بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 90: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
الحمد لله العدل ذی العظمة و الجبروت و العز و الملكوت الحی الذی لا یموت و مبدئ الخلق و معیده و منشئ كل شی ء و مبیده الذی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ واحد لا كالآحاد الخالی من الأنداد لا إله إلا هو راحم العباد و صلی اللّٰه علی نوره الساطع و ضیائه اللامع محمد نبیه و صفیه و عروته الوثقی و مثله الأعلی المفضل علی جمیع الوری و علی أخیه و وصیه و وارث علمه و آیته العظمی و علی آله الأئمة المصطفین و عترته المنتجبین المفضلین علی جمیع العالمین مصابیح الدجی و أعلام الهدی و سفن النجاة الذین قرنهم اللّٰه بنفسه و نبیه حیث یقول جل ثناؤه أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ
وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) فدل سبحانه و أرشد إلیهم، فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی فَإِنَّ رَبِّیَ اللَّطِیفَ الْخَبِیرَ أَنْبَأَنِی أَنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ: أَلَا إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ بِهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ جَمِیعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِیُّونَ فِی عِتْرَةِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ.
و اعلم یا أخی وفقك اللّٰه لما یرضیه بفضله و جنبك ما یسخطه برحمته إن القرآن جلیل خطره عظیم قدره و لما أخبرنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أن القرآن مع أهل بیته و هم التراجمة عنه المفسرون له وجب أخذ ذلك عنهم و منهم قال اللّٰه تعالی فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2) ففرض جلت عظمته علی الناس العلم و العمل بما فی القرآن فلا یسعهم مع ذلك جهله و لا یعذرون فی تركه و جمیع ما أنزله فی كتابه عند أهل بیت نبیه الذین ألزم العباد طاعتهم و فرض سؤالهم و الأخذ عنهم حیث یقول فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فالذكر هاهنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قال اللّٰه تعالی قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا یَتْلُوا عَلَیْكُمْ آیاتِ اللَّهِ (3) الآیة و أهل الذكر هم أهل بیته و لما اختلف الناس فی ذلك أنزل اللّٰه تعالی ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا(4) فلم یفرض علی عباده طاعة غیر من اصطفاه و طهره دون من وقع منه الشك أو الظلم و یتوقع فالویل لمن خالف اللّٰه تعالی و رسوله و أسند أمره إلی غیر المصطفین قال اللّٰه تعالی وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا(5) فالسبیل هاهنا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی و الذكر هاهنا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً(6) فالقرآن هاهنا إشارة إلی أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه ثم وصف
ص: 2
الأئمة علیهم السلام فقال تعالی التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ (1) أ لا تری أنه لا یصلح أن یأمر بالمعروف إلا من قد عرف المعروف كله حتی لا یخطأ فیه و لا یزل لا ینسی و لا یشك و لا ینهی عن المنكر إلا من عرف المنكر كله و أهله و لا یجوز لأحد أن یقتدی و یأتم إلا بمن هذه صفته و هم الراسخون فی العلم الذین قرنهم اللّٰه بالقرآن و قرن القرآن بهم.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرٍ النُّعْمَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی كِتَابِهِ فِی تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ الْجُعْفِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ مُحَمَّداً فَخَتَمَ بِهِ الْأَنْبِیَاءَ فَلَا نَبِیَّ بَعْدَهُ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ كِتَاباً فَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَحَلَّ فِیهِ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِیهِ شَرْعُكُمْ وَ خَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ وَ بَعْدَكُمْ.
و جعله النبی صلی اللّٰه علیه و آله علما باقیا فی أوصیائه فتركهم الناس و هم الشهداء علی أهل كل زمان و عدلوا عنهم ثم قتلوهم و اتبعوا غیرهم و أخلصوا لهم الطاعة حتی عاندوا من أظهر ولایة ولاة الأمر و طلب علومهم قال اللّٰه سبحانه فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلی خائِنَةٍ مِنْهُمْ (2) و ذلك أنهم ضربوا بعض القرآن ببعض و احتجوا بالمنسوخ و هم یظنون أنه الناسخ و احتجوا بالمتشابه و هم یرون أنه المحكم و احتجوا بالخاص و هم یقدرون أنه العام و احتجوا بأول الآیة و تركوا السبب فی تأویلها و لم ینظروا إلی ما یفتح الكلام و إلی ما یختمه و لم یعرفوا موارده و مصادره إذ لم یأخذوه
ص: 3
عن أهله فضلوا و أضلوا.
و اعلموا رحمكم اللّٰه أنه من لم یعرف من كتاب اللّٰه عز و جل الناسخ من المنسوخ و الخاص من العام و المحكم من المتشابه و الرخص من العزائم و المكی و المدنی و أسباب التنزیل و المبهم من القرآن فی ألفاظه المنقطعة و المؤلفة و ما فیه من علم القضاء و القدر و التقدیم و التأخیر و المبین و العمیق و الظاهر و الباطن و الابتداء و الانتهاء و السؤال و الجواب و القطع و الوصل و المستثنی منه و الجاری فیه و الصفة لما قبل مما یدل علی ما بعد و المؤكد منه و المفصل و عزائمه و رخصه و مواضع فرائضه و أحكامه و معنی حلاله و حرامه الذی هلك فیه الملحدون و الموصول من الألفاظ و المحمول علی ما قبله و علی ما بعده فلیس بعالم بالقرآن و لا هو من أهله و متی ما ادعی معرفة هذه الأقسام مدع بغیر دلیل فهو كاذب مرتاب مفتر علی اللّٰه الكذب و رسوله وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ
وَ لَقَدْ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- شِیعَتُهُ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَی سَبْعَةِ أَقْسَامٍ كُلٌّ مِنْهَا شَافٍ كَافٍ وَ هِیَ أَمْرٌ وَ زَجْرٌ وَ تَرْغِیبٌ وَ تَرْهِیبٌ وَ جَدَلٌ وَ مَثَلٌ وَ قِصَصٌ وَ فِی الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ وَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ وَ مُقَدَّمٌ وَ مُؤَخَّرٌ وَ عَزَائِمُ وَ رُخَصٌ وَ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ مُنْقَطِعٌ وَ مَعْطُوفٌ وَ مُنْقَطِعٌ غَیْرُ مَعْطُوفٍ وَ حَرْفٌ مَكَانَ حَرْفٍ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ خَاصٌّ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَامٌّ مُحْتَمِلُ الْعُمُومِ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَ مَعْنَاهُ جَمْعٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ جَمْعٌ وَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبِلٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَلَی الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِكَایَةٌ عَنْ قَوْمٍ آخَرَ وَ مِنْهُ مَا هُوَ بَاقٍ مُحَرَّفٌ عَنْ جِهَتِهِ وَ مِنْهُ مَا هُوَ عَلَی خِلَافِ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ آیَاتٌ بَعْضُهَا فِی سُورَةٍ وَ تَمَامُهَا فِی سُورَةٍ أُخْرَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ
ص: 4
وَ نِصْفُهَا مَتْرُوكٌ عَلَی حَالِهِ وَ مِنْهُ آیَاتٌ مُخْتَلِفَةُ اللَّفْظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ مُتَّفِقَةُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ فِیهَا رُخْصَةٌ وَ إِطْلَاقٌ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ بِرُخَصِهِ كَمَا یُؤْخَذُ بِعَزَائِمِهِ وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ أَخَذَ وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهَا وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا یُعْمَلُ بِظَاهِرِهَا عِنْدَ التَّقِیَّةِ وَ لَا یُعْمَلُ بِبَاطِنِهَا مَعَ التَّقِیَّةِ وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمَعْنَی لِآخَرِینَ وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعْنَاهُ وَاقِعٌ عَلَی أُمَّتِهِ وَ مِنْهُ لَا یُعْرَفُ تَحْرِیمُهُ إِلَّا بِتَحْلِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْلِیفُهُ وَ تَنْزِیلُهُ عَلَی غَیْرِ مَعْنَی مَا أُنْزِلَ فِیهِ وَ مِنْهُ رَدٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ احْتِجَاجٌ عَلَی جَمِیعِ الْمُلْحِدِینَ وَ الزَّنَادِقَةِ وَ الدَّهْرِیَّةِ وَ الثَّنَوِیَّةِ وَ الْقَدَرِیَّةِ وَ الْمُجَبِّرَةِ وَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَ عَبَدَةِ النِّیرَانِ وَ مِنْهُ احْتِجَاجٌ عَلَی النَّصَارَی فِی الْمَسِیحِ علیه السلام وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَی الْیَهُودِ وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِیمَانَ لَا یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ وَ أَنَّ الْكُفْرَ كَذَلِكَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنْ لَیْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْإِسْرَاءَ بِهِ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَثْبَتَ الرُّؤْیَةَ وَ مِنْهُ صِفَاتُ الْحَقِّ وَ أَبْوَابُ مَعَانِی الْإِیمَانِ وَ وُجُوبُهُ وَ وُجُوهُهُ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْإِیمَانَ وَ الْكُفْرَ وَ الشِّرْكَ وَ الظُّلْمَ وَ الضَّلَالَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَی وَحْدَهُ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعَةَ وَ لَمْ یَعْرِفْ تَأْوِیلَهَا وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَعْلَمُ الشَّیْ ءَ حَتَّی یَكُونَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْلَمِ الْفَرْقَ بَیْنَ الْمَشِیَّةِ وَ الْإِرَادَةِ وَ الْقُدْرَةِ فِی مَوَاضِعَ وَ مِنْهُ مَعْرِفَةُ مَا خَاطَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَئِمَّةَ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْهُ أَخْبَارُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا عَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَهُ وَ مِنْهُ مَا بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَرَائِضَ الْأَحْكَامِ وَ السَّبَبَ فِی مَعْنَی بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ مَعَایِشِهِمْ وَ وُجُوهِ ذَلِكَ وَ مِنْهُ أَخْبَارُ الْأَنْبِیَاءِ وَ شَرَائِعُهُمْ وَ هَلَاكُ أُمَمِهِمْ وَ مِنْهُ مَا بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَغَازِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حُرُوبِهِ وَ فَضَائِلُ أَوْصِیَائِی وَ مَا یَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ
ص: 5
وَ یَتَّصِلُ بِهِ.
فكانت الشیعة إذا تفرغت من تكالیفها تسأله عن قسم قسم فیخبرها فمما سألوه عن الناسخ و المنسوخ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ فَكَانَ مِنْ رَأْفَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ لَمْ یَنْقُلْ قَوْمَهُ فِی أَوَّلِ نُبُوَّتِهِ عَنْ عَادَتِهِمْ حَتَّی اسْتَحْكَمَ الْإِسْلَامُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ حَلَّتِ الشَّرِیعَةُ فِی صُدُورِهِمْ فَكَانَتْ مِنْ شَرِیعَتِهِمْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا زَنَتْ حُبِسَتْ فِی بَیْتٍ وَ أُقِیمَ بِأَوَدِهَا حَتَّی یَأْتِیَ الْمَوْتُ وَ إِذَا زَنَی الرَّجُلُ نَفَوْهُ عَنْ مَجَالِسِهِمْ وَ شَتَمُوهُ وَ آذَوْهُ وَ عَیَّرُوهُ وَ لَمْ یَكُونُوا یَعْرِفُونَ غَیْرَ هَذَا.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَوَّلِ الْإِسْلَامِ- وَ اللَّاتِی یَأْتِینَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَیْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِی الْبُیُوتِ حَتَّی یَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ یَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِیلًا- وَ الَّذانِ یَأْتِیانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَ أَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِیماً(1) فَلَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَ قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ اسْتَوْحَشُوا أُمُورَ الْجَاهِلِیَّةِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- الزَّانِیَةُ وَ الزَّانِی فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ(2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ آیَةَ الْحَبْسِ وَ الْأَذَی وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْعِدَّةَ كَانَتْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ عَلَی الْمَرْأَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَ كَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ أَلْقَتِ الْمَرْأَةُ خَلْفَ ظَهْرِهَا شَیْئاً بَعْرَةً وَ مَا جَرَی مَجْرَاهَا ثُمَّ قَالَتْ الْبَعْلُ أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ هَذِهِ فَلَا أَكْتَحِلُ وَ لَا أَمْتَشِطُ وَ لَا أَتَطَیَّبُ وَ لَا أَتَزَوَّجُ سَنَةً فَكَانُوا لَا یُخْرِجُونَهَا مِنْ بَیْتِهَا بَلْ یُجْرُونَ عَلَیْهَا مِنْ تَرِكَةِ زَوْجِهَا سَنَةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِیَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ إِخْراجٍ (3) فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْواجاً یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا
ص: 6
جُناحَ عَلَیْكُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ علیه السلام وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَهُ فِی بَدْوِ أَمْرِهِ أَنْ یَدْعُوَ بِالدَّعْوَةِ فَقَطْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ- یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً- وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً- وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِیراً- وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(2) فَبَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالدَّعْوَةِ فَقَطْ وَ أَمَرَهُ أَنْ لَا یُؤْذِیَهُمْ فَلَمَّا أَرَادُوهُ بِمَا هَمُّوا بِهِ مِنْ تَبْیِیتِهِ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالْهِجْرَةِ وَ فَرَضَ عَلَیْهِ الْقِتَالَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ(3) فَلَمَّا أَمَرَ النَّاسَ بِالْحَرْبِ جَزِعُوا وَ خَافُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ
قِیلَ لَهُمْ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْیَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَیْنَما تَكُونُوا یُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ(4) فَنَسَخَتْ آیَةُ الْقِتَالِ آیَةَ الْكَفِّ: فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ بَدْرٍ وَ عَرَفَ اللَّهُ تَعَالَی حَرَجَ الْمُسْلِمِینَ أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (5) فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ یَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (6) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ الَّتِی أَذِنَ لَهُمْ فِیهَا أَنْ یَجْنَحُوا ثُمَّ أَنْزَلَ سُبْحَانَهُ فِی آخِرِ السُّورَةِ(7)
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَرَضَ الْقِتَالَ عَلَی الْأُمَّةِ فَجَعَلَ عَلَی الرَّجُلِ الْوَاحِدِ
ص: 7
أَنْ یُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَقَالَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ نَسَخَهَا سُبْحَانَهُ فَقَالَ- الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ (2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَنَسَخَ بِهَذِهِ الْآیَةِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْحَرْبِ إِنْ كَانَ عِدَّةُ الْمُشْرِكِینَ أَكْثَرَ مِنْ رَجُلَیْنِ لِرَجُلٍ لَمْ یَكُنْ فَارّاً مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْ كَانَ الْعِدَّةُ رَجُلَیْنِ لِرَجُلٍ فَارّاً مِنَ الزَّحْفِ وَ قَالَ وَ مِنْ ذَلِكَ نَوْعٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ جَعَلَ الْمَوَارِیثَ عَلَی الْأُخُوَّةِ فِی الدِّینِ لَا فِی مِیرَاثِ الْأَرْحَامِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا ... فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یُهاجِرُوا(3) فَأَخْرَجَ الْأَقَارِبَ مِنَ الْمِیرَاثِ وَ أَثْبَتَهُ لِأَهْلِ الْهِجْرَةِ وَ أَهْلِ الدِّینِ خَاصَّةً ثُمَّ عَطَفَ بِالْقَوْلِ فَقَالَ تَعَالَی- وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِیرٌ(4) فَكَانَ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَصِیرُ مِیرَاثُهُ وَ تَرِكَتُهُ لِأَخِیهِ فِی الدِّینِ دُونَ الْقَرَابَةِ وَ الرَّحِمِ الْوَشِیجَةِ فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ أَنْزَلَ اللَّهُ النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِی الْكِتابِ مَسْطُوراً(5) فَهَذَا الْمَعْنَی نَسَخَ آیَةَ الْمِیرَاثِ وَ مِنْهُ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا بُعِثَ كَانَتِ الصَّلَاةُ إِلَی قِبْلَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ سُنَّةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ بِمَا قَصَّهُ فِی ذِكْرِ مُوسَی علیه السلام أَنْ یَجْعَلَ بَیْتَهُ قِبْلَةً وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً(6) وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَوَّلِ مَبْعَثِهِ یُصَلِّی
ص: 8
إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ جَمِیعَ أَیَّامِ مُقَامِهِ بِمَكَّةَ وَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ بِأَشْهُرٍ فَعَیَّرَتْهُ الْیَهُودُ وَ قَالُوا أَنْتَ تَابِعٌ لِقِبْلَتِنَا فَأَحْزَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ مِنْهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ هُوَ یُقَلِّبُ وَجْهَهُ فِی السَّمَاءِ وَ یَنْتَظِرُ الْأَمْرَ قَدْ نَری تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِی السَّماءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَیْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ- لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْكُمْ حُجَّةٌ(1) یَعْنِی الْیَهُودَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ ثُمَّ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا الْعِلَّةُ الَّتِی مِنْ أَجْلِهَا لَمْ یُحَوِّلْ قِبْلَتَهُ مِنْ أَوَّلِ مَبْعَثِهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی كُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (2) فَسَمَّی سُبْحَانَهُ الصَّلَاةَ هَاهُنَا إِیمَاناً وَ هَذَا دَلِیلٌ وَاضِحٌ عَلَی أَنَّ كَلَامَ الْبَارِئِ سُبْحَانَهُ لَا یُشْبِهُ كَلَامَ الْخَلْقِ كَمَا لَا یُشْبِهُ أَفْعَالُهُ أَفْعَالَهُمْ وَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ وَ أَشْبَاهِهَا لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ كُنْهَ مَعْنَی حَقِیقَةِ تَفْسِیرِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ تَأْوِیلِهِ إِلَّا نَبِیُّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْصِیَاؤُهُ وَ مِنْ ذَلِكَ (3)
مَا كَانَ مُثْبَتاً فِی التَّوْرَاةِ مِنَ الْفَرَائِضِ فِی الْقِصَاصِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ كَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ (4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَكَانَ الذَّكَرُ وَ الْأُنْثَی وَ الْحُرُّ وَ الْعَبْدُ شَرَعاً سَوَاءً فَنَسَخَ اللَّهُ تَعَالَی مَا فِی التَّوْرَاةِ بِقَوْلِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِصاصُ فِی الْقَتْلی الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثی بِالْأُنْثی (5) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ كَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ مِنْ ذَلِكَ (6) أَیْضاً آصَارٌ غَلِیظَةٌ كَانَتْ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْفَرَائِضِ فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَی تِلْكَ الْآصَارَ عَنْهُمْ وَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ (7)
ص: 9
وَ مِنْهُ أَنَّهُ تَعَالَی لَمَّا فَرَضَ الصِّیَامَ فَرَضَ أَنْ لَا یَنْكِحَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ بِاللَّیْلِ وَ لَا بِالنَّهَارِ عَلَی مَعْنَی صَوْمِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی التَّوْرَاةِ فَكَانَ ذَلِكَ مُحَرَّماً عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا نَامَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ قَبْلَ أَنْ یُفْطِرَ فَقَدْ حَرُمَ عَلَیْهِ الْأَكْلُ بَعْدَ النَّوْمِ أَفْطَرَ أَوْ لَمْ یُفْطِرْ وَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُعْرَفُ بِمُطْعِمِ بْنِ جُبَیْرٍ شَیْخاً فَكَانَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی حَضَرَ فِیهِ الْخَنْدَقُ حَفَرَ فِی جُمْلَةِ الْمُسْلِمِینَ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَفْرِ وَ رَاحَ إِلَی أَهْلِهِ صَلَّی الْمَغْرِبَ وَ أَبْطَأَتْ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ بِالطَّعَامِ فَغَلَبَ عَلَیْهِ النَّوْمُ فَلَمَّا أَحْضَرَتْ إِلَیْهِ الطَّعَامَ أَنْبَهَتْهُ فَقَالَ لَهَا اسْتَعْمِلِیهِ أَنْتِ فَإِنِّی قَدْ نِمْتُ وَ حَرُمَ عَلَیَّ وَ طَوَی إِلَیْهِ وَ أَصْبَحَ صَائِماً فَغَدَا إِلَی الْخَنْدَقِ وَ جَعَلَ یَحْفِرُ مَعَ النَّاسِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ حَالِهِ فَأَخْبَرَهُ وَ كَانَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ شُبَّانٌ یَنْكِحُونَ نِسَاءَهُمْ بِاللَّیْلِ سِرّاً لِقِلَّةِ صَبْرِهِمْ فَسَأَلَ النَّبِیُّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فِی ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ- أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إِلی نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَیْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیامَ إِلَی اللَّیْلِ (1).
فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ مَا تَقَدَّمَهَا وَ نَسَخَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (2) قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ (3) أَیْ لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً(4) قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ یُوصِیكُمُ
ص: 10
اللَّهُ فِی أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ نُسِخَ (2)
قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (3) نَسَخَهَا قَوْلُهُ تَعَالَی فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (4) وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِیلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً(5)
آیَةُ التَّحْرِیمِ وَ هُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِ (6) وَ الْإِثْمُ هَاهُنَا هُوَ الْخَمْرُ وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا(7) قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ- لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ- لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ(8) وَ نُسِخَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(9) یَعْنِی الْیَهُودَ حِینَ هَادَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ تَبُوكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- قاتِلُوا
الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (10) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ تِلْكَ الْهُدْنَةَ.
وَ سُئِلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَوَّلِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ علیه السلام أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ سُورَةُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ وَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ بِالْمَدِینَةِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ثُمَّ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ تَفْسِیرِ الْمُحْكَمِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ أَمَّا الْمُحْكَمُ الَّذِی لَمْ یَنْسَخْهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هُوَ الَّذِی
ص: 11
أَنْزَلَ عَلَیْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آیاتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ (1) وَ إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ فِی الْمُتَشَابِهِ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَقِفُوا عَلَی مَعْنَاهُ وَ لَمْ یَعْرِفُوا حَقِیقَتَهُ فَوَضَعُوا لَهُ تَأْوِیلَاتٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَ اسْتَغْنَوْا بِذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ الْأَوْصِیَاءِ وَ نَبَذُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ الْمُحْكَمُ مِمَّا ذَكَرْتُهُ فِی الْأَقْسَامِ مِمَّا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ مِنْ تَحْلِیلِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِی كِتَابِهِ وَ تَحْرِیمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الْمَآكِلِ وَ الْمَشَارِبِ وَ الْمَنَاكِحِ وَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ مِمَّا دَلَّهُمْ بِهِ مِمَّا لَا غِنَا بِهِمْ عَنْهُ فِی جَمِیعِ تَصَرُّفَاتِهِمْ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ (2) الْآیَةَ وَ هَذَا مِنَ الْمُحْكَمِ الَّذِی تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ- لَا یَحْتَاجُ فِی تَأْوِیلِهِ إِلَی أَكْثَرَ مِنَ التَّنْزِیلِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ حُرِّمَتْ عَلَیْكُمُ الْمَیْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ (3) فَتَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمَّاتُكُمْ وَ خالاتُكُمْ (4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَهَذَا كُلُّهُ مُحْكَمٌ لَمْ یَنْسَخْهُ شَیْ ءٌ قَدِ اسْتُغْنِیَ بِتَنْزِیلِهِ مِنْ تَأْوِیلِهِ وَ كُلُّ مَا یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی ثُمَّ سَأَلُوهُ علیه السلام عَنِ الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَ أَمَّا الْمُتَشَابِهُ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ الَّذِی انْحَرَفَ مِنْهُ مُتَّفِقُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفُ الْمَعْنَی مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ(5) فَنَسَبَ الضَّلَالَةَ إِلَی نَفْسِهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ هَذَا ضَلَالُهُمْ عَنْ طَرِیقِ الْجَنَّةِ بِفِعْلِهِمْ وَ نَسَبَهُ إِلَی الْكُفَّارِ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ نَسَبَهُ إِلَی الْأَصْنَامِ فِی آیَةٍ أُخْرَی.
ص: 12
فَمَعْنَی الضَّلَالَةِ عَلَی وُجُوهٍ فَمِنْهُ مَا هُوَ مَحْمُودٌ وَ مِنْهُ مَا هُوَ مَذْمُومٌ وَ مِنْهُ مَا لَیْسَ بِمَحْمُودٍ وَ لَا مَذْمُومٍ وَ مِنْهُ ضَلَالُ النِّسْیَانِ فَالضَّلَالُ الْمَحْمُودُ هُوَ الْمَنْسُوبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدْ بَیَّنَّاهُ وَ الْمَذْمُومُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُ (1) وَ قَوْلُهُ وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدی (2) وَ مِثْلُ ذَلِكَ فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الْمَنْسُوبُ إِلَی الْأَصْنَامِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ- رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ (3) الْآیَةَ وَ الْأَصْنَامُ لَمْ تضلن تُضْلِلْنَ أَحَداً عَلَی الْحَقِیقَةِ وَ إِنَّمَا ضَلَّ النَّاسُ بِهَا وَ كَفَرُوا حِینَ عَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الَّذِی هُوَ النِّسْیَانُ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری (4) وَ قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی الضَّلَالَ فِی مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ فَمِنْهُ مَا نَسَبَهُ إِلَی نَبِیِّهِ عَلَی ظَاهِرِ اللَّفْظِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدی-(5) مَعْنَاهُ وَجَدْنَاكَ فِی قَوْمٍ لَا یَعْرِفُونَ نُبُوَّتَكَ فَهَدَیْنَاهُمْ بِكَ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الْمَنْسُوبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی الَّذِی هُوَ ضِدُّ الْهُدَی وَ الْهُدَی هُوَ الْبَیَانُ وَ هُوَ مَعْنَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ-(6) مَعْنَاهُ أَیْ أَ لَمْ أُبَیِّنْ لَهُمْ مِثْلَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمی عَلَی الْهُدی (7) أَیْ بَیَّنَّا لَهُمْ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّی یُبَیِّنَ لَهُمْ ما یَتَّقُونَ-(8)
وَ أَمَّا مَعْنَی الْهُدَی فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(9) وَ مَعْنَی الْهَادِی هَاهُنَا الْمُبَیِّنُ لِمَا جَاءَ بِهِ الْمُنْذِرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
ص: 13
وَ قَدِ احْتَجَّ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی- إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ- ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ- إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ كَثِیراً وَ ما یُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِینَ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (1) فَهَذَا مَعْنَی الضَّلَالِ الْمَنْسُوبِ إِلَیْهِ تَعَالَی لِأَنَّهُ أَقَامَ لَهُمُ الْإِمَامَ الْهَادِیَ لِمَا جَاءَ بِهِ الْمُنْذِرُ فَخَالَفُوهُ وَ صَرَفُوا عَنْهُ بَعْدَ أَنْ أَقَرُّوا بِفَرْضِ طَاعَتِهِ وَ لَمَّا بَیَّنَ لَهُمْ
مَا یَأْخُذُونَ وَ مَا یَذَرُونَ فَخَالَفُوهُ ضَلُّوا هَذَا مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَا قَالَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُهُ- لَا تُصَلُّوا عَلَیَّ صَلَاةً مَبْتُورَةً إِذَا صَلَّیْتُمْ عَلَیَّ بَلْ صَلُّوا عَلَی أَهْلِ بَیْتِی وَ لَا تَقْطَعُوهُمْ مِنِّی فَإِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا سَبَبِی وَ نَسَبِی وَ لَمَّا خَالَفُوا اللَّهَ تَعَالَی ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا فَحَذَّرَ اللَّهُ تَعَالَی الْأُمَّةَ مِنِ اتِّبَاعِهِمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِیراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ (2) وَ السَّبِیلُ هَاهُنَا الْوَصِیُّ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ (3) الْآیَةَ فَخَالَفُوا مَا وَصَّاهُمْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَی وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فَحَرَّفُوا دِینَ اللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ شَرَائِعَهُ وَ بَدَّلُوا فَرَائِضَهُ وَ أَحْكَامَهُ وَ جَمِیعَ مَا أُمِرُوا بِهِ كَمَا عَدَلُوا عَمَّنْ أُمِرُوا بِطَاعَتِهِ وَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعَهْدَ بِمُوَالاتِهِمْ وَ اضْطَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَی اسْتِعْمَالِ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ فَزَادَهُمْ ذَلِكَ حَیْرَةً وَ الْتِبَاساً وَ أَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ(4) فَكَانَ تَرْكُهُمُ اتِّبَاعَ الدَّلِیلِ الَّذِی أَقَامَ
ص: 14
اللَّهُ لَهُمْ ضَلَالَةً لَهُمْ فَصَارَ ذَلِكَ كَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَیْهِ تَعَالَی لَمَّا خَالَفُوا أَمْرَهُ فِی اتِّبَاعِ الْإِمَامِ ثُمَّ افْتَرَقُوا وَ اخْتَلَفُوا وَ لَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ اسْتَحَلَّ بَعْضُهُمْ دِمَاءَ بَعْضٍ- فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی یُؤْفَكُونَ وَ لَمَّا أَرَدْتُ قَتْلَ الْخَوَارِجِ بَعْدَ أَنْ أَرْسَلْتُ إِلَیْهِمُ ابْنَ عَبَّاسٍ لِإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ قُلْتُ یَا مَعْشَرَ الْخَوَارِجِ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ فِی الْقُرْآنِ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ خَاصّاً وَ عَامّاً قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قُلْتُ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ نَاسِخَ الْقُرْآنِ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ قَالُوا اللَّهُمَّ لَا قُلْتُ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّی أَعْلَمُ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقُلْتُ مَنْ أَضَلُّ مِنْكُمْ إِذْ قَدْ أَقْرَرْتُمْ بِذَلِكَ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّی حَكَمْتُ فِیهِمْ بِمَا أَعْلَمُهُ ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنْ وَجَدْتَ فِئَةً تُقَاتِلُ بِهِمْ فَاطْلُبْ حَقَّكَ وَ إِلَّا فَالْزَمْ بَیْتَكَ فَإِنِّی قَدْ أَخَذْتُ لَكَ الْعَهْدَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ بِأَنَّكَ خَلِیفَتِی وَ وَصِیِّی وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ مِنْ بَعْدِی فَمَثَلُكَ كَمَثَلِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ یَأْتُونَكَ النَّاسُ وَ لَا تَأْتِیهِمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُدْخِلَ أَهْلَ الضَّلَالِ الْجَنَّةَ وَ إِنَّمَا أَعْنِی بِهَذَا الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ قَامُوا فِی زَمَنِ الْفِتْنَةِ عَلَی الِائْتِمَامِ بِالْإِمَامِ الْخَفِیِّ الْمَكَانِ الْمَسْتُورِ عَنِ الْأَعْیَانِ فَهُمْ بِإِمَامَتِهِ مُقِرُّونَ وَ بِعُرْوَتِهِ مُسْتَمْسِكُونَ وَ لِخُرُوجِهِ مُنْتَظِرُونَ مُوقِنُونَ غَیْرُ شَاكِّینَ صَابِرُونَ مُسَلِّمُونَ وَ إِنَّمَا ضَلُّوا عَنْ مَكَانِ إِمَامِهِمْ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَخْصِهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا حَجَبَ عَنْ عِبَادِهِ عَیْنَ الشَّمْسِ الَّتِی جَعَلَهَا دَلِیلًا عَلَی أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَمُوَسَّعٌ عَلَیْهِمْ تَأْخِیرُ الْوَقْتِ لِیَتَبَیَّنَ لَهُمُ الْوَقْتُ بِظُهُورِهَا وَ یَسْتَیْقِنُوا أَنَّهُ قَدْ زَالَتْ فَكَذَلِكَ الْمُنْتَظِرُ لِخُرُوجِ الْإِمَامِ علیه السلام الْمُتَمَسِّكُ بِإِمَامَتِهِ مُوَسَّعٌ عَلَیْهِ جَمِیعُ فَرَائِضِ اللَّهِ الْوَاجِبَةِ عَلَیْهِ مَقْبُولَةً الْمَقْبُولَةِ مِنْهُ بِحُدُودِهَا غَیْرَ خَارِجٍ عَنْ
ص: 15
مَعْنَی مَا فُرِضَ عَلَیْهِ فَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ لَا تَضُرُّهُ غَیْبَةُ إِمَامِهِ ثُمَّ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ لَفْظِ الْوَحْیِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ مِنْهُ وَحْیُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهُ وَحْیُ الْإِلْهَامِ وَ مِنْهُ وَحْیُ الْإِشَارَةِ وَ مِنْهُ وَحْیُ أَمْرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ كَذِبٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ تَقْدِیرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ خَبَرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ الرِّسَالَةِ فَأَمَّا تَفْسِیرُ وَحْیِ النُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ كَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا وَحْیُ الْإِلْهَامِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ (2) وَ مِثْلُهُ وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِ (3) وَ أَمَّا وَحْیُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِیًّا(4) أَیْ أَشَارَ إِلَیْهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَی أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمْزاً(5) وَ أَمَّا وَحْیُ التَّقْدِیرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها(6) وَ أَمَّا وَحْیُ الْأَمْرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی (7) وَ أَمَّا وَحْیُ الْكَذِبِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا وَحْیُ الْخَبَرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا
ص: 16
إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ (1) وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ مُتَشَابِهِ الْخَلْقِ فَقَالَ هُوَ عَلَی ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَ رَابِعٌ فَمِنْهُ خَلْقُ الِاخْتِرَاعِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ (2) وَ أَمَّا خَلْقُ الِاسْتِحَالَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- یَخْلُقُكُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ (3) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ(4) وَ أَمَّا خَلْقُ التَّقْدِیرِ فَقَوْلُهُ لِعِیسَی علیه السلام وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ(5) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا خَلْقُ التَّغْیِیرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ (6) وَ سَأَلُوهُ علیه السلام عَنِ الْمُتَشَابِهِ فِی تَفْسِیرِ الْفِتْنَةِ فَقَالَ- الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ (7) وَ قَوْلُهُ لِمُوسَی علیه السلام وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً(8) وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْكُفْرِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّی جاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ (9) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (10) یَعْنِی هَاهُنَا الْكُفْرَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی الَّذِینَ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْهُ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا(11) یَعْنِی ائْذَنْ لِی وَ لَا تُكْفِرْنِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ
ص: 17
وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْعَذَابِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ (1) أَیْ یُعَذَّبُونَ- ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (2) أَیْ ذُوقُوا عَذَابَكُمْ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا(3) أَیْ عَذَّبُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْمَحَبَّةِ لِلْمَالِ وَ الْوَلَدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَی- إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(4) أَیْ إِنَّمَا حُبُّكُمْ لَهَا فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْمَرَضِ وَ هُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- أَ وَ لا یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ ثُمَّ لا یَتُوبُونَ وَ لا هُمْ یَذَّكَّرُونَ (5) أَیْ یَمْرَضُونَ وَ یَعْتَلُّونَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ الْمُتَشَابِهِ فِی الْقَضَاءِ فَقَالَ هُوَ عَشَرَةُ أَوْجَهٍ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَی فَمِنْهُ قَضَاءُ فَرَاغٍ وَ قَضَاءُ عَهْدٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِعْلَامٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ فِعْلٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِیجَابٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ كِتَابٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِتْمَامٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ حُكْمٍ وَ فَصْلٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ خَلْقٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ نُزُولِ الْمَوْتِ أَمَّا تَفْسِیرُ قَضَاءِ الْفَرَاغِ مِنَ الشَّیْ ءِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوْا إِلی قَوْمِهِمْ (6) مَعْنَی فَلَمَّا قُضِیَ أَیْ فَلَمَّا فَرَغَ وَ كَقَوْلِهِ فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ (7) أَمَّا قَضَاءُ الْعَهْدِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ (8) أَیْ عَهْدٌ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ الْقَصَصِ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ(9) أَیْ عَهِدْنَا إِلَیْهِ أَمَّا قَضَاءُ الْإِعْلَامِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ قَضَیْنا إِلَیْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ
ص: 18
مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ (1) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (2) أَیْ أَعْلَمْنَاهُمْ فِی التَّوْرَاةِ مَا هُمْ عَامِلُونَ: أَمَّا قَضَاءُ الْفِعْلِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ طه- فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ (3) أَیِ افْعَلْ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ وَ مِنْهُ فِی سُورَةِ الْأَنْفَالِ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا(4) أَیْ یَفْعَلُ مَا كَانَ فِی عِلْمِهِ السَّابِقِ وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ أَمَّا قَضَاءُ الْإِیجَابِ لِلْعَذَابِ كَقَوْلِهِ تَعَالَی فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ قالَ الشَّیْطانُ لَمَّا قُضِیَ الْأَمْرُ(5) أَیْ لَمَّا وَجَبَ الْعَذَابُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ علیه السلام قُضِیَ الْأَمْرُ الَّذِی فِیهِ تَسْتَفْتِیانِ (6) مَعْنَاهُ أَیْ وَجَبَ الْأَمْرُ الَّذِی عَنْهُ تَسَاءَلَانِ أَمَّا قَضَاءُ الْكِتَابِ وَ الْحَتْمِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ مَرْیَمَ- وَ كانَ أَمْراً مَقْضِیًّا(7) أَیْ مَعْلُوماً وَ أَمَّا قَضَاءُ الْإِتْمَامِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْقَصَصِ- فَلَمَّا قَضی مُوسَی الْأَجَلَ (8) أَیْ فَلَمَّا أَتَمَّ شَرْطَهُ الَّذِی شَارَطَهُ عَلَیْهِ وَ كَقَوْلِ مُوسَی علیه السلام أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَ (9) مَعْنَاهُ إِذَا أَتْمَمْتُ وَ أَمَّا قَضَاءُ الْحُكْمِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (10) أَیْ حُكِمَ بَیْنَهُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَقْضُونَ بِشَیْ ءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(11) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَیْرُ الْفَاصِلِینَ (12)
وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ یُونُسَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ
ص: 19
بِالْقِسْطِ(1) وَ أَمَّا قَضَاءُ الْخَلْقِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ (2) أَیْ خَلَقَهُنَّ وَ أَمَّا قَضَاءُ إِنْزَالِ الْمَوْتِ فَكَقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ فِی سُورَةِ الزُّخْرُفِ- وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (3) أَیْ لَ یَنْزِلَ عَلَیْنَا الْمَوْتَ وَ مِثْلُهُ لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها(4) أَیْ لَا یَنْزِلُ عَلَیْهِمُ الْمَوْتُ فَیَسْتَرِیحُوا وَ مِثْلُهُ فِی قِصَّةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَلَمَّا قَضَیْنا عَلَیْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلی مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (5) یَعْنِی تَعَالَی لَمَّا أَنْزَلْنَا عَلَیْهِ الْمَوْتَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَقْسَامِ النُّورِ فِی الْقُرْآنِ قَالَ النُّورُ الْقُرْآنُ وَ النُّورُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ النُّورُ النُّورِیَّةُ وَ النُّورُ الْقَمَرُ وَ النُّورُ ضَوْءُ الْمُؤْمِنِ وَ هُوَ الْمُوَالاةُ الَّتِی یَلْبَسُ بِهَا نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ النُّورُ فِی مَوَاضِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ حُجَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عِبَادِهِ وَ هُوَ الْمَعْصُومُ وَ لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَی ابْنَ عِمْرَانَ علیه السلام أَخْبَرَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَلَمْ یُصَدِّقُوهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا الَّذِی یُصَحِّحُ ذَلِكَ عِنْدَكُمْ قَالُوا سَمَاعُهُ قَالَ فَاخْتَارُوا سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ خِیَارِكُمْ فَلَمَّا خَرَجُوا مَعَهُ أَوْقَفَهُمْ وَ تَقَدَّمَ فَجَعَلَ یُنَاجِی رَبَّهُ وَ یُعَظِّمُهُ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ لَهُمْ أَ سَمِعْتُمْ قَالُوا بَلَی وَ لَكِنَّا لَا نَدْرِی أَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ أَمْ لَا فَلْیَظْهَرْ لَنَا حَتَّی
ص: 20
نَرَاهُ فَنَشْهَدَ لَكَ عِنْدَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ صَعِقُوا فَمَاتُوا فَلَمَّا أَفَاقَ مُوسَی مِمَّا تَغَشَّاهُ وَ رَآهُمْ جَزِعَ وَ ظَنَّ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أُهْلِكُوا بِذُنُوبِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا رَبِّ أَصْحَابِی وَ إِخْوَانِی أَنِسْتُ بِهِمْ وَ أَنِسُوا بِی وَ عَرَفْتُهُمْ وَ عَرَفُونِی- أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِیَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ (1) فَقَالَ تَعَالَی عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2) فَالنُّورُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ الْقُرْآنُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ التَّغَابُنِ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا(3) یَعْنِی سُبْحَانَهُ الْقُرْآنَ وَ جَمِیعَ الْأَوْصِیَاءِ الْمَعْصُومِینَ حَمَلَةَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَزَنَتَهُ وَ تَرَاجِمَتَهُ الَّذِینَ نَعَتَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا(4) وَ هُمُ الْمَنْعُوتُونَ الَّذِینَ أَنَارَ اللَّهُ بِهِمُ الْبِلَادَ وَ هَدَی بِهِمُ الْعِبَادَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ النُّورِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌ (5) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَالْمِشْكَاةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمِصْبَاحُ الْوَصِیُّ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ الزُّجَاجَةُ فَاطِمَةُ وَ الشَّجَرَةُ الْمُبَارَكَةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْكَوْكَبُ الدُّرِّیُّ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا ثُمَّ قَالَ تَعَالَی یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ أَیْ یَنْطِقْ بِهِ نَاطِقٌ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی- نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ
ص: 21
بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِیتاءِ الزَّكاةِ(1) وَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِی ذِكْرِ التَّوْرَاةِ وَ أَنَّهَا نُورٌ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنَّاسِ (2) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ یُونُسَ- هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً(3) وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ نُوحٍ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً(4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ(5) یَعْنِی اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ الْبَقَرَةِ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ(6) یَعْنِی مِنْ ظُلْمَةِ الْكُفْرِ إِلَی نُورِ الْإِیمَانِ فَسُمِّیَ الْإِیمَانُ هَاهُنَا نُوراً وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ(7) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ بَرَاءَةَ یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ (8) یَعْنِی نُورَ الْإِسْلَامِ بِكُفْرِهِمْ وَ جُحُودِهِمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ النِّسَاءِ وَ أَنْزَلْنا إِلَیْكُمْ نُوراً مُبِیناً(9)
یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ(10) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ الْحَدِیدِ فِی ذِكْرِ الْمُؤْمِنِینَ- یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ(11) وَ فِیهَا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ (12) أَیْ نَمْشِی فِی ضَوْئِكُمْ وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَقْسَامِ الْأُمَّةِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ قَوْلُهُ تَعَالَی
ص: 22
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ (1) مِنْهَا الْأُمَّةُ أَیِ الْوَقْتُ الْمُوَقَّتُ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ- وَ قالَ الَّذِی نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ(2) أَیْ بَعْدَ وَقْتٍ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(3) أَیْ إِلَی وَقْتٍ مَعْلُومٍ وَ الْأُمَّةُ هِیَ الْجَمَاعَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ (4) وَ الْأُمَّةُ الْوَاحِدُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً(5) وَ الْأُمَّةُ جَمْعُ دَوَابَّ وَ جَمْعُ طُیُورٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ (6) أَیْ جَمَاعَاتٌ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ یَتَنَاسَلُونَ وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ إِنَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی آیَاتٍ لَفْظُهَا الْخُصُوصُ وَ الْعُمُومُ وَ مِنْهُ آیَاتٌ لَفْظُهَا لَفْظُ الْخَاصِّ وَ مَعْنَاهُ عَامُّ وَ مِنْ ذَلِكَ لَفْظٌ عَامٌّ یُرِیدُ بِهِ اللَّهُ تَعَالَی الْعُمُومَ وَ كَذَلِكَ الْخَاصُّ أَیْضاً فَأَمَّا مَا ظَاهِرُهُ الْعُمُومُ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ وَ أَنِّی فَضَّلْتُكُمْ عَلَی الْعالَمِینَ (7) فَهَذَا اللَّفْظُ یَحْتَمِلُ الْعُمُومَ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ لِأَنَّهُ تَعَالَی إِنَّمَا فَضَّلَهُمْ عَلَی عَالَمِ أَزْمَانِهِمْ بِأَشْیَاءَ خَصَّهُمْ بِهَا مِثْلُ الْمَنِّ وَ السَّلْوَی وَ الْعُیُونِ الَّتِی فَجَّرَهَا لَهُمْ مِنَ الْحَجَرِ وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (8) أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَی أَنَّهُ فَضَّلَهُمْ عَلَی عَالَمِی زَمَانِهِمْ وَ كَقَوْلِهِ تَعَالَی وَ أُوتِیَتْ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَها عَرْشٌ عَظِیمٌ (9) یَعْنِی سُبْحَانَهُ بِلْقِیسَ وَ هِیَ مَعَ هَذَا لَمْ یُؤْتَ أَشْیَاءَ كَثِیرَةً مِمَّا فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ الرِّجَالَ عَلَی النِّسَاءِ
ص: 23
وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی تُدَمِّرُ كُلَّ شَیْ ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها(1) یَعْنِی الرِّیحَ وَ قَدْ تَرَكَتْ أَشْیَاءَ كَثِیرَةً لَمْ تُدَمِّرْهَا وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (2) أَرَادَ سُبْحَانَهُ بَعْضَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّ قُرَیْشاً كَانَتْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ تُفِیضُ مِنَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ لَا یَخْرُجُونَ إِلَی عَرَفَاتٍ كَسَائِرِ الْعَرَبِ فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ یُفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابُهُ وَ هُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ النَّاسُ عَلَی الْخُصُوصِ وَ ارْجِعُوا عَنْ سُنَّتِهِمْ وَ قَوْلِهِ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (3) یَعْنِی بِالنَّاسِ هَاهُنَا الْیَهُودَ فَقَطْ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) وَ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِی أَبِی لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً(5) نَزَلَتْ فِی أَبِی لُبَابَةَ وَ إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ(6) نَزَلَتْ فِی حَاطِبِ بْنِ أَبِی بَلْتَعَةَ وَ هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَلَفْظُ الْآیَةِ عَامٌّ وَ مَعْنَاهَا خَاصٌّ وَ إِنْ كَانَتْ جَارِیَةً فِی النَّاسِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (7) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی نُعَیْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِیِّ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ أُحُدٍ وَ قَدْ قُتِلَ عَمُّهُ حَمْزَةُ وَ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ مَنْ قُتِلَ وَ جُرِحَ مَنْ جُرِحَ وَ انْهَزَمَ مَنِ انْهَزَمَ وَ لَمْ یَنَلْهُ الْقَتْلُ وَ الْجَرْحُ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِ اخْرُجْ فِی وَقْتِكَ هُنَا لِطَلَبِ قُرَیْشٍ وَ لَا تُخْرِجْ مَعَكَ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا كُلَّ مَنْ كَانَتْ بِهِ جِرَاحَةٌ فَأَعْلِمْهُمْ
ص: 24
بِذَلِكَ فَخَرَجُوا مَعَهُ عَلَی مَا كَانَ بِهِمْ مِنَ الْجِرَاحِ حَتَّی نَزَلُوا مَنْزِلًا یُقَالُ لَهُ حَمْرَاءُ الْأَسَدِ وَ كَانَتْ قُرَیْشٌ قَدْ جَدَّتِ السَّیْرَ فَرَقاً فَلَمَّا بَلَغَهُمْ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی طَلَبِهِمْ خَافُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ یُقَالُ لَهُ نُعَیْمُ بْنُ مَسْعُودٍ یُرِیدُ الْمَدِینَةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْیَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ یَا نُعَیْمُ هَلْ لَكَ أَنْ أَضْمَنَ لَكَ عَشْرَ قَلَائِصَ وَ تَجْعَلَ طَرِیقَكَ عَلَی حَمْرَاءِ الْأَسَدِ فَتُخْبِرَ مُحَمَّداً أَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَدَدٌ كَثِیرٌ مِنْ حُلَفَائِنَا مِنَ الْعَرَبِ كِنَانَةَ وَ عَشِیرَتِهِمْ وَ الْأَحَابِیشِ وَ تُهَوِّلَ عَلَیْهِمْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ عَنَّا فَأَجَابَهُ إِلَی ذَلِكَ وَ قَصَدَ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ أَنَّ قُرَیْشاً یُصْبِحُونَ بِجَمْعِهِمُ الَّذِی لَا قِوَامَ لَكُمْ بِهِ فَاقْبَلُوا نَصِیحَتِی وَ ارْجِعُوا فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اعْلَمْ أَنَّا لَا نُبَالِی بِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی رَسُولِهِ- الَّذِینَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِیمٌ- الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ إِنَّمَا كَانَ الْقَائِلُ لَهُمْ نُعَیمَ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِاسْمِ جَمِیعِ النَّاسِ وَ هَكَذَا كُلُّ مَا جَاءَ تَنْزِیلُهُ بِلَفْظِ الْعُمُومِ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ
وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) وَ أَمَّا مَا لَفْظُهُ خُصُوصٌ وَ مَعْنَاهُ عُمُومٌ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(2) فَنَزَلَ لَفْظُ الْآیَةِ خُصُوصاً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ هُوَ جَارٍ عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ عَامّاً لِكُلِّ الْعِبَادِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ.
ص: 25
وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ الزَّانِی لا یَنْكِحُ إِلَّا زانِیَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِیَةُ لا یَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (1) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی نِسَاءٍ كُنَّ بِمَكَّةَ مَعْرُوفَاتٍ بِالزِّنَا مِنْهُنَّ سَارَةُ وَ حَنْتَمَةُ وَ رَبَابُ حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَی نِكَاحَهُنَّ فَالْآیَةُ جَارِیَةٌ فِی كُلِّ مَنْ كَانَ مِنَ النِّسَاءِ مِثْلَهُنَّ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(2) وَ مَعْنَاهُ جَمِیعُ الْمَلَائِكَةِ وَ أَمَّا مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ فَمِنْهُ ذِكْرُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْبَارَ الْقِیَامَةِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْحِسَابِ فَلَفْظُ الْخَبَرِ مَا قَدْ كَانَ وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَیَكُونُ قَوْلُهُ وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً(3) فَلَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(4) وَ أَمْثَالُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا مَا نَزَلَ بِلَفْظِ الْعُمُومِ وَ لَا یُرَادُ بِهِ غَیْرُهُ فَقَوْلُهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ (5) وَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثی (6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ(7) وَ قَوْلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ قَوْلُهُ كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً(8) أَیْ عَلَی مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ قَبْلِ نُوحٍ علیه السلام وَ لَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ اخْتَلَفُوا ثُمَّ بَعَثَ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ وَ أَمَّا مَا حُرِّفَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ- كُنْتُمْ خَیْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَحُرِّفَتْ إِلَی خَیْرَ أُمَّةٍ وَ مِنْهُمُ الزُّنَاةُ وَ اللَّاطَةُ وَ السُّرَّاقُ وَ قُطَّاعُ الطَّرِیقِ وَ الظَّلَمَةُ وَ شُرَّابُ الْخَمْرِ وَ الْمُضَیِّعُونَ لِفَرَائِضِ
ص: 26
اللَّهِ تَعَالَی وَ الْعَادِلُونَ عَنْ حُدُودِهِ أَ فَتَرَی اللَّهَ تَعَالَی مَدَحَ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ النَّحْلِ- أَنْ تَكُونَ أَئِمَّةٌ هِیَ أَرْبَی مِنْ أَئِمَّةٍ فَجَعَلُوهَا أُمَّةٌ(1) وَ قَوْلُهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِیهِ یُغَاثُ النَّاسُ وَ فِیهِ یُعْصَرُونَ أَیْ یُمْطَرُونَ فَحَرَّفُوهُ وَ قَالُوا یَعْصِرُونَ (2) وَ ظَنُّوا بِذَلِكَ الْخَمْرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً(3) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانَتِ الْجِنُّ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ فَحَرَّفُوهَا بِأَنْ قَالُوا فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ ما لَبِثُوا فِی الْعَذابِ الْمُهِینِ (4) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ هُودٍ علیه السلام أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَصِیُّهُ- إِمَاماً وَ رَحْمَةً وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَی أُولَئِكَ یُؤْمِنُونَ بِهِ (5) فَحَرَّفُوا وَ قَالُوا أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسی إِماماً وَ رَحْمَةً فَقَدَّمُوا حَرْفاً عَلَی حَرْفٍ فَذَهَبَ مَعْنَی الْآیَةِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (6) لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ یُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ لِآلِ مُحَمَّدٍ فَحَذَفُوا آلَ مُحَمَّدٍ(7)
وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أَئِمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ وَ یَكُونَ الرَّسُولُ عَلَیْكُمْ شَهِیداً(8)
وَ مَعْنَی وَسَطاً بَیْنَ الرَّسُولِ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَحَرَّفُوهَا وَ جَعَلُوهَا أُمَّةً وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ وَ یَقُولُ الْكَافِرُ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ تُرَابِیّاً(9)
فَحَرَّفُوهَا وَ قَالُوا تُراباً وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ
ص: 27
یُكْثِرُ مِنْ مُخَاطَبَتِی بِأَبِی تُرَابٍ وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ: وَ أَمَّا الْآیَةُ الَّتِی نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ وَ نِصْفُهَا مَتْرُوكٌ بِحَالِهِ لَمْ یُنْسَخْ وَ مَا جَاءَ مِنَ الرُّخْصَةِ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّی یُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ (1) وَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِینَ كَانُوا یَنْكِحُونَ فِی أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ یُنْكِحُونَهُمْ حَتَّی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَهْیاً أَنْ یَنْكِحَ الْمُسْلِمُ مِنَ الْمُشْرِكِ أَوْ یُنْكِحُونَهُ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْمَائِدَةِ مَا نَسَخَ هَذِهِ الْآیَةَ فَقَالَ وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ
الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ (2) فَأَطْلَقَ عَزَّ وَ جَلَّ مُنَاكَحَتَهُنَّ بَعْدَ أَنْ كَانَ نَهَی وَ تَرَكَ قَوْلَهُ وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا عَلَی حَالِهِ لَمْ یَنْسَخْهُ فَأَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی هِیَ الْإِطْلَاقُ بَعْدَ النَّهْیِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَرَضَ الْوُضُوءَ عَلَی عِبَادِهِ بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ وَ كَذَا الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضی أَوْ عَلی سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً(3) فَالْفَرِیضَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْغُسْلُ بِالْمَاءِ عِنْدَ وُجُودِهِ لَا یَجُوزُ غَیْرُهُ وَ الرُّخْصَةُ فِیهِ إِذَا لَمْ یَجِدِ الْمَاءَ التَّیَمُّمُ بِالتُّرَابِ مِنَ الصَّعِیدِ الطَّیِّبِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ (4) فَالْفَرْضُ أَنْ یُصَلِّیَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ الْفَرِیضَةَ عَلَی الْأَرْضِ بِرُكُوعٍ وَ سُجُودٍ تَامٍّ ثُمَّ رَخَّصَ لِلْخَائِفِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً(5)
ص: 28
وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَإِذا قَضَیْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِكُمْ (1) وَ مَعْنَی الْآیَةِ أَنَّ الصَّحِیحَ یُصَلِّی قَائِماً وَ الْمَرِیضَ یُصَلِّی قَاعِداً وَ مَنْ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یُصَلِّیَ قَاعِداً صَلَّی مُضْطَجِعاً وَ یُومِی نَائِماً فَهَذِهِ رُخْصَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ (2) ثُمَّ رَخَّصَ لِلْمَرِیضِ وَ الْمُسَافِرِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ- یُرِیدُ اللَّهُ بِكُمُ الْیُسْرَ وَ لا یُرِیدُ بِكُمُ الْعُسْرَ(3) فَانْتَقَلَتْ فَرِیضَةُ الْعَزِیمَةِ الدَّائِمَةِ لِلرَّجُلِ الصَّحِیحِ لِمَوْضِعِ الْقُدْرَةِ وَ زَالَتِ الضَّرُورَةُ تَفَضُّلًا عَلَی الْعِبَادِ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا(4)
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی نَهَی الْمُؤْمِنَ أَنْ یَتَّخِذَ الْكَافِرَ وَلِیّاً ثُمَّ مَنَّ عَلَیْهِ بِإِطْلَاقِ الرُّخْصَةِ لَهُ عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ أَنْ یَصُومَ بِصِیَامِهِ وَ یُفْطِرَ بِإِفْطَارِهِ وَ یُصَلِّیَ بِصَلَاتِهِ وَ یَعْمَلَ بِعَمَلِهِ وَ یُظْهِرَ لَهُ اسْتِعْمَالَهُ ذَلِكَ مُوَسِّعاً عَلَیْهِ فِیهِ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَدِینَ اللَّهَ تَعَالَی فِی الْبَاطِنِ بِخِلَافِ مَا یُظْهِرُ لِمَنْ یَخَافُهُ مِنَ الْمُخَالِفِینَ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی الْأُمَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ (5) فَهَذِهِ رُخْصَةٌ تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً لَهُمْ لِیَسْتَعْمِلُوهَا عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ
ص: 29
بِرُخَصِهِ كَمَا یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ بِعَزَائِمِهِ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رَخَّصَ أَنْ یُعَاقَبَ الْعَبْدُ عَلَی ظُلْمِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (1) وَ هَذَا هُوَ فِیهِ بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ عَفَا وَ إِنْ شَاءَ عَاقَبَ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا(2)
وَ الْمُنْقَطِعُ الْمَعْطُوفُ فِی التَّنْزِیلِ هُوَ أَنَّ الْآیَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَتْ تَجِی ءُ بِشَیْ ءٍ مَا ثُمَّ تَجِی ءُ مُنْقَطِعَةَ الْمَعْنَی بَعْدَ ذَلِكَ وَ تَجِی ءُ بِمَعْنَی غَیْرِهِ ثُمَّ تَعْطِفُ بِالْخِطَابِ عَلَی الْأَوَّلِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یا بُنَیَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (3) ثُمَّ انْقَطَعَتْ وَصِیَّةُ لُقْمَانَ لِابْنِهِ فَقَالَ وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلی وَهْنٍ إِلَی قَوْلِهِ- إِلَیَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ثُمَّ عَطَفَ بِالْخِطَابِ عَلَی وَصِیَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ فَقَالَ- یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی مَوْضِعٍ آخَرَ عَطْفاً عَلَی هَذَا الْمَعْنَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) كَلَاماً مَعْطُوفاً عَلَی أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ(6) ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی الْأَمْرِ بِالْجِهَادِ كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ
ص: 30
لَكُمْ الْآیَةَ(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْمَائِدَةِ- وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّیْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ (2) ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ بِمَعْنًی لَیْسَ یُشْبِهُ هَذَا الْخَطَّابَ فَقَالَ تَعَالَی- الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ دِینِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْمَعْنَی الْأَوَّلِ وَ التَّحْرِیمِ الْأَوَّلِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (3) ثُمَّ اعْتَرَضَ تَعَالَی بِكَلَامٍ آخَرَ فَقَالَ- قُلْ لِمَنْ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْكَلَامِ الْأَوَّلِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا یُؤْمِنُونَ وَ كَقَوْلِهِ فِی سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ وَ إِبْراهِیمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا یَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ (4) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَوْلَ بِكَلَامِ غَیْرِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- أَ وَ لَمْ یَرَوْا كَیْفَ یُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ- قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ وَ یَرْحَمُ مَنْ یَشاءُ وَ إِلَیْهِ تُقْلَبُونَ- وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ- وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِ اللَّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِكَ یَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِی وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَی الْكَلَامِ الْأَوَّلِ فِی وَصْفِ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ تَعَالَی فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ
ص: 31
قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ جَاءَ تَعَالَی بِتَمَامِ قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی آخِرِ الْآیَاتِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً(1) ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ فَقَالَ- قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِیلًا ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ تَمَامُهُ فِی مَعْنَی ذِكْرِ الْأَنْبِیَاءِ وَ ذِكْرِ دَاوُدَ- أُولئِكَ الَّذِینَ یَدْعُونَ یَبْتَغُونَ إِلی رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ وَ یَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَ یَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ(2) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْكَلَامَ فَقَالَ لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ ثُمَّ رَجَعَ وَ عَطَفَ تَمَامَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ كَثِیرٌ فِی الْقُرْآنِ وَ أَمَّا مَا جَاءَ فِی أَصْلِ التَّنْزِیلِ حَرْفٌ مَكَانَ حَرْفٍ فَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (3) مَعْنَاهُ وَ لَا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً(4) مَعْنَاهُ وَ لَا خَطَأً وَ كَقَوْلِهِ یا مُوسی لا تَخَفْ إِنِّی لا یَخافُ لَدَیَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ(5) وَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَ لَا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی لا یَزالُ بُنْیانُهُمُ الَّذِی بَنَوْا رِیبَةً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (6) وَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ إِلَی أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ مِثْلُهُ كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ.
ص: 32
وَ أَمَّا مَا هُوَ مُتَّفِقُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفُ الْمَعْنَی قَوْلُهُ (1)
وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی كُنَّا فِیها وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنا فِیها(2) وَ إِنَّمَا عَنَی أَهْلَ الْقَرْیَةِ وَ أَهْلَ الْعِیرِ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ تِلْكَ الْقُری أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا(3) وَ إِنَّمَا عَنَی أَهْلَ الْقُرَی وَ قَوْلُهُ وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُری وَ هِیَ ظالِمَةٌ(4) یَعْنِی أَهْلَهَا وَ أَمَّا احْتِجَاجُهُ تَعَالَی عَلَی الْمُلْحِدِینَ فِی دِینِهِ وَ كِتَابِهِ وَ رُسُلِهِ فَإِنَّ الْمُلْحِدِینَ أَقَرُّوا بِالْمَوْتِ وَ لَمْ یُقِرُّوا بِالْخَالِقِ فَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا ثُمَّ كَانُوا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ- بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ- أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِیدٌ وَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ(5) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ كُلَّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ(6)
كُتِبَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ وَ یَهْدِیهِ إِلی عَذابِ السَّعِیرِ(7) فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ مَا یَدُلُّهُمْ عَلَی صِفَةِ ابْتِدَاءِ خَلْقِهِمْ وَ أَوَّلِ نَشْئِهِمْ- یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ یُتَوَفَّی وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً(8) فَأَقَامَ سُبْحَانَهُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ الدَّلِیلَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ قَالَ مُخْبِراً لَهُمْ وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُ
ص: 33
وَ أَنَّهُ یُحْیِ الْمَوْتی وَ أَنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَحْیَیْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ(1) فَهَذَا مِثَالُ إِقَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمُ الْحُجَّةَ فِی إِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَالَ أَیْضاً فِی الرَّدِّ عَلَیْهِمْ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (2) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ- وَ مِنْ آیاتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (3) وَ احْتَجَّ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِمْ وَ أَوْضَحَ الْحُجَّةَ وَ أَبَانَ الدَّلِیلَ وَ أَثْبَتَ الْبُرْهَانَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِنَ الْآفَاقِ وَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ بِمُشَاهَدَةِ الْعِیَانِ وَ دَلَائِلِ الْبُرْهَانِ وَ أَوْضَحِ الْبَیَانِ فِی تَنْزِیلِ الْقُرْآنِ كُلُّ ذَلِكَ دَلِیلٌ عَلَی الصَّانِعِ الْقَدِیمِ الْمُدَبِّرِ الْحَكِیمِ الْخَالِقِ الْعَلِیمِ الْجَبَّارِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ وَ الْأَوْثَانِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی حِكَایَةً عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ فِی الِاحْتِجَاجِ عَلَی أَبِیهِ- یا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا یَسْمَعُ وَ لا یُبْصِرُ وَ لا یُغْنِی عَنْكَ شَیْئاً(4) وَ قَوْلُهُ حِینَ كَسَرَ الْأَصْنَامَ فَقَالُوا لَهُ مَنْ كَسَرَهَا وَ مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ
ص: 34
الظَّالِمِینَ إِلَی قَوْلِهِ فَأْتُوا بِهِ عَلی أَعْیُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَشْهَدُونَ (1) وَ لَمَّا جَاءَ قَالُوا لَهُ أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا یا إِبْراهِیمُ- قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا یَنْطِقُونَ- فَرَجَعُوا إِلی أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ- ثُمَّ نُكِسُوا عَلی رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ یَنْطِقُونَ- قالَ أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ (2) فَلَمَّا انْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِینَ (3) إِلَی آخِرِ الْقَصَصِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ: وَ مِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِقُرَیْشٍ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْیَسْتَجِیبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ- أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ یَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَیْدٍ یَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ یَسْمَعُونَ بِها- أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا(4) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِیلًا(5) وَ مِثْلُ ذَلِكَ كَثِیرٌ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الثَّنَوِیَّةِ مِنَ الْكِتَابِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ (6) فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةً- لَانْفَرَدَ كُلُّ إِلَهٍ مِنْهُمْ بِخَلْقِهِ وَ لَأَبْطَلَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِعْلَ الْآخَرِ وَ حَاوَلَ مُنَازَعَتَهُ فَأَبْطَلَ تَعَالَی إِثْبَاتَ إِلَهَیْنِ خَلَّاقَیْنِ بِالْمُمَانَعَةِ وَ غَیْرِهَا وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَثَبَتَ الِاخْتِلَافُ وَ طَلَبَ كُلُّ إِلَهٍ أَنْ یَعْلُوَ عَلَی صَاحِبِهِ فَإِذَا شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ یَخْلُقَ إِنْسَاناً وَ شَاءَ الْآخَرُ أَنْ یَخْلُقَ بَهِیمَةً اخْتَلَفَا وَ تَبَایَنَا فِی حَالٍ وَاحِدٍ
ص: 35
وَ اضْطَرَّهُمَا ذَلِكَ إِلَی التَّضَادِّ وَ الِاخْتِلَافِ وَ الْفَسَادِ وَ كُلُّ ذَلِكَ مَعْدُومٌ وَ إِذَا بَطَلَتْ هَذِهِ الْحَالُ كَذَلِكَ ثَبَتَ الْوَحْدَانِیَّةُ بِكَوْنِ التَّدْبِیرِ وَاحِداً وَ الْخَلْقُ مُتَّفِقٌ غَیْرُ مُتَفَاوِتٍ وَ النِّظَامُ مُسْتَقِیمٌ وَ أَبَانَ سُبْحَانَهُ لِأَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ مَنْ قَارَبَهُمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَا یَصْلُحُونَ إِلَّا بِصَانِعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا(1) ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسَهُ فَقَالَ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الصَّانِعَ وَاحِدٌ حِكْمَةُ التَّدْبِیرِ وَ بَیَانُ التَّقْدِیرِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الزَّنَادِقَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِی الْخَلْقِ أَ فَلا یَعْقِلُونَ (2) فَأَعْلَمَنَا تَعَالَی أَنَّ الَّذِی ذَهَبَ إِلَیْهِ الزَّنَادِقَةُ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّ الْعَالَمَ یَتَوَلَّدُ بِدَوَرَانِ الْفَلَكِ وَ وُقُوعِ النُّطْفَةِ فِی الْأَرْحَامِ لِأَنَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وَقَعَتْ تَلَقَّاهَا الْأَشْكَالُ الَّتِی تُشَاكِلُهَا فَیَتَوَلَّدُ حِینَئِذٍ بِدَوَرَانِ الْقُدْرَةِ(3) وَ الْأَشْكَالِ الَّتِی تَتَلَقَّاهَا مُرُورَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْأَغْذِیَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ الطَّبِیعَةِ فَتَتَرَبَّی وَ تَنْتَقِلُ وَ تَكْبُرُ فَعَكَسَ تَعَالَی قَوْلَهُمْ بِقَوْلِهِ وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِی الْخَلْقِ مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ كَبِرَ سِنُّهُ رَجَعَ إِلَی مِثْلِ مَا كَانَ عَلَیْهِ فِی حَالِ صِغَرِهِ وَ طُفُولِیَّتِهِ فَیَسْتَوْلِی عَلَیْهِ عِنْدَ ذَلِكَ النُّقْصَانُ فِی جَمِیعِ آلَاتِهِ وَ یَضْعُفُ فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ وَ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمُوا مِنْ أَنَّهُ لَیْسَ لِلْعِبَادِ خَالِقٌ مُخْتَارٌ لَوَجَبَ أَنْ یَكُونَ تِلْكَ النَّسَمَةُ أَوْ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ زَائِداً أَبَداً مَا دَامَتِ الْأَشْكَالُ الَّتِی ادَّعَوْا أَنَّ بِهَا كَانَ قِوَامُ ابْتِدَائِهَا قَائِمَةً وَ الْفَلَكُ ثَابِتٌ وَ الْغَدَاءُ مُمْكِنٌ وَ مُرُورُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مُتَّصِلٌ وَ لَمَا صَحَّ فِی الْعُقُولِ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِی الْخَلْقِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً(4) عُلِمَ أَنَّ هَذَا مِنْ تَدْبِیرِ الْخَالِقِ الْمُخْتَارِ وَ حِكْمَتِهِ وَ وَحْدَانِیَّتِهِ وَ ابْتِدَاعِهِ لِلْخَلْقِ فَتَثْبُتُ وَحْدَانِیَّتُهُ
ص: 36
جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ هَذَا احْتِجَاجٌ لَا یُمْكِنُ الزَّنَادِقَةَ دَفْعُهُ بِحَالٍ وَ لَا یَجِدُونَ حُجَّةً فِی إِنْكَارِهِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ- وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ (1) فَرَدَّ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِمْ احْتِجَاجَهُمْ بِقَوْلِهِ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ الَّذِینَ یَزْعُمُونَ أَنَّ الدَّهْرَ لَمْ یَزَلْ أَبَداً عَلَی حَالٍ وَاحِدَةٍ وَ أَنَّهُ مَا مِنْ خَالِقٍ وَ لَا مُدَبِّرٍ وَ لَا صَانِعٍ وَ لَا بَعْثٍ وَ لَا نُشُورٍ قَالَ تَعَالَی حِكَایَةً لِقَوْلِهِمْ وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ (2)
وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً- قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِیداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا یَكْبُرُ فِی صُدُورِكُمْ فَسَیَقُولُونَ مَنْ یُعِیدُنا قُلِ الَّذِی فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(3) وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ وَ ذَلِكَ رَدٌّ عَلَی مَنْ كَانَ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِمَّنْ أَظْهَرَ لَهُ الْإِیمَانَ وَ أَبْطَنَ الْكُفْرَ وَ الشِّرْكَ وَ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانُوا سَبَبَ هَلَاكِ الْأُمَّةِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- لِكَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً(4) ثُمَّ ضَرَبَ لِلْبَعْثِ وَ النُّشُورِ مَثَلًا فَقَالَ تَعَالَی- وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ- إِنَّ الَّذِی أَحْیاها لَمُحْیِ الْمَوْتی (5) وَ مَا جَرَی ذَلِكَ فِی الْقُرْآنِ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ ق رَدّاً عَلَی مَنْ قَالَ- أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِیدٌ(6)
قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ أَحْیَیْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (7) وَ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ رَدٌّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ وَ الْمُلْحِدَةِ مِمَّنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ
ص: 37
وَ النُّشُورَ وَ أَمَّا مَا جَاءَ فِی الْقُرْآنِ عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ الْحِكَایَةُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَبِثُوا فِی كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً(1) وَ قَدْ كَانُوا ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَبِثُوا یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) الْآیَةَ فَخَرَجَتْ أَلْفَاظُ هَذِهِ الْحِكَایَةِ عَلَی لَفْظٍ لَیْسَ مَعْنَاهُ مَعْنَی الْخَبَرِ وَ إِنَّمَا هُوَ حِكَایَةٌ لِمَا قَالُوهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ أَنَّهُ حِكَایَةُ قَوْلِهِ- سَیَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ذِكْرِ عِدَّتِهِمْ ما یَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ مِثْلُ حِكَایَتِهِ عَنْهُمْ فِی ذِكْرِ الْمُدَّةِ- وَ لَبِثُوا فِی كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً- قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا فَهَذَا مَعْطُوفٌ عَلَی قَوْلِهِ- سَیَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ فَهَذِهِ الْآیَةُ مِنَ الْمُنْقَطِعِ الْمَعْطُوفِ وَ هِیَ عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِكَایَةٌ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِی إِسْرائِیلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِیلُ عَلی نَفْسِهِ (3) وَ إِنَّمَا خَرَجَ هَذَا عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ هُوَ حِكَایَةٌ عَنْ قَوْمٍ مِنَ الْیَهُودِ ادَّعَوْا ذَلِكَ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ- قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ أَیِ انْظُرُوا فِی التَّوْرَاةِ هَلْ تَجِدُونَ فِیهَا تَصْدِیقَ مَا ادَّعَیْتُمُوهُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ الزُّمَرِ قَوْلُهُ تَعَالَی- ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَی اللَّهِ زُلْفی (4) فَلَفْظُ هَذَا خَبَرٌ وَ مَعْنَاهُ حِكَایَةٌ وَ مِثْلُهُ كَثِیرٌ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی النَّصَارَی فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْتَجَّ عَلَی نَصَارَی نَجْرَانَ لَمَّا قَدِمُوا عَلَیْهِ لِیُنَاظِرُوهُ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ مَا تَقُولُ فِی الْمَسِیحِ قَالَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ یَأْكُلُ وَ یَشْرَبُ قَالَ فَمَنْ أَبُوهُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ سَلْهُمْ عَنْ آدَمَ هَلْ هُوَ إِلَّا بَشَرٌ مَخْلُوقٌ یَأْكُلُ وَ یَشْرَبُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (5) فَسَأَلَهُمْ عَنْ آدَمَ فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ فَأَخْبِرُونِی مَنْ أَبُوهُ
ص: 38
فَلَمْ یُجِیبُوهُ بِشَیْ ءٍ وَ لَزِمَتْهُمُ الْحُجَّةُ فَلَمْ یُقِرُّوا بَلْ لَزِمُوا السُّكُوتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ (1) فَلَمَّا دَعَاهُمْ إِلَی الْمُبَاهَلَةِ قَالَ عُلَمَاؤُهُمْ لَوْ بَاهَلَنَا بِأَصْحَابِهِ بَاهَلْنَاهُ وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَنَا صَادِقٌ فِی قَوْلِهِ فَأَمَّا إِنْ یُبَاهِلْنَا بِأَهْلِ بَیْتِهِ خَاصَّةً فَلَا نُبَاهِلْهُ وَ أَعْطَوْهُ الرِّضَا وَ شَرَطَ عَلَیْهِمُ الْجِزْیَةَ وَ السِّلَاحَ حِقْناً لِدِمَائِهِمْ وَ انْصَرَفُوا وَ أَمَّا السَّبَبُ الَّذِی بِهِ بَقَاءُ الْخَلْقِ فَقَدْ بَیَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ أَنَّ بَقَاءَ الْخَلْقِ مِنْ أَرْبَعِ وُجُوهٍ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ الْكِنِّ وَ الْمَنَاكِحِ لِلتَّنَاسُلِ مَعَ الْحَاجَةِ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَی الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ فَأَمَّا الْأَغْذِیَةُ فَمِنْ أَصْنَافِ النَّبَاتِ وَ الْأَنْعَامِ الْمُحَلَّلِ أَكْلُهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی النَّبَاتِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا- ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا- فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً- وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلًا- وَ حَدائِقَ غُلْباً- وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا- مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ (2) وَ قَالَ تَعَالَی أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ- أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (3) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ- فِیها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ- وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ (4) وَ هَذَا وَ شِبْهُهُ مِمَّا یُخْرِجُهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْأَرْضِ سَبَباً لِبَقَاءِ الْخَلْقِ: وَ أَمَّا الْأَنْعَامُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِیها دِفْ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ لَكُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ (5) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ إِنَّ لَكُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیكُمْ مِمَّا فِی بُطُونِهِ مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِینَ (6) وَ أَمَّا اللِّبَاسُ وَ الْأَكْنَانُ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِیلَ تَقِیكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِیلَ تَقِیكُمْ بَأْسَكُمْ
ص: 39
كَذلِكَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (1) وَ قَالَ تَعَالَی یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْكُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِكُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ ذلِكَ مِنْ آیاتِ اللَّهِ (2) وَ الْخَیْرُ هُوَ الْبَقَاءُ وَ الْحَیَاةُ وَ أَمَّا الْمَنَاكِحُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (3) وَ قَالَ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ (4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِیراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(5) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَنْكِحُوا الْأَیامی مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ یَكُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) الْآیَةَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (7) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فِی مَعْنَی النِّكَاحِ وَ سَبَبُ التَّنَاسُلِ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ وَجْهٌ وَاحِدٌ- لَا یَكُونُ مَعْنًی مِنْ مَعَانِی الْأَمْرِ إِلَّا وَ یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ نَهْیاً وَ لَا یَكُونُ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ النَّهْیِ إِلَّا وَ مُقِرُّونَ بِهِ الْأَمْرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما یُحْیِیكُمْ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یَحْیَوْنَ إِلَّا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ كَقَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَكُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الْأَلْبابِ (9) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ(10) فَالْخَیْرُ هُوَ سَبَبُ الْبَقَاءِ وَ الْحَیَاةِ.
ص: 40
وَ فِی هَذَا أَوْضَحُ دَلِیلٍ عَلَی أَنَّهُ لَا بُدَّ لِلْأُمَّةِ مِنْ إِمَامٍ یَقُولُ بِأَمْرِهِمْ فَیَأْمُرُهُمْ وَ یَنْهَاهُمْ وَ یُقِیمُ فِیهِمُ الْحُدُودَ وَ یُجَاهِدُ الْعَدُوَّ وَ یَقْسِمُ الْغَنَائِمَ وَ یَفْرِضُ الْفَرَائِضَ وَ یُعَرِّفُهُمْ أَبْوَابَ مَا فِیهِ صَلَاحُهُمْ وَ یُحَذِّرُهُمْ مَا فِیهِ مَضَارُّهُمْ إِذْ كَانَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ أَحَدَ أَسْبَابِ بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ إِلَّا سَقَطَتِ الرَّغْبَةُ وَ الرَّهْبَةُ وَ لَمْ یَرْتَدِعْ وَ لَفَسَدَ التَّدْبِیرُ وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَباً لِهَلَاكِ الْعِبَادِ فِی أَمْرِ الْبَقَاءِ وَ الْحَیَاةِ فِی الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الْمَسَاكِنِ وَ الْمَلَابِسِ وَ الْمَنَاكِحِ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ إِذْ كَانَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْهُمْ بِحَیْثُ یَسْتَغْنُونَ عَنْ جَمِیعِ
ذَلِكَ وَ وَجَدْنَا أَوَّلَ الْمَخْلُوقِینَ وَ هُوَ آدَمُ علیه السلام لَمْ یَتِمَّ لَهُ الْبَقَاءُ وَ الْحَیَاةُ إِلَّا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَیْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ(1) فَدَلَّهُمَا عَلَی مَا فِیهِ نَفْعُهُمَا وَ بَقَاؤُهُمَا وَ نَهَاهُمَا عَنْ سَبَبِ مَضَرَّتِهِمَا ثُمَّ جَرَی الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لِهَذَا اضْطُرَّ الْخَلْقُ إِلَی أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ إِمَامٍ مَنْصُوصٍ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْتِی بِالْمُعْجِزَاتِ ثُمَّ یَأْمُرُ النَّاسَ وَ یَنْهَاهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْخَلْقَ عَلَی ضَرْبَیْنِ نَاطِقٍ عَاقِلٍ فَاعِلٍ مُخْتَارٍ وَ ضَرْبٍ مُسْتَبْهَمٍ فَكَلَّفَ النَّاطِقَ الْعَاقِلَ الْمُخْتَارَ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ (2) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ- خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ- الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ (3) ثُمَّ كَلَّفَ وَ وَضَعَ التَّكْلِیفَ عَنِ الْمُسْتَبْهَمِ لِعَدَمِ الْعَقْلِ وَ التَّمْیِیزِ وَ أَمَّا وَضْعُ الْأَسْمَاءِ فَإِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اخْتَارَ لِنَفْسِهِ الْأَسْمَاءَ الْحُسْنَی فَسَمَّی نَفْسَهُ الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ السَّلَامَ الْمُؤْمِنَ الْمُهَیْمِنَ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ الْمُتَكَبِّرَ(4)
وَ غَیْرَ ذَلِكَ وَ كُلُّ اسْمٍ یُسَمَّی بِهِ فَلِعِلَّةٍ مَّا وَ لَمَّا تَسَمَّی بِالْمَلِكِ أَرَادَ تَصْحِیحَ مَعْنَی الِاسْمِ لِمُقْتَضَی الْحِكْمَةِ فَخَلَقَ الْخَلْقَ وَ أَمَرَهُمْ وَ نَهَاهُمْ لِیَتَحَقَّقَ حَقِیقَةُ الِاسْمِ وَ مَعْنَی
ص: 41
الْمَلِكِ وَ الْمُلْكُ لَهُ وُجُوهٌ أَرْبَعَةٌ الْقُدْرَةُ وَ الْهَیْبَةُ وَ السَّطْوَةُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ فَأَمَّا الْقُدْرَةُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (1) فَهَذِهِ الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ الَّتِی لَا یَحْتَاجُ صَاحِبُهَا إِلَی مُبَاشَرَةِ الْأَشْیَاءِ بَلْ یَخْتَرِعُهَا كَمَا یَشَاءُ سُبْحَانَهُ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی التَّرَوِّی فِی خَلْقِ الشَّیْ ءِ بَلْ إِذَا أَرَادَهُ صَارَ عَلَی مَا یُرِیدُهُ مِنْ تَمَامِ الْحِكْمَةِ وَ اسْتَقَامَ التَّدْبِیرُ لَهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَ قُدْرَةٍ قَاهِرَةٍ بِأَنَّ بِهَا مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ جَعَلَ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ تَمَامَ دَعَائِمِ الْمُلْكِ وَ نِهَایَتَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ یَقْتَضِیَانِ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ وَ الْهَیْبَةَ وَ الرَّجَاءَ وَ الْخَوْفَ وَ بِهِمَا بَقَاءُ الْخَلْقِ وَ بِهِمَا یَصِحُّ لَهُمُ الْمَدْحُ وَ الذَّمُّ وَ یُعْرَفُ الْمُطِیعُ مِنَ الْعَاصِی وَ لَوْ لَمْ یَكُنِ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ لَمْ یَكُنْ لِلْمُلْكِ بَهَاءٌ وَ لَا نِظَامٌ وَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ وَ كَذَلِكَ جَمِیعُ التَّأْوِیلِ فِیمَا اخْتَارَهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ قَدِ اعْتُرِضَ عَلَی ذَلِكَ بِأَنْ قِیلَ قَدْ رَأَیْنَا أَصْنَافاً مِنَ الْحَیَوَانِ لَا یُحْصَی عَدَدُهَا یَبْقَی وَ یَعِیشُ بِغَیْرِ أَمْرٍ وَ لَا نَهْیٍ وَ لَا ثَوَابٍ لَهَا وَ لَا عِقَابٍ عَلَیْهَا وَ إِذَا جَازَ أَنْ یَسْتَقِیمَ بَقَاءُ الْحَیَوَانِ الْمُسْتَبْهَمِ وَ لَا آمِرَ لَهُ وَ لَا نَاهِیَ بَطَلَ قَوْلُكُمْ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاطِقِینَ مِنْ آمِرٍ وَ نَاهٍ وَ إِلَّا لَمْ یَبْقَوْا وَ الرَّدُّ عَلَیْهِمْ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ الْحَیَوَانَ عَلَی ضَرْبَیْنِ مُسْتَبْهَمٍ وَ نَاطِقٍ أَطْلَقَ لِلنَّوْعِ الْمُسْتَبْهَمِ أَمْرَیْنِ جَعَلَ قِوَامَهُ وَ بَقَاءَهُ بِهِمَا وَ هُوَ إِدْرَاكُ الْغِذَاءِ وَ نَیْلُهُ وَ عِرْفَانُهُمْ بِالنَّافِعِ وَ الضَّارِّ بِالشَّمِّ وَ التَّنْسِیمِ وَ إِنَّمَا أَنْبَتَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْوَبَرِ وَ الصُّوفِ وَ الشَّعْرِ وَ الرِّیشِ لِیُكِنَّهُمْ مِنَ الْبَرْدِ وَ الْحَرِّ وَ مَنَعَهُمْ أَمْرَیْنِ النُّطْقَ وَ الْفَهْمَ وَ سَخَّرَهُمْ لِلْحَیَوَانِ النَّاطِقِ الْعَاقِلِ وَ غَیْرِ الْعَاقِلِ أَنْ یَتَصَرَّفُوا فِیهِمْ وَ عَلَیْهِمْ كَمَا یَخْتَارُونَ وَ یَأْمُرُونَ فِیهِمْ وَ یَنْهَوْنَ وَ لَمْ یَجْعَلْ فِی النَّاطِقِینَ مَعْرِفَةَ الضَّارِّ مِنَ الْغِذَاءِ وَ النَّافِعِ بِالشَّمِّ وَ التَّنْسِیمِ حَتَّی إِنَّ أَفْهَمَ النَّاسِ وَ أَعْقَلَهُمْ لَوْ
جَمَعَتِ النَّاسُ لَهُ ضُرُوبَ الْحَشَائِشِ مِنَ النَّافِعِ وَ الضَّارِّ وَ الْغِذَاءِ وَ السَّمِّ لَمْ یُمَیِّزْ ذَلِكَ بِعَقْلِهِ وَ فِكْرِهِ بَلْ مِنْ جِهَةِ مُوقِفٍ فَقَدِ احْتَاجَ الْعَاقِلُ
ص: 42
الْفَطِنُ الْبَصِیرُ إِلَی مُؤَدِّبٍ مُوقِفٍ یُوقِفُهُ عَلَی مَنَافِعِهِ وَ یُعْلِمُهُ مَا یَضُرُّهُ وَ لَمَّا كَانَتْ بِنِیَّةِ النَّاسِ وَ مَا خَلَقَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ- لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ كَثِیرٌ مِنَ الْأَغْذِیَةِ الَّتِی تَقُومُ بِهَا أَبْدَانُهُمْ لِأَنَّهَا سَبَبُ حَیَاتِهِمْ وَ كَانَ الْبَهَائِمُ فِی ذَلِكَ أَهْدَی مِنْهُمْ ثَبَتَ مَا أَوْرَدْنَاهُ مِنَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ اللَّذَیْنِ یَتْبَعُهُمَا الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ قَالَ الْمُعْتَرِضُ وَ قَدْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْبَهَائِمِ یَأْكُلُ مَا یَكُونُ هَلَاكُهُ فِیهِ مِنَ السِّمَامِ الْقَاتِلَةِ فَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا ذَكَرْتُمْ مِنْ أَنَّهَا تَعْرِفُ الضَّارَّ مِنَ النَّافِعِ بِالشَّمِّ وَ التَّنَسُّمِ لَمَا أَصَابَهُمْ ذَلِكَ قِیلَ هَذَا الَّذِی ذَكَرْتُمْ لَا یَكُونُ عَلَی الْعُمُومِ وَ إِنَّمَا یَكُونُ فِی الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ لِعِلَّةٍ مَا لِأَنَّهُ رُبَّمَا اضْطَرَّهُ الْجُوعُ الشَّدِیدُ إِلَی أَكْلِ مَا یَكُونُ فِیهِ هَلَاكُهُ أَوْ لِاخْتِلَاطِ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الْحَشَائِشِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ كَمَا أَنَّا قَدْ نَجِدُ الرَّجُلَ الْعَاقِلَ قَدْ یَقِفُ عَلَی مَا یَضُرُّهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ ثُمَّ یَأْكُلُهُ إِمَّا لِجُوعٍ غَالِبٍ أَوْ لِعِلَّةٍ یَحْدُثُ أَوْ سُكْرٍ یُزِیلُ عَقْلَهُ أَوْ آفَةٍ مِنَ الْآفَاتِ فَیَأْكُلُ مَا یَعْلَمُ أَنَّهُ یُسْقِمُهُ وَ یَضُرُّهُ وَ رُبَّمَا كَانَ تَلَفُ نَفْسِهِ فِیهِ وَ إِذَا كَانَ هَذَا مَوْجُوداً فِی الْإِنْسَانِ الْفَطِنِ الْعَاقِلِ فَأَحْرَی أَنْ یَجُوزَ مِثْلُهُ فِی الْبَهَائِمِ وَ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ قَضَاءَ أَجَلِهِ خَلَّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَالِ الَّتِی بِمِثْلِهَا یَتِمُّ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ مِثْلُ هَذَا یُعْرَضُ دُونَ الْعَادَةِ الْعَامَّةِ وَ لِأَنَّا قَدْ نَرَی الْفِرَاخَ مِنَ الدَّجَاجِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنْ أَجْنَاسِ الطَّیْرِ یَخْرُجُ مِنَ الْبَیْضَةِ فَتُلْقَی لَهُ السُّمُومُ مِنَ الْحُبُوبِ الْقَاتِلَةِ مِثْلِ حَبِّ الْبَنْجِ وَ السَّنَاءِ فَیَحْتَذِرُ عَنْهُ وَ إِذَا أُلْقِیَ عَلَیْهِ غِذَاؤُهَا بَادَرَتْ إِلَیْهِ فَأَكَلَتْهُ وَ لَمْ یَتَوَقَّفْ عَنْهُ فَبَطَلَ الِاعْتِرَاضُ وَ لَمَّا ثَبَتَ لَنَا أَنَّ قِوَامَ الْأُمَّةِ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ الْوَارِدِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ صَحَّ لَنَا أَنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ رَسُولٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فِیهِ صِفَاتٌ یَتَمَیَّزُ بِهَا مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ مِنْهَا الْعِصْمَةُ مِنْ سَائِرِ الذُّنُوبِ وَ إِظْهَارُ الْمُعْجِزَاتِ وَ بَیَانُ الدَّلَالاتِ لِنَفْیِ الشُّبُهَاتِ طَاهِرٌ مُطَهِّرٌ مُتَّصِلٌ بِمَلَكُوتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَیْرُ مُنْفَصِلٍ لِأَنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی خَلْقِهِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَصَحَّ مَوْضِعُ الْمَأْمُومِینَ الَّذِینَ لَا عِصْمَةَ لَهُمْ
ص: 43
إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ مَعْصُومٌ یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَوَامِرَهُ فِیهِمْ وَ یُجَاهِدُ بِهِمْ وَ یَقْسِمُ غَنَائِمَهُمْ وَ لَا یَسْتَقِیمُ أَنْ یُقِیمَ الْحُدُودَ مَنْ فِی جَنْبِهِ حَدُّ اللَّهِ تَعَالَی لِأَنَّ الْخَبِیثَ لَا یُطَهَّرُ بِالْخَبِیثِ وَ إِنَّمَا یُطَهَّرُ الْخَبِیثُ بِالطَّاهِرِ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا یُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنَّمَا یَحْیَونَ بِهِ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا فِی حَالِ مَعَایِشِهِمْ مِمَّا یَكُونُ عَاقِبَتُهُ إِلَی حَیَاةِ الْأَبَدِ فِی الدَّارِ الْآخِرَةِ وَ لَا بُدَّ مِمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُ فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ وَ أَوَانٍ بَعْدَ أَوَانٍ وَ أُمَّةٍ بَعْدَ أُمَّةٍ جَارِیاً ذَلِكَ فِی الْخَلْقِ مَا دَامُوا وَ دَامَ فَرْضُ التَّكْلِیفِ عَلَیْهِمْ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْأَمْرُ وَ لَا یَدُومُ لَهُمُ الْحَیَاةُ إِلَّا بِذَلِكَ وَ لَوْ كَانَ الْإِمَامُ بِصِفَةِ الْمَأْمُومِینَ لَاحْتَاجَ إِلَی مَا احْتَاجُوا إِلَیْهِ فَیَكُونُ حِینَئِذٍ إِمَاماً وَ لَیْسَ فِی عَدْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حُكْمِهِ أَنْ یَحْتَجَّ عَلَی خَلْقِهِ بِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ وَ إِنَّمَا إِمَامُ الْإِمَامِ الْوَحْیُ الْآمِرُ لَهُ وَ النَّاهِی فَكُلُّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ فِی الْأَنْبِیَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَمَعَهَا فِی نَبِیِّنَا وَ وَجَبَ لِذَلِكَ بَعْدَ مُضِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَكُونَ فِی وَصِیِّهِ ثُمَّ الْأَوْصِیَاءِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ یَدَّعِیَ مُدَّعٍ أَنَّ الْإِمَامَةَ مُسْتَغْنِیَةٌ عَمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُ فَیَكُونُونَ بِهَذِهِ الدَّعْوَی مُبْطِلِینَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَدِلَّةِ وَ ثَبَتَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إِمَامٍ عَارِفٍ بِجَمِیعِ مَا جَاءَ مُحَمَّدٌ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی بِإِقَامَةِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهَا یُجِیبُ عَنْهَا وَ عَنْ جَمِیعِ الْمُشْكِلَاتِ وَ یَنْفِی عَنِ الْأُمَّةِ مَوَاقِعَ الشُّبُهَاتِ- لَا یَزِلُّ فِی حُكْمِهِ
عَارِفٌ بِدَقِیقِ الْأَشْیَاءِ وَ جَلِیلِهَا یَكُونُ فِیهِ ثَمَانُ خِصَالٍ یَتَمَیَّزُ بِهَا عَنِ الْمَأْمُومِینَ أَرْبَعٌ مِنْهَا فِی نَعْتِ نَفْسِهِ وَ نَسَبِهِ أَرْبَعٌ صِفَاتُ ذَاتِهِ وَ حَالاتِهِ فَأَمَّا الَّتِی فِی نَعْتِ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ مَعْرُوفَ الْبَیْتِ مَعْرُوفَ النَّسَبِ مَنْصُوصاً عَلَیْهِ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِمِثْلِهِ یَبْطُلُ دَعْوَی مَنْ یَدَّعِی مَنْزِلَتَهُ بِغَیْرِ نَصٍّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ رَسُولِهِ حَتَّی إِذَا قَدِمَ الطَّالِبُ مِنَ الْبَلَدِ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ أَشَارَتْ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ بِالْكَمَالِ وَ الْبَیَانِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِی فِی صِفَاتِ ذَاتِهِ فَإِنَّهُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَزْهَدَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَ النَّاسِ وَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَ أَكْرَمَ النَّاسِ وَ مَا یَتْبَعُ ذَلِكَ لِعِلَلٍ تَقْتَضِیهِ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ یَكُنْ زَاهِداً فِی الدُّنْیَا وَ زُخْرُفِهَا دَخَلَ فِی الْمَحْظُورَاتِ مِنَ الْمَعَاصِی
ص: 44
فَاضْطَرَّهُ ذَلِكَ أَنْ یَكْتُمَ عَلَی نَفْسِهِ فَمُخَوِّنُ اللَّهِ تَعَالَی فِی عِبَادِهِ یَحْتَاجُ إِلَی مَنْ یُطَهِّرُهُ بِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَیْهِ فَهُوَ حِینَئِذٍ إِمَامٌ مَأْمُومٌ وَ أَمَّا إِذَا لَمْ یَكُنْ عَالِماً بِجَمِیعِ مَا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ وَ غَیْرِهِ قَلْبُ الْفَرَائِضِ فَأَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَضَلَّ وَ أَضَلَّ وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ أَشْجَعَ النَّاسِ سَقَطَ فَرْضُ إِمَامَتِهِ لِأَنَّهُ فِی الْحَرْبِ فِئَةٌ لِلْمُسْلِمِینَ فَلَوْ فَرَّ لَدَخَلَ فِیمَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ (1) وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ أَكْرَمَ النَّاسِ نَفْساً دَعَاهُ الْبُخْلُ وَ الشُّحُّ إِلَی أَنْ یَمُدَّ یَدَهُ فَیَأْخُذَ فَیْ ءَ الْمُسْلِمِینَ لِأَنَّهُ خَازِنُهُمْ وَ أَمِینُهُمْ عَلَی جَمِیعِ أَمْوَالِهِمْ مِنَ الْغَنَائِمِ وَ الْخَرَاجِ وَ الْجِزْیَةِ وَ الْفَیْ ءِ فَلِهَذِهِ الْعِلَلِ یَتَمَیَّزُ مِنْ سَائِرِ الْأُمَّةِ وَ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَأْمُرَ بِطَاعَةِ مَنْ لَا یُعْرَفُ أَوَامِرُهُ وَ نَوَاهِیهِ وَ لَا أَنْ یُوَلِّیَ عَلَیْهِمُ الْجَاهِلَ الَّذِی لَا عِلْمَ لَهُ وَ لَا لِیَجْعَلَ النَّاقِصَ حُجَّةً عَلَی الْفَاضِلِ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَجَازَ لِأَهْلِ الْعِلَلِ وَ الْأَسْقَامِ أَنْ یَأْخُذُوا الْأَدْوِیَةَ مِمَّنْ لَیْسَ بِعَارِفٍ مَنَافِعَ الْأَجْسَادِ وَ مَضَارَّهَا فَتَتْلَفَ أَنْفُسُهُمْ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ یَشْتَرِیَ مَا یَصْلُحُ بِهِ مِنْ مَتَاعٍ وَ غَیْرِهِ لَكَانَ مِنْ حَزْمِ الرَّأْیِ أَنْ یَسْتَعِینَ بِالتَّاجِرِ الْبَصِیرِ بِالتِّجَارَةِ فَیَكُونَ ذَلِكَ أَحْوَطَ عَلَیْهِ وَ إِذَا كَانَ جَمِیعُ ذَلِكَ لَا یَصْلُحُ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ الدُّنْیَاوِیَّةِ فَأَحْرَی أَنْ یَقْصِدَ الْإِمَامَ الْعَادِلَ فِی الْأَسْبَابِ كُلِّهَا الَّتِی یُتَوَصَّلُ بِهَا إِلَی أُمُورِ الْآخِرَةِ فَتُمَیِّزُ بَیْنَ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَ الْجَاهِلِ: وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُ اخْتَصَمَ إِلَیْهِ رَجُلَانِ فَحَكَمَ لِأَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ فَقَالَ الْمَحْكُومُ لَهُ بِاللَّهِ لَقَدْ حَكَمْتَ بِالْحَقِّ فَعَلَاهُ عُمَرُ بِدِرَّتِهِ وَ قَالَ لَهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ اللَّهِ مَا یَدْرِی عُمَرُ أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ وَ إِنَّمَا رَأْیٌ رَأَیْتُهُ هَذَا مَعَ مَا تَقَدَّمَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِی بَكْرٍ وُلِّیتُكُمْ وَ لَسْتُ بِخَیْرِكُمْ وَ إِنَّ لِی شَیْطَاناً یَعْتَرِینِی فَإِذَا مِلْتُ فَقَوِّمُونِی فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِی- لَا أَمْثُلْ فِی أَشْعَارِكُمْ وَ أَبْشَارِكُمْ فَاحْتَجَّ التَّابِعُونَ لَهُمَا لِأَنْفُسِهِمْ بِأَنْ قَالُوا لَنَا أُسْوَةٌ بِالسَّلَفِ الْمَاضِی لَمَّا عَجَزُوا مِنْ تَأْدِیَةِ حَقَائِقِ الْأَحْكَامِ فَلِهَذِهِ
ص: 45
الْعِلَّةِ وَقَعَتِ الِاخْتِلَافُ وَ زَالَ الِائتِلَافُ لِمُخَالَفَتِهِمُ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (1) ثُمَّ جَعَلَ لِلصَّادِقِینَ عَلَامَاتٍ یُعْرَفُونَ بِهَا فَقَالَ تَعَالَی التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ (2) إِلَی آخِرِهِ وَ وَصَفَهُمْ أَیْضاً فَقَالَ سُبْحَانَهُ- إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ (3) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فِی مَوَاضِعَ كَثِیرَةٍ مِنَ الْكِتَابِ الْعَزِیزِ وَ لَا یَصِحُّ أَنْ یَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُحَافِظَ عَلَی حُدُودِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا الْعَارِفُ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ دُونَ الْجَاهِلِ بِهِمَا فَأَمَّا مَا جَاءَ فِی الْقُرْآنِ مِنْ ذِكْرِ مَعَایِشِ الْخَلْقِ وَ أَسْبَابِهَا فَقَدْ أَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ ذَلِكَ مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ وَجْهِ الْإِشَارَةِ وَ وَجْهِ الْعِمَارَةِ وَ وَجْهِ الْإِجَارَةِ وَ وَجْهِ التِّجَارَةِ وَ وَجْهِ الصَّدَقَاتِ وَ أَمَّا وَجْهُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ (4) الْآیَةَ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ خُمُسَ الْغَنَائِمِ وَ الْخُمُسُ یُخْرَجُ مِنْ أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ مِنَ الْغَنَائِمِ الَّتِی یُصِیبُهَا الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ مِنَ الْمَعَادِنِ وَ مِنَ الْمَكْنُوزِ وَ مِنَ الْغَوْصِ ثُمَّ جُزْءُ هَذِهِ الْخُمُسِ عَلَی سِتَّةِ أَجْزَاءٍ فَیَأْخُذُ الْإِمَامُ عَنْهَا سَهْمَ اللَّهِ تَعَالَی وَ سَهْمَ الرَّسُولِ وَ سَهْمَ ذِی الْقُرْبَی علیه السلام ثُمَّ یَقْسِمُ الثَّلَاثَةَ سِهَامٍ الْبَاقِیَةِ بَیْنَ یَتَامَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَسَاكِینِهِمْ وَ أَبْنَاءِ سَبِیلِهِمْ ثُمَّ إِنَّ لِلْقَائِمِ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِینَ بَعْدَ ذَلِكَ الْأَنْفَالِ الَّتِی كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ فَحَرَّفُوهَا وَ قَالُوا- یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ (5) وَ إِنَّمَا سَأَلُوهُ الْأَنْفَالَ كُلَّهَا لِیَأْخُذُوهَا لِأَنْفُسِهِمْ فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا
ص: 46
ذاتَ بَیْنِكُمْ وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ أَیِ الْزَمُوا طَاعَةَ اللَّهِ أَنْ لَا تَطْلُبُوا مَا لَا تَسْتَحِقُّونَهُ فَمَا كَانَ لِلَّهِ تَعَالَی وَ لِرَسُولِهِ فَهُوَ لِلْإِمَامِ وَ لَهُ نَصِیبٌ آخَرُ مِنَ الْفَیْ ءِ وَ الْفَیْ ءُ یُقْسَمُ قِسْمَیْنِ فَمِنْهُ مَا هُوَ خَاصٌّ لِلْإِمَامِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْحَشْرِ- ما أَفاءَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُری فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (1) وَ هِیَ الْبِلَادُ الَّتِی لَا یُوجِفُ عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ بِخَیْلٍ وَ لَا رِكَابٍ وَ الضَّرْبُ الْآخَرُ مَا رَجَعَ إِلَیْهِمْ مِمَّا غَصَبُوا عَلَیْهِ فِی الْأَصْلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً(2) فَكَانَتِ الدُّنْیَا بِأَسْرِهَا لِآدَمَ علیه السلام إِذْ كَانَ خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ ثُمَّ هِیَ لِلْمُصْطَفَیْنَ الَّذِینَ اصْطَفَاهُمْ وَ عَصَمَهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْخُلَفَاءَ فِی الْأَرْضِ فَلَمَّا غَصَبَهُمُ الظَّلَمَةُ عَلَی الْحَقِّ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَهُمْ وَ حَصَلَ ذَلِكَ فِی أَیْدِی الْكُفَّارِ صَارَ فِی أَیْدِیهِمْ عَلَی سَبِیلِ الْغَصْبِ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی رَسُولَهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَرَجَعَ لَهُ وَ لِأَوْصِیَائِهِ فَمَا كَانُوا غُصِبُوا عَلَیْهِ أَخَذُوهُ مِنْهُمْ بِالسَّیْفِ فَصَارَ ذَلِكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ بِهِ أَیْ مِمَّا أَرْجَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الْفَیْ ءَ هُوَ الرَّاجِعُ قَوْلُهُ تَعَالَی- لِلَّذِینَ یُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3) أَیْ رَجَعُوا مِنَ الْإِیلَاءِ إِلَی الْمُنَاكَحَةِ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ (4) أَیْ تَرْجِعَ وَ یُقَالُ لِوَقْتِ الصَّلَاةِ
فَإِذَا فَاءَ الْفَیْ ءُ أَیْ رَجَعَ الْفَیْ ءُ فَصَلُّوا وَ أَمَّا وَجْهُ الْعِمَارَةِ فَقَوْلُهُ- هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِیها(5) فَأَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّهُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِالْعِمَارَةِ لِیَكُونَ ذَلِكَ سَبَباً لِمَعَایِشِهِمْ بِمَا یَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ مِنَ الْحَبِّ وَ الثَّمَرَاتِ وَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ مِمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی مَعَایِشَ لِلْخَلْقِ.
