بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 87

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 87: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الصلاة

تتمة أبواب فضل یوم الجمعة و فضل لیلتها و صلواتهما و آدابهما و أعمال سائر أیام الأسبوع

باب 5 نوافل یوم الجمعة و ترتیبها و كیفیتها و أدعیتها

اشارة

«1»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (2)، وَ غَیْرُهُمَا،: ثُمَّ تُصَلِّی نَوَافِلَ الْجُمُعَةِ عَلَی مَا وَرَدَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ تُصَلِّی سِتَّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَهَا اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانَ عَشْرَةَ وَ رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ الزَّوَالِ وَ یَنْبَغِی أَنْ تَدْعُوَ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ بِالدُّعَاءِ الْمَرْوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ یَدْعُو بِهِ بَیْنَ الرَّكَعَاتِ الدُّعَاءُ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ مِنْكَ وَ لَجَأَ إِلَی عِزِّكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ لَمْ یَثِقْ إِلَّا بِكَ یَا وَاهِبَ الْعَطَایَا یَا مَنْ سَمَّی نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ الْوَهَّابَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً مِمَّا شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ كَمَا شِئْتَ.


1- 1. مصباح الشیخ: 242.
2- 2. جماع الأسبوع: 370.

زِیَادَةٌ فِی هَذَا الدُّعَاءِ مِنْ رِوَایَةٍ أُخْرَی اللَّهُمَّ قَلْبِی یَرْجُوكَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَفْسِی تَخَافُكَ لِشِدَّةِ عِقَابِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُؤْمِنَنِی مَكْرَكَ وَ تُعَافِیَنِی مِنْ سَخَطِكَ وَ تَجْعَلَنِی مِنْ أَوْلِیَاءِ طَاعَتِكَ وَ تَفَضَّلَ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ تَسُرَّنِی بِسَعَةِ فَضْلِكَ عَنِ التَّذَلُّلِ لِعِبَادِكَ وَ تَرْحَمَنِی مِنْ خَیْبَةِ الرَّدِّ وَ سَفْعِ نَارِ الْحِرْمَانِ- ثُمَّ تَقُومُ وَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ كَمَا عَصَیْتُكَ وَ اجْتَرَأْتُ عَلَیْكَ فَإِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا وَأَیْتُ بِهِ عَلَی نَفْسِی وَ لَمْ أَفِ بِهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِلْمَعَاصِی الَّتِی قَوِیتُ عَلَیْهَا بِنِعْمَتِكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ مَا خَالَطَنِی مِنْ كُلِّ خَیْرٍ أَرَدْتُ بِهِ مَا لَیْسَ لَكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَنَا زِیَادَةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَظِّمِ النُّورَ فِی قَلْبِی وَ صَغِّرِ الدُّنْیَا فِی عَیْنِی وَ احْبِسْ لِسَانِی بِذِكْرِكَ عَنِ النُّطْقِ بِمَا لَا یُرْضِیكَ وَ اخرس [احْرُسْ] نَفْسِی مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ اكْفِنِی طَلَبَ مَا قَدَّرْتَ لِی عِنْدَكَ حَتَّی أَسْتَغْنِیَ بِهِ عَمَّا فِی أَیْدِی عِبَادِكَ- ثُمَّ تَقُومُ وَ تُصَلِّی الرَّكْعَتَیْنِ الثَّالِثَةَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ تَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ فَفَرِّجْ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِمَا دَعَاكَ بِهِ أَیُّوبُ إِذْ مَسَّهُ الضُّرُّ فَنَادَی أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ فَفَرِّجْ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ یُوسُفُ إِذْ فَرَّقْتَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ وَ إِذْ هُوَ فِی السِّجْنِ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ وَ فَرِّجْ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ النَّبِیُّونَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ فَإِنَّهُمْ دَعَوْكَ وَ هُمْ عَبِیدُكَ وَ سَأَلُوكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ أَنْ تُبَارِكَ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ.

