بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 91: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»- ل،(1)
[الخصال] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَبْداً مَكَثَ فِی النَّارِ سَبْعِینَ خَرِیفاً وَ الْخَرِیفُ سَبْعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ لَمَّا رَحِمْتَنِی قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنِ اهْبِطْ إِلَی عَبْدِی فَأَخْرِجْهُ قَالَ یَا رَبِّ وَ كَیْفَ لِی بِالْهُبُوطِ فِی النَّارِ قَالَ إِنِّی قَدْ أَمَرْتُهَا أَنْ تَكُونَ عَلَیْكَ بَرْداً وَ سَلَاماً قَالَ یَا رَبِّ فَمَا عِلْمِی بِمَوْضِعِهِ قَالَ إِنَّهُ فِی جُبٍّ مِنْ سِجِّینٍ قَالَ فَهَبَطَ فِی النَّارِ فَوَجَدَهُ وَ هُوَ مَعْقُولٌ عَلَی وَجْهِهِ فَأَخْرَجَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَبْدِی كَمْ لَبِثْتَ تُنَاشِدُنِی فِی النَّارِ قَالَ مَا أُحْصِی یَا رَبِّ قَالَ أَمَا وَ عِزَّتِی لَوْ لَا مَا سَأَلْتَنِی بِهِ لَأَطَلْتُ هَوَانَكَ فِی النَّارِ وَ لَكِنَّهُ حَتْمٌ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا یَسْأَلَنِی عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ إِلَّا غَفَرْتُ لَهُ مَا كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ الْیَوْمَ (2).
مع، [معانی الأخبار] أبی عن سعد عن الحسن بن علی الكوفی: مثله (1) ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن الصفار عن الحسن بن علی: مثله (2).
جا، [المجالس] للمفید الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ بِالْإِسْنَادِ السَّابِقِ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ مَكَثَ عَبْدٌ فِی النَّارِ سَبْعِینَ خَرِیفاً إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ(3).
«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ مَكَثَ فِی النَّارِ یُنَاشِدُ اللَّهَ سَبْعِینَ خَرِیفاً وَ سَبْعِینَ خَرِیفاً وَ الْخَرِیفُ سَبْعُونَ سَنَةً وَ سَبْعُونَ سَنَةً وَ سَبْعُونَ سَنَةً إِلَی قَوْلِهِ قَالَ إِنَّهُ فِی جُبٍّ مِنْ سِجِّینٍ قَالَ فَهَبَطَ إِلَیْهِ وَ هُوَ مَعْقُولٌ عَلَی وَجْهِهِ بِقَدَمِهِ قَالَ قُلْتُ كَمْ لَبِثْتَ فِی النَّارِ قَالَ مَا أُحْصِی كَمْ بُدِّلْتُ فِیهَا خَلْقاً قَالَ فَأَخْرَجَهُ إِلَیْهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ یَا عَبْدِی إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(4).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُشْمَعِلِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَعَا اللَّهَ بِنَا أَفْلَحَ وَ مَنْ دَعَاهُ بِغَیْرِنَا هَلَكَ وَ اسْتَهْلَكَ (5).
«4»- ج، [الإحتجاج] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ تَوْقِیعٌ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ الْمَسَائِلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا لِأَمْرِهِ تَعْقِلُونَ وَ لَا مِنْ أَوْلِیَائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا یُؤْمِنُونَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ فَإِذَا
ص: 2
أَرَدْتُمُ التَّوَجُّهَ بِنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَیْنَا فَقُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا دَاعِیَ اللَّهِ وَ رَبَّانِیَّ آیَاتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ اللَّهِ وَ دَیَّانَ دِینِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ وَ نَاصِرَ حَقِّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَلِیلَ إِرَادَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَالِیَ كِتَابِ اللَّهِ وَ تَرْجُمَانَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی آنَاءِ لَیْلِكَ وَ أَطْرَافِ نَهَارِكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مِیثَاقَ اللَّهِ الَّذِی أَخَذَهُ وَ وَكَّدَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَعْدَ اللَّهِ الَّذِی ضَمِنَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَ الْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَ الْغَوْثُ وَ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقُومُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْعُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْرَأُ وَ تُبَیِّنُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُصَلِّی وَ تَقْنُتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَسْتَغْفِرُ وَ تَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُكَبِّرُ وَ تُهَلِّلُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُصْبِحُ وَ تُمْسِی السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ بِجَوَامِعِ السَّلَامِ أُشْهِدُكَ یَا مَوْلَایَ أَنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ لَا حَبِیبَ إِلَّا هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ أُشْهِدُكَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حُجَّتُهُ وَ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَ الْحُسَیْنَ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ حُجَّتُهُ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی حُجَّتُهُ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ أَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا رَیْبَ فِیهَا یَوْمَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً وَ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ أَنَّ نَاكِراً وَ نَكِیراً حَقٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ الْمِیزَانَ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْوَعْدَ وَ الْوَعِیدَ بِهِمَا حَقٌّ یَا مَوْلَایَ شَقِیَ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ سَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ فَاشْهَدْ عَلَی مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَیْهِ وَ أَنَا وَلِیٌّ لَكَ بَرِی ءٌ مِنْ عَدُوِّكَ فَالْحَقُّ مَا رَضِیتُمُوهُ وَ الْبَاطِلُ مَا سَخِطْتُمُوهُ وَ الْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ وَ الْمُنْكَرُ مَا نَهَیْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِی مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِكُمْ یَا مَوْلَایَ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ وَ نُصْرَتِی مُعَدَّةٌ لَكُمْ
ص: 3
وَ مَوَدَّتِی خَالِصَةٌ لَكُمْ آمِینَ آمِینَ الدُّعَاءُ عَقِیبَ هَذَا الْقَوْلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ رَحْمَتِكَ وَ كَلِمَةِ نُورِكَ وَ أَنْ تَمْلَأَ قَلْبِی نُورَ الْیَقِینِ وَ صَدْرِی نُورَ الْإِیمَانِ وَ فِكْرِی نُورَ النِّیَّاتِ وَ عَزْمِی نُورَ الْعِلْمِ وَ قُوَّتِی نُورَ الْعَمَلِ وَ لِسَانِی نُورَ الصِّدْقِ وَ دِینِی نُورَ الْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَ بَصَرِی نُورَ الضِّیَاءِ وَ سَمْعِی نُورَ الْحِكْمَةِ وَ مَوَدَّتِی نُورَ الْمُوَالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ حَتَّی أَلْقَاكَ وَ قَدْ وَفَیْتُ بِعَهْدِكَ وَ مِیثَاقِكَ فَتَسَعَنِی رَحْمَتُكَ یَا وَلِیُّ یَا حَمِیدُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ فِی أَرْضِكَ وَ خَلِیفَتِكَ فِی بِلَادِكَ وَ الدَّاعِی إِلَی سَبِیلِكَ وَ الْقَائِمِ بِقِسْطِكَ وَ الثَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ بَوَارِ الْكَافِرِینَ وَ مُجَلِّی الظُلْمَةِ وَ مُنِیرِ الْحَقِّ وَ النَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَ الصِّدْقِ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِی أَرْضِكَ الْمُرْتَقِبِ الْخَائِفِ وَ الْوَلِیِّ النَّاصِحِ سَفِینَةِ النَّجَاةِ وَ عَلَمِ الْهُدَی وَ نُورِ أَبْصَارِ الْوَرَی وَ خَیْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَ ارْتَدَی وَ مُجَلِّی الْغَمَاءِ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً: اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ لِدِینِكَ وَ انْصُرْ بِهِ أَوْلِیَاءَكَ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ شِیعَتَهُ وَ أَنْصَارَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُمْ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ احْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ مِنْ أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِ بِسُوءٍ وَ احْفَظْ فِیهِ رَسُولَكَ وَ آلَ رَسُولِكَ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَ أَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِیهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِیهِ وَ اقسم [اقْصِمْ] بِهِ جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ وَ اقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ جَمِیعَ الْمُلْحِدِینَ حَیْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ أَظْهِرْ بِهِ دِینَ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ أَرِنِی فِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام مَا یَأْمُلُونَ وَ فِی عَدُوِّهِمْ مَا یَحْذَرُونَ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ یَا ذَا
ص: 4
الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«5»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ قُطْرُبِ بْنِ علیفٍ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: كُنْتُ ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِیٌّ عَلَی نَاقَةٍ لَهُ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَیُّكُمْ مُحَمَّدٌ فَأُومِئَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِی عَمَّا فِی بَطْنِ نَاقَتِی حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّ الَّذِی جِئْتَ بِهِ حَقٌّ وَ أُومِنَ بِإِلَهِكَ وَ أَتَّبِعَكَ فَالْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ حَبِیبِی عَلِیٌّ یَدُلُّكَ فَأَخَذَ عَلِیٌّ بِخِطَامِ النَّاقَةِ ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی نَحْرِهَا ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ لَمَّا أَنْطَقْتَ هَذِهِ النَّاقَةَ حَتَّی تُخْبِرَنَا بِمَا فِی بَطْنِهَا فَإِذَا النَّاقَةُ قَدِ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هِیَ تَقُولُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهُ رَكِبَنِی یَوْماً وَ هُوَ یُرِیدُ زِیَارَةَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ وَ وَاقَعَنِی فَأَنَا حَامِلٌ مِنْهُ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ وَیْحَكُمْ النَّبِیُّ هَذَا أَمْ هَذَا فَقِیلَ هَذَا النَّبِیُّ وَ هَذَا أَخُوهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.
«6»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ جُنَیْدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ ضَرِیرٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَكَا إِلَیْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتِ الْمِیضَاةَ فَتَوَضَّ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی رَبِّكَ لِیَجْلُوَ بِهِ عَنْ بَصَرِی اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِیَّ وَ شَفِّعْنِی فِی نَفْسِی قَالَ ابْنُ جُنَیْدٍ فَلَمْ یَطُلْ بِنَا الْحَدِیثُ حَتَّی دَخَلَ الرَّجُلُ كَأَنْ لَمْ یَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ(2).
«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ الرَّازِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شِدَّةٌ فَاسْتَعِینُوا بِنَا عَلَی اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی
ص: 5
فَادْعُوهُ بِها(1).
قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَحْنُ وَ اللَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی الَّذِی لَا یَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا قَالَ فَادْعُوهُ بِهَا(2).
«8»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: إِنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا انْتَهَی إِلَی الْبَحْرِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ جَدِّدُوا تَوْحِیدِی وَ أَمِرُّوا بِقُلُوبِكُمْ ذِكْرَ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ عَبِیدِی وَ إِمَائِی وَ أَعِیدُوا عَلَی أَنْفُسِكُمُ الْوَلَایَةَ لِعَلِیٍّ أَخِی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ قُولُوا اللَّهُمَّ بِجَاهِهِمْ جَوِّزْنَا عَلَی مَتْنِ هَذَا الْمَاءِ یَتَحَوَّلْ لَكُمْ أَرْضاً فَقَالَ لَهُمْ مُوسَی ذَلِكَ فَقَالُوا تُورِدُ عَلَیْنَا مَا نَكْرَهُ وَ هَلْ فَرَرْنَا مِنْ فِرْعَوْنَ إِلَّا مِنْ خَوْفِ الْمَوْتِ وَ أَنْتَ تَقْتَحِمُ بِنَا هَذَا الْمَاءَ الْغَمْرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ مَا یُدْرِینَا مَا یَحْدُثُ مِنْ هَذِهِ عَلَیْنَا فَقَالَ لِمُوسَی كَالِبُ بْنُ یُوحَنَّا وَ هُوَ عَلَی دَابَّةٍ لَهُ وَ كَانَ ذَلِكَ الْخَلِیجُ أَرْبَعَةَ فَرَاسِخَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَمَرَكَ اللَّهُ بِهَذَا أَنْ نَقُولَهُ وَ نَدْخُلَ الْمَاءَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ وَ أَنْتَ تَأْمُرُنِی بِهِ قَالَ بَلَی قَالَ فَوَقَفَ وَ جَدَّدَ عَلَی نَفْسِهِ مِنْ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا كَمَا أَمَرَ بِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ بِجَاهِهِمْ جَوِّزْنِی عَلَی مَتْنِ هَذَا الْمَاءِ ثُمَّ أَقْحَمَ فَرَسَهُ فَرَكَضَ عَلَی مَتْنِ الْمَاءِ وَ إِذَا الْمَاءُ تَحْتَهُ كَأَرْضٍ لَیِّنَةٍ حَتَّی بَلَغَ آخِرَ الْخَلِیجِ ثُمَّ عَادَ رَاكِضاً ثُمَّ قَالَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ أَطِیعُوا مُوسَی فَمَا هَذَا الدُّعَاءُ إِلَّا مِفْتَاحُ أَبْوَابِ الْجِنَانِ وَ مَغَالِیقُ أَبْوَابِ النِّیرَانِ وَ مُسْتَنْزِلُ الْأَرْزَاقِ وَ جَالِبٌ عَلَی عَبِیدِ اللَّهِ وَ إِمَائِهِ رِضَا الْمُهَیْمِنِ الْخَلَّاقِ فَأَبَوْا وَ قَالُوا نَحْنُ لَا نَسِیرُ إِلَّا عَلَی الْأَرْضِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَمَّا فَلَقْتَهُ فَفَعَلَ فَانْفَلَقَ وَ ظَهَرَتِ الْأَرْضُ إِلَی آخِرِ الْخَلِیجِ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام ادْخُلُوا قَالُوا الْأَرْضُ وَحِلَةٌ نَخَافُ أَنْ نَرْسُبَ فِیهَا فَقَالَ اللَّهُ یَا مُوسَی قُلِ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ جَفِّفْهَا فَقَالَهَا فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَیْهَا رِیحَ الصَّبَا فَجَفَّتْ وَ قَالَ مُوسَی ادْخُلُوهَا قَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ نَحْنُ اثْنَتَا عَشْرَةَ قَبِیلَةً بَنُو اثْنَیْ عَشَرَ أَباً وَ إِنْ دَخَلْنَا رَامَ كُلُ
ص: 6
فَرِیقٍ تَقَدُّمَ صَاحِبِهِ فَلَا نَأْمَنُ وُقُوعَ الشَّرِّ بَیْنَنَا فَلَوْ كَانَ لِكُلِّ فَرِیقٍ مِنَّا طَرِیقٌ عَلَی حِدَةٍ لَأَمِنَّا مَا نَخَافُهُ فَأَمَرَ اللَّهُ مُوسَی أَنْ یَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَدَدِهِمُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ ضَرْبَةً فِی اثْنَیْ عَشَرَ مَوْضِعاً إِلَی جَانِبِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ بَیِّنِ الْأَرْضَ لَنَا وَ أَمِطْ أَلَمَنَا عَنَّا فَصَارَ فِیهِ تَمَامُ اثْنَی عَشَرَ طَرِیقاً وَ جَفَّ قَرَارُ الْأَرْضِ بِرِیحِ الصَّبَا فَقَالَ ادْخُلُوهَا قَالُوا كُلُّ فَرِیقٍ مِنَّا یَدْخُلُ سِكَّةً مِنْ هَذِهِ السِّكَكِ لَا تَدْرِی مَا یَحْدُثُ عَلَی الْآخَرِینَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَاضْرِبْ كُلَّ طَوْدٍ مِنَ الْمَاءِ بَیْنَ هَذِهِ السِّكَكِ فَضَرَبَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَمَّا جَعَلْتَ هَذَا الْمَاءَ طَبَقَاتٍ وَاسِعَةً یَرَی بَعْضُهُمْ بَعْضاً مِنْهَا- فَحَدَثَ طَبَقَاتٌ وَاسِعَةٌ یَرَی بَعْضُهُمْ بَعْضاً ثُمَّ دَخَلُوهَا فَلَمَّا بَلَغُوا آخِرَهَا جَاءَ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ فَدَخَلَ بَعْضُهُمْ فَلَمَّا دَخَلَ آخِرُهُمْ وَ هَمُّوا بِالْخُرُوجِ أَوَّلُهُمْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی الْبَحْرَ فَانْطَبَقَ عَلَیْهِمْ فَغَرِقُوا وَ أَصْحَابُ مُوسَی یَنْظُرُونَ إِلَیْهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ إِلَیْهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فِی عَهْدِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا كَانَ اللَّهُ تَعَالَی فَعَلَ هَذَا كُلَّهُ بِأَسْلَافِكُمْ لِكَرَامَةِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ دَعَا مُوسَی دُعَاءً تَقَرَّبَ بِهِمْ أَ فَمَا تَعْقِلُونَ أَنَّ عَلَیْكُمُ الْإِیمَانَ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِذْ قَدْ شَاهَدْتُمُوهُ الْآنَ (1).
«9»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] فِی قِصَّةِ التَّوْبَةِ عَنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ: فَأَمَرَ اللَّهُ الِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفاً أَنْ یَخْرُجُوا عَلَی الْبَاقِینَ شَاهِرِینَ السُّیُوفَ یَقْتُلُونَهُمْ وَ نَادَی مُنَادٍ أَلَا لَعَنَ اللَّهُ أَحَداً اتَّقَاهُمْ بِیَدٍ أَوْ رِجْلٍ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَأَمَّلَ الْمَقْتُولَ لَعَلَّهُ یَنْسُبُهُ حَمِیماً قَرِیباً فَیَتَعَدَّاهُ إِلَی الْأَجْنَبِیِّ فَاسْتَسْلَمَ الْمَقْتُولُونَ فَقَالَ الْقَاتِلُونَ نَحْنُ أَعْظَمُ مُصِیبَةً مِنْهُمْ نَقْتُلُ بِأَیْدِینَا آبَاءَنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ قَرَابَاتِنَا وَ نَحْنُ لَمْ نَعْبُدْ فَقَدْ سَاوَی بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فِی الْمُصِیبَةِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی أَنِّی إِنَّمَا امْتَحَنْتُهُمْ كَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ مَا اعْتَزَلُوهُمْ لَمَّا عَبَدُوا الْعِجْلَ وَ لَمْ
ص: 7
یَهْجُرُوهُمْ وَ لَمْ یُعَادُوهُمْ عَلَی ذَلِكَ قُلْ لَهُمْ مَنْ دَعَا اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَنْ یُسَهِّلَ عَلَیْهِمْ قَتْلَ الْمُسْتَحِقِّینَ لِلْقَتْلِ بِذُنُوبِهِمْ فَفَعَلَ فَقَالُوهَا فَسَهَّلَ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یَجِدُوا لِقَتْلِهِمْ لَهُمْ أَلَماً فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْقَتْلُ فِیهِمْ وَ هُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ إِلَّا اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفاً الَّذِینَ لَمْ یَعْبُدُوا الْعِجْلَ وَفَّقَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ فَقَالَ لِبَعْضِهِمْ وَ الْقَتْلُ لَمْ یَفِضْ بَعْدُ إِلَیْهِمْ فَقَالَ أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ قَدْ جَعَلَ التَّوَسُّلَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَمْراً لَا یَخِیبُ مَعَهُ طَلِبَةٌ وَ لَا یُرَدُّ بِهِ مَسْأَلَةٌ وَ هَكَذَا تَوَسَّلَتْ بِهِمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ فَمَا لَنَا لَا نَتَوَسَّلُ قَالَ فَاجْتَمَعُوا وَ ضَجُّوا یَا رَبَّنَا بِجَاهِ مُحَمَّدٍ الْأَكْرَمِ وَ بِجَاهِ عَلِیٍّ الْأَفْضَلِ الْأَعْظَمِ وَ بِجَاهِ فَاطِمَةَ ذِی الْفَضْلِ وَ الْعِصْمَةِ وَ بِجَاهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سِبْطَیْ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجِنَانِ أَجْمَعِینَ وَ بِجَاهِ الذُّرِّیَّةِ الطَّیِّبَةِ الطَّاهِرَةِ مِنْ آلِ طه وَ یس لَمَّا غَفَرْتَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ غَفَرْتَ لَنَا هَفْوَتَنَا وَ أَزَلْتَ هَذَا الْقَتْلَ عَنَّا فَذَلِكَ حِینَ نُودِیَ مُوسَی علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كُفَّ الْقَتْلَ فَقَدْ سَأَلَنِی بَعْضُهُمْ مَسْأَلَةً وَ أَقْسَمَ عَلَیَّ قَسَماً لَوْ أَقْسَمَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْعَابِدُونَ لِلْعِجْلِ وَ سَأَلَنِی بَعْضُهُمُ الْعِصْمَةَ حَتَّی لَا یَعْبُدُوهُ لَوَفَّقْتُهُمْ وَ عَصَمْتُهُمْ وَ لَوْ أَقْسَمَ عَلَیَّ بِهَا إِبْلِیسُ لَهَدَیْتُهُ وَ لَوْ أَقْسَمَ عَلَیَّ بِهَا نُمْرُودُ أَوْ فِرْعَوْنُ لَنَجَّیْتُهُمْ فَرَفَعَ عَنْهُمُ الْقَتْلَ فَجَعَلُوا یَقُولُونَ یَا حَسْرَتَنَا أَیْنَ كُنَّا عَنْ هَذَا الدُّعَاءِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ حَتَّی كَانَ اللَّهُ یَقِینَا شَرَّ الْفِتْنَةِ وَ یَعْصِمُنَا بِأَفْضَلِ الْعِصْمَةِ(1).
«10»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِذِ اسْتَسْقی مُوسی لِقَوْمِهِ (2) قَالَ وَ اذْكُرُوا بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذِ اسْتَسْقی مُوسی لِقَوْمِهِ طَلَبَ لَهُمُ السَّقْیَ لَمَّا لَحِقَهُمُ الْعَطَشُ فِی التِّیهِ وَ ضَجُّوا بِالْبُكَاءِ إِلَی مُوسَی وَ قَالُوا هَلَكْنَا بِالْعَطَشِ فَقَالَ مُوسَی إِلَهِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ بِحَقِّ عَلِیٍّ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ سَیِّدِ الْأَوْلِیَاءِ وَ بِحَقِّ الْحُسَیْنِ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ وَ بِحَقِّ عِتْرَتِهِمْ وَ خُلَفَائِهِمْ سَادَةِ الْأَزْكِیَاءِ لَمَّا سَقَیْتَ عِبَادَكَ هَؤُلَاءِ.
ص: 8
فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی یَا مُوسَی اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَضَرَبَهُ بِهَا فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ كُلُّ قَبِیلَةٍ مِنْ بَنِی أَبٍ مِنْ أَوْلَادِ یَعْقُوبَ مَشْرَبَهُمْ فَلَا یُزَاحِمُ الْآخَرِینَ فِی مَشْرَبِهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی كُلُوا وَ اشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ الَّذِی آتَاكُمُوهُ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ وَ لَا تَسْعَوْا فِیهَا وَ أَنْتُمْ مُفْسِدُونَ عَاصُونَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَقَامَ عَلَی مُوَالاتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ سَقَاهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ مَحَبَّتِهِ كَأْساً لَا یَبْغُونَ بِهِ بَدَلًا وَ لَا یُرِیدُونَ سِوَاهُ كَافِیاً وَ لَا كَالِیاً وَ لَا نَاصِراً وَ مَنْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَی احْتِمَالِ الْمَكَارِهِ فِی مُوَالاتِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی عَرَصَاتِهَا بِحَیْثُ یَقْصُرُ كُلُّ مَنْ تَضَمَّنُهُ تِلْكَ الْعَرَصَاتُ أَبْصَارُهُمْ عَمَّا یُشَاهِدُونَ مِنْ دَرَجَاتِهِمْ وَ إِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لَیُحِیطُ بِمَا لَهُ مِنْ دَرَجَاتِهِ كَإِحَاطَتِهِ فِی الدُّنْیَا لِمَا یَلْقَاهُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ وَطَّنْتَ نَفْسَكَ عَلَی احْتِمَالِ الْمَكَارِهِ فِی مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ إِلَیْكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ تَخْلِیصِ كُلِّ مَا تُحِبُّ تَخْلِیصَهُ مِنْ أَهْلِ الشَّدَائِدِ فِی هَذِهِ الْعَرَصَاتِ فَیَمُدُّ بَصَرَهُ فَیُحِیطُ ثُمَّ یَنْتَقِدُ مَنْ مِنْهُمْ أَحْسَنَ إِلَیْهِ أَوْ بَرَّهُ فِی الدُّنْیَا بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ رَدِّ غِیبَةٍ أَوْ حُسْنِ مَحْضَرٍ أَوْ إِرْفَاقٍ فَیَنْتَقِدُهُ مِنْ بَیْنِهِمْ كَمَا یَنْتَقِدُ الدِّرْهَمَ الصَّحِیحَ مِنَ الْمَكْسُورِ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ اجْعَلْ هَؤُلَاءِ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ شِئْتَ فَیُنْزِلُهُمْ جَنَّاتِ رَبِّنَا ثُمَّ یُقَالُ قَدْ جَعَلْنَا لَكَ وَ مَكَّنَّاكَ مِنْ لِقَاءِ مَنْ تُرِیدُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَیَرَاهُمْ فَیُحِیطُ بِهِمْ وَ یَنْتَقِدُهُمْ مِنْ بَیْنِهِمْ كَمَا یَنْتَقِدُ الدِّینَارَ مِنَ الْقُرَاضَةِ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ صَیِّرْهُمْ فِی النِّیرَانِ إِلَی حَیْثُ تَشَاءُ فَیُصَیِّرُهُمْ حَیْثُ یَشَاءُ مِنْ مَضَایِقِ النَّارِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِبَنِی إِسْرَائِیلَ الْمَوْجُودِینَ فِی عَصْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا كَانَ أَسْلَافُكُمْ إِنَّمَا دُعُوا إِلَی مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَأَنْتُمْ لَمَّا شَاهَدْتُمُوهُمْ فَقَدْ وَصَلْتُمْ إِلَی الْغَرَضِ وَ الْمَطْلَبِ الْأَفْضَلِ إِلَی مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَأَنْتُمُ الْآنَ فَتَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالتَّقَرُّبِ إِلَیْهِمْ وَ لَا تَتَقَرَّبُوا مِنْ سَخَطِهِ وَ لَا تَبَاعَدُوا مِنْ رَحْمَتِهِ بِالْإِزْرَاءِ عَنَّا(1).
ص: 9
أقول: قد أوردنا الأخبار الكثیرة فی ذلك فی باب ذبح البقرة و غیره من أبواب قصص الأنبیاء علیهم السلام.
«11»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْكافِرِینَ (1) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام ذَمَّ اللَّهُ الْیَهُودَ فَقَالَ وَ لَمَّا جاءَهُمْ یَعْنِی هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ الَّذِینَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ وَ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْیَهُودِ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْقُرْآنُ مُصَدِّقٌ ذَلِكَ الْكِتَابُ لِما مَعَهُمْ مِنَ التَّوْرَاةِ الَّتِی بُیِّنَ فِیهَا أَنَّ مُحَمَّداً الْأُمِّیَّ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ الْمُؤَیَّدُ بِخَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَهُ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ كانُوا یَعْنِی هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ مِنْ قَبْلُ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ بِالرِّسَالَةِ یَسْتَفْتِحُونَ یَسْأَلُونَ اللَّهَ الْفَتْحَ وَ الظَّفَرَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ الْمُنَاوِینَ لَهُمْ فَكَانَ اللَّهُ یَفْتَحُ وَ یَنْصُرُهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا جاءَهُمْ هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ ما عَرَفُوا مِنْ نَعْتِ مُحَمَّدٍ وَ صِفَتِهِ كَفَرُوا بِهِ وَ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ وَ بَغْیاً عَلَیْهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْكافِرِینَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَخْبَرَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا كَانَ مِنْ إِیمَانِ الْیَهُودِ بِمُحَمَّدٍ قَبْلَ ظُهُورِهِ وَ مِنْ اسْتِفْتَاحِهِمْ عَلَی أَعْدَائِهِمْ بِذِكْرِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ قَالَ علیه السلام وَ كَانَ اللَّهُ أَمَرَ الْیَهُودَ فِی أَیَّامِ مُوسَی وَ بَعْدَهُ إِذَا دَهِمَهُمْ أَمْرٌ وَ دَهِمَتْهُمْ دَاهِیَةٌ أَنْ یَدْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَنْ یَسْتَنْصِرُوا بِهِمْ وَ كَانُوا یَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّی كَانَتِ الْیَهُودُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَشْرِ سِنِینَ یُعَادُونَهُمْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ وَ قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ یَقْصِدُونَ أَذَاهُمْ یَسْتَدْفِعُونَ شُرُورَهُمْ وَ بَلَاءَهُمْ بِسُؤَالِهِمْ رَبَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ حَتَّی قَصَدَهُمْ فِی بَعْضِ الْأَوْقَاتِ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ فِی ثَلَاثَةِ آلَافٍ إِلَی بَعْضِ الْیَهُودِ حَوَالِیَ الْمَدِینَةِ فَتَلَقَّاهُمُ الْیَهُودُ وَ هُمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ وَ دَعَوُا اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَهَزَمُوهُمْ وَ قَطَعُوهُمْ فَقَالَ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ بَعْضٌ لِبَعْضٍ تَعَالَوْا نَسْتَعِینُ عَلَیْهِمْ بِسَائِرِ القَبَائِلِ فَاسْتَعَانُوا عَلَیْهِمْ
ص: 10
بِالْقَبَائِلِ وَ أَكْثَرُوا حَتَّی اجْتَمَعُوا قَدْرَ ثَلَاثِینَ أَلْفاً وَ قَصَدُوا هَؤُلَاءِ ثَلَاثَمِائَةٍ فِی قَرْیَتِهِمْ فَأَلْجَئُوهُمْ إِلَی بُیُوتِهَا وَ قَطَعُوا عَنْهَا الْمِیَاهَ الْجَارِیَةَ الَّتِی كَانَتْ تَدْخُلُ إِلَی قُرَاهُمْ وَ مَنَعُوا عَنْهُمُ الطَّعَامَ وَ اسْتَأْمَنَ الْیَهُودُ إِلَیْهِمْ فَلَمْ یُؤَمِّنُوهُمْ وَ قَالُوا لَا إِلَّا أَنْ نَقْتُلَكُمْ وَ نَسْبِیَكُمْ وَ نَنْهَبَكُمْ فَقَالَتِ الْیَهُودُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ كَیْفَ نَصْنَعُ فَقَالَ لَهُمْ أَمْثَلُهُمْ وَ ذُو الرَّأْیِ مِنْهُمْ أَ مَا أَمَرَ مُوسَی علیه السلام أَسْلَافَكُمْ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ بِالاسْتِنْصَارِ بِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَ مَا أَمَرَكُمْ بِالابْتِهَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الشَّدَائِدِ بِهِمْ قَالُوا بَلَی قَالُوا فَافْعَلُوا فَقَالُوا اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَمَّا سَقَیْتَنَا فَقَدْ قَطَعَتْ عَنَّا الظَّلَمَةُ الْمِیَاهَ حَتَّی ضَعُفَ شَبَابُنَا وَ تَمَاوَتَ وِلْدَانُنَا وَ أَشْرَفْنَا عَلَی الْهَلَكَةِ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی وَابِلًا، هَطْلًا حَتَّی مَلَأَ حِیَاضَهُمْ وَ آبَارَهُمْ وَ أَنْهَارَهُمْ وَ أَوْعِیَتَهُمْ وَ ظُرُوفَهُمْ فَقَالُوا هَذِهِ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ ثُمَّ أَشْرَفُوا مِنْ سُطُوحِهِمْ وَ الْعَسَاكِرِ الْمُحِیطَةِ بِهِمْ فَإِذَا الْمَطَرُ قَدْ أَذَاهُمْ غَایَةَ الْأَذَی وَ أَفْسَدَ أَمْتِعَتَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ لِذَلِكَ بَعْضُهُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْمَطَرَ أَتَاهُمْ فِی غَیْرِ أَوَانِهِ فِی حَمَارَّةِ الْقَیْظِ حِینَ لَا یَكُونُ مَطَرٌ فَقَالَ الْبَاقُونَ مِنَ الْعَسَاكِرِ هَبْكُمْ سُقِیتُمْ فَمِنْ أَیْنَ تَأْكُلُونَ وَ لَئِنِ انْصَرَفَ عَنَّا هَؤُلَاءِ فَلَسْنَا نَنْصَرِفُ حَتَّی نَقْهَرَكُمْ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ عِیَالاتِكُمْ وَ أَهَالِیكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ نَشْفِی غَیْظَنَا مِنْكُمْ فَقَالَتِ الْیَهُودُ إِنَّ الَّذِی سَقَانَا بِدُعَائِنَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَادِرٌ عَلَی أَنْ یُطْعِمَنَا وَ إِنَّ الَّذِی صَرَفَ عَنَّا مَنْ صَرَفَهُ قَادِرٌ أَنْ یَصْرِفَ الْبَاقِینَ ثُمَّ دَعَوُا اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ یُطْعِمَهُمْ فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ عَظِیمَةٌ مِنْ قَوَافِلِ الطَّعَامِ قَدْرَ أَلْفَیْ جَمَلٍ وَ بَغْلٍ وَ حِمَارٍ مُوقَرَةٍ حِنْطَةً وَ دَقِیقاً وَ هُمْ لَا یَشْعُرُونَ بِالْعَسَاكِرِ فَانْتَهَوْا إِلَیْهِمْ وَ هُمْ نِیَامٌ وَ لَمْ یَشْعُرُوا بِهِمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی ثَقَّلَ نَوْمَهُمْ حَتَّی دَخَلُوا الْقَرْیَةَ وَ لَمْ یَمْنَعُوهُمْ وَ طَرَحُوا أَمْتِعَتَهُمْ وَ بَاعُوهَا مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا وَ بَعُدُوا وَ تَرَكُوا الْعَسَاكِرَ نَائِمَةً لَیْسَ فِی أَهْلِهَا عَیْنٌ تَطْرِفُ فَلَمَّا بَعُدُوا وَ انْتَبَهُوا وَ نَابَذُوا الْیَهُودَ الْحَرْبَ وَ جَعَلَ یَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ الْوَحَا الْوَحَا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ اشْتَدَّ بِهِمُ الْجُوعُ وَ سَیَذِلُّونَ لَنَا قَالَتْ لَهُمُ الْیَهُودُ هَیْهَاتَ بَلْ أَطْعَمَنَا رَبُّنَا وَ كُنْتُمْ نِیَاماً جَاءَنَا مِنَ الطَّعَامِ كَذَا وَ كَذَا وَ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَقْتُلَكُمْ فِی حَالِ نَوْمِكُمْ لَتَهَیَّأَ لَنَا وَ لَكِنَّا كَرِهْنَا الْبَغْیَ عَلَیْكُمْ فَانْصَرِفُوا عَنَّا وَ إِلَّا دَعَوْنَا
ص: 11
بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتَنْصَرْنَا بِهِمْ أَنْ یُخْزِیَكُمْ كَمَا قَدْ أَطْعَمَنَا وَ سَقَانَا فَأَبَوْا إِلَّا طُغْیَاناً فَدَعَوُا اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتَنْصَرُوا بِهِمْ ثُمَّ بَرَزَ الثَّلَاثُمِائَةِ إِلَی ثَلَاثِینَ أَلْفاً فَقَتَلُوا مِنْهُمْ وَ أَسَرُوا وَ طَحْطَحُوهُمْ (1)
وَ اسْتَوْثَقُوا مِنْهُمْ بِأُسَرَائِهِمْ فَكَانَ لَا یَنَالُهُمْ مَكْرُوهٌ مِنْ جِهَتِهِمْ لِخَوْفِهِمْ عَلَی مَنْ لَهُمْ فِی أَیْدِی الْیَهُودِ فَلَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَدُوهُ إِذْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ فَكَذَّبُوهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ نُصْرَةُ اللَّهِ تَعَالَی لِلْیَهُودِ عَلَی الْمُشْرِكِینَ بِذِكْرِهِمْ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ علیهم السلام أَلَا فَاذْكُرُوا یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً وَ آلَهُ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ لِیَنْصُرَ اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَكُمْ عَلَی الشَّیَاطِینِ الَّذِینَ یَقْصُدُونَكُمْ فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ یَمِینِهِ یَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ وَ مَلَكٌ عَنْ یَسَارِهِ یَكْتُبُ سَیِّئَاتِهِ وَ مَعَهُ شَیْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ إِبْلِیسَ یُغْوِیَانِهِ فَمَنْ یَجِدُ مِنْكُمْ وَسْوَاساً فِی قَلْبِهِ وَ ذَكَرَ اللَّهَ وَ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ خَنَسَ الشَّیْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَی إِبْلِیسَ فَشَكَوَاهُ وَ قَالا لَهُ قَدْ أَعْیَانَا أَمْرُهُ فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ فَلَا یَزَالُ یُمِدُّهُمَا حَتَّی یُمِدَّهَا بِأَلْفِ مَارِدٍ فَیَأْتُونَهُ فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اللَّهَ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَمْ یَجِدُوا عَلَیْهِ طَرِیقاً وَ لَا مَنْفَذاً قَالُوا لِإِبْلِیسَ لَیْسَ لَهُ غَیْرُ أَنَّكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِیَهُ فَیَقْصِدُهُ إِبْلِیسُ بِجُنُودِهِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لِلْمَلَائِكَةِ هَذَا إِبْلِیسُ قَدْ قَصَدَ عَبْدِی فُلَاناً أَوْ أَمَتِی فُلَانَةَ بِجُنُودِهِ أَلَا فَقَابِلُوهُ فَیُقَابِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ مِنْهُمْ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ وَ هُمْ عَلَی أَفْرَاسٍ مِنْ نَارٍ بِأَیْدِیهِمْ سُیُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ وَ قِسِیٌّ وَ نَشَاشِیبُ (2) وَ سَكَاكِینُ وَ أَسْلِحَتُهُمْ مِنْ نَارٍ فَلَا یَزَالُونَ یُخْرِجُونَهُمْ وَ یَقْتُلُونَهُمْ بِهَا وَ یَأْسِرُونَ إِبْلِیسَ فَیَضَعُونَ عَلَیْهِ الْأَسْلِحَةَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ وَعْدَكَ وَعْدَكَ قَدْ أَجَّلْتَنِی إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ وَعَدْتُهُ أَلَّا أُمِیتَهُ وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَیْهِ
ص: 12
السِّلَاحَ وَ الْعَذَابَ وَ الْآلَامَ اشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّی لَا أُمِیتُهُ فَیُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ ثُمَّ یَدَعُونَهُ فَلَا یَزَالُ سَخِینَ الْعَیْنِ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَوْلَادِهِ الْمَقْتُولِینَ وَ لَا یَنْدَمِلُ شَیْ ءٌ مِنْ جِرَاحِهِ إِلَّا بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ الْمُشْرِكِینَ بِكُفْرِهِمْ فَإِنْ بَقِیَ هَذَا الْمُؤْمِنُ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ ذِكْرِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بَقِیَ عَلَی إِبْلِیسَ تِلْكَ الْجِرَاحَاتُ وَ إِنْ زَالَ الْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ وَ انْهَمَكَ فِی مُخَالَفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَاصِیهِ انْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ إِبْلِیسَ ثُمَّ قَوِیَ عَلَی ذَلِكَ الْعَبْدِ حَتَّی یُلْجِمَهُ وَ یُسْرِجَ عَلَی ظَهْرِهِ وَ یَرْكَبَهُ ثُمَّ یَنْزِلُ عَنْهُ وَ یَقُولُ ظَهْرُهُ لَنَا الْآنَ مَتَی أَرَدْنَا نَرْكَبُهُ هَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِیمُوا عَلَی إِبْلِیسَ سُخْنَةَ عَیْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ فَدُومُوا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ ذِكْرِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ إِنْ كُنْتُمْ عَلَی غَیْرِ ذَلِكَ كُنْتُمْ أُسَرَاءَ إِبْلِیسَ فَیَرْكَبُ أَقْفِیَتَكُمْ بَعْضُ مَرَدَتِهِ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ وَ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ إِذَا سُئِلَ اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا مَشْهُوراً فِی الزَّمَنِ السَّالِفِ حَتَّی أَنَّ مَنْ طَالَ بِهِ الْبَلَاءُ قِیلَ هَذَا طَالَ بَلَاؤُهُ لِنِسْیَانِهِ الدُّعَاءَ لِلَّهِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ لَقَدْ كَانَ مِنْ عَجِیبِ الْفَرَجِ بِالدُّعَاءِ بِهِمْ فَرَجُ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ كَانُوا یَمْشُونَ فِی صَحْرَاءَ إِلَی جَبَلٍ فَأَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَی غَارٍ كَانُوا یَعْرِفُونَ فَدَخَلُوهُ یَتَوَقَّوْنَ بِهِ مِنَ الْمَطَرِ وَ كَانَ فَوْقَ الْغَارِ صَخْرَةٌ عَظِیمَةٌ تَحْتَهَا مَدَرَةٌ هِیَ رَاكِبَتُهَا فَابْتَلَّتِ الْمَدَرَةُ فَتَدَحْرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَصَارَتْ فِی بَابِ الْغَارِ فَسَدَّتْ وَ أَظْلَمَتْ عَلَیْهِمُ الْمَكَانَ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَدْ عَفَا الْأَثَرُ وَ دَرَسَ الْخَبَرُ وَ لَا یَعْلَمُ بِنَا أَهْلُونَا وَ لَوْ عَلِمُوا مَا أَغْنَوْا عَنَّا شَیْئاً لِأَنَّهُ لَا طَاقَةَ لِلْآدَمِیِّینَ بِقَلْبِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ هَذَا وَ اللَّهِ قَبْرُنَا الَّذِی فِیهِ نَمُوتُ وَ مِنْهُ نَحْشُرُ ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ وَ لَیْسَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام أَمَرُوا أَنَّهُ إِذَا دَهِمَتْنَا دَاهِیَةٌ أَنْ نَدْعُوَ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ قَالُوا بَلَی قَالُوا فَلَا نَعْرِفُ دَاهِیَةً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ فَقَالُوا نَدْعُو اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ یَذْكُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِهِ الَّتِی أَرَادَ اللَّهَ بِهَا فَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُفَرِّجَ عَنَّا.
ص: 13
فَقَالَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی كُنْتُ رَجُلًا كَثِیرَ الْمَالِ حَسَنَ الْحَالِ أَبْنِی الْقُصُورَ وَ الْمَسَاكِنَ وَ الدُّورَ وَ كَانَ لِی أُجَرَاءُ وَ كَانَ فِیهِمْ رَجُلٌ یَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَیْنِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَسَاءِ عَرَضْتُ عَلَیْهِ أُجْرَةً وَاحِدَةً فَامْتَنَعَ وَ قَالَ إِنَّمَا عَمِلْتُ عَمَلَ رَجُلَیْنِ فَأَنَا أَبْغِی أُجْرَةَ رَجُلَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا شَرَطْتُ عَلَیْكَ عَمَلَ رَجُلٍ وَ الثَّانِی فَأَنْتَ بِهِ مُتَطَوِّعٌ لَا أُجْرَةَ لَكَ فَذَهَبَ وَ سَخِطَ ذَلِكَ وَ تَرَكَهُ عَلَیَّ فَاشْتَرَیْتُ بِتِلْكَ الْأُجْرَةِ حِنْطَةً فَبَذَرْتُهَا فَزَكَتْ وَ نَمَتْ ثُمَّ أَعَدْتُ بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ فَعَظُمَ زَكَاؤُهَا وَ نَمَاؤُهَا ثُمَّ أَعَدْتُ بَعْدَ مُرْتَفِعٍ مِنَ الثَّانِی فِی الْأَرْضِ فَعَظُمَ الزَّكَاءُ وَ النَّمَاءُ ثُمَّ مَا زَالَتْ هَكَذَا حَتَّی عَقَدْتُ بِهِ الضِّیَاعَ وَ الْقُصُورَ وَ الْقُرَی وَ الدُّورَ وَ الْمَنَازِلَ وَ الْمَسَاكِنَ وَ قُطْعَانَ الْإِبِلِ وَ الْغَنَمِ وَ صُوَّارَ(1) الْعَنْزِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَثَاثَ وَ الْأَمْتِعَةَ وَ الْعَبِیدَ وَ الْإِمَاءَ وَ الْفِرَاشَ وَ الْآلَاتِ وَ النِّعَمَ الْجَلِیلَةَ وَ الدَّرَاهِمَ وَ الدَّنَانِیرَ الْكَثِیرَةَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سِنِینَ مَرَّ بِیَ الْأَجِیرُ وَ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَ تَضَعْضَعَتْ وَ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ الْفَقْرُ وَ ضَعُفَ بَصَرُهُ فَقَالَ لِی یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ مَا تَعْرِفُنِی أَنَا أَجِیرُكَ الَّذِی سَخِطْتُ أُجْرَةً وَاحِدَةً ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ تَرَكْتُهَا لِغِنَائِی عَنْهَا وَ أَنَا الْیَوْمَ فَقِیرٌ وَ قَدْ رَضِیتُ بِهَا فَأَعْطِنِیهَا فَقُلْتُ لَهُ دُونَكَ هَذَا الضِّیَاعَ وَ الْقُرَی وَ الدُّورَ وَ الْقُصُورَ وَ الْمَسَاكِنَ وَ قُطْعَانَ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرَ وَ الْغَنَمَ وَ صُوَّارَ الْعَنْزِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَثَاثَ وَ الْأَمْتِعَةَ وَ الْعَبِیدَ وَ الْإِمَاءَ وَ الْفِرَاشَ وَ الْآلَاتِ وَ النِّعَمَ الْجَلِیلَةَ وَ الدَّرَاهِمَ وَ الدَّنَانِیرَ الْكَثِیرَةَ فَتَنَاوَلْهَا إِلَیْكَ أَجْمَعَ مُبَارَكَةً لَكَ فَهِیَ لَكَ فَبَكَی وَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ سَوَّفْتَ حَقِّی ثُمَّ الْآنَ تَهْزَأُ بِی فَقُلْتُ مَا أَهْزَأُ بِكَ وَ مَا أَنَا إِلَّا جَادٌّ مُجِدٌّ فَهَذِهِ كُلُّهَا نَتَائِجُ أُجْرَتِكَ تِلْكَ تَوَلَّدَتْ عَنْهَا فَالْأَصْلُ كَانَ لَكَ فَهَذِهِ الْفُرُوعُ كُلُّهَا تَابِعَةٌ لِلْأَصْلِ فَهِیَ لَكَ فَسَلَّمْتُهَا أَجْمَعَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا رَجَاءَ ثَوَابِكَ وَ خَوْفَ عِقَابِكَ فَافْرِجْ عَنَّا بِمُحَمَّدٍ الْأَفْضَلِ الْأَكْرَمِ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الَّذِی شَرَّفْتَهُ بِآلِهِ أَفْضَلِ آلِ النَّبِیِّینَ وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ الْمُرْسَلِینَ وَ أُمَّتِهِ خَیْرِ الْأُمَمِ أَجْمَعِینَ قَالَ علیه السلام فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ
ص: 14
وَ دَخَلَ عَلَیْهِمُ الضَّوْءُ.
وَ قَالَ الثَّانِی اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِی بَقَرَةٌ أَحْتَلِبُهَا ثُمَّ أَرُوحُ بِلَبَنِهَا عَلَی أُمِّی ثُمَّ أَرُوحُ بِسُؤْرِهَا عَلَی أَهْلِی وَ وُلْدِی فَأَخَّرَنِی عَائِقٌ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَصَادَفْتُ أُمِّی نَائِمَةً فَوَقَفْتُ عِنْدَ رَأْسِهَا لِتَنْتَبِهَ لَا أنتبهها [أُنَبِّهُهَا] مِنْ طِیبِ وِسَادِهَا وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی یَتَضَاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ وَ الْعَطَشِ فَمَا زِلْتُ وَاقِفاً لَا أَحْفِلُ بِأَهْلِی وَ وُلْدِی حَتَّی انْتَبَهَتْ هِیَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهَا وَ سَقَیْتُهَا حَتَّی رَوِیَتْ ثُمَّ عَطَفْتُ بِسُؤْرِهَا عَلَی أَهْلِی وَ وُلْدِی اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ وَ خَوْفَ عِقَابِكَ فَافْرِجْ عَنَّا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْأَفْضَلِ الْأَكْرَمِ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الَّذِی شَرَّفْتَهُ بآلِهِ أَفْضَلِ آلِ النَّبِیِّینَ وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ صَحَابَةِ الْمُرْسَلِینَ وَ أُمَّتِهِ خَیْرِ الْأُمَمِ أَجْمَعِینَ قَالَ علیه السلام فَزَالَ ثُلُثٌ آخَرُ مِنَ الْحَجَرِ وَ قَوِیَ طَمَعُهُمْ فِی النَّجَاةِ وَ قَالَ الثَّالِثُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی هَوِیتُ امْرَأَةً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَرَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ عَلَیَّ إِلَّا بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ لَمْ أَكُنْ أَمْلِكُ شَیْئاً فَمَا زِلْتُ أَسْلُكُ بَرّاً وَ بَحْراً وَ سَهْلًا وَ جَبَلًا وَ أُبَاشِرُ الْأَخْطَارَ وَ أَسْلُكُ الْفَیَافِیَ وَ الْقِفَارَ وَ أَتَعَرَّضُ لِلْمَهَالِكِ وَ الْمَتَالِفِ أَرْبَعَ سِنِینَ حَتَّی جَمَعْتُهَا وَ أَعْطَیْتُهَا إِیَّاهَا وَ أَمْكَنَتْنِی مِنْ نَفْسِهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهَا وَ قَالَتْ لِی یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّی جَارِیَةٌ عَذْرَاءُ فَلَا تَفُضَّ خَاتَمَ اللَّهِ إِلَّا بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّمَا حَمَلَنِی عَلَی أَنْ أُمَكِّنَكَ مِنْ نَفْسِی الْحَاجَةُ وَ الشِّدَّةُ فَقُمْتُ عَنْهَا وَ تَرَكْتُهَا وَ تَرَكْتُ الْمِائَةَ الدِّینَارِ عَلَیْهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ وَ خَوْفَ عِقَابِكَ فَافْرِجْ عَنَّا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْأَفْضَلِ الْأَكْرَمِ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الَّذِی شَرَّفْتَهُ بِآلِهِ أَفْضَلِ آلِ النَّبِیِّینَ وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ الْمُرْسَلِینَ وَ أُمَّتِهِ خَیْرِ الْأُمَمِ أَجْمَعِینَ قَالَ فَزَالَ الْحَجَرُ كُلُّهُ وَ تَدَحْرَجَ وَ هُوَ یُنَادِی بِصَوْتٍ فَصِیحٍ بَیِّنٍ یَعْقِلُونَهُ وَ یَفْهَمُونَهُ بِحُسْنِ نِیَّاتِكُمْ نَجَوْتُمْ وَ بِمُحَمَّدٍ الْأَفْضَلِ الْأَكْرَمِ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الْمَخْصُوصِ بِآلِهِ أَفْضَلِ آلِ النَّبِیِّینَ وَ بِخَیْرِ أُمَّتِهِ سَعِدْتُمْ وَ نِلْتُمْ أَفْضَلَ الدَّرَجَاتِ (1).
ص: 15
«12»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: قَوْلُهُ تَعَالَی وَدَّ كَثِیرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ یَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِیمانِكُمْ كُفَّاراً(1) بِمَا یُورِدُونَهُ عَلَیْكُمْ مِنَ الشُّبَهِ حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ بِكُمْ بِأَنْ أَكْرَمَكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُ بِالْمُعْجِزَاتِ الدَّالَّاتِ عَلَی صَدِقْ مُحَمَّدٍ وَ فَضْلِ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا عَنْ جَهْلِهِمْ وَ قَابِلُوهُمْ بِحُجَجِ اللَّهِ وَ ادْفَعُوا بِهَا بَاطِلَهُمْ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ بِالْقَتْلِ یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَحِینَئِذٍ تُجْلُونَهُمْ عَنْ بَلَدِ مَكَّةَ وَ عَنْ جَزِیرَةِ الْعَرَبِ وَ لَا یُقِرُّونَ بِهَا كَافِراً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لِقُدْرَتِهِ عَلَی الْأَشْیَاءِ قَدَّرَ مَا هُوَ أَصْلَحُ لَكُمْ مِنْ تَعَبُّدِهِ إِیَّاكُمْ مِنْ مُدَارَاتِهِمْ وَ مُقَابَلَتِهِمْ بِالْجِدَالِ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ قَالَ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمَّا أَصَابَهُمْ یَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْمِحَنِ مَا أَصَابَهُمْ أَتَی قَوْمٌ مِنَ الْیَهُودِ بَعْدَهُ بِأَیَّامٍ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ وَ حُذَیْفَةَ بْنَ الْیَمَانِ فَقَالُوا لَهُمَا أَ لَمْ تَرَیَا مَا أَصَابَكُمْ یَوْمَ أُحُدٍ إِنَّمَا یَحْرُبُ كَأَحَدِ طُلَّابِ الدُّنْیَا حَرْبَهُ سِجَالًا تَارَةً لَهُ وَ تَارَةً عَلَیْهِ فَارْجِعُوا عَنْ دِینِهِ فَأَمَّا حُذَیْفَةُ فَقَالَ لَعَنَكُمُ اللَّهُ لَا أُقَاعِدُكُمْ وَ لَا أَسْمَعُ مَقَالَتَكُمْ أَخَافُ عَلَی نَفْسِی وَ دِینِی فَأَفِرُّ بِهَا مِنْكُمْ وَ قَامَ عَنْهُمْ یَسْعَی وَ أَمَّا عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَلَمْ یَقُمْ عَنْهُمْ وَ لَكِنْ قَالَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْیَهُودِ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَعَدَ أَصْحَابَهُ الظَّفَرَ یَوْمَ بَدْرٍ إِنْ یَصْبِرُوا فَصَبَرُوا وَ ظَفِرُوا وَ وَعَدَهُمُ الظَّفَرَ یَوْمَ أُحُدٍ أَیْضاً إِنْ صَبَرُوا فَفَشِلُوا وَ خَالَفُوا فَلِذَلِكَ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا فَصَبَرُوا وَ لَمْ یُخَالِفُوا غَلَبُوا قَالَتْ لَهُ الْیَهُودُ یَا عَمَّارُ وَ إِذَا أَطَعْتَ أَنْتَ غَلَبَ مُحَمَّدٌ سَادَاتِ قُرَیْشٍ مَعَ دِقَّةِ سَاقَیْكَ فَقَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بَاعِثُهُ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ وَعَدَنِی مُحَمَّدٌ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْحِكْمَةِ مَا عَرَّفَنِیهِ مِنْ نُبُوَّتِهِ وَ فَهَّمَنِیهِ مِنْ فَضْلِ أَخِیهِ وَ وَصِیِّهِ وَ خَیْرِ مَنْ یَخْلُفُهُ بَعْدَهُ وَ التَّسْلِیمِ لِذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَمَرَنِی بِالدُّعَاءِ بِهِمْ فِی شَدَائِدِی وَ مُهِمَّاتِی وَ وَعَدَنِی أَنَّهُ لَا یَأْمُرُنِی بِشَیْ ءٍ فَاعْتَقَدْتُ فِیهِ طَاعَتَهُ إِلَّا بَلَغْتُهُ حَتَّی لَوْ أَمَرَنِی بِحَطِّ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ أَوْ رَفْعِ الْأَرَضِینَ إِلَی السَّمَاوَاتِ لَقَوَّی عَلَیْهِ رَبِّی
ص: 16
بَدَنِی بِسَاقَیَّ هَاتَیْنِ الدَّقِیقَتَیْنِ.
فَقَالَتِ الْیَهُودُ لَا وَ اللَّهِ یَا عَمَّارُ مُحَمَّدٌ أَقَلُّ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَ أَنْتَ أَوْضَعُ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ فِیهَا أَرْبَعُونَ مُنَافِقاً فَقَامَ عَمَّارٌ عَنْهُمْ وَ قَالَ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ حُجَّةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ لَكِنَّكُمْ لِلنَّصِیحَةِ كَارِهُونَ وَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمَّارُ وَصَلَ إِلَیَّ خَبَرُكُمَا أَمَّا حُذَیْفَةُ فَقَدْ فَرَّ بِدِینِهِ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ أَوْلِیَائِهِ فَهُوَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا عَمَّارُ فَإِنَّكَ قَدْ نَاضَلْتَ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ نَصَحْتَ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَأَنْتَ مِنَ الْمُجَاهِدِینَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ الْفَاضِلِینَ فَبَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمَّارٌ یَتَحَادَثَانِ إِذَا حَضَرَتِ الْیَهُودُ الَّذِینَ كَانُوا كَلَّمُوهُ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ هَا صَاحِبَكَ یَزْعُمُ أَنَّكَ إِنْ أَمَرْتَهُ بِحَطِّ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ أَوْ رَفْعِ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ فَاعْتَقَدَ طَاعَتَكَ وَ عَزَمَ عَلَی الِایتِمَارِ لَأَعَانَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ نَحْنُ نَقْتَصِرُ مِنْكَ وَ مِنْهُ عَلَی مَا هُوَ دُونَ هَذَا إِنْ كُنْتَ نَبِیّاً فَقَدْ قَنَعْنَا أَنْ یَحْمِلَ عَمَّارٌ مَعَ دِقَّةِ سَاقَیْهِ هَذَا الْحَجَرَ وَ كَانَ الْحَجَرُ مَطْرُوحاً بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِظَاهِرِ الْمَدِینَةِ یَجْتَمِعُ عَلَیْهِ مِائَتَا رَجُلٍ لِیُحَرِّكُوهُ فَلَمْ یَقْدِرُوا فَقَالُوا لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنْ رَامَ احْتِمَالَهُ لَمْ یُحَرِّكْهُ وَ لَوْ حَمَلَ فِی ذَلِكَ عَلَی نَفْسِهِ لَانْكَسَرَتْ سَاقَاهُ وَ تَهَدَّمَ جِسْمُهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَحْتَقِرُوا سَاقَیْهِ فَإِنَّهُمَا أَثْقَلُ فِی مِیزَانِ حَسَنَاتِهِ مِنْ ثَوْرٍ وَ ثَبِیرٍ وَ حِرَاءَ وَ أَبِی قُبَیْسٍ (1) بَلْ مِنَ الْأَرْضِ كُلِّهَا وَ مَا عَلَیْهَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ خَفَّفَ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ مَا هُوَ أَثْقَلُ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ خَفَّفَ الْعَرْشَ عَلَی كَوَاهِلِ ثَمَانِیَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَا یُطِیقُهُ مَعَهُمُ الْعَدَدُ الْكَثِیرُ وَ الْجَمُّ الْقَفِیرُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمَّارُ اعْتَقِدْ طَاعَتِی وَ قُلِ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ قَوِّنِی لِیُسَهِّلَ اللَّهُ عَلَیْكَ مَا آمُرُكَ بِهِ كَمَا سَهَّلَ عَلَی كَالِبِ بْنِ یُوحَنَّا عُبُورَ الْبَحْرِ عَلَی مَتْنِ الْمَاءِ وَ هُوَ عَلَی فَرَسِهِ یَرْكُضُ عَلَیْهِ بِسُؤَالِهِ اللَّهَ تَعَالَی بِحَقِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَهَا عَمَّارٌ وَ اعْتَقَدَهَا فَحَمَلَ الصَّخْرَةَ فَوْقَ رَأْسِهِ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی
ص: 17
یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَهُوَ أَخَفُّ فِی یَدِی مِنْ خِلَالَةٍ أُمْسِكُهَا بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَلِّقْ بِهَا فِی الْهَوَاءِ فَسَتَبْلُغُ بِهَا قُلَّةَ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی جَبَلٍ بَعِیدٍ عَلَی قَدْرِ فَرْسَخٍ فَرَمَی بِهَا عَمَّارٌ وَ تَحَلَّقَتْ فِی الْهَوَاءِ حَتَّی انْحَطَّتْ عَلَی ذِرْوَةِ الْجَبَلِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْیَهُودِ أَ وَ رَأَیْتُمْ قَالُوا بَلَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمَّارُ قُمْ إِلَی ذِرْوَةِ الْجَبَلِ فَتَجِدُ هُنَاكَ صَخْرَةً أَضْعَافَ مَا كَانَتْ فَاحْتَمِلْهَا وَ أَعِدْهَا إِلَی حَضْرَتِی فَخَطَا عَمَّارٌ خُطْوَةً فَطُوِیَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَ وَضَعَ قَدَمَیْهِ فِی الْخُطْوَةِ الثَّانِیَةِ عَلَی ذِرْوَةِ الْجَبَلِ وَ تَنَاوَلَ الصَّخْرَةَ الْمُضَاعَفَةَ وَ عَادَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْخُطْوَةِ الثَّالِثَةِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَمَّارٍ اضْرِبْ بِهَا الْأَرْضَ ضَرْبَةً شَدِیدَةً فَتَهَارَبَتِ الْیَهُودُ وَ خَافُوا فَضَرَبَ بِهَا عَمَّارٌ عَلَی الْأَرْضِ فَتَفَتَّتْ حَتَّی صَارَ كَالْهَبَاءِ الْمَنْثُورِ وَ تَلَاشَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آمِنُوا أَیُّهَا الْیَهُودُ فَقَدْ شَاهَدْتُمْ آیَاتِ اللَّهِ فَآمَنَ بَعْضُهُمْ وَ غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلَی بَعْضِهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَدْرُونَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ مَا مَثَلُ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَقَالُوا لَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ رَجُلًا مِنْ شِیعَتِنَا تَكُونُ لَهُمْ ذُنُوبٌ وَ خَطَایَا أَعْظَمُ مِنْ جِبَالِ الْأَرْضِ وَ الْأَرْضِ كُلِّهَا وَ السَّمَاءِ أَضْعَافاً كَثِیرَةً فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ وَ یُجَدِّدَ عَلَی نَفْسِهِ وَلَایَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِلَّا كَانَ قَدْ ضَرَبَ بِذُنُوبِهِ الْأَرْضَ أَشَدَّ مِنْ ضَرْبِ عَمَّارٍ هَذِهِ الصَّخْرَةَ بِالْأَرْضِ وَ إِنَّ رَجُلًا یَكُونُ لَهُ طَاعَاتٌ كَالسَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ یَكْفُرَ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَتَّی یَكُونَ ضَرَبَ بِهَا الْأَرْضَ أَشَدَّ مِنْ ضَرْبِ عَمَّارٍ لِهَذِهِ الصَّخْرَةِ بِالْأَرْضِ وَ تَتَلَاشَی وَ تَتَفَتَّتُ كَتَفَتُّتِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَیَرِدُ الْآخِرَةَ وَ لَا یَجِدُ حَسَنَةً وَ ذُنُوبُهُ أَضْعَافُ الْجِبَالِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ فَیُشَدَّدُ حِسَابُهُ وَ یَدُومُ عَذَابُهُ قَالَ فَلَمَّا رَأَی عَمَّارٌ بِنَفْسِهِ تِلْكَ الْقُوَّةَ الَّتِی جَلَدَ بِهَا عَلَی الْأَرْضِ تِلْكَ الصَّخْرَةَ فَتَفَتَّتْ أَخَذَ بِهِ أَرْیَحِیَّةٌ وَ قَالَ أَ تَأْذَنُ لِی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُجَادِلَ بِهَا هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ
ص: 18
فَأَقْتُلَهُمْ أَجْمَعِینَ بِمَا أَعْطَیْتَهُ مِنْ هَذِهِ الْقُوَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمَّارُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ بِعَذَابِهِمْ وَ یَأْتِیَ بِفَتْحِ مَكَّةَ وَ سَائِرِ مَا وَعَدَ فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ تَضِیقُ صُدُورُهُمْ مِمَّا یُوَسْوِسُ بِهِ إِلَیْهِمُ الْیَهُودُ وَ الْمُنَافِقُونَ مِنَ الشُّبَهِ فِی الدِّینِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ لَا أُعَلِّمُكُمْ مَا یُزِیلُ بِهِ ضِیقَ صُدُورِكُمْ إِذَا وَسْوَسَ هَؤُلَاءِ الْأَعْدَاءُ لَكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِی الشِّعْبِ الَّذِی كَانَ أَلْجَأَهُ إِلَیْهِ قُرَیْشٌ فَضَاقَتْ قُلُوبُهُمْ وَ اتَّسَخَتْ ثِیَابُهُمْ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ انْفُخُوا عَلَی ثِیَابِكُمْ وَ امْسَحُوهَا بِأَیْدِیكُمْ وَ هِیَ عَلَی أَبْدَانِكُمْ وَ أَنْتُمْ تُصَلُّونَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَإِنَّمَا تَنْقَی وَ تَطْهُرُ وَ تَبْیَضُّ وَ تَحْسُنُ وَ تُزِیلُ عَنْكُمْ ضِیقَ صُدُورِكُمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَصَارَتْ ثِیَابُهُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا عَجَباً یَا رَسُولَ اللَّهِ بِصَلَاتِنَا عَلَیْكَ وَ عَلَی آلِكَ كَیْفَ طَهُرَتْ ثِیَابُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ تَطْهِیرَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ لِقُلُوبِكُمْ مِنَ الْغِلِّ وَ الضِّیقِ وَ الدَّغَلِ وَ لِأَبْدَانِكُمْ مِنَ الْآثَامِ أَشَدُّ مِنْ تَطْهِیرِهَا لِثِیَابِكُمْ وَ إِنَّ غَسْلَهَا لِلذُّنُوبِ عَنْ صَحَائِفِكُمْ أَحْسَنُ مِنْ غَسْلِهَا لِلدَّرَنِ عَنْ ثِیَابِكُمْ وَ إِنَّ تَنْوِیرَهَا لِتُكْتَبَ حَسَنَاتُكُمْ مُضَاعَفَةً مَا فِیهَا أَحْسَنُ مِنْ تَنْوِیرِهَا لِثِیَابِكُمْ (1).
«13»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ یُوسُفَ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا یُوسُفُ إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِینَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ مَنْ جَعَلَكَ أَحْسَنَ خَلْقِهِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ یَقُولُ لَكَ مَنْ حَبَّبَكَ إِلَی أَبِیكَ دُونَ إِخْوَتِكَ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّ قَالَ وَ یَقُولُ لَكَ مَنْ أَخْرَجَكَ مِنَ الْجُبِّ بَعْدَ أَنْ طُرِحْتَ فِیهَا وَ أَیْقَنْتَ بِالْهَلَكَةِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّ قَالَ فَإِنَّ رَبَّكَ قَدْ جَعَلَ لَكَ عُقُوبَةً فِی اسْتِعَانَتِكَ بِغَیْرِهِ فَالْبَثْ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ قَالَ فَلَمَّا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ أُذِنَ لَهُ فِی دُعَاءِ الْفَرَجِ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ فَإِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِوَجْهِ
ص: 19
آبَائِیَ الصَّالِحِینَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ قَالَ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ نَدْعُو نَحْنُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ ادْعُ بِمِثْلِهِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ فَإِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِوَجْهِ نَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (1).
«14»- یل، [الفضائل] لابن شاذان رُوِیَ عَنِ الْإِمَامِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِی الْحَرَمِ فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَجَاءَ رَجُلٌ شَیْخٌ كَبِیرٌ قَدْ فَنِیَ عُمُرُهُ فِی الْمَعْصِیَةِ فَنَظَرَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ نِعْمَ الشَّفِیعُ إِلَی اللَّهِ لِلْمُذْنِبِینَ فَأَخَذَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
بِحَقِّ جَدِّ هَذَا یَا وَلِیِّی***بِحَقِّ الْهَاشِمِیِّ الْأَبْطَحِیِ
بِحَقِّ الذِّكْرِ إِذْ یُوحَی إِلَیْهِ***بِحَقِّ وَصِیِّهِ الْبَطَلِ الْكَمِیِ
بِحَقِّ الطَّاهِرَیْنِ ابْنَیْ عَلِیٍ***وَ أُمِّهِمَا ابْنَةِ الْبَرِّ الزَّكِیِ
بِحَقِّ أَئِمَّةٍ سَلَفُوا جَمِیعاً***عَلَی مِنْهَاجِ جَدِّهِمُ النَّبِیِ
بِحَقِّ الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ إِلَّا***غَفَرْتَ خَطِیئَةَ الْعَبْدِ الْمُسِی ءِ
قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً یَقُولُ یَا شَیْخُ كَانَ ذَنْبُكَ عَظِیماً وَ لَكِنْ غَفَرْنَا لَكَ جَمِیعَ ذُنُوبِكَ بِحُرْمَةِ شُفَعَائِكَ فَلَوْ سَأَلْتَنَا ذُنُوبَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَغَفَرْنَا لَهُمْ غَیْرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ وَ قَتَلَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ.
«15»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ علیها السلام لِابْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِی تَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَلَیْهِ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَتَابَ عَلَیْهِ.
وَ رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ یُقَالُ لَهَا عَفْرَاءُ وَ كَانَتْ تَنْتَابُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَسْمَعُ مِنْ كَلَامِهِ فَتَأْتِی صَالِحِی الْجِنِّ فَیُسْلِمُونَ عَلَی یَدَیْهَا وَ فَقَدَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَأَلَ عَنْهَا جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَقَالَ إِنَّهَا زَارَتْ أُخْتاً لَهَا تُحِبُّهَا فِی اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ علیه السلام طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ فِی الْجَنَّةِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ
ص: 20
عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ.
وَ جَاءَتْ عَفْرَاءُ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَفْرَاءُ أَیْنَ كُنْتِ فَقَالَتْ زُرْتُ أُخْتاً لِی فَقَالَ طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ وَ الْمُتَزَاوِرِینَ یَا عَفْرَاءُ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ عَجَائِبَ كَثِیرَةً قَالَ فَأَعْجَبُ مَا رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ إِبْلِیسَ فِی الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ عَلَی صَخْرَةٍ بَیْضَاءَ مَادّاً یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ إِلَهِی إِذَا بَرَرْتَ قَسَمَكَ وَ أَدْخَلْتَنِی نَارَ جَهَنَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا خَلَّصْتَنِی مِنْهَا وَ حَشَرْتَنِی مَعَهُمْ فَقُلْتُ أَبَا حَارِثٍ مَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِی تَدْعُو بِهَا فَقَالَ رَأَیْتُهَا عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِسَبْعَةِ ألف [آلَافِ] سَنَةٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ فَأَنَا أَسْأَلُهُ بِحَقِّهِمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَوْ أَقْسَمَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَنَا أَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام أَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ تَتَجَاوَزَ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ تَصْلُحَ شَأْنِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ تَرْزُقَنِی الْخَیْرَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ تَصْرِفَ عَنِّی الشَّرَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ تَفْعَلَ ذَلِكَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُسْلِمِینَ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ یَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قَالَ آمِیناً(1).
«14»- 16- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَقُولُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ ذَاكَ نَفْسِی قُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قَالَ هُمَا رُوحِی وَ فَاطِمَةُ أُمُّهُمَا ابْنَتِی یَسُوؤُنِی مَا سَاءَهَا وَ یَسُرُّنِی مَا سَرَّهَا أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّی حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ یَا جَابِرُ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ فَیَسْتَجِیبَ لَكَ فَادْعُهُ بِأَسْمَائِهِمْ فَإِنَّهَا أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).
ص: 21
«17»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شَدِیدَةٌ فَاسْتَعِینُوا بِنَا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَادْعُوهُ بِها(1).
«18»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ مِنْ كِتَابِ الرَّسَائِلِ لِمُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ عَمَّنْ سَمَّاهُ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ الرَّجُلَ یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی إِمَامِهِ مَا یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی رَبِّهِ قَالَ فَكَتَبَ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَحَرِّكْ شَفَتَیْكَ فَإِنَّ الْجَوَابَ یَأْتِیكَ.
«19»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَتَقَرَّبُ بِهِمْ إِلَیْكَ وَ أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَیْهِمْ وَ فِی دُعَائِهِمْ علیهم السلام اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ وَ حَجَبَتْ دُعَائِی عَنْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ لِی یَا رَبِّ بِهِمْ دُعَائِی.
وَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَهُمَا عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ وَ قَدْراً مِنَ الْقَدْرِ فَبِحَقِّ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَ بِحَقِّ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ إِلَّا وَ هُوَ یَحْتَاجُ إِلَیْهِمَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ.
«20»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یَا عِبَادِی أَ وَ لَیْسَ مَنْ لَهُ إِلَیْكُمْ حَوَائِجُ كِبَارٌ لَا تَجُودُونَ بِهَا إِلَّا أَنْ یَتَحَمَّلَ عَلَیْكُمْ بِأَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَیْكُمْ تَقْضُونَهَا كَرَامَةً لِشِیعَتِهِمْ أَلَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَیَّ وَ أَفْضَلَهُمْ لَدَیَّ مُحَمَّدٌ وَ أَخُوهُ عَلِیٌّ وَ مِنْ بَعْدِهِ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ هُمُ الْوَسَائِلُ إِلَی اللَّهِ أَلَا فَلْیَدْعُنِی مَنْ هِمَّتُهُ حَاجَةٌ یُرِیدُ نُجْحَهَا أَوْ دَهَتْهُ دَاهِیَةٌ یُرِیدُ كَشْفَ ضَرَرِهَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ أَقْضِهَا لَهُ أَحْسَنَ مَا یَقْضِیهَا مَنْ تَسْتَشْفِعُونَ بِأَعَزِّ الْحَقِّ عَلَیْهِ فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ هُمْ مُسْتَهْزِءُونَ بِهِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَمَا لَكَ لَا تَقْتَرِحُ
ص: 22
عَلَی اللَّهِ بِهِمْ أَنْ یَجْعَلَكَ أَغْنَی أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ سَلْمَانُ دَعَوْتُ اللَّهَ وَ سَأَلْتُهُ مَا هُوَ أَجَلُّ وَ أَنْفَعُ وَ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ الدُّنْیَا بِأَسْرِهَا سَأَلْتُهُ بِهِمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَنْ یَهَبَ لِی لِسَاناً ذَاكِراً لِتَحْمِیدِهِ وَ ثَنَائِهِ وَ قَلْباً شَاكِراً لآِلَائِهِ وَ بَدَناً صَابِراً عَلَی الدَّوَاهِی الدَّاهِیَةِ وَ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَجَابَنِی إِلَی مُلْتَمَسِی مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا وَ مَا تَشْتَمِلُ عَلَیْهِ مِنْ خَیْرَاتِهَا مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ مَرَّةٍ(1).
«21»- قبس، [قبس المصباح] أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الصَّقَّالُ بِبَغْدَادَ فِی مَسْجِدِ الْحَذَّاءِینَ بِالْكَرْخِ فِی رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَیْنِ وَ أَرْبَعِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبُهْلُولِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّیْبَانِیُّ یَوْمَ السَّبْتِ التَّاسِعَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَمَانِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ بِالشَّرْقِیَّةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ كِشْمَرْدَ فِی دَارِهِ بِبَغْدَادَ وَ قَدْ سَأَلَهُ شَیْخُنَا أَبُو عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ یَذْكُرَ حَالَهُ إِذْ كَانَ مَحْبُوساً عِنْدَ الْهَجَرِیِّینَ بِالْأَحْسَاءِ فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ أُسِرَ بِالْهَبِیرِ مَعَ أَبِی الْهَیْجَاءِ قَالَ وَ كَانَ أَبُو طَاهِرٍ سُلَیْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ مُكْرِماً لِأَبِی الْهَیْجَاءِ مُعْجَباً بِرَأْیِهِ وَ كَانَ یَسْتَدْعِیهِ إِلَی طَعَامِهِ فَیَتَغَدَّی مَعَهُ وَ یَسْتَدْعِیهِ أَیْضاً لِلْحَدِیثِ مَعَهُ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَیْلَةٍ سَأَلْتُ أَبَا الْهَیْجَاءِ أَنْ یُجْرِیَ ذِكْرِی عِنْدَ سُلَیْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ وَ یَسْأَلَهُ فِی إِطْلَاقِی فَأَجَابَنِی إِلَی ذَلِكَ وَ مَضَی إِلَی أَبِی الطَّاهِرِ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ عَلَی رَسْمِهِ وَ عَادَ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ یَلْقَنِی وَ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ یَغْشَانِی وَ رَفِیقِی یَعْنِی الْخَالَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ عِنْدَ عَوْدَتِهِ مِنِ الْتِقَائِهِ مَعَ سُلَیْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ فَیُسَكِّنُ نُفُوسَنَا وَ یُعَرِّفُنَا أَخْبَارَ الدُّنْیَا فَلَمَّا لَمْ یُعَاوِدْ إِلَیْنَا فِی تِلْكَ الْعَشِیَّةِ مَعَ سُؤَالِی إِیَّاهُ الْخِطَابَ فِی أَمْرِی اسْتَوْحَشْتُ لِذَلِكَ فَصِرْتُ إِلَیْهِ إِلَی مَنْزِلِهِ الْمَوْسُومِ بِهِ وَ كَانَ أَبُو الْهَیْجَاءِ مُبَرِّزاً فِی دِینِهِ مُخْلِصاً فِی وَلَایَتِهِ وَ سِیَادَتِهِ مُتَوَقِّراً عَلَی إِخْوَانِهِ فَلَمَّا وَقَعَ طَرْفُهُ عَلَیَّ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً وَ قَالَ لَبِوُدِّی وَ اللَّهِ یَا أَبَا الْعَبَّاسِ إِنِّی مَرِضْتُ سَنَةً كَامِلَةً وَ لَمْ أُجْرِ ذِكْرَكَ لَهُ قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنِّی لَمَّا ذَكَرْتُكَ لَهُ اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَ عَظُمَ وَ حَلَفَ بِالَّذِی یَحْلِفُ بِهِ مِثْلُهُ لَیَأْمُرَنَّ غَداً بِضَرْبِ رَقَبَتِكَ مَعَ طُلُوعِ
ص: 23
الشَّمْسِ وَ لَقَدِ اجْتَهَدْتُ وَ اللَّهِ فِی إِزَالَةِ هَذَا عَنْكَ بِكُلِّ حِیلَةٍ وَ أَوْرَدْتُ عَلَیْهِ كُلَّ لَطِیفَةٍ فَأَصَرَّ عَلَی قَوْلِهِ وَ أَعَادَ یَمِینَهُ لَیَفْعَلَنَّ مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قَالَ ثُمَّ جَعَلَ أَبُو الْهَیْجَاءِ یُطَیِّبُ نَفْسِی وَ قَالَ یَا أَخِی لَوْ لَا أَنِّی ظَنَنْتُ أَنَّ لَكَ وَصِیَّةً أَوْ حَالًا تَحْتَاجُ إِلَی ذِكْرِهَا لَطَوَیْتُ عَنْكَ مَا أَطْلَعْتُكَ عَلَیْهِ مِنْ ذَلِكَ وَ سَتَرْتُ مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ عَنْهُ وَ مَعَ هَذَا فَثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ارْجِعْ فِیمَا دَهِمَكَ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ الْغَلِیظَةِ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ وَ تَوَجَّهْ إِلَیْهِ تَعَالَی بِالْعُدَّةِ وَ الذَّخِیرَةِ لِلشَّدَائِدِ وَ الْأُمُورِ الْعِظَامِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَانْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِیَ الَّذِی أُنْزِلْتُ فِیهِ وَ أَنَا فِی صُورَةٍ غَلِیظَةٍ مِنَ الْإِیَاسِ مِنَ الْحَیَاةِ وَ اسْتِشْعَارِ الْهَلَكَةِ فَاغْتَسَلْتُ وَ لَبِسْتُ ثِیَاباً جَعَلْتُهَا أَكْفَانِی وَ أَقْبَلْتُ إِلَی الْقِبْلَةِ فَجَعَلْتُ أُصَلِّی وَ أُنَاجِی رَبِّی وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْهِ وَ أَعْتَرِفُ لَهُ بِذُنُوبِی وَ أَتُوبُ مِنْهَا ذَنْباً ذَنْباً وَ تَوَجَّهْتُ إِلَی اللَّهِ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ حُجَّةِ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الْمَأْمُولِ لِإِحْیَاءِ دِینِهِ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ وَ أَنَا مَكْرُوبٌ قَلِقٌ أَتَضَرَّعُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَقُولُ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَا مَوْلَایَ أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ فِیمَا دَهِمَنِی وَ أَظَلَّنِی فَلَمْ أَزَلْ أَقُولُ هَذَا وَ مَا أَشْبَهَهُ مِنَ الْكَلَامِ إِلَی أَنِ انْتَصَفَ اللَّیْلُ وَ جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَقُمْتُ فَصَلَّیْتُ وَ دَعَوْتُ وَ تَضَرَّعْتُ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ وَ قَدْ فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ وَ أَنَا أَسْتَغِیثُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْهِ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذْ نَعَسْتُ فَحَمَلَنِی النَّوْمُ فَرَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَنَامِی ذَلِكَ فَقَالَ یَا ابْنَ كُشْمَرْدَ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ مَا لِی أَرَاكَ عَلَی هَذَا الْحَالِ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ وَ مَا یَحِقُّ لِمَنْ یُقْتَلُ صَبَاحَ هَذِهِ اللَّیْلَةِ غَرِیباً عَنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ بِغَیْرِ وَصِیَّةٍ یُسْنِدُهَا إِلَی مُتَكَفِّلٍ بِهَا أَنْ یَشْتَدَّ قَلَقُهُ وَ جَزَعُهُ: فَقَالَ بَلْ تَحُولُ كِفَایَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دِفَاعُهُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِی تَوَعَّدَكَ فِیمَا
ص: 24
أَرْصَدَكَ بِهِ مِنْ سَطَوَاتِهِ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ تَمَامَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْعَرْشَ وَ اكْتُبْ مِنَ الْعَبْدِ الذَّلِیلِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِلَی الْمَوْلَی الْجَلِیلِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ حُجَّتِكَ رَبِّ عَلَی خَلْقِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ بِأَنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ اللَّهُ إِلَهِی وَ إِلَهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی إِذَا دُعِیتَ بِهَا أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهَا أَعْطَیْتَ لَمَّا صَلَّیْتَ عَلَیْهِمْ وَ هَوَّنْتَ عَلَیَّ خُرُوجَ رُوحِی وَ كُنْتَ لِی قَبْلَ ذَلِكَ غِیَاثاً وَ مُجِیراً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیَّ وَ یَطْغَی وَ اجْعَلِ الرُّقْعَةَ فِی كُتْلَةِ طِینٍ وَ اقْرَأْ سُورَةَ یس وَ ارْمِ بِهَا فِی الْبَحْرِ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ الْبَحْرَ بَعِیدٌ مِنِّی وَ أَنَا مَحْبُوسٌ مَمْنُوعٌ مِنَ التَّصَرُّفِ فِیمَا أَلْتَمِسُ فَقَالَ ارْمِ بِهَا فِی الْبِئْرِ أَوْ فِیمَا دَنَا مِنْكَ مِنْ مَنَابِعِ الْمَاءِ قَالَ ابْنُ كِشْمَرْدَ فَانْتَبَهْتُ وَ قُمْتُ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا فِی ذَلِكَ قَلِقٌ غَیْرُ سَاكِنِ النَّفْسِ لِعَظِیمِ الْمِحْنَةِ وَ ضَعْفِ الْیَقِینِ فِی الْآدَمِیِّینَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ اسْتُدْعِیتُ فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّ ذَلِكَ لِمَا تَوَعَّدَنِی بِهِ مِنَ الْقَتْلِ فَمَضَیْتُ مَعَ الدَّاعِی وَ أَنَا آیِسٌ مِنَ الْحَیَاتِ فَأُدْخِلْتُ عَلَی أَبِی الطَّاهِرِ وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ فِی صَدْرِ مَجْلِسٍ كَبِیرٍ عَلَی كُرْسِیٍّ وَ عَنْ یَمِینِهِ رَجُلَانِ عَلَی كُرْسِیَّیْنِ وَ عَنْ یَسَارِهِ أَبُو الْهَیْجَاءِ عَلَی كُرْسِیٍّ وَ إِذَا كُرْسِیٌّ آخَرُ إِلَی جَانِبِ أَبِی الْهَیْجَاءِ لَیْسَ عَلَیْهِ أَحَدٌ فَلَمَّا بَصُرَ بِی أَبُو طَاهِرٍ اسْتَدْعَانِی حَتَّی وَصَلْتُ إِلَی الْكُرْسِیِّ ثُمَّ أَمَرَنِی بِالْجُلُوسِ عَلَیْهِ فَجَلَسْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْسَ وَرَاءَ هَذَا إِلَّا خَیْراً فَأَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ قَدْ كُنَّا عَزَمْنَا فِی أَمْرِكَ عَلَی مَا بَلَغَكَ ثُمَّ رَأَیْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ نُفَرِّجَ عَنْكَ وَ أَنْ نُخَیِّرَكَ أَحَدَ أَمْرَیْنِ إِمَّا تَخْدِمُنَا فَنُحْسِنُ إِلَیْكَ أَوْ تَنْصَرِفُ إِلَی عِیَالِكَ فَنُحْسِنُ إِجَازَتَكَ فَقُلْتُ لَهُ فِی الْمُقَامِ عِنْدَ السَّیِّدِ النَّفْعُ وَ الشَّرَفُ وَ فِی الِانْصِرَافِ إِلَی أَهْلِی وَ وَالِدَةٍ لِی عَجُوزٍ كَبِیرَةٍ ثَوَابٌ جَزِیلٌ فَقَالَ لِی افْعَلْ مَا شِئْتَ وَ الْأَمْرُ فِیهِ مَرْدُودٌ إِلَی اخْتِیَارِكَ فَخَرَجْتُ مُنْصَرِفاً مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ فَرَدَّنِی وَ قَالَ مَنْ تَكُونُ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقُلْتُ لَسْتُ نَسِیباً لَهُ وَ لَكِنِّی
ص: 25
وَلِیُّهُ قَالَ فَتَمَسَّكْ بِوَلَایَتِهِ فَهُوَ أَمَرَنَا بِإِطْلَاقِكَ فَلَمْ یُمْكِنَّا الْمُخَالَفَةُ لِأَمْرِهِ ثُمَّ أَمَرَ بِی فَجُهِّزْتُ وَ أَصْحَبَنِی مَنْ أَوْصَلَنِی مُكَرَّماً إِلَی مَأْمَنِی قَالَ الشَّیْخُ أَبُو الْمُفَضَّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِیثَ فِی مَجْلِسِ أَبِی وَائِلٍ دَاوُدَ بْنِ حَمْدَانَ بِنَصِیبِینَ سَنَةَ اثْنَیْنِ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ حَضَرَ هَذَا الْمَجْلِسَ یَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَصِیبِینَ یُقَالُ لَهُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِیدُ بْنُ الْبُنْدُقِیِّ الشَّاعِرُ وَ كَانَ مِنْ شُهُودِ الْبَلَدِ فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ عِنْدَ قَوْلِی مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ كِشْمَرْدَ عَلَی یَدِی كَانَ الْحَدِیثُ وَ ذَلِكَ أَنِّی حَجَجْتُ فِی سَنَةِ الْهَبِیرِ وَ هِیَ السَّنَةُ الَّتِی أُسِرَ فِیهَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ كِشْمَرْدَ وَ الْخَالُ وَ فُلْفُلُ الْخَادِمُ وَ غَیْرُهُمْ مِنْ وُجُوهِ الْأَوْلِیَاءِ مَعَ أَبِی الْهَیْجَاءِ وَ أُسِرَتْ فِیمَنْ أُسِرَ مَعَهُمْ مِنَ الْحَاجِّ فَطَالَ بِالْأَحْسَاءِ مَحْبَسُنَا وَ كُنْتُ أَقُولُ الشِّعْرَ فَامْتَدَحْتُ السَّیِّدَ أَبَا الطَّاهِرِ بِقَصِیدَةٍ أَوْصَلَهَا إِلَیْهِ أَبُو الْهَیْجَاءِ فَأَذِنَ لِیَ السَّیِّدُ بِالدُّخُولِ وَ الْخُرُوجِ مِنَ الْحَبْسِ فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ كِشْمَرْدَ وَ كَانَ یَأْنَسُ بِی وَ یُحَدِّثُنِی فَأَرْسَلَ إِلَیَّ ذَاتَ یَوْمٍ فِی السَّحَرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَالَ لِی خُذْ هَذِهِ الرُّقْعَةَ وَ هِیَ فِی كُتْلَةِ الطِّینِ وَ امْضِ بِهَا إِلَی مَوْضِعٍ وَصَفَهُ لِی وَ كَانَ فِیهِ مَاءٌ جَارٍ قَالَ وَ اقْرَأْ سُورَةَ یس وَ اطْرَحِ الرُّقْعَةَ فِی الْمَاءِ فَأَخَذْتُهَا فَصِرْتُ إِلَی الْمَاءِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَقِفَ عَلَی الرُّقْعَةِ فَقَلَعْتُ الطِّینَ عَنْهَا وَ نَشَرْتُهَا وَ قَرَأْتُ مَا فِیهَا قَالَ أَبُو عُثْمَانَ وَ أَخَذْتُ عُوداً وَ بَلَلْتُهُ فِی الْمَاءِ وَ كَتَبْتُ مَا فِی الرُّقْعَةِ عَلَی كَفِّی وَ كَتَبْتُ اسْمِی وَ اسْمُ أَبِی وَ أُمِّی وَ أَعَدْتُ الرُّقْعَةَ فِی الطِّینِ وَ قَرَأْتُ سُورَةَ یس عَنِّی وَ غَسَلْتُ كَفِّی فِی الْمَاءِ ثُمَّ قَرَأْتُ سُورَةَ یس عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ كِشْمَرْدَ وَ طَرَحْتُ الرُّقْعَةَ فِی الْمَاءِ وَ عُدْتُ إِلَی مَجْلِسِی ذَلِكَ بِعَقِبِ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَمْ یَمْضِ إِلَّا سَاعَةٌ زَمَانِیَةٌ وَ إِذَا رَسُولُ السَّیِّدِ یَأْمُرُ بِإِحْضَارِی فَحَضَرْتُ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ إِنَّهُ قَدْ أُلْقِیَ فِی قَلْبِی رَحْمَةٌ لَكَ وَ قَدْ عَمِلْتُ عَلَی إِطْلَاقِكَ فَكَیْفَ تُحِبُّ أَنْ تَسِیرَ إِلَی أَهْلِكَ فِی الْبَرِّ أَمْ فِی الْبَحْرِ فَخَشِیتُ إِنْ سِرْتُ فِی الْبَرِّ أَنْ یَبْدُوَ لَهُ فَیَلْحَقُونِی فَیَرُدُّونِی فَقُلْتُ فِی الْبَحْرِ فَأَمَرَ أَنْ یَدْفَعَ لِی كِفَافِی مِنْ زَادٍ وَ تَمْرٍ وَ خَرَجْتُ فِی الْبَحْرِ فَصِرْتُ إِلَی الْبَصْرَةِ.
ص: 26
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ مِنْ وُصُولِیَ الْبَصْرَةَ جَلَسْتُ عِنْدَ أَصْحَابِ الْكُتُبِ فَإِذَا أَنَا بِأَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ كِشْمَرْدَ رَاكِبٌ فِی مَوْكِبٍ عَظِیمٍ وَ الْأُمَرَاءُ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَدْ خَرَجَ أَمِیرُ الْبَصْرَةِ اسْتَقْبَلَهُ وَ الْجُنْدُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ الْعَسَاكِرُ مُحْدِقَةٌ بِهِ وَ هُوَ وَ أَمِیرُ الْبَصْرَةِ یَتَسَایَرَانِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ قُمْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَبْصَرَ بِی نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ وَقَفَ عَلَیَّ وَ قَالَ یَا فَتَی كَیْفَ عَمِلْتَ حَتَّی تَخَلَّصْتَ فَحَدَّثْتُهُ مَا صَنَعْتُ مِنْ كَتْبَتِی مَا كَانَ فِی الرُّقْعَةِ بِالْمَاءِ عَلَی كَفِّی وَ غَسَلْتُ بِالْمَاءِ یَدِی مَا كُنْتُ كَتَبْتُ عَلَیْهَا قَبْلَ أَنْ رَمَیْتُ رُقْعَتَهُ فَقَالَ لِی أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طُلَقَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ مَضَی حَتَّی نَزَلَ فِی دَارٍ أُعِدَّتْ لَهُ وَ حَمَلَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْبَصْرَةِ الْهَدَایَا وَ اللِّبَاسَ وَ الْآلَاتِ وَ الدَّوَابَّ وَ الْفُرُشَ وَ غَیْرَ ذَلِكَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ فِی مَوْضِعِهِ أَرْسَلَ إِلَیَّ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ أَیَّاماً وَ أَحْسَنَ إِلَیَّ وَ حَمَلَنِی مُكَرَّماً إِلَی بَلَدِی فَعَجِبَ أَبُو وَائِلٍ مِنْ ذَلِكَ وَ قَالَ یَا أَبَا الْمُفَضَّلِ أَنْتَ صَادِقٌ فِی حَدِیثِكَ وَ لَقَدِ اتَّفَقَ لَكَ مَا أَكَّدَهُ فَهَذِهِ الرُّقْعَةُ مَعْرُوفَةٌ بَیْنَ أَصْحَابِنَا یَعْمَلُونَ بِهَا وَ یُعَوِّلُونَ عَلَیْهَا فِی الْأُمُورِ الْعَظِیمَةِ وَ الشَّدَائِدِ وَ الرُّوَاةُ فِیهَا مُخْتَلِفَةٌ لَكِنِّی أَوْرَدْتُ مَا هُوَ سَمَاعِی بِبَغْدَادَ وَ قَدْ ذَكَرَ شَیْخُنَا الْمُوَفِّقُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْمِصْبَاحِ وَ مُخْتَصَرِ الْمِصْبَاحِ أَیْضاً: أَنَّهَا تُكْتَبُ وَ تُطْوَی ثُمَّ تُكْتَبُ رُقْعَةٌ أُخْرَی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ تُجْعَلُ الرُّقْعَةُ الْكِشْمَرْدِیَّةُ فِی طَیِّ رُقْعَةِ الْإِمَامِ علیه السلام وَ تُجْعَلُ فِی الطِّینِ وَ تُرْمَی فِی الْبَحْرِ أَوِ الْبِئْرِ یُكْتَبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ قَاصِمِ الْجَبَابِرَةِ الْعِظَامِ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ كَاشِفِ الضُّرِّ الَّذِی سَبَقَ فِی عِلْمِهِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ مِنْ عَبْدِهِ الذَّلِیلِ الْمِسْكِینِ الَّذِی انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَسْبَابُ وَ طَالَ عَلَیْهِ الْعَذَابُ وَ هَجَرَهُ الْأَهْلُ وَ بَایَنَهُ الصَّدِیقُ الْحَمِیمُ فَبَقِیَ مُرْتَهَناً بِذَنْبِهِ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ وَ طَلَبَ النَّجَاءَ فَلَمْ یَجِدْ مَلْجَأً وَ لَا مُلْتَجَأً غَیْرَ الْقَادِرِ عَلَی حَلِّ الْعَقْدِ وَ مُؤَبِّدِ الْأَبَدِ فَفَزَعِی إِلَیْهِ وَ اعْتِمَادِی عَلَیْهِ وَ لَا لَجَأَ وَ لَا مُلْتَجَأَ إِلَّا إِلَیْهِ.
ص: 27
اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْمَاضِی وَ بِنُورِكَ الْعَظِیمِ وَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِحُجَّتِكَ الْبَالِغَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَأْخُذَ بِیَدِی وَ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ تَقْبَلُ دَعْوَتَهُ وَ تُقِیلُ عَثْرَتَهُ وَ تَكْشِفُ كُرْبَتَهُ وَ تُزِیلُ تَرْحَتَهُ وَ تَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ تَرُدُّ عَنِّی بَأْسَ هَذَا الظَّالِمِ الْغَاشِمِ وَ بَأْسَ النَّاسِ یَا رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ حَسْبِی أَنْتَ وَ كَفَی مَنْ أَنْتَ حَسْبُهُ یَا كَاشِفَ الْأُمُورِ الْعِظَامِ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.
وَ تُكْتَبُ رُقْعَةٌ أُخْرَی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ تَوَسَّلْتُ بِحُجَّةِ اللَّهِ الْخَلَفِ الصَّالِحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ النَّبَّإِ الْعَظِیمِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَ الْحَبْلِ الْمَتِینِ عِصْمَةِ الْمَلْجَإِ وَ قَسِیمِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِآبَائِكَ الطَّاهِرِینَ الْخَیِّرِینَ الْمُنْتَجَبِینَ وَ أُمَّهَاتِكَ الطَّاهِرَاتِ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ الَّذِینَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ وَ بِجَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلِیلِهِ وَ حَبِیبِهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ أَنْ تَكُونَ وَسِیلَتِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كَشْفِ ضُرِّی وَ حَلِّ عَقْدِی وَ فَرَجِ حَسْرَتِی وَ كَشْفِ بَلِیَّتِی وَ تَنْفِیسِ تَرْحَتِی وَ بِ كهیعص وَ بِ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ بِالْكَلِمَةِ الطَّیِّبَةِ وَ بِمَجَارِی الْقُرْآنِ وَ بِمُسْتَقَرِّ الرَّحْمَةِ وَ بِجَبَرُوتِ الْعَظَمَةِ وَ بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ قِوَامِ الْبُرْهَانِ وَ بِنُورِ النُّورِ وَ بِمَعْدِنِ النُّورِ وَ الْحِجَابِ الْمَسْتُورِ وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ بِالسَّبْعِ الْمَثَانِی وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ فَرَائِضِ الْأَحْكَامِ وَ الْمُكَلِّمِ بِالْعِبْرَانِیِّ وَ الْمُتَرْجِمِ بِالْیُونَانِیِّ وَ الْمُنَاجِی بِالسُّرْیَانِیِّ وَ مَا دَارَ فِی الْخَطَرَاتِ وَ مَا لَمْ یُحِطْ بِهِ لِلظُّنُوِن مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَ بِسِرِّكَ الْمَصُونِ وَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خُذْ بِیَدِی وَ فَرِّجْ عَنِّی بِأَنْوَارِكَ وَ أَقْسَامِكَ وَ كَلِمَاتِكَ الْبَالِغَةِ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمُ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَوَاتُهُ وَ سَلَامُهُ عَلَی صَفْوَتِهِ مِنْ بَرِیَّتِهِ مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ.
ص: 28
وَ تَطَیَّبُ الرُّقْعَتَیْنِ وَ تَجْعَلُ رُقْعَةَ الْبَارِئِ تَعَالَی فِی رُقْعَةِ الْإِمَامِ علیه السلام وَ تَطْرَحُهُمَا فِی نَهَرٍ جَارٍ أَوْ بِئْرِ مَاءٍ بَعْدَ أَنْ تَجْعَلَهُمَا فِی طِینٍ حُرٍّ(1) وَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ علیهم السلام وَ تَطْرَحُهُمَا لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ اسْتَشْعِرْ فِیهَا الْإِجَابَةَ لَا عَلَی سَبِیلِ التَّجْرِبَةِ وَ لَا یَكُونُ إِلَّا عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ الْأُمُورِ الصَّعْبَةِ وَ لَا تَكْتُبْهَا لِغَیْرِ أَهْلِهَا فَإِنَّهَا لَا تَنْفَعُهُ وَ هِیَ أَمَانَةٌ فِی عُنُقِكَ وَ سَوْفَ تُسْأَلُ عَنْهَا وَ إِذَا رَمَیْتَهُمَا فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی لَحَظْتَ بِهَا الْبَحْرَ الْعَجَّاجَ فَأَزْبَدَ وَ هَاجَ وَ مَاجَ وَ كَانَ كَاللَّیْلِ الدَّاجِ طَوْعاً لِأَمْرِكَ وَ خَوْفاً مِنْ سَطْوَتِكَ فَأَفْتَقَ أُجَاجُهُ وَ ائْتَلَقَ مِنْهَاجُهُ وَ سَبَّحَتْ جَزَائِرُهُ وَ قَدَّسَتْ جَوَاهِرُهُ تُنَادِیكَ حِیتَانُهُ بِاخْتِلَافِ لُغَاتِهَا إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا مَا الَّذِی نَزَلَ بِنَا وَ مَا الَّذِی حَلَّ بِبَحْرِنَا فَقُلْتُ لَهَا اسْكُنِی سَأُسْكِنُكَ مَلِیّاً وَ أُجَاوِرُ بِكَ عَبْداً زَكِیّاً فَسَكَنَ وَ سَبَّحَ وَ وَعَدَ بِضَمَائِرِ الْمِنَحِ فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ ابْنُ مَتَّی بِمَا أَلَمَّ الظُّنُونَ فَلَمَّا صَارَ فِی فِیهَا سَبَّحَ فِی أَمْعَائِهَا فَبَكَتِ الْجِبَالُ عَلَیْهِ تَلَهُّفاً وَ أَشْفَقَتْ عَلَیْهِ الْأَرْضُ تَأَسُّفاً فَیُونُسُ فِی حُوتِهِ كَمُوسَی فِی تَابُوتِهِ لِأَمْرِكَ طَائِعٌ وَ لِوَجْهِكَ سَاجِدٌ خَاضِعٌ فَلَمَّا أَحْبَبْتَ أَنْ تَقِیَهُ أَلْقَیْتَهُ بِشَاطِئِ الْبَحْرِ شِلْواً لَا تَنْظُرُ عَیْنَاهُ وَ لَا تَبْطِشُ یَدَاهُ وَ لَا تَرْكُضُ رِجْلَاهُ وَ أَنْبَتَّ مِنَّةً مِنْكَ عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ وَ أَجْرَیْتَ لَهُ فُرَاتاً مِنْ مَعِینٍ فَلَمَّا اسْتَغْفَرَ وَ تَابَ خَرَقْتَ لَهُ إِلَی الْجَنَّةِ بَاباً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ تَذْكُرُ الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً.
نُسْخَةُ رُقْعَةٍ إِلَی الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: إِذَا كَانَ لَكَ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاكْتُبْ رُقْعَةً عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ وَ اطْرَحْهَا عَلَی قَبْرٍ مِنْ قُبُورِ الْأَئِمَّةِ إِنْ شِئْتَ أَوْ فَشُدَّهَا وَ اخْتِمْهَا وَ اعْجِنْ طِیناً نَظِیفاً وَ اجْعَلْهَا فِیهِ وَ اطْرَحْهَا فِی نَهَرٍ جَارٍ أَوْ بِئْرٍ عَمِیقَةٍ أَوْ غَدِیرِ مَاءٍ فَإِنَّهَا تَصِلُ إِلَی السَّیِّدِ علیه السلام وَ هُوَ یَتَوَلَّی قَضَاءَ حَاجَتِكَ بِنَفْسِهِ وَ اللَّهُ بِكَرَمِهِ لَا تُخَیِّبُ أَمَلَكَ تَكْتُبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ كَتَبْتُ إِلَیْكَ یَا مَوْلَایَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ مُسْتَغِیثاً وَ شَكَوْتُ مَا نَزَلَ بِی مُسْتَجِیراً بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهِمَنِی وَ أَشْغَلَ قَلْبِی وَ أَطَالَ فِكْرِی وَ سَلَبَنِی بَعْضَ لُبِّی وَ غَیَّرَ خَطَرَ النِّعْمَةِ لِلَّهِ عِنْدِی أَسْلَمَنِی عِنْدَ تَخَیُّلِ وُرُودِهِ
ص: 29
الْخَلِیلُ وَ تَبَرَّأَ مِنِّی عِنْدَ تَرَائِی إِقْبَالِهِ لی [إِلَیَ] الْحَمِیمُ وَ عَجَزَتْ عَنْ دِفَاعِهِ حِیلَتِی وَ خَانَنِی فِی تَحَمُّلِهِ صَبْرِی وَ قُوَّتِی فَلَجَأْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِی الْمَسْأَلَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْكَ وَ فِی دِفَاعِهِ عَنِّی عِلْماً بِمَكَانِكَ مِنَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَلِیِّ التَّدْبِیرِ وَ مَالِكِ الْأُمُورِ وَاثِقاً مِنْكَ بِالْمُسَارَعَةِ فِی الشَّفَاعَةِ إِلَیْهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَمْرِی مُتَیَقِّناً لِإِجَابَتِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِیَّاكَ بِإِعْطَائِی سُؤْلِی وَ أَنْتَ یَا مَوْلَایَ جَدِیرٌ بِتَحْقِیقِ ظَنِّی وَ تَصْدِیقِ أَمَلِی فِیكَ فِی أَمْرِ كَذَا وَ كَذَا مِمَّا لَا طَاقَةَ لِی بِحَمْلِهِ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَیْهِ وَ إِنْ كُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَ لِأَضْعَافِهِ بِقَبِیحِ أَفْعَالِی وَ تَفْرِیطِی فِی الْوَاجِبَاتِ الَّتِی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیَّ فَأَغِثْنِی یَا مَوْلَایَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ عِنْدَ اللَّهْفِ وَ قَدِّمِ الْمَسْأَلَةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَمْرِی قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ فَبِكَ بَسَطَتِ النِّعْمَةُ عَلَیَّ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لِی نَصْراً عَزِیزاً وَ فَتْحاً قَرِیباً فِیهِ بُلُوغُ الْآمَالِ وَ خَیْرُ الْمَبَادِی وَ خَوَاتِیمِ الْأَعْمَالِ وَ الْأَمْنِ مِنَ الْمَخَاوِفِ كُلِّهَا فِی كُلِّ حَالٍ إِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِمَا یَشَاءُ فَعَّالُ وَ هُوَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فِی الْمَبْدَإِ وَ الْمَآلِ ثُمَّ تَصْعَدُ النَّهَرَ أَوِ الْغَدِیرَ وَ تَعْتَمِدُ بِهِ بَعْضَ الْأَبْوَابِ إِمَّا عُثْمَانَ بْنَ سَعِیدٍ الْعَمْرِیَّ أَوْ وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ أَوِ الْحُسَیْنَ بْنَ رَوْحٍ أَوْ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیَّ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا أَبْوَابَ الْإِمَامِ علیه السلام فَتُنَادِی بِأَحَدِهِمْ وَ تَقُولُ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ سَلَامٌ عَلَیْكَ أَشْهَدُ أَنَّ وَفَاتَكَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ أَنْتَ حَیٌّ عِنْدَ اللَّهِ مَرْزُوقٌ وَ قَدْ خَاطَبْتُكَ فِی حَیَاتِكَ الَّتِی لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ هَذِهِ رُقْعَتِی وَ حَاجَتِی إِلَی مَوْلَانَا علیه السلام فَسَلِّمْهَا إِلَیْهِ فَأَنْتَ الثِّقَةُ الْأَمِینُ ثُمَّ ارْمِ بِهَا فِی النَّهَرِ وَ كَأَنَّكَ تُخَیَّلُ لَكَ أَنَّكَ تُسَلِّمُهَا إِلَیْهِ فَإِنَّهَا تَصِلُ وَ تُقْضَی الْحَاجَةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.
اسْتِغَاثَةٌ أُخْرَی رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ وَ ضِقْتَ بِهَا ذَرْعاً فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ كَبِّرِ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ سَبِّحْ تَسْبِیحَ فَاطِمَةَ علیها السلام ثُمَّ اسْجُدْ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ یَا مَوْلَاتِی فَاطِمَةُ أَغِیثِینِی ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عُدْ إِلَی السُّجُودِ وَ قُلْ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ
ص: 30
وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ اذْكُرْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ یَقْضِیهَا.
اسْتِغَاثَةٌ أُخْرَی لِصَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام سَمِعْتُ الشَّیْخَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ بَابَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالرَّیِّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ یَرْوِی عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدِّثْنِی مَشَایِخِی الْقُمِّیِّینَ قَالَ: كَرَبَنِی أَمْرٌ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وَ لَمْ یَسْهُلْ فِی نَفْسِی أَنْ أُفْشِیَهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِی وَ إِخْوَانِی فَنِمْتُ وَ أَنَا بِهِ مَغْمُومٌ فَرَأَیْتُ فِی النَّوْمِ رَجُلًا جَمِیلَ الْوَجْهِ حَسَنَ اللِّبَاسِ طَیِّبَ الرَّائِحَةِ خِلْتُهُ بَعْضَ مَشَایِخِنَا الْقُمِّیِّینَ الَّذِینَ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِلَی مَتَی أُكَابِدُ هَمِّی وَ غَمِّی وَ لَا أُفْشِیهِ لِأَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِی وَ هَذَا شَیْخٌ مِنْ مَشَایِخِنَا الْعُلَمَاءِ أَذْكُرُ لَهُ ذَلِكَ فَلَعَلِّی أَجِدُ لِی عِنْدَهُ فَرَجاً فَابْتَدَأَنِی مِنْ قَبْلِ أَنْ أَبْتَدِئَهُ وَ قَالَ لِی ارْجِعْ فِیمَا أَنْتَ بِسَبِیلِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ اسْتَعِنْ بِصَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ اتَّخِذْهُ لَكَ مَفْزَعاً فَإِنَّهُ نِعْمَ الْمُعِینُ وَ هُوَ عِصْمَةُ أَوْلِیَائِهِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِیَ الْیُمْنَی وَ مَسَحَهَا بِكَفِّهِ الْیُمْنَی وَ قَالَ زُرْهُ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِ وَ اسْأَلْهُ أَنْ یَشْفَعَ لَكَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی حَاجَتِكَ فَقُلْتُ لَهُ عَلِّمْنِی كَیْفَ أَقُولُ فَقَدْ أَنْسَانِی مَا أَهَمَّنِی بِمَا أَنَا فِیهِ كُلَّ زِیَارَةٍ وَ دُعَاءٍ فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ مَسَحَ صَدْرِی بِیَدِهِ وَ قَالَ حَسْبُكَ اللَّهُ لَا بَأْسَ عَلَیْكَ تَطَهَّرْ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُمْ وَ أَنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ الْكَامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الْعَامُّ وَ صَلَوَاتُهُ الدَّائِمَةُ وَ بَرَكَاتُهُ الْقَائِمَةُ عَلَی حُجَّةِ اللَّهِ وَ وَلِیِّهِ فِی أَرْضِهِ وَ بِلَادِهِ وَ خَلِیفَتِهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ سُلَالَةِ النُّبُوَّةِ وَ بَقِیَّةِ الْعِتْرَةِ وَ الصَّفْوَةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ وَ مُظْهِرِ الْإِیمَانِ وَ مُعْلِنِ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ مُطَهِّرِ الْأَرْضِ وَ نَاشِرِ الْعَدْلِ فِی الطُّولِ وَ الْعَرْضِ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ وَ الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ الْمَرْضِیِّ الطَّاهِرِ ابْنِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ الْوَصِیِّ أَوْلَادِ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ الْهَادِی الْمَعْصُومِ ابْنِ الْهُدَاةِ الْمَعْصُومِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِمَامَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ مُسْتَوْدَعِ حِكْمَةِ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا عِصْمَةَ الدِّینِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُعِزَّ
ص: 31
الْمُؤْمِنِینَ الْمُسْتَضْعَفِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُذِلَّ الْكَافِرِینَ الْمُتَكَبِّرِینَ الظَّالِمِینَ.
السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ یَا ابْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا ابْنَ الْأَئِمَّةِ الْحُجَجِ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ سَلَامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِی الْوَلَاءِ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْمَهْدِیُّ قَوْلًا وَ فِعْلًا وَ أَنَّكَ الَّذِی تَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا فَعَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَكَ وَ سَهَّلَ مَخْرَجَكَ وَ قَرَّبَ زَمَانَكَ وَ أَكْثَرَ أَنْصَارَكَ وَ أَعْوَانَكَ وَ أَنْجَزَ لَكَ مَوْعِدَكَ وَ هُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِینَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ یَا مَوْلَایَ حَاجَتِی كَذَا وَ كَذَا فَاشْفَعْ لِی فِی نَجَاحِهَا وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ قَالَ فَانْتَبَهْتُ وَ أَنَا مُوقِنٌ بِالرَّوْحِ وَ الْفَرَجِ وَ كَانَ عَلَیَّ بَقِیَّةٌ مِنْ لَیْلِی وَاسِعَةٌ فَقُمْتُ فَبَادَرْتُ فَكَتَبْتُ مَا عَلَّمَنِیهِ خَوْفاً أَنْ أَنْسَاهُ ثُمَّ تَطَهَّرْتُ وَ بَرَزْتُ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ صَلَّیْتُ رَكْعَتَیْنِ قَرَأْتُ فِی الْأُولَی بَعْدَ الْحَمْدِ كَمَا عُیِّنَ لِی إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً وَ فِی الثَّانِیَةِ بَعْدَ الْحَمْدِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ أَحْسَنْتُ صَلَاتَهُمَا فَلَمَّا سَلَّمْتُ قُمْتُ وَ أَنَا مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ وَ زُرْتُ ثُمَّ دَعَوْتُ بِحَاجَتِی وَ اسْتَغَثْتُ بِمَوْلَایَ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ سَجَدْتُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ أَطَلْتُ فِیهَا الدُّعَاءَ حَتَّی خِفْتُ فَوَاتَ صَلَاةِ اللَّیْلِ ثُمَّ قُمْتُ وَ صَلَّیْتُ وَ عَقَّبْتُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِفَرِیضَةِ الْغَدَاةِ وَ جَلَسْتُ فِی مِحْرَابِی أَدْعُو فَلَا وَ اللَّهِ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ حَتَّی جَاءَنِی الْفَرَجُ مِمَّا كُنْتُ فِیهِ وَ لَمْ یَعُدْ إِلَیَّ مِثْلُ ذَلِكَ بَقِیَّةَ عُمُرِی وَ لَمْ یَعْلَمْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مَا كَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِی أَهَمَّنِی وَ إِلَی یَوْمِی هَذَا وَ الْمِنَّةُ لِلَّهِ وَ لَهُ الْحَمْدُ كَثِیراً.
«22»- قبس، [قبس المصباح] أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ الصَّدُوقُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ النَّجَاشِیُّ الصَّیْرَفِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْكُوفِیِّ بِبَغْدَادَ فِی آخِرِ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ أَرْبَعِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَ كَانَ شَیْخاً بَهِیّاً ثِقَةً صَدُوقَ اللِّسَانِ عِنْدَ الْمُوَافِقِ وَ الْمُخَالِفِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ قَالَ أَخْبَرَنِی الْحَسَنُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ قِرَاءَةً عَلَیْهِ قَالَ حَكَی لِی أَبُو الْوَفَاءِ الشِّیرَازِیُّ وَ كَانَ صَدِیقاً لِی: أَنَّهُ قَبَضَ عَلَیْهِ أَبُو عَلِیٍّ إِلْیَاسُ صَاحِبُ كِرْمَانَ قَالَ فَقَیَّدَنِی وَ كَانَ الْمُوَكِّلُونَ بِی یَقُولُونَ إِنَّهُ قَدْ هَمَّ فِیكَ بِمَكْرُوهٍ فَقَلِقْتُ
ص: 32
لِذَلِكَ وَ جَعَلْتُ أُنَاجِی اللَّهَ تَعَالَی بِالْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ وَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِی نِمْتُ فَرَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَوْمِی وَ هُوَ یَقُولُ لَا تَتَوَسَّلْ بِی وَ لَا بِابْنَیَّ لِشَیْ ءٍ مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْیَا إِلَّا لِمَا تَبْتَغِیهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَی وَ رِضْوَانِهِ وَ أَمَّا أَبُو الْحَسَنِ أَخِی فَإِنَّهُ یَنْتَقِمُ لَكَ مِمَّنْ ظَلَمَكَ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ یَنْتَقِمُ لِی مِمَّنْ ظَلَمَنِی وَ قَدْ لُبِّبَ فِی حَبْلٍ فَلَمْ یَنْتَقِمْ وَ غُصِبَ عَلَی حَقِّهِ فَلَمْ یَتَكَلَّمْ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ كَالْمُتَعَجِّبِ وَ قَالَ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدْتُهُ إِلَیْهِ وَ أَمْرٌ أَمَرْتُهُ بِهِ فَلَمْ یَجُزْ لَهُ إِلَّا الْقِیَامُ بِهِ وَ قَدْ أَدَّی الْحَقَّ فِیهِ إِلَّا أَنَّ الْوَیْلَ لِمَنْ تَعَرَّضَ لِوَلِیِّ اللَّهِ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَلِلنَّجَاةِ مِنَ السَّلَاطِینِ وَ نَفْثِ الشَّیَاطِینِ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلِلْآخِرَةِ وَ مَا تَبْتَغِیهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ فَالْتَمِسْ بِهِ الْعَافِیَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی فَاطْلُبْ بِهِ السَّلَامَةَ فِی الْبَرَارِی وَ الْبِحَارِ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَاسْتَنْزِلْ بِهِ الرِّزْقَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلِلنَّوافِلِ وَ بِرِّ الْإِخْوَانِ وَ مَا تَبْتَغِیهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَلِلْآخِرَةِ وَ أَمَّا صَاحِبُ الزَّمَانِ فَإِذَا بَلَغَ مِنْكَ السَّیْفُ الذَّبْحَ فَاسْتَعِنْ بِهِ فَإِنَّهُ یُعِینُكَ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی حَلْقِهِ قَالَ فَنَادَیْتُ فِی نَوْمِی یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ أَدْرِكْنِی فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودِی قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ فَانْتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِی وَ الْمُوَكِّلُونَ یَأْخُذُونَ قُیُودِی.
قَالَ الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ جُنْدِیٍّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ قَالَ: رَأَیْتُ فِی سَنَةِ سِتٍّ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هِیَ السَّنَةُ الَّتِی وُلِّیَ فِیهَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الْفُرَاتِ وِزَارَةَ الْمُقْتَدِرِ أَحْمَدَ بْنَ رَبِیعَةَ الْأَنْبَارِیَّ الْكَاتِبَ وَ قَدْ اعْتَلَّتْ یَدُهُ وَ أَكَلَتْهَا الْخَبِیثَةُ وَ عَظُمَ أَمْرُهَا حَتَّی أَرَاحَتْ وَ اسْوَدَّتْ وَ أَشَارَ عَلَیْهِ الْمُطَبِّبُ بِقَطْعِهَا وَ لَمْ یَشُكَّ أَحَدٌ مِمَّنْ رَآهُ فِی تَلَفِهِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ مَوْلَانَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اسْتَوْهِبْ لِی یَدِی فَقَالَ أَنَا مَشْغُولٌ عَنْكَ وَ لَكِنِ امْضِ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ یَسْتَوْهِبُهَا لَكَ.
ص: 33
فَأَصْبَحَ وَ قَالَ ایتُونِی بِمَحْمِلٍ وَ وَصِّلُوا تَخْتِی وَ احْمِلُونِی إِلَی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ فَفَعَلُوا مَا أَمَرَ بَعْدَ أَنْ غَسَّلُوهُ وَ طَیَّبُوهُ وَ طَرَحُوا عَلَیْهِ ثِیَاباً نَظِیفَةً طَاهِرَةً وَ حَمَلُوهُ إِلَی قَبْرِ مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَلَاذَ بِهِ وَ أَخَذَ مِنْ تُرْبَتِهِ وَ طَلَی یَدَهُ إِلَی زَنْدِهِ وَ كَفِّهِ وَ شَدَّهَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ حَلَّهَا وَ قَدْ تَسَاقَطَ كُلُّ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ عَلَیْهَا حَتَّی بَقِیَتْ عِظَاماً وَ عُرُوقاً مُشَبَّكَةً وَ انْقَطَعَتِ الرَّائِحَةُ وَ بَلَغَ خَبَرُهُ الْوَزِیرَ فَحَمَلَ إِلَیْهِ حَتَّی رَآهُ ثُمَّ عُولِجَ وَ بَرَأَ وَ رَجَعَ إِلَی الدِّیوَانِ فَكَتَبَ بِهَا كَمَا كَانَ یَكْتُبُ فَقَالَ فِیهِ الدَّیْلَمِیُ:
وَ مُوسَی قَدْ شَفَی الْكَفَ***مِنَ الْكَاتِبِ إِذْ زَارَا
فَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ الشِّفَاءُ الْأَكْبَرُ وَ الدَّوَاءُ الْأَعْظَمُ لِمَنِ اسْتَشْفَی بِهِمْ.
شَرْحُ الدُّعَاءِ الَّذِی یُدْعَی بِهِ وَ یُتَوَسَّلُ بِهِمْ علیهم السلام اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی ابْنَتِهِ وَ عَلَی ابْنَیْهَا وَ أَسْأَلُكَ بِهِمْ أَنْ تُعِینَنِی عَلَی طَاعَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ تُبَلِّغَنِی بِهِمْ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ أَحَداً مِنْ أَوْلِیَائِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَّا انْتَقَمْتَ لِی مِمَّنْ ظَلَمَنِی وَ غَشَمَنِی وَ آذَانِی وَ انْطَوَی عَلَیَّ ذَلِكَ وَ كَفَیْتَنِی بِهِ مَئُونَةَ كُلِّ أَحَدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا كَفَیْتَنِی مَئُونَةَ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ یَتَقَوَّی عَلَیَّ بِبَطْشِهِ وَ یَنْتَصِرُ عَلَیَّ بِجُنْدِهِ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ ابْنِهِ جَعْفَرٍ إِلَّا أَعَنْتَنِی بِهِمَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ بَلَّغْتَنِی بِهِمَا مَا یُرْضِیكَ إِنَّكَ فَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِلَّا عَافَیْتَنِی بِهِ فِی جَمِیعِ جَوَارِحِی مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی إِلَّا سَلَّمْتَنِی بِهِ فِی جَمِیعِ أَسْفَارِی فِی الْبَرَارِی وَ الْبِحَارِ وَ الْجِبَالِ وَ الْقِفَارِ وَ الْأَوْدِیَةِ وَ الْغِیَاضِ مِنْ جَمِیعِ مَا أَخَافُهُ وَ أَحْذَرُهُ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَّا
جُدْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَی مَنْ وَسِعَكَ وَ وَسَّعْتَ عَلَیَّ رِزْقَكَ وَ أَغْنَیْتَنِی عَمَّنْ سِوَاكَ وَ جَعَلْتَ حَاجَتِی إِلَیْكَ وَ قَضَاهَا عَلَیْكَ إِنَّكَ لِمَا تَشَاءُ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَعَنْتَنِی بِهِ عَلَی
ص: 34
تَأْدِیَةِ فَرْضِكَ وَ بِرِّ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَهِّلْ ذَلِكَ لِی وَ اقْرِنْهُ بِالْخَیْرِ وَ أَعِنِّی عَلَی طَاعَتِكَ بِفَضْلِكَ یَا رَحِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَّا أَعَنْتَنِی عَلَی آخِرَتِی بِطَاعَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ سَرَرْتَنِی فِی مُنْقَلَبِی بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِیِّكَ وَ حُجَّتِكَ صَاحِبِ الزَّمَانِ إِلَّا أَعَنْتَنِی بِهِ عَلَی جَمِیعِ أُمُورِی وَ كَفَیْتَنِی بِهِ مَئُونَةَ كُلِّ مُوذٍ وَ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ أَعَنْتَنِی بِهِ فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودِی وَ كَفَیْتَنِی كُلَّ عَدُوٍّ وَ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ دَیْنٍ وَ وُلْدِی وَ جَمِیعَ أَهْلِی وَ إِخْوَانِی وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ خَاصَّتِی آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا هَذَا الْخَبَرَ رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْوَفَاءِ الشِّیرَازِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَأْسُوراً بِكِرْمَانَ فِی یَدِ ابْنِ إِلْیَاسَ مُقَیَّداً مَغْلُولًا فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِصَلْبِی فَاسْتَشْفَعْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِزَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَحَمَلَتْنِی عَیْنِی فَرَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ لَا یُتَوَسَّلُ بِی وَ لَا بِابْنَتِی وَ لَا بِابْنَیَّ فِی شَیْ ءٍ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْیَا بَلْ لِلْآخِرَةِ وَ مَا تُؤْمَلُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا فَأَمَّا أَخِی أَبُو الْحَسَنِ فَإِنَّهُ یَنْتَقِمُ لَكَ مِمَّنْ یَظْلِمُكَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَیْسَ قَدْ ظُلِمَتْ فَاطِمَةُ فَصَبَرَ وَ غُصِبَ هُوَ عَلَی إِرْثِكَ فَصَبَرَ فَكَیْفَ یَنْتَقِمُ لِی مِمَّنْ ظَلَمَنِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدْتُهُ إِلَیْهِ وَ أَمَرْتُهُ بِهِ وَ لَمْ یَجِدْ بُدّاً مِنَ الْقِیَامِ بِهِ وَ قَدْ أَدَّی الْحَقَّ فِیهِ وَ الْآنَ فَالْوَیْلُ لِمَنْ یَتَعَرَّضُ لِمَوْلَاهُ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَلِلنَّجَاةِ مِنَ السَّلَاطِینِ وَ مِنْ مَفْسَدَةِ الشَّیَاطِینِ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلِلْآخِرَةِ وَ أَمَّا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ فَالْتَمِسْ بِهِ الْعَافِیَةَ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی فَلِلنَّجَاةِ فِی الْأَسْفَارِ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَاسْتَنْزِلْ بِهِ الرِّزْقَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلِقَضَاءِ النَّوَافِلِ وَ بِرِّ الْإِخْوَانِ وَ أَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَلِلْآخِرَةِ وَ أَمَّا الْحُجَّةُ فَإِذَا بَلَغَ السَّیْفُ مِنْكَ الْمَذْبَحَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ فَاسْتَغِثْ بِهِ فَهُوَ یُغِیثُكَ وَ هُوَ كَهْفٌ وَ غِیَاثٌ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِهِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ أَنَا مُسْتَغِیثٌ بِكَ فَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ تَحْتَهُ فَرَسٌ وَ بِیَدِهِ حَرْبَةٌ مِنْ حَدِیدٍ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ اكْفِنِی
ص: 35
شَرَّ مَنْ یُؤْذِینِی فَقَالَ قَدْ كَفَیْتُكَ فَإِنَّنِی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیكَ وَ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِی فَأَصْبَحْتُ فَاسْتَدْعَانِی ابْنُ إِلْیَاسَ وَ حَلَّ قَیْدِی وَ خَلَعَ عَلَیَّ وَ قَالَ بِمَنِ اسْتَغَثْتَ فَقُلْتُ اسْتَغَثْتُ بِمَنْ هُوَ غِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ حَتَّی سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ.
دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، حَدَّثَ أَبُو الْوَفَاءِ الشِّیرَازِیُّ قَالَ: كُنْتُ مَأْسُوراً فَوَقَفْتُ عَلَی أَنَّهُمْ هَمُّوا بِقَتْلِی وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
«23»- وَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ الْأَجَلِّ عَلِیِّ بْنِ السُّكُونِ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْأَجَلُّ الْفَقِیهُ سَدِیدُ الدِّینِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَرَبِیُّ بْنُ مُسَافِرٍ الْعِبَادِیُّ أَدَامَ اللَّهُ تَأْیِیدَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الطِّرْزِ الْكَبِیرِ الَّذِی عِنْدَ رَأْسِ الْإِمَامِ علیه السلام فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْأَجَلُّ السَّیِّدُ الْمُفِیدُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَشْهَدِ الْمَذْكُورِ عَلَی صَاحِبِهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ فِی الطِّرْزِ الْمَذْكُورِ فِی الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا السَّیِّدُ السَّعِیدُ الْوَالِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَّازِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْقُمِّیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زَنْجَوَیْهِ الْقُمِّیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ قَالَ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَشْنَاسَ وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیُّ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیَّ أَخْبَرَهُ وَ أَجَازَ لَهُ جَمِیعَ مَا رَوَاهُ: أَنَّهُ خَرَجَ إِلَیْهِ تَوْقِیعٌ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ بَعْدَ الْمَسَائِلِ الَّتِی سَأَلَهَا وَ الصَّلَاةَ وَ التَّوَجُّهَ أَوَّلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ وَ لَا مِنْ أَوْلِیَائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَمَا تُغْنِی الْآیَاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا یُؤْمِنُونَ وَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ فَإِذَا أَرَدْتُمُ التَّوَجُّهَ بِنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَیْنَا فَقُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی:
ص: 36
سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ مَنْ یَهْدِیهِ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِیمَ التَّوَجُّهَ قَدْ آتَاكُمُ اللَّهُ یَا آلَ یَاسِینَ خِلَافَتَهُ وَ عَلَّمَ مَجَارِیَ أَمْرِهِ فِیمَا قَضَاهُ وَ دَبَّرَهُ وَ رَتَّبَهُ وَ أَرَادَهُ فِی مَلَكُوتِهِ فَكَشَفَ لَكُمُ الْغِطَاءَ وَ أَنْتُمْ خَزَنَتُهُ وَ شُهَدَاؤُهُ وَ عُلَمَاؤُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ سَاسَةُ الْعِبَادِ وَ أَرْكَانُ الْبِلَادِ وَ قُضَاةُ الْأَحْكَامِ وَ أَبْوَابُ الْإِیمَانِ وَ مِنْ تَقْدِیرِهِ مَنَائِحُ الْعَطَاءِ بِكُمْ إِنْفَاذُهُ مَحْتُوماً مَقْرُوناً فَمَا شَیْ ءٌ مِنْهُ إِلَّا وَ أَنْتُمْ لَهُ السَّبَبُ وَ إِلَیْهِ السَّبِیلُ خِیَارُهُ لِوَلِیِّكُمْ نِعْمَةٌ وَ انْتِقَامُهُ مِنْ عَدُوِّكُمْ سَخْطَةٌ فَلَا نَجَاةَ وَ لَا مَفْزَعَ إِلَّا أَنْتُمْ وَ لَا مَذْهَبَ عَنْكُمْ یَا أَعْیُنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ وَ حَمَلَةَ مَعْرِفَتِهِ وَ مَسَاكِنَ تَوْحِیدِهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ وَ أَنْتَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ بَقِیَّتَهُ كَمَالُ نِعْمَتِهِ وَ وَارِثُ أَنْبِیَائِهِ وَ خُلَفَائِهِ مَا بَلَغْنَاهُ مِنْ دَهْرِنَا وَ صَاحِبُ الرَّجْعَةِ لِوَعْدِ رَبِّنَا الَّتِی فِیهَا دَوْلَةُ الْحَقِّ وَ فَرَحُنَا وَ نَصْرُ اللَّهِ لَنَا وَ عِزُّنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَ الْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَ الْغَوْثُ وَ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ وَعْداً غَیْرَ مَكْذُوبٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ صَاحِبَ الْمَرْأَی وَ الْمَسْمَعِ الَّذِی بِعَیْنِ اللَّهِ مَوَاثِیقُهُ وَ بِیَدِ اللَّهِ عُهُودُهُ وَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ سُلْطَانُهُ أَنْتَ الْحَلِیمُ الَّذِی لَا تُعَجِّلُهُ الْعَصَبِیَّةُ وَ الْكَرِیمُ الَّذِی لَا تُبَخِّلُهُ الْحَفِیظَةُ وَ الْعَالِمُ الَّذِی لَا تُجَهِّلُهُ الْحَمِیَّةُ مُجَاهَدَتُكَ فِی اللَّهِ ذَاتُ مَشِیَّةِ اللَّهِ وَ مُقَارَعَتُكَ فِی اللَّهِ ذَاتُ انْتِقَامِ اللَّهِ وَ صَبْرُكَ فِی اللَّهِ ذُو أَنَاةِ اللَّهِ وَ شُكْرُكَ لِلَّهِ ذُو مَزِیدِ اللَّهِ وَ رَحْمَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مَحْفُوظاً بِاللَّهِ نُورُ أَمَامِهِ وَ وَرَائِهِ وَ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ وَ فَوْقِهِ وَ تَحْتِهِ یَا مَحْرُوزاً فِی قُدْرَةِ اللَّهِ نُورُ سَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ یَا وَعْدَ اللَّهِ الَّذِی ضَمِنَهُ وَ یَا مِیثَاقَ اللَّهِ الَّذِی أَخَذَهُ وَ وَكَّدَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا دَاعِیَ اللَّهِ وَ رَبَّانِیَّ آیَاتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ اللَّهِ وَ دَیَّانَ دِینِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ وَ نَاصِرَ حَقِّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَلِیلَ إِرَادَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَالِیَ كِتَابِ اللَّهِ وَ تَرْجُمَانَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی آنَاءِ لَیْلِكَ وَ أَطْرَافِ نَهَارِكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ: السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقُومُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْعُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْرَأُ
ص: 37
وَ تُبَیِّنُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُصَلِّی وَ تَقْنُتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَعَوَّذُ وَ تُسَبِّحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُهَلِّلُ وَ تُكَبِّرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَحْمَدُ وَ تَسْتَغْفِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُمَجِّدُ وَ تَمْدَحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُمْسِی وَ تُصْبِحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا حُجَجَ اللَّهِ وَ رُعَاتَنَا وَ هُدَاتَنَا وَ دُعَاتَنَا وَ قَادَتَنَا وَ أَئِمَّتَنَا وَ سَادَتَنَا وَ مَوَالِیَنَا السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَنْتُمْ نُورُنَا وَ أَنْتُمْ جَاهُنَا أَوْقَاتِ صَلَاتِنَا وَ عِصْمَتُنَا بِكُمْ لِدُعَائِنَا وَ صَلَاتِنَا وَ صِیَامِنَا وَ اسْتِغْفَارِنَا وَ سَائِرِ أَعْمَالِنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ بِجَوَامِعِ السَّلَامِ أُشْهِدُكَ یَا مَوْلَایَ أَنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ لَا حَبِیبَ إِلَّا هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ أَنَّ أَمِیرَالْمُؤْمِنِینَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحُسَیْنَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنْتَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ دُعَاةٌ وَ هُدَاةُ رُشْدِكُمْ أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ خَاتِمَتُهُ وَ أَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا شَكَّ فِیهَا یَوْمَ لَا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْراً وَ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ نَاكِراً وَ نَكِیراً حَقٌّ وَ أَنَّ النَّشْرَ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ الْمِرْصَادَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْمِیزَانَ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْجَزَاءَ بِهِمَا لِلْوَعْدِ وَ الْوَعِیدِ حَقٌّ وَ أَنَّكُمْ لِلشَّفَاعَةِ حَقٌّ لَا تُرَدُّونَ وَ لَا تَسْبِقُونَ مَشِیَّةَ اللَّهِ وَ بِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَ لِلَّهِ الرَّحْمَةُ وَ الْكَلِمَةُ الْعُلْیَا وَ بِیَدِهِ الْحُسْنَی وَ حُجَّةُ اللَّهِ النُّعْمَی خَلَقَ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ لِعِبَادَتِهِ أَرَادَ مِنْ عِبَادِهِ عِبَادَتَهُ فَشَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ قَدْ شَقِیَ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ سَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ وَ أَنْتَ یَا مَوْلَایَ فَاشْهَدْ بِمَا أَشْهَدْتُكَ عَلَیْهِ تَخْزُنُهُ وَ تَحْفَظُهُ لِی عِنْدَكَ أَمُوتُ عَلَیْهِ وَ أَنْشُرُ عَلَیْهِ وَ أَقِفُ بِهِ وَلِیّاً لَكَ بَرِیئاً مِنْ عَدُوِّكَ مَاقِتاً لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ
ص: 38
وَادّاً لِمَنْ أَحَبَّكُمْ فَالْحَقُّ مَا رَضِیتُمُوهُ وَ الْبَاطِلُ مَا سَخِطْتُمُوهُ وَ الْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ وَ الْمُنْكَرُ مَا نَهَیْتُمْ عَنْهُ وَ الْقَضَاءُ الْمُثْبَتُ مَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ مَشِیَّتُكُمْ وَ الْمَمْحُوُّ مَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ سُنَّتُكُمْ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حُجَّتُهُ الْحَسَنُ حُجَّتُهُ الْحُسَیْنُ حُجَّتُهُ عَلِیٌّ حُجَّتُهُ مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ جَعْفَرٌ حُجَّتُهُ مُوسَی حُجَّتُهُ عَلِیٌّ حُجَّتُهُ مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ عَلِیٌّ حُجَّتُهُ الْحَسَنُ حُجَّتُهُ أَنْتَ حُجَّتُهُ أَنْتُمْ حُجَجُهُ وَ بَرَاهِینُهُ أَنَا یَا مَوْلَایَ مُسْتَبْشِرٌ بِالْبَیْعَةِ الَّتِی أَخَذَ اللَّهُ عَلَی شُرَطِهِ قِتَالًا فِی سَبِیلِهِ اشْتَرَی بِهِ أَنْفُسَ الْمُؤْمِنِینَ فَنَفْسِی مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِكُمْ یَا مَوْلَایَ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ وَ مَوَدَّتِی خَالِصَةٌ لَكُمْ وَ بَرَاءَتِی مِنْ أَعْدَائِكُمْ أَهْلِ الْحَرَدَةِ وَ الْجِدَالِ ثَابِتَةٌ لِثَأْرِكُمْ أَنَا وَلِیٌّ وَحِیدٌ وَ اللَّهُ إِلَهُ الْحَقِّ یَجْعَلُنِی كَذَلِكَ آمِینَ آمِینَ مَنْ لِی إِلَّا أَنْتَ فِیمَا دَنَتْ وَ اعْتَصَمْتُ بِكَ فِیهِ تَحْرُسُنِی فِیمَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ یَا وِقَایَةَ اللَّهِ وَ سِتْرَهُ وَ بَرَكَتَهُ أَغِثْنِی أَدْنِنِی أَعِنِّی أَدْرِكْنِی صِلْنِی بِكَ وَ لَا تَقْطَعْنِی اللَّهُمَّ إِلَیْكَ بِهِمْ تَوَسُّلِی وَ تَقَرُّبِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صِلْنِی بِهِمْ وَ لَا تَقْطَعْنِی بِحُجَّتِكَ وَ اعْصِمْنِی وَ سَلَامُكَ عَلَی آلِ یس مَوْلَایَ أَنْتَ الْجَاهُ عِنْدَ اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّی إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ الدُّعَاءُ بِعَقِبِ الْقَوْلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَهُ مِنْ كُلِّكَ فَاسْتَقَرَّ فِیكَ فَلَا یَخْرُجُ مِنْكَ إِلَی شَیْ ءٍ أَبَداً یَا كَیْنُونُ أَیَا مَكْنُونُ أَیَا مُتَعَالُ أَیَا مُتَقَدِّسُ أَیَا مُتَرَاحِمُ أَیَا مُتَرَئِّفُ أَیَا مُتَحَنِّنُ أَسْأَلُكَ كَمَا خَلَقْتَهُ غَضّاً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ رَحْمَتِكَ وَ كَلِمَةِ نُورِكَ وَ وَالِدِ هُدَاةِ رَحْمَتِكَ وَ امْلَأْ قَلْبِی نُورَ الْیَقِینِ وَ صَدْرِی نُورَ الْإِیمَانِ وَ فِكْرِی نُورَ الثَّبَاتِ وَ عَزْمِی نُورَ التَّوْفِیقِ وَ ذَكَائِی نُورَ الْعِلْمِ وَ قُوَّتِی نُورَ الْعَمَلِ وَ لِسَانِی نُورَ الصِّدْقِ وَ دِینِی نُورَ الْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَ بَصَرِی نُورَ الضِّیَاءِ وَ سَمْعِی نُورَ وَعْیِ الْحِكْمَةِ وَ مَوَدَّتِی نُورَ الْمُوَالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ علیهم السلام وَ یَقِینِی قُوَّةَ الْبَرَاءَةِ
ص: 39
مِنْ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی أَلْقَاكَ وَ قَدْ وَفَیْتُ بِعَهْدِكَ وَ مِیثَاقِكَ فَیَسَعَنِی رَحْمَتُكَ یَا وَلِیُّ یَا حَمِیدُ بِمَرْآكَ وَ مَسْمَعِكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ دُعَائِی فَوَفِّنِی مُنَجِّزَاتِ إِجَابَتِی أَعْتَصِمُ بِكَ مَعَكَ مَعَكَ مَعَكَ سَمْعِی وَ رِضَایَ.
«24»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً فَرَأَیْتُ بِالْبَادِیَةِ أَعْرَابِیّاً أَعْمَی وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْقُبَّةِ الَّتِی اتَّسَعَ فِنَاؤُهَا وَ طَالَتْ أَطْنَابُهَا وَ تَدَلَّتْ أَغْصَانُهَا وَ عُذِّبَ ثَمَرُهَا وَ اتَّسَقَ فَرْعُهَا وَ أُسْبِغَ وَرَقُهَا وَ طَابَ مَوْلِدُهَا إِلَّا رَدَدْتَ عَلَیَّ بَصَرِی قَالَ فَخَنَقَتْنِی الْعَبْرَةُ فَدَنَوْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا أَعْرَابِیُّ لَقَدْ دَعَوْتَ فَأَحْسَنْتَ فَمَا الْقُبَّةُ الَّتِی اتَّسَعَ فِنَاؤُهَا قَالَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ فَقَوْلُكَ وَ طَالَتْ أَطْنَابُهَا قَالَ أَعْنِی فَاطِمَةَ علیها السلام قُلْتُ وَ تَدَلَّتْ أَغْصَانُهَا قَالَ عَلِیٌّ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ قُلْتُ وَ عُذِّبَ ثَمَرُهَا قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قُلْتُ وَ اتَّسَقَ فَرْعُهَا قَالَ حَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّةَ فَاطِمَةَ عَلَی النَّارِ قُلْتُ وَ أُسْبِغَ وَرَقُهَا قَالَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَعْطَیْتُهُ دِینَارَیْنِ وَ مَضَیْتُ وَ قَضَیْتُ الْحَجَّ وَ رَجَعْتُ فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی الْبَادِیَةِ رَأَیْتُهُ فَإِذَا عَیْنَاهُ مَفْتُوحَتَانِ كَأَنَّهُ مَا عَمِیَ قَطُّ فَقُلْتُ یَا أَعْرَابِیُّ كَیْفَ كَانَ حَالُكَ قَالَ كُنْتُ أَدْعُو بِمَا سَمِعْتَ فَهَتَفَ بِی هَاتِفٌ وَ قَالَ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً أَنَّكَ تُحِبُّ نَبِیَّكَ وَ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكَ فَضَعْ یَدَكَ عَلَی عَیْنَیْكَ فَوَضَعْتُهُمَا عَلَیْهِمَا ثُمَّ كَشَفْتُ عَنْهُمَا وَ قَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَیَّ بَصَرِی فَالْتَفَتُّ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَصِحْتُ أَیُّهَا الْهَاتِفُ بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ فَسَمِعْتُ أَنَا الْخَضِرُ أَحِبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّ حُبَّهُ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ إِذْ جَاءَهُ شَیْخٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ إِنِّی بُلِیتُ بِبَلَاءٍ شَدِیدٍ وَ قَدْ أَتَیْتُ الْبَیْتَ مُتَعَوِّذاً بِهِ مِمَّا أَجِدُ ثُمَّ بَكَی وَ أَكَبَّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَ رِجْلَیْهِ وَ جَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَتَنَحَّی عَنْهُ فَرَحِمَهُ وَ بَكَی ثُمَّ قَالَ هَذَا أَخُوكُمْ وَ قَدْ أَتَاكُمْ مُتَعَوِّذاً بِكُمْ فَارْفَعُوا أَیْدِیَكُمْ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
ص: 40
یَدَیْهِ وَ رَفَعْنَا أَیْدِیَنَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ هَذِهِ النَّفْسَ مِنْ طِینَةٍ أَخْلَصْتَهَا وَ جَعَلْتَ مِنْهَا أَوْلِیَاءَكَ وَ أَوْلِیَاءَ أَوْلِیَائِكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُنَحِّیَ عَنْهَا الْآفَاتِ فَعَلْتَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ تَعَوَّذَ بِبَیْتِكَ الْحَرَامِ الَّذِی یَأْمَنُ بِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ قَدْ تَعَوَّذَ بِنَا وَ أَنَا أَسْأَلُكَ یَا مَنِ احْتَجَبَ بِنُورِهِ عَنْ خَلْقِهِ أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ یَا غَایَةَ كُلِّ مَحْزُونٍ وَ مَلْهُوفٍ وَ مَكْرُوبٍ وَ مُضْطَرٍّ مُبْتَلًی أَنْ تُؤْمِنَهُ بِأَمَانِنَا مِمَّا یَجِدُ وَ أَنْ تَمْحُوَ مِنْ طِینَتِهِ مَا قُدِّرَ عَلَیْهَا مِنَ الْبَلَاءِ وَ أَنْ تُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الدُّعَاءِ انْطَلَقَ الرَّجُلُ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْمَسْجِدِ رَجَعَ وَ بَكَی ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ وَ اللَّهِ مَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ وَ بِی مِمَّا أَجِدُ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ ثُمَّ وَلَّی.
«25»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ السُّكُونِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُمَا أَخْبَرَنِی شَیْخُنَا وَ سَیِّدُنَا السَّیِّدُ الْأَجَلُّ الْعَالِمُ الْفَقِیهُ جَلَالُ الدِّینِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ فَخَّارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ فَخَّارٍ الْعَلَوِیُّ الْحُسَیْنِیُّ الْمُوسَوِیُّ الْحَائِرِیُّ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَ هُوَ یُعَارِضُنِی بِأَصْلِ سَمَاعِهِ الَّذِی بِخَطِّ وَالِدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ الْمَنْقُولِ مِنْ هَذَا الْفَرْعِ فِی شُهُورِ سَنَةِ سِتٍّ وَ سَبْعِینَ وَ سِتِّمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنِی وَالِدِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِی الْأَجَلُّ الْعَالِمُ تَاجُ الدِّینِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الدَّرْبِیِّ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ سَمَاعاً مِنْ لَفْظِهِ وَ قِرَاءَةً عَلَیْهِ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَ تِسْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الْفَقِیهُ الْعَالِمُ قِوَامُ الدِّینِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَحْرَانِیُّ الشَّیْبَانِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَی الشَّیْخِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَرَأْتُ هَذَا الْعَهْدَ عَلَی الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَی الشَّیْخِ أَبِی زَكَرِیَّا یَحْیَی بْنِ كَثِیرٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَی السَّیِّدِ الْأَجَلِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ سَعِیدٍ بِقِرَاءَتِهِ عَلَی الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَی الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَیِّدَنَا الْإِمَامَ
ص: 41
جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ دَعَا إِلَی اللَّهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً بِهَذَا الْعَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائِمِنَا وَ إِنْ مَاتَ أَخْرَجَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ مِنْ قَبْرِهِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْكُرْسِیِّ الرَّفِیعِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ رَبَّ الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ وَ مُنْزِلَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِیرِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ یَا حَیُّ قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْمَهْدِیَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الطَّاهِرِینَ عَنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا وَ بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ عَنِّی وَ عَنْ وَالِدَیَّ مِنَ الصَّلَاةِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَ عَدَدَ كَلِمَاتِهِ وَ مَا أَحْصَاهُ كِتَابُهُ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُجَدِّدُ لَهُ فِی صَبِیحَةِ هَذَا الْیَوْمِ وَ مَا عِشْتُ بِهِ فِی أَیَّامِی عَهْداً وَ عَقْداً وَ بَیْعَةً لَهُ فِی عُنُقِی لَا أَحُولُ عَنْهَا وَ لَا أَزُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ الذَّابِّینَ عَنْهُ وَ الْمُسَارِعِینَ فِی حَوَائِجِهِ وَ الْمُمْتَثِلِینَ لِأَوَامِرِهِ وَ الْمُحَامِینَ عَنْهُ وَ الْمُسْتَشْهَدِینَ بَیْنَ یَدَیْهِ اللَّهُمَّ فَإِنْ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِی جَعَلْتَهُ عَلَی عِبَادِكَ حَتْماً فَأَخْرِجْنِی مِنْ قَبْرِی مُؤْتَزِراً كَفَنِی شَاهِراً سَیْفِی مُجَرِّداً قَنَاتِی مُلَبِّیاً دَعْوَةَ الدَّاعِی فِی الْحَاضِرِ وَ الْبَادِی اللَّهُمَّ أَرِنِی الطَّلْعَةَ الرَّشِیدَةَ وَ الْغُرَّةَ الْحَمِیدَةَ وَ اكْحُلْ مَرَهِی (1)
بِنَظْرَةٍ مِنِّی إِلَیْهِ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ أَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَ اسْلُكْ بِی مَحَجَّتَهُ وَ أَنْفِذْ أَمْرَهُ وَ اشْدُدْ أَزْرَهُ وَ اعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ وَ أَحْیِ بِهِ عِبَادَكَ إِنَّكَ أَنْتَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِیَّكَ وَ ابْنَ وَلِیِّكَ وَ ابْنَ بِنْتِ نَبِیِّكَ الْمُسَمَّی بِاسْمِ رَسُولِكَ فِی الدُّنْیَا حَتَّی لَا یَظْفَرَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ وَ یُحِقَّ الْحَقَّ وَ یُحَقِّقَهُ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْهُ مَفْزَعاً لِلْمَظْلُومِ مِنْ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَنْ لَمْ یَجِدْ لَهُ نَاصِراً غَیْرَكَ
ص: 42
وَ مُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَیِّداً لِمَا دَرَسَ مِنْ أَعْلَامِ دِینِكَ وَ سُنَنِ نَبِیِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِینَ اللَّهُمَّ وَ سُرَّ نَبِیَّكَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ بِرُؤْیَتِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلَی دَعْوَتِهِ وَ ارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا مِنْ بَعْدِهِ اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَ عَجِّلِ اللَّهُمَّ لَنَا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً وَ نَراهُ قَرِیباً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
«26»- مِنْ أَصْلٍ قَدِیمٍ مِنْ مُؤَلَّفِ قُدَمَاءِ الْأَصْحَابِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام دَفَعَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ كِتَاباً فِیهِ دُعَاءٌ وَ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَفَعَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ إِلَی ابْنِهِ مِهْرَانَ فَكَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی فِیهِ: اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا وَصَفْتَهُ فِی كِتَابِكَ حَیْثُ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْنَا بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ صَلَّیْتَ عَلَیْهِ أَنْتَ وَ مَلَائِكَتُكَ فَأَنْزَلْتَ فِی فُرْقَانِكَ الْحَكِیمِ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً لَا لِحَاجَةٍ بِهِ إِلَی صَلَاةِ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ عَلَیْهِ بَعْدَ صَلَوَاتِكَ وَ لَا إِلَی تَزْكِیَةٍ لَهُ بَعْدَ تَزْكِیَتِكَ بَلِ الْخَلْقُ جَمِیعاً كُلُّهُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَی ذَلِكَ إِلَّا أَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الَّذِی لَا تَقْبَلُ إِلَّا مِمَّنْ أَتَاكَ مِنْهُ وَ جَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ قُرْبَةً مِنْكَ وَ وَسِیلَةً إِلَیْكَ وَ زُلْفَةً عِنْدَكَ وَ دَلَلْتَ عَلَیْهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمَرْتَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ لِیَزْدَادُوا بِذَلِكَ كَرَامَةً عَلَیْكَ وَ وَكَّلْتَ بِالْمُصَلِّینَ عَلَیْهِ مَلَائِكَةً یُصَلُّونَ عَلَیْهِمْ وَ یُبَلِّغُونَهُ صَلَاتَهُمْ عَلَیْهِ وَ تَسْلِیمَهُمْ اللَّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ أَنْ یَنْطَلِقَ لِسَانِی مِنَ الصَّلَوَاتِ عَلَیْهِ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ بِمَا لَمْ یَنْطَلِقْ بِهِ لِسَانُ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تُعَلِّمْهُ إِیَّاهُ ثُمَّ تُؤْتِیَنِی عَلَی ذَلِكَ مُرَافَقَتَهُ حَیْثُ أَحْلَلْتَهُ مِنْ مَحَلِّ قُدْسِكَ وَ جَنَّاتِ فِرْدَوْسِكَ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ.
