بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 95

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 95: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب أعمال السنین و الشهور

تتمة أبواب أعمال شهر رمضان من الأدعیة و الصلوات

باب 5 أدعیة كل یوم یوم و كل لیلة لیلة من شهر رمضان و سائر أعمالها

اشارة

أقول: قد مر ما یناسب هذا الباب فی كتاب الطهارة و فی أبواب الدعاء فتذكر و مضی أیضا فی أبواب الصیام فی باب لیلة القدر و لیالی الإحیاء كثیر من أحوالها و بعض أعمالها فارجع إلیه و یأتی و سبق ما یتعلق بهذا الباب فی الأبواب السابقة و اللاحقة من هذا الجزء أیضا.

أما اللیلة الأولی ففیها أعمال كثیرة جدا و قد أوردنا شطرا صالحا منها فی باب الدعاء عند دخول شهر رمضان و منها الغسل فی هذه اللیلة و منها الشروع فی تلاوة القرآن و منها(1).

«1»- وَ رَأَیْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ ره مَا هَذَا لَفْظُهُ دُعَاءُ الْحَجِّ یُدْعَی بِهِ أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ذَكَرَهُ الشَّیْخُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كِتَابِ رَوْضَةِ الْعَابِدِینَ الَّذِی صَنَّفَهُ لِوَلَدِهِ مُوسَی رَحِمَهُمَا اللَّهُ: اللَّهُمَّ مِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِی وَ مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إِلَی أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَإِنِّی لَا أَطْلُبُ حَاجَتِی إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَ رِضْوَانِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ


1- 1. و منها زیارة الحسین سید الشهداء علیه السلام علی ما سیجی ء فی كتاب المزار.

وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی فِی عَامِی هَذَا إِلَی بَیْتِكَ الْحَرَامِ سَبِیلًا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِیَةً خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا عَیْنِی وَ تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِی وَ تَرْزُقُنِی أَنْ أَغُضَّ بَصَرِی وَ أَنْ أَحْفَظَ فَرْجِی وَ أَنْ أَكُفَّ عَنْ جَمِیعِ مَحَارِمِكَ- لَا یَكُونُ عِنْدِی شَیْ ءٌ آثَرَ مِنْ طَاعَتِكَ وَ خَشْیَتِكَ وَ الْعَمَلِ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ التَّرْكِ لِمَا كَرِهْتَ وَ نَهَیْتَ عَنْهُ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ وَ أَوْزِعْنِی شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفَاتِی قَتْلًا فِی سَبِیلِكَ تَحْتَ رَایَةِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ مَعَ وَلِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمَا وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِی أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ وَ أَنْ تُكْرِمَنِی بِهَوَانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا تُهِنِّی بِكَرَامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا حَسْبِیَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

أَقُولُ وَ رَوَاهُ السَّیِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْإِقْبَالِ أَیْضاً عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَكِنْ فِیهِ أَنَّهُ قَالَ: ادْعُ لِلْحَجِّ فِی لَیَالِی شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ- اللَّهُمَّ بِكَ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِی إِلَی قَوْلِهِ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا(1).

الیوم الأول:

فیه أیضا أعمال كثیرة و منها صلاة أول كل شهر و دعاؤه و التصدق فیه و سائر أعماله و منها.(2).

فصل فیما نذكره من الأدعیة لكل یوم غیر متكررة

«2»- قل،(3) [إقبال الأعمال] فمن ذلك دعاء أول یوم من شهر رمضان من جملة الثلاثین فصلا

اللَّهُمَّ یَا رَبِّ أَصْبَحْتُ لَا أَرْجُو غَیْرَكَ وَ لَا أَدْعُو سِوَاكَ وَ لَا أَرْغَبُ إِلَّا إِلَیْكَ وَ لَا أَتَضَرَّعُ إِلَّا عِنْدَكَ وَ لَا أَلُوذُ إِلَّا بِفِنَائِكَ إِذْ لَوْ دَعَوْتُ غَیْرَكَ لَمْ یُجِبْنِی وَ لَوْ رَجَوْتُ غَیْرَكَ لَأَخْلَفَ رَجَائِی وَ أَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ مَوْلَایَ وَ خَالِقِی وَ بَارِئِی وَ مُصَوِّرِی نَاصِیَتِی بِیَدِكَ

ص: 2


1- 1. كتاب الاقبال: 24.
2- 2. راجع كتاب الاقبال: 87.
3- 3. كتاب الاقبال: 107.

تَحْكُمُ فِیَّ كَیْفَ تَشَاءُ- لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی مَا أَرْجُو وَ لَا أَسْتَطِیعُ دَفْعَ مَا أَحْذَرُ أَصْبَحْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی وَ أَصْبَحَ الْأَمْرُ بِیَدِ غَیْرِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ أَنْبِیَاءَكَ وَ رُسُلَكَ عَلَی أَنِّی أَتَوَلَّی مَنْ تَوَلَّیْتَهُ وَ أَتَبَرَّأُ مِمَّنْ تَبَرَّأْتَ مِنْهُ وَ أُؤْمِنُ بِمَا أَنْزَلْتَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ فَافْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِی لِذِكْرِكَ حَتَّی أَتَّبِعَ كِتَابَكَ وَ أُصَدِّقَ رُسُلَكَ وَ أُؤْمِنَ (1) بِوَعْدِكَ وَ أُوفِیَ بِعَهْدِكَ فَإِنَّ أَمْرَ الْقَلْبِ بِیَدِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ الْیَأْسِ مِنْ رَأْفَتِكَ فَأَعِذْنِی مِنَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ الرَّیْبِ وَ النِّفَاقِ وَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ احْفَظْنِی مِنَ الشَّكِّ الَّذِی صَاحِبُهُ یُسْتَهَانُ اللَّهُمَّ وَ كُلَّمَا قَصُرَ عَنْهُ اسْتِغْفَارِی مِنْ سُوءٍ لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُكَ فَعَافِنِی مِنْهُ وَ اغْفِرْهُ لِی فَإِنَّكَ كَاشِفُ الْغَمِّ مُفَرِّجُ الْهَمِّ رَحْمَانُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمُهُمَا فَامْنُنْ عَلَیَّ بِالرَّحْمَةِ الَّتِی رَحِمْتَ بِهَا مَلَائِكَتَكَ وَ رُسُلَكَ وَ أَوْلِیَاءَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ.

اللَّهُمَّ رَبَّ هَذَا الْیَوْمِ مَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنْ بَلَاءٍ أَوْ مُصِیبَةٍ أَوْ غَمٍّ أَوْ هَمٍّ فَاصْرِفْهُ عَنِّی وَ عَنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی وَ مَعَارِفِی وَ مَنْ كَانَ مِنِّی بِسَبِیلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ عَلَی كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ وَ فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ وَ مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ احْفَظْنِی وَ أَحْیِنِی عَلَی ذَلِكَ وَ تَوَفَّنِی عَلَیْهِ وَ ابْعَثْنِی یَوْمَ تَبْعَثُ الْخَلَائِقَ فِیهِ وَ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً بِرَحْمَتِكَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَهُ وَ خَیْرَ أَهْلِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ شَرِّ أَهْلِهِ وَ مِنْ سَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ یَدِهِ وَ رِجْلِهِ كُنْ لِی مِنْهُ حَاجِزاً عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی مَوَاهِبَ الدُّعَاءِ فِی دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ یَوْمِی هَذَا وَ فَتْحَهُ وَ نُورَهُ وَ نَصْرَهُ وَ هُدَاهُ وَ رُشْدَهُ وَ بُشْرَاهُ أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ مُمْتَنِعاً وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ لَا تُضَامُ مُعْتَصِماً وَ بِسُلْطَانِ اللَّهِ الَّذِی لَا یُقْهَرُ وَ لَا یُغْلَبُ عَائِذاً مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ مِنْ شَرِّ مَا یُكَنُ

ص: 3


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن طبعة الكمبانیّ.

بِاللَّیْلِ وَ یَخْرُجُ بِالنَّهَارِ وَ شَرِّ مَا یَخْرُجُ بِاللَّیْلِ وَ یُكَنُّ بِالنَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی سُلْطَانٍ أَوْ غَیْرِهِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الْأَوَّلَ مِنْهُ:(1) اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِیَامِی صِیَامَ الصَّائِمِینَ وَ قِیَامِی قِیَامَ الْقَائِمِینَ وَ نَبِّهْنِی فِیهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغَافِلِینَ وَ هَبْ لِی جُرْمِی یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ.

و قد قدمنا فی عمل الشهر روایتین كل واحدة بثلاثین فصلا لسائر الشهور(2) فادع بدعاء كل یوم منها فی یومه فإنه باب سعادة فتح لك فاغتنمه قبل أن تصیر من أهل القبور.

فصل فیما نذكره من فضل الاعتكاف فی شهر رمضان

اعلم أن الاعتكاف حقیقته عكوف العبد علی طاعة اللّٰه جل جلاله و مراقبته و تفصیل ذلك مذكور فی الكتب المتعلقة بتفصیل الأحكام (3)

و جملته و إنما نذكر هاهنا حدیثا واحدا بفضل الاعتكاف مطلقا فی شهر الصیام لئلا یخلو كتابنا من الإشارة إلی هذه العبادة و ما فیها من سعادة و إنعام

رَوَیْنَا ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ (4)

مِنْ كِتَابِ الْكَافِی وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصِّیَامِ وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ (5) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَوَّلِ مَا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ فِی الْعَشْرِ الْأُوَلِ وَ فِی السَّنَةِ الثَّانِیَةِ فِی الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ وَ فِی السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَلَمْ یَزَلْ یَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّی مَضَی. و سنذكر فی العشر الأواخر منه فضل الاعتكاف فیه و ما لا غنی لمن یحتاج إلیه عنه.

فصل فیما نذكره من أن القرآن أنزل فی شهر رمضان

و الحث علی

ص: 4


1- 1. كتاب الاقبال: 109.
2- 2. راجع ج 97: 132.
3- 3. بتفصیل الاعتكاف خ.
4- 4. الكافی ج 4: 175.
5- 5. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 2 ص 123.

تلاوته فیه.

أما نزول القرآن فی شهر رمضان فیكفی فی البرهان قول اللّٰه جل جلاله شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ و إنما ورد فی الحدیث أن نزوله كان فی شهر الصیام إلی السماء الدنیا ثم نزل منها إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله كما شاء جل جلاله فی الأوقات و الأزمان و أما الحث علی تلاوته فیه فذلك كثیر فی الأخبار و لكنا نورد حدیثا واحدا فیه تنبیها لأهل الاعتبار عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَبِی سَأَلَ جَدَّكَ علیه السلام عَنْ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ فَقَالَ لَهُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ افْعَلْ فِیهِ مَا اسْتَطَعْتَ فَكَانَ أَبِی یَخْتِمُهُ أَرْبَعِینَ خَتْمَةً فِی شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ خَتَمْتُهُ بَعْدَ أَبِی فَرُبَّمَا زِدْتُ وَ رُبَّمَا نَقَصْتُ وَ إِنَّمَا یَكُونُ ذَلِكَ عَلَی قَدْرِ فَرَاغِی وَ شُغُلِی وَ نَشَاطِی وَ كَسَلِی فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْفِطْرِ جَعَلْتُ لِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَتْمَةً وَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام خَتْمَةً وَ لِلْأَئِمَّةِ علیهم السلام خَتْمَةً حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَیْهِ فَصَیَّرْتُ لَكَ وَاحِدَةً مُنْذُ صِرْتُ فِی هَذِهِ الْحَالِ فَأَیُّ شَیْ ءٍ لِی بِذَلِكَ قَالَ لَكَ بِذَلِكَ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلِی بِذَلِكَ قَالَ نَعَمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

فصل فیما نذكره مما یدعی به عند نشر المصحف لقراءة القرآن

رَوَیْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ الصَّائِغِ أَبِی الْأَكْرَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ إِذَا أَخَذَ مُصْحَفَ الْقُرْآنِ وَ الْجَامِعِ قَبْلَ أَنْ یَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَ قَبْلَ أَنْ یَنْشُرَهُ یَقُولُ حِینَ یَأْخُذُهُ بِیَمِینِهِ- بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابُكَ الْمُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلَی رَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كِتَابُكَ النَّاطِقُ عَلَی لِسَانِ رَسُولِكَ وَ فِیهِ حُكْمُكَ وَ شَرَائِعُ دِینِكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَی نَبِیِّكَ وَ جَعَلْتَهُ عَهْداً مِنْكَ إِلَی خَلْقِكَ وَ حَبْلًا مُتَّصِلًا فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَ كِتَابَكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرِی فِیهِ عِبَادَةً وَ قِرَاءَتِی تَفَكُّراً وَ فِكْرِی اعْتِبَاراً وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ أَتَّعِظُ بِبَیَانِ مَوَاعِظِكَ فِیهِ وَ أَجْتَنِبُ مَعَاصِیَكَ وَ لَا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرَاءَتِی كِتَابَكَ عَلَی قَلْبِی وَ لَا عَلَی سَمْعِی وَ لَا تَجْعَلْ عَلَی بَصَرِی غِشَاوَةً

ص: 5

وَ لَا تَجْعَلْ قِرَاءَتِی قِرَاءَةً لَا تَدَبُّرَ فِیهَا بَلِ اجْعَلْنِی أَتَدَبَّرُ آیَاتِهِ وَ أَحْكَامَهُ آخِذاً بِشَرَائِعِ دِینِكَ وَ لَا تَجْعَلْ نَظَرِی فِیهِ غَفْلَةً وَ لَا قِرَاءَتِی هَذْرَمَةً(1) إِنَّكَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما نذكره مما ینبغی أن یقرأ فی مدة الشهر كله

اعلم أنه من بلغ فضل اللّٰه علیه إلی أن یكون متصرفا فی العبادات المندوبات بأمر یعرفه فی سره فیعتمد علیه فإنه یكون مقدار قراءته فی شهر رمضان بقدر ذلك البیان و أما من كان متصرفا فی القراءة بحسب الأمر الظاهر فی الأخبار فإنه بحسب ما یتفق له من التفرغ و الأعذار فإذا لم یكن له عائق عن استمرار القراءة فی شهر الصیام فلیعمل

مَا رُوِیَ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ فِی كَمْ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ فِی سِتٍّ فَصَاعِداً قُلْتُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ فِی ثَلَاثٍ فَصَاعِداً.

وَ رَوَیْتُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ قُولَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یُعْجِبُنِی أَنْ یُقْرَأَ الْقُرْآنُ فِی أَقَلَّ مِنَ الشَّهْرِ.

و اعلم أن المراد من قراءتك القرآن أن تستحضر فی عقلك و قلبك أن اللّٰه جل جلاله یقرأ علیك كلامه بلسانك فتستمع مقدس كلامه و تعترف بقدر إنعامه و تستفهم المراد من آدابه و مواعظه و أحكامه.

فإن قلت لا یقوم ضعف البشریة و الأجزاء الترابیة بقدر معرفة حرمة الجلالة الإلهیة فلیكن أدبك فی الاستماع و الانتفاع علی قدر أنه لو قرأ علیك بعض ملوك الدنیا كلاما قد نظمه و أراد منك أن تفهم معانیه و تعمل بها و تعظمه فلا ترض لنفسك و أنت مقر بالإسلام أن یكون اللّٰه جل جلاله دون مقام ملك فی الدنیا یزول ملكه لبعض الأحلام.

و إن قلت لا أقدر علی بلوغ هذه المرتبة الشریفة فلا أقل أن یكون استماعك و انتفاعك بالقراءة المقدسة المنیفة كما لو جاءك كتاب من والدك أو ولدك

ص: 6


1- 1. الهذرمة: الاسراع فی الكلام.

القریب إلیك أو من صدیقك العزیز علیك فإنك إن أنزلت اللّٰه جل جلاله و كلامه المعظم دون هذه المراتب فقد عرضت نفسك الضعیف لصفقة خاسر أو خائب.

فصل فیما نذكره من دعاء إذا فرغ من قراءة بعض القرآن

رَوَیْتُهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عِنْدَ ذِكْرِ نَشْرِ الْمُصْحَفِ الْكَرِیمِ فَیَقُولُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ: اللَّهُمَّ إِنِّی قَرَأْتُ مَا قَضَیْتَ لِی مِنْ كِتَابِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَهُ عَلَی نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ رَحْمَتُكَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا وَ لَكَ الشُّكْرُ وَ الْمِنَّةُ عَلَی مَا قَدَّرْتَ وَ وَفَّقْتَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُحِلُّ حَلَالَكَ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَكَ وَ یَجْتَنِبُ مَعَاصِیَكَ وَ یُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ وَ اجْعَلْهُ لِی شِفَاءً وَ رَحْمَةً وَ حِرْزاً وَ ذُخْراً اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِی أُنْساً فِی قَبْرِی وَ أُنْساً فِی حَشْرِی وَ اجْعَلْ لِی بَرَكَةً بِكُلِّ آیَةٍ قَرَأْتُهَا وَ ارْفَعْ لِی بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَسْتُهُ دَرَجَةً فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ آمِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ نَجِیِّكَ وَ دَلِیلِكَ وَ الدَّاعِی إِلَی سَبِیلِكَ وَ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیِّكَ وَ خَلِیفَتِكَ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ وَ عَلَی أَوْصِیَائِهِمَا الْمُسْتَحْفَظِینَ دِینَكَ الْمُسْتَوْدَعِینَ حَقَّكَ وَ الْمُسْتَرْعَیْنَ خَلْقَكَ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

أقول: و لیختم صوم نهاره بنحو ما قدمناه فی خاتمة لیله و ذكرنا من أسراره.

الباب السادس فیما نذكره من وظائف اللیلة الثانیة من شهر رمضان و یومها و فیه فصول.
فصل فیما نذكره من كیفیة خروج الصائم من صومه و دخوله فی حكم الإفطار

اعلم أن للصائم معاملة كلف باستمرارها قبل صومه و مع صومه فهی مطلوبة منه قبل الإفطار و معه و بعده فی اللیل و النهار و هی طهارة قلبه مما یكرهه مولاه و استعمال جوارحه فیما یقربه من رضاه فهذا أمر مراد من العبد مدة مقامه فی دنیاه و أما المعاملة المختصة بزیادة شهر رمضان فإن العبد إذا

ص: 7

كان مع اللّٰه جل جلاله یتصرف بأمره فی الصوم و الإفطار فی السر و الإعلان فصومه طاعة سعیدة و إفطاره بأمر اللّٰه جل جلاله عبادة أیضا جدیدة فیكون خروجه من الصوم إلی حكم الإفطار خروج متمثل أمر اللّٰه جل جلاله و تابع لما یریده من الاختیار متشرفا و متلذذا كیف ارتضاه سلطان الدنیا و الآخرة أن یكون فی بابه و متعلقا علی خدمته و منسوبا إلی دولته القاهرة و كیف وفقه للقبول منه و سلمه من خطر الإعراض عنه.

و إیاه و أن یعتقد أنه بدخول وقت الإفطار قد تشمر من حضرة المطالبة بطهارة الأسرار و صلاح الأعمال فی اللیل و النهار و هو أن یعلم أن اللّٰه جل جلاله ما شمره إلا مزید دوام إحسانه إلیه و إقباله بالرحمة علیه و كیف یكون العبد مهونا بإقبال مالك حاضر محسن إلیه و یهون من ذلك ما لم یهون أ لم یسمع مولاه یقول وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ.

(1)

فصل فیما نذكره من الوقت الذی یستحب فیه الإفطار

أقول: قد وردت الروایات متناصرة عن الأئمة علیهم أفضل الصلوات أن إفطار الإنسان فی شهر رمضان بعد تأدیة صلاته أفضل له و أقرب إلی قبول عبادته

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصَّوْمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ إِنْ قَوِیَ عَلَی ذَلِكَ أَنْ یُصَلِّیَ قَبْلَ أَنْ یُفْطِرَ.

أقول: و أما إن حضره قوم لا یصبرون إلی أن یفطر معهم بعد صلاته و یكونون ممن یقدمون الإفطار فلیفطر معهم رضا لله جل جلاله و تعظیما لمراسمه و تماما لعبادته و مراد ذلك لمالك حیاته و مماته فلیقدم الإفطار معهم علی هذه النیة محافظا به علی تعظیم الجلالة الإلهیة و إن كان القوم الذین حضروه یشغله إفطاره معهم عن مالكه و یفرق بینه و بین ما یرید من شریف مسالكه فیرضیهم بالإكرام فی الطعام و یعتذر إلیهم فی المشاركة لهم فی الإفطار ببعض الأعذار التی یكون فیها مراقبا للمطلع علی الأسرار و إن كان الحاضرون ممن یخافهم إن

ص: 8


1- 1. كتاب الاقبال: 110- 112 و الآیة فی سورة الذاریات: 56.

لم یفطر معهم قبل الصلوات و كانت التقیة لهم رضا لمالك الأحیاء و الأموات فلیعمل ما یكون فیه رضاه و لا یغالط نفسه و لا یتأول لأجل طاعة شیطانه و هواه.

فصل فیما نذكره من الوقت الذی یجوز فیه الإفطار

فصل (1)

فیما نذكره من الوقت الذی یجوز فیه الإفطار

اعلم أنه إذا دخل وقت صلاة المغرب علی الیقین فقد جاز إفطار الصائمین ما لم یشغل الإفطار عما هو أهم منه من عبادات رب العالمین فإن اجتمعت مراسم اللّٰه جل جلاله علی العبد عند دخول وقت العشاء فلیبدأ بالأهم فالأهم متابعة لمالك الأشیاء و لئلا یكون المملوك متصرفا فی ملك مالكه بغیر رضاه فكأنه یكون قد غصب الوقت و ما یعمله فیه من ید صاحبه و تصرف فیما لم یعطه إیاه فإیاه أن یهون بهذا و أمثاله ثم إیاه.

فصل فیما نذكره من آداب أو دعاء و قراءة یعملها و یقولها قبل الإفطار

فَمِنَ الْآدَابِ عِنْدَ الطَّعَامِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی عَلِیٍّ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الطَّبْرِسِیِّ مِنْ كِتَابِ الْآدَابِ الدِّینِیَّةِ فِیمَا رَوَاهُ مِنْ جَدِّنَا الْحَسَنِ السِّبْطِ الْمُمْتَحَنِ بِمُقَاسَاةِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِیَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی رُوحِهِ الْعَظِیمَةِ الْعَلِیَّةِ فَقَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فِی الْمَائِدَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً یَجِبُ عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ یَعْرِفَهَا أَرْبَعٌ مِنْهَا فَرْضٌ وَ أَرْبَعٌ مِنْهَا سُنَّةٌ وَ أَرْبَعٌ مِنْهَا تَأْدِیبٌ فَأَمَّا الْفَرْضُ فَالْمَعْرِفَةُ وَ الرِّضَا وَ التَّسْمِیَةُ وَ الشُّكْرُ وَ أَمَّا السُّنَّةُ فَالْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ الْجُلُوسُ عَلَی الْجَانِبِ الْأَیْسَرِ وَ الْأَكْلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ لَعْقُ الْأَصَابِعِ وَ أَمَّا التَّأْدِیبُ فَالْأَكْلُ مِمَّا یَلِیكَ وَ تَصْغِیرُ اللُّقْمَةِ وَ الْمَضْغُ الشَّدِیدُ وَ قِلَّةُ النَّظَرِ فِی وُجُوهِ النَّاسِ.

أقول: و من آداب شرب الذی یرید الشراب و أكل الطعام أن یستحضر المنة لله جل جلاله علیه كیف أكرمه أو أزاحه عن استخدامه فی كل ما احتاج إلی الطعام و الشراب إلیه مذ یوم خلق ذلك إلی حین یتقدم بین یدیه فإنه جل جلاله استخدم فیما یحتاج الإنسان إلیه الملائكة الموكلین بتدبیر الأفلاك و الأرضین و الأنبیاء و الأوصیاء و نوابهم الموكلین بتدبیر مصالح الآدمیین و

ص: 9


1- 1. فی المصدر المطبوع هذا الفصل مقدم علی الفصل السابق.

الملوك و السلاطین و نوابهم و جنودهم الذین یحفظون بیضة الإسلام حتی یتهیأ الوصول إلی الطعام و استخدام كل من تعب فی طعامه من أكار و نجار و حدادین و حطابین و خبازین و طباخین و من یقصر عن حصرهم بیان الأقلام و لسان حال الأفهام و كیف یحسن من عبد یریحه سیده من جمیع هذا التعب و العناء و یحمل إلیه طعامه و هو مستریح من هذا الشقاء فلا یری له فی ذلك منة كبیرة و لا صغیرة أ فما یكون كأنه میت العقل و القلب أعمی عن نظر هذه النعم الكثیرة.

وَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ أَكْلِ الطَّعَامِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الطَّبْرِسِیِّ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ قَالَ: یَقُولُ عِنْدَ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُطْعِمُ وَ لَا یُطْعَمُ وَ یُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْهِ وَ یَسْتَغْنِی وَ یُفْتَقَرُ إِلَیْهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا رَزَقْتَنِی مِنَ الطَّعَامِ وَ الْإِدَامِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ مِنْ غَیْرِ كَدٍّ مِنِّی وَ مَشَقَّةٍ بِسْمِ اللَّهِ خَیْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی لَا یَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ اللَّهُمَّ أَسْعِدْنِی مِنْ مَطْعَمِی هَذَا بِخَیْرِهِ وَ أَعِذْنِی مِنْ شَرِّهِ وَ أَمْتِعْنِی بِنَفْعِهِ وَ سَلِّمْنِی مِنْ ضَرِّهِ.

وَ مِنَ الدُّعَاءِ الْمُخْتَصِّ بِالْإِفْطَارِ فِی شَهْرِ الصِّیَامِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ أَقْبَلَ فَاجْعَلْ دُعَاءَكَ قَبْلَ فُطُورِكَ فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام جَاءَنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ یُفْطِرَ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی دُعَاءَهُ وَ قَبِلَ صَوْمَهُ وَ صَلَاتَهُ وَ اسْتَجَابَ لَهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ وَ غَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ وَ فَرَّجَ هَمَّهُ وَ نَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ وَ أَنْجَحَ طَلِبَتَهُ وَ رَفَعَ عَمَلَهُ مَعَ أَعْمَالِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فَقُلْتُ مَا هُوَ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ قُلِ:

اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْكُرْسِیِّ الرَّفِیعِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وَ رَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِیرِ وَ النُّورِ الْعَزِیزِ وَ رَبَّ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ

ص: 10

الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ أَنْتَ إِلَهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ إِلَهُ مَنْ فِی الْأَرْضِ- لَا إِلَهَ فِیهِمَا غَیْرُكَ وَ أَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَلِكُ مَنْ فِی الْأَرْضِ لَا مَلِكَ فِیهِمَا غَیْرُكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِیرِ وَ نُورِ وَجْهِكَ الْمُنِیرِ وَ بِمُلْكِكَ الْقَدِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَشْرَقَ بِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی صَلَحَ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ بِهِ یَصْلُحُ الْآخِرُونَ یَا حَیُّ قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ وَ یَا حَیُّ بَعْدَ كُلِّ حَیٍّ وَ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی یُسْراً وَ فَرَجاً قَرِیباً وَ ثَبِّتْنِی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ اجْعَلْ عَمَلِی فِی الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ وَ هَبْ لِی كَمَا وَهَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ فَإِنِّی مُؤْمِنٌ بِكَ وَ مُتَوَكِّلٌ عَلَیْكَ مُنِیبٌ إِلَیْكَ مَعَ مَصِیرِی إِلَیْكَ وَ تَجْمَعُ لِی وَ لِأَهْلِی وَ وُلْدِیَ الْخَیْرَ كُلَّهُ وَ تَصْرِفُ عَنِّی وَ عَنْ وُلْدِی وَ أَهْلِیَ الشَّرَّ كُلَّهُ أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تُعْطِی الْخَیْرَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشَاءُ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْإِفْطَارِ مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ یَصُومُ فَیَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ- یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ أَنْتَ إِلَهِی لَا إِلَهَ غَیْرُكَ اغْفِرْ لِیَ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ- إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

وَ أَمَّا الْقِرَاءَةُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ فَإِنَّنَا رَوَیْنَاهَا وَ وَجَدْنَاهَا مَرْوِیَّةً عَنْ مَوْلَانَا زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ عِنْدَ فُطُورِهِ وَ عِنْدَ سُحُورِهِ كَانَ فِیمَا بَیْنَهُمَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی.

فصل فیما نذكره مما یستحب أن یفطر علیه

اعلم أننا قد ذكرنا فیما تقدم من هذا الكتاب كیفیة الاستظهار فی الطعام و الشراب و نزید هاهنا بأن نقول ینبغی أن یكون الطعام و الشراب الذی یفطر علیه مع الطهارة من الحرام و الشبهات قد تنزهت طرق تهیئته لمن یفطر علیه

ص: 11

من أن یكون قد اشتغل به من هیأه عن عبادة اللّٰه جل جلاله و هو أهم منه فربما یصیر ذلك شبهة فی الطعام و الشراب لكونه عمل فی وقت كان اللّٰه جل جلاله كارها للعمل فیه و معرضا عنه و حسبك فی سقم طعام أو شراب أن یكون صاحبه رب الأرباب كارها لتهیئته علی تلك الوجوه و الأسباب فما یؤمن المستعمل له أن یكون سقما فی القلوب و الأجسام و الألباب.

أقول: و أما تعیین ما یفطر علیه من طریق الأخبار فقد رویناه بعدة أسانید.

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْفَقِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ التَّمِیمِیِ (1) الْكُوفِیِّ مِنْ كِتَابِ الصِّیَامِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُفْطِرُ عَلَی الْأَسْوَدَیْنِ قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ وَ مَا الأسودین- [الْأَسْوَدَانِ] قَالَ التَّمْرُ وَ الْمَاءُ وَ الرُّطَبُ وَ الْمَاءُ.

وَ رَأَیْتُ فِی حَدِیثٍ مِنْ غَیْرِ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ عَلَی تَمْرٍ حَلَالٍ زِیدَ فِی صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةِ صَلَاةٍ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ أَیْضاً بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصِّیَامِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَسْتَحِبُّ أَنْ یُفْطِرَ عَلَی اللَّبَنِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْإِفْطَارُ عَلَی الْمَاءِ یَغْسِلُ ذُنُوبَ الْقُلُوبِ.

أقول: و لعل هذه المقاصد من الأبرار فی الإفطار كانت لحال یخصهم أو لامتثال أمر یتعلق بهم من التطلع علی الأسرار و كلما كان الذی یفطر الإنسان علیه أبعد من الشبهات و أقرب إلی المراقبات كان أفضل أن یفطر به و یجعله مطیة ینهض بها فی الطاعات و كسوة لجسده یقف بها بین یدی سیده (2).

فصل فیما نذكره من دعاء أنشأناه نذكره عند تناول الطعام

نرجو به تطهیره

ص: 12


1- 1. الصحیح: التیملی: نسبة الی تیم اللّٰه بن ثعلبة مولاهم.
2- 2. كتاب الاقبال: 113- 115.

من الشبهات و الحرام هذا الدعاء.

اللّٰهم إنی أسألك بالرحمة التی سبقت غضبك و بالرحمة التی ذكرتنی بها و لم أك شیئا مذكورا و بالرحمة التی أنشأتنی و ربیتنی صغیرا و كبیرا و بالرحمة التی نقلتنی بها من ظهور الآباء إلی بطون الأمهات من لدن آدم علیه السلام إلی آخر الغایات و أقمت للآباء و الأمهات بالأقوات و الكسوات و المهمات و وقیتهم مما جری علی الأمم الهالكة من النكبات و الآفات و بالرحمة التی شرفتنی بها بطاعتك و التقرب إلیك و بالرحمة التی جعلتنی بها من ذریة أعز الأنبیاء علیك و بالرحمة التی حلمت بها عنی عند سوء أدبی بین یدیك و بالمراحم و المكارم التی أنت أعلم بتفصیلها و قبولها و تكمیلها و بما أنت أهله أن تصلی علی محمد و آل محمد و أن تطهرنا من الذنوب و العیوب بالعافیة منها و العفو عنها حتی نصلح للتشریف بمجالستك و الجلوس علی مائدة ضیافتك و أن تطهر طعامنا هذا و شرابنا و كل ما نتقلب فیه من فوائد رحمتك من الأدناس و الأرجاس و حقوق الناس و من الحرامات و الشبهات و أن تصانع عنه أصحابه من الأحیاء و الأموات و تجعله طاهرا مطهرا و شفاء لأدیاننا و دواء لأبداننا و طهارة لسرائرنا و ظواهرنا و نورا لأرواحنا و مقویا لنا علی خدمتك باعثا لنا علی مراقبتك و اجعلنا بعد ذلك ممن أغنیته بعلمك عن المقال و بكرمك عن السؤال برحمتك یا أرحم الراحمین.

فصل فیما نذكره من القصد بالإفطار

اعلم أن الإفطار عمل یقوم به دیوان العبادات و مطلب یظفر بالسعادات فلا بد له من قصد یلیق بتلك المرادات و من أهم ما قصد الصائم بإفطاره و ختم به تلك العبادة مع العالم بأسراره امتثال أمر اللّٰه جل جلاله بحفظ حیاته علی باب طاعة مالك مباره و مساره و إذا لم یقصد بذلك حفظها علی باب الطاعة فكأنه قد ضیع الطعام و أتلفه و أتلفها و عرضها للإضاعة و خسر فی البضاعة و تصیر الطاعات الصادرة عنه عن قوة سَقِیمة النِّیات كإنسان یركب دابة فی الحج أو الزیارات بغیر إذن صاحبها أو بمخالفة فی مسالكها و مذاهبها أو فیها شی ء من الشبهات.

ص: 13

و أی كُلفة أو مشقة فیما ذكرناه من صلاح النیة و معاملة الجلالة الإلهیة حتی یهرب من تلك المراتب و المناصب و الشرف و المواهب إلی معاملة الشهوة البهیمیة و الطبع الخائب الذاهب لو لا رضاه لنفسه بذل المصائب و الشماتة بما حصل فیه من النوائب.

فصل فیما نذكره مما یقوله الصائم عند الإفطار بمقتضی الأخبار

رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِالرِّضْوَانِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام: أَنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ عِنْدَ فُطُورِهِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لُقْمَةٍ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ- اللَّهُمَّ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِی.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِی فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا عِنْدَ إِفْطَارِهِ غُفِرَ لَهُ.

فصل فیما نذكره عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من فضل دعاء عند أكل الطعام

رَأَیْتُ ذَلِكَ فِی حَدِیثِهِ عَلَیْهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ طَعَاماً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَطْعَمَنِی هَذَا مِنْ رِزْقِهِ مِنْ غَیْرِ حَوْلٍ مِنِّی وَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

فصل فیما نذكره من صفة حمد النبی صلی اللّٰه علیه و آله عند أكل الطعام و هو قدوة لأهل الإسلام

رَأَیْتُ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ تَارِیخِ نَیْشَابُورَ فِی تَرْجَمَةِ حَسَنِ بْنِ بَشِیرٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ یَحْمَدُ اللَّهَ بَیْنَ كُلِّ لُقْمَتَیْنِ.

أقول: أنا أیها المسلم المصدّق بالقرآن المتمثّل لأمر اللّٰه جل جلاله إیاك أن تخالف قوله تعالی فی رسوله فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (1) و اسلك سبیل هذه الآداب فإنها مطایا و عطایا یفتح لها أنوار سعادة الدنیا و یوم الحساب.

فصل فیما نذكره من الدعاء الذی یقتضی لفظه أنه بعد الإفطار مما رویناه عن الأطهار

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِعِدَّةِ أَسَانِیدَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام:

ص: 14


1- 1. مضمون هذا موجود فی القرآن الكریم و لا یوجد لفظه.

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا ذَهَبَ الظَّمَأُ وَ ابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَ بَقِیَ الْأَجْرُ.

وَ رَوَی السَّیِّدُ یَحْیَی بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ هَارُونَ الْحُسَیْنِیِّ فِی كِتَابِ أَمَالِیهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَكَلَ بَعْضَ اللُّقْمَةِ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَطْعَمْتَ وَ سَقَیْتَ وَ أَرْوَیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ مَكْفُورٍ وَ لَا مُوَدَّعٍ وَ لَا مُسْتَغْنًی عَنْكَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذَا أَفْطَرَ جَثَی عَلَی رُكْبَتَیْهِ حَتَّی یُوضَعَ الْخِوَانُ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلَّمَا صُمْتَ یَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ عِنْدَ الْإِفْطَارِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَعَانَنَا فَصُمْنَا وَ رَزَقَنَا فَأَفْطَرْنَا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْهُ مِنَّا وَ أَعِنَّا عَلَیْهِ وَ سَلِّمْنَا فِیهِ وَ تَسَلَّمْهُ مِنَّا فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی قَضَی عَنِّی یَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یُرْوَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِذَا أَمْسَیْتَ صَائِماً فَقُلْ عِنْدَ إِفْطَارِكَ- اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ یُكْتَبُ لَكَ أَجْرُ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْیَوْمَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یُدْعَی بِهِ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أَكْلِ كُلِّ الطَّعَامِ وَ هُوَ مِمَّا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الطَّبْرِسِیِّ ره عَمَّنْ یَرْوِیهِ عَنِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَقَالَ: وَ تَقُولُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَطْعَمَنِی فَأَشْبَعَنِی وَ سَقَانِی فَأَرْوَانِی وَ صَانَنِی وَ حَمَانِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَرَّفَنِی الْبَرَكَةَ وَ الْیُمْنَ بِمَا أَصَبْتُهُ وَ تَرَكْتُهُ مِنْهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَنِیئاً مَرِیئاً لَا وَبِیّاً وَ لَا دَوِیّاً وَ أَبْقِنِی بَعْدَهُ سَوِیّاً قَائِماً بِشُكْرِكَ مُحَافِظاً عَلَی طَاعَتِكَ وَ ارْزُقْنِی رِزْقاً دَارّاً وَ أَعِشْنِی عَیْشاً قَارّاً وَ اجْعَلْنِی بَارّاً وَ اجْعَلْ مَا یَتَلَقَّانِی فِی الْمَعَادِ مُبْهِجاً سَارّاً بِرَحْمَتِكَ (1).

ص: 15


1- 1. كتاب الاقبال: 115- 117.
فصل فیما نذكره من زیادة ما نختار من دعوات اللیلة الثانیة من شهر الصیام

وَ فِیهِ عِدَّةُ رِوَایَاتٍ مِنْهَا مِنْ كِتَابِ ابْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ مِنْهُ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ قَضَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ الرَّحْمَةَ وَ دَلَلْتَنِی وَ أَنْتَ الصَّادِقُ الْبَارُّ یَدَاكَ مَبْسُوطَتَانِ تُنْفِقُ كَیْفَ تَشَاءُ لَا یُلْحِفُكَ سَائِلٌ وَ لَا یَنْقُصُكَ نَائِلٌ وَ لَا یَزِیدُكَ كَثْرَةُ السُّؤَالِ إِلَّا عَطَاءً وَ جُوداً أَسْأَلُكَ قَلْباً وَجِلًا مِنْ مَخَافَتِكَ أُدْرِكُ بِهِ جَنَّةَ رِضْوَانِكَ وَ أَمْضِی بِهِ فِی سَبِیلِ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ أَرْضَاكَ عَمَلُهُ وَ أَرْضَیْتَهُ فِی ثَوَابِكَ حَتَّی تُبْلِغَنِی بِذَلِكَ ثِقَةَ الْمُؤْمِنِینَ بِكَ وَ أَمَانَ الْخَائِفِینَ مِنْكَ اللَّهُمَّ وَ مَا أَعْطَیْتَنِی مِنْ عَطَاءٍ فَاجْعَلْهُ شُغُلًا فِیمَا تُحِبُّ وَ مَا زَوَیْتَ عَنِّی فَاجْعَلْهُ فَرَاغاً لِی فِیمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَصَمْتَ الْجَبَابِرَةَ بِجَبَرُوتِكَ وَ بَسَطْتَ كَنَفَكَ عَلَی الْخَلَائِقِ وَ أَقْسَمْتَ أَنَّكَ حَیٌّ قَیُّومٌ وَ كَذَلِكَ أَنْتَ تَنْقَطِعُ حِیَلُ الْمُبْطِلِینَ وَ مَكْرُهُمْ دُونَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِی مُوَالاةَ مَنْ وَالَیْتَ وَ مُعَادَاةَ مَنْ عَادَیْتَ وَ حُبّاً لِمَنْ أَحْبَبْتَ وَ بُغْضاً لِمَنْ أَبْغَضْتَ حَتَّی لَا أُوَالِیَ لَكَ عَدُوّاً وَ لَا أُعَادِیَ لَكَ وَلِیّاً أَشْكُو إِلَیْكَ یَا رَبِّ خَطِیئَةً أَغْشَتْ بَصَرِی وَ أَظَلَّتْ عَلَی قَلْبِی وَ فِی طَرِیقِ الْخَاطِئِینَ صَرَعَتْنِی فَهَذِهِ یَدِی رَهِینَةٌ فِی وَثَاقِكَ بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی وَ هَذِهِ رِجْلِی مُوثَقَةٌ فِی حِبَالِكَ بِاكْتِسَابِی فَلَوْ كَانَ هَرَبِی إِلَی جَبَلٍ یُلْجِئُنِی أَوْ مَفَازَةٍ تُوَارِینِی أَوْ بَحْرٍ یُنْجِینِی لَكُنْتُ الْعَائِذَ بِكَ مِنْ ذُنُوبِی أَسْتَعِیذُكَ عِیَاذَةَ مَهْمُومٍ كَئِیبٍ حَزِینٍ یَرْقُبُ نَارَ السَّمُومِ اللَّهُمَّ یَا مُجَلِّیَ عَظَائِمِ الْأُمُورِ جَلِّ عَنِّی هَمَّةَ الْهُمُومِ وَ أَجِرْنِی مِنْ نَارٍ تَقْصِمُ عِظَامِی وَ تُحْرِقُ أَحْشَائِی وَ تَفْرُقُ قُوَایَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی صَبْرَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی أَنْتَظِرُ أَمْرَهُمْ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَنْصَارِهِمْ وَ أَعْوَانِهِمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ أَحْیِنِی مَحْیَاهُمْ وَ أَمِتْنِی مِیتَتَهُمْ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی سُؤْلَهُمْ فِی وَلِیِّهِمْ وَ عَدُوِّهِمْ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّبْعِ الْمَثَانِی وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْبَلَ صَوْمِی وَ صَلَاتِی وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ یَحْبِسُ رِزْقِی أَوْ

ص: 16

یَحْجُبُ مَسْأَلَتِی أَوْ یُبْطِلُ صَوْمِی أَوْ یَصُدُّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنِّی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَإِنِّی مُفْتَقِرٌ إِلَی رَحْمَتِكَ.

دُعَاءٌ آخَرُ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:

یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ إِلَهَ مَنْ بَقِیَ وَ إِلَهَ مَنْ مَضَی رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَنْ فِیهِنَّ فَالِقَ الْإِصْبَاحِ وَ جَاعِلَ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الشُّكْرُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الطَّوْلُ وَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ سَیِّدِی وَ جَمَالِكَ مَوْلَایَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تَتَجَاوَزَ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما نذكره من الأدعیة لكل یوم غیر متكررة

فصل فیما نذكره من الأدعیة لكل یوم غیر متكررة(1)

فَمِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الْیَوْمِ الثَّانِی مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ إِلَیْكَ غَدَوْتُ بِحَاجَتِی وَ بِكَ أَنْزَلْتُ الْیَوْمَ فَقْرِی وَ مَسْكَنَتِی فَإِنِّی لِمَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ أَرْجَی مِنِّی لِعَمَلِی وَ مَغْفِرَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ أَوْسَعُ لِی مِنْ ذُنُوبِی كُلِّهَا اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ لِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیْهَا وَ تَیْسِیرِهَا عَلَیْكَ وَ فَقْرِی إِلَیْكَ فَإِنِّی لَمْ أُصِبْ خَیْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ وَ لَمْ یَصْرِفْ عَنِّی سُوءً قَطُّ غَیْرُكَ وَ لَا أَرْجُو لِأَمْرِ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ سِوَاكَ یَوْمَ یُفْرِدُنِی النَّاسُ فِی حُفْرَتِی وَ أُفْضِی إِلَیْكَ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ مَنْ تَهَیَّأَ وَ تَعَبَّأَ وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَی مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ طَلَبَ نَائِلِهِ وَ جَائِزَتِهِ فَإِلَیْكَ یَا رَبِّ تَهْیِئَتِی وَ تَعْبِئَتِی وَ اسْتِعْدَادِی رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ جَائِزَتِكَ فَلَا تُخَیِّبْ دُعَائِی یَا مَنْ لَا یَخِیبُ عَلَیْهِ السَّائِلُ وَ لَا یَنْقُصُهُ نَائِلٌ فَإِنِّی لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلْتُهُ وَ لَا لِوِفَادَةٍ إِلَی مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ أَتَیْتُكَ مُقِرّاً بِالْإِسَاءَةِ عَلَی نَفْسِی وَ الظُّلْمِ لَهَا مُعْتَرِفاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ أَتَیْتُكَ أَرْجُو عَظِیمَ عَفْوِكَ الَّذِی عَلَوْتَ (2)

بِهِ عَلَی الْخَاطِئِینَ فَلَمْ یَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَی عَظِیمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَیْهِمْ بِالرَّحْمَةِ فَیَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَ عَفْوُهُ عَظِیمٌ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا رَبِّ لَیْسَ

ص: 17


1- 1. كتاب الاقبال: 118- 119.
2- 2. عفوت خ ل.

یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُنْجِینِی مِنْ سَخَطِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَهَبْ لِی یَا إِلَهِی فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُحْیِی بِهَا مَیْتَ الْبِلَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی غَمّاً حَتَّی تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تُعَرِّفَنِی الْإِجَابَةَ وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَیَّ وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِی إِلَهِی إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَعْرِضُ لَكَ فِی عَبْدِكَ أَوْ یَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْنِی وَ ارْحَمْنِی وَ آثِرْنِی وَ ارْزُقْنِی وَ أَعِنِّی وَ اغْفِرْ لِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ اعْصِمْنِی وَ اسْتَجِبْ لِی فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ أَرِدْهُ بِی وَ قَدِّرْهُ لِی وَ یَسِّرْهُ وَ امْضِهْ وَ بَارِكْ لِی فِیهِ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِهِ وَ أَسْعِدْنِی بِمَا تُعْطِینِی مِنْهُ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ سَعَةً مِنْ نِعَمِكَ الدَّائِمَةِ وَ أَوْصِلْ لِی ذَلِكَ كُلَّهُ بِخَیْرِ الْآخِرَةِ وَ نَعِیمِهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی مِنْهُ: اللَّهُمَّ قَرِّبْنِی فِیهِ إِلَی مَرْضَاتِكَ وَ جَنِّبْنِی فِیهِ مِنْ سَخَطِكَ وَ نَقِمَاتِكَ وَ وَفِّقْنِی لِقِرَاءَةِ كِتَابِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

الباب السابع فیما نذكره من زیادات فی اللیلة الثالثة و یومها
اشارة

و فیها یستحب الغسل علی مقتضی الروایة التی تضمنت أن كل لیلة مفردة من جمیع الشهر یستحب الغسل و فیه ما نختاره من عدة روایات فی الدعوات.

مِنْهَا مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةِ مِنْهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ قَلْبِی لِذِكْرِكَ وَ اجْعَلْنِی أَتَّبِعُ كِتَابَكَ وَ أُؤْمِنُ بِرَسُولِكَ وَ أُوفِی بِعَهْدِكَ وَ أَلْبِسْنِی رَحْمَتَكَ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ فِی هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِیفِ الْعَظِیمِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالْمُسْتَحْفَظِینَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ

ص: 18


1- 1. كتاب الاقبال: 120- 123.

وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَغْفِرَ لِیَ الذُّنُوبَ جَمِیعاً السَّاعَةَ السَّاعَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ وَ تَرْفَعُ یَدَیْكَ وَ تَسْتَدْعِی الدُّمُوعَ.

دُعَاءٌ آخَرُ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِلَهَ إِسْحَاقَ وَ إِلَهَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ السَّمِیعَ الْعَلِیمَ الْحَلِیمَ الْكَرِیمَ الْعَلِیَّ الْعَظِیمَ لَكَ صُمْتُ وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَ إِلَی كَنَفِكَ أَوَیْتُ وَ إِلَیْكَ أَنَبْتُ وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ قَوِّنِی عَلَی الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ لَا تُخْزِنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ.

فصل فیما یختص بالیوم الثالث من دعاء غیر متكرر

فَمِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الْیَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ وَ یَا مَنْ یُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ وَ یَا مَنْ یُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلَی مَحَلِّ الْفَرَجِ ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعَابُ وَ تَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبَابُ وَ جَرَی بِطَاعَتِكَ الْقَضَاءُ وَ مَضَتْ عَلَی إِرَادَتِكَ الْأَشْیَاءُ فَهِیَ بِمَشِیَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ وَ بِإِرَادَتِكَ دُونَ نَهْیِكَ مُنْزَجِرَةٌ أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ وَ أَنْتَ الْمَفْزَعُ فِی الْمُلِمَّاتِ- لَا یَنْدَفِعُ مِنْهَا إِلَّا مَا دَفَعْتَ وَ لَا یَنْكَشِفُ مِنْهَا إِلَّا مَا كَشَفْتَ وَ قَدْ نَزَلَ بِی یَا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأَّدَنِی ثِقْلُهُ وَ أَلَمَّ بِی مَا قَدْ بَهَظَنِی حَمْلُهُ وَ بِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَیَّ وَ بِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَیَّ فَلَا مُصْدِرَ لِمَا أَوْرَدْتَ وَ لَا مُورِدَ لِمَا أَصْدَرْتَ وَ لَا صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ وَ لَا فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ وَ لَا مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ وَ لَا مُیَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ وَ لَا مُعَسِّرَ لِمَا یَسَّرْتَ وَ لَا نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ وَ لَا خَاذِلَ لِمَنْ نَصَرْتَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِی یَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ وَ اكْسِرْ عَنِّی سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ وَ أَنِلْنِی حُسْنَ النَّظَرِ فِیمَا شَكَوْتُ وَ أَذِقْنِی حَلَاوَةَ الصُّنْعِ فِیمَا سَأَلْتُ وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً هَنِیئاً وَ اجْعَلْ لِی مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِیّاً وَ لَا تَشْغَلْنِی بِالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ وَ اسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِی ذَرْعاً وَ امْتَلَأْتُ بِمَا حَدَثَ عَلَیَّ هَمّاً وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَی كَشْفِ مَا مُنِیتُ بِهِ وَ دَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِیهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی ذَلِكَ وَ إِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ یَا ذَا الْعَرْشِ الْكَرِیمِ وَ السُّلْطَانِ الْعَظِیمِ یَا

ص: 19

خَیْرَ مَنْ خَلَوْنَا بِهِ وَحْدَنَا وَ یَا خَیْرَ مَنْ أَشَرْنَا إِلَیْهِ بِكَفِّنَا نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُلْهِمَنَا الْخَیْرَ وَ تُعْطِیَنَاهُ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنَّا الشَّرَّ وَ تَكْفِیَنَاهُ وَ أَنْ تَدْحَرَ عَنَّا الشَّیْطَانَ وَ تُبَعِّدَنَاهُ وَ أَنْ تَرْزُقَنَا الْفِرْدَوْسَ وَ تُحِلَّنَاهُ وَ أَنْ تَسْقِیَنَا مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ تُورِدَنَاهُ نَدْعُوكَ یَا رَبَّنَا تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ رَغْبَةً وَ رَهْبَةً وَ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ مِنْكَ وَ لَجَأَ إِلَی عِزِّكَ وَ اسْتَظَلَّ بِفَیْئِكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ لَمْ یَثِقْ إِلَّا بِكَ یَا جَزِیلَ الْعَطَایَا وَ یَا فَكَّاكَ الْأُسَارَی أَنْتَ الْمَفْزَعُ فِی الْمُلِمَّاتِ وَ أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ رِزْقاً وَاسِعاً بِمَا شِئْتَ إِذَا شِئْتَ كَیْفَ شِئْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی فِیهِ الذِّهْنَ وَ التَّنْبِیهَ وَ أَبْعِدْنِی فِیهِ عَنِ السَّفَاهَةِ وَ التَّمْوِیهِ وَ اجْعَلْ لِی نَصِیباً مِنْ كُلِّ خَیْرٍ تُنْزِلُ فِیهِ بِجُودِكَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ (2).

أقول: و فی روایة أن الإنجیل أنزل یوم ثالث شهر رمضان علی عیسی علیه السلام فیكون له زیادة فی الاحترام و عمل الطاعات و الخیرات و روی لست مضین منه و سنذكر فی لیلة ست إن شاء اللّٰه تعالی.

الباب الثامن فیما نذكره من زیادة دعوات فی اللیلة الرابعة و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی اللَّیْلَةِ الرَّابِعَةِ: إِلَهِی مَا عَمِلْتُ مِنْ حَسَنَةٍ فَلَا حَمْدَ لِی فِیهِ وَ مَا ارْتَكَبْتُ مِنْ سُوءٍ فَلَا عُذْرَ لِی فِیهِ إِلَهِی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَّكِلَ عَلَی مَا لَا حَمْدَ لِی فِیهِ أَوْ أَرْتَكِبَ مَا لَا عُذْرَ لِی فِیهِ إِلَهِی أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا وَعَدْتُكَ مِنْ نَفْسِی ثُمَّ أَخْلَفْتُكَ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِیمَ فَخَالَطَنِی مَا لَیْسَ لَكَ رِضًا-(3)

وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ فَقَوِیتُ بِهَا عَلَی مَعَاصِیكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ

ص: 20


1- 1. كتاب الاقبال: 123- 124.
2- 2. كتاب الاقبال: 123- 124.
3- 3. ساقط عن طبعة الكمبانیّ.

لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ لِكُلِّ خَطِیئَةٍ ارْتَكَبْتُهَا وَ لِكُلِّ سُوءٍ أَتَیْتُهُ.

یَا إِلَهِی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَهَبَ لِی بِرَحْمَتِكَ كُلَّ ذَنْبٍ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ أَنْ تَسْتَوْهِبَنِی مِنْ خَلْقِكَ وَ تَسْتَنْقِذَنِی مِنْهُمْ وَ لَا تَجْعَلَ حَسَنَاتِی فِی مَوَازِینِ مَنْ ظَلَمْتُهُ وَ أَسَأْتُ إِلَیْهِ فَإِنَّكَ عَلَی ذَلِكَ قَادِرٌ یَا عَزِیزُ وَ كُلُّ ذَنْبٍ أَنَا عَلَیْهِ مُقِیمٌ فَانْقُلْنِی عَنْهُ إِلَی طَاعَتِكَ یَا إِلَهِی وَ كُلُّ ذَنْبٍ أُرِیدُ أَنْ أَعْمَلَهُ فَاصْرِفْهُ عَنِّی وَ رُدَّنِی إِلَی طَاعَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی لَیْسَ فَوْقَهَا شَیْ ءٌ یَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ الَّذِی لَا یَعْلَمُ كُنْهَ مَا هُوَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ تَعْصِمَنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ تُعْطِیَنِی جَمِیعَ سُؤْلِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ مَثْوَایَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا یَا جَبَّارَ الدُّنْیَا وَ یَا مَالِكَ الْمُلُوكِ وَ یَا رَازِقَ الْعِبَادِ هَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الثَّوَابِ وَ هَذَا شَهْرُ الرَّجَاءِ وَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی فِی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ أَنْ تَسْتُرَنِی بِالسَّتْرِ الَّذِی لَا یُهْتَكُ وَ تُجَلِّلَنِی بِعَافِیَتِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ تُعْطِیَنِی سُؤْلِی وَ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَنْ لَا تَدَعَ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا كُرْبَةً إِلَّا كَشَفْتَهَا وَ لَا حَاجَةً إِلَّا قَضَیْتَهَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الرابع من دعاء غیر مكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا كَهْفِی حِینَ تُعْیِینِیَ الْمَذَاهِبُ وَ مَلْجَئِی حِینَ تَقِلُّ بِیَ الْحِیَلُ وَ یَا بَارِئَ خَلْقِی رَحْمَةً بِی وَ كُنْتَ عَنِّی غَنِیّاً یَا مُؤَیِّدِی بِالنَّصْرِ مِنْ أَعْدَائِی وَ لَوْ لَا نَصْرُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِینَ وَ یَا مُقِیلَ عَثْرَتِی وَ لَوْ لَا سَتْرُكَ عَوْرَتِی لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِینَ وَ یَا مُرْسِلَ الرِّیَاحِ مِنْ مَعَادِنِهَا وَ یَا نَاشِرَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَوَاضِعِهَا وَ یَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرِّفْعَةِ فَأَوْلِیَاؤُهُ بِعِزَّتِهِ یَتَعَزَّزُونَ وَ یَا مَنْ وَضَعَ نِیرَ(1) الْمَذَلَّةِ عَلَی أَعْنَاقِ الْمُلُوكِ فَهُمْ مِنْ سَطَوَاتِهِ خَائِفُونَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ

ص: 21


1- 1. هی الخشبة المعترضة فی عنقی الثورین بأداتها و تسمی بالفارسیة یوغ.

الَّذِی هُوَ مِنْ نُورِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الَّذِی هُوَ مِنْ كَیْنُونَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكَیْنُونَتِكَ الَّتِی هِیَ مِنْ كِبْرِیَائِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكِبْرِیَائِكَ الَّتِی هِیَ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِی هِیَ مِنْ عِزَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِی خَلَقْتَ بِهَا خَلْقَكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ وَ بِاسْمِكَ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْمُبِینِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَقْضِیَ عَنِّی دَیْنِی وَ تُغْنِیَنِی مِنَ الْفَقْرِ وَ تُمَتِّعَنِی بِسَمْعِی وَ بَصَرِی وَ تَجْعَلَهُمَا الْوَارِثِینَ مِنِّی وَ أَنْ تَرْزُقَنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ: اللَّهُمَّ قَوِّنِی فِیهِ عَلَی إِقَامَةِ أَمْرِكَ وَ ارْزُقْنِی فِیهِ حَلَاوَةَ ذِكْرِكَ وَ أَوْزِعْنِی فِیهِ أَدَاءَ شُكْرِكَ یَا خَیْرَ النَّاصِرِینَ (1).

الباب التاسع فیما نذكره من زیادة و دعوات فی اللیلة الخامسة و یومها و یستحب فیها الغسل كما قدمناه و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

منها ما ذكره محمد بن أبی قرة فی كتابه عمل شهر رمضان.

دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الْخَامِسَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ خَیْرِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی تُنْزِلُ بِهَا الشِّفَاءَ وَ تَكْشِفُ بِهَا الْأَدْوَاءَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْزِلَ عَلَیَّ مِنْكَ عَافِیَةً وَ شِفَاءً وَ تَدْفَعَ عَنِّی بِاسْمِكَ كُلَّ سُقْمٍ وَ بَلَاءٍ وَ تَقَبَّلَ صَوْمِی وَ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ صَامَتْ جَوَارِحُهُ وَ حَفِظَ لِسَانَهُ وَ فَرْجَهُ وَ تَرْزُقَنِی عَمَلًا تَرْضَاهُ وَ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالسَّمْتِ وَ السَّكِینَةِ وَ وَرَعاً یَحْجُزُنِی عَنْ مَعْصِیَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَ یَا جَابِرَ كُلِّ كَسِیرٍ وَ یَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَی وَ یَا رَبَّاهْ وَ یَا سَیِّدَاهْ أَنْتَ النُّورُ فَوْقَ النُّورِ وَ نُورُ كُلِّ نُورٍ فَیَا نُورَ كُلِّ نُورٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبَ اللَّیْلِ وَ ذُنُوبَ النَّهَارِ وَ ذُنُوبَ السِّرِّ وَ ذُنُوبَ الْعَلَانِیَةِ یَا قَادِرُ یَا قَدِیرُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا وَدُودُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِیدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

ص: 22


1- 1. كتاب الاقبال: 125- 126.

وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ تُحْیِی وَ تُمِیتُ وَ تُمِیتُ وَ تُحْیِی وَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ صَلِّ عَلَی 14 مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الخامس من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الْخَامِسِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْزِعْ مَا فِی قَلْبِی مِنْ حَسَدٍ أَوْ غِلٍّ أَوْ غِشٍّ أَوْ فِسْقٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ أَشَرٍ أَوْ خُیَلَاءَ أَوْ شَكٍّ أَوْ رِیبَةٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ شِقَاقٍ أَوْ غَفْلَةٍ أَوْ قَطِیعَةٍ أَوْ جَفَاءٍ أَوْ مَا تَكْرَهُهُ مِمَّا هُوَ فِی قَلْبِی اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی التَّثَبُّتَ فِی أَمْرِی وَ الْمُشَاوَرَةَ مَعَ أَهْلِ النَّصِیحَةِ وَ الْمَوَدَّةِ لِی بِالتَّوَاضُعِ فِی قَلْبِی وَ الْتِمَاسِ الْبَرَكَةِ فِیمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی سَلَامَةَ الصَّدْرِ وَ السَّكِینَةَ إِلَی مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی شَرْحَ الصَّدْرِ وَ انْفِتَاحَهُ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ نُورَ الْقَلْبِ وَ تَفَهُّمَهُ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ ضِیَاءَ الْقَلْبِ (1) وَ تَوَقُّدَهُ فِیمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ حُسْنَ الْأَمْنِ وَ إِیمَانَهُ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی یَا مَنْ بِیَدِهِ صَلَاحُ الْقَلْبِ أَصْلِحْهُ لِی یَا مَنْ بِیَدِهِ سَلَامَةُ الْقَلْبِ فَاجْعَلْهُ سَالِماً لِی وَ ارْزُقْنِی مَا سَأَلْتُكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِمَا لَمْ أَسْأَلْ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ سَعَتِكَ وَ جُودِكَ وَ كَثْرَةِ نَائِلِكَ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ أَعْفِنِی عَنْ طَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْهُ لِی وَ سَهِّلْ سَبِیلَ مَا رَزَقْتَنِی مِنْهُ وَ سُقْهُ إِلَیَّ فِی عَافِیَةٍ وَ یُسْرٍ وَ رَحْمَةٍ وَ لُطْفٍ وَ لَا تُعَسِّرْهُ لِیَ اللَّهُمَّ لَا تَنْزِعْ مِنِّی صَالِحاً أَعْطَیْتَنِیهِ وَ لَا تُوقِعْنِی فِی شَرٍّ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنْهُ وَ اكْفِنِی بِرِزْقِكَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا وَ اجْعَلْهُمَا الْوَارِثِینَ مِنَّا فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الْخَامِسِ مِنْهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی فِیهِ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ وَ اجْعَلْنِی فِیهِ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الْقَانِتِینَ وَ اجْعَلْنِی فِیهِ مِنْ أَوْلِیَائِكَ الْمُتَّقِینَ بِرَأْفَتِكَ یَا

ص: 23


1- 1. ذكاء القلب خ ل یوجد ذلك فی المصدر المطبوع.

أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

الباب العاشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة السادسة منه و یومها و فیه ما نختاره من عدة روایات بالدعوات
اشارة

مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ ره فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ السَّادِسَةِ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْقَدِیمُ وَ الْآخِرُ الدَّائِمُ وَ الرَّبُّ الْخَالِقُ وَ الدَّیَّانُ یَوْمَ الدِّینِ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ بِلَا مُغَالَبَةٍ وَ تُعْطِی مَنْ تَشَاءُ بِلَا مَنٍّ وَ تَمْنَعُ مَا تَشَاءُ بِلَا ظُلْمٍ وَ تُدَاوِلُ الْأَیَّامَ بَیْنَ النَّاسِ یَرْكَبُونَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَسْأَلُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْعِزَّةِ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَحْمَانُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرَجَنَا بِفَرَجِهِمْ وَ تَقَبَّلَ صَوْمِی وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ إِنْ أَنْتَ خَذَلْتَ فَبَعْدَ الْحُجَّةِ وَ إِنْ أَنْتَ عَصَمْتَ فَبِتَمَامِ النِّعْمَةِ یَا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ یَوْمَ حُنَیْنٍ وَ صَاحِبَهُ وَ مُؤَیِّدَهُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ خَیْبَرَ وَ الْمَوَاطِنِ الَّتِی نَصَرْتَ فِیهَا نَبِیَّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ یَا مُبِیرَ الْجَبَّارِینَ وَ یَا عَاصِمَ النَّبِیِّینَ أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ عَلَیْكَ بِحَقِ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ بِحَقِ طه وَ سَائِرِ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَحْصُرَنِی عَنِ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا وَ أَنْ تَزِیدَنِی فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ تَأْیِیداً تَرْبِطُ بِهِ عَلَی جَأْشِی وَ تَسُدُّ بِهِ عَلَی خَلَّتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِ أَعْدَائِی لَا أَجِدُ لِی غَیْرَكَ هَا أَنَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَاصْنَعْ بِی مَا شِئْتَ- لَا یُصِیبُنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.

فصل فیما یختص بالیوم السادس من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ السَّادِسِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا خَیْرَ مَنْ وَجَّهْتُ إِلَیْهِ وَجْهِی یَا خَیْرَ مَنْ شَكَوْتُ إِلَیْهِ وَحْدَتِی یَا خَیْرَ مَنْ شَخَصْتُ إِلَیْهِ بِبَصَرِی یَا خَیْرَ مَنْ نَاجَیْتُهُ فِی سِرِّی یَا خَیْرَ مَنْ رَجَوْتُهُ فِی حَاجَتِی

ص: 24


1- 1. كتاب الاقبال: 127- 130.

یَا خَیْرَ مَنْ فَكَّرْتُ فِیهِ بِقَلْبِی یَا خَیْرَ مَنْ أَشَرْتُ إِلَیْهِ بِكَفِّی اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ عَلَی أَفْضَلِ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ اجْعَلْهُمْ وَ إِیَّانَا وَ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَیْهِمْ وَ عَلَیْنَا فِی كَنَفِكَ وَ حِرْزِكَ وَ كِفَایَتِكَ وَ كِلَاءَتِكَ وَ سِتْرِكَ الْوَاقِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مَخُوفٍ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّا قَدِ اسْتَغْنَیْنَا وَ اعْتَصَمْنَا وَ تَعَزَّزْنَا بِكَ وَ أَنْتَ الْغَالِبُ غَیْرُ الْمَغْلُوبِ وَ رَمَیْنَا كُلَّ مَنْ أَرَادَ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَحِبَّاءَهُمْ بِسُوءٍ أَوْ بِخَوْفٍ أَوْ بِأَذًی بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ وَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبُّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ مِنْهُ: اللَّهُمَّ لَا تَخْذُلْنِی فِیهِ بِتَعَرُّضِ مَعْصِیَتِكَ وَ لَا تَضْرِبْنِی فِیهِ بِسِیَاطِ نَقِمَتِكَ وَ زَحْزِحْنِی فِیهِ مِنْ مُوجِبَاتِ سَخَطِكَ بِمَنِّكَ یَا مُنْتَهَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یُصَلِّی یَوْمَ السَّادِسِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ رَكْعَتَیْنِ كُلَّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ بِسُورَةِ الْإِخْلَاصِ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً لِأَجْلِ مَا ظَهَرَ مِنْ حُقُوقِ مَوْلَانَا الرِّضَا علیه السلام فِیهِ.

و ذكر المفید فی التواریخ الشرعیة أن الیوم السادس من شهر رمضان كانت مبایعة المأمون لمولانا الرضا علیه السلام.

الباب الحادی عشر فیما نذكره من زیادات دعوات فی اللیلة السابعة و یومها و فیه غسل كما قدمناه و فیه ما نختاره من عدة روایات بالدعوات
اشارة

مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ السَّابِعَةِ: یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ یَا مُفَرِّجَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا كَاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْشِفْ كَرْبِی وَ هَمِّی وَ غَمِّی فَإِنَّهُ لَا یَكْشِفُ ذَلِكَ غَیْرُكَ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ اقْضِ لِی حَوَائِجِی وَ ابْعَثْنِی عَلَی الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِكِتَابِكَ وَ رَسُولِكَ وَ حُبِّ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِیِّینَ أُوْلِی الْأَمْرِ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِهِمْ أَئِمَّةً.

ص: 25

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَدْخِلْنِی فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ صَلَاتِی وَ نُسُكِی فِی هَذَا الشَّهْرِ رَمَضَانَ الْمُفْتَرَضِ عَلَیْنَا صِیَامُهُ وَ ارْزُقْنِی فِیهِ مَغْفِرَتَكَ وَ رَحْمَتَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا مَنْ كَانَ وَ یَكُونُ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَا یَمُوتُ وَ لَا یَبْقَی إِلَّا وَجْهُهُ الْجَبَّارُ یَا مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ یَا مَنْ إِذَا دُعِیَ أَجَابَ یَا مَنْ إِذَا اسْتُرْحِمَ رَحِمَ یَا مَنْ لَا یُدْرِكُ الْوَاصِفُونَ صِفَتَهُ وَ عَظَمَتَهُ یَا مَنْ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ یَا مَنْ یَرَی وَ لَا یُرَی وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَا یُعِزُّهُ شَیْ ءٌ وَ لَا فَوْقَهُ أَحَدٌ یَا مَنْ بِیَدِهِ نَوَاصِی الْعِبَادِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَیْكَ وَ حَقِّكَ عَلَی مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ فِی الْعَالَمِینَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.

فصل فیما یختص بالیوم السابع من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ السَّابِعِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی حِینَ یَسُوءُ ظَنِّی بِأَعْمَالِی وَ أَنْتَ أَمَلِی عِنْدَ انْقِطَاعِ الْحِیَلِ مِنِّی وَ أَنْتَ رَجَائِی عِنْدَ تَضَایُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ عَلَیَّ وَ أَنْتَ عُدَّتِی فِی كُلِّ شَدِیدَةٍ نَزَلَتْ بِی وَ فِی كُلِّ مُصِیبَةٍ دَخَلَتْ عَلَیَّ وَ فِی كُلِّ كُلْفَةٍ صَارَتْ عَلَیَّ وَ أَنْتَ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوَی وَ مُفَرِّجُ كُلِّ بَلْوَی أَنْتَ لِكُلِّ عَظِیمَةٍ تُرْجَی وَ لِكُلِّ شَدِیدَةٍ تُدْعَی إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُرْتَجَی لِلْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ مَا أَكْبَرَ هَمِّی إِنْ لَمْ تُفَرِّجْهُ وَ أَطْوَلَ حُزْنِی إِنْ لَمْ تُخَلِّصْنِی وَ أَعْسَرَ حَسَنَاتِی إِنْ لَمْ تُیَسِّرْهَا وَ أَخَفَّ مِیزَانِی إِنْ لَمْ تُثَقِّلْهُ وَ أَزَلَّ لِسَانِی إِنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ وَ أَوْضَعَ جَدِّی إِنْ لَمْ تُقِلْ عَثْرَتِی أَنَا صَاحِبُ الذَّنْبِ الْكَبِیرِ وَ الْجُرْمِ الْعَظِیمِ أَنَا الَّذِی بَلَغَتْ بِی سَوْأَتِی وَ كُشِفَ قِنَاعِی وَ لَمْ یَكُنْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ حِجَابٌ تُوَارِینِی مِنْكَ فَلَوْ عَاقَبْتَنِی عَلَی قَدْرِ جُرْمِی لَمَا فَرَّجْتَ

ص: 26

عَنِّی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً اللَّهُمَّ أَنَا الذَّلِیلُ الَّذِی أَعْزَزْتَ وَ أَنَا الضَّعِیفُ الَّذِی قَوَّیْتَ وَ أَنَا الْمُقِرُّ الَّذِی سَتَرْتَ فَمَا شَكَرْتُ نِعْمَتَكَ وَ لَا أَدَّیْتُ حَقَّكَ وَ لَا تَرَكْتُ مَعْصِیَتَكَ یَا كَاشِفَ كَرْبِ أَیُّوبَ وَ یَا سَامِعَ صَوْتِ یُونُسَ الْمَكْرُوبِ وَ فَالِقَ الْبَحْرِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ مُنْجِیَ مُوسَی وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِینَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ یُسْراً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ مِنْهُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّی فِیهِ عَلَی صِیَامِهِ وَ قِیَامِهِ وَ اجْنُبْنِی فِیهِ مِنْ هَفَوَاتِهِ وَ آثَامِهِ وَ ارْزُقْنِی فِیهِ ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ بِدَوَامِهِ بِتَوْفِیقِكَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ (1).

الباب الثانی عشر فیما نذكره من زیادات دعوات فی اللیلة الثامنة و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الثَّامِنَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ الْغَنَاءَ مِنَ الْعَیْلَةِ وَ الْأَمْنَ مِنَ الْخَوْفِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ النَّعِیمَ الْمُقِیمَ الَّذِی لَا یَحُولُ وَ لَا یَزُولُ یَا اللَّهُ یَا نُورَ النُّورِ لَكَ التَّسْبِیحُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَكَ الْكِبْرِیَاءُ سُبْحَانَكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ لَا تُنَكِّسْ بِرَأْسِی بَیْنَ یَدَیْ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَقَدْ بَلَغُوا وَ نَصَحُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْعَثْنِی عَلَی الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِكِتَابِكَ وَ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ شَهْرِنَا هَذَا وَ لَیْلَتِنَا هَذِهِ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَنْزَلْتَهُ أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِیهَا مَغْفِرَةً وَ رِضْوَاناً وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ ابْسُطْ عَلَیَّ وَ عَلَی عِیَالِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُكَ الَّذِی أَمَرْتَ فِیهِ عِبَادَكَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ وَ قُلْتَ وَ إِذا

ص: 27


1- 1. كتاب الاقبال: 132.

سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَأَدْعُوكَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّ یَا كَاشِفَ السُّوءِ عَنِ الْمَكْرُوبِ یَا جَاعِلَ اللَّیْلِ سَكَناً یَا مَنْ لَا یَمُوتُ اغْفِرْ لِمَنْ یَمُوتُ قَدَّرْتَ وَ خَلَقْتَ وَ سَوَّیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ أَطْعَمْتَ وَ سَقَیْتَ وَ آوَیْتَ وَ رَزَقْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی- وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ أَنْ تَكْفِیَنِی مَا أَهَمَّنِی وَ تَغْفِرَ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الثامن من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَجِدُ مِنْ أَعْمَالِی عَمَلًا أَعْتَمِدُ عَلَیْهِ وَ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَیْكَ أَفْضَلَ مِنْ وَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ رَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ الطَّیِّبِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَتَوَجَّهُ بِهِمْ إِلَیْكَ فَاجْعَلْنِی عِنْدَكَ یَا إِلَهِی بِكَ وَ بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِذَلِكَ مِنْكَ تُحْفَةً وَ كَرَامَةً فَإِنَّهُ لَا تُحْفَةَ وَ لَا كَرَامَةَ أَفْضَلُ مِنْ رِضْوَانِكَ وَ التَّنَعُّمِ فِی دَارِكَ مَعَ أَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ أَكْرِمْنِیَ بِوَلَایَتِكَ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَةِ أَهْلِ وَلَایَتِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی فِی وَدَائِعِكَ الَّتِی لَا تَضِیعُ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً بِحَقِّكَ وَ حَقِّ مَنْ أَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَیْكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرَجِی مَعَهُمْ وَ فَرَجَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی فِیهِ رَحْمَةَ الْأَیْتَامِ وَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ وَ مُجَانَبَةَ اللِّئَامِ وَ صُحْبَةَ الْكِرَامِ بِطَوْلِكَ یَا مَلْجَأَ الْآمِلِینَ.

الباب الثالث عشر فیما نذكره من زیادة دعوات فی اللیلة التاسعة و یومها و فیها غسل كما قدمناه و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ التَّاسِعَةِ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّی وَ أَنَا عَبْدُكَ آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ

ص: 28


1- 1. كتاب الاقبال: 133.

دِینِی أَمْسَیْتُ عَلَی عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَتُوبُ إِلَیْكَ مِنْ سُوءِ عَمَلِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِیَ الَّتِی لَا یَغْفِرُهَا إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ وَ بَلِّغْنِی انْسِلَاخَ هَذَا الشَّهْرِ یَا خَیْرَ الْمَوْلَی وَ یَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَی وَ یَا سَامِعَ كُلِّ نَجْوَی وَ یَا شَاهِدَ كُلِّ مَلَإٍ وَ یَا عَالِمَ كُلِّ خَفِیَّةٍ وَ یَا كَاشِفَ مَا یَشَاءُ مِنْ بَلِیَّةٍ یَا خَلِیلَ إِبْرَاهِیمَ وَ نَجِیَّ مُوسَی وَ مُصْطَفِیَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَ قَلَّتْ حِیلَتُهُ دُعَاءَ الْغَرِیبِ الْغَرِیقِ الْمُضْطَرِّ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ الَّذِی لَا یَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُوَ فِیهِ مِنَ الذُّنُوبِ إِلَّا أَنْتَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّی وَ اكْشِفْ مَا بِی مِنْ ضُرٍّ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ صَلَاتِی فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا سَیِّدَاهْ وَ یَا رَبَّاهْ وَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا الْعَرْشِ الَّذِی لَا یَنَامُ وَ یَا ذَا الْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ یَا قَاضِیَ الْأُمُورِ یَا شَافِیَ الصُّدُورِ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ اقْذِفْ رَجَاءَكَ فِی قَلْبِی حَتَّی لَا أَرْجُوَ أَحَداً سِوَاكَ عَلَیْكَ سَیِّدِی تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْكَ مَوْلَایَ أَنَبْتُ وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ أَسْأَلُكَ یَا إِلَهَ الْآلِهَةِ وَ یَا جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ یَا كَبِیرَ الْأَكَابِرِ الَّذِی مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ كَفَاهُ وَ كَانَ حَسْبَهُ وَ بَالِغَ أَمْرِهِ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ فَاكْفِنِی وَ إِلَیْكَ أَنَبْتُ فَارْحَمْنِی وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ فَاغْفِرْ لِی وَ لَا تُسَوِّدْ وَجْهِی یَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ- إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم التاسع من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبِی وَ اعْصِمْ عَمَلِی وَ اهْدِ قَلْبِی وَ اشْرَحْ صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ جَوِّدْ فَهْمِی وَ خَفِّفْ وِزْرِی وَ آمِنْ خَوْفِی وَ ثَبِّتْ حُجَّتِی وَ ارْبُطْ جَأْشِی وَ بَیِّضْ وَجْهِی وَ ارْفَعْ جَاهِی وَ صَدِّقْ قَوْلِی وَ بَلِّغْ حَدِیثِی وَ عَافِنِی فِی عُمُرِی وَ بَارِكْ لِی مُنْقَلَبِی وَ اعْصِمْنِی فِی جَمِیعِ أَحْوَالِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ فِی رِزْقِی وَ سَهِّلْ عَلَیَّ مَطَالِبِی وَ أَعْطِنِی مِنْ جَزِیلِ

ص: 29

عَطَائِكَ وَ أَفْضَلِ مَا أَعْطَیْتَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنْ جَمِیعِ مَا عِنْدِی بِحُسْنِ لُطْفِكَ الَّذِی عِنْدَكَ اللَّهُمَّ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُمْكِنْهُ مِنْ عُنُقِی وَ لَا تَفْضَحْنِی فِی نَفْسِی وَ لَا تَفْجَعْنِی فِی جَارِی وَ هَبْ لِی یَا إِلَهِی عَطِیَّةً كَرِیمَةً رَحِیمَةً مِنْ عَطَائِكَ الَّذِی لَا فَقْرَ بَعْدَهُ فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِی وَ انْقَطَعَ عَنِ الْخَلْقِ رَجَائِی فَقُدْرَتُكَ یَا رَبِّ أَنْ تَرْحَمَنِی وَ تُعَافِیَنِی كَقُدْرَتِكَ عَلَی أَنْ تُعَذِّبَنِی وَ تَبْتَلِیَنِی فَاجْعَلْ یَا مَوْلَایَ فِیمَا قَضَیْتَ تَعْجِیلَ خَلَاصِی مِنْ جَمِیعِ مَا أَنَا فِیهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ وَ الْمَحْذُورِ وَ الْمَشَقَّةِ وَ عَافِنِی مِنْهُ كُلِّهِ إِلَهِی لَا أَرْجُو لِدَفْعِ ذَلِكَ عَنِّی أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ فَكُنْ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّی بِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِذَلِكَ وَ عَلَی كُلِّ دَاعٍ دَعَاكَ بِهِ یَا مَوْلَایَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ یَا سَیِّدِی أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ لِمَنْ شِئْتَ الْإِجَابَةَ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ الَّذِی لَا خُلْفَ لَهُ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِیهِ نَصِیباً مِنْ رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ اهْدِنِی فِیهِ لِبَرَاهِینِكَ السَّاطِعَةِ وَ خُذْ بِنَاصِیَتِی إِلَی مَرْضَاتِكَ الْجَامِعَةِ بِمَحَبَّتِكَ یَا أَمَلَ الْمُشْتَاقِینَ.

الباب الرابع عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة العاشرة و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الْعَاشِرَةِ: یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی وَ یَا خَیْرَ مُرْتَجًی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ افْتَحْ لِی بَابَ رِزْقٍ مِنْ عِنْدِكَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ مَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الْبَرَكَاتِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی حُبَّ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ تُحَبِّبَ إِلَیَّ كُلَّ مَا أَحْبَبْتَ وَ تُبَغِّضَ إِلَیَّ كُلَّ مَا أَبْغَضْتَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقِی وَ رِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ وَ یَا خَیْرَ

ص: 30


1- 1. كتاب الاقبال: 135.

مَسْئُولٍ وَ خَیْرَ مُرْتَجًی وَ أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی السَّعَةَ وَ الدَّعَةَ وَ السَّعَادَةَ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ الْعَاشِرَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا وَاحِدُ یَا فَرْدُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا وَدُودُ یَا حَلِیمُ مَضَی مِنَ الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ الثُّلُثُ وَ لَسْتُ أَدْرِی سَیِّدِی مَا صَنَعْتَ فِی حَاجَتِی هَلْ غَفَرْتَ لِی إِنْ أَنْتَ غَفَرْتَ لِی فَطُوبَی لِی وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لِی فَوَا سَوْأَتَاهْ فَمِنَ الْآنَ سَیِّدِی فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اسْتُرْنِی بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنِّی بِعَفْوِكَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی بِقُدْرَتِكَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

فصل فیما یختص بالیوم العاشر من دعاء غیر متكرر

اللَّهُمَّ یَا مَنْ بَطْشُهُ شَدِیدٌ وَ عَفْوُهُ قَدِیمٌ وَ مُلْكُهُ مُسْتَقِیمٌ وَ لُطْفُهُ شَدِیدٌ یَا مَنْ سَتَرَ عَلَیَّ الْقَبِیحَ وَ ظَهَرَ بِالْجَمِیلِ وَ لَمْ یُعَجِّلْ بِالْعُقُوبَةِ وَ یَا مَنْ أَذِنَ لِلْعِبَادِ بِالتَّوْبَةِ یَا مَنْ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ لِذِی الْفَضِیحَةِ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ مَا فِی غَدٍ غَیْرُهُ یَا جَابِرَ كُلِّ كَسِیرٍ یَا مَأْوَی كُلِّ هَارِبٍ یَا غَاذِیَ مَا فِی بُطُونِ الْأُمَّهَاتِ یَا سَیِّدِی أَنْتَ لِی فِی كُلِّ حَاجَةٍ نَزَلَتْ بِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ ارْزُقْنِی مِنْ رِزْقِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ فَكَّ أَسْرِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی كُلَّهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الْعَاشِرِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْكَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْفَائِزِینَ إِلَیْكَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُقَرَّبِینَ لَدَیْكَ بِإِحْسَانِكَ یَا غَایَةَ الطَّالِبِینَ.

الباب الخامس عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الحادیة عشر منه و یومها و فیها غسل كما قدمناه و ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ الْعَتِیقَةِ وَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ أَدْعِیَةُ لَیَالٍ فَنَقَلْنَا مَا بَقِیَ مِنْهَا وَ هُوَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الْحَادِیَةَ عَشْرَةَ:

ص: 31


1- 1. كتاب اقبال الاعمال: 136- 137.

سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْبَارِئُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الَّذِی خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً بِمَشِیَّتِهِ وَ أَرَانِی فِی نَفْسِی وَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَ صُنْعِهِ الدَّلَائِلَ الْبَیِّنَةَ النَّیِّرةَ عَلَی قُدْرَتِهِ الَّذِی فَرَضَ الصِّیَامَ عَلَیَّ تَعَبُّداً یُصْلِحُ بِهِ شَأْنِی وَ یَغْسِلُ عَنِّی أَوْزَارِی وَ یُذَكِّرُنِی بِمَا لَهَوْتُ عَنْهُ مِنْ ذِكْرِهِ وَ یُوجِبُ لِیَ الزُّلْفَی بِطَاعَةِ أَمْرِهِ اللَّهُمَّ سَیِّدِی أَنْتَ مَوْلَایَ إِنْ كُنْتَ جُدْتَ عَلَیَّ بِصَالِحَ فِیمَا مَضَی مِنْهُ ارْتَضَیْتَهُ فَزِدْنِی وَ إِنْ كُنْتُ اقْتَرَفْتُ مَا أَسْخَطَكَ فَأَقِلْنِی اللَّهُمَّ مَلِّكْنِی مِنْ نَفْسِی فِی الْهُدَی مَا أَنْتَ لَهُ أَمْلَكُ وَ قَدِّرْنِی مِنَ الْعُدُولِ بِهَا إِلَی إِرَادَتِكَ عَلَی مَا أَنْتَ عَلَیْهِ أَقْدَرُ وَ كُنْ مُخْتَاراً لِعَبْدِكَ مَا یُسْعِدُهُ بِطَاعَتِكَ وَ تَجَنُّبِهِ الشِّقْوَةَ بِمَعْصِیَتِكَ حَتَّی یَفُوزَ فِی الْمَعْصُومِینَ وَ یَنْجُوَ فِی الْمَقْبُولِینَ وَ یُرَافِقَ الْفَائِزِینَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ الْحَادِیَةَ عَشْرَةَ مِنْهُ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ مِنْ كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا مَنْ یَكْفِی كُلَّ مَئُونَةٍ بِلَا مَئُونَةٍ یَا جَوَادُ یَا مَاجِدُ یَا أَحَدُ یَا وَاحِدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ أَعِنِّی عَلَیْهِ وَ عَلَی مَا بَقِیَ مِنْ شَهْرِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَمْسَیْتُ لَا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَ لَا أَسْتَطِیعُ دَفْعَ مَا أُحَاذِرُ إِلَّا بِكَ وَ أَمْسَیْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی وَ أَمْسَی الْأَمْرُ وَ الْقَضَاءُ بِیَدِكَ یَا رَبِّ فَلَا فَقِیرَ أَفْقَرُ مِنِّی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی یَا رَبِّ ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ جَهْلِی وَ جِدِّی وَ هَزْلِی وَ كُلَّ ذَنْبٍ ارْتَكَبْتُهُ وَ بَلِّغْنِی وَ ارْزُقْنِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ فِی غَیْرِ مَشَقَّةٍ مِنِّی وَ لَا تُهْلِكْ رُوحِی وَ جَسَدِی فِی طَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ وَ أَرْجُو الْعَفْوَ وَ هَذِهِ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مِنْ لَیَالِی الثُّلُثَیْنِ أَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْ نَارِكَ الَّتِی لَا تُطْفَی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُقَوِّیَنِی عَلَی قِیَامِهِ وَ صِیَامِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ

ص: 32

الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِهَا تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ عَلَیْهَا اتَّكَلْتُ وَ أَنْتَ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی- إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الحادی عشر من شهر رمضان

اللَّهُمَّ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخِذْلَانِ وَ النَّصْرِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ بَارِكْ لِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ بَارِكْ لِی فِی سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ جَمِیعِ جَسَدِی وَ بَارِكْ لِی فِی عَقْلِی وَ ذِهْنِی وَ فَهْمِی وَ عِلْمِی وَ جَمِیعِ مَا خَوَّلْتَنِی اللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ وَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِكَ دَارَ الْقَرَارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ أَهْوَالِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بَوَائِقِ الدَّهْرِ وَ مُصِیبَاتِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ غَضِبْتَ عَلَیَّ وَ أَنْتَ رَبِّی فَلَا تُحِلَّهُ بِی یَا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَسَلِّمْنِی وَ أَنْتَ رَبِّی فَلَا تَكِلْنِی إِلَی عَدُوِّی وَ لَا إِلَی صَدِیقِی وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَیَّ فَمَا أُبَالِی غَیْرَ أَنَّ عَافِیَتَكَ أَوْسَعُ لِی وَ أَهْنَأُ لِی إِلَهِی أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ كَشَفْتَ بِهِ الظُّلْمَةَ عَنْ عِبَادِكَ مِنْ أَنْ یَحُلَّ بِی سَخَطُكَ لَكَ الْعُتْبَی حَتَّی تَرْضَی وَ إِذَا رَضِیتَ وَ بَعْدَ الرِّضَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الْحَادِیَ عَشَرَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَیَّ فِیهِ الْإِحْسَانَ وَ كَرِّهْ إِلَیَّ فِیهِ الْعِصْیَانَ وَ حَرِّمْ عَلَیَّ فِیهِ السَّخَطَ وَ النِّیرَانَ بِعَوْنِكَ یَا عَوْنَ الْمُسْتَغِیثِینَ.

الباب السادس عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الثانیة عشر منه و یومها و فیه ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ الْعَتِیقَةِ وَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ أَدْعِیَةُ لَیَالٍ نَقَلْنَا مَا بَقِیَ مِنْهَا وَ هُوَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ عَشْرَةَ: سُبْحَانَكَ أَیُّهَا الْمَلِكُ الْقَدِیرُ الَّذِی بِیَدِهِ الْأُمُورُ وَ لَا یُعْجِزُهُ مَا یُرِیدُ وَ لَا یَنْقُصُهُ الْعَطَاءُ وَ الْمَزِیدُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَحِیفَتِی مُسْوَدَّةً بِالذُّنُوبِ إِلَیْكَ فَإِنِّی أُعَوِّلُ

ص: 33

فِی مَحْوِهَا فِی هَذِهِ اللَّیَالِی الْبِیضِ عَلَیْكَ وَ أَرْجُو مِنَ الْغُفْرَانِ وَ الْعَفْوِ مَا هُوَ بِیَدِكَ فَإِنْ جُدْتَ بِهِ عَلَیَّ لَمْ یَنْقُصْكَ وَ فُزْتُ وَ إِنْ حَرَمْتَنِیهِ لَمْ یَزِدْكَ وَ عَطِبْتُ اللَّهُمَّ فَوَفِّقْنِی بِمَا سَبَقَ لِی مِنَ الْحُسْنَی شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ بِكَ وَ بِمَا جُدْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا كُنْتُ لِأَعْرِفَهُ لَوْ لَا تَفَضُّلُكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ سَخَطِكَ وَ أَنِلْنِی بِهِ رِضَاكَ وَ عِصْمَتَكَ وَ وَفِّقْنِی لِاسْتِئْنَافِ مَا یَزْكُو لَدَیْكَ مِنَ الْعَمَلِ وَ جَنِّبْنِی الْهَفَوَاتِ وَ الزَّلَلَ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ هُوَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةَ عَشْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ فَإِنَّكَ لَا تَبِیدُ وَ لَا تَنْفَدُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلَ مِنِّی وَ مِنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ صِیَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ قِیَامَهُ وَ تَفُكَّ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ قَلْبِی بَارّاً وَ عَمَلِی سَارّاً وَ رِزْقِی دَارّاً وَ حَوْضَ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ لِی قَرَاراً وَ مُسْتَقَرّاً وَ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَبْقَی وَ لَا یَفْنَی وَ لَكَ الشُّكْرُ شُكْراً یَبْقَی وَ لَا یَفْنَی وَ أَنْتَ الْحَیُّ الْحَلِیمُ الْعَلِیمُ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِجَلَالِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی لَا تُقْهَرُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الْإِنْجِیلَ أُنْزِلَ فِی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

قلت أنا فلها زیادة فی التعظیم ذكر المفید فی التواریخ الشرعیة أن الإنجیل أنزل فی یوم ثانی عشر.

فصل فیما یختص بالیوم الثانی عشر منه من دعاء غیر متكرر

ص: 34

اللَّهُمَّ غَارَتْ نُجُومُ سَمَائِكَ إِلَی آخِرِهِ-(1)

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ وَ أَسْتَحْفِظُكَ بِأَنْ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ النُّورُ الْقُدُّوسُ- و نَفْسِی وَ رُوحِی وَ رِزْقِی وَ مَحْیَایَ وَ مَمَاتِی وَ أَنْفُسَ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْفُسَ أَشْیَاعِ مُحَمَّدٍ وَ جَمِیعَ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ عَلَیْهِمْ

حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ شَاهِداً وَ غَائِباً وَ نَائِماً وَ یَقْظَانَ وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ مُسْتَخِفّاً وَ مُتَهَاوِناً بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الْجَلِیلِ الرَّفِیعِ الْعَظِیمِ الْقَائِمِ بِالْقِسْطِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ یَا وَلِیَّ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ بَیْتِكَ الْمَعْمُورِ وَ السَّبْعِ الْمَثَانِی وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ بِكُلِّ مَنْ یُكْرَمُ عَلَیْكَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ یَا سَیِّدِی مَعَ مَا تَفَضَّلْتَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَیْنَا فَاجْعَلْنَا فِی حِمَاكَ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ: اللَّهُمَّ زَیِّنْ لِی فِیهِ السِّتْرَ وَ الْعَفَافَ وَ اسْتُرْنِی فِیهِ بِلِبَاسِ الْقُنُوعِ وَ الْكَفَافِ وَ حَلِّنِی فِیهِ بِحُلِیِّ الْفَضْلِ وَ الْإِنْصَافِ بِعِصْمَتِكَ یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِینَ.

الباب السابع عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الثالثة عشر منه و یومها و فیها غسل كما قدمناه و ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ الْعَتِیقَةِ وَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ أَدْعِیَةُ لَیَالٍ فَنَقَلْنَا مَا بَقِیَ مِنْهَا وَ هُوَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةَ عَشَرَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَجُودُ فَلَا یَبْخَلُ وَ یَحْلُمُ فَلَا یُعَجِّلُ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ مِنْ تَوْحِیدِهِ بِأَعْظَمِ الْمِنَّةِ وَ نَدَبَنِی مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ إِلَی خَیْرِ الْمِهْنَةِ وَ أَمَرَنِی بِالدُّعَاءِ فَدَعَوْتُهُ فَوَجَدْتُهُ غِیَاثاً عِنْدَ شَدَائِدِی وَ أَدْرَكْتُهُ لَمْ یُبَعِّدْنِی بِالْإِجَابَةِ حِینَ بَعُدَ مَدَاهُ وَ لَا حَرَمَنِیَ الِانْتِیَاشَ لِمَا عَمِلْتُ مَا لَا یَرْضَاهُ أَقَالَنِی عَثْرَتِی وَ قَضَی لِی حَاجَتِی وَ تَدَارَكَ قِیَامِی وَ عَجَّلَ مَعُونَتِی فَزَادَنِی خُبْرَةً بِقُدْرَتِهِ وَ عِلْماً بِنُفُوذِ مَشِیَّتِهِ اللَّهُمَّ إِنَّ كُلَّ مَا جُدْتَ بِهِ عَلَیَّ بَعْدَ التَّوْحِیدِ دُونَهُ وَ إِنْ كَثُرَ وَ غَیْرُ مُوَازٍ لَهُ وَ إِنْ كَبُرَ

ص: 35


1- 1. و هو: اللّٰهمّ غارت نجوم سمائك، و نامت عیون أنامك، و هدأت أصوات عبادك و أنعامك، و غلقت ملوك الأرض علیها أبوابها، و طافت علیها حراسها، و احتجبوا عمن یسألهم حاجة أو ینتجع منهم فائدة، و أنت الهی حی قیوم لا تأخذك سنة و لا نوم، و لا یشغلك شی ء، أبواب سماواتك لمن دعاك مفتحات و خزائنك غیر مغلقات، اللّٰهمّ إلخ.

لِأَنَّ جَمِیعَهُ نِعَمُ دَارِ الْفَنَاءِ الْمُرْتَجِعَةُ وَ هُوَ النِّعْمَةُ لِدَارِ الْبَقَاءِ الَّتِی لَیْسَتْ بِمُنْقَطِعَةٍ فَیَا مَنْ جَادَ بِذَلِكَ مُخْتَصّاً لِی بِرَحْمَتِهِ وَ وَفَّقَنِی لِلْعَمَلِ بِمَا یَقْضِی حَقَّ یَدِكَ فِی هِبَتِهِ اللَّهُمَّ بَیِّضْ أَعْمَالِی بِنُورِ الْهُدَی وَ لَا تُسَوِّدْهَا بِتَخْلِیَتِی وَ رُكُوبِ الْهَوَی فَأَطْغَی فِیمَنْ طَغَی وَ أُقَارِفَ مَا یُسْخِطُكَ بَعْدَ الرِّضَا وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةَ عَشَرَ: یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ یَا مُهَیْمِنُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا مُتَكَبِّرُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا مُتَعَالِ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا مُعِیدُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا خَلِیلَ إِبْرَاهِیمَ وَ نَجِیَّ مُوسَی وَ مُصْطَفِیَ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْتِقْنِی مِنَ النَّارِ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ سَلْ مَا شِئْتَ وَ ظُنَّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدِ اسْتَجَابَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ جَبَّارَ الْأَرَضِینَ وَ یَا مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ مَلَكُوتُ الْأَرَضِینَ وَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ وَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ الْغَفُورُ الْحَلِیمُ الرَّحِیمُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ الَّذِی لَا شَبِیهَ لَكَ وَ لَا وَلِیَّ لَكَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی وَ الْقَدِیرُ الْقَادِرُ وَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.

أقول: و قد قدمنا فی عمل شهر رجب عملا جسیما فی اللیالی البیض منه و من شعبان و شهر الصیام فتؤخذ من لیالی البیض من رجب بتفصیلها فهی مذكورة هناك علی التمام فإنها من المهام لذوی الأفهام و هذه الروایة رویناها عن الصادق علیه السلام فی اللیالی البیض من رجب بأسنادها و فضلها و لكن ذلك الجزء منفرد فربما لا یتفق حضوره عند العامل بهذا الكتاب فنذكر هاهنا صفة هذه الصلاة فحسب فنقول إنه یصلی لیلة ثلاث عشرة من شهر رمضان ركعتین كل ركعة بالحمد

ص: 36

مرة و سورة یس و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كل واحدة مرة و فی لیلة أربع عشرة منه أربع ركعات بهذه الصفة و فی لیلة خمس عشرة منه ست ركعات بهذه الصفة.

فصل فیما یختص بالیوم الثالث عشر من دعوات غیر متكررة

اللَّهُمَّ إِنِّی أَدِینُكَ بِطَاعَتِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَبِیبِ نَبِیِّكَ وَ وَلَایَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سِبْطَیْ نَبِیِّكَ وَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ جَنَّتِكَ وَ أَدِینُكَ یَا رَبِّ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ صَاحِبِ الزَّمَانِ أَدِینُكَ یَا رَبِّ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ وَ بِالتَّسْلِیمِ بِمَا فَضَّلْتَهُمْ رَاضِیاً غَیْرَ مُنْكِرٍ وَ لَا مُتَكَبِّرٍ عَلَی مَعْنَی مَا أَنْزَلْتَ فِی كِتَابِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْفَعْ عَنْ وَلِیِّكَ وَ خَلِیفَتِكَ وَ لِسَانِكَ وَ الْقَائِمِ بِقِسْطِكَ وَ الْمُعَظِّمِ لِحُرْمَتِكَ وَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ وَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَ عَیْنِكَ النَّاظِرَةِ وَ أُذُنِكَ السَّامِعَةِ وَ شَاهِدِ عِبَادِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ الْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِكَ وَ الْمُجْتَهِدِ فِی طَاعَتِكَ وَ اجْعَلْهُ فِی وَدِیعَتِكَ الَّتِی لَا تَضِیعُ وَ أَیِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغَالِبِ وَ أَعِنْهُ وَ أَعِنْ عَنْهُ وَ اجْعَلْنِی وَ وَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ وُلْدِی مِنَ الَّذِینَ یَنْصُرُونَهُ وَ یَنْتَصِرُونَ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اشْعَبْ بِهِ صَدْعَنَا وَ ارْتُقْ بِهِ فَتْقَنَا اللَّهُمَّ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَ دَمْدِمْ بِمَنْ نَصَبَ لَهُ وَ اقْصِمْ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ حَتَّی لَا تَدَعَ عَلَی الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَیَّاراً(1).

دُعَاءٌ آخَرُ: اللَّهُمَّ طَهِّرْنِی فِیهِ مِنَ الدَّنَسِ وَ الْأَقْذَارِ وَ صَبِّرْنِی فِیهِ عَلَی كَائِنَاتِ الْأَقْدَارِ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ عَلَی الْتُّقَی وَ صُحْبَةِ الْأَبْرَارِ بِعِزَّتِكَ یَا قُرَّةَ عَیْنِ الْمَسَاكِینِ.

الباب الثامن عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الرابعة عشر منه و یومها و فیها عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ الْعَتِیقَةِ وَ هُوَ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرَ: سُبْحَانَ مَنْ یَجُودُ عَلَیَّ بِرَحْمَتِهِ فَیُوَسِّعُهَا بِمَشِیَّتِهِ ثُمَّ یُقَصِّرُهَا إِلَی نِعَمِهِ وَ أَیَادِیهِ-(2)

ص: 37


1- 1. كتاب الاقبال: 143- 144.
2- 2. كذا.

وَ لِیُبَیِّنَ فِیهَا لِلنَّاظِرِینَ أَثَرَ صَنِیعِهِ وَ الْمُتَأَمِّلِینَ دَقَائِقَ حِكْمَتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُتَفَرِّداً بِخَلْقِهِ بِغَیْرِ مُعِینٍ وَ جَاعِلًا جَمِیعَ أَفْعَالِهِ وَاحِداً بِلَا ظَهِیرٍ عَرَفَتْهُ الْقُلُوبُ بِضَمَائِرِهَا وَ الْأَفْكَارُ بِخَوَاطِرِهَا وَ النُّفُوسُ بِسَرَائِرِهَا وَ طَلَبَتْهُ التَّحْصِیلَاتُ فَفَاتَهَا وَ اعْتَرَضَتْهُ الْمَفْعُولَاتُ فَأَطَاعَهَا فَهُوَ الْقَرِیبُ السَّمِیعُ وَ الْحَاضِرُ الْمُرْتَفِعُ اللَّهُمَّ هَذِهِ أَضْوَأُ وَ أَنْوَرُ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِكَ وَ أَزْیَنُهَا وَ أَحْصَاهَا بِضَوْءِ بَدْرِكَ بَسَطْتَ فِیهَا لَوَامِعَهُ وَ ارْتَعَجَتْ فِی أَرْضِكَ شُعَاعُهُ وَ هِیَ اللَّیْلَةُ آخِرُ سَبْعِینَ مَضَیَا مِنَ الصِّیَامِ وَ أَوَّلُ سَبْعِینَ بَقِیَا مِنْ عَدَدِ الْأَیَّامِ اللَّهُمَّ فَوَسِّعْ لِی فِیهَا نُورَ عَفْوِكَ وَ ابْسُطْهُ وَ امْحَصْ عَنِّی ظُلَمَ سَخَطِكَ وَ اقْبِضْهُ اللَّهُمَّ إِنَّ جُودَكَ وَ نِعَمَكَ یُصْلِحَانِ رَجَائِی وَ إِنَّ صِیَانَتَكَ وَ مُحَاصَّتَكَ یَكْشِفَانِ بَالِی وَ مَا أَنْتَ بِضُرِّی مُنْتَفِعٌ فَأَتَّهِمَكَ بِالتَّوَفُّرِ عَلَی مَنْفَعَتِكَ وَ لَا بِمَا یَنْفَعُنِی مَضْرُورٌ فَأَسْتَحْیِیَكَ مِنِ الْتِمَاسِ مَضَرَّتِكَ فَكَیْفَ یَبْخَلُ مَنْ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَی عَفْوِ مَعْبُودٍ عَلَی عَبْدِهِ مُضْطَرٍّ إِلَی عَفْوِهِ أَمْ كَیْفَ یَسْمَحُ وَ قَدْ جَادَ لَهُ بِهِدَایَتِهِ أَنْ یُخَلِّیَهُ وَ یَقْحُمَ سُبُلَ ضَلَالَتِهِ كَلَّا إِنَّكَ الْأَكْرَمُ یَا مَوْلَایَ مِنْ ذَاكَ وَ أَرْأَفُ وَ أَحْنَی وَ أَعْطَفُ اللَّهُمَّ اطْوِ هَذِهِ اللَّیْلَةَ بِعَمَلٍ لِی صَالِحٍ تَرْضَی مَطَاوِیَهُ وَ یُبْهِجُنِی فِی آخِرَتِی بِمَنَاشِرِهِ وَ أَمْضَاهَا بِالْعَفْوِ عَنِّی فِی أَوَّلِ الشَّهْرِ وَ آخِرِهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَیْهِ: یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا عَلِیمُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَسْأَلُكَ بِعَمَلِی شَیْئاً إِنِّی مِنْ عَمَلِی خَائِفٌ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ مَا أَسْأَلُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِی مِنْ طَاعَتِكَ مَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ تَقَبَّلْ صَوْمِی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ رُوحِكَ الْقُدُّوسِ وَ كَلَامِكَ الطَّیِّبِ وَ مُلْكِكَ الدَّائِمِ الْعَظِیمِ وَ سُلْطَانِكَ الْمُنِیرِ وَ قُرْآنِكَ الْحَكِیمِ وَ عَطَائِكَ الْجَلِیلِ الْجَزِیلِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعْتِقَنِی مِنَ النَّارِ

ص: 38

فِی هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ فَإِنِّی فَقِیرٌ مِسْكِینٌ إِلَی رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ: یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ یَا آخِرَ الْآخِرِینَ یَا وَلِیَّ الْأَوْلِیَاءِ وَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ أَنْتَ خَلَقْتَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً وَ أَنْتَ أَمَرْتَنِی بِالطَّاعَةِ فَأَطَعْتُ سَیِّدِی جُهْدِی فَإِنْ كُنْتُ تَوَانَیْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ أَوْ نَسِیتُ فَتَفَضَّلْ عَلَیَّ سَیِّدِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی فَامْنُنْ عَلَیَّ بِالرَّحْمَةِ وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما نذكره مما یختص بالیوم الرابع عشر من دعاء غیر متكرر

اللَّهُمَّ لَا تُؤَدِّبْنِی بِعُقُوبَتِكَ وَ لَا تَمْكُرْ بِی فِی حِیلَتِكَ مِنْ أَیْنَ لِیَ الْخَیْرُ وَ لَا یُوجَدُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ مِنْ أَیْنَ لِیَ النَّجَاةُ وَ لَا تُسْتَطَاعُ إِلَّا بِكَ- لَا الَّذِی أَحْسَنَ اسْتَغْنَی عَنْ عَوْنِكَ وَ لَا الَّذِی أَسَاءَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ یَا رَبِّ بِكَ عَرَفْتُكَ وَ أَنْتَ دَلِیلِی وَ لَوْ لَا أَنْتَ مَا دَرَیْتُ مَنْ أَنْتَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی وَ إِنْ كُنْتُ بَطِیئاً حِینَ یَدْعُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ فَیُعْطِینِی وَ إِنْ كُنْتُ بَخِیلًا حِینَ یَسْتَقْرِضُنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَكَلَنِی إِلَیْهِ فَأَكْرَمَنِی وَ لَمْ یَكِلْنِی إِلَی النَّاسِ فَیُهِینُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی تَحَبَّبَ إِلَیَّ وَ هُوَ غَنِیٌّ

عَنِّی اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ شَافِعاً إِلَیْكَ إِلَّا مَعْرِفَتِی بِأَنَّكَ أَفْضَلُ مَنْ قَصَدَ إِلَیْهِ الْمُضْطَرُّونَ أَسْأَلُكَ مُقِرّاً بِأَنَّ لَكَ الطَّوْلَ وَ الْقُوَّةَ وَ الْحَوْلَ وَ الْقُدْرَةَ أَنْ تَحُطَّ عَنِّی وِزْرِیَ الَّذِی قَدْ حَنَی ظَهْرِی وَ تَعْصِمَنِی مِنَ الْهَوَی الْمُسَلَّطِ عَلَی عَقْلِی وَ تَجْعَلَنِی مِنَ الَّذِینَ انْتَجَبْتَهُمْ لِطَاعَتِكَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِی بِالْعَثَرَاتِ وَ أَقِلْنِی فِیهِ الْخَطَایَا وَ الْهَفَوَاتِ وَ لَا تَجْعَلْنِی غَرَضاً لِلْبَلَایَا وَ الْآفَاتِ بِعِزَّتِكَ یَا عِزَّ الْمُسْلِمِینَ.

الباب التاسع عشر فیما نذكره من زیادات و دعوات فی هذه اللیلة الخامسة عشر و یومها و فیها عدة روایات
اشارة

منها الغسل كما قدمناه و منها مائة ركعة فی كل ركعة عشر مرات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و منها زیارة الحسین علیه السلام فیها و صلاة عشر ركعات و ما نختاره من عدة روایات

ص: 39


1- 1. كتاب الاقبال: 147- 148.

فی الدعوات.

أَمَّا الْغُسْلُ فَرَوَیْنَاهُ عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ وَ فِی رِوَایَةٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ یُسْتَحَبُّ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

وَ أَمَّا الْمِائَةُ رَكْعَةٍ فَإِنَّهَا مَرْوِیَّةٌ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَیْهِ عَشَرَةَ أَمْلَاكٍ یَدْرَءُونَ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَهْبَطَ اللَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثِینَ مَلَكاً یُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ ثَلَاثِینَ مَلَكاً یُؤْمِنُونَهُ مِنَ النَّارِ.

و وجدنا هذه الروایة فی أصل عتیق متصل الإسناد.

وَ ذَكَرَ ابْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: أَنَّ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی فِی مَنَامِهِ مِائَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ ثَلَاثِینَ یُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ ثَلَاثِینَ یُؤْمِنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَ ثَلَاثِینَ یَعْصِمُونَهُ مِنْ أَنْ یُخْطِئَ وَ عَشَرَةً یَكِیدُونَ مَنْ كَادَهُ.

و أما زیارة الحسین علیه السلام فی لیلة النصف من شهر رمضان فقد قدمنا فی أوائل كتابنا هذا روایة بذلك و روینا بإسنادنا روایة أخری و صلاة عشر ركعات

عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ بِإِسْنَادِنَا مِنْ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ فِی حَدِیثٍ یَقُولُ فِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ فَمَا تَرَی لِمَنْ حَضَرَ قَبْرَهُ یَعْنِی الْحُسَیْنَ علیه السلام لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ بَخْ بَخْ مَنْ صَلَّی عِنْدَ قَبْرِهِ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ مِنْ بَعْدِ الْعِشَاءِ مِنْ غَیْرِ صَلَاةِ اللَّیْلِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ كَتَبَهُ اللَّهُ عَتِیقاً مِنَ النَّارِ وَ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی فِی مَنَامِهِ مَلَائِكَةً یُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ مَلَائِكَةً یُؤْمِنُونَهُ مِنَ النَّارِ.

و أما الدعوات فمنها ما وجدناه فی كتب أصحابنا رحمهم اللّٰه العتیقة و قد سقط منه أدعیة لیال و هو دعاء اللیلة الخامسة عشر.

سُبْحَانَ مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ سُبْحَانَ مُقَلِّبِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ خَالِقِ الْأَزْمِنَةِ وَ الْأَعْصَارِ الْمُجْرَی عَلَی مَشِیَّتِهِ الْأَقْدَارُ الَّذِی لَا بَقَاءَ لِشَیْ ءٍ سِوَاهُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَعْتَوِرُهُ الْفَنَاءُ غَیْرَهُ فَهُوَ الْحَیُّ الْبَاقِی الدَّائِمُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَ

ص: 40

قَدِ انْتَصَفَ شَهْرُ الصِّیَامِ بِمَا مَضَی مِنْ أَیَّامِهِ وَ انْجَذَبَ إِلَی تَمَامِهِ وَ اخْتِتَامِهِ وَ مَا لِی عُدَّةٌ أَعْتَدُّ بِهَا وَ لَا أَعْمَالٌ مِنَ الصَّالِحَاتِ أُعَوِّلُ عَلَیْهَا سِوَی إِیمَانِی بِكَ وَ رَجَائِی لَكَ فَأَمَّا رَجَائِی فَیُكَدِّرُهُ عَلَیَّ صَفْوَةُ الْخَوْفِ مِنْكَ وَ أَمَّا إِیمَانِی فَلَا یَضِیعُ عِنْدَكَ وَ هُوَ بِتَوْفِیقِكَ اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ حِینَ لَمْ تَفْكُكْ یَدِی عِنْدَ التَّمَاسُكِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ لَمْ تُشْقِنِی بِمُفَارَقَتِهَا فِیمَنِ اعْتَوَرَهُ الشَّقَاءُ اللَّهُمَّ فَأَنْصِفْنِی مِنْ شَهَوَاتِی وَ إِلَیْكَ مِنْهَا الشَّكْوَی وَ مِنْكَ عَلَیْهَا أُؤَمِّلُ الْعَدْوَی فَإِنَّكَ تَشَاءُ وَ تَقْدِرُ وَ أَشَاءُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ لَسْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَحْجُوجاً وَ لَكِنَّ مَسْئُولًا تُرْجَی وَ مَخُوفاً یُتَّقَی تُحْصِی وَ نَنْسَی وَ بِیَدِكَ حُلْوُ وَ مُرُّ الْقَضَاءِ اللَّهُمَّ فَأَذِقْنِی حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَا تُجَرِّعْنِی غُصَصَ سَخَطِكَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنْ رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ وَ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی وَ مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ یَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا غَایَةَ رَغْبَتَاهْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُشَوِّهَ خَلْقِی فِی النَّارِ ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ زِیَادَةٌ- اللَّهُمَّ یَا مُفَرِّجَ كُلِّ هَمٍّ یَا مُنَفِّسَ كُلِّ كَرْبٍ وَ یَا صَاحِبَ كُلِّ وَحِیدٍ وَ یَا كَاشِفَ ضُرِّ أَیُّوبَ وَ سَامِعَ صَوْتِ یُونُسَ الْمَكْرُوبِ وَ فَالِقَ الْبَحْرِ لِمُوسَی وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ مُنْجِیَ مُوسَی وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِینَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُیَسِّرَ لِی فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ الَّذِی تُعْتِقُ فِیهِ الرِّقَابَ وَ تَغْفِرُ فِیهِ الذُّنُوبَ مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ تُسَهِّلُ لِی مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ یَا غِیَاثِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا صَاحِبِی عِنْدَ شِدَّتِی یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا رَازِقَ الْبَائِسِ

ص: 41

الْفَقِیرِ یَا مُغِیثَ الْمَقْهُورِ الضَّرِیرِ یَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ(1)

وَ مُخَلِّصَ الْمَسْجُونِ الْمَكْرُوبِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَجْعَلَ لِی مِنْ جَمِیعِ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ یُسْراً عَاجِلًا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ: الْحَنَّانُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْمَنَّانُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْكَرِیمُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْعَفُوُّ أَنْتَ مَوْلَایَ الْحَلِیمُ أَنْتَ سَیِّدِی الْوَهَّابُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْعَزِیزُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْقَرِیبُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْوَاحِدُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْقَاهِرُ أَنْتَ مَوْلَایَ الصَّمَدُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْعَزِیزُ أَنْتَ مَوْلَایَ الصَّمَدُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْعَزِیزُ أَنْتَ مَوْلَایَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الخامس عشر من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا ذَا الْمَنِّ وَ الْإِحْسَانِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا الْجُودِ وَ الْإِفْضَالِ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِینَ وَ أَمَانَ الْخَائِفِینَ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِی فِی أُمِّ الْكِتَابِ شَقِیّاً فَاكْتُبْنِی عِنْدَكَ سَعِیداً مُوَفَّقاً لِلْخَیْرِ وَ امْحُ اسْمَ الشَّقَاءِ عَنِّی فَإِنَّكَ قُلْتَ فِی الْكِتَابِ الَّذِی أَنْزَلْتَ عَلَی نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ- یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی طَیِّباً وَ اسْتَعْمِلْنِی صَالِحاً اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَیَّ بِالرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ بِرَحْمَتِكَ تَكُونُ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَیَّ وَ تَكُونُ لِی غِنًی عَنْ خَلْقِكَ خَالِصاً لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنْهُ مِنْ غَیْرِكَ وَ اجْعَلْنَا فِیهِ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لَا تَفْضَحْنِی یَوْمَ التَّلَاقِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِی الدُّنْیَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّرَفِ فِیهَا وَ أَسْأَلُكَ الزُّهْدَ فِی الدُّنْیَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحِرْصِ عَلَیْهَا وَ أَسْأَلُكَ الْغِنَی فِی الدُّنْیَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ فِیهَا اللَّهُمَّ إِنْ بَسَطْتَ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا فَزَهِّدْنِی فِیهَا وَ إِنْ قَتَّرْتَ عَلَیَّ رِزْقِی فَلَا تُرَغِّبْنِی فِیهَا(2).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی فِیهِ طَاعَةَ الْخَاشِعِینَ وَ أَشْعِرْ فِیهِ قَلْبِی

ص: 42


1- 1. الكبل عن الاسیر. خ ل، و هو الموجود فی المصدر المطبوع.
2- 2. كتاب الاقبال: 150- 153.

إِنَابَةَ الْمُخْبِتِینَ بِأَمْنِكَ یَا أَمَانَ الْخَائِفِینَ.

الباب العشرون فیما نذكره من زیادات دعوات فی اللیلة السادسة عشر و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات
اشارة

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ دُعَاءُ اللَّیْلَةِ السَّادِسَةَ عَشَرَ: اللَّهُمَّ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُعْبَدُ بِتَوْفِیقِكَ وَ تُجْحَدُ بِخِذْلَانِكَ أَرَیْتَ عِبَرَكَ وَ ظَهَرَتْ غَیْرُكَ وَ بَقِیَتْ آثَارُ الْمَاضِینَ عِظَةً لِلْبَاقِینَ وَ الشَّهَوَاتُ غَالِبَةٌ وَ اللَّذَّاتُ مُجَاذِبَةٌ نَعْتَرِضُ أَمْرَكَ وَ نَهْیَكَ بِسُوءِ الِاخْتِیَارِ وَ الْعَمَی عَنِ الِاسْتِبْصَارِ وَ نَمِیلُ عَنِ الرَّشَادِ وَ نُنَافِرُ طُرُقَ السَّدَادِ فَلَوْ عَجَّلْتَ لَانْتَقَمْتَ وَ مَا ظَلَمْتَ لَكِنَّكَ تُمْهِلُ عَوْداً عَلَی یَدِكَ بِالْإِحْسَانِ وَ تُنْظِرُ تَغَمُّداً لِلرَّأْفَةِ وَ الِامْتِنَانِ فَكَمْ مِمَّنْ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ مَكَّنْتَهُ أَنْ یَتُوبَ كُفْرَ الْحُوبِ وَ أَرْشَدْتَهُ الطَّرِیقَ بَعْدَ أَنْ تَوَغَّلَ فِی الْمَضِیقِ فَكَانَ ضَالًّا لَوْ لَا هِدَایَتُكَ وَ طَائِحاً حَتَّی تَخَلَّصْتَهُ دَلَائِلَكَ وَ كَمْ مِمَّنْ وَسَّعْتَ لَهُ فَطَغَی وَ رَاخَیْتَ لَهُ فَاسْتَشْرَی فَأَخَذْتَهُ أَخْذَةَ الِانْتِقَامِ وَ جَذَذْتَهُ جُذَاذَ الصِّرَاطِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِمَّنْ رَضِیتَ عَمَلَهُ وَ غَفَرْتَ زَلَلَهُ وَ رَحِمْتَ غَفْلَتَهُ وَ أَخَذْتَ إِلَی طَاعَتِكَ نَاصِیَتَهُ وَ جَعَلْتَ إِلَی جَنَّتِكَ أَوْبَتَهُ وَ إِلَی جِوَارِكَ رَجْعَتَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ ذَكَرُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ إِلَهِی وَ لِی إِلَیْكَ فَاقَةٌ وَ لَا أَجِدُ إِلَیْكَ شَافِعاً وَ لَا مُتَقَرِّباً أَوْجَهَ فِی نَفْسِی وَ لَا أَعْظَمَ رَجَاءً عِنْدِی مِنْكَ فِی تَعْظِیمِ ذِكْرِكَ وَ تَفْخِیمِ أَسْمَائِكَ وَ إِنِّی أُقَدِّمُ إِلَیْكَ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی بَعْدَ ذِكْرِی نَعْمَاءَكَ عَلَیَّ بِإِقْرَارِی لَكَ وَ مَدْحِی إِیَّاكَ وَ ثَنَائِی عَلَیْكَ وَ تَقْدِیسِی مَجْدَكَ وَ تَسْبِیحِی قُدْسَكَ الْحَمْدُ لَكَ بِمَا أَوْجَبْتَ عَلَیَّ مِنْ شُكْرِكَ وَ عَرَّفْتَنِی مِنْ نَعْمَائِكَ وَ أَلْبَسْتَنِی مِنْ عَافِیَتِكَ وَ أَفْضَلْتَ عَلَیَّ مِنْ جَزِیلِ عَطِیَّتِكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ یَا سَیِّدِی لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ وَ قَوْلُكَ صِدْقٌ وَ وَعْدُكَ حَقٌّ وَ قُلْتَ سَیِّدِی وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها وَ قُلْتَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً وَ قُلْتَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَ

ص: 43

رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ قَلِیلًا مِنْ كَثِیرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِی إِلَیْهِ عَظِیمَةٍ وَ غِنَاكَ عَنْهُ قَدِیمٌ وَ هُوَ عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ.

اللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِی وَ تَجَاوُزَكَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ صَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِی وَ سَتْرَكَ عَلَی قَبِیحِ عَمَلِی وَ حِلْمَكَ عَنْ كَثِیرِ جُرْمِی عِنْدَ مَا كَانَ مِنْ خَطَئِی وَ عَمْدِی أَطْمَعَنِی فِی أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً وَ أَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِساً- لَا خَائِفاً وَ لَا وَجِلًا مُدِلًّا عَلَیْكَ فِیمَا قَصَدْتُ فِیهِ إِلَیْكَ فَإِنْ أَبْطَأَ عَنِّی عَتَبْتُ بِجَهْلِی عَلَیْكَ وَ لَعَلَّ الَّذِی أَبْطَأَ عَنِّی هُوَ خَیْرٌ لِی لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ فَلَمْ أَرَ مَوْلًی كَرِیماً أَصْبَرَ عَلَی عَبْدٍ لَئِیمٍ مِنْكَ عَلَیَّ یَا رَبِّ إِنَّكَ تَدْعُونِی فَأُوَلِّی عَنْكَ وَ تَتَحَبَّبُ إِلَیَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ وَ تَتَوَدَّدُ إِلَیَّ فَلَا أَقْبَلُ مِنْكَ كَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیْكَ ثُمَّ لَا یَمْنَعُكَ ذَلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بِی وَ الْإِحْسَانِ إِلَیَّ وَ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجَاهِلَ وَ عُدْ عَلَیْهِ بِفَضْلِ إِحْسَانِكَ وَ جُودِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا غَفُورُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا رَءُوفُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا حَنَّانُ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم السادس عشر من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ یَوْمِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ رِزْقِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا رَزَقْتَنِی وَ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی أَحَدٍ سِوَاكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ وَ بَارِكْ لَنَا فِی رِزْقِكَ وَ أَغْنِنَا عَنْ خَلْقِكَ وَ لَا تَحْرِمْنَا وَفْدَكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ السَّعَةَ مِنْ طَیِّبِ رِزْقِكَ وَ الْعَوْنَ عَلَی طَاعَتِكَ وَ الْقُوَّةَ عَلَی عِبَادَتِكَ اللَّهُمَّ عَافِنَا مِنْ بَلَائِكَ وَ ارْزُقْنَا

ص: 44

مِنْ فَضْلِكَ وَ اكْفِنَا شَرَّ خَلْقِكَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ وَفِّقْنِی لِعَمَلِ الْأَبْرَارِ وَ جَنِّبْنِی فِیهِ مُرَافَقَةَ الْأَشْرَارِ وَ آوِنِی بِرَحْمَتِكَ فِی دَارِ الْقَرَارِ بِأُلُوهِیَّتِكَ یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

الباب الحادی و العشرون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة السابعة عشر منه و یومها و فیها عدة روایات
اشارة

منها الغسل المشار إلیه و منها أنها اللیلة التی التقی فی صبیحتها الجمعان یوم بدر و نصر اللّٰه نبیه صلی اللّٰه علیه و آله و منها ما نختاره من عدة فصول فی الدعوات بعدة روایات.

رِوَایَةٌ مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهَا فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هِیَ فِی اللَّیْلَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ: سُبْحَانَ الْعَزِیزِ بِقُدْرَتِهِ الْمَالِكِ بِغَلَبَتِهِ الَّذِی لَا یَخْرُجُ شَیْ ءٌ عَنْ قَبْضَتِهِ وَ لَا أَمْرٌ إِلَّا بِیَدِهِ الَّذِی یَجُودُ مُبْتَدِئاً وَ مَسْئُولًا وَ یُنْعِمُ مُعِیداً هُوَ الْحَمِیدُ الْمَجِیدُ نَحْمَدُهُ بِتَوْفِیقِهِ فَنِعَمُهُ بِذَلِكَ جُدُدٌ لَا تُحْصَی وَ نُمَجِّدُهُ بِآلَائِهِ وَ بِدَلَالاتِهِ فَأَیَادِیهِ لَا تُكَافَی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُمَلِّكُ الْمَالِكِینَ وَ یُعِزُّ الْأَعِزَّاءَ وَ یُذِلُّ الْأَذَلِّینَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَةَ لَیْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ عَشْرٌ وَ هِیَ أَوَّلُ عُقُودِ الْأَعْدَادِ وَ سَبْعٌ وَ هِیَ شَرِیفَةُ الْآحَادِ لَاحِقَةٌ بِنَعْتِ سَابِقِهِ وَیْلٌ لِمَنْ أَمْضَاهُنَّ بِغَیْرِ حَقٍّ لَكَ یَا مَوْلَاهْ قَضَاكَ وَ لَا مُقَرِّبٍ إِلَیْكَ أَرْضَاكَ وَ أَنَا أَحَدُ أَهْلِ الْوَیْلِ صَدَّتْنِی عَنْكَ بِطْنَةُ الْمَآكِلِ وَ الْمَشَارِبِ وَ غَرَّنِی بِكَ أَمْرُ الْمَسَارِبِ وَ سَعَةُ الْمَذَاهِبِ وَ اجْتَذَبَتْنِی إِلَی لَذَّاتِهَا سِنَتِی وَ رَكِبْتُ الْوَطِیئَةَ اللَّذِیذَةَ مِنْ غَفْلَتِی فَاطْرُدْ عَنِّی الِاغْتِرَارَ وَ أَنْقِذْنِی وَ أَنِّفْ بِی عَلَی الِاسْتِبْصَارِ وَ احْفَظْنِی مِنْ یَدِ الْغَفْلَةِ وَ سَلِّمْنِی إِلَی الْیَقَظَةِ بِسَعَادَةٍ مِنْكَ تُمْضِیهَا وَ تَقْضِیهَا لِی وَ تُبَیِّضُ وَجْهِی لَدَیْكَ وَ تُزْلِفُنِی عِنْدَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ مِنْهُ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هَذِهِ اللَّیْلَةُ هِیَ اللَّیْلَةُ الَّتِی الْتَقَی فِیهَا الْجَمْعَانِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَی آیَاتِهِ الْعِظَامَ فِی أَوْلِیَائِهِ وَ أَعْدَائِهِ الدُّعَاءُ فِیهَا- یَا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ- صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ حُنَیْنٍ وَ یَا مُبِیرَ الْجَبَّارِینَ

ص: 45


1- 1. كتاب الاقبال: 155- 157.

وَ یَا عَاصِمَ النَّبِیِّینَ أَسْأَلُكَ بِ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ بِ طه وَ سَائِرِ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَهَبَ لِیَ اللَّیْلَةَ تَأْیِیداً تَشُدُّ بِهِ عَضُدِی وَ تَسُدُّ بِهِ خَلَّتِی یَا كَرِیمُ أَنَا الْمُقِرُّ بِالذُّنُوبِ فَافْعَلْ بِی مَا تَشَاءُ لَنْ یُصِیبَنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ الْمَعِیشَةِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی بُلْغَةً إِلَی انْقِضَاءِ أَجَلِی أَتَقَوَّی بِهَا عَلَی جَمِیعِ حَوَائِجِی وَ أَتَوَصَّلُ بِهَا إِلَیْكَ مِنْ غَیْرِ أَنْ تَفْتِنَنِی بِإِكْثَارٍ فَأَطْغَی أَوْ بِتَقْتِیرٍ عَلَیَّ فَأَشْقَی وَ لَا تَشْغَلْنِی مِنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَ أَعْطِنِی غِنًی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الدُّنْیَا وَ شَرِّ مَا فِیهَا اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا لِی سِجْناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا لِی حَزَناً أَخْرِجْنِی عَنْ فِتَنِهَا إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَیْراً لِی مِنْ حَیَاتِی مَقْبُولًا عَمَلِی إِلَی دَارِ الْحَیَوَانِ وَ مَسَاكِنِ الْأَخْیَارِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَزْلِهَا وَ زِلْزَالِهَا وَ سَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا وَ بَغْیِ بُغَاتِهَا اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی فَأَرِدْهُ وَ مَنْ كَادَنِی فَكِدْهُ وَ اكْفِنِی هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ وَ صَدِّقْ قَوْلِی بِفِعْلِی وَ أَصْلِحْ لِی حَالِی وَ بَارِكْ لِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی حَتَّی أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ- وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ ثُمَّ تَسْجُدُ فِی دُبُرِ الدُّعَاءِ وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ سَجَدَ وَجْهِیَ الْفَانِی الْبَالِی الْمَوْقُوفُ الْمُحَاسَبُ الْخَاطِی لِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ الْبَاقِی الدَّائِمِ الْغَفُورِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ زِیَادَةٌ- اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ اللَّیْلَةِ الْعَظِیمَةِ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا عَصَمْتَنِی مِنْ مَهَاوِی الْهَلَكَةِ وَ التَّمَسُّكِ بِحِبَالِ الظَّلَمَةِ وَ الْجُحُودِ لِطَاعَتِكَ وَ الرَّدِّ عَلَیْكَ أَمْرَكَ وَ التَّوَجُّهِ إِلَی غَیْرِكَ وَ الزُّهْدِ فِیمَا عِنْدَكَ وَ الرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدَ غَیْرِكَ مَنّاً مَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ رَحْمَةً رَحِمْتَنِی بِهَا مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ سَالِفٍ مِنِّی وَ لَا اسْتِحْقَاقٍ لِمَا صَنَعْتَ بِی وَ اسْتَوْجَبْتَ مِنِّی الْحَمْدَ عَلَی الدَّلَالَةِ عَلَی الْحَمْدِ وَ اتِّبَاعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ التَّبَصُّرِ بِأَبْوَابِ الْهُدَی وَ لَوْلَاكَ مَا اهْتَدَیْتُ إِلَی طَاعَتِكَ وَ لَا عَرَفْتُ أَمْرَكَ وَ لَا سَلَكْتُ سَبِیلَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا وَ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ.

ص: 46

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:

اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أَنْزَلْتَ فِیهِ الْقُرْآنَ وَ أَمَرْتَ بِعِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ وَ الدُّعَاءِ وَ الصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ وَ حَتَمْتَ لَنَا فِیهِ الِاسْتِجَابَةَ فَقَدِ اجْتَهَدْنَا وَ أَنْتَ أَعَنْتَنَا فَاغْفِرْ لَنَا فِیهِ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا وَ اعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ رَبُّنَا وَ ارْحَمْنَا فَإِنَّكَ سَیِّدُنَا وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَنْقَلِبُ إِلَی مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

فصل فیما یختص بالیوم السابع عشر من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً وَ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَثْبِتْ قَلْبِی عَلَی طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ اعْصِمْنِی بِحَبْلِكَ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ تَعْجِیلَ مَا تَعْجِیلُهُ خَیْرٌ لِی وَ تَأْخِیرَ مَا تَأْخِیرُهُ خَیْرٌ لِی اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِی مِنْ رِزْقٍ فَاجْعَلْهُ حَلَالًا طَیِّباً فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرِی فِی الدُّنْیَا وَ اجْعَلْ غِنَایَ فِی نَفْسِی وَ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ رَجَاءَكَ فِی قَلْبِی وَ اقْطَعْ رَجَائِی عَنْ خَلْقِكَ حَتَّی لَا أَرْجُوَ أَحَداً غَیْرَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ فِی سَفَرِی فَاحْفَظْنِی وَ فِی أَهْلِی فَاخْلُفْنِی وَ فِیمَا رَزَقْتَنِی فَبَارِكْ لِی وَ فِی نَفْسِی فَذَلِّلْنِی وَ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِی وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ فَحَبِّبْنِی وَ فِی صَالِحِ الْأَعْمَالِ فَقَوِّنِی وَ بِسُوءِ عَمَلِی فَلَا تُبْسِلْنِی وَ بِسَرِیرَتِی فَلَا تَفْضَحْنِی وَ بِقَدْرِ ذُنُوبِی فَلَا تَخْذُلْنِی وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ أَشْكُو غُرْبَتِی وَ بُعْدَ دَارِی وَ قِلَّةَ مَعْرِفَتِی وَ هَوَانِی عَلَی النَّاسِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ اهْدِنِی فِیهِ لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ اقْضِ لِی فِیهِ الْحَوَائِجَ وَ الْآمَالَ یَا مَنْ لَا یَحْتَاجُ إِلَی التَّفْسِیرِ وَ السُّؤَالِ یَا عَالِماً بِمَا فِی صُدُورِ الصَّامِتِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

الباب الثانی و العشرون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الثامنة عشر منه و یومها و فیه عدة روایات
اشارة

مِنْهَا رِوَایَةٌ مِنْ كُتُبِ أَصْحَابِنَا وَ هِیَ فِی اللَّیْلَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ

ص: 47


1- 1. كتاب الاقبال: 158- 161.

لَا شَرِیكَ لَهُ فِی مُلْكِهِ وَ لَا مُنَازِعَ فِی قُدْرَتِهِ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً وَ خَلَقَهُ وَ جَعَلَ لَهُ أَمَداً فَكُلُّ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ یَرْجِعُونَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِجَبَرُوتِهِ وَ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ بِقُدْرَتِهِ وَ مَلَكَهُ بِعِزَّتِهِ سُبْحَانَ خَالِقِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً الَّذِی كَفَلَنِی بِرَحْمَتِهِ وَ غَذَّانِی بِنِعْمَتِهِ وَ فَسَحَ لِی فِی عَطِیَّتِهِ وَ مَنَّ عَلَیَّ بِهِدَایَتِهِ بِمَا أَلْهَمَنِی مِنْ وَحْدَانِیَّتِهِ وَ التَّصْدِیقِ بِأَنْبِیَائِهِ وَ حَامِلِی رِسَالاتِهِ وَ بِكُتُبِهِ الْمُنْزَلَةِ عَلَی بَرِیَّتِهِ الْمُوجِبَةِ بِحُجَّتِهِ الَّذِی لَمْ یَخْذُلْنِی بِجُحُودٍ وَ لَمْ یُسْلِمْنِی إِلَی عَنُودٍ وَ جَعَلَ مِنْ أَكَارِمِ أَنْبِیَائِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَرُومَتِی وَ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ نَبْعَتِی وَ لِخَاتَمِهِمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ عَوْنَتِی اللَّهُمَّ لَا تُذَلِّلْ مِنِّی مَا أَعْزَزْتَ وَ لَا تَضَعْنِی بَعْدَ أَنْ رَفَعْتَ وَ لَا تَخْذُلْنِی بَعْدَ أَنْ نَصَرْتَ وَ اطْوِ فِی مَطَاوِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ ذُنُوبِی مَغْفُورَةً وَ أَدْعِیَتِی مَسْمُوعَةً وَ قُرُبَاتِی مَقْبُولَةً فَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَ مِنْهُ رَوَیْنَاهَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَكَ وَ أَفْضَلَ مَا حَمِدَكَ الْحَامِدُونَ مِنْ خَلْقِكَ حَمْداً یَكُونُ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ وَ أَحَقَّ الْحَمْدِ عِنْدَكَ وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ وَ أَفْضَلَ الْحَمْدِ لَدَیْكَ وَ أَقْرَبَ الْحَمْدِ مِنْكَ وَ أَوْجَبَ الْحَمْدِ جَزَاءً عَلَیْكَ حَمْداً لَا یَبْلُغُهُ وَصْفُ وَاصِفٍ وَ لَا یُدْرِكُهُ نَعْتُ نَاعِتٍ وَ لَا وَهْمُ مُتَوَهِّمٍ وَ لَا فِكْرُ مُتَفَكِّرٍ حَمْداً یَضْعُفُ عَنْهُ كُلُّ أَحَدٍ مِمَّنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ یَقْصُرُ عَنْهُ وَ عَنْ حُدُودِهِ وَ مُنْتَهَاهُ جَمِیعُ الْمَعْصُومِینَ الْمُؤَیَّدِینَ الَّذِینَ أَخَذْتَ مِیثَاقَهُمْ فِی كِتَابِكَ الَّذِی لَا یُغَیَّرُ وَ لَا یُبَدَّلُ حَمْداً یَنْبَغِی لَكَ وَ یَدُومُ مَعَكَ وَ لَا یَصْلُحُ إِلَّا لَكَ حَمْداً یَعْلُو حَمْدَ كُلِّ حَامِدٍ وَ شُكْراً یُحِیطُ بِشُكْرِ كُلِّ شَاكِرٍ حَمْداً یَبْقَی مَعَ بَقَائِكَ وَ یَزِیدُ إِذَا رَضِیتَ وَ یَنْمِی كُلَّمَا شِئْتَ حَمْداً خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَ دَائِماً مَعَ دَوَامِكَ كَمَا فَضَّلْتَنَا عَلَی كَثِیرٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ لِمَا وَهَبْتَ مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَ صِیَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ وَ بِمَقَامِ أَنْبِیَائِكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلَ صَوْمِی وَ

ص: 48

تَصْرِفَ إِلَیَّ وَ إِلَی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِ بَیْتِی وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ إِلَی جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنْ فَضْلِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ نِعَمِكَ وَ رِزْقِكَ الْهَنِی ءِ الْمَرِی ءِ مَا تَجْعَلُهُ صَلَاحاً لِدِینِنَا وَ قِوَاماً لِآخِرَتِنَا.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِشَهْرِنَا هَذَا وَ أَنْزَلَ عَلَیْنَا فِیهِ الْقُرْآنَ وَ عَرَّفَنَا حَقَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی الْبَصِیرَةِ فَبِنُورِ وَجْهِكَ یَا إِلَهَنَا وَ إِلَهَ آبَائِنَا الْأَوَّلِینَ ارْزُقْنَا فِیهِ التَّوْبَةَ وَ لَا تَخْذُلْنَا وَ لَا تُخْلِفْ ظَنَنَّا إِنَّكَ أَنْتَ الْجَلِیلُ الْجَبَّارُ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ فِی ثَمَانِیَةَ عَشَرَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أُنْزِلَ الزَّبُورُ.

قلت أنا ینبغی أن یكون لها زیادة من الاحترام و العمل المشكور.

فصل فیما یختص بالیوم الثامن عشر من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ إِنَّ الظَّلَمَةَ كَفَرُوا بِكِتَابِكَ وَ جَحَدُوا آیَاتِكَ فَكَذَّبُوا رُسُلَكَ وَ شَرَعُوا غَیْرَ دِینِكَ وَ سَعَوْا بِالْفَسَادِ فِی أَرْضِكَ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی إِطْفَاءِ نُورِكَ وَ شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ وَ وَالَوْا أَعْدَاءَكَ وَ عَادَوْا أَوْلِیَاءَكَ وَ ظَلَمُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكَ اللَّهُمَّ فَانْتَقِمْ مِنْهُمْ وَ اصْبُبْ عَلَیْهِمْ عَذَابَكَ وَ اسْتَأْصِلْ شَأْفَتَهُمْ اللَّهُمَّ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا دِینَكَ دَغَلًا وَ مَالَكَ دِوَلًا وَ عِبَادَكَ خَوَلًا فَاكْفُفْ بَأْسَهُمْ وَ أَوْهِنْ كَیْدَهُمْ وَ اشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَالِفْ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ شَتِّتْ أَمْرَهُمْ وَ اجْعَلْ بَأْسَهُمْ بَیْنَهُمْ وَ اسْفِكْ بِأَیْدِی الْمُؤْمِنِینَ دِمَاءَهُمْ وَ خُذْهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَشْعُرُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْهَدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُمْ لَمْ یُذْنِبُوا لَكَ ذَنْباً وَ لَمْ یَرْتَكِبُوا لَكَ مَعْصِیَةً وَ لَمْ یُضِیعُوا لَكَ طَاعَةً وَ أَنَّ سَیِّدَنَا وَ مَوْلَانَا صَاحِبُ الزَّمَانِ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ

التَّقِیُّ النَّقِیُّ الزَّكِیُّ الرَّضِیُّ فَاسْلُكْ بِنَا عَلَی یَدَیْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَی وَ الْمَحَجَّةَ الْعُظْمَی وَ قَوِّنَا عَلَی مُتَابَعَتِهِ وَ أَدَاءِ حَقِّهِ وَ احْشُرْنَا فِی أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ(1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ نَبِّهْنِی فِیهِ لِبَرَكَاتِ أَسْحَارِهِ وَ نَوِّرْ فِیهِ

ص: 49


1- 1. كتاب الاقبال: 163- 165.

قَلْبِی بِضِیَاءِ أَنْوَارِهِ وَ خُذْ بِكُلِّ أَعْضَائِی إِلَی اتِّبَاعِ آثَارِهِ یَا نُورَ قُلُوبِ الْعَارِفِینَ.

أقول: ثم ساق الكلام فی أعمال اللیلة التاسعة عشر منه علی النهج الذی سننقله فی باب أعمال لیالی الإحیاء ثم قال رضی اللّٰه عنه.

الباب الرابع و العشرون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة العشرین منه و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات بالدعوات
اشارة

الباب الرابع و العشرون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة العشرین منه و یومها و فیها ما نختاره من عدة روایات بالدعوات (1)

مِنْهَا مَا وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هِیَ فِی اللَّیْلَةِ الْعِشْرِینَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی لَا إِلَهَ لِی غَیْرُكَ أُوَحِّدُهُ وَ لَا رَبَّ لِی سِوَاكَ أَعْبُدُهُ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ- لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ كَیْفَ یَكُونُ كُفْوٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لِلْخَالِقِ وَ مِنَ الْمَرْزُوقِینَ لِلرَّازِقِ وَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا یَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً هُوَ مَالِكُ ذَلِكَ كُلِّهِ بِعَطِیَّتِهِ وَ تَحْرِیمِهِ وَ یَبْتَلِی بِهِ وَ یُعَافِی مِنْهُ- لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَا أَغَبَّ شَهْرَ الصِّیَامِ إِلَی جَانِبِ الْفَنَاءِ وَ أَنْتَ الْبَاقِی وَ آذَنَ بِالانْقِضَاءِ وَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَ هُوَ الَّذِی عَظَّمْتَ حَقَّهُ فَعَظُمَ وَ كَرَّمْتَهُ فَكَرُمَ وَ إِنَّ لِی فِیهِ الزَّلَّاتِ كَثِیرَةً وَ الْهَفَوَاتِ عَظِیمَةً إِنْ قَاصَصْتَنِی بِهَا كَانَ شَهْرَ شِقَاوَتِی وَ إِنْ سَمَحْتَ لِی بِهَا كَانَ شَهْرَ سَعَادَتِی اللَّهُمَّ وَ كَمَا أَسْعَدْتَنِی بِالْإِقْرَارِ بِرُبُوبِیَّتِكَ مُبْتَدِئاً فَأَسْعِدْنِی بِرَحْمَتِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ تَمْحِیصِكَ وَ سَمَاحَتِكَ مُعِیداً فَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ كَلَّفْتَنِی مِنْ نَفْسِی مَا أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّی وَ قُدْرَتُكَ أَعْلَی مِنْ قُدْرَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی مِنْ نَفْسِی مَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ خُذْ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا مِنْ نَفْسِی إِلَهِی لَا طَاقَةَ لِی بِالْجَهْدِ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی الْبَلَاءِ وَ لَا قُوَّةَ لِی عَلَی الْفَقْرِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَحْظُرْ عَلَیَّ رِزْقَكَ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ وَ لَا تُلْجِئْنِی إِلَی خَلْقِكَ بَلْ تَفَرَّدْ یَا سَیِّدِی بِحَاجَتِی وَ تَوَلَّ كِفَایَتِی وَ انْظُرْ فِی أُمُورِی فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِی إِلَی خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِی وَ إِنْ أَلْجَأْتَنِی إِلَی أَهْلِی حَرَمُونِی وَ مَقَتُونِی وَ إِنْ

ص: 50


1- 1. هاهنا فی الأصل بیاض، راجع الی شرح ذلك فی المقدّمة.

أَعْطَوْا أَعْطَوْا قَلِیلًا نَكِداً وَ مَنُّوا عَلَیَّ كَثِیراً وَ ذَمُّوا طَوِیلًا فَبِفَضْلِكَ یَا سَیِّدِی فَأَغْنِنِی وَ بِعَطِیَّتِكَ فَانْعَشْنِی وَ بِسَعَتِكَ فَابْسُطْ یَدِی وَ بِمَا عِنْدَكَ فَاكْفِنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی فَأُنْسِیتُهَا وَ هِیَ مُثْبَتَةٌ عَلَیَّ یُحْصِیهَا عَلَیَّ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ یَعْلَمُونَ مَا أَفْعَلُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مُفْظِعَاتِ الذُّنُوبِ وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِمَّا فَرَضَ عَلَیَّ فَتَوَانَیْتُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِنْ نِسْیَانِ الشَّیْ ءِ الَّذِی بَاعَدَنِی مِنْ رَبِّی وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِنَ الزَّلَّاتِ وَ الضَّلَالاتِ وَ مِمَّا كَسَبَتْ یَدِی وَ أُؤْمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْهِ كَثِیراً وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ.

ثم تدعو بأدعیة كل لیلة منه و قد قدمنا منه طرفا فی أول لیلة فلا تكسل عنه.