ص: 47
وَ أَمَّا وَجْهُ التِّجَارَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا تَدایَنْتُمْ بِدَیْنٍ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی فَاكْتُبُوهُ وَ لْیَكْتُبْ بَیْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَعَرَّفَهُمْ سُبْحَانَهُ كَیْفَ یَشْتَرُونَ الْمَتَاعَ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ كَیْفَ یَتَّجِرُونَ إِذْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَعَایِشِ وَ أَمَّا وَجْهُ الْإِجَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- نَحْنُ قَسَمْنا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (2) فَأَخْبَرَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ الْإِجَارَةَ أَحَدُ مَعَایِشِ الْخَلْقِ إِذْ خَالَفَ بِحِكْمَتِهِ بَیْنَ هِمَمِهِمْ وَ إِرَادَتِهِمْ وَ سَائِرِ حَالاتِهِمْ وَ جَعَلَ ذَلِكَ قِوَاماً لِمَعَایِشِ الْخَلْقِ وَ هُوَ الرَّجُلُ یَسْتَأْجِرُ الرَّجُلَ فِی صَنْعَتِهِ وَ أَعْمَالِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ تَصَرُّفَاتِهِ وَ أَمْلَاكِهِ وَ لَوْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا مُضْطَرّاً إِلَی أَنْ یَكُونَ بَنَّاءً لِنَفْسِهِ أَوْ نَجَّاراً أَوْ صَانِعاً فِی شَیْ ءٍ مِنْ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الصَّنَائِعِ لِنَفْسِهِ وَ یَتَوَلَّی جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ إِصْلَاحِ الثِّیَابِ مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْمَلِكُ فَمَنْ دُونَهُ مَا اسْتَقَامَتْ أَحْوَالُ الْعَالَمِ بِذَلِكَ وَ لَا اتَّسَعُوا لَهُ وَ لَعَجَزُوا عَنْهُ وَ لَكِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَتْقَنَ تَدْبِیرَهُ وَ أَبَانَ آثَارَ حِكْمَتِهِ لِمُخَالَفَتِهِ بَیْنَ هِمَمِهِمْ وَ كُلٌّ یَطْلُبُ مَا یَنْصَرِفُ إِلَیْهِ هِمَّتُهُ مِمَّا یَقُومُ بِهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ لِیَسْتَعِینَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فِی أَبْوَابِ الْمَعَایِشِ الَّتِی بِهَا صَلَاحُ أَحْوَالِهِمْ وَ أَمَّا وَجْهُ الصَّدَقَاتِ فَإِنَّمَا هِیَ لِأَقْوَامٍ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْإِمَارَةِ نَصِیبٌ وَ لَا فِی الْعِمَارَةِ حَظٌّ وَ لَا فِی التِّجَارَةِ مَالٌ وَ لَا فِی الْإِجَارَةِ مَعْرِفَةٌ وَ قُدْرَةٌ فَفَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَمْوَالِ الْأَغْنِیَاءِ مَا تَقُوتُهُمْ وَ یَقُومُ بِأَوَدِهِمْ وَ بَیَّنَ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ فِی كِتَابِهِ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فُتِحَ عَلَیْهِ مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ مَا فُتِحَ وَافَتْ إِلَیْهِ الصَّدَقَاتُ مِنْهُمْ فَقَسَمَهَا فِی أَصْحَابِهِ مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ لَهُمْ فَسَخِطَ أَهْلُ الْجِدَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَحَبُّوا أَنْ یَقْسِمَهَا فِیهِمْ فَلَمَزُوهُ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ عَابُوهُ بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُعْطَوْا مِنْها
ص: 48
إِذا هُمْ یَسْخَطُونَ- وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ (1) ثُمَّ بَیَّنَ سُبْحَانَهُ لِمَنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتُ فَقَالَ- إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ وَ الْعامِلِینَ عَلَیْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقابِ وَ الْغارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَضَعْ شَیْئاً مِنَ الْفَرَائِضِ إِلَّا فِی مَوَاضِعِهَا بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ وَ مُقْتَضَی الصَّلَاحِ فِی الْكَثْرَةِ وَ الْقِلَّةِ وَ أَمَّا الْإِیمَانُ وَ الْكُفْرُ وَ الشِّرْكُ وَ زِیَادَتُهُ وَ نُقْصَانُهُ فَالْإِیمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَی هُوَ أَعْلَی الْأَعْمَالِ دَرَجَةً وَ أَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً وَ أَسْمَاهَا حَظّاً فَقِیلَ لَهُ علیه السلام الْإِیمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ أَمْ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ فَقَالَ الْإِیمَانُ تَصْدِیقٌ بِالْجَنَانِ وَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَ هُوَ عَمَلٌ كُلُّهُ وَ مِنْهُ التَّامُّ وَ مِنْهُ الْكَامِلُ تَمَامُهُ وَ مِنْهُ النَّاقِصُ الْبَیِّنُ نُقْصَانُهُ وَ مِنْهُ الزَّائِدُ الْبَیِّنُ زِیَادَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی مَا فَرَضَ الْإِیمَانَ عَلَی جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِ الْإِنْسَانِ إِلَّا وَ قَدْ وُكِلَتْ بِغَیْرِ مَا وُكِلَتْ بِهِ الْأُخْرَی فَمِنْهُ قَلْبُهُ الَّذِی یَعْقِلُ بِهِ وَ یَفْقَهُ وَ یَفْهَمُ وَ یَحِلُّ وَ یَعْقِدُ وَ یُرِیدُ وَ هُوَ أَمِیرُ الْبَدَنِ وَ إِمَامُ الْجَسَدِ الَّذِی لَا تُورَدُ لَا تَرِدُ الْجَوَارِحُ وَ لَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْیِهِ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ مِنْهَا لِسَانُهُ الَّذِی یَنْطِقُ بِهِ وَ مِنْهَا أُذُنَاهُ اللَّتَانِ یَسْمَعُ بِهِمَا وَ مِنْهَا عَیْنَاهُ اللَّتَانِ یُبْصِرُ بِهِمَا وَ مِنْهَا یَدَاهُ اللَّتَانِ یَبْطُشُ بِهِمَا وَ مِنْهَا رِجْلَاهُ اللَّتَانِ یَسْعَی بِهِمَا وَ مِنْهَا فَرْجُهُ الَّذِی الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ وَ مِنْهَا رَأْسُهُ الَّذِی فِیهِ وَجْهُهُ وَ لَیْسَ جَارِحَةٌ مِنْ جَوَارِحِهِ إِلَّا وَ هُوَ مَخْصُوصَةٌ بِفَرِیضَةٍ فَرَضَ عَلَی الْقَلْبِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ وَ فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْبَصَرِ وَ فَرَضَ عَلَی الْبَصَرِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ وَ فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ وَ فَرَضَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْفَرْجِ وَ فَرَضَ عَلَی الْفَرْجِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ وَ فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی اللِّسَانِ.
ص: 49
فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَی الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ فَالْإِقْرَارُ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ الْعَقْدُ عَلَیْهِ وَ الرِّضَا بِمَا فَرَضَهُ عَلَیْهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِهِ وَ الذِّكْرُ وَ التَّفَكُّرُ وَ الِانْقِیَادُ إِلَی كُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ مَعَ حُصُولِ الْمُعْجِزِ فَیَجِبُ عَلَیْهِ اعْتِقَادُهُ وَ أَنْ یُظْهِرَ مِثْلَ مَا أَبْطَنَ إِلَّا لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی لا یُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمانِكُمْ وَ لكِنْ یُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ (2) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (3) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ یَتَفَكَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا(5) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها(6) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ(7) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ هُوَ رَأْسُ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَی اللِّسَانِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَعْنَی التَّفْسِیرِ لِمَا عُقِدَ بِهِ الْقَلْبُ وَ أَقَرَّ بِهِ أَوْ جَحَدَهُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (8) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ(9) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَیْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ(10) فَأَمَرَ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِ الْحَقِّ وَ نَهَی عَنْ قَوْلِ الْبَاطِلِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَی الْأُذُنَیْنِ فَالاسْتِمَاعُ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ الْإِنْصَاتُ إِلَی مَا یُتْلَی مِنْ كِتَابِهِ وَ تَرْكُ الْإِصْغَاءِ إِلَی مَا یُسْخِطُهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (11) وَ قَالَ تَعَالَی وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ
ص: 50
أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (1) الْآیَةَ ثُمَّ اسْتَثْنَی بِرَحْمَتِهِ لِمَوْضِعِ النِّسْیَانِ فَقَالَ- وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (2) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (3) وَ قَالَ تَعَالَی وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ لا نَبْتَغِی الْجاهِلِینَ (4) وَ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مَا مَعْنَاهُ مَعْنَی مَا فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی السَّمْعِ وَ هُوَ الْإِیمَانُ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَی الْعَیْنَیْنِ فَمِنْهُ النَّظَرُ إِلَی آیَاتِ اللَّهِ تَعَالَی وَ غَضُّ الْبَصَرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَ فَلا یَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِلِ كَیْفَ خُلِقَتْ- وَ إِلَی السَّماءِ كَیْفَ رُفِعَتْ- وَ إِلَی الْجِبالِ كَیْفَ نُصِبَتْ- وَ إِلَی الْأَرْضِ كَیْفَ سُطِحَتْ (5) وَ قَالَ تَعَالَی أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ(6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ انْظُرُوا إِلی ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ (7) وَ قَالَ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِیَ فَعَلَیْها(8) وَ هَذِهِ الْآیَةُ جَامِعَةٌ لِإِبْصَارِ الْعُیُونِ وَ إِبْصَارِ الْقُلُوبِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ(9) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكی لَهُمْ (10) مَعْنَاهُ لَا یَنْظُرْ أَحَدُكُمْ إِلَی فَرْجِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ أَوْ یُمَكِّنْهُ مِنَ النَّظَرِ إِلَی فَرْجِهِ ثُمَ
ص: 51
قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ أَیْ مِمَّنْ یَلْحَقُهُنَّ النَّظَرُ كَمَا جَاءَ فِی حِفْظِ الْفَرْجِ وَ النَّظَرُ سَبَبُ إِیقَاعِ الْفِعْلِ مِنَ الزِّنَا وَ غَیْرِهِ ثُمَّ نَظَمَ تَعَالَی مَا فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ الْفَرْجِ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (1) یَعْنِی بِالْجُلُودِ هَاهُنَا الْفُرُوجَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(2) فَهَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الْعَیْنَیْنِ مِنْ تَأَمُّلِ الْآیَاتِ وَ الْغَضِّ عَنْ تَأَمُّلِ الْمُنْكَرَاتِ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَ سُبْحَانَهُ عَلَی الْیَدَیْنِ فَالطَّهُورُ وَ هُوَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ (3) وَ فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ الْإِنْفَاقَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ- أَنْفِقُوا مِنْ طَیِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (4) وَ فَرَضَ تَعَالَی عَلَی الْیَدَیْنِ الْجِهَادَ لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِهَا وَ عِلَاجِهَا فَقَالَ فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ (5) وَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَی الرِّجْلَیْنِ فَالسَّعْیُ بِهِمَا فِیمَا یُرْضِیهِ وَ اجْتِنَابُ السَّعْیِ فِیمَا یُسْخِطُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- فَاسْعَوْا إِلی ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ (6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً(7) وَ قَوْلُهُ وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ-(8)
وَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا الْقِیَامَ فِی الصَّلَاةِ فَقَالَ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ-(9)
ص: 52
ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الرِّجْلَیْنِ مِنَ الْجَوَارِحِ الَّتِی تَشْهَدُ یَوْمَ الْقِیَامِ حَتَّی یُسْتَنْطَقَ بِقَوْلِهِ- الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (1) وَ هَذَا مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الرِّجْلَیْنِ فِی كِتَابِهِ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ: وَ أَمَّا مَا افْتَرَضَهُ عَلَی الرَّأْسِ فَهُوَ أَنْ یُمْسَحَ مِنْ مُقَدَّمِهِ بِالْمَاءِ فِی وَقْتِ الطَّهُورِ لِلصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ (2) وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ الْغَسْلَ بِالْمَاءِ عِنْدَ الطَّهُورِ وَ قَالَ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ (3) وَ فَرَضَ عَلَیْهِ السُّجُودَ وَ عَلَی الْیَدَیْنِ وَ الرُّكْبَتَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ الرُّكُوعَ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ قَالَ فِیمَا فَرَضَ عَلَی هَذِهِ الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ وَ الصَّلَاةِ وَ سَمَّاهُ فِی كِتَابِهِ إِیمَاناً حِینَ تَحْوِیلِ الْقِبْلَةِ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ إِلَی الْكَعْبَةِ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَتْ صَلَاتُنَا إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ طَهُورُنَا ضَیَاعاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی كُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (4) فَسُمِّیَ الصَّلَاةُ وَ الطَّهُورُ إِیمَاناً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَقِیَ اللَّهَ كَامِلَ الْإِیمَانِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ كَانَ مُضَیِّعاً لِشَیْ ءٍ مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی هَذِهِ الْجَوَارِحِ وَ تَعَدَّی مَا أَمَرَهُ اللَّهُ وَ ارْتَكَبَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی نَاقِصَ الْإِیمَانِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (5) وَ قَالَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ إِنَّهُمْ
ص: 53
فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً (1) وَ قَالَ وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ (2) وَ قَالَ هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّكِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ (3) الْآیَةَ فَلَوْ كَانَ الْإِیمَانُ كُلُّهُ وَاحِداً لَا زِیَادَةَ فِیهِ وَ لَا نُقْصَانَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فَضْلٌ عَلَی أَحَدٍ وَ لَتَسَاوَی النَّاسُ فَبِتَمَامِ الْإِیمَانِ وَ كَمَالِهِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ وَ نَالُوا الدَّرَجَاتِ فِیهَا وَ بِذَهَابِهِ وَ نُقْصَانِهِ دَخَلَ الْآخَرُونَ النَّارَ وَ كَذَلِكَ السَّبْقُ إِلَی الْإِیمَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ(5) وَ ثَلَّثَ بِالتَّابِعِینَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَیْنا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّناتِ وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (6) وَ قَالَ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً(7) وَ قَالَ انْظُرْ كَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِیلًا(8) وَ قَالَ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِما یَعْمَلُونَ (9) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (10) وَ قَالَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ (11) وَ قَالَ تَعَالَی لا یَسْتَوِی مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنی (12) وَ قَالَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ
ص: 54
أَجْراً عَظِیماً- دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً(1) وَ قَالَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْكُفَّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ (2) فَهَذِهِ دَرَجَاتُ الْإِیمَانِ وَ مَنَازِلُهَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ لَنْ یُؤْمِنَ بِاللَّهِ إِلَّا مَنْ آمَنَ بِرَسُولِهِ وَ حُجَجِهِ فِی أَرْضِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3) وَ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَجْعَلَ لِجَوَارِحِ الْإِنْسَانِ إِمَاماً فِی جَسَدِهِ یَنْفِی عَنْهَا الشُّكُوكَ وَ یُثْبِتُ لَهَا الْیَقِینَ وَ هُوَ الْقَلْبُ وَ یُهْمِلُ ذَلِكَ فِی الْحُجَجِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِینَ (4) وَ قَالَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (5) وَ قَالَ تَعَالَی أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِیرٍ وَ لا نَذِیرٍ(6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا(7) الْآیَةَ ثُمَّ فَرَضَ عَلَی الْأُمَّةِ طَاعَةَ وُلَاةِ أَمْرِهِ الْقُوَّامِ لِدِینِهِ كَمَا فَرَضَ عَلَیْهِمْ طَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8) ثُمَّ بَیَّنَ مَحَلَّ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِتَأْوِیلِ كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (9)
وَ عَجْزَ كُلِّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عَنْ مَعْرِفَةِ تَأْوِیلِ كِتَابِهِ غَیْرِهِمْ لِأَنَّهُمْ هُمُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ الْمَأْمُونُونَ عَلَی تَأْوِیلِ التَّنْزِیلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (10) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ
ص: 55
أُوتُوا الْعِلْمَ (1) وَ طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِبَادَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(2) الَّذِینَ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ (3) وَ بِالْعِلْمِ اسْتَحَقُّوا عِنْدَ اللَّهِ اسْمَ الصِّدْقِ وَ سَمَّاهُمْ بِهِ صَادِقِینَ وَ فَرَضَ طَاعَتَهُمْ عَلَی جَمِیعِ الْعِبَادِ بِقَوْلِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (4) فَجَعَلَهُمْ أَوْلِیَاءَهُ وَ جَعَلَ وَلَایَتَهُمْ وَلَایَتَهُ وَ حِزْبَهُمْ حِزْبَهُ فَقَالَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (5) وَ قَالَ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) وَ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّمَا هَلَكَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَ ارْتَدَّتْ عَلَی أَعْقَابِهَا بَعْدَ نَبِیِّهَا صلی اللّٰه علیه و آله بِرُكُوبِهَا طَرِیقَ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِیَةِ وَ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ الَّذِینَ آثَرُوا عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ عَلَی طَاعَةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقْدِیمِهِمْ مَنْ یَجْهَلُ عَلَی مَنْ یَعْلَمُ فَعَنَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ- هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (7) وَ قَالَ فِی الَّذِینَ اسْتَوْلَوْا عَلَی تُرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِغَیْرِ حَقٍّ مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (8) فَلَوْ جَازَ لِلْأُمَّةِ الِایتِمَامُ بِمَنْ لَا یَعْلَمُ أَوْ بِمَنْ یَجْهَلُ لَمْ یَقُلْ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام لِأَبِیهِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا یَسْمَعُ وَ لا یُبْصِرُ وَ لا یُغْنِی عَنْكَ شَیْئاً(9) فَالنَّاسُ أَتْبَاعُ مَنِ اتَّبَعُوهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَقِّ وَ أَئِمَّةِ الْبَاطِلِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِكَ یَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا(10) فَمَنِ ائْتَمَ
ص: 56
بِالصَّادِقِینَ حُشِرَ مَعَهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ قَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (1) وَ أَصْلُ الْإِیمَانِ الْعِلْمُ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ أَهْلًا نَدَبَ إِلَی طَاعَتِهِمْ وَ مَسْأَلَتِهِمْ فَقَالَ- فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2) وَ قَالَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(3) وَ الْبُیُوتُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ اللَّاتِی عَظَّمَ اللَّهُ بِنَاءَهَا بِقَوْلِهِ- فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ (4) ثُمَّ بَیَّنَ مَعْنَاهَا لِكَیْلَا یَظُنَّ أَهْلُ الْجَاهِلِیَّةِ أَنَّهَا بُیُوتٌ مَبْنِیَّةٌ فَقَالَ تَعَالَی رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ (5) فَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فِی هَذِهِ الْجِهَةِ أَدْرَكَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ فِی مَوْضِعٍ أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا وَ كُلُّ هَذَا مَنْصُوصٌ فِی كِتَابِهِ تَعَالَی إِلَّا أَنَّ لَهُ أَهْلًا یَعْلَمُونَ تَأْوِیلَهُ فَمَنْ عَدَلَ عَنْهُمْ إِلَی الَّذِینَ یَنْتَحِلُونَ مَا لَیْسَ لَهُمْ وَ یَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِیلِهِ وَ هُوَ تَأْوِیلُهُ بِلَا بُرْهَانٍ وَ لَا دَلِیلٍ وَ لَا هُدًی هَلَكَ وَ أَهْلَكَ وَ خَسِرَتْ صَفْقَتُهُ وَ ضَلَّ سَعْیُهُ- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (6) وَ إِنَّمَا هُوَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ إِیمَانٌ وَ كَفْرٌ وَ عِلْمٌ وَ جَهْلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ شِقْوَةٌ وَ جَنَّةٌ وَ نَارٌ لَنْ یَجْتَمِعَ الْحَقُّ وَ الْبَاطِلُ فِی قَلْبِ امْرِئٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (7) وَ إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ حِینَ سَاوَوْا بَیْنَ أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ بَیْنَ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ وَ قَالُوا إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ لِكُلِّ مَنْ قَامَ مَقَامَ النَّبِیِّ بَرّاً كَانَ أَوْ فَاجِراً فَأْتُوا مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ (8)
ص: 57
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ كَالْمُجْرِمِینَ- ما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِی الظُّلُماتُ وَ النُّورُ(2) وَ قَالَ فِیمَنْ سَمَّوْهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ بِأَسْمَاءِ أَئِمَّةِ الْهُدَی مِمَّنْ غَصَبَ أَهْلَ الْحَقِّ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ وَ فِیمَنْ أَعَانَ أَئِمَّةَ الضَّلَالِ عَلَی ظُلْمِهِمْ- إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ (3) فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِعَظِیمِ افْتِرَائِهِمْ عَلَی جُمْلَةِ أَهْلِ الْإِیمَانِ بِقَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما یَفْتَرِی الْكَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللَّهِ (4) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ (5) وَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ (6) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ هُوَ أَعْمی (7) فَبَیَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فِی كَثِیرٍ مِنْ آیَاتِ الْقُرْآنِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لِلْعِبَادِ عُذْراً فِی مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ بَعْدَ الْبَیِّنَاتِ وَ الْبُرْهَانِ وَ لَمْ یَتْرُكْهُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ لَقَدْ رَكِبَ الْقَوْمُ مِنَ الظُّلْمِ وَ الْكُفْرِ فِی اخْتِلَافِهِمْ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ وَ تَفْرِیقِهِمُ الْأُمَّةَ وَ تَشْتِیتِ أَمْرِ الْمُسْلِمِینَ وَ اعْتِدَائِهِمْ عَلَی أَوْصِیَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ أَنْ تَبَیَّنَ لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ عَلَی الطَّاعَةِ وَ الْعِقَابِ عَلَی الْمَعْصِیَةِ بِالْمُخَالَفَةِ فَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَ تَرَكُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ قَالَ تَعَالَی وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ(8)
ص: 58
ثُمَّ أَبَانَ فَضْلَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1) ثُمَّ وَصَفَ مَا أَعَدَّهُ مِنْ كَرَامَتِهِ تَعَالَی لَهُمْ وَ مَا أَعَدَّهُ لِمَنْ أَشْرَكَ بِهِ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ عَصَی وَلِیَّهُ مِنَ النَّقِمَةِ وَ الْعَذَابِ فَفَرَّقَ بَیْنَ صِفَاتِ الْمُهْتَدِینَ وَ صِفَاتِ الْمُعْتَدِینَ فَجَعَلَ ذَلِكَ مَسْطُوراً فِی كَثِیرٍ مِنْ آیَاتِ كِتَابِهِ وَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها(2) فَتَرَی مَنْ هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی یَسْتَحِقُّ هَذِهِ الصِّفَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَفْرُوضُ عَلَی الْأُمَّةِ طَاعَتُهُ مَنْ لَمْ یُشْرِكْ بِاللَّهِ تَعَالَی طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَمْ یَعْصِهِ فِی دَقِیقَةٍ وَ لَا جَلِیلَةٍ قَطُّ أَمْ مَنْ أَنْفَدَ عُمُرَهُ وَ أَكْثَرَ أَیَّامَهُ فِی عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ثُمَّ أَظْهَرَ الْإِیمَانَ وَ أَبْطَنَ النِّفَاقَ وَ هَلْ مِنْ صِفَةِ الْحَكِیمِ أَنْ یُطَهِّرَ الْخَبِیثَ بِالْخَبِیثِ وَ یُقِیمَ الْحُدُودَ عَلَی الْأُمَّةِ مَنْ فِی جَنْبِهِ الْحُدُودُ الْكَثِیرَةُ وَ هُوَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (3): أَ وَ لَمْ یَأْمُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِتَبْلِیغِ مَا عَهِدَهُ إِلَیْهِ فِی وَصِیِّهِ وَ إِظْهَارِ إِمَامَتِهِ وَ وَلَایَتِهِ- یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (4) فَبَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَدْ سَمِعَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الشَّیَاطِینَ اجْتَمَعُوا إِلَی إِبْلِیسَ فَقَالُوا لَهُ أَ لَمْ تَكُنْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ مُحَمَّداً إِذَا مَضَی نَكَثَتْ أُمَّتُهُ عَهْدَهُ وَ نَقَضَتْ سُنَّتَهُ وَ أَنَّ الْكِتَابَ الَّذِی جَاءَ بِهِ یَشْهَدُ بِذَلِكَ وَ هُوَ قَوْلُهُ- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ (5) فَكَیْفَ یُتِمُّ هَذَا وَ قَدْ نَصَبَ لِأُمَّتِهِ عَلَماً وَ أَقَامَ لَهُمْ إِمَاماً فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِیسُ لَا تَجْزَعُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّ أُمَّتَهُ یَنْقُضُونَ عَهْدَهُ
وَ یَغْدِرُونَ بِوَصِیِّهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَظْلِمُونَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ یُهْمِلُونَ ذَلِكَ لِغَلَبَةِ حُبِّ الدُّنْیَا عَلَی قُلُوبِهِمْ وَ تَمَكُّنِ الْحَمِیَّةِ وَ الضَّغَائِنِ فِی نُفُوسِهِمْ وَ اسْتِكْبَارِهِمْ وَ عِزِّهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
ص: 59
تَعَالَی وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (1) وَ أَمَّا الْكُفْرُ الْمَذْكُورُ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَخَمْسَةُ وُجُوهٍ مِنْهَا كُفْرُ الْجُحُودِ وَ مِنْهَا كُفْرٌ فَقَطْ وَ الْجُحُودُ یَنْقَسِمُ عَلَی وَجْهَیْنِ وَ مِنْهَا كُفْرُ التَّرْكِ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ وَ مِنْهُ كُفْرُ الْبَرَاءَةِ وَ مِنْهَا كُفْرُ النَّعِیمِ فَأَمَّا كُفْرُ الْجُحُودِ فَأَحَدُ الْوَجْهَیْنِ مِنْهُ جُحُودُ الْوَحْدَانِیَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ یَقُولُ لَا رَبَّ وَ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا بَعْثَ وَ لَا نُشُورَ وَ هَؤُلَاءِ صِنْفٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ وَ صِنْفٌ مِنَ الدَّهْرِیَّةِ الَّذِینَ یَقُولُونَ- وَ ما یُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ذَلِكَ رَأْیٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمُ اسْتَحْسَنُوهُ بِغَیْرِ حُجَّةٍ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ (2) وَ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ (3) أَیْ لَا یُؤْمِنُونَ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ الْوَجْهُ الْآخَرُ مِنَ الْجُحُودِ هُوَ الْجُحُودُ مَعَ الْمَعْرِفَةِ بِحَقِیقَتِهِ قَالَ تَعَالَی وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا(4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْكافِرِینَ (5) أَیْ جَحَدُوهُ بَعْدَ أَنْ عَرَفُوهُ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرُ التَّرْكِ لِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ هُوَ مِنَ الْمَعَاصِی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَكُمْ- لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ إِلَی قَوْلِهِ- أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (6) فَكَانُوا كُفَّاراً لِتَرْكِهِمْ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ فَنَسَبَهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِإِقْرَارِهِمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ عَلَی الظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَی فَما جَزاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْیٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا(7) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ.
ص: 60
وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ مَا حَكَاهُ تَعَالَی مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (1) فَقَوْلُهُ كَفَرْنا بِكُمْ أَیْ تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی قِصَّةِ إِبْلِیسَ وَ تَبَرِّیهِ مِنْ أَوْلِیَائِهِ مِنَ الْإِنْسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنِّی كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (2) أَیْ تَبَرَّأْتُ مِنْكُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی- إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَیْنِكُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(3) الْآیَةَ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْكُفْرِ وَ هُوَ كُفْرُ النِّعَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ سُلَیْمَانَ علیه السلام هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ(4) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(5) وَ قَالَ تَعَالَی فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ (6) فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ ذِكْرِ الشِّرْكِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَمِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ قَوْلُهُ تَعَالَی لَقَدْ كَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ وَ قالَ الْمَسِیحُ یا بَنِی إِسْرائِیلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ یُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ(7) فَهَذَا شِرْكُ الْقَوْلِ وَ الْوَصْفِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِی مِنَ الشِّرْكِ فَهُوَ شِرْكُ الْأَعْمَالِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما یُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (8) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (9) عَلَی أَنَّهُمْ لَمْ یَصُومُوا لَهُمْ وَ لَمْ یُصَلُّوا وَ لَكِنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ وَ نَهَوْهُمْ فَأَطَاعُوهُمْ وَ قَدْ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَلَالًا وَ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً فَعَبَدُوهُمْ مِنْ
ص: 61
حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ فَهَذَا شِرْكُ الْأَعْمَالِ وَ الطَّاعَاتِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الشِّرْكِ شِرْكُ الزِّنَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(1) فَمَنْ أَطَاعَ نَاطِقاً فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ یَنْطِقُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ یَنْطِقُ عَنْ غَیْرِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَدْ عَبَدَ غَیْرَ اللَّهِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الشِّرْكِ فَهُوَ شِرْكُ الرِّیَاءِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا یُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(2) فَهَؤُلَاءِ صَامُوا وَ صَلَّوْا وَ اسْتَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْخَیْرِ إِلَّا أَنَّهُمْ یُرِیدُونَ بِهِ رِئَاءَ النَّاسِ فَأَشْرَكُوا لِمَا أَتَوْهُ مِنَ الرِّیَاءِ فَهَذِهِ جُمْلَةُ وُجُوهِ الشِّرْكِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ الظُّلْمِ فِی كِتَابِهِ فَوُجُوهٌ شَتَّی فَمِنْهَا مَا حَكَاهُ اللَّهُ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ- یا بُنَیَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (3) وَ مِنَ الظُّلْمِ مَظَالِمُ النَّاسِ فِیمَا بَیْنَهُمْ مِنْ مُعَامَلَاتِ الدُّنْیَا وَ هِیَ شَتَّی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ لَوْ تَری إِذِ الظَّالِمُونَ فِی غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَیْدِیهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ- الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ (4) الْآیَةَ فَأَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ زِیَادَةَ الْكُفْرِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِنَّمَا النَّسِی ءُ زِیادَةٌ فِی الْكُفْرِ(5) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (6) وَ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً الْآیَةَ(7)
وَ غَیْرُ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْفَرَائِضِ فِی كِتَابِهِ فَدَعَائِمُ الْإِسْلَامِ وَ هِیَ خَمْسُ دَعَائِمَ وَ عَلَی هَذِهِ الْفَرَائِضِ الْخَمْسَةِ بُنِیَ الْإِسْلَامُ فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ فَرِیضَةٍ مِنْ هَذِهِ الْفَرَائِضِ أَرْبَعَةَ حُدُودٍ- لَا یَسَعُ أَحَداً جَهْلُهَا أَوَّلُهَا الصَّلَاةُ ثُمَّ الزَّكَاةُ ثُمَّ الصِّیَامُ
ص: 62
ثُمَّ الْحَجُّ ثُمَّ الْوَلَایَةُ وَ هِیَ خَاتِمَتُهَا وَ الْحَافِظَةُ لِجَمِیعِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ فَحُدُودُ الصَّلَاةِ أَرْبَعَةٌ مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ وَ التَّوَجُّهُ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ الرُّكُوعُ وَ السُّجُودُ وَ هَذِهِ عَوَامُّ فِی جَمِیعِ النَّاسِ الْعَالِمِ وَ الْجَاهِلِ وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا مِنْ جَمِیعِ أَفْعَالِ الصَّلَاةِ وَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ وَ لَمَّا عَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یَسْتَطِیعُونَ أَنْ یُؤَدُّوا هَذِهِ الْحُدُودَ كُلَّهَا عَلَی حَقَائِقِهَا جَعَلَ فِیهَا فَرَائِضَ وَ هِیَ الْأَرْبَعَةُ الْمَذْكُورَةُ وَ جَعَلَ مَا فِیهَا مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَ الدُّعَاءِ وَ التَّسْبِیحِ وَ التَّكْبِیرِ وَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ وَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ سُنَّةً وَاجِبَةً مَنْ أَحَبَّهَا یَعْمَلُ بِهَا أَعْمَالًا فَهَذَا ذِكْرُ حُدُودِ الصَّلَاةِ وَ أَمَّا حُدُودُ الزَّكَاةِ فَأَرْبَعَةٌ أَوَّلُهَا مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ الَّذِی یَجِبُ فِیهِ الزَّكَاةُ وَ الثَّانِی الْقِسْمَةُ وَ الثَّالِثُ الْمَوْضِعُ الَّذِی تُوضَعُ فِیهِ الزَّكَاةُ وَ الرَّابِعُ الْقَدْرُ فَأَمَّا مَعْرِفَةُ الْعَدَدِ وَ الْقِسْمَةِ فَإِنَّهُ یَجِبُ عَلَی الْإِنْسَانِ أَنْ یَعْلَمَ كَمْ یَجِبُ مِنَ الزَّكَاةِ فِی الْأَمْوَالِ الَّتِی فَرَضَهَا اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْحِنْطَةِ وَ الشَّعِیرِ وَ التَّمْرِ وَ الزَّبِیبِ فَیَجِبُ أَنْ یَعْرِفَ كَمْ یُخْرَجُ مِنَ الْعَدَدِ وَ الْقِسْمَةِ(1) وَ یَتْبَعُهُمَا الْكَیْلُ وَ الْوَزْنُ وَ الْمِسَاحَةُ فَمَا كَانَ مِنَ الْعَدَدِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ أَمَّا الْمِسَاحَةُ فَمِنْ بَابِ الْأَرَضِینَ وَ الْمِیَاهِ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمَكِیلِ فَمِنْ بَابِ الْحُبُوبِ الَّتِی هِیَ أَقْوَاتُ النَّاسِ فِی كُلِّ بَلَدٍ وَ أَمَّا الْوَزْنُ فَمِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ سَائِرِ مَا یُوزَنُ مِنْ أَبْوَابِ مَبْلَغِ التِّجَارَاتِ مِمَّا لَا یَدْخُلُ فِی الْعَدَدِ وَ لَا الْكَیْلِ فَإِذَا عَرَفَ الْإِنْسَانُ مَا یَجِبُ عَلَیْهِ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ وَ عَرَفَ الْوَضْعَ وَ تَوَضَّعَ فِیهِ كَانَ مُؤَدِّیاً لِلزَّكَاةِ عَلَی مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَمَّا حُدُودُ الصِّیَامِ فَأَرْبَعَةُ حُدُودٍ أَوَّلُهَا اجْتِنَابُ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ وَ الثَّانِی
ص: 63
اجْتِنَابُ النِّكَاحِ وَ الثَّالِثُ اجْتِنَابُ الْقَیْ ءِ مُتَعَمِّداً وَ الرَّابِعُ اجْتِنَابُ الِاغْتِمَاسِ فِی الْمَاءِ وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنَ السُّنَنِ كُلِّهَا وَ أَمَّا حُدُودُ الْحَجِّ فَأَرْبَعَةٌ وَ هِیَ الْإِحْرَامُ وَ الطَّوَافُ بِالْبَیْتِ وَ السَّعْیُ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ الْوُقُوفُ فِی الْمَوْقِفَیْنِ وَ مَا یَتْبَعُهُمَا وَ یَتَّصِلُ بِهَا فَمَنْ تَرَكَ هَذِهِ الْحُدُودَ وَجَبَ عَلَیْهِ الْكَفَّارَةُ وَ الْإِعَادَةُ وَ أَمَّا حُدُودُ الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ فَغَسْلُ الْیَدَیْنِ وَ الْوَجْهِ وَ الْمَسْحُ عَلَی الرَّأْسِ وَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ وَ مَا یَتَعَلَّقُ وَ یَتَّصِلُ بِهَا سُنَّةً وَاجِبَةً عَلَی مَنْ عَرَفَهَا وَ قَدَرَ عَلَی فِعْلِهَا وَ أَمَّا حُدُودُ الْإِمَامِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْإِمَامَةِ فَمِنْهَا أَنْ یُعْلَمَ الْإِمَامُ الْمُتَوَلِّیَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا لَا یَزِلُّ فِی الْفُتْیَا وَ لَا یُخْطِئُ فِی الْجَوَابِ وَ لَا یَسْهُو وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یَلْهُو بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الثَّانِی أَنْ یَكُونَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ وَ ضُرُوبِ أَحْكَامِهِ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ جَمِیعِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ فَیَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ یَسْتَغْنِی عَنْهُمْ وَ الثَّالِثُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَشْجَعَ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِئَةُ الْمُؤْمِنِینَ الَّتِی یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا إِنِ انْهَزَمَ مِنَ الزَّحْفِ انْهَزَمَ النَّاسُ بِانْهِزَامِهِ وَ الرَّابِعُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَسْخَی النَّاسِ وَ إِنْ بَخِلَ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ لِأَنَّهُ إِنِ اسْتَوْلَی الشُّحُّ عَلَیْهِ شَحَّ عَلَی مَا فِی یَدَیْهِ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِینَ وَ الْخَامِسُ الْعِصْمَةُ مِنْ جَمِیعِ الذُّنُوبِ وَ بِذَلِكَ یَتَمَیَّزُ مِنَ الْمَأْمُومِینَ الَّذِینَ هُمْ غَیْرُ مَعْصُومِینَ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنْ مَعْصُوماً لَمْ یُؤْمَنْ عَلَیْهِ أَنْ یَدْخُلَ فِیمَا یَدْخُلُ فِیهِ النَّاسُ مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ الْمُهْلِكَاتِ وَ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ لَوْ دَخَلَ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ لَاحْتَاجَ إِلَی مَنْ یُقِیمُ عَلَیْهِ الْحُدُودَ فَیَكُونُ حِینَئِذٍ إِمَاماً مَأْمُوماً وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ الْإِمَامُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَ أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَعْلَمَ النَّاسِ فَإِنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنْ عَالِماً لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ یَقْلِبَ الْأَحْكَامَ وَ الْحُدُودَ وَ یَخْتَلِفُ عَلَیْهِ الْقَضَایَا الْمُشْكِلَةُ فَلَا یُجِیبُ عَنْهَا بِخِلَافِهَا أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَشْجَعَ النَّاسِ فِیمَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ لَا یَصِحُّ أَنْ یَنْهَزِمَ فَیَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ هَذِهِ
ص: 64
لَا یَصِحُّ أَنْ یَكُونَ صِفَةُ الْإِمَامِ وَ أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَسْخَی النَّاسِ فِیمَا قَدَّمْنَاهُ وَ ذَلِكَ لَا یَلِیقُ بِالْإِمَامِ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لِهَذِهِ الْأَرْبَعَةِ فَرَائِضَ دَلِیلَیْنِ أَبَانَ لَنَا بِهِمَا الْمُشْكِلَاتِ وَ هُمَا الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ أَیِ النَّبِیُّ وَ وَصِیُّهُ بِلَا فَصْلٍ وَ أَمَّا الزَّجْرُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ مَا نَهَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ وَعَدَ الْعِقَابَ لِمَنْ خَالَفَهُ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنی- إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ ساءَ سَبِیلًا(1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (2) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً(3) وَ قَوْلِهِ وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ (4) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا تَرْغِیبُ الْعِبَادِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً(5) وَ قَوْلِهِ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (6) وَ قَوْلِهِ فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ- وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (7) وَ قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ. آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی تِجارَةٍ تُنْجِیكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (8) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ
سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً(9) وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی أَمَّا التَّرْهِیبُ فِی كِتَابِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ(10) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اتَّقُوا
ص: 65
یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّی كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً(2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (3) الْآیَةَ: أَمَّا الْجِدَالُ وَ مَعَانِیهِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَكارِهُونَ- یُجادِلُونَكَ فِی الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَیَّنَ كَأَنَّما یُساقُونَ إِلَی الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ (4) وَ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَدْرٍ كَانَ خُرُوجُهُ فِی طَلَبِ الْعَدُوِّ وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَعَدَنِی أَنْ أَظْفَرَ بِالْعِیرِ أَوْ بِقُرَیْشٍ فَخَرَجُوا مَعَهُ عَلَی هَذَا فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الْعِیرُ وَ أَمَرَهُ اللَّهُ بِقِتَالِ قُرَیْشٍ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ إِنَّ قُرَیْشاً قَدْ أَقْبَلَتْ وَ قَدْ وَعَدَنِی اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَ أَمَرَنِی بِقِتَالِ قُرَیْشٍ قَالَ فَجَزِعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّا لَمْ نَخْرُجْ عَلَی أُهْبَةِ الْحَرْبِ قَالَ وَ أَكْثَرَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْكَلَامَ وَ الْجِدَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِذْ یَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ أَنَّها لَكُمْ وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَیْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ یَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِینَ (5) وَ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُكَ فِی زَوْجِها وَ تَشْتَكِی إِلَی اللَّهِ (6) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (7) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا الِاحْتِجَاجُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ وَ أَصْنَافِ الْمُشْرِكِینَ مِثْلُ قَوْلِهِ حِكَایَةً عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِی حَاجَّ إِبْراهِیمَ فِی رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ عَنِ الْأَنْبِیَاءِ فِی مُجَادَلَتِهِمْ لِقَوْمِهِمْ فِی سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَ غَیْرِهَا وَ قَوْلِهِ تَعَالَی حِكَایَةً عَنْ قَوْمِ نُوحٍ علیه السلام یا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا
ص: 66
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ (1) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ مَوْجُودٌ فِی مُجَادَلَةِ الْأُمَمِ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ أَمَّا مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْقَصَصِ عَنِ الْأُمَمِ فَإِنَّهُ یَنْقَسِمُ عَلَی ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ فَمِنْهُ مَا مَضَی وَ مِنْهُ مَا كَانَ فِی عَصْرِهِ وَ مِنْهُ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ أَنَّهُ یَكُونُ بَعْدَهُ فَأَمَّا مَا مَضَی فَمَا حَكَاهُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَیْنا إِلَیْكَ هذَا الْقُرْآنَ (2) وَ مِنْهُ قَوْلُ مُوسَی لِشُعَیْبٍ فَلَمَّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (3) وَ مِنْهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ ذِكْرِ شَرَائِعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ قَصَصِهِمْ وَ قَصَصِ أُمَمِهِمْ حِكَایَةً عَنْ آدَمَ إِلَی نَبِیِّنَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَمَّا الَّذِی كَانَ فِی عَصْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمِنْهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَغَازِیهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ تَوْبِیخِهِمْ وَ مَدْحِ مَنْ مَدَحَ مِنْهُمْ وَ ذَمِّ مَنْ ذَمَّ مِنْهُمْ وَ مَا كَانَ مِنْ خَیْرٍ وَ شَرٍّ وَ قِصَّةِ كُلِّ فَرِیقٍ مِنْهُمْ مِثْلِ مَا قَصَّ مِنْ قِصَّةِ غَزَاةِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ خَیْبَرَ وَ حُنَیْنٍ وَ غَیْرِهَا مِنَ الْمَوَاطِنِ وَ الْحُرُوبِ وَ مُبَاهَلَةِ النَّصَارَی وَ مُحَارَبَةِ الْیَهُودِ وَ غَیْرِهِ مِمَّا لَوْ شُرِحَ لَطَالَ بِهِ الْكِتَابُ وَ أَمَّا قَصَصُ مَا یَكُونُ بَعْدَهُ فَهُوَ كُلُّ مَا حَدَثَ بَعْدَهُ مِمَّا أَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ وَ مَا لَمْ یُخْبِرْ وَ الْقِیَامَةُ وَ أَشْرَاطُهَا وَ مَا یَكُونُ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ وَ أَمَّا مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ ضَرْبِ الْأَمْثَالِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ(4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی مَثَلُ ما یُنْفِقُونَ فِی هذِهِ الْحَیاةِ الدُّنْیا كَمَثَلِ رِیحٍ فِیها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (5) الْآیَةَ وَ كَقَوْلِهِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ (6) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ فِی كِتَابِهِ لِیَعْتَبِرُوا بِهَا وَ یَسْتَبْدِلُوا بِهَا مَا أَرَادَهُ مِنْهُمْ مِنَ الطَّاعَةِ وَ هُوَ كَثِیرٌ فِی كِتَابِهِ تَعَالَی.
ص: 67
وَ أَمَّا مَا فِی كِتَابِهِ تَعَالَی فِی مَعْنَی التَّنْزِیلِ وَ التَّأْوِیلِ فَمِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ مَعَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ فَأَمَّا الَّذِی تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ فَهُوَ كُلُّ آیَةٍ مُحْكَمَةٍ نَزَلَتْ فِی تَحْرِیمِ شَیْ ءٍ مِنَ الْأُمُورِ الْمُتَعَارَفَةِ الَّتِی كَانَتْ فِی أَیَّامِ الْعَرَبِ تَأْوِیلُهَا فِی تَنْزِیلِهَا فَلَیْسَ یُحْتَاجُ فِیهَا إِلَی تَفْسِیرٍ أَكْثَرَ مِنْ تَأْوِیلِهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی التَّحْرِیمِ حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ (1) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ إِنَّما حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ(2) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِیَ مِنَ الرِّبا إِلَی قَوْلِهِ وَ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَیْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا(3) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَیْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً إِلَی قَوْلِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (4) وَ مِثْلُ ذَلِكَ فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- لَا یَحْتَاجُ الْمُسْتَمِعُ إِلَی مَسْأَلَةٍ عَنْهُ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَعْنَی التَّحْلِیلِ أُحِلَّ لَكُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِلسَّیَّارَةِ(5) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا(6) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّیِّباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ (7) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (8) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما یُتْلی عَلَیْكُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ (9) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إِلی نِسائِكُمْ (10) وَ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ
ص: 68
ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ (1) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا الَّذِی تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی فِی الْأُمُورِ الَّتِی حَدَثَتْ فِی عَصْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّا لَمْ یَكُنِ اللَّهُ أَنْزَلَ فِیهَا حُكْماً مَشْرُوحاً وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهَا شَیْ ءٌ وَ لَا عُرِفَ مَا وَجَبَ فِیهَا مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْیَهُودِ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ كَانَ بِهَا ثَلَاثُ بُطُونٍ مِنَ الْیَهُودِ مِنْ بَنِی هَارُونَ مِنْهُمْ بَنُو قُرَیْظَةَ وَ بَنُو النَّضِیرِ وَ بَنُو الْقَیْنُقَاعِ فَلَمَّا دَخَلَتِ الْأَوْسُ وَ الْخَزْرَجُ فِی الْإِسْلَامِ جَاءَتِ الْیَهُودُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ قَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ نُهَادِنَكَ إِلَی أَنْ نَرَی مَا یَصِیرُ إِلَیْهِ أَمْرُكَ فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَكَرُّماً وَ كَتَبَ لَهُمْ كِتَاباً أَنَّهُ قَدْ هَادَنَهُمْ وَ أَقَرَّهُمْ عَلَی دِینِهِمْ لَا یُتَعَرَّضُ لَهُمْ وَ أَصْحَابِهِمْ بِأَذِیَّةٍ وَ ضَمِنُوهُمْ عَنْ نُفُوسِهِمْ أَنَّهُمْ لَا یَكِیدُونَهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ وَ لَا لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ كَانَتِ الْأَوْسُ حُلَفَاءَ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ الْخَزْرَجُ حُلَفَاءَ بَنِی النَّضِیرِ وَ بَنُو النَّضِیرِ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ بَنِی الْقُرَیْظَةِ وَ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَ كَانَتْ عِدَّتُهُمْ أَلْفَ مُقَاتِلٍ وَ كَانَتْ عَدَدُ بَنِی قُرَیْظَةَ مِائَةَ مُقَاتِلٍ وَ كَانَ إِذَا وَقَعَ بَیْنَهُمْ قَتْلٌ لَمْ یَرْضَ بَنُو النَّضِیرِ أَنْ یَكُونَ قَتْلٌ بِقَتِیلٍ بَلْ یَقُولُونَ نَحْنُ أَشْرَفُ وَ أَكْثَرُ وَ أَقْوَی وَ أَعَزُّ ثُمَّ اتَّفَقُوا بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ یَكْتُبُوا بَیْنَهُمْ كِتَاباً شَرَطُوا فِیهِ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ بَنِی النَّضِیرِ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ دَفَعَ نِصْفَ الدِّیَةِ وَ حُمِّمَ وَجْهُهُ وَ مَعْنَی حُمِّمَ وَجْهُهُ سُخِمَ وَجْهُهُ بِالسَّوَادِ وَ مَعْنَاهُ حُمِّمَ بِالْفَحْمِ وَ یُقْعَدُ عَلَی حِمَارٍ وَ یُحَوَّلُ وَجْهُهُ إِلَی ذَنَبِ الْحِمَارِ وَ نُودِیَ عَلَیْهِ فِی الْحَیِّ وَ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَنِی النَّضِیرِ كَانَ عَلَیْهِ الدِّیَةُ الْكَامِلَةُ وَ قُتِلَ الْقَاتِلُ مَعَ رَفْعِ الدِّیَةِ فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ وَ دَخَلَ الْأَوْسُ وَ الْخَزْرَجُ فِی دِینِ الْإِسْلَامِ وَثَبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ عَلَی رَجُلٍ مِنْ بَنِی النَّضِیرِ فَبَعَثَ بَنُو النَّضِیرِ إِلَی بَنِی قُرَیْظَةَ ابْعَثُوا لَنَا بِقَاتِلِ صَاحِبِنَا لِنَقْتُلَهُ وَ ابْعَثُوا إِلَیْنَا بِالدِّیَةِ فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ قَالُوا لَیْسَ هَذَا حُكْمَ اللَّهِ فِی التَّوْرَاةِ وَ إِنَّمَا هَذَا حُكْمٌ ابْتَدَعْتُمُوهُ وَ لَیْسَ لَكُمْ عَلَیْنَا
ص: 69
إِلَّا الدِّیَةُ أَوْ الْقَتْلُ فَإِنْ رَضِیتُمْ بِذَلِكَ وَ إِلَّا بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ مُحَمَّدٌ نَتَحَاكَمُ إِلَیْهِ جَمِیعاً قَالَ فَبَعَثَ بَنُو النَّضِیرِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ كَانَ رَأْسَ الْمُنَافِقِینَ فَقَالُوا قَدْ عَلِمْتَ مَا بَیْنَنَا مِنَ الْحَلْفِ وَ الْمُوَادَعَةِ وَ قَدْ كُنَّا لَكُمْ یَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ أَنْصَاراً عَلَی مَنْ آذَاكُمْ وَ قَدِ امْتَنَعَتْ عَلَیْنَا بَنُو قُرَیْظَةَ بِمَا شَرَطْنَاهُ عَلَیْهِمْ وَ دعوناه دَعَوْنَا إِلَی حُكْمِ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ رَضِینَا بِهِ فَاسْأَلْهُ أَنْ لَا یَنْقُضَ شَرْطَنَا فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ ابْعَثُوا إِلَیَّ رَجُلًا مِنْكُمْ لِیَحْضُرَ كَلَامِی وَ كَلَامَ مُحَمَّدٍ فَإِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ یَحْكُمُ لَكُمْ وَ یُقِرُّكُمْ عَلَی مَا كُنْتُمْ عَلَیْهِ فَارْضُوا بِهِ وَ إِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَلَا تَرْضَوْهُ لِحُكْمِهِ وَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْیَهُودِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ لَهُمُ الْعَدَدُ وَ الْعِدَّةُ وَ الْمَنَعَةُ وَ قَدْ كَانُوا كُتِبَ بَیْنَهُمْ كِتَابُ شَرْطٍ اتَّفَقُوا عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ رَضُوا جَمِیعاً بِهِ وَ هُمْ صَائِرُونَ إِلَیْكَ فَلَا تَنْقُضْ عَلَیْهِمْ شَرْطَهُمْ فَاغْتَمَّ مِنْ كَلَامِهِ وَ لَمْ یُجِبْهُ وَ دَخَلَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْزِلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ- لا یَحْزُنْكَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْكُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (1) یَعْنِی تَعَالَی- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ مِنَ الَّذِینَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِینَ یَعْنِی بِهِ الرَّجُلَ الْیَهُودِیَّ الَّذِی وَافَی مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ لِیَسْمَعَ مَا یَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَوَابِ لِعَبْدِ اللَّهِ وَ قَالَ لَمْ یَأْتُوكَ یُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ یَقُولُونَ إِنْ أُوتِیتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ یُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً أُولئِكَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَنْ یَضُرُّوكَ شَیْئاً وَ جَعَلَ سُبْحَانَهُ الْأَمْرَ إِلَی رَسُولِهِ إِنْ شَاءَ أَنْ یَحْكُمَ حَكَمَ بَیْنَهُمْ وَ إِنْ شَاءَ أَعْرَضَ عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی- وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ- وَ كَیْفَ یُحَكِّمُونَكَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِیها حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ یَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِینَ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ
ص: 70
أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هادُوا وَ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَیْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآیاتِی ثَمَناً قَلِیلًا وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ- وَ كَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَ الْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ وَ الْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- وَ قَفَّیْنا عَلی آثارِهِمْ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ (1) وَ مِثْلُ ذَلِكَ الظِّهَارُ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ إِذَا ظَاهَرَ رَجُلٌ مِنْهُمُ امْرَأَتَهُ حَرُمَتْ عَلَیْهِ إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ بِالْمَدِینَةِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ یُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ وَ كَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ ظَاهَرَ فِی الْإِسْلَامِ وَ كَانَ كَبِیرَ السِّنِّ بِهِ ضَعْفٌ فَجَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ كَلَامٌ وَ كَانَتِ امْرَأَتُهُ یُسَمَّی خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِیِّ فَقَالَ لَهَا أَوْسٌ أَنْتِ عَلَیَّ كَظَهْرِ أُمِّی ثُمَّ إِنَّهُ نَدِمَ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ وَ قَالَ وَیْحَكِ إِنَّا كُنَّا فِی الْجَاهِلِیَّةِ نُحَرِّمُ عَلَیْنَا الْأَزْوَاجَ فِی مِثْلِ هَذَا مِنْ قَبْلِ الْإِسْلَامِ فَلَوْ أَتَیْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكِ فَجَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوْجِی ظَاهَرَ مِنِّی وَ هُوَ أَبُو أَوْلَادِی وَ ابْنُ عَمِّی قَدْ كَانَ هَذَا الظِّهَارُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ یُحَرِّمُ الزَّوْجَاتِ عَلَی الْأَزْوَاجِ أَبَداً فَقَالَ لَهَا مَا أَظُنُّكِ إِلَّا أَنْ حَرُمْتِ عَلَیْهِ إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ فَجَزِعَتْ جَزَعاً شَدِیداً وَ بَكَتْ ثُمَّ قَامَتْ فَرَفَعَتْ یَدَیْهَا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَتْ إِلَی اللَّهِ أَشْكُو فِرَاقَ زَوْجِی فَرَحِمَهَا أَهْلُ الْبَیْتِ وَ بَكَوْا لِبُكَائِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُكَ فِی زَوْجِها وَ تَشْتَكِی إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ یَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ یُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ- فَمَنْ لَمْ یَجِدْ فَصِیامُ شَهْرَیْنِ مُتَتابِعَیْنِ- ... فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّینَ مِسْكِیناً(2) فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُولِی لِأَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ زَوْجِكِ یُعْتِقْ نَسَمَةً فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَّی لَهُ نَسَمَةٌ
ص: 71
لَا وَ اللَّهِ مَا لَهُ خَادِمٌ غَیْرِی قَالَ فَیَصُومُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ قَالَتْ إِنَّهُ شَیْخٌ كَبِیرٌ لَا یَقْدِرُ عَلَی الصِّیَامِ قَالَ فَمُرِیهِ أَنْ یَتَصَدَّقَ عَلَی سِتِّینَ مِسْكِیناً قَالَتْ وَ أَنَّی لَهُ الصَّدَقَةُ فَوَ اللَّهِ مَا بَیْنَ لَابَتَیْهَا أَحْوَجَ مِنَّا قَالَ فَقُولِی فَلْیَمْضِ إِلَی أُمِّ الْمُنْذِرِ فَلْیَأْخُذْ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقِ تَمْرٍ فَلْیَتَصَدَّقْ عَلَی سِتِّینَ مِسْكِیناً قَالَ فَعَادَتْ إِلَی أَوْسٍ فَقَالَ لَهَا مَا وَرَاكِ قَالَ خَیْرٌ وَ أَنْتَ ذَمِیمٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكَ أَنْ تَمْضِیَ إِلَی أُمِّ الْمُنْذِرِ فَتَأْخُذَ مِنْهَا وَسْقَ تَمْرٍ فَلْتَصَدَّقْ بِهِ عَلَی سِتِّینَ مِسْكِیناً وَ مِثْلُ ذَلِكَ فِی اللِّعَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ تَبُوكَ قَامَ إِلَیْهِ عُوَیْمِرُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَجْلَانِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِی زَنَتْ بِشَرِیكِ بْنِ السَّمْخَاطِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَعَادَ عَلَیْهِ الْقَوْلَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَعَادَ ثَالِثَةً فَقَامَ صإِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ وَ دَخَلَ فَنَزَلَ اللِّعَانُ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فَقَالَ ائْتِنِی بِأَهْلِكَ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیكُمَا قُرْآناً فَمَضَی وَ أَتَی بِأَهْلِهِ وَ أَتَی مَعَهَا قَوْمُهَا وَ كَانَتْ فِی شَرَفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی الْعَصْرَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَیْهِمَا وَ قَالَ لَهُمَا تَقَدَّمَا إِلَی الْمِنْبَرِ فَلَاعِنَا فَتَقَدَّمَ عُوَیْمِرٌ إِلَی الْمِنْبَرِ فَتَلَا عَلَیْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آیَةَ اللِّعَانِ (1)
وَ الَّذِینَ یَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِینَ (2) فِیمَا رَمَاهَا بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 72
وَ الْعَنِی نَفْسَكِ بِالْخَامِسَةِ فَشَهِدَتْ وَ قَالَتْ فِی الْخَامِسَةِ إِنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَیْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِینَ فِیمَا رَمَانِی بِهِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اذْهَبَا وَ لَنْ یَحِلَّ لَكِ وَ لَنْ تَحِلِّی لَهُ أَبَداً فَقَالَ عُوَیْمِرٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَالَّذِی أَعْطَیْتُهَا فَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَهُوَ لَهَا بِمَا اسْتَحْلَلْتَهُ مِنْ فَرْجِهَا وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَهُوَ أَبْعَدُ لَكَ مِنْهُ وَ فَرَّقَ بَیْنَهُمَا-.
وَ مِثْلُهُ أَنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَرَهَّبُوا وَ حَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ طَیِّبَاتِ الدُّنْیَا وَ حَلَفُوا عَلَی ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا یَرْجِعُونَ إِلَی مَا كَانُوا عَلَیْهِ أَبَداً وَ لَا یَدْخُلُونَ فِیهِ بَعْدَ وَقْتِهِمْ ذَلِكَ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَ سَلْمَانُ وَ تَمَامُ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَحَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ النِّسَاءَ وَ الْآخَرُ حَرَّمَ الْإِفْطَارَ بِالنَّهَارِ إِلَی غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ مَشَاقِّ التَّكْلِیفِ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا لِمَ عَطَّلْتِ نَفْسَكِ مِنَ الطِّیبِ وَ الصَّبْغِ وَ الْخِضَابِ وَ غَیْرِهِ فَقَالَتْ لِأَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ زَوْجِی مَا قَرَبَنِی مُذْ كَذَا وَ كَذَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ لِمَ ذَا قَالَتْ لِأَنَّهُ قَدْ حَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ النِّسَاءَ وَ تَرَهَّبَ فَأَخْبَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ خَرَجَ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ قَالَ أَ تَرْغَبُونَ عَنِ النِّسَاءِ إِنِّی آتِی النِّسَاءَ وَ أُفْطِرُ بِالنَّهَارِ وَ أَنَامُ اللَّیْلَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَیِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (1) فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَدْ حَلَفْنَا عَلَی ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لا یُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمانِكُمْ إِلَی قَوْلِهِ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَیْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَ احْفَظُوا أَیْمانَكُمْ (2)
وَ مِثْلُهُ: أَنَّ قَوْماً مِنَ الْأَنْصَارِ كَانُوا یُعْرَفُونَ بِبَنِی أُبَیْرِقٍ وَ كَانُوا مُنَافِقِینَ قَدْ
ص: 73
أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ وَ أَسَرُّوا النِّفَاقَ وَ هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ یُقَالُ لَهُمْ بِشْرٌ وَ مُبَشِّرٌ وَ بَشِیرٌ وَ كَانَ بِشْرٌ یُكَنَّی أَبَا طُعْمَةَ وَ كَانَ رَجُلًا حَثِیثاً شَاعِراً قَالَ فَنَقَبُوا عَلَی رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ یُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَامِرٍ وَ كَانَ عَمَّ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِیِّ وَ كَانَ قَتَادَةُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً فَأَخَذُوا طَعَاماً كَانَ قَدْ أَعَدَّهُ لِعِیَالِهِ وَ سَیْفاً وَ دِرْعاً فَقَالَ رِفَاعَةُ لِابْنِ أَخِیهِ قَتَادَةَ إِنَّ بَنِی أُبَیْرِقٍ قَدْ فَعَلُوا بِی كَذَا فَلَمَّا بَلَغَ بَنِی أُبَیْرِقٍ ذَلِكَ جَاءُوا إِلَیْهِمَا وَ قَالُوا لَهُمَا إِنَّ هَذَا مِنْ عَمَلِ لَبِیدِ بْنِ سَهْلٍ وَ كَانَ لَبِیدُ بْنُ سَهْلٍ رَجُلًا صَالِحاً شُجَاعاً بَطَلًا إِلَّا أَنَّهُ فَقِیرٌ لَا مَالَ لَهُ فَبَلَغَ لَبِیداً قَوْلُهُمْ فَأَخَذَ سَیْفَهُ وَ خَرَجَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ یَا بَنِی أُبَیْرِقٍ أَ تَرْمُونِّی بِالسَّرِقَةِ وَ أَنْتُمْ أَوْلَی بِهِ مِنِّی وَ اللَّهُ لَتُبَیِّنُنَّ ذَلِكَ أَوْ لَأُمَكِّنَنَّ سَیْفِی مِنْكُمْ فَلَا یَزَالُوا یُلَاطِفُونَهُ حَتَّی رَجَعَ عَنْهُمْ وَ قَالُوا لَهُ أَنْتَ بَرِی ءٌ مِنْ هَذَا فَجَاءَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنَّ أَهْلَ بَیْتٍ مِنَّا نَقَبُوا عَلَی عَمِّی وَ أَخَذُوا لَهُ كَذَا وَ كَذَا وَ هُمْ أَهْلُ بَیْتِ سَوْءٍ وَ ذَكَرَهُمْ بِقَبِیحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ بَنِی أُبَیْرِقٍ فَمَشَوْا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِی عَمِّهِمْ یُقَالُ لَهُ أَشْتَرُ بْنُ عُرْوَةَ(1) وَ كَانَ رَجُلًا فَصِیحاً خَطِیباً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ عَمَدَ إِلَی أَهْلِ بَیْتٍ مِنَّا لَهُمْ حَسَبٌ وَ نَسَبٌ وَ صَلَاحٌ فَرَمَاهُمْ بِالسَّرَقِ وَ ذَكَرَهُمْ بِالْقَبِیحِ وَ قَالَ فِیهِمْ غَیْرَ الْوَاجِبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ كَانَ مَا قُلْتَهُ حَقّاً فَبِئْسَ مَا صَنَعَ فَاغْتَمَّ قَتَادَةُ مِنْ ذَلِكَ وَ رَجَعَ إِلَی عَمِّهِ فَقَالَ یَا لَیْتَنِی مِتُّ وَ لَمْ أَكُنْ كَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِینَ خَصِیماً- وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِیماً- وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِینَ یَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِیماً إِلَی قَوْلِهِ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكَ عَظِیماً(2).
وَ مِثْلُهُ أَنَّ قُرَیْشاً كَانُوا إِذَا حَجُّوا وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ وَ لَمْ یَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ
ص: 74
وَ كَانَ تَلْبِیَتُهُمْ إِذَا أَحْرَمُوا فِی الْجَاهِلِیَّةِ لَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَبَّیْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ فَجَاءَهُمْ إِبْلِیسُ فِی صُورَةِ شَیْخٍ وَ قَالَ لَهُمْ لَیْسَ هَذَا تَلْبِیَةَ أَسْلَافِكُمْ قَالُوا كَیْفَ كَانَتْ تَلْبِیَةُ أَسْلَافِنَا فَقَالَ كَانَتِ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ إِلَّا شَرِیكاً هُوَ لَكَ فَنَفَرَتْ قُرَیْشٌ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ لَا تَنْفِرُوا مِنْ قَوْلِی وَ عَلَی رِسْلِكُمْ حَتَّی آتِیَ آخِرَ كَلَامِی فَقَالُوا لَهُ قُلْ فَقَالَ إِلَّا شَرِیكٌ لَكَ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّهُ تَمْلِكُ الشَّرِیكَ وَ الشَّرِیكُ لَا یَمْلِكُهُ فَرَضِیَتْ قُرَیْشٌ بِذَلِكَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَ قَالَ إِنَّ هَذَا شَرِیكٌ فَقَالُوا لَیْسَ بِشَرِیكٍ لِأَنَّهُ لَا یَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِی ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَواءٌ(1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُمْ لَا یَرْضَوْنَ بِهَذَا فَكَیْفَ یَنْسُبُونَ إِلَی اللَّهِ.
وَ مِثْلُهُ حَدِیثُ تَمِیمٍ الدَّارِیِّ مَعَ ابْنِ مَنْدِیٍّ وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ مَا كَانَ مِنْ خَبَرِهِمْ فِی السَّفَرِ وَ كَانَا رَجُلَیْنِ نَصْرَانِیَّیْنِ وَ تَمِیمٌ الدَّارِیُّ رَجُلٌ مِنْ رُءُوسِ الْمُسْلِمِینَ (2) خَرَجُوا فِی سَفَرٍ لَهُمْ وَ كَانَ مَعَ تَمِیمٍ الدَّارِیِّ خُرْجٌ لَهُ فِیهِ مَتَاعٌ وَ آنِیَةٌ مَنْقُوشَةٌ بِالذَّهَبِ وَ قِلَادَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَخْرَجَ مَعَهُ لِیَبِیعَهُ فِی بَعْضِ أَسْوَاقِ الْعَرَبِ فَلَمَّا فَصَلُوا عَنِ الْمَدِینَةِ اعْتَلَّ تَمِیمٌ عِلَّةً شَدِیدَةً فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَفَعَ جَمِیعَ مَا كَانَ مَعَهُ إِلَی ابْنِ مَنْدِیٍّ وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ أَمَرَهُمَا أَنْ یُوصِلَاهُ إِلَی أَهْلِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ.
ص: 75
فَلَمَّا قَدِمَا إِلَی الْمَدِینَةِ أَخَذَا الْمَتَاعَ وَ الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ فَسَأَلُوهُمَا هَلْ مَرِضَ صَاحِبُنَا مَرَضاً طَوِیلًا أَنْفَقَ نَفَقَةً وَاسِعَةً قَالا مَا مَرِضَ إِلَّا أَیَّاماً قَلَائِلَ قَالُوا فَهَلْ سُرِقَتْ مِنْهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَتَاعِهِ فِی سَفَرِهِ هَذَا قَالا لَا لَمْ یُسْرَقْ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَالُوا فَهَلِ اتَّجَرَ مَعَكُمَا فِی سَفَرِهِ تِجَارَةً خَسِرَ فِیهَا قَالا لَمْ یَتَّجِرْ فِی شَیْ ءٍ قَالُوا فَإِنَّا افْتَقَدْنَا أَفْضَلَ شَیْ ءٍ كَانَ مَعَهُ آنِیَةً مَنْقُوشَةً بِالذَّهَبِ وَ قِلَادَةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالا أَمَّا الَّذِی دَفَعَهُ إِلَیْنَا فَقَدْ أَدَّیْنَاهُ إِلَیْكُمْ فَقَدَّمُوهُمَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَوْجَبَ عَلَیْهِمَا الْیَمِینَ فَحَلَفَا وَ خَلَّی سَبِیلَهُمَا ثُمَّ إِنَّ تِلْكَ الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ ظَهَرَتْ عَلَیْهِمَا فَجَاءَ أَوْلِیَاءُ تَمِیمٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرُوهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهادَةُ بَیْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَیْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِیبَةُ الْمَوْتِ (1) فَأَطْلَقَ سُبْحَانَهُ شَهَادَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَی الْوَصِیَّةِ فَقَطْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فِی السَّفَرِ وَ لَمْ یَجِدُوا أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِینَ عِنْدَ حُضُورِ الْمَوْتِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ یَعْنِی صَلَاةَ الْعَصْرِ(2)
فَیُقْسِمانِ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا أَحَقُّ بِذَلِكَ یَعْنِی تَعَالَی یَحْلِفَانِ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا أَحَقُّ بِهَذِهِ الدَّعْوَی مِنْهُمَا فَإِنَّهُمَا كَذَبَا فِیمَا حَلَفَا وَ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَیْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِینَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْلِیَاءَهُمْ أَنْ یَحْلِفُوا بِاللَّهِ عَلَی مَا ادَّعَوْهُ فَحَلَفُوا فَلَمَّا حَلَفُوا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ مِنِ ابْنِ مندی وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ رَدَّهُمَا إِلَی أَوْلِیَاءِ تَمِیمٍ.
ص: 76
ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ ذلِكَ أَدْنی أَنْ یَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلی وَجْهِها أَوْ یَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَیْمانٌ بَعْدَ أَیْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ فِی أَمْرِ عَائِشَةَ وَ مَا رَمَاهَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ- لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ (1) الْآیَةَ فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا وَ شِبْهِهِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَهُوَ تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِثْلُهُ فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ فِی مَوَاضِعَ شَتَّی.
وَ أَمَّا مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ فَهِیَ الْأُمُورُ الَّتِی أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدَهُ مِثْلُ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ الْخَوَارِجِ وَ قَتْلُ عَمَّارٍ جَرَی ذَلِكَ الْمَجْرَی وَ أَخْبَارُ السَّاعَةِ وَ الرَّجْعَةِ وَ صِفَاتُ الْقِیَامَةِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ- لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(2) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ یَقُولُ الَّذِینَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَیَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَیْرَ الَّذِی كُنَّا نَعْمَلُ (3) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ (4) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ- وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (5) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا
ص: 77
اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ فِی بِضْعِ سِنِینَ (2) فَنَزَلَتْ هَذِهِ وَ لَمْ یَكُنْ غَلَبَتْ وَ غَلَبَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَ مِثْلُهُ وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (3) فَهَذِهِ الْآیَاتُ وَ أَشْبَاهُهُمَا نَزَلَتْ قَبْلَ تَأْوِیلِهَا وَ كُلُّ ذَلِكَ تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ وَ أَمَّا مَا تَأْوِیلُهُ مَعَ تَنْزِیلِهِ فَمِثْلُ (4)
قَوْلِهِ تَعَالَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) فَیَحْتَاجُ مَنْ سَمِعَ هَذَا التَّنْزِیلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَعْرِفَ هَؤُلَاءِ الصَّادِقِینَ الَّذِینَ أَمَرُوا بِالْكَیْنُونِیَّةِ مَعَهُمْ وَ یَجِبُ عَلَی الرَّسُولِ أَنْ یَدُلَّ عَلَیْهِمْ وَ یَجِبُ عَلَی الْأُمَّةِ حِینَئِذٍ امْتِثَالُ الْأَمْرِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) فَلَمْ یَسْتَغْنِ النَّاسُ فِی هَذَا الْمَعْنَی بِالتَّنْزِیلِ دُونَ التَّفْسِیرِ كَمَا اسْتَغْنَوْا بِالْآیَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ الَّتِی ذُكِرَتْ فِی آیَاتِ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ اللَّاتِی ذَكَرْنَاهَا فِی الْآیَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ إِلَّا حِینَ بَیَّنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْوُلَاةَ لِلْأَمْرِ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ مِنْ عِتْرَتِهِ الْمَنْصُوصِ عَلَیْهِمْ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ(7) فَلَمْ یَسْتَغْنِ النَّاسُ عَنْ بَیَانِ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حُدُودِ الصَّلَاةِ كَیْفَ یُصَلُّونَهَا وَ عَدَدِهَا وَ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ مَوَاقِیتِهَا وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا وَ كَذَلِكَ الزَّكَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ فَرَائِضُ الْحَجِّ وَ سَائِرُ الْفَرَائِضِ إِنَّمَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَ أَمَرَ بِهَا فِی كِتَابِهِ مُجْمَلَةً غَیْرَ مَشْرُوحَةٍ لِلنَّاسِ فِی مَعْنَی التَّنْزِیلِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الْمُفَسِّرَ لَهَا وَ الْمُعَلِّمَ لِلْأُمَّةِ كَیْفَ یُؤَدُّونَهَا وَ بِهَذِهِ الطَّرِیقَةِ وَجَبَ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعْرِیفُ الْأُمَّةِ الصَّادِقِینَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی
ص: 78
الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما یَزِیدُهُمْ إِلَّا طُغْیاناً كَبِیراً(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ التَّوْبَةِ- وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَكُمْ (2) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ (3) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَی النِّفاقِ- لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ (4) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ(5) فَوَجَبَ عَلَی الْأُمَّةِ أَنْ یَعْرِفُوا هَؤُلَاءِ الْمُنَزَّلَ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَاتُ مَنْ هُمْ وَ مَنْ غَضِبَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لِیُعْرَفُوا بِأَسْمَائِهِمْ حَتَّی یَتَبَرَّءُوا مِنْهُمْ وَ لَا یَتَوَلَّوْهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ لا یُنْصَرُونَ (6) وَ مِثْلُ ذَلِكَ كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْأَمْرِ بِطَاعَةِ الْأَصْفِیَاءِ وَ نَعْتِهِمْ وَ التَّبَرِّی مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَ قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّا وَجَبَ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَمْضِ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی بَیَّنَ لِلْأُمَّةِ حَالَ الْأَوْلِیَاءِ مِنْ أُولِی الْأَمْرِ وَ نَصَّ عَلَیْهِمْ وَ أَخَذَ الْبَیْعَةَ عَلَی الْأُمَّةِ بِالسَّمْعِ لَهُمْ وَ الطَّاعَةِ وَ أَبَانَ لَهُمْ أَیْضاً أَسْمَاءَ مَنْ نَهَاهُمْ عَنْ وَلَایَتِهِمْ فَمَا أَقَلَّ مَنْ أَطَاعَ فِی ذَلِكَ وَ مَا أَكْثَرَ مَنْ عَصَی فِیهِ وَ مَالَ إِلَی الدُّنْیَا وَ زُخْرُفِهَا فَالْوَیْلُ لَهُمْ: وَ أَمَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ مِمَّا تَأْوِیلُهُ حِكَایَةٌ فِی نَفْسِ تَنْزِیلِهِ وَ شَرْحُ مَعْنَاهُ فَمِنْ ذَلِكَ قِصَّةُ أَهْلِ الْكَهْفِ وَ ذَلِكَ أَنَّ قُرَیْشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ نَضْرَ بْنَ حَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی مُعَیْطٍ وَ عَاصَ بْنَ وَائِلٍ إِلَی رَثٍ (7) وَ إِلَی نَجْرَانَ لِیَتَعَلَّمُوا مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی مَسَائِلَ یُلْقُونَهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ عُلَمَاءُ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی سَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَكُمْ عَنْهَا فَهُوَ النَّبِیُّ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی أَخْبَرَتْ
ص: 79
بِهِ التَّوْرَاةُ ثُمَّ تَسْأَلُوهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُخْرَی فَإِنِ ادَّعَی عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَا یَعْلَمُ عِلْمَهَا غَیْرُ اللَّهِ فَقَالُوا وَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثُ مَسَائِلَ قَالُوا سَلُوهُ عَنْ فِتْیَةٍ كَانُوا فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ غَابُوا ثُمَّ نَامُوا كَمْ مِقْدَارُ مَا نَامُوا إِلَی أَنِ انْتَبَهُوا وَ كَمْ كَانَ عَدَدُهُمْ وَ لَمَّا انْتَبَهُوا مَا الَّذِی صَنَعُوا وَ صَنَعَهُ قَوْمُهُمْ وَ كَمْ لَهُمْ مِنْ حَیْثُ انْتَبَهُوا إِلَی یَوْمِنَا هَذَا وَ مَا كَانَتْ قِصَّتُهُمْ وَ سَلُوهُ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ كَیْفَ كَانَ حَالُهُ مَعَ الْعَالِمِ حِینَ اتَّبَعَهُ وَ فَارَقَهُ وَ سَلُوهُ عَنْ طَائِفٍ طَافَ الشَّرْقَ وَ الْغَرْبَ مِنْ مَطْلِعِ الشَّمْسِ إِلَی مَغْرِبِهَا مَنْ كَانَ وَ كَیْفَ كَانَ حَالُهُ ثُمَّ كَتَبُوا لَهُمْ شَرْحَ حَالِ الثَّلَاثِ مَسَائِلَ عَلَی مَا عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ قَالُوا لَهُمْ فَمَا الْمَسْأَلَةُ الْأُخْرَی قَالَ سَلُوهُ عَنْ قِیَامِ السَّاعَةِ فَقَدِمَ الثَّلَاثَةُ نَفَرٍ بِالْمَسَائِلِ إِلَی قُرَیْشٍ وَ هُمْ قَاطِعُونَ أَنْ لَا عِلْمَ لَدَیْهِ مِنْهَا فَمَشَتْ قُرَیْشٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی الْحِجْرِ وَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالُوا یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّ ابْنَ أَخِیكَ مُحَمَّداً خَالَفَ قَوْمَهُ وَ سَفَّهَ أَحْلَامَهُمْ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ وَ سَبَّهَا وَ أَفْسَدَ الشَّبَابَ مِنْ رِجَالِهِمْ وَ فَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَ زَعَمَ أَنَّ أَخْبَارَ السَّمَاءِ تَأْتِیهِ وَ قَدْ جِئْنَا بِمَسَائِلَ فَإِنْ أَخْبَرَنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِنْ لَمْ یُخْبِرْنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ كَاذِبٌ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ دُونَكُمْ فَسَلُوهُ عَمَّا بَدَا لَكُمْ تَجِدُوهُ مَلِیّاً فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ فِئَةٍ كَانُوا فِی الزَّمَانِ الْأَوَّلِ ثُمَّ غَابُوا ثُمَّ نَامُوا وَ انْتَبَهُوا كَمْ عَدَدُهُمْ وَ كَمْ نَامُوا وَ مَا كَانَ خَبَرُهُمْ مَعَ قَوْمِهِمْ وَ أَخْبِرْنَا عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ الْعَالِمِ الَّذِی اتَّبَعَهُ كَیْفَ كَانَتْ قِصَّتُهُ مَعَهُ وَ أَخْبِرْنَا عَنْ طَائِفٍ طَافَ الشَّرْقَ وَ الْغَرْبَ مِنْ مَطْلِعِ الشَّمْسِ إِلَی مَغْرِبِهَا وَ كَیْفَ كَانَ خَبَرُهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَا أُخْبِرُكُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا مِنْ عِنْدِ رَبِّی وَ إِنَّمَا أَنْتَظِرُ الْوَحْیَ یَجِی ءُ ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ بِهَذَا غَداً وَ لَمْ یَسْتَثْنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاحْتُبِسَ الْوَحْیُ عَنْهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً حَتَّی شَكَّ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ اغْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَرِحَتْ قُرَیْشٌ بِذَلِكَ وَ أَكْثَرَ الْمُشْرِكُونَ الْقَوْلَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً نَزَلَ عَلَیْهِ بِسُورَةِ الْكَهْفِ وَ فِیهَا قِصَصُ ثَلَاثِ مَسَائِلَ وَ الْمَسْأَلَةُ الْأُخْرَی فَتَلَاهَا عَلَیْهِمْ.
ص: 80
فَلَمَّا سَمِعُوا بَهَرَهُمْ مَا سَمِعُوهُ وَ قَالُوا قَدْ بَیَّنْتَ فَأَحْسَنْتَ إِلَّا أَنَّ الْمَسْأَلَةَ الْمُفْرَدَةَ مَا فَهِمْنَا الْجَوَابَ عَنْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِیكُمْ إِلَّا بَغْتَةً یَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْها إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (1).
وَ مِثْلُ قِصَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَرَجَ فِی غَزَاةِ تَبُوكَ نَزَلَ فِی مُنْصَرَفِهِ مَنْزِلًا قَلِیلَ الْمَاءِ وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ رَجُلًا شَرِیفاً مُطَاعاً فِی قَوْمِهِ وَ كَانَ یَضْرِبُ قُبَّتَهُ وَسَطَ الْعَسْكَرِ فَیَجْتَمِعُ إِلَیْهِ قَوْمُهُ مِنَ الْخَزْرَجِ وَ مَنْ كَانَ عَلَی مِثْلِ رَأْیِهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَی بِئْرٍ كَانَتْ فِی ذَلِكَ الْمَنْزِلِ قَلِیلَةَ الْمَاءِ وَ كَانَ فِی الْعَسْكَرِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ یُقَالُ لَهَا جهجهان بْنُ وبر فَأَدْلَی دَلْوَهُ وَ أَدْلَی مَعَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَتَعَلَّقَ دَلْوُهُ بِدَلْوِ جهجهان فَتَوَاثَبَا وَ أَخَذَ جهجهان شَیْئاً فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ ابْنِ سِنَانٍ فَشَجَّهُ شَجَّةً مُوضِحَةً وَ صَاحَ جهجهان إِلَی قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ نِدَاءَ الْمُهَاجِرِینَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا جهجهان یَنْتَدِبُ الْمُهَاجِرِینَ وَ قُرَیْشاً عَلَی الْخَزْرَجِ وَ الْأَوْسِ فَقَالَ أَ وَ قَدْ فَعَلُوهَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ كَارِهاً لِهَذَا الْمَسِیرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ قُلْتُ لَا تُنْفِقُوا عَلَیْهِمْ حَتَّی یَنْفَضُّوا وَ یَخْرُجُوا عَنْكُمْ أَمَّا وَ اللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَ لَمَّا سَمِعَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ ذَلِكَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ ابْنُ أَرْقَمَ أَصْغَرَهُمْ سِنّاً فِیمَنْ كَانَ فِی مَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ فَقَالَ زَیْدٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتُ حَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ فِینَا وَ شَرَفَهُ وَ لَا یَمْنَعُنِی ذَلِكَ أَنْ أُخْبِرَكَ بِمَا سَمِعْتُ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِالْخَبَرِ.
ص: 81
فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمَسِیرِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَ اللَّهِ مَا هَذَا وَقْتَ مَسِیرٍ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَأَمْرٌ حَدَثَ وَ لَمَّا بَلَغَ الْأَنْصَارَ مَا قَالَهُ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَحِقَ بِهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَیْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَذَبَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ إِنْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ شَیْئاً مِنْ هَذَا فَلَا تَلُمْهُ فَإِنَّا كُنَّا نَظَمْنَا لَهُ الْجَزْعَ الْیَمَانِیَّ تَاجاً لَهُ لِنُتَوِّجَهُ فَیَكُونَ مَلِكاً عَلَیْنَا فَلَمَّا وَافَیْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَی أَنَّكَ غَلَبْتَهُ عَلَی أَمْرٍ قَدْ كَانَ اسْتَتَبَّ لَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ سَعْدٌ عَلَی زَیْدٍ فَقَالَ یَا زَیْدُ عَمَدْتَ إِلَی شَرِیفِنَا فَكَذَبْتَ عَلَیْهِ فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَنْزِلَ الثَّانِیَ مَشَی قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ إِلَیْهِ فَقَالُوا لَهُ امْضِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَسْتَغْفِرَ لَكَ فَلَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ عُنُقَهُ وَ اسْتَهَزَأَ فَلَمْ یَزَالُوا بِهِ حَتَّی صَارَ مَعَهُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَلَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَمْ یَقُلْ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً وَ أَنَّ زَیْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَذَبَ عَلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَكاذِبُونَ- اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ إِلَی قَوْلِهِ- سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.
وَ هَذَا أَبْوَابُ التَّنْزِیلِ وَ التَّأْوِیلِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (1)
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ مِنْ نُورِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی أُمَّتِكَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ لِیَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ فَقَالَ مَا تَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْكَلَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَ تَدْرِی مَا إِدَامَةُ الصِّیَامِ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ
ص: 82
وَ رَسُولُهُ فَقَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً أَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَكُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ أَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ لَا یَنَامُ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ. وَ یُرِیدُ بِالنَّاسِ هَاهُنَا الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی لِأَنَّهُمْ یَنَامُونَ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قیعان قِیعَاناً وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا بَالُكُمْ قَدْ أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ قَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا سَكَتَ أَمْسَكْنَا.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ وَ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ وَ نَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَیْنِ وَ خَرَجَ حَوْرَاءُ مِنْهَا فَقَامَتْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ قَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَعْلَائِی مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ لِی رَبِّی كُونِی فَكُنْتُ (1)
وَ هَذَا وَ مِثْلُهُ دَلِیلٌ عَلَی خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ بِالْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ فِی النَّارِ وَ أَمَّا مَنْ أَنْكَرَ الْبَدَاءَ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (2) وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ یَهْلِكَ الْأَرْضَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ ثُمَّ تَدَارَكَهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَبَدَا لَهُ فِی هَلَاكِهِمْ وَ أَنْزَلَ عَلَی رَسُولِهِ- وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (3)
ص: 83
وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ ثُمَّ بَدَا لَهُ وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (1) وَ كَقَوْلِهِ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا ثُمَّ بَدَا لَهُ تَعَالَی فَقَالَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ (2) وَ هَكَذَا یَجْرِی الْأَمْرُ فِی النَّاسِخِ وَ الْمَنْسُوخِ وَ هُوَ یَدُلُّ عَلَی تَصْحِیحِ الْبَدَاءِ وَ قَوْلِهِ- یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (3) فَهَلْ یَمْحُو إِلَّا مَا كَانَ وَ هَلْ یُثْبِتُ إِلَّا مَا لَمْ یَكُنْ وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ فِی الدُّنْیَا وَ بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- یَوْمَ یَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ- فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ- خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ الْآیَةَ- وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ (4) یَعْنِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ فَإِذَا كَانَتِ الْقِیَامَةُ بُدِّلَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ (5) وَ هُوَ أَمْرٌ بَیْنَ أَمْرَیْنِ وَ هُوَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ بَیْنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْها غُدُوًّا وَ عَشِیًّا وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ(6) وَ الْغُدُوُّ وَ الْعَشِیُّ لَا یَكُونَانِ فِی الْقِیَامَةِ الَّتِی هِیَ دَارُ الْخُلُودِ وَ إِنَّمَا یَكُونَانِ فِی الدُّنْیَا وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیها بُكْرَةً وَ عَشِیًّا(7) وَ الْبُكْرَةُ وَ الْعَشِیُّ إِنَّمَا یَكُونَانِ مِنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی جَنَّةِ الْحَیَاةِ قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ
ص: 84
قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ- فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (2) وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْمِعْرَاجَ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی- فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی إِلَی قَوْلِهِ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (3)
فَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (4) وَ إِنَّمَا أَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ یَسْأَلَ الرُّسُلَ فِی السَّمَاءِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ (5) یَعْنِی الْأَنْبِیَاءَ علیهم السلام هَذَا كُلُّهُ لَیْلَةُ الْمِعْرَاجِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الْمُجَبِّرَةِ وَ هُمُ الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّ الْأَفْعَالَ إِنَّمَا هِیَ مَنْسُوبَةٌ إِلَی الْعِبَادِ مَجَازاً لَا حَقِیقَةً وَ إِنَّمَا حَقِیقَتُهَا لِلَّهِ لَا لِلْعِبَادِ وَ تَأَوَّلُوا فِی ذَلِكَ آیَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی لَمْ یَعْرِفُوا مَعْنَاهَا كَمَا فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا(6) فَرَدَّ عَلَیْهِمْ أَهْلُ الْحَقِّ فَقَالُوا لَهُمْ إِنَّ فِی قَوْلِكُمْ ذَلِكَ بُطْلَانَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ إِذَا نَسَبْتُمْ أَفْعَالَكُمْ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی عَمَّا یَصِفُونَ وَ كَیْفَ یُعَاقِبُ مَخْلُوقاً عَلَی غَیْرِ فِعْلٍ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ (7)
لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ إِلَّا عَلَی الْحَقِیقَةِ لِفِعْلِهَا وَ قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ- وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (8) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ كُلُّ نَفْسٍ
ص: 85
بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ(1) وَ قَوْلِهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (3): وَ مِثْلُ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ فِیهِ بُطْلَانُ مَا ادَّعَوْهُ وَ نَسَبُوهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ یَأْمُرَ خَلْقَهُ بِمَا لَا یَقْدِرُونَ أَوْ یَنْهَاهُمْ عَمَّا لَیْسَ فِیهِمْ صُنْعٌ وَ لَا اكْتِسَابٌ وَ خَالَفَهُمْ فِرْقَةٌ أُخْرَی فِی قَوْلِهِمْ فَقَالُوا إِنَّ الْأَفْعَالَ نَحْنُ نَخْلُقُهَا عِنْدَ فِعْلِنَا لَهَا وَ لَیْسَ فِیهَا صُنْعٌ وَ لَا اكْتِسَابٌ وَ لَا مَشِیَّةٌ وَ لَا إِرَادَةٌ وَ یَكُونُ مَا یَشَاءُ إِبْلِیسُ وَ لَا یَكُونُ مَا لَا یَشَاءُ فَضَادُّوا الْمُجَبِّرَةَ فِی قَوْلِهِمْ وَ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ خَلَّاقُونَ مَعَ اللَّهِ وَ احْتَجُّوا بِقَوْلِهِ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (4) فَقَالُوا قَوْلُهُ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ یُثْبِتُ خَلَّاقِینَ غَیْرَهُ فَجَهِلُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَ لَمْ یَعْرِفُوا مَعْنَی الْخَلْقِ وَ عَلَی كَمْ وَجْهٍ هُوَ فَسُئِلَ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ وَ قِیلَ لَهُ هَلْ فَوَّضَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی الْعِبَادِ مَا یَفْعَلُونَ فَقَالَ اللَّهُ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ مِنْ ذَلِكَ قِیلَ فَهَلْ یُجْبِرُهُمْ عَلَی مَا یَفْعَلُونَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ یُجْبِرَهُمْ عَلَی فِعْلٍ ثُمَّ یُعَذِّبَهُمْ عَلَیْهِ قِیلَ أَ بَیْنَ الْهَاتَیْنِ الْمَنْزِلَتَیْنِ مَنْزِلَةٌ ثَالِثَةٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَقِیلَ مَا هِیَ قَالَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ (5) أَیْ إِلَی الدُّنْیَا وَ أَمَّا مَعْنَی حَشْرِ الْآخِرَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (7) فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا
ص: 86
فِی الْقِیَامَةِ فَإِنَّهُمْ یَرْجِعُونَ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (1) وَ هَذَا لَا یَكُونُ إِلَّا فِی الرَّجْعَةِ وَ مِثْلُهُ مَا خَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ الْأَئِمَّةِ وَ وَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْرِ وَ الِانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً(2) وَ هَذَا إِنَّمَا یَكُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (3) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(4) أَیْ رَجْعَةِ الدُّنْیَا وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (5) ثُمَّ مَاتُوا وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقاتِنا(6) فَرَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَی الدُّنْیَا وَ شَرِبُوا وَ نَكَحُوا وَ مِثْلُهُ خَبَرُ الْعُزَیْرِ وَ أَمَّا مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالدَّلِیلُ عَلَی بُطْلَانِ قَوْلِهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی (7) فَأَوَّلُ مَنْ سَبَقَ مِنَ الرُّسُلِ إِلَی بَلَی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّ رُوحَهُ أَقْرَبُ الْأَرْوَاحِ إِلَی مَلَكُوتِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ
ص: 87
السَّابِعَةِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ تَقَدَّمْ فَإِنَّكَ قَدْ وَطِئْتَ مَوْطِئاً لَمْ یَطَأْ قَبْلَكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ فَلَوْ لَا أَنَّ رُوحَهُ كَانَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَتَجَاوَزَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی فَأَوَّلُ مَا یَصِلُ أَمْرُهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِقُرْبِهِ إِلَی مَلَكُوتِهِ ثُمَّ سَائِرُ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی طَبَقَاتِهِمْ وَ یَزِیدُ ذَلِكَ بَیَاناً قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ (1) فَأَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ الْخَمْسَةُ وَ أَفْضَلُ الْخَمْسَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ- ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَكِینٍ- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ (2) وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّهُ أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَخَذَ مِیثَاقَهُ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلی ذلِكُمْ إِصْرِی قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِینَ (3) فَهَذَا بَیَانُ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی سَائِرِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ وَ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَ دَخَلَ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ آدَمَ فَهَلُمَّ حَتَّی صَلَّی بِهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (4) وَ فِی هَذَا مَقْنَعٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَ أَمَّا عِصْمَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام فَقَدْ قِیلَ فِی ذَلِكَ أَقَاوِیلُ تَخْتَلِفُ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ هُوَ مَانِعٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی یَمْنَعُهُمْ عَنِ الْمَعَاصِی فِیمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ التَّبْلِیغِ عَنْهُ إِلَی خَلْقِهِ وَ هُوَ فِعْلُ اللَّهِ دُونَهُمْ وَ قَالَ آخَرُونَ الْعِصْمَةُ مِنْ فِعْلِهِمْ لِأَنَّهُمْ یُحْمَدُونَ عَلَیْهَا وَ قَالَ آخَرُونَ یَجُوزُ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ
ص: 88
مَا یَجُوزُ عَلَی غَیْرِهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا وَ الْأَوَّلُ بَاطِلٌ لِقَوْلِهِ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا(1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ (2) أَیِ امْتَنَعَ لِأَنَّ الْعَصْمَ هُوَ الْمَنْعُ وَ قَدْ غَلَطَ مَنْ أَجْرَی الرُّسُلَ وَ الْأَنْبِیَاءَ مَجْرَی الْعِبَادِ یَقَعُ مِنْهُمُ الْأَفْعَالُ الذَّمِیمَةُ مِنْ أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ مِنَ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْغَضَبِ فَجَمِیعُ تَصَرُّفَاتِ النَّاسِ الَّتِی هِیَ مِنْ قِبَلِ الْأَجْسَادِ- لَا یَحْدُثُ إِلَّا مِنْ أَحَدِ هَذِهِ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیه السلام لَا یَقَعُ مِنْهُمْ فِعْلٌ مِنْ جِهَةِ الْحَسَدِ لِأَنَّ الْحَاسِدَ إِنَّمَا یَحْسُدُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَ لَیْسَ فَوْقَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ أَحَدٌ مَنْزِلَةً أَعْلَی مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَیَحْسُدُوهُ عَلَیْهَا وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَقَعَ مِنْهُمْ فِعْلٌ مِنْ جِهَةِ الْحِرْصِ فِی الدُّنْیَا عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِهَا لِأَنَّ الْحِرْصَ مَقْرُونٌ بِهِ الْأَمَلُ وَ حَالُ الْأَمَلِ مُنْقَطِعَةٌ عَنْهُمْ لِأَنَّهُمْ یَعْرِفُونَ مَوَاضِعَهُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الشَّهْوَةُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ لِمَا أَرَادَهُ مِنْ بَقَائِهِمْ فِی الدُّنْیَا وَ انْقِطَاعِ الْخَلَائِقِ لَهُمْ وَ فَاقَتِهِمْ إِلَیْهِمْ فَلَوْ لَا مَوْضِعُ الشَّهْوَةِ لَمَا أَكَلُوا فَبَطَلَ قُوَّةُ أَجْسَامِهِمْ عَنْ تَكْلِیفَاتِهِمْ وَ یَبْطُلُ حَالُ النِّكَاحِ فَلَا یَكُونُ لَهُمْ نَسْلٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ مَا جَرَی مَجْرَی ذَلِكَ فَالشَّهْوَةُ مُرَكَّبَةٌ فِیهِمْ لِذَلِكَ وَ هُمْ مَعْصُومُونَ مِمَّا یُعْرَضُ لِغَیْرِهِمْ مِنْ قَبِیحِ الشَّهَوَاتِ وَ یَكُونُ الِاصْطِبَارُ وَ تُرْكُ الْغَضَبِ فِیهِمْ فَهُمْ لَا
یَغْضَبُونَ إِلَّا فِی طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْیَجِدُوا فِیكُمْ غِلْظَةً(3) فَالْفَصْلُ یَقَعُ بَیْنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ جِهَةِ الْغَضَبِ وَ لَا یَكُونُ غَضَبُهُمْ إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَی وَ فِی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَهَذَا مَعْنَی عِصْمَةِ اللَّهِ تَعَالَی الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ وَ الْأَوْصِیَاءَ فَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَجْتَمِعُونَ مَعَ الْعِبَادِ فِی الشَّهْوَةِ وَ الْغَضَبِ عَلَی الْأَسْمَاءِ وَ یُبَایِنُونَهُمْ فِی الْمَعْنَی.