ص: 43
اللَّهُمَّ إِنِّی ابْتَدَأْتُ لَهُ الشَّهَادَةَ ثُمَّ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَا أَبْلُغُ مِنْ ذَلِكَ رِضَا نَفْسِی وَ لَا یُعَبِّرُهُ لِسَانِی عَنْ ضَمِیرِی وَ لَا أَبِنُّ إِلَّا عَلَی التَّقْصِیرِ مِنِّی فَأَشْهَدُ لَهُ وَ الشَّهَادَةُ مِنِّی دُعَائِی وَ حَقٌّ عَلَیَّ وَ أَدَاءٌ لِمَا افْتَرَضْتَ لِی أَنْ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَتَكَ غَیْرَ مُفَرِّطٍ فِیمَا أَمَرْتَ وَ لَا مُقَصِّرٍ عَمَّا أَرَدْتَ وَ لَا مُتَجَاوِزٍ لِمَا نَهَیْتَ عَنْهُ وَ لَا مُعْتَدٍ لِمَا رَضِیتَ لَهُ فَتَلَا آیَاتِكَ عَلَی مَا نَزَلَ بِهِ إِلَیْهِ وَحْیُكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ مُقْبِلًا عَلَی عَدُوِّكَ غَیْرَ مُدْبِرٍ وَ وَفَی بِعَهْدِكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ لَا تَأْخُذُهُ فِیكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ بَاعَدَ فِیكَ الْأَقْرَبِینَ وَ قَرَّبَ فِیكَ الْأَبْعَدِینَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ ائْتَمَرَ بِهَا وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ انْتَهَی عَنْهَا سِرّاً وَ عَلَانِیَةً وَ دَلَّ عَلَی مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ أَخَذَ بِهَا وَ نَهَی عَنْ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ وَ رَغِبَ عَنْهَا وَ وَالَی أَوْلِیَاءَكَ بِالَّذِی تُحِبُّ أَنْ تَوَالَوْا بِهِ قَوْلًا وَ عَمَلًا وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ فَقَبَضْتَهُ إِلَیْكَ نَقِیّاً تَقِیّاً زَكِیّاً قَدْ أَكْمَلْتَ بِهِ الدِّینَ وَ أَتْمَمْتَ بِهِ النَّعِیمَ وَ ظَاهَرْتَ بِهِ الْحُجَجَ وَ شَرَعْتَ بِهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَصَّلْتَ بِهِ الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ وَ نَهَجْتَ بِهِ لِخَلْقِكَ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِیمَ وَ بَیَّنْتَ بِهِ الْعَلَامَاتِ وَ النُّجُومَ الَّذِی بِهِ یَهْتَدُونَ وَ لَمْ تَدَعْهُمْ بَعْدَهُ فِی عَمْیَاءَ یَهِیمُونَ وَ لَا فِی شُبْهَةٍ یَتِیهُونَ وَ لَمْ تَكِلْهُمْ إِلَی النَّظَرِ لِأَنْفُسِهِمْ فِی دِینِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَ لَا التَّخَیُّرِ مِنْهُمْ بِأَهْوَائِهِمْ فَیَتَشَعَّبُونَ فِی مُدْلَهِمَّاتِ الْبِدَعِ وَ یَتَحَیَّرُونَ فِی مُطْبِقَاتِ الظُّلَمِ وَ تَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ فِیمَا یَعْلَمُونَ وَ فِیمَا لَا یَعْلَمُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ تَوَلَّی مِنَ الدُّنْیَا رَاضِیاً عَنْكَ مَرْضِیّاً عِنْدَكَ مَحْمُوداً عِنْدَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَنَّهُ كَانَ غَیْرَ لَئِیمٍ وَ لَا ذَمِیمٍ وَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ سَاحِراً وَ لَا سُحِرَ لَهُ وَ لَا شَاعِرٌ وَ لَا یَنْبَغِی لَهُ وَ لَا كَاهِنٌ وَ لَا تُكُهِّنَ لَهُ وَ لَا مَجْنُونٌ وَ لَا كَذَّابٌ وَ أَنَّهُ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِینَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِیمِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بِهِ تُعَاقِبُ وَ بِهِ تُثِیبُ وَ أَنَّ مَا أَتَانَا بِهِ مِنْ عِنْدِكَ فَإِنَّهُ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ لا رَیْبَ فِیهِ مِنْ
ص: 44
رَبِّ الْعالَمِینَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ وَ نَجِیِّكَ وَ صَفْوَتِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ دَلِیلِكَ مِنْ خَلْقِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ لِرِسَالاتِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَهُ لِدِینِكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُ عِبَادَكَ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَی وَحْیِكَ وَ جَعَلْتَهُ عَلَمَ الْهُدَی وَ بَابَ الْتُّقَی وَ الْحُجَّةَ الْكُبْرَی وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ الشَّاهِدَ لَهُمْ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَیْهِمْ أَشْرَفَ وَ أَزْكَی وَ أَطْهَرَ وَ أَطْیَبَ وَ أَرْضَی مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ غُفْرَانَكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ تَشْرِیفَكَ وَ إِعْظَامَكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُمَا وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ وَ مَا فِی الْهَوَی وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْجِبَالِ وَ الشَّجَرِ وَ الدَّوَابِّ وَ مَا سَبَّحَ لَكَ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الظُّلْمَةِ وَ الضِّیَاءِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ سَاعَاتِ النَّهَارِ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیِّ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ الشَّاهِدِ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ الْأَمِینِ الدَّاعِی إِلَیْكَ بِإِذْنِكَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ یَوْمَ الدِّینِ یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَثْبَتَّنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا فَضَّلْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا كَرَّمْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا كَثَّرْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا عَصَمْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا نَعَشْتَنَا بِهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَعْزَزْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ وَ أَجْزِ مُحَمَّداً أَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ أُمَّتِهِ رَسُولًا عَمَّا أَرْسَلْتَهُ إِلَیْهِ اللَّهُمَّ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ قِسْمِ الْفَضَائِلِ وَ بَلِّغْهُ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكْرَمِینَ مِنَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَی فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ وَ أَعْطِهِ حَتَّی یَرْضَی وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضَا وَ اجْعَلْهُ أَقْرَبَ خَلْقِكَ مَجْلِساً وَ أَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً وَ أَوْفَرَهُمْ عِنْدَكَ نَصِیباً وَ أَجْزَلَهُمْ عِنْدَكَ حَظّاً فِی كُلِّ خَیْرٍ أَنْتَ قَاسِمُهُ بَیْنَهُمْ.
ص: 45
اللَّهُمَّ وَ أَوْرِدْ عَلَیْهِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ قَرَابَتِهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ أُمَّتِهِ مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ وَ أَقْرِرْ أَعْیُنَنَا بِرُؤْیَتِهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ مِنَ الْوَسِیلَةِ وَ الْفَضِیلَةِ وَ الشَّرَفِ وَ الْكَرَامَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا یَغْبِطُهُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ النَّبِیُّونَ وَ الْخَلْقُ أَجْمَعُونَ اللَّهُمَّ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْلِ كَعْبَهُ وَ أَثْبِتْ حُجَّتَهُ وَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ أَظْهِرْ عُذْرَهُ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی وَعَدْتَهُ وَ كَرِّمْ زُلْفَتَهُ وَ أَحْسِنْ عَطِیَّتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ أَتِمَّ نُورَهُ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ تَقَبَّلْ صَلَوَاتِ أُمَّتِهِ عَلَیْهِ وَ اقْصُصْ بِنَا أَثَرَهُ وَ اسْلُكْ بِنَا سَبِیلَهُ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ ابْعَثْنَا عَلَی مِنْهَاجِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ شِیعَتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ أَوْلِیَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ أَخْیَارِ أُمَّتِهِ وَ مُقَدِّمِی زُمْرَتِهِ وَ تَحْتَ لِوَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نَدِینُ بِدِینِهِ وَ نَهْتَدِی بِهُدَاهُ وَ نَقْتَصِدُ بِسُنَّتِهِ وَ نُوَالِی وَلِیَّهُ وَ نُعَادِی عَدُوَّهُ حَتَّی تُورِدَنَا بَعْدَ الْمَمَاتِ مَوْرِدَهُ غَیْرَ خَزَایَا وَ لَا نَادِمِینَ وَ لَا نَاكِثِینَ وَ لَا مُبَدِّلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَ مَعَ كُلِّ قُرْبَةٍ قُرْبَةً وَ مَعَ كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ وَسِیلَةٍ وَسِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ شَفَاعَةٍ شَفَاعَةً وَ مَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً وَ مَعَ كُلِّ خَیْرٍ خَیْراً وَ مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً وَ شَفِّعْهُ فِی كُلِّ مَنْ یَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ وَ مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْأُمَمِ حَتَّی لَا تُعْطِیَ مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ لَا عَبْداً مُصْطَفًی إِلَّا دُونَ مَا أَنْتَ مُعْطِیهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ وَ امْنُنْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ وَ عَلَی أَزْوَاجِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِیِّینَ غَیْرَ الضَّالِّینَ وَ لَا الْمُضِلِّینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْآخِرِینَ
ص: 46
وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدِ أَبَدَ الْآبِدِینَ صَلَاةً لَا مُنْتَهَی لَهَا وَ لَا أَمَدَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
الآیات:
الأحزاب: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً(1).
«1»- ثو،(2)
[ثواب الأعمال] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ سَمِعَ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَیْهِ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ (3).
أقول: تمامه فی باب فضل شهر رمضان.
«2»- ن (4)،
[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی مَا یُكَفِّرُ بِهِ ذُنُوبَهُ فَلْیُكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ هَدْماً وَ قَالَ علیه السلام الصَّلَاةُ عَلَی
ص: 47
مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ التَّسْبِیحَ وَ التَّهْلِیلَ وَ التَّكْبِیرَ(1).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق: فِی خُطْبَةٍ خَطَبَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالشَّهَادَتَیْنِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ بِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی نَبِیِّكُمْ وَ آلِهِ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(2).
«4»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَلْیُكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ وَ مَنْ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ لَمْ یُصَلِّ عَلَی آلِهِ لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ وَ رِیحُهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ (3).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق: مثله (4).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ذَكَرْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ بَعْضَ الْأَنْبِیَاءِ فَصَلَّیْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ إِذَا ذُكِرَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ ثُمَّ عَلَیْهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ(5).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق: مثله (6).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّیْثِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ: لَقِیتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ فَقَالَ:
ص: 48
أَ لَا أُهْدِی لَكَ هَدِیَّةً إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ عَلَیْنَا فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلَّمْتَنَا كَیْفَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ بَارِكْ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق: مثله (2).
«7»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا صَلَّی أَحَدُكُمْ وَ لَمْ یَذْكُرِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْلُكُ بِصَلَاتِهِ غَیْرَ سَبِیلِ الْجَنَّةِ.
قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (3).
ثو، [ثواب الأعمال] ماجیلویه عن عمه عن الكوفی عن أبی جمیلة: مثله (4)
سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِیَ الصَّلَاةَ عَلَیَّ خُطِئَ بِهِ طَرِیقَ الْجَنَّةِ(5).
«9»- ب، [قرب الإسناد] الْیَقْطِینِیُّ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: أَثْقَلُ مَا یُوضَعُ فِی الْمِیزَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ (6).
«10»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(7).
ص: 49
«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَتْ عَشِیَّةُ الْخَمِیسِ وَ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ نَزَلَتْ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ مَعَهَا أَقْلَامُ الذَّهَبِ وَ صُحُفُ الْفِضَّةِ لَا یَكْتُبُونَ عَشِیَّةَ الْخَمِیسِ وَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَی أَنْ تَغِیبَ الشَّمْسُ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ (1).
«12»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (2).
«13»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَاجِبَةٌ فِی كُلِّ الْمَوَاطِنِ وَ عِنْدَ الْعُطَاسِ وَ الرِّیَاحِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ (3).
أقول: فیما كتب الرضا علیه السلام للمأمون و الذبائح مكان الریاح (4).
«14»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صَلُّوا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْبَلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ دُعَائِكُمْ لَهُ وَ حِفْظِكُمْ إِیَّاهُ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
وَ قَالَ علیه السلام: أُعْطِیَ السَّمْعُ أَرْبَعَةً النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ حُورَ الْعِینِ فَإِذَا فَرَغَ الْعَبْدُ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْیُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ یَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ یَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ وَ یَسْأَلُهُ أَنْ یُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَتْ دَعْوَتُهُ وَ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ قَالَتِ الْجَنَّةُ یَا رَبِّ أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ وَ مَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ قَالَتِ النَّارُ یَا رَبِّ أَجِرْ عَبْدَكَ مِمَّا اسْتَجَارَكَ وَ مَنْ سَأَلَ الْحُورَ الْعِینَ قُلْنَ الْحُورُ یَا رَبِّ أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ (6).
ص: 50
«15»- ع (1)،
[علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا سَأَلَ الْخَضِرُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الرَّجُلِ كَیْفَ یَذْكُرُ وَ یَنْسَی قَالَ إِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ فِی حُقٍّ وَ عَلَی الْحُقِّ طَبَقٌ فَإِنْ صَلَّی الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَامَّةً انْكَشَفَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَنْ ذَلِكَ الْحُقِّ فَأَضَاءَ الْقَلْبُ وَ ذَكَرَ الرَّجُلُ مَا كَانَ نَسِیَ وَ إِنْ هُوَ لَمْ یُصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَوْ نَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِمْ انْطَبَقَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَلَی ذَلِكَ الْحُقِّ فَأَظْلَمَ الْقَلْبُ وَ نَسِیَ الرَّجُلُ مَا كَانَ ذَكَرَهُ (2).
«16»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا احْتَجَّ الرِّضَا علیه السلام عَلَی عُلَمَاءِ الْمُخَالِفِینَ بِمَحْضَرِ الْمَأْمُونِ فِی تَفْضِیلِ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ قَالَ وَ أَمَّا الْآیَةُ السَّابِعَةُ فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(3) وَ قَدْ عَلِمَ الْمُعَانِدُونَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا التَّسْلِیمَ عَلَیْكَ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ فَقَالَ تَقُولُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَهَلْ بَیْنَكُمْ مَعَاشِرَ النَّاسِ فِی هَذَا خِلَافٌ قَالُوا لَا قَالَ الْمَأْمُونُ هَذَا مَا لَا خِلَافَ فِیهِ أَصْلًا وَ عَلَیْهِ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ فَهَلْ عِنْدَكَ فِی الْآلِ شَیْ ءٌ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا فِی الْقُرْآنِ؟
ص: 51
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام نَعَمْ أَخْبِرُونِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَمَنْ عَنَی بِقَوْلِهِ یس قَالَتِ الْعُلَمَاءُ یس مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَشُكَّ فِیهِ أَحَدٌ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ فَضْلًا لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ كُنْهَ وَصْفِهِ إِلَّا مَنْ عَقَلَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُسَلِّمْ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا عَلَی الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَلامٌ عَلی نُوحٍ فِی الْعالَمِینَ وَ قَالَ سَلامٌ عَلی إِبْراهِیمَ وَ قَالَ سَلامٌ عَلی مُوسی وَ هارُونَ وَ لَمْ یَقُلْ سَلَامٌ عَلَی آلِ نُوحٍ وَ لَمْ یَقُلْ سَلَامٌ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ لَا قَالَ سَلَامٌ عَلَی آلِ مُوسَی وَ هَارُونَ (1) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ سَلَامٌ عَلَی آلِ یس (2) یَعْنِی آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (3).
أَقُولُ سَیَأْتِی فِی خُطْبَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: مَنْ أَكْثَرَ فِیهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَیَّ ثَقَّلَ اللَّهُ مِیزَانَهُ یَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِینُ.
«18»- ع (4)،
[علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ صَارَ مَهْرُ النِّسَاءِ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ أُوقِیَّةً وَ نش [نَشّاً] قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْجَبَ عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُكَبِّرَهُ مُؤْمِنٌ مِائَةَ تَكْبِیرَةٍ وَ یُسَبِّحَهُ مِائَةَ تَسْبِیحَةٍ وَ یُحَمِّدَهُ مِائَةَ تَحْمِیدَةٍ وَ یُهَلِّلَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ یَقُولَ اللَّهُمَّ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ إِلَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَمِنْ ثَمَّ جُعِلَ مَهْرُ النِّسَاءِ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ خَطَبَ إِلَی أَخِیهِ حرمة- [حُرْمَتَهُ] وَ بَذَلَ لَهُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمْ یُزَوِّجْهُ فَقَدْ عَقَّهُ وَ اسْتَحَقَّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا یُزَوِّجَهُ حَوْرَاءَ(5).
ص: 52
«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الضَّبِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِی بَلْتَعَةَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ إِسْمَاعِیلَ مِنْ وُلْدِ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ سَلْمَانَ بْنِ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: خَرَجْنَا جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ فِی غَزَاةٍ مِنَ الْغَزَوَاتِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی وَقَفْنَا فِی مَجْمَعِ طُرُقٍ فَطَلَعَ أَعْرَابِیٌّ بِخِطَامِ بَعِیرٍ حَتَّی وَقَفَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ قَالَ كَیْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكَ كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ وَ كَانَ وَرَاءَ الْبَعِیرِ الَّذِی یَقُودُهُ الْأَعْرَابِیُّ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِیَّ سَرَقَ الْبَعِیرَ فَرَغَا الْبَعِیرُ سَاعَةً وَ أَنْصَتَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ رُغَاءَهُ.
قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الرَّجُلِ فَقَالَ انْصَرِفْ عَنْهُ فَإِنَّ الْبَعِیرَ یَشْهَدُ عَلَیْكَ أَنَّكَ كَاذِبٌ قَالَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ وَ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ قُلْتَ حِینَ جِئْتَنِی قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی صَلَاةٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی بَرَكَةٌ اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی سَلَامٌ اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً حَتَّی لَا تَبْقَی رَحْمَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أَقُولُ مَا لِی أَرَی الْبَعِیرَ یَنْطِقُ بِعُذْرِهِ وَ أَرَی الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَدُّوا الْأُفُقَ (1).
«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ سُهَیْلٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ بِشْرِ بْنِ سَالِمٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الذُّهْلِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَسِیَ الصَّلَاةَ عَلَیَّ أَخْطَأَ طَرِیقَ الْجَنَّةِ(2).
«21»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْیَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَقْبُولَةٌ وَ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَقْبَلَ
ص: 53
بَعْضاً وَ یَرُدَّ بَعْضاً(1).
«22»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَسِیدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَاتُكُمْ عَلَیَّ إِجَابَةٌ لِدُعَائِكُمْ وَ زَكَاةٌ لِأَعْمَالِكُمْ (2).
«23»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).
«24»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ مَنْ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَرَنَ رَسُولَهُ بِنَفْسِهِ (4).
«25»- مع، [معانی الأخبار] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِیفِیِّ عَنْ عَیَّاشِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَعْنَاهُ أَنِّی أَنَا عَلَی الْمِیثَاقِ وَ الْوَفَاءِ الَّذِی قَبِلْتُ حِینَ قَوْلِهِ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی (5).
«26»- مع، [معانی الأخبار] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمُقْرِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِیَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام
ص: 54
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَخِیلُ حَقّاً مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَ (1).
«27»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً فَقَالَ الصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَةٌ وَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَزْكِیَةٌ وَ مِنَ النَّاسِ دُعَاءٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً فَإِنَّهُ یَعْنِی التَّسْلِیمَ لَهُ فِیمَا وَرَدَ عَنْهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَالَ تَقُولُونَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ صَلَوَاتُ مَلَائِكَتِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِیعِ خَلْقِهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ قَالَ الْخُرُوجُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ اللَّهِ كَهَیْئَةِ یَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (2).
«28»- ید، [التوحید] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَضْرِبُوا أَطْفَالَكُمْ عَلَی بُكَائِهِمْ فَإِنَّ بُكَاءَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الدُّعَاءُ لِوَالِدَیْهِ (3).
ص: 55
«29»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ وَ لَمْ یُصَلِّ عَلَی آلِی لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ رِیحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ (1).
«30»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا أُبَشِّرُكَ فَقَالَ بَلَی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ مُبَشِّراً بِكُلِّ خَیْرٍ فَقَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ آنِفاً بِالْعَجَبِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَا الَّذِی أَخْبَرَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَخْبَرَنِی أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِی إِذَا صَلَّی عَلَیَّ وَ أَتْبَعَ بِالصَّلَاةِ عَلَیَّ أَهْلَ بَیْتِی فُتِّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ صَلَّتْ عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ سَبْعِینَ صَلَاةً وَ إِنْ كَانَ مُذْنِباً خَطَّاءً ثُمَّ تَتَحَاتُّ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا یَتَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ وَ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَبَّیْكَ یَا عَبْدِی وَ سَعْدَیْكَ وَ یَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ یَا مَلَائِكَتِی أَنْتُمْ تُصَلُّونَ عَلَیْهِ سَبْعِینَ صَلَاةً وَ أَنَا أُصَلِّی عَلَیْهِ سَبْعَمِائَةِ صَلَاةٍ وَ إِذَا صَلَّی عَلَیَّ وَ لَمْ یُتْبِعْ بِالصَّلَاةِ عَلَی أَهْلِ بَیْتِی كَانَ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ السَّمَاءِ سَبْعُونَ حِجَاباً وَ یَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ لَا لَبَّیْكَ وَ لَا سَعْدَیْكَ یَا مَلَائِكَتِی لَا تُصْعِدُوا دُعَاءَهُ إِلَّا أَنْ یُلْحِقَ بِنَبِیِّی عِتْرَتَهُ فَلَا یَزَالُ مَحْجُوباً حَتَّی یُلْحِقَ بِی أَهْلَ بَیْتِی (2).
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی عن أبیه عن علی بن معبد عن واصل بن عبد اللّٰه عن عبد اللّٰه بن سنان: مثله (3) جم، [جمال الأسبوع] حدثنی جماعة بإسنادهم إلی الصفار عن إبراهیم بن هاشم: مثله.
«31»- ثو، [ثواب الأعمال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا عِنْدَ
ص: 56
الْمِیزَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَمَنْ ثَقُلَتْ سَیِّئَاتُهُ عَلَی حَسَنَاتِهِ جِئْتُ بِالصَّلَاةِ عَلَیَّ حَتَّی أُثَقِّلَ بِهَا حَسَنَاتِهِ (1).
«32»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ذُكِرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا صَلَّی عَلَی ذَلِكَ الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ وَ لَا یَرْغَبُ عَنْ هَذَا إِلَّا جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ رَسُولُهُ (2).
جمال الأسبوع، بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار عن سلمة: مثله.
«33»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنْ رُشَیْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَبَّاسٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْحَقُ لِلْخَطَایَا مِنَ الْمَاءِ لِلنَّارِ وَ السَّلَامُ عَلَی النَّبِیِّ علیه السلام أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رِقَابٍ وَ حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ مِنْ مُهَجِ الْأَنْفُسِ أَوْ قَالَ ضَرْبِ السُّیُوفِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (3).
«34»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَیْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی دَخَلْتُ الْبَیْتَ فَلَمْ یَحْضُرْنِی شَیْ ءٌ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ علیه السلام لَمْ یَخْرُجْ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا خَرَجْتَ (4).
«35»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: قَالَ
ص: 57
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (1).
«36»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَیْئاً یَقِی اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ قُلْ بَعْدَ الْفَجْرِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ یَقِی اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ (2).
«37»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَ مَنْ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ(3).
«38»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ قَالَ فِی دُبُرِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ یَثْنِیَ رِجْلَیْهِ أَوْ یُكَلِّمَ أَحَداً إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ سَبْعِینَ فِی الدُّنْیَا وَ ثَلَاثِینَ فِی الْآخِرَةِ قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا مَعْنَی صَلَاةِ اللَّهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ وَ صَلَاةِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ صَلَاةُ اللَّهِ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَلَاةُ مَلَائِكَتِهِ تَزْكِیَةٌ مِنْهُمْ لَهُ وَ صَلَاةُ الْمُؤْمِنِینَ دُعَاءٌ مِنْهُمْ لَهُ وَ مِنْ سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الدَّرَجَةَ الْكَبِیرَةَ اللَّهُمَّ إِنِّی آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ أَرَهُ فَلَا تَحْرِمْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ رُؤْیَتَهُ وَ ارْزُقْنِی صُحْبَتَهُ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ اسْقِنِی مِنْ
ص: 58
حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً سَائِغاً هَنِیئاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ كَمَا آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِی فِی الْجِنَانِ وَجْهَهُ اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ عَنِّی تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً.
فَإِنَّ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ هُدِمَتْ ذُنُوبُهُ وَ مُحِیَتْ خَطَایَاهُ وَ دَامَ سُرُورُهُ وَ اسْتُجِیبَ دُعَاؤُهُ وَ أُعْطِیَ أَمَلَهُ وَ بُسِطَ لَهُ فِی رِزْقِهِ وَ أُعِینَ عَلَی عَدُوِّهِ وَ هِیَ لَهُ سَبَبُ أَنْوَاعِ الْخَیْرِ وَ یُجْعَلُ مِنْ رُفَقَاءِ نَبِیِّهِ فِی الْجِنَانِ الْأَعْلَی یَقُولُهُنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ غُدْوَةً وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَشِیَّةً(1).
«39»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَذَا لَقَدْ ضَیَّقْتَ عَلَیْنَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَهْلَ الْبَیْتِ خَمْسَةٌ أَصْحَابُ الْكِسَاءِ فَقَالَ الرَّجُلُ كَیْفَ أَقُولُ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَنَكُونَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا قَدْ دَخَلْنَا فِیهِ (2).
أقول: أوردنا بعض الأخبار فی باب عمل لیلة الجمعة و یومها من كتاب الصلاة(3).
«40»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ ثَلَاثُونَ مِنْهَا لِلدُّنْیَا وَ سَبْعُونَ لِلْآخِرَةِ(4).
«41»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَیَّ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ
ص: 59
بِالنِّفَاقِ (1).
«42»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جَعَلْتُ ثُلُثَ صَلَاتِی لَكَ فَقَالَ لَهُ خَیْراً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جَعَلْتُ نِصْفَ صَلَاتِی لَكَ فَقَالَ ذَلِكَ أَفْضَلُ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ كُلَّ صَلَاتِی لَكَ قَالَ إِذًا یَكْفِیَكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتِكَ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَیْفَ یَجْعَلُ صَلَاتَهُ لَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یَسْأَلُ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا بَدَأَ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدِ(2).
«43»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَی اللَّهُ لَهُ سِتِّینَ حَاجَةً مِنْهَا لِلدُّنْیَا ثَلَاثُونَ حَاجَةً وَ ثَلَاثُونَ لِلْآخِرَةِ(3).
«44»- ثو، [ثواب الأعمال] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِیَ الصَّلَاةَ عَلَیَّ خُطِئَ بِهِ طَرِیقَ الْجَنَّةِ(4).
«45»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً فَقَالَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا لَهُ (5).
«46»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ الصَّلَاةُ عَلَیْهِ وَ التَّسْلِیمُ لَهُ فِی
ص: 60
كُلِّ شَیْ ءٍ جَاءَ بِهِ (1).
«47»- شا، [الإرشاد] إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِیِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِیَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْبَخِیلَ كُلَّ الْبَخِیلِ الَّذِی إِذَا ذُكِرْتُ عِنْدَهُ لَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ (2).
«48»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ نَجَّیْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ یُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَكُمْ وَ فِی ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِیمٌ (3) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ اذْكُرُوا یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذْ نَجَّیْناكُمْ أَنْجَیْنَا أَسْلَافَكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَ هُمُ الَّذِینَ كَانُوا یُوَالُونَ إِلَیْهِ بِقَرَابَتِهِ وَ بِدِینِهِ وَ بِمَذْهَبِهِ یَسُومُونَكُمْ كَانُوا یُعَذِّبُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ شِدَّةَ الْعِقَابِ كَانُوا یَحْمِلُونَهُ عَلَیْكُمْ قَالَ وَ كَانَ مِنْ عَذَابِهِمُ الشَّدِیدِ أَنَّهُ كَانَ فِرْعَوْنُ یُكَلِّفُهُمْ عَمَلَ الْبِنَاءِ عَلَی الطِّینِ وَ یَخَافُ أَنْ یَهْرُبُوا عَنِ الْعَمَلِ فَأَمَرَ بِتَقْیِیدِهِمْ وَ كَانُوا یَنْقُلُونَ ذَلِكَ الطِّینَ عَلَی السَّلَالِیمِ إِلَی السُّطُوحِ فَرُبَّمَا سَقَطَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ فَمَاتَ أَوْ زَمِنَ لَا یَحْفِلُونَ بِهِمْ إِلَی أَنْ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی قُلْ لَهُمْ لَا یَبْتَدِءُونَ عَمَلًا إِلَّا بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لِیَخِفَّ عَلَیْهِمْ فَكَانُوا یَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَیَخِفُّ عَلَیْهِمْ وَ أَمَرَ كُلَّ مَنْ سَقَطَ فَزَمِنَ مِمَّنْ نَسِیَ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَنْ یَقُولَهَا عَلَی نَفْسِهِ إِنْ أَمْكَنَهُ أَیِ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَوْ یُقَالَ عَلَیْهِ إِنْ لَمْ یُمْكِنْهُ فَإِنَّهُ یَقُومُ وَ لَا یَقْلِبُهُ یَدٌ(4)
فَفَعَلُوهَا فَسَلِمُوا یُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَ ذَلِكَ لَمَّا قِیلَ لِفِرْعَوْنَ إِنَّهُ یُولَدُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَوْلُودٌ یَكُونُ عَلَی یَدِهِ هَلَاكُكَ وَ زَوَالُ مُلْكِكَ فَأَمَرَ بِذَبْحِ أَبْنَائِهِمْ فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تُصَانِعُ الْقَوَابِلَ عَنْ نَفْسِهَا كَیْلَا تَنِمَّ عَلَیْهَا وَ تَنِمَّ حَمْلُهَا ثُمَّ تُلْقِی وَلَدَهَا فِی صَحْرَاءَ أَوْ غَارِ جَبَلٍ أَوْ مَكَانٍ غَامِضٍ وَ تَقُولُ عَلَیْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَیُقَیِّضُ اللَّهُ لَهُ مَلَكاً یُرَبِّیهِ وَ یُدِرُّ مِنْ إِصْبَعٍ لَهُ لَبَناً یَمَصُّهُ وَ مِنْ إِصْبَعٍ طَعَاماً لَیِّناً یَتَغَدَّاهُ إِلَی أَنْ نَشَأَ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ كَانَ
ص: 61
مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ وَ نَشَأَ أَكْثَرَ مِمَّنْ قُتِلَ.
وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَكُمْ یُبْقُونَهُنَّ وَ یَتَّخِذُونَهُنَّ إِمَاءً فَضَجُّوا إِلَی مُوسَی علیه السلام وَ قَالُوا یَفْتَرِشُونَ بَنَاتِنَا وَ أَخَوَاتِنَا فَأَمَرَ اللَّهُ تِلْكَ الْبَنَاتِ كُلَّمَا رَابَهُنَّ مِنْ ذَلِكَ رَیْبٌ صَلَّیْنَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَكَانَ اللَّهُ یَرُدُّ عَنْهُنَّ أُولَئِكَ الرَّجُلَ إِمَّا بِشُغُلٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ زَمَانَةٍ أَوْ لُطْفٍ مِنْ أَلْطَافِهِ فَلَمْ یَفْتَرِشْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً بَلْ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ عَنْهُنَّ بِصَلَاتِهِنَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ فِی ذلِكُمْ فِی ذَلِكَ الْإِنْجَاءِ الَّذِی أَنْجَاكُمْ مِنْهُمْ رَبُّكُمْ بَلاءٌ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِیمٌ كَبِیرٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ اذْكُرُوا إِذَا كَانَ الْبَلَاءُ یُصْرَفُ عَنْ أَسْلَافِكُمْ وَ یَخِفُّ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَ فَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ إِذَا شَاهَدْتُمُوهُ وَ آمَنْتُمْ بِهِ كَانَتِ النِّعْمَةُ عَلَیْكُمْ أَفْضَلَ وَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ أَجْزَلُ (1).
«49»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: إِنَّ أَشْرَفَ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِینَ فِی مَرَاتِبِهِمُ الَّتِی قَدْ رُتِّبُوا فِیهَا مِنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ اسْتِدْعَاءُ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رِضْوَانِهِ لِشِیعَتِهِمُ الْمُتَّقِینَ وَ اللَّعْنُ لِلْمُتَابِعِینَ لِأَعْدَائِهِمُ الْمُجَاهِرِینَ الْمُنَافِقِینَ (2).
«50»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ(3) یَعْنِی مُحَارَبَةَ الْأَعْدَاءِ وَ لَا عَدُوَّ یُحَارِبُهُ أَعْدَی مِنْ إِبْلِیسَ وَ مَرَدَتِهِ یَهْتِفُ بِهِ وَ یَدْفَعُهُ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ الضَّرَّاءِ الْفَقْرَ وَ الشِدَّةَ وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنْ فَقْرِ مُؤْمِنٍ یَلْجَأُ إِلَی التَّكَفُّفِ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ یَصْبِرُ عَلَی ذَلِكَ وَ یَرَی مَا یَأْخُذُهُ مِنْ مَالِهِمْ مَغْنَماً یَلْعَنُهُمْ بِهِ وَ یَسْتَعِینُ بِمَا یَأْخُذُهُ عَلَی تَجْدِیدِ ذِكْرِ وَلَایَةِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ حِینَ الْبَأْسِ عِنْدَ شِدَّةِ الْقِتَالِ یَذْكُرُ اللَّهَ وَ یُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُوِلِ اللَّهِ وَ عَلَی عَلِیٍ
ص: 62
وَلِیِّ اللَّهِ وَ یُوَالِی بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ یُعَادِی كَذَلِكَ أَعْدَاءَ اللَّهِ (1).
«51»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ جَزَی اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّداً مَا هُوَ أَهْلُهُ أَتْعَبَ سَبْعِینَ كَاتِباً أَلْفَ صَبَاحٍ (2).
«52»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ عَشْراً وَ مَنْ صَلَّی عَلَیَّ عَشْراً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ مَنْ صَلَّی عَلَیَّ أَلْفَ مَرَّةٍ لَا یُعَذِّبُهُ اللَّهُ فِی النَّارِ أَبَداً.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ بَاباً مِنَ الْعَافِیَةِ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً لَمْ یَبْقَ مِنْ ذُنُوبِهِ ذَرَّةٌ.
وَ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَوْلَی النَّاسِ بِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَیَّ صَلَاةً فِی دَارِ الدُّنْیَا.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْوَصِیَّةِ: یَا عَلِیُّ مَنْ صَلَّی عَلَیَّ كُلَّ یَوْمٍ أَوْ كُلَّ لَیْلَةٍ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِی وَ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ.
عَنِ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی مَا یُكَفِّرُ بِهِ ذُنُوبَهُ فَلْیُكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ هَدْماً.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ ذَكَرَنِی فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ فَقَدْ شَقِیَ وَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ تُصِبْهُ الرَّحْمَةُ فَقَدْ شَقِیَ وَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ یَبَرَّ فَقَدْ شَقِیَ (3).
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً لَا یَبْقَی عَلَیْهِ مِنَ الْمَعْصِیَةِ ذَرَّةٌ.
عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَسْدَاهَا سَبْعُونَ مَلَكاً یُبْلِغُهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ صَاحِبِهِ.
ص: 63
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ شَهِیداً وَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ أَحَدٍ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً وَ أَسْمَعَ حَافِظَیْهِ إِلَّا أَنْ لَا یَكْتُبَا ذَنْبَهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطِیئَتَهُ ثَمَانِینَ سَنَةً.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ مَرَّةً خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رَأْسِهِ نُوراً وَ عَلَی یَمِینِهِ نُوراً وَ عَلَی شِمَالِهِ نُوراً وَ عَلَی فَوْقِهِ نُوراً وَ عَلَی تَحْتِهِ نُوراً وَ فِی جَمِیعِ أَعْضَائِهِ نُوراً.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَنْ یَلِجَ النَّارَ مَنْ صَلَّی عَلَیَّ.
وَ قَالَ علیه السلام: الصَّلَاةُ عَلَیَّ نُورُ الصِّرَاطِ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَی الصِّرَاطِ مِنَ النُّورِ لَمْ یَكُنْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ إِنَّهُ لَا یُصَلِّی عَلَیْكَ أَحَدٌ إِلَّا وَ یُصَلِّی عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ مَنْ صَلَّی عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ(1).
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَاتُكُمْ عَلَیَّ جَوَازُ دُعَائِكُمْ وَ مَرْضَاةٌ لِرَبِّكُمْ وَ زَكَاةٌ لِأَعْمَالِكُمْ.
رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ دُعَاءٍ إِلَّا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ السَّمَاءِ حِجَابٌ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ انْخَرَقَ الْحِجَابُ فَدَخَلَ الدُّعَاءُ وَ إِذَا لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ لَمْ یُرْفَعِ الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ صَلَاةً صَلَّی اللَّهُ تَعَالَی بِهَا عَلَیْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَ مَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَیِّئَاتٍ وَ أَثْبَتَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ اسْتَبَقَ مَلَكَاهُ الْمُوَكَّلَانِ بِهِ أَیُّهُمَا یُبْلِغُ رُوحِی مِنْهُ السَّلَامَ (2).
ص: 64
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ یَوْمٌ یُضَاعَفُ فِیهِ الْأَعْمَالُ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ لِیَ الدَّرَجَةَ الْوَسِیلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الدَّرَجَةُ الْوَسِیلَةُ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ هِیَ أَعْلَی دَرَجَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ لَا یَنَالُهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا.
زَادَ ابْنُ أَبِی شَیْبَةَ فِی حَدِیثِهِ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَقِیَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَبَشَّرَنِی قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ صَلَّی عَلَیْكَ صَلَّیْتُ عَلَیْهِ وَ مَنْ سَلَّمَ عَلَیْكَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَسَجَدْتُ لِذَلِكَ.
عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ أَمْحَقُ لِلْخَطَایَا مِنَ الْمَاءِ لِلنَّارِ وَ السَّلَامُ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَاتٍ وَ حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ مِنْ مُهَجِ الْأَنْفُسِ أَوْ قَالَ ضَرْبِ السُّیُوفِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (1).
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ذَكَرْتُمُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا صَلَّی عَلَی ذَلِكَ الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ فَمَنْ لَا یَرْغَبُ فِی هَذَا إِلَّا جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ رَسُولُهُ.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا عِنْدَ الْمِیزَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَمَنْ ثَقُلَتْ سَیِّئَاتُهُ عَلَی حَسَنَاتِهِ جِئْتُ بِالصَّلَاةِ عَلَیَّ حَتَّی أُثَقِّلَ بِهَا حَسَنَاتِهِ.
عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ [سَیَابَةَ] السیابة قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَیْئاً یَقِی اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ قُلْ بَعْدَ الْفَجْرِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ یَقِی اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ.
ص: 65
عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ صَلَاةٍ قَضَی اللَّهُ لَهُ سِتِّینَ حَاجَةً مِنْهَا لِلدُّنْیَا ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُونَ لِلْآخِرَةِ(1).
وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ وَ مَا زِدْتَ فَهُوَ أَفْضَلُ (2).
«53»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّی یُصَلَّی عَلَیَّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِی (3).
«54»- جم، [جمال الأسبوع] جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَنَا ابْتِدَاءً كَیْفَ تُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْنَا نَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ كَأَنَّكُمْ تَأْمُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ فَقُلْنَا فَكَیْفَ نَقُولُ قَالَ تَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَامِكَ الْمَسْمُوكَاتِ وَ دَاحِیَ الْمَدْحُوَّاتِ وَ خَالِقَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ أَخَذْتَ عَلَیْنَا عَهْدَكَ وَ اعْتَرَفْنَا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَقْرَرْنَا بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَسَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِمْ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ حَقٌّ فَاتَّبَعْنَاهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الثَّمَانِیَةَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْأَرْبَعَةَ الْأَمْلَاكَ خَزَنَةَ عِلْمِكَ أَنَّ فَرْضَ صَلَاتِی لِوَجْهِكَ وَ نَوَافِلِی وَ زَكَوَاتِی وَ مَا طَابَ لِی مِنْ قَوْلٍ وَ عَمَلٍ عِنْدَكَ فَعَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُوصِلَنِیهِمْ وَ تُقَرِّبَنِی بِهِمْ لَدَیْكَ كَمَا أَمَرْتَنِی بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ أُشْهِدُكَ أَنِّی مُسَلِّمٌ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ فَزَكِّنَا بِصَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ إِنَّهُ فِی وَعْدِكَ وَ قَوْلِكَ هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِیُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِیماً(4) فَأَزْلِفْنَا بِتَحِیَّتِكَ وَ سَلَامِكَ وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِأَجْرٍ
ص: 66
كَرِیمٍ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ اخْصُصْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ زَكِّنَا بِصَلَوَاتِهِ وَ صَلَوَاتِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اجْعَلْ مَا آتَیْتَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ مُسْتَقَرّاً عِنْدَكَ مَشْفُوعاً لَا مُسْتَوْدَعاً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«55»- جم، [جمال الأسبوع] جَمَاعَةٌ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ الْیَقْطِینِیِّ مَعاً عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ لِی لَیْسَ هَكَذَا قُلْتُ لَكَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ قَالَ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ (2) فَقَالَ لِی إِنَّكَ لَحَافِظٌ یَا حَرِیزُ فَقُلْ كَمَا أَقُولُ لَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً قَالَ فَقُلْتُ كَمَا قَالَ فَقَالَ لِی قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ
أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ وَ اسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتَابَكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُمْ عِبَادَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَوْجَبْتَ حُبَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ جَعَلْتَهُمْ وُلَاةَ أَمْرِكَ بَعْدَ نَبِیِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ (3).
«56»- جم، [جمال الأسبوع] جَمَاعَةٌ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مَنْصُورٍ بُزُرْجَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ یَا رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الْبَتَّةَ فَقُلْتُ لَهُ الْبَتَّةَ فَقَالَ كَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ الْبَرْقِیِّ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ
ص: 67
عَبْدِ اللَّهِ جَمِیعاً عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَاتُكُمْ عَلَیَّ مُجَوِّزَةٌ لِدُعَائِكُمْ وَ مَرْضَاةٌ لِرَبِّكُمْ وَ زَكَاةٌ لِأَعْمَالِكُمْ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ وَ لَمْ یَذْكُرِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رَفْرَفَ الدُّعَاءُ عَلَی رَأْسِهِ فَإِذَا ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَ الدُّعَاءُ.
وَ بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْیَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ یَقُولُ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ اسْتَجَابَ لَهُ فَإِذَا قَالَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا كَانَ أَجْوَدَ مِنْ أَنْ یَرُدَّ بَعْضاً وَ یَسْتَجِیبَ بَعْضاً.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكاً یُقَالُ لَهُ ظِهْلِیلُ إِذَا صَلَّی عَلَیْهِ أَحَدُكُمْ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ قَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانٌ سَلَّمَ عَلَیْكَ وَ صَلَّی عَلَیْكَ قَالَ فَیَرُدُّ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ بِالسَّلَامِ.
وَ مِمَّا رُوِّیْنَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ مِنْ كِتَابِهِ بِخَطِّ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنِ الْعَامِرِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَعْطَی مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَسْمَاءَ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ فَهُوَ قَائِمٌ عَلَی قَبْرِی إِذَا مِتُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَیْسَ أَحَدٌ یُصَلِّی عَلَیَّ صَلَاةً إِلَّا قَالَ یَا مُحَمَّدُ صَلَّی عَلَیْكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِكَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّ رَبِّی كَفَّلَ لِی أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی ذَلِكَ الْعَبْدِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْراً(1).
«57»- غو، [غوالی اللئالی] رُوِیَ: أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ كَیْفَ هُوَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا مِنَ الْعِلْمِ الْمَكْنُونِ وَ لَوْ لَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِی مَا أَخْبَرْتُكُمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَكَّلَ بِی مَلَكَیْنِ فَلَا أُذْكَرُ
ص: 68
عِنْدَ مُسْلِمٍ فَیُصَلِّی عَلَیَّ إِلَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ قَالَ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ آمِینَ وَ لَا أُذْكَرُ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَلَا یُصَلِّی عَلَیَّ إِلَّا قَالَ لَهُ الْمَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ قَالَ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ آمِینَ.
«58»- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَالِمِ بْنِ دِینَارٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ وَ ذِكْرِی عِبَادَةٌ وَ ذِكْرُ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ وَ ذِكْرُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عِبَادَةٌ الْخَبَرَ(1).
«59»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ قَالَ فِی جَوَابِ الْیَهُودِیِّ الَّذِی سَأَلَهُ عَنْ فَضْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فَذَكَرَ الْیَهُودِیُّ أَنَّ اللَّهَ أَسْجَدَ مَلَائِكَتَهُ لآِدَمَ علیه السلام فَقَالَ علیه السلام وَ قَدْ أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ أَنَّ اللَّهَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ أَمَرَ مَلَائِكَتَهُ أَنْ یُصَلُّوا عَلَیْهِ وَ تَعَبَّدَ جَمِیعَ خَلْقِهِ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً فَلَا یُصَلِّی عَلَیَّ أَحَدٌ فِی حَیَاتِهِ وَ لَا بَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَّا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ بِذَلِكَ عَشْراً وَ أَعْطَاهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ عَشْراً بِكُلِّ صَلَاةٍ صَلَّی عَلَیْهِ وَ لَا یُصَلِّی عَلَیْهِ أَحَدٌ بَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَّا وَ هُوَ یَعْلَمُ بِذَلِكَ وَ یَرُدُّ عَلَی الْمُصَلِّی السَّلَامَ مِثْلَ ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ جَعَلَ دُعَاءَ أُمَّتِهِ فِیمَا یَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَوْقُوفاً عَنِ الْإِجَابَةِ حَتَّی یُصَلُّوا عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَذَا أَكْبَرُ وَ أَعْظَمُ مِمَّا أَعْطَی اللَّهُ آدَمَ علیه السلام.
ثُمَّ ذَكَرَ علیه السلام فِی بَیَانِ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ أُمَّتَهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِمَنْ صَلَّی عَلَی نَبِیِّهِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَیِّئَاتٍ وَ رَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِ مِثْلَ صَلَاتِهِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«60»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ
ص: 69
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ.
«61»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ یُعْطِیَهُ سَمْعَ الْعِبَادِ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ فَذَلِكَ الْمَلَكُ قَائِمٌ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ ثُمَّ یَقُولُ الْمَلَكُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَاناً یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ (1).
«62»- بَیَانُ التَّنْزِیلِ، لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعِ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَ یَجُوزُ أَنْ یُصَلَّی عَلَی الْمُؤْمِنِینَ قَالَ إِی وَ اللَّهِ یُصَلَّی عَلَیْهِمْ فَقَدْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ الْآیَةَ(2).
«63»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً بِنِیَّةٍ وَ إِخْلَاصٍ مِنْ قَلْبِهِ قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ مِنْهَا ثَلَاثُونَ لِلدُّنْیَا وَ سَبْعُونَ لِلآخِرَةِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حُبّاً لِی وَ شَوْقاً إِلَیَّ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ وَ ذَلِكَ الْیَوْمَ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَیْتُ فِی مَا یَرَی النَّائِمُ عَمِّی حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخِی جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقٍ فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ النَّبِقُ عِنَباً فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ الْعِنَبُ لَهُمَا رُطَباً فَأَكَلَا سَاعَةً فَدَنَوْتُ مِنْهُمَا وَ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتُمَا أَیَّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتُمَا أَفْضَلَ قَالا فَدَیْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَیْكَ وَ سَقْیَ الْمَاءِ وَ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَیَّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَیَّ نُورٌ فِی الْقَبْرِ
ص: 70
وَ نُورٌ عَلَی الصِّرَاطِ وَ نَورٌ فِی الْجَنَّةِ.
«64»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَجْفَی النَّاسِ رَجُلٌ ذُكِرْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَ (1).
«65»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ فِی كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِی فِی ذَلِكَ الْكِتَابِ.
«66»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(2) فَقَالَ صَلَاةُ اللَّهِ تَزْكِیَةٌ لَهُ فِی السَّمَاءِ قُلْتُ مَا مَعْنَی تَزْكِیَةِ اللَّهِ إِیَّاهُ قَالَ زَكَّاهُ بِأَنْ بَرَّأَهُ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَ آفَةٍ یَلْزَمُ مَخْلُوقاً قُلْتُ فَصَلَاةُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ یُبَرِّءُونَهُ وَ یُعَرِّفُونَهُ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهُ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ هُوَ فِی الْمَخْلُوقِینَ مِنَ الْآفَاتِ الَّتِی تُصِیبُهُمْ فِی بُنْیَةِ خَلْقِهِمْ فَمَنْ عَرَّفَهُ وَ وَصَفَهُ بِغَیْرِ ذَلِكَ فَمَا صَلَّی عَلَیْهِ قُلْتُ فَكَیْفَ نَقُولُ نَحْنُ إِذَا صَلَّیْنَا عَلَیْهِمْ قَالَ تَقُولُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرْتَنَا بِهِ وَ كَمَا صَلَّیْتَ أَنْتَ عَلَیْهِ فَكَذَلِكَ صَلَاتُنَا عَلَیْهِ (3).
وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ إِلَی الشَّیْخِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَلْیُكْثِرْ أَوْ لِیُقِلَّ.
وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ
ص: 71
وَ تَعَالَی وَ مَا وَصَفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ (1) ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً كَیْفَ لَا یَفْتُرُونَ وَ هُمْ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ انْقُصُوا مِنْ ذِكْرِی بِمِقْدَارِ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ فَقَوْلُ الرَّجُلِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ فِی الصَّلَاةِ مِثْلُ قَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(2).
«67»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، لِعَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَیْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ فَلَمْ یُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَیْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ یُغْفَرَ لَهُ.
ص: 72
«1»- جم، [جمال الأسبوع] جَمَاعَةٌ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ بِالدَّالِیَةِ لَفْظاً قُلْتُ أَنَا الدَّالِیَةُ مَوْضِعٌ بِالْقُرْبِ مِنْ سِنْجَارٍ وَ وَجَدْتُ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بِهَذِهِ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا لَفْظُ إِسْنَادِهَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ الْهینَانِیِّ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاتِینِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ الْیَمَنِیِّ الشَّیْخِ الصَّالِحِ لَفْظاً أَقُولُ ثُمَّ اتَّفَقَتِ الرِّوَایَتَانِ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا سَیَأْتِی ذِكْرُهُ وَ إِنِ اخْتَلَفَ فِیهِمَا شَیْ ءٌ ذَكَرْنَاهُ عَلَی حَاشِیَةِ الْكِتَابِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ: سَأَلْتُ مَوْلَایَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی مَسِیرٍ لَهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ أَنْ یُمْلِیَ عَلَیَّ الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ وَ أَوْصِیَائِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ أَحْضَرْتُ مَعِی قِرْطَاساً كَبِیراً فَأَمْلَی عَلَیَّ لَفْظاً مِنْ غَیْرِ كِتَابٍ قَالَ اكْتُبْ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا حَمَلَ وَحْیَكَ وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَحَلَّ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ عَلَّمَ كِتَابَكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ أَدَّی الزَّكَاةَ وَ دَعَا إِلَی دِینِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا صَدَقَ بِوَعْدِكَ وَ أَشْفَقَ مِنْ وَعِیدِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَ سَتَرْتَ بِهِ الْعُیُوبَ وَ فَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا دَفَعْتَ بِهِ الشَّقَاءَ وَ كَشَفْتَ بِهِ الْعَمَاءَ وَ أَجَبْتَ بِهِ الدُّعَاءَ وَ نَجَّیْتَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَ بِهِ الْعِبَادَ وَ أَحْیَیْتَ بِهِ الْبِلَادَ وَ قَصَمْتَ بِهِ الْجَبَابِرَةَ وَ أَهْلَكْتَ بِهِ الْفَرَاعِنَةَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَضْعَفْتَ
ص: 73
بِهِ الْأَمْوَالَ وَ حَذَّرْتَ بِهِ مِنَ الْأَهْوَالِ وَ كَسَّرْتَ بِهِ الْأَصْنَامَ وَ رَحِمْتَ بِهِ الْأَنَامَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا بَعَثْتَهُ بِخَیْرِ الْأَدْیَانِ وَ أَعْزَزْتَ بِهِ الْإِیمَانَ وَ تَبَّرْتَ بِهِ الْأَوْثَانَ وَ عَصَمْتَ بِهِ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
الصَّلَاةُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَخِی نَبِیِّكَ وَ وَلِیِّهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَزِیرِهِ وَ مُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعِ سِرِّهِ وَ بَابِ حِكْمَتِهِ وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَ الدَّاعِی إِلَی شَرِیعَتِهِ وَ خَلِیفَتِهِ فِی أُمَّتِهِ وَ مُفَرِّجِ الْكُرُوبِ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَاصِمِ الْكَفَرَةِ وَ مُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذِی جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِیِّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ الْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ أَنْبِیَائِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.
الصَّلَاةُ عَلَی السَّیِّدَةِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الصِّدِّیقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ الزَّكِیَّةِ حَبِیبَةِ نَبِیِّكَ وَ أُمِّ أَحِبَّائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ الَّتِی انْتَجَبْتَهَا وَ فَضَّلْتَهَا وَ اخْتَرْتَهَا عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَهَا مِمَّنْ ظَلَمَهَا وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهَا اللَّهُمَّ وَ كُنِ الثَّائِرَ لَهَا بِدَمِ أَوْلَادِهَا اللَّهُمَّ وَ كَمَا جَعَلْتَهَا أُمَّ أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ حَلِیلَةَ صَاحِبِ اللِّوَاءِ الْكَرِیمَةَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَی فَصَلِّ عَلَیْهَا وَ عَلَی أُمِّهَا خَدِیجَةَ الْكُبْرَی صَلَاةً تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تُقِرُّ بِهَا أَعْیُنَ ذُرِّیَّتِهَا وَ أَبْلِغْهُمْ عَنِّی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ.
الصَّلَاةُ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَبْدَیْكَ وَ وَلِیَّیْكَ وَ ابْنَیْ رَسُولِكَ وَ سِبْطَیِ الرَّحْمَةِ وَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلَادِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ ابْنِ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ وَ وَصِیِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ أَشْهَدُ أَنَّكَ یَا ابْنَ
ص: 74
أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَمِینُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِینِهِ عِشْتَ رَشِیداً مَظْلُوماً وَ مَضَیْتَ شَهِیداً وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الزَّكِیُّ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ بَلِّغَ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ عَنِّی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهِیدِ قَتِیلِ الْكَفَرَةِ وَ طَرِیحِ الْفَجَرَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَشْهَدُ مُوقِناً أَنَّكَ أَمِینُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِینِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَ مَضَیْتَ شَهِیداً وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی الطَّالِبُ بِثَأْرِكَ وَ مُنْجِزُ مَا وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَ التَّأْیِیدِ فِی هَلَاكِ عَدُوِّكَ وَ إِظْهَارِ دَعْوَتِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاكَ الْیَقِینُ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَلَبَّتْ عَلَیْكَ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِمَّنْ كَذَّبَكَ وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَ اسْتَحَلَّ دَمَكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ خَاذِلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ دَاعِیَتَكَ فَلَمْ یُجِبْكَ وَ لَمْ یَنْصُرْكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَی نِسَاءَكَ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِی ءٌ وَ مِمَّنْ وَالاهُمْ وَ مَالَأَهُمْ وَ أَعَانَهُمْ عَلَیْهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ بَابُ الْهُدَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ أَشْهَدُ أَنِّی بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَ لَكُمْ تَابِعٌ بِذَاتِ نَفْسِی وَ شَرَائِعِ دِینِی وَ خَوَاتِیمِ عَمَلِی وَ مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ فِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی.
الصَّلَاةُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ الَّذِی اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ جَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الْهُدَی الَّذِینَ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَ اصْطَفَیْتَهُ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً مَهْدِیّاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ ذُرِّیَّةِ أَنْبِیَائِكَ حَتَّی تَبْلُغَ بِهِ مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَزِیزُ حَكِیمٌ
ص: 75
الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بَاقِرِ الْعِلْمِ وَ إِمَامِ الْهُدَی وَ قَائِدِ أَهْلِ التَّقْوَی وَ الْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ وَ مَنَاراً لِبِلَادِكَ وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَ مُتَرْجِماً لِوَحْیِكَ وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِ وَ حَذَّرْتَ عَنْ مَعْصِیَتِهِ فَصَلِّ عَلَیْهِ یَا رَبِّ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ ذُرِّیَّةِ أَنْبِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أُمَنَائِكَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ.
الصَّلَاةُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَبْدِكَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خَازِنِ الْعِلْمِ الدَّاعِی إِلَیْكَ بِالْحَقِّ النُّورِ الْمُبِینِ اللَّهُمَّ وَ كَمَا جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلَامِكَ وَ وَحْیِكَ وَ خَازِنَ عِلْمِكَ وَ لِسَانَ تَوْحِیدِكَ وَ وَلِیَّ أَمْرِكَ وَ مُسْتَحْفِظَ دِینِكَ فَصَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَصْفِیَائِكَ وَ حُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
الصَّلَاةُ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَمِینِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرِّ الْوَفِیِّ الطَّاهِرِ الزَّكِیِّ النُّورِ الْمُنِیرِ الْمُجْتَهِدِ الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلَی الْأَذَی فِیكَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا بَلَّغَ عَنْ آبَائِهِ مَا اسْتُودِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَ نَهْیِكَ وَ حَمَلَ عَلَی الْمَحَجَّةِ وَ كَابَدَ أَهْلَ الْعِزَّةِ وَ الشِّدَّةِ فِیمَا كَانَ یَلْقَی مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ رَبِّ فَصَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِمَّنْ أَطَاعَكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمُ.
الصَّلَاةُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا الَّذِی ارْتَضَیْتَهُ وَ رَضِیتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ وَ كَمَا جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَی خَلْقِكَ وَ قَائِماً بِأَمْرِكَ وَ نَاصِراً لِدِینِكَ وَ شَاهِداً عَلَی عِبَادِكَ وَ كَمَا نَصَحَ لَهُمْ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَصَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ.
ص: 76
الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ ابْنِ مُوسَی عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام عَلَمِ الْتُّقَی وَ نُورِ الْهُدَی وَ مَعْدِنِ الْهُدَی وَ فَرْعِ الْأَزْكِیَاءِ وَ خَلِیفَةِ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ اللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَیْتَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ اسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ وَ أَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدَی وَ زَكَّیْتَ بِهِ مَنْ تَزَكَّی فَصَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ بَقِیَّةِ أَوْلِیَائِكَ إِنَّكَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ.
الصَّلَاةُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِیِّ الْأَوْصِیَاءِ وَ إِمَامِ الْأَتْقِیَاءِ وَ خَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّینِ وَ الْحُجَّةِ عَلَی الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَهُ نُوراً یَسْتَضِی ءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالْجَزِیلِ مِنْ ثَوَابِكَ وَ أَنْذَرَ بِالْأَلِیمِ مِنْ عِقَابِكَ وَ حَذَّرَ بَأْسَكَ وَ ذَكَّرَ بِآیَاتِكَ وَ أَحَلَّ حَلَالَكَ وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ وَ بَیَّنَ شَرَائِعَكَ وَ فَرَائِضَكَ وَ حَضَّ عَلَی عِبَادَتِكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِكَ فَصَلِّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ ذُرِّیَّةِ أَنْبِیَائِكَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ یَقُولُ السَّیِّدُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَامِلُ رَضِیُّ الدِّینِ رُكْنُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاوُسِ الْحُسَیْنِیُّ وَجَدْتُ فِی أَصْلٍ قُوبِلَ بِخَطِّ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْیَمَنِیُّ وَ فِی نُسْخَةٍ أُخْرَی عَتِیقَةٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْیَمَنِیُّ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الصَّلَاةِ عَلَیْهِ أَمْسَكَ فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ لَوْ لَا أَنَّهُ دِینٌ أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُبَلِّغَهُ وَ نُؤَدِّیَهُ إِلَی أَهْلِهِ لَأَحْبَبْتُ الْإِمْسَاكَ وَ لَكِنَّهُ الدِّینُ اكْتُبْهُ.
الصَّلَاةُ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَادِی الْبَرِّ التَّقِیِّ الصَّادِقِ الْوَفِیِّ النُّورِ الْمُضِی ءِ خَازِنِ عِلْمِكَ وَ الْمُذَكِّرِ بِتَوْحِیدِكَ وَ وَلِیِّ أَمْرِكَ وَ خَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّینِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِینَ وَ الْحُجَّةِ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا فَصَلِّ عَلَیْهِ یَا رَبِّ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَصْفِیَائِكَ وَ حُجَجِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَوْلَادِ رُسُلِكَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ.
ص: 77
الصَّلَاةُ عَلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ الْمُنْتَظَرِ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ لِدِینِكَ وَ انْصُرْ بِهِ أَوْلِیَاءَكَ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ شِیعَتَهُ وَ أَنْصَارَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُمْ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ احْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِ بِسُوءٍ وَ احْفَظْ فِیهِ رَسُولَكَ وَ آلَ رَسُولِكَ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَ أَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِیهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِیهِ وَ اقْصِمْ بِهِ الْجَبَابِرَةَ الْكُفْرِ وَ اقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ جَمِیعَ الْمُلْحِدِینَ حَیْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ أَظْهِرْ بِهِ دِینَ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ أَرِنِی فِی آلِ مُحَمَّدٍ مَا یَأْمُلُونَ وَ فِی عَدُوِّهِمْ مَا یَحْذَرُونَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ آمِینَ (1).
«2»- جم، [جمال الأسبوع] جَمَاعَةٌ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ وَ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ فِیمَا رَوَاهُ فِی كِتَابِ الشَّفَا وَ الْجِلَاءِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ الضَّرَّابِ الْغَسَّانِیِّ فِی مُنْصَرَفِهِ مِنْ أَصْفَهَانَ قَالَ: حَجَجْتُ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ مُخَالِفِینَ مِنْ أَهْلِ بِلَادِنَا فَلَمَّا أَنْ قَدِمْنَا مَكَّةَ تَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ فَاكْتَرَی لَنَا دَاراً فِی زُقَاقٍ بَیْنَ سُوقِ اللَّیْلِ وَ هِیَ دَارُ خَدِیجَةَ علیها السلام تُسَمَّی دَارَ الرِّضَا علیه السلام وَ فِیهَا عَجُوزٌ سَمْرَاءُ فَسَأَلْتُهَا لَمَّا وَقَفْتُ عَلَی أَنَّهَا دَارُ الرِّضَا علیه السلام مَا تَكُونِینَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الدَّارِ وَ لِمَ سُمِّیَتْ دَارَ الرِّضَا فَقَالَتْ أَنَا مِنْ مَوَالِیهِمْ وَ هَذِهِ دَارُ الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیه السلام أَسْكَنَنِیهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِنِّی كُنْتُ فِی خِدْمَتِهِ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهَا أَنِسْتُ بِهَا وَ أَسْرَرْتُ الْأَمْرَ عَنْ رُفَقَائِیَ الْمُخَالِفِینَ فَكُنْتُ إِذَا انْصَرَفْتُ مِنَ الطَّوَافِ بِاللَّیْلِ أَنَامُ مَعَهُمْ فِی رِوَاقِ الدَّارِ وَ نُغْلِقُ الْبَابَ وَ نُلْقِی خَلْفَ الْبَابِ حَجَراً كَبِیراً كُنَّا نُدِیرُهُ خَلْفَ الْبَابِ
ص: 78
فَرَأَیْتُ غَیْرَ لَیْلَةٍ ضَوْءَ السِّرَاجِ فِی الرِّوَاقِ الَّذِی كُنَّا فِیهِ شَبِیهاً بِضَوْءِ الْمَشْعَلِ وَ رَأَیْتُ الْبَابَ قَدِ انْفَتَحَ وَ لَا أَرَی أَحَداً فَتَحَهُ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا رَبْعَةً أَسْمَرَ إِلَی الصُّفْرَةِ مَا هُوَ قَلِیلَ اللَّحْمِ فِی وَجْهِهِ سَجَّادَةٌ عَلَیْهِ قَمِیصَانِ وَ إِزَارٌ رَقِیقٌ قَدْ تَقَنَّعَ بِهِ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلٌ طَاقٌ فَصَعِدَ إِلَی غُرْفَةٍ فِی الدَّارِ حَیْثُ كَانَتِ الْعَجُوزُ تَسْكُنُ وَ كَانَتْ تَقُولُ لَنَا إِنَّ فِی الْغُرْفَةِ ابْنَتَهُ لَا تَدَعُ أَحَداً یَصْعَدُ إِلَیْهَا فَكُنْتُ أَرَی الضَّوْءَ الَّذِی رَأَیْتُهُ یُضِی ءُ فِی الرِّوَاقِ عَلَی الدَّرَجَةِ عِنْدَ صُعُودِ الرَّجُلِ إِلَی الْغُرْفَةِ الَّتِی یَصْعَدُهَا ثُمَّ أَرَاهُ فِی الْغُرْفَةِ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَرَی السِّرَاجَ بِعَیْنِهِ وَ كَانَ الَّذِینَ مَعِی یَرَوْنَ مِثْلَ مَا أَرَی فَتَوَهَّمُوا أَنْ یَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ یَخْتَلِفُ إِلَی ابْنَةِ الْعَجُوزِ وَ أَنْ یَكُونَ قَدْ تَمَتَّعَ بِهَا فَقَالُوا هَؤُلَاءِ الْعَلَوِیَّةُ یَرَوْنَ الْمُتْعَةَ وَ هَذَا حَرَامٌ لَا یَحِلُّ فِیمَا زَعَمُوا وَ كُنَّا نَرَاهُ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ وَ یَجِی ءُ إِلَی الْبَابِ وَ إِذَا الْحَجَرُ عَلَی حَالِهِ الَّذِی تَرَكْنَاهُ وَ كُنَّا نُغْلِقُ هَذَا الْبَابَ خَوْفاً عَلَی مَتَاعِنَا وَ كُنَّا لَا نَرَی أَحَداً یَفْتَحُهُ وَ لَا یُغْلِقُهُ وَ الرَّجُلُ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ وَ الْحَجَرُ خَلْفَ الْبَابِ إِلَی وَقْتٍ نُنَحِّیهِ إِذَا خَرَجْنَا.
فَلَمَّا رَأَیْتُ هَذِهِ الْأَسْبَابَ ضَرَبَ عَلَی قَلْبِی وَ وَقَعَتْ فِی نَفْسِی هَیْبَةٌ فَتَلَطَّفْتُ الْعَجُوزَ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَقِفَ عَلَی خَبَرِ الرَّجُلِ فَقُلْتُ لَهَا یَا فُلَانَةُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكِ وَ أُفَاوِضَكِ مِنْ غَیْرِ حُضُورِ مَنْ مَعِی فَلَا أَقْدِرُ عَلَیْهِ فَأَنَا أُحِبُّ إِذَا رَأَیْتِنِی فِی الدَّارِ وَحْدِی أَنْ تَنْزِلَ إِلَیَّ لِأَسْأَلَكِ عَنْ أَمْرٍ فقال [فَقَالَتْ] لِی مُسْرِعَةً وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُسِرَّ إِلَیْكَ شَیْئاً فَلَمْ یَتَهَیَّأْ لِی ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَصْحَابِكَ فَقُلْتُ مَا أَرَدْتِ أَنْ تَقُولَ فَقَالَتْ یَقُولُ لَكَ وَ لَمْ تُذَكِّرْ أَحَداً لَا تُحَاشِنْ أَصْحَابَكَ وَ شُرَكَاءَكَ وَ لَا تُلَاحِهِمْ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُكَ وَ دَارِهِمْ (1) فَقُلْتُ لَهَا مَنْ یَقُولُ فَقَالَتْ أَنَا أَقُولُ فَلَمْ أَجْسُرْ لِمَا دَخَلَ قَلْبِی مِنَ الْهَیْبَةِ أَنْ أُرَاجِعَهَا.
فَقُلْتُ أَیَّ أَصْحَابِی تَعْنِینَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهَا تَعْنِی رُفَقَائِیَ الَّذِینَ كَانُوا حُجَّاجاً مَعِی فَقَالَتْ شُرَكَاؤُكَ الَّذِینَ فِی بَلَدِكَ وَ فِی الدَّارِ مَعَكَ وَ كَانَ جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَ الَّذِینَ مَعِی فِی الدَّارِ عَتَبٌ فِی الدِّینِ فَسَعَوْا بِی حَتَّی هَرَبْتُ وَ اسْتَتَرْتُ بِذَلِكَ السَّبَبِ فَوَقَفْتُ عَلَی أَنَّهَا عَنَتْ أُولَئِكَ فَقُلْتُ لَهَا مَا تَكُونِینَ أَنْتِ مِنَ الرِّضَا فَقَالَتْ أَنَا كُنْتُ خَادِمَةً لِلْحَسَنِ
ص: 79
بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.
فَلَمَّا اسْتَیْقَنْتُ ذَلِكَ قُلْتُ لَأَسْأَلَنَّهَا عَنِ الْغَائِبِ فَقُلْتُ بِاللَّهِ عَلَیْكِ رَأَیْتِهِ بِعَیْنِكِ فَقَالَتْ یَا أَخِی لَمْ أَرَهُ بِعَیْنِی فَإِنِّی خَرَجْتُ وَ أُخْتِی حُبْلَی وَ بَشَّرَنِی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام بِأَنِّی سَوْفَ أَرَاهُ فِی آخِرِ عُمُرِی وَ قَالَ لِی تَكُونِینَ لَهُ كَمَا كُنْتِ لِی وَ أَنَا الْیَوْمَ مُنْذُ كَذَا بِمِصْرَ وَ إِنَّمَا قُدِّمْتُ الْآنَ بِكِتَابَةٍ وَ نَفَقَةٍ وُجِّهَ بِهَا إِلَیَّ عَلَی یَدِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَا یُفْصِحُ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ هِیَ ثَلَاثُونَ دِینَاراً وَ أَمَرَنِی أَنْ أَحُجَّ سَنَتِی هَذِهِ فَخَرَجْتُ رَغْبَةً مِنِّی فِی أَنْ أَرَاهُ فَوَقَعَ فِی قَلْبِی أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِی كُنْتُ أَرَاهُ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ هُوَ هُوَ فَأَخَذْتُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ صِحَاحٍ فِیهَا سِكَّةٌ رَضَوِیَّةٌ مِنْ ضَرْبِ الرِّضَا علیه السلام قَدْ كُنْتُ خَبَأْتُهَا لِأُلْقِیَهَا فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ كُنْتُ نَذَرْتُ وَ نَوَیْتُ ذَلِكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهَا وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَدْفَعُهَا إِلَی قَوْمٍ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَفْضَلُ مِنْ أَنْ أُلْقِیَهَا فِی الْمَقَامِ وَ أَعْظَمُ ثَوَاباً فَقُلْتُ لَهَا ادْفَعِی هَذِهِ الدَّرَاهِمَ إِلَی مَنْ یَسْتَحِقُّهَا مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ كَانَ فِی نِیَّتِی أَنَّ الَّذِی رَأَیْتُهُ هُوَ الرَّجُلُ وَ أَنَّهَا تَدْفَعُهَا إِلَیْهِ فَأَخَذَتِ الدَّرَاهِمَ وَ صَعِدَتْ وَ بَقِیَتْ سَاعَةً ثُمَّ نَزَلَتْ فَقَالَتْ یَقُولُ لَكَ لَیْسَ لَنَا فِیهَا حَقٌّ اجْعَلْهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی نَوَیْتَ وَ لَكِنْ هَذِهِ الرَّضَوِیَّةُ خُذْ مِنَّا بَدَلَهَا وَ أَلْقِهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی نَوَیْتَ فَفَعَلْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی الَّذِی أُمِرْتُ بِهِ مِنَ الرَّجُلِ ثُمَّ كَانَتْ مَعِی نُسْخَةُ تَوْقِیعٍ خَرَجَ إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ بِآذَرْبِیجَانَ فَقُلْتُ لَهَا تَعْرِضِینَ هَذِهِ النُّسْخَةَ عَلَی إِنْسَانٍ قَدْ رَأَی تَوْقِیعَاتِ الْغَائِبِ فَقَالَتْ نَاوِلْنِی فَإِنِّی أَعْرِفُهُ فَأَرَیْتُهَا النُّسْخَةَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّ الْمَرْأَةَ تُحْسِنُ أَنْ یَقْرَأَهَا فَقَالَتْ لَا یُمْكِنُنِی أَنْ أَقْرَأَهَا فِی هَذَا الْمَكَانِ فَصَعِدَتِ الْغُرْفَةَ ثُمَّ أَنْزَلَتْهُ فَقَالَتْ صَحِیحٌ وَ فِی التَّوْقِیعِ أُبَشِّرُكُمْ بِبُشْرَی مَا بَشَّرْتُ بِهِ غَیْرَهُ: ثُمَّ قَالَتْ یَقُولُ لَكَ إِذَا صَلَّیْتَ عَلَی نَبِیِّكَ كَیْفَ تُصَلِّی عَلَیْهِ فَقُلْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَقَالَتْ لَا إِذَا صَلَّیْتَ فَصَلِّ عَلَیْهِمْ كُلِّهِمْ وَ سَمِّهِمْ فَقُلْتُ نَعَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ نَزَلَتْ وَ مَعَهَا دَفْتَرٌ صَغِیرٌ فَقَالَتْ:
ص: 80
یَقُولُ لَكَ إِذَا صَلَّیْتَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَوْصِیَائِهِ عَلَی هَذِهِ النُّسْخَةِ فَأَخَذْتُهَا وَ كُنْتُ أَعْمَلُ بِهَا وَ رَأَیْتُ عِدَّةَ لَیَالٍ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْغُرْفَةِ وَ ضَوْءُ السِّرَاجِ قَائِمٌ وَ كُنْتُ أَفْتَحُ الْبَابَ وَ أَخْرُجُ عَلَی أَثَرِ الضَّوْءِ وَ أَنَا أَرَاهُ أَعْنِی الضَّوْءَ وَ لَا أَرَی أَحَداً حَتَّی یَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَ أَرَی جَمَاعَةً مِنَ الرِّجَالِ مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّی یَأْتُونَ بَابَ هَذِهِ الدَّارِ فَبَعْضُهُمْ یَدْفَعُونَ إِلَی الْعَجُوزِ رِقَاعاً مَعَهُمْ وَ رَأَیْتُ الْعَجُوزَ قَدْ دَفَعَتْ إِلَیْهِمْ كَذَلِكَ الرِّقَاعَ فَیُكَلِّمُونَهَا وَ تُكَلِّمُهُمْ وَ لَا أَفْهَمُ عَنْهُمْ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ فِی مُنْصَرَفِنَا جَمَاعَةً فِی طَرِیقِی إِلَی أَنْ قَدِمْتُ بَغْدَادَ.
نُسْخَةُ الدَّفْتَرِ الَّذِی خَرَجَ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الْمُنْتَجَبِ فِی الْمِیثَاقِ الْمُصْطَفَی فِی الظِّلَالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ الْبَرِی ءِ مِنْ كُلِّ عَیْبٍ الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجَاةِ الْمُرْتَجَی لِلشَّفَاعَةِ الْمُفَوَّضِ إِلَیْهِ دِینُ اللَّهِ اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ أفلح [أَفْلِجْ] حُجَّتَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ أَضِئْ نُورَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْطِهِ الْفَضْلَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِیلَةَ الرَّفِیعَةَ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ وَ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ.
ص: 81
وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْهَادِی الْمَهْدِیِّ إِمَامِ الْهُدَی إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ الْعُلَمَاءِ الصَّادِقِینَ الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِینَ دَعَائِمِ دِینِكَ وَ أَرْكَانِ تَوْحِیدِكَ وَ تَرَاجِمَةِ وَحْیِكَ وَ حُجَجِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ خُلَفَائِكَ فِی أَرْضِكَ الَّذِینَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ اصْطَفَیْتَهُمْ عَلَی عِبَادِكَ وَ ارْتَضَیْتَهُمْ لِدِینِكَ وَ خَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَ جَلَّلْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ غَشَّیْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَ رَبَّیْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ وَ غَذَّیْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ وَ أَلْبَسْتَهُمْ مِنْ نُورِكَ وَ رَفَعْتَهُمْ فِی مَلَكُوتِكَ وَ حَفَفْتَهُمْ بِمَلَائِكَتِكَ وَ شَرَّفْتَهُمْ بِنَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِمْ صَلَاةً كَثِیرَةً دَائِمَةً طَیِّبَةً لَا یُحِیطُ بِهَا إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یَسَعُهَا إِلَّا عِلْمُكَ وَ لَا یُحْصِیهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ الْمُحْیِی سُنَّتَكَ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ الدَّاعِی إِلَیْكَ الدَّلِیلِ عَلَیْكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ خَلِیفَتِكَ فِی أَرْضِكَ وَ شَاهِدِكَ عَلَی عِبَادِكَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ وَ زَیِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقَائِهِ اللَّهُمَّ اكْفِهِ بَغْیَ الْحَاسِدِینَ وَ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكَافِرِینَ وَ ازْجُرْ عَنْهُ إِرَادَةَ الظَّالِمِینَ وَ خَلِّصْهُ مِنْ أَیْدِی الْجَبَّارِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ فِی نَفْسِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ رَعِیَّتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ عَامَّتِهِ وَ عَدُوِّهِ وَ جَمِیعِ أَهْلِ الدُّنْیَا مَا تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَ تَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَ بَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا أَمَّلَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا مُحِیَ مِنْ دِینِكَ وَ أَحْیِ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ كِتَابِكَ وَ أَظْهِرْ بِهِ مَا غُیِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّی یَعُودَ دِینُكَ بِهِ وَ عَلَی یَدَیْهِ غَضّاً جَدِیداً خَالِصاً مُخْلَصاً لَا شَكَّ فِیهِ وَ لَا شُبْهَةَ مَعَهُ وَ لَا بَاطِلَ عِنْدَهُ وَ لَا بِدْعَةَ لَدَیْهِ اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَ هُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَ اهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلَالَةٍ وَ اقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ وَ أَخْمِدْ بِسَیْفِهِ كُلَّ نَارٍ وَ أَهْلِكْ بِعَدْلِهِ كُلَّ جَائِرٍ
ص: 82
وَ أَجْرِ حُكْمَهُ عَلَی كُلِّ حُكْمٍ وَ أَذِلَّ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ سُلْطَانٍ.
اللَّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ نَاوَاهُ وَ أَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عَادَاهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ كَادَهُ وَ اسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَ اسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ وَ سَعَی فِی إِطْفَاءِ نُورِهِ وَ أَرَادَ إِخْمَادَ ذِكْرِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ الرِّضَا وَ الْحُسَیْنِ الْمُصَفَّا وَ جَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ مَصَابِیحِ الدُّجَی وَ أَعْلَامِ الْهُدَی وَ مَنَارِ الْتُّقَی وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ الْحَبْلِ الْمَتِینِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ وُلَاةِ عَهْدِهِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَ مُدَّ فِی أَعْمَارِهِمْ وَ زِدْ فِی آجَالِهِمْ وَ بَلِّغْهُمْ أَفْضَلَ آمَالِهِمْ دِیناً وَ دُنْیَا وَ آخِرَةً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).
ق، كتاب العتیق الغروی نُسِخَ مِنْ كِتَابِ الشَّیْخِ أَبِی الْحُسَیْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْحَرَّانِیِّ فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ فِی سَنَةِ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ نَسَخْتُ مِنْ كِتَابِ الشَّیْخِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ بِخَطِّهِ فِی جُمَادَی الْأُولَی سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ حَدَّثَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الْأَشْعَرِیُّ الْقُمِّیُّ بِقَاشَانَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ قَالَ حَدَّثَهُ یَعْقُوبُ بْنُ یُوسُفَ الصَّوَّافُ بِأَصْبَهَانَ قَالَ: حَجَجْتُ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ مُخَالِفِینَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ مِثْلَ مَا مَرَّ.
«3»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ علیه السلام عَلَّمَ فِیهَا الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ دَاحِیَ الْمَدْحُوَّاتِ وَ دَاعِمَ الْمَسْمُوكَاتِ وَ جَابِلَ الْقُلُوبِ عَلَی فِطْرَتِهَا شَقِیِّهَا وَ سَعِیدِهَا اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِیَ بَرَكَاتِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ وَ الْمُعْلِنِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ وَ الدَّافِعِ جَیْشَاتِ الْأَبَاطِیلِ وَ الدَّامِغِ
ص: 83
صَوْلَاتِ الْأَضَالِیلِ كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً فِی مَرْضَاتِكَ غَیْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ وَ لَا وَاهٍ فِی عَزْمٍ وَاعِیاً لِوَحْیِكَ حَافِظاً عَلَی عَهْدِكَ مَاضِیاً عَلَی نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّی أَوْرَی قَبَسَ الْقَابِسِ وَ أَضَاءَ الطَّرِیقَ لِلْخَابِطِ وَ هُدِیَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ وَ الْآثَامِ وَ أَقَامَ مُوضِحَاتِ الْأَعْلَامِ وَ نَیِّرَاتِ الْأَحْكَامِ فَهُوَ أَمِینُكَ الْمَأْمُونُ وَ خَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَ شَهِیدُكَ یَوْمَ الدِّینِ وَ بَعِیثُكَ بِالْحَقِّ وَ رَسُولُكَ إِلَی الْخَلْقِ اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِی ظِلِّكَ وَ اجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَیْرِ مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَی بِنَاءِ الْبَانِینِ بِنَاءَهُ وَ أَكْرِمْ لَدَیْكَ مَنْزِلَتَهُ وَ أَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ وَ اجْزِهِ مِنِ ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ مَرْضِیَّ الْمَقَالَةِ ذَا مَنْطِقٍ عَدْلٍ وَ خُطَّةٍ فَصْلٍ اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ فِی بَرْدِ الْعَیْشِ وَ قَرَارِ النِّعْمَةِ وَ مُنَی الشَّهَوَاتِ وَ أَهْوَاءِ اللَّذَّاتِ وَ رَخَاءِ الدَّعَةِ وَ مُنْتَهَی الطُّمَأْنِینَةِ وَ تُحَفِ الْكَرَامَةِ(1).
«4»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ الثَّقَفِیِّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ الْكِنْدِیِّ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُعَلِّمُنَا الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قُولُوا:
ص: 84
اللَّهُمَّ دَاحِیَ الْمَدْحُوَّاتِ وَ بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ إِلَی قَوْلِهِ وَ نَوَامِیَ بَرَكَاتِكَ وَ رَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ إِلَی قَوْلِهِ وَ الدَّافِعِ جَیْشَاتِ الْأَبَاطِیلِ كَمَا حُمِّلَ إِلَی قَوْلِهِ حَافِظاً لِعَهْدِكَ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَنَارَ مُوضِحَاتِ الْأَعْلَامِ إِلَی قَوْلِهِ بِنَاءَهُ وَ أَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَیْكَ وَ نُزُلَهُ وَ أَتِمَّ لَهُ نُورَهُ وَ أْجُرْهُ وَ أُجْرَتُهُ مِنِ انْبِعَاثِكَ لَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ حَظِّ فَصْلٍ وَ حُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ عَظِیمٍ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
وَ قَالَ علیه السلام فِی ذِكْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَوْرَی قَبَساً لِقَابِسٍ وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ فَهُوَ أَمِینُكَ الْمَأْمُونُ وَ شَهِیدُكَ یَوْمَ الدِّینِ وَ بَعِیثُكَ نِعْمَةً وَ رَسُولُكَ بِالْحَقِّ وَ رَحْمَةً اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ وَ اجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَیْرِ مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَی بِنَاءِ الْبَانِینَ بِنَاءَهُ وَ أَكْرِمْ لَدَیْكَ نُزُلَهُ وَ شَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ وَ آتِهِ الْوَسِیلَةَ وَ أَعْطِهِ السَّنَاءَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ غَیْرَ خَزَایَا وَ لَا نَادِمِینَ وَ لَا نَاكِبِینَ وَ لَا نَاكِثِینَ وَ لَا ضَالِّینَ وَ لَا مَفْتُونِینَ.
«5»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسُرَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ فِی الصَّلَاةِ عَلَیْهِمْ فَلْیَقُلْ اللَّهُمَّ یَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی وَ یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِی الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ الْوَسِیلَةَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الدَّرَجَةَ الْكَبِیرَةَ اللَّهُمَّ إِنِّی آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ أَرَهُ فَلَا تَحْرِمْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ رُؤْیَتَهُ وَ ارْزُقْنِی صُحْبَتَهُ وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ اسْقِنِی مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِیّاً سَائِغاً هَنِیئاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِی فِی الْجِنَانِ وَجْهَهُ اللَّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِنِّی تَحِیَّةً كَثِیرَةً وَ سَلَاماً.
«6»- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ لِلسَّیُوطِیِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
وَ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ سَمِعْتُ اللَّهَ یَقُولُ:
ص: 85
إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ فَقَالَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).
وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّلَامُ عَلَیْكَ قَدْ عَلِمْنَاهُ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ.
وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّهُمْ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ فِی الْعَالَمِینَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ السَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ.
وَ عَنْ أَبِی مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّ بَشِیرَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّیَ عَلَیْكَ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ فَسَكَتَ حَتَّی تَمَنَّیْنَا أَنَا لَمْ نَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ فِی الْعَالَمِینَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ السَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَیْفَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا السَّلَامُ عَلَیْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّیْنَا عَلَیْكَ فِی صَلَاتِنَا فَصَمَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ:
ص: 86
إِذَا أَنْتُمْ صَلَّیْتُمْ عَلَیَّ فَقُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ شَهِدْتُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِالشَّهَادَةِ وَ شَفَعْتُ لَهُ.
وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: رَقِیَ الْمِنْبَرَ فَلَمَّا رَقِیَ الدَّرَجَةَ الْأُولَی قَالَ آمِینَ ثُمَّ رَقِیَ الثَّانِیَةَ فَقَالَ آمِینَ ثُمَّ رَقِیَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ آمِینَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ آمِینَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ لَمَّا رَقِیتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَی جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ شَقِیَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَ لَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَقُلْتُ آمِینَ ثُمَّ قَالَ شَقِیَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَیْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ یُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ فَقُلْتُ آمِینَ ثُمَّ قَالَ شَقِیَ عَبْدٌ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَ لَمْ یُصَلِّ عَلَیْكَ فَقُلْتُ آمِینَ (1).
وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ قَوْلَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ قَالَ إِنَّ هَذَا لَمِنَ الْمَكْتُومِ وَ لَوْ لَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِی عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِی مَلَكَیْنِ لَا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَیُصَلِّی عَلَیَّ إِلَّا قَالَ ذَانِكَ الْمَلَكَانِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ قَالَ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ جَوَاباً لِذَیْنِكَ الْمَلَكَیْنِ آمِینَ (2).
وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهَا مَعْرُوضَةٌ عَلَیَّ.
وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا صَلَّیْتُمْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَیْهِ
ص: 87
فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ یَعْرِضُ عَلَیْهِ قَالُوا فَعَلِّمْنَا قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ إِمَامِ الْخَیْرِ وَ قَائِدِ الْخَیْرِ وَ رَسُولِ الرَّحْمَةِ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).
وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا كَیْفَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ إِمَامِ الْخَیْرِ وَ رَسُولِ الرَّحْمَةِ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَبْلِغْهُ دَرَجَةَ الْوَسِیلَةِ مِنَ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِی الْمُصْطَفَیْنَ مَحَبَّتَهُ وَ فِی الْمُقَرَّبِینَ مَوَدَّتَهُ وَ فِی عِلِّیِّینَ ذِكْرَهُ وَ دَارَهُ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ(2).
ص: 88
«1»- وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُمَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الدُّعَاءَ یَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً قَالَ الْوَشَّاءُ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ هَلْ فِی ذَلِكَ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ فَقَالَ أَمَا إِنِّی سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ أَمَّا دُعَاءُ الشِّیعَةِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فَفِی كُلِّ عِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ وَ أَمَّا الْمُسْتَبْصِرُونَ الْبَالِغُونَ فَدُعَاؤُهُمْ لَا یُحْجَبُ (1).
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سِمْعَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأُطْرُوشِ عَنْ صَالِحِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ السُّكَّرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَغْرَاءَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَیْمٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ طَاوُسٍ الْیَمَانِیِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِالْحِجْرِ فَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ یَا نَفْسُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ اللَّهِ لَأَغْتَنِمَنَّ دُعَاءَهُ فَجَعَلْتُ أَرْقُبُهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ رَفَعَ بَاطِنَ كَفَّیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ جَعَلَ یَقُولُ:
سَیِّدِی سَیِّدِی هَذِهِ یَدَایَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَیْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً وَ عَیْنَایَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً وَ حَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلًا أَنْ تُجِیبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلًا سَیِّدِی أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِی فَأُطِیلَ بُكَائِی أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِی فَأُبَشِّرَ رَجَائِی سَیِّدِی
ص: 89
أَ لِضَرْبِ الْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِی أَمْ لِشُرْبِ الْحَمِیمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِی سَیِّدِی لَوْ أَنَّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ لَكُنْتُ أَوَّلَ الْهَارِبِینَ مِنْكَ لَكِنِّی أَعْلَمُ أَنِّی لَا أَفُوتُكَ سَیِّدِی لَوْ أَنَّ عَذَابِی مِمَّا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَیْهِ غَیْرَ أَنِّی أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِیعِینَ وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِیَةُ الْعَاصِینَ سَیِّدِی مَا أَنَا وَ مَا خَطَرِی هَبْ لِی بِفَضْلِكَ وَ جَلِّلْنِی بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِیخِی بِكَرَمِ وَجْهِكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی ارْحَمْنِی مَصْرُوعاً عَلَی الْفِرَاشِ تُقَلِّبُنِی أَیْدِی أَحِبَّتِی وَ ارْحَمْنِی مَطْرُوحاً عَلَی الْمُغْتَسَلِ یُغَسِّلُنِی صَالِحُ جِیرَتِی وَ ارْحَمْنِی مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ أَطْرَافَ جِنَازَتِی وَ ارْحَمْ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِی وَ غُرْبَتِی وَ وَحْدَتِی.
قَالَ طَاوُسٌ: فَبَكَیْتُ حَتَّی عَلَا نَحِیبِی وَ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ مَا یُبْكِیكَ یَا یَمَانِیُّ أَ وَ لَیْسَ هَذَا مَقَامَ الْمُذْنِبِینَ فَقُلْتُ حَبِیبِی حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یَرُدَّكَ وَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی أُوصِیكُمْ بِالْآخِرَةِ وَ لَسْتُ أُوصِیكُمْ بِالدُّنْیَا فَإِنَّكُمْ بِهَا مُسْتَوْصَوْنَ وَ عَلَیْهَا حَرِیصُونَ وَ بِهَا مُسْتَمْسِكُونَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی إِنَّ الدُّنْیَا دَارُ مَمَرٍّ وَ الْآخِرَةَ دَارُ مَقَرٍّ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ وَ لَا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ أَسْرَارُكُمْ وَ أَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْیَا قُلُوبَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ أَ مَا رَأَیْتُمْ وَ سَمِعْتُمْ مَا اسْتُدْرِجَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ الْقُرُونِ الْمَاضِیَةِ أَ لَمْ تَرَوْا كَیْفَ فُضِحَ مَسْتُورُهُمْ وَ أُمْطِرَ مَوَاطِرُ الْهَوَانِ عَلَیْهِمْ بِتَبْدِیلِ سُرُورِهِمْ بَعْدَ خَفْضِ عَیْشِهِمْ وَ لِینِ رَفَاهِیَتِهِمْ صَارُوا حَصَائِدَ النِّقَمِ وَ مَدَارِجَ الْمَثُلَاتِ أَقُولُ قَوْلِی هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ (1).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام َیدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَهِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ عَظَمَتِكَ لَوْ أَنِّی مُنْذُ بَدَعْتَ فِطْرَتِی مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ عَبَدْتُكَ دَوَامَ خُلُودِ رُبُوبِیَّتِكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ فِی كُلِّ طَرْفَةِ عَیْنٍ سَرْمَدَ الْأَبَدِ بِحَمْدِ
ص: 90
الْخَلَائِقِ وَ شُكْرِهِمْ أَجْمَعِینَ لَكُنْتُ مُقَصِّراً فِی بُلُوغِ أَدَاءِ شُكْرِ أَخْفَی نِعْمَةٍ مِنْ نعمتك [نِعَمِكَ] عَلَیَّ وَ لَوْ أَنِّی كَرَبْتُ مَعَادِنَ حَدِیدِ الدُّنْیَا بِأَنْیَابِی وَ حَرَثْتُ أَرَضِیهَا بِأَشْفَارِ عَیْنِی وَ بَكَیْتُ مِنْ خَشْیَتِكَ مِثْلَ بُحُورِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ دَماً وَ صَدِیداً لَكَانَ ذَلِكَ قَلِیلًا فِی كَثِیرِ مَا یَجِبُ مِنْ حَقِّكِ عَلَیَّ وَ لَوْ أَنَّكَ إِلَهِی عَذَّبْتَنِی بَعْدَ ذَلِكَ بِعَذَابِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ وَ عَظَّمْتَ لِلنَّارِ خَلْقِی وَ جِسْمِی وَ مَلَأْتَ جَهَنَّمَ وَ أَطْبَاقَهَا مِنِّی حَتَّی لَا تَكُونَ فِی النَّارِ مُعَذَّبٌ غَیْرِی وَ لَا یَكُونَ لِجَهَنَّمَ حَطَبٌ سِوَایَ لَكَانَ ذَلِكَ بِعَدْلِكَ عَلَیَّ قَلِیلًا فِی كَثِیرِ مَا اسْتَوْجَبْتُهُ مِنْ عُقُوبَتِكَ (1).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِیَةِ بِكَلِمَتَیْنِ دَعَا بِهِمَا قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنَا وَ إِنْ تَغْفِرْ لِی فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ (2).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق: مثله (3).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحْوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَهِی إِنْ كُنْتُ عَصَیْتُكَ بِارْتِكَابِ شَیْ ءٍ مِمَّا نَهَیْتَنِی عَنْهُ فَإِنِّی قَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ الْإِیمَانِ بِكَ مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَیَّ لَا مَنّاً مِنِّی بِهِ عَلَیْكَ وَ تَرَكْتُ مَعْصِیَتَكَ فِی أَبْغَضِ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ أَنْ أَجْعَلَ لَكَ شَرِیكاً أَوْ أَجْعَلَ لَكَ وَلَداً أَوْ نِدّاً وَ عَصَیْتُكَ عَلَی غَیْرِ مُكَابَرَةٍ وَ لَا مُعَانَدَةٍ وَ لَا اسْتِخْفَافٍ مِنِّی بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَا جُحُودٍ لِحَقِّكَ وَ لَكِنْ اسْتَزَلَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْبَیَانِ فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی وَ إِنْ تَغْفِرْ لِی فَبِجُودِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (4).
ص: 91
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَرَفْتُ حُبَّكَ فِی قَلْبِی وَ إِنْ كُنْتُ عَاصِیاً مَدَدْتُ إِلَیْكَ یَداً بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً وَ عَیْنَایَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً مَوْلَایَ أَنْتَ عَظِیمُ الْعُظَمَاءِ وَ أَنَا أَسِیرُ الْأُسَرَاءِ أَنَا أَسِیرٌ بِذَنْبِی مُرْتَهَنٌ بِجُرْمِی إِلَهِی لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِذَنْبِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَ لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِجَرِیرَتِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَ لَئِنْ أَمَرْتَ بِی إِلَی النَّارِ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَهَا أَنِّی كُنْتُ أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّ الطَّاعَةَ تَسُرُّكَ وَ الْمَعْصِیَةَ لَا تَضُرُّكَ فَهَبْ لِی مَا یَسُرُّكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«6»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِیُّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ نَجْدَةَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ أَبِی زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِیِّ قَالَ: تَكَلَّمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِتِسْعِ كَلِمَاتٍ ارْتَجَلَهُنَّ ارْتِجَالًا فَقَأْنَ عُیُونَ الْبَلَاغَةِ وَ ائْتَمَنَّ جَوَاهِرَ الْحِكْمَةِ ثَلَاثٌ مِنْهَا فِی الْمُنَاجَاةِ إِلَهِی كَفَی بِی عِزّاً أَنْ أَكُونَ لَكَ عَبْداً وَ كَفَی بِی فَخْراً أَنْ تَكُونَ لِی رَبّاً أَنْتَ كَمَا أُحِبُّ فَاجْعَلْنِی كَمَا تُحِبُ (2) الْخَبَرَ.
أقول: تمامه فی أبواب المواعظ(3).
«7»- لی، [الأمالی] للصدوق رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی مُنَاجَاتِهِ إِلَهِی أُفَكِّرُ فِی عَفْوِكَ فَتَهُونُ عَلَیَّ خَطِیئَتِی ثُمَّ أَذْكُرُ الْعَظِیمَ مِنْ أَخْذِكَ فَتَعْظُمُ عَلَیَّ بَلِیَّتِی ثُمَّ قَالَ آهِ إِنْ أَنَا قَرَأْتُ فِی الصُّحُفِ سَیِّئَةً أَنَا نَاسِیهَا وَ أَنْتَ مُحْصِیهَا فَتَقُولُ خُذُوهُ فَیَا لَهُ مِنْ مَأْخُوذٍ لَا تُنْجِیهِ عَشِیرَتُهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ قَبِیلَتُهُ یَرْحَمُهُ الْمَلَأُ إِذَا أُذِنَ فِیهِ بِالنِّدَاءِ ثُمَّ قَالَ آهِ مِنْ نَارٍ تُنْضِجُ الْأَكْبَادَ وَ الْكُلَی آهِ مِنْ نَارٍ نَزَّاعَةٍ لِلشَّوَی آهِ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ مُلْهَبَاتِ لَظَی (4).
ص: 92
أقول: خبره طویل قد مضی مسندا فی باب عبادة أمیر المؤمنین علیه السلام (1).
«8»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: كَتَبْتُهُ مِنْ ظَهْرِ كِتَابٍ بِمَشْهَدِ الْكَاظِمِ علیه السلام بِخِزَانَتِهِ الشَّرِیفَةِ دُعَاءُ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ علیه السلام مُسْتَجَابٌ إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَرَفْتُكَ وَ حُبُّكَ فِی قَلْبِی مَدَدْتُ إِلَیْكَ یَداً بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً وَ عَیْنِی بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً(2)
إِلَهِی أَنْتَ مَلِكُ الْعَطَایَا وَ أَنَا أَسِیرُ الْخَطَایَا وَ مِنْ كَرَمِ الْعُظَمَاءِ الرِّفْقُ بِالْأُسَرَاءِ إِلَهِی أَنَا الْأَسِیرُ بِجُرْمِی الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِی إِلَهِی مَا أَضْیَقَ الطَّرِیقَ عَلَی مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنِیسَهُ إِلَهِی إِنْ طَالَبْتَنِی بِذُنُوبِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَ لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِسَرِیرَتِی لَأُطَالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَ لَئِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَهَا أَنَّنِی كُنْتُ أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً إِلَهِی إِنَّ الطَّاعَةَ تَسُرُّكَ وَ الْمَعْصِیَةَ لَا تَضُرُّكَ فَهَبْ لِی مَا تَسُرُّكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
وَ مِنْ خَطِّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَیْضاً عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ تَكُفُّ أَیْدِیَنَا عَنِ انْبِسَاطِهَا إِلَیْكَ بِالسُّؤَالِ وَ الْمُدَاوَمَةُ عَلَی الْمَعَاصِی تَمْنَعُنَا عَنِ التَّضَرُّعِ وَ الِابْتِهَالِ فَالرَّجَاءُ یَحُثُّنَا إِلَی سُؤَالِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ فَإِنْ لَمْ یَعْطِفِ السَّیِّدُ عَلَی عَبْدِهِ فَمِمَّنْ یَبْتَغِی النَّوَالَ فَلَا تَرُدَّ أَكُفَّنَا الْمُتَضَرِّعَةَ إِلَّا بِبُلُوغِ الْآمَالِ.
«9»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا أَعْطَی مَا فِی بَیْتِ الْمَالِ أَمَرَ فَكُنِسَ ثُمَّ صَلَّی فِیهِ ثُمَّ یَدْعُو فَیَقُولُ فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ یُحْبِطُ الْعَمَلَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ یُعَجِّلُ النِّقَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ یَمْنَعُ الدُّعَاءَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ یَهْتِكُ الْعِصْمَةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ یُورِثُ النَّدَمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَنْبٍ تحبس [یَحْبِسُ] الْقِسَمَ.
وَ مِنْ مُنَاجَاةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَهِی كَأَنِّی بِنَفْسِی قَدْ أُضْجِعَتْ فِی حُفْرَتِهَا وَ انْصَرَفَ عَنْهَا الْمُشَیِّعُونَ مِنْ جِیرَتِهَا وَ بَكَی الْغَرِیبُ عَلَیْهَا لِغُرْبَتِهَا وَ جَادَ عَلَیْهَا
ص: 93
الْمُشْفِقُونَ مِنْ جِیرَتِهَا وَ نَادَاهَا مِنْ شَفِیرِ الْقَبْرِ ذُو مَوَدَّتِهَا وَ رَحِمَهَا الْمُعَادِی لَهَا فِی الْحَیَاةِ عِنْدَ صَرْعَتِهَا وَ لَمْ یَخْفَ عَلَی النَّاظِرِینَ ضُرُّ فَاقَتِهَا وَ لَا عَلَی مَنْ رَآهَا قَدْ تَوَسَّدَتِ الثَّرَی وَ عَجَزَ حِیلَتُهَا فَقُلْتُ مَلَائِكَتِی فَرِیدٌ نَأَی عَنْهُ الْأَقْرَبُونَ وَ بَعِیدٌ(1) جَفَاهُ الْأَهْلُونَ نَزَلَ بِی قَرِیباً وَ أَصْبَحَ فِی اللَّحْدِ غَرِیباً وَ قَدْ كَانَ لِی فِی دَارِ الدُّنْیَا دَاعِیاً وَ لِنَظَرِی لَهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ رَاجِیاً فَتُحْسِنُ عِنْدَ ذَلِكَ ضِیَافَتِی وَ تَكُونُ أَشْفَقَ عَلَیَّ مِنْ أَهْلِی وَ قَرَابَتِی.
«10»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیِّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ الزَّیَّاتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام:
إِلَهِی كَفَی بِی عِزّاً أَنْ أَكُونَ لَكَ عَبْداً وَ كَفَی بِی فَخْراً أَنْ تَكُونَ لِی رَبّاً إِلَهِی أَنْتَ لِی كَمَا أُحِبُّ فَوَفِّقْنِی لِمَا تُحِبُّ.
«11»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ یُنَاجِی فِیهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ یَرُمُّ مَعَاشَهُ وَ سَاعَةٌ یُخَلِّی بَیْنَ نَفْسِهِ وَ بَیْنَ لَذَّتِهَا فِیمَا یَحِلُّ وَ یَجْمُلُ (2).
«12»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] قَالَ نَوْفٌ الْبِكَالِیُّ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُوَلِّیاً مُبَادِراً فَقُلْتُ أَیْنَ تُرِیدُ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ دَعْنِی یَا نَوْفُ إِنَّ آمَالِی تُقَدِّمُنِی فِی الْمَحْبُوبِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ وَ مَا آمَالُكَ قَالَ قَدْ عَلِمَهَا الْمَأْمُولُ وَ اسْتَغْنَیْتُ عَنْ تَبْیِینِهَا لِغَیْرِهِ وَ كَفَی بِالْعَبْدِ أَدَباً أَنْ لَا یُشْرِكَ فِی نِعَمِهِ وَ إِرَبِهِ غَیْرَ رَبِّهِ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی خَائِفٌ عَلَی نَفْسِی مِنَ الشَّرَهِ وَ التَّطَلُّعِ إِلَی طَمَعٍ مِنْ أَطْمَاعِ الدُّنْیَا فَقَالَ لِی وَ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ عِصْمَةِ الْخَائِفِینَ وَ كَهْفِ الْعَارِفِینَ فَقُلْتُ دُلَّنِی عَلَیْهِ قَالَ اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ تَصِلُ أَمَلَكَ بِحُسْنِ تَفَضُّلِهِ وَ تُقْبِلُ عَلَیْهِ بِهَمِّكَ وَ أَعْرِضْ عَنِ النَّازِلَةِ فِی قَلْبِكَ فَإِنْ
ص: 94
أَجَّلَكَ بِهَا فَأَنَا الضَّامِنُ مِنْ مُورِدِهَا وَ انْقَطِعْ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مَنْ یُؤَمِّلُ غَیْرِی بِالْیَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِی النَّاسِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِی وَ لَأُقَطِّعَنَّهُ عَنْ وَصْلِی وَ لَأُخْمِلَنَّ ذِكْرَهُ حِینَ یَرْعَی غَیْرِی أَ یُؤَمِّلُ وَیْلَهُ لِشَدَائِدِهِ غَیْرِی وَ كَشْفُ الشَّدَائِدِ بِیَدِی وَ یَرْجُو سِوَایَ وَ أَنَا الْحَیُّ الْبَاقِی وَ یَطْرُقُ أَبْوَابَ عِبَادِی وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ یَتْرُكُ بَابِی وَ هُوَ مَفْتُوحٌ فَمَنْ ذَا الَّذِی رَجَانِی لِكَثِیرِ جُرْمِهِ فَخَیَّبْتُ رَجَاءَهُ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِی مُتَّصِلَةً بِی وَ جَعَلْتُ رَجَاءَهُمْ مَذْخُوراً لَهُمْ عِنْدِی وَ مَلَأْتُ سَمَاوَاتِی مِمَّنْ لَا یَمَلُّ تَسْبِیحِی وَ أَمَرْتُ مَلَائِكَتِی أَنْ لَا یُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَیْنِی وَ بَیْنَ عِبَادِی أَ لَمْ یَعْلَمْ مَنْ فَدَحَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِی أَنْ لَا یَمْلِكَ أَحَدٌ كَشْفَهَا إِلَّا بِإِذْنِی فَلِمَ یُعْرِضُ الْعَبْدُ بِأَمَلِهِ عَنِّی وَ قَدْ أَعْطَیْتُهُ مَا لَمْ یَسْأَلْنِی فَلَمْ یَسْأَلْنِی وَ سَأَلَ غَیْرِی أَ فَتَرَانِی أَبْتَدِئُ خَلْقِی مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلَا أُجِیبُ سَائِلِی أَ بَخِیلٌ أَنَا فَیُبَخِّلُنِی عَبْدِی أَ وَ لَیْسَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ لِی أَ وَ لَیْسَ الْكَرَمُ وَ الْجُودُ صِفَتِی أَ وَ لَیْسَ الْفَضْلُ وَ الرَّحْمَةُ بِیَدِی أَ وَ لَیْسَ الْآمَالُ لَا یَنْتَهِی إِلَّا إِلَیَّ فَمَنْ یَقْطَعُهَا دُونِی وَ مَا عَسَی أَنْ یُؤَمِّلَ الْمُؤَمِّلُونَ مَنْ سِوَایَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ جَمَعْتُ آمَالَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ ثُمَّ أَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِی بَعْضُ عُضْوِ الذَّرَّةِ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ نَائِلٌ أَنَا أَفَضْتُهُ یَا بُؤْساً لِلْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِی یَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی وَ تَوَثَّبَ عَلَی مَحَارِمِی وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی وَ اجْتَرَأَ عَلَیَّ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ السَّلَامُ لِی یَا نَوْفُ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَهِی إِنْ حَمِدْتُكَ فَبِمَوَاهِبِكَ وَ إِنْ مَجَّدْتُكَ فَبِمُرَادِكَ وَ إِنْ قَدَّسْتُكَ فَبِقُوَّتِكَ وَ إِنْ هَلَلْتُكَ فَبِقُدْرَتِكَ وَ إِنْ نَظَرْتُ فَإِلَی رَحْمَتِكَ وَ إِنْ عَضَضْتُ فَعَلَی نِعْمَتِكَ إِلَهِی إِنَّهُ مَنْ لَمْ یَشْغَلْهُ الْوُلُوعُ بِذِكْرِكَ وَ لَمْ یَزْوِهِ السَّفَرُ بِقُرْبِكَ كَانَتْ حَیَاتُهُ عَلَیْهِ مِیتَةً وَ مِیتَتُهُ عَلَیْهِ حَسْرَةً إِلَهِی تَنَاهَتْ أَبْصَارُ النَّاظِرِینَ إِلَیْكَ بِسَرَائِرِ الْقُلُوبِ وَ طَالَعَتْ أَصْغَی السَّامِعِینَ لَكَ نَجِیَّاتِ الصُّدُورِ فَلَمْ یَلْقَ أَبْصَارَهُمْ رَدٌّ دُونَ مَا یُرِیدُونَ هَتَكْتَ
ص: 95
بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ حُجُبَ الْغَفْلَةِ فَسَكَنُوا فِی نُورِكَ وَ تَنَفَّسُوا بِرَوْحِكَ فَصَارَتْ قُلُوبُهُمْ مَغَارِساً لِهَیْبَتِكَ وَ أَبْصَارُهُمْ مَآكِفاً لِقُدْرَتِكَ وَ قَرَّبْتَ أَرْوَاحَهُمْ مِنْ قُدْسِكَ فَجَالَسُوا اسْمَكَ بِوَقَارِ الْمُجَالَسَةِ وَ خُضُوعِ الْمُخَاطَبَةِ فَأَقْبَلْتَ إِلَیْهِمْ إِقْبَالَ الشَّفِیقِ وَ أَنْصَتَّ لَهُمْ إِنْصَاتَ
الرَّفِیقِ وَ أَجَبْتَهُمْ إِجَابَاتِ الْأَحِبَّاءِ وَ نَاجَیْتَهُمْ مُنَاجَاةَ الْأَخِلَّاءِ فَبَلِّغْ بِیَ الْمَحَلَّ الَّذِی إِلَیْهِ وَصَلُوا وَ انْقُلْنِی مِنْ ذِكْرِی إِلَی ذِكْرِكَ وَ لَا تَتْرُكْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَلَكُوتِ عِزِّكَ بَاباً إِلَّا فَتَحْتَهُ وَ لَا حِجَاباً مِنْ حُجُبِ الْغَفْلَةِ إِلَّا هَتَكْتَهُ حَتَّی تُقِیمَ رُوحِی بَیْنَ ضِیَاءِ عَرْشِكَ وَ تَجْعَلَ لَهَا مَقَاماً نُصْبَ نُورِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إِلَهِی مَا أَوْحَشَ طَرِیقاً لَا یَكُونُ رَفِیقِی فِیهِ أَمَلِی فِیكَ وَ أَبْعَدَ سَفَراً لَا یَكُونُ رَجَائِی مِنْهُ دَلِیلِی مِنْكَ خَابَ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِ غَیْرِكَ وَ ضَعُفَ رُكْنُ مَنِ اسْتَنَدَ إِلَی غَیْرِ رُكْنِكَ فَیَا مُعَلِّمَ مُؤَمِّلِیهِ الْأَمَلَ فَیُذْهِبُ عَنْهُمْ كَآبَةَ الْوَجَلِ لَا تَحْرِمْنِی صَالِحَ الْعَمَلِ وَ اكْلَأْنِی كِلَاءَةَ مَنْ فَارَقَتْهُ الْحِیَلُ فَكَیْفَ یَلْحَقُ مُؤَمِّلِیكَ ذُلُّ الْفَقْرِ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ عَنْ مَضَارِّ الْمُذْنِبِینَ إِلَهِی وَ إِنَّ كُلَّ حَلَاوَةٍ مُنْقَطِعَةٌ وَ حَلَاوَةَ الْإِیمَانِ تَزْدَادُ حَلَاوَتُهَا اتِّصَالًا بِكَ إِلَهِی وَ إِنَّ قَلْبِی قَدْ بَسَطَ أَمَلَهُ فِیكَ فَأَذِقْهُ مِنْ حَلَاوَةِ بَسْطِكَ إِیَّاهُ الْبُلُوغَ لِمَا أَمَّلَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إِلَهِی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ یَعْرِفُكَ كُنْهَ مَعْرِفَتِكَ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَسْلُكَهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ فِتْنَةٍ أَعَذْتَ بِهَا أَحِبَّاءَكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إِلَهِی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِینِ الَّذِی قَدْ تَحَیَّرَ فِی رَجَاهُ فَلَا یَجِدُ مَلْجَأً وَ لَا مَسْنَداً یَصِلُ بِهِ إِلَیْكَ وَ لَا یُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَیْكَ إِلَّا بِكَ وَ بِأَرْكَانِكَ وَ مَقَامَاتِكَ الَّتِی لَا تَعْطِیلَ لَهَا مِنْكَ فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی ظَهَرْتَ بِهِ لِخَاصَّةِ أَوْلِیَائِكَ فَوَحَّدُوكَ وَ عَرَفُوكَ فَعَبَدُوكَ بِحَقِیقَتِكَ أَنْ تُعَرِّفَنِی نَفْسَكَ لِأُقِرَّ لَكَ بِرُبُوبِیَّتِكَ عَلَی حَقِیقَةِ الْإِیمَانِ بِكَ وَ لَا تَجْعَلْنِی یَا إِلَهِی مِمَّنْ یَعْبُدُ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنَی وَ الْحَظْنِی بِلَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِكَ تَنَوَّرْ بِهَا قَلْبِی بِمَعْرِفَتِكَ خَاصَّةً وَ مَعْرِفَةِ أَوْلِیَائِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
«13»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مُنَاجَاةُ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هِیَ
ص: 96
مُنَاجَاةُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ علیهم السلام كَانُوا یَدْعُونَ بِهَا فِی شَهْرِ شَعْبَانَ رِوَایَةُ ابْنِ خَالَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ [وَ اسْمَعْ نِدَائِی إِذَا نَادَیْتُكَ وَ اسْمَعْ دُعَائِی إِذَا دَعَوْتُكَ] وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ إِذَا نَاجَیْتُكَ فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَیْكَ وَ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ مُسْتَكِیناً لَكَ مُتَضَرِّعاً إِلَیْكَ رَاجِیاً لِمَا لَدَیْكَ تَرَانِی وَ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی وَ تُخْبِرُ حَاجَتِی وَ تَعْرِفُ ضَمِیرِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ وَ مَا أُرِیدُ أَنْ أُبْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِی وَ أَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتِی وَ أَرْجُوهُ لِعَاقِبَةِ أَمْرِی (1)
وَ قَدْ جَرَتْ مَقَادِیرُكَ عَلَیَّ یَا سَیِّدِی فِیمَا یَكُونُ مِنِّی إِلَی آخِرِ عُمُرِی مِنْ سَرِیرَتِی وَ عَلَانِیَتِی وَ بِیَدِكَ لَا بِیَدِ غَیْرِكَ زِیَادَتِی وَ نَقْصِی وَ نَفْعِی وَ ضُرِّی إِلَهِی إِنْ حَرَمْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْزُقُنِی وَ إِنْ خَذَلْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُنِی إِلَهِی أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ حُلُولِ سَخَطِكَ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ غَیْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَیَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ إِلَهِی كَأَنِّی بِنَفْسِی وَاقِفَةٌ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ قَدْ أَظَلَّهَا حُسْنُ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ فَفَعَلْتَ (2)
مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ تَغَمَّدْتَنِی بِعَفْوِكَ إِلَهِی فَإِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَی مِنْكَ بِذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا أَجَلِی وَ لَمْ یُدْنِنِی مِنْكَ عَمَلِی فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِقْرَارَ بِالذَّنْبِ إِلَیْكَ وَسِیلَتِی إِلَهِی قَدْ جُرْتُ عَلَی نَفْسِی فِی النَّظَرِ لَهَا فَلَهَا الْوَیْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَهَا إِلَهِی لَمْ یَزَلْ بِرُّكَ عَلَیَّ أَیَّامَ حَیَاتِی فَلَا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّی فِی مَمَاتِی وَ أَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِی إِلَّا الْجَمِیلَ فِی حَیَاتِی إِلَهِی تَوَلَّ مِنْ أَمْرِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلَی مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ إِلَهِی قَدْ سَتَرْتَ عَلَیَّ ذُنُوباً فِی الدُّنْیَا وَ أَنَا أَحْوَجُ إِلَی سَتْرِهَا عَلَیَّ مِنْكَ فِی الْأُخْرَی إِلَهِی قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَیَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْهَا لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ فَلَا تَفْضَحْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ إِلَهِی جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِی وَ عَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِی إِلَهِی فَسُرَّنِی بِلِقَائِكَ یَوْمَ تَقْضِی فِیهِ بَیْنَ عِبَادِكَ إِلَهِی اعْتِذَارِی إِلَیْكَ اعْتِذَارُ مَنْ لَمْ یَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ فَاقْبَلْ عُذْرِی یَا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ الْمُسِیئُونَ إِلَهِی لَا تَرُدَّ حَاجَتِی وَ لَا تُخَیِّبْ
ص: 97
طَمَعِی وَ لَا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِی وَ أَمَلِی إِلَهِی لَوْ أَرَدْتَ هَوَانِی لَمْ تَهْدِنِی وَ لَوْ أَرَدْتَ فَضِیحَتِی لَمْ تُعَافِنِی إِلَهِی مَا أَظُنُّكَ تَرُدُّنِی فِی حَاجَةٍ(1) قَدْ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِی طَلَبِهَا مِنْكَ إِلَهِی فَلَكَ الْحَمْدُ أَبَداً أَبَداً دَائِماً سَرْمَداً یَزِیدُ وَ لَا یَبِیدُ كَمَا تُحِبُّ فَتَرْضَی.
إِلَهِی إِنْ أَخَذْتَنِی بِجُرْمِی أَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ وَ إِنْ أَخَذْتَنِی بِذُنُوبِی أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَ إِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ أَعْلَمْتُ أَهْلَهَا أَنِّی أُحِبُّكَ إِلَهِی إِنْ كَانَ صَغُرَ فِی جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِی فَقَدْ كَبُرَ فِی جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِی إِلَهِی كَیْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَیْبَةِ مَحْرُوماً وَ قَدْ كَانَ حُسْنُ ظَنِّی بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِی بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً إِلَهِی وَ قَدْ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِی شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ وَ أَبْلَیْتُ شَبَابِی فِی سَكْرَةِ التَّبَاعُدِ مِنْكَ إِلَهِی فَلَمْ أَسْتَیْقِظْ أَیَّامَ اغْتِرَارِی بِكَ وَ رُكُوبِی إِلَی سَبِیلِ سَخَطِكَ إِلَهِی وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدَیْكَ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیْكَ مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَیْكَ.
إِلَهِی أَنَا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إِلَیْكَ (2) مِمَّا كُنْتُ أُوَاجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْیَائِی مِنْ نَظَرِكَ وَ أَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ إِلَهِی لَمْ یَكُنْ لِی حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِیَتِكَ إِلَّا فِی وَقْتٍ أَیْقَظْتَنِی لِمَحَبَّتِكَ فَكَمَا أَرَدْتَ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ فَشَكَرْتُكَ بِإِدْخَالِی فِی كَرَمِكَ وَ لِتَطْهِیرِ قَلْبِی مِنْ أَوْسَاخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
إِلَهِی انْظُرْ إِلَیَّ نَظَرَ مَنْ نَادَیْتَهُ فَأَجَابَكَ وَ اسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطَاعَكَ یَا قَرِیباً لَا یَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ وَ یَا جَوَاداً لَا یَبْخَلُ عَمَّنْ رَجَا ثَوَابَهُ إِلَهِی هَبْ لِی قَلْباً یُدْنِیهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَ لِسَاناً یَرْفَعُهُ إِلَیْكَ صِدْقُهُ وَ نَظَراً یُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ إِلَهِی إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَیْرُ مَجْهُولٍ وَ مَنْ لَاذَ بِكَ غَیْرُ مَخْذُولٍ وَ مَنْ أَقْبَلْتَ عَلَیْهِ غَیْرُ مَمْلُولٍ إِلَهِی إِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِیرٌ وَ إِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِیرٌ وَ قَدْ لُذْتُ بِكَ یَا سَیِّدِی (3) فَلَا تُخَیِّبَنَّ ظَنِّی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَحْجُبْنِی عَنْ رَأْفَتِكَ إِلَهِی أَقِمْنِی فِی أَهْلِ وَلَایَتِكَ مُقَامَ [مَنْ] رَجَا الزِّیَادَةَ(4) مِنْ مَحَبَّتِكَ إِلَهِی وَ أَلْهِمْنِی وَلَهاً بِذِكْرِكَ إِلَی
ص: 98
ذِكْرِكَ وَ همنی [اجْعَلْ هِمَّتِی] إِلَی رَوْحِ نَجَاحِ أَسْمَائِكَ وَ مَحَلِّ قُدْسِكَ إِلَهِی بِكَ عَلَیْكَ إِلَّا أَلْحَقْتَنِی بِمَحَلِّ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ الْمَثْوَی الصَّالِحِ مِنْ مَرْضَاتِكَ فَإِنِّی لَا أَقْدِرُ لِنَفْسِی دَفْعاً وَ لَا أَمْلِكُ لَهَا نَفْعاً.
إِلَهِی أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِیفُ الْمُذْنِبُ وَ مَمْلُوكُكَ الْمُنِیبُ الْمُغِیثُ فَلَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَ حَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ إِلَهِی هَبْ لِی كَمَالَ الِانْقِطَاعِ إِلَیْكَ وَ أَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِیَاءِ نَظَرِهَا إِلَیْكَ حَتَّی تَخْرِقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَی مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَ تَصِیرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ إِلَهِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ
نَادَیْتَهُ فَأَجَابَكَ وَ لَاحَظْتَهُ فَصَعِقَ بِجَلَالِكَ فَنَاجَیْتَهُ سِرّاً وَ عَمِلَ لَكَ جَهْراً إِلَهِی لَمْ أُسَلِّطْ عَلَی حُسْنِ ظَنِّی قُنُوطَ الْإِیَاسِ وَ لَا انْقَطَعَ رَجَائِی مِنْ جَمِیلِ كَرَمِكَ إِلَهِی إِنْ كَانَتِ الْخَطَایَا قَدْ أَسْقَطَتْنِی لَدَیْكَ فَاصْفَحْ عَنِّی بِحُسْنِ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ إِلَهِی إِنْ حَطَّتْنِی الذُّنُوبُ مِنْ مَكَارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِی الْیَقِینُ إِلَی كَرَمِ عَطْفِكَ إِلَهِی إِنْ أَنَامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِی الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلَائِكَ إِلَهِی إِنْ دَعَانِی إِلَی النَّارِ عَظِیمُ عِقَابِكَ فَقَدْ دَعَانِی إِلَی الْجَنَّةِ جَزِیلُ ثَوَابِكَ إِلَهِی فَلَكَ أَسْأَلُ وَ إِلَیْكَ أَبْتَهِلُ وَ أَرْغَبُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ یُدِیمُ ذِكْرَكَ وَ لَا یَنْقُضُ عَهْدَكَ وَ لَا یَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ وَ لَا یَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ إِلَهِی وَ أَتْحِفْنِی بِنُورِ عِزِّكَ الْأَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عَارِفاً وَ عَنْ سِوَاكَ مُنْحَرِفاً وَ مِنْكَ خَائِفاً مُتَرَقِّباً یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ.
«14»- لد، [بلد الأمین] مُنَاجَاةُ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ مَرْوِیَّةً عَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ:
إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الدُّنْیَا أَثَرِی وَ امْتَحَی مِنَ الْمَخْلُوقِینَ ذِكْرِی وَ صِرْتُ فِی الْمَنْسِیِّینَ كَمَنْ قَدْ نُسِیَ إِلَهِی كَبِرَتْ سِنِّی وَ رَقَّ جِلْدِی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ نَالَ الدَّهْرُ مِنِّی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ نَفِدَتْ أَیَّامِی وَ ذَهَبَتْ
ص: 99
شَهَوَاتِی وَ بَقِیَتْ تَبِعَاتِی.
إِلَهِی ارْحَمْنِی إِذَا تَغَیَّرَتْ صُورَتِی وَ امْتَحَتْ مَحَاسِنِی وَ بَلِیَ جِسْمِی وَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالِی وَ تَفَرَّقَتْ أَعْضَائِی إِلَهِی أَفْحَمَتْنِی ذُنُوبِی وَ قَطَعَتْ (1) مَقَالَتِی فَلَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ فَأَنَا الْمُقِرُّ بِجُرْمِی الْمُعْتَرِفُ بِإِسَاءَتِی الْأَسِیرُ بِذَنْبِی الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِی الْمُتَهَوِّرُ فِی بُحُورِ خَطِیئَتِی الْمُتَحَیِّرُ عَنْ قَصْدِی الْمُنْقَطَعُ بِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنِّی یَا كَرِیمُ بِفَضْلِكَ إِلَهِی إِنْ كَانَ صَغُرَ فِی جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِی فَقَدْ كَبُرَ فِی جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِی إِلَهِی كَیْفَ أَنْقَلِبُ بِالْخَیْبَةِ مِنْ عِنْدِكَ مَحْرُوماً وَ كَانَ ظَنِّی بِكَ وَ بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِی بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً إِلَهِی لَمْ أُسَلِّطْ عَلَی حُسْنِ ظَنِّی قُنُوطَ الْآیِسِینَ فَلَا تُبْطِلْ صِدْقَ رَجَائِی لَكَ بَیْنَ الْآمِلِینَ إِلَهِی عَظُمَ جُرْمِی إِذْ كُنْتَ الْمُبَارَزَ بِهِ وَ كَبُرَ ذَنْبِی إِذْ كُنْتَ الْمُطَالِبَ بِهِ إِلَّا أَنِّی إِذَا ذَكَرْتُ كَبِیرَ جُرْمِی وَ عَظِیمَ غُفْرَانِكَ وَجَدْتُ الْحَاصِلَ لِی مِنْ بَیْنِهِمَا عَفْوَ رِضْوَانِكَ إِلَهِی إِنْ دَعَانِی إِلَی النَّارِ بِذَنْبِی مَخْشِیُّ عِقَابِكَ فَقَدْ نَادَانِی إِلَی الْجَنَّةِ بِالرَّجَاء حُسْنُ ثَوَابِكَ إِلَهِی إِنْ أَوْحَشَتْنِی الْخَطَایَا عَنْ مَحَاسِنِ لُطْفِكَ فَقَدْ آنَسَتْنِی بِالْیَقِینِ مَكَارِمُ عَطْفِكَ إِلَهِی إِنْ أَنَامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ أَنْبَهَتْنِی الْمَعْرِفَةُ یَا سَیِّدِی بِكَرِیمِ آلَائِكَ إِلَهِی إِنْ عَزَبَ لُبِّی عَنْ تَقْوِیمِ مَا یُصْلِحُنِی فَمَا عَزَبَ إِیقَانِی بِنَظَرِكَ لِی فِیمَا یَنْفَعُنِی إِلَهِی إِنِ انْقَرَضَتْ بِغَیْرِ مَا أَحْبَبْتَ مِنَ السَّعْیِ أَیَّامِی فَبِالْإِیمَانِ أَمْضَتْهَا الْمَاضِیَاتُ (2) مِنْ أَعْوَامِی إِلَهِی جِئْتُكَ مَلْهُوفاً قَدْ أُلْبِسْتُ عَدَمَ فَاقَتِی وَ أَقَامَنِی مُقَامَ الْأَذِلَّاءِ بَیْنَ یَدَیْكَ ضُرُّ حَاجَتِی إِلَهِی كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِی إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَاخْلِطْنِی بِأَهْلِ نَوَالِكَ إِلَهِی مَسْكَنَتِی لَا یَجْبُرُهَا إِلَّا عَطَاؤُكَ وَ أُمْنِیَّتِی لَا یُغْنِیهَا إِلَّا جَزَاؤُكَ إِلَهِی أَصْبَحْتُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لِسِوَاكَ بِالْمَسْأَلَةِ عَادِلًا وَ لَیْسَ مِنْ جَمِیلِ امْتِنَانِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَلْهُوفٍ
ص: 100
وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ خَیْرِكَ الْمَأْلُوفِ.
إِلَهِی أَقَمْتُ عَلَی قَنْطَرَةٍ مِنْ قَنَاطِرِ الْأَخْطَارِ مَبْلُوّاً بِالْأَعْمَالِ وَ الِاعْتِبَارِ فَأَنَا الْهَالِكُ إِنْ لَمْ تُعِنْ عَلَیْنَا بِتَخْفِیفِ الْأَثْقَالِ إِلَهِی أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِی فَأُطِیلَ بُكَائِی أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِی فَأَنْشُرَ رَجَائِی إِلَهِی إِنْ حَرَمْتَنِی رُؤْیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِی دَارِ السَّلَامِ وَ أَعْدَمْتَنِی تَطْوَافَ الْوُصَفَاءِ مِنَ الْخُدَّامِ وَ صَرَفْتَ وَجْهَ تَأْمِیلِی بِالْخَیْبَةِ فِی دَارِ الْمُقَامِ فَغَیْرَ ذَلِكَ مَنَّتْنِی نَفْسِی مِنْكَ یَا ذَا الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ إِلَهِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ قَرَنْتَنِی فِی الْأَصْفَادِ طُولَ الْأَیَّامِ وَ مَنَعْتَنِی سَیْبَكَ مِنْ بَیْنِ الْأَنَامِ وَ حُلْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْكِرَامِ مَا قَطَعْتُ رَجَائِی مِنْكَ وَ لَا صَرَفْتُ وَجْهَ انْتِظَارِی لِلْعَفْوِ عَنْكَ إِلَهِی لَوْ لَمْ تَهْدِنِی إِلَی الْإِسْلَامِ مَا اهْتَدَیْتُ وَ لَوْ لَمْ تَرْزُقْنِی الْإِیمَانَ بِكَ مَا آمَنْتُ وَ لَوْ لَمْ تُطْلِقْ لِسَانِی بِدُعَائِكَ مَا دَعَوْتُ وَ لَوْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِكَ مَا عَرَفْتُ وَ لَوْ لَمْ تُبَیِّنْ لِی شَدِیدَ عِقَابِكَ مَا اسْتَجَرْتُ.
إِلَهِی أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ وَ هُوَ التَّوْحِیدُ وَ لَمْ أَعْصِكَ فِی أَبْغَضِ الْأَشْیَاءِ وَ هُوَ الْكُفْرُ فَاغْفِرْ لِی مَا بَیْنَهُمَا إِلَهِی أُحِبُّ طَاعَتَكَ وَ إِنْ قَصَّرْتُ عَنْهَا وَ أَكْرَهُ مَعْصِیَتَكَ وَ إِنْ رَكِبْتُهَا فَتَفَضَّلْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا وَ خَلِّصْنِی مِنَ النَّارِ وَ إِنِ اسْتَوْجَبْتُهَا إِلَهِی إِنْ أَقْعَدَنِی (1) الذُّنُوبُ عَنِ السَّبْقِ مَعَ الْأَبْرَارِ فَقَدْ أَقَامَتْنِی الثِّقَةُ بِكَ عَلَی مَدَارِجِ الْأَخْیَارِ إِلَهِی قَلْبٌ حَشَوْتُهُ مِنْ مَحَبَّتِكَ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَیْفَ تَطَّلِعُ عَلَیْهِ نَارٌ مُحْرِقَةٌ فِی لَظَی إِلَهِی نَفْسٌ أَعْزَزْتَهَا بِتَأْیِیدِ إِیمَانِكَ كَیْفَ تُذِلُّهَا بَیْنَ أَطْبَاقِ نِیرَانِكَ إِلَهِی لِسَانٌ كَسَوْتَهُ مِنْ تَمَاجِیدِكَ أَنْیَقَ أَثْوَابِهَا كَیْفَ تَهْوِی إِلَیْهِ مِنَ النَّارِ مُشْتَعِلَاتُ الْتِهَابِهَا إِلَهِی كُلُّ مَكْرُوبٍ إِلَیْكَ یَلْتَجِئُ وَ كُلُّ مَحْزُونٍ إِیَّاكَ یَرْتَجِی إِلَهِی سَمِعَ الْعَابِدُونَ بِجَزِیلِ ثَوَابِكَ فَخَشَعُوا وَ سَمِعَ الزَّاهِدُونَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ فَقَنِعُوا وَ سَمِعَ الْمُوَلُّونَ عَنِ الْقَصْدِ بِجُودِكَ فَرَجَعُوا وَ سَمِعَ الْمُجْرِمُونَ بِسَعَةِ غُفْرَانِكَ فَطَمِعُوا وَ سَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِكَرَمِ عَفْوِكَ وَ فَضْلِ عَوَارِفِكَ فَرَغِبُوا حَتَّی ازْدَحَمَتْ
ص: 101
مَوْلَایَ بِبَابِكَ عَصَائِبُ الْعُصَاةِ مِنْ عِبَادِكَ وَ عَجَّتْ إِلَیْكَ مِنْهُمْ عَجِیجَ الضَّجِیجِ بِالدُّعَاءِ فِی بِلَادِكَ وَ لِكُلٍّ أَمَلٌ قَدْ سَاقَ صَاحِبَهُ إِلَیْكَ مُحْتَاجاً وَ قَلْبٌ تَرَكَهُ وَجِیبُ خَوْفِ الْمَنْعِ مِنْكَ مُهْتَاجاً وَ أَنْتَ الْمَسْئُولُ الَّذِی لَا تَسْوَدُّ لَدَیْهِ وُجُوهُ الْمُطَالِبِ وَ لَمْ تزرأ [تَرْزَأْ] بِتَنْزِیلِهِ فَظِیعَاتُ الْمَعَاطِبِ إِلَهِی إِنْ أَخْطَأْتُ طَرِیقَ النَّظَرِ لِنَفْسِی بِمَا فِیهِ كَرَامَتُهَا فَقَدْ أَصَبْتُ طَرِیقَ الْفَزَعِ إِلَیْكَ بِمَا فِیهِ سَلَامَتُهَا إِلَهِی إِنْ كَانَتْ نَفْسِی اسْتَسْعَدَتْنِی مُتَمَرِّدَةً عَلَی مَا یُرْدِیهَا فَقَدِ اسْتَسْعَدْتُهَا الْآنَ بِدُعَائِكَ عَلَی مَا یُنْجِیهَا إِلَهِی إِنْ عَدَانِی الِاجْتِهَادُ فِی ابْتِغَاءِ مَنْفَعَتِی فَلَمْ یَعِدْنِی بِرُّكَ بِی فِیمَا فِیهِ مَصْلَحَتِی إِلَهِی إِنْ بسطت [قَسَطْتُ] فِی الْحُكْمِ عَلَی نَفْسِی بِمَا فِیهِ حَسْرَتُهَا فَقَدْ أَقْسَطْتُ الْآنَ بِتَعْرِیفِی إِیَّاهَا مِنْ رَحْمَتِكَ إِشْفَاقَ رَأْفَتِكَ إِلَهِی إِنْ أَحْجَمَ بِی قِلَّةُ الزَّادِ فِی الْمَسِیرِ إِلَیْكَ فَقَدْ وَصَلْتُهُ الْآنَ بِذَخَائِرِ مَا أَعْدَدْتُهُ مِنْ فَضْلِ تَعْوِیلِی عَلَیْكَ إِلَهِی إِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ضَحِكَتْ إِلَیْهَا وُجُوهُ وَسَائِلِی وَ إِذَا ذَكَرْتُ سَخَطَكَ بَكَتْ لَهَا عُیُونُ مَسَائِلِی إِلَهِی فَأَفِضْ بِسَجْلٍ مِنْ سِجَالِكَ عَلَی عَبْدٍ آیِسٍ (1)
قَدْ أَتْلَفَهُ الظَّمَأُ وَ أَحَاطَ بِخَیْطِ جِیدِهِ كَلَالُ الْوَنَی إِلَهِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ لَمْ یَرْجُ غَیْرَكَ بِدُعَائِهِ وَ أَرْجُوكَ رَجَاءَ مَنْ لَمْ یَقْصِدْ غَیْرَكَ بِرَجَائِهِ إِلَهِی كَیْفَ أَرُدُّ عَارِضَ تَطَلُّعِی إِلَی نَوَالِكَ وَ إِنَّمَا أَنَا فِی اسْتِرْزَاقِی لِهَذَا الْبَدَنِ أَحَدُ عِیَالِكَ إِلَهِی كَیْفَ أُسْكِتُ بِالْإِفْحَامِ لِسَانَ ضَرَاعَتِی وَ قَدْ أغلقنی [أَقْلَقَنِی] مَا أُبْهِمَ عَلَیَّ مِنْ مَصِیرِ عَاقِبَتِی إِلَهِی قَدْ عَلِمْتَ حَاجَةَ
نَفْسِی إِلَی مَا تَكَفَّلْتَ لَهَا بِهِ مِنَ الرِّزْقِ فِی حَیَاتِی وَ عَرَفْتَ قِلَّةَ اسْتِغْنَائِی عَنْهُ مِنَ الْجَنَّةِ بَعْدَ وَفَاتِی فَیَا مَنْ سَمَحَ لِی بِهِ مُتَفَضِّلًا فِی الْعَاجِلِ لَا تَمْنَعْنِیهِ یَوْمَ فَاقَتِی إِلَیْهِ فِی الْآجِلِ فَمِنْ شَوَاهِدِ نَعْمَاءِ الْكَرِیمِ اسْتِتْمَامُ نَعْمَائِهِ وَ مِنْ مَحَاسِنِ آلَاءِ الْجَوَادِ اسْتِكْمَالُ آلَائِهِ إِلَهِی لَوْ لَا مَا جَهِلْتُ مِنْ أَمْرِی مَا شَكَوْتُ عَثَرَاتِی وَ لَوْ لَا مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْإِفْرَاطِ(2)
مَا سَفَحْتُ عَبَرَاتِی إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْحُ مُثْبَتَاتِ الْعَثَرَاتِ
ص: 102
بِمُرْسَلَاتِ الْعَبَرَاتِ وَ هَبْ لِی كَثِیرَ السَّیِّئَاتِ لِقَلِیلِ الْحَسَنَاتِ.
إِلَهِی إِنْ كُنْتَ لَا تَرْحَمُ إِلَّا الْمُجِدِّینَ فِی طَاعَتِكَ فَإِلَی مَنْ یَفْزَعُ الْمُقَصِّرُونَ وَ إِنْ كُنْتَ لَا تَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْمُجْتَهِدِینَ فَإِلَی مَنْ یَلْتَجِئُ الْمُفَرِّطُونَ (1)
وَ إِنْ كُنْتَ لَا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْإِحْسَانِ فَكَیْفَ یَصْنَعُ الْمُسِیئُونَ وَ إِنْ كَانَ لَا یَفُوزُ یَوْمَ الْحَشْرِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ فَبِمَنْ یَسْتَغِیثُ الْمُذْنِبُونَ (2) إِلَهِی إِنْ كَانَ لَا یَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ أَجَازَتْهُ بَرَاءَةُ عَمَلِهِ فَأَنَّی بِالْجَوَازِ لِمَنْ لَمْ یَتُبْ إِلَیْكَ قَبْلَ انْقِضَاءِ أَجَلِهِ إِلَهِی إِنْ لَمْ تَجُدْ إِلَّا عَلَی مَنْ عَمَّرَ بِالزُّهْدِ مَكْنُونَ سَرِیرَتِهِ فَمَنْ لِلْمُضْطَرِّ الَّذِی لَمْ یَرْضَهُ بَیْنَ الْعَالَمِینَ سَعْیُ نَقِیبَتِهِ إِلَهِی إِنْ حَجَبْتَ عَنْ مُوَحِّدِیكَ نَظَرَ تَغَمُّدِكَ لِجِنَایَاتِهِمْ أَوْقَعَهُمْ غَضَبُكَ بَیْنَ الْمُشْرِكِینَ فِی كُرُبَاتِهِمْ إِلَهِی إِنْ لَمْ تَنَلْنَا یَدُ إِحْسَانِكَ یَوْمَ الْوُرُودِ اخْتَلَطْنَا فِی الْجَزَاءِ بِذَوِی الْجُحُودِ اللَّهُمَّ فَأَوْجِبْ لَنَا بِالْإِسْلَامِ مَذْخُورَ هِبَاتِكَ وَ اسْتَصْفِ مَا كَدَّرَتْهُ الْجَرَائِرُ مِنَّا بِصَفْوِ صِلَاتِكَ إِلَهِی ارْحَمْنَا غُرَبَاءَ إِذَا تَضَمَّنَتْنَا بُطُونُ لُحُودِنَا وَ غُمِّیَتْ بِاللِّبْنِ سُقُوفُ بُیُوتِنَا وَ أُضْجِعْنَا مَسَاكِینَ عَلَی الْإِیمَانِ فِی قُبُورِنَا وَ خُلِّفْنَا فُرَادَی فِی أَضْیَقِ الْمَضَاجِعِ وَ صَرَعَتْنَا الْمَنَایَا فِی أَعْجَبِ الْمَصَارِعِ وَ صِرْنَا فِی دَارِ قَوْمٍ كَأَنَّهَا مَأْهُولَةٌ وَ هِیَ مِنْهُمْ بَلَاقِعُ إِلَهِی إِذَا جِئْنَاكَ عُرَاةً حُفَاةً مُغْبَرَّةً مِنْ ثَرَی الْأَجْدَاثِ رُءُوسُنَا وَ شَاحِبَةً مِنْ تُرَابِ الْمَلَاحِیدِ وُجُوهُنَا(3) وَ خَاشِعَةً مِنْ أَفْزَاعِ الْقِیَامَةِ أَبْصَارُنَا وَ ذَابِلَةً مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ شِفَاهُنَا وَ جَائِعَةً لِطُولِ الْمُقَامِ بُطُونُنَا وَ بَادِیَةً هُنَالِكَ لِلْعُیُونِ سَوْآتُنَا وَ مُوقَرَةً مِنْ ثِقْلِ الْأَوْزَارِ ظُهُورُنَا وَ مَشْغُولِینَ بِمَا قَدْ دَهَانَا عَنْ أَهَالِینَا وَ أَوْلَادِنَا فَلَا تُضَعِّفِ الْمَصَائِبَ عَلَیْنَا بِإِعْرَاضِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنَّا وَ سَلْبِ عَائِدَةِ مَا مَثَّلَهُ الرَّجَاءُ مِنَّا.
إِلَهِی مَا حَنَّتْ هَذِهِ الْعُیُونُ إِلَی بُكَائِهَا وَ لَا جَادَتْ مُتَشَرِّبَةً بِمَائِهَا وَ لَا أَسْهَدَهَا بِنَحِیبِ الثَّاكِلَاتِ فَقْدُ عَزَائِهَا إِلَّا لِمَا أَسْلَفَتْهُ مِنْ عَمْدِهَا وَ خَطَائِهَا وَ مَا دَعَاهَا إِلَیْهِ
ص: 103
عَوَاقِبُ بَلَائِهَا وَ أَنْتَ الْقَادِرُ یَا عَزِیزُ عَلَی كَشْفِ غَمَّائِهَا.
إِلَهِی إِنْ كُنَّا مُجْرِمِینَ فَإِنَّا نَبْكِی عَلَی إِضَاعَتِنَا مِنْ حُرْمَتِكَ مَا تَسْتَوْجِبُهُ وَ إِنْ كُنَّا مَحْرُومِینَ فَإِنَّا نَبْكِی إِذْ فَاتَنَا مِنْ جُودِكَ مَا نَطْلُبُهُ إِلَهِی شُبْ حَلَاوَةَ مَا یَسْتَعْذِبُهُ لِسَانِی مِنَ النُّطْقِ فِی بَلَاغَتِهِ بِزَهَادَةِ مَا یَعْرِفُهُ قَلْبِی مِنَ النُّصْحِ فِی دَلَالَتِهِ.
إِلَهِی أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْتَ أَوْلَی بِهِ مِنَ الْمَأْمُورِینَ وَ أَمَرْتَ بِصِلَةِ السُّؤَالِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمَسْئُولِینَ إِلَهِی كَیْفَ یَنْقُلُ بِنَا الْیَأْسُ إِلَی الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَهِجْنَا بِطِلَابِهِ وَ قَدِ ادَّرَعْنَا مِنْ تَأْمِیلِنَا إِیَّاكَ أَسْبَغَ أَثْوَابِهِ إِلَهِی إِذَا هَزَّتِ الرَّهْبَةُ أَفْنَانَ مَخَافَتِنَا انْقَلَعَتْ مِنَ الْأُصُولِ أَشْجَارُهَا وَ إِذَا تَنَسَّمَتْ أَرْوَاحُ الرَّغْبَةِ مِنَّا أَغْصَانَ رَجَائِنَا أَیْنَعَتْ بِتَلْقِیحِ الْبِشَارَةِ أَثْمَارُهَا إِلَهِی إِذَا تَلَوْنَا مِنْ صِفَاتِكَ شَدِیدَ الْعِقَابِ أَسِفْنَا وَ إِذَا تَلَوْنَا مِنْهَا الْغَفُورَ الرَّحِیمَ فَرِحْنَا فَنَحْنُ بَیْنَ أَمْرَیْنِ فَلَا سَخَطُكَ تُؤْمِنُنَا وَ لَا رَحْمَتُكَ تُؤْیِسُنَا إِلَهِی إِنْ قَصُرَتْ مَسَاعِینَا عَنِ اسْتِحْقَاقِ نَظْرَتِكَ فَمَا قَصُرَتْ رَحْمَتُكَ بِنَا عَنْ دِفَاعِ نَقِمَتِكَ إِلَهِی إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ عَلَیْنَا بِحُظُوظِ صَنَائِعِكَ مُنْعِماً وَ لَنَا مِنْ بَیْنِ الْأَقَالِیمِ مُكْرِماً وَ تِلْكَ عَادَتُكَ اللَّطِیفَةُ فِی أَهْلِ الْخِیفَةِ فِی سَالِفَاتِ الدُّهُورِ وَ غَابِرَاتِهَا وَ خَالِیَاتِ اللَّیَالِی وَ بَاقِیَاتِهَا إِلَهِی اجْعَلْ مَا حَبَوْتَنَا بِهِ مِنْ نُورِ هِدَایَتِكَ دَرَجَاتٍ نَرْقَی بِهَا إِلَی مَا عَرَّفْتَنَا مِنْ جَنَّتِكَ إِلَهِی كَیْفَ تَفْرَحُ بِصُحْبَةِ الدُّنْیَا صُدُورُنَا وَ كَیْفَ تَلْتَئِمُ فِی غَمَرَاتِهَا أُمُورُنَا وَ كَیْفَ یَخْلُصُ لَنَا فِیهَا سُرُورُنَا وَ كَیْفَ یَمْلِكُنَا بِاللَّهْوِ وَ اللَّعِبِ غُرُورُنَا وَ قَدْ دَعَتْنَا بِاقْتِرَابِ الْآجَالِ قُبُورُنَا إِلَهِی كَیْفَ یُنْتَهَجُ فِی دَارٍ حُفِرَتْ لَنَا فِیهَا حَفَائِرُ صَرْعَتِهَا وَ فُتِلَتْ بِأَیْدِی الْمَنَایَا حَبَائِلُ غَدْرَتِهَا وَ جَرَّعَتْنَا مُكْرَهِینَ جُرَعَ مَرَارَتِهَا وَ دَلَّتْنَا النَّفْسُ عَلَی انْقِطَاعِ عَیْشَتِهَا لَوْ لَا مَا صَنَعَتْ (1) إِلَیْهِ هَذِهِ النُّفُوسُ مِنْ رَفَائِغِ لَذَّتِهَا وَ افْتِتَانِهَا بِالْفَانِیَاتِ مِنْ فَوَاحِشِ زِینَتِهَا إِلَهِی فَإِلَیْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدْعَتِهَا وَ بِكَ نَسْتَعِینُ عَلَی عُبُورِ قَنْطَرَتِهَا وَ بِكَ نَسْتَفْطِمُ الْجَوَارِحَ عَنْ أَخْلَافِ شَهْوَتِهَا وَ بِكَ نَسْتَكْشِفُ
ص: 104
جَلَابِیبَ حَیْرَتِهَا وَ بِكَ نُقَوِّمُ مِنَ الْقُلُوبِ اسْتِصْعَابَ جَهَالَتِهَا إِلَهِی كَیْفَ لِلدُّورِ أَنْ تَمْنَعَ مَنْ فِیهَا مِنْ طَوَارِقِ الرَّزَایَا وَ قَدْ أُصِیبَ فِی كُلِّ دَارٍ سَهْمٌ مِنْ أَسْهُمِ الْمَنَایَا إِلَهِی مَا تَتَفَجَّعُ أَنْفُسُنَا مِنَ النُّقْلَةِ عَنِ الدِّیَارِ إِنْ لَمْ تُوحِشْنَا هُنَالِكَ مِنْ مُرَافَقَةِ الْأَبْرَارِ إِلَهِی مَا تَضِیرُنَا فُرْقَةُ الْإِخْوَانِ وَ الْقَرَابَاتِ إِنْ قَرَّبْتَنَا مِنْكَ یَا ذَا الْعَطِیَّاتِ إِلَهِی مَا تَجِفُّ مِنْ مَاءِ الرَّجَاءِ مَجَارِی لَهَوَاتِنَا إِنْ لَمْ تَحُمْ طَیْرُ الْأَشَائِمِ (1) بِحِیَاضِ رَغَبَاتِنَا.
