزِلَ عَلَی مُحَمَّدٍ فِیكَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلَافِ عَلَیْكَ نَاصِرُونَ وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِاتِّبَاعِكَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی نَصْرِكَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ مَوْلَایَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ وَ أَوْضَحَتِ السُّنَنُ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَی تَصْدِیقِ التَّنْزِیلِ وَ لَكَ فَضِیلَةُ الْجِهَادِ عَلَی تَحْقِیقِ التَّأْوِیلِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ جَاحِدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ- یَدْعُو بَاطِلًا وَ یَحْكُمُ جَائِراً وَ یَتَأَمَّرُ غَاصِباً وَ یَدْعُو حِزْبَهُ إِلَی النَّارِ وَ عَمَّارٌ یُجَاهِدُ وَ یُنَادِی بَیْنَ الصَّفَّیْنِ الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَمَّا اسْتَسْقَی فَسُقِیَ اللَّبَنُ كَبَّرَ وَ قَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْیَا ضَیَاحٌ مِنْ لَبَنٍ وَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِیَةِ الْفَزَارِیُّ فَقَتَلَهُ فَعَلَی أَبِی الْعَادِیَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِینَ وَ عَلَی مَنْ سَلَّ سَیْفَهُ عَلَیْكَ وَ سَلَلْتَ سَیْفَكَ عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ وَ عَلَی مَنْ رَضِیَ بِمَا سَاءَكَ وَ لَمْ یَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَیْنَهُ وَ لَمْ یُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَیْكَ بِیَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَی بِهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ سَلَامُهُ وَ تَحِیَّاتُهُ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِینَ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَ الْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ غَصْبُ الصِّدِّیقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً وَ رَدُّ شَهَادَتِكَ وَ شَهَادَةُ السَّیِّدَیْنِ سُلَالَتِكَ وَ عِتْرَةِ الْمُصْطَفَی- صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكُمْ وَ قَدْ أَعْلَی اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الْأُمَّةِ

دَرَجَتَكُمْ وَ رَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ وَ أَبَانَ فَضْلَكُمْ وَ شَرَّفَكُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّینَ فَاسْتَثْنَی اللَّهُ تَعَالَی نَبِیَّهُ الْمُصْطَفَی وَ أَنْتَ یَا سَیِّدَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ ثُمَّ أَقْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِی الْقُرْبَی مَكْراً

ص: 366

أَوْ حَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَیْكَ أَجْرَیْتَهُمْ عَلَی مَا أَجْرَیَا رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكَ فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِمَا مِحَنَ الْأَنْبِیَاءِ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَ عَدَمِ الْأَنْصَارِ وَ أَشْبَهْتَ فِی الْبَیَاتِ عَلَی الْفِرَاشِ الذَّبِیحَ علیه السلام إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ وَ أَطَعْتَ كَمَا أَطَاعَ إِسْمَاعِیلُ صَابِراً مُحْتَسِباً إِذْ قَالَ لَهُ یا بُنَیَّ إِنِّی أَری فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَری قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ وَ كَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِی مَرْقَدِهِ وَاقِیاً لَهُ بِنَفْسِكَ أَسْرَعْتَ إِلَی إِجَابَتِهِ مُطِیعاً وَ لِنَفْسِكَ عَلَی الْقَتْلِ مُوَطِّناً فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی طَاعَتَكَ وَ أَبَانَ عَنْ جَمِیلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ ثُمَّ مِحْنَتُكَ یَوْمَ صِفِّینَ- وَ قَدْ رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ حِیلَةً وَ مَكْراً فَأَعْرَضَ الشَّكُّ وَ عُرِفَ الْحَقُّ وَ اتُّبِعَ الظَّنُّ أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هَارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَی عَلَی قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَ هَارُونُ یُنَادِی بِهِمْ وَ یَقُولُ یا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِی وَ أَطِیعُوا أَمْرِی قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاكِفِینَ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَیْنا مُوسی وَ كَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قُلْتَ یَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا وَ خُدِعْتُمْ فَعَصَوْكَ وَ خَالَفُوا عَلَیْكَ وَ اسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَیْنِ فَأَبَیْتَ عَلَیْهِمْ وَ تَبَرَّأْتَ إِلَی اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ وَ فَوَّضْتَهُ إِلَیْهِمْ فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وَ سَفِهَ الْمُنْكَرُ وَ اعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَ الْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ وَ أَلْزَمُوكَ عَلَی سَفَهِ التَّحْكِیمِ الَّذِی أَبَیْتَهُ وَ أَحَبُّوهُ وَ حَظَرْتَهُ وَ أَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِی اقْتَرَفُوهُ وَ أَنْتَ عَلَی نَهْجِ بَصِیرَةٍ وَ هُدًی وَ هُمْ عَلَی سُنَنِ ضَلَالَةٍ وَ عَمًی فَمَا زَالُوا عَلَی النِّفَاقِ مُصِرِّینَ وَ فِی الْغَیِّ مُتَرَدِّدِینَ حَتَّی أَذَاقَهُمُ اللَّهُ وَبَالَ أَمْرِهِمْ فَأَمَاتَ بِسَیْفِكَ مَنْ عَانَدَكَ فَشَقِیَ وَ هَوَی وَ أَحْیَا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعِدَ فَهُدِیَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ غَادِیَةً وَ رَائِحَةً وَ عَاكِفَةً وَ ذَاهِبَةً فَمَا یُحِیطُ الْمَادِحُ وَصْفَكَ وَ لَا یُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً وَ أَخْلَصُهُمْ زَهَادَةً وَ أَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّینِ أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ وَ فَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِینَ بِسَیْفِكَ تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِكَ وَ تَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَیَانِكَ وَ تَكْشِفُ لَبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِیحِ الْحَقِّ لَا تَأْخُذُكَ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ فِی مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَی لَكَ غِنًی عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِینَ وَ تَقْرِیظِ الْوَاصِفِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا وَ لَمَّا رَأَیْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ صَدَّقَكَ

ص: 367

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَعْدَهُ فَأَوْفَیْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ أَ مَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَمْ مَتَی یُبْعَثُ أَشْقَاهَا وَاثِقاً بِأَنَّكَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ قَادِمٌ عَلَی اللَّهِ مُسْتَبْشِرٌ بِبَیْعِكَ الَّذِی بَایَعْتَهُ بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ بِجَمِیعِ لَعَنَاتِكَ وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ وَ الْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِیَّكَ حَقَّهُ وَ أَنْكَرَ عَهْدَهُ وَ جَحَدَهُ بَعْدَ الْیَقِینِ وَ الْإِقْرَارِ بِالْوَلَایَةِ لَهُ یَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّینَ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ مَنْ ظَلَمَهُ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِی الْحُسَیْنِ وَ قَاتِلِیهِ وَ الْمُتَابِعِینَ عَدُوَّهُ وَ نَاصِرِیهِ وَ الرَّاضِینَ بِقَتْلِهِ وَ خَاذِلِیهِ لَعْناً وَبِیلًا اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ مَانِعِیهِمْ حُقُوقَهُمْ اللَّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظَالِمٍ وَ غَاصِبٍ لآِلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ وَ كُلِّ مُسْتَنٍّ بِمَا سَنَّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ اجْعَلْنَا بِهِمْ مُتَمَسِّكِینَ وَ بِوَلَایَتِهِمْ مِنَ الْفَائِزِینَ الْآمِنِینَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ.

بیان: قوله محجمون یقال أحجم عن الأمر بتقدیم المهملة علی المعجمة أی كف أو نكص هیبة و بتقدیم المعجمة أیضا بمعنی الكف و أكثر النسخ علی الأول و یقال عند عن الطریق أی مال قوله علیه السلام و للتقی محالفا بالحاء المهملة و المحالفة المواخاة و أن یحلف كل من الصدیقین لصاحبه علی التعاضد و التساعد و الاتفاق قوله علیه السلام ما اتقیت ضارعا أی متذللا متضعفا بل لإطاعة أمره تعالی و رسوله و الناكل الضعیف و الجبان قوله علیه السلام مراقبا أی منتظرا لحصول منفعة دنیویة و یقال لا یحفل بكذا أی لا یبالی به و یقال أفك كضرب و علم إفكا بالكسر و الفتح و التحریك كذب و أولی له كلمة تهدد و وعید قال الأصمعی معناه قاربه ما یهلكه و شره كفرح غلب حرصه و الحطام ما تكسر من الیبس شبه به زخارف الدنیا و أموالها و قال الجزری (1) فی حدیث الصوم فإن عمی علیكم قیل هو من العماء السحاب الرقیق أی حال دونه ما أعمی الأبصار عن رؤیته قوله علیه السلام و ذائد الحق أی دافعه و یقال لفحت النار بحرها أی أحرقت و الكالح هو الذی قصرت شفتاه عن أسنانه كما تقلص رءوس الغنم

ص: 368


1- 1. النهایة ج 3 ص 147.

إذا شیطت بالنار و قیل كالِحُونَ أی عابسون و یقال مضی قدما بضمتین و قد یسكن الدال إذا لم یعرج و لم ینثن قوله علیه السلام ألفظه لفظا أی أقول ذلك قولا حقا لا أبالی به أحدا قوله علیه السلام فوضع علی نفسه أوزار المسیر أی أثقال المسیر إلی المقام الخطیر الذی كان فیه مظنة إثارة الفتنة بإقامة الحجة و الحاصل أن المراد الأثقال المعنویة و یحتمل أن یكون المراد المشاق البدنیة أیضا و الرمضاء الأرض الشدیدة الحرارة و الهجیر نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو عند زوالها إلی العصر و شدة الحر و قال الفیروزآبادی (1) كل من أعطیته ابتداء من غیر مكافاة فقد أولیته قوله علیه السلام و أنت تذود بهم المشركین كذا فی النسخ التی عندنا فلعل الیاء للبدلیة أی عوضا عنهم أو بمعنی عن و یمكن أن یقرأ بضم الباء و سكون الهاء جمع البهیم و هو المجهول الذی لا یعرف و الأظهر أنه تصحیف الدهم بفتح الدال و سكون الهاء و هو العدد الكثیر أو المصدر من قولك دهمه كسمع و منع إذا غشیه قوله علیه السلام و من یلیك أی من كان معك و بقربك فی هذا الموقف أو من كان بعدك من الأئمة علیهم السلام و الخور بالتحریك الضعف قوله علیه السلام و قطع دابر الكافرین الدابر الآخر أی أهلك آخر من بقی منهم كنایة عن استیصالهم قوله علیه السلام و تبا لشانئك التب الهلاك و هو منصوب بفعل مضمر و الشانئ المبغض و قال الجزری (2) الحول ذو التصرف و الاحتیال فی الأمور و القلب الرجل العارف بالأمور الذی قد ركب الصعب و الذلول و قلبها ظهرا لبطن و كان محتالا فی أموره حسن التقلب قوله من لا جریحة له فی الدین كذا فیما عندنا من النسخ بتقدیم الجیم علی الحاء المهملة و یمكن أن یكون تصغیر الجرح أی لا یری أمرا من الأمور جارحا فی دینه و الصواب ما فی نهج البلاغة(3)

بتقدیم الحاء المهملة علی الجیم نقلها هكذا و لقد أصبحنا فی زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كیسا و نسبهم أهل الجهل فیه إلی حسن الحیلة ما لهم قاتلهم اللّٰه قد یری

ص: 369


1- 1. لیس فی القاموس ما نقله عن الفیروزآبادی و یوجد بعینه فی النهایة ج 4 ص 246 و علیه فالصواب: قال الجزری بدل الفیروزآبادی.
2- 2. النهایة ج 1 ص 307.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 88.

الحول القلب وجه الحیلة و دونه مانع من أمر اللّٰه و نهیه فیدعها رأی العین بعد القدرة علیها و ینتهز فرصتها من لا حریجة له فی الدین و قال ابن أبی الحدید(1)

أی لیس بذی حرج و التحرج التأثم و الحریجة التقوی و قال الفیروزآبادی (2)

غفل عنه غفولا تركه و سها عنه كأغفله أو غفل صار غافلا و غفل عنه و أغفله وصل غفلته إلیه و قال

الجزری (3)

فی حدیث علی علیه السلام و سائر الناس همج رعاع.

الهمج رذالة الناس و الهمج ذباب صغیر یسقط علی وجوه الغنم و الحمیر و قیل هو البعوض فشبه به رعاع الناس و رعاع الناس غوغاؤهم و سقاطهم و أخلاطهم (4) انتهی و الطمس المحو قوله علیه السلام علی تصدیق التنزیل أی كان الذین یقاتلهم أمیر المؤمنین علیه السلام فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله كافرین بنص القرآن و تنزیله و الذین یقاتلهم بعده كافرین بتأویل القرآن علی ما أخبره الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من ذلك و قد مر القول فی ذلك فی كتاب أحواله علیه السلام و قال الجزری (5)

فی حدیث عمار إن آخر شربة تشربها ضیاح الضیاح و الضیح بالفتح اللبن الخاثر یصب فیه الماء ثم یخلط رواه یوم قتل بصفین و قد جی ء بلبن لیشربه انتهی و الغمط الاستهانة و الاستحقار و الفعل كضرب و علم قوله علیه السلام ثم أفرضوك سهم ذوی القربی أی أعطوك منه سهما و نصیبا للتلبیس علی الناس قوله علیه السلام و أحادوه أی مالوه و صرفوه قوله علیه السلام رغبة عنهما أی عن فدك و سهم ذوی القربی أو عن الملعونین و مكافاتهما فیما فعلا و نقض ما صنعا قوله علیه السلام فأعرض الشك أی تحرك و سعی فی إضلال الناس أو ظهر قال الجوهری (6)

أعرض فلان أی ذهب عرضا و طولا و عرضت الشی ء فأعرض أی أظهرته فظهر انتهی و یقال أسفر الصبح أی أضاء و أشرق قوله علیه السلام و سفه المنكر كعلم أی ظهر سفهه و بطلانه و یمكن أن یقرأ سفه علی بناء المجهول من باب التفعیل و القصد استقامة الطریق و الجور المیل عن القصد یقال جار عن الطریق

ص: 370


1- 1. شرح نهج البلاغة للمعتزلی ج 1 ص 217 طبع البابی الحلبیّ بمصر.
2- 2. القاموس ج 4 ص 25.
3- 3. النهایة ج 4 ص 269.
4- 4. النهایة ج 2 ص 93.
5- 5. النهایة ج 3 ص 31.
6- 6. صحاح اللغة للجوهری ج 3 ص 1084.

قوله علیه السلام و أباحوا ذنبهم كذا فی النسخ و لعله من قبیل وضع المظهر موضع المضمر و الأظهر أن فیه سقطا و التفریط المدح و فی بعض النسخ بالقاف و الظاء المعجمة بمعناه و هو أظهر و أبلغ.

أقول: قد مر تفسیر الآیات التی اشتملت الزیارة علیها و الأخبار و الفضائل و الغزوات التی أومأت إلیها مفصلة فی كتاب أحواله علیه السلام و كتاب الفتن و كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله فمن أراد الاطلاع علیها فلیراجع إلیها.

«7»- وَ قَالَ الشَّهِیدُ ره فِی مَزَارِهِ:(1) وَ إِذَا أَرَدْتَ زِیَارَتَهُ علیه السلام فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ أَطْهَرَ ثِیَابِكَ فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَی الْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ وَ وَقَفْتَ عَلَی بَابِ الْقُبَّةِ وَ عَایَنْتَ الْجَدَثَ اسْتَأْذِنْ لِلدُّخُولِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی وَقَفْتُ عَلَی بَابِ بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ الدُّخُولَ إِلَی بُیُوتِهِ إِلَّا بِإِذْنِ نَبِیِّكَ فَقُلْتَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ- إِلَّا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنِّی أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِیِّكَ فِی غَیْبَتِهِ كَمَا أَعْتَقِدُهَا فِی حَضْرَتِهِ وَ أَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَ خُلَفَاءَكَ أَحْیَاءٌ عِنْدَكَ یُرْزَقُونَ یَرَوْنَ مَكَانِی فِی وَقْتِی هَذَا وَ یَسْمَعُونَ كَلَامِی وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِی كَلَامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِی بِلَذِیذِ مُنَاجَاتِهِمْ فَإِنِّی أَسْتَأْذِنُكَ یَا رَبِّ أَوَّلًا وَ أَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ ثَانِیاً وَ أَسْتَأْذِنُ خَلِیفَتَكَ الْإِمَامَ الْمُفْتَرَضَ عَلَیَّ طَاعَتُهُ فِی الدُّخُولِ فِی سَاعَتِی هَذِهِ وَ أَسْتَأْذِنُ مَلَائِكَتَكَ الْمُوَكَّلِینَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُطِیعَةَ لَكَ السَّامِعَةَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ الْمُبَارَكِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ إِذْنِ رَسُولِهِ وَ إِذْنِ خُلَفَائِهِ وَ إِذْنِ هَذَا الْإِمَامِ وَ إِذْنِكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ أَجْمَعِینَ أَدْخُلُ هَذَا الْبَیْتَ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ كُونُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ أَعْوَانِی وَ كُونُوا أَنْصَارِی حَتَّی أَدْخُلَ هَذَا الْبَیْتَ وَ أَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُونِ الدَّعَوَاتِ وَ أَعْتَرِفَ لِلَّهِ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ لِهَذَا الْإِمَامِ وَ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ بِالطَّاعَة.

ثُمَّ ادْخُلْ مُقَدِّماً رِجْلَكَ الْیُمْنَی وَ امْشِ حَتَّی تَقِفَ عَلَی الضَّرِیحِ وَ اسْتَقْبِلْهُ

ص: 371


1- 1. مزار الشهید ص 19.

وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ وَ قُلِ:

السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ مِنَ الزِّیَارَةِ الطَّوِیلَةِ(1).

و أما السید بن طاوس رحمه اللّٰه فذكر(2)

لهذا الیوم الزیارة التی نقلناها من مصباح الشیخ الطوسی ره فی الزیارات المطلقة ثم أشار إلی زیارة الجعفی التی ذكرها المفید أولا و قال إن شئت زره بها فی هذا الیوم فإن زین العابدین علیه السلام زاره بها فی هذا الیوم و كذلك الشیخ فی المصباح ذكر هاتین الزیارتین لهذا الیوم و لما لم نعثر علی ما یدل علی اختصاصهما بهذا الیوم أوردناهما فی الزیارات المطلقة.

«8»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَی عِدَّةٌ مِنْ شُیُوخِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفْوَانِیِّ مِنْ كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ فِی مَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَادْنُ مِنْ قَبْرِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ وَ إِنْ كُنْتَ فِی بُعْدٍ مِنْهُ فَأَوْمِ إِلَیْهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ هَذَا الدُّعَاءُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ أَخِی نَبِیِّكَ وَ وَزِیرِهِ وَ حَبِیبِهِ وَ خَلِیلِهِ وَ مَوْضِعِ سِرِّهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ وَ وَصِیِّهِ وَ صَفْوَتِهِ وَ خَالِصَتِهِ وَ أَمِینِهِ وَ وَلِیِّهِ وَ أَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ أَبِی ذُرِّیَّتِهِ وَ بَابِ حِكْمَتِهِ وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِی إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ الْمَاضِی عَلَی سُنَّتِهِ وَ خَلِیفَتِهِ عَلَی أُمَّتِهِ سَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حُمِّلَ وَ رَعَی مَا اسْتُحْفِظَ وَ حَفِظَ مَا اسْتُودِعَ وَ حَلَّلَ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ أَقَامَ أَحْكَامَكَ وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِكَ وَ وَالَی أَوْلِیَاءَكَ وَ عَادَی أَعْدَاءَكَ

وَ جَاهَدَ النَّاكِثِینَ عَنْ سَبِیلِكَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلًا غَیْرَ مُدْبِرٍ لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ حَتَّی بَلَغَ فِی ذَلِكَ الرِّضَا وَ سَلَّمَ إِلَیْكَ الْقَضَاءَ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً وَ نَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ فَقَبَضْتَهُ إِلَیْكَ شَهِیداً سَعِیداً وَلِیّاً تَقِیّاً رَضِیّاً زَكِیّاً هَادِیاً مَهْدِیّاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ

ص: 372


1- 1. مزار الشهید ص 20- 27.
2- 2. مصباح الزائر ص 84- 88.

أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

و منها زیارة یوم السابع عشر من شهر ربیع الأول و هو یوم مولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و ذهب شرذمة من أصحابنا كالكلینی إلی أنه الیوم الثانی عشر من ربیع الأول كما هو المشهور بین المخالفین و قد مر بیان ضعف هذا القول فی سیاق أعمال السنة.

«9»- قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ وَ الشَّهِیدُ(2) وَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كِتَابِ الْإِقْبَالِ (3) رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِینَ رُوِیَ: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام زَارَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ بِهَذِهِ الزِّیَارَةِ وَ عَلَّمَهَا لِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ فَقَالَ إِذَا أَتَیْتَ مَشْهَدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَاغْتَسِلْ لِلزِّیَارَةِ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِكَ وَ شَمَّ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ وَ عَلَیْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَی بَابِ السَّلَامِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ كَبِّرِ اللَّهَ ثَلَاثِینَ تَكْبِیرَةً وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی خِیَرَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی الطُّهْرِ الطَّاهِرِ السَّلَامُ عَلَی الْعَلَمِ الزَّاهِرِ السَّلَامُ عَلَی الْمَنْصُورِ الْمُؤَیَّدِ السَّلَامُ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ السَّلَامُ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِّینَ بِهَذَا الْحَرَمِ وَ بِهَذَا الضَّرِیحِ اللَّائِذِینَ بِهِ- ثُمَّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ الْأَوْصِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عِمَادَ الْأَتْقِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ الْأَوْلِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الشُّهَدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا آیَةَ اللَّهِ الْعُظْمَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَامِسَ أَهْلِ الْعَبَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ الْأَتْقِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عِصْمَةَ الْأَوْلِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا زَیْنَ الْمُوَحِّدِینَ النُّجَبَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَالِصَ الْأَخِلَّاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْأُمَنَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَ حَامِلَ اللِّوَاءِ السَّلَامُ

ص: 373


1- 1. الإقبال ص 711.
2- 2. مزار الشهید ص 27- 30.
3- 3. الإقبال ص 80.

عَلَیْكَ یَا قَسِیمَ الْجَنَّةِ وَ لَظَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَ مِنًی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَحْرَ الْعُلُومِ وَ كَنَفَ الْفُقَرَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ وُلِدَ فِی الْكَعْبَةِ وَ زُوِّجَ فِی السَّمَاءِ بِسَیِّدَةِ النِّسَاءِ وَ كَانَ شُهُودُهَا الْمَلَائِكَةَ الْأَصْفِیَاءَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مِصْبَاحَ الضِّیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ خَصَّهُ النَّبِیُّ بِجَزِیلِ الْحِبَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ بَاتَ عَلَی فِرَاشِ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ وَقَاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الْأَعْدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسَامَی شَمْعُونَ الصَّفَا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ أَنْجَی اللَّهُ سَفِینَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَخِیهِ حَیْثُ الْتَطَمَ الْمَاءُ حَوْلَهَا وَ طَمَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ تَابَ اللَّهُ بِهِ وَ بِأَخِیهِ عَلَی آدَمَ إِذْ غَوَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فُلْكَ النَّجَاةِ الَّذِی مَنْ رَكِبَهُ نَجَا وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ هَوَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ خَاطَبَ الثُّعْبَانَ وَ ذِئْبَ الْفَلَا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی مَنْ كَفَرَ وَ أَنَابَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ ذَوِی الْأَلْبَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مِیزَانَ یَوْمِ الْحِسَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا فَاصِلَ الْحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخَاتَمِ فِی الْمِحْرَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتالَ بِهِ یَوْمَ الْأَحْزَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ الْوَحْدَانِیَّةَ وَ أَنَابَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَاتِلَ خَیْبَرَ وَ قَالِعَ الْبَابِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ دَعَاهُ خَیْرُ الْأَنَامِ لِلْمَبِیتِ عَلَی فِرَاشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِیَّةِ وَ أَجَابَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ لَهُ طُوبَی وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ عِصْمَةِ الدِّینِ وَ یَا سَیِّدَ السَّادَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَاحِبَ الْمُعْجِزَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ نَزَلَتْ فِی فَضْلِهِ سُورَةُ الْعَادِیَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِی السَّمَاءِ عَلَی السُّرَادِقَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَظْهَرَ الْعَجَائِبِ وَ الْآیَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْغَزَوَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُخْبِراً بِمَا غَبَرَ وَ بِمَا هُوَ آتٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُخَاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَوَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاتِمَ الْحَصَی وَ مُبَیِّنَ الْمُشْكِلَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلَاتِهِ فِی الْوَغَی مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ نَاجَی الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاهُ الصَّدَقَاتِ

ص: 374

السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السَّادَاتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَالِیَ الْمَبْعُوثِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ خَیْرِ مَوْرُوثٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْمُتَّقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا غِیَاثَ الْمَكْرُوبِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُظْهِرَ الْبَرَاهِینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا طه وَ یس السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ تَصَدَّقَ فِی صَلَاتِهِ بِخَاتَمِهِ عَلَی الْمِسْكِینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا قَالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَلِیبِ وَ مُظْهِرَ الْمَاءِ الْمَعِینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَیْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ وَ یَدَهُ الْبَاسِطَةَ وَ لِسَانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ فِی بَرِیَّتِهِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ مُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَاحِبَ لِوَاءِ الْحَمْدِ وَ سَاقِیَ أَوْلِیَائِهِ مِنْ حَوْضِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا یَعْسُوبَ الدِّینِ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ وَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْمَرْضِیِّینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ الرَّضِیِّ وَ وَجْهِهِ الْمُضِی ءِ وَ جَنْبِهِ الْقَوِیِّ وَ صِرَاطِهِ السَّوِیِّ السَّلَامُ عَلَی الْإِمَامِ التَّقِیِّ الْمُخْلِصِ الصَّفِیِّ السَّلَامُ عَلَی الْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ السَّلَامُ عَلَی الْإِمَامِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ مَصَابِیحِ الدُّجَی وَ أَعْلَامِ التُّقَی وَ مَنَارِ الْهُدَی وَ ذَوِی النُّهَی وَ كَهْفِ الْوَرَی وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ الْحُجَّةِ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی نُورِ الْأَنْوَارِ وَ حُجَجِ الْجَبَّارِ وَ وَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ وَ قَسِیمِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ الْمُخْبِرِ عَنِ الْآثَارِ الْمُدَمِّرِ عَلَی الْكُفَّارِ مُسْتَنْقِذِ الشِّیعَةِ الْمُخْلَصِینَ مِنْ عَظِیمِ الْأَوْزَارِ السَّلَامُ عَلَی الْمَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِیَّةِ ابْنَةِ الْمُخْتَارِ الْمَوْلُودِ فِی الْبَیْتِ ذِی الْأَسْتَارِ الْمُزَوَّجِ فِی السَّمَاءِ بِالْبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ ابْنَةِ الْأَطْهَارِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَی النَّبَإِ الْعَظِیمِ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ عَلَیْهِ یُعْرَضُونَ وَ عَنْهُ یُسْأَلُونَ السَّلَامُ عَلَی نُورِ اللَّهِ الْأَنْوَرِ وَ ضِیَائِهِ الْأَزْهَرِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ حَجَّتَهُ فِیهِ وَ خَالِصَةَ اللَّهِ وَ خَاصَّتَهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ لَقَدْ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ اتَّبَعْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ وَ حَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ وَ شَرَعْتَ أَحْكَامَهُ وَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ

ص: 375

أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ صَابِراً نَاصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظِیمَ الْأَجْرِ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ وَ أَزَالَكَ عَنْ مَقَامِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ أَنِّی وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاكَ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ فَقَبِّلْهُ وَ قُلْ أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَشْهَدُ مَقَامِی وَ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ یَا مَوْلَایَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ یَا أَمِینَ اللَّهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ إِنَّ بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِی وَ مَنَعَتْنِی مِنَ الرُّقَادِ وَ ذِكْرُهَا یُقَلْقِلُ أَحْشَائِی وَ قَدْ هَرَبْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَیْكَ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَی سِرِّهِ وَ اسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَ قَرَنَ طَاعَتَكَ بِطَاعَتِهِ وَ مُوَالاتَكَ بِمُوَالاتِهِ كُنْ لِی إِلَی اللَّهِ شَفِیعاً وَ مِنَ النَّارِ مُجِیراً وَ عَلَی الدَّهْرِ ظَهِیراً- ثُمَّ انْكَبَّ أَیْضاً عَلَی الْقَبْرِ فَقَبِّلْهُ وَ قُلْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ یَا حُجَّةَ اللَّهِ یَا بَابَ حِطَّةِ اللَّهِ وَلِیُّكَ وَ زَائِرُكَ وَ اللَّائِذُ بِقَبْرِكَ وَ النَّازِلُ بِفِنَائِكَ وَ الْمُنِیخُ رَحْلَهُ فِی جِوَارِكَ یَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلَی اللَّهِ فِی قَضَاءِ حَاجَتِهِ وَ نُجْحِ طَلِبَتِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْجَاهَ الْعَظِیمَ وَ الشَّفَاعَةَ الْمَقْبُولَةَ فَاجْعَلْنِی یَا مَوْلَایَ مِنْ هَمِّكَ وَ أَدْخِلْنِی فِی حِزْبِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی ضَجِیعَیْكَ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ صَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ وَ لآِدَمَ علیه السلام رَكْعَتَیْنِ كَذَلِكَ وَ كَذَلِكَ لِنُوحٍ علیه السلام وَ ادْعُ اللَّهَ كَثِیراً یُجَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

بیان: قال الجزری (1)

فیه أمتی الغر المحجلون أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی و الأقدام استعار أثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه انتهی و المساماة المطاولة و المفاخرة

ص: 376


1- 1. النهایة ج 1 ص 237.

مفاعلة من السمو بمعنی العلو و الرفعة و یقال طمی البحر إذا ارتفع بأمواجه قوله علیه السلام هوی أی هلك قوله علیه السلام یا قاتل خیبر من قبیل إضافة كریم البلد أی القاتل فی الخیبر فلعله كان فی الأصل قاتل مرحب و فی الإقبال و غیره یا قالع باب خیبر الصیخود من الصلاب یقال صخرة صیخود أی شدیدة.

أقول: روی هذه الزیارات مؤلف المزار الكبیر(1)

عن محمد بن مسلم و لم یخصها بهذا الیوم و یظهر منه أنها من الزیارات المطلقة و منها زیارة لیلة المبعث و یومها و هو السابع و العشرون من شهر رجب علی المشهور بین الشیعة بل المتفق علیه عندهم.

«10»- قَالَ الْمُفِیدُ وَ السَّیِّدُ وَ الشَّهِیدُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ: إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَقِفْ عَلَی بَابِ الْقُبَّةِ الشَّرِیفَةِ مُقَابِلَ ضَرِیحِهِ علیه السلام وَ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ الطَّاهِرِینَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ- ثُمَّ ادْخُلْ وَ قِفْ عَلَی ضَرِیحِهِ علیه السلام مُسْتَقْبِلًا لَهُ بِوَجْهِكَ وَ الْقِبْلَةُ وَرَاءَ ظَهْرِكَ ثُمَّ

كَبِّرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ(2)

وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ آدَمَ خَلِیفَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ رُسُلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْمُتَّقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا سَیِّدَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ

ص: 377


1- 1. من الغریب ما ذكره المؤلّف عن صاحب المزار الكبیر من ذكره للزیارة و انه لم یخصها بالیوم السابع عشر من ربیع الأوّل فان الزیارة مذكورة فی المزار الكبیر ص 62- 64( نسخة مكتبة الحكیم) و العنوان لتلك الزیارة أنّها فی سابع عشر ربیع الأوّل، مع خصوصیة اخری لم یذكرها المؤلّف و لا نقلها عن المفید و السیّد و الشهید رحمهم اللّٰه تعالی و تلك اختصاص وقت الزیارة عند طلوع الشمس.
2- 2. مصباح الزائر ص 93 و مزار الشهید ص 30.

عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمُهَذَّبُ الْكَرِیمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْوَصِیُّ التَّقِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الزَّكِیُّ الرَّضِیُّ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْبَدْرُ الْمُضِی ءُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِیرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْهُدَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عَلَمَ التُّقَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ الْكُبْرَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَاصَّةَ اللَّهِ وَ خَالِصَتَهُ وَ أَمِینَ اللَّهِ وَ صَفْوَتَهُ وَ بَابَ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ وَ مَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَ سِرِّهِ وَ عَیْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَ خَازِنَهُ وَ سَفِیرَ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ تَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً مُجَاهِداً عَنْ دِینِ اللَّهِ مُوَقِّیاً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ رَاغِباً فِیمَا وَعَدَ اللَّهُ وَ مَضَیْتَ لِلَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ شَهِیداً وَ شَاهِداً وَ مَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ مِنْ صَدِیقٍ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصَهُمْ إِیمَاناً وَ أَشَدَّهُمْ یَقِیناً وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وَ أَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَیْهِ فَقَوِیتَ حِینَ وَهَنُوا وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَ غَیْظِ الْكَافِرِینَ وَ ضَغَنِ الْفَاسِقِینَ وَ قُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا وَ نَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا وَ مَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدِ اهْتَدَی كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلَاماً وَ أَشَدَّهُمْ خِصَاماً وَ أَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وَ أَسَدَّهُمْ رَأْیاً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَكْثَرَهُمْ یَقِیناً وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَباً رَحِیماً إِذْ صَارُوا عَلَیْكَ عِیَالًا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا وَ شَمَّرْتَ إِذْ جَبَنُوا وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَ صَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا كُنْتَ عَلَی الْكَافِرِینَ عَذَاباً صَبّاً وَ غِلْظَةً وَ غَیْظاً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثاً وَ خِصْباً وَ عِلْماً لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ

ص: 378

وَ لَمْ یَزِغْ قَلْبُكَ وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُكَ وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَ لَا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوِیّاً فِی بَدَنِكَ مُتَوَاضِعاً فِی نَفْسِكَ عَظِیماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِیراً فِی الْأَرْضِ جَلِیلًا فِی السَّمَاءِ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیكَ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِیكَ مَغْمَزٌ وَ لَا لِخَلْقٍ فِیكَ مَطْمَعٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ یُوجَدُ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَكَ قَوِیّاً عَزِیزاً حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَكَ ضَعِیفاً حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ الْقَرِیبُ وَ الْبَعِیدُ عِنْدَكَ فِی ذَلِكَ سَوَاءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ عَزْمٌ وَ رَأْیُكَ عِلْمٌ وَ جَزْمٌ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّینُ وَ سَهُلَ بِكَ الْعَسِیرُ وَ أُطْفِئَتْ بِكَ النِّیرَانُ وَ قَوِیَ بِكَ الْإِیمَانُ وَ ثَبَتَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ هَدَّتْ مُصِیبَتُكَ الْأَنَامَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ

افْتَرَی عَلَیْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ غَصَبَكَ حَقَّكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِیَ بِهِ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرَاءٌ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَ جَحَدَتْ وَلَایَتَكَ وَ تَظَاهَرَتْ عَلَیْكَ وَ قَتَلَتْكَ وَ حَادَتْ عَنْكَ وَ خَذَلَتْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أَشْهَدُ لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ وَلِیَّ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَ بَابُهُ وَ أَنَّكَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ وَجْهُهُ الَّذِی مِنْهُ یُؤْتَی وَ أَنَّكَ سَبِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَیْتُكَ زَائِراً لِعَظِیمِ حَالِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلَی اللَّهِ بِزِیَارَتِكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِی الشَّفَاعَةِ أَبْتَغِی بِشَفَاعَتِكَ خَلَاصَ نَفْسِی مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُهَا عَلَی ظَهْرِی فَزِعاً إِلَیْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّی أَتَیْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ یَا مَوْلَایَ إِلَی اللَّهِ وَ أَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَیْهِ لِیَقْضِیَ بِكَ حَوَائِجِی فَاشْفَعْ لِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی اللَّهِ فَإِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ زَائِرُكَ وَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَعْلُومُ وَ الْجَاهُ الْعَظِیمُ وَ الشَّأْنُ الْكَبِیرُ وَ الشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی عَبْدِكَ وَ أَمِینِكَ الْأَوْفَی وَ عُرْوَتِكَ الْوُثْقَی وَ یَدِكَ الْعُلْیَا وَ كَلِمَتِكَ الْحُسْنَی وَ حُجَّتِكَ عَلَی الْوَرَی وَ صِدِّیقِكَ الْأَكْبَرِ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ وَ رُكْنِ الْأَوْلِیَاءِ وَ عِمَادِ الْأَصْفِیَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَعْسُوبِ الْمُتَّقِینَ وَ قُدْوَةِ الصِّدِّیقِینَ وَ إِمَامِ الصَّالِحِینَ

ص: 379

الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَ الْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ وَ الْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَیْبِ وَ الْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّیْبِ أَخِی نَبِیِّكَ- وَ وَصِیِّ رَسُولِكَ وَ الْبَائِتِ عَلَی فِرَاشِهِ وَ الْمُوَاسِی لَهُ بِنَفْسِهِ وَ كَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِی جَعَلْتَهُ سَیْفاً لِنُبُوَّتِهِ وَ مُعْجِزاً لِرِسَالَتِهِ وَ دَلَالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ وَ حَامِلًا لِرَایَتِهِ وَ وِقَایَةً لِمُهْجَتِهِ وَ هَادِیاً لِأُمَّتِهِ وَ یَداً لِبَأْسِهِ وَ تَاجاً لِرَأسِهِ وَ بَاباً لِنَصْرِهِ وَ مِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ حَتَّی هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بِأَیْدِكَ وَ أَبَادَ عَسَاكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَ بَذَلَ نَفْسَهُ فِی مَرْضَاةِ رَسُولِكَ وَ جَعَلَهَا وَقْفاً عَلَی طَاعَتِهِ وَ مِجَنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ حَتَّی فَاضَتْ نَفْسُهُ صلی اللّٰه علیه و آله ِفی كَفِّهِ وَ اسْتَلَبَ بَرْدَهَا وَ مَسَحَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ أَعَانَتْهُ مَلَائِكَتُكَ عَلَی غُسْلِهِ وَ تَجْهِیزِهِ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ وَارَی شَخْصَهُ وَ قَضَی دَیْنَهُ وَ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ لَزِمَ عَهْدَهُ وَ احْتَذَی مِثَالَهُ وَ حَفِظَ وَصِیَّتَهُ وَ حِینَ وَجَدَ أَنْصَاراً نَهَضَ مُسْتَقِلًّا بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ مُضْطَلِعاً بِأَثْقَالِ الْإِمَامَةِ فَنَصَبَ رَایَةَ الْهُدَی فِی عِبَادِكَ وَ نَشَرَ ثَوْبَ الْأَمْنِ فِی بِلَادِكَ وَ بَسَطَ الْعَدْلَ فِی بَرِیَّتِكَ وَ حَكَمَ بِكِتَابِكَ فِی خَلِیقَتِكَ وَ أَقَامَ الْحُدُودَ وَ قَمَعَ الْجُحُودَ وَ قَوَّمَ الزَّیْغَ وَ سَكَّنَ الْغَمْرَةَ وَ أَبَادَ الْفَتْرَةَ وَ سَدَّ الْفُرْجَةَ وَ قَتَلَ النَّاكِثَةَ وَ الْقَاسِطَةَ وَ الْمَارِقَةَ وَ لَمْ یَزَلْ عَلَی مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَتِیرَتِهِ وَ سِیرَتِهِ وَ لُطْفِ شَاكِلَتِهِ وَ جَمَالِ سِیرَتِهِ مُقْتَدِیاً بِسُنَّتِهِ مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ مُبَاشِراً لِطَرِیقَتِهِ وَ أَمْثِلَتُهُ نُصْبُ عَیْنَیْهِ یَحْمِلُ عِبَادَكَ عَلَیْهَا وَ یَدْعُوهُمْ إِلَیْهَا إِلَی أَنْ خُضِبَتْ شَیْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ اللَّهُمَّ فَكَمَا لَمْ یُؤْثِرْ فِی طَاعَتِكَ شَكّاً عَلَی یَقِینٍ وَ لَمْ یُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَیْنٍ صَلِّ عَلَیْهِ صَلَاةً زَاكِیَةً نَامِیَةً یَلْحَقُ بِهَا دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِی جَنَّتِكَ وَ بَلِّغْهُ مِنَّا تَحِیَّةً وَ سَلَاماً وَ آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِی مُوَالاتِهِ فَضْلًا وَ إِحْسَاناً وَ مَغْفِرَةً وَ رِضْوَاناً إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْجَسِیمِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِیحَ وَ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَیْهِ ثُمَّ الْأَیْسَرَ وَ مِلْ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ صَلِّ صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ ادْعُ بِمَا بَدَا لَكَ بَعْدَهَا وَ قُلْ بَعْدَ تَسْبِیحِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِی عَلَی لِسَانِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَقُلْتَ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللَّهُمَّ إِنِّی مُؤْمِنٌ بِجَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ فَلَا تَقِفْنِی بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِی فِیهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ بَلْ قِفْنِی مَعَهُمْ وَ تَوَفَّنِی

ص: 380

عَلَی التَّصْدِیقِ بِهِمْ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ أَمَرْتَنِی بِاتِّبَاعِهِمْ اللَّهُمَّ وَ إِنِّی عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَیْكَ بِزِیَارَةِ أَخِی رَسُولِكَ وَ عَلَی كُلِّ مَأْتِیٍّ وَ مَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَ زَارَهُ وَ أَنْتَ خَیْرُ مَأْتِیٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا جَوَادُ یَا مَاجِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِیَّایَ مِنْ زِیَارَتِی أَخَا رَسُولِكَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ یُسَارِعُ فِی الْخَیْرَاتِ وَ یَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ تَجْعَلَنِی لَكَ مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِزِیَارَةِ مَوْلَایَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ وَلَایَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِی مِمَّنْ یَنْصُرُهُ وَ یَنْتَصِرُ بِهِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِكَ لِدِینِكَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنِی مِنْ شِیعَتِهِ وَ تَوَفَّنِی عَلَی دِینِهِ اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِی مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ.

فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ علیه السلام فَقِفْ عَلَیْهِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَاجَ الْأَوْصِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَأْسَ الصِّدِّیقِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ الْأَحْكَامِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رُكْنَ الْمَقَامِ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَعَا إِلَیْهِ وَ دَلَّ عَلَیْهِ اللَّهُمَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ فَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِیَّاهُ وَ لَا تَحْرِمْنِی ثَوَابَ مَنْ زَارَهُ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِالَّذِی افْتَرَضْتَ لَهُ عَلَیَّ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ إِلَیْهِ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْكَلِمَةُ الْعُلْیَا وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ النُّجُومُ الْعُلَی وَ الْعُذْرُ الْبَالِغُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ فِی أَسْفَلِ دَرْكِ الْجَحِیمِ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَفْدِهِ الْمُبَارَكِینَ وَ زُوَّارِهِ الْمُخْلَصِینَ وَ شِیعَتِهِ الصَّادِقِینَ وَ مَوَالِیهِ الْمَیَامِینِ وَ أَنْصَارِهِ الْمُكْرَمِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْمُؤَیَّدِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی أَكْرَمَ وَافِدٍ وَ أَفْضَلَ وَارِدٍ وَ أَنْبَلَ قَاصِدٍ قَصَدَكَ إِلَی هَذَا الْحَرَمِ الْكَرِیمِ وَ الْمَقَامِ الْعَظِیمِ وَ الْمَنْهَلِ الْجَلِیلِ الَّذِی أَوْجَبْتَ فِیهِ غُفْرَانَكَ وَ رَحْمَتَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَنْ

ص: 381

حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ أَنَّ الَّذِی سَكَنَ هَذَا الرَّمْسَ وَ حَلَّ هَذَا الضَّرِیحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ وَصِیٌّ مَرْضِیٌّ طُوبَی لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنَتْ كَنْزاً مِنَ الْخَیْرِ وَ شِهَاباً مِنَ النُّورِ وَ یَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ وَ عَیْناً مِنَ الرَّحْمَةِ وَ مُبَلِّغَ الْحُجَّةِ أَنَا أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ وَ النَّاصِبِینَ وَ الْمُعِینِینَ عَلَیْكَ وَ الْمُحَارِبِینَ لَكَ اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمُنَاصَحَةِ وَ الْمُوَالاةِ وَ حُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَ التَّسْلِیمِ حَتَّی نَسْتَكْمِلَ بِذَلِكَ طَاعَتَكَ وَ نَبْلُغَ بِهِ مَرْضَاتَكَ وَ نَسْتَوْجِبَ ثَوَابَكَ وَ رَحْمَتَكَ اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ وَ اقْلِبْنِی مِنْ هَذَا الْحَرَمِ بِكُلِّ خَیْرٍ مَوْجُودٍ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أُوَدِّعُكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَدَاعَ مَحْزُونٍ عَلَی فِرَاقِكَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخَرَ عَهْدِی مِنْكَ وَ لَا زِیَارَتِی لَكَ إِنَّهُ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ ابْسُطْ یَدَیْكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَبْلِغْ عَنَّا الْوَصِیَّ الْخَلِیفَةَ وَ الدَّاعِیَ إِلَیْكَ وَ إِلَی دَارِ السَّلَامِ صِدِّیقَكَ الْأَكْبَرَ فِی الْإِسْلَامِ وَ فَارُوقَكَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ نُورَكَ الظَّاهِرَ وَ لِسَانَكَ النَّاطِقَ بِأَمْرِكَ بِالْحَقِّ الْمُبِینِ وَ عُرْوَتَكَ الْوُثْقَی وَ كَلِمَتَكَ الْعُلْیَا وَ وَصِیَّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَی عَلَمَ الدِّینِ وَ مَنَارَ الْمُسْلِمِینَ وَ خَاتَمَ الْوَصِیِّینَ وَ سَیِّدَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ وَ تُحْیِی بِهَا أَمْرَهُ وَ تُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ وَ تَنْصُرُ بِهَا ذُرِّیَّتَهُ وَ تُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ وَ تُعْطِیهِ بَصِیرَتَهُ اللَّهُمَّ وَ اجْزِهِ عَنَّا خَیْرَ جَزَاءِ الْمُكْرَمِینَ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ فَإِنَّا نَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ نَصَحَ لِرَسُولِكَ- وَ هَدَی إِلَی سَبِیلِكَ وَ قَامَ بِحَقِّكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ لَمْ یَجُرْ فِی حُكْمِكَ وَ لَمْ یَدْخُلْ فِی ظُلْمٍ وَ لَمْ یَسْعَ فِی إِثْمٍ وَ أَخُو رَسُولِكَ- وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ اتَّبَعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ أَنَّهُ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعُ سِرِّهِ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیْهِ فَأَبْلِغْهُ عَنَّا السَّلَامَ وَ رُدَّ عَلَیْنَا مِنْهُ السَّلَامَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

بیان: الأید القوة و المجن بكسر المیم الترس و النكبة بالفتح المصیبة و الاستلاب الأخذ بسرعة و البرد كنایة عن الراحة و الحاصل أنه أخذها

ص: 382


1- 1. مصباح الزائر ص 93- 98 و مزار الشهید ص 30- 35.

بسرعة مع عده فوزا عظیما و یحتمل أن یكون البرد محمولا علی الحقیقة و یقال استقله أی حمله و رفعه و الأعباء جمع العب ء بالكسر و هو الحمل و الثقیل من أی شی ء كان و هو مضطلع بالأمر أی قوی علیه و غمرة الشی ء شدته و مزدحمه و الفترة السكون عن العبادات و المجاهدات و المعروف منها ما بین الرسولین من الزمان الذی انقطعت فیه الرسالة فیحتمل أن یكون كنایة عما یلزم مثل هذا الزمان من شیوع الضلالة و الجهالة قوله و أنبل قاصد النبل النجابة و فی بعض النسخ و أنیل بالیاء المثناة من النیل العطاء علی بناء المفعول.

أقول: لم أطلع علی سند هذه الزیارة و لا علی استحباب زیارته علیه السلام فی خصوص هذا الیوم لكنه من المشهورات بین الشیعة و الإتیان بالأعمال الحسنة فی الأزمان الشریفة موجب لمزید المثوبة فزیارته صلوات اللّٰه علیه فی سائر الأیام الشریفة أفضل لا سیما الأیام التی لها اختصاص به و ظهر له فیها كرامة و فضیلة و منقبة.

كیوم ولادته و هو علی المشهور ثالث عشر رجب كما رووا عن عتّاب بن أسید أنه قال ولد أمیر المؤمنین علیه السلام علی بن أبی طالب علیه السلام بمكة فی بیت اللّٰه الحرام یوم الجمعة لثلاث عشرة لیلة خلت من رجب و للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ثمان و عشرون سنة قبل النبوة باثنتی عشرة سنة أو سابع عشر شعبان كما.

رَوَی الشَّیْخُ فِی الْمِصْبَاحِ (1)

عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ وُلِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَوْمَ الْأَحَدِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ.

و یوم وفاته و قد مر و لیلة مبیته علی فراش النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هی أولی لیلة من ربیع الأول.

و یوم فتح بدر علی یدیه و هو السابع عشر من شهر رمضان.

و یوم مواساته فی غزوة أحد و هو سابع عشر شوال.

و یوم فتح خیبر علی یدیه و هو السابع و العشرون من رجب.

ص: 383


1- 1. مصباح الشیخ ص 571 و ص 593.

و یوم صعوده علی كتف النبی صلی اللّٰه علیه و آله لحط الأصنام و هو العشرون من شهر رمضان.

و یوم فتح البصرة و هو منتصف جمادی الأولی.

و یوم ردت الشمس علیه و هو سابع عشر شوال.

و یوم نصبه لتبلیغ آیات براءة و عزل أبی بكر عنه و ظهور استحقاقه للأمانة و الخلافة فیه و هو أول ذی الحجة.

و یوم سد الأبواب و فتح بابه و هو یوم عرفة.

و یوم تصدقه بالخاتم و هو الرابع و العشرون من ذی الحجة و هو یوم المباهلة فله اختصاص به علیه السلام من جهتین.

و یوم نزول هل أتی فی شأنه و هو الخامس و العشرون من ذی الحجة و قیل هو یوم المباهلة أیضا.

و یوم تزوجه فاطمة علیهما السلام و یوم زفافها إلیه و قد مر فی باب زیارة فاطمة علیها السلام.

و یوم خلافته و هو یوم وفاة النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

و یوم بویع بالخلافة بعد قتل عثمان و هو ثامن عشر ذی الحجة أو الخامس و العشرون منه.

و یوم نیروز الفرس لما روی أنه علیه السلام بویع بالخلافة فی ذلك الیوم إلی غیر ذلك من الأیام التی لا یمكن إحصاؤها إذ ما من یوم إلا و قد ظهر له فیها فضیلة و جلالة و كرامة.

و قد مر أكثرها فی كتاب تاریخه علیه السلام و كتاب تاریخ النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كتاب الفتن و ذكرها هنا یوجب التطویل.

ص: 384

باب 6 فضل الكوفة و مسجدها الأعظم و أعماله

«1»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَوْضِعُ الرِّجْلِ فِی الْكُوفَةِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ دَارٍ بِالْمَدِینَةِ.

«2»- وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ دَارٌ فِی الْكُوفَةِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِهَا.

«3»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ یُبْنَی لَهُ فِی ظَهْرِ الْكُوفَةِ مَسْجِدٌ لَهُ أَلْفُ بَابٍ وَ تَتَّصِلُ بُیُوتُ الْكُوفَةِ بِنَهَرِ كَرْبَلَاءَ حَتَّی یَخْرُجَ الرَّجُلُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَی بَغْلَةٍ سَفْوَاءَ یُرِیدُ الْجُمُعَةَ فَلَا یُدْرِكُهَا.

«4»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْمَهْدِیُّ علیه السلام الْكُوفَةَ قَالَ النَّاسُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ الصَّلَاةَ مَعَكَ تُضَاهِی الصَّلَاةَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ- وَ هَذَا الْمَسْجِدُ لَا یَسَعُنَا فَیَخْرُجُ إِلَی الْغَرِیِّ فَیَخُطُّ مَسْجِداً لَهُ أَلْفُ بَابٍ یَسَعُ النَّاسَ وَ یَبْعَثُ فَیَجْرِی خَلْفَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام نَهَراً یَجْرِی إِلَی الْغَرِیِّ حَتَّی یَجْرِیَ فِی النَّجَفِ وَ یَعْمَلُ هُوَ عَلَی فُوَّهَةِ النَّهَرِ قَنَاطِرَ وَ أَرْحَاءَ فِی السَّبِیلِ.

«5»- نهج، [نهج البلاغة]: كَأَنِّی بِكِ یَا كُوفَةُ تُمَدِّینَ مَدَّ الْأَدِیمِ الْعُكَاظِیِّ تُعْرَكِینَ بِالنَّوَازِلِ وَ تُرْكَبِینَ الزَّلَازِلَ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّهُ مَا أَرَادَ بِكِ جَبَّارٌ سُوءاً إِلَّا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِشَاغِلٍ وَ رَمَاهُ بِقَاتِلٍ (1).

بیان: العكاظ بالضم اسم موضع بناحیة مكة و الأدیم العكاظی دباغ شدید المد استعارة لما ینال الكوفة من العنف و الخبط و شدة الظلم.

«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْكُوفَةِ أَیَّامَ قَدِمَ عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی الْكُنَاسَةِ فَنَظَرَ عَنْ یَسَارِهِ ثُمَّ قَالَ یَا

ص: 385


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 92.

مُفَضَّلُ هَاهُنَا صُلِبَ عَمِّی زَیْدٌ ره ثُمَّ مَضَی بِأَصْحَابِهِ ثُمَّ مَضَی حَتَّی أَتَی طَاقَ الرَّفَّائِینَ وَ هُوَ آخِرُ السَّرَّاجِینَ فَنَزَلَ فَقَالَ لِیَ انْزِلْ فَإِنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ كَانَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ الْأَوَّلَ الَّذِی خَطَّهُ آدَمُ وَ أَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَدْخُلَهُ رَاكِباً فَقُلْتُ لَهُ فَمَنْ غَیَّرَهُ عَنْ خِطَّتِهِ فَقَالَ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَالطُّوفَانُ فِی زَمَنِ نُوحٍ ثُمَّ غَیَّرَهُ بَعْدُ أَصْحَابُ كِسْرَی وَ النُّعْمَانُ بْنُ مُنْذِرٍ ثُمَّ غَیَّرَهُ زِیَادُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَانَتِ الْكُوفَةُ وَ مَسْجِدُهَا فِی زَمَنِ نُوحٍ فَقَالَ نَعَمْ یَا مُفَضَّلُ وَ كَانَ مَنْزِلُ نُوحٍ وَ قَوْمِهِ فِی قَرْیَةٍ عَلَی مَتْنِ الْفُرَاتِ مِمَّا یَلِی غَرْبِیَّ الْكُوفَةِ فَقَالَ وَ كَانَ نُوحٌ رَجُلًا نَجَّاراً فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ وَ انْتَجَبَهُ وَ نُوحٌ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ سَفِینَةً فَجَرَی عَلَی ظَهْرِ الْمَاءِ وَ إِنَّ نُوحاً لَبِثَ فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً وَ یَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدَی فَیَمُرُّونَ بِهِ وَ یَسْخَرُونَ مِنْهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ مِنْهُمْ دَعَا عَلَیْهِمْ فَقَالَ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِینَ دَیَّاراً إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا نُوحُ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ وَ أَوْسِعْهَا وَ عَجِّلْ عَمَلَهَا بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا فَعَمِلَ نُوحٌ سَفِینَةً فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ بِیَدِهِ یَأْتِی بِالْخَشَبِ مِنْ بُعْدٍ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا قَالَ مُفَضَّلُ ثُمَّ انْقَطَعَ حَدِیثُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ ذَلِكَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقَامَ فَصَلَّی الظُّهْرَ ثُمَّ الْعَصْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَالْتَفَتَ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی مَوْضِعِ دَارِ الدَّارِیِّینَ وَ هُوَ مَوْضِعُ دَارِ ابْنِ حَكِیمٍ وَ ذَلِكَ فُرَاتٌ الْیَوْمَ وَ قَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ هَاهُنَا نُصِبَتْ أَصْنَامُ قَوْمِ نُوحٍ یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً ثُمَّ مَضَی حَتَّی رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی كَمْ عُمِلَ سَفِینَةُ نُوحٍ وَ فُرِغَ مِنْهَا قَالَ فِی الدَّوْرَیْنِ فَقُلْتُ كَمِ الدَّوْرَانِ قَالَ ثَمَانُونَ سَنَةً قُلْتُ فَإِنَّ الْعَامَّةَ تَقُولُ عَمِلَهَا فِی خَمْسِمِائَةِ عَامٍ قَالَ فَقَالَ كَلَّا كَیْفَ وَ اللَّهُ یَقُولُ وَ وَحْیِنا(1).

«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ رَأَیْتَ قَوْلَ اللَّهِ حَتَّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ مَا هَذَا التَّنُّورُ وَ أَنَّی كَانَ مَوْضِعُهُ وَ كَیْفَ كَانَ فَقَالَ كَانَ التَّنُّورُ حَیْثُ وَصَفْتُ لَكَ فَقُلْتُ فَكَانَ بَدْوُ خُرُوجِ الْمَاءِ مِنْ ذَلِكَ التَّنُّورِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ یَرَی قَوْمُ نُوحٍ الْآیَةَ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ بَعْدُ أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ مَطَراً یَفِیضُ

ص: 386


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 144.

فَیْضاً وَ فَاضَ الْفُرَاتُ فَیْضاً أَیْضاً وَ الْعُیُونُ كُلُّهُنَّ عَلَیْهَا فَغَرَّقَهُمُ اللَّهُ وَ أَنْجَی نُوحاً وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ فَقُلْتُ لَهُ فَكَمْ لَبِثَ نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ حَتَّی نَضَبَ الْمَاءُ وَ خَرَجُوا مِنْهَا فَقَالَ لَبِثُوا فِیهَا سَبْعَةَ أَیَّامٍ وَ لَیَالِیَهَا وَ طَافَتْ بِالْبَیْتِ ثُمَّ اسْتَوَتْ عَلَی الْجُودِیِّ وَ هُوَ فُرَاتُ الْكُوفَةِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ لَقَدِیمٌ فَقَالَ نَعَمْ وَ هُوَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ وَ لَقَدْ صَلَّی فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ انْطَلَقَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی الْبُرَاقِ فَلَمَّا انْتَهَی بِهِ إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ هُوَ ظَهْرُ الْكُوفَةِ وَ هُوَ یُرِیدُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ أَبِیكَ آدَمَ وَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ فَانْزِلْ فَصَلِّ فِیهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَصَلَّی ثُمَّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ(1).

«8»- شی، [تفسیر العیاشی] أَبُو عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَسْجِدُ كُوفَانَ مِنْهُ فَارَ التَّنُّورُ وَ نُجِرَتِ السَّفِینَةُ وَ هُوَ سُرَّةُ بَابِلَ وَ مَجْمَعُ الْأَنْبِیَاءِ(2).

«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی حَدِیثٍ لَهُ فِی فَضْلِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فِیهِ نَجَرَ نُوحٌ سَفِینَتَهُ وَ فِیهِ فارَ التَّنُّورُ وَ بِهِ كَانَ بَیْتُ نُوحٍ وَ مَسْجِدُهُ (3).

«10»- كش، [رجال الكشی] أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِیُّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَقَامَتْ حُبَّی أُخْتُ مُیَسِّرٍ بِمَكَّةَ ثَلَاثِینَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ حَتَّی ذَهَبَ أَهْلُ بَیْتِهَا وَ فَنُوا أَجْمَعِینَ إِلَّا قَلِیلًا قَالَ فَقَالَ مُیَسِّرٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ حُبَّی قَدْ أَقَامَتْ بِمَكَّةَ حَتَّی ذَهَبَ أَهْلُهَا وَ قَرَابَتُهَا تَحْزَنُ عَلَیْهَا وَ قَدْ بَقِیَ مِنْهُمْ بَقِیَّةٌ یَخَافُونَ أَنْ یَذْهَبُوا كَمَا ذَهَبَ مَنْ مَضَی وَ لَا یَرَوْنَهَا فَلَوْ قُلْتَ لَهَا فَإِنَّهَا تَقْبَلُ مِنْكَ قَالَ یَا مُیَسِّرُ دَعْهَا فَإِنَّهُ مَا یَدْفَعُ عَنْكُمْ إِلَّا بِدُعَائِهَا قَالَ فَأَلَحَّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَهَا یَا حُبَّی مَا یَمْنَعُكِ مِنْ مُصَلَّی عَلِیٍّ علیه السلام الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ فَانْصَرَفَتْ (4).

أقول: قال الشیخ السعید الشهید(5) و مؤلف المزار الكبیر(6) رفع اللّٰه درجتهما.

ص: 387


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 146.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 147.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 147.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 356.
5- 5. مزار الشهید ص 74- 75.
6- 6. المزار الكبیر ص 48- 49.

«11»- رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ یَا فُلَانُ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ مِنَ الْبَابِ الثَّانِی عَنْ مَیْمَنَةِ الْمَسْجِدِ فَعُدَّ خَمْسَةَ أَسَاطِینَ اثْنَتَانِ مِنْهَا فِی الظِّلَالِ وَ ثَلَاثٌ مِنْهَا فِی صَحْنِ الْحَائِطِ فَصَلِّ هُنَاكَ فَعِنْدَ الثَّالِثَةِ مُصَلَّی إِبْرَاهِیمَ وَ هِیَ الْخَامِسَةُ مِنَ الْمَسْجِدِ رَكْعَتَیْنِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی أَبِینَا آدَمَ وَ أُمِّنَا حَوَّاءَ السَّلَامُ عَلَی هَابِیلَ الْمَقْتُولِ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً عَلَی مَوَاهِبِ اللَّهِ وَ رِضْوَانِهِ السَّلَامُ عَلَی شِیثٍ صَفْوَةِ اللَّهِ الْمُخْتَارِ الْأَمِینِ وَ عَلَی الصَّفْوَةِ الصَّادِقِینَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ السَّلَامُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِمُ الْمُخْتَارِینَ السَّلَامُ عَلَی مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُصْطَفَیْنَ عَلَی الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی الْأَوَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ السَّلَامُ عَلَی الرَّقِیبِ الشَّاهِدِ لِلَّهِ عَلَی الْأُمَمِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْتُبْنِی عِنْدَكَ مِنَ الْمَقْبُولِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْفَائِزِینَ الْمُطْمَئِنِّینَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ.

«12»- ثُمَّ قَالا رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَ بِالْإِسْنَادِ مَرْفُوعاً إِلَی أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: بَیْنَا أَنَا قَاعِدٌ یَوْماً فِی الْمَسْجِدِ عِنْدَ السَّابِعَةِ إِذَا بِرَجُلٍ مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَدْ دَخَلَ فَنَظَرْتُ إِلَی أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَطْیَبِهِمْ رِیحاً وَ أَنْظَفِهِمْ ثَوْباً مُعَمَّمٍ بِلَا طَیْلَسَانٍ وَ لَا إِزَارٍ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ دُرَّاعَةٌ وَ عِمَامَةٌ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلَانِ عَرَبِیَّانِ فَخَلَعَ نَعْلَیْهِ ثُمَّ قَامَ عِنْدَ السَّابِعَةِ وَ رَفَعَ مُسَبِّحَتَیْهِ حَتَّی بَلَغَا شَحْمَتَیْ أُذُنَیْهِ ثُمَّ أَرْسَلَهُمَا بِالتَّكْبِیرِ فَلَمْ تَبْقَ فِی بَدَنِی شَعْرَةٌ إِلَّا قَامَتْ ثُمَّ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَحْسَنَ رُكُوعَهُنَّ وَ سُجُودَهُنَّ وَ قَالَ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَیْتُكَ فَقَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ الْإِیمَانِ بِكَ مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَیَّ لَا مَنّاً مِنِّی بِهِ عَلَیْكَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِیكاً وَ قَدْ عَصَیْتُكَ عَلَی غَیْرِ وَجْهِ الْمُكَابَرَةِ وَ لَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِیَّتِكَ وَ لَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَایَ وَ أَزَلَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَیَّ وَ الْبَیَانِ فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی غَیْرَ ظَالِمٍ لِی وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی فَبِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ یَا كَرِیمُ.

ص: 388

ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً یَقُولُهَا حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ وَ قَالَ أَیْضاً فِی سُجُودِهِ یَا مَنْ یَقْدِرُ عَلَی قَضَاءِ حَوَائِجِ السَّائِلِینَ یَا مَنْ یَعْلَمُ ضَمِیرَ الصَّامِتِینَ یَا مَنْ لَا یَحْتَاجُ إِلَی تَفْسِیرٍ یَا مَنْ یَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ یَا مَنْ أَنْزَلَ الْعَذَابَ عَلَی قَوْمِ یُونُسَ وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ فَدَعَوْهُ وَ تَضَرَّعُوا إِلَیْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَ مَتَّعَهُمْ إِلَی حِینٍ قَدْ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَاكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ مَوْلَایَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَانْكَبَبْتُ عَلَی یَدَیْهِ أُقَبِّلُهُمَا فَنَزَعَ یَدَهُ مِنِّی وَ أَوْمَأَ إِلَیَّ بِالسُّكُوتِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ أَنَا مَنْ عَرَفْتَهُ فِی وَلَائِكُمْ فَمَا الَّذِی أَقْدَمَكَ إِلَی هَاهُنَا قَالَ هُوَ مَا رَأَیْتَ.

أقول: وجدت الروایة بخط بعض الأفاضل منقولا من خط علی بن سكون.

«13»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَسْجِدُ كُوفَانَ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ صَلَّی فِیهِ أَلْفُ نَبِیٍّ وَ سَبْعُونَ نَبِیّاً وَ مَیْمَنَتُهُ رَحْمَةٌ وَ مَیْسَرَتُهُ مَكْرُمَةٌ فِیهِ عَصَا مُوسَی وَ شَجَرَةُ یَقْطِینٍ وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ مِنْهُ فارَ التَّنُّورُ وَ نُجِرَتِ السَّفِینَةُ وَ هِیَ صُرَّةُ بَابِلَ وَ مَجْمَعُ الْأَنْبِیَاءِ(1).