ص: 89
وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الْمُشَبِّهَةِ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَنَّ إِلی رَبِّكَ الْمُنْتَهی (1) فَإِذَا انْتَهَی إِلَی اللَّهِ (2) فَأَمْسِكُوا وَ تَكَلَّمُوا فِیمَا دُونَ ذَلِكَ مِنَ الْعَرْشِ فَمَا دُونَهُ وَ ارْجِعُوا إِلَی الْكَلَامِ فِی مُخَاطَبَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُرَادُ غَیْرُهُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقی فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً(3) وَ الْمُخَاطَبَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُرَادُ بِالْخِطَابِ الْأُمَّةُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ (4)
یا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ (5) وَ الْمُخَاطَبَةُ لَهُ وَ الْمُرَادُ بِالْخِطَابِ أُمَّتُهُ أَمَّا مَا نَزَلَ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِمَّا هُوَ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمُرَادُ بِهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً(6) وَ الْمَعْنَی وَ الْخِطَابُ مَصْرُوفٌ إِلَی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْلُ التَّنْزِیلِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَمَّا الِاحْتِجَاجُ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْحُدُوثَ مَعَ مَا تَقَدَّمَ فَهُوَ أَنَّا لَمَّا رَأَیْنَا هَذَا الْعَالَمَ الْمُتَحَرِّكَ مُتَنَاهِیَةً أَزْمَانُهُ وَ أَعْیَانُهُ وَ حَرَكَاتُهُ وَ أَكْوَانُهُ وَ جَمِیعُ مَا فِیهِ وَ وَجَدْنَا مَا غَابَ عَنَّا مِنْ ذَلِكَ یَلْحَقُهُ النِّهَایَةُ وَ وَجَدْنَا الْعَقْلَ یَتَعَلَّقُ بِمَا لَا نِهَایَةَ وَ لَوْ لَا
ص: 90
ذَلِكَ لَمْ یَجِدِ الْعَقْلُ دَلِیلًا یُفَرِّقُ مَا بَیْنَهُمَا وَ لَمْ یَكُنْ لَنَا بُدٌّ مِنْ إِثْبَاتِ مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ مَعْلُوماً مَعْقُولًا أَبَدِیّاً سَرْمَدِیّاً لَیْسَ بِمَعْلُومٍ أَنَّهُ مَقْصُورُ الْقُوَی وَ لَا مَقْدُورٌ وَ لَا مُتَجَزِّئٌ وَ لَا مُنْقَسِمٌ فَوَجَبَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ یَكُونَ مَا لَا یَتَنَاهَی مِثْلُ مَا یَتَنَاهَی وَ إِذْ قَدْ ثَبَتَ لَنَا ذَلِكَ فَقَدْ ثَبَتَ فِی عُقُولِنَا أَنَّ مَا لَا یَتَنَاهَی هُوَ الْقَدِیمُ الْأَزَلِیُّ وَ إِذَا ثَبَتَ شَیْ ءٌ قَدِیمٌ وَ شَیْ ءٌ مُحْدَثٌ فَقَدِ اسْتَغْنَی الْقَدِیمُ الْبَارِئُ لِلْأَشْیَاءِ عَنِ الْمُحْدَثِ الَّذِی أَنْشَأَهُ وَ بَرَأَهُ وَ أَحْدَثَهُ وَ صَحَّ عِنْدَنَا بِالْحُجَّةِ الْعَقْلِیَّةِ أَنَّهُ الْمُحْدِثُ لِلْأَشْیَاءِ وَ أَنَّهُ لَا خَالِقَ إِلَّا هُوَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ الْمُحْدِثُ لِكُلِّ مُحْدَثٍ الصَّانِعُ لِكُلِّ مَصْنُوعٍ الْمُبْتَدِعُ لِلْأَشْیَاءِ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ إِذَا صَحَّ أَنِّی لَا أَقْدِرُ أَنْ أُحْدِثَ مِثْلِی اسْتَحَالَ أَنْ یُحْدِثَنِی مِثْلِی فَتَعَالَی الْمُحْدِثُ لِلْأَشْیَاءِ عَمَّا یَقُولُ الْمُلْحِدُونَ عُلُوّاً كَبِیراً وَ لَمَّا لَمْ یَكُنْ إِلَی إِثْبَاتِ صَانِعِ الْعَالَمِ طَرِیقٌ إِلَّا بِالْعَقْلِ لِأَنَّهُ لَا یُحَسُّ فَیُدْرِكَهُ الْعِیَانُ أَوْ شَیْ ءٌ مِنَ الْحَوَاسِّ فَلَوْ كَانَ غَیْرَ وَاحِدٍ بَلِ اثْنَیْنِ أَوْ أَكْثَرَ لَأَوْجَبَ الْعَقْلُ عِدَّةَ صِنَاعٍ كَمَا أَوْجَبَ إِثْبَاتَ الصَّانِعِ الْوَاحِدِ وَ لَوْ كَانَ صَانِعُ الْعَالَمِ اثْنَیْنِ لَمْ یَجْرِ تَدْبِیرُهُمَا عَلَی نِظَامٍ وَ لَمْ یَنْسَقْ أَحْوَالُهُمَا عَلَی إِحْكَامٍ وَ لَا تَمَامٍ لِأَنَّهُ مَعْقُولٌ مِنَ الِاثْنَیْنِ الِاخْتِلَافُ فِی دَوَاعِیهِمَا وَ أَفْعَالِهِمَا وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ إِنَّهُمَا مُتَّفِقَانِ وَ لَا یَخْتَلِفَانِ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ جَازَ عَلَیْهِ الِاتِّفَاقُ جَازَ عَلَیْهِ الِاخْتِلَافُ أَ لَا تَرَی أَنَّ الْمُتَّفِقَیْنِ لَا یَخْلُو أَنْ یَقْدِرَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَی ذَلِكَ أَوْ لَا یَقْدِرُ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَی ذَلِكَ فَإِنْ قَدَرَا كَانَا جَمِیعاً عَاجِزَیْنِ وَ إِنْ لَمْ یَقْدِرَا كَانَا جَاهِلَیْنِ وَ الْعَاجِزُ وَ الْجَاهِلُ لَا یَكُونُ إِلَهاً وَ لَا قَدِیماً وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ قَالَ بِالرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ وَ الِاسْتِحْسَانِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ مَنْ یَقُولُ إِنَّ الِاخْتِلَافَ رَحْمَةٌ فَاعْلَمْ أَنَّا لَمَّا رَأَیْنَا مَنْ قَالَ بِالرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ قَدِ اسْتَعْمَلَ شُبُهَاتِ الْأَحْكَامِ لَمَّا عَجَزُوا عَنْ عِرْفَانِ إِصَابَةِ الْحُكْمِ وَ قَالُوا مَا مِنْ حَادِثَةٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِیهَا حُكْمٌ وَ لَا یَخْلُو الْحُكْمُ مِنْ وَجْهَیْنِ إِمَّا أَنْ یَكُونَ نَصّاً أَوْ دَلِیلًا وَ إِذْ رَأَیْنَا الْحَادِثَةَ قَدْ عُدِمَ نَصُّهَا فَزِعْنَا أَیْ رَجَعْنَا إِلَی الِاسْتِدْلَالِ عَلَیْهَا بِأَشْبَاهِهَا وَ نَظَائِرِهَا لِأَنَّا مَتَی لَمْ نَفْزَعْ إِلَی
ص: 91
ذَلِكَ أَخَلْنَاهَا مِنْ أَنْ یَكُونَ لَهَا حُكْمٌ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَبْطُلَ حُكْمُ اللَّهِ فِی حَادِثَةٍ مِنَ الْحَوَادِثِ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(1) وَ لَمَّا رَأَیْنَا الْحُكْمَ لَا یَخْلُو وَ الْحَدَثَ لَا یَنْفَكُّ مِنَ الْحُكْمِ الْتَمَسْنَاهُ مِنَ النَّظَائِرِ لِكَیْ لَا تَخْلُوَ الْحَادِثَةُ مِنَ الْحُكْمِ بِالنَّصِّ أَوْ بِالاسْتِدْلَالِ وَ هَذَا جَائِزٌ عِنْدَنَا قَالُوا وَ قَدْ رَأَیْنَا اللَّهَ تَعَالَی قَاسَ فِی كِتَابِهِ بِالتَّشْبِیهِ وَ التَّمْثِیلِ فَقَالَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ(2) فَشَبَّهَ الشَّیْ ءَ بِأَقْرَبِ الْأَشْیَاءِ بِهِ شَبَهاً قَالُوا وَ قَدْ رَأَیْنَا النَّبِیَّ اسْتَعْمَلَ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ بِقَوْلِهِ لِلْمَرْأَةِ الْخَثْعَمِیَّةِ حِینَ سَأَلَتْ عَنْ حَجِّهَا عَنْ أَبِیهَا فَقَالَ أَ رَأَیْتِ لَوْ كَانَ عَلَی أَبِیكِ دَیْنٌ لَكُنْتِ تَقْضِینَهُ عَنْهُ.
فَقَدْ أَفْتَاهَا بِشَیْ ءٍ لَمْ تَسْأَلْ عَنْهُ وَ قَوْلِهِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِینَ أَرْسَلَهُ إِلَی الْیَمَنِ أَ رَأَیْتَ یَا مُعَاذُ إِنْ نَزَلَتْ بِكَ حَادِثَةٌ لَمْ تَجِدْ لَهَا فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَثَراً وَ لَا فِی السُّنَّةِ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ أَسْتَعْمِلُ رَأْیِی فِیهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَفَّقَ رَسُولَهُ إِلَی مَاءٍ یُرْضِیهِ.
قَالُوا وَ قَدِ اسْتَعْمَلَ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ كَثِیرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ نَحْنُ عَلَی آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ وَ لَهُمُ احْتِجَاجٌ كَثِیرٌ فِی مِثْلِ هَذَا فَقَدْ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی قَوْلِهِمْ إِنَّهُ احْتَاجَ إِلَی الْقِیَاسِ وَ كَذَبُوا عَلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا عَنْهُ مَا لَمْ یَقُلْ مِنَ الْجَوَابِ الْمُسْتَحِیلِ فَنَقُولُ لَهُمْ رَدّاً عَلَیْهِمْ إِنَّ أُصُولَ أَحْكَامِ الْعِبَادَاتِ وَ مَا یَحْدُثُ فِی الْأُمَّةِ مِنَ النَّوَازِلِ وَ الْحَوَادِثِ لَمَّا كَانَتْ مَوْجُودَةً عَنِ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ وَ النَّصِّ الْمُخْتَصِّ فِی كِتَابٍ فَفُرُوعُهَا مِثْلُهَا وَ إِنَّمَا أَرَدْنَا بِالْأُصُولِ فِی جَمِیعِ الْعِبَادَاتِ وَ الْمُفْتَرَضَاتِ الَّتِی نَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا وَ أَخْبَرَنَا عَنْ وُجُوبِهَا وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ وَصِیِّهِ الْمَنْصُوصِ عَلَیْهِ بَعْدَهُ فِی الْبَیَانِ مِنْ أَوْقَاتِهَا وَ كَیْفِیَّتِهَا وَ أَقْدَارِهَا فِی مَقَادِیرِهَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِثْلِ فَرْضِ الصَّلَاةِ
ص: 92
وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ حَدِّ الزِّنَا وَ حَدِّ السَّرَقِ وَ أَشْبَاهِهَا مِمَّا نَزَلَ فِی الْكِتَابِ مُجْمَلًا بِلَا تَفْسِیرٍ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الْمُفَسِّرَ وَ الْمُعَبِّرَ عَنْ جُمَلِ الْفَرَائِضِ فَعَرَفْنَا أَنَّ فَرْضَ صَلَاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعٌ وَ وَقْتَهَا بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ یُفَصِّلُ مِقْدَارَ مَا تَقْرَأُ الْإِنْسَانُ ثَلَاثِینَ آیَةً وَ هَذَا الْفَرْقُ بَیْنَ صَلَاةِ الزَّوَالِ وَ بَیْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ آخِرُ وَقْتِ الظُّهْرِ إِلَی وَقْتِ مَهْبَطِ الشَّمْسِ وَ أَنَّ الْمَغْرِبَ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ وَقْتَهَا حِینَ الْغُرُوبِ إِلَی إِدْبَارِ الشَّفَقِ وَ الْحُمْرَةِ وَ أَنَّ وَقْتَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ هِیَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَ أَوْسَعُ الْأَوْقَاتِ أَوَّلُ وَقْتِهَا حِینَ اشْتِبَاكِ النُّجُومِ وَ غَیْبُوبَةِ الشَّفَقِ وَ انْبِسَاطِ الْكَلَامِ وَ آخِرُ وَقْتِهَا ثُلُثُ اللَّیْلِ وَ رُوِیَ نِصْفُهُ وَ الصُّبْحُ رَكْعَتَانِ وَ وَقْتُهُ طُلُوعُ الْفَجْرِ إِلَی إِسْفَارِ الصُّبْحِ: وَ أَنَّ الزَّكَاةَ یَجِبُ فِی مَالٍ دُونَ مَالٍ وَ مِقْدَارٍ دُونَ مِقْدَارٍ وَ وَقْتٍ دُونَ أَوْقَاتٍ وَ كَذَلِكَ جَمِیعُ الْفَرَائِضِ الَّتِی أَوْجَبَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی عِبَادِهِ بِمَبْلَغِ الطَّاقَاتِ وَ كُنْهِ الِاسْتِطَاعَاتِ فَلَوْ لَا مَا وَرَدَ النَّصُّ بِهِ مِنْ تَنْزِیلِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَا أَبَانَ رَسُولُهُ وَ فَسَّرَهُ لَنَا وَ أَبَانَهُ الْأَثَرُ وَ صَحِیحُ الْخَبَرِ لِقَوْمٍ آخَرِینَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ الْمَأْمُورِینَ بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ أَنْ یُوجِبَ ذَلِكَ بِعَقْلِهِ وَ إِقَامَةِ مَعَانِی فُرُوضِهِ وَ بَیَانِ مُرَادِ اللَّهِ تَعَالَی فِی جَمِیعِ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ عَلَی حَقِیقَةِ شُرُوطِهِ وَ لَا تَصِحُّ إِقَامَةُ فُرُوضِهِ بِالْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ وَ لَا أَنْ یَهْتَدِیَ الْعُقُولُ عَلَی انْفِرَادِهَا وَ لَوِ انْفَرَدَ لَا یُوجِبُ فَرْضَ صَلَاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعاً دُونَ خَمْسٍ أَوْ ثَلَاثٍ وَ لَا یَفْصِلُ أَیْضاً بَیْنَ قَبْلِ الزَّوَالِ وَ بَعْدِهِ وَ لَا تَقَدُّمِ السُّجُودِ عَلَی الرُّكُوعِ وَ الرُّكُوعِ عَلَی السُّجُودِ أَوْ حَدِّ زِنَا الْمُحْصَنِ وَ الْبِكْرِ وَ لَا بَیْنَ الْعَقَارَاتِ وَ الْمَالِ النَّقْدِ فِی وُجُوبِ الزَّكَاةِ وَ لَوْ خُلِّینَا بَیْنَ عُقُولِنَا وَ بَیْنَ هَذِهِ الْفَرَائِضِ لَمْ یَصِحَّ فِعْلُ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْعَقْلِ عَلَی مُجَرَّدِهِ وَ لَمْ یَفْصِلْ بَیْنَ الْقِیَاسِ وَ مَا فَصَلَتِ الشَّرِیعَةُ وَ النُّصُوصُ إِذْ كَانَتِ الشَّرِیعَةُ مَوْجُودَةً عَنِ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ الَّذِی لَیْسَ لَنَا أَنْ نَتَجَاوَزَ حُدُودَهَا وَ لَوْ جَازَ ذَلِكَ وَ صَحَّ لَاسْتَغْنَیْنَا عَنْ إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَیْنَا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ مِنْهُ تَعَالَی وَ لَمَّا كَانَتِ الْأُصُولُ لَا تَجِبُ عَلَی مَا هِیَ مِنْ بَیَانِ فَرْضِهَا إِلَّا بِالسَّمْعِ وَ النُّطْقِ فَكَذَلِكَ الْفُرُوعُ وَ الْحَوَادِثُ الَّتِی تَنُوبُ وَ تَطْرُقُ مِنْهُ تَعَالَی لَمْ یُوجَبِ الْحُكْمُ فِیهَا بِالْقِیَاسِ دُونَ
ص: 93
النَّصِّ بِالسَّمْعِ وَ النُّطْقِ.
وَ أَمَّا احْتِجَاجُهُمْ وَ اعْتِلَالُهُمْ بِأَنَّ الْقِیَاسَ هُوَ التَّشْبِیهُ وَ التَّمْثِیلُ وَ أَنَّ الْحُكْمَ جَائِزٌ بِهِ وَ رَدُّ الْحَوَادِثِ أَیْضاً إِلَیْهِ فَذَلِكَ مُحَالٌ بَیِّنٌ وَ مَقَامٌ شَنِیعٌ لِأَنَّا نَجِدُ شَیْئاً قَدْ وَفَّقَ اللَّهُ تَعَالَی بَیْنَ أَحْكَامِهَا وَ إِنْ كَانَتْ مُتَفَرِّقَةً وَ نَجِدُ أَشْیَاءَ وَ قَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَیْنَ أَحْكَامِهَا وَ إِنْ كَانَتْ مُجْتَمِعَةً فَدَلَّنَا ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی أَنَّ اشْتِبَاهَ الشَّیْئَیْنِ غَیْرُ مُوجِبٍ لِاشْتِبَاهِ الْحُكْمَیْنِ كَمَا ادَّعَاهُ مُسْتَحِلُّو الْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمَّا عَجَزُوا عَنْ إِقَامَةِ الْأَحْكَامِ عَلَی مَا أُنْزِلَ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَدَلُوا عَنْ أَخْذِهَا مِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَی عِبَادِهِ مِمَّنْ لَا یَزِلُّ وَ لَا یُخْطِئُ وَ لَا یَنْسَی الَّذِینَ أَنْزَلَ اللَّهُ كِتَابَهُ عَلَیْهِمْ وَ أَمَرَ الْأُمَّةَ بِرَدِّ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْأَحْكَامِ إِلَیْهِمْ وَ طَلَبُوا الرِّئَاسَةَ رَغْبَةً فِی حُطَامِ الدُّنْیَا وَ رَكِبُوا طَرَائِقَ أَسْلَافِهِمْ مِمَّنِ ادَّعَی مَنْزِلَةَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ لَزِمَهُمُ الْعَجْزُ فَادَّعَوْا أَنَّ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ وَاجِبٌ فَبَانَ لِذَوِی الْعُقُولِ عَجْزُهُمْ وَ إِلْحَادُهُمْ فِی دِینِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَقْلَ عَلَی مُجَرَّدِهِ وَ انْفِرَادِهِ لَا یُوجِبُ وَ لَا یَفْصِلُ بَیْنَ أَخْذِ شَیْ ءٍ بِغَصْبٍ وَ نَهْبٍ وَ بَیْنَ أَخْذِهِ بِسَرِقَةٍ وَ إِنْ كَانَا مُشْتَبِهَیْنِ وَ الْوَاحِدُ مِنْهُمَا یُوجِبُ الْقَطْعَ وَ الْآخَرُ لَا یُوجِبُهُ وَ یَدُلُّ أَیْضاً عَلَی فَسَادِ مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنْ رَدِّ الشَّیْ ءِ فِی الْحُكْمِ إِلَی اعْتِبَارِ نَظَائِرِهِ أَنَّا نَجِدُ الزِّنَا مِنَ الْمُحْصَنِ وَ الْبِكْرِ سَوَاءً وَ أَحَدُهُمَا یُوجِبُ الرَّجْمَ وَ الْآخَرُ یُوجِبُ الْجَلْدَ فَعَلِمْنَا أَنَّ الْأَحْكَامَ مَأْخَذُهَا مِنَ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ عَلَی حَسَبِ مَا یَرِدُ بِهِ التَّوْقِیفُ دُونَ اعْتِبَارِ النَّظَائِرِ وَ الْأَعْیَانِ وَ هَذِهِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَی فَسَادِ قَوْلِهِمْ وَ لَوْ كَانَ الْحُكْمُ فِی الدِّینِ بِالْقِیَاسِ لَكَانَ بَاطِنُ الْقَدَمَیْنِ أَوْلَی بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی حِكَایَةً عَنْ إِبْلِیسَ فِی قَوْلِهِ بِالْقِیَاسِ- أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ (1) فَذَمَّهُ اللَّهُ لِمَا لَمْ یَدْرِ مَا بَیْنَهُمَا وَ قَدْ ذَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام الْقِیَاسَ یَرِثُ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَ یَرْوِیهِ عَنْهُمْ أَوْلِیَاؤُهُمْ.
ص: 94
وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ قَالَ بِالاجْتِهَادِ فَإِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِیبٌ عَلَی أَنَّهُمْ لَا یَقُولُونَ مَعَ اجْتِهَادِهِمْ أَصَابُوا مَعْنَی حَقِیقَةِ الْحَقِّ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُمْ فِی حَالِ اجْتِهَادِهِمْ یَنْتَقِلُونَ مِنِ اجْتِهَادٍ إِلَی اجْتِهَادٍ وَ احْتِجَاجُهُمْ أَنَّ الْحُكْمَ بِهِ قَاطِعٌ قَوْلٌ بَاطِلٌ مُنْقَطِعٌ مُنْتَقَضٌ فَأَیُّ دَلِیلٍ أَدَلُّ مِنْ هَذَا عَلَی ضَعْفِ اعْتِقَادِ مَنْ قَالَ بِالاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ إِذْ كَانَ حَالُهُمْ تَئُولُ إِلَی مَا وَصَفْنَاهُ وَ زَعَمُوا أَیْضاً أَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ یَجْتَهِدُوا فَیَذْهَبَ الْحَقُّ مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَ قَوْلُهُمْ بِذَلِكَ فَاسِدٌ لِأَنَّهُمْ إِنِ اجْتَهَدُوا فَاخْتَلَفُوا فَالتَّقْصِیرُ وَاقِعٌ بِهِمْ وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّهُمْ یَقُولُونَ مَعَ قَوْلِهِمْ بِالاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بِهَذَا الْمَذْهَبِ لَمْ یُكَلِّفْهُمْ إِلَّا بِمَا یُطِیقُونَهُ وَ كَلَامُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ احْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حَیْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (1) وَ هُوَ بِزَعْمِهِمْ وَجْهُ الِاجْتِهَادِ وَ غَلِطُوا فِی هَذَا التَّأْوِیلِ غَلَطاً بَیِّناً قَالُوا وَ مِنْ قَوْلِ الرَّسُولِ مَا قَالَهُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَ ادَّعَوْا أَنَّهُ أَجَازَ ذَلِكَ وَ الصَّحِیحُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یُكَلِّفِ الْعِبَادَ اجْتِهَاداً لِأَنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَهُمْ أَدِلَّةً وَ أَقَامَ لَهُمْ أَعْلَاماً وَ أَثْبَتَ عَلَیْهِمُ الْحُجَّةَ فَمُحَالٌ أَنْ یَضْطَرَّهُمْ إِلَی مَا لَا یُطِیقُونَ بَعْدَ إِرْسَالِهِ إِلَیْهِمُ الرُّسُلَ بِتَفْصِیلِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَمْ یَتْرُكْهُمْ سُدًی وَ مَهْمَا عَجَزُوا عَنْهُ رَدُّوهُ إِلَی الرُّسُلِ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(2) وَ یَقُولُ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی (3) وَ یَقُولُ سُبْحَانَهُ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ(4)
وَ مِنَ الدَّلِیلِ عَلَی فَسَادِ قَوْلِهِمْ فِی الِاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ أَنَّهُ لَنْ یَخْلُوَ الشَّیْ ءُ أَنْ یَكُونَ تَمْثِیلًا عَلَی أَصْلٍ أَوْ یُسْتَخْرَجَ الْبَحْثُ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ بَحَثَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ فِی عَدْلِ اللَّهِ تَعَالَی تَكْلِیفُ الْعِبَادِ ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ تَمْثِیلًا عَلَی أَصْلٍ فَلَنْ یَخْلُوَ
ص: 95
الْأَصْلُ أَنْ یَكُونَ حُرِّمَ لِمَصْلَحَةِ الْخَلْقِ أَوْ لِمَعْنًی فِی نَفْسِهِ خَاصٍّ فَإِنْ كَانَ حُرِّمَ لِمَعْنًی فِی نَفْسِهِ خَاصٍّ فَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ حَلَالًا ثُمَّ حُرِّمَ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَعْنًی فِیهِ بَلْ لَوْ كَانَ الْعِلَّةُ الْمَعْنَی لَمْ یَكُنِ التَّحْرِیمُ لَهُ أَوْلَی مِنَ التَّحْلِیلِ وَ لَمَا فَسَدَ هَذَا الْوَجْهُ مِنْ دَعْوَاهُمْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِمَعْنَی أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِنَّمَا حَرَّمَ الْأَشْیَاءَ لِمَصْلَحَةِ الْخَلْقِ- لَا لِلْعِلَّةِ الَّتِی فِیهَا وَ نَحْنُ إِنَّمَا نَنْفِی الْقَوْلَ بِالاجْتِهَادِ لِأَنَّ الْحَقَّ عِنْدَنَا مِمَّا قدمناه قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنَ الْأُصُولِ الَّتِی نَصَبَهَا اللَّهُ تَعَالَی وَ الدَّلَائِلِ الَّتِی أَقَامَهَا لَنَا- كَالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ الْإِمَامِ الْحُجَّةِ وَ لَنْ یَخْلُوَ الْخَلْقُ عِنْدَنَا مِنْ أَحَدِ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ وُجُوهٍ الَّتِی ذَكَرْنَاهَا وَ مَا خَالَفَهَا فَبَاطِلٌ وَ أَمَّا اعْتِلَالُهُمْ بِمَا اعْتَلُّوا بِهِ مِنْ شَطْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ الْبَیْتِ فَمُسْتَحِیلٌ بَیِّنُ الْخَطَإِ لِأَنَّ مَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ فَبَطَلَ الِاجْتِهَادُ فِیهِ وَ زَعَمُوا أَنَّ عَلَی الَّذِی لَمْ یَهْتَدِ إِلَی الْأَدِلَّةِ وَ الْأَعْلَامِ الْمَنْصُوصَةِ لِلْقِبْلَةِ أَنْ یَسْتَعْمِلَ رَأْیَهُ حَتَّی یُصِیبَ بِغَایَةِ اجْتِهَادِهِ وَ لَمْ یَقُولُوا حَتَّی یُصِیبَ نَحْوَ تَوَجُّهِهِ إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ حَیْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ یَعْنِی تَعَالَی عَلَی نُصُبٍ مِنَ الْعَلَامَاتِ وَ الْأَدِلَّةِ وَ هِیَ الَّتِی نَصَّ عَلَی حُكْمِهَا بِذِكْرِ الْعَلَامَاتِ وَ النُّجُومِ فِی ظَاهِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی وَ إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ لَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ لَمْ یَقُلْ وَ إِنَّ الَّذِینَ اضْطُرُّوا إِلَی الِاجْتِهَادِ فَدَلَّ عَلَی أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْجَبَ عَلَیْهِمُ اسْتِعْمَالَ الدَّلِیلِ فِی التَّوَجُّهِ وَ عِنْدَ الِاشْتِبَاهِ عَلَیْهِمْ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ فَمَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ یَعْنِی تَعَالَی نَحْوَ عَلَامَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ عَلَیْهِ وَ مَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ إِنْ كَانَ مَرْئِیّاً وَ بِالدَّلَائِلِ وَ الْأَعْلَامِ إِنْ كَانَ مَحْجُوباً فَلَوْ عُلِمَتِ الْقِبْلَةُ الْوَاجِبُ اسْتِقْبَالُهَا وَ التَّوَلِّی وَ التَّوَجُّهُ إِلَیْهَا وَ لَمْ یَكُنِ الدَّلِیلُ عَلَیْهَا مَوْجُوداً حَتَّی اسْتَوَی الْجِهَاتُ كُلُّهَا لَهُ حِینَئِذٍ أَنْ یُصَلِّیَ بِحَالِ اجْتِهَادٍ وَ حَیْثُ أَحَبَّ وَ اخْتَارَ حَتَّی یَكُونَ عَلَی یَقِینٍ مِنْ بَیَانِ الْأَدِلَّةِ الْمَنْصُوبَةِ وَ الْعَلَامَاتِ الْمَبْثُوثَةِ فَإِنْ مَالَ عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ مَا ذَكَرْنَاهُ حَتَّی یَجْعَلَ الشَّرْقَ غَرْباً وَ الْغَرْبَ شَرْقاً زَالَ مَعْنَی اجْتِهَادِهِ وَ فَسَدَ اعْتِقَادُه.
ص: 96
وَ قَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَبَرٌ مَنْصُوصٌ مُجْمَعٌ عَلَیْهِ أَنَّ الْأَدِلَّةَ الْمَنْصُوبَةَ عَلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ لَا یَذْهَبُ بِكُلِّیَّتِهَا بِحَادِثَةٍ مِنَ الْحَوَادِثِ مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عِبَادِهِ فِی إِقَامَةِ مَا افْتَرَضَهُ عَلَیْهِمْ وَ زَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ یَقُولُ بِالاجْتِهَادِ أَنَّهُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَیْهِ مِنْ جِهَةٍ حَتَّی یَسْتَوِیَ عِنْدَهُ الْجِهَاتُ كُلُّهَا تَحَرَّی وَ اتَّبَعَ اجْتِهَادَهُ حَیْثُ بَلَغَ بِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ بِزَعْمِهِمْ وَ إِنْ كَانَ لَمْ یُصِبْ وَجْهَ حَقِیقَةِ الْقِبْلَةِ وَ زَعَمُوا أَیْضاً أَنَّهُ إِذَا كَانَ عَلَی هَذَا السَّبِیلِ مِائَةُ رَجُلٍ لَمْ یَجُزْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ یَتَّبِعَ اجْتِهَادَ الْآخَرِ فَهُمْ بِهَذِهِ الْأَقْوَالِ یَنْقُضُونَ أَصْلَ اعْتِقَادِهِمْ وَ زَعَمُوا أَنَّ الضَّرِیرَ وَ الْمَكْفُوفَ لَهُ أَنْ یَقْتَدِیَ بِأَحَدِ هَؤُلَاءِ الْمُجْتَهِدِینَ فَلَهُ أَنْ یَنْتَقِلَ عَنْ قَوْلِ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِ الْآخَرِ فَجَعَلُوا مَعَ اجْتِهَادِهِمْ كَمَنْ لَمْ یَجْتَهِدْ فَلَمْ یَئُلْ بِهِمُ الِاجْتِهَادُ إِلَّا إِلَی حَالِ الضَّلَالِ وَ الِانْتِقَالِ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ فَأَیُّ دِینٍ أَبْدَعُ وَ أَیُّ قَوْلٍ أَشْنَعُ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَوْ أَبْیَنُ عَجْزاً مِمَّنْ یَظُنُّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ هُوَ عَلَی مِثْلِ هَذَا الْحَالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَی وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی وَ إِیَّاهُ نَسْتَعِینُ عَلَی مَا یَقْرُبُ مِنْهُ إِنَّهُ سَمِیعٌ مُجِیبٌ (1) أَقُولُ وَجَدْتُ رِسَالَةً قَدِیمَةً مُفْتَتَحُهَا هَكَذَا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ الْقُمِّیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی سَعْدٌ الْأَشْعَرِیُّ الْقُمِّیُّ أَبُو الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ مُصَنِّفُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِی النَّعْمَاءِ وَ الْآلَاءِ وَ الْمَجْدِ وَ الْعِزِّ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلَی آلِهِ الْبَرَرَةِ الْأَتْقِیَاءِ رَوَی مَشَایِخُنَا عَنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَی سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ أَمْرٍ وَ زَجْرٍ وَ تَرْغِیبٍ وَ تَرْهِیبٍ وَ جَدَلٍ وَ قِصَصٍ وَ مَثَلٍ.
و ساق الحدیث إلی آخره لكنه غیر الترتیب و فرقه علی الأبواب و زاد فیما بین ذلك بعض الأخبار(2).
ص: 97
«1»- ج، [الإحتجاج]: جَاءَ بَعْضُ الزَّنَادِقَةِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ لَوْ لَا مَا فِی الْقُرْآنِ مِنَ الِاخْتِلَافِ وَ التَّنَاقُضِ لَدَخَلْتُ فِی دِینِكُمْ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَا هُوَ قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَی نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (1) وَ قَوْلُهُ فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا(2) وَ قَوْلُهُ وَ ما كانَ
رَبُّكَ نَسِیًّا(3) وَ قَوْلُهُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ (4) وَ قَوْلُهُ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (5) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(6) وَ قَوْلُهُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(7) وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَ (8) وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (9) وَ قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(10) وَ قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ(11) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری (12) وَ قَوْلُهُ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ (13) الْآیَتَیْنِ وَ قَوْلُهُ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا
ص: 98
وَحْیاً(1) وَ قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (2) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ (3) وَ قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (4) وَ قَوْلُهُ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِی قُلُوبِهِمْ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ (5) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ (6) وَ قَوْلُهُ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(7) وَ قَوْلُهُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ(8) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ (9) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ یَعْنِی إِنَّمَا نَسُوا اللَّهَ فِی دَارِ الدُّنْیَا لَمْ یَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِیَهُمْ فِی الْآخِرَةِ أَیْ لَمْ یَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِهِ شَیْئاً فَصَارُوا مَنْسِیِّینَ مِنَ الْخَیْرِ وَ كَذَلِكَ تَفْسِیرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا یَعْنِی بِالنِّسْیَانِ أَنَّهُ لَمْ یُثِبْهُمْ كَمَا یُثِیبُ أَوْلِیَاءَهُ الَّذِینَ كَانُوا فِی دَارِ الدُّنْیَا مُطِیعِینَ ذَاكِرِینَ حِینَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَیْبِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِیًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً لَیْسَ بِالَّذِی یَنْسَی وَ لَا یَغْفُلُ بَلْ هُوَ الْحَفِیظُ الْعَلِیمُ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ قَدْ نَسِیَنَا فُلَانٌ فَلَا یَذْكُرُنَا أَیْ إِنَّهُ لَا یَأْمُرُ لَهُمْ بِخَیْرٍ وَ لَا یَذْكُرُهُمْ بِهِ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ قَوْلُهُ علیه السلام إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا
ص: 99
لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ فَإِنَّ ذَلِكَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ الْیَوْمِ الَّذِی كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ الْمُرَادُ یَكْفُرُ أَهْلُ الْمَعَاصِی بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْكُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْبَرَاءَةُ یَقُولُ یَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَوْلُ الشَّیْطَانِ- إِنِّی كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (1) وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ كَفَرْنا بِكُمْ (2) یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَبْكُونَ فِیهَا فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَزَالَتْ جَمِیعُ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ انْصَدَعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا یَزَالُونَ یَبْكُونَ حَتَّی یَسْتَنْفِدُوا الدُّمُوعَ وَ یُفْضُوا إِلَی الدِّمَاءِ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ هَؤُلَاءِ خَاصَّةً هُمُ الْمُقِرُّونُ فِی دَارِ الدُّنْیَا بِالتَّوْحِیدِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ إِیمَانُهُمْ بِاللَّهِ مَعَ مُخَالَفَتِهِمْ رُسُلَهُ وَ شَكِّهِمْ فِیمَا أَتَوْا بِهِ عَنْ رَبِّهِمْ وَ نَقْضِهِمْ عُهُودَهُمْ فِی أَوْصِیَائِهِمْ وَ اسْتِبْدَالِهِمُ الَّذِی هُوَ أَدْنَی بِالَّذِی هُوَ خَیْرٌ فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِمَا انْتَحَلُوهُ مِنَ الْإِیمَانِ بِقَوْلِهِ انْظُرْ كَیْفَ كَذَبُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ (3) فَیَخْتِمُ اللَّهُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُسْتَنْطَقُ الْأَیْدِی وَ الْأَرْجُلُ وَ الْجُلُودُ فَیَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِیَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یُرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمُ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ- لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ(4) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ لِهَوْلِ مَا یُشَاهِدُونَهُ مِنْ صُعُوبَةِ الْأَمْرِ وَ عِظَمِ الْبَلَاءِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ- وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ (5) الْآیَةَ
ص: 100
ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ وَ یُسْتَنْطَقُ فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَصْفِیَاؤُهُ فَلَا یَتَكَلَّمُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً فَتُقَامُ الرُّسُلُ فَیُسْأَلُونَ عَنْ تَأْدِیَةِ الرِّسَالاتِ الَّتِی حَمَلُوهَا إِلَی أُمَمِهِمْ فَأَخْبَرُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَدَّوْا ذَلِكَ إِلَی أُمَمِهِمْ وَ یُسْأَلُ الْأُمَمُ فَتَجْحَدُ كَمَا قَالَ اللَّهُ- فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ (1) فَیَقُولُونَ ما جاءَنا مِنْ بَشِیرٍ وَ لا نَذِیرٍ(2) فَتَسْتَشْهِدُ الرُّسُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَشْهَدُ بِصِدْقِ الرُّسُلِ وَ تَكْذِیبِ مَنْ یَجْحَدُهَا مِنَ الْأُمَمِ فَیَقُولُ لِكُلِّ أُمَّةٍ مِنْهُمْ بَلَی قَدْ جاءَكُمْ بَشِیرٌ وَ نَذِیرٌ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أَیْ مُقْتَدِرٌ عَلَی شَهَادَةِ جَوَارِحِكُمْ عَلَیْكُمْ بِتَبْلِیغِ الرُّسُلِ إِلَیْكُمْ رِسَالاتِهِمْ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً(3) فَلَا یَسْتَطِیعُونَ رَدَّ شَهَادَتِهِ خَوْفاً مِنْ أَنْ یَخْتِمَ اللَّهُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ أَنْ تَشْهَدَ عَلَیْهِمْ جَوَارِحُهُمْ بِمَا كَانُوا یَعْمَلُونَ وَ یَشْهَدَ عَلَی مُنَافِقِی قَوْمِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ كُفَّارِهِمْ بِإِلْحَادِهِمْ وَ عِنَادِهِمْ وَ نَقْضِهِمْ عَهْدَهُ وَ تَغْیِیرِهِمْ سُنَّتَهُ وَ اعْتِدَائِهِمْ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ انْقِلَابِهِمْ عَلَی أَعْقَابِهِمْ وَ ارْتِدَادِهِمْ عَلَی أَدْبَارِهِمْ وَ احْتِذَائِهِمْ فِی ذَلِكَ سُنَّةَ مَنْ تَقَدَّمَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الظَّالِمَةِ الْخَائِنَةِ لِأَنْبِیَائِهَا فَیَقُولُونَ بِأَجْمَعِهِمْ رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّینَ (4) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَكُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْمَلَائِكَةِ كُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَی مَلَكٌ إِلَّا أَثْنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْأَنْبِیَاءِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ مِثْلُهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَتَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرَضِینَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً(5) فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ
ص: 101
لَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِیبٌ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی هَذَا الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یُلْجَمُونَ فِیهِ وَ یَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْیَوْمِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(1) ذَلِكَ فِی مَوْضِعٍ یَنْتَهِی فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا یَفْرُغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَی نَهَرٍ یُسَمَّی نَهَرَ الْحَیَوَانِ فَیَغْتَسِلُونَ مِنْهُ وَ یَشْرَبُونَ مِنْ آخَرَ فَتَبْیَضُّ وُجُوهُهُمْ فَیَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلَّ أَذًی وَ قَذًی وَ وَعْثٍ ثُمَّ یُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ یَنْظُرُونَ إِلَی رَبِّهِمْ كَیْفَ یُثِیبُهُمْ وَ مِنْهُ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَسْلِیمِ الْمَلَائِكَةِ عَلَیْهِمْ- سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ (2) فَعِنْدَ ذَلِكَ أُثِیبُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ النَّاظِرَةُ فِی بَعْضِ اللُّغَةِ هِیَ الْمُنْتَظِرَةُ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَناظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (3) أَیْ مُنْتَظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری- عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) یَعْنِی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی حَیْثُ لَا یُجَاوِزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ فِی آخِرِ الْآیَةِ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی- لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری (5) رَأَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فِی صُورَتِهِ مَرَّتَیْنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ مَرَّةً أُخْرَی وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام خَلْقٌ عَظِیمٌ فَهُوَ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ الَّذِینَ لَا یُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ لَا صِفَتَهُمْ إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً
ص: 102
أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ كَانَ الرَّسُولُ یُوحِی إِلَیْهِ رُسُلُ السَّمَاءِ فَتُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ إِلَی رُسُلِ الْأَرْضِ وَ قَدْ كَانَ الْكَلَامُ بَیْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُرْسِلَ بِالْكَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّكَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَیْنَ تَأْخُذُ الْوَحْیَ قَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِیلَ قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ إِسْرَافِیلُ قَالَ یَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ مِنْ فَوْقِهِ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ قَالَ فَمِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ قَالَ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْیٌ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ رُؤْیَا یَرَاهَا الرُّسُلُ وَ مِنْهُ وَحْیٌ وَ تَنْزِیلٌ یُتْلَی وَ یُقْرَأُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (2) فَإِنَّمَا یَعْنِی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ لَمَحْجُوبُونَ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ (3) یُخْبِرُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْعَذَابَ یَأْتِیهِمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَمَا عَذَّبَ الْقُرُونَ الْأُولَی فَهَذَا خَبَرٌ یُخْبِرُ بِهِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ الْآیَةَ یَعْنِی لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَنْ تَجِی ءَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ هَذِهِ الْآیَةُ هِیَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا(4) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ عَذَاباً وَ كَذَلِكَ إِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ حَیْثُ قَالَ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ
ص: 103
الْقَواعِدِ(1) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (2) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (3) وَ قَوْلُهُ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ (4) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(5) یَعْنِی الْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ لِقَاءً وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (6) یَعْنِی مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ أَنَّهُ مَبْعُوثٌ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لَآتٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَیْسَ بِالرُّؤْیَةِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ الْبَعْثُ وَ كَذَلِكَ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (7) یَعْنِی أَنَّهُ لَا یَزُولُ الْإِیمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَوْمَ یُبْعَثُونَ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(8) یَعْنِی تَیَقَّنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ (9).
وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(10) فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ وَ لَیْسَ ظَنَّ یَقِینٍ وَ الظَّنُّ ظَنَّانِ ظَنُّ شَكٍّ وَ ظَنُّ یَقِینٍ فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْمَعَادِ مِنَ الظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ یَقِینٍ وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(11) فَهُوَ مِیزَانُ الْعَدْلِ تُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدِیلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْخَلَائِقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ یَجْزِیهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ وَ یَقْتَصُّ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَهُوَ قِلَّةُ الْحِسَابِ
ص: 104
وَ كَثْرَتُهُ وَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ عَلَی طَبَقَاتٍ وَ مَنَازِلَ فَمِنْهُمْ مَنْ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَتَلَبَّسُوا مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا بِشَیْ ءٍ وَ إِنَّمَا الْحِسَابُ هُنَاكَ عَلَی مَنْ تَلَبَّسَ بِهَا هَاهُنَا وَ مِنْهُمْ مَنْ یُحَاسَبُ عَلَی النَّقِیرِ وَ الْقِطْمِیرِ وَ یَصِیرُ إِلَی عَذَابِ السَّعِیرِ وَ مِنْهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ قَادَةُ الضَّلَالَةِ فَأُولَئِكَ لَا یُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً وَ لَا یَعْبَأُ بِهِمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَعْبَئُوا بِأَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ- تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ وَ مِنْ سُؤَالِ هَذَا الزِّنْدِیقِ أَنْ قَالَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ- قُلْ یَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ (1) وَ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(2) وَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
طَیِّبِینَ (3) وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَمَرَّةً یَجْعَلُ الْفِعْلَ لِنَفْسِهِ وَ مَرَّةً لِمَلَكِ الْمَوْتِ وَ مَرَّةً لِلْمَلَائِكَةِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ (4) وَ یَقُولُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (5) أَعْلَمَ فِی الْآیَةِ الْأَوْلَی أَنَّ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لَا تُكَفَّرُ وَ أَعْلَمَ فِی الْآیَةِ الثَّانِیَةِ أَنَّ الْإِیمَانَ وَ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لَا یَنْفَعُ إِلَّا بَعْدَ الِاهْتِدَاءِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا(6) فَكَیْفَ یَسْأَلُ الْحَیُّ الْأَمْوَاتَ قَبْلَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا(7) فَمَا هَذِهِ الْأَمَانَةُ وَ مَنْ هَذَا الْإِنْسَانُ وَ لَیْسَ مِنْ صِفَةِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ التَّلْبِیسُ عَلَی عِبَادِهِ وَ أَجِدُهُ قَدْ شَهَرَ هَفَوَاتِ أَنْبِیَائِهِ بِقَوْلِهِ وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی (8) وَ بِتَكْذِیبِهِ
ص: 105
نُوحاً لَمَّا قَالَ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی بِقَوْلِهِ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ (1) وَ بِوَصْفِهِ إِبْرَاهِیمَ بِأَنَّهُ عَبَدَ كَوْكَباً مَرَّةً وَ مَرَّةً قَمَراً وَ مَرَّةً شَمْساً وَ بِقَوْلِهِ فِی یُوسُفَ علیه السلام وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأی بُرْهانَ رَبِّهِ (2) وَ بِتَهْجِینِهِ مُوسَی حَیْثُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْكَ قالَ لَنْ تَرانِی (3) الْآیَةَ وَ بِبَعْثِهِ عَلَی دَاوُدَ علیه السلام جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ حَیْثُ تَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ إِلَی آخِرِ الْقِصَّةِ وَ بِحَبْسِهِ یُونُسَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ حَیْثُ ذَهَبَ مُغَاضِباً مُذْنِباً فَأَظْهَرَ خَطَأَ الْأَنْبِیَاءِ وَ زَلَلَهُمْ ثُمَّ وَارَی أَسْمَاءَ مَنِ اغْتَرَّ وَ فَتَنَ خَلْقَهُ وَ ضَلَّ وَ أَضَلَّ وَ كَنَّی عَنْ أَسْمَائِهِمْ فِی قَوْلِهِ- یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا- یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا- لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی (4) فَمَنْ هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی لَمْ یُذْكَرْ مِنِ اسْمِهِ مَا ذُكِرَ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(5) وَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ (6)
وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی كَما خَلَقْناكُمْ (7) فَمَرَّةً یَجِیئُهُمْ وَ مَرَّةً یَجِیئُونَهُ وَ أَجِدُهُ یُخْبِرُ أَنَّهُ یَتْلُو نَبِیَّهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَ كَانَ الَّذِی تَلَاهُ عَبَدَ الْأَصْنَامَ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (8) فَمَا هَذِهِ النَّعِیمُ الَّذِی یَسْأَلُ الْعِبَادَ عَنْهُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ (9) مَا هَذِهِ الْبَقِیَّةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (10) وَ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (11)
ص: 106
وَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (1) وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ- وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (2) مَا مَعْنَی الْجَنْبِ وَ الْوَجْهِ وَ الْیَمِینِ وَ الشِّمَالِ فَإِنَّ الْأَمْرَ فِی ذَلِكَ مُلْتَبِسٌ جِدّاً وَ أَجِدُهُ یَقُولُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (3) وَ یَقُولُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ(4) وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (5) وَ هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ (6) وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(7) وَ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ (8) الْآیَةَ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ(9) وَ لَیْسَ یُشْبِهُ الْقِسْطَ فِی الْیَتَامَی نِكَاحُ النِّسَاءِ وَ لَا كُلُّ النِّسَاءِ أَیْتَامٌ فَمَا مَعْنَی ذَلِكَ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (10) وَ كَیْفَ یَظْلِمُ اللَّهُ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ(11) فَمَا هَذِهِ الْوَاحِدَةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ (12) وَ قَدْ أَرَی مُخَالِفِی الْإِسْلَامِ مُعْتَكِفِینَ عَلَی بَاطِلِهِمْ غَیْرَ مُقْلِعِینَ عَنْهُ وَ أَرَی غَیْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْفَسَادِ مُخْتَلِفِینَ فِی مَذَاهِبِهِمْ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَأَیُّ مَوْضِعٍ لِلرَّحْمَةِ الْعَامَّةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَیْهِمْ وَ أَجِدُهُ قَدْ بَیَّنَ فَضْلَ نَبِیِّهِ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ خَاطَبَهُ فِی أَضْعَافِ مَا أَثْنَی
ص: 107
عَلَیْهِ فِی الْكِتَابِ مِنَ الْإِزْرَاءِ عَلَیْهِ وَ انْخِفَاضِ مَحَلِّهِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ تَهْجِینِهِ وَ تَأْنِیبِهِ مَا لَمْ یُخَاطِبْ بِهِ أَحَداً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَی الْهُدی فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِینَ (1) وَ قَوْلِهِ وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئاً قَلِیلًا- إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَیاةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَیْنا نَصِیراً(2) وَ قَوْلِهِ وَ تُخْفِی فِی نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِیهِ وَ تَخْشَی النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ (3) وَ قَوْلِهِ وَ ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِكُمْ (4) وَ هُوَ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(5) وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (6) فَإِذَا كَانَتِ الْأَشْیَاءُ تُحْصَی فِی الْإِمَامِ وَ هُوَ وَصِیُّ النَّبِیِّ- فَالنَّبِیُّ أَوْلَی أَنْ یَكُونَ بَعِیداً مِنَ الصِّفَةِ الَّتِی قَالَ فِیهَا- وَ ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِكُمْ وَ هَذِهِ كُلُّهَا صِفَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ وَ أَحْوَالٌ مُنَاقِضَةٌ وَ أُمُورٌ مُشَكِّكَةٌ فَإِنْ یَكُنِ الرَّسُولُ وَ الْكِتَابُ حَقّاً فَقَدْ هَلَكْتُ لِشَكِّی فِی ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَا بَاطِلَیْنِ فَمَا عَلَیَّ مِنْ بَأْسٍ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ تَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَی هُوَ الْحَیُّ الدَّائِمُ الْقَائِمُ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ هَاتِ أَیْضاً مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ حَسْبِی مَا ذَكَرْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِیلِ مَا سَأَلْتَ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(7) وَ قَوْلُهُ یَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ (8) وَ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا(9) وَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ (10) وَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (11) فَهُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ
ص: 108
مِنْ أَنْ یَتَوَلَّی ذَلِكَ بِنَفْسِهِ وَ فِعْلُ رُسُلِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فِعْلُهُ لِأَنَّهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ فَاصْطَفَی جَلَّ ذِكْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَ سَفَرَةً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ- اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ (1) فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الطَّاعَةِ تَوَلَّتْ قَبْضَ رُوحِهِ
مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْصِیَةِ تَوَلَّی قَبْضَ رُوحِهِ مَلَائِكَةُ النَّقِمَةِ وَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ أَعْوَانٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ وَ النَّقِمَةِ یَصْدُرُونَ عَنْ أَمْرِهِ وَ فِعْلُهُمْ فِعْلُهُ وَ كُلُّ مَا یَأْتُونَهُ مَنْسُوبٌ إِلَیْهِ وَ إِذَا كَانَ فِعْلُهُمْ فِعْلَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفِعْلُ مَلَكِ الْمَوْتِ فِعْلُ اللَّهِ لِأَنَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ عَلَی یَدِ مَنْ یَشَاءُ وَ یُعْطِی وَ یَمْنَعُ وَ یُثِیبُ وَ یُعَاقِبُ عَلَی یَدِ مَنْ یَشَاءُ وَ إِنَّ فِعْلَ أُمَنَائِهِ فِعْلُهُ كَمَا قَالَ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (2) وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ (3) وَ قَوْلُهُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (4) فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَا یُغْنِی إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ عَلَیْهِ اسْمُ الْإِیمَانِ كَانَ حَقِیقاً بِالنَّجَاةِ مِمَّا هَلَكَ بِهِ الْغُوَاةُ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَنَجَتِ الْیَهُودُ مَعَ اعْتِرَافِهَا بِالتَّوْحِیدِ وَ إِقْرَارِهَا بِاللَّهِ وَ نَجَا سَائِرُ الْمُقِرِّینَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مِنْ إِبْلِیسَ فَمَنْ دُونَهُ مَعَ الْكُفْرِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (5) وَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (6) وَ لِلْإِیمَانِ حَالاتٌ وَ مَنَازِلُ یَطُولُ شَرْحُهَا وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْإِیمَانَ قَدْ یَكُونُ عَلَی وَجْهَیْنِ إِیمَانٍ بِالْقَلْبِ وَ إِیمَانٍ بِاللِّسَانِ كَمَا كَانَ إِیمَانُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَهَرَهُمُ السَّیْفُ وَ شَمِلَهُمُ الْخَوْفُ فَإِنَّهُمْ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ فَالْإِیمَانُ بِالْقَلْبِ هُوَ التَّسْلِیمُ لِلرَّبِّ وَ مَنْ سَلَّمَ الْأُمُورَ
ص: 109
لِمَالِكِهَا لَمْ یَسْتَكْبِرْ عَنْ أَمْرِهِ كَمَا اسْتَكْبَرَ إِبْلِیسُ عَنِ السُّجُودِ لِآدَمَ وَ اسْتَكْبَرَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ عَنْ طَاعَةِ أَنْبِیَائِهِمْ فَلَمْ یَنْفَعْهُمُ التَّوْحِیدُ كَمَا لَمْ یَنْفَعْ إِبْلِیسَ ذَلِكَ السُّجُودُ الطَّوِیلُ فَإِنَّهُ سَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ لَمْ یُرِدْ بِهَا غَیْرَ زُخْرُفِ الدُّنْیَا وَ التَّمْكِینِ مِنَ النَّظِرَةِ فَكَذَلِكَ لَا تَنْفَعُ الصَّلَاةُ وَ الصَّدَقَةُ إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ وَ طُرُقِ الْحَقِّ وَ قَدْ قَطَعَ اللَّهُ عُذْرَ عِبَادِهِ بِتَبْیِینِ آیَاتِهِ وَ إِرْسَالِ رُسُلِهِ- لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ لَمْ یُخْلِ أَرْضَهُ مِنْ عَالِمٍ بِمَا یَحْتَاجُ الْخَلِیقَةُ إِلَیْهِ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَی سَبِیلِ نَجَاةٍ أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ فِی أُمَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَعَلَهُمْ مَثَلًا لِمَنْ تَأَخَّرَ مِثْلُ قَوْلِهِ فِی قَوْمِ نُوحٍ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ وَ قَوْلِهِ فِیمَنْ آمَنَ مِنْ أُمَّةِ مُوسَی- وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (1) وَ قَوْلِهِ فِی حَوَارِیِّ عِیسَی حَیْثُ قَالَ لِسَائِرِ بَنِی إِسْرَائِیلَ- مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (2) یَعْنِی أَنَّهُمْ یُسْلِمُونَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَمَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ إِلَّا الْحَوَارِیُّونَ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْعِلْمِ أَهْلًا وَ فَرَضَ عَلَی الْعِبَادِ طَاعَتَهُمْ بِقَوْلِهِ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) وَ بِقَوْلِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ
یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) وَ بِقَوْلِهِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (6) وَ بِقَوْلِهِ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(7) وَ الْبُیُوتُ هِیَ بُیُوتُ الْعِلْمِ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ وَ أَبْوَابُهَا أَوْصِیَاؤُهُمْ فَكُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَیْرِ یَجْرِی عَلَی غَیْرِ أَیْدِی أَهْلِ الِاصْطِفَاءِ وَ عُهُودُهُمْ وَ حُدُودُهُمْ
ص: 110
وَ شَرَائِعُهُمْ وَ سُنَنُهُمْ وَ مَعَالِمُ دِینِهِمْ مَرْدُودٌ غَیْرُ مَقْبُولٍ وَ أَهْلُهُ بِمَحَلِّ كُفْرٍ وَ إِنْ شَمِلَتْهُمْ صِفَةُ الْإِیمَانِ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا یَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسالی وَ لا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ (1) فَمَنْ لَمْ یَهْتَدِ مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ لَمْ یُغْنِ عَنْهُ إِیمَانُهُ بِاللَّهِ مَعَ دَفْعِهِ حَقَّ أَوْلِیَائِهِ وَ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- فَلَمْ یَكُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا(2) وَ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْهِدَایَةُ هِیَ الْوَلَایَةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (3) وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُمُ الْمُؤْتَمَنُونَ عَلَی الْخَلَائِقِ مِنَ الْحُجَجِ وَ الْأَوْصِیَاءِ فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ أَقَرَّ أَیْضاً مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالشَّهَادَتَیْنِ كَانَ مُؤْمِناً إِنَّ الْمُنَافِقِینَ كَانُوا یَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ یَدْفَعُونَ عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا عَهِدَ بِهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ عَزَائِمِهِ وَ بَرَاهِینِ نُبُوَّتِهِ إِلَی وَصِیِّهِ وَ یُضْمِرُونَ مِنَ الْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ وَ النَّقْضِ لِمَا أَبْرَمَهُ مِنْهُ عِنْدَ إِمْكَانِ الْأَمْرِ لَهُمْ فِیهِ فِیمَا قَدْ بَیَّنَهُ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ بِقَوْلِهِ- فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً(4) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ (5) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (6) أَیْ لَتَسْلُكُنَّ سَبِیلَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ فِی الْغَدْرِ بِالْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ شَقَّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یَئُولُ إِلَیْهِ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمْ
ص: 111
وَ اطِّلَاعُ اللَّهِ إِیَّاهُ عَلَی بَوَارِهِمْ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ وَ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (1) وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا(2) فَهَذَا مِنْ بَرَاهِینِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله الَّتِی آتَاهُ اللَّهُ إِیَّاهَا وَ أَوْجَبَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَی سَائِرِ خَلْقِهِ لِأَنَّهُ لَمَّا خَتَمَ بِهِ الْأَنْبِیَاءَ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ رَسُولًا إِلَی جَمِیعِ الْأُمَمِ وَ سَائِرِ الْمِلَلِ خَصَّهُ اللَّهُ بِالارْتِقَاءِ إِلَی السَّمَاءِ عِنْدَ الْمِعْرَاجِ وَ جَمَعَ لَهُ یَوْمَئِذٍ الْأَنْبِیَاءَ فَعَلِمَ مِنْهُمْ مَا أُرْسِلُوا بِهِ وَ حَمَلُوهُ مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ وَ آیَاتِهِ وَ بَرَاهِینِهِ وَ أَقَرُّوا أَجْمَعِینَ بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْحُجَجِ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِ وَ فَضْلِ شِیعَةِ وَصِیِّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الَّذِینَ سَلَّمُوا لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَمْ یَسْتَكْبِرُوا عَنْ أَمْرِهِمْ وَ عَرَفَ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ عَصَاهُمْ مِنْ أُمَمِهِمْ وَ سَائِرِ مَنْ مَضَی وَ مَنْ غَبَرَ أَوْ تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ وَ أَمَّا هَفَوَاتُ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ مَا بَیَّنَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ وُقُوعُ الْكِنَایَةِ عَنْ أَسْمَاءِ مَنِ اجْتَرَمَ أَعْظَمُ مِمَّا اجْتَرَمَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ مِمَّنْ شَهِدَ الْكِتَابُ بِظُلْمِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَی حِكْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَاهِرَةِ وَ قُدْرَتِهِ الْقَاهِرَةِ وَ عِزَّتِهِ الظَّاهِرَةِ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ بَرَاهِینَ الْأَنْبِیَاءِ تَكْبُرُ فِی صُدُورِ أُمَمِهِمْ وَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ یَتَّخِذُ بَعْضَهُمْ إِلَهاً كَالَّذِی كَانَ مِنَ النَّصَارَی فِی ابْنِ مَرْیَمَ فَذِكْرُهَا دَلَالَةٌ عَلَی تَخَلُّفِهِمْ عَنِ الْكَمَالِ الَّذِی تَفَرَّدَ بِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِهِ فِی صِفَةِ عِیسَی علیه السلام حَیْثُ قَالَ فِیهِ وَ فِی أُمِّهِ- كانا یَأْكُلانِ الطَّعامَ (3) یَعْنِی مَنْ أَكَلَ الطَّعَامَ كَانَ لَهُ ثُفْلٌ وَ مَنْ كَانَ لَهُ ثُفْلٌ فَهُوَ بَعِیدٌ مِمَّا ادَّعَتْهُ النَّصَارَی لِابْنِ مَرْیَمَ وَ لَمْ یَكْنْ عَنْ (4)
أَسْمَاءِ الْأَنْبِیَاءِ تَجَبُّراً وَ تَعَزُّزاً بَلْ تَعْرِیفاً لِأَهْلِ الِاسْتِبْصَارِ أَنَّ الْكِنَایَةَ عَنْ أَسْمَاءِ ذَوِی الْجَرَائِرِ الْعَظِیمَةِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فِی الْقُرْآنِ لَیْسَتْ مِنْ فِعْلِهِ تَعَالَی وَ أَنَّهَا مِنْ فِعْلِ الْمُغَیِّرِینَ وَ الْمُبَدِّلِینَ الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ وَ اعْتَاضُوا الدُّنْیَا مِنَ الدِّینِ.
ص: 112
وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی قِصَصَ الْمُغَیِّرِینَ بِقَوْلِهِ- لِلَّذِینَ یَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا(1) وَ بِقَوْلِهِ وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقاً یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ (2) وَ بِقَوْلِهِ إِذْ یُبَیِّتُونَ ما لا یَرْضی مِنَ الْقَوْلِ (3) بَعْدَ فَقْدِ الرَّسُولِ مَا یُقِیمُونَ بِهِ أَوَدَ بَاطِلِهِمْ حَسَبَ مَا فَعَلَتْهُ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی بَعْدَ فَقْدِ مُوسَی وَ عِیسَی علیه السلام مِنْ تَغْیِیرِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ تَحْرِیفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ بِقَوْلِهِ یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ (4) یَعْنِی أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا فِی الْكِتَابِ مَا لَمْ یَقُلْهُ اللَّهُ لِیَلْبِسُوا عَلَی الْخَلِیقَةِ فَأَعْمَی اللَّهُ قُلُوبَهُمْ حَتَّی تَرَكُوا فِیهِ مَا یَدُلُّ عَلَی مَا أَحْدَثُوهُ فِیهِ وَ حَرَّفُوا مِنْهُ وَ بَیَّنَ عَنْ إِفْكِهِمْ وَ تَلْبِیسِهِمْ وَ كِتْمَانِ مَا عَلِمُوهُ مِنْهُ وَ لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ (5) وَ ضَرَبَ مَثَلَهُمْ بِقَوْلِهِ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما یَنْفَعُ النَّاسَ فَیَمْكُثُ فِی الْأَرْضِ (6) فَالزَّبَدُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ كَلَامُ الْمُلْحِدِینَ الَّذِینَ أَثْبَتُوهُ فِی الْقُرْآنِ فَهُوَ یَضْمَحِلُّ وَ یَبْطُلُ وَ یَتَلَاشَی عِنْدَ التَّحْصِیلِ وَ الَّذِی یَنْفَعُ النَّاسَ مِنْهُ فَالتَّنْزِیلُ الْحَقِیقِیُّ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ وَ الْقُلُوبُ تَقْبَلُهُ وَ الْأَرْضُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هِیَ مَحَلُّ الْعِلْمِ وَ قَرَارُهُ وَ لَیْسَ یَسُوغُ مَعَ عُمُومِ التَّقِیَّةِ التَّصْرِیحُ بِأَسْمَاءِ الْمُبَدِّلِینَ وَ لَا الزِّیَادَةُ فِی آیَاتِهِ عَلَی مَا أَثْبَتُوهُ مِنْ تِلْقَائِهِمْ فِی الْكِتَابِ لِمَا فِی ذَلِكَ مِنْ تَقْوِیَةِ حُجَجِ أَهْلِ التَّعْطِیلِ وَ الْكُفْرِ وَ الْمِلَلِ الْمُنْحَرِفَةِ عَنْ قِبْلَتِنَا(7) وَ إِبْطَالِ هَذَا الْعِلْمِ الظَّاهِرِ الَّذِی قَدِ اسْتَكَانَ لَهُ الْمُوَافِقُ وَ الْمُخَالِفُ بِوُقُوعِ الِاصْطِلَاحِ عَلَی الِایتِمَارِ لَهُمْ وَ الرِّضَا بِهِمْ وَ لِأَنَ
ص: 113
أَهْلَ الْبَاطِلِ فِی الْقَدِیمِ وَ الْحَدِیثِ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ وَ لِأَنَّ الصَّبْرَ عَلَی وُلَاةِ الْأَمْرِ مَفْرُوضٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (1) وَ إِیجَابُهُ مِثْلُ ذَلِكَ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ بِقَوْلِهِ- لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(2) فَحَسْبُكَ مِنَ الْجَوَابِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ مَا سَمِعْتَ فَإِنَّ شَرِیعَةَ التَّقِیَّةِ تَحْظُرُ التَّصْرِیحَ بِأَكْثَرَ مِنْهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(3) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی (4) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ (5) فَذَلِكَ كُلُّهُ حَقٌّ وَ لَیْسَتْ جِیئَتُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ كَجِیئَةِ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا یَكُونُ تَأْوِیلُهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ لَا یُشْبِهُ تَأْوِیلُهُ كَلَامَ الْبَشَرِ وَ لَا فِعْلَ الْبَشَرِ وَ سَأُنَبِّئُكَ بِمِثَالٍ لِذَلِكَ تَكْتَفِی بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ هُوَ حِكَایَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام حَیْثُ قَالَ- إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی (6) فَذَهَابُهُ إِلَی رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَیْهِ فِی عِبَادَتِهِ وَ اجْتِهَادِهِ أَ لَا تَرَی أَنَّ تَأْوِیلَهُ غَیْرُ تَنْزِیلِهِ وَ قَالَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِیَةَ أَزْواجٍ (7) وَ قَالَ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ(8) فَإِنْزَالُهُ ذَلِكَ خَلْقُهُ إِیَّاهُ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِینَ (9) أَیِ الْجَاحِدِینَ فَالتَّأْوِیلُ فِی هَذَا الْقَوْلِ بَاطِنُهُ مُضَادٌّ لِظَاهِرِهِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ
الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ فَإِنَّمَا هِیَ خَاطَبَ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ یَنْتَظِرُونَ الْمُنَافِقُونَ وَ الْمُشْرِكُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ فَیُعَایِنُوهُمْ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ
ص: 114
آیاتِ رَبِّكَ یَعْنِی بِذَلِكَ أَمْرَ رَبِّكَ وَ الْآیَاتُ هِیَ الْعَذَابُ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَمَا عَذَّبَ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِیَةَ وَ قَالَ أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها(1) یَعْنِی بِذَلِكَ مَا یَهْلِكُ مِنَ الْقُرُونِ فَسَمَّاهُ إِتْیَاناً وَ قَالَ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَكُونَ (2) أَیْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَكُونَ فَسَمَّی اللَّعْنَةَ قِتَالًا وَ كَذَلِكَ قَالَ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (3) أَیْ لُعِنَ الْإِنْسَانُ وَ قَالَ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمی (4) فَسَمَّی فِعْلَ النَّبِیِّ فِعْلًا لَهُ أَ لَا تَرَی تَأْوِیلَهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (5) فَسَمَّی الْبَعْثَ لِقَاءً وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (6) أَیْ یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ أَ لا یَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ (7) أَیْ أَ لَیْسَ یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَ اللِّقَاءُ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ الْبَعْثُ وَ عِنْدَ الْكَافِرِ الْمُعَایَنَةُ وَ النَّظَرُ وَ قَدْ یَكُونُ بَعْضُ ظَنِّ الْكَافِرِ یَقِیناً وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ- وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(8) أَیْ أَیْقَنُوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِی الْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(9) فَلَیْسَ ذَلِكَ بِیَقِینٍ وَ لَكِنَّهُ شَكٌّ فَاللَّفْظُ وَاحِدٌ فِی الظَّاهِرِ وَ مُخَالِفٌ فِی الْبَاطِنِ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (10) یَعْنِی اسْتَوَی تَدْبِیرَهُ وَ عَلَا أَمْرَهُ وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (11) وَ قَوْلُهُ هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ (12) وَ قَوْلُهُ:
ص: 115
ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ (1) فَإِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ اسْتِیلَاءَ أُمَنَائِهِ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی رَكَّبَهَا فِیهِمْ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ أَنَّ فِعْلَهُمْ فِعْلُهُ فَافْهَمْ عَنِّی مَا أَقُولُ لَكَ فَإِنِّی إِنَّمَا أَزِیدُكَ فِی الشَّرْحِ لِأُثْلِجَ فِی صَدْرِكَ وَ صَدْرِ مَنْ لَعَلَّهُ بَعْدَ الْیَوْمِ یَشُكُّ فِی مِثْلِ مَا شَكَكْتَ فِیهِ فَلَا یَجِدُ مُجِیباً عَمَّا یَسْأَلُ عَنْهُ لِعُمُومِ الطُّغْیَانِ وَ الِافْتِتَانِ وَ لِاضْطِرَارِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِتَأْوِیلِ الْكِتَابِ إِلَی الِاكْتِتَامِ وَ الِاحْتِجَابِ خِیفَةً مِنْ أَهْلِ الظُّلْمِ وَ الْبَغْیِ أَمَا إِنَّهُ سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَكُونُ الْحَقُّ فِیهِ مَسْتُوراً وَ الْبَاطِلُ ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ ذَلِكَ إِذَا كَانَ أَوْلَی النَّاسِ بِهِ أَعْدَاهُمْ لَهُ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ وَ عَظُمَ الْإِلْحَادُ وَ ظَهَرَ الْفَسَادُ- هُنالِكَ ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِیداً وَ نَحَلَهُمُ الْكُفَّارُ أَسْمَاءَ الْأَشْرَارِ فَیَكُونُ جُهْدَ الْمُؤْمِنِ أَنْ یَحْفَظَ مُهْجَتَهُ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَیْهِ ثُمَّ یُتِیحُ اللَّهُ الْفَرَجَ لِأَوْلِیَائِهِ فَیُظْهِرُ صَاحِبُ الْأَمْرِ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ أَقَامَهَا عَلَی خَلْقِهِ وَ عَرَّفَهُمْ أَنَّهُ لَا یَسْتَحِقُّ مَجْلِسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ وَ لَا یَتْلُوهُ إِلَّا مَنْ یَكُونُ فِی الطَّهَارَةِ مِثْلَهُ مَنْزِلَةً لِئَلَّا یَتَّسِعَ لِمَنْ مَاسَّهُ رِجْسُ الْكُفْرِ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ انْتِحَالُ الِاسْتِحْقَاقِ لِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ وَ لِیَضِیقَ الْعُذْرُ عَلَی مَنْ یُعِینُهُ عَلَی إِثْمِهِ وَ ظُلْمِهِ إِذْ كَانَ اللَّهُ قَدْ حَظَرَ عَلَی مَنْ مَاسَّهُ الْكُفْرُ تَقَلُّدَ مَا فَوَّضَهُ إِلَی أَنْبِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ بِقَوْلِهِ لِإِبْرَاهِیمَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (3) أَیِ الْمُشْرِكِینَ لِأَنَّهُ سَمَّی الشِّرْكَ ظُلْماً بِقَوْلِهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (4) فَلَمَّا عَلِمَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام أَنَّ عَهْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ بِالْإِمَامَةِ لَا یَنَالُ عَبَدَةَ الْأَصْنَامِ قَالَ- وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (5) وَ اعْلَمْ أَنَّ مَنْ آثَرَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی الصَّادِقِینَ وَ الْكُفَّارَ عَلَی الْأَبْرَارِ فَقَدِ
ص: 116
افْتَری عَلَی اللَّهِ إِثْماً عَظِیماً إِذَا كَانَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ الْفَرْقَ بَیْنَ الْمُحِقِّ وَ الْمُبْطِلِ وَ الطَّاهِرِ وَ النِّجْسِ وَ الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ أَنَّهُ لَا یَتْلُو النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ فَقْدِهِ إِلَّا مَنْ حَلَّ مَحَلَّهُ صِدْقاً وَ عَدْلًا وَ طَهَارَةً وَ فَضْلًا وَ أَمَّا الْأَمَانَةُ الَّتِی ذَكَرْتُهَا فَهِیَ الْأَمَانَةُ الَّتِی لَا تَجِبُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ تَكُونَ إِلَّا فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْصِیَائِهِمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ائْتَمَنَهُمْ عَلَی خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمْ حُجَجاً فِی أَرْضِهِ فَبِالسَّامِرِیِّ وَ مَنِ اجْتَمَعَ مَعَهُ وَ أَعَانَهُ مِنَ الْكُفَّارِ عَلَی عِبَادَةِ الْعِجْلِ عِنْدَ غَیْبَةِ مُوسَی مَا تَمَّ انْتِحَالُ مَحَلِّ مُوسَی علیه السلام مِنَ الطَّغَامِ وَ الِاحْتِمَالُ لِتِلْكَ الْأَمَانَةِ الَّتِی لَا یَنْبَغِی إِلَّا لِطَاهِرٍ مِنَ الرِّجْسِ فَاحْتَمَلَ وِزْرَهَا وَ وِزْرَ مَنْ سَلَكَ فِی سَبِیلِهِ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ أَعْوَانِهِمْ وَ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ اسْتَنَّ سُنَّةَ حَقٍّ كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مَنِ اسْتَنَّ سُنَّةَ بَاطِلٍ كَانَ عَلَیْهِ وِزْرُهَا وَ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لِهَذَا الْقَوْلِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله شَاهِدٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ قَابِیلَ قَاتِلِ أَخِیهِ- مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(1) وَ لِلْإِحْیَاءِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ تَأْوِیلٌ فِی الْبَاطِنِ لَیْسَ كَظَاهِرِهِ وَ هُوَ مَنْ هَدَاهَا لِأَنَّ الْهِدَایَةَ هِیَ حَیَاةُ الْأَبَدِ وَ مَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ حَیّاً لَمْ یَمُتْ أَبَداً إِنَّمَا یَنْقُلُهُ مِنْ دَارِ مِحْنَةٍ إِلَی دَارِ رَاحَةٍ وَ مِنْحَةٍ وَ أَمَّا مَا أَرَاكَ (2) مِنَ الْخِطَابِ بِالانْفِرَادِ مَرَّةً وَ بِالْجَمْعِ مَرَّةً مِنْ صِفَةِ الْبَارِئِ جَلَّ ذِكْرُهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِالانْفِرَادِ وَ الْوَحْدَانِیَّةِ هُوَ النُّورُ الْأَزَلِیُّ الْقَدِیمُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ لَا یَتَغَیَّرُ وَ یَحْكُمُ مَا یَشَاءُ وَ یَخْتارُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لَا مَا خَلَقَ زَادَ فِی مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ وَ لَا
ص: 117
نَقَصَ مِنْهُ مَا لَمْ یَخْلُقْهُ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِالْخَلْقِ إِظْهَارَ قُدْرَتِهِ وَ إِبْدَاءَ سُلْطَانِهِ وَ تَبْیِینَ بَرَاهِینِ حِكْمَتِهِ فَخَلَقَ مَا شَاءَ كَمَا شَاءَ وَ أَجْرَی فِعْلَ بَعْضِ الْأَشْیَاءِ عَلَی أَیْدِی مَنِ اصْطَفَی مِنْ أُمَنَائِهِ فَكَانَ فِعْلُهُمْ فِعْلَهُ وَ أَمْرُهُمْ أَمْرَهُ كَمَا قَالَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (1) وَ جَعَلَ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وِعَاءً لِمَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ لِیَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ مَعَ سَابِقِ عِلْمِهِ بِالْفَرِیقَیْنِ مِنْ أَهْلِهَا وَ لِیَجْعَلَ ذَلِكَ مِثَالًا لِأَوْلِیَائِهِ وَ أُمَنَائِهِ وَ عَرَفَ الْخَلِیقَةَ فَضْلَ مَنْزِلَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ فَرَضَ عَلَیْهِمْ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِثْلَ الَّذِی فَرَضَهُ مِنْهُ لِنَفْسِهِ وَ أَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةَ بِأَنْ خَاطَبَهُمْ خِطَاباً یَدُلُّ عَلَی انْفِرَادِهِ وَ تَوَحُّدِهِ وَ بِأَنَّ لَهُ أَوْلِیَاءَ تَجْرِی أَفْعَالُهُمْ وَ أَحْكَامُهُمْ مَجْرَی فِعْلِهِ فَهُمُ الْعِبَادُ الْمُكَرَّمُونَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ هُمُ الَّذِینَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ عَرَّفَ الْخَلْقَ اقْتِدَارَهُمْ عَلَی عِلْمِ الْغَیْبِ بِقَوْلِهِ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً- إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (2) وَ هُمُ النَّعِیمُ الَّذِی یَسْأَلُ الْعِبَادَ عَنْهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْعَمَ بِهِمْ عَلَی مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ أَوْلِیَائِهِمْ قَالَ السَّائِلُ مَنْ هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ قَالَ علیه السلام هُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ حَلَّ مَحَلَّهُ مِنْ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ الَّذِینَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ فَرَضَ عَلَی الْعِبَادِ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِثْلَ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْهِمْ مِنْهَا لِنَفْسِهِ وَ هُمْ وُلَاةُ الْأَمْرِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) وَ قَالَ فِیهِمْ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) قَالَ السَّائِلُ مَا ذَلِكَ الْأَمْرُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام الَّذِی تَنَزَّلُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی یُفَرَّقُ فِیهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ مِنْ خَلْقٍ وَ رِزْقٍ وَ أَجَلٍ وَ عَمَلٍ وَ حَیَاةٍ وَ مَوْتٍ وَ عِلْمِ غَیْبِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِی لَا تَنْبَغِی إِلَّا لِلَّهِ وَ أَصْفِیَائِهِ وَ السَّفَرَةِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ هُمْ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی قَالَ- فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ
ص: 118
اللَّهِ (1) هُمْ بَقِیَّةُ اللَّهِ یَعْنِی الْمَهْدِیَّ الَّذِی یَأْتِی عِنْدَ انْقِضَاءِ هَذِهِ النَّظِرَةِ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ مِنْ آیَاتِهِ الْغِیبَةُ وَ الِاكْتِتَامُ عِنْدَ عُمُومِ الطُّغْیَانِ وَ حُلُولِ الِانْتِقَامِ وَ لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی عَرَّفْتُكَ نَبَأَهُ لِلنَّبِیِّ دُونَ غَیْرِهِ لَكَانَ الْخِطَابُ یَدُلُّ عَلَی فِعْلٍ خَاصٍّ غَیْرِ دَائِمٍ وَ لَا مُسْتَقْبَلٍ وَ لَقَالَ نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ فُرِقَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ وَ لَمْ یَقُلْ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ(2) وَ یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ (3) وَ قَدْ زَادَ جَلَّ ذِكْرُهُ فِی التِّبْیَانِ وَ إِثْبَاتِ الْحُجَّةِ بِقَوْلِهِ فِی أَصْفِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ علیهم السلام أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (4) تَعْرِیفاً لِلْخَلِیقَةِ قُرْبَهُمْ أَ لَا تَرَی أَنَّكَ تَقُولُ فُلَانٌ إِلَی جَنْبِ فُلَانٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَصِفَ قُرْبَهُ مِنْهُ: وَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ هَذِهِ الرُّمُوزَ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا غَیْرُهُ وَ غَیْرُ أَنْبِیَائِهِ وَ حُجَجِهِ فِی أَرْضِهِ لِعِلْمِهِ بِمَا یُحْدِثُهُ فِی كِتَابِهِ الْمُبَدِّلُونَ مِنْ إِسْقَاطِ أَسْمَاءِ حُجَجِهِ مِنْهُ وَ تَلْبِیسِهِمْ ذَلِكَ عَلَی الْأُمَّةِ لِیُعِینُوهُمْ عَلَی بَاطِلِهِمْ فَأَثْبَتَ فِیهِ الرُّمُوزَ وَ أَعْمَی قُلُوبَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ لِمَا عَلَیْهِمْ فِی تَرْكِهَا وَ تَرْكِ غَیْرِهَا مِنَ الْخِطَابِ الدَّالِّ عَلَی مَا أَحْدَثُوهُ فِیهِ وَ جَعَلَ أَهْلَ الْكِتَابِ الْمُقِیمِینَ بِهِ وَ الْعَالِمِینَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ- تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها(5) أَیْ یُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا الْعِلْمِ لِمُحْتَمِلِیهِ فِی الْوَقْتِ بَعْدَ الْوَقْتِ وَ جَعَلَ أَعْدَاءَهَا أَهْلَ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ الَّذِینَ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ- وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ عَلِمَ الْمُنَافِقُونَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مَا عَلَیْهِمْ مِنْ تَرْكِ هَذِهِ الْآیَاتِ الَّتِی بَیَّنْتُ لَكَ تَأْوِیلَهَا لَأَسْقَطُوهَا مَعَمَا أَسْقَطُوا مِنْهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ اسْمُهُ مَاضٍ حُكْمُهُ بِإِیجَابِ الْحُجَّةِ عَلَی خَلْقِهِ كَمَا قَالَ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ(6) أَغْشَی أَبْصَارَهُمْ وَ جَعَلَ
ص: 119
عَلَی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً عَنْ تَأَمُّلِ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ بِحَالِهِ وَ حُجِبُوا عَنْ تَأْكِیدِ الْمُلَبِّسِ بِإِبْطَالِهِ فَالسُّعَدَاءُ یَتَثَبَّتُونَ عَلَیْهِ وَ الْأَشْقِیَاءُ یَعْمُونَ عَنْهُ- وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ بِخَلْقِهِ وَ عِلْمِهِ بِمَا یُحْدِثُهُ الْمُبَدِّلُونَ مِنْ تَغْیِیرِ كِتَابِهِ قَسَّمَ كَلَامَهُ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ فَجَعَلَ قِسْماً مِنْهُ یَعْرِفُهُ الْعَالِمُ وَ الْجَاهِلُ وَ قِسْماً لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا مَنْ صَفَا ذِهْنُهُ وَ لَطُفَ حِسُّهُ وَ صَحَّ تَمْیِیزُهُ مِمَّنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ قِسْماً لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ أُمَنَاؤُهُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِئَلَّا یَدَّعِیَ أَهْلُ الْبَاطِلِ مِنَ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی مِیرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ مَا لَمْ یَجْعَلْهُ اللَّهُ لَهُمْ وَ لِیَقُودَهُمُ الِاضْطِرَارُ إِلَی الِایتِمَارِ لِمَنْ وَلَّاهُ أَمْرَهُمْ فَاسْتَكْبَرُوا عَنْ طَاعَتِهِ تَعَزُّزاً وَ افْتِرَاءً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اغْتِرَاراً بِكَثْرَةِ مَنْ ظَاهَرَهُمْ وَ عَاوَنَهُمْ وَ عَانَدَ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا مَا عَلِمَهُ الْجَاهِلُ وَ الْعَالِمُ مِنْ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ- مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (1) وَ قَوْلُهُ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(2) وَ لِهَذِهِ الْآیَةِ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌ فَالظَّاهِرُ قَوْلُهُ صَلُّوا عَلَیْهِ وَ الْبَاطِنُ قَوْلُهُ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً أَیْ سَلِّمُوا لِمَنْ وَصَّاهُ وَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَیْكُمْ فَضْلَهُ وَ مَا عَهِدَ بِهِ إِلَیْهِ تَسْلِیماً وَ هَذَا مِمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا مَنْ لَطُفَ حِسُّهُ وَ صَفَا ذِهْنُهُ وَ صَحَّ تَمِیزُهُ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ (3)
لِأَنَّ اللَّهَ سَمَّی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذَا الِاسْمِ حَیْثُ قَالَ- یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُمْ یُسْقِطُونَ قَوْلَ سَلَامٌ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَسْقَطُوا غَیْرَهُ وَ مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَأَلَّفُهُمْ وَ یُقَرِّبُهُمْ یُجْلِسُهُمْ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ حَتَّی أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِی إِبْعَادِهِمْ
ص: 120
بِقَوْلِهِ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا(1) وَ بِقَوْلِهِ فَما لِ الَّذِینَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِینَ عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ- أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ- كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ (2) وَ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) وَ لَمْ یُسَمَّ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (4) فَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا دِینَهُ لِأَنَّهُ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ یَهْلِكَ مِنْهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ هُوَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا یَهْلِكُ مَنْ لَیْسَ مِنْهُ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ- كُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ (5) فَفَصَلَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ وَجْهِهِ وَ أَمَّا ظُهُورُكَ عَلَی تَنَاكُرِ قَوْلِهِ- وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ(6) وَ لَیْسَ یُشْبِهُ الْقِسْطَ فِی الْیَتَامَی نِكَاحُ النِّسَاءِ وَ لَا كُلُّ النِّسَاءِ أَیْتَاماً فَهُوَ مِمَّا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ إِسْقَاطِ الْمُنَافِقِینَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ بَیْنَ الْقَوْلِ فِی الْیَتَامَی وَ بَیْنَ نِكَاحِ النِّسَاءِ مِنَ الْخِطَابِ وَ الْقِصَصِ أَكْثَرُ مِنْ ثُلُثِ الْقُرْآنِ وَ هَذَا وَ مَا أَشْبَهَهُ مِمَّا ظَهَرَتْ حَوَادِثُ الْمُنَافِقِینَ فِیهِ لِأَهْلِ النَّظَرِ وَ التَّأَمُّلِ وَ وَجَدَ الْمُعَطِّلُونَ وَ أَهْلُ الْمِلَلِ الْمُخَالِفَةِ مَسَاغاً إِلَی الْقَدْحِ فِی الْقُرْآنِ وَ لَوْ شَرَحْتُ لَكَ كُلَّ مَا أُسْقِطَ وَ حُرِّفَ وَ بُدِّلَ مِمَّا یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی لَطَالَ وَ ظَهَرَ مَا تَحْظُرُ التَّقِیَّةُ إِظْهَارَهُ مِنْ مَنَاقِبِ الْأَوْلِیَاءِ وَ مَثَالِبِ الْأَعْدَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (7) فَهُوَ تَبَارَكَ اسْمُهُ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَظْلًمَ وَ لَكِنَّهُ قَرَنَ أُمَنَاءَهُ عَلَی خَلْقِهِ بِنَفْسِهِ وَ عَرَّفَ الْخَلِیقَةَ جَلَالَةَ قَدْرِهِمْ عِنْدَهُ وَ أَنَّ ظُلْمَهُمْ ظُلْمُهُ بِقَوْلِهِ وَ ما ظَلَمُونا بِبُغْضِهِمْ أَوْلِیَاءَنَا وَ مَعُونَةِ أَعْدَائِهِمْ عَلَیْهِمْ- وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ إِذْ حَرَمُوهَا الْجَنَّةَ وَ أَوْجَبُوا
ص: 121
عَلَیْهَا خُلُودَ النَّارِ.
وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ(1) فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنْزَلَ عَزَائِمَ الشَّرَائِعِ وَ آیَاتِ الْفَرَائِضِ فِی أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ كَمَا خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ لَوْ شَاءَ أَنْ یَخْلُقَهَا فِی أَقَلَّ مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ لَخَلَقَ وَ لَكِنَّهُ جَعَلَ الْأَنَاةَ وَ الْمُدَارَاةَ مِثَالًا لِأُمَنَائِهِ وَ إِیجَاباً لِلْحُجَّةِ عَلَی خَلْقِهِ فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَیَّدَهُمْ بِهِ الْإِقْرَارَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ الرُّبُوبِیَّةِ وَ الشَّهَادَةَ بِأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا أَقَرُّوا بِذَلِكَ تَلَاهُ بِالْإِقْرَارِ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ الشَّهَادَةِ لَهُ بِالرِّسَالَةِ فَلَمَّا انْقَادُوا لِذَلِكَ فَرَضَ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةَ ثُمَّ الصَّوْمَ ثُمَّ الْحَجَّ ثُمَّ الْجِهَادَ ثُمَّ الزَّكَاةَ ثُمَّ الصَّدَقَاتِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنْ مَالِ الْفَیْ ءِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ هَلْ بَقِیَ لِرَبِّكَ عَلَیْنَا بَعْدَ الَّذِی فَرَضْتَهُ عَلَیْنَا شَیْ ءٌ آخَرُ یَفْتَرِضُهُ فَتَذْكُرُهُ لِتَسْكُنَ أَنْفُسُنَا أَنَّهُ لَمْ یَبْقَ غَیْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ یَعْنِی الْوَلَایَةَ فَأَنْزَلَ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) وَ لَیْسَ بَیْنَ الْأُمَّةِ خِلَافٌ أَنَّهُ لَمْ یُؤْتِ الزَّكَاةَ یَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ غَیْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ ذُكِرَ اسْمُهُ فِی الْكِتَابِ لَأَسْقَطَ مَعَ مَا أَسْقَطَ مِنْ ذِكْرِهِ وَ هَذَا وَ مَا أَشْبَهَهُ مِنَ الرُّمُوزِ الَّتِی ذَكَرْتُ لَكَ ثُبُوتَهَا فِی الْكِتَابِ لِیَجْهَلَ مَعْنَاهُ الْمُحَرِّفُونَ فَیَبْلُغَ إِلَیْكَ وَ إِلَی أَمْثَالِكَ وَ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(3) وَ أَمَّا قَوْلُهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ (4) فَإِنَّكَ تَرَی أَهْلَ الْمِلَلِ الْمُخَالِفَةِ لِلْإِیمَانِ وَ مَنْ یَجْرِی مَجْرَاهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ مُقِیمِینَ عَلَی كُفْرِهِمْ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ وَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ رَحْمَةً عَلَیْهِمْ لَاهْتَدَوْا جَمِیعاً وَ نَجَوْا مِنْ عَذَابِ السَّعِیرِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اسْمُهُ إِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَهُ سَبِیلًا
ص: 122
لِإِنْظَارِ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ وَ لِأَنَّ الْأَنْبِیَاءَ قَبْلَهُ بُعِثُوا بِالتَّصْرِیحِ لَا بِالتَّعْرِیضِ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِمْ إِذَا صَدَعَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَجَابَهُ قَوْمُهُ سَلَّمُوا وَ سَلَّمَ أَهْلُ دَارِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْخَلِیقَةِ وَ إِنْ خَالَفُوهُ هَلَكُوا وَ هَلَكَ أَهْلُ دَارِهِمْ بِالْآفَةِ الَّتِی كَانَتْ نَبِیُّهُمْ یَتَوَعَّدُهُمْ بِهَا وَ یُخَوِّفُهُمْ حُلُولَهَا وَ نُزُولُهَا بِسَاحَتِهِمْ مِنْ خَسْفٍ أَوْ قَذْفٍ أَوْ زَجْرٍ(1)
أَوْ رِیحٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ أَصْنَافِ الْعَذَابِ الَّتِی هَلَكَتْ بِهَا الْأُمَمُ الْخَالِیَةُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ مِنْ نَبِیِّنَا وَ مِنَ الْحُجَجِ فِی الْأَرْضِ الصَّبْرَ عَلَی مَا لَمْ یُطِقْ مَنْ تَقَدَّمَهُمْ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ الصَّبْرُ عَلَی مِثْلِهِ فَبَعَثَهُ اللَّهُ بِالتَّعْرِیضِ لَا بِالتَّصْرِیحِ وَ أَثْبَتَ حُجَّةَ اللَّهِ تَعْرِیضاً لَا تَصْرِیحاً بِقَوْلِهِ فِی وَصِیِّهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ لَیْسَ مِنْ خَلِیقَةِ النَّبِیِّ وَ لَا مِنْ شِیمَتِهِ أَنْ یَقُولَ قَوْلًا لَا مَعْنَی لَهُ فَیَلْزَمَ الْأُمَّةَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ لَمَّا كَانَتِ النُّبُوَّةُ وَ الْأُخُوَّةُ مَوْجُودَتَیْنِ فِی خِلْقَةِ هَارُونَ وَ مَعْدُومَتَیْنِ فِیمَنْ جَعَلَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَنْزِلَتِهِ أَنَّهُ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَی أُمَّتِهِ كَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَی هَارُونَ حَیْثُ قَالَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی (2) وَ لَوْ قَالَ لَهُمْ لَا تُقَلِّدُوا الْإِمَامَةَ إِلَّا فُلَاناً بِعَیْنِهِ وَ إِلَّا نَزَلَ بِكُمُ الْعَذَابُ لَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ الْأَلِیمُ وَ زَالَ بَابُ الْإِنْظَارِ وَ الْإِمْهَالِ وَ بِمَا أَمَرَ بِسَدِّ بَابِ الْجَمْعِ وَ تَرْكِ بَابِهِ ثُمَّ قَالَ مَا سَدَدْتُ وَ لَا تَرَكْتُ وَ لَكِنَّنِی أُمِرْتُ فَأَطَعْتُ فَقَالُوا سَدَدْتَ بَابَنَا وَ تَرَكْتَ لِأَحْدَثِنَا سِنّاً فَأَمَّا مَا ذَكَرُوهُ مِنْ حَدَاثَةِ سِنِّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یَسْتَصْغِرْ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ حَیْثُ أَمَرَ مُوسَی أَنْ یَعْهَدَ بِالْوَصِیَّةِ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی سِنِّ ابْنِ سَبْعِ سِنِینَ وَ لَا اسْتَصْغَرَ یَحْیَی وَ عِیسَی لَمَّا اسْتَوْدَعَهُمَا عَزَائِمَهُ وَ بَرَاهِینَ حِكْمَتِهِ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ جَلَّ ذِكْرُهُ لِعِلْمِهِ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ وَ أَنَّ وَصِیَّهُ لَا یَرْجِعُ بَعْدَهُ ضَالًّا وَ لَا كَافِراً وَ بِأَنْ عَمَدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی سُورَةِ بَرَاءَةَ فَدَفَعَهَا إِلَی مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ تُؤْثِرُهُ عَلَی وَصِیِّهِ وَ أَمَرَهُ بِقِرَاءَتِهَا عَلَی أَهْلِ مَكَّةَ فَلَمَّا وَلَّی مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ أَتْبَعَهُ بِوَصِیِّهِ وَ أَمَرَهُ بِارْتِجَاعِهَا مِنْهُ وَ النُّفُوذِ إِلَی مَكَّةَ لِیَقْرَأَهَا عَلَی أَهْلِهَا وَ قَالَ:
ص: 123
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنِّی دَلَالَةً مِنْهُ عَلَی خِیَانَةِ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ یَخْتَارُهُ عَلَی وَصِیِّهِ ثُمَّ شَفَّعَ ذَلِكَ بِضَمِّ الرَّجُلِ الَّذِی ارْتَجَعَ سُورَةَ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ مَنْ یُوازِرُهُ فِی تَقَدُّمِ الْمَحَلِّ عِنْدَ الْأُمَّةِ إِلَی عَلَمِ النِّفَاقِ- عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِی غَزَاةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَ وَلَّاهُمَا عَمْرٌو حَرْسَ عَسْكَرِهِ وَ خَتَمَ أَمْرَهُمَا بِأَنْ ضَمَّهُمَا عِنْدَ وَفَاتِهِ إِلَی مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ وَ أَمَرَهُمَا بِطَاعَتِهِ وَ التَّصْرِیفِ بَیْنَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ بِهِ فِی أَمْرِ أُمَّتِهِ قَوْلُهُ أَنْفِذُوا جَیْشَ أُسَامَةَ یُكَرِّرُ ذَلِكَ عَلَی أَسْمَاعِهِمْ إِیجَاباً لِلْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ فِی إِیْثَارِ الْمُنَافِقِینَ عَلَی الصَّادِقِینَ وَ لَوْ عَدَدْتُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی إِظْهَارِ مَعَایِبِ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی تُرَاثِهِ لَطَالَ وَ أَنَّ السَّابِقَ مِنْهُمْ إِلَی تَقَلُّدِ مَا لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ قَامَ هَاتِفاً عَلَی الْمِنْبَرِ لِعَجْزِهِ عَنِ الْقِیَامِ بِأَمْرِ الْأُمَّةِ وَ مُسْتَقِیلًا مِمَّا تَقَلَّدَهُ لِقُصُورِ مَعْرِفَتِهِ عَنْ تَأْوِیلِ مَا كَانَ یُسْأَلُ عَنْهُ وَ جَهْلِهِ بِمَا یَأْتِی وَ یَذَرُ ثُمَّ أَقَامَ عَلَی ظُلْمِهِ وَ لَمْ یَرْضَ بِاحْتِقَابِ عَظِیمِ الْوِزْرِ فِی ذَلِكَ حَتَّی عَقَدَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ لِغَیْرِهِ فَأَتَی التَّالِی لَهُ بِتَسْفِیهِ رَأْیِهِ وَ الْقَدْحِ وَ الطَّعْنِ عَلَی أَحْكَامِهِ وَ رَفْعِ السَّیْفِ عَمَّنْ كَانَ صَاحِبُهُ وَضَعَهُ عَلَیْهِ وَ رَدَّ النِّسَاءَ اللَّاتِی كَانَ سَبَاهُنَّ عَلَی أَزْوَاجِهِنَّ وَ بَعْضُهُنَّ حَوَامِلُ وَ قَوْلُهُ قَدْ نَهَیْتُهُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ لِی إِنَّكَ لَحَدِبٌ عَلَی أَهْلِ الْكُفْرِ وَ كَانَ هُوَ فِی ظُلْمِهِ لَهُمْ أَوْلَی بِاسْمِ الْكُفْرِ مِنْهُمْ وَ لَمْ یَزَلْ یُخَطِّئُهُ وَ یُظْهِرُ الْإِزْرَاءَ عَلَیْهِ وَ یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ كَانَتْ بَیْعَةُ أَبِی بَكْرٍ فَلْتَةً وَقَی اللَّهُ شَرَّهَا فَمَنْ دَعَاكُمْ إِلَی مِثْلِهَا فَاقْتُلُوهُ وَ كَانَ یَقُولُ قَبْلَ ذَلِكَ قَوْلًا ظَاهِراً أَنَّهُ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَ یَوَدُّ أَنَّهُ كَانَ شَعْرَةً فِی صَدْرِهِ وَ غَیْرَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ الْمُتَنَاقِضِ الْمُؤَكَّدِ بِحُجَجِ الدَّافِعِینَ لِدِینِ الْإِسْلَامِ: وَ أَتَی مِنْ أَمْرِ الشُّورَی وَ تَأْكِیدِهِ بِهَا عَقْدُ الظُّلْمِ وَ الْإِلْحَادِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ حَتَّی تَقَرَّرَ عَلَی إِرَادَتِهِ مَا لَمْ یَخْفَ عَلَی ذِی لُبٍّ مَوْقِعُ ضَرَرِهِ وَ لَمْ تُطِقِ الْأُمَّةُ الصَّبْرَ عَلَی مَا أَظْهَرَهُ الثَّالِثُ مِنْ سُوءِ الْفِعْلِ فَعَاجَلَتْهُ بِالْقَتْلِ وَ اتَّسَعَ بِمَا جَنَوْهُ
ص: 124
مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَی ظُلْمِهِمْ وَ كُفْرِهِمْ وَ نِفَاقِهِمْ مُحَاوَلَةً مِثْلَ مَا أَتَوْهُ مِنَ الِاسْتِیلَاءِ عَلَی أَمْرِ الْأُمَّةِ كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ الَّتِی أَوْجَبَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِعَدُوِّهِ إِبْلِیسَ إِلَی أَنْ یَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ- وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْكافِرِینَ وَ یَقْتَرِبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ الَّذِی بَیَّنَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ (1) وَ ذَلِكَ إِذَا لَمْ یَبْقَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ وَ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ غَابَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بِإِیضَاحِ الْعُذْرِ لَهُ فِی ذَلِكَ- لِاشْتِمَالِ الْفِتْنَةِ عَلَی الْقُلُوبِ حَتَّی یَكُونَ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ وَ عِنْدَ ذَلِكَ یُؤَیِّدُهُ اللَّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَ یُظْهِرُ دِینَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی یَدَیْهِ- عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَهُ مِنَ الْخِطَابِ الدَّالِّ عَلَی تَهْجِینِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِزْرَاءِ بِهِ وَ التَّأْنِیبِ لَهُ مَعَ مَا أَظْهَرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ مِنْ تَفْضِیلِهِ إِیَّاهُ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ فَلِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُشْرِكِینَ كَمَا قَالَ فِی كِتَابِهِ وَ بِحَسَبِ جَلَالَةِ مَنْزِلَةِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آلهعِنْدَ رَبِّهِ كَذَلِكَ عَظُمَ مِحْنَتُهُ لِعَدُوِّهِ وَ الَّذِی عَادَ مِنْهُ فِی حَالِ شِقَاقِهِ وَ نِفَاقِهِ وَ كُلُّ أَذًی وَ مَشَقَّةٍ لِدَفْعِ نُبُوَّتِهِ وَ تَكْذِیبِهِ إِیَّاهُ وَ سَعْیِهِ فِی مَكَارِهِهِ وَ قَصْدِهِ لِنَقْضِ كُلِّ مَا أَبْرَمَهُ وَ اجْتِهَادِهِ وَ مَنْ مَالَأَهُ عَلَی كُفْرِهِ وَ فَسَادِهِ وَ نِفَاقِهِ وَ إِلْحَادِهِ فِی إِبْطَالِ دَعْوَاهُ وَ تَغْیِیرِ مِلَّتِهِ وَ مُخَالَفَةِ سُنَّتِهِ وَ لَمْ یَرَ شَیْئاً أَبْلَغَ فِی تَمَامِ كَیْدِهِ مِنْ تَنْفِیرِهِمْ مِنْ مُوَالاةِ وَصِیِّهِ وَ إِیحَاشِهِمْ مِنْهُ وَ صَدِّهِمْ عَنْهُ وَ إِغْرَائِهِمْ بِعَدَاوَتِهِ وَ الْقَصْدِ لِتَغْیِیرِ الْكِتَابِ الَّذِی جَاءَ بِهِ وَ إِسْقَاطِ مَا فِیهِ مِنْ فَضْلِ ذَوِی الْفَضْلِ وَ كُفْرِ ذَوِی الْكُفْرِ مِنْهُ وَ مِمَّنْ وَافَقَهُ عَلَی ظُلْمِهِ وَ بَغْیِهِ وَ شِرْكِهِ وَ لَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَقَالَ- إِنَّ الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی آیاتِنا لا یَخْفَوْنَ عَلَیْنا(2) وَ قَالَ یُرِیدُونَ أَنْ یُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ (3) وَ لَقَدْ أَحْضَرُوا الْكِتَابَ كَمَلًا
ص: 125
مُشْتَمِلًا عَلَی التَّأْوِیلِ وَ التَّنْزِیلِ وَ الْمُحْكَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ النَّاسِخِ وَ الْمَنْسُوخِ لَمْ یَسْقُطْ مِنْهُ حَرْفُ أَلِفٍ وَ لَا لَامٍ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَی مَا بَیَّنَهُ اللَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَنَّ ذَلِكَ إِنْ ظَهَرَ نَقَضَ مَا عَقَدُوهُ قَالُوا لَا حَاجَةَ لَنَا فِیهِ وَ نَحْنُ مُسْتَغْنُونَ عَنْهُ بِمَا عِنْدَنَا وَ لِذَلِكَ قَالَ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ (1) ثُمَّ دَفَعَهُمُ الِاضْطِرَارُ بِوُرُودِ الْمَسَائِلِ عَلَیْهِمْ عَمَّا لَا یَعْلَمُونَ تَأْوِیلَهُ إِلَی جَمْعِهِ وَ تَأْلِیفِهِ وَ تَضْمِینِهِ مِنْ تِلْقَائِهِمْ مَا یُقِیمُونَ بِهِ دَعَائِمَ كُفْرِهِمْ فَصَرَخَ مُنَادِیهِمْ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَلْیَأْتِنَا بِهِ وَ وَكَلُوا تَأْلِیفَهُ وَ نَظْمَهُ إِلَی بَعْضِ مَنْ وَافَقَهُمْ عَلَی مُعَادَاةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَأَلَّفَهُ عَلَی اخْتِیَارِهِمْ وَ مَا یَدُلُّ لِلْمُتَأَمِّلِ لَهُ عَلَی اخْتِلَالِ تَمْیِیزِهِمْ وَ تَقْرِیبِهِمْ وَ تَرَكُوا مِنْهُ مَا قَدَّرُوا أَنَّهُ لَهُمْ وَ هُوَ عَلَیْهِمْ وَ زَادُوا تَنَاكُرَهُ وَ تَنَافُرَهُ وَ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ یَظْهَرُ وَ یَبِینُ فَقَالَ ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (2) وَ انْكَشَفَ لِأَهْلِ الِاسْتِبْصَارِ عُوَارُهُمْ وَ افْتِرَاؤُهُمْ وَ الَّذِی بَدَا فِی الْكِتَابِ مِنَ الْإِزْرَاءِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فِرْیَةِ الْمُلْحِدِینَ وَ لِذَلِكَ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ- لَیَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَ زُوراً(3) فَیَذْكُرُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مَا یُحْدِثُهُ عَدُوُّهُ فِی كِتَابِهِ مِنْ بَعْدِهِ بِقَوْلِهِ- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِیٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّی أَلْقَی الشَّیْطانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ فَیَنْسَخُ اللَّهُ ما یُلْقِی الشَّیْطانُ ثُمَّ یُحْكِمُ اللَّهُ آیاتِهِ (4) یَعْنِی أَنَّهُ مَا مِنْ نَبِیٍّ تَمَنَّی مُفَارَقَةَ مَا یُعَایِنُهُ مِنْ نِفَاقِ قَوْمِهِمْ وَ عُقُوقِهِمْ وَ الِانْتِقَالَ عَنْهُمْ إِلَی دَارِ الْإِقَامَةِ إِلَّا أَلْقَی الشَّیْطَانُ الْمُعْرِضُ بِعَدَاوَتِهِ عِنْدَ فَقْدِهِ فِی الْكِتَابِ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیْهِ ذَمَّهُ وَ الْقَدْحَ فِیهِ وَ الطَّعْنَ عَلَیْهِ فَیَنْسَخُ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ فَلَا تَقْبَلُهُ وَ لَا تُصْغِی إِلَیْهِ غَیْرُ قُلُوبِ الْمُنَافِقِینَ
ص: 126
وَ الْجَاهِلِینَ وَ یُحْكِمُ اللَّهُ آیاتِهِ بِأَنْ یَحْمِیَ أَوْلِیَاءَهُ مِنَ الضَّلَالِ وَ الْعُدْوَانِ وَ مُشَایَعَةِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَ الطُّغْیَانِ الَّذِینَ لَمْ یَرْضَ اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَهُمْ كَالْأَنْعَامِ حَتَّی قَالَ- بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا(1) فَافْهَمْ هَذَا وَ اعْمَلْ بِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ مَا قَدْ تَرَكْتَ مِمَّا یَجِبُ عَلَیْكَ السُّؤَالُ عَنْهُ أَكْثَرُ مِمَّا سَأَلْتَ وَ إِنِّی قَدِ اقْتَصَرْتُ عَلَی تَفْسِیرٍ یَسِیرٍ مِنْ كَثِیرٍ لِعَدَمِ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَ قِلَّةِ الرَّاغِبِینَ فِی الْتِمَاسِهِ وَ فِی دُونِ مَا بَیَّنْتُ لَكَ بَلَاغٌ لِذَوِی الْأَلْبَابِ قَالَ السَّائِلُ حَسْبِی مَا سَمِعْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ شَكَرَ اللَّهُ لَكَ اسْتِنْقَاذِی مِنْ عَمَایَةِ الشَّكِّ وَ طَخْیَةِ الْإِفْكِ وَ أَجْزَلَ عَلَی ذَلِكَ مَثُوبَتَكَ- إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ أَوَّلًا وَ آخِراً عَلَی أَنْوَارِ الْهِدَایَاتِ وَ أَعْلَامِ الْبَرَایَاتِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَصْحَابِ الدَّلَالاتِ (2).
«2»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْأَحْدَبِ الْجُنْدِیسَابُورِیِّ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ [بْنِ] عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدَانِیِّ: أَنَّ رَجُلًا أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی قَدْ شَكَكْتُ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ قَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ كَیْفَ شَكَكْتَ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ قَالَ لِأَنِّی وَجَدْتُ الْكِتَابَ یُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَكَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنَّ كِتَابَ اللَّهِ لَیُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ لَا یُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ لَكِنَّكَ لَمْ تُرْزَقْ عَقْلًا تَنْتَفِعُ بِهِ فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِیهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنِّی وَجَدْتُ اللَّهَ یَقُولُ- فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا(3) وَ قَالَ أَیْضاً نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (4) وَ قَالَ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِیًّا(5)
ص: 127
فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُ یَنْسَی وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُ لَا یَنْسَی فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِیهِ أَیْضاً قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ- یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً(1) وَ قَالَ وَ قَدِ اسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (2) وَ قَالَ ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(3) وَ قَالَ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(4) وَ قَالَ لا
تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ(5) وَ قَالَ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (6) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَتَكَلَّمُونَ وَ مَرَّةً أَنَّهُمْ لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّ الْخَلْقَ لَا یَنْطِقُونَ وَ یَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَخْتَصِمُونَ فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(7) وَ یَقُولُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ(8) وَ یَقُولُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (9) وَ یَقُولُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(10) وَ مَنْ أَدْرَكَتْهُ الْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ الْعِلْمُ فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَیْضاً وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ- وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا
ص: 128
وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) وَ قَالَ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً(2) وَ قَالَ وَ ناداهُما رَبُّهُما(3) وَ قَالَ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ (4) وَ قَالَ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ- هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(6) وَ قَدْ یُسَمَّی الْإِنْسَانُ سَمِیعاً بَصِیراً وَ مَلِكاً وَ رَبّاً فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّ لَهُ أَسَامِیَ كَثِیرَةً مُشْتَرَكَةً وَ مَرَّةً یَقُولُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ وَجَدْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ اسْمُهُ یَقُولُ- وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ(7) وَ یَقُولُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ (8) وَ یَقُولُ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (9) كَیْفَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ مَنْ یَحْجُبُ عَنْهُ فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ أَیْضاً مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ یَقُولُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ أَنْ یَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِیَ تَمُورُ(10) وَ قَالَ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (11) وَ قَالَ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ (12) وَ قَالَ إِنَّهُ هُوَ الظَّاهِرُ
ص: 129
وَ الْباطِنُ وَ هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ (1) وَ قَالَ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(2) فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَیْضاً وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَقُولُ- وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(3) وَ قَالَ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(4) وَ قَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ(5) وَ قَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ- لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(6) فَمَرَّةً یَقُولُ یَأْتِیَ رَبُّكَ وَ مَرَّةً یَقُولُ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ- بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (7) وَ ذَكَرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ- الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَیْهِ راجِعُونَ (8) وَ قَالَ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (9) وَ قَالَ- مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (10) وَ قَالَ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(11) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَلْقَوْنَهُ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ
أَنَّهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ(12) وَ مَرَّةً یَقُولُ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(13) فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ: قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ- وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ
ص: 130
مُواقِعُوها(1) وَ قَالَ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (2) وَ قَالَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(3) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَظُنُّونَ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَعْلَمُونَ وَ الظَّنُّ شَكٌّ فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ وَیْحَكَ هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَعَالَی ذِكْرُهُ یَقُولُ- قُلْ یَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (4) وَ قَالَ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(5) وَ قَالَ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا یُفَرِّطُونَ (6) وَ قَالَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ (7) وَ قَالَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (8) فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ لَا أَشُكُّ فِیمَا تَسْمَعُ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ تَشْرَحْ لِی صَدْرِی فِیمَا عَسَی أَنْ یَجْرِیَ ذَلِكَ عَلَی یَدَیْكَ فَإِنْ كَانَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَقّاً وَ الْكِتَابُ حَقّاً وَ الرُّسُلُ حَقّاً فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ وَ إِنْ تَكُنِ الرُّسُلُ بَاطِلًا فَمَا عَلَیَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قُدُّوسٌ رَبُّنَا قُدُّوسٌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ لَا نَشُكُّ فِیهِ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ أَنَّ الْكِتَابَ حَقٌّ وَ الرُّسُلَ حَقٌّ وَ أَنَّ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ حَقٌّ فَإِنْ رُزِقْتَ زِیَادَةَ إِیمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِیَدِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ مَا شَكَكْتَ فِیهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَیْراً أَعْلَمَكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ وَ إِنْ یَكُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ أَمَّا قَوْلُهُ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (9) إِنَّمَا یَعْنِی نَسُوا اللَّهَ فِی دَارِ الدُّنْیَا لَمْ
ص: 131
یَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِیَهُمْ فِی الْآخِرَةِ أَیْ لَمْ یَجْعَلْ لَهُمْ فِی ثَوَابِهِ شَیْئاً فَصَارُوا مَنْسِیِّینَ مِنَ الْخَیْرِ وَ كَذَلِكَ تَفْسِیرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا(1) یَعْنِی بِالنِّسْیَانِ أَنَّهُ لَمْ یُثِبْهُمْ كَمَا یُثِیبُ أَوْلِیَاءَهُ الَّذِینَ كَانُوا فِی دَارِ الدُّنْیَا مُطِیعِینَ ذَاكِرِینَ حِینَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَیْبِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِیًّا(2) فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً لَیْسَ بِالَّذِی یَنْسَی وَ لَا یَغْفُلُ بَلْ هُوَ الْحَفِیظُ الْعَلِیمُ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ فِی بَابِ النِّسْیَانِ قَدْ نَسِیَنَا فُلَانٌ فَلَا یَذْكُرُنَا أَیْ إِنَّهُ لَا یَأْمُرُ لَهُمْ بِخَیْرٍ وَ لَا یَذْكُرُهُمْ بِهِ فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ نَعَمْ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ قَالَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا- لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً(3) وَ قَوْلُهُ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (4) وَ قَوْلُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(5) وَ قَوْلُهُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(6) وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ(7) وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (8) فَإِنَّ ذَلِكَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ الْیَوْمِ الَّذِی كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ یَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلَائِقَ یَوْمَئِذٍ فِی مَوَاطِنَ یَتَفَرَّقُونَ وَ یُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِكَ الَّذِینَ كَانَ مِنْهُمُ الطَّاعَةُ فِی دَارِ الدُّنْیَا مِنَ الرُّؤَسَاءِ وَ الْأَتْبَاعِ وَ یَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِی الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی
ص: 132
الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا الْمُسْتَكْبِرِینَ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْكُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْبَرَاءَةُ یَقُولُ فَیَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَوْلُ الشَّیْطَانِ- إِنِّی كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (1) وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ كَفَرْنا بِكُمْ (2) یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَبْكُونَ فِیهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَأَذْهَلَتْ جَمِیعَ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَا یَزَالُونَ یَبْكُونَ الدَّمَ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ فَیَخْتِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ یَسْتَنْطِقُ الْأَیْدِیَ وَ الْأَرْجُلَ وَ الْجُلُودَ فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِیَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمَ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ(3) ثُمَّ
یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ (4) فَیُسْتَنْطَقُونَ فَ لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فَیَقُومُ الرُّسُلُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَیَشْهَدُونَ فِی هَذَا الْمَوْطِنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً(5) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَكُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْمَلَائِكَةِ كُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَی مَلَكٌ إِلَّا أَثْنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الرُّسُلِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ مِثْلُهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَیَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ
ص: 133
رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً(1) فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ لَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِیبٌ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ وَ یُدَالُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أَخَذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْیَوْمِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(2) وَ قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ(3) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) وَ قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(5) فَأَمَّا قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ فَإِنَّ ذَلِكَ فِی مَوْضِعٍ یَنْتَهِی فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا یَفْرُغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَی نَهَرٍ یُسَمَّی الْحَیَوَانَ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهِ وَ یَشْرَبُونَ مِنْهُ فَتَنْضُرُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً فَیَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًی وَ وَعْثٍ ثُمَّ یُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ یَنْظُرُونَ إِلَی رَبِّهِمْ كَیْفَ یُثِیبُهُمْ وَ مِنْهُ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَسْلِیمِ الْمَلَائِكَةِ عَلَیْهِمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ (6) فَعِنْدَ ذَلِكَ أَیْقَنُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْنِی بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ النَّظَرَ إِلَی ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ فَهُوَ كَمَا قَالَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الْأَوْهَامُ- وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ یَعْنِی یُحِیطُ بِهَا وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ امْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً
ص: 134
كَبِیراً وَ قَدْ سَأَلَ مُوسَی علیه السلام وَ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْكَ (1) فَكَانَتْ مَسْأَلَةُ تِلْكَ أَمْراً عَظِیماً وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِیماً فَعُوقِبَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- لَنْ تَرانِی فِی الدُّنْیَا حَتَّی تَمُوتَ فَتَرَانِی فِی الْآخِرَةِ وَ لَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِی فِی الدُّنْیَا فَ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَأَبْدَی اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْضَ آیَاتِهِ وَ تَجَلَّی رَبُّنَا تَبَارَكَ لِلْجَبَلِ فَتَقَطَّعَ الْجَبَلُ فَصَارَ رَمِیماً وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً(2) ثُمَّ أَحْیَاهُ اللَّهُ وَ بَعَثَهُ فَقَالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَیْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ (3) یَعْنِی أَوَّلَ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَنْ یَرَاكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) یَعْنِی مُحَمَّداً حَیْثُ لَا یُجَاوِزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ فِی آخِرِ الْآیَةِ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی- لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری (5) رَأَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فِی صُورَتِهِ مَرَّتَیْنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ مَرَّةً أُخْرَی وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَظِیمٌ فَهُوَ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ الَّذِینَ لَا یُدْرِكُ خَلْقُهُمْ وَ صِفَتُهُمْ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(6)
لَا تُحِیطُ الْخَلَائِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ عَلَی أَبْصَارِ الْقُلُوبِ الْغِطَاءَ فَلَا فَهْمَ یَنَالُهُ بِالْكَیْفِ وَ لَا قَلْبَ یُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ فَلَا نَصِفُهُ إِلَّا كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ فَلَیْسَ مِنَ الْأَشْیَاءِ شَیْ ءٌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَأَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ
ص: 135
وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) وَ قَوْلُهُ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً(2) وَ قَوْلُهُ وَ ناداهُما رَبُّهُما(3) وَ قَوْلُهُ یا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ(4) فَأَمَّا قَوْلُهُ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ مَا یَنْبَغِی لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً وَ لَیْسَ بِكَائِنٍ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً قَدْ كَانَ الرَّسُولُ یُوحَی إِلَیْهِ مِنْ رُسُلِ السَّمَاءِ فَتُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ وَ قَدْ كَانَ الْكَلَامُ بَیْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُرْسِلَ بِالْكَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّكَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ رَبِّی لَا یُرَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمِنْ أَیْنَ تَأْخُذُ الْوَحْیَ فَقَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِیلَ فَقَالَ وَ مِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ إِسْرَافِیلُ قَالَ یَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ قَالَ فَمِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ قَالَ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْیٌ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَلَامُ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا كَلَّمَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ رُؤْیَا یُرِیهَا الرُّسُلَ وَ مِنْهُ وَحْیٌ وَ تَنْزِیلٌ یُتْلَی وَ یُقْرَأُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ فَإِنَّ مَعْنَی كَلَامِ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ مِنْهُ مَا تُبَلِّغُ مِنْهُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(5) فَإِنَّ تَأْوِیلَهُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ أَحَداً اسْمُهُ اللَّهُ غَیْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَإِیَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْیِكَ حَتَّی
ص: 136
تَفْقَهَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِیلٍ یُشْبِهُ بِكَلَامِ الْبَشَرِ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَ تَأْوِیلُهُ لَا یُشْبِهُ كَلَامَ الْبَشَرِ كَمَا لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِهِ یُشْبِهُهُ كَذَلِكَ لَا یُشْبِهُ فِعْلُهُ تَعَالَی شَیْئاً مِنْ أَفْعَالِ الْبَشَرِ وَ لَا یُشْبِهُ شَیْ ءٌ مِنْ كَلَامِهِ بِكَلَامِ الْبَشَرِ فَكَلَامُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی صِفَتُهُ وَ كَلَامُ الْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ فَلَا تُشْبِهُ كَلَامُ اللَّهِ بِكَلَامِ الْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ(1) كَذَلِكَ رَبُّنَا لَا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْ ءٌ وَ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ خَلْقِ الْأَشْیَاءِ لَا یَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ(2) یُخْبِرُ أَنَّهُ لَا یُصِیبُهُمْ بِخَیْرٍ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ وَ اللَّهِ مَا یَنْظُرُ إِلَیْنَا فُلَانٌ وَ إِنَّمَا یَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لَا یُصِیبُنَا مِنْهُ بِخَیْرٍ فَذَلِكَ النَّظَرُ هَاهُنَا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی خَلْقِهِ فَنَظَرُهُ إِلَیْهِمْ رَحْمَةٌ لَهُمْ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (3) فَإِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وَ قَوْلُهُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ أَنْ یَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِیَ تَمُورُ(4) وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ (5) وَ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (6) وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ (7) وَ قَوْلُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(8) فَكَذَلِكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سُبُّوحاً قُدُّوساً أَنْ یَجْرِیَ مِنْهُ مَا یَجْرِی مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ شَیْ ءٌ مِمَّا یَنْزِلُ
ص: 137
بِخَلْقِهِ شَاهِدٌ لِكُلِّ نَجْوَی وَ هُوَ الْوَكِیلُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُنِیرُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُدَبِّرُ لِلْأَشْیَاءِ كُلِّهَا تَعَالَی اللَّهُ عَنْ أَنْ یَكُونَ عَلَی عَرْشِهِ عُلُوّاً كَبِیراً وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(1) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(2) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ(3) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ (4) فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَیْسَ لَهُ جَیْئَةٌ كَجَیْئَةِ الْخَلْقِ وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَیْ ءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَأْوِیلُهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ لَا یُشْبِهُ كَلَامَ الْبَشَرِ وَ سَأُنَبِّئُكَ بِطَرَفٍ مِنْهُ فَتَكْتَفِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ (5) فَذَهَابُهُ إِلَی رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَیْهِ عِبَادَةً وَ اجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ أَ لَا تَرَی أَنَّ تَأْوِیلَهُ غَیْرُ تَنْزِیلِهِ وَ قَالَ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ(6) یَعْنِی السِّلَاحَ وَ غَیْرَ ذَلِكَ وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ یُخْبِرُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ حَیْثُ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْعَذَابَ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَمَا عَذَّبَ الْقُرُونَ الْأُولَی فَهَذَا خَبَرٌ یُخْبِرُ بِهِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً یَعْنِی مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجِی ءَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ هَذِهِ الْآیَةُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ إِنَّمَا یَكْتَفِی أُولُو الْأَلْبَابِ وَ الْحِجَی وَ أُولُو النُّهَی
ص: 138
أَنْ یَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا انْكَشَفَ الْغِطَاءُ رَأَوْا ما یُوعَدُونَ وَ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا(1) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ عَذَاباً وَ كَذَلِكَ إِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ(2) فَإِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ الْعَذَابِ وَ كَذَلِكَ مَا وَصَفَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً وَ تَجْرِی أُمُورُهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ الَّذِی كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا تَجْرِی أُمُورُهُ فِی الدُّنْیَا لَا یَلْعَبُ وَ لَا یَأْفِلُ مَعَ الْآفِلِینَ فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَالَ فِی صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ لَا تَجْعَلْ كَلَامَهُ كَكَلَامِ الْبَشَرِ هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ وَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْ أَنْ یَصِفَهُ الْوَاصِفُونَ إِلَّا بِمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(3) قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (4) وَ ذِكْرُهُ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (5) وَ قَوْلُهُ لِغَیْرِهِمْ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ (6) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(7) فَأَمَّا قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ یَعْنِی الْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ وَ كَذَلِكَ ذِكْرُهُ الْمُؤْمِنِینَ- الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ یَعْنِی یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ یُبْعَثُونَ وَ یُحْشَرُونَ وَ یُحَاسَبُونَ وَ یُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ الظَّنُّ هَاهُنَا الْیَقِینُ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ قَوْلُهُ مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (8) یَعْنِی فَمَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لَآتٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَیْسَ بِالرُّؤْیَةِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ الْبَعْثُ فَافْهَمْ جَمِیعَ مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ مِنْ لِقَاءٍ فَإِنَّهُ یَعْنِی بِذَلِكَ الْبَعْثَ
ص: 139
وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (1) یَعْنِی أَنَّهُ لَا یَزُولُ الْإِیمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَوْمَ یُبْعَثُونَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(2) یَعْنِی أَیْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ (3) وَ قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (4) وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(5) فَإِنَّ قَوْلَهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ یَقُولُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی أُبْعَثُ فَأُحَاسَبُ لِقَوْلِهِ مُلاقٍ حِسابِیَهْ وَ قَوْلِهِ لِلْمُنَافِقِینَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا فَهَذَا الظَّنُّ ظَنُّ شَكٍّ فَلَیْسَ الظَّنُّ ظَنَّ یَقِینٍ وَ الظَّنُّ ظَنَّانِ ظَنُّ شَكَّ وَ ظَنُّ یَقِینٍ فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ الظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ یَقِینٍ وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَكَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(6) فَهُوَ مِیزَانُ الْعَدْلِ یُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدِینُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالْمَوَازِینِ وَ فِی غَیْرِ هَذَا الْحَدِیثِ الْمَوَازِینُ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً(7) فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصَّةٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (8) فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِی أَوْ قَالَ مَوَدَّتِی لِمَنْ یُرَاقِبُنِی وَ یَتَحَابُّ بِجَلَالِی إِنَّ وُجُوهَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ
ص: 140
عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُضْرٌ قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَوْمٌ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلَالِ اللَّهِ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ (1) فَإِنَّمَا یَعْنِی الْحِسَابَ بِوَزْنِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ الْحَسَنَاتُ ثِقْلُ الْمِیزَانِ وَ السَّیِّئَاتُ خِفَّةُ الْمِیزَانِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ قُلْ یَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ (2) وَ قَوْلُهُ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(3) وَ قَوْلُهُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا یُفَرِّطُونَ (4) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (5) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْكُمْ (6) فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُدَبِّرُ الْأُمُورَ كَیْفَ یَشَاءُ وَ یُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ یَشَاءُ بِمَا یَشَاءُ أَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَ یُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ خَاصَّةً بِمَا یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُدَبِّرُ الْأُمُورَ كَیْفَ یَشَاءُ وَ لَیْسَ كُلُّ الْعِلْمِ یَسْتَطِیعُ صَاحِبُ الْعِلْمِ أَنْ یُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النَّاسِ لِأَنَّ مِنْهُمُ الْقَوِیَّ وَ الضَّعِیفَ وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا یُطَاقُ حَمْلُهُ وَ مِنْهُ مَا لَا یُطَاقُ حَمْلُهُ إِلَّا أَنْ یُسَهِّلَ اللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَیْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِیَائِهِ وَ إِنَّمَا یَكْفِیكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ الْمُحْیِیَ الْمُمِیتَ وَ أَنَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ عَلَی یَدَیْ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ غَیْرِهِمْ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفَعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِینَ بِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلرَّجُلِ لَئِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَیَّنْتُ لَكَ
ص: 141
فَأَنْتَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً فَقَالَ الرَّجُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ لِی بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً قَالَ لَا یَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْجَنَّةِ أَوْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِیَعْلَمَ مَا فِی الْكُتُبِ الَّتِی
أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی رُسُلِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یُطِیقُ ذَلِكَ قَالَ مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ فَعَلَیْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِی سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلَانِیَتِكَ فَلَا شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الْعَمَلَ (1).
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَیْسَ فِی الْقُرْآنِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ هِیَ فِی التَّوْرَاةِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ یَا أَیُّهَا الْمَسَاكِینُ (2).
«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی ثُمَّ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی (3) قَالَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بُعْداً لَكَ مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ بُعْداً لَكَ مِنْ خَیْرِ الْآخِرَةِ(4).
«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (5) قَالَ:
ص: 142
السُّفُنُ (1).
«4»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: لَیْسَ فِی الْقُرْآنَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ فِی التَّوْرَاةِ یَا أَیُّهَا الْمَسَاكِینُ (2).
شی، [تفسیر العیاشی] عن السكونی عن الصادق عن أبیه عن علی علیه السلام: مثله (3) شی، [تفسیر العیاشی] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ: مِثْلَهُ (4).
«6»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُنْحَابٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا أَرَدْتَ الْحِجَامَةَ فَخَرَجَ الدَّمُّ مِنْ مَحَاجِمِكَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَفْرُغَ وَ قُلْ وَ الدَّمُ یَسِیلُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْكَرِیمِ مِنَ الْعَیْنِ فِی الدَّمِ وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فِی حِجَامَتِی هَذِهِ ثُمَّ قَالَ أَ عَلِمْتَ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ هَذَا فَقَدْ جَمَعْتَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ- لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَ ما مَسَّنِیَ السُّوءُ(5) یَعْنِی الْفَقْرَ وَ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأی بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ(6) فَالسُّوءُ هُنَا الزِّنَا وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ مُوسَی علیه السلام أَدْخِلْ یَدَكَ فِی جَیْبِكَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ(7) یَعْنِی مِنْ غَیْرِ مَرَضٍ وَ اجْمَعْ ذَلِكَ عِنْدَ حِجَامَتِكَ وَ الدَّمُ یَسِیلُ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ(8).
ص: 143
«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (1) قَالَ بِأَمْرِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ مَعَهُ مَلَكَانِ یَحْفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ الْأَمْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَلَّیَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَمْرِ اللَّهِ.
«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ سُكَّرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ قَالَ هُنَّ الْمُقَدِّمَاتُ الْمُؤَخِّرَاتُ الْمُعَقِّبَاتُ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ (2).
«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لَهُ الدِّینُ واصِباً قَالَ وَاجِباً(3).
«10»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ(4) قَالَ كَانَ بَیْتَ غَدْرٍ یَجْتَمِعُونَ فِیهِ (5).
«11»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَرَأَ فَأَتَی اللَّهُ بَیْتَهُمْ وَ عَنْهُ علیه السلام بَیْتَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ یَعْنِی بَیْتَ مَكْرِهِمْ (6).
«12»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ قَالَ لَا- فَأَتَی اللَّهُ بَیْتَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ وَ إِنَّمَا كَانَ بَیْتاً(7).
«13»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: قَدْ مَكَرَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَمْ یَعْلَمِ الَّذِینَ آمَنُوا- فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ بَیْتاً(8).
«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فَأَتَی اللَّهُ بَیْتَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ
ص: 144
قَالَ كَانَ بَیْتَ غَدْرٍ یَجْتَمِعُونَ فِیهِ إِذَا أَرَادُوا الشَّرَّ(1).
«15»- الْعِلَلُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: الْعِلَّةُ فِی قَوْلِهِ إِیَّاكِ أَعْنِی وَ اسْمَعِی یَا جَارَةِ قَوْلُ اللَّهِ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقی فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً(2) وَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ (3) وَ قَوْلُهُ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأَقاوِیلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ (4) وَ مِثْلُهُ كَثِیرٌ مِمَّا هُوَ مُخَاطَبَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَعْنَی عَلَی أُمَّتِهِ فَذَلِكَ عِلَّةُ قَوْلِكَ إِیَّاكِ أَعْنِی وَ اسْمَعِی یَا جَارَةِ.
وَ مِنْهُ قَالَ: عِلَّةُ إِسْقَاطِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ أَنَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَانٌ وَ الْبَرَاءَةُ كَانَتْ إِلَی الْمُشْرِكِینَ فَأُسْقِطَ مِنْهَا الْأَمَانُ.
وَ مِنْهُ قَالَ: كُنْیَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْقُرْآنِ قَوْلُهُ- لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِی سَكْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ (5) وَ أُقْسِمُ اللَّهَ بِهِ فِی الْقُرْآنِ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
تم كتاب القرآن.
ص: 145
ص: 146
ص: 147
أبواب الأذكار و فضلها(1)
الآیات:
البقرة: فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ (2)
آل عمران: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِیراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكارِ(3)
و قال تعالی: الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ (4)
النساء: إِنَّ الْمُنافِقِینَ یُخادِعُونَ اللَّهَ إلی قوله وَ لا یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِیلًا(5)
الأعراف: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی أَسْمائِهِ سَیُجْزَوْنَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (6)
ص: 148
و قال سبحانه: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِینَ (1)
التوبة: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِینَ هُمُ الْفاسِقُونَ (2)
الرعد: الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (3)
الكهف: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِیتَ وَ قُلْ عَسی أَنْ یَهْدِیَنِ رَبِّی لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً(4)
و قال تعالی: وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا(5)
طه: كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً(6)
و قال تعالی: وَ لا تَنِیا فِی ذِكْرِی (7)
النور: فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ (8)
الشعراء: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِیراً(9)
العنكبوت: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ(10)
الأحزاب: لِمَنْ كانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِیراً(11)
و قال تعالی: وَ الذَّاكِرِینَ اللَّهَ كَثِیراً وَ الذَّاكِراتِ (12)
و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً
ص: 149
وَ أَصِیلًا(1)
الجمعة: وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِیراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (2)
المنافقون: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (3)
المزمل: وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(4)
أقول:
قد مضی فی باب جوامع المكارم بعض الأخبار المناسبة لهذا الباب (5).
«1»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی مُوسَی علیه السلام لَا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَ لَا تَدَعْ ذِكْرِی عَلَی كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ تُنْسِی الذُّنُوبَ وَ تَرْكُ ذِكْرِی یُقْسِی الْقُلُوبَ (6).
ع، [علل الشرائع] أبی عن محمد العطار عن المقری الخراسانی عن علی بن جعفر عن أخیه عن أبیه علیه السلام: مثله (7).
«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ لَا یُطِیقُهُنَّ النَّاسُ الصَّفْحُ عَنِ النَّاسِ وَ مُوَاخَاةُ الْأَخِ أَخَاهُ فِی مَالِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً(8).
«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ
ص: 150
إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی كُلِّ حَالٍ (1).
«4»- ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ لَا تُطِیقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِی مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَیْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَی مَا یَحْرُمُ عَلَیْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ وَ تَرَكَهُ (2).
«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُ بِشَیْ ءٍ أَشَدَّ عَلَیْهِ مِنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ یَحْرُمُهَا قِیلَ وَ مَا هُنَّ قَالَ الْمُوَاسَاةُ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ فِی ذَاتِ یَدِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً أَمَا وَ إِنِّی لَا أَقُولُ لَكُمْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ لَهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَیْهِ (3).
مع، [معانی الأخبار] ابن المتوكل عن الحمیری عن ابن عیسی: مثله (4).
«6»- ل،(5)
[الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ أَشَدِّ مَا عَمِلَ الْعِبَادُ إِنْصَافُ الْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ وَ مُوَاسَاةُ الْمَرْءِ أَخَاهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ هُوَ أَنْ یَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمَعْصِیَةِ یَهُمُّ بِهَا فَیَحُولُ ذِكْرُ اللَّهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ تِلْكَ الْمَعْصِیَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّیْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (6).
مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ
ص: 151
قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا وَجْهُ ذِكْرِ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ قَالَ یَذْكُرُ اللَّهَ عِنْدَ الْمَعْصِیَةِ(1).
«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ یَا بُنَیَّ كُنْ لِلَّهِ ذَاكِراً عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی مُوسَی عَنْ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی حِینَ تَغْضَبُ أَذْكُرْكَ حِینَ أَغْضَبُ وَ لَا أَمْحَقْكَ فِیمَنْ أَمْحَقُ (3).
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ فَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ طَاعَةٌ لِلَّهِ عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ مَعْصِیَةٌ تَرَكَهَا(4).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الحسین بن إبراهیم عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهیم عن الحسن بن علی الزعفرانی عن البرقی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (5).
«10»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ الْوَرَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِیِّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِی صَلَاةٍ مَا كَانَ فِی ذِكْرِ اللَّهِ قَائِماً كَانَ أَوْ جَالِساً أَوْ
ص: 152
مُضْطَجِعاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَكَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ(1).
«11»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام لَمَّا نَاجَی رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنْتَ مِنِّی فَأُنَادِیَكَ أَمْ قَرِیبٌ فَأُنَاجِیَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ إِنِّی أَكُونُ فِی حَالٍ أُجِلُّكَ أَنْ أَذْكُرَكَ فِیهَا فَقَالَ یَا مُوسَی اذْكُرْنِی عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).
«12»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنْ سَمِعْتَ الْأَذَانَ وَ أَنْتَ عَلَی الْخَلَاءِ فَقُلْ مِثْلَ مَا یَقُولُ الْمُؤَذِّنُ وَ لَا تَدَعْ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تِلْكَ الْحَالِ لِأَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ حَسَنٌ عَلَی كُلِّ حَالٍ ثُمَّ قَالَ لَمَّا نَاجَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ مُوسَی یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(3).
«13»- مع،(4)
[معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمِنْقَرِیِّ أَوْ غَیْرِهِ رَفَعَهُ قَالَ: قِیلَ لِلصَّادِقِ علیه السلام إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةَ عَارِضَیْهِ فَقَالَ وَ مَا فِی هَذَا مِنَ السَّعَادَةِ إِنَّمَا السَّعَادَةُ خِفَّةُ مَاضِغَیْهِ بِالتَّسْبِیحِ (5).
«14»- ل، [الخصال]: الذِّكْرُ مَقْسُومٌ عَلَی سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ اللِّسَانِ وَ الرُّوحِ وَ النَّفْسِ وَ الْعَقْلِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ السِّرِّ وَ الْقَلْبِ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا یَحْتَاجُ إِلَی الِاسْتِقَامَةِ فَاسْتِقَامَةُ
ص: 153
اللِّسَانِ صِدْقُ الْإِقْرَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الرُّوحِ صِدْقُ الِاسْتِغْفَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ صِدْقُ الِاعْتِذَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْعَقْلِ صِدْقُ الِاعْتِبَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْمَعْرِفَةِ صِدْقُ الِافْتِخَارِ وَ اسْتِقَامَةُ السِّرِّ السُّرُورُ بِعَالَمِ الْأَسْرَارِ فَذِكْرُ اللِّسَانِ الْحَمْدُ وَ الثَّنَاءُ وَ ذِكْرُ النَّفْسِ الْجَهْدُ وَ الْعَنَاءُ وَ ذِكْرُ الرُّوحِ الْخَوْفُ وَ الرَّجَاءُ وَ ذِكْرُ الْقَلْبِ الصِّدْقُ وَ الصَّفَاءُ وَ ذِكْرُ الْعَقْلِ التَّعْظِیمُ وَ الْحَیَاءُ وَ ذِكْرُ الْمَعْرِفَةِ التَّسْلِیمُ وَ الرِّضَا وَ ذِكْرُ السِّرِّ عَلَی رُؤْیَةِ اللِّقَاءِ.
حدثنا بذلك أبو محمد عبد اللّٰه بن حامد رفعه إلی بعض الصالحین علیهم السلام:(1).
«15»- مع (2)، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] فِی وَصِیَّةِ أَبِی ذَرٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ ذِكْرِ اللَّهِ كَثِیراً فَإِنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِی السَّمَاءِ وَ نُورٌ لَكَ فِی الْأَرْضِ (3).
«16»- ل، [الخصال] الْأَرْبُعِمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اذْكُرُوا اللَّهَ فِی كُلِّ مَكَانٍ فَإِنَّهُ مَعَكُمْ وَ قَالَ علیه السلام أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا دَخَلْتُمُ الْأَسْوَاقَ وَ عِنْدَ اشْتِغَالِ النَّاسِ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ وَ زِیَادَةٌ فِی الْحَسَنَاتِ وَ لَا تُكْتَبُوا فِی الْغَافِلِینَ (4).
وَ قَالَ علیه السلام: أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَلَی الطَّعَامِ وَ لَا تَطْغَوْا فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ وَ رِزْقٌ مِنْ رِزْقِهِ یَجِبُ عَلَیْكُمْ فِیهِ شُكْرُهُ وَ حَمْدُهُ (5).
وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا لَقِیتُمْ عَدُوَّكُمْ فِی الْحَرْبِ فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (6).
«17»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَّازِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی خَلْقِهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِنْصَافُ
ص: 154
النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ لِأَخِیكَ وَ ذِكْرُ اللَّهِ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ أَمَا إِنِّی لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَاكَ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلَی طَاعَتِهِ أَوْ مَعْصِیَتِهِ (1).
جا، [المجالس] للمفید ابن قولویه عن أبیه عن سعد عن ابن عیسی: مثله (2).
«18»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی جَارُودٍ الْمُنْذِرِ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّی لَا تَرْضَی لَهَا مِنْهُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا رَضِیتَ لَهُمْ مِنْهَا بِمِثْلِهِ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی الْمَالِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ لَیْسَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَطْ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَخَذْتَ بِهِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ نَهَی عَنْهُ تَرَكْتَهُ (3).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الحسین بن إبراهیم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكریا عن الحسن بن فضال عن علی بن عقبة عن الجارود بن المنذر: مثله (4).
«19»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی حَدِیثٍ یَقُولُ فِی آخِرِهِ تَسْبِیحُ فَاطِمَةَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ الْكَثِیرِ الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ (5).
«20»- لی،(6)
[الأمالی] للصدوق مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ النَّقَّاشُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمَدَانِیِّ عَنْ مُنْذِرِ
ص: 155
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَادِرُوا إِلَی رِیَاضِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِیَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّكْرِ(1).
«21»- لی (2)، [الأمالی] للصدوق مع، [معانی الأخبار] فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ: قَالَ زَیْدُ بْنُ صُوحَانَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ وَ التَّضَرُّعُ إِلَیْهِ وَ الدُّعَاءُ قَالَ فَأَیُّ الْقَوْلِ أَصْدَقُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (3).
«22»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ فَقَدْ نَسِیَ اللَّهَ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ (4).
«23»- لی، [الأمالی] للصدوق: فِیمَا نَاجَی بِهِ مُوسَی علیه السلام رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ ذَكَرَكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ قَالَ یَا مُوسَی أُظِلُّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِظِلِّ عَرْشِی وَ أَجْعَلُهُ فِی كَنَفِی (5).
«24»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الصَّاعِقَةَ لَا تُصِیبُ ذَاكِراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (6).
«25»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنْتَ مِنِّی فَأُنَادِیَكَ أَمْ قَرِیبٌ فَأُنَاجِیَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ أَنَا
ص: 156
جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی (1).
«26»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّاعِقَةُ تُصِیبُ الْمُؤْمِنَ وَ الْكَافِرَ وَ لَا تُصِیبُ ذَاكِراً(2).
«27»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الصَّفْحِ عَنِ النَّاسِ وَ مُوَاسَاةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ فِی مَالِهِ وَ ذِكْرِ اللَّهِ كَثِیراً(3).
«28»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ الْعَبْدِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِی الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِی غَیْرِ الصَّلَاةِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَ الصَّدَقَةُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ وَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ(4).
سن، [المحاسن] أبی: مثله (5).
«29»- سن، [المحاسن] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَیْرِ أَعْمَالِكُمْ وَ أَذْكَاهَا عِنْدَ مَلِیكِكُمْ وَ أَرْفَعِهَا فِی دَرَجَاتِكُمْ وَ خَیْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ خَیْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُونَهُمْ وَ یَقْتُلُونَكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِیراً(6).
«30»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
ص: 157
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ مَنْ شُغِلَ بِذِكْرِی عَنْ مَسْأَلَتِی أَعْطَیْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِی مَنْ سَأَلَنِی (1).
«31»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی فِی نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِی نَفْسِی ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی فِی الْخَلَاءِ أَذْكُرْكَ فِی خَلَاءٍ ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی فِی مَلَإٍ أَذْكُرْكَ فِی مَلَإٍ خَیْرٍ مِنْ مَلَئِكَ وَ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ یَذْكُرُ اللَّهَ فِی مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ(2).
«32»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: ذَاكِرُ اللَّهِ فِی الْغَافِلِینَ كَالْمُقَاتِلِ عَنِ الْفَارِّینَ وَ الْمُقَاتِلُ عَنِ الْفَارِّینَ نُزُولُهُ الْجَنَّةُ(3).
«33»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ كَانَ ذَاكِراً لِلَّهِ عَلَی الْحَقِیقَةِ فَهُوَ مُطِیعٌ وَ مَنْ كَانَ غَافِلًا عَنْهُ فَهُوَ عَاصٍ وَ الطَّاعَةُ عَلَامَةُ الْهِدَایَةِ وَ الْمَعْصِیَةُ عَلَامَةُ الضَّلَالَةِ وَ أَصْلُهُمَا مِنَ الذِّكْرِ وَ الْغَفْلَةِ فَاجْعَلْ قَلْبَكَ قِبْلَةً وَ لِسَانَكَ لَا تُحَرِّكْهُ إِلَّا بِإِشَارَةِ الْقَلْبِ وَ مُوَافَقَةِ الْعَقْلِ وَ رِضَی الْإِیمَانِ فَإِنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِسِرِّكَ وَ جَهْرِكَ وَ كُنْ كَالنَّازِعِ رُوحُهُ أَوْ كَالْوَاقِفِ فِی الْعَرْضِ الْأَكْبَرِ غَیْرَ شَاغِلٍ نَفْسَكَ عَمَّا عَنَاكَ مِمَّا كَلَّفَكَ بِهِ رَبُّكَ فِی أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ وَعْدِهِ وَ وَعِیدِهِ وَ لَا تَشْغَلْهَا بِدُونِ مَا كَلَّفَكَ وَ اغْسِلْ قَلْبَكَ بِمَاءِ الْحُزْنِ وَ اجْعَلْ ذِكْرَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذِكْرِهِ لَكَ فَإِنَّهُ ذَكَرَكَ وَ هُوَ غَنِیٌّ عَنْكَ فَذِكْرُهُ لَكَ أَجَلُّ وَ أَشْهَی وَ أَتَمُّ مِنْ ذِكْرِكَ لَهُ وَ أَسْبَقُ وَ مَعْرِفَتُكَ بِذِكْرِهِ لَكَ یُورِثُكَ الْخُضُوعَ وَ الِاسْتِحْیَاءَ وَ الِانْكِسَارَ وَ یَتَوَلَّدُ مِنْ ذَلِكَ رُؤْیَةُ كَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ السَّابِقِ وَ یَصْغُرُ عِنْدَ ذَلِكَ طَاعَاتُكَ وَ إِنْ كَثُرَتْ فِی جَنْبِ مِنَنِهِ فَتَخْلُصُ لِوَجْهِهِ وَ رُؤْیَتُكَ ذِكْرَكَ لَهُ تُورِثُكَ الرِّیَاءَ وَ الْعُجْبَ وَ السَّفَهَ وَ الْغِلْظَةَ فِی خَلْقِهِ وَ اسْتِكْثَارَ الطَّاعَةِ وَ نِسْیَانَ فَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ مَا تَزْدَادُ بِذَلِكَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً وَ لَا تَسْتَجْلِبُ بِهِ عَلَی مُضِیِّ الْأَیَّامِ إِلَّا وَحْشَةً
ص: 158
وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرٌ خَالِصٌ یُوَافِقُهُ الْقَلْبُ وَ ذِكْرٌ صَارِفٌ یَنْفِی ذِكْرَ غَیْرِهِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَا أُحْصِی ثَنَاءً عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ- فَرَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ یَجْعَلْ لِذِكْرِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِقْدَاراً عِنْدَ عِلْمِهِ بِحَقِیقَةِ سَابِقَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنْ قَبْلِ ذِكْرِهِ لَهُ فَمَنْ دُونَهُ أَوْلَی فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَی فَلْیَعْلَمْ أَنَّهُ مَا لَمْ یَذْكُرِ اللَّهُ الْعَبْدَ بِالتَّوْفِیقِ لِذِكْرِهِ- لَا یَقْدِرُ الْعَبْدُ عَلَی ذِكْرِهِ (1).
«34»- شی، [تفسیر العیاشی] أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِی صَلَاةٍ مَا كَانَ فِی ذِكْرِ اللَّهِ إِنْ كَانَ قَائِماً أَوْ جَالِساً أَوْ مُضْطَجِعاً لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ- الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ (2) الْآیَةَ.
و فی روایة أخری عن أبی حمزة عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (3).
«35»- شی، [تفسیر العیاشی] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً(4) قَالَ كَانَ الرَّجُلُ یَقُولُ كَانَ أَبِی وَ كَانَ أَبِی فَنَزَلَتْ عَلَیْهِمْ فِی ذَلِكَ (5).
«36»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ: لَا یَكْتُبُ الْمَلَكُ إِلَّا مَا أَسْمَعَ نَفْسَهُ وَ قَالَ اللَّهُ- وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً(6) قَالَ لَا یَعْلَمُ ثَوَابَ ذَلِكَ الذِّكْرِ فِی نَفْسِ الْعَبْدِ لِعَظَمَتِهِ إِلَّا اللَّهُ (7).
«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ یَعْنِی مُسْتَكِیناً وَ خِیفَةً یَعْنِی خَوْفاً مِنْ عَذَابِهِ- وَ دُونَ
ص: 159
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ یَعْنِی دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقِرَاءَةِ- بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ یَعْنِی بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِیِ (1).
«38»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر صَفْوَانُ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً(2) قَالَ إِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِی الْیَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ ذَلِكَ كَثِیراً.
«39»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ.
«40»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَعَدَ قَوْمٌ قَطُّ یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا بَعَثَ إِلَیْهِمْ إِبْلِیسُ شَیْطَاناً فَیَقْطَعُ عَلَیْهِمْ حَدِیثَهُمْ (3).
«41»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ أَنَّ مُوسَی علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ إِنَّهُ یَأْتِی عَلَیَّ مَجَالِسُ أُعِزُّكَ وَ أُجِلُّكَ أَنْ أَذْكُرَكَ فِیهَا فَقَالَ یَا مُوسَی اذْكُرْنِی عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ فِی كُلِّ أَوَانٍ.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ مَنْ شُغِلَ بِذِكْرِی عَنْ مَسْأَلَتِی أَعْطَیْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِی مَنْ یَسْأَلُنِی.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِی السِّرِّ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِیراً إِنَّ الْمُنَافِقِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ عَلَانِیَةً وَ لَا یَذْكُرُونَهُ فِی السِّرِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِیلًا(4).
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا رَبِّ وَدِدْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَنْ تُحِبُّ مِنْ عِبَادِكَ فَأُحِبَّهُ فَقَالَ إِذَا رَأَیْتَ عَبْدِی یُكْثِرُ ذِكْرِی فَأَنَا أَذِنْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ وَ أَنَا أُحِبُّهُ
ص: 160
وَ إِذَا رَأَیْتَ عَبْدِی لَا یَذْكُرُنِی فَأَنَا حَجَبْتُهُ وَ أَنَا أَبْغَضْتُهُ.
«42»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِی مَجْلِسٍ فَلَمْ یَذْكُرُوا اللَّهَ وَ لَمْ یُصَلُّوا عَلَی نَبِیِّهِمْ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً وَ وَبَالًا عَلَیْهِمْ (1).
وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ مَنْ شُغِلَ بِذِكْرِی عَنْ مَسْأَلَتِی أَعْطَیْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِی مَنْ سَأَلَنِی.
وَ رَوَی ابْنُ الْقَدَّاحِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ یَنْتَهِی إِلَیْهِ فَرَضَ اللَّهُ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَ الْحَجُّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلَّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یَرْضَ فِیهِ بِالْقَلِیلِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ حَدّاً یَنْتَهِی إِلَیْهِ ثُمَّ تَلَا یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً- وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا(2) فَلَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ حَدّاً یَنْتَهِی إِلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ أَبِی كَثِیرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِی مَعَهُ وَ إِنَّهُ لَیَذْكُرُ اللَّهَ وَ آكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَ إِنَّهُ لَیَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَوْ كَانَ یُحَدِّثُ لِقَوْمٍ مَا یَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ كُنْتُ أَرَی لِسَانَهُ لَاصِقاً بِحَنَكِهِ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ كَانَ یَجْمَعُنَا فَیَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ كَانَ یَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ یَقْرَأُ مِنَّا وَ مَنْ كَانَ لَا یَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ وَ الْبَیْتُ الَّذِی یُقْرَأُ فِیهِ الْقُرْآنُ وَ یُذْكَرُ اللَّهُ فِیهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ وَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَهْجُرُهُ الشَّیَاطِینُ وَ یُضِی ءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِی ءُ الْكَوَاكِبُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ الْبَیْتُ الَّذِی لَا یُقْرَأُ فِیهِ الْقُرْآنُ وَ لَا یُذْكَرُ اللَّهُ فِیهِ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ وَ تَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَحْضُرُهُ الشَّیَاطِینُ وَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَنْ خَیْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً(3).
ص: 161
وَ رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا الَّذِینَ إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِیراً.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِمُوسَی أَكْثِرْ ذِكْرِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ كُنْ عِنْدَ ذِكْرِی خَاشِعاً.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ لَا یُصِیبُهُنَّ إِلَّا مُؤْمِنٌ الصَّمْتُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ قِلَّةُ الشَّیْ ءِ یَعْنِی قِلَّةَ الْمَالِ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: یَمُوتُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ مِیتَةٍ یَمُوتُ غَرَقاً وَ یَمُوتُ بِالْهَدْمِ وَ یُبْتَلَی بِالسَّبُعِ وَ یَمُوتُ بِالصَّاعِقَةِ وَ لَا یُصِیبُ ذَاكِرَ اللَّهِ وَ فِی أُخْرَی لَا یُصِیبُهُ وَ هُوَ یَذْكُرُ اللَّهَ.
وَ فِی بَعْضِ الْأَحَادِیثِ الْقُدْسِیَّةِ: أَیُّمَا عَبْدٍ اطَّلَعْتُ عَلَی قَلْبِهِ فَرَأَیْتُ الْغَالِبَ عَلَیْهِ التَّمَسُّكَ بِذِكْرِی تَوَلَّیْتُ سِیَاسَتَهُ وَ كُنْتُ جَلِیسَهُ وَ مُحَادِثَهُ وَ أَنِیسَهُ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا عَلِمْتُ أَنَّ الْغَالِبَ عَلَی عَبْدِیَ الِاشْتِغَالَ بِی نَقَلْتُ شَهْوَتَهُ فِی مَسْأَلَتِی وَ مُنَاجَاتِی فَإِذَا كَانَ عَبْدِی كَذَلِكَ فَأَرَادَ أَنْ یَسْهُوَ حُلْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَنْ یَسْهُوَ أُولَئِكَ أَوْلِیَائِی حَقّاً أُولَئِكَ الْأَبْطَالُ حَقّاً أُولَئِكَ الَّذِینَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُهْلِكَ أَهْلَ الْأَرْضِ عُقُوبَةً زَوَیْتُهَا عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ أُولَئِكَ الْأَبْطَالِ.
وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ الَّتِی لَمْ تُغَیَّرْ أَنَّ مُوسَی علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ قَرِیبٌ أَنْتَ مِنِّی فَأُنَاجِیَكَ أَمْ بَعِیدٌ فَأُنَادِیَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی فَقَالَ مُوسَی فَمَنْ فِی سِتْرِكَ یَوْمَ لَا سِتْرَ إِلَّا سِتْرُكَ فَقَالَ الَّذِینَ یَذْكُرُونِّی فَأَذْكُرُهُمْ وَ یَتَحَابُّونَ فِیَّ فَأُحِبُّهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِینَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِیبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِسُوءٍ ذَكَرْتُهُمْ فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا جَلَسَ قَوْمٌ یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ قُومُوا فَقَدْ بَدَّلْتُ سَیِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ وَ غَفَرْتُ لَكُمْ جَمِیعاً وَ مَا قَعَدَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ
ص: 162
یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَعَدَ مَعَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ(1).
وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ ارْتَعُوا فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِیَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ مَجَالِسُ الذِّكْرِ اغْدُوا وَ رُوحُوا وَ اذْكُرُوا وَ مَنْ كَانَ یُحِبُّ أَنْ یَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَنْظُرْ كَیْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُنْزِلُ الْعَبْدَ حَیْثُ أَنْزَلَ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَیْرَ أَعْمَالِكُمْ عِنْدَ مَلِیكِكُمْ وَ أَزْكَاهَا وَ أَرْفَعَهَا فِی دَرَجَاتِكُمْ وَ خَیْرَ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَی فَإِنَّهُ تَعَالَی أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ (2) یَعْنِی اذْكُرُونِی بِالطَّاعَةِ وَ الْعِبَادَةِ أَذْكُرْكُمْ بِالنِّعَمِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ.
وَ عَنْهُمْ علیهم السلام: أَنَّ فِی الْجَنَّةِ قِیعَاناً فَإِذَا أَخَذَ الذَّاكِرُ فِی الذِّكْرِ أَخَذَتِ الْمَلَائِكَةُ فِی غَرْسِ الْأَشْجَارِ فَرُبَّمَا وَقَفَ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ فَیُقَالُ لَهُ لِمَ وَقَفْتَ فَیَقُولُ إِنَّ صَاحِبِی قَدْ فَتَرَ یَعْنِی عَنِ الذِّكْرِ(3).
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ذَاكِرُ اللَّهِ فِی الْغَافِلِینَ كَالْمُقَاتِلِ فِی الْفَارِّینَ وَ الْمُقَاتِلُ فِی الْفَارِّینَ لَهُ الْجَنَّةُ.
«43»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ قَالَ: أَ لَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ فَذَكَرَ لَهُ ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ الثَّالِثُ مِنْهَا ذِكْرُ اللَّهِ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمَ عَلَی طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِیَةٍ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ أَمَا لَا أَعْنِی سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ وَ لَكِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِیَةً تَرَكَهَا.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ سَالِمٌ وَ غَانِمٌ وَ شَاجِبٌ فَالسَّالِمُ الصَّامِتُ وَ الْغَانِمُ
ص: 163
الذَّاكِرُ وَ الشَّاجِبُ الَّذِی یَلْفِظُ وَ یَقَعُ فِی النَّاسِ.
وَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ احْذَرِ(1)
الْمَجَالِسَ عَلَی عَیْنَیْكَ فَإِنْ رَأَیْتَ قَوْماً یَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً یَزِیدُوكَ عِلْماً وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُطْلِعَهُمْ بِرَحْمَةٍ فَیَعُمَّكَ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَیْتَ قَوْماً لَا یَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً لَا یَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ تَكُنْ جَاهِلًا یَزِیدُوكَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَیَعُمَّكَ مَعَهُمْ.
وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ قَالَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلَّهِ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.
وَ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ فَیَكُونُ حَاجِزاً(2).
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ مَجْمَعِ الْبَیَانِ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِیَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً(3) الْآیَةَ قَدْ وَرَدَ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ- لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ یُقْسِی الْقَلْبَ وَ إِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَاسِی الْقَلْبِ.
وَ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ نَادَی مُنَادٍ یَا أَهْلَ الْقُرْآنِ قَدْ طَالَ اللَّیْلُ لِصَلَاتِكُمْ وَ قَصُرَ النَّهَارُ لِصِیَامِكُمْ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَقْدِرُوا عَلَی اللَّیْلِ أَنْ تُكَابِدُوهُ وَ لَا عَلَی الْعَدُوِّ أَنْ تُجَاهِدُوهُ وَ بَخِلْتُمْ بِالْمَالِ أَنْ تُنْفِقُوهُ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ.
وَ مِنْ كِتَابٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُ بِشَیْ ءٍ أَشَدَّ مِنَ الْمُوَاسَاةِ فِی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنِّی لَا
ص: 164
أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَكِنْ ذِكْرُهُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ (1).
وَ مِنْ سَائِرِ الْكُتُبِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كَلَامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَیْهِ لَا لَهُ إِلَّا أَمْراً بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْیاً عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْراً لِلَّهِ تَعَالَی.
وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ رَبِّی أَمَرَنِی أَنْ یَكُونَ نُطْقِی ذِكْراً وَ صَمْتِی فِكْراً وَ نَظَرِی عِبْرَةً.
«14»- وَ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ فَأَمَّا الرَّابِحُ الَّذِی یَذْكُرُ اللَّهَ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاكِتُ وَ أَمَّا الشَّاجِبُ فَالَّذِی یَخُوضُ فِی الْبَاطِلِ.
وَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَا یُطِیقُهُنَّ النَّاسُ الصَّفْحُ عَنِ النَّاسِ وَ مُوَاسَاةُ الرَّجُلِ أَخَاهُ فِی مَالِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً(2).
ص: 165
الآیات:
طه: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها وَ مِنْ آناءِ اللَّیْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضی (1)
الفرقان: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ (2)
الروم: فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ (3)
المؤمن: الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (4).
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْیَهُودِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِی عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِی اخْتَارَهُنَّ اللَّهُ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام حَیْثُ بَنَی الْبَیْتَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ الْیَهُودِیُّ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ بُنِیَ هَذِهِ الْكَعْبَةُ مُرَبَّعَةً قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْكَلِمَاتِ الْأَرْبَعِ قَالَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ سُمِّیَتِ الْكَعْبَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهَا وَسَطُ الدُّنْیَا قَالَ الْیَهُودِیُّ أَخْبِرْنِی عَنْ تَفْسِیرِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِمَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ أَنَّ بَنِی آدَمَ یَكْذِبُونَ عَلَی اللَّهِ
ص: 166
فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَبَرِّیاً مِمَّا یَقُولُونَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یُؤَدُّونَ شُكْرَ نِعْمَتِهِ فَحَمِدَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ یَحْمَدُوهُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْكَلَامِ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی أَحَدٍ بِنِعْمَتِهِ وَ قَوْلِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَعْنِی وَحْدَانِیَّتَهُ- لَا یَقْبَلُ اللَّهُ الْأَعْمَالَ إِلَّا بِهَا وَ هِیَ كَلِمَةُ التَّقْوَی یُثَقِّلُ اللَّهُ بِهَا الْمَوَازِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَهِیَ كَلِمَةٌ أَعْلَی الْكَلِمَاتِ وَ أَحَبُّهَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْنِی أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَكْبَرَ مِنِّی- لَا تُفْتَتَحُ الصَّلَوَاتُ إِلَّا بِهَا لِكَرَامَتِهَا عَلَی اللَّهِ وَ هُوَ الِاسْمُ الْأَكْرَمُ قَالَ الْیَهُودِیُّ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ فَمَا جَزَاءُ قَائِلِهَا قَالَ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ سُبْحَانَ اللَّهِ سَبَّحَ مَعَهُ مَا دُونَ الْعَرْشِ فَیُعْطَی قَائِلُهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا وَ إِذَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنَعِیمِ الدُّنْیَا مَوْصُولًا بِنَعِیمِ الْآخِرَةِ وَ هِیَ الْكَلِمَةُ الَّتِی یَقُولُهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ یَنْقَطِعُ الْكَلَامُ الَّذِی یَقُولُونَهُ فِی الدُّنْیَا مَا خَلَا الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1) وَ أَمَّا قَوْلُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَالْجَنَّةُ جَزَاؤُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (2) یَقُولُ هَلْ جَزَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا الْجَنَّةُ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ الْخَبَرَ(3).
ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ: مِنْ قَوْلِهِ أَخْبِرْنِی عَنْ تَفْسِیرِ سُبْحَانَ اللَّهِ إِلَی آخِرِ مَا نَقَلْنَا وَ ذَكَرَ أَوَّلَ مَا نَقَلْنَا فِی أَبْوَابِ الْحَجِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ(4).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِرَجُلٍ یَغْرِسُ غَرْساً فِی حَائِطٍ لَهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی غَرْسٍ أَثْبَتُ أَصْلًا وَ أَسْرَعُ إِینَاعاً وَ أَطْیَبُ ثَمَراً وَ أَنْقَی قَالَ بَلَی فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ
ص: 167
فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّ لَكَ بِذَلِكَ إِنْ قُلْتَهُ بِكُلِّ تَسْبِیحَةٍ عَشْرُ شَجَرَاتٍ فِی الْجَنَّةِ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَاكِهَةِ وَ هُنَّ مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أُشْهِدُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ حَائِطِی هَذَا صَدَقَةٌ مَقْبُوضَةٌ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِینَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی- وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری (1).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَجَرَنَا فِی الْجَنَّةِ لَكَثِیرٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ إِیَّاكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا عَلَیْهَا نِیرَاناً فَتُحْرِقُوهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (2).
ثو، [ثواب الأعمال] ماجیلویه عن عمه عن البرقی عن أبیه عن محمد بن سنان عن أبی الجارود عن أبی جعفر علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله سواء(3).
«4»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ قَصْراً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ یُرَی دَاخِلُهَا مِنْ خَارِجِهَا وَ خَارِجُهَا مِنْ دَاخِلِهَا مِنْ ضِیَائِهَا وَ فِیهَا بَیْتَانِ دُرٌّ وَ زَبَرْجَدٌ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالَ هَذَا لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی أُمَّتِكَ
ص: 168
مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ تَدْرِی مَا أَطَابَ الْكَلَامَ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَ تَدْرِی مَا أَدَامَ الصِّیَامَ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً وَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَكُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ وَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ لَمْ یَنَمْ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ یَعْنِی بِالنَّاسِ نِیَامٌ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی فَإِنَّهُمْ یَنَامُونَ فِیمَا بَیْنَهُمَا(1).
أقول: قد مضی بأسانید فی باب المعراج و أبواب المكارم.
«5»- فس، [تفسیر القمی]: وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ مَرَدًّا(2) قَالَ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(3).
«6»- ل، [الخصال] ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْحَمَّادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّائِغِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ رَاعِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِی الْمِیزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الْوَلَدُ الصَّالِحُ یُتَوَفَّی لِمُسْلِمٍ فَیَصْبِرُ وَ یَحْتَسِبُ (4).
«7»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَیْتُمْ وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ لَهُمْ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ فَقَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا
ص: 169
وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا(1).
«8»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قِیعَاناً یَقَقاً وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(2).
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قِیعَاناً یَقَقاً مِنْ مِسْكٍ وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(3).
«10»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام](4)
مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَنْ مَهْرِ السُّنَّةِ كَیْفَ صَارَ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْجَبَ عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُكَبِّرَهُ مُؤْمِنٌ مِائَةَ
تَكْبِیرَةٍ وَ یُحَمِّدَهُ مِائَةَ تَحْمِیدَةٍ وَ یُسَبِّحَهُ مِائَةَ تَسْبِیحَةٍ وَ یُهَلِّلَهُ مِائَةَ تَهْلِیلَةٍ وَ یُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ یَقُولَ- اللَّهُمَّ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ إِلَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ جَعَلَ ذَلِكَ مَهْرَهَا فَمِنْ ثَمَّ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَسُنَّ مُهُورَ الْمُؤْمِنَاتِ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
أقول: سیأتی بإسناد آخر فی باب الصلاة.
«11»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِلْأَغْنِیَاءِ مَا یُعْتِقُونَ وَ لَیْسَ لَنَا وَ لَهُمْ
ص: 170
مَا یَحُجُّونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا وَ لَهُمْ مَا یَتَصَدَّقُونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا وَ لَهُمْ مَا یُجَاهِدُونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَبَّرَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ وَ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ سِیَاقِ مِائَةِ بَدَنَةٍ وَ مَنْ حَمَّدَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حُمْلَانِ مِائَةِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسُرُجِهَا وَ لُجُمِهَا وَ رُكُبِهَا وَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ عَمَلًا ذَلِكَ الْیَوْمَ إِلَّا مَنْ زَادَ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِیَاءَ فَصَنَعُوهُ قَالَ فَعَادُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَلَغَ الْأَغْنِیَاءَ مَا قُلْتَ فَصَنَعُوهُ فَقَالَ علیه السلام ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ(1).
ثو، [ثواب الأعمال] ابن المتوكل عن السعدآبادی عن البرقی: مثله (2).
«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثِرُوا مِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُنَّ یَأْتِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وَ مُؤَخِّرَاتٌ وَ مُعَقِّبَاتٌ وَ هُنَّ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ (3).
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن الحمیری عن أحمد بن محمد عن ابن بزیع عن منصور بن یونس عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (4).
«13»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ اتَّخِذُوا جُنَناً فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ مِنْ عَدُوٍّ قَدْ أَظَلَّنَا قَالَ لَا وَ لَكِنْ مِنَ النَّارِ قُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(5).
ص: 171
«14»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ اللُّؤْلُؤِیِّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً لَهُ لِسَانٌ وَ جَنَاحَانِ یُسَبِّحُ اللَّهَ عَنْهُ فِی الْمُسَبِّحِینَ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مِثْلُ ذَلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(1).
«15»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا أَرْبَعَةَ أَطْیَارٍ تُسَبِّحُهُ وَ تُقَدِّسُهُ وَ تُهَلِّلُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).
«16»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَخِلَ مِنْكُمْ بِمَالٍ أَنْ یُنْفِقَهُ وَ بِالْجِهَادِ أَنْ یَحْضُرَهُ وَ بِاللَّیْلِ أَنْ یُكَابِدَهُ فَلَا یَبْخَلْ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (3).
«17»- سن، [المحاسن]: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُمِّ هَانِئٍ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ كُلَّ یَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ مَنْ حَمَّدَ اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِیدَةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ أَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ وَ مَنْ كَبَّرَ اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِیرَةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ حَمَلَ عَلَی مِائَةِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسُرُوجِهَا وَ لُجُمِهَا وَ مَنْ هَلَّلَ اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِیلَةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ عَمَلًا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا(4).
«18»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خُذُوا جُنَنَكُمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ عَدُوٌّ حَضَرَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ خُذُوا جُنَنَكُمْ مِنَ النَّارِ فَقَالُوا وَ مَا جُنَنُنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ النَّارِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُنَّ یَأْتِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وَ مُؤَخِّرَاتٌ وَ مُنْجِیَاتٌ وَ مُعَقِّبَاتٌ وَ هُنَّ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
ص: 172
علیه السلام وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ أَوْ حَرَّمَ وَ شِبْهِ هَذِهِ وَ مُؤَخَّرَاتٌ (1).
«19»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ سَیِّدُ التَّسَابِیحِ فَمَنْ قَالَ فِی یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً كَانَ خَیْراً لَهُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ وَ كَانَ خَیْراً لَهُ مِنْ عَشَرَةِ أَلْفِ فَرَسٍ یُوَجَّهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَا یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ إِلَّا مَغْفُوراً لَهُ الذُّنُوبُ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مَدِینَةً.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُتِبَ اسْمُهُ فِی دِیوَانِ الصِّدِّیقِینَ وَ لَهُ ثَوَابُ الصِّدِّیقِینَ وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ نُورٌ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یَكُونُ فِی الْجَنَّةِ رَفِیقَ خَضِرٍ علیه السلام.
وَ قَالَ علیه السلام: سُبْحَانَ اللَّهُ خَیْرٌ مِنْ جَبَلِ فِضَّةٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ خَیْرٌ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا یُقَدِّمُهَا الرَّجُلُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَیْرٌ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ فَمَنْ یَقُولُ كُلَّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ.
وَ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْأَغْنِیَاءَ یُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّی وَ یَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَ لَهُمْ أَمْوَالٌ یُعْتِقُونَ وَ یَتَصَدَّقُونَ قَالَ فَإِذَا صَلَّیْتُمْ فَقُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَ لَا یَسْبِقُكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: خَصْلَتَانِ لَا یُحْصِیهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ یُسَبِّحُ اللَّهَ فِی دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ وَ یُحَمِّدُهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ وَ یُكَبِّرُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ وَ یُسَبِّحُ عِنْدَ مَنَامِهِ عَشْراً وَ یُحَمِّدُهُ عَشْراً وَ یُكَبِّرُهُ عَشْراً.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ یَوْمٍ أَ رَأَیْتُمْ لَوْ جَمَعْتُمْ مَا عِنْدَكُمْ مِنَ الثِّیَابِ وَ الْآنِیَةِ ثُمَّ وَضَعْتُمْ بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ أَ كُنْتُمْ تَرَوْنَهُ یَبْلُغُ السَّمَاءَ قَالُوا لَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ فَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَی شَیْ ءٍ أَصْلُهُ فِی الْأَرْضِ
ص: 173
وَ فَرْعُهُ فِی السَّمَاءِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَقُولُ أَحَدُكُمْ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ الْفَرِیضَةِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّ أَصْلَهُنَّ فِی الْأَرْضِ وَ فَرْعَهُنَّ فِی السَّمَاءِ وَ هُنَّ یَدْفَعْنَ الْهَدْمَ وَ الْغَرَقَ وَ الْحَرَقَ وَ التَّرَدِّیَ فِی الْبِئْرِ وَ أَكْلَ السَّبُعِ وَ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ الْبَلِیَّةَ الَّتِی تُنْزَلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی الْعَبْدِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ هُنَّ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ قَالَ حِینَ یَدْخُلُ السُّوقَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أُعْطِیَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً لَهُ لِسَانٌ وَ جَنَاحَانِ یُسَبِّحُ اللَّهَ عَنْهُ فِی الْمُسَبِّحِینَ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مِثْلُ ذَلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(1).
«20»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ فِی مَلَإٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ فَقَالَ خُذُوا جُنَنَكُمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ حَضَرَ عَدُوٌّ قَالَ لَا جُنَنَكُمْ مِنَ النَّارِ قَالَ فَقُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهُنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُقَدِّمَاتٌ مُنْجِیَاتٌ وَ مُعَقِّبَاتٌ وَ هُنَّ عِنْدَ اللَّهِ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ (2).
«21»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: فِی مِعْرَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ مَرَّ عَلَی إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ علیه السلام فَنَادَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ عَنِّی السَّلَامَ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ مَاؤُهَا عَذْبٌ وَ تُرْبَتُهَا طَیِّبَةٌ قِیعَانٌ یَقَقٌ غَرْسُهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَمُرْ أُمَّتَكَ فَلْیُكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا.
ص: 174
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: التَّسْبِیحُ نِصْفُ الْمِیزَانِ وَ الْحَمْدُ یَمْلَؤُهُ وَ التَّكْبِیرُ یَمْلَأُ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
«22»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّسْبِیحُ نِصْفُ الْمِیزَانِ وَ التَّحْمِیدُ یَمْلَأُ الْمِیزَانَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ یَمْلَأُ مَا بَیْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُعَلِّمُكُمْ خَمْسَ كَلِمَاتٍ خَفِیفَاتٍ عَلَی اللِّسَانِ ثَقِیلَاتٍ فِی الْمِیزَانِ یُرْضِینَ الرَّحْمَنَ وَ یَطْرُدْنَ الشَّیْطَانَ وَ هُنَّ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَ هُنَّ مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ قُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَمْسٌ بَخْ بَخْ لَهُنَّ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِی الْمِیزَانِ.
الآیات:
الأعراف: وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ یَسْجُدُونَ (1)
یونس: دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ (2)
الحجر: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ (3)
إسراء: وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا(4)
طه: كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً(5)
ص: 175
الأنبیاء: یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ (1)
النور: یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (2)
الصافات: فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ- لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ (3)
السجدة: فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِینَ عِنْدَ رَبِّكَ یُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ هُمْ لا یَسْأَمُونَ (4)
الزخرف: سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ (5)
ق: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ(6)
الطور: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (7)
الواقعة: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ (8)
الحشر: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (9)
الحاقة: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ (10)
الأعلی: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّی (11)
النصر: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (12).
«1»- ید، [التوحید](13)
مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ أَنَفَةُ اللَّهِ (14).
ص: 176
«2»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سُلَیْمٍ مَوْلَی طِرْبَالٍ عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِیقِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- سُبْحانَ اللَّهِ مَا یَعْنِی بِهِ قَالَ تَنْزِیهَهُ (1).
ید، [التوحید] ابن المتوكل عن السعدآبادی عن البرقی عن عبد العظیم الحسنی عن ابن أسباط: مثله (2).
«3»- ید(3)، [التوحید] مع، [معانی الأخبار] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُعَافَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّارٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا تَفْسِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ فِی هَذَا الْحَائِطِ رَجُلًا كَانَ إِذَا سُئِلَ أَنْبَأَ وَ إِذَا سَكَتَّ ابْتَدَأَ فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَفْسِیرُ سُبْحانَ اللَّهِ قَالَ هُوَ تَعْظِیمُ جَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَنْزِیهُهُ عَمَّا قَالَ فِیهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهُ الْعَبْدُ صَلَّی عَلَیْهِ كُلُّ مَلَكٍ (4).
«4»- ل، [الخصال] الْفَامِیُّ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ إِبْلِیسُ خَمْسَةُ أَشْیَاءَ لَیْسَ لِی فِیهِنَّ حِیلَةٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِی قَبْضَتِی مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَنْ نِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ اتَّكَلَ عَلَیْهِ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ مَنْ كَثُرَ تَسْبِیحُهُ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ مَنْ رَضِیَ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَا یَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ لَمْ یَجْزَعْ عَلَی الْمُصِیبَةِ حَتَّی تُصِیبَهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ وَ لَمْ یَهْتَمَّ لِرِزْقِهِ (5).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ
ص: 177
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً اسْتَقْبَلَ الْغِنَی وَ اسْتَدْبَرَ الْفَقْرَ وَ قَرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ(1).
«6»- ل، [الخصال] قَدْ مَضَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَجِّدُوا اللَّهَ فِی خَمْسِ كَلِمَاتٍ ثُمَّ قَالَ إِذَا قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ رَفَعْتَ اللَّهَ عَمَّا یَقُولُ الْعَادِلُونَ بِهِ (2).
«7»- مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشٍ مَوْلَی أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ مَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ وَ مَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (3).
«8»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً دَفَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَنْهُ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَدْنَاهَا الْفَقْرُ(4).
«9»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِیهِ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهَا الْفَقْرُ(5).
«10»- مع، [معانی الأخبار] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَدَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ نُورَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حِجَابِ الْقُدْرَةِ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ:
ص: 178
سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ فِی حِجَابِ الْعَظَمَةِ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ عَالِمِ السِّرِّ وَ فِی حِجَابِ الْمِنَّةِ عَشْرَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو وَ فِی حِجَابِ الرَّحْمَةِ تِسْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی وَ فِی حِجَابِ السَّعَادَةِ ثَمَانِیَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو وَ فِی حِجَابِ الْكَرَامَةِ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِیٌّ لَا یَفْتَقِرُ وَ فِی حِجَابِ الْمَنْزِلَةِ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ الْعَلِیمِ الْكَرِیمِ وَ فِی حِجَابِ الْهِدَایَةِ خَمْسَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ ذِی الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ فِی حِجَابِ النُّبُوَّةِ أَرْبَعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ فِی حِجَابِ الرَّفْعَةِ ثَلَاثَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ فِی حِجَابِ الْهَیْبَةِ أَلْفَیْ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ وَ فِی حِجَابِ الشَّفَاعَةِ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ ثُمَّ أَظْهَرَ اسْمَهُ عَلَی اللَّوْحِ فَكَانَ عَلَی اللَّوْحِ مُنَوَّراً أَرْبَعَةَ آلَافِ سَنَةٍ ثُمَّ أَظْهَرَهُ عَلَی الْعَرْشِ فَكَانَ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ مُثْبَتاً سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ إِلَی أَنْ وَضَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صُلْبِ آدَمَ (1).
أقول: قد سبق تمامه فی كتاب النبوة(2).
«11»- ید، [التوحید] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِیُّ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَدِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرَاءِ عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی دِیكاً رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ وَ رَأْسُهُ عِنْدَ الْعَرْشِ ثَانِیَ عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَی خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی مَضَی مُصْعِداً فِیهَا مَدَّ الْأَرَضِینَ حَتَّی خَرَجَ مِنْهَا إِلَی أُفُقِ السَّمَاءِ ثُمَّ مَضَی فِیهَا مُصْعِداً
ص: 179
حَتَّی انْتَهَی قَرْنُهُ إِلَی الْعَرْشِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَكَ رَبِّی وَ لِذَلِكَ الدِّیكِ جَنَاحَانِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَإِذَا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِیَكَةُ الْأَرْضِ كُلُّهَا وَ خَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَ أَخَذَتْ فِی الصُّرَاخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّیكُ فِی السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّیَكَةُ فِی الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ فِی بَعْضِ السَّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ فَجَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ- سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْقَهَّارِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الْمَجِیدِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الرَّفِیعِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِیَكَةُ الْأَرْضِ فَإِذَا هَاجَ هَاجَتِ الدِّیَكَةُ فِی الْأَرْضِ تُجَاوِبُهُ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ لِلَّهِ تَعَالَی وَ لِذَلِكَ الدِّیكِ رِیشٌ أَبْیَضُ كَأَشَدِّ بَیَاضٍ رَأَیْتَهُ قَطُّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ تَحْتَ رِیشِهِ الْأَبْیَضِ كَأَشَدِّ خُضْرَةٍ رَأَیْتَهَا قَطُّ فَمَا زِلْتُ مُشْتَاقاً إِلَی أَنْ أَنْظُرَ إِلَی رِیشِ ذَلِكَ الدِّیكِ (1).
«12»- ید، [التوحید] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ نِصْفُ جَسَدِهِ الْأَعْلَی نَارٌ وَ نِصْفُهُ الْأَسْفَلُ ثَلْجٌ فَلَا النَّارُ تُذِیبُ الثَّلْجَ وَ لَا الثَّلْجُ یُطْفِئُ النَّارَ وَ هُوَ قَائِمٌ یُنَادِی بِصَوْتٍ لَهُ رَفِیعٍ- سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی كَفَّ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ فَلَا تُذِیبُ هَذَا الثَّلْجَ وَ كَفَّ بَرْدَ هَذَا الثَّلْجِ فَلَا یُطْفِئُ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ اللَّهُمَّ مُؤَلِّفاً بَیْنَ الثَّلْجِ وَ النَّارِ أَلِّفْ بَیْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی طَاعَتِكَ (2).
«13»- ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَسِّنٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الشَّعِیرِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فِی صُوَرٍ شَتَّی أَلَا إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی مَلَكاً فِی
ص: 180
صُورَةِ دِیكٍ أَبَحَ (1) أَشْهَبَ بَرَاثِنُهُ فِی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ عُرْفُهُ مُثَنًّی تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ فِی الْمَغْرِبِ وَاحِدٌ مِنْ نَارٍ وَ الْآخَرُ مِنْ ثَلْجٍ فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ عَلَی بَرَاثِنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ثُمَّ صَفَقَ بِجَنَاحَیْهِ كَمَا تَصْفِقُ الدُّیُوكُ فِی مَنَازِلِكُمْ فَلَا الَّذِی مِنَ النَّارِ یُذِیبُ الثَّلْجَ وَ لَا الَّذِی مِنَ الثَّلْجِ یُطْفِئُ النَّارَ فَیُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ وَصِیَّهُ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ أَنَّ اللَّهَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ قَالَ فَتَخْفِقُ الدِّیَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فِی مَنَازِلِكُمْ فَتُجِیبُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (2) مِنَ الدِّیَكَةِ فِی الْأَرْضِ (3).
«14»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ عِیسَی علیه السلام تَعَرَّضَ لَهُ الشَّیْطَانُ فَوَسْوَسَهُ فَقَالَ عِیسَی علیه السلام سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْ ءَ سَمَاوَاتِهِ وَ أَرْضِهِ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ زِنَةَ عَرْشِهِ وَ رِضَا نَفْسِهِ قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ إِبْلِیسُ ذَلِكَ ذَهَبَ عَلَی وَجْهِهِ لَا یَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ شَیْئاً حَتَّی وَقَعَ فِی اللُّجَّةِ الْخَضْرَاءِ(4).
أقول: تمامه فی باب أحوال عیسی علیه السلام.
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ
ص: 181
عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِیراً قَالَ نَعَمْ (1).
«16»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ اللُّؤْلُؤِیِّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً لَهُ لِسَانٌ وَ حَاجِبَانِ یُسَبِّحُ اللَّهَ عَنْهُ فِی الْمُسَبِّحِینَ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مِثْلُ ذَلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ(2).
«17»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ دَرَجَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا طَائِراً فِی الْجَنَّةِ یُسَبِّحُ وَ كَانَ أَجْرُ تَسْبِیحِهِ لَهُ (3).
«18»- ص، [قصص الأنبیاء] علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: حَجَّ ذُو الْقَرْنَیْنِ فِی سِتِّمِائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ فَلَمَّا دَخَلَ الْحَرَمَ شَیَّعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَی الْبَیْتِ فَلَمَّا انْصَرَفَ فَقَالَ رَأَیْتُ رَجُلًا مَا رَأَیْتُ أَكْثَرَ نُوراً وَ وَجْهاً مِنْهُ قَالُوا ذَاكَ إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَسْرِجُوا فَأَسْرَجُوا سِتَّمِائَةِ أَلْفِ دَابَّةٍ فِی مِقْدَارِ مَا یُسْرَجُ دَابَّةٌ وَاحِدَةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ ذُو الْقَرْنَیْنِ لَا بَلْ نَمْشِی إِلَی خَلِیلِ الرَّحْمَنِ فَمَشَی وَ مَشَی مَعَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّی الْتَقَیَا قَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام بِمَ قَطَعْتَ الدَّهْرَ قَالَ بِإِحْدَی عَشْرَةَ كَلِمَةً سُبْحَانَ مَنْ هُوَ بَاقٍ لَا یَفْنَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَالِمٌ لَا یَنْسَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَافِظٌ لَا یَسْقُطُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ بَصِیرٌ لَا یَرْتَابُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَیُّومٌ لَا یَنَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مَلِكٌ لَا یُرَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَزِیزٌ لَا یُضَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُحْتَجِبٌ لَا یُرَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ وَاسِعٌ لَا یَتَكَلَّفُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو.
ص: 182
«19»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا قَالَ أَحَدٌ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقَدْ أَنِفَ لِلَّهِ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَنْصُرَهُ (1).
«20»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ ذَلِكَ الْیَوْمَ إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ (2).
«21»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ لَیْثٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً أَخْضَرَ یَسْتَظِلُّ بِظِلِّ الْعَرْشِ یُسَبِّحُ فَیُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(3).
«22»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ التَّسْبِیحِ فَقَالَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَ دَعْوَی أَهْلِ الْجَنَّةِ(4).
«23»- سر، [السرائر] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ كَلِمَةٍ أَخَفَّ عَلَی اللِّسَانِ وَ لَا أَبْلَغَ مِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ (5).
«24»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ دَرَجَةٍ(6).
«25»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی حَدِیثِ الْمِعْرَاجِ: أَنَّ تَسْبِیحَ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْیَا سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ وَ أَهْلِ الثَّالِثَةِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ أَهْلِ الرَّابِعَةِ سُبْحَانَ
ص: 183
الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ.
«26»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رُوِیَ: أَنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ علیه السلام كَانَ مُعَسْكَرُهُ مِائَةَ فَرْسَخٍ فِی مِائَةِ فَرْسَخٍ وَ قَدْ نَسَجَتِ الْجِنُّ لَهُ بِسَاطاً مِنْ ذَهَبٍ وَ إِبْرِیسَمٍ فَرْسَخَانِ فِی فَرْسَخٍ فَكَانَ یُوضَعُ مِنْبَرُهُ فِی وَسَطِهِ وَ هُوَ مِنْ ذَهَبٍ فَیَقْعُدُ عَلَیْهِ وَ حَوْلَهُ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِیٍّ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ فَیَقْعُدُ الْأَنْبِیَاءُ عَلَی كَرَاسِیِّ الذَّهَبِ وَ الْعُلَمَاءُ عَلَی كَرَاسِیِّ الْفِضَّةِ وَ حَوْلَهُمُ النَّاسُ وَ حَوْلَ النَّاسِ الْجِنُّ وَ الشَّیَاطِینُ وَ تُظَلِّلُهُ الطَّیْرُ بِأَجْنِحَتِهَا وَ كَانَ یَأْمُرُ الرِّیحَ الْعَاصِفَ یَسِیرُهُ وَ الرَّخَاءُ یَحْمِلُهُ فَیُحْكَی أَنَّهُ مَرَّ بِحَرَّاثٍ فَقَالَ لَقَدْ أُوتِیَ ابْنُ دَاوُدَ مُلْكاً عَظِیماً فَأَلْقَاهُ الرِّیحُ فِی أُذُنِهِ فَنَزَلَ وَ مَشَی إِلَی الْحَرَّاثِ وَ قَالَ إِنَّمَا مَشَیْتُ إِلَیْكَ لِئَلَّا تَتَمَنَّی مَا لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَتَسْبِیحَةٌ وَاحِدَةٌ یَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَی خَیْرٌ مِمَّا أُوتِیَ آلُ دَاوُدَ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ لِأَنَّ ثَوَابَ التَّسْبِیحَةِ یَبْقَی وَ مُلْكَ سُلَیْمَانَ یَفْنَی.
«1»- ل،(1)
[الخصال] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَایِخِنَا مِنْهُمْ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی أَرْبَعٍ
عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (2) فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ عَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ
ص: 184
مِنَ الظَّالِمِینَ (1) فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ(2) فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَرَادَ الدُّنْیَا وَ زِینَتَهَا كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ-(3)
فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً- فَعَسی رَبِّی أَنْ یُؤْتِیَنِ خَیْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ عَسَی مُوجِبَةٌ(4).