إِلَهِی إِنْ عَذَّبْتَنِی فَعَبْدٌ خَلَقْتَهُ لِمَا أَرَدْتَهُ فَعَذَّبْتَهُ وَ إِنْ رَحِمْتَنِی فَعَبْدٌ وَجَدْتَهُ مُسِیئاً فَأَنْجَیْتَهُ إِلَهِی لَا سَبِیلَ إِلَی الِاحْتِرَاسِ مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ وَ لَا وُصُولَ إِلَی عَمَلِ الْخَیْرَاتِ إِلَّا بِمَشِیَّتِكَ فَكَیْفَ لِی بِإِفَادَةِ مَا أَسْلَفَتْنِی فِیهِ مَشِیَّتُكَ وَ كَیْفَ بِالاحْتِرَاسِ مِنَ الذَّنْبِ مَا لَمْ تُدْرِكْنِی فِیهِ عِصْمَتُكَ إِلَهِی أَنْتَ دَلَلْتَنِی عَلَی سُؤَالِ الْجَنَّةِ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا فَأَقْبَلَتِ النَّفْسُ بَعْدَ الْعِرْفَانِ عَلَی مَسْأَلَتِهَا أَ فَتَدُلُّ عَلَی خَیْرِكَ السُّؤَّالَ ثُمَّ تَمْنَعُهُمُ النَّوَالَ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ الْمَحْمُودُ فِی كُلِّ مَا تَصْنَعُهُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ غَیْرَ مُسْتَوْجِبٍ لِمَا أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِكَرَمِكَ فَالْكَرِیمُ لَیْسَ یَصْنَعُ كُلَّ مَعْرُوفٍ عِنْدَ مَنْ یَسْتَوْجِبُهُ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ غَیْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِمَا أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَی الْمُذْنِبِینَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ إِلَهِی إِنْ كَانَ ذَنْبِی قَدْ أَخَافَنِی فَإِنَّ حُسْنَ ظَنِّی بِكَ قَدْ أَجَارَنِی إِلَهِی لَیْسَ تُشْبِهُ مَسْأَلَتِی مَسْأَلَةَ السَّائِلِینَ لِأَنَّ السَّائِلَ إِذَا مُنِعَ امْتَنَعَ عَنِ السُّؤَالِ وَ أَنَا لَا غَنَاءَ بِی عَمَّا سَأَلْتُكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ إِلَهِی ارْضَ عَنِّی فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنِّی فَاعْفُ عَنِّی فَقَدْ یَعْفُو السَّیِّدُ عَنْ عَبْدِهِ وَ هُوَ عَنْهُ غَیْرُ رَاضٍ إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ أَنَا أَنَا أَمْ كَیْفَ أَیْأَسُ مِنْكَ وَ أَنْتَ أَنْتَ إِلَهِی إِنَّ نَفْسِی قَائِمَةٌ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ قَدْ أَظَلَّهَا حُسْنُ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ فَصَنَعْتَ بِهَا مَا یُشْبِهُكَ وَ تَغَمَّدْتَنِی بِعَفْوِكَ إِلَهِی إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا أَجَلِی وَ لَمْ یُقَرِّبْنِی مِنْكَ عَمَلِی فَقَدْ جَعَلْتُ الِاعْتِرَافَ بِالذَّنْبِ إِلَیْكَ وَسَائِلَ عِلَلِی فَإِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَی مِنْكَ بِذَلِكَ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ
ص: 105
أَعْدَلُ مِنْكَ فِی الْحُكْمِ هُنَالِكَ إِلَهِی إِنِّی إِنْ جُرْتُ عَلَی نَفْسِی فِی النَّظَرِ لَهَا وَ بَقِیَ نَظَرُكَ لَهَا فَالْوَیْلُ لَهَا إِنْ لَمْ تَسْلَمْ بِهِ.
إِلَهِی إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ بِی بَارّاً أَیَّامَ حَیَاتِی فَلَا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّی بَعْدَ وَفَاتِی إِلَهِی كَیْفَ أَیْأَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِی بَعْدَ مَمَاتِی وَ أَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِی إِلَّا الْجَمِیلَ فِی أَیَّامِ حَیَاتِی إِلَهِی إِنَّ ذُنُوبِی قَدْ أَخَافَتْنِی وَ مَحَبَّتِی لَكَ قَدْ أَجَارَتْنِی فَتَوَلَّ مِنْ أَمْرِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلَی مَنْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ یَا مَنْ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی مَا قَدْ خَفِیَ عَلَی النَّاسِ مِنْ أَمْرِی إِلَهِی سَتَرْتَ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا ذُنُوباً وَ لَمْ تُظْهِرْهَا وَ أَنَا إِلَی سَتْرِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَحْوَجُ وَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِی إِذْ لَمْ تُظْهِرْهَا لِلْعِصَابَةِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَلَا تَفْضَحْنِی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْعَالَمِینَ إِلَهِی جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِی وَ شُكْرُكَ قَبْلَ عَمَلِی فَسُرَّنِی بِلِقَائِكَ عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِی إِلَهِی لَیْسَ اعْتِذَارِی إِلَیْكَ اعْتِذَارَ مَنْ یَسْتَغْنِی عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ فَاقْبَلْ عُذْرِی یَا خَیْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ الْمُسِیئُونَ إِلَهِی لَا تَرُدَّنِی فِی حَاجَةٍ قَدْ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِی طَلَبِهَا مِنْكَ وَ هِیَ الْمَغْفِرَةُ إِلَهِی إِنَّكَ لَوْ أَرَدْتَ إِهَانَتِی لَمْ تَهْدِنِی وَ لَوْ أَرَدْتَ فَضِیحَتِی لَمْ تَسْتُرْنِی فَمَتِّعْنِی بِمَا لَهُ قَدْ هَدَیْتَنِی وَ أَدِمْ لِی مَا بِهِ سَتَرْتَنِی إِلَهِی مَا وَصَفْتَ مِنْ بَلَاءٍ ابْتَلَیْتَنِیهِ أَوْ إِحْسَانٍ أَوْلَیْتَنِیهِ فَكُلُّ ذَلِكَ بِمَنِّكَ فَعَلْتَهُ وَ عَفْوُكَ تَمَامُ ذَلِكَ إِنْ أَتْمَمْتَهُ إِلَهِی لَوْ لَا مَا قَرَفْتُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا فَرِقْتُ عِقَابَكَ وَ لَوْ لَا مَا عَرَفْتُ مِنْ كَرَمِكَ مَا رَجَوْتُ ثَوَابَكَ وَ أَنْتَ أَوْلَی الْأَكْرَمِینَ بِتَحْقِیقِ أَمَلِ الْآمِلِینَ وَ أَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ فِی تَجَاوُزِهِ عَنِ الْمُذْنِبِینَ إِلَهِی نَفْسِی تُمَنِّینِی بِأَنَّكَ تَغْفِرُ لِی فَأَكْرِمْ بِهَا أُمْنِیَّةً بَشَّرَتْ بِعَفْوِكَ فَصَدِّقْ بِكَرَمِكَ مُبَشِّرَاتٍ تُمَنِّیهَا وَ هَبْ لِی بِجُودِكَ مُبَشِّرَاتٍ تُمَنِّیهَا وَ هَبْ لِی بِجُودِكَ مُدَبِّرَاتٍ تُجَنِّیهَا.
إِلَهِی أَلْقَتْنِی الْحَسَنَاتُ بَیْنَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَلْقَتْنِی السَّیِّئَاتُ بَیْنَ عَفْوِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ قَدْ رَجَوْتُ أَنْ لَا یُضَیَّعَ بَیْنَ ذَیْنِ وَ ذَیْنِ مُسِی ءٌ وَ مُحْسِنٌ إِلَهِی إِذَا شَهِدَ لِیَ الْإِیمَانُ بِتَوْحِیدِكَ وَ انْطَلَقَ لِسَانِی بِتَمْجِیدِكَ وَ دَلَّنِی الْقُرْآنُ عَلَی فَوَاضِلِ جُودِكَ
ص: 106
فَكَیْفَ لَا یَتَبَهَّجُ رَجَائِی بِحُسْنِ مَوْعُودِكَ إِلَهِی تَتَابُعُ إِحْسَانِكَ إِلَیَّ یَدُلُّنِی عَلَی حُسْنِ نَظَرِكَ لِی فَكَیْفَ یَشْقَی امْرُؤٌ حَسُنَ لَهُ مِنْكَ النَّظَرُ.
إِلَهِی إِنْ نَظَرَتْ إِلَیَّ بِالْهَلَكَةِ عُیُونُ سَخَطِكَ فَمَا نَامَتْ عَنِ اسْتِنْقَاذِی مِنْهَا عُیُونُ رَحْمَتِكَ إِلَهِی إِنْ عَرَّضَنِی ذَنْبِی لِعِقَابِكَ فَقَدْ أَدْنَانِی رَجَائِی مِنْ ثَوَابِكَ إِلَهِی إِنْ عَفَوْتَ فَبِفَضْلِكَ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَبِعَدْلِكَ فَیَا مَنْ لَا یُرْجَی إِلَّا فَضْلُهُ وَ لَا یُخَافُ إِلَّا عَدْلُهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِفَضْلِكَ وَ لَا تَسْتَقْصِ عَلَیْنَا فِی عَدْلِكَ إِلَهِی خَلَقْتَ لِی جِسْماً وَ جَعَلْتَ لِی فِیهِ آلَاتٍ أُطِیعُكَ بِهَا وَ أَعْصِیكَ وَ أُغْضِبُكَ بِهَا وَ أُرْضِیكَ وَ جَعَلْتَ لِی مِنْ نَفْسِی دَاعِیَةً إِلَی الشَّهَوَاتِ وَ أَسْكَنْتَنِی دَاراً قَدْ مَلَأْتَ مِنَ الْآفَاتِ ثُمَّ قُلْتَ لِی انْزَجِرْ فَبِكَ أَنْزَجِرُ وَ بِكَ أَعْتَصِمُ وَ بِكَ أَسْتَجِیرُ وَ بِكَ أَحْتَرِزُ وَ أَسْتَوْفِقُكَ لِمَا یُرْضِیكَ وَ أَسْأَلُكَ یَا مَوْلَایَ فَإِنَّ سُؤَالِی لَا یُحْفِیكَ إِلَهِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ مُلِحٍّ لَا یَمَلُّ دُعَاءَ مَوْلَاهُ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ مَنْ قَدْ أَقَرَّ عَلَی نَفْسِهِ بِالْحُجَّةِ فِی دَعْوَاهُ إِلَهِی لَوْ عَرَفْتُ اعْتِذَاراً مِنَ الذَّنْبِ فِی التَّنَصُّلِ (1) أَبْلَغَ مِنَ الِاعْتِرَافِ بِهِ لَآتَیْتُهُ فَهَبْ لِی ذَنْبِی بِالاعْتِرَافِ وَ لَا تَرُدَّنِی بِالْخَیْبَةِ عِنْدَ الِانْصِرَافِ إِلَهِی سَعَتْ نَفْسِی إِلَیْكَ لِنَفْسِی تَسْتَوْهِبُهَا وَ فَتَحَتْ أَفْوَاهَ آمَالِهَا نَحْوَ نَظْرَةٍ مِنْكَ لَا تَسْتَوْجِبُهَا فَهَبْ لَهَا مَا سَأَلَتْ وَ جُدْ عَلَیْهَا بِمَا طَلَبَتْ فَإِنَّكَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ بِتَحْقِیقِ أَمَلِ الْآمِلِینَ إِلَهِی قَدْ أَصَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا قَدْ عَرَفْتَ وَ أَسْرَفْتُ عَلَی نَفْسِی بِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَاجْعَلْنِی عَبْداً إِمَّا طَائِعاً فَأَكْرَمْتَهُ وَ إِمَّا عَاصِیاً فَرَحِمْتَهُ.
إِلَهِی كَأَنِّی بِنَفْسِی قَدْ أُضْجِعَتْ فِی حُفْرَتِهَا وَ انْصَرَفَ عَنْهَا الْمُشَیِّعُونَ مِنْ جِیرَتِهَا وَ بَكَی الْغَرِیبُ عَلَیْهَا لِغُرْبَتِهَا وَ جَادَ بِالدُّمُوعِ عَلَیْهَا الْمُشْفِقُونَ مِنْ عَشِیرَتِهَا وَ نَادَاهَا مِنْ شَفِیرِ الْقَبْرِ ذَوُو مَوَدَّتِهَا وَ رَحِمَهَا الْمُعَادِی لَهَا فِی الْحَیَاةِ عِنْدَ صَرْعَتِهَا وَ لَمْ یَخْفَ عَلَی النَّاظِرِینَ إِلَیْهَا عِنْدَ ذَلِكَ ضُرُّ فَاقَتِهَا وَ لَا عَلَی مَنْ رَآهَا قَدْ تَوَسَّدَتِ الثَّرَی عَجْزُ حِیلَتِهَا فَقُلْتَ مَلَائِكَتِی فَرِیدٌ نَأَی عَنْهُ الْأَقْرَبُونَ وَ وَحِیدٌ جَفَاهُ الْأَهْلُونَ نَزَلَ بِی قَرِیباً وَ أَصْبَحَ فِی اللَّحْدِ غَرِیباً وَ قَدْ كَانَ لِی فِی دَارِ الدُّنْیَا دَاعِیاً وَ لِنَظَرِی
ص: 107
إِلَیْهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ رَاجِیاً فَتُحْسِنُ عِنْدَ ذَلِكَ ضِیَافَتِی وَ تَكُونُ أَرْحَمَ بِی مِنْ أَهْلِی وَ قَرَابَتِی.
إِلَهِی لَوْ طَبَّقَتْ ذُنُوبِی مَا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ خَرَقَتِ النُّجُومَ وَ بَلَغَتْ أَسْفَلَ الثَّرَی مَا رَدَّنِی الْیَأْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرَانِكَ وَ لَا صَرَفَنِی الْقُنُوطُ عَنِ انْتِظَارِ رِضْوَانِكَ إِلَهِی دَعْوَتُكَ بِالدُّعَاءِ الَّذِی عَلَّمْتَنِیهِ فَلَا تَحْرِمْنِی جَزَاءَكَ الَّذِی وَعَدْتَنِیهِ فَمِنَ النِّعْمَةِ أَنْ هَدَیْتَنِی لِحُسْنِ دُعَائِكَ وَ مِنْ تَمَامِهَا أَنْ تُوجِبَ لِی مَحْمُودَ جَزَائِكَ إِلَهِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَقَدْ أَحْبَبْتُكَ مَحَبَّةً اسْتَقَرَّتْ حَلَاوَتُهَا فِی قَلْبِی وَ مَا تَنْعَقِدُ ضَمَائِرُ مُوَحِّدِیكَ عَلَی أَنَّكَ تُبْغِضُ مُحِبِّیكَ إِلَهِی أَنْتَظِرُ عَفْوَكَ كَمَا یَنْتَظِرُهُ الْمُذْنِبُونَ وَ لَسْتُ أَیْأَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِی یَتَوَقَّعُهَا الْمُحْسِنُونَ.
إِلَهِی لَا تَغْضَبْ عَلَیَّ فَلَسْتُ أَقْوَی لِغَضَبِكَ وَ لَا تَسْخَطْ عَلَیَّ فَلَسْتُ أَقُومُ لِسَخَطِكَ إِلَهِی أَ لِلنَّارِ رَبَّتْنِی أُمِّی فَلَیْتَهَا لَمْ تُرَبِّنِی أَمْ لِلشَّقَاءِ وَلَدَتْنِی فَلَیْتَهَا لَمْ تَلِدْنِی إِلَهِی انْهَمَلَتْ عَبَرَاتِی حِینَ ذَكَرْتُ عَثَرَاتِی وَ مَا لَهَا لَا تَنْهَمِلُ وَ لَا أَدْرِی إِلَی مَا یَكُونُ مَصِیرِی وَ عَلَی مَا ذَا یَهْجُمُ عِنْدَ الْبَلَاغِ مَسِیرِی وَ أَرَی نَفْسِی تُخَاتِلُنِی وَ أَیَّامِی تُخَادِعُنِی وَ قَدْ خَفَقَتْ فَوْقَ رَأْسِی أَجْنِحَةُ الْمَوْتِ وَ رَمَقَتْنِی مِنْ قَرِیبٍ أَعْیُنُ الْفَوْتِ فَمَا عُذْرِی وَ قَدْ حَشَا مَسَامِعِی رَافِعُ الصَّوْتِ.
إِلَهِی لَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ أَلْبَسَنِی بَیْنَ الْأَحْیَاءِ ثَوْبَ عَافِیَتِهِ أَلَّا یُعَرِّیَنِی مِنْهُ بَیْنَ الْأَمْوَاتِ بِجُودِ رَأْفَتِهِ وَ لَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ تَوَلَّانِی فِی حَیَاتِی بِإِحْسَانِهِ أَنْ یَشْفَعَهُ لِی عِنْدَ وَفَاتِی بِغُفْرَانِهِ یَا أَنِیسَ كُلِّ غَرِیبٍ آنِسْ فِی الْقَبْرِ غُرْبَتِی وَ یَا ثَانِیَ كُلِّ وَحِیدٍ ارْحَمْ فِی الْقَبْرِ وَحْدَتِی وَ یَا عَالِمَ السِّرِّ وَ النَّجْوَی وَ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْبَلْوَی كَیْفَ نَظَرُكَ لِی بَیْنَ سُكَّانِ الثَّرَی وَ كَیْفَ صَنِیعُكَ إِلَیَّ فِی دَارِ الْوَحْشَةِ وَ الْبِلَی فَقَدْ كُنْتَ بِی لَطِیفاً أَیَّامَ حَیَاةِ الدُّنْیَا یَا أَفْضَلَ الْمُنْعِمِینَ فِی آلَائِهِ وَ أَنْعَمَ الْمُفْضِلِینَ فِی نَعْمَائِهِ كَثُرَتْ أَیَادِیكَ عِنْدِی فَعَجَزْتُ عَنْ إِحْصَائِهَا وَ ضِقْتُ ذَرْعاً فِی شُكْرِی لَكَ بِجَزَائِهَا فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَوْلَیْتَ وَ لَكَ الشُّكْرُ عَلَی مَا أَبْلَیْتَ یَا خَیْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ وَ أَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ رَاجٍ بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ وَ بِحَقِ
ص: 108
مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْرِفْ ذِمَّتِیَ الَّتِی بِهَا رَجَوْتُ قَضَاءَ حَاجَتِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
ثُمَّ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی نَفْسِهِ یُعَاتِبُهَا وَ یَقُولُ أَیُّهَا الْمُنَاجِی رَبَّهُ بِأَنْوَاعِ الْكَلَامِ وَ الطَّالِبُ مِنْهُ مَسْكَناً فِی دَارِ السَّلَامِ وَ الْمُسَوِّفُ بِالتَّوْبَةِ عَاماً بَعْدَ عَامٍ مَا أَرَاكَ مُنْصِفاً لِنَفْسِكَ مِنْ بَیْنِ الْأَنَامِ فَلَوْ رَافَعْتَ نَوْمَكَ یَا غَافِلًا بِالْقِیَامِ وَ قَطَعْتَ یَوْمَكَ بِالصِّیَامِ وَ اقْتَصَرْتَ عَلَی الْقَلِیلِ مِنْ لَعْقِ الطَّعَامِ (1)
وَ أَحْیَیْتَ مُجْتَهِداً لَیْلَكَ بِالْقِیَامِ كُنْتَ أَحْرَی أَنْ تَنَالَ أَشْرَفَ الْمَقَامِ أَیَّتُهَا النَّفْسُ أَخْلِصِی
لَیْلَكِ وَ نَهَارَكِ بِالذَّاكِرِینَ لَعَلَّكِ أَنْ تَسْكُنِی رِیَاضَ الْخُلْدِ مَعَ الْمُتَّقِینَ وَ تَشَبَّهِی بِنُفُوسٍ قَدْ أَقْرَحَ السَّهَرُ رِقَّةَ جُفُونِهَا وَ دَامَتْ فِی الْخَلَوَاتِ شِدَّةُ حَنِینِهَا وَ أَبْكَی الْمُسْتَمِعِینَ عَوْلَةُ أَنِینِهَا وَ أَلَانَ قَسْوَةَ الضَّمَائِرِ ضَجَّةُ رَنِینِهَا فَإِنَّهَا نُفُوسٌ قَدْ بَاعَتْ زِینَةَ الدُّنْیَا وَ آثَرَتِ الْآخِرَةَ عَلَی الْأُولَی أُولَئِكَ وَفْدُ الْكَرَامَةِ یَوْمَ یَخْسَرُ فِیهِ الْمُبْطِلُونَ وَ یُحْشَرُ إِلَی رَبِّهِمْ بِالْحُسْنَی وَ السُّرُورِ الْمُتَّقُونَ (2).
«15»- مُنَاجَاةٌ أُخْرَی لَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ وَ أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ یَوْمَ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ وَ مَنْ
ص: 109
فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ.
مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمَوْلَی وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلَّا الْمَوْلَی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلَّا الْمَالِكُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْعَزِیزُ وَ أَنَا الذَّلِیلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الذَّلِیلَ إِلَّا الْعَزِیزُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلَّا الْخَالِقُ.
مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْعَظِیمُ وَ أَنَا الْحَقِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْحَقِیرَ إِلَّا الْعَظِیمُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْقَوِیُّ وَ أَنَا الضَّعِیفُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الضَّعِیفَ إِلَّا الْقَوِیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْفَقِیرَ إِلَّا الْغَنِیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُعْطِی وَ أَنَا السَّائِلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ السَّائِلَ إِلَّا الْمُعْطِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْحَیُّ وَ أَنَا الْمَیِّتُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَیِّتَ إِلَّا الْحَیُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْبَاقِی وَ أَنَا الْفَانِی وَ هَلْ یَرْحَمُ الْفَانِیَ إِلَّا الْبَاقِی.
مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَ أَنَا الزَّائِلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلَّا الدَّائِمُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ إِلَّا الرَّازِقُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْجَوَادُ وَ أَنَا الْبَخِیلُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْبَخِیلَ إِلَّا الْجَوَادُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُعَافِی وَ أَنَا الْمُبْتَلَی وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُبْتَلَی إِلَّا الْمُعَافِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْكَبِیرُ وَ أَنَا الصَّغِیرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الصَّغِیرَ إِلَّا الْكَبِیرُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْهَادِی وَ أَنَا الضَّالُّ وَ هَلْ یَرْحَمُ الضَّالَّ إِلَّا الْهَادِی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَ أَنَا الْمَرْحُومُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْحُومَ إِلَّا الرَّحْمَنُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ السُّلْطَانُ وَ أَنَا الْمُمْتَحَنُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ إِلَّا السُّلْطَانُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الدَّلِیلُ وَ أَنَا الْمُتَحَیِّرُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُتَحَیِّرَ إِلَّا الدَّلِیلُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْمُذْنِبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمُذْنِبَ إِلَّا الْغَفُورُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْغَالِبُ وَ أَنَا الْمَغْلُوبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ إِلَّا الْغَالِبُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ إِلَّا الرَّبُّ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَ أَنَا الْخَاشِعُ وَ هَلْ یَرْحَمُ الْخَاشِعَ إِلَّا الْمُتَكَبِّرُ مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ
ص: 110
وَ ارْضَ عَنِّی بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ یَا ذَا الْجُودِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الطَّوْلِ وَ الِامْتِنَانِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ.
«16»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مُنَاجَاةٌ: إِلَهِی تَوَعَّرَتِ الطُّرُقُ وَ قَلَّ السَّالِكُونَ فَكُنْ أَنِیسِی فِی وَحْدَتِی وَ جَلیسِی فِی خَلْوَتِی فَإِلَیْكَ أَشْكُو فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ بِكَ أَنْزَلْتُ ضُرِّی وَ مَسْكَنَتِی لِأَنَّكَ غَایَةُ أُمْنِیَّتِی وَ مُنْتَهَی بُلُوغِ طَلِبَتِی فَیَا فَرْحَةً لِقُلُوبِ الْوَاصِلِینَ وَ یَا حَیَاةً لِنُفُوسِ الْعَارِفِینَ وَ یَا نِهَایَةَ شَوْقِ الْمُحِبِّینَ أَنْتَ الَّذِی بِفِنَائِكَ حَطَّتِ الرِّحَالُ وَ إِلَیْكَ قَصَدَتِ الْآمَالُ وَ عَلَیْكَ كَانَ صِدْقُ الِاتِّكَالِ فَیَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْكَمَالِ وَ تَسَرْبَلَ بِالْجَمَالِ وَ تَعَزَّزَ بِالْجَلَالِ وَ جَادَ بِالْإِفْضَالِ لَا تَحْرِمْنَا مِنْكَ النَّوَالَ إِلَهِی بِكَ لَاذَتِ الْقُلُوبُ لِأَنَّكَ غَایَةُ كُلِّ مَحْبُوبٍ وَ بِكَ اسْتَجَارَتْ فَرْقاً مِنَ الْعُیُوبِ وَ أَنْتَ الَّذِی عَلِمْتَ فَحَلُمْتَ وَ نَظَرْتَ فَرَحِمْتَ وَ خَبَرْتَ وَ سَتَرْتَ وَ غَضِبْتَ فَغَفَرْتَ فَهَلْ مُؤَمَّلٌ غَیْرُكَ فَیُرْجَی أَمْ هَلْ رَبٌّ سِوَاكَ فَیُخْشَی أَمْ هَلْ مَعْبُودٌ سِوَاكَ فَیُدْعَی أَمْ هَلْ قَدَمٌ عِنْدَ الشَّدَائِدِ إِلَّا وَ هِیَ إِلَیْكَ تَسْعَی فَوَ عِزِّ عِزِّكَ یَا سُرُورَ الْأَرْوَاحِ وَ یَا مُنْتَهَی غَایَةِ الْأَفْرَاحِ إِنِّی لَا أَمْلِكُ غَیْرَ ذُلِّی وَ مَسْكَنَتِی لَدَیْكَ وَ فَقْرِی وَ صِدْقِ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ فَأَنَا الْهَارِبُ مِنْكَ إِلَیْكَ وَ أَنَا الطَّالِبُ مِنْكَ مَا لَا یَخْفَی عَلَیْكَ فَإِنْ عَفَوْتَ فَبِفَضْلِكَ وَ إِنْ عَاقَبْتَ فَبِعَدْلِكَ وَ إِنْ مَنَنْتَ فَبِجُودِكَ وَ إِنْ تَجَاوَزْتَ فَبِدَوَامِ خُلُودِكَ إِلَهِی بِجَلَالِ كِبْرِیَائِكَ أَقْسَمْتُ وَ بِدَوَامِ خُلُودِ بَقَائِكَ آلَیْتُ إِنِّی لَأَبْرَحْتُ مُقِیماً بِبَابِكَ حَتَّی تُؤْمِنَنِی مِنْ سَطَوَاتِ عَذَابِكَ وَ لَا أَقْنَعُ بِالصَّفْحِ عَنْ سَطَوَاتِ عَذَابِكَ حَتَّی أَرُوحَ بِجَزِیلِ ثَوَابِكَ إِلَهِی عَجَباً لِقُلُوبٍ سَكَنَتْ إِلَی الدُّنْیَا وَ تَرَوَّحَتْ بِرَوْحِ الْمُنَی وَ قَدْ عَلِمَتْ أَنَّ مُلْكَهَا زَائِلٌ وَ نَعِیمَهَا رَاحِلٌ وَ ظِلَّهَا آفِلٌ وَ سَنَدَهَا مَائِلٌ وَ حُسْنَ نَضَارَةِ بَهْجَتِهَا حَائِلٌ وَ حَقِیقَتَهَا بَاطِلٌ كَیْفَ لَا یُشْتَاقُ إِلَی رَوْحِ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَ أَنَّی لَهُمْ
ص: 111
ذَلِكَ وَ قَدْ شَغَلَهُمْ حُبُّ الْمَهَالِكِ وَ أَضَلَّهُمُ الْهَوَی عَنْ سَبِیلِ الْمَسَالِكِ.
إِلَهِی اجْعَلْنَا مِمَّنْ هَامَ بِذِكْرِكَ لُبُّهُ وَ طَارَ مِنْ سَوْقِهِ إِلَیْكَ قَلْبُهُ فَاحْتَوَتْهُ عَلَیْهِ دَوَاعِی مَحَبَّتِكَ فَحَصَلَ أَسِیراً فِی قَبْضَتِكَ إِلَهِی كَیْفَ أُثْنِی وَ بَدْءُ الثَّنَاءِ مِنْكَ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُعَبِّرُ عَنْ ذَاتِهِ نُطْقٌ وَ لَا یَعِیَهُ سَمْعٌ وَ لَا یَحْوِیهِ قَلْبٌ وَ لَا یُدْرِكُهُ وَهْمٌ وَ لَا یَصْحَبُهُ عَزْمٌ وَ لَا یَخْطُرُ عَلَی بَالٍ فَأَوْزِعْنِی شُكْرَكَ وَ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ جُدْ بِمَا أَنْتَ أَوْلَی أَنْ تَجُودَ بِهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
دُعَاءٌ: إِلَهِی ذُنُوبِی تُخَوِّفُنِی مِنْكَ وَ جُودُكَ یُبَشِّرُنِی عَنْكَ فَأَخْرِجْنِی بِخَوْفِكَ مِنَ الْخَطَایَا وَ أَوْصِلْنِی بِرَحْمَتِكَ إِلَی الْعَطَایَا حَتَّی أَكُونَ فِی الْقِیَامَةِ عَتِیقَ كَرَمِكَ كَمَا كُنْتُ فِی الدُّنْیَا رَبِیبَ نِعَمِكَ فَلَیْسَ عَجَباً مَا یَهُجُّنِی غَداً مِنَ النَّجَاءِ مَعَ مَا یُنْجِیهِ الْیَوْمَ مِنَ الرَّجَاءِ إِلَهِی مَتَی خَابَ فِی غِنَائِكَ آمِلٌ وَ انْصَرَفَ بِالرَّدِّ عَنْكَ سَائِلٌ أَمْ مَتَی دُعِیتَ فَلَمْ تُجِبْ أَمِ اسْتُوهِبْتَ فَلَمْ تَهَبْ یَا مَنْ أَمَرَ بِالدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ بِالْوَفَاءِ لَا تَحْرِمْنِی رِضْوَانَكَ وَ لَا تُعْدِمْنِی إِحْسَانَكَ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ عِنَایَتِكَ أَمْناً وَ مَوْئِلًا وَ مِنْ وَلَایَتِكَ حِصْناً مَعْقِلًا حَتَّی لَا یَضُرَّنِی مَعَ ذَلِكَ ضَارٌّ وَ لَا یَخْلُوَ قَلْبِی مِنْ سُرُورٍ وَ اسْتِبْشَارٍ إِلَهِی إِلَیْكَ مِنْكَ فِرَارِی وَ لَكَ بِكَ إِقْرَارِی وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ رَبِّی وَ نِعْمَ الدَّلِیلُ إِلَهِی فَقَوِّمْنِی مِنَ الزَّلَلِ وَ قَوِّنِی مِنَ الْمَلَلِ وَ أَرْشِدْنِی لِأَقْصَدِ السُّبُلِ وَ وَفِّقْنِی لِأَفْضَلِ الْعَمَلِ حَتَّی أَنَالَ بِفَضْلِكَ غَایَةَ الْأَمَلِ إِلَهِی أَنْتَ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّ وَ هَادِی الْمُتَحَیِّرِ فِی ظُلُمَاتِ الْبَحْرِ وَ الْبَرِّ اللَّهُمَّ فَیَسِّرْ فَتْحَ أَغْلَاقِ قُلُوبِنَا وَ اكْشِفْ لِبَصَائِرِنَا أَسْتَارَ عُیُوبِنَا وَ اكْفِنَا بِرُكْنِ عِزِّكَ مِنْ أَوَامِرِ نُفُوسِنَا وَ صَفِّ لِعِلْمِ حَقَائِقِكَ خَوَاطِرَ مَحْسُوسِنَا حَتَّی لَا نَزِیغَ عَنْ سُنَنِ طَرِیقِكَ وَ لَا نَرُوغَ عَنْ مَتْنِ تَوْفِیقِكَ وَ لَا نَبْغِیَ سِوَاكَ جَلِیساً وَ لَا نَخْتَارَ غَیْرَكَ أَنِیساً إِلَهِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْمُحْتَلِّ الْفَقِیرِ وَ أَرْجُوكَ رَجَاءَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ دُعَاءَ مَنْ قَلَّتْ حِیلَتُهُ وَ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَتْ أَجْرَامُهُ وَ تَفَاقَمَتْ آثَامُهُ اللَّهُمَّ فَكُنْ
ص: 112
لِذُنُوبِنَا غَافِراً وَ لِكَسْرِنَا جَابِراً وَ أَجِرْنَا مِنْ عَذَابِ السَّعِیرِ وَ دُعَاءِ الثُّبُورِ وَ سَلِّمْنَا مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ وَ إِضَاعَةِ السُّنَنِ وَ جَوْرِ الْحُكْمِ وَ اسْتِعْذَابِ الظُّلْمِ وَ عَوَاقِبِ الْبَغْیِ وَ رُكُوبِ الْغَیِّ وَ أَطْلِقْ أَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِ آلَائِكَ وَ التَّحَدُّثِ بِنَعْمَائِكَ وَ أَبِحْنَا النَّظَرَ إِلَیْكَ وَ أَكْرِمْ مَحَلَّنَا فِی دَارِ الْقُدْسِ لَدَیْكَ یَا مَنْ لَا یُخْلِفُ وَعْدَهُ وَ لَا یَقْطَعُ رِفْدَهُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ كُلُّهُ وَ أَنْتَ مَعْدِنُ الْفَضْلِ وَ مَحَلُّهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّنَا وَ عَلَی آدَمَ أَبِینَا وَ حَوَّاءَ أُمِّنَا وَ مِنْ بَیْنِهِمَا مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ.
«17»- لد، [بلد الأمین] رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ النَّوْفَلِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی وَ كَانَ خَادِمَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ الْمَأْمُونُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام ابْنَتَهُ كَتَبَ إِلَیْهِ أَنَّ لِكُلِّ زَوْجَةٍ صَدَاقاً مِنْ مَالِ زَوْجِهَا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ أَمْوَالَنَا فِی الْآخِرَةِ مُؤَجَّلَةً لَنَا فَكَنَزْنَاهَا هُنَاكَ كَمَا جَعَلَ أَمْوَالَكُمْ فِی الدُّنْیَا مُعَجَّلَةً لَكُمْ فَكَنَزْتُمُوهَا هُنَا وَ قَدْ أَمْهَرْتُ ابْنَتَكَ الْوَسَائِلَ إِلَی الْمَسَائِلِ وَ هِیَ مُنَاجَاةٌ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ مُوسَی أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ جَعْفَرٌ أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ مُحَمَّدٌ أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ عَلِیٌّ أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ أَبِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ الْحَسَنُ أَخِی وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صَحِیفَةٍ وَ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ رَبُّكَ یَقُولُ هَذِهِ مَفَاتِیحُ كُنُوزِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَاجْعَلْهَا وَسَائِلَكَ إِلَی مَسَائِلِكَ تَصِلُ إِلَی بُغْیَتِكَ وَ تَنْجَحُ فِی طَلِبَتِكَ وَ لَا تُؤْثِرْهَا لِحَوَائِجِ دُنْیَاكَ فَتَبْخَسُ بِهَا الْحَظَّ مِنْ آخِرَتِكَ وَ هِیَ عَشْرُ وَسَائِلَ إِلَی عَشْرِ مَسَائِلَ تَطْرُقُ بِهَا أَبْوَابَ الرَّغَبَاتِ فَتُفْتَحُ وَ تَطْلُبُ بِهَا الْحَاجَاتِ فَتُنْجَحُ وَ هَذِهِ نُسْخَتُهَا:
الْمُنَاجَاةُ بِالاسْتِخَارَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّ خِیَرَتَكَ فِیمَا أَسْتَخِیرُكَ (1) فِیهِ تُنِیلُ الرَّغَائِبَ وَ تُجْزِلُ الْمَوَاهِبَ وَ تُغْنِمُ الْمَطَالِبَ وَ تُطَیِّبُ الْمَكَاسِبَ وَ تَهْدِی إِلَی أَجْمَلِ الْمَذَاهِبِ
ص: 113
وَ تَسُوقُ إِلَی أَحْمَدِ الْعَوَاقِبِ وَ تَقِی مَخُوفَ النَّوَائِبِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَخِیرُكَ فِیمَا عَزَمَ رَأْیِی عَلَیْهِ وَ قَادَنِی عَقْلِی إِلَیْهِ سَهِّلِ اللَّهُمَّ مِنْهُ (1)
مَا تَوَعَّرَ وَ یَسِّرْ مِنْهُ مَا تَعَسَّرَ وَ اكْفِنِی فِیهِ الْمُهِمَّ وَ ادْفَعْ عَنِّی كُلَّ مُلِمٍّ وَ اجْعَلْ رَبِّ عَوَاقِبَهُ غُنْماً وَ خَوْفَهُ سِلْماً وَ بُعْدَهُ قُرْباً وَ جَدْبَهُ خِصْباً وَ أَرْسِلِ (2)
اللَّهُمَّ إِجَابَتِی وَ أَنْجِحْ فِیهِ طَلِبَتِی وَ اقْضِ حَاجَتِی وَ اقْطَعْ عَوَائِقَهَا وَ امْنَعْ بَوَائِقَهَا وَ أَعْطِنِی اللَّهُمَّ لِوَاءَ الظَّفَرِ بِالْخِیَرَةِ فِیمَا اسْتَخَرْتُكَ وَ وُفُورَ(3) الْغَنَمِ فِیمَا دَعَوْتُكَ وَ عَوَائِدَ الْإِفْضَالِ فِیمَا رَجَوْتُكَ وَ اقْرِنْهُ اللَّهُمَّ رَبِّ بِالنَّجَاحِ وَ حُطَّهُ (4) بِالصَّلَاحِ وَ أَرِنِی أَسْبَابَ الْخِیَرَةِ فِیهِ وَاضِحَةً وَ أَعْلَامَ غُنْمِهَا لَائِحَةً وَ اشْدُدْ خُنَاقَ تَعَسُّرِهَا وَ انْعَشْ صَرِیعَ تَیَسُّرِهَا وَ بَیِّنِ اللَّهُمَّ مُلْتَبَسَهَا وَ أَطْلِقْ مُحْتَبَسَهَا وَ مَكِّنْ أُسَّهَا فِیهِ حَتَّی تَكُونَ خِیَرَةً مُقْبِلَةً بِالْغَنَمِ مُزِیلَةً لِلْغُرْمِ عَاجِلَةَ النَّفْعِ بَاقِیَةَ الصُّنْعِ إِنَّكَ وَلِیُّ الْمَزِیدِ مُبْتَدِئٌ بِالْجُودِ(5)
الْمُنَاجَاةُ بِالاسْتِقَالَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّ الرَّجَاءَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ أَنْطَقَنِی بِاسْتِقَالَتِكَ وَ الْأَمَلَ لِأَنَاتِكَ وَ رِفْقِكَ شَجَّعَنِی عَلَی طَلَبِ أَمَانِكَ وَ عَفْوِكَ وَ لِی یَا رَبِّ ذُنُوبٌ قَدْ وَاجَهَتْهَا أَوْجُهُ الِانْتِقَامِ وَ خَطَایَا قَدْ لَاحَظَتْهَا أَعْیُنُ الِاصْطِلَامِ وَ اسْتَوْجَبْتُ بِهَا عَلَی عَدْلِكَ أَلِیمَ الْعَذَابِ وَ اسْتَحْقَقْتُ بِاجْتِرَاحِهَا مُبِیرَ الْعِقَابِ وَ خِفْتُ تَعْوِیقَهَا لِإِجَابَتِی وَ رَدَّهَا إِیَّایَ عَنْ قَضَاءِ حَاجَتِی وَ إِبْطَالِهَا لِطَلِبَتِی وَ قَطْعِهَا لِأَسْبَابِ رَغْبَتِی مِنْ أَجْلِ مَا قَدْ أَنْقَضَ ظَهْرِی مِنْ ثِقْلِهَا وَ بَهَظَنِی مِنَ الِاسْتِقْلَالِ بِحَمْلِهَا ثُمَّ تَرَاجَعْتُ رَبِّ إِلَی حِلْمِكَ عَنِ الْعَاصِینَ وَ عَفْوِكَ عَنِ الْخَاطِئِینَ وَ رَحْمَتِكَ لِلْمُذْنِبِینَ (6)
فَأَقْبَلْتُ بِثِقَتِی مُتَوَكِّلًا عَلَیْكَ طَارِحاً نَفْسِی بَیْنَ یَدَیْكَ شَاكِیاً بَثِّی إِلَیْكَ سَائِلًا رَبِّ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ
ص: 114
مِنْ تَفْرِیجِ الْغَمِّ وَ لَا أَسْتَحِقُّهُ مِنْ تَنْفِیسِ الْهَمِ (1) مُسْتَقِیلًا رَبِّ لَكَ وَاثِقاً مَوْلَایَ بِكَ اللَّهُمَّ فَامْنُنْ عَلَیَّ بِالْفَرَجِ وَ تَطَوَّلْ عَلَیَّ بِسَلَامَةِ الْمَخْرَجِ (2) وَ ادْلُلْنِی بِرَأْفَتِكَ عَلَی سَمْتِ الْمَنْهَجِ وَ أَزِلَّنِی بِقُدْرَتِكَ عَنِ الطَّرِیقِ الْأَعْوَجِ وَ خَلِّصْنِی مِنْ سِجْنِ الْكَرْبِ (3) بِإِقَالَتِكَ وَ أَطْلِقْ أَسْرِی بِرَحْمَتِكَ وَ تَطَوَّلْ عَلَیَّ بِرِضْوَانِكَ وَ جُدْ عَلَیَّ بِإِحْسَانِكَ وَ أَقِلْنِی رَبِّ عَثْرَتِی وَ فَرِّجْ كُرْبَتِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ لَا تَحْجُبْ دَعْوَتِی وَ اشْدُدْ بِالْإِقَالَةِ أَزْرِی وَ قَوِّ بِهَا ظَهْرِی وَ أَصْلِحْ بِهَا أَمْرِی وَ أَطِلْ بِهَا عُمُرِی وَ ارْحَمْنِی یَوْمَ حَشْرِی وَ وَقْتَ نَشْرِی إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
الْمُنَاجَاةُ بِالسَّفَرِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُرِیدُ سَفَراً فَخِرْ لِی فِیهِ وَ أَوْضِحْ لِی فِیهِ سَبِیلَ الرَّأْیِ وَ فَهِّمْنِیهِ وَ افْتَحْ عَزْمِی بِالاسْتِقَامَةِ وَ اشْمَلْنِی فِی سَفَرِی بِالسَّلَامَةِ وَ أَفِدْ لِی بِهِ جَزِیلَ الْحَظِّ وَ الْكَرَامَةِ وَ اكْلَأْنِی فِیهِ بِحَرِیزِ(4) الْحِفْظِ وَ الْحِرَاسَةِ وَ جَنِّبْنِی اللَّهُمَّ وَعْثَاءَ الْأَسْفَارِ وَ سَهِّلْ لِی حُزُونَةَ الْأَوْعَارِ وَ اطْوِ لِیَ الْبَعِیدَ لِطُولِ انْبِسَاطِ الْمَرَاحِلِ وَ قَرِّبْ مِنِّی بُعْدَ نَأْیِ الْمَنَاهِلِ وَ بَاعِدْ فِی الْمَسِیرِ بَیْنَ خُطَی الرَّوَاحِلِ حَتَّی تُقَرِّبَ نِیَاطَ الْبَعِیدِ وَ تُسَهِّلَ وُعُورَةَ الشَّدِیدِ وَ لَقِّنِی اللَّهُمَّ فِی سَفَرِی نُجْحَ طَائِرِ الْوَاقِیَةِ وَ هَنِّئْنِی غُنْمَ الْعَافِیَةِ وَ خَفِیرَ الِاسْتِقْلَالِ وَ دَلِیلَ مُجَاوَزَةِ الْأَهْوَالِ وَ بَاعِثْ وُفُودَ الْكِفَایَةِ وَ سَائِحْ خَفِیرَ الْوَلَایَةِ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ رَبِّ عَظِیمَ السَّلْمِ حَاصِلَ الْغُنْمِ وَ اجْعَلِ اللَّهُمَّ رَبِّ اللَّیْلَ سِتْراً لِی مِنَ الْآفَاتِ وَ النَّهَارَ مَانِعاً مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ اقْطَعْ عَنِّی قَطْعَ لُصُوصِهِ بِقُدْرَتِكَ
ص: 115
وَ احْرُسْنِی مِنْ وُحُوشِهِ بِقُوَّتِكَ حَتَّی تَكُونَ السَّلَامَةُ فِیهِ صَاحِبَتِی وَ الْعَافِیَةُ مُقَارِنَتِی وَ الْیُمْنُ سَائِقِی وَ الْیُسْرُ مُعَانِقِی وَ الْعُسْرُ مُفَارِقِی وَ النُّجْحُ بَیْنَ مَفَارِقِی وَ الْقَدَرُ مُوَافِقِی وَ الْأَمْرُ مُرَافِقِی إِنَّكَ ذُو الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ وَ الْقُوَّةِ وَ الْحَوْلِ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
الْمُنَاجَاةُ بِطَلَبِ الرِّزْقِ:
اللَّهُمَّ أَرْسِلْ عَلَیَّ سِجَالَ رِزْقِكَ مِدْرَاراً وَ أَمْطِرْ سَحَائِبَ إِفْضَالِكَ عَلَیَّ غِزَاراً وَ ارْمِ غَیْثَ نَیْلِكَ إِلَیَّ سِجَالًا وَ أَسْبِلْ مَزِیدَ نِعَمِكَ عَلَی خَلَّتِی إِسْبَالًا وَ أَفْقِرْنِی بِجُودِكَ إِلَیْكَ وَ أَغْنِنِی عَمَّنْ یَطْلُبُ مَا لَدَیْكَ وَ دَاوِ دَاءَ فَقْرِی بِدَوَاءِ فَضْلِكَ وَ انْعَشْ صَرْعَةَ عَیْلَتِی بِطَوْلِكَ وَ اجْبُرْ كَسْرَ خَلَّتِی بِنَوْلِكَ وَ تَصَدَّقْ عَلَی إِقْلَالِی بِكَثْرَةِ عَطَائِكَ وَ عَلَی اخْتِلَالیِ بِكَرَمِ (1) حَیَائِكَ وَ سَهِّلْ رَبِّ سَبِیلَ الرِّزْقِ إِلَیَّ وَ أَثْبِتْ قَوَاعِدَهُ لَدَیَّ وَ بَجِّسْ لِی عُیُونَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ فَجِّرْ أَنْهَارَ رَغَدِ الْعَیْشِ قِبَلِی بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ أَجْدِبْ أَرْضَ فَقْرِی وَ أَخْصِبْ جَدْبَ ضُرِّی وَ اصْرِفْ عَنِّی فِی الرِّزْقِ الْعَوَائِقَ وَ اقْطَعْ عَنِّی مِنَ الضِّیقِ الْعَلَائِقَ وَ ارْمِنِی اللَّهُمَّ مِنْ سَعَةِ الرِّزْقِ بِأَخْصَبِ سِهَامِهِ وَ احْبُنِی مِنْ رَغَدِ الْعَیْشِ بِأَكْثَرِ دَوَامِهِ وَ اكْسُنِی اللَّهُمَّ أَیْ رَبِّ سَرَابِیلَ السَّعَةِ وَ جَلَابِیبَ الدَّعَةِ فَإِنِّی رَبِّ مُنْتَظِرٌ لِإِنْعَامِكَ بِحَذْفِ الضِّیقِ وَ لِتَطَوُّلِكَ بِقَطْعِ التَّعْوِیقِ وَ لِتَفَضُّلِكَ بِبَتْرِ التَّقْصِیرِ وَ لِوَصْلِ حَبْلِی بِكَرَمِكَ بِالتَّیْسِیرِ وَ أَمْطِرِ اللَّهُمَّ عَلَیَّ سَمَاءَ رِزْقِكَ بِسِجَالِ الدِّیَمِ وَ أَغْنِنِی عَنْ خَلْقِكَ بِعَوَائِدِ النِّعَمِ وَ ارْمِ مَقَاتِلَ الْإِقْتَارِ مِنِّی وَ احْمِلْ عَسْفَ الضُّرِّ عَنِّی وَ اضْرِبِ الضُّرَّ بِسَیْفِ الِاسْتِیصَالِ وَ امْحَقْهُ رَبِّ مِنْكَ بِسَعَةِ الْإِفْضَالِ وَ امْدُدْنِی بِنُمُوِّ الْأَمْوَالِ وَ احْرُسْنِی مِنْ ضِیقِ الْإِقْلَالِ وَ اقْبِضْ عَنِّی سُوءَ الْجَدْبِ وَ ابْسُطْ لِی بِسَاطَ الْخِصْبِ وَ صَحِّبْنِی بِالاسْتِظْهَارِ وَ مَسِّنِی بِالتَّمْكِینِ (2) مِنَ الْیَسَارِ إِنَّكَ ذُو الطَّوْلِ الْعَظِیمِ وَ الْفَضْلِ الْعَمِیمِ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِیمُ الْمَلِكُ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ اسْقِنِی مِنْ مَاءِ رِزْقِكَ غَدَقاً وَ انْهَجْ لِی مِنْ عَمِیمِ بَذْلِكَ طُرُقاً وَ افْجَأْنِی (3) بِالثَّرْوَةِ وَ الْمَالِ وَ انْعَشْنِی
ص: 116
فِیهِ بِالاسْتِقْلَالِ.
الْمُنَاجَاةُ بِالاسْتِعَاذَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُلِمَّاتِ نَوَازِلِ الْبَلَاءِ وَ أَهْوَالِ عَظَائِمِ الضَّرَّاءِ فَأَعِذْنِی رَبِّ مِنْ صَرْعَةِ الْبَأْسَاءِ وَ احْجُبْنِی مِنْ سَطَوَاتِ الْبَلَاءِ وَ نَجِّنِی مِنْ مُفَاجَأَةِ النِّقَمِ وَ احْرُسْنِی مِنْ زَوَالِ النِّعَمِ وَ مِنْ زَلَلِ الْقَدَمِ وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ رَبِّ فِی حِمَی عِزِّكَ وَ حِیَاطَةِ حِرْزِكَ مِنْ مُبَاغَتَةِ الدَّوَائِرِ وَ مُعَاجَلَةِ الْبَوَادِرِ اللَّهُمَّ رَبِّ وَ أَرْضُ الْبَلَاءِ فَاخْسِفْهَا وَ عَرْصَةُ الْمِحَنِ فَارْجُفْهَا وَ شَمْسُ النَّوَائِبِ فَاكْسِفْهَا وَ جِبَالُ السَّوْءِ فَانْسِفْهَا وَ كَرْبُ الدَّهْرِ فَاكْشِفْهَا وَ عَوَائِقُ الْأُمُورِ فَاصْرِفْهَا وَ أَوْرِدْنِی حِیَاضَ السَّلَامَةِ وَ احْمِلْنِی عَلَی مَطَایَا الْكَرَامَةِ وَ اصْحَبْنِی بِإِقَالَةِ الْعَثْرَةِ وَ اشْمَلْنِی بِسَتْرِ الْعَوْرَةِ وَ جُدْ عَلَیَّ رَبِّ بِآلَائِكَ وَ كَشْفِ بَلَائِكَ وَ دَفْعِ ضَرَّائِكَ وَ ادْفَعْ عَنِّی كَلَاكِلَ عَذَابِكَ وَ اصْرِفْ عَنِّی أَلِیمَ عِقَابِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ بَوَائِقِ الدُّهُورِ وَ أَنْقِذْنِی مِنْ سُوءِ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ وَ احْرُسْنِی مِنْ جَمِیعِ الْمَحْذُورِ وَ اصْدَعْ صَفَاةَ الْبَلَاءِ عَنْ أَمْرِی وَ أَشْلِلْ یَدَهُ عَنِّی مُدَّةَ عُمُرِی إِنَّكَ الرَّبُّ الْمَجِیدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِیدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ.
الْمُنَاجَاةُ بِطَلَبِ التَّوْبَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ رَبِّ إِنِّی قَصَدْتُ إِلَیْكَ بِإِخْلَاصِ تَوْبَةٍ نَصُوحٍ وَ تَثْبِیتِ عَقْدٍ صَحِیحٍ وَ دُعَاءِ قَلْبٍ جَرِیحٍ وَ إِعْلَانِ قَوْلٍ صَرِیحٍ اللَّهُمَّ رَبِّ فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَابَةَ مُخْلِصِ التَّوْبَةِ وَ إِقْبَالَ سَرِیعِ الْأَوْبَةِ وَ مَصَارِعَ تَجَشُّعِ الْحَوْبَةِ وَ قَابِلْ رَبِّ تَوْبَتِی بِجَزِیلِ الثَّوَابِ وَ كَرِیمِ الْمَآبِ وَ حَطِّ الْعِقَابِ وَ صَرْفِ الْعَذَابِ وَ غُنْمِ الْإِیَابِ وَ سَتْرِ الْحِجَابِ وَ امْحُ اللَّهُمَّ رَبِّ بِالتَّوْبَةِ مَا ثَبَتَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اغْسِلْ بِقَبُولِهَا جَمِیعَ عُیُوبِی وَ اجْعَلْهَا جَالِیَةً لِرَیْنِ قَلْبِی شَاحِذَةً لِبَصِیرَةِ لُبِّی غَاسِلَةً لِدَرَنِی مُطَهِّرَةً لِنَجَاسَةِ بَدَنِی مُصَحِّحَةً فِیهَا ضَمِیرِی عَاجِلَةً إِلَی الْوَفَاءِ بِهَا مَصِیرِی وَ اقْبَلْ رَبِّ تَوْبَتِی فَإِنَّهَا بِصِدْقٍ مِنْ إِخْلَاصِ نِیَّتِی وَ مَحْضٍ مِنْ تَصْحِیحِ بَصِیرَتِی وَ احْتِفَالٍ فِی طَوِیَّتِی وَ اجْتِهَادٍ فِی لِقَاءِ سَرِیرَتِی وَ تَثْبِیتِ إِنَابَتِی وَ مُسَارَعَةٍ
ص: 117
إِلَی أَمْرِكَ بِطَاعَتِی.
وَ اجْلُ اللَّهُمَّ رَبِّ عَنِّی بِالتَّوْبَةِ ظُلْمَةَ الْإِصْرَارِ وَ امْحُ بِهَا مَا قَدَّمْتُهُ مِنَ الْأَوْزَارِ وَ اكْسُنِی بِهَا لِبَاسَ التَّقْوَی وَ جَلَابِیبَ الْهُدَی فَقَدْ خَلَعْتُ رِبْقَ الْمَعَاصِی عَنْ جِلْدِی وَ نَزَعْتُ سِرْبَالَ الذُّنُوبِ عَنْ جَسَدِی مُتَمَسِّكاً رَبِّ بِقُدْرَتِكَ مُسْتَعِیناً عَلَی نَفْسِی بِعِزَّتِكَ مُسْتَوْدِعاً تَوْبَتِی مِنَ النَّكْثِ بِخَفْرَتِكَ مُعْتَصِماً مِنَ الْخِذْلَانِ بِعِصْمَتِكَ مُقِرّاً بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.
الْمُنَاجَاةُ بِطَلَبِ الْحَجِّ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الْحَجَّ الَّذِی فَرَضْتَهُ عَلَی مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ اجْعَلْ لِی فِیهِ هَادِیاً وَ إِلَیْهِ دَلِیلًا وَ قَرِّبْ لِی بُعْدَ الْمَسَالِكِ وَ أَعِنِّی فِیهِ عَلَی تَأْدِیَةِ الْمَنَاسِكِ وَ حَرِّمْ بِإِحْرَامِی عَلَی النَّارِ جَسَدِی وَ زِدْ لِلسَّفَرِ فِی زَادِی وَ قُوَّتِی وَ جِلْدِی وَ ارْزُقْنِی رَبِّ الْوُقُوفَ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ الْإِفَاضَةَ إِلَیْكَ وَ ظَفِّرْنِی بِالنُّجْحِ وَ احْبُنِی بِوَافِرِ الرِّبْحِ وَ أَصْدِرْنِی رَبِّ مِنْ مَوْقِفِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ إِلَی مُزْدَلِفَةِ الْمَشْعَرِ وَ اجْعَلْهَا زُلْفَةً إِلَی رَحْمَتِكَ وَ طَرِیقاً إِلَی جَنَّتِكَ أَوْقِفْنِی مَوْقِفَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ مَقَامَ وُفُودِ الْإِحْرَامِ وَ أَهِّلْنِی لِتَأْدِیَةِ الْمَنَاسِكِ وَ نَحْرِ الْهَدْیِ التَّوَامِكِ (1) بِدَمٍ یَثُجُّ وَ أَوْدَاجٍ تَمُجُّ وَ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَسْفُوحَةِ مِنَ الْهَدَایَا الْمَذْبُوحَةِ وَ فَرْیِ أَوْدَاجِهَا عَلَی مَا أَمَرْتَ وَ التَّنَفُّلِ بِهَا كَمَا رَسَمْتَ وَ أَحْضِرْنِی اللَّهُمَّ صَلَاةَ الْعِیدِ رَاجِیاً لِلْوَعْدِ حَالِقاً شَعْرَ رَأْسِی وَ مُقَصِّراً مُجْتَهِداً فِی طَاعَتِكَ مُشَمِّراً رَامِیاً لِلْجِمَارِ بِسَبْعٍ بَعْدَ سَبْعٍ مِنَ الْأَحْجَارِ وَ أَدْخِلْنِی اللَّهُمَّ عَرْصَةَ بَیْتِكَ وَ عَقْوَتَكَ وَ أَوْلِجْنِی مَحَلَّ أَمْنِكَ وَ كَعْبَتَكَ وَ مَسَاكِینَكَ وَ سُؤَّالَكَ وَ وَفْدَكَ وَ مَحَاوِیجَكَ وَ جُدْ عَلَیَّ اللَّهُمَّ بِوَافِرِ الْأَجْرِ مِنَ الِانْكِفَاءِ وَ النَّفْرِ وَ اخْتِمْ لِی مَنَاسِكَ حَجِّی وَ انْقِضَاءَ عَجِّی بِقَبُولٍ مِنْكَ لِی وَ رَأْفَةٍ مِنْكَ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ بِكَشْفِ الظُّلْمِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّ ظُلْمَ عِبَادِكَ قَدْ تَمَكَّنَ فِی بِلَادِكَ حَتَّی أَمَاتَ الْعَدْلَ وَ قَطَعَ السُّبُلَ وَ مَحَقَ الْحَقَّ وَ أَبْطَلَ الصِّدْقَ وَ أَخْفَی الْبِرَّ وَ
ص: 118
أَظْهَرَ الشَّرَّ وَ أَهْمَلَ التَّقْوَی وَ أَزَالَ الْهُدَی وَ أَزَاحَ الْخَیْرَ وَ أَثْبَتَ الضَّیْرَ وَ أَنْمَی الْفَسَادَ وَ قَوَّی العباد [الْعِنَادَ] وَ بَسَطَ الْجَوْرَ وَ عَدَی الطَّوْرَ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ لَا یَكْشِفُ ذَلِكَ إِلَّا سُلْطَانُكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْهُ إِلَّا امْتِنَانُكَ اللَّهُمَّ رَبِّ فَابْتُرِ الظُّلْمَ وَ بُتَّ جِبَالَ الْغَشْمِ وَ أَخْمِلْ سُوقَ الْمُنْكَرِ وَ أَعِزَّ مَنْ عَنْهُ زُجِرَ وَ احْصُدْ شَأْفَةَ أَهْلِ الْجَوْرِ وَ أَلْبِسْهُمُ الْحَوْرَ بَعْدَ الْكَوْرِ وَ عَجِّلْ لَهُمُ الْبَتَاتَ وَ أَنْزِلْ عَلَیْهِمُ الْمَثُلَاتِ وَ أَمِتْ حَیَاةَ الْمُنْكَرَاتِ لِیُؤْمَنَ الْمَخُوفُ وَ یَسْكُنَ الْمَلْهُوفُ وَ یَشْبَعَ الْجَائِعُ وَ یَحْفَظَ الضَّائِعُ وَ یُؤْوَی الطَّرِیدُ وَ یَعُودَ الشَّرِیدُ وَ یُغْنَی الْفَقِیرُ وَ یُجَارَ الْمُسْتَجِیرُ وَ یُوَقَّرَ الْكَبِیرُ وَ یُرْحَمَ الصَّغِیرُ وَ یُعَزَّ الْمَظْلُومُ وَ یُذَلَّ الظَّلُومُ وَ تُفَرَّجَ الْغَمَّاءُ وَ تَسْكُنَ الدَّهْمَاءُ وَ یَمُوتَ الِاخْتِلَافُ وَ یَحْیَا الِایتِلَافُ وَ یَعْلُوَ الْعِلْمُ وَ یَشْمَلَ السِّلْمُ وَ تَجْمُلَ النِّیَّاتُ وَ یُجْمَعَ الشَّتَاتُ وَ یَقْوَی الْإِیمَانُ وَ یُتْلَی الْقُرْآنُ إِنَّكَ أَنْتَ الدَّیَّانُ الْمُنْعِمُ الْمَنَّانُ.
الْمُنَاجَاةُ بِالشُّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَی:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَرَدِّ نَوَازِلِ الْبَلَاءِ وَ مُلِمَّاتِ الضَّرَّاءِ وَ كَشْفِ نَوَائِبِ اللَّأْوَاءِ وَ تَوَالِی سُبُوغِ النَّعْمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَبِّ عَلَی هَنِی ءِ عَطَائِكَ وَ مَحْمُودِ بَلَائِكَ وَ جَلِیلِ آلَائِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی إِحْسَانِكَ الْكَثِیرِ وَ خَیْرِكَ الْغَزِیرِ وَ تَكْلِیفِكَ الْیَسِیرِ وَ دَفْعِكَ الْعَسِیرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ عَلَی تَثْمِیرِكَ قَلِیلَ الشُّكْرِ وَ إِعْطَائِكَ وَافِرَ الْأَجْرِ وَ حَطِّكَ مُثْقِلَ الْوِزْرِ وَ قَبُولِكَ ضِیقَ الْعُذْرِ وَ وَضْعِكَ بَاهِظَ الْإِصْرِ(1) وَ تَسْهِیلِكَ مَوْضِعَ الْوَعْرِ وَ مَنْعِكَ مُفْظِعَ الْأَمْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی الْبَلَاءِ الْمَصْرُوفِ وَ وَافِرِ الْمَعْرُوفِ وَ دَفْعِ الْمَخُوفِ وَ إِذْلَالِ الْعَسُوفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی قِلَّةِ التَّكْلِیفِ وَ كَثْرَةِ التَّخْفِیفِ وَ تَقْوِیَةِ الضَّعِیفِ وَ إِغَاثَةِ اللَّهِیفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی سَعَةِ إِمْهَالِكَ وَ دَوَامِ إِفْضَالِكَ وَ صَرْفِ مِحَالِكَ وَ حَمِیدِ فِعَالِكَ وَ تَوَالِی نَوَالِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی تَأْخِیرِ مُعَاجَلَةِ الْعِقَابِ وَ تَرْكِ مُغَافَصَةِ الْعَذَابِ وَ تَسْهِیلِ طُرُقِ الْمَآبِ وَ إِنْزَالِ غَیْثِ السَّحَابِ إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْوَهَّابُ.
ص: 119
الْمُنَاجَاةُ بِطَلَبِ الْحَاجَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ جَدِیرٌ مَنْ أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ أَنْ یَدْعُوَكَ وَ مَنْ وَعَدْتَهُ بِالْإِجَابَةِ أَنْ یَرْجُوَكَ وَ لِیَ اللَّهُمَّ حَاجَةٌ قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا حِیلَتِی وَ كَلَّتْ فِیهَا طَاقَتِی وَ ضَعُفَتْ عَنْ مَرَامِهَا قُدْرَتِی وَ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِیَ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ وَ عَدُوِّی الْغُرُورُ الَّذِی أَنَا مِنْهُ مُبْتَلًی أَنْ أَرْغَبَ فِیهَا إِلَی ضَعِیفٍ مِثْلِی وَ مَنْ هُوَ فِی النُّكُولِ شَكْلِی حَتَّی تَدَارَكَتْنِی رَحْمَتُكَ وَ بَادَرَتْنِی بِالتَّوْفِیقِ رَأْفَتُكَ وَ رَدَدْتَ عَلَیَّ عَقْلِی بِتَطَوُّلِكَ وَ أَلْهَمْتَنِی رُشْدِی بِتَفَضُّلِكَ وَ أَحْیَیْتَ بِالرَّجَاءِ لَكَ قَلْبِی وَ أَزَلْتَ خُدْعَةَ عَدُوِّی عَنْ لُبِّی وَ صَحَّحْتَ بِالتَّأْمِیلِ فِكْرِی وَ شَرَحْتَ بِالرَّجَاءِ لِإِسْعَافِكَ صَدْرِی وَ صَوَّرْتَ لِیَ الْفَوْزَ بِبُلُوغِ مَا رَجَوْتُهُ وَ الْوُصُولِ إِلَی مَا أَمَّلْتُهُ فَوَقَفْتُ اللَّهُمَّ رَبِّ بَیْنَ یَدَیْكَ سَائِلًا لَكَ ضَارِعاً إِلَیْكَ وَاثِقاً بِكَ مُتَوَكِّلًا عَلَیْكَ فِی قَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَحْقِیقِ أُمْنِیَّتِی وَ تَصْدِیقِ رَغْبَتِی فَأَنْجِحِ اللَّهُمَّ حَاجَتِی بِأَیْمَنِ نَجَاحٍ وَ اهْدِهَا سَبِیلَ الْفَلَاحِ وَ أَعِذْنِی اللَّهُمَّ رَبِّ بِكَرَمِكَ مِنَ الْخَیْبَةِ وَ الْقُنُوطِ وَ الْأَنَاةِ وَ التَّثْبِیطِ بِهَنِی ءِ إِجَابَتِكَ وَ سَابِغِ مَوْهِبَتِكَ إِنَّكَ مَلِیٌّ وَلِیٌّ وَ عَلَی عِبَادِكَ بِالْمَنَائِحِ الْجَزِیلَةِ وَفِیٌّ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ وَ بِعِبَادِكَ خَبِیرٌ بَصِیرٌ(1).
مهج، [مهج الدعوات] روینا بإسنادنا إلی أبی جعفر بن بابویه عن إبراهیم بن محمد بن الحارث النوفلی: إلی آخر الدعوات (2).
أقول: روی السید فی كتاب فتح الأبواب الدعاء الأول مع اختصار هكذا حدث أبو الحسین محمد بن هارون التلعكبری عن هبة اللّٰه بن سلامة المقری عن إبراهیم بن أحمد البزوفری عن الرضا عن أبیه عن جده الصادق علیه السلام: كما مر فی كتاب الصلاة.
«18»- وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ مِنْ كِتَابٍ یُنْسَبُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ كَانَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ
ص: 120
عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ: وَ مَنْ أَنَا حَتَّی تَقْصِدَ قَصْدِی لِغَضَبٍ مِنْكَ یَدُومُ عَلَیَّ فَوَ عِزَّتِكَ مَا یُغَیِّرُ مُلْكَكَ حَسَنَاتِی وَ لَا تَشِینُهُ سَیِّئَاتِی وَ لَا یَنْقُصُ مِنْ خَزَائِنِكَ غَنَائِی وَ لَا یَزِیدُ بِهَا فَقْرِی
إِذَا ذَكَرْتُ أَیَادِیَكَ الَّتِی سَلَفَتْ***مَعَ سُوءِ فِعْلِی وَ زَلَّاتِی وَ مُجْتَرَمِی
أَكَادُ أَهْلِكُ یَأْساً ثُمَّ یُدْرِكُنِی***عِلْمِی بِأَنَّكَ مَجْبُولٌ عَلَی الْكَرَمِ
«19»- ق، كتاب العتیق الغروی مُنَاجَاةُ مَوْلَانَا زَیْنِ الْعَابِدِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ:
یَا رَاحِمَ رَنَّةِ الْعَلِیلِ وَ یَا عَالِمَ مَا تَحْتَ خَفِیِّ الْأَنِینِ اجْعَلْنِی مِنَ السَّالِمِینَ فِی حِصْنِكَ الَّذِی لَا تَرُومُهُ الْأَعْدَاءُ وَ لَا یَصِلُ إِلَیَّ فِیهِ مَكْرُوهُ الْأَذَی فَأَنْتَ مُجِیبُ مَنْ دَعَا وَ رَاحِمُ مَنْ لَاذَ بِكَ وَ شَكَا أَسْتَعْطِفُكَ عَلَیَّ وَ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ لِفَاقَتِی فَقَدْ غَلَبَتِ الْأُمُورُ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً وَ كَوَّنْتَنِی ثُمَّ بَعْدَ التَّكْوِینِ إِلَی دَارِ الدُّنْیَا أَخْرَجْتَنِی وَ بِأَحْكَامِكَ فِیهَا ابْتَلَیْتَنِی سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ لَا أَجِدُ عُذْراً أَعْتَذِرُ فَأَبْرَأَ وَ لَا شَیْئاً أَسْتَعِینُ بِهِ دُونَكَ فَأَعِنِّی إِلَهِی أَسْتَعْطِفُكَ عَلَیَّ أَبَداً أَبَداً: إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَرَفْتُكَ حُبُّكَ فِی قَلْبِی وَ إِنْ كُنْتُ عَاصِیاً مَدَدْتُ یَداً بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً وَ عَیْناً بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً وَ دَمْعَةً بِالْآمَالِ مَوْصُولَةً إِلَهِی أَنْتَ مَلِكُ الْعَطَایَا وَ أَنَا أَسِیرُ الْخَطَایَا وَ مِنْ كَرَمِ الْعُظَمَاءِ الرِّفْقُ بِالْأُسَرَاءِ وَ أَنَا أَسِیرُ جُرْمِی مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِی إِلَهِی لَئِنْ طَالَبْتَنِی بِسَرِیرَتِی لَأَطْلُبَنَّ مِنْكَ عَفْوَكَ إِلَهِی لَئِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ لَأُحَدِّثَنَّ أَهْلَهَا أَنِّی أُحِبُّكَ إِلَهِی الطَّاعَةُ تَسُرُّكَ وَ الْمَعَاصِی لَا تَضُرُّكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِی مَا یَسُرُّكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ إِلَهِی أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَلَقْتَنِی فَأُطِیلَ بُكَائِی أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِی فَأَنْشُرَ رَجَائِی إِلَهِی أَ لِوَقْعِ مَقَامِعِ الزَّبَانِیَةِ رَكَّبْتَ أَعْضَائِی أَمْ لِشُرْبِ الصَّدِیدِ خَلَقْتَ أَمْعَائِی إِلَهِی أَنَا الَّذِی لَا أَقْطَعُ مِنْكَ رَجَائِی وَ لَا أُخَیِّبُ مِنْكَ دُعَائِی إِلَهِی نَظَرْتُ إِلَی عَمَلِی فَوَجَدْتُهُ ضَعِیفاً وَ حَاسَبْتُ نَفْسِی فَوَجَدْتُهَا لَا تَقْوَی عَلَی شُكْرِ نِعْمَةٍ
ص: 121
وَاحِدَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَیَّ فَكَیْفَ أَطْمَعُ أَنْ أُنَاجِیَكَ فَارْحَمْنِی إِذَا طَاشَ عَقْلِی وَ حَشْرَجَ صَدْرِی وَ أُدْرِجْتُ خِلْواً فِی كَفَنِی وَ إِنْ كَانَتْ دَنَتْ وَفَاتِی وَ شُخُوصِی إِلَیْكَ فَاحْشُرْنِی مَعَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
مُنَاجَاةٌ لَهُ أُخْرَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ:
إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ إِنْ قَطَعْتَ تَوْفِیقَكَ خَذَلْتَنِی إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ إِنْ رَدَدْتَنِی إِلَی نَفْسِی أَهْلَكْتَنِی إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ إِنْ رَدَدْتَنِی إِلَی سُؤَالِ غَیْرِكَ أَذْلَلْتَنِی إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَوْبَقَتْنِی ذُنُوبِی وَ أَنْتَ أَوْلَی مَنْ عَفَا عَنِّی إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ عَظُمَ ذَنْبِی وَ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ أَحَدٌ سِوَاكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ حُسْنُ ظَنِّی بِكَ جَرَّأَنِی عَلَی مَعَاصِیكَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ لَئِنْ أَدْخَلْتَنِی النَّارَ لَقَدْ جَمَعْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَنْ كُنْتُ أُعَادِیهِ فِیكَ.
مُنَاجَاةٌ لَهُ أُخْرَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ:
إِلَهِی طَالَمَا نَامَتْ عَیْنَایَ وَ قَدْ حَضَرَتْ أَوْقَاتُ صَلَوَاتِكَ وَ أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَیَّ تَحْلُمُ عَنِّی یَا كَرِیمُ إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ فَوَیْلٌ لِهَاتَیْنِ الْعَیْنَیْنِ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلَی تَحْرِیقِ النَّارِ إِلَهِی طَالَمَا مَشَتْ قَدَمَایَ فِی غَیْرِ طَاعَتِكَ وَ أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَیَّ تَحْلُمُ عَنِّی یَا كَرِیمُ إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ فَوَیْلٌ لِهَاتَیْنِ الْقَدَمَیْنِ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلَی تَحْرِیقِ النَّارِ(1) إِلَهِی طَالَمَا رَكِبَتْ نَفْسِی مَا نَهَیْتَ عَنْهُ فَحَلُمْتَ عَنْهَا یَا كَرِیمُ إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ فَوَیْلٌ لِهَذَا الْجِسْمِ الضَّعِیفِ كَیْفَ یَصْبِرُ عَلَی تَحْرِیقِ النَّارِ إِلَهِی لَیْتَنِی لَمْ أُخْلَقْ لِشِقَاوَةِ جَسَدِی إِلَهِی لَیْتَ أُمِّی لَمْ تَلِدْنِی إِلَهِی لَیْتَنِی لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ جَهَنَّمَ وَ سَلَاسِلِهَا وَ تَثْقِیلِ أَغْلَالِهَا إِلَهِی لَیْتَنِی كُنْتُ طَائِراً فَأَطِیرَ فِی الْهَوَاءِ مِنْ خَوْفِكَ إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ كَانَ إِلَی جَهَنَّمَ مَحْشَرِی إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ كَانَ فِی النَّارِ مَجْلِسِی إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ كَانَ الزَّقُّومُ فِیهَا طَعَامِی إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ كَانَ الْحَمِیمُ فِیهَا شَرَابِی إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ كَانَ الشَّیْطَانُ وَ الْكُفَّارُ فِیهَا أَقْرَانِی.
ص: 122
إِلَهِی الْوَیْلُ لِی ثُمَّ الْوَیْلُ لِی إِنْ أَنَا قَدِمْتُ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ سَاخِطٌ عَلَیَّ فَمَنْ ذَا الَّذِی یُرْضِیكَ عَنِّی لَیْسَ لِی حَسَنَةٌ سَبَقَتْ لِی فِی طَاعَتِكَ أَرْفَعُ بِهَا إِلَیْكَ رَأْسِی أَوْ یَنْطِقُ بِهَا لِسَانِی لَیْسَ لِی إِلَّا الرَّجَاءُ مِنْكَ فَقَدْ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ سَلَامُكَ نَبِّئْ عِبادِی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنَّ عَذابِی هُوَ الْعَذابُ الْأَلِیمُ صَدَقْتَ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ یَا رَبِّ تَضَرُّعَ الْمُذْنِبِ الْحَقِیرِ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ وَ أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِینِ الضَّرِیرِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ عَافِنِی مِنَ النَّارِ إِلَهِی مُنَّ عَلَیَّ بِإِحْسَانِكَ الَّذِی فِیهِ الْغَنَاءُ عَنِ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ وَ الْأَعْدَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ أَلْحِقْنِی بِالَّذِینَ غَمَرَتْهُمْ سَعَةُ رَحْمَتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ أَطْیَاباً أَبْرَاراً أَتْقِیَاءَ وَ لِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ جِیرَانَ فِی دَارِ السَّلَامِ وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مَعَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ أَلْحِقْنَا وَ إِیَّاهُمْ بِالْأَبْرَارِ وَ أَبِحْنَا وَ إِیَّاهُمْ جَنَّاتِكَ مَعَ النُّجَبَاءِ الْأَخْیَارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِی بِكَ مُؤْمِنِینَ وَ عَلَی الْإِسْلَامِ ثَابِتِینَ وَ لِفَرَائِضِكَ مُؤَدِّینَ وَ عَلَی الصَّلَوَاتِ مُحَافِظِینَ وَ لِلزَّكَاةِ فَاعِلِینَ وَ لِمَرْضَاتِكَ مُتَیَقِّنِینَ وَ لِلْإِخْلَاصِ مُخْلِصِینَ وَ لَكَ ذَاكِرِینَ وَ لِسُنَّةِ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ مُتَّبِعِینَ وَ مِنْ عَذَابِكَ مُشْفِقِینَ وَ مِنْ عَدْلِكَ خَائِفِینَ وَ لِفَضْلِكَ رَاجِینَ وَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ آمِنِینَ وَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مُتَفَكِّرِینَ وَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا تَائِبِینَ وَ عَنِ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ مُنَزَّهِینَ وَ مِنَ الشِّرْكِ وَ الزَّیْغِ وَ الْكُفْرِ وَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ مَعْصُومِینَ وَ بِرِزْقِكَ قَانِعِینَ وَ لِلْجَنَّةِ طَالِبِینَ وَ مِنَ النَّارِ هَارِبِینَ وَ مِنَ الْحَلَالِ الطَّیِّبِ مَرْزُوقِینَ وَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاقِفِینَ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مُصَلِّینَ وَ لِأَهْلِ الْإِیمَانِ نَاصِحِینَ وَ لِلْإِخْوَانِ فِیكَ مُسْتَغْفِرِینَ وَ عِنْدَ مُعَایَنَةِ الْمَوْتِ مُسْتَبْشِرِینَ وَ فِی وَحْشَةِ الْقَبْرِ فَرِحِینَ وَ بِلِقَاءِ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ مَسْرُورِینَ وَ عِنْدَ مُسَاءَلَتِهِمْ بِالصَّوَابِ مُجِیبِینَ وَ
ص: 123
فِی الدُّنْیَا زَاهِدِینَ وَ فِی الْآخِرَةِ رَاغِبِینَ وَ لِلْجَنَّةِ طَالِبِینَ وَ لِلْفِرْدَوْسِ وَارِثِینَ وَ مِنْ ثِیَابِ السُّنْدُسِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ لَابِسِینَ وَ عَلَی الْأَرَائِكِ مُتَّكِئِینَ وَ بِالتِّیجَانِ الْمُكَلَّلَةِ بِالدُّرِّ وَ الْیَوَاقِیتِ وَ الزَّبَرْجَدِ مُتَوَّجِینَ وَ لِلْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِینَ مُسْتَخْدِمِینَ وَ بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِیقَ وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ شَارِبِینَ وَ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ مُزَوَّجِینَ وَ فِی نَعِیمِ الْجَنَّةِ مُقِیمِینَ وَ فِی دَارِ الْمُقَامَةِ خَالِدِینَ لا یَمَسُّهُمْ فِیها نَصَبٌ وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِینَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَانِنَا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ التِّبَاعِ بَیْنَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ إِنَّكَ وَلِیُّ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ.
مُنَاجَاةٌ لَهُ أُخْرَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ تُعْرَفُ بِالصُّغْرَی:
سُبْحَانَكَ یَا إِلَهِی مَا أَحْلَمَكَ وَ أَعْظَمَكَ وَ أَعَزَّكَ وَ أَكْرَمَكَ وَ أَعْلَاكَ وَ أَقْدَمَكَ وَ أَحْكَمَكَ وَ أَعْلَمَكَ وَسِعَ عِلْمُكَ تَهَدُّدَ الْمُتَكَبِّرِینَ وَ اسْتَغْرَقَتْ نِعْمَتُكَ شُكْرَ الشَّاكِرِینَ وَ عَظُمَ فَضْلُكَ عَنْ إِحْصَاءِ الْمُحْصِینَ وَ جَلَّ طَوْلُكَ عَنْ وَصْفِ الْوَاصِفِینَ خَلَقْتَنَا بِقُدْرَتِكَ وَ لَمْ نَكُ شَیْئاً وَ صَوَّرْتَنَا فِی الظَّلْمَاءِ بِكُنْهِ لُطْفِكَ وَ أَنْهَضْتَنَا إِلَی نَسِیمِ رَوْحِكَ وَ غَذَوْتَنَا بِطَیِّبِ رِزْقِكَ وَ مَكَّنْتَ لَنَا فِی مِهَادِ أَرْضِكَ وَ دَعَوْتَنَا إِلَی طَاعَتِكَ فَاسْتَنْجِدْنَا بِإِحْسَانِكَ عَلَی عِصْیَانِكَ وَ لَوْ لَا حِلْمُكَ مَا أَمْهَلْتَنَا إِذْ كُنْتَ قَدْ سَدَلْتَنَا بِسِتْرِكَ وَ أَكْرَمْتَنَا بِمَعْرِفَتِكَ وَ أَظْهَرْتَ عَلَیْنَا حُجَّتَكَ وَ أَسْبَغْتَ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ وَ هَدَیْتَنَا إِلَی تَوْحِیدِكَ وَ سَهَّلْتَ لَنَا الْمَسْلَكَ إِلَی النَّجَاةِ وَ حَذَّرْتَنَا سَبِیلَ الْمَهْلَكَةِ فَكَانَ جَزَاؤُكَ مِنَّا أَنْ كَافَأْنَاكَ عَلَی الْإِحْسَانِ بِالْإِسَاءَةِ اجْتِرَاءً مِنَّا عَلَی مَا أَسْخَطَ وَ مُسَارَعَةً إِلَی مَا بَاعَدَ مِنْ رِضَاكَ وَ اغْتِبَاطاً بِغُرُورِ آمَالِنَا وَ إِعْرَاضاً عَلَی زَوَاجِرِ آجَالِنَا فَلَمْ یَرْدَعْنَا ذَلِكَ حَتَّی أَتَانَا وَعْدُكَ لِیَأْخُذَ الْقُوَّةَ مِنَّا فَدَعَوْنَاكَ مُسْتَحِطِّینَ لِمَیْسُورِ رِزْقِكَ مُنْتَقِصِینَ لِجَوَائِزِكَ فَنَعْمَلُ بِأَعْمَالِ الْفُجَّارِ كَالْمُرَاصِدِینَ لِمَثُوبَتِكَ بِوَسَائِلِ الْأَبْرَارِ نَتَمَنَّی عَلَیْكَ الْعَظَائِمَ.
فَإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مِنْ مُصِیبَةٍ عَظُمَتْ رَزِیَّتُهَا وَ سَاءَ ثَوَابُهَا وَ ظَلَّ عِقَابُهَا وَ طَالَ عَذَابُهَا وَ إِنْ لَمْ تَتَفَضَّلْ بِعَفْوِكَ رَبَّنَا فَتُبْسَطَ آمَالُنَا وَ فِی وَعْدِكَ الْعَفْوُ عَنْ زَلَلِنَا
ص: 124
رَجَوْنَا إِقَالَتَكَ وَ قَدْ جَاهَرْنَاكَ بِالْكَبَائِرِ وَ اسْتَخْفَیْنَا فِیهَا مِنْ أَصَاغِرِ خَلْقِكَ وَ لَا نَحْنُ رَاقَبْنَاكَ خَوْفاً مِنْكَ وَ أَنْتَ مَعَنَا وَ لَا اسْتَحْیَیْنَا مِنْكَ وَ أَنْتَ تَرَانَا وَ لَا رَعَیْنَا حَقَّ حُرْمَتِكَ أَیْ رَبِّ فَبِأَیِّ وَجْهٍ عَزَّ وَجْهُكَ نَلْقَاكَ أَوْ بِأَیِّ لِسَانٍ نُنَاجِیكَ وَ قَدْ نَقَضْنَا الْعُهُودَ بَعْدَ تَوْكِیدِهَا وَ جَعَلْنَاكَ عَلَیْنَا كَفِیلًا.
ثُمَّ دَعَوْنَاكَ عِنْدَ الْبَلِیَّةِ وَ نَحْنُ مُقْتَحِمُونَ فِی الْخَطِیئَةِ فَأَجَبْتَ دَعْوَتَنَا وَ كَشَفْتَ كُرْبَتَنَا وَ رَحِمْتَ فَقْرَنَا وَ فَاقَتَنَا فَیَا سَوْأَتَاهْ وَ یَا سَوْءَ صَنِیعَاهْ بِأَیِّ حَالَةٍ عَلَیْكَ اجْتَرَأْنَا وَ أَیُّ تَغْرِیرٍ بِمُهَجِنَا غَرَّرَنَا أَیْ رَبِّ بِأَنْفُسِنَا اسْتَخْفَفْنَا عِنْدَ مَعْصِیَتِكَ لَا بِعَظَمَتِكَ وَ بِجَهْلِنَا اغْتَرَرْنَا لَا بِحِلْمِكَ وَ حَقَّنَا أَضَعْنَا لَا كَبِیرَ حَقِّكَ وَ أَنْفُسَنَا ظَلَمْنَا وَ رَحْمَتَكَ رَجَوْنَا فَارْحَمْ تَضَرُّعَنَا وَ كَبَوْنَا لِوَجْهِكَ وُجُوهَنَا الْمُسْوَدَّةَ مِنْ ذُنُوبِنَا فَنَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَصِلَ خَوْفَنَا بِأَمْنِكَ وَ وَحْشَتَنَا بِأُنْسِكَ وَ وَحْدَتَنَا بِصُحْبَتِكَ وَ فَنَاءَنَا بِبَقَائِكَ وَ ذُلَّنَا بِعِزِّكَ وَ ضَعْفَنَا بِقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لَا ضَیْعَةَ عَلَی مَنْ حَفِظْتَ وَ لَا ضَعْفَ عَلَی مَنْ قَوَّیْتَ وَ لَا وَهْنَ عَلَی مَنْ أَعَنْتَ.
نَسْأَلُكَ یَا وَاسِعَ الْبَرَكَاتِ وَ یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ وَ یَا مُنْجِحَ الطَّلِبَاتِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنَا خَوْفاً وَ حُزْناً تَشْغَلُنَا بِهِمَا عَنْ لَذَّاتِ الدُّنْیَا وَ شَهَوَاتِهَا وَ مَا یَعْتَرِضُ لَنَا فِیهَا عَنِ الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ إِنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِمَنْ حَمَّلْتَهُ مِنْ نِعَمِكَ مَا حَمَّلْتَنَا أَنْ یَغْفُلَ عَنْ شُكْرِكَ وَ أَنْ یَتَشَاغَلَ بِشَیْ ءٍ غَیْرِكَ یَا مَنْ هُوَ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَیْسَ مِنْهُ عِوَضٌ.
رَبَّنَا فَدَاوِنَا قَبْلَ التَّعَلُّلِ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِطَاعَتِكَ قَبْلَ انْصِرَامِ الْأَجَلِ وَ ارْحَمْنَا قَبْلَ أَنْ یَحْجُبَ دُعَاؤُنَا فِیمَا نَسْأَلُ وَ امْنُنْ عَلَیْنَا بِالنَّشَاطِ وَ أَعِذْنَا مِنَ الْفَشَلِ وَ الْكَسَلِ وَ الْعَجْزِ وَ الْعِلَلِ وَ الضَّرَرِ وَ الضَّجَرِ وَ الْمَلَلِ وَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الْهَوَی وَ الشَّهْوَةِ وَ الْأَشَرِ وَ الْبَطَرِ وَ الْمَرَحِ وَ الْخُیَلَاءِ وَ الْجِدَالِ وَ الْمِرَاءِ وَ السَّفَهِ وَ الْعُجْبِ وَ الطَّیْشِ وَ سُوءِ الْخُلُقِ وَ الْغَدْرِ وَ كَثْرَةِ الْكَلَامِ فِیمَا لَا تُحِبُّ وَ التَّشَاغُلِ بِمَا لَا یَعُودُ عَلَیْنَا نَفْعُهُ وَ طَهِّرْنَا مِنِ اتِّبَاعِ الْهَوَی وَ مُخَالَطَةِ السُّفَهَاءِ وَ عِصْیَانِ الْعُلَمَاءِ وَ الرَّغْبَةِ عَنِ الْقُرَّاءِ وَ مُجَالَسَةِ الدُّنَاةِ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یُجَالِسُ أَوْلِیَاءَكَ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُقَارِنِینَ
ص: 125
لِأَعْدَائِكَ وَ أَحْیِنَا حَیَاةَ الصَّالِحِینَ وَ ارْزُقْنَا قُلُوبَ الْخَائِفِینَ وَ صَبْرَ الزَّاهِدِینَ وَ قَنَاعَةَ الْمُتَّقِینَ وَ یَقِینَ السَّائِرِینَ (1) وَ أَعْمَالَ الْعَابِدِینَ وَ حِرْصَ الْمُشْتَاقِینَ حَتَّی تُورِدَنَا جَنَّتَكَ غَیْرَ مُعَذَّبِینَ.
اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَ التَّمَسُّكَ بِسُنَّتِكَ وَ الْوُقُوفَ عِنْدَ نَهْیِكَ وَ الطَّاعَةَ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ وَ الِانْتِهَاءَ عَنْ مَحَارِمِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَعْرُوفاً فِی غَیْرِ أَذًی وَ لَا مِنَّةٍ وَ عِزّاً بِكَ فِی غَیْرِ ضَلَالَةٍ وَ تَثْبِیتاً وَ یَقِیناً وَ تَذَكُّراً وَ قَنَاعَةً وَ تَعَفُّفاً وَ غِنًی عَنِ الْحَاجَةِ إِلَی الْمَخْلُوقِینَ وَ لَا تَجْعَلْ وُجُوهَنَا مَبْذُولَةً لِأَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِینَ فَإِنَّهُ مَنْ حَمَلَ فَضْلَ غَیْرِهِ مِنَ الْآدَمِیِّینَ خَضَعَ لَهُ فَلَمْ یَنْهَهُ عَنْ بَاطِلٍ وَ لَمْ یُبْغِضْهُ عَلَی مَعْصِیَةٍ بَلِ اجْعَلْ أَرْزَاقَنَا مِنْ عِنْدِكَ دَارَّةً وَ أَعْمَالَنَا مَبْرُورَةً وَ أَعِذْنَا مِنَ الْمَیْلِ إِلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ التَّصَنُّعِ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْأَشْیَاءِ.
اللَّهُمَّ وَ مَا أَجْرَیْتَ عَلَی أَلْسِنَتِنَا مِنْ نُورِ الْبَیَانِ وَ إِیضَاحِ الْبُرْهَانِ فَاجْعَلْهُ نُوراً لَنَا فِی قُبُورِنَا وَ مَبْعَثِنَا وَ مَحْیَانَا وَ مَمَاتِنَا وَ عِزّاً لَنَا لَا ذُلًّا عَلَیْنَا وَ أَمْناً لَنَا مِنْ مَحْذُورِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ أَسْرَعَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِی الْعُلَی وَ خَطَطْتَ هِمَمُهُمْ فِی عِزِّ الْوَرَی فَلَمْ تَزَلْ قُلُوبُهُمْ وَالِهَةً طَائِرَةً حَتَّی أَنَاخُوا فِی رِیَاضِ النَّعِیمِ وَ جَنَوْا مِنْ ثِمَارِ النَّسِیمِ وَ شَرِبُوا بِكَأْسِ الْعَیْشِ وَ خَاضُوا لُجَّةَ السُّرُورِ وَ غَاصُوا فِی بَحْرِ الْحَیَاةِ وَ اسْتَظَلُّوا فِی ظِلِّ الْكَرَامَةِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ جَاسُوا خِلَالَ دِیَارِ الظَّالِمِینَ وَ اسْتَوْحَشُوا مِنْ مُؤَانَسَةِ الْجَاهِلِینَ وَ سَمَوْا إِلَی الْعُلُوِّ بِنُورِ الْإِخْلَاصِ وَ رَكِبُوا فِی سَفِینَةِ النَّجَاةِ وَ أَقْلَعُوا بِرِیحِ الْیَقِینِ وَ أَرْسَوْا بِشَطِّ بِحَارِ الرِّضَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ غَلَقُوا بَابَ الشَّهْوَةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اسْتَنْفَذُوا مِنَ الْغَفْلَةِ أَنْفُسَهُمْ وَ اسْتَعْذَبُوا مَرَارَةَ الْعَیْشِ وَ اسْتَلَانُوا الْبُسُطَ وَ ظَفِرُوا بِحَبْلِ النَّجَاةِ وَ عُرْوَةِ السَّلَامَةِ وَ الْمَقَامِ فِی دَارِ الْكَرَامَةِ.
ص: 126
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ تَمَسَّكُوا بِعُرْوَةِ الْعِلْمِ وَ أَدَّبُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْفَهْمِ وَ قَرَءُوا صَحِیفَةَ السَّیِّئَاتِ وَ نَشَرُوا دِیوَانَ الْخَطِیئَاتِ وَ تَجَرَّعُوا مَرَارَةَ الْكَمَدِ حَتَّی سَلِمُوا مِنَ الْآفَاتِ وَ وَجَدُوا الرَّاحَةَ فِی الْمُنْقَلَبِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ غَرَسُوا أَشْجَارَ الْخَطَایَا نُصْبَ رَوَامِقِ الْقُلُوبِ وَ سَقَوْهَا مِنْ مَاءِ التَّوْبَةِ حَتَّی أَثْمَرَتْ لَهُمْ ثَمَرَ النَّدَامَةِ فَأَطْلَعَتْهُمْ عَلَی سُتُورِ خَفِیَّاتِ الْعُلَی وَ أَرْوَیْتَهُمُ (1)
الْمَخَاوِفَ وَ الْأَحْزَانَ وَ الْغُمُومَ وَ الْأَشْجَارَ وَ نَظَرُوا فِی مِرْآةِ الْفِكْرِ فَأَبْصَرُوا جَسِیمَ الْفِطْنَةِ وَ لَبِسُوا ثَوْبَ الْخِدْمَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ شَرِبُوا بِكَأْسِ الصَّفَاءِ فَأَوْرَثَهُمُ الصَّبْرَ عَلَی طُولِ الْبَلَاءِ فَقَرَّتْ أَعْیُنُهُمْ بِمَا وَجَدُوا مِنَ الْعَیْنِ حَتَّی تَوَلَّهَتْ قُلُوبُهُمْ فِی الْمَلَكُوتِ وَ جَالَتْ بَیْنَ سَرَائِرِ حُجُبِ الْجَبَرُوتِ وَ مَالَتْ أَرْوَاحُهُمْ إِلَی ظِلِّ بَرْدِ الْمُشْتَاقِینَ فِی رِیَاضِ الرَّاحَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِزِّ وَ عَرَصَاتِ الْمُخَلَّدِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ رَتَعُوا فِی زَهْرَةِ رَبِیعِ الْفَهْمِ حَتَّی تَسَامَی بِهِمُ السُّمُوُّ إِلَی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَرَسَمُوا ذِكْرَ هَیْبَتِكَ فِی قُلُوبِهِمْ حَتَّی نَاجَتْكَ أَلْسِنَةُ الْقُلُوبِ الْخَفِیَّةِ بِطُولِ اسْتِغْفَارِ الْوَحْدَةِ فِی مَحَارِیبِ قُدْسِ رَهْبَانِیَّةِ(2) الْخَاشِعِینَ وَ حَتَّی لَاذَتْ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ عَبَرَتْ أیمنة [أَیْنَمَةُ](3)
النَّوَّاحِینَ بَیْنَ مَصَافِّ الْكَرُوبِیِّینَ وَ مُجَالَسَةِ الرُّوحَانِیِّینَ لَهُمْ زَفَرَاتٌ أَحْرَقَتِ الْقُلُوبَ عِنْدَ إِرْسَالِ الْفِكْرِ فِی مَرَاتِعِ الْإِحْسَانِ بَیْنَ یَدَیْكَ
وَ أَنْضَجَتْ نَارُ الْخَشْیَةِ مَنَابِتَ الشَّهَوَاتِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ سَكَنَتْ بَیْنَ خَوَافِی طَابَقِ (4) الْغَفَلَاتِ مِنْ صُدُورِهِمْ فَأَنْبَهَ ذكر [الذِّكْرُ] رُقَادَ قُلُوبِهِمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ اشْتَغَلُوا بِالذِّكْرِ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ خَالَفُوا دَوَاعِیَ الْعِزَّةِ بِوَاضِحَاتِ الْمَعْرِفَةِ وَ قَطَعُوا أَسْتَارَ نَارِ الشَّهَوَاتِ بِنَضْحِ مَاءِ التَّوْبَةِ
ص: 127
وَ غَسَلُوا أَوْعِیَةَ الْجَهْلِ بِصَفْوِ مَاءِ الْحَیَاةِ حَتَّی جَالَتْ فِی مَجَالِسِ الذِّكْرِ رُطُوبَةُ أَلْسِنَةِ الذَّاكِرِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ سَهَّلْتَ لَهُ طَرِیقَ الطَّاعَةِ بِالتَّوْفِیقِ فِی مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ فَحُیُّوا وَ قُرِّبُوا وَ أُكْرِمُوا وَ زُیِّنُوا بِخِدْمَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ أَرْسَلْتَ عَلَیْهِمْ سُتُورَ(1)
عِصْمَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ خَصَصْتَ قُلُوبَهُمْ بِطَهَارَةِ الصَّفَاءِ وَ زَیَّنْتَهَا بِالْفَهْمِ وَ الْحَیَاءِ فِی مَنْزِلِ الْأَصْفِیَاءِ وَ سَیَّرْتَ هُمُومَهُمْ فِی مَلَكُوتِ سَمَاوَاتِكَ حُجُباً حُجُباً حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَیْكَ وَارِدُهَا وَ مَتِّعْ أَبْصَارَنَا بِالْجَوَلَانِ فِی جَلَالِكَ لِتَسْهَرَنَا عَمَّا نَامَتْ قُلُوبُ الْغَافِلِینَ وَ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مَعْقُودَةً بِسَلَاسِلِ النُّورِ وَ عَلِّقْهَا مِنْ أَرْكَانِ عَرْشِكَ بِأَطْنَابِ الذِّكْرِ وَ اشْغَلْهَا بِالنَّظَرِ إِلَیْكَ عَنْ شَرِّ مَوَاقِفِ الْمُخْتَانِینَ وَ أَطْلِقْهَا مِنَ الْأَسْرِ لِتَجُولَ فِی خِدْمَتِكَ مَعَ الْجَوَّالِینَ وَ اجْعَلْنَا بِخِدْمَتِكَ لِلْعِبَادِ وَ الْأَبْدَالِ فِی أَقْطَارِهَا طُلَّاباً وَ لِلْخَاصَّةِ مِنْ أَصْفِیَائِكَ أَصْحَاباً وَ لِلْمُرِیدِینَ الْمُتَعَلِّقِینَ بِبَابِكَ أَحْبَاباً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ عَرَفُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَیْقَنُوا بِمُسْتَقَرِّهِمْ فَكَانَتْ أَعْمَارُهُمْ فِی طَاعَتِكَ تَفْنَی وَ قَدْ نَحَلَتْ أَجْسَادُهُمْ بِالْحُزْنِ وَ إِنْ لَمْ تَبْلَ وَ هَدَیْتَ إِلَی ذِكْرِكَ وَ إِنْ لَمْ تَبْلُغْ إِلَی مُسْتَرَاحِ الْهُدَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ فُتِقَتْ لَهُمْ رَتْقٌ عَظِیمٌ غَوَاشِی جُفُونِ حَدَقِ عُیُونِ الْقُلُوبِ (2)
حَتَّی نَظَرُوا إِلَی تَدْبِیرِ حِكْمَتِكَ وَ شَوَاهِدِ حُجَجِ بَیِّنَاتِكَ فَعَرَفُوكَ بِمَحْصُولِ فِطَنِ الْقُلُوبِ وَ أَنْتَ فِی غَوَامِضِ سَتَرَاتِ حُجُبِ الْقُلُوبِ فَسُبْحَانَكَ أَیُّ عَیْنٍ تَقُومُ بِهَا نُصْبَ نُورِكَ أَمْ تَرْقَأُ إِلَی نُورِ ضِیَاءِ قُدْسِكَ أَوْ أَیُ
ص: 128
فَهْمٍ یَفْهَمُ مَا دُونَ ذَلِكَ إِلَّا الْأَبْصَارُ الَّتِی كَشَفْتَ عَنْهَا حُجُبَ الْعَمِیَّةِ فَرَقَتْ أَرْوَاحُهُمْ عَلَی أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ فَسَمَّاهُمْ أَهْلُ الْمَلَكُوتِ زُوَّاراً وَ أَسْمَاهُمْ أَهْلُ الْجَبَرُوتِ عُمَّاراً فَتَرَدَّدُوا فِی مَصَافِّ الْمُسَبِّحِینَ وَ تَعَلَّقُوا بِحِجَابِ الْقُدْرَةِ وَ نَاجَوْا رَبَّهُمْ عِنْدَ كُلِّ شَهْوَةٍ فَحَرَّقَتْ قُلُوبُهُمْ حُجُبَ النُّورِ حَتَّی نَظَرُوا بِعَیْنِ الْقُلُوبِ إِلَی عِزِّ الْجَلَالِ فِی عِظَمِ الْمَلَكُوتِ فَرَجَعَتِ الْقُلُوبُ إِلَی الصُّدُورِ عَلَی النِّیَّاتِ (1)
بِمَعْرِفَةِ تَوْحِیدِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً إِلَهِی فِی هَذِهِ الدُّنْیَا هُمُومٌ وَ أَحْزَانٌ وَ غُمُومٌ
وَ بَلَاءٌ وَ فِی الْآخِرَةِ حِسَابٌ وَ عِقَابٌ فَأَیْنَ الرَّاحَةُ وَ الْفَرَجُ إِلَهِی خَلَقْتَنِی بِغَیْرِ أَمْرِی وَ تُمِیتُنِی بِغَیْرِ إِذْنِی وَ وَكَّلْتَ فِیَّ عَدُوّاً لِی لَهُ عَلَیَّ سُلْطَانٌ یَسْلُكُ بِیَ الْبَلَایَا مَغْرُوراً وَ قُلْتَ لِی اسْتَمْسِكْ فَكَیْفَ أَسْتَمْسِكُ إِنْ لَمْ تُمْسِكْنِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ثَبِّتْنِی بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ثَبِّتْنِی بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا مَنْ قَالَ ادْعُونِی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ یَا إِلَهِی كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ مَا وَلَدَا وَ مَنْ وَلَدْتُ وَ مَا تَوَالَدُوا وَ لِأَهْلِی وَ وُلْدِی وَ أَقَارِبِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ وَ جِیرَانِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ.
مُنَاجَاةٌ لَهُ أُخْرَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ:
إِلَهِی حَرَمَنِی كُلُّ مَسْئُولٍ رِفْدَهُ وَ مَنَعَنِی كُلُّ مَأْمُولٍ مَا عِنْدَهُ وَ أَخْلَفَنِی مَنْ كُنْتُ أَرْجُوهُ لِرَغْبَةٍ وَ أَقْصِدُهُ لِرَهْبَةٍ وَ حَالَ الشَّكُّ فِی ذَلِكَ یَقِیناً وَ الظَّنُّ عِرْفَاناً وَ اسْتَحَالَ الرَّجَاءُ یَأْساً وَ رَدَّتْنِی الضَّرُورَةُ إِلَیْكَ حِینَ خَابَتْ آمَالِی وَ انْقَطَعَتْ أَسْبَابِی وَ أَیْقَنْتُ أَنَّ سَعْیِی لَا یُفْلِحُ وَ اجْتِهَادِی لَا یَنْجَحُ إِلَّا بِمَعُونَتِكَ وَ أَنَّ مُرِیدِی بِالْخَیْرِ لَا یَقْدِرُ عَلَی إِنَالَتِی إِیَّاهُ إِلَّا بِإِذْنِكَ.
ص: 129
فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ بِكَرَمِكَ عَنْ لُؤْمِ الْمَسْئُولِینَ وَ بِإِسْعَافِكَ عَنْ خَیْبَةِ الْمَرْجُوِّینَ وَ أَبْدِلْنِی مَخَافَتَكَ مِنْ مَخَافَةِ الْمَخْلُوقِینَ وَ اجْعَلْنِی أَشَدَّ مَا أَكُونُهُ لَكَ خَوْفاً وَ أَكْثَرَ مَا أَكُونُهُ لَكَ ذِكْراً وَ أَعْظَمَ مَا أَكُونُ مِنْكَ حِرْزاً إِذَا زَالَتْ عَنِّی الْمَخَاوِفُ وَ انْزَاحَتِ الْمَكَارِهُ وَ انْصَرَفَتْ عَنِّی الْمَخَاوِفُ حِینَ یَأْمَنُ الْمَغْرُورُونَ مَكْرَكَ وَ یَنْسَی الْجَاهِلُونَ ذِكْرَكَ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ یَبْطَرُهُ الرَّخَاءُ وَ یَصْرَعُهُ الْبَلَاءُ فَلَا یَدْعُوكَ إِلَّا عِنْدَ حُلُولِ نَازِلَةٍ وَ لَا یَذْكُرُكَ إِلَّا عِنْدَ وُقُوعِ جَائِحَةٍ فَیَصْرَعُ لَكَ خَدَّهُ وَ تَرْفَعُ بِالْمَسْأَلَةِ إِلَیْكَ یَدَهُ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ عِبَادَتُهُ لَكَ خَطَرَاتٌ تَعْرُضُ دُونَ دَوَامِهَا الْفَتَرَاتُ فیعلم [فَیَعْمَلُ] بِشَیْ ءٍ مِنَ الطَّاعَةِ مِنْ یَوْمِهِ وَ یَمَلُّ الْعَمَلَ فِی غَدِهِ لَكِنْ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِی مُوفِیاً عَلَی أَمْسِهِ مُقَصِّراً عَنْ غَدِهِ حَتَّی تَتَوَفَّانِی وَ قَدْ أَعْدَدْتُ لِیَوْمِ الْمَعَادِ تَوَفُّرَةَ الزَّادِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
وَ لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُنَاجَاةٌ أُخْرَی:
إِلَهِی وَ مَوْلَایَ وَ غَایَةَ رَجَائِی أَشْرَقْتَ مِنْ عَرْشِكَ عَلَی أَرَضِیكَ وَ مَلَائِكَتِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْأَصْوَاتُ وَ سَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ وَ الْأَحْیَاءُ فِی الْمَضَاجِعِ كَالْأَمْوَاتِ فَوَجَدْتَ عِبَادَكَ فِی شَتَّی الْحَالاتِ فَمِنْهُ خَائِفٌ لَجَأَ إِلَیْكَ فَآمَنْتَهُ وَ مُذْنِبٌ دَعَاكَ لِلْمَغْفِرَةِ فَأَجَبْتَهُ وَ رَاقِدٌ اسْتَوْدَعَكَ نَفْسَهُ فَحَفِظْتَهُ وَ ضَالٌّ اسْتَرْشَدَكَ فَأَرْشَدْتَهُ وَ مُسَافِرٌ لَاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَیْتَهُ وَ ذی [ذُو] حَاجَةٍ نَادَاكَ لَهَا فَلَبَّیْتَهُ وَ نَاسِكٌ أَفْنَی بِذِكْرِكَ لَیْلَهُ فَأَحْظَیْتَهُ وَ بِالْفَوْزِ جَازَیْتَهُ وَ جَاهِلٌ ضَلَّ عَنِ الرُّشْدِ وَ عَوَّلَ عَلَی الْجَلَدِ مِنْ نَفْسِهِ فَخَلَّیْتَهُ.
إِلَهِی فَبِحَقِّ الِاسْمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ الْحَقِّ الَّذِی إِذَا أُقْسِمْتَ بِهِ أَوْجَبْتَ وَ بِصَلَوَاتِ الْعِتْرَةِ الْهَادِیَةِ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ خَافَ فَآمَنْتَهُ وَ دَعَاكَ لِلْمَغْفِرَةِ فَأَجَبْتَهُ وَ اسْتَوْدَعَكَ نَفْسَهُ فَحَفِظْتَهُ وَ اسْتَرْشَدَكَ فَأَرْشَدْتَهُ وَ لَاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَیْتَهُ وَ نَادَاكَ لِلْحَوَائِجِ فَلَبَّیْتَهُ وَ أَفْنَی بِذِكْرِكَ لَیْلَهُ فَأَحْظَیْتَهُ وَ بِالْفَوْزِ جَازَیْتَهُ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ ضَلَّ عَنِ الرُّشْدِ وَ عَوَّلَ عَلَی الْجَلَدِ مِنْ نَفْسِهِ فَخَلَّیْتَهُ.
ص: 130
إِلَهِی غَلَّقَتِ الْمُلُوكُ أَبْوَابَهَا وَ وَكَّلَتْ بِهَا حُجَّابَهَا وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِقَاصِدِیهِ وَ جُودُكَ مَوْجُودٌ لِطَالِبِیهِ وَ غُفْرَانُكَ مَبْذُولٌ لِمُؤَمِّلِیهِ وَ سُلْطَانُكَ دَامِغٌ لِمُسْتَحِقِّیهِ إِلَهِی خَلَتْ نَفْسِی بِأَعْمَالِهَا بَیْنَ یَدَیْكَ وَ انْتَصَبَتْ بِالرَّغْبَةِ خَاضِعَةً لَدَیْكَ وَ مُسْتَشْفِعَةً بِكَرَمِكَ إِلَیْكَ فَبِصَلَوَاتِ الْعِتْرَةِ الْهَادِیَةِ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِینَ صَلِّ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ اقْضِ حَاجَاتِهَا وَ تَغَمَّدْ هَفَوَاتِهَا وَ تَجَاوَزْ فَرَطَاتِهَا فَالْوَیْلُ لَهَا إِنْ صَادَفَتْ نَقِمَتَكَ وَ الْفَوْزُ لَهَا إِنْ أَدْرَكَتْ رَحْمَتَكَ فَیَا مَنْ یُخَافُ عَدْلُهُ وَ یُرْجَی فَضْلُهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ دُعَائِی مَنُوطاً بِالْإِجَابَةِ وَ تَسْبِیحِی مَوْصُولًا بِالْإِثَابَةِ وَ لَیْلِی مَقْرُوناً بِعَظِیمِ صَبَاحٍ سَلَفَ مِنْ عُمُرِی بَرَكَةً وَ إِیمَاناً وَ أَوْفَاهُ سَعَادَةً وَ أَمْناً إِنَّكَ خَیْرُ مَسْئُولٍ وَ أَكْرَمُ مَأْمُولٍ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
وَ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ دُعَاءُ الشُّكْرِ:
یَا مَنْ فَضُلَ إِنْعَامُهُ إِنْعَامَ الْمُنْعِمِینَ وَ عَجَزَ عَنْ شُكْرِهِ شُكْرُ الشَّاكِرِینَ وَ قَدْ جَرَّبْتُ غَیْرَكَ مِنَ الْمَأْمُولِینَ بِغَیْرِی مِنَ السَّائِلِینَ فَإِذَا كُلُّ قَاصِدٍ لِغَیْرِكَ مَرْدُودٌ وَ كُلُّ طَرِیقٍ سِوَاكَ مَسْدُودٌ إِذْ كُلُّ خَیْرٍ عِنْدَكَ مَوْجُودٌ وَ كُلُّ خَیْرٍ عِنْدَ سِوَاكَ مَفْقُودٌ یَا مَنْ إِلَیْهِ بِهِ تَوَسَّلْتُ وَ إِلَیْهِ بِهِ تَسَبَّبْتُ وَ تَوَصَّلْتُ وَ عَلَیْهِ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ عَوَّلْتُ وَ تَوَكَّلْتُ مَا كُنْتُ عَبْداً لِغَیْرِكَ فَیَكُونَ غَیْرُكَ لِی مَوْلًی وَ لَا كُنْتُ مَرْزُوقاً مِنْ سِوَاكَ فَأَسْتَدِیمَهُ عَادَةَ الْحُسْنَی وَ مَا قَصَدْتُ بَاباً إِلَّا بَابَكَ فَلَا تَطْرُدْنِی مِنْ بَابِكَ الْأَدْنَی یَا قَدِیراً لَا یَئُودُهُ الْمَطَالِبُ وَ یَا مَوْلًی یَبْغِیهِ كُلُّ رَاغِبٍ حَاجَاتِی مَصْرُوفَةٌ إِلَیْكَ وَ آمَالِی مَوْقُوفَةٌ لَدَیْكَ كُلَّمَا وَفَّقْتَنِی لَهُ مِنْ خَیْرٍ أَحْمِلُهُ وَ أُطِیقُهُ فَأَنْتَ دَلِیلِی عَلَیْهِ وَ طَرِیقُهُ.
یَا مَنْ جَعَلَ الصَّبْرَ عَوْناً عَلَی بَلَائِهِ وَ جَعَلَ الشُّكْرَ مَادَّةً لِنَعْمَائِهِ قَدْ جَلَّتْ نِعْمَتُكَ عَنْ شُكْرِی فَتَفَضَّلْ عَلَی إِقْرَارِی بِعَجْزِی بِعَفْوٍ أَنْتَ أَقْدَرُ عَلَیْهِ وَ أَوْسَعُ لَهُ مِنِّی وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لِذَنْبِی عِنْدَكَ عُذْرٌ تَقْبَلُهُ فَاجْعَلْهُ ذَنْباً تَغْفِرُهُ وَ فِی الرِّوَایَةِ یَقُولُ علیه السلام وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی جَدِّی مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ.
ص: 131
وَ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ دُعَاءٌ:
اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِی إِیَّاكَ مَعَ الْإِصْرَارِ عَلَی الذَّنْبِ لُؤْمٌ وَ تَرْكِی لِلِاسْتِغْفَارِ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ عَجْزٌ إِلَهِی كَمْ تَتَحَبَّبُ إِلَیَّ بِالنِّعَمِ وَ أَنْتَ عَنِّی غَنِیٌّ وَ أَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ بِالْمَعَاصِی وَ أَنَا إِلَیْكَ مُحْتَاجٌ فَیَا مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَی وَ إِذَا تَوَاعَدَ عَفَا صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی أَوْلَی الْأَمْرَیْنِ بِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
وَ لَهُ دُعَاءٌ آخَرُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ:
اللَّهُمَّ عَفْوُكَ عَنْ ذُنُوبِی وَ تَجَاوُزُكَ عَنْ خَطَایَایَ وَ سَتْرُكَ عَلَی قَبِیحِ عَمَلِی أَطْمَعَنِی فِی أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّهُ بِمَا أَذَقْتَنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَوْلَیْتَنِی مِنْ إِحْسَانِكَ فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً وَ أَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِساً لَا خَائِفاً وَ لَا وَجِلًا مُدِلًّا عَلَیْكَ بِإِحْسَانِكَ إِلَیَّ عَاتِباً عَلَیْكَ إِذَا أَبْطَأَ عَلَیَّ مَا قَصَدْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ لَعَلَّ الَّذِی أَبْطَأَ عَلَیَّ هُوَ خَیْرٌ لِی لِعِلْمِكَ بِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ فَلَمْ أَرَ مَوْلًی كَرِیماً أَصْبَرَ عَلَی عَبْدٍ لَئِیمٍ مِنْكَ عَلَیَّ لِأَنَّكَ تُحْسِنُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ أُسِی ءُ وَ تَتَوَدَّدُ إِلَیَّ وَ أَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ كَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیْكَ ثُمَّ لَمْ یَمْنَعْكَ ذَلِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ بِی وَ الْإِحْسَانِ إِلَیَّ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّ وَاحِداً مِنْ ذُنُوبِی یُوجِبُ لِی أَلِیمَ عَذَابِكَ وَ یَحِلُّ بِی شَدِیدُ عِقَابِكَ وَ لَكِنِ الْمَعْرِفَةُ بِكَ وَ الثِّقَةُ بِكَرَمِكَ دَعَانِی إِلَی التَّعَرُّضِ لِذَلِكَ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ.
دُعَاءٌ آخَرُ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ دَعَوْتَنِی إِلَی النَّجَاةِ فَعَصَیْتُكَ وَ دَعَانِی عَدُوُّكَ إِلَی الْهَلَكَةِ فَأَجَبْتُهُ فَكَفَی مَقْتاً عِنْدَكَ أَنْ أَكُونَ لِعَدُوِّكَ أَحْسَنَ طَاعَةٍ مِنِّی لَكَ فَوَا سَوْأَتَاهْ إِذْ خَلَقْتَنِی لِعِبَادَتِكَ وَ وَسَّعْتَ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ فَاسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ أَنْفَقْتُهُ فِی غَیْرِ طَاعَتِكَ ثُمَّ سَأَلْتُكَ الزِّیَادَةَ مِنْ فَضْلِكَ فَلَمْ یَمْنَعْكَ مَا كَانَ مِنِّی أَنْ عُدْتَ بِحِلْمِكَ عَلَیَّ فَأَوْسَعْتَ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ وَ آتَیْتَنِی أَكْثَرَ مَا سَأَلْتُكَ وَ لَمْ یَنْهَنِی حِلْمُكَ عَنِّی وَ عِلْمُكَ بِی وَ قُدْرَتُكَ عَلَیَّ وَ عَفْوُكَ عَنِّی مِنَ التَّعَرُّضِ لِمَقْتِكَ وَ التَّمَادِی فِی الْغَیِّ مِنِّی كَأَنَّ الَّذِی تَفْعَلُهُ بِی أَرَاهُ حَقّاً وَاجِباً عَلَیْكَ فَكَأَنَّ الَّذِی نَهَیْتَنِی عَنْهُ أَمَرْتَنِی بِهِ وَ لَوْ شِئْتَ
ص: 132
مَا تَرَدَّدْتَ إِلَیَّ بِإِحْسَانِكَ وَ لَا شَكَرْتَنِی بِنِعْمَتِكَ عَلَیَّ وَ لَا أَخَّرْتَ عِقَابَكَ عَنِّی بِمَا قَدَّمَتْ یَدَایَ وَ لَكِنَّكَ شَكُورٌ فَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ فَیَا مَنْ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً ارْحَمْ عَبْدَكَ الْمُتَعَرِّضَ لِمَقْتِكَ الدَّاخِلَ فِی سَخَطِكَ الْجَاهِلَ بِكَ الْجَرِیَّ عَلَیْكَ رَحْمَةً مَنَنْتَ بِهَا إِلَی مَنْ أَحْسَنَ طَاعَتَكَ وَ أَفْضَلَ عِبَادَتِكَ إِنَّكَ لَطِیفٌ لِمَا تَشَاءُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ التَّعَرُّضِ لِسَخَطِكَ وَ أَقْبِلْ بِقَلْبِی إِلَی طَاعَتِكَ وَ أَوْزِعْنِی شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ مَالًا طَیِّباً كَثِیراً فَاضِلًا لَا یُطْغِینِی وَ تِجَارَةً نَامِیَةً مُبَارَكَةً لَا تُلْهِینِی وَ قُدْرَةً عَلَی عِبَادَتِكَ وَ صَبْراً عَلَی الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَ الْقَوْلَ بِالْحَقِّ وَ الصِّدْقَ فِی الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا وَ شَنَآنَ الْفَاسِقِینَ وَ أَعِنِّی عَلَی التَّهَجُّدِ لَكَ بِحُسْنِ الْخُشُوعِ فِی الظُّلَمِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْكَ فِی الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ فِی الْهَوَاجِرِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ وَ قَرِّبْنِی إِلَیْكَ زُلْفَةً وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّی لِذَنْبٍ رَكِبْتُهُ وَ لَا لِسَیِّئَةٍ أَتَیْتُهَا وَ لَا لِفَاحِشَةٍ أَنَا مُقِیمٌ عَلَیْهَا رَاجٍ لِلتَّوْبَةِ عَلَیَّ مِنْكَ فِیهَا وَ لَا لِخَطَاءٍ وَ عَمْدٍ كَانَ مِنِّی عَمِلْتُهُ أَوْ أَمَرْتُ بِهِ صَفَحْتَ لِی عَنْهُ أَوْ عَاقَبْتَنِی عَلَیْهِ سَتَرْتَهُ عَلَیَّ أَوْ هَتَكْتَهُ وَ أَنَا مُقِیمٌ عَلَیْهِ أَوْ تَائِبٌ إِلَیْكَ مِنْهُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْوَاجِبِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ لَمَّا طَهَّرْتَنِی مِنَ الْآفَاتِ وَ عَافَیْتَنِی مِنِ اقْتِرَافِ الْآثَامِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ عَلَیَّ وَ نَظْرَةٍ مِنْكَ إِلَیَّ تَرْضَی بِهَا عَنِّی وَ حُبَابَتِكَ لِی بِنِعْمَةٍ مَوْصُولَةٍ بِكَرَامَةٍ تَبْلُغُ بِی شُرَفَ الْجَنَّةِ وَ مُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
دُعَاءٌ آخَرُ لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ:
اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أُمُوراً تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَی كَثِیرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ صَغِیرٍ أَوْ كَبِیرٍ مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُمْ لَكَ فَإِنْ تَجُدْ بِهَا عَلَیَّ فَمِنَّةً مِنْ مِنَنِكَ وَ إِلَّا تَفْعَلْ فَلَسْتَ مِمَّنْ یُشَارَكُ فِی حُكْمِهِ وَ لَا یُؤَامَرُ فِی خَلْقِهِ فَإِنْ تَكُ رَاضِیاً فَأَحَقُّ مَنْ أَعْطَیْتَهُ مَا سَأَلَكَ مَنْ رَضِیتَ عَنْهُ مَعَ هَوَانِ مَا قَصَدْتَ فِیهِ إِلَیْكَ عَلَیْكَ وَ إِنْ تَكُ سَاخِطاً فَأَحَقُّ مَنْ عَفَا أَنْتَ
ص: 133
وَ أَكْرَمُ مَنْ غَفَرَ وَ عَادَ بِفَضْلِهِ عَلَی عَبْدِهِ فَأَصْلَحَ مِنْهُ فَاسِداً وَ قَوَّمَ مِنْهُ أَوَداً وَ إِنْ أَخَذْتَنِی بِقَبِیحِ عَمَلِی فَوَاحِدٌ مِنْ جُرْمِی یُحِلُّ عَذَابَكَ بِی وَ مَنْ أَنَا فِی خَلْقِكَ یَا مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی فَوَ عِزَّتِكَ مَا تُزَیِّنُ مُلْكَكَ حَسَنَاتِی وَ لَا تُقَبِّحُهُ سَیِّئَاتِی وَ لَا یَنْقُصُ خَزَائِنَكَ غِنَایَ وَ لَا یَزِیدُ فِیهَا فَقْرِی وَ مَا صَلَاحِی وَ فَسَادِی إِلَّا إِلَیْكَ فَإِنْ صَیّرْتَنِی صَالِحاً كُنْتُ وَ إِنْ جَعَلْتَنِی فَاسِداً لَمْ یَقْدِرْ عَلَی صَلَاحِی سِوَاكَ فَمَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ سَیِّئٍ أَتَیْتُهُ فَعَلَی عِلْمٍ مِنِّی بِأَنَّكَ تَرَانِی وَ أَنَّكَ غَیْرُ غَافِلٍ عَنِّی مُصَدِّقٌ مِنْكَ بِالْوَعِیدِ لِی وَ لِمَنْ كَانَ فِی مِثْلِ حَالِی وَاثِقٌ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكَ بِالصَّفْحِ الْكَرِیمِ وَ الْعَفْوِ الْقَدِیرِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ فَجَرَّأَنِی عَلَی مَعْصِیَتِكَ مَا أَذَقْتَنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ وُثُوبِی عَلَی مَحَارِمِكَ مَا رَأَیْتُ مِنْ عَفْوِكَ وَ لَوْ خِفْتُ تَعْجِیلَ نَقِمَتِكَ لَأَخَذْتُ حِذْرِی مِنْكَ كَمَا أَخَذْتُهُ مِنْ غَیْرِكَ مِمَّنْ هُوَ دُونَكَ مِمَّنْ خِفْتُ سَطْوَتَهُ فَاجْتَنَبْتُ نَاحِیَتَهُ وَ مَا تَوْفِیقِی إِلَّا بِكَ فَلَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی بِرَحْمَتِكَ فَأَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا إِلَی سِوَاكَ فَیَخْذُلَنِی فَقَدْ سَأَلْتُكَ مِنْ فَضْلِكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَ لَا آیِسٍ مِنْهُ لِذَنْبٍ عَظِیمٍ رَكِبْتُهُ لِقَدِیمِ الرَّجَاءِ فِیكَ وَ عَظِیمِ الطَّمَعِ مِنْكَ الَّذِی أَوْجَبْتَهُ عَلَی نَفْسِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ فَالْأَمْرُ لَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ الْخَلْقُ عِیَالُكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاضِعٌ لَكَ مُلْكُكَ كَثِیرٌ وَ عَدْلُكَ قَدِیمٌ وَ عَطَاؤُكَ جَزِیلٌ وَ عَرْشُكَ كَرِیمٌ وَ ثَنَاؤُكَ رَفِیعٌ وَ ذِكْرُكَ أَحْسَنُ وَ جَارُكَ أَمْنَعُ وَ حُكْمُكَ نَافِذٌ وَ عِلْمُكَ جَمٌّ وَ أَنْتَ أَوَّلٌ آخِرٌ ظَاهِرٌ بَاطِنٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ عِبَادُكَ جَمِیعاً إِلَیْكَ فُقَرَاءُ وَ أَنَا أَفْقَرُهُمْ إِلَیْكَ لِذَنْبٍ تَغْفِرُهُ وَ لِفَقْرٍ تَجْبُرُهُ وَ لِعَائِلَةٍ تُغْنِیهَا وَ لِعَوْرَةٍ تَسْتُرُهَا وَ لِخُطَّةٍ تَشُدُّهَا وَ لِسَیِّئَةٍ تَتَجَاوَزُ عَنْهَا وَ لِفَسَادٍ تُصْلِحُهُ وَ لِعَمَلٍ صَالِحٍ تَتَقَبَّلُهُ وَ لِكَلَامٍ طَیِّبٍ تَرْفَعُهُ وَ لِبَدَنٍ تُعَافِیهِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ شَوَّقْتَنِی إِلَیْكَ وَ رَغَّبْتَنِی فِیمَا لَدَیْكَ وَ تَعَطَّفْتَنِی عَلَیْكَ وَ أَرْسَلْتَ إِلَیَّ خَیْرَ خَلْقِكَ یَتْلُو عَلَیَّ أَفْضَلَ كُتُبِكَ فَآمَنْتُ بِرَسُولِكَ وَ لَمْ أَقْتَدِ بِهُدَاهُ وَ صَدَّقْتُ بِكِتَابِكَ وَ لَمْ أَعْمَلْ بِهِ وَ أَبْغَضْتُ لِقَاءَكَ لِضَعْفِ نَفْسِی وَ عَصَیْتُ أَمْرَكَ لِخَبِیثِ عَمَلِی
ص: 134
وَ رَغِبْتُ عَنْ سُنَنِكَ لِفَسَادِ دِینِی وَ لَمْ أَسْبِقْ إِلَی رُؤْیَتِكَ لِقَسَاوَةِ قَلْبِی.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ جَنَّةً لِمَنْ أَطَاعَكَ وَ أَعْدَدْتَ فِیهَا مِنَ النَّعِیمِ الْمُقِیمِ مَا لَا یَخْطُرُ عَلَی الْقُلُوبِ وَ وَصَفْتَهَا بِأَحْسَنِ الصِّفَةِ فِی كِتَابِكَ وَ شَوَّقْتَ إِلَیْهَا عِبَادَكَ وَ أَمَرْتَ بِالْمُسَابَقَةِ إِلَیْهَا وَ أَخْبَرْتَ عَنْ سُكَّانِهَا وَ مَا فِیهَا مِنْ حُورٍ عَیْنٍ كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ وَ وِلْدَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَنْثُورِ وَ فَاكِهَةٍ وَ نَخْلٍ وَ رُمَّانٍ وَ جَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَ أَنْهَارٍ مِنْ طَیِّبِ الشَّرَابِ وَ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ وَ سَلْسَبِیلٍ وَ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ وَ أَسْوِرَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ شَرَابٍ طَهُورٍ وَ مُلْكٍ كَبِیرٍ وَ قُلْتَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ فَنَظَرْتُ فِی عَمَلِی فَرَأَیْتُهُ ضَعِیفاً یَا مَوْلَایَ وَ حَاسَبْتُ نَفْسِی فَلَمْ أَجِدْنِی أَقُومُ بِشُكْرِ مَا أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَدَّدْتُ سَیِّئَاتِی فَأَصَبْتُهَا تَسْتَرِقُ حَسَنَاتِی فَكَیْفَ أَطْمَعُ أَنْ أَنَالَ جَنَّتَكَ بِعَمَلِی وَ أَنَا مُرْتَهَنٌ بِخَطِیئَتِی لَا كَیْفَ یَا مَوْلَایَ إِنْ لَمْ تَدَارَكْنِی مِنْكَ بِرَحْمَةٍ تَمُنُّ بِهَا عَلَیَّ فِی مِنَنٍ قَدْ سَبَقَتْ مِنْكَ لَا أُحْصِیهَا تَخْتِمُ لِی بِهَا كَرَامَتَكَ فَطُوبَی لِمَنْ رَضِیتَ عَنْهُ وَ وَیْلٌ لِمَنْ سَخِطْتَ عَلَیْهِ فَارْضَ عَنِّی وَ لَا تَسْخَطْ عَلَیَّ یَا مَوْلَایَ اللَّهُمَّ وَ خَلَقْتَ نَاراً لِمَنْ عَصَاكَ وَ أَعْدَدْتَ لِأَهْلِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ فِیهَا وَ وَصَفْتَهُ وَ صَنَّفْتَهُ مِنَ الْحَمِیمِ وَ الْغَسَّاقِ وَ الْمُهْلِ وَ الضَّرِیعِ وَ الصَّدِیدِ وَ الْغِسْلِینِ وَ الزَّقُّومِ وَ السَّلَاسِلِ وَ الْأَغْلَالِ وَ مَقَامِعِ الْحَدِیدِ وَ الْعَذَابِ الْغَلِیظِ وَ الْعَذَابِ الشَّدِیدِ وَ الْعَذَابِ الْمُهِینِ وَ الْعَذَابِ الْمُقِیمِ وَ عَذَابِ الْحَرِیقِ وَ عَذَابِ السَّمُومِ وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ وَ سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ وَ سُرَادِقَاتِ النَّارِ وَ النُّحَاسِ وَ الزَّقُّومِ وَ الْحُطَمَةِ وَ الْهَاوِیَةِ وَ لَظَی وَ النَّارِ الْحَامِیَةِ وَ النَّارِ الْمُوقَدَةِ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ وَ النَّارِ الْمُوصَدَةِ ذَاتِ الْعُمُدِ الْمُمَدَّدَةِ وَ السَّعِیرِ وَ الْحَمِیمِ وَ النَّارِ الَّتِی لَا تُطْفَأُ وَ النَّارِ الَّتِی تَكادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ وَ النَّارِ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ وَ النَّارِ الَّتِی یُقَالُ هَلِ امْتَلَأْتِ فَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ وَ الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فَقَدْ خِفْتُ یَا مَوْلَایَ إِذْ كُنْتُ لَكَ عَاصِیاً أَنْ أَكُونَ لَهَا مُسْتَوْجِباً لِكَبِیرِ ذَنْبِی وَ عَظِیمِ جُرْمِی وَ قَدِیمِ إِسَاءَتِی وَ أُفَكِّرُ فِی غِنَاكَ عَنْ عَذَابِی وَ فَقْرِی إِلَی رَحْمَتِكَ
ص: 135
یَا مَوْلَایَ مَعَ هَوَانِ مَا طَمِعْتُ فِیهِ مِنْكَ عَلَیْكَ وَ عُسْرِهِ عِنْدِی وَ یُسْرِهِ عَلَیْكَ وَ عَظِیمِ قَدْرِهِ عِنْدِی وَ كَبِیرِ خَطَرِهِ لَدَیَّ وَ مَوقِعِهِ مِنِّی مَعَ جُودِكَ بِجَسِیمِ الْأُمُورِ وَ صَفْحِكَ عَنِ الذَّنْبِ الْكَبِیرِ لَا یَتَعَاظَمُكَ یَا سَیِّدِی ذَنْبٌ أَنْ تَغْفِرَهُ وَ لَا خَطِیئَةٌ أَنْ تَحُطَّهَا عَنِّی وَ عَمَّنْ هُوَ أَعْظَمُ جُرْماً مِنِّی لِصِغَرِ خَطَرِی فِی مُلْكِكَ مَعَ تَضَرُّعِی وَ ثِقَتِی بِكَ وَ تَوَكُّلِی عَلَیْكَ وَ رَجَائِی إِیَّاكَ وَ طَمَعِی فِیكَ فَیَحُولُ ذَلِكَ بَیْنِی وَ بَیْنَ خَوْفِی مِنْ دُخُولِ النَّارِ وَ مَنْ أَنَا یَا سَیِّدِی فَتَقْصِدَ قَصْدِی بِغَضَبٍ یَدُومُ مِنْكَ عَلَیَّ تُرِیدُ بِهِ عَذَابِی مَا أَنَا فِی خَلْقِكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الذَّرَّةِ فِی مُلْكِكَ الْعَظِیمِ فَهَبْ لِی نَفْسِی بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَإِنَّكَ تَجِدُ مِنِّی خَلْقاً وَ لَا أَجِدُ مِنْكَ وَ بِكَ غِنًی عَنِّی وَ لَا غِنَی بِی حَتَّی تُلْحِقَنِی بِهِمْ فَتُصَیِّرَنِی مَعَهُمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِی وَ عَظَّمْتَ عَافِیَتِی وَ وَسَّعْتَ عَلَیَّ فِی رِزْقِی وَ لَمْ تَزَلْ تَنْقُلُنِی مِنْ نِعْمَةٍ إِلَی كَرَامَةٍ وَ مِنْ كَرَامَةٍ إِلَی فَضْلٍ تُجَدِّدُ لِی ذَلِكَ فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی لَا أَعْرِفُ غَیْرَ مَا أَنَا فِیهِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَیْكَ لِی وَ أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِی أَنْ أَكُونَ فِی غَیْرِ مَرْتِبَتِی لِأَنِّی لَمْ أَدْرِ مَا عَظِیمُ الْبَلَاءِ فَأَجِدَ لَذَّةَ الرَّخَاءِ وَ لَمْ یُذِلَّنِی الْفَقْرُ فَأَعْرِفَ فَضْلَ الْأَمْنِ فَأَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ فِی غَفْلَةٍ مِمَّا فِیهِ غَیْرِی مِمَّنْ هُوَ دُونِی فَكَفَرْتُ وَ لَمْ أَشْكُرْ بَلَاءَكَ وَ لَمْ أَشُكَّ أَنَّ الَّذِی أَنَا فِیهِ دَائِمٌ غَیْرُ زَائِلٍ عَنِّی لَا أُحَدِّثُ نَفْسِی بِانْتِقَالِ عَافِیَةٍ وَ تَحْوِیلِ فَقْرٍ وَ لَا خَوْفٍ وَ لَا حُزْنٍ فِی عَاجِلِ دُنْیَایَ وَ آجِلِ آخِرَتِی فَیَحُولَ ذَلِكَ بَیْنِی وَ بَیْنَ التَّضَرُّعِ إِلَیْكَ فِی دَوَامِ ذَلِكَ لِی مَعَ مَا أَمَرْتَنِی بِهِ مِنْ شُكْرِكَ وَ وَعَدْتَنِی عَلَیْهِ مِنَ الْمَزِیدِ مِنْ لَدَیْكَ فَسَهَوْتُ وَ لَهَوْتُ وَ غَفَلْتُ وَ أَمِنْتُ وَ أَشَرْتُ وَ بَطِرْتُ وَ تَهَاوَنْتُ حَتَّی جَاءَ التَّغْیِیرُ مَكَانَ الْعَافِیَةِ بِحُلُولِ الْبَلَاءِ وَ نَزَلَ الضُّرُّ بِمَنْزِلَةِ الصِّحَّةِ وَ بِأَنْوَاعِ السُّقْمِ وَ الْأَذَی وَ أَقْبَلَ الْفَقْرُ بِإِزَاءِ الْغِنَی فَعَرَفْتُ مَا كُنْتُ فِیهِ لِلَّذِی صِرْتُ إِلَیْهِ فَسَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ لَا یَسْتَوْجِبُ أَنْ تُسْمَعَ لَهُ دَعْوَةٌ لِعَظِیمِ مَا كُنْتُ فِیهِ مِنَ الْغَفْلَةِ وَ طَلَبْتُ طَلِبَةَ مَنْ لَا یَسْتَحِقُّ نَجَاحَ الطَّلِبَةِ لِلَّذِی كُنْتُ فِیهِ مِنَ اللَّهْوِ وَ الْفَتْرَةِ وَ تَضَرَّعْتُ تَضَرُّعَ مَنْ لَا یَسْتَوْجِبُ
ص: 136
الرَّحْمَةَ لِمَا كُنْتُ فِیهِ مِنَ الزَّهْوِ وَ الِاسْتِطَالَةِ فَرَضِیتُ بِمَا إِلَیْهِ صَیَّرْتَنِی وَ إِنْ كَانَ الضُّرُّ قَدْ مَسَّنِی وَ الْفَقْرُ قَدْ أَذَلَّنِی وَ الْبَلَاءُ قَدْ حَلَّ بِی: فَإِنْ یَكُ ذَلِكَ مِنْ سَخَطٍ مِنْكَ فَأَعُوذُ بِحِلْمِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَبْلُوَنِی فَقَدْ عَرَفْتَ ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی إِذْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً(1) وَ قُلْتَ عَزَّیْتَ مِنْ قَائِلٍ (2) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ (3) وَ قُلْتَ جُلِّیتَ مِنْ قَائِلٍ إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی (4) وَ قُلْتَ سُبْحَانَكَ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَیْهِ تَجْئَرُونَ (5) وَ قُلْتَ عَزَّیْتَ وَ جَلَّیْتَ وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما كانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ (6) وَ قُلْتَ وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ (7) وَ قُلْتَ وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا(8) صَدَقْتَ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ هَذِهِ صِفَاتِی الَّتِی أَعْرِفُهَا مِنْ نَفْسِی وَ قَدْ مَضَی عِلْمُكَ فِیَّ یَا مَوْلَایَ وَ وَعَدْتَنِی مِنْكَ وَعْداً حَسَناً أَنْ أَدْعُوَكَ فَتَسْتَجِیبَ لِی فَأَنَا أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی وَ زِدْنِی مِنْ نِعْمَتِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ كِلَاءَتِكَ وَ سَتْرِكَ وَ انْقُلْنِی مِمَّا أَنَا فِیهِ إِلَی مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ حَتَّی تَبْلُغَ بِی فِیمَا أَنَا فِیهِ رِضَاكَ
ص: 137
وَ أَنَالَ بِهِ مَا عِنْدَكَ فِیمَا أَعْدَدْتَهُ لِأَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَارْزُقْنَا فِی دَارِكَ دَارِ الْمُقَامِ فِی جِوَارِ مُحَمَّدٍ الْحَبِیبِ زَیْنِ الْقِیَامَةِ تَمَامَ الْكَرَامَةِ وَ دَوَامَ النِّعْمَةِ وَ مَبْلَغَ السُّرُورِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عَلَی آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.
«20»- ق، كتاب العتیق الغروی دُعَاءٌ لِزَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: یَا عَزِیزُ ارْحَمْ ذُلِّی یَا غَنِیُّ ارْحَمْ فَقْرِی یَا قَوِیُّ ارْحَمْ ضَعْفِی بِمَنْ یَسْتَغِیثُ الْعَبْدُ إِلَّا بِمَوْلَاه إِلَی مَنْ یَطْلُبُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی سَیِّدِهِ إِلَی مَنْ یَتَضَرَّعُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی خَالِقِهِ بِمَنْ یَلُوذُ الْعَبْدُ إِلَّا بِرَبِّهِ إِلَی مَنْ یَشْكُو الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی رَازِقِهِ اللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ مِنْ خَیْرٍ فَهُوَ مِنْكَ لَا حَمْدَ لِی عَلَیْهِ وَ مَا عَمِلْتُ مِنْ سُوءٍ فَقَدْ حَذَّرْتَنِیهِ فَلَا عُذْرَ لِی فِیهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْخَاضِعِ الذَّلِیلِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْعَائِذِ الْمُسْتَقِیلِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ یَبُوءُ بِذَنْبِهِ وَ یَعْتَرِفُ بِخَطِیئَتِهِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ
مَنْ لَا یَجِدُ لِعَثْرَتِهِ مُقِیلًا وَ لَا لِضُرِّهِ كَاشِفاً وَ لَا لِكُرْبَتِهِ مُفَرِّجاً وَ لَا لِغَمِّهِ مُرَوِّحاً وَ لَا لِفَاقَتِهِ سَادّاً وَ لَا لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً إِلَّا أَنْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
«21»- د، [العدد القویة] قَالَ الثُّمَالِیُّ حَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ یَقُولُ لَیْلَةً فِی مُنَاجَاتِهِ إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا وَ مَوْلَانَا لَوْ بَكَیْنَا حَتَّی تَسْقُطَ أَشْفَارُنَا وَ انْتَحَبْنَا حَتَّی یَنْقَطِعَ أَصْوَاتُنَا وَ قُمْنَا حَتَّی تَیْبَسَ أَقْدَامُنَا وَ رَكَعْنَا حَتَّی تَتَخَلَّعَ أَوْصَالُنَا وَ سَجَدْنَا حَتَّی تَتَفَقَّأَ أَحْدَاقُنَا وَ أَكَلْنَا تُرَابَ الْأَرْضِ طُولَ أَعْمَارِنَا وَ ذَكَرْنَاكَ حَتَّی تَكِلَّ أَلْسِنَتُنَا مَا اسْتَوْجَبْنَا بِذَلِكَ مَحْوَ سَیِّئَةٍ مِنْ سَیِّئَاتِنَا.
أَقُولُ: وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ هَذَا الدُّعَاءَ مَنْسُوباً إِلَی سَیِّدِ السَّاجِدِینَ علیه السلام وَ هُوَ فِی الْمُنَاجَاةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَهِی أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَنِی حَتَّی لَا أَعْصِیَكَ فَإِنِّی قَدْ بُهِتُّ وَ تَحَیَّرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ مَعَ الْعِصْیَانِ وَ مِنْ كَثْرَةِ كَرَمِكَ مَعَ الْإِحْسَانِ وَ قَدْ كَلَّتْ لِسَانِی كَثْرَةُ ذُنُوبِی
ص: 138
وَ أَذْهَبَتْ عَنِّی مَاءَ وَجْهِی فَبِأَیِّ وَجْهٍ أَلْقَاكَ وَ قَدْ أَخْلَقَ الذُّنُوبُ وَجْهِی وَ بِأَیِّ لِسَانٍ أَدْعُوكَ وَ قَدْ أَخْرَسَ الْمَعَاصِی لِسَانِی وَ كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ أَنَا الْعَاصِی وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ وَ كَیْفَ أَفْرَحُ وَ أَنَا الْعَاصِی وَ كَیْفَ أَحْزَنُ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ وَ كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ أَنَا أَنَا وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ أَنْتَ أَنْتَ وَ كَیْفَ أَفْرَحُ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ وَ كَیْفَ أَحْزَنُ وَ قَدْ عَرَفْتُكَ وَ أَنَا أَسْتَحْیِی أَنْ أَدْعُوَكَ وَ أَنَا مُصِرٌّ عَلَی الذُّنُوبِ وَ كَیْفَ بِعَبْدٍ لَا یَدْعُو سَیِّدَهُ وَ أَیْنَ مَفَرُّهُ وَ مَلْجَؤُهُ أَنْ یَطْرُدَهُ إِلَهِی بِمَنْ أَسْتَغِیثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِی عَثْرَتِی وَ مَنْ یَرْحَمُنِی إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ مَنْ یُدْرِكُنِی إِنْ لَمْ تُدْرِكْنِی وَ أَیْنَ الْفِرَارُ إِذَا ضَاقَتْ لَدَیْكَ أُمْنِیَّتِی إِلَهِی بَقِیتُ بَیْنَ خَوْفٍ وَ رَجَاءٍ خَوْفُكَ یُمِیتُنِی وَ رَجَاؤُكَ یُحْیِینِی إِلَهِی الذُّنُوبُ صِفَاتُنَا وَ الْعَفْوُ صِفَاتُكَ إِلَهِی الشَّیْبَةُ نُورٌ مِنْ أَنْوَارِكَ فَمُحَالٌ أَنْ تُحْرِقَ نُورَكَ بِنَارِكَ إِلَهِی الْجَنَّةُ دَارُ الْأَبْرَارِ وَ لَكِنْ مَمَرُّهَا عَلَی النَّارِ فَیَا لَیْتَهَا إِذْ حُرِّمْتُ الْجَنَّةَ لَمْ أُدْخَلِ النَّارَ إِلَهِی وَ كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ أَتَمَنَّی الْجَنَّةَ مَعَ أَفْعَالِیَ الْقَبِیحَةِ وَ كَیْفَ لَا أَدْعُوكَ وَ أَتَمَنَّی الْجَنَّةَ مَعَ أَفْعَالِكَ الْحَسَنَةِ الْجَمِیلَةِ إِلَهِی أَنَا الَّذِی أَدْعُوكَ وَ إِنْ عَصَیْتُكَ وَ لَا یَنْسَی قَلْبِی ذِكْرَكَ إِلَهِی أَنَا الَّذِی أَرْجُوكَ وَ إِنْ عَصَیْتُكَ وَ لَا یَنْقَطِعُ رَجَائِی بِكَثْرَةِ عَفْوِكَ یَا مَوْلَایَ إِلَهِی ذُنُوبِی عَظِیمَةٌ وَ لَكِنْ عَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذُنُوبِی إِلَهِی بِعَفْوِكَ الْعَظِیمِ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِیَ الْعَظِیمَةَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعَظِیمَةَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِیمُ إِلَهِی أَنَا الَّذِی أُعَاهِدُكَ فَأَنْقُضُ عَهْدِی وَ أَتْرُكُ عَزْمِی حِینَ یَعْرِضُ شَهْوَتِی فَأُصْبِحُ بَطَّالًا وَ أُمْسِی لَاهِیاً وَ تَكْتُبُ مَا قَدَّمْتُ یَوْمِی وَ لَیْلَتِی إِلَهِی ذُنُوبِی لَا تَضُرُّكَ وَ عَفْوُكَ إِیَّایَ لَا یَنْقُصُكَ فَاغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ إِلَهِی إِنْ أَحْرَقْتَنِی لَا یَنْفَعُكَ وَ إِنْ غَفَرْتَ لِی لَا یَضُرُّكَ فَافْعَلْ بِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا لَا یَسُرُّكَ إِلَهِی لَوْ لَا أَنَّ الْعَفْوَ مِنْ صِفَاتِكَ لَمَا عَصَاكَ أَهْلُ مَعْرِفَتِكَ إِلَهِی لَوْ لَا أَنَّكَ
ص: 139
بِالْعَفْوِ تَجُودُ لَمَا عَصَیْتُكَ وَ إِلَی الذَّنْبِ أَعُودُ إِلَهِی لَوْ لَا أَنَّ الْعَفْوَ أَحَبُّ الْأَشْیَاءِ لَدَیْكَ لَمَا عَصَاكَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیْكَ إِلَهِی رَجَائِی مِنْكَ غُفْرَانٌ وَ ظَنِّی فِیكَ إِحْسَانٌ أَقِلْنِی عَثْرَتِی رَبِّی فَقَدْ كَانَ الَّذِی كَانَ فَیَا مَنْ لَهُ رِفْقٌ بِمَنْ یُعَادِیهِ فَكَیْفَ بِمَنْ یَتَوَلَّاهُ وَ یُنَاجِیهِ وَ یَا مَنْ كُلَّمَا نُودِیَ أَجَابَ وَ یَا مَنْ بِجَلَالِهِ یُنْشِئُ السَّحَابَ أَنْتَ الَّذِی قُلْتَ مَنِ الَّذِی دَعَانِی فَلَمْ أُلَبِّهِ وَ مَنِ الَّذِی سَأَلَنِی فَلَمْ أُعْطِهِ وَ مَنِ الَّذِی أَقَامَ بِبَابِی فَلَمْ أُجِبْهُ وَ أَنْتَ الَّذِی قُلْتَ أَنَا الْجَوَادُ وَ مِنِّی الْجُودُ وَ أَنَا الْكَرِیمُ وَ مِنِّی الْكَرَمُ وَ مِنْ كَرَمِی فِی الْعَاصِینَ أَنْ أَكْلَأَهُمْ فِی مَضَاجِعِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ یَعْصُونِی وَ أَتَوَلَّی حِفْظَهُمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ یُذْنِبُونِی إِلَهِی مَنِ الَّذِی یَفْعَلُ الذُّنُوبَ وَ مَنِ الَّذِی یَغْفِرُ الذُّنُوبَ فَأَنَا فَعَّالُ الذُّنُوبِ وَ أَنْتَ غَفَّارُ الذُّنُوبِ إِلَهِی بِئْسَمَا فَعَلْتُ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ وَ الْعِصْیَانِ وَ نِعْمَ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْكَرَمِ وَ الْإِحْسَانِ إِلَهِی أَنْتَ أَغْرَقْتَنِی بِالْجُودِ وَ الْكَرَمِ وَ الْعَطَایَا وَ أَنَا الَّذِی أَغْرَقْتُ نَفْسِی بِالذُّنُوبِ وَ الْجَهَالَةِ وَ الْخَطَایَا وَ أَنْتَ مَشْهُورٌ بِالْإِحْسَانِ وَ أَنَا مَشْهُورٌ بِالْعِصْیَانِ إِلَهِی ضَاقَ صَدْرِی وَ لَسْتُ أَدْرِی بِأَیِّ عِلَاجٍ أُدَاوِی ذَنْبِی فَكَمْ أَتُوبُ مِنْهَا وَ كَمْ أَعُودُ إِلَیْهَا وَ كَمْ أَنُوحُ عَلَیْهَا لَیْلِی وَ نَهَارِی فَحَتَّی مَتَی یَكُونُ وَ قَدْ أَفْنَیْتُ بِهَا عُمُرِی إِلَهِی طَالَ حُزْنِی وَ رَقَّ عَظْمِی وَ بَلِیَ جِسْمِی وَ بَقِیَتِ الذُّنُوبُ عَلَی ظَهْرِی فَإِلَیْكَ أَشْكُو سَیِّدِی فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی إِلَهِی یَنَامُ كُلُّ ذِی عَیْنٍ وَ یَسْتَرِیحُ إِلَی وَطَنِهِ وَ أَنَا وَجِلُ الْقَلْبِ وَ عَیْنَایَ تَنْتَظِرَانِ رَحْمَةَ رَبِّی فَأَدْعُوكَ یَا رَبِّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ اقْضِ حَاجَتِی وَ أَسْرِعْ بِإِجَابَتِی إِلَهِی أَنْتَظِرُ عَفْوَكَ كَمَا یَنْتَظِرُهُ الْمُذْنِبُونَ وَ لَسْتُ أَیْأَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِی یَتَوَقَّعُهَا الْمُحْسِنُونَ إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ وَجْهِی وَ كَانَ لَكَ مُصَلِّیاً إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ عَیْنِی وَ كَانَتْ مِنْ خَوْفِكَ بَاكِیَةً إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ لِسَانِی وَ كَانَ لِلْقُرْآنِ تَالِیاً إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ قَلْبِی وَ كَانَ لَكَ مُحِبّاً إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ جِسْمِی وَ كَانَ لَكَ خَاشِعاً إِلَهِی أَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ أَرْكَانِی وَ كَانَتْ لَكَ رُكَّعاً سُجَّداً.