فصل فیما یختص بالیوم العشرین من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ یَوْمِ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ یَا مَنِ اسْتَجَابَ لِأَبْغَضِ خَلْقِهِ إِلَیْهِ إِذْ قَالَ- أَنْظِرْنِی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ فَإِنِّی لَا أَكُونُ أَسْوَأَ حَالًا مِنْهُ فِیمَا سَأَلْتُكَ فَاسْتَجِبْ لِی فِیمَا دَعَوْتُكَ وَ أَعْطِنِی یَا رَبِّ مَا سَأَلْتُكَ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی أَنَّ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِكَ وَ تُقَاتِلُ بِهِ عَدُوَّكَ فِی الصَّفِّ الَّذِی ذَكَرْتَ فِی كِتَابِكَ فَقُلْتَ- كَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ مَعَ أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ فِی أَحَبِّ الْمَوَاطِنِ لَدَیْكَ اللَّهُمَّ وَ فِی صُدُورِ الْكَافِرِینَ فَعَظِّمْنِی وَ فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ فَجَلِّلْنِی وَ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِ بَیْتِی فَذَلِّلْنِی وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ بَغِّضْ إِلَیَّ مَنْ أَبْغَضْتَ وَ وَفِّقْنِی لِأَحَبِّ الْأُمُورِ إِلَیْكَ وَ أَرْضَاهَا لَدَیْكَ اللَّهُمَّ إِنِّی مِنْكَ إِلَیْكَ أَفِرُّ وَ لَیْسَ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ خَوْفِی عَدْلَكَ وَ إِیَّاكَ أَسْأَلُكَ بِكَ لِأَنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ إِلَّا دُونَكَ وَ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَسْتَتِرَ مِنْكَ فِی لَیْلٍ وَ لَا نَهَارٍ وَ أَنَا عَارِفٌ بِرُبُوبِیَّتِكَ مُقِرٌّ بِوَحْدَانِیَّتِكَ أَحَطْتَ یَا إِلَهِی خَبَراً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ- لَا یَشْغَلُكَ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنَّكَ

ص: 51

عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الْمَذْكُورِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ عَلَیَّ فِیهِ أَبْوَابَ الْجِنَانِ وَ أَغْلِقْ عَنِّی فِیهِ أَبْوَابَ النِّیرَانِ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ یَا مُنْزِلَ السَّكِینَةِ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ.

أقول: ثم ساق الكلام فی أعمال اللیلة الحادیة عشر منه علی النهج الذی سننقله فی باب أعمال لیالی الإحیاء ثم قال رضی اللّٰه عنه.

الباب السادس و العشرون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الثانیة و العشرین منه و یومها
اشارة

و فیها ما نختاره من عدة روایات منها الغسل الذی رویناه فی كل لیلة من العشر الأواخر.

وَ مِنْهَا دُعَاءٌ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هُوَ فِی اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ وَ الْعِشْرِینَ: سُبْحَانَ مَنْ تَبْهَرُ قُدْرَتُهُ الْأَفْكَارَ وَ یَمْلَأُ عَجَائِبُهُ الْأَبْصَارَ الَّذِی لَا یَنْقُصُهُ الْعَطَاءُ وَ لَا یَتَعَرَّضُ جُودَهُ الذَّكَاءُ الَّذِی أَنْطَقَ الْأَلْسُنَ بِصِفَاتِهِ وَ اقْتَدَرَ بِالْفِعْلِ عَلَی مَفْعُولَاتِهِ وَ أَدْخَلَ فِی صَلَاحِهَا الْفَسَادَ وَ عَلَی مُجْتَمَعِهَا الشَّتَاتَ وَ عَلَی مُنْتَظِمِهَا الِانْفِصَامَ لِیَدُلَّ الْمُبْصِرِینَ عَلَی أَنَّهَا فَانِیَةٌ مِنْ صَنْعَةِ بَاقٍ مَخْلُوقَةٌ مِنْ إِنْشَاءِ خَالِقٍ لَا بَقَاءَ وَ لَا دَوَامَ إِلَّا لَهُ الْوَاحِدُ الْغَالِبُ الَّذِی لَا یُغْلَبُ وَ الْمَالِكُ الَّذِی لَا یُمْلَكُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَلَّغَنِیكِ لَیْلَةً طَوَیْتُ یَوْمَهَا عَلَی صِیَامٍ وَ رُزِقْتُ فِیهِ الْیَقَظَةَ مِنَ الْمَنَامِ وَ قَصَدْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ بِالْقِیَامِ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ تَخُصُّنِی وَ نِعْمَةٍ أُلْبِسَتْنِی وَ حُسْنَی تَغُشُّنِی وَ أَسْأَلُهُ إِتْمَامَ ابْتِدَائِهِ وَ زِیَادَتِی مِنِ اجْتِبَائِهِ فَإِنَّهُ الْمَلِیكُ الْقَدِیرُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً.

وَ مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ دُعَاءُ لَیْلَةِ اثْنَیْ وَ عِشْرِینَ:(2) یَا سَالِخَ اللَّیْلِ مِنَ النَّهَارِ فَإِذَا نَحْنُ مُظْلِمُونَ وَ مُجْرِیَ الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّهَا ذَلِكَ بِتَقْدِیرِكَ یَا عَزِیزُ یَا عَلِیمُ وَ مُقَدِّرَ الْقَمَرِ مَنازِلَ حَتَّی عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ یَا نُورَ كُلِّ نُورٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ وَ وَلِیَّ كُلِّ نِعْمَةٍ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ،

ص: 52


1- 1. كتاب الاقبال: 191- 192 و فی طبع آخر 421- 422.
2- 2. كذا.

یَا قُدُّوسُ یَا وَاحِدُ یَا صَمَدُ یَا فَرْدُ یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ وَ مُجْرِیَ الْبُحُورِ وَ یَا بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ یَا مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ علیه السلام یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ-(1) فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی فِیهَا یَا رَبِّ ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ زیادة بغیر الروایة یَا ظَهْرَ اللَّاجِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ لِی حِصْناً وَ حِرْزاً یَا كَهْفَ الْمُسْتَجِیرِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ لِی حِصْناً كَهْفاً وَ عَضُداً وَ

نَاصِراً وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ لِی غِیَاثاً وَ مُجِیراً یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ لِی وَلِیّاً یَا مُجْرِیَ غُصَصِ الْمُؤْمِنِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْ غُصَّتِی وَ نَفِّسْ هَمِّی وَ أَسْعِدْنِی فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ سَعَادَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنْتَ سَیِّدِی جَبَّارٌ غَفَّارٌ قَادِرٌ قَاهِرٌ سَمِیعٌ عَلِیمٌ غَفُورٌ رَحِیمٌ غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِیدُ الْعِقَابِ

ص: 53


1- 1. قد مر فی ج 97 ص 357 ما یتعلق بهذه الجملة من الدعاء التی تتكرر فی العشر الأواخر، راجعه.

فَالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوَی مُولِجُ اللَّیْلِ فِی النَّهَارِ وَ مُولِجُ النَّهَارِ فِی اللَّیْلِ وَ مُخْرِجُ الْحَیِّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ مُخْرِجُ الْمَیِّتِ مِنَ الْحَیِّ رَازِقُ الْعِبَادِ بِغَیْرِ حِسَابٍ یَا جَبَّارُ یَا جَبَّارُ یَا جَبَّارُ یَا جَبَّارُ یَا جَبَّارُ یَا جُبَارُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْفُ عَنِّی وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الثانی و العشرین من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ الثَّانِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِیرِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَبْصَرَ مِنْهُ یُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یُبْصِرُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ لَا تَغْشَی بَصَرَهُ الظُّلُمَاتُ وَ لَا یُسْتَتَرُ عَنْهُ بِسَتْرٍ وَ لَا یُوَارِی مِنْهُ جِدَارٌ وَ لَا یَغِیبُ عَنْهُ بَرٌّ وَ لَا بَحْرٌ وَ لَا یُكِنُّ مِنْهُ جَبَلٌ مَا فِی أَصْلِهِ وَ لَا قَلْبٌ مَا فِیهِ وَ لَا یَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغِیرٌ وَ لَا كَبِیرٌ وَ لَا یَسْتَخْفِی مِنْهُ صَغِیرٌ لِصِغَرِهِ وَ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ- هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ ذَلِكَ اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَیَّ فِیهِ بَرَكَاتِكَ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِمُوجِبَاتِ مَرْضَاتِكَ وَ أَسْكِنِّی بِبَرَكَتِهِ بُحْبُوحَةَ جِنَانِكَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ.

أقول: ثم ساق الكلام فی أعمال اللیلة الثالثة عشر منه علی النهج الذی سننقله فی باب أعمال لیالی القدر ثم قال رحمه اللّٰه.

الباب الثامن و العشرون فیما نذكره مما یختص باللیلة الرابعة و العشرین من شهر رمضان
اشارة

فمن ذلك تعیین فضل الغسل فی لیلة أربع و عشرین من شهر رمضان رَوَیْنَاهُ

ص: 54


1- 1. كتاب الاقبال: 203- 205 ط و 432- 444 ط آخر.

بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ مِنْ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اغْتَسِلْ فِی لَیْلَةِ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَعْمَلَ فِی اللَّیْلَتَیْنِ جَمِیعاً.

أقول: و قد قدمنا فی عمل لیلة إحدی و عشرین (1)

روایة یغسل كل لیلة من العشر الأواخر أیضا.

و من ذلك صلاة الثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات فی جملة صلاة لیلة تسع عشرة.

وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هُوَ فِی اللَّیْلَةِ الرَّابِعَةِ وَ الْعِشْرِینَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ شَفْعاً وَ وَتْراً الشَّفْعُ وَ الْوَتْرُ مِنْ هَذِهِ اللَّیَالِی الْمُبَارَكَاتِ وَ عَلَی مَا مَنَحَنِی وَ أَعْطَانِی فِیهِنَّ مِنَ الْخَیْرَاتِ وَ تَصَدَّقَ بِهِ عَلَیَّ وَ وَهَبَهُ لِی مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ الَّذِی صَوَّمَنِی لِیَأْجُرَنِی وَ فَطَّرَنِی عَلَی مَا رَزَقَنِی فَكُلٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَ بِمِنَنِهِ وَ بِحُسْنِ اخْتِیَارِهِ وَ نَظَرِهِ لِعَبِیدِهِ سُبْحَانَهُ سَیِّداً أَخَذَ بِیَدِی مِنَ الْوَرَطَاتِ وَ مَحَّصَ عَنِّی الْخَطِیئَاتِ وَ كَفَانِی الْمُهِمَّاتِ وَ أَغْنَانِی عَنِ الْمَخْلُوقِینَ وَ لَمْ یَجْعَلْ رِزْقِی إِلَی الْمَرْزُوقِینَ وَ شَهَرَ ذِكْرِی فِی الْعَالَمِینَ وَ جَعَلَ اسْمِی فِی الْمَذْكُورِینَ وَ لَمْ یُشْقِنِی بِعُجْبٍ یَحُطُّنِی عَنْ دَرَجَاتٍ رَفِیعَةٍ فَیُهْوِیَ بِی إِلَی ظُلَمِ غَضَبِهِ وَ نَقِمَتِهِ وَ لَا أَبْلَانِی بِاسْتِحْلَالٍ یَنْزِعُ عَنِّی مَلَابِسَ رَحِمَتِهِ وَ یُعَوِّضُنِی لَبُوسَ الذُّلِّ مِنْ سَخَطِهِ إِیَّاهُ أَشْكُرَ وَ لَهُ أَعْبُدُ وَ مِنْهُ أَرْجُو التَّمَامَ وَ الْمَزِیدَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یَخْتَصُّ بِهَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنَ الدُّعَاءِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ هَذَا:

یَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ یَا جَاعِلَ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ حُسْبَاناً یَا عَزِیزُ

ص: 55


1- 1. سیأتی فی أعمال لیالی القدر ان شاء اللّٰه.

یَا عَلِیمُ یَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ وَ الْقُوَّةِ وَ الْحَوْلِ وَ الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ وَ الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا فَرْدُ یَا اللَّهُ یَا وَتْرُ یَا اللَّهُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا حَیُّ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی

مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ سَلَامُكَ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ- زِیادةٌ بغیر الروایة- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی سُؤَالَ مِسْكِینٍ فَقِیرٍ إِلَیْكَ خَائِفٍ مُسْتَجِیرٍ أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنْ خِزْیِ الدُّنْیَا وَ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ وَ تُضَاعِفَ لِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ عَمَلِی وَ تَرْحَمَ مَسْكَنَتِی وَ تَجَاوَزَ عَمَّا أَحْصَیْتَهُ عَلَیَّ وَ خَفِیَ عَنْ خَلْقِكَ وَ سَتَرْتَهُ عَلَیَّ مَنّاً مِنْكَ وَ تُسَلِّمَنِی مِنْ شَیْنِهِ وَ فَضِیحَتِهِ وَ عَارِهِ فِی عَاجِلِ الدُّنْیَا فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ بِسَتْرِ ذَلِكَ فِی الْآخِرَةِ وَ تُسَلِّمَنِی مِنْ فَضِیحَتِهِ وَ عَارِهِ بِمَنِّكَ وَ إِحْسَانِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ

ص: 56

وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ فَدَعَوْنَاكَ وَ نَحْنُ عِبَادُكَ وَ بَنُو إِمَائِكَ وَ نَوَاصِینَا بِیَدِكَ وَ أَنْتَ رَبُّنَا وَ نَحْنُ عِبَادُكَ وَ لَمْ یَسْأَلِ الْعِبَادُ مِثْلَكَ وَ نَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یَرْغَبِ الْخَلَائِقُ إِلَی مِثْلِكَ یَا مَوْضِعَ شَكْوَی السَّائِلِینَ وَ مُنْتَهَی حَاجَةِ الرَّاغِبِینَ وَ یَا ذَا الْجَبَرُوتِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ یَا ذَا السُّلْطَانِ وَ الْعِزِّ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا بَارُّ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا النِّعَمِ الْجِسَامِ وَ الطَّوْلِ الَّذِی لَا یُرَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم الرابع و العشرین من دعاء

دُعَاءُ الْیَوْمِ الرَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ: سُبْحَانَ الَّذِی یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ یُحْیِی الْأَمْوَاتَ وَ یَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَ یُقِرُّ فِی الْأَرْحَامِ مَا یَشَاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فِیهِ مَا یُرْضِیكَ وَ أَعُوذُ بِكَ فِیهِ مِمَّا یُؤْذِیكَ وَ التَّوْفِیقَ أَنْ أُطِیعَكَ وَ لَا أَعْصِیَكَ یَا عَالِماً بِأَحْوَالِ السَّائِلِینَ (1).

الباب التاسع و العشرون فیما نذكره مما یختص باللیلة الخامسة و العشرین من شهر رمضان
اشارة

فمن ذلك الغسل المشار إلیه فی كل لیلة من العشر الأواخر و قد قدمنا روایة بذلك فی عمل لیلة إحدی و عشرین (2)

ص: 57


1- 1. كتاب الاقبال- 215- 219 و فی ط 443- 444.
2- 2. سیأتی.

و من ذلك تعیین فضل الغسل لیلة خمس و عشرین منه

رَوَاهَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عِیسَی بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْغُسْلِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ كَانَ أَبِی یَغْتَسِلُ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ.

و من ذلك صلاة الثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات فی جملة صلاة لیلة تسع عشرة.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یَخْتَصُّ بِهَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنَ الدُّعَاءِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ دُعَاءُ لَیْلَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ: یَا جَاعِلَ اللَّیْلِ لِبَاساً وَ النَّهَارِ مَعَاشاً وَ الْأَرْضِ مِهَاداً وَ الْجِبَالِ أَوْتَاداً یَا اللَّهُ یَا قَاهِرُ یَا اللَّهُ یَا جَبَّارُ یَا اللَّهُ یَا سَمِیعُ یَا اللَّهُ یَا قَرِیبُ یَا اللَّهُ یَا مُجِیبُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

زیادة بغیر الروایة أَسْأَلُكَ أَنْ تُكْمِلَ لِیَ الثَّوَابَ بِأَفْضَلِ مَا أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ

ص: 58

وَ تَصْرِفَ عَنِّی كُلَّ سُوءٍ فَإِنِّی لَا أَسْتَطِیعُ دَفْعَ مَا أُحَاذِرُ إِلَّا بِكَ فَقَدْ أَمْسَیْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی وَ أَمْسَی الْأَمْرُ وَ الْقَضَاءُ فِی یَدَیْكَ فَلَا فَقِیرَ أَفْقَرُ مِنِّی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ جَهْلِی وَ جِدِّی وَ هَزْلِی وَ كُلَّ ذَنْبٍ ارْتَكَبْتُهُ وَ بَلِّغْنِی رِزْقِی بِغَیْرِ مَشَقَّةٍ مِنِّی وَ لَا تُهْلِكْ رُوحِی وَ جَسَدِی فِی طَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُنْشِئُ السَّحَابِ وَ آمِرُ الرَّعْدِ أَنْ یُسَبِّحَ لَهُ- تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَكُمْ أَیُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- تَبارَكَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلی عَبْدِهِ لِیَكُونَ لِلْعالَمِینَ نَذِیراً- تَبارَكَ الَّذِی إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَیْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ یَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ.

فصل فیما یختص بالیوم الخامس و العشرین من دعاء

سُبْحَانَ الَّذِی یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْیِی فِیهِ مَشْكُوراً وَ ذَنْبِی بِعَفْوِكَ فِیهِ مَغْفُوراً وَ عَمَلِی فِیهِ مَقْبُولًا وَ عَیْبِی بِجُودِكَ فِیهِ مَسْتُوراً یَا سَامِعَ أَصْوَاتِ الْمُبْتَهِلِینَ (1).

الباب الثلاثون فیما نذكره مما یختص باللیلة السادسة و العشرین
اشارة

من

ص: 59


1- 1. كتاب الاقبال: 219- 223، و فی ط 444- 448.

شهر رمضان.

فمن ذلك الغسل الذی قدمناه فی كل لیلة من هذا الشهر و من ذلك صلاة الثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات فی جملة صلاة لیلة تسع عشرة.

و من ذلك ما یختص بهذه اللیلة من الدعاء بروایة محمد بن أبی قرة رحمه اللّٰه دعاء لیلة ست و عشرین:

یَا جَاعِلَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ آیَتَیْنِ یَا مَنْ مَحَا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلَ آیَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِیَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْهُ وَ رِضْوَاناً یَا مُفَصِّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ تَفْصِیلًا یَا اللَّهُ یَا وَاحِدُ یَا اللَّهُ یَا وَهَّابُ یَا اللَّهُ یَا جَوَادُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ زِیَادَةٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَیَّرْتَ أَقْوَاماً عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتَ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِیلًا فَیَا مَنْ لَا یَمْلِكُ كَشْفَ الضُّرَّ عَنْهُمْ وَ لَا تَحْوِیلًا

غَیْرُهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْشِفْ مَا بِی مِنْ مَرَضٍ وَ حَوِّلْهُ عَنِّی وَ انْقُلْنِی فِی هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِی إِلَی عِزِّ طَاعَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ

ص: 60

هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ- رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ.

فصل فیما یختص بالیوم السادس و العشرین من شهر رمضان

سُبْحَانَ اللَّهِ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ثَلَاثاً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مُحِبّاً لِأَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِكَ مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خَاتَمِ أَنْبِیَائِكَ یَا عَاصِمَ قُلُوبِ النَّبِیِّینَ (1).

الباب الحادی و الثلاثون فیما نذكره مما یختص باللیلة السابعة و العشرین من شهر رمضان
اشارة

فمن ذلك الغسل المشار إلیه فی كل لیلة من العشر الأواخر و قد قدمنا روایة بذلك فی لیلة إحدی و عشرین و من ذلك تعیین الروایة بفضل الغسل لیلة سبع و عشرین منه و لیلة تسع و عشرین رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ مِنْ كِتَابِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْغُسْلِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ اغْتَسِلْ لَیْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ

ص: 61


1- 1. الإقبال: 223- 226، و فی ط 448- 449.

وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ.

و من ذلك صلاة ثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات من جملة صلاة لیلة تسع عشرة.

وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هُوَ دُعَاءُ لَیْلَةِ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ بَدَائِعَهُ بِقُدْرَتِهِ وَ مَلَكَ الْأُمُورَ بِعِزَّتِهِ وَ عَدَلَ فَلَا یَجُورُ وَ أَنْصَفَ فَلَا یَحِیفُ وَ كَیْفَ یَجُورُ وَ یَحِیفُ عَلَی مَنْ سَمَّاهُ بِالضَّعْفِ وَ قَرَعَهُ بِالْفَقْرِ وَ نَبَّهَهُ عَلَی الْغِنَاءِ الْأَكْبَرِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَ دَعَاهُ إِلَی الْحَظِّ الْأَوْفَرِ مِنْ غُفْرَانِهِ وَ أَشْرَعَ لَهُ إِلَی ذَلِكَ السَّبِیلِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلِجَهَا بِصَالِحِ الْعَمَلِ لَمْ یُتَّهَمْ بِالشِّقْوَةِ مَنْ أَمَرَ بِالرَّحْمَةِ وَ أَوْعَدَ بِالْجَوْرِ عَلَی الْعَبِیدِ بَلْ أَوْجَبَ الْعِقَابَ عَلَی فَاسِقِهِمْ وَ الثَّوَابَ لِمَنْ نَهَاهُمْ مَنْ هُوَ أَشْفَقُ عَلَیْهِمْ مِنْ أُمِّ الْفُرُوخِ عَلَی فَرْخِهَا تَعَالَی اللَّهُ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً سُبْحَانَ مَنْ صَوَّمَنِی مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ مَنْ فَرَقُهُ بِمَا یُوَرِّطُنِی فِی أَلِیمِ الْعَذَابِ یُخَلِّصُنِی مِنَ الْعِقَابِ بِصِیَامٍ أَوْجَبَ لِیَ الثَّوَابَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی أَنْ هَدَانِی وَ عَافَانِی وَ كَفَانِی كَمَا یَسْتَحِقُّ الْجَوَادَ الْكَرِیمَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلِّمْ تَسْلِیماً.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یَخْتَصُّ بِهَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنَ الدُّعَاءِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ دُعَاءُ لَیْلَةِ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ: یَا مَادَّ الظِّلِّ وَ لَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَیْهِ دَلِیلًا ثُمَّ قَبَضْتَهُ إِلَیْكَ قَبْضاً یَسِیراً یَا ذَا الْحَوْلِ وَ الطَّوْلِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْآلَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ- لَا إِلَهَ أَنْتَ یَا مَلِكُ یَا قُدُّوسُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا خَالِقُ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ اسْمِی

ص: 62

فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

وَ مِمَّا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَیْلَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ یَقُولُ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی التَّجَافِیَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الْإِنَابَةَ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ زِیَادَةٌ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ عَلَیْكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِی حَقَّ عَلَیْكَ أَنْ تُجِیبَ مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُسْعِدَنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ سَعَادَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ- رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ- رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً- رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً- رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا رَبَّنَا

ص: 63

اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ.

فصل فیما یختص بالیوم السابع و العشرین من دعاء

دُعَاءُ الْیَوْمِ السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: سُبْحَانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَفاتِحُ الْغَیْبِ- لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ثَلَاثاً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی فِیهِ فَضْلَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ صَیِّرْ أُمُورِی فِیهِ مِنَ الْعُسْرِ إِلَی الْیُسْرِ وَ اقْبَلْ مَعَاذِیرِی وَ حُطَّ عَنِّی الْوِزْرَ یَا رَءُوفاً بِعِبَادِهِ الصَّالِحِینَ (1).

الباب الثانی و الثلاثون فیما نذكره مما یختص باللیلة الثامنة و العشرین من شهر رمضان
اشارة

فمن ذلك الغسل المذكور فی كل لیلة من العشر الأواخر و من ذلك صلاة الثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم (2) وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات فی جملة صلاة لیلة تسع عشرة و من ذلك ما یختص بهذه اللیلة من الدعاء بروایة محمد بن أبی قرة رحمه اللّٰه و هو دعاء لیلة ثمان و عشرین:

یَا خَازِنَ اللَّیْلِ فِی الْهَوَاءِ وَ خَازِنَ النُّورِ فِی السَّمَاءِ وَ یَا مَانِعَ السَّمَاءِ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ حَابِسَهُمَا أَنْ تَزُولَا یَا حَلِیمُ یَا عَلِیمُ یَا دَائِمُ یَا اللَّهُ

ص: 64


1- 1. الإقبال: 226- 230، و فی ط: 449- 452.
2- 2. سیأتی.

یَا قَرِیبُ یَا بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی فَفَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ زِیَادَةٌ- أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَهَبَ لِی قَلْباً خَاشِعاً وَ لِسَاناً صَادِقاً وَ جَسَداً صَابِراً وَ تَجْعَلَ ثَوَابَ ذَلِكَ الْجَنَّةَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: آمَنَّا بِاللَّهِ وَ كَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ آمَنَّا بِمَنْ لَا یَمُوتُ آمَنَّا بِمَنْ خَلَقَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ وَ الْجِبَالَ وَ الشَّجَرَ وَ الدَّوَابَّ وَ خَلَقَ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ- آمَنَّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ وَ إِلهُنا وَ إِلهُكُمْ واحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ- آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَ مُوسی آمَنَّا بِرَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ آمَنَّا بِمَنْ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَ خَلَقَ الْعَذَابَ وَ الْعِقَابَ آمَنَّا آمَنَّا آمَنَّا آمَنَّا آمَنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ.

فصل فیما یختص بالیوم الثامن و العشرین من شهر رمضان من دعاء غیر متكرر

سُبْحَانَ الَّذِی لَا یُحْصِی مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ وَ لَا یَجْزِی بِآلَائِهِ الشَّاكِرُونَ الْعَابِدُونَ وَ هُوَ كَمَا قَالَ وَ فَوْقَ مَا نَقُولُ وَ اللَّهُ كَمَا أَثْنَی عَلَی نَفْسِهِ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ

ص: 65

عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ثَلَاثاً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّی فِیهِ مِنَ النَّوَافِلِ وَ أَكْرِمْنِی فِیهِ بِإِحْضَارِ الْأَحْلَامِ فِی الْمَسَائِلِ وَ قَرِّبْ وَسِیلَتِی إِلَیْكَ مِنْ بَیْنِ الْوَسَائِلِ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ (1).

الباب الثالث و الثلاثون فیما نذكره مما یختص باللیلة التاسعة و العشرین من شهر رمضان
اشارة

فمن ذلك الغسل المشار إلیه فی كل لیلة من العشر الأواخر و قد قدمنا روایة بذلك و ذكرنا روایة أخری فی عمل لیلة سبع و عشرین یقتضی الأمر بتعیین الغسل لیلة تسع و عشرین منه. و من ذلك صلاة الثلاثین ركعة و أدعیتها ثمان منها بین العشاءین و اثنان و عشرون بعد العشاء الآخرة و قد تقدم وصف هذه الثلاثین ركعة و أدعیتها عشرون منها فی أول لیلة من الشهر و عشر ركعات من جملة صلاة لیلة تسع عشرة و من ذلك ما یختص بهذه اللیلة من الدعاء بروایة محمد بن أبی قرة رحمه اللّٰه و هو دعاء لیلة تسع و عشرین.

یَا مُكَوِّرَ اللَّیْلِ عَلَی النَّهَارِ وَ مُكَوِّرَ النَّهَارِ عَلَی اللَّیْلِ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ سَیِّدَ السَّادَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ

ص: 66


1- 1. كتاب الاقبال: 230- 234، و فی ط 452- 454.

فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَوَكَّلْتُ عَلَی السَّیِّدِ الَّذِی لَا یَغْلِبُهُ أَحَدٌ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْجَبَّارِ الَّذِی لَا یَقْهَرُهُ أَحَدٌ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ الَّذِی یَرَانِی حِینَ أَقُومُ وَ تَقَلُّبِی فِی السَّاجِدِینَ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ تَوَكَّلْتُ عَلَی مَنْ بِیَدِهِ نَوَاصِی الْعِبَادِ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَلِیمِ الَّذِی لَا یَعْجَلُ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْعَدْلِ الَّذِی لَا یَجُورُ تَوَكَّلْتُ عَلَی الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْقَادِرِ الْقَاهِرِ الْعَلِیِّ الصَّمَدِ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ.

فصل فیما یختص بالیوم التاسع و العشرین من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ التَّاسِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: سُبْحَانَ الَّذِی یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ لَا یَشْغَلُهُ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فِیهَا عَمَّا یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا وَ لَا یَشْغَلُهُ مَا یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا عَمَّا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فِیهَا وَ لَا یَشْغَلُهُ عِلْمُ شَیْ ءٍ عَنْ عِلْمِ شَیْ ءٍ وَ لَا یَشْغَلُهُ خَلْقُ شَیْ ءٍ عَنْ خَلْقِ شَیْ ءٍ وَ لَا حِفْظُ شَیْ ءٍ عَنْ حِفْظِ شَیْ ءٍ وَ لَا یُسَاوِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ

ص: 67

سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ثَلَاثاً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ غَشِّنِی فِیهِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ ارْزُقْنِی فِیهِ التَّوْفِیقَ وَ الْعِصْمَةَ وَ طَهِّرْ قَلْبِی مِنْ عِنَایَاتِ (1) التُّهَمَةِ یَا رَحِیماً بِعِبَادِهِ الْمُذْنِبِینَ (2).

الباب الرابع و الثلاثون فیما نذكره من زیادات و دعوات فی آخر لیلة منه
اشارة

فمن ذلك الغسل المشار إلیه بالحدیث الذی رویناه عن النبی صلوات اللّٰه علیه أنه كان یغتسل فی كل لیلة من العشر الأواخر.

و من ذلك زیارة الحسین صلوات اللّٰه علیه فی آخر لیلة من شهر رمضان و قد قدمنا الروایة بذلك فی عمل أول لیلة منه و من ذلك صلاة ثلاثین ركعة و قد تقدمت الإشارة إلیها و من ذلك الأدعیة التی یختص بهذه اللیلة و قراءة شی ء معین و استغفار فمن الأدعیة فی هذه اللیلة دعاء وجدناه فی كتب أصحابنا العتیقة و هو دعاء لیلة الثلاثین.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَمَّلَ صِیَامِی أَیَّامَ شَهْرِهِ الشَّرِیفِ مِنْ غَیْرِ إِفْطَارٍ وَ أَقْبَلَ بِوَجْهِی فِیهِ إِلَی طَاعَتِهِ مِنْ غَیْرِ إِدْبَارٍ وَ اسْتَنْهَضَنِی إِلَیْهِ لِلِاعْتِرَافِ بِذُنُوبِی مِنْ غَیْرِ إِصْرَارٍ وَ أَوْجَبَ لِی بِإِنْعَامِهِ الْإِقَالَةَ مِنَ الْعِثَارِ وَ وَفَّقَنِی لِلْقِیَامِ فِی لَیَالِیهِ إِلَیْهِ دَاعِیاً وَ لَهُ مُنَادِیاً أَسْتَوْهِبُ وَ أَسْتَمِیحُ الْعُیُوبَ وَ أَتَقَرَّبُ بِأَسْمَائِهِ وَ أَسْتَشْفِعُ بِآلَائِهِ وَ أَتَذَلَّلُ بِكِبْرِیَائِهِ وَ هُوَ تَبَارَكَ اسْمُهُ فِی كُلِّ ذَلِكَ یَصْرِفُنِی بِقُوَّةِ الرَّجَاءِ وَ التَّأْمِیلِ عَنِ الشَّكِّ فِی رَحْمَتِهِ لِتَضَرُّعِی إِلَی التَّحْصِیلِ ثِقَةً بِجُودِهِ وَ رَأْفَتِهِ وَ تَبَغِّیاً(3)

لِإِشْفَاقِهِ وَ عَطْفِهِ اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُكَ وَ قَدْ كَمُلَ وَ مَضَی وَ هَذَا الصِّیَامُ قَدْ تَمَّ وَ انْقَضَی قَدِمَ بِكُرْهٍ وَ قُدُومُهُ تَمَكُّنُ مَا فِی النُّفُوسِ مِنْ لَذَّاتِهَا وَ نُفُورُهَا مِنْ مُفَارَقَةِ عَادَاتِهَا فَمَا وَرَدَ حَتَّی

ص: 68


1- 1. غیاهب خ.
2- 2. كتاب الاقبال: 234- 237 و فی ط 454- 455.
3- 3. و سعیا خ.

ذَلَّلَهَا بِطَاعَتِهِ وَ أَشْخَصَهَا إِلَی طَلَبِ رَحْمَتِهِ فَكَانَ نَهَارُ صِیَامِنَا یُزَكَّی لَدَیْكَ وَ لَیْلَةُ قِیَامِنَا یُوقَدُ عَلَیْكَ وَ أَرْهَفَ الْقُلُوبَ وَ عَارَكَ الذُّنُوبَ وَ أَخْضَعَ الْخُدُودَ وَ رَفَعَ إِلَیْكَ الرَّاحَاتِ وَ اسْتَدَرَّ الْعَبَرَاتِ بِالنَحِیبِ وَ الزَّفَرَاتِ أَسَفاً عَلَی الزَّلَّاتِ وَ اعْتَرَافاً بِالْهَفَوَاتِ وَ اسْتِقَالَةً لِلْعَثَرَاتِ فَرَحِمْتَ وَ عَطَفْتَ وَ سَتَرْتَ وَ غَفَرْتَ وَ أَقَلْتَ وَ أَنْعَمْتَ فَعَادَ حَبِیباً مَأْلُوفاً قُرْبُهُ وَ قَادِماً یُكْرَهُ فِرَاقُهُ فَعَلَیْهِ السَّلَامُ مِنْ شَهْرٍ وَدَّعْتُهُ بِخَیْرٍ أَوْدَعْتَهُ وَ بُعْدٍ مِنْكَ قَرَّبَهُ وَ غُنْمٍ مِنْ فَضْلِكَ اسْتَجْلَبَهُ وَ فَضَائِحَ تَقَدَّمَتْ عِنْدَكَ هَدَرَهَا وَ قَبَائِحَ مَحَاهَا وَ نَثَرَهَا وَ خَیْرَاتٍ نَشَرَهَا وَ مَنَافِعَ نَشَزَهَا وَ مِنَنٍ مِنْكَ وَفَّرَهَا وَ عَطَایَا كَثَّرَهَا وَدَاعَ مُفَارِقٍ خَلَّفَ خَیْرَاتِهِ وَ أَسْعَدَ بَرَكَاتِهِ وَ جَادَ بِعَطَایَاهُ اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مِنِّی حَمْدَ مَنْ- لَا یُخَادِعُ نَفْسَهُ مِنْ تَقَدُّمِ جَزَعِهَا مِنْهُ وَ لَا یَجْحَدُ نِعْمَتَكَ فِی الَّذِی أَفَدْتَهُ وَ مَحَوْتَهُ عَنْهُ سَائِلٌ لَكَ أَنْ تُعْرِضَ عَمَّا اعْتَمَدْتُهُ فِیهِ وَ لَمْ یَعْتَمِدْهُ مِنْ زَلَلِهِ إِعْرَاضَ الْمُتَجَافِی الْعَظِیمِ وَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَیَّ أَیْسَرَ مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِقْبَالَ الرَّاضِی الْكَرِیمِ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیَّ بِنَظْرَةِ الْبَرِّ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ عَقِّبْ عَلَیَّ بِغُفْرَانِكَ فِی عُقْبَاهُ وَ آمِنِّی مِنْ عَذَابِكَ مَا أَخْشَاهُ وَ قِنِی مِنْ صُنُوفِهِ مَا أَتَوَقَّاهُ وَ اخْتِمْ لِی فِی خَاتِمَتِهِ بِخَیْرٍ تُجْزِلُ مِنْهُ عَطِیَّتِی وَ تُشَفِّعُ فِیهِ مَسْأَلَتِی وَ تَسُدُّ بِهِ فَاقَتِی وَ تَنْفِی بِهِ شِقْوَتِی وَ تُقَرِّبُ بِهِ سَعَادَتِی وَ تَمْلَأُ یَدِی مِنْ خَیْرَاتِ الدَّارَیْنِ بِأَفْضَلِ مَا مَلَأْتَ بِهِ یَدَ سَائِلٍ وَ رَجَعْتَ بِهِ أَمَلَ آمِلٍ وَ تَمْنَحُنِی فِی وَالِدَیَّ وَ فِی جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْغُفْرَانَ وَ الرِّضْوَانَ وَ تَذَكُّرَهُمْ مِنْكَ بِإِحْسَانٍ تُنِیلُ أَرْوَاحَهُمْ مَسَرَّةَ رِضْوَانِكَ وَ تُوصِلُ إِلَیْهَا لَذَّةَ غُفْرَانِكَ وَ تَرْعَاهَا فِی رِیَاضِ جِنَانِكَ بَیْنَ ظِلَالِ أَشْجَارِهَا وَ جَدَاوِلِ أَنْهَارِهَا وَ هَنِی ءِ ثِمَارِهَا وَ كَثِیرِ خَیْرَاتِهَا وَ اسْتِوَاءِ أَقْوَاتِهَا وَ صُنُوفِ لَذَّاتِهَا وَ سَائِغِ بَرَكَاتِهَا وَ أَحْیِنَا لِوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ عَائِداً فِی قَابِلِ عَامِنَا بِهَدْمِ أَوْزَارِنَا وَ آثَامِنَا إِلَی الْقُرُبَاتِ مِنْكَ سَبِیلًا وَ عَلَیْهَا دَلِیلًا وَ إِلَیْهَا وَسِیلًا یَا أَقْدَرَ الْقَادِرِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْمَسْئُولِینَ.

اللَّهُمَّ إِنَّ كُلَّ مَا لَفَظْتُ بِهِ إِلَیْكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ مِنْ تَمْجِیدٍ وَ تَحْمِیدٍ وَ وَصْفٍ لِقُدْرَتِكَ وَ إِقْرَارٍ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ إِرْضَائِكَ مِنْ نَصَبِی إِلَیْكَ وَ مِنْ إِقْبَالِی بِالثَّنَاءِ عَلَیْكَ فَهُوَ

ص: 69

بِتَوْفِیقِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا قَاضِیَ مَا یُرْضِیكَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَیْسَرِ نِعَمِكَ لَا نُكَافِیكَ ثُمَّ بِهِدَایَةِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سِفَارَتِهِ وَ إِرْشَادِهِ وَ دَلَالَتِهِ فَقَدْ أَوْجَبْتَ لَهُ بِذَلِكَ مِنَ الْحَقِّ عِنْدَكَ وَ عَلَیْنَا مَا شَرَّفْتَهُ بِهِ وَ أَوْعَزْتَ فِیهِ إِلَیْنَا اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ لِهِدَایَتِنَا عَلَماً وَ إِلَیْكَ لَنَا طَرِیقاً وَ سُلَّماً وَ مِنْ سَخَطِكَ مَلْجَأً وَ مُعْتَصَماً وَ فِینَا شَفِیعاً مُقَدَّماً وَ مُشَفَّعاً مُكَرَّماً وَ كَانَ لَا مُكَافَأَةَ لَهُ إِلَّا مِنْكَ وَ لَا اتِّكَالَ مِنْ مُجَازَاتِهِ إِلَّا عَلَیْكَ وَ كُنَّا عَنْ حَقِّهِ بِأَنْفُسِنَا وَ أَمْوَالِنَا مُقَصِّرِینَ وَ كَانَ فِیهَا مِنَ الزَّاهِدِینَ وَ عَنْهَا مِنَ الرَّاغِبِینَ وَ لَسْنَا إِلَی تَأَتِّیهِ بِوَاصِلِینَ وَ لَا عَلَیْهَا بِقَادِرِینَ فَاجْزِهِ عَنَّا بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ أَطْیَبِ تَحِیَّاتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ صَلَاةً تَمُدُّهُ مِنْكَ بِشَرَائِفِ حِبَائِكَ وَ كَرَائِمِ عَطِیَّاتِكَ وَ مَوْفُورِ خَیْرَاتِكَ وَ مَیْسُورِ هِبَاتِكَ صَلَاةً تَكْثُرُ وَ تَكْشِفُ حَتَّی لَا تَنْقَطِعَ وَ لَا تَضْعُفَ صَلَاةً تَتَدَارَكُ وَ تَتَّصِلُ حَتَّی لَا تَحِیلَ وَ لَا تَنْفَصِلَ صَلَاةً تَتَوَالَی وَ تَتَّسِقُ حَتَّی لَا تَتَشَعَّبَ وَ لَا تَفْتَرِقَ صَلَاةً تَدُومُ وَ تَتَوَاتَرُ وَ تَتَضَاعَفُ وَ تَتَكَاثَرُ تَزِنُ الْجِبَالَ وَ تَعَادُّ الرِّمَالَ صَلَاةً تُجَارِی النَّیِّرَاتِ فِی أَفْلَاكِهَا وَ الْقُدْرَةَ الَّتِی قَامَتْ بِإِسْمَاكِهَا صَلَاةً تُنَافِی الرِّیَاحَ وَ النُّجُومَ وَ الشُّمُوسَ وَ الْغُیُومَ وَ وَرَقَ الشَّجَرِ وَ أَلْفَاظَ الْبَشَرِ وَ تَسْبِیحَ جَمِیعِ الْمَخْلُوقِینَ مِنَ الْمَاضِینَ وَ الْبَاقِینَ وَ مَنْ یُخْلَقُ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ ثُمَّ أَسْتَوْدِعُهَا تَعَارُفَ الْعَامِلِینَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ فَنَاءٌ وَ لَا حَدٌّ وَ لَا انْتِهَاءٌ اللَّهُمَّ فَأَوْصِلْ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ إِلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ إِلَی آبَائِهِ وَ آبَاءِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ إِلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ إِلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ الْمَلَائِكَةِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا یَخْتَصُّ بِهَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنَ الدُّعَاءِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ دُعَاءُ لَیْلَةِ الثَّلَاثِینَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ یَا قُدُّوسُ یَا سُبُّوحُ یَا مُنْتَهَی التَّسْبِیحِ یَا رَحْمَانُ یَا فَاعِلَ الرَّحْمَةِ یَا اللَّهُ یَا عَلِیمُ یَا اللَّهُ یَا عَظِیمُ یَا اللَّهُ یَا كَبِیرُ

ص: 70

یَا اللَّهُ یَا لَطِیفُ یَا اللَّهُ یَا جَلِیلُ یَا اللَّهُ یَا سَمِیعُ یَا اللَّهُ یَا بَصِیرُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً لَا یَشُوبُهُ الشَّكُّ مِنِّی وَ تُرْضِینِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا تُحِبُّهُ وَ تَرْضَاهُ وَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

وَ أَكْثِرْ أَنْ تَقُولَ وَ أَنْتَ قَائِمٌ وَ قَاعِدٌ وَ رَاكِعٌ وَ سَاجِدٌ- یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ یَا بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ یَا مُجْرِیَ الْبُحُورِ یَا مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ علیه السلام صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ زِیَادَةٌ بِغَیْرِ الرِّوَایَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ نَصِیباً مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ مِنْ نُورٍ تَهْدِی بِهِ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا أَوْ رِزْقٍ تَقْسِمُهُ أَوْ بَلَاءٍ تَرْفَعُهُ أَوْ مَرَضٍ تَكْشِفُهُ وَ اكْتُبْ لِی فِیهَا مَا كَتَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوَابَ وَ أَمِنُوا بِرِضَاكَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَ ارْزُقْنِی بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْعِصْمَةَ وَ التَّوْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ وَ التَّمَسُّكَ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُنَّ عَلَیَّ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی بِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ لِلرَّغْبَةِ وَ الثَّبَاتِ عَلَی دِینِكَ وَ التَّوْفِیقِ لِمَا

ص: 71

وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَ قَوْلِكَ الْحَقِّ- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ وَ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ وَ قَدْ تَصَرَّمَتْ لَیَالِیهِ وَ أَیَّامُهُ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنْ كَانَ بَقِیَ عَلَیَّ ذَنْبٌ وَاحِدٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِی أَوْ تُرِیدُ أَنْ تُحَاسِبَنِی عَلَیْهِ أَوْ تُعَاقِبَنِی عَلَیْهِ أَوْ تُقَایِسَنِی بِهِ أَنْ یَطْلُعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ یَتَصَرَّمَ هَذَا الشَّهْرُ إِلَّا وَ قَدْ غَفَرْتَهُ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَیْ مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ أَیْ كَاشِفَ الْكَرْبِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ اجْعَلْ جَمِیعَ هَوَایَ لِی سَخَطاً إِلَّا مَا رَضِیتَهُ وَ اجْعَلْ جَمِیعَ طَاعَتِكَ لِی رِضاً وَ إِنْ خَالَفَ مَا هَوِیتُ عَلَی مَا أَحْبَبْتُ أَوْ كَرِهْتُ حَتَّی أَكُونَ لَكَ فِی جَمِیعِ مَا أَمَرْتَنِی مُتَابِعاً مُطِیعاً سَامِعاً وَ عَنْ كُلِّ مَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ مُنْتَهِیاً وَ فِی كُلِّ مَا قَضَیْتَ عَلَیَّ وَ لِی رَاضِیاً وَ عَلَی كُلِّ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ شَاكِراً وَ فِی كُلِّ حَالاتِی لَكَ ذكرا [ذَاكِراً] مِنْ حَالِ عَافِیَةٍ أَوْ بَلَاءٍ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ أَوْ سَخَطٍ أَوْ رِضًا.

إِلَهِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَیَّ فِی جَمِیعِ أُمُورِی نَظْرَةً رَحِیمَةً شَرِیفَةً كَرِیمَةً تُقَوِّینِی بِهَا عَلَی مَا أَمَرْتَنِی بِهِ وَ تُسَدِّدُنِی بِهَا وَ لِجَمِیعِ مَا كَلَّفْتَنِی فَعْلَهُ وَ تَزِیدُنِی لَهَا بَصَراً وَ یَقِیناً فِی جَمِیعِ مَا عَرَّفْتَنِی مِنْ آلَائِكَ عِنْدِی وَ إِنْعَامِكَ عَلَیَّ وَ إِحْسَانِكَ إِلَیَّ وَ تَفْضِیلِكَ إِیَّایَ إِلَهِی حَاجَتِیَ الْعُظْمَی الَّتِی إِنْ قَضَیْتَهَا لَمْ یَضُرَّنِی مَا مَنَعْتَنِی وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی مَا أَعْطَیْتَنِی أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ یَا سَیِّدِی ارْحَمْنِی مِنَ السَّلَاسِلِ وَ الْأَغْلَالِ وَ السَّعِیرِ وَ ارْحَمْنِی مِنَ الطَّعَامِ الزَّقُّومِ وَ شُرْبِ الْحَمِیمِ ارْحَمْنِی مِنْ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً- إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً- لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی وَ أَنَا أَسْأَلُكَ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَ مَا فِیهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ مَا جَمَعْتَ اللَّهُمَّ فَزَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یَأْتِی آمِناً یَوْمَ الْقِیامَةِ- إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْدَأْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی كُلِّ خَیْرٍ مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ لَیْلَةِ الثَّلَاثِینَ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 72

رَبَّنَا فَاتَنَا الشَّهْرُ الْمُبَارَكُ الَّذِی أَمَرْتَنَا فِیهِ بِالصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا تَأَخَّرَ رَبَّنَا وَ لَا تَخْذُلْنَا وَ لَا تَحْرِمْنَا الْمَغْفِرَةَ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ تُبْ عَلَیْنَا وَ ارْزُقْنَا وَ ارْزُقْ مِنَّا وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَوْلِیَائِكَ الْمُتَّقِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

أقول: و من ذلك ما قدمناه من الدعوات أول لیلة منه مما یتكرر كل لیلة.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیُّ مِنْ كِتَابِ الْحُسْنَی بِإِسْنَادِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی آخِرَ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ یَقُولُ فِی رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ یَتَشَهَّدُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یُسَلِّمُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ آخِرِ عَشْرِ رَكَعَاتٍ قَالَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ التَّسْلِیمِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَلْفَ مَرَّةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ سَجَدَ وَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ- یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ تَقَبَّلْ مِنَّا صَلَاتَنَا وَ صِیَامَنَا وَ قِیَامَنَا.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ جَبْرَئِیلَ خَبَّرَنِی عَنْ إِسْرَافِیلَ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَّهُ لَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَ یَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یَتَجَاوَزَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَ إِنْ كَانَ قَدْ أَذْنَبَ سَبْعِینَ ذَنْباً كُلُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ ذُنُوبِ الْعِبَادِ وَ یَتَقَبَّلَ مِنْ جَمِیعِ أَهْلِ الْكُورَةِ الَّتِی هُوَ فِیهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام یَا جَبْرَئِیلُ یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ خَاصَّةً شَهْرَ رَمَضَانَ وَ مِنْ أَهْلِ بِلَادِهِ عَامَّةً فَقَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی بَعَثَكَ إِنَّهُ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَیْهِ وَ عِظَمِ مَنْزِلَتِهِ لَدَیْهِ یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَ مِنْهُمْ صَلَاتَهُمْ وَ صِیَامَهُمْ وَ قِیَامَهُمْ وَ یَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَ یَسْتَجِیبُ لَهُمْ دُعَاءَهُمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ إِنَّهُ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ اسْتَغْفَرَ هَذَا الِاسْتِغْفَارَ یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ یَغْفِرُ لَهُ وَ یَسْتَجِیبُ لَهُ دُعَاءَهُ لَدَیْهِ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً وَ یَقُولُ وَ اسْتَغْفِرُوا

ص: 73

رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ وَ قَالَ وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً.

ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ هَدِیَّةٌ لِی خَاصَّةً وَ لِأُمَّتِی مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ لَمْ یُعْطِهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَداً مِمَّنْ كَانَ قَبْلِی مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ غَیْرِهِمْ.

أَقُولُ وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یَقْرَأُ آخِرَ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ وَ الْكَهْفِ وَ یس وَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (1).

«3»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ (2)،

ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفْوَانِیُّ فِی كِتَابِ بُلْغَةِ الْمُقِیمِ وَ زَادِ الْمُسَافِرِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَدْعُو بِهَذِهِ الْأَدْعِیَةِ فِی لَیَالِی شَهْرِ رَمَضَانَ.

اللیلة الأولی

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ فَلَا وَلَدَ لَكَ وَ أَنْتَ الصَّمَدُ فَلَا شِبْهَ لَكَ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ فَلَا أَعَزَّ مِنْكَ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ فَلَا شِبْهَ لَكَ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ فَلَا أَعَزَّ مِنْكَ وَ أَنْتَ الرَّحِیمُ وَ أَنَا الْمُخْطِئُ وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ وَ أَنَا الْمَیِّتُ أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُجَاوِزَ عَنِّی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

الثانیة

یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ إِلَهَ الْآخِرِینَ وَ إِلَهَ مَنْ بَقِیَ وَ إِلَهَ مَنْ مَضَی رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَنْ فِیهِنَّ فَالِقَ الْإِصْبَاحِ وَ جَاعِلَ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الشُّكْرُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الطَّوْلُ وَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ سَیِّدِی وَ جَمَالِكَ مَوْلَایَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تَتَجَاوَزَ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

الثالثة

یَا إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِلَهَ إِسْحَاقَ وَ إِلَهَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ السَّمِیعَ الْعَلِیمَ الْحَلِیمَ الْكَرِیمَ الْعَلِیَّ الْعَظِیمَ لَكَ صُمْتُ وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ

ص: 74


1- 1. كتاب الاقبال: 237- 242 و فی ط 455- 461.
2- 2. البلد الأمین: 195- 200.

وَ إِلَی كَنَفِكَ آوَیْتُ وَ إِلَیْكَ أَنَبْتُ- وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ قَوِّنِی عَلَی الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ لَا تُخْزِنِی یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ.

الرابعة

یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا وَ جَبَّارَ الدُّنْیَا وَ یَا مَلِكَ الْمُلُوكِ وَ یَا رَازِقَ الْعِبَادِ هَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الثَّوَابِ وَ شَهْرُ الرَّجَاءِ وَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ أَنْ تَسْتُرَنِی بِالسَّتْرِ الَّذِی لَا یُهْتَكُ وَ تُجَلِّلَنِی بِعَافِیَتِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ تُعْطِیَنِی سُؤْلِی وَ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ لَا تَدَعَ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا كُرْبَةً إِلَّا كَشَفْتَهَا عَنِّی وَ لَا حَاجَةً إِلَّا قَضَیْتَهَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

الخامسة

یَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَ یَا جَابِرَ كُلِّ كَسِیرٍ وَ یَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَی یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ أَنْتَ النُّورُ فَوْقَ النُّورِ وَ نُورُ النُّورِ فَیَا نُورَ النُّورِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبَ اللَّیْلِ وَ ذُنُوبَ النَّهَارِ وَ ذُنُوبَ السِّرِّ وَ ذُنُوبَ الْعَلَانِیَةِ یَا قَادِرُ یَا مُقْتَدِرُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا وَدُودُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ وَ یَا قَابِلَ التَّوْبِ شَدِیدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ تُحْیِی وَ تُمِیتُ وَ تُمِیتُ وَ تُحْیِی وَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ اعْفُ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ.

السادسة

اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ الْوَاحِدُ الْكَرِیمُ وَ أَنْتَ الْإِلَهُ الصَّمَدُ رَفَعْتَ السَّمَاوَاتِ بِقُدْرَتِكَ وَ دَحَوْتَ الْأَرْضَ بِعِزَّتِكَ وَ أَنْشَأْتَ السَّحَابَ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ أَجْرَیْتَ الْبِحَارَ بِسُلْطَانِكَ یَا مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ الْحِیتَانُ فِی التُّخُومِ وَ السِّبَاعُ فِی الْفَلَوَاتِ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ فِی السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ یَا مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ مَا فِیهِنَّ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ مَا فِیهِنَّ یَا مَنْ لَا یَمُوتُ وَ لَا یَبْقَی إِلَّا وَجْهُهُ الْجَلِیلُ الْجَبَّارُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ اعْفُ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

ص: 75

السابعة

یَا مَنْ كَانَ وَ یَكُونُ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ یَا مَنْ إِذَا دُعِیَ أَجَابَ یَا مَنْ إِذَا اسْتُرْحِمَ رَحِمَ یَا مَنْ لَا یُدْرِكُ الْوَاصِفُونَ عَظَمَتَهُ یَا مَنْ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ یَا مَنْ یَرَی وَ لَا یُرَی وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ بِیَدِهِ نَوَاصِی الْعِبَادِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

الثامنة

اللَّهُمَّ هَذَا الشَّهْرُ الَّذِی أَمَرْتَ فِیهِ عِبَادَكَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ وَ الرَّحْمَةَ فَقُلْتَ- وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَأَدْعُوكَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ یَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِینَ یَا جَاعِلَ اللَّیْلِ سَكَناً وَ یَا مَنْ لَا یَمُوتُ اغْفِرْ لِمَنْ یَمُوتُ قَدَّرْتَ وَ خَلَقْتَ وَ سَوَّیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ فِی النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ أَنْ تَكْفِیَنِی مَا أَهَمَّنِی وَ تَغْفِرَ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

التاسعة

یَا سَیِّدَاهْ یَا رَبَّاهْ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا الْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ یَا قَاضِیَ الْأُمُورِ یَا شَافِیَ الصُّدُورِ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً اقْذِفْ رَجَاكَ فِی قَلْبِی حَتَّی لَا أَرْجُوَ أَحَداً سِوَاكَ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ سَیِّدِی وَ إِلَیْكَ یَا مَوْلَایَ أَنَبْتُ وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ أَسْأَلُكَ یَا إِلَهَ الْآلِهَةِ یَا جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ یَا كَبِیرَ الْأَكَابِرِ وَ یَا مَنْ إِذَا تَوَكَّلَ الْعَبْدُ عَلَیْهِ كَفَاهُ وَ صَارَ حَسْبَهُ وَ بَالِغَ أَمْرِهِ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ فَاكْفِنِی وَ إِلَیْكَ أَنَبْتُ فَارْحَمْنِی وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ فَاغْفِرْ لِی وَ لَا تُسَوِّدْ وَجْهِی یَوْمَ تَبْیَضُّ فِیهِ الْوُجُوهُ- إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

العاشرة

اللَّهُمَّ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا وَاحِدُ یَا فَرْدُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا وَدُودُ یَا حَلِیمُ لَسْتُ أَدْرِی مَا

ص: 76

صَنَعْتَ بِحَاجَتِی هَلْ غَفَرْتَ لِی أَمْ لَا فَإِنْ كُنْتَ غَفَرْتَ لِی فَطُوبَی وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لِی فَیَا سَوْأَتَاهْ فَمِنَ الْآنَ سَیِّدِی فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اسْتُرْنِی بِسِتْرِكَ وَ اغْفِرْ لِی وَ اعْفُ عَنِّی بِعَفْوِكَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی بِقُدْرَتِكَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

الحادی عشرة

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ أَسْتَجِیرُ مِنْ نَارِكَ الَّتِی لَا تُطْفَی وَ أَسْأَلُكَ أَنَّ تُقَوِّیَنِی عَلَی قِیَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَ صِیَامِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ اغْفِرْ لِی وَ اعْفُ عَنِّی وَ ارْحَمْنِی- إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

الثانیة عشرة

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَبْقَی وَ لَا یَفْنَی وَ لَكَ الشُّكْرُ شُكْراً یَبْقَی وَ لَا یَفْنَی وَ أَنْتَ الْحَكِیمُ الْعَلِیمُ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْأَكْرَمِ وَ بِجَلَالِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ بِعِزِّكَ الَّذِی لَا یُقْهَرُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

الثالثة عشرة

یَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ الْغَفُورَ الرَّحِیمَ السَّمِیعَ الْعَلِیمَ الْعَزِیزَ الْحَكِیمَ الصَّمَدَ الْفَرْدَ الَّذِی لَا شَبِیهَ لَكَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی الْعَزِیزُ الْقَادِرُ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.

الرابعة عشرة

یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ آخِرَ الْآخِرِینَ وَ یَا جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْتَ خَلَقْتَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ أَنْتَ أَمَرْتَنِی بِالطَّاعَةِ فَأَطَعْتُ سَیِّدِی جُهْدِی وَ إِنْ كُنْتُ تَوَانَیْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ أَوْ نَسِیتُ فَتَفَضَّلْ عَلَیَّ یَا سَیِّدِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

الخامسة عشرة

یَا جَبَّارُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْمَنَّانُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْكَرِیمُ أَنْتَ

ص: 77

سَیِّدِیَ الْغَفُورُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْحَلِیمُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْوَهَّابُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْعَزِیزُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْقَدِیرُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْوَاحِدُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْقَائِمُ أَنْتَ مَوْلَایَ الصَّمَدُ أَنْتَ سَیِّدِیَ الْخَالِقُ أَنْتَ مَوْلَایَ الْبَارِئُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

السادسةَ عشرةَ

یَا اللَّهُ سَبْعاً یَا رَحْمَانُ سَبْعاً یَا رَحِیمُ سَبْعاً یَا غَفُورُ سَبْعاً یَا رَءُوفُ سَبْعاً یَا جَبَّارُ سَبْعاً یَا عَلِیُّ سَبْعاً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

السابعة عشر

اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أَنْزَلْتَ فِیهِ الْقُرْآنَ- هُدیً لِلنَّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ أَمَرْتَنَا فِیهِ بِعِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ وَ الدُّعَاءِ وَ الصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ وَ ضَمِنْتَ لَنَا فِیهِ الْإِجَابَةَ وَ قَدِ اجْتَهَدْنَا وَ أَنْتَ أَعَنْتَنَا فَاغْفِرْ لَنَا فِیهِ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْهُ وَ اعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ رَبُّنَا وَ ارْحَمْنَا فَأَنْتَ سَیِّدُنَا وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَنْقَلِبُ إِلَی مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَجَلُّ الْأَعْظَمُ.

الثامنة عشرة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَنْزَلَ عَلَیْنَا فِیهِ الْقُرْآنَ وَ عَرَّفَنَا حَقَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی الْبَصِیرَةِ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ یَا إِلَهَنَا وَ إِلَهَ آبَائِنَا الْأَوَّلِینَ أَنْ تَرْزُقَنَا التَّوْبَةَ وَ لَا تَخْذُلَنَا وَ لَا تُخْلِفَ ظَنَنَّا بِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ ارْحَمْنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْجَلِیلُ الْجَبَّارُ.

التاسعة عشرة

سُبْحَانَ مَنْ لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَزُولُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَسْقُطُ وَرَقَةٌ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَ قَدَرِهِ فَسُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ وَ أَجَلَّ سُلْطَانَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ وَ سُعَدَاءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

العشرون

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ مَا نَسِیتُهُ وَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَیَّ بِحِفْظِ كِرَامٍ كَاتِبِینِ یَعْلَمُونَ مَا أَفْعَلُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ وَ أَسْتَغْفِرُ

ص: 78

اللَّهَ مِمَّا فَرَضَ عَلَیَّ فَتَوَانَیْتُ وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مُفْظِعَاتِ الذُّنُوبِ وَ أَسْتَغْفِرُهُ مِنَ الزَّلَّاتِ وَ مَا كَسَبَتْ یَدَایَ وَ أُؤْمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْهِ كَثِیراً وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعاً وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْفُ عَنِّی وَ اغْفِرْ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اسْتَجِبْ یَا سَیِّدِی دُعَایَ فَإِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

الحادیة و العشرون

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ- وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الرَّبَّ رَبِّی لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ الْفَعَّالُ لِمَا یُرِیدُ وَ الْقَاهِرُ مَنْ یَشَاءُ وَ الْوَاضِعُ مَنْ یَشَاءُ وَ الرَّافِعُ مَنْ یَشَاءُ مَلِكُ الْمُلُوكِ رَازِقُ الْعِبَادِ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ سَبْعاً أَنَّكَ سَیِّدِی كَذَلِكَ وَ فَوْقَ ذَلِكَ- لَا یَبْلُغُ الْوَاصِفُونَ كُنْهَ عَظَمَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اهْدِنِی وَ لَا تُضِلَّنِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی إِنَّكَ أَنْتَ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ.

الثانیة و العشرون

أَنْتَ سَیِّدِی جَبَّارٌ غَفَّارُ قَادِرٌ قَاهِرٌ سَمِیعٌ عَلِیمٌ غَفُورٌ رَحِیمٌ غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِیدُ الْعِقَابِ- فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی- تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ إِلَی آخِرِ آیَةِ الْمُلْكِ (1)

یَا جَبَّارُ سَبْعاً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْفُ عَنِّی وَ اغْفِرْ لِی فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ هَذِهِ اللَّیْلَةِ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

الثالثة و العشرون

سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْحِیتَانِ وَ الْبِحَارِ وَ الْهَوَامِّ وَ السِّبَاعِ فِی الْآكَامِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الرُّوحِ وَ الْعَرْشِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَّحَتْ لَكَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ عَلَا فَقَهَرَ وَ خَلَقَ فَقَدَرَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبْعاً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ.

ص: 79


1- 1. تولج اللیل فی النهار و تولج النهار فی اللیل و تخرج الحی من المیت و تخرج المیت من الحی و ترزق من تشاء بغیر حساب.
الرابعة و العشرون

اللَّهُمَّ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ وَ دَعَوْنَاكَ وَ نَحْنُ عِبَادُكَ وَ لَنْ یَصِلَ الْعِبَادُ مَسْأَلَتَكَ وَ الرَّغْبَةَ إِلَیْكَ كَرَماً وَ جُوداً وَ رُبُوبِیَّةً وَ وَحْدَانِیَّةً یَا مَوْضِعَ شَكْوَی السَّائِلِینَ وَ مُنْتَهَی حَاجَةِ الرَّاغِبِینَ وَ یَا ذَا الْجَبَرُوتِ وَ الْمَلَكُوتِ یَا ذَا الْعِزِّ وَ السُّلْطَانِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا بَرُّ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا النِّعَمِ الْجِسَامِ وَ الطَّوْلِ الَّذِی لَا یُرَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

الخامسة و العشرون

تَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُنْشِئُ السَّحَابِ وَ آمِرُ الرَّعْدِ یُسَبِّحُ لَهُ- تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَكُمْ أَیُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- تَبارَكَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلی عَبْدِهِ لِیَكُونَ لِلْعالَمِینَ نَذِیراً- تَبارَكَ الَّذِی إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَیْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ یَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً تَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ یَا إِلَهِی وَ إِلَهَ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ إِلَهَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُنْجِی الْمَنَّانُ.

السادسة و العشرون

رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا الْآیَةَ-(1) رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ الْآیَةَ-(2) رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا الْآیَةَ(3) رَبَّنَا صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ دُعَاءَنَا وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لِوَالِدَیْنَا وَ وُلْدِنَا وَ مَا وَلَدُوا إِنَّكَ

ص: 80


1- 1. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هدیتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.
2- 2. ربنا اننا سمعنا منادیا ینادی للایمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سیئاتنا و توفنا مع الابرار.
3- 3. ربنا لا تؤاخذنا ان نسینا أو أخطأنا ربّنا و لا تحمل علینا اصرا كما حملته علی الذین من قبلنا ربّنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا علی القوم الكافرین.

أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

السابعة و العشرون

رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً- رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً- رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنَا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ الْآیَةَ-(1) صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتُرْ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ عُیُوبِی وَ اغْفِرْ لِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمِ.

الثامن و العشرون

آمَنَّا بِاللَّهِ وَ كَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ آمَنَّا بِمَنْ لَا یَمُوتُ آمَنَّا بِمَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ وَ الْجِبَالَ وَ الشَّجَرَ وَ الدَّوَابَّ وَ الْإِنْسَ وَ الْجِنَّ- آمَنَّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ وَ إِلهُنا وَ إِلهُكُمْ واحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ آمَنَّا بِرَبِّ مُوسَی وَ هَارُونَ آمَنَّا بِرَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ آمَنَّا بِمَنْ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَ خَلَقَ الْعِبَادَ وَ الْعَذَابَ وَ الْعِقَابَ آمَنَّا بِكَ آمَنَّا بِكَ سَبْعاً رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَجَاوَزْ عَنَّا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ.

التاسعة و العشرون

تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ السَّیِّدِ الَّذِی لَا یَغْلِبُهُ أَحَدٌ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْجَبَّارِ الَّذِی لَا یَقْهَرُهُ أَحَدٌ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ الَّذِی یَرَانِی حِینَ أَقُومُ وَ تَقَلُّبِی فِی السَّاجِدِینَ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ تَوَكَّلْتُ عَلَی مَنْ بِیَدِهِ نَوَاصِی الْعِبَادِ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَلِیمِ الَّذِی لَا یَعْجَلُ تَوَكَّلْتُ عَلَی الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْقَادِرِ الْقَاهِرِ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی الْأَحَدِ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ سَبْعاً أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَنِی وَ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ وَ لَا تُخْزِنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّكَ شَدِیدُ الْعِقَابِ غَفُورٌ رَحِیمٌ.

الثلاثون

رَبَّنَا فَاتَنَا هَذَا الشَّهْرُ الْمُبَارَكُ الَّذِی أَمَرْتَنَا فِیهِ بِالصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ اللَّهُمَّ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا بِهِ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا تَأَخَّرَ رَبَّنَا وَ لَا تَخْذُلْنَا وَ لَا تَحْرِمْنَا الْمَغْفِرَةَ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ تُبْ عَلَیْنَا وَ ارْزُقْنَا وَ ارْضَ

ص: 81


1- 1. ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذین سبقونا بالایمان و لا تجعل فی قلوبنا غلا للذین آمنوا ربّنا انك رؤف رحیم.

عَنَّا وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَوْلِیَائِكَ الْمُهْتَدِینَ وَ مِنْ أَوْلِیَائِكَ الْمُتَّقِینَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ مِنَّا هَذَا الشَّهْرَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا بِهِ وَ ارْزُقْنَا حَجَّ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی عَامِنَا هَذَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُعْطِی الرَّازِقُ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ.

باب 6 الأعمال و أدعیة مطلق لیالی شهر رمضان و أیامه و فی مطلق أسحاره و ما یناسب ذلك من الأعمال و المطالب و الفوائد

أقول: قد سبق ما یتعلق بهذا الباب فی كتاب الصیام و فی كتاب الدعاء فلیرجع إلیه.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: كَانَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تَصَدَّقَ فِی كُلِّ یَوْمٍ بِدِرْهَمٍ فَیَقُولُ لَعَلِّی أُصِیبُ لَیْلَةَ الْقَدْرِ(1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] أَدْعِیَةُ السَّحَرِ فِی لَیَالِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یُصَلِّی عَامَّةَ لَیْلَتِهِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ- إِلَهِی لَا تُؤَدِّبْنِی بِعُقُوبَتِكَ وَ لَا تَمْكُرْ بِی فِی حِیلَتِكَ مِنْ أَیْنَ لِیَ الْخَیْرُ یَا رَبِّ وَ لَا یُوجَدُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ مِنْ أَیْنَ لِیَ النَّجَاةُ وَ لَا تُسْتَطَاعُ إِلَّا بِكَ- لَا الَّذِی أَحْسَنَ اسْتَغْنَی عَنْ عَوْنِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ لَا الَّذِی أَسَاءَ وَ اجْتَرَأَ عَلَیْكَ وَ لَمْ یُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ بِكَ عَرَفْتُكَ وَ أَنْتَ دَلَلْتَنِی عَلَیْكَ وَ دَعَوْتَنِی إِلَیْكَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی وَ إِنْ كُنْتُ بَطِیئاً حِینَ یَدْعُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ فَیُعْطِینِی وَ إِنْ كُنْتُ بَخِیلًا حِینَ یَسْتَقْرِضُنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أُنَادِیهِ كُلَّمَا شِئْتُ لِحَاجَتِی وَ أَخْلُو بِهِ حَیْثُ شِئْتُ لِسِرِّی بِغَیْرِ شَفِیعٍ فَیَقْضِی لِی حَاجَتِی وَ الْحَمْدُ

ص: 82


1- 1. الإقبال: 64.

لِلَّهِ الَّذِی لَا أَدْعُو غَیْرَهُ وَ لَوْ دَعَوْتُ غَیْرَهُ لَمْ یَسْتَجِبْ لِی دُعَائِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا أَرْجُو غَیْرَهُ وَ لَوْ رَجَوْتُ غَیْرَهُ لَأَخْلَفَ رَجَائِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَكَلَنِی إِلَیْهِ فَأَكْرَمَنِی وَ لَمْ یَكِلْنِی إِلَی النَّاسِ فَیُهِینُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی تَحَبَّبَ إِلَیَّ وَ هُوَ غَنِیٌّ عَنِّی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَحْلُمُ عَنِّی حَتَّی كَأَنِّی لَا ذَنْبَ لِی فَرَبِّی أَحْمَدُ شَیْ ءٍ عِنْدِی وَ أَحَقُّ بِحَمْدِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَجِدُ سُبُلَ الْمَطَالِبِ إِلَیْكَ مُشْرَعَةً وَ مَنَاهِلَ الرَّجَاءِ إِلَیْكَ مُتْرَعَةً وَ الِاسْتِعَانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ أَمَّلَكَ مُبَاحَةً وَ أَبْوَابَ الدُّعَاءِ إِلَیْكَ لِلصَّارِخِینَ مَفْتُوحَةً وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ لِلرَّاجِینَ بِمَوْضِعِ إِجَابَةٍ وَ لِلْمَلْهُوفِینَ بِمَرْصَدِ إِغَاثَةٍ وَ أَنَّ فِی اللَّهْفِ إِلَی جُودِكَ وَ الرِّضَا بِقَضَائِكَ عِوَضاً عَنْ مَنْعِ الْبَاخِلِینَ وَ مَنْدُوحَةً عَمَّا فِی أَیْدِی الْمُسْتَأْثِرِینَ وَ أَنَّ الرَّاحِلَ إِلَیْكَ قَرِیبُ الْمَسَافَةِ وَ أَنَّكَ لَا تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ وَ لَكِنْ تَحْجُبُهُمُ الْأَعْمَالُ السَّیِّئَةُ دُونَكَ وَ قَدْ قَصَدْتُ إِلَیْكَ بِطَلِبَتِی وَ تَوَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِحَاجَتِی وَ جَعَلْتُ بِكَ اسْتِغَاثَتِی وَ بِدُعَائِكَ تَوَسُّلِی مِنْ غَیْرِ اسْتِحْقَاقٍ لِاسْتِمَاعِكَ مِنِّی وَ لَا اسْتِیجَابٍ لِعَفْوِكَ عَنِّی بَلْ لِثِقَتِی بِكَرَمِكَ وَ سُكُونِی إِلَی صِدْقِ وَعْدِكَ وَ لَجَئِی إِلَی الْإِیمَانِ بِتَوْحِیدِكَ وَ ثِقَتِی بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّی أَنْ لَا رَبَّ لِی غَیْرُكَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْقَائِلُ وَ قَوْلُكَ حَقٌّ وَ وَعْدُكَ صِدْقٌ وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِیماً وَ لَیْسَ مِنْ صِفَاتِكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤَالِ وَ تَمْنَعَ الْعَطِیَّةَ وَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطَایَا عَلَی أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ وَ الْعَائِدُ عَلَیْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ اللَّهُمَّ رَبَّیْتَنِی فِی نِعَمِكَ وَ إِحْسَانِكَ صَغِیراً وَ نَوَّهْتَ بِاسْمِی كَبِیراً یَا مَنْ رَبَّانِی فِی الدُّنْیَا بِإِحْسَانِهِ وَ بِفَضْلِهِ وَ نِعَمِهِ وَ أَشَارَ لِی فِی الْآخِرَةِ إِلَی عَفْوِهِ وَ كَرَمِهِ مَعْرِفَتِی یَا مَوْلَایَ دَلِیلِی عَلَیْكَ وَ حُبِّی لَكَ شَفِیعِی إِلَیْكَ وَ أَنَا وَاثِقٌ مِنْ دَلِیلِی بِدَلَالَتِكَ وَ سَاكِنٌ مِنْ شَفِیعِی إِلَی شَفَاعَتِكَ أَدْعُوكَ یَا سَیِّدِی بِلِسَانٍ قَدْ أَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ رَبِّ أُنَاجِیكَ بِقَلْبٍ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ أَدْعُوكَ یَا رَبِّ رَاهِباً رَاغِباً رَاجِیاً خَائِفاً إِذَا رَأَیْتُ مَوْلَایَ ذُنُوبِی فَزِعْتُ وَ إِذَا رَأَیْتُ عَفْوَكَ طَمِعْتُ فَإِنْ غَفَرْتَ فَخَیْرُ رَاحِمٍ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَغَیْرُ ظَالِمٍ

ص: 83

حُجَّتِی یَا اللَّهُ فِی جُرْأَتِی عَلَی مَسْأَلَتِكَ مَعَ إِتْیَانِی مَا تَكْرَهُ جُودُكَ وَ كَرَمُكَ وَ عُدَّتِی فِی شِدَّتِی مَعَ قِلَّةِ حَیَائِی مِنْكَ رَأْفَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ قَدْ رَجَوْتُ أَنْ لَا تُخَیِّبَ بَیْنَ ذَیْنِ وَ ذَیْنِ مُنْیَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حَقِّقْ رَجَائِی وَ اسْمَعْ نِدَائِی یَا خَیْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ وَ أَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ رَاجٍ.

عَظُمَ یَا سَیِّدِی أَمَلِی وَ سَاءَ عَمَلِی فَأَعْطِنِی مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدَارِ أَمَلِی وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِأَسْوَإِ عَمَلِی فَإِنَّ كَرَمَكَ یَجِلُّ عَنْ مُجَازَاةِ الْمُذْنِبِینَ وَ حِلْمَكَ یَكْبُرُ عَنْ مُكَافَأَةِ الْمُقَصِّرِینَ وَ أَنَا سَیِّدِی عَائِذٌ بِفَضْلِكَ هَارِبٌ مِنْكَ إِلَیْكَ مُتَنَجِّزٌ مَا وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً وَ مَا أَنَا یَا رَبِّ وَ مَا خَطَرِی هَبْنِی بِفَضْلِكَ وَ تَصَدَّقْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ أَیْ رَبِّ جَلِّلْنِی بِسَتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِیخِی بِكَرَمِ وَجْهِكَ فَلَوِ اطَّلَعَ الْیَوْمَ عَلَی ذَنْبِی غَیْرُكَ مَا فَعَلْتُهُ وَ لَوْ خِفْتُ تَعْجِیلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ- لَا لِأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِینَ إِلَیَّ وَ أَخَفُّ الْمُطَّلِعِینَ عَلَیَّ بَلْ لِأَنَّكَ یَا رَبِّ خَیْرُ السَّاتِرِینَ وَ أَحْلَمُ الْأَحْلَمِینَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ سَتَّارُ الْعُیُوبَ تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ وَ تُؤَخِّرُ الْعُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ وَ یَحْمِلُنِی وَ یُجَرِّئُنِی عَلَی مَعْصِیَتِكَ حِلْمُكَ عَنِّی وَ یَدْعُونِی إِلَی قِلَّةِ الْحَیَاءِ سَتْرُكَ عَلَیَّ وَ یُسْرِعُنِی إِلَی التَّوَثُّبِ عَلَی مَحَارِمِكَ مَعْرِفَتِی بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ عَظِیمِ عَفْوِكَ.

یَا حَلِیمُ یَا كَرِیمُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا غَافِرَ الذَّنْبِ یَا قَابِلَ التَّوْبِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مَوْصُوفاً بِالْإِحْسَانِ أَیْنَ سَتْرُكَ الْجَمِیلُ أَیْنَ فَرَجُكَ الْقَرِیبُ أَیْنَ غِیَاثُكَ السَّرِیعُ أَیْنَ رَحْمَتُكَ الْوَاسِعَةُ أَیْنَ عَطَایَاكَ الْفَاضِلَةُ أَیْنَ مَوَاهِبُكَ الْهَنِیئَةُ أَیْنَ صَنَائِعُكَ السَّنِیَّةُ أَیْنَ فَضْلُكَ الْعَظِیمُ أَیْنَ مَنُّكَ الْجَسِیمُ أَیْنَ إِحْسَانُكَ الْقَدِیمُ أَیْنَ كَرَمُكَ یَا كَرِیمُ بِكَ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَاسْتَنْقِذْنِی وَ بِهِ وَ بِهِمْ وَ بِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنِی یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ یَا مُتَفَضِّلُ لَسْنَا نَتَّكِلُ فِی النَّجَاةِ مِنْ عِقَابِكَ عَلَی أَعْمَالِنَا بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَیْنَا لِأَنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ تَبْتَدِئُ بِالْإِحْسَانِ نِعَماً وَ تَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً فَمَا نَدْرِی مَا نَشْكُرُ أَ جَمِیلٌ مَا تَنْشُرُ أَمْ قَبِیحٌ مَا تَسْتُرُ أَمْ عَظِیمٌ مَا أَبْلَیْتَ وَ أَوْلَیْتَ أَمْ كَثِیرٌ مَا مِنْهُ نَجَّیْتَ وَ عَافَیْتَ یَا حَبِیبَ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَیْهِ وَ یَا قُرَّةَ عَیْنِ

ص: 84

مَنْ لَاذَ بِهِ وَ انْقَطَعَ إِلَیْهِ أَنْتَ الْمُحْسِنُ وَ نَحْنُ الْمُسِیئُونَ فَتَجَاوَزْ یَا رَبِّ عَنْ قَبِیحِ مَا عِنْدَنَا بِجَمِیلِ مَا عِنْدَكَ فَأَیُّ جَهْلٍ یَا رَبِّ لَا یَسَعُهُ جُودُكَ أَوْ أَیُّ زَمَانٍ أَطْوَلُ مِنْ أَنَاتِكَ وَ مَا قَدْرُ أَعْمَالِنَا فِی جَنْبِ نِعَمِكَ وَ كَیْفَ نَسْتَكْثِرُ أَعْمَالًا یُقَابِلُ بِهَا كَرْمُكَ بَلْ كَیْفَ یَضِیقُ عَلَی المدنیین [الْمُذْنِبِینَ] مَا وَصَفْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ فَوَ عِزَّتِكَ یَا سَیِّدِی لَوِ انْتَهَرْتَنِی مَا بَرِحْتُ مِنْ بَابِكَ وَ لَا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِمَا انْتَهَی إِلَیَّ یَا سَیِّدِی مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَنْتَ الْفَاعِلُ لِمَا تَشَاءُ تُعَذِّبُ مَنْ تَشَاءُ بِمَا تَشَاءُ كَیْفَ تَشَاءُ وَ تَرْحَمُ مَنْ تَشَاءُ بِمَا تَشَاءُ كَیْفَ تَشَاءُ- لَا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ وَ لَا تُنَازَعُ فِی مُلْكِكَ وَ لَا تُشَارَكُ فِی أَمْرِكَ وَ لَا تُضَادُّ فِی حُكْمِكَ وَ لَا یَعْتَرِضُ عَلَیْكَ أَحَدٌ فِی تَدْبِیرِكَ لَكَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبَارَكْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ وَ رَبُّ الْعَالَمِینَ یَا رَبِّ هَذَا مَقَامُ مَنْ لَاذَ بِكَ وَ اسْتَجَارَ بِكَرَمِكَ وَ أَلِفَ إِحْسَانَكَ وَ نِعَمَكَ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یَضِیقُ عَفْوُكَ وَ لَا یَنْقُصُ فَضْلُكَ وَ لَا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ وَ قَدْ تَوَثَّقْنَا مِنْكَ بِالصَّفْحِ الْقَدِیمِ وَ الْفَضْلِ الْعَظِیمِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ أَ فَتَرَاكَ یَا رَبِّ تُخْلِفُ ظُنُونَنَا أَوْ تُخَیِّبُ آمَالَنَا كَلَّا یَا كَرِیمُ لَیْسَ هَذَا ظَنَنَّا بِكَ وَ لَا هَذَا طَمَعُنَا فِیكَ یَا رَبِّ إِنَّ لَنَا فِیكَ أَمَلًا طَوِیلًا كَثِیراً إِنَّ لَنَا بِكَ رَجَاءً عَظِیماً عَصَیْنَاكَ وَ نَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتُرَ عَلَیْنَا وَ دَعَوْنَاكَ وَ نَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتَجِیبَ لَنَا فَحَقِّقْ رَجَاءَنَا یَا مَوْلَانَا فَقَدْ عَلِمْنَا مَا نَسْتَوْجِبُ بِأَعْمَالِنَا وَ لَكِنْ عِلْمُكَ فِینَا وَ عِلْمُنَا بِأَنَّكَ لَا تَصْرِفُنَا عَنْكَ حَثَّنَا عَلَی الرَّغْبَةِ إِلَیْكَ وَ إِنْ كُنَّا غَیْرَ مُسْتَوْجِبِینَ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَیْنَا وَ عَلَی الْمُذْنِبِینَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ جُدْ عَلَیْنَا بِفَضْلِ إِحْسَانِكَ فَإِنَّا مُحْتَاجُونَ إِلَی نَیْلِكَ یَا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَیْنَا وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَیْنَا وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْنَا وَ أَمْسَیْنَا ذُنُوبُنَا بَیْنَ یَدَیْكَ نَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْهَا وَ نَتُوبُ إِلَیْكَ تَتَحَبَّبُ إِلَیْنَا بِالنِّعَمِ وَ نُعَارِضُكَ بِالذُّنُوبِ خَیْرُكَ إِلَیْنَا نَازِلٌ وَ شَرُّنَا إِلَیْكَ صَاعِدٌ وَ لَمْ یَزَلْ وَ لَا یَزَالُ مَلَكٌ كَرِیمٌ یَأْتِیكَ عَنَّا فِی كُلِّ یَوْمٍ بِعَمَلٍ قَبِیحٍ فَلَا یَمْنَعُكَ مَا یَأْتِی مِنَّا مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَحُوطَنَا بِرَحْمَتِكَ

ص: 85

وَ تَتَفَضَّلَ عَلَیْنَا بِآلَائِكَ فَسُبْحَانَكَ مَا أَحْلَمَكَ وَ أَعْظَمَكَ وَ أَكْرَمَكَ مُبْدِئاً وَ مُعِیداً تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ كَرُمَ صَنَائِعُكَ وَ فِعَالُكَ أَنْتَ إِلَهِی أَوْسَعُ فَضْلًا وَ أَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقَایِسَنِی بِفِعْلِی وَ خَطِیئَتِی فَالْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ سَیِّدِی سَیِّدِی سَیِّدِی اللَّهُمَّ اشْغَلْنَا بِذِكْرِكَ وَ أَعِذْنَا مِنْ سَخَطِكَ وَ أَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ وَ ارْزُقْنَا مِنْ مَوَاهِبِكَ وَ أَنْعِمْ عَلَیْنَا مِنْ فَضْلِكَ وَ ارْزُقْنَا حَجَّ بَیْتِكَ وَ زِیَارَةَ قَبْرِ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ مَغْفِرَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ وَ رِضْوَانُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ إِنَّكَ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ ارْزُقْنَا طَاعَتَكَ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِكَ وَ سُنَّةِ رَسُولِكَ علیه السلام.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ اجْزِهِمَا بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسَّیِّئَاتِ غُفْرَاناً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ تَابِعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فِی الْخَیْرَاتِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَیِّنَا وَ مَیِّتِنَا وَ شَاهِدِنَا وَ غَائِبِنَا وَ ذَكَرِنَا وَ أُنْثَانَا صَغِیرِنَا وَ كَبِیرِنَا حُرِّنَا وَ عَبْدِنَا كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً وَ خَسِرُوا خُسْراناً مُبِیناً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اخْتِمْ لِی بِخَیْرٍ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ مَنْ لَا یَرْحَمُنِی وَ اجْعَلْ عَلَیَّ مِنْكَ جُنَّةً وَاقِیَةً بَاقِیَةً وَ لَا تَسْلُبْنِی صَالِحَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً اللَّهُمَّ وَ احْرُسْنِی بِحَرَاسَتِكَ وَ احْفَظْنِی بِحِفْظِكَ وَ اكْلَأْنِی بِكِلَاءَتِكَ وَ ارْزُقْنِی حَجَّ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی عَامِنَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ مَا أَبْقَیْتَنَا وَ ارْزُقْنِی زِیَارَةَ قَبْرِ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ لَا تُخْلِنِی یَا رَبِّ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ الشَّرِیفَةِ وَ الْمَشَاهِدِ الْكَرِیمَةِ اللَّهُمَّ وَ تُبْ عَلَیَّ حَتَّی لَا أَعْصِیَكَ وَ أَلْهِمْنِی الْخَیْرَ وَ الْعَمَلَ بِهِ وَ خَشْیَتَكَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مَا أَبْقَیْتَنِی یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

إِلَهِی مَا لِی كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ تَهَیَّأْتُ وَ تَعَبَّأْتُ وَ قُمْتُ لِلصَّلَاةِ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ نَاجَیْتُ أَلْقَیْتَ عَلَیَّ نُعَاساً إِذَا أَنَا صَلَّیْتُ وَ سَلَبْتَنِی مُنَاجَاتَكَ إِذَا أَنَا نَاجَیْتُ مَا لِی كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِیرَتِی وَ قَرُبَ مِنْ مَجَالِسِ التَّوَّابِینَ مَجْلِسِی عَرَضَتْ لِی بَلِیَّةٌ أَزَالَتْ

ص: 86

قَدَمِی وَ حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَ خِدْمَتِكَ سَیِّدِی لَعَلَّكَ عَنْ بَابِكَ طَرَدْتَنِی وَ عَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّیْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ رَأَیْتَنِی مُسْتَخِفّاً بِحَقِّكَ فَأَقْصَیْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ رَأَیْتَنِی مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَیْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنِی فِی مَقَامِ الْكَاذِبِینَ فَرَفَضْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ رَأَیْتَنِی غَیْرَ شَاكِرٍ لِنَعْمَائِكَ فَحَرَمْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِی مِنْ مَجَالِسِ الْعُلَمَاءِ فَخَذَلْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ رَأَیْتَنِی فِی الْغَافِلِینَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آیَسْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ رَأَیْتَنِی آلَفُ مَجَالِسَ الْبَطَّالِینَ فَبَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ خَلَّیْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَسْمَعَ دُعَائِی فَبَاعَدْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمِی وَ جَرِیرَتِی كَافَیْتَنِی أَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَیَائِی مِنْكَ جَازَیْتَنِی فَإِنْ عَفَوْتَ یَا رَبِّ فَطَالَ مَا عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبِینَ قَبْلِی لِأَنَّ كَرَمَكَ أَیْ رَبِّ یَجِلُّ عَنْ مُجَازَاةِ الْمُذْنِبِینَ وَ حِلْمَكَ یَكْبُرُ عَنْ مُكَافَأَةِ الْمُقَصِّرِینَ فَأَنَا عَائِذٌ بِفَضْلِكَ هَارِبٌ مِنْكَ إِلَیْكَ مُتَنَجِّزٌ مَا وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً.

إِلَهِی أَنْتَ أَوْسَعُ فَضْلًا وَ أَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقَایِسَنِی بِظُلْمِی أَوْ أَنْ تَسْتَزِلَّنِی بِخَطِیئَتِی وَ مَا أَنَا یَا سَیِّدِی وَ مَا خَطَرِی هَبْنِی بِفَضْلِكَ وَ تَصَدَّقْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ جَلِّلْنِی بِسَتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِیخِی بِكَرَمِ وَجْهِكَ سَیِّدِی أَنَا الصَّغِیرُ الَّذِی رَبَّیْتَهُ وَ أَنَا الْجَاهِلُ الَّذِی عَلَّمْتَهُ وَ أَنَا الضَّالُّ الَّذِی هَدَیْتَهُ وَ أَنَا الْوَضِیعُ الَّذِی رَفَعْتَهُ وَ أَنَا الْخَائِفُ الَّذِی آمَنْتَهُ وَ أَنَا الْجَائِعُ الَّذِی أَشْبَعْتَهُ وَ الْعَطْشَانُ الَّذِی أَرْوَیْتَهُ وَ الْعَارِی الَّذِی كَسَوْتَهُ وَ الْفَقِیرُ الَّذِی أَغْنَیْتَهُ وَ الضَّعِیفُ الَّذِی قَوَّیْتَهُ وَ الذَّلِیلُ الَّذِی أَعْزَزْتَهُ وَ السَّقِیمُ الَّذِی شَفَیْتَهُ وَ السَّائِلُ الَّذِی أَعْطَیْتَهُ وَ الْمُذْنِبُ الَّذِی سَتَرْتَهُ وَ الْخَاطِئُ الَّذِی أَقَلْتَهُ وَ الْقَلِیلُ الَّذِی كَثَّرْتَهُ وَ الْمُسْتَضْعَفُ الَّذِی نَصَرْتَهُ وَ الطَّرِیدُ الَّذِی آوَیْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنَا یَا رَبِّ الَّذِی لَمْ أَسْتَحْیِكَ فِی الْخَلَاءِ وَ لَمْ أُرَاقِبْكَ فِی الْمَلَإِ وَ أَنَا صَاحِبُ الدَّوَاهِی الْعُظْمَی أَنَا الَّذِی عَلَی سَیِّدِهِ اجْتَرَی أَنَا الَّذِی عَصَیْتُ جَبَّارَ السَّمَاءِ أَنَا الَّذِی أَعْطَیْتُ عَلَی الْمَعَاصِی جَلِیلَ الرِّشَا أَنَا الَّذِی حِینَ بُشِّرْتُ بِهَا خَرَجْتُ إِلَیْهَا أَسْعَی أَنَا الَّذِی أَمْهَلْتَنِی فَمَا ارْعَوَیْتُ وَ سَتَرْتَ عَلَیَّ فَمَا اسْتَحْیَیْتُ وَ عَمِلْتُ بِالْمَعَاصِی فَتَعَدَّیْتُ وَ أَسْقَطْتَنِی مِنْ عَیْنِكَ فَمَا بَالَیْتُ فَبِحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِی وَ بِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِی حَتَّی كَأَنَّكَ أَغْفَلْتَنِی وَ مِنْ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِی جَنَّبْتَنِی حَتَّی

ص: 87

كَأَنَّكَ اسْتَحْیَیْتَنِی.

إِلَهِی لَمْ أَعْصِكَ حِینَ عَصَیْتُكَ وَ أَنَا بِرُبُوبِیَّتِكَ جَاحِدٌ وَ لَا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَا لِوَعِیدِكَ مُتَهَاوِنٌ وَ لَكِنْ خَطِیئَةٌ عَرَضَتْ وَ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ غَلَبَنِی هَوَایَ وَ أَعَانَنِی عَلَیْهَا شِقْوَتِی وَ غَرَّنِی سِتْرُكَ الْمُرْخَی عَلَیَّ فَقَدْ عَصَیْتُكَ وَ خَالَفْتُكَ بِجُهْدِی فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنِی وَ مِنْ أَیْدِی الْخُصَمَاءِ غَداً مَنْ یُخَلِّصُنِی وَ بِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی فَوَا سَوْأَتَا عَلَی مَا أَحْصَی كِتَابُكَ مِنْ عَمَلِیَ الَّذِی لَوْ لَا مَا أَرْجُو مِنْ كَرَمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَهْیِكَ إِیَّایَ عَنِ الْقُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَ مَا أَتَذَكَّرُهَا یَا خَیْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ وَ أَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ رَاجٍ اللَّهُمَّ بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ وَ بِحُبِّی لِلنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الْقُرَشِیِّ الْهَاشِمِیِّ الْعَرَبِیِّ التِّهَامِیِّ الْمَكِّیِّ الْمَدَنِیِّ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَیْكَ فَلَا تُوحِشِ اسْتِینَاسَ إِیمَانِی وَ لَا تَجْعَلْ ثَوَابِی ثَوَابَ مَنْ عَبَدَ سِوَاكَ فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ لِیَحْقُنُوا بِهِ دِمَاءَهُمْ فَأَدْرَكُوا مَا أَمَّلُوا وَ إِنَّا آمَنَّا بِكَ بِأَلْسِنَتِنَا وَ قُلُوبِنَا لِتَعْفُوَ عَنَّا فَأَدْرِكْنَا مَا أَمَّلْنَا وَ ثَبِّتْ رَجَاءَكَ فِی صُدُورِنَا وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَوَ عِزَّتِكَ لَوِ انْتَهَرْتَنِی مَا بَرِحْتُ مِنْ بَابِكَ وَ لَا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِمَا أُلْهِمَ قَلْبِی یَا سَیِّدِی مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ إِلَی مَنْ یَذْهَبُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی مَوْلَاهُ وَ إِلَی مَنْ یَلْتَجِئُ الْمَخْلُوقُ إِلَّا إِلَی خَالِقِهِ إِلَهِی لَوْ قَرَنْتَنِی بِالْأَصْفَادِ وَ مَنَعْتَنِی سَیْبَكَ مِنْ بَیْنِ الْأَشْهَادِ وَ دَلَلْتَ عَلَی فَضَائِحِی عُیُونَ الْعِبَادِ وَ أَمَرْتَ بِی عَلَی النَّارِ وَ حُلْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْأَبْرَارِ مَا قَطَعْتُ رَجَائِی مِنْكَ وَ لَا صَرَفْتُ وَجْهَ تَأْمِیلِی لِلْعَفْوِ عَنْكَ وَ لَا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِی أَنَا لَا أَنْسَی أَیَادِیَكَ عِنْدِی وَ سَتْرَكَ عَلَیَّ فِی دَارِ الدُّنْیَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْیَا عَنْ قَلْبِی وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْمُصْطَفَی وَ آلِهِ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ انْقُلْنِی إِلَی دَرَجَةِ التَّوْبَةِ إِلَیْكَ وَ أَعِنِّی بِالْبُكَاءِ عَلَی نَفْسِی فَقَدْ أَفْنَیْتُ بِالتَّسْوِیفِ وَ الْآمَالِ عُمُرِی وَ قَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الْآیِسِینَ مِنْ خَیْرِی.

ص: 88

فَمَنْ یَكُونُ أَسْوَأَ حَالًا مِنِّی إِنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلَی مِثْلِ حَالِی إِلَی قَبْرِی وَ لَمْ أَمْهَدْهُ لِرَقْدَتِی وَ لَمْ أَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِی وَ مَا لِی لَا أَبْكِی وَ لَا أَدْرِی إِلَی مَا یَكُونُ مَصِیرِی وَ أَرَی نَفْسِی تُخَادِعُنِی وَ أَیَّامِی تُخَاتِلُنِی وَ قَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأْسِی أَجْنِحَةُ الْمَوْتِ فَمَا لِی لَا أَبْكِی أَبْكِی لِخُرُوجِ نَفْسِی أَبْكِی لِظُلْمَةِ قَبْرِی أَبْكِی لِضِیقِ لَحْدِی أَبْكِی لِسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ إِیَّایَ أَبْكِی لِخُرُوجِی عَنْ قَبْرِی عُرْیَاناً ذَلِیلًا حَامِلًا ثِقْلِی عَلَی ظَهْرِی أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ یَمِینِی وَ أُخْرَی عَنْ شِمَالِی إِذِ الْخَلَائِقُ فِی شَأْنٍ غَیْرِ شَأْنِی لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ وَ ذِلَّةٌ سَیِّدِی عَلَیْكَ مُعَوَّلِی وَ مُعْتَمَدِی وَ رَجَائِی وَ تَوَكُّلِی وَ بِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِی تُصِیبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَهْدِی بِرَحْمَتِكَ مَنْ تُحِبُّ.

اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا نَقَّیْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی بَسْطِ لِسَانِی أَ فَبِلِسَانِی هَذَا الْكَالِّ أَشْكُرُكَ أَمْ بِغَایَةِ جُهْدِی فِی عَمَلِی أُرْضِیكَ وَ مَا قَدْرُ لِسَانِی یَا رَبِّ فِی جَنْبِ شُكْرِكَ وَ قَدْرُ عَمَلِی فِی جَنْبِ نِعَمِكَ وَ إِحْسَانِكَ إِلَهِی إِنَّ جُودَكَ بَسَطَ أَمَلِی وَ شُكْرَكَ قَبْلَ عَمَلِی سَیِّدِی إِلَیْكَ رَغْبَتِی وَ مِنْكَ رَهْبَتِی وَ إِلَیْكَ تَأْمِیلِی فَقَدْ سَاقَنِی إِلَیْكَ أَمَلِی وَ عَلَیْكَ یَا وَاجِدِی عَكَفَتْ هِمَّتِی وَ فِیمَا عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتِی وَ لَكَ خَالِصُ رَجَائِی وَ خَوْفِی وَ بِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتِی وَ إِلَیْكَ أَلْقَیْتُ بِیَدِی وَ بِحَبْلِ طَاعَتِكَ مَدَدْتُ یَدِی مَوْلَایَ بِذِكْرِكَ عَاشَ قَلْبِی وَ بِمُنَاجَاتِكَ بَرَّدْتُ أَلَمَ الْخَوْفِ عَنِّی فَیَا مَوْلَایَ وَ یَا مُؤَمَّلِی وَ یَا مُنْتَهَی سُؤْلِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَ ذَنْبِیَ الْمَانِعِ لِی مِنْ لُزُومِ طَاعَتِكَ فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ لِقَدِیمِ الرَّجَاءِ لَكَ وَ عَظِیمِ الطَّمَعِ فِیكَ الَّذِی أَوْجَبْتَهُ عَلَی نَفْسِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ فَالْأَمْرُ لَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِبَادُكَ وَ فِی قَبْضَتِكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاضِعٌ لَكَ تَبَارَكْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

اللَّهُمَّ فَارْحَمْنِی إِذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتِی وَ كَلَّ عَنْ جَوَابِكَ لِسَانِی وَ طَاشَ عِنْدَ سُؤَالِكَ إِیَّایَ لُبِّی فَیَا عَظِیماً یُرْجَی لِكُلِّ عَظِیمٍ أَنْتَ رَجَائِی فَلَا تُخَیِّبْنِی إِذَا اشْتَدَّتْ

ص: 89

إِلَیْكَ فَاقَتِی وَ لَا تَرُدَّنِی لِجَهْلِی وَ لَا تَمْنَعْنِی لِقِلَّةِ صَبْرِی أَعْطِنِی لِفَقْرِی وَ ارْحَمْنِی لِضَعْفِی سَیِّدِی عَلَیْكَ مُعْتَمَدِی وَ مُعَوَّلِی وَ رَجَائِی وَ تَوَكُّلِی وَ بِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِی وَ بِفِنَائِكَ أَحُطُّ رَحْلِی وَ بِجُودِكَ أَقْصِدُ طَلِبَتِی وَ بِكَرَمِكَ أَیْ رَبِّ أَسْتَفْتِحُ دُعَائِی وَ لَدَیْكَ أَرْجُو ضِیَافَتِی وَ بِعِنَایَتِكَ أَجْبُرُ عَیْلَتِی وَ تَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِیَامِی وَ إِلَی جُودِكَ وَ كَرَمِكَ أَرْفَعُ بَصَرِی وَ إِلَی مَعْرُوفِكَ أُدِیمُ نَظَرِی فَلَا تُحْرِقْنِی بِالنَّارِ وَ أَنْتَ مَوْضِعُ أَمَلِی وَ لَا تُسْكِنِّی الْهَاوِیَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَیْنِی یَا سَیِّدِی لَا تُكَذِّبْ ظَنِّی بِإِحْسَانِكَ وَ مَعْرُوفِكَ فَإِنَّكَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ لَا تَحْرِمْنِی ثَوَابَكَ فَإِنَّكَ الْعَارِفُ بِفَقْرِی.

إِلَهِی إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا أَجَلِی وَ لَمْ یُقَرِّبْنِی مِنْكَ عَمَلِی فَقَدْ جَعَلْتُ الِاعْتِرَافَ إِلَیْكَ بِذَنْبِی وَسَائِلَ عِلَلِی إِلَهِی إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَی مِنْكَ بِالْعَفْوِ وَ إِنْ عَذَّبْتَنِی فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِی الْحُكْمِ اللَّهُمَّ فَارْحَمْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا وَحْدَتِی وَ عِنْدَ الْمَوْتِ كُرْبَتِی وَ فِی الْقَبْرِ وَحْدَتِی وَ فِی اللَّحْدِ وَحْشَتِی وَ إِذَا نُشِرْتُ لِلْحِسَابِ بَیْنَ یَدَیْكَ ذُلَّ مَوْقِفِی وَ اغْفِرْ لِی مَا خَفِیَ عَلَی الْآدَمِیِّینَ مِنْ عَمَلِی وَ أَدِمْ لِی مَا بِهِ سَتَرْتَنِی وَ ارْحَمْنِی صَرِیعاً عَلَی الْفِرَاشِ تُقَلِّبُنِی أَیْدِی أَحِبَّتِی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ مَمْدُوداً عَلَی الْمُغْتَسَلِ یُغَسِّلُنِی صَالِحُ جِیرَتِی وَ تَحَنَّنْ عَلَیَّ مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ أَطْرَافَ جَنَازَتِی وَ جُدْ عَلَیَّ مَنْقُولًا قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحِیداً فِی حُفْرَتِی وَ ارْحَمْ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ الْجَدِیدِ غُرْبَتِی حَتَّی لَا أَسْتَأْنِسَ بِغَیْرِكَ فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِی إِلَی نَفْسِی هَلَكْتُ.

سَیِّدِی فَبِمَنْ أَسْتَغِیثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِی عَثْرَتِی وَ إِلَی مَنْ أَفْزَعُ إِنْ فَقَدْتُ عِنَایَتَكَ فِی ضَجْعَتِی وَ إِلَی مَنْ أَلْتَجِئُ إِنْ لَمْ تُنَفِّسْ كُرْبَتِی سَیِّدِی مَنْ لِی وَ مَنْ یَرْحَمُنِی إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ فَضْلَ مَنْ أُؤَمِّلُ إِنْ فَقَدْتُ غُفْرَانَكَ أَوْ عُدِمْتُ فَضْلَكَ یَوْمَ فَاقَتِی وَ إِلَی مَنِ الْفِرَارُ مِنَ الذُّنُوبِ إِذَا انْقَضَی أَجَلِی سَیِّدِی لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَرْجُوكَ إِلَهِی حَقِّقْ رَجَائِی وَ آمِنْ خَوْفِی فَإِنَّ كَثْرَةَ ذُنُوبِی لَا أَرْجُو لَهَا إِلَّا عَفْوَكَ سَیِّدِی أَنَا أَسْأَلُكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّ وَ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فَاغْفِرْ لِی وَ أَلْبِسْنِی مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً یُغَطِّی عَلَیَّ التَّبِعَاتِ وَ تَغْفِرُهَا لِی وَ لَا أُطَالَبُ بِهَا إِنَّكَ ذُو مَنٍّ قَدِیمٍ

ص: 90

وَ صَفْحٍ عَظِیمٍ وَ تَجَاوُزٍ كَرِیمٍ.

إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی تُفِیضُ سَیْبَكَ عَلَی مَنْ لَمْ یَسْأَلْكَ وَ عَلَی الْجَاحِدِینَ بِرُبُوبِیَّتِكَ فَكَیْفَ سَیِّدِی بِمَنْ سَأَلَكَ وَ أَیْقَنَ أَنَّ الْخَلْقَ لَكَ وَ الْأَمْرَ إِلَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ سَیِّدِی عَبْدُكَ بِبَابِكَ أَقَامَتْهُ الْخَصَاصَةُ بَیْنَ یَدَیْكَ یَقْرَعُ بَابَ إِحْسَانِكَ بِدُعَائِهِ وَ یَسْتَعْطِفُ جَمِیلَ نَظَرِكَ بِمَكْنُونِ رَجَائِهِ فَلَا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنِّی وَ اقْبَلْ مِنِّی مَا أَقُولُ فَقَدْ دَعَوْتُكَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ لَا تَرُدَّنِی مَعْرِفَةً مِنِّی بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی لَا یُحْفِیكَ سَائِلٌ وَ لَا یَنْقُصُكَ نَائِلٌ أَنْتَ كَمَا تَقُولُ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ صَبْراً جَمِیلًا وَ فَرَجاً قَرِیباً وَ قَوْلًا صَادِقاً وَ أَجْراً عَظِیماً وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ مِنَ الْخَیْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَیْرِ مَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ أَهْلِ حُزَانَتِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ وَ أَرْغِدْ عَیْشِی وَ أَظْهِرْ مُرُوَّتِی وَ أَصْلِحْ جَمِیعَ أَحْوَالِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ أَطَلْتَ عُمُرَهُ وَ حَسَّنْتَ عَمَلَهُ وَ أَتْمَمْتَ عَلَیْهِ نِعْمَتَكَ وَ رَضِیتَ عَنْهُ وَ أَحْیَیْتَهُ حَیَاةً طَیِّبَةً فِی أَدْوَمِ السُّرُورِ وَ أَسْبَغِ الْكَرَامَةِ وَ أَتَمِّ الْعَیْشِ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ لَا یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ وَ خُصَّنِی مِنْكَ بِخَاصَّةِ ذِكْرِكَ وَ لَا تَجْعَلْ شَیْئاً مِمَّا أَتَقَرَّبُ بِهِ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ رِئَاءً وَ لَا سُمْعَةً وَ لَا أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ وَ أَعْطِنِی السَّعَةَ فِی الرِّزْقِ وَ الْأَمْنَ فِی الْوَطَنِ وَ قُرَّةَ الْعَیْنِ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ الْمُقَامَ فِی نِعَمِكَ عِنْدِی وَ الصِّحَّةَ فِی الْجِسْمِ وَ الْقُوَّةَ فِی الْبَدَنِ وَ السَّلَامَةَ فِی الدِّینِ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَبَداً مَا اسْتَعْمَرْتَنِی وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ عِنْدَكَ نَصِیباً فِی كُلِّ خَیْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَ أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ مَا أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِی كُلِّ سَنَةٍ مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا وَ عَافِیَةٍ تُلْبِسُهَا وَ بَلِیَّةٍ تَدْفَعُهَا وَ حَسَنَاتٍ تَتَقَبَّلُهَا وَ سَیِّئَاتٍ تَتَجَاوَزُ عَنْهَا وَ ارْزُقْنِی رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ الطَّیِّبِ وَ اصْرِفْ عَنِّی یَا سَیِّدِیَ الْأَسْوَاءَ وَ اقْضِ عَنِّی الدَّیْنَ وَ الظُّلَامَاتِ

ص: 91

حَتَّی لَا أَتَأَذَّی بِشَیْ ءٍ مِنْهُ وَ خُذْ عَنِّی بِأَسْمَاعِ أَعْدَائِی وَ أَبْصَارِ حُسَّادِی وَ الْبَاغِینَ عَلَیَّ وَ انْصُرْنِی عَلَیْهِمْ وَ أَقِرَّ عَیْنِی وَ حَقِّقْ ظَنِّی وَ فَرِّجْ قَلْبِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ هَمِّی وَ كَرْبِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ اجْعَلْ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمَیَّ وَ اكْفِنِی شَرَّ الشَّیْطَانِ وَ شَرَّ السُّلْطَانِ وَ سَیِّئَاتِ عَمَلِی وَ طَهِّرْنِی مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِفَضْلِكَ وَ أَلْحِقْنِی بِأَوْلِیَائِكَ الصَّالِحِینَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَبْرَارِ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِذُنُوبِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَ لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِلُؤْمِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَ لَئِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النَّارِ بِحُبِّی إِیَّاكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی إِنْ كُنْتَ لَا تَغْفِرُ إِلَّا لِأَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ فَإِلَی مَنْ یَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ وَ إِنْ كُنْتَ لَا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْوَفَاءِ بِكَ فَبِمَنْ یَسْتَغِیثُ الْمُسِیئُونَ إِلَهِی إِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ فَفِی ذَلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ وَ إِنْ أَدْخَلْتَنِی الْجَنَّةَ فَفِی ذَلِكَ سُرُورُ نَبِیِّكَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِیِّكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلَأَ قَلْبِی حُبّاً لَكَ وَ خَشْیَةً مِنْكَ وَ تَصْدِیقاً لَكَ وَ إِیمَاناً بِكَ وَ فَرَقاً مِنْكَ وَ شَوْقاً إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ حَبِّبْ إِلَیَّ لِقَاءَكَ وَ أَحْبِبْ لِقَائِی وَ اجْعَلْ لِی فِی لِقَائِكَ الرَّاحَةَ وَ الْفَرَحَ وَ الْكَرَامَةَ اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِی بِصَالِحِ مَنْ مَضَی وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَالِحِ مَنْ بَقِیَ وَ خُذْ بِی سَبِیلَ الصَّالِحِینَ وَ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی بِمَا تُعِینُ بِهِ الصَّالِحِینَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ لَا تَرُدَّنِی فِی سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنْهُ أَبَداً وَ اخْتِمْ عَمَلِی بِأَحْسَنِهِ وَ اجْعَلْ ثَوَابِی عَلَیْهِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ تُحْیِینِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تَوَفَّانِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تَبْعَثُنِی إِذَا بَعَثْتَنِی عَلَیْهِ وَ أَبْرِئْ قَلْبِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ الشَّكِّ وَ السُّمْعَةِ فِی دِینِكَ حَتَّی یَكُونَ عَمَلِی خَالِصاً لَكَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی بَصِیرَةً فِی دِینِكَ وَ فَهْماً فِی حُكْمِكَ وَ فِقْهاً فِی عِلْمِكَ وَ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ وَرَعاً یَحْجُزُنِی عَنْ مَعَاصِیكَ وَ بَیِّضْ وَجْهِی بِنُورِكَ وَ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ تَوَفَّنِی فِی سَبِیلِكَ وَ عَلَی مِلَّةِ

ص: 92

رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَ الْفَشَلِ وَ الْهَمِّ وَ الْحُزْنِ وَ الْجُبْنِ وَ الْبُخْلِ وَ الْغَفْلَةِ وَ الْقَسْوَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ وَ كُلِّ بَلِیَّةٍ وَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَقْنَعُ وَ مِنْ بَطْنٍ لَا یَشْبَعُ وَ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ وَ عَمَلٍ لَا یَنْفَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ وَ أَعُوذُ بِكَ یَا رَبِّ عَلَی نَفْسِی وَ دِینِی وَ مَالِی وَ جَمِیعِ مَا رَزَقْتَنِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَنْ یُجِیرَنِی مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلَا تَجْعَلْ نَفْسِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ عَذَابِكَ وَ لَا تُرِدْنِی بِهَلَكَةٍ وَ لَا تُرِدْنِی بِعَذَابٍ أَلِیمٍ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّی وَ أَعْلِ ذِكْرِی وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی وَ احْطُطْ وِزْرِی وَ لَا تَذْكُرْنِی بِخَطِیئَتِی وَ اجْعَلْ ثَوَابَ مَجْلِسِی وَ ثَوَابَ مَنْطِقِی وَ ثَوَابَ دُعَائِی رِضَاكَ عَنِّی وَ الْجَنَّةَ وَ أَعْطِنِی یَا رَبِّ جَمِیعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِی كِتَابِكَ الْعَفْوَ وَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَ قَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنَّا وَ أَمَرْتَنَا أَنْ لَا نَرُدَّ سَائِلًا عَنْ أَبْوَابِنَا وَ قَدْ جِئْتُكَ سَائِلًا فَلَا تَرُدَّنَا إِلَّا بِقَضَاءِ حَوَائِجِنَا وَ أَمَرْتَنَا بِالْإِحْسَانِ إِلَی مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُنَا وَ نَحْنُ أَرِقَّاؤُكَ فَأَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ یَا مَفْزَعِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا غِیَاثِی عِنْدَ شِدَّتِی إِلَیْكَ فَزِعْتُ وَ بِكَ اسْتَغَثْتُ وَ لُذْتُ وَ لَا أَلُوذُ بِسِوَاكَ وَ لَا أَطْلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا بِكَ وَ مِنْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغِثْنِی وَ فَرِّجْ عَنِّی یَا مَنْ یَقْبَلُ الْیَسِیرَ وَ یَعْفُو عَنِ الْكَثِیرِ اقْبَلْ مِنِّی الْیَسِیرَ وَ اعْفُ عَنِّی الْكَثِیرَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ یَقِیناً حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ یُصِیبَنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی وَ رَضِّنِی مِنَ الْعَیْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی السَّحَرِ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصِّیَامِ وَ رَوَاهُ أَیْضاً ابْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ

ص: 93


1- 1. كتاب الاقبال: 67- 75.

وَ اللَّفْظُ وَاحِدٌ فَقَالا مَعاً عَنْ أَیُّوبَ بْنِ یَقْطِینٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَسْأَلُهُ أَنْ یُصَحِّحَ لَهُ هَذَا الدُّعَاءَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ نَعَمْ وَ هُوَ دُعَاءُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِالْأَسْحَارِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ أَبِی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ عِظَمِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ عِنْدَ اللَّهِ وَ سُرْعَةِ إِجَابَتِهِ لِصَاحِبِهَا لَاقْتَتَلُوا عَلَیْهِ وَ لَوْ بِالسُّیُوفِ- وَ اللَّهُ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ حَلَفْتُ لَبَرَرْتُ أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ قَدْ دَخَلَ فِیهَا فَإِذَا دَعَوْتُهُمْ فَاجْتَهِدُوا فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ اكْتُمُوهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِهِ وَ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهِ الْمُنَافِقُونَ وَ الْمُكَذِّبُونَ وَ الْجَاحِدُونَ وَ هُوَ دُعَاءُ الْمُبَاهَلَةِ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ وَ كُلُّ بَهَائِكَ بَهِیٌّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَ كُلُّ جَمَالِكَ جَمِیلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَمَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ جَلَالِكَ بِأَجَلِّهِ وَ كُلُّ جَلَالِكَ جَلِیلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا وَ كُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِیمَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَ كُلُّ نُورِكَ نَیِّرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا وَ كُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ كَلِمَاتِكَ بِأَتَمِّهَا وَ كُلُّ كَلِمَاتِكَ تَامَّةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ كَمَالِكَ بِأَكْمَلِهِ وَ كُلُّ كَمَالِكَ كَامِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَمَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمَائِكَ بِأَكْبَرِهَا وَ كُلُّ أَسْمَائِكَ كَبِیرَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأَعَزِّهَا وَ كُلُّ عِزَّتِكَ عَزِیزَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَشِیَّتِكَ بِأَمْضَاهَا وَ كُلُّ مَشِیَّتِكَ مَاضِیَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَشِیَّتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی اسْتَطَلْتَ بِهَا عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِیلَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَ كُلُّ عِلْمِكَ نَافِذٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضَاهُ وَ كُلُّ قَوْلِكَ رَضِیٌّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِأَحَبِّهَا إِلَیْكَ وَ كُلُ

ص: 94

مَسَائِلِكَ إِلَیْكَ حَبِیبَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَ كُلُّ شَرَفِكَ شَرِیفٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطَانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَ كُلُّ سُلْطَانِكَ دَائِمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِسُلْطَانِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ وَ كُلُّ مُلْكِكَ فَاخِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عُلُوِّكَ بِأَعْلَاهُ وَ كُلُّ عُلُوِّكَ عَالٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَ كُلُّ مَنِّكَ قَدِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ آیَاتِكَ بِأَكْرَمِهَا وَ كُلُّ آیَاتِكَ كَرِیمَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِآیَاتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا أَنْتَ فِیهِ مِنَ الشَّأْنِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَحْدَهُ وَ جَبَرُوتٍ وَحْدَهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِیبُنِی بِهِ حِینَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِی یَا اللَّهُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ فَإِنَّكَ تُعْطَاهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی السَّحَرِ أَرْوِیهِ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ ره فِی الْمِصْبَاحِ: یَا عُدَّتِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا صَاحِبِی فِی شِدَّتِی وَ یَا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی وَ یَا غَایَتِی فِی رَغْبَتِی أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِی الْمُؤْمِنُ رَوْعَتِی الْمُقِیلُ عَثْرَتِی فَاغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خُشُوعَ الْإِیمَانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِی النَّارِ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ یُعْطِی مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً وَ یَبْتَدِئُ بِالْخَیْرِ مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ كَرَماً بِكَرَمِكَ الدَّائِمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ هَبْ لِی رَحْمَةً وَاسِعَةً جَامِعَةً أَبْلُغُ بِهَا خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ خَیْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِی فِیهِ مَا لَیْسَ لَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْفُ عَنِّی ظُلْمِی وَ جُرْمِی بِحِلْمِكَ وَ جُودِكَ یَا كَرِیمُ یَا مَنْ لَا یَخِیبُ سَائِلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ نَائِلُهُ یَا مَنْ عَلَا فَلَا شَیْ ءَ فَوْقَهُ وَ دَنَا فَلَا شَیْ ءَ دُونَهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی یَا فَالِقَ

ص: 95


1- 1. كتاب الاقبال: 75- 78.

الْبَحْرِ لِمُوسَی اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِی مِنَ النِّفَاقِ وَ عَمَلِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ لِسَانِی مِنَ الْكَذِبِ وَ عَیْنِی مِنَ الْخِیَانَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ یَا رَبِّ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَجِیرِ بِكَ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَغِیثِ بِكَ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْهَارِبِ إِلَیْكَ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ مَنْ یَبُوءُ بِخَطِیئَتِهِ وَ یَعْتَرِفْ بِذَنْبِهِ وَ یَتُوبُ إِلَی رَبِّهِ هَذَا مَقَامُ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ هَذَا مَقَامُ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ هَذَا مَقَامُ الْمَحْزُونِ الْمَكْرُوبِ هَذَا مَقَامُ الْمَحْزُونِ الْمَغْمُومِ الْمَهْمُومِ هَذَا مَقَامُ الْغَرِیبِ الْغَرِیقِ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَوْحِشِ الْفَرِقِ هَذَا مَقَامُ مَنْ لَا یَجِدُ لِذَنْبِهِ غَافِراً غَیْرَكَ وَ لَا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِوَاكَ یَا اللَّهُ یَا كَرِیمُ لَا تُحْرِقْ وَجْهِی بِالنَّارِ بَعْدَ سُجُودِی وَ تَعْفِیرِی بِغَیْرِ مَنٍّ مِنِّی عَلَیْكَ بَلْ لَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَنُّ وَ الْفَضْلُ عَلَیَّ ارْحَمْ أَیْ رَبِّ أَیْ رَبِّ أَیْ رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ رِقَّةَ جِلْدِی وَ تَبَدُّدَ أَوْصَالِی وَ تَنَاثُرَ لَحْمِی وَ جِسْمِی وَ جَسَدِی وَ وَحْدَتِی وَ وَحْشَتِی فِی قَبْرِی وَ جَزَعِی مِنْ صَغِیرِ الْبَلَاءِ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ قُرَّةَ الْعَیْنِ وَ الِاغْتِبَاطَ یَوْمَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ بَیِّضْ وَجْهِی یَا رَبِّ یَوْمَ تَسْوَدُّ فِیهِ الْوُجُوهُ وَ آمِنِّی مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ أَسْأَلُكَ الْبُشْرَی یَوْمَ تُقَلِّبُ فِیهِ الْقُلُوبَ وَ الْأَبْصَارَ وَ الْبُشْرَی عِنْدَ فِرَاقِ الدُّنْیَا.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَرْجُوهُ عَوْناً فِی حَیَاتِی وَ أُعِدُّهُ ذُخْراً لِیَوْمِ فَاقَتِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ وَ لَا أَدْعُو غَیْرَهُ وَ لَوْ دَعَوْتُ غَیْرَهُ لَخَیَّبَ دُعَائِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَرْجُوهُ وَ لَا أَرْجُو غَیْرَهُ وَ لَوْ رَجَوْتُ غَیْرَهُ لَأَخْلَفَ رَجَائِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ الْمُفْضِلِ ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَلِیِّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ وَ قَاضِی كُلِّ حَاجَةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی الْیَقِینَ وَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَ أَثْبِتْ رَجَاءَكَ فِی قَلْبِی وَ اقْطَعْ رَجَائِی عَمَّنْ سِوَاكَ حَتَّی لَا أَرْجُوَ غَیْرَكَ وَ لَا أَثِقَ إِلَّا بِكَ یَا لَطِیفاً لِمَا یَشَاءُ أَلْطِفْ لِی فِی جَمِیعِ أَحْوَالِی بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی یَا رَبِّ إِنِّی ضَعِیفٌ عَلَی النَّارِ فَلَا تُعَذِّبْنِی بِالنَّارِ یَا رَبِّ ارْحَمْ دُعَائِی وَ تَضَرُّعِی وَ خَوْفِی وَ ذُلِّی وَ مَسْكَنَتِی وَ تَعْوِیذِی وَ تَلْوِیذِی یَا رَبِّ إِنِّی ضَعِیفٌ عَنْ طَلَبِ الدُّنْیَا

ص: 96

وَ أَنْتَ وَاسِعٌ كَرِیمٌ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ بِقُوَّتِكَ عَلَی ذَلِكَ وَ قُدْرَتِكَ عَلَیْهِ وَ غِنَاكَ عَنْهُ وَ حَاجَتِی إِلَیْهِ أَنْ تَرْزُقَنِی فِی عَامِی هَذَا وَ شَهْرِی هَذَا وَ یَوْمِی هَذَا وَ سَاعَتِی هَذِهِ رِزْقاً تُغْنِینِی بِهِ عَنْ تَكَلُّفِ مَا فِی أَیْدِی النَّاسِ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطِّیِّبِ أَیْ رَبِّ مِنْكَ أَطْلُبُ وَ إِلَیْكَ أَرْغَبُ وَ إِیَّاكَ أَرْجُو وَ أَنْتَ أَهْلُ ذَلِكَ لَا أَرْجُو غَیْرَكَ وَ لَا أَثِقَ إِلَّا بِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَیْ رَبِ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ عَافِنِی یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَ یَا جَامِعَ كُلِّ فَوْتٍ وَ یَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ یَا مَنْ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ وَ لَا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ مَا سَأَلْتُكَ وَ أَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ وَ أَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ هَبْ لِیَ الْعَافِیَةَ حَتَّی تَهْنِئَنِی الْمَعِیشَةُ وَ اخْتِمْ لِی بِخَیْرٍ حَتَّی لَا تَضُرَّنِی الذُّنُوبُ اللَّهُمَّ رَضِّنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی حَتَّی لَا أَسْأَلَ أَحَداً شَیْئاً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِی خَزَائِنَ رَحْمَتِكَ وَ ارْحَمْنِی رَحْمَةً- لَا تُعَذِّبُنِی بَعْدَهَا أَبَداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً- لَا تُفْقِرُنِی إِلَی أَحَدٍ بَعْدَهُ سِوَاكَ تَزِیدُنِی بِذَلِكَ شُكْراً وَ إِلَیْكَ فَاقَةً وَ فَقْراً وَ بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًی وَ تَعَفُّفاً یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ یَا مَلِیكُ یَا مُقْتَدِرُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی الْمُهِمَّ كُلَّهُ وَ اقْضِ لِی بِالْحُسْنَی وَ بَارِكْ لِی فِی جَمِیعِ أُمُورِی وَ اقْضِ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی اللَّهُمَّ یَسِّرْ لِی مَا أَخَافُ تَعَسُّرَهُ فَإِنَّ تَیْسِیرَ مَا أَخَافُ تَعَسُّرَهُ عَلَیْكَ یَسِیرٌ وَ سَهِّلْ لِی مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ وَ نَفِّسْ عَنِّی مَا أَخَافُ ضِیقَهُ وَ كُفَّ عَنِّی مَا أَخَافُ غَمَّهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی مَا أَخَافُ بَلِیَّتَهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبِی حُبّاً لَكَ وَ خَشْیَةً مِنْكَ وَ تَصْدِیقاً بِكِتَابِكَ وَ إِیمَاناً بِكَ وَ فَرَقاً مِنْكَ وَ شَوْقاً إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَیَّ وَ لِلنَّاسِ قِبَلِی تَبِعَاتٍ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّی وَ قَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَیْفٍ قِرًی وَ أَنَا ضَیْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَایَ اللَّیْلَةَ الْجَنَّةَ یَا وَهَّابَ الْجَنَّةِ یَا وَهَّابَ الْمَغْفِرَةِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ (1).

ص: 97


1- 1. كتاب الاقبال: ص 78- 79.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی السَّحَرِ أَرْوِیهِ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الْمِصْبَاحِ قَالَ وَ تَدْعُو أَیْضاً فِی السَّحَرِ بِدُعَاءِ إِدْرِیسَ علیه السلام وَ رَأَیْتُ فِی إِسْنَادِ هَذَا الدُّعَاءِ أَنَّهُ الَّذِی رَفَعَهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِهِ إِلَیْهِ وَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ وَ هُوَ: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثَهُ یَا إِلَهَ الْآلِهَةِ الرَّفِیعَ جَلَالُهُ یَا اللَّهُ الْمَحْمُودُ فِی كُلِّ فِعَالِهِ یَا رَحْمَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ رَاحِمَهُ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ فِی دَیْمُومَةِ مُلْكِهِ وَ بَقَائِهِ یَا قَیُّومُ فَلَا یَفُوتُ شیئا [شَیْ ءٌ] مِنْ عِلْمِهِ وَ لَا یَئُودُهُ یَا وَاحِدُ الْبَاقِی أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَهُ یَا دَائِمُ بِغَیْرِ فَنَاءٍ وَ لَا زَوَالٍ لِمُلْكِهِ یَا صَمَدُ فِی غَیْرِ شَبِیهٍ وَ لَا شَیْ ءَ كَمِثْلِهِ یَا بَارُّ فَلَا شَیْ ءَ كُفْوُهُ وَ لَا مُدَانِیَ لِوَصْفِهِ یَا كَبِیرُ أَنْتَ الَّذِی لَا تَهْتَدِی الْقُلُوبُ لِعَظَمَتِهِ یَا بَارِئُ الْمُنْشِئُ بِلَا مِثَالٍ خَلَا مِنْ غَیْرِهِ یَا زَاكِی الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ بِقُدْسِهِ یَا كَافِی الْمُوسِعُ لِمَا خَلَقَ مِنْ عَطَایَا فَضْلِهِ یَا نَقِیُّ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ لَمْ یَرْضَهُ وَ لَمْ یُخَالِطْهُ فِعَالُهُ یَا حَنَّانُ الَّذِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَتُهُ یَا مَنَّانُ ذَا الْإِحْسَانِ قَدْ من [عَمَ] الْخَلَائِقَ بِمَنِّهِ یَا دَیَّانَ الْعِبَادِ فَكُلٌّ یَقُومُ خَاضِعاً لِرَهْبَتِهِ یَا خَالِقَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ فَكُلٌّ إِلَیْهِ مَعَادُهُ یَا رَحْمَانَ وَ رَاحِمَ كُلِّ صَرِیخٍ وَ مَكْرُوبٍ وَ غِیَاثَهُ وَ مَعَاذَهُ یَا بَارُّ فَلَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ كُنْهَ جَلَالِ مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ یَا مُبْدِئَ الْبَدَایَا لَمْ یَبْغِ فِی إِنْشَائِهَا أَعْوَاناً مِنْ خَلْقِهِ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ فَلَا یَئُودُهُ مِنْ شَیْ ءٍ حِفْظُهُ یَا مُعِیداً مَا أَفْنَاهُ إِذَا بَرَزَ الْخَلَائِقُ لِدَعْوَتِهِ مِنْ مَخَافَتِهِ یَا حَلِیمُ ذَا الإناءة [الْأَنَاةِ] فَلَا شَیْ ءَ یَعْدِلُهُ مِنْ خَلْقِهِ یَا مَحْمُودَ الْفَعَالِ ذَا الْمَنِّ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ بِلُطْفِهِ یَا عَزِیزُ الْغَالِبُ عَلَی أَمْرِهِ فَلَا شَیْ ءَ یَعْدِلُهُ یَا قَاهِرُ ذَا الْبَطْشِ الشَّدِیدِ أَنْتَ الَّذِی لَا یُطَاقُ انْتِقَامُهُ یَا مُتَعَالِی الْقَرِیبُ فِی عُلُوِّ ارْتِفَاعِ دُنُوِّهِ یَا جَبَّارُ الْمُذَلِّلُ كُلَّ شَیْ ءٍ بِقَهْرِ عَزِیزِ سُلْطَانِهِ یَا نُورَ كُلِّ شَیْ ءٍ أَنْتَ الَّذِی فَلَقَ السَّمَاوَاتِ نُورُهُ یَا قُدُّوسُ الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا شَیْ ءَ یَعْدِلُهُ یَا قَرِیبُ الْمُجِیبُ الْمُتَدَانِی دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ قُرْبُهُ یَا عَالِی الشَّامِخُ فِی السَّمَاءِ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ عُلُوُّ ارْتِفَاعِهِ یَا بَدِیعَ الْبَدَائِعِ وَ مُعِیدَهَا بَعْدَ فَنَائِهَا بِقُدْرَتِهِ یَا جَلِیلُ الْمُتَكَبِّرُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ فَالْعَدْلُ أَمْرُهُ وَ الصِّدْقُ وَعْدُهُ یَا مَجِیدُ فَلَا یَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُلَّ ثَنَائِهِ وَ مَجْدِهِ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ وَ الْعَدْلِ أَنْتَ الَّذِی مَلَأَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدْلُهُ یَا عَظِیمُ

ص: 98

ذَا الثَّنَاءِ الْفَاخِرِ وَ الْعِزِّ وَ الْكِبْرِیَاءِ فَلَا یَذِلُّ عِزُّهُ یَا عَجِیبُ فَلَا تَنْطِقُ الْأَلْسُنُ بِكُلِّ آلَائِهِ وَ ثَنَائِهِ.

أَسْأَلُكَ یَا مُعْتَمَدِی عِنْدَ كُلِّ كُرْبَةٍ وَ غِیَاثِی عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَمَاناً مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی بِهِنَّ كُلَّ سُوءٍ وَ مَخُوفٍ وَ مَحْذُورٍ وَ تَصْرِفَ عَنِّی أَبْصَارَ الظَّلَمَةِ الْمُرِیدِینَ بِیَ السُّوءَ الَّذِی نَهَیْتَ عَنْهُ وَ أَنْ تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَرِّ مَا یُضْمِرُونَ إِلَی خَیْرِ مَا لَا یَمْلِكُونَ وَ لَا یَمْلِكُهُ غَیْرُكَ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فَأَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا إِلَی النَّاسِ فَیَرْفُضُونِی وَ لَا تُخَیِّبْنِی وَ أَنَا أَرْجُوكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَأَجِبْنِی كَمَا وَعَدْتَنِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَیْرَ عُمُرِی مَا وَلِیَ أَجَلِی اللَّهُمَّ لَا تُغَیِّرْ جَسَدِی وَ لَا تُرْسِلْ حَظِّی وَ لَا تُسَوِّءْ صَدِیقِی أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُقْمٍ مُصَرِّعٍ وَ فَقْرٍ مُدْقِعٍ وَ مِنَ الذُّلِّ وَ بِئْسَ الْخِلُّ اللَّهُمَّ سَلِّ قَلْبِی عَنْ كُلِّ شَیْ ءٍ لَا أَتَزَوَّدُهُ إِلَیْكَ وَ لَا أَنْتَفِعُ بِهِ یَوْمَ أَلْقَاكَ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ ثُمَّ أَعْطِنِی قُوَّةً عَلَیْهِ وَ عِزّاً وَ قَنَاعَةً وَ مَقْتاً لَهُ وَ رِضَاكَ فِیهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَطَایَاكَ الْجَزِیلَةِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مِنَنِكَ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِی بِهَا دَافَعْتَ عَنِّی مَكَارِهَ الْأُمُورِ وَ بِهَا آتَیْتَنِی مَوَاهِبَ السُّرُورِ مَعَ تَمَادِیَّ فِی الْغَفْلَةِ وَ مَا بَقِیَ فِیَّ مِنَ الْقَسْوَةِ فَلَمْ یَمْنَعْكَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِی أَنْ عَفَوْتَ عَنِّی وَ سَتَرْتَ ذَلِكَ عَلَیَّ وَ سَوَّغْتَنِی مَا فِی یَدِی مِنْ نِعَمِكَ وَ تَابَعْتَ عَلَیَّ إِحْسَانَكَ وَ صَفَحْتَ بِی عَنْ قَبِیحِ مَا أَفْضَیْتُ بِهِ إِلَیْكَ وَ انْتَهَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِیكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ یَحِقُّ عَلَیْكَ فِیهِ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ إِذَا دُعِیتَ بِهِ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ ذِی حَقٍّ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ هُوَ دُونَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَخُذْ بِسَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ امْنَعْهُ مِنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ یَا مَنْ لَیْسَ مَعَهُ رَبٌّ یُدْعَی وَ یَا مَنْ لَیْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ یُخْشَی وَ یَا مَنْ لَیْسَ دُونَهُ إِلَهٌ یُتَّقَی وَ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ وَزِیرٌ یُؤْتَی وَ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ حَاجِبٌ یُرْشَی وَ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ بَوَّابٌ یُنَادَی وَ یَا مَنْ لَا یَزْدَادُ عَلَی كَثْرَةِ الْعَطَاءِ إِلَّا كَرَماً

ص: 99

وَ جُوداً وَ عَلَی تَتَابُعِ الذُّنُوبِ إِلَّا مَغْفِرَةً وَ عَفْواً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(1).

أقول: قد مضی فی هذا الدعاء و لا تكلنی إلی نفسی فأعجز عنها و ظاهر الحال أنه و لا تكلنی إلی نفسی فتعجز عنی و لكن هكذا وجدناه فیما رأیناه.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی السَّحَرِ نُقِلَ مِنْ أَصْلٍ عَتِیقٍ مِنْ أُصُولِ أَصْحَابِنَا أَوَّلُ رِوَایَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ تَارِیخُ كِتَابَتِهِ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ: یَا مَفْزَعِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا غَوْثِی عِنْدَ شِدَّتِی إِلَیْكَ فَزِعْتُ وَ بِكَ اسْتَغَثْتُ وَ بِكَ لُذْتُ- لَا أَلُوذُ بِسِوَاكَ وَ لَا أَطْلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا مِنْكَ فَأَغِثْنِی وَ فَرِّجْ عَنِّی یَا مَنْ یَقْبَلُ الْیَسِیرَ وَ یَعْفُو عَنِ الْكَثِیرِ اقْبَلْ مِنِّی الْیَسِیرَ وَ اعْفُ عَنِّی الْكَثِیرَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ یَقِیناً حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ یُصِیبَنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی وَ رَضِّنِی مِنَ الْعَیْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا عُدَّتِی فِی كُرْبَتِی وَ یَا صَاحِبِی فِی شِدَّتِی وَ یَا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی وَ یَا غَایَتِی فِی رَغْبَتِی أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِی وَ الْآمِنُ رَوْعَتِی وَ الْمُقِیلُ عَثْرَتِی فَاغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ قَالَ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ التَّسْبِیحُ فِی السَّحَرِ: سُبْحَانَ مَنْ یَعْلَمُ جَوَارِحَ الْقُلُوبِ سُبْحَانَ مَنْ یُحْصِی عَدَدَ الذُّنُوبِ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ سُبْحَانَ الرَّبِّ الْوَدُودِ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الْوَتْرِ سُبْحَانَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَعْتَدِی عَلَی أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یُؤَاخِذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ سُبْحَانَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ الْجَبَّارِ الْجَوَادِ سُبْحَانَ الْكَرِیمِ الْحَلِیمِ سُبْحَانَ الْبَصِیرِ الْوَاسِعِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَی إِقْبَالِ النَّهَارِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَی إِدْبَارِ النَّهَارِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَی إِدْبَارِ اللَّیْلِ وَ إِقْبَالِ النَّهَارِ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْكِبْرِیَاءُ مَعَ كُلِّ نَفْسٍ وَ كُلِّ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ كُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِی عِلْمِهِ سُبْحَانَكَ مِلْ ءَ مَا أَحْصَی كِتَابُكَ سُبْحَانَكَ

ص: 100


1- 1. كتاب الاقبال: 80- 81.

زِنَةَ عَرْشِكَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ (1).

«3»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ كِتَابِ الْكَافِی (2)

وَ مِنْ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: أَنَّهُ كَانَ یَدْعُو بِهِ وَ أَنَّ مَوْلَانَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیه السلام كَانَ أَیْضاً یَدْعُو بِهِ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ زِیَادَاتٌ وَ نُقْصَانٌ وَ هَذَا لَفْظُ بَعْضِهَا.

اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ وَ هَذَا شَهْرُ الصِّیَامِ وَ هَذَا شَهْرُ الْقِیَامِ وَ هَذَا شَهْرُ الْإِنَابَةِ وَ هَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ هَذَا شَهْرٌ فِیهِ لَیْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِی هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْهُ لِی وَ تَسَلَّمْهُ مِنِّی وَ أَعِنِّی عَلَیْهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِطَاعَتِكَ وَ فَرِّغْنِی فِیهِ لِعِبَادَتِكَ وَ دُعَائِكَ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِكَ وَ أَعْظِمْ لِی فِیهِ الْبَرَكَةَ وَ أَحْرِزْ لِی فِیهِ التَّوْبَةَ وَ أَحْسِنْ لِی فِیهِ الْعَافِیَةَ وَ أَصِحَّ فِیهِ بَدَنِی وَ أَوْسِعْ لِی فِیهِ رِزْقِی وَ اكْفِنِی فِیهِ مَا أَهَمَّنِی وَ اسْتَجِبْ فِیهِ دُعَائِی وَ بَلِّغْنِی فِیهِ رَجَائِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَذْهِبْ عَنِّی فِیهِ النُّعَاسَ وَ الْكَسَلَ وَ السَّأْمَةَ وَ الْفَتْرَةَ وَ الْقَسْوَةَ وَ الْغَفْلَةَ وَ الْغِرَّةَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ جَنِّبْنِی فِیهِ الْعِلَلَ وَ الْأَسْقَامَ وَ الْهُمُومَ وَ الْأَحْزَانَ وَ الْأَعْرَاضَ وَ الْأَمْرَاضَ وَ الْخَطَایَا وَ الذُّنُوبَ وَ اصْرِفْ عَنِّی فِیهِ السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ وَ الْجَهْدَ وَ الْبَلَاءَ وَ التَّعَبَ وَ الْعَنَاءَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِذْنِی فِیهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ هَمْزِهِ وَ لَمْزِهِ وَ نَفْثِهِ وَ نَفْخِهِ وَ وَسْوَاسِهِ وَ تَثْبِیطِهِ وَ بَطْشِهِ وَ كَیْدِهِ وَ مَكْرِهِ وَ حِیَلِهِ وَ خُدَعِهِ وَ أَمَانِیِّهِ وَ غُرُورِهِ وَ فِتْنَتِهِ وَ خَیْلِهِ وَ رَجِلِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ شِرْكِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ إِخْوَانِهِ وَ أَحْزَابِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ وَ جَمِیعِ شُرَكَائِهِ وَ كَیْدِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِی تَمَامَ صِیَامِهِ وَ بُلُوغَ الْأَمَلِ فِیهِ وَ فِی قِیَامِهِ وَ اسْتِكْمَالَ مَا یُرْضِیكَ عَنِّی صَبْراً وَ إِیمَاناً

ص: 101


1- 1. كتاب الاقبال: 82.
2- 2. فی المصدر من الطرازی.

وَ یَقِیناً وَ احْتِسَاباً ثُمَّ تَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنِّی بِالْأَضْعَافِ الْكَثِیرَةِ وَ الْأَجْرِ الْعَظِیمِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنَا فِیهِ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الِاجْتِهَادَ وَ الْقُوَّةَ وَ النَّشَاطَ وَ الْإِنَابَةَ وَ التَّوْفِیقَ وَ الْقُرْبَةَ وَ الْخَیْرَ الْمَقْبُولَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الرَّهْبَةَ وَ التَّضَرُّعَ وَ الْخُشُوعَ وَ الرِّقَّةَ وَ النِّیَّةَ الصَّادِقَةَ وَ صِدْقَ اللِّسَانِ وَ الْوَجَلَ مِنْكَ وَ الرَّجَاءَ لَكَ وَ التَّوَكُّلَ عَلَیْكَ وَ الثِّقَةَ بِكَ وَ الْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ مَعَ صَالِحِ الْقَوْلِ وَ مَقْبُولِ السَّعْیِ وَ مَرْفُوعِ الْعَمَلِ وَ مُسْتَجَابِ الدَّعْوَةِ وَ لَا تَحُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ بِمَرَضٍ وَ لَا هَمٍّ وَ لَا سَقَمٍ وَ لَا غَفْلَةٍ وَ لَا نِسْیَانٍ بَلْ بِالتَّعَاهُدِ وَ التَّحَفُّظِ فِیكَ وَ لَكَ وَ الرِّعَایَةِ لِحَقِّكَ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْسِمْ لِی فِیهِ أَفْضَلَ مَا تَقْسِمُهُ لِعِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَعْطِنِی فِیهِ أَفْضَلَ مَا تُعْطِی أَوْلِیَاءَكَ الْمُقَرَّبِینَ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ التَّحَنُّنِ وَ الْإِجَابَةِ وَ الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ الدَّائِمَةِ وَ الْعَافِیَةِ وَ الْمُعَافَاةِ وَ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ دُعَائِی فِیهِ إِلَیْكَ وَاصِلًا وَ رَحْمَتَكَ وَ خَیْرَكَ إِلَیَّ فِیهِ نَازِلًا وَ عَمَلِی فِیهِ مَقْبُولًا وَ سَعْیِی فِیهِ مَشْكُوراً وَ ذَنْبِی فِیهِ مَغْفُوراً حَتَّی یَكُونَ نَصِیبِی فِیهِ الْأَكْثَرَ وَ حَظِّی فِیهِ الْأَوْفَرَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِلَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ حَالٍ تُحِبُّ أَنْ یَكُونَ عَلَیْهَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ أَرْضَاهَا لَكَ ثُمَّ اجْعَلْهَا لِی خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَ ارْزُقْنِی فِیهَا أَفْضَلَ مَا رَزَقْتَ أَحَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ إِیَّاهَا وَ أَكْرَمْتَهُ بِهَا وَ اجْعَلْنِی فِیهَا مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ سُعَدَاءِ خَلْقِكَ بِمَعْرِفَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنَا فِی شَهْرِنَا هَذَا الْجِدَّ وَ الِاجْتِهَادَ وَ الْقُوَّةَ وَ النَّشَاطَ وَ مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرِ وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ مَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ رَبَّ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ رَبَّ مُوسَی وَ عِیسَی وَ رَبَّ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ صَلَوَاتُكَ

ص: 102

عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِمْ وَ بِحَقِّكَ الْعَظِیمِ لَمَّا صَلَّیْتَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ نَظَرْتَ إِلَیَّ نَظْرَةً رَحِیمَةً تَرْضَی بِهَا عَنِّی رِضًا لَا تَسْخَطُ عَلَیَّ بَعْدَهُ أَبَداً وَ أَعْطَیْتَنِی جَمِیعَ سُؤْلِی وَ رَغْبَتِی وَ أُمْنِیَّتِی وَ إِرَادَتِی وَ صَرَفْتَ عَنِّی مَا أَكْرَهُ وَ أَحْذَرُ وَ أَخَافُ عَلَی نَفْسِی وَ مَا لَا أَخَافُ وَ عَنْ أَهْلِی وَ مَالِی وَ إِخْوَانِی وَ ذُرِّیَّتِی اللَّهُمَّ إِلَیْكَ فَرَرْنَا مِنْ ذُنُوبِنَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آوِنَا تَائِبِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُبْ عَلَیْنَا مُسْتَغْفِرِینَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لَنَا مُتَعَوِّذِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِذْنَا مُسْتَجِیرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنَا مُسْتَسْلِمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَخْذُلْنَا رَاهِبِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آمِنَّا رَاغِبِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ شَفِّعْنَا سَائِلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنَا- إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ قَرِیبٌ مُجِیبٌ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ أَحَقُّ مَنْ سَأَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَ لَمْ یَسْأَلِ الْعِبَادُ مِثْلَكَ كَرَماً وَ جُوداً یَا مَوْضِعَ شَكْوَی السَّائِلِینَ وَ یَا مُنْتَهَی حَاجَةِ الرَّاغِبِینَ وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا فَارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومِینَ وَ یَا كَاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا اللَّهُ الْمَكْنُونُ مِنْ كُلِّ عَیْنٍ الْمُرْتَدِی بِالْكِبْرِیَاءِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ عُیُوبِی وَ إِسَاءَتِی وَ ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ رَحْمَتِكَ فَإِنَّهُ لَا یَمْلِكُهَا غَیْرُكَ وَ اعْفُ عَنِّی وَ اغْفِرْ لِی كُلَّمَا قَدْ سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ اسْتُرْ عَلَیَّ وَ عَلَی وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ قَرَابَاتِی وَ أَهْلِ حُزَانَتِی وَ مَنْ كَانَ مِنِّی بِسَبِیلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّ جَمِیعَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِیَدِكَ وَ أَنْتَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ فَلَا تُخَیِّبْنِی یَا سَیِّدِی وَ لَا تَرُدَّ دُعَائِی وَ لَا تَرُدَّ یَدِی إِلَی نَحْرِی حَتَّی تَفْعَلَ ذَلِكَ بِی وَ تَسْتَجِیبَ لِی جَمِیعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ تَزِیدَنِی مِنْ فَضْلِكَ فَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ نَحْنُ إِلَیْكَ رَاغِبُونَ اللَّهُمَّ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِیهَا فَأَسْأَلُكَ أَنْ

ص: 103

تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً لَا یَشُوبُهُ شَكٌّ وَ رِضًا بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِیهَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَخِّرْنِی إِلَی ذَلِكَ وَ ارْزُقْنِی فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ طَاعَتَكَ وَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اغْضَبِ الْیَوْمَ لِمُحَمَّدٍ وَ لِأَبْرَارِ عِتْرَتِهِ وَ اقْتُلْ أَعْدَاءَهُمْ بَدَداً وَ أَحْصِهِمْ عَدَداً وَ لَا تَدَعْ عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً وَ لَا تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً یَا حَسَنَ الصُّحْبَةِ یَا خَلِیفَةَ النَّبِیِّینَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ الْبَدِی ءُ الْبَدِیعُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ وَ لَا قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ الدَّائِمُ غَیْرُ الْغَافِلِ وَ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ أَنْتَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ أَنْتَ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرُ مُحَمَّدٍ وَ مُفَضِّلُ مُحَمَّدٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَنْصُرَ خَلِیفَةَ مُحَمَّدٍ وَ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ وَ الْقَائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَوْصِیَاءِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام اعْطِفْ عَلَیْهِمْ نَصْرَكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ اجْعَلْ عَاقِبَةَ أَمْرِی إِلَی غُفْرَانِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ كَذَلِكَ نَسَبْتَ نَفْسَكَ یَا سَیِّدِی بِاللُّطْفِ بَلَی إِنَّكَ لَطِیفٌ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ الْطُفْ لِی إِنَّكَ لَطِیفٌ لِمَا تَشَاءُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِی الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ فِی عَامِی هَذَا وَ تَطَوَّلْ عَلَیَّ بِقَضَاءِ حَوَائِجِی لِلْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا ثُمَّ قُلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ- إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ رَبِّ إِنِّی عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ تَقُولُهَا ثَلَاثاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْعَظِیمُ الْغَافِرُ لِلذَّنْبِ الْعَظِیمِ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ تَقُولُهَا ثَلَاثاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِیماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ

ص: 104

آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ فِی الْأَمْرِ الْحَكِیمِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ لَا یُبَدَّلُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمُ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئَاتُهُمْ وَ أَنْ تَجْعَلَ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُطِیلَ عُمُرِی وَ تُوَسِّعَ رِزْقِی وَ تُؤَدِّیَ عَنِّی أَمَانَتِی وَ دَیْنِی یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِی أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ وَ احْرُسْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَرِسُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَرِسُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً كَثِیراً(1).