بیان: قوله فیه عصا موسی أی كانت مودعة فیه فأخذها النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الآن أیضا مودعة فیه و كلما أراد الإمام أخذه و كذا أختاها قوله و هی صرة بابل أی أشرف أجزائها لأن الصرة مجمع النقود التی هی أفضل الأموال و فیما مر بروایة العیاشی بالسین قال فی القاموس سرة الوادی أفضل مواضعه (2).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ التَّبَّانِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْمُقْرِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: بَیْنَا نَحْنُ ذَاتَ یَوْمٍ حَوْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَسْجِدِ

ص: 389


1- 1. الكافی ج 3 ص 493.
2- 2. القاموس ج 2 ص 47 و الموجود فیه( و سرارة الوادی أفضل مواضعه فلاحظ.

الْكُوفَةِ إِذْ قَالَ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَقَدْ حَبَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا لَمْ یَحْبُ بِهِ أَحَداً فَفَضَّلَ مُصَلَّاكُمْ وَ هُوَ بَیْتُ آدَمَ وَ بَیْتُ نُوحٍ وَ بَیْتُ إِدْرِیسَ وَ مُصَلَّی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ وَ مُصَلَّی أَخِی الْخَضِرِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ مُصَلَّایَ وَ إِنَّ مَسْجِدَكُمْ هَذَا أَحَدُ الْأَرْبَعِ الْمَسَاجِدِ الَّتِی اخْتَارَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَهْلِهَا وَ كَأَنِّی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی ثَوْبَیْنِ أَبْیَضَیْنِ شَبِیهٌ بِالْمُحْرِمِ یَشْفَعُ لِأَهْلِهِ وَ لِمَنْ صَلَّی فِیهِ فَلَا تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ وَ لَا تَذْهَبُ الْأَیَّامُ حَتَّی یُنْصَبَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فِیهِ وَ لَیَأْتِیَنَّ عَلَیْهِ زَمَانٌ یَكُونُ مُصَلَّی الْمَهْدِیِّ مِنْ وُلْدِی وَ مُصَلَّی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ لَا یَبْقَی عَلَی الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِهِ أَوْ حَنَّ قَلْبُهُ إِلَیْهِ فَلَا تَهْجُرُنَّ وَ تَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالصَّلَاةِ فِیهِ وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِكُمْ فَلَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِیهِ مِنَ الْبَرَكَةِ لَأَتَوْهُ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ (1).

بیان: نصب الحجر الأسود فیه كان فی زمن القرامطة حیث خربوا الكعبة و نقلوا الحجر إلی مسجد الكوفة ثم ردوه إلی موضعه و نصبه القائم علیه السلام بحیث لم یعرفه الناس كما مر ذكره فی كتاب الغیبة و قال الجزری (2)

فیه لو یعلمون ما فی العشاء و الفجر لأتوهما و لو حبوا الحبو أن یمشی علی یدیه و ركبتیه أو استه.

«15»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ قَائِمٍ یُصَلِّی

یُحْسِنُ رُكُوعَهُ وَ سُجُودَهُ فَجِئْتُ لِأَنْظُرَ إِلَیْهِ فَسَبَقَنِی إِلَی السُّجُودِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَیْتُكَ فَقَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ وَ هُوَ الْإِیمَانُ بِكَ مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَیَّ لَا مَنّاً بِهِ مِنِّی عَلَیْكَ وَ لَمْ أَعْصِكَ فِی أَبْغَضِ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ لَمْ أَدْعُ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ شَرِیكاً مَنّاً مِنْكَ عَلَیَّ لَا مَنّاً مِنِّی عَلَیْكَ وَ عَصَیْتُكَ فِی أَشْیَاءَ عَلَی غَیْرِ مُكَاثَرَةٍ مِنِّی وَ لَا مُكَابَرَةٍ وَ لَا اسْتِكْبَارٍ عَنْ عِبَادَتِكَ وَ لَا

ص: 390


1- 1. أمالی الصدوق ص 227.
2- 2. النهایة ج 1 ص 231.

جُحُودٍ لِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَایَ وَ أَزَلَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْبَیَانِ فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذَنْبِی غَیْرَ ظَالِمٍ لِی وَ إِنْ تَرْحَمْنِی فَبِجُودِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ انْفَتَلَ وَ خَرَجَ مِنْ بَابِ كِنْدَةَ فَتَبِعْتُهُ حَتَّی أَتَی مُنَاخَ الكلبتین [الْكَلْبِیِّینَ] فَمَرَّ بِأَسْوَدَ فَأَمَرَهُ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا أَقْدَمَكَ هَذَا الْمَوْضِعَ فَقَالَ الَّذِی رَأَیْتَ (1).

بیان: المكاثرة المغالبة بالكثرة أی لم تكن معصیتی لأن أتكل علی كثرة جنودی و قوتی و أرید أن أعازك و أعارضك.

«16»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْكُوفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ النَّهْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ تَوْبَةَ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: قَالَ لِیَ الصَّادِقُ علیه السلام كَمْ بَیْنَ مَنْزِلِكَ وَ بَیْنَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ مَا بَقِیَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ صَالِحٌ دَخَلَ الْكُوفَةَ إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِهِ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِهِ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ الْمَلَكُ فَصَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ وَ الصَّلَاةُ الْفَرِیضَةُ فِیهِ أَلْفُ صَلَاةٍ وَ النَّافِلَةُ فِیهِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ وَ الْجُلُوسُ فِیهِ مِنْ غَیْرِ تِلَاوَةِ قُرْآنٍ عِبَادَةٌ فَأْتِهِ وَ لَوْ زَحْفاً(2).

«17»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ: مِثْلَهُ (3).

«18»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَزَّازِ عَنْ هَارُونَ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ قَالَ سَهْلٌ وَ رُوِیَ لِی عَنْ عَمْرٍو إِنَّ الصَّلَاةَ فِیهِ لَتَعْدِلُ بِحَجَّةٍ وَ إِنَّ النَّافِلَةَ لَتَعْدِلُ بِعُمْرَةٍ(4).

بیان: الزحف مشی الصبی باسته.

ص: 391


1- 1. أمالی الصدوق ص 312.
2- 2. أمالی الصدوق ص 385.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 43.
4- 4. الكافی ج 3 ص 290.

«19»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَا سَمِعْتَ مِنْ أَشْیَاخِكَ فَقُلْتُ لَهُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ دُفِنَ بِنَجَفِ الْكُوفَةِ وَ رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ بِمِثْلِ هَذَا فَقَالَ سَمِعْتُ مِنْهُ یَذْكُرُ أَنَّهُ دُفِنَ فِی مَسْجِدِكُمْ بِالْكُوفَةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیْشٍ لِمَنْ صَلَّی فِیهِ مِنَ الْفَضْلِ فَقَالَ كَانَ جَعْفَرٌ یَقُولُ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ ثَلَاثُ مِرَارٍ هَكَذَا وَ هَكَذَا بِیَدَیْهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ تُجَاهِهِ (1).

«20»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اخْتَارَ مِنَ الْبُلْدَانِ أَرْبَعَةً فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ فَالتِّینُ الْمَدِینَةُ وَ الزَّیْتُونُ بَیْتُ الْمَقْدِسِ وَ طُورُ سِینِینَ الْكُوفَةُ وَ هَذَا الْبَلَدُ الْأَمِینُ مَكَّةُ(2).

«21»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«22»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: ذَكَرَ عَلِیٌّ علیه السلام الْكُوفَةَ فَقَالَ یُدْفَعُ الْبَلَاءُ عَنْهَا كَمَا یُدْفَعُ عَنْ أَخْبِیَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«23»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُصَلِّی عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ مِنْ بَابِ الْفِیلِ مِمَّا یَلِی الصَّحْنَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَیْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ وَ لَهُ عَقِیصَتَانِ سَوْدَاوَانِ أَبْیَضُ اللِّحْیَةِ فَلَمَّا سَلَّمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ صَلَاتِهِ أَكَبَّ عَلَیْهِ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ فَأَخْرَجَهُ مِنْ بَابِ كِنْدَةَ قَالَ فَخَرَجْنَا مُسْرِعِینَ خَلْفَهُمَا وَ لَمْ نَأْمَنْ عَلَیْهِ فَاسْتَقْبَلَنَا علیه السلام فِی چَارْسُوخِ كِنْدَةَ قَدْ أَقْبَلَ رَاجِعاً فَقَالَ مَا لَكُمْ فَقُلْنَا لَمْ نَأْمَنْ عَلَیْكَ هَذَا الْفَارِسَ فَقَالَ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ

ص: 392


1- 1. قرب الإسناد ص 162.
2- 2. الخصال ج ص 153 ضمن حدیث.
3- 3. معانی الأخبار ص 362.
4- 4. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 65.

أَ لَمْ تَرَوْا حَیْثُ أَكَبَّ عَلَیْنَا قُلْنَا بَلَی فَقَالَ إِنَّهُ قَالَ لِی إِنَّكَ فِی مَدَرَةٍ لَا یُرِیدُهَا جَبَّارٌ بِسُوءٍ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ وَ احْذَرِ النَّاسَ فَخَرَجْتُ مَعَهُ لِأُشَیِّعَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الظَّهْرَ(1).

بیان: المدرة بالتحریك البلدة.

«24»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی زَمَنِ مَرْوَانَ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتُمْ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ مَا مِنَ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مُحِبّاً لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَا سِیَّمَا هَذِهِ الْعِصَابَةَ إِنَّ اللَّهِ هَدَاكُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ فَأَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ تَابَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ فَأَحْیَاكُمُ اللَّهُ مَحْیَانَا وَ أَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ أَوْ یَغْتَبِطُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفَسُهُ هَكَذَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«25»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ شَیْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْیَقْصِدْ إِلَی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ لْیُسْبِغْ وُضُوءَهُ وَ لْیُصَلِّ فِی الْمَسْجِدِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سَبْعَ سُوَرٍ مَعَهَا وَ هِیَ الْمُعَوِّذَتَانِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ- فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ وَ تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ وَ سَأَلَ اللَّهَ حَاجَتَهُ فَإِنَّهَا تُقْضَی بِعَوْنِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ وَ قَالَ لِی هَذَا الشَّیْخُ إِنِّی فَعَلْتُ ذَلِكَ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یُوَسِّعَ عَلَیَّ فِی رِزْقِی فَأَنَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِكُلِّ نِعْمَةٍ ثُمَّ دَعَوْتُهُ أَنْ یَرْزُقَنِیَ الْحَجَّ فَرَزَقَنِیهِ وَ عَلَّمْتُهُ رَجُلًا كَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا مُقْتَراً عَلَیْهِ فِی رِزْقِهِ فَرَزَقَهُ اللَّهُ

ص: 393


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 50.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 143.

تَعَالَی وَ وَسَّعَ عَلَیْهِ (1).

«26»- صبا، [مصباح الزائر] عَنْهُ علیه السلام مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (2).

«27»- قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ أَخْبَرَنِی السَّیِّدُ الْأَجَلُّ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ التَّقِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ الْحُسَیْنِیُّ فِی ذِی الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِحِلَّةَ الْجَامِعِینَ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِی الْغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الشَّرِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی تَمَامٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِیرٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ الضُّبِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا أَرَانِی مَسْجِدَ كُوفَانَ فَقُلْتُ

یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذَا قَالَ مَسْجِدٌ مُبَارَكٌ كَثِیرُ الْخَیْرِ عَظِیمُ الْبَرَكَةِ اخْتَارَ اللَّهُ لِأَهْلِهِ وَ هُوَ یَشْفَعُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ- وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ(3).

«28»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَعِیدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَیْمُونٍ الْبَجَلِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ وَ مِیثَمٍ الْكِنَانِیِّ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی تَزَوَّدْتُ زَاداً وَ ابْتَعْتُ رَاحِلَةً وَ قَضَیْتُ بَتَاتِی یَعْنِی حَوَائِجِی وَ أَنْطَلِقُ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ لَهُ علیه السلام انْطَلِقْ فَبِعْ رَاحِلَتَكَ وَ كُلْ زَادَكَ وَ عَلَیْكَ بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَإِنَّهُ أَحَدُ الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ رَكْعَتَانِ فِیهِ تَعْدِلَانِ كَثِیراً فِیمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ وَ الْبَرَكَةُ مِنْهُ عَلَی رَأْسِ اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا مِنْ حَیْثُ مَا جِئْتَهُ وَ قَدْ تُرِكَ مِنْ أُسِّهِ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَ مِنْ زَاوِیَتِهِ فارَ التَّنُّورُ وَ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْخَامِسَةِ صَلَّی إِبْرَاهِیمُ الْخَلِیلُ وَ صَلَّی فِیهِ أَلْفُ نَبِیٍّ وَ أَلْفُ وَصِیٍّ وَ فِیهِ عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ شَجَرَةُ یَقْطِینٍ وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ فِیهِ ثَلَاثَةُ أَعْیُنٍ یَزْهَرْنَ

ص: 394


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 30.
2- 2. مصباح الزائر ص 51.
3- 3. المزار الكبیر ص 33- 34.

عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ وَ عَیْنٌ مِنْ دُهْنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ انْبَثَّتْ مِنْ ضِغْثٍ تُذْهِبُ الرِّجْسَ وَ تُطَهِّرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْهُ سُیِّرَ جَبَلُ الْأَهْوَازِ وَ فِیهِ صَلَّی نُوحٌ النَّبِیُّ علیه السلام وَ فِیهِ أُهْلِكَ یَغُوثُ وَ یَعُوقُ وَ یُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفاً لَیْسَ عَلَیْهِمْ حِسَابٌ وَ لَا عَذَابٌ جَانِبُهُ الْأَیْمَنُ ذِكْرٌ وَ جَانِبُهُ الْأَیْسَرُ مَكْرٌ وَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِیهِ مِنَ الْفَضْلِ لَأَتَوْهُ حَبْواً(1).

«29»- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ النَّحَّاسُ قَالَ وَ لَوْ حَبْواً كِتَابُ الْغَارَاتِ وَ بِالْإِسْنَادِ(2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِیِّ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَبَّاحٍ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ السُّدِّیِّ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ رَابِعُ أَرْبَعَةِ مَسَاجِدَ لِلْمُسْلِمِینَ رَكْعَتَانِ فِیهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عَشْرٍ فِیمَا سِوَاهُ وَ لَقَدْ نُجِرَتْ سَفِینَةُ نُوحٍ فِی وَسَطِهِ وَ فارَ التَّنُّورُ مِنْ زَاوِیَتِهِ الْیُمْنَی وَ الْبَرَكَةُ مِنْهُ عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا مِنْ حَیْثُ مَا أَتَیْتَهُ وَ لَقَدْ نُقِصَ مِنْهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ ذِرَاعٍ بِمَا كَانَ عَلَی عَهْدِهِمْ (3).

«30»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذُبْیَانَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ الْحَارِثِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ مِنَ الْكُوفِیِّینَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- إِنِّی نَاءٍ عَنِ الْمَسْجِدِ وَ لَیْسَ لِی نِیَّةُ الصَّلَاةِ فِیهِ فَقَالَ علیه السلام ائْتِهِ فَلَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِیهِ لَأَتَوْهُ وَ لَوْ حَبْواً قَالَ إِنِّی أَشْتَغِلُ قَالَ فَأْتِهِ وَ لَا تَدَعْهُ مَا أَمْكَنَكَ وَ عَلَیْكَ بِمَیَامِنِهِ مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ فَإِنَّهُ مَقَامُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ مَقَامُ جَبْرَئِیلَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ فَضْلِهِ مَا أَعْلَمُ لَازْدَحَمُوا عَلَیْهِ (4).

ص: 395


1- 1. المزار الكبیر ص 34.
2- 2. ما بین القوسین فیه سهو قلم لا یخفی فان فی المصدر- المزار ص 34-( و بالاسناد قال: حدّثنا محمّد بن الحسین النحاس حدّثنا علیّ بن العباس البجلیّ إلخ.
3- 3. المزار الكبیر ص 34.
4- 4. المزار الكبیر ص 34.

«31»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السَّمِینِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الرِّطَابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ إِسْحَاقَ الضَّبِّیِّ عَنْ زُهَیْرِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ مَسْجِدَكُمْ هَذَا لَأَحَدُ الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ الْمَعْدُودَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ مَسْجِدِ الْأَقْصَی وَ مَسْجِدِكُمْ هَذَا یَعْنِی مَسْجِدَ الْكُوفَةِ أَلَا وَ إِنَّ زَاوِیَتَهُ الْیُمْنَی مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ مِنْهَا فارَ التَّنُّورُ وَ إِنَّ السَّارِیَةَ الْخَامِسَةَ مِمَّا یَلِی صَحْنَ الْمَسْجِدِ عَنْ یَمْنَةِ الْمَسْجِدِ مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ مُصَلَّی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ وَ إِنَّ وَسَطَهُ لَنُجِرَتْ فِیهِ سَفِینَةُ نُوحٍ وَ لَأَنْ أُصَلِّیَ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّیَ فِی غَیْرِهِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ وَ لَقَدْ نَقَصَ مَنْ ذَرَعَهُ مِنَ الْأُسِّ الْأَوَّلِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَ إِنَّ الْبَرَكَةَ مِنْهُ عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا مِنْ أَیِّ الْجَوَانِبِ جِئْتَهُ (1).

«32»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِشَامٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَكَأَنِّی بِمَسْجِدِ كُوفَانَ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُحْرِماً فِی مُلَاءَتَیْنِ یَشْهَدُ لِمَنْ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ (2).

«33»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْكُوفَةُ جُمْجُمَةُ الْعَرَبِ وَ رُمْحُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَنْزُ الْإِیمَانِ (3).

ص: 396


1- 1. المزار الكبیر ص 34 و فیه( القطان) بدل( الرطاب).
2- 2. المزار الكبیر ص 35 و قد ورد بین هذا الحدیث و الحدیث السابق فی المصدر حدیث لم یذكره المؤلّف و هو: و بالاسناد قال اخبرنا محمّد بن الحسین التیملی البزاز حدّثنا علیّ بن العباس حدّثنا بكار بن أحمد حدّثنا محمّد بن عمرو عن إبراهیم بن مهدیّ عن سلام بن أبی عمرو عن سعد بن طریف عن الأصبغ بن نباته عن علیّ علیه السلام قال: النافلة فی هذا المسجد تعدل عمرة مع النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و قد صلی فیه الف نبی و ألف وصی اه و المظنون قویا سقوط ذلك من قلم المؤلّف سهوا.
3- 3. علل الشرائع ص 461 ضمن حدیث طویل.

بیان: قال فی النهایة(1)

فی الحدیث: ائت الكوفة فإن بها جمجمة العرب.

أی ساداتها لأن الجمجم الرأس و هو أشرف الأعضاء و قیل جماجم العرب التی تجمع البطون فینسب إلیها دونهم و قال فی موضع آخر(2)

العرب تجعل الرمح كنایة عن الدفع و المنع انتهی فالمعنی أن اللّٰه یدفع بها البلایا عن أهلها كما مر فی الأخبار السابقة و أما كونه كنز الإیمان فلكثرة نشو المؤمنین الكاملین منها و انتشار شرائع الإیمان فیها.

«34»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: الصَّلَاةُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فُرَادَی أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِینَ صَلَاةً فِی غَیْرِ جَمَاعَةٍ(3).

«35»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (4).

«36»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةٌ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی غَیْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ(5).

«37»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ صَلَّی فِیهِ أَلْفُ نَبِیٍّ وَ أَلْفُ وَصِیٍّ وَ مِنْهُ فَارَ التَّنُّورُ وَ فِیهِ نُجِرَتِ السَّفِینَةُ مَیْمَنَتُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مَیْسَرَتُهُ مَكْرٌ فَقُلْتُ لِأَبِی بَصِیرٍ مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ مَكْرٌ قَالَ یَعْنِی مَنَازِلَ الشَّیْطَانِ (6).

«38»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُومُ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ یَرْمِی بِسَهْمِهِ فَیَقَعُ فِی

ص: 397


1- 1. النهایة ج 1 ص 208.
2- 2. النهایة ج 2 ص 108.
3- 3. ثواب الأعمال ص 28.
4- 4. كامل الزیارات ص 31.
5- 5. ثواب الأعمال ص 28.
6- 6. ثواب الأعمال ص 28.

مَوْضِعِ التَّمَّارِینَ فَیَقُولُ ذَاكَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ كَانَ یَقُولُ قَدْ نَقَصَ مِنْ أَسَاسِ الْمَسْجِدِ مِثْلُ مَا نَقَصَ فِی تَرْبِیعِهِ.

«38»- كا، [الكافی] بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَائِمَ علیه السلام إِذَا قَامَ رَدَّ الْبَیْتَ الْحَرَامَ إِلَی أَسَاسِهِ وَ رَدَّ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَسَاسِهِ وَ رَدَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ إِلَی أَسَاسِهِ وَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ مَوْضِعُ التَّمَّارِینَ مِنَ الْمَسْجِدِ(1).

«39»- سن، [المحاسن] عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِنْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَمْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ یَكُونُ مِیلًا قُلْتُ لَا قَالَ أَ فَتُصَلِّی فِیهِ الصَّلَاةَ كُلَّهَا قُلْتُ لَا قَالَ أَمَا لَوْ كُنْتُ حَاضِراً بِحَضْرَتِهِ لَرَجَوْتُ أَنْ لَا تَفُوتَنِی صَلَاةٌ أَ وَ تَدْرِی مَا فَضْلُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا عَبْدٍ صَالِحٍ إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ حَتَّی إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ السَّاعَةَ مُقَابِلُ مَسْجِدِ كُوفَانَ قَالَ فَاسْتَأْذِنْ لِی أُصَلِّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَنَزَلَ فَصَلَّی فِیهِ وَ إِنَّ مُقَدَّمَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مَیْمَنَتُهُ وَ مَیْسَرَتُهُ كَرَوْضَةٍ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ وَسَطَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ مُؤَخَّرَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ الصَّلَاةُ فِیهِ فَرِیضَةٌ تَعْدِلُ فِیهِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ وَ النَّافِلَةُ فِیهِ بِخَمْسِمِائَةِ صَلَاةٍ(2).

«40»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ إِنَّ الْجُلُوسَ فِیهِ بِغَیْرِ صَلَاةٍ وَ لَا ذِكْرٍ لَعِبَادَةٌ وَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ لَأَتَوْهُ وَ لَوْ حَبْواً(3).

بیان: المراد بالمیسرة فی هذا الخبر میسرة أصل المسجد و فی الخبر السابق خارجه المتصل به فإن منازل الخلفاء كانت هناك.

«41»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مَتٍّ الْجَوْهَرِیُّ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَتَی مَسْجِدَ الْكُوفَةِ عَمْداً مِنَ الْمَدِینَةِ فَصَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ جَاءَ حَتَّی رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ أَخَذَ الطَّرِیقَ (4).

ص: 398


1- 1. الكافی ج 3 ص 492.
2- 2. المحاسن ص 56.
3- 3. كامل الزیارات ص 28.
4- 4. كامل الزیارات ص 28.

«42»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ سُلَیْمَانَ مَوْلَی طِرْبَالٍ وَ غَیْرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَفَقَةُ دِرْهَمٍ بِالْكُوفَةِ تُحْسَبُ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ فِیمَا سِوَاهَا وَ رَكْعَتَانِ فِیهَا تُحْسَبُ بِمِائَةِ رَكْعَةٍ(1).

«43»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَدِینِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَكَّةُ حَرَمُ اللَّهُ وَ الْمَدِینَةُ حَرَمُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْكُوفَةُ حَرَمُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً حَرَّمَ مِنَ الْكُوفَةِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِیمُ مِنْ مَكَّةَ وَ مَا حَرَّمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْمَدِینَةِ(2).

«44»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ بَلَدٍ [مِنَ] الْبُلْدَانِ أَكْثَرَ مُحِبّاً لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ(3).

«45»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ نَجْمِ بْنِ حُطَیْمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ لَأَعَدُّوا لَهُ الزَّادَ وَ الرَّاحِلَةَ مِنْ مَكَانٍ بَعِیدٍ وَ قَالَ صَلَاةٌ فَرِیضَةٌ فِیهِ تَعْدِلُ حَجَّةً وَ صَلَاةٌ نَافِلَةٌ تَعْدِلُ عُمْرَةً(4).

«46»- رُوِیَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ: مِثْلَهُ (5).

بیان: لا ینافی هذا ما ورد أن الصلاة الفریضة أفضل من عشرین حجة فإن هذا لمحض شرف المكان زائدا عما قرر لنفس الصلاة من الفضل و یحتمل أن یكون المراد هنا حجة مخصوصة كاملة تعدل حججا كثیرة كما قیدت فی خبر بالمقبولة و فی آخر بكونها مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

ص: 399


1- 1. كامل الزیارات ص 27.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 284.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 291 ضمن حدیث.
4- 4. كامل الزیارات ص 28.
5- 5. المزار الكبیر ص 32.

«47»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الصَّلَاةُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ الْفَرِیضَةُ تَعْدِلُ حَجَّةً مَقْبُولَةً وَ التَّطَوُّعُ فِیهِ تَعْدِلُ عُمْرَةً مَقْبُولَةً(1).

«48»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: النَّافِلَةُ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ تَعْدِلُ عُمْرَةً مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْفَرِیضَةُ فِیهِ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ أَلْفُ نَبِیٍّ وَ أَلْفُ وَصِیٍ (2).

«49»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ طَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ خَالِدٍ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: صَلَاةٌ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ أَلْفُ صَلَاةٍ(3).

«50»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ (4).

«51»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكَّةُ حَرَمُ اللَّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِیٍّ الصَّلَاةُ فِیهَا بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ وَ الدِّرْهَمُ فِیهَا بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ الْمَدِینَةُ حَرَمُ اللَّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- الصَّلَاةُ فِیهَا فِی مَسْجِدِهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ صَلَاةٍ وَ الدِّرْهَمُ فِیهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ الْكُوفَةُ حَرَمُ اللَّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- الصَّلَاةُ فِی مَسْجِدِهَا بِأَلْفِ صَلَاةٍ(5).

«52»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا تَدَعْ

ص: 400


1- 1. كامل الزیارات ص 28 و كان الرمز فی المتن لامالی الطوسیّ.
2- 2. كامل الزیارات ص 28.
3- 3. كامل الزیارات ص 29.
4- 4. كامل الزیارات ص 29.
5- 5. كامل الزیارات ص 29.

یَا أَبَا عُبَیْدَةَ الصَّلَاةَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ لَوْ أَتَیْتَهُ حَبْواً فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِیهِ تَعْدِلُ سَبْعِینَ صَلَاةً فِی غَیْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ(1).

بیان: لعل الاختلافات الواقعة فی تلك الأخبار محمولة علی اختلاف الصلوات و المصلین و نیاتهم و حالاتهم مع أن الأقل لا ینافی الأكثر إلا بالمفهوم.

«53»- مل، [كامل الزیارات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ جَلَسَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ أَیِّ الْبُلْدَانِ أَنْتَ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ أَنَا مُحِبٌّ مُوَالٍ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تُصَلِّی فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ كُلَّ صَلَوَاتِكَ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ لَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الْخَیْرِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَغْتَسِلُ مِنْ فُرَاتِكُمْ فِی كُلِّ یَوْمٍ مَرَّةً قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ سَنَةٍ قَالَ لَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الْخَیْرِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ تَزُورُ قَبْرَ الْحُسَیْنِ فِی كُلِّ جُمْعَةٍ فَقَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ فَفِی كُلِّ سَنَةٍ قَالَ لَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الْخَیْرِ(2).

«54»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ بَعْضِ وُلْدِ مِیثَمٍ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُصَلِّی إِلَی الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ السَّابِعَةِ مِقْدَارُ مَمَرِّ عَنْزٍ(3).

«55»- كا، [الكافی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ وَ حَدَّثَنِی غَیْرُهُ: أَنَّهُ كَانَ یَنْزِلُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ سِتُّونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُصَلُّونَ عِنْدَ السَّابِعَةِ ثُمَّ لَا یَعُودُ مِنْهُمْ مَلَكٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(4).

«56»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا دَخَلْتَ مِنَ الْبَابِ الثَّانِی

ص: 401


1- 1. كامل الزیارات ص 31.
2- 2. كامل الزیارات ص 30.
3- 3. الكافی ج 3 ص 493.
4- 4. الكافی ج 3 ص 493.

فِی مَیْمَنَةِ الْمَسْجِدِ فَعُدَّ خَمْسَ أَسَاطِینَ ثِنْتَیْنِ مِنْهَا فِی الظِّلَالِ وَ ثَلَاثَةً فِی الصَّحْنِ فَعِنْدَ الثَّالِثَةِ مُصَلَّی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ هِیَ الْخَامِسَةُ مِنَ الْحَائِطِ قَالَ فَلَمَّا كَانَ أَیَّامُ أَبِی الْعَبَّاسِ- دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ بَابِ الْفِیلِ فَتَیَاسَرَ حِینَ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ فَصَلَّی عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الرَّابِعَةِ وَ هِیَ بِإِزَاءِ الْخَامِسَةِ فَقُلْتُ أَ فَتِلْكَ أُسْطُوَانَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَقَالَ لِی نَعَمْ (1).

بیان: الباب الثانی هو باب كندة كما سیأتی و یحتمل أن یكون ابتداء العد من باب بیت أمیر المؤمنین علیه السلام إلی یمین المسجد فالباب الثانی أول الأبواب المسدودة من الجدار الواقع عن یمین المصلی و یحتمل أن یكون المراد الثانی من الأبواب الواقعة عن یمین المسجد و كلاهما متجه لأن الأساطین واقعة بین البابین و إن كان إلی الثانی أقرب قوله و هی بإزاء الخامسة أی الرابعة من جهة باب الفیل واقعة بإزاء الخامسة الواقعة مما یلی كندة فلما كان السائل سمع من الإمام علیه السلام فضل الخامسة و تعیینها و رآه علیه السلام وقف عند الرابعة من مؤخر المسجد و كانت بحذاء الخامسة فسأله علیه السلام مشافهة عن الخامسة أ هی المحاذیة للرابعة فقال علیه السلام نعم فتلك إشارة إلی الخامسة لا الرابعة فلا ینافی ما دل علی أن مقام إبراهیم علیه السلام الخامسة.

«57»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَیْلٍ الْأَعْوَرِ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ قَالَ: اسْتَقْبَلْتُهُ وَ قَدْ صَلَّی النَّاسُ الْعَصْرَ فَقَالَ إِنِّی لَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ بَعْدُ فَلَا تَحْبِسْنِی وَ امْضِ رَاشِداً قَالَ قُلْتُ لَهُ لِمَ أَخَّرْتَهَا إِلَی السَّاعَةِ فَقَالَ كَانَتْ لِی حَاجَةٌ فِی السُّوقِ فَأَخَّرْتُ الصَّلَاةَ حَتَّی أُصَلِّیَ فِی الْمَسْجِدِ لِلْفَضْلِ الَّذِی بَلَغَنِی فِیهِ قَالَ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ أَیَّ شَیْ ءٍ رُوِّیتَ فِیهِ قَالَ أَخْبَرَنِی فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ إِنِّی هَبَطْتُ الْأَرْضَ فَأُهْبِطْتُ إِلَی مَسْجِدِ أَبِی نُوحٍ وَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ وَ هُوَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ فَصَلَّیْتُ فِیهِ

ص: 402


1- 1. الكافی ج 3 ص 493.

رَكْعَتَیْنِ قَالَ ثُمَّ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فِیهِ تَعْدِلُ حَجَّةً مَبْرُورَةً وَ النَّافِلَةَ تَعْدِلُ عُمْرَةً مَبْرُورَةً(1).

«58»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ الْعَنْبَرِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَ تَخْرُجُ إِلَی الْمَسْجِدِ الَّذِی فِی ظَهْرِ دَارِكَ تُصَلِّی فِیهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- ذَاكَ مَسْجِدٌ یُصَلِّی فِیهِ النِّسَاءُ فَقَالَ لِی یَا مَالِكُ ذَاكَ مَسْجِدٌ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ یُصَلِّی فِیهِ فَدَعَا اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَعْطَاهُ حَاجَتَهُ فَقَالَ مَالِكٌ فَوَ اللَّهِ مَا أَتَیْتُهُ وَ لَا صَلَّیْتُ فِیهِ فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةٌ أَصَابَنِی أَمْرٌ اغْتَمَمْتُ بِهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُمْتُ فِی اللَّیْلِ وَ انْتَعَلْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَ خَرَجْتُ فَإِذَا عَلَی بَابِی مِصْبَاحٌ فَمَرَّ قُدَّامِی حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَوَقَفَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ كُنْتُ أُصَلِّی فَلَمَّا فَرَغْتُ انْتَعَلْتُ وَ انْصَرَفْتُ فَمَرَّ قُدَّامِی حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْبَابِ فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتُ ذَهَبَ فَمَا خَرَجْتُ لَیْلَةً بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا وَجَدْتُ الْمِصْبَاحَ عَلَی بَابِی وَ قَضَی اللَّهُ حَاجَتِی (2).

بیان: یحتمل أن یكون المراد به مسجد السهلة أو غیره من المساجد المشرفة سوی المسجد الأعظم و أورده مؤلف المزار الكبیر فی فضل مسجد السهلة(3).