ص: 140
إِلَهِی أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْتَ أَوْلَی بِهِ مِنَ الْمَأْمُورِینَ وَ أَمَرْتَ بِصِلَةِ السُّؤَالِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمَسْئُولِینَ إِلَهِی إِنْ عَذَّبْتَنِی فَعَبْدٌ خَلَقْتَهُ لِمَا أَرَدْتَهُ فَعَذَّبْتَهُ وَ إِنْ أَنْجَیْتَنِی فَعَبْدٌ وَجَدْتَهُ مُسِیئاً فَأَنْجَیْتَهُ إِلَهِی لَا سَبِیلَ لِی إِلَی الِاحْتِرَاسِ مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ وَ لَا وُصُولَ لِی إِلَی عَمِلِ الْخَیْرِ إِلَّا بِمَشِیَّتِكَ فَكَیْفَ لِی بِالاحْتِرَاسِ مَا لَمْ تُدْرِكْنِی فِیهِ عِصْمَتُكَ إِلَهِی سَتَرْتَ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا ذُنُوباً وَ لَمْ تُظْهِرْهَا فَلَا تَفْضَحْنِی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْعَالَمِینَ إِلَهِی جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِی وَ شُكْرُكَ قَبْلَ عَمَلِی فَسُرَّنِی بِلِقَائِكَ عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِی إِلَهِی إِذَا شَهِدَ لِیَ الْإِیمَانُ بِتَوْحِیدِكَ وَ نَطَقَ لِسَانِی بِتَحْمِیدِكَ وَ دَلَّنِی الْقُرْآنُ عَلَی فَوَاضِلِ جُودِكَ فَكَیْفَ یَنْقَطِعُ رَجَائِی بِمَوْعُودِكَ إِلَهِی أَنَا الَّذِی قَتَلْتُ نَفْسِی بِسَیْفِ الْعِصْیَانِ حَتَّی اسْتَوْجَبْتُ مِنْكَ الْقَطِیعَةَ وَ الْحِرْمَانَ فَالْأَمَانَ الْأَمَانَ هَلْ بَقِیَ لِی عِنْدَكَ وَجْهُ الْإِحْسَانِ إِلَهِی عَصَاكَ آدَمُ فَغَفَرْتَهُ وَ عَصَاكَ خَلْقٌ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ فَیَا مَنْ عَفَا عَنِ الْوَالِدِ مَعْصِیَتَهُ اعْفُ عَنِ الْوُلْدِ الْعُصَاةِ لَكَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ إِلَهِی خَلَقْتَ جَنَّتَكَ لِمَنْ أَطَاعَكَ وَ وَعَدْتَ فِیهَا مَا لَا یَخْطُرُ بِالْقُلُوبِ وَ نَظَرْتُ إِلَی عَمَلِی فَرَأَیْتُهُ ضَعِیفاً یَا مَوْلَایَ وَ حَاسَبْتُ نَفْسِی فَلَمْ أَجِدْ أَنْ أَقُومَ بِشُكْرِ مَا أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ خَلَقْتَ نَاراً لِمَنْ عَصَاكَ وَ وَعَدْتَ فِیهَا أَنْكالًا وَ جَحِیماً وَ عَذَاباً وَ قَدْ خِفْتُ یَا مَوْلَایَ أَنْ أَكُونَ مُسْتَوْجِباً لَهَا لِكَبِیرِ جُرْأَتِی وَ عَظِیمِ جُرْمِی وَ قَدِیمِ إِسَاءَتِی فَلَا یَتَعَاظَمُكَ ذَنْبٌ تَغْفِرُهُ لِی وَ لَا لِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ جُرْماً مِنِّی لِصِغَرِ خَطَرِی فِی مُلْكِكَ مَعَ یَقِینِی بِكَ وَ تَوَكُّلِی وَ رَجَائِی لَدَیْكَ إِلَهِی جَعَلْتَ لِی عَدُوّاً یَدْخُلُ قَلْبِی وَ یَحُلُّ مَحَلَّ الرَّأْیِ وَ الْفِكْرَةِ مِنِّی وَ أَیْنَ الْفِرَارُ إِذَا لَمْ یَكُنْ مِنْكَ عَوْنٌ عَلَیْهِ إِلَهِی إِنَّ الشَّیْطَانَ فَاجِرٌ خَبِیثٌ كَثِیرُ الْمَكْرِ شَدِیدُ الْخُصُومَةِ قَدِیمُ الْعَدَاوَةِ كَیْفَ یَنْجُو مَنْ یَكُونُ مَعَهُ فِی دَارٍ وَ هُوَ الْمُحْتَالُ إِلَّا أَنِّی أَجِدُ كَیْدَهُ ضَعِیفاً فَ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَحْفِظُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ.
ص: 141
وَ مِنْهَا الْمُنَاجَاةُ الْخَمْسَ عَشْرَةَ لِمَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ قَدْ وَجَدْتُهَا مَرْوِیَّةً عَنْهُ علیه السلام فِی بَعْضِ كُتُبِ الْأَصْحَابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ الْمُنَاجَاةُ الْأُولَی مُنَاجَاةُ التَّائِبِینَ لِیَوْمِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی أَلْبَسَتْنِی الْخَطَایَا ثَوْبَ مَذَلَّتِی وَ جَلَّلَنِی التَّبَاعُدُ مِنْكَ لِبَاسَ مَسْكَنَتِی وَ أَمَاتَ قَلْبِی عَظِیمَ جِنَایَتِی (1) فَأَحْیِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ یَا أَمَلِی وَ بُغْیَتِی وَ یَا سُؤْلِی وَ مُنْیَتِی فَوَ عِزَّتِكَ مَا أَجِدُ لِذُنُوبِی سِوَاكَ غَافِراً وَ لَا أَرَی لِكَسْرِی غَیْرَكَ جَابِراً وَ قَدْ خَضَعْتُ بِالْإِنَابَةِ إِلَیْكَ وَ عَنَوْتُ بِالاسْتِكَانَةِ لَدَیْكَ فَإِنْ طَرَدْتَنِی مِنْ بَابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ وَ إِنْ رَدَدْتَنِی عَنْ جَنَابِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ فَوَا أَسَفَا مِنْ خَجْلَتِی وَ افْتِضَاحِی وَ وَا لَهْفَا مِنْ سُوءِ عَمَلِی وَ اجْتِرَاحِی أَسْأَلُكَ یَا غَافِرَ الذَّنْبِ الْكَبِیرِ وَ یَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِیرِ أَنْ تَهَبَ لِی مُوبِقَاتِ الْجَرَائِرِ وَ تَسْتُرَ عَلَیَّ فَاضِحَاتِ السَّرَائِرِ وَ لَا تُخْلِنِی فِی مَشْهَدِ الْقِیَامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَ غَفْرِكَ (2)
وَ لَا تُعْرِنِی مِنْ جَمِیلِ صَفْحِكَ وَ سَتْرِكَ إِلَهِی ظَلِّلْ عَلَی ذُنُوبِی غَمَامَ رَحْمَتِكَ وَ أَرْسِلْ عَلَی عُیُوبِی سَحَابَ رَأْفَتِكَ إِلَهِی هَلْ یَرْجِعُ الْعَبْدُ الْآبِقُ إِلَّا إِلَی مَوْلَاهُ أَمْ هَلْ یُجِیرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِوَاهُ إِلَهِی إِنْ كَانَ النَّدَمُ عَلَی الذَّنْبِ تَوْبَةً فَإِنِّی وَ عِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِینَ وَ إِنْ كَانَ الِاسْتِغْفَارُ مِنَ الْخَطِیئَةِ حِطَّةً فَإِنِّی لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ لَكَ الْعُتْبَی حَتَّی تَرْضَی إِلَهِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ تُبْ عَلَیَّ وَ بِحِلْمِكَ عَنِّی اعْفُ عَنِّی وَ بِعِلْمِكَ بِی ارْفُقْ بِی إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَی عَفْوِكَ سَمَّیْتَهُ التَّوْبَةَ فَقُلْتَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً(3) فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبَابِ بَعْدَ فَتْحِهِ إِلَهِی إِنْ كَانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْیَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ إِلَهِی مَا أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ عَصَاكَ فَتُبْتَ عَلَیْهِ وَ تَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَیْهِ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ یَا عَظِیمَ الْبِرِّ یَا عَلِیماً بِمَا فِی السِّرِّ یَا جَمِیلَ السَّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ إِلَیْكَ
ص: 142
وَ تَوَسَّلْتُ بِحَنَانِكَ وَ تَرَحُّمِكَ لَدَیْكَ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ لَا تُخَیِّبْ فِیكَ رَجَائِی وَ تَقَبَّلْ تَوْبَتِی وَ كَفِّرْ خَطِیئَتِی بِمَنِّكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الثَّانِیَةُ مُنَاجَاةُ الشَّاكِرِینَ لِیَوْمِ السَّبْتِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی إِلَیْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً وَ إِلَی الْخَطِیئَةِ مُبَادِرَةً وَ بِمَعَاصِیكَ مُولَعَةً وَ بِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً تَسْلُكُ بِی مَسَالِكَ الْمَهَالِكِ وَ تَجْعَلُنِی عِنْدَكَ أَهْوَنَ هَالِكٍ كَثِیرَةَ الْعِلَلِ طَوِیلَةَ الْأَمَلِ إِنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ وَ إِنْ مَسَّهَا الْخَیْرُ تَمْنَعُ مَیَّالَةً إِلَی اللَّعِبِ وَ اللَّهْوِ مَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَ السَّهْوِ تُسْرِعُ بِی إِلَی الْحَوْبَةِ وَ تُسَوِّفُنِی بِالتَّوْبَةِ إِلَهِی أَشْكُو إِلَیْكَ عَدُوّاً یُضِلُّنِی وَ شَیْطَاناً یُغْوِینِی قَدْ مَلَأَ بِالْوَسْوَاسِ صَدْرِی وَ أَحَاطَتْ هَوَاجِسُهُ بِقَلْبِی یُعَاضِدُ لِیَ الْهَوَی وَ یُزَیِّنُ لِی حُبَّ الدُّنْیَا وَ یَحُولُ بَیْنِی وَ بَیْنَ الطَّاعَةِ وَ الزُّلْفَی إِلَهِی إِلَیْكَ أَشْكُو قَلْباً قَاسِیاً مَعَ الْوَسْوَاسِ مُتَقَلِّباً وَ بِالرَّیْنِ وَ الطَّبْعِ مُتَلَبِّساً وَ عَیْناً عَنِ الْبُكَاءِ مِنْ خَوْفِكَ جَامِدَةً وَ إِلَی مَا یَسُرُّهَا طَامِحَةً إِلَهِی لَا حَوْلَ لِی وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِقُدْرَتِكَ وَ لَا نَجَاةَ لِی مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْیَا إِلَّا بِعِصْمَتِكَ فَأَسْأَلُكَ بِبَلَاغَةِ حِكْمَتِكَ وَ نَفَاذِ مَشِیَّتِكَ أَنْ لَا تَجْعَلَنِی لِغَیْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضاً وَ لَا تُصَیِّرَنِی لِلْفِتَنِ غَرَضاً وَ كُنْ لِی عَلَی الْأَعْدَاءِ نَاصِراً وَ عَلَی الْمَخَازِی وَ الْعُیُوبِ سَاتِراً وَ مِنَ الْبَلَایَا وَاقِیاً وَ عَنِ الْمَعَاصِی عَاصِماً بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الثَّالِثَةُ مُنَاجَاةُ الْخَائِفِینَ لِیَوْمِ الْأَحَدِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی أَ تُرَاكَ بَعْدَ الْإِیمَانِ بِكَ تُعَذِّبُنِی أَمْ بَعْدَ حُبِّی إِیَّاكَ تُبَعِّدُنِی أَمْ مَعَ رَجَائِی لِرَحْمَتِكَ وَ صَفْحِكَ تَحْرِمُنِی أَمْ مَعَ اسْتِجَارَتِی بِعَفْوِكَ تُسْلِمُنِی حَاشَا لِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُخَیِّبَنِی لَیْتَ شِعْرِی أَ لِلشَّقَاءِ وَلَدَتْنِی أُمِّی أَمْ لِلْعَنَاءِ رَبَّتْنِی فَلَیْتَهَا لَمْ تَلِدْنِی وَ لَمْ تُرَبِّنِی وَ لَیْتَنِی عَلِمْتُ أَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ جَعَلْتَنِی وَ بِقُرْبِكَ وَ جِوَارِكَ خَصَصْتَنِی فَتَقِرَّ بِذَلِكَ عَیْنِی وَ تَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِی إِلَهِی هَلْ تُسَوِّدُ وُجُوهاً خَرَّتْ سَاجِدَةً لِعَظَمَتِكَ أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّنَاءِ عَلَی مَجْدِكَ وَ جَلَالَتِكَ أَوْ تَطْبَعُ عَلَی قُلُوبٍ انْطَوَتْ عَلَی مَحَبَّتِكَ أَوْ تُصِمُ
ص: 143
أَسْمَاعاً تَلَذَّذَتْ بِسَمَاعِ ذِكْرِكَ فِی إِرَادَتِكَ أَوْ تَغُلُّ أَكُفّاً رَفَعَتْهَا الْآمَالُ إِلَیْكَ رَجَاءَ رَأْفَتِكَ أَوْ تُعَاقِبُ أَبْدَاناً عَمِلَتْ بِطَاعَتِكَ حَتَّی نَحِلَتْ فِی مُجَاهَدَتِكَ أَوْ تُعَذِّبُ أَرْجُلًا سَعَتْ فِی عِبَادَتِكَ إِلَهِی لَا تُغْلِقْ عَلَی مُوَحِّدِیكَ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَحْجُبْ مُشْتَاقِیكَ عَنِ النَّظَرِ إِلَی جَمِیلِ رُؤْیَتِكَ إِلَهِی نَفْسٌ أَعْزَزْتَهَا بِتَوْحِیدِكَ كَیْفَ تُذِلُّهَا بِمَهَانَةِ هِجْرَانِكَ وَ ضَمِیرٌ انْعَقَدَ عَلَی مَوَدَّتِكَ كَیْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرَارَةِ نِیرَانِكَ (1)
إِلَهِی أَجِرْنِی مِنْ أَلِیمِ غَضَبِكَ وَ عَظِیمِ سَخَطِكَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا رَحِیمُ یَا رَحْمَانُ یَا جَبَّارُ یَا قَهَّارُ یَا غَفَّارُ یَا سَتَّارُ نَجِّنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَ فَضِیحَةِ الْعَارِ إِذَا امْتَازَ الْأَخْیَارُ مِنَ الْأَشْرَارِ وَ حالت [هَالَتِ] الْأَهْوَالُ وَ قَرُبَ الْمُحْسِنُونَ وَ بَعُدَ الْمُسِیئُونَ وَ وُفِّیَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ (2) وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ الْمُنَاجَاةُ الرَّابِعَةُ مُنَاجَاةُ الرَّاجِینَ لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا مَنْ إِذَا سَأَلَهُ عَبْدٌ أَعْطَاهُ وَ إِذَا أَمَّلَ مَا عِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُنَاهُ وَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ قَرَّبَهُ وَ أَدْنَاهُ وَ إِذَا جَاهَرَهُ بِالْعِصْیَانِ سَتَرَ عَلَیْهِ وَ غَطَّاهُ (3) وَ إِذَا تَوَكَّلَ عَلَیْهِ أَحْسَبَهُ وَ كَفَاهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِرَاكَ فَمَا قَرَیْتَهُ وَ مَنِ الَّذِی أَنَاخَ بِبَابِكَ مُرْتَجِیاً نَدَاكَ فَمَا أَوْلَیْتَهُ أَ یَحْسُنُ أَنْ أَرْجِعَ عَنْ بَابِكَ بِالْخَیْبَةِ مَصْرُوفاً وَ لَسْتُ أَعْرِفُ سِوَاكَ مَوْلًی بِالْإِحْسَانِ مَوْصُوفاً كَیْفَ أَرْجُو غَیْرَكَ وَ الْخَیْرُ كُلُّهُ بِیَدِكَ وَ كَیْفَ أُؤَمِّلُ سِوَاكَ وَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ لَكَ أَ أَقْطَعُ رَجَائِی مِنْكَ وَ قَدْ أَوْلَیْتَنِی مَا لَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ أَمْ تُفْقِرُنِی إِلَی مِثْلِی وَ أَنَا أَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ یَا مَنْ سَعِدَ بِرَحْمَتِهِ الْقَاصِدُونَ وَ لَمْ یَشْقَ بِنَقِمَتِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ كَیْفَ أَنْسَاكَ وَ لَمْ تَزَلْ ذَاكِرِی وَ كَیْفَ أَلْهُو عَنْكَ وَ أَنْتَ مُرَاقِبِی إِلَهِی بِذَیْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ یَدِی وَ لِنَیْلِ عَطَایَاكَ بَسَطْتُ أَمَلِی فَأَخْلِصْنِی بِخَالِصَةِ تَوْحِیدِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَفْوَةِ عَبِیدِكَ یَا مَنْ كُلُّ هَارِبٍ إِلَیْهِ یَلْتَجِئُ
ص: 144
وَ كُلُّ طَالِبٍ إِیَّاهُ یَرْتَجِی یَا خَیْرَ مَرْجُوٍّ وَ یَا أَكْرَمَ مَدْعُوٍّ وَ یَا مَنْ لَا یُرَدُّ سَائِلُهُ وَ لَا یُخَیَّبُ آمِلُهُ یَا مَنْ بَابُهُ مَفْتُوحٌ لِدَاعِیهِ وَ حِجَابُهُ مَرْفُوعٌ لِرَاجِیهِ أَسْأَلُكَ بِكَرَمِكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ مِنْ عَطَائِكَ بِمَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنِی وَ مِنْ رَجَائِكَ بِمَا تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسِی وَ مِنَ الْیَقِینِ بِمَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ مُصِیبَاتِ الدُّنْیَا وَ تَجْلُو بِهِ عَنْ بَصِیرَتِی غَشَوَاتِ الْعَمَی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الْخَامِسَةُ مُنَاجَاةُ الرَّاغِبِینَ لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی إِنْ كَانَ قَلَّ زَادِی فِی الْمَسِیرِ إِلَیْكَ فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنِّی بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ إِنْ كَانَ جُرْمِی قَدْ أَخَافَنِی مِنْ عُقُوبَتِكَ فَإِنَّ رَجَائِی قَدْ أَشْعَرَنِی بِالْأَمْنِ مِنْ نَقِمَتِكَ وَ إِنْ كَانَ ذَنْبِی قَدْ عَرَّضَنِی لِعِقَابِكَ فَقَدْ آذَنَنِی حُسْنُ ثِقَتِی (1) بِثَوَابِكَ وَ إِنْ أَنَامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِی الْمَعْرِفَةُ(2) بِكَرَمِكَ وَ آلَائِكَ وَ إِنْ أَوْحَشَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَرْطُ الْعِصْیَانِ وَ الطُّغْیَانِ فَقَدْ آنَسَنِی بُشْرَی الْغُفْرَانِ وَ الرِّضْوَانِ أَسْأَلُكَ بِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ وَ بِأَنْوَارِ قُدْسِكَ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ بِعَوَاطِفِ رَحْمَتِكَ وَ لَطَائِفِ بِرِّكَ أَنْ تُحَقِّقَ ظَنِّی بِمَا أُؤَمِّلُهُ مِنْ جَزِیلِ إِكْرَامِكَ وَ جَمِیلِ إِنْعَامِكَ فِی الْقُرْبَی مِنْكَ وَ الزُّلْفَی لَدَیْكَ وَ التَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إِلَیْكَ وَ هَا أَنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحَاتِ رَوْحِكَ وَ عَطْفِكَ وَ مُنَتَجِعٌ غَیْثَ جُودِكَ وَ لُطْفِكَ فَارٌّ مِنْ سَخَطِكَ إِلَی رِضَاكَ هَارِبٌ مِنْكَ إِلَیْكَ رَاجٍ أَحْسَنَ مَا لَدَیْكَ مُعَوِّلٌ عَلَی مَوَاهِبِكَ مُفْتَقِرٌ إِلَی رِعَایَتِكَ (3) إِلَهِی مَا بَدَأْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِكَ فَتَمِّمْهُ وَ مَا وَهَبْتَ لِی مِنْ كَرَمِكَ فَلَا تَسْلُبْهُ وَ مَا سَتَرْتَهُ عَلَیَّ بِحِلْمِكَ فَلَا تَهْتِكْهُ وَ مَا عَلِمْتَهُ مِنْ قَبِیحِ (4) فِعْلِی فَاغْفِرْهُ إِلَهِی اسْتَشْفَعْتُ بِكَ إِلَیْكَ وَ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ أَتَیْتُكَ طَامِعاً فِی إِحْسَانِكَ رَاغِباً فِی امْتِنَانِكَ مُسْتَسْقِیاً وبل (5)
[وَابِلَ] طَوْلِكَ مُسْتَمْطِراً غَمَامَ فَضْلِكَ طَالِباً مَرْضَاتَكَ قَاصِداً جَنَابَكَ
ص: 145
وَارِداً شَرِیعَةَ رِفْدِكَ مُلْتَمِساً سَنِیَّ الْخَیْرَاتِ مِنْ عِنْدِكَ وَافِداً إِلَی حَضْرَةِ جَمَالِكَ مُرِیداً وَجْهَكَ طَارِقاً بَابَكَ مُسْتَكِیناً لِعَظَمَتِكَ وَ جَلَالِكَ فَافْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ مِنَ الْعَذَابِ وَ النَّقِمَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ الْمُنَاجَاةُ السَّادِسَةُ مُنَاجَاةُ الشَّاكِرِینَ لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی أَذْهَلَنِی عَنْ إِقَامَةِ شُكْرِكَ تَتَابُعُ طَوْلِكَ وَ أَعْجَزَنِی عَنْ إِحْصَاءِ ثَنَائِكَ فَیْضُ فَضْلِكَ وَ شَغَلَنِی عَنْ ذِكْرِ مَحَامِدِكَ تَرَادُفُ عَوَائِدِكَ وَ أَعْیَانِی عَنْ نَشْرِ(1)
عَوَارِفِكَ تَوَالِی أَیَادِیكَ وَ هَذَا مَقَامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمَاءِ وَ قَابَلَهَا بِالتَّقْصِیرِ وَ شَهِدَ عَلَی نَفْسِهِ بِالْإِهْمَالِ وَ التَّضْیِیعِ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ الْبَرُّ الْكَرِیمُ الَّذِی لَا یُخَیِّبُ قَاصِدیِهِ وَ لَا یَطْرُدُ عَنْ فِنَائِهِ آمِلِیهِ بِسَاحَتِكَ تَحُطُّ رِحَالُ الرَّاجِینَ وَ بِعَرْصَتِكَ تَقِفُ آمَالُ الْمُسْتَرْفِدِینَ فَلَا تُقَابِلْ آمَالَنَا بِالتَّخْیِیبِ وَ الْإِیَاسِ وَ لَا تُلْبِسْنَا سِرْبَالَ الْقُنُوطِ وَ الْإِبلَاسِ إِلَهِی تَصَاغَرَ عِنْدَ تَعَاظُمِ آلَائِكَ شُكْرِی وَ تَضَاءَلَ فِی جَنْبِ إِكْرَامِكَ إِیَّایَ ثَنَائِی وَ نَشْرِی جَلَّلَتْنِی نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الْإِیمَانِ حُلَلًا وَ ضَرَبَتْ عَلَیَّ لَطَائِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلًا وَ قَلَّدَتْنِی مِنَنُكَ قَلَائِدَ لَا تُحَلُّ وَ طَوَّقَتْنِی أَطْوَاقاً لَا تُفَلُّ فَآلَاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسَانِی عَنْ إِحْصَائِهَا وَ نَعْمَاؤُكَ كَثِیرَةٌ قَصُرَ فَهْمِی عَنْ إِدْرَاكِهَا فَضْلًا عَنِ اسْتِقْصَائِهَا فَكَیْفَ لِی بِتَحْصِیلِ الشُّكْرِ وَ شُكْرِی إِیَّاكَ یَفْتَقِرُ إِلَی شُكْرٍ فَكُلَّمَا قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ وَجَبَ عَلَیَّ لِذَلِكَ أَنْ أَقُولَ لَكَ الْحَمْدُ إِلَهِی فَكَمَا غَذَّیْتَنَا بِلُطْفِكَ وَ رَبَّیْتَنَا بِصُنْعِكَ فَتَمِّمْ عَلَیْنَا سَوَابِغَ النِّعَمِ وَ ادْفَعْ عَنَّا مَكَارِهَ النِّقَمِ وَ آتِنَا مِنْ حُظُوظِ الدَّارَیْنِ أَرْفَعَهَا وَ أَجَلَّهَا عَاجِلًا وَ آجِلًا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حُسْنِ بَلَائِكَ وَ سُبُوغِ نَعْمَائِكَ حَمْداً یُوَافِقُ رِضَاكَ وَ یَمْتَرِی الْعَظِیمَ مِنْ بِرِّكَ وَ نَدَاكَ یَا عَظِیمُ یَا كَرِیمُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
ص: 146
الْمُنَاجَاةُ السَّابِعَةُ مُنَاجَاةُ الْمُطِیعِینَ لِلَّهِ لِیَوْمِ الْخَمِیسِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی (1) أَلْهِمْنَا طَاعَتَكَ وَ جَنِّبْنَا مَعَاصِیَكَ (2) وَ یَسِّرْ لَنَا بُلُوغَ مَا نَتَمَنَّی مِنِ ابْتِغَاءِ رِضْوَانِكَ وَ أَحْلِلْنَا بُحْبُوحَةَ جِنَانِكَ وَ اقْشَعْ عَنْ بَصَائِرِنَا سَحَابَ الِارْتِیَابِ وَ اكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنَا أَغْشِیَةَ الْمِرْیَةِ وَ الْحِجَابِ وَ أَزْهِقِ الْبَاطِلَ عَنْ ضَمَائِرِنَا وَ أَثْبِتِ الْحَقَّ فِی سَرَائِرِنَا فَإِنَّ الشُّكُوكَ وَ الظُّنُونَ لَوَاقِحُ الْفِتَنِ وَ مُكَدِّرَةٌ لِصَفْوِ الْمَنَائِحِ وَ الْمِنَنِ اللَّهُمَّ احْمِلْنَا فِی سُفُنِ نَجَاتِكَ وَ مَتِّعْنَا بِلَذِیذِ مُنَاجَاتِكَ وَ أَوْرِدْنَا حِیَاضَ حُبِّكَ وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ وُدِّكَ وَ قُرْبِكَ وَ اجْعَلْ جِهَادَنَا فِیكَ وَ هَمَّنَا فِی طَاعَتِكَ وَ أَخْلِصْ نِیَّاتِنَا فِی مُعَامَلَتِكَ فَإِنَّا بِكَ وَ لَكَ وَ لَا وَسِیلَةَ لَنَا إِلَیْكَ إِلَّا بِكَ (3)
إِلَهِی اجْعَلْنِی (4) مِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ وَ أَلْحِقْنِی (5) بِالصَّالِحِینَ الْأَبْرَارِ السَّابِقِینَ إِلَی الْمَكْرُمَاتِ الْمُسَارِعِینَ إِلَی الْخَیْرَاتِ الْعَامِلِینَ لِلْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ السَّاعِینَ إِلَی رَفِیعِ الدَّرَجَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِالْإِجَابَةِ جَدِیرٌ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الثَّامِنَةُ مُنَاجَاةُ الْمُرِیدِینَ لِیَوْمِ الْجُمُعَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ مَا أَضْیَقَ الطُّرُقَ عَلَی مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِیلَهُ وَ مَا أَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَیْتَهُ سَبِیلَهُ إِلَهِی فَاسْلُكْ بِنَا سُبُلَ الْوُصُولِ إِلَیْكَ وَ سَیِّرْنَا فِی أَقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَیْكَ قَرِّبْ عَلَیْنَا الْبَعِیدَ وَ سَهِّلْ عَلَیْنَا الْعَسِیرَ الشَّدِیدَ وَ أَلْحِقْنَا بِالْعِبَادِ(6) الَّذِینَ هُمْ بِالْبِدَارِ إِلَیْكَ یُسَارِعُونَ وَ بَابَكَ عَلَی الدَّوَامِ یَطْرُقُونَ وَ إِیَّاكَ فِی اللَّیْلِ یَعْبُدُونَ وَ هُمْ مِنْ هَیْبَتِكَ مُشْفِقُونَ الَّذِینَ صَفَّیْتَ لَهُمُ الْمَشَارِبَ وَ بَلَّغْتَهُمُ الرَّغَائِبَ وَ أَنْجَحْتَ لَهُمُ الْمَطَالِبَ وَ قَضَیْتَ لَهُمْ مِنْ وَصْلِكَ الْمَآرِبَ وَ مَلَأْتَ لَهُمْ ضَمَائِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ وَ رَوَّیْتَهُمْ مِنْ صَافِی شِرْبِكَ فَبِكَ إِلَی لَذِیذِ مُنَاجَاتِكَ وَصَلُوا وَ مِنْكَ أَقْصَی مَقَاصِدِهِمْ حَصَّلُوا فَیَا مَنْ هُوَ عَلَی الْمُقْبِلِینَ عَلَیْهِ مُقْبِلٌ وَ بِالْعَطْفِ عَلَیْهِمْ عَائِدٌ مُفْضِلٌ وَ بِالْغَافِلِینَ
ص: 147
عَنْ ذِكْرِهِ رَحِیمٌ رَءُوفٌ وَ بِجَذْبِهِمْ إِلَی بَابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ أَوْفَرِهِمْ مِنْكَ حَظّاً وَ أَعْلَاهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلًا وَ أَجْزَلِهِمْ مِنْ وُدِّكَ قِسْماً وَ أَفْضَلِهِمْ فِی مَعْرِفَتِكَ نَصِیباً فَقَدِ انْقَطَعَتْ إِلَیْكَ هِمَّتِی وَ انْصَرَفَتْ نَحْوَكَ رَغْبَتِی فَأَنْتَ لَا غَیْرُكَ مُرَادِی وَ لَكَ لَا لِسِوَاكَ سَهَرِی وَ سُهَادِی وَ لِقَاؤُكَ قُرَّةُ عَیْنِی وَ وَصْلُكَ مُنَی نَفْسِی وَ إِلَیْكَ شَوْقِی وَ فِی مَحَبَّتِكَ وَلَهِی وَ إِلَی هَوَاكَ صَبَابَتِی وَ رِضَاكَ بُغْیَتِی وَ رُؤْیَتُكَ حَاجَتِی وَ جِوَارُكَ طَلِبَتِی وَ قُرْبُكَ غَایَةُ سُؤْلِی وَ فِی مُنَاجَاتِكَ أُنْسِی وَ رَاحَتِی (1) وَ عِنْدَكَ دَوَاءُ عِلَّتِی وَ شِفَاءُ غُلَّتِی وَ بَرْدُ لَوْعَتِی وَ كَشْفُ كُرْبَتِی فَكُنْ أَنِیسِی فِی وَحْشَتِی وَ مُقِیلَ عَثْرَتِی وَ غَافِرَ زَلَّتِی وَ قَابِلَ تَوْبَتِی وَ مُجِیبَ دَعْوَتِی وَ وَلِیَّ عِصْمَتِی وَ مُغْنِیَ فَاقَتِی وَ لَا تَقْطَعْنِی عَنْكَ وَ لَا تُبْعِدْنِی مِنْكَ یَا نَعِیمِی وَ جَنَّتِی وَ یَا دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی.
الْمُنَاجَاةُ التَّاسِعَةُ مُنَاجَاةُ الْمُحِبِّینَ لِیَوْمِ السَّبْتِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی ذَاقَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلًا وَ مَنْ ذَا الَّذِی (2) آنس [أَنِسَ] بِقُرْبِكَ فَابْتَغَی عَنْكَ حِوَلًا إِلَهِی فَاجْعَلْنَا مِمَّنِ اصْطَفَیْتَهُ لِقُرْبِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ أَخْلَصْتَهُ لِوُدِّكَ وَ مَحَبَّتِكَ وَ شَوَّقْتَهُ إِلَی لِقَائِكَ وَ رَضَّیْتَهُ بِقَضَائِكَ وَ مَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ إِلَی وَجْهِكَ وَ حَبَوْتَهُ بِرِضَاكَ وَ أَعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِكَ وَ قِلَاك وَ بَوَّأْتَهُ مَقْعَدَ الصِّدْقِ فِی جِوَارِكَ وَ خَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ وَ أَهَّلْتَهُ لِعِبَادَتِكَ وَ هَیَّمْتَهُ (3) لِإِرَادَتِكَ وَ اجْتَبَیْتَهُ لِمُشَاهَدَتِكَ وَ أَخْلَیْتَ وَجْهَهُ لَكَ وَ فَرَّغْتَ فُؤَادَهُ لِحُبِّكَ وَ رَغَّبْتَهُ فِیمَا عِنْدَكَ وَ أَلْهَمْتَهُ ذِكْرَكَ وَ أَوْزَعْتَهُ شُكْرَكَ وَ شَغَلْتَهُ بِطَاعَتِكَ وَ صَیَّرْتَهُ مِنْ صَالِحِی بَرِیَّتِكَ وَ اخْتَرْتَهُ لِمُنَاجَاتِكَ وَ قَطَعْتَ عَنْهُ كُلَّ شَیْ ءٍ یَقْطَعُهُ عَنْكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الِارْتِیَاحُ إِلَیْكَ وَ الْحَنِینُ وَ دَهْرُهُمُ (4) الزَّفْرَةُ وَ الْأَنِینُ جِبَاهُهُمْ سَاجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ وَ عُیُونُهُمْ سَاهِرَةٌ فِی خِدْمَتِكَ وَ دُمُوعُهُمْ سَائِلَةٌ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ قُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ(5) بِمَحَبَّتِكَ وَ أَفْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهَابَتِكَ یَا مَنْ أَنْوَارُ
ص: 148
قُدْسِهِ لِأَبْصَارِ مُحِبِّیهِ رَائِقَةٌ وَ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عَارِفِیهِ شَائِقَةٌ یَا مُنَی قُلُوبِ الْمُشْتَاقِینَ وَ یَا غَایَةُ آمَالِ الْمُحِبِّینَ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَ حُبَّ مَنْ یُحِبُّكَ وَ حُبَّ كُلِّ عَمَلٍ یُوصِلُنِی إِلَی قُرْبِكَ وَ أَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إِلَیَّ مِمَّا سِوَاكَ وَ أَنْ تَجْعَلَ حُبِّی إِیَّاكَ قَائِداً إِلَی رِضْوَانِكَ وَ شَوْقِی إِلَیْكَ ذَائِداً عَنْ عِصْیَانِكَ وَ امْنُنْ بِالنَّظَرِ إِلَیْكَ عَلَیَّ وَ انْظُرْ بِعَیْنِ الْوُدِّ وَ الْعَطْفِ إِلَیَّ وَ لَا تَصْرِفْ عَنِّی وَجْهَكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْإِسْعَادِ وَ الْحُظْوَةِ عِنْدَكَ یَا مُجِیبُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الْعَاشِرَةُ مُنَاجَاةُ الْمُتَوَسِّلِینَ لِیَوْمِ الْأَحَدِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی لَیْسَ لِی وَسِیلَةٌ إِلَیْكَ إِلَّا عَوَاطِفُ رَأْفَتِكَ وَ لَا لِی ذَرِیعَةٌ إِلَیْكَ إِلَّا عَوَاطِفُ رَحْمَتِكَ وَ شَفَاعَةُ نَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ مُنْقِذِ الْأُمَّةِ مِنَ الْغُمَّةِ فَاجْعَلْهُمَا لِی سَبَباً إِلَی نَیْلِ غُفْرَانِكَ وَ صَیِّرْهُمَا لِی وُصْلَةً إِلَی الْفَوْزِ بِرِضْوَانِكَ وَ قَدْ حَلَّ رَجَائِی بِحَرَمِ كَرَمِكَ وَ حَطَّ طَمَعِی بِفِنَاءِ جُودِكَ فَحَقِّقْ فِیكَ أَمَلِی وَ اخْتِمْ بِالْخَیْرِ عَمَلِی وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَفْوَتِكَ الَّذِینَ أَحْلَلْتَهُمْ بُحْبُوحَةَ جَنَّتِكَ وَ بَوَّأْتَهُمْ دَارَ كَرَامَتِكَ وَ أَقْرَرْتَ أَعْیُنَهُمْ بِالنَّظَرِ إِلَیْكَ یَوْمَ لِقَائِكَ وَ أَوْرَثْتَهُمْ مَنَازِلَ الصِّدْقِ فِی جِوَارِكَ یَا مَنْ لَا یَفِدُ الْوَافِدُونَ عَلَی أَكْرَمَ مِنْهُ وَ لَا یَجِدُ الْقَاصِدُونَ أَرْحَمَ مِنْهُ یَا خَیْرَ مَنْ خَلَا بِهِ وَحِیدٌ وَ یَا أَعْطَفَ مَنْ أَوَی إِلَیْهِ طَرِیدٌ إِلَی سَعَةِ عَفْوِكَ مَدَدْتُ یَدِی وَ بِذَیْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ كَفِّی فَلَا تُولِنِی الْحِرْمَانَ وَ لَا تَبْتَلِنِی (1) بِالْخَیْبَةِ وَ الْخُسْرَانِ یَا سَمِیعَ الدُّعَاءِ.
الْمُنَاجَاةُ الْحَادِیَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الْمُفْتَقِرِینَ لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی كَسْرِی لَا یَجْبُرُهُ إِلَّا لُطْفُكَ وَ حَنَانُكَ وَ فَقْرِی لَا یُغْنِیهِ إِلَّا عَطْفُكَ وَ إِحْسَانُكَ وَ رَوْعَتِی لَا یُسَكِّنُهَا إِلَّا أَمَانُكَ وَ ذِلَّتِی لَا یُعِزُّهَا إِلَّا سُلْطَانُكَ وَ أُمْنِیَّتِی لَا یُبَلِّغُنِیهَا إِلَّا فَضْلُكَ وَ خَلَّتِی لَا یَسُدُّهَا إِلَّا طَوْلُكَ وَ حَاجَتِی لَا یَقْضِیهَا غَیْرُكَ وَ كَرْبِی لَا یُفَرِّجُهَا سِوَی رَحْمَتِكَ وَ ضُرِّی لَا یَكْشِفُهُ غَیْرُ رَأْفَتِكَ
ص: 149
وَ غُلَّتِی لَا یُبَرِّدُهَا إِلَّا وَصْلُكَ وَ لَوْعَتِی لَا یُطْفِئُهَا إِلَّا لِقَاؤُكَ وَ شَوْقِی إِلَیْكَ لَا یَبُلُّهُ إِلَّا النَّظَرُ إِلَی وَجْهِكَ وَ قَرَارِی لَا یَقِرُّ دُونَ دُنُوِّی مِنْكَ وَ لَهْفَتِی لَا یَرُدُّهَا إِلَّا رَوْحُكَ وَ سُقْمِی لَا یَشْفِیهِ إِلَّا طِبُّكَ وَ غَمِّی لَا یُزِیلُهُ إِلَّا قُرْبُكَ وَ جُرْحِی لَا یُبْرِئُهُ إِلَّا صَفْحُكَ وَ رَیْنُ قَلْبِی لَا یَجْلُوهُ إِلَّا عَفْوُكَ وَ وَسْوَاسُ صَدْرِی لَا یُزِیحُهُ إِلَّا أَمْرُكَ فَیَا مُنْتَهَی أَمَلِ الْآمِلِینَ وَ یَا غَایَةَ سُؤْلِ السَّائِلِینَ وَ یَا أَقْصَی طَلِبَةِ الطَّالِبِینَ وَ یَا أَعْلَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ وَ یَا وَلِیَّ الصَّالِحِینَ وَ یَا أَمَانَ الْخَائِفِینَ وَ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا ذُخْرَ الْمُعْدِمِینَ وَ یَا كَنْزَ الْبَائِسِینَ وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا قَاضِیَ حَوَائِجِ الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ لَكَ تَخَضُّعِی وَ سُؤَالِی وَ إِلَیْكَ تَضَرُّعِی وَ ابْتِهَالِی أَسْأَلُكَ أَنْ تُنِیلَنِی مِنْ رَوْحِ رِضْوَانِكَ وَ تُدِیمَ عَلَیَّ نِعَمَ امْتِنَانِكَ وَ هَا أَنَا بِبَابِ كَرَمِكَ وَاقِفٌ وَ لِنَفَحَاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ وَ بِحَبْلِكَ الشَّدِیدِ مُعْتَصِمٌ وَ بِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَی مُتَمَسِّكٌ إِلَهِی ارْحَمْ عَبْدَكَ الذَّلِیلَ ذَا اللِّسَانِ الْكَلِیلِ وَ الْعَمَلِ الْقَلِیلِ وَ امْنُنْ عَلَیْهِ بِطَوْلِكَ الْجَزِیلِ وَ اكْنُفْهُ تَحْتَ ظِلِّكَ الظَّلِیلِ یَا كَرِیمُ یَا جَمِیلُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الثَّانِیَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الْعَارِفِینَ لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی قَصُرَتِ الْأَلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنَائِكَ كَمَا یَلِیقُ بِجَلَالِكَ وَ عَجَزَتِ الْعُقُولُ عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِ جَمَالِكَ وَ انْحَسَرَتِ الْأَبْصَارُ دُونَ النَّظَرِ إِلَی سُبُحَاتِ وَجْهِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَرِیقاً إِلَی مَعْرِفَتِكَ إِلَّا بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ إِلَهِی فَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ تَوَشَّحَتْ (1) أَشْجَارُ الشَّوْقِ إِلَیْكَ فِی حَدَائِقِ صُدُورِهِمْ وَ أَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجَامِعِ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ إِلَی أَوْكَارِ الْأَفْكَارِ(2) یَأْوُونَ وَ فِی رِیَاضِ الْقُرْبِ وَ الْمُكَاشَفَةِ یَرْتَعُونَ وَ مِنْ حِیَاضِ الْمَحَبَّةِ بِكَأْسِ الْمُلَاطَفَةِ یَكْرَعُونَ وَ شَرَائِعِ الْمُصَافَاةِ یَرِدُونَ قَدْ كُشِفَ الْغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ وَ انْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّیْبِ عَنْ عَقَائِدِهِمْ مِنْ (3) ضَمَائِرِهِمْ وَ انْتَفَتْ مُخَالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَ سَرَائِرِهِمْ وَ انْشَرَحَتْ بِتَحْقِیقِ
ص: 150
الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ وَ عَلَتْ لِسَبْقِ السَّعَادَةِ فِی الزَّهَادَةِ هِمَمُهُمْ وَ عَذُبَ فِی مَعِینِ الْمُعَامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَ طَابَ فِی مَجْلِسِ الْأُنْسِ سِرُّهُمْ وَ أَمِنَ فِی مَوْطِنِ الْمَخَافَةِ سِرْبُهُمْ وَ اطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوعِ إِلَی رَبِّ الْأَرْبَابِ أَنْفُسُهُمْ وَ تَیَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَ الْفَلَاحِ أَرْوَاحُهُمْ وَ قَرَّتْ بِالنَّظَرِ إِلَی مَحْبُوبِهِمْ أَعْیُنُهُمْ وَ اسْتَقَرَّ بِإِدْرَاكِ السُّؤْلِ وَ نَیْلِ الْمَأْمُولِ قَرَارُهُمْ وَ رَبِحَتْ فِی بَیْعِ الدُّنْیَا بِالْآخِرَةِ تِجَارَتُهُمْ إِلَهِی مَا أَلَذَّ خَوَاطِرَ الْإِلْهَامِ بِذِكْرِكَ عَلَی الْقُلُوبِ وَ مَا أَحْلَی الْمَسِیرَ إِلَیْكَ بِالْأَوْهَامِ فِی مَسَالِكِ الْغُیُوبِ وَ مَا أَطْیَبَ طَعْمَ حُبِّكَ وَ مَا أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ فَأَعِذْنَا مِنْ طَرْدِكَ وَ إِبْعَادِكَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَخَصِّ عَارِفِیكَ وَ أَصْلَحِ عِبَادِكَ وَ أَصْدَقِ طَائِعِیكَ وَ أَخْلَصِ عُبَّادِكَ یَا عَظِیمُ یَا جَلِیلُ یَا كَرِیمُ یَا مُنِیلُ بِرَحْمَتِكَ وَ مَنِّكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الثَّالِثَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الذَّاكِرِینَ لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی لَوْ لَا الْوَاجِبُ مِنْ قَبُولِ أَمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِی إِیَّاكَ عَلَی أَنَّ ذِكْرِی لَكَ بِقَدْرِی لَا بِقَدْرِكَ وَ مَا عَسَی أَنْ یَبْلُغَ مِقْدَارِی حَتَّی أُجْعَلَ مَحَلًّا لِتَقْدِیسِكَ وَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَیْنَا جَرَیَانُ ذِكْرِكَ عَلَی أَلْسِنَتِنَا وَ إِذْنُكَ لَنَا بِدُعَائِكَ وَ تَنْزِیهِكَ وَ تَسْبِیحِكَ إِلَهِی فَأَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ فِی الْخَلَإِ وَ الْمَلَإِ وَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْإِعْلَانِ وَ الْإِسْرَارِ وَ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ آنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِیِّ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِالْعَمَلِ الزَّكِیِّ وَ السَّعْیِ الْمَرْضِیِّ وَ جَازِنَا بِالْمِیزَانِ الْوَفِیِّ إِلَهِی بِكَ هَامَتِ الْقُلُوبُ الْوَالِهَةُ وَ عَلَی مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ الْعُقُولُ الْمُتَبَایِنَةُ فَلَا تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ إِلَّا بِذِكْرَاكَ وَ لَا تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلَّا عِنْدَ رُؤْیَاكَ أَنْتَ الْمُسَبَّحُ فِی كُلِّ مَكَانٍ وَ الْمَعْبُودُ فِی كُلِّ زَمَانٍ وَ الْمَوْجُودُ فِی كُلِّ أَوَانٍ وَ الْمَدْعُوُّ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ الْمُعَظَّمُ فِی كُلِّ جَنَانٍ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَیْرِ ذِكْرِكَ وَ مِنْ كُلِّ رَاحَةٍ بِغَیْرِ أُنْسِكَ وَ مِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَیْرِ قُرْبِكَ وَ مِنْ كُلِّ شُغُلٍ بِغَیْرِ طَاعَتِكَ إِلَهِی أَنْتَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا(1) وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ (2)
ص: 151
فَأَمَرْتَنَا بِذِكْرِكَ وَ وَعَدْتَنَا عَلَیْهِ أَنْ تَذْكُرَنَا تَشْرِیفاً لَنَا وَ تَفْخِیماً وَ إِعْظَاماً وَ هَا نَحْنُ ذَاكِرُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا یَا ذَاكِرَ الذَّاكِرِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الرَّابِعَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الْمُعْتَصِمِینَ لِیَوْمِ الْخَمِیسِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ یَا مَلَاذَ اللَّائِذِینَ وَ یَا مَعَاذَ الْعَائِذِینَ وَ یَا مُنْجِیَ الْهَالِكِینَ وَ یَا عَاصِمَ الْبَائِسِینَ وَ یَا رَاحِمَ الْمَسَاكِینِ وَ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا كَنْزَ الْمُفْتَقِرِینَ وَ یَا جَابِرَ الْمُنْكَسِرِینَ وَ یَا مَأْوَی الْمُنْقَطِعِینَ وَ یَا نَاصِرَ الْمُسْتَضْعَفِینَ وَ یَا مُجِیرَ الْخَائِفِینَ وَ یَا مُغِیثَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا حِصْنَ اللَّاجِینَ إِنْ لَمْ أَعُذْ بِعِزَّتِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ وَ إِنْ لَمْ أَلُذْ بِقُدْرَتِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ وَ قَدْ أَلْجَأَتْنِی الذُّنُوبُ إِلَی التَّشَبُّثِ بِأَذْیَالِ عَفْوِكَ وَ أَحْوَجَتْنِی الْخَطَایَا إِلَی اسْتِفْتَاحِ أَبْوَابِ صَفْحِكَ وَ دَعَتْنِی الْإِسَاءَةُ إِلَی الْإِنَاخَةِ بِفِنَاءِ عِزِّكَ وَ حَمَلَتْنِی الْمَخَافَةُ مِنْ نَقِمَتِكَ عَلَی التَّمَسُّكِ بِعُرْوَةِ عَطْفِكَ وَ مَا حَقُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ أَنْ یُخْذَلَ وَ لَا یَلِیقُ بِمَنِ اسْتَجَارَ بِعِزِّكَ أَنْ یُسْلَمَ أَوْ یُهْمَلَ إِلَهِی فَلَا تُخْلِنَا مِنْ حِمَایَتِكَ وَ لَا تُعْرِنَا مِنْ رِعَایَتِكَ وَ ذُدْنَا عَنْ مَوَارِدِ الْهَلَكَةِ فَإِنَّا بِعَیْنِكَ وَ فِی كَنَفِكَ وَ لَكَ أَسْأَلُكَ بِأَهْلِ خَاصَّتِكَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ بَرِیَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَیْنَا وَاقِیَةً تُنْجِینَا مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ تُجَنِّبُنَا مِنَ الْآفَاتِ وَ تُكِنُّنَا مِنْ دَوَاهِی الْمُصِیبَاتِ وَ أَنْ تُنْزِلَ عَلَیْنَا مِنْ سَكِینَتِكَ وَ أَنْ تُغَشِّیَ وُجُوهَنَا بِأَنْوَارِ مَحَبَّتِكَ وَ أَنْ تُؤْوِیَنَا إِلَی شَدِیدِ رُكْنِكَ وَ أَنْ تَحْوِیَنَا فِی أَكْنَافِ عِصْمَتِكَ بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
الْمُنَاجَاةُ الْخَامِسَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الزَّاهِدِینَ لِلَیْلَةِ الْجُمُعَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا وَ عَلَّقَتْنَا بِأَیْدِی الْمَنَایَا فِی حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَیْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِینَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلَّابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلَّالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَبَاتِ إِلَهِی فَزَهِّدْنَا فِیهَا وَ سَلِّمْنَا مِنْهَا بِتَوْفِیقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ انْزَعْ عَنَّا جَلَابِیبَ
ص: 152
مُخَالَفَتِكَ وَ تَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَایَتِكَ وَ أَوْفِرْ مَزِیدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْمِلْ صِلَاتِنَا مِنْ فَیْضِ مَوَاهِبِكَ وَ اغْرِسْ فِی أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ وَ أَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ وَ أَقْرِرْ أَعْیُنَنَا یَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْیَتِكَ وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْیَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِینَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ.
«22»- وَ مِنْهَا الْمُنَاجَاةُ الْإِنْجِیلِیَّةُ لِمَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَدْ وَجَدْتُهَا فِی بَعْضِ مَرْوِیَّاتِ أَصْحَابِنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی كِتَابِ أَنِیسِ الْعَابِدِینَ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ بَعْضِ قُدَمَائِنَا عَنْهُ علیه السلام وَ هِیَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ بِذِكْرِكَ أَسْتَفْتِحُ مَقَالِی وَ بِشُكْرِكَ أَسْتَنْجِحُ سُؤَالِی وَ عَلَیْكَ تَوَكُّلِی فِی كُلِّ أَحْوَالِی وَ إیاك [أَنْتَ] أَمَلِی فَلَا تُخَیِّبْ آمَالِی اللَّهُمَّ بِذِكْرِكَ أَسْتَعِیذُ وَ أَعْتَصِمُ وَ بِرُكْنِكَ أَلُوذُ وَ أَتَحَزَّمُ وَ بِقُوَّتِكَ أَسْتَجِیرُ وَ أَسْتَنْصِرُ وَ بِنُورِكَ أَهْتَدِی وَ أَسْتَبْصِرُ وَ إِیَّاكَ أَسْتَعِینُ وَ أَعْبُدُ وَ إِلَیْكَ أَقْصِدُ وَ أَعْمِدُ وَ بِكَ أُخَاصِمُ وَ أُحَاوِلُ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ مَا أُحَاوِلُ فَأَعِنِّی یَا خَیْرَ الْمُعِینِینَ وَ قِنِی الْمَكَارِهَ كُلَّهَا یَا رَجَاءَ الْمُؤْمِنِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَذْكُورِ بِكُلِّ لِسَانٍ الْمَشْكُورِ عَلَی كُلِّ إِحْسَانٍ الْمَعْبُودِ فِی كُلِّ مَكَانٍ مُدَبِّرِ الْأُمُورِ وَ مُقَدِّرِ الدُّهُورِ وَ الْعَالِمِ بِمَا تُجِنُّهُ الْبُحُورُ وَ تُكِنُّهُ الصُّدُورُ وَ تُخْفِیهِ الظَّلَامُ وَ یُبْدِیهِ النُّورُ الَّذِی حَارَ فِی عِلْمِهِ الْعُلَمَاءُ وَ سَلَّمَ لِحُكْمِهِ الْحُكَمَاءُ وَ تَوَاضَعَ لِعِزَّتِهِ الْعُظَمَاءُ وَ فَاقَ بِسَعَةِ فَضْلِهِ الْكُرَمَاءُ وَ سَادَ بِعَظِیمِ حِلْمِهِ الْحُلَمَاءُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یُخْفَرُ مَنِ انْتَصَرَ بِذِمَّتِهِ وَ لَا یُقْهَرُ مَنِ اسْتَتَرَ بِعَظَمَتِهِ وَ لَا یُكْدَی مَنْ أَذَاعَ شُكْرَ نِعْمَتِهِ وَ لَا یَهْلِكُ مَنْ تَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ ذِی الْمِنَنِ الَّتِی لَا یُحْصِیهَا الْعَادُّونَ وَ النِّعَمِ الَّتِی لَا یُجَازِیهَا الْمُجْتَهِدُونَ وَ الصَّنَائِعِ الَّتِی لَا یَسْتَطِیعُ دَفْعَهَا الْجَاحِدُونَ وَ الدَّلَائِلِ الَّتِی یَسْتَبْصِرُ بِنُورِهَا الْمَوْجُودُونَ أَحْمَدُهُ جَاهِراً بِحَمْدِهِ شَاكِراً لِرِفْدِهِ حَمْدَ مُوَفَّقٍ لِرُشْدِهِ وَاثِقٍ بِعَدْلِهِ (1)
لَهُ الشُّكْرُ الدَّائِمُ وَ الْأَمْرُ اللَّازِمُ اللَّهُمَّ إِیَّاكَ أَسْأَلُ وَ بِكَ أَتَوَسَّلُ وَ عَلَیْكَ أَتَوَكَّلُ وَ بِفَضْلِكَ أَغْتَنِمُ وَ بِحَبْلِكَ
ص: 153
أَعْتَصِمُ وَ فِی رَحْمَتِكَ أَرْغَبُ وَ مِنْ نَقِمَتِكَ أَرْهَبُ وَ بِقُوَّتِكَ (1)
أَسْتَعِینُ وَ بِعَظَمَتِكَ أَسْتَكِینُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَلِیُّ الْمُرْشِدُ وَ الْغَنِیُّ الْمُرْفِدُ وَ الْعَوْنُ الْمُؤَیِّدُ الرَّاحِمُ الْغَفُورُ وَ الْعَاصِمُ الْمُجِیرُ وَ الْقَاصِمُ الْمُبِیرُ وَ الْخَالِقُ الْحَلِیمُ وَ الرَّازِقُ الْكَرِیمُ وَ السَّابِقُ الْقَدِیمُ عَلِمْتَ فَخَبَّرْتَ وَ حَلُمْتَ فَسَتَرْتَ وَ رَحِمْتَ فَغَفَرْتَ وَ عَظُمْتَ فَقَهَرْتَ وَ مَلَكْتَ فَاسْتَأْثَرْتَ وَ أَدْرَكْتَ فَاقْتَدَرْتَ وَ حَكَمْتَ فَعَدَلْتَ وَ أَنْعَمْتَ فَأَفْضَلْتَ وَ أَبْدَعْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ صَنَعْتَ فَأَتْقَنْتَ وَ جُدْتَ فَأَغْنَیْتَ وَ أَیَّدْتَ فَكَفَیْتَ وَ خَلَقْتَ فَسَوَّیْتَ وَ وَفَّقْتَ فَهَدَیْتَ بَطَنْتَ الْغُیُوبَ فَخَبَّرْتَ مَكْنُونَ أَسْرَارِهَا وَ حُلْتَ بَیْنَ الْقُلُوبِ وَ بَیْنَ تَصَرُّفِهَا عَلَی اخْتِیَارِهَا فَأَیْقَنَتِ الْبَرَایَا أَنَّكَ مُدَبِّرُهَا وَ خَالِقُهَا وَ أَذْعَنَتْ أَنَّكَ مُقَدِّرُهَا وَ رَازِقُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الشَّاهِدِینَ وَ أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَنِی مِنْ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ أَنِّی أَشْهَدُ بِسَرِیرَةٍ زَكِیَّةٍ وَ بَصِیرَةٍ مِنَ الشَّكِّ بَرِیئَةٍ شَهَادَةً أَعْتَقِدُهَا بِإِخْلَاصٍ وَ إِیقَانٍ وَ أُعِدُّهَا طَمَعاً فِی الْخَلَاصِ وَ الْأَمَانِ أُسِرُّهَا تَصْدِیقاً بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ أُظْهِرُهَا تَحْقِیقاً لِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ لَا أَصُدُّ عَنْ سَبِیلِهَا وَ لَا أُلْحِدُ فِی تَأْوِیلِهَا إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبِّی لَا أُشْرِكُ بِكَ أَحَداً وَ لَا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ الْوَاحِدُ الَّذِی لَا یَدْخُلُ فِی عَدَدٍ وَ الْفَرْدُ الَّذِی لَا یُقَاسُ بِأَحَدٍ عَلَا عَنِ الْمُشَاكَلَةِ وَ الْمُنَاسَبَةِ وَ خَلَا مِنَ الْأَوْلَادِ وَ الصَّاحِبَةِ سُبْحَانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَا أَصْنَعَهُ وَ رَازِقٍ مَا أَوْسَعَهُ وَ قَرِیبٍ مَا أَرْفَعَهُ وَ مُجِیبٍ مَا أَسْمَعَهُ وَ عَزِیزٍ مَا أَمْنَعَهُ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلی فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِیُّهُ الْمُرْسَلُ وَ وَلِیُّهُ الْمُفَضَّلُ وَ شَهِیدُهُ الْمُسْتَعْدَلُ (2) الْمُؤَیَّدُ بِالنُّورِ الْمُضِی ءِ وَ الْمُسَدَّدُ بِالْأَمْرِ الْمَرْضِیِّ بَعَثَهُ بِالْأَوَامِرِ الشَّافِیَةِ وَ الزَّوَاجِرِ النَّاهِیَةِ وَ الدَّلَائِلِ الْهَادِیَةِ الَّتِی أَوْضَحَ بُرْهَانَهَا وَ شَرَحَ بُنْیَانَهَا فِی كِتَابٍ مُهَیْمِنٍ
ص: 154
عَلَی كُلِّ كِتَابٍ جَامِعٍ لِكُلِّ رُشْدٍ وَ صَوَابٍ فِیهِ نَبَأُ الْقُرُونِ وَ تَفْصِیلُ الشُّئُونِ (1) وَ فَرْضُ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْفَرْقُ بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَدَعَا إِلَی خَیْرِ سَبِیلٍ وَ شَفَا مِنْ هُیَامِ الْغَلِیلِ (2)
حَتَّی عَلَا الْحَقُّ وَ ظَهَرَ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ وَ انْحَسَرَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ صَلَاةً دَائِمَةً مُمَهَّدَةً لَا تَنْقَضِی لَهَا مُدَّةٌ وَ لَا یَنْحَصِرُ(3) لَهَا عِدَّةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا جَرَتِ النُّجُومُ فِی الْأَبْرَاجِ وَ طلاطمة [تَلَاطَمَتِ] الْبُحُورُ بِالْأَمْوَاجِ وَ مَا ادْلَهَمَّ لَیْلٌ دَاجٍ وَ أَشْرَقَ نَهَارٌ ذُو ابْتِلَاجٍ وَ صَلِّ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَا تَعَاقَبَتِ الْأَیَّامُ وَ تَنَاوَبَتِ الْأَعْوَامُ وَ مَا خَطَرَتِ الْأَوْهَامُ وَ تَدَبَّرَتِ الْأَفْهَامُ وَ مَا بَقِیَ الْأَنَامُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ آلِهِ الْبَرَرَةِ الْأَتْقِیَاءِ وَ عَلَی عِتْرَتِهِ النُّجَبَاءِ(4)
صَلَاةً مَعْرُوفَةً بِالتَّمَامِ وَ النَّمَاءِ وَ بَاقِیَةً بِلَا فَنَاءٍ وَ انْقِضَاءٍ اللَّهُمَّ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ مِنَ الشَّهَادَةِ أَقْسَطَهَا وَ مِنَ الْعِبَادَةِ أَنْشَطَهَا وَ مِنَ الزِّیَادَةِ أَبْسَطَهَا وَ مِنَ الْكَرَامَةِ أَغْبَطَهَا وَ مِنَ السَّلَامَةِ أَحْوَطَهَا وَ مِنَ الْأَعْمَالِ أَقْسَطَهَا وَ مِنَ الْآمَالِ أَوْفَقَهَا وَ مِنَ الْأَقْوَالِ أَصْدَقَهَا وَ مِنَ الْمَحَالِّ أَشْرَفَهَا وَ مِنَ الْمَنَازِلِ أَلْطَفَهَا وَ مِنَ الْحِیَاطَةِ أَكْنَفَهَا وَ مِنَ الرِّعَایَةِ أَعْطَفَهَا(5) وَ مِنَ الْعِصْمَةِ أَكْفَاهَا وَ مِنَ الرَّاحَةِ أَشْفَاهَا وَ مِنَ النِّعْمَةِ أَوْفَاهَا وَ مِنَ الْهِمَمِ أَعْلَاهَا وَ مِنَ الْقَسْمِ أَسْنَاهَا وَ مِنَ الْأَرْزَاقِ أَغْزَرَهَا وَ مِنَ الْأَخْلَاقِ أَطْهَرَهَا وَ مِنَ الْمَذَاهِبِ أَقْصَدَهَا وَ مِنَ الْعَوَاقِبِ أَحْمَدَهَا وَ مِنَ الْأُمُورِ أَرْشَدَهَا وَ مِنَ التَّدَابِیرِ أَوْكَدَهَا وَ مِنَ الْحُدُودِ أَسْعَدَهَا وَ مِنَ الشُّئُونِ أَعْوَدَهَا وَ مِنَ الْفَوَائِدِ أَرْجَحَهَا وَ مِنَ الْعَوَائِلِ أَنْجَحَهَا وَ مِنَ الزِّیَادَاتِ أَتَمَّهَا وَ مِنَ الْبَرَكَاتِ أَعَمَّهَا وَ مِنَ الصَّالِحَاتِ أَعْظَمَهَا: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ قَلْباً خَاشِعاً زَكِیّاً وَ لِسَاناً صَادِقاً عَلِیّاً وَ رِزْقاً وَاسِعاً هَنِیئاً
ص: 155
وَ عَیْشاً رَغَداً مَرِیّاً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَنْكِ الْمَعَاشِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سَاعٍ وَ وَاشٍ وَ غَلَبَةِ الْأَضْدَادِ وَ الْأَوْبَاشِ وَ كُلِّ قَبِیحٍ بَاطِنٍ أَوْ فَاشٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ مَحْجُوبٍ وَ رَجَاءٍ مَكْذُوبٍ وَ حَیَاءٍ مَسْلُوبٍ وَ احْتِجَاجٍ مَغْلُوبٍ وَ رَأْیٍ غَیْرِ مُصِیبٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ الْمُسْتَعَاذُ وَ عَلَیْكَ الْمُعَوَّلُ وَ بِكَ الْمَلَاذُ(1)
فَأَنِلْنِی لَطَائِفَ مِنَنِكَ فَإِنَّكَ لَطِیفٌ فَلَا تَبْتَلِینِی (2)
بِمِحَنِكَ فَإِنِّی ضَعِیفٌ وَ تَوَلَّنِی بِعَطْفِ تَحَنُّنِكَ یَا رَءُوفُ یَا مَنْ آوَی الْمُنْقَطِعِینَ إِلَیْهِ وَ أَغْنَی الْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْهِ جُدْ بِغِنَاكَ عَنْ فَاقَتِی وَ لَا تُحَمِّلْنِی فَوْقَ طَاقَتِی اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ الَّذِینَ جَدُّوا فِی قَصْدِكَ فَلَمْ یَنْكُلُوا وَ سَلَكُوا الطَّرِیقَ إِلَیْكَ فَلَمْ یَعْدِلُوا وَ اعْتَمَدُوا عَلَیْكَ فِی الْوُصُولِ حَتَّی وَصَلُوا فَرَوَیْتَ قُلُوبَهُمْ مِنْ مَحَبَّتِكَ وَ آنَسْتَ نُفُوسَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ فَلَمْ یَقْطَعْهُمْ عَنْكَ قَاطِعٌ وَ لَا مَنَعَهُمْ عَنْ بُلُوغِ مَا أَمَّلُوهُ لَدَیْكَ مَانِعٌ فَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ وَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اللَّهُمَّ لَكَ قَلْبِی وَ لِسَانِی وَ بِكَ نَجَاتِی وَ أَمَانِی وَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِسِرِّی وَ إِعْلَانیِ فَأَمِتْ قَلْبِی عَنِ الْبَغْضَاءِ وَ أَصْمِتْ لِسَانِی عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ أَخْلِصْ سَرِیرَتِی عَنْ عَلَائِقِ الْأَهْوَاءِ وَ اكْفِنِی بِأَمَانِكَ عَنْ عَوَائِقِ الضَّرَّاءِ وَ اجْعَلْ سِرِّی مَعْقُوداً عَلَی مُرَاقَبَتِكَ وَ إِعْلَانِی مُوَافِقاً لِطَاعَتِكَ وَ هَبْ لِی جِسْماً رُوحَانِیّاً وَ قَلْباً سَمَاوِیّاً وَ هِمَّةً مُتَّصِلَةً بِكَ وَ یَقِیناً صَادِقاً فِی حُبِّكَ وَ أَلْهِمْنِی مِنْ مَحَامِدِكَ أَمْدَحَهَا وَ هَبْ لِی مِنْ فَوَائِدِكَ أَسْمَحَهَا إِنَّكَ وَلِیُّ الْحَمْدِ وَ الْمُسْتَوْلِی عَلَی الْمَجْدِ یَا مَنْ لَا یَنْقُصُ مَلَكُوتَهُ عِصْیَانُ الْمُتَمَرِّدِینَ وَ لَا یَزِیدُ جَبَرُوتَهُ إِیمَانُ الْمُوَحِّدِینَ إِلَیْكَ أَسْتَشْفِعُ بِقَدِیمِ كَرَمِكَ أَنْ لَا تَسْلُبَنِی مَا مَنَحْتَنِی مِنْ جَسِیمِ نِعَمِكَ وَ اصْرِفْنِی بِحُسْنِ نَظَرِكَ لِی عَنْ وَرْطَةِ الْمَهَالِكِ وَ عَرِّفْنِی بِجَمِیلِ اخْتِیَارِكَ لِی مُنْجِیَاتِ الْمَسَالِكِ.
یَا مَنْ قَرُبَتْ رَحْمَتُهُ مِنَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَوْجَبَ عَفْوَهُ لِلْأَوَّابِینَ بَلِّغْنَا بِرَحْمَتِكَ
ص: 156
غَنَائِمَ الْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ وَ جَلِّلْنَا بِنِعْمَتِكَ مَلَابِسَ الْعَفْوِ وَ الْغُفْرَانِ وَ اصْحَبْ رَغَبَاتِنَا بِحَیَاءٍ یَقْطَعُهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ احْشُ قُلُوبَنَا نُوراً یَمْنَعُهَا مِنَ الشُّبُهَاتِ وَ أَوْدِعْ نُفُوسَنَا خَوْفَ الْمُشْفِقِینَ مِنْ سُوءِ الْحِسَابِ وَ رَجَاءَ الْوَاثِقِینَ بِتَوْفِیرِ الثَّوَابِ فَلَا نَغْتَرَّ بِالْإِمْهَالِ (1) وَ لَا نُقَصِّرَ فِی صَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ لَا نَفْتَرَّ مِنَ التَّسْبِیحِ بِحَمْدِكَ فِی الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ یَا مَنْ آنَسَ الْعَارِفِینَ بِطَیِّبِ مُنَاجَاتِهِ وَ أَلْبَسَ الْخَائِطِینَ ثَوْبَ مُوَالاتِهِ مَتَی فَرِحَ مَنْ قَصَدَتْ سِوَاكَ هِمَّتُهُ وَ مَتَی اسْتَرَاحَ مَنْ أَرَادَتْ غَیْرَكَ عَزِیمَتُهُ وَ مَنْ ذَا الَّذِی قَصَدَكَ بِصِدْقِ الْإِرَادَةِ فَلَمْ تَشْفَعْهُ فِی مُرَادِهِ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِی اعْتَمَدَ عَلَیْكَ فِی أَمْرِهِ فَلَمْ تَجُدْ بِإِسْعَادِهِ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِی اسْتَرْشَدَكَ فَلَمْ تَمْنُنْ بِإِرْشَادِهِ اللَّهُمَّ عَبْدُكَ الضَّعِیفُ الْفَقِیرُ وَ مِسْكِینُكَ اللَّهِیفُ الْمُسْتَجِیرُ عَالِمٌ أَنَّ فِی قَبْضَتِكَ أَزِمَّةَ التَّدْبِیرِ وَ مَصَادِرَ الْمَقَادِیرِ عَنْ إِرَادَتِكَ وَ أَنَّكَ (2) أَقَمْتَ بِقُدْسِكَ حَیَاةَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ جَعَلْتَهُ نَجَاةً لِكُلِّ حَیٍّ فَارْزُقْهُ مِنْ حَلَاوَةِ مُصَافَاتِكَ مَا یَصِیرُ بِهِ إِلَی مَرْضَاتِكَ وَ هَبْ لَهُ مِنْ خُشُوعِ التَّذَلُّلِ وَ خُضُوعِ التَّقَلُّلِ (3) فِی رَهْبَةِ الْإِخْبَاتِ وَ سَلَامَةِ الْمَحْیَا وَ الْمَمَاتِ مَا تَحْضُرُهُ كِفَایَةُ الْمُتَوَكِّلِینَ وَ تُمَیِّزُهُ بِهِ رِعَایَةَ الْمَكْفُولِینَ وَ تُعِزُّهُ وَلَایَةَ الْمُتَّصِلِینَ الْمَقْبُولِینَ یَا مَنْ هُوَ أَبَرُّ بِی مِنَ الْوَالِدِ الشَّفِیقِ وَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنَ الصَّاحِبِ اللَّزِیقِ (4)
أَنْتَ مَوْضِعُ أُنْسِی فِی الْخَلْوَةِ إِذَا أَوْحَشَنِی الْمَكَانُ وَ لَفَظَتْنِی الْأَوْطَانُ وَ فَارَقَتْنِی الْأُلَّافُ وَ الْجِیرَانُ وَ انْفَرَدْتُ فِی مَحَلٍّ ضَنْكٍ قَصِیرِ السَّمْكِ ضَیِّقِ الضَّرِیحِ مُطَبَّقِ الصَّفِیحِ مَهُولٌ مَنْظَرُهُ ثَقِیلٌ مَدَرُهُ مُخَلَّاةٌ(5)
بِالْوَحْشَةِ عَرْصَتُهُ مُغَشَّاةٌ بِالظُّلْمَةِ سَاحَتُهُ عَلَی غَیْرِ مِهَادٍ وَ لَا وِسَادٍ وَ لَا تَقْدِمَةِ زَادٍ وَ لَا اعْتِدَادٍ فَتَدَارَكْنِی بِرَحْمَتِكَ الَّتِی
ص: 157
وَسِعَتِ الْأَشْیَاءَ أَكْنَافَهَا وَ جَمَعَتِ الْأَحْیَاءَ أَطْرَافَهَا وَ عَمَّتِ الْبَرَایَا أَلْطَافَهَا وَ عُدْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ یَا كَرِیمُ وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِجَهْلِی یَا رَحِیمُ اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَنِ اكْتَنَفَتْهُ سَیِّئَاتُهُ وَ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِیئَاتُهُ وَ حَفَّتْ بِهِ جِنَایَاتُهُ بِعَفْوِكَ ارْحَمْ مَنْ لَیْسَ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ شَافِعٌ وَ لَا یَمْنَعُهُ مِنْ عَذَابِكَ مَانِعٌ ارْحَمِ الْغَافِلَ عَمَّا أَظَلَّهُ (1)
وَ الذَّاهِلَ عَنِ الْأَمْرِ الَّذِی خُلِقَ لَهُ ارْحَمْ مَنْ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ عَذَرَ وَ عَلَی مَعْصِیَتِكَ انْطَوَی وَ أَصَرَّ وَ جَاهَرَكَ بِجَهْلِهِ وَ مَا اسْتَتَرَ ارْحَمْ مَنْ أَلْقَی عَنْ رَأْسِهِ قِنَاعَ الْحَیَاءِ وَ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَیْهِ جِلْبَابَ الْأَتْقِیَاءِ وَ اجْتَرَأَ عَلَی سَخَطِكَ بِارْتِكَابِ الْفَحْشَاءِ فَیَا مَنْ لَمْ یَزَلْ عَفُوّاً غَفَّاراً ارْحَمْ لِمَنْ لَمْ یَزَلْ مُسْقَطاً عَثَّاراً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا مَضَی مِنِّی وَ اخْتِمْ لِی بِمَا تَرْضَی بِهِ عَنِّی وَ اعْقِدْ عَزَائِمِی عَلَی تَوْبَةٍ بِكَ مُتَّصِلَةً وَ لَدَیْكَ مُتَقَبَّلَةً تُقِیلُنِی بِهَا عَثَرَاتِی وَ تَسْتُرُ بِهَا عَوْرَاتِی وَ تَرْحَمُ بِهَا عَبَرَاتِی وَ تُجِیرُنِی بِهَا إِجَارَةً مِنْ مُعَاطِبِ انْتِقَامِكَ وَ تُنِیلُنِی بِهَا الْمَسَرَّةَ بِمَوَاهِبِ إِنْعَامِكَ یَوْمَ تَبْرُزُ الْأَخْبَارُ وَ تَعْظُمُ الْأَخْطَارُ وَ تُبْلَی الْأَسْرَارُ وَ تُهْتَكُ الْأَسْتَارُ وَ تَشْخَصُ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ إِنَّكَ مَعْدِنُ الْآلَاءِ وَ الْكَرَمِ وَ صَارِفُ اللَّأْوَاءِ وَ النِّقَمِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَیْكَ أَعْتَمِدُ وَ بِكَ أَسْتَعِینُ وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ كَفَی بِكَ وَكِیلًا یَا مَالِكَ خَزَائِنِ الْأَقْوَاتِ وَ فَاطِرَ أَصْنَافِ الْبَرِیَّاتِ وَ خَالِقَ سَبْعِ طَرَائِقَ مَسْلُوكَاتٍ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ أَرَضِینَ مُذَلَّلَاتٍ الْعَالِی فِی وَقَارِ الْعِزِّ وَ الْمَنَعَةِ وَ الدَّائِمُ فِی كِبْرِیَاءِ الْهَیْبَةِ وَ الرِّفْعَةِ وَ الْجَوَادُ بِنَیْلِهِ عَلَی خَلْقِهِ مِنْ سَعَةٍ لَیْسَ لَهُ حَدٌّ وَ لَا أَمَدٌ وَ لَا یُدْرِكُهُ تَحْصِیلٌ وَ لَا عَدَدٌ وَ لَا یُحِیطُ بِوَصْفِهِ أَحَدٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ خَالِقِ أَمْشَاجِ النَّسَمِ وَ مُولِجِ الْأَنْوَارِ فِی الظُّلَمِ وَ مُخْرِجِ الْمَوْجُودِ مِنَ الْعَدَمِ وَ السَّابِقِ الْأَزَلِیَّةِ بِالْقِدَمِ وَ الْجَوَادِ عَلَی الْخَلْقِ بِسَوَابِقِ النِّعَمِ وَ الْعَوَّادِ عَلَیْهِمْ بِالْفَضْلِ وَ الْكَرَمِ الَّذِی لَا یُعْجِزُهُ كَثْرَةُ الْإِنْفَاقِ وَ لَا یُمْسِكُ خَشْیَةَ الْإِمْلَاقِ وَ لَا یَنْقُصُهُ إِدْرَارُ الْأَرْزَاقِ وَ لَا یُدْرَكُ بِأَنَاسِیِّ الْأَحْدَاقِ وَ لَا یُوصَفُ بِمُضَامَّةٍ
ص: 158
وَ لَا افْتِرَاقٍ أَحْمَدُهُ عَلَی جَزِیلِ إِحْسَانِهِ وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ حُلُولِ خِذْلَانِهِ وَ أَسْتَهْدِیهِ بِنُورِ بُرْهَانِهِ وَ أُومِنُ بِهِ حَقَّ إِیمَانِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ الَّذِی عَمَّ الْخَلَائِقَ جَدْوَاهُ وَ تَمَّ حُكْمُهُ فِیمَنْ أَضَلَّ مِنْهُمْ وَ هَدَاهُ وَ أَحَاطَ عِلْماً بِمَنْ أَطَاعَهُ وَ عَصَاهُ وَ اسْتَوْلَی عَلَی الْمُلْكِ بِعِزٍّ أَبَدٍ(1) فَحَوَاهُ فَسَبَّحَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ أَكْنَافُهَا وَ الْأَرْضُ وَ أَطْرَافُهَا وَ الْجِبَالُ وَ أَعْرَاقُهَا(2) وَ الشَّجَرُ وَ أَغْصَانُهَا وَ الْبِحَارُ وَ حِیتَانُهَا وَ النُّجُومُ فِی مَطَالِعِهَا وَ الْأَمْطَارُ فِی مَوَاقِعِهَا وَ وُحُوشُ الْأَرْضِ وَ سِبَاعُهَا وَ مَدَدُ الْأَنْهَارِ وَ أَمْوَاجُهَا وَ عَذْبُ الْمِیَاهِ وَ أُجَاجُهَا وَ هُبُوبُ الرِّیحِ وَ عَجَّاجُهَا وَ كُلُّ مَا وَقَعَ عَلَیْهِ وَصْفٌ وَ تَسْمِیَةٌ أَوْ یُدْرِكُهُ حَدٌّ یَحْوِیهِ مِمَّا یُتَصَوَّرُ فِی الْفِكْرِ أَوْ یَتَمَثَّلُ بِجِسْمٍ أَوْ قَدْرٍ أَوْ یُنْسَبُ إِلَی عَرَضٍ أَوْ جَوْهَرٍ مِنْ صَغِیرٍ حَقِیرٍ أَوْ خَطِیرٍ كَبِیرٍ مُقِرّاً لَهُ بِالْعُبُودِیَّةِ خَاشِعاً مُعْتَرِفاً لَهُ بِالْوَحْدَانِیَّةِ طَائِعاً مُسْتَجِیباً لِدَعْوَتِهِ خَاضِعاً مُتَضَرِّعاً لِمَشِیَّتِهِ (3) مُتَوَاضِعاً لَهُ الْمُلْكُ الَّذِی لَا نَفَادَ لِدَیْمُومِیَّتِهِ وَ لَا انْقِضَاءَ لِعِدَّتِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْكَرِیمُ وَ رَسُولُهُ الطَّاهِرُ الْمَعْصُومُ بَعَثَهُ وَ النَّاسُ فِی غَمْرَةِ الضَّلَالَةِ سَاهُونَ وَ فِی غِرَّةِ الْجَهَالَةِ لَاهُونَ لَا یَقُولُونَ صِدْقاً وَ لَا یَسْتَعْمِلُونَ حَقّاً قَدِ اكْتَنَفَتْهُمُ الْقَسْوَةُ وَ حَقَّتْ عَلَیْهِمُ الشِّقْوَةُ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ إِنْقَاذَهُ وَ رَحِمَهُ وَ أَعَانَهُ فَقَامَ مُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ
آلِهِ فِیهِمْ مَجْداً فِی إِنْذَارِهِ مُرْشِداً لِأَنْوَارِهِ بِعَزْمٍ ثَاقِبٍ وَ حُكْمٍ وَاجِبٍ حَتَّی تَأَلَّقَ شِهَابُ الْإِیمَانِ وَ تَفَرَّقَ حِزْبُ الشَّیْطَانِ وَ أَعَزَّ اللَّهُ جُنْدَهُ وَ عُبِدَ وَحْدَهُ ثُمَّ اخْتَارَهُ اللَّهُ فَرَفَعَهُ إِلَی رَوْحِ جَنَّتِهِ وَ فَسِیحِ (4) كَرَامَتِهِ فَقَبَضَهُ تَقِیّاً زَكِیّاً رَاضِیاً مَرْضِیّاً طَاهِراً نَقِیّاً وَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ (5) رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ أَقْرَبِیهِ وَ ذَوِی رَحِمِهِ وَ مَوَالِیهِ صَلَاةً جَلِیلَةً جَزِیلَةً مَوْصُولَةً مَقْبُولَةً لَا انْقِطَاعَ لِمَزِیدِهَا وَ لَا اتِّضَاعَ لِمَشِیدِهَا وَ لَا امْتِنَاعَ لِصُعُودِهَا
ص: 159
تَنْتَهِی إِلَی مَقَرِّ أَرْوَاحِهِمْ وَ مَقَامِ فَلَاحِهِمْ فَیُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُمْ تَحِیَّاتِهَا وَ یُشَرِّفُ لَدَیْهِمْ صَلَوَاتِهَا فَتَتَلَقَّاهُمْ مَقْرُونَةً بِالرَّوْحِ وَ السُّرُورِ مَحْفُوفَةً بِالنَّضَارَةِ وَ النُّورِ دَائِمَةً بِلَا فَنَاءٍ(1) وَ لَا فُتُورٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَكْمَلَ صَلَوَاتِكَ وَ أَشْرَفَهَا وَ أَجْمَلَ تَحِیَّاتِكَ وَ أَلْطَفَهَا وَ أَشْمَلَ بَرَكَاتِكَ وَ أَعْطَفَهَا وَ أَجَلَّ هِبَاتِكَ وَ أَرْأَفَهَا عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ أَكْرَمِ الْأُمِّیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَصْفِیَاءِ الطَّاهِرِینَ وَ عِتْرَتِهِ النُّجَبَاءِ الْمُخْتَارِینَ وَ شِیعَتِهِ الْأَوْفِیَاءِ الْمُوَازِرِینَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ الْمُهَاجِرِینَ وَ أَدْخِلْنَا فِی شَفَاعَتِهِ یَوْمَ الدِّینِ مَعَ مَنْ دَخَلَ فِی زُمْرَتِهِ مِنَ الْمُوَحِّدِینَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الَّذِی لَا یُمَلَّكُ (2)
وَ الْوَاحِدُ الَّذِی لَا شَرِیكَ لَكَ یَا سَامِعَ السِّرِّ وَ النَّجْوَی وَ یَا دَافِعَ الضُّرِّ وَ الْبَلْوَی وَ یَا كَاشِفَ الْعُسْرِ وَ الْبُؤْسَی وَ قَابِلَ الْعُذْرِ وَ الْعُتْبَی وَ مُسْبِلَ السِّتْرِ عَلَی الْوَرَی جَلِّلْنِی مِنْ رَأْفَتِكَ بِأَمْرٍ وَاقٍ وَ سُمْنِی (3)
مِنْ رِعَایَتِكَ بِرُكْنٍ بَاقٍ وَ أَوْصِلْنِی بِعِنَایَتِكَ إِلَی غَایَةِ السِّبَاقِ وَ اجْعَلْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ أَهْلِ الرِّعَایَةِ لِلْمِیثَاقِ وَ اعْمُرْ قَلْبِی بِخَشْیَةِ ذَوِی الْإِشْفَاقِ یَا مَنْ لَمْ یَزَلْ فِعْلُهُ بِی حَسَناً جَمِیلًا وَ لَمْ یَكُنْ بِسَتْرِهِ عَلَیَّ بَخِیلًا وَ لَا بِعُقُوبَتِهِ عَلَیَّ عَجُولًا أَتْمِمْ عَلَیَّ مَا ظَاهَرْتَ مِنْ تَفَضُّلِكَ وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِمَا سَتَرْتَ عَلَیَّ عِنْدَ نَظَرِكَ (4)
سَیِّدِی كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ ظَلَّلْتَ لِأَنِیقِ بَهْجَتِهَا لَابِساً وَ كَمْ أَسْدَیْتَ عِنْدِی مِنْ یَدٍ قَدْ طَفِقْتَ بِهِدَایَتِهَا مُنَافِساً وَ كَمْ قَلَّدْتَنِی مِنْ مِنَّةٍ ضَعُفَتْ قُوَایَ عَنْ حَمْلِهَا وَ ذَهَلَتْ فِطْنَتِی عَنْ ذِكْرِ فَضْلِهَا وَ عَجَزَ شُكْرِی عَنْ جَزَائِهَا وَ ضِقْتُ ذَرْعاً بِإِحْصَائِهَا قَابَلْتُكَ فِیهَا بِالْعِصْیَانِ وَ نَسِیتُ شُكْرَ مَا أَوْلَیْتَنِی فِیهَا مِنَ الْإِحْسَانِ فَمَنْ أَسْوَأُ حَالًا مِنِّی إِنْ لَمْ تَتَدَارَكْنِی (5) بِالْغُفْرَانِ وَ تُوزِعْنِی شُكْرَ مَا اصْطَنَعْتَ عِنْدِی مِنْ فَوَائِدِ الِامْتِنَانِ فَلَسْتُ مُسْتَطِیعاً لِقَضَاءِ حُقُوقِكَ إِنْ لَمْ تُؤَیِّدْنِی بِصُحْبَةِ(6)تَوْفِیقِكَ.
ص: 160
سَیِّدِی لَوْ لَا نُورُكَ عَمِیتُ عَنِ الدَّلِیلِ وَ لَوْ لَا تَبْصِیرُكَ ضَلَلْتُ عَنِ السَّبِیلِ وَ لَوْ لَا تَعْرِیفُكَ لَمْ أَرْشَدْ لِلْقَبُولِ وَ لَوْ لَا تَوْفِیقُكَ لَمْ أَهْتَدِ إِلَی مَعْرِفَةِ التَّأْوِیلِ.
فَیَا مَنْ أَكْرَمَنِی بِتَوْحِیدِهِ وَ عَصَمَنِی عَنِ الضَّلَالِ بِتَسْدِیدِهِ وَ أَلْزَمَنِی إِقَامَةَ حُدُودِهِ لَا تَسْلُبْنِی مَا وَهَبْتَ لِی مِنْ تَحْقِیقِ مَعْرِفَتِكَ وَ أَحْیِنِی (1) بِیَقِینٍ أَسْلَمَ بِهِ مِنَ الْإِلْحَادِ فِی صِفَتِكَ یَا خَیْرَ مَنْ رَجَاهُ الرَّاجُونَ وَ أَرْأَفَ مَنْ لَجَأَ إِلَیْهِ اللَّاجُونَ وَ أَكْرَمَ مَنْ قَصَدَهُ الْمُحْتَاجُونَ ارْحَمْنِی إِذَا انْقَطَعَ مَعْلُومُ عُمُرِی وَ دَرَسَ ذِكْرِی وَ امْتَحَی (2)
أَثَرِی وَ بُوِّئْتُ فِی الضَّرِیحِ مُرْتَهَناً بِعَمَلِی مَسْئُولًا عَمَّا أَسْلَفْتُهُ مِنْ فَارِطِ زَلَلِی مَنْسِیّاً كَمَنْ نُسِیَ فِی الْأَمْوَاتِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِی رَبِّ سَهِّلْ لِی تَوْبَةً إِلَیْكَ وَ أَعِنِّی عَلَیْهَا وَ احْمِلْنِی عَلَی مَحَجَّةِ الْإِخْبَاتِ لَكَ وَ أَرْشِدْنِی إِلَیْهَا فَإِنَّ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ بِمَعُونَتِكَ وَ الثَّبَاتَ وَ الِانْتِقَالَ بِقُدْرَتِكَ یَا مَنْ هُوَ أَرْحَمُ لِی مِنَ الْوَالِدِ الشَّفِیقِ وَ أَبَرُّ بِی مِنَ الْوَلَدِ الرَّفِیقِ وَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنَ الْجَارِ اللَّصِیقِ قَرِّبِ الْخَیْرَ مِنْ مُتَنَاوَلِی وَ اجْعَلِ الْخِیَرَةَ الْعَامَّةَ(3) فِیمَا قَضَیْتَ لِی وَ اخْتِمْ لِی بِالْبِرِّ وَ التَّقْوَی عَمَلِی وَ أَجِرْنِی مِنْ كُلِّ عَائِقٍ یَقْطَعُنِی عَنْكَ وَ كُلِّ قَوْلٍ وَ فِعْلٍ یُبَاعِدُنِی مِنْكَ وَ ارْحَمْنِی رَحْمَةً تَشْفِی بِهَا قَلْبِی مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ مُعْتَرِضَةٍ وَ بِدْعَةٍ مُمَرِّضَةٍ: سَیِّدِی خَابَ رَجَاءُ مَنْ رَجَا سِوَاكَ وَ ظَفِرَتْ یَدُ مَنْ بِحَاجَتِهِ نَاجَاكَ وَ ضَلَّ مَنْ یَدْعُو الْعِبَادَ لِكَشْفِ ضُرِّهِمْ إِلَّا إِیَّاكَ أَنْتَ الْمُؤَمِّلُ فِی الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ وَ الْمَفْزَعُ فِی كُلِّ كُرْبَةٍ وَ ضَرَّاءَ وَ الْمُسْتَجَارُ بِهِ مِنْ كُلِّ فَادِحَةٍ وَ لَأْوَاءٍ لَا یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا مَنْ تَوَلَّی وَ كَفَرَ وَ لَا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِكَ إِلَّا مَنْ عَصَی وَ أَصَرَّ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ یَا مَنْ لَا یَحْرِمُ زُوَّارَهُ عَطَایَاهُ وَ لَا یُسْلِمُ مَنِ اسْتَجَارَهُ وَ اسْتَكْفَاهُ أَمَلِی وَاقِفٌ عَلَی جَدْوَاكَ وَ وَجْهُ طَلِبَتِی مُنْصَرِفٌ عَمَّنْ سِوَاكَ وَ أَنْتَ الْمَلِی ءُ بِتَیْسِیرِ الطَّلِبَاتِ وَ الْوَفِیُّ بِتَكْثِیرِ الرَّغَبَاتِ فَأَنْجِحْ لِیَ الْمَطْلُوبَ مِنْ فَضْلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَ اسْمَحْ لِی بِالْمَرْغُوبِ فِیهِ مِنْ بَذْلِكَ بِنِعْمَتِكَ سَیِّدِی ضَعُفَ جِسْمِی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ كَبِرَ سِنِّی وَ نَالَ
ص: 161
الدَّهْرُ مِنِّی وَ نَفِدَتْ مُدَّتِی وَ ذَهَبَتْ شَهْوَتِی وَ بَقِیَتْ تَبِعَتِی فَجُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِعَفْوِكَ عَلَی قَبِیحِ فِعْلِی وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِمَا كَسَبَتْ مِنَ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ فِی سَالِفِ الْأَیَّامِ.
سَیِّدِی أَنَا الْمُعْتَرِفُ بِإِسَاءَتِی الْمُقِرُّ بِخَطَائِی الْمَأْسُورُ بِأَجْرَامِی الْمُرْتَهَنُ بِآثَامِی الْمُتَهَوِّرُ بِإِسَاءَتِی الْمُتَحَیِّرُ عَنْ قَصْدِ طَرِیقِی انْقَطَعَتْ مَقَالَتِی وَ ضَلَّ عُمُرِی وَ بَطَلَتْ حُجَّتِی فِی عَظِیمِ وِزْرِی فَامْنُنْ عَلَیَّ بِكَرِیمِ غُفْرَانِكَ وَ اسْمَحْ لِی بِعَظِیمِ إِحْسَانِكَ فَإِنَّكَ ذُو مَغْفِرَةٍ لِلطَّالِبِینَ شَدِیدُ الْعِقَابِ لِلْمُجْرِمِینَ سَیِّدِی إِنْ كَانَ صَغُرَ فِی جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِی فَقَدْ كَبُرَ فِی جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِی سَیِّدِی كَیْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَیْبَةِ مَحْرُوماً وَ ظَنِّی بِكَ أَنَّكَ تَقْلِبُنِی بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً سَیِّدِی لَمْ أُسَلِّطْ عَلَی حُسْنِ ظَنِّی بِكَ قُنُوطَ الْآیِسِینَ فَلَا تَبْطُلْ لِی صِدْقَ رَجَائِی لَكَ فِی الْآمِلِینَ سَیِّدِی عَظُمَ جُرْمِی إِذْ بَارَزْتُكَ بِاكْتِسَابِهِ وَ كَبُرَ ذَنْبِی إِذْ جَاهَرْتُكَ بِارْتِكَابِهِ إِلَّا أَنَّ عَظِیمَ عَفْوِكَ یَسَعُ الْمُعْتَرِفِینَ وَ جَسِیمَ غُفْرَانِكَ یَعُمُّ التَّوَّابِینَ سَیِّدِی إِنْ دَعَانِی إِلَی النَّارِ مَخْشِیُّ عِقَابِكَ فَقَدْ دَعَانِی إِلَی الْجَنَّةِ مَرْجُوُّ ثَوَابِكَ سَیِّدِی إِنْ أَوْحَشَتْنِی الْخَطَایَا مِنْ مَحَاسِنِ لُطْفِكَ فَقَدْ آنَسَنِی الْیَقِینُ بِمَكَارِمِ عَطْفِكَ وَ
إِنْ أَنَامَتْنِی الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ أَیْقَظَتْنِی الْمَعْرِفَةُ بِقَدِیمِ آلَائِكَ وَ إِنْ عَزَبَ عَنِّی تَقْدِیمٌ لِمَا یُصْلِحُنِی (1)
فَلَمْ یَعْزُبْ إِیقَانِی بِنَظَرِكَ إِلَیَّ فِیمَا یَنْفَعُنِی وَ إِنِ انْقَرَضَتْ بِغَیْرِ مَا أَحْبَبْتَ مِنَ السَّعْیِ أَیَّامِی فَبِالْإِیمَانِ أَمْضَیْتُ السَّالِفَاتِ مِنْ أَعْوَامِی سَیِّدِی جِئْتُ مَلْهُوفاً قَدْ لَبِسْتُ عُدْمَ فَاقَتِی وَ أَقَامَنِی مَقَامَ الْأَذِلَّاءِ بَیْنَ یَدَیْكَ ضُرُّ حَاجَتِی سَیِّدِی كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِی إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِمَعْرُوفِكَ فَاخْلِطْنِی (2) بِأَهْلِ نَوَالِكَ اللَّهُمَّ ارْحَمْ مِسْكِیناً لَا یُجِیرُهُ (3) إِلَّا عَطَاؤُكَ وَ فَقِیراً لَا یُغْنِیهِ إِلَّا جَدْوَاكَ سَیِّدِی أَصْبَحْتُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ بِسِوَاكَ
ص: 162
عَادِلًا وَ لَیْسَ مِنْ جَمِیلِ امْتِنَانِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَلْهُوفٍ وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ فَضْلِكَ الْمَأْلُوفِ سَیِّدِی إِنْ حَرَمْتَنِی رُؤْیَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِ السَّلَامِ وَ أَعْدَمْتَنِی طَوْفَ (1) الْوَصَائِفِ وَ الْخُدَّامِ وَ صَرَفْتَ وَجْهَ تَأْمِیلِی بِالْخَیْبَةِ فِی دَارِ الْمُقَامِ فَغَیْرَ ذَلِكَ مَنَّتْنِی نَفْسِی مِنْكَ یَا ذَا الطَّوْلِ وَ الْإِنْعَامِ سَیِّدِی وَ عِزَّتِكَ لَوْ قَرَنْتَنِی فِی الْأَصْفَادِ وَ مَنَعْتَنِی سَیْبَكَ مِنْ بَیْنِ الْعِبَادِ مَا قَطَعْتُ رَجَائِی عَنْكَ وَ لَا صَرَفْتُ انْتِظَارِی لِلْعَفْوِ مِنْكَ سَیِّدِی لَوْ لَمْ تَهْدِنِی إِلَی الْإِسْلَامِ لَضَلَلْتُ وَ لَوْ لَمْ تُثَبِّتْنِی إِذاً لَذَلَلْتُ وَ لَوْ لَمْ تُشْعِرْ قَلْبِی الْإِیمَانَ بِكَ مَا آمَنْتُ وَ لَا صَدَّقْتُ وَ لَوْ لَمْ تُطْلِقْ لِسَانِی بِدُعَائِكَ مَا دَعَوْتُ وَ لَوْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حَقِیقَةَ مَعْرِفَتِكَ مَا عَرَفْتُ وَ لَوْ لَمْ تَدُلَّنِی عَلَی كَرِیمِ ثَوَابِكَ مَا رَغِبْتُ وَ لَوْ لَمْ تُبَیِّنْ لِی أَلِیمَ عِقَابِكَ مَا رَهِبْتُ فَأَسْأَلُكَ تَوْفِیقِی لِمَا یُوجِبُ ثَوَابَكَ وَ تَخْلِیصِی مِمَّا یَكْسِبُ عِقَابَكَ سَیِّدِی إِنْ أَقْعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبْقِ مَعَ الْأَبْرَارِ فَقَدْ أَقَامَتْنِی الثِّقَةُ بِكَ عَلَی مَدَارِجِ الْأَخْیَارِ سَیِّدِی كُلُّ مَكْرُوبٍ إِلَیْكَ یَلْتَجِئُ وَ كُلُّ مَحْزُونٍ إِیَّاكَ یَرْتَجِی سَمِعَ الْعَابِدُونَ بِجَزِیلِ ثَوَابِكَ فَخَشَعُوا وَ سَمِعَ الْمُوَلُّونَ (2) عَنِ الْقَصْدِ بِجُودِكَ فَرَجَعُوا وَ سَمِعَ الْمَحْرُومُونَ (3) بِسَعَةِ فَضْلِكَ فَطَمِعُوا حَتَّی ازْدَحَمَتْ عَصَائِبُ الْعُصَاةِ مِنْ عِبَادِكَ بِبَابِكَ وَ عَجَّتْ إِلَیْكَ الْأَلْسُنُ بِأَصْنَافِ الدُّعَاءِ فِی بِلَادِكَ فَكُلُّ أَمَلٍ سَاقَ صَاحِبَهُ إِلَیْكَ مُحْتَاجاً وَ كُلُّ قَلْبٍ تَرَكَهُ وَجِیبُ الْخَوْفِ إِلَیْكَ (4) مُهْتَاجاً سَیِّدِی وَ أَنْتَ الْمَسْئُولُ الَّذِی لَا تَسْوَدُّ لَدَیْهِ وُجُوهُ الْمُطَالِبِ وَ لَمْ یَرْدُدْ رَاجِیَهُ فَیُزِیلَهُ عَنِ الْحَقِّ إِلَی الْمُعَاطِبِ سَیِّدِی إِنْ أَخْطَأْتُ طَرِیقَ النَّظَرِ لِنَفْسِی بِمَا فِیهِ كَرَامَتُهَا فَقَدْ أَصَبْتُ طَرِیقَ الْفَرَجِ (5) بِمَا فِیهِ سَلَامَتُهَا سَیِّدِی إِنْ كَانَتْ نَفْسِی اسْتَعْبَدَتْنِی مُتَمَرِّدَةً عَلَیَّ بِمَا یُرْجِیهَا(6) فَقَدِ اسْتَعْبَدْتُهَا الْآنَ عَلَی مَا یُنَجِّیهَا سَیِّدِی إِنْ أُجْحِفَ
ص: 163
بِی زَادُ الطَّرِیقِ فِی الْمَسِیرِ إِلَیْكَ فَقَدْ أَوْصَلْتُهُ بِذَخَائِرِ مَا أَعْدَدْتُهُ مِنْ فَضْلِ تَعْوِیلِی عَلَیْكَ.
سَیِّدِی إِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ضَحِكَتْ لَهَا عُیُونُ مَسَائِلِی وَ إِذَا ذَكَرْتُ عُقُوبَتَكَ بَكَتْ لَهَا جُفُونُ وَسَائِلِی سَیِّدِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ لَمْ یَدْعُ غَیْرَكَ فِی دُعَائِهِ وَ أَرْجُوكَ رَجَاءَ مَنْ لَمْ یَقْصِدْ غَیْرَكَ بِرَجَائِهِ سَیِّدِی وَ كَیْفَ أَرُدُّ عَارِضَ تَطَلُّعِی إِلَی نَوَالِكَ وَ إِنَّمَا أَنَا فِی هَذَا الْخَلْقِ أَحَدُ عِیَالِكَ سَیِّدِی كَیْفَ أُسْكِتُ بِالْإِفْحَامِ (1) لِسَانَ ضَرَاعَتِی وَ قَدْ أَقْلَقَنِی مَا أُبْهِمَ عَلَیَّ مِنْ تَقْدِیرِ عَاقِبَتِی سَیِّدِی قَدْ عَلِمْتَ حَاجَةَ جِسْمِی إِلَی مَا قَدْ تَكَفَّلْتَ لِی مِنَ الرِّزْقِ أَیَّامَ حَیَاتِی وَ عَرَفْتَ قِلَّةَ اسْتِغْنَائِی عَنْهُ بَعْدَ وَفَاتِی فَیَا مَنْ سَمَحَ لِی بِهِ مُتَفَضِّلًا فِی الْعَاجِلِ لَا تَمْنَعْنِیهِ یَوْمَ حَاجَتِی إِلَیْهِ فِی الْآجِلِ فَمِنْ شَوَاهِدِ نَعْمَاءِ الْكَرِیمِ إِتْمَامُ نَعْمَائِهِ وَ مِنْ مَحَاسِنِ آلَاءِ الْجَوَادِ إِكْمَالُ آلَائِهِ إِلَهِی لَوْ لَا مَا جَهِلْتُ مِنْ أَمْرِی لَمْ أَسْتَقِلْكَ عَثَرَاتِی وَ لَوْ لَا مَا ذَكَرْتُ مِنْ شِدَّةِ التَّفْرِیطِ لَمْ أَسْكُبْ عَبَرَاتِی سَیِّدِی فَامْحُ مُثْبَتَاتِ الْعَثَرَاتِ لِمُسْبَلَاتِ الْعَبَرَاتِ وَ هَبْ كَثِیرَ السَّیِّئَاتِ بِقَلِیلِ (2)
الْحَسَنَاتِ سَیِّدِی إِنْ كُنْتَ لَا تَرْحَمُ إِلَّا الْمُجِدِّینَ فِی طَاعَتِكَ فَإِلَی مَنْ یَفْزَعُ الْمُقَصِّرُونَ وَ إِنْ كُنْتَ لَا تَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْمُجْتَهِدِینَ فَإِلَی مَنْ یَلْجَأُ الْخَاطِئُونَ وَ إِنْ كُنْتَ لَا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْإِحْسَانِ فَكَیْفَ یَصْنَعُ الْمُسِیئُونَ وَ إِنْ كَانَ لَا یَفُوزُ یَوْمَ الْحَشْرِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ فَبِمَنْ یَسْتَغِیثُ الْمُذْنِبُونَ سَیِّدِی إِنْ كَانَ لَا یَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ أَجَازَتْهُ بَرَاءَةُ عَمَلِهِ فَأَنَّی بِالْجَوَازِ لِمَنْ لَمْ یَتُبْ إِلَیْكَ قَبْلَ دُنُوِّ أَجَلِهِ وَ إِنْ لَمْ تَجُدْ إِلَّا عَلَی مَنْ عَمَّرَ بِالزُّهْدِ مَكْنُونَ سَرِیرَتِهِ فَمَنْ لِلْمُضْطَرِّ الَّذِی لَمْ یُرْضِهِ بَیْنَ الْعَالَمِینَ (3) سَعْیُ نَقِیَّتِهِ سَیِّدِی إِنْ حَجَبْتَ عَنْ أَهْلِ تَوْحِیدِكَ نَظَرَ تَغَمُّدِكَ بِخَطِیئَاتِهِمْ أَوْبَقَهُمْ غَضَبُكَ بَیْنَ الْمُشْرِكِینَ بِكُرُبَاتِهِمْ سَیِّدِی إِنْ لَمْ تَشْمَلْنَا یَدُ إِحْسَانِكَ یَوْمَ الْوُرُودِ اخْتَلَطْنَا فِی الْخِزْیِ یَوْمَ الْحَشْرِ بِذَوِی الْجُحُودِ فَأَوْجِبْ لَنَا بِالْإِسْلَامِ مَذْخُورَ هِبَاتِكَ وَ أَصْفِ مَا كَدَّرَتْهُ
ص: 164
الْجَرَائِمُ بِصَفْحِ صِلَاتِكَ سَیِّدِی لَیْسَ لِی عِنْدَكَ عَهْدٌ اتَّخَذْتُهُ وَ لَا كَبِیرُ عَمَلٍ أَخْلَصْتُهُ إِلَّا أَنِّی وَاثِقٌ بِكَرِیمِ أَفْعَالِكَ رَاجٍ لِجَسِیمِ إِفْضَالِكَ عَوَّدْتَنِی مِنْ جَمِیلِ تَطَوُّلِكَ عَادَةً أَنْتَ أَوْلَی بِإِتْمَامِهَا وَ وَهَبْتَ لِی مِنْ خُلُوصِ مَعْرِفَتِكَ حَقِیقَةً أَنْتَ الْمَشْكُورُ عَلَی إِلْهَامِهَا سَیِّدِی مَا جَفَّتْ هَذِهِ الْعُیُونُ لِفَرْطِ(1)
بُكَائِهَا وَ لَا جَادَتْ هَذِهِ الْجُفُونُ بِفَیْضِ مَائِهَا وَ لَا أَسْعَدَهَا نَحِیبُ الْبَاكِیَاتِ الثَّاكِلَاتِ لِفَقْدِ عَزَائِهَا إِلَّا لِمَا أَسْلَفَتْهُ مِنْ عُمُدِهَا وَ خُطَائِهَا وَ أَنْتَ الْقَادِرُ سَیِّدِی عَلَی كَشْفِ غَمَاهَا سَیِّدِی أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْتَ أَوْلَی بِهِ مِنَ الْمَأْمُورِینَ وَ حَضَضْتَ عَلَی إِعْطَاءِ السَّائِلِینَ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمَسْئُولِینَ وَ نَدَبْتَ إِلَی عَتِیقِ الرِّقَابِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُعْتِقِینَ وَ حَثَثْتَ عَلَی الصَّفْحِ عَنِ الْمُذْنِبِینَ وَ أَنْتَ أَكْرَمُ الصَّافِحِینَ سَیِّدِی إِنْ تَلَوْنَا(2)
مِنْ كِتَابِكَ سَعَةَ رَحْمَتِكَ أَشْفَقْنَا مِنْ مُخَالَفَتِكَ وَ فَرِحْنَا بِبَذْلِ رَحْمَتِكَ وَ إِذَا تَلَوْنَا ذِكْرَ عُقُوبَتِكَ جَدَدْنَا فِی طَاعَتِكَ وَ فَرَقْنَا مِنْ أَلِیمِ نَقِمَتِكَ فَلَا رَحْمَتُكَ تُؤْمِنُنَا وَ لَا سَخَطُكَ یُؤْیِسُنَا(3): سَیِّدِی كَیْفَ یَتَمَنَّعُ مَنْ
فِیهَا مِنْ طَوَارِقِ الرَّزَایَا وَ قَدْ رُشِقَ فِی كُلِّ دَارٍ مِنْهَا سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْمَنَایَا سَیِّدِی إِنْ كَانَ ذَنْبِی مِنْكَ قَدْ أَخَافَنِی فَإِنَّ حُسْنَ ظَنِّی بِكَ قَدْ أَجَارَنِی وَ إِنْ كَانَ خَوْفُكَ قَدْ أَرْبَقَنِی (4)
فَإِنَّ حُسْنَ نَظَرِكَ لِی قَدْ أَطْلَقَنِی سَیِّدِی إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا مِنِّی أَجَلِی وَ لَمْ یُقَرِّبْنِی مِنْكَ عَمَلِی فَقَدْ جَعَلْتُ الِاعْتِرَافَ بِالذَّنْبِ أَوْجَهَ وَسَائِلِ عِلَلِی سَیِّدِی مَنْ أَوْلَی بِالرَّحْمَةِ مِنْكَ إِنْ رَحِمْتَ وَ مَنْ أَعْدَلُ فِی الْحُكْمِ مِنْكَ إِنْ عَذَّبْتَ سَیِّدِی لَمْ تَزَلْ بَرّاً بِی أَیَّامَ حَیَاتِی فَلَا تَقْطَعْ لَطِیفَ بِرِّكَ بِی بَعْدَ وَفَاتِی سَیِّدِی كَیْفَ آیَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ بِی بَعْدَ مَمَاتِی وَ أَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِی إِلَّا جَمِیلًا فِی حَیَاتِی سَیِّدِی عَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ جُرْمٍ وَ نِعْمَتُكَ مِمْحَاةٌ لِكُلِّ إِثْمٍ سَیِّدِی إِنْ
ص: 165
كَانَتْ ذُنُوبِی قَدْ أَخَافَتْنِی فَإِنَّ مَحَبَّتِی لَكَ قَدْ آمَنَتْنِی فَتَوَلَّ مِنْ أَمْرِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلَی مَنْ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ یَا مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلَانِیَةٌ وَ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ مِنَ الْغَوَامِضِ خَافِیَةٌ فَاغْفِرْ لِی مَا خَفِیَ عَلَی النَّاسِ مِنْ أَمْرِی وَ خَفِّفْ بِرَحْمَتِكَ مِنْ ثِقْلِ الْأَوْزَارِ ظَهْرِی سَیِّدِی سَتَرْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی فِی الدُّنْیَا وَ لَمْ تُظْهِرْهَا فَلَا تَفْضَحْنِی بِهَا فِی الْقِیَامَةِ وَ اسْتُرْهَا فَمَنْ أَحَقُّ بِالسَّتْرِ مِنْكَ یَا سَتَّارُ وَ مَنْ أَوْلَی مِنْكَ بِالْعَفْوِ عَنِ الْمُذْنِبِینَ یَا غَفَّارُ إِلَهِی جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِی وَ سَتْرُكَ قَبْلَ عَمَلِی فَسُرَّنِی بِلِقَائِكَ عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِی سَیِّدِی لَیْسَ اعْتِذَارِی إِلَیْكَ اعْتِذَارَ مَنْ یَسْتَغْنِی عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ وَ لَا تَضَرُّعِی تَضَرُّعَ مَنْ یَسْتَنْكِفُ عَنْ مَسْأَلَتِكَ لِكَشْفِ ضُرِّهِ فَاقْبَلْ عُذْرِی یَا خَیْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ الْمُسِیئُونَ وَ أَكْرَمَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ الْخَاطِئُونَ سَیِّدِی لَا تَرُدَّنِی فِی حَاجَةٍ قَدْ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِی طَلَبِهَا مِنْكَ وَ لَا أَجِدُ غَیْرَكَ مَعْدِلًا بِهَا عَنْكَ سَیِّدِی لَوْ أَرَدْتَ إِهَانَتِی لَمْ تُهْدِنِی وَ لَوْ أَرَدْتَ فَضِیحَتِی لَمْ تَسْتُرْنِی فَأَدِمْ إِمْتَاعِی بِمَا لَهُ هَدَیْتَنِی وَ لَا تَهْتِكْ عَمَّا بِهِ (1) سَتَرْتَنِی سَیِّدِی لَوْ لَا مَا اقْتَرَفْتُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا خِفْتُ عِقَابَكَ وَ لَوْ لَا مَا عَرَفْتُ مِنْ كَرَمِكَ مَا رَجَوْتُ ثَوَابَكَ وَ أَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ بِتَحْقِیقِ آمَالِ الْآمِلِینَ وَ أَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ فِی التَّجَاوُزِ عَنِ الْمُذْنِبِینَ سَیِّدِی أَلْقَتْنِی الْحَسَنَاتُ بَیْنَ جُودِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ أَلْقَتْنِی السَّیِّئَاتُ بَیْنَ عَفْوِكَ وَ غُفْرَانِكَ وَ قَدْ رَجَوْتُ أَنْ لَا یُضَیَّعَ بَیْنَ ذَیْنِ وَ ذَیْنِ مُسِی ءٌ مُرْتَهَنٌ بِجَرِیرَتِهِ وَ مُحْسِنٌ مُخْلِصٌ فِی بَصِیرَتِهِ سَیِّدِی إِنِّی (2) شَهِدَ لِیَ الْإِیمَانُ بِتَوْحِیدِكَ وَ نَطَقَ لِسَانِی بِتَمْجِیدِكَ وَ دَلَّنِی الْقُرْآنُ عَلَی فَوَاضِلِ جُودِكَ فَكَیْفَ لَا یَبْتَهِجُ رَجَائِی بِتَحْقِیقِ مَوْعُودِكَ وَ لَا تَفْرَحُ أُمْنِیَّتِی بِحُسْنِ مَزِیدِكَ سَیِّدِی إِنْ غَفَرْتَ (3) فَبِفَضْلِكَ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَبِعَدْلِكَ فَیَا مَنْ لَا یُرْجَی إِلَّا فَضْلُهُ وَ لَا یُخْشَی إِلَّا عَدْلُهُ امْنُنْ عَلَیَّ بِفَضْلِكَ وَ لَا تَسْتَقْصِ عَلَیَّ فِی عَدْلِكَ.
سَیِّدِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ مُلِحٍّ لَا یُمِلُّ مَوْلَاهُ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ مَنْ أَقَرَّ عَلَی
ص: 166
نَفْسِهِ بِالْحُجَّةِ فِی دَعْوَاهُ وَ خَضَعَ لَكَ خُضُوعَ مَنْ یُؤَمِّلُكَ لِآخِرَتِهِ وَ دُنْیَاهُ فَلَا تَقْطَعْ عِصْمَةَ رَجَائِی وَ اسْمَعْ تَضَرُّعِی وَ اقْبَلْ دُعَائِی وَ ثَبِّتْ حُجَّتِی عَلَی مَا أُثْبِتُ مِنْ دَعْوَایَ سَیِّدِی لَوْ عَرَفْتُ اعْتِذَاراً مِنَ الذَّنْبِ لَآتَیْتُهُ فَأَنَا الْمُقِرُّ بِمَا أَحْصَیْتَهُ وَ جَنَیْتُهُ وَ خَالَفْتُ أَمْرَكَ فِیهِ فَتَعَدَّیْتُهُ فَهَبْ لِی ذَنْبِی بِالاعْتِرَافِ وَ لَا تَرُدَّنِی فِی طَلِبَتِی عِنْدَ الِانْصِرَافِ سَیِّدِی قَدْ أَصَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا قَدْ عَرَفْتَ وَ أَسْرَفْتُ عَلَی نَفْسِی بِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَاجْعَلْنِی عَبْداً إِمَّا طَائِعاً فَأَكْرَمْتَهُ (1) وَ إِمَّا عَاصِیاً فَرَحِمْتَهُ (2) سَیِّدِی كَأَنِّی بِنَفْسِی قَدْ أُضْجِعْتُ بِقَعْرِ حُفْرَتِهَا وَ انْصَرَفَ عَنْهَا الْمُشَیِّعُونَ مِنْ جِیرَتِهَا وَ بَكَی عَلَیْهَا الْغَرِیبُ لِطُولِ غُرْبَتِهَا وَ جَادَ عَلَیْهَا بِالدُّمُوعِ الْمُشْفِقُ مِنْ عَشِیرَتِهَا وَ نَادَاهَا مِنْ شَفِیرِ الْقَبْرِ ذُو مَوَدَّتِهَا وَ رَحِمَهَا الْمُعَادِی لَهَا فِی الْحَیَاةِ عِنْدَ صَرْعَتِهَا وَ لَمْ یَخْفَ عَلَی النَّاظِرِینَ إِلَیْهَا فَرْطُ فَاقَتِهَا وَ لَا عَلَی مَنْ قَدْ رَآهَا تَوَسَّدَتِ الثَّرَی عَجْزُ حِیلَتِهَا فَقُلْتَ مَلَائِكَتِی فَرِیدٌ نَأَی عَنْهُ الْأَقْرَبُونَ وَ بَعِیدٌ جَفَاهُ الْأَهْلُونَ وَ وَحِیدٌ فَارَقَهُ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ نَزَلَ بِی قَرِیباً وَ سَكَنَ اللَّحْدَ غَرِیباً وَ كَانَ لِی فِی دَارِ الدُّنْیَا دَاعِیاً وَ لِنَظَرِی لَهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ رَاجِیاً فَتُحْسِنُ عِنْدَ ذَلِكَ ضِیَافَتِی وَ تَكُونُ أَشْفَقَ عَلَیَّ مِنْ أَهْلِی وَ قَرَابَتِی إِلَهِی وَ سَیِّدِی لَوْ أَطْبَقْتَ ذُنُوبِی مَا بَیْنَ ثَرَی الْأَرْضِ إِلَی أَعْنَانِ السَّمَاءِ وَ خَرَقْتَ النُّجُومَ إِلَی حَدِّ الِانْتِهَاءِ مَا رَدَّنِی الْیَأْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرَانِكَ وَ لَا صَرَفَنِی الْقُنُوطُ عَنِ انْتِظَارِ رِضْوَانِكَ سَیِّدِی قَدْ ذَكَرْتُكَ بِالذِّكْرِ الَّذِی أَلْهَمْتَنِیهِ وَ وَحَّدْتُكَ بِالتَّوْحِیدِ الَّذِی أَكْرَمْتَنِیهِ وَ دَعَوْتُكَ بِالدُّعَاءِ الَّذِی عَلَّمْتَنِیهِ فَلَا تَحْرِمْنِی بِرَحْمَتِكَ الْجَزَاءَ الَّذِی وَعَدْتَنِیهِ فَمِنَ النِّعْمَةِ لَكَ عَلَیَّ أَنْ هَدَیْتَنِی بِحُسْنِ دُعَائِكَ وَ مِنْ إِتْمَامِهَا أَنْ تُوجِبَ لِی مَحْمُودَةَ جَزَائِكَ سَیِّدِی أَنْتَظِرُ عَفْوَكَ كَمَا یَنْتَظِرُهُ الْمُذْنِبُونَ وَ لَیْسَ أَیْأَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِی یَتَوَقَّعُهَا الْمُحْسِنُونَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی انْهَمَلَتْ بِالسَّكْبِ عَبَرَاتِی حِینَ ذَكَرْتُ خَطَایَایَ وَ عَثَرَاتِی وَ مَا لَهَا لَا تَنْهَمِلُ وَ تَجْرِی وَ تَفِیضُ مَاؤُهَا وَ تَذْرِی وَ لَسْتُ أَدْرِی إِلَی مَا یَكُونُ
ص: 167
مَصِیرِی وَ عَلَی مَا یَتَهَجَّمُ عِنْدَ الْبَلَاغِ مَسِیرِی یَا أُنْسَ كُلِّ غَرِیبٍ مُفْرَدٍ آنِسْ فِی الْقَبْرِ وَحْشَتِی وَ یَا ثَانِیَ كُلِّ وَحِیدٍ ارْحَمْ فِی الثَّرَی (1)
طُولَ وَحْدَتِی سَیِّدِی كَیْفَ نَظَرُكَ لِی بَیْنَ سُكَّانِ الثَّرَی وَ كَیْفَ صَنِیعُكَ بِی فِی دَارِ الْوَحْشَةِ وَ الْبِلَی فَقَدْ كُنْتَ بِی لَطِیفاً أَیَّامَ حَیَاةِ الدُّنْیَا یَا أَفْضَلَ الْمُنْعِمِینَ فِی آلَائِهِ وَ أَنْعَمَ الْمُفْضِلِینَ فِی نَعْمَائِهِ كَثُرَتْ أَیَادِیكَ فَعَجَزْتُ عَنْ إِحْصَائِهَا وَ ضِقْتُ ذَرْعاً فِی شُكْرِی لَكَ بِجَزَائِهَا فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَوْلَیْتَ مِنَ التَّفَضُّلِ وَ لَكَ الشُّكْرُ عَلَی مَا أَبْلَیْتَ (2)
مِنَ التَّطَوُّلِ یَا خَیْرَ مَنْ دَعَاهُ الدَّاعُونَ وَ أَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ الرَّاجُونَ بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ وَ بِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ أَسْتَشْفِعُ وَ أَتَقَرَّبُ وَ أُقَدِّمُهُمْ أَمَامَ حَاجَتِی إِلَیْكَ فِی الرَّغَبِ وَ الرَّهَبِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ اجْعَلْنِی بِحُبِّهِمْ یَوْمَ الْعَرْضِ عَلَیْكَ نَبِیهاً وَ مِنَ الْأَنْجَاسِ وَ الْأَرْجَاسِ نَزِیهاً وَ بِالتَّوَسُّلِ بِهِمْ إِلَیْكَ مُقَرَّباً وَجِیهاً یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ وَ التَّجَاوُزِ وَ مَعْدِنَ الْعَوَارِفِ (3) وَ الْجَوَائِزِ كُنْ عَنْ ذُنُوبِی صَافِحاً مُتَجَاوِزاً وَ هَبْ لِی مِنْ مُرَاقَبَتِكَ مَا یَكُونُ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَعْصِیَتِكَ حَاجِزاً سَیِّدِی إِنَّ مَنْ تَقَرَّبَ مِنْكَ (4)
لَمَكِینٌ مِنْ
مُوَالاتِكَ وَ إِنَّ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَیْكَ لَقَمِینٌ (5)
بِمَرْضَاتِكَ وَ إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ لَغَیْرُ مَجْهُولٍ وَ إِنَّ مَنِ اسْتَجَارَ بِكَ لَغَیْرُ مَخْذُولٍ سَیِّدِی أَ تُرَاكَ تُحْرِقُ بِالنَّارِ وَجْهاً طَالَمَا خَرَّ سَاجِداً بَیْنَ یَدَیْكَ أَمْ تُرَاكَ تُغِلُّ إِلَی الْأَعْنَاقِ أَكُفّاً طَالَمَا تَضَرَّعَتْ فِی دُعَائِهَا إِلَیْكَ أَمْ تُرَاكَ تُقَیِّدُ بِأَنْكَالِ الْجَحِیمِ أَقْدَامًا طَالَمَا خَرَجَتْ مِنْ مَنَازِلِهَا طَمَعاً فِیمَا لَدَیْكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَیْهَا لَا مَنّاً مِنْهَا عَلَیْكَ سَیِّدِی كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی
ص: 168
بِهَا عَجَزَ عَنْهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ شُكْرِی عِنْدَ نِعْمَةٍ فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ عَجَزَ صَبْرِی عِنْدَ بَلِیَّتِی (1) فَلَمْ یَخْذُلْنِی جَمِیلُ فَضْلِكَ عَلَیَّ أَبْطَرَنِی وَ جَلِیلُ حِلْمِكَ عَنِّی غَرَّنِی سَیِّدِی قَوِیتُ بِعَافِیَتِكَ عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ أَنْفَقْتُ نِعْمَتَكَ فِی سَبِیلِ مُخَالَفَتِكَ وَ أَفْنَیْتُ عُمُرِی فِی غَیْرِ طَاعَتِكَ فَلَمْ یَمْنَعْكَ جُرْأَتِی عَلَی مَا عَنْهُ نَهَیْتَنِی وَ لَا انْتِهَاكِی مَا مِنْهُ حَذَّرْتَنِی أَنْ سَتَرْتَنِی بِحِلْمِكَ السَّاتِرِ وَ حَجَبْتَنِی عَنْ عَیْنِ كُلِّ نَاظِرٍ وَ عُدْتَ بِكَرِیمِ أَیَادِیكَ حِینَ عُدْتُ بِارْتِكَابِ مَعَاصِیكَ (2) فَأَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْإِحْسَانِ وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالْعِصْیَانِ سَیِّدِی أَتَیْتُكَ مُعْتَرِفاً لَكَ بِسُوءِ فِعْلِی خَاضِعاً لَكَ بِاسْتِكَانَةِ ذُلِّی رَاجِیاً مِنْكَ جَمِیلَ مَا عَرَّفْتَنِیهِ مِنَ الْفَضْلِ الَّذِی عَوَّدْتَنِیهِ فَلَا تَصْرِفْ رَجَائِی مِنْ فَضْلِكَ خَائِباً وَ لَا تَجْعَلْ ظَنِّی بِتَطَوُّلِكَ كَاذِباً سَیِّدِی إِنَّ آمَالِی فِیكَ (3) یَتَجَاوَزُ آمَالَ الْآمِلِینَ وَ سُؤَالِی إِیَّاكَ لَا یُشْبِهُ سُؤَالَ السَّائِلِینَ لِأَنَّ السَّائِلَ إِذَا مُنِعَ امْتَنَعَ عَنِ السُّؤَالِ وَ أَنَا فَلَا غِنَاءَ بِی عَنْكَ فِی كُلِّ حَالٍ سَیِّدِی غَرَّنِی بِكَ حِلْمُكَ عَنِّی إِذْ حَلُمْتَ وَ عَفْوُكَ عَنْ ذَنْبِی إِذْ رَحِمْتَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَقُولَ لِلْأَرْضِ خُذِیهِ فَتَأْخُذَنِی وَ لِلسَّمَاءِ أَمْطِرِیهِ حِجَارَةً فَتُمْطِرَنِی وَ لَوْ أَمَرْتَ بَعْضِی أَنْ یَأْخُذَ بَعْضاً لَمَا أَمْهَلَنِی فَامْنُنْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ عَنْ ذَنْبِی وَ تُبْ عَلَیَّ تَوْبَةً نَصُوحاً تُطَهِّرْ بِهَا قَلْبِی سَیِّدِی أَنْتَ نُورِی فِی كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ ذُخْرِی لِكُلِّ مُلِمَّةٍ وَ عِمَادِی عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنِیسِی فِی كُلِّ خَلْوَةٍ وَ وَحْدَةٍ فَأَعِذْنِی مِنْ سُوءِ مَوَاقِفِ الْخَائِنِینَ (4)
وَ اسْتَنْقِذْنِی مِنْ ذُلِّ مَقَامِ الْكَاذِبِینَ سَیِّدِی أَنْتَ دَلِیلُ مَنِ انْقَطَعَ دَلِیلُهُ وَ أَمَلُ مَنِ امْتَنَعَ تَأْمِیلُهُ فَإِنْ كَانَ ذُنُوبِی حَالَتْ بَیْنَ دُعَائِی وَ إِجَابَتِكَ فَلَمْ یَحُلْ (5)
كَرَمُكَ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَغْفِرَتِكَ وَ إِنَّكَ لَا
ص: 169
تُضِلُّ مَنْ هَدَیْتَ وَ لَا تُذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ وَ لَا یَفْتَقِرُ مَنْ أَغْنَیْتَ وَ لَا یَسْعَدُ مَنْ أَشْقَیْتَ وَ عِزَّتِكَ لَقَدْ أَحْبَبْتُكَ مَحَبَّةً اسْتَقَرَّتْ فِی قَلْبِی حَلَاوَتُهَا وَ آنَسَتْ نَفْسِی بِبِشَارَتِهَا وَ مُحَالٌ فِی عَدْلِ أَقْضِیَتِكَ أَنْ تَسُدَّ أَسْبَابَ رَحْمَتِكَ عَنْ مُعْتَقِدِی مَحَبَّتِكَ سَیِّدِی لَوْ لَا تَوْفِیقُكَ ضَلَّ الْحَائِرُونَ وَ لَوْ لَا تَسْدِیدُكَ لَمْ یَنْجُ الْمُسْتَبْصِرُونَ أَنْتَ سَهَّلْتَ لَهُمُ السَّبِیلَ حَتَّی وَصَلُوا وَ أَنْتَ أَیَّدْتَهُمْ بِالتَّقْوَی حَتَّی عَمِلُوا فَالنِّعْمَةُ عَلَیْهِمْ مِنْكَ جَزِیلَةٌ وَ الْمِنَّةُ مِنْكَ لَدَیْهِمْ مَوْصُولَةٌ سَیِّدِی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مِسْكِینٍ ضَارِعٍ مُسْتَكِینٍ خَاضِعٍ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنَ الْمُوقِنِینَ خَبَراً وَ فَهْماً وَ الْمُحِیطِینَ مَعْرِفَةً وَ عِلْماً إِنَّكَ لَمْ تُنْزِلْ كُتُبَكَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لَمْ تُرْسِلْ رُسُلَكَ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَ لَمْ تَتْرُكْ عِبَادَكَ هَمَلًا وَ لَا سُدًی وَ لَمْ تَدَعْهُمْ بِغَیْرِ بَیَانٍ وَ لَا هُدًی (1)
وَ لَمْ تَرْضَ مِنْهُمْ بِالْجَهَالَةِ وَ الْإِضَاعَةِ بَلْ خَلَقْتَهُمْ لِیَعْبُدُوكَ وَ رَزَقْتَهُمْ لِیَحْمِدُوكَ وَ دَلَلْتَهُمْ عَلَی وَحْدَانِیَّتِكَ لِیُوَحِّدُوكَ وَ لَمْ تُكَلِّفْهُمْ مِنَ الْأَمْرِ مَا لَا یُطِیقُونَ وَ لَمْ تُخَاطِبْهُمْ بِمَا یَجْهَلُونَ بَلْ هُمْ بِمَنْهَجِكَ عَالِمُونَ وَ بِحُجَّتِكَ مَخْصُوصُونَ أَمْرُكَ فِیهِمْ نَافِذٌ وَ قَهْرُكَ بِنَوَاصِیهِمْ آخِذٌ تَجْتَبِی مَنْ تَشَاءُ فَتُدْنِیهِ وَ تَهْدِی مَنْ أَنَابَ إِلَیْكَ مِنْ مَعَاصِیكَ فَتُنْجِیهِ تَفَضُّلًا مِنْكَ بِجَسِیمِ نِعْمَتِكَ عَلَی مَنْ أَدْخَلْتَهُ فِی سَعَةِ رَحْمَتِكَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ أَرْأَفَ الرَّاحِمِینَ سَیِّدِی خَلَقْتَنِی فَأَكْمَلْتَ تَقْدِیرِی وَ صَوَّرْتَنِی فَأَحْسَنْتَ تَصْوِیرِی فَصِرْتُ بَعْدَ الْعَدَمِ مَوْجُوداً وَ بَعْدَ الْمَغِیبِ شَهِیداً وَ جَعَلْتَنِی بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ تَامّاً سَوِیّاً وَ حَفِظْتَنِی فِی الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِیّاً وَ رَزَقْتَنِی مِنَ الْغِذَاءِ سَائِغاً هَنِیئاً(2) ثُمَّ وَهَبْتَ لِی رَحْمَةَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ عَطَفْتَ عَلَیَّ قُلُوبَ الْحَوَاضِنِ وَ الْمُرَبِّیَاتِ كَافِیاً لِی شُرُورَ الْإِنْسِ وَ الْجَانِّ مُسَلِّماً لِی مِنَ الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ حَتَّی أَفْصَحْتُ نَاطِقاً بِالْكَلَامِ ثُمَّ أَنْبَتَّنِی زَائِداً فِی كُلِّ عَامٍ وَ قَدْ أَسْبَغْتَ عَلَیَّ مَلَابِسَ الْإِنْعَامِ ثُمَّ رَزَقْتَنِی مِنْ أَلْطَافِ الْمَعَاشِ وَ أَصْنَافِ الرِّیَاشِ وَ كَنَفْتَنِی بِالرِّعَایَةِ فِی جَمِیعِ مَذَاهِبِی وَ بَلَّغْتَنِی مَا أُحَاوِلُ مِنْ سَائِرِ مَطَالِبِی إِتْمَاماً لِنِعْمَتِكَ لَدَیَّ وَ إِیجَاباً
ص: 170
لِحُجَّتِكَ عَلَیَّ وَ ذَلِكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهُ الْقَائِلُونَ أَوْ یُثْنِیَ بِشُكْرِهِ الْعَامِلُونَ فَخَالَفْتُ مَا یُقَرِّبُنِی مِنْكَ وَ اقْتَرَفْتُ مَا یُبَاعِدُنِی عَنْكَ فَظَاهَرْتَ عَلَیَّ جَمِیلَ سَتْرِكَ وَ أَدْنَیْتَنِی بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَ بِرِّكَ وَ لَمْ یُبَاعِدْنِی عَنْ إِحْسَانِكَ تَعَرُّضِی لِعِصْیَانِكَ بَلْ تَابَعْتَ عَلَیَّ فِی نِعَمِكَ وَ عُدْتَ بِفَضْلِكَ وَ كَرَمِكَ فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِی وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَیْتَنِی وَ إِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِی وَ إِنْ أَمْسَكْتُ عَنْ مَسْأَلَتِكَ ابْتَدَأْتَنِی فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی بَوَادِی أَیَادِیكَ وَ تَوَالِیهَا حَمْداً یُضَاهِی آلَاءَكَ وَ یُكَافِیهَا: سَیِّدِی سَتَرْتَ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا ذُنُوباً ضَاقَ عَلَیَّ مِنْهَا الْمَخْرَجُ وَ أَنَا إِلَی سَتْرِهَا عَلَیَّ فِی الْقِیَامَةِ أَحْوَجُ فَیَا مَنْ جَلَّلَنِی بِسَتْرِهِ عَنْ لَوَاحِظِ الْمُتَوَسِّمِینَ لَا تُزِلْ سَتْرَكَ عَنِّی عَلَی رُءُوسِ الْعَالَمِینَ سَیِّدِی أَعْطَیْتَنِی فَأَسْنَیْتَ حَظِّی وَ حَفِظْتَنِی فَأَحْسَنْتَ حِفْظِی وَ غَذَّیْتَنِی فَأَنْعَمْتَ غِذَائِی وَ حَبَوْتَنِی فَأَكْرَمْتَ مَثْوَایَ وَ تَوَلَّیْتَنِی بِفَوَائِدِ الْبِرِّ وَ الْإِكْرَامِ وَ خَصَصْتَنِی بِنَوَافِلِ الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی جَزِیلِ جُودِكَ وَ نَوَافِلِ مَزِیدِكَ حَمْداً جَامِعاً لِشُكْرِكَ الْوَاجِبِ مَانِعاً مِنْ عَذَابِكَ الْوَاصِبِ مُكَافِئاً لِمَا بَذَلْتَهُ مِنْ أَقْسَامِ الْمَوَاهِبِ سَیِّدِی عَوَّدْتَنِی إِسْعَافِی بِكُلِّ مَا أَسْأَلُكَ (1) وَ إِجَابَتِی إِلَی تَسْهِیلِ كُلِّ مَا أُحَاوِلُهُ وَ أَنَا أَعْتَمِدُك فِی كُلِّ مَا یَعْرِضُ لِی مِنَ الْحَاجَاتِ وَ أُنْزِلُ بِكَ كُلَّ مَا یَخْطُرُ بِبَالِی مِنَ الطَّلِبَاتِ وَاثِقاً بِقَدِیمِ طَوْلِكَ (2) وَ مُدِلًّا بِكَرِیمِ تَفَضُّلِكَ وَ أَطْلُبُ الْخَیْرَ مِنْ حَیْثُ تَعَوَّدْتُهُ وَ أَلْتَمِسُ النُّجْحَ مِنْ مَعْدِنِهِ الَّذِی تَعَرَّفْتُهُ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَكِلُ اللَّاجِینَ إِلَیْكَ إِلَی غَیْرِكَ وَ لَا تُخَلِّی الرَّاجِینَ لِحُسْنِ تَطَوُّلِكَ مِنْ نَوَافِلِ بِرِّكَ سَیِّدِی تَتَابَعَ مِنْكَ الْبِرُّ وَ الْعَطَاءُ فَلَزِمَنِی الشُّكْرُ وَ الثَّنَاءُ فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ أَنْشُرُهُ وَ أَطْوِیهِ مِنْ شُكْرِكَ وَ لَا قَوْلَ أُعِیدُهُ وَ أُبْدِیهِ فِی ذِكْرِكَ إِلَّا كُنْتَ لَهُ أَهْلًا وَ مَحَلًّا وَ كَانَ فِی جَنْبِ مَعْرُوفِكَ (3) مُسْتَصْغَراً مُسْتَقِلّا سَیِّدِی أَسْتَزِیدُكَ مِنْ فَوَائِدِ النِّعَمِ غَیْرَ مُسْتَبْطِئٍ مِنْكَ فِیهِ سَنِیَّ الْكَرَمِ
ص: 171
وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ بَوَادِرِ النِّقَمِ غَیْرَ مُخِیلٍ (1)
فِی عَدْلِكَ خَوَاطِرَ التُّهَمِ سَیِّدِی عَظُمَ قَدْرُ مَنْ أَسْعَدْتَهُ بِاصْطِفَائِكَ وَ عَدِمَ النَّصْرَ مَنْ أَبْعَدْتَهُ مِنْ فِنَائِكَ سَیِّدِی مَا أَعْظَمَ رَوْحَ قُلُوبِ الْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْكَ وَ أَنْجَحَ سَعْیَ الْآمِلِینَ لِمَا لَدَیْكَ سَیِّدِی أَنْتَ أَنْقَذْتَ أَوْلِیَاءَكَ مِنْ حَیْرَةِ الشُّكُوكِ وَ أَوْصَلْتَ إِلَی نُفُوسِهِمْ (2)
حِبَرَةَ الْمُلُوكِ وَ زَیَّنْتَهُمْ بِحِلْیَةِ الْوَقَارِ وَ الْهَیْبَةِ وَ أَسْبَلْتَ عَلَیْهِمْ سُتُورَ الْعِصْمَةِ وَ التَّوْبَةِ وَ سَیَّرْتَ هِمَمَهُمْ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَ حَبَوْتَهُمْ بِخَصَائِصِ الْفَوَائِدِ وَ الْحِبَاءِ وَ عَقَدْتَ عَزَائِمَهُمْ بِحَبْلِ مَحَبَّتِكَ وَ آثَرْتَ خَوَاطِرَهُمْ بِتَحْصِیلِ مَعْرِفَتِكَ فَهُمْ فِی خِدْمَتِكَ مُتَصَرِّفُونَ وَ عِنْدَ نَهْیِكَ وَ أَمْرِكَ وَاقِفُونَ وَ بِمُنَاجَاتِكَ آنِسُونَ وَ لَكَ بِصِدْقِ الْإِرَادَةِ مُجَالِسُونَ وَ ذَلِكَ بِرَأْفَةِ تَحَنُّنِكَ عَلَیْهِمْ وَ مَا أَسْدَیْتَ مِنْ جَمِیلِ مَنِّكَ إِلَیْهِمْ سَیِّدِی بِكَ وَصَلُوا إِلَی مَرْضَاتِكَ وَ بِكَرَمِكَ اسْتَشْعَرُوا مَلَابِسَ مُوَالاتِكَ سَیِّدِی فَاجْعَلْنِی مِمَّنْ نَاسَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ لَا تُدْخِلْنِی فِیمَنْ جَانَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَعْصِیَتِكَ وَ اجْعَلْ مَا اعْتَقَدْتُهُ مِنْ ذِكْرِكَ خَالِصاً مِنْ شِبْهِ الْفِتَنِ سَالِماً مِنْ تَمْوِیهِ الْأَسْرَارِ وَ الْعَلَنِ مَشُوباً بِخَشْیَتِكَ فِی كُلِّ أَوَانٍ مُقَرَّباً مِنْ طَاعَتِكَ فِی الْإِظْهَارِ وَ الْإِبْطَانِ دَاخِلًا فِیمَا یُؤَیِّدُهُ الدِّینُ وَ یَعْصِمُهُ خَارِجاً مِمَّا تَبْنِیهِ الدُّنْیَا وَ تَهْدِمُهُ مُنَزِّهاً عَنْ قَصْدِ أَحَدٍ سِوَاكَ وَجِیهاً عِنْدَكَ یَوْمَ أَقُومُ لَكَ وَ أَلْقَاكَ مُحَصَّناً مِنْ لَوَاحِقِ الرِّئَاءِ مُبَرَّأً مِنْ بَوَائِقِ الْأَهْوَاءِ عَارِجاً إِلَیْكَ مَعَ صَالِحِ الْأَعْمَالِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ مُتَّصِلًا لَا یَنْقَطِعُ بَوَادِرُهُ وَ لَا یُدْرَكُ آخِرُهُ مُثْبَتاً عِنْدَكَ فِی الْكُتُبِ الْمَرْفُوعَةِ فِی عِلِّیِّینَ مَخْزُوناً فِی الدِّیوَانِ الْمَكْنُونِ الَّذِی یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِیُّ الْأَصْفِیَاءِ وَ الْأَخْیَارِ وَ لَكَ (3)
الْخَلْقُ وَ الِاخْتِیَارُ وَ قَدْ أَلْبَسْتَنِی فِی الدُّنْیَا ثَوْبَ عَافِیَتِكَ وَ أَوْدَعْتَ قَلْبِی صَوَابَ مَعْرِفَتِكَ فَلَا تُخْلِنِی فِی الْآخِرَةِ عَنْ عَوَاطِفِ رَأْفَتِكَ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ شَمِلَهُ عَفْوُكَ وَ لَمْ یَنَلْهُ سَطْوَتُكَ یَا مَنْ یَعْلَمُ عِلَلَ الْحَرَكَاتِ وَ حَوَادِثَ السُّكُونِ وَ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ عَوَارِضُ الْخَطَرَاتِ فِی مَحَالِّ الظُّنُونِ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ أَوْضَحْتَ لَهُمُ الدَّلِیلَ عَلَیْكَ وَ فَسَحْتَ لَهُمُ السَّبِیلَ
ص: 172
إِلَیْكَ فَاسْتَشْعَرُوا مَدَارِعَ الْحِكْمَةِ وَ اسْتَطْرَفُوا سُبُلَ التَّوْبَةِ حَتَّی أَنَاخُوا فِی رِیَاضِ الرَّحْمَةِ وَ سَلِمُوا مِنَ الِاعْتِرَاضِ (1)
بِالْعِصْمَةِ إِنَّكَ وَلِیُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِنَصْرِكَ وَ مُجَازِی مَنْ أَذْعَنَ بِوُجُوبِ شُكْرِكَ لَا تَبْخَلُ بِفَضْلِكَ وَ لَا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ فَضَلَ عَطَاؤُكَ
وَ تَظَاهَرَتْ نَعْمَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ فَبِتَسْیِیرِكَ یَجْرِی سَدَادُ الْأُمُورِ وَ بِتَقْدِیرِكَ یَمْضِی انْقِیَادُ التَّدْبِیرِ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ مِنْكَ وَ لَا لِرَاغِبٍ مَنْدُوحَةٌ عَنْكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَیْكَ تَوَكُّلِی وَ إِلَیْكَ یَفِدُ أَمَلِی وَ بِكَ ثِقَتِی وَ عَلَیْكَ مُعَوَّلِی وَ لَا حَوْلَ لِی عَنْ مَعْصِیَتِكَ إِلَّا بِتَسْدِیدِكَ وَ لَا قُوَّةَ لِی عَلَی طَاعَتِكَ إِلَّا بِتَأْیِیدِكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرَ الْغَافِرِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَحْدَهُ وَ نِعْمَ الْمُعِینُ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ وَ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ وَ یَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی وَ خَیْرَ مُرْتَجًی ارْزُقْنِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ وَاسِعِ رِزْقِكَ رِزْقاً وَاسِعاً مُبَارَكاً طَیِّباً حَلَالًا لَا تُعَذِّبُنِی عَلَیْهِ وَ سَبِّبْ لِی ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
ص: 173
«1»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، وَ یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنِ اللَّهِ تَعَالَی هَذِهِ الْمُنَاجَاةَ فِی الشُّكْرِ لِلَّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَرَدِّ نَوَازِلِ الْبَلَاءِ وَ مُلِمَّاتِ الضَّرَّاءِ وَ كَشْفِ نَوَازِلِ اللَّأْوَاءِ وَ تَوَالِی سُبُوغِ النَّعْمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی هَنِی ءِ عَطَائِكَ وَ مَحْمُودِ بَلَائِكَ وَ جَلِیلِ آلَائِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی إِحْسَانِكَ الْكَثِیرِ وَ خَیْرِكَ الْغَزِیرِ وَ تَكْلِیفِكَ الْیَسِیرَ وَ دَفْعِكَ الْعَسِیرَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی تَثْمِیرِكَ قَلِیلَ الشُّكْرِ وَ إِعْطَائِكَ وَافِرَ الْأَجْرِ وَ حَطِّكَ مُثْقِلَ الْوِزْرِ وَ قَبُولِكَ ضِیقَ الْعُذْرِ وَ وَضْعِكَ فَادِحَ الْإِصْرِ وَ تَسْهِیلِكَ مَوْضِعَ الْوَعِرِ وَ مَنْعِكَ مُفْظِعَ الْأَمْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَبِّ عَلَی الْبَلَاءِ الْمَصْرُوفِ وَ وَافِرِ الْمَعْرُوفِ وَ دَفْعِ الْمَخُوفِ وَ إِذْلَالِ الْعَسُوفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی قِلَّةِ التَّكْلِیفِ وَ كَثْرَةِ التَّخْوِیفِ وَ تَقْوِیَةِ الضَّعِیفِ وَ إِغَاثَةِ اللَّهِیفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَبِّ عَلَی سَعَةِ إِمْهَالِكَ وَ دَوَامِ إِفْضَالِكَ وَ صَرْفِ مِحَالِكَ وَ حَمِیدِ فِعَالِكَ وَ تَوَالِی نَوَالِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَبِّ عَلَی تَأْخِیرِ مُعَاجَلَةِ الْعِقَابِ وَ تَرْكِ مُغَافَصَةِ الْعَذَابِ وَ تَسْهِیلِ طُرُقِ الْمَآبِ وَ إِنْزَالِ غَیْثِ السَّحَابِ.
«2»- ق، كتاب العتیق الغروی: دُعَاءُ التَّمْجِیدِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُحِیطُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ الرَّقِیبُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ الْوَكِیلُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ الْحَسِیبُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ الْمُقِیتُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ الْقَائِمُ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْفَعَّالُ لِمَا یُرِیدُهُ عَلَّامُ الْغُیُوبِ الْحَاكِمُ بِالْحَقِ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی فالِقُ الْإِصْباحِ وَ جَاعِلُ اللَّیْلِ سَكَناً وَ النَّهَارِ مُبْصِراً غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِیدُ الْعِقَابِ ذُو الطَّوْلِ رَفِیعُ الدَّرَجاتِ شَدِیدُ الْمِحالِ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ الْمُیَسِّرُ
ص: 174
لِلْیُسْرَی الَّذِی هُوَ خَیْرٌ وَ أَبْقی.
مُنْزِلُ الْغَیْثِ زَارِعُ الْحَرْثِ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ وَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ وَ خَیْرُ الْغافِرِینَ وَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ وَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرُ الْفاصِلِینَ سَمِیعُ الدُّعاءِ الْفَعَّالُ لِمَا یَشَاءُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ ذُو الْعَرْشِ الْكَرِیمِ ذُو الِانْتِقَامِ شَدِیدُ الْعِقابِ سَرِیعُ الْحِسابِ ذُو الْمَعَارِجِ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ بَاعِثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ یُحْیِی وَ یُمِیتُ مُحْیِی الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ ذُو الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَی وَ إِلَیْكَ الْمُنْتَهَی وَ لَكَ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی تَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَی وَ لَكَ الْعِزَّةُ جَمِیعاً وَ لَكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْقُوَّةُ جَمِیعاً وَ عِنْدَكَ حُسْنُ الْمَآبِ وَ إِلَیْكَ الرُّجْعَی بِیَدِكَ الْفَضْلُ وَ لَكَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ وَ لَكَ مِیرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ لَكَ الْمُلْكُ وَ عِنْدَكَ مَفَاتِحُ الْغَیْبِ وَ أَمْرُكَ قِسْطٌ وَ كَلِمَتُكَ الْعُلْیَا تُدَبِّرُ الْأَمْرَ وَ تَفْصِلُ الْآیَاتِ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ بِمِقْدَارٍ لَكَ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ عِنْدَكَ خَزَائِنُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بِیَدِكَ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ بِذِكْرِكَ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ لَكَ الشَّفَاعَةُ جَمِیعاً وَ لَكَ الدِّینُ وَاصِباً وَ
لَكَ الدِّینُ خَالِصاً وَ لَكَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ إِلَیْكَ الْمُنْقَلَبُ وَ لَكَ وَلَایَةُ الْحَقِّ وَ لَكَ عُقْبَی الدَّارِ وَ لَكَ اخْتِلَافُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ اسْتَوَیْتَ عَلَی الْعَرْشِ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَیْسَ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَدٌ وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ رَبُّ الْبَلْدَةِ الَّتِی حَرَّمَهَا وَ ذِكْرُكَ الْأَكْبَرُ وَ أَمْرُكَ كَلَمْحِ الْبَصَرِ وَ إِذَا قُلْتَ لِشَیْ ءٍ كُنْ كَانَ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ وَعْدُكَ الْحَقُّ لَكَ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ أَنْتَ أَقْرَبُ إِلَیْنَا مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ وَ أَنْتَ مَعَ كُلِّ ذِی نَجْوَی وَ أَنْتَ رَبُّ الشِّعْرَی وَ أَنْتَ مَعَنَا أَیْنَمَا كُنَّا وَ عِنْدَكَ أَجْرٌ عَظِیمٌ وَ أَنْتَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ قَدْ أَحَطْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ كِتَاباً لَمْ تَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ لَا تُحِبُّ الْفَسَادَ
ص: 175
وَ لَا تُرِیدُ ظُلْمَ الْعِبَادِ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ عَلَیْكَ الْهُدَی تَهْدِی إِلَی الْحَقِّ وَ إِلَی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ لَا تُدْرِكُكَ الْأَبْصَارُ وَ أَنْتَ تُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَ أَنْتَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ لَا تَضِلُّ وَ لَا تَنْسَی وَ أَنْتَ غَنِیٌّ عَنِ الْعَالَمِینَ لَمْ تَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ لَا تَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً تُضَاعِفْهَا وَ تُؤْتِ مِنْ لَدُنْكَ أَجْراً عَظِیماً لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ أَنْتَ تَهْدِی السَّبِیلَ لَا مُكْرَمَ مَنْ أَهَنْتَ وَ عِنْدَكَ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ تَنْزِلُ الْغَیْثَ وَ تَعْلَمُ مَا فِی الْأَرْحَامِ وَ تَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشَاءُ وَ تَقْدِرُ جَعَلْتَ الْمَلَائِكَةَ رُسُلًا لَا مُمْسِكَ لِمَا تَفْتَحُ مِنْ رَحْمَةٍ وَ لَا مُرْسِلَ لِمَا تُمْسِكُ مِنْ رَحْمَةٍ إِلَیْكَ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّیبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ تَرْفَعُهُ وَ أَنْتَ تَطْعَمُ وَ لَا تُطْعَمُ وَ لَا تُحْصَی نِعَمُكَ تَهَبُ لِمَنْ تَشَاءُ إِنَاثاً وَ تَهَبُ لِمَنْ تَشَاءُ الذُّكُورَ وَ تَجْعَلُ مَنْ تَشَاءُ عَقِیماً خَلَقْتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَیْنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ مَا مَسَّكَ مِنْ لُغُوبٍ أَضْحَكْتَ وَ أَبْكَیْتَ وَ أَمَتَّ وَ أَحْیَیْتَ وَ أَغْنَیْتَ وَ أَقْنَیْتَ وَ عَلَیْكَ النَّشْأَةُ الْأُخْرَی یَسَّرْتَ الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ وَ خَلَقْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِقَدَرٍ وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً لَیْسَ فِی خَلْقِكَ تَفَاوُتٌ وَ لَا فُطُورٌ خَلَقْتَ الْمَوْتَ وَ الْحَیَاةَ خَلَقْتَ الْإِنْسَانَ مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ خَلَقْتَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ عَلَّمْتَ بِالْقَلَمِ أَطْعَمْتَ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنْتَ مِنْ خَوْفٍ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَنْتَ رَبُّ الْفَلَقِ وَ أَنْتَ رَبُّ النَّاسِ وَ أَنْتَ مَلِكُ النَّاسِ وَ أَنْتَ إِلَهُ النَّاسِ وَ أَنْتَ مَلِكُ یَوْمِ الدِّینِ تَخْتَصُّ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشَاءُ تُغَشِّی اللَّیْلَ النَّهَارَ تُكَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهَارِ وَ تُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَی اللَّیْلِ لَكَ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تَعْلَمُ خَائِنَةَ
ص: 176
الْأَعْیُنِ وَ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ وَ كَانَ أَمْرُكَ مَفْعُولًا وَ كَانَ أَمْرُكَ قَدَراً مَقْدُوراً وَ كَفَی بِكَ وَكِیلًا وَ كَفَی بِكَ حَسِیباً وَ كَفَی بِكَ وَلِیّاً وَ كَفَی بِكَ نَصِیراً وَ كَفَی بِكَ رَقِیباً وَ كَانَ وَعْدُكَ مَأْتِیّاً وَ أَنْتَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِیلًا یَدَاكَ مَبْسُوطَتَانِ تُنْفِقُ كَیْفَ تَشَاءُ وَ تَقْضِی تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ لَكَ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ تُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِكَ وَ تَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ تَدْعُو إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ تَهْدِی مَنْ تَشَاءُ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ عَلَیْكَ رِزْقُ كُلِّ دَابَّةٍ تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَ مُسْتَوْدَعَهَا وَ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ كَانَ وَعْدُكَ مَفْعُولًا وَ أَنْتَ خَیْرٌ ثَواباً وَ خَیْرٌ عُقْباً لَكَ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ وَ تَكْشِفُ السُّوءَ وَ تَهْدِی فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ تُعِیدُهُ وَ تُرِینَا الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ تُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِكَ وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِیفَتِكَ وَ تُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَتُصِیبُ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَ بَدَأْتَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِینٍ ثُمَّ جَعَلْتَهُ نُطْفَةً فِی قَرَارٍ مَكِینٍ ثُمَّ خَلَقْتَ النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْتَ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْتَ الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْتَ الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْتَهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ لَا تُشْرِكُ فِی حُكْمِكَ أَحَداً ذُو الْمَغْفِرَةِ وَ ذُو الْعِقَابِ الْأَلِیمِ لَا تَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِّ تُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا تُحْیِی الْمَوْتَی وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ خَلَقْتَ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَ جَعَلْتَهَا قَرَاراً وَ جَعَلْتَهَا ذَلُولًا وَ جَعَلْتَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَ جَعَلْتَهَا سَقْفاً مَحْفُوظاً خَلَقْتَنِی وَ أَنْتَ تَهْدِینِی وَ أَنْتَ تُطْعِمُنِی وَ تَسْقِینِی وَ إِذَا مَرِضْتُ فَأَنْتَ تَشْفِینِی وَ أَنْتَ تُمِیتُنِی وَ تُحْیِینِی وَ أَنْتَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ وَ أَنْتَ الَّذِی أَنْبَتَّنَا مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ تُعِیدُنَا فِیهَا وَ تُخْرِجُنَا إِخْرَاجاً وَ شَدَدْتَ أَسْرَنَا وَ إِذَا شِئْتَ بَدَّلْتَ أَمْثَالَنَا تَبْدِیلًا جَعَلْتَ الْأَرْضَ مِهَاداً وَ الْجِبالَ أَوْتاداً وَ جَعَلْتَ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْیاءً
ص: 177
وَ أَمْواتاً وَ أَنْتَ بِالْمِرْصَادِ وَ لَكَ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَخْرَجْتَ الْمَرْعَی فَجَعَلْتَهُ غُثَاءً أَحْوَی لَیْسَ مِنْ دُونِكَ وَلِیٌّ وَ لَا شَفِیعٌ وَ لَا وَالٍ وَ لَا وَاقٍ وَ لَا نَصِیرٌ وَ لَا عَاصِمٌ مِنْكَ جَعَلْتَ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقَاتاً وَ جَعَلْتَ جَهَنَّمَ مِرْصَاداً لِلطَّاغِینَ مَآباً وَ جَعَلْتَ لِلْمُتَّقِینَ مَفَازاً وَ أَنْتَ تَدْعُو إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ تُحِبُّ التَّوَّابِینَ وَ تُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ وَ أَنْتَ مَعَ الصَّابِرِینَ تُسَلِّطُ رُسُلَكَ عَلَی مَنْ تَشَاءُ وَ تُؤَیِّدُ بِنَصْرِكَ مَنْ تَشَاءُ تُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ وَ لَا تُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ كَتَبْتَ عَلَی نَفْسِكَ الرَّحْمَةَ وَ رَحْمَتُكَ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ جَعَلْتَ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ نَزَّلْتَ الْكِتَابَ وَ أَنْتَ تَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ وَ مَا عِنْدَكَ خَیْرٌ وَ أَبْقَی وَ عَلَیْكَ قَصْدُ السَّبِیلِ تُثَبِّتُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ الَّذِی أَعْطی كُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدی وَ أَنْتَ مَعَ الْمُحْسِنِینَ تَهْدِی الْمُهْتَدِینَ وَ تُضِلُّ الضَّالِّینَ وَ أَنْتَ الَّذِی أَنْزَلْتَ السَّكِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ جَاعِلُ النَّارِ بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ أَنْتَ مُلَیِّنُ الْحَدِیدِ لِدَاوُدَ وَ أَنْتَ مُسَخِّرُ الرِّیحِ لِسُلَیْمَانَ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ قَرَّبْتَ مُوسَی نَجِیّاً وَ جَعَلْتَ إِسْمَاعِیلَ نَبِیّاً وَ رَفَعْتَهُ مَكَاناً عَلِیّاً وَ اصْطَفَیْتَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ كُلّا جَعَلْتَ نَبِیّاً وَ جَعَلْتَ عِیسَی نَبِیّاً وَ أَیَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ أَرْسَلْتَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْهُدَی وَ دِینِ الْحَقِّ لِتُتِمَّ بِهِ نُورَكَ وَ تُظْهِرُ بِهِ دِینَكَ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
ص: 178
د- 1- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِنْ شَهَادَتِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ كَمَا تَقُولُ وَ فَوْقَ مَا یَقُولُ الْقَائِلُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ لِنَفْسِكَ وَ شَهِدَتْ لَكَ مَلَائِكَتُكَ وَ أُولُو الْعِلْمِ بِأَنَّكَ قَائِمٌ بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ (1).