وَ مِنَ الْعَمَلِ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ التَّسْبِیحُ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ الْعَلَّافُ فِی كِتَابِهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ وَ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی العَلَاءِ الزَّیْدَجِیِّ جَمِیعاً عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تُسَبِّحُ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ نَذْكُرُ فِیهِ زِیَادَةً مِنْ رِوَایَةِ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ الْأَوَّلُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ السَّمِیعِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَسْمَعَ مِنْهُ یَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یَسْمَعُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ یَسْمَعُ الْأَنِینَ وَ الشَّكْوَی وَ یَسْمَعُ السِّرَّ وَ أَخْفَی وَ یَسْمَعُ وَسْوَاسَ الصُّدُورِ وَ لَا یُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ.

الثَّانِی سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی

ص: 105


1- 1. كتاب الاقبال: 89- 93 و فی ط 337- 431.

سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِیرِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَبْصَرَ مِنْهُ یُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یُبْصِرُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ- لَا تَغْشَی بَصَرَهُ الظُّلْمَةُ وَ لَا یُسْتَتَرُ مِنْهُ بِسِتْرٍ وَ لَا یُوَارَی مِنْهُ جِدَارٌ وَ لَا یَغِیبُ مِنْهُ بَرٌّ وَ لَا بَحْرٌ وَ لَا یُكِنُّ مِنْهُ جَبَلٌ مَا فِی أَصْلِهِ وَ لَا قَلْبٌ مَا فِیهِ وَ لَا جَنْبٌ مَا فِی قَلْبِهِ وَ لَا یَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغِیرٌ لِصِغَرِهِ وَ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ- هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ.

الثَّالِثُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ- وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصِیبُ بِها مَنْ یَشاءُ وَ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ وَ یُنَزِّلُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ بِكَلِمَاتِهِ وَ یُنْبِتُ النَّبَاتَ بِقُدْرَتِهِ وَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ بِعِلْمِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ- فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ.

الرَّابِعُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ- لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی-(1)

ص: 106


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ هاهنا تكرار.

الْخَامِسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ.

السَّادِسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ.

السَّابِعُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُحْصِی مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ وَ لَا یَجْزِی بِآلَائِهِ الشَّاكِرُونَ وَ الْعَابِدُونَ وَ هُوَ كَمَا قَالَ وَ فَوْقَ مَا نَقُولُ وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَمَا أَثْنَی عَلَی نَفْسِهِ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ.

الثَّامِنُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ

ص: 107

اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ لَا یَشْغَلُهُ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فِیهَا عَمَّا یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا وَ لَا یَشْغَلُهُ مَا یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا عَمَّا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فِیهَا وَ لَا یَشْغَلُهُ عِلْمُ شَیْ ءٍ عَنْ عِلْمِ شَیْ ءٍ وَ لَا یَشْغَلُهُ خَلْقُ شَیْ ءٍ عَنْ خَلْقِ شَیْ ءٍ وَ لَا حِفْظُ شَیْ ءٍ عَنْ حِفْظِ شَیْ ءٍ وَ لَا یُسَاوِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ.

التَّاسِعُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ.

الْعَاشِرُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ (1).

الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً لَبَّیْكَ یَا رَبِّ وَ سَعْدَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَ إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ

ص: 108


1- 1. كتاب الاقبال: 93- 96 و فی ط 341- 344.

اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی مُوسَی وَ هَارُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ.

عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ السَّلَامُ كُلَّمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ السَّلَامُ كُلَّمَا طَرَفَتْ عَیْنٌ أَوْ بَرَقَتْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ السَّلَامُ كُلَّمَا ذُكِرَ السَّلَامُ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ مَلَكٌ أَوْ قَدَّسَهُ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْأَوَّلِینَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْآخِرِینَ السَّلَامُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ رَبَّ الْحِلِّ وَ الْحَرَامِ أَبْلِغْ مُحَمَّداً نَبِیَّكَ وَ آلَهُ عَنَّا السَّلَامَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً مِنَ الْبَهَاءِ وَ النَّضْرَةِ وَ السُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ وَ الْغِبْطَةِ وَ الْوَسِیلَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ وَ الْمَقَامِ وَ الشَّرَفِ وَ الرِّفْعَةِ وَ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ- یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَفْضَلَ مَا تُعْطِی أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَ أَعْطِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ فَوْقَ مَا تُعْطِی الْخَلَائِقَ مِنَ الْخَیْرِ أَضْعَافاً كَثِیرَةً لَا یُحْصِیهَا غَیْرُكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَطْیَبَ وَ أَطْهَرَ وَ أَزْكَی وَ أَنْمَی وَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الْعَنْ مَنْ آذَی نَبِیَّكَ فِیهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِمَامَیِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُمَا وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمَا وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِمَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْوَلِیدُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمَنْصُورُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الرَّشِیدُ

ص: 109

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمَأْمُونُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمُعْتَصِمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمُتَوَكِّلُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمُعْتَمَدُ أَوِ الْمُعْتَضِدُ بِرِوَایَةِ ابْنِ بَابَوَیْهِ الْقُمِّیِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الطَّاهِرِ وَ الْقَاسِمِ ابْنَیْ نَبِیِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ نَبِیِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَی نَبِیَّكَ فِیهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی رُقَیَّةَ ابْنَةِ نَبِیِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَی نَبِیَّكَ فِیهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی ذُرِّیَّةِ نَبِیِّكَ اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِیَّكَ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ اللَّهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عَدَدِهِمْ وَ مَدَدِهِمْ وَ أَنْصَارِهِمْ عَلَی الْحَقِّ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَ وَتْرِهِمْ وَ دِمَائِهِمْ وَ كُفَّ عَنَّا وَ عَنْهُمْ وَ عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ بَأْسَ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِیلًا.

وَ تَقُولُ یَا عُدَّتِی فِی كُرْبَتِی وَ یَا صَاحِبِی فِی شِدَّتِی وَ یَا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی وَ یَا غَایَتِی فِی رَغْبَتِی أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِی وَ الْمُؤْمِنُ رَوْعَتِی وَ الْمُقِیلُ عَثْرَتِی فَاغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ لِهَمٍّ لَا یُفَرِّجُهُ غَیْرُكَ وَ لِرَحْمَةٍ لَا تُنَالُ إِلَّا بِكَ وَ لِكَرْبٍ لَا یَكْشِفُهُ إِلَّا أَنْتَ وَ لِرَغْبَةٍ لَا تُبْلَغُ إِلَّا بِكَ وَ لِحَاجَةٍ لَا تُقْضَی دُونَكَ اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ مَا أَذِنْتَ لِی بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ وَ رَحِمْتَنِی بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَیِّدِی الِاسْتِجَابَةُ لِی فِیمَا دَعَوْتُكَ وَ عَوَائِدُ الْإِفْضَالِ فِیمَا رَجَوْتُكَ وَ النَّجَاةُ مِمَّا فَزِعْتُ إِلَیْكَ فِیهِ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلًا أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِی وَ تَسَعَنِی وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ لِلْإِجَابَةِ أَهْلًا فَأَنْتَ أَهْلُ الْفَضْلِ وَ رَحْمَتُكَ وَسِعَتْ

ص: 110

كُلَّ شَیْ ءٍ فَلْتَسَعْنِی رَحْمَتُكَ یَا إِلَهِی یَا كَرِیمُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تُفَرِّجَ هَمِّی وَ تَكْشِفَ كَرْبِی وَ غَمِّی وَ تَرْحَمَنِی بِرَحْمَتِكَ وَ تَرْزُقَنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ قَرِیبٌ مُجِیبٌ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْهُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَ كُلُّ فَضْلِكَ فَاضِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَ كُلُّ رِزْقِكَ عَامٌّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عَطَایَاكَ بِأَهْنَئِهَا وَ كُلُّ عَطَایَاكَ هَنِیئَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَطَایَاكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَ كُلُّ خَیْرِكَ عَاجِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِخَیْرِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ إِحْسَانِكَ بِأَحْسَنِهِ وَ كُلُّ إِحْسَانِكَ حَسَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِإِحْسَانِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِیبُنِی بِهِ حِینَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِی یَا اللَّهُ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُرْتَضَی وَ رَسُولِكَ الْمُصْطَفَی وَ أَمِینِكَ وَ نَجِیِّكَ دُونَ خَلْقِكَ وَ نَجِیبِكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ مَنْ جَاءَ بِالصِّدْقِ مِنْ عِنْدِكَ وَ حَبِیبِكَ الْمُفَضَّلِ عَلَی رُسُلِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنَ الْعَالَمِینَ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَبْرَارِ الطَّاهِرِینَ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الَّذِینَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ حَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ وَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ الَّذِینَ یُنْبِئُونَ عَنْكَ بِالصِّدْقِ وَ عَلَی رُسُلِكَ الَّذِینَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِوَحْیِكَ وَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ بِرِسَالاتِكَ وَ عَلَی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ أَدْخَلْتَهُمْ فِی رَحْمَتِكَ الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِینَ الرَّاشِدِینَ وَ أَوْلِیَائِكَ الْمُطَهَّرِینَ وَ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ رِضْوَانَ خَازِنِ الْجِنَانِ وَ مَالِكٍ خَازِنِ النِّیرَانِ وَ رُوحِ الْقُدُسِ وَ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عَلَی الْمَلَكَیْنِ الْحَافِظَیْنِ عَلَیَّ بِالصَّلَاةِ الَّتِی تُحِبُّ أَنْ یُصَلِّیَ بِهَا عَلَیْهِمْ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرَضِینَ صَلَاةً طَیِّبَةً كَثِیرَةً زَاكِیَةً مُبَارَكَةً نَامِیَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً شَرِیفَةً فَاضِلَةً تُبَیِّنُ بِهَا فَضْلَهُمْ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

ص: 111


1- 1. كتاب الاقبال: ص 96- 98 و فی ط 344- 346.

اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ اجْزِهِ خَیْرَ مَا جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَ مَعَ كُلِّ وَسِیلَةٍ وَسِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَ أَحَداً مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَدْنَی الْمُرْسَلِینَ مِنْكَ مَجْلِساً وَ أَفْسَحَهُمْ فِی الْجَنَّةِ عِنْدَكَ مَنْزِلًا وَ أَقْرَبَهُمْ إِلَیْكَ وَسِیلَةً وَ اجْعَلْهُ أَوَّلَ شَافِعٍ وَ أَوَّلَ مُشَفَّعٍ وَ أَوَّلَ قَائِلٍ وَ أَنْجَحَ سَائِلٍ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَسْمَعَ صَوْتِی وَ تُجِیبَ دَعْوَتِی وَ تَجَاوَزَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ تَصْفَحَ عَنْ ظُلْمِی وَ تُنْجِحَ طَلِبَتِی وَ تَقْضِیَ حَاجَتِی وَ تُنْجِزَ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ تُقِیلَ عَثْرَتِی وَ تَقَبَّلَ مِنِّی وَ تَغْفِرَ ذُنُوبِی وَ تَعْفُوَ عَنْ جُرْمِی وَ تُقْبِلَ عَلَیَّ وَ لَا تُعْرِضَ عَنِّی وَ تَرْحَمَنِی وَ لَا تُعَذِّبَنِی وَ تُعَافِیَنِی وَ لَا تَبْتَلِیَنِی وَ تَرْزُقَنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ مِنْ أَطْیَبِ رِزْقِكَ وَ أَوْسَعِهِ وَ لَا تَحْرِمْنِی جَنَّتَكَ یَا رَبِّ وَ اقْضِ عَنِّی دَیْنِی وَ ضَعْ عَنِّی وِزْرِی وَ لَا تُحَمِّلْنِی مَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ یَا مَوْلَایَ وَ أَدْخِلْنِی فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی یَا كَرِیمُ تَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ قَلِیلًا مِنْ كَثِیرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِی إِلَیْهِ عَظِیمَةٍ وَ غِنَاكَ عَنْهُ قَدِیمٌ وَ هُوَ عِنْدِی كَثِیرٌ وَ هُوَ عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِهِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ آمِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ آخَرُ وَجَدْنَاهُ فِی أَدْعِیَةِ كُلِّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بِإِسْنَادٍ وَ تَرْغِیبٍ عَظِیمِ الشَّأْنِ یَذْكُرُ أَنَّهُ مِنْ أَسْرَارِ الدَّعَوَاتِ وَ مَضْمُونِ الْإِجَابَاتِ وَ هُوَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ وَ كُلُّ بَهَائِكَ بَهِیٌّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهِ

ص: 112


1- 1. كتاب الاقبال ص 98- 100 و فی ط 346- 348.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ جَلَالِكَ بِأَجَلِّهِ وَ كُلُّ جَلَالِكَ جَلِیلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَ كُلُّ جَمَالِكَ جَمِیلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَمَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا وَ كُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِیمَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَ كُلُّ نُورِكَ نَیِّرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا وَ كُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ

إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ كَمَالِكَ بِأَكْمَلِهِ وَ كُلُّ كَمَالِكَ كَامِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَمَالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ كَلِمَاتِكَ بِأَتَمِّهَا وَ كُلُّ كَلِمَاتِكَ تَامَّةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمَائِكَ بِأَكْبَرِهَا وَ كُلُّ أَسْمَائِكَ كَبِیرَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأَعَزِّهَا وَ كُلُّ عِزَّتِكَ عَزِیزَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَشِیَّتِكَ بِأَمْضَاهَا وَ كُلُّ مَشِیَّتِكَ مَاضِیَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَشِیَّتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی اسْتَطَلْتَ بِهَا عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِیلَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَ كُلُّ عِلْمِكَ نَافِذٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضَاهُ وَ كُلُّ قَوْلِكَ رِضًا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِأَحَبِّهَا إِلَیْكَ وَ كُلُّ مَسَائِلِكَ إِلَیْكَ حَبِیبَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً.

ص: 113

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَ كُلُّ شَرَفِكَ شَرِیفٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطَانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَ كُلُّ سُلْطَانِكَ دَائِمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِسُلْطَانِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ وَ كُلُّ مُلْكِكَ فَاخِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عَلَائِكَ بِأَعْلَاهُ وَ كُلُّ عَلَائِكَ عَالٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَلَائِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَ كُلُّ مَنِّكَ قَدِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ آیَاتِكَ بِأَعْجَبِهَا وَ كُلُّ آیَاتِكَ عَجِیبَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِآیَاتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَ كُلُّ فَضْلِكَ فَاضِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَ كُلُّ رِزْقِكَ عَامٌّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ عَطَائِكَ بِأَهْنَئِهِ وَ كُلُّ عَطَائِكَ هَنِی ءٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَطَائِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَ كُلُّ خَیْرِكَ عَاجِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِخَیْرِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ إِحْسَانِكَ بِأَحْسَنِهِ وَ كُلُّ إِحْسَانِكَ حَسَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِإِحْسَانِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِیبُنِی بِهِ حِینَ أَدْعُوكَ فَأَجِبْنِی یَا اللَّهُ نَعَمْ دَعَوْتُكَ یَا اللَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا أَنْتَ فِیهِ مِنَ الشُّئُونِ وَ الْجَبَرُوتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِشَأْنِكَ وَ جَبَرُوتِكَ كُلِّهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِیبُنِی بِهِ حِینَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِی یَا اللَّهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اذْكُرْ مَا تُرِیدُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْعَثْنِی عَلَی الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِرَسُولِكَ وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الِائْتِمَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِذَلِكَ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ الْخَیْرِ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَ النَّارِ.

ص: 114

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْفَظْنِی مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ وَ كُلِّ بَلِیَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ وَ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ وَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْسِمْ لِی مِنْ كُلِّ سُرُورٍ وَ مِنْ كُلِّ بَهْجَةٍ وَ مِنْ كُلِّ اسْتِقَامَةٍ وَ مِنْ كُلِّ فَرَجٍ وَ مِنْ كُلِّ عَافِیَةٍ وَ مِنْ كُلِّ سَلَامَةٍ وَ مِنْ كُلِّ كَرَامَةٍ وَ مِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ طَیِّبٍ وَ مِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ مِنْ

كُلِّ حَسَنَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ وَ حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ غَیَّرَتْ حَالِی عِنْدَكَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الَّذِی لَمْ یُطْفَأْ وَ بِوَجْهِ حَبِیبِكَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ بِوَجْهِ وَلِیِّكَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ بِحَقِّ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ انْتَجَبْتَهُمْ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ مَا تَوَالَدُوا ذُنُوبَنَا كُلَّهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا وَ أَنْ تَخْتِمَ لَنَا بِالصَّالِحَاتِ وَ أَنْ تَقْضِیَ لَنَا الْحَاجَاتِ وَ الْمُهِمَّاتِ وَ صَالِحَ الدُّعَاءِ وَ الْمَسْأَلَةَ فَاسْتَجِبْ لَنَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ آمِینَ آمِینَ آمِینَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

وَ مُدَّ یَدَیْكَ وَ مَیِّلْ عُنُقَكَ عَلَی مَنْكِبِكَ الْأَیْسَرِ وَ ابْكِ أَوْ تَبَاكَ وَ قُلْ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عَلَیْكَ عَظِیمٌ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِبَهَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِجَلَالِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِجَمَالِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِكَمَالِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِعِظَمِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِعَلَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ

ص: 115

بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی تَقُولُ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مَادٌّ یَدَیْكَ مُثَنٍّ عُنُقَكَ عَلَی مَنْكِبِكَ الْأَیْسَرِ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا غِیَاثَاهْ یَا مَلْجَآهْ یَا مُنْتَهَی غَایَةِ رَغْبَتَاهْ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ فَلَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ دَعَاكَ بِهَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ اسْتَجَبْتَ دَعْوَتَهُ مِنْهُ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ أُقَدِّمُهُ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی یَا مُحَمَّدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی رَبِّكَ وَ رَبِّی وَ أُقَدِّمُكَ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهُ أَسْأَلُكَ بِكَ فَلَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ حَبِیبِكَ وَ بِعِتْرَتِهِ الْهَادِیَةِ وَ أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَیَاتِكَ الَّتِی لَا تَمُوتُ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی لَا یُطْفَأُ وَ بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عَلَیْكَ عَظِیمٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ عَدَدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ زِنَةَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مِلْ ءَ كُلِّ شَیْ ءٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُصْطَفَی وَ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَی وَ أَمِینِكَ الْمُصْطَفَی وَ نَجِیبِكَ دُونَ خَلْقِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ النَّذِیرِ الْبَشِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْمُطَهَّرِینَ الْأَخْیَارِ الْأَبْرَارِ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الَّذِینَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ حَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ وَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ الَّذِینَ یُنْبِئُونَ بِالصِّدْقِ عَنْكَ وَ عَلَی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ أَدْخَلْتَهُمْ فِی رَحْمَتِكَ وَ الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِینَ الرَّاشِدِینَ الْمُطَهَّرِینَ وَ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ رِضْوَانَ خَازِنِ الْجَنَّةِ وَ مَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ وَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ عَلَی الْمَلَكَیْنِ الْحَافِظَیْنِ عَلَیَّ بِالصَّلَاةِ الَّتِی تُحِبُّ أَنَّ تُصَلِّی بِهَا عَلَیْهِمْ صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً زَاكِیَةً نَامِیَةً طَاهِرَةً شَرِیفَةً فَاضِلَةً تُبَیِّنُ بِهَا فَضْلَهُمْ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْمَعَ صَوْتِی وَ تُجِیبَ دَعْوَتِی وَ تَغْفِرَ ذُنُوبِی وَ تُنْجِحَ طَلِبَتِی وَ تَقْضِیَ حَاجَاتِی وَ تَقَبَّلَ قِصَّتِی وَ تُنْجِزَ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ تُقِیلَنِی

ص: 116

عَثْرَتِی وَ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ تَصْفَحَ عَنْ ظُلْمِی وَ تَعْفُوَ عَنْ جُرْمِی وَ تُقْبِلَ عَلَیَّ وَ لَا تُعْرِضَ عَنِّی وَ تَرْحَمَنِی وَ لَا تُعَذِّبَنِی وَ تُعَافِیَنِی وَ لَا تَبْتَلِیَنِی وَ تَرْزُقَنِی مِنْ أَطْیَبِ الرِّزْقِ وَ أَوْسَعِهِ وَ أَهْنَئِهِ وَ أَمْرَئِهِ وَ أَسْبَغِهِ وَ أَكْثَرِهِ وَ لَا تَحْرِمْنِی یَا رَبِّ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ وَ اقْضِ عَنِّی یَا رَبِّ دَیْنِی وَ أَمَانَتِی وَ ضَعْ عَنِّی وِزْرِی وَ لَا تُحَمِّلْنِی مَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ یَا مَوْلَایَ وَ أَدْخِلْنِی فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَهُمْ مِنْهُ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی ثَلَاثاً.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ قَلِیلًا مِنْ كَثِیرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِی إِلَیْهِ عَظِیمَةٍ وَ غِنَاكَ عَنْهُ قَدِیمٌ وَ هُوَ عِنْدِی كَثِیرٌ وَ هُوَ عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ فَامْنُنْ بِهِ عَلَیَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِی الصَّالِحِینَ فَأَدْخِلْنَا وَ فِی عِلِّیِّینَ فَارْفَعْنَا وَ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ مِنْ عَیْنٍ سَلْسَبِیلٍ فَاسْقِنَا وَ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنَا وَ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِینَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنَا وَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ لُحُومِ الطَّیْرِ فَأَطْعِمْنَا وَ مِنْ ثِیَابِ السُّنْدُسِ وَ الْحَرِیرِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ فَأَلْبِسْنَا وَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ حَجَّ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ قَتْلًا فِی سَبِیلِكَ مَعَ وَلِیِّكَ فَوَفِّقْ لَنَا وَ صَالِحَ الدُّعَاءِ وَ الْمَسْأَلَةَ فَاسْتَجِبْ لَنَا یَا خَالِقَنَا اسْمَعْ وَ اسْتَجِبْ لَنَا وَ إِذَا جَمَعْتَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَارْحَمْنَا وَ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ فَاكْتُبْ لَنَا وَ فِی جَهَنَّمَ فَلَا تَجْعَلْنَا وَ مَعَ الشَّیَاطِینِ فَلَا تَقْرِنَّا وَ فِی هَوَانِكَ وَ عَذَابِكَ فَلَا تَقْلِبْنَا وَ مِنَ الزَّقُّومِ وَ الضَّرِیعِ فَلَا تُطْعِمْنَا وَ فِی النَّارِ عَلَی وُجُوهِنَا فَلَا تَكْبُبْنَا وَ مِنْ ثِیَابِ النَّارِ وَ سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ فَلَا تُلْبِسْنَا وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَنَجِّنَا- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ لَمْ یُسْأَلْ مِثْلُكَ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یُرْغَبْ إِلَی مِثْلِكَ یَا رَبِّ أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِینَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِأَفْضَلِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا وَ أَنْجَحِهَا یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ وَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَصُونِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الَّذِی تُحِبُّهُ وَ تَهْوَاهُ وَ تَرْضَی عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ وَ تَسْتَجِیبُ لَهُ دُعَاءَهُ وَ حَقٌ

ص: 117

عَلَیْكَ یَا رَبِّ أَنْ لَا تَحْرِمَ سَائِلَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ دَعَاكَ بِهِ عَبْدٌ هُوَ لَكَ فِی بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ أَوْ عِنْدَ بَیْتِكَ الْحَرَامِ أَوْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ سُبُلِكَ فَأَسْأَلُكَ یَا رَبِّ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ ضَعُفَ كَدْحُهُ فَأَشْرَفَتْ عَلَی الْهَلَكَةِ نَفْسُهُ وَ لَمْ یَثِقْ بِشَیْ ءٍ مِنْ عَمَلِهِ وَ لَمْ یَجِدْ لِمَا هُوَ فِیهِ سَادّاً وَ لَا لِذَنْبِهِ غَافِراً وَ لَا لِعَثْرَتِهِ مُقِیلًا غَیْرَكَ هَارِباً إِلَیْكَ مُتَعَوِّذاً بِكَ مُتَعَبِّداً لَكَ غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ وَ لَا مُسْتَحْسِرٍ وَ لَا مُتَجَبِّرٍ وَ لَا مُتَعَظِّمٍ بَلْ بَائِسٌ فَقِیرٌ خَائِفٌ مُسْتَجِیرٌ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً نَامِیَةً زَاكِیَةً شَرِیفَةً أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تَغْفِرَ لِی فِی شَهْرِی هَذَا وَ تَرْحَمَنِی وَ تُعْتِقَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ تُعْطِیَنِی فِیهِ خَیْرَ مَا أَعْطَیْتَ بِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَ خَیْرَ مَا أَنْتَ مُعْطِیهِ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ مُنْذُ أَسْكَنْتَنِی أَرْضَكَ إِلَی یَوْمِی هَذَا بَلِ اجْعَلْهُ عَلَیَّ أَتَمَّهُ نِعْمَةً وَ أَعَمَّهُ عَافِیَةً وَ أَوْسَعَهُ رِزْقاً وَ أَجْزَلَهُ وَ أَهْنَأَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ وَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ مُلْكِكَ الْعَظِیمِ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ مِنْ یَوْمِی هَذَا أَوْ یَنْقَضِیَ بَقِیَّةُ هَذَا الْیَوْمِ أَوْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتِی هَذِهِ أَوْ یَخْرُجَ هَذَا الشَّهْرُ وَ لَكَ قِبَلِی تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ أَوْ خَطِیئَةٌ تُرِیدُ أَنْ تُقَایِسَنِی بِهَا أَوْ تُؤَاخِذَنِی بِهَا أَوْ تُوقِفَنِی بِهَا مَوْقِفَ خِزْیٍ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَوْ تُعَذِّبَنِی یَوْمَ أَلْقَاكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ لِهَمٍّ لَا یُفَرِّجُهُ غَیْرُكَ وَ لِرَحْمَةٍ لَا تُنَالُ إِلَّا بِكَ وَ لِكَرْبٍ لَا یَكْشِفُهُ إِلَّا أَنْتَ وَ لِرَغْبَةٍ لَا تُبْلَغُ إِلَّا بِكَ وَ لِحَاجَةٍ لَا تُقْضَی دُونَكَ اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ مَا أَرَدْتَنِی بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ وَ رَحِمْتَنِی بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ الِاسْتِجَابَةُ لِی فِیمَا دَعَوْتُكَ بِهِ وَ النَّجَاةُ لِی فِیمَا فَزِعْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ أَیَا مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ علیه السلام أَیْ كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ عَنْ أَیُّوبَ وَ مُفَرِّجَ غَمِّ یَعْقُوبَ وَ مُنَفِّسَ كَرْبِ یُوسُفَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِی فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِ

ص: 118

أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ مِنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ فِیهِ الصَّدِیقُ وَ یَشْمَتُ فِیهِ الْعَدُوُّ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَغْبَةً مِنِّی فِیهِ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَیْتَهُ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ مِنْ شَیْ ءٍ اللَّهُمَّ عَافِنِی فِی یَوْمِی هَذَا أَنْتَ حَتَّی أُمْسِیَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ یَوْمِی هَذَا وَ مَا نَزَلَ فِیهِ مِنْ عَافِیَةٍ وَ مَغْفِرَةٍ وَ رَحْمَةٍ وَ رِضْوَانٍ وَ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ تَبْسُطُهُ عَلَیَّ وَ عَلَی وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ عِیَالِی وَ أَهْلِ حُزَانَتِی وَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ أَحَبَّنِی وَ وَلَدْتُ وَ وَلَدَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ الْحَسَدِ وَ الْبَغْیِ وَ الْحَمِیَّةِ وَ الْغَضَبِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِی بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ.

ثُمَّ اقْرَأِ الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی اللَّهُمَّ إِنَّ نَبِیَّكَ وَ رَسُولَكَ وَ حَبِیبَكَ وَ خِیَرَتَكَ مِنْ خَلْقِكَ- لَا یَرْضَی بِأَنْ تُعَذِّبَ أَحَداً مِنَ أُمَّتِهِ دَانَكَ بِمُوَالاتِهِ وَ مُوَالاةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ إِنْ كَانَ مُذْنِباً خَاطِئاً فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَأَجِرْنِی یَا رَبِّ مِنْ جَهَنَّمَ وَ عَذَابِهَا وَ هَبْنِی لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا جَامِعاً بَیْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَی تَأَلُّفٍ مِنَ الْقُلُوبِ وَ شِدَّةِ الْمَحَبَّةِ وَ نَازِعَ الْغِلِّ مِنْ صُدُورِهِمْ وَ جَاعِلَهُمْ إِخْوَاناً عَلَی سُرُرٍ مُتَقَابِلِینَ یَا جَامِعاً بَیْنَ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَ بَیْنَ مَنْ خَلَقَهَا لَهُ وَ یَا مُفَرِّجَ حُزْنِ كُلِّ مَحْزُونٍ وَ یَا مُنْهِلَ كُلِّ غَرِیبٍ یَا رَاحِمِی فِی غُرْبَتِی وَ فِی كُلِّ أَحْوَالِی بِحُسْنِ الْحِفْظِ وَ الْكِلَاءَةِ لِی یَا مُفَرِّجَ مَا بِی مِنَ الضِّیقِ وَ الْخَوْفِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحِبَّتِی وَ قَادَتِی وَ سَادَتِی وَ هُدَاتِی وَ مَوَالِیَّ یَا مُؤَلِّفاً بَیْنَ الْأَحِبَّاءِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَفْجَعْنِی بِانْقِطَاعِ رُؤْیَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَنِّی وَ لَا بِانْقِطَاعِ رُؤْیَتِی عَنْهُمْ فَبِكُلِّ مَسَائِلِكَ یَا رَبِّ أَدْعُوكَ إِلَهِی فَاسْتَجِبْ دُعَائِی إِیَّاكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِانْقِطَاعِ حُجَّتِی وَ وُجُوبِ حُجَّتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِیَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ

ص: 119

خِزْیِ یَوْمِ الْمَحْشَرِ وَ مِنْ شَرِّ مَا بَقِیَ مِنَ الدَّهْرِ وَ مِنْ شَرِّ الْأَعْدَاءِ وَ صَفِیرِ الْفَنَاءِ وَ عُضَالِ الدَّاءِ وَ خَیْبَةِ الرَّجَاءِ وَ زَوَالِ النِّعْمَةِ وَ فَجْأَةِ النَّقِمَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی قَلْباً یَخْشَاكَ كَأَنَّهُ یَرَاكَ إِلَی یَوْمِ یَلْقَاكَ (1).

«4»- وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ اسْتُغْفِرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ- اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَی أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ اللَّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِیرٍ اللَّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جَائِعٍ اللَّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْیَانٍ اللَّهُمَّ اقْضِ دَیْنَ كُلِّ مَدِینٍ اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ اللَّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِیبٍ اللَّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِیرٍ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فَاسِدٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِیضٍ اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنَا بِغِنَاكَ اللَّهُمَّ غَیِّرْ سُوءَ حَالِنَا بِحُسْنِ حَالِكَ اللَّهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّیْنَ وَ أَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ص: 120


1- 1. كتاب الاقبال ص 100- 107 و فی ط 348- 354.

باب 7 أدعیة لیالی القدر و الإحیاء فی هذا الشهر و أعمالها زائدا علی ما مر فی بحث أبواب الصیام و فی الأبواب الماضیة و ما یناسب ذلك

اشارة

أقول: قد أوردنا غسل هذه اللیالی فی كتاب الطهارة و بعض أعمالها و خاصة صلواتها فی كتاب الصیام بل فی كتاب الصلاة أیضا و سنذكر الزیارات المتعلقة بهذه الأیام و اللیالی فی كتاب المزار إن شاء اللّٰه تعالی.

و اعلم أن لیالی القدر هی لیلة تسع عشرة و إحدی و عشرین و لیلة ثلاث و عشرین كما سبق.

«1»- یب، [تهذیب الأحكام] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْلَةُ الْقَدْرِ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ یَوْمُهَا مِثْلُ لَیْلَتِهَا(1).

«2»- كف، [المصباح للكفعمی] ك، [إكمال الدین]: وَ ادْعُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ یَعْنِی لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ بِمَا رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَدْعُو بِهِ فِی لَیَالِی الْأَفْرَادِ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً- اللَّهُمَّ إِنِّی أَمْسَیْتُ لَكَ عَبْداً دَاخِراً- لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا أَصْرِفُ لَهَا سُوءاً أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَی نَفْسِی وَ أَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِی وَ قِلَّةِ حِیلَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ مَا آتَیْتَنِی فَإِنِّی عَبْدُكَ الْمِسْكِینُ الْمُسْتَكِینُ الضَّعِیفُ الْفَقِیرُ الْمَهِینُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی نَاسِیاً لِذِكْرِكَ فِیمَا أَوْلَیْتَنِی وَ لَا لِإِحْسَانِكَ فِیمَا أَعْطَیْتَنِی وَ لَا آیِساً مِنْ إِجَابَتِكَ وَ إِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّی فِی سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ فِی شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ أَوْ عَافِیَةٍ أَوْ بَلَاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْمَاءَ إِنَّكَ

ص: 121


1- 1. التهذیب ج 1 ص 445.

سَمِیعُ الدُّعَاءِ.

«3»- قل، إقبال الأعمال فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة التاسعة عشر منه و یومها و فیه عدة زیادات منها الغسل المشار إلیه مؤكدا فیها و منها الصلوات الزائدة و أدعیتها و منها استغفار مائة مرة و منها الروایة بنشر المصحف و دعائه و منها ما نختاره من عدة روایات بالدعوات و منها الدعاء المختص بیومها و منها الروایة بأن فضل یوم لیلة القدر مثل لیلته أقول و اعلم أن لیلة تسع عشرة أولی الثلاث اللیالی الأفراد و هذه اللیالی محل الزیادة فی الاجتهاد و لعمری إن الأخبار واردة و آكدة فی لیلة إحدی و عشرین منه أكثر من لیلة تسع عشرة و فی لیلة ثلاث و عشرین منه أكثر من لیلة تسع عشرة و من لیلة إحدی و عشرین و قد قدمنا ما ذكره أبو جعفر الطوسی فی التبیان عند تفسیر إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ أنها فی مفردات العشر الأواخر بلا خلاف و قال رحمه اللّٰه قال أصحابنا هی إحدی اللیلتین إحدی و عشرین و ثلاث و عشرین و هو منقول عن الأئمة الطاهرین العارفین بأسرار رب العالمین و أسرار سید المرسلین صلوات اللّٰه جل جلاله علیهم أجمعین و قد قدمنا دعاء العشرین ركعة فی أول لیلة منه أقول و نحن ذاكرون فی هذه اللیلة تسع عشرة دعاء الثمانین ركعة تمام المائة ركعة أنقله من خط أبی جعفر الطوسی رضوان اللّٰه علیه لتعمل علیه و ما كان لی إلی تقدیم دعاء المائة ركعة قبل هذه اللیلة سبب یحوج إلیه فلذلك جعلناه فی هذه اللیلة

وَ قَدْ رُوِیَ: أَنَّ هَذِهِ الْمِائَةَ رَكْعَةٍ تُصَلَّی فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِنَ الْمُفْرَدَاتِ كُلَّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ. و إن قویت علی ذلك فاعمل علیه و اغتنم أیها العبد المیت الفانی ما یبلغ اجتهادك علیه فإن سم الفناء یسری إلی الأعضاء مذ خرجت إلی دار الفناء و آخره هجوم الممات و انقطاع الأعمال الصالحات و أن تصیر من جملة القبور الدارسات المهجورات فبادر إلی السعادات الدائمات.

ص: 122

فصل ما تقدم ذكره من العشرین ركعة و أدعیتها و سبح تسبیح الزهراء علیها السلام بین كل ركعتین من جمیع الركعات ثم قم فصل الثمانین ركعة الباقیات تصلی ركعتین و تقول:

یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ عِنْدِی یَا قَدِیمَ الْعَفْوِ عَنِّی یَا مَنْ لَا غَنَاءَ لِشَیْ ءٍ عَنْهُ یَا مَنْ لَا بُدَّ لِشَیْ ءٍ مِنْهُ یَا مَنْ مَرَدُّ كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَیْهِ یَا مَنْ مَصِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَیْهِ تَوَلَّنِی سَیِّدِی وَ لَا تُوَلِّ أَمْرِی شِرَارَ خَلْقِكَ أَنْتَ خَالِقِی وَ رَازِقِی یَا مَوْلَایَ فَلَا تُضَیِّعْنِی.

ثم تصلی ركعتین و تقول

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ نَصِیباً مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ مِنْ نُورٍ تَهْدِی بِهِ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا وَ مِنْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ وَ مِنْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَ مِنْ بَلَاءٍ تَرْفَعُهُ وَ مِنْ سُوءٍ تَدْفَعُهُ وَ مِنْ فِتْنَةٍ تَصْرِفُهَا وَ اكْتُبْ لِی مَا كَتَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوَابَ وَ أَمِنُوا بِرِضَاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعَذَابَ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ بَارِكْ لِی فِی كَسْبِی وَ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ لَا تَفْتِنِّی بِمَا زَوَیْتَ عَنِّی.

ثم تصلی ركعتین و تقول

اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نَصَبْتُ یَدِی وَ فِیمَا عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِی فَاقْبَلْ سَیِّدِی تَوْبَتِی وَ ارْحَمْ ضَعْفِی وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ اجْعَلْ لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ نَصِیباً وَ إِلَی كُلِّ خَیْرٍ سَبِیلًا اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكِبْرِ وَ مَوَاقِفِ الْخِزْیِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ ارْدُدْ عَلَیَّ أَسْبَابَ طَاعَتِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِهَا وَ اصْرِفْ عَنِّی أَسْبَابَ مَعْصِیَتِكَ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا وَ اجْعَلْنِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ مَالِی فِی وَدَائِعِكَ الَّتِی لَا تَضِیعُ وَ اعْصِمْنِی مِنَ النَّارِ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ شَرَّ كُلِّ ضَعِیفٍ أَوْ شَدِیدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ شَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ثم تصلی ركعتین و تقول: اللَّهُمَّ أَنْتَ مُتَعَالِی الشَّأْنِ عَظِیمُ الْجَبَرُوتِ شَدِیدُ الْمِحَالِ عَظِیمُ الْكِبْرِیَاءِ قَادِرٌ قَاهِرٌ قَرِیبُ الرَّحْمَةِ صَادِقُ الْوَعْدِ وَفِیُّ الْعَهْدِ

ص: 123

قَرِیبٌ مُجِیبٌ سَامِعُ الدُّعَاءِ قَابِلُ التَّوْبَةِ مُحْصٍ لِمَا خَلَقْتَ قَادِرٌ عَلَی مَا أَرَدْتَ مُدْرِكٌ مَنْ طَلَبْتَ رَازِقٌ مَنْ خَلَقْتَ شَكُورٌ إِنْ شُكِرْتَ ذَاكِرٌ إِنْ ذُكِرْتَ فَأَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی مُحْتَاجاً وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ فَقِیراً وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ خَائِفاً وَ أَبْكِی إِلَیْكَ مَكْرُوباً وَ أَرْجُوكَ نَاصِراً وَ أَسْتَغْفِرُكَ ضَعِیفاً وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ مُحْتَسِباً وَ أَسْتَرْزِقُكَ مُتَوَسِّعاً وَ أَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ تَتَقَبَّلَ عَمَلِی وَ تُیَسِّرَ مُنْقَلَبِی وَ تُفَرِّجَ قَلْبِی إِلَهِی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَدِّقَ ظَنِّی وَ تَعْفُوَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ تَعْصِمَنِی مِنَ الْمَعَاصِی إِلَهِی ضَعُفْتُ فَلَا قُوَّةَ لِی وَ عَجَزْتُ فَلَا حَوْلَ لِی إِلَهِی جِئْتُكَ مُسْرِفاً عَلَی نَفْسِی مُقِرّاً بِسُوءِ عَمَلِی قَدْ ذَكَرْتُ غَفْلَتِی وَ أَشْفَقْتُ مِمَّا كَانَ مِنِّی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْضَ عَنِّی وَ اقْضِ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ثم تصلی ركعتین و تقول اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ مِنَ الضُّرِّ فِی الْمَعِیشَةِ وَ أَنْ تَبْتَلِیَنِی بِبَلَاءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ أَوْ تُسَلِّطَ عَلَیَّ طَاغِیاً أَوْ تَهْتِكَ لِی سِتْراً أَوْ تُبْدِیَ لِی عَوْرَةً أَوْ تُحَاسِبَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُقَاصّاً أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَی عَفْوِكَ وَ تَجَاوُزِكَ عَنِّی فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ سُكَّانِهَا وَ عُمَّارِهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَفَعَاتِ النَّارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِی الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الصِّیَامَ وَ الصَّدَقَةَ لِوَجْهِكَ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَ یَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ یَا مَنْ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ وَ یَا مَنْ لَا تَتَشَابَهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ وَ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ أَعْطِ مُحَمَّداً أَفْضَلَ مَا سَأَلْتُهُ وَ سَأَلَكَ وَ أَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ أَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ الْعَافِیَةَ شِعَارِی وَ دِثَارِی وَ نَجَاةً لِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

ص: 124

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَلِكُ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ بَدْءُ الْخَلْقِ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ.

قَالَ الشَّیْخُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَسْأَلُ اللَّهَ بِهِنَّ یُقْبِلُ بِهِنَّ قَلْبَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا قَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ حَاجَتَهُ وَ لَوْ كَانَ شَقِیّاً رَجَوْتُ أَنْ یُحَوَّلَ سَعِیداً.

و رأیت فی روایتین من غیر أدعیة شهر رمضان هذا الدعاء و فیه ما لك الخیر و الشر و لیس فیه خالق الخیر و الشر ثم تصلی ركعتین و تقول.

مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِدِرْعِكَ الْحَصِینَةِ وَ بِقُوَّتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ سُلْطَانِكَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُبِّی إِیَّاكَ وَ بِحُبِّی رَسُولَكَ وَ بِحُبِّی أَهْلَ بَیْتِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ یَا خَیْراً لِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنَ النَّاسِ جَمِیعاً اقْدِرْ لِی خَیْراً مِنْ قُدْرَتِی لِنَفْسِی وَ خَیْراً لِی مِمَّا یَقْدِرُ لِی أَبِی وَ أُمِّی أَنْتَ جَوَادٌ لَا یَبْخَلُ وَ حَلِیمٌ لَا یَجْهَلُ وَ عَزِیزٌ لَا یَسْتَذِلُّ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ النَّاسُ ثِقَتَهُ وَ رَجَاءَهُ فَأَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی

ص: 125

اقْدِرْ لِی خَیْرَهَا عَافِیَةً وَ رَضِّنِی بِمَا قَضَیْتَ لِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَلْبِسْنِی عَافِیَتَكَ الْحَصِینَةَ وَ إِنِ ابْتَلَیْتَنِی فَصَبِّرْنِی وَ الْعَافِیَةُ أَحَبُّ إِلَیَّ.

أقول: و وجدت فی مجلد عتیق لعل تاریخه أكثر من مائتی سنة و فی أول المجلد أدب الكتاب للصولی و آخره كتاب الجواهر لإبراهیم بن إسحاق الصولی و فیه كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَقُولُ: فِی دُعَائِهِ- اللَّهُمَّ إِنِ ابْتَلَیْتَنِی فَصَبِّرْنِی وَ الْعَافِیَةُ أَحَبُّ إِلَیَّ ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمْتَ سَبِیلًا مِنْ سُبُلِكَ فَجَعَلْتَ فِیهِ رِضَاكَ وَ نَدَبْتَ إِلَیْهِ أَوْلِیَاءَكَ وَ جَعَلْتَهُ أَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَوَاباً وَ أَكْرَمَهَا لَدَیْكَ مَآباً وَ أَحَبَّهَا إِلَیْكَ مَسْلَكاً ثُمَّ اشْتَرَیْتَ فِیهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِكَ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْكَ حَقّاً فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْفُرْقَانِ فَاجْعَلْنِی مِمَّنِ اشْتَرَی فِیهِ مِنْكَ نَفْسَهُ ثُمَّ وَفَی لَكَ بِبَیْعَتِهِ الَّذِی بَایَعَكَ عَلَیْهِ غَیْرَ نَاكِثٍ وَ لَا نَاقِضٍ عَهْداً وَ لَا مُبَدِّلٍ تَبْدِیلًا إِلَّا اسْتِنْجَازاً لِوَعْدِكَ وَ اسْتِیجَاباً لِمَحَبَّتِكَ وَ تَقَرُّباً بِهِ إِلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْهُ خَاتِمَةَ عَمَلِی وَ ارْزُقْنِی فِیهِ لَكَ وَ بِكَ مِنَ الْوَفَاءِ مَشْهَداً تُوجِبُ لِی بِهِ الرِّضَا وَ تَحُطُّ عَنِّی بِهِ الْخَطَایَا اجْعَلْنِی فِی الْأَحْیَاءِ الْمَرْزُوقِینَ بِأَیْدِی الْعُدَاةِ الْعُصَاةِ تَحْتَ لِوَاءِ الْحَقِّ وَ رَایَةِ الْهُدَی مَاضٍ عَلَی نُصْرَتِهِمْ قُدُماً غَیْرَ مُوَلٍّ دُبُراً وَ لَا مُحْدِثٍ شَكّاً أَعُوذُ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الذَّنْبِ الْمُحِیطِ لِلْأَعْمَالِ.

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِی لَا تُنَالُ مِنْكَ إِلَّا بِالرِّضَا وَ الْخُرُوجَ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ الدُّخُولَ فِی كُلِّ مَا یُرْضِیكَ وَ نَجَاةً مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ وَ الْمَخْرَجَ مِنْ كُلِّ كِبْرٍ وَ الْعَفْوَ عَنْ كُلِّ سَیِّئَةٍ یَأْتِی بِهَا مِنِّی عَمْدٌ أَوْ زَلَّ بِهَا خَطَأٌ أَوْ خَطَرَتْ بِهَا مِنِّی خَطَرَاتٌ نَسِیتُ أَنْ أَسْأَلَكَ خَوْفاً تُعِینُنِی بِهِ عَلَی حُدُودِ رِضَاكَ وَ أَسْأَلُكَ الْأَخْذَ بِأَحْسَنِ

ص: 126

مَا أَعْلَمُ وَ التَّرْكَ لِشَرِّ مَا أَعْلَمُ وَ الْعِصْمَةَ مِنْ أَنْ أَعْصِیَ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَوْ أُخْطِئُ مِنْ حَیْثُ لَا أَعْلَمُ وَ أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِی الرِّزْقِ وَ الزُّهْدَ فِیمَا هُوَ وَبَالٌ وَ أَسْأَلُكَ الْمَخْرَجَ بِالْبَیَانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَ الْفَلْجَ بِالصَّوَابِ فِی كُلِّ حُجَّةٍ وَ الصِّدْقَ فِیمَا عَلَیَّ وَ لِی وَ ذَلِّلْنِی بِإِعْطَاءِ النَّصَفِ مِنْ نَفْسِی فِی جَمِیعِ الْمَوَاطِنِ فِی الرِّضَا وَ السَّخَطِ وَ التَّوَاضُعِ وَ الْقَصْدِ وَ تَرْكِ قَلِیلِ الْبَغْیِ وَ كَثِیرِهِ فِی الْقَوْلِ مِنِّی وَ الْفِعْلِ وَ أَسْأَلُكَ تَمَامَ عَافِیَةِ النِّعْمَةِ فِی جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ وَ الشُّكْرَ بِهَا حَتَّی تَرْضَی وَ بَعْدَ الرِّضَا وَ الْخِیَرَةَ فِیمَا یَكُونُ فِیهِ الْخِیَرَةُ بِمَیْسُورِ جَمِیعِ الْأُمُورِ- لَا بِمَعْسُورِهَا یَا كَرِیمُ ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی أَطْیَبِ الْمُرْسَلِینَ- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنْتَجَبِ الْفَاتِقِ الرَّاتِقِ اللَّهُمَّ فَخُصَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالذِّكْرِ الْمَحْمُودِ وَ الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الْوَسِیلَةَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ فِی الْمُصْطَفَیْنَ مَحَبَّتَهُ وَ فِی عِلِّیِّینَ دَرَجَتَهُ وَ فِی الْمُقَرَّبِینَ كَرَامَتَهُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مِنْ كُلِّ كَرَامَةٍ أَفْضَلَ تِلْكَ الْكَرَامَةِ وَ مِنْ كُلِّ نَعِیمٍ أَوْسَعَ ذَلِكَ النَّعِیمِ وَ مِنْ كُلِّ عَطَاءٍ أَجْزَلَ ذَلِكَ الْعَطَاءِ وَ مِنْ كُلِّ یُسْرٍ أَیْسَرَ ذَلِكَ الْیُسْرِ وَ مِنْ كُلِّ قِسْمٍ أَوْفَرَ ذَلِكَ الْقِسْمِ حَتَّی لَا یَكُونَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَقْرَبَ مِنْهُ مَجْلِساً وَ لَا أَرْفَعَ مِنْهُ عِنْدَكَ ذِكْراً وَ مَنْزِلَةً وَ لَا أَعْظَمَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لَا أَقْرَبَ وَسِیلَةً مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِمَامِ الْخَیْرِ وَ قَائِدِهِ وَ الدَّاعِی إِلَیْهِ وَ الْبَرَكَةِ عَلَی جَمِیعِ الْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ وَ رَحْمَةٍ لِلْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِی بَرْدِ الْعَیْشِ وَ بَرْدِ الرَّوْحِ وَ قَرَارِ النِّعْمَةِ وَ شُهُودِ الْأَنْفُسِ وَ مُنَی الشَّهَوَاتِ وَ نَعِیمِ اللَّذَّاتِ وَ رَجَاءِ الْفَضِیلَةِ وَ شُهُودِ الطُّمَأْنِینَةِ وَ سُؤْدُدِ الْكَرَامَةِ وَ قُرَّةِ الْعَیْنِ وَ نَضْرَةِ النَّعِیمِ وَ بَهْجَةٍ لَا تُشْبِهُ بَهَجَاتِ الدُّنْیَا نَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَ أَدَّی النَّصِیحَةَ وَ اجْتَهَدَ لِلْأُمَّةِ وَ أُوذِیَ فِی جَنْبِكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ عَبَدَكَ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ.

اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الْحِلِّ وَ الْحَرَامِ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَنَّا السَّلَامَ اللَّهُمَّ صَلِ

ص: 127

عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ رُسُلِكَ أَجْمَعِینَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ وَ عَلَی أَهْلِ طَاعَتِكَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَجْمَعِینَ.

فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ سَجَدْتَ وَ قُلْتَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی وَ أَنْتَ رَجَائِی اللَّهُمَّ فَاكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَا یُهِمُّنِی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ زَحْزَحَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ صَرَفَ بِهِ عَنِّی وَجْهَكَ الْكَرِیمَ أَوْ نَقَصَ بِهِ مِنْ حَظِّی عِنْدَكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَفِّقْنِی لِكُلِّ شَیْ ءٍ یُرْضِیكَ عَنِّی وَ یُقَرِّبُنِی إِلَیْكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی عِنْدَكَ وَ أَعْظِمْ حَظِّی وَ أَحْسِنْ مَثْوَایَ وَ ثَبِّتْنِی بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ وَفِّقْنِی لِكُلِّ خَیْرٍ وَ مَقَامٍ مَحْمُودٍ تُحِبُّ أَنْ تُدْعَی فِیهِ بِأَسْمَائِكَ وَ تُسْأَلَ فِیهِ مِنْ عَطَائِكَ رَبِّ لَا تَكْشِفْ عَنِّی سِتْرَكَ وَ لَا تُبْدِ عَوْرَتِی لِلْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدَاءِ حَتَّی تُتِمَّ الدُّعَاءَ-(1)

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ شَدِیدَةٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ عَنْهُ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تُعْیِینِی فِیهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِیهِ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَیْتَنِیهِ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ

ص: 128


1- 1. تمامه هكذا:« و روحی مع الشهداء، و احسانی فی علیین، و إساءتی مغفورة و أن تهب لی یقینا تباشر به قلبی، و ایمانا یذهب الشك عنی، و ترضینی بما قسمت لی، و آتنی فی الدنیا حسنة و فی الآخرة حسنة و قنی عذاب النار، و ارزقنی فیها ذكرك و شكرك و الرغبة إلیك و التوبة و الانابة و التوفیق لما وفقت له محمّدا و آل محمّد صلواتك علیه و علیهم و السلام علیه و علیهم و رحمة اللّٰه و بركاته» و قد مر فی مواضع كثیرة.

صَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ لَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا.

رَوَی هَذَا الدُّعَاءَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی إِلَی تَمَامِ الدُّعَاءِ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ وَ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی وَ مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا أَمَلَاهْ یَا غَایَةَ رَغْبَتِی أَسْأَلُكَ بِكَ یَا اللَّهُ أَنْ لَا تُشَوِّهَ خَلْقِی بِالنَّارِ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَوَائِجَ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ وَ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِی فَأَمَرْتَنِی وَ نَهَیْتَنِی وَ رَغَّبْتَنِی فِی ثَوَابِ مَا بِهِ أَمَرْتَنِی وَ رَهَّبْتَنِی عِقَابَ مَا عَنْهُ نَهَیْتَنِی وَ جَعَلْتَ لِی عَدُوّاً یَكِیدُنِی وَ سَلَّطْتَهُ مِنِّی عَلَی مَا لَمْ تُسَلِّطْنِی عَلَیْهِ مِنْهُ فَأَسْكَنْتَهُ صَدْرِی وَ أَجْرَیْتَهُ مَجْرَی الدَّمِ مِنِّی لَا یَغْفُلُ إِنْ غَفَلْتُ وَ لَا یَنْسَی إِنْ نَسِیتُ یُؤْمِنُنِی عَذَابَكَ وَ یُخَوِّفُنِی بِغَیْرِكَ إِنْ هَمَمْتُ بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنِی وَ إِنْ هَمَمْتُ بِصَالِحٍ ثَبَّطَنِی وَ یَنْصِبُ لِی بِالشَّهَوَاتِ وَ یَعْرِضُ لِی بِهَا إِنْ وَعَدَنِی كَذَبَنِی وَ إِنْ مَنَّانِی قَنَّطَنِی وَ إِنِ اتَّبَعْتُ هَوَاهُ أَضَلَّنِی وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُ یَسْتَزِلَّنِی وَ إِنْ لَا تُفْلِتْنِی مِنْ حَبَائِلِهِ یَصُدَّنِی وَ إِلَّا تَعْصِمْنِی مِنْهُ یَفْتِنِّی اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنِّی بِسُلْطَانِكَ عَلَیْهِ حَتَّی تَحْبِسَهُ عَنِّی بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ مِنِّی فَأَفُوزَ فِی الْمَعْصُومِینَ مِنْهُ بِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

روی هذا الدعاء و الذی قبله عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی وَ یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً یَا مَنْ یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ وَ یَحْكُمُ مَا یُرِیدُ وَ یَقْضِی مَا أَحَبَّ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ هُوَ

ص: 129

بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ مَا أَكُفُّ بِهِ وَجْهِی وَ أُؤَدِّی بِهِ عَنْ أَمَانَتِی وَ أَصِلُ بِهِ رَحِمِی وَ یَكُونُ عَوْناً لِی عَلَی الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الدَّرَجَةَ الْكَبِیرَةَ اللَّهُمَّ إِنِّی آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ أَرَهُ فَلَا تَحْرِمْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ رُؤْیَتَهُ وَ ارْزُقْنِی صُحْبَتَهُ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ اسْقِنِی مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ كَمَا آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ لَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِی فِی الْجِنَانِ وَجْهَهُ اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ عَنِّی تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً ثُمَّ ادْعُ بِمَا بَدَا لَكَ ثُمَّ اسْجُدْ وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَ یَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ یَا مَنْ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ وَ لَا تَتَشَابَهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ وَ لَا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ یَا مَنْ لَا یَنْسَی شَیْئاً لِشَیْ ءٍ وَ لَا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ أَعْطِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَفْضَلَ مَا سَأَلُوا وَ خَیْرَ مَا سَأَلُوكَ وَ خَیْرَ مَا سُئِلْتَ لَهُمْ وَ خَیْرَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثم ارفع رأسك و ادع بما أحببت ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ اللَّهُمَّ لَا هَادِیَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ وَ لَا مُضِلَّ لِمَا هَدَیْتَ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَیْتَ وَ لَا مُعْطِیَ لِمَا مَنَعْتَ اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ وَ لَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ اللَّهُمَّ لَا مُقَدِّمَ لِمَا أَخَّرْتَ وَ لَا مُؤَخِّرَ لِمَا قَدَّمْتَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَلِیمُ فَلَا تَجْهَلُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْجَوَادُ فَلَا تَبْخَلُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَزِیزُ فَلَا تُسْتَذَلُّ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَنِیعُ فَلَا تُرَامُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ و ادع بما شئت.

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ

ص: 130

الْعَافِیَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ مِنَ الضَّرَرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ أَنْ تَبْتَلِیَنِی بِبَلَاءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ أَوْ تُسَلِّطَ عَلَیَّ طَاغِیاً أَوْ تَهْتِكَ لِی سِتْراً أَوْ تُبْدِیَ لِی عَوْرَةً أَوْ تُحَاسِبَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُنَاقِشاً أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَی عَفْوِكَ وَ تَجَاوُزِكَ عَنِّی فِیمَا سَلَفَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ یَا اللَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْ عَذَابِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَهَبْ لِی یَا إِلَهِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً تُغْنِینِی بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُحْیِی بِهَا مَیْتَ الْبِلَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْعِبَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی غَمّاً حَتَّی تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُعَرِّفَنِی الِاسْتِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُمْكِنْهُ مِنْ رَقَبَتِی اللَّهُمَّ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَحُولُ بَیْنَكَ وَ بَیْنِی أَوْ یَتَعَرَّضُ لَكَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِی فَقَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنْ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ یَا إِلَهِی عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً فَلَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی أَسْتَجِیرُ بِكَ اللَّهُمَّ فَأَجِرْنِی وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنِی وَ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ فَلَا تَحْرِمْنِی ثم تصلی ركعتین.

و تقول بعدهما مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا أَعْبُدُ إِلَّا إِیَّاكَ وَ لَا أُشْرِكُ بِكَ شَیْئاً اللَّهُمَّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ وَ ارْحَمْ إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ أَعْلَنْتُ وَ أَسْرَرْتُ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَ أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ دُلَّنِی عَلَی الْعَدْلِ وَ الْهُدَی وَ الصَّوَابِ وَ قِوَامِ الدِّینِ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنِی هَادِیاً مَهْدِیّاً رَاضِیاً مَرْضِیّاً غَیْرَ ضَالٍّ وَ لَا

ص: 131

مُضِلٍّ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اكْفِنِی الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِی بِمَا شِئْتَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِی وَ تَجَاوُزَكَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ صَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِی وَ سَتْرَكَ عَلَی قَبِیحِ عَمَلِی وَ حِلْمَكَ عَنْ كَثِیرِ جُرْمِی عِنْدَ مَا كَانَ مِنْ خَطَئِی وَ عَمْدِی أَطْمَعَنِی فِی أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ الَّذِی رَزَقْتَنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَرَیْتَنِی مِنْ قُدْرَتِكَ وَ عَرَّفْتَنِی مِنْ إِجَابَتِكَ فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً وَ أَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِساً لَا خَائِفاً وَ لَا وَجِلًا مُدِلًّا عَلَیْكَ فِیمَا قَصَدْتُ فِیهِ إِلَیْكَ فَإِنْ أَبْطَأَ عَنِّی عَتَبْتُ بِجَهْلِی عَلَیْكَ وَ لَعَلَّ الَّذِی أَبْطَأَ عَنِّی هُوَ خَیْرٌ لِی لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ فَلَمْ أَرَ مَوْلًی كَرِیماً أَصْبَرَ عَلَی عَبْدٍ لَئِیمٍ مِنْكَ عَلَیَّ یَا رَبِّ إِنَّكَ تَدْعُونِی فَأُوَلِّی عَنْكَ وَ تَتَحَبَّبُ إِلَیَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ وَ تَتَوَدَّدُ إِلَیَّ فَلَا أَقْبَلُ مِنْكَ كَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیْكَ ثُمَّ لَمْ یَمْنَعْكَ ذَلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِی وَ الْإِحْسَانِ إِلَیَّ وَ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجَاهِلَ وَ جُدْ عَلَیْهِ بِفَضْلِ إِحْسَانِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ و ادع بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل فی سجودك- یَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا كَائِناً بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَیْ ءٍ لَا تَفْضَحْنِی فَإِنَّكَ بِی عَالِمٌ وَ لَا تُعَذِّبْنِی فَإِنَّكَ عَلَیَّ قَادِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ مِنَ الْعَذَابِ (1) عِنْدَ الْمَوْتِ وَ مِنْ سُوءِ الْمَرْجِعِ فِی الْقُبُورِ وَ مِنَ النَّدَامَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عِیشَةً هَنِیئَةً وَ مِیتَةً سَوِیَّةً وَ مُنْقَلَباً كَرِیماً غَیْرَ مُخْزٍ وَ لَا فَاضِحٍ ثم ارفع رأسك من السجود و ادع بما شئت ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ إِنِّی سَائِلٌ فَقِیرٌ وَ خَائِفٌ مُسْتَجِیرٌ وَ تَائِبٌ مُسْتَغْفِرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا قَدِیمَهَا وَ حَدِیثَهَا وَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ اللَّهُمَّ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی فَإِنَّهُ لَا رَافِعَ وَ لَا مَانِعَ إِلَّا أَنْتَ ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ

ص: 132


1- 1. فی المصدر المطبوع: من العدیلة.

إِیمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ یَقِیناً حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ یُصِیبَنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی وَ الرِّضَا بِمَا قَسَمْتَ لِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ نَفْساً طَیِّبَةً تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ وَ تَقْنَعُ بِعَطَائِكَ وَ تَرْضَی بِقَضَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ تَوَلَّنِی مَا أَبْقَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تُحْیِینِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تَوَفَّانِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تَبْعَثُنِی إِذَا بَعَثْتَنِی عَلَیْهِ وَ تُبْرِئُ بِهِ صَدْرِی مِنَ الشَّكِّ وَ الرَّیْبِ فِی دِینِی ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حَلِیمُ یَا كَرِیمُ یَا عَالِمُ یَا عَلِیمُ یَا قَادِرُ یَا قَاهِرُ یَا خَبِیرُ یَا لَطِیفُ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَایَاهْ یَا رَجَایَاهْ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ نَفْحَةً مِنْ نَفَحَاتِكَ كَرِیمَةً رَحِیمَةً تَلُمُّ بِهَا شَعْثِی وَ تُصْلِحُ بِهَا شَأْنِی وَ تَقْضِی بِهَا دَیْنِی وَ تَنْعَشُنِی بِهَا وَ عِیَالِی وَ تُغْنِینِی بِهَا عَمَّنْ سِوَاكَ یَا مَنْ هُوَ خَیْرٌ لِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ ذَلِكَ بِیَ السَّاعَةَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنَّ الِاسْتِغْفَارَ مَعَ الْإِصْرَارِ لُؤْمٌ وَ تَرْكِیَ الِاسْتِغْفَارَ مَعَ مَعْرِفَتِی بِكَرَمِكَ عَجْزٌ فَكَمْ تَتَحَبَّبُ إِلَیَّ بِالنِّعَمِ مَعَ غِنَاكَ عَنِّی وَ أَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ بِالْمَعَاصِی مَعَ فَقْرِی إِلَیْكَ یَا مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَی وَ إِذَا تَوَعَّدَ عَفَا صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی أَوْلَی الْأَمْرَیْنِ بِكَ فَإِنَّ مِنْ شَأْنِكَ الْعَفْوَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِذِمَّتِكَ وَ لَجَأَ إِلَی عِزِّكَ وَ اسْتَظَلَّ بِفَیْئِكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ یَا جَزِیلَ الْعَطَایَا یَا فَكَّاكَ الْأُسَارَی یَا مَنْ سَمَّی نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ الْوَهَّابَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی یَا مَوْلَایَ مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ رِزْقاً وَاسِعاً كَیْفَ تَشَاءُ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ بِمَا شِئْتَ وَ حَیْثُ شِئْتَ فَإِنَّهُ یَكُونُ مَا شِئْتَ إِذَا شِئْتَ كَیْفَ شِئْتَ ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْجَلَالِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْعِزَّةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ

ص: 133

فِی سُرَادِقِ السَّرَائِرِ السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ النَّضِیرِ وَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِیَةِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ بِالْعَیْنِ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ بِالاسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ وَ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْمُحِیطِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِیُّ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُكَرَّمَاتِ الْمُقَدَّسَاتِ الْمَكْنُونَاتِ الْمَخْزُونَاتِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ و تدعو بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل فی سجودك- سَجَدَ وَجْهِیَ اللَّئِیمُ لِوَجْهِ رَبِّیَ الْكَرِیمِ سَجَدَ وَجْهِیَ الْحَقِیرُ لِوَجْهِ رَبِّیَ الْعَزِیزِ الْكَرِیمِ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ بِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ اغْفِرْ لِی ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی ثم ارفع رأسك و ادع بما أحببت.

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی نَعْمَائِكَ كُلِّهَا حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَكَ وَ خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ مَا لَا أَحْذَرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْسِعْ لِی فِی رِزْقِی وَ امْدُدْ لِی فِی عُمُرِی وَ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِكَ وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِی غَیْرِی ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْیَتِكَ مَا یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَعَاصِیكَ وَ مِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَ مِنَ الْیَقِینِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیْنَا مُصِیبَاتِ الدُّنْیَا وَ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا وَ انْصُرْنَا عَلَی مَنْ عَادَانَا وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتَنَا فِی دِینِنَا وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا مَنْ لَا یَرْحَمُنَا ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ- إِلَهِی ذُنُوبِی تُخَوِّفُنِی مِنْكَ وَ جُودُكَ یُبَشِّرُنِی عَنْكَ فَأَخْرِجْنِی بِالْخَوْفِ مِنَ الْخَطَایَا وَ أَوْصِلْنِی بِجُودِكَ إِلَی الْعَطَایَا حَتَّی أَكُونَ غَداً فِی الْقِیَامَةِ عَتِیقَ كَرَمِكَ كَمَا كُنْتُ فِی الدُّنْیَا رَبِیبَ نِعَمِكَ فَلَیْسَ مَا تَبْذُلُهُ غَداً

ص: 134

مِنَ النَّجَاءِ بِأَعْظَمَ مِمَّا قَدْ مَنَحْتَهُ الْیَوْمَ مِنَ الرَّجَاءِ وَ مَتَی خَابَ فِی فِنَائِكَ آمِلٌ أَمْ مَتَی انْصَرَفَ بِالرَّدِّ عَنْكَ سَائِلٌ إِلَهِی مَا دَعَاكَ مَنْ لَمْ تُجِبْهُ لِأَنَّكَ قُلْتَ- ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ أَنْتَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا إِلَهِی وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی ثم تصلی ركعتین.

و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اللَّهُمَّ بَارِكْ لِی فِی الْمَوْتِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی سَكَرَاتِ الْمَوْتِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی غَمِّ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی ضِیقِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی وَحْشَةِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِی فِی طُولِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ فَمَا قَضَیْتَ عَلَیْنَا مِنْ قَضَاءٍ أَوْ قَدَّرْتَ عَلَیْنَا مِنْ قَدَرٍ فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً یَقْهَرُهُ وَ یَدْمَغُهُ وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِی رِضْوَانِكَ یُنْمِی فِی حَسَنَاتِنَا وَ تَفْضِیلِنَا وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا وَ مَجْدِنَا وَ نَعْمَائِنَا وَ كَرَامَتِنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا اللَّهُمَّ وَ مَا أَعْطَیْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِیلَةٍ أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً یَقْهَرُهُ وَ یَدْمَغُهُ وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِی رِضْوَانِكَ وَ فِی حَسَنَاتِنَا وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا وَ نَعْمَائِكَ وَ كَرَامَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ لَنَا أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ لَا فِتْنَةً وَ لَا مَقْتاً وَ لَا عَذَاباً وَ لَا خِزْیاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ وَ سُوءِ الْمَقَامِ وَ خِفَّةِ الْمِیزَانِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَقِّنَا حَسَنَاتِنَا فِی الْمَمَاتِ وَ لَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا عَلَیْنَا حَسَرَاتٍ وَ لَا تُخْزِنَا عِنْدَ لِقَائِكَ وَ لَا تَفْضَحْنَا بِسَیِّئَاتِنَا یَوْمَ نَلْقَاكَ وَ اجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَ لَا تَنْسَاكَ وَ تَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حَتَّی تَلْقَاكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ بَدِّلْ سَیِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ وَ اجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ وَ اجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ وَ اجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِیَاتٍ اللَّهُمَّ وَ أَوْسِعْ لِفَقْرِنَا مِنْ سَعَةِ مَا قَضَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُنَّ عَلَیْنَا بِالْهُدَی مَا أَبْقَیْتَنَا وَ الْكَرَامَةِ مَا أَحْیَیْتَنَا وَ الْكَرَامَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ

ص: 135

إِذَا تَوَفَّیْتَنَا وَ الْحِفْظِ فِیمَا یَبْقَی مِنْ أَعْمَارِنَا وَ الْبَرَكَةِ فِیمَا رَزَقْتَنَا وَ الْعَوْنِ عَلَی مَا حَمَّلْتَنَا وَ الثَّبَاتِ عَلَی مَا طَوَّقْتَنَا وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا وَ لَا تُقَایِسْنَا بِجَهْلِنَا وَ لَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطَایَانَا وَ اجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابِتاً فِی قُلُوبِنَا وَ اجْعَلْنَا عُظَمَاءَ عِنْدَكَ وَ فِی أَنْفُسِنَا أَذِلَّةً وَ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَ زِدْنَا عِلْماً نَافِعاً أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ عَیْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ یَا وَلِیَّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل فی سجودك مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سَجَدَ وَجْهِی لَكَ تَعَبُّداً وَ رِقّاً- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ حَقّاً حَقّاً الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ فَاغْفِرْ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِی فَإِنِّی مُقِرٌّ بِذُنُوبِی عَلَی نَفْسِی وَ لَا یَدْفَعُ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ غَیْرُكَ.

ثم ارفع رأسك من السجود فإذا استویت قائما فادع بما أحببت ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كُرْبَةٍ وَ أَنْتَ رَجَائِی فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ عَنْهُ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تُعْیِینِی فِیهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَاغِباً إِلَیْكَ فِیهِ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَیْتَهُ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ لَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا.

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَأْمُرُ بِهَذَا الدُّعَاءِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ تُنْزِلُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مَا شِئْتَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ وَ عَلَی إِخْوَانِی وَ أَهْلِی وَ جِیرَانِی بَرَكَاتِكَ وَ مَغْفِرَتَكَ وَ الرِّزْقَ الْوَاسِعَ وَ اكْفِنَا الْمُؤَنَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنَا مِنْ حَیْثُ نَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا نَحْتَسِبُ وَ احْفَظْنَا مِنْ حَیْثُ نَحْتَفِظُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا نَحْتَفِظُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا فِی جِوَارِكَ وَ حِرْزِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا

ص: 136

إِلَهَ غَیْرُكَ.

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هَذَا دُعَاءُ الْعَافِیَةِ یَا اللَّهُ یَا وَلِیَّ الْعَافِیَةِ وَ الْمَنَّانَ بِالْعَافِیَةِ وَ رَازِقَ الْعَافِیَةِ وَ الْمُنْعِمَ بِالْعَافِیَةِ وَ الْمُتَفَضِّلَ بِالْعَافِیَةِ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ لَنَا فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنَا الْعَافِیَةَ وَ دَوَامَ الْعَافِیَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِی قَهَرَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِجَبَرُوتِكَ الَّتِی غَلَبَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِی لَا یَقُومُ لَهَا شَیْ ءٌ وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِی مَلَأَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِعِلْمِكَ الَّذِی أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ بِوَجْهِكَ الْبَاقِی بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ یَا نُورُ یَا نُورُ یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ یَا آخِرَ الْآخِرِینَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُحْدِثُ النِّقَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُورِثُ النَّدَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَحْبِسُ الْقِسَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَهْتِكُ الْعِصَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَمْنَعُ الْقَضَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُنْزِلُ الْبَلَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُدِیلُ الْأَعْدَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَحْبِسُ الدُّعَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَقْطَعُ الرَّجَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُورِثُ الشَّقَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُظْلِمُ الْهَوَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَكْشِفُ الْغِطَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَحْبِسُ غَیْثَ السَّمَاءِ.

ثم تصلی ركعتین و تقول ما روی عنهم علیهم السلام و الدعاء المتقدم اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَفِظْتَ الْغُلَامَیْنِ لِصَلَاحِ أَبَوَیْهِمَا وَ دَعَاكَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَنْشُدُكَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَنْشُدُكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ أَنْشُدُكَ بِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ أَنْشُدُكَ بِحَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَنْشُدُكَ بِأَسْمَائِكَ وَ أَرْكَانِكَ كُلِّهَا وَ أَنْشُدُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ

ص: 137

بِهِ لَمْ تَرُدَّ مَا كَانَ أَقْرَبَ مِنْ طَاعَتِكَ وَ أَبْعَدَ مِنْ مَعْصِیَتِكَ وَ أَوْفَی بِعَهْدِكَ وَ أَقْضَی لِحَقِّكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنَشِّطَنِی لَهُ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی لَكَ عَبْداً شَاكِراً تَجِدُ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ تُعَذِّبُهُ غَیْرِی وَ لَا أَجِدُ مَنْ یَغْفِرُ لِی إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ عَنْ عَذَابِی غَنِیٌّ وَ أَنَا إِلَی رَحْمَتِكَ فَقِیرٌ أَنْتَ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوَی وَ شَاهِدُ كُلِّ نَجْوَی وَ مُنْتَهَی كُلِّ حَاجَةٍ وَ منجی [مُنْجٍ] مِنْ كُلِّ عَثْرَةٍ وَ غَوْثُ كُلِّ مُسْتَغِیثٍ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَعْصِمَنِی بِطَاعَتِكَ مِنْ مَعْصِیَتِكَ وَ بِمَا أَحْبَبْتَ عَمَّا كَرِهْتَ وَ بِالْإِیمَانِ عَنِ الْكُفْرِ وَ بِالْهُدَی عَنِ الضَّلَالَةِ وَ بِالْیَقِینِ عَنِ الرِّیبَةِ وَ بِالْأَمَانَةِ عَنِ الْخِیَانَةِ وَ بِالصِّدْقِ عَنِ الْكَذِبِ وَ بِالْحَقِّ عَنِ الْبَاطِلِ وَ بِالتَّقْوَی عَنِ الْإِثْمِ وَ بِالْمَعْرُوفِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ بِالذُّكْرِ عَنِ النِّسْیَانِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَافِنِی مَا أَحْیَیْتَنِی وَ أَلْهِمْنِی الشُّكْرَ عَلَی مَا أَعْطَیْتَنِی وَ كُنْ بِی رَحِیماً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاسْجُدْ وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْفُ عَنْ جُرْمِی بِحِلْمِكَ وَ جُودِكَ یَا رَبِّ یَا كَرِیمُ یَا مَنْ لَا یَخِیبُ سَائِلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ نَائِلُهُ یَا مَنْ عَلَا فَلَا شَیْ ءَ فَوْقَهُ یَا مَنْ دَنَا فَلَا شَیْ ءَ دُونَهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ یَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ وَ یَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ وَ یَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ یَا غِیَاثَ مَنْ لَا غِیَاثَ لَهُ یَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا عَوْنَ الضُّعَفَاءِ یَا مُنْقِذَ الْغَرْقَی یَا مُنْجِیَ الْهَلْكَی یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ أَنْتَ الَّذِی سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّیْلِ وَ نُورُ النَّهَارِ وَ ضَوْءُ الْقَمَرِ وَ ضِیَاءُ الشَّمْسِ وَ خَرِیرُ الْمَاءِ وَ حَفِیفُ الشَّجَرِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی لَا شَرِیكَ لَكَ یَا رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ وَ أَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ زَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِجُودِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحَمِیدَةِ الْكَرِیمَةِ

ص: 138

الَّتِی إِذَا وُضِعَتْ عَلَی الْأَشْیَاءِ ذَلَّتْ لَهَا وَ إِذَا طُلِبَتْ بِهَا الْحَسَنَاتُ أُدْرِكَتْ وَ إِذَا أُرِیدَ بِهَا صَرْفُ السَّیِّئَاتِ صُرِفَتْ أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ الَّتِی لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا كَرِیمُ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا أَبْصَرَ الْمُبْصِرِینَ وَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی مَا تَشَاءُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ حَرْفٍ أُنْزِلَتْ فِی كِتَابٍ مِنْ كُتُبِكَ وَ بِكُلِّ دُعَاءٍ دَعَاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ادْعُ بِمَا بَدَا لَكَ.

ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ أَكْرَمَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله سُبْحَانَ مَنِ انْتَجَبَ مُحَمَّداً سُبْحَانَ مَنِ انْتَجَبَ عَلِیّاً سُبْحَانَ مَنْ خَصَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ سُبْحَانَ مَنْ فَطَمَ بِفَاطِمَةَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِإِذْنِهِ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَعْبَدَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْجَنَّةَ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ سُبْحَانَ مَنْ یُورِثُهَا مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ شِیعَتَهُمْ سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ النَّارَ لِأَجْلِ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ سُبْحَانَ مَنْ یُمَلِّكُهَا مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ وَ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا یَنْبَغِی لِلَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَمَا یَنْبَغِی لِلَّهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَی جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ أَیَادِیكَ وَ هِیَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی وَ مِنْ نِعَمِكَ وَ هِیَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُعَادَ وَ أَنْ یَكُونَ عَدُوِّی عَدُوَّكَ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی أَنَاتِكَ فَعَجِّلْ هَلَاكَهُمْ وَ بَوَارَهُمْ وَ دَمَارَهُمْ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ إِنِّی أَعْهَدُ إِلَیْكَ فِی دَارِ الدُّنْیَا أَنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعْتَ وَ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفْتَ وَ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلْتَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثْتَ وَ أَنَّكَ أَنْتَ أَنْتَ أَنْتَ اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ جَزَی اللَّهُ مُحَمَّداً خَیْرَ الْجَزَاءِ وَ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ بِالسَّلَامِ.

ص: 139

ثم تصلی ركعتین و تقول مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَقُلْ هَذَا الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدِینُكَ بِطَاعَتِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ رَسُولِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَی آخِرِهِمْ وَ سَمِّهِمْ ثُمَّ قُلْ آمِینَ أَدِینُكَ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ وَ الرِّضَا بِمَا فَضَّلْتَهُمْ بِهِ غَیْرَ مُنْكِرٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ عَلَی مَعْنَی مَا أَنْزَلْتَ فِی كِتَابِكَ عَلَی حُدُودِ مَا أَتَانَا فِیهِ وَ مَا لَمْ یَأْتِنَا مُؤْمِنٌ مُقِرٌّ بِذَلِكَ مُسَلِّمٌ رَاضٍ بِمَا رَضِیتَ بِهِ یَا رَبِّ أُرِیدُ بِهِ وَجْهَكَ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ مَرْهُوباً وَ مَرْغُوباً إِلَیْكَ فِیهِ فَأَحْیِنِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ أَمِتْنِی إِذَا أَمَتَّنِی عَلَیْهِ وَ ابْعَثْنِی إِذَا بَعَثْتَنِی عَلَی ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ مِنِّی تَقْصِیرٌ فِیمَا مَضَی فَإِنِّی أَتُوبُ إِلَیْكَ مِنْهُ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ فِیمَا عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَنِی مِنْ مَعَاصِیكَ وَ لَا تَكِلَنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً مَا أَحْیَیْتَنِی وَ لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ- إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَنِی بِطَاعَتِكَ حَتَّی تَوَفَّانِی عَلَیْهَا وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ وَ أَنْ تَخْتِمَ لِی بِالسَّعَادَةِ وَ لَا تُحَوِّلَنِی عَنْهَا أَبَداً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، ثم تدعو بما أحببت.

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل فی سجودك سَجَدَ وَجْهِیَ الْبَالِی الْفَانِی لِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْعَظِیمِ سَجَدَ وَجْهِیَ الذَّلِیلُ لِوَجْهِكَ الْعَظِیمِ الْعَزِیزِ سَجَدَ وَجْهِیَ الْفَقِیرُ لِوَجْهِكَ الْغَنِیِّ الْكَرِیمِ رَبِّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا یَكُونُ رَبِّ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی رَبِّ لَا تُسِئْ قَضَائِی رَبِّ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی رَبِّ إِنَّهُ لَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَقِمَاتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِیعِ غَضَبِكَ وَ سَخَطِكَ سُبْحَانَكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ.

و روی هذا الدعاء فی السجود عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس یا أیها المقبل بإقبال اللّٰه جل جلاله علیه حیث استدعاه إلی الحضور بین یدیه و ارتضاه أن یخدمه و یختص به و یكون ممن یعز علیه لو عرفت ما فی مطاوی هذه العنایات من السعادات ما كنت تستكثر لله جل جلاله شیئا من العبادات فتمم رحمك اللّٰه جل

ص: 140

جلاله وظائف هذه اللیلة من غیر تثاقل و لا تكاسل و لا إعجاب فأنت ذلك المخلوق من التراب الذی شرفك مولاك رب الأرباب و خلصك من ذلك الأصل الذمیم و أتحفك بهذا التكریم و التعظیم و اخدمه و اعرف له قدر المنة علیك و لا یخطر بقلبك إلا أن هذه العبادة من أعظم إحسانه إلیك و أنت تعبده لأنه أهل و اللّٰه للعبادة فإنك مستعظم لنفسك كیف بلغ بك إلی هذه السعادة.

و اعلم أنك إن عبدته لأجل طلب أجرة علی عبادتك كنت فی مخاطرتك كرجل كان علیه لبعض الغرماء الأقویاء الأغنیاء دیون لا یقوم لها حكم العدد و الإحصاء فاجتاز هذا الذی علیه الدیون الكثیرة مع غریمه صاحب الحقوق الكثیرة علی سوق فیه حلاوة

فاقتضی إنعام الغریم أنه اشتری لهذا الذی علیه الدین العظیم طبقا من تلك الحلاوة العظیمة اللذات و كلفه حملها إلی دار الغریم لیأكلها الذی علیه الدیون وحده علی أبلغ الشهوات فلما أكلها الذی علیه الدیون الكثیرة و فرغ من أكلها قال للغریم إن هذه الحلاوة قد حملتها معك فأعطنی رغیفا أجرة حملها فقال له الغریم إنما حملتها علی سبیل المنة علیك و لتصل هذه الحلاوة إلیك و ما كنت محتاجا أنا إلیها و لی دیون كثیرة علیك ما طالبتك بها فكیف اقتضی عقلك أن تطلب رغیفا أجرة حمل حلاوة ما كلفتك وزن ثمن لها فهل یسترضی أحد من ذوی العقول السلیمة ما فعله الذی علیه الدیون من طلب تلك الأجرة الذمیمة فكذا حال العبد مع اللّٰه جل جلاله فإن القوة التی عمل بها الطاعات من مولاه و العقل و النقل الذی عمل به العبادات من ربه مالك دنیاه و أخراه و العمل الذی كلفه إیاه إنما یحصل نفعه للعبد علی الیقین و اللّٰه جل جلاله مستغن عن عبادة العالمین و لله جل جلاله علی عباده من النعم بإنشائه و إبقائه و إرفاده و إسعاده ما لا یحصیها الإنسان و لو بالغ فی اجتهاده فلا یقتضی العقل و النقل أن یعبد لأجل طلب الثواب بل یعبد اللّٰه جل جلاله لأنه أهل للعبادة و له المنة علیك كیف رفعك عن مقام التراب و الدواب و جعلك أهلا للخطاب و الجواب

ص: 141

و وعدك بدوام نعیم دار الثواب.

و اعلم أن من مكاسب إحدی هذه اللیالی المشار إلیها لمن عبد اللّٰه جل جلاله علی ما ذكرناه من النیة التی نبهنا علیها مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی ابْنِ فَضَّالٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ مَا عِنْدِی فِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَكِنْ إِذَا كَانَ لَیْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قُسِّمَ فِیهِ الْأَرْزَاقُ وَ كُتِبَ فِیهَا الْآجَالُ وَ خَرَجَ فِیهَا صِكَاكُ الْحَاجِّ وَ اطَّلَعَ اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی عِبَادِهِ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشَاءُ إِلَّا شَارِبَ مُسْكِرٍ فَإِذَا كَانَتْ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ- فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ ثُمَّ یَنْتَهِی ذَلِكَ وَ یُقْضَی قَالَ قُلْتُ إِلَی مَنْ قَالَ إِلَی صَاحِبِكُمْ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَعْلَمْ.

وَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ فَقَالَ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَی مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اللَّیْلَةُ الَّتِی یُفْرَقُ فِیهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ یَنْزِلُ فِیهَا مَا یَكُونُ فِی السَّنَةِ إِلَی مِثْلِهَا مِنْ خَیْرٍ أَوْ شَرٍّ وَ رِزْقٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ مَوْتٍ أَوْ حَیَاةٍ وَ یُكْتَبُ فِیهَا وَفْدُ مَكَّةَ فَمَنْ كَانَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ مَكْتُوباً لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَحْبِسَ وَ إِنْ كَانَ فَقِیراً مَرِیضاً وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهَا مَكْتُوباً لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَحُجَّ وَ إِنْ كَانَ غَنِیّاً صَحِیحاً.

أقول: فهل یحسن من مصدق بالإسلام و بما نقل عن الرسول و عترته علیه و علیهم أفضل السلام أن لیلة واحدة من ثلاث لیال أن یكون فیها تدبیر السنة كلها و إطلاق العطایا و دفع البلایا و تدبیر الأمور و هی أشرف لیلة فی السنة عند القادر علی نفع كل سرور و دفع كل محذور فلا یكون نشیطا لها و لا مهتما بها فهل تجد العقل قاضیا أن سلطانا یختار لیلته من سنة للإطلاق و العتاق و المواهب و نجاة المطالب و یأذن إذنا عاما فی الطلب منه لكل حاضر و غائب فیتخلف أحد من ذلك المجلس العام و عن تلك اللیلة المختصة بذلك الإنعام التی ما یعود مثلها إلی بعد عام مع أن الذین دعاهم إلی سؤاله محتاجون مضطرون إلی ما بذله لهم من نواله و إقباله و إفضاله ما ذا تقول لو أنك بعد الفراغ من هذه المائة ركعة أو مائة و عشرین سمعت أن قد حضر ببابك رسول من بعض ملوك الآدمیین قد عرض

ص: 142

علیك مائة دینار أو شیئا مما تحتاج إلیها من المسار و دفع الأخطار فكیف كان نشاطك و سرورك بالرسول و بالإقبال و القبول و یزول النوم و الكسل بالكلیة الذی كنت تجده فی معاملة مولاك مالك الجلالة المعظمة الإلهیة الذی قد بذل لك السعادة الدنیویة و الأخرویة لقد افتضح ابن آدم المسكین بتهوینه بمالك الأولین و الآخرین.

فارحم یا أیها المسعود نفسك و لا یكن محمد رسول اللّٰه سلطان العالمین و ما وعد به عن مالك یوم الدین دون رسول عبد من العباد یجوز أن یخلف فی المیعاد و أمره یزول إلی الفناء و النفاد و لا تشهد علی نفسك أنك ما أنت مصدق بوعد سلطان المعاد بتثاقلك عن حبه و قربه و وعده و نشاطك لعبد من عبیده.

و من مهمات لیلة تسع عشرة ما قدمناه فی أول لیلة منه مما یتكرر كل لیلة فلا تعرض عنه.

أَقُولُ وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ فِی كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْفَارِسِیُّ وَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ الْأَحْمَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ لَیْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أُنْزِلَتْ صِكَاكُ الْحَاجِّ وَ كُتِبَتِ الْآجَالُ وَ الْأَرْزَاقُ وَ اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ فَغَفَرَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ مَا خَلَا شَارِبَ مُسْكِرٍ أَوْ صَارِمَ رَحِمٍ مَاسَّةٍ مُؤْمِنَةٍ.

أقول: و قد مضی فی كتابنا هذا و غیره أن لیلة النصف من شعبان یكتب الآجال و یقسم الأرزاق و یكتب أعمال السنة و یحتمل أن یكون فی لیلة نصف شعبان تكون البشارة بأن فی لیلة تسع عشرة من شهر رمضان یكتب الآجال و یقسم الأرزاق فتكون لیلة نصف شعبان لیلة البشارة بالوعد و لیلة تسع عشرة من شهر رمضان وقت إنجاز ذلك الوعد أو یكون فی تلك اللیلة یكتب آجال قوم و یقسم أرزاق قوم و فی هذه لیلة تسع عشرة یكتب آجال الجمیع و أرزاقهم أو غیر ذلك مما لم نذكره فإن الخبر ورد صحیحا صریحا بأن الآجال و الأرزاق تكتب فی لیلة تسع عشرة و لیلة

ص: 143

إحدی و عشرین و ثلاث و عشرین من شهر رمضان و سنذكر هاهنا بعض أحادیث لیلة تسع عشرة فنقول:

رَوَی أَیْضاً عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیُّ فِی كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِی آخَرِینَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ فِی كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ یَعْنِی ابْنَ بُطَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ نَاسٌ یَسْأَلُونَهُ یَقُولُونَ إِنَّ الْأَرْزَاقَ تُقْسَمُ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ إِلَّا فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَإِنَّ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ یَلْتَقِی الْجَمْعَانِ وَ فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ وَ فِی لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ یَمْضِی مَا أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ ذَلِكَ وَ هِیَ لَیْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قُلْتُ مَا مَعْنَی قَوْلِهِ یَلْتَقِی الْجَمْعَانِ قَالَ یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهَا مَا أَرَادَ اللَّهُ مِنْ تَقْدِیمِهِ وَ تَأْخِیرِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ قَضَائِهِ قُلْتُ وَ مَا مَعْنَی یَمْضِیهِ فِی لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ قَالَ إِنَّهُ یُفْرَقُ فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ یَكُونُ لَهُ فِیهِ الْبَدَاءُ فَإِذَا كَانَتْ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ أَمْضَاهُ فَیَكُونُ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی لَا یَبْدُو لَهُ فِیهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی.

أَقُولُ وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یَسْتَغْفِرُ لَیْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یَلْعَنُ قَاتِلَ مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام مِائَةَ مَرَّةٍ.

و رأیت حدیثا فی الأصل الذی فی المجلد الكتاب الذی أوله الرسالة الغریة فی فضلها.

أقول: و وجدت فی كتاب كنز الیواقیت تألیف أبی الفضل بن محمد الهروی أخبارا فی فضل لیلة القدر و صلاة فنحن نذكرها فی هذه لیلة تسع عشرة لأنها أول اللیالی المفردات فیصلیها من یرید الاحتیاط للعبادات فی الثلاث اللیالی المفضلات.

ذكر الصلاة المرویة

فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَیَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ

ص: 144

مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ یَسْتَغْفِرُ سَبْعِینَ مَرَّةً فَمَا دَامَ لَا یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِأَبَوَیْهِ وَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَائِكَةً یَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَی سَنَةٍ أُخْرَی وَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَائِكَةً إِلَی الْجِنَانِ یَغْرِسُونَ لَهُ الْأَشْجَارَ وَ یَبْنُونَ لَهُ الْقُصُورَ وَ یُجْرُونَ لَهُ الْأَنْهَارَ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرَی ذَلِكَ كُلَّهُ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحْیَا لَیْلَةَ الْقَدْرِ حُوِّلَ عَنْهُ الْعَذَابُ إِلَی السَّنَةِ الْقَابِلَةِ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: قَالَ مُوسَی إِلَهِی أُرِیدُ قُرْبَكَ قَالَ قُرْبِی لِمَنِ اسْتَیْقَظَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ قَالَ إِلَهِی أُرِیدُ رَحْمَتَكَ قَالَ رَحْمَتِی لِمَنْ رَحِمَ الْمَسَاكِینَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ قَالَ إِلَهِی أُرِیدُ الْجَوَازَ عَلَی الصِّرَاطِ قَالَ ذَلِكَ لِمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فِی اللَّیْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ إِلَهِی أُرِیدُ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ وَ ثِمَارِهَا قَالَ ذَلِكَ لِمَنْ سَبَّحَ تَسْبِیحَةً فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ إِلَهِی أُرِیدُ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ قَالَ ذَلِكَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ إِلَهِی أُرِیدُ رِضَاكَ قَالَ رِضَایَ لِمَنْ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَمَا مِنْ عَبْدٍ یُصَلِّی فِیهَا إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ سَجْدَةٍ شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ لَوْ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا یَقْطَعُهَا وَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ زَبَرْجَدٍ وَ لُؤْلُؤٍ وَ بِكُلِّ آیَةٍ تَاجاً مِنْ تِیجَانِ الْجَنَّةِ وَ بِكُلِّ تَسْبِیحَةٍ طَائِراً مِنَ الْعَجْبِ وَ بِكُلِّ جَلْسَةٍ دَرَجَةً مِنْ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ وَ بِكُلِّ تَشَهُّدٍ غُرْفَةً مِنْ غُرُفَاتِ الْجَنَّةِ وَ بِكُلِّ تَسْلِیمَةٍ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكَوَاعِبِ الْمُآلِفَاتِ (1) وَ الْجَوَارِی الْمُهَذَّبَاتِ وَ الْغِلْمَانِ الْمُخَلَّدِینَ وَ النَّجَائِبِ الْمُطَیَّرَاتِ وَ الرَّیَاحِینِ الْمُعَطَّرَاتِ وَ الْأَنْهَارِ الْجَارِیَاتِ وَ النَّعِیمِ الرَّاضِیَاتِ وَ التُّحَفِ وَ الْهَدِیَّاتِ وَ الْخِلَعِ وَ الْكَرَامَاتِ وَ مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَنْتُمْ فِیها خالِدُونَ.

ص: 145


1- 1. المألف: الذی یألفه الإنسان، و المألفات جمع المألفة؛ و قیل هو مصحف المألقات المتوددات اللاطفات.

وَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: مَنْ أَحْیَا لَیْلَةَ الْقَدْرِ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ لَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ مَثَاقِیلَ الْجِبَالِ وَ مَكَایِیلَ الْبِحَارِ.

ذكر نشر المصحف الشریف و دعائه

رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فِی ثَلَاثِ لَیَالٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَتَنْشُرُهُ وَ تَضَعُهُ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَ مَا فِیهِ وَ فِیهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ وَ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَی وَ مَا یُخَافُ وَ یُرْجَی أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ مِنْ حَاجَةٍ.

ذكر دعاء آخر للمصحف الشریف

ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ وَ حَدِیثَهُ فِی كِتَابِ إِغَاثَةِ الدَّاعِی وَ نَذْكُرُ هَاهُنَا الْمُرَادَ مِنْهُ وَ هُوَ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: خُذِ الْمُصْحَفَ فَدَعْهُ عَلَی رَأْسِكَ وَ قُلِ- اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الْقُرْآنِ وَ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِیهِ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِمْ فَلَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ بِكَ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَقُولُ- بِمُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِعَلِیٍّ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِفَاطِمَةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِالْحَسَنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِالْحُسَیْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِعَلِیٍّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِیٍّ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِعَلِیٍّ بْنِ مُوسَی عَشْرَ مَرَّاتٍ بِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِیٍّ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِعَلِیٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِالْحُجَّةِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ وَ ذَكَرَ فِی حَدِیثِهِ إِجَابَةَ الدَّاعِی وَ قَضَاءَ حَوَائِجِهِ.

ذُكِرَ دُعَاءٌ آخَرُ لِلْمُصْحَفِ الشَّرِیفِ ذَكَرْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَیْهِ فِی كِتَابِ إِغَاثَةِ الدَّاعِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَقُولُ فِیهِ: خُذِ الْمُصْحَفَ فِی یَدِكَ وَ ارْفَعْهُ فَوْقَ رَأْسِكَ وَ قُلِ- اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الْقُرْآنِ وَ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ إِلَی خَلْقِكَ وَ بِكُلِّ آیَةٍ هِیَ فِیهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِیهِ وَ بِحَقِّهِ عَلَیْكَ وَ لَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّهِ مِنْكَ یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ بِحَقِّ كُلِّ إِمَامٍ وَ تَعُدُّهُمْ حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی

ص: 146

إِمَامِ زَمَانِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِنَّكَ لَا تَقُومُ مِنْ مَوْضِعِكَ حَتَّی یُقْضَی لَكَ حَاجَتُكَ وَ تَیَسَّرَ لَكَ أَمْرُكَ.

ذكر ما نختاره من الروایات بالدعوات لیلة تسع عشرة من شهر رمضان

دُعَاءٌ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا الْعَتِیقَةِ وَ هُوَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا وَهَبْتَ لِی مِنِ انْطِوَاءِ مَا طُوِیَتْ مِنْ شَهْرِی وَ أَنَّكَ لَمْ تُحِنْ فِیهِ أَجَلِی وَ لَمْ تَقْطَعْ عُمُرِی وَ لَمْ تُبْلِنِی بِمَرَضٍ یَضْطَرُّنِی إِلَی تَرْكِ الصِّیَامِ وَ لَا بِسَفَرٍ یُحِلُّ لِیَ الْإِفْطَارَ فَأَنَا أَصُومُهُ فِی كِفَایَتِكَ وَ وِقَایَتِكَ أُطِیعُ أَمْرَكَ وَ أَقْتَاتُ رِزْقَكَ وَ أَرْجُو وَ أُؤَمِّلُ تَجَاوُزَكَ فَأَتْمِمِ اللَّهُمَّ عَلَیَّ فِی ذَلِكَ نِعْمَتَكَ وَ أَجْزِلْ بِهِ مِنَّتَكَ وَ اسْلَخْهُ عَنِّی بِكَمَالِ الصِّیَامِ وَ تَمْحِیصِ الْآثَامِ وَ بَلِّغْنِی آخِرَهُ بِخَاتِمَةِ خَیْرٍ وَ خِیَرَةٍ یَا أَجْوَدَ الْمَسْئُولِینَ وَ یَا أَسْمَحَ الْوَاهِبِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی اللَّیْلَةِ التَّاسِعَةَ عَشَرَ مِنْهُ رَوَیْنَاهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ مِنْ كِتَابِهِ فِی عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: یَا ذَا الَّذِی كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ ثُمَّ یَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ یَا ذَا الَّذِی لَیْسَ فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَا فِی الْأَرَضِینَ السُّفْلَی وَ لَا فَوْقَهُنَّ وَ لَا بَیْنَهُنَّ وَ لَا تَحْتَهُنَّ إِلَهٌ یُعْبَدُ غَیْرُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا یَقْدِرُ عَلَی إِحْصَائِهِ إِلَّا أَنْتَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً لَا یَقْدِرُ عَلَی إِحْصَائِهَا إِلَّا أَنْتَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ فِیمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِیمِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِی الْقَضَاءِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ لَا یُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمْ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئَاتُهُمْ وَ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ أَنْ تُطِیلَ عُمُرِی وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ فِی رِزْقِی وَ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ هَذَا الدُّعَاءُ ذَكَرْنَا نَحْوَهُ فِی دُعَاءِ كُلِّ لَیْلَةٍ وَ لَكِنْ بَیْنَهُمَا تَفَاوُتٌ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْهُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَمْسَیْتُ لَكَ عَبْداً دَاخِراً- لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا أَصْرِفُ عَنْهَا سُوءاً أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَی نَفْسِی وَ أَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِی وَ قِلَّةِ حِیلَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ

ص: 147

جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ مَا آتَیْتَنِی فَإِنِّی عَبْدُكَ الْمِسْكِینُ الْمُسْتَكِینُ الضَّعِیفُ الْفَقِیرُ الْمَهِینُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی نَاسِیاً لِذِكْرِكَ فِیمَا أَوْلَیْتَنِی وَ لَا غَافِلًا لِإِحْسَانِكَ فِیمَا أَعْطَیْتَنِی وَ لَا آیِساً مِنْ إِجَابَتِكَ وَ إِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّی فِی سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ أَوْ عَافِیَةٍ أَوْ بَلَاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْمَاءَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ(1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: سُبْحَانَ مَنْ لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَزُولُ مُلْكُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَسْقُطُ وَرَقَةٌ إِلَّا بِعِلْمِهِ- وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَ بِقُدْرَتِهِ فَسُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ وَ أَجَلَّ سُلْطَانَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ وَ سُعَدَاءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

فصل فیما یختص بالیوم التاسع عشر من دعاء غیر متكرر

دُعَاءُ الْیَوْمِ التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ بِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ بِأَنَّكَ جَوَادٌ مَاجِدٌ رَحْمَانُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تُعْطِی مَنْ تَشَاءُ وَ تَحْرُمُ مَنْ تَشَاءُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَبْسُوطِ رِزْقُهُمْ الْمَحْفُوظِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ أَدْیَانِهِمْ وَ أَهَالِیهِمْ وَ أَوْلَادِهِمْ وَ أَنْ تَجْعَلَ ذَلِكَ فِی عَامِی هَذَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ وَ صِحَّةٍ مِنْ جِسْمِی وَ نِیَّةٍ خَالِصَةٍ لَكَ وَ سَعَةٍ فِی ذَاتِ یَدِی وَ قُوَّةٍ فِی بَدَنِی عَلَی جَمِیعِ أُمُورِی اللَّهُمَّ مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ فَإِنِّی لَا أَطْلُبُ حَاجَتِی إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِی أَنْ أَغُضَّ بَصَرِی وَ أَنْ أَحْفَظَ فَرْجِی وَ أَنْ أَكُفَّ عَنْ مَحَارِمِكَ وَ أَنْ أَعْمَلَ مَا أَحْبَبْتَ وَ أَنْ أَدَعَ مَا أَسْخَطْتَ.

ص: 148


1- 1. قد مر هذا الدعاء فی أول الفصل ص 121.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّی مِنْ بَرَكَاتِهِ وَ سَهِّلْ سَبِیلِی إِلَی حِیَازَةِ خَیْرَاتِهِ وَ لَا تَحْرِمْنِی الْقَلِیلَ مِنْ حَسَنَاتِهِ یَا هَادِی إِلَی الْحَقِّ الْمُبِینِ.

أقول: و اعلم أن الروایة وردت من عدة جهات عن الصادقین عن اللّٰه جل جلاله علیهم أفضل الصلوات أن یوم لیلة القدر مثل لیلته فإیاك أن تهون بنهار تسع عشرة أو إحدی و عشرین أو ثلاث و عشرین و تتكل علی ما عملته فی لیلتها و تستكثره لمولاك و أنت غافل عن عظیم نعمته و حقوق ربوبیته و كن فی هذه الأیام الثلاثة المعظمات علی أبلغ الغایات فی العبادات و الدعوات و اغتنام الحیاة قبل الممات أقول و المهم من هذه اللیالی فی ظاهر الروایات عن الطاهرین ما قدمناه من التصریح أن لیلة القدر لیلة ثلاث و عشرین فلا تهمل یومها.

وَ مِنَ الرِّوَایَةِ فِی ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: یَوْمُهَا مِثْلُ لَیْلَتِهَا یَعْنِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا سَعِیدَ السَّمَّانِ كَیْفَ تَكُونُ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ الْعَمَلُ فِیهَا خَیْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِی أَلْفِ شَهْرٍ لَیْسَ فِیهِ لَیْلَةُ الْقَدْرِ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَوْمُهَا مِثْلُ لَیْلَتِهَا یَعْنِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ هِیَ تَكُونُ فِی كُلِّ سَنَةٍ(1).

«4»- قل، إقبال الأعمال فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الحادیة و العشرین منه و فی یومها فمن الزیادات فی فضل لیلة إحدی و عشرین علی لیلة تسع عشرة اعلم أن لیلة الحادیة و العشرین من شهر الصیام ورد فیها أحادیث أنها أرجح من لیلة تسع عشرة منه و أقرب إلی بلوغ المرام.

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ- أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ لَیْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ هِیَ فِی إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ لَیْلَةِ

ص: 149


1- 1. كتاب الاقبال ص 166- 191 و فی ط 396- 421.

الْقَدْرِ قَالَ الْتَمِسْهَا فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَقُلْتُ أَفْرِدْهَا لِی فَقَالَ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَجْتَهِدَ فِی لَیْلَتَیْنِ.

أقول: و قد قدمنا قول أبی جعفر الطوسی فی التبیان أن لیلة القدر فی مفردات العشر الأواخر من شهر رمضان و ذكر أنه بلا خلاف.

و منها أن الاعتكاف فی هذا العشر الأواخر من شهر رمضان عظیم الفضل و الرجحان مقدم علی غیره من الأزمان

وَ قَدْ رَوَیْنَا بِعِدَّةِ طُرُقٍ عَنِ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ وَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ وَ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَعْتَكِفُ هَذَا الْعَشْرَ الْأَخِیرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

أقول: و اعلم أن كمال الاعتكاف هو إیقاف العقول و القلوب و الجوارح علی مجرد العمل الصالح و حبسها علی باب اللّٰه جل جلاله و مقدس إرادته و تقییدها بقیود مراقباته و صیانتها عما یصون الصائم كمال صونه عنه و یزید علی احتیاط الصائم فی صومه زیادة معنی المراد من الاعتكاف و التلزم بإقباله علی اللّٰه و ترك الإعراض عنه فمتی أطلق المعتكف خاطرا لغیر اللّٰه فی طرق أنوار عقله و قلبه أو استعمل جارحة فی غیر الطاعة لربه فإنه یكون قد أفسد من حقیقة كمال الاعتكاف بقدر ما غفل أو هون به من كمال الأوصاف و منها ذكر المواضع التی یعتكف فیها رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ وَ أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِ بَابَوَیْهِ وَ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی الِاعْتِكَافِ بِبَغْدَادَ فِی بَعْضِ مَسَاجِدِهَا فَقَالَ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِی مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ قَدْ صَلَّی فِیهَا إِمَامٌ عَدْلٌ صَلَاةَ جَمَاعَةٍ وَ لَا بَأْسَ أَنْ تَعْتَكِفْ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ الْبَصْرَةِ وَ مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ مَسْجِدِ مَكَّةَ.

ذكر أن الاعتكاف لا یكون أقل من ثلاثة أیام بالصیام رَوَیْنَاهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَكُونُ الِاعْتِكَافُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ مَتَی اعْتَكَفَ صَامَ وَ یَنْبَغِی لِلْمُعْتَكِفِ إِذَا اعْتَكَفَ أَنْ یَشْتَرِطَ كَمَا یَشْتَرِطُ الَّذِی یُحْرِمُ.

ص: 150

أقول: و من شرط المعتكف أن لا یخرج من موضع اعتكافه إلا بضرورة تقتضی جواز انصرافه و إذا خرج لضرورة فیكون أیضا حافظا لجوارحه و أطرافه حتی یعود إلی مسجد الاختصاص و ما شرط علی نفسه من الإخلاص لیظفر من اللّٰه جل جلاله بالشرط المضمون فی قوله تعالی أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِیَّایَ فَارْهَبُونِ.

ذكر ما نختار روایته من فضل المهاجرة إلی الحسین صلوات اللّٰه علیه فی العشر الأواخر من شهر رمضان

رَوَیْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی الْمُفَضَّلِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ الْقُمِّیُّ إِجَازَةً قَالَ حَدَّثَنِی یَحْیَی بْنُ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عَلِیَّ بْنَ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ: عُمْرَةٌ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً وَ اعْتِكَافُ لَیْلَةٍ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَ قَبْرِهِ یَعْدِلُ حَجَّةً وَ عُمْرَةً وَ مَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام یَعْتَكِفُ عِنْدَ الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَكَأَنَّمَا اعْتَكَفَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنِ اعْتَكَفَ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ ذَلِكَ أَفْضَلَ لَهُ مِنْ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ قَالَ الرِّضَا علیه السلام وَ لْیَحْرِصْ مَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام فِی شَهْرِ رَمَضَانَ أَلَّا یَفُوتَهُ لَیْلَةُ الْجُهَنِیِّ عِنْدَهُ وَ هِیَ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَإِنَّهَا اللَّیْلَةُ الْمَرْجُوَّةُ قَالَ وَ أَدْنَی الِاعْتِكَافِ سَاعَةٌ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ فَمَنِ اعْتَكَفَهَا فَقَدْ أَدْرَكَ حَظَّهُ أَوْ قَالَ نَصِیبَهُ مِنْ لَیْلَةِ الْقَدْرِ.

و منها الغسل فی كل لیلة من العشر الأواخر رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ مِنْ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَغْتَسِلُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ.

و منها تعیین فضل الغسل فی لیلة إحدی و عشرین من شهر رمضان وَ قَدْ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: غُسْلُ لَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سُنَّةٌ.

و منها المائة ركعة و دعاؤها أو المائة و الثلاثون ركعة علی إحدی الروایتین و أدعیتها و قد قدمنا وصف المائة ركعة و أدعیتها منها عشرون ركعة أول لیلة من

ص: 151

الشهر و منها ثمانون ركعة فی لیلة تسع عشرة منه تكملة الدعوات فلیعمل هذه اللیلة علی تلك الصفات ثمان بین العشاءین و اثنتان و تسعون ركعة بعد العشاء الآخرة.

و منها الدعوات المتكررة فی كل لیلة من شهر رمضان قبل السحر و بعده و قد تقدم وصف ذكرها و طیب نشرها فی أول لیلة من شهر رمضان فاعمل علیه و لا تتكاسل عنه فإنما تعمل مع نفسك العزیزة علیك و إن هونت فأنت النادم و الحجة ثابتة علیك بالتمكن الذی قدرت علیه و إذا رأیت المجتهدین یوم التغابن ندمت علی التفریط و خاصة إذا وجدت نفسك هناك دون من كنت فی الدنیا متقدما علیه.

و منها الدعاء المختص بلیلة إحدی و عشرین وجدناه فی كتب أصحابنا العتیقة و هو فی لیلة إحدی و عشرین: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ وَ مُصَرِّفُ الدُّهُورِ وَ خَالِقُ الْأَشْیَاءِ جَمِیعاً بِحِكْمَتِهِ دَالَّةً عَلَی أَزَلِیَّتِهِ وَ قِدَمِهِ جَاعِلُ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ لِمَا یَشَاءُ رَأْفَةً مِنْهُ وَ رَحْمَةً لِیَسْأَلَ بِهَا سَائِلٌ وَ یَأْمُلَ إِجَابَةَ دُعَائِهِ بِهَا آمِلٌ فَسُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ وَ الْأَسْبَابُ إِلَیْهِ كَثِیرَةٌ وَ الْوَسَائِلُ إِلَیْهِ مَوْجُودَةٌ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یَعْتَوِرُهُ فَاقَةٌ وَ لَا تَسْتَذِلُّهُ حَاجَةٌ وَ لَا تُطِیفُ بِهِ ضَرُورَةٌ وَ لَا یَحْذَرُ إِبْطَاءَ رِزْقِ رَازِقٍ وَ لَا سَخَطَ خَالِقٍ فَإِنَّهُ الْقَدِیرُ عَلَی رَحْمَةِ مَنْ هُوَ بِهَذِهِ الْخِلَالِ مَقْهُورٌ وَ فِی مَضَائِقِهَا مَحْصُورٌ یَخَافُ وَ یَرْجُو مَنْ بِیَدِهِ الْأُمُورُ وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ وَ هُوَ عَلَی مَا یَشَاءُ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ مُؤَدِّی الرِّسَالَةِ وَ مُوضِحِ الدَّلَالَةِ أَوْصَلَ كِتَابَكَ وَ اسْتَحَقَّ ثَوَابَكَ وَ أَنْهَجَ سَبِیلَ حَلَالِكَ وَ حَرَامِكَ وَ كَشَفَ عَنْ شَعَائِرِكَ وَ أَعْلَامِكَ فَإِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَةَ الَّتِی سَمَّیْتَهَا بِالْقَدْرِ وَ أَنْزَلْتَ فِیهَا مُحْكَمَ الذِّكْرِ وَ فَضَّلْتَهَا عَلَی أَلْفِ شَهْرٍ وَ هِیَ لَیْلَةُ مَوَاهِبِ الْمَقْبُولِینَ وَ مَصَائِبِ الْمَرْدُودِینَ فَیَا خُسْرَانَ مَنْ بَاءَ فِیهَا بِسَخَطِهِ وَ یَا وَیْحَ مَنْ حَظِیَ فِیهَا بِرَحْمَتِهِ اللَّهُمَّ فَارْزُقْنِی قِیَامَهَا وَ النَّظَرَ إِلَی مَا عَظَّمْتَ مِنْهَا مِنْ غَیْرِ حُضُورِ أَجَلٍ وَ لَا قُرْبِهِ وَ لَا انْقِطَاعِ أَمَلٍ وَ لَا فَوْتِهِ وَ وَفِّقْنِی فِیهَا لِعَمَلٍ تَرْفَعُهُ وَ دُعَاءٍ تَسْمَعُهُ وَ تَضَرُّعٍ تَرْحَمُهُ وَ شَرٍّ تَصْرِفُهُ وَ خَیْرٍ تَهَبُهُ

ص: 152

وَ غُفْرَانٍ تُوجِبُهُ وَ رِزْقٍ تُوَسِّعُهُ وَ دَنَسٍ تُطَهِّرُهُ وَ إِثْمٍ تُغَسِّلُهُ وَ دَیْنٍ تَقْضِیهِ وَ حَقٍّ تَتَحَمَّلُهُ وَ تُؤَدِّیهِ وَ صِحَّةٍ تُتِمُّهَا وَ عَافِیَةٍ تُنْمِیهَا وَ أَشْعَاثٍ تُلِمُّهَا وَ أَمْرَاضٍ تَكْشِفُهَا وَ صَنْعَةٍ تَكْنُفُهَا وَ مَوَاهِبَ تَكْشِفُهَا وَ مَصَائِبَ تَصْرِفُهَا وَ أَوْلَادٍ وَ أَهْلٍ تُصْلِحُهُمْ وَ أَعْدَاءٍ تَغْلِبُهُمْ وَ تَقْهَرُهُمْ وَ تَكْفِی مَا أَهَمَّ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ تَقْدِرُ عَلَی قُدْرَتِهِمْ وَ تَسْطُو بِسَطَوَاتِهِمْ وَ تَصُولُ عَلَی صَوْلَاتِهِمْ وَ تَغُلُّ أَیْدِیَهُمْ إِلَی صُدُورِهِمْ وَ تُخْرِسُ عَنْ مَكَارِهِی أَلْسِنَتِهِمْ وَ تَرُدُّ رُءُوسَهُمْ عَلَی صُدُورِهِمْ اللَّهُمَّ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ اكْفِنِی الْبَغْیَ وَ مُصَارَعَةَ الْغَدْرِ وَ مَعَاطِبِهِ وَ اكْفِنِی سَیِّدِی شَرَّ عِبَادِكَ وَ اكْفِ عَنِّی شَرَّ جَمِیعِ عِبَادِكَ وَ انْشُرْ عَلَیْهِمُ الْخَیْرَاتِ مِنِّی حَتَّی تَنْزِلَ عَلَیَّ فِی الْآخِرِینَ وَ اذْكُرْ وَالِدَیَّ وَ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ ذِكْرَی سَیِّدٍ قَرِیبٍ لِعَبِیدٍ وَ إِمَاءٍ فَارَقُوا الْأَحِبَّاءَ وَ خَرِسُوا عَنِ النَّجْوَی وَ صَمُّوا عَنِ النِّدَاءِ وَ حَلُّوا أَطْبَاقَ الثَّرَی وَ تُمَزِّقُهُمُ الْبِلَی اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَوْجَبْتَ لِوَالِدٍ عَلَیَّ حَقّاً وَ قَدْ أَدَّیْتُهُ بِالاسْتِغْفَارِ لَهُمَا إِلَیْكَ إِذْ لَا قُدْرَةَ لِی عَلَی قَضَائِهِ إِلَّا مِنْ جِهَتِكَ وَ فَرَضْتَ لَهُمَا فِی دُعَائِی فَرْضاً قَدْ أَوْفَدْتُهُ عَلَیْكَ إِذْ خَلَتْ بِیَ الْقُدْرَةُ عَلَی وَاجِبِهَا وَ أَنْتَ تَقْدِرُ وَ كُنْتُ لَا أَمْلِكُ وَ أَنْتَ تَمْلِكُ اللَّهُمَّ لَا تَحْلُلْ بِی فِیمَا أَوْجَبْتَ وَ لَا تُسَلِّمْنِی فِیمَا فَرَضْتَ وَ أَشْرِكْنِی فِی كُلِّ صَالِحِ دُعَاءٍ أَجَبْتَهُ وَ أَشْرِكْ فِی صَالِحِ دُعَائِی جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَّا مَنْ عَادَی أَوْلِیَاءَكَ وَ حَارَبَ أَصْفِیَاءَكَ وَ أَعْقَبَ بِسُوءِ الْخِلَافَةِ أَنْبِیَاءَكَ وَ مَاتَ عَلَی ضَلَالَتِهِ وَ انْطَوَی فِی غَوَایَتِهِ فَإِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنْ دُعَاءٍ لَهُمْ أَنْتَ الْقَائِمُ عَلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ غَفَّارُ الصَّغَائِرِ وَ الْمُوبِقُ بِالْكَبَائِرِ بِ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ فَانْشُرْ عَلَیَّ رَأْفَتَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً.

وَ مِنْهَا الدُّعَاءُ الْمُخْتَصُّ بِلَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنَ الْفُصُولِ الثَّلَاثِینَ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ- وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ

ص: 153

یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الرَّبَّ رَبِّی لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَا وَالِدَ لَهُ وَ أَشْهَدَ أَنَّهُ الْفَعَّالُ لِمَا یُرِیدُ وَ الْقَادِرُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ الصَّانِعُ لِمَا یُرِیدُ وَ الْقَاهِرُ مَنْ یَشَاءُ وَ الرَّافِعُ مَنْ یَشَاءُ مَالِكُ الْمُلْكِ وَ رَازِقُ الْعِبَادِ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ الْعَلِیمُ الْحَلِیمُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَشْهَدُ أَنَّكَ سَیِّدِی كَذَلِكَ وَ فَوْقَ ذَلِكَ لَا یَبْلُغُ الْوَاصِفُونَ كُنْهَ عَظَمَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اهْدِنِی وَ لَا تُضِلَّنِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی إِنَّكَ أَنْتَ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ.

و منها ذكر ما یختص بهذه اللیلة من دعاء العشر الأواخر رویناه بعدة طرق إلی جماعة من أصحابنا الماضین عمن أسندوه إلیه من الأئمة الطاهرین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و وجدنا روایة محمد بن أبی قرة رحمه اللّٰه أكمل الروایات فأوردناها بألفاظها احتیاطا للعبادات و هی مِمَّا نَرْوِیهِ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقُولُ أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنْهُ- یَا مُولِجَ اللَّیْلِ فِی النَّهَارِ وَ مُولِجَ النَّهَارِ فِی اللَّیْلِ وَ مُخْرِجَ الْحَیِّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ مُخْرِجَ الْمَیِّتِ مِنَ الْحَیِّ یَا رَازِقَ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ رِضًا بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْكَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا تُحِبُّهُ وَ تَرْضَاهُ وَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی الْعِفَّةَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا

ص: 154

تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

زِیَادَةٌ بِغَیْرِ الرِّوَایَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْسِمْ لِی حِلْماً یَسُدُّ عَنِّی بَابَ الْجَهْلِ وَ هُدًی تَمُنُّ بِهِ عَلَیَّ مِنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ وَ غِنًی تَسُدُّ بِهِ عَنِّی بَابَ كُلِّ فَقْرٍ وَ قُوَّةً تَرُدُّ بِهَا عَنِّی كُلَّ ضَعْفٍ وَ عِزّاً تُكْرِمُنِی بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ وَ رِفْعَةً تَرْفَعُنِی بِهَا عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ وَ أَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّی كُلَّ خَوْفٍ وَ عَافِیَةً تَسْتُرُنِی بِهَا مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ عِلْماً تَفْتَحُ لِی بِهِ مِنْ كُلِّ یَقِینٍ وَ یَقِیناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّی كُلَّ شَكٍّ وَ دُعَاءً تَبْسُطُ لِی بِهِ الْإِجَابَةَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَا كَرِیمُ وَ خَوْفاً تُیَسِّرُ لِی بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ وَ عِصْمَةً تَحُولُ بِهَا بَیْنِی وَ بَیْنَ الذُّنُوبِ حَتَّی أُفْلِحَ بِهَا بَیْنَ الْمَعْصُومِینَ عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

و من الزیادات ما یتكرر كل لیلة من العشر الأواخر فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنَّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ خَصَصْتَهُ بِ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ جَعَلْتَهَا خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ أَیَّامُ شَهْرِ رَمَضَانَ قَدِ انْقَضَتْ وَ لَیَالِیهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ وَ قَدْ صِرْتُ یَا إِلَهِی مِنْهُ إِلَی مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ أَحْصَی لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ فَأَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ كَرَمِكَ وَ تَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِی وَ تَسْتَجِیبَ دُعَائِی وَ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالْأَمْنِ یَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ إِلَهِی وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ

ص: 155

بِجَلَالِكَ الْعَظِیمِ أَنْ تَنْقَضِیَ أَیَّامُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَیَالِیهِ وَ لَكَ قِبَلِی تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُؤَاخِذُنِی بِهِ أَوْ خَطِیئَةٌ تُرِیدُ أَنْ تَقْتَصَّهَا مِنِّی لَمْ تَغْفِرْهَا لِی سَیِّدِی سَیِّدِی سَیِّدِی أَسْأَلُكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِذْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِیتَ عَنِّی فِی هَذَا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّی رِضًا وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِیتَ عَنِّی فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا اللَّهُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَكْثِرْ أَنْ تَقُولَ یَا مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ علیه السلام یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ عَنْ أَیُّوبَ علیه السلام أَیْ مُفَرِّجَ هَمِّ یَعْقُوبَ علیه السلام أَیْ مُنَفِّسَ غَمِّ یُوسُفَ علیه السلام صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَقُولُ فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ لَیْلَةٍ- أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ یَنْقَضِیَ عَنِّی شَهْرُ رَمَضَانَ أَوْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتِی هَذِهِ وَ بَقِیَ لَكَ عِنْدِی تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنِی عَلَیْهِ یَوْمَ أَلْقَاكَ.

فصل و اعلم أن هذه الروایة بأدعیة العشر الأواخر من شهر رمضان تتكرر فی كل لیلة منها مفرداتها و مزدوجاتها إن كنت قضیت فی هذه اللیلة تنزل الملائكة و الروح فیها و من المعلوم من مذهب الإمامیة و روایاتهم أن لیلة القدر فی اللیالی المفردات دون المزدوجات فیحتاج ذكرها فی هذه الأدعیة فی مزدوجات العشر جمیعه إلی تأویل فأقول إنه إن كان یمكن أن یكون المقصود بذكرها فی جمیع لیالی العشر ستر هذه اللیلة من أعدائهم و إبهامهم أنهم ما یعرفونها كما كنا قد بیناه أو یكون المراد إن كنت قضیت فی اللیالی المزدوجات أن یكون لیلة القدر فی اللیالی المفردات أو یكون إن كنت قضیت نزول الملائكة إلی موضع خاص من السماء فی اللیالی المزدوجات و یتكمل نزولهم إلی الدنیا فی اللیالی المفردات أو یكون له تأویل غیر ما ذكرناه.

ص: 156

فصل و إن أسرار خواص اللّٰه جل جلاله و نوابه ما یتطلع كل أحد علی حقیقة معناه.

فصل و ذكر أبو جعفر محمد بن بابویه فی كتاب من لا یحضره الفقیه أدعیة العشر الأواخر من شهر رمضان من نوادر محمد بن أبی عمیر عن الصادق علیه السلام و لم یذكر فیها إن كنت قضیت بل یقول أن تجعل فی هذه اللیلة اسمی فی السعداء و روحی مع الشهداء و تمام الدعاء.

فصل فیما یختص بالیوم الحادی و العشرین من دعاء رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الطِّرَازِیُّ قَالَ عَنْ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ بزداد [یَزْدَادَ] أَیَّدَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لِی یَا حَمَّادُ اغْتَسَلْتَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَدَعَا بِحَصِیرٍ ثُمَّ قَالَ إِلَی لِزْقِی فَصَلِّ فَلَمْ یَزَلْ یُصَلِّی وَ أَنَا أُصَلِّی إِلَی لِزْقِهِ حَتَّی فَرَغْنَا مِنْ جَمِیعِ صَلَاتِنَا ثُمَّ أَخَذَ یَدْعُو وَ أَنَا أُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِهِ إِلَی أَنِ اعْتَرَضَ الْفَجْرُ فَأَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ دَعَا بَعْضَ غِلْمَانِهِ فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَتَقَدَّمَ وَ صَلَّی بِنَا الْغَدَاةَ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فِی الْأُولَی وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةَ- بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّقْدِیسِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ الصَّلَاةِ عَلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الدُّعَاءِ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ خَرَّ سَاجِداً لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا النَّفَسَ سَاعَةً طَوِیلَةً ثُمَّ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقَ الْخَلْقِ بِلَا حَاجَةٍ فِیكَ إِلَیْهِمْ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِئَ الْخَلْقِ لَا یَنْقُصُ عَنْ مُلْكِكَ شَیْ ءٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُدَبِّرَ الْأُمُورِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ دَیَّانَ الدِّینِ وَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِیَ الْمَاءِ فِی الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِیَ الْمَاءِ فِی النَّبَاتِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُكَوِّنَ طَعْمِ الثِّمَارِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

ص: 157

مُحْصِیَ عَدَدِ الْقَطْرِ وَ مَا تَحْمِلُهُ السَّحَابُ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِیَ عَدَدِ مَا تَجْرِی بِهِ الرِّیَاحُ فِی الْهَوَاءِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِی مَا فِی الْبِحَارِ مِنْ رَطْبٍ وَ یَابِسٍ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِیَ مَا یَدِبُّ فِی ظُلُمَاتِ الْبِحَارِ وَ فِی أَطْبَاقِ الثَّرَی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ نَبِیٍّ أَوْ صِدِّیقٍ أَوْ شَهِیدٍ أَوْ أَحَدٍ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ وَ بَرَكَاتُكَ وَ بِحَقِّهِمُ الَّذِی أَوْجَبْتَهُ عَلَی نَفْسِكَ وَ أَنَلْتَهُمْ بِهِ فَضْلَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الدَّاعِی إِلَیْكَ بِإِذْنِكَ وَ سِرَاجِكَ السَّاطِعِ بَیْنَ عِبَادِكَ فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ وَ نُوراً اسْتَضَاءَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَبَشِّرَنَا بِجَزِیلِ ثَوَابِكَ وَ أَنْذَرَنَا الْأَلِیمَ مِنْ عِقَابِكَ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِینَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِیمِ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی یَا سَیِّدِی یَا مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَسْأَلُكَ فِی هَذِهِ الْغَدَاةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ وَ سَائِلِیكَ نَصِیباً وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ مَا لَمْ أَسْأَلْكَ مِنْ عَظِیمِ جَلَالِكَ مَا لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ بِهِ تُبِیدُ الظَّالِمِینَ وَ تُهْلِكُهُمْ عَجِّلْ ذَلِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ لِعَاجِلِ الدُّنْیَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اقْلِبْنِی بِقَضَاءِ حَوَائِجِی یَا خَالِقِی وَ یَا رَازِقِی وَ یَا بَاعِثِی وَ یَا مُحْیِیَ عِظَامِی وَ هِیَ رَمِیمٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ لِی دُعَائِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَلَمَّا فَرَغَ رَفَعَ رَأْسَهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ سَمِعْتُكَ وَ أَنْتَ تَدْعُو بِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ وَ أَوْلِیَائِهِ أَ وَ لَسْتَ أَنْتَ هُوَ قَالَ لَا ذَاكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام قُلْتُ فَهَلْ لِخُرُوجِهِ عَلَامَةٌ قَالَ نَعَمْ كُسُوفُ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا ثُلُثَیْ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ

ص: 158

وَ خُسُوفُ الْقَمَرِ [فِی] ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ فِتْنَةٌ یُظِلُّ أَهْلَ مِصْرَ الْبَلَاءُ وَ قَطْعُ النِّیلِ اكْتَفِ بِمَا بَیَّنْتُ لَكَ وَ تَوَقَّعْ أَمْرَ صَاحِبِكَ لَیْلَكَ وَ نَهَارَكَ فَإِنَّ اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ لَا یَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ذَلِكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ بِهِ تَحْصِینُ أَوْلِیَائِهِ وَ هُمْ لَهُ خَائِفُونَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الْیَوْمِ الْحَادِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: سُبْحَانَ اللَّهِ السَّمِیعِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَسْمَعَ مِنْهُ یَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یَسْمَعُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ یَسْمَعُ الْأَنِینَ وَ یَسْمَعُ السِّرَّ وَ یَسْمَعُ وَسَاوِسَ الصُّدُورِ وَ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ لَا یُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ.

دُعَاءٌ آخَرُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِیهِ إِلَی مَرْضَاتِكَ دَلِیلًا وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّیْطَانِ فِیهِ عَلَیَّ سَبِیلًا وَ اجْعَلِ الْجَنَّةَ مَنْزِلًا لِی وَ مَقِیلًا یَا قَاضِیَ حَوَائِجِ الطَّالِبِینَ.

«5»- قل، إقبال الأعمال فیما نذكره من زیادات و دعوات فی اللیلة الثالثة و العشرین منه و یومها و فیها عدة روایات اعلم أن هذه اللیلة الثالثة و العشرین من شهر رمضان وردت أخبار صریحة بأنها لیلة القدر علی الكشف و البیان.

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَفْرِدْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ قَالَ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ أُخْبِرُكَ وَ اللَّهِ ثُمَّ لَا أُعَمِّی عَلَیْكَ هِیَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مِنَ السَّبْعِ الْآخِرِ.

أقول: لعله قد أخبر عن شهر كان تسعا و عشرین یوما لأننی ما عرفت أن لیلة أربع و عشرین و هی غیر مفردة مما یحتمل أن تكون لیلة القدر و وجدت بعد هذه التأویل فی الجزء الثالث من جامع محمد بن الحسن القمی لما روی منه هذا

ص: 159

الحدیث فقال ما هذا لفظه عَنْ زُرَارَةَ قَالَ كَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعَةً وَ عِشْرِینَ یَوْماً.

وَ مِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی ضَمْرَةَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَیْلَةُ الْقَدْرِ ثَلَاثٌ وَ عِشْرُونَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْجُهَنِیَّ أَتَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِی لَیْلَةً أَدْخُلُ فِیهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَارَّهُ فِی أُذُنِهِ قَالَ فَكَانَ الْجُهَنِیُّ إِذَا كَانَتْ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ غِلْمَتِهِ فَكَانَ تِلْكَ اللَّیْلَةُ لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ بِالْمَدِینَةِ فَإِذَا أَصْبَحَ خَرَجَ بِأَهْلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ إِبِلِهِ إِلَی مَكَانِهِ وَ اسْمُ الْجُهَنِیِّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُنَیْسٍ الْأَنْصَارِیُّ.

وَ رَوَی أَبُو نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ الصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَرُشُّ عَلَی أَهْلِهِ الْمَاءَ- لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ یَعْنِی مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

و من الزیادات فی لیلة ثلاث و عشرین من شهر رمضان فمنها الغسل روینا ذلك بعدة طرق مِنْهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُهُ اغْتَسَلَ فِی لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّةً فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ مَرَّةً فِی آخِرِهِ.

و منها المائة ركعة و أدعیتها علی إحدی الروایتین أو المائة و ثلاثون علی روایة أخری بأدعیتها و قد تقدم وصف هذه المائة عشرون منها فی أول لیلة من شهر رمضان بدعواتها و ثمانون ركعة فی لیلة تسع عشرة بضراعاتها فتؤخذ من هناك علی ما قدمنا من صفاتها.

و منها نشر المصحف الشریف و دعاؤه و قد ذكرناه فی لیلة تسع عشرة و منها الدعوات المتكررة فی كل لیلة فی أول اللیل و آخره و قد تقدم وصفها فی أول لیلة منه.

و منها دعاء وجدناه فی كتب أصحابنا العتیقة و هو فی لیلة ثلاث و عشرین: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ الشَّكُّ فِی أَنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ فِیهَا أَوْ فِیمَا تَقَدَّمَهَا وَاقِعٌ فَإِنَّهُ فِیكَ وَ فِی وَحْدَانِیَّتِكَ وَ تَزْكِیَتِكَ الْأَعْمَالَ زَائِلٌ وَ فِی أَیِّ اللَّیَالِی تَقَرَّبَ مِنْكَ الْعَبْدُ لَمْ

ص: 160

تُبْعِدْهُ وَ قَبِلْتَهُ وَ أَخْلَصَ فِی سُؤَالِكَ لَمْ تَرُدَّهُ وَ أَجَبْتَهُ وَ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ شَكَرْتَهُ وَ رَفَعَ إِلَیْكَ مَا یُرْضِیكَ ذَخَرْتَهُ اللَّهُمَّ فَأَمْدِدْنِی فِیهَا بِالْعَوْنِ عَلَی مَا یُزْلِفُ لَدَیْكَ وَ خُذْ بِنَاصِیَتِی إِلَی مَا فِیهِ الْقُرْبَی إِلَیْكَ وَ أَسْبِغْ مِنَ الْعَمَلِ فِی الدَّارَیْنِ سَعْیِی وَ رَقِّ لِی مِنْ جُودِكَ بِخَیْرَاتِهَا عَطِیَّتِی وَ ابْتُرْ عَیْلَتِی مِنْ ذُنُوبِی بِالتَّوْبَةِ وَ مِنْ خَطَایَایَ بِسَعَةِ الرَّحْمَةِ وَ اغْفِرْ لِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ غُفْرَانَ مُتَنَزِّهٍ عَنْ عُقُوبَةِ الضُّعَفَاءِ رَحِیمٍ بِذَوِی الْفَاقَةِ وَ الْفُقَرَاءِ جَادٍ عَلَی عَبِیدِهِ شَفِیقٍ بِخُضُوعِهِمْ وَ ذِلَّتِهِمْ رَفِیقٍ لَا تَنْقُصُهُ الصَّدَقَةُ عَلَیْهِمْ وَ لَا یُفْقِرُهُ مَا یُغْنِیهِمْ مِنْ صَنِیعِهِ إِلَیْهِمْ.

اللَّهُمَّ اقْضِ دَیْنِی وَ دَیْنَ كُلِّ مَدْیُونٍ وَ فَرِّجْ عَنِّی وَ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ أَصْلِحْنِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَصْلِحْ كُلَّ فَاسِدٍ وَ انْفَعْ مِنِّی وَ اجْعَلْ فِی الْحَلَالِ الطَّیِّبِ الْهَنِی ءِ الْكَثِیرِ السَّائِغِ مِنْ رِزْقِكَ عَیْشَتِی وَ مِنْهُ لِبَاسِی وَ فِیهِ مُنْقَلَبِی وَ اقْبِضْ عَنِ الْمَحَارِمِ یَدِی مِنْ غَیْرِ قَطْعٍ وَ لَا شَلٍّ وَ لِسَانِی مِنْ غَیْرِ خَرَسٍ وَ أُذُنِی مِنْ غَیْرِ صَمَمٍ وَ عَیْنِی مِنْ غَیْرِ عَمًی وَ رِجْلِی مِنْ غَیْرِ زَمَانَةٍ وَ فَرْجِی مِنْ غَیْرِ إِحْبَالٍ وَ بَطْنِی مِنْ غَیْرِ وَجَعٍ وَ سَائِرِ أَعْضَائِی مِنْ غَیْرِ خَلَلٍ وَ أَوْرِدْنِی عَلَیْكَ یَوْمَ وُقُوفِی بَیْنَ یَدَیْكَ خَالِصاً مِنَ الذُّنُوبِ نَقِیّاً مِنَ الْعُیُوبِ لَا أَسْتَحْیِی مِنْكَ بِكُفْرَانِ نِعْمَةٍ وَ لَا إِقْرَارٍ بِشَرِیكٍ لَكَ فِی الْقُدْرَةِ وَ لَا بِإِرْهَاجٍ فِی فِتْنَةٍ وَ لَا تَوَرُّطٍ فِی دِمَاءٍ مُحَرَّمَةٍ وَ لَا بَیْعَةٍ أُطَوِّقُهَا عُنُقِی لِأَحَدٍ مِمَّنْ فَضَّلْتَهُ بِفَضِیلَةٍ وَ لَا وُقُوفٍ تَحْتَ رَایَةِ غَدَرَةٍ وَ لَا أَسْوَدَ الْوَجْهِ بِالْأَیْمَانِ الْفَاجِرِ وَ الْعُهُودِ الْخَائِنَةِ وَ أَنِلْنِی مِنْ تَوْفِیقِكَ وَ هُدَاكَ مَا نَسْلُكُ بِهِ سُبُلَ طَاعَتِكَ وَ رِضَاكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

و منها دعوات مختصة بهذه اللیلة من جملة الفصول الثلاثین و هو مروی عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو دعاء لیلة ثلاث و عشرین: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الْعَرْشِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْبِحَارِ وَ الْجِبَالِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ یُسَبِّحُ لَهُ الْحِیتَانُ وَ الْهَوَامُّ وَ السِّبَاعُ وَ الْآكَامُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَّحَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ سُبُّوحٌ

ص: 161

قُدُّوسٌ عَلَا فَقَهَرَ وَ خَلَقَ فَقَدَرَ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ.

و منها أدعیة مختصة بها من أدعیة العشر الأواخر فمن ذلك: یَا رَبَّ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ جَاعِلَهَا خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَ رَبَّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ الظُّلَمِ وَ الْأَنْوَارِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا قَیُّومُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ وَ النَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ اسْمِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً یَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّی وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ الْحَرِیقِ وَ ارْزُقْنِی یَا رَبِّ فِیهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِطَلَبِ مَا زَوَیْتَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ ارْزُقْنِی بِحَوْلِكَ فِی بَطْنِی وَ فَرْجِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ وَفِّقْ لِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ عَلَی أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَ وَفِّقْنِی لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

و من دعاء لیلة ثلاث و عشرین: اللَّهُمَّ امْدُدْ لِی فِی عُمُرِی وَ أَوْسِعْ لِی فِی رِزْقِی وَ أَصِحَّ جِسْمِی وَ بَلِّغْنِی أَمَلِی وَ إِنْ كُنْتُ مِنَ الْأَشْقِیَاءِ فَامْحُنِی مِنَ الْأَشْقِیَاءِ وَ اكْتُبْنِی مِنَ السُّعَدَاءِ فَإِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ- یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ.

ص: 162

و من الدعاء فی هذه اللیلة: اللَّهُمَّ إِیَّاكَ تَعَمَّدْتُ اللَّیْلَةَ بِحَاجَتِی وَ بِكَ أَنْزَلْتُ فَقْرِی وَ مَسْأَلَتِی تَسَعُنِی اللَّیْلَةَ رَحْمَتُكَ وَ عَفْوُكَ فَأَنَا لِرَحْمَتِكَ أَرْجَی مِنِّی لِعَمَلِی وَ رَحْمَتُكَ وَ مَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِی وَ اقْضِ لِی كُلَّ حَاجَةٍ هِیَ لِی بِقُدْرَتِكَ عَلَی ذَلِكَ وَ تَیْسِیرِهِ عَلَیْكَ فَإِنِّی لَمْ أُصِبْ خَیْراً إِلَّا مِنْكَ وَ لَمْ یَصْرِفْ عَنِّی أَحَدٌ سُوءاً قَطُّ غَیْرُكَ وَ لَیْسَ لِی رَجَاءٌ لِدِینِی وَ دُنْیَایَ وَ لَا لآِخِرَتِی وَ لَا لِیَوْمِ فَقْرِی یَوْمَ أُدْلَی فِی حُفْرَتِی وَ یُفْرِدُنِی النَّاسُ بِعَمَلِی غَیْرُكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

و من دعاء لیلة ثلاث و عشرین: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْفَرِ عِبَادِكَ نَصِیباً مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ مِنْ نُورٍ تَهْدِی بِهِ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا أَوْ رِزْقٍ تَقْسِمُهُ أَوْ بَلَاءٍ تَدْفَعُهُ أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَ اكْتُبْ لِی مَا كَتَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوَابَ وَ أَمِنُوا بِرِضَاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعِقَابَ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

و من الدعاء فی هذه اللیلة: أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِینِ الْمُسْتَكِینِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الْبَائِسِ الذَّلِیلِ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَاصِیَتُهُ وَ اعْتَرَفَ بِخَطِیئَتِهِ فَفَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ وَ هَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ وَ ضَلَّتْ حِیلَتُهُ وَ انْقَطَعَتْ حُجَّتُهُ أَنْ تُعْطِیَنِی فِی لَیْلَتِی هَذِهِ مَغْفِرَةَ مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ ارْزُقْنِی الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ فِی عَامِی هَذَا وَ اجْعَلْهَا حَجَّةً مَبْرُورَةً خَالِصَةً لِوَجْهِكَ وَ ارْزُقْنِیهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ لَا تُخْلِنِی عَنْ زِیَارَتِكَ وَ زِیَارَةِ قَبْرِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِلَهِی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَكْفِیَنِی مَئُونَةَ خَلْقِكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ مِمَّا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِیمِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی الْقَضَاءِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ لَا یُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی عَامِی هَذَا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمْ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئَاتُهُمْ وَ أَنْ تُطِیلَ عُمُرِی وَ تُوَسِّعَ لِی فِی رِزْقِی وَ ارْزُقْنِی وَلَداً بَارّاً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 163

قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ.

و من الدعاء فی لیلة ثلاث و عشرین: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْمِسْكِینِ الْمُسْتَكِینِ وَ أَبْتَغِی إِلَیْكَ ابْتِغَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ الضَّعِیفِ الضَّرِیرِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِیلِ وَ أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ وَ رَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ وَ عَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ وَ خَضَعَتْ لَكَ نَاصِیَتُهُ وَ اعْتَرَفَ بِخَطِیئَتِهِ وَ فَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ وَ انْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ وَ ضَلَّتْ عَنْهُ حِیلَتُهُ وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُ حُجَّتُهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ الْعَظِیمِ عَلَیْهِمْ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی نَبِیِّكَ وَ آلِ نَبِیِّكَ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَ السَّائِلِینَ مِنْ عِبَادِكَ الْمَاضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَفْضَلَ مَا تُعْطِی الْبَاقِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَفْضَلَ مَا تُعْطِی مَنْ تَخْلُفُهُ مِنْ أَوْلِیَائِكَ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ وَ أَعْطِنِی فِی مَجْلِسِی هَذَا مَغْفِرَةَ مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ ارْزُقْنِی الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ فِی عَامِی هَذَا مُتَقَبَّلًا مَبْرُوراً خَالِصاً لِوَجْهِكَ یَا كَرِیمُ وَ ارْزُقْنِیهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ نَفْسِی وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ عِیَالِی وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ خَلْقِكَ وَ اكْفِنِی شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ اكْفِنِی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ اكْفِنِی شَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ.

و من الدعاء فی لیلة ثلاث و عشرین و قد تقدم نحوه فی لیلة تسع عشرة عن مولانا الكاظم علیه السلام و هذا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ یَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ فِیمَا تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ فِیمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِیمِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ لَا یُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی عَامِی هَذَا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمْ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئَاتُهُمْ وَ اجْعَلْ فِیمَا تُقَدِّرُ وَ فِیمَا تَقْضِی أَنْ تُطِیلَ عُمُرِی وَ تُوَسِّعَ لِی فِی رِزْقِی.

أقول: و هذا الدعاء ذكره محمد بن أبی قرة فی دعاء لیلة ثلاث و عشرین و

ص: 164

أورد حدیثا عن عمر بن یزید عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أن هذا الدعاء من أدعیة لیلة القدر.

و من زیادات لیلة ثلاث و عشرین القراءة فیها لسورة العنكبوت و سورة الروم نَرْوِی ذَلِكَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْعَنْكَبُوتِ وَ الرُّومِ فِی لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَهُوَ وَ اللَّهِ یَا بَا مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ- لَا أَسْتَثْنِی فِیهِ أَبَداً وَ لَا أَخَافُ أَنْ یَكْتُبَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیَّ فِی یَمِینِی إِثْماً وَ إِنَّ لِهَاتَیْنِ السُّورَتَیْنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی مَكَاناً وَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِیهَا سُورَةُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ قَدْ تَقَدَّمَتْ رِوَایَةٌ لِذَلِكَ فِی اللَّیْلَةِ الْأَوْلَی عُمُوماً فِی الشَّهْرِ كُلِّهِ.