«2»- ید، [التوحید] فِی خَبَرِ زَیْنَبَ الْعَطَّارَةِ: مَا تَحْمِلُ الْأَمْلَاكُ الْعَرْشَ إِلَّا بِقَوْلِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (5).
«3»- فس، [تفسیر القمی]: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَیْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُما زَرْعاً(6) قَالَ نَزَلَتْ فِی رَجُلٍ كَانَ لَهُ بُسْتَانَانِ كَبِیرَانِ عَظِیمَانِ كَثِیرُ الثِّمَارِ كَمَا حَكَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِیهِمَا نَخْلٌ وَ زَرْعٌ وَ مَاءٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ فَقِیرٌ فَافْتَخَرَ الْغَنِیُّ عَلَی الْفَقِیرِ وَ قَالَ لَهُ- أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً ثُمَّ دَخَلَ بُسْتَانَهُ وَ قَالَ- ما أَظُنُّ أَنْ تَبِیدَ هذِهِ أَبَداً وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلی رَبِّی لَأَجِدَنَّ خَیْراً مِنْها مُنْقَلَباً فَقَالَ لَهُ الْفَقِیرُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِی خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا- لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّی أَحَداً ثُمَّ قَالَ الْفَقِیرُ لِلْغَنِیِّ فَهَلَّا- إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً ثُمَّ قَالَ الْفَقِیرُ فَعَسی رَبِّی أَنْ یُؤْتِیَنِ
ص: 185
خَیْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ یُرْسِلَ عَلَیْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً أَیْ مُحْتَرِقاً- أَوْ یُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَوَقَعَ فِیهَا مَا قَالَ الْفَقِیرُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ وَ أَصْبَحَ الْغَنِیُ یُقَلِّبُ كَفَّیْهِ عَلی ما أَنْفَقَ فِیها وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها وَ یَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّی أَحَداً- وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ یَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما كانَ مُنْتَصِراً وَ هَذِهِ عُقُوبَةُ الْغَنِیِ (1).
«4»- ج، [الإحتجاج]: فِیمَا كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام إِلَی أَهْلِ الْأَهْوَازِ سَأَلَ عَبَایَةُ الْأَسَدِیُّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ تَأْوِیلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ علیه السلام لَا حَوْلَ مِنَّا عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ إِلَّا بِعِصْمَتِهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ (2).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ آدَمَ شَكَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا یَلْقَی مِنْ حَدِیثِ النَّفْسِ وَ الْحُزْنِ فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُ یَا آدَمُ قُلْ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَهَا فَذَهَبَ عَنْهُ الْوَسْوَسَةُ وَ الْحَزَنُ (3).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَظَاهَرَتْ عَلَیْهِ النِّعَمُ فَلْیَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ(4)
وَ فِیهِ شِفَاءٌ مِنِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُ (5).
«7»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی لَیْلَةِ الْمِعْرَاجِ أَعْطَیْتُكَ كَلِمَتَیْنِ مِنْ خَزَائِنِ عَرْشِی
ص: 186
لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لَا مَنْجَی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ (1).
أقول: تمامه فی باب المعراج.
«8»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَوْلُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فِیهَا شِفَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَ تِسْعِینَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ.
«9»- أَقُولُ قَدْ سَبَقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ أَوْرَدْنَا أَیْضاً فِی أَبْوَابِ الْمَوَاعِظِ وَ بَابِ جَوَامِعِ الْمَكَارِمِ بِأَسَانِیدَ عَنْ عِبَادَةِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ قَوْلِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
«10»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حَزَنَهُ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (2).
«11»- ید(3)، [التوحید] مع، [معانی الأخبار] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَعْنَی لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ مَعْنَاهُ لَا حَوْلَ لَنَا عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بِتَوْفِیقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (4).
«12»- مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِیمٍ عَنْ أَبِی لَبِیدٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ خَلَفِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرَاحٍ عَنْ رَبِیعَةَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ كَنْزَ الْحَدِیثِ فَعَلَیْهِ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (5).
ص: 187
«13»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِی وَصِیَّةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی سُفْیَانَ إِذَا حَزَنَ أَحَدَكُمْ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).
«14»- ص، [قصص الأنبیاء] علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عِیسَی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ آدَمُ إِذَا لَمْ یَأْتِهِ جَبْرَئِیلُ اغْتَمَّ وَ حَزِنَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی جَبْرَئِیلَ فَقَالَ إِذَا وَجَدْتَ شَیْئاً مِنَ الْحُزْنِ فَقُلْ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ نَوْعاً مِنْ بَلَایَا الدُّنْیَا أَیْسَرُهَا الْخَنْقُ (2).
«16»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ دَفَعَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهَا الْهَمُ (3).
«17»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حُرَیْبٍ الْغَزَّالِ عَنْ صَدَقَةَ الْقَتَّابِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَمْسِ خِصَالٍ هُنَّ مِنَ الْبِرِّ وَ الْبِرُّ یَدْعُو إِلَی الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِخْفَاءُ الْمُصِیبَةِ وَ كِتْمَانُهَا وَ الصَّدَقَةُ تُعْطِیهَا بِیَمِینِكَ وَ لَا تُعْلِمُ بِهَا شِمَالَكَ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ فَإِنَّ بِرَّهُمَا لِلَّهِ رِضًا وَ الْإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهُ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَ الْحُبُّ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ(4).
«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَوْصَانِی خَلِیلِی أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِ
ص: 188
الْعَظِیمِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ الْخَبَرَ(1).
«19»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهَا الْخَنْقُ (2).
«20»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ آدَمَ شَكَا إِلَی رَبِّهِ حَدِیثَ النَّفْسِ فَقَالَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (3).
«21»- سن، [المحاسن] بِهَذَا الْإِسْنَادِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لَمَّا ذَهَبُوا یَنْهَضُونَ بِالْعَرْشِ لَمْ یَسْتَقِلُّوهُ فَأَلْهَمَهُمُ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَنَهَضُوا بِهِ (4).
«22»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَدْ فَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَی اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَكْفِیَهُ (5).
«23»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ علیه السلام: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ اسْتَسْلَمَ عَبْدِی اقْضُوا حَاجَتَهُ (6).
«24»- سن، [المحاسن] عِیسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ حَفْصٍ السَّدُوسِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ تَفْسِیرِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ لَا یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْمَعَاصِی إِلَّا اللَّهُ وَ لَا یُقَوِّینَا عَلَی أَدَاءِ الطَّاعَةِ وَ الْفَرَائِضِ إِلَّا اللَّهُ (7).
ص: 189
«25»- سن، [المحاسن] یَحْیَی بْنُ أَبِی بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ مَلَائِكَتِی اسْتَسْلَمَ عَبْدِی أَعِینُوهُ أَدْرِكُوهُ اقْضُوا حَاجَتَهُ (1).
«26»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَلْفَ مَرَّةٍ فِی دَفْعَةٍ وَاحِدَةٍ رُزِقَ الْحَجَّ مِنْ عَامِهِ فَإِنْ لَمْ یُرْزَقْ أَخَّرَهُ اللَّهُ حَتَّی یَرْزُقَهُ (2).
«27»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فَلْیُكْثِرِ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ مَنْ كَثُرَتْ هَمُّهُ فَعَلَیْهِ بِالاسْتِغْفَارِ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ یَنْفِی اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ(3).
«28»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ خَیْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ ثُمَّ تَلَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (4).
«29»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ حَزَنَهُ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (5).
«30»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] مُحَمَّدُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ زِیَادِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَلَطِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثاً وَ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهَا الْجُنُونُ (6).
وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا
ص: 190
بِاللَّهِ (1).
«31»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: دُعَاءُ الْمَكْرُوبِ وَ الْمَلْهُوفِ وَ مَنْ قَدْ أَعْیَتْهُ الْحِیلَةُ وَ أَصَابَتْهُ بَلِیَّةٌ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ یَقُولُهَا لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ مِنَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ قَالَ أَخَذْتُهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ أَخَذْتُهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ذِی الثَّفِنَاتِ أَخَذَهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ أَخَذَهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَخَذَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَهُ عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).
«32»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: إِنَّمَا قَدَرَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ عَلَی حَمْلِهِ بِقَوْلِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ (3).
أقول: تمامه فی باب العرش.
«33»- جع، [جامع الأخبار] رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ قُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا ثَوَابُهُ قَالَ تَسْبِیحُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فَمَنْ قَالَ مَرَّةً لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ مِائَةِ سَنَةٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فَإِنْ زَادَ عَلَی مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ كَنْزٌ وَ نُورٌ لِلصِّرَاطِ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی الْحَجَّ فَإِنْ كَانَ قَدْ قَرُبَ أَجَلُهُ أَخَّرَ اللَّهُ فِی أَجَلِهِ حَتَّی رَزَقَهُ الْحَجَّ.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ لَمْ یُصِبْهُ فَقْرٌ أَبَداً(4).
«34»- نبه، [تنبیه الخاطر] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَی قَوْمٍ فَشَكَا إِلَی اللَّهِ
ص: 191
الضَّعْفَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیكَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَشَكَوْا إِلَیْهِ الضَّعْفَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالُوا مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ فَأَتَاهُمْ بِالنَّصْرِ فِی سَنَتِهِمْ لِتَفْوِیضِهِمْ إِلَی اللَّهِ لِقَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
«35»- كا، [الكافی] فِی الرَّوْضَةِ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهُنَّ الْخَنْقُ (1).
«1»- ید(2)، [التوحید] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ مَنْ أَبَی أَنْ یَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (3).
«2»- أَقُولُ قَدْ مَضَی فِی كِتَابِ التَّوْحِیدِ فِی بَابِ ثَوَابِ الْمُوَحِّدِینَ وَ الْعَارِفِینَ بِأَسَانِیدَ جَمَّةٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ:- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِی فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِی أَمِنَ مِنْ عَذَابِی.
و قد مضی فیه غیره من الأخبار
ص: 192
أیضا(1).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْقَوْلِ أَصْدَقُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2).
«4»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً یُرَفْرِفُ عَلَی رَأْسِ صَاحِبِهَا إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ یَذْكُرُ لِقَائِلِهَا(3).
«5»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ رَفَعَهُ إِلَی الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قَوْلُكَ مَجِّدُوا اللَّهَ فِی خَمْسِ كَلِمَاتٍ مَا هِیَ قَالَ إِذَا قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ رَفَعْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَمَّا یَقُولُ الْعَادِلُونَ بِهِ فَإِذَا قُلْتَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ فَهِیَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ الَّتِی لَا یَقُولُهَا عَبْدٌ إِلَّا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِلَّا الْمُسْتَكْبِرِینَ وَ الْجَبَّارِینَ وَ مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ فَلَیْسَ بِمُسْتَكْبِرٍ وَ لَا جَبَّارٍ إِنَّ الْمُسْتَكْبِرَ مَنْ یُصِرُّ عَلَی الذَّنْبِ الَّذِی قَدْ غَلَبَهُ هَوَاهُ فِیهِ وَ آثَرَ دُنْیَاهُ عَلَی آخِرَتِهِ وَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ كُلِّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ (4).
«6»- ید(5)، [التوحید] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ أَسْفَلُهُ
ص: 193
عَلَی ظَهْرِ الْحُوتِ فِی الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَ تَحَرَّكَ الْعَمُودُ وَ تَحَرَّكَ الْحُوتُ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ اسْكُنْ یَا عَرْشِی فَیَقُولُ كَیْفَ أَسْكُنُ وَ أَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اشْهَدُوا سُكَّانَ سَمَاوَاتِی أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا(1).
«7»- ید، [التوحید] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی سَاعَةٍ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ طُلِسَتْ مَا فِی صَحِیفَتِهِ مِنَ السَّیِّئَاتِ (2).
«8»- ثو،(3)
[ثواب الأعمال] ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَعْظَمَ ثَوَاباً مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ وَ لَا یَشْرَكُهُ فِی الْأَمْرِ أَحَدٌ(4).
سن، [المحاسن] أبی عن محمد بن علی عن أبی المفضل عن أبی حمزة: مثله (5).
«9»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْعَنْبَرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُسَیْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ بَشِیرِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ نِصْفُ الْمِیزَانِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ مِلْأَهُ (6).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید رحمه اللّٰه عن الجعابی رفعه: مثله.
«10»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِی
ص: 194
مَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذَابِی (1).
«11»- ثو،(2)
[ثواب الأعمال] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا قُلْتُ وَ لَا قَالَ الْقَائِلُونَ قَبْلِی مِثْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (3).
«12»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ خَیْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ ثُمَّ تَلَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (4).
«13»- ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (5).
ثو، [ثواب الأعمال] ماجیلویه عن علی عن أبیه عن النوفلی: مثله (6).
«14»- ید، [التوحید] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا صَعِدَتْ تَخْرِقُ كُلَّ سَقْفٍ- لَا تَمُرُّ بِشَیْ ءٍ مِنْ سَیِّئَاتِهِ إِلَّا طَلَسَتْهَا حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی مِثْلِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ فَتَقِفَ (7).
ص: 195
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن ابن عیسی و ابن هاشم و الحسن بن علی الكوفی جمیعا عن الحسین بن سیف عن عمرو بن شمر: مثله (1).
«15»- ثو(2)، [ثواب الأعمال] ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثَمَنُ الْجَنَّةِ(3).
«16»- ثو(4)، [ثواب الأعمال] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ سُلَیْمَانَ [بْنِ] عَمْرٍو عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِی عَطَاءٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا مِنَ الْكَلَامِ كَلِمَةٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ فَیَفْرُغُ إِلَّا تَنَاثَرَتْ ذُنُوبُهُ تَحْتَ قَدَمَیْهِ كَمَا یَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ تَحْتَهَا(5).
«17»- ید، [التوحید] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِیمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ الشَّامِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ زَیْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَرْسَلَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی بَشِّرِ النَّاسَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ(6).
«18»- ثو(7)، [ثواب الأعمال] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمُوسَی یَا مُوسَی لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ عَامِرِیهِنَ
ص: 196
عِنْدِی وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ فِی كِفَّةٍ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1).
«19»- ید، [التوحید] فِی خَبَرِ زَیْنَبَ الْعَطَّارَةِ: مَا تَحْمِلُ الْأَمْلَاكُ الْعَرْشَ إِلَّا بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (2).
«20»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ النَّقَّاشُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا: فِی تَفْسِیرِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ قَالَ فَلَامُ أَلِفٍ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هِیَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا مُخْلِصاً إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(3).
«21»- ثو، [ثواب الأعمال] مع (4)، [معانی الأخبار] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِخْلَاصُهُ أَنْ یَحْجُزَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (5).
«22»- ثو، [ثواب الأعمال] مع،(6)
[معانی الأخبار] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ وَ ابْنِ هَاشِمٍ جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِخْلَاصُهُ بِهَا أَنْ یَحْجُزَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (7).
«23»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ سَمِعْتُ حُذَیْفَةَ یَقُولُ: لَا یَزَالُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَرُدُّ غَضَبَ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ عَنِ الْعِبَادِ مَا كَانُوا لَا یُبَالُونَ مَا انْتَقَصَ مِنْ دُنْیَاهُمْ إِذَا سَلِمَ دِینُهُمْ فَإِذَا كَانُوا لَا یُبَالُونَ
ص: 197
مَا انْتَقَصَ مِنْ دِینِهِمْ إِذَا سَلِمَتْ دُنْیَاهُمْ ثُمَّ قَالُوهَا رُدَّتْ عَلَیْهِمْ وَ قِیلَ كَذَّبْتُمْ وَ لَسْتُمْ بِهَا صَادِقِینَ (1).
«24»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدٍ الضَّبِّیُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الرِّضَا علیه السلام بِنَیْسَابُورَ أَیَّامَ الْمَأْمُونِ قُمْتُ فِی حَوَائِجِهِ وَ التَّصَرُّفِ فِی أَمْرِهِ مَا دَامَ بِهَا فَلَمَّا خَرَجَ إِلَی مَرْوٍ شَیَّعْتُهُ إِلَی سَرَخْسَ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ سَرَخْسَ أَرَدْتُ أَنْ أُشَیِّعَهُ إِلَی مَرْوٍ فَلَمَّا صَارَ مَرْحَلَةً أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْعَمَّارِیَّةِ وَ قَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ انْصَرِفْ رَاشِداً فَقَدْ قُمْتَ بِالْوَاجِبِ وَ لَیْسَ لِلتَّشْیِیعِ غَایَةٌ قَالَ قُلْتُ بِحَقِّ الْمُصْطَفَی وَ الْمُرْتَضَی وَ الزَّهْرَاءِ لَمَّا حَدَّثْتَنِی بِحَدِیثٍ تَشْفِینِی بِهِ حَتَّی أَرْجِعَ فَقَالَ تَسْأَلُنِی الْحَدِیثَ وَ قَدْ أُخْرِجْتُ مِنْ جِوَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَدْرِی إِلَی مَا یَصِیرُ أَمْرِی قَالَ قُلْتُ بِحَقِّ الْمُصْطَفَی وَ الْمُرْتَضَی وَ الزَّهْرَاءِ لَمَّا حَدَّثْتَنِی بِحَدِیثٍ تَشْفِینِی بِهِ حَتَّی أَرْجِعَ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ یَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اسْمِی مَنْ قَالَهُ مُخْلِصاً مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ حِصْنِی وَ مَنْ دَخَلَ حِصْنِی أَمِنَ عَذَابِی.
قال الصدوق رحمه اللّٰه الإخلاص أن یحجزه هذا القول عما حرم اللّٰه عز و جل (2).
«25»- ج، [الإحتجاج] ابْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ كَمْ بَیْنَ مَوْضِعِ قَدَمِكَ إِلَی عَرْشِ رَبِّكَ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ سَلْ مُتَعَلِّماً وَ لَا تَسْأَلْ مُتَعَنِّتاً مِنْ مَوْضِعِ قَدَمِی إِلَی عَرْشِ رَبِّی أَنْ یَقُولَ قَائِلٌ مُخْلِصاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا ثَوَابُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً طُمِسَتْ ذُنُوبُهُ كَمَا یُطْمَسُ الْحَرْفُ الْأَسْوَدُ مِنَ الرَّقِّ الْأَبْیَضِ فَإِذَا قَالَ ثَانِیَةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً خَرَقَتْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَ صُفُوفَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّی
ص: 198
تَقُولَ الْمَلَائِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ اخْشَعُوا لِعَظَمَةِ اللَّهِ فَإِذَا قَالَ ثَالِثَةً مُخْلِصاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَمْ تُنَهْنَهْ دُونَ الْعَرْشِ فَیَقُولُ الْجَلِیلُ اسْكُنِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَغْفِرَنَّ لِقَائِلِكِ بِمَا كَانَ فِیهِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (1) یَعْنِی إِذَا كَانَ عَمَلُهُ خَالِصاً ارْتَفَعَ قَوْلُهُ وَ كَلَامُهُ الْخَبَرَ(2).
«26»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ كَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ(3).
«27»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ فِی نُورِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَنْ كَانَتْ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَیْراً قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ خَطِیئَةٌ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (4).
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی بن موسی عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علی عن عبد اللّٰه بن علی عن علی بن علی اللّٰهبی عن الصادق عن آبائه علیهم السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (5).
«28»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِی نَفْسِی
ص: 199
بِیَدِهِ لَا یَقُولُهَا أَحَدٌ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَی النَّارِ(1).
أقول: تمامه فی أبواب معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
«29»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْخَرَّاطِ عَنْ بِشْرٍ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ فَإِنْ شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ أَلْفَا أَلْفِ حَسَنَةٍ(2).
سن، [المحاسن] محمد بن علی عن علی بن أسباط عن یعقوب بن سالم عن رجل عن جابر بن یزید عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (3).
«30»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ: إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْیَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (4).
«31»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْكَلَامِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَفْضَلُ الْخَلْقِ أَوَّلُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ أَنَا وَ أَنَا نُورٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ (5).
أقول: تمامه فی باب نص الرسول علی الأئمة صلوات اللّٰه علیهم.
«32»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقِّنُوا
ص: 200
مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ قَالَ فِی صِحَّتِهِ فَقَالَ فَذَاكَ أَهْدَمُ وَ أَهْدَمُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أُنْسٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی حَیَاتِهِ وَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ حِینَ یُبْعَثُ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ لَوْ تَرَاهُمْ حِینَ یُبْعَثُونَ هَذَا مُبْیَضٌّ وَجْهُهُ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ هَذَا مُسْوَدٌّ وَجْهُهُ یُنَادِی یَا وَیْلَاهْ یَا ثُبُورَاهْ (1).
«33»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَمَنُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2).
«34»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَلِیدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مَنْبِتُهَا فِی مِسْكٍ أَبْیَضَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَطْیَبَ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ فِیهَا ثِمَارٌ أَمْثَالُ أَثْدَاءِ الْأَبْكَارِ تَفْلِقُ عَنْ سَبْعِینَ حُلَّةً(3).
سن، [المحاسن] الْفُضَیْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ رَفَعَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ الْعِبَادَةِ الِاسْتِغْفَارُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (4).
«36»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ هَاشِمٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ لَهُ شَیْ ءٌ یَعْدِلُهُ إِلَّا اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَا یَعْدِلُهَا شَیْ ءٌ وَ دَمْعَةٌ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَیْسَ لَهَا مِثْقَالٌ فَإِنْ سَالَتْ عَلَی وَجْهِهِ لَمْ یَرْهَقْهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ بَعْدَهَا أَبَداً(5).
«37»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ
ص: 201
الْعِجْلِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا مَحَتْ مَا فِی صَحِیفَتِهِ مِنْ سَیِّئَاتٍ حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی مِثْلِهَا مِنْ حَسَنَاتٍ (1).
«38»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ مَعاً عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ فُضَیْلٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَ التَّكْبِیرِ فَإِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنَ التَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ (2).
«39»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُسْلِمٍ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ فَیَفْرُغُ حَتَّی تَتَنَاثَرَ ذُنُوبُهُ تَحْتَ قَدَمَیْهِ كَمَا تَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ تَحْتَهَا(3).
«40»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذْ قَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَنَحْنُ نَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ص إِنَّمَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ هَذَا وَ شِیعَتِهِ الَّذِینَ أَخَذَ رَبُّنَا مِیثَاقَهُمْ فَقَالَ الرَّجُلَانِ فَنَحْنُ نَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنْ لَا تَحُلَّا عَقْدَهُ وَ لَا تَجْلِسَا مَجْلِسَهُ وَ لَا تُكَذِّبَا حَدِیثَهُ (4).
«41»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی كَانَ فِیمَا یُنَاجِی رَبَّهُ قَالَ رَبِ
ص: 202
كَیْفَ الْمَعْرِفَةُ بِكَ فَعَلِّمْنِی قَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ الصَّلَاةُ قَالَ لِمُوسَی قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ یَا رَبِّ فَأَیْنَ الصَّلَاةُ قَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ كَذَلِكَ یَقُولُهَا عِبَادِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ قَالَهَا فَلَوْ وُضِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ فِی كِفَّةٍ وَ وُضِعَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی كِفَّةٍ أُخْرَی لَرَجَحَتْ بِهِنَّ وَ لَوْ وُضِعَتْ عَلَیْهِنَّ أَمْثَالُهَا.
عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَمَرَّ بِالْمَقَابِرِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَی أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَا أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَیْفَ وَجَدْتُمْ كَلِمَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اغْفِرْ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ قَالَهَا إِذَا مَرَّ بِالْمَقَابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَةً فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَةً قَالَ لِوَالِدَیْهِ وَ إِخْوَانِهِ وَ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِینَ.
وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ عِصْمَتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ النِّعْمَةَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ.
رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْمُوجِبَتَانِ مَنْ مَاتَ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ مَاتَ یُشْرِكُ بِاللَّهِ تَعَالَی دَخَلَ النَّارَ.
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ قَالَ فِی صِحَّتِهِ فَقَالَ فَذَاكَ أَهْدَمُ وَ أَهْدَمُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمْنٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی حَیَاتِهِ وَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ حِینَ یُبْعَثُ.
رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ ذَلِكَ الْیَوْمِ عَمَلًا إِلَّا مَنْ زَادَ.
ص: 203
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ حِینَ یَأْوِی إِلَی فِرَاشِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنِ اسْتَغْفَرَ حِینَ یَأْوِی إِلَی فِرَاشِهِ مِائَةً تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُ كَمَا تَسْقُطُ وَرَقُ الشَّجَرِ(1).
«42»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنَ الذِّكْرِ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا مِنَ الدُّعَاءِ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ ثُمَّ تَلَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (2).
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سَیِّدُ كَلَامِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
«43»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیِّدُ الْقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
وَ مِنْهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: شِعَارُ الْمُسْلِمِینَ عَلَی الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ.
ص: 204
«1»- ثو، [ثواب الأعمال] ید(1)، [التوحید] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ ذَلِكَ الْیَوْمِ عَمَلًا إِلَّا مَنْ زَادَ(2).
«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام](3)
لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبَةِ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ نُوحاً لَمَّا رَكِبَ السَّفِینَةَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا نُوحُ إِنْ خِفْتَ الْغَرَقَ فَهَلِّلْنِی أَلْفاً ثُمَّ سَلْنِی النَّجَاةَ أُنَجِّكَ مِنَ الْغَرَقِ وَ مَنْ آمَنَ مَعَكَ قَالَ فَلَمَّا اسْتَوَی نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ وَ رَفَعَ الْقَلْسَ عَصَفَتِ الرِّیحُ عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَأْمَنْ نُوحٌ الْغَرَقَ فَأَعْجَلَتْهُ الرِّیحُ فَلَمْ یُدْرِكْ أَنْ یُهَلِّلَ أَلْفَ مَرَّةٍ فَقَالَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ هلولیا أَلْفاً أَلْفاً یَا ماریا أتقن قَالَ فَاسْتَوَی الْقَلْسُ وَ اسْتَمَرَّتِ السَّفِینَةُ فَقَالَ نُوحٌ علیه السلام إِنَّ كَلَاماً نَجَّانِیَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْغَرَقِ لَحَقِیقٌ أَنْ لَا یُفَارِقَنِی قَالَ فَنَقَشَ فِی خَاتَمِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَلْفَ مَرَّةٍ یَا رَبِّ أَصْلِحْنِی (4).
«3»- ید، [التوحید] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ طُوبَی لِمَنْ قَالَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ (5).
ص: 205
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن ابن عیسی و ابن هاشم و الحسن بن علی الكوفی جمیعا عن الحسین بن سیف عن أخیه عن أبیه: مثله (1) سن، [المحاسن] أبی عن علی بن النعمان فیما أعلم عمن ذكره عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (2).
«4»- ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ طُوبَی لِمَنْ قَالَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ مُخْلِصاً(3).
«5»- ثو،(4)
[ثواب الأعمال] ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ قَالَ فِی یَوْمٍ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ فِی الْجَنَّةِ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ كَانَ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِی یَوْمِهِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(5).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ اسْتَجْلَبَ بِهِ الْغَنَاءَ وَ اسْتَدْفَعَ بِهِ الْفَقْرَ وَ سَدَّ عَنْهُ بَابَ النَّارِ وَ اسْتَفْتَحَ بِهِ بَابَ الْجَنَّةِ(6).
ص: 206
«7»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ أَعَاذَهُ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ مِنَ الْفَقْرِ وَ آنَسَ وَحْشَةَ قَبْرِهِ وَ اسْتَجْلَبَ الْغِنَی وَ اسْتَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ(1).
دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ الْمَلِكَ الْحَقَّ الْمُبِینَ.
«8»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْحَنَّاطِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ اسْتَقْبَلَ الْغِنَی وَ اسْتَدْبَرَ الْفَقْرَ وَ قَرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ(2).
سن، [المحاسن] أبی عن محمد بن عیسی الأرمنی: مثله (3).
«9»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْخَرَّاطِ عَنْ بِشْرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ تَصْدِیقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُبُودِیَّةً وَ رِقّاً أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِوَجْهِهِ فَلَمْ یَصْرِفْ عَنْهُ وَجْهَهُ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ(4).
سن، [المحاسن] أبی عن محمد بن عیسی الأرمنی: مثله (5).
«10»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ
ص: 207
خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَ كُنَّ لَهُ حِرْزاً فِی یَوْمِهِ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ السُّلْطَانِ وَ لَمْ تُحِطْ بِهِ كَبِیرَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ (1).
«11»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا یَكُونُ بِهِ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِذَا كُرِبْتُمْ وَ اغْتَمَمْتُمْ دَعَوْتُمُ اللَّهَ فِیهِ فَفَرَّجَ عَنْكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّنَا- لَا نُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً ثُمَّ ادْعُوَا بِمَا بَدَا لَكُمْ (2).
«12»- جع، [جامع الأخبار] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خَرَجَ مِنْ فَمِهِ طَیْرٌ أَخْضَرُ لَهُ جَنَاحَانِ مُكَلَّلَانِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَإِذَا نَشَرَهُمَا بَلَغَا الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْعَرْشِ وَ لَهُ دَوِیٌّ كَدَوِیِّ النَّحْلِ یَذْكُرُ لِصَاحِبِهِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی مَدَحْتَنِی وَ مَدَحْتَ نَبِیِّی اسْكُنْ فَیَقُولُ كَیْفَ أَسْكُنُ وَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَیَقُولُ اسْكُنْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ.
«13»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: قَالَ رَجُلٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ أَنَا أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْیَقُلْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (3).
«14»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَیْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
ص: 208
الآیات:
الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ یونس وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1)
إسراء: وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ (2)
النمل: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذِینَ اصْطَفی (3)
سبأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ(4).
«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ مَحَامِدِ الصَّادِقِ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا عَلَی نِعَمِهِ كُلِّهَا حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا یُحِبُّ رَبِّی وَ یَرْضَی.
قَالَ وَ قَالَ أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً حَمْداً طَیِّباً مُبَارَكاً فِیهِ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ عَبْدِی لَقَدْ شَغَلْتَ حَافِظَیْكَ وَ الْحَافِظَ عَلَی حَافِظَیْكَ (5).
قَالَ: وَ هَذَا مِنْ مَحَامِدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ الشَّیْ ءِ مِنَ الرِّزْقِ إِذَا كَانَ تَجَدَّدَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نِعْمَتُهُ تَغْدُو عَلَیْنَا وَ تَرُوحُ وَ نَظَلُّ نَهَاراً وَ نَبِیتُ فِیهَا لَیْلًا فَنُصْبِحُ فِیهَا بِرَحْمَتِهِ مُسْلِمِینَ وَ نُمْسِی فِیهَا بِمَنِّهِ مُؤْمِنِینَ مِنَ الْبَلْوَی مُعَافَینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ذِی الْفَوَاضِلِ وَ النِّعَمِ
ص: 209
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَخْذُلْنَا عِنْدَ شِدَّةٍ وَ لَمْ یَفْضَحْنَا عِنْدَ سَرِیرَةٍ وَ لَمْ یُسَلِّمْنَا بِجَرِیرَةٍ.
قَالَ: وَ كَانَ مِنْ مَحَامِدِهِ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی عِلْمِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی فَضْلِهِ عَلَیْنَا وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ كَانَ بِهِ كَرَمُ الْفَضْلِ فِی ذَلِكَ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِیمٌ (1).
«2»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ علیه السلام یَقُولُ كَثِیراً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ (2).
«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ إِنْ عَظُمَتْ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (3).
«4»- أَقُولُ قَدْ سَبَقَ فِی بَابِ التَّهْلِیلِ بَعْضُ الْأَخْبَارِ وَ قَدْ مَضَی فِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ كُلِّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ.
«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ نِعْمَةً فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ حَزَنَهُ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (4).
صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه عن آبائه علیهم السلام: مثله (5).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِی وَصِیَّةِ الصَّادِقِ علیه السلام إِلَی سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی أَحَدٍ مِنْكُمْ بِنِعْمَةٍ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (6).
«7»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ نِصْفُ
ص: 210
الْمِیزَانِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ یَمْلَؤُهُ (1).
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ ابْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَكْرَهُهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).
أقول: سیأتی بعض التحمیدات فی باب أدعیة الصباح و المساء و قد مر تفسیر الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فی باب الفاتحة من كتاب القرآن و الحمد لله رب العالمین.
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مَالِكٍ الْأَحْمَسِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ أَرْكَعُ عِنْدَ بَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا أَدْعُو اللَّهَ إِذْ خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَصْبَغُ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ قُلْتُ رَكَعْتُ وَ أَنَا أَدْعُو قَالَ أَ فَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ بَلَی قَالَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا كَانَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی مَنْكِبِیَ الْأَیْسَرِ وَ قَالَ یَا أَصْبَغُ لَئِنْ ثَبَتَتْ قَدَمُكَ وَ تَمَّتْ وَلَایَتُكَ وَ انْبَسَطَتْ یَدُكَ اللَّهُ أَرْحَمُ بِكَ مِنْ نَفْسِكَ (3).
«10»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ كَانَتْ أَوْ هِیَ كَائِنَةٌ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ مَا مَضَی وَ شُكْرَ مَا بَقِیَ (4).
«11»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ
ص: 211
الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ شَغَلَ كُتَّابَ السَّمَاءِ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَشْغَلُ كُتَّابَ السَّمَاءِ قَالَ یَقُولُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَعْلَمُ الْغَیْبَ قَالَ فَیَقُولُ اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَهَا عَبْدِی وَ عَلَیَّ ثَوَابُهَا(1).
«12»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فَلْیُكْثِرِ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ مَنْ كَثُرَتْ هَمُّهُ فَعَلَیْهِ بِالاسْتِغْفَارِ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ یَنْفِی اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ(2).
«13»- ص، [قصص الأنبیاء] علیهم السلام الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی خَطَّابٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ حَمِدَ اللَّهَ بِهَذِهِ الْمَحَامِدِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی جَلَّتْ عَظَمَتُهُ لَقَدْ شَغَلْتَ الْكَاتِبِینَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً طَیِّباً مُبَارَكاً فِیهِ كَمَا یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تُحْمَدَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ.
«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الرَّجُلُ كَانَ شَاكِراً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا عَلَیَّ وَ إِنْ كَانَ لَكُمْ فِیمَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ حَقٌّ أَدَّاهُ قَالَ وَ مِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَذَا حَتَّی عَدَّ آیَاتٍ (3).
ص: 212
«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ النِّعْمَةَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ (1).
«16»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ فِی نُورِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَنْ كَانَ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ- وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَیْراً قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَطِیئَةً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (2).
«17»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَحْسَنْتُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ إِذَا أَسَأْتُمْ فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ.
وَ عَنْ سِنَانِ بْنِ طَرِیفٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ خَشِیتُ أَنْ أَكُونَ مُسْتَدْرَجاً قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ لِأَنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی دَاراً فَرَزَقَنِی وَ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی أَلْفَ دِرْهَمٍ فَرَزَقَنِی أَلْفاً وَ دَعَوْتُهُ أَنْ یَرْزُقَنِی خَادِماً فَرَزَقَنِی خَادِماً قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ قَالَ أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ فَمَا أَعْطَیْتَ أَفْضَلُ مِمَّا أُعْطِیتَ (3).
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِی یَخْرُجُ إِلَی السُّوقِ فَیَبْتَاعُ
ص: 213
الْقَمِیصَ بِنِصْفِ دِینَارٍ أَوْ بِثُلُثِ دِینَارٍ فَیَحْمَدُ اللَّهَ إِذَا لَبِسَ فَمَا یَبْلُغُ رُكْبَتَهُ حَتَّی یُغْفَرَ لَهُ.
وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ فَیُعْطِیهِ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا یُعْطِی الصَّائِمَ إِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ یُحِبُّ أَنْ یُحْمَدَ.
وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الرَّجُلُ مِنْكُمْ لَیَشْرَبُ شَرْبَةً مِنَ الْمَاءِ فَیُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ یَأْخُذُ الْإِنَاءَ فَیَضَعُهُ عَلَی فِیهِ ثُمَّ یَشْرَبُ فَیُنَحِّیهِ وَ هُوَ یَشْتَهِیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ یَعُودُ فَیَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ یَعُودُ وَ یَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ فَیُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْمَسِیحُ علیه السلام یَقُولُ النَّاسُ رَجُلَانِ مُعَافًی وَ مُبْتَلًی فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ ارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ(1).
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَا أُحِبُّ أَنْ تُجَدَّدَ لِی نِعْمَةٌ- لَا حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا مِائَةَ مَرَّةٍ.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَرِیَّةً فَقَالَ- اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَیَّ إِنْ رَدَدْتَهُمْ سَالِمِینَ غَانِمِینَ أَنْ أَشْكُرَكَ حَقَّ الشُّكْرِ قَالَ فَمَا لَبِثُوا أَنْ جَاءُوا كَذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی سَابِغِ نِعَمِ اللَّهِ.
وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَتَاهُ مَا یُحِبُّ قَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ وَ إِذَا أَتَاهُ مَا یَكْرَهُهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أُورِدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هَذِهِ النِّعْمَةِ وَ إِذَا أُورِدَ أَمْرٌ یَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ.
وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الشُّكْرُ لِلنِّعَمِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ تَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.
وَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَی النِّعْمَةِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَ كَانَ الْحَمْدُ
ص: 214
أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ(1).
«18»- مكا، [مكارم الأخلاق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی إِلَی الْجَنَّةِ الْحَمَّادُونَ الَّذِینَ یَحْمَدُونَ اللَّهَ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ(2).
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ مُؤْمِنٍ نِعْمَةً بَلَغَتْ مَا بَلَغَتْ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ حَمْدُ اللَّهِ أَفْضَلَ وَ أَوْزَنَ وَ أَعْظَمَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ نَفَرَتْ بَغْلَةٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِیمَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَئِنْ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَیَّ لَأَشْكُرَنَّهُ حَقَّ شُكْرِهِ فَلَمَّا أَخَذَهَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ شُكْراً لِلَّهِ.
عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِحَمْدٍ یَضْرِبُكَ مِنْ كُلِّ حَمْدٍ قُلْتُ لَهُ مَا مَعْنَی یَضْرِبُكَ فَقَالَ یَكْفِیكَ قُلْتُ بَلَی قَالَ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی جَمِیعِ نِعَمِكَ كُلِّهَا حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَ تَرْضَی.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا مَا عَلِمْنَا مِنْهَا وَ مَا لَمْ نَعْلَمْ عَلَی كُلِّ حَالٍ حَمْداً یُوَازِی نِعَمَهُ وَ یُكَافِی مَزِیدَهُ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَالَغَ عَبْدِی فِی رِضَایَ وَ أَنَا مُبَلِّغٌ عَبْدِی رِضَاهُ مِنَ الْجَنَّةِ.
وَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی شَیْخٌ كَبِیرٌ فَعَلِّمْنِی دُعَاءً جَامِعاً فَقَالَ احْمَدِ اللَّهَ فَإِنَّكَ إِذَا حَمِدْتَ اللَّهَ لَمْ یَبْقَ مُصَلٍّ إِلَّا دَعَا لَكَ یَعْنِی قَوْلَهُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ (3).
«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُوسَوِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَهِیكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَبْرَةَ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی ابْنِ آدَمَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ
ص: 215
عِرْقاً مِنْهَا مِائَةٌ وَ ثَمَانُونَ مُتَحَرِّكَةٌ وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ سَاكِنَةٌ فَلَوْ سَكَنَ الْمُتَحَرِّكُ لَمْ یَبْقَ الْإِنْسَانُ وَ لَوْ تَحَرَّكَ السَّاكِنُ لَهَلَكَ الْإِنْسَانُ قَالَ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَصْبَحَ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ یَقُولُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ حَمْداً كَثِیراً طَیِّباً عَلَی كُلِّ حَالٍ یَقُولُهَا ثَلَاثَمَائَةٍ وَ سِتِّینَ مَرَّةً شُكْراً(1).
«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ الدُّنْیَا كُلَّهَا لُقْمَةٌ وَاحِدَةٌ فَأَكَلَهَا الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَكَانَ قَوْلُهُ ذَلِكَ خَیْراً لَهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا(2).
كش، [رجال الكشی]: كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ لَیْسَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ إِنْ جَلَّ أَمْرُهَا وَ عَظُمَ خَطَرُهَا إِلَّا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ عَلَیْهَا یُؤَدِّی شُكْرَهَا وَ أَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ مَا حَمِدَ اللَّهَ بِهِ حَامِدٌ إِلَی أَبَدِ الْأَبَدِ بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَیْكَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ نَجَّاكَ بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ الْخَبَرَ(3).
«21»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی سَعِیدٌ الْقَمَّاطُ عَنِ الْفَضْلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلِّمْنِی دُعَاءً جَامِعاً فَقَالَ لِیَ احْمَدِ اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا یَبْقَی أَحَدٌ یُصَلِّی إِلَّا دَعَا لَكَ یَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ.
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ كَلَامٍ لَا یُبْدَأُ فِیهِ بِالْحَمْدِ فَهُوَ أَقْطَعُ.
وَ رَوَی أَبُو مَسْعُودٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ یَوْمِهِ وَ مَنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَی فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ لَیْلَتِهِ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ شَغَلَ كُتَّابَ السَّمَاءِ فَیَقُولُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَعْلَمُ الْغَیْبَ فَیَقُولُ اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَهَا عَبْدِی وَ عَلَیَّ ثَوَابُهَا.
ص: 216
«1»- ثو(1)، [ثواب الأعمال] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ رَأَی یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً أَوْ مَجُوسِیّاً أَوْ أَحَداً عَلَی غَیْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنِی عَلَیْكَ بِالْإِسْلَامِ دِیناً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً وَ بِعَلِیٍّ إِمَاماً وَ بِالْمُؤْمِنِینَ إِخْوَاناً وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً لَمْ یَجْمَعِ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ فِی النَّارِ أَبَداً(2).
ب، [قرب الإسناد] هارون عن ابن صدقة: مثله (3) ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: مثله.
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ نَظَرَ إِلَی ذِی عَاهَةٍ أَوْ مَنْ قَدْ مُثِلَ بِهِ أَوْ صَاحِبِ بَلَاءٍ فَلْیَقُلْ سِرّاً فِی نَفْسِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسْمِعَهُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ لَوْ شَاءَ لَفَعَلَ بِی ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا یُصِیبُهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً(4).
«3»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: إِذَا نَظَرْتَ إِلَی أَهْلِ الْبَلَاءِ فَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ لَوْ شَاءَ فَعَلَ وَ أَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا وَ مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِنْ خَلْقِهِ.
«4»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَابِدُ بْنُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِیُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ:
ص: 217
إِذَا رَأَیْتَ مُبْتَلًی فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ لَوْ شَاءَ أَنْ یَفْعَلَ فَعَلَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَفْعَلْ وَ لَا یُسْمِعُهُ فَیُعَاقَبَ.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَیْتَ مُبْتَلًی فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ فَضَّلَنِی عَلَیْكَ وَ عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِیلًا(1).
«5»- مكا، [مكارم الأخلاق] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الْبَلَاءِ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ لَا تُسْمِعُوهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ یَحْزُنُهُمْ (2).
«6»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا یَرَی عَبْدٌ عَبْداً بِهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ فَیَقُولَ ثَلَاثاً مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسْمِعَهُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ وَ لَوْ شَاءَ فَعَلَ وَ فَضَّلَنِی عَلَی كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقَ فَیُصِیبَهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ.
الآیات:
إسراء: وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً(3).
«1»- ید،(4)
[التوحید] مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّ شَیْ ءٍ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَقَالَ فَكَانَ ثُمَّ شَیْ ءٌ فَیَكُونُ أَكْبَرَ مِنْهُ فَقُلْتُ فَمَا هُوَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ (5).
ص: 218
سن، [المحاسن] مروك بن عبید عن عمرو بن جمیع عن رجل: مثله (1).
«2»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ فَقَالَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَدَدْتَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَیْفَ أَقُولُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ (2).
«3»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ مَعاً عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ فُضَیْلٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَ التَّكْبِیرِ فَإِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنَ التَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ (3).
«4»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ هَبَطَ وَادِیاً فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ مَلَأَ اللَّهُ الْوَادِیَ حَسَنَاتٍ فَلَیَعْظُمُ الْوَادِی بُعْداً أَوْ لَیَصْغُرُ(4).
ص: 219
«1»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ قَالَ أَنْ یُمَجَّدَ(1).
«2»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُمَجِّدُ نَفْسَهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَمَنْ مَجَّدَ اللَّهَ بِمَا مَجَّدَ بِهِ نَفْسَهُ ثُمَّ كَانَ فِی حَالِ شِقْوَةٍ حُوِّلَ إِلَی سَعَادَةٍ فَقُلْتُ لَهُ كَیْفَ هُوَ التَّمْجِیدُ قَالَ تَقُولُ- أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَلِكُ یَوْمِ الدِّینِ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ بَدْءُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ أَنْتَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِیرُ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ (2).
ص: 220
سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ الْوَاوَ فِی جَمِیعِ الْفِقَرَاتِ وَ فِی آخِرِهِ الْكَبِیرُ الْمُتَعَالِ وَ فِیهِ أَحَداً صَمَداً(1).
«3»- كا، [الكافی] عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُمَجِّدُ نَفْسَهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَمَنْ مَجَّدَ اللَّهَ بِمَا مَجَّدَ بِهِ نَفْسَهُ ثُمَّ كَانَ فِی حَالِ شِقْوَةٍ حَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی سَعَادَةٍ یَقُولُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَی آخِرِ هَذَا التَّمْجِیدِ وَ فِیهِ الْعَزِیزُ بَدَلُ الْعَلِیِّ وَ مَالِكٌ بَدَلُ مَلِكٍ وَ بَدْءُ الْخَلْقِ بَدَلُ مِنْكَ بَدْءُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ فِیهِ أَحَدٌ صَمَدٌ بِلَا لَامٍ وَ فِیهِ هُوَ الْخَالِقُ بَدَلُ أَنْتَ اللَّهُ الْخَالِقُ وَ كَذَا مَا بَعْدَهُ فَفِیهِ فِی كُلِّ فِقْرَةٍ هُوَ بَدَلُ أَنْتَ وَ فِیهِ وَقَعَ قَوْلُهُ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ كَذَا لَهُ بَدَلُ لَكَ فِی هَذِهِ الْمَوَاضِعِ (2).
«4»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُّ دُعَاءٍ لَا یَكُونُ قَبْلَهُ تَمْجِیدٌ فَهُوَ أَبْتَرُ إِنَّمَا التَّمْجِیدُ ثَمَّ الثَّنَاءُ قُلْتُ وَ مَا أَدْنَی مَا یُجْزِئُ مِنَ التَّمْجِیدِ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَیْسَ قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَیْسَ بَعْدَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَیْسَ فَوْقَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَیْسَ دُونَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَدْنَی مَا یُجْزِی مِنَ التَّمْجِیدِ قَالَ تَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلَا فَقَهَرَ وَ الْحَمْدُ الَّذِی مَلَكَ فَقَدَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَطَنَ فَخَبَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ- وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثَ
ص: 221
سَاعَاتٍ فِی اللَّیْلِ وَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فِی النَّهَارِ یُمَجِّدُ فِیهِنَّ نَفْسَهُ فَأَوَّلُ سَاعَاتِ النَّهَارِ حِینَ تَكُونُ الشَّمْسُ هَذَا الْجَانِبَ یَعْنِی مِنَ الْمَشْرِقِ مِقْدَارَهَا مِنَ الْعَصْرِ یَعْنِی مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَی صَلَاةِ الْأُولَی وَ أَوَّلُ سَاعَاتِ اللَّیْلِ مِنَ الثُّلُثِ الْبَاقِی مِنَ اللَّیْلِ إِلَی أَنْ یَنْفَجِرَ الصُّبْحُ یَقُولُ- إِنِّی أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ مَالِكُ یَوْمِ الدِّینِ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَمْ أَزَلْ وَ لَا أَزَالُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ خَالِقُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ إِنِّی أَنَا اللَّهُ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ إِنِّی أَنَا اللَّهُ بَدْءُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیَّ یَعُودُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لِیَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی إِنِّی أَنَا اللَّهُ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ عِنْدِهِ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُهُ فَمَنْ نَازَعَهُ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِی النَّارِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ یَدْعُو بِهِنَّ مُقْبِلًا قَلْبُهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا قَضَی لَهُ حَاجَتَهُ وَ لَوْ كَانَ شَقِیّاً رَجَوْتُ أَنْ یُحَوَّلَ سَعِیداً(1).
أقول: و رأیت فی بعض المجامیع خبرا آخر فی هذا المعنی فقد روی فیه عن بعض كتب الأخبار عن إسحاق بن عمار.
ص: 222
الآیات:
النمل: قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِیكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْكَ طَرْفُكَ (1).
«1»- مهج، [مهج الدعوات] فَمِنْ ذَلِكَ مَا نَذْكُرُهُ مِنْ تَعْیِینِ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ أَوْ غَیْرِهِ فَمِنَ الرِّوَایَاتِ فِیهِ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ أَوْ قَالَ الْأَعْظَمُ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِی أُمِّ الْكِتَابِ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِیهِ بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَیْهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ أَ لَا أُعَلِّمُكَ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ قَالَ اقْرَأِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِمَّا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَقْرَبَ إِلَی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَیْنِ إِلَی بَیَاضِهَا وَ إِنَّهُ دَخَلَ فِیهَا اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ بِإِسْنَادِنَا أَیْضاً إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ
ص: 223
بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- أَقْرَبُ إِلَی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَیْنِ إِلَی بَیَاضِهَا.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی كَیْفِیَّةِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَا رُوِّینَاهُ فِی كِتَابِ الْبَهِیِّ لِدَعَوَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله تَصْنِیفِ الْحَافِظِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَزْمِیِّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخُوارِزْمِیِّ الْأَنْدَرَسْتَانِیِّ فِی عِدَّةِ رِوَایَاتٍ فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَنَسٌ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی عَیَّاشٍ زَیْدِ بْنِ صَامِتٍ أَخِی بَنِی زُرَیْقٍ وَ قَدْ جَلَسَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ هَلْ تَدْرُونَ مَا دَعَا بِهِ الرَّجُلُ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ لَقَدْ دَعَا اللَّهُ بِاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ وَ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَی.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ أَسْمَاءِ بِنْتِ زَیْدٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ- قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إِلَی بِغَیْرِ حِسابٍ (1).
وَ بِرِوَایَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِی سِتِّ آیَاتٍ مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ فِی سُوَرٍ ثَلَاثٍ فِی الْبَقَرَةِ وَ آلِ عِمْرَانَ وَ طه قَالَ أَبُو أُمَامَةَ فِی الْبَقَرَةِ آیَةُ الْكُرْسِیِّ وَ فِی آلِ عِمْرَانَ- الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ فِی طه وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ (2).
وَ مِنْهَا فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلًا یَقُولُ عِشَاءً- اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَی وَ إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ ذَكَرْنَاهَا فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنَ التَّحْصِیلِ فِی تَرْجَمَةِ الْمُبَارَكِ بْنِ
ص: 224
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَی وَ إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِی اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله تَوَضَّئِی فَتَوَضَّأَتْ ثُمَّ قَالَ ادْعِی حَتَّی أَسْمَعَ فَفَعَلَتْ فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْكَبِیرِ الْأَكْبَرِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَصَبْتِهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ أَنَسٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَحُبِسَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْمَكْتُوبِ عَلَی سُرَادِقِ الْحَمْدِ وَ سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ سُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَ سُرَادِقِ السُّلْطَانِ وَ سُرَادِقِ السَّرَائِرِ أَدْعُوكَ یَا رَبِّ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ النُّورُ الْبَارُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ الصَّادِقُ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ- بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ نُورُهُنَّ وَ قِیَامُهُنَّ- ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ حَنَّانٌ نُورٌ دَائِمٌ قُدُّوسٌ حَیٌّ لَا یَمُوتُ.
وَ بِرِوَایَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ بِرِضْوَانِكَ الْأَكْبَرِ.
وَ بِرِوَایَةِ عَائِشَةَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّیِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَیْكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ إِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَ إِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْتَ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ اسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ جَدِّكَ الْأَعْلَی وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ وَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اسْمِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ إِلَّا كَمَا بَیْنَ سَوَادِ الْعَیْنِ وَ بَیَاضِهَا
ص: 225
مِنَ الْقُرْبِ.
وَ مِنْهَا عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُعَلِّمَنِی اسْمَهُ الْأَعْظَمَ قَالَ فَنِمْتُ فَرَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ مَكْتُوباً فِی السَّمَاءِ بِالْكَوَاكِبِ- یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
وَ مِنْهَا بِرِوَایَةِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عَقِیبِ كُلِّ صَلَاةٍ سَنَةً أَنْ یُعَلِّمَنِی اسْمَهُ الْأَعْظَمَ قَالَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَجَالِسٌ قَدْ صَلَّیْتُ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ إِذْ مَلَكَتْنِی عَیْنَایَ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ بَیْنَ یَدَیَّ فَقَالَ قَدِ اسْتُجِیبَ لَكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ثُمَّ قَالَ أَ فَهِمْتَ أَمْ أُعِیدُ عَلَیْكَ قُلْتُ أَعِدْ عَلَیَّ فَفَعَلَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَا دَعَوْتُ بِشَیْ ءٍ قَطُّ إِلَّا رَأَیْتُهُ وَ أَرْجُو أَنْ یَكُونَ لِی عِنْدَهُ ذُخْراً.
وَ مِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَی صَالِحٍ الْمُرِّیِّ قَالَ: قَالَ لِی قَائِلٌ فِی مَنَامِی أَ لَا أُعَلِّمُكَ اسْمَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِذَا دَعَوْتَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمُبَارَكِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُقَدَّسِ قَالَ صَالِحٌ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ بِهِ فِی بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لِی.
وَ مِنْهَا قَالَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ: مَكَثْتُ أَدْعُو اللَّهَ عِشْرِینَ سَنَةً أَنْ یُعَلِّمَنِی اسْمَهُ الْأَعْظَمَ الَّذِی إِذَا دُعِیَ بِهِ أَجَابَ وَ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَی فَبَیْنَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ أُصَلِّی إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ یَا غَالِبُ أَنْصِتْ لَمَّا سَمِعْتَ ثُمَّ غَلَبَتْنِی عَیْنَایَ وَ أَنَا نَائِمٌ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ یَا فَارِجَ الْغَمِّ وَ یَا كَاشِفَ الْهَمِّ وَ یَا مُوفِیَ الْعَهْدِ وَ یَا حَیُّ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَمَا سَأَلْتُ اللَّهَ بَعْدَهَا بِهَا شَیْئاً إِلَّا أَعْطَانِی.
وَ مِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَی یَحْیَی بْنِ مُسْلِمٍ: بَلَغَهُ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ تَعَالَی أَنْ یُسَلِّمَ عَلَی یَعْقُوبَ علیه السلام فَأَذِنَ لَهُ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ بِالَّذِی خَلَقَكَ هَلْ قَبَضْتَ رُوحَ یُوسُفَ قَالَ لَا قَالَ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَا تَسْأَلُ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاكَ قَالَ بَلَی قَالَ قُلْ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لَا یُحْصِیهِ غَیْرُهُ قَالَ فَمَا طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّی أُتِیَ بِقَمِیصِ یُوسُفَ علیه السلام.
ص: 226
فَصْلٌ وَ رُوِّیتُ مِنْ تَذْیِیلِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ فِی تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَرْبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ زَیْدٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِی هَاتَیْنِ الْآیَتَیْنِ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ (1)
وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ(2).
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْجَارُودِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا فَسَكَتَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهَا وَ هِیَ سَاجِدَةٌ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ فَإِنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَقَالَ لَهَا سَأَلْتِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَا ذَكَرْتُهُ فِی إِغَاثَةِ الدَّاعِی وَ نَحْنُ نَذْكُرُهُ هَاهُنَا حَیْثُ قَدْ ذَكَرْنَا كَثِیراً مِمَّا قِیلَ فِی الِاسْمِ الْأَعْظَمِ فَنَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ مَا هَذَا لَفْظُهُ الدُّعَاءُ الَّذِی فِیهِ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِیسَی الْعَلَوِیَّ یَقُولُ حَدَّثَنِی أَبِی عِیسَی بْنُ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ زَیْدٍ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: دَعَوْتُ اللَّهَ عِشْرِینَ سَنَةً أَنْ یُعَلِّمَنِی اسْمَهُ الْأَعْظَمَ فَبَیْنَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ قَائِمٌ أُصَلِّی فَرَقَدَتْ عَیْنَایَ إِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَقْبَلَ عَلَیَّ ثُمَّ دَنَا مِنِّی وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیَّ قَالَ لِی أَیَّ شَیْ ءٍ سَأَلْتَ اللَّهَ قَالَ قُلْتُ یَا جَدَّاهْ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُعَلِّمَنِی اسْمَهُ الْأَعْظَمَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ اكْتُبْ قُلْتُ وَ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ بِإِصْبَعِكَ عَلَی رَاحَتِكَ وَ هُوَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ ذوا ذُو الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ وَ ذُو الْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ
ص: 227
ثُمَّ ادْعُ بِمَا شِئْتَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ جَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا وَصَفَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا وَصَفَ زَیْدٌ أَبِی قَالَ أَحْمَدُ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا ذَكَرُوا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِینَ.
أقول: أنا إن الذی رویناه و عرفناه أن علی بن الحسین علیه السلام كان عالما بالاسم الأعظم هو و جده رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة من العترة الطاهرین و لكنا ذكرنا ما وجدناه.
وَ مِنَ الرِّوَایَاتِ فِی الِاسْمِ الْأَعْظَمِ مَا رَوَیْنَاهُ أَیْضاً بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ وَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی ابْنِ أَبِی قُرَّةَ كِتَابَةً مِنْ كِتَابِ التَّهَجُّدِ: وَ ذَكَرَ أَنَّ الَّذِی كَانَ یَدْعُو بِهِ تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ هُوَ مَوْلَانَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هَذَا أَیْضاً رِوَایَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی سُكَیْنِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ نَائِماً بِمَكَّةَ فَأَتَی آتٍ فِی مَنَامِی فَقَالَ لِی قُمْ فَإِنَّ تَحْتَ الْمِیزَابِ رَجُلًا یَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَفَزِعْتُ وَ نِمْتُ فَنَادَانِی ثَانِیَةً بِمِثْلِ ذَلِكَ فَفَزِعْتُ ثُمَّ نِمْتُ فَلَمَّا كَانَ فِی الثَّالِثَةِ قَالَ قُمْ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فَإِنَّ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یُسَمِّیهِ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ هُوَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ تَحْتَ الْمِیزَابِ یَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ فَقَالَ قُمْتُ وَ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْحِجْرَ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَلْقَی ثَوْبَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا نُورُ یَا قُدُّوسُ یَا نُورُ یَا قُدُّوسُ یَا نُورُ یَا قُدُّوسُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیُّ لَا یَمُوتُ یَا حَیُّ لَا یَمُوتُ یَا حَیُّ لَا یَمُوتُ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ
بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْعَزِیزِ الْمَتِینِ ثَلَاثاً قَالَ سُكَیْنٌ فَلَمْ یَزَلْ یُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ حَتَّی حَفِظْتُهَا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَالْتَفَتَ كَذَا وَ كَذَا فَإِذَا الْفَجْرُ قَدْ طَلَعَ قَالَ فَجَاءَ إِلَی ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَ هُوَ الْمُسْتَجَارُ فَصَلَّی
ص: 228
الْفَرِیضَةَ ثُمَّ خَرَجَ.
یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن الطاوس مؤلف هذا الكتاب إن الأخبار كثیرة من طرق أصحابنا و غیرهم مختلفة فی اسم اللّٰه الأعظم فاقتصرنا علی هذه الروایات لما رأیناه من الصواب.
و ها أنا ذاكر حدیثا أیضا فی اسم اللّٰه الأعظم وجدته غریبا و هذا لفظه أَقُولُ وَ فِی رِوَایَةِ عَطَاءٍ ذَكَرَ: أَنَّهُ جَرَّبَ أَنَّهُ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا نُورُ یَا نُورُ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
دُعَاءٌ فِیهِ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ أَنَسٍ: وَ هِیَ عَلَی التِّسْعَةِ وَ عِشْرِینَ حَرْفاً الَّتِی یَنْطِقُ بِهَا الْعَالِمُ تَقُولُ بَعْدَ أَنْ تُصَلِّیَ مَهْمَا أَحْبَبْتَ مِائَتَیْ مَرَّةٍ- آمَنْتُ بِاللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ- وَ مِائَتَیْ مَرَّةٍ أَعْبُدُ اللَّهَ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ مِائَتَیْ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ- یَا مُهَیْمِنُ یَا مُتَعَالِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ اسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَكْبَرِ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ الْعَدْلِ النُّورِ وَ هُوَ اسْمُكَ ثُمَّ تَدْعُو وَ تَذْكُرُ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ اهْدِنِی تعبیر كیفیة حفص لابرح صطفص الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ثُمَّ تَدْعُو عَلَی أَثَرِ ذَلِكَ بِهَذِهِ التِّسْعَةِ وَ عِشْرِینَ اسْماً تَقْرَؤُهُ وَ أَنْتَ مُنْتَصِبٌ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنَّكَ حَیٌّ قَیُّومٌ رَحْمَانٌ دَیَّانٌ عَظِیمٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَ رَبِّی وَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ مَجِیدٌ مُؤْمِنٌ مُهَیْمِنٌ مَلِكٌ مَالِكٌ مَلِیكٌ مُتَكَبِّرٌ صَمَدٌ صَدْرٌ مَوْلًی مَلِی ءٌ مُعْطٍ مَانِعٌ مُعِزٌّ مُتَعَزِّزٌ مُتَعَالٍ مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مُسَبَّحٌ مَاجِدٌ مَجِیدٌ مُتَحَنِّنٌ مُحْیٍ مُمِیتٌ مُبْدِئٌ مُعِیدٌ مُقْتَدِرٌ مُبِینٌ مَتِینٌ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ
ص: 229
اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ حَیٌّ حَمِیدٌ حَلِیمٌ حَكِیمٌ حَكَمٌ حَاكِمٌ حَقٌّ حَفِیظٌ حَافِظٌ حَسِیبٌ حَبِیبٌ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ دَیَّانٌ دَائِمٌ دَیْمُومٌ دَافِعٌ فَادْفَعْ عَنِّی شَرَّ مَا أَحْذَرُ مِنْ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ سَمِیعٌ سَامِعٌ سَیِّدٌ سَنَدٌ فَاسْمَعْ دُعَائِی وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّی وَ سَلِّمْنِی مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ وَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ وَاسِعٌ وَهَّابٌ وَالٍ وَلِیٌّ وَفِیٌّ وَافٍ وَكِیلٌ وَادٍ وَدُودٌ وَارِثٌ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ رَحْمَانٌ رَحِیمٌ رَءُوفٌ رَبٌّ رَازِقٌ رَقِیبٌ رَافِعٌ رَفِیعٌ فَارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ هَادٍ فَاهْدِنِی بِهِدَایَتِكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ فَإِنَّهُ لَا هَادِیَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ ذَاكِرٌ ذُو الْعَرْشِ ذُو الطَّوْلِ ذُو الْآلَاءِ وَ الْمَعَارِجِ وَ الْمَنِّ الْقَدِیمِ ذُو الْجَلَالِ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ فَقَوِّنِی لِعِبَادَتِكَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ نُورٌ نَاصِرٌ نَصِیرٌ فَتَّاحٌ بِالْخَیْرَاتِ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی وَ انْصُرْنِی عَلَی عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّی مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ عَلَی الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ انْصُرْنِی نَصْرَ عَزِیزٍ مُقْتَدِرٍ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَالِمٌ عَلِیمٌ عَلَّامُ الْغُیُوبِ عَالٍ عَلَی عَظِیمٍ عَزِیزٍ عَفُوٍّ عَطَّافٍ عَدْلٍ فَاعْفُ عَنِّی مَا سَلَفَ مِنْ خَطَایَایَ وَ ذُنُوبِی وَ وَفِّقْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی لِطَاعَتِكَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ(1).
«2»- صَفْوَةُ الصِّفَاتِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الدُّسْتُورِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ
ص: 230
أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَی بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَیُسْتَجَابَ لَكَ فَاقْرَأْ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْحَدِیدِ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ وَ آخِرِ الْحَشْرِ مِنْ قَوْلِهِ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ وَ قُلْ یَا مَنْ هُوَ هَكَذَا أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلْ حَاجَتَكَ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْفَوَائِدِ الْجَلِیَّةِ: أَنَّهُ فِی هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا ذَا الْمَعَارِجِ وَ الْقُوَی أَسْأَلُكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ وَ بِمَا أَنْزَلْتَهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ تَقْبَلَ تَوْبَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: اقْرَأِ الْحَمْدَ وَ التَّوْحِیدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْقَدْرَ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ فَإِنَّهُ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ التَّبْصِرَةِ: أَنَّهُ فِی الْفَاتِحَةِ وَ أَنَّهَا لَوْ قُرِئَتْ عَلَی مَیِّتٍ سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ رُدَّتْ فِیهِ الرُّوحُ مَا كَانَ ذَلِكَ عَجَباً.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْبَهِیِّ: أَنَّهُ فِی هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ التَّحْصِیلِ: أَنَّهُ فِی هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ إِغَاثَةِ الدَّاعِی: أَنَّهُ فِی هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَحْدَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ وَ ذُو الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ وَ ذُو الْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ التَّهَجُّدِ: أَنَّهُ فِی هَذَا الدُّعَاءِ تَقُولُ ثَلَاثاً یَا نُورُ یَا قُدُّوسُ
ص: 231
وَ ثَلَاثاً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ ثَلَاثاً یَا حَیّاً لَا یَمُوتُ وَ ثَلَاثاً یَا حَیّاً حِینَ لَا حَیَّ وَ ثَلَاثاً یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ ثَلَاثاً أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْعَزِیزِ الْمُبِینِ.
«3»- ید، [التوحید] جَعْفَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِیهُ عَنْ عَبْدَانَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شُجَاعٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْعَنْبَرِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْجَلِیلِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ الْخَضِرَ فِی الْمَنَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِلَیْلَةٍ فَقُلْتُ لَهُ عَلِّمْنِی شَیْئاً أُنْصَرُ بِهِ عَلَی الْأَعْدَاءِ فَقَالَ قُلْ یَا هُوَ یَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُوَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَصَصْتُهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ عُلِّمْتَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ وَ كَانَ عَلَی لِسَانِی یَوْمَ بَدْرٍ وَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ یَا هُوَ یَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُوَ اغْفِرْ لِی وَ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْكَافِرِینَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ ذَلِكَ یَوْمَ صِفِّینَ وَ هُوَ یُطَارِدُ فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذِهِ الْكِنَایَاتُ قَالَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ وَ عِمَادُ التَّوْحِیدِ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثُمَّ قَرَأَ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَوَاخِرُ الْحَشْرِ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الزَّوَالِ الْخَبَرَ(1).
«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- أَقْرَبُ إِلَی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَیْنِ إِلَی بَیَاضِهَا(2).
«5»- مكا، [مكارم الأخلاق] رُوِیَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ سُبْحَانَهُ سَنَةً عَقِیبَ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ یُعَلِّمَنِیَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ فَإِنِّی ذَاتَ یَوْمٍ قَدْ صَلَّیْتُ الْفَجْرَ فَغَلَبَتْنِی عَیْنَایَ وَ أَنَا قَاعِدٌ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ بَیْنَ یَدَیَّ یَقُولُ لِی سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُعَلِّمَكَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا دَعَوْتُ بِهَا لِشَیْ ءٍ إِلَّا رَأَیْتُ نُجْحَهُ (3).
ص: 232
«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: اشْتَكَی بَعْضُ وُلْدِ أَبِی علیه السلام فَمَرَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ- یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ یَقُلْهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَطُّ إِلَّا قَالَ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَبَّیْكَ عَبْدِی سَلْ حَاجَتَكَ (1).
«2»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: اشْتَكَی بَعْضُ وُلْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَرَّ عَلَیْهِ جعفر أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ شَاكٍ فَقَالَ لَهُ یا جعفر أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ یَقُلْهَا أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَبَّیْكَ (2).
«3»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ وَ صَفْوَانَ وَ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّی حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ قَالَ لَهُ الرَّبُّ سَلْ مَا حَاجَتُكَ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا(3) قَالَ إِنَّهُ كَانَ یَحْیَی إِذَا دَعَا قَالَ فِی دُعَائِهِ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ نَادَاهُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ لَبَّیْكَ یَا عَبْدِی سَلْ حَاجَتَكَ (4).
«4»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَیَقِفُ عِنْدَ ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ثُمَّ یَقُولُ- أَیْ رَبِّ أَیْ رَبِّ أَیْ رَبِّ ثَلَاثاً فَإِذَا قَالَهَا نُودِیَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ سَلْ مَا حَاجَتُكَ (5).
ص: 233
«5»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ قِیلَ لَهُ لَبَّیْكَ مَا حَاجَتُكَ (1).
وَ رُوِیَ: مَنْ یَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ قِیلَ لَهُ لَبَّیْكَ مَا حَاجَتُكَ.
«6»- مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ، لِلسَّیِّدِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی كِتَابِ الدُّعَاءِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَلَحَّتْ بِهِ الْحَاجَةُ یَسْجُدُ مِنْ غَیْرِ صَلَاةٍ وَ لَا رُكُوعٍ ثُمَّ یَقُولُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ قَالَ مَا قَالَهَا أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی هَا أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ سَلْ حَاجَتَكَ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً یُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِیلُ سَاكِنٌ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا إِذَا قَالَ الْعَبْدُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَالَ إِسْمَاعِیلُ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ سَلْ حَاجَتَكَ.
دعوات الراوندی،: مثله.
«7»- وَ مِنْ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، نَقْلًا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: سَمِعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ رَجُلًا یَقُولُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ الرَّجُلِ فَقَالَ هَذَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ قَدِ اسْتَقْبَلَكَ بِوَجْهِهِ سَلْ حَاجَتَكَ.
و منه قال رحمه اللّٰه رأیت فی آخر كتاب مناسك الزیارات للمفید رحمه اللّٰه علی ورقة فیها تعالیق من كتاب البزنطی یقول فی أواخر التعلیقة و من كتاب الدعاء المستجاب و لا أعلم هل هذا الباب من كتاب البزنطی أم لا لأنی لم أجد هذا الباب فیما اخترته من كتاب البزنطی و هذا لفظ ما وجدناه.
حَفْصٌ الْأَعْوَرُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَكَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِلَی أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ- یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ یَقُلْهَا عَبْدٌ إِلَّا قَالَ لَهُ رَبُّهُ لَبَّیْكَ.
قال السید أقول أنا و یمكن أن یكون قد قال أبو جعفر لبعض شیعته
ص: 234
و قاله لولده أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
وَ مِنَ التَّعْلِیقَةِ عْنِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یُلِحُّ فِی الدُّعَاءِ یَقُولُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ یَعُودُ.
وَ مِنَ التَّعْلِیقَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ أَیْ رَبِّ ثَلَاثاً صِیحَ بِهِ مِنْ فَوْقِهِ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ سَلْ تُعْطَهُ.
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الصَّلَاةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَخِی أُدَیْمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَبِّ یَا رَبِّ قَالَ لَهُ رَبُّهُ لَبَّیْكَ سَلْ حَاجَتَكَ.
دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اشْتَكَیْتُ فَمَرَّ بِی أَبِی علیه السلام فَقَالَ قُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ یَقُلْهَا عَبْدٌ إِلَّا قَالَ لَبَّیْكَ وَ مَنْ قَالَ یَا رَبِّی یَا اللَّهُ یَا رَبِّی یَا اللَّهُ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ أُجِیبَ فَقِیلَ لَهُ لَبَّیْكَ مَا حَاجَتُكَ وَ مَنْ قَالَ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا رَبِّ یَا رَبِّ قِیلَ لَهُ لَبَّیْكَ مَا حَاجَتُكَ.
وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ یَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاجِداً یَقُولُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی الْحَرْبِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَرَأَیْتُهُ سَاجِداً یَقُولُ- یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ لَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ لَهُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلِظُّوا بِیَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (1) وَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرَجُلٍ یَقُولُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَقَالَ لَهُ سَلْ فَقَدْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْكَ.
ص: 235
أما الآیات الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ البقرة وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (1) و قال تعالی إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (2) و قال تعالی مِنْ رَبِّكُمْ (3) و قال تعالی إِلی بارِئِكُمْ (4) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(5) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِیمٌ (6) و قال بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (7) و قال تعالی إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (8) و قال تعالی إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (9) و قال تعالی وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ (10) و قال وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ (11) و قال إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (12) و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (13) و قال وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(14)
ص: 236
و قال فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (1) و قال تعالی وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (2) و قال إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(3) و قال وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ(4) و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (5) و قال وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ (6) و قال اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ إلی قوله وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (7) و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ(8) و قال تعالی سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ(9) و قال تعالی رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (10) آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ (11) و قال وَ اللَّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ (12) و قال هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (13) و قال رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ إِنَّ اللَّهَ لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ(14) و قال وَ اللَّهُ شَدِیدُ الْعِقابِ (15) و قال وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ(16)
ص: 237
و قال الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النَّارِ(1) و قال شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ و قال قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ (2) و قال وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(3) و قال قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ(4) و قال تعالی حاكیا عن الحواریین رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ (5) و قال تعالی وَ اللَّهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ (6) و قال وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (7) و قال وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (8) و قال إِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ(9) و قال وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (10) و قال بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَیْرُ النَّاصِرِینَ (11) و قال وَ اللَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ(12) و قال وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (13) و قال وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ (14) و قال وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ(15)
ص: 238
و قال رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ- رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ- رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ(1) و قال إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ (2) النساء إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(3) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِیماً(4) و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیًّا كَبِیراً(5) و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیماً خَبِیراً(6) و قال وَ كَفی بِاللَّهِ وَلِیًّا وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً(7) و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِیزاً حَكِیماً(8) و قال وَ كانَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ مُقِیتاً(9) و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً(10) و قال اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِیثاً(11) و قال وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً(12) و قال وَ كانَ اللَّهُ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطاً(13) و قال وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطاً(14) و قال وَ كانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِیماً(15) و قال وَ كانَ اللَّهُ غَنِیًّا حَمِیداً(16) و قال وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(17) و قال وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِیماً(18) و قال فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِیراً(19) و قال وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً(20)
ص: 239
المائدة وَ اللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (1) و قال وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ (2) و قال یَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ (3) و قال وَ اللَّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ (4) و قال اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ وَ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5) و قال تعالی إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ (6) و قال تعالی وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (7) و قال تعالی حاكیا عن عیسی علیه السلام فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَ أَنْتَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ(8) الأنعام قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ (9) و قال وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ(10) و قال وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ (11) و قال إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی (12) و قال فالِقُ الْإِصْباحِ (13) و قال
بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (14) و قال ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ(15) و قال اتَّبِعْ ما أُوحِیَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ (16) و قال وَ رَبُّكَ الْغَنِیُّ ذُو الرَّحْمَةِ(17) و قال إِنَّ رَبَّكَ سَرِیعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ
ص: 240
رَحِیمٌ (1) الأعراف قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ (2) و قال تعالی تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ (3) و قال وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (4) و قال تعالی حاكیا عن شعیب علیه السلام رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ (5) و قال تعالی حاكیا عن السحرة رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ (6) و قال تعالی حاكیا عن موسی علیه السلام رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِأَخِی وَ أَدْخِلْنا فِی رَحْمَتِكَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (7) و قال حاكیا عنه علیه السلام أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ- وَ اكْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَیْكَ (8) و قال سبحانه الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ (9) و قال إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ (10) الأنفال فَإِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (11) و قال وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ(12) و قال إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ شَدِیدُ الْعِقابِ (13) التوبة وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا یُشْرِكُونَ (14) و قال سبحانه وَ أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ (15) و قال تعالی وَ أَنَّ اللَّهَ
ص: 241
هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (1) و قال إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِیمٌ (2) و قال سبحانه فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (3) یونس سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (4) و قال تعالی وَ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ (5) و قال فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُ (6) و قال سبحانه هُوَ الْغَنِیُّ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ (7) و قال فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ- وَ نَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (8) و قال تعالی وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (9) هود مِنْ لَدُنْ حَكِیمٍ خَبِیرٍ(10) و قال تعالی وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِینَ (11) و قال تعالی إِنَّ رَبِّی عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ حَفِیظٌ(12) و قال سبحانه إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ (13) و قال إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ(14) و قال تعالی إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(15) و قال إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ(16) و قال إِنَّ رَبِّی بِما تَعْمَلُونَ مُحِیطٌ(17) و قال تعالی إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ(18) یوسف فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (19) و قال إِنَّ رَبِّی لَطِیفٌ لِما یَشاءُ(20) و قال فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی
ص: 242
مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ (1) الرعد وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِیدُ الْعِقابِ (2) و قال تعالی عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ (3) و قال تعالی وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحالِ (4) و قال تعالی قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ(5) و قال تعالی قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ (6) و قال تعالی أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ (7) إبراهیم إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ(8) و قال فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِیٌّ حَمِیدٌ(9) و قال حاكیا عن إبراهیم علیه السلام رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ (10) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ ذُو انتِقامٍ (11) الحجر إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ (12) النحل سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (13) و قال تعالی إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ(14) إسراء وَ كَفی بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِیراً بَصِیراً(15) و قال تعالی إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً(16) و قال سبحانه وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی
ص: 243
مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً(1) و قال تعالی وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا(2) و قال تعالی قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی (3) و قال سبحانه وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً(4) الكهف الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلی عَبْدِهِ الْكِتابَ (5) و قال تعالی فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً(6) و قال تعالی وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً فَعَسی رَبِّی أَنْ یُؤْتِیَنِ خَیْراً مِنْ جَنَّتِكَ (7) و قال تعالی وَ رَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ(8) مریم إِنَّهُ كانَ بِی حَفِیًّا(9) و قال تعالی رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(10) طه اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی (11) و قال تعالی إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی (12) و قال تعالی قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی- وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی- یَفْقَهُوا قَوْلِی (13) و قال إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ عِلْماً(14) و قال تعالی وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ (15) و قال سبحانه فَتَعالَی اللَّهُ
ص: 244
الْمَلِكُ الْحَقُ (1) و قال تعالی وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً(2) الأنبیاء فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ (3) و قال تعالی وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ- فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِكْری لِلْعابِدِینَ (4) و قال تعالی وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ (5) و قال تعالی قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ (6) الحج وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ(7) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ(8) و قال تعالی وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ إلی قوله وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِیمٌ حَلِیمٌ (9) و قال إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ أَنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ إلی قوله إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ إلی قوله إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (10) و قال تعالی هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ(11) المؤمنون فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (12) و قال حاكیا عن نوح علیه السلام و غیره قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما كَذَّبُونِ (13) و قال تعالی وَ هُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (14)
ص: 245
و قال تعالی سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَتَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ إلی قوله تعالی وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ (1) و قال تعالی إِنَّهُ كانَ فَرِیقٌ مِنْ عِبادِی یَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّاحِمِینَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا(2) و قال سبحانه فَتَعالَی اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ (3) و قال تعالی وَ قُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّاحِمِینَ (4) النور وَ أَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِیمٌ (5) و قال تعالی وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (6) الفرقان الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً(7) و قال تعالی وَ كَفی بِرَبِّكَ هادِیاً وَ نَصِیراً(8) و قال تعالی وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَ كَفی بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِیراً(9) و قال تعالی وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَ مَا الرَّحْمنُ (10) و قال تعالی وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً- إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً إلی قوله وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً(11) الشعراء وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (12) و قال تعالی حاكیا عن إبراهیم علیه السلام رَبِّ هَبْ لِی حُكْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ- وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ
ص: 246
فِی الْآخِرِینَ- وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ- وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّینَ- وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ- یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ- إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ (1) و قال تعالی حاكیا عن نوح علیه السلام قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِی كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِی وَ مَنْ مَعِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (2) النمل وَ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ یا مُوسی إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (3) و قال تعالی وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِكَ فِی عِبادِكَ الصَّالِحِینَ (4) و قال تعالی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (5) و قال فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ كَرِیمٌ (6) و قال سبحانه تَعالَی اللَّهُ عَمَّا یُشْرِكُونَ (7) القصص قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (8) و قال تعالی فَقالَ رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ(9) و قال تعالی سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ إلی قوله تعالی وَ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْأُولی وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (10) و قال تعالی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (11) العنكبوت قالَ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ (12) و قال تعالی قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ (13) الروم 17 18 فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ
ص: 247
وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ (1) و قال سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (2) لقمان فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ(3) و قال إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ(4) و قال تعالی وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ(5) التنزیل ذلِكَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (6) الأحزاب وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(7) و قال تعالی وَ كانَ اللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزاً(8) و قال تعالی وَ كَفی بِاللَّهِ حَسِیباً(9) و قال سبحانه وَ كانَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیباً و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیداً(10) سبأ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ(11) و قال تعالی وَ هُوَ الرَّحِیمُ الْغَفُورُ(12) و قال عالِمِ الْغَیْبِ (13) و قال تعالی وَ یَهْدِی إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ(14) و قال تعالی وَ هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِیمُ (15) و قال بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (16) و قال تعالی وَ هُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (17) و قال تعالی عَلَّامُ الْغُیُوبِ (18) و قال تعالی إِنَّهُ سَمِیعٌ قَرِیبٌ (19) فاطر الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلی قوله تعالی هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ (20) و قال تعالی:
ص: 248
إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ(1) و قال تعالی إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ(2) و قال تعالی إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً(3) و قال سبحانه إِنَّهُ كانَ عَلِیماً قَدِیراً(4) یس بَلی وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ إلی قوله تعالی فَسُبْحانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (5) الصافات سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (6) ص قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ هَبْ لِی مُلْكاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (7) و قال تعالی وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُمَا الْعَزِیزُ الْغَفَّارُ(8) الزمر سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ(9) و قال تعالی أَلا هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفَّارُ(10) و قال ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ (11) و قال تعالی أَ لَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ ذِی انْتِقامٍ (12) و قال سبحانه قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَیْنَ عِبادِكَ فِی ما كانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ (13) و قال تعالی اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (14) و قال سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (15) و قال تعالی وَ تَرَی الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (16)
ص: 249
المؤمن تَنْزِیلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ شَدِیدِ الْعِقابِ ذِی الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ(1) و قال تعالی فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْكَبِیرِ إلی قوله تعالی رَفِیعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ (2) و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ (3) و قال إِنَّهُ قَوِیٌّ شَدِیدُ الْعِقابِ (4) و قال تعالی وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَی الْعَزِیزِ الْغَفَّارِ(5) و قال وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ- فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(6) و قال تعالی ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ إلی قوله تعالی ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ هُوَ الْحَیُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (7) السجدة أَنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ(8) و قال أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ(9) حمعسق اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (10) و قال وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (11) و قال أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (12) و قال اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ (13) و قال فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُّ وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتی وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(14) و قال تعالی فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و قال تعالی اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ(15) و قال تعالی وَ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ(16) الزخرف وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْعَلِیمُ- وَ تَبارَكَ الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَیْهِ
ص: 250
تُرْجَعُونَ (1) الدخان إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ- رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِینَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِینَ (2) الجاثیة فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ- وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (3) الأحقاف رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْكَ وَ إِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ (4) الذاریات إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ (5) الطور إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ (6) القمر فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(7) و قال تعالی فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِیزٍ مُقْتَدِرٍ(8) و قال تعالی عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ(9) الرحمن وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (10) و قال تعالی تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِی الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (11) الحدید سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ
ص: 251
وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (1) و قال إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (2) و قال وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (3) و قال تعالی فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ(4) و قال إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ(5) الحشر فَإِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (6) و قال تعالی وَ الَّذِینَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ (7) و قال تعالی هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ- هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (8) الممتحنة رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (9) و قال تعالی فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ(10) و قال وَ اللَّهُ قَدِیرٌ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (11) الجمعة یُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ (12) التغابن یُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(13) و قال تعالی وَ اللَّهُ غَنِیٌّ حَمِیدٌ(14) و قال تعالی اللَّهُ لا إِلهَ
ص: 252
إِلَّا هُوَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (1) و قال وَ اللَّهُ شَكُورٌ حَلِیمٌ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (2) التحریم وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ (3) الملك تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إلی قوله وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ(4) القلم قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ (5) نوح رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِینَ إِلَّا تَباراً(6) المزمل رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا(7) النبأ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا یَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً(8) البروج 8 9 وَ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ- الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ إلی قوله تعالی إِنَّهُ هُوَ یُبْدِئُ وَ یُعِیدُ- وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِیدُ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ إلی قوله تعالی وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ(9) التین أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ (10) الإخلاص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ- اللَّهُ الصَّمَدُ- لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الناس قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ- مَلِكِ النَّاسِ- إِلهِ النَّاسِ.
ص: 253
وَ أَمَّا الْأَخْبَارُ 1 لد، [بلد الأمین]: الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ هِیَ مَرْوِیَّةٌ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَهَا شَرْحٌ عَظِیمٌ وَ لَا تَقْرَؤُهَا إِلَّا وَ أَنْتَ طَاهِرٌ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا اللَّهُ آهِیّاً هُوَ اللَّهُ اشراهیا [شَرَاهِیّاً] یَا اللَّهُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا اللَّهُ یَا أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَهُ لَا شَیْ ءَ یَكُونُ قَبْلَهُ وَ لَا شَیْ ءَ یَكُونُ بَعْدَهُ یَا اللَّهُ یَا حَافِظُ یَا حَفِیظُ تَحْفَظُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِكَ یَا حَفِیظُ یَا اللَّهُ یَا مِنْعَامُ یَا مُنْعِمُ خَلَقْتَ النِّعْمَةَ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْشَأْتَ بِهِ مَا شِئْتَ مِنْ مَشِیَّتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَقَطَّعَ بِهِ الْعُرُوقُ مِنَ الْعِظَامِ ثُمَّ تَنْبُتُ عَلَیْهَا اللَّحْمُ بِمَشِیَّتِكَ فَلَا یَنْقُصُ مِنْهَا مِثْقَالُ ذَرَّةٍ بِعَظِیمِ ذَلِكَ الِاسْمِ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَعْلَمُ بِهِ مَا فِی السَّمَاءِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی الْأَرْحَامِ وَ لَا یَعْلَمُ ذَلِكَ أَحَدٌ غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَنْفُخُ بِهِ الْأَرْوَاحَ فِی الْأَجْسَادِ فَیَدْخُلُ بِعَظِیمِ ذَلِكَ الِاسْمِ كُلُّ رُوحٍ إِلَی جَسَدِهَا وَ لَا یَعْلَمُ بِتِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِی صُوِّرَتْ فِی جَسَدِهَا الْمُسَمَّی فِی ظُلُمَاتِ الْأَحْشَاءِ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّتِی تَعْلَمُ بِهِ مَا فِی الْقُبُورِ وَ تُحَصِّلُ بِهِ مَا فِی الصُّدُورِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْبَتَّ بِهِ اللُّحُومَ عَلَی الْعِظَامِ فَتُنْبِتُ عَلَیْهَا بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْقَادِرِ بِكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْحَیَاةَ مِنْ مَشِیَّتِكَ الْعُظْمَی إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْمَوْتَ وَ أَجْرَیْتَهُ فِی الْخَلْقِ عِنْدَ انْقِطَاعِ آجَالِهِمْ وَ فَرَاغِ أَعْمَالِهِمْ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی طَیَّبْتَ بِهِ نُفُوسَ عِبَادِكَ فَطَابَتْ لَهُمْ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَی وَ آلَاؤُكَ الْكُبْرَی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُصَوِّرِ الْمَاجِدِ الْوَاحِدِ الَّذِی خَشَعَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَ مَا فِیهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَقُولُ بِهِ لِلشَّیْ ءِ كُنْ فَیَكُونُ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِعَظَمَةِ سُلْطَانِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِیرِ الشَّأْنِ یَا عَظِیمَ السُّلْطَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْبُرْهَانِ الْمُنِیرِ الَّذِی سَكَنَ
ص: 254
لَهُ الضِّیَاءُ وَ النُّورُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْوَحْدَانِیَّةِ یَا وَاحِدُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْفَرْدَانِیَّةِ یَا فَرْدُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الصَّمَدَانِیَّةِ یَا صَمَدُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْكِبْرِیَائِیَّةِ یَا كَبِیرُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَعَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الظَّاهِرَ وَ الْبَاطِنَ وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی هُوَ عِنْدَكَ مَكْنُونٌ مَخْزُونٌ الَّذِی كَتَبَهُ الْقَلَمُ فِی قِدَمِ الْأَزْمِنَةِ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَجْرِی بِهِ الْفُلْكُ فِی الْبَحْرِ الْمُسَلْسَلِ الْمَحْبُوسِ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ قَطْرُ الْمَطَرِ وَ السَّحَابُ الْحَامِلَاتُ قَطَرَاتِ رَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَجْرَیْتَ بِهِ وَابِلَ السَّحَابِ فِی الْهَوَاءِ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُنْزِلُ بِهِ قَطْرَ الْمَطَرِ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً فَتَجْعَلُهُ فُرَجاً یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی مَلَأْتَ بِهِ قُدْسَكَ بِعَظِیمِ التَّقْدِیسِ یَا قُدُّوسُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی اسْتَعَانَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ فَأَعَنْتَهم وَ طَوَّقْتَهُمْ احْتِمَالَهُ فَحَمَلُوهُ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْكُرْسِیَّ سَعَةَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ الْعَظِیمَ الْكَرِیمَ وَ عَظَّمْتَ خَلْقَهُ فَكَانَ كَمَا شِئْتَ أَنْ یَكُونَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا عَظِیمُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی طَوَّقْتَ بِهِ الْعَرْشَ بِهَیْبَةِ الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُخْرِجُ بِهِ نَبَاتَ الْأَرْضِ مَنَافِعَ لِخَلْقِكَ وَ غِیَاثاً یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُطَیِّبُ بِهِ كُلَّ مُرٍّ وَ حُلْوٍ وَ حَامِضٍ وَ هُوَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ فَعَظَّمْتَهُ بِالتَّقْدِیسِ یَا قُدُّوسُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَجِیرُ وَ بِعِزَّتِكَ أَسْتَعِینُ یَا مُعِینُ یَا اللَّهُ.
ص: 255
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الصَّمَدُ الَّذِی لَا نَفَادَ لَهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَقَطَّعُ بِهِ أَكْنَافُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لِدَعْوَتِكِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ النُّجُومَ وَ جَعَلْتَ مِنْهَا رُجُوماً لِلشَّیَاطِینِ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَنْتَثِرُ بِهِ الْكَوَاكِبُ نَثْراً لِدَعْوَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یَطِیرُ بِهِ الطَّیْرُ فِی جَوِّ السَّمَاءِ صَافَّاتٍ بِأَمْرِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أُحْضِرَتْ بِهِ الْأَرَضُونَ لِأَمْرِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَنْفَتِحُ بِهِ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْبَرْقُ الْخَاطِفُ وَ الصَّوَاعِقُ الْعَاصِفَةُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الرِّیَاحُ الْعَاصِفَاتُ فِی مَجَارِیهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یَنْزِلُ بِهِ مَعَ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ یُسَبِّحُكَ بِهِ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی شَقَقْتَ بِهِ الْأَرْضَ شَقّاً وَ أَنْبَتَّ فِیهَا حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلًا- وَ حَدائِقَ غُلْباً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُخْرِجُ بِهِ الْحُبُوبَ مِنَ الْأَرْضِ فَتُزَیِّنُ بِهَا الْأَرْضَ فَتُذْكَرُ بِنِعْمَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الضَّفَادِعُ فِی الْبِحَارِ وَ الْأَنْهَارِ وَ الْغُدْرَانِ بِأَلْوَانِ صِفَاتِهَا وَ اخْتِلَافِ لُغَاتِهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَكُ الْقَائِمُ عَلَی الصَّخْرَةِ تَحْتَ الْأَرَضِینَ السُّفْلَی فَیَثْبُتُ عَلَیْهَا بِذَلِكَ الِاسْمِ فَهُوَ یُسَبِّحُكَ بِهِ خَشْیَةَ أَنْ یَسْقُطَ مِنْ مَقَامِهِ فَیَهْلِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ الْأَرَضِینَ عَلَی هَامَّةِ ذَلِكَ الْمَلَكِ الْقَائِمِ عَلَی الصَّخْرَةِ بِأَمْرِكَ فَهُوَ یُسَبِّحُكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ دَائِماً لَا یَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ لَكَ وَ التَّقْدِیسِ لِیَدُومَ ثُبُوتُهَا وَ إِلَّا یَسْقُطُ فِی الْیَمِّ فَیَهْلِكُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَهْبَطْتَ بِهِ الصَّخْرَةَ مِنْ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ إِلَی تَحْتِ الْأَرَضِینَ السُّفْلَی كُلِّهَا فَجَعَلْتَهَا أَسَاساً لِقَدَمَیْ ذَلِكَ الْمَلَكِ یَقِفُ عَلَیْهَا بِقُدْرَتِكَ فَهُوَ
ص: 256
یُسَبِّحُ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ وَ هِیَ مُسَبِّحَةٌ لَكَ بِهِ- لَا یَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ لَكَ لِئَلَّا یَقَعَ فِی الْیَمِّ الْأَكْبَرِ عَلَی الْبَرْدَةِ الْعُظْمَی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ قَوَائِمَ الثَّوْرِ عَلَی شَوْكَةٍ مِنْ ظَهْرِ الْحُوتِ فَثَبَتَ عَلَیْهَا قَوَائِمُهُ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ فَهُوَ یُسَبِّحُ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ لَا یَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ لَحْظَةً خَوْفاً أَنْ یَقَعَ فِی الْیَمِّ فَیَهْلِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ الْیَمَّ الْأَكْبَرَ عَلَی الْبَرْدَةِ الْعُظْمَی فَهُوَ یُسَبِّحُ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ لَا یَفْتُرُ مِنْهُ أَبَداً یَا اللَّهُ: وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ الْبَرْدَةَ مُطِیفَةً عَلَی النَّارِ بِقُدْرَتِكَ فَهِیَ مُسَبِّحَةٌ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ لَا تَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ خَشْیَةَ أَنْ تَذُوبَ مِنْ وَهَجِ النَّارِ الْكُبْرَی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ جَهَنَّمَ بِجَمِیعِ مَا خَلَقْتَ فِیهَا عَلَی مَتْنِ الرِّیحِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَیْهِ بِقُدْرَتِكَ فَهِیَ مُسَبِّحَةٌ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ لَا تَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ لِئَلَّا تَخْتَرِقَ بِهَا الرِّیحُ فَتَذْرِیَهَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَقْرَرْتَ بِهِ الرِّیحَ إِلَی السَّمُومِ فَاسْتَقَرَّتْ لِعَظَمَةِ ذَلِكَ الِاسْمِ فَهِیَ مُسَبِّحَةٌ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ- لَا تَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ خَشْیَةَ أَنْ تُحْرِقَهَا سَمُّ تِلْكَ السَّمُومِ فَتَهْلِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَقْرَرْتَ بِهِ السَّمُومَ عَلَی النُّورِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَیْهِ بِأَمْرِكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَثْبَتَّ بِهِ النُّورَ عَلَی الظُّلْمَةِ وَ الظُّلْمَةَ عَلَی الْهَوَاءِ فَاسْتَقَرَّ ذَلِكَ عَلَی الثَّرَی بِقُدْرَتِكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی حَمَلْتَ بِهِ الثَّرَی عَلَی حَرْفَیْنِ مِنْ كِتَابِكَ الْمَخْزُونِ وَ لَا یَعْلَمُ مَا تَحْتَ الثَّرَی إِلَّا أَنْتَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَ الْأَرَضِینَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنْ ضِیَاءِ ذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنَ الرَّحْمَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ یَا اللَّهُ.