«2»- ید، [التوحید] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی رَجُلٍ بِخَطِّهِ وَ قَرَأْتُهُ فِی دُعَاءٍ كَتَبَ بِهِ أَنْ یَقُولَ یَا ذَا الَّذِی كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ ثُمَّ یَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَا ذَا الَّذِی لَیْسَ فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَا فِی الْأَرَضِینَ السُّفْلَی وَ لَا فَوْقَهُنَّ وَ لَا بَیْنَهُنَّ وَ لَا تَحْتَهُنَّ إِلَهٌ یُعْبَدُ غَیْرُهُ (2).
«3»- ید، [التوحید] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِلَهِی تَاهَتْ أَوْهَامُ الْمُتَوَهِّمِینَ وَ قَصُرَ طَرْفُ الطَّارِفِینَ وَ تَلَاشَتْ أَوْصَافُ الْوَاصِفِینَ وَ اضْمَحَلَّتْ أَقَاوِیلُ الْمُبْطِلِینَ عَنِ الدَّرْكِ لِعَجِیبِ شَأْنِكَ أَوِ الْوُقُوعِ بِالْبُلُوغِ إِلَی عُلُوِّكَ فَأَنْتَ فِی الْمَكَانِ الَّذِی لَا تَتَنَاهَی وَ لَمْ یَقَعْ عَلَیْكَ عُیُونٌ بِإِشَارَةٍ وَ لَا عِبَارَةٍ هَیْهَاتَ ثُمَّ هَیْهَاتَ یَا أَوَّلِیُّ یَا وَحْدَانِیُّ یَا فَرْدَانِیُّ شَمَخْتَ فِی الْعُلُوِّ بِعِزِّ الْكِبْرِ وَ ارْتَفَعْتَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ غَوْرَةٍ وَ نِهَایَةٍ بِجَبَرُوتِ الْفَخْرِ(3).
«4»- ن (4)،
[عیون أخبار الرضا] علیه السلام ید، [التوحید] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا
ص: 179
عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ: سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ وَ أَتْقَنَ مَا خَلَقَ بِحِكْمَتِهِ وَ وَضَعَ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْهُ مَوْضِعَهُ بِعِلْمِهِ سُبْحَانَ مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(1).
«5»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ رَضِیتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِیناً وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله رَسُولًا وَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ أَوْلِیَاءَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُرْضِیَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).
«6»- سن، [المحاسن] صَالِحُ بْنُ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ هُشَیْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ أَنْبِیَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ جَمِیعَ خَلْقِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ مَرَّةً وَاحِدَةً أُعْتِقَ رُبُعُهُ وَ مَنْ قَالَ مَرَّتَیْنِ أُعْتِقَ نِصْفُهُ وَ مَنْ قَالَ ثَلَاثاً أُعْتِقَ ثُلُثَاهُ وَ مَنْ قَالَ أَرْبَعاً أُعْتِقَ كُلُّهُ (3).
«7»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ كَلَّمَنِی فَكَانَ مِمَّا كَلَّمَنِی أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌ الْأَوَّلُ
وَ عَلِیٌ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ لَیْسَ ذَلِكَ أَنْتَ قَالَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لِیَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لِی مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْأَوَّلُ وَ لَا شَیْ ءَ قَبْلِی وَ أَنَا الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدِی
ص: 180
وَ أَنَا الظَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقِی وَ أَنَا الْبَاطِنُ فَلَا شَیْ ءَ تَحْتِی وَ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ أَوَّلُ مَنْ أَخَذَ مِیثَاقِی مِنَ الْأَئِمَّةِ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْآخِرُ آخِرُ مَنْ أَقْبِضُ رُوحَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ هِیَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُهُمْ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الظَّاهِرُ أُظْهِرُ عَلَیْهِ جَمِیعَ مَا أَوْحَیْتُهُ إِلَیْكَ لَیْسَ عَلَیْكَ أَنْ تَكْتُمَ مِنْهُ شَیْئاً یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْبَاطِنُ أَبْطَنْتُهُ سِرِّیَ الَّذِی أَسْرَرْتُهُ إِلَیْكَ فَلَیْسَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سِرٌّ أَزْوِیهِ یَا مُحَمَّدُ عَنْ عَلِیٍّ مَا خَلَقْتُ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ عَلِیٌّ عَلِیمٌ بِهِ (1).
«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَقُولُوا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا-(2)
وَ لَا تَأْمَنُوا الزَّیْغَ (3).
«9»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ]: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِلَهِی بَدَتْ قُدْرَتُكَ وَ لَمْ تَبْدُ هَیْئَةٌ لَكَ فَجَهِلُوكَ وَ قَدَّرُوكَ وَ التَّقْدِیرُ عَلَی غَیْرِ مَا بِهِ شَبَّهُوكَ فَأَنَا بَرِی ءٌ یَا إِلَهِی مِنَ الَّذِینَ بِالتَّشْبِیهِ طَلَبُوكَ لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ وَ لَنْ یُدْرِكُوكَ ظَاهِرُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَتِكَ دَلَّهُمْ عَلَیْكَ لَوْ عَرَفُوكَ وَ فِی خَلْقِكَ یَا إِلَهِی مَنْدُوحَةٌ أَنْ یَتَنَاوَلُوكَ بَلْ شَبَّهُوكَ بِخَلْقِكَ فَمِنْ ثَمَّ لَمْ یَعْرِفُوكَ وَ اتَّخَذُوا بَعْضَ آیَاتِكَ رَبّاً فَبِذَلِكَ وَصَفُوكَ فَتَعَالَیْتَ یَا إِلَهِی وَ تَقَدَّسْتَ عَمَّا بِهِ الْمُشَبِّهُونَ نَعَتُوكَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَ یَا سَابِقَ كُلِّ فَوْتٍ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ وَ مُنْشِئَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
«10»- أَعْلَامُ الدِّینِ، عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ قَالَ رَضِیتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِیناً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیّاً وَ بِعَلِیٍّ وَلِیّاً وَ إِمَاماً وَ بِوُلْدِهِ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةً وَ سَادَةً وَ هُدَاةً كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُرْضِیَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
ص: 181
«11»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءُ الِاعْتِقَادِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْحَرَّانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَایَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ دُعَاءُ الِاعْتِقَادِ إِلَهِی إِنَّ ذُنُوبِی وَ كَثْرَتَهَا قَدْ غَبَّرَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ وَ حَجَبَتْنِی عَنِ اسْتِیهَالِ رَحْمَتِكَ وَ بَاعَدَتْنِی عَنِ اسْتِنْجَازِ(1) مَغْفِرَتِكَ وَ لَوْ لَا تَعَلُّقِی بِآلَائِكَ وَ تَمَسُّكِی بِالرَّجَاءِ لِمَا وَعَدْتَ أَمْثَالِی مِنَ الْمُسْرِفِینَ وَ أَشْبَاهِی مِنَ الْخَاطِئِینَ بِقَوْلِكَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (2) وَ حَذَّرْتَ الْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِكَ فَقُلْتَ وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (3) ثُمَّ نَدَبْتَنَا بِرَحْمَتِكَ إِلَی دُعَائِكَ فَقُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (4) إِلَهِی لَقَدْ كَانَ ذُلُّ الْإِیَاسِ عَلَیَّ مُشْتَمِلًا وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ بِی مُلْتَحِفاً إِلَهِی قَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَوَاباً وَ أَوْعَدْتَ الْمُسِی ءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقَاباً اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَسْبَلَ دَمْعِی حُسْنُ ظَنِّی (5) بِكَ فِی عِتْقِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ تَغَمُّدِ زَلَلِی وَ إِقَالَةِ عَثْرَتِی وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ لَا خُلْفَ لَهُ وَ لَا تَبْدِیلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (6) ذَلِكَ یَوْمُ النُّشُورِ إِذَا نُفِخَ فِی الصُّورِ وَ بُعْثِرَتِ الْقُبُورُ(7)
اللَّهُمَّ إِنِّی أُقِرُّ وَ أُشْهِدُ وَ أَعْتَرِفُ وَ لَا أَجْحَدُ وَ أُسِرُّ وَ أُظْهِرُ وَ أُعْلِنُ وَ أُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ قَاتِلُ الْمُشْرِكِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ مُبِیرُ الْمُنَافِقِینَ وَ مُجَاهِدُ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ إِمَامِی
ص: 182
وَ مَحَجَّتِی وَ مَنْ لَا أَثِقُ بِالْأَعْمَالِ وَ إِنْ زَكَتْ وَ لَا أَرَاهَا مُنْجِیَةً وَ إِنْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ الِایتِمَامِ بِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ التَّسْلِیمِ لِرُوَاتِهَا اللَّهُمَّ وَ أُقِرُّ بِأَوْصِیَائِهِ مِنْ أَبْنَائِهِ أَئِمَّةً وَ حُجَجاً وَ أَدِلَّةً وَ سُرُجاً وَ أَعْلَاماً وَ مَنَاراً وَ سَادَةً وَ أَبْرَاراً وَ أَدِینُ بِسِرِّهِمْ وَ جَهْرِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ حَیِّهِمْ وَ مَیِّتِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ لَا شَكَّ فِی ذَلِكَ وَ لَا ارْتِیَابَ وَ لَا تَحَوُّلَ عَنْهُمْ وَ لَا انْقِلَابَ اللَّهُمَّ فَادْعُنِی یَوْمَ حَشْرِی وَ حِینَ نَشْرِی بِإِمَامَتِهِمْ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِمْ وَ اكْتُبْنِی فِی أَصْحَابِهِمْ وَ اجْعَلْنِی مِنْ إِخْوَانِهِمْ وَ أَنْقِذْنِی بِهِمْ یَا مَوْلَایَ مِنْ حَرِّ النِّیرَانِ فَإِنَّكَ إِنْ أَعْفَیْتَنِی مِنْهَا كُنْتُ مِنَ الْفَائِزِینَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَصْبَحْتُ فِی یَوْمِی هَذَا لَا ثِقَةَ لِی وَ لَا مَفْزَعَ وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مُلْتَجَأَ(1)
غَیْرُ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَیْكَ مِنْ آلِ رَسُولِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدَتِی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِمْ وَ الْحُجَجِ الْمَسْتُورَةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِمْ وَ الْمَرْجُوِّ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ خِیَرَتِكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُمْ حِصْنِی مِنَ الْمَكَارِهِ وَ مَعْقِلِی مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ نَجِّنِی بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَ طَاغٍ وَ فَاسِقٍ وَ بَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْرِفُ وَ مَا أُنْكِرُ وَ مَا اسْتَتَرَ عَنِّی وَ مَا أَبْصُرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّی آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ تَوَسُّلِی إِلَیْكَ بِهِمْ وَ تَقَرُّبِی بِمَحَبَّتِهِمْ افْتَحْ عَلَیَّ رَحْمَتَكَ وَ مَغْفِرَتَكَ وَ حَبِّبْنِی إِلَی خَلْقِكَ وَ جَنِّبْنِی عَدَاوَتَهُمْ وَ بُغْضَهُمْ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوَابٌ وَ لِكُلِّ ذِی شَفَاعَةٍ حَقٌّ فَأَسْأَلُكَ بِمَنْ جَعَلْتُهُ إِلَیْكَ سَبَبِی وَ قَدَّمْتُهُ أَمَامَ طَلِبَتِی أَنْ تُعَرِّفَنِی بَرَكَةَ یَوْمِی هَذَا وَ عَامِی هَذَا وَ شَهْرِی هَذَا اللَّهُمَّ فَهُمْ مُعَوَّلِی فِی شِدَّتِی وَ رَخَائِی وَ عَافِیَتِی وَ بَلَائِی وَ نَوْمِی وَ یَقَظَتِی وَ ظَعْنِی وَ إِقَامَتِی وَ عُسْرِی وَ یُسْرِی وَ صَبَاحِی وَ مَسَائِی وَ مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ اللَّهُمَّ فَلَا تُخْلِنِی بِهِمْ مِنْ نِعْمَتِكَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَفْتِنِّی بِإِغْلَاقِ أَبْوَابِ الْأَرْزَاقِ وَ انْسِدَادِ مَسَالِكِهَا وَ افْتَحْ لِی مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً یَسِیراً وَ اجْعَلْ لِی مِنْ كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً وَ إِلَی كُلِّ سَعَةٍ
ص: 183
مَنْهَجاً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلِ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ مُخْتَلِفَیْنِ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ مُعَافَاتِكَ وَ مَنِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ لَا تُفْقِرْنِی إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الدَّوَالِیبِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرْحَباً بِكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَا زَیْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ قَالَ لَهُ أُبَیُّ وَ كَیْفَ یَكُونُ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَیْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَحَدٌ غَیْرُكَ فَقَالَ یَا أُبَیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ فِی السَّمَاءِ أَكْبَرُ مِنْهُ فِی الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عَنْ یَمِینِ عَرْشِ اللَّهِ مِصْبَاحُ هُدًی وَ سَفِینَةُ نَجَاةٍ وَ إِمَامٌ غَیْرُ وَهْنٍ (2) وَ عِزٌّ وَ فَخْرٌ وَ عِلْمٌ وَ ذُخْرٌ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَكَّبَ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً زَكِیَّةً وَ لَقَدْ لُقِّنَ دَعَوَاتٌ مَا یَدْعُو بِهِنَّ مَخْلُوقٌ إِلَّا حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَهُ وَ كَانَ شَفِیعَهُ فِی آخِرَتِهِ وَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَهُ وَ قَضَی بِهَا دَیْنَهُ وَ یَسَّرَ أَمْرَهُ وَ أَوْضَحَ سَبِیلَهُ وَ قَوَّاهُ عَلَی
ص: 184
عَدُوِّهِ وَ لَمْ یَهْتِكْ سِتْرَهُ.
فَقَالَ لَهُ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ مَا هَذِهِ الدَّعَوَاتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ وَ أَنْتَ قَاعِدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ وَ مَعَاقِدِ عَرْشِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی فَقَدْ رَهِقَنِی مِنْ أَمْرِی عُسْراً فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ عُسْرِی یُسْراً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُسَهِّلُ أَمْرَكَ وَ یَشْرَحُ صَدْرَكَ وَ یُلَقِّنُكَ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِكَ قَالَ لَهُ أُبَیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا هَذِهِ النُّطْفَةُ الَّتِی فِی صُلْبِ حَبِیبِی الْحُسَیْنِ قَالَ مَثَلُ هَذِهِ النُّطْفَةِ كَمَثَلِ الْقَمَرِ وَ هِیَ نُطْفَةُ تَبْیِینٍ وَ بَیَانٍ یَكُونُ مَنِ اتَّبَعَهُ رَشِیداً وَ مَنْ ضَلَّ عَنْهُ هَوِیّاً قَالَ فَمَا اسْمُهُ وَ مَا دُعَاؤُهُ قَالَ اسْمُهُ عَلِیٌّ وَ دُعَاؤُهُ یَا دَائِمُ یَا دَیْمُومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا كَاشِفَ الْغَمِّ وَ یَا فَارِجَ الْهَمِّ وَ یَا بَاعِثَ الرُّسُلِ وَ یَا صَادِقَ الْوَعْدِ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ قَائِدَهُ إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ أُبَیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ لَهُ مِنْ خَلَفٍ وَ وَصِیٍّ قَالَ نَعَمْ لَهُ مَوَارِیثُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَالَ مَا مَعْنَی مَوَارِیثِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْقَضَاءُ بِالْحَقِّ وَ الْحُكْمُ بِالدِّیَانَةِ وَ تَأْوِیلُ الْأَحْكَامِ وَ بَیَانُ مَا یَكُونُ قَالَ فَمَا اسْمُهُ قَالَ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَأْنِسُ بِهِ فِی السَّمَاوَاتِ وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِی عِنْدَكَ رِضْوَانٌ وَ وُدٌّ فَاغْفِرْ لِی وَ لِمَنْ تَبِعَنِی مِنْ إِخْوَانِی وَ شِیعَتِی وَ طَیِّبْ مَا فِی صُلْبِی فَرَكَّبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً مُبَارَكَةً زَكِیَّةً وَ أَخْبَرَنِی علیه السلام أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طَیَّبَ هَذِهِ النُّطْفَةَ وَ سَمَّاهَا عِنْدَهُ جَعْفَراً وَ جَعَلَهُ هَادِیاً مَهْدِیّاً رَاضِیاً مَرْضِیّاً یَدْعُو رَبَّهُ فَیَقُولُ فِی دُعَائِهِ یَا دَانِ غَیْرَ مُتَوَانٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اجْعَلْ لِشِیعَتِی مِنَ النَّارِ وِقَاءً وَ لَهُمْ عِنْدَكَ رِضًا وَ اغْفِرْ ذُنُوبَهُمْ وَ یَسِّرْ أُمُورَهُمْ وَ اقْضِ دُیُونَهُمْ وَ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وَ هَبْ لَهُمُ الْكَبَائِرَ الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ یَا مَنْ لَا یَخَافُ الضَّیْمَ وَ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ اجْعَلْ لِی مِنْ كُلِّ غَمٍّ فَرَجاً.
مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَبْیَضَ الْوَجْهِ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَی
ص: 185
الْجَنَّةِ یَا أُبَیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَكَّبَ عَلَی هَذِهِ النُّطْفَةِ نُطْفَةً زَكِیَّةً مُبَارَكَةً طَیِّبَةً أَنْزَلَ عَلَیْهَا الرَّحْمَةَ وَ سَمَّاهَا عِنْدَهُ مُوسَی قَالَ لَهُ أُبَیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهُمْ یَتَوَاصَفُونَ وَ یَتَنَاسَلُونَ وَ یَتَوَارَثُونَ وَ یَصِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَقَالَ وَصَفَهُمْ لِی جَبْرَئِیلُ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ جَلَالُهُ قَالَ فَهَلْ لِمُوسَی مِنْ دَعْوَةٍ یَدْعُو بِهَا سِوَی دُعَاءِ آبَائِهِ قَالَ نَعَمْ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ یَا خَالِقَ الْخَلْقِ وَ بَاسِطَ الرِّزْقِ وَ فَالِقَ الْحَبِّ وَ بَارِئَ النَّسَمِ وَ مُحْیِیَ الْمَوْتَی وَ مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ وَ دَائِمَ الثَّبَاتِ وَ مُخْرِجَ النَّبَاتِ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ قَضَی اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَهُ وَ حَشَرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَكَّبَ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً مُبَارَكَةً طَیِّبَةً زَكِیَّةً مَرْضِیَّةً وَ سَمَّاهَا عِنْدَهُ عَلِیّاً یَكُونُ لِلَّهِ فِی خَلْقِهِ رَضِیّاً فِی عِلْمِهِ وَ حُكْمِهِ وَ یَجْعَلُهُ حُجَّةً لِشِیعَتِهِ یَحْتَجُّونَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ دُعَاءٌ یَدْعُو بِهِ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی الْهُدَی وَ ثَبِّتْنِی عَلَیْهِ وَ احْشُرْنِی عَلَیْهِ آمِناً أَمْنَ مَنْ لَا خَوْفَ عَلَیْهِ وَ لَا حَزَنَ وَ لَا جَزَعَ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَكَّبَ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً مُبَارَكَةً زَكِیَّةً مَرْضِیَّةً وَ سَمَّاهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ فَهُوَ شَفِیعُ شِیعَتِهِ وَ وَارِثُ عِلْمِ جَدِّهِ لَهُ عَلَامَةٌ بَیِّنَةٌ وَ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ إِذَا وُلِدَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ یَا مَنْ لَا شَبِیهَ لَهُ وَ لَا مِثَالَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا خَالِقَ إِلَّا أَنْتَ تُفْنِی الْمَخْلُوقِینَ وَ تَبْقَی أَنْتَ حَلُمْتَ عَمَّنْ عَصَاكَ وَ فِی الْمَغْفِرَةِ رِضَاكَ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ شَفِیعَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَكَّبَ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً لَا بَاغِیَةً وَ لَا طَاغِیَةً بَارَّةً مُبَارَكَةً طَیِّبَةً طَاهِرَةً سَمَّاهَا عِنْدَهُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ فَأَلْبَسَهَا السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ وَ أَوْدَعَهَا الْعُلُومَ وَ كُلَّ سِرٍّ مَكْتُومٍ مَنْ لَقِیَهُ وَ فِی صَدْرِهِ شَیْ ءٌ أَنْبَأَهُ بِهِ وَ حَذَّرَهُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ یَا نُورُ یَا بُرْهَانُ یَا مُنِیرُ یَا مُبِینُ یَا رَبِّ اكْفِنِی شَرَّ الشُّرُورِ وَ آفَاتِ الدُّهُورِ وَ أَسْأَلُكَ النَّجَاةَ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ كَانَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ شَفِیعَهُ وَ قَائِدَهُ إِلَی الْجَنَّةِ.
ص: 186
وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَكَّبَ فِی صُلْبِهِ نُطْفَةً وَ سَمَّاهَا عِنْدَهُ الْحَسَنَ فَجَعَلَهُ نُوراً فِی بِلَادِهِ وَ خَلِیفَةً فِی أَرْضِهِ وَ عِزّاً لِأُمَّةِ جَدِّهِ وَ هَادِیاً لِشِیعَتِهِ وَ شَفِیعاً لَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِ وَ نَقِمَةً عَلَی مَنْ خَالَفَهُ وَ حُجَّةً لِمَنْ وَالاهُ بُرْهَاناً لِمَنِ اتَّخَذَهُ إِمَاماً یَقُولُ فِی دُعَائِهِ یَا عَزِیزَ الْعِزِّ فِی عِزِّهِ مَا أَعَزَّ عَزِیزَ الْعِزِّ فِی عِزِّهِ یَا عَزِیزُ أَعِزَّنِی بِعِزِّكَ وَ أَیِّدْنِی بِنَصْرِكَ وَ أَبْعِدْ عَنِّی هَمَزَاتِ الشَّیَاطِینِ وَ ادْفَعْ عَنِّی بِدَفْعِكَ وَ مَنِّعْ مِنِّی بِمَنْعِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ خِیَارِ خَلْقِكَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا فَرْدُ یَا صَمَدُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَهُ وَ نَجَّاهُ مِنَ النَّارِ وَ لَوْ وَجَبَتْ عَلَیْهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَكَّبَ فِی صُلْبِ الْحَسَنِ نُطْفَةً مُبَارَكَةً زَكِیَّةً طَیِّبَةً طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً یَرْضَی بِهَا كُلُّ مُؤْمِنٍ مِمَّنْ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ فِی الْوَلَایَةِ وَ یَكْفُرُ بِهَا كُلُّ جَاحِدٍ فَهُوَ إِمَامٌ تَقِیٌّ نَقِیٌّ سَارٌّ مَرْضِیٌّ هَادٍ مَهْدِیٌّ یَحْكُمُ بِالْعَدْلِ وَ یَأْمُرُ بِهِ (1).
أقول: تمامه فی باب النص علی الاثنی عشر من كتاب الإمامة.
وَ رَوَی الشَّهِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْإِسْتِدْرَاكِ لِبَعْضِ قُدَمَاءِ الْأَصْحَابِ عَنِ الشَّیْخِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ إِلَی آخِرِ السَّنَدِ وَ ذَكَرَ الْأَدْعِیَةَ فَقَطْ إِلَی أَنْ قَالَ: دُعَاءُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام یَا نُورَ النُّورِ یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ یَا بَاعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی وَ لِشِیعَتِی مِنْ كُلِّ ضِیقٍ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ مَخْرَجاً وَ أَوْسِعْ لَنَا الْمَنْهَجَ وَ أَطْلِقْ لَنَا مِنْ عِنْدِكَ وَ افْعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا كَرِیمُ.
«2»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَقِیقِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ الْأَنْصَارِیِّ الزَّیْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمُسْتَجَارِ وَ جَمَاعَةً مِنَ الْمُقَصِّرَةِ فِیهِمُ الْمَحْمُودِیُّ وَ عَلَّانٌ الْكُلَیْنِیُّ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ الدِّینَارِیُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ وَ كُنَّا زُهَاءً مِنْ ثَلَاثِینَ رَجُلًا وَ لَمْ یَكُنْ فِیهِمْ مُخْلِصٌ عَلِمْتُهُ غَیْرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ الْعَقِیقِیِّ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا شَابٌّ مِنَ الطَّوَافِ عَلَیْهِ إِزَارَانِ مُحْرِمٌ بِهِمَا وَ فِی یَدِهِ
ص: 187
نَعْلَانِ فَلَمَّا رَأَیْنَاهُ قُمْنَا جَمِیعاً هَیْبَةً لَهُ فَلَمْ یَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا قَامَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَعَدَ وَ الْتَفَتَ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ قُلْنَا وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَ بِهِ تَقُومُ الْأَرْضُ وَ بِهِ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ بِهِ تَجْمَعُ بَیْنَ الْمُتَفَرِّقِ وَ بِهِ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْمُجْتَمِعِ وَ بِهِ أَحْصَیْتَ عَدَدَ الرِّمَالِ وَ زِنَةَ الْجِبَالِ وَ كَیْلَ الْبِحَارِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ الطَّوَافَ فَقُمْنَا لِقِیَامِهِ حِینَ انْصَرَفَ وَ أُنْسِینَا أَنْ نَقُولَ لَهُ مَنْ هُوَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ خَرَجَ عَلَیْنَا مِنَ الطَّوَافِ فَقُمْنَا كَقِیَامِنَا الْأَوَّلِ بِالْأَمْسِ ثُمَّ جَلَسَ فِی مَجْلِسِهِ وَ تَوَسَّطْنَا ثُمَّ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَرِیضَةِ قُلْنَا وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ إِلَیْكَ رُفِعَتِ الْأَصْوَاتُ وَ دُعِیَتِ الدَّعْوَةُ وَ لَكَ عَنَتِ الْوُجُوهُ وَ لَكَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ وَ إِلَیْكَ التَّحَاكُمُ فِی الْأَعْمَالِ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ وَ خَیْرَ مَنْ أَعْطَی یَا صَادِقُ یَا بَارِئُ یَا مَنْ لَا یُخْلِفُ الْمِیعَادَ یَا مَنْ أَمَرَ بِالدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ بِالْإِجَابَةِ یَا مَنْ قَالَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ یَا مَنْ قَالَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ یَا مَنْ قَالَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.
ثُمَّ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ: أَ مَا تَدْرُونَ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی سَجْدَةِ الشُّكْرِ قُلْنَا وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ یَا مَنْ لَا یَزِیدُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ إِلَّا جُوداً وَ كَرَماً یَا مَنْ لَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا مَنْ لَهُ خَزَائِنُ مَا دَقَّ وَ جَلَّ لَا یَمْنَعُكَ إِسَاءَتِی مِنْ إِحْسَانِكَ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَفْعَلَ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَنْتَ أَهْلُ الْجُودِ وَ الْكَرْمِ وَ الْعَفْوِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَی الْعُقُوبَةِ وَ قَدِ اسْتَحْقَقْتُهَا لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ لِی عِنْدَكَ أَبُوءُ إِلَیْكَ بِذُنُوبِی كُلِّهَا وَ أَعْتَرِفُ بِهَا كَیْ تَعْفُوَ عَنِّی
ص: 188
وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّی بُؤْتُ إِلَیْكَ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ بِكُلِّ خَطِیئَةٍ أَخْطَأْتُهَا وَ بِكُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلْتُهَا یَا رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ وَ قَامَ فَدَخَلَ الطَّوَافَ فَقُمْنَا لِقِیَامِهِ وَ عَادَ مِنْ غَدٍ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَقُمْنَا لِإِقْبَالِهِ كَقِیَامِنَا فِیمَا مَضَی فَجَلَسَ مُتَوَسِّطاً وَ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَقَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی سُجُودِهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْحِجْرِ نَحْوَ الْمِیزَابِ عُبَیْدُكَ بِفِنَائِكَ یَسْأَلُكَ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ سِوَاكَ ثُمَّ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ نَظَرَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ أَنْتَ عَلَی خَیْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ قَامَ فَدَخَلَ الطَّوَافَ فَمَا بَقِیَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا وَ قَدْ تَعَلَّمَ مَا ذَكَرَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ أُنْسِینَا أَنْ نَتَذَاكَرَ أَمْرَهُ إِلَّا فِی آخِرِ یَوْمٍ فَقَالَ لَنَا الْمَحْمُودِیُّ یَا قَوْمِ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا قُلْنَا لَا قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ صَاحِبُ الزَّمَانِ فَقُلْنَا وَ كَیْفَ ذَاكَ یَا أَبَا عَلِیٍّ فَذَكَرَ أَنَّهُ مَكَثَ یَدْعُو رَبَّهُ وَ یَسْأَلُهُ أَنْ یُرِیَهُ صَاحِبَ الْأَمْرِ سَبْعَ سِنِینَ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا یَوْمٌ فِی عَشِیَّةِ عَرَفَةَ فَإِذَا بِهَذَا الرَّجُلِ بِعَیْنِهِ فَدَعَا بِدُعَاءٍ وَعَیْتُهُ فَسَأَلْتُهُ مِمَّنْ هُوَ قَالَ مِنَ النَّاسِ فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ النَّاسِ مِنْ عَرَبِهَا أَوْ مِنْ مَوَالِیهَا فَقَالَ مِنْ عَرَبِهَا فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ عَرَبِهَا قَالَ مِنْ أَشْرَفِهَا وَ أَسْمَحِهَا فَقُلْتُ وَ مَنْ هُمْ فَقَالَ بَنُو هَاشِمٍ فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ بَنِی هَاشِمٍ فَقَالَ مِنْ أَعْلَاهَا ذِرْوَةً وَ أَسْنَاهَا رِفْعَةً فَقُلْتُ مِمَّنْ هُمْ فَقَالَ مِمَّنْ فَلَقَ الْهَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ صَلَّی وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَلَوِیٌّ فَأَحْبَبْتُهُ عَلَی الْعَلَوِیَّةِ ثُمَّ افْتَقَدْتُهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ فَلَمْ أَدْرِ كَیْفَ مَضَی فِی السَّمَاءِ أَمْ فِی الْأَرْضِ فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ الَّذِینَ كَانُوا حَوْلَهُ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا الْعَلَوِیَّ قَالُوا نَعَمْ یَحُجُّ مَعَنَا كُلَّ سَنَةٍ مَاشِیاً فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا أَرَی بِهِ أَثَرَ الْمَشْیِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَی الْمُزْدَلِفَةِ كَئِیباً حَزِیناً عَلَی فِرَاقِهِ وَ بِتُّ فِی لَیْلَتِی تِلْكَ فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَأَیْتَ طَلِبَتَكَ فَقُلْتُ وَ مَنْ ذَاكَ یَا سَیِّدِی قَالَ الَّذِی رَأَیْتَهُ فِی عَشِیَّتِكَ هُوَ صَاحِبُ زَمَانِكُمْ فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْهُ عَاتَبْنَاهُ عَلَی
ص: 189
أَنْ لَا یَكُونَ أَعْلَمَنَا ذَلِكَ فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ نَاسِیاً أَمْرَهُ إِلَی وَقْتِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ (1).
و حدثنا بهذا الحدیث عمار بن الحسین بن إسحاق الأسروشی رضی اللّٰه عنه بجبل بوبك من أرض فرغانة قال حدثنا أبو العباس أحمد بن الخضر عن محمد بن عبد اللّٰه الإسكافی عن سلیم بن أبی نعیم الأنصاری: مثله و حدثنا محمد بن محمد بن علی بن حاتم عن عبید اللّٰه بن محمد بن جعفر القصبانی عن علی بن محمد بن أحمد بن الحسین المازرائی عن أبی جعفر محمد بن علی المنقذی الحسنی قال: كنت بالمستجار و ذكر مثله سواء(2)
ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرٍ النُّعْمَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِیٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَیْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ الْمُسْتَجَارِ بِمَكَّةَ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمِصْرِیِّینَ فِیهِمُ الْمَحْمُودِیُّ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
«3»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام اللَّهُمَّ إِنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ لَیْسَ فِی خَلْقِكَ خَلَفٌ مِنْكَ إِلَهِی مَنْ أَحْسَنَ فَبِرَحْمَتِكَ وَ مَنْ أَسَاءَ فَبِخَطِیئَتِهِ فَلَا(3) الَّذِی أَحْسَنَ اسْتَغْنَی عَنْ رِفْدِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ لَا الَّذِی أَسَاءَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ خَرَجَ مِنْ قُدْرَتِكَ إِلَهِی بِكَ عَرَفْتُكَ وَ بِكَ اهْتَدَیْتُ إِلَی أَمْرِكَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ فَیَا مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَیْرُهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی الْإِخْلَاصَ فِی عَمَلِی وَ السَّعَةَ فِی رِزْقِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَیْرَ عُمُرِی آخِرَهُ وَ خَیْرَ عَمَلِی خَوَاتِمَهُ وَ خَیْرَ أَیَّامِی یَوْمَ أَلْقَاكَ إِلَهِی أَطَعْتُكَ وَ لَكَ الْمَنُ (4) عَلَیَّ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ الْإِیمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِرَسُولِكَ وَ لَمْ أَعْصِكَ فِی أَبْغَضِ الْأَشْیَاءِ الشِّرْكِ بِكَ وَ التَّكْذِیبِ بِرَسُولِكَ فَاغْفِرْ لِی
ص: 190
مَا بَیْنَهُمَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ (1).
«4»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءٌ عَلَّمَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیهما السلام یَا عُدَّتِی عِنْدَ كُرْبَتِی یَا غِیَاثِی عِنْدَ شِدَّتِی وَ یَا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی یَا مُنْجِحِی فِی حَاجَتِی یَا مَفْزَعِی فِی وَرْطَتِی یَا مُنْقِذِی مِنْ هَلَكَتِی یَا كَالِئِی فِی وَحْدَتِی اغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ اجْمَعْ لِی شَمْلِی وَ أَنْجِحْ لِی طَلِبَتِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْعَافِیَةِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ فِی الْآخِرَةِ إِذَا تَوَفَّیْتَنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (2).
«5»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ تَوْفِیقَ أَهْلِ الْهُدَی وَ أَعْمَالَ أَهْلِ التَّقْوَی وَ مُنَاصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ وَ عَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ وَ حَذَرَ أَهْلِ الْخَشْیَةِ وَ طَلَبَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ زِینَةَ أَهْلِ الْوَرَعِ وَ حَذَرَ أَهْلِ الْجَزَعِ حَتَّی أَخَافَكَ اللَّهُمَّ مَخَافَةً تَحْجُزُنِی عَنْ مَعَاصِیكَ وَ حَتَّی أَعْمَلَ بِطَاعَتِكَ عَمَلًا أَسْتَحِقُّ بِهِ كَرَامَتَكَ وَ حَتَّی أُنَاصِحَكَ فِی التَّوْبَةِ خَوْفاً لَكَ وَ حَتَّی أُخْلِصَ لَكَ فِی النَّصِیحَةِ حُبّاً لَكَ وَ حَتَّی أَتَوَكَّلَ عَلَیْكَ فِی الْأُمُورِ حُسْنَ ظَنٍّ بِكَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ (3).
ص: 191
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا] علیه السلام ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَصْرَ حُمَیْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ نَزَعَ ثِیَابَهُ وَ نَاوَلَهَا حُمَیْداً فَاحْتَمَلَهَا وَ نَاوَلَهَا جَارِیَةً لَهُ لِتَغْسِلَهَا فَمَا لَبِثَتْ إِذْ جَاءَتْ وَ مَعَهَا رُقْعَةٌ فَنَاوَلَتْهَا حُمَیْداً وَ قَالَتْ وَجَدْتُهَا فِی جَیْبِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ حُمَیْدٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْجَارِیَةَ وَجَدَتْ رُقْعَةً فِی جَیْبِ قَمِیصِكَ فَمَا هِیَ قَالَ یَا حُمَیْدُ هَذِهِ عُوذَةٌ لَا نُفَارِقُهَا فَقَالَ لَوْ شَرَّفْتَنِی بِهَا قَالَ علیه السلام هَذِهِ عُوذَةٌ مَنْ أَمْسَكَهَا فِی جَیْبِهِ كَانَ مَدْفُوعاً عَنْهُ وَ كَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ثُمَّ أَمْلَی عَلَی حُمَیْدٍ الْعُوذَةَ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا أَوْ غَیْرَ تَقِیٍّ أَخَذْتُ بِاللَّهِ السَّمِیعِ الْبَصِیرِ عَلَی سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَیَّ وَ لَا عَلَی سَمْعِی وَ لَا عَلَی بَصَرِی وَ لَا عَلَی شَعْرِی وَ لَا عَلَی بَشَرِی وَ لَا عَلَی لَحْمِی وَ لَا عَلَی دَمِی وَ لَا عَلَی مُخِّی وَ لَا عَلَی عَصَبِی وَ لَا عَلَی عِظَامِی وَ لَا عَلَی مَالِی وَ لَا عَلَی أَهْلِی وَ لَا عَلَی مَا رَزَقَنِی رَبِّی سَتَرْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بِسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِی اسْتَتَرَ بِهِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ مِنْ سُلْطَانِ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ إِسْرَافِیلُ مِنْ وَرَائِی وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ اللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَیَّ یَمْنَعُكَ مِنِّی وَ یَمْنَعُ الشَّیْطَانَ مِنِّی اللَّهُمَّ لَا یَغْلِبُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ أَنْ یَسْتَفِزَّنِی وَ یَسْتَخِفَّنِی اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ (1).
«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ سُئِلَ عَنِ التَّعْوِیذِ یُعَلَّقُ عَلَی الصِّبْیَانِ فَقَالَ عَلِّقُوا مَا شِئْتُمْ إِذَا كَانَ
ص: 192
فِیهِ ذِكْرُ اللَّهِ (1).
«3»- مكا، [مكارم الأخلاق]: حِرْزٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِلْمَسْحُورِ وَ التَّوَابِعِ (2)
وَ الْمَصْرُوعِ وَ السَّمِّ وَ السُّلْطَانِ وَ الشَّیْطَانِ وَ جَمِیعِ مَا یَخَافُهُ الْإِنْسَانُ وَ مَنْ عَلَّقَ عَلَیْهِ هَذَا الْكِتَابَ لَا یَخَافُ اللُّصُوصَ وَ السَّارِقَ وَ لَا شَیْئاً مِنَ السِّبَاعِ وَ الْحَیَّاتِ وَ الْعَقَارِبِ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ یُؤْذِی النَّاسَ وَ هَذِهِ كِتَابَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أی كنوش أی كنوش ارشش عطنیطنیطح یا میططرون فریالسنون ما و ما ساما سویا طیطشالوش خیطوش مشفقیش مشاصعوش أو طیعینوش لیطفیتكش هَذَا هَذَا وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ اخْرُجْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ مِنْهَا أَیُّهَا اللَّعِینُ بِعِزَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اخْرُجْ مِنْهَا وَ إِلَّا كُنْتَ مِنَ الْمَسْجُونِینَ اخْرُجْ مِنْهَا فَما یَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِیها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِینَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً مَلْعُوناً كَمَا لُعِنَ أَصْحَابُ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا اخْرُجْ یَا ذَوِی الْمَحْزُونِ اخْرُجْ یَا سوراسور بِالاسْمِ الْمَخْزُونِ یَا میططرون طرحون مراعون تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ یَاهِیّاً شَرَاهِیَّا حَیّاً قَیُّوماً بِالاسْمِ الْمَكْتُوبِ عَلَی جَبْهَةِ إِسْرَافِیلَ اطْرُدْ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ كُلَّ جِنِّیٍّ وَ جِنِّیَّةٍ وَ شَیْطَانٍ وَ شَیْطَانَةٍ وَ تَابِعٍ وَ تَابِعَةٍ وَ سَاحِرٍ وَ سَاحِرَةٍ وَ غُولٍ وَ غُولَةٍ وَ كُلِّ مُتَعَبِّثٍ وَ عَابِثٍ یَعْبَثُ بِابْنِ آدَمَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ:
حِرْزُ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ سَدَدْتُ أَفْوَاهَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّیَاطِینِ
ص: 193
وَ السَّحَرَةِ وَ أَبَالِسَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّیَاطِینِ وَ السَّلَاطِینِ وَ مَنْ یَلُوذُ بِهِمْ بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْأَعَزِّ وَ بِاللَّهِ الْكَبِیرِ الْأَكْبَرِ بِسْمِ اللَّهِ الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الَّذِی أَقَامَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا یَنْطِقُونَ قالَ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (1).
حِرْزُ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ رُقْعَةُ الْجَیْبِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ أَخَذْتُ بِسَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ أَخَذْتُ قُوَّتَكَ وَ سُلْطَانَكَ بِقُوَّةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ الْحَاجِزِ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بِمَا حَجَزَ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ وَ سَتَرَهُمْ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ وَ سَطَوَاتِهِمْ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ مُحَمَّدٌ أَمَامِی وَ اللَّهُ مُحِیطٌ بِی یَحْجُزُكَ عَنِّی وَ یَحُولُ بَیْنَكَ وَ بَیْنِی بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ وَ یُكْتَبُ آیَةُ الْكُرْسِیِّ عَلَی التَّنْزِیلِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ یَحْمِلُهَا(2).
حِرْزٌ آخَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع: بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ رَبِّ احْتَرَزْتُ بِكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَیْكَ
ص: 194
رَبِّ أَلْجَأْتُ ضَعْفَ رُكْنِی إِلَی قُوَّةِ رُكْنِكَ مُسْتَجِیراً بِكَ مُسْتَنْصِراً لَكَ مُسْتَعِیناً بِكَ عَلَی ذَوِی التَّعَزُّزِ عَلَیَّ وَ الْقَهْرِ لِی وَ الْقُوَّةِ عَلَی ضَیْمِی وَ الْإِقْدَامِ عَلَی ظُلْمِی یَا رَبِّ إِنِّی فِی جِوَارِكَ فَإِنَّهُ لَا ضَیْمَ عَلَی جَارِكَ رَبِّ فَاقْهَرْ عَنِّی قَاهِرِی بِقُوَّتِكَ وَ أَهِنْ عَنِّی مُسْتَوْهِنِی بِقُدْرَتِكَ وَ اقْصِمْ عَنِّی ضَائِمِی بِبَطْشِكَ رَبِّ وَ أَعِذْنِی بِعِیَاذِكَ بِكَ امْتَنَعَ عَائِذُكَ رَبِّ وَ أَدْخِلْ عَلَیَّ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ سَتْرَكَ وَ مَنْ تَسَتَّرَ بِكَ فَهُوَ الْآمِنُ الْمَحْفُوظُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً وَ مَنْ یَكُ ذَا حِیلَةٍ فِی نَفْسِهِ أَوْ حَوْلٍ فِی تَقَلُّبِهِ أَوْ قُوَّةٍ فِی أَمْرِهِ فِی شَیْ ءٍ سِوَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ حَوْلِی وَ قُوَّتِی وَ كُلُّ حِیلَتِی بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كُلُّ ذِی مِلْكٍ فَمَمْلُوكُ اللَّهِ (1)
وَ كُلُّ مُقْتَدِرٍ قُوَاهُ لِقُدْرَةِ اللَّهِ وَ كُلُّ ظَالِمٍ فَلَا مَحِیصَ لَهُ مِنْ عَدْلِ اللَّهِ وَ كُلُّ مُتَسَلِّطٍ فَهَامِدٌ لِسَطْوَةِ اللَّهِ (2)
وَ كُلُّ شَیْ ءٍ فَفِی قَبْضَةِ اللَّهِ صَغُرَ كُلُّ جَبَّارٍ فِی عَظَمَةِ اللَّهِ ذَلَّ كُلُّ عَنِیدٍ لِبَطْشِ اللَّهِ اسْتَظْهَرْتُ عَلَی كُلِّ عَدُوٍّ وَ دَرَأْتُ فِی نَحْرِ كُلِّ عَاتٍ بِاللَّهِ ضَرَبْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ بَیْنِی وَ بَیْنَ كُلِّ مُتْرَفٍ ذِی سَطْوَةٍ وَ جَبَّارٍ ذِی نَخْوَةٍ وَ مُتَسَلِّطٍ ذِی قُدْرَةٍ وَ عَاتٍ ذِی مُهْلَةٍ(3) وَ وَالٍ ذِی إِمْرَةٍ وَ حَاسِدٍ ذِی صَنِیعَةٍ وَ مَاكِرٍ ذِی مَكِیدَةٍ وَ كُلِّ مُعَانٍ أَوْ مُعِینٍ عَلَیَّ بِقَالَةٍ مُغْرِیَةٍ أَوْ حِیلَةٍ مُوذِیَةٍ أَوْ سِعَایَةٍ مُشْلِیَةٍ(4)
أَوْ عَیْلَةٍ مُرْدِیَةٍ وَ كُلِّ طَاغٍ ذِی كِبْرِیَاءَ
ص: 195
أَوْ مُعْجَبٍ ذِی خُیَلَاءَ عَلَی كُلِّ نَفْسٍ فِی كُلِّ مَذْهَبٍ.
وَ أَعْدَدْتُ لِنَفْسِی وَ ذُرِّیَّتِی مِنْهُمْ حِجَاباً بِمَا أَنْزَلْتَ فِی كِتَابِكَ وَ أَحْكَمْتَ مِنْ وَحْیِكَ الَّذِی لَا تُؤْتَی بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ هُوَ الْكِتَابُ الْعَدْلِ الْعَزِیزِ الْجَلِیلِ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ وَ عَلی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً كَثِیراً(1).
حِرْزٌ آخَرُ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یُكْتَبُ لِلْحُمَّی: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ نُورِ النُّورِ بِسْمِ اللَّهِ نُورٌ عَلَی نُورٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی هُوَ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَ أَنْزَلَ النُّورَ عَلَی الطُّورِ فِی كِتَابٍ مَسْطُورٍ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ عَلَی نَبِیٍّ مَحْبُورٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هُوَ بِالْعِزِّ مَذْكُورٌ وَ بِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ وَ عَلَی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ مَشْكُورٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ هَذَا مِمَّا عَلَّمَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام سَلْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَذَكَرَ سَلْمَانُ أَنَّهُ عَلَّمَ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ مِمَّنْ بِهِمْ عِلَلُ الْحُمَّی فَكُلُّهُمْ بَرَءُوا بِإِذْنِ اللَّهِ (2)
مَا یُفْعَلُ لِلرَّهْصَةِ وَ التَّمَائِمِ تَأْخُذُ قِطْعَةً مِنْ صُوفٍ لَمْ یُصِبْهَا مَاءٌ فَتَفْتِلُهَا ثُمَّ تَعْقِدُهَا سَبْعَ عُقَدٍ وَ تَقُولُ كُلَّمَا عَقَدْتَ عُقْدَةً خَرَجَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ عَلَی حِمَارٍ أَقْمَرَ لَمْ یَدْحَسْ وَ لَمْ یَرْهَصْ أَنَا أَرْقِیكَ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَشْفِیكَ یَشُدُّهُ عَلَی مَوْضِعِ الرَّهْصَةِ(3).
«4»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام یَقُولُ أُعِیذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ هَامَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ یَقُولُ هَكَذَا كَانَ أَبِی إِبْرَاهِیمُ یُعَوِّذُ ابْنَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ.
ص: 196
دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ لَامَّةٍ.
«5»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ یَقُولُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ یَا رَبِّ أَعِذْهُ مِنِّی.
«6»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا یَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ لِأَنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَی فِتْنَةٍ وَ لَكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْیَسْتَعِذْ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(1) قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَعْنَی ذَلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ یَخْتَبِرُهُم بِالْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ لِیَتَبَیَّنَ السَّاخِطُ لِرِزْقِهِ وَ الرَّاضِی بِقِسْمِهِ وَ إِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ لَكِنْ لِتَظْهَرَ الْأَفْعَالُ الَّتِی بِهَا یُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ لِأَنَّ بَعْضَهُمْ یُحِبُّ الذُّكُورَ وَ یَكْرَهُ الْإِنَاثَ وَ بَعْضُهُمْ یُحِبُّ تَثْمِیرَ الْمَالِ وَ یَكْرَهُ انْثِلَامَ الْحَالِ وَ هَذَا مِنْ غَرِیبِ مَا سُمِعَ مِنْهُ علیه السلام فِی التَّفْسِیرِ(2).
ص: 197
أقول: قد مر كثیر من عوذات الأیام و أدعیتها فی كتاب الصلاة فارجع إلیها.
«1»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَوَّلُهَا عُوذَةُ یَوْمِ السَّبْتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی أَوْ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ بِاللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَا الضَّالِّینَ وَ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ إِلَی إِذا حَسَدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِلَی كُفُواً أَحَدٌ نُورُ النُّورِ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِ ... قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ یُعْلِنُ أَوْ یُسِرُّ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَ الْبَشَرِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَطِیرُ بِاللَّیْلِ وَ یَسْكُنُ بِالنَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَسْكُنُ الْحَمَّامَاتِ وَ الوحوش [الْحُشُوشَ] وَ الْخَرَابَاتِ وَ الْأَوْدِیَةَ وَ یَسْكُنُ الْبَرَارِیَ وَ الغِیَاضَ وَ الْأَشْجَارَ وَ مِمَّا یَكُونُ فِی الْأَنْهَارِ.
وَ أُعِیذُهُ بِاللَّهِ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ
ص: 198
مَنْ تَشاءُ إِلَی قَوْلِهِ بِغَیْرِ حِسابٍ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ وَ أُعِیذُهُ بِالَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلی الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِلَی قَوْلِهِ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ (1) وَ أُعِیذُهُ بِمُنَزِّلِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ شَیْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ وَ سَاحِرٍ وَ كَاهِنٍ وَ نَاظِرٍ وَ طَارِقٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ سَاكِنٍ وَ صَامِتٍ وَ مُتَخَیِّلٍ وَ مُتَمَثِّلٍ وَ مُتَلَوِّنٍ وَ مُخْتَلِفٍ سُبْحَانَ اللَّهِ حِرْزِكَ وَ نَاصِرِكَ وَ مُونِسِكَ وَ هُوَ یَدْفَعُ عَنْكَ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (2)
عُوذَةُ یَوْمِ الْأَحَدِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اسْتَوَی الرَّبُّ عَلَی الْعَرْشِ وَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ بِحُكْمِهِ وَ هَدَأَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ وَ رَسَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ لَا یُجَاوِزُ اسْمُهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ الَّذِی دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَ هِیَ طَائِعَةٌ وَ انْبَعَثَتْ لَهُ الْأَجْسَادُ وَ هِیَ بَالِیَةٌ أَحْجُبُ كُلَّ ضَارٍّ وَ حَاسِدٍ بِبَأْسِ اللَّهِ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ وَ بِمَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً وَ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ أُعِیذُهُ بِمَنْ زَیَّنَهَا لِلنَّاظِرِینَ وَ حَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ أُعِیذُهُ بِمَنْ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ جِبِالًا وَ أَوْتَاداً أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِ بِسُوءٍ أَوْ فَاحِشَةٍ أَوْ بَلِیَّةٍ حم حم حم عسق كَذلِكَ یُوحِی إِلَیْكَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ حم حم حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(3)
ص: 199
عُوذَةُ یَوْمِ الإثْنَیْنِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسَ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا خَفِیَ وَ ظَهَرَ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ إِلَی اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ إِلَی الَّذِی دَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ أَجْمَعِینَ خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ خَاتَمِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ أَخَذْتُ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ كُلَّ تَابِعَةٍ ذِی رُوحٍ مَرِیدٍ جِنِّیٍّ أَوْ عِفْرِیتٍ أَوْ سَاحِرٍ مَرِیدٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ أَوْ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ أَخَذْتُ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ مَا رَأَتْ عَیْنُ نَائِمٍ أَوْ یَقْظَانَ بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ لَا سَبِیلَ لَكُمْ عَلَیْهِ وَ لَا عَلَی مَا یُخَافُ عَلَیْهِ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ.
عُوذَةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الْأَكْبَرِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ وَ بِالَّذِی خَلَقَهَا فِی یَوْمَیْنِ وَ قَضَی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها وَ جَعَلَ فِیهَا جِبِالًا وَ جَعَلَهَا فِجَاجاً وَ سُبُلًا وَ أَنْشَأَ السَّحابَ الثِّقالَ وَ سَخَّرَهُ وَ أَجْرَی الْفُلْكَ وَ سَخَّرَ الْبَحْرَ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ وَ أَنْهاراً مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ یَعْقِدُ عَلَی الْقُلُوبِ وَ تَرَاهُ الْعُیُونُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1)
عُوذَةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُكَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ بِالْأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ مَا نَفَثَ وَ عَقَدَ وَ مِنْ شَرِّ أَبِی مُرَّةَ وَ مَا وَلَدَ أُعِیذُكَ بِالْوَاحِدِ الْأَعْلَی مِنْ مَا رَأَتْ عَیْنٌ وَ مَا لَا یُرَی وَ أُعِیذُكَ بِالْفَرْدِ الْكَبِیرِ مِنْ شَرِّ مَا أَرَادَكَ بِأَمْرِ الْمَلِكِ عسیر [الْعَسِیرِ] أَنْتَ
ص: 200
یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ فِی جِوَارِ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَیْمِنِ الْعَزِیزِ الْغَفَّارِ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ هُوَ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
عُوذَةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی أَوْ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَارِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ حَاسِدٍ وَ مُعَانِدٍ وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً وَ نُسْقِیَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِیَّ كَثِیراً الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَا غَالِبَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلی أَمْرِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
عُوذَةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكُهُ كُفَّ بَأْسَهُمْ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حَرَساً وَ حِجَاباً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ عَافِ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ آمِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).
«2»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ،: عُوَذُ الْأُسْبُوعِ عُوذَةُ یَوْمِ السَّبْتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ كُفَ
ص: 201
عَنِّی بَأْسَ الْأَشْرَارِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً إِنَّكَ أَنْتَ رَبُّنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ تَوَكُّلَ عَائِذٍ بِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّی آخِذٌ بِناصِیَتِها وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
عُوذَةُ یَوْمِ الْأَحَدِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اسْتَوَی الرَّبُّ عَلَی الْعَرْشِ وَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ بِحِكْمَتِهِ وَ مُدَّتِ الْبُحُورُ وَ ظَهَرَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ وَ رَسَتِ الْجِبَالُ (1) بِإِذْنِهِ لَا یُجَاوِزُ اسْمَهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِی دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَ هِیَ طَائِعَةٌ وَ انْبَعَثَتْ لَهُ الْأَجْسَادُ وَ هِیَ بَالِیَةٌ وَ بِهِ أَحْتَجِبُ عَنْ ظُلْمِ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ عَادٍ وَ جَبَّارٍ وَ حَاسِدٍ وَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً وَ أَحْتَجِبُ بِاللَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ زَیَّنَهَا لِلنَّاظِرِینَ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ جِبِالًا أَوْتَاداً أَنْ یُوصَلَ إِلَیَّ سُوءٌ أَوْ فَاحِشَةٌ أَوْ بَلِیَّةٌ حم حم حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم حم حم عسق كَذلِكَ یُوحِی إِلَیْكَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
عُوذَةُ یَوْمِ الِاثْنَیْنِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ مِمَّا یَخْفَی وَ مَا یَظْهَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا وَارَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ إِلَی اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَی الَّذِی خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ خَاتَمِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیهما السلام وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَخِّرْ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كُلَّمَا یَغْدُو وَ یَرُوحُ مِنْ ذِی حَیٍّ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ أَخَذْتُ عَنْهُ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ مَا رَأَتْ عَیْنُ نَائِمٍ أَوْ یَقْظَانَ بِإِذْنِ اللَّهِ
ص: 202
اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ لَا سُلْطَانَ لَكُمْ عَلَی اللَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
عُوذَةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الْأَكْبَرِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلَا عَمَدٍ وَ الَّذِی خَلَقَهَا فِی یَوْمَیْنِ وَ قَضَی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها وَ جَعَلَ فِیهَا جِبِالًا وَ أَوْتَاداً وَ جَعَلَهَا فِجَاجاً وَ سُبُلًا وَ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَ سَخَّرَهُ وَ أَجْرَی الْفُلْكَ وَ سَخَّرَ الْبَحْرَ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ وَ أَنْهاراً فِی أَرْبَعَةِ أَیَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِینَ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ یَعْقِدُ عَلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ تَرَاهُ الْعُیُونُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
عُوذَةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِالْأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ ابْنِ فِتْرَةٍ وَ مَا وَلَدَ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْكَبِیرِ الْأَعْلَی مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ عَیْنِی وَ مَا لَمْ تَرَ أَسْتَعِیذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَنِی بِأَمْرٍ عَسِیرٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ وَ حِصْنِكَ الْحَصِینِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَیْمِنِ الْغَفَّارِ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمَ كَثِیراً دَائِماً.
عُوذَةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ مِنْ كُلِّ شَیْطانٍ مارِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ عَدُوٍّ وَ حَاسِدٍ وَ مُعَانِدٍ وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً وَ نُسْقِیَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِیَّ كَثِیراً الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ لَا إِلَهَ
ص: 203
إِلَّا اللَّهُ (1) وَ لَا غَالِبَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.
عُوذَةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنِّی بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَیْهِ أَنَبْنَا وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ صَلِّ عَلَی أَوْلِیَائِكَ وَ خُصَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ بِأَتَمِّ ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُومِنُ بِاللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِیرُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ مَنَعَةِ اللَّهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ رَجِلِهِمْ وَ خَیْلِهِمْ وَ رَكْضِهِمْ وَ عَطْفِهِمْ وَ رَجْعِهِمْ وَ كَیْدِهِمْ وَ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ مَا یَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّیْلِ وَ تَحْتَ النَّهَارِ مِنَ الْبُعْدِ وَ الْقُرْبِ وَ مِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَ الْحَاضِرِ وَ الشَّاهِدِ وَ الزَّائِرِ أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً وَ أَعْمَی وَ بَصِیراً وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْ نَفْسِی وَ وَسْوَسَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ الدَّیَاهِشِ وَ الْحِسِّ وَ اللَّمْسِ وَ اللُّبْسِ وَ مِنْ عَیْنِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ بِلْقِیسَ وَ أُعِیذُ دِینِی وَ نَفْسِی وَ جَمِیعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَایَتِی مِنْ شَرِّ كُلِّ صُورَةٍ وَ خَیَالٍ وَ بَیَاضٍ أَوْ سَوَادٍ أَوْ مِثَالٍ أَوْ مُعَاهَدٍ أَوْ غَیْرِ مُعَاهَدٍ مِمَّنْ یَسْكُنُ الْهَوَاءَ وَ السَّحَابَ وَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ وَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ وَ الْبَرَّ وَ الْبُحُورَ وَ السَّهْلَ وَ الْوُعُورَ وَ الْخَرَابَ وَ الْعُمْرَانَ وَ الْآكَامَ وَ الْآجَامَ وَ الْمَغَایِضَ وَ الْكَنَائِسَ وَ النَّوَاوِیسَ وَ الْفَلَوَاتِ وَ الْجَبَّانَاتِ مِنَ الصَّادِرِینَ وَ الْوَارِدِینَ مِمَّنْ یَبْدُو بِاللَّیْلِ وَ یَنْتَشِرُ بِالنَّهَارِ وَ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْمُرِیبِینَ وَ الْأَسَامِرَةِ وَ الْأَفَاتِنَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ وَ الْأَبَالِسَةِ وَ مِنْ جُنُودِهِمْ
ص: 204
وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ وَ مِنْ هَمْزِهِمْ وَ لَمْزِهِمْ وَ نَفْثِهِمْ وَ وِقَاعِهِمْ وَ أَخْذِهِمْ وَ سِحْرِهِمْ وَ ضَرْبِهِمْ وَ عَبَثِهِمْ وَ لَمْحِهِمْ وَ احْتِیَالِهِمْ وَ اخْتِلَافِهِمْ وَ أَخْلَاقِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَ الْغِیلَانِ وَ أُمِّ الصِّبْیَانِ وَ مَا وَلَدَا وَ مَا وَرَدْنَا وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ دَاخِلٍ وَ خَارِجٍ وَ عَارِضٍ وَ مُعْتَرِضٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ ضَرَبَانِ عِرْقٍ وَ صُدَاعٍ وَ شَقِیقَةٍ وَ أُمِّ مِلْدَمٍ (1) وَ الْحُمَّی وَ الْمُثَلَّثَةِ وَ الرِّبْعِ وَ الْغِبِّ وَ النَّافِضَةِ وَ الصَّالِبَةِ وَ الدَّاخِلَةِ وَ الْخَارِجَةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً وَ هَذِهِ الْعُوذَةُ الْأَخِیرَةُ كَتَبَهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام لِابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ صَبِیٌّ فِی الْمَهْدِ وَ كَانَ یُعَوِّذُهُ بِهَا رَوَاهَا عَبْدُ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْهُ علیه السلام.
«3»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، تَسَابِیحُ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.
تَسْبِیحُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ رِضَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْ ءَ سَمَاوَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْ ءَ أَرْضِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ تَسْبِیحُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ الثَّانِی سُبْحَانَ مَنْ تَعَالَی جَدُّهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ إِلَی غَیْرِ غَایَةٍ یَدُومُ بَقَاؤُهُ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَنَارَ بِنُورِ حِجَابِهِ دُونَ سَمَائِهِ سُبْحَانَ مَنْ قَامَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ بِلَا عَمَدٍ سُبْحَانَ مَنْ تَعَظَّمَ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ النُّورِ سَنَاؤُهُ سُبْحَانَ مَنْ تَوَحَّدَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ فَلَا إِلَهَ سِوَاهُ سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْبَهَاءَ وَ الْفَخْرُ رِدَاؤُهُ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَوَی عَلَی عَرْشِهِ بِوَحْدَانِیَّتِهِ.
تَسْبِیحُ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَنَارَ بِالْحَوَلِ وَ الْقُوَّةِ
ص: 205
سُبْحَانَ مَنِ احْتَجَبَ فِی سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَلَا عَیْنٌ تَرَاهُ سُبْحَانَ مَنْ أَذَلَّ الْخَلَائِقَ بِالْمَوْتِ وَ أَعَزَّ نَفْسَهُ بِالْحَیَاةِ سُبْحَانَ مَنْ یَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ سِوَاهُ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَخْلَصَ الْحَمْدَ لِنَفْسِهِ وَ ارْتَضَاهُ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْعَلِیمِ سُبْحَانَ الْحَلِیمِ الْكَرِیمِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ.
تَسْبِیحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَی خَوَازِنِ الْقُلُوبِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُحْصِی عَدَدِ الذُّنُوبِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ سُبْحَانَ الْمُطَّلِعِ عَلَی السَّرَائِرِ عَالِمِ الْخَفِیَّاتِ سُبْحَانَ مَنْ لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ سُبْحَانَ مَنِ السَّرَائِرُ عِنْدَهُ عَلَانِیَةٌ وَ الْبَوَاطِنُ عِنْدَهُ ظَوَاهِرُ سُبْحَانَ اللَّهِ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ الْخَامِسِ سُبْحَانَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی سُبْحَانَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا یَكُونُ هَكَذَا غَیْرُهُ وَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ قُدْرَتَهُ سُبْحَانَ مَنْ أَوَّلُهُ عِلْمٌ لَا یُوصَفُ وَ آخِرُهُ عِلْمٌ لَا یَبِیدُ سُبْحَانَ مَنْ عَلَا فَوْقَ الْبَرِیَّاتِ بِالْإِلَهِیَّةِ فَلَا عَیْنٌ تُدْرِكُهُ وَ لَا عَقْلٌ یُمَثِّلُهُ وَ لَا وَهْمٌ یُصَوِّرُهُ وَ لَا لِسَانٌ یَصِفُهُ بِغَایَةِ مَا لَهُ الْوَصْفُ سُبْحَانَ مَنْ عَلَا فِی الْهَوَاءِ سُبْحَانَ مَنْ قَضَی الْمَوْتَ عَلَی الْعِبَادِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقَادِرِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْبَاقِی الدَّائِمِ تَسْبِیحُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ نُورُهُ كُلَّ ظُلْمَةٍ سُبْحَانَ مَنْ قَدَرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قُدْرَةٍ سُبْحَانَ مَنِ احْتَجَبَ عَنِ الْعِبَادِ وَ لَا شَیْ ءٌ یَحْجُبُهُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ سُبْحَانَ الْخَالِقِ الْبَارِئِ سُبْحَانَ الْقَادِرِ الْمُقْتَدِرِ سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَتْ لَهُ الْأَشْیَاءُ سُبْحَانَ مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ الثَّامِنِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَظِیمٌ لَا یُرَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَافِظٌ لَا یَنْسَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَالِمٌ لَا یَسْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُحِیطٌ بِخَلْقِهِ لَا یَغِیبُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُحْجَبٌ لَا یُرَی سُبْحَانَ مَنِ اسْتَتَرَ
ص: 206
بِالضِّیَاءِ فَلَا شَیْ ءٌ یُدْرِكُهُ سُبْحَانَ مَنِ النُّورُ مَنَارُهُ وَ الضِّیَاءُ بَهَاؤُهُ وَ الْبَهْجَةُ جَمَالُهُ وَ الْجَلَالُ عِزُّهُ وَ الْعِزَّةُ قُدْرَتُهُ وَ الْقُدْرَةُ صِفَتُهُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فِی الْیَوْمِ التَّاسِعِ سُبْحَانَ مَنْ مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَغْشَی الْأَمَدُ نُورَهُ سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ كُلُّ ظُلْمَةٍ بِضَوْئِهِ سُبْحَانَ مَنْ یَدِینُ لِدِینِهِ كُلُّ دَیِّنٍ سُبْحَانَ مَنْ قَدَّرَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَیْسَ لِخَالِقِیَّتِهِ حَدٌّ وَ لَا لِقَادِرِیَّتِهِ نَفَادٌ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ تَسْبِیحُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیه السلام فِی الْعَاشِرِ وَ الْحَادِیَ عَشَرَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ سُبْحَانَ خَالِقِ الظُّلْمَةِ سُبْحَانَ خَالِقِ الْمِیَاهِ سُبْحَانَ خَالِقِ السَّمَاوَاتِ سُبْحَانَ خَالِقِ الْأَرَضِینَ سُبْحَانَ خَالِقِ الرِّیَاحِ وَ النَّبَاتِ سُبْحَانَ خَالِقِ الْحَیَاةِ وَ الْمَوْتِ سُبْحَانَ خَالِقِ الثَّرَی وَ الْفَلَوَاتِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الثَّانِی عَشَرَ وَ الثَّالِثَ عَشَرَ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَعْتَدِی عَلَی أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یُؤَاخِذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِیٌّ لَا یَفْتَقِرُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی السَّادِسَ عَشَرَ وَ السَّابِعَ عَشَرَ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِی دُنُوِّهِ عَالٍ وَ فِی إِشْرَاقِهِ مُنِیرٌ وَ فِی سُلْطَانِهِ قَوِیٌّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ تَسْبِیحُ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام مِنَ الْیَوْمِ الثَّامِنَ عَشَرَ إِلَی آخِرِ الشَّهْرِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ.
ص: 207
أقول: و سیجی ء بعض أحرازه صلی اللّٰه علیه و آله فی باب الاحتجابات أیضا.
«1»- مهج، [مهج الدعوات] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الدُّورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمُؤَدِّبِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی كُرْزٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ عَقِیلِ بْنِ أَبِی عَقِیلٍ عَنْ آمِنَةَ أُمِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهَا آتٍ فِی مَنَامِهَا فَقَالَ لَهَا حَمَلْتِ سَیِّدَ الْبَرِیَّةِ فَسَمِّیهِ مُحَمَّداً اسْمُهُ فِی التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ وَ عَلِّقِی عَلَیْهِ هَذَا الْكِتَابَ فَاسْتَیْقَظَتْ مِنْ مَنَامِهَا وَ عِنْدَ رَأْسِهَا قَصَبَةُ حَدِیدٍ فِیهَا رَقٌّ فِیهِ كِتَابٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَسْتَرْعِیكَ رَبَّكَ وَ أُعَوِّذُكَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ رَائِدٍ فِی طُرُقِ الْمَوَارِدِ وَ لَا تَضُرُّوهُ فِی یَقَظَةٍ وَ لَا مَنَامٍ وَ لَا فِی ظَعْنٍ وَ لَا فِی مَقَامٍ سَجِیسَ اللَّیَالِی (1) وَ أَوَاخِرَ الْأَیَّامِ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ وَ حِجَابُ اللَّهِ فَوْقَ عَادِیَتِهِمْ.
ص: 208
«2»- حِرْزٌ آخَرُ عَنِ النَّبِیِّ ص، [قصص الأنبیاء] علیهم السلام مهج، [مهج الدعوات] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَدِّهِ وَ عُثْمَانَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی صَالِحٍ قِرَاءَةً عَلَیْهِمْ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِذَا هَالَكَ أَمْرٌ أَوْ نَزَلَتْ بِكَ شِدَّةٌ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِیَنِی مِنْ هَذَا الْغَمِ (1).
حِرْزٌ آخَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وُجِدَ فِی مَهْدِهِ تَحْتَ كَرِیمِهِ الشَّرِیفِ فِی حَرِیرَةٍ بَیْضَاءَ مَكْتُوبٌ أُعِیذُ مُحَمَّدَ بْنَ آمِنَةَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ أَوْ نَافِثٍ عَلَی الْفَسَادِ جَاهِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ مَارِدٍ یَأْخُذُ بِالْمَرَاصِدِ فِی طُرُقِ الْمَوَارِدِ أَذُبُّهُمْ عَنْهُ بِاللَّهِ الْأَعْلَی وَ أَحُوطُهُ مِنْهُمْ بِالْكَنَفِ الَّذِی لَا یُؤْذَی أَنْ لَا یَضُرُّوهُ وَ لَا یَطَّیِّرُوهُ فِی مَشْهَدٍ وَ لَا مَنَامٍ وَ لَا مَسِیرٍ وَ لَا مَقَامٍ سَجِیسَ اللَّیَالِی وَ آخِرَ الْأَیَّامِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَبَدَّدَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ بَقِیَ وَجْهُ اللَّهِ لَا یُعْجِزُ اللَّهَ شَیْ ءٌ اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ حَسْبُهُ اللَّهُ وَ كَفَی وَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا وَ أُعِیذُهُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ نُورِ اللَّهِ وَ بِعِزَّةِ مَا یَحْمِلُ الْعَرْشَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی یُفَرِّقُ بَیْنَ النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ وَ احْتَجَبَ بِهِ دُونَ خَلْقِهِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْمُحِیطِ بِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یُحِیطُ بِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
حِرْزٌ آخَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِرِوَایَةٍ أُخْرَی: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ (3) التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ عَذَابِكَ وَ شَرِّ عِبَادِكَ
ص: 209
وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ خَیْرِ مَا تُعْطِی وَ مَا تُسْأَلُ وَ خَیْرِ مَا تُخْفِی وَ مَا تُبْدِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا یَجْرِی بِهِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ إِنَّ رَبِّیَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.
حِرْزُ خَدِیجَةَ علیها السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا اللَّهُ یَا حَافَظُ یَا حَفِیظُ یَا رَقِیبُ.
حِرْزٌ آخَرُ لِخَدِیجَةَ علیها السلام (1): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِیثُ فَأَغِثْنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی كُلَّهُ (2).
مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ آخَرُ(3)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرِوَایَةٍ أُخْرَی: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ عَذَابِكَ وَ شَرِّ عِبَادِكَ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ خَیْرِ مَا تُعْطِی وَ مَا تُسْأَلُ وَ خَیْرِ مَا تُخْفِی وَ مَا تُبْدِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا یَجْرِی بِهِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ إِنَّ رَبِّیَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ
ص: 210
كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.
«3»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ]: عُوذَةٌ عَوَّذَ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عَانَهُ إِنْسَانٌ یَهُودِیٌّ وَ هِیَ كَلِمَاتٌ أَرْسَلَهَا رَبُّ الْعِزَّةِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُعِیذُكَ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ وَ أَسْمَائِهِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ مِنْ شَرِّ أَبِی قِتْرَةَ(1) وَ أَبِی عُرْوَةَ وَ دَنْهَشَ وَ مَا وَلَدُوا وَ مِنْ شَرِّ الطَّیَّارَاتِ الْمَرَدَةِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَعْمَلُ الْخَطِیئَةَ وَ یَهُمُّ بِهَا وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ وَ مِنْ شَرِّ الْخَفِیَّاتِ فِی الرَّصَدِ اللَّاتِی یُحِطْنَ (2)
الْإِنْسَانَ كَالْبَلَدِ بَعْدَ مَا كَانَ كَالْأَسَدِ.
«4»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ وَ أَنْتَ رَجَائِی فِی كُلِّ شِدَّةٍ(3) وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ فِیهِ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تُعْیِینِی فِیهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَاغِباً فِیهِ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ عَنِّی وَ كَفَیْتَنِیهِ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا(4).
«5»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ عَنْ غَیْرِهِ: أَنَّهُ لَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَقَدْ دَعَوْتَ بِدُعَاءِ إِبْرَاهِیمَ حِینَ أُلْقِیَ فِی النَّارِ وَ دَعَا بِهِ یُونُسُ حِینَ صَارَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی صَبُوراً وَ اجْعَلْنِی شَكُوراً وَ اجْعَلْنِی فِی أَمَانِكَ (5).
ص: 211
«6»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْأَحْزَابِ رَوَیْنَاهُ عَنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ وَ الذِّكْرِ تَأْلِیفِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِنَا إِلَیْهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْأَحْزَابِ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ مفرج [مُفَرِّجاً] عَنِ الْمَغْمُومِینَ اكْشِفْ عَنِّی هَمِّی وَ غَمِّی وَ كُرْبَتِی فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَالِی وَ حَالَ أَصْحَابِی فَاكْفِنِی هَوْلَ عَدُوِّی قَالَ فَقَالَ فِی حَدِیثِهِ فَإِنَّهُ لَا یَكْشِفُ ذَلِكَ غَیْرُكَ (1).
«7»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ وَ فِیهِ زِیَادَةٌ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ مفرج [مُفَرِّجاً] عَنِ الْمَغْمُومِینَ اكْشِفْ عَنِّی هَمِّی وَ غَمِّی وَ كَرْبِی فَقَدْ تَرَی حَالِی وَ حَالَ أَصْحَابِی اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الصَّلَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ صِلَةَ الرَّحِمِ وَ عَظِّمْ رِزْقِی وَ رِزْقِ أَهْلِ بَیْتِی فِی عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ اللَّهُ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ اللَّهُ تَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَهِی أَنْتَ الْحَلِیمُ الَّذِی لَا یَجْهَلُ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یَبْخَلُ وَ أَنْتَ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَظْلِمُ وَ أَنْتَ الْحَكِیمُ الَّذِی لَا یَجُورُ وَ أَنْتَ الْمَنِیعُ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الَّذِی لَا یَسْتَذِلُّ وَ أَنْتَ الرَّفِیعُ الَّذِی لَا یُرَی وَ أَنْتَ الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَفْنَی وَ أَنْتَ الَّذِی أَحَطْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً أَنْتَ الْبَدِیعُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْبَاقِی بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَالِقُ مَا یُرَی وَ خَالِقُ مَا لَا یُرَی عَالِمُ كُلِّ شَیْ ءٍ بِغَیْرِ تَعْلِیمٍ أَنْتَ الَّذِی تُعْطِی الْغَلَبَةَ مَنْ شِئْتَ تُهْلِكُ مُلُوكاً وَ تُمَلِّكُ آخَرِینَ بِیَدِكَ الْخَیْرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ وَ أَدْخِلْنَا بِرَحْمَتِكَ فِی عِبادِكَ الصَّالِحِینَ وَ اخْتِمْ لِی بِالسَّعَادَةِ وَ اجْعَلْنِی مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ (2).
«8»- دُعَاءٌ آخَرُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَوْمِ الْأَحْزَابِ رَوَیْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِنُورِ قُدْسِكَ وَ عَظَمَةِ طَهَارَتِكَ وَ بَرَكَةِ جَلَالِكَ مِنْ كُلِ
ص: 212
آفَةٍ وَ عَاهَةٍ مِنْ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ غِیَاثِی فَبِكَ أَسْتَغِیثُ وَ أَنْتَ مَلَاذِی فَبِكَ أَلُوذُ وَ أَنْتَ مَعَاذِی فَبِكَ أَعُوذُ یَا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُ الْجَبَابِرَةِ وَ خَضَعَتْ لَهُ مَقَالِیدُ الْفَرَاعِنَةِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْیِكَ وَ مِنْ كَشْفِ سَتْرِكَ وَ مِنْ نِسْیَانِ ذِكْرِكَ وَ الِانْصِرَافِ مِنْ شُكْرِكَ أَنَا فِی حِرْزِكَ فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی وَ ظَعْنِی وَ أَسْفَارِی وَ نَوْمِی وَ قَرَارِی ذِكْرُكَ شِعَارِی وَ ثَنَاؤُكَ دِثَارِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعْظِیماً لِوَجْهِكَ وَ تَكْرِیماً لِسُبُحَاتِ نُورِكَ أَجِرْنِی مِنْ خِزْیِكَ وَ مِنْ كَشْفِ سِتْرِكَ وَ سُوءِ عِقَابِكَ وَ اضْرِبْ عَلَیَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ وَ أَدْخِلْنِی فِی حِفْظِ عِنَایَتِكَ وَ عِدْنِی بِخَیْرٍ مِنْكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«9»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءٌ آخَرُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ نَقَلْتُهُ مِنَ الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْأَحْزَابِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی وَ إِنْ كُنْتُ بَطِیئاً حِینَ یَدْعُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ فَیُعْطِینِی وَ إِنْ كُنْتُ بَخِیلًا حِینَ یَسْتَقْرِضُنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْتَعْفِیهِ فَیُعَافِینِی وَ إِنْ كُنْتُ مُتَعَرِّضاً لِلَّذِی نَهَانِی عَنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَخْلُو بِهِ كَمَا(2) شِئْتُ فِی سِرِّی وَ أَضَعُ عِنْدَهُ مَا شِئْتُ مِنْ أَمْرِی مِنْ غَیْرِ شَفِیعٍ فَیَقْضِی لِی رَبِّی حَاجَتِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَكَلَنِی إِلَیْهِ النَّاسُ فَأَكْرَمَنِی وَ لَمْ یَكِلْنِی إِلَیْهِمْ فَیُهِینُونِی وَ كَفَانِی رَبِّی بِرِفْقٍ وَ لُطْفٍ بِی رَبِّی لَمَّا جَفَوْا ذَلِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَضِیتُ بِلُطْفِكَ رَبِّی لَطِیفاً وَ رَضِیتُ بِكَنَفِكَ رَبِّی خَلَفاً(3).
«10»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ حُنَیْنٍ رَبِّ كُنْتَ وَ تَكُونُ حَیّاً لَا تَمُوتُ تَنَامُ الْعُیُونُ وَ تَنْكَدِرُ النُّجُومُ وَ أَنْتَ حَیٌّ قَیُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: أَمَانٌ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ
ص: 213
عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1).
«11»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءٌ رُوِیَ: أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ حُنَیْنٍ (2)
اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ تَعْجِیلَ عَافِیَتِكَ وَ صَبْراً عَلَی بَلِیَّتِكَ وَ خُرُوجاً مِنَ الدُّنْیَا إِلَی رَحْمَتِكَ (3).
«12»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءٌ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ فَأَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَهُ فَلَمَّا قَرَأَهُ لَمْ یَسْتَطِعْ صَاحِبُ سَیْفِهِ أَنْ یَقْتُلَهُ وَ هُوَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ یَا مُحْیِیَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ یَا مَنْ لَا یُعَجِّلُ لِأَنَّهُ لَا یَخَافُ الْفَوْتَ یَا دَائِمَ الثَّبَاتِ یَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ الرَّمِیمِ الدَّارِسَاتِ بِسْمِ اللَّهِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ رَمَیْتُ كُلَّ مَنْ یُؤْذِینِی بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (4).
«13»- مهج، [مهج الدعوات] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِیمِیُّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوسَی الْبَغْدَادِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الدُّورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمُؤَدِّبِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی كُرْزٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ عَقِیلِ بْنِ أَبِی عَقِیلٍ عَنْ آمِنَةَ أُمِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهَا آتٍ فِی مَنَامِهَا فَقَالَ لَهَا حَمَلْتِ سَیِّدَ الْبَرِیَّةِ فَسَمِّیهِ مُحَمَّداً اسْمُهُ فِی التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ وَ عَلِّقِی عَلَیْهِ هَذَا الْكِتَابَ فَاسْتَیْقَظَتْ مِنْ مَنَامِهَا وَ عِنْدَ رَأْسِهَا قَصَبَةُ حَدِیدٍ فِیهَا رَقٌّ فِیهِ كِتَابٌ:
ص: 214
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَسْتَرْعِیكَ رَبَّكَ وَ أُعَوِّذُكَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ رَائِدٍ فِی طُرُقِ الْمَوَارِدِ لَا تَضِرُّوهُ فِی یَقَظَةٍ وَ لَا مَنَامٍ وَ لَا فِی ظَعْنٍ وَ لَا فِی مُقَامٍ سَجِیسَ اللَّیَالِی وَ أَوَاخِرَ الْأَیَّامِ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ وَ حِجَابُ اللَّهِ فَوْقَ عَادِیَتِهِمْ (1).
«14»- مهج، [مهج الدعوات]: حِرْزٌ آخَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وُجِدَ فِی مَهْدِهِ تَحْتَ كَرِیمِهِ الشَّرِیفِ فِی حَرِیرَةٍ بَیْضَاءَ مَكْتُوبٌ أُعِیذُ مُحَمَّدَ بْنَ آمِنَةَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ أَوْ نَافِثٍ عَلَی الْفَسَادِ جَاهِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ مَارِدٍ یَأْخُذُ بِالْمَرَاصِدِ فِی طُرُقِ الْمَوَارِدِ أَذُبُّهُمْ عَنْهُ بِاللَّهِ الْأَعْلَی وَ أَحُوطُهُ مِنْهُمْ بِالْكَنَفِ الَّذِی لَا یُؤْذَی أَنْ لَا یُضِرُّوهُ وَ لَا یَطَّیِّرُوهُ فِی مَشْهَدٍ وَ لَا مَنَامٍ وَ لَا مَسِیرٍ وَ لَا مَقَامٍ سَجِیسَ اللَّیَالِی وَ آخِرَ الْأَیَّامِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَبَدَّدَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ بَقِیَ وَجْهُ اللَّهِ لَا یُعْجِزُ اللَّهَ شَیْ ءٌ اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ حَسْبُهُ اللَّهُ وَ كَفَی سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا وَ أُعِیذُهُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ نُورِ اللَّهِ وَ بِعِزَّةِ مَا یَحْمِلُ الْعَرْشَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی یُفَرِّقُ بَیْنَ النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ وَ احْتَجَبَ بِهِ دُونَ خَلْقِهِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْمُحِیطِ بِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یُحِیطُ بِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«15»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ عَایَنَ الْعِفْرِیتَ وَ مَعَهُ شُعْلَةُ نَارٍ فَانْكَبَّ الشَّیْطَانُ لِوَجْهِهِ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَبْرَئِیلُ مَعَهُ علیه السلام فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْرَأُ فَإِذَا بِعِفْرِیتٍ مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ قَدْ أَقْبَلَ وَ فِی یَدِهِ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ وَ هُوَ یَقْرُبُ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فَیَنْكَبَّ الْعِفْرِیتُ لِوَجْهِهِ وَ تَطْفَأَ شُعْلَتُهُ قَالَ نَعَمْ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ قَالَ قُلْ:
أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِ اللَّهِ وَ كَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِنْ
ص: 215
شَرِّ مَا ذَرَأَ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ مِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ یَا رَحْمَانُ فَقَالَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْكَبَّ الْعِفْرِیتُ لِوَجْهِهِ وَ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ (1).
«16»- مهج، [مهج الدعوات]: ذُكِرَ رِوَایَةٌ أُخْرَی بِدُعَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ رُؤْیَةِ الْعِفْرِیتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَفَاتِیحَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِیمَهُ وَ أَسْأَلُكَ دَرَجَاتِ الْعُلَی مِنَ الْجَنَّةِ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَمْتَنِعُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ مَلَكُوتِهِ وَ اسْمِهِ الْعَظِیمِ أَسْتَجِیرُ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ عَمَلِهِ وَ رَجِلِهِ وَ خَیْلِهِ وَ شَرِكِهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ إِنَّ رَبِّی سَمِیعُ الدُّعاءِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی عَیْنٍ نَاظِرَةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی أُذُنٍ سَامِعَةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی أَلْسُنٍ نَاطِقَةٍ وَ مِنْ شَرِّ أَیْدٍ بَاطِشَةٍ وَ مِنْ شَرِّ أَرْجُلٍ مَاشِیَةٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَخْفَیْتُ فِی نَفْسِی وَ أَعْلَنْتُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی مِنْ خَلِیقَتِكَ بَغْیاً أَوْ عَطَباً أَوْ عَیْباً أَوْ مَكْرُوهاً أَوْ سُوءاً أَوْ مَسَاءَاتٍ (2) مِنْ إِنْسِیٍّ أَوْ جِنِّیٍّ صَغِیراً أَوْ كَبِیراً فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُحَرِّجَ صَدْرَهُ وَ أَنْ تُفْحِمَ لِسَانَهُ وَ أَنْ تُقَصِّرَ یَدَهُ وَ أَنْ تَدْفَعَ فِی صَدْرِهِ وَ أَنْ تَكُفَّ یَمِینَهُ وَ أَنْ تَجْعَلَ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ وَ أَنْ تُنْدِرَ بَصَرَهُ وَ أَنْ تَقْمَعَ رَأْسَهُ وَ أَنْ تُمِیتَهُ بِغَیْظِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُ شُغُلًا فِی نَفْسِهِ وَ أَنْ تَكْفِینِیهِ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ سَوءٍ فِی الْمَغِیبِ وَ الْمَحْضَرِ قَلْبُهُ یَرَانِی وَ عَیْنَاهُ تَبْصُرَانِی وَ أُذُنَاهُ تَسْمَعَانِی إِنْ رَأَی حَسَنَةً أَخْفَاهَا وَ إِنْ رَأَی فَاحِشَةً أَبْدَاهَا
ص: 216
اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ یَرُدُّ إِلَی طَبَعٍ (1)
وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَوًی یُرْدِینِی وَ غِنًی یُطْغِینِی وَ فَقْرٍ یُنْسِینِی وَ مِنْ خَطِیئَةٍ لَا تَوْبَةَ لَهَا وَ مِنْ مَنْظَرِ سَوْءٍ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ (2).
«17»- مهج، [مهج الدعوات]: عُوذَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ وَادِی الْقُرَی تَصْلُحُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مَنْ كَتَبَهَا وَ عَلَّقَهَا عَلَیْهِ كَانَ فِی أَمَانِ اللَّهِ وَ كَنَفِهِ وَ حِجَابِهِ وَ عِزِّهِ وَ مَنْعِهِ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحْفَظُهُ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضَّالِّینَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ
ص: 217
تَكْبِیراً وَ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لَا نَعْرِفُ لَهُ سَمِیّاً وَ هُوَ الرَّجَاءُ وَ الْمُرْتَجَی وَ الْمُلْتَجَی وَ إِلَیْهِ الْمُشْتَكَی وَ مِنْهُ الْفَرَجُ وَ الرَّجَاءُ: وَ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْجَلِیلَةِ الرَّفِیعَةِ عِنْدَكَ الْعَالِیَةِ الْمَنِیعَةِ الَّتِی اخْتَرْتَهَا لِنَفْسِكَ وَ اخْتَصَصْتَهَا لِذِكْرِكَ وَ مَنَعْتَهَا جَمِیعَ خَلْقِكَ وَ أَفْرَدْتَهَا عَنْ كُلِّ شَیْ ءٍ دُونَكَ وَ جَعَلْتَهَا دَلِیلَةً عَلَیْكَ وَ سَبَباً إِلَیْكَ فَهِیَ أَعْظَمُ الْأَسْمَاءِ وَ أَجَلُّ الْأَقْسَامِ وَ أَفْخَرُ الْأَشْیَاءِ وَ أَكْبَرُ الْعَزَائِمِ وَ أَوْثَقُ الدَّعَائِمِ وَ لَا تَرُدُّ دَاعِیَكَ بِهَا وَ لَا تُخَیِّبُ رَاجِیَكَ وَ الْمُتَوَسِّلَ إِلَیْكَ وَ لَا یَذِلُّ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَیْكَ وَ لَا یُضَامُ مَنْ لَجَأَ إِلَیْكَ وَ لَا یَفْتَقِرُ سَائِلُكَ وَ لَا یَنْقَطِعُ رَجَاءُ مُؤَمِّلِكَ وَ لَا تُخْفَرُ ذِمَّتُهُ وَ لَا تُضَیَّعُ حُرْمَتُهُ فَیَا مَنْ لَا یُعَانُ وَ لَا یُضَامُ وَ لَا یُغَالَبُ وَ لَا یُنَازَعُ وَ لَا یُقَاوَمُ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا وَ أَصْلِحْ لِی شُئُونِی كُلَّهَا وَ اكْفِنِی الْمُهِمَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ عَافِنِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ احْفَظْنِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اسْتُرْنِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَرِّبْ جِوَارِی مِنْكَ فَأَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِاسْمِكَ الْجَلِیلِ الْعَظِیمِ تَوَسَّلْتُ وَ بِهِ تَعَلَّقْتُ وَ عَلَیْهِ اعْتَمَدْتُ وَ هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها فَلَا تُخْفِرْ ذِمَّتِی وَ لَا تَرُدَّ مَسْأَلَتِی وَ لَا تَحْجُبْ دَعْوَتِی وَ لَا تَنْقُصْ رَغْبَتِی وَ ارْحَمْ ذُلِّی وَ تَضَرُّعِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی فَمَا لِی رَجَاءٌ غَیْرُكَ وَ لَا أَمَلٌ سِوَاكَ وَ لَا حَافِظٌ إِلَّا أَنْتَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ أَنْتَ رَبُّ الْأَرْبَابِ وَ مَالِكُ الرِّقَابِ وَ صَاحِبُ الْعَفْوِ وَ الْعِقَابِ أَسْأَلُكَ بِالرُّبُوبِیَّةِ الَّتِی انْفَرَدْتَ بِهَا أَنْ تُعْتِقَنِی مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ وَ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ تَجْعَلَنِی مِنَ الْفَائِزِینَ عِنْدَكَ اللَّهُمَّ احْجُبْنِی بِسِتْرِكَ وَ اسْتُرْنِی بِعِزِّكَ وَ اكْنُفْنِی بِحِفْظِكَ وَ احْفَظْنِی بِحِرْزِكَ وَ احْرُزْنِی فِی أَمْنِكَ وَ اعْصِمْنِی بِحِیَاطَتِكَ وَ حُطَّنِی بِعِزِّكَ وَ امْنَعْ مِنِّی بِقُوَّتِكَ وَ قَوِّنِی بِسُلْطَانِكَ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ عَدُوّاً بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).
«18»- كِتَابُ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ لِلطَّبَرِیِّ، عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
ص: 218
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ یَا فَاطِمَةُ أَ لَا أُعَلِّمُكِ دُعَاءً لَا یَدْعُو بِهِ أَحَدٌ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ لَا یَحِیكُ (1) فِی صَاحِبِهِ سَمٌّ وَ لَا سِحْرٌ وَ لَا یَعْرِضُ لَهُ شَیْطَانٌ بِسُوءٍ وَ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ تُقْضَی حَوَائِجُهُ كُلُّهَا الَّتِی یَرْغَبُ إِلَی اللَّهِ فِیهَا عَاجِلُهَا وَ آجِلُهَا قُلْتُ أَجَلْ یَا أَبَهْ لَهَذَا وَ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا قَالَ تَقُولِینَ:
یَا اللَّهُ یَا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وَ أَقْدَمَهُ قِدَماً فِی الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ یَا اللَّهُ یَا رَحِیمَ كُلِّ مُسْتَرْحِمٍ وَ مَفْزَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ یَا اللَّهُ یَا رَاحِمَ كُلِّ حَزِینٍ یَشْكُو بَثَّهُ وَ حُزْنَهُ إِلَیْهِ یَا اللَّهُ یَا خَیْرَ مَنْ طُلِبَ الْمَعْرُوفُ مِنْهُ وَ أَسْرَعَهُ إِعْطَاءً یَا اللَّهُ یَا مَنْ تَخَافُ الْمَلَائِكَةُ الْمُتَوَقِّدَةُ بِالنُّورِ مِنْهُ أَسْأَلُكَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِی تَدْعُو بِهَا حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ مَنْ حَوْلَ عَرْشِكَ یُسَبِّحُونَ بِهَا شَفَقَةً مِنْ خَوْفِ عَذَابِكَ وَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِی یَدْعُوكَ بِهَا جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ إِلَّا أَجَبْتَنِی وَ كَشَفْتَ یَا إِلَهِی كُرْبَتِی وَ سَتَرْتَ ذُنُوبِی یَا مَنْ یَأْمُرُ بِالصَّیْحَةِ فِی خَلْقِهِ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ الَّذِی تُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ أَنْ تُحْیِیَ قَلْبِی وَ تَشْرَحَ صَدْرِی وَ تُصْلِحَ شَأْنِی یَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْبَقَاءِ وَ خَلَقَ لِبَرِیَّتِهِ الْمَوْتَ وَ الْحَیَاةَ یَا مَنْ فِعْلُهُ قَوْلٌ وَ قَوْلُهُ أَمْرٌ وَ أَمْرُهُ مَاضٍ عَلَی مَا یَشَاءُ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ خَلِیلُكَ حِینَ أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ قُلْتَ یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ بِالاسْمِ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ مُوسَی مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَیْمَنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی كَشَفْتَ بِهِ عَنْ أَیُّوبَ الضُّرَّ وَ تُبْتَ عَلَی دَاوُدَ وَ سَخَّرْتَ لِسُلَیْمَانَ الرِّیحَ تَجْرِی بِأَمْرِهِ وَ الشَّیَاطِینَ وَ عَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی وَهَبْتَ لِزَكَرِیَّا یَحْیَی وَ خَلَقْتَ عِیسَی مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ مِنْ غَیْرِ أَبٍ وَ بِالاسْمِ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِیَّ وَ بِالاسْمِ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الرُّوحَانِیِّینَ وَ بِالاسْمِ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ وَ بِالاسْمِ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ جَمِیعَ الْخَلْقِ وَ جَمِیعَ
ص: 219
مَا أَرَدْتَ مِنْ شَیْ ءٍ وَ بِالاسْمِ الَّذِی قَدَرْتَ بِهِ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ أَسْأَلُكَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَمَّا أَعْطَیْتَنِی سُؤْلِی وَ قَضَیْتَ بِهَا حَوَائِجِی فَإِنَّهُ یُقَالُ لَكِ یَا فَاطِمَةُ نَعَمْ نَعَمْ.
«19»- أَقُولُ وَ مِنَ الْأَحْرَازِ الْمَشْهُورَةِ الْمَرْوِیَّةِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحِرْزُ الْمَعْرُوفُ بِحِرْزِ أَبِی دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ لِدَفْعِ الْجِنِّ وَ السِّحْرِ وَ قَدْ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ مَا صُورَتُهُ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْفَقِیهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ جَامِعِ بْنِ أَبِی سَاجٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِی الْعَبَّاسِ الشقانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَلَفٍ الْمَغْرِبِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی السُّلَمِیُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قِرَاءَةً عَلَیْنَا بِلَفْظِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ یُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُوقٍ الْقَوَّاسُ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْمُقْرِی قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ غُلَامُ الْخَلِیلِ قَالَ حَدَّثَنَا یَزِیدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا بِهِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَاجُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْشَابُورِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ السُّلَمِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِی دُجَانَةَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو دُجَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی دُجَانَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ شَكَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی خَرَجْتُ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ فَإِذَا طَارِقٌ یَطْرُقُ فَمَسِسْتُ جِلْدَهُ فَإِذَا هُوَ جِلْدُ الْقُنْفُذِ فَالْتَفَتَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ اكْتُبْ حِرْزاً لِأَبِی دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیِّ وَ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أُمَّتِی مَنْ یَخَافُ الْعَوَارِضَ وَ التَّوَابِعَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَا أَكْتُبُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اكْتُبْ یَا عَلِیُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 220
الْعَرَبِیِّ الْهَاشِمِیِّ الْمَكِّیِّ الْمَدَنِیِّ الْأَبْطَحِیِّ الْأُمِّیِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَ الْهَرَاوَةِ وَ الْقَضِیبِ وَ النَّاقَةِ صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَی مَنْ طَرَقَ الدَّارَ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَنَا وَ لَكُمْ فِی الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ لَمْ یَكُنْ طَارِقاً مُولَعاً أَوْ دَاعِیاً مُبْطِلًا أَوْ مُؤْذِیاً مُقْتَصِماً فَاتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَ انْطَلِقُوا إِلَی عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ یُرْسَلُ عَلَیْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ إِلَی اللَّهِ وَ لَا غَالِبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا أَحَدَ سِوَی اللَّهِ وَ لَا أَحَدَ مِثْلَ اللَّهِ وَ أَسْتَفْتِحُ بِاللَّهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَی اللَّهِ صَاحِبُ كِتَابِی هَذَا فِی حِرْزِ اللَّهِ حَیْثُ مَا كَانَ وَ حَیْثُ مَا تَوَجَّهَ لَا تَقْرَبُوهُ وَ لَا تَفْزَعُوهُ وَ لَا تُضَارُّوهُ قَاعِداً وَ لَا قَائِماً وَ لَا فِی أَكْلٍ وَ لَا فِی شُرْبٍ وَ لَا فِی اغْتِسَالٍ وَ لَا فِی جِبَالٍ وَ لَا بِاللَّیْلِ وَ لَا بِالنَّهَارِ وَ كُلَّمَا سَمِعْتُمْ ذِكْرَ كِتَابِی هَذَا فَأَدْبِرُوا عَنْهُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غَالِبُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ أَعْلَی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ اكْتُبِ اللَّهُمَّ احْفَظْ یَا رَبِّ مَنْ عَلَّقَ عَلَیْهِ كِتَابِی هَذَا بِالاسْمِ الَّذِی هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَی سُرَادِقِ الْعَرْشِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْغَالِبُ الَّذِی لَا یَغْلِبُهُ شَیْ ءٌ وَ لَا یَنْجُو مِنْهُ هَارِبٌ وَ أُعِیذُهُ بِالْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ بِالْعَیْنِ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ بِالْكُرْسِیِّ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ بِالْعَرْشِ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ أُعِیذُهُ بِالاسْمِ الْمَكْتُوبِ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی هُوَ مَكْتُوبٌ فِی الزَّبُورِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی هُوَ مَكْتُوبٌ فِی الْفُرْقَانِ.
وَ أُعِیذُهُ بِالاسْمِ الَّذِی حُمِلَ بِهِ عَرْشُ بِلْقِیسَ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْهِ طَرْفُهُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ بِالْأَسْمَاءِ الثَّمَانِیَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِی قَلْبِ الشَّمْسِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی یَسِیرُ بِهِ السَّحَابُ الثِّقَالُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی تَجَلَّی الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَتَقَطَّعَ الْجَبَلُ مِنْ أَصْلِهِ وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً وَ بِالاسْمِ الَّذِی كُتِبَ عَلَی وَرَقِ الزَّیْتُونِ وَ أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَلَمْ یَحْتَرِقْ وَ بِالاسْمِ الَّذِی یَمْشِی بِهِ الْخَضِرُ علیه السلام عَلَی الْمَاءِ فَلَمْ تَبْتَلَّ قَدَمَاهُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی نَطَقَ بِهِ عِیسَی علیه السلام فِی الْمَهْدِ صَبِیّاً وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أَحْیَا الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ.
ص: 221
وَ أُعِیذُهُ بِالاسْمِ الَّذِی نَجَا بِهِ یُوسُفُ علیه السلام مِنَ الْجُبِّ وَ بِالاسْمِ الَّذِی نَجَا بِهِ یُونُسُ علیه السلام مِنَ الظُّلْمَةِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی فُلِقَ بِهِ الْبَحْرُ لِمُوسَی علیه السلام وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ وَ أُعِیذُهُ بِالتِّسْعِ آیَاتٍ الَّتِی نَزَلَتْ عَلَی مُوسَی بِطُورِ سَیْنَاءَ وَ أُعِیذُ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا مِنْ كُلِّ عَیْنٍ نَاظِرَةٍ وَ آذَانٍ سَامِعَةٍ وَ أَلْسُنٍ نَاطِقَةٍ وَ أَقْدَامٍ مَاشِیَةٍ وَ قُلُوبٍ وَاعِیَةٍ وَ صُدُورٍ خَاوِیَةٍ وَ أَنْفُسٍ كَافِرَةٍ وَ عَیْنٍ لَازِمَةٍ ظَاهِرَةٍ وَ بَاطِنَةٍ وَ أُعِیذُهُ مِمَّنْ یَعْمَلُ السُّوءَ وَ یَعْمَلُ الْخَطَایَا وَ یَهُمُّ لَهَا مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَی وَ أُعِیذُهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَقْدِهِمْ وَ مَكْرِهِمْ وَ سِلَاحِهِمْ وَ بَرِیقِ أَعْیُنِهِمْ وَ حَرِّ أَجْسَادِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ وَ التَّوَابِعِ وَ السَّحَرَةِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَكُونُ فِی الْجِبَالِ وَ الغِیَاضِ وَ الْخَرَابِ وَ الْعُمْرَانِ وَ مِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْعُیُونِ أَوْ سَاكِنِ الْبِحَارِ أَوْ سَاكِنِ الطُّرُقِ وَ أُعِیذُهُ مِنْ شَرِّ الشَّیَاطِینِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ غُولٍ وَ غُولَةٍ وَ سَاحِرٍ وَ سَاحِرَةٍ وَ سَاكِنٍ وَ سَاكِنَةٍ وَ تَابِعٍ وَ تَابِعَةٍ وَ مِنْ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ الطَّیَّارَاتِ وَ أُعِیذُهُ بِیَا آهِیّاً شَرَاهِیَّا وَ أُعِیذُ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا مِنْ شَرِّ الدَّیَاهِشِ وَ الْأَبَالِسِ وَ مِنْ شَرِّ الْقَابِلِ وَ الْفَاعِلِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَیْنٍ سَاحِرَةٍ وَ خَاطِیَةٍ وَ مِنْ شَرِّ الدَّاخِلِ وَ الْخَارِجِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَادٍ وَ بَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَفَارِیتِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ الرِّیَاحِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَجَمِیٍّ وَ نَائِمٍ وَ یَقْظَانَ وَ أُعِیذُ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا مِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْأَرْضِ وَ مِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْبُیُوتِ وَ الزَّوَایَا وَ الْمَزَابِلِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَصْنَعُ الْخَطِیئَةَ أَوْ یُولَعُ بِهَا وَ أُعِیذُهُ مِنْ شَرِّ مَا تَنْظُرُ إِلَیْهِ الْأَبْصَارُ وَ أُضْمِرَتْ عَلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ أُخِذَتْ عَلَیْهِ الْعُهُودُ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یُولَعُ بِالْفِرَاشِ وَ الْمُهُودِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ لَا یَقْبَلُ الْعَزِیمَةَ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ذَابَ كَمَا یَذُوبُ الرَّصَاصُ وَ الْحَدِیدُ وَ أُعِیذُ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا مِنْ شَرِّ إِبْلِیسَ وَ مِنْ شَرِّ الشَّیَاطِینِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَعْمَلُ الْعُقَدَ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَسْكُنُ الْهَوَاءَ وَ الْجِبَالَ وَ الْبِحَارَ وَ مَنْ فِی الظُّلُمَاتِ وَ مَنْ
ص: 222
فِی النُّورِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَسْكُنُ الْعُیُونَ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ مَنْ یَكُونُ مَعَ الدَّوَابِّ وَ الْمَوَاشِی وَ الْوُحُوشِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَكُونُ فِی الْأَرْحَامِ وَ الْآجَامِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ وَ یَسْتَرِقُ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ: وَ أُعِیذُ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا مِنَ النَّظْرَةِ وَ اللَّمْحَةِ(1) وَ الْخُطْوَةِ وَ الْكَرَّةِ وَ النَّفْخَةِ وَ أَعْیُنِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ الْمُتَمَرِّدَةِ وَ مِنْ شَرِّ الطَّائِفِ وَ الطَّارِقِ وَ الْغَاسِقِ وَ الْوَاقِبِ وَ أُعِیذُهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَقْدٍ أَوْ سِحْرٍ أَوِ اسْتِیحَاشٍ أَوْ هَمٍّ أَوْ حُزْنٍ أَوْ فِكْرٍ أَوْ وَسْوَاسٍ وَ مِنْ دَاءٍ یُفْتَرَی لِبَنِی آدَمَ وَ بَنَاتِ حَوَّاءَ مِنْ قِبَلِ الْبَلْغَمِ أَوِ الدَّمِ أَوِ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ وَ الْمِرَّةِ الْحَمْرَاءِ وَ الصَّفْرَاءِ أَوْ مِنَ النُّقْصَانِ وَ الزِّیَادَةِ وَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ دَاخِلٍ فِی جِلْدٍ أَوْ لَحْمٍ أَوْ دَمٍ أَوْ عِرْقٍ أَوْ عَصَبٍ أَوْ فِی نُطْفَةٍ أَوْ فِی رُوحٍ أَوْ فِی سَمْعٍ أَوْ فِی بَصَرٍ أَوْ فِی شَعْرٍ أَوْ فِی بَشَرٍ أَوْ ظُفْرٍ أَوْ ظَاهِرٍ أَوْ بَاطِنٍ وَ أُعِیذُهُ بِمَا اسْتَعَاذَ بِهِ آدَمُ علیه السلام أَبُو الْبَشَرِ وَ شِیثٌ وَ هَابِیلُ وَ إِدْرِیسُ وَ نُوحٌ وَ لُوطٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ إِسْمَاعِیلُ وَ إِسْحَاقُ وَ یَعْقُوبُ وَ الْأَسْبَاطُ وَ عِیسَی وَ أَیُّوبُ وَ یُوسُفُ وَ مُوسَی وَ هَارُونُ وَ دَاوُدُ وَ سُلَیْمَانُ وَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیَی وَ هُودٌ وَ شُعَیْبٌ وَ إِلْیَاسُ وَ صَالِحٌ وَ الْیَسَعُ وَ لُقْمَانُ وَ ذُو الْكِفْلِ وَ ذُو الْقَرْنَیْنِ وَ طَالُوتُ وَ عُزَیْرٌ وَ عِزْرَائِیلُ وَ الْخَضِرُ علیه السلام وَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا مَا تَبَاعَدْتُمْ وَ تَفَرَّقْتُمْ وَ تَنَحَّیْتُمْ عَمَّنْ عُلِّقَ عَلَیْهِ كِتَابِی هَذَا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْجَلِیلِ الْجَمِیلِ الْمُحْسِنِ الْفَعَّالِ لِمَا یُرِیدُ وَ أُعِیذُهُ بِاللَّهِ وَ بِمَا اسْتَنَارَ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ وَ هُوَ مَكْتُوبٌ تَحْتَ الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ نَفَذَتْ حُجَّةُ اللَّهِ وَ ظَهَرَ سُلْطَانُ اللَّهِ وَ تَفَرَّقَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ بَقِیَ وَجْهُ اللَّهِ وَ أَنْتَ یَا صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا فِی حِرْزِ اللَّهِ وَ كَنَفِ اللَّهِ تَعَالَی وَ جِوَارِ اللَّهِ وَ أَمَانِ اللَّهِ اللَّهُ جَارُكَ وَ وَلِیُّكَ وَ حَاذَرَكَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً وَ أَحَاطَ بِالْبَرِیَّةِ خُبْراً
ص: 223
إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً خَتَمْتُ هَذَا الْكِتَابَ بِخَاتَمِ اللَّهِ الَّذِی خَتَمَ بِهِ أَقْطَارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ خَاتَمِ اللَّهِ الْمَنِیعِ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ كُلِّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَوْ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ بِاللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی أَبِی دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیِّ فَوَضَعَهُ فِی وَسَطِ الْبَیْتِ فَقَالَ لَهُ أَحْرَقْتَنَا بِالْكِتَابِ وَ الَّذِی قَالَ لِمُحَمَّدٍ قُمْ فَأَنْذِرْ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو دُجَانَةَ جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ارْفَعِ الْكِتَابَ وَ احْرُزْهُ فَإِنْ عَادَ فَضَعْهُ فِی الدَّارِ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیُّ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ فَزْعَةً لِأَهْلِی وَ لَا وُلْدِی وَ لَا عَادَ حَتَّی قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
«20»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزُ خَدِیجَةَ علیها السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا اللَّهُ یَا حَافَظُ یَا حَفِیظُ یَا رَقِیبُ حِرْزٌ آخَرُ لِخَدِیجَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِیثُ فَأَغِثْنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی كُلَّهُ (1).
ص: 224
أقول: و سیجی ء فی باب عوذة الحمی و أنواعها بعض أحرازها علیها السلام إن شاء اللّٰه تعالی.
«1»- اخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی،: دُعَاءٌ عَنْ سَیِّدَتِنَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَیْبِ وَ قُدْرَتِكَ عَلَی الْخَلْقِ أَحْیِنِی مَا عَلِمْتَ الْحَیَاةَ خَیْراً لِی وَ تَوَفَّنِی إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَیْراً لِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ وَ خَشْیَتَكَ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الْقَصْدَ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ أَسْأَلُكَ نَعِیماً لَا یَنْفَدُ وَ أَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَیْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَیْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ أَسْأَلُكَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ وَ الشَّوْقَ إِلَی لِقَائِكَ مِنْ غَیْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَ لَا فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ اللَّهُمَّ زَیِّنَّا بِزِینَةِ الْإِیمَانِ وَ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِیِّینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَرَی مَكَانِی وَ تَعْلَمُ سِرِّی وَ عَلَانِیَتِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی وَ أَنَا الْبَائِسُ الْفَقِیرُ الْمُسْتَغِیثُ الْمُسْتَجِیرُ الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِینِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِیلِ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِیرِ دُعَاءَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ وَ فَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ وَ ذَلَّ لَكَ خِیفَتُهُ (1) وَ رَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی بِدُعَائِكَ شَقِیّاً وَ كُنْ لِی رَءُوفاً رَحِیماً یَا خَیْرَ الْمَسْئُولِینَ وَ یَا خَیْرَ الْمُعْطِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام (2):
اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ هَوَانِی عَلَی النَّاسِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِلَی مَنْ تَكِلُنِی إِلَی عَدُوٍّ یَتَجَهَّمُنِی أَمْ إِلَی قَرِیبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِی إِنْ لَمْ
ص: 225
تَكُنْ سَاخِطاً عَلَیَّ فَلَا أُبَالِی غَیْرَ أَنَّ عَافِیَتَكَ أَوْسَعُ عَلَیَّ أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الَّذِی أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَنْ تَحُلَّ عَلَیَّ غَضَبُكَ أَوْ تَنْزِلَ عَلَیَّ سَخَطُكَ لَكَ الْعُتْبَی حَتَّی تَرْضَی وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.
وَ مِنْهُ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُصْبِحْ بِی مَیِّتاً وَ لَا سَقِیماً وَ لَا مَضْرُوباً عَلَی عُرُوقِی بِسُوءٍ وَ لَا مَأْخُوذاً بِسُوءِ عَمَلِی وَ لَا مَقْطُوعاً دَابِرِی وَ لَا مُرْتَدّاً عَنْ دِینِی وَ لَا مُنْكِراً لِرَبِّی وَ لَا مُسْتَوْحِشاً مِنْ إِیمَانِی وَ لَا مُلَبَّباً عَلَی عُنُقِی (1)
وَ لَا مُعَذَّباً بِعَذَابِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِی أَصْبَحْتُ عَبْداً مَمْلُوكاً ظَالِماً لِنَفْسِی لَكَ الْحُجَّةُ عَلَیَّ وَ لَا حُجَّةَ لِی لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ آخُذَ إِلَّا مَا أَعْطَیْتَنِی وَ لَا أَتَّقِی إِلَّا مَا وَقَیْتَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِی غِنَاكَ أَوْ أَضِلَّ فِی هُدَاكَ أَوْ أُضَامَ فِی سُلْطَانِكَ أَوْ أَضْطَهِدَ وَ الْأَمْرُ لَكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَفْسِی أَوَّلَ كَرِیمَةٍ تَرْتَجِعُهَا مِنْ وَدَائِعِكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ أَوْ نَفْتَتِنَ عَنْ دِینِكَ أَوْ تَتَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاءُنَا دُونَ الْهُدَی الَّذِی جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
«2»- الدَّلَائِلُ لِلطَّبَرِیِّ، قَالَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الشَّافِعِیُّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ الْقَاضِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ الطَّائِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ خَارِجاً مِنْ مَنْزِلِی ذَاتَ یَوْمٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ لَقِیَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ مَرْحَباً یَا سَلْمَانُ صِرْ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّهَا إِلَیْكَ مُشْتَاقَةٌ وَ إِنَّهَا قَدْ أُتْحِفَتْ بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ تُرِیدُ أَنْ تُتْحِفَكَ مِنْهَا قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَضَیْتُ إِلَیْهَا فَطَرَقْتُ الْبَابَ وَ اسْتَأْذَنْتُ فَأَذِنَتْ لِی بِالدُّخُولِ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هِیَ جَالِسَةٌ فِی صَحْنِ الْحُجْرَةِ عَلَیْهَا قِطْعَةُ عَبَاءَةٍ قَالَتْ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَقَالَتْ كُنْتُ بِالْأَمْسِ جَالِسَةً فِی صَحْنِ الْحُجْرَةِ شَدِیدَةَ الْغَمِّ عَلَی
ص: 226
النَّبِیِّ أَبْكِیهِ وَ أَنْدُبُهُ وَ كُنْتُ رَدَدْتُ بَابَ الْحُجْرَةِ بِیَدِی إِذَا انْفَتَحَ الْبَابُ وَ دَخَلَ عَلَیَّ ثَلَاثُ جَوَارِی لَمْ أَرَ كَحُسْنِهِنَّ وَ لَا نَضَارَةِ وُجُوهِهِنَّ فَقُمْتُ إِلَیْهِنَّ مُنْكِرَةً لِشَأْنِهِنَّ وَ قُلْتُ مِنْ أَیْنَ أَنْتُنَّ مِنْ مَكَّةَ أَوْ مِنَ الْمَدِینَةِ فَقُلْنَ لَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ لَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ نَحْنُ مِنْ أَهْلِ دَارِ السَّلَامِ بَعَثَ بِنَا إِلَیْكِ رَبُّ الْعَالَمِینَ یُسَلِّمُ عَلَیْكِ وَ یُعَزِّیكِ بِأَبِیكِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.
قَالَتْ فَاطِمَةُ فَجَلَسْتُ أَمَامَهُنَّ وَ قُلْتُ لِلَّتِی أَظُنُّ أَنَّهَا أَكْبَرُهُنَّ مَا اسْمُكِ قَالَتْ ذَرَّةُ قُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ ذَرَّةَ قَالَتْ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی لِأَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ وَ قُلْتُ لِأُخْرَی مَا اسْمُكِ قَالَتْ مِقْدَادَةُ فَقُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ مِقْدَادَةَ قَالَتْ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی لِمِقْدَادَ وَ قُلْتُ لِلثَّالِثَةِ مَا اسْمُكِ قَالَتْ سَلْمَی قُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ سَلْمَی قَالَتْ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی لِسَلْمَانَ وَ قَدْ أَهْدَوْا إِلَیَّ هَدِیَّةً مِنَ الْجَنَّةِ وَ قَدْ خَبَأْتُ لَكَ مِنْهَا فَأَخْرَجَتْ إِلَیَّ طَبَقاً مِنْ رُطَبٍ أَبْیَضَ مَا یَكُونُ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَزْكَی رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ فَدَفَعَتْ إِلَیَّ خَمْسَ رُطَبَاتٍ وَ قَالَتْ لِی كُلْ یَا سَلْمَانُ هَذَا عِنْدَ إِفْطَارِكَ وَ أَقْبَلْتُ أُرِیدُ الْمَنْزِلَ فَوَ اللَّهِ مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَالُوا تَحْمِلُ الْمِسْكَ یَا سَلْمَانُ حَتَّی أَتَیْتُ الْمَنْزِلَ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ أَفْطَرْتُ عَلَیْهِنَّ فَلَمْ أَجِدْ لَهُنَّ نَوًی وَ لَا عَجَماً حَتَّی إِذَا أَصْبَحْتُ بَكَّرْتُ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَتَبَسَّمَتْ ضَاحِكَةً وَ قَالَتْ یَا سَلْمَانُ مِنْ أَیْنَ یَكُونُ لَهُ نَوًی وَ إِنَّمَا هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهُ لِی تَحْتَ عَرْشِهِ بِدَعَوَاتٍ كَانَ عَلَّمَنِیهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ حَبِیبَتِی عَلِّمِینِی تِلْكَ الدَّعَوَاتِ فَقَالَتْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ عَنْكَ غَیْرُ غَضْبَانَ فَوَاظِبْ عَلَی هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ بِسْمِ اللَّهِ النُّورِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی یَقُولُ لِلشَّیْ ءِ كُنْ فَیَكُونُ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی هُوَ بِالْمَعْرُوفِ مَذْكُورٌ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ النُّورَ عَلَی الطُّورِ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ فِی كِتَابٍ مَسْطُورٍ عَلَی نَبِیٍّ مَحْبُورٍ(1).
ص: 227
«1»- مهج، [مهج الدعوات]: حِرْزُ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یُكْتَبُ وَ یُشَدُّ عَلَی الْعَضُدِ الْأَیْمَنِ وَ هُوَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أی كنوش أی كنوش أره شش عطیطسفیخ یا مطیطرون قربالسیون ما و ما ساما سوما طیسطالوس (1) حنطوس مسفقلس مساصعوس اقرطیعوس (2) لطفیكس (3)
هَذَا وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ اخْرُجْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ مِنْهَا أَیُّهَا اللَّعِینُ بِقُوَّةِ(4) رَبِّ الْعَالَمِینَ اخْرُجْ مِنْهَا وَ إِلَّا كُنْتَ مِنَ الْمَسْجُونِینَ اخْرُجْ مِنْهَا فَما یَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِیها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِینَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً مَلْعُوناً كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا اخْرُجْ یَا ذَا الْمَحْزُونِ اخْرُجْ یَا سُورَا یَا سُوراسُورُ بِالاسْمِ الْمَخْزُونِ یَا ططرون طرعون مراعون تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ یَاهیّاً یَاهِیّاً شَرَاهِیَّا حَیّاً قَیُّوماً بِالاسْمِ الْمَكْتُوبِ عَلَی جَبْهَةِ إِسْرَافِیلَ اطْرُدُوا عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ كُلَّ جِنِّیٍّ وَ جِنِّیَّةٍ وَ شَیْطَانٍ وَ شَیْطَانَةٍ وَ تَابِعٍ وَ تَابِعَةٍ وَ سَاحِرٍ وَ سَاحِرَةٍ وَ غُولٍ وَ غُولَةٍ وَ كُلَّ مُتَعَبِّثٍ وَ عَابِثٍ یَعْبَثُ بِابْنِ آدَمَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ
ص: 228
وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (1).
«2»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مهج، [مهج الدعوات]: حِرْزٌ آخَرُ عَنْ مَوْلَانَا وَ عُرْوَتِنَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام اللَّهُمَّ بِتَأَلُّقِ نُورِ بَهَاءِ عَرْشِكَ مِنْ أَعْدَائِی (2) اسْتَتَرْتُ وَ بِسَطْوَةِ الْجَبَرُوتِ مِنْ كَمَالِ عِزِّكَ مِمَّنْ یَكِیدُنِی احْتَجَبْتُ وَ بِسُلْطَانِكَ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ وَ شَیْطَانٍ اسْتَعَذْتُ وَ مِنْ فَرَائِضِ نِعْمَتِكَ (3) وَ جَزِیلِ عَطِیَّتِكَ (4)
یَا مَوْلَایَ طَلَبْتُ كَیْفَ أَخَافُ وَ أَنْتَ أَمَلِی وَ كَیْفَ أُضَامُ وَ عَلَیْكَ مُتَّكَلِی أَسْلَمْتُ إِلَیْكَ نَفْسِی وَ فَوَّضْتُ إِلَیْكَ أَمْرِی وَ تَوَكَّلْتُ فِی كُلِّ أَحْوَالِی عَلَیْكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اشْفِنِی وَ اكْفِنِی وَ اغْلِبْ لِی مَنْ غَلَبَنِی یَا غَالِباً غَیْرَ مَغْلُوبٍ زَجَرْتُ كُلَّ رَاصِدٍ رَصَدَ وَ مَارِدٍ مَرَدَ وَ حَاسِدٍ حَسَدَ وَ عَدُوٍّ كَنَدَ وَ عَانِدٍ عَنَدَ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ إِنَّهُ أَقْوَی مُعِینٍ (5).
«3»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ كَلِمَاتٍ كَانَ یَدْعُو بِهَا علیه السلام: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ لِی بِالْمَغْفِرَةِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا وَأَیْتُ مِنْ نَفْسِی وَ لَمْ تَجِدْ لَهُ وَفَاءً عِنْدِی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ
ص: 229
بِلِسَانِی ثُمَّ خَالَفَهُ قَلْبِی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی رَمَزَاتِ الْأَلْحَاظِ وَ سَقَطَاتِ الْأَلْفَاظِ وَ شَهَوَاتِ الْجَنَانِ وَ هَفَوَاتِ اللِّسَانِ (1).
«4»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ دُعَائِهِ كَانَ یَدْعُو بِهِ علیه السلام كَثِیراً: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُصْبِحْ بِی مَیِّتاً وَ لَا سَقِیماً وَ لَا مَضْرُوباً عَلَی عُرُوقِی بِسُوءٍ وَ لَا مَأْخُوذاً بِأَسْوَإِ عَمَلِی وَ لَا مَقْطُوعاً دَابِرِی وَ لَا مُرْتَدّاً عَنْ دِینِی وَ لَا مُنْكِراً لِرَبِّی وَ لَا مُسْتَوْحِشاً مِنْ إِیمَانِی وَ لَا مُلْتَبِساً
عَقْلِی وَ لَا مُعَذَّباً بِعَذَابِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِی أَصْبَحْتُ عَبْداً مَمْلُوكاً ظَالِماً لِنَفْسِی لَكَ الْحُجَّةُ عَلَیَّ وَ لَا حُجَّةَ لِی لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ آخُذَ إِلَّا مَا أَعْطَیْتَنِی وَ لَا أَتَّقِی إِلَّا مَا وَقَیْتَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِی غِنَاكَ أَوْ أَضِلَّ فِی هُدَاكَ أَوْ أُضَامَ فِی سُلْطَانِكَ أَوْ أَضْطَهِدَ وَ الْأَمْرُ لَكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَفْسِی أَوَّلَ كَرِیمَةٍ تَنْتَزِعُهَا مِنْ كَرَائِمِی وَ أَوَّلَ وَدِیعَةٍ تَرْتَجِعُهَا مِنْ وَدَائِعِ نِعَمِكَ عِنْدِی اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ أَوْ نَفْتَتِنَ عَنْ دِینِكَ أَوْ تَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا دُونَ الْهُدَی الَّذِی جَاءَ مِنْ عِنْدَكَ (2).
«5»- نهج، [نهج البلاغة] مِنْ دُعَاءٍ لَهُ علیه السلام: اللَّهُمَّ صُنْ وَجْهِی بِالْیَسَارِ وَ لَا تَبَذَّلْ جَاهِی بِالْإِقْتَارِ فَأَسْتَرْزِقَ طَالِبِی رِزْقِكَ وَ أَسْتَعْطِفَ شِرَارَ خَلْقِكَ وَ أَبْتَلِیَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِی وَ أَفْتَتِنَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِی وَ أَنْتَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ كُلِّهِ وَلِیُّ الْإِعْطَاءِ وَ الْمَنْعِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(3).
«6»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ دُعَاءٍ لَهُ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنَّكَ آنَسُ الْآنِسِینَ بِأَوْلِیَائِكَ (4)
وَ أَحْضَرُهُمْ بِالْكِفَایَةِ لِلْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْكَ تُشَاهِدُهُمْ فِی سَرَائِرِهِمْ وَ تَطْلُعُ عَلَیْهِمْ فِی ضَمَائِرِهِمْ وَ تَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصَائِرِهِمْ فَأَسْرَارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَیْكَ مَلْهُوفَةٌ إِنْ أَوْحَشَتْهُمُ الْغُرْبَةُ آنَسَهُمْ ذِكْرُكَ وَ إِنْ صُبَّتْ عَلَیْهِمُ الْمَصَائِبُ لَجَئُوا إِلَی الِاسْتِجَارَةِ
ص: 230
بِكَ عِلْماً بِأَنَّ أَزِمَّةَ الْأُمُورِ بِیَدِكَ وَ مَصَادِرَهَا عَنْ قَضَائِكَ اللَّهُمَّ إِنْ فَهِهْتُ عَنْ مَسْأَلَتِی أَوْ عَمِیتُ عَنْ طَلِبَتِی فَدُلَّنِی عَلَی مَصَالِحِی وَ خُذْ بِقَلْبِی إِلَی مَرَاشِدِی فَلَیْسَ ذَاكَ بِنُكْرٍ مِنْ هِدَایَتِكَ (1) وَ لَا بِبِدَعٍ مِنْ كِفَایَتِكَ (2) اللَّهُمَّ احْمِلْنِی عَلَی عَفْوِكَ وَ لَا تَحْمِلْنِی عَلَی عَدْلِكَ (3).
«7»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِی لَامِعَةِ الْعُیُونِ عَلَانِیَتِی وَ تُقَبِّحَ فِیمَا أَبْطُنُ لَكَ سَرِیرَتِی مُحَافِظاً عَلَی رِئَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِی بِجَمِیعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَیْهِ مِنِّی فَأُبْدِی لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِی وَ أُفْضِی إِلَیْكَ بِسُوءِ عَمَلِی تَقَرُّباً إِلَی عِبَادِكَ وَ تَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ (4).
«8»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلَ مَحْمُودٍ وَ آخِرَ مَعْبُودٍ وَ أَقْرَبَ مَوْجُودٍ الْبَدِی ءِ بِلَا مَعْلُومٍ لِأَزَلِیَّتِهِ وَ لَا آخِرٍ لِأَوَّلِیَّتِهِ وَ الْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِغَیْرِ كِیَانٍ وَ الْمَوْجُودِ فِی كُلِّ مَكَانٍ بِغَیْرِ عَیَانٍ وَ الْقَرِیبِ مِنْ كُلِّ نَجْوَی بِغَیْرِ تَدَانٍ عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُیُوبُ وَ ضَلَّتْ فِی عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ فَلَا الْأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ وَ لَا الْقُلُوبُ عَلَی احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ تَمَثَّلَ فِی الْقُلُوبِ بِغَیْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الْأَوْهَامُ أَوْ تُدْرِكُهُ الْأَحْلَامُ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ نَفْسِهِ دَلِیلًا عَلَی تَكَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِ وَ النِّدِّ وَ الشِّكْلِ وَ الْمِثْلِ فَالْوَحْدَانِیَّةُ آیَةُ الرُّبُوبِیَّةِ وَ الْمَوْتُ الْآتِی عَلَی خَلْقِهِ مُخْبِرٌ عَنْ خَلْقِهِ وَ قُدْرَتِهِ ثُمَّ خَلَقَهُمْ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ یَكُونُوا شَیْئاً دَلِیلٌ عَلَی إِعَادَتِهِمْ خَلْقاً جَدِیداً بَعْدَ فَنَائِهِمْ كَمَا خَلَقَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الَّذِی لَمْ یَضُرُّهُ بِالْمَعْصِیَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ وَ لَمْ یَنْفَعْهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ الْحَلِیمِ عَنِ الْجَبَابِرَةِ الْمُدَّعِینَ وَ الْمُمْهِلِ الزَّاعِمِینَ لَهُ شَرِیكاً فِی مَلَكُوتِهِ الدَّائِمِ فِی سُلْطَانِهِ بِغَیْرِ أَمَدٍ وَ الْبَاقِی فِی مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْأَبَدِ وَ الْفَرْدِ
ص: 231
الْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَ الْمُتَكَبِّرِ عَنِ الصَّاحِبَةِ وَ الْوَلَدِ رَافِعِ السَّمَاءِ بِغَیْرِ عَمَدٍ وَ مُجْرِی السَّحَابِ بِغَیْرِ صَفَدٍ قَاهِرِ الْخَلْقِ بِغَیْرِ عَدَدٍ لَكِنَّ اللَّهَ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقِیمُونَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ وَ لَمْ یُجَازِهِ لِأَصْغَرِ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِی طَاعَتِهِ الْغَنِیُّ الَّذِی لَا یَضَنُّ بِرِزْقِهِ عَلَی جَاحِدِهِ وَ لَا یَنْقُصُ عَطَایَاهُ أَرْزَاقَ خَلْقِهِ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُغْنِیهِ وَ مُعِیدُهُ وَ مُبْدِیهِ وَ مُعَافِیهِ عَالِمُ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْبَتْهُ الضَّمَائِرُ وَ اخْتَلَفَتْ بِهِ الْأَلْسُنُ وَ أَنْسَتْهُ الْأَزْمُنُ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ الْقَیُّومُ الَّذِی لَا یَنَامُ وَ الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَجُورُ وَ الصَّافِحُ عَنِ الْكَبَائِرِ بِفَضْلِهِ وَ الْمُعَذِّبُ مَنْ عَذَّبَ بِعَدْلِهِ لَمْ یَخَفِ الْفَوْتَ فَحَلُمَ وَ عَلِمَ الْفَقْرَ فَرَحِمَ وَ قَالَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ لَوْ یُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلی ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزِیدُهُ فِی نِعْمَتِهِ وَ أَسْتَجِیرُ بِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْهِ بِالتَّصْدِیقِ لِنَبِیِّهِ الْمُصْطَفَی لِوَحْیِهِ الْمُتَخَیَّرُ لِرِسَالَتِهِ الْمُخْتَصُّ بِشَفَاعَتِهِ الْقَائِمُ بِحَقِّهِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ عَلَی النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً إِلَهِی دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ تَغَیَّرَتِ الْأَحْوَالُ وَ كَذَبَتِ الْأَلْسُنُ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَاتُ إِلَّا عِدَتَكَ فَإِنَّكَ وَعَدْتَ مَغْفِرَةً وَ فَضْلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ أَعِذْنِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا أَعْظَمَكَ وَ أَحْلَمَكَ وَ أَكْرَمَكَ وَسِعَ بِفَضْلِكَ حِلْمُكَ تَمَرُّدَ الْمُسْتَكْبِرِینَ وَ اسْتَغْرَقَتْ نِعْمَتُكَ شُكْرَ الشَّاكِرِینَ وَ عَظُمَ حِلْمُكَ عَنْ إِحْصَاءِ الْمُحْصِینَ وَ جَلَّ طَوْلُكَ عَنْ وَصْفِ الْوَاصِفِینَ كَیْفَ لَوْ لَا فَضْلُكَ حَلُمْتَ عَمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً فَرَبَّیْتَهُ بِطِیبِ رِزْقِكَ وَ أَنْشَأْتَهُ فِی تَوَاتُرِ نِعْمَتِكَ وَ مَكَّنْتَ لَهُ فِی مِهَادِ أَرْضِكَ وَ دَعَوْتَهُ إِلَی طَاعَتِكَ فَاسْتَنْجَدَ عَلَی عِصْیَانِكَ بِإِحْسَانِكَ وَ جَحَدَكَ وَ عَبَدَ غَیْرَكَ فِی سُلْطَانِكَ.
كَیْفَ لَوْ لَا حِلْمُكَ أَمْهَلْتَنِی وَ قَدْ شَمَلْتَنِی بِسِتْرِكَ وَ أَكْرَمْتَنِی بِمَعْرِفَتِكَ وَ أَطْلَقْتَ لِسَانِی بِشُكْرِكَ وَ هَدَیْتَنِی السَّبِیلَ إِلَی طَاعَتِكَ وَ سَهَّلْتَنِی الْمَسْلَكَ إِلَی كَرَامَتِكَ
ص: 232
وَ أَحْضَرْتَنِی سَبِیلَ قُرْبَتِكَ فَكَانَ جَزَاؤُكَ مِنِّی أَنْ كَافَأْتُكَ عَنِ الْإِحْسَانِ بِالْإِسَاءَةِ حَرِیصاً عَلَی مَا أَسْخَطَكَ مُنْتَقِلًا فِیمَا أَسْتَحِقُّ بِهِ الْمَزِیدَ مِنْ نَقِمَتِكَ سَرِیعاً إِلَی مَا أَبْعَدَ مِنْ رِضَاكَ مُغْتَبِطاً بِغُرَّةِ الْأَمَلِ مُعْرِضاً عَنْ زَوَاجِرِ الْأَجَلِ لَمْ یَنْفَعْنِی حِلْمُكَ عَنِّی وَ قَدْ أَتَانِی تَوَعُّدُكَ بِأَخْذِ الْقُوَّةِ مِنِّی حَتَّی دَعَوْتُكَ عَلَی عَظِیمِ الْخَطِیئَةِ أَسْتَزِیدُكَ فِی نِعَمِكَ غَیْرَ مُتَأَهِّبٍ لِمَا قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَیْهِ مِنْ نَقِمَتِكَ مُسْتَبْطِئاً لِمَزِیدِكَ وَ مُتَسَخِّطاً لِمَیْسُورِ رِزْقِكَ مُقْتَضِیاً جَوَائِزَكَ بِعَمَلِ الْفُجَّارِ كَالْمُرَاصِدِ رَحْمَتَكَ بِعَمَلِ الْأَبْرَارِ مُجْتَهِداً أَتَمَنَّی عَلَیْكَ الْعَظَائِمَ كَالْمُدِلِّ الْآمِنِ مِنْ قِصَاصِ الْجَرَائِمِ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مُصِیبَةٌ عَظُمَ رُزْؤُهَا وَ جَلَّ عِقَابُهَا بَلْ كَیْفَ لَوْ لَا أَمَلِی وَ وَعْدُكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِی أَرْجُو إِقَالَتَكَ وَ قَدْ جَاهَرْتُكَ بِالْكَبَائِرِ مُسْتَخْفِیاً عَنْ أَصَاغِرِ خَلْقِكَ فَلَا أَنَا رَاقَبْتُكَ وَ أَنْتَ مَعِی وَ لَا رَاعَیْتُ حُرْمَةَ سَتْرِكَ عَلَیَّ بِأَیِّ وَجْهٍ أَلْقَاكَ وَ بِأَیِّ لِسَانٍ أُنَاجِیكَ وَ قَدْ نَقَضْتُ الْعُهُودَ وَ الْأَیْمَانَ بَعْدَ تَوْكِیدِهَا وَ جَعَلْتُكَ عَلَیَّ كَفِیلًا ثُمَّ دَعَوْتُكَ مُقْتَحِماً فِی الْخَطِیئَةِ فَأَجَبْتَنِی وَ دَعَوْتَنِی وَ إِلَیْكَ فَقْرِی فَلَمْ أَجِبْ فَوَا سَوْأَتَاهْ وَ قُبْحَ صَنِیعَاهْ أَیَّةُ جُرْأَةٍ تَجَرَّأْتُ وَ أَیُّ تَغْرِیرٍ غَرَّرْتُ نَفْسِی سُبْحَانَكَ فَبِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ أُقْسِمُ عَلَیْكَ وَ مِنْكَ أَهْرُبُ إِلَیْكَ بِنَفْسِی اسْتَخْفَفْتُ عِنْدَ مَعْصِیَتِی لَا بِنَفْسِكَ وَ بِجَهْلِی اغْتَرَرْتُ لَا بِحِلْمِكَ وَ حَقِّی أَضَعْتُ لَا عَظِیمَ حَقِّكَ وَ نَفْسِی ظَلَمْتُ وَ لِرَحْمَتِكَ الْآنَ رَجَوْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْكَ أَنْبَتُ وَ تَضَرَّعْتُ فَارْحَمْ إِلَیْكَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ كَبْوَتِی لِحَرِّ وَجْهِی وَ حَیْرَتِی فِی سَوْأَةِ ذُنُوبِی إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ: یَا أَسْمَعَ مَدْعُوٍّ وَ خَیْرَ مَرْجُوٍّ وَ أَحْلَمَ مقض [مُغْضٍ] وَ أَقْرَبَ مُسْتَغَاثٍ أَدْعُوكَ مُسْتَغِیثاً بِكَ اسْتِغَاثَةَ الْمُتَحَیِّرِ الْمُسْتَیْئِسِ مِنْ إِغَاثَةِ خَلْقِكَ فَعُدْ بِلُطْفِكَ عَلَی ضَعْفِی وَ اغْفِرْ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ كَبَائِرَ ذُنُوبِی وَ هَبْ لِی عَاجِلَ صُنْعِكَ إِنَّكَ أَوْسَعُ الْوَاهِبِینَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ یَا اللَّهُ یَا أَحَدُ یَا اللَّهُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللَّهُمَّ أَعْیَتْنِی
ص: 233
الْمَطَالِبُ وَ ضَاقَتْ عَلَیَّ الْمَذَاهِبُ وَ أَقْصَانِی الْأَبَاعِدُ وَ مَلَّنِی الْأَقَارِبُ وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ إِذَا انْقَطَعَ الرَّجَاءُ وَ الْمُسْتَعَانُ إِذَا عَظُمَ الْبَلَاءُ وَ اللَّجَأُ فِی الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ فَنَفِّسْ كُرْبَةَ نَفْسٍ إِذَا ذَكَّرَهَا الْقُنُوطُ مَسَاوِیَهَا أَیْأَسَتْ مِنْ رَحْمَتِكَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«9»- مهج، [مهج الدعوات]: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رُوِیَ أَنَّهُ دَعَا بِهِ یَوْمَ الْجَمَلِ قَبْلَ الْوَاقِعَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَی حُسْنِ صُنْعِكَ إِلَیَّ وَ تَعَطُّفِكَ عَلَیَّ وَ عَلَی مَا وَصَلْتَنِی (2) بِهِ مِنْ نُورِكَ وَ تَدَارَكْتَنِی بِهِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَسْبَغْتَ عَلَیَّ مِنْ نِعْمَتِكَ فَقَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِی یَا مَوْلَایَ مَا یَحِقُّ لَكَ بِهِ جُهْدِی وَ شُكْرِی لِحُسْنِ عَفْوِكَ وَ بَلَائِكَ الْقَدِیمِ عِنْدِی وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِكَ عَلَیَّ وَ تَتَابُعِ أَیَادِیكَ لَدَیَّ لَمْ أَبْلُغْ إِحْرَازَ حَظِّی وَ لَا إِصْلَاحَ نَفْسِی وَ لَكِنَّكَ یَا مَوْلَایَ بَدَأْتَنِی أَوَّلًا بِإِحْسَانِكَ فَهَدَیْتَنِی لِدِینِكَ وَ عَرَّفْتَنِی نَفْسَكَ وَ ثَبَّتَّنِی فِی أُمُورِی كُلِّهَا بِالْكِفَایَةِ وَ الصُّنْعِ لِی فَصَرَفْتَ عَنِّی جَهْدَ الْبَلَاءِ وَ مَنَعْتَ مِنِّی مَحْذُورَ الْقَضَاءِ فَلَسْتُ أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا جَمِیلًا وَ لَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا تَفْضِیلًا یَا إِلَهِی كَمْ مِنْ بَلَاءٍ وَ جَهْدٍ صَرَفْتَهُ عَنِّی وَ أَرَیْتَنِیهِ فِی غَیْرِی وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَقْرَرْتَ بِهَا عَیْنِی وَ كَمْ مِنْ صَنِیعَةٍ شَرِیفَةٍ لَكَ عِنْدِی إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی تُجِیبُ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ دَعْوَتِی وَ أَنْتَ الَّذِی تُنَفِّسُ عِنْدَ الْغُمُومِ كُرْبَتِی وَ أَنْتَ الَّذِی تَأْخُذُ لِی مِنَ الْأَعْدَاءِ بِظُلَامَتِی فَمَا وَجَدْتُكَ وَ لَا أَجِدُكَ بَعِیداً مِنِّی حِینَ أُرِیدُكَ وَ لَا مُتَقَبِّضاً عَنِّی حِینَ أَسْأَلُكَ وَ لَا مُعْرِضاً عَنِّی حِینَ أَدْعُوكَ فَأَنْتَ إِلَهِی أَجِدُ صَنِیعَكَ عِنْدِی مَحْمُوداً وَ حُسْنَ بَلَائِكَ عِنْدِی مَوْجُوداً وَ جَمِیعَ فِعْلِكَ (3)
عِنْدِی جَمِیلًا یَحْمَدُكَ لِسَانِی وَ عَقْلِی وَ جَوَارِحِی وَ جَمِیعُ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی.
ص: 234
یَا مَوْلَایَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ (1) الَّذِی اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ عَظَمَتِكَ الَّتِی اشْتَقَقْتَهَا مِنْ مَشِیَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی عَلَا أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ بِوَاجِبِ شُكْرِی نِعْمَتَكَ رَبِّ مَا أَحْرَصَنِی عَلَی مَا زَهَّدْتَنِی فِیهِ وَ حَثَثْتَنِی عَلَیْهِ إِنْ لَمْ تُعِنِّی عَلَی دُنْیَایَ بِزُهْدٍ وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَی هَلَكْتُ رَبِّی دَعَتْنِی دَوَاعِی الدُّنْیَا مِنْ حَرْثِ النِّسَاءِ وَ الْبَنِینَ فَأَجَبْتُهَا سَرِیعاً وَ رَكَنْتُ إِلَیْهَا طَائِعاً وَ دَعَتْنِی دَوَاعِی الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ وَ الِاجْتِهَادِ فَكَبَوْتُ لَهَا وَ لَمْ أُسَارِعْ إِلَیْهَا مُسَارَعَتِی إِلَی الْحُطَامِ الْهَامِدِ وَ الْهَشِیمِ الْبَائِدِ وَ السَّرَابِ الذَّاهِبِ عَنْ قَلِیلٍ رَبِّ خَوَّفْتَنِی وَ شَوَّقْتَنِی وَ احْتَجَجْتَ عَلَیَّ فَمَا خِفْتُكَ حَقَّ خَوْفِكَ وَ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَثَبَّطْتُ عَنِ السَّعْیِ لَكَ وَ تَهَاوَنْتُ بِشَیْ ءٍ مِنِ احْتِجَابِكَ (2)
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا سَعْیِی لَكَ وَ فِی طَاعَتِكَ وَ امْلَأْ قَلْبِی خَوْفَكَ وَ حَوِّلْ تَثْبِیطِی وَ تَهَاوُنِی وَ تَفْرِیطِی وَ كُلَّ مَا أَخَافُهُ مِنْ نَفْسِی فَرَقاً مِنْكَ وَ صَبْراً عَلَی طَاعَتِكَ وَ عَمَلًا بِهِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اجْعَلْ جُنَّتِی مِنَ الْخَطَایَا حَصِینَةً وَ حَسَنَاتِی مُضَاعَفَةً فَإِنَّكَ تُضَاعِفُ لِمَنْ تَشَاءُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ دَرَجَاتِی فِی الْجِنَانِ رَفِیعَةً وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّی مِنْ رَفِیعِ المَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ وَ مِنْ شَرِّ مَا لَا أَعْلَمُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّی أَنْ أَشْتَرِیَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ كَمَا اشْتَرَی غَیْرِی أَوِ السَّفَهَ بِالْحِلْمِ أَوِ الْجَزَعَ بِالصَّبْرِ أَوِ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَی أَوِ الْكُفْرَ بِالْإِیمَانِ یَا رَبِّ مُنَّ عَلَیَّ بِذَلِكَ فَإِنَّكَ تَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ وَ لَا تُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (3).
وَ مِنْ ذَلِكَ: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا وَ مُقْتَدَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عِنْدَ ابْتِدَاءِ الْقِتَالِ یَوْمَ صِفِّینَ مِنْ كِتَابِ صِفِّینَ لِعَبْدِ الْعَزِیزِ الْجَلُودِیِّ مِنْ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ فَلَمَّا زَحَفُوا بِاللِّوَاءِ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَ إِیَّاكَ
ص: 235
نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ إِلَیْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ وَ رُفِعَتِ الْأَیْدِی اللَّهُمَ افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً.
وَ مِنْ ذَلِكَ فِی رِوَایَةٍ مِنْ كِتَابِ الْجَلُودِیِّ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذَا سَارَ إِلَی الْقِتَالِ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَی حَتَّی یَرْكَبَ ثُمَّ یَقُولُ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نِعَمِهِ (1) عَلَیْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِیمِ عِنْدَنَا.
ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بِبَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَرْفَعُ یَدَیْهِ وَ یَدْعُو الدُّعَاءَ الْأَوَّلَ وَ فِیهِ تَقْدِیمٌ وَ تَأْخِیرٌ(2).