و روینا تخصیص قراءتها فی هذه اللیلة بعدة طرق إلی مولانا أبی عبد اللّٰه علیه السلام قَالَ: لَوْ قَرَأَ رَجُلٌ لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ أَلْفَ مَرَّةٍ لَأَصْبَحَ وَ هُوَ شَدِیدُ الْیَقِینِ بِالاعْتِرَافِ بِمَا یَخْتَصُّ فِینَا وَ مَا ذَاكَ إِلَّا لِشَیْ ءٍ عَایَنَهُ فِی نَوْمِهِ.

دُعَاءُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام (1) فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ: یَا بَاطِناً فِی ظُهُورِهِ وَ یَا ظَاهِراً فِی بُطُونِهِ یَا بَاطِناً لَیْسَ یَخْفَی یَا ظَاهِراً لَیْسَ یُرَی یَا مَوْصُوفاً لَا یَبْلُغُ بِكَیْنُونِیَّتِهِ مَوْصُوفٌ وَ لَا حَدٌّ مَحْدُودٌ یَا غَائِباً غَیْرَ مَفْقُودٍ وَ یَا شَاهِداً غَیْرَ مَشْهُودٍ یُطْلَبُ فَیُصَابُ وَ لَمْ یَخْلُ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا بَیْنَهُمَا طَرْفَةَ عَیْنٍ- لَا یُدْرَكُ بِكَیْفٍ وَ لَا یُؤَیَّنُ بِأَیْنٍ وَ لَا بِحَیْثٍ أَنْتَ نُورُ النُّورِ وَ رَبُّ الْأَرْبَابِ أَحَطْتَ بِجَمِیعِ الْأُمُورِ سُبْحَانَ مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَیْرُهُ ثُمَّ تَدْعُو بِمَا تُرِیدُ.

و من زیادات عمل لیلة ثلاث و عشرین من شهر رمضان زیارة الحسین صلوات اللّٰه علیه رَوَیْنَاهَا مِنْ كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ لِعَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْمُفَضَّلِ وَ قَالَ وَ كَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خَلِیلِ بْنِ فَرْحَانَ بِأَحْمَدَآبَادَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَهِیكٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زُرَیْقٍ عَنْ زَیْدٍ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی هَذِهِ

ص: 165


1- 1. فی نسخة: دعاء الحسن بن علیّ علیهما السلام.

الْآیَةِ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ قَالَ هِیَ لَیْلَةُ الْقَدْرِ یُقْضَی فِیهِ أَمْرُ السَّنَةِ مِنْ حَجٍّ وَ عُمْرَةٍ أَوْ رِزْقٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ أَجَلٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ نِكَاحٍ أَوْ وَلَدٍ إِلَی سَائِرِ مَا یُلَاقِی ابْنُ آدَمَ مِمَّا یُكْتَبُ لَهُ أَوْ عَلَیْهِ فِی بَقِیَّةِ ذَلِكَ الْحَوْلِ مِنْ تِلْكَ اللَّیْلَةِ إِلَی مِثْلِهَا مِنْ عَامٍ قَابِلٍ وَ هِیَ فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَمَنْ أَدْرَكَهَا أَوْ قَالَ شَهِدَهَا عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُصَلِّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ أَوْ مَا تَیَسَّرَ لَهُ وَ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ اسْتَعَاذَ بِهِ مِنَ النَّارِ آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ وَ أَعَاذَهُ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ وَ كَذَلِكَ إِنْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُؤْتِیَهُ مِنْ خَیْرِ مَا فَرَقَ وَ قَضَی فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ وَ أَنْ یَقِیَهُ مِنْ شَرِّ مَا كَتَبَ فِیهَا أَوْ دَعَا اللَّهَ وَ سَأَلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی أَمْرٍ- لَا إِثْمَ فِیهِ رَجَوْتُ أَنْ یُؤْتَی سُؤْلَهُ وَ یُوقَی مَحَاذِیرَهُ وَ یُشَفَّعَ فِی عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ كُلِّهِمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ وَ اللَّهُ إِلَی سَائِلِهِ وَ عَبْدِهِ بِالْخَیْرِ أَسْرَعُ.

وَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی أَبِی الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ نَصْرٍ البرسجی [الْبَنْدَنِیجِیُ] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی فِی حَدِیثٍ قَالَ: مَنْ زَارَ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ هِیَ اللَّیْلَةُ الَّتِی یُرْجَی أَنْ تَكُونَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ صَافَحَهُ رُوحُ أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ نَبِیٍّ كُلُّهُمْ یَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِی زِیَارَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ.

قَالَ وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَاذَانَ وَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مَنْدَلٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْقَدْرِ یَفْرُقُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كُلَّ أَمْرٍ حَكِیمٍ نَادَی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ غَفَرَ لِمَنْ أَتَی قَبْرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام.

فصل و لا یمتنع الإنسان فی هذه اللیلة من دعوات بظهر الغیب لأهل الحق فقد قدمنا فی عمل الیوم و اللیلة فضائل الدعاء للإخوان و رأینا فی القرآن عن إبراهیم علیه السلام وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّینَ و روینا دعاء النبی علیه السلام لأعدائه

ص: 166

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِی إِنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ.

فصل أقول و كنت فی لیلة جلیلة من شهر رمضان بعد تصنیف هذا الكتاب زمانا و إنی أدعو فی السحر لمن یجب أو یحسن تقدیم الدعاء له و لی و لمن یلیق بالتوفیق أن أدعو له فورد علی خاطری أن الجاحدین لله جل جلاله و لنعمته و المستخفین بحرمته و المبدلین لحكمه فی عباده و خلیقته ینبغی أن یبدأ بالدعاء لهم بالهدایة من ضلالتهم فإن جنایتهم علی الربوبیة و الحكمة الإلهیة و الجلالة النبویة أشد من جنایة العارفین باللّٰه و بالرسول صلوات اللّٰه علیه و آله فیقتضی تعظیم اللّٰه و تعظیم جلاله و تعظیم رسوله صلی اللّٰه علیه و آله و حقوق هدایته بمقاله و فعاله أن یقدم الدعاء بهدایة من هو أعظم ضررا و أشد خطرا حیث تعذر أن یزال ذلك بالجهاد و منعهم من الإلحاد و الفساد.

أقول: فدعوت لكل ضال عن اللّٰه بالهدایة إلیه و لكل ضال عن الرسول بالرجوع إلیه و لكل ضال عن الحق بالاعتراف به و الاعتماد علیه.

فصل ثم دعوت لأهل التوفیق و التحقیق بالثبوت علی توفیقهم و الزیادة فی تحقیقهم و دعوت لنفسی و من یعنینی أمره بحسب ما رجوته من الترتیب الذی یكون أقرب إلی من أتضرع إلیه و إلی مراد رسوله صلی اللّٰه علیه و آله و قد قدمت مهمات الحاجات بحسب ما رجوته أقرب إلی الإجابة.

فصل أ فلا تری ما تضمنه مقدس القرآن من شفاعة إبراهیم علیه السلام فی أهل الكفران فقال اللّٰه جل جلاله یُجادِلُنا فِی قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُنِیبٌ فمدحه جل جلاله علی حلمه و شفاعته و مجادلته فی قوم لوط الذین قد بلغ كفرهم إلی تعجیل نقمته.

فصل أ ما رأیت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة و هو قدوة أهل الجلالة كیف كان كلما آذاه قومه الكفار و بالغوا فیما یفعلون. قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِی فَإِنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ.

فصل أ ما رأیت الحدیث عن عیسی علیه السلام كن كالشمس تطلع علی البر و الفاجر

ص: 167

و قول نبینا صلوات اللّٰه علیه و آله اصنع الخیر إلی أهله و إلی غیر أهله فإن لم یكن أهله فكن أنت أهله و قد تضمن ترجیح مقام المحسنین إلی المسیئین قوله جل جلاله لا یَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ و یكفی أن محمدا صلی اللّٰه علیه و آله بعث رحمة للعالمین.

فصل و مما نذكره من فضل إحیاء لیلة القدر مَا ذَكَرَهُ الشَّیْخُ الْفَاضِلُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الدُّورْیَسْتِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْحُسْنَی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَرِیشِ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهم السلام عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: مَنْ أَحْیَا لَیْلَةَ الْقَدْرِ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ لَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ مَثَاقِیلَ الْجِبَالِ وَ مَكَایِیلَ الْبِحَارِ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْحُسْنَی الْمَذْكُورِ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السَّكُونِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ السَّكُونِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِیَّا الْجَوْهَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَحْیَا لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ صَلَّی فِیهِ مِائَةَ رَكْعَةٍ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَعِیشَتَهُ فِی الدُّنْیَا وَ كَفَاهُ أَمْرَ مَنْ یُعَادِیهِ وَ أَعَاذَهُ مِنَ الْغَرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ السَّرَقِ وَ مِنْ شَرِّ السِّبَاعِ وَ دَفَعَ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ وَ یُعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ یُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ جَوَازٌ عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ وَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ یُجْعَلُ فِیهَا مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً.

و من زیادات لیلة ثلاث و عشرین قراءة سورة الدخان فیها و فی كل لیلة

ص: 168

و قد قدمنا الروایة بذلك فی أول لیلة و أن تحیا بالعبادة كما قدمناه.

و مما رویناه فی تعظیم فضلها و إحیائها أیضا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ وَ هِشَامٍ وَ حَفْصٍ قَالُوا: مَرِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَرَضاً شَدِیداً فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ أَمَرَ مَوَالِیَهُ فَحَمَلُوهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَكَانَ فِیهِ لَیْلَتَهُ.

فصل فیما یختص بالیوم الثالث و العشرین من شهر رمضان دعاء الیوم الثالث و العشرین من شهر رمضان.

سُبْحَانَ الَّذِی یُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ- وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصِیبُ بِها مَنْ یَشاءُ وَ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ وَ یُنَزِّلُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ بِكَلِمَاتِهِ وَ یُنْبِتُ النَّبَاتَ بِقُدْرَتِهِ وَ یَسْقُطُ الْوَرَقَ بِأَمْرِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ الْأَزْوَاجِ كُلِّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ- سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ثَلَاثاً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی هَذَا الْیَوْمِ: اللَّهُمَّ اغْسِلْنِی فِیهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ طَهِّرْنِی فِیهِ مِنَ الْعُیُوبِ وَ امْتَحِنْ فِیهِ قَلْبِی لِتَقْوَی الْقُلُوبِ یَا مُقِیلَ عَثَرَاتِ الْمُذْنِبِینَ (1).

ص: 169


1- 1. كتاب الاقبال ص 194- 216.

باب 8 أدعیة وداع شهر رمضان و أعماله

أقول: قد مضی ما ینوط بهذا الباب فی أبواب الصیام و فی أبواب الدعاء من كتاب الصلاة و غیرها أیضا فلا تغفل قل، إقبال الأعمال و من ذلك ما یتعلق بوداع شهر رمضان فنقول إن سأل سائل فقال ما معنی الوداع لشهر رمضان و لیس هو من الحیوان الذی یخاطب أو یعقل ما یقال له باللسان فاعلم أن عادة ذوی العقول قبل الرسول و مع الرسول و بعد الرسول یخاطبون الدیار و الأوطان و الشباب و أوقات الصفا و الأمان و الإحسان ببیان المقال و هو محادثة لها بلسان الحال فلما جاء أدب الإسلام أمضی ما شهدت بجوازه من ذلك أحكام العقول و الأفهام و نطق به مقدس القرآن المجید فقال جل جلاله یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ فأخبر أن جهنم رد الجواب بالمقال و هو إشارة إلی لسان الحال و ذكر كثیرا فی القرآن الشریف المجید و فی كلام النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیه و علیهم السلام و كلام أهل التعریف فلا یحتاج ذوو الألباب إلی الإطالة فی الجواب فلما كان شهر رمضان قد صاحبه ذوو العنایة به من أهل الإسلام و الإیمان أفضل لهم من صحبة الدیار و المنازل و أنفع من الأهل و أرفع من الأعیان و الأماثل اقتضت دواعی لسان الحال أن یودع عند الفراق و الانفصال ذكر ما نورده من طبقات أهل الوداع الشهر الصیام فنقول اعلم أن الوداع لشهر رمضان یحتاج إلی زیادة بیان و الناس فیه علی طبقات طبقة منهم كانوا فی شهر رمضان علی مراد اللّٰه جل جلاله و آدابه فیه فی السر و الإعلان فهؤلاء یودعون شهر الصیام وداع من صاحبه بالصفاء و الوفاء و حفظ الذمام كما تضمنه وداع مولانا زین العابدین علیه أفضل السلام.

ص: 170

و طبقة منهم صاحبوا شهر رمضان تارة یكونون معه علی مراد اللّٰه جل جلاله فی بعض الأزمان و تارة یفارقون شروطه بالغفلة أو بالعصیان فهؤلاء إن اتفق خروج شهر رمضان و هم مفارقون له فی الآداب و الاصطحاب فالمفارقون لا یودعون و لا هم مجتمعون و إنما الوداع لمن كان مرافقا و موافقا فی مقتضی العقول و الألباب و إن اتفق خروج شهر رمضان و هم فی حال حسن صحبته فلهم أن یودعوه علی قدر ما عاملوه فی حفظ حرمته و أن یستغفروا و یندموا علی ما فرطوا فیه من إضاعة شروط الصحبة و الوفاء و یبالغوا عند الوداع فی التلهف و التأسف كیف عاملوه بوقت من الأوقات بالجفاء.

و طبقة ما كانوا فی شهر رمضان مصاحبین له بالقلوب بل كان فیهم من هو كاره لشهر الصیام لأنه كان یقطعهم عن عاداتهم فی التهوین و مراقبة علام الغیوب فهؤلاء ما كانوا مع شهر رمضان حتی یودعوه عند الانفصال و لا أحسنوا المجاورة له لما نزل من القرب من دارهم و تكرهوا به و استقبلوه بسوء اختیارهم فلا معنی لوداعهم له عند انفصاله و لا یلتفت إلی ما یتضمنه لفظ وداعهم و سوء مقالهم أقول فلا تكن أیها الإنسان ممن نزل به ضیف غنی عنه و ما نزل به ضیف مذ سنة أشرف منه و قد حضره للإنعام علیه و حمل إلیه معه تحف السعادات و شرف العنایات و ما لا یبلغه وصف المقال من الآمال و الإقبال فأساء مجاورة هذا الضیف الكریم و جفاه و هون به و عامله معاملة

المضیف اللئیم فانصرف الضیف الكریم ذاما لضیافته و بقی الذی نزل به فی فضیحة تقصیره و سوء مجاورته أو فی عار تأسفه و ندامته فكن إما محسنا فی الضیافة و المعرفة بحقوق ما وصل به هذا الضیف من السعادة و الرحمة و الرأفة و الأمن من المخافة أو كن لا له و لا علیه فلا تصاحبه بالكراهة و سوء الأدب علیه و إنما تهلك بأعمالك السخیفة نفسك الضعیفة و تشهرها بالفضائح و النقصان فی دیوان الملوك و الأعیان الذین ظفروا بالأمان و الرضوان.

أقول و اعلم أن وقت الوداع لشهر الصیام رویناه عن أحد الأئمة علیهم

ص: 171

أفضل السلام من كتاب فیه مسائل جماعة من أعیان الأصحاب و قد وقع علیه السلام بعد كل مسألة بالجواب و هذا لفظ ما وجدناه.

وَدَاعُ شَهْرِ رَمَضَانَ مَتَی یَكُونُ فَقَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فَبَعْضُهُمْ قَالَ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْهُ وَ بَعْضُهُمْ قَالَ هُوَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْهُ إِذَا رَأَی هِلَالَ شَوَّالٍ الْجَوَابُ الْعَمَلُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی لَیَالِیهِ وَ الْوَدَاعُ یَقَعُ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْهُ فَإِنْ خَافَ أَنْ یَنْقُصَ الشَّهْرُ جَعَلَهُ فِی لَیْلَتَیْنِ.

قلت هذا اللفظ ما رأیناه و رویناه فاجتهد فی وقت الوداع علی إصلاح السریرة فالإنسان علی نفسه بصیرة و تخیر لوقت وداع الفضل الذی كان فی شهر رمضان أصلح أوقاتك فی حسن صحبته و جمیل ضیافته و معاملته من آخر لیلة منه كما رویناه فإن فاتك الوداع فی آخر لیلة ففی أواخر نهار المفارقة له و الانفصال عنه فمتی وجدت فی تلك اللیلة أو ذلك الیوم نفسك علی حال صالحة فی صحبة شهر رمضان فودعه فی ذلك الأوان وداع أهل الصفاء و الوفاء الذین یعرفون حق الضیف العظیم الإحسان و اقض من حق التأسف علی مفارقته و بعده بقدر ما فاتك من شرف ضیافته و فوائد رفده و أطلق من ذخائر دموع الوداع ما جرت به عوائد الأحبة إذا تفرقوا بعد الاجتماع و قل.

مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیُّ فِی كِتَابِ الْحُسْنَی بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ لِی یَا جَابِرُ هَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَوَدِّعْهُ وَ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِیَامِنَا إِیَّاهُ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِی مَرْحُوماً وَ لَا تَجْعَلْنِی مَحْرُوماً فَإِنَّهُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ظَفِرَ بِإِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ إِمَّا بِبُلُوغِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ قَابِلٍ وَ إِمَّا بِغُفْرَانِ اللَّهِ وَ رَحِمَتِهِ.

وداع آخر لشهر رمضان وَ قَدْ رَوَیْنَاهُ عَنْ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام صَاحِبِ الْأَنْفَاسِ الْمُقَدَّسَةِ الشَّرِیفَةِ فِیمَا تَضَمَّنَهُ إِسْنَادُ أَدْعِیَةِ الصَّحِیفَةِ فَقَالَ: وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ علیه السلام فِی وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ- اللَّهُمَّ یَا مَنْ لَا یَرْغَبُ فِی الْجَزَاءِ وَ یَا مَنْ لَا یَنْدَمُ عَلَی الْعَطَاءِ وَ یَا مَنْ لَا یُكَافِی

ص: 172

عَبْدَهُ عَلَی السَّوَاءِ هِبَتُكَ ابْتِدَاءٌ وَ عَطِیَّتُكَ تَفَضُّلٌ وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ وَ قَضَاؤُكَ خِیَرَةٌ إِنْ أَعْطَیْتَ لَمْ تَشُبْ بِمَنٍّ وَ إِنْ مَنَعْتَ لَمْ یَكُنْ مَنْعُكَ بِتَعَدٍّ تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَ أَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ وَ تُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ أَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ تَسْتُرُ عَلَی مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ وَ تَجُودُ عَلَی مَنْ لَوْ أَرَدْتَ مَنَعْتَهُ وَ كِلَاهُمَا مِنْكَ أَهْلٌ لِلْفَضِیحَةِ وَ الْمَنْعِ غَیْرَ أَنَّكَ بَنَیْتَ أَفْعَالَكَ عَلَی التَّفَضُّلِ وَ أَجْرَیْتَ قُدْرَتَكَ عَلَی التَّجَاوُزِ وَ تَلَقَّیْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ وَ أَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَی الْإِنَابَةِ وَ تَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَی التَّوْبَةِ لِكَیْلَا یَهْلِكَ عَلَیْكَ هَالِكُهُمْ وَ لِئَلَّا یَشْقَی بِنَقِمَتِكَ شَقِیُّهُمْ إِلَّا عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَیْهِ وَ بَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَیْهِ كَرَماً مِنْ فِعْلِكَ یَا كَرِیمُ وَ عَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ یَا حَلِیمُ أَنْتَ الَّذِی فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَی عَفْوِكَ وَ سَمَّیْتَهُ التَّوْبَةَ وَ جَعَلْتَ عَلَی ذَلِكَ الْبَابِ دَلِیلًا مِنْ رَحْمَتِكَ لِئَلَّا یَضِلُّوا عَنْهُ فَقُلْتَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسی رَبُّكُمْ أَنْ یُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ یُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْبَابِ یَا سَیِّدِی بَعْدَ فَتْحِهِ وَ إِقَامَةِ الدَّلِیلِ عَلَیْهِ وَ أَنْتَ الَّذِی زِدْتَ فِی السَّوْمِ عَلَی نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ تُرِیدُ رِبْحَهُمْ فِی مُتَاجَرَتِكَ وَ فَوْزَهُمْ بِزِیَادَتِكَ فَقُلْتَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها ثُمَّ قُلْتَ مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ مَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِی الْقُرْآنِ وَ أَنْتَ الَّذِی دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ الَّذِی مِنْ غَیْبِكَ وَ تَرْغِیبِكَ الَّذِی فِیهِ مِنْ حَظِّهِمْ عَلَی مَا لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ وَ لَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ وَ لَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ فَقُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ وَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ قُلْتَ مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ فَذَكَرُوكَ وَ شَكَرُوكَ وَ دَعَوْكَ وَ تَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِیدِكَ وَ فِیهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ وَ فَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ وَ لَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَی مِثْلِ الَّذِی دَلَلْتَ عَلَیْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَحْمُوداً فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِی حَمْدِكَ مَذْهَبٌ وَ مَا بَقِیَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ وَ مَعْنًی

ص: 173

یَنْصَرِفُ إِلَیْهِ.

یَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَی عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ وَ الْفَضْلِ وَ عَامَلَهُمْ بِالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ مَا أَفْشَی فِینَا نِعْمَتَكَ وَ أَسْبَغَ عَلَیْنَا مِنَّتَكَ وَ أَخَصَّنَا بِبِرِّكَ وَ هَدَیْتَنَا لِدِینِكَ الَّذِی اصْطَفَیْتَ وَ مِلَّتِكَ الَّتِی ارْتَضَیْتَ وَ سَبِیلِكَ الَّذِی سَهَّلْتَ وَ بَصَّرْتَنَا مَا یُوجِبُ الزُّلْفَةَ لَدَیْكَ وَ الْوُصُولَ إِلَی كَرَامَتِكَ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَایَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ وَ خَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِی اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ وَ تَخَیَّرْتَهُ مِنْ جَمِیعِ الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ وَ آثَرْتَهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَوْقَاتِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ فَرَضْتَ فِیهِ مِنَ الصِّیَامِ وَ أَجْلَلْتَ فِیهِ مِنْ لَیْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِی هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَی سَائِرِ الْأُمَمِ وَ اصْطَفَیْتَنَا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْأَدْیَانِ فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ وَ قُمْنَا بِعَوْنِكَ لَیْلَهُ مُتَعَرِّضِینَ بِصِیَامِهِ وَ قِیَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ سَبَبْتَنَا إِلَیْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ وَ أَنْتَ الْمَلِی ءُ بِمَا رُغِبَ فِیهِ إِلَیْكَ الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ الْقَرِیبُ إِلَی مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ وَ قَدْ أَقَامَ فِینَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ وَ صَحِبَنَا صُحْبَةَ السُّرُورِ وَ أَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ وَ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِ وَ وَفَاءِ عَدَدِهِ فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وَدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَیْنَا وَ غَمَّنَا وَ أَوْحَشَ انْصِرَافُهُ عَنَّا فَهَمَّنَا وَ لَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ وَ الْحُرْمَةُ الْمَرْعِیَّةُ وَ الْحَقُّ الْمَقْضِیُّ فَنَحْنُ قَائِلُونَ:

السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا شَهْرَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَ یَا عِیدَ أَوْلِیَائِهِ الْأَعْظَمَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَ یَا خَیْرَ شَهْرٍ فِی الْأَیَّامِ وَ السَّاعَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِیهِ الْآمَالُ وَ یُسِّرَتْ فِیهِ الْأَعْمَالُ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ قَرِینٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً وَ أَفْجَعَ فِرَاقُهُ مَفْقُوداً السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ أَلِیفٍ آنَسَ مُقْبِلًا فَسَرَّ وَ أَوْحَشَ مُنْقَضِیاً فَأَمَرَّ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ قَلَّتْ فِیهِ الذُّنُوبُ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَی الشَّیْطَانِ وَ صَاحِبٍ سَهَّلَ سَبِیلَ الْإِحْسَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّهِ فِیكَ وَ مَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَی حُرْمَتَهُ بِكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ وَ أَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُیُوبِ السَّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَی

ص: 174

الْمُجْرِمِینَ وَ أَهْیَبَكَ فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ شَهْرٍ لَا تُنَافِسُهُ الْأَیَّامُ وَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ السَّلَامُ عَلَیْكَ غَیْرَ كَرِیهِ الْمُصَاحَبَةِ وَ لَا ذَمِیمِ الْمُلَابَسَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ كَمَا وَرَدْتَ عَلَیْنَا بِالْبَرَكَاتِ وَ غَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِیئَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ غَیْرَ مُوَدَّعٍ سَأَماً وَ لَا مَتْرُوكٍ صِیَامُهُ بَرَماً السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ وَ مَحْزُونٍ عَلَیْهِ عِنْدَ فَوْتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا وَ كَمْ مِنْ خَیْرٍ أُفِیضَ بِكَ عَلَیْنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی لَیْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِی جَعَلَهَا اللَّهُ خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی فَضْلِكَ الَّذِی حُرِمْنَاهُ وَ عَلَی مَا كَانَ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَیْكَ وَ أَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِی شَرَّفْتَنَا بِهِ وَ وَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِینَ جَهِلَ الْأَشْقِیَاءُ فَضْلَهُ وَ حُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ خَیْرَهُ وَ أَنْتَ وَلِیُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَ هَدَیْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ وَ قَدْ تَوَلَّیْنَا بِتَوْفِیقِكَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ عَلَی تَقْصِیرٍ وَ أَدَّیْنَا مِنْ حَقِّكَ فِیهِ قَلِیلًا مِنْ كَثِیرٍ اللَّهُمَّ فَلَكَ إِقْرَارُنَا بِالْإِسَاءَةِ وَ اعْتِرَافُنَا بِالْإِضَاعَةِ وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ وَ مِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الِاعْتِذَارِ فَأْجُرْنَا عَلَی مَا أُصِبْنَا بِهِ مِنَ التَّفْرِیطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِیهِ وَ نَعْتَاضُ بِهِ مِنْ إِحْرَازِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَیْهِ وَ أَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَی مَا قَصَّرْنَا فِیهِ مِنْ حَقِّكَ وَ أَبْلِغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَیْنَ أَیْدِینَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ فَإِذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنِّا عَلَی تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ وَ أَدْنَی إِلَی الْقِیَامِ بِمَا نَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ وَ أَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا یَكُونُ دَرْكاً لِحَقِّكَ فِی الشَّهْرَیْنِ وَ فِی شُهُورِ الدَّهْرِ.

اللَّهُمَّ وَ مَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِی شَهْرِنَا هَذَا مِنْ إِثْمٍ وَ أَوْقَعْنَا فِیهِ مِنْ ذَنْبٍ وَ اكْتَسَبْنَا فِیهِ مِنْ خَطِیئَةٍ عَنْ تَعَمُّدٍ مِنَّا لَهُ أَوْ عَلَی نِسْیَانٍ مِنْ ظُلْمِنَا فِیهِ أَنْفُسَنَا أَوِ انْتِهَاكِنَا فِیهِ حُرْمَةَ مَنْ غَیْرُنَا فَاسْتُرْهُ بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ وَ لَا تَنْصِبْنَا فِیهِ لِأَعْیُنِ الشَّامِتِینَ وَ لَا تَبْسُطْ عَلَیْنَا أَلْسِنَةَ الطَّاعِنِینَ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِمَا یَكُونُ حِطَّةً وَ كَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِیهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِی لَا تَنْفَدُ وَ فَضْلِكَ الَّذِی لَا یَنْقُصُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْبُرْ مُصِیبَتَنَا بِشَهْرِنَا وَ بَارِكْ لَنَا فِی یَوْمِ عِیدِنَا

ص: 175

وَ اجْعَلْهُ مِنْ خَیْرِ یَوْمٍ مَرَّ عَلَیْنَا أَجْلَبِهِ لِلْعَفْوِ وَ أَمْحَاهُ لِلذَّنْبِ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا خَفِیَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا عَلَنَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْلَخْنَا بِانْسِلَاخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَایَانَا وَ أَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ عَنْ سَیِّئَاتِنَا وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ وَ أَوْفَرِهِمْ قِسْماً اللَّهُمَّ وَ مَنْ رَعَی حُرْمَةَ هَذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعَایَتِهَا وَ حَفِظَ حُدُودَهُ حَقَّ حِفْظِهَا وَ اتَّقَی ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا أَوْ تَقَرَّبَ إِلَیْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ عَنْهُ وَ عَطَفْتَ بِرَحْمَتِكَ عَلَیْهِ فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ أَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّ فَضْلَكَ لَا یَغِیضُ وَ إِنَّ خَزَائِنَكَ لَا تَنْفَدُ وَ إِنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لَا تَفْنَی وَ إِنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا اللَّهُمَّ اكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ بِنِیَّةٍ أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِیهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَیْكَ فِی یَوْمِ فِطْرِنَا الَّذِی جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِینَ عِیداً وَ سُرُوراً وَ لِأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَ مُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ أَوْ خَطْرَةِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ أَوْ عَقِیدَةٍ سَوْءٍ اعْتَقَدْنَاهَا تَوْبَةَ مَنْ لَا یَنْطَوِی عَلَی رُجُوعٍ إِلَی ذَنْبٍ وَ لَا عَوْدٍ فِی خَطِیئَةٍ تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَ الِارْتِیَابِ فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا وَ ارْضَ بِهَا عَنَّا وَ ثَبِّتْنَا عَلَیْهَا اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ غَمِّ الْوَعِیدِ وَ شَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّی نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ وَ كَآبَةَ مَا نَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْهُ وَ اجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِینَ الَّذِینَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ وَ قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ یَا أَعْدَلَ الْعَادِلِینَ اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ أَهْلِ دِینِنَا جَمِیعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَ مَنْ غَبَرَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ صَلِّ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُطَهَّرِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ سَلِّمْ عَلَی آلِهِ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَی آلِ یس وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ صَلَاةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا وَ یَنَالُنَا نَفْعُهَا وَ تَغْمُرُنَا بِأَسْرِهَا وَ یُسْتَجَابُ دُعَاؤُنَا بِهَا إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَیْهِ وَ أَعْطَی مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] وَدَاعٌ آخَرُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ رَوَیْنَاهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ نَقَلْنَاهُ مِنْ خَطِّ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:

ص: 176


1- 1. ما بین العلامتین من أول الباب إلی هنا أضفناه من المصدر و كان محله بیاضا.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنَزَلِ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ قَوْلُكَ حَقٌ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ وَ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ إِنْ كَانَ بَقِیَ عَلَیَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِی أَوْ تُرِیدُ أَنْ تُعَذِّبَنِی عَلَیْهِ أَوْ تُقَایِسَنِی بِهِ أَنْ یَطْلُعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ یَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ إِلَّا وَ قَدْ غَفَرْتَهُ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا أَوَّلِهَا وَ آخِرِهَا مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْهَا وَ مَا قَالَهُ لَكَ الْخَلَائِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُؤْثِرُونَ فِی ذِكْرِكَ وَ الشُّكْرِ لَكَ الَّذِینَ أَعَنْتَهُمْ عَلَی أَدَاءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَصْنَافِ النَّاطِقِینَ الْمُسَبِّحِینَ لَكَ مِنْ جَمِیعِ الْعَالَمِینَ عَلَی أَنَّكَ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ وَ عَلَیْنَا مِنْ نِعَمِكَ وَ عِنْدَنَا مِنْ قِسْمِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ تَظَاهُرِ امْتِنَانِكَ فَبِذَلِكَ لَكَ مُنْتَهَی الْحَمْدِ الْخَالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ الَّذِی لَا یَنْفَدُ طُولَ الْأَبَدِ جَلَّ ثَنَاؤُكَ أَعَنْتَنَا عَلَیْهِ حَتَّی قَضَیْتَ عَنَّا صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ مِنْ صَلَاةٍ وَ مَا كَانَ مِنَّا فِیهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ نُسُكٍ أَوْ ذِكْرٍ اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بَأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَ تَجَاوُزِكَ وَ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ وَ غُفْرَانِكَ وَ حَقِیقَةِ رِضْوَانِكَ حَتَّی تُظْفِرَنَا فِیهِ بِكُلِّ خَیْرٍ مَطْلُوبٍ وَ جَزِیلِ عَطَاءٍ مَوْهُوبٍ تُؤْمِنَّا فِیهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مَرْهُوبٍ وَ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَظِیمِ مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِیمِ أَسْمَائِكَ وَ جَزِیلِ ثَنَائِكَ وَ خَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَیْنَا مُنْذُ أَنْزَلْتَنَا إِلَی الدُّنْیَا بَرَكَةً فِی عِصْمَةِ دِینِی وَ خَلَاصِ نَفْسِی وَ قَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَشْفِیعِی فِی مَسَائِلِی وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ عَلَیَّ وَ صَرْفِ السُّوءِ عَنِّی وَ لِبَاسِ الْعَافِیَةِ لِی وَ أَنْ تَجْعَلَنِی بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ حُزْتَ لَهُ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ جَعَلْتَهَا لَهُ خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فِی أَعْظَمِ الْأَجْرِ وَ كَرَائِمِ الذُّخْرِ وَ طُولِ الْعُمُرِ وَ حُسْنِ الشُّكْرِ وَ دَوَامِ الْیُسْرِ.

اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَ طَوْلِكَ وَ عَفْوِكَ وَ نَعْمَائِكَ وَ جَلَالِكَ وَ قَدِیمِ إِحْسَانِكَ وَ امْتِنَانِكَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّی تُبَلِّغَنَاهُ مِنْ قَابِلٍ عَلَی

ص: 177

أَحْسَنِ حَالٍ وَ تُعَرِّفَنِی هِلَالَهُ مَعَ النَّاظِرِینَ إِلَیْهِ وَ الْمُتَعَرِّفِینَ لَهُ فِی أَعْفَی عَافِیَتِكَ وَ أَتَمِّ نِعْمَتِكَ وَ أَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْزَلِ قِسْمِكَ اللَّهُمَّ یَا رَبِّیَ الَّذِی لَیْسَ لِی رَبٌّ غَیْرُهُ- لَا یَكُونُ هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّی وَدَاعَ فَنَاءٍ وَ لَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنَ اللِّقَاءِ حَتَّی تُرِیَنِیهِ مِنْ قَابِلٍ فِی أَسْبَغِ النِّعَمِ وَ أَفْضَلِ الرَّجَاءِ وَ أَنَا لَكَ عَلَی أَحْسَنِ الْوَفَاءِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ تَذَلُّلِی لَكَ وَ اسْتِكَانَتِی وَ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ فَأَنَا لَكَ سِلْمٌ لَا أَرْجُو نَجَاحاً وَ لَا مُعَافَاةً وَ لَا تَشْرِیفاً وَ لَا تَبْلِیغاً إِلَّا بِكَ وَ مِنْكَ فَامْنُنْ عَلَیَّ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ بِتَبْلِیغِی شَهْرَ رَمَضَانَ وَ أَنَا مُعَافًی مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ مَحْذُورٍ وَ مِنْ جَمِیعِ الْبَوَائِقِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَعَانَنَا عَلَی صِیَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَ قِیَامِهِ حَتَّی بَلَّغَنَا آخِرَ لَیْلَةٍ مِنْهُ.

قال الشیخ أبو جعفر الطوسی ره فی الأصل الذی نقلنا منه هذا الوداع بخطه ما هذا لفظه إلی هاهنا روایة الكلینی

وَ رَوَی إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَ ذَلِكَ وَ زَادَ فِیهِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ مَا دُعِیتَ بِهِ وَ أَرْضَی مَا رَضِیتَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْ وَدَاعِی وَدَاعَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَدَاعَ خُرُوجِی مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا وَدَاعَ آخِرِ عِبَادَتِكَ فِیهِ وَ لَا آخِرَ صَوْمِی لَكَ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ فِیهِ ثُمَّ الْعَوْدَ فِیهِ بِرَحْمَتِكَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ اجْعَلْهَا لِی خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ یَا رَبَّ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ جَاعِلَهَا خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ رَبَّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ الظُّلَمِ وَ الْأَنْوَارِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا قَیُّومُ یَا بَدِیعُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ اسْمِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدَاءِ وَ رُوحِی مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ إِحْسَانِی فِی عِلِّیِّینَ وَ إِسَاءَتِی مَغْفُورَةً وَ أَنْ تَهَبَ لِی یَقِیناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِی وَ إِیمَاناً لَا یَشُوبُهُ شَكٌّ وَ رِضًا بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ أَنْ تُؤْتِیَنِی فِی الدُّنْیَا

ص: 178

حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ أَنْ تَقِیَنِی عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ فِیمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِیمِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ لَا یُبَدَّلُ وَ لَا یُغَیَّرُ أَنْ تَكْتُبَنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمُ الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئَاتُهُمْ وَ اجْعَلْ فِیمَا تَقْضِی وَ تُقَدِّرُ أَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ لَمْ یَسْأَلِ الْعِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَ كَرَماً وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یُرْغَبْ إِلَی مِثْلِكَ أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِینَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ أَسْأَلُكَ بِأَعْظَمِ الْمَسَائِلِ كُلِّهَا وَ أَفْضَلِهَا وَ أَنْجَحِهَا الَّتِی یَنْبَغِی لِلْعِبَادِ أَنْ یَسْأَلُوكَ بِهَا یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ وَ بِأَسْمَائِكَ مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ أَمْثَالِكَ الْعُلْیَا وَ بِنِعْمَتِكَ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ بِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ إِلَیْكَ وَ أَحَبِّهَا إِلَیْكَ وَ أَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ أَقْرَبِهَا مِنْكَ وَسِیلَةً وَ أَجْزَلِهَا مِنْكَ ثَوَاباً وَ أَسْرَعِهَا لَدَیْكَ إِجَابَةً وَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ الْأَكْبَرِ الْأَجَلِّ الَّذِی تُحِبُّهُ وَ تَهْوَاهُ وَ تَرْضَی عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ وَ تَسْتَجِیبُ لَهُ دُعَاءَهُ وَ حَقٌّ عَلَیْكَ أَلَّا تُخَیِّبَ سَائِلَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ مَلَائِكَةُ سَمَاوَاتِكَ وَ جَمِیعُ الْأَصْنَافِ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ نَبِیٍّ أَوْ صِدِّیقٍ أَوْ شَهِیدٍ وَ بِحَقِّ الرَّاغِبِینَ إِلَیْكَ الْمُقَرَّبِینَ مِنْكَ الْمُتَعَوِّذِینَ بِكَ وَ بِحَقِّ مُجَاوِرِی بَیْتِكَ الْحَرَامِ حُجَّاجاً وَ مُعْتَمِرِینَ وَ مُقَدِّسِینَ وَ الْمُجَاهِدِینَ فِی سَبِیلِكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ فِی بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ ضَعُفَ كَدْحُهُ دُعَاءَ مَنْ لَا یَجِدُ لِنَفْسِهِ سَادّاً وَ لَا لِضَعْفِهِ مُعَوَّلًا وَ لَا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَیْرَكَ هَارِباً إِلَیْكَ مُتَعَوِّذاً بِكَ مُتَعَبِّداً لَكَ غَیْرَ مُتَكَبِّرٍ وَ لَا مُسْتَنْكِفٍ خَائِفاً بَائِساً فَقِیراً مُسْتَجِیراً بِكَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ بِمُلْكِكَ وَ بِبَهَائِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ بِآلَائِكَ وَ حُسْنِكَ وَ جَمَالِكَ وَ بِقُوَّتِكَ عَلَی مَا أَرَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَدْعُوكَ یَا رَبِ

ص: 179

خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ رَهْبَةً وَ رَغْبَةً وَ تَخَشُّعاً وَ تَمَلُّقاً وَ تَضَرُّعاً وَ إِلْحَافاً وَ إِلْحَاحاً خَاضِعاً لَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا قُدُّوسُ یَا قُدُّوسُ یَا قُدُّوسُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ یَا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْوَتْرُ الْكَبِیرُ الْمُتَعَالِی وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِیعِ مَا دَعَوْتُكَ بِهِ وَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی تَمْلَأُ أَرْكَانَكَ كُلَّهَا أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِیمِ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی شَهْرَ رَمَضَانَ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ

فَرْضَهُ وَ نَوَافِلَهُ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ اعْفُ عَنِّی وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ وَ عَبَدْتُكَ فِیهِ وَ لَا تَجْعَلْ وَدَاعِی إِیَّاهُ وَدَاعَ خُرُوجِی مِنَ الدُّنْیَا اللَّهُمَّ وَ أَوْجِبْ لِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ خَشْیَتِكَ أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَ أَحَداً مِمَّنْ عَبَدَكَ فِیهِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی آخِرَ مَنْ سَأَلَكَ فِیهِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ أَعْتَقْتَهُ فِی هَذَا الشَّهْرِ مِنَ النَّارِ وَ غَفَرْتَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ أَوْجَبْتَ لَهُ أَفْضَلَ مَا رَجَاكَ وَ أَمَّلَهُ مِنْكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ فِی صِیَامِهِ وَ عِبَادَتِكَ فِیهِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ كَتَبْتَهُ فِی هَذَا الشَّهْرِ مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمْ الْمُتَقَبَّلِ عَمَلُهُمْ آمِینَ آمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِی فِیهِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا خَطِیئَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا عَثْرَةً إِلَّا أَقَلْتَهَا وَ لَا دَیْناً إِلَّا قَضَیْتَهُ وَ لَا عَیْلَةً إِلَّا أَغْنَیْتَهَا وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا فَاقَةً إِلَّا سَدَدْتَهَا وَ لَا عُرْیاً إِلَّا كَسَوْتَهُ وَ لَا مَرَضاً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا دَاءً إِلَّا أَذْهَبْتَهُ وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَیْتَهَا عَلَی أَفْضَلِ أَمَلِی وَ رَجَائِی فِیكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ لَا تُذِلَّنَا بَعْدَ إِذْ أَعْزَزْتَنَا وَ لَا تَضَعْنَا بَعْدَ إِذْ رَفَعْتَنَا وَ لَا تُهِنَّا بَعْدَ إِذْ أَكْرَمْتَنَا وَ لَا تُفْقِرْنَا بَعْدَ إِذْ أَغْنَیْتَنَا وَ لَا تَمْنَعْنَا بَعْدَ إِذْ أَعْطَیْتَنَا وَ لَا تَحْرِمْنَا بَعْدَ إِذْ رَزَقْتَنَا وَ لَا تُغَیِّرْ شَیْئاً مِنْ نِعَمِكَ عَلَیْنَا وَ إِحْسَانِكَ إِلَیْنَا لِشَیْ ءٍ كَانَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ لَا لِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنَّا فَإِنَّ فِی كَرَمِكَ وَ عَفْوِكَ وَ فَضْلِكَ سَعَةً لِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَ تَجَاوَزْ عَنَّا وَ لَا تُعَاقِبْنَا عَلَیْهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ

ص: 180

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنِی فِی مَجْلِسِی هَذَا كَرَامَةً لَا تُهِینُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَعِزَّنِی عِزّاً لَا تُذِلُّنِی بَعْدَهُ أَبَداً وَ عَافِنِی عَافِیَةً لَا تَبْتَلِینِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ ارْفَعْنِی رِفْعَةً لَا تَضَعُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ قَرِیبٍ وَ بَعِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ صَغِیرٍ وَ كَبِیرٍ وَ شَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ مَا كَانَ فِی قَلْبِی مِنْ شَكٍّ أَوْ رِیبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ بَذَخٍ أَوْ خُیَلَاءَ أَوْ رِیَاءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقَاقٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ مَعْصِیَةٍ أَوْ شَیْ ءٍ لَا تُحِبُّ عَلَیْهِ وَلِیّاً لَكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَمْحُوَهُ مِنْ قَلْبِی وَ تُبَدِّلَنِی مَكَانَهُ إِیمَاناً وَ رِضًا بِقَضَائِكَ وَ وَفَاءً بِعَهْدِكَ وَ وَجَلًا مِنْكَ وَ زُهْداً فِی الدُّنْیَا وَ رَغْبَةً فِیمَا عِنْدَكَ وَ ثِقَةً بِكَ وَ طُمَأْنِینَةً إِلَیْكَ وَ تَوْبَةً نَصُوحاً إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنَاهُ وَ إِلَّا فَأَخِّرْ آجَالَنَا إِلَی قَابِلٍ حَتَّی تُبَلِّغَنَاهُ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَثِیراً وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

وَدَاعٌ آخَرُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ وَدَّعَ شَهْرَ رَمَضَانَ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْهُ وَ قَالَ- اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِیَامِی لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ یَطْلُعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّیْلَةِ إِلَّا وَ قَدْ غَفَرْتَ لِی غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ یُصْبِحَ وَ رَزَقَهُ الْإِنَابَةَ إِلَیْهِ.

وَدَاعٌ آخَرُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ الدَّعَوَاتِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یُدْرِكُ الْعُلَمَاءُ عِلْمَهُ وَ لَا یَسْتَخِفُّ الْجُهَّالُ حِلْمَهُ وَ لَا یُحْسِنُ الْخَلَائِقُ وَصْفَهُ وَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ مَا فِی الصُّدُورِ خَلَقَ خَلْقَهُ مِنْ غَیْرِ أَصْلٍ وَ لَا مِثَالٍ بِلَا تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ وَ لَا تَعْلِیمٍ وَ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ الْمَوْطُودَاتِ بِلَا أَصْحَابٍ وَ لَا أَعْوَانٍ وَ بَسَطَ الْأَرْضَ عَلَی الْهَوَاءِ بِغَیْرِ أَرْكَانٍ عَلِمَ بِغَیْرِ تَعْلِیمٍ وَ خَلَقَ بِلَا مِثَالٍ عِلْمُهُ بِخَلْقِهِ قَبْلَ أَنْ یُكَوِّنَهُمْ كَعِلْمِهِ بِهِمْ بَعْدَ تَكْوِینِهِ لَهُمْ لَمْ یَخْلُقِ الْخَلْقَ لِتَشْدِیدِ سُلْطَانٍ وَ لَا لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ لَا نُقْصَانٍ وَ لَا اسْتَعَانَ

ص: 181

بِخَلْقِهِ عَلَی ضِدٍّ مُكَابِرٍ وَ لَا نِدٍّ مُثَاوِرٍ مَا لِسُلْطَانِهِ حَدٌّ وَ لَا لِمُلْكِهِ نَفَادٌ تَقَدَّسَ بِنُورِ قُدْسِهِ دَنَا فِعْلًا وَ عَلَا فَدَنَا فَلَهُ الْحَمْدُ حَمْداً یَنْتَهِی مِنْ سَمَائِهِ إِلَی مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ فِی اعْتِلَائِهِ حَسُنَ فَعَالُهُ وَ عَظُمَ جَلَالُهُ وَ أُوضِحَ بُرْهَانُهُ فَلَهُ الْحَمْدُ زِنَةَ الْجِبَالِ ثِقْلًا وَ عَدَدَ الْمَاءِ وَ الثَّرَی وَ عَدَدَ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَانَ إِذْ لَمْ تَكُنْ أَرْضٌ مَدْحِیَّةٌ وَ لَا سَمَاءٌ مَبْنِیَّةٌ وَ لَا جِبَالٌ مُرْسَیَةٌ وَ لَا شَمْسٌ تَجْرِی وَ لَا قَمَرٌ یَسْرِی وَ لَا لَیْلٌ یُدْحَی وَ لَا نَهَارٌ یُضَحَّی اكْتَفَی بِحَمْدِهِ عَنْ حَمْدِ غَیْرِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی تَفَرَّدَ بِالْحَمْدِ وَ دَعَا بِهِ فَهُوَ وَلِیُّ الْحَمْدِ وَ مُنْشِئُهُ وَ خَالِقُهُ وَ وَاهِبُهُ مَلَكَ فَقَهَرَ وَ حَكَمَ فَعَدَلَ وَ أَضَاءَ فَاسْتَنَارَ هُوَ كَهْفُ الْحَمْدِ وَ قَرَارُهُ وَ مِنْهُ مُبْتَدَاهُ وَ إِلَیْهِ مُنْتَهَاهُ اسْتَخْلَصَ الْحَمْدَ لِنَفْسِهِ وَ رَضِیَ بِهِ مِمَّنْ حَمِدَهُ فَهُوَ الْوَاحِدُ بِلَا نِسْبَةٍ الدَّائِمُ بِلَا مُدَّةٍ الْمُنْفَرِدُ بِالْقُوَّةِ الْمُتَوَحِّدُ بِالْقُدْرَةِ لَمْ یَزَلْ مُلْكُهُ عَظِیماً وَ مِنْهُ قَدِیماً وَ قَوْلُهُ رَحِیماً وَ أَسْمَاؤُهُ ظَاهِرَةٌ رَضِیَ مِنْ عِبَادِهِ بَعْدَ الصُّنْعِ أَنْ قَالُوا- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ جَمِیعِ مَا خَلَقَ وَ زِنَتَهُ وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ أَضْعَافاً لَا تُحْصَی عَلَی جَمِیعِ نِعَمِهِ وَ عَلَی مَا هَدَانَا وَ آتَانَا وَ قَوَّانَا بِمَنِّهِ عَلَی صِیَامِ شَهْرِنَا هَذَا وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِقِیَامِ بَعْضِ لَیْلِهِ وَ آتَانَا مَا لَمْ نَسْتَأْهِلْهُ وَ لَمْ نَسْتَوْجِبْهُ بِأَعْمَالِنَا فَلَكَ الْحَمْدُ اللَّهُمَّ رَبَّنَا فَأَنْتَ مَنَنْتَ عَلَیْنَا فِی شَهْرِنَا هَذَا بِتَرْكِ لَذَّاتِنَا وَ اجْتِنَابِ شَهَوَاتِنَا وَ ذَلِكَ مِنْ مَنِّكَ عَلَیْنَا لَا مِنْ مَنِّنَا عَلَیْكَ رَبَّنَا فَلَیْسَ أَعْظَمُ الْأَمْرَیْنِ عَلَیْنَا نُحُولَ أَجْسَامِنَا وَ نَصَبَ أَبْدَانِنَا وَ لَكِنْ أَعْظَمُ الْأَمْرَیْنِ وَ أَجَلُّ الْمَصَائِبِ عِنْدَنَا أَنْ خَرَجْنَا مِنْ شَهْرِنَا هَذَا مُحْتَقِبِینَ الْخَیْبَةَ مَحْرُومِینَ قَدْ خَابَ طَمَعُنَا وَ كَذَبَ ظَنُّنَا فَیَا مَنْ لَهُ صُمْنَا وَ وَعْدَهُ صَدَّقْنَا وَ أَمْرَهُ اتَّبَعْنَا وَ إِلَیْهِ رَغِبْنَا- لَا تَجْعَلِ الْحِرْمَانَ حَظَّنَا وَ لَا الْخَیْبَةَ جَزَاءَنَا فَإِنَّكَ إِنْ حَرَمْتَنَا فَأَهْلُ ذَلِكَ نَحْنُ لِسُوءِ صَنِیعِنَا وَ كَثْرَةِ خَطَایَانَا وَ إِنْ تَعْفُ عَنَّا رَبَّنَا وَ تَقْضِ حَوَائِجَنَا فَأَنْتَ أَهْلُ ذَلِكَ مَوْلَانَا فَطَالَمَا بِالْعَفْوِ عِنْدَ الذُّنُوبِ اسْتَقْبَلْتَنَا وَ بِالرَّحْمَةِ لَدَی اسْتِیجَابِ عُقُوبَتِكَ أَدْرَكْتَنَا وَ بِالتَّجَاوُزِ وَ السَّتْرِ عِنْدَ ارْتِكَابِ مَعَاصِیكَ كَافَیْتَنَا وَ بِالضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ وَ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ وَ الْعَوْدِ فِیهَا عَرَّفْتَنَا

ص: 182

وَ بِالتَّجَاوُزِ وَ الْعَفْوِ عَرَفْنَاكَ رَبَّنَا فَمُنَّ عَلَیْنَا بِعَفْوِكَ یَا كَرِیمُ فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِیبَتُنَا وَ كَثُرَ أَسَفُنَا عَلَی مُفَارَقَةِ شَهْرٍ كَبُرَ فِیهِ أَمَلُنَا قَدْ خَفِیَ عَلَیْنَا عَلَی أَیِّ الْحَالاتِ فَارَقْنَا وَ بِأَیِّ الزَّادِ مِنْهُ خَرَجْنَا أَ بِاحْتِقَابِ الْخَیْبَةِ لِسُوءِ صَنِیعِنَا أَمْ بِجَزِیلِ عَطَائِكَ بِمَنِّكَ مَوْلَانَا وَ سَیِّدَنَا فَعَلَی شَهْرِ صَوْمِنَا الْعَظِیمِ فِیهِ رَجَاؤُنَا السَّلَامُ فَلَوْ عَقَلْنَا مُصِیبَتَنَا لِمُفَارَقَةِ شَهْرِ أَیَّامِ صَوْمِنَا عَلَی ضَعْفِ اجْتِهَادِنَا فِیهِ لَاشْتَدَّ لِذَلِكَ حُزْنُنَا وَ عَظُمَ عَلَی مَا فَاتَنَا فِیهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ تَلَهُّفُنَا اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ عِوَضَنَا مِنْ شَهْرِ صَوْمِنَا مَغْفِرَتَكَ وَ رَحْمَتَكَ رَبَّنَا وَ إِنْ كُنْتَ رَحِمْتَنَا فِی شَهْرِنَا هَذَا فَذَلِكَ ظَنُّنَا وَ أَمَلُنَا وَ تِلْكَ حَاجَتُنَا فَازْدَدْ عَنَّا رِضًا وَ إِنْ كُنَّا حُرِمْنَا ذَلِكَ بِذُنُوبِنَا فَمِنَ الْآنَ رَبَّنَا لَا تُفَرِّقْ جَمَاعَتَنَا حَتَّی تَشْهَدَ لَنَا بِعِتْقِنَا وَ تُعْطِیَنَا فَوْقَ أَمَلِنَا وَ تَزِیدَنَا فَوْقَ طَلِبَتِنَا وَ تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا أَمَاناً لَنَا مِنْ عَذَابِكَ وَ عِصْمَةً لَنَا مَا أَبْقَیْتَنَا وَ إِنْ أَنْتَ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ أَیْضاً فَبَلِّغْنَا غَیْرَ عَائِدِینَ فِی شَیْ ءٍ مِمَّا تَكْرَهُ وَ لَا مُخَالِفِینَ لِشَیْ ءٍ مِمَّا تُحِبُّ ثُمَّ بَارِكْ لَنَا فِیهِ وَ اجْعَلْنَا أَسْعَدَ أَهْلِهِ بِهِ وَ إِنْ أَتَتْ آجَالُنَا دُونَ ذَلِكَ فَاجْعَلِ الْجَنَّةَ مُنْقَلَبَنَا وَ مَصِیرَنَا وَ اجْعَلْ شَهْرَنَا هَذَا أَمَاناً لَنَا مِنْ أَهْوَالِ مَا نَرِدُ عَلَیْهِ وَ اجْعَلْ خُرُوجَنَا إِلَی عِیدِنَا وَ مُصَلَّانَا وَ مُجْتَمَعَنَا خُرُوجاً مِنْ جَمِیعِ ذُنُوبِنَا وَ وُلُوجاً فِی سَابِغَاتِ رَحْمَتِكَ وَ اجْعَلْنَا أَوْجَهَ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَیْكَ وَ أَقْرَبَ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَیْكَ وَ أَنْجَحَ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ وَ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ وَ اقْلِبْنَا مِنْ مُصَلَّانَا وَ قَدْ غَفَرْتَ لَنَا مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ عَصَمْتَنَا فِی بَقِیَّةِ أَعْمَارِنَا وَ أَسْعَفْتَنَا بِحَوَائِجِنَا وَ أَعْطَیْتَنَا جَمِیعَ خَیْرِ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا ثُمَّ لَا تُعِدْنَا فِی ذَنْبٍ وَ لَا مَعْصِیَةٍ أَبَداً وَ لَا تُطْعِمْنَا رِزْقاً تَكْرَهُهُ أَبَداً وَ اجْعَلْ لَنَا فِی الْحَلَالِ مَفْسَحاً وَ مُتَّسَعاً.

اللَّهُمَّ وَ نَبِیَّكَ الْمُجِیبَ الْمُكَرَّمَ الرَّاسِخَ لَهُ فِی قُلُوبِ أُمَّتِهِ خَالِصَ الْمَحَبَّةِ لِصَفْوِ نَصِیحَتِهِ لَهُمْ وَ شِدَّةِ شَفَقَتِهِ عَلَیْهِمْ وَ لِتَبْلِیغِهِ رِسَالاتِكَ وَ صَبْرِهِ فِی ذَاتِكَ وَ تَحَنُّنِهِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنْ عِبَادِكَ فَاجْزِهِ اللَّهُمَّ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ صَلِّ عَلَیْهِ عَدَدَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ أَنْتَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ ارْفَعْهُ إِلَی أَعْلَی الدَّرَجِ وَ أَشْرَفِ الْغُرَفِ حَیْثُ یَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ نَضِّرْ وُجُوهَنَا بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ

ص: 183

فِی جِنَانِكَ وَ أَقِرَّ أَعْیُنَنَا وَ أَنِلْنَا مِنْ حَوْضِهِ رَیّاً لَا ظَمَأَ بَعْدَهُ وَ لَا شَقَاءَ وَ بَلِّغْ رُوحَهُ مِنْكَ تَحِیَّةً وَ سَلَاماً مِنَّا مُسْتَشْهَداً لَهُ بِالْبَلَاغِ وَ النَّصِیحَةِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ مِنَّا السَّلَامَ وَ شَهَادَتَنَا لَهُمْ بِالنَّصِیحَةِ وَ الْبَلَاغِ وَ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ أَجْمَعِینَ وَ اجْزِ نَبِیَّنَا عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ لِمَنْ وَلَدَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ أَدْخِلْ عَلَی أَسْلَافِنَا مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ الرَّوْحَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الضِّیَاءَ وَ الْمَغْفِرَةَ اللَّهُمَّ انْصُرْ جُیُوشَ الْمُسْلِمِینَ وَ اسْتَنْقِذْ أُسَارَاهُمْ وَ اجْعَلْ جَائِزَتَكَ لَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ اللَّهُمَّ اطْوِ لِحُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ عُمَّارِهِ الْبُعْدَ وَ سَهِّلْ لَهُمُ الْحَزْنَ وَ ارْجِعْهُمْ غَانِمِینَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ مَغْفُوراً لَهُمْ كُلُّ ذَنْبٍ وَ مَنْ أَوْجَبْتَ عَلَیْهِ الْحَجَّ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَسِّرْ لَهُ ذَلِكَ وَ اقْضِ عَنْهُ فَرِیضَتَكَ وَ تَقَبَّلْهَا مِنْهُ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ فَرِّجْ عَنْ مَكْرُوبِی أُمَّةِ أَحْمَدَ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی غَمٍّ أَوْ هَمٍّ أَوْ ضَنْكٍ أَوْ مَرَضٍ فَفَرِّجْ عَنْهُ وَ أَعْظِمْ أَجْرَهُ اللَّهُمَّ وَ كَمَا سَأَلْتُكَ فَافْعَلْ ذَلِكَ بِنَا وَ بِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ أَشْرِكْنَا فِی صَالِحِ دُعَائِهِمْ وَ أَشْرِكْهُمْ فِی صَالِحِ دُعَائِنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَعْضَنَا عَلَی بَعْضٍ بَرَكَةً اللَّهُمَّ وَ مَا سَأَلْنَاكَ أَوْ لَمْ نَسْأَلْكَ مِنْ جَمِیعِ الْخَیْرِ كُلِّهِ فَأَعْطِنَاهُ وَ مَا نَعُوذُ بِكَ مِنْهُ أَوْ لَمْ نَعُذْ مِنْ جَمِیعِ الشَّرِّ كُلِّهِ فَأَعِذْنَا مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ اجْمَعْ لَنَا خَیْرَ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا وَ أَعِذْنَا مِنْ شَرِّهِمَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَدَاعٌ آخَرُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَجَدْنَاهُ فِی نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ بِخَطِّ الرَّضِیِّ الْمُوسَوِیِّ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ مَا دُعِیتَ بِهِ وَ أَرْضَی مَا رَضِیتَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ عَنْ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ لَا تَجْعَلْ آخِرَ وَدَاعِ شَهْرِی هَذَا وَدَاعَ خُرُوجِی مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا وَدَاعَ آخِرِ عِبَادَتِكَ وَ وَفِّقْنِی فِیهِ لِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ اجْعَلْهَا لِی خَیْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَعَ تَضَاعُفِ الْأَجْرِ وَ الْإِجَابَةِ وَ الْعَفْوِ عَنِ الذَّنْبِ بِرِضَا الرَّبِّ.

دُعَاءٌ آخَرُ وُجِدَ فِی عَقِیبِ هَذَا الْوَدَاعِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مُبْدِئَ الْبَدَایَا

ص: 184

وَ یَا مُصَوِّرَ الْبَرَایَا وَ یَا خَالِقَ السَّمَاءِ وَ یَا إِلَهَ مَنْ بَقِیَ وَ مَنْ مَضَی وَ یَا مَنْ رَفَعَ السَّمَاءَ وَ سَطَحَ الْأَرْضَ وَ بِأَنَّكَ تَبْعَثُ أَرْوَاحَ أَهْلِ الْبَلَاءِ بِقُدْرَتِكَ وَ سُلْطَانِكَ عَلَی عِبَادِكَ وَ إِمَائِكَ الْأَذِلَّاءِ وَ بِأَنَّكَ تَبْعَثُ الْمَوْتَی وَ تُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ تُحْیِی الْمَوْتَی وَ أَنْتَ رَبُّ الشِّعْری وَ مَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَكُونُ لَكَ رِضًا وَ ارْزُقْنِی بِمَنْزِلَتِهِ وَ مَنْزِلَتِهِمْ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ النُّهَی وَ التُّقَی وَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الْعَوْنَ عَلَی الْقَضَاءِ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْعَافِیَةِ وَ الْمُعَافَاةِ وَ هَبْ لِی یَقِینَ أَهْلِ التُّقَی وَ أَعْمَالَ أَهْلِ النُّهَی فَإِنَّكَ تَعْلَمُ یَا إِلَهِی ضَعْفِی عِنْدَ الْبَلَاءِ فَاسْتَجِبْ لِی فِی شَهْرِكَ الَّذِی عَظَّمْتَ بَرَكَتَهُ الدُّعَاءَ وَ اجْعَلْنِی إِلَهِی فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ مَنْ أَتَوَلَّی وَ لَا تُلْحِقْنِی بِمَنْ مَضَی مِنْ أَهْلِ الْجُحُودِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا وَ اجْعَلْنِی مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ فِی كُلِّ عَافِیَةٍ وَ بَلَاءٍ وَ كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ احْشُرْنِی مَعَهُمْ یَوْمَ یُحْشَرُ النَّاسُ ضُحًی وَ اصْرِفْ عَنِّی بِمَنْزِلَتِهِ وَ مَنْزِلَتِهِمْ عَذَابَ الْآخِرَةِ وَ خِزْیَ الدُّنْیَا وَ فَقْرَهَا وَ فَاقَتَهَا وَ الْبَلَاءَ یَا مَوْلَایَاهْ یَا وَلِیَّ نِعْمَتَاهْ آمِینَ آمِینَ یَا رَبَّاهْ ثُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ سَلْ حَوَائِجَكَ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَدَاعٌ آخَرُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ الدَّعَوَاتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ وَ أَیَادِیهِ الْحَسَنَةِ الْجَمِیلَةِ عَلَی مَا أَوْلَانَا وَ خَصَّنَا بِكَرَامَتِهِ إِیَّانَا وَ فَضْلِهِ وَ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْنَا وَ تَصَرُّمِ شَهْرِنَا الْمُبَارَكِ مَقْضِیّاً عَنَّا مَا افْتَرَضَ عَلَیْنَا مِنْ صِیَامِهِ وَ قِیَامِهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ الطَّیِّبِینَ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً وَ أَنْ تَتَقَبَّلَ مِنَّا وَ أَنْ تَرْزُقَنَا مَا تُؤْتِینَا فِیهِ مِنَ الْأَجْرِ وَ تُعْطِیَنَا مَا أَمَّلْنَا وَ رَجَوْنَا فِیهِ مِنَ الثَّوَابِ وَ أَنْ تُزَكِّیَ أَعْمَالَنَا وَ تَتَقَبَّلَ إِحْسَانَنَا فَإِنَّكَ وَلِیُّ النِّعْمَةِ كُلِّهَا وَ إِلَیْكَ الرَّغْبَةُ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.

فصل و اعلم أنك تدعی فی بعض هذه الوداعات أن شهر رمضان أحزنك فراقه و فقده و أوجعك لما فاتك من فضله و رفده فیراد منك تصدیق هذه الدعوی بأن یكون علی وجهك أثر الحزن و البلوی و لا تختم آخر یوم منه بالكذب فی

ص: 185

المقال و الخلل فی الفعال و من وظائف الشیعة الإمامیة بل من وظائف الأمة المحمدیة أن یستوحشوا فی هذه الأوقات و یتأسفوا عند أمثال هذه المقامات علی ما فاتهم من أیام المهدی الذی بشرهم و وعدهم به جده محمد علیهما أفضل الصلوات علی قدومه ما لو كان حاضرا ظفروا به من السعادات لیراهم اللّٰه جل جلاله علی قدم الصفا و الوفاء لملوكهم الذین كانوا سبب سعادتهم فی الدنیا و یوم الوعید و لیقولوا ما معناه:

أردد طرفی فی الدیار فلا أری***وجوه أحبائی الذین أرید

فالمصیبة بفقده علی أهل الأدیان أعظم من المصیبة بفقد شهر رمضان فلو كانوا قد فقدوا والدا شفیقا أو أخا معاضدا شقیقا أو ولدا بارا رفیقا أ ما كانوا یستوحشون لفقده و یتوجعون لبعده و أین الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدی خلیفة خاتم الأنبیاء و إمام عیسی ابن مریم فی الصلاة و الولاء و مزیل أنواع البلاء و مصلح أمور جمیع من تحت السماء ذكر ما یحسن أن یكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته و استدعاء رحمته و هو مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ لَا یَضْرِبُ عَبْداً لَهُ وَ لَا أَمَةً وَ كَانَ إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ وَ الْأَمَةُ یَكْتُبُ عِنْدَهُ أَذْنَبَ فُلَانٌ أَذْنَبَتْ فُلَانَةُ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَمْ یُعَاقِبْهُ فَیَجْتَمِعُ عَلَیْهِمُ الْأَدَبُ حَتَّی إِذَا كَانَ آخِرُ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ دَعَاهُمْ وَ جَمَعَهُمْ حَوْلَهُ ثُمَّ أَظْهَرَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَالَ یَا فُلَانُ فَعَلْتَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَمْ أُؤَدِّبْكَ أَ تَذْكُرُ ذَلِكَ فَیَقُولُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی آخِرِهِمْ وَ یُقَرِّرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ یَقُومُ وَسْطَهُمْ وَ یَقُولُ لَهُمْ ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ وَ قُولُوا یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ إِنَّ رَبَّكَ قَدْ أَحْصَی عَلَیْكَ كُلَّ مَا عَمِلْتَ كَمَا أَحْصَیْتَ عَلَیْنَا كُلَّ مَا عَمِلْنَا وَ لَدَیْهِ كِتَابٌ یَنْطِقُ عَلَیْكَ بِالْحَقِّ- لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً مِمَّا أَتَیْتَ إِلَّا أَحْصاها وَ تَجِدُ كُلَّ مَا عَمِلْتَ لَدَیْهِ حَاضِراً كَمَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا عَمِلْنَا لَدَیْكَ حَاضِراً فَاعْفُ وَ اصْفَحْ كَمَا تَرْجُو مِنَ الْمَلِیكِ

ص: 186

الْعَفْوَ وَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ یَعْفُوَ عَنْكَ فَاعْفُ عَنَّا تَجِدْهُ عَفُوّاً وَ بِكَ رَحِیماً وَ لَكَ غَفُوراً- وَ لا یَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً كَمَا لَدَیْكَ كِتَابٌ یَنْطِقُ بِالْحَقِّ عَلَیْنَا لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً مِمَّا أَتَیْنَاهَا إِلَّا أَحْصاها فَاذْكُرْ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ذُلَّ مَقَامِكَ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّكَ الْحَكَمِ الْعَدْلِ الَّذِی لَا یَظْلِمُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ وَ یَأْتِی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ كَفی بِاللَّهِ حَسِیباً وَ شَهِیداً فَاعْفُ وَ اصْفَحْ یَعْفُ عَنْكَ الْمَلِیكُ وَ یَصْفَحْ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ یُنَادِی بِذَلِكَ عَلَی نَفْسِهِ وَ یُلَقِّنُهُمْ وَ هُمْ یُنَادُونَ مَعَهُ وَ هُوَ وَاقِفٌ بَیْنَهُمْ یَبْكِی وَ یَنُوحُ وَ یَقُولُ رَبِّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا فَقَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَنَحْنُ قَدْ عَفَوْنَا عَمَّنْ ظَلَمَنَا كَمَا أَمَرْتَ فَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنَّا وَ مِنَ الْمَأْمُورِینَ وَ أَمَرْتَنَا أَنْ لَا نَرُدَّ سَائِلًا عَنْ أَبْوَابِنَا وَ قَدْ أَتَیْنَاكَ سُؤَّالًا وَ مَسَاكِینَ وَ قَدْ أَنَخْنَا بِفِنَائِكَ وَ بِبَابِكَ نَطْلُبُ نَائِلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ وَ عَطَاءَكَ فَامْنُنْ بِذَلِكَ عَلَیْنَا وَ لَا تُخَیِّبْنَا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنَّا وَ مِنَ الْمَأْمُورِینَ إِلَهِی كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِی إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَاخْلِطْنِی بِأَهْلِ نَوَالِكَ یَا كَرِیمُ ثُمَّ یُقْبِلُ عَلَیْهِمْ وَ یَقُولُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ فَهَلْ عَفَوْتُمْ عَنِّی وَ مِمَّا كَانَ مِنِّی إِلَیْكُمْ مِنْ سُوءِ مَلَكَةٍ فَإِنِّی مَلِیكُ سَوْءٍ لَئِیمٌ ظَالِمٌ مَمْلُوكٌ لِمَلِیكٍ كَرِیمٍ جَوَادٍ عَادِلٍ مُحْسِنٍ مُتَفَضِّلٍ فَیَقُولُونَ قَدْ عَفَوْنَا عَنْكَ یَا سَیِّدَنَا وَ مَا أَسَأْتَ فَیَقُولُ لَهُمْ قُولُوا اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ كَمَا عَفَا عَنَّا فَأَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَ رِقَابَنَا مِنَ الرِّقِّ فَیَقُولُونَ ذَلِكَ فَیَقُولُ اللَّهُمَّ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اذْهَبُوا فَقَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَ أَعْتَقْتُ رِقَابَكُمْ رَجَاءً لِلْعَفْوِ عَنِّی وَ عِتْقِ رَقَبَتِی فَیُعْتِقُهُمْ.

فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْفِطْرِ أَجَازَهُمْ بِجَوَائِزَ تَصُونُهُمْ وَ تُغْنِیهِمْ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ مَا مِنْ سَنَةٍ إِلَّا وَ كَانَ یُعْتِقُ فِیهَا فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مَا بَیْنَ الْعِشْرِینَ رَأْساً إِلَی أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ وَ كَانَ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ سَبْعِینَ أَلْفَ أَلْفِ عَتِیقٍ مِنَ النَّارِ كُلًّا قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِیهَا مِثْلَ مَا أَعْتَقَ فِی جَمِیعِهِ وَ إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ یَرَانِیَ اللَّهُ

ص: 187

وَ قَدْ أَعْتَقْتُ رِقَاباً فِی مِلْكِی فِی دَارِ الدُّنْیَا رَجَاءَ أَنْ یُعْتِقَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ مَا اسْتَخْدَمَ خَادِماً فَوْقَ حَوْلٍ كَانَ إِذَا مَلَكَ عَبْداً فِی أَوَّلِ السَّنَةِ أَوْ فِی وَسَطِ السَّنَةِ إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْفِطْرِ أَعْتَقَ وَ اسْتَبْدَلَ سِوَاهُمْ فِی الْحَوْلِ الثَّانِی ثُمَّ أَعْتَقَ كَذَلِكَ كَانَ یَفْعَلُ حَتَّی لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ كَانَ یَشْتَرِی السُّودَانَ وَ مَا بِهِ إِلَیْهِمْ مِنْ حَاجَةٍ یَأْتِی بِهِمْ عَرَفَاتٍ فَیَسُدُّ بِهِمْ تِلْكَ الْفُرَجَ وَ الْخِلَالَ فَإِذَا أَفَاضَ أَمَرَ بِعِتْقِ رِقَابِهِمْ وَ جَوَائِزَ لَهُمْ مِنَ الْمَالِ.

أقول: و من وظائف هذه اللیلة أن یختم عملها علی الوجه الذی قدمناه فی أول لیلة منه فإیاك أن تهون به أو تعرض عنه.

باب 9 ما یتعلق بسوانح شهور السنة العربیة و ما شاكلها

أقول: قد مر كثیر مما یرتبط بهذا الباب فی مطاوی أكثر مجلدات كتابنا هذا و لنذكر هنا أیضا شطرا من ذلك إن شاء اللّٰه تعالی و إنما عقدنا هذا الباب لكثرة فوائده و منافعه و لحاجة الناس إلی الوقوف علی أیام السرور و الحزن كی یعملوا فی كل منهما بمقتضاه و لذلك قد صنف أصحابنا رضی اللّٰه عنهم فی خصوص هذا المطلب كتبا و رسائل.

«1»- فمنها ما وجدت بخط الشیخ محمد بن علی الجبعی ره نقلا من خط الشیخ قدس اللّٰه روحه قال كتبته من ظهر كتاب بمشهد الكاظم علیه السلام بخزانته الشریفة-: یوم سبعة عشر من شوال ردت الشمس و یوم الرابع عشر من ذی الحجة إملاك الزهراء علیها السلام و یوم السابع منه یوم الزینة و التاسع منه ولد فیه عیسی علیه السلام و ذكر أن المعراج كان فیه و فیه سد أبواب القوم و فتح باب أمیر المؤمنین علیه السلام الثانی عشر منه آخی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علیا و سن للإشهاد ثامن

ص: 188

عشره یوم الغدیر و صیامه یعدل عمر الدنیا و فیه قتل عثمان و كان یوم الإثنین و یوم أحد و عشرین منه أنزلت توبة آدم و هو یوم المباهلة و روی أنه یوم البساط و یوم أربعة و عشرین منه نام علی علیه السلام علی الفراش و روی أنه یوم المباهلة و روی یوم البساط یوم سبعة و عشرون منه و یستحب صوم یوم تسعة و عشرین من ذی الحجة آخر یوم من السنة فصمه یشهد لك وَ رُوِیَ: أَنَّ أَوَّلَ الْمُحَرَّمِ أُدْخِلَ إِدْرِیسُ الْجَنَّةَ وَ عَاشِرَهُ وُلِدَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ.

و یحیی بن زكریا و مریم ابنة عمران- التاسع من شهر ربیع الأول قیل ورد فیه صلاة و دعاء من أنفق فیه شیئا غفر له و یستحب فیه إطعام الإخوان و تطییبهم و التوسعة فی النفقة و لبس الجدید و الشكر و العبادة و هو یوم نفی الهموم و روی أنه لیس فیه صوم- رابع عشر شهر ربیع الأول مات یزید و یقال افتقد سنة أربع و ستین بعد قتل الحسین صلوات اللّٰه و سلامه علیه بثلاث سنین و شهور و أربع لیال التی یستحب فیها كل سنة الصلاة و الدعاء أربع لیال- لیلة الفطر و لیلة الأضحی و لیلة النصف من شعبان و أول لیلة رجب و من غیره هذه الروایة لیلة رابع و عشرین من ذی الحجة لیلة الفراش یستحب السهر فیها و الصلاة و الدعاء و فی غیر هذه الروایة أیضا استحباب إحیائها و الصلاة و یسأل اللّٰه المعونة.

«2»- أَقُولُ سَیَجِی ءُ فِی كِتَابِ الْحَجِ (1) فِی بَابِ عِلَلِ الْحَجِّ وَ أَفْعَالِهِ مِنْ تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (2) بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی طَیِّ حَدِیثٍ: أَنَّ آدَمَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ وَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ خَرَجَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ یَوْمَ التَّرْوِیَةِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَغْتَسِلَ وَ یُحْرِمَ وَ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ یَوْمُ الثَّامِنِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ هُوَ یَوْمُ التَّرْوِیَةِ بِعَیْنِهِ أَخْرَجَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مِنَی فَبَاتَ بِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْرَجَهُ إِلَی

ص: 189


1- 1. راجع ج 99 ص 35.
2- 2. تفسیر علیّ بن إبراهیم: 27.

عَرَفَاتٍ إِلَی آخِرِ أَفْعَالِ الْحَجِّ.

«3»- وَ رَوَی الشَّیْخُ رَضِیُّ الدِّینِ عَلِیٌّ أَخُو الْعَلَّامَةِ فِی كِتَابِ الْعُدَدِ الْقَوِیَّةِ عَنْ مَوْلَانَا الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ الْقَائِمَ علیه السلام یَخْرُجُ یَوْمَ السَّبْتِ یَوْمَ عَاشُورَاءَ الْیَوْمَ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ الْحُسَیْنُ علیه السلام.

«4»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّینَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام سُئِلَ فَقِیلَ لَهُ مَا أَفْضَلُ مَنَاقِبِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ أَفْضَلُ مَنَاقِبِی مَا لَیْسَ لِی فِیهِ صُنْعٌ وَ ذَكَرَ مَنَاقِبَ كَثِیرَةً قَالَ فِیهَا فَإِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَنْزَلَ عَلَی رَسُولِهِ بَرَاءَةَ بَعَثَ بِهَا أَبَا بَكْرٍ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ فَلَمَّا خَرَجَ وَ فَصَلَ (1)

نَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا یُبَلِّغُ عَنْكَ إِلَّا عَلِیٌّ فَدَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَنِی أَنْ أَرْكَبَ نَاقَتَهُ الْعَضْبَاءَ وَ أَنْ أَلْحَقَ أَبَا بَكْرٍ فَآخُذَهَا مِنْهُ فَلَحِقْتُهُ فَقَالَ مَا لِی أَ سَخَطٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قُلْتُ لَا إِلَّا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَا یُؤَدِّی عَنْهُ إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُ-(2)

ص: 190


1- 1. فصل عن البلد: أی خرج.
2- 2. قوله« لا یؤدی عنه الا رجل منه» أی عوضا منه و بدلا عنه، حیث لم یؤد بنفسه فلا ینافی قوله فی بعض الموارد:« فلیبلغ الشاهد الغائب» بعد الأداء و التبلیغ بنفسه الشریفة. و ذلك لان ملاك الفرق الجماعة المؤدی الیهم ذلك الحكم، فان كان متعلقا بالعموم فقرأ علی الحاضرین آیة الحكم أو بینه لهم فقد خرج عن عهدة التبلیغ المتوجه إلیه الموظف به، و أمّا قوله بعد الأداء« فلیبلغ الشاهد الغائب» فارشاد للمسلمین حیث ان سؤال الغائب بعد الحضور وظیفة للغائب، و لا یجب علی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بعد تبلیغه علنا أن یحضر عند كل أحد و یبلغه الحكم و انما علیهم أن یحضروا عنده أو یتفحصوا بعد الحضور. و أمّا ان كان الحكم متعلقا بجماعة خاصّة غیر حاضرین- كالمشركین الذین عاهدهم رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی المسجد الحرام، أو سائر المشركین الذین كان محشرهم و مجمعهم الی مكّة- وجب علی الرسول أن یرحل الیهم بنفسه لاداء وظیفته و هو التبلیغ، أو یرسل الیهم من هو منه بمنزلة هارون من موسی حیث كان شریكه فی أمره و وزیره فی تبلیغ الاحكام یشد أزره و كان منه بحیث عبر اللّٰه عنهما معا بقوله« اذْهَبْ أَنْتَ وَ أَخُوكَ بِآیاتِی وَ لا تَنِیا فِی ذِكْرِی اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی». و لذلك أخذ رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله آیات البراءة من أبی بكر و أرسلها مع علیّ علیه السلام، فان التبلیغ فی المرحلة الأولی وظیفة علیه و علی من أجاز اللّٰه له ذلك و رضی بوزارته و نیابته، و أمّا بعد ذلك فالتبلیغ وظیفة عقلانیة لكل أحد اطلع علی ذلك، كالمشركین الذین حضروا الحجّ الأكبر، و بعد ما علموا ببراءة اللّٰه و رسوله عن المشركین توجهوا الی أقوامهم و أنذروهم ذلك.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَ مَضَی حَتَّی وَصَلَ إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ قَامَ بِهَا فَقَرَأَ- بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ- فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْراً مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ وَ قَالَ لَا یَطُوفَنَّ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا عُرْیَانَةٌ وَ لَا مُشْرِكٌ أَلَا وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمُدَّتُهُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (1).

«5»- ثم اعلم أن الشیخ رضی الدین علی بن یوسف بن المطهر الحلی أخا العلامة أورد فی كتاب العدد القویة لدفع المخاوف الیومیة الذی مر ذكره آنفا سوانح كل یوم یوم و لیلة لیلة من الشهور العربیة حسب ما وقف علیه مما له ظرافة أو طرافة أو شرافة لكن قد أشرنا سابقا إلی أنا لم نقف منه إلا علی النصف الأخیر و لذلك قد اقتصرنا هنا فیما ننقله عن كتابه علی سوانح الیوم الخامس عشر من الشهر إلی آخره ملخصا و لم نذكر منه سوانح الأیام السابقة علیه قال قدس سره فی الكتاب المذكور فی سوانح الیوم الخامس عشر فی تاریخ المفید فی یوم النصف من شهر رمضان لثمانیة عشر شهرا من الهجرة سنة بدر كان مولد سیدنا أبی محمد الحسن بن علی علیه السلام و فی كتاب دلائل الإمامة ولد أبو محمد الحسن بن علی علیه السلام یوم النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة و فی كتاب الحجة ولد الحسن بن علی علیه السلام فی شهر رمضان فی سنة بدر سنة اثنتین بعد الهجرة و روی أنه ولد فی سنة ثلاث بالمدینة و فی كتاب تحفة الظرفاء ولد فی النصف من

ص: 191


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 340 و 341.

رمضان سنة ثلاث من الهجرة و كذا فی كتاب الذخیرة و فی كتاب المجتبین فی النسب ولد الحسن علیه السلام فی شهر رمضان لثلاث من الهجرة بالمدینة قبل وقعة بدر بتسعة عشر یوما و فی كتاب التذكرة ولد الحسن بن علی علیهما السلام فی النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

و فیها كانت غزاة أحد و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی ألف و المشركون فی ثلاثة آلاف و قتل حمزة بن عبد المطلب رماه وحشی مولی جبیر بن مطعم بحربة و فی كتاب موالید الأئمة علیهم السلام ولد مولانا الحسن علیه السلام فی شهر رمضان سنة بدر لسنتین من الهجرة و فی روایة سنة ثلاث و قیل یوم الثلاثاء النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة بالمدینة فی ملك یزدجرد بن شهریار و فی تاریخ المفید فی النصف من جمادی الأولی من سنة ست و ثلاثین من الهجرة كان فتح البصرة و نزول النصر من اللّٰه تعالی علی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام و فی كتاب التذكرة فی هذه السنة أظهر معاویة الخلافة و فیها بایع جاریة بن قدامة السعدی لعلی بالبصرة و هرب منها عبد اللّٰه بن عامر و فیها لحق الزبیر بمكة و كانت وقعة الجمل الحربیة یوم الخمیس لخمس خلون من جمادی الآخرة قتل فیها طلحة و فی هذه السنة صالح معاویة الروم علی مال حمله إلیهم لشغله بحرب علی علیه السلام.

و فی تاریخ المفید فی النصف من جمادی الأولی من سنة ست و ثلاثین من الهجرة كان مولد سیدنا أبی محمد علی بن الحسین زین العابدین علیهم السلام و هو یوم شریف عظیم البركة یستحب فیه الصیام و التطوع بالخیرات و فی كتاب الدر ولد بالمدینة سنة ثمان و ثلاثین من الهجرة و كذا فی كتاب موالید الأئمة- قبل وفاة جده أمیر المؤمنین علیه السلام بسنتین و فی روایة أخری بست سنین و فی كتاب الذخیرة مولده سنة ست و ثلاثین- و قیل ثمان و ثلاثین و فی كتاب الإرشاد كان

ص: 192

مولد علی بن الحسین علیه السلام بالمدینة سنة ثمان و ثلاثین (1) من الهجرة و كذا فی كتاب الحجة و فی كتاب المصباح مولده فی النصف من جمادی الأولی سنة ست و ثلاثین و قیل ولد یوم الخمیس ثامن شعبان و قیل سابعه سنة ثمان و ثلاثین بالمدینة فی خلافة جده أمیر المؤمنین علیه السلام و فی كتاب التذكرة ولد علی بن الحسین زین العابدین علیه السلام سنة ثمان و ثلاثین و فیها كان قتل محمد بن أبی بكر بمصر.

انتهی كلامه ملخصا فی أحوال هذا الیوم و لم یورد شیئا من سوانح الیوم السادس عشر و قال فی أحوال الیوم السابع عشر فی تاریخ المفید و فی الیوم السابع عشر من شهر ربیع الأول عند طلوع الفجر من یوم الجمعة فی عام الفیل ولد سیدنا و مولانا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو یوم شریف عظیم البركة یستحب صیامه و الصدقة فیه و التطوع بالخیرات و إدخال المسار علی أهل الإیمان و فی كتاب أسماء حجج اللّٰه ولد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله سابع عشرة لیلة من شهر ربیع الأول فی عام الفیل و فی كتاب المصباح و فی الیوم السابع عشر من شهر ربیع الأول عند طلوع الفجر من یوم الجمعة فی عام الفیل كان مولد سیدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و فی كتاب الحجة ولد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لاثنتی عشرة لیلة مضت من شهر ربیع الأول فی عام الفیل یوم الجمعة مع الزوال و روی أیضا عند طلوع الفجر قبل أن یبعث بأربعین سنة و حملت به أمه فی أیام التشریق عند الجمرة الوسطی و فی كتاب الدر الصحیح أنه ولد علیه السلام عند طلوع الفجر من یوم الجمعة السابع عشر من ربیع الأول بعد خمس و خمسین یوما من هلاك أصحاب الفیل و قال العامة یوم الإثنین الثامن أو العاشر من ربیع الأول لسبع بقین من ملك أنوشیروان و یقال فی ملك هرمز بن أنوشیروان و ذكر الطبری أن مولده كان فی الاثنتین و أربعین سنة من ملك أنوشیروان و هو الصحیح لقوله علیه السلام:

ص: 193


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من إرشاد المفید: 237.

ولدت فی زمن الملك العادل أنوشیروان.

و وافق من شهر الروم العشرین من شباط و فی كتاب موالید الأئمة علیهم السلام ولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله لثلاث عشرة بقیت من شهر ربیع الأول فی عام الفیل یوم الجمعة مع الزوال- و روی عند طلوع الفجر قبل المبعث بأربعین سنة و حملت به أمه فی أیام التشریق عند الجمرة الوسطی و قیل ولد یوم الإثنین آخر النهار ثالث عشر ربیع الأول سنة ثمان و تسعمائة للإسكندر فی شعب أبی طالب فی ملك أنوشیروان و فی كتاب المناقب ولد مولانا جعفر بن محمد الصادق علیه السلام بالمدینة یوم الجمعة عند طلوع الفجر و یقال یوم الإثنین لثلاث عشرة لیلة بقیت من شهر ربیع الأول سنة ثلاث و ثمانین و قالوا سنة ست و ثمانین و فی كتاب الكافی ولد سنة ثلاث و ثمانین و كذا فی كتاب الإرشاد و كذا فی كتاب عتیق و كذا فی كتاب موالید الأئمة و كذا فی كتاب الدر و قیل یوم الإثنین سابع عشر ربیع الأول سنة ثلاث و ثمانین بالمدینة فی ولایة عبد الملك بن مروان و قال قدس سره فی سوانح الیوم الثامن عشر من الشهر إنه قصة غدیر خم كانت فی الیوم الثامن عشر من ذی الحجة و هو یوم عید الغدیر و فیه نصب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علیا بالخلافة و فی الثامن عشر من ذی الحجة أیضا من سنة خمس و ثلاثین من الهجرة قتل عثمان بن عفان بن الحكم بن أبی العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصی الأموی و هو أول خلفاء بنی أمیة و فی هذا الیوم بعینه بایع الناس أمیر المؤمنین علیه السلام صلوات اللّٰه علیه بعد عثمان و رجع الأمر إلیه فی الظاهر و الباطن و اتفقت الكافة علیه طوعا بالاختیار و فی هذا الیوم فلج موسی علی السحرة و أخزی اللّٰه عز و جل فرعون و جنوده من أهل الكفر و الضلال و فیه نجی اللّٰه تعالی إبراهیم علیه السلام من النار و جعلها بردا و سلاما كما نطق به القرآن و فیه نصب موسی بن عمران علیه السلام وصیه یوشع بن نون و نطق بفضله علی رءوس الأشهاد و فیه أظهر عیسی وصیه شمعون الصفا و فیه أشهد سلیمان بن داود علیهما السلام سائر رعیته علی استخلاف آصف وصیه و دل علی

ص: 194

فضله بالآیات و البینات و هو یوم كثیر البركات.

و ذكر ابن عبد البر فی الإستیعاب أن عثمان بویع یوم السبت غرة المحرم سنة أربع و عشرین بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أیام و قتل بالمدینة یوم الجمعة لثمانیة عشر أو سبعة عشر خلت من ذی الحجة سنة خمس و ثلاثین من الهجرة و قیل فی وسط أیام التشریق و قیل قتل علی رأس إحدی عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنین و عشرین یوما من قتل عمر بن الخطاب و علی رأس خمس و عشرین سنة من متوفی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و قیل قتل یوم الجمعة لثمان لیال خلت من ذی الحجة یوم الترویة سنة خمس و ثلاثین و قیل قتل یوم الجمعة للیلتین بقیتا من ذی الحجة و حاصروه ثمانیة و أربعین یوما و قیل حاصروه شهرین و عشرین یوما و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم التاسع عشر من الشهر و فی لیلة تسع عشرة من شهر رمضان یكتب وفد الحاج و یستحب فیها الغسل و فی لیلة الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعین من الهجرة ضرب مولانا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم العشرین من الشهر و فی الیوم العشرین من رمضان سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة و هو عید أهل الإسلام و مسرة بنصرة اللّٰه تعالی نبیه و إنجاز له ما وعده من الإبانة عن حقه و إبطال عدوه و یستحب فیه التطوع بالخیرات و مواصلة ذكر اللّٰه تعالی و الشكر له علی جلیل الإنعام و فی الیوم العشرین من صفر سنة إحدی و ستین أو اثنتین علی اختلاف الروایة فی قتل مولانا الحسین علیه السلام كان رجوع حرم مولانا أبی عبد اللّٰه من الشام إلی مدینة الرسول و هو الیوم الذی ورد فیه جابر بن عبد اللّٰه بن حرام الأنصاری صاحب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و رضی عنه و أرضاه من المدینة إلی كربلاء لزیارة قبر الحسین علیه السلام و كان أول من زاره من الناس.

ص: 195

و فی تاریخ المفید و فی الیوم العشرین من جمادی الآخرة سنة اثنتین من المبعث كان مولد السیدة الزهراء فاطمة علیها السلام و هو یوم شریف متجدد فیه سرور المؤمنین و یستحب فیه التطوع بالخیرات و الصدقة علی المساكین و كذا فی كتاب المصباح و فی روایة أخری سنة خمس من المبعث و الجمهور یرون أن مولدها- قبل المبعث بخمس سنین و فی الدر أن فاطمة ولدت بعد ما أظهر اللّٰه نبوة أبیها بخمس سنین و قریش تبنی البیت و روی أنها ولدت علیها السلام فی جمادی الآخرة یوم العشرین منه سنة خمس و أربعین من مولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی الْمَنَاقِبِ رُوِیَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وُلِدَتْ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِینَ وَ بَعْدَ الْإِسْرَاءِ بِثَلَاثِ سِنِینَ فِی الْعَشْرِ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ. و ولدت الحسن علیه السلام و لها اثنتی عشرة سنة و قیل إحدی عشرة سنة بعد الهجرة و كان بین ولادتها بالحسن و بین حملها بالحسین علیه السلام خمسون یوما و روی أنها ولدت بعد خمس سنین من ظهور الرسالة و نزول الوحی.

و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم الحادی و العشرین من الشهر و فی لیلة إحدی و عشرین من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الإسراء برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و قیل فی السابع عشر من شهر رمضان لیلة السبت و قیل لیلة الإثنین من شهر ربیع الأول بعد النبوة بسنتین و فی لیلة إحدی و عشرین من شهر رمضان رفع عیسی ابن مریم و قبض موسی بن عمران و فی مثلها قبض وصیه یوشع بن نون و فی الإرشاد أن لیلة الأربعاء لتسع عشرة لیلة خلت من شهر رمضان سنة أربعین من الهجرة ضرب ابن ملجم لعنه اللّٰه أمیر المؤمنین علیه السلام بالسیف و قبض قبل الفجر لیلة الجمعة حادی و عشرین رمضان سنة أربعین و فی كتاب الذخیرة جرح لتسع عشرة لیلة خلت من شهر رمضان سنة أربعین و توفی علیه السلام فی لیلة الثانی و العشرین منه و فی كتاب الحجة قتل فی شهر رمضان لسبع بقین منه سنة أربعین من الهجرة و فی التحفة فی شهر رمضان سنة أربعین و فی التذكرة حادی و عشرین شهر رمضان سنة أربعین و فی الكافی لیلة الأحد حادی و عشرین

ص: 196

شهر رمضان سنة أربعین من الهجرة و فی كتاب عتیق لیلة الأحد لسبع بقین من رمضان سنة أربعین و فی موالید الأئمة لیلة الأحد لتسع بقین من شهر رمضان و فی كتاب أسماء حجج اللّٰه قبض فی إحدی و عشرین لیلة من رمضان فی عام الأربعین و فی تاریخ المفید و فی لیلة إحدی و عشرین من رمضان سنة أربعین من الهجرة وفاة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه و سلامه علیه و قیل یوم الإثنین لتسعة عشر من رمضان سنة إحدی و أربعین بالكوفة و دفن بالغری و عمره علیه السلام ثلاث و ستون سنة و قیل قتل علیه السلام فی شهر رمضان لتسع مضین منه و قیل لتسع بقین منه لیلة الأحد سنة أربعین من الهجرة و قال أیضا و اختلف فی اللیلة التی استشهد فیها علی علیه السلام أحدها آخر اللیلة السابعة عشرة من شهر رمضان صبیحة الجمعة بمسجد الكوفة الجامع قاله ابن عباس الثانی لیلة إحدی و عشرین من رمضان فبقی الجمعة ثم یوم السبت و توفی لیلة الأحد قاله مجاهد و الثالث أنه قتل فی اللیلة السابعة و العشرین من شهر رمضان قاله الحسن البصری و هی لیلة القدر و فیها عرج بعیسی ابن مریم و فیها توفی یوشع بن نون و هذا أشهر و قد كان وضع سور الحلة السیفیة- حادی عشر من رمضان سنة خمسمائة و سنة إحدی و خمسمائة نزل سیف الدولة- صدقة بن منصور بن علی بن دبیس و سنة ثلاث و تسعین و أربعمائة- عمر أرض الحلة و هی آجام و وضع الأساس للدار و الأبواب- سنة خمس و تسعین و أربعمائة و حفر الخندق حول الحلة سنة ثمان و تسعین و أربعمائة و وضع الكشك ولده دبیس بعد وفاته و تولی بعده ولده علی و انقرض ملكهم علی ید علی و لهذا یقولون إن أول ملك بنی دبیس علی و آخره علی.

و فی لیلة إحدی و عشرین من المحرم لیلة الخمیس سنة ثلاث من الهجرة كان نقل فاطمة بنت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و زفافها إلیه و لها یومئذ ست عشرة سنة و روی تسع سنین.

ص: 197

و أقول قد روی الكلینی فی الكافی أیضا فی طی بعض الأخبار أن جرح علی علیه السلام فی اللیلة الإحدی و العشرین من شهر رمضان و شهادته فی اللیلة الثالثة و العشرین و الظاهر أن هذا الخبر و ما یشبهه من الأقوال أیضا من مرویات العامة أو قد صدر عنهم علیهم السلام تقیة كما أوضحناه فی مجلد أحواله صلوات اللّٰه علیه من هذا الكتاب و بیناه فی كتاب جلاء العیون أیضا بالفارسیة ثم إن صاحب العدد رحمه اللّٰه لم یورد من سوانح الیوم الثانی و العشرین من الشهر شیئا فیه و قال فی سوانح الیوم الثالث و العشرین و فی لیلة ثلاث و عشرین من شهر رمضان أنزل اللّٰه تعالی علی نبیه الذكر و یستحب فیها الغسل و هی آخر لیالی القدر و فیه فضل كثیر و یستحب فیها قراءة الروم و العنكبوت و قراءة إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ألف مرة و فی الثالث و العشرین من ذی القعدة كانت وفاة مولانا أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السلام و فی الإرشاد فی صفر سنة ثلاث و مائتین و كذا فی كتاب الكافی و كذا فی كتاب الدر و كذا فی كتاب عتیق و فی كتاب موالید الأئمة فی عام اثنتین و مائتین من سنی الهجرة و فی كتاب المناقب یوم الجمعة لسبع بقین من رمضان سنة اثنتین و مائتین و قیل سنة ثلاث و فی الدر یوم الجمعة غرة رمضان سنة اثنتین و مائتین بالسم فی العنب فی زمن المأمون بطوس فی سناباد و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم الرابع و العشرین من الشهر و فی الیوم الرابع و العشرین من ذی الحجة من سنة تسع من الهجرة باهل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بعلی و الحسن و الحسین و فاطمة علیهم السلام نصاری نجران و جاء بذكر المباهلة به و بزوجته و ولدیه علیهم السلام محكم القرآن و روی أن المباهلة فی الیوم الخامس و العشرین من ذی الحجة و فی الرابع و العشرین تصدق أمیر المؤمنین علیه السلام بالخاتم و هو راكع فنزلت ولایته فی القرآن و فی كتاب الكافی أنزل القرآن لأربع و عشرین لیلة من شهر رمضان و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم الخامس و العشرین من الشهر و فی

ص: 198

الخامس و العشرین من ذی القعدة نزلت الكعبة و هو أول رحمة نزلت و فیه دحا اللّٰه تعالی الأرض من تحت الكعبة یستحب صومه و فی لیلة الخامس و العشرین من ذی الحجة سنة تصدق أمیر المؤمنین علیه السلام و فاطمة- علی المسكین و الیتیم و الأسیر بثلاثة أقراص كانت قوتهما من الشعیر و آثراهم علی أنفسهما و واصلا الصیام و فی الخامس و العشرین من ذی الحجة سنة نزلت فی أمیر المؤمنین و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ و فی تاریخ المفید فی الیوم الخامس و العشرین من المحرم سنة أربع و تسعین كانت وفاة مولانا الإمام السجاد زین العابدین أبی محمد و أبی الحسن علی بن الحسین صلوات اللّٰه علیهما و فی كتاب تذكرة الخواص توفی سنة أربع و تسعین ذكره ابن عساكر أو سنة اثنتین و تسعین قاله أبو نعیم أو سنة خمس و تسعین و الأول أصح لأنها تسمی سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء و كان علی سید الفقهاء مات فی أولها و تتابع الناس بعده سعید بن المسیب و عروة بن الزبیر و سعید بن جبیر و عامة فقهاء المدینة و فی كتاب الكافی و الإرشاد و الدر توفی فی المحرم سنة خمس و سبعین من الهجرة و قیل توفی علیه السلام یوم السبت ثامن عشر المحرم سنة خمس و سبعین سمه الولید بن عبد الملك بن مروان و قال قدس اللّٰه روحه فی سوانح الیوم السادس و العشرین من الشهر و فی الیوم السادس و العشرین من ذی الحجة سنة ثلاث و عشرین من الهجرة طعن عمر بن الخطاب بن نفیل بن عبد العزی بن ریاح بن عبد اللّٰه بن قرط بن رزاح بن كعب القرشی العدوی أبو حفص قال سعید بن المسیب قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب و طعن منه اثنی عشر رجلا فمات منهم ستة فرمی علیه رجل من أهل العراق برنسا ثم برك علیه فلما رأی أنه لا یستطیع أن یتحرك وجأ بنفسه فقتلها أقول و قال جماعة إن قتل عمر بن الخطاب قد كان فی الیوم التاسع من شهر ربیع الأول و الناس یسمونه بعید بابا شجاع الدین و قد مر القول فیه

ص: 199

مشروحا فی كتاب الفتن.

و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم السابع و العشرین و هو یوم المبعث روی عن ابن عباس و أنس بن مالك أنهما قالا أوحی اللّٰه عز و جل إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله یوم الإثنین السابع و العشرین من رجب و له أربعون سنة و قال ابن مسعود إحدی و أربعون سنة و قیل بعث فی شهر رمضان لقوله تعالی- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ أی ابتداء إنزاله السابع عشر أو الثامن عشر و فی السابع و العشرین من جمادی الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة كانت وفاة أبی بكر عبد اللّٰه بن عثمان أبی قحافة بن عمرو التیمی بن عامر بن كعب بن سعد بن تیم بن لؤی بن غالب بن فهر بن النضر و یسمی قریشا فكل من ولده النضر فهو قرشی و من لم یلده فلیس بقرشی و قال رحمه اللّٰه فی سوانح الیوم الثامن و العشرین من الشهر فی تاریخ المفید و للیلتین بقیتا من شهر صفر سنة سبع و أربعین من الهجرة كانت وفاة مولانا السید الإمام السبط أبی محمد الحسن بن علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیهما و فی الإرشاد و المصباح فی صفر سنة خمسین من الهجرة و فی كتاب الكافی روی فی صفر فی آخره سنة تسع و أربعین و كذا فی كتاب الدر و قیل یوم الخمیس من ربیع الأول سنة إحدی و خمسین و فی كتاب الإستیعاب اختلف فی وقت وفاته فقیل مات سنة تسع و أربعین و قیل فی ربیع الأول سنة خمسین- بعد ما مضی من خلافة معاویة عشر سنین و قیل بل مات سنة إحدی و خمسین و دفن بدار أبیه ببقیع الغرقد هذا آخر ما التقطناه من النصف الآخر من كتاب العدد القویة للشیخ رضی الدین علی أخی العلامة.

و أقول سوانح أیام الشهور العربیة و الفارسیة كثیرة جدا و أكثرها مذكورة فی أبواب هذا الجزء و كل فی محله و قد سبق بعضها فی مجلدات القصص و النبوة و الإمامة و الفتن و أحوال الأئمة علیهم السلام و المزار و غیرها

ص: 200

و أصحاب التقویم أیضا یذكرون كثیرا منها فی صفحات تقاویمهم فی كل سنة و لعل فیما أوردناه هنا كفایة لما قصدناه إن شاء اللّٰه تعالی و لعل من عثر علی النصف الأول من كتاب العدد المشار إلیه وجد كثیرا مما یتعلق بسوانح أیام الشهر من أوله إلی الیوم الخامس عشر منه و اللّٰه الموفق.

ص: 201

أبواب ما یتعلق بشهر شوال من الأدعیة و الأعمال و غیرها

باب 1 عمل أول لیلة منه و هی لیلة عید الفطر

أقول: قد ذكرنا استحباب غسل هذه اللیلة مع بعض أعمالها فی كتاب الطهارة و الصلاة و فی كتاب الزكاة و الصیام و كتاب الدعاء و كتاب المزار أیضا فارجع إلیها.

باب 2 عمل أول یوم من هذا الشهر و هو یوم عید الفطر

أقول: قد أوردنا أكثر أعمال هذا الیوم فی كتاب الطهارة و كتاب الصلاة و كتاب الدعاء و كتاب الزكاة و كتاب الصیام و كتاب الحج و كتاب المزار و غیرها أیضا و لنورد هنا ما یصلح فی هذا المقام إن شاء اللّٰه تعالی و اعلم أن الأعمال المستحبة فی أول كل شهر قد سبقت فی باب أول هذا الجزء فتذكر.

«1»- لد، [بلد الأمین] مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِیدِ:(1) اللَّهُمَّ إِنِّی تَوَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ عَلِیٍّ مِنْ خَلْفِی وَ أَئِمَّتِی عَنْ یَمِینِی وَ شِمَالِی أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ وَ سَخَطِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ زُلْفَی- لَا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَیْكَ مِنْهُمْ فَهُمْ أَئِمَّتِی فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفِی مِنْ عَذَابِكَ وَ سَخَطِكَ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِكَ الْجَنَّةَ فِی عِبَادِكَ

ص: 202


1- 1. سیأتی فی كتاب الصلاة كیفیة صلاة العید و آدابه و بعدها باب أدعیة عید الفطر و زوائد آداب صلاته و خطبها، و فی الباب ذكر هذه الأدعیة المنقولة فی الفوق، بروایة أخری فراجع.

الصَّالِحِینَ أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ مُؤْمِناً مُوقِناً مُخْلِصاً عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سُنَّتِهِ وَ عَلَی دِینِ عَلِیٍّ وَ سُنَّتِهِ وَ عَلَی دِینِ الْأَوْصِیَاءِ وَ سُنَّتِهِمْ آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ أَرْغَبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِیمَا رَغِبُوا فِیهِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذُوا مِنْهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ وَ لَا مَنَعَةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ- تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أُرِیدُكَ فَأَرِدْنِی وَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَكَ فَیَسِّرْهُ لِی اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الصِّدْقُ- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنَّاسِ فَعَظَّمْتَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِیمِ وَ خَصَصْتَهُ بِأَنْ جَعَلْتَ فِیهِ لَیْلَةَ الْقَدْرِ اللَّهُمَّ وَ قَدِ انْقَضَتْ أَیَّامُهُ وَ لَیَالِیه وَ قَدْ صِرْتُ مِنْهُ إِلَی مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَأَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی بِمَا سَأَلَكَ بِهِ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّی كُلَّ مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ فِیهِ وَ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِتَضْعِیفِ عَمَلِی وَ قَبُولِ تَقَرُّبِی وَ قُرُبَاتِی وَ اسْتِجَابَةِ دُعَائِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ آمِنِّی یَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ الْفَزَعِ وَ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ أَعُوذُ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِحُرْمَةِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِحُرْمَةِ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام أَنْ یَتَصَرَّمَ هَذَا الْیَوْمُ وَ لَكَ قِبَلِی تَبِعَةٌ تُرِیدُ أَنْ تُؤَاخِذَنِی بِهَا أَوْ خَطِیئَةٌ تُرِیدُ أَنْ تَقْتَصَّهَا مِنِّی لَمْ تَغْفِرْهَا لِی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَرْضَی عَنِّی وَ إِنْ كُنْتَ رَضِیتَ عَنِّی فَزِدْ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی رِضًا وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنِّی فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ وَ اجْعَلْنِی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ عِتْقاً لَا رِقَّ بَعْدَهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تَجْعَلَ یَوْمِی هَذَا خَیْرَ یَوْمٍ عَبَدْتُكَ فِیهِ مُنْذُ أَسْكَنْتَنِی الْأَرْضَ أَعْظَمَهُ أَجْراً وَ أَعَمَّهُ نِعْمَةً وَ عَافِیَةً وَ أَوْسَعَهُ رِزْقاً وَ أَبْتَلَهُ عِتْقاً مِنَ النَّارِ وَ أَوْجَبَهُ مَغْفِرَةً وَ أَكْمَلَهُ رِضْوَاناً وَ أَقْرَبَهُ إِلَی مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ وَ ارْزُقْنِی الْعَوْدَ فِیهِ ثُمَّ الْعَوْدَ فِیهِ حَتَّی

ص: 203

تَرْضَی وَ یَرْضَی كُلُّ مَنْ لَهُ (1) قِبَلِی تَبِعَةٌ وَ لَا تُخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی هَذَا الْعَامِ وَ فِی كُلِّ عَامٍ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْیُهُمُ الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمُ الْمُسْتَجَابِ دُعَاؤُهُمُ الْمَحْفُوظِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ أَدْیَانِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ وَ ذَرَارِیِّهِمْ وَ جَمِیعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیْهِمْ اللَّهُمَّ اقْلِبْنِی مِنْ مَجْلِسِی هَذَا وَ فِی یَوْمِی هَذَا وَ فِی سَاعَتِی هَذِهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً دُعَائِی مَرْحُوماً صَوْتِی مَغْفُوراً ذَنْبِی اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ فِیمَا شِئْتَ وَ أَرَدْتَ وَ قَضَیْتَ وَ حَتَمْتَ وَ أَنْفَذْتَ وَ قَدَّرْتَ أَنْ تُطِیلَ عُمُرِی وَ أَنْ تُقَوِّیَ ضَعْفِی وَ تَجْبُرَ فَاقَتِی وَ أَنْ تُعِزَّ ذُلِّی وَ تُؤْنِسَ وَحْشَتِی وَ أَنْ تُكْثِرَ قِلَّتِی وَ أَنْ تُدِرَّ رِزْقِی فِی عَافِیَةٍ وَ یُسْرٍ وَ خَفْضِ عَیْشِی وَ تَكْفِیَنِی كُلَّ مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ لَا تَكِلَنِی إِلَی نَفْسِی فَأَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا إِلَی النَّاسِ فَیَرْفُضُونِی وَ عَافِنِی فِی بَدَنِی وَ دِینِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِ مَوَدَّتِی وَ جِیرَانِی وَ إِخْوَانِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالْأَمْنِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی تَوَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدَّمْتُهُمْ إِلَیْكَ أَمَامِی وَ أَمَامَ حَاجَتِی وَ طَلِبَتِی وَ تَضَرُّعِی وَ مَسْأَلَتِی فَاجْعَلْنِی بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ فَاخْتِمْ لِی بِهَذِهِ السَّعَادَةِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَإِنَّكَ وَلِیِّی وَ مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ رَبِّی وَ إِلَهِی وَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ مَعْدِنُ مَسْأَلَتِی وَ مَوْضِعُ شَكْوَایَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَتِی وَ مُنَایَ فَلَا تُخَیِّبَنَّ عَلَیْكَ رَجَائِی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَلَا تُبْطِلَنَّ عَمَلِی وَ طَمَعِی وَ رَجَائِی لَدَیْكَ یَا إِلَهِی وَ مَسْأَلَتِی وَ اخْتِمْ لِی بِالسَّعَادَةِ وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ وَ الْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الشَّهَادَةِ وَ الْحِفْظِ یَا مَنْزُولًا بِهِ كُلُّ حَاجَةٍ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ أَنْتَ لِكُلِّ حَاجَةٍ فَتَوَلَّ عَافِیَتَهَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَیْ ءٍ- لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ فَرِّغْنَا لِأَمْرِ الْآخِرَةِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ

ص: 204


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من المصدر، و كان محله بیاضا.

بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ سَلَّمْتَ وَ تَحَنَّنْتَ وَ مَنَنْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] دُعَاءٌ آخَرُ الدُّعَاءُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِیدِ: اللَّهُمَّ إِنِّی سَأَلْتُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی صِیَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَنْ تُحْسِنَ مَعُونَتِی عَلَیْهِ وَ أَنْ تُبْلِغَنِی اسْتِتْمَامَهُ وَ فِطْرَهُ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ فِی ذَلِكَ بِعِبَادَتِكَ وَ حُسْنِ مَعُونَتِكَ وَ تَسْهِیلِ أَسْبَابِ تَوْفِیقِكَ فَأَجَبْتَنِی وَ أَحْسَنْتَ مَعُونَتِی عَلَیْهِ وَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِی وَ عَرَّفْتَنِی حُسْنَ صَنِیعِكَ وَ كَرِیمَ إِجَابَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا رَزَقْتَنِی مِنْ ذَلِكَ وَ عَلَی مَا أَعْطَیْتَنِی مِنْهُ اللَّهُمَّ وَ هَذَا یَوْمٌ عَظَّمْتَ قَدْرَهُ وَ كَرَّمْتَ حَالَهُ وَ شَرَّفْتَ حُرْمَتَهُ وَ جَعَلْتَهُ عِیداً لِلْمُسْلِمِینَ وَ أَمَرْتَ عِبَادَكَ أَنْ یَبْرُزُوا لَكَ فِیهِ لِتُوَفِّیَ كُلَّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَ ثَوَابَ مَا قَدَّمَتْ وَ لِتَفَضَّلَ عَلَی أَهْلِ النَّقْصِ فِی الْعِبَادَةِ وَ التَّقْصِیرِ فِی الِاجْتِهَادِ فِی أَدَاءِ الْفَرِیضَةِ مِمَّا لَا یَمْلِكُهُ غَیْرُكَ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ سِوَاكَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ وَافَاكَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فِی هَذَا الْمَقَامِ مَنْ عَمِلَ لَكَ عَمَلًا قَلَّ ذَلِكَ الْعَمَلُ أَوْ كَثُرَ كُلُّهُمْ یَطْلُبُ أَجْرَ مَا عَمِلَ وَ یَسْأَلُ الزِّیَادَةَ مِنْ فَضْلِكَ فِی ثَوَابِ صَوْمِهِ لَكَ وَ عِبَادَتِهِ إِیَّاكَ عَلَی حَسَبِ مَا قُلْتَ- یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ اللَّهُمَّ وَ أَنَا عَبْدُكَ الْعَارِفُ بِمَا أَلْزَمْتَنِی وَ الْمُقِرُّ بِمَا أَمَرْتَنِی الْمُعْتَرِفُ بِنَقْصِ عَمَلِی وَ التَّقْصِیرِ فِی اجْتِهَادِی وَ الْمُخِلُّ بِفَرْضِكَ عَلَیَّ وَ التَّارِكُ لِمَا ضَمِنْتَ لَكَ عَلَی نَفْسِی اللَّهُمَّ وَ قَدْ ضَمِنْتُ فَشُبْتُ صَوْمِی لَكَ فِی أَحْوَالِ الْخَطَإِ وَ الْعَمْدِ وَ النِّسْیَانِ وَ الذِّكْرِ وَ الْحِفْظِ بِأَشْیَاءَ نَطَقَ بِهَا لِسَانِی أَوْ رَأَتْهَا عَیْنَیَّ وَ هَوَتْهَا نَفْسِی أَوْ مَالَ إِلَیْهَا هَوَایَ وَ أَحَبَّهَا قَلْبِی أَوِ اشْتَهَتْهَا رُوحِی أَوْ بَسَطْتُ إِلَیْهَا یَدِی أَوْ سَعَیْتُ إِلَیْهَا بِرِجْلِی مِنْ حَلَالِكَ الْمُبَاحِ بِأَمْرِكَ إِلَی حَرَامِكَ الْمَحْظُورِ بِنَهْیِكَ اللَّهُمَّ وَ كُلُّ مَا كَانَ مِنِّی مُحْصًی عَلَیَّ غَیْرَ مُخِلٍّ بِقَلِیلٍ وَ لَا كَثِیرٍ وَ لَا صَغِیرٍ وَ لَا كَبِیرٍ اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَرَزْتُ إِلَیْكَ وَ خَلَوْتُ بِكَ لِأَعْتَرِفَ لَكَ بِنَقْصِ عَمَلِی وَ تَقْصِیرِی فِیمَا یَلْزَمُنِی وَ أَسْأَلُكَ الْعَوْدَ عَلَیَّ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الْعَائِدَةِ الْحَسَنَةِ

ص: 205


1- 1. البلد الأمین: 241- 243.

عَلَیَّ بِأَحْسَنِ رَجَائِی وَ أَفْضَلِ أَمَلِی وَ أَكْمَلِ طَمَعِی فِی رِضْوَانِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی كُلَّ نَقْصٍ وَ كُلَّ تَقْصِیرٍ وَ إِسَاءَةٍ وَ كُلَّ تَفْرِیطٍ وَ كُلَّ جَهْلٍ وَ كُلَّ عَمْدٍ وَ كُلَّ خَطَإٍ دَخَلَ عَلَیَّ فِی شَهْرِی هَذَا وَ فِی صَوْمِی لَهُ وَ فِی فَرْضِكَ عَلَیَّ وَ هَبْهُ لِی وَ تَصَدَّقْ بِهِ عَلَیَّ وَ تَجَاوَزْ لِی عَنْهُ یَا غَایَةَ كُلِّ رَغْبَةٍ وَ یَا مُنْتَهَی كُلَّ مَسْأَلَةٍ وَ اقْلِبْنِی مِنْ وَجْهِی هَذَا وَ قَدْ عَظَّمْتَ فِیهِ جَائِزَتِی وَ أَجْزَلْتَ فِیهِ عَطِیَّتِی وَ كَرَّمْتَ فِیهِ حِبَائِی وَ تَفَضَّلْتَ عَلَیَّ بِأَفْضَلَ مِنْ رَغْبَتِی وَ أَعْظَمَ مِنْ مَسْأَلَتِی یَا إِلَهِی یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی الْعَمْدَ مِنْهَا وَ الْخَطَأَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ یَا رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَلِیَّهُ افْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ تُبْ بِمَنِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ عَلَیَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَكَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ بَعْدَ الْیَقِینِ وَ مِنَ الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِیمَانِ یَا إِلَهِی اغْفِرْ لِی یَا إِلَهِی تَفَضَّلْ عَلَیَّ یَا إِلَهِی تُبْ عَلَیَّ یَا إِلَهِی ارْحَمْنِی یَا إِلَهِی ارْحَمْ فَقْرِی یَا إِلَهِی ارْحَمْ ذُلِّی یَا إِلَهِی ارْحَمْ مَسْكَنَتِی یَا إِلَهِی ارْحَمْ عَبْرَتِی یَا إِلَهِی لَا تُخَیِّبْنِی وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ- وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ أَسْتَغْفِرُكَ یَا رَبِّ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ جَمِیعِ ذُنُوبِی كُلِّهَا مَا تَعَمَّدْتُ مِنْهَا وَ مَا أَخْطَأْتُ وَ مَا حَفِظْتُ وَ مَا نَسِیتُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ- وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ أَدْخِلْنِی فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَهُمْ فِیهِ وَ أَخْرِجْنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَهُمْ مِنْهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ عِتْقاً بَتْلًا لَا رِقَّ بَعْدَهُ أَبَداً وَ لَا حَرَقَ بِالنَّارِ وَ لَا ذُلَّ وَ لَا وَحْشَةَ وَ لَا رُعْبَ وَ لَا لَوْعَةَ وَ لَا رَوْعَةَ وَ لَا فَزِعَةَ وَ لَا رَهْبَةَ

ص: 206

بِالنَّارِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ بِأَفْضَلِ حُظُوظِ أَهْلِهَا وَ أَشْرَفِ كَرَامَاتِهِمْ وَ أَجْزَلِ عَطَایَاكَ لَهُمْ وَ أَفْضَلِ جَوَائِزِكَ إِیَّاهُمْ وَ خَیْرِ حِبَائِكَ لَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْلِبْنِی مِنْ مَجْلِسِی هَذَا وَ مِنْ مَخْرَجِی هَذَا وَ لَا تُبْقِ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ لَا فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا خَطِیئَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا عَثْرَةً إِلَّا أَقَلْتَهَا وَ لَا فَاضِحَةً إِلَّا صَفَحْتَ عَنْهَا وَ لَا جَرِیرَةً إِلَّا خَلَّصْتَ مِنْهَا وَ لَا سَیِّئَةً إِلَّا وَهَبْتَهَا لِی وَ لَا كُرْبَةً إِلَّا وَ قَدْ خَلَّصْتَنِی مِنْهَا وَ لَا دَیْناً إِلَّا قَضَیْتَهُ وَ لَا عَائِلَةً إِلَّا أَغْنَیْتَهَا وَ لَا فَاقَةً إِلَّا سَدَدْتَهَا وَ لَا عُرْیاً إِلَّا كَسَوْتَهُ وَ لَا مَرِیضاً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا سَقِیماً إِلَّا دَاوَیْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا غَمّاً إِلَّا أَذْهَبْتَهُ وَ لَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ وَ لَا عُسْراً إِلَّا یَسَّرْتَهُ وَ لَا ضَعْفاً إِلَّا قَوَّیْتَهُ وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَیْتَهَا عَلَی أَفْضَلِ الْأَمَلِ وَ أَحْسَنِ الرَّجَاءِ وَ أَكْمَلِ الطَّمَعِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنِی بِالدُّعَاءِ وَ دَلَلْتَنِی عَلَیْهِ فَسَأَلْتُكَ وَ وَعَدْتَنِی الْإِجَابَةَ فَتَنَجَّزْتَ بِوَعْدِكَ وَ أَنْتَ الصَّادِقُ الْقَوْلِ الْوَفِیُّ الْعَهْدِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ قُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ قُلْتَ وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ وَ قُلْتَ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ اللَّهُمَّ وَ أَنَا أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی مُتَنَجِّزاً لِوَعْدِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی كُلَّ مَا وَعَدْتَنِی وَ كُلَّ أُمْنِیَّتِی وَ كُلَّ سُؤْلِی وَ كُلَّ هَمِّی وَ كُلَّ نَهْمَتِی وَ كُلَّ هَوَایَ وَ كُلَّ مِحْنَتِی وَ اجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ سَائِحاً فِی جَلَالِكَ ثَابِتاً فِی طَاعَتِكَ مُتَرَدِّداً فِی مَرْضَاتِكَ مُتَصَرَّفاً فِیمَا دَعَوْتَ إِلَیْهِ غَیْرَ مَصْرُوفٍ مِنْهُ قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً فِی شَیْ ءٍ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ لَا فِی مُخَالِفَةٍ لِأَمْرِكَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا وَفَّقْتَنِی لِدُعَائِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَفِّقْ لِی إِجَابَتَكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ مَنْ تَهَیَّأَ أَوْ تَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ أَوِ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَی مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَوَائِزِهِ وَ نَوَافِلِهِ وَ فَضَائِلِهِ وَ عَطَایَاهُ فَإِلَیْكَ یَا سَیِّدِی كَانَتْ تَهْیِئَتِی وَ تَعْبِئَتِی وَ إِعْدَادِی وَ اسْتِعْدَادِی رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَوَائِزِكَ وَ فَوَاضِلِكَ وَ نَوَافِلِكَ وَ عَطَایَاكَ وَ قَدْ غَدَوْتُ إِلَی عِیدٍ مِنْ أَعْیَادِ أُمَّةِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ آتِكَ الْیَوْمَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ وَ لَا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ وَ لَكِنِّی أَتَیْتُكَ خَاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِی وَ إِسَاءَتِی

ص: 207

إِلَی نَفْسِی وَ لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ لِی أَتَیْتُكَ أَرْجُو أَعْظَمَ عَفْوِكَ الَّذِی عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَاطِئِینَ وَ أَنْتَ الَّذِی غَفَرْتَ لَهُمْ عَظِیمَ جُرْمِهِمْ وَ لَمْ یَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَی عَظِیمِ جُرْمِهِمْ أَنْ عُدْتَ عَلَیْهِمْ بِالرَّحْمَةِ فَیَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَ فَضْلُهُ عَظِیمٌ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عُدْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ تَعَطَّفْ عَلَیَّ بِفَضْلِكَ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ رِزْقَكَ یَا رَبِّ إِنَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یَرُدُّ سَخَطَكَ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ لَا یُنْجِینِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ هَبْ لِی یَا إِلَهِی فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِی بِهَا تُحْیِی أَمْوَاتَ الْعِبَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْبِلَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی یَا إِلَهِی غَمّاً حَتَّی تَسْتَجِیبَ لِی وَ تُعَرِّفَنِی الْإِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَیَّ وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِی.

یَا رَبِّ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ مَنْ ذَا الَّذِی یَرْحَمُنِی إِنْ عَذَّبْتَنِی وَ مَنْ ذَا الَّذِی یُعَذِّبُنِی إِنْ رَحِمْتَنِی وَ مَنْ ذَا الَّذِی یُكْرِمُنِی إِنْ أَهَنْتَنِی وَ مَنْ ذَا الَّذِی یُهِینُنِی إِنْ أَكْرَمْتَنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَعْرِضُ لَكَ فِی عَبْدِكَ أَوْ یَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنَّهُ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ جَوْرٌ وَ لَا ظُلْمٌ وَ لَا فِی عُقُوبَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ سَیِّدِی عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ أَعُوذُ بِكَ الْیَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِی وَ أَسْتَهْدِیكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اهْدِنِی وَ أَسْتَنْصِرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْنِی وَ أَسْتَكْفِیكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغْنِنِی وَ أَسْتَعْصِمُكَ فِیمَا

ص: 208

بَقِیَ مِنْ عُمُرِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْصِمْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی فَإِنِّی لَنْ أَعُودَ لِشَیْ ءٍ كَرِهْتَهُ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ یَا رَبِّ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ لِی جَمِیعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ طَلَبْتُهُ مِنْكَ وَ رَغِبْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ قَدِّرْهُ وَ أَرِدْهُ وَ اقْضِهِ وَ أَمْضِهِ وَ خِرْ لِی فِیمَا تَقْضِی مِنْهُ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِهِ وَ أَسْعِدْنِی بِمَا تُعْطِینِی مِنْهُ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ سَعَةِ مَا عِنْدَكَ فَإِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِیمٌ وَ صِلْ ذَلِكَ كُلَّهُ بِخَیْرِ الْآخِرَةِ وَ نَعِیمِهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً یَسِیراً وَ اجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِیراً اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِمْ دِینَكَ وَ سُنَّةَ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ حَتَّی لَا یَسْتَخْفِیَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَیْكَ فِی دَوْلَةٍ كَرِیمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ وَ تُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَ أَهْلَهُ وَ تَجْعَلُنَا فِیهَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَی طَاعَتِكَ وَ الْقَادَةِ إِلَی سَبِیلِكَ وَ تَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ مَا أَنْكَرْنَا مِنَ الْحَقِّ فَعَرِّفْنَاهُ وَ مَا قَصُرْنَا عَنْهُ فَبَلِّغْنَاهُ اللَّهُمَّ وَ اسْتَجِبْ لَنَا وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَتَذَكَّرُ فَتَنْفَعُهُ الذِّكْرَی اللَّهُمَّ وَ قَدْ غَدَوْتُ إِلَی عِیدٍ مِنْ أَعْیَادِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ أَثِقْ بِغَیْرِكَ وَ لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ أَثِقُ بِهِ وَ لَا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی عِیدِنَا هَذَا كَمَا هَدَیْتَنَا لَهُ وَ رَزَقْتَنَا وَ أَعِنَّا عَلَیْهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا مَا أَدَّیْتَ عَنَّا فِیهِ مِنْ حَقٍّ وَ مَا قَضَیْتَ عَنَّا فِیهِ مِنْ فَرِیضَةٍ وَ مَا اتَّبَعْنَا فِیهِ مِنْ سُنَّةٍ وَ مَا تَنَفَّلْنَا فِیهِ مِنْ نَافِلَةٍ وَ مَا أَذِنْتَ لَنَا فِیهِ مِنْ تَطَوُّعٍ وَ مَا تَقَرَّبْنَا إِلَیْكَ مِنْ نُسُكٍ وَ مَا اسْتَعْمَلْنَا فِیهِ مِنَ الطَّاعَةِ وَ مَا رَزَقْتَنَا فِیهِ مِنَ الْعَافِیَةِ وَ الْعِبَادَةِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا ذَلِكَ كُلَّهُ زَاكِیاً وَافِیاً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنَا وَ لَا تُذِلَّنَا بَعْدَ إِذْ أَعْزَزْتَنَا وَ لَا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ وَفَّقْتَنَا وَ لَا تُهِنَّا بَعْدَ إِذْ أَكْرَمْتَنَا وَ لَا تُفْقِرْنَا بَعْدَ إِذْ أَغْنَیْتَنَا وَ لَا تَمْنَعْنَا بَعْدَ إِذْ أَعْطَیْتَنَا وَ لَا تَحْرِمْنَا بَعْدَ إِذْ رَزَقْتَنَا وَ لَا تُغَیِّرْ شَیْئاً مِنْ نِعَمِكَ عَلَیْنَا وَ لَا إِحْسَانِكَ إِلَیْنَا لِشَیْ ءٍ كَانَ مِنَّا وَ لَا لِمَا هُوَ كَائِنٌ فَإِنَّ فِی كَرَمِكَ وَ عَفْوِكَ وَ فَضْلِكَ سَعَةً لِمَغْفِرَتِكَ ذُنُوبَنَا بِرَحْمَتِكَ فَأَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا لَا إِلَهَ

ص: 209

إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ إِنْ كُنْتَ رَضِیتَ عَنِّی فِی هَذَا الشَّهْرِ أَنْ تَزْدَادَ عَنِّی رِضًا لَا سَخَطَ بَعْدَهُ أَبَداً عَلَیَّ وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنِّی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّی رِضًا لَا سَخَطَ بَعْدَهُ أَبَداً عَلَیَّ وَ ارْحَمْنِی رَحْمَةً لَا تُعَذِّبُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَسْعِدْنِی سَعَادَةً لَا أَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَغْنِنِی غِنًی لَا فَقْرَ بَعْدَهُ أَبَداً وَ اجْعَلْ أَفْضَلَ جَائِزَتِكَ لِیَ الْیَوْمَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَعْطِنِی مِنَ الْجَنَّةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ إِنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنَا بِهِ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ إِلَّا فَأَخِّرْ آجَالَنَا إِلَی قَابِلٍ حَتَّی تُبَلِّغَنَاهُ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَعْطِ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مَا سَأَلْتُكَ لِنَفْسِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ

الرَّاحِمِینَ- ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی تَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَی فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی النُّورِ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْأَزْمَانِ وَ الْأَحْوَالِ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی قَفْرِ أَرْضِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ حَالٍ إِلَهِی صَلَّیْنَا خَمْسَنَا وَ حَصَّنَّا فُرُوجَنَا وَ صُمْنَا شَهْرَنَا وَ أَطَعْنَاكَ رَبَّنَا وَ أَدَّیْنَا زَكَاةَ رُءُوسِنَا طَیِّبَةً بِهَا نُفُوسُنَا وَ خَرَجْنَا إِلَیْكَ لِأَخْذِ جَوَائِزِنَا فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُخَیِّبْنَا وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِالتَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ لَا تَرُدَّنَا عَلَی عَقِبِنَا وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا وَ ارْزُقْنَا صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنَا وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِالْجَنَّةِ وَ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ وَ زَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِینِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ- مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

ص: 210


1- 1. كتاب الاقبال: 510- 515 فی ط، و ص 291- 295 فی ط آخر.

باب 3 أعمال باقی أیام هذا الشهر و لیالیه

أقول: قد مر فی طی الأبواب السابقة جملة مما یناسب أیام هذا الشهر و لیالیه.

أبواب ما یتعلق بشهر ذی القعدة من الأعمال و الأدعیة و غیر ذلك

باب 1 عمل أول لیلة منه و أول یوم منه

أقول: و من جملة أعماله ما سبق فی باب أول هذا الجزء من أعمال أول كل شهر.

باب 2 أعمال باقی أیام هذا الشهر و لیالیه

أقول: قد مر فی كتاب الصیام ما یناسب هذا الباب.

باب 3 أعمال خصوص یوم دحو الأرض من أیامه

أقول: قد مضی فیما سبق ما یناسب هذا الیوم.

ص: 211

أبواب ما یتعلق بشهر ذی الحجة من الأعمال و الأدعیة و ما یناسب ذلك

باب 1 عمل أول لیلة منه و أول یومه و أعمال باقی عشر ذی الحجة

أقول: قد مضی بعض ما یناسبه فی كتاب الصیام و فی كتاب الدعاء و سیجی ء شطر منه فی كتاب الحج (1).

باب 2 أعمال خصوص یوم عرفة و لیلتها و أدعیتهما زائدا علی ما مر فی طی الباب السابق

أقول: قد أوردنا كثیرا من أخبار هذا الباب فی مواضع منها فی كتاب الحج و كتاب المزار و فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام و غیرها أیضا فلیراجع إلیها.

«1»- لد، بلد الأمین یوم عرفة یستحب صومه لمن لا یضعف عن الدعاء و الاغتسال قبل الزوال فإذا زالت الشمس فابرز تحت السماء و صل الظهرین تحسن ركوعهن

ص: 212


1- 1. من أراد أعمال هذه الشهور و الأیّام فلیراجع كتاب الاقبال و البلد الأمین و سائر كتب الأدعیة.

و سجودهن فإذا فرغت فكبر اللّٰه مائة مرة و احمده مائة مرة و سبحه مائة مرة و اقرأ التوحید مائة مرة و احمد اللّٰه تعالی و هلله و مجده و أثن علیه ما قدرت و تخیر لنفسك من الدعاء ما أحببت و اجتهد فإنه یوم دعاء و مسألة ثم قل اللّٰهم من تهیأ و تعبأ إلی آخره و قد مر ذكره (1) فی أدعیة لیلة الجمعة ثم ادع بدعاء علی بن الحسین علیهما السلام یوم عرفة(2) و قد ذكرناه فی محله من الصحیفة فی هذا الكتاب ثم ادع بهذا الدعاء و هو من أدعیة علی بن الحسین علیهما السلام أیضا ذكره الطوسی فی مصباحیه- اللّٰهم أنت اللّٰه رب العالمین و ساق الدعاء نحو ما سیجی ء عن الإقبال للسید بن طاوس (3).

«2»- لد، بلد الأمین ثم ادع بدعاء الحسین علیه السلام و هو الحمد لله الذی لیس لقضائه دافع و ساق الدعاء علی نحو ما سننقله عن الإقبال لابن طاوس أیضا إلی قوله علیه السلام الطیبین الطاهرین المخلصین و سلم و بعده ثم اندفع علیه السلام فی المسألة و اجتهد فی الدعاء و قال و عیناه تكفان دموعا اللّٰهم اجعلنی أخشاك و ساق تتمة الدعاء إلی قوله علیه السلام شر فسقة الجن و الإنس علی نحو ما سیأتی فی الإقبال و فیه أیضا بعده قال بشر و بشیر: ثم رفع علیه السلام صوته و بصره إلی السماء و عیناه ماطرتان كأنهما مزادتان و قال یا أسمع السامعین و ساقه إلی قوله علیه السلام عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یا رب یا رب و فیه أیضا بعده قال بشر و بشیر فلم یكن له جهد إلا قوله یا رب یا رب بعد هذا الدعاء و شغل من حضر ممن كان حوله و شهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم و أقبلوا علی الاستماع له علیه السلام و التأمین علی دعائه قد اقتصروا علی ذلك لأنفسهم ثم علت أصواتهم بالبكاء معه و غربت الشمس و أفاض علیه السلام و أفاض الناس معه.

و ینبغی أن یقول هذا التسبیح بعد ذلك و ثوابه لا یحصی كثرة تركناه اختصارا و هو:

ص: 213


1- 1. أدعیة لیلة الجمعة مستوعبة فی كتاب الصلاة.
2- 2. راجع البلد الأمین ص 483- 490.
3- 3. البلد الأمین: 245- 251.

سُبْحَانَ اللَّهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ یَبْقَی رَبّاً وَ یَفْنَی كُلُّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً یَفْضُلُ تَسْبِیحَ الْمُسَبِّحِینَ فَضْلًا كَثِیراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً یَفْضُلُ تَسْبِیحَ الْمُسَبِّحِینَ فَضْلًا كَثِیراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً یَفْضُلُ تَسْبِیحَ الْمُسَبِّحِینَ فَضْلًا كَثِیراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً یَفْضُلُ تَسْبِیحَ الْمُسَبِّحِینَ فَضْلًا كَثِیراً لِرَبِّنَا الْبَاقِی وَ یَفْنَی كُلُّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً لَا یُحْصَی وَ لَا یُدْرَی وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یَبْلَی وَ لَا یَفْنَی وَ لَیْسَ لَهُ مُنْتَهًی وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِیحاً یَدُومُ بِدَوَامِهِ وَ یَبْقَی بِبَقَائِهِ فِی سِنِی الْعَالَمِینَ وَ شُهُورِ الدُّهُورِ وَ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَبَدَ الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ مِمَّا لَا یُحْصِیهِ الْعَدَدُ وَ لَا یُفْنِیهِ الْأَمَدُ وَ لَا یَقْطَعُهُ الْأَبَدُ وَ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ ثُمَّ قُلْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ إِلَی آخِرِهِ كَمَا مَرَّ فِی التَّسْبِیحِ غَیْرَ أَنَّكَ تُبَدِّلُ لَفْظَ التَّسْبِیحِ بِالتَّحْمِیدِ وَ كَذَلِكَ تَقُولُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(1).

و قال الكفعمی فی حاشیة البلد الأمین المذكور علی أول هذا الدعاء وَ ذَكَرَ السَّیِّدُ الْحَسِیبُ النَّسِیبُ رَضِیُّ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی كِتَابِ مِصْبَاحِ الزَّائِرِ قَالَ رَوَی بِشْرٌ وَ بَشِیرٌ الْأَسَدِیَّانِ: أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام خَرَجَ عَشِیَّةَ عَرَفَةَ یَوْمَئِذٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ مُتَذَلِّلًا خَاشِعاً فَجَعَلَ علیه السلام یَمْشِی هَوْناً هَوْناً حَتَّی وَقَفَ هُوَ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ مَوَالِیهِ فِی مَیْسَرَةِ الْجَبَلِ مُسْتَقْبِلَ الْبَیْتِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ كَاسْتِطْعَامِ الْمِسْكِینِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَیْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ إِلَی آخِرِهِ.

قلت معنی هونا أی مشیا رویدا رفیقا یعنی بالسكینة و الوقار قاله العزیزی انتهی ما فی حاشیة البلد الأمین صبا، [مصباح الزائر] فی بحث زیارة یوم عرفة روی بشر و بشیر الأسدیان: و ساق علی نحو ما نقلناه عن حاشیة البلد الأمین ثم أورد هذا الدعاء علی نحو ما فی البلد الأمین (2).

«3»- قل، [إقبال الأعمال] فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ

ص: 214


1- 1. البلد الأمین 251- 359.
2- 2. البلد الأمین: 251.

اللَّهُ عَنْهُ فِیمَا ذَكَرَهُ فِی كِتَابِ تَهْذِیبِ الْأَحْكَامِ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مَوْلَانَا الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءَ یَوْمِ عَرَفَةَ وَ هُوَ دُعَاءُ مَنْ كَانَ قَبْلِی مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ تَقُولُ- لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِی تَقُولُ وَ خَیْراً مِمَّا نَقُولُ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِی وَ نُسُكِی وَ مَحْیَایَ وَ مَمَاتِی وَ لَكَ بَرَاءَتِی وَ لَكَ حَوْلِی وَ مِنْكَ قُوَّتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَ مِنْ وَسْوَاسِ الصَّدْرِ وَ مِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ وَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ الرِّیَاحِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِی ءُ بِهِ

الرِّیَاحُ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِی قَلْبِی نُوراً وَ فِی سَمْعِی وَ بَصَرِی نُوراً وَ فِی لَحْمِی وَ عِظَامِی نُوراً وَ فِی عُرُوقِی وَ مَقْعَدِی وَ مَقَامِی وَ مَدْخَلِی وَ مَخْرَجِی نُوراً وَ أَعْظِمْ لِی نُوراً یَا رَبِّ یَوْمَ أَلْقَاكَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

أقول: و قد كنا ذكرنا فی كتاب عمل الیوم و اللیلة فی صفات المخلصین فی الدعوات عدة روایات و سوف نذكر فی هذا الموضع ما یلیق منها.

أَقُولُ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ حُسَیْنِ النَّیْسَابُورِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عِنْدَ مَا وَقَفَ بِالْمَوْقِفِ مَدَّ یَدَیْهِ جَمِیعاً فَمَا زَالَتَا مَمْدُودَتَیْنِ إِلَی أَنْ أَفَاضَ فَمَا رَأَیْتُ أَحَداً أَقْدَرَ عَلَی ذَلِكَ مِنْهُ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْتُهُ بِإِسْنَادِی إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْمَوْقِفِ آخِذاً بِلِحْیَتِهِ وَ مَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَ هُوَ یَقُولُ بِإِصْبَعِهِ الْیُمْنَی مُنَكِّسَ الرَّأْسِ هَذِهِ رُمَّتِی بِمَا جَنَیْتُ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْتُهُ بِإِسْنَادِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَی حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ قَرِیباً مِنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام بِالْمَوْقِفِ فَلَمَّا هَمَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ أَخَذَ بِیَدِهِ الْیُسْرَی بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِأُمُورٍ قَدْ سَلَفَتْ مِنِّی وَ أَنَا بَیْنَ

ص: 215

یَدَیْكَ بِرُمَّتِی وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی فَأَهْلُ الْعَفْوِ أَنْتَ یَا أَهْلَ الْعَفْوِ یَا أَحَقَّ مَنْ عَفَا اغْفِرْ لِی وَ لِأَصْحَابِی وَ حَرَّكَ دَابَّتَهُ فَمَرَّ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مما [مَا] لَمْ نَذْكُرْهُ فِی عَمَلِ الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ: اللَّهُمَّ كَمَا سَتَرْتَ عَلَیَّ مَا لَمْ أَعْلَمْ فَاغْفِرْ لِی مَا تَعْلَمُ وَ كَمَا وَسِعَنِی عِلْمُكَ فَلْیَسَعْنِی عَفْوُكَ وَ كَمَا بَدَأْتَنِی بِالْإِحْسَانِ فَأَتِمَّ نِعْمَتَكَ بِالْغُفْرَانِ وَ كَمَا أَكْرَمْتَنِی بِمَعْرِفَتِكَ فَاشْفَعْهَا بِمَغْفِرَتِكَ وَ كَمَا عَرَّفْتَنِی وَحْدَانِیَّتَكَ فَأَكْرِمْنِی طَمَاعِیَتَكَ وَ كَمَا عَصَمْتَنِی مِمَّا لَمْ أَكُنْ أَعْتَصِمُ مِنْهُ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ فَاغْفِرْ لِی مَا لَوْ شِئْتَ عَصَمْتَنِی مِنْهُ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.