«59»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وُلْدِ أَبِی فَاطِمَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زَیْدٍ مَوْلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَرَدْتُ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَی فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَیْكَ وَ أُوَدِّعَكَ فَقَالَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ الْفَضْلَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَبِعْ رَاحِلَتَكَ وَ كُلْ زَادَكَ وَ صَلِّ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ فِیهِ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَ النَّافِلَةَ عُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ

ص: 403


1- 1. كامل الزیارات ص 31.
2- 2. كامل الزیارات ص 32.
3- 3. المزار الكبیر ص 36 بتفاوت.

وَ الْبَرَكَةُ مِنْهُ عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا یَمِینُهُ یُمْنٌ وَ یَسَارُهُ مَكْرٌ وَ فِی وَسَطِهِ عَیْنٌ مِنْ دُهْنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ شَرَاباً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ طُهْراً لِلْمُؤْمِنِینَ مِنْهُ سَارَتْ سَفِینَةُ نُوحٍ وَ كَانَ فِیهِ نَسْرٌ وَ یَغُوثُ وَ یَعُوقُ وَ صَلَّی فِیهِ سَبْعُونَ نَبِیّاً وَ سَبْعُونَ وَصِیّاً أَنَا أَحَدُهُمْ وَ قَالَ بِیَدِهِ فِی صَدْرِهِ مَا دَعَا فِیهِ مَكْرُوبٌ بِمَسْأَلَةٍ فِی حَاجَةٍ مِنَ الْحَوَائِجِ إِلَّا أَجَابَهُ اللَّهُ وَ فَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ (1).

بیان: لعل المراد بقوله صلوات اللّٰه علیه البركة منه علی اثنی عشر میلا ما كان فی جهة الغری إلی حیث انتهت الأمیال لبركة قبره علیه السلام و لذا قال یمینه یمن إشارة إلی ذلك و یحتمل أن یكون تلك البركة من جمیع الجوانب و یؤیده الخبر الآتی و أما العیون

فستظهر فیها فی زمن القائم علیه السلام كما یومئ إلیه بعض الأخبار و التخصیص بالسبعین فی الأنبیاء و الأوصیاء للاهتمام بذكر أعاظمهم علیهم السلام أو من صلی منهم فی هذا المقدار الذی كان مسجدا فی ذلك الزمان كانوا بهذا العدد فإنه قد مر أنه كان أوسع و اللّٰه یعلم.

«60»- مل، [كامل الزیارات] حَكِیمُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُعَلَّی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزْدَادَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنِّی قَدْ ضَرَبْتُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ لِی ذَهَباً وَ فِضَّةً وَ بِعْتُ ضِیَاعِی فَقُلْتُ أَنْزِلُ مَكَّةَ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ یَكْفُرُونَ بِاللَّهِ جَهْرَةً قَالَ فَفِی حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هُمْ شَرٌّ مِنْهُمْ قَالَ فَأَیْنَ أَنْزِلُ قَالَ عَلَیْكَ بِالْعِرَاقِ الْكُوفَةِ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ مِنْهَا عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا هَكَذَا وَ هَكَذَا وَ إِلَی جَانِبِهَا قَبْرٌ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ وَ لَا مَلْهُوفٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ (2).

بیان: یحتمل أن یكون علیه السلام أشار إلی جانبی الغری و كربلاء لا إلی جمیع الجوانب و یحتمل أن یكون أشار إلی جمیع الجوانب و إنما ذكر الراوی مرتین اختصارا.

«61»- حة، [فرحة الغری] بِالْإِسْنَادِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 404


1- 1. كامل الزیارات ص 32.
2- 2. كامل الزیارات ص 169.

دَاوُدَ عَنْ سَلَامَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْكُوفَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ فِیهَا قَبْرُ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ قَبْرُ ثَلَاثِمِائَةِ نَبِیٍّ وَ سَبْعِینَ نَبِیّاً وَ سِتِّمِائَةِ وَصِیٍّ وَ قَبْرُ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1).

«62»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَلَّامٍ الْحَنَّاطِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسَاجِدِ الَّتِی لَهَا الْفَضْلُ فَقَالَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَ مَسْجِدُ الرَّسُولِ قُلْتُ وَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ ذَاكَ فِی السَّمَاءِ إِلَیْهِ أُسْرِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهُ بَیْتُ الْمَقْدِسِ- فَقَالَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْهُ (2).

«63»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا هَارُونُ كَمْ بَیْنَ مَنْزِلِكَ وَ بَیْنَ الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ قُلْتُ قَرِیبٌ قَالَ یَكُونُ مِیلًا فَقُلْتُ لَكِنَّهُ أَقْرَبُ فَقَالَ فَمَا تَشْهَدُ الصَّلَاةَ كُلَّهَا فِیهِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا شُغِلْتُ فَقَالَ لِی أَمَا إِنِّی لَوْ كُنْتُ بِحَضْرَتِهِ مَا فَاتَتْنِی فِیهِ صَلَاةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِیَدِهِ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا عَبْدٍ صَالِحٍ إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ كُوفَانَ حَتَّی مُحَمَّدٍ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِهِ مَرَّ بِهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ كُوفَانَ فَقَالَ اسْتَأْذِنْ لِی حَتَّی أُصَلِّیَ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ فَهَبَطَ بِهِ وَ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَنْ یَمِینِهِ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ عَنْ یَسَارِهِ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ

الْجَنَّةِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ فِیهِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی غَیْرِهِ وَ النَّافِلَةَ خَمْسَمِائَةِ صَلَاةٍ وَ الْجُلُوسَ فِیهِ مِنْ غَیْرِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عِبَادَةٌ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ فَحَرَّكَهَا مَا بَعْدَ الْمَسْجِدَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ مَسْجِدِ كُوفَانَ (3).

بیان: فی التهذیب و إن میمنته لروضة من ریاض الجنة و إن مؤخره لروضة من ریاض الجنة فلا یبعد أن یكون المراد بالمیمنة قبر أمیر المؤمنین صلوات

ص: 405


1- 1. فرحة الغریّ ص 69.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 279.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 277.

اللّٰه علیه و بالمؤخر قبر الحسین صلوات اللّٰه علیه (1).

«64»- كا، [الكافی](2)

یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ قَالَ قَالَ لِی مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ وَ أَخَذَ بِیَدِی قَالَ قَالَ لِی أَبُو حَمْزَةَ وَ أَخَذَ بِیَدِی قَالَ: قَالَ لِیَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَ أَخَذَ بِیَدِی فَأَرَانِی الْأُسْطُوَانَةَ السَّابِعَةَ فَقَالَ هَذَا مَقَامُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ وَ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یُصَلِّی عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَ إِذَا غَابَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَلَّی فِیهَا الْحَسَنُ- وَ هِیَ مِنْ بَابِ كِنْدَةَ(3).

«65»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْأُسْطُوَانَةُ السَّابِعَةُ مِمَّا یَلِی أَبْوَابَ كِنْدَةَ فِی الصَّحْنِ مَقَامُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ الْخَامِسَةُ مَقَامُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام (4).

بیان: اعلم أن للمسجد فی زماننا هذا بابین متقابلین أحدهما فی جانب بیت أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه مما یلی القبلة و الآخر یقابله فی دبر القبلة و سائر الأبواب مسدودة فأما الذی فی دبر القبلة فهو باب الثعبان المشتهر بباب الفیل و الباب الأول من الأبواب المسدودة فی یمین المسجد من جهة باب الفیل هو باب الأنماط فإذا عددت منه إلی یسار المسجد أربع أساطین فالرابعة هی أسطوانة إبراهیم و أما باب كندة فهو الباب الآخر أو قبیل الباب الآخر من تلك الأبواب المسدودة من ذلك الجانب قریبا من المحراب فإذا عددت منه الأساطین إلی یسار القبلة یظهر لك الخامسة و السابعة و بعض الأساطین و إن سقطت لكن مكانها ظاهر فظهر أن الرابعة التی رواها الشهید ره فیما سیأتی عند سیاق الأعمال هی القریبة من باب الفیل و تلك الروایة تدل علی أنها مقام إبراهیم علیه السلام و روایة ابن نباتة تدل علی أن مقامه علیه السلام هی السابعة التی فی جهة القبلة بقرب المحراب و روایة ابن أسباط علی أنه الخامسة و لا تنافی بینها لأنه یمكن أن

ص: 406


1- 1. التهذیب ج 6 ص 32.
2- 2. الكافی ج 3 ص 493.
3- 3. التهذیب ج 6 ص 33.
4- 4. الكافی ج 3 ص 493.

یكون كل منها مقامه علیه السلام و أما السابعة التی فی خبر ابن نباتة السابقة المشتملة علی ذكر الخضر علیه السلام فالظاهر أنها أیضا محسوبة من باب الأنماط إلی یسار المسجد كما قلنا فی الرابعة و الأسطوانة موجودة و لا تعرف باسم و قد یقال إنها مقام الخضر علیه السلام و یحتمل أن یكون العد مبتدأ من باب الفیل إلی جانب القبلة فلا یبعد أن تنتهی إلی السابعة أو الخامسة اللتین مما یلی باب كندة فالمراد بقوله مما یلی الصحن أنه لیس العد بحذاء باب الفیل لیكون مبتدأ من أساطین الظلال بل من الأساطین الواقعة فی الصحن و الأول أظهر و لعل خروجه علیه السلام من باب كندة یؤید الثانی ثم اعلم أن الظاهر أن الشهید ره أخذ كون الرابعة مقام إبراهیم علیه السلام من خبر سفیان بن السمط علی الاحتمال المرجوح الذی أومأنا إلیه فلا تغفل.

و لما استوفینا الأخبار التی وصلت إلینا فی أعمال هذا المسجد فلنذكر ما أورده الشیخ المفید و السید ابن طاوس و مؤلف المزار الكبیر(1) و الشیخ الشهید(2)

رضی اللّٰه عنهم فی كتبهم مرتبا و إن لم یصل فی بعضها إلینا الخبر و اللفظ للسید رحمه اللّٰه.

«66»- قَالَ: إِذَا وَرَدْتَ شَرِیعَةَ الْكُوفَةِ فَاغْتَسِلْ وَ صَلِّ فِی الْمَسْجِدِ الَّذِی عِنْدَ الشَّرِیعَةِ بِقُرْبِ الْقَنْطَرَةِ الْجَدِیدَةِ مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِیِّ- فَإِنَّهُ مَوْضِعٌ شَرِیفٌ رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَلَّی فِیهِ ثُمَّ تَوَجَّهْ لِزِیَارَةِ یُونُسَ بْنِ مَتَّی علیه السلام وَ اقْصِدْ إِلَی مَشْهَدِهِ وَ قِفْ عَلَی الْبَابِ وَ اسْتَأْذِنْ عَلَیْهِ بِمَوْضِعِ الْحَاجَةِ مِنَ الْإِذْنِ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ عِنْدَ الْوُقُوفِ عَلَی بَابِ الرَّسُولِ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِالْمَدِینَةِ وَ ادْخُلْ وَ إِذَا وَقَفْتَ عَلَی قَبْرِهِ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ أَصْفِیَائِهِ السَّلَامُ عَلَی أُمَنَاءِ اللَّهِ وَ أَحِبَّائِهِ السَّلَامُ عَلَی أَنْصَارِ اللَّهِ وَ خُلَفَائِهِ السَّلَامُ عَلَی مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مَسَاكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الْمُكْرَمِینَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ

ص: 407


1- 1. المزار الكبیر ص 45.
2- 2. مزار الشهید ص 69 بتفاوت.

السَّلَامُ عَلَی مَظَاهِرِ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ السَّلَامُ عَلَی الْأَدِلَّاءِ عَلَی اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُسْتَقِرِّینَ فِی مَرْضَاةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الْمُمَحَّصِینَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی الَّذِینَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَی اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَی اللَّهَ وَ مَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَ مَنْ تَخَلَّی مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّی مِنَ اللَّهِ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّی حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ مُؤْمِنٌ بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرٌ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِیَتِكُمْ مُفَوِّضٌ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَیْكُمْ لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ ضَاعِفْ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِیمَ-(1) ثُمَّ تَدْعُو لِنَفْسِكَ وَ لِمَنْ أَحْبَبْتَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَحِیَّةَ الْمَسْجِدِ وَ رَكْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَةِ ثُمَّ ادْعُ بِدُعَاءِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ یُسَمَّی دُعَاءَ الِاسْتِقَالَةِ- یَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ یَسْتَغِیثُ الْمُذْنِبُونَ وَ یَا مَنْ إِلَی ذِكْرِ إِحْسَانِهِ یَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ وَ یَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ غَرِیبٍ وَ فَرَجَ كُلِّ مَحْزُونٍ كَئِیبٍ وَ یَا عَوْنَ كُلِّ مَخْذُولٍ فَرِیدٍ وَ یَا عَضُدَ كُلِّ مُحْتَاجٍ طَرِیدٍ أَنْتَ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ فِی نِعَمِكَ سَهْماً وَ أَنْتَ الَّذِی عَفْوُهُ أَنْسَانِی عِقَابَهُ وَ أَنْتَ الَّذِی تَسْعَی رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ وَ أَنْتَ الَّذِی عَطَاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَرْغَبُ فِی جَزَاءِ مَنْ

أَعْطَاهُ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُفَرِّطُ فِی عِقَابِ مَنْ عَصَاهُ وَ أَنَا عَبْدُكَ الَّذِی أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَنَا الَّذِی أَوْقَرَتِ الْخَطَایَا ظَهْرَهُ أَنَا الَّذِی أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمُرَهُ أَنَا الَّذِی بِجَهْلِهِ عَصَاكَ وَ لَمْ تَكُنْ أَهْلًا لِذَاكَ هَلْ أَنْتَ یَا إِلَهِی رَاحِمٌ مَنْ دَعَاكَ فَأُبَالِغَ فِی الدُّعَاءِ أَمْ أَنْتَ غَافِرٌ لِمَنْ بَكَی إِلَیْكَ فَأُسْرِعَ فِی الْبُكَاءِ أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّنْ عَفَّرَ وَجْهَهُ لَكَ تَذَلُّلًا أَمْ أَنْتَ مُغْنٍ مَنْ شَكَا إِلَیْكَ فَقْرَهُ تَوَكُّلًا إِلَهِی لَا تُخَیِّبْ مَنْ لَا یَجِدُ مَطْلَباً غَیْرَكَ وَ لَا تَخْذُلْ مَنْ لَا یَسْتَغْنِی عَنْكَ بِأَحَدٍ دُونَكَ إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّی وَ قَدْ أَقْبَلْتُ إِلَیْكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی وَ قَدْ رَغِبْتُ إِلَیْكَ وَ لَا تَجْبَهْنِی بِالرَّدِّ وَ قَدِ انْتَصَبْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ أَنْتَ

ص: 408


1- 1. مصباح الزائر ص 37.

وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی وَ أَنْتَ الَّذِی وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالْعَفْوِ فَاعْفُ عَنِّی فَقَدْ تَرَی یَا إِلَهِی فَیْضَ دَمْعِی مِنْ خِیفَتِكَ وَ وَجِیبَ قَلْبِی مِنْ خَشْیَتِكَ وَ انْتِقَاضَ جَوَارِحِی مِنْ هَیْبَتِكَ-(1) ثُمَّ تُوَدِّعُهُ علیه السلام وَ تَنْصَرِفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ تَتَوَجَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ لِدُخُولِ الْكُوفَةِ فَقَدْ رُوِیَ أَنَّهَا حَرَمُ اللَّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَخْبَارُ بِفَضْلِهَا وَ فَضْلِ مَسْجِدِهَا وَ كَثِیرٍ مِنْ أَمَاكِنِهَا كَثِیرَةُ الْوُرُودِ أَعْرَضْنَا عَنْ ذِكْرِهَا وَ قُلْ حِینَ تَدْخُلُهَا بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ ثُمَّ امْشِ وَ أَنْتَ تُكَبِّرُ اللَّهَ وَ تُهَلِّلُهُ وَ تَحْمَدُهُ وَ تُسَبِّحُهُ حَتَّی تَأْتِیَ بَابَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَتَیْتَهُ فَقِفْ عَلَی بَابِ الْفِیلِ.

«67»- أَقُولُ وَ قَالَ الشَّهِیدُ(2)

وَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(3) رَحِمَهُمَا اللَّهُ: فَإِذَا أَتَیْتَهُ فَقِفْ عَلَی الْبَابِ الْمَعْرُوفِ بِبَابِ الْفِیلِ فَإِنَّهُ رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ ادْخُلْ إِلَی الْجَامِعِ مِنَ الْبَابِ الْأَعْظَمِ فَإِنَّهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ فَإِذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ فَقِفْ عَلَی الْبَابِ ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ السَّلَامُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَی مَجَالِسِهِ وَ مَشَاهِدِهِ وَ مَقَامِ حِكْمَتِهِ وَ آثَارِ آبَائِهِ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ بُنْیَانِ بَیِّنَاتِهِ السَّلَامُ عَلَی الْإِمَامِ الْحَكِیمِ الْعَدْلِ الصِّدِّیقِ الْأَكْبَرِ الْفَارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذِی فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْكُفْرِ وَ الْإِیمَانِ وَ الشِّرْكِ وَ التَّوْحِیدِ لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیَا مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ زَیْنُ الصِّدِّیقِینَ وَ صَابِرُ الْمُمْتَحَنِینَ وَ أَنَّكَ حَكَمُ اللَّهِ

ص: 409


1- 1. مصباح الزائر ص 38.
2- 2. مزار الشهید ص 71.
3- 3. المزار الكبیر ص 45.

فِی أَرْضِهِ وَ قَاضِی أَمْرِهِ وَ بَابُ حِكْمَتِهِ وَ عَاقِدُ عَهْدِهِ وَ النَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَ الْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ كَهْفُ النَّجَاةِ وَ مِنْهَاجُ التُّقَی وَ الدَّرَجَةُ الْعُلْیَا وَ مُهَیْمِنُ الْقَاضِی الْأَعْلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ زُلْفَی أَنْتَ وَلِیِّی وَ سَیِّدِی وَ وَسِیلَتِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- ثُمَّ تَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَ تَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِیِّینَ الصَّادِقِینَ النَّاطِقِینَ الرَّاشِدِینَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً رَضِیتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَ هُدَاةً وَ مَوَالِیَ سَلَّمْتُ لِأَمْرِ اللَّهِ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِیّاً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً حَسْبِیَ اللَّهُ وَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَّةَ الْمَهْدِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ علیهم السلام أَوْلِیَاؤُهُ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ ثُمَّ صِرْ إِلَی الْأُسْطُوَانَةِ الرَّابِعَةِ مِمَّا یَلِی بَابَ الْأَنْمَاطِ وَ هِیَ بِحِذَاءِ الْخَامِسَةِ وَ هِیَ أُسْطُوَانَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَصَلِّ عِنْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ بِالْحَمْدِ وَ الصَّمَدِ وَ رَكْعَتَانِ بِالْحَمْدِ وَ الْقَدْرِ(1).

«68»- وَ قَالَ الشَّهِیدُ(2)

وَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(3) رَحِمَهُمَا اللَّهُ: ثُمَّ تَصِیرُ إِلَی الرَّابِعَةِ مِمَّا یَلِی الْأَنْمَاطَ تَسِیرُ إِلَی الْأُسْطُوَانَةِ بِمِقْدَارِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ فَقَدْ رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ جَاءَ فِی أَیَّامِ السِّفَاحِ حَتَّی دَخَلَ مِنْ بَابِ الْفِیلِ فَتَیَاسَرَ قَلِیلًا ثُمَّ دَخَلَ فَصَلَّی عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الرَّابِعَةِ وَ هِیَ بِحِذَاءِ الْخَامِسَةِ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ تِلْكَ أُسْطُوَانَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام تُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا تُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ الرَّاشِدِینَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ جَعَلَهُمْ أَنْبِیَاءَ مُرْسَلِینَ وَ حُجَّةً عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ

ص: 410


1- 1. مصباح الزائر ص 39.
2- 2. مزار الشهید ص 72.
3- 3. المزار الكبیر ص 46.

وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ذلِكَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ سَلامٌ عَلی نُوحٍ فِی الْعالَمِینَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَقُولُ نَحْنُ عَلَی وَصِیَّتِكَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ الَّتِی أَوْصَیْتَ بِهَا ذُرِّیَّتَكَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ نَحْنُ مِنْ شِیعَتِكَ وَ شِیعَةِ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ نَحْنُ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِیِّینَ وَ وَلَایَةِ مَوْلَانَا عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَی الْبَشِیرِ النَّذِیرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَی وَصِیِّهِ وَ خَلِیفَتِهِ الشَّاهِدِ لِلَّهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلَی خَلْقِهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الصِّدِّیقِ الْأَكْبَرِ وَ الْفَارُوقِ الْمُبِینِ الَّذِی أَخَذْتَ بَیْعَتَهُ عَلَی الْعَالَمِینَ رَضِیتَ بِهِمْ أَوْلِیَاءَ وَ مَوَالِیَ وَ حُكَّاماً فِی نَفْسِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ قَسَمِی وَ حِلِّی وَ إِحْرَامِی وَ إِسْلَامِی وَ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ مَحْیَایَ وَ مَمَاتِی أَنْتُمُ الْأَئِمَّةُ فِی الْكِتَابِ وَ فَصْلُ الْمَقَامِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ أَعْیُنُ الْحَیِّ الَّذِی لَا تَنَامُ وَ أَنْتُمْ حُكَمَاءُ اللَّهِ وَ بِكُمْ حَكَمَ اللَّهُ وَ بِكُمْ عُرِفَ حَقُّ اللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَنْتُمْ نُورُ اللَّهِ مِنْ بَیْنِ أَیْدِینَا وَ مِنْ خَلْفِنَا أَنْتُمْ سُنَّةُ اللَّهِ الَّتِی بِهَا سَبَقَ الْقَضَاءُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلِیماً لَا أُشْرِكُ بِاللَّهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانِی بِكُمْ وَ مَا كُنْتُ لِأَهْتَدِیَ لَوْ لَا أَنْ هَدَانِی اللَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا هَدَانَا-(1) ذِكْرُ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ عَلَی دَكَّةِ الْقَضَاءِ ثُمَّ امْضِ إِلَی دَكَّةِ الْقَضَاءِ فَصَلِّ عَلَیْهَا رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِیهَا بَعْدَ الْحَمْدِ لِلَّهِ مَهْمَا أَرَدْتَ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قُلْ یَا مَالِكِی وَ مُمَلِّكِی وَ مُتَغَمِّدِی بِالنِّعَمِ الْجِسَامِ مِنْ غَیْرِ اسْتِحْقَاقٍ وَجْهِی خَاضِعٌ لِمَا تَعْلُوهُ الْأَقْدَامُ لِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ لَا تَجْعَلْ هَذِهِ الشِّدَّةَ وَ لَا هَذِهِ الْمِحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاسْتِیصَالِ الشَّأْفَةِ وَ امْنَحْنِی مِنْ فَضْلِكَ مَا لَمْ تَمْنَحْ بِهِ أَحَداً مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ أَنْتَ الْقَدِیمُ الْأَوَّلُ الَّذِی لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ زَكِّ عَمَلِی وَ بَارِكْ لِی فِی أَجَلِی وَ اجْعَلْنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ

ص: 411


1- 1. مصباح الزائر ص 40.

مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ-(1)

ذِكْرُ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فِی بَیْتِ الطَّشْتِ الْمُتَّصِلِ بِدَكَّةِ الْقَضَاءِ تُصَلِّی هُنَاكَ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی ذَخَرْتُ تَوْحِیدِی إِیَّاكَ وَ مَعْرِفَتِی بِكَ وَ إِخْلَاصِی لَكَ وَ إِقْرَارِی بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ ذَخَرْتُ وَلَایَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِیَّتِكَ مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ لِیَوْمِ فَزَعِی إِلَیْكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا وَ قَدْ فَزِعْتُ إِلَیْكَ وَ إِلَیْهِمْ یَا مَوْلَایَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی مَوْقِفِی هَذَا وَ سَأَلْتُكَ مَا زُكِّیَ مِنْ نِعْمَتِكَ وَ إِزَاحَةَ مَا أَخْشَاهُ مِنْ نَقِمَتِكَ وَ الْبَرَكَةَ فِیمَا رَزَقْتَنِیهِ وَ تَحْصِینَ صَدْرِی مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَ جَائِحَةٍ وَ مَعْصِیَةٍ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ-(2) أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ قُدَمَاءِ أَصْحَابِنَا وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ تُصَلِّیَ فِی بَیْتِ الطَّسْتِ وَ هُوَ مُتَّصِلٌ بِدَكَّةِ الْقَضَاءِ رَكْعَتَیْنِ فَقَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَلِكَ فَإِذَا سَلَّمْتَ فَقُلْ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ ذِكْرُ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فِی وَسَطِ الْمَسْجِدِ تُصَلِّی هُنَاكَ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ الصَّمَدَ وَ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ الْكَافِرُونَ فَإِذَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ السَّلَامُ وَ دَارُكَ دَارُ السَّلَامِ حَیِّنَا رَبَّنَا مِنْكَ بِالسَّلَامِ اللَّهُمَّ إِنِّی صَلَّیْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ ابْتِغَاءَ رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ تَعْظِیماً لِمَسْجِدِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْفَعْهَا فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ تَقَبَّلْهَا مِنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ-(3)

ثُمَّ امْضِ إِلَی الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ وَ قِفْ عِنْدَهَا وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی أَبِینَا آدَمَ وَ أُمِّنَا حَوَّاءَ السَّلَامُ عَلَی هَابِیلَ الْمَقْتُولِ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً عَلَی مَوَاهِبِ اللَّهِ وَ رِضْوَانِهِ

ص: 412


1- 1. مصباح الزائر ص 40.
2- 2. مصباح الزائر ص 40.
3- 3. مصباح الزائر ص 41.

السَّلَامُ عَلَی شِیثٍ صَفْوَةِ اللَّهِ الْمُخْتَارِ الْأَمِینِ وَ عَلَی الصَّفْوَةِ الصَّادِقِینَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ السَّلَامُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِمُ الْمُخْتَارِینَ السَّلَامُ عَلَی مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی عِیسَی رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ السَّلَامُ عَلَی عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فِی الْأَوَّلِینَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فِی الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ السَّلَامُ عَلَی الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ شُهَدَاءِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَی الرَّقِیبِ الشَّاهِدِ عَلَی الْأُمَمِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ تُصَلِّی عِنْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ الْقَدْرَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ الصَّمَدَ وَ فِی الثَّالِثَةِ وَ الرَّابِعَةِ مِثْلَ ذَلِكَ فَإِذَا فَرَغْتَ وَ سَبَّحْتَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَیْتُكَ فَإِنِّی قَدْ أَطَعْتُكَ فِی الْإِیمَانِ مِنِّی بِكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَیَّ لَا مَنّاً مِنِّی عَلَیْكَ وَ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ لَكَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِیكاً وَ قَدْ عَصَیْتُكَ فِی أَشْیَاءَ كَثِیرَةٍ عَلَی غَیْرِ وَجْهِ الْمُكَابَرَةِ لَكَ وَ لَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِیَّتِكَ وَ لَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَایَ وَ أَزَلَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَیَّ وَ الْبَیَانِ فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی غَیْرَ ظَالِمٍ لِی وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی وَ تَرْحَمْنِی فَبِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی لَمْ یَبْقَ لَهَا إِلَّا رَجَاءُ عَفْوِكَ وَ قَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمَانِ فَأَنَا أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ وَ أَطْلُبُ مِنْكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّهُ اللَّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی وَ لَمْ تَظْلِمْنِی شَیْئاً وَ إِنْ تَغْفِرْ لِی فَخَیْرُ رَاحِمٍ أَنْتَ یَا سَیِّدِی اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَنَا أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَ أَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ اللَّهُمَّ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ یَا كَنْزَ الضُّعَفَاءِ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا مُنْقِذَ الْغَرْقَی یَا مُنْجِیَ الْهَلْكَی یَا مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ الَّذِی سَجَدَ لَكَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ دَوِیُّ الْمَاءِ وَ حَفِیفُ الشَّجَرِ وَ نُورُ الْقَمَرِ وَ ظُلْمَةُ اللَّیْلِ وَ ضَوْءُ النَّهَارِ وَ خَفَقَانُ

ص: 413

الطَّیْرِ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ یَا عَظِیمُ بِحَقِّكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الصَّادِقِینَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الصَّادِقِینَ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی عَلِیٍّ وَ بِحَقِّ عَلِیٍّ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی الْحَسَنِ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی الْحُسَیْنِ وَ بِحَقِّ الْحُسَیْنِ عَلَیْكَ فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَیْكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعَامِكَ عَلَیْهِمْ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی لَكَ عِنْدَهُمْ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ عَلَیْهِمْ یَا رَبِّ صَلَاةً دَائِمَةً مُنْتَهَی رِضَاكَ وَ اغْفِرْ لِی بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ أَرْضِ عَنِّی خَلْقَكَ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ كَمَا أَتْمَمْتَهَا عَلَی آبَائِی مِنْ قَبْلُ وَ لَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ عَلَیَّ فِیهَا امْتِنَاناً وَ امْنُنْ عَلَیَّ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی آبَائِی مِنْ قَبْلُ یَا كهیعص اللَّهُمَّ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَاسْتَجِبْ لِی دُعَائِی فِیمَا سَأَلْتُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ.

ثُمَّ اسْجُدْ وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ- یَا مَنْ یَقْدِرُ عَلَی حَوَائِجِ السَّائِلِینَ وَ یَعْلَمُ مَا فِی ضَمِیرِ الصَّامِتِینَ یَا مَنْ لَا یَحْتَاجُ إِلَی التَّفْسِیرِ یَا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ یَا مَنْ أَنْزَلَ الْعَذَابَ عَلَی قَوْمِ یُونُسَ وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ فَدَعَوْهُ وَ تَضَرَّعُوا إِلَیْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَ مَتَّعَهُمْ إِلَی حِینٍ قَدْ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ دُعَائِی وَ تَعْلَمُ سِرِّی وَ عَلَانِیَتِی وَ حَالِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ وَ قُلْ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هَذَا الْمَوْضِعِ وَ بَرَكَةَ أَهْلِهِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً تَسُوقُهُ إِلَیَّ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَنَا خَائِضٌ فِی عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«69»- أَقُولُ قَالَ الشَّهِیدُ(2) وَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(3) رَحِمَهُمَا اللَّهُ بَعْدَ عَمَلِ الْأُسْطُوَانَةِ الرَّابِعَةِ: ثُمَّ تُصَلِّی فِی صَحْنِ الْمَسْجِدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لِلْحَوَائِجِ رَكْعَتَیْنِ بِالْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ رَكْعَتَیْنِ بِالْحَمْدِ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فَإِذَا فَرَغْتَ فَسَبِّحْ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ فَقَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ یَا فُلَانُ أَ مَا تَغْدُو فِی الْحَاجَةِ أَ مَا تَمُرُّ فِی الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ عِنْدَكُمْ فِی الْكُوفَةِ قَالَ بَلَی قَالَ فَصَلِّ فِیهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ

ص: 414


1- 1. مصباح الزائر ص 42.
2- 2. مزار الشهید ص 73.
3- 3. المزار الكبیر ص 47.