فَصْلٌ: وَجَدْتُ فِی آخِرِ كِتَابٍ قَالَبُهُ نِصْفُ ثُمُنِ الْوَرَقِ بِخَطِّ ابْنِ الْبَاقِلَانِیِّ الْمُتَكَلِّمِ النَّحْوِیِّ مَنَاماً بِغَیْرِ خَطِّهِ هَذَا لَفْظُهُ: حَدَّثَنِی السَّیِّدُ الْأَجَلُّ الْأَوْحَدُ الْعَالِمُ مُؤَیِّدُ الدِّینِ شَرَفُ الْقُضَاةِ عَبْدُ الْمَلِكِ أَدَامَ اللَّهُ عُلُوَّهُ أَنَّهُ كَانَ مَرِیضاً فَجَاءَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَأَنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْهَوَاءِ فَأَرَادَ أَنْ یَسْأَلَهُ الدُّعَاءَ لِكَوْنِهِ مَرِیضاً فَلَمْ یَسْأَلْهُ فَقَالَ لَهُ الشِّفَاءَ وَ مَرَّ یَدَهُ عَلَی ذِرَاعِهِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یَحْفَظْكَ اللَّهُ بِهَا قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (3) أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ(4) قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ
ص: 236
الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (1) وَ إِذَا قُلْتَ الَّذِینَ الْآیَةَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ إِذَا قُلْتَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ إِذَا قُلْتَ ما یَفْتَحِ اللَّهُ الْآیَةَ وَ هَذَا الْإِیمَانُ التَّامُّ هَذَا تَفْسِیرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَلَامُهُ أَقُولُ أَنَا وَ قَدْ سَقَطَ تَمَامُ تَفْسِیرِ الْآیَةِ الْأَخِیرَةِ(2).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ مَوْلَانَا وَ مُقْتَدَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ الْهَرِیرِ بِصِفِّینَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ وَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَعَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَوْمَ الْهَرِیرِ حِینَ اشْتَدَّ عَلَی أَوْلِیَائِهِ الْأَمْرُ دُعَاءَ الْكَرْبِ مَنْ دَعَا بِهِ وَ هُوَ فِی أَمْرٍ قَدْ كَرَبَهُ وَ غَمَّهُ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْهُ وَ هُوَ اللَّهُمَّ لَا تُحَبِّبْ إِلَیَّ مَا أَبْغَضْتَ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَیَّ مَا أَحْبَبْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَرْضَی سَخَطَكَ أَوْ أَسْخَطَ رِضَاكَ أَوْ أَرُدَّ قَضَاءَكَ أَوْ أَعْدُوَ قَوْلَكَ أَوْ أُنَاصِحَ أَعْدَاءَكَ أَوْ أَعْدُوَ أَمْرَكَ فِیهِمْ اللَّهُمَّ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ یُقَرِّبُنِی مِنْ رِضْوَانِكَ وَ یُبَاعِدُنِی مِنْ سَخَطِكَ فَصَیِّرْنِی لَهُ وَ احْمِلْنِی عَلَیْهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ قَلْباً شَاكِراً وَ یَقِیناً صَادِقاً وَ إِیمَاناً خَالِصاً وَ جَسَداً مُتَوَاضِعاً وَ ارْزُقْنِی مِنْكَ حُبّاً وَ أَدْخِلْ قَلْبِی مِنْكَ رُعْباً اللَّهُمَّ فَإِنْ تَرْحَمْنِی فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّی بِكَ وَ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِظُلْمِی وَ جَوْرِی وَ جُرْمِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی فَلَا عُذْرَ لِی إِنِ اعْتَذَرْتُ وَ لَا مُكَافَاةَ أَحْتَسِبُ بِهَا اللَّهُمَّ إِذَا حَضَرَتِ الْآجَالُ وَ نَفِدَتِ الْأَیَّامُ وَ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِكَ فَأَوْجِبْ لِی مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا یَغْبِطُنِی بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ لَا حَسْرَةَ بَعْدَهَا وَ لَا رَفِیقَ بَعْدَ رَفِیقِهَا فِی أَكْرَمِهَا مَنْزِلًا
ص: 237
اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِی خُشُوعَ الْإِیمَانِ بِالْعِزِّ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِی النَّارِ أُثْنِی عَلَیْكَ رَبِّ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ لِأَنَّ بَلَاءَكَ عِنْدِی أَحْسَنُ الْبَلَاءِ اللَّهُمَّ فَأَذِقْنِی مِنْ عَوْنِكَ وَ تَأْیِیدِكَ وَ تَوْفِیقِكَ وَ رِفْدِكَ وَ ارْزُقْنِی شَوْقاً إِلَی لِقَائِكَ وَ نَصْراً فِی نَصْرِكَ حَتَّی أَجِدَ حَلَاوَةَ ذَلِكَ فِی قَلْبِی وَ اعْزِمْ لِی عَلَی أَرْشَدِ أُمُورِی فَقَدْ تَرَی مَوْقِفِی وَ مَوْقِفَ أَصْحَابِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ النَّصْرَ الَّذِی نَصَرْتَ بِهِ رَسُولَكَ وَ فَرَّقْتَ بِهِ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ حَتَّی أَقَمْتَ بِهِ دِینَكَ وَ أَفْلَجْتَ بِهِ حُجَّتَكَ یَا مَنْ هُوَ لِی فِی كُلِّ مَقَامٍ (1)
وَ ذَكَرَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ دَعَا بِهِ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَبْلَ رَفْعِ الْمَصَاحِفِ الشَّرِیفَةِ ثُمَّ قَالَ مَا مَعْنَاهُ أَنَّ إِبْلِیسَ صَرَخَ صَرْخَةً سَمِعَهَا بَعْضُ الْعَسْكَرِ یُشِیرُ عَلَی مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابِهِ بِرَفْعِ الْمَصَاحِفِ الْجَلِیلَةِ لِلْحِیلَةِ فَأَجَابَهُ الْخَوَارِجُ لِمُعَاوِیَةَ إِلَی شُبُهَاتِهِ فَرَفَعُوهَا فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام كَمَا اخْتَلَفُوا فِی طَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَیَاتِهِ فَدَعَا علیه السلام فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ زَكِّ عَمَلِی وَ اغْسِلْ خَطَایَایَ فَإِنِّی ضَعِیفٌ إِلَّا مَا قَوَّیْتَ وَ اقْسِمْ لِی حِلْماً تَسُدُّ بِهِ بَابَ الْجَهْلِ وَ عِلْماً تُفَرِّجُ بِهِ الْجَهَلَاتِ وَ یَقِیناً تُذْهِبُ بِهِ الشَّكَّ عَنِّی وَ فَهْماً تُخْرِجُنِی بِهِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَاتِ وَ نُوراً أَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ وَ أَهْتَدِی بِهِ فِی الظُّلُمَاتِ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِی سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ قَلْبِی صَلَاحاً بَاقِیاً تَصْلُحُ بِهَا مَا بَقِیَ مِنْ جَسَدِی أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَیَّ عَمَلٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَیْكَ وَ أَقْرَبَ لَدَیْكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِی فِیهِ أَبَداً ثُمَّ لَقِّنِّی أَشْرَفَ الْأَعْمَالِ عِنْدَكَ وَ آتِنِی فِیهِ قُوَّةً وَ صِدْقاً وَ جِدّاً وَ عَزْماً مِنْكَ وَ نَشَاطاً ثُمَّ اجْعَلْنِی أَعْمَلُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ وَ مَعَاشَةً فِیمَا آتَیْتَ صَالِحِی عِبَادِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِی لَا أَشْتَرِی بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا وَ لَا أَبْتَغِی بِهِ بَدَلًا وَ لَا تُغَیِّرْهُ فِی سَرَّاءَ وَ لَا ضَرَّاءَ
ص: 238
وَ لَا كَسَلًا وَ لَا نِسْیَاناً وَ لَا رِیَاءً وَ لَا سُمْعَةً حَتَّی تَتَوَفَّانِی عَلَیْهِ وَ ارْزُقْنِی أَشْرَفَ الْقَتْلِ فِی سَبِیلِكَ أَنْصُرُكَ وَ أَنْصُرُ رَسُولَكَ أَشْتَرِی الْحَیَاةَ الْبَاقِیَةَ بِالدُّنْیَا وَ أَغْنِنِی بِمَرْضَاةٍ مِنْ عِنْدِكَ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِیماً حَفِیظاً مُنِیباً یَعْرِفُ الْمَعْرُوفَ فَیَتَّبِعُهُ وَ یُنْكِرُ الْمُنْكَرَ فَیَجْتَنِبُهُ لَا فَاجِراً وَ لَا شَقِیّاً وَ لَا مُرْتَاباً یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ حَیَاتِی زِیَادَةً لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلِ الْوَفَاةَ نَجَاةً لِی مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ اخْتِمْ لِی عَمَلِی بِالشَّهَادَةِ یَا عُدَّتِی فِی كُرْبَتِی وَ یَا صَاحِبِی فِی حَاجَتِی وَ وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَ صَبْراً عَلَی بَلِیَّتِكَ وَ رِضًا بِقَدَرِكَ وَ تَصْدِیقاً بِوَعْدِكَ وَ حِفْظاً لِوَصِیَّتِكَ وَ وَرَعاً وَ تَوَكُّلًا عَلَیْكَ وَ اعْتِصَاماً بِحَبْلِكَ وَ تَمَسُّكاً بِكِتَابِكَ وَ مَعْرِفَةً بِحَقِّكَ وَ قُوَّةً فِی عِبَادَتِكَ وَ نَشَاطاً لِذِكْرِكَ مَا اسْتَعْمَرْتَنِی فِی أَرْضِكَ فَإِذَا كَانَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ الْمَوْتُ فَاجْعَلْ مَنِیَّتِی قَتْلًا فِی سَبِیلِكَ بِیَدِ شَرِّ خَلْقِكَ وَ اجْعَلْ مَصِیرِی فِی الْأَحْیَاءِ الْمَرْزُوقِینَ عِنْدَكَ فِی دَارِ الْحَیَوَانِ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْیَقِینَ فِی قَلْبِی وَ خَوْفَكَ فِی نَفْسِی وَ ذِكْرَكَ عَلَی لِسَانِی اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِی مَسْأَلَتِی إِیَّاكَ رَغْبَةَ أَوْلِیَائِكَ فِی مَسَائِلِهِمْ وَ اجْعَلْ رَهْبَتِی إِیَّاكَ فِی اسْتِجَارَتِی مِنْ عَذَابِكَ رَهْبَةَ أَوْلِیَائِكَ اللَّهُمَّ وَ اسْتَعْمِلْنِی فِی مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ عَمَلًا لَا أَتْرُكُ شَیْئاً مِنْ مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ دُونَكَ اللَّهُمَّ مَا آتَیْتَنِی مِنْ خَیْرٍ فَآتِنِی مَعَهُ شُكْراً تُحْدِثُ بِهِ لِی ذِكْراً وَ أَحْسِنْ لِی بِهِ ذُخْراً وَ مَا زَوَیْتَ عَنِّی مِنْ عَطَاءٍ آتَیْتَنِی عَنْهُ غِنًی فَاجْعَلْ لِی فِیهِ أَجْراً وَ آتِنِی عَلَیْهِ صَبْراً اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرِی فِی الدُّنْیَا وَ لَا تُلْهِنِی عَنْ عِبَادَتِكَ وَ لَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ لَا تُقَصِّرْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ وَ الْحَزَنِ وَ الْعَجْزِ وَ الْكَسَلِ وَ الْجُبْنِ وَ الْبُخْلِ وَ سُوءِ الْخُلُقِ وَ ضَلَعِ الدَّیْنِ (1)
وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ وَ غَلَبَةِ الْعَدُوِّ
ص: 239
وَ تَوَالِی الْأَیَّامِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِی الْأَرْضِ وَ مِنْ بَلِیَّةٍ لَا أَسْتَطِیعُ عَلَیْهَا صَبْراً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ زَحْزَحَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ بَاعَدَ مِنْكَ أَوْ صَرَفَ عَنِّی وَجْهَكَ أَوْ نَقَصَ بِهِ مِنْ حَظِّی عِنْدَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطَایَایَ وَ ظُلْمِی أَوْ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ اتِّبَاعُ هَوَایَ وَ اسْتِعْمَالُ شَهْوَتِی دُونَ رَحْمَتِكَ (1) وَ بِرِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ مَوْعُودِكَ عَلَی نَفْسِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ سَوْءٍ فِی الْمَغِیبِ وَ الْمَحْضَرِ فَإِنَّ قَلْبَهُ یَرْعَانِی وَ عَیْنَاهُ تَنْظُرَانِی وَ أُذُنَاهُ تَسْمَعَانِی إِنْ رَأَی حَسَنَةً أَطْفَأَهَا(2)
وَ إِنْ رَأَی سَیِّئَةً أَبْدَاهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ یُدْنِی (3)
إِلَی طَبَعٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَلَالَةٍ تُرْدِینِی وَ مِنْ فِتْنَةٍ تَعْرُضُ لِی وَ مِنْ خَطِیئَةٍ لَا تَوْبَةَ مَعَهَا وَ مِنْ مَنْظَرِ سَوْءٍ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ غَضَاضَةِ الْمَوْتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الشَّكِّ وَ الْبَغْیِ وَ الْحَمِیَّةِ وَ الْغَضَبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًی یُطْغِینِی وَ مِنْ فَقْرٍ یُنْسِینِی وَ مِنْ هَوًی یُرْدِینِی وَ مِنْ عَمَلٍ یُخْزِینِی وَ مِنْ صَاحِبٍ یُغْوِینِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ یَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ وَ أَوْسَطُهُ وَجَعٌ وَ آخِرُهُ جَزَعٌ تَسْوَدُّ فِیهِ الْوُجُوهُ وَ تَجِفُّ فِیهِ الْأَكْبَادُ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ ذَنْباً مُحْبِطاً لَا تَغْفِرُهُ أَبَداً وَ مِنْ ذَنْبٍ یَمْنَعُ خَیْرَ الْآخِرَةِ وَ مِنْ أَمَلٍ یَمْنَعُ خَیْرَ الْعَمَلِ وَ حَیَاةٍ تَمْنَعُ خَیْرَ الْمَمَاتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجَهْلِ وَ الْهَزْلِ وَ مِنْ شَرِّ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ وَ مِنْ سَقَمٍ یَشْغَلُنِی وَ مِنْ صِحَّةٍ تُلْهِینِی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّعَبِ وَ النَّصَبِ وَ الْوَصَبِ وَ الضِّیقِ وَ الضَّلَالَةِ وَ الْقَائِلَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ النَّدَامَةِ وَ الْحَزَنِ وَ الْخُشُوعِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفِتَنِ وَ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ بَلَاءِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَسَةِ الْأَنْفُسِ مِمَّا لَا تُحِبُّ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ وَ الْعَمَلِ.
ص: 240
اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْحَسِّ وَ اللَّبْسِ وَ مِنْ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ أَنْفُسِ الْجِنِّ وَ أَعْیُنِ الْإِنْسِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ مِنْ شَرِّ لِسَانِی وَ مِنْ شَرِّ سَمْعِی وَ مِنْ شَرِّ بَصَرِی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ بَطْنٍ لَا یَشْبَعُ وَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی (1)
فِی شَیْ ءٍ مِنْ عَذَابِكَ وَ لَا تَرُدَّنِی فِی ضَلَالَةٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِشِدَّةِ مُلْكِكَ وَ عِزَّةِ قُدْرَتِكَ وَ عَظَمَةِ سُلْطَانِكَ وَ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا الدُّعَاءُ وَ هُوَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُهِمٍّ شَدِیدٍ وَ كَرْبٍ وَ هُوَ دُعَاءٌ لَا یُرَدُّ مَنْ دَعَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).
دُعَاءٌ آخَرُ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ یَوْمَ صِفِّینَ وَجَدْنَاهُ وَ رَوَیْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ وَ الذِّكْرِ تَصْنِیفِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَهْوَازِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْمَ صِفِّینَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذَا السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ الْمَكْفُوفِ الْمَحْفُوظِ الَّذِی جَعَلْتَهُ مَغِیضَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ جَعَلْتَ فِیهَا مَجَارِیَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنَازِلَ الْكَوَاكِبِ وَ النُّجُومِ وَ جَعَلْتَ سَاكِنَهُ سِبْطاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یَسْأَمُونَ الْعِبَادَةَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِی جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلنَّاسِ وَ الْأَنْعَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ مَا نَعْلَمُ وَ مَا لَا نَعْلَمُ مِمَّا یُرَی وَ مِمَّا لَا یُرَی مِنْ خَلْقِكَ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْجِبَالِ الَّتِی جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ مَتَاعاً وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحِیطِ بِالْعَالِمِ وَ رَبَّ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَ الْفُلْكِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِما یَنْفَعُ النَّاسَ إِنْ أَظْفَرْتَنَا عَلَی عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْكِبْرَ وَ سَدِّدْنَا لِلرُّشْدِ وَ إِنْ أَظْفَرْتَهُمْ عَلَیْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْ بَقِیَّةَ أَصْحَابِی مِنَ الْفِتْنَةِ وَ هَذَا آخِرُ الدُّعَاءِ وَ كَانَ فِیهِ أَظْفَرْتَنَا وَ أَظْفَرْتَهُمْ وَ لَعَلَّهَا أَظْهَرْتَنَا وَ أَظْهَرْتَهُمْ
ص: 241
لِأَجْلِ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَهَا عَلَی وَ لَوْ كَانَتْ أَظْفَرْتَنَا كَانَتْ بَعْدَهَا بَا بِأَعدَائِنَا وَ إِنْ كَانَتْ حُرُوفُ الْخَفْضِ یَقُومُ بَعْضُهَا مَقَامَ بَعْضٍ (1) رَأَیْتُ فِی آخِرِ مَجْمُوعٍ لِأَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مَا هَذَا لَفْظُهُ مِنْ دُعَاءِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِی غِنَاكَ أَوْ أَضِلَّ فِی هُدَاكَ أَوْ أَذِلَّ فِی عِزِّكَ أَوْ أُضَامَ فِی سُلْطَانِكَ أَوْ أَضْطَهِدَ وَ الْأَمْرُ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ زُوراً أَوْ أَغْشَی فُجُوراً أَوْ أَنْ أَكُونَ بِكَ مَغْرُوراً(2).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا وَ مُقْتَدَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی صِفِّینَ وَجَدْتُهُ فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِ دَفْعِ الْهُمُومِ وَ الْأَحْزَانِ لِأَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ النُّعْمَانِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْلَةَ صِفِّینَ أَ مَا تَرَی الْأَعْدَاءَ قَدْ أَحْدَقُوا بِنَا فَقَالَ وَ قَدْ رَاعَكَ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُضَامَ فِی سُلْطَانِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ فِی هُدَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِی غِنَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُضَیَّعَ فِی سَلَامَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْلَبَ وَ الْأَمْرُ إِلَیْكَ (3).
«10»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ رَأَی رَجُلًا یَدْعُو مِنْ دَفْتَرٍ دُعَاءً طَوِیلًا فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا الرَّجُلُ إِنَّ الَّذِی یَسْمَعُ الْكَثِیرَ هُوَ یُجِیبُ عَنِ الْقَلِیلِ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا مَوْلَایَ فَمَا أَصْنَعُ قَالَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ.
«11»- إِخْتِیَارُ السَّیِّدِ بْنِ الْبَاقِی دُعَاءُ الصَّبَاحِ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام:
ص: 242
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ یَا مَنْ دَلَعَ لِسَانَ الصَّبَاحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ وَ سَرَّحَ قِطَعَ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ بِغَیَاهِبِ تَلَجْلُجِهِ وَ أَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ فِی مَقَادِیرِ(1)
تَبَرُّجِهِ وَ شَعْشَعَ ضِیَاءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ یَا مَنْ دَلَّ عَلَی ذَاتِهِ بِذَاتِهِ وَ تَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِهِ وَ جَلَّ عَنْ مُلَائَمَةِ كَیْفِیَّاتِهِ یَا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَرَاتِ الظُّنُونِ وَ بَعُدَ عَنْ مُلَاحَظَةِ(2) الْعُیُونِ وَ عَلِمَ بِمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ یَا مَنْ أَرْقَدَنِی فِی مِهَادِ أَمْنِهِ وَ أَمَانِهِ وَ أَیْقَظَنِی إِلَی مَا مَنَحَنِی بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَ إِحْسَانِهِ وَ كَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّی بِیَدِهِ وَ سُلْطَانِهِ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی الدَّلِیلِ إِلَیْكَ فِی اللَّیْلِ الْأَلْیَلِ وَ الْمُتَمَسِّكِ (3)
مِنْ أَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْأَطْوَلِ وَ النَّاصِعِ الْحَسَبِ فِی ذِرْوَةِ الْكَاهِلِ الْأَعْبَلِ وَ الثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلَی زَحَالِیفِهَا فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ وَ عَلَی آلِهِ الْأَخْیَارِ(4)
الْمُصْطَفَیْنَ الْأَبْرَارِ(5) وَ افْتَحِ اللَّهُمَّ لَنَا مَصَارِیعَ الصَّبَاحِ بِمَفَاتِیحِ الرَّحْمَةِ وَ الْفَلَاحِ وَ أَلْبِسْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدَایَةِ وَ الصَّلَاحِ وَ اغْرِسِ اللَّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِی شِرْبِ جَنَانِی یَنَابِیعَ الْخُشُوعِ وَ أَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَیْبَتِكَ (6) مِنْ آمَاقِی زَفَرَاتِ الدُّمُوعِ وَ أَدِّبِ اللَّهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنِّی بِأَزِمَّةِ الْقُنُوعِ إِلَهِی إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِی الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِیقِ فَمَنِ السَّالِكُ
ص: 243
بِی إِلَیْكَ فِی وَاضِحِ الطَّرِیقِ وَ إِنْ أَسْلَمَتْنِی أَنَاتُكَ لِقَائِدِ الْأَمَلِ وَ الْمُنَی فَمَنِ الْمُقِیلُ عَثَرَاتِی مِنْ كَبَوَاتِ الْهَوَی وَ إِنْ خَذَلَنِی نَصْرُكَ عِنْدَ(1) مُحَارَبَةِ النَّفْسِ وَ الشَّیْطَانِ فَقَدْ وَكَلَنِی خِذْلَانُكَ (2)
إِلَی حَیْثُ النَّصَبِ وَ الْحِرْمَانِ إِلَهِی أَ تَرَانِی مَا أَتَیْتُكَ إِلَّا مِنْ حَیْثُ الْآمَالِ أَمْ عَلِقْتُ (3)
بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ إِلَّا حِینَ بَاعَدَتْ بِی (4)
ذُنُوبِی عَنْ دَارِ(5) الْوِصَالِ فَبِئْسَ الْمَطِیَّةُ الَّتِی امْتَطَتْ نَفْسِی مِنْ هَوَاهَا فَوَاهاً لَهَا لِمَا سَوَّلَتْ لَهَا ظُنُونُها وَ مُنَاهَا وَ تَبّاً لَهَا لِجُرْأَتِهَا عَلَی سَیِّدِهَا وَ مَوْلَاهَا إِلَهِی قَرَعْتُ بَابَ رَحْمَتِكَ بِیَدِ رَجَائِی وَ هَرَبْتُ إِلَیْكَ لَاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوَائِی وَ عَلَّقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ أَنَامِلَ وَلَائِی فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا كُنْتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِی وَ خَطَائِی وَ أَقِلْنِی مِنْ صَرْعَةِ دَائِی إِنَّكَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ مُعْتَمَدِی وَ رَجَائِی (6) وَ أَنْتَ غَایَةُ مَطْلُوبِی وَ مُنَایَ فِی مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ إِلَهِی كَیْفَ تَطْرُدُ مِسْكِیناً الْتَجَأَ إِلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هَارِباً أَمْ كَیْفَ تُخَیِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلَی جَنَابِكَ سَاعِیاً(7) أَمْ كَیْفَ تَرُدُّ ظَمْآنَ وَرَدَ عَلَی (8) حِیَاضِكَ شَارِباً كَلَّا وَ حِیَاضُكَ مُتْرَعَةٌ فِی ضَنْكِ الْمُحُولِ وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَ الْوُغُولِ وَ أَنْتَ غَایَةُ
ص: 244
السَّئُولِ (1)
وَ نِهَایَةُ الْمَأْمُولِ إِلَهِی هَذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِی عَقَلْتُهَا بِعِقَالِ مَشِیَّتِكَ وَ هَذِهِ أَعْبَاءُ ذُنُوبِی دَرَأْتُهَا بِعَفْوِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ هَذِهِ أَهْوَائِیَ الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُهَا إِلَی جَنَابِ لُطْفِكَ وَ رَأْفَتِكَ فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ صَبَاحِی هَذَا نَازِلًا عَلَیَّ بِضِیَاءِ الْهُدَی وَ بِالسَّلَامَةِ فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ مَسَائِی جُنَّةً مِنْ كَیْدِ الْأَعْدَاءِ(2) وَ وِقَایَةً مِنْ مُرْدِیَاتِ الْهَوَی إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَی مَا تَشَاءُ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ مَنْ ذَا یَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلَا یَخَافُكَ وَ مَنْ ذَا یَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلَا یَهَابُكَ (3) أَلَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ (4)
الْفِرَقَ وَ فَلَقْتَ بِلُطْفِكَ (5) الْفَلَقَ وَ أَنَرْتَ بِكَرَمِكَ (6) دَیَاجِیَ الْغَسَقِ وَ أَنْهَرْتَ الْمِیَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیَاخِیدِ عَذْباً وَ أُجَاجاً وَ أَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ لِلْبَرِیَّةِ سِراجاً وَهَّاجاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تُمَارِسَ فِیمَا
ص: 245
ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَ لَا عِلَاجاً فَیَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَ الْبَقَاءِ وَ قَهَرَ الْعِبَادَ(1) بِالْمَوْتِ وَ الْفَنَاءِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَتْقِیَاءِ وَ اسْمَعْ (2)
نِدَائِی وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ حَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِی وَ رَجَائِی یَا خَیْرَ مَنِ انْتُجِعَ (3) لِكَشْفِ الضُّرِّ وَ الْمَأْمُولِ لِكُلِ (4) عُسْرٍ وَ یُسْرٍ بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِی فَلَا تَرُدَّنِی مِنْ سَنِیِ (5)
مَوَاهِبِكَ خَائِباً یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ (6)
بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ إِلَهِی قَلْبِی مَحْجُوبٌ وَ نَفْسِی مَعْیُوبٌ وَ عَقْلِی مَغْلُوبٌ وَ هَوَائِی غَالِبٌ وَ طَاعَتِی قَلِیلٌ وَ مَعْصِیَتِی كَثِیرٌ وَ لِسَانِی مُقِرٌّ وَ مُعْتَرِفٌ بِالذُّنُوبِ فَكَیْفَ حِیلَتِی یَا سَتَّارَ الْعُیُوبِ وَ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ وَ یَا كَاشِفَ الْكُرُوبِ اغْفِرْ ذُنُوبِی كُلَّهَا بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا غَفَّارُ یَا غَفَّارُ یَا غَفَّارُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
بیان: هذا الدعاء من الأدعیة المشهورة و لم أجده فی الكتب المعتبرة إلا فی مصباح السید ابن الباقی رحمه اللّٰه و وجدت منه نسخة قرأه المولی الفاضل مولانا درویش محمد الأصبهانی جد والدی من قبل أمه علی العلامة مروج المذهب
ص: 246
نور الدین علی بن عبد العالی الكركی قدس اللّٰه روحه فأجازه و هذه صورته.
الحمد لله قرأ علی هذا الدعاء و الذی قبله عمدة الفضلاء الأخیار الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدین درویش محمد الأصفهانی بلغه اللّٰه ذروة الأمانی قراءة تصحیح كتبه الفقیر علی بن عبد العالی فی سنة تسع و ثلاثین و تسعمائة حامدا مصلیا.
و وجدت فی بعض الكتب سندا آخر له هكذا قال الشریف یحیی بن قاسم العلوی ظفرت بسفینة طویلة مكتوب فیها بخط سیدی و جدی أمیر المؤمنین و قائد الغر المحجلین لیث بنی غالب علی بن أبی طالب علیه أفضل التحیات ما هذه صورته بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا دُعَاءٌ عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ یَدْعُو بِهِ فِی كُلِّ صَبَاحٍ وَ هُوَ اللَّهُمَّ یَا مَن دَلَعَ لِسَانَ الصَّبَاحِ إلی آخره و كتب فی آخره كتبه علی بن أبی طالب فی آخر نهار الخمیس حادی عشر شهر ذی الحجة سنة خمس و عشرین من الهجرة.
و قال الشریف نقلته من خطه المبارك و كان مكتوبا بالقلم الكوفی علی الرق فی السابع و العشرین من ذی القعدة سنة أربع و ثلاثین و سبعمائة.
إیضاح: بعض ما ربما یشتبه علی القارئ فإن شرحه كما ینبغی لا یناسب هذا الكتاب (1).
قوله علیه السلام یا من دلع أی أخرج یقال دلع لسانه فاندلع أی أخرجه فخرج و دلع لسانه أی خرج یتعدی و لا یتعدی قیل و إنما لم یجعله هاهنا لازما إذ لا بد لمن من ضمیر راجع إلیها لسان الصباح هو ضد المساء و المراد بلسان الصباح الشمس عند طلوعها و النور المرتفع عن الأفق قبل طلوعها بنطق تبلجه النطق هو التكلم و قد یطلق علی الأعم فإن المراد به فی قولهم ما له صامت و لا ناطق الحیوان و بالصامت ما سواه و التبلج الإضاءة و الإشراق و إضافة النطق إلیه بیانیة أی بنطق هو إشراق ذلك اللسان و تشبیه الإشراق بالنطق لأجل دلالته علی كمال الصانع و یقال بلج الصبح یبلج بالضم أی أضاء و ابتلج
ص: 247
و تبلج مثله.
و هذه الفقرة موافقة لقوله تعالی وَ إِنْ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ (1) فإن كل شی ء یدل علی أنه تعالی متصف بصفات الكمال مقدس عن سمات النقص فكأنه یحمده و یسبحه و ذهب الكبراء إلی أن ذلك الحمد و التسبیح حقیقیان لا مجازیان و الإعجاز فی تسبیح الحصی فی كف النبی صلی اللّٰه علیه و آله إنما هو باعتبار إسماع المحجوبین و یساعد هذا قوله تعالی قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ(2) و قد ناسب إثبات النطق للصبح قوله تعالی وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (3).
و یا من سرح بالتخفیف أو التشدید و الأول أنسب لفظا بقوله دلع أی أرسل یقال سرحت فلانا إلی موضع كذا إذا أرسلته إلیه و قال اللّٰه تعالی أَوْ تَسْرِیحٌ بِإِحْسانٍ (4) أقول و یحتمل أن یكون من تسریح الشعر قطع اللیل المظلم القطع بكسر القاف و فتح الطاء جمع قطعة و الظلمة عدم النور و ظلم اللیل بالكسر و أظلم بمعنی و فی بعض النسخ المدلهم بدل المظلم و لیلة مدلهمة أی مظلمة بغیاهب هی جمع غیهب و هو الظلمة و الباء إما بمعنی مع و متعلقة بقوله سرح أو للسببیة و متعلقة بقوله المظلم و المعنی یا من أذهب القطع المختلفة من اللیل المظلم مع ظلماته المحسوسة فی تردده أو المظلم بسبب هذه الظلمات تلجلجه التلجلج التردد و
الاضطراب و قیل یقال یلجلج فی فمه مضغة أی یرددها فی فمه للمضغ و معنی قولهم الحق أبلج و الباطل لجلج أن الحق ظاهر و الباطل غیر مستقیم بل متردد و لجة البحر تردد أمواجه و لجة اللیل تردد ظلامه.
و یا من أتقن أی أحكم صنع الفلك الدوار الصنع بالضم الفعل و الفلك ما سوی العنصریات من الأجسام و الدوار أی المتحركة بالاستدارة بمقادیر تبرجه المقادیر جمع مقدور من القدرة و هی ضد العجز و التبرج هو إظهار
ص: 248
المرأة زینتها و محاسنها للرجال (1) قال تعالی وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِیَّةِ(2) و المراد بمقادیر تبرج الفلك ما یمكن من تزینه و هذه الفقرة موافقة لقوله تعالی صُنْعَ اللَّهِ الَّذِی أَتْقَنَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ زَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِمَصابِیحَ (3).
و یا من شعشع یقال شعشعت التراب أی مزجته أی مزج ضیاء الشمس القائم بها بنور تأججه یعنی بنور یحصل من تلهب ذلك الضیاء و هو شعاع الشمس أی ما یری من ضوئها عند طلوعها كالأغصان أو نقول التشعشع مأخوذ من الشعاع كما أن التلجلج مأخوذ من اللجة و هو مطاوع الشعشعة أی جعل ضیاء الشمس القائم بها ذا شعاع بسبب نور ظهوره الذی هو مقتضی ذاته أزلا و أبدا فالضمیر علی الأول راجع إلی الضیاء و علی الثانی إلی من و الأجیج تلهب النار و قد أجت تأج أجیجا و أججتها فتأججت.
یا من دل علی ذاته بذاته أبرز حرف النداء لتغییر الفاصلة یعنی یا من كان نور ذاته دلیلا موصلا للطالبین إلی ذاته المتعالیة من مدارك الأفهام و مسالك الأوهام و هذا مشهد عظیم مخصوص بالكاملین و أما الناقصون فیستدلون من الأثر علی المؤثر و الفرق بین الفریقین كالفرق بین من رأی الشمس بنور الشمس و بین من استدل علی وجود الشمس بظهور أشعتها و یقال دله علی الطریق یدله
ص: 249
دلالة و دلالة و دلالة مثلثة الدال و الفتح أولی و قال الراغب فی تأنیث ذو ذات و فی تثنیته ذواتا و فی جمعها ذوات و قد استعار أصحاب المعانی الذات فجعلوها عبارة عن عین الشی ء جوهرا كان أو عرضا و لیس ذلك من كلام العرب.
و یا من تنزه أی تباعد قال ابن السكیت مما یضعه الناس فی غیر موضعه قولهم تنزهوا أی أخرجوا إلی البساتین و إنما التنزه أی التباعد عن المیاه و المزارع و فیه قیل فلان یتنزه عن الأقذار و ینزه نفسه عنها أی یباعدها عنها عن مجانسة مخلوقاته أی عن
أن یكون من جنسها إذ لا یشاركه شی ء فی الماهیة و الخلق أصله التقدیر المستقیم و یستعمل فی إبداع الشی ء من غیر أصل و لا احتذاء قال تعالی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ (1) و فی إیجاد الشی ء من الشی ء نحو خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ(2) و لیس الخلق بمعنی الإبداع إلا لله و لذا قال أَ فَمَنْ یَخْلُقُ كَمَنْ لا یَخْلُقُ (3) و أما الخلق الذی یكون بمعنی الاستحالة فعام قال تعالی وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ بِإِذْنِی (4) و یا من جل أی ترفع عن ملاءمة كیفیاته أی عن أن یكون ملائما و مناسبا بكیفیات المخلوق فالضمیر راجع إلی المخلوق المذكور فی ضمن مخلوقاته كما رجع هو فی قوله تعالی اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوی (5) إلی العدل المذكور فی ضمن اعدلوا و كیف للاستفهام عن الحال و الكیفیة منسوبة إلی الكیف أی الحال المنسوب إلی كیف و التأنیث له باعتبار الحال فإنها تؤنث سماعا.
یا من قرب من خطرات الظنون أی من كان قریبا من الظنون الذی تخطر بالقلوب و فیه إیماء إلی أن العلم بذاته و صفاته مستحیل و غایة الأمر فی هذا المقام هو الظن و الخطرات جمع خطرة و هی الخطور.
ص: 250
و یا من بعد عن ملاحظة العیون یلوح منه أن اللّٰه تعالی یمكن إدراكه بالعقل و لا یمكن إبصاره بالعین كما هو مذهب المعتزلة و یؤیده قوله تعالی لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ(1) و التحقیق أنه لا یمكن أن یحوم الأبصار حول جنابه فی مرتبة إطلاقه و إن أمكن إبصاره فی مرتبة التمثل و التنزل إلی مراتب الظهور و مدارج البروز و لذا قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لیلة البدر لا تضامون فی رؤیته و الكلام السابق ینادی بأنه علیه السلام فی هذا المقام بصدد التنزیه فاللائق به نفی الإبصار و لا یبقی فی هذا المشهد السنی نزاع بین الأشاعرة و المعتزلة فی مسألة اللقاء و فی بعض النسخ و كان بلا كیف مكنون أی مستور عن العقول فكیف بالكیف الظاهر و لا كیف هاهنا بمنزلة كلمة واحدة و لذا دخل علیه حرف الجر و جعلها مجرورة.
و یا من علم بما كان قبل أن یكون الكون المستعمل هاهنا تام أی تعلق علمه بما وجد فی الخارج قبل أن یوجد فیه و ذلك لأن لجمیع الأشیاء صورا علمیة أزلیة فی ذات الحق و یسمی تلك الصور أعیانا ثابتة و شئونا إلهیة و هی التی سماها الحكماء بالماهیات و تخرج من مكمن الغیب العلمی إلی مشهد الشهادة العینیة تدریجا علی حسب استعداداتها.
یا من أرقدنی أی أنامنی قبل هذا الصباح فی مهاد أمنه و أمانه المهد مهد الصبی و المهاد الفراش و الأمن طمأنینة النفس و زوال الخوف و الأمان و الأمانة فی الأصل مصدران و قد یستعمل الأمان فی الحالة التی یكون علیها الإنسان فی الأمن.
و یا من أیقظنی أی نبهنی من النوم متوجها إلی ما منحنی أی أعطانی یقال منحه یمنحه و یمنحه بالفتح و الكسر و الاسم المنحة بالكسر و هی العطیة به الضمیر راجع إلی ما من مننه و إحسانه بیان لما و المنن جمع منة و هی النعمة الثقیلة.
ص: 251
و یا من كف أكف السوء عنی الأكف بضم الكاف جمع الكف و السوء ما یغم الإنسان و أثبت للسوء أكفا كما یثبتون للمنیة أظفارا و مخالب بیده أی قدرته الباهرة و سلطانه أی سلطنته القاهرة قال تعالی وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً(1). صل الصلاة من اللّٰه الرحمة و من الملك الاستغفار و من البشر الدعاء و الصلاة التی هی العبادة المخصوصة أصلها الدعاء و صلیت علیه أی دعوت له و یقال صلیت صلاة و لا یقال تصلیة اللّٰهم أی یا اللّٰه و المیم عوض عن یا و لذلك لا یجتمعان و قیل أصله یا اللّٰه أمنا بخیر فخفف بحذف حرف النداء و متعلقات الفعل و همزته و الأم القصد و بعضهم زعموا أن الأصل اللّٰهم یا اللّٰه آتنا بالخیر و أورد الرضی رحمه اللّٰه النقض بما إذا قلنا یا اللّٰه (2) لا تأتهم بالخیر و لا یبعد أن یقال لا نسلم إطلاق لفظة اللّٰهم فی غیر مقام الاسترحام بل لا یبعد أن یقال إن المیم اختصار من ارحم و التشدید عوض عما أسقط تقدیره یا اللّٰه ارحم و الحاصل أنا لم نظفر باستعمالهم هذه اللفظة فی غیر مقام الدعاء و الاسترحام.
فإن قیل كثیرا ما ورد فی مقام الدعوة علی العدو قلنا الدعاء علی العدو یرجع إلی الدعاء لنفسه و قیل لو كان اللّٰهم أصله یا اللّٰه أو آتنا بالخیر لجاز أن یقال حالة الذكر اللّٰهم اللّٰهم اللّٰهم كما یقال یا اللّٰه یا اللّٰه یا اللّٰه.
علی الدلیل إلیك أی من كان هادیا لنا و المراد به النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی اللیل الألیل أی البالغ فی الظلمة و هذا مثل قولهم ظل ظلیل و عرب عرباء و المراد به زمان انقطاع العلم و المعرفة و الماسك عطف علی الدلیل و إمساك الشی ء التعلق به و حفظه من أسبابك السبب الحبل و كل شی ء یتوصل به إلی غیره بحبل الشرف أی العلو(3) الأطول صفة الحبل و المراد الذی یمسك من حبالك
ص: 252
بالحبل الأطول من الشرف.
و الناصع أی الخالص من كل شی ء یقال أبیض ناصع و أصفر ناصع و نصح الأمر وضح و بان الحسب هو ما یعده الإنسان من مفاخر آبائه و قال ابن السكیت الحسب و الكرم یكونان فی الرجل و إن لم یكن آباء لهم شرف و الشرف و المجد لا یكونان إلا بالآباء فی ذروة الكاهل هو ما بین الكتفین و ذری الشی ء بالضم أعالیه الواحدة ذروة بكسر الذال و ذروة بالضم أیضا و هی أیضا أعلی السنام و فلان یذری حسبه أی یمدحه و یرفع شأنه و الأعبل أی الضخیم الغلیظ(1) و المراد النبی الخالص حسبه أو الواضح حسبه فی أعلی مراتب المجد الراسخ و الشرف الشامخ.
و الثابت القدم علی زحالیفها الضمیر للقدم فإنها مؤنث سماعی و الزحلفة بضم الزاء آثار تزلج الصبیان من فوق التل إلی أسفله و هی لغة أهل العالیة و تمیم یقوله بالقاف و الجمع زحالف و زحالیف و قال ابن الأعرابی الزحلوفة مكان منحدر یملس لأنهم یزحلفون فیه و الزحلفة كالدحرجة و الدفع یقال زحلفته فتزحلف فی الزمن أی الزمان الأول المراد النبی صلی اللّٰه علیه و آله الذی ثبت قدمه علی المواضع التی هی مظان مزلة القدم قبل النبوة أو فی أوائل زمان النبوة.
و علی آله هو من یئول إلیه بالقرابة الصوریة أو المعنویة الأخیار جمع خیر كشر و أشرار و قیل جمع خیر أو خیر علی تخفیفه كأموات فی جمع میت أو میت المصطفین من الناس یقال اصطفیته أی اخترته الأبرار قال صاحب الكشاف هو جمع بر و بار فلا یصح ما ذكره الجوهری من أن فاعلا لا یجمع علی أفعال و عن علی علیه السلام كل دعاء محجوب حتی یصلی علی محمد صلی اللّٰه علیه و آله رواه الطیرانی فی المعجم الأوسط و قال أبو سلیمان الدارانی إذا سألت اللّٰه حاجة فابدأ بالصلاة علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثم ادع ما شئت ثم اختم بالصلاة علیه فإن اللّٰه
ص: 253
سبحانه یقبل الصلاتین و هو أكرم من أن یدع بینهما و لذا بدأ علی علیه السلام هذا الدعاء بالصلاة علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و صلی علیه فی آخره.
و افتح اللّٰهم لنا عطف علی صل مصاریع الصباح جمع مصراع و المصراعان من الأبواب و به شبه المصراعان فی الشعر بمفاتیح هو جمع مفتاح الرحمة و هی رقة فی القلب تقتضی الإحسان و یضاف إلیها باعتبار غایتها و الفلاح هو الظفر و إدراك البغیة و فی بعض النسخ بدل الفلاح النجاح و النجح و النجاح الظفر بالحوائج.
و ألبسنی من الإلباس أی ألبسنی خلعة من أفضل خلع و هی جمع خلعة الهدایة قد تطلق علی إراءة الطریق كما فی قوله تعالی وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمی عَلَی الْهُدی (1) و قد تطلق علی الإراءة و الإیصال إلی المقصد كما فی قوله تعالی إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ (2) و الصلاح هو ضد الفساد.
و اغرز اللّٰهم إما بتقدیم الراء المهملة علی المعجمة یقال غرزت الجرادة بذنبها فی الأرض تغریزا و غرزت الشی ء بالإبرة أغرزه غرزا و إما بتقدیم المعجمة من باب الإفعال كما فی بعض النسخ و الغزارة الكثرة و قد غزر الشی ء بالضم یغزر فهو غزر و غزرت الناقة غزارة كثر لبنها بعظمتك عظم الشی ء و أصله كبر عظمه ثم استعیر لكل كبیر فأجری مجراه محسوسا كان أو معقولا عینا كان أو معنی فی شرب هو بكسر الشین الحظ من الماء جنانی هو بالفتح القلب ینابیع جمع ینبوع و هو عین الماء من نبع الماء ینبع و نبع نبوعا أی خروجا الخشوع هو الضراعة و أكثر ما یستعمل فیما یوجد فی الجوارح و الضراعة أكثر ما یستعمل فیما
یوجد فی القلب و أجر من الإجراء بهیبتك علی الإجلال و المخافة من آماقی موق العین طرفها مما یلی الأنف و الأذن و اللحاظ طرفها الذی یلی الأذن و الجمع آماق و أمآق زفرات الدموع هی جمع دمع
ص: 254
و الزفرة بالكسر القربة و منه قیل للإماء اللواتی یحملن القرب زوافر.
و أدب اللّٰهم من التأدیب نزق الخرق منی النزق هو الخفة و الطیش و الخرق ضد الرفق و قد خرق یخرق خرقا و الاسم الخرق بالضم و قال فی القاموس الخرق بالضم و بالتحریك ضد الرفق انتهی و قال فی النهایة و فی الحدیث الرفق یمن و الخرق شوم الخرق بالضم الجهل و الحمق بأزمة جمع زمام و هو الخیط الذی فی البرة أو فی الخشاش ثم یشد فی طرفه المقود و قد یسمی المقود زماما و الخشاش بالكسر الذی فی أنف البعیر و هو من خشب و البرة من صفر و الخزامة من شعر القنوع هی بالضم السؤال و التذلل للمسألة و قد شبه علیه السلام نزق الخرق أی الطیش الناشی من غلظة الطبیعة بحیوان یحتاج إلی أن یؤدب بالأزمة.
اللّٰهم إن لم تبتدئنی الرحمة منك أی لم تبتدئنی شأنی رحمتك بحسن التوفیق هو جعل اللّٰه تدبیرنا موافقا لتقدیره فمن بالفتح للاستفهام السالك السلوك النفاذ فی الطریق بی المشهور أن مثل هذه الباء للتعدیة و یمكن أن یقال المراد فمن السالك معی أی بمصاحبتی و لا یخفی أنه أبعد عن التكلف واضح الطریق من إضافة الصفة إلی الموصوف أی الطریق الواضح.
و إن أسلمتنی أی سلمتنی أناتك أی حلمك و یقال تأنی فی الأمر ترفق و انتظر و الاسم الأناة مثل قناة لقائد الأمل أی الرجاء و یقال قدت الفرس و غیره أقوده قودا و مقاودة و قیدودة و المنی بالضم جمع منیة و هی الصورة الحاصلة فی النفس من تمنی الشی ء فمن المقیل یقال أقلت البیع إقالة أی فسخته عثراتی العثرة الزلة أی فمن یفسخ و یمحو زلاتی الحاصلة من كبوات یقال كبا بوجهه یكبو سقط الهوی هو بالقصر هوی النفس و جمعه أهواء.
و إن خذلنی نصرك یقال خذله خذلانا أی ترك عونه و نصره عند محاربة النفس أی وقت محاربتی للنفس الأمارة بالسوء و محاربة الشیطان و هو عند الصوفیة النفس الكلیة التی تتمثل أحیانا بالصور الجسمانیة و قیل هو القوة الواهمة فقد وكلنی یقال وكله إلی نفسه وكلا و وكولا و هذا الأمر موكول
ص: 255
إلی رأیك نصرك و فی بعض النسخ خذلانك إلی حیث النصب أی إلی مكان فیه النصب و هو بفتح النون و الصاد التعب و الحرمان أی المحروم الذی لم یوسع علیه فی الرزق كما وسع علی غیره إلهی أی یا معبودی من أله إلهیة أی عبد أ ترانی من الرؤیة و همزة الاستفهام هاهنا للإنكار ما أتیتك من الإتیان و المراد به التوجه إلیه تعالی إلا من حیث الآمال أی لیس توجهی إلیك إلا لأجل الآمال و أما التوجه الخالص الصافی عن الأغراض النفسانیة فلم یوجد منی أم ترانی علقت بكسر اللام أی تعلقت یقال علق به علقا أی تعلق به بأطراف حبالك أی حبال فضلك و كرمك إلا حین باعدتنی أی أبعدتنی و فی بعض النسخ أبعدتنی ذنوبی جمع ذنب و هو الكدورة الحاصلة لمرآة القلب من ارتكاب القبائح عن ضربة الوصال الضربة بالكسر أبیات مجتمعة فبئس المطیة هی واحد المطی یذكر و یؤنث التی امتطأت نفسی أی امتطأته نفسی یقال امتطأتها أی اتخذتها مطیة من هواها بیان المطیة و الضمیر راجع إلی النفس فإنها مؤنث سماعی.
فواها لها كلمة تعجب فإذا تعجبت من شی ء قلت واها له لما سولت لها ما مصدریة و سولت له نفسه أی زینته ظنونها الباطلة و مناها العاطلة و تبا لها التباب الخسران و الهلاك تقول تبا لفلان تنصبه علی المصدر بإضمار فعل أی ألزمه اللّٰه هلاكا و خسرانا له لجرأتها أی شجاعتها علی سیدها المراد به هو اللّٰه تعالی یقال ساد قومه یسودهم سیادة و سؤددا و سیدودة فهو سید و مولاها هو المعتق و المعتق و ابن العم و الجار و الحلیف و الناصر و المتولی للأمر و المراد هاهنا الناصر أو المتولی للأمر قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله من كنت مولاه فعلی مولاه و المولی فی هذا الحدیث یختص بالمعنی الأخیر. إلهی قرعت أی ضربت ضربا شدیدا باب روضة رحمتك بید رجائی أصل ید یدی بسكون الدال و هربت أی فررت إلیك هذا ناظر إلی قوله
ص: 256
تعالی فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ (1) لاجیا أی ملتجیا یقال لجأت لجأ بالتحریك و ملجأ من فرط أهوائی الفرط بسكون الراء التجاوز عن الحد و قد عرفت أن الهوی بالقصر هوی النفس و الأهواء جمعه و علقت أی تعلقت بأطراف حبالك أی حبال كرمك أنامل ولائی أنامل جمع أنملة و هی رءوس الأصابع و یقال بینهما ولاء بالفتح أی قرابة.
فاصفح اللّٰهم یقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه عما أجرمته الجرم و الجریمة الذنب یقال جرم و اجترم بمعنی و فی بعض النسخ عما كان من زللی یقال زللت یا فلان تزل زلیلا إذا زل فی الطین أو منطق و قال الفراء زللت بالكسر تزل زللا و الاسم الزلة و خطائی الخطاء بالقصر نقیض الصواب و قد یمد و قرئ بهما وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً(2).
و أقلنی من الإقالة أی خلصنی من صرعة دائی أی مرضی یقال صارعته فصرعته صرعا بالكسر لقیس و صرعا بالفتح لتمیم و الصرعة مثل الركبة و الجلسة و الصرع علة معروفة سیدی و مولای أی ناصری و متولی أمری و معتمدی أی محل اعتمادی أو الذی اعتمدت علیه و رجائی أی مرجوی و غایة منای أی نهایة مقاصدی فی منقلبی قلبت الشی ء فانقلبت أی انكب و المنقلب یكون مصدرا و مكانا مثل منصرف و المراد هاهنا هو المكان قال اللّٰه تعالی وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (3) و مثوای یقال ثوی بالمكان یثوی ثواء و ثویا أی أقام.
إلهی كیف تطرد الطرد الإبعاد و الطرد بالتحریك تقول طردته فذهب مسكینا قیل هو الذی لا شی ء له و هو أبلغ من الفقر و قوله تعالی أَمَّا السَّفِینَةُ فَكانَتْ لِمَساكِینَ (4) فإنه جعلهم مساكین بعد ذهاب سفینتهم أو لأن
ص: 257
سفینتهم غیر معتد بها فی جنب ما كان بهم من المسكنة و قوله تعالی ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ(1) فالمیم فی ذلك زائدة فی أصح القولین التجأ إلیك من الذنوب متعلق بقوله هاربا أی ما یباعد عنها.
أم كیف تخیب یقال خاب الرجل خیبة إذا لم ینل ما طلب و خیبته أنا تخییبا مسترشدا أی طالبا للرشاد و هو ضد الغی قصد القصد إتیان الشی ء تقول قصدته و قصدت إلیه بمعنی إلی جنابك الجناب بالفتح الفناء و بالكسر ما قرب من محلة القوم صاقبا یقال صقب داره بالكسر أی قریب و فی بعض النسخ ساعیا و یقال سعی الرجل یسعی سعیا إذا عدا و كذا إذا عمل و كتب.
أم كیف ترد یقال رده عن وجهه یرده ردا و مردا صرفه ظمآن أی عطشان یقال ظمأ ظمأ أی عطش ورد الورود أصله قصد الماء ثم یستعمل فی غیره قال اللّٰه تعالی وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ (2) إلی حیاضك هی جمیع حوض.
شاربا كلا أی لا طرد و لا تخییب و لا رد و حیاضك الواو للحال مترعة یقال حوض ترع بالتحریك و كوز ترع أیضا أی ممتل و قد ترع الإناء بالكسر ترعا أی امتلأ و أترعته أنا و جفنة مترعة فی ضنك المحول أی فی زمان ضیق حاصل من المحول و المحل الجدب و هو انقطاع المطر و یبس الأرض و بابك مفتوح للطلب أی لطلب السائلین و الوغول أی الدخول و التواری یقال وغل الرجل یغل وغولا أی دخل فی الشجر و تواری فیه و أنت غایة المسئول أی نهایة ما یسأل و لیس قبلك مسئول سألته الشی ء و سألته عن الشی ء سؤالا و مسألة و فی بعض النسخ السؤل و هو ما یسأله الإنسان و نهایة المأمول أی المرجو و لیس بعدك مأمول.
إلهی هذه أزمة نفسی عقلتها العقل الإمساك و الضمیر للنفس بعقال
ص: 258
مشیتك أی إرادتك و العقال بالكسر خیط یكون آلة لإمساك البعیر و هذه أعباء ذنوبی العباء بالكسر الحمل و الجمع أعباء درأتها أی دفعتها عن نفسی بعفوك یقال عفوت عن ذنبه إذا تركته و لم تعاقبه و رحمتك و هذه أهوائی المضلة أی الموجبة للضلالة و أصله أضاعه و أهلكه وكلتها أی جعلتها موكولة إلی جناب لطفك الهادی لكل شی ء إلی ما یستعده و رأفتك هی أشد الرحمة.
فاجعل اللّٰهم صباحی هذا هو صفة صباحی نازلا علی النزول الحلول تقول نزلت نزولا و منزلا بضیاء الهدی هو الرشاد و الدلالة یذكر و یؤنث و السلامة هی التعری عن الآفات فی الدین و هو الطاعة و الجزاء و استعیر للشریعة قال اللّٰه تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَاللَّهِ الْإِسْلامُ (1) و الدنیا مؤنث أدنی من الدنو أو الدناءة أی الدار التی لها زیادة قرب إلینا بالنسبة إلی الآخرة أو لها زیادة دناءة بالنسبة إلی الآخرة و الدار مؤنث سماعی.
و اجعل مسائی هو ضد الصباح جنة بضم الجیم هو ما استترت به من سلاح من كید الأعداء أی مكرهم و الأعداء جمع عدو و هو ضد الصدیق و وقایة هی حفظ الشی ء مما یضره و قد یطلق علی ما به ذلك الحفظ و هو المراد هاهنا من مردیات الهوی أی المهالك الناشئة من هوی النفس یقال ردی بالكسر ردی أی هلك و أردأه غیره فإنك قادر القدرة ضد العجز علی ما تشاء أی ترید.
تُؤْتِی أی تعطی من الإتیان و هو الإعطاء الْمُلْكِ هو التصرف بالأمر و النهی فی الجمهور و ذلك مختص بسیاسة الناطقین و لذا یقال مَلِكِ النَّاسِ و لا یقال ملك الأشیاء مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ یقال نزعت الشی ء من مكانه أنزعه نزعا قلعته وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ العزة حالة مانعة للإنسان من أن یغلب من قولهم أرض عزاز أی صلبة وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ الذل بالضم ضد العز و بالكسر اللین و أذله و استذله و ذلله بمعنی بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ذكر الخیر
ص: 259
وحده لأنه المقضی بالذات و الشر مقضی بالعرض إذ لا یوجد شر جزئی ما لم یتضمن خیرا كلیا أو لمراعاة الأدب فی الخطاب و نبه علی أن الشر أیضا بیده بقوله إنك علی اه.
تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ أی تنقص من قوس اللیل و تزید فی قوس النهار و الولوج الدخول فی مضیق وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ أی تنقص من قوس النهار و تزید فی قوس اللیل وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ بتشدید الیاء و تسكینها و ذلك بإنشاء الحیوان من النطفة وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِ و ذلك بإنشاء النطفة من الحیوان وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ الرزق یقال للعطاء الجاری و للنصیب و لما یصل إلی الجوف و یتغدی به قال اللّٰه تعالی أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ فَلْیَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ (1) بِغَیْرِ حِسابٍ هو استعمال العدد.
لا إله أی لا معبود بالحق إلا أنت و إنما خصصنا المعبود بالحق لأن غیر اللّٰه قد یعبد بالباطل كالأصنام و الكواكب و بعض الصوفیة یطلقون المعبود و یقولون كل ما یعبد فهو اللّٰه فی الحقیقة لأن الموجود الحقیقی نور واحد ظهر بصورة العالم و نسبة الحق إلی العالم كنسبة البحر إلی الأمواج سبحانك اللّٰهم التسبیح التنزیه و سبحان فی الأصل مصدر كغفران و هو هاهنا مفعول مطلق أی أسبحك تسبیحا و بحمدك أی و كان ذلك التسبیح مقرونا بحمدك و الحمد عند الصوفیة إظهار صفات الكمال.
من ذا یعرف ذا هاهنا بمعنی الذی و المعرفة و العرفان إدراك الشی ء بفكر و تدبر لأثر و هو أخص من العلم و یضاده الإنكار قدرك قدر الشی ء مبلغه و فی بعض النسخ قدرتك فلا یخافك الخوف ضد الرجاء و من ذا یعلم العلم إدراك الشی ء بحقیقته و ذلك ضربان إدراك ذات الشی ء و الحكم بوجود الشی ء له أو نفی الشی ء عنه و الأول یتعدی إلی مفعول واحد نحو لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ یَعْلَمُهُمْ (2).
ص: 260
و الثانی یتعدی إلی مفعولین نحو فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ (1) ما أنت أَیْ أَیُّ شی ء أنت فلا یهابك أی لا یخافك ألفت قال الإمام الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة و رتب ترتیبا قدم فیه ما حقه أن یقدم و أخر فیه ما حقه أن یؤخر بمشیتك أی إرادتك الأزلیة الفرق هی القطعة المنفصلة و منه الفرق للجماعة المنفردة من الناس و فلقت بقدرتك الفلق هو شق الشی ء و إبانة بعضه عن بعض الفلق هو الصبح و قیل الأنهار المذكورة فی قوله تعالی أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً(2). و أنرت من الإنارة بكرمك دیاجی الغسق قال الجوهری دیاجی اللیل حنادسه و الحندس بالكسر اللیل الشدید الظلمة و الغسق هو أول ظلمة اللیل و أنهرت المیاه یقال أنهرت الدم أی أسلته و فی بعض النسخ أهمرت و الهمر الصب و قد همر الدمع و الماء یهمره همرا من الصم یقال حجر صم أی صلب مصمت الصیاخید هی جمع صیخود و صخرة صیخود أی شدیدة عذبا هو الماء الطیب و قد عذب عذوبة و أُجاجاً ماء أجاج أی ملح و أنزلت مِنَ الْمُعْصِراتِ هی السحاب التی تعصر بالمطر ماءً هو الذی یشرب و الهمزة فیه مبدلة من الهاء بدلیل مویه و أصله موه بالتحریك لأنه یجمع علی أمواه فی القلة و میاه فی الكثرة ثَجَّاجاً یقال ثججت الدم و الماء إذا أسلته بالوادی یثججه أی یسیله و مطر ثجاج إذا انصب جدا.
و جعلت الشمس و القمر للبریة یقال برأ اللّٰه الخلق برءا و هو البارئ و البریة الخلق و قد ترك العرب همزه و قال الفراء إن أخذت البریة من البری و هو التراب فأصلها غیر الهمز سِراجاً هو الزاهر بفتیلة و دهن و یعبر به عن كل مضی ء وَهَّاجاً الوهج بالتسكین مصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت
ص: 261
من غیر أن تمارس المراس و الممارسة المعالجة و المراد من غیر أن ترتكب فیما ابتدأت به لغوبا هو التعب و الإعیاء و لا علاجا یقال عالجت الشی ء معالجة و علاجا إذا زاولته.
فیا من توحد أی تفرد بالعز و البقاء هو دوام الوجود و توحده بالعز لأن كل ممكن فوجوده و جمیع صفاته مستعارة من اللّٰه فهو فی حد ذاته ذلیل و إنما العزة لله و توحده بالبقاء لأن كل شی ء هالك إلا وجهه و قهر أی غلب عباده العبودیة التذلل و العبادة أبلغ منها لأنها غایة التذلل بالموت هو مفارقة الروح من البدن و الفناء هو العدم بعد الوجود.
صل علی محمد و آله الأتقیاء التقی المتقی یقال اتقی یتقی و توهموا أن التاء من نفس الكلمة و قالوا تقی یتقی مثل قضی یقضی و ناسب هذا الوصف قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله كل تقی آلی و استمع یقال استمعت له أی أصغیت إلیه ندائی أی صوته و استجب دعائی الإجابة و الاستجابة بمعنی و الدعاء واحد الأدعیة و أصله دعاو لأنه من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت و حقق أی ثبت من حق یحق بمعنی ثبت بفضلك هو و الإفضال الإحسان أملی فی الدنیا و رجائی فی الآخرة.
یا خیر من دعی یقال دعوت فلانا أی صحت به و استدعیته لدفع الضر هو بالضم الهزال و سوء الحال و فی بعض النسخ لكشف الضر یقال كشفت الثوب عن الوجه و كشفت غمه قال اللّٰه تعالی وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ(1) و المأمول أی المرجو فی كل عسر یراد دفعه و العسر نقیض الیسر قال عیسی بن عمر كل اسم علی ثلاثة أحرف أوله مضموم و أوسطه ساكن فمن العرب من یثقله و منهم من یخففه مثل عسر و عسر و رحم و رحم و حكم و حكم.
ص: 262
و فی كل یسر بك لا بغیرك أنزلت حاجتی الحاجة إلی الشی ء الفقر إلیه مع محبته فلا تردنی صیغة نهی للدعاء من باب موهبتك وهبت له الشی ء وهبا و وهبا بالتحریك و هبة و الاسم الموهب و الموهبة بكسر الهاء فیهما خائبا أی غیر واجد للمطلوب یا كریم یا كریم یا كریم كرر النداء بعنوان الكریم إظهارا للاعتماد علی كرم الحق لا حول أی لا قوة فی الظاهر و لا قوة أی فی الباطن إلا باللّٰه العلی بذاته العظیم بصفاته (1).
و اعلم أنا قد أوردنا هذا الدعاء الشریف مع شرحه فی كتاب الصلاة فی أبواب أدعیة الصباح و المساء و إنما كررناه للفاصلة الكثیرة و لشدة مناسبته بهذا المقام أیضا(2).
ص: 263
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِلْإِمَامَیْنِ الْهُمَامَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِیمِیِّ عَنْ وَالِدِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَاذِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام بِهَذِهِ الْعُوذَةِ وَ كَانَ یَأْمُرُ علیه السلام ِذَلِكَ أَصْحَابَهُ وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ خَوَاتِیمَ عَمَلِی وَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ خَوَّلَنِی بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ جَبَرُوتِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَأْفَةِ اللَّهِ وَ عِزَّةِ اللَّهِ وَ غُفْرَانِ اللَّهِ وَ قُوَّةِ اللَّهِ وَ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ بِآلَاءِ اللَّهِ وَ بِصَنِیعِ اللَّهِ وَ بِأَرْكَانِ اللَّهِ وَ بِجَمْعِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُدْرَةِ اللَّهِ عَلَی مَا یَشَاءُ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ مَا دَبَّ فِی الْأَرْضِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا وَ مِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّی آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (1).
ص: 264
تصویر
«2»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِلْإِمَامِ الْحَسَنِ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَكَانِكَ وَ مَعَاقِدِ عِزِّكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی فَقَدْ رَهِقَنِی مِنْ أَمْرِی عُسْرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ عُسْرِی یُسْراً(1).
«3»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِلْإِمَامِ الْحُسَیْنِ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا دَائِمُ یَا دَیْمُومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا كَاشِفَ الْغَمِّ یَا فَارِجَ الْهَمِّ یَا بَاعِثَ الرُّسُلِ یَا صَادِقَ الْوَعْدِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِی عِنْدَكَ رِضْوَانٌ وَ وُدٌّ فَاغْفِرْ لِی وَ مَنِ اتَّبَعَنِی مِنْ إِخْوَانِی وَ شِیعَتِی وَ طَیِّبْ مَا فِی صُلْبِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (2).
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزُ الْإِمَامِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ یَا خَالِقَ الْمَخْلُوقِینَ یَا رَازِقَ الْمَرْزُوقِینَ یَا نَاصِرَ الْمَنْصُورِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا دَلِیلَ الْمُتَحَیِّرِینَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ أَغِثْنِی
ص: 265
یَا مَالِكَ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ عَلَی عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ خَدِیجَةَ الْكُبْرَی وَ الْحَسَنِ الْمُجْتَبَی وَ الْحُسَیْنِ الشَّهِیدِ بِكَرْبَلَاءَ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ التَّقِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِیِّ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ
الْعَسْكَرِیِّ وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی رُؤْیَةَ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ الرَّاضِینَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«1»- مهج، [مهج الدعوات]: حِرْزُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یُكْتَبُ وَ یُشَدُّ عَلَی الْعَضُدِ أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ مِمَّا یَخْفَی وَ یَظْهَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ (2) الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَی اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَی الَّذِی خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ بِخَاتَمِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ بِخَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اخْسَئُوا فِیهَا
ص: 266
وَ لَا تُكَلِّمُونِ اخْسَئُوا عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كُلَّمَا یَعْدُو وَ یَرُوحُ مِنْ ذِی حَیٍّ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ أَخَذْتُ عَنْهُ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ مَا رَأَتْ عَیْنُ نَائِمٍ أَوْ یَقْظَانَ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ أَنْ تَدْفَعَ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ جَمِیعَ الْبَلَایَا وَ تَقْضِی حَوَائِجَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ اللَّهُمَّ كهكهیج هسط مهجها مسلع دوره مهفتام وَ بِعَوْنِكَ إِلَّا مَا أَخَذْتَ لِسَانَ جَمِیعِ بَنِی آدَمَ وَ بَنَاتِ حَوَّاءَ عَلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِلَّا بِالْخَیْرِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).
ص: 267
«2»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ آخَرُ لِلْبَاقِرِ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا دَانٍ غَیْرَ مُتَوَانٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اجْعَلْ لِشِیعَتِی مِنَ النَّارِ وِقَاءً وَ لَهُمْ عِنْدَكَ رِضًا فَاغْفِرْ ذُنُوبَهُمْ وَ یَسِّرْ أُمُورَهُمْ وَ اقْضِ دُیُونَهُمْ وَ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وَ هَبْ لَهُمُ الْكَبَائِرَ الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ یَا مَنْ لَا یَخَافُ الضَّیْمَ وَ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ اجْعَلْ لِی مِنْ كُلِّ غَمٍّ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).
«3»- مهج، [مهج الدعوات] دُعَاءٌ آخَرُ عَنِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ فِی كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ اعْلَمْ أَنِّی لَمْ أُحِبَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ كَحُبِّی إِیَّاكَ فَأَكْثِرْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ أَنَّ إِلَیْكَ الْمُنْتَهَی وَ الرُّجْعَی وَ أَنَّ لَكَ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَی وَ أَنَّ لَكَ الْمَمَاتَ وَ الْمَحْیَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَذِلَّ أَوْ أَخْزَی (2).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ آخَرُ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ كَانَ یُسَمِّیهِ الْجَامِعَ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ أَخَذْتُ هَذَا الدُّعَاءَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ كَانَ یُسَمِّیهِ الْجَامِعَ وَ رُوِّینَاهُ أَیْضاً بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِجَمِیعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ بِجَمِیعِ مَا أُرْسِلَ بِهِ رُسُلُ اللَّهِ وَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لِقَاءَهُ حَقٌّ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ بَلَّغَ الْمُرْسَلُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُسَبَّحَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُحْمَدَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ
ص: 268
أَنْ یُهَلَّلَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُكَبَّرَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَفَاتِیحَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِیمَهُ وَ شَرَائِعَهُ وَ سَوَابِغَهُ وَ فَوَائِدَهُ وَ بَرَكَاتِهِ وَ مَا بَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمِی وَ مَا قَصُرَ عَنْ إِحْصَائِهِ حِفْظِی اللَّهُمَّ أَنْهِجْ لِی أَسْبَابَ مَعْرِفَتِهِ وَ افْتَحْ لِی أَبْوَابَهُ وَ غَشِّنِی بَرَكَاتِ رَحْمَتِكَ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِعِصْمَةٍ عَنِ الْإِزَالَةِ عَنْ دِینِكَ وَ طَهِّرْ قَلْبِی مِنَ الشَّكِّ وَ لَا تَشْغَلْ قَلْبِی بِدُنْیَایَ وَ عَاجِلِ مَعَاشِی عَنْ آجِلِ ثَوَابِ آخِرَتِی وَ اشْغَلْ قَلْبِی بِحِفْظِ مَا لَا تَقْبَلُ مِنِّی جَهْلَهُ وَ ذَلِّلْ لِكُلِّ خَیْرٍ لِسَانِی وَ طَهِّرْ قَلْبِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ لَا تُجْرِهِ فِی مَفَاصِلِی وَ اجْعَلْ عَمَلِی خَالِصاً لَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَنْوَاعِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا وَ غَفَلَاتِهَا وَ جَمِیعِ مَا یُرِیدُنِی بِهِ الشَّیْطَانُ الرَّجِیمُ وَ مَا یُرِیدُنِی بِهِ السُّلْطَانُ الْعَنِیدُ مِمَّا أَحَطْتُ بِعِلْمِهِ وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَی صَرْفِهِ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ زَوَابِعِهِمْ وَ تَوَابِعِهِمْ وَ بَوَائِقِهِمْ وَ مَكَائِدِهِمْ وَ مَشَاهِدِ الْفَسَقَةِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَنْ أُسْتَزَلَّ عَنْ دِینِی فَتَفْسُدَ عَلَیَّ آخِرَتِی وَ یَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَیَّ فِی مَعَاشِی أَوْ یَعْرِضُ بَلَاءٌ یُصِیبُنِی مِنْهُمْ لَا قُوَّةَ لِی بِهِ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی احْتِمَالِهِ فَلَا تَبْتَلِنِی یَا إِلَهِی بِمُقَاسَاتِهِ فَیَمْنَعَنِی ذَلِكَ مِنْ ذِكْرِكَ وَ یَشْغَلَنِی عَنْ عِبَادَتِكَ أَنْتَ الْعَاصِمُ الْمَانِعُ وَ الدَّافِعُ الْوَاقِی مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرَّفَاهِیَةَ فِی مَعِیشَتِی مَا أَبْقَیْتَنِی فِی مَعِیشَةٍ أَقْوَی بِهَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ أَبْلُغُ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ أَصِیرُ بِهَا مِنْكَ إِلَی دَارِ الْحَیَوَانِ غَداً وَ لَا تَرْزُقْنِی رِزْقاً یُطْغِینِی وَ لَا تَبْتَلِنِی بِفَقْرٍ أَشْقَی بِهِ مُضَیِّقاً عَلَیَّ أَعْطِنِی حَظّاً وَافِراً فِی آخِرَتِی وَ مَعَاشاً وَاسِعاً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی دُنْیَایَ وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا عَلَیَّ سِجْناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَیَّ حُزْناً أَجِرْنِی مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضِیّاً عَنِّی وَ اجْعَلْ عَمَلِی فِیهَا مَقْبُولًا وَ سَعْیِی فِیهَا مَشْكُوراً اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ بِمِثْلِهِ وَ مَنْ كَادَنِی فِیهَا فَكِدْهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِی فَإِنَّكَ خَیْرُ الْمَاكِرِینَ وَ افْقَأْ عَنِّی عُیُونَ الْكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغَاةِ الْحَسَدَةِ اللَّهُمَّ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْكَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ
ص: 269
وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ احْفَظْنِی بِسِتْرِكَ الْوَاقِی وَ جَلِّلْنِی عَافِیَتَكَ النَّافِعَةَ وَ صَدِّقْ قَوْلِی وَ فِعَالِی وَ بَارِكْ لِی فِی وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَغْفَلْتُ وَ مَا تَعَمَّدْتُ وَ مَا تَوَانَیْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ فَاغْفِرْ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
أَقُولُ هَذَا آخِرُ رِوَایَتِنَا عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ وَ رُوِّینَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: اللَّهُمَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنَّ حَاجَتِی إِلَیْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ (2).
حِرْزٌ آخَرُ لِمَوْلَانَا الصَّادِقِ علیه السلام بِرِوَایَةٍ أُخْرَی: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا خَالِقَ الْخَلْقِ وَ یَا بَاسِطَ الرِّزْقِ یَا فَالِقَ الْحَبِّ وَ یَا بَارِئَ النَّسَمِ وَ مُحْیِیَ الْمَوْتَی وَ مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ وَ دَائِمَ الثَّبَاتِ وَ مُخْرِجَ النَّبَاتِ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(3) انْتَهَی كَلَامُ ابْنِ طَاوُسٍ فِی الْمُهَجِ (4).
أقول: قد مضی بعض أحرازه علیه السلام فی جملة أحراز أبیه الباقر علیه السلام.
«1»- مهج، [مهج الدعوات] بِالْإِسْنَادِ إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ یَاسِرٍ مَوْلَی الرَّبِیعِ قَالَ سَمِعْتُ الرَّبِیعَ یَقُولُ: لَمَّا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَ صَارَ بِالْمَدِینَةِ سَهِرَ لَیْلَةً فَدَعَانِی فَقَالَ یَا رَبِیعُ انْطَلِقْ فِی وَقْتِكَ هَذَا عَلَی
ص: 270
أَخْفَضِ جَنَاحٍ وَ أَلْیَنِ مَسِیرٍ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ وَحْدَكَ فَافْعَلْ حَتَّی تَأْتِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّ الدَّارَ وَ إِنْ نَأَتْ وَ الْحَالَ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ فَإِنَّا نَرْجِعُ إِلَی رَحِمٍ أَمَسَّ مِنْ یَمِینٍ بِشِمَالٍ وَ نَعْلٍ بِقِبَالٍ (1) وَ هُوَ یَسْأَلُكَ الْمَصِیرَ إِلَیْهِ فِی وَقْتِكَ هَذَا فَإِنْ سَمَحَ بِالْمَسِیرِ مَعَكَ فَأَوْطِهِ خَدَّكَ وَ إِنِ امْتَنَعَ بِعُذْرٍ أَوْ غَیْرِهِ فَارْدُدِ الْأَمْرَ إِلَیْهِ فِی ذَلِكَ فَإِنْ أَمَرَكَ بِالْمَصِیرِ إِلَیْهِ فِی تَأَنٍّ فَیَسِّرْ وَ لَا تُعَسِّرْ وَ اقْبَلِ الْعَفْوَ وَ لَا تُعَنِّفْ فِی قَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ قَالَ الرَّبِیعُ فَصِرْتُ إِلَی بَابِهِ فَوَجَدْتُهُ فِی دَارِ خَلْوَتِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ مِنْ غَیْرِ اسْتِئْذَانٍ فَوَجَدْتُهُ مُعَفِّراً خَدَّیْهِ مُبْتَهِلًا بِظَهْرِ یَدَیْهِ قَدْ أَثَّرَ التُّرَابُ فِی وَجْهِهِ وَ خَدَّیْهِ فَأَكْبَرْتُ أَنْ أَقُولَ شَیْئاً حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ دُعَائِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخِی مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ حَتَّی بَلَغْتُ آخِرَ الْكَلَامِ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا یَكُونُوا كَالَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا ضُحًی وَ هُمْ یَلْعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قَرَأْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَ بَرَكَاتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی صَلَاتِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَیَّ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ عَلَیْهِ أَوْ إِجَابَةٍ فَقَالَ نَعَمْ قُلْ لَهُ أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّی وَ أَعْطی قَلِیلًا وَ أَكْدی أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَری أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ بِما فِی صُحُفِ مُوسی وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّی أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری إِنَّا وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ خِفْنَاكَ وَ خَافَتْ لِخَوْفِنَا النِّسْوَةُ اللَّاتِی أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِنَّ وَ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْإِیضَاحِ بِهِ فَإِنْ كَفَفْتَ وَ إِلَّا أَجْرَیْنَا اسْمَكَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ أَنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ أَبِیكَ عَنْ جَدِّكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَرْبَعُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَ الْأَخُ
ص: 271
لِظَهْرِ الْغَیْبِ لِأَخِیهِ وَ الْمَظْلُومُ وَ الْمُخْلِصُ.
قَالَ الرَّبِیعُ فَمَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّی أَتَتْ رُسُلُ الْمَنْصُورِ تَقْفُو أَثَرِی وَ تَعْلَمُ خَبَرِی فَرَجَعْتُ وَ أَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ فَبَكَی ثُمَّ قَالَ ارْجِعْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ الْأَمْرُ فِی لِقَائِكَ إِلَیْكَ وَ الْجُلُوسُ عَنَّا وَ أَمَّا النِّسْوَةُ اللَّاتِی ذَكَرْتَهُنَّ فَعَلَیْهِنَّ السَّلَامُ فَقَدْ آمَنَ اللَّهُ رَوْعَهُنَّ وَ جَلَّی هَمَّهُنَّ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الْمَنْصُورُ فَقَالَ لَهُ وَصَلْتَ رَحِماً وَ جُزِیتَ خَیْراً ثُمَّ اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ حَتَّی قَطَرَ مِنَ الدَّمْعِ فِی حَجْرِهِ قَطَرَاتٌ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِیعُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا وَ إِنْ أَمْتَعَتْ بِبَهْجَتِهَا وَ غَرَّتْ بِزِبْرِجِهَا فَإِنَّ آخِرَهَا لَا یَعْدُو أَنْ یَكُونَ كَآخِرِ الرَّبِیعِ الَّذِی یَرُوقُ بِخُضْرَتِهِ ثُمَّ یَهِیجُ عِنْدَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ وَ عَلَی مَنْ نَصَحَ لِنَفْسِهِ وَ عَرَفَ حَقَّ مَا عَلَیْهِ وَ لَهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهَا نَظَرَ مَنْ عَقَلَ عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَ عَلَا وَ حَذِرَ سُوءَ مُنْقَلَبِهِ فَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا قَدْ خَدَعَتْ قَوْماً فَارَقُوهَا أَسَرَّ مَا كَانُوا إِلَیْهَا وَ أَكْثَرَ مَا كَانُوا اغْتِبَاطاً بِهَا طَرَقَتْهُمْ آجَالُهُمْ بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَوْ ضُحًی وَ هُمْ یَلْعَبُونَ فَكَیْفَ أَخْرَجُوا عَنْهَا وَ إِلَی مَا صَارُوا بَعْدَهَا أَعْقَبَتْهُمُ الْأَلَمَ وَ أَوْرَثَتْهُمُ النَّدَمَ وَ جَرَّعَتْهُمْ مُرَّ الْمَذَاقِ وَ غَصَّصَتْهُمْ بِكَأْسِ الْفِرَاقِ فَیَا وَیْحَ مَنْ رَضِیَ عَنْهَا بِهَا أَوْ أَقَرَّ عَیْناً أَ مَا رَأَی مَصْرَعَ آبَائِهِ وَ مَنْ سَلَفَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ یَا رَبِیعُ أَطْوِلْ بِهَا حَسْرَةً وَ أَقْبِحْ بِهَا كَثْرَةً وَ أَخْسِرْ بِهَا صَفْقَةً وَ أَكْبِرْ بِهَا تَرَحَةً(1)
إِذَا عَایَنَ الْمَغْرُورُ بِهَا أَجَلَهُ وَ قُطِعَ بِالْأَمَانِیِّ أَمَلُهُ وَ لْیَعْمَلْ عَلَی أَنَّهَا أُعْطِیَ أَطْوَلَ الْأَعْمَارِ وَ أَمَدَّهَا وَ بَلَغَ فِیهَا جَمِیعَ الْآمَالِ هَلْ قُصَارَاهُ إِلَّا الْهَرَمُ أَوْ غَایَتُهُ إِلَّا الْوَخَمُ (2) نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَ لَكَ عَمَلًا صَالِحاً بِطَاعَتِهِ وَ مَآباً إِلَی رَحْمَتِهِ وَ نُزُوعاً عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ بَصِیرَةً فِی حَقِّهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَهُ وَ بِهِ فَقُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ حَقٍّ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا إِلَّا عَرَّفْتَنِی مَا ابْتَهَلْتَ بِهِ إِلَی رَبِّكَ تَعَالَی وَ جَعَلْتَهُ حَاجِزاً بَیْنَكَ وَ بَیْنَ حَذَرِكَ وَ خَوْفِكَ لَعَلَّ اللَّهَ یَجْبُرُ بِدَوَائِكَ كَسِیراً وَ یُغْنِی بِهِ فَقِیراً وَ اللَّهِ مَا أُغْنِی غَیْرَ نَفْسِی قَالَ الرَّبِیعُ فَرَفَعَ
ص: 272
یَدَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَی مَسْجِدِهِ كَارِهاً أَنْ یَتْلُوَ الدُّعَاءَ صُحُفاً وَ لَا یَحْضُرَ ذَلِكَ بِنِیَّةٍ(1) فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مُدْرِكَ الْهَارِبِینَ وَ یَا مَلْجَأَ الْخَائِفِینَ وَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا مُنْتَهَی غَایَةِ السَّائِلِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا حَقُّ یَا مُبِینُ یَا ذَا الْكَیْدِ الْمَتِینِ یَا مُنْصِفَ الْمَظْلُومِینَ مِنَ الظَّالِمِینَ یَا مُؤْمِنَ أَوْلِیَائِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِینِ یَا مَنْ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ بِخَافِیَاتِ لَحْظِ الْجُفُونِ (2) وَ سَرَائِرِ الْقُلُوبِ وَ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ یَا رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ الْمُرْسَلِینَ وَ رَبَّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ یَا شَاهِداً لَا یَغِیبُ یَا غَالِباً غَیْرَ مَغْلُوبٍ یَا مَنْ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیبٌ (3)
وَ عَلَی كُلِّ أَمْرٍ حَسِیبٌ وَ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ قَرِیبٌ وَ لِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجِیبٌ یَا إِلَهَ الْمَاضِینَ وَ الْغَابِرِینَ وَ الْمُقِرِّینَ وَ الْجَاحِدِینَ وَ إِلَهَ الصَّامِتِینَ وَ النَّاطِقِینَ وَ رَبَّ الْأَحْیَاءِ وَ الْمَیِّتِینَ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا عَزِیزُ یَا حَكِیمُ یَا غَفُورُ یَا رَحِیمُ یَا أَوَّلُ یَا قَدِیمُ یَا شَكُورُ یَا حَلِیمُ یَا قَاهِرُ یَا عَلِیمُ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ یَا لَطِیفُ یَا خَبِیرُ یَا عَالِمُ یَا قَدِیرُ یَا قَهَّارُ یَا غَفَّارُ یَا جَبَّارُ یَا خَالِقُ یَا رَازِقُ یَا رَاتِقُ یَا فَاتِقُ یَا صَادِقُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا وَاحِدُ یَا مَاجِدُ یَا رَحْمَانُ یَا فَرْدُ یَا مَنَّانُ یَا سُبُّوحُ یَا حَنَّانُ یَا قُدُّوسُ یَا رَءُوفُ یَا مُهَیْمِنُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا مُبْدِئُ یَا مُعِیدُ یَا وَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا قَوِیُّ یَا غَنِیُّ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ یَا مَلِكُ یَا مُقْتَدِرُ یَا بَاعِثُ یَا وَارِثُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا عَظِیمُ یَا بَاسِطُ یَا قَابِضُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا بَارُّ یَا وَتْرُ یَا مُعْطِی یَا مَانِعُ یَا ضَارُّ یَا نَافِعُ یَا مُفَرِّقُ یَا جَامِعُ یَا حَقُّ یَا مُبِینُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا وَدُودُ یَا مُعِیدُ یَا طَالِبُ یَا غَالِبُ یَا مُدْرِكُ یَا جَلِیلُ یَا مُفْضِلُ یَا كَرِیمُ یَا مُتَفَضِّلُ یَا مُتَطَوِّلُ یَا أَوَّابُ یَا سَمِحُ.
ص: 273
یَا فَارِجَ الْهَمِّ وَ یَا كَاشِفَ الْغَمِّ یَا مُنْزِلَ الْحَقِّ یَا قَابِلَ الصِّدْقِ یَا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا عِمَادَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا مُمْسِكَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْبَلَاءِ الْجَمِیلِ وَ الطَّوْلِ الْعَظِیمِ یَا ذَا السُّلْطَانِ الَّذِی لَا یَذِلُّ وَ الْعِزِّ الَّذِی لَا یُضَامُ یَا مَعْرُوفاً بِالْإِحْسَانِ یَا مَوْصُوفاً بِالامْتِنَانِ یَا ظَاهِراً بِلَا مُشَافَهَةٍ یَا بَاطِناً بِلَا مُلَامَسَةٍ یَا سَابِقَ الْأَشْیَاءِ بِنَفْسِهِ یَا أَوَّلًا بِغَیْرِ غَایَةٍ یَا آخِراً بِغَیْرِ نِهَایَةٍ یَا قَائِماً بِغَیْرِ انْتِصَابٍ یَا عَالِماً بِلَا اكْتِسَابٍ یَا ذَا الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَی وَ الصِّفَاتِ الْمُثْلَی وَ الْمَثَلِ الْأَعْلَی یَا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الْوَاصِفِینَ وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَفْكَارُ الْمُتَفَكِّرِینَ وَ عَلَا وَ تَكَبَّرَ عَنْ صِفَاتِ الْمُلْحِدِینَ وَ جَلَّ وَ عَزَّ عَنْ عَیْبِ الْعَائِبِینَ وَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَنْ كِذْبِ الْكَاذِبِینَ وَ أَبَاطِیلِ الْمُبْطِلِینَ وَ أَقَاوِیلِ الْعَادِلِینَ یَا مَنْ بَطَنَ (1)
فَخَبَرَ وَ ظَهَرَ فَقَدَرَ وَ أَعْطَی فَشَكَرَ وَ عَلَا فَقَهَرَ: یَا رَبَّ الْعَیْنِ وَ الْأَثَرِ وَ الْجِنِّ وَ الْبَشَرِ وَ الْأُنْثَی وَ الذَّكَرِ وَ الْبَحْثِ وَ النَّظَرِ وَ الْقَطْرِ وَ الْمَطَرِ وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ یَا شَاهِدَ النَّجْوَی وَ كَاشِفَ الْغُمَّی وَ دَافِعَ الْبَلْوَی وَ غَایَةَ كُلِّ شَكْوَی یَا نِعْمَ النَّصِیرُ وَ الْمَوْلَی یَا مَنْ هُوَ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ یَا مُجْمِلُ یَا مُحْسِنُ یَا كَافِی یَا شَافِی یَا مُحْیِی یَا مُمِیتُ یَا مَنْ یَرَی وَ لَا یُرَی وَ لَا یَسْتَعِینُ بِسَنَاءِ الضِّیَاءِ یَا مُحْصِیَ عَدَدِ الْأَشْیَاءِ یَا عَلِیَّ الْجَدِّ یَا غَالِبَ الْجُنْدِ یَا مَنْ لَهُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ یَدٌ وَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ كَبِدٌ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ صَغِیرٌ عَنْ كَبِیرٍ وَ لَا حَقِیرٌ عَنْ خَطِیرٍ وَ لَا یَسِیرٌ عَنْ عَسِیرٍ یَا فاعل [فَاعِلًا] بِغَیْرِ مُبَاشَرَةٍ یَا عالم [عَالِماً] مِنْ غَیْرِ تَعَلُّمٍ (2)
یَا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا وَ الْفَضِیلَةِ قَبْلَ اسْتِیجَابِهَا یَا مَنْ أَنْعَمَ عَلَی الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ اسْتَصْلَحَ الْفَاسِدَ وَ الصَّالِحَ عَلَیْهِ وَ رَدَّ الْمُعَانِدَ وَ الشَّارِدَ عَنْهُ یَا مَنْ أَهْلَكَ بَعْدَ الْبَیِّنَةِ وَ أَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ الْمَعْذِرَةِ وَ أَقَامَ الْحُجَّةَ وَ دَرَأَ عَنِ الْقُلُوبِ الشُّبْهَةَ وَ أَقَامَ الدَّلَالَةَ وَ قَادَ إِلَی
ص: 274
مُعَایَنَةِ الْآیَةِ.
یَا بَارِئَ الْجَسَدِ وَ مُوسِعَ الولد [الْبَلَدِ] وَ مُجْرِیَ الْقُوتِ وَ مُنْشِرَ الْعِظَامِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ مُنْزِلَ الْغَیْثِ یَا سَامِعَ الصَّوْتِ وَ سَابِقَ الْفَوْتِ یَا رَبَّ الْآیَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ مَطَرٍ وَ نَبَاتٍ وَ آبَاءٍ وَ أُمَّهَاتٍ وَ بَنِینَ وَ بَنَاتٍ وَ ذَاهِبٍ وَ آتٍ وَ لَیْلٍ دَاجٍ وَ سَمَاءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ وَ سِرَاجٍ وَهَّاجٍ وَ بَحْرٍ عَجَّاجٍ وَ نُجُومٍ تَمُورُ وَ أَرْوَاحٍ تَدُورُ وَ مِیَاهٍ تَفُورُ وَ مِهَادٍ مَوْضُوعٍ وَ سِتْرٍ مَرْفُوعٍ وَ رِیَاحٍ وَ بَلَاءٍ مَدْفُوعٍ وَ كَلَامٍ مَسْمُوعٍ وَ مَنَامٍ وَ سِبَاعٍ وَ أَنْعَامٍ وَ دَوَابَّ وَ هَوَامَّ وَ غَمَامٍ وَ آكَامٍ وَ أُمُورٍ ذَاتِ نِظَامٍ مِنْ شِتَاءٍ وَ مَصِیفٍ وَ رَبِیعٍ وَ خَرِیفٍ أَنْتَ أَنْتَ خَلَقْتَ هَذَا یَا رَبِّ فَأَحْسَنْتَ وَ قَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ وَ سَوَّیْتَ فَأَحْكَمْتَ وَ نَبَّهْتَ عَلَی الْفِكْرَةِ فَأَنْعَمْتَ وَ نَادَیْتَ الْأَحْیَاءَ فَأَفْهَمْتَ فَلَمْ یَبْقَ عَلَیَّ إِلَّا الشُّكْرُ لَكَ وَ الذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ وَ الِانْقِیَادُ إِلَی طَاعَتِكَ وَ الِاسْتِمَاعُ لِلدَّاعِی إِلَیْكَ فَإِنْ عَصَیْتُكَ فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ إِنْ أَطَعْتُكَ فَلَكَ الْمِنَّةُ یَا مَنْ یُمْهِلُ فَلَا یَعْجَلُ وَ یَعْلَمُ فَلَا یَجْهَلُ وَ یُعْطِی فَلَا یَبْخَلُ یَا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ وَ حُمِدَ وَ سُئِلَ وَ رُجِیَ وَ اعْتُمِدَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ مُطَهَّرٍ مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ كُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِیعٍ كَرِیمٍ رَضِیتَ بِهِ مِدْحَةً لَكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرِیبٍ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ نَبِیٍّ أَرْسَلْتَهُ إِلَی عِبَادِكَ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ وَ بِكُلِّ كِتَابٍ فَصَّلْتَهُ وَ بَیَّنْتَهُ وَ أَحْكَمْتَهُ وَ شَرَعْتَهُ وَ نَسَخْتَهُ وَ بِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَجَبْتَهُ وَ عَمَلٍ رَفَعْتَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ وَ أَعْلَیْتَ قَدْرَهُ وَ شَرَّفْتَ بُنْیَانَهُ مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ وَ عَرَّفْتَنَا أَمْرَهُ وَ مِمَّنْ لَمْ تُعَرِّفْنَا مَقَامَهُ وَ لَمْ تُظْهِرْ لَنَا شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ أَوَّلِ مَا ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ مِمَّنْ تَخْلُقُهُ إِلَی انْقِضَاءِ عِلْمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِتَوْحِیدِكَ الَّذِی فَطَرْتَ عَلَیْهِ الْعُقُولَ وَ أَخَذْتَ بِهِ الْمَوَاثِیقَ وَ أَرْسَلْتَ بِهِ الرُّسُلَ وَ أَنْزَلْتَ عَلَیْهِ الْكُتُبَ وَ جَعَلْتَهُ أَوَّلَ فُرُوضِكَ وَ نِهَایَةَ طَاعَتِكَ فَلَمْ تَقْبَلْ حَسَنَةً إِلَّا مَعَهَا وَ لَمْ تَغْفِرْ سَیِّئَةً إِلَّا بَعْدَهَا وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ مَجْدِكَ وَ كَرَمِكَ وَ عِزِّكَ وَ جَلَالِكَ وَ عَفْوِكَ وَ امْتِنَانِكَ وَ تَطَوُّلِكَ وَ بِحَقِّكَ الَّذِی هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ.
ص: 275
وَ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ خَاصّاً وَ عَامّاً وَ أَوَّلًا وَ آخِراً وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْأَمِینِ رَسُولِكَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ نَبِیِّكَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ بِالرِّسَالَةِ الَّتِی أَدَّاهَا وَ الْعِبَادَةِ الَّتِی اجْتَهَدَ فِیهَا وَ الْمِحْنَةِ الَّتِی صَبَرَ عَلَیْهَا وَ الْمَغْفِرَةِ الَّتِی دَعَا إِلَیْهَا وَ الدِّیَانَةِ الَّتِی أَحْرَضَ عَلَیْهَا مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إِیَّاهُ إِلَی أَنْ تَوَفَّیْتَهُ بِمَا بَیَّنَ ذَلِكَ مِنْ أَقْوَالِهِ الْحَكِیمَةِ وَ أَفْعَالِهِ الْكَرِیمَةِ وَ مَقَامَاتِهِ الْمَشْهُورَةِ وَ سَاعَاتِهِ الْمَعْدُودَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ وَ تُعْطِیَهُ أَفْضَلَ مَا أَمَّلَ مِنْ ثَوَابِكَ وَ تُزْلِفَ لَدَیْكَ مَنْزِلَتَهُ وَ تُعْلِیَ عِنْدَكَ دَرَجَتَهُ وَ تَبْعَثَهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ تُورِدَهُ حَوْضَ الْكَرَمِ وَ الْجُودِ وَ تُبَارِكَ عَلَیْهِ بَرَكَةً عَامَّةً تَامَّةً خَاصَّةً مَاسَّةً زَاكِیَةً عَالِیَةً سَامِیَةً لَا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا وَ لَا نَقِیصَةَ فِی كَمَالِهَا وَ لَا مَزِیدَ إِلَّا فِی قُدْرَتِكَ عَلَیْهَا وَ تَزِیدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ وَ أَقْدَرُ عَلَیْهِ وَ أَوْسَعُ لَهُ وَ تُؤْتِیَ ذَلِكَ حَتَّی ازْدَادَ فِی الْإِیمَانِ بِهِ بَصِیرَةً وَ فِی مَحَبَّتِهِ ثَبَاتاً وَ حُجَّةً وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ الْمُنْتَجَبِینَ الْأَبْرَارِ وَ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِینَ وَ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً قَدْ زَلَّ مَصْرَعِی وَ انْقَطَعَ مَسْأَلَتِی وَ ذَلَّ نَاصِرِی وَ أَسْلَمَنِی أَهْلِی وَ وُلْدِی بَعْدَ قِیَامِ حُجَّتِكَ وَ ظُهُورِ بَرَاهِینِكَ عِنْدِی وَ وُضُوحِ دَلَائِلِكَ اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ أَكْدَی الطَّلَبُ وَ أَعْیَتِ الْحِیَلُ إِلَّا عِنْدَكَ وَ انْغَلَقَتِ الطُّرُقُ وَ ضَاقَتِ الْمَذَاهِبُ إِلَّا إِلَیْكَ وَ دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ كَذَبَ الظَّنُّ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَاتُ إِلَّا عِدَتَكَ اللَّهُمَّ إِنَّ مَنَاهِلَ الرَّجَاءِ لِفَضْلِكَ مُتْرَعَةٌ وَ أَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَةٌ وَ الِاسْتِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ وَ أَنْتَ لِدَاعِیكَ بِمَوْضِعِ الْإِجَابَةِ وَ الصَّارِخَ إِلَیْكَ وَلِیُّ الْإِغَاثَةِ وَ الْقَاصِدَ إِلَیْكَ قَرِیبُ الْمَسَافَةِ وَ إِنَّ مَوْعِدَكَ عِوَضٌ عَنْ مَنْعِ الْبَاخِلِینَ وَ مَنْدُوحَةٌ عَمَّا فِی أَیْدِی الْمُسْتَأْثِمِینَ وَ دَرَكٌ مِنْ حَبْلِ الْمَوَازِینِ وَ الرَّاحِلَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ قَرِیبُ الْمَسَافَةِ مِنْكَ وَ أَنْتَ لَا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمَالُ السَّیِّئَةُ
ص: 276
دُونَكَ وَ مَا أُبَرِّئُ نَفْسِی مِنْهَا وَ لَا أَرْفَعُ قَدْرِی عَنْهَا إِنِّی لِنَفْسِی یَا سَیِّدِی لَظَلُومٌ وَ بِقَدْرِی لَجَهُولٌ إِلَّا أَنْ تَرْحَمَنِی وَ تَعُودَ بِفَضْلِكَ عَلَیَّ وَ تَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّی وَ تَرْحَمَنِی وَ تَلْحَظَنِی بِالْعَیْنِ الَّتِی أَنْقَذْتَنِی بِهَا مِنْ حَیْرَةِ الشَّكِّ وَ رَفَعْتَنِی مِنْ هُوَّةِ الضَّلَالَةِ وَ أَنْعَشْتَنِی مِنْ مِیْتَةِ الْجَهَالَةِ وَ هَدَیْتَنِی بِهَا مِنَ الْأَنْجَاحِ (1) الْحَائِرَةِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إِلَیْكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ وَ إِخْلَاصُ نِیَّةٍ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْمِ إِرَادَتِی وَ إِخْلَاصِ طَوِیَّتِی وَ صَادِقِ نِیَّتِی فَهَا أَنَا ذَا مِسْكِینُكَ بَائِسُكَ أَسِیرُكَ فَقِیرُكَ سَائِلُكَ مُنِیخٌ بِفِنَائِكَ قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ وَ أَنْتَ آنَسُ الْآنَسِینَ لِأَوْلِیَائِكَ وَ أَحْرَی بِكِفَایَةِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَیْكَ وَ أَوْلَی بِنَصْرِ الْوَاثِقِ بِكَ وَ أَحَقُّ بِرِعَایَةِ الْمُنْقَطِعِ إِلَیْكَ سِرِّی لَكَ (2) مَكْشُوفٌ وَ أَنَا إِلَیْكَ مَلْهُوفٌ وَ أَنَا عَاجِزٌ وَ أَنْتَ قَدِیرٌ وَ أَنَا صَغِیرٌ وَ أَنْتَ كَبِیرٌ وَ أَنَا ضَعِیفٌ وَ أَنْتَ قَوِیٌّ وَ أَنَا فَقِیرٌ وَ أَنْتَ غَنِیٌّ إِذَا أَوْحَشَتْنِی الْغُرْبَةُ آنَسَنِی ذِكْرُكَ وَ إِذَا صُبَّتْ عَلَیَّ الْأُمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ إِذَا تَلَاحَكَتْ عَلَیَّ الشَّدَائِدُ أَمَّلْتُكَ وَ أَیْنَ یُذْهَبُ بِی عَنْكَ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ مِنْ وَرِیدِی وَ أَحْصَنُ مِنْ عَدِیدِی وَ أَوْجَدُ مِنْ مَكَانِی وَ أَصَحُّ فِی مَعْقُولِی وَ أَزِمَّةُ الْأُمُورِ كُلِّهَا بِیَدِكَ صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ مُذْعِنَةٌ بِالْخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ فَقِیرَةٌ إِلَی عَفْوِكَ ذَاتُ فَاقَةٍ إِلَی قَارِبٍ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ قَدْ مَسَّنِی الْفَقْرُ وَ نَالَنِی الضُّرُّ وَ شَمِلَتْنِی الْخَصَاصَةُ وَ عَرَّتْنِی الْحَاجَةُ وَ تَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّةِ وَ غَلَبَتْنِی الْمَسْكَنَةُ وَ حَقَّتْ عَلَیَّ الْكَلِمَةُ وَ أَحَاطَتْ بِیَ الْخَطِیئَةُ وَ هَذَا الْوَقْتُ الَّذِی وَعَدْتَ أَوْلِیَاءَكَ فِیهِ الْإِجَابَةَ فَامْسَحْ مَا بِی بِیَمِینِكَ الشَّافِیَةِ وَ انْظُرْ إِلَیَّ بِعَیْنِكَ الرَّاحِمَةِ وَ أَدْخِلْنِی فِی رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ بِوَجْهِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَإِنَّكَ إِذَا أَقْبَلْتَ عَلَی أَسِیرٍ فَكَكْتَهُ وَ عَلَی ضَالٍّ هَدَیْتَهُ وَ عَلَی حَائِرٍ آوَیْتَهُ وَ عَلَی ضَعِیفٍ قَوَّیْتَهُ وَ عَلَی خَائِفٍ آمَنْتَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ وَ ابْتَلَیْتَنِی فَلَمْ أَصْبِرْ فَلَمْ یُوجِبْ عَجْزِی عَنْ شُكْرِكَ مَنْعَ الْمُؤَمِّلِ مِنْ فَضْلِكَ وَ أَوْجَبَ عَجْزِی عَنِ الصَّبْرِ عَلَی بَلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ وَ إِنْزَالَ رَحْمَتِكَ فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِی فَعَافَانِی وَ عِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِی فَأَعْطَانِی أَسْأَلُكَ الْمَزِیدَ مِنْ فَضْلِكَ
ص: 277
وَ الْإِیزَاعَ لِشُكْرِكَ وَ الِاعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ فِی أَعْفَی الْعَافِیَةِ وَ أَسْبَغِ النِّعْمَةِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَا تُخَلِّنِی مِنْ یَدِكَ وَ لَا تَتْرُكْنِی لِقَاءَ عَدُوِّكَ وَ لَا لِعَدُوِّی وَ لَا تُوحِشْنِی مِنْ لَطَائِفِكَ الْخَفِیَّةِ وَ كِفَایَتِكَ الْجَمِیلَةِ وَ إِنْ شَرَدْتُ عَنْكَ فَارْدُدْنِی إِلَیْكَ وَ إِنْ فَسَدْتُ عَلَیْكَ فَأَصْلِحْنِی لَكَ فَإِنَّكَ تَرُدُّ الشَّارِدَ وَ تُصْلِحُ الْفَاسِدَ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ اللَّائِذِ بِعَفْوِكَ الْمُسْتَجِیرِ بِعِزِّ جَلَالِكَ قَدْ رَأَی أَعْلَامَ قُدْرَتِكَ فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ فَإِنَّكَ تُبْدِئُ الْخَلْقَ ثُمَّ تُعِیدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْكَ وَ لَكَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ اللَّهُمَّ فَتَوَلَّنِی وَلَایَةً تُغْنِینِی بِهَا عَنْ سِوَاهَا وَ أَعْطِنِی عَطِیَّةً لَا أَحْتَاجُ إِلَی غَیْرِكَ مَعَهَا فَإِنَّهَا لَیْسَتْ بِبَدْعٍ مِنْ وَلَایَتِكَ وَ لَا بِنُكْرٍ مِنْ عَطِیَّتِكَ وَ لَا بِأَوْلَی مِنْ كِفَایَتِكَ ادْفَعِ الصَّرْعَةَ وَ انْعَشِ السَّقْطَةَ وَ تَجَاوَزْ عَنِ الزَّلَّةِ وَ اقْبَلِ التَّوْبَةَ وَ ارْحَمِ الْهَفْوَةَ وَ أَنْجِ مِنَ الْوَرْطَةِ وَ أَقِلِ الْعَثْرَةَ یَا مُنْتَهَی الرَّغْبَةِ وَ غِیَاثَ الْكُرْبَةِ وَ وَلِیَّ النقمة [النِّعْمَةِ] وَ صَاحِبِی فِی الشِّدَّةِ وَ رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَنْتَ رَحْمَانِی إِلَی مَنْ تَكِلُنِی إِلَی بَعِیدٍ یَتَجَهَّمُنِی أَوْ عَدُوٍّ یَمْلِكُ أَمْرِی وَ إِنْ لَمْ تَكُ (1)
عَلَیَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالِی غَیْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لَا یَضِیقُ عَنِّی وَ رِضَاكَ یَنْفَعُنِی وَ كَنَفَكَ یَسَعُنِی وَ یَدَكَ الْبَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَنِّی فَخُذْ بِیَدِی مِنْ دَحْضِ الذِّلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ فَثَبِّتْنِی عَلَی الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَ اهْدِنِی وَ إِلَّا غَوَیْتُ یَا هَادِیَ الطَّرِیقِ یَا فَارِجَ الْمَضِیقِ یَا إِلَهِی بِالتَّحْقِیقِ یَا جَارِیَ اللَّصِیقَ یَا رُكْنِیَ الْوَثِیقَ یَا كَنْزِیَ الْعَتِیقَ احْلُلْ عَنِّی الْمَضِیقَ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا أُطِیقُ وَ مَا لَا أُطِیقُ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ وَ ذَا الْعِزِّ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْآلَاءِ وَ الْعَظَمَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرَ الْغَافِرِینَ وَ أَكْرَمَ النَّاظِرِینَ وَ رَبَّ الْعَالَمِینَ لَا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِی وَ لَا تُخَیِّبْ دُعَائِی وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِی وَ لَا تُسِئْ قَضَائِی وَ لَا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَایَ وَ اجْعَلِ الْجَنَّةَ مَثْوَایَ وَ أَعْطِنِی مِنَ الدُّنْیَا سُؤْلِی وَ مُنَایَ وَ بَلِّغْنِی مِنَ الْآخِرَةِ
ص: 278
أَمَلِی وَ رِضَایَ وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1) قَالَ مُؤَلِّفُهُ كَتَبْتُهُ مِنْ مَجْمُوعٍ بِخَطِّ الشَّیْخِ الْجَلِیلِ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیِّ أَدَامَ اللَّهُ تَأْیِیدَهُ هَكَذَا كَانَ فِی الْأَصْلِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ مَرَّةً ثَانِیَةً بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّوْفَلِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی الرَّبِیعُ صَاحِبُ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَلَمَّا كُنَّا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ قَالَ لِیَ الْمَنْصُورُ یَا رَبِیعُ إِذَا نَزَلْتُ الْمَدِینَةَ فَاذْكُرْ لِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَوَ اللَّهِ الْعَظِیمِ لَا یَقْتُلُهُ أَحَدٌ غَیْرِی احْذَرْ [أَنْ] تَدَعَ أَنْ تُذَكِّرَنِی بِهِ قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ أَنْسَانِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرَهُ: قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی مَكَّةَ قَالَ لِی یَا رَبِیعُ أَ لَمْ آمُرْكَ أَنْ تُذَكِّرَنِی بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ قَالَ فَقُلْتُ نَسِیتُ ذَلِكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَقَالَ لِی إِذَا رَجَعْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَاذْكُرْنِی بِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ قَتْلِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قُلْتُ لِغِلْمَانِی وَ أَصْحَابِی اذْكُرُونِی بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَلَمْ یَزَلْ غِلْمَانِی وَ أَصْحَابِی یُذَكِّرُونِی بِهِ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ مَنْزِلٍ نَدْخُلُهُ وَ نَنْزِلُ فِیهِ حَتَّی قَدِمْنَا الْمَدِینَةَ فَلَمَّا نَزَلْنَا بِهَا دَخَلْتُ إِلَی الْمَنْصُورِ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَضَحِكَ وَ قَالَ لِی نَعَمْ اذْهَبْ یَا رَبِیعُ فَأْتِنِی بِهِ وَ لَا تَأْتِنِی بِهِ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حُبّاً وَ كَرَامَةً وَ أَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ طَاعَةً لِأَمْرِكَ قَالَ ثُمَّ نَهَضْتُ وَ أَنَا فِی حَالٍ عَظِیمٍ مِنِ ارْتِكَابِی ذَلِكَ قَالَ فَأَتَیْتُ الْإِمَامَ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ جَالِسٌ فِی وَسَطِ دَارِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَدْعُوكَ إِلَیْهِ فَقَالَ لِیَ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ مَعِی یَمْشِی قَالَ:
ص: 279
فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ أَمَرَنِی أَنْ لَا آتِیَهُ بِكَ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقَالَ الصَّادِقُ امْتَثِلْ یَا رَبِیعُ مَا أَمَرَكَ بِهِ قَالَ فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ كُمِّهِ أَسُوقُهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَدْخَلْتُهُ إِلَیْهِ رَأَیْتُهُ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی سَرِیرِهِ وَ فِی یَدِهِ عَمُودُ حَدِیدٍ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَهُ بِهِ وَ نَظَرْتُ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ وَ لَمْ أَفْهَمِ الْكَلَامَ الَّذِی كَانَ جَعْفَرٌ علیه السلام یُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَیْهِ بِهِ فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِمَا قَالَ الرَّبِیعُ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ ادْنُ مِنِّی یَا ابْنَ عَمِّی وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ حَتَّی أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَی السَّرِیرِ ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ ائْتِنِی بِالْحُقَّةِ فَأَتَاهُ بِالْحُقَّةِ فَإِذَا فِیهَا قَدَحُ الْغَالِیَةِ فَغَلَفَهُ (1) مِنْهَا بِیَدِهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَی بَغْلَةٍ وَ أَمَرَ لَهُ بِبَدْرَةٍ وَ خِلْعَةٍ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ قَالَ فَلَمَّا نَهَضَ مِنْ عِنْدِهِ خَرَجْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی وَصَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَمْ أَشُكَّ فِیهِ سَاعَةَ تَدْخُلُ عَلَیْهِ یَقْتُلُكَ وَ رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ فِی وَقْتِ دُخُولِكَ فَمَا قُلْتَ قَالَ لِی نَعَمْ یَا رَبِیعُ اعْلَمْ أَنِّی قُلْتُ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِینَ حَسْبِیَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ حَسْبِی مَنْ لَمْ یَزَلْ حَسْبِی حَسْبِیَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ حَسْبِیَ الَّذِی لَمْ یَزَلْ حَسْبِی حَسْبِی حَسْبِی حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ احْفَظْنِی بِعِزِّكَ وَ اكْفِنِی شَرَّهُ بِقُدْرَتِكَ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِنَصْرِكَ وَ إِلَّا هَلَكْتُ وَ أَنْتَ رَبِّی اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَجَلُّ وَ أَخْیَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِینُكَ عَلَیْهِ وَ أَسْتَكْفِیكَ إِیَّاهُ یَا كَافِیَ مُوسَی فِرْعَوْنَ وَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَحْزَابَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (2).
ص: 280
وَ وَجَدْتُ عَقِیبَ هَذَا الدُّعَاءِ مَا هَذَا لَفْظُهُ عُوذَةُ مَوْلَانَا جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام حِینَ اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ بِرِوَایَةِ الرَّبِیعِ: بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَتَشَفَّعُ وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا أَتَقَرَّبُ اللَّهُمَّ لَیِّنْ لِی صُعُوبَتَهُ وَ سَهِّلْ لِی حُزُونَتَهُ وَ وَجِّهْ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ وَ جَمِیعَ جَوَارِحِهِ إِلَیَّ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ أَذْهِبْ عَنِّی غَیْظَهُ وَ بَأْسَهُ وَ مَكْرَهُ وَ جُنُودَهُ وَ أَحْزَابَهُ وَ انْصُرْنِی عَلَیْهِ بِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ سَائِحٍ فِی رِیَاضِ قُدْسِكَ وَ فَضَاءِ نُورِكَ وَ شَرِبَ مِنْ حَیْوَانِ مَائِكَ وَ أَنْقِذْنِی بِنَصْرِكَ الْعَامِّ الْمُحِیطِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ اللَّهُ وَلِیِّی وَ حَافِظِی وَ نَاصِرِی وَ أَمَانِی فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ اسْتَتَرْتُ وَ احْتَجَبْتُ وَ امْتَنَعْتُ وَ تَعَزَّزْتُ بِكَلِمَةِ اللَّهِ الْوَحْدَانِیَّةِ الْأَزَلِیَّةِ الْإِلَهِیَّةِ الَّتِی مَنِ امْتَنَعَ بِهَا كَانَ مَحْفُوظاً إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ قَالَ الرَّبِیعُ فَكَتَبْتُهُ فِی رَقٍّ وَ جَعَلْتُهُ فِی حَمَائِلِ سَیْفِی فَوَ اللَّهِ مَا هِبْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَهَا.
ق، كتاب العتیق الغروی حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ: وَ ذَكَرَهُ نَحْوَهُ إِلَی قَوْلِهِ مَا هِبْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَهَا(2).
«2»- مهج، [مهج الدعوات] أَقُولُ وَ قَدْ رَأَیْتُ فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ مِنْ وَقْفِ أُمِّ الْخَلِیفَةِ النَّاصِرِ أَوَّلُهُ أَخْبَارُ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأْتُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ حِینَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ هُوَ یُرِیدُ قَتْلِی فَحَالَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ ذَلِكَ فَلَمَّا قَرَأَهَا حِینَ نَظَرَ إِلَیْهِ لَمْ یَخْرُجْ إِلَیْهِ حَتَّی أَلْطَفَهُ وَ قِیلَ لَهُ بِمَا احْتَرَسْتَ (3)
قَالَ بِاللَّهِ وَ بِقِرَاءَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ثُمَّ قُلْتُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ سَبْعاً إِنِّی أَتَشَفَّعُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَنْ تُقَلِّبَهُ لِی فَمَنِ ابْتُلِیَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَلْیَصْنَعْ
ص: 281
بِمِثْلِ صُنْعِی وَ لَوْ لَا أَنَّنَا نَقْرَؤُهَا وَ نَأْمُرُ بِقِرَاءَتِهَا شِیعَتَنَا لَتَخْطَفُهُمُ النَّاسُ وَ لَكِنْ هِیَ وَ اللَّهِ لَهُمْ كَهْفٌ (1).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ مَرَّةً ثَالِثَةً بِالرَّبَذَةِ رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مكرمة(2)
[مَخْرَمَةَ] الْكِنْدِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الرَّبَذَةَ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ یَوْمَئِذٍ بِهَا قَالَ مَنْ یَعْذِرُنِی مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ هَذَا قَدَّمَ رِجْلًا وَ أَخَّرَ أُخْرَی (3)
یَقُولُ أَتَنَحَّی عَنْ مُحَمَّدٍ أَقُولُ یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَإِنْ یَظْفَرْ فَإِنَّمَا الْأَمْرُ لِی وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَی فَكُنْتُ قَدْ أَحْرَزْتُ نَفْسِی أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ یَا ابْنَ جَبَلَةَ قُمْ إِلَیْهِ فَضَعْ فِی عُنُقِهِ ثِیَابَهُ ثُمَّ ائْتِنِی بِهِ سَحْباً قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَخَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَلَمْ أُصِبْهُ فَطَلَبْتُهُ فِی مَسْجِدِ أَبِی ذَرٍّ فَوَجَدْتُهُ فِی بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ فَاسْتَحْیَیْتُ أَنْ أَفْعَلَ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَأَخَذْتُ بِكُمِّهِ فَقُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ دَعْنِی حَتَّی أُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً وَ أَنَا خَلْفَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِی فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ یَخْذُلُ فِیهِ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تُعْیِینِی فِیهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَاغِباً فِیهِ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ
ص: 282
وَ كَفَیْتَنِیهِ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ حَاجَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا.
أَقُولُ وَ وَجَدْتُ زِیَادَةَ هَذَا الدُّعَاءِ عَنْ مَوْلَانَا الرِّضَا علیه السلام: بِنِعْمَتِكَ اللَّهُمَّ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ یَا مَعْرُوفاً بِالْمَعْرُوفِ یَا مَنْ هُوَ بِالْمَعْرُوفِ مَوْصُوفٌ أَنِلْنِی مِنْ مَعْرُوفِكَ مَعْرُوفاً تُغْنِینِی بِهِ عَنْ مَعْرُوفِ مَنْ سِوَاكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ قَالَ اصْنَعْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ وَ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّی أُقْتَلُ فَأَخَذْتُ بِیَدِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ لَا وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ یَقْتُلُهُ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی بَابِ السَّتْرِ قَالَ یَا إِلَهَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله تَوَلَّ فِی هَذِهِ الْغَدَاةِ عَافِیَتِی وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ فِی هَذِهِ الْغَدَاةِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَیْ ءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَلَمَّا أَدْخَلْتُهُ عَلَیْهِ قَالَ فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْهِ الْكَلَامَ فَقَالَ قَدَّمْتَ رِجْلًا وَ أَخَّرْتَ أُخْرَی أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ فَارْفُقْ بِی فَوَ اللَّهِ لَقَلَّ مَا أَصْحَبُكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ انْصَرِفْ ثُمَّ قَالَ الْتَفَتَ إِلَی عِیسَی بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَقْهُ فَسَلْهُ أَ بِی أَمْ بِهِ قَالَ فَخَرَجَ یَشْتَدُّ حَتَّی لَحِقَهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ لَكَ أَ بِكَ أَمْ بِهِ فَقَالَ لَا بَلْ بِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ صَدَقَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُهُ قَاعِداً یَنْتَظِرُنِی یَتَشَكَّرُ لِی صُنْعِی بِهِ وَ إِذَا بِهِ یَحْمَدُ اللَّهَ وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی وَ إِنْ كُنْتُ بَطِیئاً حِینَ یَدْعُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ فَیُعْطِینِی وَ إِنْ كُنْتُ بَخِیلًا حِینَ یَسْتَقْرِضُنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عَلَیَّ بِفَضْلِهِ وَ إِنْ كُنْتُ قَلِیلًا شُكْرِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَكَلَنِی النَّاسُ إِلَیْهِ فَأَكْرَمَنِی وَ لَمْ یَكِلْنِی إِلَیْهِمْ فَیُهِینُونِی فَرَضِیتُ بِلُطْفِكَ یَا رَبِّ لُطْفاً وَ بِكِفَایَتِكَ خَلَفاً اللَّهُمَّ یَا رَبِّ مَا أَعْطَیْتَنِی مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِی فِیمَا تُحِبُّ اللَّهُمَ
ص: 283
وَ مَا زَوَیْتَ عَنِّی مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قَوَاماً فِیمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی مَا أُحِبُّ وَ اجْعَلْهُ خَیْراً لِی وَ اصْرِفْ عَنِّی مَا أَكْرَهُ وَ اجْعَلْهُ خَیْراً لِی اللَّهُمَّ مَا غَیَّبْتَ عَنِّی مِنَ الْأُمُورِ فَلَا تُغَیِّبْنِی عَنْ حِفْظِكَ وَ مَا فَقَدْتُ فَلَا أَفْقِدُ عَوْنَكَ وَ مَا نَسِیتُ فَلَا أَنْسَی ذِكْرَكَ وَ مَا مَلَكْتُ فَمَا أَمَلُّ شُكْرَكَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ مَرَّةً رَابِعَةً إِلَی الْكُوفَةِ حَدَّثَ الشَّیْخُ الْعَالِمُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الطَّبَرِیُّ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنُ بِمَشْهَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّةَ عَشَرَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعُكْبَرِیُّ الْمُعَدِّلُ بِبَغْدَادَ فِی ذِی الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حلویة الْقَطَّانُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ملیح الشروطی بِعُكْبَرَا عَنِ الْقَاضِی أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّمَّانِیِّ وَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْعَنْبَرِیِّ قَالَ
حَدَّثَنَا(2)
الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِیعِ قَالَ قَالَ أَبِی الرَّبِیعُ الْحَاجِبُ بَعَثَ الْمَنْصُورُ إِبْرَاهِیمَ بْنَ جَبَلَةَ إِلَی الْمَدِینَةِ لِیُشْخِصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بَعْدَ قُدُومِهِ بِجَعْفَرٍ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ إِلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ (3)
وَ رَجَائِی فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ اتِّكَالِی فِی كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِی عَلَیْكَ ثِقَةٌ وَ بِكَ عُدَّةٌ فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ یَضْعُفُ فِیهِ الْقُوَی وَ تَقِلُّ فِیهِ الْحِیلَةُ وَ تَعْیَا فِیهِ الْأُمُورُ وَ یَخْذُلُ فِیهِ الْقَرِیبُ وَ یَشْمَتُ فِیهِ الْعَدُوُّ وَ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَیْكَ رَاغِباً فِیهِ إِلَیْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ فَأَنْتَ وَلِیُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ مُنْتَهَی كُلِّ حَاجَةٍ لَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا
ص: 284
فَلَمَّا قَدَّمُوا رَاحِلَتَهُ وَ خَرَجَ لِیَرْكَبَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ ذَلِّلْ لِی حُزُونَتَهُ وَ كُلَّ حُزُونَةٍ وَ سَهِّلْ لِی صُعُوبَتَهُ وَ كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ ارْزُقْنِی مِنَ الْخَیْرِ فَوْقَ مَا أَرْجُو وَ اصْرِفْ عَنِّی مِنَ الشَّرِّ فَوْقَ مَا أَحْذَرُ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ قَالَ فَلَمَّا دَخَلْنَا الْكُوفَةَ نَزَلَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظَلَّتْ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا أَقَلَّتْ وَ الرِّیَاحِ وَ مَا ذَرَأَتْ وَ الشَّیَاطِینِ وَ مَا أَضَلَّتْ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَا عَمِلَتْ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی خَیْرَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ وَ خَیْرَ مَا فِیهَا وَ خَیْرَ أَهْلِهَا وَ خَیْرَ مَا قَدِمْتُ لَهُ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی شَرَّهَا وَ شَرَّ مَا فِیهَا وَ شَرَّ أَهْلِهَا وَ شَرَّ مَا قَدِمْتُ لَهُ: قَالَ الرَّبِیعُ فَلَمَّا وَافَی إِلَی حَضْرَةِ الْمَنْصُورِ دَخَلْتُ فَأَخْبَرْتُهُ بِقُدُومِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ فَدَعَا الْمُسَیَّبَ بْنَ زُهَیْرٍ الضَّبِّیَّ فَدَفَعَ إِلَیْهِ سَیْفاً وَ قَالَ لَهُ إِذَا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَخَاطَبْتُهُ وَ أَوْمَأْتُ إِلَیْكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ لَا تَسْتَأْمِرْ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ وَ كَانَ صَدِیقاً لِی أُلَاقِیهِ وَ أُعَاشِرُهُ إِذَا حَجَجْتُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ قَدْ أَمَرَ فِیكَ بِأَمْرٍ كَرِهْتُ أَنْ أَلْقَاكَ بِهِ وَ إِنْ كَانَ فِی نَفْسِكَ شَیْ ءٌ تَقُولُ أَوْ تُوصِینِی بِهِ فَقَالَ لَا یَرُوعُكَ ذَلِكَ فَلَوْ قَدْ رَآنِی لَزَالَ ذَلِكَ كُلُّهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَجَامِعِ السِّتْرِ فَقَالَ یَا إِلَهَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ تَوَلَّنِی فِی هَذِهِ الْغَدَاةِ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَیْ ءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ ثُمَّ دَخَلَ بِهِ فَحَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَنَظَرْتُ إِلَی الْمَنْصُورِ فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلَّا بِنَارٍ صُبَّ عَلَیْهَا مَاءٌ فَخَمَدَتْ ثُمَّ جَعَلَ یَسْكُنُ غَضَبُهُ حَتَّی دَنَا مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ صَارَ مَعَ سَرِیرِهِ فَوَثَبَ الْمَنْصُورُ فَأَخَذَ بِیَدِهِ وَ رَفَعَهُ عَلَی سَرِیرِهِ ثُمَ
ص: 285
قَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَعِزُّ عَلَیَّ تَعَبُكَ وَ إِنَّمَا أَحْضَرْتُكَ لِأَشْكُوَ إِلَیْكَ أَهْلَكَ قَطَعُوا رَحِمِی وَ طَعَنُوا فِی دِینِی وَ أَلَّبُوا النَّاسَ عَلَیَّ وَ لَوْ وَلِیَ هَذَا الْأَمْرَ غَیْرِی مِمَّنْ هُوَ أَبْعَدُ رَحِماً مِنِّی لَسَمِعُوا لَهُ وَ أَطَاعُوا فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَیْنَ یُعْدَلُ بِكَ عَنْ سَلَفِكَ الصَّالِحِ إِنَّ أَیُّوبَ علیه السلام ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ إِنَّ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَكَرَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ قَدْ صَبَرْتُ وَ غَفَرْتُ وَ شَكَرْتُ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا حَدِیثاً كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْكَ فِی صِلَةِ الْأَرْحَامِ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُنْسَأَ فِی أَجَلِهِ وَ یُعَافَی فِی بَدَنِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ قَالَ لَیْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ
رَأَیْتُ رَحِماً مُتَعَلِّقاً بِالْعَرْشِ یَشْكُو إِلَی اللَّهِ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ قَاطِعَهَا فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ كَمْ بَیْنَهُمْ فَقَالَ سَبْعَةُ آبَاءٍ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْتَضَرَ رَجُلٌ بَارٌّ فِی جِوَارِهِ رَجُلٌ عَاقٌّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ كَمْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِ الْعَاقِّ قَالَ ثَلَاثُونَ سَنَةً قَالَ حَوِّلْهَا إِلَی هَذَا الْبَارِّ فَقَالَ الْمَنْصُورُ یَا غُلَامُ ائْتِنِی بِالْغَالِیَةِ فَأَتَاهُ بِهَا فَجَعَلَ یُغَلِّفُهُ بِیَدَیْهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَأَتَاهُ بِهَا فَجَعَلَ یَقُولُ قَدِّمْ قَدِّمْ إِلَی أَنْ أَتَی بِهَا إِلَی عِنْدِ سَرِیرِهِ فَرَكِبَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عَدَوْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی وَ إِنْ كُنْتُ بَطِیئاً حِینَ یَدْعُونِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ فَیُعْطِینِی وَ إِنْ كُنْتُ بَخِیلًا حِینَ یَسْأَلُنِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی اسْتَوْجَبَ مِنِّی الشُّكْرَ وَ إِنْ كُنْتُ قَلِیلًا شُكْرِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَكَلَنِی النَّاسُ إِلَیْهِ فَأَكْرَمَنِی وَ لَمْ یَكِلْنِی إِلَیْهِمْ فَیُهِینُونِی یَا رَبِّ كَفَی بِلُطْفِكَ لُطْفاً وَ بِكِفَایَتِكَ خَلَفاً فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ یَعْرِضُنِی عَلَی السَّیْفِ كُلَّ قَلِیلٍ (1)
وَ قَدْ دَعَا الْمُسَیَّبَ بْنَ زُهَیْرٍ فَدَفَعَ إِلَیْهِ سَیْفاً وَ أَمَرَهُ أَنْ یَضْرِبَ عُنُقَكَ وَ إِنِّی رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ حِینَ دَخَلْتَ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ عَنْكَ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ.
ص: 286
فَرُحْتُ إِلَیْهِ عَشِیّاً قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَلَّبَتْ عَلَیْهِ الْیَهُودُ وَ فَزَارَةُ وَ غَطَفَانُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(1) وَ كَانَ ذَلِكَ الْیَوْمُ مِنْ أَغْلَظِ یَوْمٍ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ وَ یَنْظُرُ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَقُولُ ضَیِّقِی تَتَّسِعِی ثُمَّ خَرَجَ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ فَرَأَی شَخْصاً حَفِیّاً فَقَالَ لِحُذَیْفَةَ انْظُرْ مَنْ هَذَا فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا خَشِیتَ أَنْ تَقَعَ عَلَیْكَ عَیْنٌ قَالَ إِنِّی وَهَبْتُ نَفْسِی لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ خَرَجْتُ حَارِساً لِلْمُسْلِمِینَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَمَا انْقَضَی كَلَامُهُمَا حَتَّی نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قَدْ رَأَیْتُ مَوْقِفَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مُنْذُ اللَّیْلَةِ وَ أَهْدَیْتُ لَهُ مِنْ مَكْنُونِ عِلْمِی كَلِمَاتٍ لَا یَتَعَوَّذُ بِهَا عِنْدَ شَیْطَانٍ مَارِدٍ وَ لَا سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ لَا حَرَقٍ وَ لَا غَرَقٍ وَ لَا هَدْمٍ وَ لَا رَدْمٍ وَ لَا سَبُعٍ ضَارٍ وَ لَا لِصٍّ قَاطِعٍ إِلَّا آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ أَنْ یَقُولَ اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ أَعِزَّنَا(2)
بِسُلْطَانِكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ ارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَیْنَا وَ لَا تُهْلِكْنَا فَأَنْتَ الرَّجَاءُ رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِیَّتِهِ (3)
صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً وَ یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (4)
وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِ الْأَعْدَاءِ وَ الْجَبَّارِینَ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَایَ وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَایَ وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی
نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُهُ یَا مَنْ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّهُ الْمَعْصِیَةُ أَسْأَلُكَ فَرَجاً عَاجِلًا وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَمِیعِ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عَلَی الْعَافِیَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ
ص: 287
قَالَ الرَّبِیعُ وَ اللَّهِ لَقَدْ دَعَانِی الْمَنْصُورُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یُرِیدُ قَتْلِی فَتَعَوَّذْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَیَحُولُ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ قَتْلِی قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِیمِ مَا انْصَرَفْتُ لَیْلَةً مِنْ حَانُوتِی إِلَّا دَعَوْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَأُنْسِیتُ لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی أَنْ أَقْرَأَهَا قَبْلَ انْصِرَافِی فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ وَ أَنَا نَائِمٌ اسْتَیْقَظْتُ فَذَكَرْتُ أَنِّی لَمْ أَقْرَأْهَا فَجَعَلْتُ أُعَوِّذُ حَانُوتِی بِهَا وَ أَنَا فِی فِرَاشِی وَ أُدِیرُ یَدِی عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْغَدِ بَكَّرْتُ فَوَجَدْتُ فِی حَانُوتِی رَجُلًا وَ إِذَا الْحَانُوتُ مُغْلَقٌ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ وَ مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا فَقَالَ دَخَلْتُ إِلَی حَانُوتِكَ لِأَسْتَرِقَ مِنْهُ شَیْئاً وَ كُلَّمَا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ حِیلَ بَیْنِی وَ بَیْنَ ذَلِكَ بِسُورٍ مِنْ حَدِیدٍ(1).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ مَرَّةً خَامِسَةً إِلَی بَغْدَادَ قَبْلَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ علیهم السلام وَجَدْتُهَا فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ فِی آخِرِهِ وَ كَتَبَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ هِنْدٍ بِخَطِّهِ فِی شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَ تِسْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَةَ الْهَمْدَانِیُّ بِالْمِصِّیصَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ دَاوُدَ الْعَاصِمِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ الْحَاجِبِ قَالَ: قَعَدَ الْمَنْصُورُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَوْماً فِی قَصْرِهِ فِی الْقُبَّةِ الْخَضْرَاءِ وَ كَانَتْ قَبْلَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ تُدْعَی الْحَمْرَاءَ وَ كَانَ لَهُ یَوْمٌ یَقْعُدُ فِیهِ یُسَمَّی ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ الذَّبْحِ وَ قَدْ كَانَ أَشْخَصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَمْ یَزَلْ فِی الْحَمْرَاءِ نَهَارُهُ كُلُّهُ حَتَّی جَاءَ اللَّیْلُ وَ مَضَی أَكْثَرُهُ قَالَ ثُمَّ دَعَا أَبِی الرَّبِیعَ فَقَالَ لَهُ یَا رَبِیعُ إِنَّكَ تَعْرِفُ مَوْضِعَكَ مِنِّی وَ أَنِّی یَكُونُ لِیَ الْخَبَرُ وَ لَا تُظْهِرْ عَلَیْهِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ وَ تَكُونُ أَنْتَ الْمُعَالِجُ لَهُ فَقَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیَّ وَ فَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا فَوْقِی فِی النُّصْحِ غَایَةٌ قَالَ كَذَلِكَ أَنْتَ سِرِ السَّاعَةَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَاطِمَةَ فَأْتِنِی بِهِ عَلَی الْحَالِ الَّذِی تَجِدُهُ عَلَیْهِ لَا تُغَیِّرْ شَیْئاً مِمَّا هُوَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعَطَبُ إِنْ
ص: 288
أَتَیْتُ بِهِ عَلَی مَا أَرَاهُ مِنْ غَضَبِهِ قَتَلَهُ وَ ذَهَبَتِ الْآخِرَةُ وَ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ وَ أَدْهَنْتُ فِی أَمْرِهِ قَتَلَنِی وَ قَتَلَ نَسْلِی وَ أَخَذَ أَمْوَالِی فَخُیِّرْتُ بَیْنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَمَالَتْ نَفْسِی إِلَی الدُّنْیَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ فَدَعَانِی أَبِی وَ كُنْتُ أَفَظَّ وُلْدِهِ وَ أَغْلَظَهُمْ قَلْباً(1) فَقَالَ لِیَ امْضِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَتَسَلَّقْ (2)
عَلَی حَائِطِهِ وَ لَا تَسْتَفْتِحْ عَلَیْهِ بَاباً فَیُغَیِّرَ بَعْضَ مَا هُوَ عَلَیْهِ وَ لَكِنْ انْزِلْ عَلَیْهِ نُزُولًا فَأْتِ بِهِ عَلَی الْحَالِ الَّتِی هُوَ فِیهَا قَالَ فَأَتَیْتُهُ وَ قَدْ ذَهَبَ اللَّیْلُ إِلَّا أَقَلَّهُ فَأَمَرْتُ بِنَصْبِ السَّلَالِیمِ وَ تَسَلَّقْتُ عَلَیْهِ الْحَائِطَ فَنَزَلْتُ عَلَیْهِ دَارَهُ فَوَجَدْتُهُ قَائِماً یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ مِنْدِیلٌ قَدِ ائْتَزَرَ بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ قُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ دَعْنِی أَدْعُو وَ أَلْبَسُ ثِیَابِی فَقُلْتُ لَهُ لَیْسَ إِلَی تَرْكِكَ وَ ذَلِكَ سَبِیلٌ قَالَ وَ أَدْخُلُ الْمُغْتَسَلَ فَأَتَطَهَّرُ قَالَ قُلْتُ وَ لَیْسَ إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ فَلَا تَغْسِلْ نَفْسَكَ فَإِنِّی لَا أَدَعُكَ تُغَیِّرَ شَیْئاً قَالَ فَأَخْرَجْتُهُ حَافِیاً حَاسِراً فِی قَمِیصِهِ وَ مِنْدِیلِهِ وَ كَانَ علیه السلام قَدْ جَاوَزَ السَّبْعِینَ فَلَمَّا مَضَی بَعْضُ الطَّرِیقِ ضَعُفَ الشَّیْخُ فَرَحِمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ارْكَبْ فَرَكِبَ بَغْلَ شَاكِرِیٍ (3)
كَانَ مَعَنَا ثُمَّ صِرْنَا إِلَی الرَّبِیعِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَهُ وَیْلَكَ یَا رَبِیعُ قَدْ أَبْطَأَ الرَّجُلُ وَ جَعَلَ یَسْتَحِثُّهُ اسْتِحْثَاثاً شَدِیداً فَلَمَّا أَنْ وَقَعَتْ عَیْنُ الرَّبِیعِ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ بَكَی وَ كَانَ الرَّبِیعُ یَتَشَیَّعُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام یَا رَبِیعُ أَنَا أَعْلَمُ مَیْلَكَ إِلَیْنَا فَدَعْنِی أُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَدْعُو قَالَ شَأْنَكَ وَ مَا تَشَاءُ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ خَفَّفَهُمَا ثُمَّ دَعَا بَعْدَهُمَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ إِلَّا أَنَّهُ دُعَاءٌ طَوِیلٌ وَ الْمَنْصُورُ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ یَسْتَحِثُّ الرَّبِیعَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَی طُولِهِ أَخَذَ الرَّبِیعُ بِذِرَاعَیْهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَی الْمَنْصُورِ فَلَمَّا صَارَ فِی صَحْنِ الْإِیوَانِ وَقَفَ ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ مَا لَمْ
ص: 289
أَدْرِ مَا هُوَ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فَوَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَالَ وَ أَنْتَ یَا جَعْفَرُ مَا تَدَعُ حَسَدَكَ وَ بَغْیَكَ وَ إِفْسَادَكَ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ مَا یَزِیدُكَ اللَّهُ بِذَلِكَ إِلَّا شِدَّةَ حَسَدٍ وَ نَكَدٍ مَا یُبْلَغُ بِهِ مَا تَقْدِرُهُ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ شَیْئاً مِنْ هَذَا وَ لَقَدْ كُنْتُ فِی وِلَایَةِ بَنِی أُمَیَّةَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَی الْخَلْقِ لَنَا وَ لَكُمْ وَ أَنَّهُمْ لَا حَقَّ لَهُمْ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَوَ اللَّهِ مَا بَغَیْتُ عَلَیْهِمْ وَ لَا بَلَغَهُمْ عَنِّی سُوءٌ مَعَ جَفَاهُمُ الَّذِی كَانَ بِی وَ كَیْفَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَصْنَعُ الْآنَ هَذَا وَ أَنْتَ ابْنُ عَمِّی وَ أَمَسُّ الْخَلْقِ بِی رَحِماً وَ أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً وَ بِرّاً فَكَیْفَ أَفْعَلُ هَذَا فَأَطْرَقَ الْمَنْصُورُ سَاعَةً وَ كَانَ عَلَی لِبْدٍ وَ عَنْ یَسَارِهِ مِرْفَقَةٌ جُرْمُقَانِیَّةٌ(1)
وَ تَحْتَ لِبْدِهِ سَیْفٌ ذُو فَقَارٍ كَانَ لَا یُفَارِقُهُ إِذَا قَعَدَ فِی الْقُبَّةِ قَالَ أَبْطَلْتَ وَ أَثِمْتَ ثُمَّ رَفَعَ ثَنِیَّ الْوِسَادَةِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا إِضْبَارَةَ كُتُبٍ (2) فَرَمَی بِهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ هَذِهِ كُتُبُكَ إِلَی أَهْلِ خُرَاسَانَ تَدْعُوهُمْ إِلَی نَقْضِ بَیْعَتِی وَ أَنْ یُبَایِعُوكَ دُونِی فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا أَسْتَحِلُّ ذَلِكَ وَ لَا هُوَ مِنْ مَذْهَبِی وَ إِنِّی لَمِمَّنْ یَعْتَقِدُ طَاعَتَكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ أَضْعَفَنِی عَنْ ذَلِكَ لَوْ أَرَدْتُهُ فَصَیِّرْنِی فِی بَعْضِ جُیُوشِكَ حَتَّی تَأْتِیَنِی الْمَوْتُ فَهُوَ مِنِّی قَرِیبٌ فَقَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ ثُمَّ أَطْرَقَ وَ ضَرَبَ یَدَهُ إِلَی السَّیْفِ فَسَلَّ مِنْهُ مِقْدَارَ شِبْرٍ وَ أَخَذَ بِمِقْبَضِهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ ذَهَبَ وَ اللَّهِ الرَّجُلُ ثُمَّ رَدَّ السَّیْفَ ثُمَّ قَالَ یَا جَعْفَرُ أَ مَا تَسْتَحْیِی مَعَ هَذِهِ الشَّیْبَةِ وَ مَعَ هَذَا النَّسَبِ أَنْ تَنْطِقَ بِالْبَاطِلِ وَ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِینَ تُرِیدُ أَنْ تُرِیقَ الدِّمَاءَ وَ تَطْرَحَ الْفِتْنَةَ بَیْنَ الرَّعِیَّةِ وَ الْأَوْلِیَاءِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا هَذِهِ كُتُبِی وَ لَا خَطِّی وَ لَا خَادِمِی فَانْتَضَی مِنَ السَّیْفِ ذِرَاعاً فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَی الرَّجُلُ وَ جَعَلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ أَمَرَنِی فِیهِ
ص: 290
بِأَمْرٍ أَنْ أَعْصِیَهُ لِأَنَّنِی ظَنَنْتُ أَنَّهُ یَأْمُرُنِی أَنْ آخُذَ السَّیْفَ فَأَضْرِبَ بِهِ جَعْفَراً فَقُلْتُ إِنْ أَمَرَنِی ضَرَبْتُ الْمَنْصُورَ وَ إِنْ أَتَی ذَلِكَ عَلَیَّ وَ عَلَی وُلْدِی وَ تُبْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا كُنْتُ نَوَیْتُ فِیهِ أَوَّلًا: فَأَقْبَلَ یُعَاتِبُهُ وَ جَعْفَرٌ یَعْتَذِرُ ثُمَّ انْتَضَی السَّیْفَ إِلَّا شَیْئاً یَسِیراً مِنْهُ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَی وَ اللَّهِ الرَّجُلُ ثُمَّ أَغْمَدَ السَّیْفَ وَ أَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَظُنُّكَ صَادِقاً یَا رَبِیعُ هَاتِ الْعَیْبَةَ مِنْ مَوْضِعٍ كَانَتْ فِیهِ مِنَ الْقُبَّةِ فَأَتَتْهُ بِهَا فَقَالَ أَدْخِلْ یَدَكَ فِیهَا فَكَانَتْ مَمْلُوءَةً غَالِیَةً وَ ضَعْهَا فِی لِحْیَتِهِ وَ كَانَتْ بَیْضَاءَ فَاسْوَدَّتْ وَ قَالَ لِی احْمِلْهُ عَلَی فَارِهٍ (1) مِنْ دَوَابِّیَ الَّتِی أَرْكَبُهَا وَ أَعْطِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ شَیِّعْهُ إِلَی مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً وَ خَیِّرْهُ إِذَا أَتَیْتَ بِهِ إِلَی الْمَنْزِلِ بَیْنَ الْمُقَامِ عِنْدَنَا فَنُكْرِمُهُ وَ الِانْصِرَافِ إِلَی مَدِینَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا مَسْرُورٌ فَرِحٌ بِسَلَامَةِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَادَ الْمَنْصُورُ وَ مَا صَارَ إِلَیْهِ مِنْ أَمْرِهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الصَّحْنِ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِمَّا عَمَدَ إِلَیْهِ هَذَا فِی بَابِكَ (2)
وَ مَا أَصَارَكَ اللَّهُ إِلَیْهِ مِنْ كِفَایَتِهِ وَ دِفَاعِهِ وَ لَا عَجَبَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ سَمِعْتُكَ تَدْعُو فِی عَقِیبِ الرَّكْعَتَیْنِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ إِلَّا أَنَّهُ طَوِیلٌ وَ رَأَیْتُكَ قَدْ حَرَّكْتَ شَفَتَیْكَ هَاهُنَا أَعْنِی الصَّحْنَ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ فَقَالَ لِی أَمَّا الْأَوَّلُ فَدُعَاءُ الْكَرْبِ وَ الشَّدَائِدِ لَمْ أَدْعُ بِهِ عَلَی أَحَدٍ قَبْلَ یَوْمِئِذٍ جَعَلْتُهُ عِوَضاً مِنْ دُعَاءٍ كَثِیرٍ أَدْعُو بِهِ إِذَا قَضَیْتُ صَلَاتِی لِأَنِّی لَمْ أَتْرُكْ أَنْ أَدْعُوَ مَا كُنْتُ أَدْعُو بِهِ وَ أَمَّا الَّذِی حَرَّكْتُ بِهِ شَفَتِی فَهُوَ دُعَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ لَمَّا كَانَ یَوْمُ الْأَحْزَابِ كَانَتِ الْمَدِینَةُ كَالْإِكْلِیلِ مِنْ جُنُودِ الْمُشْرِكِینَ كَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا
ص: 291
زِلْزالًا شَدِیداً(1) فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَدْعُو بِهِ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ اغْفِرْ لِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ رَبِّ لَا أَهْلِكُ وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعَزُّ وَ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوَجَّهُ یَا كَافِیَ إِبْرَاهِیمَ نُمْرُودَ وَ مُوسَی فِرْعَوْنَ اكْفِنِی مِمَّا أَنَا فِیهِ (2) اللَّهُ رَبِّی لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِینَ حَسْبِیَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ حَسْبِیَ الْمَانِعُ مِنَ الْمَمْنُوعِینَ حَسْبِی مَنْ لَمْ یَزَلْ حَسْبِی مُذْ قَطُّ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا الْخَوْفُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لَدَفَعْتُ إِلَیْكَ هَذَا الْمَالَ وَ لَكِنْ قَدْ كُنْتَ طَلَبْتَ مِنِّی أَرْضِی بِالْمَدِینَةِ وَ أَعْطَیْتَنِی بِهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ فَلَمْ أَبِعْكَ وَ قَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا رَغْبَتِی فِی الدُّعَاءِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَهُوَ الْبِرُّ وَ لَا حَاجَةَ لِیَ الْآنَ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَرْجِعُ فِی مَعْرُوفِنَا نَحْنُ نَنْسَخُكَ الدُّعَاءَ وَ نُسَلِّمُ إِلَیْكَ الْأَرْضَ صِرْ مَعِی إِلَی الْمَنْزِلِ فَصِرْتُ مَعَهُ كَمَا تَقَدَّمَ الْمَنْصُورُ وَ كَتَبَ لِی بِعَهْدِهِ الْأَرْضَ وَ أَمْلَی عَلَیَّ دُعَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمْلَی عَلَیَّ الَّذِی دَعَا هُوَ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ ثُمَّ ذَكَرَ فِی هَذِهِ الرِّوَایَةِ الدُّعَاءَ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ نَحْنُ فِی الرِّوَایَةِ الْأُولَی الَّذِی أَوَّلُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مُدْرِكَ الْهَارِبِینَ یَا مَلْجَأَ الْخَائِفِینَ وَ هُوَ فِی النُّسْخَةِ الْعَتِیقَةِ نَحْوَ سِتِّ قَوَائِمَ بِالطَّالِبِیِّ إِلَی آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ قَوْلُهُ أَنْتَ رَبِّی وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ الْمُعِینُ قَالَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ كَثُرَ اسْتِحْثَاثُ الْمَنْصُورِ وَ اسْتِعْجَالُهُ إِیَّایَ وَ أَنْتَ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الطَّوِیلِ مُتَمَهِّلًا كَأَنَّكَ لَمْ تَخْشَهُ قَالَ فَقَالَ لِی نَعَمْ قَدْ كُنْتُ أَدْعُو بِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِدُعَاءٍ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ أَمَّا الرَّكْعَتَانِ
ص: 292
فَهُمَا صَلَاةُ الْغَدَاةِ خَفَّفْتُهُمَا وَ دَعَوْتُ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ بَعْدَهُمَا فَقُلْتُ لَهُ أَ مَا خِفْتَ أَبَا جَعْفَرٍ وَ قَدْ أَعَدَّ لَكَ مَا أَعَدَّ قَالَ خِیفَةُ اللَّهِ دُونَ خِیفَتِهِ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صَدْرِی أَعْظَمَ مِنْهُ قَالَ الرَّبِیعُ كَانَ فِی قَلْبِی مَا رَأَیْتُ مِنَ الْمَنْصُورِ وَ مِنْ غَضَبِهِ وَ حَنَقِهِ عَلَی جَعْفَرٍ وَ مِنَ الْجَلَالَةِ لَهُ فِی سَاعَةٍ مَا لَمْ أَظُنُّهُ یَكُونُ فِی بَشَرٍ فَلَمَّا وَجَدْتُ مِنْهُ خَلْوَةً وَ طِیبَ نَفْسٍ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَأَیْتُ مِنْكَ عَجَباً قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَأَیْتُ غَضَبَكَ عَلَی جَعْفَرٍ غَضَباً لَمْ أَرَكَ غَضِبْتَهُ عَلَی أَحَدٍ قَطُّ وَ لَا عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ لَا عَلَی غَیْرِهِ مِنْ كُلِّ النَّاسِ حَتَّی بَلَغَ بِكَ الْأَمْرُ أَنْ تَقْتُلَهُ بِالسَّیْفِ وَ حَتَّی أَنَّكَ أَخْرَجْتَ مِنْ سَیْفِكَ شِبْراً ثُمَّ أَغْمَدْتَهُ ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ ذِرَاعاً ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَهُ كُلَّهُ إِلَّا شَیْئاً یَسِیراً فَلَمْ أَشُكَّ فِی قَتْلِكَ لَهُ ثُمَّ انْجَلَی ذَلِكَ كُلُّهُ فَعَادَ رِضًی حَتَّی أَمَرْتَنِی فَسَوَّدْتُ لِحْیَتَهُ بِالْغَالِیَةِ الَّتِی لَا یَتَغَلَّفُ مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یغلف [یَتَغَلَّفُ](1)
مِنْهَا وَلَدُكَ الْمَهْدِیُّ وَ لَا مَنْ وَلَّیْتَهُ عَهْدَكَ وَ لَا عُمُومَتُكَ وَ أَجَزْتَهُ وَ حَمَلْتَهُ وَ أَمَرْتَنِی بِتَشْیِیعِهِ مُكَرَّماً فَقَالَ وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ لَیْسَ هُوَ كَمَا یَنْبَغِی أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ وَ سَتْرُهُ أَوْلَی وَ لَا أُحِبُّ أَنْ یَبْلُغَ وُلْدَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَیَفْتَخِرُونَ وَ یَتِیهُونَ بِذَلِكَ عَلَیْنَا حَسْبُنَا مَا نَحْنُ فِیهِ وَ لَكِنْ لَا أَكْتُمُكَ شَیْئاً انْظُرْ مَنْ فِی الدَّارِ فَنَحِّهِمْ قَالَ فَنَحَّیْتُ كُلَّ مَنْ فِی الدَّارِ ثُمَّ قَالَ لِی ارْجِعْ وَ لَا تُبْقِ أَحَداً فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ لِی لَیْسَ إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ لَئِنْ سَمِعْتُ مَا أَلْقَیْتُهُ إِلَیْكَ مِنْ أَحَدٍ لَأَقْتُلَنَّكَ وَ وُلْدَكَ وَ أَهْلَكَ أَجْمَعِینَ وَ لَآخُذَنَّ مَالَكَ قَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ قَالَ یَا رَبِیعُ قَدْ كُنْتُ مُصِرّاً عَلَی قَتْلِ جَعْفَرٍ وَ لَا أَسْمَعَ لَهُ قَوْلًا وَ لَا أَقْبَلَ لَهُ عُذْراً وَ كَانَ أَمْرُهُ وَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ لَا یَخْرُجُ بِسَیْفٍ أَغْلَظَ عِنْدِی وَ أَهَمَّ عَلَیَّ مِنْ أَمْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا مِنْهُ وَ مِنْ آبَائِهِ عَلَی عَهْدِ بَنِی أُمَیَّةَ فَلَمَّا هَمَمْتُ بِهِ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی تَمَثَّلَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ
ص: 293
حَائِلٌ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ بَاسِطٌ كَفَّیْهِ حَاسِرٌ عَنْ ذِرَاعَیْهِ قَدْ عَبَسَ وَ قَطَبَ (1)
فِی وَجْهِی فَصَرَفْتُ وَجْهِی عَنْهُ ثُمَّ هَمَمْتُ بِهِ فِی الْمَرَّةِ الثَّانِیَةِ وَ انْتَضَیْتُ مِنَ السَّیْفِ أَكْثَرَ مِمَّا انْتَضَیْتُ مِنْهُ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ قَرُبَ مِنِّی وَ دَنَا شَدِیداً وَ هَمَّ بِی أَنْ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ فَأَمْسَكْتُ ثُمَّ تَجَاسَرْتُ وَ قُلْتُ هَذَا بَعْضُ أَفْعَالِ الرَّئِیِ (2)
ثُمَّ انْتَضَیْتُ السَّیْفَ فِی الثَّالِثَةِ فَتَمَثَّلَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَاسِطَ ذِرَاعَیْهِ قَدْ تَشَمَّرَ وَ احْمَرَّ وَ عَبَسَ وَ قَطَبَ حَتَّی كَادَ أَنْ یَضَعَ یَدَهُ عَلَیَّ فَخِفْتُ وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ وَ كَانَ مِنِّی مَا رَأَیْتَ وَ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِی فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لَا یَجْهَلُ حَقَّهُمْ إِلَّا جَاهِلٌ لَا حَظَّ لَهُ فِی الشَّرِیعَةِ فَإِیَّاكَ أَنْ یَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ فَمَا حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی حَتَّی مَاتَ الْمَنْصُورُ وَ مَا حَدَّثْتُ أَنَا بِهِ حَتَّی مَاتَ الْمَهْدِیُّ وَ مُوسَی وَ هَارُونُ وَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ(3).