أقول: فانظر رحمك اللّٰه إلی القوم الذین تقتدی بآثارهم و تهتدی بأنوارهم فكن عند دعوتك و فی محل مناجاتك علی صفاتهم فی ضراعاتهم.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الْمُشَرَّفَةِ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ دُعَاءُ مَوْلَانَا الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَیْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ وَ لَا لِعَطَائِهِ مَانِعٌ وَ لَا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِعٍ وَ هُوَ الْجَوَادُ الْوَاسِعُ فَطَرَ أَجْنَاسَ الْبَدَائِعِ وَ أَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنَائِعَ- لَا یَخْفَی عَلَیْهِ الطَّلَائِعُ وَ لَا تَضِیعُ عِنْدَهُ الْوَدَائِعُ أَتَی بِالْكِتَابِ الْجَامِعِ وَ بِشَرْعِ الْإِسْلَامِ النُّورِ السَّاطِعِ وَ هُوَ لِلْخَلِیفَةِ صَانِعٌ وَ هُوَ الْمُسْتَعَانُ عَلَی الْفَجَائِعِ جَازِی كُلِّ صَانِعٍ وَ رَائِشُ كُلِّ قَانِعٍ وَ رَاحِمُ كُلِّ ضَارِعٍ وَ مُنْزِلُ الْمَنَافِعِ وَ الْكِتَابِ الْجَامِعِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَ هُوَ لِلدَّعَوَاتِ سَامِعٌ وَ لِلدَّرَجَاتِ رَافِعٌ وَ لِلْكُرُبَاتِ دَافِعٌ وَ لِلْجَبَابِرَةِ قَامِعُ وَ رَاحِمُ عَبْرَةِ كُلِّ ضَارِعٍ وَ دَافِعُ ضَرْعَةِ كُلِّ ضَارِعٍ فَلَا إِلَهَ غَیْرُهُ وَ لَا شَیْ ءَ یَعْدِلُهُ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِیَّةِ لَكَ مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّی وَ أَنَّ إِلَیْكَ مَرَدِّی ابْتَدَأْتَنِی بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ خَلَقْتَنِی مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ أَسْكَنْتَنِی الْأَصْلَابَ آمِناً لِرَیْبِ الْمَنُونِ وَ اخْتِلَافِ الدُّهُورِ فَلَمْ أَزَلْ ظَاعِناً مِنْ

ص: 216

صُلْبٍ إِلَی رَحِمٍ فِی تَقَادُمِ الْأَیَّامِ الْمَاضِیَةِ وَ الْقُرُونِ الْخَالِیَةِ لَمْ تُخْرِجْنِی لِرَأْفَتِكَ بِی وَ لُطْفِكَ لِی وَ إِحْسَانِكَ إِلَیَّ فِی دَوْلَةِ أَیَّامِ الْكَفَرَةِ الَّذِینَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِی رَأْفَةً مِنْكَ وَ تَحَنُّناً عَلَیَّ لِلَّذِی سَبَقَ لِی مِنَ الْهُدَی الَّذِی یَسَّرْتَنِی وَ فِیهِ أَنْشَأْتَنِی وَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ رَؤُفْتَ بِی بِجَمِیلِ صُنْعِكَ وَ سَوَابِغِ نِعْمَتِكَ فَابْتَدَعْتَ خَلْقِی مِنْ مَنِیٍّ یُمْنَی ثُمَّ أَسْكَنْتَنِی فِی ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ بَیْنَ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ وَ دَمٍ لَمْ تُشَهِّرْنِی بِخَلْقِی وَ لَمْ تَجْعَلْ إِلَیَّ شَیْئاً مِنْ أَمْرِی ثُمَّ أَخْرَجْتَنِی إِلَی الدُّنْیَا تَامّاً سَوِیّاً وَ حَفِظْتَنِی فِی الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِیّاً وَ رَزَقْتَنِی مِنَ الْغِذَاءِ لَبَناً مَرِیّاً عَطَفْتَ عَلَیَّ قُلُوبَ الْحَوَاضِنِ وَ كَفَّلْتَنِی الْأُمَّهَاتِ الرَّحَائِمَ وَ كَلَأْتَنِی مِنْ طَوَارِقِ الْجَانِّ وَ سَلَّمْتَنِی مِنَ الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ فَتَعَالَیْتَ یَا رَحِیمُ یَا رَحْمَانُ حَتَّی إِذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْكَلَامِ أَتْمَمْتَ عَلَیَّ سَوَابِغَ الْإِنْعَامَ فَرَبَّیْتَنِی زَائِداً فِی كُلِّ عَامٍ حَتَّی إِذَا كَمَلَتْ فِطْرَتِی وَ اعْتَدَلَتْ سَرِیرَتِی أَوْجَبْتَ عَلَیَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِی مَعْرِفَتَكَ وَ رَوَّعْتَنِی بِعَجَائِبِ فِطْرَتِكَ وَ أَنْطَقْتَنِی لِمَا ذَرَأْتَ فِی سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِكَ وَ نَبَّهَتْنِی لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ وَ وَاجِبِ طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ وَ فَهَّمْتَنِی مَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ وَ یَسَّرْتَ لِی تَقَبُّلَ مَرْضَاتِكَ وَ مَنَنْتَ عَلَیَّ فِی جَمِیعِ ذَلِكَ بِعَوْنِكَ وَ لُطْفِكَ ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِی مِنْ حُرِّ الثَّرَی لَمْ تَرْضَ لِی یَا إِلَهِی بِنِعْمَةٍ دُونَ أُخْرَی وَ رَزَقْتَنِی مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَاشِ وَ صُنُوفِ الرِّیَاشِ بِمَنِّكَ الْعَظِیمِ عَلَیَّ وَ إِحْسَانِكَ الْقَدِیمِ إِلَیَّ حَتَّی إِذَا أَتْمَمْتَ عَلَیَّ جَمِیعَ النِّعَمِ وَ صَرَفْتَ عَنِّی كُلَّ النِّقَمِ لَمْ یَمْنَعْكَ جَهْلِی وَ جُرْأَتِی عَلَیْكَ أَنْ دَلَلْتَنِی عَلَی مَا یُقَرِّبُنِی إِلَیْكَ وَ وَفَّقْتَنِی لِمَا یُزْلِفُنِی لَدَیْكَ فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِی وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَیْتَنِی وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِی وَ إِنِ شَكَرْتَنِی زِدْتَنِی كُلُّ ذَلِكَ إِكْمَالًا لِأَنْعُمِكَ عَلَیَّ وَ إِحْسَاناً إِلَیَّ فَسُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعِیدٍ حَمِیدٍ مَجِیدٍ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ فَأَیُّ أَنْعُمِكَ یَا إِلَهِی أُحْصِی عَدَداً أَوْ ذِكْراً أَمْ أَیُّ عَطَائِكَ أَقُومُ بِهَا شُكْراً وَ هِیَ یَا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهَا الْعَادُّونَ أَوْ یَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحَافِظُونَ ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَ دَرَأْتَ عَنِّی اللَّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِی مِنَ الْعَافِیَةِ وَ السَّرَّاءِ وَ أَنَا أُشْهِدُكَ یَا إِلَهِی بِحَقِیقَةِ إِیمَانِی وَ عَقْدِ عَزَمَاتِ

ص: 217

یَقِینِی وَ خَالِصِ صَرِیحِ تَوْحِیدِی وَ بَاطِنِ مَكْنُونِ ضَمِیرِی وَ عَلَائِقِ مَجَارِی نُورِ بَصَرِی وَ أَسَارِیرِ صَفْحَةِ جَبِینِی وَ خُرْقِ مَسَارِبِ نَفْسِی وَ خَذَارِیفِ مَارِنِ عِرْنِینِی وَ مَسَارِبِ صِمَاخِ سَمْعِی وَ مَا ضُمَّتْ وَ أُطْبِقَتْ عَلَیْهِ شَفَتَایَ وَ حَرَكَاتُ لَفْظِ لِسَانِی وَ مَغْرَزِ حَنَكِ فَمِی وَ فَكِّی وَ مَنَابِتِ أَضْرَاسِی وَ بُلُوغِ حَبَائِلِ بَارِعِ عُنُقِی وَ مَسَاغِ مَطْعَمِی وَ مَشْرَبِی وَ حِمَالَةِ أُمِّ رَأْسِی وَ جُمَلِ حَمَائِلِ حَبْلِ وَتِینِی وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَیْهِ تَامُورُ صَدْرِی وَ نِیَاطِ حِجَابِ قَلْبِی وَ أَفْلَاذِ حَوَاشِی كَبِدِی وَ مَا حَوَتْهُ شَرَاسِیفُ أَضْلَاعِی وَ حِقَاقِ مَفَاصِلِی وَ أَطْرَافِ أَنَامِلِی وَ قَبْضِ عَوَامِلِی وَ دَمِی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ عَصَبِی وَ قَصَبِی وَ عِظَامِی وَ مُخِّی وَ عُرُوقِی وَ جَمِیعِ جَوَارِحِی وَ مَا انْتَسَجَ عَلَی ذَلِكَ أَیَّامُ رَضَاعِی وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی وَ نَوْمِی وَ یَقَظَتِی وَ سُكُونِی وَ حَرَكَتِی وَ حَرَكَاتِ رُكُوعِی وَ سُجُودِی أَنْ لَوْ حَاوَلْتُ وَ اجْتَهَدْتُ مَدَی الْأَعْصَارِ وَ الْأَحْقَابِ لَوْ عُمِّرْتُهَا أَنْ أُؤَدِّیَ شُكْرَ وَاحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذَلِكَ إِلَّا بِمَنِّكَ الْمُوجِبِ عَلَیَّ شُكْراً آنِفاً جَدِیداً وَ ثَنَاءً طَارِفاً عَتِیداً أَجَلْ وَ لَوْ حَرَصْتُ وَ الْعَادُّونَ مِنْ أَنَامِكَ أَنْ نُحْصِیَ مَدَی إِنْعَامِكَ سَالِفَةً وَ آنِفَةً لَمَا حَصَرْنَاهُ عَدَداً وَ لَا أَحْصَیْنَاهُ أَبَداً هَیْهَاتَ أَنَّی ذَلِكَ وَ أَنْتَ الْمُخْبِرُ عَنْ نَفْسِكَ فِی كِتَابِكَ النَّاطِقِ وَ النَّبَإِ الصَّادِقِ- وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها صَدَقَ كِتَابُكَ اللَّهُمَّ وَ نَبَؤُكَ وَ بَلَّغَتْ أَنْبِیَاؤُكَ وَ رُسُلُكَ مَا أَنْزَلْتَ عَلَیْهِمْ مِنْ وَحْیِكَ وَ شَرَعْتَ لَهُمْ مِنْ دِینِكَ غَیْرَ أَنِّی أَشْهَدُ بِجِدِّی وَ جَهْدِی وَ مَبَالِغِ طَاقَتِی وَ وُسْعِی وَ أَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً فَیَكُونَ مَوْرُوثاً- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ فَیُضَادَّهُ فِیمَا ابْتَدَعَ وَ لَا وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ فَیُرْفِدَهُ فِیمَا صَنَعَ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ- لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وَ تَفَطَّرَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْحَقِّ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً یَعْدِلُ حَمْدَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ الْمُخْلَصِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی أَخْشَاكَ كَأَنِّی أَرَاكَ وَ أَسْعِدْنِی بِتَقْوَاكَ

ص: 218

وَ لَا تُشْقِنِی بِمَعْصِیَتِكَ وَ خِرْ لِی فِی قَضَائِكَ وَ بَارِكْ لِی فِی قَدَرِكَ حَتَّی- لَا أُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَایَ فِی نَفْسِی وَ الْیَقِینَ فِی قَلْبِی وَ الْإِخْلَاصَ فِی عَمَلِی وَ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْبَصِیرَةَ فِی دِینِی وَ مَتِّعْنِی بِجَوَارِحِی وَ اجْعَلْ سَمْعِی وَ بَصَرِی الْوَارِثَیْنِ مِنِّی وَ انْصُرْنِی عَلَی مَنْ ظَلَمَنِی وَ ارْزُقْنِی مَآرِبِی وَ ثَأْرِی وَ أَقِرَّ بِذَلِكَ عَیْنِی اللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ اغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی وَ اخْسَأْ شَیْطَانِی وَ فُكَّ رِهَانِی وَ اجْعَلْ لِی یَا إِلَهِی الدَّرَجَةَ الْعُلْیَا فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِی فَجَعَلْتَنِی سَمِیعاً بَصِیراً وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِی فَجَعَلْتَنِی حَیّاً سَوِیّاً رَحْمَةً بِی وَ كُنْتَ عَنْ خَلْقِی غَنِیّاً رَبِّ بِمَا بَرَأْتَنِی فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِی رَبِّ بِمَا أَنْشَأْتَنِی فَأَحْسَنْتَ صُورَتِی یَا رَبِّ بِمَا أَحْسَنْتَ بِی وَ فِی نَفْسِی عَافَیْتَنِی رَبِّ بِمَا كَلَأْتَنِی وَ وَفَّقْتَنِی رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَهَدَیْتَنِی رَبِّ بِمَا آوَیْتَنِی وَ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ آتَیْتَنِی وَ أَعْطَیْتَنِی رَبِّ بِمَا أَطْعَمْتَنِی وَ سَقَیْتَنِی رَبِّ بِمَا أَغْنَیْتَنِی وَ أَقْنَیْتَنِی رَبِّ بِمَا أَعَنْتَنِی وَ أَعْزَزْتَنِی رَبِّ بِمَا أَلْبَسْتَنِی مِنْ ذِكْرِكَ الصَّافِی وَ یَسَّرْتَ لِی مِنْ صُنْعِكَ الْكَافِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنِّی عَلَی بَوَائِقِ الدَّهْرِ وَ صُرُوفِ الْأَیَّامِ وَ اللَّیَالِی وَ نَجِّنِی مِنْ أَهْوَالِ الدُّنْیَا وَ كُرُبَاتِ الْآخِرَةِ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِی الْأَرْضِ اللَّهُمَّ مَا أَخَافُ فَاكْفِنِی وَ مَا أَحْذَرُ فَقِنِی وَ فِی نَفْسِی وَ دِینِی فَاحْرُسْنِی وَ فِی سَفَرِی فَاحْفَظْنِی وَ فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی فَاخْلُفْنِی وَ فِیمَا رَزَقْتَنِی فَبَارِكْ لِی وَ فِی نَفْسِی فَذَلِّلْنِی وَ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِی وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَسَلِّمْنِی وَ بِذُنُوبِی فَلَا تَفْضَحْنِی وَ بِسَرِیرَتِی فَلَا تُخْزِنِی وَ بِعَمَلِی فَلَا تَبْتَلِنِی وَ نِعَمَكَ فَلَا تَسْلُبْنِی وَ إِلَی غَیْرِكَ فَلَا تَكِلْنِی إِلَی مَنْ تَكِلُنِی إِلَی الْقَرِیبِ یَقْطَعُنِی أَمْ إِلَی الْبَعِیدِ یَتَجَهَّمُنِی أَمْ إِلَی الْمُسْتَضْعِفِینَ لِی وَ أَنْتَ رَبِّی وَ مَلِیكُ أَمْرِی أَشْكُو إِلَیْكَ غُرْبَتِی وَ بُعْدَ دَارِی وَ هَوَانِی عَلَی مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِی اللَّهُمَّ فَلَا تُحْلِلْ بِی غَضَبَكَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَیَّ فَلَا أُبَالِی سِوَاكَ غَیْرَ أَنَّ عَافِیَتَكَ أَوْسَعُ لِی فَأَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَ السَّمَاوَاتُ

ص: 219

وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْ لَا تُمِیتَنِی عَلَی غَضَبِكَ وَ لَا تُنْزِلَ بِی سَخَطَكَ لَكَ الْعُتْبَی حَتَّی تَرْضَی قَبْلَ ذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ الْبَیْتِ الْعَتِیقِ الَّذِی أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ وَ جَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمَنَةً یَا مَنْ عَفَا عَنِ الْعَظِیمِ مِنَ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ یَا مَنْ أَسْبَغَ النِّعْمَةَ بِفَضْلِهِ یَا مَنْ أَعْطَی الْجَزِیلَ بِكَرَمِهِ یَا عُدَّتِی فِی كُرْبَتِی یَا مُونِسِی فِی حُفْرَتِی یَا وَلِیَّ نِعْمَتِی یَا إِلَهِی وَ إِلَهَ آبَائِی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ مُنْزِلَ كهیعص وَ طه وَ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ أَنْتَ كَهْفِی حِینَ تُعْیِینِی الْمَذَاهِبُ فِی سَعَتِهَا وَ تَضِیقُ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا وَ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِینَ وَ أَنْتَ مُؤَیِّدِی بِالنَّصْرِ عَلَی الْأَعْدَاءِ وَ لَوْ لَا نَصْرُكَ لِی لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِینَ یَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَ الرِّفْعَةِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعْتَزُّونَ یَا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِیرَ الْمَذَلَّةِ عَلَی أَعْنَاقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَوَاتِهِ خَائِفُونَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ غَیْبَ مَا تَأْتِی بِهِ الْأَزْمَانُ وَ الدُّهُورُ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ كَیْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ مَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَی الْمَاءِ وَ سَدَّ الْهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ یَا مَنْ لَهُ أَكْرَمُ الْأَسْمَاءِ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً یَا مُقَیِّضَ الرَّكْبِ لِیُوسُفَ فِی الْبَلَدِ الْقَفْرِ وَ مُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَ جَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِیَّةِ مَلِكاً یَا رَادَّ یُوسُفَ عَلَی یَعْقُوبَ بَعْدَ أَنِ ابْیَضَّتْ عَیْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِیمٌ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْبَلَاءِ عَنْ أَیُّوبَ یَا مُمْسِكَ یَدِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَ فَنَاءِ عُمُرِهِ یَا مَنِ اسْتَجَابَ لِزَكَرِیَّا فَوَهَبَ لَهُ یَحْیَی وَ لَمْ یَدَعْهُ فَرْداً وَحِیداً یَا مَنْ أَخْرَجَ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ یَا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فَأَنْجَاهُمْ وَ جَعَلَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِینَ یَا مَنْ أَرْسَلَ الرِّیَاحَ مُبَشِّرَاتٍ بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ یَا مَنْ لَمْ یَعْجَلْ عَلَی مَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْقِهِ یَا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ وَ قَدْ غَدَوْا فِی نِعْمَتِهِ یَأْكُلُونَ رِزْقَهُ وَ یَعْبُدُونَ غَیْرَهُ وَ قَدْ حَادُّوهُ وَ نَادُّوهُ وَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ یَا اللَّهُ

ص: 220

یَا بَدِی ءُ لَا بَدْءَ لَكَ دَائِماً یَا دَائِماً لَا نَفَادَ لَكَ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی یَا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ یَا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ عَظُمَتْ خَطِیئَتِی فَلَمْ یَفْضَحْنِی وَ رَآنِی عَلَی الْمَعَاصِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی یَا مَنْ حَفِظَنِی فِی صِغَرِی یَا مَنْ رَزَقَنِی فِی كِبَرِی یَا مَنْ أَیَادِیهِ عِنْدِی لَا تُحْصَی یَا مَنْ نِعَمُهُ عِنْدِی لَا تُجَازَی یَا مَنْ عَارَضَنِی بِالْخَیْرِ وَ الْإِحْسَانِ وَ عَارَضْتُهُ بِالْإِسَاءَةِ وَ الْعِصْیَانِ یَا مَنْ هَدَانِی بِالْإِیمَانِ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الِامْتِنَانِ یَا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِیضاً فَشَفَانِی وَ عُرْیَاناً فَكَسَانِی وَ جَائِعاً فَأَطْعَمَنِی وَ عَطْشَاناً فَأَرْوَانِی وَ ذَلِیلًا فَأَعَزَّنِی وَ جَاهِلًا فَعَرَّفَنِی وَ وَحِیداً فَكَثَّرَنِی وَ غَائِباً فَرَدَّنِی وَ مُقِلًّا فَأَغْنَانِی وَ مُنْتَصِراً فَنَصَرَنِی وَ غَنِیّاً فَلَمْ یَسْلُبْنِی وَ أَمْسَكْتُ عَنْ جَمِیعِ ذَلِكَ فَابْتَدَأَنِی فَلَكَ الْحَمْدُ یَا مَنْ أَقَالَ عَثْرَتِی وَ نَفَّسَ كُرْبَتِی وَ أَجَابَ دَعْوَتِی وَ سَتَرَ عَوْرَتِی وَ ذُنُوبِی وَ بَلَّغَنِی طَلِبَتِی وَ نَصَرَنِی عَلَی عَدُوِّی وَ إِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَ مِنَنَكَ وَ كَرَائِمَ مِنَحِكَ لَا أُحْصِیهَا یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الَّذِی أَنْعَمْتَ أَنْتَ الَّذِی أَحْسَنْتَ أَنْتَ الَّذِی أَجْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِی أَفْضَلْتَ أَنْتَ الَّذِی مَنَنْتَ أَنْتَ الَّذِی أَكْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِی رَزَقْتَ أَنْتَ الَّذِی أَعْطَیْتَ أَنْتَ الَّذِی أَغْنَیْتَ أَنْتَ الَّذِی أَقْنَیْتَ أَنْتَ الَّذِی آوَیْتَ أَنْتَ الَّذِی كَفَیْتَ أَنْتَ الَّذِی هَدَیْتَ أَنْتَ الَّذِی عَصَمْتَ أَنْتَ الَّذِی سَتَرْتَ أَنْتَ الَّذِی غَفَرْتَ أَنْتَ الَّذِی أَقَلْتَ أَنْتَ الَّذِی مَكَّنْتَ أَنْتَ الَّذِی أَعْزَزْتَ أَنْتَ الَّذِی أَعَنْتَ أَنْتَ الَّذِی عَضَدْتَ أَنْتَ الَّذِی أَیَّدْتَ أَنْتَ الَّذِی نَصَرْتَ أَنْتَ الَّذِی شَفَیْتَ أَنْتَ الَّذِی عَافَیْتَ أَنْتَ الَّذِی أَكْرَمْتَ تَبَارَكْتَ رَبِّی وَ تَعَالَیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ دَائِماً وَ لَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً ثُمَّ أَنَا یَا إِلَهِی الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِی فَاغْفِرْهَا لِی أَنَا الَّذِی أَخْطَأْتُ أَنَا الَّذِی أَغْفَلْتُ أَنَا الَّذِی جَهِلْتُ أَنَا الَّذِی هَمَمْتُ أَنَا الَّذِی سَهَوْتُ أَنَا الَّذِی اعْتَمَدْتُ أَنَا الَّذِی تَعَمَّدْتُ أَنَا الَّذِی وَعَدْتُ أَنَا الَّذِی أَخْلَفْتُ أَنَا الَّذِی نَكَثْتُ أَنَا الَّذِی أَقْرَرْتُ إِلَهِی أَعْتَرِفُ بِنِعْمَتِكَ عِنْدِی وَ أَبُوءُ بِذُنُوبِی فَاغْفِرْ لِی یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبَادِهِ وَ هُوَ الْغَنِیُّ عَنْ طَاعَتِهِمْ وَ الْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ صَالِحاً بِمَعُونَتِهِ

ص: 221

وَ رَحْمَتِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ إِلَهِی أَمَرْتَنِی فَعَصَیْتُكَ وَ نَهَیْتَنِی فَارْتَكَبْتُ نَهْیَكَ فَأَصْبَحْتُ لَا ذَا بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرَ وَ لَا ذَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ أَسْتَقْبِلُكَ یَا مَوْلَایَ أَ بِسَمْعِی أَمْ بِبَصَرِی أَمْ بِلِسَانِی أَمْ بِرِجْلِی أَ لَیْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِنْدِی وَ بِكُلِّهَا عَصَیْتُكَ یَا مَوْلَایَ فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ السَّبِیلُ عَلَیَّ یَا مَنْ سَتَرَنِی مِنَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ أَنْ یَزْجُرُونِی وَ مِنَ الْعَشَائِرِ وَ الْإِخْوَانِ أَنْ یُعَیِّرُونِی وَ مِنَ السَّلَاطِینِ أَنْ یُعَاقِبُونِی وَ لَوِ اطَّلَعُوا یَا مَوْلَایَ عَلَی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنِّی إِذًا مَا أَنْظَرُونِی وَ لَرَفَضُونِی وَ قَطَعُونِی فَهَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ یَا سَیِّدِی خَاضِعاً ذَلِیلًا

حَقِیراً لَا ذُو بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرَ وَ لَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ وَ لَا حُجَّةَ لِی فَأَحْتَجَّ بِهَا وَ لَا قَائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ وَ لَمْ أَعْمَلْ سُوءاً وَ مَا عَسَی الْجُحُودُ لَوْ جَحَدْتُ یَا مَوْلَایَ فَیَنْفَعُنِی وَ كَیْفَ وَ أَنَّی ذَلِكَ وَ جَوَارِحِی كُلُّهَا شَاهِدَةٌ عَلَیَّ بِمَا قَدْ عَلِمْتُ یَقِیناً غَیْرَ ذِی شَكٍّ أَنَّكَ سَائِلِی عَنْ عَظَائِمِ الْأُمُورِ وَ أَنَّكَ الْحَكِیمُ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَجُورُ وَ عَدْلُكَ مُهْلِكِی وَ مِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِی فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی یَا مَوْلَایَ بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَیَّ وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی فَبِحِلْمِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الرَّاجِینَ الرَّاغِبِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ السَّائِلِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِینَ الْمُسَبِّحِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّی وَ رَبُّ آبَائِیَ الْأَوَّلِینَ اللَّهُمَّ هَذَا ثَنَائِی عَلَیْكَ مُمَجِّداً وَ إِخْلَاصِی مُوَحِّداً وَ إِقْرَارِی بِآلَائِكَ مُعِدّاً وَ إِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّی لَا أُحْصِیهَا لِكَثْرَتِهَا وَ سُبُوغِهَا وَ تَظَاهُرِهَا وَ تَقَادُمِهَا إِلَی حَادِثٍ مَا لَمْ تَزَلْ تَتَغَمَّدُنِی بِهِ مَعَهَا مُذْ خَلَقْتَنِی وَ بَرَأْتَنِی مِنْ أَوَّلِ الْعُمُرِ مِنَ الْإِغْنَاءِ بَعْدَ الْفَقْرِ وَ كَشْفِ الضُّرِّ وَ تَسْبِیبِ الْیُسْرِ وَ دَفْعِ الْعُسْرِ وَ تَفْرِیجِ الْكَرْبِ وَ الْعَافِیَةِ فِی الْبَدَنِ وَ السَّلَامَةِ فِی الدِّینِ وَ لَوْ رَفَدَنِی عَلَی قَدْرِ ذِكْرِ نِعَمِكَ عَلَیَّ جَمِیعُ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَمَا قَدَرْتُ وَ لَا هُمْ عَلَی ذَلِكَ تَقَدَّسْتَ وَ تَعَالَیْتَ مِنْ رَبٍّ عَظِیمٍ كَرِیمٍ رَحِیمٍ

ص: 222

لَا تُحْصَی آلَاؤُكَ وَ لَا یُبْلَغُ ثَنَاؤُكَ وَ لَا تُكَافَی نَعْمَاؤُكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَتْمِمْ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ وَ أَسْعِدْنَا بِطَاعَتِكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تُجِیبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذَا دَعَاكَ وَ تَكْشِفُ السُّوءَ وَ تُغِیثُ الْمَكْرُوبَ وَ تَشْفِی السَّقِیمَ وَ تُغْنِی الْفَقِیرَ وَ تَجْبُرُ الْكَسِیرَ وَ تَرْحَمُ الصَّغِیرَ وَ تُعِینُ الْكَبِیرَ وَ لَیْسَ دُونَكَ ظَهِیرٌ وَ لَا فَوْقَكَ قَدِیرٌ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ یَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ یَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَزِیرَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَ وَ أَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُولِیهَا وَ آلَاءٍ تُجَدِّدُهَا وَ بَلِیَّةٍ تَصْرِفُهَا وَ كُرْبَةٍ تَكْشِفُهَا وَ دَعْوَةٍ تَسْمَعُهَا وَ حَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُهَا وَ سَیِّئَةٍ تَغْفِرُهَا إِنَّكَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ وَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِیَ وَ أَسْرَعُ مَنْ أَجَابَ وَ أَكْرَمُ مَنْ عَفَا وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطَی وَ أَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا لَیْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ وَ لَا سِوَاكَ مَأْمُولٌ دَعَوْتُكَ فَأَجَبْتَنِی وَ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَیْتَنِی وَ رَغِبْتُ إِلَیْكَ فَرَحِمْتَنِی وَ وَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّیْتَنِی وَ فَزِعْتُ إِلَیْكَ فَكَفَیْتَنِی اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ أَجْمَعِینَ وَ تَمِّمْ لَنَا نَعْمَاءَكَ وَ هَنِّئْنَا عَطَاءَكَ وَ اجْعَلْنَا لَكَ شَاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ ذَاكِرِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ یَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ وَ قَدَرَ فَقَهَرَ وَ عُصِیَ فَسَتَرَ وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ یَا غَایَةَ الرَّاغِبِینَ وَ مُنْتَهَی أَمَلِ الرَّاجِینَ یَا مَنْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ وَسِعَ الْمُسْتَقِیلِینَ رَأْفَةً وَ حِلْماً اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ الَّتِی شَرَّفْتَهَا وَ عَظَّمْتَهَا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِیَرَتِكَ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْبَشِیرِ النَّذِیرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ الَّذِی أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَی الْمُسْلِمِینَ وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَمَا مُحَمَّدٌ أَهْلُ ذَلِكَ یَا عَظِیمُ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِینَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ أَجْمَعِینَ وَ تَغَمَّدْنَا بِعَفْوِكَ عَنَّا فَإِلَیْكَ عَجَّتِ الْأَصْوَاتُ بِصُنُوفِ اللُّغَاتِ وَ اجْعَلْ لَنَا فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ نَصِیباً فِی كُلِّ خَیْرٍ تَقْسِمُهُ وَ نُورٍ تَهْدِی بِهِ وَ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا وَ عَافِیَةٍ

ص: 223

تُجَلِّلُهَا وَ بَرَكَةٍ تُنْزِلُهَا وَ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ اقْلِبْنَا فِی هَذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِینَ مُفْلِحِینَ مَبْرُورِینَ غَانِمِینَ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِینَ وَ لَا تُخْلِنَا مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَحْرِمْنَا مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ وَ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِینَ وَ لَا مِنْ بَابِكَ مَطْرُودِینَ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِینَ وَ لَا لِفَضْلِ مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطَایَاكَ قَانِطِینَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ إِلَیْكَ أَقْبَلْنَا مُوقِنِینَ وَ لِبَیْتِكَ الْحَرَامِ آمِّینَ قَاصِدِینَ فَأَعِنَّا عَلَی مَنْسَكِنَا وَ أَكْمِلْ لَنَا حَجَّنَا وَ اعْفُ اللَّهُمَّ عَنَّا فَقَدْ مَدَدْنَا إِلَیْكَ أَیْدِیَنَا وَ هِیَ بِذِلَّةِ الِاعْتِرَافِ مَوْسُومَةٌ اللَّهُمَّ فَأَعْطِنَا فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ مَا سَأَلْنَاكَ وَ اكْفِنَا مَا اسْتَكْفَیْنَاكَ فَلَا كَافِیَ لَنَا سِوَاكَ وَ لَا رَبَّ لَنَا غَیْرُكَ نَافِذٌ فِینَا حُكْمُكَ مُحِیطٌ بِنَا عِلْمُكَ عَدْلٌ قَضَاؤُكَ اقْضِ لَنَا الْخَیْرَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لَنَا بِجُودِكَ عَظِیمَ الْأَجْرِ وَ كَرِیمَ الذُّخْرِ وَ دَوَامَ الْیُسْرِ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أَجْمَعِینَ وَ لَا تُهْلِكْنَا مَعَ الْهَالِكِینَ وَ لَا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِی هَذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ وَ شَكَرَكَ فَزِدْتَهُ وَ تَابَ إِلَیْكَ فَقَبِلْتَهُ وَ تَنَصَّلَ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ فَغَفَرْتَهَا لَهُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَ سَدِّدْنَا وَ اعْصِمْنَا وَ اقْبَلْ تَضَرُّعَنَا یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ إِغْمَاضُ الْجُفُونِ وَ لَا لَحْظُ الْعُیُونِ وَ لَا مَا اسْتَقَرَّ فِی الْمَكْنُونِ وَ لَا مَا انْطَوَتْ عَلَیْهِ مُضْمَرَاتُ الْقُلُوبِ أَلَا كُلُّ ذَلِكَ قَدْ أَحْصَاهُ عِلْمُكَ وَ وَسِعَهُ حِلْمُكَ سُبْحَانَكَ وَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً تُسَبِّحُ لَكَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِیهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ وَ عُلُوُّ الْجَدِّ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ وَ الْأَیَادِی الْجِسَامِ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِیمُ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ وَ عَافِنِی فِی بَدَنِی وَ دِینِی وَ آمِنْ خَوْفِی وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ لَا تَمْكُرْ بِی وَ لَا تَسْتَدْرِجْنِی وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتِیَ الَّتِی إِنْ أَعْطَیْتَهَا لَمْ

ص: 224

یَضُرَّنِی مَا مَنَعْتَنِی وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی مَا أَعْطَیْتَنِی أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَكَ الْمُلْكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ.

إِلَهِی أَنَا الْفَقِیرُ فِی غِنَایَ فَكَیْفَ لَا أَكُونُ فَقِیراً فِی فَقْرِی إِلَهِی أَنَا الْجَاهِلُ فِی عِلْمِی فَكَیْفَ لَا أَكُونُ جَهُولًا فِی جَهْلِی إِلَهِی إِنَّ اخْتِلَافَ تَدْبِیرِكَ وَ سُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِیرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِینَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلَی عَطَاءٍ وَ الْیَأْسِ مِنْكَ فِی بَلَاءٍ إِلَهِی مِنِّی مَا یَلِیقُ بِلُؤْمِی وَ مِنْكَ مَا یَلِیقُ بِكَرَمِكَ إِلَهِی وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَ الرَّأْفَةِ لِی قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِی أَ فَتَمْنَعُنِی مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِی إِلَهِی إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّی فَبِفَضْلِكَ وَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَیَّ وَ إِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِی مِنِّی فَبِعَدْلِكَ وَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَیَّ إِلَهِی كَیْفَ تَكِلُنِی وَ قَدْ تَوَكَّلْتَ لِی وَ كَیْفَ أُضَامُ وَ أَنْتَ النَّاصِرُ لِی أَمْ كَیْفَ أَخِیبُ وَ أَنْتَ الْحَفِیُّ بِی هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِفَقْرِی إِلَیْكَ وَ كَیْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ یَصِلَ إِلَیْكَ أَمْ كَیْفَ أَشْكُو إِلَیْكَ حَالِی وَ هُوَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ أَمْ كَیْفَ أُتَرْجِمُ بِمَقَالِی وَ هُوَ مِنْكَ بَرَزٌ إِلَیْكَ أَمْ كَیْفَ تُخَیِّبُ آمَالِی وَ هِیَ قَدْ وَفَدَتْ إِلَیْكَ أَمْ كَیْفَ لَا تُحْسِنُ أَحْوَالِی وَ بِكَ قَامَتْ إِلَهِی مَا أَلْطَفَكَ بِی مَعَ عَظِیمِ جَهْلِی وَ مَا أَرْحَمَكَ بِی مَعَ قَبِیحِ فِعْلِی إِلَهِی مَا أَقْرَبَكَ مِنِّی وَ أَبْعَدَنِی عَنْكَ وَ مَا أَرْأَفَكَ بِی فَمَا الَّذِی یَحْجُبُنِی عَنْكَ إِلَهِی عَلِمْتُ بِاخْتِلَافِ الْآثَارِ وَ تَنَقُّلَاتِ الْأَطْوَارِ أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّی أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَیَّ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی لَا أَجْهَلَكَ فِی شَیْ ءٍ إِلَهِی كُلَّمَا أَخْرَسَنِی لُؤْمِی أَنْطَقَنِی كَرَمُكَ وَ كُلَّمَا آیَسَتْنِی أَوْصَافِی أَطْمَعَتْنِی مِنَنُكَ إِلَهِی مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِیَ فَكَیْفَ لَا تَكُونُ مَسَاوِیهِ مَسَاوِیَ وَ مَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِیَ فَكَیْفَ لَا تَكُونُ دَعَاوِیهِ دَعَاوِیَ إِلَهِی حُكْمُكَ النَّافِذُ وَ مَشِیَّتُكَ الْقَاهِرَةُ لَمْ یَتْرُكَا لِذِی مَقَالٍ مَقَالًا وَ لَا لِذِی حَالٍ حَالًا إِلَهِی كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَیْتُهَا وَ حَالَةٍ شَیَّدْتُهَا هَدَمَ اعْتِمَادِی عَلَیْهَا عَدْلُكَ بَلْ أَقَالَنِی مِنْهَا فَضْلُكَ إِلَهِی إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّی وَ إِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّی فِعْلًا جَزْماً فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَ عَزْماً إِلَهِی كَیْفَ أَعْزِمُ وَ أَنْتَ الْقَاهِرُ وَ كَیْفَ لَا أَعْزِمُ وَ أَنْتَ الْآمِرُ إِلَهِی تَرَدُّدِی فِی الْآثَارِ یُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ فَاجْمَعْنِی عَلَیْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِی إِلَیْكَ كَیْفَ یُسْتَدَلُّ عَلَیْكَ بِمَا هُوَ فِی وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ

ص: 225

إِلَیْكَ أَ یَكُونُ لِغَیْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَیْسَ لَكَ حَتَّی یَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتَی غِبْتَ حَتَّی تَحْتَاجَ إِلَی دَلِیلٍ یَدُلُّ عَلَیْكَ وَ مَتَی بَعُدْتَ حَتَّی تَكُونَ الْآثَارُ هِیَ الَّتِی تُوصِلُ إِلَیْكَ عَمِیَتْ عَیْنٌ لَا تَرَاكَ عَلَیْهَا رَقِیباً وَ خَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِیباً إِلَهِی أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَی الْآثَارِ فَارْجِعْنِی إِلَیْكَ بِكِسْوَةِ الْأَنْوَارِ وَ هِدَایَةِ الِاسْتِبْصَارِ حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ إِلَیْكَ مِنْهَا مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَیْهَا وَ مَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الِاعْتِمَادِ عَلَیْهَا- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إِلَهِی هَذَا ذُلِّی ظَاهِرٌ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ هَذَا حَالِی لَا یَخْفَی عَلَیْكَ مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَیْكَ وَ بِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَیْكَ فَاهْدِنِی بِنُورِكَ إِلَیْكَ وَ أَقِمْنِی بِصِدْقِ الْعُبُودِیَّةِ بَیْنَ یَدَیْكَ إِلَهِی عَلِّمْنِی مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَ صُنِّی بِسِرِّكَ الْمَصُونِ إِلَهِی حَقِّقْنِی بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ وَ اسْلُكْ بِی مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ إِلَهِی أَغْنِنِی بِتَدْبِیرِكَ لِی عَنْ تَدْبِیرِی وَ بِاخْتِیَارِكَ عَنِ اخْتِیَارِی وَ أَوْقِفْنِی عَلَی مَرَاكِزِ اضْطِرَارِی إِلَهِی أَخْرِجْنِی مِنْ ذُلِّ نَفْسِی وَ طَهِّرْنِی مِنْ شَكِّی وَ شِرْكِی قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِی بِكَ أَنْتَصِرُ فَانْصُرْنِی وَ عَلَیْكَ أَتَوَكَّلُ فَلَا تَكِلْنِی وَ إِیَّاكَ أَسْأَلُ فَلَا تُخَیِّبْنِی وَ فِی فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلَا تَحْرِمْنِی وَ بِجَنَابِكَ أَنْتَسِبُ فَلَا تُبْعِدْنِی وَ بِبَابِكَ أَقِفُ فَلَا تَطْرُدْنِی إِلَهِی تَقَدَّسَ رِضَاكَ أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ فَكَیْفَ یَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّی إِلَهِی أَنْتَ الْغَنِیُّ بِذَاتِكَ أَنْ یَصِلَ إِلَیْكَ النَّفْعُ مِنْكَ فَكَیْفَ لَا تَكُونُ غَنِیّاً عَنِّی إِلَهِی إِنَّ الْقَضَاءَ وَ الْقَدَرَ یُمَنِّینِی وَ إِنَّ الْهَوَی بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِی فَكُنْ أَنْتَ النَّصِیرَ لِی حَتَّی تَنْصُرَنِی وَ تُبَصِّرَنِی وَ أَغْنِنِی بِفَضْلِكَ حَتَّی أَسْتَغْنِیَ بِكَ عَنْ طَلَبِی أَنْتَ الَّذِی أَشْرَقْتَ الْأَنْوَارَ فِی قُلُوبِ أَوْلِیَائِكَ حَتَّی عَرَفُوكَ وَ وَحَّدُوكَ وَ أَنْتَ الَّذِی أَزَلْتَ الْأَغْیَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ حَتَّی لَمْ یُحِبُّوا سِوَاكَ وَ لَمْ یَلْجَئُوا إِلَی غَیْرِكَ أَنْتَ الْمُونِسُ لَهُمْ حَیْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ وَ أَنْتَ الَّذِی هَدَیْتَهُمْ حَیْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ مَا ذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ وَ مَا الَّذِی فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِیَ دُونَكَ بَدَلًا وَ لَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَی عَنْكَ مُتَحَوَّلًا كَیْفَ یُرْجَی سِوَاكَ وَ أَنْتَ مَا قَطَعْتَ الْإِحْسَانَ وَ كَیْفَ یُطْلَبُ مِنْ غَیْرِكَ وَ أَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الِامْتِنَانِ یَا مَنْ أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ حَلَاوَةَ الْمُؤَانَسَةِ فَقَامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُتَمَلِّقِینَ وَ یَا مَنْ أَلْبَسَ أَوْلِیَاءَهُ مَلَابِسَ هَیْبَتِهِ فَقَامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ

ص: 226

مُسْتَغْفِرِینَ أَنْتَ الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِینَ وَ أَنْتَ الْبَادِی بِالْإِحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِینَ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِینَ وَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِینَ إِلَهِی اطْلُبْنِی بِرَحْمَتِكَ حَتَّی أَصِلَ إِلَیْكَ وَ اجْذِبْنِی بِمَنِّكَ حَتَّی أُقْبِلَ إِلَیْكَ إِلَهِی إِنَّ رَجَائِی لَا یَنْقَطِعُ عَنْكَ وَ إِنْ عَصَیْتُكَ كَمَا أَنَّ خَوْفِی لَا یُزَایِلُنِی وَ إِنْ أَطَعْتُكَ فَقَدْ دَفَعَتْنِی الْعَوَالِمُ إِلَیْكَ وَ قَدْ أَوْقَعَنِی عِلْمِی بِكَرَمِكَ عَلَیْكَ إِلَهِی كَیْفَ أَخِیبُ وَ أَنْتَ أَمَلِی أَمْ كَیْفَ أُهَانُ وَ عَلَیْكَ مُتَّكَلِی إِلَهِی كَیْفَ أَسْتَعِزُّ وَ فِی الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِی أَمْ كَیْفَ لَا أَسْتَعِزُّ وَ إِلَیْكَ نَسَبْتَنِی إِلَهِی كَیْفَ لَا أَفْتَقِرُ وَ أَنْتَ الَّذِی فِی الْفُقَرَاءِ أَقَمْتَنِی أَمْ كَیْفَ أَفْتَقِرُ وَ أَنْتَ الَّذِی بِجُودِكَ أَغْنَیْتَنِی وَ أَنْتَ الَّذِی لَا إِلَهَ غَیْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ فَمَا جَهِلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الَّذِی تَعَرَّفْتَ إِلَیَّ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ فَرَأَیْتُكَ ظَاهِراً فِی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنِ اسْتَوَی بِرَحْمَانِیَّتِهِ فَصَارَ الْعَرْشُ غَیْباً فِی ذَاتِهِ مَحَقْتَ الْآثَارَ بِالْآثَارِ وَ مَحَوْتَ الْأَغْیَارَ بِمُحِیطَاتِ أَفْلَاكِ الْأَنْوَارِ یَا مَنِ احْتَجَبَ فِی سُرَادِقَاتِ

عَرْشِهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصَارُ یَا مَنْ تَجَلَّی بِكَمَالِ بَهَائِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ مِنَ الِاسْتِوَاءِ كَیْفَ تَخْفَی وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ أَمْ كَیْفَ تَغِیبُ وَ أَنْتَ الرَّقِیبُ الْحَاضِرُ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ (1).

«4»- أقول قد أورد الكفعمی ره أیضا هذا الدعاء فی البلد الأمین (2) و ابن طاوس فی مصباح الزائر: كما سبق ذكرهما و لكن لیس فی آخره فیهما بقدر ورق تقریبا و هو من قوله إلهی أنا الفقیر فی غنای إلی آخر هذا الدعاء و كذا لم یوجد هذه الورقة فی بعض النسخ العتیقة من الإقبال أیضا و عبارات هذه الورقة- لا تلائم سیاق أدعیة السادة المعصومین أیضا و إنما هی علی وفق مذاق الصوفیة و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلی كون هذه الورقة من مزیدات بعض مشایخ الصوفیة و من إلحاقاته و إدخالاته.

و بالجملة هذه الزیادة إما وقعت من بعضهم أولا فی بعض الكتب و أخذ ابن طاوس عنه فی الإقبال غفلة عن حقیقة الحال أو وقعت ثانیا من بعضهم فی نفس كتاب الإقبال و لعل الثانی أظهر علی ما أومأنا إلیه من عدم وجدانها

ص: 227


1- 1. كتاب الاقبال: 339- 350.
2- 2. البلد الأمین: 251- 258.

فی بعض النسخ العتیقة و فی مصباح الزائر و اللّٰه أعلم بحقائق الأحوال.

ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی كِتَابِ الْإِقْبَالِ وَ مِنْ أَدْعِیَةِ یَوْمِ عَرَفَةَ دُعَاءُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام لِلْمَوْقِفِ وَ هُوَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الدَّائِبُ فِی غَیْرِ وَصَبٍ وَ لَا نَصَبٍ وَ لَا یَشْغَلُكَ رَحْمَتُكَ عَنْ عَذَابِكَ وَ لَا عَذَابُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ خَفِیتَ مِنْ غَیْرِ مَوْتٍ وَ ظَهَرْتَ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقَكَ وَ تَقَدَّسْتَ فِی عُلُوِّكَ وَ تَرَدَّیْتَ بِالْكِبْرِیَاءِ فِی الْأَرْضِ وَ فِی السَّمَاءِ وَ قَوِیتَ فِی سُلْطَانِكَ وَ دَنَوْتَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ فِی ارْتِفَاعِكَ وَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِكَ وَ قَدَّرْتَ الْأُمُورَ بِعِلْمِكَ وَ قَسَمْتَ الْأَرْزَاقَ بِعَدْلِكَ وَ نَفَذَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُكَ وَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ وَ قَصُرَ دُونَكَ طَرْفُ كُلِّ طَارِفٍ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَاتِكَ وَ غَشِیَ بَصَرَ كُلِّ نَاظِرٍ نُورُكَ وَ مَلَأْتَ بِعَظَمَتِكَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ وَ ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ نَظَرْتَ إِلَیْهِ مِنْ أَحَدٍ سَبَقَكَ إِلَی صَنْعَةِ شَیْ ءٍ مِنْهُ وَ لَمْ تُشَارَكْ فِی خَلْقِكَ وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِأَحَدٍ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِكَ وَ لَطُفْتَ فِی عَظَمَتِكَ وَ انْقَادَ لِعَظَمَتِكَ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ ذَلَّ لِعِزَّتِكَ كُلُّ شَیْ ءٍ أُثْنِی عَلَیْكَ یَا سَیِّدِی وَ مَا عَسَی أَنْ یَبْلُغَ فِی مِدْحَتِكَ ثَنَائِی مَعَ قِلَّةِ عِلْمِی وَ قَصْرِ رَأْیِی وَ أَنْتَ یَا رَبِّ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ أَنْتَ الْمُعْطِی وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْخَاطِئُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ لَا تَمُوتُ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ یَا مَنْ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ دَبَّرَ الْأُمُورَ فَلَا یُقَایِسُ شَیْئاً بِشَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ لَمْ یَسْتَعِنْ عَلَی خَلْقِهِ بِغَیْرِهِ ثُمَّ أَمْضَی الْأُمُورَ عَلَی قَضَائِهِ وَ أَجَّلَهَا إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی قَضَی فِیهَا بِعَدْلِهِ وَ عَدَلَ فِیهَا بِفَضْلِهِ وَ فَصَلِّ فِیهَا بِحُكْمِهِ وَ حَكَمَ فِیهَا بِعَدْلِهِ وَ عَلِمَهَا بِحِفْظِهِ ثُمَّ جَعَلَ مُنْتَهَاهَا إِلَی مَشِیَّتِهِ وَ مُسْتَقَرَّهَا إِلَی مَحَبَّتِهِ وَ مَوَاقِیتَهَا إِلَی قَضَائِهِ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لَا مُسْتَرَاحَ عَنْ أَمْرِهِ وَ لَا مَحِیصَ لِقَدَرِهِ وَ لَا خُلْفَ لِوَعْدِهِ وَ لَا مُتَخَلَّفَ عَنْ دَعْوَتِهِ وَ لَا یُعْجِزُهُ شَیْ ءٌ طَلَبَهُ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْهُ أَحَدٌ أَرَادَهُ وَ لَا یَعْظُمُ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فَعَلَهُ وَ لَا یَكْبُرُ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ صَنَعَهُ وَ لَا یَزِیدُ فِی سُلْطَانِهِ طَاعَةُ

ص: 228

مُطِیعٍ وَ لَا یَنْقُصُهُ مَعْصِیَةُ عَاصٍ وَ لَا یَتَبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیْهِ وَ لَا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أَحَداً الَّذِی مَلَكَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِهِ وَ اسْتَعْبَدَ الْأَرْبَابَ بِعِزِّهِ وَ سَادَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِهِ وَ عَلَا السَّادَةَ بِمَجْدِهِ وَ انْهَدَّتِ الْمُلُوكُ لِهَیْبَتِهِ وَ عَلَا أَهْلَ السُّلْطَانِ بِسُلْطَانِهِ وَ رُبُوبِیَّتِهِ وَ أَبَادَ الْجَبَابِرَةَ بِقَهْرِهِ وَ أَذَلَّ الْعُظَمَاءَ بِعِزِّهِ وَ أَسَّسَ الْأُمُورَ بِقُدْرَتِهِ وَ نبا [بَنَی] الْمَعَالِیَ بِسُؤْدُدِهِ وَ تَمَجَّدَ بِفَخْرِهِ وَ فَخَرَ بِعِزِّهِ وَ عَزَّ بِجَبَرُوتِهِ وَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِرَحْمَتِهِ إِیَّاكَ أَدْعُو وَ إِیَّاكَ أَسْأَلُ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ وَ إِلَیْكَ أَرْغَبُ یَا غَایَةَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ مُعْتَمَدَ الْمُضْطَهَدِینَ وَ مُنْجِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مُثِیبَ الصَّابِرِینَ وَ عِصْمَةَ الصَّالِحِینَ وَ حِرْزَ الْعَارِفِینَ وَ أَمَانَ الْخَائِفِینَ وَ ظَهْرَ اللَّاجِینَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ وَ طَالِبَ الْغَادِرِینَ وَ مُدْرِكَ الْهَارِبِینَ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرَ النَّاصِرِینَ وَ خَیْرَ الْفَاصِلِینَ وَ خَیْرَ الْغَافِرِینَ وَ أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ- لَا یُمْتَنَعُ مِنْ بَطْشِهِ وَ لَا یُنْتَصَرُ مِنْ عِقَابِهِ وَ لَا یُحْتَالُ لِكَیْدِهِ وَ لَا یُدْرَكُ عِلْمُهُ وَ لَا یُدْرَكُ مُلْكُهُ وَ لَا یُقْهَرُ عِزُّهُ وَ لَا یُذَلُّ اسْتِكْبَارُهُ وَ لَا یُبْلَغُ جَبَرُوتُهُ وَ لَا تَصْغُرُ عَظَمَتُهُ وَ لَا یَضْمَحِلُّ فَخْرُهُ وَ لَا یَتَضَعْضَعُ رُكْنُهُ وَ لَا تُرَامُ قُوَّتُهُ الْمُحْصِیَ لِبَرِیَّتِهِ الْحَافِظَ أَعْمَالَ خَلْقِهِ- لَا ضِدَّ لَهُ وَ لَا نِدَّ لَهُ وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَا سَمِیَّ لَهُ وَ لَا كُفْوَ لَهُ وَ لَا قَرِیبَ لَهُ وَ لَا شَبِیهَ لَهُ وَ لَا نَظِیرَ لَهُ وَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَ لَا یَبْلُغُ شَیْ ءٌ مَبْلَغَهُ وَ لَا یَقْدِرُ شَیْ ءٌ قُدْرَتَهُ وَ لَا یُدْرِكُ شَیْ ءٌ أَثَرَهُ وَ لَا یَنْزِلُ شَیْ ءٌ مَنْزِلَتَهُ وَ لَا یُدْرَكُ شَیْ ءٌ أَحْرَزَهُ وَ لَا یَحُولُ دُونَهُ شَیْ ءٌ- بَنَی السَّمَاوَاتِ فَأَتْقَنَهُنَّ وَ مَا فِیهِنَّ بِعَظَمَتِهِ وَ دَبَّرَ أَمْرَهُ تَدْبِیراً فِیهِنَّ بِحِكْمَتِهِ وَ كَانَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ لَا بِأَوَّلِیَّةٍ قَبْلَهُ وَ كَانَ كَمَا یَنْبَغِی لَهُ یَرَی وَ لَا یُرَی وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَعْلَمُ السِّرَّ وَ الْعَلَانِیَةَ وَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ وَ لَیْسَ لِنَقِمَتِهِ وَاقِیَةٌ یَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْری وَ لَا تُحْصِنُ مِنْهُ الْقُصُورُ وَ لَا تُجِنُّ مِنْهُ السُّتُورُ وَ لَا تُكِنُّ مِنْهُ الْجُدُورُ وَ لَا تُوَارِی مِنْهُ الْبُحُورُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَعْلَمُ هَمَاهِمَ الْأَنْفُسِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ وَسَاوِسَهَا وَ نِیَّاتِ الْقُلُوبِ وَ نُطْقَ الْأَلْسُنِ وَ رَجْعَ الشِّفَاهِ وَ بَطْشَ الْأَیْدِی وَ نَقْلَ الْأَقْدَامِ وَ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ السِّرَّ وَ أَخْفی وَ النَّجْوَی وَ ما تَحْتَ الثَّری وَ لَا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ وَ لَا یُفَرِّطُ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا یَنْسَی

ص: 229

شَیْئاً لِشَیْ ءٍ أَسْأَلُكَ یَا مَنْ عَظُمَ صَفْحُهُ وَ حَسُنَ صُنْعُهُ وَ كَرُمَ عَفْوُهُ وَ كَثُرَتْ نِعْمَتُهُ وَ لَا یُحْصَی إِحْسَانُهُ وَ جَمِیلُ بَلَائِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ حَوَائِجِیَ الَّتِی أَفْضَیْتُ بِهَا إِلَیْكَ وَ قُمْتُ بِهَا بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَنْزَلْتُهَا بِكَ وَ شَكَوْتُهَا إِلَیْكَ مَعَ مَا كَانَ مِنْ تَفْرِیطِی فِیمَا أَمَرْتَنِی وَ تَقْصِیرِی فِیمَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ یَا نُورِی فِی كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ یَا أُنْسِی فِی كُلِّ وَحْشَةٍ وَ یَا ثِقَتِی فِی كُلِّ شَدِیدَةٍ وَ یَا رَجَائِی فِی كُلِّ كُرْبَةٍ وَ یَا وَلِیِّی فِی كُلِّ نِعْمَةٍ وَ یَا دَلِیلِی فِی الظَّلَامِ أَنْتَ دَلِیلِی إِذَا انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الْأَدِلَّاءِ فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لَا تَنْقَطِعُ لَا یَضِلُّ مَنْ هَدَیْتَ وَ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَأَسْبَغْتَ وَ رَزَقْتَنِی فَوَفَّرْتَ وَ وَعَدْتَنِی فَأَحْسَنْتَ وَ أَعْطَیْتَنِی فَأَجْزَلْتَ بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذَلِكَ بِعَمَلٍ مِنِّی وَ لَكِنِ ابْتِدَاءً مِنْكَ بِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ فَأَنْفَقْتُ نِعْمَتَكَ فِی مَعَاصِیكَ وَ تَقَوَّیْتُ بِرِزْقِكَ عَلَی سَخَطِكَ وَ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِیمَا لَا تُحِبُّ فَلَمْ یَمْنَعْكَ جُرْأَتِی عَلَیْكَ وَ رُكُوبِی مَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ وَ دُخُولِی فِیمَا حَرَّمْتَ عَلَیَّ أَنْ عُدْتُ فِی مَعَاصِیكَ فَأَنْتَ الْعَائِدُ بِالْفَضْلِ وَ أَنَا الْعَائِدُ فِی الْمَعَاصِی وَ أَنْتَ یَا سَیِّدِی خَیْرُ الْمَوَالِی لِعَبِیدِهِ وَ أَنَا شَرُّ الْعَبِیدِ أَدْعُوكَ فَتُجِیبُنِی وَ أَسْأَلُكَ فَتُعْطِینِی وَ أَسْكُتُ عَنْكَ فَتَبْتَدِئُنِی وَ أَسْتَزِیدُكَ فَتَزِیدُنِی فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا لَكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ.

أَنَا الَّذِی لَمْ أَزَلْ أُسِی ءُ وَ تَغْفِرُ وَ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْهَلَكَةِ وَ تُنْجِینِی وَ لَمْ أَزَلْ أُضَیَّعُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی تَقَلُّبِی فَتَحْفَظُنِی فَرَفَعْتَ خَسِیسَتِی وَ أَقَلْتَ عَثْرَتِی وَ سَتَرْتَ عَوْرَتِی وَ لَمْ تَفْضَحْنِی بِسَرِیرَتِی وَ لَمْ تُنَكِّسْ بِرَأْسِی عِنْدَ إِخْوَانِی بَلْ سَتَرْتَ عَلَیَّ الْقَبَائِحَ الْعِظَامَ وَ الْفَضَائِحَ الْكِبَارَ وَ أَظْهَرْتَ حَسَنَاتِیَ الْقَلِیلَةَ الصِّغَارَ مَنّاً مِنْكَ عَلَیَّ وَ تَفَضُّلًا وَ إِحْسَاناً وَ إِنْعَاماً وَ اصْطِنَاعاً ثُمَّ أَمَرْتَنِی فَلَمْ أَئْتَمِرْ وَ زَجَرْتَنِی فَلَمْ أَنْزَجِرْ وَ لَمْ أَشْكُرْ نِعْمَتَكَ وَ لَمْ أَقْبَلْ نَصِیحَتَكَ وَ لَمْ أُؤَدِّ حَقَّكَ وَ لَمْ أَتْرُكْ مَعَاصِیَكَ بَلْ عَصَیْتُكَ بِعَیْنِی وَ لَوْ شِئْتَ أَعْمَیْتَنِی فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ عَصَیْتُكَ بِسَمْعِی وَ لَوْ شِئْتَ أَصْمَمْتَنِی فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ عَصَیْتُكَ بِرِجْلِی

ص: 230

وَ لَوْ شِئْتَ جَذَمْتَنِی فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ عَصَیْتُكَ بِفَرْجِی وَ لَوْ شِئْتَ لَعَقَمْتَنِی (1) فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ عَصَیْتُكَ بِجَمِیعِ جَوَارِحِی وَ لَمْ یَكُ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّی فَعَفْوَكَ عَفْوَكَ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِی وَ الْخَاشِعُ بِذُلِّی الْمُسْتَكِینُ لَكَ بِجُرْمِی مُقِرٌّ لَكَ بِجِنَایَتِی مُتَضَرِّعٌ إِلَیْكَ رَاجٍ لَكَ فِی مَوْقِفِی هَذَا تَائِبٌ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِی وَ مِنِ اقْتِرَافِی وَ مُسْتَغْفِرٌ لَكَ مِنْ ظُلْمِی لِنَفْسِی رَاغِبٌ إِلَیْكَ فِی فَكَاكِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ مُبْتَهِلٌ إِلَیْكَ فِی الْعَفْوِ عَنِ الْمَعَاصِی طَالِبٌ إِلَیْكَ أَنْ تُنْجِحَ لِی حَوَائِجِی وَ تُعْطِیَنِی فَوْقَ رَغْبَتِی وَ أَنْ تَسْمَعَ نِدَائِی وَ تَسْتَجِیبَ دُعَائِی وَ تَرْحَمَ تَضَرُّعِی وَ شَكْوَایَ وَ كَذَلِكَ الْعَبْدُ الْخَاطِئُ یَخْضَعُ لِسَیِّدِهِ وَ یَخْشَعُ لِمَوْلَاهُ بِالذُّلِّ یَا أَكْرَمَ مَنْ أَقَرَّ لَهُ كُلٌّ بِالذُّنُوبِ وَ أَكْرَمَ مَنْ خُضِعَ لَهُ وَ خُشِعَ مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ خَاضِعٌ لَكَ بِذُلِّهِ فَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَیَّ بِوَجْهِكَ وَ تَنْشُرَ عَلَیَّ رَحْمَتَكَ وَ تُنَزِّلَ عَلَیَّ شَیْئاً مِنْ بَرَكَاتِكَ وَ تَرْفَعَ لِی إِلَیْكَ صَوْتاً أَوْ تَغْفِرَ لِی ذَنْباً أَوْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِیئَةٍ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ مُسْتَجِیراً بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ وَ مُتَوَجِّهاً إِلَیْكَ وَ مُتَوَسِّلًا إِلَیْكَ وَ مُتَقَرِّباً إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ وَ أَكْرَمِهِمْ لَدَیْكَ وَ أَوْلَاهُمْ بِكَ وَ أَطْوَعِهِمْ لَكَ وَ أَعْظَمِهِمْ مِنْكَ مَنْزِلَةً وَ عِنْدَكَ مَكَاناً وَ بِعِتْرَتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْهُدَاةِ الْمَهْدِیِّینَ الَّذِینَ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَ جَعَلْتَهُمْ وُلَاةَ الْأَمْرِ بَعْدَ نَبِیِّكَ یَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَ یَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ قَدْ بَلَغَ مَجْهُودِی فَهَبْ لِی نَفْسِیَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ لَا قُوَّةَ لِی عَلَی سَخَطِكَ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی عَذَابِكَ وَ لَا غِنًی بِی عَنْ رَحْمَتِكَ تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ غَیْرِی وَ لَا أَجِدُ مَنْ یَرْحَمُنِی غَیْرَكَ وَ لَا قُوَّةَ لِی عَلَی الْبَلَاءِ وَ لَا طَاقَةَ لِی عَلَی الْجَهْدِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِآلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِالْأَئِمَّةِ الَّذِینَ اخْتَرْتَهُمْ لِسِرِّكَ وَ أَطْلَعْتَهُمْ عَلَی وَحْیِكَ وَ اخْتَرْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَ طَهَّرْتَهُمْ

ص: 231


1- 1. راجع شرح ذلك الی بحار الأنوار الطبعة الجدیدة ج 25 ص 203- 205 و هكذا ص 209- 211.

وَ خَلَّصْتَهُمْ وَ اصْطَفَیْتَهُمْ وَ صَفَّیْتَهُمْ وَ جَعَلْتَهُمْ هُدَاةً مَهْدِیِّینَ وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلَی وَحْیِكَ وَ عَصَمْتَهُمْ عَنْ مَعَاصِیكَ وَ رَضِیتَهُمْ لِخَلْقِكَ وَ خَصَصْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَ اجْتَبَیْتَهُمْ وَ حَبَوْتَهُمْ وَ جَعَلْتَهُمْ حُجَجاً عَلَی خَلْقِكَ وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ لَمْ تُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِی مَعْصِیَتِهِمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَی مَنْ بَرَأْتَ وَ أَتَوَسَّلُ بِهِمْ إِلَیْكَ فِی مَوْقِفِی الْیَوْمَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ خِیَارِ وَفْدِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمِ صُرَاخِی وَ اعْتِرَافِی بِذَنْبِی وَ تَضَرُّعِی وَ ارْحَمْ طَرْحِی رَحْلِی بِفِنَائِكَ وَ ارْحَمْ مَسِیرِی إِلَیْكَ یَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ یَا عَظِیماً یُرْجَی لِكُلِّ عَظِیمٍ اغْفِرْ لِی ذَنْبِیَ الْعَظِیمَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ یَا رَبَّ الْمُؤْمِنِینَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی یَا مَنَّانُ مُنَّ عَلَیَّ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا مَنْ لَا یُخَیِّبُ سَائِلَهُ لَا تَرُدَّنِی یَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّی یَا تَوَّابُ تُبْ عَلَیَّ وَ اقْبَلْ تَوْبَتِی یَا مَوْلَایَ حَاجَتِیَ الَّتِی إِنْ أَعْطَیْتَنِیهَا لَمْ یَضُرَّنِی مَا مَنَعْتَنِی وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی مَا أَعْطَیْتَنِی فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَنِّی تَحِیَّةً وَ سَلَاماً وَ بِهِمُ الْیَوْمَ فَاسْتَنْقِذْنِی یَا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ یَا مَنْ یَجْزِی عَلَی الْعَفْوِ یَا مَنْ یَعْفُو یَا مَنْ رَضِیَ بِالْعَفْوِ یَا مَنْ یُثِیبُ عَلَی الْعَفْوِ الْعَفْوَ الْعَفْوَ یَقُولُهَا عِشْرِینَ مَرَّةً أَسْأَلُكَ الْیَوْمَ الْعَفْوَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ هَذَا مَكَانُ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ هَذَا مَكَانُ الْمُضْطَرِّ إِلَی رَحْمَتِكَ هَذَا مَكَانُ الْمُسْتَجِیرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْكَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ یَا أَمَلِی یَا رَجَائِی یَا خَیْرَ مُسْتَغَاثٍ یَا أَجْوَدَ الْمُعْطِینَ یَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ یَا سَیِّدِی یَا مَوْلَایَ یَا رَجَائِی وَ ثِقَتِی وَ مُعْتَمَدِی وَ یَا ذُخْرِی وَ ظَهْرِی وَ عُدَّتِی وَ غَایَةَ أَمَلِی وَ رَغْبَتِی یَا غِیَاثِی یَا وَارِثِی مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِی فِی هَذَا الْیَوْمِ الَّذِی فَزِعْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ كَثُرَتْ فِیهِ الْأَصْوَاتُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُقَلِّبَنِی فِیهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً بِأَفْضَلِ مَا انْقَلَبَ بِهِ مَنْ رَضِیتَ عَنْهُ وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ قَبِلْتَهُ وَ أَجْزَلْتَ حِبَاهُ وَ غَفَرْتَ ذُنُوبَهُ وَ أَكْرَمْتَهُ وَ لَمْ تَسْتَبْدِلْ بِهِ سِوَاهُ وَ شَرَّفْتَ

ص: 232

مَقَامَهُ وَ بَاهَیْتَ بِهِ مَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنْهُ وَ قَلَبْتَهُ بِكُلِّ حَوَائِجِهِ وَ أَحْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ حَیَاةً طَیِّبَةً وَ خَتَمْتَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَ أَلْحَقْتَهُ بِمَنْ تَوَلَّاهُ.

اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةً وَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً وَ لِكُلِّ سَائِلٍ لَكَ عَطِیَّةً وَ لِكُلِّ رَاجٍ لَكَ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ مُلْتَمِسِ مَا عِنْدَكَ جَزَاءً وَ لِكُلِّ رَاغِبٍ إِلَیْكَ هِبَةً وَ لِكُلِّ مَنْ فَزِعَ إِلَیْكَ رَحْمَةً وَ لِكُلِّ مَنْ رَغِبَ فِیكَ زُلْفَی وَ لِكُلِّ مُتَضَرِّعٍ إِلَیْكَ إِجَابَةً وَ لِكُلِّ مُسْتَكِینٍ إِلَیْكَ رَأْفَةً وَ لِكُلِّ نَازِلٍ بِكَ حِفْظاً وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ عَفْواً وَ قَدْ وَفَدْتُ إِلَیْكَ وَ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِی شَرَّفْتَهُ رَجَاءً لِمَا عِنْدَكَ فَلَا تَجْعَلْنِیَ الْیَوْمَ أَخْیَبَ وَفْدِكَ وَ أَكْرِمْنِی بِالْجَنَّةِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِالْمَغْفِرَةِ وَ جَمِّلْنِی بِالْعَافِیَةِ وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ شَرَّ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً وَ سَلِّمْنِی مَا بَیْنِی وَ بَیْنَ لِقَائِكَ حَتَّی تُبْلِغَنِی الدَّرَجَةَ الَّتِی فِیهَا مُرَافَقَةُ أَوْلِیَائِكَ وَ اسْقِنِی مِنْ حَوْضِهِمْ مَشْرَباً رَوِیّاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِمْ وَ تَوَفَّنِی فِی حِزْبِهِمْ وَ عَرِّفْنِی وُجُوهَهُمْ فِی رِضْوَانِكَ وَ الْجَنَّةِ فَإِنِّی رَضِیتُ بِهِمْ هُدَاةً یَا كَافِیَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا أَحْذَرُ وَ شَرَّ مَا لَا أَحْذَرُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی أَحَدٍ سِوَاكَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا رَزَقْتَنِی وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِی غَیْرِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا إِلَی رَأْیِی فَیُعْجِزَنِی وَ لَا إِلَی الدُّنْیَا فَتَلْفِظَنِی وَ لَا إِلَی قَرِیبٍ وَ لَا بَعِیدٍ بَلْ تَفَرَّدْ بِالصُّنْعِ لِی یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ اللَّهُمَّ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ فِی هَذَا الْیَوْمِ تَطَوَّلْ عَلَیَّ فِیهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الْأَمْكِنَةِ الشَّرِیفَةِ وَ رَبَّ كُلِّ حَرَمٍ وَ مَشْعَرٍ عَظَّمْتَ قَدْرَهُ وَ شَرَّفْتَهُ وَ بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ بِالْحِلِّ وَ الْحَرَامِ وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْجِحْ لِی كُلَّ حَاجَةٍ مِمَّا فِیهِ صَلَاحُ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ لِمَنْ وَلَدَنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ اجْزِهِمَا عَنِّی خَیْرَ الْجَزَاءِ وَ عَرِّفْهُمَا بِدُعَائِی لَهُمَا مَا تَقَرُّ بِهِ أَعْیُنُهُمَا فَإِنَّهُمَا قَدْ

ص: 233

سَبَقَانِی إِلَی الْغَایَةِ وَ خَلَقْتَنِی بَعْدَهُمَا فَشَفِّعْنِی فِی نَفْسِی وَ فِیهِمَا وَ فِی جَمِیعِ أَسْلَافِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذَا الْیَوْمِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ وَ انْصُرْهُمْ وَ انْتَصِرْ بِهِمْ وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ وَ بَلِّغْنِی فَتْحَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی كُلَّ هَوْلٍ دُونَهُ ثُمَّ اقْسِمِ اللَّهُمَّ لِی فِیهِمْ نَصِیباً خَالِصاً یَا مُقَدِّرَ الْآجَالِ یَا مُقَسِّمَ الْأَرْزَاقِ افْسَحْ لِی فِی عُمُرِی وَ ابْسُطْ لِی فِی رِزْقِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْلِحْ لَنَا إِمَامَنَا وَ اسْتَصْلِحْهُ وَ أَصْلِحْ عَلَی یَدَیْهِ وَ آمِنْ خَوْفَهُ وَ خَوْفَنَا عَلَیْهِ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ الَّذِی تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِكَ اللَّهُمَّ امْلَأِ الْأَرْضَ بِهِ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ امْنُنْ بِهِ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَرَامِلِهِمْ وَ مَسَاكِینِهِمْ وَ اجْعَلْنِی مِنْ خِیَارِ مَوَالِیهِ وَ شِیعَتِهِ أَشَدِّهِمْ لَهُ حُبّاً وَ أَطْوَعِهِمْ لَهُ طَوْعاً وَ أَنْفَذِهِمْ لِأَمْرِهِ وَ أَسْرَعِهِمْ إِلَی مَرْضَاتِهِ وَ أَقْبَلِهِمْ لِقَوْلِهِ وَ أَقْوَمِهِمْ بِأَمْرِهِ وَ ارْزُقْنِی الشَّهَادَةَ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ اللَّهُمَّ إِنِّی خَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَ الْوَلَدَ وَ مَا خَوَّلْتَنِی وَ خَرَجْتُ إِلَیْكَ وَ وَكَلْتُ مَا خَلَّفْتُ إِلَیْكَ فَأَحْسِنْ عَلَیَّ فِیهِمُ الْخَلَفَ فَإِنَّكَ وَلِیُّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1).

و من هذا الموضع زیادة لیس من هذا الفصل و هو مضاف إلیه:

اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ وَ أَجَلِی بِعِلْمِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ أَنْ تُسَلِّمَ لِی مَنَاسِكِیَ الَّتِی أَرَیْتَهَا إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَكَ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهَا نَبِیَّكَ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمَا اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ رَضِیتَ عَمَلَهُ وَ أَطَلْتَ عُمُرَهُ وَ أَحْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ حَیَاةً طَیِّبَةً الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نَعْمَائِهِ الَّتِی لَا تُحْصَی بِعَدَدٍ وَ لَا تُكَافَی بِعَمَلٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ فَضَّلَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِیلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَزَقَنِی وَ لَمْ أَكُ أَمْلِكُ شَیْئاً الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ

ص: 234


1- 1. كتاب الاقبال: 358- 365.

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی رَحْمَتِهِ الَّتِی سَبَقَتْ غَضَبَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الَّذِی اصْطَفَیْتَهُ لِرِسَالاتِكَ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ أَوَّلَ شَافِعٍ وَ أَوَّلَ مُشَفَّعٍ وَ أَوَّلَ قَائِلٍ وَ أَنْجَحَ سَائِلٍ إِنَّكَ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ وَ تَكْشِفُ السُّوءَ وَ تُغِیثُ الْمَكْرُوبَ وَ تَشْفِی السَّقِیمَ وَ تُغْنِی الْفَقِیرَ وَ تَجْبُرُ الْكَسِیرَ وَ لَیْسَ فَوْقَكَ أَمِیرٌ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَزِیرَ أَسْأَلُكَ بِعَظِیمِ مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِیمِ أَسْمَائِكَ وَ جَمِیلِ ثَنَائِكَ وَ خَاصَّةِ آلَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ عَشِیَّتِی هَذِهِ أَعْظَمَ عَشِیَّةٍ مَرَّتْ عَلَیَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِی إِلَی الدُّنْیَا بَرَكَةً فِی عِصْمَةِ دِینِی وَ خَلَاصِ نَفْسِی وَ قَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَشْفِیعِی فِی مَسَائِلِی وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَلَیَّ وَ صَرْفِ السُّوءِ عَنِّی وَ لِبَاسِ الْعَافِیَةِ لِی وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَیْهِ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْ هَذِهِ الْعَشِیَّةَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی حَتَّی تُبَلِّغَنِیهَا مِنْ قَابِلٍ مَعَ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ الزُّوَّارِ- لِقَبْرِ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ فِی أَعْفَی عَافِیَتِكَ وَ أَعَمِّ نِعْمَتِكَ وَ أَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْزَلِ قِسْمِكَ وَ أَوْسَعِ رِزْقِكَ وَ أَفْضَلِ الرَّجَاءِ وَ أَنَا لَكَ عَلَی أَحْسَنِ الْوَفَاءِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ دُعَائِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ تَذَلُّلِی وَ اسْتِكَانَتِی وَ تَوَكُّلِی فَإِنِّی لَكَ سِلْمٌ لَا أَرْجُو نَجَاحاً وَ لَا مُعَافَاةً وَ لَا تَشْرِیفاً إِلَّا بِكَ وَ مِنْكَ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِتَبْلِیغِی هَذِهِ الْعَشِیَّةَ مِنْ قَابِلٍ وَ أَنَا مُعَافًی مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ مَحْذُورٍ وَ مِنْ جَمِیعِ الْبَوَائِقِ وَ أَعِنِّی عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ اصْطَفَیْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ لِخَلْقِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْنِی فِی دِینِی وَ امْدُدْ لِی فِی عُمُرِی وَ أَصِحَّ جِسْمِی یَا مَنْ رَحِمَنِی وَ أَعْطَانِی سُؤْلِی فَاغْفِرْ لِی ذَنْبِی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَمِّمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ أَجَلِی حَتَّی تَتَوَفَّانِی وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ وَ لَا تُخْرِجْنِی مِنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ فَإِنِّی اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِكَ فَلَا تَكِلْنِی إِلَی غَیْرِكَ وَ عَلِّمْنِی مَا یَنْفَعُنِی وَ امْلَأْ قَلْبِی عِلْماً وَ خَوْفاً مِنْ سَطَوَاتِكَ وَ نَقِمَاتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَیْكَ الْمُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ الْخَائِفِ مِنْ عُقُوبَتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی

ص: 235

وَ تَحَنَّنْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ أَنْ تَجُودَ عَلَیَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَ تُؤَدِّیَ عَنِّی فَرِیضَتَكَ وَ تُغْنِیَنِی بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ وَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ مِنْ أَدْعِیَةِ یَوْمِ عَرَفَةَ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ هُوَ دُعَاءٌ اشْتَمَلَ عَلَی الْمَعَانِی الرَّبَّانِیَّةِ وَ أَدَبِ الْعُبُودِیَّةِ مَعَ الْجَلَالَةِ الْإِلَهِیَّةِ: اللَّهُمَّ إِنَّ مَلَائِكَتَكَ مُشْفِقُونَ مِنْ خَشْیَتِكَ سَامِعُونَ مُطِیعُونَ لَكَ وَ هُمْ بِأَمْرِكَ یَعْمَلُونَ- لَا یَفْتَرُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ یُسَبِّحُونَ وَ أَنَا أَحَقُّ بِالْخَوْفِ الدَّائِمِ لِإِسَاءَتِی عَلَی نَفْسِی وَ تَفْرِیطِهَا إِلَی اقْتِرَابِ أَجَلِی فَكَمْ لِی یَا رَبِّ مِنْ ذَنْبٍ أَنَا فِیهِ مَغْرُورٌ مُتَحَیِّرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ أَكْثَرْتُ عَلَی نَفْسِی مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْإِسَاءَةِ وَ أَكْثَرْتَ عَلَیَّ مِنَ الْمُعَافَاةِ سَتَرْتَ عَلَیَّ وَ لَمْ تَفْضَحْنِی بِمَا أَحْسَنْتَ لِیَ النَّظَرَ وَ أَقَلْتَنِی الْعَثْرَةَ وَ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ فِیهَا مُسْتَدْرَجاً فَقَدْ یَنْبَغِی لِی أَنْ أَسْتَحْیِیَ مِنْ كَثْرَةِ مَعَاصِیَّ ثُمَّ لَمْ تَهْتِكْ لِی سِرّاً وَ لَمْ تُبْدِ لِی عَوْرَةً وَ لَمْ تَقْطَعْ عَنِّی الرِّزْقَ وَ لَمْ تُسَلِّطْ عَلَیَّ جَبَّاراً وَ لَمْ تَكْشِفْ عَنِّی غِطَاءً مُجَازَاةً لِذُنُوبِی تَرَكْتَنِی كَأَنِّی لَا ذَنْبَ لِی كَفَفْتَ عَنْ خَطِیئَتِی وَ زَكَّیْتَنِی بِمَا لَیْسَ فِیَّ أَنَا الْمُقِرُّ عَلَی نَفْسِی بِمَا جَنَتْ عَلَیَّ یَدَایَ وَ مَشَتْ إِلَیْهِ رِجْلَایَ وَ بَاشَرَ جَسَدِی وَ نَظَرَتْ إِلَیْهِ عَیْنَایَ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَایَ وَ عَمِلَتْهُ جَوَارِحِی وَ نَطَقَ بِهِ لِسَانِی وَ عَقَدَ عَلَیْهِ قَلْبِی فَأَنَا الْمُسْتَوْجِبُ یَا إِلَهِی زَوَالَ نِعْمَتِكَ وَ مُفَاجَأَةَ نَقِمَتِكَ وَ تَحْلِیلَ عُقُوبَتِكَ لِمَا اجْتَرَأْتُ عَلَیْهِ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ ضَیَّعْتُ مِنْ حُقُوقِكَ أَنَا صَاحِبُ الذُّنُوبِ الْكَبِیرَةِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَدُهَا وَ صَاحِبُ الْجُرْمِ الْعَظِیمِ أَنَا الَّذِی أَحْلَلْتُ الْعُقُوبَةَ بِنَفْسِی وَ أَوْبَقْتُهَا بِالْمَعَاصِی جُهْدِی وَ طَاقَتِی وَ عَرَّضْتُهَا لِلْمَهَالِكِ بِكُلِّ قُوَّتِی إِلَهِی أَنَا الَّذِی لَمْ أَشْكُرْ نِعَمَكَ عِنْدَ مَعَاصِی إِیَّاكَ وَ لَمْ أَدَعْهَا عِنْدَ حُلُولِ الْبَلِیَّةِ وَ لَمْ أَقِفْ عِنْدَ الْهَوَی وَ لَمْ أُرَاقِبْكَ یَا إِلَهِی أَنَا الَّذِی لَمْ أَعْقِلْ عِنْدَ الذُّنُوبِ نَهْیَكَ وَ لَمْ أُرَاقِبْ عِنْدَ اللَّذَّاتِ زَجْرَكَ وَ لَمْ أَقْبَلْ عِنْدَ الشَّهْوَةِ نَصِیحَتَكَ وَ رَكِبْتُ الْجَهْلَ بَعْدَ الْحِلْمِ وَ غَدَوْتُ إِلَی الظُّلْمِ بَعْدَ الْعِلْمِ اللَّهُمَّ فَكَمَا حَلُمْتَ عَنِّی فِیمَا اجْتَرَأْتُ عَلَیْهِ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ عَرَفْتَ تَضْیِیعِی حَقَّكَ وَ ضَعْفِی عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَ رُكُوبِی مَعْصِیَتَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی لَسْتُ ذَا عُذْرٍ فَأَعْتَذِرَ وَ لَا ذَا حِیلَةٍ فَأَنْتَصِرَ اللَّهُمَّ قَدْ أَسَأْتُ وَ ظَلَمْتُ وَ بِئْسَ مَا

ص: 236

صَنَعْتُ عَمِلْتُ سُوءاً لَمْ تَضُرَّكَ ذُنُوبِی فَأَسْتَغْفِرَكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ سُبْحَانَكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُهُ غَیْرِی وَ لَا أَجِدُ مَنْ یَرْحَمُنِی سِوَاكَ اللَّهُمَّ فَلَوْ كَانَ لِی مَهْرَبٌ لَهَرَبْتُ وَ لَوْ كَانَ لِی مَصْعَدٌ فِی السَّمَاءِ أَوْ مَسْلَكٌ فِی الْأَرْضِ لَسَلَكْتُ وَ لَكِنَّهُ لَا مَهْرَبَ لِی وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَنْجَی وَ لَا مَأْوَی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنَا وَ إِنْ تَرْحَمْنِی فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ بِمَنِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ وَحْدَانِیَّتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ سُلْطَانِكَ فَقَدِیماً مَا مَنَنْتَ عَلَی أَوْلِیَائِكَ وَ مُسْتَحِقِّی عُقُوبَتِكَ بِالْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ سَیِّدِی عَافِیَةَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ عَافِیَتَكَ وَ عَفْوَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ عَفْوَكَ وَ رَحْمَةَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ رَحْمَتَكَ وَ مَغْفِرَةَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ مَغْفِرَتَكَ وَ رِزْقَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ رِزْقَكَ وَ فَضْلَ مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُ فَضْلَكَ سَیِّدِی أَكْثَرْتَ عَلَیَّ مِنَ النِّعَمِ وَ أَقْلَلْتُ لَكَ مِنَ الشُّكْرِ فَكَمْ لَكَ عِنْدِی مِنْ نِعْمَةٍ لَا یُحْصِیهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ مَا أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدِی وَ أَحْسَنَ فِعَالَكَ نَادَیْتُكَ مُسْتَغِیثاً مُسْتَصْرِخاً فَأَغَثْتَنِی وَ سَأَلْتُكَ عَائِلًا فَأَغْنَیْتَنِی وَ نَأَیْتُ فَكُنْتَ قَرِیباً مُجِیباً وَ اسْتَعَنْتُ بِكَ مُضْطَرّاً فَأَعَنْتَنِی وَ وَسَّعْتَ عَلَیَّ وَ هَتَفْتُ إِلَیْكَ فِی مَرَضِی فَكَشَفْتَهُ عَنِّی وَ انْتَصَرْتُ بِكَ فِی رَفْعِ الْبَلَاءِ فَوَجَدْتُكَ یَا مَوْلَایَ نِعْمَ الْمَوْلَی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ وَ كَیْفَ لَا أَشْكُرُكَ یَا إِلَهِی أَطْلَقْتَ لِسَانِی بِذِكْرِكَ رَحْمَةً لِی مِنْكَ وَ أَضَأْتَ لِی بَصَرِی بِلُطْفِكَ حُجَّةً مِنْكَ عَلَیَّ وَ سَمِعَتْ أُذُنَایَ بِقُدْرَتِكَ نَظَراً مِنْكَ وَ دَلَلْتَ عَقْلِی عَلَی تَوْبِیخِ نَفْسِی إِلَیْكَ أَشْكُو ذُنُوبِی فَإِنَّهَا لَا مَجْرَی لِبَثِّهَا إِلَّا إِلَیْكَ فَفَرِّجْ عَنِّی مَا ضَاقَ بِهِ صَدْرِی وَ خَلِّصْنِی مِنْ كُلِّ مَا أَخَافُ عَلَی نَفْسِی مِنْ أَمْرِ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ أَهْلِی وَ مَالِی فَقَدِ اسْتَصْعَبَ عَلَیَّ شَأْنِی وَ شُتِّتَ عَلَیَّ أَمْرِی وَ قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَی هَلَكَتِی نَفْسِی وَ إِذَا تَدَارَكْتَنِی مِنْكَ رَحْمَةً تُنْقِذُنِی بِهَا فَمَنْ لِی بَعْدَكَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْكَرِیمُ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا اللَّئِیمُ الْعَوَّادُ بِالْمَعَاصِی فَاحْلُمْ یَا حَلِیمُ عَنْ جَهْلِی وَ أَقِلْنِی یَا مُقِیلَ عَثْرَتِی وَ تَقَبَّلْ یَا رَحِیمُ تَوْبَتِی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ.

لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ كَیْفَ یَسْتَغْنِی الْعَبْدُ عَنْ رَبِّهِ وَ كَیْفَ یَسْتَغْنِی الْمُذْنِبُ عَمَّنْ یَمْلِكُ

ص: 237

عُقُوبَتَهُ وَ مَغْفِرَتَهُ سَیِّدِی لَمْ أَزْدَدْ إِلَیْكَ إِلَّا فَقْراً وَ لَمْ تَزْدَدْ عَنِّی إِلَّا غِنًی وَ لَمْ تَزْدَدْ ذُنُوبِی إِلَّا كَثْرَةً وَ لَمْ یَزْدَدْ عَفْوُكَ إِلَّا سَعَةً سَیِّدِی ارْحَمْ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ انْتِصَابِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ طَلَبِی مَا لَدَیْكَ تَوْبَةً فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سَیِّدِی مُتَعَوِّذاً بِكَ مُتَضَرِّعاً إِلَیْكَ بَائِساً فَقِیراً تَائِباً غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ وَ لَا مُسْتَسْخِطٍ بَلْ مُسْتَسْلِمٌ لِأَمْرِكَ رَاضٍ بِقَضَائِكَ- لَا آیِسٌ مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا آمِنٌ مِنْ مَكْرِكَ وَ لَا قَانِطٌ مِنْ رَحْمَتِكَ سَیِّدِی بَلْ مُشْفِقٌ مِنْ عَذَابِكَ رَاجٍ لِرَحْمَتِكَ لِعِلْمِی بِكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَإِنَّهُ لَنْ یُجِیرَنِی مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُحْسِنَ فِی رَامِقَةِ الْعُیُونِ عَلَانِیَتِی وَ تَفْتَحَ فِیمَا أَخْلُو لَكَ سَرِیرَتِی مُحَافِظاً عَلَی رِئَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِی مُضَیِّعاً مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَیْهِ مِنِّی فَأُبْدِیَ لَكَ بِأَحْسَنِ أَمْرِی وَ أَخْلُو لَكَ بَشَرِّ فِعْلِی تَقَرُّباً إِلَی الْمَخْلُوقِینَ بِحَسَنَاتِی وَ فِرَاراً مِنْهُمْ إِلَیْكَ بِسَیِّئَاتِی حَتَّی كَأَنَّ الثَّوَابَ لَیْسَ مِنْكَ وَ كَأَنَّ الْعِقَابَ لَیْسَ إِلَیْكَ قَسْوَةً مِنْ مَخَافَتِكَ مِنْ قَلْبِی وَ زَلَلًا عَنْ قُدْرَتِكَ مِنْ جَهْلِی فَیَحِلُّ بِی غَضَبُكَ وَ یَنَالُنِی مَقْتُكَ فَأَعِذْنِی مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ قِنِی بِوِقَایَتِكَ الَّتِی وَقَیْتَ بِهَا عِبَادَكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّی مَا كَانَ صَالِحاً وَ أَصْلِحْ مِنِّی مَا كَانَ فَاسِداً وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ مَنْ لَا یَرْحَمُنِی وَ لَا بَاغِیاً وَ لَا حَاسِداً اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ غَمٍّ وَ ثَبِّتْنِی فِی كُلِّ مَقَامٍ وَ اهْدِنِی فِی كُلِّ سَبِیلٍ مِنْ سُبُلِ الْحَقِّ وَ حُطَّ عَنِّی كُلَّ خَطِیئَةٍ وَ أَنْقِذْنِی مِنَ كُلِّ هَلَكَةٍ وَ بَلِیَّةٍ وَ عَافِنِی أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ اغْفِرْ لِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی وَ لَقِّنِی رَوْحاً وَ رَیْحَاناً وَ جَنَّةَ نَعِیمٍ أَبَدَ الْآبِدِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

وَ مِنْ أَدْعِیَةِ یَوْمِ عَرَفَةَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی إِیَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَدْعُو فِی یَوْمِ عَرَفَةَ فِی الْمَوْقِفِ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَنَسَخْتُهُ تَقُولُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ مِنْ یَوْمِ عَرَفَةَ وَ أَنْتَ بِهَا تُصَلِّی الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ ثُمَّ ائْتِ الْمَوْقِفَ وَ كَبِّرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ احْمَدْهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ سَبِّحْهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ هَلِّلْهُ مِائَةَ مَرَّةٍ

ص: 238


1- 1. الإقبال: 358- 369.

وَ اقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَزِیدَ عَلَی ذَلِكَ فَزِدْ وَ اقْرَأْ سُورَةَ الْقَدْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ.

ثُمَّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ إِیَّاكَ أَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ أَسْتَعِینُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُثْنِیَ عَلَیْكَ وَ مَا عَسَی أَنْ أَبْلُغَ مِنْ مَدْحِكَ مَعَ قِلَّةِ عِلْمِی وَ قِصَرِ رَأْیِی وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ وَ أَنَا الذَّلِیلُ وَ أَنْتَ الْقَوِیُّ وَ أَنَا الضَّعِیفُ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ أَنْتَ الْمُعْطِی وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْخَاطِئُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الَّذِی لَا تَمُوتُ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ- اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِی ءُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ یُسَبِّحُ لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِیرُ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ سَابِغُ النَّعْمَاءِ حَسَنُ الْبَلَاءِ جَزِیلُ الْعَطَاءِ مُسْقِطُ الْقَضَاءِ بَاسِطُ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ نَفَّاعٌ بِالْخَیْرَاتِ كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ رَفِیعُ الدَّرَجَاتِ مُنْزِلُ الْآیَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ عَظِیمُ الْبَرَكَاتِ مُخْرِجٌ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُمَاتِ مُبَدِّلُ السَّیِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلُ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ إِنَّكَ دَنَوْتَ فِی عُلُوِّكَ وَ عَلَوْتَ فِی دُنُوِّكَ فَدَنَوْتَ فَلَیْسَ دُونَكَ شَیْ ءٌ وَ ارْتَفَعْتَ فَلَیْسَ فَوْقَكَ شَیْ ءٌ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ

ص: 239

الْأَعْلَی فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَكَ الْكِبْرِیَاءُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ إِنَّكَ غَافِرُ الذُّنُوبِ شَدِیدُ الْعِقَابِ ذُو الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بَلَغَتْ حُجَّتُكَ وَ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ أَنْتَ لَا تُخَیِّبُ سَائِلَكَ أَنْتَ الَّذِی لَا رَافِعَ لِمَا وَضَعْتَ وَ لَا وَاضِعَ لِمَا رَفَعْتَ أَنْتَ الَّذِی أَثْبَتَّ كُلَّ شَیْ ءٍ بِحُكْمِكَ وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِعِلْمِكَ وَ أَبْرَمْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِحُكْمِكَ وَ لَا یَفُوتُكَ شَیْ ءٌ بِعِلْمِكَ وَ لَا یَمْتَنِعُ عَنْكَ شَیْ ءٌ أَنْتَ الَّذِی لَا یُعْجِزُكَ هَارِبُكَ وَ لَا یَرْتَفِعُ صَرِیعُكَ وَ لَا یَحْیَا قَتِیلُكَ أَنْتَ عَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَ مَلَكْتَ فَقَدَرْتَ وَ بَطَنْتَ فَخَبَرْتَ وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ ظَهَرْتَ عَلِمْتَ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ تَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ مَا تَضَعُ- وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ بِمِقْدَارِ أَنْتَ الَّذِی لَا تَنْسَی مَنْ ذَكَرَكَ وَ لَا یُضَیَّعُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْكَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَشْغَلُكَ مَا فِی جَوِّ أَرْضِكَ عَمَّا فِی جَوِّ سَمَاوَاتِكَ وَ لَا یَشْغَلُكَ مَا فِی جَوِّ سَمَاوَاتِكَ عَمَّا فِی جَوِّ أَرْضِكَ أَنْتَ الَّذِی تَعَزَّزْتَ فِی مُلْكِكَ وَ لَمْ یَشْرَكْكَ أَحَدٌ فِی جَبَرُوتِكَ أَنْتَ الَّذِی عَلَا كُلَّ شَیْ ءٍ مُلْكُكَ وَ مَلَكَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَمْرُكَ أَنْتَ الَّذِی مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِكَ وَ اسْتَعْبَدْتَ الْأَرْبَابَ بِعِزَّتِكَ وَ عَلَوْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِفَضْلِكَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُسْتَطَاعُ كُنْهُ وَصْفِكَ وَ لَا مُنْتَهَی لِمَا عِنْدَكَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَصِفُ الْوَاصِفُونَ عَظَمَتَكَ وَ لَا یَسْتَطِیعُ الْمُزَایِلُونَ تَحْوِیلَكَ أَنْتَ شِفَاءٌ لِمَا فِی الصُّدُورِ وَ هُدًی وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُحْفِیكَ سَائِلٌ وَ لَا یَنْقُصُكَ نَائِلٌ وَ لَا یَبْلُغُ مَدْحَكَ مَادِحٌ وَ لَا قَائِلٌ أَنْتَ الْكَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْكَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ أَنْتَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً السَّمَاوَاتُ وَ مَنْ فِیهِنَّ لَكَ وَ الْأَرَضُونَ وَ مَنْ فِیهِنَّ لَكَ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَ الثَّرَی أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَحَطْتَ بِهِ عِلْماً وَ أَنْتَ تَزِیدُ فِی الْخَلْقِ مَا تَشَاءُ وَ أَنْتَ لَا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ وَ أَنْتَ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ وَ أَنْتَ الْقَرِیبُ وَ أَنْتَ الْبَعِیدُ وَ أَنْتَ السَّمِیعُ وَ أَنْتَ الْبَصِیرُ وَ أَنْتَ الْمَاجِدُ وَ أَنْتَ الْأَحَدُ(1)

وَ أَنْتَ الْعَلِیمُ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ وَ أَنْتَ الْبَارُّ وَ أَنْتَ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ الْقَادِرُ

ص: 240


1- 1. الواحد خ ل، الواجد خ ل.

وَ أَنْتَ الْقَاهِرُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی كُلُّهَا وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یَبْخَلُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الَّذِی لَا تَذِلُّ وَ أَنْتَ مُمْتَنِعٌ لَا تُرَامُ یُسَبِّحُ لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ بِالْخَیْرِ أَجْوَدُ مِنْكَ بِالشَّرِّ أَنْتَ رَبِّی وَ رَبُّ آبَائِیَ الْأَوَّلِینَ أَنْتَ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ أَنْتَ نَجَّیْتَ نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ وَ أَنْتَ غَفَرْتَ لِدَاوُدَ ذَنْبَهُ وَ أَنْتَ نَفَّسْتَ عَنْ ذِی النُّونِ كَرْبَهُ وَ أَنْتَ كَشَفْتَ عَنْ أَیُّوبَ ضُرَّهُ وَ أَنْتَ رَدَدْتَ مُوسَی عَلَی أُمِّهِ وَ أَنْتَ صَرَفْتَ قُلُوبَ السَّحَرَةِ إِلَیْكَ حَتَّی قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِینَ وَ أَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَةِ الصَّالِحِینَ- لَا یُذْكَرُ مِنْكَ إِلَّا الْحَسَنُ الْجَمِیلُ وَ مَا لَا یُذْكَرُ أَكْثَرُ لَكَ الْآلَاءُ وَ النِّعَمُ وَ أَنْتَ الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ لَا تُبْلَغُ مِدْحَتُكَ وَ لَا الثَّنَاءُ عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَجَلَّ مَكَانَكَ وَ مَا أَقْرَبَكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ أَلْطَفَكَ بِخَلْقِكَ وَ أَمْنَعَكَ بِقُوَّتِكَ أَنْتَ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ وَ أَسْمَعُ وَ أَبْصَرُ وَ أَعْلَی وَ أَكْبَرُ وَ أَظْهَرُ وَ أَشْكَرُ وَ أَقْدَرُ وَ أَعْلَمُ وَ أَجْبَرُ وَ أَكْبَرُ وَ أَعْظَمُ وَ أَقْرَبُ وَ أَمْلَكُ وَ أَوْسَعُ وَ أَمْنَعُ وَ أَعْطَی وَ أَحْكَمُ وَ أَفْضَلُ وَ أَحْمَدُ مِنْ أَنْ تُدْرِكَ الْعِیَانُ عَظَمَتَكَ أَوْ یَصِفَ الْوَاصِفُونَ صِفَتَكَ أَوْ یَبْلُغُوا غَایَتَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَجَلُّ مَنْ ذُكِرَ وَ أَشْكَرُ مَنْ عُبِدَ وَ أَرْأَفُ مَنْ مَلَكَ وَ أَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطَی تَحْلُمُ بَعْدَ مَا تَعْلَمُ وَ تَعْفُو وَ تَغْفِرُ بَعْدَ مَا تَقْدِرُ لَمْ تُطَعْ قَطُّ إِلَّا بِإِذْنِكَ وَ لَمْ تُعْصَ قَطُّ إِلَّا بِقُدْرَتِكَ تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ وَ تُعْصَی رَبَّنَا فَتَغْفِرُ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَقْرَبُ حَفِیظٍ وَ أَدْنَی شَهِیدٍ حُلْتَ بَیْنَ الْقُلُوبِ وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصِی وَ أَحْصَیْتَ الْأَعْمَالَ وَ عَلِمْتَ الْأَخْبَارَ وَ بِیَدِكَ الْمَقَادِیرُ وَ الْقُلُوبُ إِلَیْكَ مُقْتَصِدَةٌ وَ السِّرُّ عِنْدَكَ عَلَانِیَةٌ وَ الْمُهْتَدِی مَنْ هَدَیْتَ وَ الْحَلَالُ مَا حَلَّلْتَ وَ الْحَرَامُ مَا حَرَّمْتَ وَ الدِّینُ مَا شَرَعْتَ وَ الْأَمْرُ مَا قَضَیْتَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَیْسَ قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَیْسَ بَعْدَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَیْسَ دُونَكَ شَیْ ءٌ اللَّهُمَّ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ النَّصْرِ وَ الْخِذْلَانِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ

ص: 241

لِی كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ فِی ظُلَمِ اللَّیْلِ وَ ضَوْءِ النَّهَارِ عَمْداً أَوْ خَطَأً سِرّاً وَ عَلَانِیَةً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ هُوَ عَلَیْكَ یَسِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُثْنِی عَلَیْكَ بِأَحْسَنِ مَا أَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ أَشْكُرُكَ بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ شُكْرِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی نَعْمَائِكَ كُلِّهَا وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَ عَدَدَ مَا ذَرَأْتَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا بَرَأْتَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَیْتَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ لَكَ الْحَمْدُ مِلْ ءَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ تَقُولُ عَشْراً لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَقُولُ عَشْراً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثُمَّ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْراً یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ عَشْراً یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ عَشْراً یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَشْراً یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ عَشْراً یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ عَشْراً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ عَشْراً- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَشْراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَشْراً ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الْحَمْدِ وَ مُنْتَهَی الْحَمْدِ وَفِیُّ الْحَمْدِ عَزِیزُ الْجُنْدِ قَدِیمُ الْمَجْدِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ حِینَ لَا شَمْسٌ تُضِی ءُ وَ لَا قَمَرٌ یَسْرِی وَ لَا بَحْرٌ یَجْرِی وَ لَا رِیَاحٌ تَذْرِی وَ لَا سَمَاءٌ مَبْنِیَّةٌ وَ لَا أَرْضٌ مَدْحِیَّةٌ وَ لَا لَیْلٌ تُجِنُّ وَ لَا نَهَارٌ یُكِنُّ وَ لَا عَیْنٌ تَنْبُعُ وَ لَا صَوْتٌ یُسْمَعُ وَ لَا جَبَلٌ مَرْسِیٌّ وَ لَا سَحَابٌ مُنْشَأٌ وَ لَا إِنْسٌ مَبْرُوٌّ وَ لَا جِنٌّ مَذْرُوٌّ وَ لَا مَلَكٌ كَرِیمٌ وَ لَا شَیْطَانٌ رَجِیمٌ وَ لَا ظِلٌّ مَمْدُودٌ وَ لَا شَیْ ءٌ مَعْدُودٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَحْمَدَ إِلَی مَنِ اسْتَحْمَدَهُ مِنْ أَهْلِ مَحَامِدِهِ لِیَحْمَدُوهُ عَلَی مَا بَذَلَ مِنْ نَوَافِلِهِ الَّتِی فَاقَ مَدْحَ الْمَادِحِینَ مَآثِرُ مَحَامِدِهِ وَ عَدَا وَصْفَ الْوَاصِفِینَ هَیْبَةُ جَلَالِهِ هُوَ أَهْلٌ لِكُلِّ حَمْدٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ الْوَاحِدُ الَّذِی لَا بَدْءَ لَهُ الْمَلِكُ الَّذِی لَا زَوَالَ لَهُ الرَّفِیعُ الَّذِی لَیْسَ فَوْقَهُ نَاظِرٌ ذی [ذُو] الْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَحْمُودُ لِبَذْلِ نَوَائِلِهِ الْمَعْبُودُ بِهَیْبَةِ جَلَالِهِ الْمَذْكُورُ بِحُسْنِ آلَائِهِ الْمَنَّانُ بِسَعَةِ فَوَاضِلِهِ الْمَرْغُوبُ

ص: 242

إِلَیْهِ فِی تَمَامِ الْمَوَاهِبِ مِنْ خَزَائِنِهِ الْعَظِیمُ الشَّأْنِ الْكَرِیمُ فِی سُلْطَانِهِ الْعَلِیُّ فِی مَكَانِهِ الْمُحْسِنُ فِی امْتِنَانِهِ الْجَوَادُ فِی فَوَاضِلِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَارِئِ خَلْقِ الْمَخْلُوقِینَ بِعِلْمِهِ وَ مُصَوِّرِ أَجْسَادِ الْعِبَادِ بِقُدْرَتِهِ وَ مُخَالِفِ صُوَرِ مَنْ خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ وَ نَافِخِ الْأَرْوَاحِ فِی خَلْقِهِ بِعِلْمِهِ وَ مُعَلِّمِ مَنْ خَلَقَ مِنْ عِبَادِهِ اسْمَهُ وَ مُدَبِّرِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ بِعَظَمَتِهِ الَّذِی وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقُ كُرْسِیِّهِ وَ عَلَا بِعَظَمَتِهِ فَوْقَ الْأَعْلَیْنَ وَ قَهَرَ الْمُلُوكَ بِجَبَرُوتِهِ الْجَبَّارِ الْأَعْلَی الْمَعْبُودِ فِی سُلْطَانِهِ الْمُتَسَلِّطِ بِقُوَّتِهِ الْمُتَعَالِی فِی دُنُوِّهِ الْمُتَدَانِی كُلَّ شَیْ ءٍ فِی ارْتِفَاعِهِ الَّذِی نَفَذَ بَصَرُهُ فِی خَلْقِهِ وَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ بِشُعَاعِ نُورِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَلِیمِ الرَّشِیدِ الْقَوِیِّ الشَّدِیدِ الْمُبْدِئِ الْمُعِیدِ الْفَعَّالِ لِمَا یُرِیدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْزِلِ الْآیَاتِ وَ كَاشِفِ الْكُرُبَاتِ وَ مُؤْتِی السَّمَاوَاتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فِی كُلِّ مَكَانٍ وَ فِی كُلِّ زَمَانٍ وَ فِی كُلِّ أَوَانٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یَنْسَی مَنْ ذَكَرَهُ وَ لَا یُخَیِّبُ مَنْ دَعَاهُ وَ لَا یُذِلُّ مَنْ وَالاهُ الَّذِی یَجْزِی بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالصَّبْرِ نَجَاةً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا وَ كَمَا یَرْضَی كَثِیراً طَیِّباً وَ سُبْحَانَ كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُسَبَّحَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُحْمَدَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُهَلَّلَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُكَبَّرَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.

ثُمَّ تَقُولُ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الْمَخْزُونُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ سَبْعَ مَرَّاتٍ

ص: 243

بِأَسْمَائِكَ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ الْمَكْنُونَةِ یَا اللَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْكِبْرِیَائِیَّةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْعَزِیزَةِ الْمَنِیعَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ التَّامَّةِ الْكَامِلَةِ الْمَعْهُودَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی هِیَ رِضَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی لَا تَرُدُّهَا دُونَكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِمَا عَاهَدْتَ أَوْ فِی الْعَهْدِ أَنْ لَا تُخَیِّبَ سَائِلَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجُمْلَةِ مَسَائِلِكَ الَّتِی- لَا یَفِی بِحَمْلِهَا شَیْ ءٌ غَیْرُكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ وَ كُلِّ مَسْأَلَةٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی اسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی الَّذِی اسْتَوَیْتَ بِهِ عَلَی عَرْشِكَ وَ اسْتَقْلَلْتَ بِهِ عَلَی كُرْسِیِّكَ وَ هُوَ اسْمُكَ الْكَامِلُ الَّذِی فَضَّلْتَهُ عَلَی جَمِیعِ أَسْمَائِكَ یَا رَحْمَانُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا لَا أَعْلَمُهُ مَا لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خَاصَّتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ مُحِبِّكَ وَ نَجِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ وَ أَجْمَلِ وَ أَزْكَی وَ أَطْهَرِ وَ أَعْظَمِ وَ أَكْثَرِ وَ أَتَمِّ مَا صَلَّیْتَ بِهِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ فِی الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ الْوَسِیلَةَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الدَّرَجَةَ الرَّفِیعَةَ اللَّهُمَّ أَكْرِمْ مَقَامَهُ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْلِ كَعْبَهُ وَ أَفْلِجْ حُجَّتَهُ وَ أَظْهِرْ دَعْوَتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ تَلَا آیَاتِكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ ائْتَمَرَ بِهَا وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ انْتَهَی عَنْهَا فِی سِرٍّ وَ عَلَانِیَةٍ وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ فِیكَ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِهِ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ عَلَیْهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا لِسُنَّتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ ابْعَثْنَا فِی شِیعَتِهِ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَتَّبِعُهُ وَ لَا تَحْجُبْنَا عَنْ رُؤْیَتِهِ وَ لَا تَحْرِمْنَا مُرَافَقَتَهُ حَتَّی تُسْكِنَّا غُرَفَهُ

ص: 244

وَ تُخَلِّدَنَا فِی جِوَارِهِ- رَبِّ إِنِّی أَحْبَبْتُهُ فَأَحِبَّنِی لِذَلِكَ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَهُ وَ بَیْنِی طَرْفَةَ عَیْنٍ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً یَسِیراً وَ انْصُرْهُمْ نَصْراً عَزِیزاً وَ اجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِیراً اللَّهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً وَ اجْعَلْهُمُ الْوَارِثِینَ اللَّهُمَّ أَرِهِمْ فِی عَدُوِّهِمْ مَا یَأْمُلُونَ وَ أَرِ عَدُوَّهُمْ مِنْهُمْ مَا یَحْذَرُونَ اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَیْنَهُمْ فِی خَیْرٍ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ عَجِّلِ الرَّوْحَ وَ الْفَرَجَ لِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَی الْهُدَی أَمْرَهُمْ وَ اجْعَلْ قُلُوبَهُمْ فِی قُلُوبِ خِیَارِهِمْ وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَیْنِهِمْ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ أَعْتِقْهُمَا مِنَ النَّارِ وَ ارْحَمْهُمَا وَ أَرْضِهِمَا عَنِّی وَ اغْفِرْ لِكُلِّ وَالِدٍ لِی دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ وَ لِأَهْلِی وَ وُلْدِی وَ جَمِیعِ قَرَابَاتِی- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی وَ جَمِیعَ وَرَثَةِ أَبِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِكَ وَ مَحَبَّتِكَ فَإِنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ غَیْرُكَ یَا رَحْمَانُ اللَّهُمَ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَكَ وَ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْكَ وَ إِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ اجْزِ وَالِدَیَّ خَیْرَ مَا جَزَیْتَ وَالِداً عَنْ وَلَدِهِ وَ اجْعَلْ ثَوَابَهُمَا عَنِّی جَنَّاتِ النَّعِیمِ وَ اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَیْنِهِمْ وَ اجْمَعْ عَلَی التَّقْوَی أَمْرَهُمْ وَ اجْعَلْنِی وَ إِیَّاهُمْ عَلَی طَاعَتِكَ وَ مَحَبَّتِكَ اللَّهُمَّ وَ الْمُمْ شَعَثَهُمْ وَ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ وَ وَلِّ أَمْرَهُمْ خِیَارَهُمْ أَهْلَ الرَّأْفَةِ وَ الْمَعْدَلَةِ عَلَیْهِمْ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْجُودِ وَ الْقُوَّةِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْمِدْحَةِ وَ الرَّهْبَةِ وَ الرَّغْبَةِ وَ الْجُودِ وَ الْعُلُوِّ وَ الْحُجَّةِ وَ الْهُدَی وَ الطَّاعَةِ وَ الْعِبَادَةِ وَ الْأَمْرِ وَ الْخَلْقِ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ لَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

ص: 245

یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الضَّارِعِینَ الْمَسَاكِینَ المستكین [الْمُسْتَكِینِینَ] الرَّاغِبِینَ الرَّاهِبِینَ الَّذِینَ لَا یَحْذَرُونَ سِوَاكَ یَا مَنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ وَ یَكْشِفُ الضُّرَّ وَ یُجِیبُ الدَّاعِیَ وَ یُعْطِی السَّائِلَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ سُؤَالَ مَنْ لَمْ یَجِدْ لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً وَ لَا لِذَنْبِهِ غَافِراً وَ لَا لِفَقْرِهِ سَادّاً غَیْرَكَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا رَبِّ یَا رَبِّ رَبِّ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ مَسْأَلَةَ كُلِّ سَائِلٍ وَ رَغْبَةَ كُلِّ رَاغِبٍ بِیَدِكَ وَ أَنْتَ إِذَا دُعِیتَ أَجَبْتَ وَ بِحَقِّ السَّائِلِینَ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّ صَفْوَتِكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ مُنْتَهَی الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ أَنْ لَا تَسْتَدْرِجَنِی بِخَطِیئَتِی وَ لَا تَجْعَلَ مُصِیبَتِی فِی دِینِی وَ اذْكُرْنِی یَا رَبِّ بِرِضَاكَ وَ لَا تُنْسِنِی حِینَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِكَرَامَتِكَ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی فَإِنِّی بِائِسٌ فَقِیرٌ خَائِفٌ مُسْتَجِیرٌ مِنْ عَذَابِكَ- لَا أَثِقُ بِعَمَلِی وَ لَكِنِّی أَثِقُ بِرَحْمَتِكَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ كُنْ بِی حَفِیّاً وَ لَا تَجْعَلْنِی بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِیّاً وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِعَافِیَتِكَ وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ فَإِنَّنِی لَا أَسْتَغِیثُ بِغَیْرِكَ وَ أَسْتَجِیرُكَ فَأَجِرْنِی مِنْ كُلِّ هَوْلٍ وَ مَشَقَّةٍ وَ خَوْفٍ وَ آمِنْ خَوْفِی وَ شَجِّعْ جُبْنِی وَ قَوِّ ضَعْفِی وَ سُدَّ فَاقَتِی وَ أَصْلِحْ لِی جَمِیعَ أُمُورِی یَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ مِنْ شِدَّةِ الْمَوْقِفِ یَوْمَ الدِّینِ فَإِنَّكَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ.

اللَّهُمَّ لَا تُعْرِضْ عَنِّی حِینَ أَدْعُوكَ وَ لَا تَصْرِفْ عَنِّی وَجْهَكَ حِینَ أَسْأَلُكَ فَلَا رَبَّ لِی سِوَاكَ وَ أَعْطِنِی مَسْأَلَتِی وَ آمِنْ خَوْفِی یَوْمَ أَلْقَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِی فَإِنِّی ضَعِیفٌ خَائِفٌ مُسْتَجِیرٌ بِائِسٌ فَقِیرٌ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ اكْشِفْ ضُرَّ مَا اسْتَعَذْتُكَ مِنْهُ وَ أَلْبِسْنِی عَافِیَتَكَ وَ جَلِّلْنِی عَافِیَتَكَ وَ آمِنِّی بِرَحْمَتِكَ فَإِنَّكَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَ خَلْوَتِهِ وَ مِنْ ظُلْمَتِهِ وَ ضِیقِهِ وَ عَذَابِهِ وَ مِنْ هَوْلِ مَا أَتَخَوَّفُ بَعْدَهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَفْوَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تُعْطِیَنِی سُؤْلِی وَ اكْفِنِی مِنْ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ وَ ارْحَمْ فَاقَتِی وَ اغْفِرْ ذُنُوبِی مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ آتِنِی فِی

ص: 246

الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی صِلَةَ قَرَابَتِی وَ حَجّاً مَقْبُولًا وَ عَمَلًا صَالِحاً مَبْرُوراً تَرْضَاهُ مِمَّنْ عَمِلَ بِهِ وَ أَصْلِحْ لِی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِی عَقِباً صَالِحاً تُلْحِقُنِی مِنْ دُعَائِهِمْ رِضْوَاناً وَ مَغْفِرَةً وَ زِیَادَةً فِی كَرَامَتِكَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ وَ كُلَّمَا كَانَ فِی قَلْبِی مِنْ شَكٍّ أَوْ رِیبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ فَخْرٍ أَوْ خُیَلَاءَ أَوْ جُبْنٍ أَوْ خِیفَةٍ أَوْ رِیَاءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقَاقٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَیْ ءٍ مِمَّا لَا تُحِبُّ عَلَیْهِ أَوْلِیَاءَكَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ أَنْ تَمْحُوَ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِی وَ أَنْ تُبَدِّلَنِی مَكَانَهُ إِیمَاناً وَ عَدْلًا وَ رِضًا بِقَضَائِكَ وَ وَفَاءً بِعَهْدِكَ وَ وَجَلًا مِنْكَ وَ زُهْداً فِی الدُّنْیَا وَ رَغْبَةً فِیمَا عِنْدَكَ وَ ثِقَةً بِكَ وَ طُمَأْنِینَةً إِلَیْكَ وَ تَوْبَةً إِلَیْكَ نَصُوحاً یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً فَأَعِنِّی عَلَی أَهْوَالِ الدُّنْیَا وَ بَوَائِقِ الدَّهْرِ وَ نَكَبَاتِ الزَّمَانِ وَ كُرُبَاتِ الْآخِرَةِ وَ مُصِیبَاتِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِی الْأَرْضِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِی فِی قَدَرِكَ وَ رَضِّنِی بِقَضَائِكَ اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِی لِذِكْرِكَ وَ ارْزُقْنِی شُكْراً وَ تَوْفِیقاً وَ عِبَادَةً وَ خَشْیَةً یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ اطَّلِعْ إِلَیَّ الْیَوْمَ اطِّلَاعَةً تُدْخِلُنِی بِهَا الْجَنَّةَ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ اقْبَلْهُ مِنِّی وَ اجْعَلْهُ دُعَاءً جَامِعاً یُوَافِقُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَإِنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ بِمِقْدَارٍ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْهُ مِنْ شَأْنِكَ فَإِنَّكَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ اللَّهُمَّ وَ اكْتُبْهُ فِی عِلِّیِّینَ فِی كِتَابٍ لَا یُمْحَی وَ لَا یُبَدَّلُ بِأَنْ تَقُولَ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِی مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ اسْتَجَبْتُ لَهُ دَعْوَتَهُ وَ وَفَّقْتَهُ وَ اصْطَفَیْتُهُ لِنَفْسِی وَ كَرَّمْتُهُ وَ فَضَّلْتُهُ وَ عَصَمْتُهُ وَ هَدَیْتُهُ وَ زَكَّیْتُهُ وَ أَصْلَحْتُهُ وَ اسْتَخْلَصْتُهُ وَ غَفَرْتُ لَهُ وَ عَفَوْتُ عَنْهُ آمِینَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَلَاصِی وَ خَلَاصِ وَالِدِیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ جَمِیعِ ذُرِّیَّةِ أَبِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ وَ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ كُلِّ وَالِدٍ لِی دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مِنْ هُمُومِ

ص: 247

الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَهْوَالِهَا وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی عِزَّهَا وَ تَصْرِفَ عَنِّی شَرَّهَا وَ تُثَبِّتَنِی بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَثِیراً وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ ضَعِیفٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ شَدِیدٍ وَ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ اللَّامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خَیْرِ مَخْلُوقٍ دَعَا إِلَی خَیْرِ مَعْبُودٍ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ وَ مَا كَانَ مِنْ خَیْرٍ أَوْ عَمَلٍ صَالِحٍ أَسْأَلُكَ بِهِ وَ أَكُونُ فِی رِضْوَانِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ مَا صَلَحَ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْبِرِّ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِهِ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ وَ بِكَ مُسْتَجِیرٌ.

اللَّهُمَّ مَا اسْتَعْفَیْتُكَ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَسْتَعْفِكَ مِنْهُ وَ تُوجِبُ عَلَیَّ بِهِ النَّارَ وَ سَخَطَكَ فَأَعْفِنِی مِنْهُ وَ مَا عُذْتُ مِنَ الْمَخَازِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ سُوءِ الْمُطَّلَعِ إِلَی مَا فِی الْقُبُورِ فَأَعِذْنِی مِنْهُ اللَّهُمَّ مَا أَنْدَمُ عَلَیْهِ مِنْ فِعْلِی لَهُ وَ أُجَازَی عَلَیْهِ یَوْمَ الْمَعَادِ أَوْ تَرَانِی فِی الدُّنْیَا عَلَی الْحَالِ الَّتِی تُورِثُ سَخَطَكَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُعَظِّمَ عَافِیَتِی مِنْ جَمِیعِ ذَلِكَ یَا وَلِیَّ الْعَافِیَةِ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ مَعَ ذَلِكَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ أَنْ تَحْمِلَنِی بِمَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ وَ تُنَاقِشَنِی فِی الْحِسَابِ یَوْمَ الْحِسَابِ مُنَاقَشَةً بِمَسَاوِیَ أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَی عَفْوِكَ وَ تَجَاوُزِكَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُعَظِّمَ عَافِیَتِی فِی جَمِیعِ ذَلِكَ یَا وَلِیَّ الْعَافِیَةِ أَیْ مَنْ عَفَا عَنِ السَّیِّئَاتِ وَ لَمْ یُجَازِ بِهَا ارْحَمْ عَبْدَكَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ نَفْسِی نَفْسِی ارْحَمْ عَبْدَكَ یَا سَیِّدَاهْ عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا مُنْتَهَی رَغْبَتَاهْ یَا مُجْرِیَ الدَّمِ فِی عُرُوقِی عَبْدَكَ عَبْدَكَ یَا سَیِّدَاهْ عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ یَا مَالِكَ عَبْدِهِ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَالِكَاهْ یَا هُوَ یَا رَبَّاهْ لَا حِیلَةَ لِی وَ لَا غِنَی بِی عَنْ نَفْسِی وَ لَا أَسْتَطِیعُ

ص: 248

لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا رَجَاءَ لِی وَ لَا أَجِدُ أَحَداً أُصَانِعُهُ تَقَطَّعَتْ أَسْبَابُ الْخَدَائِعِ وَ اضْمَحَلَّ عَنِّی كُلُّ بَاطِلٍ أَفْرَدَنِی الدَّهْرُ إِلَیْكَ فَقُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ إِلَهِی بِعِلْمِكَ فَكَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِی لَیْتَ شِعْرِی وَ لَا أَشْعُرُ كَیْفَ تَقُولُ لِدُعَائِی أَ تَقُولُ نَعَمْ أَوْ تَقُولُ لَا فَإِنْ قُلْتَ لَا فَیَا وَیْلَتَاهْ یَا وَیْلَتَاهْ یَا وَیْلَتَاهْ یَا عَوْلَتَاهْ یَا عَوْلَتَاهْ یَا عَوْلَتَاهْ یَا شِقْوَتَاهْ یَا شِقْوَتَاهْ یَا شِقْوَتَاهْ یَا ذُلَّاهْ یَا ذُلَّاهْ یَا ذُلَّاهْ إِلَی مَنْ وَ إِلَی عِنْدِ مَنْ أَوْ كَیْفَ أَوْ بِمَا ذَا أَوْ إِلَی أَیِّ شَیْ ءٍ وَ مَنْ أَرْجُو أَوْ مَنْ یَعُودُ عَلَیَّ إِنْ رَفَضْتَنِی یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ وَ إِنْ قُلْتَ نَعَمْ كَمَا الظَّنُّ بِكَ فَطُوبَی لِی أَنَا السَّعِیدُ فَطُوبَی لِی أَنَا الْمَرْحُومُ أَیَا مُتَرَحِّمُ أَیَا مُتَعَطِّفُ أَیَا مُحْیِی أَیَا مُتَسَلِّطُ- لَا عَمَلَ لِی أَرْجُو بِهِ نَجَاحَ حَاجَتِی وَ لَا أَحَدَ أَنْفَعُ لِی مِنْكَ یَا مَنْ عَرَّفَنِی نَفْسَهُ یَا مَنْ أَمَرَنِی بِطَاعَتِهِ یَا مَدْعُوُّ یَا مَسْئُولُ أَیَا مَطْلُوبُ إِلَیْهِ رَفَضْتُ وَصِیَّتَكَ وَ لَوْ أَطَعْتُكَ لَكَفَیْتَنِی مَا قُمْتُ إِلَیْكَ فِیهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَقُومَ وَ أَنَا مَعَ مَعْصِیَتِی لَكَ رَاجٍ فَلَا تَخْلُ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا رَجَوْتُهُ وَ ارْدُدِ یَدِی مَلْأَی مِنْ خَیْرِكَ بِحَقِّكَ یَا سَیِّدِی یَا وَلِیِّی أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ شَرُّ عَبْدٍ وَ أَنْتَ خَیْرُ رَبٍّ یَا مَخْشِیَّ الِانْتِقَامِ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا مُحِیطُ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَصْلِحْنِی لِدُنْیَایَ وَ أَصْلِحْنِی لآِخِرَتِی وَ أَصْلِحْنِی لِأَهْلِی وَ أَصْلِحْنِی لِوُلْدِی وَ أَصْلِحْ لِی مَا خَوَّلْتَنِی یَا إِلَهِی وَ أَصْلِحْنِی مِنْ خَطَایَایَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِإِجَابَتِكَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ أَهْلِهِ وَ سَلِّمْ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا حُلْتَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ- الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ

ص: 249

قِنا عَذابَ النَّارِ- الصَّابِرِینَ وَ الصَّادِقِینَ وَ الْقانِتِینَ وَ الْمُنْفِقِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ- شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِیثاً ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ- اتَّبِعْ ما أُوحِیَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ.

قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ جَمِیعاً الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ- وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا یُشْرِكُونَ- لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ- فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- حَتَّی إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ- فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ- قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ- أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَاسْتَمِعْ لِما یُوحی- إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِی إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ عِلْماً- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ.

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ- فَتَعالَی اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ- لَهُ الْحَمْدُ فِی الْأُولی وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ- إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِیلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ یَسْتَكْبِرُونَ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ- غافِرِ الذَّنْبِ

ص: 250

وَ قابِلِ التَّوْبِ شَدِیدِ الْعِقابِ ذِی الطَّوْلِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ- تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِینَ- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا- وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِیزٌ لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ تَقُولُهُ سَبْعاً ثُمَّ تَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ- رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خِیَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَمِینَهُ عَلَی وَحْیِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ بَابُ عِلْمِهِ وَ وَصِیُّ نَبِیِّهِ وَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فِی أُمَّتِهِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ وَ قَعَدَتْ مَقْعَدَكَ أَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُمْ وَ مِنْ شِیعَتِهِمْ إِلَیْكَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا فَاطِمَةُ الْبَتُولُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا زَیْنَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَ مَنَعَتْكِ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَكِ حَلَالًا أَنَا بَرِی ءٌ إِلَیْكِ مِنْهُمْ وَ مِنْ

ص: 251

شِیعَتِهِمْ.

السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الزَّكِیَّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ بَایَعَتْ فِی أَمْرِكَ وَ شَایَعَتْ أَنَا بَرِی ءٌ إِلَیْكَ مِنْهُمْ وَ مِنْ شِیعَتِهِمْ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَبِیكَ وَ جَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ اسْتَبَاحَتْ حَرِیمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِینَ لَهُمْ بِالتَّمْكِینِ مِنْ قِتَالِكُمْ أَنَا بَرِی ءٌ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْكَ مِنْهُمْ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ- السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَی عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّیِّبَةِ یَا مَوَالِیَّ كُونُوا شُفَعَائِی فِی حَطِّ وِزْرِی وَ خَطَایَایَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِمَا أَنْزَلَ إِلَیْكُمْ وَ أَتَوَالَی آخِرَكُمْ بِمَا أَتَوَالَی أَوَّلَكُمْ وَ بَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی یَا مَوَالِیَّ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ وَ وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِیكُمْ وَ غَاصِبِیكُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ أَهْلَ مَذْهَبِهِمْ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْكُمْ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلِیّاً وَ الثَّمَانِیَةَ مِنْ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ الْأَرْبَعَةَ الْأَمْلَاكِ خَزَنَةَ عِلْمِكَ أَنِّی بَرِی ءٌ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ أَنَّ فَرْضَ صَلَوَاتِی لِوَجْهِكَ وَ نَوَافِلِی وَ زَكَوَاتِی وَ مَا طَابَ مِنْ قَوْلٍ وَ عَمَلٍ عِنْدَكَ فَعَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ اللَّهُمَّ أَقْرِرْ عَیْنَیَّ بِصَلَاتِهِ وَ صَلَاةِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اجْعَلْ مَا هَدَیْتَنِی إِلَیْهِ مِنَ الْحَقِّ وَ الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ مُسْتَقَرّاً لَا مُسْتَوْدَعاً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ

ص: 252

اللَّهُمَّ وَ عَرِّفْنِی نَفْسَكَ وَ عَرِّفْنِی رُسُلَكَ وَ عَرِّفْنِی مَلَائِكَتَكَ وَ عَرِّفَنِی وُلَاةَ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا آخِذٌ إِلَّا مَا أَعْطَیْتَ وَ لَا وَاقٍ إِلَّا مَا وَقَیْتَ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِی مَنَازِلَ أَوْلِیَائِكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَأْفَةً وَ رُشْداً اللَّهُمَّ وَ عَلِّمْنِی نَاطِقَ التَّنْزِیلِ وَ خَلِّصْنِی مِنَ الْمَهَالِكِ اللَّهُمَّ وَ خَلِّصْنِی مِنَ الشَّیْطَانِ وَ حِزْبِهِ وَ مِنَ السُّلْطَانِ وَ جُنْدِهِ وَ مِنَ الْجِبْتِ وَ أَنْصَارِهِ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِ وَ بِعَلِیٍّ الْمَقْصُودِ وَ بِحَقِّ شَبَّرَ وَ شَبِیرٍ وَ بِحَقِّ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَی صَلِّ عَلَی أَفْضَلِ الصَّفْوَةِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ یَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ یَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ أَنْتَ رَبِّی وَ أَنَا عَبْدُكَ عَلَی عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مَوْقِفاً مَحْمُوداً وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا وَ أَشْرِكْنَا فِی صَالِحِ دُعَاءِ مَنْ دَعَاكَ بِمِنًی وَ عَرَفَاتٍ وَ مُزْدَلِفَةَ وَ عِنْدَ قَبْرِ نَبِیِّكَ علیه السلام وَ عِنْدَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَیْثُ رَفَعْتَ أَقْدَارَنَا عَنْ شَدِّ الزَّنَانِیرِ فِی الْأَوْسَاطِ وَ الْخَوَاتِیمِ فِی الْأَعْنَاقِ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَیْثُ لَمْ تَجْعَلْنَا زَنَادِقَةً مُضِلِّینَ وَ لَا مُدَّعِیَةً شَاكِّینَ مُرْتَابِینَ وَ لَا مُعَارِضِینَ وَ لَا عَنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله مُنْحَرِفِینَ وَ لَا بَیْنَ عِبَادِهِ مَشْهُورِینَ.

اللَّهُمَّ كَمَا بَلَّغْتَنَا هَذَا الْیَوْمَ الْمُبَارَكَ مِنْ شَهْرِنَا وَ سُنَّتِنَا هَذِهِ الْمُبَارَكَةِ فَبَلِّغْنَا آخِرَهَا فِی عَافِیَةٍ وَ بَلِّغْنَا أَعْوَاماً كَثِیرَةً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا مَوْلَاهْ اللَّهُمَّ وَ مَا قَسَمْتَ لِی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ خَیْرٍ أَوْ بَرَكَةٍ أَوْ عَافِیَةٍ أَوْ مَغْفِرَةٍ أَوْ رَأْفَةٍ أَوْ رَحْمَةٍ أَوْ عِتْقٍ مِنَ النَّارِ أَوْ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ طَیِّبٍ أَوْ تَوْبَةٍ نَصُوحٍ فَاجْعَلْ لَنَا فِی ذَلِكَ أَوْفَرَ النَّصِیبِ وَ أَجْزَلَ الْحَظِّ اللَّهُمَّ مَا أَنْزَلْتَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ حَرَقٍ أَوْ شَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ رَدْمِ أَوْ خَسْفٍ أَوْ قَذْفٍ أَوْ رَجْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ فِتْنَةٍ أَوْ صَاعِقَةٍ أَوْ بَرْدٍ أَوْ جُنُونٍ أَوْ جُذَامٍ أَوْ بَرَصٍ أَوْ أَكْلِ سَبُعٍ أَوْ مِیتَةِ سَوْءٍ وَ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَاصْرِفْهُ عَنَّا كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ عَنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ فِی

ص: 253

كُلِّ دَارٍ وَ مَنْزِلٍ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا.

عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَحْدَكَ- لَا شَرِیكَ لَكَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَلِیكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ- لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ عَلَیْهَا أَحْیَا وَ عَلَیْهَا أَمُوتُ وَ عَلَیْهَا أُبْعَثُ حَیّاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

رَضِیتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِیناً وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیّاً وَ بِعَلِیٍّ وَلِیّاً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً وَ بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام أَباً وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیّاً وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِلْحَقِّ وَاضِحاً وَ لِلْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَاسِماً وَ بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَتِهِ إِخْوَاناً- لَا أُشْرِكُ بِاللَّهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً وَ لَا أَدَّعِی مَعَهُ إِلَهاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً فَرْداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْعَظِیمِ مِنْ آلَائِكَ وَ الْقَدِیمِ مِنْ نَعْمَائِكَ وَ الْمَخْزُونِ مِنْ أَسْمَائِكَ وَ مَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ وَ مَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَ هَذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ وَ هَذَا الْبَدَنَ الْهَلُوعَ الَّذِی لَا یُطِیقُ حَرَّ شَمْسِكَ فَكَیْفَ حَرَّ نَارِكَ إِنْ تُعَاقِبْنِی لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ شَیْ ءٌ وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی لَا یَنْقُصُ مِنْ مُلْكِكَ شَیْ ءٌ أَنْتَ یَا رَبِّ أَرْحَمُ وَ بِعِبَادِكَ أَعْلَمُ وَ بِسُلْطَانِكَ أَرْأَفُ وَ بِمُلْكِكَ أَقْدَمُ وَ بِعَفْوِكَ أَكْرَمُ وَ عَلَی عِبَادِكَ أَنْعَمُ لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِیعِینَ وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِیَةُ الْعَاصِینَ وَ اعْفُ عَنِّی یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَلُوذُ بِعِزَّتِكَ وَ أَسْتَظِلُّ بِفِنَائِكَ وَ أَسْتَجِیرُ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْتَغِیثُ بِرَحْمَتِكَ وَ أَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ وَ لَا أَثِقُ إِلَّا بِكَ وَ لَا أَلْجَأُ إِلَّا إِلَیْكَ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا كَاشِفَ الْبَلَاءِ وَ یَا أَحَقَّ مَنْ تَجَاوَزَ وَ عَفَا اللَّهُمَّ إِنَّ ظُلْمِی مُسْتَجِیرٌ بِعَفْوِكَ وَ خَوْفِی مُسْتَجِیرٌ بِأَمَانِكَ وَ فَقْرِی مُسْتَجِیرٌ بِغِنَاكَ وَ وَجْهِیَ الْبَالِی الْفَانِی مُسْتَجِیرٌ بِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِی الَّذِی لَا یَفْنَی وَ لَا یَزُولُ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتَنَا

ص: 254

فِی دِینِنَا- وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا مَنْ لَا یَرْحَمُنَا وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهِلْنَا وَ بِقُوَّتِكَ عَلَی ضَعْفِنَا وَ بِغِنَاكَ عَلَی فَقْرِنَا وَ أَعِذْنَا مِنَ الْأَذَی وَ الْعِدَی وَ الضُّرِّ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی الْمَالِ وَ الدِّینِ وَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ مُعَایَنَةِ الْمَوْتِ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ نَشْكُو غَیْبَةَ نَبِیِّنَا عَنَّا وَ قِلَّةَ نَاصِرِنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَیْنَا وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الْخَلْقِ عَلَیْنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْرِجْ ذَلِكَ بِفَرَجٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَ حَقٍّ تُظْهِرُهُ اللَّهُمَّ ابْعَثْ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لِلنَّصْرِ لِدِینِكَ وَ إِظْهَارِ حُجَّتِكَ وَ الْقِیَامِ بِأَمْرِكَ وَ تَطْهِیرِ أَرْضِكَ مِنْ أَرْجَاسِهَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُوَالِیَ لَكَ عُدُوّاً أَوْ أُعَادِیَ لَكَ وَلِیّاً أَوْ أَسْخَطَ لَكَ رِضًا أَوْ أَرْضَی لَكَ سَخَطاً أَوْ أَقُولَ لِحَقٍّ هَذَا بَاطِلٌ أَوْ أَقُولَ لِبَاطِلٍ هَذَا حَقٌّ أَوْ أَقُولَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدی مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا سَبِیلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ(1).

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ الْمَرْوِیَّاتِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ: تُكَبِّرُ اللَّهَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تُهَلِّلُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تُسَبِّحُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تُقَدِّسُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تَبْدَأُ بِالدُّعَاءِ فَتَقُولُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِیَتِی لَكَ مُخَالَفَةَ أَمْرِكَ بَلْ عَصَیْتُ إِذْ عَصَیْتُكَ وَ مَا أَنَا بِنَكَالِكَ جَاهِلٌ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَكِنْ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ غَلَبَتْ عَلَیَّ شِقْوَتِی وَ أَعَانَنِی عَلَیْهِ عَدُوُّكَ وَ عَدُوِّی وَ غَرَّنِی سَتْرُكَ الْمُسْبَلُ عَلَیَّ فَعَصَیْتُكَ بِجَهْلِی وَ خَالَفْتُكَ بِجُهْدِی فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنِی وَ بِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی أَنَا الْغَرِیقُ الْمُبْتَلَی فَمَنْ سَمِعَ بِمِثْلِی أَوْ رَأَی مِثْلَ جَهْلِی- لَا رَبَّ لِی غَیْرُكَ یُنْجِینِی وَ لَا عَشِیرَةَ تَكْفِینِی وَ لَا مَالَ یُفْدِینِی فَوَ عِزَّتِكَ یَا سَیِّدِی لَأَطْلُبَنَّ إِلَیْكَ وَ عِزَّتِكَ یَا مَوْلَایَ لَأَتَضَرَّعَنَّ إِلَیْكَ وَ عِزَّتِكَ یَا إِلَهِی لَأُلِحَّنَّ عَلَیْكَ وَ عِزَّتِكَ یَا إِلَهِی لَأَبْتَهِلَنَّ إِلَیْكَ وَ عِزَّتِكَ یَا رَجَائِی لَأَمُدَّنَ

ص: 255


1- 1. كتاب الاقبال: 369- 385.

یَدِی مَعَ جُرْمِهَا إِلَیْكَ.

إِلَهِی فَمَنْ لِی مَوْلَایَ فَبِمَنْ أَلُوذُ سَیِّدِی فَبِمَنْ أَعُوذُ أَمَلِی فَمَنْ أَرْجُو أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا أَحَدَ مَنْ لَا أَحَدَ لَهُ یَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِذَنْبٍ یَا أَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ یَا أَرْحَمَ مَنِ اعْتُرِفَ لَهُ بِجُرْمٍ لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتُ بِذُنُوبِی وَ لِعِزَّتِكَ خَضَعْتُ بِذِلَّتِی فَمَا صَانِعٌ مَوْلَایَ وَ لِرَحْمَتِكَ أَنْتَ اعْتَرَفْتُ بِجُرْمِی فَمَا أَنْتَ فَاعِلٌ سَیِّدِی لِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ خَاضِعٌ لَكَ بِذُلِّهِ مُعْتَرِفٌ لَكَ بِجُرْمِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعِ اللَّهُمَّ دُعَائِی إِذَا دَعَوْتُكَ وَ نِدَائِی إِذَا نَادَیْتُكَ وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ إِذَا نَاجَیْتُكَ فَإِنِّی أُقِرُّ لَكَ بِذُنُوبِی وَ أَعْتَرِفُ وَ أَشْكُو إِلَیْكَ مَسْكَنَتِی وَ فَاقَتِی وَ قَسَاوَةَ قَلْبِی وَ ضُرِّی وَ حَاجَتِی یَا خَیْرَ مَنْ آنَسْتُ بِهِ وَحْدَتِی وَ نَاجَیْتُهُ بِسِرِّی یَا أَكْرَمَ مَنْ بَسَطْتُ إِلَیْهِ یَدِی وَ یَا أَرْحَمَ مَنْ مَدَدْتُ إِلَیْهِ عُنُقِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِیَ الَّتِی نَظَرَتْ إِلَیْهَا عَیْنَایَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِیَ الَّتِی نَطَقَ بِهَا لِسَانِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِیَ الَّتِی اكْتَسَبَتْهَا یَدِی وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِیَ الَّتِی بَاشَرَهَا جِلْدِی وَ اغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبِیَ الَّتِی احْتَطَبْتُ بِهَا عَلَی بَدَنِی وَ اغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبِیَ الَّتِی قَدَّمَتْهَا یَدَایَ وَ اغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبِیَ الَّتِی أَحْصَاهَا كِتَابُكَ وَ اغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبِیَ الَّتِی سَتَرْتَهَا مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ لَمْ أَسْتُرْهَا مِنْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی أَوَّلَهَا وَ آخِرَهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا دَقِیقَهَا وَ جَلِیلَهَا مَا أَعْرَفُ مِنْهَا وَ مَا لَا أَعْرَفُ مَوْلَایَ عَظُمَتْ ذُنُوبِی وَ جَلَّتْ وَ هِیَ صَغِیرَةٌ فِی جَنْبِ عَفْوِكَ فَاعْفُ عَنِّی فَقَدْ قَیَّدَتْنِی وَ اشْتَهَرَتْ عُیُوبِی وَ غَرَقَتْنِی خَطَایَایَ وَ أَسْلَمَتْنِی نَفْسِی إِلَیْكَ بَعْدَ مَا لَمْ أَجِدْ مَلْجَأً وَ لَا مَنْجًی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ مَوْلَایَ اسْتَوْجَبْتُ أَنْ أَكُونَ لِعُقُوبَتِكَ عَرْضاً وَ لِنَقِمَتِكَ مُسْتَحِقّاً إِلَهِی قَدْ غُیِّرَ عَقْلِی فِیمَا وَجِلْتُ مِنْ مُبَاشَرَةِ عِصْیَانِكَ وَ بَقِیتُ حَیْرَاناً مُتَعَلِّقاً بِعَمُودِ غُفْرَانِكَ فَأَقِلْنِی یَا مَوْلَایَ وَ إِلَهِی بِالاعْتِرَافِ فَهَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ عَبْدٌ ذَلِیلٌ خَاضِعٌ صَاغِرٌ دَاخِرٌ رَاغِمٌ إِنْ تَرْحَمْنِی فَقَدِیماً شَمِلَنِی عَفْوُكَ وَ أَلْبَسْتَنِی عَافِیَتَكَ وَ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَإِنِّی

ص: 256

لِذَلِكَ أَهْلٌ وَ هُوَ مِنْكَ یَا رَبِّ عَدْلٌ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْمَخْزُونِ مِنْ أَسْمَائِكَ وَ مَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَرْحَمَ هَذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَ وَ هَذَا الْبَدَنَ الْهَلُوعَ وَ الْجِلْدَ الرَّقِیقَ وَ الْعَظْمَ الدَّقِیقَ مَوْلَایَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ قَدْ غَرَقَتْنِی الذُّنُوبُ وَ غَمَرَتْنِی النِّعَمُ وَ قَلَّ شُكْرِی وَ ضَعُفَ عَمَلِی وَ لَیْسَ لِی مَا أَرْجُوهُ إِلَّا رَحْمَتُكَ فَاعْفُ عَنِّی فَإِنِّی امْرَؤٌ حَقِیرٌ وَ خَطَرِی یَسِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّی فَإِنَّ عَفْوَكَ أَرْجَی لِی مِنْ عَمَلِی وَ إِنْ تَرْحَمْنِی فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِی وَ أَنْتَ الَّذِی لَا تُخَیِّبُ السَّائِلَ وَ لَا یَنْقُصُكَ النَّائِلُ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ وَ أَكْرَمَ مَأْمُولٍ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَجِیرِ بِكَ مِنَ النَّارِ مِائَةَ مَرَّةٍ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ مِائَةَ مَرَّةٍ هَذَا مَقَامُ الذَّلِیلِ هَذَا مَقَامُ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَجِیرِ هَذَا مَقَامُ مَنْ لَا أَمَلَ لَهُ سِوَاكَ هَذَا مَقَامُ مَنْ لَا یُفَرِّجُ كَرْبَهُ سِوَاكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا رَزَقْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَنَحْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَلْهَمْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا وَفَّقْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا شَفَیْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا عَافَیْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا هَدَیْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً حَمْداً كَثِیراً دَائِماً سَرْمَداً أَبَداً لَا یَنْقَطِعُ وَ لَا یَفْنَی أَبَداً حَمْداً تَرْضَی بِحَمْدِكَ عَنَّا حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَفْنَی آخِرُهُ یَزِیدُ وَ لَا یَبِیدُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِیَ عَلَیْهِ بَدَنِی بِعَافِیَتِكَ أَوْ نَالَتْهُ قُدْرَتِی بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ أَوْ بَسَطْتُ إِلَیْهِ یَدِی بِسَابِغِ رِزْقِكَ أَوِ اتَّكَلْتُ عِنْدَ خَوْفِی مِنْهُ عَلَی أَنَاتِكَ أَوْ وَثِقْتُ فِیهِ بِحَوْلِكَ أَوْ عَوَّلْتُ فِیهِ عَلَی كَرِیمِ عَفْوِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ خُنْتُ فِیهِ أَمَانَتِی أَوْ نَحَّسْتُ بِفِعْلِهِ نَفْسِی أَوِ احْتَطَبْتُ بِهِ عَلَی بَدَنِی أَوْ قَدَّمْتُ فِیهِ

ص: 257

لَذَّتِی أَوْ آثَرْتُ فِیهِ شَهَوَاتِی أَوْ سَعَیْتُ فِیهِ لِغَیْرِی أَوِ اسْتَغْوَیْتُ فِیهِ مَنْ تَبِعَنِی أَوْ غَلَبْتُ عَلَیْهِ بِفَضْلِ حِیلَتِی أَوِ احْتَلْتُ فِیهِ عَلَیْكَ مَوْلَایَ فَلَمْ تَغْلِبْنِی عَلَی فِعْلِی إِذْ كُنْتَ كَارِهاً لِمَعْصِیَتِی لَكِنْ سَبَقَ عِلْمُكَ فِی فِعْلِی فَحَلُمْتَ عَنِّی لَمْ تُدْخِلْنِی یَا رَبِّ فِیهِ جَبْراً وَ لَمْ تَحْمِلْنِی عَلَیْهِ قَهْراً وَ لَمْ تَظْلِمْنِی فِیهِ شَیْئاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ غَمَرَتْهُ مَسَاغِبُ الْإِسَاءَةِ فَأَیْقَنَ مِنْ إِلَهِهِ بِالْمُجَازَاةِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ تَهَوَّرَ تَهَوُّراً فِی الْغَیَاهِبِ وَ تَدَاحَضَ لِلشِّقْوَةِ فِی أَوْدَاءِ الْمَذَاهِبِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَوْرَطَهُ الْإِفْرَاطُ فِی مَآثِمِهِ وَ أَوْثَقَهُ الِارْتِبَاكُ فِی لُجَجِ جَرَائِمِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَنَافَ عَلَی الْمَهَالِكِ بِمَا اجْتَرَمَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَوْحَدَتْهُ الْمَنِیَّةُ فِی حُفْرَتِهِ فَأَوْحَشَ بِمَا اقْتَرَفَ مِنْ ذَنْبٍ اسْتَكْفَفَ فَاسْتَرْحَمَ هُنَالِكَ رَبَّهُ وَ اسْتَعْطَفَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَمْ یَتَزَوَّدْ لِبُعْدِ سَفَرِهِ زَاداً وَ لَمْ یُعِدَّ لِمَظَاعِنِ تَرْحَالِهِ إِعْدَاداً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ شَسَعَتْ شُقَّتُهُ وَ قَلَّتْ عُدَّتُهُ فَغَشِیَتْهُ هُنَالِكَ كُرْبَتُهُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ خَالَطَ كَسْبَهُ التَّدَالُسَ وَ قَرَنَ بِأَعْمَالِهِ التَّبَاخُسَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَعْلَمُ عَلَی أَیِّ مَنْزِلَتِهِ هَاجِمٌ أَ فِی النَّارِ یُصْلَی أَمْ فِی الْجَنَّةِ نَاعِمٌ یَحْیَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ غَرِقَ فِی لُجَجِ الْمَآثِمِ وَ تَقَلَّبَ فِی أَظَالِیلِ مَقْتِ الْمَحَارِمِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ عَنَدَ عَنْ لَوَائِحِ حَقِّ الْمَنْهَجِ وَ سَلَكَ سَوَادِفَ سُبُلِ الْمُرْتَتَجِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَمْ یُهْمِلْ شُكْرِی وَ لَمْ یَضْرِبْ عَنْهُ صَفْحاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَمْ یُنْجِهِ الْمَفَرُّ مِنْ مُعَانَاةِ ضَنْكِ الْمُنْقَلَبِ وَ لَمْ یُجْرِهِ الْمَهْرَبُ مِنْ أَهَاوِیلِ عِبْ ءِ الْمَكْسَبِ.