وَ قُلْ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَیْتُكَ فَإِنِّی قَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِیكاً وَ قَدْ عَصَیْتُكَ فِی أَشْیَاءَ كَثِیرَةٍ عَلَی غَیْرِ وَجْهِ الْمُكَابَرَةِ لَكَ وَ لَا الِاسْتِكْبَارِ عَنْ عِبَادَتِكَ وَ لَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَا الْخُرُوجِ عَنِ الْعُبُودِیَّةِ لَكَ وَ لَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَایَ وَ أَزَلَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْبَیَانِ فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی غَیْرُ ظَالِمٍ أَنْتَ لِی وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی وَ تَرْحَمْنِی فَبِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ یَا كَرِیمُ- وَ تَقُولُ أَیْضاً غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ غَدَوْتُ بِغَیْرِ حَوْلٍ مِنِّی وَ لَا قُوَّةٍ وَ لَكِنْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هَذَا الْبَیْتِ وَ بَرَكَةَ أَهْلِهِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً تَسُوقُهُ إِلَیَّ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَنَا خَافِضٌ فِی عَافِیَتِكَ وَ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ تُصَلِّی عِنْدَ الْخَامِسَةِ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِیهِمَا الْحَمْدَ وَ مَا شِئْتَ مِنَ السُّوَرِ فَإِذَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَمِیعِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْنَا مِنْهَا وَ مَا لَا نَعْلَمُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْكَبِیرِ الْأَكْبَرِ الَّذِی مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَیْتَهُ وَ مَنِ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ وَ مَنِ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ وَ مَنِ اسْتَعَانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ وَ مَنِ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ وَ مَنِ اسْتَغَاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَ مَنِ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ وَ مَنِ اسْتَجَارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ وَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْكَ بِهِ كَفَیْتَهُ وَ مَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصِمْتَهُ وَ مَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ وَ مَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ وَ مَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَیْتَهُ الَّذِی اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِیّاً وَ نُوحاً نَجِیّاً وَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ مُوسَی كَلِیماً وَ عِیسَی رُوحاً وَ مُحَمَّداً حَبِیباً وَ عَلِیّاً وَصِیّاً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَوَائِجِی وَ تَعْفُوَ عَمَّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا مُفَرِّجَ هَمِّ الْمَهْمُومِینَ وَ یَا غِیَاثَ الْمَلْهُوفِینَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ- وَ قَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ یَدْعُو أَیْضاً عِنْدَ الْخَامِسَةِ بِالدُّعَاءِ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ وَقْتَ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ السَّابِعَةِ-(1)

ثُمَّ امْضِ إِلَی دَكَّةِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ هِیَ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الثَّالِثَةِ مِمَّا یَلِی بَابَ كِنْدَةَ فَتُصَلِّی عَلَیْهَا رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِیهِمَا الْحَمْدَ وَ مَهْمَا أَرَدْتَ فَإِذَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ فَقُلْ:

ص: 415


1- 1. مصباح الزائر ص 42- 43.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی قَدْ كَثُرَتْ وَ لَمْ یَبْقَ لَهَا إِلَّا رَجَاءُ عَفْوِكَ وَ قَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمَانِ إِلَیْكَ فَأَنَا أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ وَ أَطْلُبُ مِنْكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّهُ اللَّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی وَ لَمْ تَظْلِمْنِی شَیْئاً وَ إِنْ تَغْفِرْ لِی فَخَیْرُ رَاحِمٍ أَنْتَ یَا سَیِّدِی اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَنَا أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَ أَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ اللَّهُمَّ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ یَا كَنْزَ الضُّعَفَاءِ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا مُنْقِذَ الْغَرْقَی یَا مُنْجِیَ الْهَلْكَی یَا مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ الَّذِی سَجَدَ لَكَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ نُورُ الْقَمَرِ وَ ظُلْمَةُ اللَّیْلِ وَ ضَوْءُ النَّهَارِ وَ خَفَقَانُ الطَّیْرِ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ یَا عَظِیمُ بِحَقِّكَ یَا كَرِیمُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الصَّادِقِینَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الصَّادِقِینَ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی عَلِیٍّ وَ بِحَقِّ عَلِیٍّ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی الْحَسَنِ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی الْحُسَیْنِ وَ بِحَقِّ الْحُسَیْنِ عَلَیْكَ فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعَامِكَ عَلَیْهِمْ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی لَكَ عِنْدَهُمْ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِی لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ یَا رَبِّ عَلَیْهِمْ صَلَاةً دَائِمَةً مُنْتَهَی رِضَاكَ وَ اغْفِرْ لِی بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ أَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ كَمَا أَتْمَمْتَهَا عَلَی آبَائِی مِنْ قَبْلُ یَا كهیعص اللَّهُمَّ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَاسْتَجِبْ لِی دُعَائِی فِیمَا سَأَلْتُكَ- ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ

مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی اغْفِرْ لِی اغْفِرْ لِی وَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِكَ ذَلِكَ وَ اخْشَعْ وَ ابْكِ وَ كَذَا اصْنَعْ بِالْخَدِّ الْأَیْسَرِ ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ-(1)

ثُمَّ امْضِ إِلَی دَكَّةِ بَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَصَلِّ عَلَیْهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِالْحَمْدِ وَ مَا شِئْتَ مِنَ الْقُرْآنِ فَإِذَا فَرَغْتَ وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْضِ حَاجَتِی یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یَخِیبُ سَائِلُهُ وَ لَا ینفذ [یَنْفَدُ] نَائِلُهُ یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ یَا رَبَّ الْأَرَضِینَ وَ السَّمَاوَاتِ یَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ یَا وَاسِعَ الْعَطِیَّاتِ یَا دَافِعَ النَّقِمَاتِ یَا مُبَدِّلَ السَّیِّئَاتِ حَسَنَاتٍ عُدْ عَلَیَّ بِطَوْلِكَ وَ فَضْلِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی فِیمَا سَأَلْتُكَ وَ طَلَبْتُ مِنْكَ بِحَقِّ نَبِیِّكَ وَ وَصِیِّكَ وَ أَوْلِیَائِكَ الصَّالِحِینَ.

ص: 416


1- 1. مصباح الزائر ص 43- 44.

صفة صلاة أخری عند الباب المذكور و هما ركعتان فإذا فرغت منهما و سبحت فقل اللَّهُمَّ إِنِّی جَلَّلْتُ بِسَاحَتِكَ لِعِلْمِی بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ صَمَدَانِیَّتِكَ وَ إِنَّهُ لَا قَادِرَ عَلَی قَضَاءِ حَاجَتِی غَیْرُكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّمَا شَاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ قَدْ طَرَقَنِی یَا رَبِّ مِنْ مُهِمِّ أَمْرِی مَا قَدْ عَرَفْتَهُ لِأَنَّكَ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاوَاتِ فَانْشَقَّتْ وَ عَلَی الْأَرَضِینَ فَانْبَسَطَتْ وَ عَلَی النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ وَ عَلَی الْجِبَالِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ عِنْدَ عَلِیٍّ- وَ عِنْدَ الْحَسَنِ وَ عِنْدَ الْحُسَیْنِ وَ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی یَا رَبِّ حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ عَسِیرَهَا وَ تَكْفِیَنِی مُهِمَّهَا وَ تُفَتِّحَ لِی قُفْلَهَا فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ جَائِرٍ فِی حُكْمِكَ وَ لَا حَائِفٍ فِی عَدْلِكَ- ثُمَّ تَبْسُطُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی علیه السلام عَبْدُكَ وَ نَبِیُّكَ دَعَاكَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَنَا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ تَدْعُو بِمَا تُحِبُّ ثُمَّ تَقْلِبُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلْتَ بِالْإِجَابَةِ وَ أَنَا أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی یَا كَرِیمُ- ثُمَّ تَعُودُ إِلَی السُّجُودِ وَ تَقُولُ یَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ وَ یَا مُذِلَّ كُلِّ عَزِیزٍ تَعْلَمُ كُرْبَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّی یَا كَرِیمُ-(1)

صفة صلاة للحاجة عند الباب المذكور تصلی أربع ركعات فإذا فرغت و سبحت فقل اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ لَا تَرَاهُ الْعُیُونُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الظُّنُونُ وَ لَا یَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لَا تُغَیِّرُهُ الْحَوَادِثُ وَ لَا تُفْنِیهِ الدُّهُورُ تَعْلَمُ مَثَاقِیلَ الْجِبَالِ وَ مَكَایِیلَ الْبِحَارِ وَ وَرَقَ الْأَشْجَارِ وَ رَمْلَ الْقِفَارِ وَ مَا أَضَاءَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ أَظْلَمَ عَلَیْهِ اللَّیْلُ وَ وَضَحَ عَلَیْهِ النَّهَارُ وَ لَا تُوَارِی مِنْكَ سَمَاءٌ سَمَاءً وَ لَا أَرْضٌ أَرْضاً وَ لَا جَبَلٌ مَا فِی أَصْلِهِ وَ لَا بَحْرٌ مَا فِی قَعْرِهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ خَیْرَ أَمْرِی آخِرَهُ وَ خَیْرَ أَعْمَالِی خَوَاتِیمَهَا وَ خَیْرَ أَیَّامِی یَوْمَ أَلْقَاكَ إِنَّكَ عَلی كُلِ

ص: 417


1- 1. مصباح الزائر ص 44.

شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَ مَنْ كَادَنِی فَكِدْهُ وَ مَنْ بَغَانِی بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِمَّنْ أَدْخَلَ هَمَّهُ عَلَیَّ اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِی فِی دِرْعِكَ الْحَصِینَةَ وَ اسْتُرْنِی بِسِتْرِكَ الْوَاقِی یَا مَنْ یَكْفِی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ صَدِّقْ قَوْلِی وَ فِعْلِی یَا شَفِیقُ یَا رَفِیقُ فَرِّجْ عَنِّی الْمَضِیقَ وَ لَا تُحَمِّلْنِی مَا لَا أُطِیقُ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ ارْحَمْنِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ أَنْتَ عَالِمٌ بِحَاجَتِی وَ عَلَی قَضَائِهَا قَدِیرٌ وَ هِیَ لَدَیْكَ یَسِیرٌ وَ أَنَا إِلَیْكَ فَقِیرٌ فَمُنَّ عَلَیَّ بِهَا یَا كَرِیمُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ إِلَهِی قَدْ عَلِمْتَ حَوَائِجِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اقْضِهَا وَ قَدْ أَحْصَیْتَ ذُنُوبِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهَا یَا كَرِیمُ- ثُمَّ تَقْلِبُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ وَ تَقُولُ إِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَقْلِبُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْیُحْسِنِ الْعَفْوَ مِنْ عِنْدِكَ یَا كَرِیمُ- ثُمَّ تَعُودُ إِلَی السُّجُودِ وَ تَقُولُ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ-(1) ثم صل فی المكان الذی ضرب فیه أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه- و هو الإیوان المجاور للباب المقدم ذكره ركعتین كل ركعة بالحمد و سورة فإذا سلمت و سبحت فقل یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ وَ السَّرِیرَةَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی یَا مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا كَرِیمُ.

«70»- أَقُولُ قَالَ الشَّهِیدُ(2) وَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(3) رَحِمَهُمَا اللَّهُ: وَ تَقُولُ

ص: 418


1- 1. مصباح الزائر ص 45.
2- 2. مزار الشهید ص 76- 77.
3- 3. المزار الكبیر ص 50.

أَیْضاً إِلَهِی قَدْ مَدَّ إِلَیْكَ الْخَاطِئُ الْمُذْنِبُ یَدَیْهِ لِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلَهِی قَدْ جَلَسَ الْمُسِی ءُ بَیْنَ یَدَیْكَ مُقِرّاً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ رَاجِیاً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ إِلَهِی قَدْ رَفَعَ الظَّالِمُ كَفَّیْهِ إِلَیْكَ رَاجِیاً لِمَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَلَا تُخَیِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ إِلَهِی قَدْ جَثَا الْعَائِدُ إِلَی الْمَعَاصِی بَیْنَ یَدَیْكَ خَائِفاً مِنْ یَوْمٍ تَجْثُو فِیهِ الْخَلَائِقُ بَیْنَ یَدَیْكَ إِلَهِی جَاءَكَ الْعَبْدُ الْخَاطِئُ فَزِعاً مُشْفِقاً وَ رَفَعَ إِلَیْكَ طَرْفَهُ حَذِراً رَاجِیاً وَ فَاضَتْ عِبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نَادِماً إِلَهِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی بِرَحْمَتِكَ یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ- ثُمَّ قَالُوا مُنَاجَاةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ كَلَّا إِنَّها لَظی نَزَّاعَةً لِلشَّوی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمَوْلَی وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلَّا الْمَوْلَی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلَّا الْمَالِكُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْعَزِیزُ وَ أَنَا الذَّلِیلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الذَّلِیلَ إِلَّا الْعَزِیزُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلَّا الْخَالِقُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْعَظِیمُ وَ أَنَا الْحَقِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْحَقِیرَ إِلَّا الْعَظِیمُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْقَوِیُّ وَ أَنَا الضَّعِیفُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الضَّعِیفَ إِلَّا الْقَوِیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْفَقِیرَ إِلَّا الْغَنِیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُعْطِی وَ أَنَا السَّائِلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ السَّائِلَ إِلَّا الْمُعْطِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْحَیُّ وَ أَنَا الْمَیِّتُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَیِّتَ إِلَّا الْحَیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْبَاقِی وَ أَنَا الْفَانِی وَ هَلْ یَرْحَمُ الْفَانِیَ إِلَّا الْبَاقِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَ أَنَا الزَّائِلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ

ص: 419

الزَّائِلَ إِلَّا الدَّائِمُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ إِلَّا الرَّازِقُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْجَوَادُ وَ أَنَا الْبَخِیلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْبَخِیلَ إِلَّا الْجَوَادُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُعَافِی وَ أَنَا الْمُبْتَلَی وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُبْتَلَی إِلَّا الْمُعَافِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْكَبِیرُ وَ أَنَا الصَّغِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الصَّغِیرَ إِلَّا الْكَبِیرُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْهَادِی وَ أَنَا الضَّالُّ وَ هَلْ یَرْحَمُ الضَّالَّ إِلَّا الْهَادِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَ أَنَا الْمَرْحُومُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْحُومَ إِلَّا الرَّحْمَنُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ السُّلْطَانُ وَ أَنَا الْمُمْتَحَنُ هَلْ یَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ إِلَّا السُّلْطَانُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الدَّلِیلُ وَ أَنَا الْمُتَحَیِّرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُتَحَیِّرَ إِلَّا الدَّلِیلُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْمُذْنِبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُذْنِبَ إِلَّا الْغَفُورُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَالِبُ وَ أَنَا الْمَغْلُوبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ إِلَّا الْغَالِبُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ إِلَّا الرَّبُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَ أَنَا الْخَاشِعُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْخَاشِعَ إِلَّا الْمُتَكَبِّرُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ وَ ارْضَ عَنِّی بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ فَضْلِكَ یَا ذَا الْجُودِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الطَّوْلِ وَ الِامْتِنَانِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ دُعَاءُ الْأَمَانِ لَهُ أَیْضاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ ابْتَدَأْتَنِی بِالنِّعَمِ وَ لَمْ أَسْتَوْجِبْهَا مِنْكَ بِعَمَلٍ وَ لَا شُكْرٍ وَ خَلَقْتَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً سَوَّیْتَ خَلْقِی وَ صَوَّرْتَنِی فَأَحْسَنْتَ صُورَتِی وَ غَذَوْتَنِی بِرِزْقِكَ جَنِیناً وَ غَذَوْتَنِی طِفْلًا وَ غَذَوْتَنِی بِهِ كَبِیراً وَ نَقَلْتَنِی مِنْ حَالِ ضَعْفٍ إِلَی حَالِ قُوَّةٍ وَ مِنْ حَالِ جَهْلٍ إِلَی حَالِ عِلْمٍ وَ مِنْ حَالِ فَقْرٍ إِلَی حَالِ غِنًی وَ كُنْتَ فِی ذَلِكَ رَحِیماً رَفِیقاً بِی تُبَدِّلُنِی صِحَّةً بِسُقْمٍ وَ جِدَةً بِعُدْمٍ وَ نُطْقاً بِبَكَمٍ وَ سَمْعاً بِصَمَمٍ وَ رَاحَةً بِتَعَبٍ وَ فَهْماً بِعَیٍّ وَ عِلْماً بِجَهْلٍ وَ نُعْمَی بِبُؤْسٍ حَتَّی إِذَا أَطْلَقْتَنِی مِنْ عِقَالٍ وَ هَدَیْتَنِی مِنْ ضَلَالٍ وَ اهْتَدَیْتَ لِدِینِكَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ حَفِظْتَنِی وَ كَنَفْتَنِی وَ كَفَیْتَنِی وَ دَافَعْتَ عَنِّی وَ قَوَّیْتَ فَتَظَاهَرَتْ نِعَمُكَ عَلَیَّ وَ تَمَّ إِحْسَانُكَ إِلَیَّ وَ كَمَلَ مَعْرُوفُكَ لَدَیَّ بَلَوْتَ خَبَرِی فَظَهَرَ لَكَ قِلَّةُ شُكْرِی وَ الْجُرْأَةُ عَلَیْكَ مِنِّی مَعَ الْعِصْیَانِ لَكَ فَحَلُمْتَ عَنِّی وَ لَمْ تُؤَاخِذْنِی بِجَرِیرَتِی وَ لَمْ تَهْتِكْ سِتْرِی وَ لَمْ تُبْدِ لِلْمَخْلُوقِینَ عَوْرَتِی بَلْ أَخَّرْتَنِی وَ مَهَّلْتَنِی وَ أَنْقَذْتَنِی فَأَنَا أَتَقَلَّبُ فِی نَعْمَائِكَ مُقِیمٌ

ص: 420


1- 1. مصباح الزائر ص 45 و المزار الكبیر ص 50 و مزار الشهید ص 70.

عَلَی مَعَاصِیكَ أُكَاتِمُ بِهَا مِنَ الْعَاصِینَ وَ أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَیْهَا مِنِّی كَأَنَّكَ أَهْوَنُ الْمُطَّلِعِینَ عَلَی قَبِیحِ عَمَلِی وَ كَأَنَّهُمْ یُحَاسِبُونِّی عَلَیْهَا دُونَكَ یَا إِلَهِی فَأَیُّ نِعَمِكَ أَشْكُرُ مَا ابْتَدَأْتَنِی مِنْهَا بِلَا اسْتِحْقَاقٍ أَوْ حِلْمُكَ عَنِّی بِإِدَامَةِ النِّعَمِ وَ زِیَادَتُكَ إِیَّایَ كَأَنِّی مِنَ الْمُحْسِنِینَ الشَّاكِرِینَ وَ لَسْتُ مِنْهُمْ إِلَهِی فَلَمْ یَنْقُضْ عَجَبِی مِنْ نَفْسِی وَ مِنْ أَیِّ أُمُورِی كُلِّهَا لَا أَعْجَبُ مِنْ رَغْبَتِی عَنْ طَاعَتِكَ عَمْداً أَوْ مِنْ تَوَجُّهِی إِلَی مَعْصِیَتِكَ قَصْداً أَوْ مِنْ عُكُوفِی عَلَی الْحَرَامِ بِمَا لَوْ كَانَ حَلَالًا لَمَا أَقْنَعَنِی فَسُبْحَانَكَ مَا أَظْهَرَ حُجَّتَكَ عَلَیَّ وَ أَقْدَمَ صَفْحَكَ عَلَیَّ وَ أَكْرَمَ عَفْوَكَ عَمَّنِ اسْتَعَانَ بِنِعْمَتِكَ عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ تَعَرَّضَ لَكَ عَلَی مَعْرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطْشِكَ وَ صَوْلَةِ سُلْطَانِكَ وَ سَطْوَةِ غَضَبِكَ إِلَهِی مَا أَشَدَّ اسْتِخْفَافِی بِعَذَابِكَ إِذْ بَالَغْتُ فِی إِسْخَاطِكَ وَ أَطَعْتُ الشَّیْطَانَ وَ أَمْكَنْتُ هَوَایَ مِنْ عَنَانِی وَ سَلِسَ لَهُ قِیَادِی فَلَمْ أَعْصِ الشَّیْطَانَ وَ لَا هَوَایَ رَغْبَةً فِی رِضَاكَ وَ لَا رَهْبَةً مِنْ سَخَطِكَ فَالْوَیْلُ لِی مِنْكَ ثُمَّ الْوَیْلُ أُكْثِرُ ذِكْرَكَ فِی الضَّرَّاءِ وَ أَغْفُلُ عَنْهُ فِی السَّرَّاءِ وَ أَخِفُّ فِی مَعْصِیَتِكَ وَ أُثَاقِلُ عَنْ طَاعَتِكَ مَعَ سُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَیَّ وَ حُسْنِ بَلَائِكَ لَدَیَّ وَ قِلَّةِ شُكْرِی بَلْ لَا صَبْرَ لِی عَلَی بَلَاءٍ وَ لَا شُكْرَ لِی عَلَی نَعْمَاءَ إِلَهِی فَهَذَا ثَنَائِی عَلَی نَفْسِی وَ عِلْمُكَ بِمَا حَفِظْتَ وَ نَسِیتُ وَ مَا اسْتَكَنَّ فِی ضَمِیرِی مِمَّا قَدُمَ بِهِ عَهْدِی وَ حَدَثَ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ وَ عَظَائِمِ الْفَوَاحِشِ الَّتِی جَنَیْتُهَا أَكْثَرُ مِمَّا نَطَقَ بِهِ لِسَانِی وَ أَتَیْتُ بِهِ عَلَی نَفْسِی إِلَهِی وَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ مُعْتَرِفٌ لَكَ بِخَطَائِی وَ هَاتَانِ یَدَایَ سِلْمٌ لَكَ وَ هَذِهِ رَقَبَتِی خَاضِعَةٌ بَیْنَ یَدَیْكَ لِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَیَا حُبَّةَ قَلْبِی تَقَطَّعَتْ أَسْبَابُ الْخَدَائِعِ وَ اضْمَحَلَّ عَنِّی كُلُّ بَاطِلٍ وَ أَسْلَمَنِی الْخَلْقُ وَ أَفْرَدَنِی الدَّهْرُ فَقُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ وَ لَوْ لَا مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ یَا سَیِّدِی مَا قَدَرْتُ عَلَی ذَلِكَ اللَّهُمَّ فَكُنْ غَافِراً لِذَنْبِی وَ رَاحِماً لِضَعْفِی وَ عَافِیاً عَنِّی فَمَا أَوْلَاكَ بِحُسْنِ النَّظَرِ لِی وَ بِعِتْقِی إِذْ مَلَكْتَ رِقِّی وَ بِالْعَفْوِ عَنِّی إِذْ قَدَرْتَ عَلَی الِانْتِقَامِ مِنِّی إِلَهِی وَ سَیِّدِی أَ تَرَاكَ رَاحِماً تَضَرُّعِی وَ نَاظِراً ذُلَّ مَوْقِفِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ یَا كَرِیمُ لَیْتَ شِعْرِی أَ بِغَفَلَاتِی مُعْرِضٌ أَنْتَ عَنِّی أَمْ نَاظِرٌ إِلَیَّ بَلْ لَیْتَ شِعْرِی كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِی وَ لَا أَشْعُرُ أَ تَقُولُ یَا مَوْلَایَ لِدُعَائِی نَعَمْ أَمْ تَقُولُ لَا فَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ فَذَلِكَ ظَنِّی

ص: 421

بِكَ فَطُوبَی لِی أَنَا السَّعِیدُ طُوبَی لِی أَنَا الْمَغْبُوطُ طُوبَی لِی أَنَا الْغَنِیُّ طُوبَی لِی أَنَا الْمَرْحُومُ طُوبَی لِی أَنَا الْمَقْبُولُ وَ إِنْ قُلْتَ یَا مَوْلَایَ وَ أَعُوذُ بِكَ لَا فَبِغَیْرِ ذَلِكَ مَنَّتْنِی نَفْسِی فَیَا وَیْلِی وَ یَا عَوْلِی وَ یَا شِقْوَتِی وَ یَا ذُلِّی وَ یَا خَیْبَةَ أَمَلِی وَ یَا انْقِطَاعَ أَجَلِی لَیْتَ شِعْرِی أَ لِلشَّقَاءِ وَلَدَتْنِی أُمِّی فَلَیْتَهَا لَمْ تَلِدْنِی بَلْ لَیْتَ شِعْرِی أَ لِلنَّارِ رَبَّتْنِی فَلَیْتَهَا لَمْ تُرَبِّنِی إِلَهِی مَا أَعْظَمَ مَا ابْتَلَیْتَنِی بِهِ وَ أَجَلَّ مُصِیبَتِی وَ أَخْیَبَ دُعَائِی وَ أَقْطَعَ رَجَائِی وَ أَدْوَمَ شَقَائِی إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی إِلَهِی إِنْ لَمْ تَرْحَمْ عَبْدَكَ وَ مِسْكِینَكَ وَ فَقِیرَكَ وَ سَائِلَكَ وَ رَاجِیَكَ فَإِلَی مَنْ أَوْ كَیْفَ أَوْ مَا ذَا أَوْ مَنْ أَرْجُو أَنْ یَعُودَ عَلَیَّ حِینَ تَرْفِضُنِی یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ إِلَهِی فَلَا تَمْنَعُكَ كَثْرَةُ ذُنُوبِی وَ خَطَایَایَ وَ مَعَاصِیَّ وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ اجْتِرَائِی عَلَیْكَ وَ دُخُولِی فِیمَا حَرَّمْتَ عَلَیَّ أَنْ تَعُودَ بِرَحْمَتِكَ عَلَی مَسْكَنَتِی وَ بِصَفْحِكَ الْجَمِیلِ عَلَی إِسَاءَتِی وَ بِغُفْرَانِكَ الْقَدِیمِ عَلَی عَظِیمِ جُرْمِی فَإِنَّكَ تَعْفُو عَنِ الْمُسِی ءِ وَ أَنَا یَا سَیِّدِی الْمُسِی ءُ وَ تَغْفِرُ لِلْمُذْنِبِ وَ أَنَا یَا سَیِّدِی الْمُذْنِبُ وَ تَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُخْطِئِ وَ أَنَا یَا سَیِّدِی مُخْطِئٌ وَ تَرَحْمُ الْمُسْرِفَ وَ أَنَا یَا سَیِّدِی مُسْرِفٌ أَیْ سَیِّدِی أَیْ سَیِّدِی أَیْ سَیِّدِی أَیْ مَوْلَایَ أَیْ رَجَائِی أَیْ مُتَرَحِّمُ أَیْ مُتَرَئِّفُ أَیْ مُتَعَطِّفُ أَیْ مُتَحَنِّنُ أَیْ مُتَمَلِّكُ أَیْ مُتَجَبِّرُ أَیْ مُتَسَلِّطُ لَا عَمَلَ لِی أَرْجُو بِهِ نَجَاحَ حَاجَتِی فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الَّذِی جَعَلْتَهُ فِی ذَلِكَ فَاسْتَقَرَّ فِی عِلْمِكَ وَ غَیْبِكَ فَلَا یَخْرُجُ مِنْهُمَا أَبَداً فَبِكَ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ وَ بِهِ وَ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِأَخِی نَبِیِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- وَ بِفَاطِمَةَ الطَّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ بِالْأَئِمَّةِ الصَّادِقِینَ الطَّاهِرِینَ الَّذِینَ أَوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ قَرَنْتَهَا بِطَاعَتِكَ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ فَلَا شَیْ ءَ لِی غَیْرُ هَذَا وَ لَا أَجِدُ أَمْنَعُ لِی مِنْهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِكَ النَّاطِقِ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ الصَّادِقِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ فَهَا أَنَا یَا رَبِّ مُسْتَكِینٌ مُتَضَرِّعٌ إِلَیْكَ عَائِذٌ بِكَ مُتَوَكِّلٌ عَلَیْكَ وَ قُلْتَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ

ص: 422

تَوَّاباً رَحِیماً وَ أَنَا یَا سَیِّدِی أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ وَ أَبُوءُ بِذَنْبِی وَ أَعْتَرِفُ بِخَطِیئَتِی وَ أَسْتَقِیلُكَ عَثْرَتِی فَهَبْ لِی مَا أَنْتَ بِهِ خَبِیرٌ وَ قُلْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ فَلَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ وَ الْخَیْرُ فِی یَدَیْكَ أَنَا یَا سَیِّدِی الْمُسْرِفُ عَلَی نَفْسِی قَدْ وَقَفْتُ مَوْقِفَ الْأَذِلَّاءِ الْمُذْنِبِینَ الْعَاصِینَ الْمُتَجَرِّءِینَ عَلَیْكَ الْمُسْتَخِفِّینَ بِوَعْدِكَ وَ وَعِیدِكَ اللَّاهِینَ عَنْ طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ فَأَیَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَیْكَ وَ أَیَّ تَغْرِیرٍ غَرَرْتُ بِنَفْسِی فَأَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبِی الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِی الْمُتَحَیِّرُ عَنْ قَصْدِی الْمُتَهَوِّرُ فِی خَطِیئَتِی الْغَرِیقُ فِی بُحُورِ ذُنُوبِی الْمُنْقَطَعُ بِی لَا أَجِدُ لِذُنُوبِی غَافِراً وَ لَا لِتَوْبَتِی قَابِلًا وَ لَا لِنِدَائِی سَامِعاً وَ لَا لِعَثْرَتِی مُقِیلًا وَ لَا لِعَوْرَتِی سَاتِراً وَ لَا لِدُعَائِی مُجِیباً غَیْرَكَ یَا سَیِّدِی فَلَا تَحْرِمْنِی مَا جُدْتَ بِهِ عَلَی مَنْ أَسْرَفَ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَصَاكَ ثُمَّ تَرَضَّاكَ وَ لَا تُهْلِكْنِی إِنْ عُذْتُ بِكَ وَ لُذْتُ وَ أَنَخْتُ بِفِنَائِكَ وَ اسْتَجَرْتُ بِكَ إِنْ دَعَوْتُكَ یَا مَوْلَایَ فَبِذَلِكَ أَمَرْتَنِی وَ أَنْتَ ضَمِنْتَ لِی وَ إِنْ سَأَلْتُكَ فَأَعْطِنِی وَ إِنْ طَلَبْتُ مِنْكَ فَلَا تَحْرِمْنِی إِلَهِی اغْفِرْ لِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ ارْضَ عَنِّی وَ إِنْ لَمْ تَرْضَ عَنِّی فَاعْفُ عَنِّی فَقَدْ لَا یَرْضَی الْمَوْلَی عَنْ عَبْدِهِ ثُمَّ یَعْفُو عَنْهُ لَیْسَ تُشْبِهُ مَسْأَلَتِی مَسْأَلَةَ السُّؤَالِ لِأَنَّ السَّائِلَ إِذَا سَأَلَ وَ رُدَّ وَ مُنِعَ امْتَنَعَ وَ رَجَعَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ أُلِحُّ عَلَیْكَ بِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ وَ حَیَائِكَ مِنْ رَدِّ سَائِلٍ مُسْتَعْطٍ یَتَعَرَّضُ لِمَعْرُوفِكَ وَ یَلْتَمِسُ صَدَقَتَكَ وَ یُنِیخُ بِفِنَائِكَ وَ یَطْرُقُ بَابَكَ وَ عِزَّتَكَ وَ جَلَالَكَ یَا سَیِّدِی لَوْ طَبَّقَتْ ذُنُوبِی بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ خَرَقَتِ النُّجُومَ وَ بَلَغَتْ أَسْفَلَ الثَّرَی وَ جَاوَزَتِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةَ السُّفْلَی وَ أَوْفَتْ عَلَی الرَّمْلِ وَ الْحَصَی مَا رَدَّنِی الْیَأْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرَانِكَ وَ لَا صَرَفَنِی الْقُنُوطُ عَنِ انْتِظَارِ رِضْوَانِكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی دَلَلْتَنِی عَلَی سُؤَالِ الْجَنَّةِ وَ عَرَّفْتَنِی فِیهَا الْوَسِیلَةَ إِلَیْكَ وَ أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِتِلْكَ الْوَسِیلَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ أَ فَتَدُلُّ عَلَی خَیْرِكَ وَ نَوَالِكَ السُّؤَّالَ ثُمَّ تَمْنَعُهُمْ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ الْمَحْمُودُ فِی كُلِّ الْأَفْعَالِ كَلَّا وَ عِزَّتِكَ یَا مَوْلَایَ إِنَّكَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَوْسَعُ فَضْلًا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی

ص: 423

وَ ارْضَ عَنِّی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ اعْصِمْنِی وَ اعْفُ عَنِّی وَ سَدِّدْنِی وَ وَفِّقْ لِی وَ اجْعَلْ لِی ذِمَّتَكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ لِی إِلَی كُلِّ خَیْرٍ سَبِیلًا وَ فِی كُلِّ خَیْرٍ نَصِیباً وَ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ وَ لَا تُقَنِّطْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ رَوْحِكَ فَإِنَّهُ لَا یَأْمَنُ مَكْرَكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ وَ لَا یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الضَّالُّونَ وَ لَا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ آمَنْتُ بِكَ اللَّهُمَّ فَآمِنِّی وَ اسْتَجَرْتُ بِكَ فَأَجِرْنِی وَ اسْتَعَنْتُ بِكَ فَأَعِنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَیَصْعَقُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِی ءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ یَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری وَ ما هُمْ بِسُكاری وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ یَأْتِی كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ فَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَا كَرِیمُ یَوْمَ لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ اللَّهُمَّ فَقَدِ اسْتَأْمَنْتُ إِلَیْكَ فَاقْبَلْنِی وَ اسْتَجَرْتُ بِكَ فَأَجِرْنِی یَا أَكْرَمَ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ الْمُسْتَجِیرُونَ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ الرِّضَا

ص: 424

إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

ثم تدعو أیضا بما یأتی ذكره فی هذا الفصل عقیب الصلاة فی مسجد زید بن صوحان رحمه اللّٰه تعالی ذكر صلاة الحاجة هناك خاصة و هی أربع ركعات تقرأ فی الأولی فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عشر مرات و فی الثانیة فاتحة الكتاب و الصمد أیضا إحدی و عشرین مرة و فی الثالثة فاتحة الكتاب و الصمد أیضا إحدی و ثلاثین مرة و فی الرابعة فاتحة الكتاب و الصمد أیضا إحدی و أربعین مرة فإذا سلمت و سبحت فاقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أیضا إحدی و خمسین مرة و تستغفر اللّٰه خمسین مرة و تصلی علی النبی و آله خمسین مرة و تقول

لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ خَمْسِینَ مَرَّةً ثُمَّ تَقُولُ یَا اللَّهُ الْمَانِعُ قُدْرَتُهُ خَلْقَهُ وَ الْمَالِكُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَ الْمُتَسَلِّطُ بِمَا فِی یَدَیْهِ عَلَی كُلِّ مَوْجُودٍ وَ غَیْرُكَ یُخَیِّبُ رَجَاءَ رَاجِیهِ وَ رَاجِیكَ مَسْرُورٌ لَا یَخِیبُ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ رِضًی لَكَ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ أَنْتَ فِیهِ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِهِ وَ بِكَ یَا اللَّهُ فَلَیْسَ یَعْدِلُكَ شَیْ ءٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَحْفَظَنِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ تَحْفَظَنِی بِحِفْظِكَ وَ أَنْ تَقْضِیَ حَاجَتِی فِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ.