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ بِهِ مَرَّةً سَادِسَةً وَ هِیَ ثَانِی مَرَّةٍ إِلَی بَغْدَادَ بَعْدَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَجَدْتُهَا فِی الْكِتَابِ الْعَتِیقِ الَّذِی قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ بِخَطِّ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ هِنْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ الْقُرَشِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَشِیرُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: رَفَعَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشِ الْمَدِینَةِ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِهِ لِمُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ بَعَثَ مَوْلَاهُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِجِبَایَةِ الْأَمْوَالِ مِنْ شِیعَتِهِ وَ أَنَّهُ كَانَ یُمِدُّ بِهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَادَ الْمَنْصُورُ أَنْ یَأْكُلَ كَفَّهُ عَلَی جَعْفَرٍ غَیْظاً وَ كَتَبَ إِلَی عَمِّهِ دَاوُدَ وَ دَاوُدُ إِذْ ذَاكَ أَمِیرُ
ص: 294
الْمَدِینَةِ أَنْ یُسَیِّرَ إِلَیْهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ لَا یُرَخِّصَ لَهُ فِی التَّلَوُّمِ (1)
وَ الْمُقَامِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ دَاوُدُ بِكِتَابِ الْمَنْصُورِ وَ قَالَ اعْمَلْ فِی الْمَسِیرِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی غَدٍ وَ لَا تَتَأَخَّرْ قَالَ صَفْوَانُ وَ كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ یَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَ إِلَیَّ جَعْفَرٌ علیه السلام فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی تَعَهَّدْ رَاحِلَتَنَا فَإِنَّا غَادُونَ فِی غَدٍ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْعِرَاقَ وَ نَهَضَ مِنْ وَقْتِهِ وَ أَنَا مَعَهُ إِلَی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ ذَلِكَ بَیْنَ الْأُولَی وَ الْعَصْرِ فَرَكَعَ فِیهِ رَكَعَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ فَحَفِظْتُ یَوْمَئِذٍ مِنْ دُعَائِهِ: یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَ لَا انْتِهَاءٌ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ أَمَدٌ وَ لَا نِهَایَةٌ وَ لَا مِیقَاتٌ وَ لَا غَایَةٌ یَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِیدَ وَ الْبَطْشِ الشَّدِیدِ یَا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ اللُّغَاتُ وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ یَا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الْأَرْضُ وَ السَّمَاوَاتُ یَا حَسَنَ الصُّحْبَةِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْرُسْنِی فِی سَفَرِی وَ مُقَامِی وَ فِی حَرَكَتِی وَ انْتِقَالِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُضَامُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ فِی سَفَرِی هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّی لِغَیْرِكَ وَ لَا رَجَاءٍ یَأْوِی بِی إِلَّا إِلَیْكَ وَ لَا قُوَّةَ لِی أَتَّكِلُ عَلَیْهَا وَ لَا حِیلَةَ أَلْجَأُ إِلَیْهَا إِلَّا ابْتِغَاءَ فَضْلِكَ وَ الْتِمَاسَ عَافِیَتِكَ وَ طَلَبَ فَضْلِكَ وَ إِجْرَائِكَ لِی عَلَی أَفْضَلِ عَوَائِدِكَ عِنْدِی اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِی فِی سَفَرِی هَذَا مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ فَمَهْمَا أَوْقَعْتَ عَلَیْهِ قَدَرَكَ فَمَحْمُودٌ فِیهِ بَلَاؤُكَ مُنْتَصِحٌ فِیهِ قَضَاؤُكَ وَ أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ اللَّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّی فِیهِ مَقَادِیرَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مَقْضِیَّ كُلِّ لَأْوَاءٍ وَ ابْسُطْ عَلَیَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ وَ تَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ حَتَّی تَحْفَظَنِی فِیهِ بِأَحْسَنِ مَا حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَلَقْتَهُ فِی سَتْرِ كُلِّ عَوْرَةٍ وَ كِفَایَةِ كُلِّ مَضَرَّةٍ وَ صَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ هَبْ لِی فِیهِ أَمْناً وَ إِیمَاناً وَ عَافِیَةً وَ یُسْراً وَ صَبْراً وَ شُكْراً وَ ارْجِعْنِی فِیهِ سَالِماً إِلَی سَالِمِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ قَالَ صَفْوَانُ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام بِأَنْ یُعِیدَ الدُّعَاءَ عَلَیَّ فَأَعَادَهُ وَ
ص: 295
كَتَبْتُهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحَّلْتُ لَهُ النَّاقَةَ وَ سَارَ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْعِرَاقِ حَتَّی قَدِمَ مَدِینَةَ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَقْبَلَ حَتَّی اسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ صَفْوَانُ فَأَخْبَرَنِی بَعْضُ مَنْ شَهِدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَرَّبَهُ وَ أَدْنَاهُ ثُمَّ اسْتَدْعَی قِصَّةَ الرَّافِعِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قِصَّتِهِ إِنَّ مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ مَوْلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَجْبِی لَهُ الْأَمْوَالَ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاقِ وَ أَنَّهُ مَدَّ بِهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ الْمَنْصُورُ فَقَالَ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مَا هَذِهِ الْأَمْوَالُ (1) الَّتِی یَجْبِیهَا لَكَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ تَحْلِفُ عَلَی بَرَاءَتِكَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّهُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَا بَلْ تَحْلِفُ بِالطَّلَاقِ وَ الْعَتَاقِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ مَا تَرْضَی یَمِینِی بِاللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَا تَفَقَّهْ عَلَیَّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَیْنَ تَذْهَبُ بِالْفِقْهِ مِنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ دَعْ عَنْكَ هَذَا فَإِنِّی أَجْمَعُ السَّاعَةَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الرَّجُلِ الَّذِی رَفَعَ عَنْكَ حَتَّی یُوَاجِهَكَ فَأَتَوْا بِالرَّجُلِ وَ سَأَلُوهُ بِحَضْرَةِ جَعْفَرٍ فَقَالَ نَعَمْ هَذَا صَحِیحٌ وَ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الَّذِی قُلْتُ فِیهِ كَمَا قُلْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَحْلِفُ أَیُّهَا الرَّجُلُ أَنَّ هَذَا الَّذِی رَفَعْتَهُ صَحِیحٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ ابْتَدَأَ الرَّجُلُ بِالْیَمِینِ فَقَالَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الطَّالِبُ الْغَالِبُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام لَا تَعْجَلْ فِی یَمِینِكَ فَإِنِّی أَنَا أَسْتَحْلِفُ قَالَ الْمَنْصُورُ وَ مَا أَنْكَرْتَ مِنْ هَذِهِ الْیَمِینِ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ حَیِیٌّ كَرِیمٌ یَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدِهِ إِذَا أَثْنَی عَلَیْهِ أَنْ یُعَاجِلَهُ بِالْعُقُوبَةِ لِمَدْحِهِ لَهُ وَ لَكِنْ قُلْ یَا أَیُّهَا الرَّجُلُ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَلْجَأُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی إِنِّی لَصَادِقٌ بَرٌّ فِیمَا أَقُولُ
ص: 296
فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِلْقُرَشِیِّ احْلِفْ بِمَا اسْتَحْلَفَكَ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهَذِهِ الْیَمِینِ فَلَمْ یَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ حَتَّی أَجْذَمَ وَ خَرَّ مَیِّتاً فَرَاعَ أَبَا جَعْفَرٍ ذَلِكَ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سِرْ مِنْ غَدٍ إِلَی حَرَمِ جَدِّكَ إِنِ اخْتَرْتَ ذَلِكَ وَ إِنِ اخْتَرْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا لَمْ نَأْلُ فِی إِكْرَامِكَ وَ بِرِّكَ فَوَ اللَّهِ لَا قَبِلْتُ عَلَیْكَ قَوْلَ أَحَدٍ بَعْدَهَا أَبَداً(1).
ص: 297
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ مَرَّةً سَابِعَةً وَ قَدْ قَدَّمْنَا فِی الْأَحْرَازِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام لَكِنْ فِیهِ هَاهُنَا زِیَادَةٌ عَمَّا ذَكَرْنَا وَ لَعَلَّ هَذِهِ الزِّیَادَةَ كَانَتْ قَبْلَ اسْتِدْعَائِهِ لِسِعَایَةِ الْقُرَشِیِّ وَ هَذِهِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیِّ وَ هُوَ دُعَاءٌ جَلِیلٌ مَضْمُونُ الْإِجَابَةِ نَقَلْنَاهُ مِنْ كِتَابٍ قَالَبُهُ نِصْفُ الثُّمُنِ یَشْتَمِلُ عَلَی عِدَّةِ كُتُبٍ أَوَّلُهَا كِتَابُ التَّنْبِیهِ لِمَنْ یَتَفَكَّرُ فِیهِ وَ هَذَا الدُّعَاءُ فِی آخِرِهِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیُّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مِنْ جُمْلَةِ نُدَمَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْمَنْصُورِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ خَوَاصِّهِ وَ كُنْتُ صَاحِبَ سِرِّهِ مِنْ بَیْنِ الْجَمِیعِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً فَرَأَیْتُهُ مُغْتَمّاً وَ هُوَ یَتَنَفَّسُ نَفَساً بَارِداً فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الْفِكْرَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ لَقَدْ هَلَكَ مِنْ أَوْلَادِ فَاطِمَةَ مِقْدَارُ مِائَةٍ أَوْ یَزِیدُونَ وَ قَدْ بَقِیَ سَیِّدُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ ذَلِكَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهُ رَجُلٌ أَنْحَلَتْهُ الْعِبَادَةُ وَ اشْتَغَلَ بِاللَّهِ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ وَ الْخِلَافَةِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ وَ بِإِمَامَتِهِ وَ لَكِنَّ الْمُلْكَ عَقِیمٌ وَ قَدْ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا أُمْسِیَ عَشِیَّتِی هَذِهِ أَوْ أَفْرُغَ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَ اللَّهِ لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا ثُمَّ دَعَا سَیّافاً وَ قَالَ لَهُ إِذَا أَنَا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ وَ شَغَلْتُهُ بِالْحَدِیثِ وَ وَضَعْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی فَهُوَ الْعَلَامَةُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ثُمَّ أَحْضَرَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ لَحِقَتْهُ فِی الدَّارِ وَ هُوَ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ فَلَمْ أَدْرِ مَا الَّذِی قَرَأَ فَرَأَیْتُ الْقَصْرَ یَمُوجُ كَأَنَّهُ سَفِینَةٌ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ فَرَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ وَ هُوَ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ حَافِیَ الْقَدَمَیْنِ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ قَدِ اصْطَكَّتْ أَسْنَانُهُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ یَحْمَرُّ سَاعَةً وَ یَصْفَرُّ أُخْرَی وَ أَخَذَ بِعَضُدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَجْلَسَهُ عَلَی سَرِیرِ مُلْكِهِ وَ جَثَا بَیْنَ یَدَیْهِ كَمَا یَجْثُو الْعَبْدُ بَیْنَ یَدَیْ مَوْلَاهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِی جَاءَ بِكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ جِئْتُكَ
ص: 298
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ قَالَ مَا دَعَوْتُكَ وَ الْغَلَطُ مِنَ الرَّسُولِ ثُمَّ قَالَ سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَدْعُوَنِی لِغَیْرِ شُغُلٍ قَالَ لَكَ ذَلِكَ وَ غَیْرُ ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَرِیعاً وَ حَمِدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِیراً وَ دَعَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ بِالدَّوَاوِیجِ (1) وَ نَامَ وَ لَمْ یَنْتَبِهْ إِلَّا فِی نِصْفِ اللَّیْلِ فَلَمَّا انْتَبَهَ كُنْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ جَالِساً فَسَرَّهُ ذَلِكَ وَ قَالَ لِی لَا تَخْرُجْ حَتَّی أَقْضِیَ مَا فَاتَنِی مِنْ صَلَاتِی فَأُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ لِی لَمَّا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ وَ هَمَمْتُ بِهِ مَا هَمَمْتُ مِنَ السُّوءِ رَأَیْتُ تِنِّیناً قَدْ حَوَی بِذَنَبِهِ جَمِیعَ دَارِی وَ قَصْرِیْ وَ قَدْ وَضَعَ شَفَتَیْهِ الْعُلْیَا فِی أَعْلَاهَا وَ السُّفْلَی فِی أَسْفَلِهَا وَ هُوَ یُكَلِّمُنِی بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ یَا مَنْصُورُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَدُّهُ قَدْ بَعَثَنِی إِلَیْكَ وَ أَمَرَنِی إِنْ أَنْتَ أَحْدَثْتَ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام حَدَثاً فَأَنَا أَبْتَلِعُكَ وَ مَنْ فِی دَارِكَ جَمِیعاً فَطَاشَ عَقْلِی وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی وَ اصْطَكَّتْ أَسْنَانِی قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیُّ قُلْتُ لَهُ لَیْسَ هَذَا بِعَجِیبٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّ وَ جَدُّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ عِنْدَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ سَائِرِ الدَّعَوَاتِ الَّتِی لَوْ قَرَأَهَا عَلَی اللَّیْلِ لَأَنَارَ وَ لَوْ قَرَأَهَا عَلَی النَّهَارِ لَأَظْلَمَ وَ لَوْ قَرَأَهَا عَلَی الْأَمْوَاجِ فِی الْبَحْرِ لَسَكَنَتْ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ أَیَّامٍ أَ تَأْذَنُ لِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَی زِیَارَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام فَأَجَابَ فَلَمْ یَأْبَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَلَّمْتُ وَ قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ یَا مَوْلَایَ بِحَقِّ جَدِّكَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تُعَلِّمَنِی الدُّعَاءَ الَّذِی كُنْتَ تَقْرَؤُهُ عِنْدَ دُخُولِكَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ لَكَ ذَلِكَ.
ص: 299
ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا الدُّعَاءُ حِرْزٌ جَلِیلٌ وَ دُعَاءٌ عَظِیمٌ حَفِظْتُهُ عَنْ آبَائِیَ الْكِرَامِ علیهم السلام وَ هُوَ حِرْزٌ مُسْتَخْرَجٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَزِیزِ الَّذِی لَا یَأْتِیهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٍ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ وَ قَالَ اكْتُبْ وَ أَمْلَی عَلَیَّ ذَلِكَ وَ هُوَ حِرْزٌ جَلِیلٌ وَ دُعَاءٌ عَظِیمٌ مُبَارَكٌ مُسْتَجَابٌ فَلَمَّا وَرَدَ أَبُو مَخْلَدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ یَحْیَی مِنْ بَغْدَادَ لِرِسَالَةِ خُرَاسَانَ إِلَی عِنْدِ الْأَمِیرِ أَبِی الْحَسَنِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بِبُخَارَا كَانَ هَذَا الْحِرْزُ مَكْتُوباً فِی دَفْتَرٍ أَوْرَاقُهَا مِنْ فِضَّةٍ وَ كِتَابَتُهَا بِمَاءِ الذَّهَبِ وَهَبَهَا مِنَ الشَّیْخِ أَبِی الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْعَمِیِّ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ مِنْ أَسْنَی التُّحَفِ وَ أَجَلِّ الْهِبَاتِ فَمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقِرَاءَتِهَا صَبِیحَةَ كُلِّ یَوْمٍ حَفِظَهُ اللَّهُ مِنْ جَمِیعِ الْبَلَایَا وَ أَعَاذَهُ مِنْ شَرِّ مَرَدَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّیَاطِینِ وَ السُّلْطَانِ الْجَائِرِ وَ السِّبَاعِ وَ مِنْ شَرِّ الْأَمْرَاضِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كُلِّهَا وَ هُوَ مُجَرَّبٌ إِلَّا أَنْ لَا یُخْلِصَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هَذَا أَوَّلُ الدُّعَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَداً حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَلَطُّفاً وَ رِفْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ دِینِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ دُنْیَایَ وَ جَمِیعَ مَنْ أَمْرُهُ یَعْنِینِی مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ یُؤْذِینِی أُعِیذُ نَفْسِی وَ جَمِیعَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ مَا أُغْلِقَتْ عَلَیْهِ أَبْوَابِی وَ أَحَاطَتْ بِهِ جُدْرَانِی وَ جَمِیعَ مَا أَتَقَلَّبُ فِیهِ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِحْسَانِهِ وَ جَمِیعِ إِخْوَانِی وَ أَخَوَاتِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ بِأَسْمَائِهِ التَّامَّةِ الْكَامِلَةِ الْمُتَعَالِیَةِ الْمُنِیفَةِ الشَّرِیفَةِ الشَّافِیَةِ الْكَرِیمَةِ الطَّیِّبَةِ الْفَاضِلَةِ الْمُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ الْعَظِیمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ وَ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَ فَاتِحَتِهِ وَ خَاتِمَتِهِ وَ مَا بَیْنَهُمَا مِنْ سُورَةٍ شَرِیفَةٍ وَ آیَةٍ كَرِیمَةٍ مُحْكَمَةٍ وَ شِفَاءٍ وَ رَحْمَةٍ وَ عُوذَةٍ وَ بَرَكَةٍ وَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِآلَاءِ اللَّهِ وَ عِزَّةِ اللَّهِ وَ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ جَلَالِ اللَّهِ وَ قُوَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ
ص: 300
وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ مَنَعَةِ اللَّهِ وَ مَنِّ اللَّهِ وَ حِلْمِ اللَّهِ وَ عَفْوِ اللَّهِ وَ غُفْرَانِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ كُتُبِ اللَّهِ وَ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ عِقَابِهِ وَ سَخَطِ اللَّهِ وَ نَكَالِهِ وَ مِنْ نَقِمَتِهِ وَ إِعْرَاضِهِ وَ صُدُودِهِ وَ خِذْلَانِهِ وَ مِنَ الْكُفْرِ وَ النِّفَاقِ وَ الْحَیْرَةِ وَ الشِّرْكِ وَ الشَّكِّ فِی دِینِ اللَّهِ وَ مِنْ شَرِّ یَوْمِ الْحَشْرِ وَ النُّشُورِ وَ الْمَوْقِفِ وَ الْحِسَابِ وَ مِنْ شَرِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ وَ مِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ وَ حُلُولِ النِّقْمَةِ وَ تَحَوُّلِ الْعَافِیَةِ وَ مُوجِبَاتِ الْهَلَكَةِ وَ مَوَاقِفِ الْخِزْیِ وَ الْفَضِیحَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ هَوًی مُرْدٍ وَ قَرِینِ سَوْءٍ مُكْدٍ(1)
وَ جَارٍ مُوذٍ وَ غِنًی مُطْغٍ وَ فَقْرٍ مُنْسٍ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ وَ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ وَ عَیْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ بَطْنٍ لَا یَشْبَعُ وَ مِنْ نَصَبٍ وَ اجْتِهَادٍ یُوجِبَانِ الْعَذَابَ وَ مِنْ مَرَدٍّ إِلَی النَّارِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی النَّفْسِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ مُعَایَنَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ علیه السلام.
وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّیَاطِینِ وَ مِنْ شَرِّ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ مِنْ شَرِّ السَّلَاطِینِ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها وَ مِنْ شَرِّ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُقْمٍ وَ آفَةٍ وَ غَمٍّ وَ هَمٍّ وَ فَاقَةٍ وَ عُدْمٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَ الْفُجَّارِ وَ الذُّعَّارِ وَ الْحُسَّادِ وَ الْأَشْرَارِ وَ السُّرَّاقِ وَ اللُّصُوصِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْتَجِزُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَهُ وَ أَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ الْخَسْفِ وَ الْمَسْخِ وَ الْحِجَارَةِ وَ الصَّیْحَةِ وَ الزَّلَازِلِ وَ الْفِتَنِ وَ الْعَیْنِ وَ الصَّوَاعِقِ وَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ الْأَمْرَاضِ وَ الْآفَاتِ
ص: 301
وَ الْمُصِیبَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ أَكْلِ السَّبُعِ وَ مِیتَةِ السَّوْءِ وَ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الْبَلَایَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِیَاءُ الْمُرْسَلُونَ وَ خَاصَّةً مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ بِهِ مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْطِیَنِی مِنْ خَیْرِ مَا سَأَلُوا وَ أَنْ تُعِیذَنِی مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذُوا وَ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَیْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَ آجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ وَ ما شاءَ اللَّهُ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا صَبْرِی إِلَّا بِاللَّهِ وَ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْمَوْلَی اللَّهُ وَ نِعْمَ النَّصِیرُ اللَّهُ وَ لَا یَأْتِی بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا یَصْرِفُ السَّیِّئَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا یَسُوقُ الْخَیْرَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ بِیَدِ اللَّهِ وَ أَسْتَكْفِی اللَّهَ بِاللَّهِ وَ أَسْتَغْنِی بِاللَّهِ وَ أَسْتَقِیلُ اللَّهَ وَ أَسْتَغِیثُ بِاللَّهِ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ عَلَی رُسُلِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ عَلَی الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَّ وَ أْتُونِی مُسْلِمِینَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ لا یَضُرُّكُمْ كَیْدُهُمْ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِیراً إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ یَبْسُطُوا إِلَیْكُمْ أَیْدِیَهُمْ فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ قُلْنا یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ زادَكُمْ فِی الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِیًّا سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی إِذْ تَمْشِی أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی مَنْ یَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلی أُمِّكَ كَیْ تَقَرَّ عَیْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّیْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشی لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَری لا تَخَفْ ... إِنَّا مُنَجُّوكَ
ص: 302
وَ أَهْلَكَ وَ یَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ یُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الم ذلِكَ الْكِتابُ
ص: 303
لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ لا إِكْراهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ فَمَنْ یَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی كَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ فَسُبْحانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی
ص: 304
الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ الَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهْدِینِ وَ الَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفِینِ وَ الَّذِی یُمِیتُنِی ثُمَّ یُحْیِینِ وَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ رَبِّ هَبْ لِی حُكْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّینَ وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِیاتِ ذِكْراً إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ رَبُّ الْمَشارِقِ إِنَّا زَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِزِینَةٍ الْكَواكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَیْطانٍ مارِدٍ لا یَسَّمَّعُونَ إِلَی الْمَلَإِ الْأَعْلی وَ یُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ یُرْسَلُ عَلَیْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ إِنَّ الْفَضْلَ بِیَدِ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ
ص: 305
لِلْمُؤْمِنِینَ.
وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ: وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَكُ فِی ضَیْقٍ مِمَّا یَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَكِینٌ أَمِینٌ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ هُوَ الْحَیُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ
ص: 306
لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِی شَرّاً أَوْ بِأَهْلِی شَرّاً أَوْ بَأْساً أَوْ ضَرّاً فَاقْمَعْ رَأْسَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی سُوءَهُ وَ مَكْرُوهَهُ وَ اعْقِدْ عَنِّی لِسَانَهُ وَ احْبِسْ كَیْدَهُ وَ ارْدُدْ عَنِّی إِرَادَتَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ مِنَ الْكُفْرِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ(1) كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لآِبَائِنَا وَ لِأُمَّهَاتِنَا وَ ذُرِّیَّاتِنَا وَ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ تَابِعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ إِنَّكَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ وَ مُنْزِلُ الْبَرَكَاتِ وَ دَافِعُ السَّیِّئَاتِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ أَهْلِی وَ أَوْلَادِی وَ عِیَالِی وَ أَمَانَتِی وَ جَمِیعَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ لَا تَضِیعُ صَنَائِعُكَ وَ لَا تَضِیعُ وَدَائِعُكَ وَ لَا یُجِیرُنِی مِنْكَ أَحَدٌ اللَّهُمَ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ إِلَی هُنَا وَ الزِّیَادَةُ عَلَی هَذَا مِنَ الْكِتَابِ فَإِنِّی أَرْجُوكَ وَ لَا أَرْجُو أَحَداً سِوَاكَ فَإِنَّكَ اللَّهُ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ ذُكِرَ فِی النُّسْخَةِ الَّتِی نُقِلَ مِنْهَا إِلَی هَاهُنَا آخِرُ الدُّعَاءِ وَ الزِّیَادَةُ مِنْ كِتَابِ النُّسْخَةِ الَّتِی نُقِلَ مِنْهَا(2).
أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّیٍّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ لِلصَّادِقِ علیه السلام وَ قَدْ كَانَ فِیهِ أَدْعِیَةٌ لِلْكَاظِمِ
ص: 307
وَ الرِّضَا عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أَیْضاً وَ هَذَا لَفْظُهُ هَذِهِ مِنْ دَعَوَاتِ مَوْلَانَا الْإِمَامِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام فِی دَخَلَاتِهِ عَلَی الْمَنْصُورِ وَ قَدْ ذَكَرَ صَاحِبُ الِاسْتِدْرَاكِ مِنْهَا ثَلَاثاً وَ عِشْرِینَ وَ هُوَ یَرْوِی عَنِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ وَ طَبَقَتِهِ وَ عَنْ جَمَاعَةٍ بِمِصْرَ وَ خُرَاسَانَ وَ قَدْ كَانَ فِی الرِّوَایَةِ تَهَدُّدُ الْمَنْصُورِ لَهُ بِالْقَتْلِ وَ مُشَافَهَتُهُ بِهِ بَعْضَ الْأَحْیَانِ: دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ لَمَّا قَدِمَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ جَبَلَةَ إِلَی الْمَدِینَةِ عَنِ الْمَنْصُورِ وَ أَبْلَغَهُ رِسَالَتَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فِی كُلِّ كَرْبٍ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ بِرِوَایَةِ السَّیِّدِ ثُمَّ قَالَ دُعَاؤُهُ علیه السلام عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَیْهِ لِلرُّكُوبِ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ لَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ دُعَاؤُهُ علیه السلام وَ قَدْ أَخَذَ بِمَجَامِعِ سِتْرِ الْمَنْصُورِ وَ كَانَ أَمَرَ الْمُسَیَّبَ بْنَ زُهَیْرٍ بِقَتْلِهِ إِذَا دَخَلَ یَا إِلَهَ جَبْرَئِیلَ إِلَی قَوْلِهِ تَوَلَّنِی فِی هَذِهِ الْغَدَاةِ وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَیَّ وَ لَا عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ بِشَیْ ءٍ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ ثُمَّ قَالَ دُعَاؤُهُ علیه السلام عِنْدَ نَظَرِهِ إِلَی الْمَنْصُورِ وَ رَوَاهُ عَنْ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ جَبْرَئِیلَ أَهْدَاهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام لَیْلَةَ الْأَحْزَابِ لِدَفْعِ الشَّیْطَانِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْغَرَقِ وَ الْحَرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ السَّبُعِ وَ اللِّصِّ فَصُرِفَ عَنْهُ كَیْدُ الْمَنْصُورِ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ وَ حَبَاهُ اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ تَحْمِیدُهُ علیه السلام عِنْدَ انْصِرَافِهِ عَنْهُ مُكَرَّماً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَدْعُوهُ فَیُجِیبُنِی إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی فَأَكْرَمَهُ رَوَاهُ وَلَدُهُ مُوسَی علیه السلام اللَّهُمَّ یَا خَالِقَ الْخَمْسَةِ وَ رَبَّ الْخَمْسَةِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْخَمْسَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَصْرِفَ أَذِیَّتَهُ وَ مَعَرَّتَهُ عَنِّی وَ تَرْزُقَنِی مَعْرُوفَهُ وَ مَوَدَّتَهُ.
ص: 308
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی عَلَیْهِ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِیعِ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ وَ الْحَرَقِ وَ الْأَعْدَاءِ وَ أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَوْمَ الْأَحْزَابِ جَمَعْتُهُ مِنْ رِوَایَاتٍ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَی سَرِیعُ الْحِسابِ (1) اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِنُورِ قُدْسِكَ وَ عَظَمَةِ طَهَارَتِكَ وَ تَزْكِیَةِ جَلَالِكَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ طَارِقِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ عِیَاذِی فَبِكَ أَعُوذُ وَ أَنْتَ مَلَاذِی فَبِكَ أَلُوذُ یَا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُ الْجَبَابِرَةِ وَ خَضَعَتْ لَهُ مَغَالِیظُ الْفَرَاعِنَةِ أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ وَ كَرَمِ جَلَالِكَ مِنْ خِزْیِكَ وَ كَشْفِ سِتْرِكَ وَ نِسْیَانِ ذِكْرِكَ وَ الْإِضْرَابِ عَنْ شُكْرِكَ أَنَا فِی كَنَفِكَ مِنْ لَیْلِی وَ نَهَارِی وَ نَوْمِی وَ قَرَارِی وَ ظَعْنِی وَ اسْتِقْرَارِی ذِكْرُكَ شِعَارِی وَ ثَنَاؤُكَ دِثَارِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَنْزِیهاً لِوَجْهِكَ وَ كَرَماً لِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجْرِ لِی كَنَفَكَ وَ قِنِی شَرَّ عَذَابِكَ وَ اضْرِبْ عَلَیَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ وَ وَقِّ رُوعِی بِحُرْمَتِكَ وَ احْفَظْ عِنَایَتَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ وَقِّ رَوْعَتِی بِخَیْرٍ وَ أَمْنٍ وَ سَتْرٍ وَ حِفْظٍ مِنْكَ سُبْحَانَكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ الرَّمْلِ وَ الْحَصَی سُبْحَانَكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ قَطَرَاتِ مَاءِ الْبِحَارِ سُبْحَانَكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ قَطَرَاتِ الْأَمْطَارِ سُبْحَانَكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَاهُ الْمُحْصُونَ وَ تَكَلَّمَ بِهِ الْمُتَكَلِّمُونَ وَ فَوْقَ ذَلِكَ وَ قَدْرَ ذَلِكَ إِلَی مُنْتَهَی قُدْرَتِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی رَوَاهُ الرَّبِیعُ: وَ قَدْ أَغْلَظَ لَهُ الْقَوْلَ وَ جَذَبَ السَّیْفَ إِلَی آخِرِهِ فَأَكْرَمَهُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ بِاخْتِصَاصِكَ نَبِیَّكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ الْمُنْجِی مِنَ الْهَلَكَاتِ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ فَاكْفِنِیهِ یَا كَافِیَ مُحَمَّدٍ الْأَحْزَابَ وَ إِبْرَاهِیمَ النُّمْرُودَ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّی لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً حَسْبِیَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقِینَ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ
ص: 309
الْمَرْبُوبِینَ حَسْبِیَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ حَسْبِی مَنْ لَمْ یَزَلْ حَسْبِی حَسْبِی ثُمَّ هُوَ حَسْبِی وَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ احْفَظْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی خَلْقِكَ اللَّهُمَّ لَا أَهْلِكُ وَ أَنْتَ رَجَائِی أَنْتَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَثِقُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ فَإِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِ فَاكْفِنِیهِ یَا كَافِیَ مُوسَی فِرْعَوْنَ وَ یَا كَافِیَ مُحَمَّدٍ الْأَحْزَابَ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی رَوَاهُ عَنِ السَّیِّدِ زَیْدٍ الْعَلَوِیِّ الْعُرَیْضِیِّ بِمِصْرَ: یَا مَنْ لَا یُضَامُ وَ لَا یُرَامُ یَا مَنْ تَوَاصَلَتْ بِهِ الْأَرْحَامُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ حَقُّهُمْ عَلَیْكَ مِنْ فَضْلِ حَقِّكَ عَلَیْهِمْ یَا حَافِظَ الْغُلَامَیْنِ لِصَلَاحِ أَبِیهِمَا احْفَظْنِی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
قَالَ الْمُؤَلِّفُ یَنْبَغِی إِذَا قَالَ الدَّاعِی احْفَظْنِی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَقُولَ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ لِأَنَّهُ لَا وُصُولَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا بِأَهْلِ بَیْتِهِ وَ لَا وُصُولَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِأَنَّا لَسْنَا لَهُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی رُوِیَ أَنَّهُ عَلَّمَهُ إِیَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنَامِهِ: اللَّهُمَّ قَدْ أَكْدَی الطَّلَبُ وَ أَعْیَتِ الْحِیلَةُ إِلَّا إِلَیْكَ وَ دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الثِّقَةُ وَ أَخْلَفَ الظَّنُّ إِلَّا بِكَ وَ كَذَبَتِ الْأَلْسُنُ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَاتُ إِلَّا عِدَتَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَجِدُ سُبُلَ الْمَطَالِبِ إِلَیْكَ مُشْرَعَةً وَ مَنَاهِلَ الدُّعَاءِ(1) لَكَ مُفَتَّحَةً(2)
وَ أَجِدُكَ لِدُعَاتِكَ بِمَوْضِعِ إِجَابَةٍ وَ لِلصَّارِخِ إِلَیْكَ بِمَرْصَدِ إِغَاثَةٍ وَ أَنَّ فِی اللَّهْفِ إِلَی جُودِكَ مِنَ الرِّضَا بِضِمَانِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْبَاخِلِینَ وَ مَنْدُوحَةً عَمَّا فِی أَیْدِی الْمُسْتَأْثِرِینَ وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمَالُ دُونَكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إِلَیْكَ عَزْمُ الْإِرَادَةِ وَ خُضُوعُ الِاسْتِغَاثَةِ وَ قَدْ نَاجَاكَ بِعَزْمِ الْإِرَادَةِ وَ خُضُوعِ الِاسْتِكَانَةِ قَلْبِی فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعَاكَ بِهَا رَاجٍ بَلَّغْتَهُ بِهَا أَمَلَهُ أَوْ صَارِخٌ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَ عَنْهُ (3)
ص: 310
وَ لِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَیْكَ حَقٌّ وَ عِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ إِلَّا صَلَّیْتَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خَلَّصْتَنِی مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ فَعَلْتَ بِی كَذَا وَ كَذَا.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ الْقَدِیمُ وَ الْآخِرُ الدَّائِمُ وَ الدَّیَّانُ یَوْمَ الدِّینِ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ بِلَا مُغَالَبَةٍ وَ تُعْطِی مَنْ تَشَاءُ بِلَا مَنٍّ وَ تَقْضِی مَا تَشَاءُ بِلَا ظُلْمٍ وَ تُدَاوِلُ الْأَیَّامَ بَیْنَ النَّاسِ وَ یَرْكَبُونَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِكَ خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ مَا لَا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ وَ مَا لَا أَحْذَرُ إِنْ خَذَلْتَ فَبَعْدَ تَمَامِ الْحُجَّةِ وَ إِنْ عَصَمْتَ فَتَمَامُ النِّعْمَةِ یَا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ حُنَیْنٍ وَ یَا صَاحِبَ عَلِیٍّ یَوْمَ صِفِّینَ وَ یَا مُبِیرَ الْجَبَّارِینَ وَ یَا عَاصِمَ النَّبِیِّینَ أَسْأَلُكَ بِیس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِطه وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی تَأْیِیداً تَرْبِطُ بِهِ أجاشی [جَأْشِی] وَ تَسُدُّ بِهِ خَلَلِی وَ أدرؤك [أَدْرَأُ بِكَ] فِی نُحُورِ الْأَعْدَاءِ یَا كَرِیمُ هَا أَنَا ذَا فَاصْنَعْ بِی مَا شِئْتَ لَنْ یُصِیبَنِی إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِی أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی رَوَاهُ عَنْ جَدِّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ هِیَ السَّبْعُ الْكَلِمَاتُ الْمُنَزَّلَةُ عَلَیْهِ مَعَ السَّبْعِ الْمَثَانِی: اللَّهُمَّ یَا كَافِیَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ شَیْ ءٌ یَا رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ اكْفِنَا كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی لَا یَضُرَّ مَعَ اسْمِكَ شَیْ ءٌ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی عَقِیبَ صَلَاةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَالَهُ ثَلَاثاً اللَّهُمَّ یَا كَافِیَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْكَ شَیْ ءٌ اكْفِنِی عَادِیَةَ فُلَانٍ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام عَلَی النَّجَفِ عَقِیبَ الصَّلَاةِ وَ كَانَ قَدْ اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ وَقَّعَ بِدَمِهِ یَا نَاصِرَ الْمَظْلُومِینَ الْمَبْغِیِّ عَلَیْهِمْ یَا حَافِظَ الْغُلَامَیْنِ لِأَبِیهِمَا
ص: 311
احْفَظْنِی الْیَوْمَ لآِبَائِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ بَیْنَ عَیْنَیْهِ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.
قَالَ الْمُؤَلِّفُ لِیَقُلِ الدَّاعِی احْفَظْنِی الْیَوْمَ بِآبَاءِ مَوْلَایَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ إِلَی آخِرِهِمْ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی وَ قَدْ أُمِرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ عِنْدَ رَفْعِ رَأْسِهِ اللَّهُمَّ لَا یَكْفِینِی مِنْكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْتَ تَكْفِی مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ فَاكْفِنِی شَرَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مَا نَصَبَ لِی مِنْ حَرْبِهِ فَقَالَ الْغُلَامُ وَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُكَ وَ لَقَدْ حِیلَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دَخْلَةٍ أُخْرَی یَا مَنْ یَكْفِی مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِ وَ لَا یَكْفِیهِ أَحَدٌ اكْفِنِی شَرَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام عَلَّمَهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لِدَفْعِ الْهَوْلِ وَ الْغَمِّ أَعْدَدْتُ لِكُلِّ عَظِیمَةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لِكُلِّ هَمٍّ وَ غَمٍّ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مُحَمَّدٌ النُّورُ الْأَوَّلُ وَ عَلِیٌّ النُّورُ الثَّانِی وَ الْأَئِمَّةُ الْأَبْرَارُ عُدَّةٌ لِلِقَاءِ اللَّهِ وَ حِجَابٌ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَةِ اللَّهِ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ الْكِفَایَةَ.
دُعَاءٌ عَلَّمَهُ علیه السلام لِحَسَنِ الْعَطَّارِ وَ كَانَ قَدْ أَخَذَ السُّلْطَانُ ضِیَاعَهُ یُدْعَی بِهِ عَقِیبَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ الْخَدُّ الْأَیْمَنُ عَلَی الْأَرْضِ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ یَا أَحَدَ مَنْ لَا أَحَدَ لَهُ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَرُدَّ عَلَیَّ مَالِی وَ زِیدَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَی الْمَنْصُورِ مِنْ غَیْرِ الْكِتَابِ وَ رَوَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ عَلَّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام عِنْدَ النَّائِبَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِ یَا كَافِی یَا شَافِی یَا مُعَافِی اكْفِنِی كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی لَا أَخَافَ
ص: 312
مَعَكَ شَیْئاً.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی دُخُولٍ آخَرَ عَلَیْهِ وَ كَانَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِهِ فَلَقِیَهُ وَ أَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِینَ بَدْرَةً بَعْدَ أَنْ قَامَ لَهُ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ أَهْدَاهُ جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَابِغَ النِّعَمِ یَا دَافِعَ النِّقَمِ یَا بَارِئَ النَّسَمِ وَ عَالِماً غَیْرَ مُعَلَّمٍ وَ عَالِماً بِجَمِیعِ الْأُمَمِ وَ یَا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشِینَ فِی الظُّلَمِ ادْفَعْ عَنِّی كُلَّ بَأْسٍ وَ أَلَمٍ وَ عَافِنِی مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَ سُقْمٍ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ لَا یَخْشَاكَ مِنْ جَمِیعِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ.
دُعَاءُ مَوْلَانَا الصَّادِقِ علیه السلام بِرِوَایَةٍ أُخْرَی وَ قَدْ مَرَّ بِبَعْضِ التَّغْیِیرِ وَ هَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَنْجَبَ فِی تَوَارِیخِ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَیْ عَشَرَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ: لَمَّا أَمَرَ الْمَنْصُورُ الرَّبِیعَ بِإِحْضَارِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ عَزَمَ عَلَی قَتْلِهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَالَ مَرْحَباً بِالنَّقِیِّ السَّاحَةِ الْبَرِی ءِ مِنَ الدَّغَلِ وَ الْخِیَانَةِ أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ أَجْلَسَهُ عَلَی سَرِیرِهِ وَ سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ وَ حَوَائِجِهِ وَ طَیَّبَهُ بِالْغَالِیَةِ فَقَالَ الرَّبِیعُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَیْتُ بِكَ وَ لَا أَشُكُّ أَنَّهُ قَاتِلُكَ وَ كَانَ مِنْهُ مَا رَأَیْتَ وَ قَدْ رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ بِشَیْ ءٍ عِنْدَ الدُّخُولِ فَمَا هُوَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ احْفَظْنِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ وَ لَا تُهْلِكْنِی وَ أَنْتَ رَجَائِی رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَ بَلِیَّتِی صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِیَّتِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی وَ یَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْمَعَاصِی فَلَمْ یَفْضَحْنِی یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً وَ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَا وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَی وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ یَا وَهَّابُ أَسْأَلُكَ لِی فَرَجاً قَرِیباً وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ الْعَافِیَةَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ شُكْرَ الْعَافِیَةِ.
مِنَ الْكِتَابِ (1): دُعَاءُ الْإِمَامِ أَبِی الْحَسَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ رُوِیَ
ص: 313
أَنَّهُ فِیهِ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ یَا نُورُ یَا قُدُّوسُ ثَلَاثاً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ ثَلَاثاً یَا حَیُّ لَا یَمُوتُ ثَلَاثاً یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ ثَلَاثاً یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ثَلَاثاً أَسْأَلُكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَرْبَعاً یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ثَلَاثاً أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَرَّتَیْنِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الْعَزِیزِ الْمُبِینِ ثَلَاثاً.
دُعَاؤُهُ علیه السلام فِی حَبْسِ الرَّشِیدِ فَأُطْلِقَ أَخْرَجَهُ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الرَّازِیُّ الْمُؤَذِّنُ بِمَشْهَدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ یَا مُحْیِیَ النُّفُوسِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ مَا لِی إِلَهٌ غَیْرُكَ فَأَدْعُوَهُ وَ لَا شَرِیكَ لَكَ فَأَرْجُوَهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِی یَا رَبِّ مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ مِمَّا
أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَمَا تُخَلِّصُ الْوَلَدَ مِنْ ضِیقِ الْمَشِیمَةِ وَ اللَّحْمِ (1) بِرَحْمَتِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خَلِّصْنِی یَا رَبِّ مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِمَشِیَّتِكَ وَ إِرَادَتِكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تُخَلِّصُ الثَّمَرَةَ مِنْ بَیْنِ مَاءٍ وَ طِینٍ وَ رَمْلٍ بِقُدْرَتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِی یَا رَبِّ مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَمَا تُخَلِّصُ الْبَیْضَةَ مِنْ جَوْفِ الطَّائِرِ بِعَفْوِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِی یَا رَبِّ مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِنِعْمَتِكَ وَ تَكَبُّرِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِی مِمَّا أَنَا فِیهِ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِقُوَّتِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تُخَلِّصُ الطَّائِرَ مِنْ جَوْفِ الْبَیْضَةِ بِعِزَّتِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام حِینَ دَخَلَ عَلَی الْمَهْدِیِّ امْتَنَعْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ أَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.
دُعَاؤُهُ علیه السلام مَحْبُوساً وَ هُوَ سَاجِدٌ یَقْلِبُ خَدَّیْهِ عَلَی التُّرَابِ یَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ
ص: 314
وَ مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ قَدْ وَ حَقِّكَ بَلَغَ مَجْهُودِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّی.
دُعَاءُ(1)
مَوْلَانَا الْإِمَامِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَدْ غَضِبَ عَلَیْهِ الْمَأْمُونُ فَسَكَنَ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِی حُزُونَةَ أَمْرِی كُلَّهُ وَ یَسِّرْ لِی صُعُوبَتَهُ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أَسْنَدَهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مَا أَهَمَّنِی أَمْرٌ قَطُّ وَ لَا ضَاقَ عَلَیَّ مَعَاشِی قَطُّ وَ لَا بَارَزْتُ قَرْناً قَطُّ فَقُلْتُهُ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ هَمِّی وَ غَمِّی وَ رَزَقَنِی النَّصْرَ عَلَی أَعْدَائِی هَذَا آخِرُ مَا وَجَدْنَاهُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ.
«3»- الْعَدَدُ الْقَوِیَّةُ، لِأَخِی الْعَلَّامَةِ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الرَّوْضَةِ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنِ الرَّبِیعِ حَاجِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَمَّا اسْتَوَتِ الْخِلَافَةُ لَهُ قَالَ یَا رَبِیعُ ابْعَثْ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنْ یَأْتِینِی بِهِ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ سَاعَةٍ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَ اللَّهِ لَتَأْتِیَنَّنِی بِهِ وَ إِلَّا قَتَلْتُكَ فَلَمْ أَجِدْ بُدّاً فَذَهَبْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَامَ مَعِی فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ رَأَیْتُهُ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِ وَ وَقَفَ فَلَمْ یُجْلِسْهُ ثُمَّ رَفَعَ إِلَیْهِ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ أَنْتَ الَّذِی ألببت [أَلَّبْتَ] عَلَیَّ وَ كَثَّرْتَ فَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُعْرَفُ بِهِ فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَلَا فَلْیَقُمْ كُلُّ مَنْ أَجْرُهُ عَلَیَّ فَلَا یَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا عَنْ أَخِیهِ فَمَا زَالَ یَقُولُ حَتَّی سَكَنَ مَا بِهِ وَ لَانَ لَهُ فَقَالَ اجْلِسْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ارْتَفِعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِمِدْهَنٍ مِنْ غَالِیَةٍ فَجَعَلَ یُغَلِّفُهُ بِیَدِهِ وَ الْغَالِیَةُ تَقْطُرُ مِنْ بَیْنِ أَنَامِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ انْصَرِفْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی حِفْظِ اللَّهِ وَ قَالَ لِی یَا رَبِیعُ أَتْبِعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَائِزَتَهُ وَ أَضْعِفْهَا لَهُ قَالَ فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَعْلَمُ مَحَبَّتِی لَكَ قَالَ نَعَمْ یَا رَبِیعُ أَنْتَ مِنَّا حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَوْلَی الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَأَنْتَ مِنَّا قُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ شَهِدْتُ مَا لَمْ نَشْهَدْ وَ سَمِعْتُ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَ قَدْ دَخَلْتَ
ص: 315
عَلَیْهِ وَ رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ عِنْدَ الدُّخُولِ عَلَیْهِ قَالَ نَعَمْ دُعَاءٌ كُنْتُ أَدْعُو بِهِ فَقُلْتُ أَ دُعَاءٌ كُنْتَ تَلْقَنُهُ عِنْدَ الدُّخُولِ أَوْ بِشَیْ ءٍ تَأْثُرُهُ عَنْ آبَائِكَ الطَّیِّبِینَ فَقَالَ بَلْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كَانَ یُقَالُ لَهُ دُعَاءُ الْفَرَجِ وَ هُوَ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ ارْحَمْنِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ وَ لَا أَهْلِكُ وَ أَنْتَ رَجَایَ فَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ بِهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی قَلَّ لَكَ بِهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِیَّتِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی وَ یَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْخَطَایَا فَلَمْ یَفْضَحْنِی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِالدُّنْیَا وَ عَلَی آخِرَتِی بِالتَّقْوَی وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُهُ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ هَبْ لِی مَا لَا یَنْقُصُكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ إِنَّكَ رَبٌّ وَهَّابٌ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِیباً وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ الْعَافِیَةَ مِنَ الْبَلَاءِ وَ شُكْرَ الْعَافِیَةِ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْعَافِیَةِ وَ أَسْأَلُكَ دَوَامَ الْعَافِیَةِ وَ أَسْأَلُكَ الْغِنَی عَنِ النَّاسِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ قَالَ الرَّبِیعُ فَكَتَبْتُهُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی رُقْعَةٍ وَ هَا هُوَ ذَا فِی جَیْبِی وَ قَالَ مُوسَی بْنُ سَهْلٍ كَتَبْتُهُ مِنَ الرَّبِیعِ وَ هَا هُوَ فِی جَیْبِی وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ كَتَبْتُهُ مِنَ الْعَبْسِیِّ وَ هَا هُوَ فِی جَیْبِی وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُحْتَسِبُ كَتَبْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ وَ هَا هُوَ فِی جَیْبِی وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ كَتَبْتُهُ مِنَ الْمُحْتَسِبِ وَ هَا هُوَ فِی جَیْبِی وَ قَالَ السُّلَمِیُّ مِثْلَهُ وَ قَالَ أَبُو صَالِحٍ مِثْلَهُ وَ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو مَنْصُورٍ مِثْلَهُ.
أقول: و هذا الدعاء من الأدعیة الجلیلة العظیمة الشأن و لكن الروایات فی ألفاظها و فقراتها مختلفة جدا ففی بعضها كما نقلناه أولا من المهج لابن طاوس رضوان اللّٰه علیه و فی بعضها كما ذكرناه فی طی ما وجدناه من خط الشیخ محمد بن علی الجبعی من أدعیته علیه السلام و فی بعضها كما حكیناه من كتاب العدد القویة المشار إلیه و قد
ص: 316
وقع فی بعض الكتب هكذا
اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ ارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ وَ لَا تُهْلِكْنَا فَأَنْتَ الرَّجَاءُ رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی وَ یَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْمَعَاصِی فَلَمْ یَفْضَحْنِی وَ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً وَ یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِ الْأَعْدَاءِ وَ الْجَبَّارِینَ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَایَ وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَایَ وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَذَّرْتَهُ یَا مَنْ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّهُ الْمَعْصِیَةُ أَسْأَلُكَ فَرَجاً عَاجِلًا وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَمِیعِ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عَلَی الْعَافِیَةِ یَا وَلِیَّ الْعَافِیَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ.
أقول: قد سبق بعض أدعیته علیه السلام فی طی باب أدعیة أبیه الصادق علیه السلام أیضا فتذكر.
فمنها الدعاء المعروف بالجوشن الصغیر.
«1»- مهج، [مهج الدعوات] أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیُّ وَ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ وَ أَبُو الْفَضْلِ مُنْتَهَی بْنُ أَبِی زَیْدٍ الْحُسَیْنِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنُ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیِّ عَنِ ابْنِ الْغَضَائِرِیِّ وَ أَحْمَدَ
ص: 317
بْنِ عُبْدُونٍ وَ أَبِی طَالِبِ بْنِ الْغَرُورِ وَ أَبِی الْحَسَنِ الصَّفَّارِ وَ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَشْنَاسَ جَمِیعاً عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ أَبِی الْأَزْهَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ اللَّهِ شُكْرٌ وَ تَرْكُ ذَلِكَ كُفْرٌ فَارْتَبِطُوا نِعَمَ رَبِّكُمْ تَعَالَی بِالشُّكْرِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ ادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ جُنَّةٌ مُنْجِیَةٌ یَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً.
قَالَ أَبُو الْوَضَّاحِ وَ أَخْبَرَنِی أَبِی قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَاحِبُ فَخٍّ وَ هُوَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بِفَخٍّ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ حُمِلَ رَأْسُهُ وَ الْأَسْرَی مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَی مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمْ أَنْشَأَ یَقُولُ مُتَمَثِّلًا:
بَنِی عَمِّنَا لَا تَنْطِقُوا الشِّعْرَ بَعْدَ مَا***دَفَنْتُمْ بِصَحْرَاءِ الْغَمِیمِ الْقَوَافِیَا
فَلَسْنَا كَمَنْ كُنْتُمْ تُصِیبُونَ نَیْلَهُ (1)***فَنَقْبَلُ ضَیْماً أَوْ نُحَكِّمُ قَاضِیاً
وَ لَكِنَّ حُكْمَ السَّیْفِ فِینَا مُسَلَّطٌ***فَنَرْضَی إِذَا مَا أَصْبَحَ السَّیْفُ رَاضِیاً
وَ قَدْ سَاءَنِی مَا جَرَتِ الْحَرْبُ بَیْنَنَا***بَنِی عَمِّنَا لَوْ كَانَ أَمْراً مُدَانِیاً
فَإِنْ قُلْتُمْ إِنَّا ظَلَمْنَا فَلَمْ نَكُنْ***ظَلَمْنَا وَ لَكِنْ قَدْ أَسَأْنَا التَّقَاضِیَا
ثُمَّ أَمَرَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَسْرَی فَوَبَّخَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ بِجَمَاعَةٍ مِنْ وُلْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَخَذَ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ وَ جَعَلَ یَنَالُ مِنْهُمْ إِلَی أَنْ ذَكَرَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام فَنَالَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا خَرَجَ حُسَیْنٌ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ لَا اتَّبَعَ إِلَّا مَحَبَّتَهُ لِأَنَّهُ صَاحِبُ الْوَصِیَّةِ فِی أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ أَبْقَیْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو یُوسُفَ یَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاضِی وَ كَانَ جَرِیّاً عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَقُولُ أَمْ أَسْكُتُ فَقَالَ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ عَفَوْتُ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ لَوْ لَا مَا سَمِعْتُ مِنَ الْمَهْدِیِّ الْمَنْصُورِ(2)
فِیمَا أَخْبَرَ بِهِ الْمَنْصُورُ مَا كَانَ بِهِ جَعْفَرٌ مِنَ الْفَضْلِ الْمُبَرِّزِ عَنْ أَهْلِهِ فِی دِینِهِ وَ عِلْمِهِ وَ فَضْلِهِ وَ مَا بَلَغَنِی عَنِ السَّفَّاحِ فِیهِ مِنْ تقریضه [تَقْرِیظِهِ] وَ تَفْضِیلِهِ لَنَبَشْتُ قَبْرَهُ وَ أَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ إِحْرَاقاً.
ص: 318
فَقَالَ أَبُو یُوسُفَ نِسَاؤُهُ طَوَالِقُ وَ عَتَقَ جَمِیعُ مَا یَمْلِكُ مِنَ الرَّقِیقِ وَ تَصَدَّقَ بِجَمِیعِ مَا یَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ وَ حَبَسَ دَوَابَّهُ وَ عَلَیْهِ الْمَشْیُ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ إِنْ كَانَ مَذْهَبُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام الْخُرُوجَ وَ لَا یَذْهَبُ إِلَیْهِ وَ لَا مَذْهَبُ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهِ وَ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ هَذَا مِنْهُمْ ثُمَّ ذَكَرَ الزَّیْدِیَّةَ وَ مَا یَنْتَحِلُونَ فَقَالَ وَ مَا كَانَ بَقِیَ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ إِلَّا هَذِهِ الْعِصَابَةُ الَّذِینَ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا مَعَ حُسَیْنٍ وَ قَدْ ظَفِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِهِمْ وَ لَمْ یَزَلْ یَرْفُقُ بِهِ حَتَّی سَكَنَ غَضَبُهُ قَالَ وَ كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام بِصُورَةِ الْأَمْرِ فَوَرَدَ الْكِتَابُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَحْضَرَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ شِیعَتَهُ فَأَطْلَعَهُمْ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام عَلَی مَا وَرَدَ عَلَیْهِ مِنَ الْخَبَرِ وَ قَالَ لَهُمْ مَا تُشِیرُونَ فِی هَذَا فَقَالُوا نُشِیرُ عَلَیْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ عَلَیْنَا مَعَكَ أَنْ تُبَاعِدَ شَخْصَكَ عَنْ هَذَا الْجَبَّارِ وَ تُغَیِّبَ شَخْصَكَ دُونَهُ فَإِنَّهُ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ عَادِیَتُهُ وَ غَشْمُهُ سِیَّمَا وَ قَدْ تَوَعَّدَكَ وَ إِیَّانَا مَعَكَ فَتَبَسَّمَ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَیْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخِی بَنِی سَلِمَةَ(1) وَ هُوَ:
زَعَمَتْ سَخِینَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا***فَلَیُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی مَنْ حَضَرَهُ مِنْ مَوَالِیهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ لِیُفْرِخْ رَوْعُكُمْ (2)
إِنَّهُ لَا یَرِدُ أَوَّلُ كِتَابٍ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا بِمَوْتِ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ وَ هَلَاكِهِ فَقَالُوا وَ مَا ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ قَدْ وَ حُرْمَةِ هَذَا الْقَبْرِ مَاتَ فِی یَوْمِهِ هَذَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ سَأُخْبِرُكُمْ بِذَلِكَ بَیْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِی مُصَلَّایَ بَعْدَ فَرَاغِی مِنْ وِرْدِی وَ قَدْ تَنَوَّمَتْ (3)
عَیْنَایَ إِذْ سَنَحَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنَامِی فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ مُوسَی
ص: 319
بْنَ الْمَهْدِیِّ وَ ذَكَرْتُ مَا جَرَی مِنْهُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنَا مُشْفِقٌ مِنْ غَوَائِلِهِ فَقَالَ لِی لِتَطِبْ نَفْسُكَ یَا مُوسَی فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لِمُوسَی عَلَیْكَ سَبِیلًا فَبَیْنَمَا هُوَ یُحَدِّثُنِی إِذْ أَخَذَ بِیَدِی وَ قَالَ لِی قَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ آنِفاً عَدُوَّكَ فَلْیَحْسُنْ لِلَّهِ شُكْرُكَ قَالَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ الْقِبْلَةَ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ یَدْعُو.
فَقَالَ أَبُو الْوَضَّاحِ فَحَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: كَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ خَاصَّةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ شِیعَتِهِ یَحْضُرُونَ مَجْلِسَهُ وَ مَعَهُمْ فِی أَكْمَامِهِمْ أَلْوَاحُ آبَنُوسٍ لِطَافٌ وَ أَمْیَالٌ (1)
فَإِذَا نَطَقَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِكَلِمَةٍ أَوْ أَفْتَی فِی نَازِلَةٍ أَثْبَتَ الْقَوْمُ مَا سَمِعُوا مِنْهُ فِی ذَلِكَ قَالَ فَسَمِعْنَاهُ وَ هُوَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ شُكْراً لِلَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ الدُّعَاءُ إِلَهِی كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضَی عَلَیَّ سَیْفَ عَدَاوَتِهِ وَ شَحَذَ لِی ظُبَةَ مُدْیَتِهِ وَ أَرْهَفَ لِی شَبَا حَدِّهِ وَ دَافَ لِی قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ سَدَّدَ نَحْوِی صَوَائِبَ (2) سِهَامِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّی عَیْنُ حِرَاسَتِهِ وَ أَضْمَرَ أَنْ یَسُومَنِی الْمَكْرُوهَ وَ یُجَرِّعَنِی ذُعَافَ مَرَارَتِهِ فَنَظَرْتَ إِلَی ضَعْفِی عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِی عَنِ الِانْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِی بِمُحَارَبَتِهِ وَ وَحْدَتِی فِی كَثِیرِ مَنْ نَاوَانِی وَ إِرْصَادِهِمْ لِی فِیمَا لَمْ أُعْمِلْ فِیهِ فِكْرِی فِی الْإِرْصَادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ فَأَیَّدْتَنِی بِقُوَّتِكَ وَ شَدَدْتَ أَزْرِی بِنَصْرِكَ وَ فَلَلْتَ شَبَا حَدِّهِ وَ خَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدِیدِهِ (3) وَ حَشْدِهِ وَ أَعْلَیْتَ كَعْبِی عَلَیْهِ وَ وَجَّهْتَ مَا سَدَّدَ إِلَیَّ مِنْ مَكَائِدِهِ إِلَیْهِ وَ رَدَدْتَهُ وَ لَمْ یَشْفِ غَلِیلَهُ وَ لَمْ تَبْرُدْ حَزَازَاتُ غَیْظِهِ وَ قَدْ عَضَّ عَلَیَّ أَنَامِلَهُ وَ أَدْبَرَ مُوَلِّیاً قَدْ أَخْفَقَتْ سَرَایَاهُ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ بَاغٍ بَغَانِی بِمَكَائِدِهِ وَ نَصَبَ لِی أَشْرَاكَ مَصَائِدِهِ وَ وَكَّلَ بِی تَفَقُّدَ رِعَایَتِهِ وَ أَضْبَأَ إِلَیَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ (4)
لِطَرِیدَتِهِ انْتِظَاراً لِانْتِهَازِ فُرْصَتِهِ وَ هُوَ
ص: 320
یُظْهِرُ لِی بَشَاشَةَ الْمَلَقِ وَ یَبْسُطُ لِی وَجْهاً غَیْرَ طَلِقٍ فَلَمَّا رَأَیْتَ دَغَلَ سَرِیرَتِهِ وَ قُبْحَ مَا انْطَوَی عَلَیْهِ لِشَرِیكِهِ فِی مُلَبِّهِ وَ أَصْبَحَ مُجْلِباً إِلَیَّ فِی بَغْیِهِ أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ وَ أَتَیْتَ بُنْیَانَهُ مِنْ أَسَاسِهِ فَصَرَعْتَهُ فِی زُبْیَتِهِ وَ أَرْدَیْتَهُ فِی مَهْوَی حُفْرَتِهِ (1)
وَ جَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرَابِ رِجْلِهِ وَ شَغَلْتَهُ فِی بَدَنِهِ وَ رِزْقِهِ وَ رَمَیْتَهُ بِحَجَرِهِ وَ خَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ وَ ذَكَّیْتَهُ بِمَشَاقِصِهِ وَ كَبَبْتَهُ لِمَنْخِرِهِ وَ رَدَدْتَ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ وَ وَثَّقْتَهُ بِنَدَامَتِهِ وَ فَنَیْتَهُ (2)
بِحَسْرَتِهِ فَاسْتَخْذَلَ وَ اسْتَخْذَأَ وَ تَضَاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ وَ انْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِیلًا مَأْسُوراً فِی رِبْقِ حَبَائِلِهِ الَّتِی كَانَ یُؤَمِّلُ أَنْ یَرَانِی فِیهَا یَوْمَ سَطْوَتِهِ وَ قَدْ كِدْتُ یَا رَبِّ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ یَحُلُّ بِی مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ حَاسِدٍ
شَرِقَ بِحَسَدِهِ وَ شَجِیَ بِغَیْظِهِ وَ سَلَقَنِی بِحَدِّ لِسَانِهِ وَ وَخَزَنِی بِمُوقِ عَیْنِهِ وَ جَعَلَ عِرْضِی غَرَضاً لِمَرَامِیهِ وَ قَلَّدَنِی خِلَالًا لَمْ تَزَلْ فِیهِ فَنَادَیْتُ (3) یَا رَبِّ مُسْتَجِیراً بِكَ وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ مُتَوَكِّلًا عَلَی مَا لَمْ أَزَلْ أَعْرِفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفَاعِكَ عَالِماً أَنَّهُ لَمْ یُضْطَهَدْ مَنْ أَوَی إِلَی ظِلِّ كَنَفِكَ وَ أَنْ لَا تَقْرَعَ الْفَوَادِحُ مَنْ لَجَأَ إِلَی مَعْقِلِ الِانْتِصَارِ بِكَ فَحَصَّنْتَنِی مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ قَدْ جَلَّیْتَهَا وَ سَمَاءِ نِعْمَةٍ أَمْطَرْتَهَا وَ جَدَاوِلِ كَرَامَةٍ أَجْرَیْتَهَا وَ أَعْیُنِ أَجْدَاثٍ طَمَسْتَهَا وَ نَاشِئَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا وَ جُنَّةِ عَافِیَةٍ أَلْبَسْتَهَا وَ غَوَامِرِ كُرُبَاتٍ كَشَفْتَهَا وَ أُمُورٍ جَارِیَةٍ قَدَّرْتَهَا لَمْ تُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَهَا وَ لَمْ تَمْتَنِعْ عَلَیْكَ إِذْ أَرَدْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ.
ص: 321
إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ وَ مِنْ عُدْمِ إِمْلَاقٍ جَبَرْتَ وَ مِنْ مَسْكَنَةٍ فَادِحَةٍ حَوَّلْتَ وَ مِنْ صَرْعَةٍ مُهْلِكَةٍ أَنْعَشْتَ وَ مِنْ مَشَقَّةٍ أَزَحْتَ لَا تُسْأَلُ یَا سَیِّدِی عَمَّا تَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ وَ لَا یَنْقُصُكَ مَا أَنْفَقْتَ وَ لَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَیْتَ وَ لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ وَ اسْتُمِیحَ بَابُ فَضْلِكَ فَمَا أَكْدَیْتَ أَبَیْتَ إِلَّا إِنْعَاماً وَ امْتِنَاناً وَ إِلَّا تَطَوُّلًا یَا رَبِّ وَ إِحْسَاناً وَ أَبَیْتَ یَا رَبِّ إِلَّا انْتِهَاكاً لِحُرُمَاتِكَ وَ اجْتِرَاءً عَلَی مَعَاصِیكَ وَ تَعَدِّیاً لِحُدُودِكَ وَ غَفْلَةً عَنْ وَعِیدِكَ وَ طَاعَةً لِعَدُوِّی وَ عَدُوِّكَ لَمْ یَمْنَعْكَ یَا إِلَهِی وَ نَاصِرِی إِخْلَالِی بِالشُّكْرِ عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ وَ لَا حَجَزَنِی ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ اللَّهُمَّ فَهَذَا مَقَامُ عَبْدٍ ذَلِیلٍ اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحِیدِ وَ أَقَرَّ عَلَی نَفْسِهِ بِالتَّقْصِیرِ فِی أَدَاءِ حَقِّكَ وَ شَهِدَ لَكَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَیْهِ وَ جَمِیلِ عَادَاتِكَ (1) عِنْدَهُ وَ إِحْسَانِكَ إِلَیْهِ فَهَبْ لِی یَا إِلَهِی وَ سَیِّدِی مِنْ فَضْلِكَ مَا أُرِیدُهُ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فِیهِ إِلَی مَرْضَاتِكَ وَ آمَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِكَ بِعِزَّتِكَ وَ طَوْلِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ فِی كَرْبِ الْمَوْتِ وَ حَشْرَجَةِ الصَّدْرِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ وَ تَفْزَعُ إِلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ أَنَا فِی عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ سَقِیماً مُوجَعاً مُدْنِفاً فِی أَنِینٍ وَ عَوِیلٍ یَتَقَلَّبُ فِی غَمِّهِ وَ لَا یَجِدُ مَحِیصاً وَ لَا یُسِیغُ طَعَاماً وَ لَا یَسْتَعْذِبُ شَرَاباً وَ لَا یَسْتَطِیعُ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ هُوَ فِی حَسْرَةٍ وَ نَدَامَةٍ وَ أَنَا فِی صِحَّةٍ مِنَ الْبَدَنِ وَ سَلَامَةٍ مِنَ الْعَیْشِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْكَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ.
ص: 322
إِلَهِی وَ كَمْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ خَائِفاً مَرْعُوباً مُسَهَّداً مُشْفِقاً وَحِیداً وَجِلًا هَارِباً طَرِیداً وَ مُنْحَجِزاً فِی مَضِیقٍ أَوْ مَخْبَأَةٍ مِنَ الْمَخَابِی قَدْ ضَاقَتْ عَلَیْهِ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا لَا یَجِدُ حِیلَةً وَ لَا مَنْجًی وَ لَا مَأْوًی وَ لَا مَهْرَباً وَ أَنَا فِی أَمْنٍ وَ طُمَأْنِینَةٍ وَ عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ: إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ مَغْلُولًا مُكَبَّلًا بِالْحَدِیدِ بِأَیْدِی الْعُدَاةِ لَا یَرْحَمُونَهُ فَقِیداً مِنْ أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ إِخْوَانِهِ وَ بَلَدِهِ یَتَوَقَّعُ كُلَّ سَاعَةٍ بِأَیَّةِ قَتْلَةٍ یُقْتَلُ وَ بِأَیِّ مُثْلَةٍ یُمَثَّلُ بِهِ وَ أَنَا فِی عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ یُقَاسِی الْحَرْبَ وَ مُبَاشَرَةَ الْقِتَالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِیَتْهُ الْأَعْدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ السُّیُوفُ وَ الرِّمَاحُ وَ آلَةُ الْحَرْبِ یَتَقَعْقَعُ فِی الْحَدِیدِ مَبْلَغَ مَجْهُودِهِ وَ لَا یَعْرِفُ حِیلَةً وَ لَا یَجِدُ مَهْرَباً قَدْ أُدْنِفَ بِالْجِرَاحَاتِ أَوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنَابِكِ وَ الْأَرْجُلِ یَتَمَنَّی شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ أَوْ نَظْرَةً إِلَی أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَیْهَا وَ أَنَا فِی عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ فِی ظُلُمَاتِ الْبِحَارِ وَ عَوَاصِفِ الرِّیَاحِ وَ الْأَهْوَالِ وَ الْأَمْوَاجِ یَتَوَقَّعُ الْغَرَقَ وَ الْهَلَاكَ لَا یَقْدِرُ عَلَی حِیلَةٍ أَوْ مُبْتَلًی بِصَاعِقَةٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ حَرَقٍ أَوْ شَرَقٍ أَوْ خَسْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ قَذْفٍ وَ أَنَا فِی عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ مُسَافِراً شَاخِصاً(1) عَنْ أَهْلِهِ وَ وَطَنِهِ وَ وُلْدِهِ مُتَحَیِّراً فِی الْمَفَاوِزِ تَائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الْهَوَامِّ وَحِیداً فَرِیداً لَا یَعْرِفُ حِیلَةً وَ لَا یَهْتَدِی
ص: 323
سَبِیلًا أَوْ مُتَأَذِّیاً بِبَرْدٍ أَوْ حَرٍّ أَوْ جُوعٍ أَوْ عُرْیٍ أَوْ غَیْرِهِ مِنَ الشَّدَائِدِ مِمَّا أَنَا مِنْهُ خِلْوٌ وَ فِی عَافِیَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ فَقِیراً عَائِلًا عَارِیاً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً(1)
خَائِفاً جَائِعاً ظَمْآنَ یَنْتَظِرُ مَنْ یَعُودُ عَلَیْهِ بِفَضْلٍ أَوْ عَبْدٍ وَجِیهٍ هُوَ أَوْجَهُ مِنِّی عِنْدَكَ وَ أَشَدُّ عِبَادَةً لَكَ مَغْلُولًا مَقْهُوراً قَدْ حُمِّلَ ثِقْلًا مِنْ تَعَبِ الْعَنَاءِ وَ شِدَّةِ الْعُبُودِیَّةِ وَ كُلْفَةِ الرِّقِّ وَ ثِقْلِ الضَّرِیبَةِ أَوْ مُبْتَلًی بِبَلَاءٍ شَدِیدٍ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ إِلَّا بِمَنِّكَ عَلَیْهِ وَ أَنَا الْمَخْدُومُ الْمُنْعَمُ الْمُعَافَی الْمُكَرَّمُ فِی عَافِیَةٍ مِمَّا هُوَ فِیهِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ إِلَهِی مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ شَرِیداً طَرِیداً حَیْرَانَ مُتَحَیِّراً جَائِعاً خَائِفاً خَاسِراً(2) فِی الصَّحَارِی وَ الْبَرَارِی قَدْ أَحْرَقَهُ الْحَرُّ وَ الْبَرْدُ وَ هُوَ فِی ضُرٍّ مِنَ الْعَیْشِ وَ ضَنْكٍ مِنَ الْحَیَاةِ وَ ذُلٍّ مِنَ الْمُقَامِ یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا یَقْدِرُ لَهَا عَلَی ضَرٍّ وَ لَا نَفْعٍ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (3)
مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ عَلِیلًا مَرِیضاً سَقِیماً مُدْنِفاً عَلَی فُرُشِ الْعِلَّةِ وَ فِی لِبَاسِهَا یَتَقَلَّبُ یَمِیناً وَ شِمَالًا لَا یَعْرِفُ شَیْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعَامِ وَ لَا مِنْ لَذَّةِ الشَّرَابِ یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا یَسْتَطِیعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْعَابِدِینَ وَ لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ (4)
ص: 324
مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ قَدْ دَنَا یَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ وَ قَدْ أَحْدَقَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِی أَعْوَانِهِ یُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ حِیَاضَهُ تَدُورُ عَیْنَاهُ یَمِیناً وَ شِمَالًا لا یَنْظُرُ إِلَی أَحِبَّائِهِ وَ أَوِدَّائِهِ وَ أَخِلَّائِهِ قَدْ مُنِعَ مِنَ الْكَلَامِ وَ حُجِبَ عَنِ الْخِطَابِ یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً فَلَا یَسْتَطِیعُ لَهَا نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْعَابِدِینَ وَ لِأَنْعُمِكَ (1)
مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ (2) مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ فِی مَضَایِقِ الْحُبُوسِ وَ السُّجُونِ وَ كُرَبِهَا(3) وَ ذُلِّهَا وَ حَدِیدِهَا تَتَدَاوَلُهُ أَعْوَانُهَا وَ زَبَانِیَتُهَا فَلَا یَدْرِی أَیُّ حَالٍ یُفْعَلُ بِهِ وَ أَیُّ مُثْلَةٍ یُمَثَّلُ بِهِ فَهُوَ فِی ضُرٍّ مِنَ الْعَیْشِ وَ ضَنْكٍ مِنَ الْحَیَاةِ یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا یَسْتَطِیعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْعَابِدِینَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ (4)
مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْدَقَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ فَارَقَ أَوِدَّاءَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ وَ أَخِلَّاءَهُ وَ أَمْسَی حَقِیراً أَسِیراً ذَلِیلًا فِی أَیْدِی الْكُفَّارِ وَ الْأَعْدَاءِ یَتَدَاوَلُونَهُ یَمِیناً وَ شِمَالًا قَدْ حُمِّلَ فِی الْمَطَامِیرِ وَ ثُقِّلَ بِالْحَدِیدِ لَا یَرَی شَیْئاً مِنْ ضِیَاءِ الدُّنْیَا وَ لَا مِنْ رَوْحِهَا یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا یَسْتَطِیعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ
ص: 325
الْعَابِدِینَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ.
مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَی الدُّنْیَا لِلرَّغْبَةِ فِیهَا إِلَی أَنْ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ حِرْصاً مِنْهُ عَلَیْهَا قَدْ رَكِبَ الْفُلْكَ وَ كُسِرَتْ بِهِ وَ هُوَ فِی آفَاقِ الْبِحَارِ وَ ظُلَمِهَا یَنْظُرُ إِلَی نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا یَقْدِرُ لَهَا عَلَی ضَرٍّ وَ لَا نَفْعٍ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْعَابِدِینَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْدَقَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ الْكُفَّارُ وَ الْأَعْدَاءُ وَ أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ وَ السُّیُوفُ وَ السِّهَامُ وَ جُدِّلَ صَرِیعاً وَ قَدْ شَرِبَتِ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ وَ أَكَلَتِ السِّبَاعُ وَ الطَّیْرُ مِنْ لَحْمِهِ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ لَا بِاسْتِحْقَاقٍ مِنِّی یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا یُغْلَبُ وَ ذِی أَنَاةٍ لَا یَعْجَلُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا مَالِكَ الرَّاحِمِینَ وَ عِزَّتِكَ یَا كَرِیمُ لَأَطْلُبَنَّ مِمَّا لَدَیْكَ وَ لَأُلِحَّنَّ عَلَیْكَ وَ لألجن (1) [لَأُلْجِئَنَ] إِلَیْكَ وَ لَأَمُدَّنَ یَدِی نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِهَا إِلَیْكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ یَا رَبِّ وَ بِمَنْ أَلُوذُ لَا أَحَدَ لِی إِلَّا أَنْتَ أَ فَتَرُدُّنِی وَ أَنْتَ مُعَوَّلِی وَ عَلَیْكَ مُتَّكَلِی وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاءِ فَاسْتَقَلَّتْ وَ عَلَی الْجِبَالِ فَرَسَتْ وَ عَلَی الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ عَلَی اللَّیْلِ فَأَظْلَمَ وَ عَلَی النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی وَ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا وَ تُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزْقِ مَا تُبَلِّغُنِی بِهِ شَرَفَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ مَوْلَایَ بِكَ اسْتَعَنْتُ (2) فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنِّی (3) وَ بِكَ اسْتَجَرْتُ
ص: 326
فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی وَ أَغْنِنِی بِطَاعَتِكَ عَنْ طَاعَةِ عِبَادِكَ وَ بِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ وَ انْقُلْنِی مِنْ ذُلِّ الْفَقْرِ إِلَی عِزِّ الْغِنَی وَ مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِی إِلَی عِزِّ الطَّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً مِنْكَ وَ كَرَماً لَا بِاسْتِحْقَاقٍ مِنِّی إِلَهِی فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا مَوْلَانَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اعْتَرِفُوا بِنِعْمَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُوبُوا إِلَیْهِ مِنْ جَمِیعِ ذُنُوبِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الشَّاكِرِینَ مِنْ عِبَادِهِ قَالَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَی الصَّلَاةِ وَ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَمَا اجْتَمَعُوا إِلَّا لِقِرَاءَةِ الْكِتَابِ الْوَارِدِ بِمَوْتِ مُوسَی الْمَهْدِیِّ وَ الْبَیْعَةِ لِهَارُونَ الرَّشِیدِ(1).
ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] أبو المفضل الشیبانی بالإسناد المذكور: مثله أقول وجدت فی نسخ المهج بعد إتمام شرح الجوشن ما هذا لفظه و من ذلك الشرح المعروف بدعاء الجوشن یقول كاتبه الفقیر إلی اللّٰه تعالی أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و
خبره و فضله فی كتاب من كتب جدی السعید تقی الدین الحسن بن داود بغیر هذه الروایة فأحببت إثباته فی هذا المكان (2)
ثم ذكر الخبر الذی أوردناه فی شرح دعاء الجوشن الصغیر(3)
و هذا لیس من كلام السید ابن طاوس و إنما زاده ابن الشیخ رجب و لعله روی فی كلیهما و إن كان الظاهر أنه اشتبه علی هذا الشیخ.
«3»- مهج، [مهج الدعوات]: عُوذَةُ مَوْلَانَا الْكَاظِمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَمَّا أُلْقِیَ فِی بِرْكَةِ السِّبَاعِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ أَعَزَّ جُنْدَهُ وَ هَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ
ص: 327
أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ فِی حِمَی اللَّهِ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ سِتْرِهِ الَّذِی لَا تَهْتِكُهُ الرِّیَاحُ وَ لَا تُخْرِقُهُ الرِّمَاحُ وَ ذِمَّةِ اللَّهِ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ فِی عِزَّةِ اللَّهِ الَّتِی لَا تُسْتَذَلُّ وَ لَا تُقْهَرُ وَ فِی حِزْبِهِ الَّذِی لَا یُغْلَبُ وَ فِی جُنْدِهِ الَّذِی لَا یُهْزَمُ بِاللَّهِ اسْتَفْتَحْتُ وَ بِهِ اسْتَنْجَحْتُ وَ تَعَزَّزْتُ وَ انْتَصَرْتُ وَ تَقَوَّیْتُ وَ احْتَرَزْتُ وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِقُوَّةِ اللَّهِ ضَرَبْتُ عَلَی أَعْدَائِی وَ قَهَرْتُهُمْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ اسْتَعَنْتُ عَلَیْهِمْ بِاللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ شَاهَتْ وُجُوهُ أَعْدَائِی فَهُمْ لَا یُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ غُلِبَتْ أَعْدَاءُ اللَّهِ بِكَلِمَةِ اللَّهِ (1) فَلَجَتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ الْفَاسِقِینَ وَ جُنُودِ إِبْلِیسَ أَجْمَعِینَ لَنْ یَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذیً وَ إِنْ یُقاتِلُوكُمْ یُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا یُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ ما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِیلًا لا یُقاتِلُونَكُمْ جَمِیعاً إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ: تَحَصَّنْتُ مِنْهُمْ بِالْحِصْنِ الْحَصِینِ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ یَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فَأَوَیْتُ إِلی رُكْنٍ شَدِیدٍ وَ الْتَجَأْتُ إِلَی الْكَهْفِ الْمَنِیعِ الرَّفِیعِ وَ تَمَسَّكْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِینِ وَ تَدَرَّعْتُ بِهَیْبَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ تَعَوَّذْتُ بِعُوذَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام وَ احْتَرَزْتُ بِخَاتَمِهِ فَأَنَا أَیْنَ كُنْتُ كُنْتُ آمِناً مُطْمَئِنّاً وَ عَدُوِّی فِی الْأَهْوَالِ حَیْرَانُ وَ قَدْ حُفَّ بِالْمَهَانَةِ وَ أُلْبِسَ الذُّلَّ وَ قُمِّعَ بِالصَّغَارِ وَ ضَرَبْتُ عَلَی نَفْسِی سُرَادِقَ الْحِیَاطَةِ وَ عَلِقْتُ (2) عَلَی هَیْكَلِ الْهَیْبَةِ وَ تَتَوَّجْتُ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ وَ تَقَلَّدْتُ بِسَیْفِ الْعِزِّ الَّذِی لَا یُفَلُّ وَ خَفِیتُ عَنِ الظُّنُونِ وَ تَوَارَیْتُ عَنِ الْعُیُونِ وَ أَمِنْتُ عَلَی رُوحِی وَ سَلِمْتُ مِنْ أَعْدَائِی وَ هُمْ لِی خَاضِعُونَ وَ مِنِّی خَائِفُونَ وَ عَنِّی نَافِرُونَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَصُرَتْ أَیْدِیهِمْ عَنْ بُلُوغِی وَ صَمَّتْ آذَانُهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ كَلَامِی وَ عَمِیَتْ أَبْصَارُهُمْ عَنْ رُؤْیَتِی وَ خَرِسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَنْ ذِكْرِی وَ ذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ مَعْرِفَتِی وَ تَخَوَّفَتْ قُلُوبُهُمْ وَ ارْتَعَدَتْ
ص: 328
فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِی وَ انْفَلَّ حَدُّهُمْ وَ انْكَسَرَتْ شَوْكَتُهُمْ وَ نُكِسَتْ رُءُوسُهُمْ وَ انْحَلَّ عَزْمُهُمْ وَ تَشَتَّتْ جَمْعُهُمْ وَ اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ أُمُورُهُمْ وَ ضَعُفَ جُنْدُهُمْ وَ انْهَزَمَ جَیْشُهُمْ وَلَّوْا مُدْبِرِینَ سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السَّاعَةُ أَدْهی وَ أَمَرُّ عَلَوْتُ عَلَیْهِمْ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ بِعُلُوِّ اللَّهِ الَّذِی كَانَ یَعْلُو بِهِ عَلِیٌّ صَاحِبُ الْحُرُوبِ مُنَكِّسُ الْفُرْسَانِ وَ مُبِیدُ الْأَقْرَانِ وَ تَعَزَّزْتُ مِنْهُمْ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَی وَ كَلِمَاتِهِ الْعُلْیَا وَ تَجَهَّزْتُ عَلَی أَعْدَائِی بِبَأْسِ اللَّهِ بَأْسٍ شَدِیدٍ وَ أَمْرٍ عَتِیدٍ وَ أَذْلَلْتُهُمْ وَ جَمَعْتُ رُءُوسَهُمْ وَ وَطِئْتُ رِقَابَهُمْ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِی خَاضِعِینَ خَابَ مَنْ نَاوَانِی وَ هَلَكَ مَنْ عَادَانِی وَ أَنَا الْمُؤَیَّدُ الْمَحْبُورُ الْمُظَفَّرُ الْمَنْصُورُ قَدْ كَرَّمَتْنِی كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ اعْتَصَمْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِینِ فَلَا یَضُرُّنِی بَغْیُ الْبَاغِینَ وَ لَا كَیْدُ الْكَائِدِینَ وَ لَا حَسَدُ الْحَاسِدِینَ أَبَدَ الْآبِدِینَ فَلَنْ یَصِلَ إِلَیَّ أَحَدٌ وَ لَنْ یَضُرَّنِی أَحَدٌ وَ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیَّ أَحَدٌ بَلْ أَنَا أَدْعُوا رَبِّی وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً یَا مُتَفَضِّلُ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِالْأَمْنِ وَ السَّلَامَةِ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ بِالْمَلَائِكَةِ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ وَ مُدَّنِی بِالْجُنْدِ الْكَثِیفِ وَ الْأَرْوَاحِ الْمُطِیعَةِ یَحْصِبُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَ یَقْذِفُونَهُمْ بِالْأَحْجَارِ الدَّامِغَةِ وَ یَضْرِبُونَهُمْ بِالسَّیْفِ الْقَاطِعِ وَ یَرْمُونَهُمْ بِالشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ الْحَرِیقِ الْمُلْتَهِبِ وَ الشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ وَ النُّحَاسِ النَّافِذِ وَ یُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ ذَلَّلْتُهُمْ وَ زَجَرْتُهُمْ وَ عَلَوْتُهُمْ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِ طه وَ یس وَ الذَّارِیاتِ وَ الطَّوَاسِینِ وَ تَنْزِیلٍ وَ الْحَوَامِیمِ وَ كهیعص وَ حم عسق وَ ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ وَ تَبَارَكَ وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ وَ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ بِ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ فَ وَلَّوْا مُدْبِرِینَ وَ عَلَی أَعْقَابِهِمْ نَاكِصِینَ وَ فِی دِیارِهِمْ
ص: 329
جاثِمِینَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَ بَطَلَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِینَ وَ أُلْقِیَ السَّحَرَةُ ساجِدِینَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِهِمْ وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ مَا عِنْدَكَ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ إِسْرَافِیلُ مِنْ وَرَائِی وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله شَفِیعِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ اللَّهِ مُطِلٌّ عَلَیَّ یَا مَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً احْجُزْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی فَلَنْ یَصِلُوا إِلَیَّ بِسُوءٍ أَبَداً بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ سِتْرُ اللَّهِ الَّذِی سَتَرَ بِهِ الْأَنْبِیَاءُ عَنِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَنْ كَانَ فِی سِتْرِ اللَّهِ كَانَ مَحْفُوظاً حَسْبِیَ اللَّهُ الَّذِی یَكْفِینِی مَا لَا یَكْفِینِی أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً إِنَّا جَعَلْنا فِی أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَی سُرَادِقِ حِفْظِكَ الَّذِی لَا تَهْتِكُهُ الرِّیَاحُ وَ لَا تَخْرِقُهُ الرِّمَاحُ وَ وَقِّ رُوحِی بِرُوحِ قُدْسِكَ الَّذِی مَنْ أَلْقَیْتَهُ عَلَیْهِ كَانَ مُعْظَماً فِی أَعْیُنِ النَّاظِرِینَ وَ كَبِیراً فِی صُدُورِ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ وَفِّقْنِی بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ أَمْثَالِكَ الْعُلْیَا لِصَلَاحِی فِی جَمِیعِ مَا أُؤَمِّلُهُ مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّی أَبْصَارَ النَّاظِرِینَ وَ اصْرِفْ عَنِّی قُلُوبَهُمْ مِنْ شَرِّ مَا یُضْمِرُونَ إِلَی مَا لَا یَمْلِكُهُ أَحَدٌ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ مَلَاذِی فَبِكَ أَلُوذُ وَ أَنْتَ مَعَاذِی فَبِكَ أَعُوذُ اللَّهُمَّ إِنَّ خَوْفِی أَمْسَی وَ أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِی الَّذِی لَا یَبْلَی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ سُبْحَانَ مَنْ أَلَجَّ الْبِحَارُ بِقُدْرَتِهِ وَ أَطْفَأَ نَارَ إِبْرَاهِیمَ بِكَلِمَتِهِ وَ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ بِعَظَمَتِهِ
ص: 330
وَ قَالَ لِمُوسَی أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِینَ إِنِّی لا یَخافُ لَدَیَّ الْمُرْسَلُونَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشی لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ (1).
«4»- مهج، [مهج الدعوات]: وَ مِنْ ذَلِكَ الدُّعَاءُ الَّذِی عَلَّمَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام فِی السِّجْنِ بِإِسْنَادٍ صَحِیحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِیِّ قَالَ دَعَانِی هَارُونُ الرَّشِیدُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَیْفَ أَنْتَ وَ مَوْضِعَ السِّرِّ مِنْكَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَنَا إِلَّا عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِكَ فَقَالَ امْضِ إِلَی تِلْكَ الْحُجْرَةِ وَ خُذْ مَنْ فِیهَا وَ احْتَفِظْ بِهِ إِلَی أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ قَالَ فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمَّا رَآنِی سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ حَمَلْتُهُ عَلَی دَابَّتِی إِلَی مَنْزِلِی فَأَدْخَلْتُهُ دَارِی وَ جَعَلْتُهُ عَلَی حَرَمِی وَ قَفَّلْتُ عَلَیْهِ وَ الْمِفْتَاحُ مَعِی وَ كُنْتُ أَتَوَلَّی خِدْمَتَهُ وَ مَضَتِ الْأَیَّامُ فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا بِرَسُولِ الرَّشِیدِ یَقُولُ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَنَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ عَنْ یَمِینِهِ فِرَاشٌ وَ عَنْ یَسَارِهِ فِرَاشٌ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَلَمْ یَرُدَّ غَیْرَ أَنَّهُ قَالَ مَا فَعَلْتَ بِالْوَدِیعَةِ فَكَأَنِّی لَمْ أَفْهَمْ مَا قَالَ فَقَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ فَقُلْتُ صَالِحٌ فَقَالَ امْضِ إِلَیْهِ وَ ادْفَعْ إِلَیْهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ اصْرِفْهُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَهْلِهِ فَقُمْتُ وَ هَمَمْتُ بِالانْصِرَافِ فَقَالَ لَهُ أَ تَدْرِی مَا السَّبَبُ فِی ذَلِكَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ لَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ نِمْتُ عَلَی الْفِرَاشِ الَّذِی عَنْ یَمِینِی فَرَأَیْتُ فِی مَنَامِی قَائِلًا یَقُولُ لِی یَا هَارُونُ أَطْلِقْ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ فَانْتَبَهْتُ فَقُلْتُ لَعَلَّهَا لِمَا فِی نَفْسِی مِنْهُ فَقُمْتُ إِلَی هَذَا الْفِرَاشِ الْآخَرِ فَرَأَیْتُ ذَلِكَ الشَّخْصَ بِعَیْنِهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا هَارُونُ أَمَرْتُكَ أَنْ تُطْلِقَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ فَلَمْ تَفْعَلْ فَانْتَبَهْتُ وَ تَعَوَّذْتُ مِنَ الشَّیْطَانِ ثُمَّ قُمْتُ إِلَی هَذَا الْفِرَاشِ الَّذِی أَنَا عَلَیْهِ وَ إِذَا بِذَلِكَ الشَّخْصِ
ص: 331
بِعَیْنِهِ وَ بِیَدِهِ حَرْبَةٌ كَانَ أَوَّلُهَا بِالْمَشْرِقِ وَ آخِرُهَا بِالْمَغْرِبِ وَ قَدْ أَوْمَأَ إِلَیَّ وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ یَا هَارُونُ لَئِنْ لَمْ تُطْلِقْ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ لَأَضَعَنَّ هَذِهِ الْحَرْبَةَ فِی صَدْرِكَ وَ أُطْلِعُهَا مِنْ ظَهْرِكَ فَأَرْسَلْتُ إِلَیْكَ فَامْضِ فِیمَا أَمَرْتُكَ بِهِ وَ لَا تُظْهِرْهُ إِلَی أَحَدٍ فَأَقْتُلَكَ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ فَتَحْتُ الْحُجْرَةَ وَ دَخَلْتُ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ نَامَ فِی سُجُودِهِ فَجَلَسْتُ حَتَّی اسْتَیْقَظَ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ افْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا مَوْلَایَ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ وَ بِحَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی یَوْمِكَ هَذَا بِالْفَرَجِ فَقَالَ أَجَلْ إِنِّی صَلَّیْتُ الْمَفْرُوضَةَ وَ سَجَدْتُ وَ غَفَوْتُ فِی سُجُودِی فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُوسَی أَ تُحِبُّ أَنْ تُطْلَقَ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَقَالَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ یَا سَابِغَ النِّعَمِ یَا دَافِعَ النِّقَمِ یَا بَارِئَ النَّسَمِ یَا مُجَلِّیَ الْهِمَمِ یَا مُغَشِّیَ الظُّلَمِ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْأَلَمِ یَا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرْمِ وَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَ یَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ وَ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ وَ مُنْشِئَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَلَقَدْ دَعَوْتُ بِهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ یُلَقِّنُنِیهِ حَتَّی سَمِعْتُكَ فَقُلْتُ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ فِیكَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ مَا أَمَرَنِی بِهِ الرَّشِیدُ وَ أَعْطَیْتُهُ ذَلِكَ (1).
«5»- مهج، [مهج الدعوات]: حِرْزٌ لِمَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ الشَّیْخُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَجَدْتُ فِی كُتُبِ أَصْحَابِنَا مَرْوِیّاً عَنِ الْمَشَایِخِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَمَّا هَمَّ هَارُونُ الرَّشِیدُ بِقَتْلِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام دَعَا الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِیعِ وَ قَالَ لَهُ قَدْ وَقَعَتْ لِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ أَسْأَلُكَ أَنْ تَقْضِیَهَا وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ فَخَرَّ الْفَضْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً وَ قَالَ أَمْرٌ أَمْ مَسْأَلَةٌ قَالَ بَلْ مَسْأَلَةٌ ثُمَّ قَالَ أَمَرْتُ بِأَنْ تَحْمِلَ إِلَی دَارِكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصِیرَ إِلَی دَارِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ تَأْتِیَنِی بِرَأْسِهِ قَالَ الْفَضْلُ فَذَهَبْتُ إِلَی ذَلِكَ الْبَیْتِ فَرَأَیْتُ فِیهِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ
ص: 332
وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَجَلَسْتُ حَتَّی قَضَی صَلَاتَهُ وَ أَقْبَلَ إِلَیَّ وَ تَبَسَّمَ وَ قَالَ عَرَفْتُ لِمَا ذَا حَضَرْتَ أَمْهِلْنِی حَتَّی أُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ قَالَ فَأَمْهَلْتُهُ فَقَامَ وَ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِحُسْنِ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ قَرَأَ خَلْفَ صَلَاتِهِ بِهَذَا الْحِرْزِ فَانْدَرَسَ وَ سَاخَ فِی مَكَانِهِ فَلَا أَدْرِی أَ أَرْضٌ ابْتَلَعَتْهُ أَمِ السَّمَاءُ اخْتَطَفَتْهُ فَذَهَبْتُ إِلَی هَارُونَ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَبَكَی هَارُونُ الرَّشِیدُ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ مِنِّی وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَرَأَهُ كُلَّ یَوْمٍ بِنِیَّةٍ خَالِصَةٍ وَ طَوِیَّةٍ صَادِقَةٍ صَانَهُ اللَّهُ عَنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ آفَةٍ وَ إِنْ كَانَتْ بِهِ مِحْنَةٌ خَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ كَفَاهُ شَرَّهَا وَ مَنْ لَمْ یُحْسِنِ الْقِرَاءَةَ فَلْیُمْسِكْهُ مَعَ نَفْسِهِ مُتَبَرِّكاً بِهِ حَتَّی یَنْفَعَهُ اللَّهُ بِهِ وَ یَكْفِیهِ الْمَحْذُورَ وَ الْمَخُوفَ إِنَّهُ وَلِیُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَیْهِ الدُّعَاءُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَعْلَی وَ أَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ یَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَزَّ جَارُ اللَّهِ وَ جَلَّ ثَنَاءُ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ اغْفِرْ لِی بِقُدْرَتِكَ فَأَنْتَ رَجَائِی رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِیَّتِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی وَ یَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْخَطَایَا فَلَمْ یَفْضَحْنِی یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً یَا ذَا النِّعَمِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ بِكَ أَدْفَعُ وَ أَدْرَأُ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَایَ وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَایَ وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُهُ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ (1) الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ (2) إِنَّكَ وَهَّابٌ أَسْأَلُكَ فَرَجاً
ص: 333
قَرِیباً وَ مَخْرَجاً رَحِیباً وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ عَافِیَةً مِنْ جَمِیعِ الْبَلَایَا إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ الصَّبْرَ وَ دَوَامَ الْعَافِیَةِ وَ الشُّكْرَ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُلْبِسَنِی عَافِیَتَكَ فِی دِینِی وَ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ إِخْوَانِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ جَمِیعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ أَسْتَوْدِعُكَ ذَلِكَ كُلَّهُ یَا رَبِّ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی فِی كَنَفِكَ وَ فِی جِوَارِكَ وَ فِی حِفْظِكَ وَ حِرْزِكَ وَ عِیَاذِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ فَرِّغْ قَلْبِی لِمَحَبَّتِكَ وَ ذِكْرِكَ وَ انْعَشْهُ بِخَوْفِكَ أَیَّامَ حَیَاتِی كُلَّهَا وَ اجْعَلْ زَادِی مِنَ الدُّنْیَا تَقْوَاكَ وَ هَبْ لِی قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِیعَ طَاعَتِكَ وَ أَعْمَلُ بِهَا جَمِیعَ مَرْضَاتِكَ وَ اجْعَلْ فِرَارِی إِلَیْكَ وَ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ أَلْبِسْ قَلْبِیَ الْوَحْشَةَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ الْأُنْسَ بِأَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ لَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ وَ لَا لِكَافِرٍ عَلَیَّ مِنَّةً وَ لَا لَهُ عِنْدِی یَداً وَ لَا لِی إِلَیْهِ حَاجَةً إِلَهِی قَدْ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَعْلَمُ سِرِّی وَ عَلَانِیَتِی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی یَا مَنْ لَا یَصِفُهُ نَعْتُ النَّاعِتِینَ وَ یَا مَنْ لَا یُجَاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِینَ یَا مَنْ لَا یَضِیعُ لَدَیْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِینَ یَا مَنْ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ مِنَ الْمَظْلُومِینَ یَا مَنْ بَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِینَ قَدْ عَلِمْتَ مَا نَالَنِی مِنْ فُلَانٍ مِمَّا حَظَرْتَ وَ انْهَتَكَ (1)
مِنِّی مَا حَجَرْتَ بَطَراً فِی نِعْمَتِكَ عِنْدَهُ وَ اغْتِرَاراً بِسَتْرِكَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ فَخُذْهُ عَنْ ظُلْمِی بِعِزَّتِكَ وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّی بِقُدْرَتِكَ عَلَیْهِ وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلًا فِیمَا یَلِیهِ وَ عَجْزاً عَمَّا یَنْوِیهِ اللَّهُمَّ لَا تُسَوِّغْهُ ظُلْمِی وَ أَحْسِنْ عَلَیْهِ عَوْنِی وَ اعْصِمْنِی مِنْ مِثْلِ فِعَالِهِ وَ لَا تَجْعَلْنِی بِمِثْلِ حَالِهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ تَوَكَّلْتُ علیه [عَلَیْكَ] وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَیْكَ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَیْكَ وَ ضَعْفَ رُكْنِی إِلَی قُوَّتِكَ مُسْتَجِیراً بِكَ مِنْ ذِی (2) التَّعَزُّزِ عَلَیَ
ص: 334
وَ الْقُوَّةِ عَلَی ضَیْمِی فَإِنِّی فِی جِوَارِكَ فَلَا ضَیْمَ عَلَی جَارِكَ رَبِّ فَاقْهَرْ عَنِّی قَاهِرِی بِقُوَّتِكَ وَ أَوْهِنْ عَنِّی مُسْتَوْهِنِی بِعِزَّتِكَ وَ اقْبِضْ عَنِّی ضَائِمِی بِقِسْطِكَ وَ خُذْ لِی مِمَّنْ ظَلَمَنِی بِعَدْلِكَ رَبِّ فَأَعِذْنِی بِعِیَاذِكَ فَبِعِیَاذِكَ امْتَنَعَ عَائِذُكَ وَ أَدْخِلْنِی فِی جِوَارِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَ أَسْبِلْ عَلَیَّ سِتْرَكَ مَنْ تَسْتُرُهُ فَهُوَ الْآمِنُ الْمُحْصَنُ الَّذِی لَا یُرَاعُ رَبِّ وَ اضْمُمْنِی فِی ذَلِكَ إِلَی كَنَفِكَ فَمَنْ تَكْنُفُهُ فَهُوَ الْآمِنُ الْمَحْفُوظُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ وَ لَا حِیلَةَ إِلَّا بِاللَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً مَنْ یَكُنْ ذَا حِیلَةٍ فِی نَفْسِهِ أَوْ حَوْلٍ یَتَقَلَّبُهُ (1) أَوْ قُوَّةٍ فِی أَمْرِهِ بِشَیْ ءٍ سِوَی اللَّهِ فَإِنَّ حَوْلِی وَ قُوَّتِی وَ كُلَّ حِیلَتِی بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ كُلُّ ذِی مِلْكٍ فَمَمْلُوكٌ لِلَّهِ وَ كُلُّ قَوِیٍّ ضَعِیفٌ عِنْدَ قُوَّةِ اللَّهِ وَ كُلُّ ذِی عِزٍّ فَغَالِبُهُ اللَّهُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ فِی قَبْضَةِ اللَّهِ ذَلَّ كُلُّ عَزِیزٍ لِبَطْشِ اللَّهِ صَغُرَ كُلُّ عَظِیمٍ عِنْدَ عَظَمَةِ اللَّهِ خَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ عِنْدَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ اسْتَظْهَرْتُ وَ اسْتَطَلْتُ عَلَی كُلِّ عَدُوٍّ لِی بِتَوَلِّی اللَّهِ دَرَأْتُ فِی نَحْرِ كُلِّ عَادٍ(2) عَلَی اللَّهِ ضَرَبْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ بَیْنِی وَ بَیْنَ كُلِّ مُتْرَفٍ ذِی سَوْرَةٍ وَ جَبَّارٍ ذِی نَخْوَةٍ وَ مُتَسَلِّطٍ ذِی قُدْرَةٍ وَ وَالٍ ذِی إِمْرَةٍ وَ مُسْتَعْدٍ ذِی أُبَّهَةٍ وَ عَنِیدٍ ذِی ضَغِینَةٍ وَ عَدُوٍّ ذِی غِیلَةٍ وَ مُدْرِئٍ (3) ذِی حِیلَةٍ وَ حَاسِدٍ ذِی قُوَّةٍ وَ مَاكِرٍ ذِی مَكِیدَةٍ وَ كُلِّ مُعِینٍ أَعَانَ (4) عَلَیَّ بِمَقَالَةٍ مُغْوِیَةٍ أَوْ سِعَایَةٍ مُشْلِیَةٍ(5)
أَوْ حِیلَةٍ مُؤْذِیَةٍ أَوْ غَائِلَةٍ مُرْدِیَةٍ أَوْ كُلِّ طَاغٍ ذِی كِبْرِیَاءَ أَوْ مُعْجَبٍ ذِی خُیَلَاءَ عَلَی كُلِّ سَبَبٍ وَ بِكُلِّ مَذْهَبٍ
ص: 335
فَأَخَذْتُ لِنَفْسِی وَ مَالِی حِجَاباً دُونَهُمْ بِمَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ وَ أَحْكَمْتَ مِنْ وَحْیِكَ الَّذِی لَا یُؤْتَی مِنْ سُورَةٍ بِمِثْلِهِ وَ هُوَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ وَ الْكِتَابُ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ حَمْدِی لَكَ وَ ثَنَائِی عَلَیْكَ فِی الْعَافِیَةِ وَ الْبَلَاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ دَائِماً لَا یَنْقَضِی وَ لَا یَبِیدُ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ اللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ وَ بِكَ أَصُولُ وَ إِیَّاكَ أَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ أَسْتَعِینُ وَ عَلَیْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِ أَعْدَائِی وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِمْ وَ أَسْتَكْفِیكَهُمْ فَاكْفِنِیهِمْ بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ مِمَّا شِئْتَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَری قالَ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ أَخَذْتُ بِسَمْعِ مَنْ یُطَالِبُنِی بِالسُّوءِ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ قُوَّتِهِ بِقُوَّةِ اللَّهِ وَ حَبْلِهِ الْمَتِینِ وَ سُلْطَانِهِ الْمُبِینِ فَلَیْسَ لَهُمْ عَلَیْهَا سُلْطَانٌ وَ لَا سَبِیلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ یَدُكَ فَوْقَ كُلِّ ذِی قُدْرَةٍ(1)
وَ قُوَّتُكَ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ قُوَّةٍ وَ سُلْطَانُكَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ سُلْطَانٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ عِنْدَ ظَنِّی فِیمَا لَمْ أَجِدْ فِیهِ مَفْزَعاً غَیْرَكَ وَ لَا مَلْجَأَ سِوَاكَ فَإِنَّنِی أَعْلَمُ أَنَّ عَدْلَكَ أَوْسَعُ مِنْ جَوْرِ الْجَبَّارِینَ (2)
وَ أَنَّ إِنْصَافَكَ مِنْ وَرَاءِ ظُلْمِ الظَّالِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِینَ وَ أَجِرْنِی مِنْهُمْ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ مَنْ تَلْحَقُهُ عِنَایَتِی وَ جَمِیعَ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدِی بِبِسْمِ اللَّهِ الَّذِی خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی خَافَتْهُ الصُّدُورُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی نَفَّسَ عَنْ دَاوُدَ كُرْبَتَهُ وَ بِسْمِ اللَّهِ (3) الَّذِی قَالَ لِلنَّارِ
ص: 336
كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَیْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِینَ وَ بِعَزِیمَةِ اللَّهِ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ الْمُسْتَطِیلَةِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ مِنْ شَرِّ فُلَانٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَهُ الرَّحْمَنُ وَ مِنْ شَرِّ مَكْرِهِمْ وَ كَیْدِهِمْ وَ حَوْلِهِمْ وَ قُوَّتِهِمْ وَ حِیَلِهِمْ [حِیلَتِهِمْ] إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَعِینُ وَ بِكَ أَسْتَغِیثُ وَ عَلَیْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِی مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ نَزَلَتْ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی جَمِیعِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ اجْعَلْ لِی سَهْماً فِی كُلِّ حَسَنَةٍ نَزَلَتْ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ فِی جَمِیعِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْكَ أَتَوَجَّهُ وَ بِكِتَابِكَ أَتَوَسَّلُ أَنْ تَلْطُفَ لِی بِلُطْفِكَ الْخَفِیِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ إِسْرَافِیلُ أَمَامِی وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ خَلْفِی وَ بَیْنَ یَدَیَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً(1).
«6»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ آخَرُ فِی مَعْنَاهُ عَنْهُ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ جَدِّی قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ فِی شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ الشَّیْخُ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ وَالِدِی الْفَقِیهُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ ابْنُ بَابَوَیْهِ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّوْفَلِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی
ص: 337
عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ أَنَّهُ قَالَ: أُنْمِیَ الْخَبَرُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ بِمَا عَزَمَ عَلَیْهِ مُوسَی بْنُ الْمَهْدِیِّ فِی أَمْرِهِ فَقَالَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ مَا تَرَوْنَ قَالُوا نَرَی أَنْ تَتَبَاعَدَ مِنْهُ وَ أَنْ تُغَیِّبَ شَخْصَكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا یُؤْمَنُ مِنْ شَرِّهِ فَتَبَسَّمَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ:
زَعَمَتْ سَخِینَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا***فَلَیُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ
ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ:
إِلَهِی كَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لِی ظُبَةَ مُدْیَتِهِ وَ أَرْهَفَ لِی شَبَا حَدِّهِ وَ دَافَ لِی قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّی عَیْنُ حِرَاسَتِهِ فَلَمَّا رَأَیْتَ ضَعْفِی عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِی عَنْ مُلِمَّاتِ الْجَوَائِحِ صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّی بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ لَا بِحَوْلٍ مِنِّی وَ لَا بِقُوَّةٍ فَأَلْقَیْتَهُ فِی الْحَفِیرِ الَّذِی احْتَفَرَهُ لِی خَائِباً مِمَّا أَمَّلَهُ فِی الدُّنْیَا مُتَبَاعِداً مِمَّا رَجَاهُ فِی الْآخِرَةِ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ قَدْرَ اسْتِحْقَاقِكَ سَیِّدِی اللَّهُمَّ فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّی بِقُدْرَتِكَ وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلًا فِیمَا یَلِیهِ وَ عَجْزاً عَمَّا یُنَاوِیهِ اللَّهُمَّ وَ أعذنی [أَعْدِنِی] عَلَیْهِ عَدْوَی (1) حَاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَیْظِی شِفَاءً وَ مِنْ حَنَقِی عَلَیْهِ وَفَاءً(2) وَ صِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِی بِالْإِجَابَةِ وَ انْظِمْ شِكَایَتِی بِالتَّغْیِیرِ وَ عَرِّفْهُ عَمَّا قَلِیلٍ مَا أَوْعَدْتَ الظَّالِمِینَ وَ عَرِّفْنِی مَا وَعَدْتَ فِی إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّینَ إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ وَ الْمَنِّ الْكَرِیمِ قَالَ ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَمَا اجْتَمَعُوا إِلَّا لِقِرَاءَةِ الْكِتَابِ بِمَوْتِ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِ (3).
ص: 338
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفاً عَلَی رَأْسِ هَارُونَ الرَّشِیدِ إِذْ دَعَا مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ وَ هُوَ یَتَلَظَّی عَلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ فَأَقْبَلَ هَارُونُ عَلَیْهِ وَ لَاطَفَهُ وَ بَرَّهُ وَ أَذِنَ لَهُ فِی الرُّجُوعِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنَّكَ دَخَلْتَ عَلَی هَارُونَ وَ هُوَ یَتَلَظَّی عَلَیْكَ فَلَمْ أَشُكَّ إِلَّا أَنَّهُ یَأْمُرُ بِقَتْلِكَ فَسَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْهُ فَمَا الَّذِی كُنْتَ تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَیْكَ فَقَالَ علیه السلام إِنِّی دَعَوْتُ بِدُعَاءَیْنِ أَحَدُهُمَا خَاصٌّ وَ الْآخَرُ عَامٌّ فَصَرَفَ اللَّهُ شَرَّهُ عَنِّی فَقُلْتُ مَا هُمَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ أَمَّا الْخَاصُّ اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَفِظْتَ الْغُلَامَیْنِ لِصَلَاحِ أَبَوَیْهِمَا فَاحْفَظْنِی لِصَلَاحِ آبَائِی وَ أَمَّا الْعَامُّ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكْفِی مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْكَ أَحَدٌ فَاكْفِنِیهِ بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ فَكَفَانِیَ اللَّهُ شَرَّهُ (1).
«7»- مهج، [مهج الدعوات] وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ بِرِوَایَتِهِ قَالَ: إِنَّ الصَّادِقَ علیه السلام أَخْرَجَ آیَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ جَعَلَهَا حِرْزاً لِابْنِهِ مُوسَی الْكَاظِمِ علیه السلام وَ كَانَ یَقْرَؤُهُ وَ یُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِهِ وَ هُوَ هَذَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَداً حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَلَطُّفاً وَ رِفْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِسْمِ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا صَبْرِی إِلَّا بِاللَّهِ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ وَ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْمَوْلَی اللَّهُ وَ نِعْمَ النَّصِیرُ اللَّهُ وَ لَا یَأْتِی بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا یَصْرِفُ السَّیِّئَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ وَ أَسْتَكْفِی اللَّهَ وَ أَسْتَعِینُ اللَّهَ وَ أَسْتَقِیلُ اللَّهَ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَسْتَغِیثُ اللَّهَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ آلِهِ وَ عَلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ عَلَی مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ عَلَی الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَّ وَ أْتُونِی مُسْلِمِینَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ لا یَضُرُّكُمْ كَیْدُهُمْ
ص: 339
شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ یَبْسُطُوا إِلَیْكُمْ أَیْدِیَهُمْ فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَ یَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ فَساداً یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ زادَكُمْ فِی الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِیًّا سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی إِذْ تَمْشِی أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی مَنْ یَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلی أُمِّكَ كَیْ تَقَرَّ عَیْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّیْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِینَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشی لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ لا تَخَفْ ... إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَری وَ یَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ یُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها
ص: 340
إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ رَبِ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً فَتَعالَی اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِی بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِی فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْیَوْمَ لَدَیْنا مَكِینٌ أَمِینٌ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ
ص: 341
وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ
یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِی وَ بِأَهْلِی وَ أَوْلَادِی وَ أَهْلِ عِنَایَتِی شَرّاً أَوْ بَأْساً أَوْ ضَرّاً فَاقْمَعْ رَأْسَهُ وَ اعْقِلْ لِسَانَهُ وَ أَلْجِمْ فَاهُ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُ وَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فِی حِجَابِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ فِی سُلْطَانِكَ الَّذِی لَا یُسْتَضَامُ فَإِنَّ حِجَابَكَ مَنِیعٌ وَ جَارَكَ عَزِیزٌ وَ أَمْرَكَ غَالِبٌ وَ سُلْطَانَكَ قَاهِرٌ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لآِبَائِنَا وَ لِأُمَّهَاتِنَا وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ تَابِعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ إِنَّكَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِی وَ دِینِی وَ أَمَانَتِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ عِیَالِی وَ أَهْلَ حُزَانَتِی وَ خَوَاتِیمَ عَمَلِی وَ جَمِیعَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی فَإِنَّهُ لَا یَضِیعُ مَحْفُوظُكَ وَ لَا تَرْزَأُ وَدَائِعُكَ وَ لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً اللَّهُمَ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ وَ صَلَّی اللَّهُ
ص: 342
عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (1).
«8»- حِرْزُ الْكَاظِمِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی الْهُدَی وَ ثَبِّتْنِی عَلَیْهِ وَ احْشُرْنِی عَلَیْهِ آمِناً أَمْنَ مَنْ لَا خَوْفَ عَلَیْهِ وَ لَا حُزْنَ وَ لَا جَزَعَ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(2).
أقول: قد مضی فی طی باب أدعیة جده الصادق علیه السلام بعض أدعیته علیه السلام أیضا.
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزُ رُقْعَةِ الْجَیْبِ عَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ وَالِدِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَنِ السَّیِّدِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَسَنِیِّ عَنِ الصَّدُوقِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَصْرَ حُمَیْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ نَزَعَ ثِیَابَهُ وَ نَاوَلَهَا حُمَیْداً فَاحْتَمَلَهَا وَ نَاوَلَهَا جَارِیَةً لَهُ لِتَغْسِلَهَا فَمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَتْ وَ مَعَهَا رُقْعَةٌ فَنَاوَلَتْهَا حُمَیْداً وَ قَالَتْ وَجَدْتُهَا فِی جَیْبِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْجَارِیَةَ وَجَدَتْ رُقْعَةً فِی جَیْبِ قَمِیصِكَ فَهَا هِیَ قَالَ یَا حُمَیْدُ هَذِهِ عُوذَةٌ لَا نُفَارِقُهَا فَقُلْتُ لَوْ شَرَّفْتَنِی بِهَا فَقَالَ هَذِهِ عُوذَةٌ مَنْ أَمْسَكَهَا فِی جَیْبِهِ كَانَ الْبَلَاءُ مَدْفُوعاً عَنْهُ وَ كَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ثُمَّ أَمْلَی عَلَی حُمَیْدٍ الْعُوذَةَ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا أَوْ غَیْرَ تَقِیٍّ أَخَذْتُ بِاللَّهِ السَّمِیعِ الْبَصِیرِ عَلَی سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَیَّ وَ لَا
ص: 343
عَلَی سَمْعِی وَ لَا عَلَی بَصَرِی وَ لَا عَلَی شَعْرِی وَ لَا عَلَی بَشَرِی وَ لَا عَلَی لَحْمِی وَ لَا عَلَی دَمِی وَ لَا عَلَی مُخِّی وَ لَا عَلَی عَصَبِی وَ لَا عَلَی عِظَامِی وَ لَا عَلَی مَالِی وَ لَا عَلَی مَا رَزَقَنِی رَبِّی سَتَرْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بِسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِی اسْتَتَرَ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْجَبَابِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِی وَ إِسْرَافِیلُ عَنْ وَرَائِی وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ اللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَیَّ یَمْنَعُكَ مِنِّی وَ یَمْنَعُ الشَّیْطَانَ مِنِّی اللَّهُمَّ لَا یَغْلِبُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ أَنْ یَسْتَفِزَّنِی وَ یَسْتَخِفَّنِی اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ (1)
اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ الْتَجَأْتُ.
قُلْتُ وَ لِهَذَا الْحِرْزِ قِصَّةٌ مُونِقَةٌ وَ حِكَایَةٌ عَجِیبَةٌ كَمَا رَوَاهُ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِیُّ قَالَ: كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فِی مَنْزِلِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ هَارُونَ الرَّشِیدِ فَقَالَ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّهُ لَا یَدْعُونِی فِی هَذَا الْوَقْتِ إِلَّا لِدَاهِیَةٍ وَ اللَّهِ لَا یُمْكِنُهُ أَنْ یَعْمَلَ بِی شَیْئاً أَكْرَهُهُ لِكَلِمَاتٍ وَقَعَتْ إِلَیَّ مِنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی هَارُونَ الرَّشِیدِ فَلَمَّا نَظَرَ بِهِ (2) الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلَامُ قَرَأَ هَذَا الْحِرْزَ إِلَی آخِرِهِ فَلَمَّا وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ نَظَرَ إِلَیْهِ هَارُونُ الرَّشِیدُ وَ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ اكْتُبْ حَوَائِجَ أَهْلِكَ فَلَمَّا وَلَّی عَنْهُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام وَ هَارُونُ یَنْظُرُ إِلَیْهِ فِی قَفَاهُ وَ یَقُولُ أَرَدْتُ وَ أَرَادَ اللَّهُ وَ مَا أَرَادَ اللَّهُ خَیْرٌ(3).
«2»- مهج، [مهج الدعوات] رُقْعَةُ الْجَیْبِ بِرِوَایَةٍ أُخْرَی حَدَّثَنِی السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِی عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ وَ أَخْبَرَنِی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُوَیْنِیُّ وَ أَخْبَرَنِی الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیُّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ وَ أَخْبَرَنِی جَدِّی عَنْ وَالِدِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ
ص: 344
بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: رُقْعَةُ الْجَیْبِ عُوذَةٌ لِكُلِّ شَیْ ءٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا أَخَذْتُ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ عَلَی أَسْمَاعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ وَ بِقُوَّةِ اللَّهِ عَلَی قُوَّتِكُمْ لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ وَ لَا عَلَی ذُرِّیَّتِهِ وَ لَا عَلَی أَهْلِهِ وَ لَا عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ سَتَرْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَكُمْ بِسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِی اسْتَتَرُوا بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْجَبَابِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَئِیلُ عَنْ أَیْمَانِكُمْ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِكُمْ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامَكُمْ وَ اللَّهُ یُظِلُ (1) [مُطِلٌ] عَلَیْكُمْ بِمَنْعِهِ نَبِیَّ اللَّهِ وَ بِمَنْعِ ذُرِّیَّتِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ مِنْكُمْ وَ مِنَ الشَّیَاطِینِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا یَبْلُغُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ وَ لَا تَبْتَلِهِ (2) وَ لَا یَبْلُغُ مَجْهُودَ نَفْسِهِ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ نِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ حَرَسَكَ اللَّهُ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ وَ ذُرِّیَّتَكَ مِمَّا یُخَافُ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یُكْتَبُ آیَةُ الْكُرْسِیِّ عَلَی التَّنْزِیلِ وَ یُكْتَبُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَیْهِ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ أَسْلَمَ فِی رَأْسِ الشَّهْبَاءِ فِیهَا طالسلسبیلا وَ یُكْتَبُ (3)
وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ (4).
حِرْزٌ آخَرُ لِلرِّضَا علیه السلام بِغَیْرِ تِلْكَ الرِّوَایَةِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا مَنْ لَا شَبِیهَ لَهُ وَ لَا مِثَالَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا خَالِقَ إِلَّا أَنْتَ تُفْنِی الْمَخْلُوقِینَ وَ تَبْقَی أَنْتَ حَلُمْتَ عَمَّنْ عَصَاكَ وَ فِی الْمَغْفِرَةِ رِضَاكَ (5).
«3»- 9- مهج، [مهج الدعوات] عُوذَةٌ وَجَدْتُ فِی ثِیَابِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وُجِدَ عَلَیْهِ تَعْوِیذٌ مُعَلَّقٌ وَ فِی آخِرِهِ عُوذَةٌ ذُكِرَ أَنَّ آبَاءَهُ
ص: 345
عَلَیْهِمُ السَّلَامُ كَانُوا یَقُولُونَ إِنَّ جَدَّهُمْ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَتَعَوَّذُ بِهَا مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ كَانَتْ مُعَلَّقَةً فِی قِرَابِ سَیْفِهِ وَ فِی آخِرِهَا أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّهُ علیه السلام شَرَطَ عَلَی وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ أَنْ لَا یَدْعُوا بِهَا عَلَی أَحَدٍ فَإِنَّ مَنْ دَعَا بِهِ لَمْ یُحْجَبْ دُعَاؤُهُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ هُوَ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِی حُزُونَتَهُ وَ كُلَّ حُزُونَةٍ وَ ذَلِّلْ لِی صُعُوبَتَهُ وَ كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ اكْفِنِی مَئُونَتَهُ وَ كُلَّ مَئُونَةٍ وَ ارْزُقْنِی مَعْرُوفَهُ وَ وُدَّهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی ضَرَّهُ وَ مَعَرَّتَهُ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ طه حم لَا یُبْصِرُونَ جَعَلْنا فِی أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ (1) طسم تِلْكَ آیاتُ الْكِتابِ الْمُبِینِ لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ الْأَسْمَاءُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْعَیْنِ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ بِالْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ بِالْمُلْكِ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ بِالنُّورِ الَّذِی لَا یُطْفَی وَ بِالْوَجْهِ الَّذِی لَا یَبْلَی وَ بِالْحَیَاةِ
الَّتِی لَا تَمُوتُ وَ بِالصَمَدِیَّةِ الَّتِی لَا تَقْهَرُ وَ بِالدَّیْمُومِیَّةِ الَّتِی لَا تَفْنَی وَ بِالاسْمِ الَّذِی لَا یُرَدُّ وَ بِالرُّبُوبِیَّةِ الَّتِی لَا تُسْتَذَلُّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).
«4»- مهج، [مهج الدعوات] وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ الرِّضَا علیه السلام وَجَدْنَاهُ فِی أَصْلِ یُونُسَ بْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: وَ سَأَلْتُ سَیِّدِی أَنْ یُعَلِّمَنِی دُعَاءً أَدْعُو بِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَقَالَ لِی یَا یُونُسُ تَحَفَّظْ مَا
ص: 346
أَكْتُبُهُ لَكَ وَ ادْعُ بِهِ فِی كُلِّ شَدِیدَةٍ تُجَابُ وَ تُعْطَی مَا تَتَمَنَّاهُ ثُمَّ كَتَبَ لِی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی وَ كَثْرَتَهَا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِی عِنْدَكَ وَ حَجَبَتْنِی عَنِ اسْتِئْهَالِ رَحْمَتِكَ وَ بَاعَدَتْنِی عَنِ اسْتِیجَابِ مَغْفِرَتِكَ وَ لَوْ لَا تَعَلُّقِی بِآلَائِكَ وَ تَمَسُّكِی بِالدُّعَاءِ وَ مَا وَعَدْتَ أَمْثَالِی مِنَ الْمُسْرِفِینَ وَ أَمْثَالِی مِنَ الْخَاطِئِینَ وَ وَعَدْتَ الْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِقَوْلِكَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ حَذَّرْتَ الْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِكَ فَقُلْتَ- وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ثُمَّ نَدَبْتَنَا بِرَأْفَتِكَ إِلَی دُعَائِكَ فَقُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ إِلَهِی لَقَدْ كَانَ الْإِیَاسُ عَلَیَّ مُشْتَمِلًا وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ عَلَیَّ مُلْتَحِفاً إِلَهِی لَقَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَوَاباً وَ أَوْعَدْتَ الْمُسِی ءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقَاباً اللَّهُمَ (1)
وَ قَدْ(2) أَمْسَكَ رَمَقِی حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ فِی عِتْقِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ تَغَمُّدِ زَلَّتِی وَ إِقَالَةِ عَثْرَتِی (3) اللَّهُمَّ قَوْلُكَ الْحَقُّ الَّذِی لَا خُلْفَ لَهُ وَ لَا تَبْدِیلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ وَ ذَلِكَ یَوْمُ النُّشُورِ إِذَا نُفِخَ فِی الصُّورِ وَ بُعْثِرَ ما فِی الْقُبُورِ اللَّهُمَّ فَإِنِّی أُوفِی وَ أَشْهَدُ وَ أُقِرُّ وَ لَا أُنْكِرُ وَ لَا أَجْحَدُ وَ أُسِرُّ وَ أُعْلِنُ وَ أُظْهِرُ وَ أُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَمُ الدِّینِ وَ مُبِیرُ الْمُشْرِكِینَ وَ مُمَیِّزُ الْمُنَافِقِینَ وَ مُجَاهِدُ الْمَارِقِینَ إِمَامِی وَ حُجَّتِی وَ عُرْوَتِی وَ صِرَاطِی وَ دَلِیلِی وَ مَحَجَّتِی وَ مَنْ لَا أَثِقُ بِأَعْمَالِی وَ لَوْ زَكَتْ وَ لَا أَرَاهَا مُنْجِیَةً لِی وَ لَوْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ الِائْتِمَامِ بِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ التَّسْلِیمِ لِرُوَاتِهَا وَ أُقِرُّ بِأَوْصِیَائِهِ مِنْ أَبْنَائِهِ أَئِمَّةً وَ حُجَجاً وَ أَدِلَّةً وَ سُرُجاً وَ أَعْلَاماً وَ مَنَاراً وَ سَادَةً وَ أَبْرَاراً
ص: 347
وَ أُومِنُ بِسِرِّهِمْ وَ جَهْرِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ حَیِّهِمْ وَ مَیِّتِهِمْ لَا شَكَّ فِی ذَلِكَ وَ لَا ارْتِیَابَ عِنْدَ تَحَوُّلِكَ وَ لَا انْقِلَابَ اللَّهُمَّ فَادْعُنِی یَوْمَ حَشْرِی وَ نَشْرِی بِإِمَامَتِهِمْ وَ أَنْقِذْنِی بِهِمْ یَا مَوْلَایَ مِنْ حَرِّ النِّیرَانِ وَ إِنْ لَمْ تَرْزُقْنِی رُوحَ الْجِنَانِ فَإِنَّكَ إِنْ أَعْتَقْتَنِی مِنَ النَّارِ كُنْتُ مِنَ الْفَائِزِینَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَصْبَحْتُ یَوْمِی هَذَا لَا ثِقَةَ لِی وَ لَا رَجَاءَ وَ لَا لَجَأَ وَ لَا مَفْزَعَ وَ لَا مَنْجَی غَیْرُ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَیْكَ مُتَقَرِّباً إِلَی رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الزَّهْرَاءِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ تُقِیمُ الْحِجَّةَ إِلَی الْحُجَّةِ الْمَنْشُورَةِ(1)
مِنْ وُلْدِهِ الْمَرْجُوِّ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ مَا بَعْدَهُ حِصْنِی مِنَ الْمَكَارِهِ وَ مَعْقِلِی مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ نَجِّنِی بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ فَاسِقٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْرِفُ وَ مَا أُنْكِرُ وَ مَا اسْتَتَرَ عَنِّی وَ مَا أُبْصِرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّ أَنْتَ (2) آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ فَبِتَوَسُّلِی بِهِمْ إِلَیْكَ وَ تَقَرُّبِی بِمَحَبَّتِهِمْ وَ تَحَصُّنِی بِإِمَامَتِهِمْ افْتَحْ عَلَیَّ فِی هَذَا الْیَوْمِ أَبْوَابَ رِزْقِكَ وَ انْشُرْ عَلَیَّ رَحْمَتَكَ وَ حَبِّبْنِی إِلَی خَلْقِكَ وَ جَنِّبْنِی بُغْضَهُمْ وَ عَدَاوَتَهُمْ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوَابٌ وَ لِكُلِّ ذِی شَفَاعَةٍ حَقٌّ فَأَسْأَلُكَ بِمَنْ جَعَلْتُهُ إِلَیْكَ سَبَبِی وَ قَدَّمْتُهُ أَمَامَ طَلِبَتِی أَنْ تُعَرِّفَنِی بَرَكَةَ یَوْمِی هَذَا وَ شَهْرِی هَذَا وَ عَامِی هَذَا اللَّهُمَّ وَ هُمْ مَفْزَعِی وَ مَعُونَتِی فِی شِدَّتِی وَ رَخَائِی وَ عَافِیَتِی وَ بَلَائِی وَ نَوْمِی وَ یَقَظَتِی وَ ظَعْنِی وَ إِقَامَتِی وَ عُسْرِی وَ یُسْرِی وَ عَلَانِیَتِی وَ سِرِّی وَ إِصْبَاحِی وَ إِمْسَائِی وَ تَقَلُّبِی وَ مَثْوَایَ وَ سِرِّی وَ جَهْرِی اللَّهُمَّ فَلَا تُخَیِّبْنِی بِهِمْ مِنْ نَائِلِكَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تَبْتَلِنِی بِانْغِلَاقِ أَبْوَابِ الْأَرْزَاقِ وَ سَدَادِ مَسَالِكِهَا وَ ارْتِتَاجِ مَذَاهِبِهَا
ص: 348
وَ افْتَحْ لِی مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً یَسِیراً وَ اجْعَلْ لِی مِنْ كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً وَ إِلَی كُلِّ سَعَةٍ مَنْهَجاً(1) إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ (2).
«5»- مهج، [مهج الدعوات]: وَ مِنْ ذَلِكَ عُوذَةُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام الَّتِی تَعَوَّذَ بِهَا لَمَّا أُلْقِیَ فِی بِرْكَةِ السِّبَاعِ وَجَدْتُ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِیعِ لَمَّا اصْطَبَحَ الرَّشِیدُ یَوْماً ثُمَّ اسْتَدْعَی حَاجِبَهُ فَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ وَ أَخْرِجْهُ مِنَ الْحَبْسِ وَ أَلْقِهِ فِی بِرْكَةِ السِّبَاعِ فَمَا زِلْتُ أَلْطَفُ بِهِ وَ أَرْفَقُ وَ لَا یَزْدَادُ إِلَّا غَضَباً وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُلْقِهِ إِلَی السِّبَاعِ لَأُلْقِیَنَّكَ عِوَضَهُ قَالَ فَمَضَیْتُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَمَرَنِی بِكَذَا وَ بِكَذَا قَالَ افْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَإِنِّی مُسْتَعِینٌ بِاللَّهِ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ أَقْبَلَ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ وَ هُوَ یَمْشِی مَعِی إِلَی أَنِ انْتَهَیْتُ إِلَی الْبِرْكَةِ فَفَتَحْتُ بَابَهَا وَ أَدْخَلْتُهُ فِیهَا وَ فِیهَا أَرْبَعُونَ سَبُعاً وَ عِنْدِی مِنَ الْغَمِّ وَ الْقَلَقِ أَنْ یَكُونَ قَتْلُ مِثْلِهِ عَلَی یَدَیَّ وَ عُدْتُ إِلَی مَوْضِعِی فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّیْلُ أَتَانِی خَادِمٌ فَقَالَ لِی إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَدْعُوكَ فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لَعَلِّی أَخْطَأْتُ الْبَارِحَةَ بِخَطِیئَةٍ أَوْ أَتَیْتُ مُنْكَراً فَإِنِّی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ مَنَاماً هَالَنِی وَ ذَاكَ أَنِّی رَأَیْتُ جَمَاعَةً مِنَ الرِّجَالِ دَخَلُوا عَلَیَّ وَ بِأَیْدِیهِمْ سَائِرُ السِّلَاحِ وَ فِی وَسْطِهِمْ رَجُلٌ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ وَ دَخَلَ إِلَی قَلْبِی هَیْبَتُهُ فَقَالَ لِی قَائِلٌ هَذَا
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَبْنَائِهِ فَتَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ لِأُقَبِّلَ قَدَمَیْهِ فَصَرَفَنِی عَنْهُ وَ قَالَ فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (3) ثُمَّ حَوَّلَ وَجْهَهُ فَدَخَلَ بَاباً فَانْتَبَهْتُ مَذْعُوراً لِذَلِكَ
ص: 349
فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَمَرْتَنِی أَنْ أُلْقِیَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی لِلسِّبَاعِ فَقَالَ وَیْلَكَ أَلْقَیْتَهُ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ فَقَالَ امْضِ وَ انْظُرْ مَا حَالُهُ فَأَخَذْتُ الشَّمْعَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ طَالَعْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی وَ السِّبَاعُ حَوْلَهُ فَعُدْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَلَمْ یُصَدِّقْنِی وَ نَهَضَ وَ اطَّلَعَ إِلَیْهِ فَشَاهَدَهُ فِی تِلْكَ الْحَالِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ عَمِّ فَلَمْ یُجِبْهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا ابْنَ عَمِّ قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ لَا تُسَلِّمَ عَلَیَّ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ أَقِلْنِی فَإِنِّی مُعْتَذِرٌ إِلَیْكَ فَقَالَ لَهُ قَدْ نَجَّانَا اللَّهُ تَعَالَی بِلُطْفِهِ فَلَهُ الْحَمْدُ ثُمَّ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ فَأُخْرِجَ فَقَالَ فَلَا وَ اللَّهِ مَا تَبِعَهُ سَبُعٌ فَلَمَّا حَضَرَ بَیْنَ یَدَیِ الرَّشِیدِ عَانَقَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَی مَجْلِسِهِ وَ رَفَعَهُ إِلَی فَوْقِ سَرِیرِهِ وَ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمِّ إِنْ أَرَدْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا فَفِی الرَّحْبِ وَ السَّعَةِ وَ قَدْ أَمَرْنَا لَكَ وَ لِأَهْلِكَ بِمَالٍ وَ ثِیَابٍ فَقَالَ لَهُ لَا حَاجَةَ لِی فِی الْمَالِ وَ لَا الثِّیَابِ وَ لَكِنْ فِی قُرَیْشٍ نَفَرٌ یُفَرَّقُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ ذَكَرَ لَهُ قَوْماً وَ أَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ وَ كِسْوَةٍ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ یَرْكَبَ عَلَی بِغَالِ الْبَرِیدِ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُحِبُّ فَأَجَابَهُ إِلَی ذَلِكَ وَ قَالَ لِی شَیِّعْهُ فَشَیَّعْتُهُ إِلَی بَعْضِ الطَّرِیقِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَطَوَّلَ عَلَیَّ بِالْعُوذَةِ فَقَالَ مُنِعْنَا أَنْ نَدْفَعَ عُوَذَنَا وَ تَسْبِیحَنَا إِلَی كُلِّ أَحَدٍ وَ لَكِنْ لَكَ عَلَیَّ حَقُّ الصُّحْبَةِ وَ الْخِدْمَةِ فَاحْتَفِظْ بِهَا فَكَتَبْتُهَا فِی دَفْتَرٍ وَ شَدَدْتُهَا فِی مِنْدِیلٍ فِی كُمِّی فَمَا دَخَلْتُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا ضَحِكَ إِلَیَّ وَ قَضَی حَوَائِجِی وَ لَا سَافَرْتُ إِلَّا كَانَتْ حِرْزاً وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ وَ لَا وَقَعْتُ فِی شِدَّةٍ إِلَّا دَعَوْتُ بِهَا فَفُرِّجَ عَنِّی ثُمَّ ذَكَرَهَا یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ رُبَّمَا كَانَ هَذَا الْحَدِیثُ عَنِ الْكَاظِمِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِأَنَّهُ كَانَ مَحْبُوساً عِنْدَ الرَّشِیدِ لَكِنَّنِی ذَكَرْتُ هَذَا كَمَا وَجَدْتُهُ الدُّعَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ أَعَزَّ جُنْدَهُ وَ هَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ
ص: 350
الْعالَمِینَ أَمْسَیْتُ وَ أَصْبَحْتُ فِی حِمَی اللَّهِ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ ذِمَّتِهِ الَّتِی لَا تُرَامُ وَ لَا تُخْفَرُ وَ فِی عِزِّهِ الَّذِی لَا یَذِلُّ وَ لَا یُقْهَرُ وَ فِی حِزْبِهِ الَّذِی لَا یُغْلَبُ وَ فِی جُنْدِهِ الَّذِی لَا یُهْزَمُ وَ حَرِیمِهِ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ بِاللَّهِ اسْتَجَرْتُ وَ بِاللَّهِ أَصْبَحْتُ (1) وَ بِاللَّهِ اسْتَنْجَحْتُ وَ تَعَزَّزْتُ وَ تَعَوَّذْتُ وَ انْتَصَرْتُ وَ تَقَوَّیْتُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ قَوِیتُ عَلَی أَعْدَائِی وَ بِجَلَالِ اللَّهِ وَ كِبْرِیَائِهِ ظَهَرْتُ عَلَیْهِمْ وَ قَهَرْتُهُمْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ اسْتَعَنْتُ عَلَیْهِمْ بِاللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلَجَتْ حُجَّةُ اللَّهِ وَ غَلَبَتْ كَلِمَةُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ الْفَاسِقِینَ وَ جُنُودِ إِبْلِیسَ أَجْمَعِینَ لَنْ یَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذیً وَ إِنْ یُقاتِلُوكُمْ یُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا یُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ ما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِیلًا لا یُقاتِلُونَكُمْ جَمِیعاً إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُمْ بِالْحِفْظِ الْمَحْفُوظِ فَمَا اسْطَاعُوا
أَنْ یُظْهِرُوهُ وَ مَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً آوَیْتُ إِلَی رُكْنٍ شَدِیدٍ وَ الْتَجَأْتُ إِلَی كَهْفٍ رَفِیعٍ (2) وَ تَمَسَّكْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِینِ وَ تَدَرَّعْتُ بِدِرْعِ اللَّهِ الْحَصِینَةِ وَ تَدَرَّقْتُ بِدَرَقَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ تَعَوَّذْتُ بِعُوذَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ تَخَتَّمْتُ بِخَاتَمِهِ فَأَنَا حَیْثُمَا سَلَكْتُ آمِنٌ مُطْمَئِنٌّ وَ عِدَایَ فِی الْأَهْوَالِ حَیْرَانُ قَدْ حُفَّ بِالْمِهَانَةِ وَ أُلْبِسَ الذُّلَّ وَ قَنِعَ بِالصَّغَارِ ضَرَبْتُ عَلَی نَفْسِی سُرَادِقَ الْحِیَاطَةِ وَ لَبِسْتُ دِرْعَ الْحِفْظِ وَ عَلِقْتُ عَلَی هَیْكَلِ الْهَیْبَةِ وَ تَتَوَّجْتُ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ وَ تَقَلَّدْتُ بِسَیْفِ الْعِزِّ الَّذِی لَا یُفَلُّ وَ خَفِیْتُ عَنْ أَعْیُنِ الْبَاغِینَ النَّاظِرِینَ وَ تَوَارَیْتُ عَنِ الظُّنُونِ وَ أَمِنْتُ عَلَی نَفْسِی وَ سَلِمْتُ مِنْ أَعْدَائِی بِجَلَالِ اللَّهِ فَهُمْ لِی خَاضِعُونَ وَ عَنِّی نَافِرُونَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَصُرَتْ أَیْدِیهِمْ عَنْ بُلُوغِی وَ عَمِیَتْ أَبْصَارُهُمْ عَنْ رُؤْیَتِی وَ خَرِسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَنْ ذِكْرِی وَ ذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ مَعْرِفَتِی وَ تَخَوَّفَتْ قُلُوبُهُمْ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ وَ نُفُوسُهُمْ مِنْ مَخَافَتِی بِاللَّهِ الَّذِی
ص: 351
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ.
یَا هُوَ یَا مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ افْلُلْ جُنُودَهُمْ وَ اكْسِرْ شَوْكَتَهُمْ وَ نَكِّسْ رُءُوسَهُمْ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِی خَاضِعِینَ وَ انْهَزَمَ جَیْشُهُمْ وَ وَلَّوْا مُدْبِرِینَ سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السَّاعَةُ أَدْهی وَ أَمَرُّ وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ عَلَوْتُ عَلَیْهِمْ بِعُلُوِّ اللَّهِ الَّذِی كَانَ یَعْلُو بِهِ عَلِیٌّ صَاحِبُ الْحُرُوبِ مُنَكِّسُ الرَّایَاتِ وَ مُبِیدُ الْأَقْرَانِ وَ تَعَوَّذْتُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَی وَ كَلِمَاتِهِ الْعُلْیَا وَ ظَهَرْتُ عَلَی أَعْدَائِی بِبَأْسٍ شَدِیدٍ وَ أَمْرٍ رَشِیدٍ وَ أَذْلَلْتُهُمْ وَ قَمَعْتُ رُءُوسَهُمْ وَ ظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِی خَاضِعِینَ فَخَابَ مَنْ نَاوَانِی وَ هَلَكَ مَنْ عَادَانِی وَ أَنَا الْمُؤَیَّدُ الْمَنْصُورُ وَ الْمُظَفَّرُ الْمُتَوَّجُ الْمَحْبُورُ وَ قَدْ لَزِمْتُ كَلِمَةَ التَّقْوَی وَ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ فَلَنْ یَضُرَّنِی كَیْدُ الْكَائِدِینَ وَ حَسَدُ الْحَاسِدِینَ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِینَ فَلَنْ یَرَانِی أَحَدٌ وَ لَنْ یُنْذِرَنِی أَحَدٌ قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّی وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً أَسْأَلُكَ یَا مُتَفَضِّلُ أَنْ تَفَضَّلَ عَلَیَّ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ عَلَی نَفْسِی وَ رُوحِی بِالسَّلَامَةِ مِنْ أَعْدَائِی وَ أَنْ تَحُولَ بَیْنِی وَ بَیْنَ شَرِّهِمْ بِالْمَلَائِكَةِ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ وَ أَیِّدْنِی بِالْجُنْدِ الْكَثِیفَةِ وَ الْأَرْوَاحِ الْعَظِیمَةِ الْمُطِیعَةِ فَیُجِیبُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَ یَقْذِفُونَهُمْ بِالْحَجَرِ الدَّامِغِ وَ یَضْرِبُونَهُمْ بِالسَّیْفِ الْقَاطِعِ وَ یَرْمُونَهُمْ بِالشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ الْحَرِیقِ الْمُلْتَهِبِ وَ الشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ وَ یُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ قَذَفْتُهُمْ وَ زَجَرْتُهُمْ بِفَضْلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِ طه وَ یس وَ الذَّارِیاتِ وَ الطَّوَاسِینِ وَ تَنْزِیلِ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ الْحَوَامِیمِ وَ بِ كهیعص وَ بِكَافٍ كُفِیتُ وَ بِهَاءٍ هُدِیْتُ وَ بِیَاءٍ یُسِّرَ لِی وَ بِعَیْنٍ عَلَوْتُ وَ بِصَادٍ صَدَّقْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ بِ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ وَ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ بِ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ إِنَّ عَذابَ
ص: 352
رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ فَ وَلَّوْا مُدْبِرِینَ وَ عَلَی أَعْقَابِهِمْ نَاكِصِینَ وَ فِی دِیَارِهِمْ خَائِفِینَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَ بَطَلَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِینَ وَ أُلْقِیَ السَّحَرَةُ ساجِدِینَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ
أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِ مَا عِنْدَكَ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِی وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُطِلُّ عَلَیَّ یَمْنَعُكُمْ مِنِّی وَ یَمْنَعُ الشَّیْطَانَ الرَّجِیمَ یَا مَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً احْجُزْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی حَتَّی لَا یَصِلُوا إِلَیَّ بِسُوءٍ سَتَرْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ بِسِتْرِ اللَّهِ الَّذِی یُسْتَتَرُ بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَنْ كَانَ فِی سِتْرِ اللَّهِ كَانَ مَحْفُوظاً حَسْبِیَ الَّذِی یَكْفِی مَا لَا یَكْفِی أَحَدٌ سِوَاهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَیَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ الَّذِی لَا یَهْتِكُهُ الرِّیَاحُ وَ لَا تَخْرِقُهُ الرِّمَاحُ وَ اكْفِنِی شَرَّ مَا أَخَافُهُ بِرُوحِ قُدْسِكَ الَّذِی مَنْ أَلْقَیْتَهُ عَلَیْهِ كَانَ مَسْتُوراً عَنْ عُیُونِ النَّاظِرِینَ وَ كَبِیراً فِی صُدُورِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ وَ وَفِّقْ لِی بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ كَلِمَاتِكَ الْعُلْیَا صَلَاحِی فِی جَمِیعِ مَا أُؤَمِّلُهُ مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ قُلُوبِهِمْ وَ شَرَّ مَا یُضْمِرُونَ إِلَی خَیْرِ مَا لَا یَمْلِكُهُ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلَایَ وَ مَلَاذِی فَبِكَ أَلُوذُ وَ أَنْتَ مَعَاذِی فَبِكَ أَعُوذُ یَا مَنْ دَانَ لَهُ رِقَابُ الْجَبَابِرَةِ وَ خَضَعَتْ لَهُ عَمَالِیقُ الْفَرَاعِنَةِ أَجِرْنِی اللَّهُمَّ مِنْ خِزْیِكَ وَ كَشْفِ سِتْرِكَ وَ نِسْیَانِ ذِكْرِكَ وَ الْإِضْرَابِ عَنْ شُكْرِكَ أَنَا فِی كَنَفِكَ لَیْلِی وَ نَهَارِی
ص: 353
وَ نَوْمِی وَ قَرَارِی وَ انْتِبَاهِی وَ انْتِشَارِی ذِكْرُكَ شِعَارِی وَ ثَنَاؤُكَ دِثَارِی اللَّهُمَّ إِنَّ خَوْفِی أَمْسَی وَ أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِكَ وَ بِأَمَانِكَ مِنْ خَوْفِكَ وَ سُوءِ عَذَابِكَ وَ اضْرِبْ عَلَیَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ وَ ارْزُقْنِی حِفْظَ عِنَایَتِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ آمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).
أقول:(2).