ص: 257
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ مِنَ الثَّلْجِ وَ النَّارِ وَ أَلَّفْتَ بَیْنَهُمْ بِعَظَمَةِ ذَلِكَ الِاسْمِ- لَا تُذِیبُ النَّارُ الثَّلْجَ وَ لَا یُطْفِئُ الثَّلْجُ النَّارَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِی خَلَقْتَهُمْ مِنَ النُّورِ فَیَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمُ النُّورُ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَهُ مِنْ تَسْبِیحِ ذَلِكَ الِاسْمِ وَ بِهِ یَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ تَسْبِیحٌ تَخْلُقُ مِنْهُ مَلَائِكَةً یُسَبِّحُونَكَ وَ یُقَدِّسُونَكَ وَ یُهَلِّلُونَكَ وَ یُكَبِّرُونَكَ وَ یُمَجِّدُونَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ مَلَائِكَةً مِنْ رَحْمَتِكَ فَهُمْ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَرْحَمُونَ الضُّعَفَاءَ مِنْ خَلْقِكَ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ مَلَائِكَةَ الرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ زَیَّنْتَهُمْ بِرَأْفَتِكَ فَهُمْ یَتَحَنَّوْنَ بِذَلِكَ الِاسْمِ عَلَی عِبَادِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ مَلَائِكَةً مِنْ غَضَبِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ بِذَلِكَ الِاسْمِ عَدُوّاً لِمَنْ عَصَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ مَلَائِكَةً مِنْ سَخَطِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ یَنْتَقِمُونَ مِمَّنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَوَّلِ بِغَیْرِ تَكْوِینٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْآخِرِ بِلَا نَفَادٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْبَارِئُ بِغَیْرِ غَایَةٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الدَّائِمِ بِلَا فَنَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمِ عَلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ بِلَا مُعِینٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَاضِی فِی خَلْقِهِ بِمَا یَشَاءُ كَیْفَ یَشَاءُ لِمَا یَشَاءُ بِلَا مُشِیرٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا نِدَّ لَكَ وَ لَا عَدِیلَ لَكَ وَ لَا نَظِیرَ لَكَ وَ لَا سَمِیَّ لَكَ وَ لَا صَاحِبَةَ لَكَ وَ لَا وَلَدَ لَكَ وَ لَا مَوْلُودَ لَكَ وَ لَا ضِدَّ لَكَ وَ لَا مُعَانِدَ لَكَ وَ لَا مُكَایِدَ لَكَ وَ لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ وَصْفَكَ أَنْتَ كَمَا وَصَفْتَ نَفْسَكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا اللَّهُ.
ص: 258
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ- وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ وَ لَا مَدَی لِوَصْفِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَیْسَ أَحَدٌ سِوَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَیْسَ إِلَهاً غَیْرُكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَیْسَ خَالِقاً وَ لَا رَازِقاً سِوَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الظَّاهِرِ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ بِالْقُدْرَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْبُرْهَانِ وَ السُّلْطَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْبَاطِنِ دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعَالَیْتَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ بِالْقَهْرِ وَ السُّلْطَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یُحِیطُ بِهِ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یَحْوِیهِ حُكْمُ الْحُكَمَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یَغْلِبُهُ تَدْبِیرُ الْفُقَهَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یَنَالُهُ تَفَكُّرُ الْعُقَلَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یُبْصِرُهُ بَصَرُ الْبُصَرَاءِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ سِوَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الَّذِی لَا یَعْرِفُهُ أَحَدٌ إِلَّا بِالْآیَاتِ الْوَاضِحَاتِ وَ الدَّلَالاتِ الْبَیِّنَاتِ وَ الْعَلَامَاتِ الظَّاهِرَاتِ مِنْ عَجَائِبِ الْخَلْقِ مِنَ النَّارِ وَ النُّورِ وَ الظُّلُمَاتِ وَ السَّحَابِ الْمُتَطَابِقَاتِ وَ الرِّیَاحِ الذَّارِیَاتِ وَ الْأَعْیُنِ الْجَارِیَاتِ وَ النُّجُومِ الْمُسَخَّرَاتِ وَ جَلَامِیدِ الْأَهْوِیَةِ الْمُتَرَاكِمَاتِ بَیْنَ الْأَرَضِینَ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْعُیُونِ الْمُنْفَجِرَاتِ وَ الْأَنْهَارِ الْجَارِیَاتِ وَ الْبِحَارِ وَ مَا فِیهِنَّ مِنَ الْأُمَمِ الْمُخْتَلِفَاتِ كُلٌّ یُسَبِّحُ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ الْعَظِیمِ الَّذِی لَا تَفْنَی عَجَائِبُهُ لَمَّا عَظَّمْتَهُ وَ شَرَّفْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ كَبَّرْتَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْجِبَالُ الرَّاسِیَاتُ بِأَمْرِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْأَنْهَارُ الْجَارِیَاتُ بِأَمْرِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْبِحَارُ الزَّاخِرَاتُ الَّتِی هِیَ بِالْأَرْضِ مُحِیطَاتٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْأَشْجَارُ الْمُخْضَرَّاتُ النَّضِرَاتُ وَ الْأَوْرَاقُ الزَّاهِرَاتُ وَ الْأَغْصَانُ الْمُثْمِرَاتُ وَ الثَّمَرَاتُ الطَّیِّبَاتُ كُلٌّ یُسَبِّحُ لَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ
ص: 259
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الْعُیُونُ الْوَاقِفَاتُ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ النَّخْلُ الْبَاسِقَاتُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِیرِ الْجَلِیلِ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ إِذَا قُسِمَ بِهِ عَلَیْكَ بَرَرْتَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی مَنْ دَعَاكَ بِغَیْرِهِ لَمْ یَزْدَدْ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِكَ إِلَّا بُعْداً وَ یَنْقَلِبْ إِلَیْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِیرٌ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ النِّیرَانَ بِجَمِیعِ مَا خَلَقْتَ فِیهَا بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجِنَانِ مِنْ نُورِ الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ مَالِكَ خَازِنَ النِّیرَانِ مِنَ الْغَضَبِ وَ الِانْتِقَامِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی غَرَسْتَ بِهِ أَشْجَارَ الْجِنَانِ زِینَةً لَهَا بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَتَحْتَ بِهِ أَبْوَابَ الْجِنَانِ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ وَ غَلَقْتَهَا عَنْ أَهْلِ مَعْصِیَتِكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَتَحْتَ بِهِ أَبْوَابَ النِّیرَانِ لِأَهْلِ مَعْصِیَتِكَ وَ غَلَقْتَهَا عَنْ أَهْلِ طَاعَتِكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَجَّرْتَ بِهِ عُیُونَ الْجِنَانِ لِأَوْلِیَائِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ جَنَّةً عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ كَذَلِكَ جَعَلْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنَ الْجِنَانِ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی الْجِنَانِ فَحَسَّنْتَ وَ أَشْرَقْتَ وَ تَزَیَّنْتَ بِضَوْءِ نُورِ ذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ الْمُسَخَّرَاتِ بِأَمْرِكَ وَ أَجْرَیْتَهُمْ فِی الْفُلْكِ بِقُدْرَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ النُّجُومُ بِعَظَمَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی كَتَبْتَهُ حَوْلَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَی وَ جَعَلْتَ فِیهَا رَحْمَتَكَ وَ مَغْفِرَتَكَ وَ رِضْوَانَكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فِی خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ فَهُوَ یَتَرَأَّفُ بِرَأْفَتِكَ عَلَی الرَّاحِمِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ وَ النَّاسُ مِنْ عِبَادِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فِی خَزَائِنِ مُلْكِكَ وَ عِنْدَهُ قَضَاءُ سُلْطَانِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی افْتَخَرْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ
ص: 260
بِكِبْرِیَائِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ لَا یَنْبَغِی الْفَخْرُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْمِنَّةُ إِلَّا لَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ جَبْرَئِیلَ مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ وَ جَعَلْتَهُ سَفِیراً بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَنْبِیَائِكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ مِیكَائِیلَ مِنْ نُورِ الْبَهَاءِ وَ جَعَلْتَهُ بِكَیْلِ الْمَطَرِ عَالِماً وَ كُلَّ ذَلِكَ عِنْدَكَ مَعْلُوماً وَ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ مَفْهُوماً بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ إِسْرَافِیلَ وَ عَظَّمْتَ خِلْقَتَهُ بِذَلِكَ الِاسْمِ فَهُوَ یُسَبِّحُكَ بِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ عِزْرَائِیلَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَظَلَّ بِعَظِیمِ ذَلِكَ الِاسْمِ وَكِیلًا عَلَی قَبْضِ الْأَرْوَاحِ وَ هِیَ لَهُ سَامِعَةٌ مُطِیعَةٌ لِأَمْرِهِ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی دَعَاكَ بِهِ إِسْرَافِیلُ فَأَجَبْتَهُ وَ الْعَرْشُ عَلَی كَاهِلِهِ وَ هُوَ فَارِشٌ أَجْنِحَتَهُ لَمْ یَضْطَجِعْ وَ لَمْ یَنَمْ وَ لَمْ یَأْكُلْ وَ لَمْ یَشْرَبْ وَ لَمْ یَغْفُلْ مُنْذُ خَلَقْتَهُ وَ لَمْ یَشْتَغِلْ عَنْ عِبَادَتِكَ طَرْفَةَ عَیْنٍ هَیْبَةً لَكَ وَ خَوْفاً بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إِسْرَافِیلُ فَیَقْطَعُ تَسْبِیحُهُ عَلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ عِبَادَتَهُمْ- لِاسْتِمَاعِهِمْ إِلَی طَیِّبِ صَوْتِهِ وَ تَسْبِیحِهِ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ عِزْرَائِیلُ فِی مَقَامِهِ بَیْنَ یَدَیْكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ جَبْرَئِیلُ فِی مَقَامِهِ بَیْنَ یَدَیْكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إِسْرَافِیلُ فَتَخْلُقُ مِنْ كُلِّ لَفْظَةٍ مِنْ تَسْبِیحِهِ مَلَكاً یُسَبِّحُكَ بِذَلِكَ الِاسْمِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ وَ أَحْیَیْتَ جَمِیعَ خَلْقِكَ بَعْدَ أَنْ كَانُوا أَمْوَاتاً بِذَلِكَ الِاسْمِ إِذْ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ- كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْیاكُمْ ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یُحْیِیكُمْ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُمِیتُ بِهِ جَمِیعَ خَلْقِكَ عِنْدَ فَنَاءِ آجَالِهِمْ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُحْیِی بِهِ جَمِیعَ خَلْقِكَ لِلْقِیَامِ بَیْنَ یَدَیْكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَحْشُرُ بِهِ جَمِیعَ خَلْقِكَ- یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً
ص: 261
یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی یَنْفُخُ بِهِ إِسْرَافِیلُ فَتَخْرُجُ بِهِ الْأَرْوَاحُ مِنَ الْقُبُورِ وَ تَنْشَقُّ عَنْ أَهْلِهَا فَتَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ إِلَی جَسَدِهَا لَا تَتَشَابَهُ عَلَی الْأَرْوَاحِ أَجْسَادُهَا بِذَلِكَ الِاسْمِ فَیُخْرَجُ بِهِمْ إِلی رَبِّهِمْ یَنْسِلُونَ یَا اللَّهُ: وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْقُدُّوسِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُقِیلِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْحَقِّ الْمُبِینِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْبَاسِطِ یَا بَاسِطَ الْبَسِیطَةِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَدُودِ الْمُتَوَحِّدِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الرَّشِیدِ مُرْشِدِنَا یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاهِبِ الْمُوهِبِ یَا وَهَّابُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْغَائِبِ فِی خَزَائِنِ الْغَیْبِ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْغَافِرِ یَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ذُو ذِی الْعَفْوِ وَ الْغُفْرَانِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَاءِ نَعْمَائِكَ الدَّائِمَةِ یَا مُنْعِمُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَاءِ آلَائِكَ الْبَاقِیَةِ یَا بَاقِی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی طَوَّقْتَ بِهِ أَبْصَارَ عِبَادِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَنْظُرُوا إِلَی نُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الْبَاقِی یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی قَذَفْتَ بِهِ الْخَوْفَ فِی قُلُوبِ الْخَائِفِینَ الرَّاجِینَ فَهُمْ یَرْجُونَ رَحْمَتَكَ وَ یَخَافُونَ عَذَابَكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی سَمَائِكَ فَتَزَیَّنْتَ بِنُورِ بَهَائِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُنَوَّمُ بِهِ الْعُیُونُ وَ أَنْتَ حَیٌّ قَیُّومٌ- لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَهُ عَلَی عُیُونِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ فَغَفَلُوا عَنْكَ فَنَامُوا عَنْ طَاعَتِكَ یَا قَیُّومَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَهُ عَلَی عُیُونِ مُحِبِّیكَ فَطَارَ عَنْهُمُ النَّوْمُ إِجْلَالًا لِعَظَمَةِ ذَلِكَ الِاسْمِ فَقَامُوا صُفُوفاً بَیْنَ یَدَیْكَ قِیَاماً عَلَی أَقْدَامِهِمْ یُنَاجُونَكَ فِی فَكَاكِ رِقَابِهِمْ مِنَ النَّارِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ التَّامِّ الْعَامِّ الْكَامِلِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ص وَ یس وَ الصَّافَّاتِ وَ حم عسق وَ كهیعص یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّازِقُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُبْدِئِ الْمُعِیدُ
ص: 262
الْفَعَّالُ لِمَا یُرِیدُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَزِیزِ الْأَعَزِّ لَا عَزِیزَ غَیْرُكَ یَا عَزِیزُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَلِیِّ الْعَالِی الْمُبَارَكِ الْبَارِّ یَا بَارّاً بِعِبَادِهِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْجَوَادِ الْأَجْوَدِ یَا جَوَادُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِیمِ الْأَكْرَمِ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْقَابِضِ الْبَاسِطِ یَدَاكَ مَبْسُوطَتَانِ بِالْخَیْرِ وَ الْجَبَرُوتِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ أَنْتَ الرَّازِقُ فِی الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ وَ الْخَیْرِ وَ الشُّرُورِ وَ الْغَمِّ وَ السُّرُورِ وَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ فِی الْأَزْمَانِ وَ الدُّهُورِ یَا سَیِّدُ یَا غَفُورُ یَا سَنَدُ یَا شَكُورُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْجَامِعِ الْمَجْمُوعِ الْجَلِیلِ الْجَمِیلِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ الْحَافِظِ یَا حَفِیظُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الظَّاهِرِ الْبَاطِنِ الْبُرْهَانِ الْمُبِینِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَعْلَمُ بِهِ حَاجَتِی وَ مَا فِی نَفْسِی وَ ضَمِیرِی لِأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ ضَمَائِرَ الْقُلُوبِ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ یَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ یَا سَتَّارَ الْعُیُوبِ اغْفِرْ لِی مَا سَبَقَ فِی عِلْمِكَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اسْتُرْ عَلَیَّ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی یَا كَرِیمُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِیمِ الْمُنِیرِ یَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ بَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا حَیَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا أَحَدَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا قَاضِیَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا قَیُّومَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا قُدُّوسَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُؤْمِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا سَلَامَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا طَاهِرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا عَزِیزَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا جَمِیلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُكَوِّنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا بَارِئَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا سُلْطَانَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ
ص: 263
یَا صَمَدَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا وَاحِدَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مَعْرُوفٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ بِالْجُودِ مَوْصُوفٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَعْبُودَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُوجِدَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا سَیِّدَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا شَدِیدَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا رَحِیمَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ صَاحِبَةٌ وَ لَا وَلَدٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ مُعِینٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ وَزِیرٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ عَدِیلٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ بَدِیلٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ شَبِیهٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یُقَاسُ بِهِ شَیْ ءٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یُدْرِكُهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا حَكَمُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مَذْكُورٌ بِكُلِّ لِسَانٍ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مَقْصُودٌ بِالْخَیْرِ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا دَائِمَ الْمُلْكِ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یُزِیلُ مُلْكَهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا عَظِیمَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا جَلِیلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا قَدِیرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُقْتَدِرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَعِیشُ فِی كَنَفِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ بِیَدِهِ مَقَالِیدُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَبْسُطُ رِزْقَهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ نِعْمَتُهُ لَا تُحْصَی عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ رَأْفَتُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مُتَفَضِّلٌ عَلَی أَهْلِ
ص: 264
السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مُتَعَطِّفُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مُنْعِمٌ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ وَجَبَ حَقُّهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ وَجَبَ شُكْرُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ وَجَبَ ذِكْرُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ وَجَبَ عِبَادَتُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ أَیَادِیهِ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ فَضْلُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ تَفَضُّلُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ تَعَطُّفُهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ نِعَمُهُ مَبْسُوطَةٌ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ نَاصِرٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ غَافِرٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ تَوَّابٌ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا لَطِیفاً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا رَءُوفاً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا رَفِیقاً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ فِی قَبْضَتِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا عَلِیماً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَبِیدُهُ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَحْكُمُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ كَنْزٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ عِزٌّ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ حِرْزٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ ذُخْرٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ كَهْفٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مُنْجٍ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ مَلْجَأٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ خَطِرٌ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ حَسَنُ الصُّنْعِ فِی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا قَدِیمَ الْإِحْسَانِ بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُجْمِلَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ الْمِنَّةُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یُؤَدِّی حَقَّهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یُؤَدِّی شُكْرَهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یَبْلُغُ كُنْهَ عَظَمَتِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَهُ مِیرَاثُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ هُوَ وَارِثُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ
ص: 265
وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُثْبِتَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُحْیِی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مُمِیتَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا نَافِعَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَرْجُوهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا ثِقَةَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا أَمَلَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا رَجَاءَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا زَیْنَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَذْكُرُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ یَا مَنْ یَسْأَلُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ اسْتَوَیْتَ بِهِ عَلَی عَرْشِكَ وَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَی كُرْسِیِّكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَ مَنْ نَادَاكَ بِهِ لَبَّیْتَهُ وَ مَنْ نَاجَاكَ بِهِ نَاجَیْتَهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی مَنِ اسْتَغَاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَ مَنِ اسْتَجَارَكَ بِهِ آجَرْتَهُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ سِوَاكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی كَتَبْتَهُ عَلَی قَلْبِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَرَفَ مَا أَوْحَیْتَهُ إِلَیْهِ مِنْ وَحْیِكَ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بِحَقِّ حَقِّكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بِحَقِّهِمْ عَلَیْكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ رَحِمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ سُؤْلِی وَ مُنَایَ وَ أَنْ تَجْعَلَ نَفْسِی مُطْمَئِنَّةً بِلِقَائِكَ صَابِرَةً عَلَی بَلَائِكَ رَاضِیَةً بِقَضَائِكَ مُشْتَاقَةً إِلَی لِقَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ أَتَقَلَّبُ فِی قَبْضَتِكَ نَافِذٌ فِیَّ حُكْمُكَ مَاضٍ فِیَّ قَضَاؤُكَ أَمَرْتَنِی فَعَصَیْتُ وَ نَهَیْتَنِی فَأَتَیْتُ وَ دَعَوْتَنِی إِلَی طَاعَتِكَ فَقَصَّرْتُ وَ حَمَلْتَ عَلَیَّ فَأَسْرَفْتُ وَ أَحْسَنْتَ إِلَیَّ وَ إِلَی نَفْسِی أَسَأْتُ وَ هَذِهِ یَدَایَ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَاهْ مَرْفُوعَةٌ إِلَیْكَ وَ مُتَوَكِّلٌ عَلَیْكَ وَ تَائِبٌ إِلَیْكَ فِیمَا أَتَیْتُ مِنْ سُوءِ فِعَالِی وَ قَبِیحِ أَعْمَالِی وَ طُولِ آمَالِی وَ هَذِهِ رَقَبَتِی إِلَیْكَ خَاضِعَةٌ عِنْدَكَ ذَلِیلَةٌ لَدَیْكَ خَاشِعَةٌ فَإِنْ أَخَذْتَ فَبِعَدْلِكَ وَ إِنْ عَفَوْتَ فَبِفَضْلِكَ فَكُنْ عِنْدَ ظَنِّی بِكَ مُحْسِناً یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا
ص: 266
مُفْضِلُ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ یَا اللَّهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ یَا خَیْرَ الشَّاكِرِینَ یَا خَیْرَ الْفَاصِلِینَ یَا خَیْرَ الرَّازِقِینَ یَا رَازِقَ الْمُقِلِّینَ یَا رَاحِمَ الْمُذْنِبِینَ یَا مُقِیلَ عَثْرَةِ الْعَاثِرِینَ یَا مُعْطِیَ الْمَسَاكِینِ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ یَا أَوْسَعَ الْمُعْطِینَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ عَلَیْكَ الْمُعَوَّلُ وَ إِلَیْكَ الْمُشْتَكَی وَ بِكَ الْمُسْتَغَاثُ وَ أَنْتَ الْمُؤَمَّلُ وَ الرَّجَاءُ وَ الْمُرْتَجَی لِلْآخِرَةِ وَ الْأُولَی: اللَّهُمَّ أَنْتَ الذَّاكِرُ لِمَنْ ذَكَرَكَ الشَّاكِرُ لِمَنْ شَكَرَكَ الْمُجِیبُ لِمَنْ دَعَاكَ الْمُغِیثُ لِمَنْ نَادَاكَ وَ الْمُرْجَی لِمَنْ رَجَاكَ الْمُقْبِلُ عَلَی مَنْ نَاجَاكَ الْمُعْطِی لِمَنْ سَأَلَكَ أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی بِرَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ انْقَادَتْ بِهِ الْقُلُوبُ إِلَی طَاعَتِكَ وَ أَقَلْتَ بِهَا الْعَثَرَاتِ إِلَی رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَرْغَبُ إِلَیْكَ فَقِیراً وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ مُحْتَسِباً وَ أَسْتَرْزِقُكَ مُتَوَسِّعاً سَیِّدِی أَنْتَ بِحَاجَتِی عَلِیمٌ فَكُنْ بِهَا حَفِیّاً فَإِنَّكَ بِهَا عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَ أَنْتَ بِهَا وَاسِعٌ غَیْرُ مُتَكَلِّفٍ قَادِرٌ عَلَیْهَا غَیْرُ عَاجِزٍ قَوِیٌّ غَیْرُ ضَعِیفٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَا فِی هَذَا الْكِتَابِ مِنْ أَسْمَائِكَ وَ دُعَائِكَ وَ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ آلَائِكَ الْكُبْرَی الْعُظْمَی أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ عَافِنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ هَبْ لِی عَمَلًا صَالِحاً رَضِیّاً زَكِیّاً تَقِیّاً وَ تَقَبَّلْهُ مِنِّی وَ لَا تَرُدَّهُ عَلَیَّ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا أَخْطَأْتُ وَ مَا تَعَمَّدْتُ وَ مَا نَسِیتُ وَ مَا ذَكَرْتُ وَ مَا أَنْكَرْتُ وَ مَا عَلِمْتُ وَ مَا جَهِلْتُ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ تَعَالَیْتَ أَنْ یَكُونَ لَكَ وَلَدٌ أَوْ شَرِیكٌ وَ تَجَبَّرْتَ أَنْ یَكُونَ لَكَ نِدٌّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا قَوْلِی سِرّاً وَ عَلَانِیَةً اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ صَادِقاً فِی
ص: 267
ذَلِكَ فَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا بَرَاءَةَ لِی فَأَعْتَذِرَ وَ لَا قُوَّةَ لِی فَأَنْتَصِرَ غَیْرَ أَنِّی مُقِرٌّ بِالذَّنْبِ الْعَظِیمِ الْعَظِیمِ عَلَی نَفْسِی وَ مُعْتَرِفٌ بِهِ عِنْدَكَ وَ مُسْتَغْفِرٌ مِنْهُ إِلَیْكَ یَا مَنْ لَا تَتَعَاظَمُهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ اسْتُرْ عَلَیَّ عُیُوبِی یَا كَرِیمُ یَا عَظِیمُ یَا حَلِیمُ یَا عَلِیمُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اسْتَجِبْ لِی دُعَائِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی أَعْدَائِی وَ لَا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَایَ وَ اجْعَلِ الْجَنَّةَ مَنْزِلِی وَ قَرَارِی وَ مَسْكَنِی وَ مَثْوَایَ یَا سَیِّدِی وَ رَجَائِی وَ ثِقَتِی وَ مَوْلَایَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ الضَّرِیرِ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ وَ أَرْجُوكَ رَجَاءَ الْمُسْتَجِیرِ الْغَرِیقِ الَّذِی قَدْ تَحَیَّرَ مِنْ كَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَ غَرِقَ فِی بِحَارِ عُیُوبِهِ سَیِّدِی أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ لَا یَكْشِفُ مَا بِهِ غَیْرُكَ یَا كَرِیمُ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ لَیْسَ لَهُ سِوَاكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ قَلَّتْ حِیلَتُهُ وَ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَ عَظُمَتْ فِیمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ وَ أَلْقَی إِلَیْكَ بِحَاجَتِهِ وَ قَصَدَكَ بِمَسْأَلَتِهِ یَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ وَ أَفْضَلَ مَنْ أَعْطَی یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُحْیِیَنِی حَیَاةَ الْأَبْرَارِ وَ أَنْ تَتَوَفَّانِی وَفَاةَ الْأَخْیَارِ الَّذِینَ هُمْ فِی الْقِیَامَةِ مَصَابِیحُ الْأَنْوَارِ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی فِی الدُّنْیَا عَلَی حَذَرٍ وَ مِنَ الْآخِرَةِ عَلَی وَجَلٍ وَ مِنْ نَفْسِی عَلَی حُسْنِ عَمَلٍ وَ مِنْ یَقِینِ قَلْبِی عَلَی قُرْبِ أَمَلٍ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَ الْإِیمَانَ وَ السَّلَامَةَ وَ الْإِسْلَامَ وَ الْعَفْوَ وَ الْغُفْرَانَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الرِّضْوَانَ وَ النَّجَاةَ مِنَ النِّیرَانِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ سَمِیٌّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی رَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَإِنِّی آمَنْتُ بِهِ وَ لَمْ أَرَهُ وَ لَا تَحْرِمْنِی فِی الْقِیَامَةِ رُؤْیَتَهُ وَ أَحْیِنِی عَلَی سُنَّتِهِ وَ اقْبِضْنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِ وَ أَدْخِلْنِی فِی
ص: 268
شَفَاعَتِهِ وَ اسْقِنِی بِكَأْسِهِ الْأَوْفَی مَشْرَباً رَوِیّاً سَائِغاً هَنِیئاً طَیِّباً مَرِیئاً شَرْبَةً لَا ظَمَأَ بَعْدَهَا یَا كَرِیمُ أَنْتَ سَیِّدِی وَ رَجَائِی وَ ذُخْرِی وَ ذَخِیرَتِی وَ أَمَلِی قَصِّرْ فِی الدُّنْیَا آمَالِی وَ أَدِمْ رَغْبَتِی إِلَیْكَ وَ آمَالِی اللَّهُمَّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ یَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِیَّتِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی وَ یَا مَنْ رَآنِی عَلَی الْخَطَایَا وَ عَلَی الْمَعَاصِی فَسَتَرَهَا عَلَیَّ وَ لَمْ یَفْضَحْنِی وَ رَآنِی مُقِیماً عَلَی مَا یُكْرَهُ مِنَ الزَّلَّاتِ وَ الْهَفَوَاتِ فَلَمْ یَشْهَرْنِی وَ كَانَ بِی حَفِیّاً وَ بِمَا وَعَدَنِی مِنْ خَیْرٍ مَلِیّاً وَ خَلَقَنِی سَلِیماً سَوِیّاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَضِی أَبَداً وَ یَا ذَا الْمَنِّ الَّذِی لَا یَفْنَی أَبَداً وَ یَا ذَا النِّعَمِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً احْفَظْنِی فِیمَا غَابَ عَنِّی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا أَحْصَرْتَهُ عَلَیَّ فَتَهْلِكَنِی إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِیباً وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ أَجْراً عَظِیماً وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ فِی جَمِیعِ الْبَلَایَا وَ الْعَافِیَةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ وَ أَرْجُوكَ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ هَبْ لِی مَا لَا یَنْقُصُكَ یَا رَحِیمُ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَا خَلَقْتَ وَ رَزَقْتَ وَ بِعَدَدِ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ وَ رَازِقُهُ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً أَبَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ صَلِّ عَلَیْنَا مَعَهُمْ أَجْمَعِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَفْتَحَ لِی خَزَائِنَ الْأَرْضِ وَ أَنْ تُعَافِیَنِی أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ اعْصِمْنِی وَ ارْحَمْنِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی وَ آمِنِّی إِذَا حَشَرْتَنِی وَ سَكِّنْ رُوعِی بَیْنَ یَدَیْكَ إِذَا أَوْقَفْتَنِی لِلْحِسَابِ بَیْنَ یَدَیْكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی بِكَ مُؤْمِناً وَ أَحْیِنِی لَكَ مُوقِناً وَ اجْعَلْنِی لَكَ مُسْلِماً وَ بِكَ وَاثِقاً وَ لَكَ رَاجِیاً وَ عَلَیْكَ مُتَوَكِّلًا وَ إِلَیْكَ مُتَوَسِّلًا وَ مِنْ عَذَابِكَ
ص: 269
آمِناً اللَّهُمَّ أَحْیِنِی عَلَی الْإِسْلَامِ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ غَیْرُ غَضْبَانَ وَ اجْمَعِ اللَّهُمَّ بَیْنِی وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فِی الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَ الْحَوْضِ الْمَشْهُودِ وَ لَقِّنِّی حُجَّتِی یَوْمَ أَلْقَاكَ وَ ارْزُقْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تُغْنِینِی بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی بَعْدَهَا أَبَداً اللَّهُمَّ وَ ارْزُقْنِی یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا قَرِیبَ الرَّحْمَةِ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً هَنِیئاً وَ لَا تُفْقِرْنِی بَعْدَهُ أَبَداً رِزْقاً أَصُونُ بِهِ مَاءَ وَجْهِی مَا أَحْیَیْتَنِی أَبَداً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَی الْهُدَی أَمْرِی وَ التَّقْوَی زَادِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اجْعَلْ عَلَی الصِّدْقِ كَلِمَتِی وَ فِی الْیَقِینِ هِمَّتِی وَ عَلَی الْإِخْلَاصِ سَرِیرَتِی وَ اجْعَلْ عَلَی حُسْنِ الطَّاعَةِ لَكَ جَمِیعَ شَأْنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ التَّقْوَی زَادِی إِلَی یَوْمِ مَعَادِی وَ الْجَنَّةَ ثَوَابِی وَ الْحَسَنَاتِ مَآبِی وَ هَبْ لِیَ الْیَقِینَ وَ الْهُدَی وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَی وَ الْكَفَافَ وَ التَّقْوَی وَ الْعَافِیَةَ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الرُّوحَانِیِّینَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ ارْزُقْنِی شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عِنْدَ الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ وَ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ مَعَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ إِنَّكَ غَفُورٌ وَدُودٌ إِلَهِی أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَمِیعِ مَا عَلِمْتَهُ مِنِّی وَ مَا جَهِلْتُهُ أَنَا مِنْ نَفْسِی یَا غَفَّارُ یَا قَهَّارُ یَا عَزِیزُ یَا كَرِیمُ یَا جَبَّارُ یَا عَفُوُّ یَا سَتَّارُ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ إِلَهِی جَمِیعُ خَلْقِكَ یَسْأَلُونَكَ الْحَاجَاتِ وَ أَنْتَ لَهُمْ بِهَا مَلِی ءٌ وَ حَاجَتِی أَنْ تَذْكُرَنِی عَلَی طُولِ الْبَلَاءِ إِذَا نَسِیَنِی أَهْلِی وَ أَهْلُ الدُّنْیَا ذِكْرَ مَنْ دَامَتْ وَحْدَتُهُ وَ نَفِدَتْ مُدَّتُهُ وَ خَلَتْ أَیَّامُهُ وَ فَنِیَتْ أَعْوَامُهُ وَ بَقِیَتْ آثَامُهُ یَا كَرِیماً تَظَاهَرَتْ عَلَیَّ مِنْهُ النِّعَمُ وَ تَدَارَكَتْ عِنْدَهُ مِنِّی الذُّنُوبُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَدَارَكْتَ مِنِّی إِلَیْكَ وَ أَحْمَدُكَ عَلَی النِّعَمِ الَّتِی تَظَاهَرَتْ مِنْكَ عَلَیَّ یَا كَبِیرَ كُلِّ كَبِیرٍ یَا مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا وَزِیرَ یَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِیرِ یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ یَا رَاحِمَ
ص: 270
الشَّیْخِ الْكَبِیرِ یَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ یَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ یَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِیرِ یَا قَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ یَا اللَّهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِأَسْمَائِكَ الثَّمَانِیَةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَی فَلَكِ الشَّمْسِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِنْ بَغْیِ كُلِّ بَاغٍ وَ مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَ مِنْ فَسَادِ كُلِّ فَاسِدٍ وَ مِنْ أَذَی كُلِّ مُوذٍ وَ مِنْ طُغْیَانِ كُلِّ طَاغٍ وَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جَائِرٍ وَ مِنْ قَضَاءِ السَّوْءِ وَ مِنْ قَرِینِ السَّوْءِ وَ مِنْ صَاحِبِ السَّوْءِ وَ مِنْ رَفِیقِ السَّوْءِ وَ مِنْ جَلِیسِ السَّوْءِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ خَلَقَ الذَّرَّ وَ أَعْشَبَ الْبَرَّ وَ شَقَّ الصَّخْرَ وَ فَلَقَ الْبَحْرَ وَ خَصَّ بِالْفَخْرِ مُحَمَّداً الطُّهْرَ صَلِّ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا اللَّهُ بِرَحْمَتِكَ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ وَ عَافِنِی فِی الدُّنْیَا مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ وَ جَوْرِ السُّلْطَانِ وَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الطُّغْیَانِ إِنَّكَ كَرِیمٌ مَنَّانٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَسْئُولٍ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُحْیِیَنِی حَیَاةَ السُّعَدَاءِ وَ أَنْ تَتَوَفَّانِی وَفَاةَ الشُّهَدَاءِ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ غَیْرُ غَضْبَانَ یَا رَحِیمُ یَا رَحْمَانُ اللَّهُمَّ عَافِنِی فِی الدُّنْیَا مِنْ شَرِّ الْبَلَاءِ وَ الْأَذَی وَ عَافِنِی فِی الْآخِرَةِ مِنَ النَّارِ وَ سُوءِ الْحِسَابِ وَ مِنَ الْأَهْوَالِ الطِّوَالِ وَ الْأَغْلَالِ الثِّقَالِ وَ أَلِیمِ النَّكَالِ وَ مِنَ الزَّقُّومِ وَ شُرْبِ الْحَمِیمِ وَ الْیَحْمُومِ وَ مِنْ مُقَاسَاةِ السَّمُومِ فِی شِدَّةِ الْغُمُومِ بِدَارِ الْأَحْزَانِ وَ الْهُمُومِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا اللَّهُ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ بِمَا فِی هَذَا الْكِتَابِ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ وَ الْأَحْرُفِ الْكِرَامِ أَنْ تُعْطِیَنِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ مَا سَأَلْتُكَ وَ رَغِبْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ ابْدَأْ بِهِمْ وَ ثَنِّ بِی یَا كَرِیمُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ بِرَأْفَتِكَ أَقْوَاماً أَطَاعُوكَ فِیمَا أَمَرْتَهُمْ وَ عَمِلُوا لَكَ فِیمَا خَلَقْتَهُمْ لَهُ فَإِنَّهُمْ لَمْ یَبْلُغُوا ذَلِكَ إِلَّا بِكَ وَ لَمْ یُوَفِّقْهُمْ لَهُ غَیْرُكَ یَا كَرِیمُ كَانَتْ رَحْمَتُكَ لَهُمْ قَبْلَ طَاعَتِهِمْ لَكَ فَأَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی بِحَقِّهِمْ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْهِمْ أَنْ تَجْعَلَنِی
ص: 271
مَعَهُمْ وَ مِنْهُمْ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ الرَّسُولِ الْمُجْتَبَی الْمُبَلِّغِ رِسَالاتِكَ وَ الْمُظْهِرِ لِمُعْجِزَاتِكَ وَ بَرَاهِینِ كَلِمَاتِكَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ الْغُرِّ الْمَیَامِینِ الْأَبْرَارِ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی مَا دَعَوْتُكَ وَ رَجَوْتُكَ وَ اقْرِنْهُ بِالْإِجَابَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا الْآیَةَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ الْآیَاتِ الثَّلَاثَ (1).
«2»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ كِتَابِ تَعْبِیرِ الرُّؤْیَا لِمُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ مَا هَذَا لَفْظُهُ أَحْمَدُ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ أَبِی علیه السلام فِی الْمَنَامِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِذَا كُنْتَ فِی شِدَّةٍ فَأَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ یَا رَءُوفُ یَا رَحِیمُ وَ الَّذِی نَرَاهُ فِی النَّوْمِ كَمَا نَرَاهُ فِی الْیَقَظَةِ(2).
«3»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَصَابَتْ عَلِیّاً شِدَّةٌ فَأَتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لَیْلًا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَقَّتِ الْبَابَ فَقَالَ أَسْمَعُ حِسَّ حَبِیبَتِی بِالْبَابِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ قُومِی وَ انْظُرِی فَفَتَحَتْ لَهَا بِالْبَابِ فَدَخَلَتْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ جِئْتِنَا فِی وَقْتٍ مَا كُنْتِ تَأْتِینَنَا فِی مِثْلِهِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا طَعَامُ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ رَبِّنَا فَقَالَ التَّحْمِیدُ فَقَالَتْ مَا طَعَامُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَقْتَبِسُ فِی آلِ مُحَمَّدٍ شَهْراً نَاراً اخْتَارِی آمُرْ لَكِ أَمْراً أَوْ أُعَلِّمَكِ خَمْسَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِیهِنَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَمْسُ الْكَلِمَاتِ قَالَ یَا رَبَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ وَ یَا رَاحِمَ الْمَسَاكِینِ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ رَجَعَتْ فَلَمَّا أَبْصَرَهَا عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی مَا وَرَاكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ ذَهَبْتُ لِلدُّنْیَا وَ جِئْتُ بِالْآخِرَةِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام خَیْرٌ أَمَامَكِ خَیْرٌ أَمَامَكِ.
وَ عَنِ الحسین [الْحَسَنِ بْنِ] عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَی إِلَیَّ بِسَبْعِ كَلِمَاتٍ وَ هِیَ الَّتِی قَالَ اللَّهُ- وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ- یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَبِّ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا قَرِیبُ
ص: 272
یَا مُجِیبُ الْخَبَرَ.
«4»- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، لِلسَّیُوطِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَنِ الْأَسْمَاءِ التِّسْعَةِ وَ التِّسْعِینَ الَّتِی مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ هِیَ فِی الْقُرْآنِ فَفِی الْفَاتِحَةِ خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ- یَا اللَّهُ یَا رَبُّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا مَالِكُ وَ فِی الْبَقَرَةِ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ اسْماً هُمْ یَا مُحِیطُ یَا قَدِیرُ یَا عَلِیمُ یَا حَكِیمُ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا تَوَّابُ یَا بَصِیرُ یَا وَلِیُّ یَا وَاسِعُ یَا كَافِی یَا رَءُوفُ یَا بَدِیعُ یَا شَاكِرُ یَا وَاحِدُ یَا سَمِیعُ یَا قَابِضُ یَا بَاسِطُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا غَنِیُّ یَا حَمِیدُ یَا غَفُورُ یَا حَلِیمُ یَا إِلَهُ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا عَزِیزُ یَا نَصِیرُ یَا قَوِیُّ یَا شَدِیدُ یَا سَرِیعُ یَا خَبِیرُ وَ فِی آلِ عِمْرَانَ یَا وَهَّابُ یَا قَائِمُ یَا صَادِقُ یَا بَاعِثُ یَا مُنْعِمُ یَا مُتَفَضِّلُ وَ فِی النِّسَاءِ یَا رَقِیبُ یَا حَسِیبُ یَا شَهِیدُ یَا مُقِیتُ یَا وَكِیلُ یَا عَلِیُّ یَا كَبِیرُ وَ فِی الْأَنْعَامِ یَا فَاطِرُ یَا قَاهِرُ یَا لَطِیفُ یَا بُرْهَانُ وَ فِی الْأَعْرَافِ یَا مُحْیِی یَا مُمِیتُ وَ فِی الْأَنْفَالِ یَا نِعْمَ الْمَوْلَی وَ یَا نِعْمَ النَّصِیرُ وَ فِی هُودَ یَا حَفِیظُ یَا مَجِیدُ یَا وَدُودُ یَا فَعَّالًا لِمَا یُرِیدُ وَ فِی الرَّعْدِ یَا كَبِیرُ یَا مُتَعَالِ وَ فِی إِبْرَاهِیمَ یَا مَنَّانُ یَا وَارِثُ وَ فِی الْحِجْرِ یَا خَلَّاقُ وَ فِی مَرْیَمَ یَا فَرْدُ وَ فِی طه یَا غَفَّارُ وَ فِی قَدْ أَفْلَحَ یَا كَرِیمُ وَ فِی النُّورِ یَا حَقُّ یَا مُبِینُ وَ فِی الْفُرْقَانِ یَا هَادِی وَ فِی سَبَأَ یَا فَتَّاحُ وَ فِی الزُّمَرِ یَا عَالِمُ وَ فِی غَافِرٍ یَا غَافِرُ یَا قَابِلَ التَّوْبِ یَا ذَا الطَّوْلِ یَا رَفِیعُ وَ فِی الذَّارِیَاتِ یَا رَزَّاقُ یَا ذَا الْقُوَّةِ یَا مَتِینُ وَ فِی الطُّورِ یَا بَرُّ وَ فِی اقْتَرَبَتْ یَا مُقْتَدِرُ یَا مَلِیكُ وَ فِی الرَّحْمَنِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا رَبَّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبَّ الْمَغْرِبَیْنِ یَا بَاقِی یَا مُعِینُ وَ فِی الْحَدِیدِ یَا أَوَّلُ یَا آخِرُ یَا ظَاهِرُ یَا بَاطِنُ وَ فِی الْحَشْرِ یَا مَلِكُ یَا قُدُّوسُ یَا سَلَامُ یَا مُؤْمِنُ یَا مُهَیْمِنُ یَا عَزِیزُ یَا جَبَّارُ یَا مُتَكَبِّرُ یَا خَالِقُ یَا بَارِئُ یَا مُصَوِّرُ وَ فِی الْبُرُوجِ یَا مُبْدِئُ یَا مُعِیدُ وَ فِی الْفَجْرِ یَا وَتْرُ وَ فِی الْإِخْلَاصِ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ(1).
ص: 273
«1»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَنِیعُ الْمَعْرُوفِ یَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ الصَّدَقَةُ فِی السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَنْفِی الْفَقْرَ- وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَ تِسْعِینَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).
«2»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: قَوْلُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ یَدْفَعُ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا تَوَالَتْ عَلَیْكَ الْهُمُومُ فَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ عَوْنُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِیُّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِی قَدْ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ وَ قَدِ اشْتَدَّ غَمِّی وَ عِیلَ صَبْرِی فَمَا تَأْمُرُنِی قَالَ آمُرُكَ أَنْ تُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فِی كُلِّ حَالٍ فَانْصَرَفَ وَ هُوَ یَقُولُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ ابْنُهُ مَعَهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ غَفَلَ عَنْهَا الْمُشْرِكُونَ فَاسْتَاقَهَا فَأَتَی الْأَشْجَعِیُّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً- وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (2).
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حَلِیَ فِی عَیْنِهِ شَیْ ءٌ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ فَقَالَ
ص: 274
مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مُنِعَ أَ لَا تَرَی إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
«3»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، فِی فَضَائِلِ الذِّكْرِ لِلْفِرْیَابِیِّ: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لَا مَلْجَأَ مِنْهُ إِلَّا إِلَیْهِ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِینَ بَاباً مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهَا الْفَقْرُ.
«4»- وَ رَأَیْتُ بِخَطِّ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا عَلَی الْأَرْضِ أَحَدٌ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَایَاهُ وَ لَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.
الآیات:
النساء: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً(1)
و قال : وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِیماً(2) و قال : وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِیماً(3)
الأنفال: وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4)
هود: وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (5)
و قال تعالی حاكیا عن هود: وَ یا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْكُمْ مِدْراراً وَ یَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلی قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِینَ (6)
و قال تعالی حاكیا عن صالح: فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ
ص: 275
مُجِیبٌ (1)
و قال سبحانه: حاكیا عن شعیب علیه السلام وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ(2)
یوسف: قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِینَ- قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)
الكهف: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدی وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِینَ أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا(4)
النمل: لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (5)
المؤمن: وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (6)
محمد: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ (7)
نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً- یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْكُمْ مِدْراراً- وَ یُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً(8)
المزمل: وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (9)
النصر: وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً
أقول:
قد سبق بعض الأخبار فی باب التوبة.
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشَیْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَبَاعَدَ الشَّیْطَانُ مِنْكُمْ كَمَا تَبَاعَدَ الْمَشْرِقُ مِنَ الْمَغْرِبِ قَالُوا بَلَی قَالَ الصَّوْمُ یُسَوِّدُ وَجْهَهُ وَ الصَّدَقَةُ تَكْسِرُ ظَهْرَهُ وَ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْمُوَازَرَةُ عَلَی الْعَمَلِ
ص: 276
الصَّالِحِ یَقْطَعَانِ دَابِرَهُ وَ الِاسْتِغْفَارُ یَقْطَعُ وَتِینَهُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْأَبْدَانِ الصِّیَامُ (1).
«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ نِعْمَةً فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ حَزَنَهُ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (2).
صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (3) ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی فیما أوصی به الصادق علیه السلام سفیان الثوری: مثله (4).
«3»- ل، [الخصال] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ فَلَیْسَ بِمُسْتَكْبِرٍ وَ لَا جَبَّارٍ إِنَّ الْمُسْتَكْبِرَ مَنْ یُصِرُّ عَلَی الذَّنْبِ الَّذِی قَدْ غَلَبَهُ هَوَاهُ فِیهِ وَ آثَرَ دُنْیَاهُ عَلَی آخِرَتِهِ (5).
أقول: تمامه فی باب التهلیل (6).
«4»- ل، [الخصال] عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (7).
«5»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقْتَرِفُ فِی یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ أَرْبَعِینَ كَبِیرَةً فَیَقُولُ وَ هُوَ نَادِمٌ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیَّ إِلَّا غَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَالَ
ص: 277
وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ یُقَارِفُ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ أَرْبَعِینَ كَبِیرَةً(1).
ثو، [ثواب الأعمال] ابن المتوكل عن الحمیری عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب: مثله (2).
«6»- ل، [الخصال الْأَرْبَعُمِائَةِ] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ تَجْلِبُوا الرِّزْقَ (3).
«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: تَعَطَّرُوا بِالاسْتِغْفَارِ لَا تَفْضَحْكُمْ رَوَائِحُ الذُّنُوبِ (4).
«8»- مع، [معانی الأخبار] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ التَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الصَّبْرَ لَمْ یُحْرَمِ الْأَجْرَ(5).
«9»- مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشٍ مَوْلَی أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَذِكْرُ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ خَیْرٌ مِنْ حَطْمِ السُّیُوفِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْنِی لِمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْغُدُوِّ وَ یَذْكُرُ مَا كَانَ مِنْهُ فِی لَیْلَةٍ مِنْ سُوءِ عَمَلِهِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَ تَابَ إِلَیْهِ فَإِذَا انْتَشَرَ فِی ابْتِغَاءِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ انْتَشَرَ وَ قَدْ حُطَّتْ (6) عَنْهُ سَیِّئَاتُهُ وَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْآصَالِ وَ هِیَ الْعَشِیَّاتُ رَاجَعَ نَفْسَهُ فِیمَا كَانَ مِنْهُ یَوْمَهُ ذَلِكَ مِنْ سَرَفٍ عَلَی نَفْسِهِ وَ إِضَاعَةٍ لِأَمْرِ رَبِّهِ فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَنَابَ رَاحَ إِلَی أَهْلِهِ وَ قَدْ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُ یَوْمِهِ وَ إِنَّمَا تُحْمَدُ الشَّهَادَةُ أَیْضاً إِذَا كَانَ مِنْ
ص: 278
تَائِبٍ إِلَی اللَّهِ مُسْتَغْفِرٍ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).
«10»- مع، [معانی الأخبار] عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی یَزِیدَ الْهَرَوِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُنِیبٍ عَنِ السَّرِیِّ بْنِ یَحْیَی عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَعَلَّمُوا سَیِّدَ الِاسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِی وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ أَنَا عَلَی عَهْدِكَ وَ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَیَّ وَ أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِی فَاغْفِرْ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ (2).
«11»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ وَ دَوَاءُ الذُّنُوبِ الِاسْتِغْفَارُ(3).
«12»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ سَلَّامٍ الْخَیَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ حِینَ یَنَامُ بَاتَ وَ قَدْ تَحَاتَّ الذُّنُوبُ كُلُّهَا عَنْهُ كَمَا تَتَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ وَ یُصْبِحُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ ذَنْبٌ (4).
«13»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَقَّاحٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الِاسْتِغْفَارُ لَكُمْ حِصْنَیْنِ حَصِینَیْنِ مِنَ الْعَذَابِ فَمَضَی أَكْبَرُ الْحِصْنَیْنِ وَ بَقِیَ الِاسْتِغْفَارُ فَأَكْثِرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ مَمْحَاةٌ لِلذُّنُوبِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (5).
«14»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام عَلِّمْنِی شَیْئاً إِذَا أَنَا قُلْتُهُ كُنْتُ مَعَكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ
ص: 279
قَالَ فَكَتَبَ بِخَطِّهِ أَعْرِفُهُ أَكْثِرْ مِنْ تِلَاوَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ رَطِّبْ شَفَتَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ(1).
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ وُجِدَ فِی صَحِیفَةِ عَمَلِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَحْتَ كُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (2).
«16»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لَوْ عَمِلَ ذَلِكَ الْیَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِینَ أَلْفَ ذَنْبٍ وَ مَنْ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِینَ أَلْفَ ذَنْبٍ فَلَا خَیْرَ فِیهِ (3).
«17»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ فِی نُورِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَنْ كَانَ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَیْراً قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَطِیئَةً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (4).
«18»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فَلْیُكْثِرِ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ مَنْ كَثُرَتْ هَمُّهُ فَعَلَیْهِ بِالاسْتِغْفَارِ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَیْهِ الْفَقْرُ فَلْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ یَنْفِی اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ(5).
«19»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ خَیْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ ثُمَّ تَلَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ
ص: 280
وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (1).
«20»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الِاسْتِغْفَارُ حِصْنَیْنِ حَصِینَیْنِ لَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ فَمَضَی أَكْبَرُ الْحِصْنَیْنِ وَ بَقِیَ الِاسْتِغْفَارُ فَأَكْثِرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ مَمْحَاةٌ لِلذُّنُوبِ وَ إِنْ شِئْتُمْ فَاقْرَءُوا وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (2).
«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ الْمَكْفُوفِ: كَتَبَ إِلَیْهِ فِی كِتَابٍ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ الِاسْتِغْفَارِ الَّذِی وُعِدَ عَلَیْهِ نُوحٌ وَ الِاسْتِغْفَارِ الَّذِی لَا یُعَذَّبُ قَائِلُهُ فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الِاسْتِغْفَارُ أَلْفٌ (3).
«22»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ وَ إِنْ خَفَّ حَتَّی یَسْتَغْفِرَ اللَّهَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً.
قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَ الْمُقِیمُ وَ هُوَ یَسْتَغْفِرُ كَالْمُسْتَهْزِئِ.
عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَحْدَثَ الْعَبْدُ ذَنْباً جُدِّدَ لَهُ نقمة [نِعْمَةٌ] فَیَدَعُ الِاسْتِغْفَارَ فَهُوَ الِاسْتِدْرَاجُ وَ كَانَ مِنْ أَیْمَانِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ أَذْنَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ذَنْباً أُجِّلَ مِنْ غُدُوِّهِ إِلَی اللَّیْلِ فَإِنِ اسْتَغْفَرَ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ.
وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُذَكِّرُهُ اللَّهُ الذَّنْبَ بَعْدَ بِضْعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً حَتَّی یَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْهُ فَیَغْفِرَ لَهُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الِاسْتِغْفَارُ وَ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَیْرُ الْعِبَادَةِ قَالَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (4).
«23»- جع، [جامع الأخبار] وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِ
ص: 281
هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ ضِیقٍ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْعِلْمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (1).
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَ إِنْ عَادَ فِی الْیَوْمِ سَبْعِینَ مَرَّةً.
وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّهُ لَیُغَانُ (2)
عَلَی قَلْبِی حَتَّی أَسْتَغْفِرُ فِی الْیَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ.
وَ قَالَ علیه السلام: كَفَّارَةُ الِاغْتِیَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ.
وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنِ اسْتَغْفَرَ مِنْ ذَنْبٍ وَ هُوَ یَعْمَلُهُ فَكَأَنَّمَا یَسْتَهْزِئُ بِرَبِّهِ.
وَ قَالَ علیه السلام: خَیْرُ الْقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ خَیْرُ الْعِبَادَةِ الِاسْتِغْفَارُ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِدَائِكُمْ مِنْ دَوَائِكُمْ قُلْنَا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ دَاؤُكُمُ الذُّنُوبُ وَ دَوَاؤُكُمُ الِاسْتِغْفَارُ.
وَ قَالَ علیه السلام: تُوبُوا إِلَی اللَّهِ فَإِنِّی أَتُوبُ فِی الْیَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ(3).
«24»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً أُجِّلَ فِیهَا سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ فَإِنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ.
«25»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُفَتِّنَ التَّوَّابَ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتُوبُ إِلَی اللَّهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً مِنْ غَیْرِ ذَنْبٍ قُلْتُ یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ قَالَ كَانَ یَقُولُ أَتُوبُ إِلَی اللَّهِ.
«26»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنِّی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَةَ آلَافِ مَرَّةٍ ثُمَّ قَالَ لِی خَمْسَةُ آلَافٍ كَثِیرٌ.
«27»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ [بْنِ] عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:
ص: 282
مَنْ قَالَ ثَلَاثاً سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ قَرَعَتِ الْعَرْشَ كَمَا تَقْرَعُ السِّلْسِلَةُ الطَّشْتَ.
«28»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ فَإِنَّهُ الْمَنْجَاةُ(1).
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَثُرَ هُمُومُهُ فَلْیُكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ(2).
«29»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَذْكُرُهُ بَعْدَ عِشْرِینَ سَنَةً فَیَسْتَغْفِرُ مِنْهُ فَیُغْفَرُ لَهُ وَ إِنَّمَا ذَكَرَهُ لِیُغْفَرَ لَهُ وَ إِنَّ الْكَافِرَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَنْسَاهُ مِنْ سَاعَتِهِ (3).
«30»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَوِّدُوا أَلْسِنَتَكُمُ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یُعَلِّمْكُمُ الِاسْتِغْفَارَ إِلَّا وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یَغْفِرَ لَكُمْ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْعَجَبُ مِمَّنْ یَهْلِكُ وَ الْمَنْجَاةُ مَعَهُ قِیلَ وَ مَا هِیَ قَالَ الِاسْتِغْفَارُ.
وَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ مَا دَعَوْتَنِی وَ رَجَوْتَنِی أَغْفِرُ لَكَ عَلَی مَا كَانَ فِیكَ وَ إِنْ أَتَیْتَنِی بِقَرَارِ الْأَرْضِ خَطِیئَةً أَتَیْتُكَ بِقَرَارِهَا مَغْفِرَةً مَا لَمْ تُشْرِكْ بِی وَ إِنْ أَخْطَأْتَ حَتَّی بَلَغَ خَطَایَاكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِی غَفَرْتُ لَكَ.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ مِنْ أَجْمَعِ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارَ.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّیَّانِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ
ص: 283
یُعَلِّمَنِی دُعَاءً لِلشَّدَائِدِ وَ النَّوَازِلِ وَ الْمُهِمَّاتِ وَ أَنْ یَخُصَّنِی كَمَا خَصَّ آبَاؤُهُ مَوَالِیَهُمْ فَكَتَبَ إِلَیَّ الْزَمِ الِاسْتِغْفَارَ.
وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَلِّمْنِی دُعَاءً إِذَا أَنَا قُلْتُهُ كُنْتُ مَعَكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ أَكْثِرْ تِلَاوَةَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ أَرْطِبْ شَفَتَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ ضِیقٍ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ.
«31»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: عَجِبْتُ لِمَنْ یَقْنَطُ وَ مَعَهُ الِاسْتِغْفَارُ(1).
وَ حَكَی عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیه السلام أَنَّهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ قَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِی رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِی فَالاسْتِغْفَارُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ- وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ.
قال السید رحمه اللّٰه و هذا من محاسن الاستخراج و لطائف الاستنباط(2).
«32»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی السَّكُونِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلْقُلُوبِ صَدَأً كَصَدَإِ النُّحَاسِ فَاجْلُوهَا بِالاسْتِغْفَارِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ ضِیقٍ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ.
وَ رَوَی زُرَارَةُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَكْثَرَ الْعَبْدُ الِاسْتِغْفَارَ رُفِعَتْ صَحِیفَتُهُ وَ هِیَ تَتَلَأْلَأُ.
ص: 284
وَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: مَثَلُ الِاسْتِغْفَارِ مَثَلُ وَرَقَةِ شَجَرَةٍ تَحَرَّكُ فَتَتَنَاثَرُ وَ الْمُسْتَغْفِرُ مِنْ ذَنْبٍ وَ هُوَ یَفْعَلُهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ وَ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَیْرُ الْعِبَادَةِ قَالَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (1).
«33»- فَلَاحُ السَّائِلِ، رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَوْماً جَالِساً فِی حَشَدٍ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام كَالْمُغْضَبِ وَ قَالَ لَهُ یَا وَیْلَكَ أَ تَدْرِی مَا الِاسْتِغْفَارُ الِاسْتِغْفَارُ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَی سِتَّةِ أَقْسَامٍ الْأَوَّلُ النَّدَمُ عَلَی مَا مَضَی الثَّانِی الْعَزْمُ عَلَی تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَیْهِ الثَّالِثُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَی كُلِّ فَرِیضَةٍ ضَیَّعْتَهَا فَتُؤَدِّیَهَا الرَّابِعُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَی النَّاسِ مِمَّا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ حَتَّی تَلْقَی اللَّهَ أَمْلَسَ وَ لَیْسَ عَلَیْكَ تَبِعَةٌ الْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَی اللَّحْمِ الَّذِی نَبَتَ عَلَی السُّحْتِ تُذْهِبُهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّی تَنْبُتَ لَحْمٌ غَیْرُهُ السَّادِسُ أَنْ تُذِیقَ الْجِسْمَ مَرَارَةَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِیَةِ فَحِینَئِذٍ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
«34»- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثَلَاثاً غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَ إِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ.
وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: مَنْ قَالَ هَذَا الِاسْتِغْفَارَ خَمْسَ مَرَّاتٍ غُفِرَ لَهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْهِ ذُنُوبٌ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ(2).
ص: 285
اعلم أنا قد أوردنا فی كتاب الطهارة و الصلاة و فی أبواب كتاب القرآن و فی كتاب النكاح و فی كتاب الآداب و السنن و فی كتاب الصیام و أعمال السنة و فی كتاب الحج و العمرة و فی كتاب العهد لله (1)
و فی غیرها من الكتب كثیرا من المطالب المتعلقة بأبواب الدعاء و لنذكر هنا أیضا شطرا صالحا من ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.
الآیات:
البقرة: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (2)
الأنعام: قُلْ أَ رَأَیْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَیْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ- بَلْ إِیَّاهُ تَدْعُونَ فَیَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَیْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلی أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ یَتَضَرَّعُونَ فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَ لكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (3)
و قال تعالی قُلْ مَنْ یُنَجِّیكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِینَ قُلِ اللَّهُ یُنَجِّیكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ
ص: 286
ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (1)
الأعراف: وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ (2)
یونس: قالَ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِیما وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِیلَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (3)
هود: إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ (4)
إبراهیم: وَ آتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ (5)
و قال حاكیا عن إبراهیم علیه السلام : إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ(6)
الأنبیاء: وَ نُوحاً إِذْ نادی مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ (7)
و قال تعالی: وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ- فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ(8)
و قال تعالی: وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعِینَ (9)
الفرقان: قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (10)
النمل: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (11)
التنزیل: یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً(12)
المؤمن: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ (13)
ص: 287
و قال تعالی: وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (1)
و قال: فَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ (2)
حمعسق: وَ یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (3)
الطور: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ (4)
الرحمن: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ (5).
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ وَ عِمَادُ الدِّینِ وَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ (6).
صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ فَعَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ أَخْلِصُوا النِّیَّةَ(7).
«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ یَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُذْنِبُ فَیُحْرَمُ بِذَنْبِهِ الرِّزْقَ (8).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید عن ابن قولویه عن أبیه عن سعد عن ابن عیسی عن ابن سعد عن الأزدی: مثله (9).
«3»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ ادْفَعُوا أَبْوَابَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ فَإِنَّهُ مَا یُصَادُ مَا تَصِیدُ مِنَ الطَّیْرِ إِلَّا بِتَضْیِیعِهِمُ التَّسْبِیحَ (10).
«4»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الرِّزْقَ لَیَنْزِلُ مِنَ
ص: 288
السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ عَلَی عَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ إِلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ لَهَا وَ لَكِنْ لِلَّهِ فُضُولٌ فَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ (1).
«5»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ عَنْكُمْ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ وُرُودِ الْبَلَاءِ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَلْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَی الْمُؤْمِنِ مِنِ انْحِدَارِ السَّیْلِ مِنْ أَعْلَی التَّلْعَةِ إِلَی أَسْفَلِهَا وَ مِنْ رَكْضِ الْبَرَاذِینِ (2).
وَ قَالَ علیه السلام: مَا زَالَتْ نِعْمَةٌ وَ لَا نَضَارَةُ عَیْشٍ إِلَّا بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوا- أَنَّ اللَّهَ لَیْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ وَ لَوْ أَنَّهُمُ اسْتَقْبَلُوا ذَلِكَ بِالدُّعَاءِ وَ الْإِنَابَةِ لَمْ تَنْزِلْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذَا نَزَلَتْ بِهِمُ النِّقَمُ وَ زَالَتْ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَی اللَّهِ بِصِدْقٍ مِنْ نِیَّاتِهِمْ وَ لَمْ یَهِنُوا(3)
وَ لَمْ یُسْرِفُوا لَأَصْلَحَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ وَ لَرَدَّ عَلَیْهِمْ كُلَّ صَالِحٍ (4).
وَ قَالَ علیه السلام: الدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمَ فَاتَّخِذُوهُ عُدَّةً(5).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكُرُبَاتِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ(6).
«7»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْهَزْهَازِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السَّرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
ص: 289
علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَمْ یَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ (1).
«8»- ما،(2)
[الأمالی] للشیخ الطوسی مع،(3) [معانی الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ: أَنَّهُ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ كَثْرَةُ ذِكْرِهِ وَ التَّضَرُّعُ إِلَیْهِ وَ دُعَاؤُهُ (4).
«9»- فس، [تفسیر القمی] إِنَّ إِبْراهِیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمٌ (5) فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْأَوَّاهُ الْمُتَضَرِّعُ إِلَی اللَّهِ فِی صَلَاتِهِ وَ إِذَا خَلَا فِی قَفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَ فِی الْخَلَوَاتِ (6).
«10»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِمَّا أَعْطَی اللَّهُ بِهِ أُمَّتِی وَ فَضَّلَهُمْ بِهِ عَلَی سَائِرِ الْأُمَمِ أَعْطَاهُمْ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَمْ یُعْطَهَا إِلَّا نَبِیٌّ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِیّاً قَالَ لَهُ اجْتَهِدْ فِی دِینِكَ وَ لَا حَرَجَ عَلَیْكَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْطَی ذَلِكَ أُمَّتِی حَیْثُ یَقُولُ- وَ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ (7) یَقُولُ مِنْ ضِیقٍ وَ كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِیّاً قَالَ لَهُ إِذَا أَحْزَنَكَ أَمْرٌ تَكْرَهُهُ فَادْعُنِی أَسْتَجِبْ لَكَ وَ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَی أُمَّتِی ذَلِكَ حَیْثُ یَقُولُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (8) وَ كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِیّاً جَعَلَهُ شَهِیداً عَلَی قَوْمِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ أُمَّتِی شُهَدَاءَ عَلَی الْخَلْقِ حَیْثُ یَقُولُ لِیَكُونَ
ص: 290
الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ (1).
«11»- جا(2)، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ وَ إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ (3).
«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ابْنَهُ الْحَسَنَ علیه السلام یَا بُنَیَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ یُنَاجِی فِیهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ یُحَاسِبُ فِیهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ یَخْلُو فِیهَا بَیْنَ نَفْسِهِ وَ لَذَّتِهَا فِیمَا یَحِلُّ وَ یُحْمَدُ(4).
«13»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بِشْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صَبِیحٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَرْبَعٌ لِلْمَرْءِ لَا عَلَیْهِ الْإِیمَانُ وَ الشُّكْرُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- ما یَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ (5) وَ الِاسْتِغْفَارُ فَإِنَّهُ قَالَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (6) وَ الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَی قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (7).
«14»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی سِلَاحٍ یُنْجِیكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ یُدِرُّ رِزْقَكُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ تَدْعُونَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ(8).
ص: 291
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ بُنَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَبْدٍ یَسْلُكُ وَادِیاً فَیَبْسُطُ كَفَّیْهِ فَیَذْكُرُ اللَّهَ وَ یَدْعُو إِلَّا مَلَأَ اللَّهُ ذَلِكَ الْوَادِیَ حَسَنَاتٍ فَلْیَعْظُمْ ذَلِكَ الْوَادِی أَوْ لِیَصْغُرْ(1).
«16»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مُفَرِّقٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ أَنْ یُسْأَلَ (2).
«17»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْعَبْدَ أَنْ یَطْلُبَ إِلَیْهِ فِی الْجُرْمِ الْعَظِیمِ وَ یُبْغِضُ الْعَبْدَ أَنْ یَسْتَخِفَّ بِالْجُرْمِ الْیَسِیرِ(3).
«18»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِكُلِّ دَاءٍ دُعَاءٌ فَإِذَا أُلْهِمَ الْعَلِیلُ الدُّعَاءَ فَقَدْ أُذِنَ فِی شِفَائِهِ ثُمَّ قَالَ لِیَ الْعَالِمُ علیه السلام الدُّعَاءُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ یَقُولُ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزاماً(4) وَ أَرْوِی أَنَّ الدُّعَاءَ یَدْفَعُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا قُدِّرَ وَ مَا لَمْ یُقَدَّرْ قِیلَ وَ كَیْفَ یَدْفَعُ مَا لَمْ یُقَدَّرْ قَالَ حَتَّی لَا یَكُونَ.
«19»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ رَجُلَانِ دَخَلَا الْمَسْجِدَ جَمِیعاً افْتَتَحَا الصَّلَاةَ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَلَا هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَ كَانَتْ تِلَاوَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ دُعَائِهِ وَ دَعَا هَذَا وَ كَانَ دُعَاؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ تِلَاوَتِهِ ثُمَّ انْصَرَفَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ كُلٌّ فِیهِ فَضْلٌ كُلٌّ حَسَنٌ قَالَ قُلْتُ إِنِّی قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلًّا حَسَنٌ وَ أَنَّ كُلًّا فِیهِ فَضْلٌ قَالَ فَقَالَ الدُّعَاءُ أَفْضَلُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی- ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ
ص: 292
إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (1) هِیَ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ هِیَ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ هِیَ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ أَ لَیْسَ هِیَ الْعِبَادَةَ أَ لَیْسَتْ أَشَدَّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
«20»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادِی كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَیْتُهُ فَاسْأَلُونِی الْهُدَی أَهْدِكُمْ وَ كُلُّكُمْ فَقِیرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَیْتُهُ فَاسْأَلُونِی الْغَنَاءَ أَرْزُقْكُمْ وَ كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَیْتُهُ فَاسْأَلُونِیَ الْمَغْفِرَةَ أَغْفِرْ لَكُمْ وَ مَنْ عَلِمَ أَنِّی ذُو قُدْرَةٍ عَلَی الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِی بِقُدْرَتِی غَفَرْتُ لَهُ وَ لَا أُبَالِی وَ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ حَیَّكُمْ وَ مَیِّتَكُمْ وَ رَطْبَكُمْ وَ یَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَی إِشْقَاءِ قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِی لَمْ یَزِیدُوا فِی مُلْكِی جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ حَیَّكُمْ وَ مَیِّتَكُمْ وَ رَطْبَكُمْ وَ یَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَی إِشْقَاءِ قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِی لَمْ یَنْقُصُوا مِنْ مُلْكِی جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ حَیَّكُمْ وَ مَیِّتَكُمْ وَ رَطْبَكُمْ وَ یَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فَیَتَمَنَّی كُلُّ وَاحِدٍ مَا بَلَغَتْ أُمْنِیَّتُهُ فَأَعْطَیْتُهُ لَمْ یَتَبَیَّنْ ذَلِكَ فِی مُلْكِی كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ عَلَی شَفِیرِ الْبَحْرِ فَغَمَسَ فِیهِ إِبْرَةً ثُمَّ انْتَزَعَهَا ذَلِكَ بِأَنِّی جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ عَطَائِی كَلَامٌ وَ عِدَاتِی كَلَامٌ فَإِذَا أَرَدْتُ شَیْئاً فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (2).
«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّ إِبْراهِیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمٌ (3) قَالَ الْأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ.
«22»- جا، [المجالس] للمفید أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ یَقُولُ: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّكُمْ لَا تَتَقَرَّبُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَا تَتْرُكُوا صَغِیرَةً لِصِغَرِهَا أَنْ تَسْأَلُوهَا فَإِنَّ صَاحِبَ الصَّغَائِرِ هُوَ صَاحِبُ
ص: 293
الْكَبَائِرِ(1).
«23»- مكا، [مكارم الأخلاق] مِنْ مَجْمُوعِ أَبِی طَوَّلَ اللَّهُ عُمُرَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَكْرَمَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الدُّعَاءِ.
عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِلْبَاقِرِ علیه السلام أَیُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ فَقَالَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ أَنْ یُسْأَلَ وَ یُطْلَبَ مَا عِنْدَهُ وَ مَا أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّنْ یَسْتَكْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَ لَا یَسْأَلُ مَا عِنْدَهُ (2).
عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ افْتَقَرَ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ علیه السلام: الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ وَ عَمُودُ الدِّینِ وَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.
وَ قَالَ علیه السلام: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی سِلَاحٍ یُنْجِیكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ یُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ.
عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِذَا ابْتَهَلَ وَ دَعَا كَمَا یَسْتَطْعِمُ الْمِسْكِینُ.
وَ قَالَ علیه السلام: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ وَ أَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَعَا اللَّهَ تَعَالَی بِدَعْوَةٍ لَیْسَتْ فِیهَا قَطِیعَةُ رَحِمٍ وَ لَا اسْتِجْلَابُ إِثْمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِهَا إِحْدَی خِصَالٍ ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ یُعَجِّلَ لَهُ الدَّعْوَةَ وَ إِمَّا أَنْ یَدَّخِرَهَا فِی الْآخِرَةِ وَ إِمَّا أَنْ یَرْفَعَ عَنْهُ مِثْلَهَا مِنَ السُّوءِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تَسْتَحْقِرُوا دَعْوَةَ أَحَدٍ فَإِنَّهُ یُسْتَجَابُ لِلْیَهُودِیِّ فِیكُمْ وَ لَا یُسْتَجَابُ لَهُ فِی نَفْسِهِ.
ص: 294
وَ قَالَ علیه السلام: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْأَرْضِ الدُّعَاءُ وَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ رَحْمَةٍ وَ نَجَاحُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَ لَیْسَ بَابٌ یَكْثُرُ قَرْعُهُ إِلَّا یُوشِكُ أَنْ یُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحُ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الدُّعَاءُ كَهْفُ الْإِجَابَةِ كَمَا أَنَّ السَّحَابَ كَهْفُ الْمَطَرِ(1).
وَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ عَلَیْكُمْ بِسِلَاحِ الْأَنْبِیَاءِ فَقِیلَ وَ مَا سِلَاحُ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ الدُّعَاءُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الدُّعَاءُ أَنْفَذُ مِنَ السِّنَانِ.
وَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ یَنْقُضُهُ كَمَا یُنْقَضُ السِّلْكُ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً.
عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ وَ الطَّلِبَةَ إِلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ یَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ قُدِّرَ وَ قُضِیَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا إِمْضَاؤُهُ فَإِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَ سُئِلَ صَرَفَ الْبَلَاءَ صَرْفاً.
قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: عَلَیْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ فِیهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ(2).
عَنِ الْفِرْدَوْسِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَلَاءُ مُعَلَّقٌ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِثْلُ الْقِنْدِیلِ فَإِذَا سَأَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ الْعَافِیَةَ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ قَالَ سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَدَا لَكُمْ مِنْ حَوَائِجِكُمْ حَتَّی شِسْعَ النَّعْلِ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ یُیَسِّرْهُ لَمْ یَتَیَسَّرْ وَ قَالَ لِیَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّی یَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ (3).
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا وَ
ص: 295
ذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَمْ یَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَعْلَمُ مَا یُرِیدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَا وَ لَكِنْ یُحِبُّ أَنْ یَبُثَّ إِلَیْهِ الْحَوَائِجَ (1).
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً.
عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ وَ الطَّلَبَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ قُدِّرَ وَ قُضِیَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا إِمْضَاؤُهُ فَإِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَ سُئِلَ صَرَفَ الْبَلَاءَ صَرْفاً.
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یَزِیدُ فِی الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ وَ لَا یَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ الْبَاقِرُ لِلصَّادِقِ علیه السلام: یَا بُنَیَّ مَنْ كَتَمَ بَلَاءً ابْتُلِیَ بِهِ مِنَ النَّاسِ وَ شَكَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُعَافِیَهُ مِنْ ذَلِكَ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَقَدَّمَ فِی الدُّعَاءِ اسْتُجِیبَ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قِیلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَ لَمْ یُحْجَبْ عَنِ السَّمَاءِ وَ مَنْ لَمْ یَتَقَدَّمْ فِی الدُّعَاءِ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ ذَا الصَّوْتِ لَا نَعْرِفُهُ (2).
رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِكُلِّ دَاءٍ دُعَاءٌ فَإِذَا أُلْهِمَ الْمَرِیضُ الدُّعَاءَ فَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِی شِفَائِهِ وَ قَالَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ الدُّعَاءُ لِلْإِخْوَانِ ثُمَّ الدُّعَاءُ لِنَفْسِكَ فِیمَا أَحْبَبْتَ وَ أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذَا سَجَدَ وَ قَالَ الدُّعَاءُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (3) فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیُؤَخِّرُ إِجَابَةَ الْمُؤْمِنِ شَوْقاً إِلَی دُعَائِهِ وَ یَقُولُ صَوْتاً أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ وَ یُعَجِّلُ
ص: 296
إِجَابَةَ الدُّعَاءِ لِلْمُنَافِقِ وَ یَقُولُ صَوْتاً أَكْرَهُ سَمَاعَهُ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَخَوَّفَ بَلَاءً یُصِیبُهُ فَتَقَدَّمَ فِی الدُّعَاءِ لَمْ یُرِهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْبَلَاءَ أَبَداً.
«24»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِی الْأَرْضِ الدُّعَاءُ وَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ (1).
«25»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ الْبَرْقِیِّ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی سِلَاحٍ یُنْجِیكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ یُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَی قَالَ تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِینَ (2).
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: إِنَّ الدُّعَاءَ أَنْفَذُ مِنَ السِّلَاحِ الْحَدِیدِ(3).
«26»- تم، [فلاح السائل] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَمُودُ الدِّینِ وَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ (4).
«27»- تم، [فلاح السائل] رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ الْحَضْرَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الدُّعَاءَ یَرُدُّ مَا قُدِّرَ وَ مَا لَمْ یُقَدَّرْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا مَا قُدِّرَ قَدْ عَرَفْنَاهُ أَ فَرَأَیْتَ مَا لَمْ یُقَدَّرْ قَالَ حَتَّی لَا یُقَدَّرَ(5).
ختص، [الإختصاص] ابْنُ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ حَتَّی لَا یَكُونَ (6).
ص: 297
«28»- تم، [فلاح السائل] مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ فِی حَدِیثِ أَبِی وَلَّادٍ حَفْصِ بْنِ سَالِمٍ الْخَیَّاطِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَ مَعِی شَیْ ءٌ فَأَوْصَلْتُهُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَبْلِغْ أَصْحَابَكَ وَ قُلْ لَهُمُ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّكُمْ فِی إِمَارَةِ جَبَّارٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ فَأَمْسِكُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ تَوَقَّوْا عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ دِینِكُمْ وَ ادْفَعُوا مَا تَحْذَرُونَ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ مِنْهُ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ وَ اللَّهِ وَ الطَّلَبَ إِلَی اللَّهِ یَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ قُدِّرَ وَ قُضِیَ وَ لَمْ یَبْقَ إِلَّا إِمْضَاؤُهُ فَإِذَا دُعِیَ اللَّهُ وَ سُئِلَ صَرَفَ الْبَلَاءَ صَرْفاً فَأَلِحُّوا فِی الدُّعَاءِ أَنْ یَكْفِیَكُمُوهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو وَلَّادٍ فَلَمَّا بَلَّغْتُ أَصْحَابِی مَقَالَةَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ فَفَعَلُوا وَ دَعَوْا عَلَیْهِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَ فِیهَا أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی مَكَّةَ فَمَاتَ عِنْدَ بِئْرِ مَیْمُونٍ قَبْلَ أَنْ یَقْضِیَ نُسُكَهُ وَ أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْهُ قَالَ أَبُو وَلَّادٍ وَ كُنْتُ تِلْكَ السَّنَةَ حَاجّاً فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا وَلَّادٍ كَیْفَ رَأَیْتُمْ نَجَاحَ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ حَثَثْتُكُمْ عَلَیْهِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَی أَبِی الدَّوَانِیقِ یَا أَبَا وَلَّادٍ مَا مِنْ بَلَاءٍ یَنْزِلُ عَلَی عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فَیُلْهِمُهُ اللَّهُ الدُّعَاءَ إِلَّا كَانَ كَشْفُ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَشِیكاً وَ مَا مِنْ بَلَاءٍ یَنْزِلُ عَلَی عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فَیُمْسِكُ عَنِ الدُّعَاءِ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْبَلَاءُ طَوِیلًا فَإِذَا نَزَلَ الْبَلَاءُ فَعَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ.
«29»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ وَ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلَانِ افْتَتَحَا الصَّلَاةَ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَلَا هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ فَكَانَتْ تِلَاوَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ دُعَائِهِ وَ دَعَا هَذَا فَكَانَ دُعَاؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ تِلَاوَتِهِ ثُمَّ انْصَرَفَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ فَقَالَ كُلٌّ فِیهِ فَضْلٌ كُلٌّ حَسَنٌ قَالَ قُلْتُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلًّا حَسَنٌ وَ أَنَّ كُلًّا فِیهِ فَضْلٌ فَقَالَ الدُّعَاءُ أَفْضَلُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (1)
هِیَ وَ اللَّهِ الْعِبَادَةُ هِیَ وَ اللَّهِ الْعِبَادَةُ أَ لَیْسَتْ هِیَ الْعِبَادَةَ هِیَ وَ اللَّهِ الْعِبَادَةُ هِیَ وَ اللَّهِ الْعِبَادَةُ أَ لَیْسَتْ أَشَدَّهُنَّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّهُنَّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّهُنَّ هِیَ وَ اللَّهِ أَشَدُّهُنَ (2).
ص: 298
«30»- تم، [فلاح السائل] الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ سَأَلَ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ فِی الصَّلَاةِ كَثْرَةُ الْقِرَاءَةِ أَوْ طُولُ اللَّبْثِ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ فَقَالَ كَثْرَةُ اللَّبْثِ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ(1) إِنَّمَا عَنَی بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ طُولَ اللَّبْثِ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ قَالَ قُلْتُ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ كَثْرَةُ الْقِرَاءَةِ أَوْ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ قَالَ الدُّعَاءُ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَی- قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (2).
«31»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زِیَادٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها(3) قَالَ الدُّعَاءُ(4).
«32»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سَامٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ الدُّعَاءُ(5).
«33»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الدُّعَاءَ یَرُدُّ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ رَحْمَةٍ وَ نَجَاحُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ بَابٍ یَكْثُرُ قَرْعُهُ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ یُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ (6).
«34»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَنْبَسَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ تَخَوَّفَ بَلَاءً یُصِیبُهُ فَیَقُومُ فِیهِ بِالدُّعَاءِ لَمْ یُرِهِ اللَّهُ ذَلِكَ
ص: 299
الْبَلَاءَ أَبَداً(1).
«35»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ یَسْتَقْبِلُ الْبَلَاءَ فَیَتَوَاقَفَانِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).
«36»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ افْتَقَرَ.
«37»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْحَذَرَ لَا یُنْجِی مِنَ الْقَدَرِ وَ لَكِنْ یُنْجِی مِنَ الْقَدَرِ الدُّعَاءُ فَتَقَدَّمُوا فِی الدُّعَاءِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِكُمُ الْبَلَاءُ إِنَّ اللَّهَ یَدْفَعُ بِالدُّعَاءِ مَا نَزَلَ مِنَ الْبَلَاءِ وَ مَا لَمْ یَنْزِلْ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الدُّعَاءُ مِفْتَاحُ الرَّحْمَةِ وَ مِصْبَاحُ الظُّلْمَةِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی سِلَاحٍ یُنْجِیكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ یُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَی قَالَ (3) تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِسِلَاحِ الْأَنْبِیَاءِ فَقِیلَ لَهُ وَ مَا سِلَاحُ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ الدُّعَاءُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ وَ لَا یُهْلَكُ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِی بَعْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الدُّعَاءُ ثُمَّ قَرَأَ صلی اللّٰه علیه و آله ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (4) أَ لَا تَرَی أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَعْجِزُوا عَنِ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَمْ یَهْلِكْ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ وَ لْیَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَتَّی یَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهُ یُحِبُّ أَنْ یُسْأَلَ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُلِحِّینَ فِی الدُّعَاءِ وَ قَالَ إِذَا اشْتَغَلَ الْعَبْدُ بِالثَّنَاءِ عَلَیَّ قَضَیْتُ حَوَائِجَهُ وَ قَالَ إِذَا قَلَّ الدُّعَاءُ نَزَلَ الْبَلَاءُ وَ قَالَ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَكْرَمَ عَلَی اللَّهِ مِنَ الدُّعَاءِ وَ قَالَ أَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ فَإِنَّهُ لَا یَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَ لَا یَزِیدُ
ص: 300
فِی الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ مَا الْمُبْتَلَی الَّذِی اسْتَدَرَّ بِهِ الْبَلَاءُ بِأَحْوَجَ إِلَی الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَی الَّذِی لَا یَأْمَنُ الْبَلَاءَ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّهُ ذَاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ وَ سَلُوهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَحْمَتِهِ فَإِنَّهُ لَا یَخِیبُ عَلَیْهِ دَاعٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ دَعَاهُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ افْتَقَرَ.
«38»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ(1) وَ قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِی بِیَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِی الدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ لَكَ بِالْإِجَابَةِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِیُعْطِیَكَ وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِیَرْحَمَكَ وَ لَمْ یَجْعَلْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ مَنْ یَحْجُبُكَ عَنْهُ وَ لَمْ یُلْجِئْكَ إِلَی مَنْ یَشْفَعُ لَكَ إِلَیْهِ وَ لَمْ یَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَمْ یُعَاجِلْكَ بِالنَّقِمَةِ وَ لَمْ یَفْضَحْكَ حَیْثُ الْفَضِیحَةِ وَ لَمْ یُشَدِّدْ عَلَیْكَ فِی قَبُولِ الْإِنَابَةِ وَ لَمْ یُنَاقِشْكَ بِالْجَرِیمَةِ وَ لَمْ یُؤْیِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً وَ حَسَبَ سَیِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الِاسْتِعْتَابِ فَإِذَا نَادَیْتَهُ سَمِعَ نِدَاءَكَ وَ إِذَا نَاجَیْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ فَأَفْضَیْتَ إِلَیْهِ بِحَاجَتِكَ وَ أَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِكَ وَ شَكَوْتَ إِلَیْهِ هُمُومَكَ وَ اسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَی أُمُورِكَ وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَی إِعْطَائِهِ غَیْرُهُ مِنْ زِیَادَةِ الْأَعْمَارِ وَ صِحَّةِ الْأَبْدَانِ وَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ ثُمَّ جَعَلَ فِی یَدَیْكَ مَفَاتِیحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِیهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فَمَتَی شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعَمِهِ وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِیبَ رَحْمَتِهِ فَلَا یُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِیَّةَ عَلَی قَدْرِ النِّیَّةِ وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِیَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْأَمَلِ وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّیْ ءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَ أُوتِیتَ خَیْراً مِنْهُ عَاجِلًا وَ آجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَكَ فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِیهِ هَلَاكُ دِینِكَ
ص: 301
لَوْ أُوتِیتَهُ فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِیمَا یَبْقَی لَكَ جَمَالُهُ وَ یُنْفَی عَنْكَ وَبَالُهُ وَ الْمَالُ لَا یَبْقَی لَكَ وَ لَا تَبْقَی لَهُ (1).
«39»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: افْزَعُوا إِلَی اللَّهِ فِی حَوَائِجِكُمْ وَ الْجَئُوا إِلَیْهِ فِی مُلِمَّاتِكُمْ وَ تَضَرَّعُوا إِلَیْهِ وَ ادْعُوهُ فَإِنَّ الدُّعَاءَ مُخُّ الْعِبَادَةِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَدْعُو اللَّهَ إِلَّا اسْتَجَابَ فَإِمَّا أَنْ یُعَجِّلَهُ لَهُ فِی الدُّنْیَا أَوْ یُؤَجِّلَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ إِمَّا أَنْ یُكَفِّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا مَا لَمْ یَدْعُ بِمَأْثَمٍ.
وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ وَ أَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْسَلُ النَّاسِ عَبْدٌ صَحِیحٌ فَارِغٌ لَا یَذْكُرُ اللَّهَ بِشَفَةٍ وَ لَا لِسَانٍ وَ أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ.
وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لِلْعَبْدِ فِی الدُّعَاءِ فَتَحَ لَهُ بَابَ الرَّحْمَةِ وَ إِنَّهُ لَنْ یَهْلِكَ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ(2).
وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلَانِ كَانَا یَعْمَلَانِ عَمَلًا وَاحِداً فَیَرَی أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَوْقَهُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ بِمَا أَعْطَیْتَهُ وَ كَانَ عَمَلُنَا وَاحِداً فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَأَلَنِی وَ لَمْ تَسْأَلْنِی ثُمَّ قَالَ سَلُوا اللَّهَ وَ أَجْزِلُوا فَإِنَّهُ لَا یَتَعَاظَمُهُ شَیْ ءٌ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عُثْمَانَ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَتَسْأَلُنَّ اللَّهَ أَوْ لَیَقْبِضَنَّ عَلَیْكُمْ أَنَّ لِلَّهِ عِبَاداً یَعْمَلُونَ فَیُعْطِیهِمْ وَ آخَرِینَ یَسْأَلُونَهُ صَادِقِینَ فَیُعْطِیهِمْ ثُمَّ یَجْمَعُهُمْ فِی الْجَنَّةِ فَیَقُولُ الَّذِینَ عَمِلُوا رَبَّنَا عَمِلْنَا فَأَعْطَیْتَنَا فَبِمَا أَعْطَیْتَ هَؤُلَاءِ فَیَقُولُ عِبَادِی أَعْطَیْتُكُمْ أُجُورَكُمْ وَ لَمْ أَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَیْئاً وَ سَأَلَنِی هَؤُلَاءِ فَأَعْطَیْتُهُمْ وَ هُوَ فَضْلِی أُوتِیهِ مَنْ أَشَاءُ(3).
ص: 302
وَ فِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: یَا مُوسَی سَلْنِی كُلَّ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی عَلَفَ شَاتِكَ وَ مِلْحَ عَجِینِكَ (1).
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّكُمْ لَا تَقَرَّبُونَ إِلَی اللَّهِ بِمِثْلِهِ وَ لَا تَتْرُكُوا صَغِیرَةً لِصِغَرِهَا أَنْ تَدْعُوا بِهَا فَإِنَّ صَاحِبَ الصِّغَارِ هُوَ صَاحِبُ الْكِبَارِ.
وَ رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: أَصَابَتْنِی فَاقَةٌ شَدِیدَةٌ وَ إِضَاقَةٌ وَ لَا صَدِیقَ لِمُضِیقٍ وَ لَزِمَنِی دَیْنٌ ثَقِیلٌ وَ عَظِیمٌ یُلِحُّ فِی الْمُطَالَبَةِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ دَارِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ شَعَرَ بِذَلِكَ مِنْ حَالِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَدِیمُ مَعْرِفَةٍ فَلَقِیَنِی فِی الطَّرِیقِ فَأَخَذَ وَ قَالَ قَدْ بَلَغَنِی مَا أَنْتَ بِسَبِیلِهِ فَمَنْ تُؤَمِّلُ لِكَشْفِ مَا نَزَلَ بِكَ قُلْتُ الْحَسَنَ بْنَ زَیْدٍ فَقَالَ إِذَنْ لَا یُقْضَی حَاجَتُكَ وَ لَا تُسْعَفُ بِطَلِبَتِكَ فَعَلَیْكَ بِمَنْ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ وَ هُوَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ فَالْتَمِسْ مَا تُؤَمِّلُهُ مِنْ قِبَلِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی بَعْضِ أَنْبِیَائِهِ فِی بَعْضِ وَحْیِهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ آمِلٍ أَمَّلَ غَیْرِی بِالْإِیَاسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ذُلَّ ثَوْبِ الْمَذَلَّةِ فِی النَّاسِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَرَجِی وَ فَضْلِی أَ یَأْمُلُ عَبْدِی فِی الشَّدَائِدِ غَیْرِی وَ الشَّدَائِدُ بِیَدِی وَ یَرْجُو سِوَایَ وَ أَنَا الْغَنِیُّ الْجَوَادُ بِیَدِی مَفَاتِیحُ الْأَبْوَابِ وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ بَابِی مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِی أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ مَنْ دَهَاهُ نَائِبَةٌ لَمْ یَمْلِكْ كَشْفَهَا عَنْهُ غَیْرِی فَمَا لِی أَرَاهُ یَأْمُلُهُ مُعْرِضاً عَنِّی وَ قَدْ أَعْطَیْتُهُ بِجُودِی وَ كَرَمِی مَا لَمْ یَسْأَلْنِی فَأَعْرَضَ عَنِّی وَ لَمْ یَسْأَلْنِی وَ سَأَلَ فِی نَائِبَتِهِ غَیْرِی وَ أَنَا اللَّهُ أَبْتَدِئُ بِالْعَطِیَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ أَ فَأُسْأَلُ فَلَا أَجُودُ كَلَّا أَ لَیْسَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ لِی أَ لَیْسَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ بِیَدِی فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِینَ سَأَلُونِی جَمِیعاً وَ أَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِی مِثْلَ جَنَاحِ الْبَعُوضَةِ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَیِّمُهُ فَیَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی
ص: 303
وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ فَأَعَادَهُ ثَلَاثاً فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُ أَحَداً بَعْدَهَا حَاجَةً فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَنِی اللَّهُ بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِی إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ أَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِی دُونَ خَلْقِی إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ فَإِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَنِی غَفَرْتُ لَهُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلًا دَعَّاءً.
الآیات:
الأعراف: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ (1)
و قال تعالی: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِینَ (2)
مریم: إِذْ نادی رَبَّهُ نِداءً خَفِیًّا إلی قوله وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِیًّا(3)
طه: وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی (4)
لقمان: وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ(5)
ص: 304
أقول:
قد مضی بعض ما یتعلق بهذا الباب فی باب القنوت من كتاب الصلاة فتذكر.
«1»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی سُلَیْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهٍ فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَیْقِنِ الْإِجَابَةَ.
وَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ قَاسٍ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ سَأَلَنِی وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنِّی أَضُرُّ وَ أَنْفَعُ أَسْتَجِیبُ لَهُ.
وَ فِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِی بِی فَلَا یَظُنَّ بِی إِلَّا خَیْراً.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ادْعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ(1).
وَ فِیمَا أُوحِیَ إِلَی مُوسَی علیه السلام: یَا مُوسَی مَا دَعَوْتَنِی وَ رَجَوْتَنِی فَإِنِّی سَأَغْفِرُ لَكَ.
وَ رَوَی سُلَیْمَانُ الْفَرَّاءُ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَعَوْتَ فَظُنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ فَظُنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَكْفِی مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا یَكْفِی الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ.
وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِعِیسَی علیه السلام: یَا عِیسَی هَبْ (2) لِی مِنْ عَیْنَیْكَ الدُّمُوعَ وَ مِنْ قَلْبِكَ الْخَشْیَةَ وَ قُمْ عَلَی قُبُورِ الْأَمْوَاتِ وَ نَادِهِمْ بِالصَّوْتِ الرَّفِیعِ فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ مَوْعِظَتَكَ مِنْهُمْ وَ قُلْ إِنِّی لَاحِقٌ فِی اللَّاحِقِینَ یَا عِیسَی صُبَّ لِی مِنْ عَیْنَیْكَ الدُّمُوعَ فَأَخْشِعْ لِی قَلْبَكَ یَا عِیسَی اسْتَغِثْ بِی فِی حَالاتِ الشِّدَّةِ فَإِنِّی أُغِیثُ الْمَكْرُوبِینَ وَ أُجِیبُ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.
وَ فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی علیه السلام: یَا مُوسَی كُنْ إِذَا دَعَوْتَنِی خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا وَ عَفِّرْ وَجْهَكَ فِی التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِی بِمَكَارِمِ بَدَنِكَ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الْقِیَامِ وَ نَاجِنِی حَیْثُ تُنَاجِینِی بِخَشْیَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ وَ أَحْیِ بِتَوْرَاتِی أَیَّامَ الْحَیَاةِ وَ عَلِّمِ الْجُهَّالَ
ص: 305
مَحَامِدِی وَ ذَكِّرْهُمْ آلَائِی وَ نِعَمِی وَ قُلْ لَهُمْ لَا یَتَمَادَوْنَ فِی غَیِّ مَا هُمْ فِیهِ فَإِنَّ أَخْذِی أَلِیمٌ شَدِیدٌ یَا مُوسَی لَا تُطَوِّلْ فِی الدُّنْیَا أَمَلَكَ فَیَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ قَاسِی الْقَلْبِ مِنِّی بَعِیدٌ وَ أَمِتْ قَلْبَكَ بِالْخَشْیَةِ وَ كُنْ خَلَقَ الثِّیَابِ جَدِیدَ الْقَلْبِ تُخْفَی عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ تُعْرَفُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ حِلْسَ الْبُیُوتِ مِصْبَاحَ اللَّیْلِ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ قُنُوتَ الصَّابِرِینَ وَ صِحْ إِلَیَّ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ صِیَاحَ الْهَارِبِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ اسْتَعِنْ بِی عَلَی ذَلِكَ فَإِنِّی نِعْمَ الْعَوْنُ وَ نِعْمَ الْمُسْتَعَانُ وَ مِنْهُ یَا مُوسَی اجْعَلْنِی حِرْزَكَ وَ ضَعْ عِنْدِی كَنْزَكَ مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ.
«2»-: أَقُولُ وَ قَدْ نَقَلَ الْكَفْعَمِیُّ فِی كِتَابِ الْجُنَّةِ الْوَاقِیَةِ مِنْ كِتَابِ الشِّدَّةِ شَطْراً یَسِیراً مِمَّا یَتَعَلَّقُ بِآدَابِ الدَّاعِی وَ مُلَخَّصُهُ أَنَّهَا أَقْسَامٌ الْأَوَّلُ مَا یَتَقَدَّمُ الدُّعَاءَ وَ هُوَ الطَّهَارَةُ وَ شَمُّ الطِّیبِ وَ الرَّوَاحُ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ الصَّدَقَةُ وَ اسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ وَ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ فِی تَعْجِیلِ
إِجَابَتِهِ وَ إِقْبَالُهُ بِقَلْبِهِ وَ أَنْ لَا یَسْأَلَ مُحَرَّماً وَ تَنْظِیفُ الْبَطْنِ مِنَ الْحَرَامِ بِالصَّوْمِ وَ تَجْدِیدُ التَّوْبَةِ الثَّانِی مَا یُقَارِنُهُ وَ هُوَ تَرْكُ الْعَجَلَةِ فِیهِ وَ الْإِسْرَارُ بِهِ وَ التَّعْمِیمُ وَ تَسْمِیَةُ الْحَاجَةِ وَ الْخُشُوعُ وَ الْبُكَاءُ وَ التَّبَاكِی وَ الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ وَ تَقْدِیمُ الْإِخْوَانِ وَ رَفْعُ الْیَدَیْنِ بِهِ وَ الدُّعَاءُ بِمَا كَانَ مُتَضَمِّناً لِلِاسْمِ الْأَعْظَمِ وَ الْمِدْحَةُ لِلَّهِ وَ الثَّنَاءُ عَلَیْهِ تَعَالَی وَ أَیْسَرُ ذَلِكَ قِرَاءَةُ سُورَةِ التَّوْحِیدِ وَ تِلَاوَةُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَی وَ قَوْلُهُ یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ الثَّالِثُ مَا یَتَأَخَّرُ عَنِ الدُّعَاءِ وَ هُوَ مُعَاوَدَةُ الدُّعَاءِ مَعَ الْإِجَابَةِ وَ عَدَمُهَا وَ أَنْ یَخْتِمَ دُعَاءَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَوْلِ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَوْلِ یَا اللَّهُ الْمَانِعُ بِقُدْرَتِهِ خَلْقَهُ إلخ وَ أَنْ یَمْسَحَ بِیَدِهِ وَجْهَهُ وَ صَدْرَهُ الرَّابِعُ سَبَبُ الْإِجَابَةِ وَ قَدْ یَرْجِعُ إِلَی الْوَقْتِ إِلَی آخِرِ مَا سَنُورِدُهُ فِی بَابِ الْأَوْقَاتِ وَ الْحَالاتِ الَّتِی تُرْجَی فِیهَا الْإِجَابَةُ.