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ تَمَرَّدَ فِی طُغْیَانِهِ عُدُوّاً وَ بَارَزَهُ بِالْخَطِیئَةِ عُتُوّاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ أَحْصَی عَلَیْهِ كُرُورَ لَوَافِظِ أَلْسِنَتِهِ وَ زِنَةَ مَخَانِقِ الْجَنَّةِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَرْجُو سِوَاهُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ مِمَّا أَحْصَاهُ الْعُقُولُ وَ الْقَلْبُ الْجَهُولُ وَ اقْتَرَفَتْهُ الْجَوَارِحُ الْخَاطِئَةُ وَ اكْتَسَبَتْهُ الْیَدُ الْبَاغِیَةُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بِمِقْدَارِ وَ مِقْیَاسِ وَ مِكْیَالِ وَ مَبْلَغِ مَا أَحْصَی وَ عَدَدِ مَا خَلَقَ وَ فَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ أَنْشَأَ وَ صَوَّرَ وَ دَوَّنَ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَضْعَافَ

ص: 258

ذَلِكَ وَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَ أَمْثَالًا مُمَثَّلَةً حَتَّی أَبْلُغَ رِضَا اللَّهِ وَ أَفُوزَ بِعَفْوِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانِی لِدِینِهِ الَّذِی لَا یُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِهِ وَ لَا یَغْفِرُ ذَنْباً إِلَّا لِأَهْلِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مُسْلِماً لَهُ وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا أَمَرَ بِهِ وَ نَهَی عَنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْنِی أَعْبُدُ شَیْئاً غَیْرَهُ وَ لَمْ یُكْرِمْ بِهَوَانِی أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا صَرَفَ عَنِّی مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِ حُزَانَتِی- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّلهُ الْمَلِكُ الرَّحْمَنُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمُفْضِلُ الْمَنَّانُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ذُو الطَّوْلِ وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِلْ ءَ عَرْشِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا أَحْصَی كِتَابُهُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَلِیمِ الْكَرِیمِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْغَفُورِ الرَّحِیمِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یَنْبَغِی التَّسْبِیحُ إِلَّا لَهُ وَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ الْمُبَلِّغِ رِسَالاتِكَ فَإِنَّهُ قَدْ أَدَّی الْأَمَانَةَ وَ مَنَحَ النَّصِیحَةَ وَ حَمَلَ عَلَی الْمَحَجَّةِ وَ كَابَدَ الْعُسْرَةَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ بِكُلِّ مَنْقَبَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ وَ مَنْزِلَةٍ مِنْ مَنَازِلِهِ وَ حَالٍ مِنْ أَحْوَالِهِ خَصَائِصَ مِنْ عَطَائِكَ وَ فَضَائِلَ مِنْ حِبَائِكَ تَسُرُّ بِهَا نَفْسَهُ وَ تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا مَقَامَهُ وَ تُعْلِی بِهَا شَرَفَهُ عَلَی الْقُوَّامِ بِقِسْطِكَ وَ الذَّابِّینَ عَنْ حَرِیمِكَ اللَّهُمَّ وَ أَوْرِدْ عَلَیْهِ وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ أُمَّتِهِ مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُمْ وَ مِمَّنْ تَسْقِیهِ بِكَأْسِهِ وَ تُورِدُهُ حَوْضَهُ وَ تَحْشُرُنَا فِی زُمْرَتِهِ وَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَ تُدْخِلُنَا فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ وَ فِی كُلِّ عَافِیَةٍ وَ بَلَاءٍ وَ فِی كُلِّ أَمْنٍ وَ خَوْفٍ وَ فِی كُلِّ مَثْوًی وَ مُنْقَلَبٍ اللَّهُمَّ أَحْیِنِی مَحْیَاهُمْ وَ أَمِتْنِی مَمَاتَهُمْ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ أَبَداً- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 259

قَدِیرٌ- اللَّهُمَّ أَفْنِنِی خَیْرَ الْفَنَاءِ إِذَا أَفْنَیْتَنِی عَلَی مُوَالاتِكَ وَ مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَ الرَّغْبَةِ وَ الرَّهْبَةِ إِلَیْكَ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِكِتَابِكَ وَ الِاتِّبَاعِ لِسُنَّةِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تُدْخِلُنِی مَعَهُمْ فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ تُنْجِینِی بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ ذَنْبِی وَ وَسِّعْ خُلُقِی وَ طَیِّبْ كَسْبِی وَ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ لَا تُذْهِبْ نَفْسِی إِلَی شَیْ ءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ النِّسْیَانِ وَ الْكَسَلِ وَ التَّوَانِی فِی طَاعَتِكَ وَ مِنْ عِقَابِكَ الْأَدْنَی وَ عَذَابِكَ الْأَكْبَرِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُنْیَا تَمْنَعُ خَیْرَ الْآخِرَةِ وَ مِنْ حَیَاةٍ تَمْنَعُ خَیْرَ الْمَمَاتِ وَ مِنْ أَمَلٍ یَمْنَعُ خَیْرَ الْعَمَلِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ دُعَاءٍ لَا یُرْفَعُ وَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِی لِذِكْرِكَ حَتَّی أَتَّبِعَ كِتَابَكَ وَ أُصَدِّقَ رَسُولَكَ وَ أُومِنَ بِوَعْدِكَ وَ أُوفِیَ بِعَهْدِكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِهِ وَ أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ عَلَی طَاعَتِكَ وَ الصَّبْرَ لِحُكْمِكَ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حَقَائِقَ الْإِیمَانِ وَ الصِّدْقَ فِی الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا وَ الْعَفْوَ وَ الْمُعَافَاةَ وَ الْیَقِینَ وَ الْكَرَامَةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ الشُّكْرَ وَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ فَإِنَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

اللَّهُمَّ أَنْتَ تُنْزِلُ الْغِنَی وَ الْبَرَكَةَ مِنَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی تَكُونُ عَلَی الْعِبَادِ قَاهِراً مُقْتَدِراً أَحْصَیْتَ أَعْمَالَهُمْ وَ قَسَمْتَ أَرْزَاقَهُمْ وَ سَمَّیْتَ آجَالَهُمْ وَ كَتَبْتَ آثَارَهُمْ وَ جَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَلْوَانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ لَا یَعْلَمُ الْعِبَادُ عِلْمَكَ وَ كُلُّنَا فُقَرَاءُ إِلَیْكَ فَلَا تَصْرِفِ اللَّهُمَّ عَنِّی وَجْهَكَ وَ لَا تَمْنَعْنِی فَضْلَكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی طَوْلَكَ وَ عَفْوَكَ وَ اجْعَلْنِی أُوَالِی أَوْلِیَاءَكَ وَ أُعَادِی أَعْدَاءَكَ وَ ارْزُقْنِی الرَّهْبَةَ وَ الرَّغْبَةَ وَ الْخُشُوعَ وَ الْوَفَاءَ وَ التَّسْلِیمَ وَ التَّصْدِیقَ بِكِتَابِكَ وَ اتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ غَمَّنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی وَ أَعِذْنِی مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَ ذَرَأْتَ وَ بَرَأْتَ وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ اقْضِ عَنِّی دَیْنِی وَ وَفِّقْنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ احْرُسْنِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ أَهْلِی وَ قَرَابَاتِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِی فِیكَ وَ أَهْلَ حُزَانَتِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ انْصُرْنِی عَلَی مَنْ ظَلَمَنِی وَ تَوَفَّنِی

ص: 260

مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَظِیمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِیمِ أَسْمَائِكَ وَ جَمِیلِ ثَنَائِكَ وَ خَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ عَشِیَّتِی هَذِهِ أَعْظَمَ عَشِیَّةٍ مَرَّتْ عَلَیَّ مُنْذُ أَخْرَجْتَنِی إِلَی الدُّنْیَا بَرَكَةً فِی عِصْمَةٍ مِنْ دِینِی وَ خَلَاصِ نَفْسِی وَ قَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَشْفِیعِی فِی مَسْأَلَتِی وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَلَیَّ وَ صَرْفِ السُّوءِ عَنِّی وَ لِبَاسِ الْعَافِیَةِ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَیْهِ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَكْتُبْنِی فِی حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ أَوْ أَحْرَمْتَنِی الْحُضُورَ مَعَهُمْ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ فَلَا تَحْرِمْنِی شِرْكَتَهُمْ فِی دُعَائِهِمْ وَ انْظُرْ إِلَیَّ بِنَظْرَتِكَ الرَّحِیمَةِ لَهُمْ وَ أَعْطِنِی مِنْ خَیْرِ مَا تُعْطِی أَوْلِیَاءَكَ وَ أَهْلَ طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْ هَذِهِ الْعَشِیَّةَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّی حَتَّی تُبَلِّغَنِیهَا مِنْ قَابِلٍ مَعَ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ زُوَّارِ قَبْرِ نَبِیِّكَ علیه السلام فِی أَعْفَی عَافِیَتِكَ وَ أَعَمِّ نِعْمَتِكَ وَ أَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْزَلِ قِسَمِكَ وَ أَسْبَغِ رِزْقِكَ وَ أَفْضَلِ رَجَائِكَ وَ أَتَمِّ رَأْفَتِكَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْمَعْ دُعَائِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ تَذَلُّلِی وَ اسْتِكَانَتِی وَ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ فَأَنَا مُسَلِّمٌ لِأَمْرِكَ لَا أَرْجُو نَجَاحاً وَ لَا مُعَافَاةً وَ لَا تَشْرِیفاً إِلَّا بِكَ وَ مِنْكَ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِتَبْلِیغِ هَذِهِ الْعَشِیَّةِ مِنْ قَابِلٍ وَ أَنَا مُعَافًی مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ مَحْذُورٍ وَ مِنْ جَمِیعِ الْبَوَائِقِ وَ مَحْذُورَاتِ الطَّوَارِقِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ اصْطَفَیْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ لِخَلْقِكَ وَ الْقِیَامِ فِیهِمْ بِدِینِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلِّمْ لِی دِینِی وَ زِدْ فِی أَجَلِی وَ أَصِحَّ لِی جِسْمِی وَ أَقِرَّ بِشُكْرِ نِعْمَتِكَ عَیْنَیَّ وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَمِّمْ آلَاءَكَ عَلَیَّ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ تَوَفَّنِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ثَبِّتْنِی عَلَی دِینِ الْإِسْلَامِ فَإِنِّی بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ فَلَا تَكِلْنِی فِی جَمِیعِ الْأُمُورِ إِلَّا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ امْلَأْ قَلْبِی رَهْبَةً مِنْكَ وَ رَغْبَةً إِلَیْكَ وَ خَشْیَةً مِنْكَ وَ غِنًی بِكَ وَ عَلِّمْنِی مَا یَنْفَعُنِی وَ اسْتَعْمِلْنِی بِمَا عَلَّمْتَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَیْكَ الْمُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ

ص: 261

الْخَائِفِ مِنْ عُقُوبَتِكَ أَنْ تُغْنِیَنِی بِعَفْوِكَ وَ تُجِیرَنِی بِعِزَّتِكَ وَ تَحَنَّنَ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ تُؤَدِّیَ عَنِّی فَرِیضَتَكَ وَ تَسْتَجِیبَ لِی فِیمَا سَأَلْتُكَ وَ تُغْنِیَنِی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ تُدْنِیَنِی مِمَّنْ كَادَنِی وَ تَقِیَنِی مِنَ النَّارِ وَ مَا قَرَّبَ إِلَیْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ مَرْوِیٌّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ سَلَامُ اللَّهِ الْمَلِكِ الْأَكْبَرِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ یَوْمِ الدِّینِ بَدِی ءُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ سَابِغُ النَّعْمَاءِ جَزِیلُ الْعَطَاءِ بَاسِطُ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ نَفَّاحُ الْخَیْرَاتِ كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ مُنْزِلُ الْآیَاتِ مُبَدِّلُ السَّیِّئَاتِ جَاعِلُ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ دَنَوْتَ فِی عُلُوِّكَ وَ عَلَوْتَ فِی دُنُوِّكَ دَنَوْتَ فَلَا شَیْ ءَ دُونَكَ وَ ارْتَفَعْتَ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقَكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی- فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَكَ الْكِبْرِیَاءُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِیدُ الْعِقَابِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَیْكَ الْمَأْوَی وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بَلَغَتْ حُجَّتُكَ وَ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ لَا یُخَیَّبُ سَائِلُكَ أَحَطْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِعِلْمِكَ وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَمَداً وَ قَدَّرْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ تَقْدِیراً بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَ نَظَرْتَ فَخَبَّرْتَ وَ بَطَنْتَ وَ عَلِمْتَ فَسَتَرْتَ وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ ظَهَرْتَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ- لَا تَنْسَی مَنْ ذَكَرَكَ وَ لَا تُخَیِّبُ مَنْ سَأَلَكَ وَ لَا تُضَیِّعُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْكَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَشْغَلُكَ مَا فِی جَوِّ سَمَاوَاتِكَ عَمَّا فِی جَوِّ أَرْضِكَ تَعَزَّزْتَ فِی مُلْكِكَ

ص: 262


1- 1. كتاب الاقبال: 358- 392.

وَ تَقَوَّیْتَ فِی سُلْطَانِكَ وَ غَلَبَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَضَاؤُكَ وَ مَلَكَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَمْرُكَ وَ قَهَرَتْ قُدْرَتُكَ كُلَّ شَیْ ءٍ- لَا یُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ وَ لَا یُحَاطُ بِعِلْمِكَ وَ لَا مُنْتَهَی لِمَا عِنْدَكَ وَ لَا تَصِفُ الْعُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ.

عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنْ كَیْفِیَّتِكَ وَ لَا تُدْرِكُ الْأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَیْنِیَّتِكَ وَ لَا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً وَ لَا تُمَثَّلُ فَتَكُونَ مَوْجُوداً وَ لَا تَلِدُ فَتَكُونَ مَوْلُوداً أَنْتَ الَّذِی لَا ضِدَّ مَعَكَ فَیُعَانِدَكَ وَ لَا عَدِیلَ لَكَ فَیُكَاثِرَكَ وَ لَا نِدَّ لَكَ فَیُعَارِضَكَ أَنْتَ ابْتَدَعْتَ وَ اخْتَرَعْتَ وَ اسْتَحْدَثْتَ فَمَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ سُبْحَانَكَ مَا أَجَلَّ ثَنَاءَكَ وَ أَسْنَی فِی الْأَمَاكِنِ مَكَانَكَ وَ اصْدَعْ بِالْحَقِّ فُرْقَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ لَطِیفٍ مَا أَلْطَفَكَ وَ حَكِیمٍ مَا أَعْرَفَكَ وَ مَلِیكٍ مَا أَسْمَحَكَ بَسَطْتَ بِالْخَیْرَاتِ یَدَكَ وَ عُرِفَتِ الْهِدَایَةُ مِنْ عِنْدِكَ وَ خَضَعَ لَكَ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ انْقَادَ لِلتَّسْلِیمِ لَكَ كُلُّ شَیْ ءٍ سَبِیلُكَ جَدَدٌ وَ أَمْرُكَ رَشَدٌ وَ أَنْتَ حَیٌّ صَمَدٌ وَ أَنْتَ الْمَاجِدُ الْجَوَادُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْعَلِیمُ الْكَرِیمُ الْقَدِیمُ الْقَرِیبُ الْمُجِیبُ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِی صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ بَالَغَ فِی إِظْهَارِ دِینِكَ وَ أَكَّدَ مِیثَاقَكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ بَذَلَ جُهْدَهُ فِی مَرْضَاتِكَ اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ.

اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی وُلَاةِ الْأَمْرِ بَعْدَ نَبِیِّكَ وَ تَرَاجِمَةِ وَحْیِكَ وَ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَ أُمَنَائِكَ فِی بِلَادِكَ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَی بَرِیَّتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِمْ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِیَةً اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی السُّیَّاحِ وَ الْعُبَّادِ وَ أَهْلِ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اجْعَلْنِی فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَیْهِ فَرَحِمْتَهُ وَ سَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ وَ آمَنَ بِكَ فَهَدَیْتَهُ وَ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ وَ رَغِبَ إِلَیْكَ فَأَرْضَیْتَهُ وَ هَبْ لِی فِی یَوْمِی هَذَا صَلَاحاً لِقَلْبِی وَ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ ثِقَتِی یَا رَجَائِی یَا مُعْتَمَدِی وَ مَلْجَئِی وَ ذُخْرِی وَ ظَهْرِی وَ عُدَّتِی وَ أَمَلِی وَ غَایَتِی وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ عُیُوبِی وَ إِسَاءَتِی وَ ظُلْمِی وَ جُرْمِی عَلَی نَفْسِی فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ

ص: 263

مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْهَارِبِ إِلَیْكَ مِنَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ وَ هَذَا یَوْمُ عَرَفَةَ كَرَّمْتَهُ وَ شَرَّفْتَهُ وَ فَضَّلْتَهُ وَ عَظَّمْتَهُ نَشَرْتَ فِیهِ رَحْمَتَكَ وَ مَنَنْتَ فِیهِ بِعَفْوِكَ وَ أَجْزَلْتَ فِیهِ عَطِیَّتَكَ وَ تَفَضَّلْتَ فِیهِ عَلَی عِبَادِكَ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ الْعَشِیَّةُ مِنْ عَشَایَا رَحْمَتِكَ وَ مِنَحِكَ وَ إِحْدَی أَیَّامِ زُلْفَتِكَ وَ لَیْلَةُ عِیدٍ مِنْ أَعْیَادِكَ فِیهَا یُفْضَی إِلَیْكَ مَا یَهُمُّ مِنَ الْحَوَائِجِ مَنْ قَصَدَكَ مُؤَمِّلًا رَاجِیاً فَضْلَكَ طَالِباً مَعْرُوفَكَ الَّذِی تَمُنُّ بِهِ عَلَی مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْتَ فِیهَا بِكُلِّ لِسَانٍ تُدْعَی وَ لِكُلِّ خَیْرٍ تُبْتَغَی وَ تُرْجَی وَ لَكَ فِیهَا جَوَائِزُ وَ مَوَاهِبُ وَ عَطَایَا تَمُنُّ بِهَا عَلَی مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ وَ تَشْمَلُ بِهَا أَهْلَ الْعِنَایَةِ مِنْكَ وَ قَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤَمِّلِینَ رَاجِینَ وَ أَتَیْنَاكَ طَالِبِینَ نَرْجُو مَا لَا خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ وَ لَا مَتْرَكَ لَهُ مِنْ عَظِیمِ أَجْرِكَ قَدْ أَبْرَزَتْ ذَوُو الْآمَالِ إِلَیْكَ وُجُوهَهَا الْمَصُونَةَ وَ مَدُّوا إِلَیْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ لِیُدْرِكُوا بِذَلِكَ رِضْوَانَكَ یَا غَفَّارُ یَا مُسْتَرَاشُ مِنْ نَیْلِهِ وَ مُسْتَعَاشُ مِنْ فَضْلِهِ یَا مَلِكُ فِی عَظَمَتِهِ یَا جَبَّارُ فِی قُوَّتِهِ یَا لَطِیفُ فِی قُدْرَتِهِ یَا مُتَكَفِّلُ یَا رَازِقَ النَّعَّابِ فِی عُشِّهِ یَا أَكْرَمَ مَسْئُولٍ وَ یَا خَیْرَ مَأْمُولٍ وَ یَا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ بِفِنَائِهِ الرَّكَائِبُ وَ طُلِبَ عِنْدَهُ نَیْلُ الرَّغَائِبِ وَ أَنَاخَتْ بِهِ الْوُفُودُ یَا ذَا الْجُودِ یَا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ أَنَا عَبْدُكَ الَّذِی أَمَرْتَنِی فَلَمْ أَئْتَمِرْ وَ نَهَیْتَنِی عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ زَجَرْتَنِی فَلَمْ أَنْزَجِرْ فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَ نَهْیَكَ- لَا مُعَانَدَةً لَكَ وَ لَا اسْتِكْبَاراً عَلَیْكَ بَلْ دَعَانِی هَوَایَ وَ اسْتَزَلَّنِی عَدُوُّكَ وَ عَدُوِّی فَأَقْدَمْتُ عَلَی مَا فَعَلْتُ عَارِفاً بِوَعِیدِكَ رَاجِیاً لِعَفْوِكَ وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَ صَفْحِكَ فَیَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ صَاغِراً ذَلِیلًا خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً مُعْتَرِفاً عَظِیمَ ذُنُوبِی وَ خَطَایَایَ فَمَا أَعْظَمَ ذُنُوبِیَ الَّتِی تَحَمَّلْتُهَا وَ أَوْزَارِیَ الَّتِی اجْتَرَمْتُهَا مُسْتَجِیراً فِیهَا بِصَفْحِكَ لَائِذاً بِرَحْمَتِكَ مُوقِناً أَنَّهُ لَا یُجِیرُنِی مِنْكَ مُجِیرٌ وَ لَا یَمْنَعُنِی مِنْكَ مَانِعٌ فَعُدْ عَلَیَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَی مَنِ اقْتَرَبَ مِنْ تَغَمُّدِكَ وَ جُدْ عَلَیَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَی مَنْ أَلْقَی بِیَدِهِ إِلَیْكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِمَا لَا یَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَی مَنْ أَمَّلَكَ لِغُفْرَانِكَ لَهُ یَا كَرِیمُ ارْحَمْ صَوْتَ حَزِینٍ یُخْفِی مَا سَتَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ مَسَاوِیهِ یَسْأَلُكَ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ رَحْمَةً تُنْجِیهِ مِنْ كَرْبِ مَوْقِفِ الْمَسْأَلَةِ

ص: 264

وَ مَكْرُوهِ یَوْمِ هَوْلِ الْمُعَایَنَةِ حِینَ تَفَرَّدَهُ عَمَلُهُ وَ یَشْغَلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ.

فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَّعِیفَ عَمَلًا الْجَسِیمَ أَمَلًا خَرَجَتْ مِنْ یَدِی أَسْبَابُ الْوُصُلَاتِ إِلَّا مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ وَ تَقَطَّعَتْ عَنِّی عِصَمُ الْآمَالِ إِلَّا مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ قَلَّ عِنْدِی مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ كَبُرَ عِنْدِی مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِیَتِكَ وَ لَنْ یَضِیقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ وَ إِنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّی فَقَدْ أَشْرَفَ عَلَی خَفَایَا الْأَعْمَالِ عِلْمُكَ وَ انْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِكَ وَ لَا یَنْطَوِی عَلَیْكَ دَقَائِقُ الْأُمُورِ وَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ غَیْبَاتُ السَّرَائِرِ وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَیَّ عَدُوُّكَ الَّذِی اسْتَنْظَرَكَ لِغَوَایَتِی فَأَنْظَرْتَهُ وَ اسْتَمْهَلَكَ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ لِإِضْلَالِی فَأَمْهَلْتَهُ وَ أَوْقَعَنِی بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ وَ كَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِیَةٍ حَتَّی إِذَا قَارَفْتُ مَعْصِیَتَكَ وَ اسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ فِعْلِی سَخَطَكَ تَوَلَّی عَنِّی بِالْبَرَاءَةِ مِنِّی فَأَصْحَرَنِی لِغَضَبِكَ فَرِیداً وَ أَخْرَجَنِی إِلَی فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِیداً لَا شَفِیعٌ یَشْفَعُ لِی إِلَیْكَ وَ لَا خَفِیرٌ یَقِینِی مِنْكَ وَ لَا حِصْنٌ یَحْجُبُنِی عَنْكَ وَ لَا مَلَاذٌ أَلْجَأُ إِلَیْهِ مِنْكَ فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ مَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ وَ لَا یَضِیقَنَّ عَنِّی فَضْلُكَ وَ لَا یَقْصُرَنَّ دُونِی عَفْوُكَ وَ لَا أَكُنْ أَخْیَبَ وَفْدِكَ مِنْ عِبَادِكَ التَّائِبِینَ وَ لَا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الْآمِلِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَطَالَ مَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ وَ تَعَدَّیْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ فَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحْیَا لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَ سَخِطَ عَلَیْهَا وَ رَضِیَ عَنْكَ وَ تَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ وَ رَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ وَ ظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ وَاقِفاً بَیْنَ الرَّغْبَةِ إِلَیْكَ وَ الرَّهْبَةِ مِنْكَ فَأَنْتَ أَوْلَی مَنْ وَثِقَ بِهِ مَنْ رَجَاهُ وَ آمَنُ مَنْ خَشِیَهُ وَ اتَّقَاهُ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی مَا رَجَوْتُ وَ آمِنِّی مِمَّا حَذِرْتُ وَ عُدْ عَلَیَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَإِذْ سَتَرْتَنِی بِفَضْلِكَ وَ تَغَمَّدْتَنِی بِعَفْوِكَ فِی دَارِ الْحَیَاةِ وَ الْفَنَاءِ بِحَضْرَةِ الْأَكْفَاءِ فَأَجِرْنِی مِنْ فَضِیحَاتِ دَارِ الْبَقَاءِ عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الرُّسُلِ الْمُكَرَّمِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ فَحَقِّقْ رَجَائِی فَأَنْتَ أَصْدَقُ الْقَائِلِینَ- یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ اللَّهُمَ

ص: 265

إِنِّی سَائِلُكَ الْقَاصِدُ وَ مِسْكِینُكَ الْمُسْتَجِیرُ الْوَافِدُ وَ ضَعِیفُكَ الْفَقِیرُ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ وَ أَجَلِی بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ أَنْ تُبَارِكَ لِی فِی یَوْمِی هَذَا الَّذِی فَزِعَتْ فِیهِ إِلَیْكَ الْأَصْوَاتُ وَ تَقَرَّبُوا إِلَیْكَ عِبَادُكَ بِالْقُرُبَاتِ أَسْأَلُكَ بِعَظِیمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِیمِ أَسْمَائِكَ وَ جَمِیلِ ثَنَائِكَ وَ خَاصَّةِ دُعَائِكَ بِآلَائِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ یَوْمِی هَذَا أَعْظَمَ یَوْمٍ مَرَّ عَلَیَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِی إِلَی الدُّنْیَا بَرَكَةً فِی عِصْمَةِ دِینِی وَ خَاصَّةِ نَفْسِی وَ قَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَشْفِیعِی فِی مَسَائِلِی وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَلَیَّ وَ صَرْفِ السُّوءِ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ افْتَحْ عَلَیَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ رَضِّنِی بِعَادِلِ قِسَمِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِخَالِصِ طَاعَتِكَ یَا أَمَلِی وَ یَا رَجَائِی حَاجَتِیَ الَّتِی إِنْ أَعْطَیْتَنِیهَا لَمْ یَضُرَّنِی مَا مَنَعْتَنِی وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی مَا أَعْطَیْتَنِی فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ إِلَهِی لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تُخَیِّبْ دُعَائِی یَا مَنَّانُ مُنَّ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ یَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّی یَا تَوَّابُ تُبْ عَلَیَّ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ اصْفَحْ عَنْ ذُنُوبِی یَا مَنْ رَضِیَ لِنَفْسِهِ الْعَفْوَ یَا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ یَا مَنْ یَجْزِی عَلَی الْعَفْوِ یَا مَنِ اسْتَحْسَنَ الْعَفْوَ أَسْأَلُكَ الْیَوْمَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ یَقُولُهَا عِشْرِینَ مَرَّةً أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِیكَ فَلَا تَقْطَعْ رَجَائِی یَا مَوْلَایَ إِنَّ لَكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَضْیَافاً فَاجْعَلْنِی مِنْ أَضْیَافِكَ فَقَدْ نَزَلْتُ بِفِنَائِكَ رَاجِیاً مَعْرُوفَكَ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَیَّ وَ لِلنَّاسِ قِبَلِی تَبِعَاتٌ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّی وَ قَدْ أَوْجَبْتَ یَا رَبِّ لِكُلِّ ضَیْفٍ قِرًی وَ أَنَا ضَیْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَایَ اللَّیْلَةَ الْجَنَّةَ یَا وَهَّابَ الْجَنَّةِ یَا وَهَّابَ الْمَغْفِرَةِ اقْلِبْنِی مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِی مَرْحُوماً صَوْتِی مَغْفُوراً ذَنْبِی بِأَفْضَلِ مَا یَنْقَلِبُ بِهِ الْیَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَ زُوَّارِكَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا أَرْجِعُ إِلَیْهِ مِنْ مَالٍ إِلَی هَاهُنَا مَا وُجِدَ فِی الْأَصْلِ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ وَجَدْنَاهُ فِی كُتُبِ الدَّعَوَاتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا لِحَمْدِهِ وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِینَ

ص: 266


1- 1. الإقبال: 392- 397.

وَ لِیَجْزِیَنَا عَلَی ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی حَبَانَا بِدِینِهِ وَ خَصَّنَا بِمِلَّتِهِ وَ سَبِیلِهِ وَ أَرْشَدَنَا إِلَی سُنَنِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ وَ رِضْوَانِهِ حَمْداً یَقْبَلُهُ مِنَّا وَ یَرْضَی بِهِ عَنَّا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ یَوْمَ عَرَفَةَ یَوْمٌ عَظِیمٌ قَدْرُهُ جَلِیلٌ أَمْرُهُ مَیْمُونٌ ذِكْرُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَرَّفَنَا فَضْلَهُ وَ جَعَلَنَا مِنَ التَّابِعِینَ لِرُسُلِهِ الطَّائِعِینَ فِیهِ لِأَمْرِهِ اللَّهُمَّ فَقِنَا فِیهِ مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ الشَّدَائِدِ وَ كُنْ بِرَحْمَتِكَ وَ إِحْسَانِكَ عَلَیْنَا عَائِداً وَ اغْفِرْ لَنَا زِیَارَةَ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ وَ اجْعَلْ حَظَّنَا مِنْ زِیَارَتِهَا أَعْظَمَ حَظٍّ وَارِدٍ وَ اعْفُ عَنَّا فَأَنْتَ الصَّمَدُ الْوَاحِدُ وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً وَ اجْعَلْنِی لِآلَائِكَ شَاكِراً وَ حَامِداً یَا مَنْ تَدَانَی بِنِعْمَتِهِ وَ أَفْضَلَ عَلَیَّ سَنِیَّ قِسَمِهِ یَا مَنْ یَعْلَمُ سَرِیرَتِی وَ یَسْتُرُ عَلَانِیَتِی أَعْطِنِی ثَوَابَ الْمُطِیعِینَ وَ عُلُوَّ مَنَازِلِ الْمُخْبِتِینَ وَ اكْتُبْنِی فِی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ قَبِلْتَ عَمَلَهُمْ وَ خَتَمْتَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ الَّتِی ظَاهِرٌ قَدْرُهُ جَلِیلٌ أَمْرُهُ مَشْهُورٌ بَیْنَ الْعُلَمَاءِ ذِكْرُهُ مَحْفُوظٌ فِی قُلُوبِ الْعَارِفِینَ مَنْ عَرَفَ فَضْلَهَا مِنْ بَیْنِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ فَازَ وَ لِكُلِّ فَضْلٍ حَازَ وَ مَنْ دَعَاكَ فَازَ بِجَزِیلِ الثَّوَابِ وَ حُسْنِ الْإِیَابِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی هَذَا وَ خَاتِمَتِهِ وَ اخْتِمْ لَنَا بِخَیْرٍ عِنْدَ مُسَاءَلَتِهِ وَ اجْعَلْهُ لَنَا شَاهِداً بِعَمَلِ طَاعَتِكَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ عِنَایَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ مَظَالِمَ كَثِیرَةٍ وَ بَوَائِقَ جَزِیلَةٍ وَ عَظَائِمِ ذُنُوبٍ جَمَّةٍ قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِی وَ مَنَعَنِی الرُّقَادَ ذِكْرُهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَنَصَّلُ إِلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا وَ أَتُوبُ فَلَا تَجْعَلْ دُعَائِی یَا رَبِّ عَنْكَ مَحْجُوباً فَأَنْتَ أَكْرَمُ مَأْمُولٍ وَ أَعَزُّ مَطْلُوبٍ إِلَهِی أَمُدُّ إِلَیْكَ كَفّاً طَالَ مَا عَصَتْ وَ أَبْكِی بِعَیْنٍ طَالَ مَا عَلَی الْمَعَاصِی عَكَفَتْ وَ أَدْعُوكَ بِلِسَانٍ عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ الْحَفَظَةُ كَتَبَتْ وَ أَرْجُوكَ بِنَفْسِی عَفْوَكَ وَ صَفْحَكَ أَمَّلَتْ وَ عَلَی بِرِّكَ وَ إِحْسَانِكَ یَا كَرِیمُ عَوَّلَتْ وَ لِبَابِ فَضْلِكَ وَ مَعْرُوفِكَ طَرَقَتْ وَ لِمَعْرُوفِكَ تَعَرَّضَتْ إِلَهِی ذَلَّتْ لِعَظَمَتِكَ الْأَرْبَابُ وَ تَاهَتْ عِنْدَ تَأَمُّلِ عَزِیزِ سُلْطَانِكَ أُولُو الْأَلْبَابِ وَ قَصَدَكَ السَّائِلُونَ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّكَ جَوَادٌ وَهَّابٌ فَقَصَدْتُكَ یَا إِلَهِی لِمَعْرِفَتِی بِأَنَّكَ تُجِیبُ الدَّاعِینَ وَ تَسْمَعُ سُؤَالَ السَّائِلِینَ وَ تُقْبِلُ بِبِرِّكَ وَ مَعْرُوفِكَ عَلَی التَّائِبِینَ فَقَبَضْتُ إِلَیْكَ كَفّاً هِیَ مِنْ عِقَابِكَ خَائِفَةٌ وَ بِمَا جَنَتْ مِنَ الْخَطَایَا عَارِفَةٌ وَ شَخَصَتْ إِلَیْكَ بِعَیْنٍ هِیَ

ص: 267

مِنْ هَیْبَتِكَ ذَارِفَةٌ وَ دَعَوْتُكَ بِلِسَانٍ نَغَمَاتُهُ لِشُكْرِكَ وَاصِفَةٌ وَ أَذْلَلْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ نَفْساً لَمْ تَزَلْ عَلَی الْمَعَاصِی عَاكِفَةٌ فَیَا مَنْ یَعْلَمُ سَرِیرَتِی ارْحَمِ ضَعْفِی وَ مَسْكَنَتِی وَ تَغَمَّدْنِی بِعَفْوِكَ وَ سَتْرِكَ فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی سِوَاكَ فَأَنْتَ رَجَائِی وَ أَمَلِی یَا عُدَّتِی عِنْدَ الشَّدَائِدِ یَا مَنْ لَا یُضْجِرُهُ سَائِلٌ سَأَلَ وَ لَا یُثْقِلُ عَلَیْهِ مُلِحٌّ بِالدُّعَاءِ مُبْتَهِلٌ بَابُكَ لِلطَّارِقِینَ مَفْتُوحٌ وَ بِرُّكَ لِلْمُنِیبِینَ مَمْنُوحٌ فَأَنْتَ مَشْكُورٌ مَمْدُوحٌ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ لَیْلَةٌ مَنْ عَرَفَ ظَاهِرَهَا فَازَ وَ مَنْ عَرَفَ بَاطِنَهَا فَبِكُلِّ فَضِیلَةٍ حَازَ اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَ التِّجَارَةِ الرَّابِحَةِ وَ السُّلُوكِ لِلْمَحَجَّةِ الْوَاضِحَةِ وَ اجْعَلْهَا لَنَا شَاهِدَةً وَ قِنَا فِیهَا مِنَ الشَّدَائِدِ وَ اجْعَلِ الْخَیْرَ عَلَیْنَا فِیهَا وَارِداً وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً فَأَنْتَ الْأَحَدُ الْوَاحِدُ إِلَهِی هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ بَاسِطٌ إِلَیْكَ كَفّاً هِیَ حَذِرَةٌ مِمَّا جَنَتْ وَجِلَةٌ مِمَّا اقْتَرَفَتْ اللَّهُمَّ فَاسْتُرْ سُوءَ عَمَلِی یَوْمَ كَشْفِ السَّرَائِرِ وَ ارْحَمْنِی مِمَّا فِیهِ أُحَاذِرُ وَ كُنْ بِی رَءُوفاً وَ لِذَنْبِی غَافِراً فَأَنْتَ السَّیِّدُ الْقَاهِرُ فَإِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَی مِنْكَ بِالْعَفْوِ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِی الْحُكْمِ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ لَیْلَةٌ بَاطِنُهَا سُرُورُ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ حَبَوْتَهُمْ بِعُلُوِّ الْمَنَازِلِ وَ الدَّرَجَاتِ وَ ضَاعَفْتَ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ وَ غَفَرْتَ لَهُمُ السَّیِّئَاتِ وَ خَتَمْتَ لَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ وَ قَدْ أَمْسَیْتُ یَا رَبِّ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ رَاجِیاً لِفَضْلِكَ مُؤَمِّلًا بِرَّكَ مُنْتَظِراً مَوَادَّ إِحْسَانِكَ وَ لُطْفِكَ مُتَوَكِّلًا عَلَیْكَ مُتَوَسِّلًا بِكَ طَالِباً لِمَا عِنْدَكَ مِنَ الْخَیْرِ الْمَذْخُورِ لَدَیْكَ مُعْتَصِماً بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ مَا أُعْلِنُ وَ أُسِرُّ فَبِكَ أَمْتَنِعُ وَ أَنْتَصِرُ وَ إِلَیْكَ أَلْجَأُ وَ بِكَ أَسْتَتِرُ وَ بِطَاعَةِ نَبِیِّكَ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَفْتَخِرُ وَ إِلَی زِیَارَةِ وَلِیِّكَ وَ أَخِی نَبِیِّكَ أَبْتَدِرُ اللَّهُمَّ فَبِهِ وَ بِأَخِیهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ أَتَوَسَّلُ وَ أَسْأَلُ وَ أَطْلُبُ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ الْمَقَرَّ مَعَهُمْ فِی دَارِ الْقَرَارِ فَإِنَّ لَكَ فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ رِقَاباً تُعْتِقُهَا مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ لَیْلَةُ عِیدٍ وَ لَكَ فِیهَا أَضْیَافٌ فَاجْعَلْنِی مِنْ أَضْیَافِكَ وَ هَبْ لِی مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ اجْعَلْ قِرَایَ مِنْكَ الْجَنَّةَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا خَیْرَ مَنْزُولٍ بِهِ یَا خَیْرَ مَنْ نَزَلَتْ بِفِنَائِهِ الرَّكَائِبُ وَ أَنَاخَتْ بِهِ الْوُفُودُ یَا ذَا السُّلْطَانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَیْرِ أَعْوَانٍ

ص: 268

وَ لَا جُنُودٍ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَقَرَّ لَكَ كُلُّ مَعْبُودٍ أَحْمَدُكَ وَ أُثْنِی عَلَیْكَ بِمَا حَمِدَكَ كُلُّ مَحْمُودٍ یَا اللَّهُ أَسْأَلُكَ یَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ یَسْتَغِیثُ الْمُذْنِبُونَ وَ یَا مَنْ إِلَی ذِكْرِ إِحْسَانِهِ یَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ یَا مَنْ لِخِیفَتِهِ یَنْتَحِبُ الْخَطَّاءُونَ وَ یَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ غَرِیبٍ وَ یَا فَرَجَ كُلِّ مَكْرُوبٍ كَئِیبٍ وَ یَا عَوْنَ كُلِّ ضَعِیفٍ فَرِیدٍ وَ یَا عَضُدَ كُلِّ مُحْتَاجٍ طَرِیدٍ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ فِی نِعَمِكَ سَهْماً وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی عَفْوُهُ أَعْلَی مِنْ عِقَابِهِ وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی عَطَاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی تَسْعَی رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ وَ أَنَا یَا إِلَهِی عَبْدُكَ الَّذِی أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلْتَ لَهُ الْإِجَابَةَ فَهَا أَنَا ذَا یَا إِلَهِی بَیْنَ یَدَیْكَ أَنَا الَّذِی أَثْقَلَتِ الْخَطَایَا ظَهْرَهُ أَنَا الَّذِی بِجَهْلِهِ عَصَاكَ وَ جَاهَرَكَ بِذَنْبِهِ وَ مَا اسْتَحْیَاكَ وَ لَمْ یَكُنْ هَذَا جَزَاؤُكَ مِنِّی فَعَفْوَكَ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِهِ الْخَاضِعُ لَكَ بِذُلِّهِ الْمُسْتَكِینُ لَكَ بِجُرْمِهِ إِلَهِی فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِمُقِرٍّ لَكَ بِجِنَایَتِهِ مُتَوَكِّلٌ عَلَیْكَ فِی رِعَایَتِهِ إِلَهِی لَا تُخَیِّبْ مَنْ لَمْ یَجِدْ مَطْمَعاً غَیْرَكَ وَ لَا أَحَداً دُونَكَ یَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ وَ یَا أَعْظَمَ مَنْ خُضِعَ وَ خُشِعَ لَهُ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ یَا مَنْ رَضِیَ بِالْعَفْوِ یَا مَنِ اسْتَحْسَنَ الْعَفْوَ یَا مَنْ یَجْزِی عَلَی الْعَفْوِ الْعَفْوَ الْعَفْوَ یَا أَهْلَ الْعَفْوِ الْعَفْوَ الْعَفْوَ لَا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنِّی وَ لَا تَجْبَهْنِی بِالرَّدِّ فِی مَسْأَلَتِی وَ أَكْرِمْ فِی مَجْلِسِی مُنْقَلَبِی فَإِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أُنَادِیكَ فَنِعْمَ الْمُجِیبُ وَ نِعْمَ الْمَدْعُوُّ وَ نِعْمَ الْمَرْجُوُّ یَا مَنْ لَا یُبْرِمُهُ سَائِلٌ سَأَلَ وَ لَا مُلِحٌّ عَلَیْهِ بِالدُّعَاءِ مُبْتَهِلٌ یَا أَهْلَ الْوَفَاءِ وَ الْعَطَاءِ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا مَنْ لَا یُوَارِی مِنْهُ لَیْلٌ دَاجٍ وَ لَا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ حُجَّاجِ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ الْمَشَاعِرِ الْعِظَامِ وَ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ وَ الضِّیَاءِ وَ الظَّلَامِ وَ الْمَلَائِكَةِ الْكِرَامِ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ علیهم السلام وَ أَسْأَلُكَ بِأَمْرِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ بِاسْمِكَ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ دَاعٍ شَاكِرٌ وَ مُسَبِّحٌ ذَاكِرٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ تَرْضَی عَنِّی وَ تَصْفَحَ وَ تَتَجَاوَزَ عَنْ ذَنْبِی وَ تَسْمَحَ وَ أَنْ تَجْعَلَ مَآبِی خَیْرَ مَآبٍ وَ أَنْ تَكْفِیَنِی شَرَّ كُلِّ عَدُوٍّ ظَاهِرٍ وَ مُسْتَخْفٍ وَ بَارِزٍ وَ كَیْدَ كُلِّ مَكِیدٍ

ص: 269

یَا حَلِیمُ یَا وَدُودُ اكْفِنِی شَرَّ أَعْدَائِی وَ حَاسِدِی وَ تَوَلَّنِی بِوَلَایَتِكَ وَ اكْفِنِی بِكِفَایَتِكَ وَ اهْدِ قَلْبِی بِهُدَاكَ وَ حُطَّ عَنِّی وِزْرِی وَ شُدَّ أَزْرِی وَ ارْزُقْنِی التَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّیِّئَاتِ وَ تُضَاعُفِ الْحَسَنَاتِ وَ كَشْفِ الْبَیِّنَاتِ وَ رِبْحِ التِّجَارَاتِ وَ رَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعَایَاتِ إِنَّكَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ وَ مُنْزِلُ الْبَرَكَاتِ كُنْ لِدُعَائِی مُجِیباً وَ مِنْ نِدَائِی قَرِیباً وَ لِی حَافِظاً وَ رَقِیباً وَ أَجِرْنِی مِمَّا أُحَاذِرُ وَ أَخْشَی مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ ذَكَرَ رِوَایَةً أَنَّ فِیهِ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الَّذِی نَجَّیْتَ بِهِ مُوسَی حِینَ قُلْتَ بِآهِیّاً شَرَاهِیَّا فِی الدَّهْرِ الْبَاقِی وَ الدَّهْرِ الْخَالِی وَ أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْغَیْبِ وَ قُدْرَتِكَ عَلَی الْخَلْقِ فَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُتَعَزِّزَاتِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَ تَفْعَلَ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ الْعَفْوِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اغْفِرْ لِی مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَبْدَیْتُ وَ مَا أَخْفَیْتُ وَ مَا خَفِیَ عَلَی الْخَلَائِقِ وَ لَمْ یَخْفَ عَلَیْكَ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّجَاوُزِ وَ الْإِحْسَانِ أَسْأَلُكَ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ أَنْ تَجُودَ عَلَیَّ بِفَضْلِكَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دَائِماً مَعَ دَوَامِكَ وَ خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِیَّتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ وَ رِضَا نَفْسِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا أَجْرَ لِقَائِلِهَا دُونَ رِضَاكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قُوَّةِ كُلِّ ضَعِیفٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عِزِّ كُلِّ ذَلِیلٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ غِنَی كُلِّ فَقِیرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَوْنِ كُلِّ مَظْلُومٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مُؤْنِسِ كُلِّ وَحِیدٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَكَاكِ كُلِّ أَسِیرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَلْجَإِ

ص: 270


1- 1. كتاب الاقبال: 397- 400.

كُلِّ مَهْمُومٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ دَافِعِ كُلِّ سَیِّئَةٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَاشِفِ كُلِّ كُرْبَةٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَاحِبِ كُلِّ سَرِیرَةٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَوْضِعِ كُلِّ رَزِیَّةٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْفَعَّالِ لِمَا یُرِیدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ رَازِقِ الْعِبَادِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ غَایَةَ كُلِّ طَالِبٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ سَرْمَداً أَبَداً لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْیَوْمِ الْمُبَارَكِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَبْدَیْتُ وَ مَا أَخْفَیْتُ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ أَنْ تُقَدِّرَ لِی خَیْراً مِنْ تَقْدِیرِی لِنَفْسِی وَ تَكْفِیَنِی مَا یُهِمُّنِی وَ تُغْنِیَنِی بِكَرَمِ وَجْهِكَ عَنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ تَرْزُقَنِی حُسْنَ التَّوْفِیقِ وَ تَصَدَّقَ عَلَیَّ بِالرِّضَا وَ الْعَفْوِ عَمَّا مَضَی وَ التَّوْفِیقِ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ تُیَسِّرَ لِی مِنْ أَمْرِی مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ تُفَرِّجَ عَنِّی الْهَمَّ وَ الْغَمَّ وَ الْكَرْبَ وَ مَا ضَاقَ بِهِ صَدْرِی وَ عِیلَ بِهِ صَبْرِی فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ فِی عَشِیَّةِ عَرَفَةَ وَجَدْنَاهُ فِی نُسْخَةٍ تَارِیخُ كِتَابَتِهَا سَنَةُ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ: بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ نَزْغِهِ وَ شَرِّهِ وَ كَیْدِهِ وَ خَیْلِهِ وَ حِیَلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَفْتَتِحُ الْقَوْلَ فِی مَقَامِی هَذَا بِمَا یَبْلُغُهُ مَجْهُودِی مِنْ تَحْمِیدِكَ وَ تَهْلِیلِكَ وَ تَكْبِیرِكَ وَ الصَّلَاةِ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ الِاسْتِغْفَارِ لِأَوْلِیَائِكَ لِأَتَقَرَّبَ إِلَیْكَ بِذَلِكَ- فَبِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مُتَوَجِّهاً جَمِیعاً إِلَیْكَ فِی حَوَائِجِی صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا عَاجِلِهَا وَ آجِلِهَا فَكُنِ اللَّهُمَّ الْهَادِیَ فِی ذَلِكَ كُلَّهِ لِلصَّوَابِ وَ الْمُعِینَ عَلَیْهِ بِالتَّوْفِیقِ وَ الرَّشَادِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِذَلِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 271


1- 1. كتاب الاقبال: 400- 401.

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَوَّلُهُ وَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُنْتَهَاهُ وَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُهُ وَ مُدَبِّرُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُحْصِیهِ وَ مَالِكُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثُهُ أَنْتَ الَّذِی لَمْ تَسْتَعِنْ بِشَیْ ءٍ وَ لَمْ تُشَاوِرْ أَحَداً فِی شَیْ ءٍ وَ لَمْ یُعْوِزْكَ شَیْ ءٌ وَ لَمْ یَمْتَنِعْ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ أَنْتَ الَّذِی أَحْصَی كُلَّ شَیْ ءٍ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعِزَّتِكَ وَ اعْتَرَفَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِكَ وَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَاتِكَ وَ ضَلَّتِ الْأَحْلَامُ فِیكَ أَنْتَ الَّذِی تَعَالَیْتَ بِقُدْرَتِكَ وَ عَلَوْتَ بِسُلْطَانِكَ وَ قَهَرْتَ بِعِزَّتِكَ فَأَدْرَكْتَ الْأَبْصَارَ وَ أَحْصَیْتَ الْأَعْمَارَ وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصِی وَ حُلْتَ دُونَ الْقُلُوبِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلُ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ مُنْتَهَی الْجَبَرُوتِ وَ الْقُوَّةِ وَ وَلِیُّ الْغَیْثِ وَ الْقُدْرَةِ مَلِكُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ عَظِیمُ الْمَلَكُوتِ شَدِیدُ الْجَبَرُوتِ عَزِیزُ الْقُدْرَةِ لَطِیفٌ لِمَا یَشَاءُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ مُبْدِئُ الْخَفِیَّاتِ مُعْلِنُ السَّرَائِرِ مُحْیِی الْمَوْتَی وَ الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَوَّلُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرُهُ وَ بَدِیعُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُعِیدُهُ وَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَوْلَاهُ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا رَبِّ خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْوَاتُ وَ ضَلَّتْ فِیكَ الْأَحْلَامُ وَ الْأَبْصَارُ وَ أَفْضَتْ إِلَیْكَ الْقُلُوبُ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاشِعٌ لَكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ قَائِمٌ بِكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مُشْفِقٌ مِنْكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ ضَارِعٌ إِلَیْكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا یَقْضِی فِی الْأُمُورِ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یُدَبِّرُ مَقَادِیرَهَا غَیْرُكَ وَ لَا یَتِمُّ شَیْ ءٌ مِنْهَا دُونَكَ وَ لَا یَصِیرُ شَیْ ءٌ مِنْهَا إِلَّا إِلَیْكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخَلْقُ كُلُّهُ فِی قَبْضَتِكَ وَ النَّوَاصِی كُلُّهَا بِیَدِكَ وَ الْمَلَائِكَةُ مُشْفِقُونَ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ أُشْرِكَ بِكَ عَبْدٌ دَاخِرٌ لَكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَ مَلَكْتَ فَقَدَرْتَ فَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ ظَهَرْتَ عَلِمْتَ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَسْبِیحاً دَائِماً لَا یَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضَاكَ وَ لَا یُجَاوِزُهُ شَیْ ءٌ سُبْحَانَكَ عَدَدَ مَا قَهَرَهُ مُلْكُكَ وَ أَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ وَ أَحْصَاهُ كِتَابُكَ سُبْحَانَكَ مَا

ص: 272

أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَ أَشَدَّ جَبَرُوتَكَ سُبْحَانَكَ لَكَ التَّسْبِیحُ وَ الْعَظَمَةُ لَكَ الْمُلْكُ وَ الْقُدْرَةُ وَ لَكَ الْحَوْلُ وَ الْقُوَّةُ وَ لَكَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلَامَهُ وَ مَنْ سَكَتَ عَلِمَ مَا فِی نَفْسِهِ وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ رِزْقُهُ وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَیْهِ مَرَدُّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْهِ وَ یَمْتَنِعُ وَ لَا یُمْتَنَعُ عَلَیْهِ وَ یَحْكُمُ بِحُكْمِهِ وَ یَقْضِی فَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُهُ وَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ حِفْظُهُ وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ جَبَرُوتُهُ وَ أَخَافَ كُلَّ شَیْ ءٍ سُلْطَانُهُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَلَكَ فَقَدَرَ وَ بَطَنَ فَخَبَرَ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا تَأْخُذُ وَ عَلَی مَا تُعْطِی وَ عَلَی مَا تُبْلِی وَ عَلَی مَا تَبْتَلِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا بَقِیَ وَ عَلَی مَا تُبْدِی وَ عَلَی مَا تُخْفِی وَ عَلَی مَا لَا یُرَی وَ عَلَی مَا قَدْ كَانَ وَ عَلَی مَا یَكُونُ وَ عَلَی مَا هُوَ كَائِنٌ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ مَنِّكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ عَلَی آلَائِكَ بَعْدَ حُجَّتِكَ وَ عَلَی صَفْحِكَ بَعْدَ انْتِقَامِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا تَقْضِی فِیمَا خَلَقْتَ وَ بَعْدَ مَا فَنِیَ خَلْقُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَ شَیْئاً مِنْ خَلْقِكَ وَ عَلَی بَدْءِ مَا خَلَقْتَ إِلَی انْقِضَاءِ خَلْقِكَ وَ بَعْدَ ذَلِكَ حَمْداً أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ وَ أَحَقَّ الْحَمْدِ بِكَ وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ وَ تَرْضَاهُ لِنَفْسِكَ حَمْداً لَا یُحْجَبُ عَنْكَ وَ لَا یَنْتَهِی دُونَكَ وَ لَا یَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضَاكَ تَبَارَكَ أَسْمَاؤُكَ یَا رَبِّ وَ تَعَالَی ذِكْرُكَ وَ قَهَرَ سُلْطَانُكَ وَ تَمَّتْ كَلِمَاتُكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ أَمْرُكَ قَضَاءٌ وَ كَلَامُكَ نُورٌ وَ رِضَاكَ رَحْمَةٌ وَ سَخَطُكَ عَذَابٌ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ تَقْضِی بِعِلْمٍ وَ تَعْفُو بِحِلْمٍ وَ تَأْخُذُ بِقُدْرَةٍ وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ شَدِیدُ الْعِقَابِ وَ النَّقِمَةِ قَرِیبُ الرَّحْمَةِ سَرِیعُ الْحِسَابِ عَلَی كُلِّ خَفِیَّةٍ الْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِیرَةٍ الشَّاهِدُ لِكُلِّ نَجْوَی اللَّطِیفُ لِمَا یَشَاءُ ثُمَّ تُكَبِّرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَحْمَدُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تُسَبِّحُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَقُولُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ.

ص: 273

وَ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَقْرَأُ عَشَرَةَ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- الم- ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ- الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ- وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ- أُولئِكَ عَلی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ- خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ وَ عَلی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِینَ- یُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ ما یَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ- فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ بِما كانُوا یَكْذِبُونَ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ- لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِی أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ- لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ

ص: 274

نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ- ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ- وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ- وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ- وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ- مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ- الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِهَا عَلَیْكَ مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ وَ قَلِیلٍ أَوْ كَثِیرٍ وَ تَذْكُرُ الْمُنْعِمَ عَلَیْكَ فِی جَمِیعِ مَا أَبْلَاكَ وَ أَوْلَاكَ شَیْئاً شَیْئاً مَا أَمْكَنَكَ ذِكْرُهُ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نِعَمِهِ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ لَا تُكَافَأُ بِعَمَلٍ إِلَّا بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ فَضَّلَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقَ فِی حُسْنِ الرِّزْقِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی رَحْمَتِهِ الَّتِی سَبَقَتْ غَضَبَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُنْطِقْنِی مِنْ بُكْمٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُبْصِرْنِی مِنْ عَمًی غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُسْمِعْنِی مِنْ صَمَمٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَهْدِنِی مِنْ ضَلَالَةٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُؤْمِنِّی مِنْ خَوْفٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُؤْمِنْ رَوْعِی

ص: 275

غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُقِلْنِی مِنْ عَثْرَةٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُكْرِمْنِی مِنْ هَوَانٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَسْتُرْ مِنِّی عَوْرَةً غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَرْفَعْنِی مِنْ ضَعَةٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَسُدَّ مِنِّی فَاقَةً غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُشْبِعْنِی مِنْ جُوعٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَسْقِنِی مِنْ ظَمَإٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَكْسُنِی مِنْ عُرْیٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُفْهِمْنِی مِنْ عِیٍّ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُعَلِّمْنِی مِنْ جَهْلٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُقَوِّنِی مِنْ ضَعْفٍ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَكْفِنِی الْمُهِمَّ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَصْرِفْ عَنِّی السَّوْءَ غَیْرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنِی فِی كُلِّ مِصْرٍ قَدِمْتُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی فِی كُلِّ طَرِیقٍ سَلَكْتُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی آوَانِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَفْرَشَنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَهَّدَ لِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَخْدَمَنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی زَوَّجَنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی حَمَلَنِی فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَزَقَنِی مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِیلًا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فِی الدُّنْیَا مَا بَقِیَتِ الدُّنْیَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فِی الْآخِرَةِ إِذَا انْقَضَتِ الدُّنْیَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مِمَّنْ یَحْمَدُهُ وَ یَشْكُرُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْنِی یَهُودِیّاً وَ لَا نَصْرَانِیّاً وَ لَا مَجُوسِیّاً وَ لَا شَاكّاً وَ لَا ضَالًّا وَ لَا مُرْتَاباً وَ لَا مُتَّبِعَ ضَلَالَةٍ وَ لَا مُتَّبِعَ شَیْ ءٍ مِنَ السُّبُلِ الْمُشَبِّهَةِ الَّتِی أَحْدَثَهَا النَّاسُ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ علیهم السلام.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانِی لِمَا اخْتُلِفَ فِیهِ مِنَ الْحَقِّ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا عَلَی نَعْمَائِهِ كُلِّهَا حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا یُحِبُّ رَبُّنَا وَ یَرْضَی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَنْسَ مَنْ ذَكَرَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یُخَیِّبُ مَنْ دَعَاهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یُذِلُّ مَنْ وَالاهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَجْزِی بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالصَّبْرِ نَجَاةً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ كَفَاهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنْ وَثِقَ بِهِ لَمْ یَكِلْهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَقِینَا حَتَّی یَنْقَطِعَ الْحَبْلُ عَنَّا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هُوَ رَجَاؤُنَا حِینَ یَسُوءُ ظَنُّنَا بِأَعْمَالِنَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَكْشِفُ غَمَّنَا وَ یُنَفِّسُ كَرْبَنَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُفَرِّجُ هَمَّنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْزِعْنِی شُكْرَ نِعْمَتِكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ

ص: 276

بِهَا عَلَیَّ وَ عَلَی وَالِدَیَّ فَقَدْ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ نِعَماً لَا أُحْصِیهَا فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی جَمِیعِ مَا أَحْصَیْتَ مِنْهَا وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ حَمْداً تَرْضَاهُ وَ یَصْعَدُ إِلَیْكَ وَ لَا یُحْجَبُ عَنْكَ وَ لَا یَقْصُرُ دُونَ رِضَاكَ حَمْداً تُوجِبُ لِی بِهِ الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ وَ الْمَزِیدَ مِنْ عِنْدِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ وَ تُسَبِّحُهُ وَ تُهَلِّلُهُ وَ تُكَبِّرُهُ بِكُلِّ مَا فِی الْقُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ التَّحْمِیدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ ... الظُّلُماتِ وَ النُّورَ- فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ وَ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا لَخَسَفَ بِنا- وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْكِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلی عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ وَ سُلَیْمانَ عِلْماً وَ قالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی كَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذِینَ اصْطَفی وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَیُرِیكُمْ آیاتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْأُولی وَ الْآخِرَةِ- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ التَّسْبِیحُ سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا وَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِیُّ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ- سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ- سُبْحانَهُ أَنْ یَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ- سُبْحانَكَ ما یَكُونُ لِی أَنْ أَقُولَ ما

ص: 277

لَیْسَ لِی بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ- وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِینَ وَ بَناتٍ بِغَیْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یَصِفُونَ- قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَیْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا یُشْرِكُونَ- دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ- سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ- وَ یَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَ لَهُمْ ما یَشْتَهُونَ- سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی- سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِیراً- سُبْحانَ رَبِّی هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا- سُبْحانَهُ إِذا قَضی أَمْراً فَإِنَّما یَقُولُ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ- لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ- لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ- إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ- ما یَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِیمٌ- سُبْحانَكَ ما كانَ یَنْبَغِی لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِیاءَ- وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ یَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ- قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِیُّنا مِنْ دُونِهِمْ- سُبْحانَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لا یَعْلَمُونَ- فَسُبْحانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ- وَ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ- سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ- وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ- سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ- أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا- قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی.

ص: 278

التَّهْلِیلُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ- لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی- لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ عِلْماً- لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ وَ تَعَالَی عَمَّا یُشْرِكُونَ- وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِینَ- لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا ثُمَّ قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی سُبْحَانَ مَنْ عَلَا فِی الْهَوَاءِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ اللَّهِ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ سُبْحَانَ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مَا أَحْمَدَكَ وَ أَمْجَدَكَ وَ أَجْوَدَكَ وَ أَكْرَمَكَ وَ أَرْأَفَكَ وَ أَرْحَمَكَ وَ أَعْلَاكَ وَ أَقْرَبَكَ وَ أَقْدَرَكَ وَ أَقْهَرَكَ وَ أَوْسَعَكَ وَ أَفْضَلَكَ وَ أَثْبَتَكَ وَ أَثْوَبَكَ وَ أَحْضَرَكَ وَ أَخْبَرَكَ وَ أَلْطَفَكَ وَ أَعْلَمَكَ وَ أَشْكَرَكَ وَ أَحْلَمَكَ وَ أَجَلَّ ثَنَاءَكَ وَ أَتَمَّ مُلْكَكَ وَ أَمْضَی أَمْرَكَ وَ مَا أَقْدَمَ عِزَّكَ وَ أَعَزَّ قَهْرَكَ وَ أَمْتَنَ كَیْدَكَ وَ أَغْلَبَ مَكْرَكَ وَ أَقْرَبَ فَتْحَكَ

ص: 279

وَ أَدْوَمَ نَصْرَكَ وَ أَقْدَمَ شَأْنَكَ وَ أَحْوَطَ مُلْكَكَ وَ أَظْهَرَ عَدْلَكَ وَ أَعْدَلَ حُكْمَكَ وَ أَوْفَی عَهْدَكَ وَ أَنْجَزَ وَعْدَكَ وَ أَكْرَمَ ثَوَابَكَ وَ أَشَدَّ عِقَابَكَ وَ أَحْسَنَ عَفْوَكَ وَ أَجْزَلَ عَطَاءَكَ وَ أَشَدَّ أَرْكَانَكَ وَ أَعْظَمَ سُلْطَانَكَ لِأَنَّكَ اللَّهُ الْعَظِیمُ فِی عَظَمَتِكَ جَلِیلٌ فِی بَهَائِكَ بَهِیٌّ فِی جَلَالِكَ جَبَّارٌ فِی كِبْرِیَائِكَ كَبِیرٌ فِی جَبَرُوتِكَ مَلِكٌ فِی قُدْرَتِكَ قَادِرٌ فِی مُلْكِكَ عَزِیزٌ فِی قُدْرَتِكَ قَاهِرٌ فِی عِزِّكَ مُنِیرٌ فِی ضِیَائِكَ عَدْلٌ فِی قَضَائِكَ صَادِقٌ فِی دُعَائِكَ كَرِیمٌ فِی عَفْوِكَ قَرِیبٌ فِی ارْتِفَاعِكَ عَالٍ فِی دُنُوِّكَ اللَّهُمَّ نَدَبْتَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی أَمْرٍ بَدَأْتَ فِیهِ بِنَفْسِكَ وَ مَلَائِكَتِكَ فَقُلْتَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ وَ نَجِیِّكَ وَ نَجِیبِكَ وَ صِفْوَتِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ وَلِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَلِیلِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ خَالِصَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ لِرِسَالَتِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَهُ لِدِینِكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُ عِبَادَكَ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَی وَحْیِكَ وَ جَعَلْتَهُ عَلَمَ الْهُدَی وَ بَابَ النُّهَی وَ الْحُجَّةَ الْكُبْرَی وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ الشَّاهِدَ لَهُمْ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَیْهِمْ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ أَحَلَّ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ بَیَّنَ فَرَائِضَكَ وَ احْتَجَّ عَلَی خَلْقِكَ بِأَمْرِكَ أَفْضَلَ وَ أَشْرَفَ وَ أَحْسَنَ وَ أَجْمَلَ وَ أَنْفَعَ وَ أَزْكَی وَ أَنْمَی وَ أَطْهَرَ وَ أَطْیَبَ وَ أَرْضَی وَ أَكْمَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَهْلِ الْمَنْزِلَةِ لَدَیْكَ وَ الْكَرَامَةِ عَلَیْكَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ غُفْرَانَكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ مَنَّكَ وَ إِفْضَالَكَ وَ تَحِیَّتَكَ وَ سَلَامَكَ وَ تَشْرِیفَكَ وَ إِعْظَامَكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَهُمَا وَ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ وَ مَا فِی الْهَوَاءِ وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الشَّجَرِ وَ الْجِبَالِ وَ الدَّوَابِّ وَ مَا یُسَبِّحُ لَكَ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الظُّلْمَةِ وَ الضِّیَاءِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ فِی سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الْمَهْدِیِّ الْهَادِی السِّرَاجِ الْمُنِیرِ الشَّاهِدِ الْأَمِینِ الدَّاعِی

ص: 280

إِلَیْكَ بِإِذْنِكَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیِّ الْمُرْسَلِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنَرْتَ لَنَا بِهِ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ فَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ رَسُولًا عَمَّنْ أَرْسَلْتَهُ إِلَیْهِ وَ اجْعَلْنَا نَدِینُ بِدِینِهِ وَ نَهْتَدِی بِهُدَاهُ وَ نُوَالِی وَلِیَّهُ وَ نُعَادِی عَدُوَّهُ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ اجْعَلْنَا فِی شَفَاعَتِهِ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ غَیْرَ خَزَایَا وَ لَا نَادِمِینَ وَ لَا نَاكِثِینَ وَ لَا مُبَدِّلِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ وَ اسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتَابَكَ فَإِنَّهُمْ مَعْدِنُ كَلِمَاتِكَ وَ خُزَّانُ عِلْمِكَ وَ دَعَائِمُ دِینِكَ وَ الْقُوَّامُ بِأَمْرِكَ صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً تَامَّةً زَاكِیَةً نَامِیَةً وَ أَبْلِغْ أَرْوَاحَهُمْ وَ أَجْسَادَهُمْ مِنِّی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی كُلِّ سَاعَةٍ تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْلِیَاءِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ الْمَهْدِیِّینَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ وَ اخْصُصْ خَوَاصَّ أَهْلِ صَفْوَتِكَ الَّذِینَ اجْتَبَیْتَ لِرِسَالاتِكَ وَ حَمَّلْتَ الْأَمَانَةَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ بِتَفَاضُلِ دَرَجَاتِ أَهْلِ صَفْوَتِكَ وَ زِدْهُمْ إِلَی كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً وَ إِلَی كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ إِلَی كُلِّ خَاصَّةٍ خَاصَّةً وَ عَلَی جَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ صِلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی اتِّصَالِ مُوَالاتِكَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً مِنْ ذَلِكَ بِأَشْرَفِهِ وَ سَلِّمْ عَلَی جَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ وَ اخْصُصِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ مِنْ ذَلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَ سَلِّمْ عَلَی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ اخْصُصْ أَوْلِیَاءَكَ مِنْ ذَلِكَ بِأَدْوَمِهِ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ جَمِیعاً وَ عَلَی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ وَالِدَیَّ وَ مَا وَلَداً آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی وَ حَوَائِجِی أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُسَمَّی اللَّهُمَّ وَ لِی إِلَی عَفْوِكَ وَ مَعْرُوفِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ

ص: 281

حُسْنِ إِجَابَتِكَ أَعْظَمُ الْفَاقَةِ وَ أَشَدُّ الْحَاجَةِ- اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَیْكَ شَافِعاً وَ لَا مُقَرِّباً أَوْجَهَ فِی نَفْسِی رَجَاءً فِیمَا قَصَدْتُ إِلَیْكَ بِهِ مِنْ تَحْمِیدِكَ وَ تَسْبِیحِكَ وَ تَهْلِیلِكَ وَ تَكْبِیرِكَ وَ تَمْجِیدِكَ وَ تَعْظِیمِ ذِكْرِكَ وَ تَفْخِیمِ شَأْنِكَ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ التَّقَرُّبِ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ صَلَوَاتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ یَا مُحَمَّدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنِّی أَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَی اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّی لِیَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ یَقْضِیَ لِی بِكَ حَوَائِجِی فَكُنْ لِی شَفِیعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَ رَبِّی فَنِعْمَ الْمَسْئُولُ رَبِّی وَ نِعْمَ الشَّفِیعُ أَنْتَ یَا مُحَمَّدُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ رَحْمَتَكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ اجْعَلْنِی بِهِ وَ بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ اجْعَلْ صَلَاتِی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَ دُعَائِی بِهِمْ مُسْتَجَاباً وَ ذَنْبِی بِهِمْ مَغْفُوراً وَ رِزْقِی بِهِمْ مَبْسُوطاً وَ انْظُرْ إِلَیَّ فِی مَقَامِی هَذَا نَظْرَةً رَحِیمَةً أَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ وَ لَا تَصْرِفْهُ عَنِّی أَبَداً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا وَاحِدُ یَا مَاجِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا قَائِمُ یَا دَائِمُ یَا عَالِمُ یَا مَلِكُ یَا قُدُّوسُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا خَالِقُ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا حَلِیمُ یَا كَرِیمُ یَا حَكِیمُ یَا عَلِیمُ یَا خَبِیرُ یَا كَبِیرُ یَا مُتَعَالِی یَا وَلِیُّ یَا أَوَّلُ یَا آخِرُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا حَقُّ یَا مُبِینُ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا قَادِرُ یَا قَاهِرُ یَا مَلِیكُ یَا مُقْتَدِرُ یَا غَنِیُّ یَا كَرِیمُ یَا عَفُوُّ یَا غَفُورُ یَا غَفَّارُ یَا غَافِرُ یَا قَابِلُ یَا تَوَّابُ یَا وَهَّابُ یَا وَاسِعُ یَا رَفِیعُ یَا رَازِقُ یَا مُنِیرُ یَا شَهِیدُ یَا حَفِیظُ یَا فَالِقُ یَا فَاطِرُ یَا بَدِیعُ یَا نُورُ یَا شَاكِرُ یَا وَلِیُّ یَا مَوْلَی یَا نَصِیرُ یَا اللَّهُ یَا مُسْتَعَانُ یَا خَلَّاقُ یَا لَطِیفُ یَا شَكُورُ یَا قُدُّوسُ یَا سَرِیعُ یَا شَدِیدُ یَا مُحِیطُ یَا رَبِّ یَا قَوِیُّ یَا رَءُوفُ یَا وَدُودُ یَا فَعَّالُ لِمَا یُرِیدُ اللَّهُمَّ یَا عَلَّامُ یَا رَقِیبُ یَا مُغِیثُ یَا حَبِیبُ یَا وَكِیلُ یَا هَادِی یَا مُبْدِئُ یَا مُعِیدُ یَا مَنْ

ص: 282

فِی السَّمَاءِ یَا ذَا الْعَرْشِ یَا ذَا الْفَضْلِ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا ذَا الْمَعَارِجِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا التَّقْوَی یَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا جَاعِلُ یَا نَاشِرُ یَا بَاعِثُ یَا كَافِی یَا خَفِیُّ یَا مُولِجُ یَا مُخْرِجُ یَا مُعْطِی یَا قَابِضُ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ تَقُولُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ- لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ یَا اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِی كِتَابِكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ لَمْ تُعَلِّمْهُ إِیَّاهُ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ نُورِكَ وَ جَمِیعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ جَمِیعِ مَا أَحَطْتَ بِهِ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجَمْعِكَ وَ أَرْكَانِكَ كُلِّهَا وَ بِحَقِّ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِحَقِّ أَوْلِیَائِكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِمْ وَ بِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی مَنْ دَعَاكَ بِهِ كَانَ حَقّاً عَلَیْكَ أَنْ لَا تَرُدَّهُ وَ أَنْ تُعْطِیَهُ مَا سَأَلَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی جَمِیعَ ذُنُوبِی وَ جَمِیعَ عِلْمِكَ فِیَّ وَ لَا تَدَعَ لِی فِی مَقَامِی هَذَا ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا وِزْراً إِلَّا حَطَطْتَهُ وَ لَا خَطِیئَةً إِلَّا كَفَّرْتَهَا وَ لَا سَیِّئَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا حَسَنَةً إِلَّا أَثْبَتَّهَا وَ لَا شُحّاً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَ لَا عَیْباً إِلَّا أَصْلَحْتَهُ وَ لَا شَیْناً إِلَّا زَیَّنْتَهُ وَ لَا سُقْماً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا فَقْراً إِلَّا أَغْنَیْتَهُ وَ لَا فَاقَةً إِلَّا سَدَدْتَهَا وَ لَا دَیْناً إِلَّا قَضَیْتَهُ وَ لَا أَمَانَةً إِلَّا أَدَّیْتَهَا وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا غَمّاً إِلَّا كَشَفْتَهُ وَ لَا كُرْبَةً إِلَّا نَفَّسْتَهَا وَ لَا بَلِیَّةً إِلَّا صَرَفْتَهَا وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا أَبَدْتَهُ وَ لَا مَئُونَةً إِلَّا كَفَیْتَهَا وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَیْتَهَا عَلَی أَفْضَلِ

ص: 283

أَمَلِی وَ رَجَائِی فِیكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِذَلِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ وَ أَجَلِی بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَمْكُرْ بِی وَ لَا تَخْدَعْنِی وَ لَا تَسْتَدْرِجْنِی اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ الْمُشْفِقِ وَ مَقَامُ مَنْ یَبُوءُ بِخَطِیئَتِهِ وَ یَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَ یَتُوبُ إِلَی رَبِّهِ عَصَیْتُكَ إِلَهِی بِلِسَانِی وَ لَوْ تَشَاءُ وَ عِزَّتِكَ لَأَخْرَسْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِبَصَرِی وَ لَوْ تَشَاءُ وَ عِزَّتِكَ لَأَكْمَهْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِسَمْعِی وَ لَوْ تَشَاءُ وَ عِزَّتِكَ لَأَصْمَمْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِرِجْلِی وَ لَوْ تَشَاءُ وَ عِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ إِلَهِی بِجَمِیعِ جَوَارِحِیَ الَّتِی أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ وَ لَمْ یَكُنْ ذَلِكَ جَزَاءَكَ مِنِّی فِی حُسْنِ صَنِیعِكَ إِلَیَّ وَ جَمِیلِ بَلَائِكَ عِنْدِی اللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ عَمْداً أَوْ خَطَأً سِرّاً أَوْ عَلَانِیَةً مِمَّا خَانَهُ سَمْعِی أَوْ عَایَنَهُ بَصَرِی أَوْ نَطَقَ بِهِ لِسَانِی أَوْ نَقَلْتُ إِلَیْهِ قَدَمِی أَوْ بَطَشْتُهُ بِیَدِی أَوْ بَاشَرْتُهُ بِجِلْدِی أَوْ جَعَلْتُهُ فِی بَطْنِی أَوْ كَسَوْتُهُ ظَهْرِی أَوْ هَوِیتُهُ بِنَفْسِی أَوْ شَرِبْتُهُ قَلْبِی فِیمَا هُوَ لَكَ مَعْصِیَةٌ وَ عَلَی مَنْ فَعَلَهُ وِزْرٌ وَ مِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ أَوْ ذَنْبٍ أَوْ خَطِیئَةٍ عَمِلْتُهَا فِی سَوَادِ لَیْلٍ أَوْ بَیَاضِ نَهَارٍ فِی خَلَإٍ أَوْ مَلَإٍ عَلِمْتُهُ أَوْ لَمْ أَعْلَمْهُ ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِیتُهُ عَصَیْتُكَ فِیهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ فِی حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ أَوْ قَصَدْتُ فِیهِ مُذْ یَوْمَ خَلَقْتَنِی إِلَی أَنْ وَقَفْتُ مَوْقِفِی هَذَا فَإِنَّنِی أَسْتَغْفِرُكَ لَهُ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ مِنْهُ وَ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ تَقُولُ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِحَقِّكَ عَلَی نَفْسِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّ أَهْلِ الْحَقِّ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِمْ وَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِی تَلَقَّاكَ بِهَا آدَمُ- فَتُبْتَ عَلَیْهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَتُوبَ عَلَیَّ فِی مَقَامِی هَذَا وَ أَنْ تُعْطِیَنِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تَوْبَةً- لَا تَسْخَطُ عَلَیَّ بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَغْفِرَةً لَا تُعَذِّبُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تُعَافِیَنِی مُعَافَاةً لَا تَبْتَلِینِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تَرْزُقَنِی فِیهِ یَقِیناً لَا أَشُكُّ بَعْدَهُ أَبَداً وَ أَنْ تُكْرِمَنِی فِیهِ كَرَامَةً لَا تُهِینُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تُعِزَّنِی فِیهِ عِزّاً لَا ذُلَّ بَعْدَهُ أَبَداً وَ أَنْ تَرْفَعَنِی فِیهِ رِفْعَةً لَا تَضَعُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تَرْزُقَنِی فِیهِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً كَثِیراً نَافِعاً لِلْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا مِنْ حَیْثُ أَرْجُو

ص: 284

وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَرْجُو وَ مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ- لَا تُعَذِّبْنِی عَلَیْهِ وَ لَا تُفْقِرْنِی بَعْدَهُ أَبَداً وَ أَنْ تَهَبَ فِیهِ صَلَاحاً لِقَلْبِی وَ صَلَاحاً لِدِینِی وَ صَلَاحاً لِأَهْلِی وَ صَلَاحاً لِوُلْدِی وَ صَلَاحاً لِمَا خَوَّلْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی وَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ قَلِیلٍ أَوْ كَثِیرٍ وَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِی وَ عَافِیَةً مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَقُولُ سَبْعِینَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ سَبْعِینَ مَرَّةً أَتُوبُ إِلَی اللَّهِ وَ سَبْعِینَ مَرَّةً أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ سَبْعِینَ مَرَّةً أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثُمَّ تَقُولُ وَ أَنْتَ رَافِعٌ رَأْسَكَ إِلَی السَّمَاءِ- اللَّهُمَّ حَاجَتِی إِلَیْكَ الَّتِی إِنْ أَعْطَیْتَنِیهَا لَمْ یَضُرَّنِی شَیْ ءٌ وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی شَیْ ءٌ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ الشَّیْطَانِ وَ مَئُونَةَ السُّلْطَانِ وَ مَئُونَةَ النَّاسِ وَ مَئُونَةَ عِیَالِی فَإِنَّكَ وَلِیُّ ذَلِكَ مِنِّی وَ مِنْهُمْ فِی یُسْرٍ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ رَضِیتَ عَنْهُ وَ أَطَلْتَ عُمُرَهُ وَ أَحْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَیَاةً طَیِّبَةً اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا أَقُولُ وَ فَوْقَ مَا أَقُولُ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ اللَّهُمَّ لَكَ صَلَاتِی وَ دِینِی وَ مَحْیَایَ وَ مَمَاتِی وَ بِكَ قِوَامِی وَ بِكَ حَوْلِی وَ قُوَّتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَ مِنْ وَسْوَاسِ الصَّدْرِ وَ مِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ وَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ الرِّیَاحِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تُجْرِیهِ الرِّیَاحُ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ اللَّیْلِ وَ خَیْرَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی فِی قَلْبِی نُوراً وَ فِی بَصَرِی نُوراً وَ فِی لَحْمِی وَ دَمِی وَ عِظَامِی وَ عُرُوقِی وَ مَفَاصِلِی وَ مَقْعَدِی وَ مَقَامِی وَ مَدْخَلِی وَ مَخْرَجِی نُوراً وَ أَعْظِمْ لِی یَا رَبِّ نُوراً یَوْمَ أَلْقَاكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ مَنْ تَهَیَّأَ وَ تَعَبَّأَ وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَی مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ طَلَبَ نَائِلِهِ وَ جَائِزَتِهِ فَإِلَیْكَ أَیْ سَیِّدِی كَانَ الْیَوْمَ تَهْیِئَتِی وَ تَعْبِئَتِی وَ إِعْدَادِی وَ اسْتِعْدَادِی رَجَاءَ عَفْوِكَ وَ رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ طَلَبَ فَضْلِكَ وَ جَائِزَتِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُخَیِّبْنِی فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی مِنْ رَجَائِی یَا مَنْ لَا یَخِیبُ عَلَیْهِ سَائِلٌ وَ لَا یَنْقُصُهُ نَائِلٌ فَإِنِّی لَمْ آتِكَ الْیَوْمَ ثِقَةً مِنِّی بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَ لَا شَفَاعَةِ

ص: 285

مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ إِلَّا شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ عَلَیْهِ وَ رَحْمَتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَتَیْتُكَ مُقِرّاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ لِی أَتَیْتُكَ أَرْجُو عَظِیمَ عَفْوِكَ الَّذِی عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَطَّاءِینَ فَأَنْتَ الَّذِی عَفَوْتَ لِلْخَطَّاءِینَ عَلَی عَظِیمِ جُرْمِهِمْ وَ لَمْ یَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَی عَظِیمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَیْهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ فَیَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَ فَضْلُهُ عَظِیمٌ یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عُدْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ تَحَنَّنْ عَلَیَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِفَضْلِكَ وَ تَوَسَّعْ عَلَیَّ بِرِزْقِكَ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یَرُدُّ سَخَطَكَ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ هَبْ لِی یَا إِلَهِی مِنْكَ فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُحْیِی بِهَا أَمْوَاتَ الْعِبَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْبِلَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی یَا إِلَهِی غَمّاً حَتَّی تَسْتَجِیبَ لِی وَ تُعَرِّفَنِی الْإِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِی یَا إِلَهِی إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ أَكْرَمْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یُهِینُنِی وَ إِنْ أَهَنْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یُكْرِمُنِی أَوْ مَنْ ذَا الَّذِی یَرْحَمُنِی إِنْ عَذَّبْتَنِی أَوْ مَنْ ذَا الَّذِی یُعَذِّبُنِی إِنْ رَحِمْتَنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَعْرِضُ لَكَ فِی عَبْدِكَ أَوْ یَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنَّهُ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا جَوْرٌ وَ لَا فِی عُقُوبَتِكَ عَجَلَةٌ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ إِلَهِی عُلُوّاً كَبِیراً إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ أَمْهِلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ فِی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ فَأَجِرْنِی وَ أُومِنُ بِكَ فَآمِنِّی وَ أَسْتَهْدِیكَ فَاهْدِنِی وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْنِی وَ أَسْتَنْصِرُكَ فَانْصُرْنِی وَ أَسْتَكْفِیكَ فَاكْفِنِی وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِی وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَی الصَّبْرِ فَأَعِنِّی وَ أَسْتَعْصِمُكَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی فَاعْصِمْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا سَلَفَ مِنْ

ص: 286

ذُنُوبِی فَاغْفِرْ لِی فَإِنِّی لَنْ أَعُودَ لِشَیْ ءٍ كَرِهْتَ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ یَا رَبِّ.

فَإِذَا قَارَبْتَ غُرُوبَ الشَّمْسِ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزَّةِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ الْقَدِیمِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ اللَّهِ سُبُّوحاً قُدُّوساً رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَمْسَیْتُ مِنْكَ فِی نِعْمَةٍ وَ عَافِیَةٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ یَا رَبِّ نِعْمَتَكَ وَ فَضْلَكَ وَ عَافِیَتَكَ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَكَ.

اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَیْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَیْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ أَنْبِیَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ أَهْلَ سَمَاوَاتِكَ وَ أَهْلَ أَرْضِكَ وَ جَمِیعَ خَلْقِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْتُبْ لِی هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ حَتَّی تُلَقِّنِّیهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ رَضِیتَ عَنِّی إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاءُ أَكْنَافَهَا وَ یُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَیْهَا اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ آخِرُهُ حَمْداً یَزِیدُ وَ لَا یَبِیدُ حَمْداً سَرْمَداً دَائِماً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ آخِرُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَیَّ وَ فِیَّ وَ مَعِی وَ قَبْلِی وَ بَعْدِی وَ أَمَامِی وَ لَدَیَّ وَ إِذَا مِتُّ وَ فَنِیتُ وَ بَقِیتُ أَنْتَ یَا مَوْلَایَ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِجَمِیعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی جَمِیعِ نَعْمَائِكَ كُلِّهَا وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ نَفَسٍ وَ بَطْشٍ وَ عَلَی كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ.

ص: 287

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ بِیَدِكَ الْخَیْرُ كُلُّهُ وَ إِلَیْكَ یَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِیَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَی الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَاعِثَ الْحَمْدِ وَ وَارِثَ الْحَمْدِ وَ بَدِیعَ الْحَمْدِ وَفِیَّ الْعَهْدِ صَادِقَ الْوَعْدِ عَزِیزَ الْجُنْدِ قَدِیمَ الْمَجْدِ رَفِیعَ الدَّرَجَاتِ مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ مُنْزِلَ الْآیَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ مُخْرِجاً مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ وَ مُبَدِّلَ السَّیِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِیدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ مَلَكٍ فِی السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِی الْبِحَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْقَطْرِ وَ الشَّجَرِ وَ الْحَصَی وَ النَّوَی وَ الثَّرَی وَ جَمِیعِ الْإِنْسِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الطَّیْرِ وَ السِّبَاعِ وَ الْهَوَامِّ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا فِی جَوْفِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَحْصَی كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ حَمْداً كَثِیراً طَیِّباً مُبَارَكاً أَبَداً ثُمَّ قُلْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ عَشْراً یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ عَشْراً یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ عَشْراً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ عَشْراً یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ عَشْراً یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَشْراً آمِینَ آمِینَ عَشْراً ثُمَّ قُلْ أَسْأَلُكَ یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَسْأَلُ كُلَّ حَاجَةٍ لَكَ.

ص: 288

ثُمَّ قُلْ أَمْسَیْنَا وَ الْجُودُ وَ الْجَمَالُ وَ النُّورُ وَ الْبَهَاءُ وَ الْعِزَّةُ وَ الْقُدْرَةُ وَ السُّلْطَانُ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ وَ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا شَرِیكَ لَهُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُ أَحَبَّ مَنْ أُحِبَّ وَ آثَرَ مَنْ أُوثِرَ عِنْدِی ثُمَّ ثَبِّتْنِی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ أَتْبَاعِهِمَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ- لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تَقُولُهَا إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً كَذَا وَ تَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ یَحْضُرُونِ ثُمَّ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَعَ كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی لَا یَكُونَ شَیْ ءٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ وَحْدَهُ عَدَدَ جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ وَ أَضْعَافِهَا مُنْتَهَی عِلْمِ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَذَلِكَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَذَلِكَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْ ءَ الْمِیزَانِ وَ مُنْتَهَی الْعِلْمِ وَ مَبْلَغَ الرِّضَا وَ زِنَةَ الْعَرْشِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ وَ مِثْلَهُ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ مِثْلَهُ وَ عَدَدَ خَلْقِهِ وَ مِثْلَهُ وَ مِلْ ءَ سَمَاوَاتِهِ وَ مِثْلَهُ وَ مِلْ ءَ أَرْضِهِ وَ مِثْلَهُ وَ عَدَدَ جَمِیعِ ذَلِكَ كُلِّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِیَّتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا مُنْتَهَی لَهُ دُونَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا حَدَّ لِقَائِلِهِ إِلَّا رِضَاكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ أَشْهَدُ أَنَّهُ مَا أَمْسَتْ بِی مِنْ نِعْمَةٍ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ عَلَیَّ بِهَا وَ الشُّكْرُ كَثِیراً

ص: 289

أَمْسَیْتُ لِلَّهِ عَبْداً مَمْلُوكاً أَمْسَیْتُ لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَی نَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ لَا أَصْرِفَ مِنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ أَمْسَیْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی أَمْسَیْتُ لَا فَقِیرَ هُوَ أَفْقَرُ مِنِّی إِلَی اللَّهِ- وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ بِاللَّهِ نُصْبِحُ وَ نُمْسِی وَ بِاللَّهِ نَحْیَا وَ بِاللَّهِ نَمُوتُ وَ إِلَی اللَّهِ النُّشُورُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ لَیْلَتِی هَذِهِ وَ خَیْرَ مَا فِیهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِیهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَكْتُبَ عَلَیَّ فِیهَا خَطِیئَةً أَوْ إِثْماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی خَطِیئَتَهَا وَ إِثْمَهَا وَ أَعْطِنِی یُمْنَهَا وَ نُورَهَا وَ بَرَكَتَهَا اللَّهُمَّ نَفْسِی خَلَقْتَهَا وَ بِیَدِكَ حَیَاتُهَا وَ مَوْتُهَا اللَّهُمَّ فَإِنْ أَمْسَكْتَهَا فَإِلَی رِضْوَانِكَ وَ الْجَنَّةِ وَ إِنْ أَرْسَلْتَهَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لَهَا وَ ارْحَمْهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا آتَیْتَنِی وَ احْفَظْنِی فِی غَیْبَتِی وَ حَضْرَتِی وَ كُلِّ أَحْوَالِی ثُمَّ قُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْعَثْنِی عَلَی الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِرَسُولِكَ وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ الِانْتِقَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِذَلِكَ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ فِی الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الدَّرَجَةَ الْكَبِیرَةَ الرَّفِیعَةَ فِی الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ أَرَهُ فَلَا تَحْرِمْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ رُؤْیَتَهُ ارْزُقْنِی صُحْبَتَهُ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ اسْقِنِی مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً سَائِغاً هَنِیئاً- لَا ظَمَأَ بَعْدَهُ أَبَداً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِی فِی الْجِنَانِ وَجْهَهُ اللَّهُمَّ أَبْلِغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّی تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ وَ اسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتَابَكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُمْ عِبَادَكَ فَإِنَّهُمْ مَعْدِنُ كَلِمَاتِكَ وَ خُزَّانُ عِلْمِكَ وَ

ص: 290

دَعَائِمُ دِینِكَ وَ الْقُوَّامُ بِأَمْرِكَ صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً نَامِیَةً وَ أَبْلِغْ أَرْوَاحَهُمُ الطَّیِّبَةَ وَ أَجْسَادَهُمُ الطَّاهِرَةَ مِنِّی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ كُلِّ سَاعَةٍ تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی عَشِیَّةِ عَرَفَةَ: یَا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِی لَا تَضُرُّكَ وَ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِی لَا تَنْقُصُكَ فَأَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ.

دُعَاءٌ آخَرُ فِی عَشِیَّةِ عَرَفَةَ: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِی خَیْرَ مَا عِنْدَكَ لِشَرِّ مَا عِنْدِی فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِی بِتَعَبِی وَ نَصَبِی فَلَا تَحْرِمْنِی أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَی مُصِیبَتِهِ.

أقول: و قد رویناه فی دعاء جدتنا أم جدنا داود بن الحسن بن مولانا الحسن بن علی بن أبی طالب علیهم السلام المذكور فی عمل یوم النصف من رجب

«6»-: قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ یُدْعَی بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی غَیْرِ رَجَبٍ قَالَ نَعَمْ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ.

أقول: و یستحب أیضا أن یدعی فی هذا الیوم بالدعاء الذی قدمناه فی تعقیب الظهر یوم الجمعة فی الجزء الرابع عن مولانا زین العابدین علیه السلام الذی أوله یا من یرحم من لا یرحمه العباد(1).

ص: 291


1- 1. كتاب الاقبال: 401- 421، و الدعاء المشار إلیه قد مر فی كتاب الصلاة.

باب 3 أعمال یوم عید الأضحی و لیلته و أیام التشریق و لیالیها و أدعیة الجمع و ما یناسب ذلك

أقول: سبق أكثر ما یتعلق بهذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و كتاب الصوم و سننقل بعضها فی كتاب الحج و كتاب المزار إن شاء اللّٰه تعالی أیضا فارجع إلیها.

«1»- و قال الكفعمی ره فی البلد الأمین و إن استطعت أن تحیی لیلة الأضحی فافعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك اللیلة لأصوات المؤمنین فإذا أصبحت و صلیت العید فادع بعدها بالدعاءین المذكورین فی الصحیفة و هما بعد دعاء یوم عرفة.

و قال فی الحاشیة و ادع فیه أیضا بهذا الدعاء و هو مروی عن الصادق علیه السلام: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ أَخِی نَبِیِّكَ وَ وَزِیرِهِ وَ حَبِیبِهِ وَ خَلِیلِهِ وَ مَوْضِعِ سِرِّهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ وَ وَصِیِّهِ وَ صَفْوَتِهِ وَ خَالِصَتِهِ وَ أَمِینِهِ وَ وَلِیِّهِ وَ أَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ أَبِی ذُرِّیَّتِهِ وَ بَابِ حِكْمَتِهِ وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِی إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ الْمَاضِی عَلَی سُنَّتِهِ وَ خَلِیفَتِهِ عَلَی أُمَّتِهِ سَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حُمِّلَ وَ رَعَی مَا اسْتُحْفِظَ وَ حَفِظَ مَا اسْتُودِعَ وَ حَلَّلَ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ أَقَامَ أَحْكَامَكَ وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِكَ وَ إِلَی أَوْلِیَائِكَ وَ عَادَی أَعْدَاءَكَ وَ جَاهَدَ النَّاكِثِینَ عَنْ سَبِیلِكَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلًا غَیْرَ مُدْبِرٍ- لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ حَتَّی بَلَغَ فِی ذَلِكَ الرِّضَا وَ سَلَّمَ إِلَیْكَ الْقَضَاءَ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً وَ نَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ فَقَبَضْتَهُ إِلَیْكَ شَهِیداً سَعِیداً وَلِیّاً رَضِیّاً زَكِیّاً هَادِیاً مَهْدِیّاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ

ص: 292

یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

«2»- قل، إقبال الأعمال فیما نذكره مما ینبغی أن یكون أهل السعادات و الإقبال علیه- یوم الأضحی من الأحوال اعلم أننا قد ذكرنا فی عید شهر رمضان ما فتحه علینا مالك القلب و اللسان من الآداب عند استقبال ذلك العید و آداب ذلك النهار ما نستغنی به الآن عن التكرار لكن یمكن أنك لا تقدر علی نظر ما قدمناه أو لا تعرف معناه فنذكر عرف ما یفتح اللّٰه جل جلاله علیه و یحسن به إلینا فنقول اذكر أیها الإنسان أن اللّٰه جل جلاله سبقك بالإحسان قبل أن تعرفه و قبل أن تتقرب إلیه بشی ء من الطاعات فهیأ لك كل ما كنت محتاجا إلیه من المهمات حتی بعث لك رسولا من أعز الخلائق علیه یزیل ملوك الكفار و یقطع دابر الأشرار الذین یحولون بینك و بین فوائد أسراره و یشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأ نار الكافرین و أذل رقاب ملوك الیهود و النصاری و الملحدین و لم یكلفك أن تكون فی تلك الأوقات من المجاهدین و لا تكلفت خطرا و لا تحملت ضررا فی استقامة هذا الدین و جاءتك العبادات فی عافیة و نعمة صافیة مما كان فیه سید المرسلین و خواص عترته الطاهرین صلوات اللّٰه علیه و علیهم أجمعین و مما جاهد علیه و وصل إلیه السلف من المسلمین فلا تنس المنة علیك فی سلامتك من تلك الأهوال و ما ظفرت به من الآمال و الأقبال و جر بلسان الحال بنظرك و اذكر بخاطرك القتلی الذین سفكت دماؤهم فی مصلحتك و هدایتك من أهل الكفر و من أهل الإسلام حتی ظفرت أنت بسعادتك و كم خرب من بلاد عامرة و أهلك من أمم غابرة.

ثم اذكر إبراز اللّٰه جل جلاله أسراره بیوم العید و أظهر لك أنواره بذلك الوقت السعید من مخزون ما كان مستورا عن الأمم الماضیة و القرون الخالیة و جعلك أهلا أن تزور عظمته و حضرته فیه و تحدثه بغیر واسطة و تناجیه فهل

ص: 293


1- 1. البلد الأمین: 259 و قد كان هاهنا بیاض فی الكمبانیّ.

كان هذا فی حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك أو لما كنت جنینا ضعیفا أو لما صرت رضیعا لطیفا أو لما كنت ناشئا صغیرا أو هل وجدت لك فی ذلك تدبیرا فكن رحمك اللّٰه عبدا مطیعا و مملوكا سمیعا لذلك المالك السالك بك فی تلك المسالك الواقی لك من المهالك فو اللّٰه إنه لیقبح بك مع سلامة عقلك و ما وهب لك من فضله الذی صرت تعتقده من فضلك أن تعمی أو تتعامی عن هذا الإحسان الخارق للألباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر علیه شیئا من الأسباب أقول فاستقبل هدیة اللّٰه جل جلاله إلیك یوم عیده بتعظیمه و تمجیده و القیام بحق وعوده و الخوف من وعیده و فرحك و سرورك بما فی ذلك من المسار و المبار

علی قدر الواهب جل جلاله و علی قدر ما كنت علیه من ذل التراب و عقبات النشأة الأولی و ما كان فیها من الأخطار و ترددك فی الأصلاب و الأرحام ألوفا كثیرة من الأعوام یسار بك فی تلك المضایق علی مركب السلامة من العوائق حتی وصلت إلی هذه المسافة و أنت مشمول بالرحمة و الرأفة موصول بموائد الضیافة آمنا من المخافة فالعجب كل العجب لك إن جهلت قدر المنة علیك فیما تولاه اللّٰه جل جلاله من الإحسان إلیك فاشتغل بما یرید و قد كفاك كل هول شدید و هو جل جلاله كافیك ما قد بقی بذلك اللطف و العطف الذی أجزأه علی الممالیك و العبید فصل فیما نذكره من الروایة بغسل یوم الأضحی بإسنادنا إلی أبی جعفر بن بابویه رضوان اللّٰه جل جلاله علیه فیما ذكره من كتاب من لا یحضره الفقیه فقال ما هذا لفظه:

وَ رَوَی ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ غُسْلِ الْأَضْحَی قَالَ وَاجِبٌ إِلَّا بِمِنَی، ثُمَّ قَالَ ره وَ رَوَی: أَنَّ غُسْلَ الْأَضْحَی سُنَّةٌ.

أقول: إنه إذا ورد لفظ الأمر بالوجوب لشی ء یكون ظاهر العمل علیه أنه مندوب یعنی یكون المراد بلفظ الواجب التأكید للعمل علیه و إظهار تعظیمه علی غیره من غسل مندوب لم یبلغ تعظیمه إلیه.

ص: 294

فصل فیما نذكره مما یعتمد الإنسان فی یوم الأضحی علیه بعد الغسل المشار إلیه وجدنا ذلك فی بعض مصنفات أصحابنا المهتم بالعبادات نسخة عتیقة ذكر مصنفها أنها مختصر من كتاب المنتخب فقال ما هذا لفظه العمل فی یوم النحر أن تبكر یوم النحر فتغتسل و تلبس أنظف ثوب لك و تقول عند ذلك:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَفْتِحُ الثَّنَاءَ بِحَمْدِكَ وَ نَسْتَدْعِی الثَّوَابَ بِمَنِّكَ فَاسْمَعْ یَا سَمِیعُ مِدْحَتِی فَكَمْ یَا إِلَهِی مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ كَشَفْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ وَ كَمْ یَا إِلَهِی مِنْ دَعْوَةٍ قَدْ أَجَبْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ وَ كَمْ یَا إِلَهِی مِنْ رَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ وَ كَمْ یَا إِلَهِی مِنْ عَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ وَ كَمْ یَا إِلَهِی مِنْ مِحْنَةٍ قَدْ أَزَلْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ وَ كَمْ یَا إِلَهِی مِنْ حَلْقَةٍ ضَیِّقَةٍ قَدْ فَكَكْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ سُبْحَانَكَ لَمْ تَزَلْ عَالِماً كَامِلًا أَوَّلًا آخِراً ظَاهِراً بَاطِناً مَلِكاً عَظِیماً أَزَلِیّاً قَدِیماً عَزِیزاً حَكِیماً رَءُوفاً رَحِیماً جَوَاداً كَرِیماً سَمِیعاً بَصِیراً لَطِیفاً خَبِیراً عَلِیّاً كَبِیراً عَلِیماً قَدِیراً- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ تَعَالَیْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ بِحَقِیقَةِ إِیمَانِی وَ عَقْدِ عَزَائِمِی وَ إِیقَانِی وَ حَقَائِقِ ذُنُوبِی وَ مَجَارِی سُیُولِ مَدَامِعِی وَ مَسَاغِ مَطْعَمِی وَ لَذَّةِ مَشْرَبِی وَ مَشَامِی وَ لَفْظِی وَ قِیَامِی وَ قُعُودِی وَ مَنَامِی وَ رُكُوعِی وَ سُجُودِی وَ بَشَرِی وَ عَصَبِی وَ قَصَبِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ مُخِّی وَ عِظَامِی وَ مَا احْتَوَتْ عَلَیْهِ شَرَاسِیفُ أَضْلَاعِی وَ مَا أَطْبَقَتْ عَلَیْهِ شَفَتَایَ وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنْ قَدَمِی إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ- لَا شَرِیكَ لَكَ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ تَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ وَ كَیْفَ لَا أَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ أَنْتَ خَلَقْتَنِی بَشَراً سَوِیّاً وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ كُنْتَ یَا مَوْلَایَ عَنْ خَلْقِی غَنِیّاً وَ رَبَّیْتَنِی طِفْلًا صَغِیراً وَ هَدَیْتَنِی لِلْإِسْلَامِ كَبِیراً وَ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْهَالِكِینَ نَعَمْ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةُ حَقٍّ مَنْ قَالَهَا سَعِدَ وَ عَزَّ وَ مَنِ اسْتَكْبَرَ عَنْهَا شَقِیَ وَ ذَلَّ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ كَلِمَةٌ خَفِیفَةٌ عَلَی اللِّسَانِ ثَقِیلَةٌ فِی الْمِیزَانِ بِهَا رِضَی الرَّحْمَنِ وَ سَخَطُ الشَّیْطَانِ.

ص: 295

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَضْعَافَ مَا حَمِدَهُ جَمِیعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ یَرْضَی أَنْ تُحْمَدَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنَا وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ عِظَمِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ مِدَادِ كَلِمَاتِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَضْعَافَ مَا سَبَّحَهُ جَمِیعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ یَرْضَی أَنْ یُسَبَّحَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنَا وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ عِظَمِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ مِدَادِ كَلِمَاتِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَضْعَافَ مَا هَلَّلَهُ جَمِیعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ یَرْضَی أَنْ یُهَلَّلَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنَا وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ عِظَمِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ مِدَادِ كَلِمَاتِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَضْعَافَ مَا كَبَّرَهُ جَمِیعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ یَرْضَی أَنْ یُكَبَّرَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنَا وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ عِظَمِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ مِدَادِ كَلِمَاتِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ غَفَّارُ الذُّنُوبِ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیَّ أَضْعَافَ مَا اسْتَغْفَرَهُ جَمِیعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَمَا یُحِبُّ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ یَرْضَی أَنْ یُسْتَغْفَرَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنَا وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ عِظَمِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ مِدَادِ كَلِمَاتِهِ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا مَلِكُ یَا قُدُّوسُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا كَبِیرُ یَا خَالِقُ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا حَكِیمُ یَا خَبِیرُ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ یَا عَالِمُ یَا عَلِیمُ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ یَا حَلِیمُ یَا قَدِیمُ یَا غَنِیُّ یَا عَظِیمُ یَا مُتَعَالِی یَا عَالِی یَا مُحِیطُ یَا رَءُوفُ یَا غَفُورُ یَا وَدُودُ یَا شَكُورُ یَا جَلِیلُ یَا جَمِیلُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا مُبْدِئُ یَا مُعِیدُ یَا فَعَّالًا لِمَا یُرِیدُ یَا بَاعِثُ یَا وَارِثُ یَا قَدِیرُ یَا مُقْتَدِرُ یَا صَمَدُ یَا قَاهِرُ یَا تَوَّابُ یَا بَارُّ یَا قَوِیُّ یَا بَدِیعُ یَا وَكِیلُ یَا كَفِیلُ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا أَوَّلُ یَا رَازِقُ یَا مُنِیرُ یَا وَلِیُّ یَا هَادِی یَا نَاصِرُ یَا وَاسِعُ یَا مُحْیِی یَا مُمِیتُ یَا قَابِضُ یَا بَاسِطُ یَا قَائِمُ یَا شَهِیدُ یَا رَقِیبُ یَا حَبِیبُ یَا مَالِكُ یَا نُورُ یَا رَفِیعُ

ص: 296

یَا مَوْلَی یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا أَوَّلُ یَا آخِرُ یَا طَاهِرُ یَا مُطَهِّرُ یَا لَطِیفُ یَا حَفِیُّ یَا خَالِقُ یَا مَالِكُ یَا فَتَّاحُ یَا عَلَّامُ یَا شَاكِرُ یَا أَحَدُ یَا غَفَّارُ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا ذَا الْحَوْلِ یَا مُعِینُ یَا ذَا الْعَرْشِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا مُسْتَعَانُ یَا غَالِبُ یَا مُغِیثُ یَا مَحْمُودُ یَا مَعْبُودُ یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا فَرْدُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا قَدِیمَ الْإِحْسَانِ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ الطَّاهِرِینَ الْأَبْرَارِ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی كُلَّ غَمٍّ وَ هَمٍّ وَ كَرْبٍ وَ ضُرٍّ وَ ضِیقٍ أَنَا فِیهِ وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ فِی رِزْقِی أَبَداً مَا أَحْیَیْتَنِی وَ تُبَلِّغَنِی أَمَلِی سَرِیعاً عَاجِلًا وَ تَكْبِتَ أَعْدَائِی وَ حُسَّادِی وَ ذَوِی التَّعَزُّزِ عَلَیَّ وَ الظُّلْمِ لِی وَ التَّعَدِّی عَلَیَّ وَ تَنْصُرَنِی عَلَیْهِمْ بِرَحْمَتِكَ وَ تَكْفِیَنِی أَمْرَهُمْ بِعِزَّتِكَ وَ تَجْعَلَنِی الظَّاهِرَ عَلَیْهِمْ بِقُدْرَتِكَ وَ غَالِبِ مَشِیَّتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

ص: 297


1- 1. كتاب الاقبال: 422- 425، و ما بین العلامتین كان محله بیاضا ألحقناه من المصدر، و بعد ذلك فی كتاب الاقبال كیفیة الخروج الی صلاة العید و قد مر ما یتعلق بذلك فی كتاب الصلاة.

باب 4 أعمال یوم الغدیر و لیلته و أدعیتهما

أقول: قد ذكرنا أكثر ما یناسب هذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و كتاب الصیام و كتاب المزار و أوردنا أیضا جمل ما یتعلق بیوم الغدیر فی كتاب الفتن و كتاب أحوال مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام و غیر ذلك أیضا.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَیْنَا بِالْأَسَانِیدِ الْمُتَّصِلَةِ مِمَّا ذَكَرَهُ وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الطِّرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ جُوَیْنٍ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ وَ رَوَیْنَا بِأَسَانِیدِنَا أَیْضاً إِلَی الشَّیْخِ الْمُفِیدِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ فِیمَا رَوَاهُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ جُوَیْنٍ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ أَیْضاً قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْیَوْمِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ فَوَجَدْتُهُ صَائِماً فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْیَوْمَ یَوْمٌ عَظَّمَ اللَّهُ حُرْمَتَهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُمْ فِیهِ الدِّینَ وَ تَمَّمَ عَلَیْهِمُ النِّعْمَةَ وَ جَدَّدَ لَهُمْ مَا أَخَذَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْمِیثَاقِ وَ الْعَهْدِ فِی الْخَلْقِ الْأَوَّلِ إِذْ أَنْسَاهُمُ اللَّهُ ذَلِكَ الْمَوْقِفَ وَ وَفَّقَهُمْ لِلْقَبُولِ مِنْهُ وَ لَمْ یَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْإِنْكَارِ الَّذِینَ جَحَدُوا فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا صَوَابُ صَوْمِ هَذَا الْیَوْمِ فَقَالَ إِنَّهُ یَوْمُ عِیدٍ وَ فَرَحٍ وَ سُرُورٍ وَ صَوْمٍ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ صَوْمَهُ یَعْدِلُ سِتِّینَ شَهْراً مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَ مَنْ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ أَیَّ وَقْتٍ شَاءَ وَ أَفْضَلُ ذَلِكَ قُرْبُ الزَّوَالِ وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی أُقِیمَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِغَدِیرِ خُمٍّ عَلَماً لِلنَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا قَرُبُوا مِنَ الْمَنْزِلِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَمَنْ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ سَجَدَ وَ شَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ رَفْعِ رَأْسِهِ مِنَ السُّجُودِ الدُّعَاءُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَا مَنْ هُوَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ كَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَیَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِی

ص: 298

مِنْ أَهْلِ إِجَابَتِكَ وَ أَهْلِ دِینِكَ وَ أَهْلِ دَعْوَتِكَ وَ وَفَّقْتَنِی لِذَلِكَ فِی مُبْتَدَإِ خَلْقِی تَفَضُّلًا مِنْكَ وَ كَرَماً وَ جُوداً ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلًا وَ الْجُودَ جُوداً وَ الْكَرْمَ كَرَماً رَأْفَةً مِنْكَ وَ رَحْمَةً إِلَی أَنْ جَدَّدْتَ ذَلِكَ الْعَهْدَ لِی تَجْدِیداً بَعْدَ تَجْدِیدِكَ خَلْقِی وَ كُنْتُ نَسْیاً مَنْسِیّاً نَاسِیاً سَاهِیاً غَافِلًا فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِی ذَلِكَ وَ مَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ هَدَیْتَنِی لَهُ فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ یَا إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَنْ تُتِمَّ لِی ذَلِكَ وَ لَا تَسْلُبَنِیهِ حَتَّی تَتَوَفَّانِی عَلَی ذَلِكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمِینَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ اللَّهُمَّ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أَجَبْنَا دَاعِیَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ صَدَّقْنَا وَ أَجَبْنَا دَاعِیَ اللَّهِ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فِی مُوَالاةِ مَوْلَانَا وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ- أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَخِی رَسُولِهِ وَ الصِّدِّیقِ الْأَكْبَرِ وَ الْحُجَّةِ عَلَی بَرِیَّتِهِ الْمُؤَیَّدِ بِهِ نَبِیُّهُ وَ دِینُهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ عَلَماً لِدِینِ اللَّهِ وَ خَازِناً لِعِلْمِهِ وَ عَیْبَةِ غَیْبِ اللَّهِ وَ مَوْضِعِ سِرِّ اللَّهِ وَ أَمِینِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ شَاهِدِهِ فِی بَرِیَّتِهِ اللَّهُمَ إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ فَإِنَّا یَا رَبَّنَا بِمَنِّكَ وَ لُطْفِكَ أَجَبْنَا دَاعِیَكَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَ صَدَّقْنَاهُ وَ صَدَّقْنَا مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ كَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ فَوَلِّنَا مَا تَوَلَّیْنَا وَ احْشُرْنَا مَعَ أَئِمَّتِنَا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ وَ لَهُمْ مُسَلِّمُونَ آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ وَ حَیِّهِمْ وَ مَیِّتِهِمْ وَ رَضِینَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَ قَادَةً وَ سَادَةً وَ حَسْبُنَا بِهِمْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ لَا نَبْتَغِی بِهِمْ بَدَلًا وَ لَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِیجَةً وَ بَرِئْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ كَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ الْأَوْثَانِ الْأَرْبَعَةِ وَ أَشْیَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ كُلِّ مَنْ وَالاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدِینُ بِمَا دَانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ

ص: 299

وَ قَوْلُنَا مَا قَالُوا وَ دِینُنَا مَا دَانُوا بِهِ مَا قَالُوا بِهِ قُلْنَا وَ مَا دَانُوا بِهِ دِنَّا وَ مَا أَنْكَرُوا أَنْكَرْنَا وَ مَنْ وَالَوْا وَالَیْنَا وَ مَنْ عَادَوْا عَادَیْنَا وَ مَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَ مَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنَا مِنْهُ وَ مَنْ تَرَحَّمُوا عَلَیْهِ تَرَحَّمْنَا عَلَیْهِ آمَنَّا وَ سَلَّمْنَا وَ رَضِینَا وَ اتَّبَعْنَا مَوَالِیَنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنَا ذَلِكَ وَ لَا تَسْلُبْنَاهُ وَ اجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً عِنْدَنَا وَ لَا تَجْعَلْهُ مُسْتَعَاراً وَ أَحْیِنَا مَا أَحْیَیْتَنَا عَلَیْهِ وَ أَمِتْنَا إِذَا أَمَتَّنَا عَلَیْهِ آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنَا فَبِهِمْ نَأْتَمُّ وَ إِیَّاهُمْ نُوَالِی وَ عَدُوَّهُمْ عَدُوَّ اللَّهِ نُعَادِی فَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَإِنَّا بِذَلِكَ رَاضُونَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَشْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ بَایَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی ذَلِكَ وَ كَانَتْ دَرَجَتُهُ مَعَ دَرَجَةِ الصَّادِقِینَ الَّذِینَ صَدَقُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فِی مُوَالاةِ مَوْلَاهُمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَمَنْ یَكُونُ تَحْتَ رَایَةِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ فِی فُسْطَاطِهِ مِنَ النُّجَبَاءِ وَ النُّقَبَاءِ(1).

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ عِیدِ الْغَدِیرِ مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الطِّرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ اللَّیْثِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ مَوَالِیهِ وَ شِیعَتِهِ: أَ تَعْرِفُونَ یَوْماً شَیَّدَ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَ أَظْهَرَ بِهِ مَنَارَ الدِّینِ وَ جَعَلَهُ عِیداً لَنَا وَ لِمَوَالِینَا وَ شِیعَتِنَا فَقَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ أَ یَوْمُ الْفِطْرِ هُوَ یَا سَیِّدَنَا قَالَ لَا قَالُوا أَ فَیَوْمُ الْأَضْحَی هُوَ قَالَ لَا وَ هَذَانِ یَوْمَانِ جَلِیلَانِ شَرِیفَانِ وَ یَوْمُ مَنَارِ الدِّینِ أَشْرَفُ مِنْهُمَا وَ هُوَ الْیَوْمُ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ صَارَ بِغَدِیرِ خُمٍّ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنْ یَهْبِطَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَقْتَ قِیَامِ الظُّهْرِ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَقُومَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنْ یَنْصِبَهُ عَلَماً لِلنَّاسِ بَعْدَهُ وَ أَنْ یَسْتَخْلِفَهُ فِی

ص: 300


1- 1. كتاب الاقبال ص 472- 474.

أُمَّتِهِ فَهَبَطَ إِلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ حَبِیبِی مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ لِیَكُونَ عَلَماً لِأُمَّتِكَ بَعْدَكَ یَرْجِعُونَ إِلَیْهِ وَ یَكُونُ لَهُمْ كَأَنْتَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ إِنِّی أَخَافُ تَغَیُّرَ أَصْحَابِی لِمَا قَدْ وَتَرُوهُ وَ أَنْ یَبْدُوا مَا یُضْمِرُونَ فِیهِ فَعَرَجَ وَ مَا لَبِثَ أَنْ هَبَطَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَعِراً مَرْعُوباً خَائِفاً مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ وَ قَدَمَاهُ تُشْوَیَانِ وَ أَمَرَ بِأَنْ یُنَظَّفَ الْمَوْضِعُ وَ یُقَمَّ مَا تَحْتَ الدَّوْحِ مِنَ الشَّوْكِ وَ غَیْرِهِ فَفُعِلَ ذَلِكَ ثُمَّ نَادَی بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ وَ فِیمَنِ اجْتَمَعَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ سَائِرُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قَامَ خَطِیباً وَ ذَكَرَ بَعْدَهُ الْوَلَایَةَ فَأَلْزَمَهَا لِلنَّاسِ جَمِیعاً فَأَعْلَمَهُمْ أَمْرَ اللَّهِ بِذَلِكَ فَقَالَ قَوْمٌ مَا قَالُوا وَ تَنَاجَوْا بِمَا أَسَرُّوا فَإِذَا كَانَ صَبِیحَةُ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَجَبَ الْغُسْلُ فِی صَدْرِ نَهَارِهِ وَ أَنْ یَلْبَسَ الْمُؤْمِنُ أَنْظَفَ ثِیَابِهِ وَ أَفْخَرَهَا وَ یَتَطَیَّبَ إِمْكَانَهُ وَ انْبِسَاطَ یَدِهِ ثُمَّ یَقُولَ- اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْیَوْمَ شَرَّفْتَنَا فِیهِ بِوَلَایَةِ وَلِیِّكَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ جَعَلْتَهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمَرْتَنَا بِمُوَالاتِهِ وَ طَاعَتِهِ وَ أَنْ نَتَمَسَّكَ بِمَا یُقَرِّبُنَا إِلَیْكَ وَ یُزْلِفُنَا لَدَیْكَ أَمْرُهُ وَ نَهْیُهُ اللَّهُمَّ قَدْ قَبِلْنَا أَمْرَكَ وَ نَهْیَكَ وَ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا

لِنَبِیِّكَ وَ سَلَّمْنَا وَ رَضِینَا فَنَحْنُ مَوَالِی عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ كَمَا أَمَرْتَ نُوَالِیهِ وَ نُعَادِی مَنْ یُعَادِیهِ وَ نَبْرَأُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَ نُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ نُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَ عَلِیٌّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ مَوْلَانَا كَمَا قُلْتَ وَ إِمَامُنَا بَعْدَ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا أَمَرْتَ فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ أَخَذْتَ مَجْلِسَكَ بِهُدُوءٍ وَ سُكُونٍ وَ وَقَارٍ وَ هَیْبَةٍ وَ إِخْبَاتٍ وَ تَقُولُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ كَمَا فَضَّلَنَا فِی دِینِهِ عَلَی مَنْ جَحَدَ وَ عَنَدَ وَ فِی نَعِیمِ الدُّنْیَا عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ عَمَدَ وَ هَدَانَا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَرَّفَنَا بِوَصِیِّهِ وَ خَلِیفَتِهِ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَمَاتِهِ- أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیُّنَا

ص: 301

كَمَا أَمَرْتَ وَ عَلِیّاً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ مَوْلَانَا كَمَا أَقَمْتَ وَ نَحْنُ مَوَالِیهِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ- ثُمَّ تَقُومُ وَ تُصَلِّی شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كَمَا أُنْزِلَتَا لَا كَمَا نُقِصَتَا ثُمَّ تَقْنُتُ وَ تَرْكَعُ وَ تُتِمُّ الصَّلَاةَ وَ تُسَلِّمُ وَ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ- اللَّهُمَّ إِنَّا إِلَیْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنَا فِی یَوْمِ عِیدِنَا الَّذِی شَرَّفْتَنَا فِیهِ بِوَلَایَةِ مَوْلَانَا- أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ عَلَیْكَ نَتَوَكَّلُ وَ بِكَ نَسْتَعِینُ فِی أُمُورِنَا اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وُجُوهُنَا وَ أَشْعَارُنَا وَ أَبْشَارُنَا وَ جُلُودُنَا وَ عُرُوقُنَا وَ أَعْظُمُنَا وَ أَعْصَابُنَا وَ لُحُومُنَا وَ دِمَاؤُنَا اللَّهُمَّ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ لَكَ نَخْضَعُ وَ لَكَ نَسْجُدُ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ وَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ حُنَفَاءَ مُسْلِمِینَ وَ مَا نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ لَا مِنَ الْجَاحِدِینَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِینَ الْمُعَانِدِینَ الْمُخَالِفِینَ لِأَمْرِكَ وَ أَمْرِ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضِینَ لَهُمْ لَعْناً كَثِیراً- لَا یَنْقَطِعُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ آخِرُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ثَبِّتْنَا عَلَی مُوَالاتِكَ وَ مُوَالاةِ رَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ وَ مُوَالاةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ اللَّهُمَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ أَحْسِنْ مُنْقَلَبَنَا یَا سَیِّدَنَا وَ مَوْلَانَا ثُمَّ كُلْ وَ اشْرَبْ وَ أَظْهِرِ السُّرُورَ وَ أَطْعِمْ إِخْوَانَكَ وَ أَكْثِرْ بِرَّهُمْ وَ اقْضِ حَوَائِجَ إِخْوَانِكَ إِعْظَاماً لِیَوْمِكَ وَ خِلَافاً عَلَی مَنْ أَظْهَرَ فِیهِ الِاغْتِمَامَ وَ الْحُزْنَ ضَاعَفَ اللَّهُ حُزْنَهُ وَ غَمَّهُ (1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ مَا نَقَلْنَاهُ مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطِّرَازِیِّ أَیْضاً بِإِسْنَادٍ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بَوَّابِ مَوْلَانَا أَبِی إِبْرَاهِیمَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِیُّ بِوَاسِطٍ فِی سَنَةِ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الْعَبْدَلِیُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ عَلَی آبَائِهِ وَ أَبْنَائِهِ یَقُولُ: صَوْمُ یَوْمِ غَدِیرِ خُمٍّ یَعْدِلُ صِیَامَ عُمُرِ الدُّنْیَا لَوْ عَاشَ إِنْسَانٌ عُمُرَ الدُّنْیَا ثُمَّ لَوْ صَامَ

ص: 302


1- 1. كتاب الاقبال: 474- 475.

مَا عُمِّرَتِ الدُّنْیَا لَكَانَ لَهُ ثَوَابُ ذَلِكَ وَ صِیَامُهُ یَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ حَجَّةٍ وَ مِائَةَ عُمْرَةٍ وَ هُوَ عِیدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیّاً إِلَّا وَ تَعَیَّدَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ عَرَّفَ حُرْمَتَهُ وَ اسْمُهُ فِی السَّمَاءِ یَوْمُ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ وَ فِی الْأَرْضِ یَوْمُ الْمِیثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ وَ مَنْ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ بِنِصْفِ سَاعَةٍ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ سُورَةَ الْحَمْدِ عَشْراً وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَشْراً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ عَشْراً عَدَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ أَلْفِ حَجَّةٍ وَ مِائَةَ أَلْفِ عُمْرَةٍ وَ

مَا سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ كَائِنَةً مَا كَانَتْ إِلَّا أَتَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی قَضَائِهَا فِی یُسْرٍ وَ عَافِیَةٍ وَ مَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً وَ فِئَاماً فَلَمْ یَزَلْ یَعُدُّ حَتَّی عَقَدَ عَشَرَةً ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی مَا الْفِئَامُ قُلْتُ لَا قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ بِعَدَدِهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ فِی حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَقَاهُمْ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ وَ الدِّرْهَمُ فِیهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكَ تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ یَوْماً أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْهُ- لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ وَ لْیَكُنْ مِنْ قَوْلِكَ إِذَا لَقِیتَ أَخَاكَ الْمُؤْمِنَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْیَوْمِ وَ جَعَلَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ جَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِینَ بِعَهْدِهِ الَّذِی عَهِدَ إِلَیْنَا وَ مِیثَاقِهِ الَّذِی وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وَلَایَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ وَ الْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَ لَمْ یَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِینَ وَ الْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ ثُمَّ قَالَ وَ لْیَكُنْ مِنْ دُعَائِكَ فِی دُبُرِ الرَّكْعَتَیْنِ أَنْ تَقُولَ- رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ الَّذِی لَیْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلَی قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ یُعْبَدُ سِوَاكَ إِلَّا

ص: 303

بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَیْرَ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ لَا مَعْبُودَ سِوَاكَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً- وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیُّهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ وَ مَوْلَایَ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا النِّدَاءَ وَ صَدَّقْنَا الْمُنَادِیَ- رَسُولَكَ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ نَادَی نِدَاءً عَنْكَ بِالَّذِی أَمَرْتَهُ أَنْ یُبَلِّغَ عَنْكَ مَا أَنْزَلْتَ إِلَیْهِ مِنْ مُوَالاةِ وَلِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ حَذَّرْتَهُ وَ أَنْذَرْتَهُ إِنْ لَمْ یُبَلِّغْ أَنْ تَسْخَطَ عَلَیْهِ وَ أَنَّهُ إِذَا بَلَّغَ رِسَالاتِكَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ فَنَادَی مُبَلِّغاً وَحْیَكَ وَ رِسَالاتِكَ أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ فَعَلِیٌّ وَلِیُّهُ وَ مَنْ كُنْتُ نَبِیَّهُ فَعَلِیٌّ أَمِیرُهُ رَبَّنَا قَدْ أَجَبْنَا دَاعِیَكَ النَّذِیرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الَّذِی أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ جَعَلْتَهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرَائِیلَ رَبَّنَا آمَنَّا وَ اتَّبَعْنَا مَوْلَانَا وَ وَلِیَّنَا وَ هَادِیَنَا وَ دَاعِیَنَا وَ دَاعِیَ الْأَنَامِ وَ صِرَاطَكَ السَّوِیَّ الْمُسْتَقِیمَ وَ حُجَّتَكَ الْبَیْضَاءَ وَ سَبِیلَكَ الدَّاعِیَ إِلَیْكَ عَلَی بَصِیرَةٍ هُوَ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ بِوَلَایَتِهِ وَ بِأَمْرِ رَبِّهِمْ بِاتِّخَاذِ الْوَلَائِجِ مِنْ دُونِهِ فَاشْهَدْ یَا إِلَهِی أَنَّ الْإِمَامَ الْهَادِیَ الْمُرْشِدَ الرَّشِیدَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِی ذَكَرْتَهُ فِی كِتَابِكَ فَقُلْتَ- وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ اللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ الْهَادِی مِنْ بَعْدِ نَبِیِّكَ- النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ إِمَامُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّتُكَ الْبَالِغَةُ وَ لِسَانُكَ الْمُعَبِّرُ عَنْكَ فِی خَلْقِكَ وَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ بَعْدَ نَبِیِّكَ وَ دَیَّانُ دِینِكَ وَ خَازِنُ عِلْمِكَ وَ عَیْبَةُ وَحْیِكَ وَ عَبْدُكَ وَ أَمِینُكَ الْمَأْمُونُ الْمَأْخُوذُ مِیثَاقُهُ مَعَ مِیثَاقِكَ وَ مِیثَاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ بَرِیَّتِكَ بِالشَّهَادَةِ وَ الْإِخْلَاصِ بِالْوَحْدَانِیَّةِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ جَعَلْتَ الْإِقْرَارَ بِوَلَایَتِهِ تَمَامَ تَوْحِیدِكَ وَ الْإِخْلَاصَ لَكَ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ إِكْمَالَ دِینِكَ وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ فَقُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ- الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَیْنَا مِنَ الْإِخْلَاصِ لَكَ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ جُدْتَ عَلَیْنَا بِمُوَالاةِ وَلِیِّكَ الْهَادِی مِنْ بَعْدِ نَبِیِّكَ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ رَضِیتَ لَنَا الْإِسْلَامَ دِیناً بِمَوْلَانَا وَ أَتْمَمْتَ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ

ص: 304

بِالَّذِی جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ وَ مِیثَاقَكَ وَ ذَكَّرْتَنَا ذَلِكَ وَ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ وَ التَّصْدِیقِ لِعَهْدِكَ وَ مِیثَاقِكَ وَ مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِذَلِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ النَّاكِثِینَ الْمُكَذِّبِینَ وَ الْجَاحِدِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ وَ لَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُغَیِّرِینَ وَ الْمُبَدِّلِینَ وَ الْمُحَرِّفِینَ وَ الْمُبَتِّكِینَ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَ الْمُغَیِّرِینَ خَلْقَ اللَّهِ وَ مِنَ الَّذِینَ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ وَ صَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِكَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِینَ وَ النَّاكِثِینَ وَ الْمُغَیِّرِینَ وَ الْمُبَدِّلِینَ الَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی نِعْمَتِكَ عَلَیْنَا بِالَّذِی هَدَیْتَنَا إِلَی مُوَالاةِ وُلَاةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِیِّكَ وَ الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ الَّذِینَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً لِتَوْحِیدِكَ وَ أَعْلَامَ الْهُدَی وَ مَنَارَ التَّقْوَی وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی وَ كَمَالَ دِینِكَ وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ وَ مَنْ بِهِمْ وَ بِمُوَالاتِهِمْ رَضِیتَ لَنَا الْإِسْلَامَ دِیناً رَبَّنَا فَلَكَ الْحَمْدُ آمَنَّا بِكَ وَ صَدَّقْنَا بِنَبِیِّكَ الرَّسُولِ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ اتَّبَعْنَا الْهَادِیَ مِنْ بَعْدِ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ وَالَیْنَا وَلِیَّهُمْ وَ عَادَیْنَا عَدُوَّهُمْ وَ بَرِئْنَا مِنَ الْجَاحِدِینَ وَ النَّاكِثِینَ وَ الْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ یَا صَادِقَ الْوَعْدِ یَا مَنْ لَا یُخْلِفُ الْمِیعَادَ یَا مَنْ هُوَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ إِنْ أَتْمَمْتَ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ الْمَسْئُولِ عَنْهُمْ عِبَادُكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ- ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ وَ قُلْتَ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ وَ مَنَنْتَ بِشَهَادَةِ الْإِخْلَاصِ لَكَ بِوَلَایَةِ أَوْلِیَائِكَ الْهُدَاةِ مِنْ بَعْدِ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ أَكْمَلْتَ لَنَا الدِّینَ بِمُوَالاتِهِمْ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَیْنَا النِّعَمَ بِالَّذِی جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ وَ ذَكَّرْتَنَا مِیثَاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنَّا فِی مُبْتَدَإِ خَلْقِكَ إِیَّانَا وَ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ وَ ذَكَّرْتَنَا الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ وَ لَمْ تُنْسِنَا ذِكْرَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ- وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی شَهِدْنَا بِمَنِّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّنَا وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ نَبِیُّنَا وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیُّنَا وَ مَوْلَانَا وَ شَهِدْنَا بِالْوَلَایَةِ لِوَلِیِّنَا وَ مَوْلَانَا مِنْ ذُرِّیَّةِ نَبِیِّكَ مِنْ صُلْبِ وَلِیِّنَا وَ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ الَّذِی

ص: 305

أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ جَعَلْتَهُ فِی أُمِّ الْكِتَابِ لَدَیْكَ عَلِیّاً حَكِیماً وَ جَعَلْتَهُ آیَةً لِنَبِیِّكَ وَ آیَةً مِنْ آیَاتِكَ الْكُبْرَی وَ النَّبَأَ الْعَظِیمَ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ النَّبَأَ الْعَظِیمَ الَّذِی هُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ وَ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَسْئُولُونَ وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ الَّتِی عَنْهَا یُسْأَلُ عِبَادُكَ إِذْ هُمْ مَوْقُوفُونَ وَ عَنِ النَّعِیمِ مَسْئُولُونَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَیْنَا بِالْهِدَایَةِ إِلَی مَعْرِفَتِهِمْ فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِی یَوْمِنَا هَذَا الَّذِی ذَكَّرْتَنَا فِیهِ عَهْدَكَ وَ مِیثَاقَكَ وَ أَكْمَلْتَ لَنَا دِینَنَا وَ أَتْمَمْتَ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ وَ جَعَلْتَنَا بِنِعْمَتِكَ مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ وَ الْإِخْلَاصِ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ وَ التَّصْدِیقِ بِوَلَایَةِ أَوْلِیَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ أَوْلِیَائِكَ الْجَاحِدِینَ الْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ فَأَسْأَلُكَ یَا رَبِّ تَمَامَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَیْنَا وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُعَانِدِینَ وَ لَا تُلْحِقْنَا بِالْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ وَ اجْعَلْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ الْمُتَّقِینَ وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً- وَ اجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ إِمَاماً إِلَی یَوْمِ الدِّینِ- یَوْمَ یُدْعَی كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ وَ اجْعَلْنَا فِی ظِلِّ الْقَوْمِ الْمُتَّقِینَ الْهُدَاةِ بَعْدَ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ الْبَشِیرِ الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ إِلَی الْهُدَی وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُكَذِّبِینَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ وَ هُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ أَوْلِیَاؤُهُمُ مِنَ الْمَقْبُوحِینَ رَبَّنَا فَاحْشُرْنَا فِی زُمْرَةِ الْهَادِی الْمَهْدِیِّ وَ أَحْیِنَا مَا أَحْیَیْتَنَا عَلَی الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَ مِیثَاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنَّا عَلَی مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكِ الْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ وَ النَّاكِثِینَ بِمِیثَاقِكَ وَ تَوَفَّنَا عَلَی ذَلِكَ وَ اجْعَلْ لَنَا مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا وَ أَثْبِتْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ فِی الْهِجْرَةِ إِلَیْهِمْ وَ اجْعَلْ مَحْیَانَا خَیْرَ الْمَحْیَا وَ مَمَاتَنَا خَیْرَ الْمَمَاتِ وَ مُنْقَلَبَنَا خَیْرَ الْمُنْقَلَبِ عَلَی مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ حَتَّی تَوَفَّانَا وَ أَنْتَ عَنَّا رَاضٍ قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا الْخُلُودَ فِی جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ وَ الْمَثْوَی فِی جِوَارِكَ وَ الْإِنَابَةَ إِلَی دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ- لَا یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبٌ وَ لَا یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبٌ رَبَّنَا إِنَّكَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِكَ وَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِینَ فَقُلْتَ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَ قُلْتُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ رَبَّنَا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا رَبَّنَا ثَبِّتْ أَقْدامَنا- وَ تَوَفَّنا مَعَ

ص: 306

الْأَبْرارِ مُسْلِمِینَ مَسَلِّمِینَ مُصَدِّقِینَ لِأَوْلِیَائِكَ وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ وَ صَدَّقْنَا نَبِیَّكَ وَ وَالَیْنَا وَلِیَّكَ وَ الْأَوْلِیَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِیِّكَ وَ وَلِیَّكَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ الْإِمَامَ الْهَادِیَ مِنْ بَعْدِ الرَّسُولِ النَّذِیرِ الْمُنْذِرِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ رَبَّنَا فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ بِمَنِّكَ عَلَیْنَا وَ لُطْفِكَ لَنَا فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ تُكَفِّرَ عَنَّا سَیِّئَاتِنَا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ وَ وَفَیْنَا بِعَهْدِكَ وَ صَدَّقْنَا رُسُلَكَ وَ اتَّبَعْنَا وُلَاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ وَ وَالَیْنَا أَوْلِیَاءَكَ وَ عَادَیْنَا أَعْدَاءَكَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِینَ وَ احْشُرْنَا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ آمَنَّا یَا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ وَ مَشَاهِدِهِمْ وَ بِحَیِّهِمْ وَ مَیِّتِهِمْ وَ رَضِینَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَ سَادَةً وَ قَادَةً لَا نَبْتَغِی بِهِمْ بَدَلًا وَ لَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلَائِجَ أَبَداً رَبَّنَا فَأَحْیِنَا مَا أَحْیَیْتَنَا عَلَی مُوَالاتِهِمْ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ التَّسْلِیمِ لَهُمْ وَ الرَّدِّ إِلَیْهِمْ وَ تَوَفَّنَا إِذَا تَوَفَّیْتَنَا عَلَی الْوَفَاءِ لَكَ وَ لَهُمْ بِالْعَهْدِ وَ الْمِیثَاقِ وَ الْمُوَالاةِ لَهُمُ وَ التَّصْدِیقِ وَ التَّسْلِیمِ لَهُمْ غَیْرَ جَاحِدِینَ وَ لَا نَاكِثِینَ وَ لَا مُكَذِّبِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَ بِالَّذِی فَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ جَمِیعاً أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِی یَوْمِنَا هَذَا الَّذِی أَكْرَمْتَنَا فِیهِ بِالْوَفَاءِ لِعَهْدِكَ الَّذِی عَهِدْتَ إِلَیْنَا وَ الْمِیثَاقِ الَّذِی وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ تَمُنَّ عَلَیْنَا بِنِعْمَتِكَ وَ تَجْعَلَهُ عِنْدَنَا مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً وَ لَا تَسْلُبَنَاهُ أَبَداً وَ لَا تَجْعَلَهُ عِنْدَنَا مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ- فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً وَ ارْزُقْنَا نَصْرَ دِینِكَ مَعَ وَلِیٍّ هَادٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكَ قَائِماً رَشِیداً هَادِیاً مَهْدِیّاً مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَی الْهُدَی وَ اجْعَلْنَا تَحْتَ رَایَتِهِ وَ فِی زُمْرَتِهِ شُهَدَاءَ صَادِقِینَ مَقْتُولِینَ فِی سَبِیلِكَ وَ عَلَی نُصْرَةِ دِینِكَ- ثُمَّ سَلْ بَعْدَ ذَلِكَ حَوَائِجَكَ لِلْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا فَإِنَّهَا وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَقْضِیَّةٌ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ لَا تَقْعُدْ عَنِ الْخَیْرِ وَ سَارِعْ إِلَی ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

ص: 307


1- 1. كتاب الاقبال: 475- 481.

«3»- قل، [إقبال الأعمال] وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ مَا وَجَدْنَاهُ فِی نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ مِنْ كُتُبِ الْعِبَادَاتِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَّ النُّورِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وَ رَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِیرِ وَ رَبَّ الْوَتْرِ الرَّفِیعِ سُبْحَانَكَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ إِلَهَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ إِلَهَ مَنْ فِی الْأَرْضِ- لَا إِلَهَ فِیهِمَا غَیْرُكَ جَبَّارَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ- لَا جَبَّارَ فِیهِمَا غَیْرُكَ مَلِكَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَلِكَ مَنْ فِی الْأَرْضِ لَا مَلِكَ فِیهِمَا غَیْرُكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِمُلْكِكَ الْقَدِیمِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَصْلَحْتَ بِهِ أُمُورَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ یَا حَیُّ قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ یَا حَیُّ بَعْدَ كُلِّ حَیٍّ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ إِلَّا أَنْتَ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا فَرْدُ یَا وَتْرُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ أُمُورِنَا فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ اسْتَقْبِلْنَا عَلَی هُدَی نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اجْعَلْ عَمَلَنَا فِی الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ وَ هَبْ لَنَا مَا وَهَبْتَ لِأَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ مِنْ خَلْقِكَ فَإِنَّا بِكَ مُؤْمِنُونَ وَ عَلَیْكَ مُتَوَكِّلُونَ وَ مَصِیرُنَا إِلَیْكَ وَ اجْمَعْ لَنَا الْخَیْرَ كُلَّهُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ اصْرِفْ عَنَّا الشَّرَّ كُلَّهُ بِمَنِّكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ تُعْطِی الْخَیْرَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَصْرِفُ الشَّرَّ عَمَّنْ تَشَاءُ أَعْطِنَا جَمِیعَ مَا سَأَلْنَاكَ مِنَ الْخَیْرِ وَ امْنُنْ بِهِ عَلَیْنَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّا إِلَیْكَ رَاغِبُونَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِی وَ أَنْطِقْ بِالْقُرْآنِ لِسَانِی وَ نَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِی وَ اسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِی وَ أَعِنِّی عَلَیْهِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ- اللَّهُمَّ یَا دَاحِیَ الْمَدْحُوَّاتِ وَ یَا بَانِیَ الْمَبْنِیَّاتِ وَ یَا مُرْسِیَ الْمَرْسِیَّاتِ وَ یَا جَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلَی فِطْرَتِهَا شَقِیِّهَا وَ سَعِیدِهَا وَ یَا بَاسِطَ الرَّحْمَةِ لِلْمُتَّقِینَ اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِیَ بَرَكَاتِكَ وَ رَأْفَتَكَ وَ تَحِیَّتَكَ وَ رَحْمَتَكَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ

ص: 308

الْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ وَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ فَاتِحِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ وَ دَافِعِ جَیْشَاتِ الْأَبَاطِیلِ كَمَا حَمَّلْتَهُ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِكَ مُسْتَبْصِراً فِی رِضْوَانِكَ غَیْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ وَ لَا مُنْثَنٍ عَنْ كَرَمٍ حَافِظاً لِعَهْدِكَ قَاضِیاً لِنَفَاذِ أَمْرِكَ فَهُوَ أَمِینُكَ الْمَأْمُونُ وَ شَهِیدُكَ یَوْمَ الدِّینِ وَ بَعِیثُكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ فَافْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً عِنْدَكَ وَ أَعْطِهِ مِنْ بَعْدِ رِضَاهُ الرِّضَا مِنْ نُورِ ثَوَابِكَ الْمَحْلُولِ وَ عَطَاءِ جَزَائِكَ الْمَعْلُولِ اللَّهُمَّ أَتْمِمْ لَهُ وَعْدَهُ بِانْبِعَاثِكَ إِیَّاهُ مَقْبُولَ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ مَرْضِیَّ الْمَقَالَةِ ذَا مَنْطِقِ عَدْلٍ وَ خُطْبَةِ فَصْلٍ وَ حُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ عَظِیمٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ أَوْلِیَاءَ مُخْلِصِینَ وَ رُفَقَاءَ مُصَاحِبِینَ اللَّهُمَّ أَبْلِغْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ ارْدُدْ عَلَیْنَا مِنْهُ السَّلَامَ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ فِی رِضَاكَ ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَی رِضَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّنِی وَ إِنِّی ذَلِیلٌ فَأَعِزَّنِی وَ إِنِّی فَقِیرٌ فَارْزُقْنِی ثُمَّ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ بِأَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا مَغْفِرَةً تَامَّةً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَقُولُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ مَلَائِكَتَكَ وَ جَمِیعَ خَلْقِكَ أَنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أُومِنُ بِكَ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ فِی دِینِی وَ أَمَانَتِی وَ نَفْسِی وَ وُلْدِی وَ مَالِی وَ جَمِیعِ أَهْلِ عِنَایَتِی فِی حِمَاكَ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ فِی عِزِّكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ فِی سُلْطَانِكَ الَّذِی لَا یُسْتَضَامُ وَ فِی مُلْكِكَ الَّذِی لَا یَبْلَی وَ فِی نِعْمَتِكَ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ فِی ذِمَّتِكَ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ فِی رَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ جَارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ صَلِ

ص: 309

عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا بِطَاعَتِكَ وَ اخْتِمْ لَنَا بِرِضْوَانِكَ وَ أَعِذْنَا مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ السَّلَامُ عَلَی الْحَافِظِینَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُكِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- لا شَرِیكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ یَوْمِی هَذَا وَ خَیْرَ مَا فِیهِ وَ خَیْرَ مَا أَمَرْتَ بِهِ وَ خَیْرَ مَا قَبْلَهُ وَ خَیْرَ مَا بَعْدَهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ یَوْمِی هَذَا وَ شَرِّ مَا فِیهِ وَ شَرِّ مَا قَبْلَهُ وَ شَرِّ مَا بَعْدَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فَتْحَهُ وَ نَصْرَهُ وَ نُورَهُ وَ هُدَاهُ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِی بِخَیْرٍ وَ اخْتِمْ لِی بِخَیْرٍ اللَّهُمَّ افْتَحْهُ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ اخْتِمْهُ عَلَیَّ بِرِضْوَانِكَ اللَّهُمَّ مَنْ كَادَنِی فِی یَوْمِی هَذَا بِسُوءٍ فَاكْفِهِ وَ قِنِی شَرَّهُ وَ ارْدُدْ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ اللَّهُمَّ مَا أَنْزَلْتَ فِی یَوْمِی هَذَا مِنْ خَیْرٍ أَوْ رَحْمَةٍ أَوْ شِفَاءٍ أَوْ فَرَجٍ أَوْ عَافِیَةٍ أَوْ رِزْقٍ فَاجْعَلْ لِی فِیهِ نَصِیباً وَافِراً حَسَناً وَ مَا أَنْزَلْتَ فِیهِ مِنْ مَحْذُورٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ بَلِیَّةٍ أَوْ شَقَاءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ بَدْوَ یَوْمِی هَذَا فَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ صَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ یَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ وَ أَوْسَطُهُ جَزَعٌ وَ آخِرُهُ وَجَعٌ اللَّهُمَّ بِرَأْفَتِكَ أَرْجُو رَحْمَتَكَ وَ بِرَحْمَتِكَ أَرْجُو رِضْوَانَكَ وَ بِرِضْوَانِكَ أَرْجُو الْجَنَّةَ فَلَا تُؤَاخِذْنِی بِذَنْبِی وَ لَا تُعَاقِبْنِی بِسُوءِ عَمَلِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَیَاتِی مَا أَحْیَیْتَنِی زِیَادَةً لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلْ وَفَاتِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی رَاحَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ نَجَاةً لِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی أَخْشَاكَ كَأَنِّی أَرَاكَ وَ أَرْجُوكَ وَ لَا أَرْجُو غَیْرَكَ وَ أَذْكُرُكَ وَ لَا أَنْسَاكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی كُلَّ ذَنْبٍ مِنِّی فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِی وَ كَفِّرْهُ عَنِّی وَ أَبْدِلْنِی بِهِ حَسَنَاتٍ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی كُلَّ خَیْرٍ عَمِلْتُهُ لَكَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِی وَ ارْفَعْهُ لِی عِنْدَكَ فِی الرَّفِیعِ الْأَعْلَی وَ أَعْطِنِی عَلَیْهِ الثَّوَابَ الْكَثِیرَ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ لَا یَبْخَلُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ مُتَوَكِّلًا عَلَیْكَ فَاكْفِنِی وَ أَصْبَحْتُ فَقِیراً إِلَیْكَ فَأَغْنِنِی وَ أَصْبَحْتُ لَا أَعْرِفُ رَبّاً غَیْرَكَ فَاغْفِرْ لِی وَ أَصْبَحْتُ مُقِرّاً لَكَ بِالرُّبُوبِیَّةِ مُعْتَرِفاً لَكَ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً لَمْ

ص: 310

یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فَبَلَّغَ رِسَالاتِهِ وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ عَبَدَهُ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنِّی أُومِنُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِمَلَائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْ لِی هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ وَ لَقِّنِّیهَا عِنْدَ حَاجَتِی إِلَیْهَا وَ أَحْیِنِی عَلَیْهَا وَ ابْعَثْنِی عَلَیْهَا وَ احْشُرْنِی عَلَیْهَا وَ اجْزِنِی جَزَاءَ مَنْ لَقِیَكَ بِهَا مُخْلِصاً غَیْرَ شَاكٍّ فِیهَا وَ لَا مُرْتَدٍّ عَنْهَا وَ لَا مُبَدِّلٍ لَهَا آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ غَفَّارُ الذُّنُوبِ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیَّ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ الْأَوَّلِ فَلَیْسَ قَبْلَهُ شَیْ ءٌ وَ الْآخِرِ فَلَیْسَ بَعْدَهُ شَیْ ءٌ وَ الظَّاهِرِ فَلَیْسَ فَوْقَهُ شَیْ ءٌ وَ الْبَاطِنِ فَلَیْسَ دُونَهُ شَیْ ءٌ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا تَبْدِیلَ لِقَوْلِهِ وَ لَا مُعَادِلَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْخَالِقِ لَهُ وَ الْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الوراث [الْوَارِثِ] لَهُ وَ الظَّاهِرِ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْوَكِیلِ عَلَیْهِ وَ الْبَاطِنِ دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُحِیطِ بِهِ الَّذِی عَلَا فَقَهَرَ وَ مَلَكَ فَقَدَرَ وَ بَطَنَ فَخَبَرَ دَیَّانِ الدِّینِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ فِی النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَكَ وَ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ كَمَا حَمِدَكَ الْحَامِدُونَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَی كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ وَ عِظَمِ سُلْطَانِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِخُلُودِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دَائِماً بِدَوَامِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دَائِماً لَا أَمَدَ لَهُ دُونَ بُلُوغِ مَشِیَّتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا یَتَنَاهَی دُونَ مُنْتَهَی عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَبْلُغُ رِضَاكَ وَ یُوجِبُ مَزِیدَكَ وَ یُؤْمِنُ مِنْ

ص: 311

غَیْرِكَ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهَارِ وَ یُولِجُ النَّهَارَ فِی اللَّیْلِ وَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعِزَّتِهِ سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكَتِهِ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الْأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً- لَمْ

یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْبَاقِی بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْقَادِرُ عَلَیْهِ وَ الْمُحِیطُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ- یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ هُوَ الرَّحِیمُ الْغَفُورُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَنْتَ قُلْتَ- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی إِنَّكَ أَمَرْتَنِی بِدُعَائِكَ وَ وَعَدْتَ إِجَابَتَكَ وَ لَا خُلْفَ لِوَعْدِكَ فَإِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ كَمَا سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ ذَكَرْتَهُ فِی كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا بَدِی ءُ لَا بَدْءَ لَكَ یَا دَائِمُ لَا نَفَادَ لَكَ یَا حَیُّ یَا قَدِیمُ یَا قَیُّومُ یَا مُحْیِی یَا مُمِیتُ یَا قَائِماً عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ یَا أَحَدُ یَا وَتْرُ یَا فَرْدُ یَا

ص: 312

صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا رَبَّ الْأَرَضِینَ وَ مَا أَقَلَّتْ وَ السَّمَاوَاتِ وَ مَا أَظَلَّتْ وَ الرِّیَاحِ وَ مَا ذَرَأَتْ یَا خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا زَیْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ یَا قَیُّومَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ یَا مَعَاذَ الْعَائِذِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا مُنَفِّساً عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الدَّاعِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ یَا آخِرَ الْآخِرِینَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ الظَّاهِرِ الْبَاطِنِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الَّذِی مَلَأَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ وَ أَكْرَمِ وَ أَعْلَی وَ أَكْمَلِ وَ أَعَزِّ وَ أَعْظَمِ وَ أَشْرَفِ وَ أَزْكَی وَ أَنْمَی وَ أَطْیَبِ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ الْمُصْطَفَیْنَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ ثَقِّلْ مِیزَانَهُ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی وَعَدْتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ صَلِّ عَلَیْنَا مَعَهُمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ حَیِّهِمْ وَ مَیِّتِهِمْ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ اللَّهُمَ اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا أَئِمَّتَنَا وَ قُضَاتَنَا وَ وُلَاةَ أُمُورِنَا وَ جَمَاعَتَنَا وَ دِینَنَا الَّذِی ارْتَضَیْتَ لَنَا اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ وَ أَذِلَّ الشِّرْكَ وَ أَهْلَهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّی مِنْ عِبَادِكَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَسْرَفُوا عَلَیْهَا وَ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ

ص: 313

بِالْحُجَجِ اللَّازِمَةِ- وَ الذُّنُوبِ الْمُوبِقَةِ وَ الْخَطَایَا الْمُحِیطَةِ بِهِمْ وَ قَدْ قُلْتَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ- لَا خُلْفَ لِوَعْدِكَ وَ لَا مُبَدِّلَ لِقَوْلِكَ اللَّهُمَّ لَا تُقَنِّطْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ عَفْوِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ عِبَادِكَ الَّذِینَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَ تُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَیِّئَاتِهِمْ وَ تُبْ عَلَیَّ- إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ وَ خُذْ بِسَمْعِی وَ بَصَرِی وَ قَلْبِی وَ جَوَارِحِی كُلِّهَا إِلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِلَی أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَیْكَ وَ ارْزُقْنِی تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِهَا مَحَبَّتَكَ وَ أَسْتَحِقُّ مَعَهَا جَنَّتَكَ وَ تُوَقِّینِی مِنْ عَذَابِكَ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ أَنْصَارِكَ الَّذِینَ تُعِزُّ بِهِمْ دِینَكَ وَ تَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنَ عَدُوِّكَ وَ تَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ تُحْیِیهِمْ حَیَاةً طَیِّبَةً وَ تُقَلِّبُهُمْ مُنْقَلَباً كَرِیماً وَ تُؤْتِیهِمْ فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ تَقِیهِمْ عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی عَظِیمَةُ كَثِیرَةٌ وَ رَحْمَتُكَ وَ عَفْوُكَ وَ فَضْلُكَ أَعْظَمُ مِنْهَا وَ أَكْثَرُ وَ أَوْسَعُ فَانْشُرْ عَلَیَّ مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ عِظَمِ عَفْوِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ مَا تُنْجِینِی بِهِ مِنَ النَّارِ وَ تُدْخِلُنِی بِهِ الْجَنَّةَ اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ مِنْ ذُنُوبِی وَ اسْتَجَرْتُ فَأَغِثْنِی وَ أَجِرْنِی مِنْ ذُنُوبِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَ عَفْوِكَ عَمَّا ظَلَمْتُ بِهِ نَفْسِی خَاصَّةً یَا إِلَهِی وَ خَلِّصْنِی مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ قِبَلِی وَ اسْتَوْهِبْنِی مِنْهُ وَ اغْفِرْ لِی وَ عَوِّضْهُ مِنْ فَضْلِكَ وَ طَوْلِكَ وَ جَزِیلِ ثَوَابِكَ عَلَیَّ وَ عَلَیْهِ بِذَلِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا مَضَی مِنْ حُسْنِ عَمَلِی مَقْبُولًا وَ مَا فَرَطَ مِنِّی مِنْ سَیِّئَةٍ مَغْفُوراً وَ مَا أَسْتَأْنِفُ مِنْ عُمُرِی أَوَّلُهُ صَلَاحاً وَ أَوْسَطُهُ فَلَاحاً وَ آخِرُهُ نَجَاحاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَرِّ الْعَمَلِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ عَمَلٍ لَا یَنْفَعُ وَ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ اللَّهُمَّ سَلِّمْنِی وَ سَلِّمْ مِنِّی وَ عَافِنِی وَ اعْفُ عَنِّی وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِذُنُوبِی وَ لَا تُقَایِسْنِی بِعَمَلِی وَ لَا تَفْضَحْنِی بِسَرِیرَتِی وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ عَافِنِی مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ.