(2) أقول فی كثیر من النسخ المصححة من غیر كتاب السید رحمه اللّٰه فی الثانیة الصمد عشرین مرة و فی الثالثة ثلاثین مرة و فی الرابعة أربعین مرة و بعد الصلاة خمسین مرة و لیس لفظ أحد فی شی ء من المواضع ثم قالوا ذكر الصلاة و الدعاء علی دكة الصادق علیه السلام ثم امض إلیها و هی القریبة من مسلم بن عقیل- رضوان اللّٰه علیه فصل علیها ركعتین فإذا سلمت و سبحت فقل یَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَ یَا جَابِرَ كُلِّ كَسِیرٍ وَ یَا حَاضِرَ كُلِّ مَلَإٍ وَ یَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَی وَ یَا عَالِمَ كُلِّ خَفِیَّةٍ وَ یَا شَاهِداً غَیْرَ غَائِبٍ وَ یَا غَالِباً غَیْرَ مَغْلُوبٍ وَ یَا قَرِیباً غَیْرَ بَعِیدٍ وَ یَا مُونِسَ كُلِّ وَحِیدٍ وَ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ غَیْرُهُ وَ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی وَ مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ الْقَائِمَ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لَا إِلَهَ

ص: 425


1- 1. مصباح الزائر ص 47- 51.
2- 2. مصباح الزائر ص 51.

إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.

ثم ادع بما أحببت-(1)

فإذا فرغت فامض إلی قبر مسلم بن عقیل قدس اللّٰه روحه و نور ضریحه ذكر زیارة مسلم بن عقیل تقف علی قبره و تقول

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِینِ وَ الْمُتَصَاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبَابِرَةُ الطَّاغِینَ الْمُعْتَرِفِ بِرُبُوبِیَّتِهِ جَمِیعُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ الْمُقِرِّ بِتَوْحِیدِهِ سَائِرُ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِ الْأَنَامِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْكِرَامِ صَلَاةً تَقَرُّ بِهَا أَعْیُنُهُمْ وَ تَرْغَمُ بِهَا أَنْفُ شَانِئِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ سَلَامُ اللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ وَ أَئِمَّتِهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِینَ وَ جَمِیعِ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الزَّاكِیَاتِ الطَّیِّبَاتِ فِیمَا تَغْتَدِی وَ تَرُوحُ عَلَیْكَ یَا مُسْلِمَ بْنَ عَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ قُتِلْتَ عَلَی مِنْهَاجِ الْمُجَاهِدِینَ فِی سَبِیلِهِ حَتَّی لَقِیتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ بَذَلْتَ نَفْسَكَ فِی نُصْرَةِ حُجَّتِهِ وَ ابْنِ حُجَّتِهِ حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِیمِ وَ الْوَفَاءِ وَ النَّصِیحَةِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ الْمُرْسَلِ وَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَ الدَّلِیلِ الْعَالِمِ وَ الْوَصِیِّ الْمُبَلِّغِ وَ الْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ بِمَا صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ وَ أَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَی عَلَیْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَایَعَكَ وَ غَشَّكَ وَ خَذَلَكَ وَ أَسْلَمَكَ وَ مَنْ أَلَبَّ عَلَیْكَ وَ لَمْ یُعِنْكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ جِئْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسَلِّماً لَكُمْ تَابِعاً لِسُنَّتِكُمْ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ

ص: 426


1- 1. مصباح الزائر ص 51 و المزار الكبیر ص 51 و مزار الشهید ص 78.

بَرَكَاتُهُ قَتَلَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَیْدِی وَ الْأَلْسُنِ- ثُمَّ أَشِرْ إِلَی الضَّرِیحِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَ الْمُطِیعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلَامٌ عَلَی عِبَادِهِ الَّذِینَ اصْطَفَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ عَلَی رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَیْتَ عَلَی مَا مَضَی بِهِ الْبَدْرِیُّونَ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ الْمُبَالِغُونَ فِی جِهَادِ أَعْدَائِهِ وَ نُصْرَةِ أَوْلِیَائِهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَكْثَرَ الْجَزَاءِ وَ أَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَی بِبَیْعَتِهِ وَ اسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَ أَطَاعَ وُلَاةَ أَمْرِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْتَ فِی النَّصِیحَةِ وَ أَعْطَیْتَ غَایَةَ الْمَجْهُودِ حَتَّی بَعَثَكَ اللَّهُ فِی الشُّهَدَاءِ وَ جَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ وَ أَعْطَاكَ مِنْ جِنَانِهِ أَفْسَحَهَا مَنْزِلًا وَ أَفْضَلَهَا غُرَفاً وَ رَفَعَ ذِكْرَكَ فِی الْعِلِّیِّینَ وَ حَشَرَكَ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَ لَمْ تَنْكُلْ وَ أَنَّكَ قَدْ مَضَیْتَ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِیاً بِالصَّالِحِینَ وَ مُتَّبِعاً لِلنَّبِیِّینَ فَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ رَسُولِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ فِی مَنَازِلِ الْمُخْبِتِینَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ صَلِّ عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ وَ أَهْدِهَا لَهُ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَدَعْ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا مَرَضاً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا عَیْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَ لَا شَمْلًا إِلَّا جَمَعْتَهُ وَ لَا غَائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَ أَدْنَیْتَهُ وَ لَا عُرْیاً إِلَّا كَسَوْتَهُ وَ لَا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ وَ لَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ لَكَ فِیهَا رِضًی وَ لِی فِیهَا صَلَاحٌ إِلَّا قَضَیْتَهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ فَقِفْ عِنْدَهُ وَ قُلْ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِیكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اللَّهُمَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی هَذَا الْعَبْدَ الصَّالِحَ وَ ارْزُقْنِی زِیَارَتَهُ مَا أَبْقَیْتَنِی وَ احْشُرْنِی مَعَهُ وَ عَرِّفْ بَیْنِی [وَ] بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ فِی الْجِنَانِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَوَفَّنِی عَلَی الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِرَسُولِكَ وَ

ص: 427

الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَإِنِّی رَضِیتُ بِذَلِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

«71»- قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ وَ الشَّهِیدُ(2) رَحِمَهُمَا اللَّهُ: زِیَارَةُ مُسْلِمِ بْنِ عَقِیلٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ تَقِفُ عَلَی بَابِهِ وَ تَقُولُ سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ- إِلَی قَوْلِهِ بِالْأَیْدِی وَ الْأَلْسُنِ ثُمَّ ادْخُلْ وَ انْكَبَّ عَلَی الْقَبْرِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ- إِلَی قَوْلِهِ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ انْحَرِفْ إِلَی عِنْدِ الرَّأْسِ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ صَلِّ بَعْدَهُمَا مَا بَدَا لَكَ وَ سَبِّحْ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ لَا تَدَعْ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ زِیَارَةٌ أُخْرَی لِمُسْلِمِ بْنِ عَقِیلٍ س وَ إِذَا وَصَلْتَ إِلَی ضَرِیحِهِ فَقِفْ عَلَیْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْفَادِی بِنَفْسِهِ وَ مُهْجَتِهِ الشَّهِیدُ الْفَقِیدُ الْمَظْلُومُ الْمَغْصُوبُ حَقُّهُ الْمُنْتَهَكُ حُرْمَتُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَنْ فَادَی بِنَفْسِهِ ابْنَ عَمِّهِ وَ فَدَی بِدَمِهِ دَمَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَوَّلَ الشُّهَدَاءِ وَ إِمَامَ السُّعَدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُسْلِمُ یَا مَنْ أَسْلَمَ نَفْسَهُ وَ سَكَنَ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ رَمْسَهُ وَ أَخْمَدَ حِسَّهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ السَّادَةِ الْأَبْرَارِ وَ یَا ابْنَ أَخِی جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ وَ ابْنَ أَخِی عَلِیٍّ الْفَارِسِ الْكَرَّارِ الضَّارِبِ بِذِی الْفَقَارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَا مَنْ أَرْضَی بِفِعَالِهِ مُحَمَّدَ الْمُخْتَارُ وَ الْمَلِكَ الْجَبَّارُ السَّلَامُ عَلَیْكَ لَقَدْ صَبَرْتَ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَحِیداً غَرِیباً عَنْ أَهْلِهِ بَیْنَ الْأَعْدَاءِ بِلَا نَاصِرٍ وَ لَا مُجِیبٍ أَشْهَدُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ أَنَّكَ جَاهَدْتَ وَ صَبَرْتَ وَ خَاصَمْتَ أَعْدَاءَ اللَّهِ عَلَی طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ نَبِیِّهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَلِیِّهِ فَمَضَیْتَ شَهِیداً وَ تَوَلَّیْتَ حَمِیداً إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ اللَّهُمَّ احْشُرْنِی مَعَهُ وَ مَعَ أَبِیهِ وَ عُمُومَتِهِ وَ بَنِیهِمْ وَ لَا تَحْرِمْنِی فِی بَقِیَّةِ عُمُرِی زِیَارَتَهُ- ثُمَّ تُقَبِّلُ الضَّرِیحَ وَ تُصَلِّی صَلَاةَ الزِّیَارَةِ وَ تُهْدِی ثَوَابَهَا لَهُ ثُمَّ تُوَدِّعُهُ وَ تَنْصَرِفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (3).

ص: 428


1- 1. مصباح الزائر ص 52- 53.
2- 2. المزار الكبیر ص 51- 52 و مزار الشهید ص 87.
3- 3. مصباح الزائر ص 53.

ذكر زیارة هانی بن عروة المرادی فقف علی قبره و تسلم علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و تقول

سَلَامُ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ صَلَوَاتُهُ عَلَیْكَ یَا هَانِیَ بْنَ عُرْوَةَ- السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ النَّاصِحُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ اسْتَحَلَّ دَمَكَ وَ حَشَی اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَاراً أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِیتَ اللَّهَ وَ هُوَ رَاضٍ عَنْكَ بِمَا فَعَلْتَ وَ نَصَحْتَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَدَاءِ وَ جَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ بِمَا نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً وَ بَذَلْتَ نَفْسَكَ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ مَرْضَاتِهِ فَرَحِمَكَ اللَّهُ وَ رَضِیَ عَنْكَ وَ حَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ جَمَعْنَا وَ إِیَّاكُمْ مَعَهُمْ فِی دَارِ النَّعِیمِ وَ سَلَامٌ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ.

ثم صل ركعتین صلاة الزیارة و أهدها له و ادع لنفسك بما شئت و ودعه بما ودعت به مسلم بن عقیل ره (1)

بیان: اعلم أن زیارة مسلم رضی اللّٰه عنه فی یوم شهادته و هو یوم عرفة أفضل و أنسب من سائر الأیام و لنفسر بعض الألفاظ و العبارات التی تحتاج إلی الشرح و التفسیر قوله علی الممحصین فی طاعة اللّٰه هو علی بناء المفعول أی الذی اختبرهم بالشدائد و البلایا فی طاعته فخلصهم من كل غش و كدورة و التمحیص الابتلاء و محص الذهب بالنار أخلصه مما یشوبه قوله و من تخلی منهم أی من حبهم و ولایتهم و طاعتهم.

و قال الفیروزآبادی (2)

جبهه كمنعه ضرب جبهته و رده أو لقیه بما یكره قوله و بنیان بنیانه أی الأبنیة التی بنیت فی مواضع ظهرت فیها معجزاته كبیت الطست قوله لما تعلوه الأقدام أی أسجد بوجهی الذی هو أشرف أعضائی علی التراب الذی هو أذل الأشیاء و یوطأ علیه بالأقدام خضوعا لجلال وجهك الكریم و قال الفیروزآبادی (3) الشافة قرحة تخرج فی أسفل القدم فتكوی فتذهب و إذا

ص: 429


1- 1. مصباح الزائر ص 54 و المزار الكبیر ص 53 و مزار الشهید ص 88.
2- 2. القاموس ج 4 ص 282.
3- 3. القاموس ج 3 ص 154.

قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل اللّٰه شافته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله و الجائحة كل مصیبة عظیمة و فتنة مبیرة قوله علی مواهب اللّٰه أی المقتول لأجل مواهب اللّٰه أو كائنا علیها و فی أكثر النسخ السلام علی مواهب اللّٰه و لعله زید من النساخ قوله علی الرقیب الشاهد لعل المراد به القائم علیه السلام قوله سجد لك شعاع الشمس السجود هنا مستعمل فی معناه اللغوی أی تذلل و انقاد و جری بأمرك و تدبیرك فیه و دوی الماء و حفیف الشجر صوتهما عند الجری و التحرك و خفقان الطائر طیرانه و ضربه بجناحیه قوله علیه السلام بالاسم الذی وضعته علی السماوات فانشقت أی تضعه بعد ذلك فی القیامة و إنما أتی بصیغة الماضی لتحقق وقوعه أو فانشقت فصارت سبع سماوات و كذا سائر الفقرات و الأول هو الأظهر لكن یؤید الثانی قوله فاستقرت و فی المصباح و التهذیب و الفقیه و غیرها فنسفت فعلیه الاحتمال الأول متعین.

ثم اعلم أن هذا الدعاء و الصلاة مروی فی كتب الحدیث عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَصُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ الدُّعَاءَ.

فلعل ذكرهم هنا بدون تلك الشروط لخصوص هذا الموضع لروایة أخری لم تصل إلینا قوله صلوات اللّٰه علیه أیا حبة قلبی یمكن أن یقرأ بضم الحاء أی محبوب قلبی و بالفتح أی ثمرة قلبی و الساكن فی سویدائه قال الفیروزآبادی الحبة بالضم المحبوب و قال حبة القلب سویداؤه أو مهجته أو ثمرته أو هنة سوداء فیه قوله علیه السلام لیت شعری بكسر الشین أی لیتنی شعرت و علمت قال الجزری

فیه لیت شعری ما فعل فلان أی لیت علمی حاضر أو محیط بما صنع فحذف الخبر قوله و أوفت علی الرمل و الحصا أی زارت من قولهم أوفی علیه إذا أشرف تشبیها للزیارة بالعلو و الإشراف.

أقول: قد مضی تفسیر الآیات التی اشتملت علیها الأدعیة فی كتاب المعاد فلا نعیدها قوله علیه السلام المانع قدرته خلقه أی یمنع قدرته عن إیصال الضرر إلی

ص: 430

خلقه و الحاصل أنه لا یفعل فیهم ما یقدر علیه من التعذیب و الانتقام قوله و من ألب علیك أی أقام.

فائدة قال شیخنا الفاضل الكامل السید السند البارع التقی أمیر شرف الدین علی الشولستانی الساكن فی المشهد الغروی حیا المدفون فیه میتا قدس اللّٰه روحه فی بعض فوائده لا یخفی أنه إنما تعلم الكعبة و جهتها بمحراب المعصوم إذا علم أن بناءه بنصب المعصوم و أمره علیه السلام فی زمانه أو فی زمان غیره لكنه علیه السلام صلی إلیه من غیر تیامن و تیاسر و علی هذا أمر مسجد الكوفة مشكل إذ بناؤه كان قبل زمان أمیر المؤمنین علیه السلام و الحائط القبلی و المحراب المشهور بمحراب أمیر المؤمنین علیه السلام لیسا موافقین لجعل الجدی خلف المنكب الأیمن بل فیهما تیامن بحیث یصیر الجدی قدام المنكب الأیمن و كنت فی هذا متأملا و متحیرا و أید تحیری بأنهما كانا عكس ضریحه المقدس فإنه كان فیه تیاسر كثیر و وقت عمارته بأمر السلطان الأعظم شاه صفی قدس اللّٰه روحه (1) قلت للمعمار غیره إلی التیامن فغیره و مع هذا فیه تیاسر فی الجملة و مخالف لمحراب مسجد الكوفة و حملته علی أنه كان بناه غیر المعصوم من القائلین بالتیاسر و كنت فی الروضة المقدسة متیامنا و فی الكوفة متیاسرا لأنه نقل أنه صلی فی مسجدها و لم ینقل أنه علیه السلام صلی باستقامة من غیر تیامن و تیاسر و كان فی وسط الحائط المذكور محراب كبیر متروك العبادة عنده غیر مشهور بمحراب أمیر المؤمنین علیه السلام و لا بمحراب أحد من الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام و لما صار المسجد خرابا و انهدمت الأسطوانات الكائنة فیه و اختفی فرشه الأصلی بالأحجار و التراب أراد الوزیر الكبیر میرزا تقی الدین محمد ره تنظیف المسجد من الكثافات الواقعة فیه و عمارة الجانب القبلی من المسجد و رفع التراب و الأحجار المرمیة فی صحنه إلی الفرش الأصلی و نظف و سوی دكتین فی جهتی الشرقی و الغربی ظهر أن المحراب و الباب المشهورین بمحرابه و بابه علیه السلام ما كانا متصلین بالفرش الأصلی بل كانا مرتفعین عنه قریبا من ذراعین

ص: 431


1- 1. و كانت عمارته فی سنة 1042.

و المحراب المتروك الذی كان فی وسط الحائط القبلی كان متصلا و واصلا إلیه و ظهر أیضا باب كبیر قریب منه واصلا إلیه و كانت عند الحائط القبلی من أوله إلی آخره أسطوانات و صفات و بنی الوزیر الأمجد عمارته علیها و عند ذلك المحراب كانت صفة كبیرة قدر صفتین من أطرافها لم یكن بینها أثر أسطوانة و لما صار هذا المحراب الكبیر عتیقا كثیفا أمر الوزیر بقلع وجهه لیبیضوه فقلعوا فإذا تحت الكثافة المقلوعة أنه بیضوه ثلاث مرات و حمروه كذلك و فی كل مرتبة بیاض و حمرة أمالوه إلی الیسار فتحیر الأمیر فی ذلك فأحضرنی و أرانیه و كان معه جمع كثیر من العلماء و العقلاء الأخیار و كانوا متحیرین متفكرین فی

الوجه فخطر ببالی أن ذلك المحراب كان محراب أمیر المؤمنین علیه السلام و كان یصلی إلیه لوصوله إلی الفرش الأصلی و لوقوعه فی صفة كبیرة یجمع فیها العلماء و الأخیار خلف الإمام علیه السلام و كذلك كان ذلك الباب بابه علیه السلام الذی یجی ء من البیت إلی المسجد منه لاتصاله بالفرش و لما كان الجدار قدیما و كان ذلك المحراب فیه و لم یكن موافقا للجهة شرعا تیاسر علیه السلام و بعده المسلمون حرفوا و أمالوا البیاض و الحمرة إلی التیاسر لیعلم الناس أنه علیه السلام تیاسر فیه و حمروه لیعلموا أنه علیه السلام قتل عنده و كان تكرار البیاض و الحمرة لتكرار الاندراس و الكثافة و لما خرب المسجد و اندرست الأسطوانات و الصفات و اختفی الفرش الأصلی و حدث فرش آخر أحدث بعض الناس ذلك المحراب الصغیر و فتح بابا صغیرا قریبا منه علی السطح الجدید و اشتهرا بمحرابه و بابه علیه السلام و عرضت علی الوزیر و الحضار فكلهم صدقونی و قبلوا منی و صلوا الصلاة المقررة المعهودة عند محرابه علیه السلام عنده و قرءوا الدعاء المشهور قراءته بعد الصلاة عنده و تیاسروا فی الصلاة علی ما رأوا فی المحراب و أمر الوزیر بزینته زائدا علی زینة سائر المحاریب و تساهل المعمار فیها فحدث ما حدث فی العراق و بقی علی ما كان علیه كسائر المحاریب و السلام علی من اتبع الهدی انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه.

ص: 432

أقول: وجدت محاریب العراق و أبنیتها مختلفة غایة الاختلاف و أقربها إلی القواعد الریاضیة قبلة حائر الحسین صلوات اللّٰه علیه و لكنها أیضا منحرفة عن نصف النهار أقل مما تقتضیه القواعد بقلیل و أما ضریح أمیر المؤمنین علیه السلام و ضریح الكاظمین علیهما السلام فهما علی نصف النهار من غیر انحراف بین و ضریح العسكریین علیهما السلام منحرفة عن یسار نصف النهار قریبا من عشرین درجة و محراب مسجد الكوفة منحرفة عن یمین نصف النهار نحوا من أربعین درجة و هو قریب من قبلة أصفهان و لیس علی ما ذكره السید ره من كون الجدی قدام المنكب و إلا لكان قریبا من المغرب و انحراف الكوفة بحسب القواعد الریاضیة اثنتی عشرة درجة عن یمین نصف النهار و انحراف بغداد قریب منه و انحراف سرمن رأی قریبا من ثمان درجات من جهة الیمین و قبلة مسجد السهلة قریب من القواعد فظهر مما ذكرنا أن روضة أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه أقرب إلی القواعد من محراب مسجد الكوفة و لعل هذه الاختلافات مبنیة علی التوسعة فی أمر القبلة و لا یبعد أن یكون الأمر بالتیاسر لأهل العراق لكون المحاریب المشهورة المبنیة فیها فی زمان خلفاء الجور لا سیما المسجد الأعظم علی هذا الوجه و لم یمكنهم إظهار خطإ هؤلاء الفساق فأمروا شیعتهم بالتیاسر عن تلك المحاریب و عللوها بما عللوا به تقیة لئلا یشتهر منهم الحكم بخطاء من مضی من خلفاء الجور.

و یؤیده ما سیأتی فی وصف مسجد غنی و إن قبلته لقاسطة فهو یومئ إلی أن سائر المساجد فی قبلتها شی ء و مسجد غنی الیوم غیر موجود

وَ یُؤَیِّدُهُ أَیْضاً مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیُّ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیْ یُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی شِیعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ- وَ قَدْ ضَرَبُوا الْفُسْطَاطَ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ كَسَّرَهُ وَ سَوَّی قِبْلَتَهُ.

علی أنه لا یعلم بقاء البناء الذی كان علی عهد أمیر المؤمنین علیه السلام بل یدل بعض الأخبار علی هدمه و تغییره

كَمَا رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ: حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ مَبْنِیّاً بِخَزَفٍ وَ دِنَانٍ وَ طِینٍ فَقَالَ وَیْلٌ لِمَنْ هَدَمَكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ سَهَّلَ هَدْمَكَ وَ وَیْلٌ لِبَانِیكَ بِالْمَطْبُوخِ الْمُغَیِّرِ قِبْلَةَ نُوحٍ طُوبَی لِمَنْ شَهِدَ هَدْمَكَ مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَیْتِی أُولَئِكَ خِیَارُ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ الْعِتْرَةِ.

و أغرب من جمیع ذلك أن مسجد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله محرابه علی خط نصف النهار مع أنه أظهر المحاریب انتسابا إلی المعصوم و هو مخالف للقواعد لانحراف قبلة المدینة عن یسار نصف النهار أی من نقطة الجنوب إلی المشرق بسبع و ثلاثین درجة أیضا مخالف لما هو المشهور من أن

«14»- النبی صلی اللّٰه علیه و آله: قال محرابی علی المیزاب.

و من یقف فی المسجد الحرام بإزاء المیزاب یقع الجدی خلف منكبه الأیسر بل قریبا من رأس المنكب و كنت متحیرا فی ذلك حتی تأملت فی عمارة روضة النبی صلی اللّٰه علیه و آله التی حول قبره

ص: 433

الشریف فوجدتها منحرفة ذات الیسار كثیرا و إن لم یكن بهذا المقدار و ظاهر أن البیوت كانت مبنیة بعد المسجد علی وفقها فظهر أن محراب المسجد أیضا مما حرف فی زمن سلاطین الجور و یؤیده أن محراب مسجد قباء و مسجد الشجرة و أكثر المساجد القدیمة التی رأیتها فی المدینة و بین الحرمین إما موافقة للقواعد أو قریبة منها مع أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم صلوا فیها و اللّٰه یعلم.

باب 7 مسجد السهلة و سائر المساجد بالكوفة

«1»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ الصَّائِغِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ الْكُوفَةَ فَأْتِ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ فَصَلِّ فِیهِ وَ اسْأَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ لِدِینِكَ وَ دُنْیَاكَ فَإِنَّ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ بَیْتُ إِدْرِیسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ یُصَلِّی فِیهِ وَ مَنْ دَعَا اللَّهَ فِیهِ بِمَا أَحَبَّ قَضَی لَهُ حَوَائِجَهُ وَ رَفَعَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكاناً عَلِیًّا إِلَی دَرَجَةِ إِدْرِیسَ وَ أُجِیرَ مِنْ مَكْرُوهِ الدُّنْیَا وَ مَكَایِدِ أَعْدَائِهِ.

«2»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَطَاءِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ عَمَّارٍ الْیَقْظَانِ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةٌ وَ فِیهِمْ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ أَبَانُ بْنُ نُعْمَانَ فَقَالَ أَیُّكُمْ لَهُ عِلْمٌ بِعَمِّی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ أَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ بِهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَهُ لَیْلَةً فَقَالَ هَلْ لَكُمْ فِی مَسْجِدِ سَهْلَةَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ إِلَیْهِ فَوَجَدْنَا مَعَهُ اجْتِهَاداً كَمَا قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ بَیْتَ إِبْرَاهِیمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الَّذِی خَرَجَ مِنْهُ إِلَی الْعَمَالِقَةِ وَ كَانَ بَیْتَ إِدْرِیسَ علیه السلام الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ فِیهِ صَخْرَةٌ خَضْرَاءُ فِیهَا صُورَةُ وُجُوهِ النَّبِیِّینَ وَ فِیهَا مُنَاخُ الرَّاكِبِ یَعْنِی الْخَضِرَ علیه السلام

ص: 434

ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنَّ عَمِّی أَتَاهُ حِینَ خَرَجَ فَصَلَّی فِیهِ وَ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ لَأَجَارَهُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّی فِیهِ مَا بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ.

«3»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مَرْیَمَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَأَنِّی أَرَی نُزُولَ الْقَائِمِ فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَ عِیَالِهِ قُلْتُ یَكُونُ مَنْزِلَهُ قَالَ نَعَمْ هُوَ مَنْزِلُ إِدْرِیسَ علیه السلام وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ الْمُقِیمُ فِیهِ كَالْمُقِیمِ فِی فُسْطَاطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَ قَلْبُهُ یَحِنُّ إِلَیْهِ وَ مَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ الْمَلَائِكَةُ یَأْوُونَ إِلَی هَذَا الْمَسْجِدِ یَعْبُدُونَ اللَّهَ فِیهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا إِنِّی لَوْ كُنْتُ بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ مَا صَلَّیْتُ صَلَاةً إِلَّا فِیهِ ثُمَّ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا انْتَقَمَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ وَ لَنَا أَجْمَعِینَ.

«4»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَنَا أَ فِیكُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ عَمِّی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا عِنْدِی عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ عَمِّكَ كُنَّا عِنْدَهُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی دَارِ مُعَاوِیَةَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِیِّ إِذْ قَالَ انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّی فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ فَعَلَ فَقَالَ لَا جَاءَ أَمْرٌ فَشَغَلَهُ عَنِ الذَّهَابِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَعَاذَ اللَّهَ بِهِ حَوْلًا لَأَعَاذَهُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَوْضِعُ بَیْتِ إِدْرِیسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ مِنْهُ سَارَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام إِلَی الْیَمَنِ بِالْعَمَالِقَةِ وَ مِنْهُ سَارَ دَاوُدُ علیه السلام إِلَی جَالُوتَ وَ إِنَّ فِیهِ لَصَخْرَةً خَضْرَاءَ فِیهَا مِثَالُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ مِنْ تَحْتِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ أُخِذَتْ طِینَةُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ إِنَّهُ لَمُنَاخُ الرَّاكِبِ قِیلَ وَ مَنِ الرَّاكِبُ قَالَ الْخَضِرُ علیه السلام (1).

«5»- أَقُولُ رَوَاهُ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(2) بِإِسْنَادِهِ عَنْ یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ أَمَا وَ اللَّهِ لَوِ اسْتَعَاذَ اللَّهَ حَوْلًا لَأَعَاذَهُ سِنِینَ وَ فِیهِ وَ مِنْهُ سَارَ دَاوُدُ إِلَی جَالُوتَ

ص: 435


1- 1. الكافی ج 3 ص 493.
2- 2. المزار الكبیر ص 36.

قَالَ وَ أَیْنَ كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ قَالَ فِی زَوَایَاهُ وَ إِنَّ فِیهِ لَصَخْرَةً خَضْرَاءَ فِیهَا مِثَالُ وَجْهِ كُلِّ نَبِیٍّ.

«6»- وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: مَنْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ رَكْعَتَیْنِ زَادَ اللَّهُ فِی عُمُرِهِ سَنَتَیْنِ (1).

«7»- وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَأَنِّی أَرَی نُزُولَ الْقَائِمِ علیه السلام فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَ عِیَالِهِ قُلْتُ یَكُونُ مَنْزِلَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَمْ كَانَ فِیهِ مَنْزِلُ إِدْرِیسَ وَ كَانَ مَنْزِلَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ فِیهِ مَسْكَنُ الْخَضِرِ وَ الْمُقِیمُ فِیهِ كَالْمُقِیمِ فِی فُسْطَاطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَ قَلْبُهُ یَحِنُّ إِلَیْهِ وَ فِیهِ صَخْرَةٌ فِیهَا صُورَةُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ مَا صَلَّی فِیهِ أَحَدٌ فَدَعَا اللَّهَ بِنِیَّةٍ صَادِقَةٍ إِلَّا صَرَفَهُ اللَّهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ اسْتَجَارَهُ إِلَّا أَجَارَهُ اللَّهُ مِمَّا یَخَافُ قُلْتُ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ قَالَ نَزِیدُكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هُوَ مِنَ الْبِقَاعِ الَّتِی أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ یُدْعَی فِیهَا وَ مَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ الْمَلَائِكَةُ تَزُورُ هَذَا الْمَسْجِدَ یَعْبُدُونَ اللَّهَ فِیهِ أَمَا إِنِّی لَوْ كُنْتُ بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ مَا صَلَّیْتُ صَلَاةً إِلَّا فِیهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ مَا لَمْ أَصِفْ أَكْثَرُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا یَزَالُ الْقَائِمُ فِیهِ أَبَداً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمِنْ بَعْدِهِ قَالَ هَكَذَا مِنْ بَعْدِهِ إِلَی انْقِضَاءِ الْخَلْقِ (2). أقول: قد مر تمام الخبر فی باب سیرة القائم علیه السلام.

«8»- مل، [كامل الزیارات] أَخِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِأَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ یَا أَبَا حَمْزَةَ هَلْ شَهِدْتَ عَمِّی لَیْلَةَ خَرَجَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ سُهَیْلٍ- قَالَ وَ أَیْنَ مَسْجِدُ سُهَیْلٍ لَعَلَّكَ تَعْنِی مَسْجِدَ السَّهْلَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَا قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ اسْتَجَارَ اللَّهَ لَأَجَارَهُ سَنَةً فَقَالَ لَهُ أَبُو حَمْزَةَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی هَذَا مَسْجِدُ السَّهْلَةِ قَالَ نَعَمْ فِیهِ بَیْتُ إِبْرَاهِیمَ الَّذِی كَانَ یَخْرُجُ مِنْهُ إِلَی الْعَمَالِقَةِ وَ فِیهِ بَیْتُ إِدْرِیسَ

ص: 436


1- 1. المزار الكبیر ص 37.
2- 2. المزار الكبیر ص 37.

الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ فِیهِ مُنَاخُ الرَّاكِبِ وَ فِیهِ صَخْرَةٌ خَضْرَاءُ فِیهَا صُورَةُ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ تَحْتَ الصَّخْرَةِ الطِّینَةُ الَّتِی خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا النَّبِیِّینَ وَ فِیهِ الْمِعْرَاجُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ مَوْضِعٌ مِنْهُ وَ هُوَ مَمَرُّ النَّاسِ وَ هُوَ مِنْ كُوفَانَ وَ فِیهِ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ إِلَیْهِ الْمَحْشَرُ وَ یُحْشَرُ مِنْ جَانِبِهِ سَبْعُونَ أَلْفاً یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أُولَئِكَ الَّذِینَ أَفْلَجَ اللَّهُ حُجَجَهُمْ وَ ضَاعَفَ نِعَمَهُمْ الْمُسْتَبِقُونَ الْفَائِزُونَ الْقَانِتُونَ یُحِبُّونَ أَنْ یَدْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِهِمُ الْمَفْخَرَ وَ یَجِلُونَ بِعَدْلِ اللَّهِ عَنْ لِقَائِهِ وَ أَسْرَعُوا فِی الطَّاعَةِ فَعَمِلُوا وَ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا یَعْمَلُونَ بَصِیرٌ لَیْسَ عَلَیْهِمْ حِسَابٌ وَ لَا عَذَابٌ یُذْهِبُ الضِّغْنَ یُطَهِّرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْ وَسَطِهِ سَارَ جَبَلُ الْأَهْوَانِ وَ قَدْ أَتَی عَلَیْهِ زَمَانٌ وَ هُوَ مَعْمُورٌ(1).

بیان: قوله علیه السلام و فیه المعراج لعل المراد أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما نزل لیلة المعراج و صلی فی مسجد الكوفة أتی هذا الموضع و عرج منه إلی السماء أو المراد أن المعراج المعنوی یحصل فیه للمؤمنین قوله علیه السلام و هو الفاروق موضع منه أی المعراج وقع من موضع منه و هو المسمی بالفاروق أو المراد أن فی موضع منه یفرق القائم علیه السلام بین الحق و الباطل كما ورد فی خبر آخر أن فیها یظهر عدل اللّٰه قوله و هو ممر الناس أی إلی المحشر و كان الخبر أكثره سقیما مصحفا فأثبتناه كما وجدناه.