«3»- عُدَّةُ الدَّاعِی: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِذَا ابْتَهَلَ وَ دَعَا كَمَا یَسْتَطْعِمُ
ص: 306
الْمِسْكِینُ.
وَ فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی علیه السلام أَلْقِ كَفَّیْكَ ذُلًّا بَیْنَ یَدَیَّ كَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلَی سَیِّدِهِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ رُحِمْتَ وَ أَنَا أَكْرَمُ الْقَادِرِینَ یَا مُوسَی سَلْنِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُمَا بِیَدِی لَا یَمْلِكُهُمَا غَیْرِی وَ انْظُرْ حِینَ تَسْأَلُنِی كَیْفَ رَغْبَتُكَ فِیمَا عِنْدِی لِكُلِّ عَامِلٍ جَزَاءٌ وَ قَدْ یُجْزَی الْكَفُورُ بِمَا سَعَی (1).
وَ سَأَلَ أَبُو بَصِیرٍ الصَّادِقَ علیه السلام عَنِ الدُّعَاءِ وَ رَفْعِ الْیَدَیْنِ فَقَالَ عَلَی خَمْسَةِ أَوْجُهٍ الْأَوَّلُ التَّعَوُّذُ فَتَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بِبَاطِنِ كَفَّیْكَ الثَّانِی الدُّعَاءُ فِی الرِّزْقِ فَتَبْسُطُ كَفَّیْكَ وَ تُفْضِی بِبَاطِنِهِمَا إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثُ التَّبَتُّلُ فَإِیمَاؤُكَ بِإِصْبَعِكَ السَّبَّابَةِ الرَّابِعُ الِابْتِهَالُ فَتَرْفَعُ یَدَیْكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَكَ الْخَامِسُ التَّضَرُّعُ أَنْ تُحَرِّكَ إِصْبَعَكَ السَّبَّابَةَ مِمَّا یَلِی وَجْهَكَ وَ هُوَ دُعَاءُ الْخِیفَةِ.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَرَّ بِی رَجُلٌ وَ أَنَا أَدْعُو فِی صَلَاتِی بِیَسَارِی فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بِیَمِینِكَ فَقُلْتُ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَقّاً عَلَی هَذِهِ كَحَقِّهِ عَلَی هَذِهِ وَ قَالَ الرَّغْبَةُ تَبْسُطُ یَدَیْكَ وَ تُظْهِرُ بَاطِنَهُمَا وَ الرَّهْبَةُ تَبْسُطُ یَدَیْكَ وَ تُظْهِرُ ظَهْرَهُمَا وَ التَّضَرُّعُ تُحَرِّكُ السَّبَّابَةَ الْیُمْنَی یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ التَّبَتُّلُ تُحَرِّكُ السَّبَّابَةَ الْیُسْرَی تَرْفَعُهَا فِی السَّمَاءِ رِسْلًا وَ تَضَعُهَا رِسْلًا وَ الِابْتِهَالُ تَبْسُطُ یَدَیْكَ وَ ذِرَاعَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ الِابْتِهَالُ حِینَ تَرَی أَسْبَابَ الْبُكَاءِ.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَا بَسَطَ عَبْدٌ یَدَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا اسْتَحْیَا اللَّهُ أَنْ یَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّی یَجْعَلَ فِیهَا مِنْ فَضْلِهِ وَ رَحْمَتِهِ مَا یَشَاءُ فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا یَرُدُّ یَدَهُ حَتَّی یَمْسَحَ بِهَا عَلَی رَأْسِهِ وَ وَجْهِهِ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَلَی وَجْهِهِ وَ صَدْرِهِ.
«4»- ید، [التوحید] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَرَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی رَجُلٍ وَ هُوَ رَافِعٌ بَصَرَهُ إِلَی السَّمَاءِ یَدْعُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غُضَّ بَصَرَكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ.
ص: 307
وَ قَالَ: وَ مَرَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی رَجُلٍ رَافِعٍ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَدْعُو فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اقْصُرْ مِنْ یَدَیْكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَنَالَهُ (1).
«5»- ید، [التوحید] الْأُشْنَانِیُّ عَنِ ابْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ لَمَّا نَاجَی رَبَّهُ قَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنْتَ مِنِّی فَأُنَادِیَكَ أَمْ قَرِیبٌ فَأُنَاجِیَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَیْهِ أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ إِنِّی أَكُونُ فِی حَالٍ أُجِلُّكَ أَنْ أَذْكُرَكَ فِیهَا فَقَالَ یَا مُوسَی اذْكُرْنِی عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ دَعَا فَخَتَمَ دُعَاءَهُ بِقَوْلِ ما شاءَ اللَّهُ- لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِلَّا أُجِیبَ صَاحِبُهُ (3).
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن سلمة: مثله (4).
«7»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: السُّؤَالُ بَعْدَ الْمَدْحِ فَامْدَحُوا اللَّهَ ثُمَّ سَلُوا الْحَوَائِجَ.
وَ قَالَ علیه السلام: أَثْنُوا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ امْدَحُوهُ قَبْلَ طَلَبِ الْحَوَائِجِ (5).
وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ الصَّلَاةِ فَلْیَرْفَعْ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ لْیَنْصَبْ فِی الدُّعَاءِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَیْسَ اللَّهُ فِی كُلِّ مَكَانٍ قَالَ بَلَی قَالَ فَلِمَ یَرْفَعُ الْعَبْدُ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (6) فَمَنْ أَیْنَ یُطْلَبُ الرِّزْقُ إِلَّا مِنْ مَوْضِعِهِ وَ مَوْضِعُ الرِّزْقِ وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 308
السَّمَاءُ(1).
وَ قَالَ علیه السلام: صَلُّوا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْبَلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ دُعَائِكُمْ لَهُ وَ حِفْظِكُمْ إِیَّاهُ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
أقول: سیأتی أخبار الصلاة فی بابها.
«8»- ید، [التوحید] الدَّقَّاقُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ: فِی حَدِیثِ الزِّنْدِیقِ الَّذِی أَتَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ لَمَّا نَفَی علیه السلام عَنِ اللَّهِ الْمَكَانَ قَالَ الزِّنْدِیقُ فَمَا الْفَرْقُ بَیْنَ أَنْ تَرْفَعُوا أَیْدِیَكُمْ إِلَی السَّمَاءِ وَ بَیْنَ أَنْ تَخْفِضُوهَا نَحْوَ الْأَرْضِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَلِكَ فِی عِلْمِهِ وَ إِحَاطَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ سَوَاءٌ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ أَوْلِیَاءَهُ وَ عِبَادَهُ بِرَفْعِ أَیْدِیهِمْ إِلَی السَّمَاءِ نَحْوَ الْعَرْشِ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ مَعْدِنَ الرِّزْقِ فَثَبَّتْنَا مَا ثَبَّتَهُ الْقُرْآنُ وَ الْأَخْبَارُ عَنِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ قَالَ ارْفَعُوا أَیْدِیَكُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هَذَا یُجْمِعُ عَلَیْهِ فِرَقُ الْأُمَّةِ كُلُّهَا(3).
ج، [الإحتجاج] مرسلا: مثله (4).
«9»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ شُجَاعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَیْنَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِیمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ یَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فَأَوَوْا إِلَی غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ یَا هَؤُلَاءِ وَ اللَّهِ مَا یُنْجِیكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ فَلْیَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا یَعْلَمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِیهِ فَقَالَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِی أَجِیرٌ عَمِلَ لِی عَلَی فَرَقٍ (5)مِنْ
ص: 309
أَرُزٍّ فَذَهَبَ وَ تَرَكَهُ فَزَرَعْتُهُ فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّی اشْتَرَیْتُ مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ بَقَراً ثُمَّ أَتَانِی فَطَلَبَ أَجْرَهُ فَقُلْتُ اعْمِدْ إِلَی تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا فَقَالَ إِنَّمَا لِی عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ فَقُلْتُ اعْمِدْ إِلَی تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ فَسَاقَهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْیَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ وَ قَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِی أَبَوَانِ شَیْخَانِ كَبِیرَانِ فَكُنْتُ آتِیهِمَا كُلَّ لَیْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِی فَأَبْطَأَتُ عَلَیْهِمَا ذَاتَ لَیْلَةٍ فَأَتَیْتُهُمَا وَ قَدْ رَقَدَا وَ أَهْلِی وَ عِیَالِی یَتَضَاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ (1) فَكُنْتُ لَا أَسْقِیهِمْ حَتَّی یَشْرَبَ أَبَوَایَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ رَقْدَتِهِمَا وَ كَرِهْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَیَسْتَیْقِظَا لِشُرْبِهِمَا فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُهُمَا حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْیَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ حَتَّی نَظَرُوا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِیَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَیَّ وَ أَنِّی رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ عَلَیَّ إِلَّا أَنْ آتِیَهَا بِمِائَةِ دِینَارٍ فَطَلَبْتُهَا حَتَّی قَدَرْتُ عَلَیْهَا فَجِئْتُ بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهَا فَأَمْكَنَتْنِی مِنْ نَفْسِهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَیْنَ رِجْلَیْهَا قَالَتِ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ عَنْهَا وَ تَرَكْتُ لَهَا الْمِائَةَ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْیَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَفَرَّجَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا(2).
«10»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ أَیِّ الْقُرْآنِ شَاءَ ثُمَّ قَالَ یَا اللَّهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَلَوْ دَعَا عَلَی الصَّخْرَةِ لَقَلَعَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ (3).
«11»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ
ص: 310
ع: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (1).
«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی هَمَّامٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ سِرّاً دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِینَ دَعْوَةً عَلَانِیَةً(2).
«13»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِیرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَا عَبْدَ الْحَمِیدِ إِنَّ لِلَّهِ رُسُلًا مُسْتَعْلِنِینَ وَ رُسُلًا مُسْتَخْفِینَ فَإِذَا سَأَلْتَهُ بِحَقِّ الْمُسْتَعْلِنِینَ فَسَلْهُ بِحَقِّ الْمُسْتَخْفِینَ (3).
ك، [إكمال الدین] أبی و ابن الولید معا عن سعد عن ابن عیسی و علی بن إسماعیل بن عیسی عن محمد بن عمرو بن سعید عن الجریری عن ابن أبی الدیلم: مثله (4).
«14»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا یَكُونُ بِهِ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِذَا كُرِبْتُمْ وَ اغْتَمَمْتُمْ دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَفَرَّجَ عَنْكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّنَا- لَا نُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً ثُمَّ ادْعُوَا بِمَا بَدَا لَكُمْ (5).
«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ دَاوُدَ النَّبِیَّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ فِی مِحْرَابِهِ إِذْ مَرَّتْ بِهِ دُودَةٌ حَمْرَاءُ صَغِیرَةٌ تَدِبُّ حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی مَوْضِعِ سُجُودِهِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا دَاوُدُ وَ حَدَّثَ فِی نَفْسِهِ لِمَ خَلَقْتَ هَذِهِ الدُّودَةَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهَا تَكَلَّمِی فَقَالَتْ لَهُ یَا دَاوُدُ هَلْ سَمِعْتَ حِسِّی أَوِ اسْتَبَنْتَ عَلَی الصَّفَا أَثَرِی فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ لَا قَالَتْ فَإِنَّ اللَّهَ یَسْمَعُ دَبِیبِی وَ نَفَسِی
ص: 311
وَ حِسِّی وَ یَرَی أَثَرَ مَشْیِی فَاخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ.
«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (1).
«17»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَعْلَمُ مَا یُرِیدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ وَ لَكِنْ یُحِبُّ أَنْ یَبُثَّ إِلَیْهِ الْحَوَائِجَ فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمِّ حَاجَتَكَ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ أَنْ یُسْأَلَ.
وَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ إِذَا دَعَوْتَ فَظُنَّ أَنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: دَعْوَةٌ فِی السِّرِّ تَعْدِلُ سَبْعِینَ دَعْوَةً فِی الْعَلَانِیَةِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَسْتَجِیبَ اللَّهُ لَهُ فِی الشَّدَائِدِ وَ الْكُرَبِ فَلْیُكْثِرِ الدُّعَاءَ عِنْدَ الرَّخَاءِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الدَّاعِی بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِی بِلَا وَتَرٍ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَعَرَّفْ إِلَی اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْكَ فِی الشِّدَّةِ.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَی اللَّهِ فَیَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ حَتَّی یَنْسَی حَاجَتَهُ فَیَقْضِیهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْأَلَهُ إِیَّاهَا وَ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سَیِّدُ الْأَذْكَارِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یُسْأَلَ حَاجَتَیْنِ یَقْضِی أَحَدَهُمَا وَ یَمْنَعُ عَنِ الْآخَرِ.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِیَّاكُمْ أَنْ یَسْأَلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ شَیْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ حَتَّی یَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ الْمِدْحَةِ لَهُ وَ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ الِاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ ثُمَّ الْمَسْأَلَةِ.
ص: 312
وَ عَنْهُ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْعُوَ فَمَجِّدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ احْمَدْهُ وَ سَبِّحْهُ وَ هَلِّلْهُ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ سَلْ تُعْطَهُ.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ إِذَا بَدَأَ الرَّجُلُ بِالثَّنَاءِ قَبْلَ الدُّعَاءِ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ وَ إِذَا بَدَأَ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ الثَّنَاءِ كَانَ عَلَی رَجَاءٍ وَ قَدْ أَدَّبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَوْلِهِ السَّلَامُ قَبْلَ الْكَلَامِ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی إِذَا وَقَفْتَ بَیْنَ یَدَیَّ فَقِفْ وَقْفَ الذَّلِیلِ الْفَقِیرِ.
وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كَانَتْ لَهُ دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ إِمَّا مُعَجَّلَةٌ وَ إِمَّا مُؤَجَّلَةٌ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دَعَا أَحَدٌ فَلْیَعُمَّ فَإِنَّهُ أَوْجَبُ لِلدُّعَاءِ وَ مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ قَبْلَ أَنْ یَدْعُوَ لِنَفْسِهِ اسْتُجِیبَ لَهُ فِیهِمْ وَ فِی نَفْسِهِ.
وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: إِذَا نَزَلَ بِالرَّجُلِ الشِّدَّةُ وَ النَّازِلَةُ فَلْیَصُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ الصَّبْرُ الصَّوْمُ وَ قَالَ دَعْوَةُ الصَّائِمِ یُسْتَجَابُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ الرِّقَّةِ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ادْعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ دُعَاءَ مَنْ قَلْبُهُ لَاهٍ.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ لَا تُرَدُّ یَدُ عَبْدٍ عَلَیْهَا عَقِیقٌ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمَرَنِی جَبْرَئِیلُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ قَائِماً وَ أَنْ أَحْمَدَهُ رَاكِعاً وَ أَنْ أُسَبِّحَهُ سَاجِداً وَ أَنْ أَدْعُوَهُ جَالِساً.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَغْلِقُوا أَبْوَابَ الْمَعْصِیَةِ بِالاسْتِعَاذَةِ وَ افْتَحُوا أَبْوَابَ الطَّاعَةِ بِالتَّسْمِیَةِ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُرَدُّ دُعَاءٌ أَوَّلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ-.
«18»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ
ص: 313
بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یُسْأَلَ حَاجَتَیْنِ فَیَقْضِیَ إِحْدَاهُمَا وَ یَمْنَعَ الْأُخْرَی (1).
«19»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی حَفْصُ بْنُ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یَسْأَلَ رَبَّهُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ لَا یَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ یَسْأَلْهُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ فِیمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی ادْعُنِی دُعَاءَ الْحَزِینِ الْغَرِیقِ الَّذِی لَیْسَ لَهُ مُغِیثٌ یَا عِیسَی سَلْنِی وَ لَا تَسْأَلْ غَیْرِی فَیَحْسُنَ مِنْكَ الدُّعَاءُ وَ مِنِّی الْإِجَابَةُ وَ لَا تَدْعُنِی إِلَّا مُتَضَرِّعاً إِلَیَّ وَ هَمُّكَ هَمّاً وَاحِداً فَإِنَّكَ مَتَی تَدْعُنِی كَذَلِكَ أَجَبْتُكَ (2).
وَ رَوَی الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِیَّاكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ شَیْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا حَتَّی یَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمِدْحَةِ لَهُ وَ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یَسْأَلَ اللَّهَ حَوَائِجَهُ.
وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّمَا هِیَ الْمِدْحَةُ ثُمَّ الثَّنَاءُ ثُمَّ الْإِقْرَارُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ الْمَسْأَلَةُ إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَقْبَلُ اللَّهُ دُعَاءَ قَلْبٍ لَاهٍ.
وَ رَوَی سَیْفُ بْنُ عَمِیرَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ یَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ یَنْفَعُكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ احْفَظِ اللَّهَ یَحْفَظْكَ اللَّهُ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَی اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْكَ فِی الشِّدَّةِ وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ جَرَی الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَهَدُوا عَلَی أَنْ یَنْفَعُوكَ بِمَا لَمْ یَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ.
وَ قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ علیه السلام: الدُّعَاءُ بَعْدَ مَا یَنْزِلُ الْبَلَاءُ لَا یُنْتَفَعُ بِهِ.
«20»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُمَا وَ سُجُودَهُمَا ثُمَّ سَلَّمَ وَ أَثْنَی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی رَسُولِ
ص: 314
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَأَلَ حَاجَتَهُ فَقَدْ طَلَبَ فِی مَظَانِّهِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَیْرَ فِی مَظَانِّهِ لَمْ یَخِبْ (1).
وَ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِیَّاكُمْ وَ أَنْ یَسْأَلَ أَحَدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ حَتَّی یَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمِدْحَةِ لَهُ وَ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ ثُمَّ یَسْأَلُ حَوَائِجَهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ فِی كِتَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ فَإِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَجِّدْهُ قَالَ قُلْتُ كَیْفَ أُمَجِّدُهُ قَالَ تَقُولُ- یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ(2).
تم، [فلاح السائل] الأهوازی عن ابن بكیر عن محمد: مثله (3).
«21»- مكا، [مكارم الأخلاق] عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْعُوَ فَمَجِّدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ احْمَدْهُ وَ سَبِّحْهُ وَ هَلِّلْهُ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ علیهم السلام ثُمَّ سَلْ تُعْطَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْیُثْنِ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ لْیَمْدَحْهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ مِنَ السُّلْطَانِ هَیَّأَ لَهُ مِنَ الْكَلَامِ أَحْسَنَ مَا قَدَرَ عَلَیْهِ فَإِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَةَ فَمَجِّدُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ وَ امْدَحُوهُ وَ أَثْنُوا عَلَیْهِ یَقُولُ یَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ- وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً یَا مَنْ یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ یَحْكُمُ ما یُرِیدُ وَ یَقْضِی مَا أَحَبَّ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ أَكْثِرْ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ كَثِیرَةٌ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ قُلِ- اللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ مَا أَكُفُّ بِهِ وَجْهِی وَ أُؤَدِّی عَنِّی أَمَانَتِی وَ أَصِلُ بِهِ رَحِمِی وَ یَكُونُ عَوْناً لِی عَلَی الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ- وَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ
ص: 315
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْجَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَ جَاءَ آخَرُ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ أَثْنَی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله سَلْ تُعْطَ.
دُرُسْتُ بْنُ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ رَهْطِ أَرْبَعِینَ رَجُلًا اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَمْرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونُوا أَرْبَعِینَ فَأَرْبَعَةٌ یَدْعُونَ اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونُوا أَرْبَعَةً فَوَاحِدٌ یَدْعُو اللَّهَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً وَ یَسْتَجِیبُ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ لَهُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی علیه السلام إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنُوا.
وَ عَنْهُ علیه السلام: الدَّاعِی وَ الْمُؤَمِّنُ شَرِیكَانِ فِی الْأَجْرِ(1).
هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَعَا فَلَمْ یَذْكُرِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رُفْرِفَ الدُّعَاءُ عَلَی رَأْسِهِ فَإِذَا ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَ الدُّعَاءُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْعَلُ ثُلُثَ صَلَاتِی لَكَ- لَا بَلْ أَجْعَلُ نِصْفَ صَلَاتِی لَكَ لَا بَلْ أَجْعَلُ كُلَّهَا لَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذاً تُكْفَی مَئُونَةَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ ابْنِ الْحَكَمِ قَالا: سَأَلْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی أَجْعَلُ صَلَاتِی كُلَّهَا لَكَ قَالَ یُقَدِّمُهُ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حَاجَةٍ فَلَا یَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً حَتَّی یَبْدَأَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی حَوَائِجَهُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَجْعَلُونِی كَقَدَحِ الرَّاكِبِ إِنَّ الرَّاكِبَ یَمْلَأُ قَدَحَهُ فَیَشْرَبُهُ إِذَا شَاءَ اجْعَلُونِی فِی أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَ آخِرِهِ وَ وَسَطِهِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْیَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ یَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَقْبَلَ الطَّرَفَیْنِ وَ یَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِی مَجْلِسٍ فَلَمْ
ص: 316
یَذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ یُصَلُّوا عَلَی نَبِیِّهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً وَ وَبَالًا عَلَیْهِمْ (1).
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِیبَ لَهُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكاً یَقُولُ وَ لَكَ مِثْلَاهُ.
قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأَجِدُ آیَتَیْنِ فِی كِتَابِ اللَّهِ أَطْلُبُهُمَا فَلَا أَجِدُهُمَا قَالَ فَقَالَ علیه السلام وَ مَا هُمَا قُلْتُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (2) فَنَدْعُوهُ فَلَا نَرَی إِجَابَةً قَالَ أَ فَتَرَی اللَّهَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَهْ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ لَكِنِّی أُخْبِرُكَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِیمَا أَمَرَ بِهِ ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ قُلْتُ وَ مَا جِهَةُ الدُّعَاءِ قَالَ تَبْدَأُ فَتَحْمَدُ اللَّهَ وَ تُمَجِّدُهُ وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عَلَیْكَ فَتَشْكُرُهُ ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُقِرُّ بِهَا ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ مِنْهَا فَهَذِهِ جِهَةُ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ وَ مَا الْآیَةُ الْأُخْرَی قُلْتُ قَوْلُهُ- وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ (3) وَ أَرَانِی أُنْفِقُ وَ لَا أَرَی خَلَفاً قَالَ علیه السلام أَ فَتَرَی اللَّهَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَهْ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَ أَنْفَقَ فِی حَقِّهِ لَمْ یُنْفِقْ دِرْهَماً إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَیْهِ (4).
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ كُلَّ دُعَاءٍ لَا یَكُونُ قَبْلَهُ تَمْجِیدٌ فَهُوَ أَبْتَرُ وَ إِنَّمَا التَّمْجِیدُ ثُمَّ الدُّعَاءُ قُلْتُ مَا أَدْنَی مَا یُجْزِئُ مِنَ التَّمْجِیدِ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَیْسَ قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَیْسَ بَعْدَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَیْسَ فَوْقَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَیْسَ دُونَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (5).
ص: 317
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آیَةٍ مِنْ أَیِّ الْقُرْآنِ شَاءَ ثُمَّ قَالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ یَا اللَّهُ فَلَوْ دَعَا عَلَی الصُّخُورِ فَلَقَهَا(1).
«22»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْیُثْنِ عَلَی رَبِّهِ وَ لْیَمْدَحْهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ مِنَ السُّلْطَانِ هَیَّأَ لَهُ مِنَ الْكَلَامِ أَحْسَنَ مَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ فَإِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَةَ فَمَجِّدُوا اللَّهُ وَ امْدَحُوهُ وَ أَثْنُوا عَلَیْهِ تَمَامَ الْخَبَرِ(2).
«23»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّمَا هِیَ الْمِدْحَةُ ثُمَّ الْإِقْرَارُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ الْمَسْأَلَةُ وَ اللَّهِ مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ(3).
«24»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: قَالَ الْحَلَبِیُّ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی جَارِیَةً تُعْجِبُنِی فَلَیْسَ یَكَادُ یَبْقَی لِی مِنْهَا وَلَدٌ وَ لِی مِنْهَا غُلَامٌ وَ هُوَ یَبْكِی وَ یَفْزَعُ بِاللَّیْلِ وَ أَتَخَوَّفُ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَبْقَی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَیْنَ أَنْتَ مِنَ الدُّعَاءِ قُمْ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ فَتَوَضَّأْ وَ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ صَلَاتَكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُ حَتَّی تَمْدَحَهُ رَدَّدَ ذَلِكَ مِرَاراً یَأْمُرُهُ بِالْمِدْحَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ مِدْحَةِ رَبِّكَ فَصَلِّ عَلَی نَبِیِّكَ ثُمَّ سَلْهُ یُعْطِكَ أَ مَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی عَلَی رَجُلٍ وَ هُوَ یُصَلِّی
فَلَمَّا قَضَی الرَّجُلُ الصَّلَاةَ أَقْبَلَ یَسْأَلُ رَبَّهُ حَاجَتَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَجَّلَ الْعَبْدُ عَلَی رَبِّهِ وَ أَتَی عَلَی آخَرَ وَ هُوَ یُصَلِّی فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ مَدَحَ رَبَّهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مِدْحَةِ رَبِّهِ صَلَّی عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ سَلْ تُعْطَ سَلْ تُعْطَ(4).
«25»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرّاً دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِینَ دَعْوَةً عَلَانِیَةً.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ
ص: 318
أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا یَعْلَمُ عِظَمَ ثَوَابِ الدُّعَاءِ وَ تَسْبِیحَ الْعَبْدِ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (1).
«26»- تم، [فلاح السائل] بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَذَرَ ظَالِماً بِظُلْمِهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَنْ یَظْلِمُهُ وَ إِنْ دَعَا لَمْ یَسْتَجِبْ لَهُ وَ لَمْ یَأْجُرْهُ اللَّهُ عَلَی ظُلَامَتِهِ.
«27»- تم، [فلاح السائل] الصَّفَّارُ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی السَّهْمِیِّ عَنْ نَوْفٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ علیه السلام قُلْ لِلْمَلَإِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تَدْخُلُوا بَیْتاً مِنْ بُیُوتِی إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفٍّ نَقِیَّةٍ وَ قُلْ لَهُمْ إِنِّی غَیْرُ مُسْتَجِیبٍ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ(2).
«28»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ آیَتَانِ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَا أَدْرِی مَا تَأْوِیلُهُمَا فَقَالَ وَ مَا هُمَا قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَی- ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (3) ثُمَّ أَدْعُو فَلَا أَرَی الْإِجَابَةَ قَالَ فَقَالَ لِی أَ فَتَرَی اللَّهَ تَعَالَی أَخْلَفَ وَعْدَهُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَهْ قُلْتُ لَا أَدْرِی فَقَالَ الْآیَةُ الْأُخْرَی قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (4) فَأُنْفِقُ فَلَا أَرَی خَلَفاً قَالَ أَ فَتَرَی اللَّهَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَهْ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ لَكِنِّی أُخْبِرُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَطَعْتُمُوهُ فِیمَا أَمَرَكُمْ بِهِ ثُمَّ دَعَوْتُمُوهُ لَأَجَابَكُمْ وَ لَكِنْ تُخَالِفُونَهُ وَ تَعْصُونَهُ فَلَا یُجِیبُكُمْ وَ أَمَّا قَوْلُكَ تُنْفِقُونَ فَلَا تَرَوْنَ خَلَفاً أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ كَسَبْتُمُ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ ثُمَ
ص: 319
أَنْفَقْتُمُوهُ فِی حَقِّهِ لَمْ یُنْفِقْ رَجُلٌ دِرْهَماً إِلَّا أَخْلَفَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَوْ دَعَوْتُمُوهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ لَأَجَابَكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ عَاصِینَ قَالَ قُلْتُ وَ مَا جِهَةُ الدُّعَاءِ قَالَ إِذَا أَدَّیْتَ الْفَرِیضَةَ مَجَّدْتَ اللَّهَ وَ عَظَّمْتَهُ وَ تَمْدَحُهُ بِكُلِّ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ تُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَجْتَهِدُ فِی الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ تَشْهَدُ لَهُ بِتَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ وَ تُصَلِّی عَلَی أَئِمَّةِ الْهُدَی علیهم السلام ثُمَّ تَذْكُرُ بَعْدَ التَّحْمِیدِ لِلَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَبْلَاكَ وَ أَوْلَاكَ وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ وَ عَلَیْكَ وَ مَا صَنَعَ بِكَ فَتَحْمَدُهُ وَ تَشْكُرُهُ عَلَی ذَلِكَ ثُمَّ تَعْتَرِفُ بِذُنُوبِكَ ذَنْبٍ ذَنْبٍ وَ تُقِرُّ بِهَا أَوْ بِمَا ذَكَرْتَ مِنْهَا وَ تُجْمِلُ مَا خَفِیَ عَلَیْكَ مِنْهَا فَتَتُوبُ إِلَی اللَّهِ مِنْ جَمِیعِ مَعَاصِیكَ وَ أَنْتَ تَنْوِی أَلَّا تَعُودَ وَ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا بِنَدَامَةٍ وَ صِدْقِ نِیَّةٍ وَ خَوْفٍ وَ رَجَاءٍ وَ یَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعْتَذِرُ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ فَأَعِنِّی عَلَی طَاعَتِكَ وَ وَفِّقْنِی لِمَا أَوْجَبْتَ عَلَیَّ مِنْ كُلِّ مَا یُرْضِیكَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ أَحَداً بَلَغَ شَیْئاً مِنْ طَاعَتِكَ إِلَّا بِنِعْمَتِكَ عَلَیْهِ قَبْلَ طَاعَتِكَ فَأَنْعِمْ عَلَیَّ بِنِعْمَةٍ أَنَالُ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ ثُمَّ تَسْأَلُ بَعْدَ ذَلِكَ حَاجَتَكَ فَإِنِّی أَرْجُو أَنْ لَا یُخَیِّبَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).
«29»- تم، [فلاح السائل] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی الرَّاشِدِیِّ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام قُلْ لِلْجَبَّارِینَ- لَا یَذْكُرُونِّی فَإِنَّهُ لَا یَذْكُرُنِی عَبْدٌ إِلَّا ذَكَرْتُهُ وَ إِنْ ذَكَرُونِی ذَكَرْتُهُمْ فَلَعَنْتُهُمْ (2).
«30»- تم، [فلاح السائل] الصَّفَّارُ عَنْ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی- لَا أُجِیبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ ظُلْمَهَا وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ الْمَظْلَمَةِ(3).
«31»- تم، [فلاح السائل] مِنْ كِتَابِ رَبِیعِ الْأَبْرَارِ قَالَ: مَرَّ مُوسَی علیه السلام عَلَی قَرْیَةٍ مِنْ قُرَی
ص: 320
بَنِی إِسْرَائِیلَ فَنَظَرَ إِلَی أَغْنِیَائِهِمْ قَدْ لَبِسُوا الْمُسُوحَ وَ جَعَلُوا التُّرَابَ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ هُمْ قِیَامٌ عَلَی أَرْجُلِهِمْ تَجْرِی دُمُوعُهُمْ عَلَی خُدُودِهِمْ فَبَكَی رَحْمَةً لَهُمْ فَقَالَ إِلَهِی هَؤُلَاءِ بَنُو إِسْرَائِیلَ حَنُّوا إِلَیْكَ حَنِینَ الْحَمَامِ وَ عَوَوْا عَوَی الذُّبَابِ وَ نَبَحُوا نُبَاحَ الْكِلَابِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ وَ لِمَ ذَاكَ لِأَنَّ خَزَانَتِی قَدْ نَفِدَتْ أَمْ لِأَنَّ ذَاتَ یَدِی قَدْ قَلَّتْ أَمْ لَسْتُ أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ لَكِنْ أَعْلِمْهُمْ أَنِّی عَلِیمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ یَدْعُونَنِی وَ قُلُوبُهُمْ غَائِبَةٌ عَنِّی مَائِلَةٌ إِلَی الدُّنْیَا.
وَ رَأَیْنَا فِی كِتَابِ الْأَدْعِیَةِ الْمَرْوِیَّةِ مِنَ الْحَضْرَةِ النَّبَوِیَّةِ لِلسَّمْعَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَّصِلِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: ادْعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبِ غَافِلٍ لَاهٍ.
وَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی ابْنِ عُقْدَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یُسْتَجَابَ لَهُ فَلْیُطَیِّبْ كَسْبَهُ وَ لْیَخْرُجْ مِنْ مَظَالِمِ النَّاسِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُرْفَعُ إِلَیْهِ دُعَاءُ عَبْدٍ وَ فِی بَطْنِهِ حَرَامٌ أَوْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ.
وَ فِی كِتَابِ الْأَدْعِیَةِ لِلسَّمْعَانِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مَعْنَاهُ: إِذَا كَانَ الدَّاعِی مَطْعَمُهُ حَرَاماً وَ غُذِّیَ بِحَرَامِ فَأَنَّی یُسْتَجَابُ لِذَلِكَ.
وَ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ رَفَعَهُ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدٍ یَرْفَعُ یَدَهُ وَ فِیهَا خَاتَمُ فَیْرُوزَجٍ فَأَرُدَّهَا خَائِبَةً.
وَ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الْعَقِیقِ لِقُرَیْشِ بْنِ مُهَنَّا الْعَلَوِیِّ بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا رُفِعَتْ كَفٌّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ كَفٍّ فِیهَا خَاتَمُ عَقِیقٍ.
«32»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ اسْتَسْلَمَ عَبْدِی اقْضُوا حَاجَتَهُ (1).
ص: 321
«33»- سن، [المحاسن] یَحْیَی بْنُ أَبِی بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ مَلَائِكَتِی اسْتَسْلَمَ عَبْدِی أَعِینُوهُ أَدْرِكُوهُ اقْضُوا حَاجَتَهُ (1).
«34»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنْتَ فَأُنَادِیَكَ أَمْ قَرِیبٌ أَنْتَ فَأُنَاجِیَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا مُوسَی أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَكَرَنِی (2).
«35»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الدُّعَاءُ لِإِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ الدُّعَاءُ لِنَفْسِكَ بِمَا أَحْبَبْتَ.
«36»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: احْفَظْ آدَابَ الدُّعَاءِ وَ انْظُرْ مَنْ تَدْعُو وَ كَیْفَ تَدْعُو وَ لِمَا ذَا تَدْعُو وَ حَقِّقْ عَظَمَةَ اللَّهِ وَ كِبْرِیَاءَهُ وَ عَایِنْ بِقَلْبِكَ عِلْمَهُ بِمَا فِی ضَمِیرِكَ وَ اطِّلَاعَهُ عَلَی سِرِّكَ وَ مَا یَكُنْ فِیهِ مِنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ اعْرِفْ طُرُقَ نَجَاتِكَ وَ هَلَاكِكَ كَیْلَا تَدْعُوَ اللَّهَ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ هَلَاكُكَ وَ أَنْتَ تَظُنُّ فِیهِ نَجَاتَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا(3) وَ تَفَكَّرْ مَا ذَا تَسْأَلُ وَ كَمْ تَسْأَلُ وَ لِمَا ذَا تَسْأَلُ وَ الدُّعَاءُ اسْتِجَابَةُ الْكُلِّ مِنْكَ لِلْحَقِّ وَ تَذْوِیبُ الْمُهْجَةِ فِی مُشَاهَدَةِ الرَّبِّ وَ تَرْكُ الِاخْتِیَارِ جَمِیعاً وَ تَسْلِیمُ الْأُمُورِ كُلِّهَا ظَاهِراً وَ بَاطِناً إِلَی اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِشَرْطِ الدُّعَاءِ فَلَا تَنْتَظِرِ الْإِجَابَةَ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی فَلَعَلَّكَ تَدْعُوهُ بِشَیْ ءٍ قَدْ عَلِمَ مِنْ سِرِّكَ خِلَافَ ذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ لِبَعْضِهِمْ أَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الْمَطَرَ بِالدُّعَاءِ وَ أَنَا أَنْتَظِرُ الْحَجَرَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ أَمَرَنَا بِالدُّعَاءِ لَكُنَّا إِذاً أَخْلَصْنَا الدُّعَاءَ تَفَضَّلْ عَلَیْنَا بِالْإِجَابَةِ فَكَیْفَ وَ قَدْ ضَمِنَ ذَلِكَ لِمَنْ أَتَی بِشَرَائِطِ الدُّعَاءِ وَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ قَالَ كُلُّ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ أَعْظَمُ فَفَرِّغْ قَلْبَكَ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ وَ ادْعُهُ بِأَیِّ اسْمٍ شِئْتَ فَلَیْسَ فِی الْحَقِیقَةِ لِلَّهِ اسْمٌ دُونَ
ص: 322
اسْمٍ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ الدُّعَاءَ مِنْ قَلْبِ لَاهٍ فَإِذَا أَتَیْتَ بِمَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ شَرَائِطِ الدُّعَاءِ وَ أَخْلَصْتُ بِسِرِّكَ لِوَجْهِهِ فَأَبْشِرْ بِإِحْدَی الثَّلَاثِ إِمَّا أَنْ یُعَجِّلَ لَكَ مَا سَأَلْتَ وَ إِمَّا أَنْ یَدَّخِرَ لَكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَ إِمَّا أَنْ یَصْرِفَ عَنْكَ مِنَ الْبَلَاءِ مَا أَنْ لَوْ أَرْسَلَهُ عَلَیْكَ لَهَلَكْتَ.
قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِی عَنْ مَسْأَلَتِی أَعْطَیْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِی السَّائِلِینَ.
قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ مَرَّةً فَاسْتَجَابَ وَ نَسِیتُ الْحَاجَةَ لِأَنَّ اسْتِجَابَتَهُ بِإِقْبَالِهِ عَلَی عَبْدِهِ عِنْدَ دَعْوَتِهِ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ مِمَّا یُرِیدُ مِنْهُ الْعَبْدُ وَ لَوْ كَانَتِ الْجَنَّةُ وَ نَعِیمُهَا الْأَبَدُ وَ لَكِنْ لَا یَعْقِلُ ذَلِكَ إِلَّا الْعَامِلُونَ الْمُحِبُّونَ الْعَابِدُونَ الْعَارِفُونَ صَفْوَةَ اللَّهِ وَ خَاصَّتَهُ (1).
«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی (2) یَعْلَمُونَ أَنِّی أَقْدِرُ عَلَی أَنْ أُعْطِیَهُمْ مَا یَسْأَلُونِّیَ (3).
«38»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ یَدَهُ إِلَی اللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا اسْتَحْیَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّی یَجْعَلَ فِیهَا مِنْ فَضْلِ رَحْمَتِهِ مَا یَشَاءُ فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا یَرُدَّ یَدَهُ حَتَّی یَمْسَحَهَا عَلَی رَأْسِهِ وَ وَجْهِهِ (4).
عدة الداعی، روی ابن القداح عنه علیه السلام: مثله.
«39»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرّاً دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِینَ دَعْوَةً عَلَانِیَةً.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَجِیبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهٍ فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَیْقِنِ الْإِجَابَةَ(5).
ص: 323
الآیات:
الأعراف: إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ (1)
هود: فَلا تَسْئَلْنِ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ- قالَ رَبِّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَ إِلَّا تَغْفِرْ لِی وَ تَرْحَمْنِی أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِینَ (2)
إسراء: وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا(3)
النمل: قالَ یا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ(4).
«1»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا صَاحِبَ الدُّعَاءِ لَا تَسْأَلْ مَا لَا یَكُونُ وَ لَا یَحِلُ (5).
«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی مع،(6)
[معانی الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ: أَنَّهُ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ دَعْوَةٍ أَضَلُّ قَالَ الدَّاعِی بِمَا لَا یَكُونُ (7).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ظُلِمَ الرَّجُلُ فَظَلَّ یَدْعُو عَلَی صَاحِبِهِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّ هَاهُنَا آخَرُ یَدْعُو عَلَیْكَ یَزْعُمُ أَنَّكَ ظَلَمْتَهُ فَإِنْ شِئْتَ أَجَبْتُكَ وَ أَجَبْتُ عَلَیْكَ وَ إِنْ
ص: 324
شِئْتَ أَخَّرْتُكُمَا فتوسعكما فَیُوسِعُكُمَا عَفْوِی (1).
«4»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ مَظْلُوماً فَمَا زَالَ یَدْعُو حَتَّی یَكُونَ ظَالِماً(2).
«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلی بَعْضٍ (3) قَالَ لَا یَتَمَنَّی الرَّجُلُ امْرَأَةَ الرَّجُلِ وَ لَا ابْنَتَهُ وَ لَكِنْ یَتَمَنَّی مِثْلَهَا(4).
«6»- نبه، [تنبیه الخاطر] عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: قُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ لَا تَقُولَنَّ هَكَذَا فَلَیْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَی النَّاسِ قَالَ فَقُلْتُ كَیْفَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی شِرَارِ خَلْقِكَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ شِرَارُ خَلْقِهِ قَالَ الَّذِینَ إِذَا أُعْطُوا مَنَعُوا وَ إِذَا مُنِعُوا عَابُوا.
«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: سَمِعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلًا یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ قَالَ علیه السلام أَرَاكَ تَتَعَوَّذُ مِنْ مَالِكَ وَ وَلَدِكَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(5) وَ لَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ (6).
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ جُعْفِیٍّ قَالَ:
ص: 325
كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ رِزْقاً طَیِّباً قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ هَذَا قُوتُ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَكِنْ سَلْ رِزْقاً لَا یُعَذِّبُكَ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هَیْهَاتَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً(1).
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ زُرَیْقٍ الْخُلْقَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَمَنَّوُا الْفِتْنَةَ فَفِیهَا هَلَاكُ الْجَبَابِرَةِ وَ طَهَارَةُ الْأَرْضِ مِنَ الْفَسَقَةِ(2).
«10»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ،: فِی التَّوْرَاةِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْعَبْدِ إِنَّكَ مَتَی ظَلَلْتَ تَدْعُونِی عَلَی عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِی مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ ظَلَمَكَ فَلَكَ مِنْ عَبِیدِی مَنْ یَدْعُو عَلَیْكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ ظَلَمْتَهُ فَإِنْ شِئْتَ أَجَبْتُكَ وَ أَجَبْتُهُ فِیكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُكُمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ أَنَّ لِرَجُلٍ فِی أُمَّتِهِ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَةٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَی بَیْتِهِ وَ أَخْبَرَ زَوْجَتَهُ بِذَلِكَ فَأَلَحَّتْ عَلَیْهِ أَنْ یَجْعَلَ دَعْوَةً لَهَا فَرَضِیَ فَقَالَتْ سَلِ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنِی أَجْمَلَ نِسَاءِ الزَّمَانِ فَدَعَا الرَّجُلُ فَصَارَتْ كَذَلِكَ ثُمَّ إِنَّهَا لَمَّا رَأَتْ رَغْبَةَ الْمُلُوكِ وَ الشُّبَّانِ الْمُتَنَعِّمِینَ فِیهَا مُتَوَفِّرَةً زَهِدَتْ فِی زَوْجِهَا الشَّیْخِ الْفَقِیرِ وَ جَعَلَتْ تُغَالِظُهُ وَ تُخَاشِنُهُ وَ هُوَ یُدَارِیهَا وَ لَا یَكَادُ یُطِیقُهَا فَدَعَا اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا كَلْبَةً فَصَارَتْ كَذَلِكَ ثُمَّ اجْتَمَعَ أَوْلَادُهَا یَقُولُونَ یَا أَبَتِ إِنَّ النَّاسَ یُعَیِّرُونَ أَنَّ أُمَّنَا كَلْبَةٌ نَابِحَةٌ وَ جَعَلُوا یَبْكُونَ وَ یَسْأَلُونَهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا كَمَا كَانَتْ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَی فَصَیَّرَهَا مِثْلَ الَّذِی كَانَتْ فِی الْحَالَةِ الْأُولَی فَذَهَبَتِ الدَّعَوَاتُ الثَّلَاثُ ضَیَاعاً.
وَ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِی ذَاتَ یَوْمٍ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَبِیعَةُ خَدَمْتَنِی سَبْعَ سِنِینَ أَ فَلَا تَسْأَلُنِی حَاجَةً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْهِلْنِی حَتَّی أُفَكِّرَ فَلَمَّا
ص: 326
أَصْبَحْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ لِی یَا رَبِیعَةُ هَاتِ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ تَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُدْخِلَنِی مَعَكَ الْجَنَّةَ فَقَالَ لِی مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَّمَنِی أَحَدٌ لَكِنِّی فَكَّرْتُ فِی نَفْسِی وَ قُلْتُ إِنْ سَأَلْتُهُ مَالًا كَانَ إِلَی نَفَادٍ وَ إِنْ سَأَلْتُهُ عُمُراً طَوِیلًا وَ أَوْلَاداً كَانَ عَاقِبَتُهُمُ الْمَوْتَ قَالَ رَبِیعَةُ فَنَكَسَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَعِنِّی بِكَثْرَةِ السُّجُودِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ سَتَكُونُ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْتَزِمُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ.
وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا سُئِلَ شَیْئاً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَفْعَلَهُ قَالَ نَعَمْ وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ لَا یَفْعَلَ سَكَتَ وَ كَانَ لَا یَقُولُ لِشَیْ ءٍ لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِیٌّ فَسَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَهَیْئَةِ الْمُسْتَرْسِلِ مَا شِئْتَ یَا أَعْرَابِیُّ فَقُلْنَا الْآنَ یَسْأَلُ الْجَنَّةَ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ أَسْأَلُكَ نَاقَةً وَ رَحْلَهَا وَ زَاداً قَالَ لَكَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَمْ بَیْنَ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِیِّ وَ عَجُوزِ بَنِی إِسْرَائِیلَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُوسَی لَمَّا أُمِرَ أَنْ یَقْطَعَ الْبَحْرَ فَانْتَهَی إِلَیْهِ وَ ضُرِبَتْ وُجُوهُ الدَّوَابِّ رَجَعَتْ فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ مَا لِی قَالَ یَا مُوسَی إِنَّكَ عِنْدَ قَبْرِ یُوسُفَ فَاحْمِلْ عِظَامَهُ وَ قَدِ اسْتَوَی الْقَبْرُ بِالْأَرْضِ فَسَأَلَ مُوسَی قَوْمَهُ هَلْ یَدْرِی أَحَدٌ مِنْكُمْ أَیْنَ هُوَ قَالُوا عَجُوزٌ لَعَلَّهَا تَعْلَمُ فَقَالَ لَهَا هَلْ تَعْلَمِینَ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَدُلِّینَا عَلَیْهِ قَالَتْ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی تُعْطِیَنِی مَا أَسْأَلُكَ قَالَ ذَلِكِ لَكِ قَالَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِی الدَّرَجَةِ الَّتِی تَكُونُ فِی الْجَنَّةِ قَالَ سَلِی الْجَنَّةَ قَالَتْ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَجَعَلَ مُوسَی یُرَاوِدُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ أَعْطِهَا ذَلِكَ فَإِنَّهَا لَا تَنْقُصُكَ فَأَعْطَاهَا وَ دَلَّتْهُ عَلَی الْقَبْرِ.
«11»- عُدَّةُ الدَّاعِی، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ سَأَلَ فَوْقَ قَدْرِهِ اسْتَحَقَّ الْحِرْمَانَ.
ص: 327
الآیات:
المائدة: وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَی الرَّسُولِ تَری أَعْیُنَهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ (1).
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ مُوسَی إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ مِنْ خَشْیَتِكَ قَالَ یَا مُوسَی أَقِی وَجْهَهُ مِنْ حَرِّ النَّارِ وَ أُومِنُهُ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ(2).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی شَبَاباً(3)
مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَیْكُمْ فَمَنْ بَكَی فَلَهُ الْجَنَّةُ فَقَرَأَ آخِرَ الزُّمَرِ وَ سِیقَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً(4) إِلَی آخِرِ السُّورَةِ فَبَكَی الْقَوْمُ جَمِیعاً إِلَّا شَابٌّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَبَاكَیْتُ فَمَا قَطَرَتْ عَیْنِی قَالَ إِنِّی مُعِیدٌ عَلَیْكُمْ فَمَنْ تَبَاكَی فَلَهُ الْجَنَّةُ قَالَ فَأَعَادَ عَلَیْهِمْ فَبَكَی الْقَوْمُ وَ تَبَاكَی الْفَتَی فَدَخَلُوا الْجَنَّةَ جَمِیعاً(5).
ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن الصفار عن الیقطینی: مثله (6).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق فِی خَبَرِ الْمَنَاهِی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَیْنَاهُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ
ص: 328
كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ دُمُوعِهِ قَصْرٌ فِی الْجَنَّةِ مُكَلَّلًا بِالدُّرِّ وَ الْجَوْهَرِ فِیهِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ(1).
«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَكُونُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِمَّا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ یَبْكِیَ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَدَماً عَلَیْهَا حَتَّی یَصِیرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا أَقْرَبُ مِنْ جَفْنَتِهِ إِلَی مُقْلَتِهِ (2).
«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَمْ مِمَّنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ لَاعِباً یَكْثُرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بُكَاؤُهُ وَ كَمْ مِمَّنْ كَثُرَ بُكَاؤُهُ عَلَی ذَنْبِهِ خَائِفاً یَكْثُرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْجَنَّةِ سُرُورُهُ وَ ضَحِكُهُ (3).
«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَطْرَتَیْنِ قَطْرَةِ دَمٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ قَطْرَةِ دَمْعَةٍ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ- لَا یُرِیدُ بِهَا عَبْدٌ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (4).
«7»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِی عَلَی خَطِیئَتِكَ وَ تَلْزَمُ بَیْتَكَ (5).
«8»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَعْیُنٍ عَیْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ بَاتَتْ سَاهِرَةً فِی سَبِیلِ اللَّهِ (6).
ص: 329
ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن المغیرة عن السكونی: مثله (1).
«9»- ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام یَا عَلِیُّ أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ بُعْدُ الْأَمَلِ وَ حُبُّ الْبَقَاءِ(2).
«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسْوَةُ الْقَلْبِ وَ شِدَّةُ الْحِرْصِ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ وَ الْإِصْرَارُ عَلَی الذَّنْبِ (3).
«11»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ علیه السلام طُوبَی لِمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِكْراً وَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ وَسِعَهُ بَیْتُهُ وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ (4).
«12»- ل، [الخصال] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَبْعَةٌ فِی ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِیَمِینِهِ فَأَخْفَاهُ عَنْ شِمَالِهِ وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِیاً فَفَاضَتْ عَیْنَاهُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ رَجُلٌ لَقِیَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ فِی نِیَّتِهِ أَنْ یَرْجِعَ إِلَیْهِ وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ إِلَی نَفْسِهَا فَقَالَ- إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ (5).
ص: 330
أقول: قد مضی فی الأبواب الأخری بإسناد آخر عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
«13»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ هَاشِمٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ لَهُ شَیْ ءٌ یَعْدِلُهُ إِلَّا اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَا یَعْدِلُهَا شَیْ ءٌ وَ دَمْعَةٌ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَیْسَ لَهَا مِثْقَالٌ فَإِنْ سَأَلْتَ عَلَی وَجْهِهِ لَمْ یَرْهَقْهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ بَعْدَهَا أَبَداً(1).
«14»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ كَیْلٌ أَوْ وَزْنٌ إِلَّا الدُّمُوعَ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ مِنْهَا تُطْفِئُ بِحَاراً مِنْ نَارٍ وَ إِذَا اغْرَوْرَقَتِ الْعَیْنُ بِمَائِهَا لَمْ یَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَی النَّارِ وَ لَوْ أَنَّ بَاكِیاً بَكَی فِی أُمَّةٍ لَرُحِمُوا(2).
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِصُورَةٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهَا تَبْكِی عَلَی ذَنْبٍ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَی ذَلِكَ الذَّنْبِ غَیْرُهُ (3).
ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن المغیرة: مثله (4)
«16»- جا، [المجالس] للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ طُوبَی لِشَخْصٍ نَظَرَ إِلَیْهِ اللَّهُ.
«17»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا نَاجَی اللَّهُ بِهِ مُوسَی علیه السلام عَلَی الطُّورِ
ص: 331
أَنْ یَا مُوسَی أَبْلِغْ قَوْمَكَ أَنَّهُ مَا یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَتِی قَالَ مُوسَی یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ فَمَا ذَا أَثَبْتَهُمْ عَلَی ذَلِكَ قَالَ هُمْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی لَا یَشْرَكُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ(1).
أقول: تمامه فی باب الزهد(2).
«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْخَیْرُ كُلُّهُ فِی ثَلَاثِ خِصَالٍ فِی النَّظَرِ وَ السُّكُوتِ وَ الْكَلَامِ فَكُلُّ نَظَرٍ لَیْسَ فِیهِ اعْتِبَارٌ فَهُوَ سَهْوٌ وَ كُلُّ سُكُوتٍ لَیْسَ فِیهِ فِكْرَةٌ فَهُوَ غَفْلَةٌ وَ كُلُّ كَلَامٍ لَیْسَ فِیهِ ذِكْرٌ فَهُوَ لَغْوٌ فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ نَظَرُهُ اعْتِبَاراً وَ سُكُوتُهُ فِكْرَةً وَ كَلَامُهُ ذِكْراً وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ آمَنَ النَّاسَ شَرَّهُ (3).
«19»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ مُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ یُقَطِّرُهَا الْعَبْدُ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ لَا یُرِیدُ بِهَا غَیْرَهُ وَ مَا جُرْعَةٌ یَتَجَرَّعُهَا عَبْدٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ یَتَجَرَّعُهَا عَبْدٌ یُرَدِّدُهَا فِی قَلْبِهِ إِمَّا بِصَبْرٍ وَ إِمَّا بِحِلْمٍ (4).
«20»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ أَبَانٍ عَنْ غَیْلَانَ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَیْنٍ اغْرَوْرَقَتْ فِی مَائِهَا مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَی النَّارِ فَإِنْ سَالَتْ دُمُوعُهَا عَلَی خَدِّ صَاحِبِهَا لَمْ یَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ كَیْلٌ إِلَّا الدُّمُوعَ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ مِنْهَا تُطْفِئُ الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا بَكَی فِی أُمَّةٍ فَقَطَرَتْ مِنْهُ دَمْعَةٌ لَرُحِمُوا بِبُكَائِهِ وَ عُفِیَ عَنْهُمْ.
«21»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بُزُرْجَ عَنْ صَالِحِ بْنِ رَزِینٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَعْیُنٍ عَیْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ
ص: 332
اللَّهِ أَوْ عَیْنٍ سَهِرَتْ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ عَیْنٍ بَكَتْ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ.
«22»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی علیه السلام إِنَّ عِبَادِی لَمْ یَتَقَرَّبُوا إِلَیَّ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ الْوَرَعِ عَنِ الْمَعَاصِی وَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَتِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ فَمَا لِمَنْ صَنَعَ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِی الدُّنْیَا فَأُحَكِّمُهُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الْمُتَوَرِّعُونَ عَنِ الْمَعَاصِی فَمَا أُحَاسِبُهُمْ وَ أَمَّا الْبَاكُونَ مِنْ خَشْیَتِی فَفِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی.
«23»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَكَی عَلَی الْجَنَّةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ بَكَی عَلَی الدُّنْیَا دَخَلَ النَّارَ(1).
«24»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ زُهْدِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْهُ علیه السلام قَالَ: بَكَی یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا علیه السلام حَتَّی ذَهَبَ لَحْمُ خَدَّیْهِ مِنَ الدُّمُوعِ فَوَضَعَ عَلَی الْعَظْمِ لُبُوداً یَجْرِی عَلَیْهَا الدُّمُوعُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ یَا بُنَیَّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَهَبَكَ لِی لِتَقَرَّ عَیْنِی بِكَ فَقَالَ یَا أَبَتِ إِنَّ عَلَی نِیرَانِ رَبِّنَا مَعَاثِرَ- لَا یَجُوزُهَا إِلَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَتَخَوَّفُ أَنْ آتِیَهَا فَأَزِلَّ مِنْهَا فَبَكَی زَكَرِیَّا حَتَّی غُشِیَ عَلَیْهِ مِنَ الْبُكَاءِ.
«25»- عُدَّةُ الدَّاعِی (2)، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَبَّرَنِی فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا أَدْرَكَ الْعَابِدُونَ دَرْكَ الْبُكَاءِ عِنْدِی شَیْئاً وَ إِنِّی لَأَبْنِی لَهُمْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی قَصْراً لَا یُشَارِكُهُمْ فِیهِ غَیْرُهُمْ وَ فِیمَا أَوْحَی إِلَی مُوسَی علیه السلام وَ ابْكِ عَلَی نَفْسِكَ مَا دُمْتَ فِی الدُّنْیَا وَ تَخَوَّفِ الْعَطَبَ وَ الْمَهَالِكَ وَ لَا تَغُرَّنَّكَ زِینَةُ الدُّنْیَا وَ زَهْرَتُهَا وَ إِلَی عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی ابْنَ الْبِكْرِ الْبَتُولِ ابْكِ عَلَی نَفْسِكَ بُكَاءَ مَنْ قَدْ وَدَّعَ
ص: 333
الْأَهْلَ وَ قَلَی الدُّنْیَا وَ تَرَكَهَا لِأَهْلِهَا وَ صَارَتْ رَغْبَتُهُ فِیمَا عِنْدَ إِلَهِهِ.
وَ رَوَی مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ فِی وَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ یَا عَلِیُّ أُوصِیكَ فِی نَفْسِكَ بِخِصَالٍ فَاحْفَظْهَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَ عَدَّ خِصَالًا وَ الرَّابِعَةُ كَثْرَةُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُبْنَی لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ أَلْفُ بَیْتٍ فِی الْجَنَّةِ.
وَ قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَئِنْ أَبْكِی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ تَسِیلُ دُمُوعِی عَلَی وَجْنَتِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ.
وَ فِی خُطْبَةِ الْوَدَاعِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَیْنَاهُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ یَكُونُ فِی مِیزَانِهِ مِنَ الْأَجْرِ وَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَیْنٌ فِی الْجَنَّةِ عَلَی حَافَتَیْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَ الْقُصُورِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ.
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ إِبْرَاهِیمَ النَّبِیَّ علیه السلام قَالَ إِلَهِی مَا لِعَبْدٍ بَلَّ وَجْهَهُ بِالدُّمُوعِ مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ جَزَاؤُهُ مَغْفِرَتِی وَ رِضْوَانِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
وَ رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَكُونُ أَدْعُو وَ أَشْتَهِی الْبُكَاءَ فَلَا یَجِیئُنِی وَ رُبَّمَا ذَكَرْتُ مَنْ مَاتَ مِنْ بَعْضِ أَهْلِی فَأَرِقُّ وَ أَبْكِی فَهَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ تَذْكُرُهُمْ فَإِذَا رَقَقْتَ فَابْكِ وَ ادْعُ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی.
وَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَتَبَاكَی فِی الدُّعَاءِ وَ لَیْسَ لِی بُكَاءٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ.
وَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی بَصِیرٍ إِنْ خِفْتَ أَمْراً یَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِیدُهَا فَابْدَأْ بِاللَّهِ فَمَجِّدْهُ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَبَاكَ وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ إِنَّ أَبِی كَانَ یَقُولُ أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ وَ هُوَ سَاجِدٌ یَبْكِی.
وَ عَنْهُ علیه السلام: إِنْ لَمْ یَجِئْكَ الْبُكَاءُ فَتَبَاكَ فَإِنْ خَرَجَ مِنْكَ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ فَبَخْ بَخْ.
ص: 334
وَ قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: لَیْسَ الْخَوْفُ خَوْفَ مَنْ بَكَی وَ جَرَتْ دُمُوعُهُ مَا لَمْ یَكُنْ لَهُ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ خَوْفٌ كَاذِبٌ.
«26»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِعَبْدٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَبْكِی عَلَی خطیئة خَطِیئَتِهِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَی ذَلِكَ الذَّنْبِ غَیْرُهُ.
«27»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَبْدٍ اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ بِمَائِهَا إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَسَدَ عَلَی النَّارِ وَ مَا فَاضَتْ عَیْنٌ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ إِلَّا لَمْ یَرْهَقْ ذَلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ(1).
«28»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ وَزْنٌ أَوْ ثَوَابٌ إِلَّا الدُّمُوعَ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ یُطْفِئُ الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ فَإِنِ اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ بِمَائِهَا حَرَّمَ اللَّهُ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَی النَّارِ وَ إِنْ سَالَتِ الدُّمُوعُ عَلَی خَدَّیْهِ لَمْ یَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَی فِی أُمَّةٍ لَرَحِمَهَا اللَّهُ (2).
«29»- جا، [المجالس] للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَا اغْرَوْرَقَتْ عَیْنٌ بِمَائِهَا مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهَا عَلَی النَّارِ وَ لَا فَاضَتْ دَمْعَةٌ عَلَی خَدِّ صَاحِبِهَا فَرَهِقَ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَیْرِ إِلَّا وَ لَهُ وَزْنٌ وَ أَجْرٌ إِلَّا الدَّمْعَةَ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُطْفِئُ بِالْقَطْرَةِ مِنْهَا بِحَاراً مِنْ نَارٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الْبَاكِیَ لَیَبْكِی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ فِی أُمَّةٍ فَیَرْحَمُ اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَاءِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ فِیهَا(3).
«30»- مكا، [مكارم الأخلاق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَكَی عَلَی ذَنْبِهِ حَتَّی تَسِیلَ دُمُوعُهُ عَلَی
ص: 335
لِحْیَتِهِ حَرَّمَ اللَّهُ دِیبَاجَةَ وَجْهِهِ عَلَی النَّارِ.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ خَرَجَ مِنْ عَیْنَیْهِ مِثْلُ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ آمَنَهُ اللَّهُ بِهِ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.
مِنْ كِتَابِ زُهْدِ الصَّادِقِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی أَنَّ عِبَادِی لَمْ یَتَقَرَّبُوا إِلَیَّ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَ مُوسَی وَ مَا هِیَ قَالَ الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا وَ الْوَرَعُ مِنَ الْمَعَاصِی وَ الْبُكَاءُ مِنْ خَشْیَتِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ فَمَا لِمَنْ صَنَعَ ذَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا
مُوسَی أَمَّا الزَّاهِدُونَ فَأُحَكِّمُهُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْیَتِی فَفِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی لَا یُشَارِكُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ وَ أَمَّا الْوَرِعُونَ عَنْ مَعَاصِیَّ فَإِنِّی أُفَتِّشُ النَّاسَ وَ لَا أُفَتِّشُهُمْ (1).
عَنْهُ علیه السلام قَالَ: بَكَی یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا حَتَّی ذَهَبَ لَحْمُ خَدَّیْهِ مِنَ الدُّمُوعِ وَ صَنَعَ عَلَی الْعِظَامِ لُبُوداً تَجْرِی عَلَیْهَا الدُّمُوعُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ یَا بُنَیَّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَهَبَكَ لِتَقَرَّ عَیْنِی بِكَ فَقَالَ یَا أَبَتِ إِنَّ عَلَی نِیرَانِ رَبِّنَا مَعَاثِرَ- لَا یَجُوزُهَا إِلَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْیَتِهِ وَ أَتَخَوَّفُ أَنْ آتِیَهُ فِیهَا فَأَزِلَّ فَبَكَی زَكَرِیَّا حَتَّی غُشِیَ عَلَیْهِ مِنَ الْبُكَاءِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: بُكَاءُ الْعُیُونِ وَ خَشْیَةُ الْقُلُوبِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ فَإِذَا وَجَدْتُمُوهَا فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَی فِی أُمَّةٍ لَرَحِمَ اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ لِبُكَاءِ ذَلِكَ الْعَبْدِ.
وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا لَمْ یَجِئْكَ الْبُكَاءُ فَتَبَاكَ فَإِنْ خَرَجَ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ فَبَخْ بَخْ (2).
وَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام: إِلَهِی مَا لِمَنْ بَلَّ وَجْهَهُ بِالدُّمُوعِ مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ جَزَاؤُهُ مَغْفِرَتِی وَ رِضْوَانِی.
وَ رُوِیَ: أَنَّ الْكَاظِمَ علیه السلام كَانَ یَبْكِی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ حَتَّی تَخْضَلَّ لِحْیَتُهُ بِدُمُوعِهِ (3).
ص: 336
الآیات:
المزمل: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا.
«1»- فس، [تفسیر القمی]: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(1) قَالَ رَفْعُ الْیَدَیْنِ وَ تَحْرِیكُ السَّبَّابَتَیْنِ (2).
«2»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِذَا سَأَلْتَ اللَّهَ فَاسْأَلْهُ بِبَطْنِ كَفَّیْكَ وَ إِذَا تَعَوَّذْتَ فَبِظَهْرِ كَفَّیْكَ وَ إِذَا دَعَوْتَ فَبِإِصْبَعَیْكَ (3).
«3»- مع، [معانی الأخبار] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: التَّبَتُّلُ أَنْ تُقَلِّبَ كَفَّیْكَ فِی الدُّعَاءِ إِذَا دَعَوْتَ وَ الِابْتِهَالُ أَنْ تَبْسُطَهُمَا وَ تُقَدِّمَهُمَا وَ الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ بِرَاحَتَیْكَ السَّمَاءَ وَ تَسْتَقْبِلَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَ الرَّهْبَةُ أَنْ تُكْفِئَ كَفَّیْكَ فَتَرْفَعَهُمَا إِلَی الْوَجْهِ وَ التَّضَرُّعُ أَنْ تُحَرِّكَ إِصْبَعَیْكَ وَ تُشِیرَ بِهِمَا.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: أَنَّ الْبَصْبَصَةَ أَنْ تَرْفَعَ سَبَّابَتَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ تُحَرِّكَهُمَا وَ تَدْعُوَ(4).
أَرْبَعِینُ الشَّهِیدِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ: مِثْلَهُ.
«5»- مع، [معانی الأخبار] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ
ص: 337
أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (1) قَالَ التَّضَرُّعُ رَفْعُ الْیَدَیْنِ (2).
«6»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَدَعَا عَلَیْهِ رَفَعَ یَدَیْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَی مَنْكِبَیْهِ ثُمَّ بَسَطَهُمَا ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ رَفْعُ الْیَدَیْنِ مَا هُوَ قَالَ الِابْتِهَالُ فَقُلْتُ فَوَضْعُ یَدَیْكَ وَ جَمْعُهُمَا قَالَ التَّضَرُّعُ قُلْتُ فَرَفْعُ الْإِصْبَعِ قَالَ الْبَصْبَصَةُ(3).
أقول: تمامه فی باب معجزاته علیه السلام (4).
«7»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ بِبَطْنِ كَفَّیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ الرَّهْبَةُ أَنْ تَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا قَالَ الدُّعَاءُ بِإِصْبَعٍ تُشِیرُ بِهَا وَ التَّضَرُّعُ أَنْ تُشِیرَ بِإِصْبَعِكَ وَ تُحَرِّكَهَا وَ الِابْتِهَالُ رَفْعُ الْیَدَیْنِ وَ مَدُّهُمَا وَ ذَلِكَ عِنْدَ الدَّمْعَةِ ثُمَّ ادْعُ (5).
وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ ذَكَرَ الرَّغْبَةَ وَ أَبْرَزَ بَطْنَ رَاحَتَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هَكَذَا الرَّهْبَةُ وَ جَعَلَ ظَهْرَ كَفَّیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هَكَذَا التَّضَرُّعُ وَ حَرَّكَ أَصَابِعَهُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ هَكَذَا التَّبَتُّلُ یَرْفَعُ أَصَابِعَهُ مَرَّةً وَ یَضَعُهَا مَرَّةً وَ هَكَذَا الِابْتِهَالُ وَ مَدَّ یَدَهُ بِإِزَاءِ وَجْهِهِ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ قَالَ لَا تَبْتَهِلْ حَتَّی تَجْرِیَ الدَّمْعَةُ(6).
«8»- تم، [فلاح السائل] عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: هَكَذَا الرَّغْبَةُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
ص: 338
قَالَ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الِاسْتِكَانَةَ فِی الدُّعَاءِ أَنْ یَضَعَ یَدَیْهِ عَلَی مَنْكِبَیْهِ حِینَ دُعَائِهِ (1).
«9»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الدُّعَاءِ وَ رَفْعِ الْیَدَیْنِ فَقَالَ عَلَی أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ أَمَّا التَّعَوُّذُ فَتَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بِبَطْنِ كَفَّیْكَ وَ أَمَّا الدُّعَاءُ فِی الرِّزْقِ فَتَبْسُطُ كَفَّیْكَ وَ تُفْضِی بِبَاطِنِهِمَا إِلَی السَّمَاءِ وَ أَمَّا التَّبَتُّلُ فَإِیمَاؤُكَ بِإِصْبَعِكَ السَّبَّابَةِ وَ أَمَّا الِابْتِهَالُ فَرَفْعُ یَدَیْكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَكَ فِی دُعَاءِ التَّضَرُّعِ (2).
«10»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَفْصٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ زَیْدٍ ابْنَیْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِذَا ابْتَهَلَ وَ دَعَا كَمَا یَسْتَطْعِمُ الْمِسْكِینُ (3).
«11»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ،: مِثْلَهُ وَ قَالَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَضَرَّعُ عِنْدَ الدُّعَاءِ حَتَّی یَكَادَ یَسْقُطُ رِدَاؤُهُ.
«12»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ فِی الرَّخَاءِ لَیَسْتَخْرِجُ الْحَوَائِجَ فِی الْبَلَاءِ.
وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ كَانَ جَدِّی یَقُولُ: تَقَدَّمُوا فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا فَنَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ فَدَعَا قِیلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ دَعَا فَنَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ فَدَعَا قِیلَ أَیْنَ كُنْتَ قَبْلَ الْیَوْمِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ تَخَوَّفَ مِنْ بَلَاءٍ یُصِیبُهُ فَتَقَدَّمَ فِیهِ بِالدُّعَاءِ لَمْ یُرِهِ اللَّهُ ذَلِكَ الْبَلَاءَ أَبَداً.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ یَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ احْفَظِ اللَّهَ یَحْفَظْكَ اللَّهُ وَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَی
ص: 339
اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْكَ فِی الشِّدَّةِ وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ جَرَی الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ لَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَهَدُوا أَنْ یَنْفَعُوكَ بِشَیْ ءٍ لَمْ یَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ (1).
وَ رَوَی هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَقَدَّمَ فِی الدُّعَاءِ اسْتُجِیبَ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قِیلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَ لَمْ یُحْجَبْ عَنِ السَّمَاءِ وَ مَنْ لَمْ یَتَقَدَّمْ فِی الدُّعَاءِ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ ذَا الصَّوْتَ لَا نَعْرِفُهُ.
وَ رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَعْلَمُ مَا یُرِیدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَا وَ لَكِنَّهُ یُحِبُّ أَنْ یَبُثَّ إِلَیْهِ الْحَوَائِجَ.
وَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ یَا مُوسَی مَنْ أَحَبَّنِی لَمْ یَنْسَنِی وَ مَنْ رَجَا مَعْرُوفِی أَلَحَّ فِی مَسْأَلَتِی یَا مُوسَی إِنِّی لَسْتُ بِغَافِلٍ عَنْ خَلْقِی وَ لَكِنِّی أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ مَلَائِكَتِی ضَجِیجَ الدُّعَاءِ مِنْ عِبَادِی وَ تَرَی حَفَظَتِی تَقَرُّبَ بَنِی آدَمَ إِلَیَّ بِمَا أَنَا مُقَوِّیهِمْ عَلَیْهِ وَ مُسَبِّبُهُ لَهُمْ (2).
وَ رَوَی إِسْمَاعِیلُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرّاً دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِینَ دَعْوَةً عَلَانِیَةً.
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: دَعْوَةٌ تُخْفِیهَا أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِینَ دَعْوَةً تُظْهِرُهَا.
وَ رَوَی ابْنُ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْیُعَمِّمْ فَإِنَّهُ أَوْجَبُ لِلدُّعَاءِ.
وَ رَوَی أَبُو خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ رَهْطِ أَرْبَعِینَ رَجُلًا قَدِ اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ فِی أَمْرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونُوا أَرْبَعِینَ فَأَرْبَعَةٌ یَدْعُونَ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونُوا أَرْبَعَةً فَوَاحِدٌ یَدْعُو اللَّهَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً یَسْتَجِیبُ اللَّهَ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ لَهُ.
ص: 340
وَ رَوَی عَبْدُ الْأَعْلَی عَنْهُ علیه السلام: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ قَطُّ عَلَی أَمْرٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ.
وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنُوا.
وَ رَوَی السَّكُونِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدَّاعِی وَ الْمُؤْمِنُ شَرِیكَانِ.
وَ فِی دُعَائِهِمْ علیهم السلام: وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ وَ فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی كُنْ إِذَا دَعَوْتَنِی خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا وَ عَفِّرْ وَجْهَكَ فِی التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِی بِمَكَارِمِ بَدَنِكَ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الْقِیَامِ وَ نَاجِنِی حَیْثُ تُنَاجِینِی بِخَشْیَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ وَ إِلَی عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی ادْعُنِی دُعَاءَ الْغَرِیقِ الْحَزِینِ الَّذِی لَیْسَ لَهُ مُغِیثٌ یَا عِیسَی أَذِلِّ لِی قَلْبَكَ وَ أَكْثِرْ ذِكْرِی فِی الْخَلَوَاتِ وَ اعْلَمْ أَنَّ سُرُورِی أَنْ تُبَصْبِصَ إِلَیَّ وَ كُنْ فِی ذَلِكَ حَیّاً وَ لَا تَكُنْ مَیِّتاً وَ أَسْمِعْنِی مِنْكَ صَوْتاً حَزِیناً(1).
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَرَّ مُوسَی علیه السلام بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ انْصَرَفَ مِنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَقَالَ علیه السلام لَوْ كَانَتْ حَاجَتُكَ بِیَدِی لَقَضَیْتُهَا لَكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلْتُهُ أَوْ یَتَحَوَّلَ عَمَّا أَكْرَهُ إِلَی مَا أُحِبُ (2).
وَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ: أَنَّ مُوسَی علیه السلام مَرَّ بِرَجُلٍ وَ هُوَ یَبْكِی ثُمَّ رَجَعَ وَ هُوَ یَبْكِی فَقَالَ إِلَهِی عَبْدُكَ یَبْكِی مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ یَا مُوسَی لَوْ نَزَلَ دِمَاغُهُ مَعَ دُمُوعِ عَیْنَیْهِ لَمْ أَغْفِرْ لَهُ وَ هُوَ یُحِبُّ الدُّنْیَا وَ فِیمَا أُوحِیَ إِلَیْهِ یَا مُوسَی ادْعُنِی بِالْقَلْبِ النَّقِیِّ وَ اللِّسَانِ الصَّادِقِ.
وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الدُّعَاءُ مَفَاتِیحُ النَّجَاحِ وَ مَقَالِیدُ الْفَلَاحِ وَ خَیْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ تَقِیٍّ وَ قَلْبٍ نَقِیٍّ وَ فِی الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ وَ بِالْإِخْلَاصِ
ص: 341
یَكُونُ الْخَلَاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَی اللَّهِ الْمَفْزَعُ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ عَابِداً عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِینَ عَاماً صَائِماً نَهَارَهُ قَائِماً لَیْلَهُ فَطَلَبَ إِلَی اللَّهِ حَاجَةً فَلَمْ تُقْضَ فَأَقْبَلَ عَلَی نَفْسِهِ وَ قَالَ مِنْ قِبَلِكِ أُتِیتِ لَوْ كَانَ عِنْدَكِ خَیْرٌ قُضِیَتْ حَاجَتُكِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً فَقَالَ یَا ابْنَ آدَمَ سَاعَتُكَ الَّتِی أَزْرَیْتَ فِیهَا نَفْسَكَ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَتِكَ الَّتِی مَضَتْ.
وَ رَوَی ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ یَتَأَكَّدُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْحَی إِلَی مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی ادْعُنِی عَلَی لِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِی بِهِ فَقَالَ أَنَّی لِی بِذَلِكَ فَقَالَ ادْعُنِی عَلَی لِسَانِ غَیْرِكَ (1).
وَ رَوَی هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی یَنْسَی حَاجَتَهُ فَیَقْضِیهَا اللَّهُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَسْأَلَهُ.
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ شَغَلَتْهُ عِبَادَةُ اللَّهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا یُعْطِی السَّائِلِینَ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ یَا أَبَا ذَرٍّ اذْكُرِ اللَّهَ ذِكْراً خَامِلًا قُلْتُ مَا الْخَامِلُ قَالَ الْخَفِیُّ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِی السِّرِّ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِیراً إِنَّ الْمُنَافِقِینَ كَانُوا یَذْكُرُونَ اللَّهَ عَلَانِیَةً وَ لَا یَذْكُرُونَهُ فِی السِّرِّ فَقَالَ اللَّهُ یُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا یَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِیلًا(2).
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ ذَكَرَنِی سِرّاً ذَكَرْتُهُ عَلَانِیَةً.
وَ رَوَی زُرَارَةُ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ: لَا یَكْتُبُ الْمَلَكُ إِلَّا مَا سَمِعَ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً(3) فَلَا یَعْلَمُ ثَوَابَ ذَلِكَ الذِّكْرِ
ص: 342
فِی نَفْسِ الرَّجُلِ غَیْرُ اللَّهِ لِعَظَمَتِهِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی غُزَاةٍ فَأَشْرَفُوا عَلَی وَادٍ فَجَعَلَ النَّاسُ یُهَلِّلُونَ وَ یُكَبِّرُونَ وَ یَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ فَقَالَ علیه السلام أَیُّهَا النَّاسُ أَرْبِعُوا عَلَی أَنْفُسِكُمْ أَمَا إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَ لَا غَائِباً وَ إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِیعاً قَرِیباً مَعَكُمْ.
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَیْثِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّیْنِ لِلشَّهَادَةِ وَ عِنْدَ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَیْسَ لَهَا حِجَابٌ دُونَ الْعَرْشِ (1).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسٍ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(2).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام قَالَ: ثَلَاثَةُ أَوْقَاتٍ لَا تُحْجَبُ فِیهَا الدُّعَاءُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فِی أَثَرِ الْمَكْتُوبَةِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْقَطْرِ وَ ظُهُورِ آیَةٍ مُعْجِزَةٍ لِلَّهِ فِی أَرْضِهِ (3).
«4»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةٌ فَلْیَطْلُبْهَا فِی ثَلَاثِ سَاعَاتٍ سَاعَةٍ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ سَاعَةٍ تَزُولُ الشَّمْسُ حِینَ تَهُبُّ الرِّیَاحُ وَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ وَ یَصُوتُ الطَّیْرُ وَ سَاعَةٍ فِی آخِرِ اللَّیْلِ عِنْدَ
ص: 343
طُلُوعِ الْفَجْرِ فَإِنَّ مَلَكَیْنِ یُنَادِیَانِ هَلْ مِنْ تَائِبٍ یُتَابُ عَلَیْهِ هَلْ مِنْ سَائِلٍ یُعْطَی هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَیُغْفَرَ لَهُ هَلْ مِنْ طَالِبِ حَاجَةٍ فَتُقْضَی لَهُ فَأَجِیبُوا دَاعِیَ اللَّهِ وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ فِیمَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِی الْأَرْضِ وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی یُقَسِّمُ اللَّهُ فِیهَا الرِّزْقَ بَیْنَ عِبَادِهِ.
وَ قَالَ علیه السلام: تُفَتَّحُ لَكُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فِی خَمْسِ مَوَاقِیتَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَیْثِ وَ عِنْدَ الزَّحْفِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ(1).
«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُكَ وَ دَمَعَتْ عَیْنَاكَ وَ وَجِلَ قَلْبُكَ فَدُونَكَ دُونَكَ فَقَدْ قُصِدَ قَصْدُكَ (2).
«6»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ كُلَّ دَعَّاءٍ فَعَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِی السَّحَرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفَتَّحُ فِیهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تَهُبُّ الرِّیَاحُ وَ تُقَسَّمُ فِیهَا الْأَرْزَاقُ وَ تُقْضَی فِیهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ (3).
«7»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ فِی السُّجُودِ.
«8»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَدَّی فَرِیضَةً فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ(4).
«9»- مكا، [مكارم الأخلاق] زَیْدٌ الشَّحَّامُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اطْلُبُوا لِلدُّعَاءِ أَرْبَعَ
ص: 344
سَاعَاتٍ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّیَاحِ وَ زَوَالِ الْأَفْیَاءِ وَ نُزُولِ الْقَطْرِ وَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الْقَتِیلِ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ عِنْدَ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: یُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِی أَرْبَعٍ فِی الْوَتْرِ وَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ.
وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ أَرْبَعٍ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ الْغَیْثِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّیْنِ لِلشَّهَادَةِ.
عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی علیه السلام إِذَا كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةٌ طَلَبَهَا هَذِهِ السَّاعَةَ یَعْنِی زَوَالَ الشَّمْسِ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَقَّ أَحَدُكُمْ فَلْیَدْعُ فَإِنَّ الْقَلْبَ لَا یَرِقُّ حَتَّی یَخْلُصَ (1).
عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَیْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ وَ شَمَّ شَیْئاً مِنَ الطِّیبِ وَ رَاحَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَدَعَا فِی حَاجَتِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُكَ وَ دَمَعَتْ عَیْنَاكَ فَدُونَكَ دُونَكَ فَقَدْ قُصِدَ قَصْدُكَ.
عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ كُلَّ دَعَّاءٍ فَعَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِی السَّحَرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفَتَّحُ فِیهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تُقَسَّمُ فِیهَا الْأَرْزَاقُ وَ تُقْضَی فِیهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی اللَّیْلِ سَاعَةً مَا یُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ ثُمَّ یُصَلِّی وَ یَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ أَیُّ سَاعَةٍ هِیَ مِنَ اللَّیْلِ قَالَ إِذَا مَضَی نِصْفُ اللَّیْلِ وَ بَقِیَ السُّدُسُ الْأَوَّلُ مِنْ أَوَّلِ النِّصْفِ (2).
ص: 345
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: اطْلُبِ الْإِجَابَةَ عِنْدَ اقْشِعْرَارِ الْجِلْدِ وَ عِنْدَ إِفَاضَةِ الْعَبْرَةِ وَ عِنْدَ قَطْرَةِ الْمَطَرِ وَ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ فِی كَبِدِ السَّمَاءِ أَوْ زَاغَتْ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ یُفَتَّحُ فِیهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ یُرْجَی فِیهَا الْعَوْنُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الْإِجَابَةُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی.
وَ قَالَ: إِنَّ التَّضَرُّعَ وَ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِمَكَانٍ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ سَاجِداً لِلَّهِ فَإِنْ سَالَتْ دُمُوعُهُ فَهُنَالِكَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ فَاغْتَنِمُوا تِلْكَ السَّاعَةَ الْمَسْأَلَةَ وَ طَلَبَ الْحَاجَةِ وَ لَا تَسْتَكْثِرُوا شَیْئاً مِمَّا تَطْلُبُونَ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِمَّا تَقْدِرُونَ وَ لَا تُحَقِّرُوا صَغِیراً مِنْ حَوَائِجِكُمْ فَإِنَّ أَحَبَّ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَسْأَلُهُمْ (1).
«10»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فِی الْوَتْرِ وَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ بَعْدِ الْمَغْرِبِ (2).
«11»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِذَا فَاءَ الْأَفْیَاءُ وَ هَبَّتِ الرِّیَاحُ فَاطْلُبُوا حَوَائِجَكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَإِنَّهَا سَاعَةُ الْأَوَّابِینَ.
«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ رُزَیْقٍ الْخُلْقَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ الْإِلْحَاحِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی السَّاعَةِ الَّتِی لَا یُخَیِّبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا بَرّاً وَ لَا فَاجِراً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیَّةُ سَاعَةٍ هِیَ قَالَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی دَعَا فِیهَا أَیُّوبُ علیه السلام وَ شَكَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَلِیَّتَهُ فَكَشَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ دَعَا فِیهَا یَعْقُوبُ علیه السلام فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ یُوسُفَ وَ كَشَفَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَ دَعَا فِیهَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَشَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَرْبَهُ وَ مَكَّنَهُ مِنْ أَكْتَافِ الْمُشْرِكِینَ بَعْدَ الْیَأْسِ أَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا یُخَیِّبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ بَرّاً وَ لَا فَاجِراً الْبَرُّ یُسْتَجَابُ لَهُ فِی نَفْسِهِ وَ غَیْرِهِ وَ الْفَاجِرُ یُسْتَجَابُ لَهُ فِی غَیْرِهِ وَ یَصْرِفُ اللَّهُ إِجَابَتَهُ إِلَی وَلِیٍّ مِنْ
ص: 346
أَوْلِیَائِهِ فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ (1).
«13»- الْجَوَاهِرُ، لِلْكَرَاجُكِیِّ عَنْهُمْ علیهم السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْیَطْلُبْهَا فِی سِتَّةِ أَوْقَاتٍ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ فِی الْوَتْرِ وَ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَیْثِ.
«14»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النَّیْسَابُورِیُّ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ أَدَّی لِلَّهِ مَكْتُوبَةً فَلَهُ فِی أَثَرِهَا دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ.
قَالَ الْفَحَّامُ: رَأَیْتُ وَ اللَّهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی النَّوْمِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ فَقَالَ صَحِیحٌ إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ فَقُلْ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ- اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ رَوَاهُ وَ بِحَقِّ مَنْ رُوِیَ عَنْهُ صَلِّ عَلَی جَمَاعَتِهِمْ وَ افْعَلْ بِی كَیْتَ وَ كَیْتَ (2).
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ الرِّقَّةِ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْوَقْتُ الَّذِی لَا یُرَدُّ فِیهِ الدُّعَاءُ هُوَ مَا بَیْنَ وَقْتِكُمْ فِی الظُّهْرِ إِلَی وَقْتِكُمْ فِی الْعَصْرِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی بَعْدَ الْغَدَاةِ سَاعَةً وَ بَعْدَ الْعَصْرِ سَاعَةً أَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ.
وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: مَا مِنْ أَعْمَالِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَ یُعْرَضُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: ثَلَاثُ أَوْقَاتٍ لَا یُحْجَبُ فِیهَا الدُّعَاءُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فِی أَثَرِ الْمَكْتُوبَةِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْقَطْرِ وَ عِنْدَ ظُهُورِ آیَةٍ مُعْجِزَةٍ لِلَّهِ تَعَالَی فِی أَرْضِهِ.
وَ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَدْعُو فَیُؤَخَّرُ حَاجَتُهُ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ قَالَ إِنَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سَیِّدُ الْأَیَّامِ وَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ یَوْمِ الْفِطْرِ وَ یَوْمِ الْأَضْحَی وَ فِیهِ سَاعَةٌ
ص: 347
لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا أَحَدٌ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ یَسْأَلْ حَرَاماً.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَلَا إِنَّ هَذَا الْیَوْمَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عِیداً وَ هُوَ سَیِّدُ أَیَّامِكُمْ وَ أَفْضَلُ أَعْیَادِكُمْ وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ فِیهِ بِالسَّعْیِ إِلَی ذِكْرِهِ فَلْیَعْظُمْ فِیهِ رَغْبَتُكُمْ وَ لْتَخْلُصْ نِیَّتُكُمْ وَ أَكْثِرُوا فِیهِ مِنَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ وَ الدُّعَاءِ وَ مَسْأَلَةِ الرَّحْمَةِ وَ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ اللَّهَ یَسْتَجِیبُ فِیهِ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعَاهُ وَ یُورِدُ النَّارَ كُلَّ مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبَادَتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (1) وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِیهِ سَاعَةً مُبَارَكَةً لَا یَسْأَلُ اللَّهَ فِیهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إِلَّا أَعْطَاهُ.
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ السَّاعَةِ الَّتِی یُسْتَجَابُ فِیهَا الدُّعَاءُ- یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ مَا بَیْنَ فَرَاغِ الْإِمَامِ مِنَ الْخُطْبَةِ إِلَی أَنْ تَسْتَوِیَ الصُّفُوفُ وَ سَاعَةٌ أُخْرَی مِنْ آخِرِ النَّهَارِ إِلَی غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ تَدْعُو فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّعَاءُ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ لَا یُرَدُّ.
«15»- أَقُولُ وَ رَأَیْتُ فِی مَجْمُوعَةٍ بِخَطِّ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ وَ الظَّاهِرُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ قَدْ كَانَ جَمِیعُهَا بِخَطِّ الشَّیْخِ شَمْسِ الدِّینِ مُحَمَّدٍ الْجُبَاعِیِّ جَدِّ شَیْخِنَا الْبَهَائِیِّ وَ هُوَ قَدْ نَقَلَهَا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمُ الشَّرِیفَةَ وَ قَدْ أَوْرَدَهُ الْكَفْعَمِیُّ أَیْضاً فِی الْبَلَدِ الْأَمِینِ مَا هَذِهِ صُورَتُهُ: إِجَابَةُ الدُّعَاءِ لِلْوَقْتِ وَ الْحَالِ وَ الْمَكَانِ وَ عِبَادَةِ الْأَرْكَانِ وَ الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ فَالْوَقْتُ السَّحَرُ لِقِصَّةِ یَعْقُوبَ علیه السلام وَ قِیلَ أَخَّرَهُمْ إِلَی غَیْبُوبَةِ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ وَ قِیلَ إِلَی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ عِنْدَ الزَّوَالِ وَرَدَ إِذَا زَالَتِ الْأَفْیَاءُ وَ رَاحَتِ الْأَرْوَاحُ أَیْ هَبَّتِ الرِّیَاحُ فَارْغَبُوا إِلَی اللَّهِ فِی حَوَائِجِكُمْ فَتِلْكَ سَاعَةُ الْأَوَّابِینَ وَ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ رُوِیَ مَنْ دَعَا بَیْنَهُمَا لَمْ یُرَدَّ دُعَاؤُهُ وَ آخِرُ اللَّیْلِ لِمَا رُوِیَ أَنَّهُ یُقَالُ هُنَالِكَ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِیبَ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ وَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ
ص: 348
وَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنَ الْجُمُعَةِ وَ بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ الشَّمْسِ وَ قِیلَ هِیَ سَاعَةُ الْإِجَابَةِ فِی الْجُمُعَةِ وَ قِیلَ هِیَ عِنْدَ جُلُوسِ الْإِمَامِ عَلَی الْمِنْبَرِ وَ قِیلَ عِنْدَ غَیْبُوبَةِ نِصْفِ الْقُرْصِ وَ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ- رَوَاهُ جَابِرٌ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ فِی الْخَبَرِ الدُّعَاءُ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ لَا یُرَدُّ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی ذِی الْقَعْدَةِ لَیْلَةٌ مُبَارَكَةٌ هِیَ لَیْلَةُ عَشْرٍ یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَی عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ بِالرَّحْمَةِ وَ لَیْلَةُ عَرَفَةَ سَیِّدَةُ اللَّیَالِی لِإِبْرَاهِیمَ وَ الْمَغْفِرَةُ لِدَاوُدَ علیهما السلام.
وَ یُقَالُ إِنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَ اقْتِرَانِ الْمُشْتَرِی وَ رَأْسِ الذَّنَبِ وَ إِنَّهُ فِی كُلِّ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مَرَّةٌ وَ الْحَالُ كَدُعَاءِ الْمَرِیضِ وَ دُعَاءِ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَ الْوَلَدِ لِوَالِدِهِ وَ دُعَاءِ الْحَاجِّ وَ الْمُعْتَمِرِ وَ الْمُسَافِرِ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ حَتَّی یَرْجِعَ وَ الْأَخِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَ الْمَظْلُومِ یُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ یُرْفَعُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَ یَقُولُ الرَّبُّ وَ عِزَّتِی لَأَنْصُرَنَّكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ وَ دُعَاءُ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَ الدُّعَاءُ مَعَ رَفْعِ الْیَدَیْنِ وَ فِی السُّجُودِ وَ دُعَاءُ الْمُضْطَرِّ وَ عِنْدَ اقْشِعْرَارِ الْجِلْدِ وَ غَلَبَةِ الْأَحْزَانِ وَ عِنْدَ رُؤْیَةِ الْهِلَالِ وَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُیُوشِ.
عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اطْلُبُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُیُوشِ وَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَ نُزُولِ الْغَیْثِ وَ صِیَاحِ الدِّیَكَةِ وَ بَعْدَ الدُّعَاءِ لِأَرْبَعِینَ مُؤْمِناً وَ بَعْدَ الصَّدَقَةِ فَإِنَّهَا جَنَاحُ الِاسْتِجَابَةِ-.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِینَ یَنْزِلُ الرَّحْمَةُ وَ عِنْدَ قَطْعِ الْعَلَائِقِ عَمَّا دُونَ اللَّهِ-.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْسَنَ إِلَی قَوْمٍ فَلَمْ یُقْبِلُوهُ بِالشُّكْرِ فَدَعَا عَلَیْهِمْ اسْتُجِیبَ لَهُ فِیهِمْ وَ بَعْدَ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
وَ أَمَّا الْمَكَانُ فَخَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً مِنْهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمِیزَابِ وَ عِنْدَ الْمَقَامِ وَ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ بَیْنَ الْمَقَامِ وَ الْبَابِ وَ جَوْفِ الْكَعْبَةِ وَ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ وَ عَلَی الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ وَ عِنْدَ الْجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ وَ عِنْدَ رُؤْیَةِ الْكَعْبَةِ.
ص: 349
وَ أَمَّا الْعِبَادَةُ فَفِی الصَّلَاةِ كُلُّ سُجُودٍ
لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِیهِ الرَّبَّ وَ أَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِی الدُّعَاءِ فَقَمَنٌ أَنْ یُسْتَجَابَ لَكُمْ وَ عِنْدَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا قَالَهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ یَبْتَدِرُونَهَا أَیُّهُمْ یَكْتُبُهَا أَوَّلًا-.
وَ عِنْدَ فَرَاغِ الْفَاتِحَةِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ إِذَا قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ وَ عِنْدَ التَّشَهُّدِ الْأَخِیرِ فَذَلِكَ تِسْعُونَ مَوْضِعاً فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ
لِمَا رُوِیَ: أَنَّ فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ تِسْعِینَ وَقْتاً یُسْتَجَابُ فِیهِ الدُّعَاءُ.
وَ عَقِیبَ الْفَرَائِضِ وَ بَعْدَ صَلَاةِ الطَّوَافِ وَ أَمَّا الْأَسْمَاءُ فَفِی آیَةِ الْكُرْسِیِّ خَمْسُونَ كَلِمَةً فِی كُلِّ كَلِمَةٍ بَرَكَةٌ وَ مَنْ قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ أَمَامَ حَاجَتِهِ قُضِیَتْ لَهُ وَ سُورَةُ یس الْمُعِمَّةُ(1) مَنْ قَرَأَهَا لَیْلًا كُشِفَ كَرْبُهُ وَ مَنْ قَرَأَهَا نَهَاراً قُضِیَ إِرْبُهُ وَ بَعْدَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ قَرَأَ قَوْلَهَ تَعَالَی- وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ (2) الْآیَةَ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (3) الْآیَةَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْ ذَنْبِهِ غُفِرَ لَهُ وَ قِیلَ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ (4) الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ أَهْلِ بَیْتِكَ سَبْعِینَ مَرَّةً نَادَاهُ مَلَكٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ یَا فُلَانُ لَمْ یَسْقُطْ لَكَ حَاجَةٌ وَ قِیلَ مَنْ قَالَ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَرِّ- اللَّهُمَّ أَجِرْنِی مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ وَ عِنْدَ شِدَّةِ الْبَرْدِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِی مِنْ زَمْهَرِیرِ جَهَنَّمَ أُجِیرَ
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ
ص: 350
كُلِّ ضِیقٍ مَخْرَجاً وَ رَزَقَهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ.
«16»- مهج، [مهج الدعوات]: أَوْقَاتُ الْإِجَابَةِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ فِی أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ ظُهْرِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ مِنْ كُلِّ لَیْلَةٍ وَ فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ كُلِّهَا وَ عِنْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَ بَعْدَ فَرَائِضِ الصَّلَوَاتِ وَ عَقِیبَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِذَا سَجَدَ بَعْدَهَا وَ عِنْدَ وَقْتِ الْخُشُوعِ وَ عِنْدَ وَقْتِ الْإِخْلَاصِ فِی الدُّمُوعِ وَ إِذَا بَقِیَ مِنَ النَّهَارِ لِلظُّهْرِ قَدْرُ رُمْحٍ كُلَّ یَوْمٍ وَ فِی هَذِهِ الْأَوْقَاتِ مَا رَوَیْنَاهُ وَ مِنْهَا مَا رَأَیْنَاهُ.
فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنَ الشُّهُورِ الْعَرَبِیَّةِ الْمَذْكُورَةِ لِلدَّعَوَاتِ عَلَی أَهْلِ الْعَدَاوَاتِ الْغَدَاوَاتِ فَمِنْ ذَلِكَ أَشْهُرُ الْحُرُمِ- ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ مُحَرَّمٌ وَ شَهْرُ رَجَبٍ وَ رَوَیْنَاهُ فِی كِتَابٍ اخْتَصَرْنَاهُ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِیبٍ مَا یَقْتَضِی أَنَّ أَحَقَّهَا بِالْإِجَابَةِ ذُو الْقَعْدَةِ وَ شَهْرُ رَجَبٍ وَ وَجَدْتُ بِذَلِكَ عِدَّةَ رِوَایَاتٍ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ (1).
وَ أَمَّا حَدِیثُ حَزِیرَانَ فَإِنَّنَا رُوِّینَاهُ فِی كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ مِنَ الْجُزْءِ الْخَامِسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ ذُكِرَ عِنْدَهُ حَزِیرَانُ فَقَالَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِی دَعَا فِیهِ مُوسَی عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَمَاتَ فِی یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ.