ص: 314

اللَّهُمَّ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْهُدَی وَ التُّقَی وَ الْعَفَافَ وَ الْكَفَافَ وَ الْغِنَی وَ الْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَوْ لَا أَعْلَمُ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَعْلَمُ وَ لِمَا لَا أَعْلَمُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا أَكْبَرَ هَمِّی وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتِی فِی حَدٍّ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ مَنْ لَا یَرْحَمُنِی وَ لَا تُسَلِّطْنِی عَلَی أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَتُهْلِكَنِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَیَاتِی زِیَادَةً لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلْ وَفَاتِی رَاحَةً مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُلِّی أَصْبَحَ وَ أَمْسَی مُسْتَجِیراً بِعِزَّتِكَ وَ فَقْرِی مُسْتَجِیراً بِغِنَاكَ وَ ذُنُوبِی مُسْتَجِیرَةٌ بِرَحْمَتِكَ وَ وَجْهِیَ الْبَالِیَ الْفَانِیَ مُسْتَجِیرَةٌ بِوَجْهِكَ الْبَاقِی الدَّائِمِ الْكَرِیمِ فَكُنْ لِی جَاراً مِنْ كُلِّ سُوءٍ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ مَا أَعْطَیْتَنِی مِنْ عَطَاءٍ أَوْ قَضَیْتَ عَلَیَّ مِنْ قَضَاءٍ فَاجْعَلِ الْخِیَرَةَ لِی فِی بَدْئِهِ وَ عَاقِبَتِهِ وَ ارْزُقْنِی الْعَافِیَةَ وَ السَّلَامَةَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَ الصِّدْقَ فِی التَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِی النَّارَ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ تَبْتَلِیَنِی بِبَلِیَّةٍ تَحْمِلُنِی ضَرُورَتُهَا عَلَی التَّعَرُّضِ لِشَیْ ءٍ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِی فِی حَالٍ كُنْتُ أَكُونُ فِیهَا فِی یُسْرٍ أَوْ عُسْرٍ أَظُنُّ أَنَّ مَعَاصِیَكَ أَنْجَحُ لِی مِنْ طَاعَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلًا مِنْ طَاعَتِكَ أَلْتَمِسُ بِهِ رِضَا سِوَاكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ یَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا آتَیْتَنِی مِنِّی وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُكَلِّفَ طَلَبَ مَا لَیْسَ لِی وَ مَا لَمْ تَقْسِمْهُ لِی وَ مَا قَسَمْتَ لِی مِنْ قِسْمٍ أَوْ رَزَقْتَنِی مِنْ رِزْقٍ فَأْتِنِی بِهِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ حَلَالًا طَیِّباً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ زَحْزَحَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ بَاعَدَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ تَصْرِفُ بِهِ حَظِّی أَوْ صَرَفَ وَجْهَكَ الْكَرِیمَ عَنِّی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُبْلِیَنِی بِبَلَاءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ أَوْ تُسَلِّطَ عَلَیَّ طَاغِیاً أَوْ تَهْتِكَ لِی سِتْراً أَوْ تُبْدِیَ

ص: 315

لِی عَوْرَةً أَوْ تُحَاسِبَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُنَاقَشَةً أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَی تَجَاوُزِكَ وَ عَفْوِكَ عَنِّی وَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُعْطِیَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ وَ أَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ وَ أَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ وَ یَا سَیِّدَ السَّادَاتِ وَ یَا جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ یَا أَفْضَلَ مَنْ سُئِلَ وَ أَكْرَمَ مَنْ أَعْطَی وَ أَحَقَّ مَنْ تَجَاوَزَ وَ عَفَا وَ رَحِمَ وَ تَفَضَّلَ بِإِحْسَانِهِ الْقَدِیمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ سُبْحَانَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَفْلَحَ سَائِلُكَ وَ تَعَالَی جَدُّكَ وَ امْتَنَعَ عَائِذُكَ أَعِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَ ذَرَأْتَ وَ بَرَأْتَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ كَفَی سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَیْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهًی اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی وَ رَبُّ مَنْ كَادَنِی وَ بَغَی عَلَیَّ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَاصِیَتِی وَ نَاصِیَتُهُ بِیَدِكَ فَادْفَعْ فِی نَحْرِهِ وَ أَعِذْنِی مِنْ شَرِّهِ بِعِزَّتِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِی لَا یَمْتَنِعُ فِیهَا بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ وَ بِكَلِمَاتِكَ الْحُسْنَی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی هَوْلِ الدُّنْیَا وَ بَوَائِقِ الْآخِرَةِ وَ مُصِیبَاتِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ اللَّهُمَّ اصْحَبْنِی فِی سَفَرِی وَ اخْلُفْنِی فِی أَهْلِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا رَزَقْتَنِی وَ لَكَ فَذَلِّلْنِی وَ عَلَی خُلُقٍ حَسَنٍ صَالِحٍ فَقَوِّمْنِی وَ إِلَیْكَ فَحَبِّبْنِی وَ إِلَی النَّاسِ فَلَا تَكِلْنِی رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ وَ أَنْتَ رَبِّی أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ كَشَفْتَ بِهِ الظُّلُمَاتِ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْ یَنْزِلَ بِی سَخَطُكَ أَوْ یَحُلَّ عَلَیَّ غَضَبُكَ وَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ مِنْ جَمِیعِ سَخَطِكَ لَكَ الْعُتْبَی عِنْدِی فِیمَا اسْتَطَعْتُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْنَاكَ وَ لَا كَانَ مَعَكَ إِلَهٌ أَعَانَكَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ لِی فِی الْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ بِی وَ اجْعَلْ لِی فِیهِ رَاحَةً وَ فَرَجاً اللَّهُمَّ فَكَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِی فَحَسِّنْ خُلُقِی اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ فِی رِضَاكَ

ص: 316

ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَی رِضَایَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ خِیَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِنْ دُونِ عَرْشِكَ إِلَی قَرَارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ بَاطِلٌ مَا خَلَا وَجْهَكَ الْكَرِیمَ الدَّائِمَ الَّذِی لَا یَزُولُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْشِفْ مَا بِی مِنْ ضُرٍّ وَ حَوِّلْهُ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ وَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ إِنَّ مَیْسُورَ الْعَسِیرِ عَلَیْكَ یَسِیرٌ اللَّهُمَّ یَسِّرْ مِنْ أَمْرِی مَا عَسُرَ وَ سَهِّلْ مَا صَعُبَ وَ لَیِّنْ مَا غَلُظَ وَ فَرِّجْ مَا لَا یُفَرِّجُهُ أَحَدٌ غَیْرُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الدَّائِمِ التَّامِّ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ بِحَقِّ الرُّوحَانِیِّینَ الَّذِینَ لا یَفْتُرُونَ إِلَّا بِتَعْظِیمِ عِزِّ جَلَالِكَ وَ بِالثَّنَاءِ عَلَیْكَ وَ لَا یَبْلُغُونَ مَا أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ مِنْ عَظِیمِ عِزِّكَ وَ عُلُوِّ شَأْنَكِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً وَ بِالاسْمِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَصَارَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی ذَلَّ لَهُ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی النَّهَارِ فَأَضَاءَ وَ عَلَی اللَّیْلِ فَأَظْلَمَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنَ التَّوَّابِینَ الْمُتَطَهِّرِینَ وَ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ وَ تَغْفِرَ لِوَالِدَیَ كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ عَلَّمَانِی كِتَابَكَ وَ سُنَّةَ نَبِیِّكَ وَ تُدْخِلَ عَلَیْهِمَا رَأْفَةً مِنْكَ وَ رَحْمَةً وَ بَدِّلْ سَیِّئَاتِهِمَا حَسَنَاتٍ وَ تَقَبَّلْ مِنْهُمَا مَا أَحْسَنَا وَ تَجَاوَزْ عَنْهُمَا مَا أَسَاءَا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِالْجُودِ وَ اجْعَلْهُمَا مِنَ الَّذِینَ رَضِیتَ عَنْهُمْ وَ أَسْكَنْتَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمَ بِرَحْمَتِكَ لَا بِأَعْمَالِهِمْ تَفَضُّلًا مِنْكَ عَلَیْهِمْ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ سُلْطَانِكَ یَا مَنْ لَهُ الْحَمْدُ وَ لَا یَنْبَغِی الْحَمْدُ إِلَّا لَهُ یَا كَرِیمَ الْإِحْسَانِ یَا مَنْ یَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ یَرَی وَ لَا یُرَی وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ مَنْ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیبٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ رَءُوفٌ وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَابِلٌ شَهِیدٌ- یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی وَ لَا أَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی وَضَعْتَ بِهِ الْجِبَالَ عَلَی الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ بِالاسْمِ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ أَنْ تُنْجِیَنِی مِنَ النَّارِ وَ تجیرنی [تُجِیزَنِی]

ص: 317

الصِّرَاطَ بِقُدْرَتِكَ وَ وَالِدَیَّ وَ حَامَّتِی وَ قَرَابَتِی وَ جِیرَانِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی وَ كُلَّ ذِی رَحِمٍ فِی الْإِسْلَامِ دَخَلَ إِلَیَّ بِنُورِكَ الَّذِی لَا یُطْفَأُ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ اكْفِنِی مَا لَا یَكْفِیهِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ اسْتُرْنِی بِسَتْرِكَ الْجَمِیلِ وَ عَافِنِی بِقُدْرَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَ عِقَابِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَالِمٌ غَیْرُ مُتَعَلِّمٍ وَ أَنْتَ عَالِمٌ بِحَالِی وَ أَمْرِی فَاجْعَلْ لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ نَصِیباً وَ إِلَی كُلِّ خَیْرٍ سَبِیلًا اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ لِی سَهْماً فِی دُعَاءِ مَنْ دَعَاكَ رَجَاءَ الثَّوَابِ مِنْكَ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ تَقَبَّلْ دُعَاءَهُمْ وَ أَعِنْهُمْ عَلَی عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّهِمْ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا یُقْدَرُ عَلَیْكَ وَ لَا یَدْفَعُ الْبَلَاءَ غَیْرُكَ یَا مَعْرُوفاً بِالْإِحْسَانِ وَ الرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ أَنْتَ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ وَ أَنْتَ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ وَ أَنْتَ تَخْتَارُ لِعِبَادِكَ فَاجْعَلْنِی مِمَّنِ اخْتَرْتَهُ لِطَاعَتِكَ وَ أَمِنْتَهُ مِنَ عَذَابِكَ یَوْمَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ وَ اخْتَرْنِی وَ اخْتَرْ وُلْدِی فَقَدْ خَلَقْتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ وَ رَزَقْتَ فَأَفْضَلْتَ فَتَمِّمْ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ وَ عَلَی وَالِدَیَّ وَ أَهْلِ عِنَایَتِی وَ أَوْسِعْ عَلَیْنَا فِی رِزْقِكَ وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً وَ لَا بَاغِیاً وَ لَا طَاغِیاً وَ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَ عَلَیْكَ الْإِجَابَةُ وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ عَلَیْكَ التُّكْلَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ عِیدِ الْغَدِیرِ مِنْ رِوَایَةٍ أُخْرَی: اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَیْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَیْتُ وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ قُلْتَ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ وَ قُلْتَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ اللَّهُمَّ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ أَنَّكَ رَبِّی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ نَبِیُ

ص: 318


1- 1. كتاب الاقبال: 481- 491.

اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیِّی وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَوْلَایَ وَ وَلِیِّی عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الْوَقْتِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ تُصْلِحَنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی اللَّهُمَّ إِیمَاناً بِكَ وَ تَصْدِیقاً بِوَعْدِكَ حَتَّی أَكُونَ عَلَی النَّهْجِ الَّذِی تَرْضَاهُ وَ الطَّرِیقِ الَّذِی تُحِبُّهُ فَإِنَّكَ عُدَّتِی عِنْدَ شِدَّتِی وَ وَلِیُّ نِعْمَتِی- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ نَفْحَةً مِنْ نَفَحَاتِكَ كَرِیمَةً تُلِمُّ بِهَا شَعَثِی وَ تُصْلِحُ بِهَا شَأْنِی وَ تُوَسِّعُ بِهَا رِزْقِی وَ تَقْضِی بِهَا دَیْنِی وَ تُعِینُنِی بِهَا عَلَی جَمِیعِ أُمُورِی فَإِنَّكَ عِنْدَ شِدَّتِی فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُصْلِحَ لِی أَحْوَالَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ لَمْ یَسْأَلِ السَّائِلُونَ أَكْرَمَ مِنْكَ وَ أَطْلُبُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یَطْلُبِ الطَّالِبُونَ إِلَی أَحَدٍ أَجْوَدَ مِنْكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبْلِغَنِی فِی هَذَا الْیَوْمِ أُمْنِیَّةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ وَ مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ إِنِّی مَغْمُومٌ فَفَرِّجْ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی مَهْمُومٌ فَاكْشِفْ هَمِّی اللَّهُمَّ إِنِّی مُضْطَرٌّ فَسَهِّلْ لِی اللَّهُمَّ إِنِّی مَدْیُونٌ فَاقْضِ دَیْنِی اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ ضَعْفِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً أَسْتَعِینُ بِهِ وَ أَعِیشُ بِهِ بَیْنَ خَلْقِكَ رِزْقاً مِنْ عِنْدِكَ لَا أَبْذُلُ فِیهِ وَجْهِی لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ أَهْلِ قَرَابَتِی وَ إِخْوَانِی مَنْ عَرَفْتُ وَ مَنْ لَمْ أَعْرِفْ اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ وَ أَوْصِلْ إِلَیْهِمُ الرَّحْمَةَ وَ السُّرُورَ وَ احْشُرْهُمْ مَعَ

رَسُولِكَ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوْلِیَائِهِمْ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ سَلَّمَ (1).

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی یَوْمِ عِیدِ الْغَدِیرِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ عَلِیٍّ وَلِیِّكَ وَ الشَّأْنِ وَ الْقَدْرِ الَّذِی خَصَصْتَهُمَا بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ أَنْ تَبْدَأَ بِهِمَا فِی كُلِّ خَیْرٍ

ص: 319


1- 1. الإقبال ص 491- 492.

عَاجِلٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الْقَادَةِ وَ الدُّعَاةِ السَّادَةِ وَ النُّجُومِ الزَّاهِرَةِ وَ الْأَعْلَامِ الْبَاهِرَةِ وَ سَاسَةِ الْعِبَادِ وَ أَرْكَانِ الْبِلَادِ وَ النَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ وَ السَّفِینَةِ النَّاجِیَةِ الْجَارِیَةِ فِی اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَ أَرْكَانِ تَوْحِیدِكَ وَ دَعَائِمِ دِینِكَ وَ مَعَادِنِ كَرَامَتِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الْأَتْقِیَاءِ النُّجَبَاءِ الْأَبْرَارِ وَ الْبَابِ الْمُبْتَلَی بِهِ النَّاسُ مَنْ أَتَاهُ نَجَا وَ مَنْ أَبَاهُ هَوَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ وَ ذَوِی الْقُرْبَی الَّذِینَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَ فَرَضْتَ حَقَّهُمْ وَ جَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعَادَ مَنِ اقْتَصَّ آثَارَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرُوا بِطَاعَتِكَ وَ نَهَوْا عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ دَلُّوا عِبَادَكَ عَلَی وَحْدَانِیَّتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ نَجِیبِكَ وَ صِفْوَتِكَ وَ أَمِینِكَ وَ رَسُولِكَ إِلَی خَلْقِكَ وَ بِحَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَعْسُوبِ الدِّینِ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ الْوَصِیِّ الْوَفِیِّ وَ الصِّدِّیقِ الْأَكْبَرِ وَ الْفَارُوقِ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الشَّاهِدِ لَكَ وَ الدَّالِّ عَلَیْكَ وَ الصَّادِعِ بِأَمْرِكَ وَ الْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِكَ لَمْ تَأْخُذْهُ فِیكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی فِی هَذَا الْیَوْمِ الَّذِی عَقَدْتَ فِیهِ لِوَلِیِّكَ الْعَهْدَ فِی أَعْنَاقِ خَلْقِكَ وَ أَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّینَ مِنَ الْعَارِفِینَ بِحُرْمَتِهِ وَ الْمُقِرِّینَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ لَا تُشْمِتَ بِی حَاسِدِی النِّعَمِ اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِیدَكَ الْأَكْبَرَ وَ سَمَّیْتَهُ فِی السَّمَاءِ یَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ وَ فِی الْأَرْضِ یَوْمَ الْمِیثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَسْئُولِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَقْرِرْ بِهِ عُیُونَنَا وَ اجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا وَ لَا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنَا وَ اجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَرَّفَنَا فَضْلَ هَذَا الْیَوْمِ وَ بَصَّرَنَا حُرْمَتَهُ وَ كَرَّمَنَا بِهِ وَ شَرَّفَنَا بِمَعْرِفَتِهِ وَ هَدَانَا بِنُورِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْكُمَا وَ عَلَی عِتْرَتِكُمَا وَ عَلَی مُحِبِّیكُمَا مِنِّی أَفْضَلُ السَّلَامِ مَا بَقِیَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ بِكُمَا أَتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمَا فِی نَجَاحِ طَلِبَتِی وَ قَضَاءِ حَوَائِجِی وَ تَیْسِیرِ أُمُورِی.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَلْعَنَ

ص: 320

مَنْ جَحَدَ حَقَّ هَذَا الْیَوْمِ وَ أَنْكَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبِیلِكَ لِإِطْفَاءِ نُورِكَ فَأَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكَ وَ اكْشِفْ عَنْهُمْ وَ بِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ الْكُرُبَاتِ اللَّهُمَّ امْلَإِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ(1).

«4»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْخُزَاعِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَخِیهِ دِعْبِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: مَنْ صَامَ یَوْمَ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِیَامَ سِتِّینَ شَهْراً وَ ذَلِكَ یَوْمُ غَدِیرِ خُمٍّ لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَخْ بَخْ أَصْبَحْتَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ(2).

«5»- وَجَدْتُ بِخَطِّ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّیٍّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُمَا قَالَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ مِنَ السُّنَنِ أَنْ یَقُولَ الْمُؤْمِنُ فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ مِائَةَ مَرَّةٍ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ كَمَالَ دِینِهِ وَ تَمَامَ نِعْمَتِهِ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

«6»- الْعُدَدُ الْقَوِیَّةُ، لِأَخِ الْعَلَّامَةِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ مَوْلَانَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیه السلام: صِیَامُ یَوْمِ غَدِیرِ خُمٍّ یَعْدِلُ صِیَامَ عُمُرِ الدُّنْیَا لَوْ عَاشَ إِنْسَانٌ ثُمَّ صَامَ مَا عُمِّرَتِ الدُّنْیَا لَكَانَ لَهُ ثَوَابُ ذَلِكَ وَ صِیَامُهُ یَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِائَةَ حَجَّةٍ وَ مِائَةَ عُمْرَةٍ فِی كُلِّ عَامٍ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ وَ هُوَ عِیدُ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ الْأَكْبَرُ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ تَعَیَّدَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ عَرَّفَهُ حُرْمَتَهُ وَ اسْمُهُ فِی السَّمَاءِ یَوْمُ الْعِیدِ الْمَعْهُودِ وَ فِی الْأَرْضِ یَوْمُ الْمِیثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ وَ مَنْ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ یَغْتَسِلُ لَهُمَا قَبْلَ الزَّوَالِ بِنِصْفِ سَاعَةٍ ثُمَّ یُصَلِّیهِمَا مَعَ

ص: 321


1- 1. الإقبال: 492- 493.
2- 2. بشارة المصطفی ص 323.

الزَّوَالِ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ سُورَةَ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ هِیَ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِائَةَ أَلْفِ عُمْرَةٍ وَ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَی حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَاهَا فَإِنْ فَاتَتْكَ الرَّكْعَتَانِ فَاقْضِهِمَا وَ مَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً كَانَ كَمَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً وَ فِئَاماً وَ لَمْ یَزَلْ صلی اللّٰه علیه و آله یَعُدُّ حَتَّی عَدَّ عَشْراً ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا الْفِئَامُ فَقُلْتُ لَا قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ بِعَدَدِهِمْ- مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ فِی حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَقَاهُمْ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ وَ الدِّرْهَمُ یُنْفَقُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكَ تَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ یَوْماً أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْهُ- لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام وَ لْیَكُنْ مِنْ قَوْلِكُمْ إِذَا لَقِیتُمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْیَوْمِ وَ جَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِینَ بِعَهْدِهِ إِلَیْنَا وَ مِیثَاقِهِ الَّذِی وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وَلَایَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ وَ الْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَ لَمْ یَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِینَ وَ الْمُكَذِّبِینَ بِیَوْمِ الدِّینِ ثُمَّ یَدْعُو فِی دُبُرِ الرَّكْعَتَیْنِ بِالدُّعَاءِ الْمَعْرُوفِ (1).

وَ قَالَ الْفَیَّاضُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الطُّوسِیُّ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ وَ بِحَضْرَتِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ خَوَاصِّهِ قَدِ احْتَبَسَهُمْ عِنْدَهُ لِلْإِفْطَارِ مَعَهُ قَدْ قَدَّمَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ الطَّعَامَ وَ الْبُرَّ وَ أَلْبَسَهُمُ الصِّلَاةَ وَ الْكِسْوَةَ حَتَّی الْخَوَاتِیمَ وَ النِّعَالَ.

وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدٍ: قُلْتُ لِمَوْلَانَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ لِلْمُسْلِمِینَ عِیدٌ غَیْرُ الْعِیدَیْنِ قَالَ نَعَمْ یَا حَسَنُ أَعْظَمُهُمَا وَ أَشْرَفُهُمَا قَالَ قُلْتُ وَ أَیُّ یَوْمٍ هُوَ قَالَ یَوْمٌ نُصِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَماً لِلنَّاسِ قُلْتُ وَ أَیُّ یَوْمٍ هُوَ قَالَ یَوْمُ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا یَنْبَغِی أَنْ نَصْنَعَ فِیهِ قَالَ تَصُومُهُ وَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ تَبَرَّأُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ الْأَنْبِیَاءَ علیهم السلام كَانَتْ تَأْمُرُ الْأَوْصِیَاءَ بِالْیَوْمِ الَّذِی كَانَ یُقِیمُ الْوَصِیَّ فِیهِ أَنْ یُتَّخَذَ عِیداً قُلْتُ مَا لِمَنْ صَامَهُ قَالَ صِیَامُ سِتِّینَ شَهْراً.

ص: 322


1- 1. قد مر بروایة ابن طاوس فی ص 303 ممّا سبق.

وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ زُفَّتْ أَرْبَعَةُ أَیَّامٍ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَی خِدْرِهَا- یَوْمُ الْفِطْرِ وَ یَوْمُ الْأَضْحَی وَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ یَوْمُ غَدِیرِ خُمٍّ وَ إِنَّ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ بَیْنَ الْفِطَرِ وَ الْأَضْحَی وَ الْجُمُعَةِ كَالْقَمَرِ بَیْنَ الْكَوَاكِبِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیُوَكِّلُ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ سَیِّدُهُمْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ وَ سَیِّدُهُمْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْصِیَاءَ اللَّهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ سَیِّدُهُمْ یَوْمَئِذٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عِبَادَ اللَّهِ الصَّالِحِینَ وَ سَیِّدُهُمْ یَوْمَئِذٍ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ حَتَّی یُذَادُوا بِهَا الْجِنَانَ كَمَا یُذَادُ الرَّاعِی بِغَنَمِهِ الْمَاءَ وَ الْكَلَأَ قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی تَأْمُرُنِی بِصِیَامِهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ إِی وَ اللَّهِ إِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی نَجَّی اللَّهُ فِیهِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام مِنَ النَّارِ فَصَامَ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ إِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَماً وَ أَبَانَ فَضْلَهُ وَ وَصِیَّتَهُ فَصَامَ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ ذَلِكَ یَوْمُ صِیَامٍ وَ قِیَامٍ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَ صِلَةِ الْإِخْوَانِ وَ فِیهِ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَ مَرْغَمَةُ الشَّیْطَانِ.

باب 5 أعمال یوم المباهلة و یوم الخاتم و غیرهما من الأیام المتبركة من هذا الشهر و لیالیها

أقول: قد أوردنا بعض ما یتعلق بهذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصوم و المزار و ذكرنا ما یناسبه فی كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كتاب أمیر المؤمنین علیه السلام و غیرها فلیراجع إلیها.

ص: 323

باب 6 أعمال سائر أیام هذا الشهر و لیالیها

أقول: قد مضی ما یتعلق بذلك فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام و خصوصا فی أول هذا الجزء من أعمال و أدعیة كل یوم (1).

أبواب ما یتعلق بأعمال شهر المحرم و أدعیته

باب 7 عمل أول لیلة من هذا الشهر و یومها و ما یتعلق بعشر المحرم من المطالب و الأعمال

أقول: قد سبق بعض ما یناسب هذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام و فی باب أول من هذا الجزء و غیرها و مضی أیضا بعض ما یرتبط بهذا المعنی فی كتاب أحوال الحسنین علیهما السلام.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] أَمَّا عَمَلُ أُولَی لَیْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَمِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُنْتَخَبِ فَقَالَ: الدُّعَاءُ إِذَا رَأَیْتَ الْهِلَالَ كَبِّرِ اللَّهَ تَعَالَی فَقُلْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ رَبِّی وَ رَبُّكَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَالَمِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنِی وَ خَلَقَكَ وَ قَدَّرَكَ فِی مَنَازِلِكَ وَ جَعَلَكَ آیَةً لِلْعَالَمِینَ یُبَاهِی اللَّهُ بِكَ الْمَلَائِكَةَ اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَیْنَا بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ وَ الْغِبْطَةِ

ص: 324


1- 1. و راجع فی ذلك كتب الأدعیة التی اعتمد علیها لمؤلّف فی النقل كاقبال السیّد رحمه اللّٰه.

وَ السُّرُورِ وَ الْبَهْجَةِ وَ ثَبِّتْنَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ الْمُسَارَعَةِ فِیمَا یُرْضِیكَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی شَهْرِنَا هَذَا وَ ارْزُقْنَا خَیْرَهُ وَ بَرَكَتَهُ وَ یُمْنَهُ وَ فَوْزَهُ وَ اصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ وَ بَلَاءَهُ وَ فِتْنَتَهُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

الدُّعَاءُ عِنْدَ اسْتِهْلَالِ الْمُحَرَّمِ وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْهُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِكَ وَ بِكَلِمَاتِكَ وَ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَی كُلِّهَا وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ جَمِیعِ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ أَلَّا تُخَلِّیَنِی مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانَ الْمُؤْمِنِینَ یَا وَاحِدُ یَا حَیُّ یَا أَوَّلُ یَا آخِرُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا مَلِكُ یَا غَنِیُّ یَا مُحِیطُ یَا سَمِیعُ یَا عَلِیمُ یَا عَلِیُّ یَا شَهِیدُ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا عَزِیزُ یَا قَهَّارُ یَا خَالِقُ یَا مُحْسِنُ یَا مُنْعِمُ یَا مَعْبُودُ یَا قَدِیمُ یَا دَائِمُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا فَرْدُ یَا وَتْرُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا بَاعِثُ یَا وَارِثُ یَا سَمِیعُ یَا عَلِیمُ یَا لَطِیفُ یَا خَبِیرُ یَا جَوَادُ یَا مَاجِدُ یَا قَادِرُ یَا مُقْتَدِرُ یَا قَاهِرُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا قَابِضُ یَا بَاسِطُ یَا حَلِیمُ یَا كَرِیمُ یَا عَفُوُّ یَا رَءُوفُ یَا غَفُورُ هَا أَنَا ذَا صَغِیرٌ فِی قُدْرَتِكَ بَیْنَ یَدَیْكَ رَاغِبٌ إِلَیْكَ مَعَ كَثْرَةِ نِسْیَانِی وَ ذُنُوبِی وَ لَوْ لَا سَعَةُ رَحْمَتِكَ وَ لُطْفِكَ وَ رَأْفَتِكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهَالِكِینَ یَا مَنْ هُوَ عَالِمٌ بِفَقْرِی إِلَی جَمِیلِ نَظَرِهِ وَ سَعَةِ رَحْمَتِهِ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ بِحَقِّكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ بِقِدَمِكَ وَ أَزَلِكَ وَ إِبَادِكَ وَ خُلْدِكَ وَ سَرْمَدِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ شَأْنِكَ وَ مَشِیَّتِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَنِی وَ تُقَدِّسَنِی بِلَمَحَاتِ جِنَانِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ تَعْصِمَنِی مِنْ كُلِّ مَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ وَ تُوَفِّقَنِی لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ تُجْبِرَنِی عَلَی مَا أَمَرْتَنِی بِهِ وَ أَحْبَبْتَهُ مِنِّی- اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبِی وَقَارَ جَلَالِكَ وَ جَلَالِ عَظَمَتِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ أَعِنِّی عَلَی جَمِیعِ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَائِی یَا خَیْرَ الْمَالِكِینَ وَ أَوْسَعَ الرَّازِقِینَ وَ یَا مُكَوِّرَ الدُّهُورِ وَ یَا مُبَدِّلَ الْأَزْمَانِ وَ یَا مُولِجَ اللَّیْلِ فِی النَّهَارِ وَ مُولِجَ النَّهَارِ فِی اللَّیْلِ یَا مُدَبِّرَ الدُّوَلِ وَ الْأُمُورِ وَ الْأَیَّامِ أَنْتَ الْقَدِیمُ الَّذِی لَمْ تَزَلْ وَ الْمَالِكُ الَّذِی لَا یَزُولُ

ص: 325

سُبْحَانَكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِحَمْدِكَ وَ حَوْلِكَ عَلَی كُلِّ حَمْدٍ وَ حَوْلٍ دَائِماً مَعَ دَوَامِكَ وَ سَاطِعاً بِكِبْرِیَائِكَ أَنْتَ إِلَهِی وَلِیُّ الْحَامِدِینَ وَ مَوْلَی الشَّاكِرِینَ یَا مَنْ مَزِیدُهُ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ یَا مَنْ نِعَمُهُ لَا تُجَازَی وَ شُكْرُهُ لَا یُقْضَی وَ مُلْكُهُ لَا یَبِیدُ وَ أَیَّامُهُ لَا یُحْصَی صِلْ أَیَّامِی بِأَیَّامِكَ مَغْفُوراً لِی مُحَرَّماً لَحْمِی وَ دَمِی وَ مَا وَهَبْتَ لِی مِنَ الْخَلْقِ وَ الْحَیَاةِ وَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ عَلَی النَّارِ یَا جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ لِنَفْسِی وَ دِینِی وَ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ جَسَدِی وَ جَمِیعِ جَوَارِحِی وَ وَالِدَیَّ وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ أَوْلَادِی وَ جَمِیعِ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ سَائِرِ مَا مَلَكَتْ یَمِینِی عَلَی جَمِیعِ مَنْ أَخَافُهُ وَ أَحْذَرُهُ بَرّاً وَ بَحْراً مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ وَ أَمْنَعُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ عَزَّ جَارُ اللَّهِ وَ جَلَّ ثَنَاءُ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ فِی حِمَاكَ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ لَا یُذَلُّ وَ فِی ذِمَّتِكَ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ فِی مَنْعَتِكَ الَّتِی لَا تُسْتَذَلُّ وَ لَا تُسْتَضَامُ وَ جَارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ یَا كَافِی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَیْسَ مِثْلَ كِفَایَتِهِ شَیْ ءٌ اكْفِنِی كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی لَا یَضُرَّنِی مَعَكَ شَیْ ءٌ وَ اصْرِفْ عَنِّی الْهَمَّ وَ الْحُزْنَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ یَا اللَّهُ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِ أَعْدَائِی وَ كُلِّ مَنْ یُرِیدُ بِی سُوءاً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِمْ وَ أَسْتَعِینُكَ عَلَیْهِمْ فَاكْفِنِیهِمْ بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ- فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ- سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ- إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ- لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَری- أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا- اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ بِعِزَّةِ اللَّهِ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ

ص: 326

مُمْتَنِعاً وَ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مُحْتَرِزاً وَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحَسَنَةِ مُتَعَوِّذاً وَ أَعُوذُ بِرَبِّ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ رَبِّ عِیسَی وَ إِبْرَاهِیمَ الَّذِی وَفَّی مِنْ شَرِّ الْمَرَدَةِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ أَخَذْتُ سَمْعَ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ عَدُوٍّ وَ حَاسِدٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ عَنِّی وَ عَنْ أَوْلَادِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ جَمِیعِ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ أَخَذْتُ سَمْعَ كُلِّ مُطَالِبٍ وَ بَصَرَهُ وَ قُوَّتَهُ وَ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ لِسَانَهُ وَ شَعْرَهُ وَ بَشَرَهُ وَ جَمِیعَ جَوَارِحِهِ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ أَخَذْتُ أَبْصَارَهُمْ عَنِّی بِبَصَرِ اللَّهِ وَ كَسَرْتُ قُوَّتَهُمْ عَنِّی بِقُوَّةِ اللَّهِ وَ بِكَیْدِ اللَّهِ الْمَتِینِ فَلَیْسَ لَهُمْ عَلَیَّ سُلْطَانٌ وَ لَا سَبِیلٌ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حِجَابٌ مَسْتُورٌ بِسَتْرِ اللَّهِ وَ سَتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِی احْتَجَبُوا بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْفَرَاعِنَةِ فَسَتَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَنْ أَیْمَانِكُمْ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شَمَائِلِكُمْ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ وَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ عَالٍ عَلَیْكُمْ وَ مُحِیطٌ بِكُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیكُمْ وَ مِنْ وَرَائِكُمْ وَ آخِذٌ بِنَوَاصِیكُمْ وَ بِسَمْعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ وَ قُلُوبِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ وَ قُوَاكُمْ وَ أَیْدِیكُمْ وَ أَرْجُلِكُمْ یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ شُرُورِكُمْ وَ جَعَلْنا فِی أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ- وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ طه حم لَا یُنْصَرُونَ اللَّهُمَّ یَا مَنْ سِتْرُهُ لَا یُرَامُ وَ یَا مَنْ عَیْنُهُ لَا تَنَامُ اسْتُرْنِی بِسِتْرِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ احْفَظْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ مِنَ الْآفَاتِ كُلِّهَا حَسْبِیَ اللَّهُ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِهِ حَسْبِیَ اللَّهُ الَّذِی یَكْفِی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ حَسْبِیَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ حَسْبِیَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقِینَ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِینَ حَسْبِی مَنْ لَا یَمُنُّ مِمَّنْ یَمُنُّ حَسْبِیَ اللَّهُ الْقَرِیبُ الْمُجِیبُ حَسْبِیَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ حَسْبِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ كَفَی سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَیْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهًی وَ لَا مِنَ اللَّهِ مَهْرَبٌ وَ لَا مَنْجًی حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ فِی حِمَاكَ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ فِی ذِمَّتِكَ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ احْفَظْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ أَدْخِلْنِی فِی عِزِّكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا رَحْمَانُ اللَّهُمَّ یَا اللَّهُ لَا تُهْلِكْنِی

ص: 327

وَ أَنْتَ رَجَائِی یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ جَلَالِ وَجْهِهِ وَ مَا وَعَاهُ اللَّوْحُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ مَا سَتَرَتِ الْحُجُبُ مِنْ نُورِ بَهَاءِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ مُعِیلٌ فَقِیرٌ طَالِبُ حَوَائِجَ قَضَاؤُهُ بِیَدِكَ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ الَّذِی مَلَأَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا حِفْظاً وَ عِلْماً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا وَ أَوَّلَ شَهْرِی هَذَا وَ أَوَّلَ سَنَتِی هَذِهِ صَلَاحاً وَ أَوْسَطَ یَوْمِی هَذَا وَ أَوْسَطَ شَهْرِی هَذَا وَ أَوْسَطَ سَنَتِی هَذِهِ فَلَاحاً وَ آخِرَ یَوْمِی هَذَا وَ آخِرَ شَهْرِی هَذَا وَ آخِرَ سَنَتِی هَذِهِ نَجَاحاً وَ أَنْ تَتُوبَ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی بَرَكَةَ هَذَا الشَّهْرِ وَ هَذِهِ السَّنَةِ وَ یُمْنَهُمَا وَ بَرَكَتَهُمَا وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُمَا وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُمَا وَ ارْزُقْنِی فِیهِمَا الصِّحَّةَ وَ السَّلَامَةَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الِاسْتِقَامَةَ وَ السَّعَةَ وَ الدَّعَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الْكِفَایَةَ وَ الْحِرَاسَةَ وَ الْكِلَاءَةَ وَ وَفِّقْنِی فِیهِمَا لِمَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ بَلِّغْنِی فِیهِمَا أُمْنِیَّتِی وَ سَهِّلْ لِی فِیهِمَا مَحَبَّتِی وَ یَسِّرْ لِی فِیهِمَا مُرَادِی وَ أَوْصِلْنِی فِیهِمَا إِلَی بُغْیَتِی وَ فَرِّجْ فِیهِمَا غَمِّی وَ اكْشِفْ فِیهِمَا مُرَادِی وَ أَوْصِلْنِی فِیهِمَا إِلَی بُغْیَتِی وَ فَرِّجْ فِیهِمَا غَمِّی وَ اكْشِفْ فِیهِمَا ضُرِّی وَ اقْضِ لِی فِیهِمَا دَیْنِی وَ انْصُرْنِی فِیهِمَا عَلَی أَعْدَائِی وَ حُسَّادِی وَ اكْفِنِی فِیهِمَا أَمْرَهُمْ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عَلَی آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ یَا رَبِّی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ مِنَ الْمَهَالِكِ فَأَنْقِذْنِی وَ عَنِ الذُّنُوبِ فَاصْرِفْنِی وَ عَمَّا لَا یُصْلِحُ وَ لَا یُغْنِی فَجَنِّبْنِی اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا عَیْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَ لَا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ وَ لَا عُسْراً إِلَّا یَسَّرْتَهُ وَ لَا سُوءاً إِلَّا صَرَفْتَهُ وَ لَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ وَ لَا رُعْباً إِلَّا سَكَّنْتَهُ وَ لَا سُقْماً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا حَاجَةً إِلَّا أَتَیْتَ عَلَی قَضَائِهَا فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسَأْتُ فَأَحْسَنْتَ وَ أَخْطَأْتُ فَتَفَضَّلْتَ لِلثِّقَةِ مِنِّی بِعَفْوِكَ وَ الرَّجَاءِ مِنِّی لِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحَقِیقَةِ هَذَا الرَّجَاءِ لَمَّا كَشَفْتَ عَنِّی الْبَلَاءَ وَ جَعَلْتَ لِی مِنْهُ مَخْرَجاً وَ مَنْجًی بِقُدْرَتِكَ وَ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ

ص: 328

الْعَالِمُ بِذُنُوبِنَا فَاغْفِرْهَا وَ بِأُمُورِنَا فَسَهِّلْهَا وَ بِدُیُونِنَا فَأَدِّهَا وَ بِحَوَائِجِنَا فَاقْضِهَا بِقُدْرَتِكَ وَ فَضْلِكَ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُیِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتی بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِیعاً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَلَی نَفْسِی وَ دِینِی وَ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ جَسَدِی وَ جَمِیعِ جَوَارِحِی وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَلَی وَالِدَیَّ مِنَ النَّارِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَلَی أَهْلِی وَ مَالِی وَ أَوْلَادِی- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَلَی جَمِیعِ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ أَعْطَانِی رَبِّی- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ افْتَتَحْتُ شَهْرِی هَذَا وَ سَنَتِی هَذِهِ وَ عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ وَ لَا حَوْلَ لِی وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْیَوْمِ وَ مِنْ شَرِّ هَذَا الشَّهْرِ وَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ السَّنَةِ وَ مِنْ شَرِّ مَا بَعْدَهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَعْدَائِی أَنْ یَفْرُطُوا عَلَیَّ وَ أَنْ یَطْغَوْا وَ أُقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ تَحْتِی- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لِنَفْسِی بِی وَ مُحِیطٌ بِی وَ بِمَالِی وَ وَالِدَیَّ وَ أَوْلَادِی وَ أَهْلِی وَ جَمِیعِ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ كُلِّ شَیْ ءٍ هُوَ لِی وَ كُلِّ شَیْ ءٍ مَعِی تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ اعْتَصَمْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی- لَا انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی مِنْ قَدَرِكَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ وَ مَا بَعْدَهَا حُسْنَ عَافِیَتِی وَ سَعَةَ رِزْقِی وَ اكْفِنِی اللَّهُمَّ الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اعْصِمْنِی أَنْ أُخْطِئَ وَ ارْزُقْنِی

ص: 329

خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- قُلْ مَنْ یَكْلَؤُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ مِنَ السَّبُعِ وَ السَّارِقِ وَ الْحَیَّاتِ وَ الْعَقَارِبِ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْوَحْشِ وَ الطَّیْرِ وَ الْهَوَامِّ- قُلِ اللَّهُ وَ جَعَلْنا فِی أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ- وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا وَ آیَاتِكَ الْمُحْكَمَاتِ مِنْ غَضَبِكَ وَ مِنْ شَرِّ عِقَابِكَ وَ مِنْ شِرَارِ عِبَادِكَ وَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ- وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَخِیرُكَ بِعِلْمِكَ وَ أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِیمِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ بِیَدِكَ مَفَاتِیحُ الْخَیْرِ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مَا أُرِیدُهُ وَ یُرَادُ بِی خَیْراً لِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ عَاقِبَةِ أَمْرِی فَیَسِّرْهُ لِی وَ بَارِكْ لِی فِیهِ وَ اصْرِفْ عَنِّی الْأَذَی فِیهِ وَ إِنْ كَانَ غَیْرُ ذَلِكَ خَیْراً فَاصْرِفْنِی عَنْهُ إِلَی مَا هُوَ أَصْلَحُ لِی بَدَناً وَ عَافِیَةً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اقْصِدْنِی إِلَی الْخَیْرِ حَیْثُمَا كُنْتُ وَ وَجِّهْنِی إِلَی الْخَیْرِ حَیْثُمَا تَوَجَّهْتُ بِرَحْمَتِكَ وَ أَعْزِزْنِی اللَّهُمَّ بِمَا اسْتَعْزَزْتُ بِهِ مِنْ دُعَائِی وَ أُقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْ نِسْیَانِی وَ عَجَلَتِی- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ اللَّهُمَّ مَا حَلَفْتُ مِنْ حَلْفٍ أَوْ قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ فَمَشِیَّتُكَ بَیْنَ یَدَیْ ذَلِكَ كُلِّهِ مَا شِئْتَ مِنْهُ كَانَ وَ مَا لَمْ تَشَأْ لَمْ یَكُنْ اللَّهُمَّ مَا حَلَفْتُ فِی یَوْمِی هَذَا أَوْ فِی شَهْرِی هَذَا أَوْ فِی سَنَتِی هَذِهِ مِنْ حَلْفٍ أَوْ قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ فَلَا تُؤَاخِذْنِی بِهِ وَ اجْعَلْنِی مِنْهُ فِی سَعَةٍ وَ فِی اسْتِثْنَاءٍ وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِسُوءِ عَمَلِی وَ لَا تَبْلُغْ بِی مَجْهُوداً اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فِی یَوْمِی هَذَا أَوْ فِی شَهْرِی هَذَا أَوْ فِی سَنَتِی هَذِهِ فَأَرِدْهُ بِهِ وَ مَنْ كَادَنِی فَكِدْهُ وَ افْلُلْ عَنِّی حَدَّ مَنْ نَصَبَ لِی حَدَّهُ وَ أَطْفِ عَنِّی نَارَ مَنْ أَضْرَمَ لِی وَقُودَهَا اللَّهُمَّ وَ اكْفِنِی مَكْرَ الْمَكَرَةِ وَ افْقَأْ عَنِّی أَعْیُنَ السَّحَرَةِ وَ اعْصِمْنِی مِنْ ذَلِكَ بِالسَّكِینَةِ وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ أَلْزِمْنِی كَلِمَةَ التَّقْوَی الَّتِی أَلْزَمْتَهَا الْمُتَّقِینَ.

ص: 330

اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ دُعَائِی خَالِصاً لَكَ وَ اجْعَلْنِی أَبْتَغِی بِهِ مَا عِنْدَكَ وَ لَا تَجْعَلْنِی أَبْتَغِی بِهِ أَحَداً سِوَاكَ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ جَنِّبْنِی الْعِلَلَ وَ الْهُمُومَ وَ الْغُمُومَ وَ الْأَحْزَانَ وَ الْأَمْرَاضَ وَ الْأَسْقَامَ وَ اصْرِفْ عَنِّی السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ وَ الْجَهْدَ وَ الْبَلَاءَ وَ التَّعَبَ وَ الْعَنَاءَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ قَرِیبٌ مُجِیبٌ اللَّهُمَّ أَلِنْ لِی أَعْدَائِی وَ مُعَامِلِیَّ وَ مُطَالِبِیَّ وَ مَا غَلُظَ عَلَیَّ مِنْ أُمُورِی كُلِّهَا كَمَا أَلَنْتَ الْحَدِیدَ لِدَاوُدَ علیه السلام اللَّهُمَّ وَ ذَلِّلْهُمْ لِی كَمَا ذَلَّلْتَ الْأَنْعَامَ لِوُلْدِ آدَمَ علیه السلام اللَّهُمَّ وَ سَخِّرْهُمْ لِی كَمَا سَخَّرْتَ الطَّیْرَ لِسُلَیْمَانَ علیه السلام اللَّهُمَّ وَ أَلْقِ عَلَیَّ مَحَبَّةً مِنْكَ كَمَا أَلْقَیْتَهَا عَلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام وَ زِدْ فِی جَاهِی وَ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ قُوَّتِی وَ ارْدُدْ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ مُنَایَ وَ حَسِّنْ لِی خُلُقِی وَ اجْعَلْنِی مَهُوباً مَرْهُوباً مَخُوفاً وَ أَلْقِ لِی فِی قُلُوبِ أَعْدَائِی وَ مُعَامِلِیَّ وَ مُطَالِبِیَّ الرَّأْفَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْمَهَابَةَ وَ سَخِّرْهُمْ لِی بِقُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ یَا كَافِیَ مُوسَی علیه السلام فِرْعَوْنَ وَ یَا كَافِیَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَحْزَابَ وَ یَا كَافِیَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام نَارَ النُّمْرُودِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی كُلَّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ اللَّهُمَّ یَا دَلِیلَ الْمُتَحَیِّرِینَ وَ یَا مفرج [مُفَرِّجاً] عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مروح [مُرَوِّحاً] عَنِ الْمَغْمُومِینَ وَ یَا مؤدی [مُؤَدِّیاً] عَنِ الْمَدْیُونِینَ وَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ فَرِّجْ كَرْبِی وَ هَمِّی وَ غَمِّی وَ أَدِّ عَنِّی وَ عَنْ كُلِّ مَدْیُونٍ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ مُنَایَ وَ افْتَحْ لِی مِنْكَ بِخَیْرٍ وَ اخْتِمْ لِی بِخَیْرٍ اللَّهُمَّ یَا رَجَائِی وَ عُدَّتِی لَا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی كُلَّهُ وَ افْتَحْ لِی أَبْوَابَ الرِّزْقِ مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ أَعْلَمُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَعْلَمُ وَ مِنْ حَیْثُ أَرْجُو وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَرْجُو وَ ارْزُقْنِی السَّلَامَةَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الْبَرَكَةَ فِی جَمِیعِ مَا رَزَقْتَنِی وَ خِرْ لِی فِی جَمِیعِ أُمُورِی خِیَرَةً فِی عَافِیَةٍ وَ كُنْ لِی وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ نَاصِراً وَ لَقِّنِّی حُجَّتِی اللَّهُمَّ وَ أَیُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِی مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُهُ بِهَا فِی مَالِهِ أَوْ سَمْعِهِ أَوْ بَصَرِهِ أَوْ قُوَّتِهِ وَ لَا أَسْتَطِیعُ رَدَّهَا عَلَیْهِ وَ لَا تَحِلَّتَهَا مِنْهُ فَأَسْأَلُكَ

ص: 331

اللَّهُمَّ أَنْ تُرْضِیَهُ عَنِّی بِمَا شِئْتَ ثُمَّ تَهَبَ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً یَا وَهَّابَ الْعَطَایَا وَ الْخَیْرِ اللَّهُمَّ وَ لَا تُخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا وَ لِأَحَدٍ فِی رَقَبَتِی تَبِعَةٌ وَ لَا ذَنْبٌ إِلَّا وَ قَدْ غَفَرْتَ ذَلِكَ لِی بِكَرَمِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِی الْأَمْرِ وَ الْعَزِیمَةَ عَلَی الرُّشْدِ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ قَلْباً سَلِیماً وَ لِسَاناً صَادِقاً وَ یَقِیناً نَافِعاً وَ رِزْقاً دَارّاً هَنِیئاً وَ رَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ عَافِیَةً تَتْبَعُهَا عَافِیَةٌ شَافِیَةٌ كَافِیَةٌ عَافِیَةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَنْ تَكُونَ لِی سَنَداً وَ مُسْتَنَداً وَ عِمَاداً وَ مُعْتَمَداً وَ ذُخْراً وَ مُدَّخَراً وَ لَا تُخَیِّبْ أَمَلِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی وَ لَا تُسِئْ قَضَائِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِّی بِرِضَاكَ وَ عَافِنِی مِنْ جَمِیعِ بَلْوَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ كَبِیرٍ یَا مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَزِیرَ یَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِیرِ یَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ یَا مُغْنِیَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ یَا مُغِیثَ الْمُمْتَهَنِ الضَّرِیرِ یَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ یَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِیرِ یَا قَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ مُتَكَبِّرٍ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ یَا مَنْ لَا نِدَّ لَهُ وَ لَا شَبِیهَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی بِكُلِّ مَا دَعَوْتُكَ بِهِ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِجَمِیعِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِجَدِّكَ الْأَعْلَی وَ بِكَ فَلَا شَیْ ءَ أَعْظَمُ مِنْكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَ تَرْحَمَنَا فَإِنَّا إِلَی رَحْمَتِكَ فُقَرَاءُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ اجْمَعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ وَ اكْفِنِی اللَّهُمَّ یَا رَبِّ مَا لَا یَكْفِینِیهِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ اقْضِ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی كُلَّهُ وَ سَهِّلْ لِی مَحَابِّی كُلَّهَا فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ مَا شَاءَ اللَّهُ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ

ص: 332

فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ كَفَی (1).

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرُهُ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ وَ رَوَاهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِی الْمُحَرَّمِ لَیْلَةً شَرِیفَةً وَ هِیَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مَنْ صَلَّی فِیهَا مِائَةَ رَكْعَةٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُسَلِّمُ فِی آخِرِ كُلِّ تَشَهُّدٍ وَ صَامَ صَبِیحَةَ الْیَوْمِ وَ هُوَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ كَانَ مِمَّنْ یَدُومُ عَلَیْهِ الْخَیْرُ سَنَتَهُ وَ لَا یَزَالُ مَحْفُوظاً مِنَ الْفِتْنَةِ إِلَی الْقَابِلِ وَ إِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ صَارَ إِلَی الْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

صَلَاةٌ أُخْرَی أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ مِنْ طُرُقِهِمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: تُصَلِّی أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ یس.

صَلَاةٌ أُخْرَی أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ رَوَاهَا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الْأَشْتَرِیُّ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِی الْمُحَرَّمِ لَیْلَةً وَ هِیَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مِنْهُ مَنْ صَلَّی فِیهَا رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهَا سُورَةَ الْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً وَ صَامَ صَبِیحَتَهَا وَ هُوَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ فَهُوَ كَمَنْ یَدُومُ عَلَی الْخَیْرِ سَنَتَهُ وَ لَا یَزَالُ مَحْفُوظاً مِنَ السَّنَةِ إِلَی قَابِلٍ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ صَارَ إِلَی الْجَنَّةِ(2).

«2»- قل، إقبال الأعمال فلیعمل فی أول یوم من المحرم صلاة أول كل شهر و دعاءه و صدقاته كما مر فی موضعه

وَ رُوِیَ فِی الْفَقِیهِ: فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ دَعَا زَكَرِیَّا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْیَوْمَ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ كَمَا اسْتَجَابَ لِزَكَرِیَّا علیه السلام.

و ذكر شیخنا المفید ره فی حدائق الریاض فی أول یوم من المحرم استجاب اللّٰه تعالی ذكره دعوة زكریا فاستحب صیامه لمن أحب أن یجیب اللّٰه دعوته و ینبغی أن یدعو بما ذكرناه من الدعاء فی عمل أول لیلة منه عند استهلال المحرم.

وَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّیْبَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ

ص: 333


1- 1. كتاب الاقبال: 546- 552.
2- 2. كتاب الاقبال: 523.

بْنِ فُضَیْلٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی أَوَّلَ یَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا فَرَغَ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- اللَّهُمَّ أَنْتَ الْإِلَهُ الْقَدِیمُ وَ هَذِهِ سَنَةٌ جَدِیدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِیهَا الْعِصْمَةَ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ الْقُوَّةَ عَلَی هَذِهِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ وَ الِاشْتِغَالَ بِمَا یُقَرِّبُنِی إِلَیْكَ یَا كَرِیمُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ یَا ذَخِیرَةَ مَنْ لَا ذَخِیرَةَ لَهُ یَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ یَا غِیَاثَ مَنْ لَا غِیَاثَ لَهُ یَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ یَا كَنْزَ مَنْ لَا كَنْزَ لَهُ یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ یَا عَظِیمَ الرَّجَاءِ یَا عِزَّ الضُّعَفَاءِ یَا مُنْقِذَ الْغَرْقَی یَا مُنْجِیَ الْهَلْكَی یَا مُنْعِمُ یَا مُجْمِلُ یَا مُفْضِلُ یَا مُحْسِنُ أَنْتَ الَّذِی سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّیْلِ وَ نُورُ النَّهَارِ وَ ضَوْءُ الْقَمَرِ وَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ دَوِیُّ الْمَاءِ وَ حَفِیفُ الشَّجَرِ یَا اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَیْراً مِمَّا یَظُنُّونَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا یَقُولُونَ- حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما یَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ- رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

فإن قیل قد قدمت فی كتاب المضمار أن أول السنة شهر رمضان و قد ذكرت فی هذا الدعاء أن أول السنة المحرم فأقول قد قدمنا أنه یحتمل أن یكون شهر رمضان أول سنة فیما یختص بالعبادات و ترجیح الأوقات و المحرم أول سنة فیما یختص بالمعاملات و التواریخ و تدبیر الناس فی الحادثات الاختیاریات و قد ذكرنا فی أواخر خطبة هذا الجزء بعض الروایات و قد كنا ذكرنا فی هذا الجزء فی خطبة ما یتعلق بهذا المعنی من الروایات (1).

«3»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَیْنَا بِعِدَّةِ طُرُقٍ مِنْهَا إِلَی الْمُفِیدِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ أَمْكَنَهُ صَوْمُ الْمُحَرَّمِ فَإِنَّهُ یَعْصِمُ صَائِمَهُ مِنْ كُلِّ سَیِّئَةٍ، وَ ذَكَرَ یَحْیَی بْنُ حُسَیْنِ بْنِ هَارُونَ الْحُسَیْنِیُّ فِی أَمَالِیهِ بِإِسْنَادِهِ

ص: 334


1- 1. كتاب الاقبال ص 553- 554.

إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَرِیضَةِ الصَّلَاةُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ وَ إِنَّ أَفْضَلَ الصَّوْمِ بَعْدَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ صَوْمُ شَهْرِ اللَّهِ الَّذِی یَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ.

و روی المرزبانی هذا الحدیث عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من طرق جماعة فی المجلد السابع من كتاب الأزمنة و رواه محمد بن أبی بكر المدینی عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أیضا فی كتاب دستور المذكرین:(1).

«4»- قل، [إقبال الأعمال] الْمُفِیدُ فِی الْحَدَائِقِ قَالَ: الْیَوْمُ الثَّالِثُ مِنَ الْمُحَرَّمِ یَوْمٌ مُبَارَكٌ كَانَ فِیهِ خَلَاصُ یُوسُفَ علیه السلام مِنَ الْجُبِّ فَمَنْ صَامَهُ یَسَّرَ اللَّهُ لَهُ الصَّعْبَ وَ فَرَّجَ عَنْهُ الْكَرْبَ.

وَ رَوَی صَاحِبُ دُسْتُورِ الْمُذَكِّرِینَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ مَنْ صَامَ الْیَوْمَ الثَّالِثَ مِنَ الْمُحَرَّمِ اسْتُجِیبَتْ دَعْوَتُهُ (2).

«5»- قل، [إقبال الأعمال] فِی دُسْتُورِ الْمُذَكِّرِینَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا رَأَیْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعِهِ فَأَصْبِحْ صَائِماً فَقُلْتُ كَذَلِكَ كَانَ یَصُومُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ (3).

ص: 335


1- 1. كتاب الاقبال ص 554.
2- 2. كتاب الاقبال ص 554.
3- 3. كتاب الاقبال ص 554.

باب 8 الأعمال المتعلقة بلیلة عاشوراء و یوم عاشوراء و ما یناسب ذلك من المطالب و الفوائد زائدا علی الباب السابق

أقول: قد أوردنا ما یناسب هذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصوم و المزار و أحوال مولانا الحسین صلوات اللّٰه علیه فلیراجع إلی مواضعها.

«1»- قل، إقبال الأعمال عمل لیلة عاشوراء و فضل إحیائها اعلم أن هذه اللیلة أحیاها مولانا الحسین صلوات اللّٰه علیه و أصحابه بالصلوات و الدعوات و قد أحاط بهم زنادقة الإسلام لیستبیحوا منهم النفوس المعظمات و ینتهكوا منهم الحرمات و یسبوا نساءهم المصونات فینبغی لمن أدرك هذه اللیلة أن یكون مواسیا لبقایا أهل آیة المباهلة و آیة التطهیر فیما كانوا علیه فی ذلك المقام الكبیر و علی قدم الغضب مع اللّٰه جل جلاله و رسوله صلوات اللّٰه علیه و الموافقة لهما فیما جرت الحال علیه و یتقرب إلی اللّٰه جل جلاله بالإخلاص من موالاة أولیائه و معاداة أعدائه و أما فضل إحیائها

فَقَدْ رَأَیْنَا فِی كِتَابِ دُسْتُورِ الْمُذَكِّرِینَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْیَا لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ عِبَادَةَ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ وَ أَجْرُ الْعَامِلِ فِیهَا كَأَجْرِ سَبْعِینَ سَنَةً.

و أما تعیین الأعمال من صلاة أو ابتهال فمن ذلك الروایة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله وَجَدْنَاهَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْمَدِینِیِّ الْحَافِظِ مِنْ كِتَابِ دُسْتُورِ الْمُذَكِّرِینَ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَّصِلِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ فَقَرَأَ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

ص: 336

مِائَةَ مَرَّةٍ بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ فِی الْجَنَّةِ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ مَدِینَةٍ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِیرٍ فِی كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفُ أَلْفِ فِرَاشٍ فِی كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ أَلْفِ مَائِدَةٍ فِی كُلِّ مَائِدَةٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِی كُلِّ قَصْعَةٍ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ لَوْنٍ وَ مِنَ الْخَدَمِ عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ أَلْفُ أَلْفِ وَصِیفٍ وَ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ وَصِیفَةٍ عَلَی عَاتِقِ كُلِّ وَصِیفٍ وَ وَصِیفَةٍ مِنْدِیلٌ قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ صَمَتَ أُذُنَایَ إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ هَذَا مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ أَیْضاً فِی كِتَابِ دُسْتُورِ الْمُذَكِّرِینَ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَّصِلِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ مِائَةَ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یُسَلِّمُ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ جَمِیعِ صَلَاتِهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سَبْعِینَ مَرَّةً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ مَلَأَ اللَّهُ قَبْرَهُ إِذَا مَاتَ مِسْكاً وَ عَنْبَراً وَ یَدْخُلُ إِلَی قَبْرِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ نُورٌ إِلَی أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ وَ تُوضَعَ لَهُ مَائِدَةٌ یَتَنَاعَمُ بِهِ أَهْلُ الدُّنْیَا مُنْذُ یَوْمَ خُلِقَ إِلَی أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ وَ لَیْسَ مِنَ الرِّجَالِ إِذَا وُضِعَ فِی قَبْرِهِ إِلَّا یَتَسَاقَطُ شُعُورُهُمْ إِلَّا مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ لَیْسَ أَحَدٌ یَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ إِلَّا أَبْیَضَ الشَّعْرِ إِلَّا مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ إِنَّهُ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَنْظُرُ إِلَیْهِ فِی قَبْرِهِ بِمَنْزِلَةِ الْعَرُوسِ فِی حِجْلَتِهِ إِلَی أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ- فَإِذَا نُفِخَ فِی الصُّورِ یَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ كَهَیْئَتِهِ إِلَی الْجِنَانِ كَمَا یُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَی زَوْجِهَا.

ثم ذكر تمام الحدیث فی تعظیم یوم عاشوراء و عمل الخیر فیه و عن قصدنا ما یتعلق بلیلة العاشوراء و قد ذكرنا فیما تقدم من اعتمادنا فی مثل هذه الأحادیث علی

مَا رَوَیْنَاهُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ مَنْ بَلَغَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْخَیْرِ فَعَمِلَ كَانَ لَهُ ذَلِكَ وَ إِنْ لَمْ یَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا بَلَغَهُ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ فِی بَعْضِ كُتُبِ الْعِبَادَاتِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 337

أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی مِائَةَ رَكْعَةٍ لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یُسَلِّمُ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ جَمِیعِ صَلَاتِهِ قَالَ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً.

و ذكر من الثواب و الأقبال ما یبلغه كثیر من الآمال و الأعمال و یطول به شرح المقال و من الصلوات یوم عاشوراء فی روایة أخری عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یُصَلِّی لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خمسون [خَمْسِینَ] مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمْتَ مِنَ الرَّابِعَةِ فَأَكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَی وَ الصَّلَاةَ عَلَی رَسُولِهِ وَ اللَّعْنَ لِأَعْدَائِهِمْ مَا اسْتَطَعْتَ.

و من الصلوات و الدعوات فی لیلة عاشوراء ما ذكره صاحب المختصر من المنتخب فقال ما هذا لفظه الدعاء فی لیلة عاشوراء أن یصلی عشر ركعات یقرأ فی كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة مرة وَ قَدْ رُوِیَ: أَنْ یُصَلِّیَ مِائَةَ رَكْعَةٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهُنَّ وَ سَلَّمْتَ تَقُولُ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مِائَةَ مَرَّةٍ. وَ رُوِیَ: سَبْعِینَ مَرَّةً وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ. وَ قَدْ رُوِیَ: سَبْعِینَ مَرَّةً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. وَ قَدْ رُوِیَ: سَبْعِینَ مَرَّةً. و تقول دعاء فیه فضل عظیم هو ثابت فی كتاب الریاض:

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْوَضِیئَةِ الرَّضِیَّةِ الْمَرْضِیَّةِ الْكَبِیرَةِ الْكَثِیرَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْعَزِیزَةِ الْمَنِیعَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْكَامِلَةِ التَّامَّةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْمَشْهُورَةِ الْمَشْهُودَةِ لَدَیْكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی لَا یَنْبَغِی لِشَیْ ءٍ أَنْ یَتَسَمَّی بِهَا غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ

ص: 338

بِأَسْمَائِكَ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ لَا تَزُولُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لَكَ رِضًا مِنْ أَسْمَائِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی سَجَدَ لَهَا كُلُّ شَیْ ءٍ دُونَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی لَا یَعْدِلُهَا عِلْمٌ وَ لَا قُدْسٌ وَ لَا شَرَفٌ وَ لَا وَقَارٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِمَا عَاهَدْتَ أَوْفَی الْعَهْدِ أَنْ تُجِیبُ سَائِلَكَ بِهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِالْمَسْأَلَةِ الَّتِی أَنْتَ لَهَا أَهْلٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِالْمَسْأَلَةِ الَّتِی تَقُولُ لِسَائِلِهَا وَ ذَاكِرِهَا سَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكَ الْإِجَابَةُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِجُمْلَةِ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِی- لَا یَقْوَی بِحَمْلِهَا شَیْ ءٌ دُونَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِأَعْلَاهَا عُلُوّاً وَ أَرْفَعِهَا رِفْعَةً وَ أَسْنَاهَا ذِكْراً وَ أَسْطَعِهَا نُوراً وَ أَسْرَعِهَا نَجَاحاً وَ أَقْرَبِهَا إِجَابَةً وَ أَتَمِّهَا تَمَاماً وَ أَكْمَلِهَا كَمَالًا وَ كُلُّ مَسَائِلِكَ عَظِیمَةٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا لَا یَنْبَغِی أَنْ یُسْأَلَ بِهِ غَیْرُكَ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْقُدْسِ وَ الْجَلَالِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الشَّرَفِ وَ النُّورِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْإِشْرَافِ وَ الْمَسْأَلَةِ وَ الْجُودِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْمَدْحِ وَ الْعِزِّ وَ الْفَضْلِ الْعَظِیمِ وَ الرَّوَاجِ وَ الْمَسَائِلِ الَّتِی بِهَا تُعْطِی مَنْ تُرِیدُ وَ بِهَا تُبْدِئُ وَ تُعِیدُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ الْعَالِیَةِ الْبَیِّنَةِ الْمَحْجُوبَةِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ دُونَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْمَخْصُوصَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْجَلِیلَةِ الْكَرِیمَةِ الْحَسَنَةِ یَا جَلِیلُ یَا جَمِیلُ یَا اللَّهُ یَا عَظِیمُ یَا عَزِیزُ یَا كَرِیمُ یَا فَرْدُ یَا وَتْرُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ أَسْأَلُكَ بِمُنْتَهَی أَسْمَائِكَ الَّتِی مَحَلُّهَا فِی نَفْسِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا سَمَّیْتَهُ بِهِ نَفْسَكَ مِمَّا لَمْ یُسَمِّكَ بِهِ أَحَدٌ غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا لَا یُرَی مِنْ أَسْمَائِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمَائِكَ بِمَا لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا نَسَبْتَ إِلَیْهِ نَفْسَكَ مِمَّا تُحِبُّهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِجُمْلَةِ مَسَائِلِكَ الْكِبْرِیَاءِ وَ بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ وَجَدْتُهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الِاسْمِ الْأَعْظَمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی كُلِّهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ وَجَدْتُهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الِاسْمِ الْأَعْظَمِ الْكَبِیرِ الْأَكْبَرِ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی وَ هُوَ اسْمُكَ الْكَامِلُ الَّذِی فَضَّلْتَهُ عَلَی جَمِیعِ مَا تُسَمِّی بِهِ نَفْسَكَ یَا اللَّهُ.

ص: 339

یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ أَدْعُوكَ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ تَفْسِیرِهَا فَإِنَّهُ لَا یَعْلَمُ تَفْسِیرَهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا لَا أَعْلَمُ وَ لَوْ عَلِمْتُهُ سَأَلْتُكَ بِهِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی جَمِیعَ ذُنُوبِی وَ تَقْضِیَ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی وَ تُبَلِّغَنِی آمَالِی وَ تُسَهِّلَ لِی مَحَابِّی وَ تُیَسِّرَ لِی مُرَادِی وَ تُوصِلَنِی إِلَی بُغْیَتِی سَرِیعاً عَاجِلًا وَ تَرْزُقَنِی رِزْقاً وَاسِعاً وَ تُفَرِّجَ عَنِّی هَمِّی وَ غَمِّی وَ كَرْبِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ فِیمَا رَوَاهُ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَاتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَیْلَةَ عَاشُورَاءَ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُلَطَّخاً بِدَمِهِ وَ كَأَنَّمَا قُتِلَ مَعَهُ فِی عَرْصَةِ كَرْبَلَاءَ.

وَ قَالَ شَیْخُنَا الْمُفِیدُ فِی كِتَابِ التَّوَارِیخِ الشَّرْعِیَّةِ وَ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ زَارَهُ علیه السلام وَ بَاتَ عِنْدَهُ فِی لَیْلَةِ عَاشُورَاءَ حَتَّی یُصْبِحَ حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی مُلَطَّخاً بِدَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی جُمْلَةِ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ علیه السلام (2).

«3»- قل، إقبال الأعمال اعلم أن الروایات وردت متظافرات فی تحریم صوم یوم عاشوراء علی وجه الشماتات و ذلك معلوم بین أهل الدیانات و وردت أخبار كثیرة بالحث علی صیامه

مِنْهَا مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (3) قَالَ: اسْتَوَتِ السَّفِینَةُ یَوْمَ عَاشُورَاءَ عَلَی الْجُودِیِّ فَأَمَرَ نُوحٌ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَنْ یَصُومُوا ذَلِكَ الْیَوْمَ.

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَ تَدْرُونَ مَا هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ عَلَی آدَمَ علیه السلام وَ حَوَّاءَ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی فَلَقَ اللَّهُ فِیهِ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فَأَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَ مَنْ مَعَهُ وَ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی غَلَبَ فِیهِ مُوسَی فِرْعَوْنَ وَ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام وَ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی تَابَ اللَّهُ فِیهِ عَلَی قَوْمِ یُونُسَ وَ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیهما السلام وَ هَذَا الْیَوْمُ یَقُومُ فِیهِ الْقَائِمُ علیه السلام.

ص: 340


1- 1. كتاب الاقبال: 555- 558.
2- 2. كتاب الاقبال: 555- 558.
3- 3. فی المصدر: عن أبی جعفر.

وَ مِنْهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: صُومُوا مِنْ عَاشُورَاءَ التَّاسِعَ وَ الْعَاشِرَ فَإِنَّهُ یُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ.

أَقُولُ وَ رَأَیْتُ مِنْ طَرِیقِهِمْ فِی الْمُجَلَّدِ الثَّالِثِ مِنْ تَارِیخِ النَّیْشَابُورِیِّ لِلْحَاكِمِ فِی تَرْجَمَةِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْشَابُورِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَصُمْ عَاشُورَاءَ.

و أما الدعاء فیه فقد ذكر صاحب كتاب المختصر من المنتخب فقال ما هذا لفظه تصبح یوم عاشوراء صائما و تقول:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ سُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً عَدَدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مِلْ ءَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ زِنَةَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً كَمَا یَنْبَغِی لِعَظَمَتِهِ سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ اللَّهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ فِی مِنَّةٍ وَ نِعْمَةٍ وَ عَافِیَةٍ فَأَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ یَا اللَّهُ وَ مَنَّكَ وَ عَافِیَتَكَ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَكَ اللَّهُمَّ بِنُورِ وَجْهِكَ اهْتَدَیْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَیْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ جَمِیعَ خَلْقِكَ وَ سَمَاءَكَ وَ أَرْضَكَ وَ جَنَّتَكَ وَ نَارَكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ

ص: 341

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مَا دُونَ عَرْشِكَ إِلَی قَرَارِ أَرْضِكَ مِنْ مَعْبُودٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّكَ بَاعِثٌ مَنْ فِی الْقُبُورِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْ شَهَادَتِی هَذِهِ عِنْدَكَ حَتَّی أَلْقَاكَ بِهَا وَ قَدْ رَضِیتَ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاءُ كَنَفَیْهَا وَ تُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَیْهَا حَمْداً یَصْعَدُ وَ لَا یَنْفَدُ حَمْداً یَزِیدُ وَ لَا یَبِیدُ حَمْداً سَرْمَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَفْنَی آخِرُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَیَّ وَ فَوْقِی وَ مَعِی وَ أَمَامِی وَ قِبَلِی وَ لَدَیَّ وَ إِذَا مِتُّ وَ فَنِیتُ وَ بَقِیتُ یَا مَوْلَایَ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِجَمِیعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی جَمِیعِ نَعْمَائِكَ كُلِّهَا وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ فِی كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ لِبَاسٍ وَ قُوَّةٍ وَ بَطْشٍ وَ عَلَی مَوْضِعِ كُلِّ شَعْرَةٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ بِیَدِكَ الْخَیْرُ كُلُّهُ وَ إِلَیْكَ یَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِیَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَی الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ یَا بَاعِثَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ یَا وَارِثَ الْحَمْدِ وَ بَدِیعَ الْحَمْدِ وَ مُنْتَهَی الْحَمْدِ وَ مُبْدِئَ الْحَمْدِ وَ وَفِیَّ الْعَهْدِ صَادِقَ الْوَعْدِ عَزِیزَ الْجَدِّ وَ قَدِیمَ الْمَجْدِ اللَّهُمَّ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَفِیعَ الدَّرَجَاتِ مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ مُنْزِلَ الْآیَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ تُخْرِجُ مَنْ فِی الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ مُبَدِّلَ السَّیِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِیدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ فِی النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِعَدَدِ كُلِّ مَلَكٍ فِی السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِی الْبَحْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ أَوْرَاقِ الْأَشْجَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ عَدَدَ الثَّرَی وَ الْبَهَائِمِ وَ السِّبَاعِ وَ الطَّیْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا فِی جَوْفِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَی كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ زِنَةَ

ص: 342

عَرْشِكَ حَمْداً كَثِیراً مُبَارَكاً فِیهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا تَقُولُ وَ عَدَدَ مَا تَعْلَمُ وَ عَدَدَ مَا یَعْمَلُ خَلْقُكَ كُلُّهُمْ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ زِنَةَ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ عَدَدَ مَا سَمَّیْنَا كُلَّهُ إِذَا مِتْنَا وَ فَنِینَا.

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ آمِینَ آمِینَ عَشْرَ مَرَّاتٍ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِی فِی كُلِّ شَدِیدَةٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ فِیهِ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ فِیهِ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ فِیهِ الْعَدُوُّ وَ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَغْبَةً فِیهِ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَیْتَهُ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَهِّلْ لِی مِحْنَتِی وَ یَسِّرْ لِی إِرَادَتِی وَ بَلِّغْنِی أُمْنِیَّتِی وَ أَوْصِلْنِی إِلَی بُغْیَتِی سَرِیعاً عَاجِلًا وَ اقْضِ عَنِّی دَیْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«4»- قل، [إقبال الأعمال] رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ عَاشُورَاءَ أَلْفَ مَرَّةٍ- سُورَةَ الْإِخْلَاصِ نَظَرَ الرَّحْمَنُ إِلَیْهِ وَ مَنْ نَظَرَ الرَّحْمَنُ إِلَیْهِ لَمْ یُعَذِّبْهُ أَبَداً.

قال السید ره لعل معنی نظر الرحمن إلیه أراد به نظر الرحمة للعبد و الرضا عنه و الشفقة علیه (2).

«5»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ:

ص: 343


1- 1. كتاب الاقبال ص 558- 561.
2- 2. كتاب الاقبال ص 577.

مَنْ تَرَكَ السَّعْیَ فِی حَوَائِجِهِ یَوْمَ عَاشُورَاءَ قَضَی اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ كَانَ یَوْمُ عَاشُورَاءَ یَوْمَ مُصِیبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ جَعَلَ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَوْمَ فَرَحِهِ وَ سُرُورِهِ وَ قَرَّتْ بِنَا فِی الْجَنَّةِ عَیْنُهُ وَ مَنْ سَمَّی یَوْمَ عَاشُورَاءَ یَوْمَ بَرَكَةٍ وَ ادَّخَرَ لِمَنْزِلِهِ فِیهِ شَیْئاً لَمْ یُبَارَكْ لَهُ فِیمَا ادَّخَرَ وَ حُشِرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ یَزِیدَ وَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ وَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّارِ.

قال السید ره و إذا عزمت علی ما لا بد منه من الطعام و الشراب بعد انقضاء وقت المصاب فقل ما معناه اللّٰهم إنك قلت وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فالحسین صلوات اللّٰه علیه و علی أصحابه عندك الآن یأكلون و یشربون فنحن فی هذا الطعام و الشراب بهم مقتدون (1).

«6»- قل، إقبال الأعمال فإذا كان أواخر نهار یوم عاشوراء فقم قائما و سلم علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و علی مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام و علی مولانا الحسن بن علی و علی سیدتنا فاطمة الزهراء و عترتهم الطاهرین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و عزهم علی هذه المصائب بقلب محزون و عین باكیة و لسان ذلیل بالنوائب ثم اعتذر إلی اللّٰه جل جلاله و إلیهم من التقصیر فیما یجب لهم علیك و أن یعفو عما لم تعمله مما كنت تعمله مع من یعز علیك فإنه من المستبعد أن یقام فی هذا المصاب الهائل بقدر خطبة النازل و اجعل كلما یكون من الحركات و السكنات فی الجزع علیه خدمة لله جل جلاله و متقربا بذلك إلیه و اسأل من اللّٰه جل جلاله و منهم ما یریدون أن یسأله منهم و ما أنت محتاج إلیه و إن لم تعرفه و لم تبلغ أملك إلیه فإنهم أحق أن یعطوك علی قدر إمكانهم و یعاملوك بما یقصر عنه سؤالك من إحسانهم و لعل قائلا یقول هلا كان الحزن الذی یعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل یعملونه بعد یوم عاشوراء لأجل تجدد القتل فأقول إن أول العشر كان الحزن خوفا مما جرت الحال علیه فلما قتل صلوات اللّٰه علیه و آله دخل

ص: 344


1- 1. كتاب الاقبال: 578.

تحت قول اللّٰه تعالی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ- فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ فلما صاروا فرحین بسعادة الشهادة وجب المشاركة

لهم فی السرور بعد القتل لنظفر معهم بالسعادة فإن قیل فعلام تجددون قراءة المقتل و الحزن كل عام فأقول لأن قراءته هو عوض قصة القتل علی عدل اللّٰه جل جلاله لیأخذ بثأره كما وعد من العدل و أما تجدد الحزن كل عشر و الشهداء صاروا مسرورین فلأنه مواساة لهم فی أیام العشر حیث كانوا فیها ممتحنین ففی كل سنة ینبغی لأهل الوفاء أن یكونوا وقت الحزن محزونین و وقت السرور مسرورین (1).

باب 9 ما یتعلق بأعمال ما بعد عاشوراء من أیام هذا الشهر و لیالیه

أقول: قد سبق فی أول هذا الجزء دعاء كل یوم یوم فلا تغفل.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِنَا إِلَی شَیْخِنَا الْمُفِیدِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ قَالَ: لَیْلَةَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَ كَانَتْ لَیْلَةَ خَمِیسِ سَنَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ زِفَافُ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَنْزِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ یُسْتَحَبُّ صَوْمُهُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی بِمَا وَقَفَ مِنْ جَمْعِ حُجَّتِهِ وَ صَفِیَّتِهِ (2).

ص: 345


1- 1. كتاب الاقبال: 583- 584.
2- 2. كتاب الاقبال ص 584.

أبواب ما یتعلق بشهر صفر من الأدعیة و الأعمال

باب 10 أدعیة أول یوم من هذا الشهر و لیلته و أعمال سائر أیامه و لیالیها

أقول: قد سبق فی باب أول هذا الجزء عمل أول یوم كل شهر فلا تغفل ثم أقول.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ تَقُولُ عِنْدَ اسْتِهْلَالِ شَهْرِ صَفَرٍ: اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ الْعَلِیمُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْقَادِرُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَرِّفَنَا بَرَكَةَ هَذَا الشَّهْرِ وَ یُمْنَهُ وَ تَرْزُقَنَا خَیْرَهُ وَ تَصْرِفَ عَنَّا شَرَّهُ وَ تَجْعَلَنَا فِیهِ مِنَ الْفَائِزِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی أَكْثَرَ الْعَالَمِینَ قَدْراً وَ أَبْسَطَهُمْ عِلْماً وَ أَعَزَّهُمُ عِنْدَكَ مَقَاماً وَ أَكْرَمَهُمُ لَدَیْكَ جَاهاً كَمَا خَلَقْتَ آدَمَ علیه السلام مِنْ تُرَابٍ وَ نَفَخْتَ فِیهِ مِنْ رُوْحِكَ وَ أَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ عَلَّمْتَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا وَ جَعَلْتَهُ خَلِیفَةً فِی أَرْضِكَ وَ سَخَّرْتَ لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مِنْكَ وَ كَرَّمْتَ ذُرِّیَّتَهُ وَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ مِنْكَ النَّعْمَاءُ وَ لَكَ الشُّكْرُ دَائِماً یَا لَطِیفاً بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ یَا سَمِیعَ الدُّعَاءِ ارْحَمْ وَ اسْتَجِبْ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ فَاجْعَلْ قَلْبِی وَ عَزْمِی وَ هِمَّتِی وَفْقَ مَشِیَّتِكَ وَ أَسِیرَ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَقْدِرُ أَنْ أَسْأَلَكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ وَ لَا أَقْدِرُ أَنْ لَا أَسْأَلَكَ بَعْدَ إِذْنِكَ خَوْفاً مِنْ إِعْرَاضِكَ وَ غَضَبِكَ فَكُنْ حَسْبِی یَا مَنْ هُوَ الْحَسْبُ وَ الْوَكِیلُ وَ النَّصِیرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی

ص: 346

مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی جَمِیعِ مَلَائِكَتَكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا جَالِیَ الْأَحْزَانِ یَا مُوَسِّعَ الضِّیقِ یَا مَنْ هُوَ أَوْلَی بِخَلْقِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ یَا فَاطِرَ تِلْكَ الْأَنْفُسِ أَنْفُساً وَ مُلْهِمَهَا فُجُورَهَا وَ التَّقْوَی نَزَلَ بِی یَا فَارِجَ الْهَمِّ هَمٌّ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وَ صَدْراً حَتَّی خَشِیتُ أَنْ یَكُونَ عَرَضَتْ فِتْنَةٌ یَا اللَّهُ وَ بِذِكْرِكَ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَلِّبْ قَلْبِی مِنَ الْهُمُومِ إِلَی الرَّوْحِ وَ الدَّعَةِ وَ لَا تَشْغَلْنِی عَنْ ذِكْرِكَ بِتَرْكِكَ مَا بِی مِنَ الْهُمُومِ إِنِّی إِلَیْكَ مُتَضَرِّعٌ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یُوصَفُ إِلَّا بِالْمَعْنَی بِكِتْمَانِكَ فِی غُیُوبِكَ ذِی النُّورِ أَنْ تُجَلِّیَ بِحَقِّهِ أَحْزَانِی وَ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِی بِكُشُوطِ الْهَمِّ یَا كَرِیمُ (1).

«2»- قل، إقبال الأعمال عمل یوم الثالث من صفر وجدنا فی كتب أصحابنا یستحب أن یصلی فیه ركعتان فی الأولی الحمد مرة و إِنَّا فَتَحْنا و فی الثانیة الحمد مرة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مرة فإذا سلم صلی علی النبی مائة مرة و لعن آل أبی سفیان مائة مرة و استغفر اللّٰه مائة مرة و سأل حاجته (2).

ص: 347


1- 1. كتاب الاقبال ص 587.
2- 2. كتاب الاقبال ص 587.

باب 11 أعمال خصوص یوم الأربعین و هو یوم العشرین من هذا الشهر

أقول: قد أوردنا كثیرا من أخبار هذا الباب فی كتاب المزار و غیره و ذكرنا ما یناسبه فی مجلد أحوال الحسین علیه السلام أیضا.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] یَوْمُ الْعِشْرِینَ مِنْهُ یُسْتَحَبُّ فِیهِ زِیَارَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ فِیمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ صَلَاةُ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ وَ زِیَارَةُ الْأَرْبَعِینَ وَ التَّخَتُّمُ فِی الْیَمِینِ وَ تَعْفِیرُ الْجَبِینِ وَ الْجَهْرُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (1).

أقول: قد أثبتنا شرح الزیارة مستوفی فی كتاب المزار.

أبواب ما یتعلق بشهر ربیع الأول من الأعمال و الأدعیة

باب 12 أدعیة أول یوم منه و أول لیلته و أعمالها و ما یتعلق ببعض سائر أیامه

أقول: قد سبق فی باب أول هذا الجزء عمل كل شهر.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] وَجَدْنَا فِی كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ الدُّعَاءَ فِی غُرَّةِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا ذَا الطَّوْلِ وَ الْقُوَّةِ وَ الْحَوْلِ وَ الْعِزَّةِ سُبْحَانَكَ

ص: 348


1- 1. كتاب الاقبال ص 589.

مَا أَعْظَمَ وَحْدَانِیَّتَكَ وَ أَقْدَمَ صَمَدِیَّتَكَ وَ أَوْحَدَ إِلَهِیَّتَكَ وَ أَبْیَنَ رُبُوبِیَّتَكَ وَ أَظْهَرَ جَلَالَكَ وَ أَشْرَفَ بَهَاءَ آلَائِكَ وَ أَبْهَی كَمَالَ صَنَائِعِكَ وَ أَعْظَمَكَ فِی كِبْرِیَائِكَ وَ أَقْدَمَكَ فِی سُلْطَانِكَ وَ أَنْوَرَكَ فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ وَ أَقْدَمَ مُلْكَكَ وَ أَدْوَمَ عِزَّكَ وَ أَكْرَمَ عَفْوَكَ وَ أَوْسَعَ حِلْمَكَ وَ أَغْمَضَ عِلْمَكَ وَ أَنْفَذَ قُدْرَتَكَ وَ أَحْوَطَ قُرْبَكَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الْقَدِیمِ وَ أَسْمَائِكَ الَّتِی كَوَّنْتَ بِهَا كُلَّ شَیْ ءٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ رَحِمْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ أَنْ تَأْخُذَ بِنَاصِیَتِی إِلَی مُوَافَقَتِكَ وَ تَنْظُرَ إِلَیَّ بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ تَرْزُقَنِی الْحَجَّ إِلَی بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ تَجْمَعَ بَیْنَ رُوحِی وَ أَرْوَاحِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ تُوصِلَ الْمِنَّةَ بِالْمِنَّةِ وَ الْمَزِیدَ بِالْمَزِیدِ وَ الْخَیْرَ بِالْبَرَكَاتِ وَ الْإِحْسَانَ بِالْإِحْسَانِ كَمَا تَفَرَّدْتَ بِخَلْقِ مَا صَنَعْتَ وَ عَلَی مَا ابْتَدَعْتَ وَ حَكَمْتَ وَ رَحِمْتَ فَأَنْتَ الَّذِی لَا تُنَازَعُ فِی الْمَقْدُورِ وَ أَنْتَ مَالِكُ الْعِزِّ وَ النُّورِ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ أَنْتَ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْمُهَیْمِنُ الْقَدِیرُ إِلَهِی لَمْ أَزَلْ سَائِلًا مِسْكِیناً فَقِیراً إِلَیْكَ فَاجْعَلْ جَمِیعَ أُمُورِی مَوْصُولَةً بِثِقَةِ الِاعْتِمَادِ عَلَیْكَ وَ حُسْنِ الرُّجُوعِ إِلَیْكَ وَ الرِّضَا بِقَدَرِكَ وَ الْیَقِینِ بِكَ وَ التَّفْوِیضِ إِلَیْكَ- سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ- سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ- سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَیْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ- سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِیُّنا مِنْ دُونِهِمْ- سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ- سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ- سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ- سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِیراً- سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا سُبْحَانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ

ص: 349

سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ- سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ- سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَرِّفْنَا بَرَكَةَ هَذَا الشَّهْرِ وَ یُمْنَهُ وَ ارْزُقْنَا خَیْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ وَ اجْعَلْنَا فِیهِ مِنَ الْفَائِزِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«2»- قل، إقبال الأعمال روینا عن شیخنا المفید رضوان اللّٰه علیه من كتاب حدائق الریاض عند ذكر شهر ربیع الأول ما هذا لفظه أول یوم منه هاجر النبی من مكة إلی المدینة- سنة ثلاث عشرة من مبعثه صلی اللّٰه علیه و آله و كان ذلك یوم الخمیس یستحب صیامه لما أظهر اللّٰه فیه من أمر نبیه و نجاه من عدوه أقول و یحسن أن یصلی صلاة الشكر التی نذكرها فی كتاب السعادات بالعبادات التی لیس لها أوقات معینات و یدعو بدعائها فإنه یوم عظیم السعادات و قال جدی فی المصباح إن هجرته صلی اللّٰه علیه و آله كانت لیلة الخمیس أول شهر ربیع الأول و الظاهر أن توجهه من مكة إلی الغار كان لیلا و لم یكن بالنهار و قال المفید فی التواریخ الشرعیة إن الهجرة كانت لیلة الخمیس أول ربیع الأول و لعل ناسخ كتاب حدائق غلط فی ذكره الیوم عوض اللیلة أو قد حذف اللیلة كما قال اللّٰه تعالی وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ أراد أهل القریة(2).

ص: 350


1- 1. كتاب الاقبال ص 596.
2- 2. كتاب الاقبال ص 592 مع تفاوت و تلخیص.

باب 13 فضل الیوم التاسع من شهر ربیع الأول و أعماله

أقول: قد أوردنا شطرا مما یتعلق بهذا الباب فی أحوال الخلفاء الثلاث و غیرها.

«1»- قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ ره فِی كِتَابِ زَوَائِدِ الْفَوَائِدِ رَوَی ابْنُ أَبِی الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ الْوَاسِطِیُّ وَ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُوَیْجٍ الْبَغْدَادِیُّ قَالا: تَنَازَعْنَا فِی ابْنِ الْخَطَّابِ وَ اشْتَبَهَ عَلَیْنَا أَمْرُهُ فَقَصَدْنَا جَمِیعاً أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقُمِّیَّ صَاحِبَ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام بِمَدِینَةِ قُمَّ فَقَرَعْنَا عَلَیْهِ الْبَابَ فَخَرَجَتْ عَلَیْنَا صَبِیَّةٌ عِرَاقِیَّةٌ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ فَقَالَتْ هُوَ مَشْغُولٌ بِعِیدِهِ فَإِنَّهُ یَوْمُ عِیدٍ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا الْأَعْیَادُ أَرْبَعَةٌ لِلشِّیعَةِ- الْفِطْرُ وَ الْأَضْحَی وَ الْغَدِیرُ وَ الْجُمُعَةُ قَالَتْ فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ یَرْوِی عَنْ سَیِّدِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّ هَذَا الْیَوْمَ یَوْمُ عِیدٍ وَ هُوَ أَفْضَلُ الْأَعْیَادِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ عِنْدَ مَوَالِیهِمْ قُلْنَا فَاسْتَأْذِنِی عَلَیْهِ وَ عَرِّفِیهِ مَكَانَنَا قَالا فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ فَعَرَّفَتْهُ فَخَرَجَ عَلَیْنَا وَ هُوَ مَسْتُورٌ بِمِئْزَرٍ یَفُوحُ مِسْكاً وَ هُوَ یَمْسَحُ وَجْهَهُ فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَا عَلَیْكُمَا فَإِنِّی اغْتَسَلْتُ لِلْعِیدِ قُلْنَا أَوَّلًا هَذَا یَوْمُ عِیدٍ قَالَ نَعَمْ وَ كَانَ یَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ قَالا فَأَدْخَلَنَا دَارَهُ وَ أَجْلَسَنَا ثُمَّ قَالَ إِنِّی قَصَدْتُ مَوْلَایَ أبی [أَبَا] الْحَسَنِ علیه السلام كَمَا قَصَدْتُمَانِی بِسُرَّمَنْ رَأَی فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ علیه السلام فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ وَ هُوَ یَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ فَرَأَیْتُ سَیِّدَنَا عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ السَّلَامُ قَدْ أَوْعَزَ إِلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ خَدَمِهِ أَنْ یَلْبَسَ مَا یُمْكِنُهُمْ مِنَ الثِّیَابِ الْجُدُدِ وَ كَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ مِجْمَرَةٌ یُحْرِقُ الْعُودَ فِیهَا بِنَفْسِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ تَجَدَّدَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَرَحٌ فَقَالَ علیه السلام وَ أَیُّ یَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ أَهْلِ الْبَیْتِ مِنْ

ص: 351

هَذَا الْیَوْمِ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ.

وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی علیه السلام أَنَّ حُذَیْفَةَ بْنَ الْیَمَانِ دَخَلَ فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ عَلَی جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ حُذَیْفَةُ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ وَلَدَیْهِ علیهما السلام یَأْكُلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ فِی وُجُوهِهِمْ وَ یَقُولُ لِوَلَدَیْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كُلَا هَنِیئاً لَكُمَا بَرَكَةُ هَذَا الْیَوْمِ وَ سَعَادَتُهُ فَإِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی یُهْلِكُ اللَّهُ فِیهِ عَدُوَّهُ وَ عَدُوَّ جَدِّكُمَا وَ إِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی یَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ شِیعَتِكُمَا وَ مُحِبِّیكُمَا وَ الْیَوْمُ الَّذِی یُصَدَّقُ فِیهِ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ- فَتِلْكَ بُیُوتُهُمْ خاوِیَةً بِما ظَلَمُوا وَ الْیَوْمُ الَّذِی نُسِفَ فِیهِ فِرْعَوْنُ أَهْلِ الْبَیْتِ وَ ظَالِمُهُمْ وَ غَاصِبُهُمْ حَقَّهُمْ وَ الْیَوْمُ الَّذِی یُقْدِمُ اللَّهُ إِلَی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً قَالَ حُذَیْفَةُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی أُمَّتِكَ وَ أَصْحَابِكَ مَنْ یَنْتَهِكَ هَذِهِ الْمَحَارِمَ قَالَ نَعَمْ یَا حُذَیْفَةُ جِبْتٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ یَرْتَاسُ عَلَیْهِمْ وَ یَسْتَعْمِلُ فِی أُمَّتِی الرُّؤْیَا وَ یَحْمِلُ عَلَی عَاتِقِهِ دِرَّةَ الْخِزْیِ وَ یَصُدُّ النَّاسَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ یُحَرِّفُ كِتَابَ اللَّهِ وَ یُغَیِّرُ سُنَّتِی وَ یَشْتَمِلُ عَلَی إِرْثِ

وُلْدِی وَ یَنْصِبُ نَفْسَهُ عَلَماً وَ یَتَطَاوَلُ عَلَی إِمَامِهِ مِنْ بَعْدِی وَ یَسْتَخْلِبُ أَمْوَالَ النَّاسِ مِنْ غَیْرِ حِلِّهَا وَ یُنْفِقُهَا فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ یُكَذِّبُنِی وَ یُكَذِّبُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ یَحْسُدُ ابْنَتِی عَنْ حَقِّهَا فَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ فَیَسْتَجِیبُ دُعَاءَهَا فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ قَالَ حُذَیْفَةُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَادْعُ رَبَّكَ لِیُهْلِكَهُ فِی حَیَاتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا حُذَیْفَةُ لَا أُحِبُّ أَنْ أَجْتَرِئَ عَلَی قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَا قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِهِ لَكِنْ سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَجْعَلَ لِلْیَوْمِ الَّذِی یُهْلِكُهُ فِیهِ فَضِیلَةً عَلَی سَائِرِ الْأَیَّامِ لِیَكُونَ ذَلِكَ سُنَّةً یَسْتَنُّ بِهَا أَحِبَّائِی وَ شِیعَةُ أَهْلِ بَیْتِی وَ محبیهم [مُحِبُّوهُمْ] فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ كَانَ فِی سَابِقِ عِلْمِی أَنْ تَمَسَّكَ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ مِحَنُ الدُّنْیَا وَ بَلَاؤُهَا وَ ظُلْمُ الْمُنَافِقِینَ وَ الْغَاصِبِینَ مِنْ عِبَادِی مَنْ نَصَحْتَ لَهُمْ وَ خَانُوكَ وَ مَحَضْتَ لَهُمْ وَ غَشُّوكَ وَ صَافَیْتَهُمْ وَ كَشَحُوكَ وَ أَرْضَیْتَهُمْ وَ كَذَّبُوكَ وَ جَنَیْتَهُمْ وَ أَسْلَمُوكَ فَإِنِّی بِحَوْلِی وَ قُوَّتِی وَ سُلْطَانِی لَأَفْتَحَنَّ عَلَی مَنْ یَغْصِبُ بَعْدَكَ عَلِیّاً

ص: 352

وَصِیَّكَ حَقّاً أَلْفَ بَابٍ مِنَ النِّیرَانِ مِنْ أَسْفَلِ الْفَیْلُوقِ وَ لَأُصْلِیَنَّهُ وَ أَصْحَابَهُ قَعْراً یُشْرِفُ عَلَیْهِ إِبْلِیسُ آدَمَ فَیَلْعَنُهُ وَ لَأَجْعَلَنَّ ذَلِكَ الْمُنَافِقَ عِبْرَةً فِی الْقِیَامَةِ كَفَرَاعِنَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَعْدَاءِ الدِّینِ فِی الْمَحْشَرِ وَ لَأَحْشُرَنَّهُمْ وَ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ جَمِیعَ الظَّلَمَةِ وَ الْمُنَافِقِینَ إِلَی جَهَنَّمَ زُرْقاً كَالِحِینَ أَذِلَّةً حَیَارَی نَادِمِینَ وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ فِیهَا أَبَدَ الْآبِدِینَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ مُرَافِقَكَ وَ وَصِیَّكَ فِی مَنْزِلَتِكَ یَمَسَّهُ الْبَلْوَی مِنْ فِرْعَوْنِهِ وَ غَاصِبِهِ الَّذِی یَجْتَرِئُ وَ یُبَدِّلُ كَلَامِی وَ یُشْرِكُ بِی وَ یَصُدُّ النَّاسَ عَنْ سَبِیلِی وَ یَنْصِبُ مِنْ نَفْسِهِ عِجْلًا لِأُمَّتِكَ وَ یَكْفُرُ بِی فِی عَرْشِی إِنِّی قَدْ أَمَرْتُ مَلَائِكَتِی فِی سَبْعِ سَمَاوَاتِی وَ شِیعَتَكَ وَ مُحِبِّیكَ أَنْ یُعَیِّدُوا فِی الْیَوْمِ الَّذِی أَهْلَكْتُهُ فِیهِ وَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ یَنْصِبُوا كُرْسِیَّ كَرَامَتِی بِإِزَاءِ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ یُثْنُوا عَلَیَّ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِشِیعَتِكَ وَ لِمُحِبِّیكَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ یَا مُحَمَّدُ وَ أَمَرْتُ الْكِرَامَ الْكَاتِبِینَ أَنْ یَرْفَعُوا الْقَلَمَ عَنِ الْخَلْقِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ لَا یَكْتُبُونَ شَیْئاً مِنْ خَطَایَاهُمْ كَرَامَةً لَكَ وَ لِوَصِیِّكَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ ذَلِكَ الْیَوْمَ یَوْمَ عِیدٍ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ لِمَنْ یَتْبَعُهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتِهِمْ وَ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی بِعِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عُلُوِّی فِی مَكَانِی لَأَحْبُوَنَّ مَنْ یُعَیِّدُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ مُحْتَسِباً فِی ثَوَابِ الْحَافِّینَ وَ لَأُشَفِّعَنَّهُ فِی ذَوِی رَحِمِهِ وَ لَأَزِیدَنَّ فِی مَالِهِ إِنْ وَسَّعَ عَلَی نَفْسِهِ وَ عِیَالِهِ وَ لَأُعْتِقَنَّ مِنَ النَّارِ فِی كُلِّ حَوْلٍ فِی مِثْلِ ذَلِكَ الْیَوْمِ آلَافاً مِنْ شِیعَتِكُمْ وَ مُحِبِّیكُمْ وَ مَوَالِیكُمْ وَ لَأَجْعَلَنَّ سَعْیَهُمْ مَشْكُوراً وَ ذَنْبَهُمْ مَغْفُوراً وَ عَمَلَهُمْ مَقْبُولًا.

قَالَ حُذَیْفَةُ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ بَیْتَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ رَجَعْتُ عَنْهُ وَ أَنَا غَیْرُ شَاكٍّ فِی أَمْرِ الثَّانِی حَتَّی رَأَیْتُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُتِیحَ الشَّرَّ وَ عَاوَدَ الْكُفْرَ وَ ارْتَدَّ عَنِ الدِّینِ وَ شَمَّرَ لِلْمُلْكِ وَ حَرَّفَ الْقُرْآنَ وَ أَحْرَقَ بَیْتَ الْوَحْیِ وَ ابْتَدَعَ السُّنَنَ وَ غَیَّرَهَا وَ غَیَّرَ الْمِلَّةَ وَ نَقَلَ السُّنَّةَ وَ رَدَّ شَهَادَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَذَّبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اغْتَصَبَ فَدَكَ مِنْهَا وَ أَرْضَی الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسَ وَ أَسْخَطَ قُرَّةَ عَیْنِ الْمُصْطَفَی وَ لَمْ یُرْضِهَا وَ غَیَّرَ السُّنَنَ كُلَّهَا وَ دَبَّرَ عَلَی قَتْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَظْهَرَ الْجَوْرَ وَ حَرَّمَ مَا حَلَّلَهُ اللَّهُ وَ

ص: 353

حَلَّلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَبْقَی النَّاسَ أَنْ یَحْتَذُوا النَّقْدَ مِنْ جُلُودِ الْإِبِلِ وَ لَطَمَ وَجْهَ الزَّكِیَّةِ علیه السلام وَ صَعِدَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ افْتَرَی عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَانَدَهُ وَ سَفَّهَ رَأْیَهُ قَالَ حُذَیْفَةُ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَةَ مَوْلَایَ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ عَلَی ذَلِكَ الْمُنَافِقِ وَ جَرَی كَمَا جَرَی قَتْلُهُ عَلَی یَدِ قَاتِلِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَی قَاتِلِهِ قَالَ حُذَیْفَةُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا قُتِلَ ذَلِكَ الْمُنَافِقُ لِأُهَنِّئَهُ بِقَتْلِهِ وَ مَصِیرِهِ إِلَی ذَلِكَ الْخِزْیِ وَ الِانْتِقَامِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا حُذَیْفَةُ تَذْكُرُ الْیَوْمَ الَّذِی دَخَلْتَ فِیهِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا وَ سِبْطَاهُ نَأْكُلُ مَعَهُ فَدَلَّكَ عَلَی فَضْلِ هَذَا الْیَوْمِ دَخَلْتَ فِیهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ هَذَا الْیَوْمُ الَّذِی أَقَرَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ عُیُونَ أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ لِهَذَا الْیَوْمِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ اسْماً قَالَ حُذَیْفَةُ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی أُحِبُّ أَنْ تُسْمِعَنِی أَسْمَاءَ هَذَا الْیَوْمِ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ فَقَالَ علیه السلام یَا حُذَیْفَةُ هَذَا یَوْمُ الِاسْتِرَاحَةِ وَ یَوْمُ تَنْفِیسِ الْهَمِّ وَ الْكَرْبِ وَ الْغَدِیرُ الثَّانِی وَ یَوْمُ تَحْطِیطِ الْأَوْزَارِ وَ یَوْمُ الْحَبْوَةِ وَ یَوْمُ رَفْعِ الْقَلَمِ وَ یَوْمُ الْهَدْی وَ یَوْمُ الْعَقِیقَةِ وَ یَوْمُ الْبَرَكَةِ وَ یَوْمُ الثَّارَاتِ وَ عِیدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَ یَوْمٌ یُسْتَجَابُ فِیهِ الدَّعَوَاتُ وَ یَوْمُ الْمَوْقِفِ الْأَعْظَمِ وَ یَوْمُ التَّوْلِیَةِ وَ یَوْمُ الشَّرْطِ وَ یَوْمُ نَزْعِ الْأَسْوَارِ وَ یَوْمُ نَدَامَةِ الظَّالِمِینَ وَ یَوْمُ انْكِسَارِ الشیعة [الشَّوْكَةِ] وَ یَوْمُ نَفْیِ الْهُمُومِ وَ یَوْمُ الْفَتْحِ وَ یَوْمُ الْعَرْضِ وَ یَوْمُ الْقُدْرَةِ وَ یَوْمُ التَّصْفِیحِ وَ یَوْمُ فَرَحِ الشِّیعَةِ وَ یَوْمُ التَّرْوِیَةِ وَ یَوْمُ الْإِنَابَةِ وَ یَوْمُ الزَّكَاةِ الْعُظْمَی وَ یَوْمُ الْفِطْرِ الثَّانِی وَ یَوْمُ سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ یَوْمُ التَّجَرُّعِ بِالرِّیقِ وَ یَوْمُ الرِّضَا وَ عِیدُ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ یَوْمٌ ظَفِرَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ یَوْمٌ قَبِلَ اللَّهُ أَعْمَالَ الشِّیعَةِ وَ یَوْمُ تَقْدِیمِ الصَّدَقَةِ وَ یَوْمُ طَلَبِ الزِّیَادَةِ وَ یَوْمُ قَتْلِ الْمُنَافِقِ وَ یَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَ یَوْمُ سُرُورِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ یَوْمُ الْمَشْهُودِ وَ یَوْمٌ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَی یَدَیْهِ وَ یَوْمُ هَدْمِ الضَّلَالَةِ وَ یَوْمُ النَّیْلَةِ وَ یَوْمُ الشَّهَادَةِ وَ یَوْمُ التَّجَاوُزِ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَوْمُ الْمُسْتَطَابِ وَ یَوْمُ ذَهَابِ سُلْطَانِ الْمُنَافِقِ وَ یَوْمُ التَّسْدِیدِ وَ یَوْمٌ یَسْتَرِیحُ فِیهِ الْمُؤْمِنُونَ

ص: 354

وَ یَوْمُ الْمُبَاهَلَةِ وَ یَوْمُ الْمُفَاخَرَةِ وَ یَوْمُ قَبُولِ الْأَعْمَالِ وَ یَوْمُ النَّحِیلِ وَ یَوْمُ النَّحِیلَةِ وَ یَوْمُ الشُّكْرِ وَ یَوْمُ نُصْرَةِ الْمَظْلُومِ وَ یَوْمُ الزِّیَارَةِ وَ یَوْمُ التَّوَدُّدِ وَ یَوْمُ النَّحِیبِ وَ یَوْمُ الْوُصُولِ وَ یَوْمُ الْبَرَكَةِ وَ یَوْمُ كَشْفِ الْبِدَعِ وَ یَوْمُ الزُّهْدِ فِی الْكَبَائِرِ وَ یَوْمُ الْمُنَادِی وَ یَوْمُ الْمَوْعِظَةِ وَ یَوْمُ الْعِبَادَةِ وَ یَوْمُ الْإِسْلَامِ قَالَ حُذَیْفَةُ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَوْ لَمْ أُدْرِكْ مِنْ أَفْعَالِ الْخَیْرِ مَا أَرْجُو بِهِ الثَّوَابَ إِلَّا حُبَّ هَذَا الْیَوْمِ لَكَانَ مُنَایَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ وَ یَحْیَی بْنُ جَرِیحٍ فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نُقَبِّلُ رَأْسَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَا قَبَضَنَا حَتَّی شَرَّفَنَا بِفَضْلِ هَذَا الْیَوْمِ الْمُبَارَكِ وَ انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ عِیدُنَا فِیهِ فَهُوَ عِیدُ الشِّیعَةِ تَمَّ الْخَبَرُ.

و الحمد لله وحده و صلی اللّٰه علی محمد و آله و سلم من خط محمد بن علی بن محمد بن طی ره و وجدنا فیما تصفحنا من الكتب عدة روایات موافقة لها فاعتمدنا علیها فینبغی تعظیم هذا الیوم المشار إلیه و إظهار السرور فیه مطلقا لسر یكون فی مطاویه علی الوجه الذی ظهر احتیاطا للروایات فیستحب أن یسمی ذلك الیوم یوم العید مجازا.

«2»- قل، إقبال الأعمال یوم التاسع من ربیع الأول اعلم أن هذا الیوم وجدنا فیه روایة عظیمة الشأن و وجدنا جماعة من العجم و الإخوان یعظمون السرور فیه یذكرون أنه یوم هلاك بعض من كان یهون باللّٰه جل جلاله و رسوله صلوات اللّٰه علیه و یعادیه و لم أجد فیما تصفحت من الكتب إلی الآن موافقة أعتمد علیها للروایة التی رویناها [عن] ابن بابویه تغمده اللّٰه بالرضوان فإن أراد أحد تعظیمه مطلقا لسر یكون فی مطاویه عن غیر الوجه الذی ظهر فیه احتیاطا للروایة فكذا عادة ذوی الرعایة أقول و إنما قد ذكرت فی كتاب التعریف للمولد الشریف عن الشیخ الثقة محمد بن جریر بن رستم الطبری الإمامی فی كتاب الدلائل فی الإمامة أن وفاة مولانا الحسن العسكری صلوات اللّٰه علیه كانت لثمان لیال خلون من شهر ربیع الأول و كذلك ذكر محمد بن یعقوب الكلینی ره فی كتاب الحجة و كذلك قال محمد بن

ص: 355

هارون التلعكبری و كذلك ذكر حسین بن حمدان بن الخطیب و كذلك ذكر الشیخ المفید فی كتاب الإرشاد و كذلك قال المفید أیضا فی كتاب مولد النبی و الأوصیاء و كذلك ذكر أبو جعفر الطوسی فی كتاب تهذیب الأحكام و كذلك قال حسین بن خزیمة و كذلك قال نصر بن علی الجهضمی فی كتاب الموالید و كذلك الخشاب فی كتاب الموالید أیضا و كذلك قال ابن شهرآشوب فی كتاب الموالید فإذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكری علیه السلام كما ذكر هؤلاء لثمان خلون من ربیع الأول فیكون ابتداء ولایة المهدی علیه السلام علی الأمة یوم تاسع ربیع الأول فلعل تعظیم هذا الیوم و هو یوم تاسع ربیع الأول لهذا الوقت المفضل و العنایة لمولی المعظم المكمل فصل أقول و إن كان یمكن أن یكون تأویل ما رواه أبو جعفر بن بابویه فی أن قتل من ذكر كان یوم تاسع ربیع الأول لعل معناه أن السبب الذی اقتضی عزم القاتل علی قتل من قتل كان ذلك السبب یوم تاسع ربیع الأول فیكون الیوم الذی فیه سبب القتل أصل القتل و یمكن أن یسمی مجازا بالقتل و یمكن أن یتأول بتأویل آخر و هو أن یكون توجه القاتل من بلده إلی البلد الذی وقع القتل فیه یوم تاسع ربیع الأول أو یوم وصول القاتل إلی المدینة التی وقع فیها القتل كان یوم سابع ربیع الأول و أما تأویل من تأول أن الخبر بالقتل وصل إلی بلد أبی جعفر بن بابویه یوم تاسع ربیع الأول فلأنه لا یصح لأن الحدیث الذی رواه ابن بابویه عن الصادق علیه السلام ضمن أن القتل كان فی یوم تاسع ربیع الأول فكیف یصح تأویل أنه یوم بلغ الخبر إلیهم (1).

ص: 356


1- 1. كتاب الاقبال: 597- 598.

باب 14 أعمال بقیة أیام هذا الشهر و لیالیها سوی ما تقدم و یأتی فی الأبواب

«1»- أقول قل، إقبال الأعمال بإسنادنا إلی المفید ره قال فی حدائق الریاض عند ذكر ربیع الأول- الیوم العاشر منه تزوج النبی صلی اللّٰه علیه و آله خدیجة بنت خویلد أم المؤمنین رضی اللّٰه عنها و لها أربعون سنة و له علیه السلام خمس و عشرون سنة و یستحب صیامه شكرا لله تعالی علی توفیقه بین رسوله و الصالحة الرضیة التقیة و قال فی الیوم الثانی عشر منه كان قدوم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المدینة مع زوال الشمس و فی مثله سنة اثنتین و ثمانین من الهجرة كان انقضاء دولة بنی مروان فیستحب صومه شكرا لله تعالی علی ما أهلك من أعداء رسوله صلی اللّٰه علیه و آله.

أقول: لأن فیه بویع السفاح أول خلفاء الدولة الهاشمیة أما قتل مروان و زوال دولة بنی أمیة بالكلیة فإنه كان یوم سابع عشر من ذی الحجة كما تقدم (1).

«2»- قل، إقبال الأعمال قد روینا فی كتاب التعریف للمولد الشریف عدة مقالات أن الیوم الثانی عشر من ربیع الأول كانت ولادة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فصومه مهم احتیاطا للعبادة بما یبلغ الجهد إلیه و وجدنا فی كتب أصحابنا من العجم یستحب أن تصلی فیه ركعتین فی الأولی- الحمد مرة و قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ ثلاثا و فی الثانیة الحمد مرة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاثا(2).

«3»- قل، إقبال الأعمال ذكر شیخنا المفید أن فی الیوم الرابع عشر من ربیع الأول سنة أربع و ستین كان هلاك الملحد الملعون- یزید بن معاویة لعنه اللّٰه أقول فهو حقیق بالصیام شكرا علیه (3).

ص: 357


1- 1. كتاب الاقبال: 599.
2- 2. كتاب الاقبال: 599.
3- 3. كتاب الاقبال: 601.

باب 15 أعمال خصوص یوم مولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو علی المشهور الیوم السابع عشر من هذا الشهر و ما یتعلق بذلك

أقول: قد أوردنا أخبار هذا الباب و أعماله فی كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كتاب الطهارة و الصلاة و الصوم و المزار و غیرها.

«1»- قل، إقبال الأعمال وجدت فی كتاب شفاء الصدور تألیف أبی بكر النقاش أسری بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله فی لیلة سبع عشرة من ربیع الأول قبل الهجرة بسنة فإن صح ما ذكره فینبغی تعظیمها و مراعاة حقوقها(1).

«2»- قل، إقبال الأعمال اعلم أننا ذكرنا فی كتاب التعریف للمولد الشریف ما عرفناه من اختلاف أعیان الإمامیة فی وقت هذه الولادة المعظمة النبویة و قلنا إن الذین أدركناهم من العلماء كان عملهم علی أن ولادته المقدسة صلوات اللّٰه علیه و علی الحافظین لأمره أشرقت أنوارها یوم الجمعة السابع عشر من شهر ربیع الأول فی عام الفیل عند طلوع فجره و إن صومه یعدل عند اللّٰه جل جلاله صیام سنة هكذا وجدت فی بعض الروایات أن صومه یعدل هذا المقدار من الأوقات فإن كان هذا الحدیث ناشئا عن نقل عنه صلی اللّٰه علیه و آله فربما یكون له تأویل یعتمد علیه و إلا فالعقل و النقل یقتضیان أن یكون فضل صوم هذا الیوم العظیم المشار إلیه علی قدر تعظیم اللّٰه جل جلاله لهذا الیوم المقدس و فوائد المولود فیه صلوات اللّٰه و سلامه علیه إلا أن یكون معنی قولهم علیهم السلام یعدل عند اللّٰه جل جلاله صیام سنة فیكون تلك السنة لها من الوصف و الفضل ما لم یبلغ سائر السنین إلیه.

ص: 358


1- 1. كتاب الاقبال: 601.

فهذا تأویل محتمل ما یمنع العقل من الاعتماد علیه و سوف نذكر من كلام شیوخنا فی وظائف الیوم السابع عشر ما ذكره شیخنا المفید رضوان اللّٰه علیه فقال فی كتاب حدائق الریاض و زهرة المرتاض و نور المسترشد ما هذا لفظه السابع عشر منه مولد سیدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عند طلوع الفجر من یوم الجمعة عام الفیل- و هو یوم شریف عظیم البركة و لم تزل الشیعة علی قدیم الأوقات تعظمه و تعرف حقه و ترعی حرمته و تتطوع بصیامه وَ قَدْ رُوِیَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام أَنَّهُمْ قَالُوا: مَنْ صَامَ یَوْمَ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ هُوَ یَوْمُ مَوْلِدِ سَیِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُتِبَ لَهُ صِیَامُ سَنَةٍ.

و یستحب فیه الصدقة و الإلمام بمشاهد الأئمة علیهم السلام و التطوع بالخیرات و إدخال السرور علی أهل الإیمان و قال شیخنا المفید فی كتاب التواریخ الشرعیة نحو هذه الألفاظ و المعانی المرضیة.

أقول: إن الذی ذكره شیخنا المفید علی سبیل الجملة دون التفصیل و الذی أقوله إنه ینبغی أن یكون تعظیم هذا الیوم الجمیل علی قدر تعظیم الرسول الجلیل المقدم علی كل موجود من الخلائق المكمل فی السوابق و الطرائق فمهما عملت فیه من الخیرات و عرفت فیه من المبرات و المسرات فالأمر أعظم منه و هیهات أن تعرف قدر هذا الیوم و إن الظاهر العجز منه (1).

«3»- قل، [إقبال الأعمال] وَجَدْنَا فِی كِتَابِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ: أَنَّهُ یُصَلِّی عِنْدَ ارْتِفَاعِ نَهَارِ- یَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا الْفَاتِحَةَ مَرَّةً وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ الْإِخْلَاصَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَجْلِسُ فِی مُصَلَّاكَ وَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ أَنْتَ حَیٌّ لَا تَمُوتُ وَ خَالِقٌ لَا تُغْلَبُ وَ بَدِی ءٌ لَا تَنْفَدُ وَ قَرِیبٌ لَا تَبْعُدُ وَ قَادِرٌ لَا تُضَادُّ وَ غَافِرٌ لَا تَظْلِمُ وَ صَمَدٌ لَا تُطْعَمُ وَ قَیُّومٌ لَا تَنَامُ وَ عَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ وَ قَوِیٌّ لَا تَضْعُفُ وَ عَظِیمٌ لَا تُوصَفُ وَ وَفِیٌّ لَا تُخْلِفُ وَ غَنِیٌّ لَا تَفْتَقِرُ

ص: 359


1- 1. كتاب الاقبال: 603- 604 و ما بین العلامتین كان محله بیاضا.

وَ حَكِیمٌ لَا تَجُورُ وَ مَنِیعٌ لَا تُقْهَرُ وَ مَعْرُوفٌ لَا تُنْكَرُ وَ وَكِیلٌ لَا تُخْفَی وَ غَالِبٌ لَا تُغْلَبُ وَ فَرْدٌ لَا تَسْتَشِیرُ وَ وَهَّابٌ لَا تَمَلُّ وَ سَرِیعٌ لَا تَذْهَلُ وَ جَوَادٌ لَا تَبْخَلُ وَ عَزِیزٌ لَا تَذِلُّ وَ حَافِظٌ لَا تَغْفُلُ وَ قَائِمٌ لَا تَزُولُ وَ مُحْتَجِبٌ لَا تُرَی وَ دَائِمٌ لَا تَفْنَی وَ بَاقٍ لَا تَبْلَی وَ وَاحِدٌ لَا تَشْتَبِهُ وَ مُقْتَدِرٌ لَا تُنَازَعُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ قُدْرَتِكَ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ أَنْ تُحْیِیَنِی مَا عَلِمْتَ الْحَیَاةَ خَیْراً لِی وَ أَنْ تَتَوَفَّانِی إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَیْراً لِی وَ أَسْأَلُكَ الْخَشْیَةَ فِی الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِی الْغَضَبِ وَ الرِّضَا وَ أَسْأَلُكَ نَعِیماً لَا یَنْفَدُ وَ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَیْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ الْكَرِیمِ وَ فَضْلِكَ الْعَظِیمِ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی یَا لَطِیفُ الْطُفْ لِی فِی كُلِّ مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ تَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ وَ مُخَالَطَةَ الصَّالِحِینَ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ إِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً فَتَقِینِی غَیْرَ مَفْتُونٍ وَ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَ حُبَّ مَنْ یُحِبُّكَ وَ حُبَّ كُلِّ عَمَلٍ یُقَرِّبُنِی إِلَی حُبِّكَ.

اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله حَبِیبِكَ وَ بِحَقِّ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ بِحَقِّ مُوسَی كَلِیمِكَ وَ بِحَقِّ عِیسَی رُوحِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ تَوْرَاةِ مُوسَی وَ إِنْجِیلِ عِیسَی وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ فُرْقَانِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْیٍ أَوْحَیْتَهُ وَ بِحَقِّ كُلِّ قَضَاءٍ قَضَیْتَهُ وَ بِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَیْتَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِی كِتَابِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی وَضَعْتَهَا عَلَی النَّارِ فَاسْتَنَارَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی وَضَعْتَهَا عَلَی اللَّیْلِ فَأَظْلَمَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی وَضَعْتَهَا عَلَی النَّهَارِ فَأَضَاءَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی وَضَعْتَهَا عَلَی الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ.

وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِی مَلَأَ أَرْكَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُبَارَكِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ وَ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مَبْلَغِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِأَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ جَدِّكَ الْأَعْلَی وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ أَنَّ تَرْزُقَنَا حِفْظَ الْقُرْآنِ وَ الْعَمَلَ بِهِ وَ الطَّاعَةَ لَكَ وَ

ص: 360

الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَ أَنْ تُثْبِتَ ذَلِكَ فِی أَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا وَ أَنْ تَخْلِطَ ذَلِكَ بِلَحْمِی وَ دَمِی وَ مُخِّی وَ شَحْمِی وَ عِظَامِی وَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ بِذَلِكَ بَدَنِی وَ قُوَّتِی فَإِنَّهُ لَا یَقْوَی عَلَی ذَلِكَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا اللَّهُ الْوَاحِدُ الرَّبُّ الْقَدِیرُ یَا اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ یَا اللَّهُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ یَا اللَّهُ الْفَتَّاحُ الْعَزِیزُ الْعَلِیمُ یَا اللَّهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ- ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ آدَمُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَأَوْجَبْتَ لَهُ الْجَنَّةَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ شِیثُ بْنُ آدَمَ فَجَعَلْتَهُ وَصِیَّ أَبِیهِ بَعْدَهُ أَنْ تَسْتَجِیبَ دُعَاءَنَا وَ أَنْ تَرْزُقَنَا إِنْفَاذَ كُلِّ وَصِیَّةٍ لِأَحَدٍ عِنْدَنَا وَ أَنْ نُقَدِّمَ وَصِیَّتَنَا أَمَامَنَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ إِدْرِیسُ فَرَفَعْتَهُ مَكَاناً عَلِیّاً أَنْ تَرْفَعَنَا إِلَی أَحَبِّ الْبِقَاعِ إِلَیْكَ وَ تَمُنَّ عَلَیْنَا بِمَرْضَاتِكَ وَ تُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ فَنَجَّیْتَهُ مِنَ الْغَرَقِ وَ أَهْلَكْتَ الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ أَنْ تُنَجِّیَنَا مِمَّا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ هُودٌ فَنَجَّیْتَهُ مِنَ الرِّیحِ الْعَقِیمِ أَنْ تُنَجِّیَنَا مِنْ بَلَاءِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ عَذَابِهِمَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ صَالِحٌ فَنَجَّیْتَهُ مِنْ خِزْیِ یَوْمِئِذٍ أَنْ تُنَجِّیَنَا مِنْ خِزْیِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ عَذَابِهِمَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ لُوطٌ فَنَجَّیْتَهُ مِنَ الْمُؤْتَفِكَةِ وَ الْمَطَرِ السَّوْءِ أَنْ تُنَجِّیَنَا مِنْ مَخَازِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ شُعَیْبٌ فَنَجَّیْتَهُ مِنْ عَذَابِ یَوْمِ الظُّلَّةِ أَنْ تُنَجِّیَنَا مِنَ الْعَذَابِ إِلَی رَوْحِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ إِبْرَاهِیمُ فَجَعَلْتَ النَّارَ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً أَنْ تُخَلِّصَنَا كَمَا خَلَّصْتَهُ وَ أَنْ تَجْعَلَ مَا نَحْنُ فِیهِ بَرْداً وَ سَلَاماً كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَیْهِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ إِسْمَاعِیلُ عِنْدَ الْعَطَشِ وَ أَخْرَجْتَ مِنْ زَمْزَمَ الْمَاءَ الرَّوِیَّ أَنْ تَجْعَلَ مَخْرَجَنَا إِلَی خَیْرٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنَا الْمَالَ الْوَاسِعَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ- یَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَیْهِ بَصَرَهُ وَ وَلَدَهُ وَ قُرَّةَ عَیْنِهِ أَنْ تُخَلِّصَنَا وَ تَجْمَعَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ أَوْلَادِنَا وَ أَهَالِینَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ یُوسُفُ فَأَخْرَجْتَهُ مِنَ السِّجْنِ أَنْ تُخْرِجَنَا مِنَ السِّجْنِ وَ تُمَلِّكَنَا نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیْنَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ

ص: 361

الَّذِی دَعَاكَ بِهِ الْأَسْبَاطُ فَتُبْتَ عَلَیْهِمْ وَ جَعَلْتَهُمْ أَنْبِیَاءَ أَنْ تَتُوبَ عَلَیْنَا وَ تَرْزُقَنَا طَاعَتَكَ وَ عِبَادَتَكَ وَ الْخَلَاصَ مِمَّا نَحْنُ فِیهِ.

وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ أَیُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلَاءُ فَقَالَ رَبِّ إِنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْهُ ضُرَّهُ وَ رَدَدْتَ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْكَ وَ ذِكْرَی لِلْعَابِدِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَقُولُ كَمَا قَالَ رَبِّ إِنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَاسْتَجِبْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ خَلِّصْنَا وَ رُدَّ عَلَیْنَا أَهْلَنَا وَ مَالَنَا- وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْكَ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الْعَابِدِینَ لَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ مُوسَی وَ هَارُونُ فَقُلْتَ عَزَزْتَ مِنْ قَائِلٍ- قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما أَنْ تَسْتَجِیبَ دُعَاءَنَا وَ تُنَجِّیَنَا كَمَا نَجَّیْتَهُمَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ دَاوُدُ فَغَفَرْتَ ذَنْبَهُ وَ تُبْتَ عَلَیْهِ أَنْ تَغْفِرَ ذَنْبِی وَ تَتُوبَ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ سُلَیْمَانُ فَرَدَدْتَ عَلَیْهِ مُلْكَهُ وَ أَمْكَنْتَهُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ وَ الطَّیْرَ أَنْ تُخَلِّصَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَ تَرُدَّ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ وَ تَسْتَخْرِجَ لَنَا مِنْ أَیْدِیهِمْ حَقَّنَا وَ تُخَلِّصَنَا مِنْهُمْ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ عَلَی عَرْشِ مَلِكَةِ سَبَإٍ أَنْ تُحْمَلَ إِلَیْهِ فَإِذْ هُوَ مُسْتَقِرٌّ عِنْدَهُ أَنْ تَحْمِلَنَا مِنْ عَامِنَا هَذَا إِلَی بَیْتِكَ الْحَرَامِ حُجَّاجاً وَ زُوَّاراً لِقَبْرِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ یُونُسُ بْنُ مَتَّی- فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ نَجَّیْتَهُ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ وَ مِنَ الْغَمِّ وَ قُلْتَ عَزَزْتَ مِنْ قَائِلٍ وَ كَذلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ فَنَشْهَدُ أَنَّا مُؤْمِنُونَ وَ نَقُولُ كَمَا قَالَ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ فَاسْتَجِبْ لِی وَ نَجِّنِی مِنْ غَمِّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ كَمَا ضَمِنْتَ أَنْ تُنَجِّیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ زَكَرِیَّا وَ قَالَ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ وَهَبْتَ لَهُ یَحْیَی وَ أَصْلَحْتَ لَهُ زَوْجَهُ وَ جَعَلْتَهُمْ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ كَانُوا لَكَ خَاشِعِینَ فَإِنِّی أَقُولُ كَمَا قَالَ- رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ فَاسْتَجِبْ لِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی وَ جَمِیعَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ خَلِّصْنِی مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ هَبْ

ص: 362

لِی كَرَامَةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَوْلَاداً صَالِحِینَ یَرِثُونِّی وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ مِنَ الْخَاشِعِینَ الْمُطِیعِینَ.

وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ یَحْیَی فَجَعَلْتَهُ یَرِدُ الْقِیَامَةَ وَ لَمْ یَعْمَلْ مَعْصِیَةً وَ لَمْ یَهُمَّ بِهَا أَنْ تَعْصِمَنِی مِنِ اقْتِرَافِ الْمَعَاصِی حَتَّی نَلْقَاكَ طَاهِرِینَ لَیْسَ لَكَ قِبَلَنَا مَعْصِیَةٌ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَتْكَ بِهِ مَرْیَمُ فَنَطَقَ وَلَدُهَا بِحُجَّتِهَا أَنْ تُوَفِّقَنَا وَ تُخَلِّصَنَا بِحُجَّتِنَا عِنْدَكَ وَ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ حَتَّی تُظْهِرَ حُجَّتَنَا عَلَی ظَالِمِینَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ فَأَحْیَا بِهِ الْمَوْتَی وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ أَنْ تُخَلِّصَنَا وَ تُبَرِّئَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ آفَةٍ وَ أَلَمٍ وَ تُحْیِیَنَا حَیَاةً طَیِّبَةً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ تَرْزُقَنَا الْعَافِیَةَ فِی أَبْدَانِنَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ الْحَوَارِیُّونَ فَأَعَنْتَهُمْ حَتَّی بَلَّغُوا عَنْ عِیسَی مَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَ صَرَفْتَ عَنْهُمْ كَیْدَ الْجَبَّارِینَ وَ تَوَلَّیْتَهُمْ أَنْ تُخَلِّصَنَا وَ تَجْعَلَنَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَی طَاعَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ جِرْجِیسُ فَرَفَعْتَ عَنْهُ أَلَمَ الْعَذَابِ أَنْ تَرْفَعَ عَنَّا أَلَمَ الْعَذَابِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ لَا تَبْتَلِیَنَا وَ إِنِ ابْتَلَیْتَنَا فَصَبِّرْنَا وَ الْعَافِیَةُ أَحَبُّ إِلَیْنَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ الْخَضِرُ حَتَّی أَبْقَیْتَهُ أَنْ تُفَرِّجَ عَنَّا وَ تَنْصُرَنَا عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ تَرُدَّنَا إِلَی مَأْمِنِكَ.

وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ حَبِیبُكَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلْتَهُ سَیِّدَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَیَّدْتَهُ بِعَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمَا وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِمَا الطَّاهِرِینَ وَ أَنْ تُقِیلَنِی فِی هَذَا الْیَوْمِ عَثْرَتِی وَ تَغْفِرَ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ خَطَایَایَ وَ لَا تَصْرِفَنِی مِنْ مَقَامِی هَذَا إِلَّا بِسَعْیٍ مَشْكُورٍ وَ ذَنْبٍ مَغْفُورٍ وَ عَمَلٍ مَقْبُولٍ وَ رَحْمَةٍ وَ مَغْفِرَةٍ وَ نَعِیمٍ مَوْصُولٍ بِنَعِیمِ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).

ص: 363


1- 1. كتاب الاقبال: 611- 615.

أبواب ما یتعلق بشهر ربیع الآخر من الأدعیة و الأعمال

باب 16 عمل أول یوم منه و أول لیلته و أدعیتهما و ما یناسب ذلك

أقول: و قد مضی فی باب أول هذا الجزء عمل أول كل شهر فلا تغفل.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] وَجَدْنَا فِی كِتَابِ مُخْتَصَرِ الْمُنْتَخَبِ الدُّعَاءَ فِی غُرَّةِ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ أَسْأَلُكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ الْغَایَةِ وَ الْمُنْتَهَی وَ بِمَا خَالَفْتَ بِهِ بَیْنَ الْأَنْوَارِ وَ الظُّلُمَاتِ وَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِأَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ أَتَمِّ أَسْمَائِكَ فِی التَّوْرَاةِ نُبْلًا وَ أَزْهَرِ أَسْمَائِكَ فِی الزَّبُورِ عِزّاً وَ أَجَلِّ أَسْمَائِكَ فِی الْإِنْجِیلِ قَدْراً وَ أَرْفَعِ أَسْمَائِكَ فِی الْقُرْآنِ ذِكْراً وَ أَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِی الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَ أَفْضَلِهَا وَ أَسَرِّ أَسْمَائِكَ فِی نَفْسِكَ الَّذِی

لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ بِالْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ مَا حَمَلَ وَ بِالْكُرْسِیِّ الْكَرِیمِ وَ مَا وَسِعَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُبِیحَ لِی مِنْ عِنْدِكَ فَرَجَكَ الْقَرِیبَ الْعَظِیمَ الْأَعْظَمَ اللَّهُمَّ أَتْمِمْ عَلَیَّ إِحْسَانَكَ الْقَدِیمَ الْأَقْدَمَ وَ تَابِعْ إِلَیَّ مَعْرُوفَكَ الدَّائِمَ الْأَدْوَمَ وَ أَنْعِشْنِی بِعِزِّ جَلَالِكَ الْكَرِیمِ الْأَكْرَمِ ثُمَّ تَقْرَأُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ- الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 364

فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ- اتَّبِعْ ما أُوحِیَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ- قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ جَمِیعاً الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ- وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا یُشْرِكُونَ- فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- حَتَّی إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ- قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ- یُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ- وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی- وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما یُوحی- إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِی- إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ عِلْماً- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا- نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ- وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- فَتَعالَی اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- وَ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْأُولی وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ- غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ شَدِیدِ الْعِقابِ ذِی الطَّوْلِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ... لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ- هُوَ الْحَیُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِینَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِینَ- فَأَنَّی لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ

ص: 365

وَ الْمُؤْمِناتِ وَ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عَفْواً لَیْسَ بَعْدَهُ عُقُوبَةٌ وَ رِضًی لَیْسَ بَعْدَهُ سَخَطٌ وَ عَافِیَةً لَیْسَ بَعْدَهَا بَلَاءٌ وَ سَعَادَةً لَیْسَ بَعْدَهَا شَقَاءٌ وَ هُدًی لَا یَكُونُ بَعْدَهُ ضَلَالَةٌ وَ إِیمَاناً لَا یُدَاخِلُهُ كُفْرٌ وَ قَلْباً لَا یُدَاخِلُهُ فِتْنَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِی الْقَبْرِ وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ وَ الْقَوْلَ الثَّابِتَ وَ أَنْ تُنْزِلَ عَلَیَّ الْأَمَانَ وَ الْفَرَجَ وَ السُّرُورَ وَ نَضْرَةَ النَّعِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَرِّفْنِی بَرَكَةَ هَذَا الشَّهْرِ وَ یُمْنَهُ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُ وَ اجْعَلْنِی فِیهِ مِنَ الْفَائِزِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَهَّابُ الْخَیْرِ فَهَبْ لِی شَوْقاً إِلَی لِقَائِكَ وَ إِشْفَاقاً مِنْ عَذَابِكَ وَ حَیَاءً مِنْكَ وَ تَوْقِیراً وَ إِجْلَالًا حَتَّی یَوْجَلَ مِنْ ذَلِكَ قَلْبِی وَ یَقْشَعِرَّ مِنْهُ جِلْدِی وَ یَتَجَافَی لَهُ جَنْبِی وَ تَدْمَعُ مِنْهُ عَیْنِی وَ لَا أَخْلُو مِنْ ذِكْرِكَ فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُثْنِی عَلَیْكَ وَ مَا عَسَی أَنْ یَبْلُغَ مَدْحِی وَ ثَنَائِی مَعَ قِلَّةِ عَمَلِی وَ قِصَرِ رَأْیِی وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ وَ أَنَا الذَّلِیلُ وَ أَنْتَ الْقَوِیُّ وَ أَنَا الضَّعِیفُ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ أَنْتَ الْمُعْطِی وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ عَنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ كَرِّمْ مَقَامَهُ وَ أَجْزِلْ ثَوَابَهُ وَ أَفْلِحْ حُجَّتَهُ وَ أَظْهِرْ عُذْرَهُ وَ عَظِّمْ نُورَهُ وَ أَدِمْ كَرَامَتَهُ وَ أَلْحِقْ بِهِ أُمَّتَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ وَ أَقِرَّ بِذَلِكَ عَیْنَهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً أَكْرَمَ النَّبِیِّینَ تَبَعاً وَ أَعْظَمَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَشْرَفَهُمْ كَرَامَةً وَ أَعْلَاهُمْ دَرَجَةً وَ أَفْسَحَهُمْ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلًا اللَّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً دَرَجَةَ الْوَسِیلَةِ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ نُورَهُ وَ بُرْهَانَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِی أُمَّتِهِ وَ تَقَبَّلْ صَلَاةَ أُمَّتِهِ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاتِكَ

ص: 366

وَ تَلَا آیَاتِكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ اللَّهُمَّ زِدْ مُحَمَّداً مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً وَ مَعَ كُلِّ فَضْلٍ فَضْلًا وَ مَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ وَ مَعَ كُلِّ سَعَادَةٍ سَعَادَةً حَتَّی تَجْعَلَ مُحَمَّداً فِی الشَّرَفِ الْأَعْلَی مِنَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَهِّلْ لِی مَحَبَّتِی وَ بَلِّغْنِی أُمْنِیَّتِی وَ وَسِّعْ عَلَیَّ فِی رِزْقِی وَ اقْضِ عَنِّی دَیْنِی وَ فَرِّجْ عَنِّی غَمِّی وَ هَمِّی وَ كَرْبِی وَ یَسِّرْ لِی إِرَادَتِی وَ أَوْصِلْنِی إِلَی بُغْیَتِی سَرِیعاً عَاجِلًا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

باب 17 أعمال بقیة أیام هذا الشهر و لیالیها و ما یتعلق بذلك

«1»- قل، إقبال الأعمال بإسنادنا إلی شیخنا المفید قال فی كتاب حدائق الریاض عند ذكر ربیع الآخر الیوم العاشر منه سنة اثنتین و ثلاثین و مائتین من الهجرة كان مولد سیدنا أبی محمد الحسن بن علی بن محمد بن علی الرضا صلوات اللّٰه علیهم و هو یوم شریف عظیم البركة یستحب صیامه (2).

أبواب ما یتعلق بشهر جمادی الأولی من الأعمال و الأدعیة

باب 18 أدعیة أول لیلة منه و أول یومه و أعمالها

أقول: قد سبق عمل أول كل شهر فی باب أول هذا الجزء فلا تغفل.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] فِی كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنْ كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ الدُّعَاءُ فِی غُرَّةِ جُمَادَی الْأَوْلَی تَقُولُ:

ص: 367


1- 1. كتاب الاقبال: 616- 618.
2- 2. كتاب الاقبال: 618.

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ وَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ وَ أَنْتَ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ وَ أَنْتَ الْمُهَیْمِنُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ وَ أَنْتَ الْجَبَّارُ وَ أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَ أَنْتَ الْخالِقُ وَ أَنْتَ الْبارِئُ وَ أَنْتَ الْمُصَوِّرُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ اخْتِمْ لَنَا بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ فِی سَبِیلِكَ وَ عَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هَذَا وَ یُمْنَهُ وَ ارْزُقْنَا خَیْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ وَ اجْعَلْنَا فِیهِ مِنَ الْفَائِزِینَ وَ قِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ طِینٍ ثُمَّ قَضی أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّی عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ- وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ یَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلی عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَیِّماً لِیُنْذِرَ بَأْساً شَدِیداً مِنْ لَدُنْهُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْكِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی كَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ سَیُرِیكُمْ آیاتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ- وَ تَرَی

ص: 368

الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ- فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ- وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ تَدَارَكْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ قَوِّ ضَعْفِی لِلَّذِی خَلَقْتَنِی لَهُ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ الْإِیمَانَ وَ زَیِّنْهُ فِی قَلْبِی وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ لَكَ عَبْداً لَا أَسْتَطِیعُ دَفْعَ مَا أَكْرَهُ وَ لَا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَ أَصْبَحْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی فَلَا فَقِیرَ أَفْقَرُ مِنِّی یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِی عَمَلَ مَنِ اسْتَیْقَنَ حُضُورَ أَجَلِهِ- لَا بَلْ عَمَلَ مَنْ قَدْ مَاتَ فَرَأَی عَمَلَهُ وَ نَظَرَ إِلَی ثَوَابِ عَمَلِهِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَ هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ غَضَبِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ وَ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ وَ آمَنَ بِكَ فَهَدَیْتَهُ وَ تَوَكَّلَ عَلَیْكَ فَكَفَیْتَهُ وَ تَقَرَّبَ إِلَیْكَ فَأَدْنَیْتَهُ وَ افْتَقَرَ إِلَیْكَ فَأَغْنَیْتَهُ وَ اسْتَغْفَرَكَ فَغَفَرْتَ لَهُ وَ رَضِیتَ عَنْهُ وَ أَرْضَیْتَهُ وَ هَدَیْتَهُ إِلَی مَرْضَاتِكَ وَ اسْتَعْمَلْتَهُ بِطَاعَتِكَ وَ لِذَلِكَ فَرَّغْتَهُ أَبَداً مَا أَحْیَیْتَهُ فَتُبْ عَلَیَّ یَا رَبِّ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ لَا تَحْرِمْنِی شَیْئاً مِمَّا سَأَلْتُكَ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِی الْأَرْضِ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِی لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا هُوَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنِّی عَلَی الدُّنْیَا وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهَا وَ كَرِّهْ إِلَیَّ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیَانَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الرَّاشِدِینَ اللَّهُمَّ قَوِّنِی لِعِبَادَتِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِی فِی طَاعَتِكَ وَ بَلِّغْنِیَ الَّذِی أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الرِّیَّ یَوْمَ الظَّمَاءِ وَ النَّجَاةَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ الْفَوْزَ یَوْمَ الْحِسَابِ وَ الْأَمْنَ مِنْ یَوْمِ الْخَوْفِ وَ أَسْأَلُكَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ الْخُلُودَ فِی جَنَّتِكَ فِی دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَ السُّجُودَ یَوْمَ یُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ الظِّلَّ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ وَ مُرَافَقَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا قَدَّمْتُ مِنْ ذُنُوبِی

ص: 369

وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَسْرَفْتُ عَلَی نَفْسِی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ ارْزُقْنِی التُّقَی وَ الْهُدَی وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَی وَ وَفِّقْنِی لِلْعَمَلِ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِی دِینِیَ الَّذِی هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِی وَ أَصْلِحْ لِی دُنْیَایَ الَّتِی فِیهَا مَعَاشِی وَ أَصْلِحْ لِی آخِرَتِیَ الَّتِی إِلَیْهَا مُنْقَلَبِی وَ اجْعَلِ الْحَیَاةَ زِیَادَةً لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ یَا سَیِّدَ السَّادَاتِ وَ یَا مَالِكَ الْمُلُوكِ أَنْ تَرْحَمَنِی وَ تَسْتَجِیبَ لِی وَ تُصْلِحَنِی فَإِنَّهُ لَا یُصْلِحُ مَنْ صَلَحَ مِنْ عِبَادِكَ إِلَّا أَنْتَ فَإِنَّكَ أَنْتَ رَبِّی وَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ مَوْلَایَ وَ مَلْجَئِی وَ لَا رَاحِمَ لِی غَیْرُكَ وَ لَا مُغِیثَ لِی سِوَاكَ وَ لَا مَالِكَ سِوَاكَ وَ لَا مُجِیبَ إِلَّا أَنْتَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ الْخَاطِئُ الَّذِی وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِحَالِی وَ حَاجَتِی وَ كَثْرَةِ ذُنُوبِی وَ الْمُطَّلِعُ عَلَی أُمُورِی كُلِّهَا فَأَسْأَلُكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِی وَ مَا تَأَخَّرَ اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا حَاجَةً هِیَ لَكَ رِضًی إِلَّا قَضَیْتَهَا وَ لَا عَیْباً إِلَّا أَصْلَحْتَهُ اللَّهُمَّ وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی أَهْوَالِ الدُّنْیَا وَ بَوَائِقِ الدُّهُورِ وَ مُصِیبَاتِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ اللَّهُمَّ وَ احْرُسْنِی مِنْ شَرِّ مَا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِی الْأَرْضِ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً ثَابِتاً وَ عَمَلًا مَقْبُولًا وَ دُعَاءً مُسْتَجَاباً وَ یَقِیناً صَادِقاً وَ قَوْلًا طَیِّباً وَ قَلْباً شَاكِراً وَ بَدَناً صَابِراً وَ لِسَاناً ذَاكِراً اللَّهُمَّ انْزِعْ حُبَّ الدُّنْیَا وَ مَعَاصِیهَا وَ ذِكْرَهَا وَ شَهْوَتَهَا مِنْ قَلْبِی اللَّهُمَّ إِنَّكَ بِكَرَمِكَ تَشْكُرُ الْیَسِیرَ مِنْ عَمَلِی فَاعْفُ لِیَ الْكَثِیرَ مِنْ ذُنُوبِی وَ كُنْ لِی وَلِیّاً وَ نَصِیراً وَ مُعِیناً وَ حَافِظاً اللَّهُمَّ هَبْ لِی قَلْباً أَشَدَّ رَهْبَةً لَكَ مِنْ قَلْبِی وَ لِسَاناً أَدْوَمَ لَكَ ذِكْراً مِنْ لِسَانِی وَ جِسْماً أَقْوَی عَلَی طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ مِنْ جِسْمِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ وَ مِنْ تَحَوُّلِ عَافِیَتِكَ وَ مِنْ هَوْلِ غَضَبِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

ص: 370

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِیمِ وَ عَرْشِكَ الْعَظِیمِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِیمِ یَا وَهَّابَ الْعَطَایَا وَ یَا مُطْلِقَ الْأُسَارَی وَ یَا فَكَّاكَ الرِّقَابِ وَ یَا كَاشِفَ الْعَذَابِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُخْرِجَنِی مِنَ الدُّنْیَا سَالِماً غَانِماً وَ أَنْ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ آمِناً وَ أَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَ شَهْرِی هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ (1).