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ علیهما السلام عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ عَمِّ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّدُوقِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ وَ أَخْبَرَنِی جَدِّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمُ السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَاذِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَعْمَرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَائِنِیُّ جَمِیعاً عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ حَدَّثَتْنِی حَكِیمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیه السلام قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام أَتَیْتُ زَوْجَتَهُ أُمَّ عِیسَی بِنْتَ الْمَأْمُونِ فَعَزَّیْتُهَا فَوَجَدْتُهَا شَدِیدَ الْحُزْنِ وَ الْجَزَعِ عَلَیْهِ تَقْتُلُ نَفْسَهَا بِالْبُكَاءِ وَ الْعَوِیلِ فَخِفْتُ عَلَیْهَا أَنْ تَتَصَدَّعَ مَرَارَتُهَا فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی حَدِیثِهِ وَ كَرَمِهِ وَ وَصْفِ خُلُقِهِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الشَّرَفِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ مَنَحَهُ مِنَ الْعِزِّ وَ الْكَرَامَةِ إِذْ قَالَتْ أُمُّ عِیسَی أَ لَا أُخْبِرُكِ عَنْهُ بِشَیْ ءٍ عَجِیبٍ وَ أَمْرٍ جَلِیلٍ فَوْقَ الْوَصْفِ وَ الْمِقْدَارِ قُلْتُ وَ مَا ذَاكِ قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَیْهِ كَثِیراً وَ أُرَاقِبُهُ أَبَداً وَ رُبَّمَا یُسْمِعُنِی الْكَلَامَ فَأَشْكُو ذَلِكِ إِلَی أَبِی فَیَقُولُ یَا بُنَیَّةِ احْتَمِلِیهِ فَإِنَّهُ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
ص: 354
فَبَیْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ دَخَلَتْ عَلَیَّ جَارِیَةٌ فَسَلَّمَتْ عَلَیَّ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا جَارِیَةٌ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ أَنَا زَوْجَةُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام زَوْجِكِ فَدَخَلَنِی مِنَ الْغَیْرَةِ مَا لَا أَقْدِرُ عَلَی احْتِمَالِ ذَلِكِ وَ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ وَ أَسِیحَ فِی الْبِلَادِ وَ كَانَ الشَّیْطَانُ یَحْمِلُنِی عَلَی الْإِسَاءَةِ إِلَیْهَا فَكَظَمْتُ غَیْظِی وَ أَحْسَنْتُ رِفْدَهَا وَ كِسْوَتَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِی الْمَرْأَةُ نَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی وَ أَخْبَرْتُهُ بِالْخَبَرِ وَ كَانَ سَكْرَانَ لَا یَعْقِلُ فَقَالَ یَا غُلَامُ عَلَیَّ بِالسَّیْفِ فَأُتِیَ بِهِ فَرَكِبَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكَ قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَا ذَا صَنَعْتُ بِنَفْسِی وَ بِزَوْجِی وَ جَعَلْتُ أَلْطِمُ حُرَّ وَجْهِی (1)
فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَالِدِی وَ مَا زَالَ یَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی قَطَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ خَرَجْتُ هَارِبَةً مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ أَرْقُدْ لَیْلَتِی فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَتَیْتُ أَبِی فَقُلْتُ أَ تَدْرِی مَا صَنَعْتَ الْبَارِحَةَ قَالَ وَ مَا صَنَعْتُ قُلْتُ قَتَلْتَ ابْنَ الرِّضَا فَبَرَقَ عَیْنُهُ وَ غُشِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ حِینٍ وَ قَالَ وَیْلَكِ مَا تَقُولِینَ قُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ یَا أَبَتِ دَخَلْتَ عَلَیْهِ وَ لَمْ تَزَلْ تَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی قَتَلْتَهُ فَاضْطَرَبَ مِنْ ذَلِكَ اضْطِرَاباً شَدِیداً وَ قَالَ عَلَیَّ بِیَاسِرٍ الْخَادِمِ فَجَاءَ یَاسِرٌ فَنَظَرَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ وَ قَالَ وَیْلَكَ مَا هَذَا الَّذِی تَقُولُ هَذِهِ ابْنَتِی قَالَ صَدَقَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی صَدْرِهِ وَ خَدِّهِ وَ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هَلَكْنَا بِاللَّهِ وَ عَطِبْنَا وَ افْتَضَحْنَا إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ وَیْلَكَ یَا یَاسِرُ فَانْظُرْ مَا الْخَبَرُ وَ الْقِصَّةُ عَنْهُ وَ عَجِّلْ عَلَیَّ بِالْخَبَرِ فَإِنَّ نَفْسِی تَكَادُ أَنْ تَخْرُجَ السَّاعَةَ فَخَرَجَ یَاسِرٌ وَ أَنَا أَلْطِمُ حُرَّ وَجْهِی فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رَجَعَ یَاسِرٌ فَقَالَ الْبُشْرَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَكَ الْبُشْرَی فَمَا عِنْدَكَ قَالَ یَاسِرٌ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ دُوَّاجٌ (2) وَ هُوَ یَسْتَاكُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِی قَمِیصَكَ هَذَا أُصَلِّی فِیهِ وَ أَتَبَرَّكُ بِهِ وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ
ص: 355
إِلَیْهِ وَ إِلَی جَسَدِهِ هَلْ بِهِ أَثَرُ السَّیْفِ فَوَ اللَّهِ كَأَنَّهُ الْعَاجُ الَّذِی مَسَّهُ صُفْرَةٌ مَا بِهِ أَثَرٌ فَبَكَی الْمَأْمُونُ طَوِیلًا وَ قَالَ مَا بَقِیَ مَعَ هَذَا شَیْ ءٌ إِنَّ هَذَا لَعِبْرَةٌ لِلْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ قَالَ یَا یَاسِرُ أَمَّا رُكُوبِی إِلَیْهِ وَ أَخْذِیَ السَّیْفَ وَ دُخُولِی عَلَیْهِ فَإِنِّی ذَاكِرٌ لَهُ وَ خُرُوجِی عَنْهُ فَلَا أَذْكُرُ شَیْئاً غَیْرَهُ وَ لَا أَذْكُرُ أَیْضاً انْصِرَافِی إِلَی مَجْلِسِی فَكَیْفَ كَانَ أَمْرِی وَ ذَهَابِی إِلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی هَذِهِ الِابْنَةِ لَعْناً وَبِیلًا تَقَدَّمْ إِلَیْهَا وَ قُلْ لَهَا یَقُولُ لَكِ أَبُوكِ وَ اللَّهِ لَئِنْ جِئْتِنِی بَعْدَ هَذَا الْیَوْمِ وَ شَكَوْتِ مِنْهُ أَوْ خَرَجْتِ بِغَیْرِ إِذْنِهِ لَأَنْتَقِمَنَّ لَهُ مِنْكِ ثُمَّ سِرْ إِلَی ابْنِ الرِّضَا وَ أَبْلِغْهُ عَنِّی السَّلَامَ وَ احْمِلْ إِلَیْهِ عِشْرِینَ أَلْفَ دِینَارٍ وَ قَدِّمْ إِلَیْهِ الشِّهْرِیَ (1)
الَّذِی رَكِبْتُهُ الْبَارِحَةَ ثُمَّ أْمُرْ بَعْدَ ذَلِكَ الْهَاشِمِیِّینَ أَنْ یَدْخُلُوا عَلَیْهِ بِالسَّلَامِ وَ یُسَلِّمُوا عَلَیْهِ قَالَ یَاسِرٌ فَأَمَرْتُ لَهُمْ بِذَلِكَ وَ دَخَلْتُ أَنَا أَیْضاً مَعَهُمْ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ أَبْلَغْتُ التَّسْلِیمَ وَ وَضَعْتُ الْمَالَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ عَرَضْتُ الشِّهْرِیَّ عَلَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ سَاعَةً ثُمَّ تَبَسَّمَ فَقَالَ یَا یَاسِرُ هَكَذَا كَانَ الْعَهْدُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ أَبِی وَ بَیْنَهُ حَتَّی یَهْجُمَ عَلَیَّ بِالسَّیْفِ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ لِی نَاصِراً وَ حَاجِزاً یَحْجُزُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَعْ عَنْكَ هَذَا الْعِتَابَ وَ اللَّهِ وَ حَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا كَانَ یَعْقِلُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِ وَ مَا عَلِمَ أَیْنَ هُوَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ وَ قَدْ نَذَرَ لِلَّهِ نَذْراً صَادِقاً وَ حَلَفَ أَنْ لَا یُسْكِرَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ حَبَائِلِ الشَّیْطَانِ فَإِذَا أَنْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَیْتَهُ فَلَا تَذْكُرْ لَهُ شَیْئاً وَ لَا تُعَاتِبْهُ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ علیه السلام هَكَذَا كَانَ عَزْمِی وَ رَأْیِی وَ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِثِیَابِهِ وَ لَبِسَ وَ نَهَضَ وَ قَامَ مَعَهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی الْمَأْمُونِ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَیْهِ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ رَحَّبَ بِهِ وَ لَمْ یَأْذَنْ لِأَحَدٍ فِی الدُّخُولِ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَزَلْ یُحَدِّثُهُ وَ یُسَامِرُهُ فَلَمَّا انْقَضَی ذَلِكَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ قَالَ لَكَ عِنْدِی نَصِیحَةٌ فَاقْبَلْهَا قَالَ الْمَأْمُونُ بِالْحَمْدِ وَ الشُّكْرِ فَمَا ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أُحِبُّ لَكَ أَنْ لَا تَخْرُجَ بِاللَّیْلِ فَإِنِّی لَا آمَنُ عَلَیْكَ
ص: 356
هَذَا الْخَلْقَ الْمَنْكُوسَ وَ عِنْدِی عَقْدٌ تُحَصِّنُ بِهِ نَفْسَكَ وَ تَحْتَرِزُ بِهِ مِنَ الشُّرُورِ وَ الْبَلَایَا وَ الْمَكَارِهِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كَمَا أَنْقَذَنِیَ اللَّهُ مِنْكَ الْبَارِحَةَ وَ لَوْ لَقِیتَ بِهِ جُیُوشَ الرُّومِ وَ التُّرْكِ وَ اجْتَمَعَ عَلَیْكَ وَ عَلَی غَلَبَتِكَ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِیعاً مَا تَهَیَّأَ لَهُمْ مِنْكَ شَیْ ءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ الْجَبَّارِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ بَعَثْتُ بِهِ إِلَیْكَ لِتَحْتَرِزَ بِهِ مِنْ جَمِیعِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ قَالَ نَعَمْ فَاكْتُبْ ذَلِكَ بِخَطِّكَ وَ ابْعَثْهُ إِلَیَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَاسِرٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعَثَ إِلَیَّ فَدَعَانِی فَلَمَّا سِرْتُ إِلَیْهِ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ دَعَا بِرَقِّ ظَبْیٍ مِنْ أَرْضِ تِهَامَةَ ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ هَذَا الْعَقْدَ قَالَ یَا یَاسِرُ احْمِلْ هَذَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قُلْ حَتَّی یُسَاقَ لَهُ قَصَبَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مَنْقُوشٌ عَلَیْهَا مَا أَذْكُرُهُ بَعْدَهُ فَإِذَا أَرَادَ شَدَّهُ عَلَی عَضُدِهِ فَلْیَشُدَّهُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ لْیَتَوَضَّأْ وُضُوءاً حَسَناً سَابِغاً وَ لْیُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ شَهِدَ اللَّهُ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ اللَّیْلِ إِذَا یَغْشَی وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا فَلْیَشُدَّهُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ النَّوَائِبِ یَسْلَمُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ یَخَافُهُ وَ یَحْذَرُهُ وَ یَنْبَغِی أَنْ لَا یَكُونَ طُلُوعُ الْقَمَرِ فِی بُرْجِ الْعَقْرَبِ وَ لَوْ أَنَّهُ غَزَا أَهْلَ الرُّومِ وَ مَلِكَهُمْ لَغَلَبَهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بَرَكَةِ هَذَا الْحِرْزِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ الْمَأْمُونُ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ أَمْرِ هَذَا الْحِرْزِ هَذِهِ الصِّفَاتِ كُلَّهَا غَزَا أَهْلَ الرُّومِ فَنَصَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ وَ مَنَحَ مِنْهُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَمْ یُفَارِقْ هَذَا الْحِرْزَ عِنْدَ كُلِّ غَزَاةٍ وَ مُحَارَبَةٍ وَ كَانَ یَنْصُرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِفَضْلِهِ وَ یَرْزُقُهُ الْفَتْحَ بِمَشِیَّتِهِ إِنَّهُ وَلِیُّ ذَلِكَ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ (1)
الْحِرْزُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ إِلَی آخِرِهَا أَ لَمْ تَرَ
ص: 357
أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ یُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْمَلِكُ الدَّیَّانُ (1)
یَوْمَ الدِّینِ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ بِلَا مُغَالَبَةٍ وَ تُعْطِی مَنْ تَشَاءُ بِلَا مَنٍّ وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ
تَحْكُمُ مَا تُرِیدُ وَ تُدَاوِلُ الْأَیَّامَ بَیْنَ النَّاسِ وَ تُرْكِبُهُمْ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ السَّرَائِرِ السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ النَّضِیرِ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِیَةِ وَ الْعَرْشِ الَّذِی لَا یَتَحَرَّكُ وَ أَسْأَلُكَ بِالْعَیْنِ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ بِالْحَیَاةِ الَّتِی لَا تَمُوتُ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی لَا یُطْفَأُ وَ بِالاسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ وَ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی هُوَ مُحِیطٌ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبُحُورُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ بِالاسْمِ الَّذِی قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِیُّ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْعَرْشِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْعِزَّةِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَ بِاسْمِكَ الْعَزِیزِ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُقَدَّسَاتِ الْمُكَرَّمَاتِ الْمَخْزُونَاتِ (2)
فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِكَ خَیْراً مِمَّا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مَا لَا أَحْذَرُ یَا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ یَوْمَ حُنَیْنٍ وَ یَا صَاحِبَ عَلِیٍّ یَوْمَ صِفِّینَ أَنْتَ یَا رَبِّ مُبِیرُ الْجَبَّارِینَ وَ قَاصِمُ الْمُتَكَبِّرِینَ أَسْأَلُكَ بِحَقِ طه وَ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ الْفُرْقَانِ الْحَكِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَشُدَّ بِهِ عَضُدَ صَاحِبِ هَذَا الْعَقْدِ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ عَدُوٍّ شَدِیدٍ وَ عَدُوٍّ مُنْكَرِ الْأَخْلَاقِ وَ اجْعَلْهُ مِمَّنْ أَسْلَمَ إِلَیْكَ نَفْسَهُ وَ فَوَّضَ إِلَیْكَ أَمْرَهُ وَ أَلْجَأَ إِلَیْكَ ظَهْرَهُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی ذَكَرْتَهَا وَ قَرَأْتَهَا وَ أَنْتَ أَعْرَفُ بِحَقِّهَا مِنِّی
ص: 358
وَ أَسْأَلُكَ یَا ذَا الْمَنِّ الْعَظِیمِ وَ الْجُودِ الْكَرِیمِ وَلِیَّ الدَّعَوَاتِ الْمُسْتَجَابَاتِ وَ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ وَ الْأَسْمَاءِ النَّافِذَاتِ وَ أَسْأَلُكَ یَا نُورَ النَّهَارِ وَ یَا نُورَ اللَّیْلِ وَ نُورَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ نُورَ النُّورِ وَ نُوراً یُضِی ءُ بِهِ كُلُّ نُورٍ یَا عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ كُلِّهَا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ وَ الْجِبَالِ: وَ أَسْأَلُكَ یَا مَنْ لَا یَفْنَی وَ لَا یَبِیدُ وَ لَا یَزُولُ وَ لَا لَهُ شَیْ ءٌ مَوْصُوفٌ وَ لَا إِلَیْهِ حَدٌّ مَنْسُوبٌ وَ لَا مَعَهُ إِلَهٌ وَ لَا إِلَهَ سِوَاهُ وَ لَا لَهُ فِی مُلْكِهِ شَرِیكٌ وَ لَا تُضَافُ الْعِزَّةُ إِلَّا إِلَیْهِ وَ لَمْ یَزَلْ بِالْعُلُومِ عَالِماً وَ عَلَی الْعُلُومِ وَاقِفاً وَ لِلْأُمُورِ نَاظِماً وَ بِالْكَیْنُونِیَّةِ عَالِماً وَ لِلتَّدْبِیرِ مُحْكِماً وَ بِالْخَلْقِ بَصِیراً وَ بِالْأُمُورِ خَبِیراً أَنْتَ الَّذِی خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْوَاتُ وَ ضَلَّتْ فِیكَ الْأَوْهَامُ (1)
وَ ضَاقَتْ دُونَكَ الْأَسْبَابُ وَ مَلَأَ كُلَّ شَیْ ءٍ نُورُكَ وَ وَجِلَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْكَ وَ هَرَبَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلَ كُلُّ شَیْ ءٍ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ الرَّبِیعُ فِی جَلَالِكَ وَ أَنْتَ الْبَهِیُّ فِی جَمَالِكَ وَ أَنْتَ الْعَظِیمُ فِی قُدْرَتِكَ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُدْرِكُكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ الْعَظِیمُ وَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ قَاضِی الْحَاجَاتِ مُفَرِّجُ الْكُرُبَاتِ وَلِیُّ النَّقِمَاتِ (2)
یَا مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِی دُنُوِّهِ عَالٍ وَ فِی إِشْرَاقِهِ مُنِیرٌ وَ فِی سُلْطَانِهِ قَوِیٌّ وَ فِی مُلْكِهِ عَزِیزٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْرُسْ صَاحِبَ هَذَا الْعَقْدِ وَ هَذَا الْحِرْزِ وَ هَذَا الْكِتَابِ بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْهُ (3)
بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ ارْحَمْهُ بِقُدْرَتِكَ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ مَرْزُوقُكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ الَّذِی لَا صَاحِبَةَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ بِسْمِ اللَّهِ قَوِیِّ الشَّأْنِ عَظِیمِ الْبُرْهَانِ شَدِیدِ السُّلْطَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ أَشْهَدُ أَنَّ نُوحاً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ
خَلِیلُ اللَّهِ وَ أَنَّ مُوسَی كَلِیمُ اللَّهِ وَ نَجِیُّهُ وَ أَنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ (4)
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمُ النَّبِیِّینَ لَا نَبِیَّ بَعْدَهُ
ص: 359
وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّاعَةِ الَّتِی یُؤْتَی فِیهَا بِإِبْلِیسَ اللَّعِینِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَقُولُ اللَّعِینُ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ اللَّهِ مَا أَنَا مُهَیِّجُ مَرَدَةٍ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْقَاهِرُ(1) وَ هُوَ الْغَالِبُ لَهُ الْقُدْرَةُ السَّابِقَةُ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ كُلِّهَا وَ صِفَاتِهَا وَ صُورَتِهَا وَ هِیَ
سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی خَلَقَ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِیَّ وَ اسْتَوَی عَلَیْهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنْ صَاحِبِ كِتَابِی هَذَا كُلَّ سُوءٍ وَ مَحْذُورٍ فَهُوَ عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ أَنْتَ مَوْلَاهُ فَقِهِ اللَّهُمَّ یَا رَبِّ ادْفَعْ عَنْهُ الْأَسْوَاءَ كُلَّهَا وَ اقْمَعْ عَنْهُ أَبْصَارَ الظَّالِمِینَ وَ أَلْسِنَةَ الْمُعَانِدِینَ وَ الْمُرِیدِینَ لَهُ السُّوءَ وَ الضَّرَّ وَ ادْفَعْ عَنْهُ كُلَّ مَحْذُورٍ وَ مَخُوفٍ وَ أَیُّ عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ أَوْ سُلْطَانٍ مَارِدٍ أَوْ شَیْطَانٍ أَوْ شَیْطَانَةٍ أَوْ جِنِّیٍّ أَوْ جِنِّیَّةٍ أَوْ غُولٍ أَوْ غُولَةٍ أَرَادَ صَاحِبَ كِتَابِی هَذَا بِظُلْمٍ أَوْ ضَرٍّ أَوْ مَكْرٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ كَیْدٍ أَوْ خَدِیعَةٍ أَوْ نِكَایَةٍ أَوْ سِعَایَةٍ أَوْ فَسَادٍ أَوْ غَرَقٍ أَوِ اصْطِلَامٍ أَوْ عَطَبٍ أَوْ مُغَالَبَةٍ أَوْ غَدْرٍ أَوْ قَهْرٍ أَوْ هَتْكِ سِتْرٍ أَوِ اقْتِدَارٍ أَوْ آفَةٍ أَوْ عَاهَةٍ أَوْ قَتْلٍ أَوْ حَرَقٍ أَوِ انْتِقَامٍ أَوْ قَطْعٍ أَوْ سِحْرٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ سَقَمٍ أَوْ بَرَصٍ أَوْ جُذَامٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ فَاقَةٍ أَوْ آعَةٍ أَوْ سَغَبٍ أَوْ عَطَشٍ أَوْ وَسْوَسَةٍ أَوْ نَقْصٍ فِی دِینٍ أَوْ مَعِیشَةٍ فَاكْفِنِیهِ بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ إِنَّكَ عَلی كُلِ
ص: 360
شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فَأَمَّا مَا یُنْقَشُ عَلَی هَذِهِ الْقَصَبَةِ مِنْ فِضَّةٍ غَیْرِ مَغْشُوشَةٍ یَا مَشْهُوراً فِی السَّمَاوَاتِ یَا مَشْهُوراً فِی الْأَرَضِینَ یَا مَشْهُوراً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ جَهَدَتِ الْجَبَابِرَةُ وَ الْمُلُوكُ عَلَی إِطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ فَأَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَكَ وَ یَبُوحَ بِذِكْرِكَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ رَأَیْتُ فِی نُسْخَةٍ وَ أَبَیْتَ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَكَ أَقُولُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَأَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَكَ لَعَلَّهُ نُورَكَ أَیُّهَا الِاسْمُ الْأَعْظَمُ الْمَكْتُوبُ فِی هَذَا الْحِرْزِ بِصُورَةِ الطِّلِسْمِ وَ وَجَدْتُ فِی الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ كِتَابِ الْوَاحِدِ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ یَا مَشْهُوراً فِی السَّمَاوَاتِ إِلَی آخِرِهِ هُوَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
حِرْزٌ آخَرُ لِلتَّقِیِّ علیه السلام بِغَیْرِ تِلْكَ الرِّوَایَةِ: یَا نُورُ یَا بُرْهَانُ یَا مُبِینُ یَا مُنِیرُ یَا رَبِّ اكْفِنِی الشُّرُورَ وَ آفَاتِ الدُّهُورِ وَ أَسْأَلُكَ النَّجَاةَ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ(1).
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِمَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّقِیِّ علیه السلام عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ جَدُّهُ عَنْ أَبِیهِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ قَالَ وَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ: أَنَ
ص: 361
أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهما السلام كَتَبَ هَذِهِ الْعُوذَةَ لِابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ صَبِیٌّ فِی الْمَهْدِ وَ كَانَ یُعَوِّذُهُ بِهَا وَ یَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِهَا الْحِرْزُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَیْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ مَا یَسْكُنُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ أَوْلِیَائِكَ وَ خُصَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ أَجْمَعِینَ بِأَتَمِّ ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُومِنُ بِاللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِیرُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ مَنَعَتِهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ رَجِلِهِمْ وَ خَیْلِهِمْ وَ رَكْضِهِمْ وَ عَطْفِهِمْ وَ رَجْعَتِهِمْ وَ كَیْدِهِمْ وَ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ مَا یَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّیْلِ وَ تَحْتَ النَّهَارِ مِنَ الْقُرْبِ وَ الْبُعْدِ وَ مِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَ الْحَاضِرِ وَ الشَّاهِدِ وَ الزَّائِرِ أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً أَعْمَی وَ بَصِیراً وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْ شَرِّ نَفْسٍ وَ وَسْوَسَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ الدَّنَاهِشِ وَ الْحِسِّ وَ اللَّمْسِ وَ اللَّبْسِ وَ مِنْ عَیْنِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی اهْتَزَّ بِهِ عَرْشُ بِلْقِیسَ وَ أُعِیذُ دِینِی وَ نَفْسِی وَ جَمِیعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَایَتِی مِنْ شَرِّ كُلِّ صُورَةٍ أَوْ خَیَالٍ أَوْ بَیَاضٍ أَوْ سَوَادٍ أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ مُعَاهَدٍ أَوْ غَیْرِ مُعَاهَدٍ مِمَّنْ یَسْكُنُ الْهَوَاءَ وَ السَّحَابَ وَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ وَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ وَ الْبَرَّ وَ الْبُحُورَ وَ السَّهْلَ وَ الْوُعُورَ وَ الْخَرَابَ وَ الْعُمْرَانَ وَ الْآكَامَ وَ الْآجَامَ وَ الغِیَاضَ وَ الْكَنَائِسَ وَ النَّوَاوِیسَ وَ الْفَلَوَاتِ وَ الْجَبَّانَاتِ وَ مِنْ شَرِّ الصَّادِرِینَ وَ الْوَارِدِینَ مِمَّنْ یَبْدُو بِاللَّیْلِ وَ یَسْتَتِرُ بِالنَّهَارِ وَ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْمُرِیبِینَ وَ الْأَسَامِرَةِ وَ الْأَفَاتِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ وَ الْأَبَالِسَةِ وَ مِنْ
ص: 362
جُنُودِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ وَ مِنْ هَمْزِهِمْ وَ لَمْزِهِمْ وَ نَفْثِهِمْ وَ وِقَاعِهِمْ وَ أَخْذِهِمْ وَ سِحْرِهِمْ وَ ضَرْبِهِمْ وَ عَیْثِهِمْ وَ لَمْحِهِمْ وَ احْتِیَالِهِمْ وَ اخْتِلَافِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَ الْغِیلَانِ وَ أُمِّ الصِّبْیَانِ وَ مَا وَلَدُوا وَ مَا وَرَدُوا وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ دَاخِلٍ وَ خَارِجٍ وَ عَارِضٍ وَ مُتَعَرِّضٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ ضَرَبَانِ عِرْقٍ وَ صُدَاعٍ وَ شَقِیقَةٍ وَ أُمِّ مِلْدَمٍ وَ الْحُمَّی وَ الْمُثَلَّثَةِ وَ الرِّبْعِ
وَ الْغِبِّ وَ النَّافِضَةِ وَ الصَّالِبَةِ وَ الدَّاخِلَةِ وَ الْخَارِجَةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).
«2»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِیِّ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عَزِیزَ الْعِزِّ فِی عِزِّهِ مَا أَعَزَّ عَزِیزَ الْعِزِّ فِی عِزِّهِ یَا عَزِیزُ أَعِزَّنِی بِعِزِّكَ وَ أَیِّدْنِی بِنَصْرِكَ وَ ادْفَعْ عَنِّی هَمَزَاتِ الشَّیَاطِینِ وَ ادْفَعْ عَنِّی بِدَفْعِكَ وَ امْنَعْ عَنِّی بِصُنْعِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ خِیَارِ خَلْقِكَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا فَرْدُ یَا صَمَدُ(2).
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ احْتَجَبْتُ بِحِجَابِ اللَّهِ النُّورِ الَّذِی احْتَجَبَ بِهِ عَنِ الْعُیُونِ وَ أَحَطْتُ عَلَی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَیْهِ عِنَایَتِی بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ أَحْرَزْتُ نَفْسِی (3) [وَ] ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ كُلِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِاللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ
ص: 363
ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِیَ ما قَدَّمَتْ یَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَی الْهُدی فَلَنْ یَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).
«2»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ آخَرُ لِلْعَسْكَرِیِّ ع: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عُدَّتِی عِنْدَ شِدَّتِی وَ یَا غَوْثِی عِنْدَ كُرْبَتِی یَا مُونِسِی عِنْدَ وَحْدَتِی احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ (2).
ص: 364
«1»- مهج، [مهج الدعوات] حِرْزٌ لِمَوْلَانَا الْقَائِمِ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا مَالِكَ الرِّقَابِ وَ یَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ یَا مُفَتِّحَ الْأَبْوَابِ یَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ سَبِّبْ لَنَا سَبَباً لَا نَسْتَطِیعُ لَهُ طَلَباً بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ أَجْمَعِینَ (1).
«2»- د، [العدد القویة] قَالَ (2) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَأَنَّنِی بِالْقَائِمِ قَدْ عَبَرَ مِنْ وَادِی السَّلَامِ إِلَی مَسِیلِ السَّهْلَةِ عَلَی فَرَسٍ مِحْجَلٍ لَهُ شِمْرَاخٌ (3) یَزْهَرُ یَدْعُو وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً اللَّهُمَّ مُعِزَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَحِیدٍ وَ مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ أَنْتَ كَنَفِی حِینَ تُعْیِینِی الْمَذَاهِبُ وَ تَضِیقُ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِی وَ كُنْتَ غَنِیّاً عَنْ خَلْقِی وَ لَوْ لَا نَصْرُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِینَ یَا مُنْشِرَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَوَاضِعِهَا
ص: 365
وَ مُخْرِجَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَعَادِنِهَا وَ یَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرِّفْعَةِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ بِعِزِّهِ یَتَعَزَّزُونَ یَا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِیرَ(1) الْمَذَلَّةِ عَلَی أَعْنَاقِهَا فَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ خَائِفُونَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَطَرْتَ بِهِ خَلْقَكَ فَكُلٌّ لَهُ مُذْعِنُونَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِزَ لِی أَمْرِی وَ تُعَجِّلَ لِی فِی الْفَرَجِ وَ تَكْفِیَنِی وَ تُعَافِیَنِی وَ تَقْضِیَ حَوَائِجِی السَّاعَةَ السَّاعَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
باب 51 سائر الأحراز المرویة و العوذات المنقولة و ما یناسب هذا المعنی
أقول: و سیجی ء الحرز الیمانی و غیره فی باب أدعیة الفرج و غیر ذلك.
«1»- وَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: حِرْزٌ مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَ غَمٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُبُودِیَّةً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَوْلًا وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ذُخْراً یَبْقَی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَوْقاً شَوْقاً بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ وَ نِعْمَ النَّصِیرُ اللَّهُ
لَا یَأْتِی بِالْخَیْرَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ أَسْتَظْهِرُ بِاللَّهِ وَ أَسْتَعِینُ بِاللَّهِ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَّ وَ أْتُونِی مُسْلِمِینَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ لا یَضُرُّكُمْ
ص: 366
كَیْدُهُمْ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ یَبْسُطُوا إِلَیْكُمْ أَیْدِیَهُمْ فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ قُلْنا یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَیْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِینَ وَ زادَكُمْ فِی الْخَلْقِ بَصْطَةً لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِیًّا سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشی لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِینَ وَ یَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِیراً وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً یُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ رَبِ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی
ص: 367
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً فَتَعالَی اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَكُ فِی ضَیْقٍ مِمَّا یَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِی سُوءاً أَوْ مَكْرُوهاً فَاقْمَعْ رَأْسَهُ وَ اعْقِلْ لِسَانَهُ وَ أَلْجِمْ فَاهُ وَ رُدَّ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ وَ اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ اجْعَلْنِی مِنْهُ وَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا فِی حِمَاكَ فَإِنَّ حِمَاكَ عَزِیزٌ وَ جَارَكَ مَنِیعٌ وَ سُلْطَانَكَ قَاهِرٌ وَ أَمْرَكَ غَالِبٌ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ كَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لآِبَائِنَا
ص: 368
وَ لِأُمَّهَاتِنَا وَ لِذُرِّیَّاتِنَا وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ.
حِرْزٌ وَجَدْتُ بِخَطِّ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ: تَحَصَّنْتُ بِالْمَلِكِ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ اعْتَصَمْتُ بِذِی الْقُدْرَةِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ اسْتَعَنْتُ بِذِی الْآلَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَا یُشْبِهُهُ شَیْ ءٌ یَا كَافِیَ كُلِّ شَیْ ءٍ اكْفِنِی كُلَّ شَیْ ءٍ فَإِنَّكَ قَادِرٌ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ یَا خَفِیَّ اللُّطْفِ الْطُفْ بِی بِلُطْفِكَ الْخَفِیِّ یَا مَنْ یَكْفِی مِنْ خَلْقِهِ جَمِیعاً وَ لَا یَكْفِی مِنْهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ یَا أَحَدَ مَنْ لَا أَحَدَ لَهُ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا عَنْكَ أَغِثْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لَا یُحْصِیهِ غَیْرُهُ.
حِرْزٌ رَوَاهُ السَّیِّدُ الدَّامَادُ عَنْ مَشَایِخِهِ وَ أَسْلَافِهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الِاعْتِصَامُ بِالْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَوَاتُهُ عَلَی سَیِّدِنَا النَّبِیِّ الْكَرِیمِ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ.
حِرْزٌ حَارِزٌ: رَوَیْتُهُ فِیمَا رَوَیْتُهُ بِطُرُقِی وَ أَسَانِیدِی عَنْ مَشِیخَتِی وَ مَشَایِخِی وَ سُلَّافِی وَ أَسْلَافِی رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَیْهِمْ وَ نَوَّرَ ضَرَائِحَهُمْ وَ قَدَّسَ أَسْرَارَهُمْ أَوْدَعْتُ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ مَنْ مَعِی وَ مَا مَعِی فِی أَرْضٍ مُحَمَّدٌ سَقْفُهَا وَ عَلِیٌّ بَابُهَا وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیٌّ وَ مُحَمَّدٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ مُوسَی وَ عَلِیٌّ وَ مُحَمَّدٌّ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُجَّةُ الْمُنْتَظَرُ حِیطَانُهَا وَ الْمَلَائِكَةُ حُرَّاسُهَا وَ اللَّهُ مُحِیطٌ بِهَا وَ حَفِیظُهَا وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ.
حِرْزٌ آخَرُ قَرِیبٌ مِنَ الْأَوَّلِ رَوَاهُ السَّیِّدُ الْمَذْكُورُ أَیْضاً وَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ رَوَیْتُهُ عَنِ السَّیِّدِ الثِّقَةِ الثَّبْتِ الْمَرْكُونِ إِلَیْهِ فِی فِقْهِهِ الْمَأْمُونِ فِی حَدِیثِهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ الْعَامِلِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی قِرَاءَةً وَ سَمَاعاً وَ إِجَازَةً سَنَةَ 988 مِنَ الْهِجْرَةِ الْمُبَارَكَةِ النَّبَوِیَّةِ فِی مَشْهَدِ سَیِّدِنَا وَ مَوْلَانَا أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ تَسْلِیمَاتُهُ عَلَیْهِ بِسَنَابَادِ طُوسَ عَنْ زَیْنِ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِینَ زَیْنِ الدِّینِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ
ص: 369
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ جَمَالِ الدِّینِ بْنِ تَقِیِّ الدِّینِ صَالِحِ بْنِ شَرَفٍ الْعَامِلِیِّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَی دَرَجَتَهُ فِی أَعْلَی مَقَامَاتِ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ الصِّدِّیقِینَ: أَوْدَعْتُ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی فِی أَرْضٍ اللَّهُ سَقْفُهَا وَ مُحَمَّدٌ حِیطَانُهَا وَ عَلِیٌّ بَابُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ الْمَعْصُومُونَ وَ الْمَلَائِكَةُ حُرَّاسُهَا وَ اللَّهُ مُحِیطٌ بِهَا وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ.
حِرْزٌ آخَرُ مِمَّا نَقَلَهُ السَّیِّدُ الدَّامَادُ وَ رَوَاهُ عَنْ مَشَایِخِهِ وَ رَآهُ فِی الْمَنَامِ وَ عَرَضَهُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیْضاً: وَ مِنْ لَطَائِفِ مَا اخْتَلَسْتُهُ وَ اخْتَطَفْتُهُ مِنَ الْفُیُوضِ الرَّبَّانِیَّةِ وَ الْمِنَنِ السُبْحَانِیَّةِ بِجَزِیلِ فَیْضِهِ وَ سَیْبِهِ سُبْحَانَهُ وَ عَظِیمِ فَضْلِهِ وَ مَنِّهِ جَلَّ مَجْدُهُ وَ عَزَّ سُلْطَانُهُ حَیْثُ كُنْتُ بِمَدِینَةِ الْإِیمَانِ حَرَمِ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ قُمَّ الْمَحْرُوسَةِ صِینَتْ عَنْ دَوَاهِی الدَّهْرِ وَ نَوَائِبِ الْأَدْوَارِ فِی بَعْضِ أَیَّامِ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ لِعَامِ 1011 مِنَ الْمُهَاجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُقَدَّسَةِ النَّبَوِیَّةِ أَنَّهُ قَدْ غَشِیَتْنِی ذَاتَ یَوْمٍ مِنْ تِلْكَ الْأَیَّامِ فِی هَزِیعٍ (1)
بَقِیَ مِنَ النَّهَارِ سِنَةٌ شِبْهُ خَلْسَةٍ وَ أَنَا جَالِسٌ فِی تَعْقِیبِ صَلَاةِ الْعَصْرِ تَاجِهاً(2) تُجَاهَ الْقِبْلَةِ فَأُرِیتُ فِی سِنَتِی نُوراً شَعْشَعَانِیّاً عَلَی أُبَّهَةٍ ضَوْءَانِیَّةٍ فِی شِبْحِ هَیْكَلٍ إِنْسَانِیٍّ مُضْطَجِعٍ عَلَی یَمِینِهِ وَ آخَرَ كَذَلِكَ عَلَی هَیَابَةٍ عَظِیمَةٍ وَ مَهَابَةٍ كَبِیرَةٍ فِی بَهَاءِ ضَوْءٍ لَامِعٍ وَ جَلَالِ نُورٍ سَاطِعٍ جَالِساً مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِ الْمُضْطَجِعِ كَأَنِّی أَنَا دَارٍ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِی أَوْ أَنَّهُ أَدْرَانِی أَحَدٌ غَیْرِی أَنَّ الْمُضْطَجِعَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ تَسْلِیمَاتُهُ عَلَیْهِ وَ الْجَالِسَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ سَیِّدُنَا وَ شَفِیعُنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا جَاثٍ عَلَی رُكْبَتَیَّ وُجَاهَ الْمُضْطَجِعِ وَ قُبَالَتَهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ حِذَاءَ صَدْرِهِ فَأَرَاهُ عَلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ تَسْلِیمَاتُهُ مُتَهَشِّشاً مُتَبَشِّشاً مُتَبَسِّماً فِی وَجْهِی مُمِرّاً یَدَهُ الْمُبَارَكَةَ عَلَی جَبْهَتِی وَ خَدِّی وَ لِحْیَتِی كَأَنَّهُ مُسْتَبْشِرٌ مُتَبَشِّرٌ بِی مُنَفِّسٌ عَنِّی كُرْبَتِی جَابِرٌ
ص: 370
انْكِسَارَ قَلْبِی مُسْتَنْفِضٌ بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِی حُزْنِی وَ عَنْ خَلَدِی كَآبَتِی وَ إِذَا أَنَا عَارِضٌ عَلَیْهِ ذَلِكَ الْحِرْزَ عَلَی مَا هُوَ مَأْخُوذٌ سَمَاعِی وَ مَحْفُوظٌ جَنَانِی فَیَقُولُ لِی هَكَذَا اقْرَأْ أَوْ اقْرَأْ هَكَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامِی وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَوْقَ رَأْسِی وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ عَنْ یَمِینِی وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیٌّ وَ مُحَمَّدٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ مُوسَی وَ عَلِیٌّ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُجَّةُ الْمُنْتَظَرُ أَئِمَّتِی صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِمْ عَنْ شِمَالِی وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ حُذَیْفَةُ وَ عَمَّارٌ وَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُمْ مِنْ وَرَائِی وَ الْمَلَائِكَةُ علیهم السلام حَوْلِی وَ اللَّهُ رَبِّی تَعَالَی شَأْنُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ مُحِیطٌ بِی وَ حَافِظِی وَ حَفِیظِی وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ إِذْ قَدْ بَلَغَ بِیَ التَّمَامُ فَقَالَ علیه السلام لِی كَرِّرْ فَقَرَأَ وَ قَرَأْتُ عَلَیْهِ بِقِرَاءَتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَبْلِغْ وَ أَعَادَهُ عَلَیَّ فَعُدْتُ فِیهِ وَ هَكَذَا كُلَّمَا بَلَغْتُ مِنْهُ النِّهَایَةَ یُعِیدُهُ عَلَیَّ إِلَی حَیْثُ حَفِظْتُهُ وَ تَحَفَّظْتُهُ فَانْتَبَهْتُ مِنْ سِنَتِی مُتَلَهِّفاً لُهُوفاً عَلَیْهَا شَیِّقاً حَنُوناً إِلَیْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَقَدْ كَانَتْ هِیَ الْیَقَظَةُ الْحَقَّةُ وَ مَا لَدَی الْجَمَاهِیرِ یَقَظَةٌ فَهِیَ هَجْعَةٌ عِنْدَهَا وَ لَقَدْ كَانَتْ هِیَ الْحَیَاةَ الصِّرْفَةَ وَ مَا عِنْدَ الْأَقْوَامِ حَیَاةٌ فَهِیَ مَوْتَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَیْهَا وَ كَتَبَ الْأَحْرُفَ حِكَایَةً وَ عِبَارَةً عَنْهَا بِبَنَانِ یُمْنَاهُ الفَاقِرَةِ الدَّاثِرَةِ أَفْقَرُ الْمَرْبُوبِینَ وَ أَحْوَجُ الْمُفْتَاقِینَ إِلَی رَحْمَةِ رَبِّهِ الْحَمِیدِ الْغَنِیِّ- مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ یُدْعَی بَاقِرَ الدَّامَادَ الْحُسَیْنِیَّ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ فِی نَشْأَتَیْهِ بِالْحُسْنَی وَ سَقَاهُ فِی الْمَصِیرِ إِلَیْهِ مِنْ كَأْسِ الْمُقَرَّبِینَ مِمَّنْ لَهُ لَدَیْهِ الزُّلْفَی وَ جَعَلَ خَیْرَ یَوْمَیْهِ غَدَهُ وَ لَا أَوْهَنَ مِنَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ فَضْلِهِ الْعَظِیمِ یَدَهُ حَامِداً مُصَلِّیاً مُسَلِّماً مُسْتَغْفِراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَحْدَهُ حَقَّ حَمْدِهِ.
ص: 371
باب 52 الاحتجابات المرویة عن الرسول و الأئمة صلوات اللّٰه و سلامه علیه و علیهم أجمعین و ما یناسب ذلك من الأدعیة المعروفة و الأحراز المشهورة و فیه ذكر دعاء الجوشن الكبیر و الصغیر و ما شاكلهما أیضا
«1»- مهج، [مهج الدعوات] ذِكْرُ مَا نَخْتَارُهُ مِنَ الْحُجُبِ الْمَرْوِیَّةِ عَنِ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام الَّتِی احْتَجَبُوا بِهَا مِمَّنْ أَرَادَ الْإِسَاءَةَ إِلَیْهِمْ حِجَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً اللَّهُمَّ بِمَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ جَلَالِكَ وَ جَمَالِكَ وَ بِمَا أَطَافَ بِهِ الْعَرْشُ مِنْ بَهَاءِ كَمَالِكَ وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ بِمَا تُحِیطُ بِهِ قُدْرَتُكَ مِنْ مَلَكُوتِ سُلْطَانِكَ یَا مَنْ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ وَ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ اضْرِبْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی بِسِتْرِكَ الَّذِی لَا تُفَرِّقُهُ الْعَوَاصِفُ مِنَ الرِّیَاحِ وَ لَا تَقْطَعُهُ الْبَوَاتِرُ مِنَ الصُّفَّاحِ وَ لَا تَنْفُذُهُ عَوَامِلُ الرِّمَاحِ حُلْ یَا شَدِیدَ الْبَطْشِ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَنْ یَرْمِینِی بِخَوَافِقِهِ وَ مَنْ تَسْرِی إِلَیَّ طَوَارِقُهُ وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ یَا فَارِجَ هَمِّ یَعْقُوبَ فَرِّجْ هَمِّی یَا كَاشِفَ ضُرِّ أَیُّوبَ اكْشِفْ ضُرِّی وَ اغْلِبْ لِی مَنْ غَلَبَنِی یَا غَالِباً غَیْرَ مَغْلُوبٍ وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِینَ كَفَرُوا بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالُوا خَیْراً وَ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزاً فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ حِجَابُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ
ص: 372
وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ خَضَعَتِ الْبَرِیَّةُ لِعَظَمَةِ جَلَالِهِ أَجْمَعُونَ وَ ذَلَّتْ لِعَظَمَتِهِ عِزَّةُ كُلِّ مُتَعَاظِمٍ مِنْهُمْ وَ لَا یَجِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَیَّ مَخْلَصاً بَلْ یَجْعَلُهُمُ اللَّهُ شَارِدِینَ مُتَمَزِّقِینَ فِی عِزِّ طُغْیَانِهِمْ هَالِكِینَ بِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ انْغَلَقَ عَنِّی بَابُ الْمُتَأَخِّرِینَ مِنْكُمْ وَ تِهْتُمْ ضَالِّینَ مَطْرُودِینَ بِالصَّافَّاتِ بِالذَّارِیَاتِ بِالْمُرْسَلَاتِ بِالنَّازِعَاتِ أَزْجُرُكُمْ عَنِ الْحَرَكَاتِ كُونُوا رَمَاداً لَا تَبْسُطُوا إِلَیَّ یَداً الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ جَمَدَتِ الْأَعْیُنُ وَ خَرِسَتِ الْأَلْسُنُ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِلْمَلِكِ الْخَلَّاقِ اللَّهُمَّ بِالْعَیْنِ وَ الْمِیمِ وَ الْفَاءِ وَ الْحَاءَیْنِ بِنُورِ الْأَشْبَاحِ وَ بِتَلَأْلُؤِ ضِیَاءِ الْإِصْبَاحِ وَ بِتَقْدِیرِكَ لِی یَا قَدِیرُ فِی الْغُدُوِّ وَ الرَّوَاحِ اكْفِنِی شَرَّ مَنْ دَبَّ وَ مَشَی وَ تَجَبَّرَ وَ عَتَا اللَّهُ اللَّهُ الْغَالِبُ لَا لَجَأَ مِنْهُ لِهَارِبٍ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِیبٌ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ أَمِنَ مَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حِجَابُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام اللَّهُمَّ یَا مَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً وَ بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً یَا ذَا الْقُوَّةِ وَ السُّلْطَانِ یَا عَلِیَّ الْمَكَانِ كَیْفَ أَخَافُ وَ أَنْتَ أَمَلِی وَ كَیْفَ أُضَامُ وَ عَلَیْكَ مُتَّكَلِی فَغُطَّنِی مِنْ أَعْدَائِكَ بِسِتْرِكَ وَ أَفْرِغْ عَلَیَّ مِنْ صَبْرِكَ وَ أَظْهِرْنِی عَلَی أَعْدَائِی بِأَمْرِكَ وَ أَیِّدْنِی بِنَصْرِكَ إِلَیْكَ اللَّجَأُ وَ نَحْوَكَ الْمُلْتَجَأُ فَاجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً یَا كَافِیَ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْ أَصْحَابِ الْفِیلِ وَ الْمُرْسِلَ عَلَیْهِمْ طَیْراً أَبابِیلَ تَرْمِیهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّیلٍ ارْمِ مَنْ
عَادَانِی بِالتَّنْكِیلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الشِّفَاءَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ النَّصْرَ عَلَی الْأَعْدَاءِ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی یَا إِلَهَ مَنْ فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّرَی بِكَ أَسْتَشْفِی وَ بِكَ أَسْتَعْفِی وَ عَلَیْكَ
ص: 373
أَتَوَكَّلُ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ حِجَابُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام یَا مَنْ شَأْنُهُ الْكِفَایَةُ وَ سُرَادِقُهُ الرِّعَایَةُ یَا مَنْ هُوَ الْغَایَةُ وَ النِّهَایَةُ یَا صَارِفَ السُّوءِ وَ السَّوَایَةِ وَ الضُّرِّ اصْرِفْ عَنِّی أَذِیَّةَ الْعَالَمِینَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ بِالْأَشْبَاحِ النُّورِیَّةِ(1)
وَ بِالْأَسْمَاءِ السُّرْیَانِیَّةِ وَ بِالْأَقْلَامِ الْیُونَانِیَّةِ وَ بِالْكَلِمَاتِ الْعِبْرَانِیَّةِ وَ بِمَا نُزِّلَ فِی الْأَلْوَاحِ مِنْ یَقِینِ الْإِیضَاحِ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ فِی حِرْزِكَ وَ فِی حِزْبِكَ وَ فِی عِیَاذِكَ وَ فِی سِتْرِكَ وَ فِی كَنَفِكَ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ مَارِدٍ وَ عَدُوٍّ رَاصِدٍ وَ لَئِیمٍ مُعَانِدٍ وَ ضِدٍّ كَنُودٍ وَ مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ بِبِسْمِ اللَّهِ اسْتَشْفَیْتُ وَ بِسْمِ اللَّهِ اسْتَكْفَیْتُ (2)
وَ عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ وَ بِهِ اسْتَعَنْتُ (3)
عَلَی كُلِّ ظَالِمٍ ظَلَمَ وَ غَاشِمٍ غَشَمَ وَ طَارِقٍ طَرَقَ وَ زَاجِرٍ زَجَرَ فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ حِجَابُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ اسْتَعَنْتُ وَ بِبِسْمِ اللَّهِ اسْتَجَرْتُ وَ بِهِ اعْتَصَمْتُ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ نَجِّنِی مِنْ طَارِقٍ یَطْرُقُ فِی لَیْلٍ غَاسِقٍ أَوْ صُبْحٍ بَارِقٍ وَ مِنْ كَیْدِ كُلِّ مَكِیدٍ أَوْ ضِدٍّ أَوْ حَاسِدٍ حَسَدَ زَجَرْتُهُمْ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ بِالاسْمِ الْمَكْنُونِ الْمُنْفَرِجِ بَیْنَ الْكَافِ وَ النُّونِ وَ بِالاسْمِ الْغَامِضِ الْمَكْنُونِ الَّذِی تَكُونُ مِنْهُ الْكَوْنُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ أَتَدَرَّعُ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا نَظَرَتِ الْعُیُونُ وَ خَفَقَتِ الظُّنُونُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً حِجَابُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَمِیعاً خَضَعَ لِنُورِهِ كُلُّ جَبَّارٍ وَ خَمَدَ لِهَیْبَتِهِ
ص: 374
أَهْلُ الْأَقْطَارِ وَ هَمَدَ وَ لَبَدَ جَمِیعُ الْأَشْرَارِ خَاضِعِینَ خَاسِئِینَ لِأَسْمَاءِ رَبِّ الْعَالَمِینَ لِجَبَّارِی الْهَوَاءِ وَ مُسْتَرِقِی السَّمْعِ مِنَ السَّمَاءِ وَ حُلَّالِ الْمَنَازِلِ وَ الدِّیَارِ وَ الْمُتَغَیِّبِینَ (1)
فِی الْأَسْحَارِ وَ الْبَارِزِینَ فِی أَظْهَارِ النَّهَارِ حَجَبْتُكُمْ وَ زَجَرْتُكُمْ مَعَاشِرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ بِمِقْدَارٍ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ(2) لَا مَنْجَی لَكُمْ وَ لَا مَلْجَأَ لِوَارِدِكُمْ وَ لَا مُنْقِذَ لِمَارِدِكُمْ جَمِیعاً مِنْ صَوَاعِقِ الْقُرْآنِ الْمُبِینِ وَ عَظِیمِ أَسْمَاءِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ لَا مَنْفَذَ لِهَارِبِكُمْ مِنْ رَكْسَةِ التَّثْبِیطِ وَ نِزَاعِ التَّهْبِیطِ وَ رَوَاجِسِ التَّخْبِیطِ فَرَابِعُكُمْ مَحْبُوسٌ وَ نَجْمُ طَالِعِكُمْ مَنْحُوسٌ مَطْمُوسٌ وَ شَامِخُ عِلْمِكُمْ مَنْكُوسٌ فَاسْتَكِبُّوا أَحْیَاناً وَ تَمَزَّقُوا أَشْتَاتاً وَ تَوَاقَعُوا بِأَسْمَاءِ اللَّهِ أَمْوَاتاً اللَّهُ أَغْلَبُ وَ هُوَ غَالِبٌ وَ إِلَیْهِ یَرْجِعُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ حِجَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا مَنْ إِذَا اسْتَعَذْتُ بِهِ أَعَاذَنِی وَ إِذَا اسْتَجَرْتُ بِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ أَجَارَنِی وَ إِذَا اسْتَغَثْتُ بِهِ عِنْدَ النَّوَائِبِ أَغَاثَنِی وَ إِذَا اسْتَنْصَرْتُ بِهِ عَلَی عَدُوِّی نَصَرَنِی وَ أَعَانَنِی إِلَیْكَ الْمَفْزَعُ وَ أَنْتَ الثِّقَةُ فَاقْمَعْ عَنِّی مَنْ أَرَادَنِی وَ اغْلِبْ لِی مَنْ كَادَنِی یَا مَنْ قَالَ إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ یَا مَنْ نَجَا نُوحاً مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ یَا مَنْ نَجَا لُوطاً مِنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ یَا مَنْ نَجَا هُوداً مِنَ الْقَوْمِ الْعَادِینَ (3)
یَا مَنْ نَجَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِینَ نَجِّنِی مِنْ أَعْدَائِی وَ أَعْدَائِكَ بِأَسْمَائِكَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ لَا سَبِیلَ لَهُمْ عَلَی مَنْ تَعَوَّذَ بِالْقُرْآنِ وَ اسْتَجَارَ بِالرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِیدٌ إِنَّهُ هُوَ یُبْدِئُ وَ یُعِیدُ وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِیدُ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا
ص: 375
هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ حِجَابُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ تَحَصَّنْتُ بِذِی الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ اسْتَعَنْتُ بِذِی الْكِبْرِیَاءِ وَ الْمَلَكُوتِ مَوْلَایَ اسْتَسْلَمْتُ إِلَیْكَ فَلَا تُسَلِّمْنِی وَ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ فَلَا تَخْذُلْنِی وَ لَجَأْتُ إِلَی ظِلِّكَ الْبَسِیطِ فَلَا تَطْرَحْنِی أَنْتَ الطَّلَبُ وَ إِلَیْكَ الْمَهْرَبُ تَعْلَمُ مَا أُخْفِیَ وَ مَا أُعْلِنَ وَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ فَأَمْسِكْ عَنِّی اللَّهُمَّ أَیْدِی الظَّالِمِینَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ وَ اشْفِنِی وَ عَافِنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ حِجَابُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیه السلام اسْتَسْلَمْتُ مَوْلَایَ لَكَ وَ أَسْلَمْتُ نَفْسِی إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِی كُلِّ أُمُورِی عَلَیْكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدَیْكَ اخْبَأْنِی اللَّهُمَّ فِی سِتْرِكَ عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ اعْصِمْنِی مِنْ كُلِّ أَذًی وَ سُوءٍ بِمَنِّكَ وَ اكْفِنِی شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ بِقُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ مَنْ كَادَنِی وَ أَرَادَنِی فَإِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِیذُ مِنْهُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ شُدَّ عَنِّی أَیْدِی الظَّالِمِینَ إِذْ كُنْتَ نَاصِرِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ إِلَهَ الْعَالَمِینَ أَسْأَلُكَ كِفَایَةَ الْأَذَی وَ الْعَافِیَةَ وَ الشِّفَاءَ وَ النَّصْرَ عَلَی الْأَعْدَاءِ وَ التَّوْفِیقَ لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَ تَرْضَی یَا إِلَهَ الْعَالَمِینَ یَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ یَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ حِجَابُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ الْخَالِقُ أَعْظَمُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ الرَّازِقُ أَبْسَطُ یَداً مِنَ الْمَرْزُوقِینَ وَ نَارُ اللَّهِ الْمُوصَدَةُ فِی عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ تَكِیدُ أَفْئِدَةَ الْمَرَدَةِ وَ تَرُدُّ كَیْدَ الْحَسَدَةِ بِالْأَقْسَامِ بِالْأَحْكَامِ بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ الْحِجَابِ الْمَضْرُوبِ بِالْعَرْشِ الْعَظِیمِ (1)
احْتَجَبْتُ وَ اسْتَتَرْتُ وَ اسْتَجَرْتُ وَ اعْتَصَمْتُ وَ تَحَصَّنْتُ بِألم وَ بِ كهیعص وَ بِ طه وَ بِ طسم وَ بِ حم وَ بِ حم عسق وَ ن (2) وَ بِ طس وَ بِ ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ وَ اللَّهُ وَلِیِّی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.
ص: 376
حِجَابُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ
یَتَوَكَّلُونَ عَلَیْكَ یَا مَوْلَایَ تَوَكُّلِی وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ أَمَلِی وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ تَبَارَكَ إِلَهُ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ رَبُّ الْأَرْبَابِ وَ مَالِكُ الْمُلُوكِ وَ جَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ وَ مَلِكُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ رَبِّ أَرْسِلْ إِلَیَّ مِنْكَ رَحْمَةً یَا رَحِیمُ أَلْبِسْنِی مِنْكَ عَافِیَةً وَ ازْرَعْ فِی قَلْبِی مِنْ نُورِكَ وَ اخْبَأْنِی مِنْ عَدُوِّكَ وَ احْفَظْنِی فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی بِعَیْنِكَ یَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ وَ إِلَهَ الْعَالَمِینَ قُلْ مَنْ یَكْلَؤُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ حَسْبِیَ اللَّهُ كَافِیاً وَ مُعِیناً وَ مُعَافِیاً فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.
حِجَابُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ بِحَقِیقَةِ إِیمَانِی وَ عَقْدِ عَزَمَاتِ یَقِینِی وَ خَالِصِ صَرِیحِ تَوْحِیدِی وَ خَفِیِّ سَطَوَاتِ سِرِّی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ صَمِیمِ قَلْبِی وَ جَوَارِحِی وَ لُبِّی بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ الْمُلْكِ وَ جَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ وَ مَلِكُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَأَعِزَّنِی بِعِزِّكَ وَ اقْهَرْ لِی مَنْ أَرَادَنِی بِسَطْوَتِكَ وَ اخْبَأْنِی مِنْ أَعْدَائِی بِسِتْرِكَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ بِعِزَّةِ اللَّهِ اسْتَجَرْنَا وَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ إِیَّاكُمْ طَرَدْنَا وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنا وَ هُوَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ هُوَ نِعْمَ النَّصِیرُ وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً.
ص: 377
حِجَابُ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام اللَّهُمَّ احْجُبْنِی عَنْ عُیُونِ أَعْدَائِی وَ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی وَ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ احْفَظْنِی فِی غَیْبَتِی إِلَی أَنْ تَأْذَنَ لِی فِی ظُهُورِی وَ أَحْیِ بِی مَا دَرَسَ مِنْ فُرُوضِكَ وَ سُنَنِكَ وَ عَجِّلْ فَرَجِی وَ سَهِّلْ مَخْرَجِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِیراً وَ افْتَحْ لِی فَتْحاً مُبِیناً وَ اهْدِنِی صِرَاطاً مُسْتَقِیماً وَ قِنِی جَمِیعَ مَا أُحَاذِرُهُ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ احْجُبْنِی عَنْ أَعْیُنِ الْبَاغِضِینَ النَّاصِبِینَ الْعَدَاوَةَ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكَ وَ لَا یَصِلْ مِنْهُمْ إِلَیَّ أَحَدٌ بِسُوءٍ فَإِذَا أَذِنْتَ فِی ظُهُورِی فَأَیِّدْنِی بِجُنُودِكَ وَ اجْعَلْ مَنْ یَتْبَعُنِی لِنُصْرَةِ دِینِكَ مُؤَیَّدِینَ وَ فِی سَبِیلِكَ مُجَاهِدِینَ وَ عَلَی مَنْ أَرَادَنِی وَ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ مَنْصُورِینَ وَ وَفِّقْنِی لِإِقَامَةِ حُدُودِكَ وَ انْصُرْنِی عَلَی مَنْ تَعَدَّی مَحْدُودَكَ وَ انْصُرِ الْحَقَّ و أَزْهِقِ الْبَاطِلَ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وَ أَوْرِدْ عَلَیَّ مِنْ شِیعَتِی وَ أَنْصَارِی [وَ] مَنْ تَقَرُّ بِهِمُ الْعَیْنُ وَ یُشَدُّ بِهِمُ الْأُزُرُ وَ اجْعَلْهُمْ فِی حِرْزِكَ وَ أَمْنِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
وَ هَذِهِ الْحُجُبُ مِمَّا أُلْهِمْنَا أَیْضاً تِلَاوَتَهَا یَوْمَ أَحَاطَتِ الْمِیَاهُ وَ الْغَرَقُ وَ أَصْعَبَتِ السَّلَامَةُ بِكَثْرَةِ الْمِیَاهِ وَ زَادَتْ عَلَی إِحَاطَتِهَا بِهَدْمِ مَوَاضِعَ دَخَلَ بِهَا مَاءُ الزِّیَادَاتِ وَ أَمْكَنَ الْمُقَامُ بِإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ وَ رَفْعِ تِلْكَ الْمَحْذُورَاتِ وَ سَلَامَتِنَا مِنَ الدُّخُولِ فِی تِلْكَ الْحَادِثَاتِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (1)
هَذَا آخِرُ مَا فِی الْمُهَجِ مِنَ الْحِجَابَاتِ الْمُشَارِ إِلَیْهَا.
«2»- حِجَابٌ مَنْقُولٌ مِنْ بَعْضِ الْمَوَاضِعِ: احْتَجَبْتُ بِنُورِ وَجْهِ اللَّهِ الْقَدِیمِ الْكَامِلِ وَ تَحَصَّنْتُ بِحِصْنِ اللَّهِ الْقَوِیِّ الشَّامِلِ وَ رَمَیْتُ مَنْ بَغَی عَلَیَّ بِسَهْمِ اللَّهِ وَ سَیْفِهِ الْقَاتِلِ اللَّهُمَّ یَا غَالِباً عَلَی أَمْرِهِ وَ یَا قَائِماً فَوْقَ خَلْقِهِ وَ یَا حَائِلًا بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الشَّیْطَانِ وَ نَزْغِهِ وَ بَیْنَ مَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ مِنْ أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ كُفَّ عَنِّی أَلْسِنَتَهُمْ وَ اغْلُلْ أَیْدِیَهُمْ وَ أَرْجُلَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ سَدّاً مِنْ نُورِ عَظَمَتِكَ وَ حِجَاباً مِنْ قُدْرَتِكَ وَ جُنْداً مِنْ
ص: 378
سُلْطَانِكَ إِنَّكَ حَیٌّ قَادِرٌ اللَّهُمَّ اغْشُ عَنِّی أَبْصَارَ النَّاظِرِینَ حَتَّی أَرُدَّ الْمَوَارِدَ وَ اغْشُ عَنِّی أَبْصَارَ النُّورِ وَ أَبْصَارَ الظُّلْمَةِ حَتَّی لَا أُبَالِیَ عَنْ أَبْصَارِهِمْ یَكادُ سَنا بَرْقِهِ یَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ یُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ إِنَّ فِی ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِی الْأَبْصارِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ كهیعص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم عسق كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیاحُ هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ بَلِ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ شَاهَتِ الْوُجُوهُ شَاهَتِ الْوُجُوهُ شَاهَتِ الْوُجُوهُ وَ عَمِیَتِ الْأَبْصَارُ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَیْرَهُمْ بَیْنَ عَیْنَیْهِمْ وَ شَرَّهُمْ تَحْتَ قَدَمَیْهِمْ وَ خَاتَمَ سُلَیْمَانَ بَیْنَ أَكْتَافِهِمْ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ.
«3»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّبِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ خَلَّادِ بْنِ یَحْیَی عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَعَانِی الْمَنْصُورُ یَوْماً قَالَ أَ مَا تَرَی مَا هُوَ هَذَا یَبْلُغُنِی عَنْ هَذَا الْحَبَشِیِّ قُلْتُ وَ مَنْ هُوَ یَا سَیِّدِی قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ لَأَسْتَأْصِلَنَّ شَافَتَهُ ثُمَّ دَعَا بِقَائِدٍ مِنْ قُوَّادِهِ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَی الْمَدِینَةِ فِی أَلْفِ رَجُلٍ فَاهْجُمْ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْ رَأْسَهُ وَ رَأْسَ ابْنِهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فِی مَسِیرِكَ فَخَرَجَ الْقَائِدُ مِنْ سَاعَتِهِ حَتَّی قَدِمَ الْمَدِینَةَ- وَ أُخْبِرَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَرَ فَأُتِیَ بِنَاقَتَیْنِ فَأَوْثَقَهُمَا عَلَی بَابِ الْبَیْتِ وَ دَعَا بِأَوْلَادهِ مُوسَی وَ إِسْمَاعِیلَ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ فَجَمَعَهُمْ وَ قَعَدَ فِی الْمِحْرَابِ وَ جَعَلَ یُهَمْهِمُ قَالَ أَبُو نَصْرٍ فَحَدَّثَنِی سَیِّدِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ أَنَّ الْقَائِدَ هَجَمَ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُ
ص: 379
أَبِی وَ قَدْ هَمْهَمَ بِالدُّعَاءِ فَأَقْبَلَ الْقَائِدُ وَ كُلُّ مَنْ كَانَ مَعَهُ قَالَ خُذُوا رَأْسَیْ هَذَیْنِ الْقَائِمَیْنِ فَاحْتَزُّوا رَأْسَهُمَا فَفَعَلُوا وَ انْطَلَقُوا إِلَی الْمَنْصُورِ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَیْهِ اطَّلَعَ الْمَنْصُورُ فِی الْمِخْلَاةِ الَّتِی كَانَ فِیهَا الرَّأْسَانِ فَإِذَا هُمَا رَأْسَا نَاقَتَیْنِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا قَالَ یَا سَیِّدِی مَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دَخَلْتُ الْبَیْتَ الَّذِی فِیهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَدَارَ رَأْسِی وَ لَمْ أَنْظُرْ مَا بَیْنَ یَدَیَّ فَرَأَیْتُ شَخْصَیْنِ قَائِمَیْنِ خُیِّلَ إِلَیَّ أَنَّهُمَا جَعْفَرٌ وَ مُوسَی ابْنُهُ فَأَخَذْتُ رَأْسَیْهِمَا فَقَالَ الْمَنْصُورُ اكْتُمْ عَلَیَّ فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَداً حَتَّی مَاتَ قَالَ الرَّبِیعُ فَسَأَلْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبِی عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ هُوَ دُعَاءُ الْحِجَابِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی بِهِ تُحْیِی وَ تُمِیتُ وَ تَرْزُقُ وَ تُعْطِی وَ تَمْنَعُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ فَأَعْمِ عَنَّا عَیْنَهُ وَ أَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ وَ اشْغَلْ عَنَّا قَلْبَهُ وَ اغْلُلْ عَنَّا یَدَهُ
وَ اصْرِفْ عَنَّا كَیْدَهُ وَ خُذْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ: قَالَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ إِنَّهُ دُعَاءُ الْحِجَابِ مِنْ جَمِیعِ الْأَعْدَاءِ(1)
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ التَّضَرُّعِ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَدْعُو بِهِ فِی الشَّدَائِدِ وَ یَكْشِفُ عَنْ ذِرَاعَیْهِ وَ یَرْفَعُ بِهِ صَوْتَهُ وَ یَنْتَحِبُ وَ یُكْثِرُ الْبُكَاءَ اللَّهُمَّ لَوْ لَا أَنْ أُلْقِیَ بِیَدِی وَ أُعِینَ عَلَی نَفْسِی وَ أُخَالِفَ كِتَابَكَ وَ قَدْ قُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ لَمَا انْشَرَحَ قَلْبِی وَ لِسَانِی لِدُعَائِكَ وَ الطَّلَبِ مِنْكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ مِنْ نَفْسِی فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ مَا عَرَفْتَ اللَّهُمَّ مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنِّی وَ قَدْ سَاوَرْتُ مَعْصِیَتَكَ الَّتِی زَجَرْتَنِی عَنْهَا بِنَهْیِكَ
ص: 380
إِیَّایَ وَ كَاثَرْتُ الْعَظِیمَ مِنْهَا الَّتِی أَوْجَبْتَ النَّارَ لِمَنْ عَمِلَهَا مِنْ خَلْقِكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ عَلَی نَفْسِی جَنَیْتُ وَ إِیَّایَ أَوْبَقْتُ إِلَهِی فَتَدَارَكْنِی بِرَحْمَتِكَ الَّتِی بِهَا تَجْمَعُ الْخَیْرَاتِ لِأَوْلِیَائِكَ وَ بِهَا تَصْرِفُ السَّیِّئَاتِ عَنْ أَحِبَّائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی اللَّهُمَّ لَوْ لَا رَجَائِی لِعَفْوِكَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعَاءِ وَ لَكِنَّكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ یَا إِلَهِی غَایَةَ الطَّالِبِینَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ وَ اسْتَعَاذَةَ الْعَائِذِینَ اللَّهُمَّ فَأَنَا أَسْتَعِیذُكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ سُوءِ سَخَطِكَ وَ عِقَابِكَ وَ نَقِمَتِكَ وَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَمِیعِ الذُّنُوبِ وَ أَسْأَلُكَ الْغَنِیمَةَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی بِالْعَافِیَةِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ الرَّحْمَةَ إِذَا تَوَفَّیْتَنِی فَإِنَّكَ بِذَلِكَ لَطِیفٌ وَ عَلَیْهِ قَادِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْكُو إِلَیْكَ كُلَّ حَاجَةٍ لَا یُجِیرُنِی مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ یَا مَنْ هُوَ عُدَّتِی فِی كُلِّ عُسْرٍ وَ یُسْرٍ یَا مَنْ هُوَ حَسَنُ الْبَلَاءِ عِنْدِی یَا قَدِیمَ الْعَفْوِ عَنِّی إِنَّنِی لَا أَرْجُو غَیْرَكَ وَ لَا أَدْعُو سِوَاكَ إِذَا لَمْ تُجِبْنِی اللَّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْنِی لِقِلَّةِ شُكْرِی وَ لَا تُؤْیِسْنِی لِكَثْرَةِ ذُنُوبِی فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ إِلَهِی أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ بِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا وَ خَیْرُ الْمَوْلَی أَنْتَ فَیَا مَخْشِیَّ الِانْتِقَامِ وَ یَا مَرْهُوبَ الْبَطْشِ یَا مَعْرُوفاً بِالْمَعْرُوفِ إِنَّنِی لَیْسَ أَخَافُ مِنْكَ إِلَّا عَدْلَكَ وَ لَا أَرْجُو الْفَضْلَ وَ الْعَفْوَ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ لَا عَبْدَ لَكَ أَحَقُّ بِاسْتِیجَابِ جَمِیعِ الْعُقُوبَةِ بِذُنُوبِهِ مِنِّی وَ لَكِنِّی وَسِعَنِی عَفْوُكَ وَ حِلْمُكَ وَ أَخَّرْتَنِی إِلَی الْیَوْمِ فَلَیْتَ شِعْرِی یَا إِلَهِی أَ لِأَزْدَادَ إِثْماً أَخَّرْتَنِی أَمْ لِیَتِمَّ لِی رَجَائِی مِنْكَ وَ یَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَنِّی بِكَ فَأَمَّا بِعَمَلِی فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ إِلَهِی إِنَّنِی مُسْتَحِقٌّ لِجَمِیعِ عُقُوبَتِكَ بِذُنُوبِی غَیْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَنْتَ بِی أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِی وَ عِنْدَ أَرْحَمِ الرَّاحِمِینَ رَجَاءُ الرَّحْمَةِ فَیَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ لَا تُشَوِّهْ خَلْقِی بِالنَّارِ وَ لَا تَقْطَعْ عَصَبِی بِالنَّارِ یَا اللَّهُ وَ لَا تَفْلِقْ قِحْفَ رَأْسِی بِالنَّارِ یَا رَحْمَانُ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَ أَوْصَالِی بِالنَّارِ یَا كَرِیمُ وَ لَا تَهْشِمْ
ص: 381
عِظَامِی بِالنَّارِ یَا عَفُوُّ وَ لَا تَصِلْ شَیْئاً مِنْ جَسَدِی بِالنَّارِ یَا رَحْمَانُ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ فَإِنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ غَیْرُكَ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا مُحِیطاً بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا أَوَّلِهَا وَ آخِرِهَا أَصْلِحْ لِی دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ أَصْلِحْ لِی نَفْسِی وَ مَالِی وَ مَا خَوَّلْتَنِی یَا اللَّهُ خَلِّصْنِی مِنَ الْخَطَایَا یَا اللَّهُ مُنَّ عَلَیَّ بِتَرْكِ الْخَطَایَا یَا رَحِیمُ تَحَنَّنْ عَلَیَّ بِفَضْلِكَ یَا عَفُوُّ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ یَا حَنَّانُ جُدْ عَلَیَّ بِسَعَةِ عَافِیَتِكَ یَا مَنَّانٌ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَوْجِبْ لِیَ الْجَنَّةَ
الَّتِی حَشْوُهَا رَحْمَتُكَ وَ سُكَّانُهَا مَلَائِكَتُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَكْرِمْنِی وَ لَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلَیَّ سَبِیلًا أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ أَنْتَ عَلِیمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَ تُسَمِّی حَاجَتَكَ (1).
أقول: و من الأدعیة المعروفة دعاء الجوشن الكبیر و هو مروی عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله رواه جماعة من متأخری أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم قال الكفعمی و غیره ملخص شرح دعاء الجوشن هذا الدعاء رفیع الشأن عظیم المنزلة جلیل القدر.
مَرْوِیٌّ عَنِ السَّجَّادِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَ قَدِ اشْتَدَّتْ وَ عَلَیْهِ جَوْشَنٌ ثَقِیلٌ آلَمَهُ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَی فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ اخْلَعْ هَذَا الْجَوْشَنَ وَ اقْرَأْ هَذَا الدُّعَاءَ فَهُوَ أَمَانٌ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ فَمَنْ قَرَأَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مَنْزِلِهِ أَوْ حَمَلَهُ حَفِظَهُ اللَّهُ وَ أَوْجَبَ الْجَنَّةَ عَلَیْهِ وَ وَفَّقَهُ لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ كَانَ كَأَنَّمَا قَرَأَ الْكُتُبَ الْأَرْبَعَ وَ أُعْطِیَ بِكُلِّ حَرْفٍ زَوْجَتَیْنِ فِی الْجَنَّةِ وَ بَیْتَیْنِ مِنْ بُیُوتِ الْجَنَّةِ وَ أُعْطِیَ مِثْلَ ثَوَابِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ ثَوَابِ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی أَرْضٍ بَیْضَاءَ خَلْفَ الْمَغْرِبِ یَعْبُدُونَ اللَّهَ تَعَالَی وَ لَا یَعْصُونَهُ طَرْفَةَ عَیْنٍ قَدْ تَمَزَّقَتْ جُلُودُهُمْ مِنَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ لَا یَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ مَسِیرَةُ
ص: 382
الشَّمْسِ فِی بِلَادِهِمْ الْأَرْبَعُونَ یَوْماً یَا مُحَمَّدُ وَ إِنَّ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ یَدْخُلُهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ یَخْرُجُونَ مِنْهُ وَ لَا یَعُودُونَ إِلَیْهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِی لِمَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ ثَوَابَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةِ وَ یُعْطِیهِ ثَوَابَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَتَبَهُ وَ جَعَلَهُ فِی مَنْزِلِهِ لَمْ یُسْرَقْ وَ لَمْ یَحْتَرِقْ وَ مَنْ كَتَبَ فِی رَقِّ غَزَالٍ أَوْ كَاغَذٍ وَ حَمَلَهُ كَانَ آمِناً مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَنْ دَعَا بِهِ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِیداً وَ كُتِبَ لَهُ ثَوَابُ تِسْعِمِائَةِ أَلْفِ شَهِیدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ أَعْطَاهُ مَا سَأَلَهُ وَ مَنْ قَرَأَهُ سَبْعِینَ مَرَّةً بِنِیَّةٍ خَالِصَةٍ عَلَی أَیِّ مَرَضٍ كَانَ لَزَالَ مِنْ جُنُونٍ أَوْ جُذَامٍ أَوْ بَرَصٍ وَ مَنْ كَتَبَ فِی جَامٍ بِكَافُورٍ أَوْ مِسْكٍ ثُمَّ غَسَلَهُ وَ رَشَّهُ عَلَی كَفَنِ مَیِّتٍ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی قَبْرِهِ أَلْفَ نُورٍ وَ آمَنَهُ مِنْ هَوْلِ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ رَفَعَ عَنْهُ عَذَابَ الْقَبْرِ وَ بَعَثَ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَی قَبْرِهِ یُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ یُؤْنِسُونَهُ وَ یَفْتَحُ لَهُ بَاباً إِلَی الْجَنَّةِ وَ یُوَسِّعُ عَلَیْهِ قَبْرَهُ مَدَی بَصَرِهِ وَ مَنْ كَتَبَهُ عَلَی كَفَنِهِ اسْتَحْیَا اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُعَذِّبَهُ بِالنَّارِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ عَلَی قَوَائِمِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الدُّنْیَا بِخَمْسِینَ أَلْفَ عَامٍ وَ مَنْ دَعَا بِهِ بِنِیَّةٍ خَالِصَةٍ فِی أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَوَابَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ خَلَقَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ جَعَلَ ثَوَابَهُمْ لِمَنْ دَعَا بِهِ: یَا مُحَمَّدُ مَنْ دَعَا بِهِ لَمْ یَبْقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی حِجَابٌ وَ لَمْ یَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ قَبْرِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ فِی یَدِ كُلِّ مَلَكٍ زِمَامَةُ نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ بَطْنُهُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ ظَهْرُهُ مِنَ الزَّبَرْجَدِ وَ قَوَائِمُهُ مِنَ الْیَاقُوتِ عَلَی ظَهْرِ كُلِّ نَجِیبٍ قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ لَهَا أَرْبَعُمِائَةِ بَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ سِتْرٌ مِنَ السُّنْدُسِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ فِی كُلِّ قُبَّةٍ أَلْفُ وَصِیفَةٍ عَلَی رَأْسِ كُلِّ وَصِیفَةٍ تَاجٌ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ تستطع [تَسْطَعُ] مِنْهُنَّ رَائِحَةُ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَیُعْطَی جَمِیعَ ذَلِكَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ بَیْضَاءَ فِیهَا شَرَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَی كُلِّ كَأْسٍ مِنْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ هَدِیَّةٌ مِنَ الْبَارِئِ عَزَّ وَ جَلَّ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ یُنَادِیهِ اللَّهُ تَعَالَی یَا عَبْدِی ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.
ص: 383
یَا مُحَمَّدُ وَ مَنْ دَعَا بِهِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَیْنِ یَحْفَظَانِهِ مِنَ الْمَعَاصِی وَ كَانَ فِی أَمَانِ اللَّهِ تَعَالَی طُولَ حَیَاتِهِ وَ عِنْدَ مَمَاتِهِ یَا مُحَمَّدُ وَ لَا تُعَلِّمْهُ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ تَقِیٍّ وَ لَا تُعَلِّمْهُ مُشْرِكاً فَیَسْأَلَ بِهِ وَ یُعْطَی قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَوْصَانِی أَبِی علیه السلام بِحِفْظِهِ وَ تَعْظِیمِهِ وَ أَنْ أَكْتُبَهُ عَلَی كَفَنِهِ وَ أَنْ أُعَلِّمَهُ أَهْلِی وَ أَحُثَّهُمْ عَلَیْهِ وَ هُوَ أَلْفُ اسْمٍ وَ اسْمُ (1)
دُعَاءِ الْجَوْشَنِ الْكَبِیرِ مَرْوِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مِائَةُ فَصْلٍ كُلُّ فَصْلٍ عَشَرَةُ أَسْمَاءٍ وَ تُبَسْمِلُ فِی أَوَّلِ كُلِّ فَصْلٍ مِنْهَا وَ تَقُولُ فِی آخِرِهِ سُبْحَانَكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنَا مِنَ النَّارِ یَا رَبِّ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
ا- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا كَرِیمُ یَا مُقِیمُ یَا عَظِیمُ یَا قَدِیمُ یَا عَلِیمُ یَا حَلِیمُ یَا حَكِیمُ.
ب- یَا سَیِّدَ السَّادَاتِ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ یَا رَافِعَ الدَّرَجَاتِ یَا وَلِیَّ الْحَسَنَاتِ یَا غَافِرَ الْخَطِیئَاتِ یَا مُعْطِیَ الْمَسْأَلَاتِ یَا قَابِلَ التَّوْبَاتِ یَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ یَا عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ یَا دَافِعَ الْبَلِیَّاتِ
ج- یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ یَا خَیْرَ الْفَاتِحِینَ یَا خَیْرَ النَّاصِرِینَ یَا خَیْرَ الْحَاكِمِینَ یَا خَیْرَ الرَّازِقِینَ یَا خَیْرَ الْوَارِثِینَ یَا خَیْرَ الْحَامِدِینَ یَا خَیْرَ الذَّاكِرِینَ یَا خَیْرَ الْمُنْزِلِینَ یَا خَیْرَ الْمُحْسِنِینَ
د- یَا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَ الْجَمَالُ یَا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَ الْكَمَالُ یَا مَنْ لَهُ الْمُلْكُ وَ الْجَلَالُ یَا مَنْ هُوَ الْكَبِیرُ الْمُتَعَالُ یَا مُنْشِئَ السَّحَابِ الثِّقَالِ یَا مَنْ هُوَ شَدِیدُ الْمِحَالِ یَا مَنْ هُوَ سَرِیعُ الْحِسَابِ یَا مَنْ هُوَ شَدِیدُ الْعِقَابِ یَا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ یَا مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
ه- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا دَیَّانُ یَا بُرْهَانُ یَا
ص: 384
سُلْطَانُ یَا رِضْوَانُ یَا غُفْرَانُ یَا سُبْحَانُ یَا مُسْتَعَانُ یَا ذَا الْمَنِّ وَ الْبَیَانِ.
و- یَا مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ یَا مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِهِ یَا مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعِزَّتِهِ یَا مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِهَیْبَتِهِ یَا مَنِ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ خَشْیَتِهِ یَا مَنْ تَشَقَّقَتِ الْجِبَالُ مِنْ مَخَافَتِهِ یَا مَنْ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ بِأَمْرِهِ یَا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الْأَرَضُونَ بِإِذْنِهِ یَا مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ یَا مَنْ لَا یَعْتَدِی عَلَی أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ.
ز- یَا غَافِرَ الْخَطَایَا یَا كَاشِفَ الْبَلَایَا یَا مُنْتَهَی الرَّجَایَا یَا مُجْزِلَ الْعَطَایَا یَا وَاهِبَ الْهَدَایَا یَا رَازِقَ الْبَرَایَا یَا قَاضِیَ الْمَنَایَا یَا سَامِعَ الشَّكَایَا یَا بَاعِثَ الْبَرَایَا یَا مُطْلِقَ الْأُسَارَی.
ح- یَا ذَا الْحَمْدِ وَ الثَّنَاءِ یَا ذَا الْفَخْرِ وَ الْبَهَاءِ یَا ذَا الْمَجْدِ وَ السَّنَاءِ یَا ذَا الْعَهْدِ وَ الْوَفَاءِ یَا ذَا الْعَفْوِ وَ الرِّضَا یَا ذَا الْمَنِّ وَ الْعَطَاءِ یَا ذَا الْفَضْلِ وَ الْقَضَاءِ یَا ذَا الْعِزِّ وَ الْبَقَاءِ یَا ذَا الْجُودِ وَ السَّخَاءِ یَا ذَا الْآلَاءِ وَ النَّعْمَاءِ.
ط- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مَانِعُ یَا دَافِعُ یَا رَافِعُ یَا صَانِعُ یَا نَافِعُ یَا سَامِعُ یَا جَامِعُ یَا شَافِعُ یَا وَاسِعُ یَا مُوَسِّعُ.
ی- یَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ یَا خَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ یَا رَازِقَ كُلِّ مَرْزُوقٍ یَا مَالِكَ كُلِّ مَمْلُوكٍ یَا كَاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ یَا فَارِجَ كُلِّ مَهْمُومٍ یَا رَاحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ یَا نَاصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ یَا سَاتِرَ كُلِّ مَعْیُوبٍ یَا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ.
یا- یَا عُدَّتِی عِنْدَ شِدَّتِی یَا رَجَائِی عِنْدَ مُصِیبَتِی یَا مُونِسِی عِنْدَ وَحْشَتِی یَا صَاحِبِی عِنْدَ غُرْبَتِی یَا وَلِیِّی عِنْدَ نِعْمَتِی یَا غِیَاثِی عِنْدَ كُرْبَتِی یَا دَلِیلِی عِنْدَ حَیْرَتِی یَا غَنَائِی عِنْدَ افْتِقَارِی یَا مَلْجَئِی عِنْدَ اضْطِرَارِی یَا مُغِیثِی عِنْدَ مَفْزَعِی.
یب- یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ یَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ یَا سَتَّارَ الْعُیُوبِ یَا كَاشِفَ الْكُرُوبِ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ یَا طَبِیبَ الْقُلُوبِ یَا مُنَوِّرَ الْقُلُوبِ یَا أَنِیسَ الْقُلُوبِ یَا مُفَرِّجَ الْهُمُومِ یَا مُنَفِّسَ الْغُمُومِ.
یج- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا جَلِیلُ یَا جَمِیلُ یَا وَكِیلُ یَا كَفِیلُ
ص: 385
یَا دَلِیلُ یَا قَبِیلُ یَا مُدِیلُ یَا مُنِیلُ یَا مُقِیلُ یَا مُحِیلُ.
ید- یَا دَلِیلَ الْمُتَحَیِّرِینَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ یَا جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ یَا أَمَانَ الْخَائِفِینَ یَا عَوْنَ الْمُؤْمِنِینَ یَا رَاحِمَ الْمَسَاكِینَ یَا مَلْجَأَ الْعَاصِینَ یَا غَافِرَ الْمُذْنِبِینَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ
یه- یَا ذَا الْجُودِ وَ الْإِحْسَانِ یَا ذَا الْفَضْلِ وَ الِامْتِنَانِ یَا ذَا الْأَمْنِ وَ الْأَمَانِ یَا ذَا الْقُدْسِ وَ السُّبْحَانِ یَا ذَا الْحِكْمَةِ وَ الْبَیَانِ یَا ذَا الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ یَا ذَا الْحُجَّةِ وَ الْبُرْهَانِ یَا ذَا الْعَظَمَةِ وَ السُّلْطَانِ یَا ذَا الرَّأْفَةِ وَ الْمُسْتَعَانِ یَا ذَا الْعَفْوِ وَ الْغُفْرَانِ
یو- یَا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ صَانِعُ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ هُوَ قَادِرٌ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ یَبْقَی وَ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ.
یز- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا مُكَوِّنُ یَا مُلَقِّنُ یَا مُبَیِّنُ یَا مُهَوِّنُ یَا مُمَكِّنُ یَا مُزَیِّنُ یَا مُعْلِنُ یَا مُقَسِّمُ.
یح- یَا مَنْ هُوَ فِی مُلْكِهِ مُقِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی سُلْطَانِهِ قَدِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی جَلَالِهِ عَظِیمٌ یَا مَنْ هُوَ عَلَی عِبَادِهِ رَحِیمٌ یَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصَاهُ حَلِیمٌ یَا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجَاهُ كَرِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی صُنْعِهِ حَكِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی حِكْمَتِهِ لَطِیفٌ یَا مَنْ هُوَ فِی لُطْفِهِ قَدِیمٌ.
یط- یَا مَنْ لَا یُرْجَی إِلَّا فَضْلُهُ یَا مَنْ لَا یُسْأَلُ إِلَّا عَفْوُهُ یَا مَنْ لَا یُنْظَرُ إِلَّا بِرُّهُ یَا مَنْ لَا یُخَافُ إِلَّا عَدْلُهُ یَا مَنْ لَا یَدُومُ إِلَّا مُلْكُهُ یَا مَنْ لَا سُلْطَانَ إِلَّا سُلْطَانُهُ یَا مَنْ وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَتُهُ یَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ یَا مَنْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُهُ یَا مَنْ لَیْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ.
ك- یَا فَارِجَ الْهَمِّ یَا كَاشِفَ الْغَمِّ یَا غَافِرَ الذَّنْبِ یَا قَابِلَ التَّوْبِ یَا خَالِقَ الْخَلْقِ یَا صَادِقَ الْوَعْدِ یَا مُوفِیَ الْعَهْدِ یَا عَالِمَ السِّرِّ یَا فَالِقَ الْحَبِّ یَا رَازِقَ
ص: 386
الْأَنَامِ.
كا- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا عَلِیُّ یَا وَفِیُّ یَا غَنِیُّ یَا مَلِیُّ یَا حَفِیُّ یَا رَضِیُّ یَا زَكِیُّ یَا بَدِی ءُ یَا قَوِیُّ یَا وَلِیُّ.
كب- یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ یَا مَنْ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ یَا مَنْ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی یَا مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی.
كج- یَا ذَا النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ یَا ذَا الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ یَا ذَا الْمِنَّةِ السَّابِقَةِ یَا ذَا الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ یَا ذَا الْقُدْرَةِ الْكَامِلَةِ یَا ذَا الْحُجَّةِ الْقَاطِعَةِ یَا ذَا الْكَرَامَةِ الظَّاهِرَةِ یَا ذَا الْعِزَّةِ الدَّائِمَةِ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَةِ یَا ذَا الْعَظَمَةِ الْمَنِیعَةِ.
كد- یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ یَا جَاعِلَ الظُّلُمَاتِ یَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ یَا سَاتِرَ الْعَوْرَاتِ یَا مُحْیِیَ الْأَمْوَاتِ یَا مُنَزِّلَ الْآیَاتِ یَا مُضَعِّفَ الْحَسَنَاتِ یَا مَاحِیَ السَّیِّئَاتِ یَا شَدِیدَ النَّقِمَاتِ.
كه- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُصَوِّرُ یَا مُقَدِّرُ یَا مُدَبِّرُ یَا مُطَهِّرُ یَا مُنَوِّرُ یَا مُیَسِّرُ یَا مُبَشِّرُ یَا مُنْذِرُ یَا مُقَدِّمُ یَا مُؤَخِّرُ.
كو- یَا رَبَّ الْبَیْتِ الْحَرَامِ یَا رَبَّ الشَّهْرِ الْحَرَامِ یَا رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ یَا رَبَّ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یَا رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ یَا رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ یَا رَبَّ الْحِلِّ وَ الْحَرَامِ یَا رَبَّ النُّورِ وَ الظَّلَامِ یَا رَبَّ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ یَا رَبَّ الْقُدْرَةِ فِی الْأَنَامِ.
كز- یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ یَا أَعْدَلَ الْعَادِلِینَ یَا أَصْدَقَ الصَّادِقِینَ یَا أَطْهَرَ الطَّاهِرِینَ یَا أَحْسَنَ الْخَالِقِینَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ یَا أَشْفَعَ الشَّافِعِینَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ.
كح- یَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ یَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ یَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ یَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ یَا غِیَاثَ مَنْ لَا غِیَاثَ لَهُ یَا فَخْرَ مَنْ لَا فَخْرَ لَهُ یَا عِزَّ مَنْ لَا عِزَّ لَهُ یَا مُعِینَ مَنْ لَا مُعِینَ لَهُ یَا أَنِیسَ مَنْ لَا أَنِیسَ لَهُ یَا أَمَانَ مَنْ لَا أَمَانَ لَهُ.
ص: 387
كط- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا عَاصِمُ یَا قَائِمُ یَا دَائِمُ یَا رَاحِمُ یَا سَالِمُ یَا حَاكِمُ یَا عَالِمُ یَا قَاسِمُ یَا قَابِضُ یَا بَاسِطُ.
ل- یَا عَاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ یَا رَاحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ یَا غَافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ یَا نَاصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ یَا حَافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ یَا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ یَا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ یَا صَرِیخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ یَا مُعِینَ مَنِ اسْتَعَانَهُ یَا مُغِیثَ مَنِ اسْتَغَاثَهُ.
لا- یَا عَزِیزاً لَا یُضَامُ یَا لَطِیفاً لَا یُرَامُ یَا قَیُّوماً لَا یَنَامُ یَا دَائِماً لَا یَفُوتُ یَا حَیّاً لَا یَمُوتُ یَا مَلِكاً لَا یَزُولُ یَا بَاقِیاً لَا یَفْنَی یَا عَالِماً لَا یَجْهَلُ یَا صَمَداً لَا یُطْعَمُ یَا قَوِیّاً لَا یَضْعُفُ.
لب- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا أَحَدُ یَا وَاحِدُ یَا شَاهِدُ یَا مَاجِدُ یَا حَامِدُ یَا رَاشِدُ یَا بَاعِثُ یَا وَارِثُ یَا ضَارُّ یَا نَافِعُ.
لج- یَا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِیمٍ یَا أَكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَرِیمٍ یَا أَرْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحِیمٍ یَا أَعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَلِیمٍ یَا أَحْكَمَ مِنْ كُلِّ حَكِیمٍ یَا أَقْدَمَ مِنْ كُلِّ قَدِیمٍ یَا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِیرٍ یَا أَلْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطِیفٍ یَا أَجَلَّ مِنْ كُلِّ جَلِیلٍ یَا أَعَزَّ مِنْ كُلِّ عَزِیزٍ.
لد- یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا كَثِیرَ الْخَیْرِ یَا قَدِیمَ الْفَضْلِ یَا دَائِمَ اللُّطْفِ یَا لَطِیفَ الصُّنْعِ یَا مُنَفِّسَ الْكَرْبِ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ یَا مَالِكَ الْمُلْكِ یَا قَاضِیَ الْحَقِّ.
له- یَا مَنْ هُوَ فِی عَهْدِهِ وَفِیٌّ یَا مَنْ هُوَ فِی وَفَائِهِ قَوِیٌّ یَا مَنْ هُوَ فِی قُوَّتِهِ عَلِیٌّ یَا مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ قَرِیبٌ یَا مَنْ هُوَ فِی قُرْبِهِ لَطِیفٌ یَا مَنْ هُوَ فِی لُطْفِهِ شَرِیفٌ یَا مَنْ هُوَ فِی شَرَفِهِ عَزِیزٌ یَا مَنْ هُوَ فِی عِزِّهِ عَظِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی عَظَمَتِهِ مَجِیدٌ یَا مَنْ هُوَ فِی مَجْدِهِ حَمِیدٌ.
لو- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا كَافِی یَا شَافِی یَا وَافِی یَا مُعَافِی یَا هَادِی یَا دَاعِی یَا قَاضِی یَا رَاضِی یَا عَالِی یَا بَاقِی.
لز- یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاضِعٌ لَهُ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاشِعٌ لَهُ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ كَائِنٌ لَهُ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ مَوْجُودٌ بِهِ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ مُنِیبٌ إِلَیْهِ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ
ص: 388
خَائِفٌ مِنْهُ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ قَائِمٌ بِهِ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ صَائِرٌ إِلَیْهِ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ یَا مَنْ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ.
لح- یَا مَنْ لَا مَفَرَّ إِلَّا إِلَیْهِ یَا مَنْ لَا مَفْزَعَ إِلَّا إِلَیْهِ یَا مَنْ لَا مَقْصَدَ إِلَّا إِلَیْهِ یَا مَنْ لَا مَنْجَی مِنْهُ إِلَّا إِلَیْهِ یَا مَنْ لَا یُرْغَبُ إِلَّا إِلَیْهِ یَا مَنْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ یَا مَنْ لَا یُسْتَعَانُ إِلَّا بِهِ یَا مَنْ لَا یُتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَیْهِ یَا مَنْ لَا یُرْجَی إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُعْبَدُ إِلَّا إِیَّاهُ.
لط- یَا خَیْرَ الْمَرْهُوبِینَ یَا خَیْرَ الْمَطْلُوبِینَ یَا خَیْرَ الْمَرْغُوبِینَ یَا خَیْرَ الْمَسْئُولِینَ یَا خَیْرَ الْمَقْصُودِینَ یَا خَیْرَ الْمَذْكُورِینَ یَا خَیْرَ الْمَشْكُورِینَ یَا خَیْرَ الْمَحْبُوبِینَ یَا خَیْرَ الْمَدْعُوِّینَ یَا خَیْرَ الْمُسْتَأْنِسِینَ.
م- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا غَافِرُ یَا سَاتِرُ یَا قَادِرُ یَا قَاهِرُ یَا فَاطِرُ یَا كَاسِرُ یَا جَابِرُ یَا ذَاكِرُ یَا نَاظِرُ یَا نَاصِرُ: ما یَا مَنْ خَلَقَ فَسَوَّی یَا مَنْ قَدَّرَ فَهَدی یَا مَنْ یَكْشِفُ الْبَلْوَی یَا مَنْ یَسْمَعُ النَّجْوَی یَا مَنْ یُنْقِذُ الْغَرْقَی یَا مِنْ یُنْجِی الْهَلْكَی یَا مَنْ یَشْفِی الْمَرْضَی یَا مَنْ أَضْحَكَ وَ أَبْكی یَا مَنْ أَماتَ وَ أَحْیا یَا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثی.
مب- یَا مَنْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ سَبِیلُهُ یَا مَنْ فِی الْآفَاقِ آیَاتُهُ یَا مَنْ فِی الْآیَاتِ بُرْهَانُهُ یَا مَنْ فِی الْمَمَاتِ قُدْرَتُهُ یَا مَنْ فِی الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ یَا مَنْ فِی الْقِیَامَةِ مُلْكُهُ یَا مَنْ فِی الْحِسَابِ هَیْبَتُهُ یَا مَنْ فِی الْمِیزَانِ قَضَاؤُهُ یَا مَنْ فِی الْجَنَّةِ ثَوَابُهُ یَا مَنْ فِی النَّارِ عِقَابُهُ.
مج- یَا مَنْ إِلَیْهِ یَهْرَبُ الْخَائِفُونَ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَقْصِدُ الْمُنِیبُونَ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَلْجَأُ الْمُتَحَیِّرُونَ یَا مَنْ بِهِ یَسْتَأْنِسُ الْمُرِیدُونَ یَا مَنْ بِهِ یَفْتَخِرُ الْمُحِبُّونَ یَا مَنْ فِی عَفْوِهِ یَطْمَعُ الْخَاطِئُونَ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَسْكُنُ الْمُوقِنُونَ یَا مَنْ عَلَیْهِ یَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ.
مد- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا حَبِیبُ یَا طَبِیبُ یَا قَرِیبُ یَا رَقِیبُ یَا حَسِیبُ یَا مُهِیبُ یَا مُثِیبُ یَا مُجِیبُ یَا خَبِیرُ یَا بَصِیرُ.
ص: 389
مه- یَا أَقْرَبَ مِنْ كُلِّ قَرِیبٍ یَا أَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِیبٍ یَا أَبْصَرَ مِنْ كُلِّ بَصِیرٍ یَا أَخْبَرَ مِنْ كُلِّ خَبِیرٍ یَا أَشْرَفَ مِنْ كُلِّ شَرِیفٍ یَا أَرْفَعَ مِنْ كُلِّ رَفِیعٍ یَا أَقْوَی مِنْ كُلِّ قَوِیٍّ یَا أَغْنَی مِنْ كُلِّ غَنِیٍّ یَا أَجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوَادٍ یَا أَرْأَفَ مِنْ كُلِّ رَءُوفٍ.
مو- یَا غَالِباً غَیْرَ مَغْلُوبٍ یَا صَانِعاً غَیْرَ مَصْنُوعٍ یَا خَالِقاً غَیْرَ مَخْلُوقٍ یَا مَالِكاً غَیْرَ مَمْلُوكٍ یَا قَاهِراً غَیْرَ مَقْهُورٍ یَا رَافِعاً غَیْرَ مَرْفُوعٍ یَا حَافِظاً غَیْرَ مَحْفُوظٍ یَا نَاصِراً غَیْرَ مَنْصُورٍ یَا شَاهِداً غَیْرَ غَائِبٍ یَا قَرِیباً غَیْرَ بَعِیدٍ.
مز- یَا نُورَ النُّورِ یَا مُنَوِّرَ النُّورِ یَا خَالِقَ النُّورِ یَا مُدَبِّرَ النُّورِ یَا مُقَدِّرَ النُّورِ یَا نُورَ كُلِّ نُورٍ یَا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ یَا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ یَا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ یَا نُوراً لَیْسَ كَمِثْلِهِ نُورٌ.
مح- یَا مَنْ عَطَاؤُهُ شَرِیفٌ یَا مَنْ فِعْلُهُ لَطِیفٌ یَا مَنْ لُطْفُهُ مُقِیمٌ یَا مَنْ إِحْسَانُهُ قَدِیمٌ یَا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ یَا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ یَا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ یَا مَنْ عَذَابُهُ عَدْلٌ یَا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ یَا مَنْ فَضْلُهُ عَمِیمٌ.
مط- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُسَهِّلُ یَا مُفَصِّلُ یَا مُبَدِّلُ یَا مُذَلِّلُ یَا مُنَزِّلُ یَا مُنَوِّلُ یَا مُفْضِلُ یَا مُجْزِلُ یَا مُمْهِلُ یَا مُجْمِلُ.
ن- یَا مَنْ یَرَی وَ لَا یُرَی یَا مَنْ یَخْلُقُ وَ لَا یُخْلَقُ یَا مَنْ یَهْدِی وَ لَا یُهْدَی یَا مَنْ یُحْیِی وَ لَا یُحْیَا یَا مَنْ یَسْأَلُ وَ لَا یُسْأَلُ یَا مَنْ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ یَا مَنْ یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ یَا مَنْ یَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْهِ یَا مَنْ یَحْكُمُ وَ لَا یُحْكَمُ عَلَیْهِ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.
نا- یَا نِعْمَ الْحَسِیبُ یَا نِعْمَ الطَّبِیبُ یَا نِعْمَ الرَّقِیبُ یَا نِعْمَ الْقَرِیبُ یَا نِعْمَ الْمُجِیبُ یَا نِعْمَ الْحَبِیبُ یَا نِعْمَ الْكَفِیلُ یَا نِعْمَ الْوَكِیلُ یَا نِعْمَ الْمَوْلَی یَا نِعْمَ النَّصِیرُ.
نب- یَا سُرُورَ الْعَارِفِینَ یَا مُنَی الْمُحِبِّینَ یَا أَنِیسَ الْمُرِیدِینَ یَا حَبِیبَ التَّوَّابِینَ یَا رَازِقَ الْمُقِلِّینَ یَا رَجَاءَ الْمُذْنِبِینَ یَا قُرَّةَ عَیْنِ الْعَابِدِینَ یَا مُنَفِّسَ
ص: 390
عَنِ الْمَكْرُوبِینَ یَا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَغْمُومِینَ یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.
نج- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا رَبَّنَا یَا إِلَهَنَا یَا سَیِّدَنَا یَا مَوْلَانَا یَا نَاصِرَنَا یَا حَافِظَنَا یَا دَلِیلَنَا یَا مُعِینَنَا یَا حَبِیبَنَا یَا طَبِیبَنَا.
ند- یَا رَبَّ النَّبِیِّینَ وَ الْأَبْرَارِ یَا رَبَّ الصِّدِّیقِینَ وَ الْأَخْیَارِ یَا رَبَّ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَا رَبَّ الصِّغَارِ وَ الْكِبَارِ یَا رَبَّ الْحُبُوبِ وَ الثِّمَارِ یَا رَبَّ الْأَنْهَارِ وَ الْأَشْجَارِ یَا رَبَّ الصَّحَارِی وَ الْقِفَارِ یَا رَبَّ الْبَرَارِی وَ الْبِحَارِ یَا رَبَّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَا رَبَّ الْأَعْلَانِ وَ الْأَسْرَارِ.
نه- یَا مَنْ نَفَذَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ أَمْرُهُ یَا مَنْ لَحِقَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُهُ یَا مَنْ بَلَغَتْ إِلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قُدْرَتُهُ یَا مَنْ لَا تُحْصِی الْعِبَادُ نِعَمَهُ یَا مَنْ لَا تَبْلُغُ الْخَلَائِقُ شُكْرَهُ یَا مَنْ لَا تُدْرِكُ الْأَفْهَامُ جَلَالَهُ یَا مَنْ لَا تَنَالُ الْأَوْهَامُ كُنْهَهُ یَا مَنِ الْعَظَمَةُ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُهُ یَا مَنْ لَا تَرُدُّ الْعِبَادُ قَضَاءَهُ یَا مَنْ لَا مُلْكَ إِلَّا مُلْكُهُ یَا مَنْ لَا عَطَاءَ إِلَّا عَطَاؤُهُ.
نو- یَا مَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَهُ الصِّفَاتُ الْعُلْیَا یَا مَنْ لَهُ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی یَا مَنْ لَهُ الْجَنَّةُ الْمَأْوَی یَا مَنْ لَهُ الْآیَاتُ الْكُبْرَی یَا مَنْ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یَا مَنْ لَهُ الْحُكْمُ وَ الْقَضَاءُ یَا مَنْ لَهُ الْهَوَاءُ وَ الْفَضَاءُ یَا مَنْ لَهُ الْعَرْشُ وَ الثَّرَی یَا مَنْ لَهُ السَّمَاوَاتُ الْعُلَی.
نز- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا عَفُوُّ یَا غَفُورُ یَا صَبُورُ یَا شَكُورُ یَا رَءُوفُ یَا عَطُوفُ یَا مَسْئُولُ یَا وَدُودُ یَا سُبُّوحُ یَا قُدُّوسُ.
نح- یَا مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ عَظَمَتُهُ یَا مَنْ فِی الْأَرْضِ آیَاتُهُ یَا مَنْ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ دَلَائِلُهُ یَا مَنْ فِی الْبِحَارِ عَجَائِبُهُ یَا مَنْ فِی الْجِبَالِ خَزَائِنُهُ یَا مَنْ یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ یَا مَنْ إِلَیْهِ یَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ یَا مَنْ أَظْهَرَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ لُطْفَهُ یَا مَنْ أَحْسَنَ كُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ یَا مَنْ تَصَرَّفَ فِی الْخَلَائِقِ قُدْرَتُهُ.
نط- یَا حَبِیبَ مَنْ لَا حَبِیبَ لَهُ یَا طَبِیبَ مَنْ لَا طَبِیبَ لَهُ یَا مُجِیبَ مَنْ لَا مُجِیبَ لَهُ یَا شَفِیقَ مَنْ لَا شَفِیقَ لَهُ یَا رَفِیقَ مَنْ لَا رَفِیقَ لَهُ یَا مُغِیثَ مَنْ لَا مُغِیثَ لَهُ یَا دَلِیلَ مَنْ لَا دَلِیلَ لَهُ یَا أَنِیسَ مَنْ لَا أَنِیسَ لَهُ یَا رَاحِمَ مَنْ لَا رَاحِمَ لَهُ
ص: 391
یَا صَاحِبَ مَنْ لَا صَاحِبَ لَهُ.
س- یَا كَافِیَ مَنِ اسْتَكْفَاهُ یَا هَادِیَ مَنِ اسْتَهْدَاهُ یَا كَالِیَ مَنِ اسْتَكْلَاهُ یَا رَاعِیَ مَنِ اسْتَرْعَاهُ یَا شَافِیَ مَنِ اسْتَشْفَاهُ یَا قَاضِیَ مَنِ اسْتَقْضَاهُ یَا مُغْنِیَ مَنِ اسْتَغْنَاهُ یَا مُوفِیَ مَنِ اسْتَوْفَاهُ یَا مُقَوِّیَ مَنِ اسْتَقْوَاهُ یَا وَلِیَّ مَنِ اسْتَوْلَاهُ.
سا- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا خَالِقُ یَا رَازِقُ یَا نَاطِقُ یَا صَادِقُ یَا فَالِقُ یَا فَارِقُ یَا فَاتِقُ یَا رَاتِقُ یَا سَابِقُ یَا سَامِقُ.
سب- یَا مَنْ یُقَلِّبُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ یَا مَنْ جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَ الْأَنْوَارَ یَا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ یَا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ یَا مَنْ قَدَّرَ الْخَیْرَ وَ الشَّرَّ یَا مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَیاةَ یَا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ یَا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ یَا مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ.
سج- یَا مَنْ یَعْلَمُ مُرَادَ الْمُرِیدِینَ یَا مَنْ یَعْلَمُ ضَمِیرَ الصَّامِتِینَ یَا مَنْ یَسْمَعُ أَنِینَ الْوَاهِنِینَ یَا مَنْ یَرَی بُكَاءَ الْخَائِفِینَ یَا مَنْ یَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِینَ یَا مَنْ یَقْبَلُ عُذْرَ التَّائِبِینَ یَا مَنْ لَا یُصْلِحُ أَعْمَالَ الْمُفْسِدِینَ یَا مَنْ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ یَا مَنْ لَا یَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ الْعَارِفِینَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ.
سد- یَا دَائِمَ الْبَقَاءِ یَا سَامِعَ الدُّعَاءِ یَا وَاسِعَ الْعَطَاءِ یَا غَافِرَ الْخَطَاءِ یَا بَدِیعَ السَّمَاءِ یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ یَا جَمِیلَ الثَّنَاءِ یَا قَدِیمَ السَّنَاءِ یَا كَثِیرَ الْوَفَاءِ یَا شَرِیفَ الْجَزَاءِ.
سه- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا سَتَّارُ یَا غَفَّارُ یَا قَهَّارُ یَا جَبَّارُ یَا صَبَّارُ یَا بَارُّ یَا مُخْتَارُ یَا فَتَّاحُ یَا نَفَّاحُ یَا مُرْتَاحُ.
سو- یَا مَنْ خَلَقَنِی وَ سَوَّانِی یَا مَنْ رَزَقَنِی وَ رَبَّانِی یَا مَنْ أَطْعَمَنِی وَ سَقَانِی یَا مَنْ قَرَّبَنِی وَ أَدْنَانِی یَا مَنْ عَصَمَنِی وَ كَفَانِی یَا مَنْ حَفِظَنِی وَ كَلَانِی یَا مَنْ أَعَزَّنِی وَ أَغْنَانِی یَا مَنْ وَفَّقَنِی وَ هَدَانِی یَا مَنْ آنَسَنِی وَ آوَانِی یَا مَنْ أَمَاتَنِی وَ أَحْیَانِی.
سز- یَا مَنْ یُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ یَا مَنْ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ
ص: 392
سَبِیلِهِ یَا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ یَا مَنْ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ یَا مَنِ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِأَمْرِهِ یَا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ یَا مَنْ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ.
سح- یَا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ مِهَاداً یَا مَنْ جَعَلَ الْجِبَالَ أَوْتَاداً یَا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً یَا مَنْ جَعَلَ الْقَمَرَ نُوراً یَا مَنْ جَعَلَ اللَّیْلَ لِبَاساً یَا مَنْ جَعَلَ النَّهَارَ مَعَاشاً یَا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُبَاتاً یَا مَنْ جَعَلَ السَّمَاءَ بِنَاءً یَا مَنْ جَعَلَ الْأَشْیَاءَ أَزْوَاجاً یَا مَنْ جَعَلَ النَّارَ مِرْصَاداً.
سط- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا سَمِیعُ یَا شَفِیعُ یَا رَفِیعُ یَا مَنِیعُ یَا سَرِیعُ یَا بَدِیعُ یَا كَبِیرُ یَا قَدِیرُ یَا مُنِیرُ یَا مُجِیرُ.
ع- یَا حَیّاً قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ یَا حَیّاً بَعْدَ كُلِّ حَیٍّ یَا حَیُّ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ حَیٌّ یَا حَیُّ الَّذِی لَا یُشَارِكُهُ حَیٌّ یَا حَیُّ الَّذِی لَا یَحْتَاجُ إِلَی حَیٍّ یَا حَیُّ الَّذِی یُمِیتُ كُلَّ حَیٍّ یَا حَیُّ الَّذِی یَرْزُقُ كُلَّ حَیٍّ یَا حَیّاً لَمْ یَرِثِ الْحَیَاةَ مِنْ حَیٍّ یَا حَیُّ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ.
عا- یَا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لَا یُنْسَی یَا مَنْ لَهُ نُورٌ لَا یُطْفَی یَا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لَا تُعَدُّ یَا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لَا یَزُولُ یَا مَنْ لَهُ ثَنَاءٌ لَا یُحْصَی یَا مَنْ لَهُ جَلَالٌ لَا یُكَیَّفُ یَا مَنْ لَهُ كَمَالٌ لَا یُدْرَكُ یَا مَنْ لَهُ قَضَاءٌ لَا یُرَدُّ یَا مَنْ لَهُ صِفَاتٌ لَا تُبَدَّلُ یَا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لَا تُغَیَّرُ.
عب- یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ یَا مَالِكَ یَوْمِ الدِّینِ یَا غَایَةَ الطَّالِبِینَ یَا ظَهْرَ اللَّاجِینَ یَا مُدْرِكَ الْهَارِبِینَ یَا مَنْ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ یَا مَنْ یُحِبُّ التَّوَّابِینَ یَا مَنْ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ یَا مَنْ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ یَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ.
عج- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا شَفِیقُ یَا رَفِیقُ یَا حَفِیظُ یَا مُحِیطُ یَا مُقِیتُ یَا مُغِیثُ یَا مُعِزُّ یَا مُذِلُّ [یَا مُبْدِئُ] یَا مُعِیدُ.
عد- یَا مَنْ هُوَ أَحَدٌ بِلَا ضِدٍّ یَا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلَا نِدٍّ یَا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلَا عَیْبٍ یَا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلَا كَیْفٍ یَا مَنْ هُوَ قَاضٍ بِلَا حَیْفٍ یَا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلَا وَزِیرٍ یَا مَنْ
ص: 393
هُوَ عَزِیزٌ بِلَا ذُلٍّ یَا مَنْ هُوَ غَنِیٌّ بِلَا فَقْرٍ یَا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلَا عَزْلٍ یَا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلَا شَبِیهٍ.
عه- یَا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِینَ یَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِینَ یَا مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحَامِدِینَ یَا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِیعِینَ یَا مَنْ بَابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِینَ یَا مَنْ سَبِیلُهُ وَاضِحٌ لِلْمُنِیبِینَ
یَا مَنْ آیَاتُهُ بُرْهَانٌ لِلنَّاظِرِینَ یَا مَنْ كِتَابُهُ تَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِینَ یَا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطَّائِعِینَ وَ الْعَاصِینَ یَا مَنْ رَحْمَتُهُ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ.
عو- یَا مَنْ تَبَارَكَ اسْمُهُ یَا مَنْ تَعَالَی جَدُّهُ یَا مَنْ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ یَا مَنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ یَا مَنْ یَدُومُ بَقَاؤُهُ یَا مَنِ الْعَظَمَةُ بَهَاؤُهُ یَا مَنِ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُهُ یَا مَنْ لَا یُحْصَی آلَاؤُهُ یَا مَنْ لَا تُعَدُّ نَعْمَاؤُهُ.
عز- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُعِینُ یَا أَمِینُ یَا مُبِینُ یَا مَتِینُ یَا مَكِینُ یَا رَشِیدُ یَا حَمِیدُ یَا مَجِیدُ یَا شَدِیدُ یَا شَهِیدُ.
عح- یَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِیدَ یَا ذَا الْقَوْلِ السَّدِیدِ یَا ذَا الْفِعْلِ الرَّشِیدِ یَا ذَا الْبَطْشِ الشَّدِیدِ یَا ذَا الْوَعْدِ وَ الْوَعِیدِ یَا مَنْ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ یَا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ یَا مَنْ هُوَ قَرِیبٌ غَیْرُ بَعِیدٍ یَا مَنْ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ یَا مَنْ هُوَ لَیْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ.
عط- یَا مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَزِیرَ یَا مَنْ لَا شَبِیهَ لَهُ وَ لَا نَظِیرَ یَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِیرِ یَا مُغْنِیَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ یَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ یَا رَاحِمَ الشَّیْخِ الْكَبِیرِ یَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِیرِ یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا مَنْ هُوَ بِعِبَادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ یَا مَنْ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
ف- یَا ذَا الْجُودِ وَ النِّعَمِ یَا ذَا الْفَضْلِ وَ الْكَرَمِ یَا خَالِقَ اللَّوْحِ وَ الْقَلَمِ یَا بَارِئَ الذَّرِّ وَ النَّسَمِ یَا ذَا الْبَأْسِ وَ النِّقَمِ یَا مُلْهِمَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْأَلَمِ یَا عَالِمَ السِّرِّ وَ الْهِمَمِ یَا رَبَّ الْبَیْتِ وَ الْحَرَمِ یَا مَنْ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ مِنَ الْعَدَمِ.
فا- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا فَاعِلُ یَا جَاعِلُ یَا قَابِلُ یَا كَامِلُ یَا فَاضِلُ یَا فَاصِلُ (1) یَا عَادِلُ یَا غَالِبُ یَا طَالِبُ یَا وَاهِبُ.
فب- یَا مَنْ أَنْعَمَ بِطَوْلِهِ یَا مَنْ أَكْرَمَ بِجُودِهِ یَا مَنْ جَادَ بِلُطْفِهِ یَا مَنْ تَعَزَّزَ
ص: 394
بِقُدْرَتِهِ یَا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ یَا مَنْ حَكَمَ بِتَدْبِیرِهِ یَا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ یَا مَنْ تَجَاوَزَ بِحِلْمِهِ یَا مَنْ دَنَا فِی عُلُوِّهِ یَا مَنْ عَلَا فِی دُنُوِّهِ.
فج- یَا مَنْ یَخْلُقُ ما یَشاءُ یَا مَنْ یَفْعَلُ ما یَشاءُ یَا مَنْ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ یَا مَنْ یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ یَا مَنْ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ یَا مَنْ یَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ یَا مَنْ یُعِزُّ مَنْ یَشَاءُ یَا مَنْ یُذِلُّ مَنْ یَشَاءُ یَا مَنْ یُصَوِّرُ فِی الْأَرْحَامِ مَا یَشَاءُ یَا مَنْ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ.
فد- یَا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً یَا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً یَا مَنْ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أَحَداً یَا مَنْ جَعَلَ الْمَلَائِكَةَ رُسُلًا یَا مَنْ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً یَا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً یَا مَنْ خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً یَا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَمَداً یَا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً یَا مَنْ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً.
فه- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا أَوَّلُ یَا آخِرُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ یَا بَرُّ یَا حَقُّ یَا فَرْدُ یَا وَتْرُ یَا صَمَدُ یَا سَرْمَدُ.
فو- یَا خَیْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ یَا أَفْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ یَا أَجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ یَا أَعَزَّ مَذْكُورٍ ذُكِرَ یَا أَعْلَی مَحْمُودٍ حُمِدَ یَا أَقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ یَا أَرْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ یَا أَكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ یَا أَكْرَمَ مَسْئُولٍ سُئِلَ یَا أَشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ.
فز- یَا حَبِیبَ الْمَسَاكِینِ (1) یَا سَیِّدَ الْمُتَوَكِّلِینَ یَا هَادِیَ الْمُضِلِّینَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ یَا أَنِیسَ الذَّاكِرِینَ یَا مَفْزَعَ الْمَلْهُوفِینَ یَا مُنْجِیَ الصَّادِقِینَ یَا أَقْدَرَ الْقَادِرِینَ یَا أَعْلَمَ الْعَالِمِینَ یَا إِلَهَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ.
فح- یَا مَنْ عَلَا فَقَهَرَ یَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ یَا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ یَا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ یَا مَنْ عُصِیَ فَغَفَرَ یَا مَنْ لَا تَحْوِیهِ الْفِكَرُ یَا مَنْ لَا تُدْرِكُهُ بَصُرٌ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ أَثَرٌ یَا رَازِقَ الْبَشَرِ یَا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ.
فط- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا حَافَظُ یَا بَارِئُ یَا ذَارِئُ یَا بَاذِخُ یَا فَارِجُ یَا فَاتِحُ یَا كَاشِفُ یَا ضَامِنُ یَا آمِرُ یَا نَاهِی.
ص- یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ
ص: 395
لَا یَخْلُقُ الْخَلْقَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُتِمُّ النِّعْمَةَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُقَلِّبُ الْقُلُوبَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُدَبِّرُ الْأَمْرَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یَبْسُطُ الرِّزْقَ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ لَا یُحْیِی الْمَوْتَی إِلَّا هُوَ.
صا- یَا مُعِینَ الضُّعَفَاءِ یَا صَاحِبَ الْغُرَبَاءِ یَا نَاصِرَ الْأَوْلِیَاءِ یَا قَاهِرَ الْأَعْدَاءِ یَا رَافِعَ السَّمَاءِ یَا أَنِیسَ الْأَصْفِیَاءِ یَا حَبِیبَ الْأَتْقِیَاءِ یَا كَنْزَ الْفُقَرَاءِ یَا إِلَهَ الْأَغْنِیَاءِ یَا أَكْرَمَ الْكُرَمَاءِ.
صب- یَا كَافِیاً مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا قَائِماً عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ لَا یُشْبِهُهُ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَا یَنْقُصُ مِنْ خَزَائِنِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ لَا یَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَیْ ءٌ یَا مَنْ هُوَ خَبِیرٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ یَا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَیْ ءٍ.
صج- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُكْرِمُ یَا مُطْعِمُ یَا مُنْعِمُ یَا مُعْطِی یَا مُغْنِی یَا مُقْنِی یَا مُفْنِی یَا مُحْیِی یَا مُرْضِی یَا مُنْجِی.
صد- یَا أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَهُ یَا إِلَهَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَلِیكَهُ یَا رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ صَانِعَهُ یَا بَارِئَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقَهُ یَا قَابِضَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بَاسِطَهُ یَا مُبْدِئَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُعِیدَهُ یَا مُنْشِئَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُقَدِّرَهُ یَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُحَوِّلَهُ یَا مُحْیِیَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُمِیتَهُ یَا خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثَهُ.
صه- یَا خَیْرَ ذَاكِرٍ وَ مَذْكُورٍ یَا خَیْرَ شَاكِرٍ وَ مَشْكُورٍ یَا خَیْرَ حَامِدٍ وَ مَحْمُودٍ یَا خَیْرَ شَاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ یَا خَیْرَ دَاعٍ وَ مَدْعُوٍّ یَا خَیْرَ مُجِیبٍ وَ مُجَابٍ یَا خَیْرَ مُونِسٍ وَ أَنِیسٍ یَا خَیْرَ صَاحِبٍ وَ جَلِیسٍ یَا خَیْرَ مَقْصُودٍ وَ مَطْلُوبٍ یَا خَیْرَ حَبِیبٍ وَ مَحْبُوبٍ.
صو- یَا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعَاهُ مُجِیبٌ یَا مَنْ هُوَ لِمَنْ أَطَاعَهُ حَبِیبٌ یَا مَنْ هُوَ إِلَی مَنْ أَحَبَّهُ قَرِیبٌ یَا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقِیبٌ یَا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجَاهُ كَرِیمٌ یَا هُوَ بِمَنْ عَصَاهُ حَلِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی عَظَمَتِهِ رَحِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی حِكْمَتِهِ عَظِیمٌ یَا مَنْ هُوَ فِی إِحْسَانِهِ قَدِیمٌ یَا مَنْ هُوَ بِمَنْ أَرَادَهُ عَلِیمٌ.
صز- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مُسَبِّبُ یَا مُرَغِّبُ یَا مُقَلِّبُ یَا مُعَقِّبُ یَا مُرَتِّبُ یَا مُخَوِّفُ یَا مُحَذِّرُ یَا مُذَكِّرُ یَا مُسَخِّرُ یَا مُغَیِّرُ.
ص: 396
صح- یَا مَنْ عِلْمُهُ سَابِقٌ یَا مَنْ وَعْدُهُ صَادِقٌ یَا مَنْ لُطْفُهُ ظَاهِرٌ یَا مَنْ أَمْرُهُ غَالِبٌ یَا مَنْ كِتَابُهُ مُحْكَمٌ یَا مَنْ قَضَاؤُهُ كَائِنٌ یَا مَنْ قُرْآنُهُ مَجِیدٌ یَا مَنْ مُلْكُهُ قَدِیمٌ یَا مَنْ فَضْلُهُ عَمِیمٌ یَا مَنْ عَرْشُهُ عَظِیمٌ.
صط- یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ یَا مَنْ لَا یَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلٍ یَا مَنْ لَا یُلْهِیهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلٍ یَا مَنْ لَا یُغَلِّطُهُ سُؤَالٌ عَنْ سُؤَالٍ یَا مَنْ لَا یَحْجُبُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ یَا مَنْ لَا یُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ یَا مَنْ هُوَ غَایَةُ مُرَادِ الْمُرِیدِینَ یَا مَنْ هُوَ مُنْتَهَی هِمَمِ الْعَارِفِینَ یَا مَنْ هُوَ مُنْتَهَی طَلَبِ الطَّالِبِینَ یَا مَنْ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ ذَرَّةٌ فِی الْعَالَمِینَ.
المائة- یَا حَلِیماً لَا یَعْجَلُ یَا جَوَاداً لَا یَبْخَلُ یَا صَادِقاً لَا یُخْلِفُ یَا وَهَّاباً لَا یَمَلُّ یَا قَاهِراً لَا یُغْلَبُ یَا عَظِیماً لَا یُوصَفُ یَا عَدْلًا لَا یَحِیفُ یَا غَنِیّاً لَا یَفْتَقِرُ یَا كَبِیراً لَا یَصْغُرُ یَا حَافِظاً لَا یَغْفُلُ سُبْحَانَكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خَلِّصْنَا مِنَ النَّارِ یَا رَبِّ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).
«4»- مهج، [مهج الدعوات] وَ مِنْ ذَلِكَ الشَّرْحُ الْمَعْرُوفُ بِدُعَاءِ الْجَوْشَنِ یَقُولُ كَاتِبُهُ الْفَقِیرُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَبُو طَالِبِ بْنُ رَجَبٍ وَجَدْتُ دُعَاءَ الْجَوْشَنِ وَ خَبَرَهُ وَ فَضْلَهُ فِی كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ جَدِّیَ السَّعِیدِ تَقِیِّ الدِّینِ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَتَضَمَّنُ مُهَجَ الدَّعَوَاتِ وَ غَیْرَهُ بِغَیْرِ هَذِهِ الرِّوَایَةِ وَ الْخَبَرُ مُقَدَّمٌ عَلَی الدُّعَاءِ الْمَذْكُورِ فَأَحْبَبْتُ إِثْبَاتَهُ فِی هَذَا الْمَكَانِ لِیُعْلَمَ فَضْلُ الدُّعَاءِ الْمَذْكُورِ(2)
وَ هَذَا
صِفَةُ مَا وَجَدْتُهُ بِعَیْنِهِ خَبَرُ دُعَاءِ الْجَوْشَنِ وَ فَضْلِهِ وَ مَا لِقَارِئِهِ وَ لِحَامِلِهِ مِنَ الثَّوَابِ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنْ مَوْلَانَا وَ سَیِّدِنَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.
ص: 397
قَالَ قَالَ أَبِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا بُنَیَّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ سِرّاً مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَّمَنِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ مِنْ أَسْرَارِهِ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ قُلْتُ بَلَی یَا أَبَاهْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرُّوحُ الْأَمِینُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی یَوْمِ الْأَحَدِ یَوْمَ أُحُدٍ وَ كَانَ یَوْمَ مَهُولٍ شَدِیدَ الْحَرِّ وَ كَانَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله جَوْشَنٌ لَا یَقْدِرُ حَمْلَهُ لِشِدَّةِ الْحَرِّ وَ حَرَارَةِ الْجَوْشَنِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَفَعْتُ رَأْسِی نَحْوَ السَّمَاءِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَی فَرَأَیْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ وَ نَزَلَ عَلَیَّ الطَّوْقُ النُّورُ(1) جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ لِی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَخُصُّكَ بِالتَّحِیَّةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ یَقُولُ لَكَ اخْلَعْ هَذَا الْجَوْشَنَ وَ اقْرَأْ هَذَا الدُّعَاءَ فَإِذَا قَرَأْتَهُ وَ حَمَلْتَهُ فَهُوَ مِثْلُ الْجَوْشَنِ الَّذِی عَلَی جَسَدِكَ فَقُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ هَذَا الدُّعَاءُ لِی خَاصَّةً أَوْ لِی وَ لِأُمَّتِی قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَیْكَ وَ إِلَی أُمَّتِكَ قُلْتُ لَهُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ مَا ثَوَابُ هَذَا الدُّعَاءِ قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ ثَوَابُ هَذَا الدُّعَاءِ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ یَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مَنْزِلِهِ وَقْتَ الصُّبْحِ أَوْ وَقْتَ الْعِشَاءِ أَلْحَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ هُوَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ قُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ كُلُّ مَنْ یَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ یُعْطِیهِ اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ قَالَ نَعَمْ وَ یُعْطِیهِ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ زَوْجَتَیْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ یُعْطِیهِ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ حُرُوفِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ قُلْتُ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ لِمَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَ رَسُولًا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِیهِ مِثْلَ ثَوَابِ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ وَ مُوسَی الْكَلِیمِ وَ عِیسَی الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ مُحَمَّدٍ الْحَبِیبِ قُلْتُ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ لِصَاحِبِ هَذَا الدُّعَاءِ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ وَ حَمَلَهُ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِمَّا ذَكَرْتُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ خَلْفَ الْمَغْرِبِ أَرْضَ بَیْضَاءَ
ص: 398
فِیهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَی یَعْبُدُونَهُ وَ لَا یَعْصُونَهُ قَدْ تَمَزَّقَتْ لُحُومُهُمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِنَ الْبُكَاءِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ لِمَ تَبْكُونَ وَ لَمْ تَعْصُونِی طَرْفَةَ عَیْنٍ قَالُوا نَخْشَی أَنْ یَغْضَبَ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ یُعَذِّبَنَا بِالنَّارِ. فَقَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْسَ هُنَاكَ إِبْلِیسٌ أَوْ أَحَدٌ مِنْ بَنِی آدَمَ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا إِبْلِیسَ وَ لَا یُحْصِی عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ مَسِیرُ الشَّمْسِ فِی بِلَادِهِمْ أَرْبَعِینَ یَوْماً لَا یَأْكُلُونَ وَ لَا یَشْرَبُونَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِی صَاحِبَ هَذَا الدُّعَاءِ ثَوَابَ عَدَدِهِمْ وَ عِبَادَتِهِمْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ یُعْطِیهِمْ ثَوَابَ هَذَا كُلَّهُ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَنَی فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ بَیْتاً یُقَالُ لَهُ الْبَیْتُ الْمَعْمُورُ یَدْخُلُهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ یَخْرُجُونَ مِنْهُ وَ لَا یَعُودُونَ إِلَیْهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعْطِیهِ ثَوَابَ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةِ وَ یُعْطِیهِ ثَوَاباً بِعَدَدِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ مِنْ یَوْمَ خَلَقَهُمُ اللَّهُ إِلَی یَوْمِ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَنْ كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ فِی إِنَاءٍ نَظِیفٍ بِمَاءِ مَطَرٍ وَ زَعْفَرَانٍ ثُمَّ یَغْسِلُهُ وَ یَشْرَبُهُ بِهِ حَسَبَ مَا یَقْدِرُ أَنْ یَشْرَبَ عَافَاهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِی جَسَدِهِ وَ یَشْفِیهِ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ قُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ كُلُّ هَذِهِ الْفَضِیلَةِ لِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ یُعْطِیهِ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ كُلَّ مَنْ قَرَأَهُ مَاتَ مَوْتَةَ الشُّهَدَاءِ قُلْتُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ أَمْ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَرِّ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَكْتُبُ لَهُ ثَوَابَ سَبْعِمِائَةِ أَلْفِ شَهِیدٍ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَرِّ قُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ أَ یُعْطِیهِ اللَّهُ كُلَّ هَذَا الثَّوَابِ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ لَیْلَةَ یَقْرَأُ الْإِنْسَانُ هَذَا الدُّعَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ یُقْبِلُ عَلَیْهِ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ یُعْطِیهِ جَمِیعَ مَا یَسْأَلُهُ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ زِدْنِی قَالَ وَ لَیْلَةَ یَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ یَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ الشَّیَاطِینِ وَ كَیْدَهُمْ وَ یَقْبَلُ أَعْمَالَهُ كُلَّهَا وَ یُطَهِّرُ مَالَهُ وَ كَذَلِكَ بِأَعْمَالِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ.
ص: 399
قُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ زِدْنِی قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِی إِسْرَافِیلُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی إِنَّهُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَ بِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ صَدَّقَ بِهَذَا الدُّعَاءِ أَعْطَیْتُهُ مُلْكاً وَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا یَنْقُصُ خَزَائِنِی وَ لَا یَفْنَی نَائِلِی وَ لَوْ جَعَلْتُ الْجَنَّةَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ خَزَائِنِی قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً یَا مُحَمَّدُ أَنَا الَّذِی إِذَا أَرَدْتُ أَمْراً قُلْتُ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ مَا أُرِیدُ إِنِّی إِذَا أَعْطَیْتُ عَبْداً عَطِیَّةً أَعْطَیْتُهُ عَلَی قَدْرِ عَظَمَتِی وَ سُلْطَانِی وَ قُدْرَتِی یَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِی قَرَأَهُ بِنِیَّةٍ خَالِصَةٍ وَ یَقِینٍ صَادِقٍ سَبْعِینَ مَرَّةً عَلَی رُءُوسِ أَهْلِ الْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا مِنَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ الْجُنُونِ لَعَافَیْتُهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَ أَخْرَجْتُهَا مِنْ أَجْسَادِهِمْ طُوبَی لِمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ صَدَّقَ بِنَبِیِّهِ وَ صَدَّقَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ الثَّوَابِ وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ أَنْكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِهِ یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَوْ كَتَبَ إِنْسَانٌ هَذَا الدُّعَاءَ فِی جَامٍ بِكَافُورٍ وَ مِسْكٍ وَ غَسَلَهُ وَ رَشَّ ذَلِكَ عَلَی كَفَنِ مَیِّتٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی قَبْرِهِ مِائَةَ أَلْفِ نُورٍ وَ یَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ یَأْمَنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ فِی قَبْرِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ طَبَقٌ مِنَ النُّورِ یَنْثُرُونَهُ عَلَیْهِ وَ یَحْمِلُونَهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ یَقُولُونَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَنَا بِهَذَا وَ نُؤْنِسُكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ یُوَسِّعُ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ وَ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بَاباً إِلَی الْجَنَّةِ وَ یُوَسِّدُونَهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ فِی حَجَلَتِهَا مِنْ حُرْمَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ عَظَمَتِهِ وَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّنِی أَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدٍ یَكُونُ هَذَا الدُّعَاءُ عَلَی كَفَنِهِ: قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ سَمِعْتُ الْبَارِئَ یَقُولُ كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مَكْتُوباً عَلَی سُرَادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الدُّنْیَا بِخَمْسَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَیُّ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بِنِیَّةٍ صَادِقَةٍ خَالِصَةٍ لَا یُخَالِطُهَا شَكٌّ فِی أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ یَخْلُقُ اللَّهُ فِی كُلِّ سَمَاءٍ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِالْمَشْرِقِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِالْمَغْرِبِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ لِكُلِّ مَلَكٍ عِشْرُونَ أَلْفَ رَأْسٍ فِی كُلِّ رَأْسٍ عِشْرُونَ أَلْفَ فَمٍ فِی كُلِّ فَمٍ عِشْرُونَ أَلْفَ لِسَانٍ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَی بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ یَجْعَلُونَ ثَوَابَ تَسْبِیحِهِمْ لِمَنْ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ.
ص: 400
یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَمْ یَبْقَ نَبِیٌّ إِلَّا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا لَمْ یَبْقَ بَیْنَ الدَّاعِی وَ بَیْنَ اللَّهِ سِوَی حِجَابٍ وَاحِدٍ وَ لَا یَسْأَلُ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ كُلُّ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْقَبْرِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ فِی یَدِ كُلِّ مَلَكٍ عَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ سَبْعِینَ أَلْفَ غُلَامٍ فِی یَدِ كُلِّ غُلَامٍ زِمَامُ نَجِیبٍ بَطْنُهُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ ظَهْرُهُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَ قَوَائِمُهُ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَ عَلَی ظَهْرِ كُلِّ نَجِیبٍ قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ لِكُلِّ قُبَّةٍ أَرْبَعُمِائَةِ بَابٍ فِی كُلِّ بَابٍ أَرْبَعُمِائَةِ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ أَرْبَعُمِائَةِ فِرَاشٍ مِنْ سُنْدُسٍ وَ
إِسْتَبْرَقٍ عَلَی كُلِّ فِرَاشٍ أَرْبَعُمِائَةِ حُورِیَّةٍ وَ أَرْبَعُمِائَةِ وَصِیفَةٍ لِكُلِّ حُورِیَّةٍ وَ وَصِیفَةٍ أَرْبَعُمِائَةِ ذُؤَابَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ وَ عَلَی رَأْسِ كُلِّ وَصِیفَةٍ تَاجٌ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ یَجْعَلُونَ ثَوَابَهَا لِمَنْ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ یَأْتِیهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ أَبْیَضَ فِیهِ أَرْبَعَةُ أَلْوَانٍ مِنَ الشَّرَابِ وَ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ وَ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ وَ عَسَلٍ مُصَفًّی عَلَی رَأْسِ كُلِّ طَبَقٍ مِنْدِیلٌ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ تَحْتَ هَذِهِ الْكِتَابَةِ هَذِهِ هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْمُوَاظِبِ عَلَی قِرَاءَةِ هَذَا الدُّعَاءِ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ یَقُولُونَ مَنْ هَذَا مِمَّا یَكُونُ حَوْلَهُ مِنَ الْغِلْمَانِ وَ الْوَصَائِفِ وَ هُمْ عَلَی النُّجُبِ وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَسُوقُونَهُ إِلَی تَحْتِ الْعَرْشِ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ الرَّحْمَنِ یَا عَبْدِی ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ یَكُونُ مَلَائِكَتُهُ فِی تَعَبٍ مِمَّا یَكْتُبُونَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ یَمْحُونَ عَنْهُ السَّیِّئَاتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ أُمَّتِی دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ إِنْ قَرَأَ مَرَّةً وَاحِدَةً أَجْزَأَهُ إِلَّا وَ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَدْرُهُ عَلَی اللَّهِ عَظِیمٌ وَ مَنْزِلَتُهُ جَلِیلَةٌ وَ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكَیْنِ یَحْفَظُونَهُ مِنَ الْمَعَاصِی وَ یُسَبِّحُونَ وَ یُقَدِّسُونَ اللَّهَ وَ یَحْفَظُونَهُ مِنَ الْبَلَاءِ كُلِّهَا وَ یَفْتَحُونَ لَهُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ وَ یُغْلِقُونَ عَنْهُ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ وَ مَا دَامَ حَیّاً
ص: 401
فَهُوَ فِی أَمَانِ اللَّهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَ قَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مَا وُصِفَ لَكَ.
فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ شَوَّقْتَنِی إِلَی هَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا تُعَلِّمْ هَذَا الدُّعَاءَ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ یَسْتَحِقُّهُ لَا یَتَوَانَی فِی حِفْظِهِ وَ یَسْتَهْزِئُ بِهِ وَ إِذَا قَرَأَهُ یَقْرَؤُهُ بِنِیَّةٍ خَالِصَةٍ صَادِقَةٍ وَ إِذَا عَلَّقَهُ عَلَیْهِ یَكُونُ عَلَی طَهَارَةٍ لِأَنَّهُ لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا أَوْصَانِی أَبِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَصِیَّةً عَظِیمَةً بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ حِفْظِهِ وَ قَالَ لِی یَا بُنَیَّ اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ عَلَی كَفَنِی وَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَعَلْتُ كَمَا أَمَرَنِی أَبِی وَ هُوَ دُعَاءٌ سَرِیعُ الْإِجَابَةِ خَصَّ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَا مَنَعَهُ عَنِ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْأَصْفِیَاءِ وَ هُوَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ اللَّهِ وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِدُعَاءِ الْجَوْشَنِ أَیُّهَا الْحَامِلُ لِهَذَا الدُّعَاءِ الْمُطَّلِعُ عَلَیْهِ نَاشَدْتُكَ اللَّهَ لَا تُسْمِعْ بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ مُوَالٍ یَسْتَحِقُّهُ حَفِیٌّ بِهِ وَ إِنْ بَذَلْتَهُ لِغَیْرِ مُسْتَحِقِّهِ مِمَّنْ لَا یَعْرِفُ حَقَّهُ وَ مَنْ یَسْتَهْزِئُ بِهِ فَأَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِیمَ أَنْ تَحْرِمَكَ ثَوَابَهُ وَ أَنْ یَجْعَلَ النَّفْعَ ضَرّاً وَ هَذِهِ وَصِیَّتِی إِلَیْكَ فِی الْحِرْزِ وَ الدُّعَاءِ الْمَعْرُوفِ بِحِرْزِ الْجَوْشَنِ جَعَلَهُ اللَّهُ حِرْزاً وَ أَمَاناً لِمَنْ یَدْعُو بِهِ مِنْ آفَاتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ عَلِّمْهُ لِأَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ وَ حُثَّهُمْ عَلَی الدُّعَاءِ وَ التَّوَسُّلِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِهِ وَ بِالاعْتِرَافِ بِنِعْمَتِهِ وَ قَدْ حَرَّمْتُ عَلَیْهِمْ أَلَّا یُعَلِّمُوهُ مُشْرِكاً فَإِنَّهُ لَا یَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ كَفَاهُ وَ وَقَاهُ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ قَدْ عَرَّفَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنْ فَضِیلَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَصِفَهُ وَ لَا یُحْصِیهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ جَلَالُهُ وَ تَعَالَی شَأْنُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1).
«5»- مهج، [مهج الدعوات] عَبْدُ اللَّهِ عَنْ حُمَیْدٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ بَلَغَنَا عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ نَیْسَابُورَ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ عَنْ مُوسَی عَنِ الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ دَعَا بِهَذِهِ (2)
ص: 402
الْأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ وَ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَوْ دُعِیَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَی صَفَائِحَ مِنْ حَدِیدٍ لَذَابَ الْحَدِیدُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ علیه السلام وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ رَجُلًا بَلَغَ بِهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ شِدَّةً ثُمَّ دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَسَكَنَ عَنْهُ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَی جَبَلٍ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی یُرِیدُهُ لَنَفِدَ الْجَبَلُ كَمَا یُرِیدُهُ حَتَّی یَسْلُكَهُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ مَجْنُونٍ لَأَفَاقَ مِنْ جُنُونِهِ وَ إِنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَیْهَا الْوَلَدُ لَسَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهَا وَ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَوْ دَعَا بِهَا رَجُلٌ فِی مَدِینَةٍ وَ الْمَدِینَةُ تَحْتَرِقُ وَ مَنْزِلُهُ فِی وَسَطِهَا لَنَجَا مَنْزِلُهُ وَ لَمْ یَحْتَرِقْ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَعَا بِهَا أَرْبَعِینَ لَیْلَةً مِنْ لَیَالِی الْجُمُعَةِ لَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ لَوْ فَجَرَ بِأَمَةٍ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مَغْمُومٌ إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ الْكَرِیمُ عَنْهُ غَمَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أَحَدٌ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَابِرٍ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ عَلَیْهِ وَ یَنْظُرَهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ السُّلْطَانَ طَوْعاً لَهُ وَ كَفَی شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ هِیَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنِ احْتَجَبَ بِشُعَاعِ نُورِهِ عَنْ نَوَاظِرِ خَلْقِهِ یَا مَنْ تَسَرْبَلَ بِالْجَلَالِ وَ الْعَظَمَةِ وَ اشْتَهَرَ بِالتَّجَبُّرِ فِی قُدْسِهِ یَا مَنْ تَعَالَی بِالْجَلَالِ وَ الْكِبْرِیَاءِ فِی تَفَرُّدِ مَجْدِهِ یَا مَنِ انْقَادَتِ الْأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا طَوْعاً لِأَمْرِهِ یَا مَنْ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ مُجِیبَاتٌ لِدَعْوَتِهِ یَا مَنْ زَیَّنَ السَّمَاءَ بِالنُّجُومِ الطَّالِعَةِ وَ جَعَلَهَا هَادِیَةً لِخَلْقِهِ یَا مَنْ أَنَارَ الْقَمَرَ الْمُنِیرَ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ بِلُطْفِهِ یَا مَنْ أَنَارَ الشَّمْسَ الْمُنِیرَةَ وَ جَعَلَهَا مَعَاشاً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهَا مُفَرِّقَةً بَیْنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ بِعَظَمَتِهِ یَا مَنِ اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ بِنَشْرِ سَحَائِبِ نِعَمِهِ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِی كِتَابِكَ أَوْ أَثْبَتَّهُ فِی قُلُوبِ الصَّافِّینَ الْحَافِّینَ حَوْلَ عَرْشِكَ فَتَرَاجَعَتِ الْقُلُوبُ إِلَی الصُّدُورِ عَنِ الْبَیَانِ بِإِخْلَاصِ الْوَحْدَانِیَّةِ
ص: 403
وَ تَحْقِیقِ الْفَرْدَانِیَّةِ مُقِرَّةً لَكَ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِی تَجَلَّیْتَ بِهَا لِلْكَلِیمِ عَلَی الْجَبَلِ الْعَظِیمِ فَلَمَّا بَدَا شُعَاعُ نُورِ الْحُجُبِ مِنْ بَهَاءِ الْعَظَمَةِ خَرَّتِ الْجِبَالُ مُتَدَكْدِكَةً لِعَظَمَتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ هَیْبَتِكَ وَ خَوْفاً مِنْ سَطْوَتِكَ رَاهِبَةً مِنْكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ عَظِیمِ جُفُونِ عُیُونِ النَّاظِرِینَ الَّذِی بِهِ تَدْبِیرُ(1)
حِكْمَتِكَ وَ شَوَاهِدُ حُجَجِ أَنْبِیَائِكَ یَعْرِفُونَكَ بِفِطَنِ الْقُلُوبِ وَ أَنْتَ فِی غَوَامِضِ مُسَرَّاتِ سَرِیرَاتِ الْغُیُوبِ أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ ذَلِكَ الِاسْمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی جَمِیعَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْأَعْرَاضِ وَ الْأَمْرَاضِ وَ الْخَطَایَا وَ الذُّنُوبِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ الْكُفْرِ وَ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ وَ الْغَضَبِ وَ الْجَهْلِ وَ الْمَقْتِ وَ الضَّلَالَةِ وَ الْعُسْرِ وَ الضِّیقِ وَ فَسَادِ الضَّمِیرِ وَ حُلُولِ النَّقِمَةِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ لَطِیفٌ لِمَا تَشَاءُ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (2) قِیلَ إِنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَ لَا أُعَلِّمُهُ النَّاسَ قَالَ لَا یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ یَتْرُكُونَ الصَّلَاةَ وَ یَرْكَبُونَ الْفَوَاحِشَ وَ یُغْفَرُ لَهُمْ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِمْ وَ جِیرَانِهِمْ وَ مَنْ فِی مَسْجِدِهِمْ وَ لِأَهْلِ مَدِینَتِهِمْ إِذَا دَعَوْهُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ.
أقول: و هذا الدعاء مما ألهمت تلاوته طلبا للسلامة یوم البلایا عند شدة(3) فظفرنا بإجابة الدعاء و بلوغ الرجاء و كفینا شر الحساد ببلوغ المراد إن شاء اللّٰه تعالی (4).
«6»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: كَلِمَاتٌ مَا قُلْتُهُنَّ فَخِفْتُ شَیْطَاناً وَ لَا سُلْطَاناً وَ لَا سَبُعاً ضَارِیاً وَ لَا لِصّاً طَارِقاً بِلَیْلٍ آیَةُ الْكُرْسِیِّ وَ آیَةُ السُّخْرَةِ وَ آیَةٌ فِی الْأَعْرَافِ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ عَشْرُ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وَ ثَلَاثُ آیَاتٍ مِنَ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ آخِرُ
ص: 404
الْحَشْرِ وَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.
وَ مِنْ دُعَاءِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَعُوذُ بِدِرْعِكَ الْحَصِینَةِ الَّتِی لَا تُرَامُ أَنْ تُمِیتَنِی غَمّاً أَوْ هَمّاً أَوْ مُتَرَدِّیاً أَوْ هَدْماً أَوْ رَدْماً أَوْ غَرَقاً أَوْ حَرَقاً أَوْ عَطَشاً أَوْ شَرَقاً أَوْ صَبْراً أَوْ تَرَدِّیاً أَوْ أَكِیلَ سَبُعٍ أَوْ فِی أَرْضِ غُرْبَةٍ أَوْ مِیتَةَ سَوْءٍ وَ أَمِتْنِی عَلَی فِرَاشِی فِی عَافِیَةٍ أَوْ فِی الصَّفِّ الَّذِی نَعَتَّ أَهْلَهُ فِی كِتَابِكَ فَقُلْتَ كَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ.
«7»- اخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی، مِنْ أَدْعِیَةِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَدِیَّةً إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام لَیْلَةَ الْأَحْزَابِ لِدَفْعِ الشَّیْطَانِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْغَرَقِ وَ الْحَرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ السَّبُعِ وَ اللِّصِّ وَ لَهُ شَرْحٌ طَوِیلٌ وَ قَدْ تَرَكْنَاهُ خَوْفَ الْإِطَالَةِ وَ فِیهِ مَنَافِعُ كَثِیرَةٌ وَ هُوَ حِرْزٌ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ شِدَّةٍ وَ خَوْفٍ وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ أَعِزَّنَا بِسُلْطَانِكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ ارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَیْنَا وَ لَا تُهْلِكْنَا وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعَمِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ (1)
صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی فَیَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْمَعَاصِی فَلَمْ یَفْضَحْنِی یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً وَ یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِ الْأَعْدَاءِ وَ الْجَبَّارِینَ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَایَ وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَایَ وَ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُهُ یَا مَنْ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّهُ الْمَعْصِیَةُ أَسْأَلُكَ فَرَجاً عَاجِلًا وَ صَبْراً وَاسِعاً وَ الْعَافِیَةَ مِنْ جَمِیعِ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عَلَی الْعَافِیَةِ
ص: 405
یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ یَقْرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ عَلَی مَا أَحَبَّ كِلَاءَتَهُ وَ حِفْظَهُ وَ یُدِیرَ یَدَهُ عَلَیْهِ تَعْوِیذاً لَهُ حَاضِراً كَانَ عِنْدَهُ أَوْ غَائِباً عَنْهُ.
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ زُرَیْقٍ الْخُلْقَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلِّمْنِی دُعَاءً إِذَا أَنَا أَحْرَزْتُ شَیْئاً لَمْ أَخَفْ عَلَیْهِ ضَیْعَةً قَالَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا حَافِظَ الْغُلَامَیْنِ بِصَلَاحِ أَبِیهِمَا احْفَظْنِی وَ احْفَظْ عَلَیَّ دِینِی وَ أَمَانَتِی وَ مَالِی فَإِنَّهُ لَا حَافِظَ حِفْظِ ضَیْعَةٍ أَحْفَظُ عَلَی مَالِی مِنْكَ إِنَّكَ حَافِظٌ حَفِیظٌ أَخَذْتُ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ قَدَرِهِ عَلَی كُلِّ مَنْ أَرَادَنِی وَ أَرَادَ مَالِی وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).
إلی هنا إنتهی الجزء الثالث من المجلّد التاسع عشر و هو الجزء الواحد و التسعون حسب تجزئتنا یحتوی علی خمسة و عشرین بابا من أبواب الذكر و الدعاء.
و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته فخرج بعون اللّٰه و مشیئته نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر و من اللّٰه نسأل العصمة و التوفیق.
السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی
ص: 406
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم
الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله أمناء اللّٰه.
و بعد: فقد تفضّل اللّٰه علینا و له الفضل و المنّ حیث اختارنا لخدمة الدین و أهله و قیّضنا لتصحیح هذه الموسوعة الكبری و هی الباحثة عن المعارف الإسلامیّة الدائرة بین المسلمین: أعنی بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار علیهم السلام.
و هذا الجزء الذی نخرجه إلی القرّاء الكرام، هو الجزء الثالث من المجلّد التاسع عشر (كتاب الذكر و الدعاء) و قد قابلناه علی نسخة الكمبانیّ ثمّ علی نسخة الأصل التی هی بخطّ ید المؤلّف العلّامة رضوان اللّٰه علیه و هی محفوظة فی خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 1001 و معذلك قابلناه علی نصّ المصادر أو علی الأخبار الأخر المشابهة للنصّ فی سائر الكتب، فسددنا
ما كان فی النسخة من خلل و بیاض و سقط و تصحیف فإنّ المجلّد التاسع عشر أیضا من مسوّدات قلمه الشریف رحمة اللّٰه علیه و لم یخرج فی حیاته إلی البیاض.
محمد الباقر البهبودیّ
ص: 407
عناوین الأبواب/ رقم الصفحة
«28»- باب الاستشفاع بمحمّد و آل محمّد فی الدعاء و أدعیة التوجّه إلیهم و الصلوات علیهم و التوسّل بهم صلوات اللّٰه علیهم 47- 1
«29»- باب فضل الصلاة علی النبیّ و آله صلّی اللّٰه علیهم أجمعین و اللعن علی أعدائهم زائدا علی ما فی الباب السابق 72- 47
«30»- باب الصلوات الكبیرة المرویّة مفصّلا علی الأئمّة صلوات اللّٰه علیهم أجمعین 88- 73
«31»- باب جواز أن یدعی بكلّ دعاء و الرخصة فی تألیفه 89
«32»- باب أدعیة المناجاة 173- 89
«33»- باب أدعیة التمجید و الشكر 178- 174
«34»- باب أدعیة الشهادات و العقائد 184- 179
«35»- باب الأدعیة المختصرة المختصّة بكلّ إمام علیهم السلام بنوع خصوصیة بكل واحد واحد منهم زائدا علی ما سبق 191- 184
«36»- باب عوذات الأئمة علیهم السلام للحفظ و غیره من الفوائد 197- 192
«37»- باب عوذات الأیّام 198
أبواب أحراز النبیّ و الأئمّة و عوذاتهم و أدعیتهم علیهم السلام زائدا علی ما سبق و یأتی
«38»- باب أحراز النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و أزواجه الطاهرات و عوذاته و بعض أدعیته علیه السلام أیضا 224- 208
ص: 408
«39»- باب أحراز مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات اللّٰه علیها و بعض أدعیتها 227- 225
«40»- باب أحراز مولانا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و بعض أدعیته و عوذاته و من جملتها دعاء الصباح و المساء له علیه السلام و ما یناسب ذلك المعنی و فی مطاویها بعض أدعیة النبیّ صلی اللّٰه علیه و آله أیضا 263- 228
«41»- باب أحراز مولانا الإمامین الهمامین الحسن و الحسین و بعض أدعیتهما و عوذاتهما علیهما السلام 264
«42»- باب أحراز السجّاد صلوات اللّٰه علیه و بعض أدعیته و عوذاته 265- 264
«43»- باب أحراز الباقر علیه السلام و بعض أدعیته و عوذاته 270- 266
«44»- باب الأحراز المرویة عن الصادق علیه السلام و بعض أدعیته و عوذاته 317- 270
«45»- باب بعض أدعیة موسی بن جعفر علیه السلام و أحرازه و عوذاته 343- 317
«46»- باب بعض أدعیة الرضا علیه السلام و أحرازه و عوذاته و ما یناسب ذلك 354- 343
«47»- باب أحراز مولانا الجواد علیه السلام و عوذاته و بعض أدعیته 361- 354
«48»- باب بعض أدعیة الهادی و أحرازه و عوذاته صلوات اللّٰه علیه 363- 361
«49»- باب بعض أدعیة العسكری علیه السلام و أحرازه و عوذاته 364- 363
«50»- باب بعض أدعیة القائم علیه السلام 366- 365
«51»- باب سائر الأحراز المرویّة و العوذات المنقولة و ما یناسب هذا المعنی 371- 366
«52»- باب الاحتجابات المرویّة عن الرسول و الأئمة علیهم السلام و ما یناسب ذلك من الأدعیة المعروفة و الأحراز المشهورة و فیه ذكر دعاء الجوشن الكبیر و الصغیر و ما شاكلهما أیضا 406- 372
ص: 409
ص: 410
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .
ضا: لفقه الرضا علیه السلام .
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 411