أَقُولُ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لَمَّا فُتِنُوا بِحِیلَةِ بَلْعَمَ بْنِ بَاعُورَاءَ وَ غَیْرِهِ مِنَ الْآفَاتِ-.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الشُّهُورَ وَ خَلَقَ حَزِیرَانَ وَ جَعَلَ الْآجَالَ فِیهِ مُتَقَارِبَةً.
فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ أَوْقَاتِ الدَّعَوَاتِ لِلْإِجَابَاتِ فِیمَا یَأْتِی مِنْ كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمِنْ ذَلِكَ دَعَوَاتُ لَیَالِی الْقَدْرِ الثَّلَاثِ وَ خَاصَّةً إِنْ عَلِمَهَا أَحَدٌ بِذَاتِهَا وَ إِلَّا فَإِنَّ لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَرْجَحُ فِی تَعْظِیمِ الدَّعَوَاتِ وَ إِجَابَتِهَا وَ مِنْ ذَلِكَ أَیَّامُ هَذِهِ الثَّلَاثِ لَیَالٍ وَ مِنْ ذَلِكَ یَوْمُ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْلَةُ مَبْعَثِهِ الشَّرِیفِ وَ یَوْمِهِ وَ مِنْ ذَلِكَ یَوْمُ عَرَفَةَ وَ لَیْلَةُ عَرَفَةَ وَ خَاصَّةً إِذَا كَانَ بِالْمَوْقِفِ أَوْ عِنْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ مِنْ ذَلِكَ لَیَالِی الْأَعْیَادِ الثَّلَاثِ وَ أَیَّامُهَا وَ هِیَ لَیْلَةُ عِیدِ الْغَدِیرِ
ص: 351
وَ یَوْمُهُ وَ لَیْلَةُ عِیدِ الْفِطْرِ وَ یَوْمُهَا وَ لَیْلَةُ عِیدِ الْأَضْحَی وَ یَوْمُهَا وَ مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ- وَ فِی رِوَایَةٍ كُلُّ لَیْلَةٍ وَ یَوْمُ النِّصْفِ مِنْهُ وَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ أَوْقَاتٌ قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِی مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِ- مُهِمَّاتٍ فِی صَلَاحِ الْمُتَعَبِّدِ وَ تَتِمَّاتٍ لِمِصْبَاحِ الْمُتَهَجِّدِ(1) فَصْلٌ فِیمَا نَذْكُرُهُ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی وَ ذَكَرْنَا بَعْضَهَا فِی الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِرِوَایَاتٍ وَ وَصْفٍ مَأْثُورٍ وَ نَحْنُ نَذْكُرُهَا هُنَا جُمْلَةً فَنَقُولُ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ الرَّغْبَةِ یَبْسُطُ رَاحَتَیْهِ وَ یَدْعُو وَ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ الرَّهْبَةِ یَجْعَلُ بَاطِنَ كَفَّیْهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ ظَاهِرَهُمَا إِلَی السَّمَاءِ وَ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ التَّضَرُّعِ حَرَّكَ أَصَابِعَهُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ بَاطِنَ كَفَّیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ التَّبَتُّلِ رَفَعَ إِصْبَعَهُ مَرَّةً وَ حَطَّهَا مَرَّةً وَ یَكُونُ عِنْدَ الْعَبَرَاتِ وَ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ الِابْتِهَالِ رَفَعَ بَاطِنَ كَفَّیْهِ حِذَاءَ وَجْهِهِ وَ إِذَا أَرَادَ دُعَاءَ الِاسْتِكَانَةِ جَعَلَ یَدَیْهِ عَلَی مَنْكِبَیْهِ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَبْدَأَ بِتَحْمِیدِ اللَّهِ تَعَالَی جَلَّ جَلَالُهُ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ یَذْكُرُ حَاجَتَهُ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ قَلْبُهُ غَافِلًا وَ لَا لَاهِیاً وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَكُونَ طَاهِراً مِنْ مَظَالِمِ الْعِبَادِ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ عَاذِراً لِظَالِمٍ عَلَی ظُلْمِهِ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ جَبَّاراً وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَكُونَ عِنْدَ الدُّعَاءِ تَقِیّاً وَ نِیَّتُهُ صَادِقَةً وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ دَاعِیاً فِی دَفْعِ مَظْلِمَةٍ عَنْهُ وَ قَدْ ظَلَمَ هُوَ عَبْداً آخَرَ بِمِثْلِهَا وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنَّهُ یَجْتَنِبُ الذُّنُوبَ بَعْدَ دُعَائِهِ حَتَّی تُقْضَی حَاجَتُهُ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَكُونَ عِنْدَ دُعَائِهِ آئِباً تَائِباً صَالِحاً صَادِقاً وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ دَاعِیاً فِی قَطِیعَةِ رَحِمٍ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ لَا یَكُونَ دُعَاءَ مُحِبٍّ عَلَی حَبِیبِهِ
فَإِنَّ الْحَدِیثَ وَرَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَلَّا یَسْتَجِیبَ لَهُ فِیهِ.
وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَلَّا یَدْعُوَ عَلَی أَهْلِ الْعِرَاقِ
فَإِنِّی رَوَیْتُ فِی الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ التَّجَمُّلِ مِنْ تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام أَنْ
ص: 352
لَا یَدْعُوَ عَلَی أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ ذَكَرَ فِی الْحَدِیثِ سَبَبَ ذَلِكَ. وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یُطَهِّرَ طَعَامَهُ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ الشُّبُهَاتِ عِنْدَ حَاجَتِهِ إِلَی إِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَكُونَ فِی یَدِهِ خَاتَمٌ فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ
فَقَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنِّی لَأَسْتَحِی مِنْ عَبْدٍ یَرْفَعُ یَدَهُ وَ فِیهَا خَاتَمٌ فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ فَأَرُدُّهَا خَائِبَةً.
وَ مِنْ صِفَاتِ الدَّاعِی أَنْ یَكُونَ فِی یَدِهِ خَاتَمُ عَقِیقٍ لِأَنَّنَا رَوَیْنَا عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا رُفِعَتْ كَفٌّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْ كَفٍّ فِیهَا خَاتَمُ عَقِیقٍ (1).
أَقُولُ وَ قَالَ الْكَفْعَمِیُّ فِی كِتَابِ الْجُنَّةِ الْوَاقِیَةِ فِی أَثْنَاءِ ذِكْرِ آدَابِ الدَّاعِی مِنْ كِتَابِ الشِّدَّةِ الرَّابِعُ سَبَبُ الْإِجَابَةِ وَ قَدْ یَرْجِعُ إِلَی الْوَقْتِ كَیَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ لَیْلَتِهِ وَ إِذَا غَابَ نِصْفُ الْقُرْصِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ آكَدُهُ لَیَالِی الْقَدْرِ وَ أَیَّامُهَا وَ لَیَالِی عَرَفَةَ وَ الْمَبْعَثِ وَ الْغَدِیرِ وَ الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَی وَ أَیَّامُهَا وَ لَیَالِی الْإِحْیَاءِ الْأَرْبَعَةُ وَ هِیَ غُرَّةُ رَجَبٍ وَ لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ لَیْلَتَا الْعِیدَیْنِ وَ یَوْمِ الْمَوْلِدِ وَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ وَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الْأَرْبَعِ- ذِی الْقَعْدَةِ وَ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمِ وَ رَجَبٍ وَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْ كُلِّ یَوْمٍ وَ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّیَاحِ وَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْجَحْدِ عَشْراً مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقَدْرِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ مِنْ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ قَدْ یَرْجِعُ إِلَی الْمَكَانِ كَالْمَسْجِدِ وَ الْحَرَمِ وَ الْكَعْبَةِ وَ عَرَفَةَ وَ الْمُزْدَلِفَةِ وَ الْحَائِرِ- وَ قَدْ یَرْجِعُ إِلَی الْفِعْلِ كَأَعْقَابِ الصَّلَاةِ وَ فِی سُجُودِهِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ دَعْوَةِ الْحَاجِّ لِمُتَعَلِّقِیهِ وَ السَّائِلِ لِمُعْطِیهِ وَ الْمَرِیضِ لِعَائِدِهِ الْخَامِسُ حَالاتُ الدَّاعِی فَدُعَاءُ الصَّائِمِ مُسْتَجَابٌ لَا یُرَدُّ وَ كَذَا الْمَرِیضُ وَ الْغَازِی وَ الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَ مَنْ صَلَّی صَلَاةً لَا یَخْطُرُ عَلَی قَلْبِهِ فِیهَا شَیْ ءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا فَإِنَّهُ لَا یَسْأَلُ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَنِ اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ وَ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ
ص: 353
وَ مَنْ تَطَهَّرَ وَ جَلَسَ یَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَ مَنْ بِیَدِهِ خَاتَمُ فَیْرُوزَجٍ أَوْ عَقِیقٍ فَصُّهُ أَوْ كُلُّهُ وَ مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعُ نَفَرٍ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ النَّهْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ وَ تُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تَصِیرُ إِلَی الْعَرْشِ دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَ الْمَظْلُومِ عَلَی مَنْ ظَلَمَهُ وَ الْمُعْتَمِرِ حَتَّی یَرْجِعَ وَ الصَّائِمِ حَتَّی یُفْطِرَ(1).
«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ وَ عِنْدَهُ جَفْنَةٌ مِنْ رُطَبٍ فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَرُ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَیْكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَجُلًا لَوْ كَانَ لَهُ مَالٌ یَبْلُغُ ثَلَاثِینَ أَوْ أَرْبَعِینَ أَلْفاً ثُمَّ شَاءَ أَنْ لَا یَبْقَی مِنْهُ شَیْ ءٌ إِلَّا قَسَمَهُ فِی حَقٍّ فَعَلَ فَیَبْقَی لَا مَالَ لَهُ فَیَكُونُ مِنَ الثَّلَاثَةِ الَّذِینَ یُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ عَلَیْهِمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ هُمْ قَالَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا فَأَنْفَقَهُ فِی وُجُوهِهِ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی وَ رَجُلٌ دَعَا عَلَی امْرَأَتِهِ وَ هُوَ ظَالِمٌ لَهَا فَیُقَالُ لَهُ أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِیَدِكَ وَ رَجُلٌ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ وَ تَرَكَ الطَّلَبَ ثُمَّ یَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ السَّبِیلَ إِلَی الطَّلَبِ لِلرِّزْقِ (2).
«3»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ص: 354
صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَصْنَافٌ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ مِنْهُمْ مَنْ أَدَانَ رَجُلًا دَیْناً إِلَی أَجَلٍ فَلَمْ یَكْتُبْ عَلَیْهِ كِتَاباً وَ لَمْ یُشْهِدْ عَلَیْهِ شُهُوداً وَ رَجُلٌ یَدْعُو عَلَی ذِی رَحِمٍ وَ رَجُلٌ تُؤْذِیهِ امْرَأَتُهُ بِكُلِّ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی ذَلِكَ یَدْعُو اللَّهَ عَلَیْهَا وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَرِحْنِی مِنْهَا فَهَذَا یَقُولُ اللَّهُ لَهُ عَبْدِی أَ وَ مَا قَلَّدْتُكَ أَمْرَهَا فَإِنْ شِئْتَ خَلَّیْتَهَا وَ إِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتَهَا وَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَالًا ثُمَّ أَنْفَقَهُ فِی الْبِرِّ وَ التَّقْوَی فَلَمْ یَبْقَ لَهُ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ هُوَ فِی ذَلِكَ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ فَهَذَا یَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَ وَ لَمْ أَرْزُقْكَ وَ أَغْنَیْتُكَ أَ فَلَا اقْتَصَدْتَ
وَ لِمَ تُسْرِفُ إِنِّی لَا أُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ وَ رَجُلٌ قَاعِدٌ فِی بَیْتِهِ وَ هُوَ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ- لَا یَخْرُجُ وَ لَا یَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ هَذَا یَقُولُ اللَّهُ لَهُ عَبْدِی إِنِّی لَمْ أَحْظُرْ عَلَیْكَ الدُّنْیَا وَ لَمْ أَرْمِكَ فِی جَوَارِحِكَ وَ أَرْضِی وَاسِعَةٌ فَلَا تَخْرُجُ وَ تَطْلُبُ الرِّزْقَ فَإِنْ حَرَمْتُكَ عَذَرْتُكَ وَ إِنْ رَزَقْتُكَ فَهُوَ الَّذِی تُرِیدُ(1).
«4»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاسَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا یَسْأَلَ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ لَا یَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُ إِذَا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ (2).
«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ الْإِمَامُ الْعَادِلُ لِرَعِیَّتِهِ وَ الْأَخُ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً یَقُولُ لَهُ وَ لَكَ مِثْلُ مَا دَعَوْتَ لِأَخِیكَ وَ الْوَالِدُ لِوَلَدِهِ وَ الْمَظْلُومُ یَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَنْتَقِمَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ (3).
ص: 355
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ وَ دَعْوَتُهُ عَلَیْهِ إِذَا عَقَّهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ وَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخٍ لَهُ مُؤْمِنٍ وَاسَاهُ فِینَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ إِذَا لَمْ یُوَاسِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهِ وَ اضْطِرَارِ أَخِیهِ إِلَیْهِ (1).
«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ فَاجِرٍ مُحْوِبٍ عَلَی نَفْسِهِ (2).
«8»- ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ وَالِدٌ لِوَلَدِهِ وَ الرَّجُلُ یَدْعُو لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَ الْمَظْلُومُ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَنْتَصِرَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ (3).
«9»- ل، [الخصال] عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی عِیسَی علیه السلام قُلْ لِلْمَلَإِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا یَدْخُلُوا بَیْتاً مِنْ بُیُوتِی إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفٍّ نَقِیَّةٍ وَ قُلْ لَهُمُ اعْلَمُوا أَنِّی غَیْرُ مُسْتَجِیبٍ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ.
«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَارِثِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَمْسَةٌ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ رَجُلٌ جَعَلَ اللَّهُ بِیَدِهِ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ فَهِیَ تُؤْذِیهِ وَ عِنْدَهُ مَا یُعْطِیهَا وَ لَمْ یُخَلِّ سَبِیلَهَا وَ رَجُلٌ أَبَقَ مَمْلُوكُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ لَمْ یَبِعْهُ وَ رَجُلٌ مَرَّ بِحَائِطٍ مَائِلٍ وَ هُوَ یُقْبِلُ إِلَیْهِ وَ لَمْ یُسْرِعِ الْمَشْیَ حَتَّی سَقَطَ عَلَیْهِ وَ رَجُلٌ أَقْرَضَ رَجُلًا مَالًا فَلَمْ یُشْهِدْ عَلَیْهِ وَ رَجُلٌ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی وَ لَمْ یَطْلُبْ (4).
ص: 356
«11»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا نَاوَلْتُمُ السَّائِلَ الشَّیْ ءَ فَاسْأَلُوهُ أَنْ یَدْعُوَ لَكُمْ فَإِنَّهُ یُجَابُ فِیكُمْ وَ لَا یُجَابُ فِی نَفْسِهِ لِأَنَّهُمْ یَكْذِبُونَ (1).
«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی سَیَّارٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ سَأَلَنِی وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنِّی أَضُرُّ وَ أَنْفَعُ اسْتَجَبْتُ لَهُ (2).
«13»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُجِیبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ دَعَانِی فِی مَظْلِمَةٍ ظَلَمَهَا وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ الْمَظْلِمَةِ(3).
«14»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دُعَاءُ أَطْفَالِ أُمَّتِی مُسْتَجَابٌ مَا لَمْ یُقَارِفُوا الذُّنُوبَ (4).
«15»- سر، [السرائر] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ قَالَ لَأَقْعُدَنَّ فِی بَیْتِی وَ لَأُصَلِّیَنَّ وَ لَأَصُومَنَّ وَ لَأَعْبُدَنَّ رَبِّی فَأَمَّا رِزْقِی فَسَیَأْتِینِی فَقَالَ هَذَا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِینَ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ قُلْتُ وَ مَنِ الِاثْنَانِ الْآخَرَانِ
قَالَ رَجُلٌ لَهُ امْرَأَةٌ یَدْعُو أَنْ یُرِیحَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ یُفَرِّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا فَیُقَالُ لَهُ أَمْرُهَا بِیَدِكَ فَخَلِّ سَبِیلَهَا وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ حَقٌّ عَلَی إِنْسَانٍ لَمْ یُشْهِدْ عَلَیْهِ فَیَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهِ فَیُقَالُ لَهُ قَدْ أَمَرْتُكَ أَنْ تُشْهِدَ وَ تَسْتَوْثِقَ فَلَمْ تَفْعَلْ (5).
«16»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثَلَاثَةٌ دَعْوَتُهُمْ مُسْتَجَابَةٌ الْحَاجُّ فَانْظُرُوا بِمَا تَخْلُفُونَهُ وَ الْغَازِی فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونَهُ وَ الْمَرِیضُ فَلَا تَعَرَّضُوهُ وَ لَا تُضْجِرُوهُ.
ص: 357
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبِی علیه السلام یَقُولُ: خَمْسُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی دَعْوَةُ الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ وَ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأَنْتَصِفَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ وَ دَعْوَةُ الْوَلَدِ الصَّالِحِ لِوَالِدِهِ وَ دَعْوَةُ الْوَالِدِ الصَّالِحِ لِوَلَدِهِ وَ دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ فَیَقُولُ وَ لَكَ مِثْلُهُ (1).
مِنَ الْفِرْدَوْسِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِیهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ.
وَ قَالَ علیه السلام: أَطِبْ كَسْبَكَ تستجاب تُسْتَجَبْ دَعْوَتُكَ فَإِنَّ الرَّجُلَ یَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَی فِیهِ حَرَاماً فَمَا تُسْتَجَابُ لَهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً.
الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْشَكُ دَعْوَةٍ وَ أَسْرَعُ إِجَابَةٍ دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دُعَاءُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یُدِرُّ الرِّزْقَ وَ یَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ.
عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُعَاذِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قَالَ لِیَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ أَنَا ضَامِنٌ لَكَ حَاجَتَكَ عَلَی اللَّهِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَتِی وَ الْقَادِرُ عَلَی طَلِبَتِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا قَضَیْتَهَا لِی.
عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: الدُّعَاءُ لِأَخِیكَ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یَسُوقُ إِلَی الدَّاعِی الرِّزْقَ وَ یَصْرِفُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ یَقُولُ الْمَلَكُ لَكَ مِثْلُ ذَلِكَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ تَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ(2).
«17»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ السَّحَابِ حَتَّی یَنْظُرَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهَا فَیَقُولُ ارْفَعُوهَا إِلَیَّ حَتَّی أَسْتَجِیبَ لَهُ فَإِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا أَحَدُّ
ص: 358
مِنَ السَّیْفِ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِیهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَ دَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَی وَلَدِهِ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ شَیْ ءٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غَائِبٍ لِغَائِبٍ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دُعَاءُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ مُسْتَجَابٌ.
«18»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَبْسُطُ یَدَیْهِ یَدْعُو اللَّهَ وَ یَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ مَالًا فَیَرْزُقُهُ قَالَ فَیُنْفِقُهُ فِیمَا لَا خَیْرَ فِیهِ قَالَ ثُمَّ یَعُودُ فَیَدْعُو قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ أَ لَمْ أُعْطِكَ أَ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَ كَذَا(1).
«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَیَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَّادٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ جَعْفَرٍ علیه السلام فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِرْهَماً ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَعْطَاهُ دِرْهَماً ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَعْطَاهُ دِرْهَماً ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعُ فَقَالَ لَهُ یَرْزُقُكَ رَبُّكَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ كَانَ عِنْدَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ أَرَادَ أَنْ یُخْرِجَهَا فِی هَذَا الْوَجْهِ لَأَخْرَجَهَا ثُمَّ بَقِیَ لَیْسَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ ثُمَّ كَانَ مِنَ الثَّلَاثَةِ الَّذِینَ دَعَوْا فَلَمْ یُسْتَجَبْ لَهُمْ دَعْوَةُ رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَمَزَّقَهُ وَ لَمْ یَحْفَظْهُ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ فَقَالَ أَ لَمْ أَرْزُقْكَ فَلَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ وَ رُدَّتْ عَلَیْهِ وَ رَجُلٌ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ یَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ قَالَ فَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ إِلَی طَلَبِ الرِّزْقِ سَبِیلًا أَنْ تَسِیرَ فِی الْأَرْضِ وَ تَبْتَغِیَ مِنْ فَضْلِی فَرُدَّتْ عَلَیْهِ دَعْوَتُهُ وَ رَجُلٌ دَعَا عَلَی امْرَأَتِهِ فَقَالَ أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا فِی یَدِكَ فَرُدَّتْ عَلَیْهِ دَعْوَتُهُ (2).
ص: 359
«20»- الْجَوَاهِرُ لِلْكَرَاجُكِیِّ، عَنْهُمْ علیهم السلام: سِتَّةٌ لَا یُحْجَبُ لَهُمْ عَنِ اللَّهِ دَعْوَةٌ الْإِمَامُ الْمُقْسِطُ وَ الْوَالِدُ الْبَارُّ لِوُلْدِهِ وَ الْوَلَدُ الصَّالِحُ لِوَالِدِهِ وَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَ الْمَظْلُومُ یَقُولُ اللَّهُ لَأَنْتَقِمَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ وَ الْفَقِیرُ الْمُنْعَمُ عَلَیْهِ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً.
«21»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: دَعْوَةُ الصَّائِمِ یُسْتَجَابُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَ قَالَ إِنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ دَعْوَةً وَ قَالَ نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَ صَمْتُهُ تَسْبِیحٌ وَ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ وَ عَمَلُهُ مُضَاعَفٌ وَ قَالَ إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةً لَا تُرَدُّ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَةٌ دُعَاءُ الْحَاجِّ فِیمَنْ یَخْلُفُ أَهْلَهُ وَ دُعَاءُ الْمَرِیضِ فَلَا تُؤْذُوهُ وَ لَا تُضْجِرُوهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَرْبَعَةٌ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاءٌ رَجُلٌ جَالِسٌ فِی بَیْتِهِ یَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ لَهُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالطَّلَبِ وَ رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَدَعَا عَلَیْهَا فَیَقُولُ أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِیَدِكَ وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَفْسَدَهُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ لَهُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالاقْتِصَادِ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالْإِصْلَاحِ ثُمَّ قَرَأَ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَدَانَهُ بِغَیْرِ بَیِّنَةٍ فَیَقُولُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالشَّهَادَةِ.
عدة الداعی، عن جعفر بن إبراهیم عنه علیه السلام: مثله.
«22»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: النَّاسُ فِی الدُّنْیَا عَامِلَانِ عَامِلٌ عَمِلَ فِی الدُّنْیَا لِمَا بَعْدَهَا فَجَاءَ الَّذِی لَهُ مِنَ الدُّنْیَا بِغَیْرِ عَمَلٍ فَأَحْرَزَ الْحَظَّیْنِ مَعاً وَ مَلَكَ الدَّارَیْنِ جَمِیعاً فَأَصْبَحَ وَجِیهاً عِنْدَ اللَّهِ لَا یَسْأَلُ اللَّهَ شَیْئاً فَیَمْنَعَهُ (1).
«23»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِمُوسَی ادْعُنِی عَلَی لِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِی بِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ أَنَّی لِی بِذَلِكَ فَقَالَ ادْعُنِی عَلَی لِسَانِ غَیْرِكَ (2).
ص: 360
وَ رَوَی السَّكُونِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ السَّحَابِ حَتَّی یَنْظُرَ اللَّهُ إِلَیْهَا فَیَقُولُ ارْفَعُوهَا حَتَّی أَسْتَجِیبَ لَهُ وَ إِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا أَحَدُّ مِنَ السَّیْفِ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ وَ عَلَیْهِ إِذَا عَقَّهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ وَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ إِذَا وَاسَاهُ فِینَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ إِذَا لَمْ یُوَاسِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهِ وَ اضْطِرَارِ أَخِیهِ إِلَیْهِ.
قال الشیخ ابن سینا سبب إجابة الدعاء توافی الأسباب معا لحكمة إلهیة و هو أن یتوافی سبب دعاء رجل فیما یدعو فیه و سبب وجود ذلك الشی ء معا عن البارئ فإن قیل فهل یصح وجود ذلك الشی ء من دون الدعاء و موافاته لذلك الدعاء قلنا لا لأن علتهما واحدة و هو البارئ الذی جعل سبب وجود ذلك الشی ء الدعاء كما جعل سبب صحة المریض شرب الدواء و ما لم یشرب الدواء لم یصح و كذلك الحال فی الدعاء و موافاة ذلك الشی ء فلحكمة ما توافیا معا علی حسب ما قدر و قضا فالدعاء واجب و توقع الإجابة واجب فإن انبعاثها للدعاء یكون سببه من هناك و یصیر الدعاء سببا للإجابة و موافاة الدعاء لحدوث الأمر المدعو لأجله هما معلولا علة واحدة و ربما یكون أحدهما بواسطة الآخر.
و قد یتوهم أن السماویات تنفعل من الأرضیة و ذلك أنا ندعوها فتستجیب لنا و نحن معلولها و هی علتنا و المعلول لا تفعل فی العلة البتة و إنما سبب الدعاء من هناك أیضا لأنها تبعثنا علی الدعاء و هما معلولا علة واحدة و إذا لم یستجب الدعاء لذلك الرجل و إن كان یری الغایة التی یدعو لأجلها نافعة فالسبب فیه أن الغایة النافعة إنما یكون بحسب نظام الكل لا بحسب مراد ذلك الرجل فربما لا تكون الغایة بحسب مراده نافعة و لذلك لا یصح استجابة دعائه.
و النفس الزكیة عند الدعاء قد یفیض علیها من الأول قوة تصیر بها مؤثرة
ص: 361
فی العناصر بتطاوعها العناصر متصرفة علی إرادتها فیكون ذلك إجابة للدعاء فإن العناصر موضوعة لفعل النفس فیها و اعتبار ذلك فی أبداننا بحسب ما تقتضیه أحوال نفوسنا و تخیلاتها و قد یمكن أن تؤثر النفس فی غیر بدنها كما تؤثر فی بدنها و قد تؤثر النفس فی نفس غیرها كما یحكی عن الأوهام التی تكون لأهل الهند إن صحت الحكایة و قد یكون البارئ أو الأول یستجیب لتلك النفس إذا دعت فیما یدعو فیه إذا كانت الغایة التی تدعو فیها نافعة بحسب نظام الكل.
«1»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةً لَمْ یُحْرَمْ ثَلَاثَةً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (1) وَ یَقُولُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2) وَ یَقُولُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (3).
سن، [المحاسن] معاویة بن وهب عنه علیه السلام: مثله (4).
«2»- مع، [معانی الأخبار] ل (5)، [الخصال] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ
ص: 362
یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ التَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الصَّبْرَ لَمْ یُحْرَمِ الْأَجْرَ(1).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا جَابِرُ مَنْ ذَا الَّذِی سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ أَوْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَكْفِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ یُنْجِهِ الْخَبَرَ(2).
«4»- مع،(3) [معانی الأخبار] ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخْفَی أَرْبَعَةً فِی أَرْبَعَةٍ أَخْفَی رِضَاهُ فِی طَاعَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ طَاعَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی سَخَطَهُ فِی مَعْصِیَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ مَعْصِیَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی إِجَابَتَهُ فِی دَعْوَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ دُعَائِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی وَلِیَّهُ فِی عِبَادِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ فَرُبَّمَا یَكُونُ وَلِیَّهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ (4).
«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مِیثَمٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی آدَمَ علیه السلام أَنِّی سَأَجْمَعُ لَكَ الْكَلَامَ فِی أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا رَبِّ وَ مَا هُنَّ قَالَ وَاحِدَةٌ لِی وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَقَالَ یَا رَبِّ بَیِّنْهُنَّ لِی حَتَّی أَعْلَمَهُنَّ فَقَالَ أَمَّا الَّتِی لِی فَتَعْبُدُنِی وَ لَا تُشْرِكُ بِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّتِی لَكَ فَأَجْزِیكَ
ص: 363
بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ فَأَمَّا الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَعَلَیْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَتَرْضَی لِلنَّاسِ مَا تَرْضَاهُ لِنَفْسِكَ (1).
«6»- لی،(2)
[الأمالی] للصدوق مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی آدَمَ علیه السلام یَا آدَمُ إِنِّی أَجْمَعُ لَكَ الْخَیْرَ كُلَّهُ فِی أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَاحِدَةٌ لِی إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(3).
«7»- ل، [الخصال] الْقَطَّانُ وَ الْعِجْلِیُّ وَ السِّنَانِیُّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ التَّرْجُمَانِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا یَرْوِی عَنْ رَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ أَرْبَعُ خِصَالٍ وَاحِدَةٌ لِی وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عِبَادِی فَأَمَّا الَّتِی لِی فَتَعْبُدُنِی لَا تُشْرِكُ بِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّتِی لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَیْرٍ جَزَیْتُكَ بِهِ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عِبَادِی فَأَنْ تَرْضَی لَهُمْ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ وَ لَمْ یَذْكُرْ آدَمَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ (4).
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ التَّمَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فُتِحَ لِأَحَدٍ بَابُ دُعَاءٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ فِیهِ بَابَ إِجَابَةٍ فَإِذَا فُتِحَ لِأَحَدِكُمْ بَابُ دُعَاءٍ فَلْیَجْهَدْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَمَلُّ حَتَّی تَمَلُّوا.
قال أبو الطیب الملل من الإنسان الضجر و السأمة و من اللّٰه تعالی علی جهة الترك للفعل و إنما وصف نفسه بالملل للمقابلة لملل الإنسان كما قال نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (5) أی تركوا طاعته فتركهم من ثوابه (6).
«9»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ
ص: 364
مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَمَنَّی شَیْئاً وَ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِضًا لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُعْطَاهُ (1).
ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن محمد العطار: مثله.
«10»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَخِیهِ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام: مَا مِنْ أَحَدٍ یُخَوَّفُ بِالْبَلَاءِ فَتُقَدَّمُ فِیهِ بِالدُّعَاءِ إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا عَلِیُّ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الدُّعَاءَ تَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً قَالَ الْوَشَّاءُ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ هَلْ فِی ذَلِكَ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ قَالَ أَ مَا سَأَلْتَ عَنْ ذَلِكَ الصَّادِقَ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ أَمَّا دُعَاءُ الشِّیعَةِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فَفِی كُلِّ عِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ وَ أَمَّا دُعَاءُ الْمُسْتَبْصِرِینَ فَلَیْسَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ لِأَنَّ الْمُسْتَبْصِرِینَ الْبَالِغِینَ دُعَاؤُهُمْ لَا یُحْجَبُ (2).
«11»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَیَسْتَحِی مِنَ الْعَبْدِ أَنْ یَرْفَعَ إِلَیْهِ یَدَیْهِ فَیَرُدَّهُمَا خَائِبَتَیْنِ (3).
«12»- تم، [فلاح السائل] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ یَدَهُ إِلَی اللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ إِلَّا اسْتَحْیَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّی یَجْعَلَ فِیهَا مِنْ فَضْلِ رَحْمَتِهِ فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا یَرُدُّ یَدَهُ حَتَّی یَمْسَحَ عَلَی وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ (4).
«13»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ
ص: 365
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ الْخَبَرَ(1).
«14»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: خَرَجْتُ فَاعْتَمَدْتُ عَلَی حَائِطِی هَذَا فَإِذَا رَجُلٌ یَنْظُرُ فِی وَجْهِی عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ فَقَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا فَهُوَ رِزْقٌ حَاضِرٌ یَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ فَقُلْتُ مَا عَلَی الدُّنْیَا حُزْنِی وَ إِنَّ الْقَوْلَ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ حُزْنُكَ فَهُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ بِهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ فَقُلْتُ وَ لَا عَلَی الْآخِرَةِ حُزْنِی وَ إِنَّ الْقَوْلَ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ لِی فَعَلَی مَا حُزْنُكَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَقُلْتُ لِمَا أَتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَداً.
«15»- نهج، [نهج البلاغة]: مَا كَانَ اللَّهُ لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّیَادَةِ وَ لَا لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ(2).
«16»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ یَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَیْسَ فِیهَا إِثْمٌ وَ لَا قَطِیعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَی ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ یُعَجِّلَ دَعْوَتَهُ وَ إِمَّا أَنْ یَدَّخِرَهَا لَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ إِمَّا أَنْ یَكُفَّ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مِثْلَهَا قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِذاً نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرَ.
ص: 366
الآیات:
یونس: وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ (1).
«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَاجَةً مُنْذُ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً وَ قَدْ دَخَلَ قَلْبِی مِنْ إِبْطَائِهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ یَا أَحْمَدُ إِیَّاكَ وَ الشَّیْطَانَ أَنْ یَكُونَ لَهُ عَلَیْكَ سبیلا سَبِیلٌ حَتَّی یَعْرِضَكَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَسْأَلُ اللَّهَ الْحَاجَةَ فَیُؤَخِّرُ عَنْهُ تَعْجِیلَ حَاجَتِهِ حُبّاً لِصَوْتِهِ وَ اسْتِمَاعِ نَحِیبِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَمَا أَخَّرَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ مِمَّا یَطْلُبُونَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا خَیْرٌ لَهُمْ مِمَّا عَجَّلَ لَهُمْ مِنْهَا وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الدُّنْیَا إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ كَانَ یَقُولُ یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَكُونَ دُعَاؤُهُ فِی الرَّخَاءِ نَحْواً مِنْ دُعَائِهِ فِی الشِّدَّةِ لَیْسَ إِذَا ابْتُلِیَ فَتَرَ فَلَا تَمَلَّ الدُّعَاءَ فَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِمَكَانٍ وَ عَلَیْكَ بِالصِّدْقِ وَ طَلَبِ الْحَلَالِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ إِیَّاكَ وَ مُكَاشَفَةَ الرِّجَالِ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَ نُحْسِنُ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْنَا فَنَرَی وَ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا فِی ذَلِكَ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ إِنَّ صَاحِبَ النِّعْمَةِ فِی الدُّنْیَا إِذَا سَأَلَ فَأُعْطِیَ طَلَبَ غَیْرَ الَّذِی سَأَلَ وَ صَغُرَتِ النِّعْمَةُ فِی عَیْنِهِ فَلَا یَمْتَنِعُ مِنْ شَیْ ءٍ أُعْطِیَ وَ إِذَا كَثُرَتِ النِّعَمُ كَانَ الْمُسْلِمُ مِنْ ذَلِكَ عَلَی خَطَرٍ لِلْحُقُوقِ وَ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْهِ وَ مَا یُخَافُ مِنَ الْفِتْنَةِ فَقَالَ لِی أَخْبِرْنِی عَنْكَ لَوْ أَنِّی قُلْتُ قَوْلًا كُنْتَ تَثِقُ بِهِ مِنِّی قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِذَا لَمْ أَثِقْ بِقَوْلِكَ فَبِمَنْ أَثِقُ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی خَلْقِهِ قَالَ فَكُنْ بِاللَّهِ أَوْثَقَ فَإِنَّكَ عَلَی مَوْعِدٍ مِنَ اللَّهِ أَ لَیْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ إِذا سَأَلَكَ
ص: 367
عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (1) وَ قَالَ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (2) وَ قَالَ وَ اللَّهُ یَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا(3) فَكُنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْكَ بِغَیْرِهِ وَ لَا تَجْعَلُوا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلَّا خَیْراً فَإِنَّكُمْ مَغْفُورٌ لَكُمْ (4).
«2»- كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ یُبْغِضُ وَ لَا یُعْطِی الْآخِرَةَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَسْأَلُ رَبَّهُ مَوْضِعَ سَوْطٍ مِنَ الدُّنْیَا فَلَا یُعْطِیهِ وَ یَسْأَلُهُ الْآخِرَةَ فَیُعْطِیهِ مَا شَاءَ وَ یُعْطِی الْكَافِرَ فِی الدُّنْیَا قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَهُ مَا یَشَاءُ وَ یَسْأَلُهُ مَوْضِعَ سَوْطٍ فِی الْآخِرَةِ فَلَا یُعْطِیهِ إِیَّاهُ (5).
«3»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (6) فَإِنَّا نَدْعُو فَلَا یُسْتَجَابُ لَنَا قَالَ لِأَنَّكُمْ لَا تَفُونَ لِلَّهِ بِعَهْدِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (7) وَ اللَّهِ لَوْ وَفَیْتُمْ لِلَّهِ لَوَفَی اللَّهُ لَكُمْ (8).
«4»- ید، [التوحید] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ عَیَّاشِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ قَوْمٌ لِلصَّادِقِ علیه السلام نَدْعُو فَلَا یُسْتَجَابُ لَنَا قَالَ لِأَنَّكُمْ تَدْعُونَ مَنْ لَا تَعْرِفُونَهُ (9).
ص: 368
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عِمْرَانَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: بَیْنَا إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ علیه السلام فِی جَبَلِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ یَطْلُبُ مَرْعًی لِغَنَمِهِ إِذْ سَمِعَ صَوْتاً فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ یُصَلِّی طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْراً فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِمَنْ تُصَلِّی قَالَ لِإِلَهِ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام هَلْ بَقِیَ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِكَ غَیْرُكَ قَالَ لَا قَالَ فَمِنْ أَیْنَ تَأْكُلُ قَالَ أَجْتَنِی مِنْ هَذَا الشَّجَرِ فِی الصَّیْفِ وَ آكُلُهُ فِی الشِّتَاءِ قَالَ لَهُ فَأَیْنَ مَنْزِلُكَ قَالَ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی جَبَلٍ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام هَلْ لَكَ أَنْ تَذْهَبَ بِی مَعَكَ فَأَبِیتَ عِنْدَكَ اللَّیْلَةَ فَقَالَ إِنَّ قُدَّامِی مَاءً لَا یُخَاضُ قَالَ كَیْفَ تَصْنَعُ قَالَ أَمْشِی عَلَیْهِ قَالَ فَاذْهَبْ بِی مَعَكَ فَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی مَا رَزَقَكَ قَالَ فَأَخَذَ الْعَابِدُ بِیَدِهِ فَمَضَیَا جَمِیعاً حَتَّی انْتَهَیَا إِلَی الْمَاءِ فَمَشَی وَ مَشَی إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مَعَهُ حَتَّی انْتَهَیَا إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ أَیُّ الْأَیَّامِ أَعْظَمُ فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ یَوْمُ الدِّینِ یَوْمٌ یُدَانُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ قَالَ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ یَدَكَ وَ أَرْفَعَ یَدِی فَنَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُؤْمِنَنَا مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الْیَوْمِ فَقَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بِدَعْوَتِی فَوَ اللَّهِ إِنَّ لِی لَدَعْوَةً مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِینَ مَا أُجِبْتُ فِیهَا بِشَیْ ءٍ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام أَ وَ لَا أُخْبِرُكَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ احْتُبِسَتْ دَعْوَتُكَ قَالَ بَلَی قَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً احْتَبَسَ دَعْوَتَهُ لِیُنَاجِیَهُ وَ یَسْأَلَهُ وَ یَطْلُبَ إِلَیْهِ وَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْداً عَجَّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ أَوْ أَلْقَی فِی قَلْبِهِ الْیَأْسَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ مَا كَانَتْ دَعْوَتُكَ قَالَ مَرَّ بِی غَنَمٌ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ فَقُلْتُ یَا غُلَامُ لِمَنْ هَذَا الْغَنَمُ فَقَالَ لِإِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لَكَ فِی الْأَرْضِ خَلِیلٌ فَأَرِنِیهِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَكَ أَنَا إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ فَعَانَقَهُ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله جَاءَتِ الْمُصَافَحَةُ(1).
دعوات الراوندی، مرسلا: مثله
ص: 369
أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب من دعا استجیب له.
«6»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ قَدْ دَعَا اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ غُلَاماً یَدْعُو ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَلَمَّا رَأَی أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَا یُجِیبُهُ قَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنَا مِنْكَ فَلَا تَسْمَعُ مِنِّی أَمْ قَرِیبٌ أَنْتَ فَلَا تُجِیبُنِی فَأَتَاهُ آتٍ فِی مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ تَدْعُو اللَّهَ بِلِسَانٍ بَذِیٍّ وَ قَلْبٍ غَلِقٍ عَاتٍ غَیْرِ نَقِیٍّ وَ بِنِیَّةٍ غَیْرِ صَادِقَةٍ فَأَقْلِعْ مِنْ بَذَائِكَ وَ لْیَتَّقِ اللَّهَ قَلْبُكَ وَ لْتَحْسُنْ نِیَّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ.
«7»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: إِنَّ اللَّهَ یُؤَخِّرُ إِجَابَةَ الْمُؤْمِنِ شَوْقاً إِلَی دُعَائِهِ وَ یَقُولُ صَوْتٌ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ وَ یُعَجِّلُ إِجَابَةَ دُعَاءِ الْمُنَافِقِ وَ یَقُولُ صَوْتٌ أَكْرَهُ سَمَاعَهُ.
«8»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ إِلْحَاحَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فِی الْمَسْأَلَةِ وَ أَحَبَّ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُسْأَلَ وَ یُطْلَبَ مَا عِنْدَهُ (1).
وَ قَالَ علیه السلام: لَا یُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی حَاجَةٍ إِلَّا قَضَی لَهُ (2).
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً طَلَبَ مِنَ اللَّهِ حَاجَتَهُ وَ أَلَحَّ فِی الدُّعَاءِ اسْتُجِیبَ لَهُ أَمْ لَمْ یُسْتَجَبْ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- أَدْعُوا رَبِّی عَسی أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیًّا(3).
«9»- مكا، [مكارم الأخلاق]: یُسْتَحَبُّ لِلدَّاعِی عَزِیمَةُ الْمَسْأَلَةِ لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِی إِنْ شِئْتَ وَ لْیَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا یُكْرَهُ لَهُ وَ إِذَا اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَ الدَّاعِی فَلْیَقُلِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِعِزَّتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ إِذَا أَبْطَأَ عَلَیْهِ الْإِجَابَةُ فَلْیَقُلِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ یُكْرَهُ لِلدَّاعِی اسْتِبْطَاءُ الْإِجَابَةِ وَ لِیَكُنْ مُوَاظِباً عَلَی الدُّعَاءِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَا یَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْهُمَا لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 370
یُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ یَعْجَلْ یَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ یُسْتَجَبْ لِی (1).
«10»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَیَتَعَهَّدُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِأَنْوَاعِ الْبَلَاءِ كَمَا یَتَعَهَّدُ أَهْلَ الْبَیْتِ سَیِّدُهُمْ بِطُرَفِ الطَّعَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عَظَمَتِی وَ بَهَائِی إِنِّی لَأَحْمِی وَلِیِّی أَنْ أُعْطِیَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا شَیْئاً یَشْغَلُهُ عَنْ ذِكْرِی حَتَّی یَدْعُوَنِی فَأَسْمَعَ صَوْتَهُ وَ إِنِّی لَأُعْطِی الْكَافِرَ مُنْیَتَهُ حَتَّی لَا یَدْعُوَنِی فَأَسْمَعَ صَوْتَهُ بُغْضاً لَهُ.
«11»- محص، [التمحیص] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ بَعْضِ وُلْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتّاً وَ ثَجَّهُ بِهِ ثَجّاً(2)
فَإِذَا دَعَاهُ قَالَ لَبَّیْكَ عَبْدِی لَبَّیْكَ لَئِنْ عَجَّلْتُ مَا سَأَلْتَ إِنِّی عَلَی ذَلِكَ لَقَادِرٌ وَ لَئِنْ أَخَّرْتُ فَمَا ذَخَرْتُ لَكَ عَبْدِی عِنْدِی خَیْرٌ لَكَ.
«12»- محص، [التمحیص] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الرَّبَّ لَیَلِی حِسَابَ الْمُؤْمِنِ فَیَقُولُ تَعْرِفُ هَذَا الْحِسَابَ فَیَقُولُ لَا یَا رَبِّ فَیَقُولُ دَعَوْتَنِی فِی لَیْلَةِ كَذَا وَ كَذَا فِی كَذَا وَ كَذَا فَذَخَرْتُهَا لَكَ قَالَ فَمِمَّا یَرَی مِنْ عَظَمَةِ ثَوَابِ اللَّهِ یَقُولُ یَا رَبِّ لَیْتَ أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَجَّلْتَ لِی شَیْئاً وَ ادَّخَرْتَهُ لِی.
«13»- محص، [التمحیص] عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً ابْتَلَاهُ وَ تَعَهَّدَهُ بِالْبَلَاءِ كَمَا یَتَعَهَّدُ الْمَرِیضَ أَهْلُهُ بِالطُّرَفِ وَ وَكَّلَ بِهِ مَلَكَیْنِ فَقَالَ لَهُمَا أَسْقِمَا بَدَنَهُ وَ ضَیِّقَا مَعِیشَتَهُ وَ عَوِّقَا عَلَیْهِ مَطْلَبَهُ حَتَّی یَدْعُوَنِی فَإِنِّی أُحِبُّ صَوْتَهُ فَإِذَا دَعَا قَالَ اكْتُبَا لِعَبْدِی ثَوَابَ مَا سَأَلَنِی وَ ضَاعِفَا لَهُ حَتَّی یَأْتِیَنِی وَ مَا عِنْدِی خَیْرٌ لَهُ فَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً وَكَّلَ بِهِ مَلَكَیْنِ فَقَالَ أَصِحَّا بَدَنَهُ وَ وَسِّعَا عَلَیْهِ فِی رِزْقِهِ وَ سَهِّلَا لَهُ مَطْلَبَهُ وَ أَنْسِیَاهُ ذِكْرِی فَإِنِّی أُبْغِضُ صَوْتَهُ حَتَّی یَأْتِیَنِی وَ مَا عِنْدِی شَرٌّ لَهُ.
«14»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ
ص: 371
أَنْ یَسْتَجِیبَ دُعَائِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَأَطِبْ كَسْبَكَ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ مُوسَی علیه السلام رَأَی رَجُلًا یَتَضَرَّعُ تَضَرُّعاً عَظِیماً وَ یَدْعُو رَافِعاً یَدَیْهِ وَ یَبْتَهِلُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی لَوْ فَعَلَ كَذَا وَ كَذَا لَمَا اسْتَجَبْتُ دُعَاءَهُ لِأَنَّ فِی بَطْنِهِ حَرَاماً وَ عَلَی ظَهْرِهِ حَرَاماً وَ فِی بَیْتِهِ حَرَاماً.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَقُولُ اللَّهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُجِیبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ دَعَانِی فِی مَظْلِمَةٍ وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ مِثْلُهَا.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: رُبَّمَا أُخِّرَتْ مِنَ الْعَبْدِ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ لِیَكُونَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ.
«15»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: الدَّاعِی بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِی بِلَا وَتَرٍ(1).
«16»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: ادْفَعِ الْمَسْأَلَةَ مَا وَجَدْتَ التَّحَمُّلَ یُمْكِنُكَ فَإِنَّ لِكُلِّ یَوْمٍ رِزْقاً جَدِیداً وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِلْحَاحَ فِی الْمَطَالِبِ یَسْلُبُ الْبَهَاءَ وَ یُورِثُ التَّعَبَ وَ الْعَنَاءَ فَاصْبِرْ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ لَكَ بَاباً یَسْهُلُ الدُّخُولُ فِیهِ فَمَا أَقْرَبَ الصُّنْعَ مِنَ الْمَلْهُوفِ وَ الْأَمْنَ مِنَ الْهَارِبِ الْمَخُوفِ فَرُبَّمَا كَانَتِ الْغِیَرُ نَوْعاً مِنْ أَدَبِ اللَّهِ وَ لِلْحُظُوظِ مَرَاتِبُ فَلَا تَعْجَلْ عَلَی ثَمَرَةٍ لَمْ تُدْرِكْ فَإِنَّمَا تَنَالُهَا فِی أَوَانِهَا وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمُدَبِّرَ لَكَ أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ الَّذِی یُصْلِحُ حَالَكَ فِیهِ فَثِقْ بِخِیَرَتِهِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ یُصْلِحْ حَالَكَ وَ لَا تَعْجَلْ بِحَوَائِجِكَ قَبْلَ وَقْتِهَا فَیَضِیقَ قَلْبُكَ وَ صَدْرُكَ وَ یَغْشَاكَ الْقُنُوطُ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِلْحَیَاءِ مِقْدَاراً فَإِنْ زَادَ عَلَیْهِ فَهُوَ سَرَفٌ وَ إِنَّ لِلْحَزْمِ مِقْدَاراً فَإِنْ زَادَ عَلَیْهِ فَهُوَ تَهَوُّرٌ وَ احْذَرْ كُلَّ ذَكِیٍّ سَاكِنِ الطَّرْفِ وَ لَوْ عَقَلَ أَهْلُ الدُّنْیَا خَرَّبَتْ.
قال ابن فهد رحمه اللّٰه دل الحدیث علی أن العقل السلیم یقتضی تخریب الدنیا و عدم الاعتناء بها فمن عنی بها أو عمرها دل ذلك علی أنه لا عقل له.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُسْتَجَابَ دُعَاؤُهُ فَلْیُطَیِّبْ مَطْعَمَهُ وَ مَكْسَبَهُ-.
ص: 372
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَنْ قَالَ لَهُ أُحِبُّ أَنْ یُسْتَجَابَ دُعَائِی طَهِّرْ مَأْكَلَكَ وَ لَا تُدْخِلْ بَطْنَكَ الْحَرَامَ.
وَ فِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ فَلَا تُحْجَبُ عَنِّی دَعْوَةٌ إِلَّا دَعْوَةُ آكِلِ الْحَرَامِ.
وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُسْتَجَابَ دُعَاؤُهُ فَلْیُطَیِّبْ كَسْبَهُ.
وَ قَالَ علیه السلام: تَرْكُ لُقْمَةِ حَرَامٍ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ صَلَاةِ أَلْفَیْ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً.
وَ عَنْهُ علیه السلام: رَدُّ دَانِقِ حَرَامٍ یَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِینَ حِجَّةً مَبْرُورَةً.
وَ عَنْهُمْ علیهم السلام: فِیمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ غَسَلْتُمْ وُجُوهَكُمْ وَ دَنَّسْتُمْ قُلُوبَكُمْ أَ بِی تَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَیَّ تَجْتَرِءُونَ تَتَطَیَّبُونَ الطِّیبَ لِأَهْلِ الدُّنْیَا وَ أَجْوَافُكُمْ عِنْدِی بِمَنْزِلَةِ الْجِیَفِ الْمُنْتِنَةِ كَأَنَّكُمْ أَقْوَامٌ مَیِّتُونَ یَا عِیسَی قُلْ لَهُمْ قَلِّمُوا أَظْفَارَكُمْ مِنْ كَسْبِ الْحَرَامِ وَ أَصِمُّوا أَسْمَاعَكُمْ عَنْ ذِكْرِ الْخَنَا وَ أَقْبِلُوا عَلَیَّ بِقُلُوبِكُمْ فَإِنِّی لَسْتُ أُرِیدُ صُوَرَكُمْ یَا عِیسَی قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا تَدْعُونِی وَ السُّحْتُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ الْأَصْنَامُ فِی بُیُوتِكُمْ فَإِنِّی آلَیْتُ أَنْ أُجِیبَ مَنْ دَعَانِی وَ إِنَّ إِجَابَتِی إِیَّاهُمْ لَعْنٌ لَهُمْ حَتَّی یَتَفَرَّقُوا(1).
وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی عِیسَی علیه السلام قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا تَدْخُلُوا بَیْتاً مِنْ بُیُوتِی إِلَّا بِأَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَیْدٍ نَقِیَّةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنِّی لَا أَسْتَجِیبُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَلَیْهِ مَظْلِمَةٌ(2) وَ فِی الْوَحْیِ الْقَدِیمِ لَا تَمَلَّ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنِّی لَا أَمَلُّ مِنَ الْإِجَابَةِ.
وَ رَوَی عَبْدُ الْعَزِیزِ الطَّوِیلُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا لَمْ یَزَلِ اللَّهُ فِی حَاجَتِهِ مَا لَمْ یَسْتَعْجِلْ.
ص: 373
وَ عَنْهُ علیه السلام: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَجَّلَ فَقَامَ لِحَاجَتِهِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی اسْتَعْجَلَ عَبْدِی أَ تَرَاهُ یَظُنُّ أَنَّ حَوَائِجَهُ بِیَدِ غَیْرِی.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ السَّائِلَ اللَّحُوحَ.
وَ رَوَی الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ الْهَجَرِیُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَی اللَّهِ فِی حَاجَةٍ إِلَّا قَضَاهَا لَهُ.
وَ رَوَی أَبُو الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ كَرِهَ إِلْحَاحَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ فِی الْمَسْأَلَةِ وَ أَحَبَّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُسْأَلَ وَ یُطْلَبَ مَا عِنْدَهُ.
وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی حَاجَةً مُنْذُ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً وَ قَدْ دَخَلَ قَلْبِی مِنْ إِبْطَائِهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهُ یَا أَحْمَدُ إِیَّاكَ وَ الشَّیْطَانَ أَنْ یَكُونَ لَهُ عَلَیْكَ سَبِیلٌ حَتَّی یُقَنِّطَكَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَسْأَلُ اللَّهُ حَاجَةً فَیُؤَخِّرُ عَنْهُ تَعْجِیلَ إِجَابَتِهِ حُبّاً لِصَوْتِهِ وَ اسْتِمَاعِ نَحِیبِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا أَخَّرَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ مَا یَطْلُبُونَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا خَیْرٌ لَهُمْ مِمَّا عَجَّلَ لَهُمْ فِیهَا وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الدُّنْیَا.
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الْعَبْدَ الْوَلِیَّ لِلَّهِ یَدْعُو اللَّهَ فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیُقَالُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ اقْضِ لِعَبْدِی حَاجَتَهُ وَ لَا تُعَجِّلْهَا فَإِنِّی أَشْتَهِی أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْعَدُوَّ لِلَّهِ لَیَدْعُو اللَّهَ فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیُقَالُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ اقْضِ لِعَبْدِی حَاجَتَهُ وَ عَجِّلْهَا فَإِنِّی أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ مَا أُعْطِیَ هَذَا إِلَّا لِكَرَامَتِهِ وَ مَا مُنِعَ هَذَا إِلَّا لِهَوَانِهِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ بِخَیْرٍ وَ رَخَاءٍ وَ رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ یَسْتَعْجِلْ فَیَقْنَطَ فَیَتْرُكَ الدُّعَاءَ قُلْتُ لَهُ كَیْفَ یَسْتَعْجِلُ قَالَ یَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ مُنْذُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا أَرَی الْإِجَابَةَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَدْعُو اللَّهَ فِی حَاجَتِهِ فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ أَخِّرُوا إِجَابَتَهُ شَوْقاً إِلَی صَوْتِهِ وَ دُعَائِهِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قَالَ اللَّهُ عَبْدِی دَعَوْتَنِی وَ أَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ وَ ثَوَابُكَ كَذَا وَ كَذَا وَ دَعَوْتَنِی فِی كَذَا وَ كَذَا فَأَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ وَ ثَوَابُكَ كَذَا قَالَ:
ص: 374
فَیَتَمَنَّی الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ فِی الدُّنْیَا مِمَّا یَرَی مِنْ حُسْنِ الثَّوَابِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً طَلَبَ مِنَ اللَّهِ حَاجَةً فَأَلَحَّ فِی الدُّعَاءِ اسْتُجِیبَ لَهُ أَوْ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- وَ أَدْعُوا رَبِّی عَسی أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیًّا(1).
وَ قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: فِی التَّوْرَاةِ یَا مُوسَی مَنْ أَحَبَّنِی لَمْ یَنْسَنِی وَ مَنْ رَجَا مَعْرُوفِی أَلَحَّ فِی مَسْأَلَتِی یَا مُوسَی إِنِّی لَسْتُ بِغَافِلٍ عَنْ خَلْقِی وَ لَكِنْ أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ مَلَائِكَتِی ضَجِیجَ الدُّعَاءِ مِنْ عِبَادِی وَ تَرَی حَفَظَتِی تَقَرُّبَ بَنِی آدَمَ إِلَیَّ بِمَا أَنَا مُقَوِّیهِمْ عَلَیْهِ وَ مُسَبِّبُهُ لَهُمْ یَا مُوسَی قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا تُبْطِرَنَّكُمُ النِّعْمَةُ فَیُعَاجِلَكُمُ السَّلْبُ وَ لَا تَغْفُلُوا عَنِ الشُّكْرِ فَیُقَارِعَكُمُ الذُّلُّ وَ أَلِحُّوا فِی الدُّعَاءِ تَشْمَلْكُمُ الرَّحْمَةُ بِالْإِجَابَةِ وَ تَهْنِئْكُمُ الْعَافِیَةُ.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: لَا یُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَی اللَّهِ فِی حَاجَتِهِ إِلَّا قَضَاهَا لَهُ.
وَ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُبَّمَا دَعَا الرَّجُلُ فَاسْتُجِیبَ لَهُ ثُمَّ أُخِّرَ ذَلِكَ إِلَی حِینٍ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ لِمَ ذَلِكَ لِیَزْدَادَ مِنَ الدُّعَاءِ قَالَ نَعَمْ.
وَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُسْتَجَابُ لِلرَّجُلِ الدُّعَاءُ ثُمَّ یُؤَخَّرُ قَالَ نَعَمْ عِشْرُونَ سَنَةً.
وَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ بَیْنَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما وَ بَیْنَ أَخْذِ فِرْعَوْنَ أَرْبَعُونَ عَاماً.
وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْهُ علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَدْعُو فَیُؤَخَّرُ بِإِجَابَتِهِ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ.
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ هُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ هُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی فَیَقُولُ سُبْحَانَهُ لِلْمَلَائِكَةِ أَ لَا تَرَوْنَ عَبْدِی سَأَلَنِی الْمَغْفِرَةَ وَ أَنَا مُعْرِضٌ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَنِی الْمَغْفِرَةَ وَ أَنَا مُعْرِضٌ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَنِی الْمَغْفِرَةَ عَلِمَ عَبْدِی أَنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنِّی
ص: 375
قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا فَیَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ تَعَالَی قَضَاؤُهَا إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ أَوْ بَطِی ءٍ فَیُذْنِبُ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَنْباً فَیَقُولُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ لَا تُنْجِزْهَا لَهُ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِی اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّی.
وَ فِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا غَنِیٌّ لَا أَفْتَقِرُ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ غَنِیّاً لَا تَفْتَقِرْ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَیٌّ لَا أَمُوتُ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ حَیّاً لَا تَمُوتُ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّیْ ءِ كُنْ فَیَكُونُ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّیْ ءِ كُنْ فَیَكُونُ.
وَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ إِنَّهُ لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی یُطِیعُنِی فِیمَا آمُرُهُ إِلَّا أَعْطَیْتُهُ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَنِی وَ أَسْتَجِیبُ لَهُ قَبْلَ أَنْ یَدْعُوَنِی.
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنْ أَبْلِغْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ مِنْهُمْ آمُرُهُ بِطَاعَتِی فَیُطِیعُنِی إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أُطِیعَهُ وَ أُعِینَهُ عَلَی طَاعَتِی وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اعْتَصَمَ بِی عَصَمْتُهُ وَ إِنِ اسْتَكْفَانِی كَفَیْتُهُ وَ إِنْ تَوَكَّلَ عَلَیَّ حَفِظْتُهُ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَتِهِ وَ إِنْ كَادَهُ جَمِیعُ خَلْقِی كُنْتُ دُونَهُ.
«17»- دَعَائِمُ الدِّینِ، رُوِیَ فِی كِتَابِ التَّنْبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ خَطَبَ فِی یَوْمِ جُمُعَةٍ خُطْبَةً بَلِیغَةً فَقَالَ فِی آخِرِهَا أَیُّهَا النَّاسُ سَبْعُ مَصَائِبَ عِظَامٍ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا عَالِمٌ زَلَّ وَ عَابِدٌ مَلَّ وَ مُؤْمِنٌ خَلَّ وَ مُؤْتَمَنٌ غَلَّ وَ غَنِیٌّ أَقَلَّ وَ عَزِیزٌ ذَلَّ وَ فَقِیرٌ اعْتَلَّ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ الْقِبْلَةُ إِذَا مَا ضَلَلْنَا وَ النُّورُ إِذَا مَا أَظْلَمْنَا وَ لَكِنْ نَسْأَلُكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَمَا بَالُنَا نَدْعُو فَلَا یُجَابُ قَالَ إِنَّ قُلُوبَكُمْ خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَالٍ
ص: 376
أَوَّلُهَا أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَیْكُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَیْئاً وَ الثَّانِیَةُ أَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ وَ أَمَتُّمْ شَرِیعَتَهُ فَأَیْنَ ثَمَرَةُ إِیمَانِكُمْ وَ الثَّالِثَةُ أَنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَیْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ وَ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ وَ الرَّابِعَةُ أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ وَ أَنْتُمْ فِی كُلِّ وَقْتٍ تَقْدَمُونَ إِلَیْهَا بِمَعَاصِیكُمْ فَأَیْنَ خَوْفُكُمْ وَ الْخَامِسَةُ أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ
تَرْغَبُونَ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتُمْ فِی كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا یُبَاعِدُكُمْ مِنْهَا فَأَیْنَ رَغْبَتُكُمْ فِیهَا وَ السَّادِسَةُ أَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلَی وَ لَمْ تَشْكُرُوا عَلَیْهَا وَ السَّابِعَةُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِعَدَاوَةِ الشَّیْطَانِ وَ قَالَ- إِنَّ الشَّیْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا(1) فَعَادَیْتُمُوهُ بِلَا قَوْلٍ وَ وَالَیْتُمُوهُ بِلَا مُخَالَفَةٍ(2)
وَ الثَّامِنَةُ أَنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُیُوبَ النَّاسِ نُصْبَ عُیُونِكُمْ وَ عُیُوبَكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ باللَّوْمِ مِنْهُ فَأَیُّ دُعَاءٍ یُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هَذَا وَ قَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَ طُرُقَهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَ أَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ وَ أْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَیَسْتَجِیبَ اللَّهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ.
«18»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ غُلَاماً یَدْعُو ثَلَاثَ سِنِینَ فَلَمَّا رَأَی أَنَّ اللَّهَ لَا یُجِیبُهُ قَالَ یَا رَبِّ أَ بَعِیدٌ أَنَا مِنْكَ فَلَا تَسْمَعُنِی أَمْ قَرِیبٌ أَنْتَ مِنِّی فَلِمَ لَا تُجِیبُنِی قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فِی مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ تَدْعُو اللَّهَ مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِینَ بِلِسَانٍ بَذِیٍّ وَ قَلْبٍ عَاتٍ غَیْرِ نَقِیٍّ وَ نِیَّةٍ غَیْرِ صَادِقَةٍ فَأَقْلِعْ عَنْ بَذَائِكَ وَ لْیَتَّقِ اللَّهَ قَلْبُكَ وَ لْتَحْسُنْ نِیَّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ (3).
«19»- تم، [فلاح السائل] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ یَسْأَلُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْحَاجَةَ مِنْ حَوَائِجِ
ص: 377
الدُّنْیَا فَیَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ قَضَاؤُهَا إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ أَوْ وَقْتٍ بَطِی ءٍ قَالَ فَیُذْنِبُ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَنْباً قَالَ فَیَقُولُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ- لَا تُنْجِزْ لَهُ حَاجَتَهُ وَ احْرِمْهُ إِیَّاهَا فَإِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِی وَ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّی (1).
«20»- تم، [فلاح السائل] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُمَا قَالا: وَ اللَّهِ لَا یُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَی اللَّهِ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ (2).
«21»- تم، [فلاح السائل] رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَیُسَلِّطَنَّ اللَّهُ شِرَارَكُمْ عَلَی خِیَارِكُمْ فَیَدْعُو خِیَارُكُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ.
وَ مِنْ تَارِیخِ الْخَطِیبِ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا یَسْتَجِیبَ دُعَاءَ حَبِیبٍ عَلَی حَبِیبِهِ.
وَ رُوِیَ: فِی خَبَرِ لَیْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ یُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِیهَا إِلَّا لِقَاطِعِ رَحِمٍ أَوْ فِی قَطِیعَةِ رَحِمٍ.
«22»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُلِحِّینَ فِی الدُّعَاءِ(3).
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُسْلِمٍ یَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا یَسْتَجِیبُ لَهُ فَإِمَّا أَنْ یُعَجِّلَ فِی الدُّنْیَا وَ إِمَّا أَنْ یَدَّخِرَ لِلْآخِرَةِ وَ إِمَّا أَنْ یَكْفُرَ مِنْ ذُنُوبِهِ.
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَدْعُو فِی حَاجَتِهِ فَیَقُولُ اللَّهُ أَخِّرُوا حَاجَتَهُ شَوْقاً إِلَی دُعَائِهِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقُولُ اللَّهُ عَبْدِی دَعَوْتَنِی فِی كَذَا فَأَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ فِی ثَوَابِكَ كَذَا وَ دَعَوْتَنِی فِی كَذَا فَأَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ فِی ثَوَابِكَ قَالَ فَیَتَمَنَّی الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ فِی الدُّنْیَا لِمَا یَرَی مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ (4).
وَ رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَدْعُو اللَّهَ
ص: 378
وَ هُوَ یُحِبُّهُ فَیَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ اقْضِ لِعَبْدِی هَذَا حَاجَتَهُ وَ أَخِّرْهَا فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ لَا أَزَالَ أَسْمَعُ صَوْتَهُ.
«23»- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِ إِذَا دَعَا رُبَّمَا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ رُبَّمَا لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1) فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِنِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ قَلْبٍ مُخْلِصٍ اسْتُجِیبَ لَهُ بَعْدَ وَفَائِهِ بِعَهْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذَا دَعَا اللَّهَ بِغَیْرِ نِیَّةٍ وَ إِخْلَاصٍ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فَمَنْ وَفَی وُفِیَ لَهُ (2).
الآیات:
یونس: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (3)
و قال تعالی: وَ جاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِیطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ لَئِنْ أَنْجَیْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِینَ فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِ (4)
ص: 379
الروم: وَ إِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِیبِینَ إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ یُشْرِكُونَ (1)
لقمان: وَ إِذا غَشِیَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَی الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ ما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ(2)
الزمر: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما كانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ (3)
و قال تعالی: فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِیتُهُ عَلی عِلْمٍ بَلْ هِیَ فِتْنَةٌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (4)
السجدة: لا یَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَیْرِ وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَیَؤُسٌ قَنُوطٌ إلی قوله تعالی وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ (5).
«1»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: تَقَدَّمُوا بِالدُّعَاءِ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلَاءِ(6).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ كَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِیّاً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ كَانَ یَقُولُ: مَا مِنْ أَحَدٍ ابْتُلِیَ وَ إِنْ عَظُمَتْ بَلْوَاهُ بِأَحَقَّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَی الَّذِی لَا یَأْمَنُ الْبَلَاءَ(7).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ
ص: 380
صَبَاحٍ إِلَّا وَ مَلَكَانِ یُنَادِیَانِ یَقُولَانِ یَا بَاغِیَ الْخَیْرِ هَلُمَّ وَ یَا بَاغِیَ الشَّرِّ انْتَهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَیُسْتَجَابَ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَیُغْفَرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَیُتَابَ عَلَیْهِ هَلْ مِنْ مَغْمُومٍ فَیُنَفَّسَ عَنْهُ غَمُّهُ اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِلْمُنْفِقِ مَالَهُ خَلَفاً وَ لِلْمُمْسِكِ تَلَفاً فَهَذَا دُعَاؤُهُمَا حَتَّی تَغْرُبَ الشَّمْسُ (1).
«4»- ختص، [الإختصاص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ جَدِّی علیه السلام یَقُولُ: تَقَدَّمُوا فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ دَعَّاءً قِیلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ دَعَّاءً فَنَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ قِیلَ أَیْنَ كُنْتَ قَبْلَ الْیَوْمِ (2).
«5»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ علیه السلام أُوتِینَا مَا أُوتِیَ النَّاسُ وَ مَا لَمْ یُؤْتَوْا وَ عُلِّمْنَا مَا عُلِّمَ النَّاسُ وَ مَا لَمْ یُعَلَّمُوا فَلَمْ نَجِدْ شَیْئاً أَفْضَلَ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ فِی الْمَغِیبِ وَ الْمَشْهَدِ وَ الْقَصْدِ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ كَلِمَةِ الْحَقِّ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی كُلِّ حَالٍ (3).
«6»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ اذْكُرْنِی فِی أَیَّامِ سَرَّائِكَ حَتَّی أَسْتَجِیبَ لَكَ فِی أَیَّامِ ضَرَّائِكَ.
«7»- مكا، [مكارم الأخلاق] هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَعْرِفُونَ طُولَ الْبَلَاءِ مِنْ قِصَرِهِ قُلْتُ لَا قَالَ إِذَا أُلْهِمَ أَحَدُكُمُ الدُّعَاءَ عِنْدَ الْبَلَاءِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَلَاءَ قَصِیرٌ.
وَ قَالَ علیه السلام: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام اذْكُرْنِی فِی سَرَّائِكَ أَسْتَجِبْ لَكَ فِی ضَرَّائِكَ.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ تَخَوَّفَ بَلَاءً یُصِیبُهُ فَتَقَدَّمَ فِیهِ بِالدُّعَاءِ لَمْ یُرِهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 381
ذَلِكَ الْبَلَاءَ أَبَداً(1).
وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُسْتَجَابَ لَهُ فِی الشِّدَّةِ فَلْیُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِی الرَّخَاءِ(2).
«8»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَعْرِفُونَ طُولَ الْبَلَاءِ مِنْ قِصَرِهِ قُلْنَا لَا قَالَ إِذَا أُلْهِمْتُمْ أَوْ أُلْهِمَ أَحَدُكُمْ بِالدُّعَاءِ فَلْیَعْلَمْ أَنَّ الْبَلَاءَ قَصِیرٌ(3).
«9»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ تَقَدَّمَ فِی الدُّعَاءِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ الْبَلَاءُ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ مَنْ لَمْ یَتَقَدَّمْ فِی الدُّعَاءِ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ (4).
«10»- تم، [فلاح السائل] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زَكَرِیَّا عَنْ سَلَّامٍ النَّخَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَعَا الْعَبْدُ فِی الْبَلَاءِ وَ لَمْ یَدْعُ فِی الرَّخَاءِ حَجَبَتِ الْمَلَائِكَةُ صَوْتَهُ وَ قَالُوا هَذَا صَوْتٌ غَرِیبٌ أَیْنَ كُنْتَ قَبْلَ الْیَوْمِ (5).
«11»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَعَرَّفْ إِلَی اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْكَ فِی الشِّدَّةِ فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ.
«12»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا الْمُبْتَلَی الَّذِی قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلَاءُ بِأَحْوَجَ إِلَی الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَی الَّذِی لَا یَأْمَنُ الْبَلَاءَ(6).
ص: 382
باب 26 الدعاء للإخوان بظهر الغیب و الاستغفار لهم و العموم فی الدعاء(1)
«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ مُسْتَجَابٌ وَ یُدِرُّ الرِّزْقَ وَ یَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ (2).
«2»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ فَدَعَا لَهُمْ ثُمَّ دَعَا لِنَفْسِهِ اسْتُجِیبَ لَهُ فِیهِمْ وَ فِی نَفْسِهِ (3).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ قَبْلَ أَنْ یَدْعُوَ لِنَفْسِهِ اسْتُجِیبَ لَهُ فِیهِمْ وَ فِی نَفْسِهِ (4).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق: مثله (5).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ أَبِی هَرَاسَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ یَحْیَی عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ
ص: 383
عَبَدَ اللَّهَ دَهْراً وَ مَنْ دَعَا لِمُؤْمِنٍ بِظَهْرِ الْغَیْبِ قَالَ الْمَلَكُ فَلَكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ دَعَا لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِثْلَ الَّذِی دَعَا لَهُمْ مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ مَضَی مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ أَوْ هُوَ آتٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
قَالَ: وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ لَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْمَعْصِیَةِ وَ الْخَطَایَا فَیُسْحَبُ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ إِلَهَنَا عَبْدُكَ هَذَا كَانَ یَدْعُو لَنَا فَشَفِّعْنَا فِیهِ فَیُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ فَیَنْجُو مِنَ النَّارِ بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فَضْلِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ خَمْسَاً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَضَی وَ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَقِیَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَسَنَةً وَ مَحَا عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ دَرَجَةً(2).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ فِی دُعَائِهِ أَرْبَعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ دَعَا لِنَفْسِهِ اسْتُجِیبَ لَهُ (3).
«7»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَلْزَمُ الْحَقُّ لِأُمَّتِی فِی أَرْبَعٍ یُحِبُّونَ التَّائِبَ وَ یَرْحَمُونَ الضَّعِیفَ وَ یُعِینُونَ الْمُحْسِنَ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُذْنِبِ (4).
«8»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَأَیْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدَبٍ بِالْمَوْقِفِ فَلَمْ أَرَ مَوْقِفاً أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ مَا زَالَ مَادّاً یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ دُمُوعُهُ تَسِیلُ
ص: 384
عَلَی خَدَّیْهِ حَتَّی تَبْلُغَ الْأَرْضَ فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَیْتُ مَوْقِفاً أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا دَعَوْتُ إِلَّا لِإِخْوَانِی وَ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبَرَنِی أَنَّهُ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ نُودِیَ مِنَ الْعَرْشِ وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ مَضْمُونَةً لِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِی یُسْتَجَابُ أَمْ لَا(1).
كش، [رجال الكشی] محمد بن سعد بن زید و محمد بن أحمد بن حماد قال روی أبی رحمه اللّٰه عن یونس بن عبد الرحمن: مثله (2) تم، [فلاح السائل] بالإسناد إلی التلعكبری عن الكلینی عن علی عن أبیه: مثله (3).
«9»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دُعَاءُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یُدِرُّ الرِّزْقَ وَ یَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ (4).
«10»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ مَضَی مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ أَوْ هُوَ آتٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ هُمْ شُفَعَاءُ لِمَنْ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُسْحَبُ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ یَا رَبَّنَا هَذَا الَّذِی كَانَ یَدْعُو لَنَا فَشَفِّعْنَا فِیهِ فَیُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فَیَنْجُو(5).
«11»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دُعَاءُ الْمُسْلِمِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ
ص: 385
الْغَیْبِ یَسُوقُ إِلَی الدَّاعِی الرِّزْقَ وَ یَصْرِفُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ یَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ لَكَ مِثْلَاهُ (1).
«12»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: مَنْ دَعَا لِإِخْوَانِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكاً یَدْعُو لَهُ (2).
«13»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَدْعُو لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ آدَمَ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ(3).
«14»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فَضْلِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَضَی وَ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَقِیَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَسَنَةً وَ مَحَا عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ دَرَجَةً(4).
«15»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَارِثِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ مِثْلَ الَّذِی دَعَا لَهُمْ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مَضَی مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ أَوْ هُوَ آتٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ یُسْحَبُ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ یَا رَبَّنَا هَذَا الَّذِی كَانَ یَدْعُو لَنَا فَشَفِّعْنَا فِیهِ فَیُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِیهِ فَیَنْجُو مِنَ النَّارِ(5).
«16»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْیُعِمَّ فَإِنَّهُ أَوْجَبُ لِلدُّعَاءِ(6).
«17»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: دَخَلْتُ
ص: 386
عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ إِیَّاكَ وَ الْمِزَاحَ فَإِنَّهُ یُذْهِبُ هَیْبَةَ الرَّجُلِ وَ مَاءَ وَجْهِهِ وَ عَلَیْكَ بِالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ بِظَهْرِ الْغَیْبِ فَإِنَّهُ یَهِیلُ الرِّزْقَ یَقُولُهَا ثَلَاثاً(1).
«18»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ [بْنِ] عَامِرٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدُّعَاءُ لِأَخِیكَ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یَسُوقُ إِلَی الدَّاعِی الرِّزْقَ وَ یَصْرِفُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ یَقُولُ الْمَلَكُ وَ لَكَ مِثْلُ ذَلِكَ (2).
«19»- الدَّعَوَاتُ لِلرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: مَنْ دَعَا لِإِخْوَانِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكاً یَدْعُو لَهُ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَدْعُو لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دُعَاءُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ.
وَ رَوَی الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْسَعُ دَعْوَةٍ وَ أَسْرَعُ إِجَابَةٍ دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: أَسْرَعُ الدُّعَاءِ نَجَاحاً لِلْإِجَابَةِ دُعَاءُ الْأَخِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یَبْدَأُ بِالدُّعَاءِ لِأَخِیهِ فَیَقُولُ لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ آمِینَ وَ لَكَ مِثْلَاهُ.
وَ رَوَی ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ فِی الْمَوْقِفِ وَ هُوَ یَدْعُو فَتَفَقَّدْتُ دُعَاءَهُ فَمَا رَأَیْتُهُ یَدْعُو لِنَفْسِهِ بِحَرْفٍ وَ رَأَیْتُهُ یَدْعُو لِرَجُلٍ رَجُلٍ مِنَ الْآفَاقِ وَ یُسَمِّیهِمْ وَ یُسَمِّی آبَاءَهُمْ حَتَّی أَفَاضَ النَّاسُ فَقُلْتُ لَهُ یَا عَمِّ لَقَدْ رَأَیْتُ مِنْكَ عَجَباً قَالَ وَ مَا الَّذِی أَعْجَبَكَ مِمَّا رَأَیْتَ قُلْتُ إِیثَارُكَ إِخْوَانَكَ عَلَی نَفْسِكَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ تَفَقُّدُكَ رَجُلًا رَجُلًا فَقَالَ لِی لَا یَكُونُ تَعَجُّبُكَ مِنْ هَذَا یَا ابْنَ أَخِی فَإِنِّی سَمِعْتُ مَوْلَایَ وَ مَوْلَاكَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ كَانَ وَ اللَّهِ سَیِّدَ مَنْ مَضَی وَ سَیِّدَ مَنْ بَقِیَ بَعْدَ
ص: 387
آبَائِهِ علیهم السلام وَ إِلَّا صَمَّتَا أُذُنَا مُعَاوِیَةَ وَ عَمِیَتَا عَیْنَاهُ وَ لَا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ لَمْ یَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ فِی ظَهْرِ الْغَیْبِ نَادَی مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْیَا یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ مِائَتَا أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ خَمْسُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ
السَّابِعَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ ثُمَّ یُنَادِیهِ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا الْغَنِیُّ الَّذِی لَا أَفْتَقِرُ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا دَعَوْتَ فَأَیُّ الْخَطَرَیْنِ أَكْبَرُ یَا ابْنَ أَخِی مَا اخْتَرْتُهُ أَنَا لِنَفْسِی أَوْ مَا تَأْمُرُنِی بِهِ.
وَ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ قَالَ هُوَ الْمُؤْمِنُ یَدْعُو لِأَخِیهِ بَظْهرِ الْغَیبِ فَیَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ وَ لَكَ مِثْلُ مَا سَأَلْتَ وَ قَدْ أُعْطِیْتَ لِحُبِّكَ إِیَّاهُ.
وَ حُكِیَ: أَنَّ بَعْضَ الصَّالِحِینَ كَانَ فِی الْمَسْجِدِ یَدْعُو لِإِخْوَانِهِ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَافَی أَبَاهُ قَدْ مَاتَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهِ أَخَذَ یَقْسِمُ تَرِكَتَهُ عَلَی إِخْوَانِهِ الَّذِینَ كَانَ یَدْعُو لَهُمْ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ كُنْتُ فِی الْمَسْجِدِ أَدْعُو لَهُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ أَبْخَلُ عَلَیْهِمْ بِالْفَانِی.
«20»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِذَا دَعَتْ تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا فَقِیلَ لَهَا فَقَالَتِ الْجَارَ ثُمَّ الدَّارَ.
«21»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، قَالَ: رَأَیْتُ مُعَاوِیَةَ بْنَ وَهْبٍ الْبَجَلِیَّ فِی الْمَوْقِفِ وَ هُوَ قَائِمٌ یَدْعُو فَتَفَقَّدْتُ دُعَاءَهُ فَمَا رَأَیْتُهُ یَدْعُو لِنَفْسِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ وَ سَمِعْتُهُ یَعُدُّ رَجُلًا رَجُلًا مِنَ الْآفَاقِ یُسَمِّیهِمْ وَ یَدْعُو لَهُمْ حَتَّی نَفَرَ النَّاسُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَا الْقَاسِمِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ رَأَیْتُ مِنْكَ عَجَباً قَالَ یَا ابْنَ أَخِ فَمَا الَّذِی أَعْجَبَكَ مِمَّا رَأَیْتَ مِنِّی فَقَالَ رَأَیْتُكَ
ص: 388
لَا تَدْعُو لِنَفْسِكَ وَ أَنَا أَرْمُقُكَ حَتَّی السَّاعَةِ فَلَا أَدْرِی أَیُّ الْأَمْرَیْنِ أَعْجَبُ مَا أَخْطَأْتَ مِنْ حَظِّكَ فِی الدُّعَاءِ لِنَفْسِكَ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ أَوْ عِنَایَتُكَ وَ إِیثَارُ إِخْوَانِكَ عَلَی نَفْسِكَ حَتَّی تَدْعُوَ لَهُمْ فِی الْآفَاقِ فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِ فَلَا تُكْثِرَنَّ تَعَجُّبَكَ مِنْ ذَلِكَ إِنِّی سَمِعْتُ مَوْلَایَ وَ مَوْلَاكَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ- جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ كَانَ وَ اللَّهِ فِی زَمَانِهِ سَیِّدَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ سَیِّدَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ سَیِّدَ مَنْ مَضَی مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْیَا إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ بَعْدَ آبَائِهِ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ آبَائِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ یَقُولُ وَ إِلَّا صَمَّتْ أُذُنَا مُعَاوِیَةَ وَ عَمِیَتْ عَیْنَاهُ وَ لَا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْیَا یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ مِثْلِ مَا سَأَلْتَ وَ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكَ مِائَتَا أَلْفِ مِثْلِ الَّذِی دَعَوْتَ وَ كَذَلِكَ یُنَادِی مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ تُضَاعَفُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَیُنَادِیهِ مَلَكٌ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ مِثْلِ الَّذِی دَعَوْتَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُنَادِیهِ اللَّهُ عَبْدِی أَنَا اللَّهُ الْوَاسِعُ الْكَرِیمُ الَّذِی لَا یَنْفَدُ خَزَائِنِی وَ لَا یَنْقُصُ رَحْمَتِی شَیْ ءٌ بَلْ وَسِعَتْ رَحْمَتِی كُلَّ شَیْ ءٍ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ مِثْلِ الَّذِی دَعَوْتَ فَأَیُّ حَظٍّ أَكْثَرُ یَا ابْنَ أَخِ مِنَ الَّذِی اخْتَرْتُهُ أَنَا لِنَفْسِی قَالَ فَقُلْتُ لِمُعَاوِیَةَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا قُلْتَ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الْفَضْلِ مِنْ أَنَّهُ سَیِّدُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ سَیِّدُ مَنْ مَضَی وَ مَنْ بَقِیَ أَ شَیْ ءٌ قُلْتَهُ أَنْتَ أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْهُ یَقُولُهُ فِی نَفْسِهِ قَالَ یَا ابْنَ أَخِ أَ تَرَانِی كُلَّ دَاحِرَةٍ عَلَی اللَّهِ (1)
أَنْ أَقُولَ فِیهِ مَا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ بَلْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ ذَلِكَ وَ هُوَ كَذَلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.
«22»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ یَتَأَكَّدُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ (2).
ص: 389
رُوِیَ فِی الْعُدَّةِ:(1) أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی مُوسَی علیه السلام ادْعُنِی بِلِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِی بِهِ فَقَالَ أَنَّی لِی بِذَلِكَ فَقَالَ ادْعُنِی بِلِسَانِ غَیْرِكَ.
وَ مِنْهَا عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَوْشَكُ دَعْوَةٍ وَ أَسْرَعُ إِجَابَةٍ دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ.
وَ مِنْهَا عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: دُعَاءُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ یُدِرُّ الرِّزْقَ وَ یَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ.
وَ مِنْهَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ دَعَا لِلْمُؤْمِنِینَ إِلَّا وَ رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ مِثْلَ الَّذِی دَعَا لَهُمْ بِهِ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مَضَی مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ أَوْ هُوَ آتٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ یَا رَبِّ هَذَا الَّذِی كَانَ یَدْعُو لَنَا فَیُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ فَیَنْجُو.
وَ مِنْهَا مَا مُلَخَّصُهُ عَنْ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ فِی الْمَوْقِفِ فَمَا رَأَیْتُهُ یَدْعُو لِنَفْسِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ وَ رَأَیْتُهُ یَدْعُو لِرَجُلٍ رَجُلٍ مِنَ الْآفَاقِ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ حَتَّی أَفَاضَ النَّاسُ فَقُلْتُ لَهُ یَا عَمِّ لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْكَ وَ مِنْ إِیثَارِكَ إِخْوَانَكَ عَلَی نَفْسِكَ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ لَا تَعْجَبْ فَإِنِّی سَمِعْتُ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ- جَعْفَرَ الصَّادِقِ علیه السلام وَ إِلَّا صَمَّتْ أُذُنَا مُعَاوِیَةَ وَ عَمِیَتْ عَیْنَاهُ وَ لَا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْیَا یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مَا طَلَبْتَ لِأَخِیكَ وَ یُنَادِیهِ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ مائتی [مِائَتَا] أَلْفِ ضِعْفِ مَا دَعَوْتَ وَ هَكَذَا كُلُّ سَمَاءٍ یُزَادُ فِیهَا مِائَةُ أَلْفٍ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَیُنَادِیهِ مَلَكٌ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لَكَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ ضِعْفِ مَا دَعَوْتَ فَیُنَادِیهِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَا الْغَنِیُّ لَا أَفْتَقِرُ یَا عَبْدِی لَكَ أَلْفُ أَلْفِ ضِعْفِ مَا دَعَوْتَ فَانْظُرْ أَیْنَ أَكْثَرُ یَا ابْنَ أَخِی مَا اخْتَرْتُهُ أَنَا لِنَفْسِی أَوْ مَا اخْتَرْتَهُ أَنْتَ لِی.
«23»- تم، [فلاح السائل] بِالْإِسْنَادِ إِلَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
ص: 390
الصَّفْوَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ فَرَأَیْتُهُ قَائِماً عَلَی الصَّفَا وَ كَانَ شَیْخاً كَبِیراً فَرَأَیْتُهُ یَدْعُو وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ اللَّهُمَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ اللَّهُمَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مَا لَمْ أُحْصِهِمْ
كَثْرَةً فَلَمَّا سَلَّمَ قُلْتُ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَمْ أَرَ مَوْقِفاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ إِلَّا أَنِّی نَقَمْتُ عَلَیْكَ خَلَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ لِی وَ مَا الَّذِی نَقَمْتَ عَلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ تَدْعُو لِلْكَثِیرِ مِنْ إِخْوَانِكَ وَ لَمْ أَسْمَعْكَ تَدْعُو لِنَفْسِكَ شَیْئاً فَقَالَ لِی یَا عَبْدَ اللَّهِ سَمِعْتُ مَوْلَانَا الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ نُودِیَ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ لَكَ یَا هَذَا مِثْلُ مَا سَأَلْتَ فِی أَخِیكَ وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مِثْلِهِ فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَتْرُكَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ مَضْمُونَةً بِوَاحِدَةٍ- لَا أَدْرِی یُسْتَجَابُ أَمْ لَا(1).
«24»- تم، [فلاح السائل] بِالْإِسْنَادِ إِلَی جَدِّی 5 أَبِی جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّا یَرْوِیهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَسَنَةً وَ مَحَا عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ دَرَجَةً(2).
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَكَرِیَّا صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ جَمِیعِ الْأَمْوَاتِ رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ بِعَدَدِ مَا مَضَی وَ مَنْ بَقِیَ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ دَعْوَةً(3).
«25»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ عِیسَی بْنُ أَعْیَنَ إِذَا حَجَّ فَصَارَ إِلَی الْمَوْقِفِ أَقْبَلَ عَلَی الدُّعَاءِ
ص: 391
لِإِخْوَانِهِ حَتَّی یُفِیضَ النَّاسُ فَقِیلَ لَهُ تُنْفِقُ مَالَكَ وَ تُتْعِبُ بَدَنَكَ حَتَّی إِذَا صِرْتَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُبَثُّ فِیهِ الْحَوَائِجُ إِلَی اللَّهِ أَقْبَلْتَ عَلَی الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ وَ تَتْرُكُ نَفْسَكَ فَقَالَ إِنِّی عَلَی یَقِینٍ مِنْ دُعَاءِ الْمَلَكِ لِی وَ فِی شَكٍّ مِنَ الدُّعَاءِ لِنَفْسِی (1).
«26»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْكُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كُنْتُ فِی الْمَوْقِفِ فَلَمَّا أَفَضْتُ لَقِیتُ إِبْرَاهِیمَ بْنَ شُعَیْبٍ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ كَانَ مُصَاباً بِإِحْدَی عَیْنَیْهِ وَ إِذَا عَیْنُهُ الصَّحِیحَةُ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا عَلَقَةُ دَمٍ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ أُصِبْتَ بِإِحْدَی عَیْنَیْكَ وَ أَنَا مُشْفِقٌ لَكَ عَلَی الْأُخْرَی فَلَوْ قَصَرْتَ مِنَ الْبَلَاءِ قَلِیلًا قَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا دَعَوْتُ لِنَفْسِیَ الْیَوْمَ بِدَعْوَةٍ فَقُلْتُ فَلِمَنْ دَعَوْتَ قَالَ دَعَوْتُ
لِإِخْوَانِی سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ دَعَا لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً یَقُولُ وَ لَكَ مِثْلَاهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ إِنَّمَا أَدْعُو لِإِخْوَانِی وَ یَكُونَ الْمَلَكُ یَدْعُو لِی لِأَنِّی فِی شَكٍّ مِنْ دُعَائِی لِنَفْسِی وَ لَسْتُ فِی شَكٍّ مِنْ دُعَاءِ الْمَلَكِ لِی (2).
ص: 392
«1»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَدْعُو وَ حَوْلَهُ إِخْوَانُهُ یَجِبُ عَلَیْهِمْ أَنْ یُؤَمِّنُوا قَالَ إِنْ شَاءُوا فَعَلُوا وَ إِنْ شَاءُوا سَكَتُوا فَإِنْ دَعَا وَ قَالَ لَهُمْ أَمِّنُوا وَجَبَ عَلَیْهِمْ أَنْ یَفْعَلُوا(1).
«2»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ قَارِنٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ تَفْسِیرَ قَوْلِكَ آمِینَ رَبِّ افْعَلْ.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: أَنَّ آمِینَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).
«3»- مع، [معانی الأخبار] الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی الْخُزَاعِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْخُزَاعِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی بَعْضِ مَوَالِیهِ یَعُودُهُ فَرَأَیْتُ الرَّجُلَ یُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ آه فَقُلْتُ لَهُ یَا أَخِی اذْكُرْ رَبَّكَ وَ اسْتَغِثْ بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ آه اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ قَالَ آه فَقَدِ اسْتَغَاثَ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (3).
ید، [التوحید] غیر واحد عن محمد بن همام: مثله (4).
ص: 393
«4»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَطُّ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوْا إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ(1).
«5»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ عَنْ أَبِی زَحِیرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ لَیْلَةٍ فَأَتَیْنَا عَلَی رَجُلٍ قَدْ أَلَحَّ فِی الْمَسْأَلَةِ فَوَقَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَسْمَعَ مِنْهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْجَبَ أَنْ یَخْتِمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَخْتِمُ فَقَالَ بِآمِینَ إِذَا خَتَمَ بِآمِینَ فَقَدْ أَوْجَبَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ الَّذِی سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَی الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُ اخْتِمْ یَا فُلَانُ بِآمِینَ وَ أَبْشِرْ.
«6»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام إِذَا حَزَبَهُ (2) أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنُوا.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَجْتَمِعُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فِی أَمْرٍ وَاحِدٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُمْ حَتَّی لَوْ دَعَوْا عَلَی جَبَلٍ لَأَزَالُوهُ.
ص: 394
إلی هنا إنتهی الجزء الثانی من المجلّد التاسع عشر و هو الجزء التسعون حسب تجزئتنا یحتوی علی ثلاثة أبواب من تتمة أبواب كتاب القرآن و سبعة عشرین بابا من أبواب الذكر و الدعاء.
و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته فخرج بعون اللّٰه و مشیئته نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر و من اللّٰه نسأل العصمة و التوفیق.
السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی
ص: 395
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم
الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله أمناء اللّٰه.
و بعد: فقد تفضّل اللّٰه علینا و له الفضل و المنّ حیث اختارنا لخدمة الدین و أهله و قیّضنا لتصحیح هذه الموسوعة الكبری و هی الباحثة عن المعارف الإسلامیّة الدائرة بین المسلمین: أعنی بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار علیهم السلام.
و هذا الذی نخرجه إلی القرّاء الكرام، هو الجزء الثانی من المجلّد التاسع عشر (كتاب القرآن و الذكر و الدعاء) و قد قابلناه علی نسخة الكمبانیّ ثمّ علی نسخة الأصل التی هی بخطّ ید المؤلّف العلّامة رضوان اللّٰه علیه و هی محفوظة فی خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 1003 و 997 و معذلك قابلناه علی نصّ المصادر أو علی الأخبار الأخر المشابهة للنصّ فی سائر الكتب،
فسددنا ما كان فی النسخة من خلل و بیاض و سقط و تصحیف فإنّ المجلّد التاسع عشر أیضا من مسوّدات قلمه الشریف رحمة اللّٰه علیه و لم یخرج فی حیاته إلی البیاض.
محمد الباقر البهبودیّ
ص: 396
عناوین الأبواب/ رقم الصفحة
تتمة أبواب كتاب القرآن
«128»- باب ما ورد عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی أصناف آیات القرآن و أنواعها و تفسیر بعض آیاتها بروایة النعمانی و هی رسالة مفردة مدوّنة كثیرة الفوائد نذكرها من فاتحتها إلی خاتمتها 97- 1
«129»- باب احتجاجات أمیر المؤمنین علیه السلام علی الزندیق المدّعی للتناقض فی القرآن و أمثاله 142- 98
«130»- باب النوادر و فیه تفسیر بعض الآیات أیضا 145- 142
ص: 397
الجزء الثانی أبواب الأذكار و فضلها
«1»- باب ذكر اللّٰه تعالی 165- 148
«2»- باب فضل التسبیحات الأربع و معناها 175- 166
«3»- باب التسبیح و فضله و معناه و أنواع التسبیحات و فضلها و فیه تسبیحات الأنبیاء و الملائكة 184- 175
«4»- باب الكلمات الأربع التی یفزع إلیها و معناها و القصص المتعلقة بها 192- 184
«5»- باب التهلیل و فضله و من كان آخر كلامه «لا إله إلّا اللّٰه» و من قال لا إله إلّا اللّٰه مخلصا و فضل الشهادتین زائدا علی ما مرّ و یأتی فی الأبواب السابقة و الآتیة 204- 192
«6»- باب أنواع التهلیل و فضل كلّ نوع منه و أعداده 208- 205
«7»- باب التحمید و أنواع المحامد 216- 209
«8»- باب التحمید عند رؤیة ذی عاهة أو كافر 218- 217
«9»- باب التكبیر و فضله و معناه 219- 218
«10»- باب فضل التمجید و ما یمجّد اللّٰه به نفسه كل یوم و لیلة 222- 220
«11»- باب الاسم الأعظم 232- 223
«12»- باب من قال یا اللّٰه أو یا ربّ أو یا أرحم الراحمین 235- 233
«13»- باب أسماء اللّٰه الحسنی التی اشتمل علیها القرآن الكریم و ما ورد منها فی الأخبار و الآثار أیضا 273- 236
«14»- باب فضل الحوقلة و ما یناسبه زائدا علی ما مرّ فی باب الكلمات الأربع التی یفزع إلیها و فی غیره 275- 274
«15»- باب الاستغفار و فضله و أنواعه 285- 275
ص: 398
أبواب الدعاء
«16»- باب فضله و الحثّ علیه 304- 286
«17»- باب آداب الدعاء و الذكر زائدا علی ما مر من تقدیم المدحة و الثناء و الصلاة علی النبی صّلی الّله علیه و آله و ما یختم به الدعاء و رفع الیدین و معناه و استحباب تقدیم الوسیلة أمام الحاجة و نحو ذلك 323- 304
«18»- باب المنع عن سؤال ما لا یحلّ و ما لا یكون و منع الدعاء علی الظالم و سائر ما لا ینبغی من الدعاء 327- 324
«19»- باب فضل البكاء و ذمّ جمود العین 336- 328
«20»- باب الرغبة و الرهبة و التضرّع و التبتّل و الابتهال و الاستعاذة و المسألة 343- 337
«21»- باب الأوقات و الحالات التی یرجی فیها الإجابة و علامات الإجابة 354- 343
«22»- باب من یستجاب دعاؤه و من لا یستجاب 362- 354
«23»- باب أن من دعا استجیب له و ما یناسب ذلك المطلب 366- 362
«24»- باب علّة الإبطاء فی الإجابة و النهی عن الفتور فی الدعاء و الأمر بالتثبّت و الإلحاح فیه 379- 367
«25»- باب التقدّم فی الدعاء و الدعاء عند الشدّة و الرخاء و فی جمیع الأحوال 382- 379
«26»- باب الدعاء للإخوان بظهر الغیب و الاستغفار لهم و العموم فی الدعاء 392- 383
«27»- باب الاجتماع فی الدعاء و التأمین علی دعاء الغیر و معنی آمین و فضله و معنی التأوه 393- 393
ص: 399
ص: 400
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .
ضا: لفقه الرضا علیه السلام .
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 401