«9»- ب، [قرب الإسناد] الطَّیَالِسِیُّ عَنِ الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ الَّذِی عِنْدَكُمُ الَّذِی تُسَمُّونَهُ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ وَ نَحْنُ نُسَمِّیهِ مَسْجِدَ الشِّرَی قُلْتُ إِنِّی لَأُصَلِّی فِیهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ائْتِهِ فَإِنَّهُ لَمْ یَأْتِهِ مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ أَوْ قَالَ قَضَی حَاجَتَهُ وَ فِیهِ زَبَرْجَدَةٌ فِیهَا صُورَةُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ كُلِّ وَصِیٍ (2).

«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ

ص: 437


1- 1. كامل الزیارات ص 29.
2- 2. قرب الإسناد ص 74.

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بِالْكُوفَةِ مَسَاجِدُ مَلْعُونَةٌ وَ مَسَاجِدُ مُبَارَكَةٌ فَأَمَّا الْمُبَارَكَةُ فَمَسْجِدُ غَنِیٍّ وَ اللَّهِ إِنَّ قِبْلَتَهُ لَقَاسِطَةٌ وَ إِنَّ طِینَتَهُ لَطَیِّبَةٌ وَ لَقَدْ بَنَاهُ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَ لَا تَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی تَنْفَجِرَ عِنْدَهُ عَیْنَانِ وَ یَكُونَ فِیهِمَا جَنَّتَانِ وَ أَهْلُهُ مَلْعُونُونَ وَ هُوَ مَسْلُوبٌ مِنْهُمْ وَ مَسْجِدُ بَنِی ظَفَرٍ وَ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ وَ مَسْجِدٌ بِالْحَمْرَاءِ وَ مَسْجِدُ جُعْفِیٍّ وَ لَیْسَ هُوَ مَسْجِدَهُمُ الْیَوْمَ وَ یُقَالُ دَرَسَ وَ أَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَلْعُونَةُ فَمَسْجِدُ ثَقِیفٍ وَ مَسْجِدُ الْأَشْعَثِ وَ مَسْجِدُ جَرِیرٍ الْبَجَلِیِّ وَ مَسْجِدُ سِمَاكٍ وَ مَسْجِدٌ بِالْحَمْرَاءِ بُنِیَ عَلَی قَبْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ(1).

«11»- فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ، رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ.

ثم قال و حدثنی الشیخ الجلیل أبو الفتح القیم بالجامع و أوقفنی علی مسجد مسجد من هذه المساجد و حدثنی أن مسجد الأشعث ما بین السهلة و الكوفة و قد بقی منه حائط قبلته و منارته و أخبرنی غیره أن مسجد الأشعث هو الذی یدعونه بمسجد الجواشن و مسجد سماك هو الموضع الذی فیه الحدادون قریب منه و ذكر لی أنه یسمی بمسجد الحوافر و مسجد شبث بن ربعی فی السوق فی آخر درب حجاج و الذی علی قبر فرعون هو بمحلة النجار(2).

«12»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَهَی عَنِ الصَّلَاةِ فِی خَمْسَةِ مَسَاجِدَ بِالْكُوفَةِ- مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ الْكِنْدِیِّ وَ مَسْجِدِ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ وَ مَسْجِدِ سِمَاكِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَ مَسْجِدِ شَبَثِ بْنِ رِبْعِیٍّ وَ مَسْجِدِ تَیْمٍ- قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا نَظَرَ إِلَی مَسْجِدِهِمْ قَالَ هَذِهِ بُقْعَةُ تَیْمٍ وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ قَعَدُوا عَنْهُ لَا یُصَلُّونَ مَعَهُ عَدَاوَةً لَهُ وَ بُغْضاً لَعَنَهُمُ اللَّهُ (3).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَزَوَّرٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ

ص: 438


1- 1. الخصال ج 2 ص 110.
2- 2. المزار الكبیر ص 31.
3- 3. الخصال ج 2 ص 110.

خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَسَاجِدَ مُبَارَكَةً وَ مَسَاجِدَ مَلْعُونَةً فَأَمَّا الْمُبَارَكَةُ فَمِنْهَا مَسْجِدُ غَنِیٍّ وَ هُوَ مَسْجِدٌ مُبَارَكٌ وَ اللَّهِ إِنَّ قِبْلَتَهُ لَقَاسِطَةٌ وَ لَقَدْ أَسَّسَهُ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَ إِنَّهُ لَفِی سُرَّةِ الْأَرْضِ وَ إِنَّ بُقْعَتَهُ لَطَیِّبَةٌ وَ لَا تَذْهَبُ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامُ حَتَّی تَنْفَجِرَ فِیهِ عُیُونٌ وَ یَكُونَ عَلَی جَنْبَیْهِ جَنَّتَانِ وَ إِنَّ أَهْلَهُ مَلْعُونُونَ وَ هُوَ مَسْلُوبٌ مِنْهُمْ وَ مَسْجِدُ جُعْفِیٍّ مُجَسَّدٌ مُبَارَكٌ وَ رُبَّمَا اجْتَمَعَ فِیهِ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَوْلِیَائِنَا فَیُصَلُّونَ فِیهِ وَ مَسْجِدُ بَنِی ظَفَرٍ مَسْجِدٌ مُبَارَكٌ وَ اللَّهِ إِنَّ فِیهِ لَصَخْرَةً خَضْرَاءَ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا فِیهَا تِمْثَالُ وَجْهِهِ وَ هُوَ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ وَ مَسْجِدُ الْحَمْرَاءِ وَ هُوَ مَسْجِدُ یُونُسَ بْنِ مَتَی وَ لَیَنْفَجِرَنَّ فِیهِ عَیْنٌ یَظْهَرُ عَلَی السَّبَخَةِ وَ مَا حَوْلَهَا وَ أَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَلْعُونَةُ فَمَسْجِدُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ- وَ مَسْجِدُ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ- وَ مَسْجِدُ ثَقِیفٍ وَ مَسْجِدُ سِمَاكٍ وَ مَسْجِدٌ بِالْحَمْرَاءِ بُنِیَ عَلَی قَبْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ(1).

«14»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.

بیان: هذا الخبر یدل علی اتحاد مسجد بنی ظفر و مسجد السهلة فیمكن أن یكون فی الخبر السابق زیدت الواو من النساخ أو یكون العطف للتفسیر و فی المزار الكبیر و مسجد سهیل و هو مسجد مبارك و الظاهر أن مسجد الحمراء هو المعروف الآن بمسجد یونس و قبره علیه السلام و لم نجد فی خبر كونه علیه السلام مدفونا هناك.

«15»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ مَنْزِلُ صَاحِبِنَا إِذَا قَامَ بِأَهْلِهِ (2).

«16»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِیدٍ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: بِالْكُوفَةِ مَسْجِدٌ

ص: 439


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 171.
2- 2. الكافی ج 3 ص 495.

یُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ لَوْ أَنَّ عَمِّی زَیْداً أَتَاهُ فَصَلَّی فِیهِ وَ اسْتَجَارَ اللَّهَ لَأَجَارَهُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ فِیهِ مُنَاخُ الرَّاكِبِ وَ بَیْتُ إِدْرِیسَ النَّبِیِّ علیه السلام وَ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّی فِیهِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ (1).

«17»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیُّ بِقَاعِ اللَّهِ أَفْضَلُ بَعْدَ حَرَمِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْكُوفَةُ یَا أَبَا بَكْرٍ هِیَ الزَّكِیَّةُ الطَّاهِرَةُ فِیهَا قُبُورُ النَّبِیِّینَ الْمُرْسَلِینَ وَ غَیْرِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ الصَّادِقِینَ وَ فِیهَا مَسْجِدُ سُهَیْلٍ الَّذِی لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ مِنْهُ یَظْهَرُ عَدْلُ اللَّهِ وَ فِیهَا یَكُونُ قَائِمُهُ وَ الْقُوَّامُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هِیَ مَنَازِلُ النَّبِیِّینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الصَّالِحِینَ (2).

بیان: قوله علیه السلام و القوام من بعده یدل علی أن بعد وفاته علیه السلام یكون قوام له فی الأرض موافقا للأخبار الدالة علی أن الأئمة الذین یكرون فی الرجعة یملكون الأرض بعده و هو مخالف للمشهور و یمكن أن یكون المراد قوامه فی حیاته بعد انتقاله عن هذا البلد إلی سائر البلدان أو یكون المراد البعدیة بحسب المرتبة و اللّٰه یعلم.

«18»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مَتٍّ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَدُّ مَسْجِدِ السَّهْلَةِ الرَّوْحَاءُ(3).

«19»- مل، [كامل الزیارات] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ: مِثْلَهُ (4).

«20»- یب، [تهذیب الأحكام] رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مَكْرُوبٍ یَأْتِی مَسْجِدَ السَّهْلَةِ فَیُصَلِّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ یَدْعُو اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ كَرْبَهُ (5).

«21»- أَقُولُ قَالَ الشَّیْخُ السَّعِیدُ الشَّهِیدُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ رُوِیَ عَنْ بَشَّارٍ

ص: 440


1- 1. الكافی ج 3 ص 495.
2- 2. كامل الزیارات ص 30.
3- 3. كامل الزیارات ص 29.
4- 4. كامل الزیارات ص 29.
5- 5. التهذیب ج 6 ص 38.

الْمُكَارِی.

وَ قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(1) حَدَّثَنَا جَمَاعَةٌ عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیِّ وَ عَنِ الشَّرِیفِ أَبِی الْفَضْلِ الْمُنْتَهَی بْنِ أَبِی زَیْدٍ الْحُسَیْنِیِّ وَ عَنِ الشَّیْخِ الْأَمِینِ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنِ وَ عَنِ الشَّیْخِ الْجَلِیلِ ابْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنِ الْمُقْرِی عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ الرَّازِیِّ وَ كُلُّهُمْ یَرْوُونَ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِیِّ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ السُّلَمِیِّ قَالُوا وَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْمُفِیدُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِیُّ وَ الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعُكْبَرِیُّ الْمُعَدِّلُ فِی دَارِهِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الْأَزْهَرِ النَّحْوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدٍ النَّهْشَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّرِیفِ زَیْدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُفْیَانَ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّاقِدِ عَنْ بَشَّارٍ الْمُكَارِی أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْكُوفَةِ وَ قَدْ قُدِّمَ لَهُ طَبَقُ رُطَبِ طَبَرْزَدٍ وَ هُوَ یَأْكُلُ فَقَالَ لِی یَا بَشَّارُ ادْنُ فَكُلْ قُلْتُ هَنَّأَكَ اللَّهُ وَ جَعَلَنِی فِدَاكَ قَدْ أَخَذَتْنِی الْغَیْرَةُ مِنْ شَیْ ءٍ رَأَیْتُهُ فِی طَرِیقِی أَوْجَعَ قَلْبِی وَ بَلَغَ مِنِّی فَقَالَ لِی بِحَقِّی لَمَّا دَنَوْتَ فَأَكَلْتَ قَالَ فَدَنَوْتُ فَأَكَلْتُ فَقَالَ لِی حَدِیثَكَ قُلْتُ رَأَیْتُ جِلْوَازاً یَضْرِبُ رَأْسَ امْرَأَةٍ یَسُوقُهَا إِلَی الْحَبْسِ وَ هِیَ تُنَادِی بِأَعْلَی صَوْتِهَا الْمُسْتَغَاثَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ لَا یُغِیثُهَا أَحَدٌ قَالَ وَ لِمَ فَعَلَ بِهَا ذَاكَ قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهَا عَثَرَتْ فَقَالَتْ لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِیكِ یَا فَاطِمَةُ فَارْتَكَبَ مِنْهَا مَا ارْتَكَبَ قَالَ فَقَطَعَ الْأَكْلَ وَ لَمْ یَزَلْ یَبْكِی حَتَّی ابْتَلَّ مِنْدِیلُهُ وَ لِحْیَتُهُ وَ صَدْرُهُ بِالدُّمُوعِ ثُمَّ قَالَ یَا بَشَّارُ قُمْ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَنَدْعُوَ اللَّهَ وَ نَسْأَلَهُ خَلَاصَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ قَالَ وَ وَجَّهَ بَعْضَ الشِّیعَةِ إِلَی بَابِ السُّلْطَانِ وَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِ بِأَنْ لَا یَبْرَحَ إِلَی أَنْ یَأْتِیَهُ رَسُولُهُ فَإِنْ حَدَثَ بِالْمَرْأَةِ حَدَثٌ صَارَ إِلَیْنَا حَیْثُ كُنَّا قَالَ فَصِرْنَا إِلَی

ص: 441


1- 1. المزار الكبیر ص 27- 39.

مَسْجِدِ السَّهْلَةِ وَ صَلَّی كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَ مُعِیدُهُمْ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُمْ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ وَ بَاعِثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَنْتَ وَارِثُ الْأَرْضِ وَ مَنْ عَلَیْهَا أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَالِمُ السِّرِّ وَ أَخْفَی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ بِحَقِّهِمُ الَّذِی أَوْجَبْتَهُ عَلَی نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَاجَتِی السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَا سَامِعَ الدُّعَاءِ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا غِیَاثَاهْ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَجِّلَ خَلَاصَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ یَا سَمِیعَ الدُّعَاءِ- قَالَ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا النَّفَسَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ قُمْ فَقَدْ أُطْلِقَتِ المَرْأَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا جَمِیعاً فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذْ لَحِقَ بِنَا الرَّجُلُ الَّذِی وَجَّهْنَا إِلَی بَابِ السُّلْطَانِ فَقَالَ لَهُ مَا الْخَبَرُ قَالَ لَهُ لَقَدْ أُطْلِقَ عَنْهَا قَالَ كَیْفَ كَانَ إِخْرَاجُهَا قَالَ لَا أَدْرِی وَ لَكِنَّنِی كُنْتُ وَاقِفاً عَلَی بَابِ السُّلْطَانِ إِذْ خَرَجَ حَاجِبٌ فَدَعَاهَا وَ قَالَ لَهَا مَا الَّذِی تَكَلَّمْتِ بِهِ قَالَتْ عَثَرْتُ فَقُلْتُ لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِیكِ یَا فَاطِمَةُ فَفُعِلَ بِی مَا فُعِلَ قَالَ فَأَخْرَجَ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ وَ قَالَ خُذِی هَذِهِ وَ اجْعَلِ الْأَمِیرَ فِی حِلٍّ فَأَبَتْ أَنْ تَأْخُذَهَا فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ مِنْهَا دَخَلَ وَ أَعْلَمَ صَاحِبَهُ بِذَلِكَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ انْصَرِفِی إِلَی بَیْتِكِ فَذَهَبَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَبَتْ أَنْ تَأْخُذَ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ قَالَ نَعَمْ وَ هِیَ وَ اللَّهِ مُحْتَاجَةٌ إِلَیْهَا فَقَالَ فَأَخْرَجَ مِنْ جَیْبِهِ صُرَّةً فِیهَا سَبْعَةُ دَنَانِیرَ وَ قَالَ اذْهَبْ أَنْتَ بِهَذِهِ إِلَی مَنْزِلِهَا فَأَقْرِئْهَا مِنِّی السَّلَامَ وَ ادْفَعْ إِلَیْهَا هَذِهِ الدَّنَانِیرَ فَقَالَ فَذَهَبْنَا جَمِیعاً فَأَقْرَأْنَاهَا مِنْهُ السَّلَامَ فَقَالَتْ بِاللَّهِ أَقْرَأَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَامَ فَقُلْتُ لَهَا رَحِمَكِ اللَّهُ وَ اللَّهِ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَقْرَأَكِ السَّلَامَ

فَشَهَقَتْ وَ وَقَعَتْ مَغْشِیَّةً عَلَیْهَا قَالَ فَصَبَرْنَا حَتَّی أَفَاقَتْ وَ قَالَتْ أَعِدْهَا عَلَیَّ فَأَعَدْنَاهَا عَلَیْهَا حَتَّی فَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمَّ قُلْنَا لَهَا خُذِی هَذَا مَا أَرْسَلَ

ص: 442

بِهِ إِلَیْكِ وَ أَبْشِرِی بِذَلِكِ فَأَخَذَتْهُ مِنَّا وَ قَالَتْ سَلُوهُ أَنْ یَسْتَوْهِبَ أَمَتَهُ مِنَ اللَّهِ فَمَا أَعْرِفُ أَحَداً أَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَی اللَّهِ أَكْبَرَ مِنْهُ وَ مِنْ آبَائِهِ وَ أَجْدَادِهِ علیهم السلام قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَعَلْنَا نُحَدِّثُهُ بِمَا كَانَ مِنْهَا فَجَعَلَ یَبْكِی وَ یَدْعُو لَهَا ثُمَّ قُلْتُ لَیْتَ شِعْرِی مَتَی أَرَی فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا بَشَّارُ إِذَا تُوُفِّیَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ هُوَ الرَّابِعُ مِنْ وُلْدِی فِی أَشَدِّ الْبِقَاعِ بَیْنَ شِرَارِ الْعِبَادِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَصِلُ إِلَی بَنِی فُلَانٍ مُصِیبَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِكَ الْتَقَتْ حلق [حَلْقَتَا] الْبِطَانِ وَ لَا مَرَدَّ لِأَمْرِ اللَّهِ.

الصلاة و الدعاء فی زوایاه.

«22»- قَالَ الشَّیْخُ الشَّهِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَجَجْتُ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی (1) وَ قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(2) أَخْبَرَنِی أَبُو الْمَكَارِمِ حَمْزَةُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زُهْرَةَ الْعَلَوِیُّ عِنْدَ عَوْدِهِ مِنَ الْحَجِّ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ بِمَسْجِدِ السَّهْلَةِ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ الشَّیْخِ الْفَقِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ: قَالَ حَجَجْتُ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فَوَرَدْنَا عِنْدَ نُزُولِنَا الْكُوفَةَ فَدَخَلْنَا إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِشَخْصٍ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ نَهَضَ إِلَی زَاوِیَةِ الْمَسْجِدِ فَوَقَفَ هُنَاكَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ نَحْنُ مَعَهُ فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنَ الصَّلَاةِ سَبَّحَ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْبُقْعَةِ الشَّرِیفَةِ وَ بِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِیهَا قَدْ عَلِمْتَ حَوَائِجِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْضِهَا وَ قَدْ أَحْصَیْتَ ذُنُوبِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهَا لِی اللَّهُمَّ أَحْیِنِی مَا كَانَتِ الْحَیَاةُ خَیْراً لِی وَ أَمِتْنِی إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَیْراً لِی عَلَی مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ نَهَضَ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْمَكَانِ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ بَیْتُ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ الَّذِی كَانَ یَخْرُجُ مِنْهُ إِلَی الْعَمَالِقَةِ.

ثُمَّ مَضَی إِلَی الزَّاوِیَةِ الْغَرْبِیَّةِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی

ص: 443


1- 1. مزار الشهید ص 78.
2- 2. المزار الكبیر ص 39- 40.

صَلَّیْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَوَائِزِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْهَا مِنِّی بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَ بَلِّغْنِی بِرَحْمَتِكَ الْمَأْمُولِ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ثُمَّ قَامَ وَ مَضَی إِلَی الزَّاوِیَةِ الشَّرْقِیَّةِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ بَسَطَ كَفَّیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ وَ الْخَطَایَا قَدْ أَخْلَفَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ فَلَمْ تَرْفَعْ لِی إِلَیْكَ صَوْتاً وَ لَمْ تَسْتَجِبْ لِی دَعْوَةً فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَ یَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُقْبِلَ إِلَیَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ تُقْبِلَ بِوَجْهِی إِلَیْكَ وَ لَا تُخَیِّبَنِی حِینَ أَدْعُوكَ وَ لَا تَحْرِمَنِی حِینَ أَرْجُوكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- وَ عَفَّرَ خَدَّیْهِ عَلَی الْأَرْضِ

وَ قَامَ فَخَرَجَ فَسَأَلْنَاهُ بِمَ یُعْرَفُ هَذَا الْمَكَانُ فَقَالَ إِنَّهُ مَقَامُ الصَّالِحِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَالَ فَاتَّبَعْنَاهُ وَ إِذَا بِهِ قَدْ دَخَلَ إِلَی مَسْجِدٍ صَغِیرٍ بَیْنَ یَدَیِ السَّهْلَةِ فَصَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ بِسَكِینَةٍ وَ وَقَارٍ كَمَا صَلَّی أَوَّلَ مَرَّةٍ ثُمَّ بَسَطَ كَفَّیْهِ فَقَالَ إِلَهِی قَدْ مَدَّ إِلَیْكَ الْخَاطِئُ الْمُذْنِبُ یَدَیْهِ لِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلَهِی قَدْ جَلَسَ الْمُسِی ءُ بَیْنَ یَدَیْكَ مُقِرّاً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَ رَاجِیاً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ إِلَهِی قَدْ رَفَعَ إِلَیْكَ الظَّالِمُ كَفَّیْهِ رَاجِیاً لِمَا لَدَیْكَ فَلَا تُخَیِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ إِلَهِی قَدْ جَثَا الْعَائِدُ إِلَی الْمَعَاصِی بَیْنَ یَدَیْكَ خَائِفاً مِنْ یَوْمٍ یَجْثُو فِیهِ الْخَلَائِقُ بَیْنَ یَدَیْكَ إِلَهِی قَدْ جَاءَكَ الْعَبْدُ الْخَاطِی فَزِعاً مُشْفِقاً وَ رَفَعَ إِلَیْكَ طَرْفَهُ حَذَراً رَاجِیاً وَ فَاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نَادِماً وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِیَتِی مُخَالَفَتَكَ وَ مَا عَصَیْتُكَ إِذْ عَصَیْتُكَ وَ أَنَا بِكَ جَاهِلٌ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌّ وَ لَكِنْ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ أَعَانَتْنِی عَلَی ذَلِكَ شِقْوَتِی وَ غَرَّنِی سِتْرُكَ الْمُرْخَی عَلَیَّ فَمَنِ الْآنَ مِنْ عَذَابِكَ یَسْتَنْقِذُنِی وَ بِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی فَیَا سَوْأَتَاهْ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْكَ إِذَا قِیلَ لِلْمُخِفِّینَ جُوزُوا وَ لِلْمُثْقِلِینَ حُطُّوا أَ فَمَعَ الْمُخِفِّینَ أَجُوزُ أَمْ مَعَ الْمُثْقِلِینَ أَحُطُّ وَ یَلِی كُلَّمَا كَبِرَ سِنِّی كَثُرَتْ ذُنُوبِی وَ یَلِی كُلَّمَا طَالَ عُمُرِی كَثُرَتْ

ص: 444

مَعَاصِیَّ فَكَمْ أَتُوبُ وَ كَمْ أَعُودُ أَمَا آنَ لِی أَنْ أَسْتَحْیِیَ مِنْ رَبِّی اللَّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرَ الْغَافِرِینَ- ثُمَّ بَكَی وَ عَفَّرَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ وَ قَالَ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ- ثُمَّ قَلَبَ خَدَّهُ الْأَیْسَرَ وَ قَالَ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ یَا كَرِیمُ- ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ وَ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی بِمَ یُعْرَفُ هَذَا الْمَسْجِدُ فَقَالَ إِنَّهُ مَسْجِدُ زَیْدِ بْنِ صُوحَانَ صَاحِبِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هَذَا دُعَاؤُهُ وَ تَهَجُّدُهُ ثُمَّ غَابَ عَنَّا فَلَمْ نَرَهُ فَقَالَ لِی صَاحِبِی إِنَّهُ الْخَضِرُ علیه السلام (1).

أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَمْضِیَ إِلَی السَّهْلَةِ فَاجْعَلْ ذَلِكَ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مِنْ لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ غَیْرِهِ مِنَ الْأَوْقَاتِ فَإِذَا أَتَیْتَهُ فَصَلِّ الْمَغْرِبَ وَ نَافِلَتَهَا ثُمَّ قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَحِیَّةَ الْمَسْجِدِ قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَإِذَا فَرَغْتَ فَارْفَعْ یَدَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قُلْ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ سَاقَ الدُّعَاءَ الْأَوَّلَ إِلَی قَوْلِهِ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ یَا سَمِیعَ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْجُدْ وَ اخْشَعْ وَ ادْعُ اللَّهَ بِمَا تُرِیدُ.

ثُمَّ ذَكَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَدْعِیَةَ الزَّوَایَا الثَّلَاثِ كَمَا مَرَّ ثُمَّ قَالَ ثُمَّ تُصَلِّی فِی الْبَیْتِ الَّذِی فِی وَسَطِ الْمَسْجِدِ رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ.

یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا فَعَّالًا لِمَا یُرِیدُ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حُلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ یُؤْذِینَا بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ یَا كَافِیَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ اكْفِنَا الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ عَفِّرْ خَدَّیْكَ عَلَی الْأَرْضِ.

ثُمَّ قَالَ الصَّلَاةُ وَ الدُّعَاءُ فِی مَسْجِدِ زَیْدِ بْنِ صُوحَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ قَرِیبٌ مِنَ السَّهْلَةِ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَبْسُطُ كَفَّیْكَ وَ تَقُولُ إِلَهِی قَدْ مَدَّ الْخَاطِئُ الْمُذْنِبُ یَدَیْهِ وَ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ عَفِّرْ وَجْهَكَ وَ قُلِ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ

ص: 445


1- 1. مصباح الزائر ص 55.

وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ وَ قَلِّبْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ وَ قُلْ إِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ثُمَّ قَلِّبْ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ وَ قُلْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ یَا كَرِیمُ ثُمَّ عُدْ إِلَی السُّجُودِ وَ قُلِ الْعَفْوَ الْعَفْوَ مِائَةَ مَرَّةٍ.

ثُمَّ قَالَ ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِی مَسْجِدِ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الدُّعَاءُ فِیهِ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ یَا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی مِنَ الدُّعَاءِ(1).

«23»- عُدْنَا إِلَی رِوَایَةِ الشَّهِیدِ(2)

وَ مُؤَلِّفِ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ(3) قَالا بِالْإِسْنَادِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّسْتَرِیِّ أَنَّهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِبَنِی رَوَاسٍ فَقَالَ لِی بَعْضُ إِخْوَانِی لَوْ مِلْتَ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ صَعْصَعَةَ- فَصَلَّیْنَا فِیهِ فَإِنَّ هَذَا رَجَبٌ وَ یُسْتَحَبُّ فِیهِ زِیَارَةُ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْمُشَرَّفَةِ الَّتِی وَطِئَهَا الْمَوَالِیُّ بِأَقْدَامِهِمْ وَ صَلَّوْا فِیهَا وَ مَسْجِدُ صَعْصَعَةَ مِنْهَا قَالَ فَمِلْتُ مَعَهُ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ إِذَا نَاقَةٌ مُعَقَّلَةٌ مُرَحَّلَةٌ قَدْ أُنِیخَتْ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فَدَخَلْنَا وَ إِذَا بِرَجُلٍ عَلَیْهِ ثِیَابُ الْحِجَازِ وَ عِمَّتُهُ كَعِمَّتِهِمْ قَاعِدٌ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَحَفِظْتُهُ أَنَا وَ صَاحِبِی وَ هُوَ اللَّهُمَّ یَا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ وَ الْآلَاءِ الْوَازِعَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ وَ النِّعَمِ الْجَسِیمَةِ وَ الْمَوَاهِبِ الْعَظِیمَةِ وَ الْأَیَادِی الْجَمِیلَةِ وَ الْعَطَایَا الْجَزِیلَةِ یَا مَنْ لَا یُنْعَتُ بِتَمْثِیلٍ وَ لَا یُمَثَّلُ بِنَظِیرٍ وَ لَا یُغْلَبُ بِظَهِیرٍ یَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارْتَفَعَ وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَ صَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَ احْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَ أَعْطَی فَأَجْزَلَ وَ مَنَحَ فَأَفْضَلَ یَا مَنْ سَمَا فِی الْعِزِّ فَفَاتَ خَوَاطِرَ الْأَبْصَارِ وَ دَنَا فِی اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الْأَفْكَارِ یَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلَا نِدَّ لَهُ فِی مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ تَفَرَّدَ بِالْآلَاءِ وَ الْكِبْرِیَاءِ فَلَا ضِدَّ لَهُ فِی جَبَرُوتِ شَأْنِهِ یَا مَنْ حَارَتْ فِی كِبْرِیَاءِ هَیْبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الْأَوْهَامِ وَ انْحَسَرَتْ دُونَ إِدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الْأَنَامِ یَا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ

ص: 446


1- 1. مصباح الزائر ص 54.
2- 2. مزار الشهید ص 82 و فیه محمّد بن عبد الرحمن.
3- 3. المزار الكبیر ص 40 و فیه علیّ بن عبد الرحمن.

لِعَظَمَتِهِ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خِیفَتِهِ أَسْأَلُكَ بِهَذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتِی لَا تَنْبَغِی إِلَّا لَكَ وَ بِمَا وَأَیْتَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ لِدَاعِیكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِمَا ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ فِیهِ عَلَی نَفْسِكَ لِلدَّاعِینَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ وَ أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اقْسِمْ لِی فِی شَهْرِنَا هَذَا خَیْرَ مَا قَسَمْتَ وَ احْتِمْ لِی فِی قَضَائِكَ خَیْرَ مَا حَتَمْتَ وَ اخْتِمْ لِی بِالسَّعَادَةِ فِیمَنْ خَتَمْتَ وَ أَحْیِنِی مَا أَحْیَیْتَنِی مَوْفُوراً وَ أَمَتَّنِی مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً وَ تَوَلَّ أَنْتَ نَجَاتِی مِنْ مُسَاءَلَةِ الْبَرْزَخِ وَ ادْرَأْ عَنِّی مُنْكَراً وَ نَكِیراً وَ أَرِ عَیْنِی مُبَشِّراً وَ بَشِیراً وَ اجْعَلْ لِی إِلَی رِضْوَانِكَ وَ جِنَانِكَ مَصِیراً وَ عَیْشاً قَرِیراً وَ مُلْكاً كَبِیراً وَ صَلِّ

عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَثِیراً ثُمَّ سَجَدَ طَوِیلًا وَ قَامَ وَ رَكِبَ الرَّاحِلَةَ وَ ذَهَبَ فَقَالَ لِی صَاحِبِی نَرَاهُ الْخَضِرَ فَمَا بَالُنَا لَا نُكَلِّمُهُ كَأَنَّمَا أُمْسِكَ عَلَی أَلْسِنَتِنَا وَ خَرَجْنَا فَلَقِینَا ابْنَ أَبِی دَاوُدَ الرَّوَّاسِیَّ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتُمَا قُلْنَا مِنْ مَسْجِدِ صَعْصَعَةَ وَ أَخْبَرْنَاهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ هَذَا الرَّاكِبُ یَأْتِی مَسْجِدَ صَعْصَعَةَ فِی الْیَوْمَیْنِ وَ الثَّلَاثَةِ لَا یَتَكَلَّمُ قُلْنَا مَنْ هُوَ قَالَ فَمَنْ تَرَیَانِهِ أَنْتُمَا قُلْنَا نَظُنُّهُ الْخَضِرَ علیه السلام فَقَالَ أَنَا وَ اللَّهِ مَا أَرَاهُ إِلَّا مَنِ الْخَضِرُ علیه السلام مُحْتَاجٌ إِلَی رُؤْیَتِهِ فَانْصَرِفَا رَاشِدَیْنِ فَقَالَ لِی صَاحِبِی هُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُ الزَّمَانِ (1).

«24»- أَقُولُ وَ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ ره فِی كِتَابِ الْإِقْبَالِ فِی سِیَاقِ أَعْمَالِ شَهْرِ رَجَبٍ وَجَدْتُ فِی أَوَاخِرِ كِتَابِ مَعَالِمِ الدِّینِ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی دَاوُدَ الرَّوَّاسِیُّ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الدَّهَّانِ إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فِی یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ رَجَبٍ فَقَالَ مِلْ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ صَعْصَعَةَ فَهُوَ مَسْجِدٌ مُبَارَكٌ وَ قَدْ صَلَّی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ وَطِئَهُ الْحُجَجُ بِأَقْدَامِهِمْ فَمِلْنَا إِلَیْهِ فَبَیْنَا نَحْنُ نُصَلِّی إِذَا بِرَجُلٍ قَدْ نَزَلَ عَنْ نَاقَتِهِ وَ عَقَلَهَا بِالظِّلَالِ ثُمَّ دَخَلَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ أَطَالَ فِیهِمَا ثُمَّ مَدَّ یَدَیْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ یَا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ- إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَامَ إِلَی رَاحِلَتِهِ وَ رَكِبَهَا فَقَالَ لِی ابْنُ جَعْفَرٍ

ص: 447


1- 1. المزار الكبیر ص 40- 41 و مزار الشهید ص 82- 83 و أخرج الصلاة و الدعاء فی مصباح الزائر ص 56.

الدَّهَّانُ- أَ لَا تَقُومُ إِلَیْهِ فَنَسْأَلَهُ مَنْ هُوَ فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَقُلْنَا لَهُ نَاشَدْنَاكَ اللَّهَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ نَاشَدْتُكُمَا اللَّهَ مَنْ تَرَیَانِی قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ الدَّهَّانُ- نَظُنُّكَ الْخَضِرَ علیه السلام فَقَالَ وَ أَنْتَ أَیْضاً فَقُلْتُ أَظُنُّكَ إِیَّاهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَمَنِ الْخَضِرُ مُفْتَقِرٌ إِلَی رُؤْیَتِهِ انْصَرِفَا فَأَنَا إِمَامُ زَمَانِكُمَا.

فضل مسجد غنی و الصلاة فیه و الدعاء.