باب 19 أعمال بقیة هذا الشهر و لیالیها و ما یتعلق بذلك من المطالب

أقول: قد مر فی باب أعمال أیام مطلق الشهر و لیالیه و أدعیتهما ما یتعلق بذلك (2).

«1»- قل، إقبال الأعمال بإسنادنا إلی شیخنا المفید فی حدائق الریاض فی النصف من جمادی الأولی سنة ست و ثلاثین من الهجرة كان مولد سیدنا علی بن الحسین علیهما السلام و هو یوم شریف یستحب فیه الصیام و التطوع بالخیرات (3).

ص: 371


1- 1. كتاب الاقبال ص 618- 621.
2- 2. راجع ج 97 ص 132- 324.
3- 3. كتاب الاقبال ص 621.

أبواب ما یتعلق بشهر جمادی الآخرة من الأعمال و الأدعیة

باب 20 أدعیة أول لیلة منه و أول یومه و أعمالهما

أقول: قد مر عمل أول كل شهر فی باب أول أبواب هذا الجزء فلا تغفل.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] فِی كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنْ كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ الدُّعَاءُ فِی غُرَّةِ جُمَادَی الْآخِرَةِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ یَا اللَّهُ أَنْتَ الدَّائِمُ الْقَائِمُ یَا اللَّهُ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ یَا اللَّهُ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَا اللَّهُ أَنْتَ الْمُتَعَالِی فِی عُلُوِّكَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ صَانِعُ كُلِّ شَیْ ءٍ الْقَاضِی الْأَكْبَرُ الْقَدِیرُ الْمُقْتَدِرُ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هَذَا وَ ارْزُقْنَا یُمْنَهُ وَ نُورَهُ وَ نَصْرَهُ وَ خَیْرَهُ وَ بِرَّهُ وَ سَهِّلْ لِی فِیهِ مَا أُحِبُّهُ وَ یَسِّرْ لِی فِیهِ مَا أُرِیدُهُ وَ أَوْصِلْنِی إِلَی بُغْیَتِی فِیهِ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ یَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِینَ وَ یَعْلَمُ ضَمِیرَ الصَّامِتِینَ وَ یَا مَنْ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ عِنْدَهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَ جَوَابٌ عَتِیدٌ وَ كُلِّ صَامِتٍ عِلْمٌ مِنْهُ بَاطِنٌ مُحِیطٌ مَوَاعِیدُكَ الصَّادِقَةُ وَ أَیَادِیكَ النَّاطِقَةُ وَ نِعَمُكَ السَّابِغَةُ وَ أَیَادِیكَ الْفَاضِلَةُ وَ رَحْمَتُكَ الْوَاسِعَةُ إِلَهِی خَلَقْتَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ أَنَا عَائِذُكَ وَ عَائِذٌ إِلَیْكَ وَ قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَنَا مُقِرٌّ لَكَ بِالْعُبُودِیَّةِ مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالرُّبُوبِیَّةِ مُسْتَغْفِرٌ مِنْ ذُنُوبِی فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ.

ص: 372

یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ وَ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَشِیَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی وَ مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی وَ وَلِیَّ كُلِّ حَسَنَةٍ یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا غِیَاثَاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ یَا غَایَةَ رَغْبَتَاهْ أَسْأَلُكَ بِكَ یَا اللَّهُ أَلَّا تُشَوِّهَ خَلْقِی بِالنَّارِ فَإِنِّی ضَعِیفٌ مِسْكِینٌ مَهِینٌ وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ یَا جَامِعَ النَّاسِ لِیَوْمٍ لَا رَیْبَ فِیهِ اجْمَعْ لِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ تَقْرَأُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَیْنَ ذلِكَ سَبِیلًا وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً اللَّهُمَّ هَبْنِی بِكَرَامَتِكَ وَ أَتِمَّ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ وَ أَلْبِسْنِی عَفْوَكَ وَ عَافِیَتَكَ وَ أَمْنَكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّمْنِی بِجَرِیرَتِی وَ لَا تُخْزِنِی بِخَطِیئَتِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ فِی قَبْضَتِكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ مَاضٍ فِیَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِیَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَرْفُوعِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی هُوَ حَقٌّ عَلَیْكَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِمَنْ دَعَاكَ بِهِ وَ بِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَی نَبِیِّكَ مُوسَی وَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعَاكَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ بِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی وَ أَنْ تَجْعَلَنِی فِی عِیَاذِكَ وَ حِفْظِكَ وَ كَنَفِكَ وَ سَتْرِكَ وَ حِصْنِكَ وَ فِی فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ اغْفِرْ لِی وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ

ص: 373

الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ اجْعَلْ عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ أَكْرَمَ خَلْقِكَ عَلَیْكَ وَ أَفْضَلَهُمْ لَدَیْكَ وَ أَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَكَ وَ أَشْرَفَهُمْ مَكَاناً وَ أَفْسَحَهُمْ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلًا وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] رَأَیْتُ فِی كِتَابِ رَوْضَةِ الْعَابِدِینَ وَ مَأْنَسِ الرَّاغِبِینَ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ فَرَجٍ الْوَاسِطِیِّ حَدِیثاً فِی كِتَابِ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ لَمْ یَذْكُرْ أَیَّ وَقْتٍ مِنْهُ فَنَذْكُرُهَا فِی أَوَّلِهِ اغْتِنَاماً لِلْعِبَادَةِ وَ اسْتِظْهَاراً لِلسَّعَادَةِ: وَ هِیَ أَنْ تُصَلِّیَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ الْحَمْدَ فِی الْأُولَی مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ سُورَةَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ سُورَةَ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمْتَ فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ قُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْكِرَامِ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی حَاجَتَكَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ تُصَانُ نَفْسُهُ وَ مَالُهُ وَ أَهْلُهُ وَ وَلَدُهُ وَ دِینُهُ وَ دُنْیَاهُ إِلَی مِثْلِهَا فِی السَّنَةِ الْقَابِلَةِ وَ إِنْ مَاتَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ مَاتَ عَلَی الشَّهَادَةِ(2).

ص: 374


1- 1. كتاب الاقبال: 621- 622.
2- 2. كتاب الاقبال ص 622- 623.

باب 21 أعمال بقیة هذا الشهر و لیالیه و ما یتعلق بها

أقول: قد مر فی باب أعمال أیام مطلق الشهر و لیالیه و أدعیتهما ما یتعلق بذلك.

«1»- قل، إقبال الأعمال روینا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم فی كتاب التعریف للمولد الشریف أن وفاة فاطمة صلوات اللّٰه علیها كانت یوم ثالث جمادی الآخرة فینبغی أن یكون أهل الوفاء محزونین علی ما جری علیها من المظالم الباطنة و الظاهرة و تزار بما قدمناه (1).

أقول: قد أوردنا زیاراتها صلوات اللّٰه علیها فی كتاب المزار.

«2»- قل، إقبال الأعمال ذكر محمد بن بابویه رضوان اللّٰه علیه فی كتاب النبوة حدیث أن الحمل بسیدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان لیلة الجمعة لاثنتی عشرة لیلة بقیت من جمادی الآخرة و إذا كان الأمر كذلك فینبغی تعظیم تلك اللیلة الباهرة و إحیاؤها بالعبادات الباطنة و الظاهرة(2).

«3»- قل، إقبال الأعمال قال شیخنا المفید ره فی حدائق الریاض یوم العشرین من جمادی الآخرة كان مولد السیدة الزهراء سنة اثنتین من المبعث و هو یوم شریف یتجدد فیه سرور المؤمنین و یستحب صیامه و التطوع فیه بالخیرات و الصدقة علی أهل الإیمان قال السید ره یستحب زیارتها فی هذا الیوم (3).

أقول: أوردنا زیارتها فی كتاب المزار صلوات اللّٰه علیها و علی أبیها و بعلها و ذریتها الأبرار.

ص: 375


1- 1. كتاب الاقبال ص 623.
2- 2. كتاب الاقبال ص 623.
3- 3. كتاب الاقبال ص 623.

أبواب ما یتعلق بشهر رجب المرجب من الصلوات و الأدعیة و الأعمال و ما شاكلها

اشارة

و اعلم أنا أوردنا كثیرا مما یناسب هذه الأبواب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام و المزار و غیرها فلیرجع إلیها.

باب 22 الأعمال المتعلقة بأول یوم من هذا الشهر و أول لیلة منه زائدا علی ما یأتی

أقول: قد سبق عمل أول كل شهر فی الباب الأول من أبواب هذا الجزء فتذكر.

«1»- قل، إقبال الأعمال عمل أول لیلة من رجب فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب وجدناه فی كتب الدعوات.

فَرُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَیْنَا بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ رَبِّی وَ رَبُّكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ علیه السلام كَانَ إِذَا رَأَی هِلَالَ رَجَبٍ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ بَلِّغْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ وَ أَعِنَّا عَلَی الصِّیَامِ وَ الْقِیَامِ وَ حِفْظِ اللِّسَانِ وَ غَضِّ الْبَصَرِ وَ لَا تَجْعَلْ حَظَّنَا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.

قال و یستحب أن یقرأ عند رؤیة الهلال- سورة الفاتحة سبع مرات فإنه من قرأها عند رؤیة الهلال عافاه اللّٰه من رمد العین فی ذلك الشهر

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ علیه السلام كَانَ إِذَا رَأَی الْهِلَالَ كَبَّرَ ثَلَاثاً وَ هَلَّلَ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ شَهْرَ كَذَا وَ جَاءَ بِشَهْرِ كَذَا.

ص: 376

فصل فیما نذكره من فضل الغسل فی أول رجب و أوسطه و آخره وجدناه فی كتب العبادات

عَنِ النَّبِیِّ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَجَبٍ فَاغْتَسَلَ فِی أَوَّلِهِ وَ أَوْسَطِهِ وَ آخِرِهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

فصل فیما نذكره من حدیث الملك الداعی إلی اللّٰه فی كل لیلة من رجب نقلناه من كتب العبادات

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی نَصَبَ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَلَكاً یُقَالُ لَهُ الدَّاعِی فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ یُنَادِی ذَلِكَ الْمَلَكُ كُلَّ لَیْلَةٍ مِنْهُ إِلَی الصَّبَاحِ طُوبَی لِلذَّاكِرِینَ طُوبَی لِلطَّائِعِینَ وَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَنَا جَلِیسُ مَنْ جَالَسَنِی وَ مُطِیعُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ غَافِرُ مَنِ اسْتَغْفَرَنِی الشَّهْرُ شَهْرِی وَ الْعَبْدُ عَبْدِی وَ الرَّحْمَةُ رَحْمَتِی فَمَنْ دَعَانِی فِی هَذَا الشَّهْرِ أَجَبْتُهُ وَ مَنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ مَنِ اسْتَهْدَانِی هَدَیْتُهُ وَ جَعَلْتُ هَذَا الشَّهْرَ حَبْلًا بَیْنِی وَ بَیْنَ عِبَادِی فَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إِلَیَّ.

فصل فیما نذكره من الدعاء فی أول لیلة من رجب بعد عشاء الآخرة

رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ قَدْ زَكَّاهُ النَّجَاشِیُّ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَدْعُو فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ بَعْدَ صَلَاةِ عِشَاءِ الْآخِرَةِ بِهَذَا الدُّعَاءِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِیكٌ وَ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ مُقْتَدِرٌ وَ أَنَّكَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَا مُحَمَّدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ لِیُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِی اللَّهُمَّ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَنْجِحْ طَلِبَتِی ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ.

فصل فیما نذكره من صلاة أول لیلة من رجب و الدعاء بعدها نَقَلْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنْ كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ: تُصَلِّی أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ عَشْرَ رَكَعَاتٍ مَثْنَی مَثْنَی تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَقُولُ سَبْعِینَ مَرَّةً- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَعْطَیْتُكَ مِنْ نَفْسِی ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِیمَ وَ خَالَطَهُ مَا

ص: 377

لَیْسَ لَكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِی قَوِیتُ عَلَیْهَا بِنِعْمَتِكَ وَ سَتْرِكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِی بَارَزْتُكَ بِهَا دُونَ خَلْقِكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّ سُوءٍ عَمِلْتُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ تَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ بِمَا تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ سُبْحَانَكَ بِمَا تَبْلُغُهُ أَحْكَامُكَ وَ لَا أَبْلُغُهُ وَ سُبْحَانَكَ بِمَا أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَ لَا یَبْلُغُهُ الْحَیَوَانُ مِنْ خَلْقِكَ وَ سُبْحَانَكَ بِالتَّسْبِیحِ الَّذِی یُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضَاكَ وَ سُبْحَانَكَ بِالتَّسْبِیحِ الَّذِی لَمْ تُطْلِعْ عَلَیْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَ سُبْحَانَكَ بِعِلْمِكَ فِی خَلْقِكَ كُلِّهِمْ وَ لَوْ عَلَّمْتَنِی أَكْثَرَ مِنْ هَذَا لَقُلْتُهُ اللَّهُمَّ لَا خَرَابَ عَلَی مَا عَمَّرْتَ وَ لَا فَقْرَ عَلَی مَا أَغْنَیْتَ وَ لَا خَوْفَ عَلَی مَا آمَنْتَ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَنْتَ عَالِمٌ بِحَاجَتِی فَاقْضِهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ یَا رَافِعَ السَّمَاءِ فِی الْهَوَاءِ وَ كَابِسَ الْأَرْضِ عَلَی الْمَاءِ وَ مُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِمَا لَا یُرَی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ مَاضٍ فِیَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِیَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِی كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِیعَ قَلْبِی وَ جَلَاءَ حُزْنِی وَ ذَهَابَ هَمِّی وَ غَمِّی.

اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لَكَ وَ ضَلَّتِ الْأَحْلَامُ فِیكَ وَ ضَاقَتِ الْأَشْیَاءُ دُونَكَ وَ مَلَأَ كُلَّ شَیْ ءٍ نُورُكَ وَ وَجِلَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْكَ وَ هَرَبَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلَ كُلُّ شَیْ ءٍ عَلَیْكَ أَنْتَ الرَّفِیعُ فِی جَلَالِكَ وَ أَنْتَ الْبَهِیُّ فِی جَمَالِكَ وَ أَنْتَ الْعَظِیمُ فِی قُدْرَتِكَ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَئُودُكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ یَا غَافِرَ زَلَّتِی یَا قَاضِیَ حَاجَتِی وَ یَا مُفَرِّجَ كُرْبَتِی وَ یَا وَلِیَّ نِعْمَتِی أَعْطِنِی مَسْأَلَتِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ عَلَی عَهْدِكَ وَ

ص: 378

وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَیِّئَاتِ أَعْمَالِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی لَا یَغْفِرُهَا غَیْرُكَ فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِی دُنُوِّهِ عَالٍ وَ فِی إِشْرَاقِهِ مُنِیرٌ وَ فِی سُلْطَانِهِ عَزِیزٌ ائْتِنِی بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِكَ لَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ عَلَیَّ فِیهِ مِنَّةً وَ لَا لَكَ فِی الْآخِرَةِ عَلَیَّ تَبِعَةً إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ الرَّدْمِ وَ أَنْ أُقْتَلَ فِی سَبِیلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَ لَدِیغاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ مُقْتَدِرٌ وَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی وَ تَكْشِفَ ضُرِّی وَ تُبَلِّغَنِی أُمْنِیَّتِی وَ تُسَهِّلَ لِی مَحَبَّتِی وَ تُیَسِّرَ لِی إِرَادَتِی وَ تُوصِلَنِی إِلَی بُغْیَتِی سَرِیعاً عَاجِلًا وَ تَجْمَعَ لِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

و تقول بعد ذلك و فی كل لیلة من لیالی رجب لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَلْفَ مَرَّةٍ.

فصل فیما نذكره من صلاة أخری فی أول لیلة من رجب و ثوابها وَجَدْنَا ذَلِكَ فِی كُتُبِ الْعِبَادَاتِ مَرْوِیّاً عَنِ النَّبِیِّ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ قَالَ علیه السلام: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ صَلَّی فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ثَلَاثِینَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ صَغِیرٍ وَ كَبِیرٍ وَ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْمُصَلِّینَ إِلَی السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ وَ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ.

فصل فی صلاة أخری فی أول لیلة من رجب و رأیت فی كتاب روضة العابدین المقدم ذكره صلاة فی أول لیلة من رجب ذكر لها فضلا نذكر شرحها قَالَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی الْمَغْرِبَ أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ یُصَلِّی بَعْدَهَا عِشْرِینَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَ یُسَلِّمُ بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَدْرُونَ مَا ثَوَابُهُ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِینَ عَلَّمَنِی ذَلِكَ وَ حَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ذِرَاعَیْهِ وَ قَالَ حُفِظَ وَ اللَّهِ فِی نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أُجِیرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ جَازَ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ مِنْ غَیْرِ حِسَابٍ.

فَصْلٌ فِی صَلَاةٍ أُخْرَی فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ رَأَیْنَاهَا فِی كِتَابِ رَوْضَةِ

ص: 379

الْعَابِدِینَ الْمَذْكُورِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ أَ لَمْ نَشْرَحْ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ أَ لَمْ نَشْرَحْ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یُهَلِّلُ اللَّهَ تَعَالَی ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثِینَ مَرَّةً فَإِنَّهُ یُغْفَرُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ یُخْرِجُهُ مِنَ الْخَطَایَا كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ صَلَاةِ رَكْعَتَیْنِ لِكُلِّ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ رَوَاهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحُلْوَانِیُّ فِی كِتَابِ التُّحْفَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی فِی رَجَبٍ سِتِّینَ رَكْعَةً فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِنْهُ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمَ مِنْهُمَا رَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ آلِهِ وَ یَمْسَحُ بِیَدَیْهِ وَجْهَهُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَسْتَجِیبُ الدُّعَاءَ وَ یُعْطِی ثَوَابَ سِتِّینَ حَجَّةً وَ سِتِّینَ عُمْرَةً.

أقول: وجدت فی بعض كتب عمل رجب صلاة فی أول لیلة من الشهر فرأیت أن ذكرها فی أول لیلة ألیق بها لأنها لیلة تحیا بالعبادات فیحتاج إلی زیادة الطاعات و لأن الإنسان ما یدری إذا أخر هذه الصلاة عن أول لیلة هل یتمكن منها فی غیرها أم لا.

وَ هَذِهِ الصَّلَاةُ تُرْوَی عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةً مِنْ لَیَالِی رَجَبٍ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ عَمِلَ وَ سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ كَتَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِبَادَةَ سِتِّینَ سَنَةً وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ سُورَةٍ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِی الْجَنَّةِ وَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ صَامَ وَ صَلَّی وَ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ جَاهَدَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ

ص: 380

وَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ إِلَی السَّنَةِ الْقَابِلَةِ فِی كُلِّ یَوْمٍ حَجَّةً وَ عُمْرَةً وَ لَا یَخْرُجُ مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ أَعْتَقَكَ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ النَّارِ وَ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْمُصَلِّینَ تِلْكَ السَّنَّةَ كُلَّهَا وَ إِنْ مَاتَ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ مَاتَ شَهِیداً وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی دُعَاءَهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ وَ أَعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ بَیَّضَ وَجْهَهُ وَ جَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ.

ذُكِرَ صَلَاةٌ أُخْرَی فِی لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِی لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی رَكْعَتَیْنِ فَكَأَنَّمَا صَامَ مِائَةَ سَنَةٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ قَصْرٍ فِی جِوَارِ نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام (1).

«2»- قل، [إقبال الأعمال] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ ره فِی عَمَلِ أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ فِیمَا رَوَاهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ- لَكَ الْمَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَ لَكَ الْحُجَّةُ إِنْ عَصَیْتُكَ لَا صُنْعَ لِی وَ لَا لِغَیْرِی فِی إِحْسَانٍ إِلَّا بِكَ یَا كَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا كَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ-(2) إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَدِیلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ مِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِی الْقُبُورِ وَ مِنَ النَّدَامَةِ یَوْمَ الْآزِفَةِ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ عَیْشِی عِیشَةً نَقِیَّةً وَ مِیتَتِی مِیتَةً سَوِیَّةً وَ مُنْقَلَبِی مُنْقَلَباً كَرِیماً غَیْرَ مُخْزٍ وَ لَا فَاضِحٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَئِمَّةِ یَنَابِیعِ الْحِكْمَةِ وَ أُولِی النِّعْمَةِ وَ مَعَادِنِ الْعِصْمَةِ وَ اعْصِمْنِی بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ لَا تَأْخُذْنِی عَلَی غِرَّةٍ وَ لَا غَفْلَةٍ وَ لَا تَجْعَلْ عَوَاقِبَ أَعْمَالِی حَسْرَةً وَ ارْضَ عَنِّی فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِینَ وَ أَنَا مِنَ الظَّالِمِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الْوَسِیعُ رَحْمَتُهُ الْبَدِیعُ حِكْمَتُهُ وَ أَعْطِنِی السَّعَةَ وَ الدَّعَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ الْبُخُوعَ وَ الشُّكْرَ وَ الْمُعَافَاةَ وَ التَّقْوَی وَ الصَّبْرَ وَ الصِّدْقَ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَوْلِیَائِكَ وَ الْیُسْرَ وَ الشُّكْرَ وَ اعْمُمْ بِذَلِكَ یَا رَبِّ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی

ص: 381


1- 1. كتاب الاقبال: 627- 630.
2- 2. و یا مكون كل شی ء خ.

فِیكَ وَ مَنْ أَحْبَبْتُ وَ أَحَبَّنِی وَ وَلَدْتُ وَ وَلَدَنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِمَّا یُعْمَلُ بَعْدَ رَكْعَةِ الْوَتْرِ مِنْ نَافِلَةِ اللَّیْلِ مِنْ رَجَبٍ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی عَمَلِ أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ أَیْضاً فِیمَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَشْیَمَ قَالَ: فَصَلِّ الْوَتْرَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ فَإِذَا سَلَّمْتَ قُلْتَ وَ أَنْتَ جَالِسٌ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ وَ لَا یَخَافُ آمِنُهُ رَبِّ ارْتَكَبْتُ الْمَعَاصِیَ فَذَلِكَ ثِقَةً بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ وَ تَعْفُو عَنْ سَیِّئَاتِهِمْ وَ تَغْفِرُ الزَّلَلَ فَإِنَّكَ مُجِیبٌ لِدَاعِیكَ وَ مِنْهُ قَرِیبٌ فَأَنَا تَائِبٌ إِلَیْكَ مِنَ الْخَطَایَا وَ رَاغِبٌ إِلَیْكَ فِی تَوْفِیرِ حَظِّی مِنَ الْعَطَایَا یَا خَالِقَ الْبَرَایَا یَا مُنْقِذِی مِنْ كُلِّ شَدِیدٍ یَا مُجِیرِی مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَیَّ السُّرُورَ وَ اكْفِنِی شَرَّ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ فَإِنَّكَ اللَّهُ عَلَی نَعْمَائِكَ وَ جَزِیلِ عَطَائِكَ مَشْكُورٌ وَ لِكُلِّ خَیْرٍ مَذْخُورٌ.

قَالَ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ رَوَی ابْنُ عَیَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِیِّ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُوسَی عَنْ سَیِّدِنَا أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ كَانَ یَدْعُو فِی هَذِهِ السَّاعَةِ بِهِ وَ ادْعُ بِهَذَا فَإِنَّهُ خَرَجَ عَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی قَوْلِ ابْنِ عَیَّاشٍ- یَا نُورَ النُّورِ یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ یَا مُجْرِیَ الْبُحُورِ یَا بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ یَا كَهْفِی حِینَ تُعْیِینِی الْمَذَاهِبُ وَ كَنْزِی حِینَ تُعْجِزُنِی الْمَكَاسِبُ وَ مُونِسِی حِینَ تَجْفُونِیَ الْأَبَاعِدُ وَ تُمِلُّنِی الْأَقَارِبُ وَ مُنَزِّهِی بِمُجَالَسَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ مُرَافَقَةِ أَحِبَّائِهِ فِی رِیَاضِهِ وَ سَاقِیَّ بِمُؤَانَسَتِهِ مِنْ نَمِیرِ حِیَاضِهِ وَ رَافِعِی بِمُجَاوَرَتِهِ مِنْ وَرْطَةِ الذُّنُوبِ إِلَی رَبْوَةِ التَّقْرِیبِ وَ مُبَدِّلِی بِوَلَایَتِهِ عِزَّةَ الْعَطَایَا مِنْ ذِلَّةِ الْخَطَایَا أَسْأَلُكَ یَا مَوْلَایَ بِالْفَجْرِ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرِ وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ- وَ اللَّیْلِ إِذا یَسْرِ وَ بِمَا جَرَی بِهِ قَلَمُ الْأَقْلَامِ بِغَیْرِ كَفٍّ وَ لَا إِبْهَامٍ وَ بِأَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ بِحُجَجِكَ عَلَی جَمِیعِ الْأَنَامِ عَلَیْهِمْ مِنْكَ أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ بِمَا اسْتَحْفَظْتَهُمْ مِنْ أَسْمَائِكَ الْكِرَامِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ وَ تَرْحَمَنَا فِی

ص: 382

شَهْرِنَا هَذَا وَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ وَ أَنْ تُبَلِّغَنَا شَهْرَ الصِّیَامِ فِی عَامِنَا هَذَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْمِنَنِ الْجِسَامِ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مِنَّا أَفْضَلُ السَّلَامِ (1).

«3»- قل، [إقبال الأعمال] مِنْ كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُنْتَخَبِ تَقُولُ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ الْقَدِیمُ الْأَزَلِیُّ الْمَلِكُ الْعَظِیمُ أَنْتَ اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْمَوْلَی السَّمِیعُ الْبَصِیرُ یَا مَنِ الْعِزُّ وَ الْجَلَالُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْقُوَّةُ وَ الْعِلْمُ وَ الْقُدْرَةُ وَ النُّورُ وَ الرُّوحُ وَ الْمَشِیَّةُ وَ الْحَنَانُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْمُلْكُ لِرُبُوبِیَّتِهِ نُورُكَ أَشْرَقُ لَهُ كُلُّ نُورٍ وَ خَمَدَ لَهُ كُلُّ نَارٍ وَ انْحَصَرَ لَهُ كُلُّ الظُّلُمَاتِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَ أَزَلِكَ وَ نُورِكَ وَ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی اشْتَقَقْتَهُ مِنْ كِبْرِیَائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ عِزِّكَ وَ بِجُودِكَ الَّذِی اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِی اشْتَقَقْتَهَا مِنْ رَأْفَتِكَ وَ بِرَأْفَتِكَ الَّتِی اشْتَقَقْتَهَا مِنْ جُودِكَ وَ بِجُودِكَ الَّذِی اشْتَقَقْتَهُ مِنْ غَیْبِكَ وَ بِغَیْبِكَ وَ إِحَاطَتِكَ وَ قِیَامِكَ وَ دَوَامِكَ وَ قِدَمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِیعِ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَی- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ الْحَیُّ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ وَ لَكَ كُلُّ اسْمٍ عَظِیمٍ وَ كُلُّ نُورٍ وَ غَیْبٍ وَ عِلْمٍ وَ مَعْلُومٍ وَ مُلْكٍ وَ شَأْنٍ وَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَقَدَّسْتَ وَ تَعَالَیْتَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَیِّبٍ مُبَارَكٍ مُقَدَّسٍ أَنْزَلْتَهُ فِی كُتُبِكَ وَ أَجْرَیْتَهُ فِی الذِّكْرِ عِنْدَكَ وَ تَسَمَّیْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ بِخَیْرٍ تُعْطِیهِ فَأَعْطَیْتَهُ أَوْ شَرٍّ تَصْرِفُهُ فَصَرَفْتَهُ یَنْبَغِی أَنْ أَسْأَلَكَ بِهِ فَأَسْأَلُكَ یَا رَبِّی أَنْ تَنْصُرَنِی عَلَی أَعْدَائِی وَ تَغْلِبَ ذِكْرِی عَلَی نِسْیَانِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِعَقْلِی عَلَی هَوَایَ سُلْطَاناً مُبِیناً وَ اقْرِنِ اخْتِیَارِی بِالتَّوْفِیقِ وَ اجْعَلْ صَاحِبِیَ التَّقْوَی وَ أَوْزِعْنِی شُكْرَكَ عَلَی مَوَاهِبِكَ وَ اهْدِنِی اللَّهُمَّ بِهُدَاكَ إِلَی سَبِیلِكَ الْمُقِیمِ وَ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِیمِ وَ لَا تُمَلِّكْ زِمَامِیَ الشَّهَوَاتِ فَتَحْمِلَنِی عَلَی طَرِیقِ الْمَخْذُولِینَ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْمُنْكَرَاتِ وَ اجْعَلْ لِی عِلْماً نَافِعاً وَ اغْرِسْ فِی قَلْبِی حُبَّ الْمَعْرُوفِ

ص: 383


1- 1. كتاب الاقبال ص 632- 633.

وَ لَا تَأْخُذْنِی بَغْتَةً وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ وَ عَرِّفْنِی بَرَكَةَ هَذَا الشَّهْرِ وَ یُمْنَهُ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُ وَ قِنِی الْمَحْذُورَ فِیهِ وَ أَعِنِّی عَلَی مَا أُحِبُّهُ مِنَ الْقِیَامِ بِحَقِّهِ وَ مَعْرِفَةِ فَضْلِهِ وَ اجْعَلْنِی فِیهِ مِنَ الْفَائِزِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُتَعَالِ الْجَلِیلِ الْعَظِیمِ وَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَ بِاسْمِكَ الْعَزِیزِ الْأَعْلَی وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی كُلِّهَا یَا مَنْ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ وَ خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ ذَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ دَانَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ قَامَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَا تُدْرِكُكَ الْأَبْصَارُ وَ أَنْتَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ یَا رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْكَرُوبِیِّینَ وَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ وَ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِینَ بِحَمْدِكَ وَ رَبِّ آدَمَ وَ شِیثٍ وَ إِدْرِیسَ وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَ صَالِحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ لُوطٍ وَ یَعْقُوبَ وَ یُوسُفَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ أَیُّوبَ وَ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ شُعَیْبٍ وَ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ وَ أَرْمِیَا وَ عُزَیْرٍ وَ حَرْقِیَا وَ شَعْیَا وَ إِلْیَاسَ وَ یُونُسَ وَ الْیَسَعَ وَ ذِی الْكِفْلِ وَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیَی وَ عِیسَی وَ جِرْجِیسَ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ وَ جَمِیعِ الْأَمْلَاكِ الْمُسَبِّحِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً أَنْتَ رَبُّنَا الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الَّذِی خَلَقْتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ ثُمَّ اسْتَوَیْتَ عَلَی الْعَرْشِ الْمَجِیدِ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی تُبْدِئُ وَ تُعِیدُ وَ تُغَشِّی اللَّیْلَ النَّهَارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْفُلْكُ وَ الدُّهُورُ وَ الْخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّی وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً تَعْلَمُ مَثَاقِیلَ الْجِبَالِ وَ مَكَایِیلَ الْبِحَارِ وَ عَدَدَ الرِّمَالِ وَ قَطْرِ الْأَمْطَارِ وَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ مَا أَظْلَمَ عَلَیْهِ اللَّیْلُ وَ أَشْرَقَ عَلَیْهِ النَّهَارُ- لَا یُوَارِی مِنْكَ سَمَاءٌ سَمَاءً وَ لَا أَرْضٌ أَرْضاً وَ لَا بَحْرٌ مُتَطَابِقٌ وَ لَا مَا بَیْنَ سَدِّ الرُّتُوقِ وَ لَا مَا فِی

ص: 384

الْقَرَارِ مِنَ الْهَبَاءِ الْمَبْثُوثِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ النُّورِ الْمُنِیرِ الْحَقِّ الْمُبِینِ الَّذِی هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ وَ نُورٌ عَلَی نُورٍ وَ نُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ وَ نُورٌ مَعَ كُلِّ نُورٍ وَ لَهُ كُلُّ نُورٍ مِنْكَ یَا رَبَّ النُّورِ وَ إِلَیْكَ یَرْجِعُ النُّورُ وَ بِنُورِكَ الَّذِی تُضِی ءُ بِهِ كُلُّ ظُلْمَةٍ وَ تُبْطِلُ بِهِ كَیْدَ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ تُذِلُّ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ لَا یَقُومُ لَهُ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ یَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَ الْبَحْرُ وَ تَسْتَقِلُّ الْمَلَائِكَةُ حِینَ یَتَكَلَّمُ وَ تُرْعَدُ مِنْ خَشْیَتِهِ حَمَلَةُ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ إِلَی تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ الَّذِی انْفَلَقَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَ جَرَتْ بِهِ الْأَنْهَارُ وَ تَفَجَّرَتْ بِهِ الْعُیُونُ وَ سَارَتْ بِهِ النُّجُومُ وَ أُرْكِمَ بِهِ السَّحَابُ وَ أُجْرِیَ وَ اعْتَدَلَ بِهِ الضَّبَابُ وَ هَالَتْ بِهِ الرِّمَالُ وَ رَسَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الْأَرَضُونَ وَ نَزَلَ بِهِ الْقَطْرُ وَ خَرَجَ بِهِ الْحَبُّ وَ تَفَرَّقَتْ بِهِ جِبِلَّاتُ الْخَلْقِ وَ خَفَقَتْ بِهِ الرِّیَاحُ وَ انْتَشَرَتْ وَ تَنَسَّفَتْ بِهِ الْأَرْوَاحُ یَا اللَّهُ أَنْتَ الْمُتَسَمَّی بِالْإِلَهِیَّةِ بِاسْمِكَ الْكَبِیرِ الْأَكْبَرِ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ یَا ذَا الطَّوْلِ وَ الْآلَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا قَرِیبُ أَنْتَ الْغَالِبُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِجَمِیعِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْفِیَنِی أَمْرَ أَعْدَائِی وَ تُبَلِّغَنِی مُنَایَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ رَحِمْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الْفَضِیلَةَ عَلَی خَلْقِكَ وَ اجْعَلْ فِی الْمُصْطَفَیْنَ تَحِیَّاتِهِ وَ فِی الْعِلِّیِّینَ دَرَجَتَهُ وَ فِی الْمُقَرَّبِینَ مَنْزِلَتَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتَكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ أَلِّفْ بَیْنَ قُلُوبِنَا وَ قُلُوبِهِمْ عَلَی الْخَیْرَاتِ اللَّهُمَّ اجْزِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ كَمَا تَلَا آیَاتِكَ وَ بَلَّغَ مَا أَرْسَلْتَهُ بِهِ وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ وَ عَبَدَكَ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ.

ثُمَّ تَقْرَأُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ- فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ- تَبارَكَ الَّذِی نَزَّلَ

ص: 385

الْفُرْقانَ عَلی عَبْدِهِ لِیَكُونَ لِلْعالَمِینَ نَذِیراً الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً- تَبارَكَ الَّذِی إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَیْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ یَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- تَبارَكَ الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِی الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ- تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ لِیَبْلُوَكُمْ أَیُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ

تَبارَكَ الَّذِی جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ تَقُولُ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ كُلِّهَا الَّتِی- لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ وَ سَاحِرٍ وَ كَاهِنٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِی وَ دِینِی وَ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ جَسَدِی وَ جَمِیعَ جَوَارِحِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ أَوْلَادِی وَ جَمِیعَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ خَوَاتِیمَ عَمَلِی وَ سَائِرَ مَا مَلَّكْتَنِی وَ خَوَّلْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی وَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ یَا خَیْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَ یَا خَیْرَ حَافِظٍ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی یَا رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ فِیهِنَّ وَ مُجْرِیَ الْبِحَارِ وَ رَازِقَ مَنْ فِیهِنَّ وَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَ أَطْبَاقِهَا وَ مُسَخِّرَ السَّحَابِ وَ مُجْرِیَ الْفُلْكِ وَ جَاعِلَ الشَّمْسِ ضِیَاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ خَالِقَ آدَمَ علیه السلام وَ مُنْشِئَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ مُعَلِّمَ إِدْرِیسَ عَدَدَ النُّجُومِ وَ الْحِسَابِ وَ السِّنِینَ وَ الشُّهُورِ وَ أَوْقَاتِ الْأَزْمَانِ وَ مُكَلِّمَ مُوسَی وَ جَاعِلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ فِی الْأَلْوَاحِ عَلَی مُوسَی علیه السلام وَ مُجْرِیَ الْفُلْكِ لِنُوحٍ وَ فَادِیَ إِسْمَاعِیلَ مِنَ الذَّبْحِ وَ الْمُبْتَلِیَ یَعْقُوبَ بِفَقْدِ یُوسُفَ وَ رَادَّ یُوسُفَ عَلَیْهِ بَعْدَ أَنِ ابْیَضَّتْ عَیْنَاهُ مِنَ الْبُكَاءِ فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ الْحُزْنِ وَ الشَّجَا وَ رَازِقَ زَكَرِیَّا عَلَی الْكِبَرِ بَعْدَ الْیَأْسِ وَ مُخْرِجَ النَّاقَةِ لِصَالِحٍ وَ مُرْسِلَ الصَّیْحَةِ عَلَی مَكِیدِی هُودٍ وَ كَاشِفَ الْبَلَاءِ عَنْ أَیُّوبَ وَ مُنْجِیَ لُوطٍ مِنَ الْقَوْمِ الْفَاحِشِینَ وَ وَاهِبَ الْحِكْمَةِ لِلُقْمَانَ وَ مُلْقِیَ الرُّوحِ الْقُدُسِ بِكَلِمَاتِهِ عَلَی مَرْیَمَ وَ خَلْقِكَ

ص: 386

مِنْهَا عِیسَی عَبْدَكَ علیه السلام وَ الْمُنْتَقِمَ مِنْ قَتَلَةِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا علیهما السلام وَ أَسْأَلُكَ بِرَفْعِكَ عِیسَی إِلَی سَمَائِكَ وَ بِإِبْقَائِكَ لَهُ إِلَی أَنْ تَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ یَا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمِ أَنْبِیَائِكَ إِلَی أَشَرِّ عِبَادِكَ بِشَرَائِعِكَ الْحَسَنَةِ وَ دِینِكَ الْقَیِّمِ وَ مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ علیه السلام وَ إِظْهَارِ دِینِهِ وَ إِعْلَائِكَ كَلِمَتَهُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا مَنْ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا عَزِیزُ یَا قَادِرُ یَا قَاهِرُ یَا ذَا الْقُوَّةِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْكِبْرِیَاءِ یَا عَلِیُّ یَا قَدِیرُ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا حَلِیمُ یَا مُعِیدُ یَا مُتَدَانِی یَا بَعِیدُ یَا رَءُوفُ یَا رَحِیمُ یَا كَرِیمُ یَا غَفُورُ یَا ذَا الصَّفْحِ یَا مُغِیثُ یَا مُطْعِمُ یَا شَافِی یَا كَافِی یَا كَاسِی یَا مُعَافِی یَا شَافِیَ الضُّرِّ یَا عَلِیمُ یَا حَكِیمُ یَا وَدُودُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا ذَا الْمَعَارِجِ یَا ذَا الْقُدْسِ یَا خَالِقُ یَا عَلِیمُ یَا مُفَرِّجُ یَا أَوَّابُ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا خَبِیرُ یَا مَنْ خَلَقَ وَ لَمْ یُخْلَقْ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ یَا مَنْ بَانَ مِنَ الْأَشْیَاءِ وَ بَانَتِ الْأَشْیَاءُ مِنْهُ بِقَهْرِهِ لَهَا وَ خُضُوعِهَا لَهُ یَا مَنْ خَلَقَ الْبِحَارَ وَ أَجْرَی الْأَنْهَارَ وَ أنبتت [أَنْبَتَ] الْأَشْجَارَ وَ أَخْرَجَ مِنْهَا النَّارَ وَ مِنْ یَابِسِ الْأَرَضِینَ النَّبَاتَ وَ الْأَعْنَابَ وَ سَائِرَ الثِّمَارِ.

یَا فَالِقَ الْبَحْرِ لِعَبْدِهِ مُوسَی علیه السلام وَ مُكَلِّمَهُ وَ مُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَ حِزْبِهِ وَ مُهْلِكَ نُمْرُودَ وَ أَشْیَاعِهِ وَ مُلَیِّنَ الْحَدِیدِ لِخَلِیفَتِهِ دَاوُدَ علیه السلام وَ مُسَخِّرَ الْجِبَالِ مَعَهُ یُسَبِّحْنَ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ مُسَخِّرَ الطَّیْرِ وَ الْهَوَامِّ وَ الرِّیَاحِ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لِعَبْدِكَ سُلَیْمَانَ علیه السلام وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَ فَرِحَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ النَّسَمَةِ وَ بَارِئُ النَّوَی وَ فَالِقُ الْحَبَّةِ وَ بِاسْمِكَ الْعَزِیزِ الْجَلِیلِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی یَنْفُخُ بِهِ عَبْدُكَ وَ مَلَكُكَ إِسْرَافِیلُ علیه السلام فِی الصُّورِ فَیَقُومُ أَهْلُ الْقُبُورِ سِرَاعاً إِلَی الْمَحْشَرِ یَنْسِلُونَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی رَفَعْتَ بِهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ غَیْرِ عِمَادٍ وَ جَعَلْتَ بِهِ لِلْأَرَضِینَ أَوْتَاداً وَ بِاسْمِكَ الَّذِی سَطَحْتَ بِهِ الْأَرَضِینَ فَوْقَ الْمَاءِ الْمَحْبُوسِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی حَبَسْتَ بِهِ ذَلِكَ الْمَاءَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی حَمَلْتَ بِهِ الْأَرَضِینَ مَنِ اخْتَرْتَهُ لِحَمْلِهَا وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا اسْتَعَانَ بِهِ عَلَی حَمْلِهَا وَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَجْرِی بِهِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی سَلَخْتَ بِهِ النَّهَارَ مِنَ اللَّیْلِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَنْزَلْتَ

ص: 387

أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ أَرْضِكَ وَ بِحَارِكَ وَ سُكَّانِ الْبِحَارِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا وَ بِأَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

وَ بِاسْمِكَ الَّذِی جَعَلْتَ لِجَعْفَرٍ علیه السلام جَنَاحاً یَطِیرُ بِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ یُونُسُ فِی بَطْنِ الْحُوتِ فَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْبَتَّ بِهِ عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْهُ مَا كَانَ فِیهِ مِنْ ضِیقِ بَطْنِ الْحُوتِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی غَمِّی وَ تَكْشِفَ ضُرِّی وَ تَسْتَنْقِذَنِی مِنْ وَرْطَتِی وَ تُخَلِّصَنِی مِنْ مِحْنَتِی وَ تَقْضِیَ عَنِّی دَیْنِی وَ تُؤَدِّیَ عَنِّی أَمَانَتِی وَ تَكْبِتَ عَدُوِّی وَ لَا تُشْمِتَ بِی حُسَّادِی وَ لَا تَبْتَلِیَنِی بِمَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ وَ أَنْ تُبَلِّغَنِی أُمْنِیَّتِی وَ تُسَهِّلَ لِی مَحَبَّتِی وَ تُیَسِّرَ لِی إِرَادَتِی وَ تُوصِلَنِی إِلَی بُغْیَتِی وَ تَجْمَعَ لِی خَیْرَ الدَّارَیْنِ وَ تَحْرُسَنِی وَ كُلَّ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ مِنْ أَوْلِیَاءِ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكَ- صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ الَّذِینَ بَارَكْتَ عَلَیْهِمْ وَ رَحِمْتَهُمْ وَ صَلَّیْتَ عَلَیْهِمْ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ لِمَجْدِكَ وَ طَوْلِكَ أَسْأَلُكَ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِحَقِّكَ عَلَی نَفْسِكَ إِلَّا خَصَمْتَ أَعْدَائِی وَ حُسَّادِی وَ خَذَلْتَهُمْ وَ انْتَقَمْتَ لِی مِنْهُمْ وَ أَظْهَرْتَنِی عَلَیْهِمْ وَ كَفَیْتَنِی أَمْرَهُمْ وَ نَصَرْتَنِی عَلَیْهِمْ وَ حَرَسْتَنِی مِنْهُمْ وَ وَسَّعْتَ عَلَیَّ فِی رِزْقِی وَ بَلَّغْتَنِی غَایَةَ أَمَلِی إِنَّكَ سَمِیعٌ مُجِیبٌ (1).

ص: 388


1- 1. كتاب الاقبال: 638- 643.

باب 23 أعمال مطلق أیام شهر رجب و لیالیها و أدعیتها

أقول: قد مر ما یناسب هذا الباب فی أبواب كتاب الصیام فتذكر.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا رَوَیْنَاهَا عَنْ جَمَاعَةٍ وَ نَذْكُرُهَا بِإِسْنَادِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطِّرَازِیِّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ ره قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِی الْغَرِیبِ الضَّبِّیِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الزَّاهِدِیِّ مِنْ وُلْدِ زَاهِرٍ مَوْلَی عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ وَ زَاهِرٌ الشَّهِیدُ بِالطَّفِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی مَعْشَرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِهِ- خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَی غَیْرِكَ وَ خَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ وَ ضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلَّا بِكَ وَ أَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِینَ وَ خَیْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِینَ وَ فَضْلُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِینَ وَ نَیْلُكَ مُتَاحٌ لِلْآمِلِینَ وَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ وَ حِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ عَادَتُكَ الْإِحْسَانُ إِلَی الْمُسِیئِینَ وَ سَبِیلُكَ الْإِبْقَاءُ عَلَی الْمُعْتَدِینَ اللَّهُمَّ فَاهْدِنِی هُدَی الْمُهْتَدِینَ وَ ارْزُقْنِی اجْتِهَادَ الْمُجْتَهِدِینَ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْغَافِلِینَ الْمُبْعَدِینَ وَ اغْفِرْ لِی یَوْمَ الدِّینِ.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا ذَكَرُهُ الطِّرَازِیُّ أَیْضاً فِی كِتَابِهِ فَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْقَزْوِینِیُّ الْكَاتِبُ ره قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عِیسَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَوْلَایَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فِی رَجَبٍ- فَتَذَاكَرُوا الدُّعَاءَ فِیهِ فَقَالَ الْمُعَلَّی یَا سَیِّدِی عَلِّمْنِی دُعَاءً یَجْمَعُ كُلَّ مَا أَوْدَعَتْهُ الشِّیعَةُ فِی كُتُبِهَا فَقَالَ قُلْ یَا مُعَلَّی

ص: 389

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِینَ لَكَ وَ عَمَلَ الْخَائِفِینَ مِنْكَ وَ یَقِینَ الْعَابِدِینَ لَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَنَا عَبْدُكَ الْبَائِسُ الْفَقِیرُ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ وَ أَنَا الْعَبْدُ الذَّلِیلُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ بِغِنَاكَ عَلَی فَقْرِی وَ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِقُوَّتِكَ عَلَی ضَعْفِی یَا قَوِیُّ یَا عَزِیزُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ قَالَ یَا مُعَلَّی وَ اللَّهِ لَقَدْ جَمَعَ لَكَ هَذَا الدُّعَاءُ مَا كَانَ مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا ذَكَرُهُ الطِّرَازِیُّ أَیْضاً فَقَالَ دُعَاءٌ عَلَّمَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُحَمَّدَ السَّجَّادِ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ یُعْرَفُ بِالسَّجَّادِ قَالُوا سَجَدَ وَ بَكَی فِی سُجُودِهِ حَتَّی عَمِیَ رَوَی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُرْسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنَ شَیْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ الْعَبَّاسِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْبَرْقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ السَّجَّادِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا رَجَبٌ عَلِّمْنِی فِیهِ دُعَاءً یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ قَالَ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ قُلْ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ فِی أَعْقَابِ صَلَوَاتِكَ فِی یَوْمِكَ وَ لَیْلَتِكَ- یَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَیْرٍ وَ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ یَا مَنْ یُعْطِی الْكَثِیرَ بِالْقَلِیلِ یَا مَنْ یُعْطِی مَنْ سَأَلَهُ یَا مَنْ یُعْطِی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً أَعْطِنِی بِمَسْأَلَتِی إِیَّاكَ جَمِیعَ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ جَمِیعَ خَیْرِ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّی بِمَسْأَلَتِی إِیَّاكَ جَمِیعَ شَرِّ الدُّنْیَا وَ شَرِّ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَیْتَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ یَا كَرِیمُ- قَالَ ثُمَّ مَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَهُ الْیُسْرَی فَقَبَضَ عَلَی لِحْیَتِهِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ یَلُوذُ بِسَبَّابَتِهِ الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ- یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا النَّعْمَاءِ وَ الْجُودِ

ص: 390

یَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ حَرِّمْ شَیْبَتِی عَلَی النَّارِ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی لِحْیَتِهِ وَ لَمْ یَرْفَعْهَا إِلَّا وَ قَدِ امْتَلَأَ ظَهْرُ كَفِّهِ دُمُوعاً.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ مِمَّا ذَكَرَهُ فِی الْمِصْبَاحِ بِغَیْرِ إِسْنَادٍ وَ وَجَدْتُهُ فِی أَوَاخِرِ كِتَابِ مَعَالِمِ الدِّینِ مَرْوِیّاً عَنْ مَوْلَانَا الْإِمَامِ الْحُجَّةِ الْمَهْدِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الطَّاهِرِینَ وَ فِی هَذِهِ الرِّوَایَةِ زِیَادَةٌ وَ اخْتِلَافٌ فِی كَلِمَاتٍ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الرَّوَّادِ الرَّوَّاسِیُّ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الدَّهَّانِ إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فِی یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ رَجَبٍ فَقَالَ قَالَ: مِلْ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ صَعْصَعَةَ فَهُوَ مَسْجِدٌ مُبَارَكٌ وَ قَدْ صَلَّی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ وَطِئَهُ الْحُجَجُ بِأَقْدَامِهِمْ فَمِلْنَا إِلَیْهِ فَبَیْنَا نَحْنُ نُصَلِّی إِذَا بِرَجُلٍ قَدْ نَزَلَ عَنْ نَاقَتِهِ وَ عَقَلَهَا بِالظِّلَالِ ثُمَّ دَخَلَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ أَطَالَ فِیهِمَا ثُمَّ مَدَّ یَدَیْهِ فَقَالَ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ الَّذِی یَأْتِی ذِكْرُهُ ثُمَّ قَامَ إِلَی رَاحِلَتِهِ وَ رَكِبَهَا فَقَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ الدَّهَّانُ أَ لَا نَقُومُ إِلَیْهِ فَنَسْأَلَهُ مَنْ هُوَ فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَقُلْنَا لَهُ نَاشَدْنَاكَ اللَّهَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ نَاشَدْتُكُمَا اللَّهَ مَنْ تَرَیَانِی فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ الدَّهَّانُ نَظُنُّكَ الْخَضِرَ فَقَالَ وَ أَنْتَ أَیْضاً فَقُلْتُ أَظُنُّكَ إِیَّاهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَمِنَ الْخَضِرِ مُفْتَقِرٌ إِلَی رُؤْیَتِهِ انْصَرِفَا فَأَنَا إِمَامُ زَمَانِكُمَا وَ هَذَا لَفْظَةُ دُعَائِهِ علیه السلام اللَّهُمَّ یَا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ وَ الْآلَاءِ الْوَازِعَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ وَ النِّعَمِ الْجَسِیمَةِ وَ الْمَوَاهِبِ الْعَظِیمَةِ وَ الْأَیَادِی الْجَمِیلَةِ وَ الْعَطَایَا الْجَزِیلَةِ یَا مَنْ لَا یُنْعَتُ بِتَمْثِیلٍ وَ لَا یُمَثَّلُ بِنَظِیرٍ وَ لَا یُغْلَبُ بِظَهِیرٍ یَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارْتَفَعَ وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَ صَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَ احْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَ أَعْطَی فَأَجْزَلَ وَ مَنَحَ فَأَفْضَلَ یَا مَنْ سَمَا فِی الْعِزِّ فَفَاتَ خَوَاطِرَ الْأَبْصَارِ وَ دَنَا فِی اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الْأَفْكَارِ یَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلَا نِدَّ لَهُ فِی مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ تَفَرَّدَ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ الْآلَاءِ فَلَا ضِدَّ لَهُ فِی جَبَرُوتِ شَأْنِهِ یَا مَنْ حَارَتْ فِی كِبْرِیَاءِ هَیْبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الْأَوْهَامِ وَ انْحَسَرَتْ

ص: 391

دُونَ إِدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الْأَنَامِ یَا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِعَظَمَتِهِ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خِیفَتِهِ أَسْأَلُكَ بِهَذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتِی لَا تَنْبَغِی إِلَّا لَكَ وَ بِمَا وَأَیْتَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ لِدَاعِیكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِمَا ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ فِیهِ عَلَی نَفْسِكَ لِلدَّاعِینَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ الْمُبْصِرِینَ وَ یَا أَنْظَرَ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ وَ أَنْ تَقْسِمَ لِی فِی شَهْرِنَا هَذَا خَیْرَ مَا قَسَمْتَ وَ أَنْ تَحْتِمَ لِی فِی قَضَائِكَ خَیْرَ مَا حَتَمْتَ وَ تَخْتِمَ لِی بِالسَّعَادَةِ فِیمَنْ خَتَمْتَ وَ أَحْیِنِی مَا أَحْیَیْتَنِی مَوْفُوراً وَ أَمِتْنِی مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً وَ تَوَلَّ أَنْتَ نَجَاتِی مِنْ مُسَاءَلَةِ الْبَرْزَخِ وَ ادْرَأْ عَنِّی مُنْكَراً وَ نَكِیراً وَ أَرِ عَیْنِی مُبَشِّراً وَ بَشِیراً وَ اجْعَلْ لِی إِلَی رِضْوَانِكَ وَ جِنَانِكَ مَصِیراً وَ عَیْشاً قَرِیراً وَ مُلْكاً كَبِیراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَقْدِ عِزِّكَ عَلَی أَرْكَانِ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی رَحْمَتِكَ مِنْ كِتَابِكَ وَ اسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ وَ ذِكْرِكَ الْأَعْلَی الْأَعْلَی وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَسْأَلُكَ مَا كَانَ أَوْفَی بِعَهْدِكَ وَ أَقْضَی لِحَقِّكَ وَ أَرْضَی لِنَفْسِكَ وَ خَیْراً لِی فِی الْمَعَادِ عِنْدَكَ وَ الْمَعَادِ إِلَیْكَ أَنْ تُعْطِیَنِی جَمِیعَ مَا أُحِبُّ وَ تَصْرِفَ عَنِّی جَمِیعَ مَا أَكْرَهُ- إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وجدنا هذا الدعاء و هذه الزیادة فیه مرویا عن مولانا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه و سلامه علیه.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا رَوَیْنَاهُ أَیْضاً عَنْ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ فَقَالَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ عَیَّاشٍ قَالَ مِمَّا خَرَجَ عَلَی یَدِ الشَّیْخِ الْكَبِیرِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ ره مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ مَا حَدَّثَنِی بِهِ خَیْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبْتُهُ مِنَ التَّوْقِیعِ الْخَارِجِ إِلَیْهِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ادْعُ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامٍ مِنْ رَجَبٍ:

ص: 392

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَانِی جَمِیعِ مَا یَدْعُوكَ بِهِ وُلَاةُ أَمْرِكَ الْمَأْمُونُونَ عَلَی سِرِّكَ الْمُسْتَسِرُّونَ بِأَمْرِكَ الْوَاصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ الْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ أَسْأَلُكَ بِمَا نَطَقَ فِیهِمْ مِنْ مَشِیَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِكَ وَ أَرْكَاناً لِتَوْحِیدِكَ وَ آیَاتِكَ وَ مَقَامَاتِكَ الَّتِی- لَا تَعْطِیلَ لَهَا فِی كُلِّ مَكَانٍ یَعْرِفُكَ بِهَا مَنْ عَرَفَكَ- لَا فَرْقَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهَا إِلَّا أَنَّهُمْ عِبَادُكَ وَ خَلْقُكَ فَتْقُهَا وَ رَتْقُهَا بِیَدِكَ بَدْؤُهَا مِنْكَ وَ عَوْدُهَا إِلَیْكَ أَعْضَادٌ وَ أَشْهَادٌ وَ مُنَاةٌ وَ أَزْوَادٌ وَ حَفَظَةٌ وَ رُوَّادٌ فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَمَاءَكَ وَ أَرْضَكَ حَتَّی ظَهَرَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَبِذَلِكَ أَسْأَلُكَ وَ بِمَوَاقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ بِمَقَامَاتِكَ وَ عَلَامَاتِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَزِیدَنِی إِیمَاناً وَ تَثْبِیتاً یَا بَاطِناً فِی ظُهُورِهِ وَ یَا ظَاهِراً فِی بُطُونِهِ وَ مَكْنُونِهِ یَا مُفَرِّقاً بَیْنَ النُّورِ وَ الدَّیْجُورِ یَا مَوْصُوفاً بِغَیْرِ كُنْهٍ وَ مَعْرُوفاً بِغَیْرِ شِبْهٍ حَادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَ شَاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَ مُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَ مُحْصِیَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَ فَاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَیْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْجُودِ یَا مَنْ لَا یُكَیَّفُ بِكَیْفٍ وَ لَا یُؤَیَّنُ بِأَیْنٍ یَا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَیْنٍ یَا دَیْمُومُ یَا قَیُّومُ وَ عَالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ صَلِّ عَلَی عِبَادِكَ الْمُنْتَجَبِینَ وَ بَشَرِكَ الْمُحْتَجِبِینَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ بُهْمِ الصَّافِّینَ الْحَافِّینَ-(1) وَ بَارِكْ لَنَا فِی شَهْرِنَا هَذَا الرَّجَبِ الْمُكَرَّمِ وَ مَا بَعْدَهُ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ وَ أَسْبِغْ عَلَیْنَا فِیهِ النِّعَمَ وَ أَجْزِلْ لَنَا فِیهِ الْقِسَمَ وَ أَبْرِرْ لَنَا فِیهِ الْقَسَمَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی النَّهَارِ فَأَضَاءَ وَ عَلَی اللَّیْلِ فَأَظْلَمَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا تَعْلَمُ مِنَّا وَ لَا نَعْلَمُ وَ اعْصِمْنَا مِنَ الذُّنُوبِ خَیْرَ الْعِصَمِ وَ اكْفِنَا كَوَافِیَ قَدَرِكَ وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَ لَا تَكِلْنَا إِلَی غَیْرِكَ وَ لَا تَمْنَعْنَا مِنْ خَیْرِكَ وَ بَارِكْ لَنَا فِیمَا كَتَبْتَهُ لَنَا مِنْ أَعْمَارِنَا وَ أَصْلِحْ لَنَا خَبِیئَةَ أَسْرَارِنَا وَ أَعْطِنَا مِنْكَ الْأَمَانَ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِحُسْنِ الْإِیمَانِ وَ بَلِّغْنَا شَهْرَ الصِّیَامِ وَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَیَّامِ وَ الْأَعْوَامِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.

وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مَا رَوَیْنَاهُ أَیْضاً عَنْ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِ

ص: 393


1- 1. البهم كصرد: الذی أقام بالمكان لا یبرح منه، یقال: بهموا بالمكان: أقاموا به و لم یبرحوه، كذا نقل عن التاج.

قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَقَالَ قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ وَ خَرَجَ إِلَی أَهْلِی عَلَی یَدِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی مُقَامِهِ عِنْدَهُمْ هَذَا الدُّعَاءُ فِی أَیَّامِ رَجَبٍ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فِی رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الثَّانِی وَ ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ وَ أَتَقَرَّبُ بِهِمَا إِلَیْكَ خَیْرَ الْقُرَبِ یَا مَنْ إِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ وَ فِیمَا لَدَیْهِ رُغِبَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَ أَوْثَقَتْهُ عُیُوبُهُ فَطَالَ عَلَی الْخَطَایَا دُءُوبُهُ وَ مِنَ الرَّزَایَا خُطُوبُهُ یَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ وَ النُّزُوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ وَ مِنَ النَّارِ فَكَاكَ رَقَبَتِهِ وَ الْعَفْوَ عَمَّا فِی رِبْقَتِهِ فَأَنْتَ یَا مَوْلَایَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَ ثِقَتِهِ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ الشَّرِیفَةِ وَ رَسَائِلِكَ الْمُنِیفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِی فِی هَذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَ نِعْمَةٍ وَازِعَةٍ وَ نَفْسٍ بِمَا رَزَقْتَهَا قَانِعَةٍ إِلَی نُزُولِ الْحَافِرَةِ وَ مَحَلِّ الْآخِرَةِ وَ مَا هِیَ إِلَیْهَا صَائِرَةٌ(1).

باب 24 أعمال كل یوم یوم من أیام شهر رجب و كل لیلة لیلة منه و ما یناسب ذلك زائدا علی ما فی الأبواب السابقة و الآتیة

أقول: قد مضی ما یلائم هذا الباب فی كتاب الصلاة و الدعاء و الصیام (2) و غیرها فتذكر.

ص: 394


1- 1. كتاب الاقبال: 643- 674.
2- 2. راجع ج 97 باب فضائل شهر رجب و صیامه، و هكذا راجع كتاب الاقبال ص 648 و ما بعده.

باب 25 عمل خصوص لیلة الرغائب زائدا علی أعمال مطلق لیالی شهر رجب

«1»- أَقُولُ قَدْ رَوَی الْعَلَّامَةُ ره فِی إِجَازَتِهِ الْكَبِیرَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الدَّرْبِیِّ عَنِ الْحَاجِّ صَالِحٍ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی الْفَضْلِ الرَّازِیِّ الْمُجَاوِرِ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَرَأَهَا عَلَیْهِ فِی مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ عَنِ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْجَلِیلِ الرَّازِیِّ عَنْ شَرَفِ الدِّینِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَدِیدِ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَاجِّ مسموسم عَنْ أَبِی الْفَتْحِ نُورْخَانَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ رَاشِدٍ الشِّیرَازِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِیِّ عَنْ حُمَیْدٍ الطُّوسِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مَعْنَی قَوْلِكَ رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ فِیهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ وَ فِیهِ تَابَ اللَّهُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ فِیهِ أَنْقَذَهُمْ مِنْ نِزَاعِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ اسْتَوْجَبَ عَلَی اللَّهِ ثَلَاثَ أَشْیَاءَ مَغْفِرَةً لِجَمِیعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ عِصْمَةً فِیمَا یَبْقَی مِنْ عُمُرِهِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَطَشِ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فَقَامَ شَیْخٌ ضَعِیفٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی عَاجِزٌ عَنْ صِیَامِهِ كُلِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صُمْ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْهُ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَ أَوْسَطَ یَوْمٍ مِنْهُ وَ آخِرَ یَوْمٍ مِنْهُ فَإِنَّكَ تُعْطَی ثَوَابَ صِیَامِهِ كُلِّهِ وَ لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ لَیْلَةِ أَوَّلِ خَمِیسٍ مِنْهُ فَإِنَّهَا لَیْلَةٌ تُسَمِّیهَا الْمَلَائِكَةُ لَیْلَةَ الرَّغَائِبِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَی ثُلُثُ اللَّیْلِ لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا وَ یَجْتَمِعُونَ فِی الْكَعْبَةِ وَ حَوَالَیْهَا وَ یَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ اطِّلَاعَةً فَیَقُولُ لَهُمْ یَا مَلَائِكَتِی اسْأَلُونِی مَا شِئْتُمْ فَیَقُولُونَ رَبَّنَا حَاجَاتُنَا إِلَیْكَ أَنْ تَغْفِرَ

ص: 395

لِصُوَّامِ رَجَبٍ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ أَحَدٍ یَصُومُ یَوْمَ الْخَمِیسِ أَوَّلَ خَمِیسٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ یُصَلِّی مَا بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ الْعَتَمَةِ اثنا عشر [اثْنَتَیْ عَشْرَةَ] رَكْعَةً یَفْصِلُ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ بِتَسْلِیمٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثنا عشر [اثْنَتَیْ عَشْرَةَ] مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّی عَلَیَّ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ سَبْعِینَ مَرَّةً رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْأَعْظَمُ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَی فَیَقُولُ فِیهَا مَا قَالَ فِی الْأُولَی ثُمَّ یَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِی سُجُودِهِ فَإِنَّهَا تُقْضَی.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَا یُصَلِّی عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ جَمِیعَ ذُنُوبِهِ وَ لَوْ كَانَ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ عَدَدَ الرَّمْلِ وَ وِزَانَ الْجِبَالِ وَ عَدَدَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ یُشَفَّعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی سَبْعِمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ فِی قَبْرِهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ ثَوَابَ هَذِهِ الصَّلَاةِ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ فَیَجِیئُهُ بِوَجْهٍ طَلِقٍ وَ لِسَانٍ ذَلِقٍ فَیَقُولُ یَا حَبِیبِی أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ وَجْهاً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ وَ لَا سَمِعْتُ كَلَاماً أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِكَ وَ لَا شَمِمْتُ رَائِحَةً أَطْیَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ فَیَقُولُ یَا حَبِیبِی أَنَا ثَوَابُ تِلْكَ الصَّلَاةِ الَّتِی صَلَّیْتَهَا فِی لَیْلَةِ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا فِی سَنَةِ كَذَا جِئْتُكَ هَذِهِ اللَّیْلَةَ لِأَقْضِیَ حَقَّكَ وَ أُونِسَ وَحْدَتَكَ وَ أَرْفَعَ وَحْشَتَكَ فَإِذَا نُفِخَ فِی الصُّورِ ظَلَلْتُ فِی عَرْصَةِ الْقِیَامَةِ عَلَی رَأْسِكَ فَأَبْشِرْ فَلَنْ تُعْدَمَ الْخَیْرَ أَبَداً.

«2»- قل، [إقبال الأعمال] وَجَدْنَا فِی كُتُبِ الْعِبَادَاتِ مَرْوِیّاً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَقَلْتُهُ أَنَا مِنْ بَعْضِ كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ فِی جُمْلَةِ الْحَدِیثِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی ذِكْرِ فَضْلِ شَهْرِ رَجَبٍ مَا هَذَا لَفْظُهُ لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ أَوَّلِ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْهُ فَإِنَّهَا لَیْلَةٌ تُسَمِّیهَا الْمَلَائِكَةُ لَیْلَةَ الرَّغَائِبِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّی عَلَیَّ سَبْعِینَ مَرَّةً یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ عَلَی آلِهِ ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ

ص: 396

فِی سُجُودِهِ سَبْعِینَ مَرَّةً سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ ثُمَّ یَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ یَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْأَعْظَمُ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَی فَیَقُولُ فِیهَا مِثْلَ مَا قَالَ فِی السَّجْدَةِ الْأَوْلَی ثُمَّ یَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ (1).

باب 26 عمل خصوص لیلة النصف من رجب و یومها زائدا علی أبواب أعمال هذا الشهر

أقول: قد مضی أخبار هذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام (2) و غیرها و یأتی فی كتاب المزار أیضا.

«1»- قل، إقبال الأعمال دعاء یوم النصف من رجب الموصوف بالإجابة و ما فیه من صفات الإنابة اعلم أن هذا الدعاء الذی نذكره فی هذا الفصل دعاء عظیم الفضل معروف بدعاء أم داود و هی جدتنا الصالحة المعروفة بأم خالد البربریة أم جدنا داود بن الحسن بن الحسن ابن مولانا علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین علیه السلام و كان خلیفة ذلك الوقت قد خافه علی خلافته ثم ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبی طالب الذین قبض علیهم و سیأتی شرح حال حبس ولدها جدنا داود و حدیث الدعاء الذی استجابه اللّٰه جل جلاله منها رضی اللّٰه عنها و جمع شملها به بعد بعد العهود فأما حدیث أنها أم داود جدنا و أن اسمها أم خالد البربریة كمل اللّٰه لها مراضیه الإلهیة فإنه معلوم عند العلماء و متواتر بین الفضلاء منهم أبو نصر سهل بن عبد اللّٰه البخاری النسابة فقال فی كتاب سر أنساب العلویین ما هذا لفظه و أبو سلیمان داود بن الحسن بن الحسن بن علی بن أبی طالب علیه السلام أمه أم ولد

ص: 397


1- 1. كتاب الاقبال ص 632.
2- 2. راجع ج 97 ص 26 باب فضائل شهر رجب.

تدعی أم خالد البربریة أقول و كتب الأنساب و غیرها من الطرق العلیة قد تضمنت وصف ذلك علی الوجوه المرضیة و أما حدیث أن جدتنا هذه أم داود و هی صاحبة دعاء یوم النصف من رجب فهو أیضا من الأمور المعلومات عند العارفین بالأنساب و الروایات و لكنا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب فی زمانه علی بن محمد العمری تغمده اللّٰه بغفرانه فقال فی الكتاب المبسوط فی الأنساب ما هذا لفظه و ولد داود بن الحسن بن الحسن بن علی بن أبی طالب علیه السلام أمه أم ولد و كانت امرأة صالحة و إلیها ینسب دعاء أم داود قال شیخ الشرف فی كتاب تشجیر تهذیب الأنساب أیضا و نقلته من خطه عند ذكر جدنا داود ما هذا لفظه لأم ولد إلیها ینسب دعاء أم داود و قال ابن میمون النسابة الواسطی فی مشجرة إلی ذكر جدتنا أم داود أنها تكنی أم خالد إلیها یعزی دعاء أم داود.

و أما روایة هذا دعاء یوم النصف من رجب فإننا رویناه عن خلق كثیر قد تضمن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات فیما یخصنی من الإجازات بطرقهم المؤتلفة و المختلفة و هو دعاء جلیل مشهور بین أهل الروایات و قد صار موسما عظیما فی یوم النصف من رجب معروفا بالإجابات و تفریج الكربات و وجدت فی بعض طرق من یرویه زیادات و سوف أذكر أكمل روایته احتیاطا للظفر بفائدته.

فَمِنَ الرُّوَاةِ مَنْ یَرْفَعُهُ إِلَی مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ علیه السلام وَ مِنْهُمْ مَنْ یَرْوِیهِ عَنْ أُمِّ دَاوُدَ جَدَّتِنَا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ عَلَیْهِ فَمِنَ الرِّوَایَاتِ فِی ذَلِكَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ جَمَاعَةً مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ قَتَلَ وَلَدَیْهِ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِیمَ أَخَذَ دَاوُدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ ابْنُ دَایَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِأَنَّ أُمَّ دَاوُدَ أَرْضَعَتِ الصَّادِقَ علیه السلام مِنْهَا بِلَبَنِ وَلَدِهَا دَاوُدَ وَ حَمَلَهُ مُكَبَّلًا بِالْحَدِیدِ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَغَابَ عَنِّی حِیناً بِالْعِرَاقِ وَ لَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً وَ لَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ إِلَی اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ أَسْأَلُ إِخْوَانِی مِنْ أَهْلِ الدِّیَانَةِ وَ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ

ص: 398

أَنْ یَدْعُوا اللَّهَ تَعَالَی لِی وَ أَنَا فِی ذَلِكَ كُلِّهِ لَا أَرَی فِی دُعَائِی الْإِجَابَةَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْماً أَعُودُهُ فِی عَلَّةٍ وَجَدَهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَ دَعَوْتُ لَهُ فَقَالَ لِی یَا أُمَّ دَاوُدَ مَا فَعَلَ دَاوُدُ وَ كُنْتُ قَدْ أَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِهِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَیْنَ دَاوُدُ وَ قَدْ فَارَقَنِی مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِیلَةٍ وَ هُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ وَ أَیْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِی تُفَتَّحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ یُلْقَی صَاحِبُهُ الْإِجَابَةَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَیْسَ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَقُلْتُ لَهُ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ الصَّادِقِینَ فَقَالَ لِی یَا أُمَّ دَاوُدَ قَدْ دَنَا الشَّهْرُ الْحَرَامُ الْعَظِیمُ شَهْرُ رَجَبٍ وَ هُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِیهِ الدُّعَاءُ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ صُومِی الثَّلَاثَةَ الْأَیَّامِ الْبِیضِ وَ هُوَ یَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ اغْتَسِلِی فِی یَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوَالِ وَ صَلِّی الزَّوَالَ ثَمَانِیَ رَكَعَاتٍ وَ فِی إِحْدَی الرِّوَایَاتِ وَ تُحَسِّنِینَ قُنُوتَهُنَّ وَ رُكُوعَهُنَّ وَ سُجُودَهُنَّ ثُمَّ تُصَلِّینَ الظُّهْرَ وَ تَرْكَعِینَ بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولِینَ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ یَا قَاضِیَ حَوَائِجِ الطَّالِبِینَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تُصَلِّینَ بَعْدَ ذَلِكِ ثَمَانِیَ رَكَعَاتٍ وَ فِی رِوَایَةٍ تَقْرَئِینَ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ یَعْنِی مِنْ نَوَافِلِ الْعَصْرِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ سُورَةَ الْكَوْثَرِ مَرَّةً ثُمَّ صَلِّی الْعَصْرَ وَ لْتَكُنْ صَلَاتُكِ فِی ثَوْبٍ نَظِیفٍ وَ اجْتَهِدِی أَنْ لَا یَدْخُلَ عَلَیْكِ أَحَدٌ یُكَلِّمُكِ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ إِذَا فَرَغْتِ مِنَ الْعَصْرِ فَالْبَسِی ثِیَابَكِ وَ اجْلِسِی فِی بَیْتٍ نَظِیفٍ سورة عَلَی حَصِیرٍ نَظِیفٍ وَ اجْتَهِدِی أَنْ لَا یَدْخُلَ عَلَیْكِ أَحَدٌ یَشْغَلُكِ ثُمَّ اسْتَقْبِلِی الْقِبْلَةَ وَ اقْرَئِی الْحَمْدَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ اقْرَئِی الْأَنْعَامَ وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ سُورَةَ الْكَهْفِ وَ لُقْمَانَ وَ یس وَ الصَّافَّاتِ وَ حم السَّجْدَةِ وَ حم عسق وَ حم الدُّخَانِ وَ الْفَتْحَ وَ الْوَاقِعَةَ وَ سُورَةَ الْمُلْكِ وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَ مَا بَعْدَهَا إِلَی آخِرِ الْقُرْآنِ وَ إِنْ لَمْ تُحْسِنِی ذَلِكِ وَ لَمْ تُحْسِنِی قِرَاءَتَهُ مِنَ الْمُصْحَفِ كَرَّرْتِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ.

قال شیخنا المفید إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة فی یوم النصف من رجب أو لم تطق قراءة ذلك فلتقرأ الحمد مرة و آیة الكرسی

ص: 399

عشر مرات ثم تقرأ الإخلاص ألف مرة. أقول و رأیت فی بعض الروایات و یحتمل أن یكون ذلك لأهل الضرورات أو من یكون علی سفر أو فی شی ء من المهمات فیجزیه قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة مرة.

ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی إِحْدَی الرِّوَایَاتِ: فَإِذَا فَرَغْتِ مِنْ ذَلِكِ وَ أَنْتِ مستقبل [مُسْتَقْبِلَةُ] الْقِبْلَةِ فَقُولِی- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ- وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ الْبَصِیرُ الْخَبِیرُ- شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ بَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرَامُ وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِینَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمَجْدُ وَ لَكَ الْعِزُّ وَ لَكَ الْقَهْرُ وَ لَكَ النِّعْمَةُ وَ لَكَ الْعَظَمَةُ وَ لَكَ الرَّحْمَةُ وَ لَكَ الْمَهَابَةُ وَ لَكَ السُّلْطَانُ وَ لَكَ الْبَهَاءُ وَ لَكَ الِامْتِنَانُ وَ لَكَ التَّسْبِیحُ وَ لَكَ التَّقْدِیسُ وَ لَكَ التَّهْلِیلُ

وَ لَكَ التَّكْبِیرُ وَ لَكَ مَا یُرَی وَ لَكَ مَا فَوْقَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَكَ مَا تَحْتَ الثَّرَی وَ لَكَ الْأَرَضُونَ السُّفْلَی وَ لَكَ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی وَ لَكَ مَا تَرْضَی بِهِ مِنَ الثَّنَاءِ وَ الْحَمْدِ وَ الشُّكْرِ وَ النَّعْمَاءِ- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ وَ الْقَوِیِّ عَلَی أَمْرِكَ وَ الْمُطَاعِ فِی سَمَاوَاتِكَ وَ مَحَالِّ كَرَامَاتِكَ النَّاصِرِ لِأَنْبِیَائِكَ الْمُدَمِّرِ لِأَعْدَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مِیكَائِیلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَ الْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَ الْمُسْتَغْفِرِ الْمُطَاعِ الْمُعِینِ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی إِسْرَافِیلَ حَامِلِ عَرْشِكَ وَ صَاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ وَ الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خِیفَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عِزْرَائِیلَ مَلَكِ الْمَوْتِ الْمُوَكَّلِ عَلَی عَبِیدِكَ وَ إِمَائِكَ الْمُطِیعِ فِی أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ قَابِضِ أَرْوَاحِ جَمِیعِ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطَّاهِرِینَ وَ عَلَی السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ الطَّیِّبِینَ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ وَ عَلَی مَلَائِكَةِ الْجِنَانِ وَ خَزَنَةِ النِّیرَانِ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ الْأَعْوَانِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.

ص: 400

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَبِینَا آدَمَ بَدِیعِ فِطْرَتِكَ الَّذِی كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلَائِكَتِكَ وَ أَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أُمِّنَا حَوَّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ الْمُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الْإِنْسِ الْمُتَرَدِّدَةِ بَیْنَ مَحَالِّ الْقُدْسِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی هَابِیلَ وَ شِیثٍ وَ إِدْرِیسَ وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَ صَالِحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ یُوسُفَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ لُوطٍ وَ شُعَیْبٍ وَ أَیُّوبَ وَ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ یُوشَعَ وَ مِیشَا وَ الْخَضِرِ وَ ذِی الْقَرْنَیْنِ وَ یُونُسَ وَ إِلْیَاسَ وَ الْیَسَعِ وَ ذِی الْكِفْلِ وَ طَالُوتَ وَ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ وَ زَكَرِیَّا وَ شَعْیَا وَ یَحْیَی وَ تُورَخَ وَ مَتَّی وَ أَرْمِیَا وَ حَیْقُوقَ وَ دَانِیَالَ وَ عُزَیْرٍ وَ عِیسَی وَ شَمْعُونَ وَ جِرْجِیسَ وَ الْحَوَارِیِّینَ وَ الْأَتْبَاعِ وَ خَالِدٍ وَ حَنْظَلَةَ وَ لُقْمَانَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ رَحِمْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ وَ السُّعَدَاءِ وَ الشُّهَدَاءِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَبْدَالِ وَ الْأَوْتَادِ وَ السُّیَّاحِ وَ الْعُبَّادِ وَ الْمُخْلِصِینَ وَ الزُّهَّادِ وَ أَهْلِ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ أَجْزَلِ كَرَامَاتِكَ وَ بَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ مِنِّی تَحِیَّةً وَ سَلَاماً وَ زِدْهُ فَضْلًا وَ شَرَفاً وَ إِكْرَاماً حَتَّی تُبَلِّغَهُ أَعْلَی دَرَجَاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَفَاضِلِ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مَنْ سَمَّیْتُ وَ مَنْ لَمْ أُسَمِّ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ أَوْصِلْ صَلَوَاتِی إِلَیْهِمْ وَ إِلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ اجْعَلْهُمْ إِخْوَانِی فِیكَ وَ أَعْوَانِی عَلَی دُعَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَیْكَ وَ بِكَرَمِكَ إِلَی كَرَمِكَ وَ بِجُودِكَ إِلَی جُودِكَ وَ بِرَحْمَتِكَ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ بِأَهْلِ طَاعَتِكَ إِلَیْكَ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِیفَةٍ مَسْمُوعَةٍ غَیْرِ مَرْدُودَةٍ وَ بِمَا دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجَابَةٍ غَیْرِ مُخَیَّبَةٍ.

یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَلِیمُ یَا كَرِیمُ یَا عَظِیمُ یَا جَلِیلُ یَا مُنِیلُ یَا جَمِیلُ یَا كَفِیلُ یَا وَكِیلُ یَا مُقِیلُ یَا مُجِیرُ یَا خَبِیرُ یَا مُنِیرُ یَا مُبِیرُ یَا مَنِیعُ یَا مُدِیلُ یَا مُحِیلُ یَا كَبِیرُ یَا قَدِیرُ یَا بَصِیرُ یَا شَكُورُ یَا بَرُّ یَا طُهْرُ یَا طَاهِرُ یَا قَاهِرُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا

ص: 401

سَاتِرُ یَا مُحِیطُ یَا مُقْتَدِرُ یَا حَفِیظُ یَا مُجِیرُ یَا قَرِیبُ یَا وَدُودُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا مُبْدِئُ یَا مُعِیدُ یَا شَهِیدُ یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ یَا قَابِضُ یَا بَاسِطُ یَا هَادِی یَا مُرْسِلُ یَا مُرْشِدُ یَا مُسَدِّدُ یَا مُعْطِی یَا مَانِعُ یَا دَافِعُ یَا رَافِعُ یَا بَاقِی یَا وَافِی یَا خَلَّاقُ یَا وَهَّابُ یَا تَوَّابُ یَا فَتَّاحُ یَا نَفَّاعُ یَا رَءُوفُ یَا عَطُوفُ یَا كَافِی یَا شَافِی یَا مُعَافِی یَا مُكَافِئُ یَا وَفِیُّ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا نُورُ یَا مُدَبِّرُ یَا فَرْدُ یَا وَتْرُ یَا قُدُّوسُ یَا نَاصِرُ یَا مُونِسُ یَا بَاعِثُ یَا وَارِثُ یَا عَالِمُ یَا حَاكِمُ یَا بَارِی یَا مُتَعَالِ یَا مُصَوِّرُ یَا مُسَلِّمُ یَا مُتَحَبِّبُ یَا قَائِمُ یَا دَائِمُ یَا عَلِیمُ یَا حَكِیمُ یَا جَوَادُ یَا بَارِئُ یَا بَارُّ یَا سَارُّ یَا عَدْلُ یَا فَاضِلُ یَا دَیَّانُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا سَمِیعُ یَا بَدِیعُ یَا خَفِیرُ یَا مُغَیِّرُ یَا مُغْنِی یَا نَاشِرُ یَا غَافِرُ یَا قَدِیمُ یَا مُسَهِّلُ یَا مُیَسِّرُ یَا مُمِیتُ یَا مُحْیِی یَا رَافِعُ یَا رَازِقُ یَا مُقْتَدِرُ یَا مُسَبِّبُ یَا مُغِیثُ یَا مُغْنِی یَا مُقْنِی یَا خَالِقُ یَا وَاحِدُ یَا حَاضِرُ یَا جَابِرُ یَا حَافِظُ یَا شَدِیدُ یَا غِیَاثُ یَا عَائِدُ یَا قَابِضُ وَ فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ یَا مُنِیبُ یَا مُبِینُ یَا طَاهِرُ یَا مُجِیبُ یَا مُتَفَضِّلُ یَا مُسْتَجِیبُ یَا عَادِلُ یَا بَصِیرُ یَا مُؤَمَّلُ یَا مُسْدِی یَا أَوَّابُ یَا وَافِی یَا رَاصِدُ یَا مَلِكُ یَا رَبِّ یَا مُعِزُّ یَا مُذِلُّ یَا مَاجِدُ یَا رَازِقُ یَا وَلِیُّ یَا فَاضِلُ یَا سُبْحَانُ یَا مَنْ عَلَا فَاسْتَعْلَی فَكَانَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ قَرُبَ فَدَنَا وَ بَعُدَ فَنَأَی وَ عَلِمَ السِّرَّ وَ أَخْفَی یَا مَنْ إِلَیْهِ التَّدْبِیرُ وَ لَهُ الْمَقَادِیرُ وَ یَا مَنِ الْعَسِیرُ عَلَیْهِ سَهْلٌ یَسِیرٌ یَا مَنْ هُوَ عَلَی مَا یَشَاءُ قَدِیرٌ یَا مُرْسِلَ الرِّیَاحِ یَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ یَا بَاعِثَ الْأَرْوَاحِ یَا ذَا الْجُودِ وَ السَّمَاحِ یَا رَادَّ مَا قَدْ فَاتَ یَا نَاشِرَ الْأَمْوَاتِ یَا جَامِعَ الشَّتَاتِ یَا رَازِقَ مَنْ یَشَاءَ كَیْفَ یَشَاءُ وَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ یَا حَیُّ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ رَحِمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ ارْحَمْ ذُلِّی وَ فَاقَتِی وَ فَقْرِی وَ انْفِرَادِی وَ وَحْدَتِی وَ خُضُوعِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ اعْتِمَادِی عَلَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَاضِعِ الذَّلِیلِ

ص: 402

الْخَاشِعِ الْخَائِفِ الْمُشْفِقِ الْبَائِسِ الْمُهَیْمِنِ الْحَقِیرِ الْجَائِعِ الْفَقِیرِ الْعَائِذِ الْمُسْتَجِیرِ الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ الْمُسْتَكِینِ لِرَبِّهِ دُعَاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ وَ رَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَ عَظُمَتْ فَجْعَتُهُ دُعَاءَ حَرِقٍ حَزِینٍ ضَعِیفٍ مَهِینٍ بَائِسٍ مُسْتَكِینٍ بِكَ مُسْتَجِیرٍ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِیكٌ وَ أَنَّكَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ وَ أَنَّكَ عَلَی مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ وَ أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ الْمَشَاعِرِ الْعِظَامِ وَ بِحَقِّ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ یَا مَنْ وَهَبَ لآِدَمَ شِیثَ وَ لِإِبْرَاهِیمَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَا مَنْ رَدَّ یُوسُفَ عَلَی یَعْقُوبَ وَ یَا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلَاءِ ضُرَّ أَیُّوبَ یَا رَادَّ مُوسَی عَلَی أُمِّهِ وَ یَا زَائِدَ الْخَضِرِ فِی عِلْمِهِ وَ یَا مَنْ وَهَبَ لِدَاوُدَ سُلَیْمَانَ وَ لِزَكَرِیَّا یَحْیَی وَ لِمَرْیَمَ عِیسَی یَا حَافِظَ بِنْتِ شُعَیْبٍ وَ یَا كَافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسَی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا وَ تُجِیرَنِی مِنْ عَذَابِكَ وَ تُوجِبَ لِی رِضْوَانَكَ وَ أَمَانَكَ وَ إِحْسَانَكَ وَ غُفْرَانَكَ وَ جِنَانَكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّی كُلَّ حَلْقَةٍ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَنْ یُؤْذِینِی وَ تُفَتِّحَ لِی كُلَّ بَابٍ وَ تُلَیِّنَ لِی كُلَّ صَعْبٍ وَ تُسَهِّلَ لِی كُلَّ عَسِیرٍ وَ تُخْرِسَ عَنِّی كُلَّ نَاطِقٍ بِشَرٍّ وَ تَكُفَّ عَنِّی كُلَّ بَاغٍ وَ تَكْبِتَ عَنِّی كُلَّ عَدُوٍّ لِی وَ حَاسِدٍ وَ تَمْنَعَ عَنِّی كُلَّ ظَالِمٍ وَ تَكْفِیَنِی كُلَّ عَائِقٍ یَحُولُ بَیْنِی وَ بَیْنَ وُلْدِی وَ یُحَاوِلُ أَنْ یُفَرِّقَ بَیْنِی وَ بَیْنَ طَاعَتِكَ وَ یُثَبِّطَنِی عَنْ عِبَادَتِكَ یَا مَنْ أَلْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدِینَ وَ قَهَرَ عُتَاةَ الشَّیَاطِینِ وَ أَذَلَّ رِقَابَ الْمُتَجَبِّرِینَ وَ رَدَّ كَیْدَ الْمُتَسَلِّطِینَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِینَ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی مَا تَشَاءُ وَ تَسْهِیلِكَ لِمَا تَشَاءُ كَیْفَ تَشَاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضَاءَ حَاجَتِی فِیمَا تَشَاءُ ثُمَّ اسْجُدِی عَلَی الْأَرْضِ وَ عَفِّرِی خَدَّیْكِ وَ قُولِی اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ فَارْحَمْ ذُلِّی وَ فَاقَتِی وَ اجْتِهَادِی وَ تَضَرُّعِی وَ مَسْكَنَتِی وَ فَقْرِی إِلَیْكَ یَا رَبِّ وَ اجْتَهِدِی أَنْ تَسُحَّ عَیْنَاكِ وَ لَوْ بِقَدْرِ رَأْسِ الذُّبَابَةِ دُمُوعاً فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَامَةُ الْإِجَابَةِ.

أقول: هذه سجدة إحدی الروایات و إذا كان موضع الإجابة و هو فی محل السجود فینبغی أن یستظهر فی بلوغ المقصود بذكر ما رأیناه أو رویناه من

ص: 403

اختلاف القول فی سجدة هذه الدعوات

رِوَایَةٌ أُخْرَی فِی سَجْدَةِ دُعَاءِ أُمِّ دَاوُدَ هَذَا لَفْظُهَا: ثُمَّ اسْجُدِی عَلَی الْأَرْضِ وَ عَفِّرِی خَدَّیْكِ وَ قُولِی- اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ فَارْحَمْ ذُلِّی وَ كَبْوَتِی لِحُرِّ وَجْهِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ اجْتَهِدِی فِی الدُّعَاءِ أَنْ تَسُحَّ عَیْنَاكِ وَ لَوْ قَدْرَ رَأْسِ الْإِبْرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَامَةُ الْإِجَابَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

رِوَایَةٌ أُخْرَی فِی سَجْدَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مَا هَذَا لَفْظُهُ: ثُمَّ اسْجُدِی عَلَی الْأَرْضِ وَ عَفِّرِی خَدَّیْكِ وَ قُولِی- اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ فَارْحَمْ ذُلِّی وَ خُضُوعِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ ارْحَمِ انْفِرَادِی وَ خُشُوعِی وَ اجْتِهَادِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِی كُلَّ حُزُونَةٍ وَ ذَلِّلْ لِی كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ أَعْطِنِی مِنَ الْخَیْرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو وَ عَافِنِی مِنَ الشَّرِّ وَ اصْرِفْ عَنِّی السُّوءَ ثُمَّ قُولِی مِائَةَ مَرَّةٍ یَا قَاضِیَ حَوَائِجِ الطَّالِبِینَ اقْضِ حَاجَتِی بِلُطْفِكَ یَا خَفِیَّ الْأَلْطَافِ.

قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام وَ اجتهد [اجْتَهِدِی] أَنْ تَسُحَّ عَیْنَاكِ وَ لَوْ مِقْدَارَ رَأْسِ الْإِبْرَةِ دُمُوعاً فَإِنَّهُ عَلَامَةُ إِجَابَةِ هَذَا الدُّعَاءِ بِحَرْقَةِ الْقَلْبِ وَ انْسِكَابِ الْعَبْرَةِ وَ احْتَفِظِی بِمَا عَلَّمْتُكِ.

رِوَایَةٌ أُخْرَی فِی سَجْدَةِ هَذَا الدُّعَاءِ هَذَا لَفْظُهَا: ثُمَّ اسْجُدِی عَلَی الْأَرْضِ وَ عَفِّرِی خَدَّیْكِ ثُمَّ قُولِی فِی سُجُودِكَ- اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ لَكَ صَلَّیْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ ارْحَمْ ذُلِّی وَ فَاقَتِی وَ خُضُوعِی وَ انْفِرَادِی وَ مَسْكَنَتِی وَ فَقْرِی وَ كَبْوَتِی لِوَجْهِكَ وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ وَ اجْتَهِدِی أَنْ تَسُحَّ عَیْنَاكَ وَ لَوْ بِقَدْرِ رَأْسِ ذُبَابٍ دُمُوعاً فَإِنَّ آیَةَ الْإِجَابَةِ لِهَذَا الدُّعَاءِ حُرْقَةُ الْقَلْبِ وَ انْسِكَابُ الْعَبْرَةِ وَ احْفَظِی مَا عَلَّمْتُكِ وَ احْذَرِی أَنْ تُعَلِّمِیهِ مَنْ یَدْعُو بِهِ الْبَاطِلَ فَإِنَّ فِیهِ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ وَ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَی فَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً وَ الْبِحَارَ مِنْ

ص: 404

دُونِهِمَا كَانَ ذَلِكِ عِنْدَ اللَّهِ دُونَ حَاجَتِكِ لَسَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَی الْوُصُولَ إِلَی ذَلِكِ وَ لَوْ أَنَّ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ أَعْدَاؤُكِ لَكَفَاكِ اللَّهُ مَئُونَتَهُمْ وَ ذَلَّلَ رِقَابَهُمْ (1).

أقول: فإذا علمت ما ذكرنا من الاحتیاط للعبادات و الاستظهار فی الروایات و السجدات و لم یسمح عقلك بالخضوع و لا قلبك بالخشوع و لا عینك بالدموع فاشتغل بالبكاء علی قساوة قلبك و غفلتك عن ربك و ما أحاط بك من ذنبك عن الطمع فی قضاء حاجتك التی ذكرتها فی دعواتك و بادر رحمك اللّٰه إلی معالجة دائك و تحصیل شفائك فأنت مدنف المرض علی شفاء و تب من كل ذنب و اطلب العفو ممن عودك إنك إذا طلبت العفو منه عفا.

أقول: و نحن نذكر تمام روایة أم داود رضوان اللّٰه علیهما لیعلم كیفیة تفصیل إحسان اللّٰه جل جلاله إلیهما فلا تقنع لنفسك أن تكون معاملتك لله جل جلاله و إخلاصك له و اختصاصك به و التوصل فی الظفر برحمته و إجابته دون امرأة و النساء رعایا للعقلاء و الرجال قوامون علی النساء و قبیح بالرئیس أن یكون دون واحد من رعیته

فَقَالَتْ أُمُّ جَدِّنَا دَاوُدَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ: فَكَتَبْتُ هَذَا الدُّعَاءَ وَ انْصَرَفْتُ وَ دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ وَ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا أَمَرَنِی بِهِ تَعْنِی الصَّادِقَ علیه السلام ثُمَّ رَقَدْتُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَلَمَّا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ رَأَیْتُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلَّ مَنْ صَلَّیْتُ عَلَیْهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّبِیِّینَ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ یَقُولُ یَا أُمَّ دَاوُدَ أَبْشِرِی وَ كُلَّ مَنْ تَرَیْنَ مِنْ إِخْوَانِكِ وَ فِی رِوَایَةٍ أَعْوَانِكِ وَ إِخْوَانِكِ كُلِّهِمْ یَشْفَعُونَ لَكَ وَ یُبَشِّرُونَكَ بِنُجْحِ حَاجَتِكَ وَ أَبْشِرِی فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَحْفَظُكِ وَ یَحْفَظُ وَلَدَكِ وَ یَرُدُّهُ عَلَیْكِ قَالَتْ فَانْتَبَهْتُ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا قَدْرَ مَسَافَةِ الطَّرِیقِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَی الْمَدِینَةِ لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ الْمُسْرِعِ الْعَجِلِ حَتَّی قَدِمَ عَلَیَّ دَاوُدُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ إِنِّی كُنْتُ مَحْبُوساً فِی أَضْیَقِ حَبْسٍ وَ أَثْقَلِ حَدِیدٍ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ أَثْقَلِ قَیْدٍ إِلَی یَوْمِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنَّ الْأَرْضَ قَدْ قُبِضَتْ لِی فَرَأَیْتُكِ عَلَی

ص: 405


1- 1. كتاب الاقبال: 658- 663.

حَصِیرِ صَلَوَاتِكَ وَ حَوْلَكَ رِجَالٌ رُءُوسُهُمْ فِی السَّمَاءِ وَ أَرْجُلُهُمْ فِی الْأَرْضِ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَی حَوْلَكَ فَقَالَ لِی قَائِلٌ مِنْهُمْ حَسَنُ الْوَجْهِ نَظِیفُ الثَّوْبِ طَیِّبُ الرَّائِحَةِ خِلْتُهُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا ابْنَ الْعَجُوزَةِ الصَّالِحَةِ فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِأُمِّكَ فِیكَ دُعَاءَهَا فَانْتَبَهْتُ وَ رُسُلُ الْمَنْصُورِ عَلَی الْبَابِ فَأُدْخِلْتُ عَلَیْهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَأَمَرَ بِفَكِّ الْحَدِیدِ عَنِّی وَ الْإِحْسَانِ إِلَیَّ وَ أَمَرَ لِی بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ حُمِلْتُ عَلَی نَجِیبٍ وَ سُوِّقْتُ بِأَشَدِّ السَّیْرِ وَ أَسْرَعِهِ حَتَّی دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَمَضَیْتُ بِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْمَنْصُورَ رَأَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام فِی الْمَنَامِ یَقُولُ لَهُ أَطْلِقْ وَلَدِی وَ إِلَّا أُلْقِیكَ فِی النَّارِ وَ رَأَی كَأَنَّ تَحْتَ قَدَمَیْهِ النَّارَ فَاسْتَیْقَظَ وَ قَدْ سُقِطَ فِی یَدَیْهِ فَأَطْلَقَكَ یَا دَاوُدُ وَ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سَیِّدِی أَ یُدْعَی بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی غَیْرِ رَجَبٍ قَالَ نَعَمْ یَوْمَ عَرَفَةَ وَ إِنْ وَافَقَ ذَلِكَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ یَفْرُغْ صَاحِبُهُ مِنْهُ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَ فِی كُلِّ شَهْرٍ إِذَا أَرَادَ ذَلِكَ صَامَ الْأَیَّامَ الْبِیضَ وَ دَعَا بِهِ فِی آخِرِهَا كَمَا وَصَفْتُ وَ فِی رِوَایَتَیْنِ قَالَ نَعَمْ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ وَ فِی كُلِّ یَوْمٍ دَعَا فَإِنَّ اللَّهَ یُجِیبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

ص: 406


1- 1. كتاب الاقبال: 663- 664.

أبواب ما یتعلق بأعمال شهر شعبان من الصلوات و الأدعیة و ما یناسب ذلك

اشارة

اعلم أنا قد أوردنا فی كتاب الطهارة و الصلاة و كتاب الدعاء و كتاب الصیام و المزار و غیرها كثیرا من المطالب المتعلقة بهذه الأبواب فلیراجع إلیها إن شاء اللّٰه تعالی.

باب 27 عمل أول لیلة منه و أول یومه

أقول: قد مضی فی أول أبواب هذا الجزء عمل أول كل شهر فلا تغفل.

باب 28 عمل مطلق أیام شهر شعبان و لیالیها

أقول: قد مضی ما یناسب هذا الباب فی كتاب الصیام و كتاب الدعاء أیضا فتذكر.

باب 29 عمل كل یوم یوم من هذا الشهر و كل لیلة لیلة منه زائدا علی أعمال الباب السابق

أقول:(1).

ص: 407


1- 1. راجع فی ذلك كتاب الاقبال و سائر كتب الأدعیة أبوابها المناسبة.

باب 30 عمل لیلة النصف من شعبان و هی لیلة میلاد القائم علیه السلام و عمل یومها زائدا علی ما فی الأبواب السابقة

أقول: قد أوردنا كثیرا مما یتعلق بهذا الباب فی كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصیام و المزار و غیرها و قد ذكرنا أیضا ما یناسبه فی كتاب أحوال القائم صلوات اللّٰه علیه.

«1»- قل، [إقبال الأعمال] أَعْمَالُ لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَجَدْنَا مَرْوِیّاً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَلَّی فِی اللَّیْلَةِ الْخَامِسَةَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ- فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ قَالَ- یَا رَبِّ اغْفِرْ لَنَا عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَبِّ ارْحَمْنَا عَشْرَ مَرَّاتٍ- یَا رَبِّ تُبْ عَلَیْنَا عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ یَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَقُولُ سُبْحَانَ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ كَانَ فِی حِفْظِ اللَّهِ تَعَالَی إِلَی قَابِلٍ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أُخْرَی فِی لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ رَوَیْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الصَّلَاةُ فِی لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ قُلْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی إِلَیْكَ فَقِیرٌ وَ مِنْ عَذَابِكَ خَائِفٌ وَ بِكَ مُسْتَجِیرٌ رَبِّ لَا تُبَدِّلِ اسْمِی وَ لَا تُغَیِّرْ جِسْمِی رَبِّ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی رَبِّ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَ أَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ

ص: 408

مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ فِیكَ ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ.

أَقُولُ وَ رَوَیْنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ ره فَقَالَ فِی إِسْنَادِنَا مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ رَوَی أَبُو یَحْیَی الصَّنْعَانِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام وَ رَوَاهُ عَنْهُمَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِمَّنْ یُوثَقُ بِهِ قَالا: إِذَا كَانَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ ذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِیثِ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ تَسْبِیحٍ وَ تَحْمِیدٍ وَ تَكْبِیرٍ وَ صَلَاةِ رَكْعَتَیْنِ فِی لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ رَوَیْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ ره فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِی یَحْیَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ فَضْلِ لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ هِیَ أَفْضَلُ لَیْلَةٍ بَعْدَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِیهَا یَمْنَحُ اللَّهُ تَعَالَی الْعِبَادَ فَضْلَهُ وَ یَغْفِرُ لَهُمْ بِمَنِّهِ فَاجْتَهِدُوا فِی الْقُرْبَةِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِیهَا فَإِنَّهَا لَیْلَةٌ آلَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یَرُدَّ فِیهَا سَائِلًا مَا لَمْ یَسْأَلِ اللَّهُ مَعْصِیَةً وَ إِنَّهَا اللَّیْلَةُ الَّتِی جَعَلَهَا اللَّهُ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بِإِزَاءِ مَا جَعَلَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ لِنَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله فَاجْتَهِدُوا فِی الدُّعَاءِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ تَعَالَی فِیهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَ حَمَّدَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ كَبَّرَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ هَلَّلَهُ مِائَةَ تَهْلِیلَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ مَعَاصِیهِ وَ قَضَی لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَا الْتَمَسَهُ وَ مَا عَلِمَ حَاجَتَهُ إِلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ یَلْتَمِسْهُ مِنْهُ تَفَضُّلًا عَلَی عِبَادِهِ قَالَ أَبُو یَحْیَی فَقُلْتُ لِسَیِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَفْضَلُ الْأَدْعِیَةِ فَقَالَ إِذَا أَنْتَ صَلَّیْتَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ سُورَةَ الْجَحْدِ وَ هِیَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ وَ اقْرَأْ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ سُورَةَ التَّوْحِیدِ وَ هِیَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا أَنْتَ سَلَّمْتَ قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً ثُمَّ قُلْ- یَا مَنْ إِلَیْهِ مَلْجَأُ الْعِبَادِ فِی الْمُهِمَّاتِ وَ إِلَیْهِ یَفْزَعُ الْخَلْقُ فِی الْمُلِمَّاتِ یَا عَالِمَ الْجَهْرِ وَ الْخَفِیَّاتِ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَوَاطِرُ الْأَوْهَامِ وَ تَصَرُّفُ الْخَطَرَاتِ

ص: 409

یَا رَبَّ الْخَلَائِقِ وَ الْبَرِیَّاتِ یَا مَنْ بِیَدِهِ مَلَكُوتُ الْأَرَضِینَ وَ السَّمَاوَاتِ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَمَتُّ إِلَیْكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَیَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اجْعَلْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَیْهِ فَرَحِمْتَهُ وَ سَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ وَ عَلِمْتَ اسْتِقَالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ وَ تَجَاوَزْتَ عَنْ سَالِفِ خَطِیئَتِهِ وَ عَظِیمِ جَرِیرَتِهِ فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِی وَ لَجَأْتُ إِلَیْكَ فِی سَتْرِ عُیُوبِی اللَّهُمَّ فَجُدْ عَلَیَّ بِكَرَمِكَ وَ فَضْلِكَ وَ احْطُطْ خَطَایَایَ بِحِلْمِكَ وَ عَفْوِكَ وَ تَغَمَّدْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ بِسَابِغِ كَرَامَتِكَ وَ اجْعَلْنِی فِیهَا مِنْ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ اجْتَبَیْتَهُمْ لِطَاعَتِكَ وَ اخْتَرْتَهُمْ لِعِبَادَتِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ خَالِصَتَكَ وَ صَفْوَتَكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ سَعِدَ جِدُّهُ وَ تَوَفَّرَ مِنَ الْخَیْرَاتِ حَظُّهُ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَ فَازَ فَغَنِمَ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا أَسْلَفْتُ وَ اعْصِمْنِی مِنَ الِازْدِیَادِ فِی مَعْصِیَتِكَ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ طَاعَتَكَ وَ مَا یُقَرِّبُنِی مِنْكَ وَ یُزْلِفُنِی عِنْدَكَ سَیِّدِی إِلَیْكَ مَلْجَأُ الْهَارِبِ مِنْكَ مُلْتَمَسُ الطَّالِبِ وَ عَلَی كَرَمِكَ یُعَوِّلُ الْمُسْتَقِیلُ التَّائِبُ أَدَّبْتَ عِبَادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَ أَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ وَ أَمَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبَادَكَ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْنِی مَا رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ سَابِغِ نِعَمِكَ وَ لَا تُخَیِّبْنِی مِنْ جَزِیلِ قِسَمِكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ وَ اجْعَلْنِی فِی جُنَّةٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَ الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ جُدْ عَلَیَّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ لَا بِمَا أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّی بِكَ وَ تَحَقَّقَ رَجَائِی لَكَ وَ عَلِقَتْ نَفْسِی بِكَرَمِكَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ اللَّهُمَّ وَ اخْصُصْنِی مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِیلِ قِسَمِكَ وَ أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذَّنْبَ الَّذِی یَحْبِسُ عَنِّی الْخَلْقَ وَ یُضَیِّقُ عَلَیَّ الرِّزْقَ حَتَّی أَقُومَ بِصَالِحِ رِضَاكَ وَ أُنْعَمَ بِجَزِیلِ عَطَایَاكَ وَ أَسْعَدَ بِسَابِغِ نَعْمَائِكَ فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَ تَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَ اسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ بِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ فَجُدْ بِمَا سَأَلْتُكَ وَ أَنِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ أَسْأَلُكَ بِكَ لَا بِشَیْ ءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ- ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ عِشْرِینَ مَرَّةً یَا رَبِّ یَا اللَّهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ- لَا قُوَّةَ

ص: 410

إِلَّا بِاللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَكَ فَوَ اللَّهِ لَوْ سَأَلْتَ بِهَا بِعَدَدِ الْقَطْرِ لَبَلَّغَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهَا بِكَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ.

رِوَایَةُ أُخْرَی فِی هَذِهِ السَّجْدَةِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الطِّرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ: ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ عِشْرِینَ مَرَّةً یَا رَبِّ یَا رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ مَا شَاءَ اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَدَا لَكَ ثُمَّ تُصَلِّی بَعْدَ هَذِهِ الصَّلَاةِ وَ قَبْلَ صَلَاةِ اللَّیْلِ الْأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِأَلْفِ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.

وَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِی هَذِهِ السَّجْدَةِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطِّرَازِیِّ وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الطِّرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ: أَنَّ مَوْلَانَا الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ دَعَا بِهَذَا یَا مَنْ إِلَیْهِ مَلْجَأُ الْعِبَادِ فِی الْمُهِمَّاتِ إلخ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ فِی سُجُودِهِ یَا رَبِّ عِشْرِینَ مَرَّةً یَا اللَّهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ یَا رَبَّ مُحَمَّدٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

وَ مِمَّا ذَكَرُهُ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ ره بَعْدَ السَّجْدَةِ الَّتِی رَوَیْنَاهَا عَنْهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ تَقُولُ: إِلَهِی تَعَرَّضَ لَكَ فِی هَذَا اللَّیْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ وَ قَصَدَكَ الْقَاصِدُونَ وَ أَمَّلَ فَضْلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَ لَكَ فِی هَذَا اللَّیْلِ نَفَحَاتٌ وَ جَوَائِزُ وَ عَطَایَا وَ مَوَاهِبُ تَمُنُّ بِهَا عَلَی مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ وَ تَمْنَعُهَا مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنَایَةُ مِنْكَ وَ هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْفَقِیرُ إِلَیْكَ الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ فَإِنْ كُنْتَ یَا مَوْلَایَ تَفَضَّلْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ عُدْتَ عَلَیْهِ بِعَائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْخَیِّرِینَ الْفَاضِلِینَ وَ جُدْ عَلَیَّ بِطَوْلِكَ وَ مَعْرُوفِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً إِنَّ اللَّهَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أُخْرَی فِی لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَجَدْنَاهَا فِی كِتَابِ الطِّرَازِیِّ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ: صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ

ص: 411

أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصَ خَمْسِینَ مَرَّةً وَ إِنْ شِئْتَ قَرَأْتَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَ إِنْ شِئْتَ قَرَأْتَهَا مِائَتَیْنِ وَ خَمْسِینَ مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی إِلَیْكَ فَقِیرٌ وَ مِنْ عَذَابِكَ خَائِفٌ وَ بِكَ مُسْتَجِیرٌ رَبِّ لَا تُبَدِّلِ اسْمِی رَبِّ لَا تُغَیِّرْ جِسْمِی وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ- لَا أُحْصِی مِدْحَتَكَ وَ لَا الثَّنَاءَ عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا.

و روینا هذه الأربع ركعات و هذا الدعاء بإسنادنا إلی أبی جعفر الطوسی ره و اقتصر فی قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائتین و خمسین مرة و لم یذكر التخییر.

وَ ذَكَرَ الطِّرَازِیُّ بَعْدَ هَذِهِ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ مِمَّا یُدْعَی بِهِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُحْیِی الْمُمِیتُ الْبَدِی ءُ الْبَدِیعُ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْفَضْلُ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الْجُودُ وَ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ اقْضِ دَیْنِی وَ وَسِّعْ عَلَیَّ وَ ارْزُقْنِی فَإِنَّكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ كُلَّ أَمْرٍ تُفَرِّقُ وَ مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِی وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْقَائِلِینَ النَّاطِقِینَ- وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَ إِیَّاكَ قَصَدْتُ وَ ابْنَ نَبِیِّكَ اعْتَمَدْتُ وَ لَكَ رَجَوْتُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ فَضْلِ لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ أَمْرٍ عَظِیمٍ وَ صَلَاةِ مِائَةِ رَكْعَةٍ وَ ذِكْرٍ كَرِیمٍ وَجَدْنَا ذَلِكَ فِی كُتُبِ الْعِبَادَاتِ وَ ضَمَانِ فَاتِحِ أَبْوَابِ الرَّحَمَاتِ

ص: 412


1- 1. كتاب الاقبال ص 696- 699.

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْتُ نَائِماً لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَأَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَ تَنَامُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَا هَذِهِ اللَّیْلَةُ قَالَ هِیَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قُمْ یَا مُحَمَّدُ فَأَقَامَنِی ثُمَّ ذَهَبَ بِی إِلَی الْبَقِیعِ ثُمَّ قَالَ لِیَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنَّ هَذِهِ لَیْلَةٌ تُفْتَحُ فِیهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَیُفْتَحُ فِیهَا أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَ بَابُ الرِّضْوَانِ وَ بَابُ الْمَغْفِرَةِ وَ بَابُ الْفَضْلِ وَ بَابُ التَّوْبَةِ وَ بَابُ النِّعْمَةِ وَ بَابُ الْجُودِ وَ بَابُ الْإِحْسَانِ یُعْتِقُ اللَّهُ فِیهَا بِعَدَدِ شُعُورِ النَّعَمِ وَ أَصْوَافِهَا وَ یُثَبِّتُ اللَّهُ فِیهَا الْآجَالَ وَ یُقَسِّمُ فِیهَا الْأَرْزَاقَ مِنَ السَّنَةِ إِلَی السَّنَةِ وَ یُنْزِلُ مَا یَحْدُثُ فِی السَّنَةِ كُلَّهَا- یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَحْیَاهَا بِتَكْبِیرٍ وَ تَسْبِیحٍ وَ تَهْلِیلٍ وَ دُعَاءٍ وَ صَلَاةٍ وَ قِرَاءَةٍ وَ تَطَوُّعٍ وَ اسْتِغْفَارٍ كَانَتِ الْجَنَّةُ لَهُ مَنْزِلًا وَ مَقِیلًا وَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ صَلَّی فِیهَا مِائَةَ رَكْعَةٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ عَشْراً وَ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ كَبِیرَةٍ مُوبِقَةٍ مُوجِبَةٍ لِلنَّارِ وَ أُعْطِیَ بِكُلِّ سُورَةٍ وَ تَسْبِیحَةٍ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ وَ شَفَّعَهُ اللَّهُ فِی مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ شَرَكَهُ فِی ثَوَابِ الشُّهَدَاءِ وَ أَعْطَاهُ مَا یُعْطِی صَائِمِی هَذَا الشَّهْرِ وَ قَائِمِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْئاً فَأَحْیِهَا یَا مُحَمَّدُ وَ أْمُرْ أُمَّتَكَ بِإِحْیَائِهَا وَ التَّقَرُّبِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِالْعَمَلِ فِیهَا فَإِنَّهَا لَیْلَةٌ شَرِیفَةٌ وَ لَقَدْ أَتَیْتُكَ یَا مُحَمَّدُ وَ مَا فِی السَّمَاءِ مَلَكٌ إِلَّا وَ قَدْ صَفَّ قَدَمَیْهِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ فَهُمْ بَیْنَ رَاكِعٍ وَ قَائِمٍ وَ سَاجِدٍ وَ دَاعٍ وَ مُكَبِّرٍ وَ مُسْتَغْفِرٍ وَ مُسَبِّحٍ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَطَّلِعُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَیَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ قَائِمٍ یُصَلِّی وَ قَاعِدٍ یُسَبِّحُ وَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ ذَاكِرٍ وَ هِیَ لَیْلَةٌ- لَا یَدْعُو فِیهَا دَاعٍ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ لَا سَائِلٌ إِلَّا أُعْطِیَ وَ لَا مُسْتَغْفِرٌ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَ لَا تَائِبٌ إِلَّا تِیبَ عَلَیْهِ مَنْ حُرِمَ خَیْرَهَا یَا مُحَمَّدُ فَقَدْ حُرِمَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو فِیهَا فَیَقُولُ- اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْیَتِكَ مَا یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَعْصِیَتِكَ وَ مِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ رِضْوَانَكَ وَ مِنَ الْیَقِینِ مَا یَهُونُ عَلَیْنَا بِهِ مُصِیبَاتُ الدُّنْیَا اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِأَسْمَاعِنَا

ص: 413

وَ أَبْصَارِنَا وَ قُوَّتِنَا مَا أَحْیَیْتَنَا وَ اجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَ اجْعَلْ ثَارَنَا عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ انْصُرْنَا عَلَی مَنْ عَادَانَا وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتَنَا فِی دِینِنَا وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا مَنْ لَا یَرْحَمُنَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

أقول: و قد مضی هذا الدعاء فی بعض مواضع العبادات و إنما ذكرنا هاهنا لأنه فی هذه لیلة نصف شعبان من المهمات.

أَقُولُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: فِی فَضْلِ هَذِهِ الْمِائَةِ رَكْعَةٍ كُلُّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَا وَجَدْنَاهُ. قَالَ رَاوِی الْحَدِیثِ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی ثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ نَظْرَةً وَ قَضَی لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ سَبْعِینَ حَاجَةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ ثُمَّ لَوْ كَانَ شَقِیّاً فَطَلَبَ السَّعَادَةَ لَأَسْعَدَهُ اللَّهُ- یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وَ لَوْ كَانَ وَالِدَاهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَ دَعَا لَهُمَا أُخْرِجَا مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ لَا یُشْرِكَا بِاللَّهِ شَیْئاً وَ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ قَضَی اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَ وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْجَنَّةِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ یُرِیدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَی جَعَلَ اللَّهُ لَهُ نَصِیباً فِی أَجْرِ جَمِیعِ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ تِلْكَ اللَّیْلَةَ وَ یَأْمُرُ الْكِرَامَ الْكَاتِبِینَ أَنْ یَكْتُبُوا لَهُ الْحَسَنَاتِ وَ یَمْحُو عَنْهُ السَّیِّئَاتِ حَتَّی لَا یَبْقَی لَهُ سَیِّئَةٌ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرَی مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَائِكَةً یُصَافِحُونَهُ وَ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ وَ یَخْرُجُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ مَاتَ شَهِیداً وَ یُشَفَّعُ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً مِنَ الْمُوَحِّدِینَ فَلَا یَضْعُفُ عَنِ الْقِیَامِ تِلْكَ اللَّیْلَةَ إِلَّا شَقِیٌّ.

إن قیل ما تأویل أن لیلة نصف شعبان یقسم الأرزاق و الآجال و قد تظاهرت الروایات أن قسم الآجال و الأرزاق لیلة القدر فی شهر رمضان.

فالجواب لعل المراد أن قسمة الآجال و الأرزاق یحتمل أن یمحی و یثبت لیلة نصف شعبان و الآجال و الأرزاق المحتومة لیلة القدر أو لعل قسمتها فی علم اللّٰه جل جلاله لیلة نصف شعبان و قسمتها بین عباده لیلة القدر أو لعل قسمتها فی اللوح المحفوظ لیلة نصف شعبان و قسمتها بتفریقها بین عباده لیلة القدر أو لعل قسمتها فی لیلة القدر و فی لیلة النصف من شعبان أن یكون معناه الوعد

ص: 414

بهذه القسمة فی لیلة القدر كان فی لیلة نصف شعبان فیكون معناه أن قسمتها لیلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقدیره لیلة نصف شعبان كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن یقسم علیه الأموال فی لیلة القدر و كان وعده به لیلة نصف شعبان فیصح أن یقال عن اللیلتین أن ذلك قسم فیهما.

وَ رُوِیَ عَنِ السَّیِّدِ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ فِی كِتَابِ الْأَمَالِی حَدِیثاً أَسْنَدَهُ إِلَی مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ بِأَلْفِ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لَمْ یَمُتْ قَلْبُهُ یَوْمَ یَمُوتُ الْقَلْبُ وَ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی مِائَةَ مَلَكٍ یُؤْمِنُونَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ثَلَاثُونَ مِنْهُمْ یُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ ثَلَاثُونَ كَانُوا یَعْصِمُونَهُ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ ثَلَاثُونَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ آنَاءَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ عَشَرَةٌ یَكِیدُونَ مَنْ كَادَهُ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ صِیَامِ یَوْمِهَا رَوَیْنَاهُ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ كِتَابِ التَّحْصِیلِ فِی تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَیْلَهَا وَ صُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ یَنْزِلُ فِیهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَی السَّمَاءِ فَیَقُولُ أَ لَا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ أَ لَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ صَلَاةِ رَكْعَتَیْنِ فِی لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ وَ مِائَةِ رَكْعَةٍ رَوَیْنَاهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَطَهَّرَ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَأَحْسَنَ الطُّهْرَ وَ لَبِسَ ثَوْبَیْنِ نَظِیفَیْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی مُصَلَّاهُ فَصَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَلَّی بَعْدَهَا رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ ثَلَاثَ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ ثَلَاثَ آیَاتٍ مِنْ آخِرِهَا ثُمَّ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یُسَلِّمُ وَ یُصَلِّی بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ یس وَ فِی الثَّانِیَةِ حم الدُّخَانِ وَ فِی الثَّالِثَةِ الم السَّجْدَةِ وَ فِی الرَّابِعَةِ تَبَارَكَ الْمُلْكِ ثُمَّ یُصَلِّی بَعْدَهَا مِائَةَ رَكْعَةٍ یَقْرَأُ

ص: 415

فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَرَّةً وَاحِدَةً قَضَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ ثَلَاثَ حَوَائِجَ إِمَّا فِی عَاجِلِ الدُّنْیَا أَوْ فِی آجِلِ الْآخِرَةِ ثُمَّ إِنْ سَأَلَ أَنْ یَرَانِی مِنْ لَیْلَتِهِ رَآنِی.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ رِوَایَةِ سَجَدَاتٍ وَ دَعَوَاتٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ رَوَیْنَاهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِیمَا رَوَاهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا كَانَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ وَ رَوَی الزَّمَخْشَرِیُّ فِی كِتَابِ الْفَائِقِ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ تَبِعَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدَتْهُ قَدْ قَصَدَ الْبَقِیعَ ثُمَّ رَجَعَتْ وَ عَادَ فَوَجَدَ فِیهَا أَثَرَ السُّرْعَةِ فِی عَوْدِهَا وَ لَمْ یَذْكُرِ الدَّعَوَاتِ ثُمَّ قَالَ الطُّوسِیُّ فِی رِوَایَةِ الصَّادِقِ علیه السلام فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّیْلُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ فِرَاشِهَا فَلَمَّا انْتَبَهَتْ وَجَدَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ قَامَ عَنْ فِرَاشِهَا فَدَخَلَهَا مَا یَتَدَاخَلُ النِّسَاءَ وَ ظَنَّتْ أَنَّهُ قَدْ قَامَ إِلَی بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَامَتْ وَ تَلَفَّفَتْ بِشَمْلَتِهَا وَ ایْمُ اللَّهِ مَا كَانَ قَزّاً وَ لَا كَتَّاناً وَ لَا قُطْناً وَ لَكِنْ [كَانَ] سَدَاهُ شَعْراً وَ لَحْمَتُهُ أَوْبَارَ الْإِبِلِ فَقَامَتْ تَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حُجَرِ نِسَائِهِ حُجْرَةً حُجْرَةً فَبَیْنَا هِیَ كَذَلِكَ إِذْ نَظَرَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ سَاجِداً كَثَوْبٍ مُتَلَبِّطٍ بِوَجْهِ الْأَرْضِ فَدَنَتْ مِنْهُ قَرِیباً فَسَمِعَتْهُ فِی سُجُودِهِ وَ هُوَ یَقُولُ- سَجَدَ لَكَ سَوَادِی وَ خَیَالِی وَ آمَنَ بِكَ فُؤَادِی هَذِهِ یَدَایَ وَ مَا جَنَیْتُهُ عَلَی نَفْسِی یَا عَظِیمُ یُرْجَی لِكُلِّ عَظِیمٍ اغْفِرْ لِیَ الْعَظِیمَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِیمُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ عَادَ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ- أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ انْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ وَ مِنْ تَحْوِیلِ عَافِیَتِكَ وَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی قَلْباً تَقِیّاً نَقِیّاً وَ مِنَ الشِّرْكِ بَرِیئاً لَا كَافِراً وَ لَا شَقِیّاً ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّیْهِ فِی التُّرَابِ فَقَالَ عَفَّرْتُ وَجْهِی فِی التُّرَابِ وَ حَقٌّ لِی

ص: 416

أَنْ أَسْجُدَ لَكَ.

فَلَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالانْصِرَافِ هَرْوَلَتْ إِلَی فِرَاشِهَا فَأَتَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِرَاشَهَا وَ إِذَا لَهَا نَفَسٌ عَالٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی أَ مَا تَعْلَمِینَ أَیَّ لَیْلَةٍ هَذِهِ هَذِهِ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فِیهَا تُقَسَّمُ الْأَرْزَاقُ وَ فِیهَا تُكْتَبُ الْآجَالُ وَ فِیهَا یُكْتَبُ وَفْدُ الْحَاجِّ وَ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْفِرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنْ خَلْقِهِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ مِعْزَی كَلْبٍ-(1)

وَ یُنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَی مَلَائِكَتَهُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ بِمَكَّةَ.

فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ رِوَایَةٍ أُخْرَی بِسَجَدَاتٍ وَ دَعَوَاتٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ رَوَیْنَاهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَوَاهَا عَنْ بَعْضِ نِسَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی فِی لَیْلَتِهِ الَّتِی كَانَ عِنْدِی فِیهَا فَانْسَلَّ مِنْ لِحَافِی فَانْتَبَهْتُ فَدَخَلَنِی مَا یَدْخُلُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَیْرَةِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ فِی بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَإِذَا أَنَا بِهِ كَالثَّوْبِ السَّاقِطِ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ سَاجِداً عَلَی أَطْرَافِ أَصَابِعِ قَدَمَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ- أَصْبَحْتُ إِلَیْكَ فَقِیراً خَائِفاً مُسْتَجِیراً فَلَا تُبَدِّلِ اسْمِی وَ لَا تُغَیِّرْ جِسْمِی وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی وَ اغْفِرْ لِی ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ الثَّانِیَةَ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ- سَجَدَ لَكَ سَوَادِی وَ خَیَالِی وَ آمَنَ بِكَ فُؤَادِی هَذِهِ یَدَایَ بِمَا جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی یَا عَظِیمُ تُرْجَی لِكُلِّ عَظِیمٍ اغْفِرْ لِی ذَنْبِیَ الْعَظِیمَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ فِی الثَّالِثَةِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ- أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ قَشَعَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ بِهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ

ص: 417


1- 1. یعنی معزی بنی كلب و كانوا هم صاحب معزی.

أَنْ یَحُلَّ عَلَیَّ غَضَبُكَ أَوْ أَنْ یَنْزِلَ عَلَیَّ سَخَطُكَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ فُجَاءَةِ نَقِمَتِكَ وَ تَحْوِیلِ عَافِیَتِكَ وَ جَمِیعِ سَخَطِكَ لَكَ الْعُتْبَی فِیمَا اسْتَطَعْتُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ قَالَتْ فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكَ مِنْهُ تَرَكْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ نَحْوَ الْمَنْزِلِ فَأَخَذَنِی نَفَسٌ عَالٍ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّبَعَنِی فَقَالَ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی قَالَ قُلْتُ كُنْتُ عِنْدَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَ تَدْرِینَ أَیَّ لَیْلَةٍ هَذِهِ هَذِهِ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فِیهَا تُنْسَخُ الْأَعْمَالُ وَ تُقَسَّمُ الْأَرْزَاقُ وَ تُكْتَبُ الْآجَالُ وَ یَغْفِرُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ شَاحِنٍ أَوْ قَاطِعِ رَحِمٍ أَوْ مُدْمِنِ مُسْكِرٍ أَوْ مُصِرٍّ عَلَی ذَنْبٍ أَوْ شَاعِرٍ أَوْ كَاهِنٍ (1).

أبواب ما یتعلق بالسنین و الشهور و الأیام غیر العربیة

اشارة

اعلم أنا أوردنا شطرا صالحا من أحوالها و أعمالها فی كتاب السماء و العالم و فی كتاب الدعاء و فی غیرهما و لنذكر هنا أیضا نبذا من ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.

باب 31 ما یتعلق بشهور الفرس و أیامها من الأعمال

أقول: قد أشرنا فی باب أعمال أیام مطلق الشهور العربیة عند نقل ما أورده الشیخ رضی الدین علی أخو العلامة فی كتاب العدد القویة أن ما ذكروه مما یتعلق بأیام الشهور العربیة یحتمل كون المراد منها أیام شهور الفرس فلا تغفل.

ص: 418


1- 1. كتاب الاقبال: 699- 702.

باب 32 عمل یوم النیروز و ما یتعلق بذلك

أقول: قد مر تحقیق القول فی یوم نیروز الفرس و نیروز غیرهم و أقسامه و فضله و بعض أعماله فی كتاب السماء و العالم فتذكر.

«1»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] حُكِیَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ تَقَدَّمَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ بِالْجُلُوسِ لِلتَّهْنِیَةِ فِی یَوْمِ النَّیْرُوزِ وَ قَبْضِ مَا یُحْمَلُ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی قَدْ فَتَّشْتُ الْأَخْبَارَ عَنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ أَجِدْ لِهَذَا الْعِیدِ خَبَراً وَ إِنَّهُ سُنَّةٌ لِلْفُرْسِ وَ مَحَاهَا الْإِسْلَامُ وَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نُحْیِیَ مَا مَحَاهُ الْإِسْلَامُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ إِنَّمَا نَفْعَلُ هَذَا سِیَاسَةً لِلْجُنْدِ فَسَأَلْتُكَ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ إِلَّا جَلَسْتَ فَجَلَسَ إِلَی آخِرِ مَا أَوْرَدْنَاهُ فِی بَابِ مَكَارِمِ أَخْلَاقِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا(1).

باب 33 عمل ماء مطر شهر نیسان الرومی

أقول: قد مر شرح هذا العمل و ما یتعلق به من الفضل و الأحكام فی كتاب السماء و العالم فارجع إلیه.

«1»- مهج، [مهج الدعوات] قَرَأْنَا فِی كِتَابِ زَادِ الْعَابِدِینَ تَأْلِیفِ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ الْكَاشْغَرِیِّ الْمُلَقَّبِ بِالْفَضْلِ هَذَا لَفْظُهُ حَدِیثُ نَیْسَانَ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا الْوَالِدُ أَبُو الْفَتْحِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَشَّابِیُّ الْبَلْخِیُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَابُ حَرِیزِیُّ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْمُذَكِّرُ الْبَلْخِیُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أُحَیْدٍ

ص: 419


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 318، و تمامه فی ج 48 ص 108- 109.

حَدَّثَنَا عِیسَی بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَیْنَا فَرَدَدْنَا عَلَیْهِ السَّلَامَ فَقَالَ أَ لَا أُعَلِّمُكُمْ دَوَاءً عَلَّمَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام حَیْثُ لَا أَحْتَاجُ إِلَی دَوَاءِ الْأَطِبَّاءِ وَ قَالَ عَلِیٌّ وَ سَلْمَانُ وَ غَیْرُهُمْ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ مَا ذَاكَ الدَّوَاءُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ تَأْخُذُ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ بِنَیْسَانَ وَ تَقْرَأُ عَلَیْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ/ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ تَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً سَبْعَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَاتٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَرْفَعُ عَنِ الَّذِی یَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ كُلَّ دَاءٍ فِی جَسَدِهِ وَ یُعَافِیهِ وَ یُخْرِجُ مِنْ عُرُوقِهِ وَ جَسَدِهِ وَ عَظْمِهِ وَ جَمِیعِ أَعْضَائِهِ وَ یَمْحُو ذَلِكَ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَشَرِبَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَانَ لَهُ وَلَدٌ وَ كَانَتِ المَرْأَةُ عَقِیماً وَ شَرِبَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ رَزَقَهَا اللَّهُ وَلَداً وَ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ عِنِّیناً وَ المَرْأَةُ عَقِیماً وَ شَرِبَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ أَطْلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ وَ ذَهَبَ مَا عِنْدَهُ وَ یَقْدِرُ عَلَی الْمُجَامَعَةِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَحْمِلَ بِابْنٍ حَمَلَتْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَحْمِلَ بِأُنْثَی حَمَلَتْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَحْمِلَ بِذَكَرٍ وَ أُنْثَی حَمَلَتْ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی- یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ إِناثاً وَ یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ الذُّكُورَ- أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً وَ یَجْعَلُ مَنْ یَشاءُ عَقِیماً.

وَ إِنْ كَانَ بِهِ صُدَاعٌ فَشَرِبَ مِنْ ذَلِكَ یَسْكُنُ عَنْهُ الصُّدَاعُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ بِهِ وَجَعُ الْعَیْنِ یُقَطِّرُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِی عَیْنَیْهِ وَ یَشْرَبُ مِنْهُ وَ یَغْسِلُ بِهِ عَیْنَیْهِ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ یَشُدُّ أُصُولَ الْأَسْنَانِ وَ یُطَیِّبُ الْفَمَ وَ لَا یَسِیلُ مِنْ أُصُولِ الْأَسْنَانِ اللُّعَابُ وَ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ لَا یَتَّخِمُ إِذَا أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ لَا یَتَأَذَّی بِالرِّیحِ وَ لَا یُصِیبُهُ الْفَالِجُ وَ لَا یَشْتَكِی ظَهْرَهُ وَ لَا یَیْجَعُ بَطْنُهُ وَ لَا یَخَافُ مِنَ الزُّكَامِ وَ وَجَعِ الضِّرْسِ وَ لَا یَشْتَكِی الْمَعِدَةَ وَ لَا الدُّودَ وَ لَا یُصِیبُهُ قُولَنْجٌ

ص: 420

وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی الْحِجَامَةِ وَ لَا یُصِیبُهُ النَّاسُورُ وَ لَا یُصِیبُهُ الْحِكَّةُ وَ لَا الْجُدَرِیُّ وَ لَا الْجُنُونُ وَ لَا الْجُذَامُ وَ لَا الْبَرَصُ وَ الرُّعَافُ وَ لَا الْقَلْسُ وَ لَا یُصِیبُهُ عَمًی وَ لَا بَكَمٌ وَ لَا خَرَسٌ وَ لَا صَمَمٌ وَ لَا مُقْعَدٌ وَ لَا یُصِیبُهُ الْمَاءُ الْأَسْوَدُ فِی عَیْنَیْهِ وَ لَا یُفْسِدُهُ دَاءٌ یُفْسِدُ عَلَیْهِ صَوْمَهُ وَ صَلَاتَهُ وَ لَا یَتَأَذَّی بِالْوَسْوَسَةِ وَ الْجِنِّ وَ لَا الشَّیَاطِینِ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّهُ مَنْ شَرِبَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ بِهِ جَمِیعُ الْأَوْجَاعِ الَّتِی تُصِیبُ النَّاسَ فَإِنَّهَا شِفَاءٌ لَهُ مِنْ جَمِیعِ الْأَوْجَاعِ وَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَنْ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَاتِ عَلَی هَذَا الْمَاءِ مَلَأَ اللَّهُ تَعَالَی قَلْبَهُ نُوراً وَ ضِیَاءً وَ یُلْقِی الْإِلْهَامَ فِی قَلْبِهِ وَ یُجْرِی الحِكْمَةَ عَلَی لِسَانِهِ وَ یَحْشُو قَلْبَهُ مِنَ الْفَهْمِ وَ التَّبْصِرَةِ وَ لَمْ یُعْطَ مِثْلَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِینَ وَ یُرْسِلُ عَلَیْهِ أَلْفَ مَغْفِرَةٍ وَ أَلْفَ رَحْمَةٍ وَ یُخْرِجُ الْغِشَّ وَ الْخِیَانَةَ وَ الْغِیبَةَ وَ الْحَسَدَ وَ الْبَغْیَ وَ الْكِبْرَ وَ الْبُخْلَ وَ الْحِرْصَ وَ الْغَضَبَ مِنْ قَلْبِهِ وَ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ النَّمِیمَةَ وَ الْوَقِیعَةَ فِی النَّاسِ وَ هُوَ الشِّفَاءُ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

وَ قَدْ رُوِیَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِیمَا یُقْرَأُ عَلَی مَاءِ الْمَطَرِ فِی نَیْسَانَ زِیَادَةٌ وَ هِیَ أَنَّهُ یَقْرَأُ عَلَیْهِ سُورَةَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ وَ یُكَبِّرُ اللَّهَ وَ یُهَلِّلُ اللَّهَ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا سَبْعِینَ مَرَّةً(1).

ص: 421


1- 1. مهج الدعوات: 444- 447 و نقله المؤلّف فی كتاب السماء و العالم و قال بعده: بیان:- ییجع» لغة فی« یوجع» و« الناسور» علة تحدث فی العین و فی حوالی المقعدة و فی اللثة، و« الجدری» بضم الجیم و فتحها قروح فی البدن تنفط و تقبح، و هی معروفة تحدث فی الاطفال غالبا و القلس- و یفتح- ما خرج من الحلق مل ء الفم، و لیس بقی ء فان عاد فهو قی ء و یحتمل التعمیم هنا، و المقعد كمكرم داء یصیر به مقعدا لا یقدر علی القیام، و« الوقیعة» فی الناس ذمهم و یطلق غالبا علی الغیبة.

كلمة المصحّح الأولی

بسمه تعالی

تمّ المجلّد العشرون من كتاب بحار الأنوار و هو الجزء الخامس و التسعون حسب تجزئتنا یحتوی علی 43 بابا من أبواب أعمال السنین و الشهور و الأیّام.

و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته فخرج بحمد اللّٰه و عونه نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر لا یكاد یخفی علی القراء الكرام و من اللّٰه نسأل العصمة و الإعتصام.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 422

كلمة المصحّح [الثانیة]

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله أمناء اللّٰه.

و بعد: فمن عظیم منن اللّٰه علینا و له المنّ كلّه أن اختارنا لخدمة الدین و أهله و قیّضنا لتصحیح هذه الموسوعة الكبری الباحثة عن المعارف الإسلامیّة الدائرة بین المسلمین و هی بحقّ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار علیهم الصلاة و السلام.

و هذا الجزء الذی نخرجه إلی القرّاء الكرام، آخر أجزاء المجلّد العشرین و قد قابلناه علی طبعة الكمبانیّ التی نسخوها من أصل المؤلّف العلّامة لكنّه لم یكن خالیا عن السقط و التصحیف و البیاض، حیث انتقل المؤلّف قدّس سرّه إلی جوار رحمة اللّٰه قبل أن یصحّحه و یبیّضه فقابلناه علی نفس المصادر المنقولة عنها و سددنا ما كان فیه من خلل.

فأمّا ما كان فیه من تصحیف فقد أصلحناه من دون إیعاز.

و أمّا ما كان ساقطا كالجملة و الجملتین و السطر و السطرین، فقد ألحقناه فی المتن و معذلك جعلناه غالبا بین العلامتین [....] و القاری ء الكریم بعد ما یرجع إلی مواردها یقضی بأنّ ذلك واجب لا بدّ منه كما كان یفعل مثل ذلك سلفنا الصالح عند تصحیح الكتب و مقابلة النسخ.

ص: 423

و أمّا الأحادیث و الأدعیة التی كان صدرها مسطورا و محل ذیلها بیاضا فقد أتممناه و ألحقنا تمامها من نفس المصدر المنقول عنه و قد جرّءنا علی ذلك نصّ المؤلّف العلّامة قدّس سرّه حیث قال (ج 94 ص 224):

«قد أشرنا (مقدمة الكتاب ج 1 ص 17 و 34 من هذه الطبعة) أنّا لم نعثر من كتاب العدد القویّة إلّا علی النصف الآخر منه و لم نقف علی النصف الأوّل منه فلذلك اقتصرنا هنا علی إیراد أدعیة الأیّام المذكورة فیه، و عسی اللّٰه أن یوفّق من یأتی بعدنا لأن یعثر علی النصف الأوّل منه أیضا فیلحق أدعیة الأیّام السابقة هنا و یمنّ بذلك علینا و اللّٰه الموفّق.

و أمّا الأبواب التی كانت خالیة من نصوص الأدعیة و الأعمال فقد كان بامكاننا أن ننقل من الكتب التی اعتمد علیها المؤلّف العلّامة ره و أكثر النقل عنها كاقبال الأعمال و البلد الأمین لكن أعرضنا عن ذلك كما أعرض عنه كتاب المؤلّف و أعرض عنه تلمیذه المحرّر لهذا الأجزاء المسوّدة أعنی العالم النحریر المرزا عبد اللّٰه أفندی ره و اللّٰه ولیّ التوفیق و منه الإعتصام.

محمد الباقر البهبودیّ ذیحجة الحرام 3188

ص: 424

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«71»- باب أدعیة كلّ یوم یوم و كلّ لیلة لیلة من شهر رمضان و سائر أعمالها 82- 1

«72»- باب الأعمال و أدعیة مطلق لیالی شهر رمضان و أیّامه و فی مطلق أسحاره و ما یناسب ذلك من الأعمال و المطالب و الفوائد 120- 82

«73»- باب أدعیة لیالی القدر و الإحیاء فی هذا الشهر و أعمالها زائدا علی ما مرّ فی بحث أبواب الصیام و فی الأبواب الماضیة و ما یناسب ذلك 169- 121

«74»- باب أدعیة وداع شهر رمضان و أعماله 188- 170

«75»- باب ما یتعلق بسوانح شهور السنة العربیة و ما شاكلها 201- 188

أبواب ما یتعلق بشهر شوال من الأدعیة و الأعمال و غیرها

«76»- باب عمل أوّل لیلة منه و هی لیلة عید الفطر 202

«77»- باب عمل أوّل یوم من هذا الشهر و هو یوم عید الفطر 210- 202

«78»- باب أعمال باقی أیّام هذا الشهر و لیالیه 211

ص: 425

أبواب ما یتعلق بشهر ذی القعدة من الأعمال و الأدعیة و غیر ذلك

«79»- باب عمل أوّل لیلة منه و أوّل یوم منه 211

«80»- باب أعمال باقی أیّام هذا الشهر و لیالیه 211

«81»- باب أعمال خصوص یوم دحو الأرض من أیامه 211

أبواب ما یتعلق بشهر ذی الحجة من الأعمال و الأدعیة و ما یناسب ذلك

«82»- باب عمل أول لیلة منه و أول یومه و أعمال باقی عشر ذی الحجة 212

«83»- باب أعمال خصوص یوم عرفة و لیلتها و أدعیتهما زائدا علی ما مرّ فی طیّ الباب السابق 291- 212

«84»- باب أعمال یوم عید الأضحی و لیلته و أیّام التشریق و لیالیها و أدعیة الجمع و ما یناسب ذلك 297- 292

«85»- باب أعمال یوم الغدیر و لیلته و أدعیتهما 323- 298

«86»- باب أعمال یوم المباهلة و یوم الخاتم و غیرهما من الأیّام المتبرّكة من هذا الشهر و لیالیها 323

«87»- باب أعمال سائر أیّام هذا الشهر و لیالیها 324

أبواب ما یتعلق بأعمال شهر المحرّم و أدعیته

«88»- باب عمل أوّل لیلة من هذا الشهر و یومها و ما یتعلّق بعشر المحرّم من المطالب و الأعمال 335- 324

ص: 426

«89»- باب الأعمال المتعلّقة بلیلة عاشوراء و یوم عاشوراء و ما یناسب ذلك من المطالب و الفوائد زائدا علی الباب السابق 345- 336

«90»- باب ما یتعلق بأعمال ما بعد عاشوراء من أیّام هذا الشهر و لیالیه 345

أبواب ما یتعلق بشهر صفر من الأدعیة و الأعمال

«91»- باب أدعیة أوّل یوم من هذا الشهر و لیلته و أعمال سائر أیّامه و لیالیها 347- 346

«92»- باب أعمال خصوص یوم الأربعین و هو یوم العشرین من هذا الشهر 348

أبواب ما یتعلّق بشهر ربیع الأوّل من الأعمال و الأدعیة

«93»- باب أدعیة أوّل یوم منه و أوّل لیلته و أعمالها و ما یتعلق ببعض سائر أیّامه 350- 348

«94»- باب فضل الیوم التاسع من شهر ربیع الأوّل و أعماله 356- 351

«95»- باب أعمال بقیة أیّام هذا الشهر و لیالیها سوی ما تقدم و یأتی فی الأبواب 357

«96»- باب أعمال خصوص یوم مولد النبی صّلی الّله علیه و آله و هو علی المشهور الیوم السابع عشر من هذا الشهر و ما یتعلق بذلك 363- 358

ص: 427

أبواب ما یتعلّق بشهر ربیع الآخر من الأدعیة و الأعمال

«97»- باب عمل أوّل یوم منه و أوّل لیلته و أدعیتهما و ما یناسب ذلك 367- 364

«98»- باب أعمال بقیة أیّام هذا الشهر و لیالیها و ما یتعلّق بذلك 367

أبواب ما یتعلّق بشهر جمادی الأولی من الأعمال و الأدعیة

«99»- باب أدعیة أوّل لیلة منه و أوّل یومه و أعمالها 371- 367

«100»- باب أعمال بقیّة هذا الشهر و لیالیها و ما یتعلّق بذلك من المطالب 371

أبواب ما یتعلق بشهر جمادی الآخرة من الأعمال و الأدعیة

«101»- باب أدعیة أوّل لیلة منه و أوّل یومه و أعمالهما 374- 372

«102»- باب أعمال بقیّة هذا الشهر و لیالیه و ما یتعلّق بها 375

أبواب ما یتعلق بشهر رجب المرجب من الصلوات و الأدعیة و الأعمال و ما شاكلها

«103»- باب الأعمال المتعلقة بأوّل یوم من هذا الشهر و أوّل لیلة منه زائدا علی ما یأتی 388- 376

ص: 428

«104»- باب أعمال مطلق أیّام شهر رجب و لیالیها و أدعیتها 394- 389

«105»- باب أعمال كلّ یوم یوم من أیّام شهر رجب و كلّ لیلة لیلة منه و ما یناسب ذلك زائدا علی ما فی الأبواب السابقة و الآتیة 394

«106»- باب عمل خصوص لیلة الرغائب زائدا علی أعمال مطلق لیالی شهر رجب 397- 395

«107»- باب عمل خصوص لیلة النصف من رجب و یومها زائدا علی أبواب أعمال هذا الشهر 406- 397

أبواب ما یتعلق بأعمال شهر شعبان من الصلوات و الأدعیة و ما یناسب ذلك

«108»- باب عمل أوّل لیلة منه و أوّل یومه 407

«109»- باب عمل مطلق أیّام شهر شعبان و لیالیها 407

«110»- باب عمل كلّ یوم یوم من هذا الشهر و كلّ لیلة لیلة منه زائدا علی أعمال الباب السابق 407

«111»- باب عمل لیلة النصف من شعبان و هی لیلة میلاد القائم علیه السلام و عمل یومها زائدا علی ما فی الأبواب السابقة 418- 408

أبواب ما یتعلق بالسنین و الشهور و الأیام غیر العربیة

«112»- باب ما یتعلّق بشهور الفرس و أیّامها من الأعمال 418

«113»- باب عمل یوم النیروز و ما یتعلق بذلك 419

«114»- باب عمل ماء مطر شهر نیسان الرومیّ 421- 419

ص: 429

ص: 430

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .

ضا: لفقه الرضا علیه السلام .

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 431

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.