«25»- قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الشَّرِیفُ أَبُو الْمَكَارِمِ حَمْزَةُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زُهْرَةَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَی طَاوُسٍ الْیَمَانِیِ (1)

وَ قَالَ الشَّهِیدُ ره رُوِیَ عَنْ طَاوُسٍ الْیَمَانِیِّ أَنَّهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِالْحِجْرِ فِی رَجَبٍ وَ إِذَا أَنَا بِشَخْصٍ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقُلْتُ یَا نَفْسِی رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ اللَّهِ لَأَغْتَنِمُ دُعَاءَهُ فَجَعَلْتُ أَرْقُبُهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ رَفَعَ بَاطِنَ كَفَّیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ جَعَلَ یَقُولُ سَیِّدِی سَیِّدِی وَ هَذِهِ یَدَایَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَیْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوَّةٌ وَ عَیْنَایَ إِلَیْكَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةٌ وَ حَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلًا أَنْ تُجِیبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلًا سَیِّدِی أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِی فَأُطِیلَ بُكَائِی أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِی فَأُبَشِّرَ رَجَائِی سَیِّدِی أَ لِضَرْبِ الْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِی أَمْ لِشُرْبِ الْحَمِیمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِی سَیِّدِی لَوْ أَنَّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ لَكُنْتُ أَوَّلَ الْهَارِبِینَ مِنْكَ لَكِنِّی أَعْلَمُ أَنِّی لَا أَفُوتُكَ سَیِّدِی لَوْ أَنَّ عَذَابِی یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَیْهِ غَیْرَ أَنِّی أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِیعِینَ وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِیَةُ الْعَاصِینَ سَیِّدِی مَا أَنَا وَ مَا خَطَرِی هَبْ لِی خَطَایَایَ بِفَضْلِكَ وَ جَلِّلْنِی بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِیخِی بِكَرَمِ وَجْهِكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی ارْحَمْنِی مَطْرُوحاً عَلَی الْفِرَاشِ تُقَلِّبُنِی أَیْدِی أَحِبَّتِی وَ ارْحَمْنِی مَطْرُوحاً عَلَی الْمُغْتَسَلِ یُغَسِّلُنِی صَالِحُ جِیرَتِی وَ ارْحَمْنِی مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ أَطْرَافَ جِنَازَتِی وَ ارْحَمْ فِی

ذَلِكَ الْبَیْتِ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِی وَ غُرْبَتِی وَ وَحْدَتِی فَمَا لِلْعَبْدِ مَنْ یَرْحَمُهُ إِلَّا مَوْلَاهُ- ثُمَّ سَجَدَ وَ قَالَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لَا یُطْفَی وَ جَدِیدُهَا لَا یَبْلَی وَ عَطْشَانُهَا لَا یَرْوَی

ص: 448


1- 1. الإقبال ص 130.

وَ قَلَبَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تُقَلِّبْ وَجْهِی فِی النَّارِ بَعْدَ تَعْفِیرِی وَ سُجُودِی لَكَ بِغَیْرِ مَنٍّ مِنِّی عَلَیْكَ بَلْ لَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَنُّ عَلَیَّ- ثُمَّ قَلَّبَ خَدَّهُ الْأَیْسَرَ وَ قَالَ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ- ثُمَّ عَادَ إِلَی السُّجُودِ وَ قَالَ إِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ الْعَفْوَ الْعَفْوَ مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ طَاوُسٌ فَبَكَیْتُ حَتَّی عَلَا نَحِیبِی فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ مَا یُبْكِیكَ یَا یَمَانِیُّ أَ وَ لَیْسَ هَذَا مَقَامَ الْمُذْنِبِینَ فَقُلْتُ حَبِیبِی حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یَرُدَّكَ وَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ طَاوُسٌ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ فِی شَهْرِ رَجَبٍ بِالْكُوفَةِ فَمَرَرْتُ بِمَسْجِدِ غِنًی فَرَأَیْتُهُ علیه السلام یُصَلِّی فِیهِ وَ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ فَعَلَ كَمَا فَعَلَ فِی الْحِجْرِ تَمَامَ الْحَدِیثِ (1).

فضل مسجد الجعفی و الصلاة و الدعاء فیه.

«26»- قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ حَدَّثَنِی الشَّرِیفُ أَبُو الْمَكَارِمِ حَمْزَةُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زُهْرَةَ الْعَلَوِیُّ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِهِ بِبَلَدِ الْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِیثَمٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (2) وَ قَالَ الشَّهِیدُ ره رُوِیَ عَنْ مِیثَمٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَصْحَرَ بِی مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَ انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ جُعْفِیٍّ تَوَجَّهَ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ سَبَّحَ بَسَطَ كَفَّیْهِ وَ قَالَ إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَرَفْتُكَ وَ حُبُّكَ فِی قَلْبِی مَكِینٌ مَدَدْتُ إِلَیْكَ یَداً بِالذُّنُوبِ مَمْلُوَّةً وَ عَیْناً بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً إِلَهِی أَنْتَ مَالِكُ الْعَطَایَا وَ أَنَا أَسِیرُ الْخَطَایَا وَ مِنْ كَرَمِ الْعُظَمَاءِ الرِّفْقُ بِالْأُسَرَاءِ وَ أَنَا أَسِیرٌ بِجُرْمِی مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِی إِلَهِی

ص: 449


1- 1. المزار الكبیر ص 41- 42 و مزار الشهید ص 83- 84 و أخرج الصلاة و الدعاء فی مصباح الزائر ص 56- 57.
2- 2. المزار الكبیر ص 42 و أخرج الصلاة و الدعاء فی مصباح الزائر ص 57- 59.

مَا أَضْیَقَ الطَّرِیقَ عَلَی مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِیلَهُ وَ أَوْحَشَ الْمَسْلَكَ عَلَی مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنِیسَهُ إِلَهِی لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِذُنُوبِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَ إِنْ طَالَبْتَنِی بِسَرِیرَتِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَ إِنْ طَالَبْتَنِی بِشَرِّی لَأُطَالِبَنَّكَ بِخَیْرِكَ وَ إِنْ جَمَعْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِكَ فِی النَّارِ لَأُخْبِرَنَّهُمْ أَنِّی كُنْتُ لَكَ مُحِبّاً وَ أَنَّنِی كُنْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَهِی هَذَا سُرُورِی بِكَ خَائِفاً فَكَیْفَ سُرُورِی بِكَ آمِناً إِلَهِی الطَّاعَةُ تَسُرُّكَ وَ الْمَعْصِیَةُ لَا تَضُرُّكَ فَهَبْ لِی مَا یَسُرُّكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الدُّنْیَا أَثَرِی وَ امْتَحَی مِنَ الْمَخْلُوقِینَ ذِكْرِی وَ صِرْتُ مِنَ الْمَنْسِیِّینَ كَمَنْ قَدْ نُسِیَ إِلَهِی كَبِرَ سِنِّی وَ

دَقَّ عَظْمِی وَ نَالَ الدَّهْرُ مِنِّی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ نَفِدَتْ أَیَّامِی وَ ذَهَبَتْ مَحَاسِنِی وَ مَضَتْ شَهْوَتِی وَ بَقِیَتْ تَبِعَتِی وَ بَلِیَ جِسْمِی وَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالِی وَ تَفَرَّقَتْ أَعْضَائِی وَ بَقِیتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی إِلَهِی أَفْحَمَتْنِی ذُنُوبِی وَ انْقَطَعَتْ مَقَالَتِی وَ لَا حُجَّةَ لِی إِلَهِی أَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبِی الْمُعْتَرِفُ بِجُرْمِی الْأَسِیرُ بِإِسَاءَتِی الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِی الْمُتَهَوِّرُ فِی خَطِیئَتِی الْمُتَحَیِّرِ عَنْ قَصْدِی الْمُنْقَطَعُ بِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی إِلَهِی إِنْ كَانَ صَغُرَ فِی جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِی فَقَدْ كَبُرَ فِی جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِی إِلَهِی كَیْفَ أَنْقَلِبُ بِالْخَیْبَةِ مِنْ عِنْدِكَ مَحْرُوماً وَ كُلُّ ظَنِّی بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِی بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً إِلَهِی لَمْ أُسَلِّطْ عَلَی حُسْنِ ظَنِّی بِكَ قُنُوطَ الْآیِسِینَ فَلَا تُبْطِلْ صِدْقَ رَجَائِی مِنْ بَیْنِ الْآمِلِینَ إِلَهِی عَظُمَ جُرْمِی إِذْ كُنْتَ الْمُطَالِبَ بِهِ وَ كَبُرَ ذَنْبِی إِذْ كُنْتَ الْمُبَارَزَ بِهِ إِلَّا أَنِّی إِذَا ذَكَرْتُ كِبَرَ ذَنْبِی وَ عِظَمَ عَفْوِكَ وَ غُفْرَانِكَ وَجَدْتُ الْحَاصِلَ بَیْنَهُمَا لِی أَقْرَبَهُمَا إِلَی رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ إِلَهِی إِنْ دَعَانِی إِلَی النَّارِ مَخْشِیُّ عِقَابِكَ فَقَدْ نَادَانِی إِلَی الْجَنَّةِ بِالرَّجَاءِ حُسْنُ ثَوَابِكَ إِلَهِی إِنْ أَوْحَشَتْنِی الْخَطَایَا عَنْ مَحَاسِنِ لُطْفِكَ فَقَدْ آنَسَنِی بِالْیَقِینِ مَكَارِمُ عَطْفِكَ إِلَهِی إِنْ أَنَامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ أَنْبَهَتْنِی الْمَعْرِفَةُ یَا سَیِّدِی بِكَرَمِ آلَائِكَ إِلَهِی إِنْ عَزَبَ لُبِّی عَنْ تَقْوِیمِ مَا یُصْلِحُنِی فَمَا عَزَبَ إِیقَانِی بِنَظَرِكَ إِلَیَّ فِیمَا یَنْفَعُنِی إِلَهِی إِنِ انْقَرَضَتْ بِغَیْرِ مَا أَحْبَبْتَ مِنَ السَّعْیِ أَیَّامِی فَبِالْإِیمَانِ أَمْضَیْتُ السَّالِفَاتِ مِنْ أَعْوَامِی إِلَهِی جِئْتُكَ مَلْهُوفاً وَ قَدْ أُلْبِسْتُ

ص: 450

عَدَمَ فَاقَتِی وَ أَقَامَنِی مَعَ الْأَذِلَّاءِ بَیْنَ یَدَیْكَ ضُرُّ حَاجَتِی إِلَهِی كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِی إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَاخْلِطْنِی بِأَهْلِ نَوَالِكَ إِلَهِی أَصْبَحْتُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لِسِوَاكَ بِالْمَسْأَلَةِ عَادِلًا وَ لَیْسَ مِنْ شَأْنِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَلْهُوفٍ وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ خَیْرٍ مِنْكَ مَأْلُوفٍ إِلَهِی أَقَمْتُ عَلَی قَنْطَرَةِ الْأَخْطَارِ مَبْلُوّاً بِالْأَعْمَالِ وَ الِاخْتِبَارِ إِنْ لَمْ تُعِنْ عَلَیْهِمَا بِتَخْفِیفِ الْأَثْقَالِ وَ الْآصَارِ إِلَهِی أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِی فَأُطِیلَ بُكَائِی أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِی فَأُبَشِّرَ رَجَائِی إِلَهِی إِنْ حَرَمْتَنِی رُؤْیَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَرَفْتَ وَجْهَ تَأْمِیلِی بِالْخَیْبَةِ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ فَغَیْرَ ذَلِكَ مَنَّتْنِی نَفْسِی یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الطَّوْلِ وَ الْإِنْعَامِ إِلَهِی لَوْ لَمْ تَهْدِنِی إِلَی الْإِسْلَامِ مَا اهْتَدَیْتُ وَ لَوْ لَمْ تَرْزُقْنِی الْإِیمَانَ بِكَ مَا آمَنْتُ وَ لَوْ لَمْ تُطْلِقْ لِسَانِی بِدُعَائِكَ مَا دَعَوْتُ وَ لَوْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِكَ مَا عَرَفْتُ إِلَهِی إِنْ أَقْعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبْقِ مَعَ الْأَبْرَارِ فَقَدْ أَقَامَتْنِی الثِّقَةُ بِكَ عَلَی مَدَارِجِ الْأَخْیَارِ إِلَهِی قَلْبٌ حَشَوْتُهُ مِنْ مَحَبَّتِكَ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَیْفَ تُسَلِّطْ عَلَیْهِ نَاراً تُحْرِقُهُ فِی لَظَی إِلَهِی كُلُّ مَكْرُوبٍ إِلَیْكَ یَلْتَجِئُ وَ كُلُّ مَحْرُومٍ لَكَ یَرْتَجِی إِلَهِی سَمِعَ الْعَابِدُونَ بِجَزِیلِ ثَوَابِكَ فَخَشَعُوا وَ سَمِعَ الْمُزِلُّونَ عَنِ الْقَصْدِ بِجُودِكَ فَرَجَعُوا وَ سَمِعَ الْمُذْنِبُونَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ فَتَمَتَّعُوا وَ سَمِعَ الْمُجْرِمُونَ بِكَرَمِ عَفْوِكَ فَطَمِعُوا حَتَّی ازْدَحَمَتْ عَصَائِبُ الْعُصَاةِ مِنْ عِبَادِكَ وَ عَجَّ إِلَیْكَ كُلٌّ مِنْهُمْ عَجِیجَ الضَّجِیجِ بِالدُّعَاءِ فِی بِلَادِكَ وَ لِكُلٍّ أَمَلٌ سَاقَ صَاحِبَهُ إِلَیْكَ وَ حَاجَةٌ وَ أَنْتَ الْمَسْئُولُ الَّذِی لَا تَسْوَدُّ عِنْدَهُ وُجُوهُ الْمَطَالِبِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ-(1) وَ أَخْفَتَ دُعَاءَهُ وَ سَجَدَ وَ عَفَّرَ وَ قَالَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قَامَ وَ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّی خَرَجَ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ خَطَّ لِی خَطَّةً وَ قَالَ إِیَّاكَ أَنْ تُجَاوِزَ هَذِهِ الْخَطَّةَ وَ مَضَی عَنِّی وَ كَانَتْ لَیْلَةً مُدْلَهِمَّةً فَقُلْتُ یَا نَفْسِی أَسْلَمْتِ مَوْلَاكِ وَ لَهُ أَعْدَاءٌ كَثِیرَةٌ أَیُّ عُذْرٍ یَكُونُ لَكِ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ- وَ اللَّهِ لأقفن [لَأَقْفُوَنَ] أَثَرَهُ وَ لَأَعْلَمَنَّ خَبَرَهُ وَ إِنْ كَانَ قَدْ خَالَفْتُ أَمْرَهُ وَ جَعَلْتُ أَتَّبِعُ أَثَرَهُ فَوَجَدْتُهُ علیه السلام مُطَّلِعاً فِی الْبِئْرِ إِلَی نِصْفِهِ

ص: 451


1- 1. مزار الشهید ص 84- 86.

یُخَاطِبُ الْبِئْرَ وَ الْبِئْرُ تُخَاطِبُهُ فَحَسَّ بِی وَ الْتَفَتَ علیه السلام وَ قَالَ مَنْ قُلْتُ مِیثَمٌ- فَقَالَ یَا مِیثَمُ أَ لَمْ آمُرْكَ أَنْ لَا تَتَجَاوَزَ الْخَطَّةَ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ خَشِیتُ عَلَیْكَ مِنَ الْأَعْدَاءِ فَلَمْ یَصْبِرْ لِذَلِكَ قَلْبِی فَقَالَ أَ سَمِعْتَ مِمَّا قُلْتُ شَیْئاً قُلْتُ لَا یَا مَوْلَایَ فَقَالَ یَا مِیثَمُ:

وَ فِی الصَّدْرِ لُبَانَاتٌ***إِذَا ضَاقَ لَهَا صَدْرِی

نَكَتُّ الْأَرْضَ بِالْكَفِ***وَ أَبْدَیْتُ لَهَا سِرِّی

فَمَهْمَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ***فَذَاكَ النَّبْتُ مِنْ بَذْرِی

(1).

فضل مسجد بنی كاهل و یعرف بمسجد أمیر المؤمنین و الصلاة و الدعاء فیه.

«27»- قَالَ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الْجَلِیلُ مُسْلِمُ بْنُ نَجْمٍ الْبَزَّازُ الْكُوفِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ الْمُعَدِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ حَمْزَةَ الزَّیَّاتِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكَاهِلِیِّ وَ أَخْبَرَنِی الْفَقِیهُ الْجَلِیلُ الْعَالِمُ أَبُو الْمَكَارِمِ حَمْزَةُ بْنُ زُهْرَةَ الْحُسَیْنِیُّ الْحَلَبِیُّ إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِهِ وَ أَرَانِی الْمَسْجِدَ وَ رَوَی لِی هَذَا الْخَبَرَ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْكَاهِلِیِ (2) وَ قَالَ الشَّهِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ رَوَی حَبِیبُ بْنُ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكَاهِلِیِّ قَالَ قَالَ: أَ لَا تَذْهَبُ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنُصَلِّیَ فِیهِ قُلْتُ وَ أَیُّ الْمَسَاجِدِ هَذَا قَالَ مَسْجِدُ بَنِی كَاهِلٍ وَ إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْهُ سِوَی أُسِّهِ وَ أُسِّ مِئْذَنَتِهِ قُلْتُ حَدِّثْنِی بِحَدِیثِهِ قَالَ صَلَّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی مَسْجِدِ بَنِی كَاهِلٍ الْفَجْرَ فَقَنَتَ بِنَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِینُكَ وَ نَسْتَغْفِرُكَ وَ نَسْتَهْدِیكَ وَ نُؤْمِنُ بِكَ وَ نَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ وَ نُثْنِی عَلَیْكَ الْخَیْرَ كُلَّهُ نَشْكُرُكَ وَ لَا نَكْفُرُكَ وَ نَخْلَعُ وَ نَتْرُكُ مَنْ یُنْكِرُكَ اللَّهُمَّ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ لَكَ نُصَلِّی وَ نَسْجُدُ وَ إِلَیْكَ نَسْعَی وَ نَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَ نَخْشَی عَذَابَكَ

ص: 452


1- 1. المزار الكبیر ص 42- 44 و مزار الشهید ص 84- 86.
2- 2. المزار الكبیر ص 31- 32.

إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِیمَنْ هَدَیْتَ وَ عَافِنَا فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنَا فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ بَارِكْ لَنَا فِیمَا أَعْطَیْتَ وَ قِنَا شَرَّ مَا قَضَیْتَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ إِنَّهُ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ وَ لَا یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ تَعَالَیْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ

رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (1).

ثُمَّ قَالا وَ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْكَاهِلِیِّ: أَنَّهُ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَسْجِدِ بَنِی كَاهِلٍ الْفَجْرَ فَجَهَرَ فِی السُّورَتَیْنِ وَ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ(2).

بیان: ما یحتاج من تلك الأدعیة إلی البیان الجلواز بالكسر الشرطی من أعوان السلطان.

و قال الجوهری (3)

البطان للقتب الحزام الذی یجعل تحت بطن البعیر یقال التقت حلقتا البطان للأمر إذا اشتد قوله علیه السلام و الآلاء الوازعة الوزع الكف و المنع أی النعم التی تكف الناس عن المعاصی أو تجمع أمورهم و تمنعها عن التشتت.

قال فی النهایة(4)

یقال وزعه یزعه إذا كفه و منعه و منه الحدیث أن إبلیس رأی جبرئیل یوم بدر یزع الملائكة أی یرتبهم و یسویهم و یصفهم للحرب فكأنه یكفهم عن التفرق و الانتشار قوله علیه السلام یا من لا ینعت بتمثیل أی لا یوصف بالتشبیه بخلقه أو بتصویره فی الذهن و لیس له نظیر حتی یمثل و یشبه به و لا یغلب بظهیر أی لا یمكن الغلبة علیه بمعاونة المعاونین و ابتدع الأشیاء علی غیر مثال و مادة فشرع فی خلقها كذلك أو رفعها و خلقها فی غایة الرفعة و المتانة یقال شرع الشی ء أی رفعه جدا و علا علی كل شی ء فارتفع عن أن یشبهه شی ء قوله علیه السلام یا من سمی

ص: 453


1- 1. مزار الشهید ص 86- 87 و اخرج الصلاة و الدعاء فی مصباح الزائر ص 59.
2- 2. المزار الكبیر ص 32 و مزار الشهید ص 87.
3- 3. صحاح اللغة ج 5 ص 2079.
4- 4. النهایة ج 4 ص 221.

فی العز أی ارتفع فلم تبلغ إلیه ما یخطر فی أبصار العقلاء أی عقولهم و دنا و قرب من جهة اللطافة و التجرد حتی بلغ ما یخطر ببال المتفكرین و تجاوز عنه و اطلع علی ما هو أخفی منه مما هو كامن فی نفوسهم و لم یخطر ببالهم فإنه تعالی یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی قال الفیروزآبادی (1)

هجس الشی ء فی صدره یهجس خطر بباله أو هو أن یحدث نفسه فی صدره مثل الوسواس قوله علیه السلام و انحسرت أی انكشفت و الخطف الاستلاب و السرعة فی المشی أی تنكشف و ترتفع عند إدراك عظمته أو قبل الوصول إلیه الأبصار النافذة السریعة و لعله كان فی الأصل حسرت من قولهم حسر البصر إذا كل و انقطع من طول مدی قوله یا من عنت الوجوه أی ذلت و خضعت و الوأی الوعد الذی یوثقه الرجل علی نفسه و یعزم علی الوفاء به قوله علیه السلام و أر عینی مبشرا و بشیرا إنما استدعی رؤیتهما لأنهما لا یكونان إلا للأبرار و فی أكثر النسخ و ارعنی بسكون الراء أی وصهما برعایتی قوله علیه السلام و فی الصدر

لبانات هی بالضم الحاجات من غیر فاقة بل من همة ذكره الفیروزآبادی (2)

و قد قال المئذنة(3) بالكسر موضع الأذان و قال (4)

حفد یحفد حفدا و حفدانا خف فی العمل و أسرع و خدم قوله بالكفار ملحق فی المزار الكبیر بالكافرین یخلق كیكرم أی یلیق و هو جدیر بهم.

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: جَازَ مَوْلَانَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیه السلام بِالْقَائِمِ الْمَائِلِ فِی طَرِیقِ الْغَرِیِّ فَصَلَّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ فَقِیلَ لَهُ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ قَالَ هَذَا مَوْضِعُ رَأْسِ جَدِّیَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَضَعُوهُ هَاهُنَا(5).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَذَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ

ص: 454


1- 1. القاموس ج 2 ص 258.
2- 2. القاموس ج 4 ص 265.
3- 3. القاموس ج 4 ص 195.
4- 4. القاموس ج 1 ص 288.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 294.

بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَائِمِ فِی طَرِیقِ الْغَرِیِّ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَمَّا جَازُوا بِسَرِیرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام انْحَنَی أَسَفاً وَ حُزْناً عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَذَلِكَ سَرِیرُ أَبْرَهَةَ لَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ انْحَنَی وَ مَالَ (1).

بیان: أقول رأیت بخط الشیخ محمد بن علی الجباعی نقلا من خط الشهید قدس اللّٰه روحهما و لعل موضع القائم المائل هو المسجد المعروف الآن بمسجد الحنانة قرب النجف و لذا یصلی الناس فیه.

«30»- كِتَابُ الصِّفِّینَ لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ وَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَیْدٍ أَبِی الْكَنُودِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَلِیٌّ علیه السلام الشُّخُوصَ مِنَ النُّخَیْلَةِ قَامَ فِی النَّاسِ وَ خَطَبَهُمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ فَخَرَجَ علیه السلام حَتَّی إِذَا جَازَ حَدَّ الْكُوفَةِ- صَلَّی رَكْعَتَیْنِ (2).

قَالَ نَصْرٌ وَ حَدَّثَنِی إِسْرَائِیلُ بْنُ یُونُسَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَزِیدَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام صَلَّی بَیْنَ الْقَنْطَرَةِ وَ الْجِسْرِ رَكْعَتَیْنِ (3).

ص: 455


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 295.
2- 2. صفین لنصر بن مزاحم ص 147- 150.
3- 3. صفین ص 150 و الحمد للّٰه ربّ العالمین بدءا و ختاما.

كلمة المصحّح

بسمه تعالی

إلی هنا إنتهی الجزء الأوّل من المجلّد الثانی و العشرین من كتاب بحار الأنوار و هو الجزء السابع و التسعون حسب تجزئتنا یحتوی علی 16 بابا (73- 88) من أبواب الجهاد و المرابطة و الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر (تتمة المجلّد الحادی و العشرین من الأصل) و 17 بابا من أبواب كتاب المزار.

و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه طبقا للنسخة التی صحّحها الفاضل الخبیر السیّد محمّد مهدیّ الموسویّ الخرسان بما فیها من التعلیق و التنمیق و اللّٰه ولیّ التوفیق.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 456

كلمة المحقّق

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه رب العالمین و الصلاة علی محمّد و آله الغرّ المیامین، و اللعنة الدائمة علی أعدائهم أجمعین.

و بعد فهذا هو القسم الأوّل من المجلّد الثانی و العشرین من الموسوعة الكبری (بحار الأنوار) و حیث كان المجلّد المذكور قد خصّه المؤلّف بالمزار فجمع فیه جلّ ما ورد فی فضل و كیفیّة زیرات المعصومین علیهم السلام و أبنائهم رضوان اللّٰه علیهم أجمعین و ما یتعلّق بفضل بعض المساجد المباركة و أعمالها فهو من المجلّدات التی یكبر حجمها لو طبعت كما هی فنظرا لضخامتها و خروجها عن المألوف فی حجم أجزاء البحار فی هذه الطبعة الجدیدة الأنیقة رأینا من المناسب تقسیم المجلّد المذكور إلی ثلاثة أقسام تكاد أن تكون متساویة الحجم لتتناسب مع لداتها من باقی الأجزاء و لیسهل حملها علی الزائرین فجعلنا القسم الأوّل یشمل زیارات النبیّ صّلی الّله علیه و آله و أهل بیته الذین هم بالمدینة المنوّرة و باقی أعمال المشاهد و المساجد فیها كما أنّه یشمل زیارات الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام المطلقة و المخصوصة و كذلك أعمال مسجد الكوفة و باقی المساجد المباركة ذات الفضل فیها.

علی أن یكون القسم الثانی مختصّا بفضل و كیفیّة زیارات سیّد الشهداء أرواحنا له الفداء مع باقی الشهداء الذین استشهدوا معه فی كربلا.

و یضمّ القسم الثالث زیارات باقی الأئمّة المعصومین علیهم السلام و زیارات أبنائهم ممّن ورد الحثّ علی زیاراتهم.

ص: 457

و لا أرید المنّ علی القرّاة بذكر ما لاقیت من عناء فی تصحیح النصّ و تحقیقه خصوصا فیما كان مصدره مخطوطا مضافا إلی ما تجشّمته من العناء فی تخریج الأحادیث علی مصادرها و البحث عنها إذ كان فی كثیر من الرموز التی ترمز إلی تلك المصادر اشتباهات إمّا من قلم المؤلّف رحمه اللّٰه أو من النسّاخ عفا اللّٰه عنهم فقد أتعبونا كثیرا و قد أشرت فی بعض الهوامش إلی بعض تلك الموارد.

و ختاما أرجو من اللّٰه سبحانه و تعالی أن یتقبّل هذه الخدمة منّا و من سیادة الناشر الحاجّ سیّد إسماعیل كتابچی زید توفیقه و یجعلها خالصة لوجهه الكریم إنّه سمیع مجیب.

النجف الأشرف 10 ج 2 1388 محمّد مهدیّ السیّد حسن الموسوی الخرسان

ص: 458

استدراك

ص 398 س 3 تحت الرقم 38 المكرر:

الكافی: باسناده، عن أبی بصیر، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: ان القائم علیه السلام إذا قام رد البیت الحرام إلی أساسه، ورد مسجد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه وآله إلی أساسه، ورد مسجد الكوفة إلی أساسه، وقال أبو بصیر: موضع التمارین من المسجد.

ص 433 س 18 بعد قوله غیر موجود:

ویؤیده أیضا ما رواه محمد بن إبراهیم النعمانی فی كتاب الغیبة، عن ابن عقدة، عن علی بن الحسن، عن الحسن ومحمد ابنی یوسف، عن سعدان بن مسلم عن صباح المزنی، عن الحارث بن حصیرة، عن حبة العرنی قال: قال أمیر - المؤمنین علیه السلام: كأنی أنظر إلی شیعتنا بمسجد الكوفة، وقد ضربوا الفسطاط یعلمون الناس القرآن كما انزل، اما ان قائمنا إذا قام كسره وسوی قبلته.

علی أنه لا یعلم بقاء البناء الذی كان علی عهد أمیر المؤمنین علیه السلام بل یدل بعض الأخبار علی هدمه وتغییره كما رواه الشیخ فی كتاب الغیبة، عن الفضل بن شاذان، عن علی بن الحكم، عن الربیع بن محمد المسلی، عن ابن طریف، عن ابن نباتة قال: أمیر المؤمنین علیه السلام فی حدیث له: حتی انتهی إلی مسجد الكوفة وكان مبنیا بخزف ودنان وطین فقال: ویل لمن هدمك، وویل لمن سهل هدمك وویل لبانیك بالمطبوخ، المغیر قبلة نوح، طوبی لمن شهد هدمك مع قائم أهل بیتی أولئك خیار الأمة مع أبرار العترة.

ص: 459

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

[تتمة أبواب كتاب الحجّ و الجهاد]

أبواب الجهاد و المرابطة و ما یتعلق بذلك من المطالب

«73»- (1) باب وجوب الجهاد و فضله 16- 1

«74»- (2) باب أقسام الجهاد و شرائطه و آدابه 28- 16

«75»- (3) باب أحكام الجهاد و فیه أیضا بعض ما ذكر فی الباب السابق 43- 28

«76»- (4) باب الأسلحة و أدوات الحرب 43

«77»- (5) باب العهد و الأمان و شبهه 51- 43

«78»- (6) باب الجهاد فی الحرم و فی الأشهر الحرم و معنی أشهر الحرم و أشهر السیاحة 54- 51

«79»- (7) باب كیفیّة قسمة الغنائم و حكم أموال المشركین و المخالفین و النواصب 57- 54

«80»- (8) باب فضل إعانة المجاهدین و ذم إیذائهم 57

«81»- (9) باب أحكام الأرضین 60- 58

«82»- (10) باب النوادر 62- 60

«83»- (11) باب المرابطة 63- 62

«84»- (12) باب الجزیة و أحكامها 68- 63

ص: 460

أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و ما یتعلق بهما من الأحكام

«85»- (1) باب وجوب الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و فضلهما 94- 68

«86»- (2) باب لزوم إنكار المنكر و عدم الرضا بالمعصیة و أنّ من رضی بفعل فهو كمن أتاه 96- 94

«87»- (3) باب النهی عن الجلوس مع أهل المعاصی و من یقول بغیر الحق 97- 96

«88»- (4) باب وجوب الهجرة و أحكامها 99- 97

فهرس كتاب المزار

«1»- باب مقدمات السفر و آدابه 116- 101

«2»- باب ثواب تعمیر قبور النبیّ و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم و تعاهدها و زیارتها و أنّ الملائكة یزورونهم علیهم السلام 124- 116

«3»- باب آداب الزیارة و أحكام الروضات و بعض النوادر 138- 124

أبواب زیارة النبیّ صّلی الّله علیه و آله و سائر المشاهد فی المدینة

«4»- (1) باب فضل زیارة النبی صّلی الّله علیه و آله و فاطمة صلوات اللّٰه علیها و الأئمة بالبقیع صلوات اللّٰه علیهم أجمعین 145- 139

«5»- (2) باب زیارته علیه السلام من قریب و ما یستحب أن یعمل فی المسجد و فضل مواضعه 180- 146

«6»- (3) باب زیارته صّلی الّله علیه و آله من البعید 190- 181

ص: 461

«7»- (4) باب نادر فیما ظهر عند قبره صّلی الّله علیه و آله 191

«8»- (5) باب زیارة فاطمة صلوات اللّٰه علیها و موضع قبرها 202- 191

«9»- (6) باب زیارة الأئمة بالبقیع علیهم السلام 211- 203

«10»- (7) باب زیارة إبراهیم بن رسول اللّٰه صّلی الّله علیه و آله و فاطمة بنت أسد و حمزة و سائر الشهداء بالمدینة و إتیان سائر المشاهد فیها 225- 212

أبواب زیارة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیه و ما یتبعها

«11»- (1) باب فضل النجف و ماء الفرات 235- 226

«12»- (2) باب موضع قبره صلوات اللّٰه علیه و موضع رأس الحسین صلوات اللّٰه و سلامه علیه و من دفن عنده من الأنبیاء علیهم السلام 257- 235

«13»- (3) باب فضل زیارته صلوات اللّٰه علیه و الصلاة عنده 263- 257

«14»- (4) باب زیاراته صلوات اللّٰه علیه المطلقة التی لا تختصّ بوقت من الأوقات 354- 263

«15»- (5) باب زیاراته صلوات اللّٰه علیه المختصّة بالأیّام و اللیالی 384- 354

«16»- (6) باب فضل الكوفة و مسجدها الأعظم و أعماله 434- 385

«17»- (7) باب مسجد السهلة و سائر المساجد بالكوفة 455- 434

ص: 462

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .

ضا: لفقه الرضا علیه السلام .

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 463

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.