ص: 2

زِیَادَةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغْنِنِی بِالْیَقِینِ وَ أَعِنِّی بِالتَّوَكُّلِ وَ اكْفِنِی رَوْعَاتِ الْقُنُوطِ وَ افْسَحْ لِی فِی انْتِظَارِ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ افْتَحْ لِی بَابَ الرَّحْمَةِ إِلَیْكَ وَ الْخَشْیَةِ مِنْكَ وَ الْوَجَلِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ الدُّعَاءَ وَ صِلْهُ مِنْكَ بِالْإِجَابَةِ- ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ سَجَدَ وَجْهِیَ الْبَالِی الْفَانِی لِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِی سَجَدَ وَجْهِی مُتَعَفِّراً فِی التُّرَابِ لِخَالِقِهِ وَ حَقٌّ لَهُ أَنْ یَسْجُدَ سَجَدَ وَجْهِی لِمَنْ خَلَقَهُ وَ صَوَّرَهُ وَ شَقَّ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ سَجَدَ وَجْهِیَ الْحَقِیرُ الذَّلِیلُ لِوَجْهِكَ الْعَزِیزِ الْكَرِیمِ سَجَدَ وَجْهِیَ اللَّئِیمُ الذَّلِیلُ لِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ الْجَلِیلِ- ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْیَقِینَ فِی قَلْبِی وَ النَّصِیحَةَ فِی صَدْرِی وَ ذِكْرَكَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عَلَی لِسَانِی وَ مِنْ طَیِّبِ رِزْقِكَ یَا رَبِّ غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ لَا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِی وَ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ فَاكْسُنِی وَ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْقِنِی وَ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ فَأَجِرْنِی وَ لَكَ یَا رَبِّ فِی نَفْسِی فَذَلِّلْنِی وَ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِی وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ فَحَبِّبْنِی وَ بِذُنُوبِی فَلَا تَفْضَحْنِی وَ بِسَرِیرَتِی فَلَا تُخْزِنِی وَ بِعَمَلِی فَلَا تُبْسِلْنِی وَ غَضَبَكَ فَلَا تُنْزِلْ بِی أَشْكُو إِلَیْكَ غُرْبَتِی وَ بُعْدَ دَارِی وَ طُولَ أَمَلِی وَ اقْتِرَابَ أَجَلِی وَ قِلَّةَ مَعْرِفَتِی فَنِعْمَ الْمُشْتَكَی إِلَیْهِ أَنْتَ یَا رَبِّ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَسَلِّمْنِی إِلَی مَنْ تَكِلُنِی یَا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِینَ إِلَی عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِی أَوْ إِلَی بَعِیدٍ فَیَتَجَهَّمَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ الْمَعِیشَةِ مَعِیشَةً أَقْوَی بِهَا عَلَی جَمِیعِ حَاجَاتِی وَ أَتَوَصَّلُ بِهَا إِلَیْكَ فِی حَیَاةِ الدُّنْیَا وَ فِی آخِرَتِی مِنْ غَیْرِ أَنْ تُتْرِفَنِی فِیهَا فَأَطْغَی أَوْ تُقَتِّرَهَا عَلَیَّ فَأَشْقَی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ أَفِضْ عَلَیَّ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ مِنْ فَضْلِكَ وَ انْشُرْ عَلَیَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ نِعْمَةً مِنْكَ سَابِغَةً وَ عَطَاءً غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ لَا تَشْغَلْنِی عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ عَلَیَّ بِإِكْثَارٍ مِنْهَا تُلْهِینِی عَجَائِبُ بَهْجَتِهِ وَ تَفْتِنُنِی زَهَرَاتُ نَضْرَتِهِ وَ لَا بِإِقْلَالٍ عَلَیَّ مِنْهَا فَیَقْصُرَ بِعَمَلِی كَدُّهُ وَ یَمْلَأَ صَدْرِی هَمُّهُ وَ أَعْطِنِی

ص: 3

مِنْ ذَلِكَ یَا إِلَهِی غِنًی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ بَلَاغاً أَنَالُ بِهِ رِضْوَانَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ یَا إِلَهِی مِنْ شَرِّ الدُّنْیَا وَ شَرِّ أَهْلِهَا وَ شَرِّ مَا فِیهَا وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا لِی سِجْناً وَ لَا فِرَاقَهَا عَلَیَّ حُزْناً أَجِرْنِی مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضِیّاً عَنِّی مَقْبُولًا فِیهَا عَمَلِی إِلَی دَارِ الْحَیَوَانِ وَ مَسَاكِنِ الْأَخْیَارِ وَ أَبْدِلْنِی بِالدُّنْیَا الْفَانِیَةِ نَعِیمَ الدَّارِ الْبَاقِیَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَزْلِهَا وَ زِلْزَالِهَا وَ سَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا وَ مِنْ شَرِّ شَیَاطِینِهَا وَ بَغْیِ مَنْ بَغَی عَلَیَّ فِیهَا اللَّهُمَّ مَنْ كَادَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ كِدْهُ وَ مَنْ أَرَادَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَرِدْهُ وَ فُلَّ عَنِّی حَدَّ مَنْ نَصَبَ لِی حَدَّهُ وَ أَطْفِئْ عَنِّی نَارَ مَنْ شَبَّ لِی وَقُودَهُ وَ اكْفِنِی هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ وَ ادْفَعْ عَنِّی شَرَّ الْحَسَدَةِ وَ اعْصِمْنِی مِنْ ذَلِكَ بِالسَّكِینَةِ وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ اجْنُنِی فِی سِتْرِكَ الْوَاقِی وَ أَصْلِحْ لِی حَالِی لِلَمِّ عِیَالِی وَ صَدِّقْ مَقَالِی بِفَعَالِی وَ بَارِكْ لِی فِی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ مَالِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً مِمَّا شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ كَمَا شِئْتَ- فَإِنْ أَرَادَ أَنْ یُصَلِّیَ السِّتَّ رَكَعَاتٍ الثَّانِیَةَ فَلْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ یَقُولُ بَعْدَهُمَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ ذَكَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ بِخَیْرٍ وَ حَیَّاهُمْ بِالسَّلَامِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ اللَّهُمَّ ارْدُدْ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ مَظَالِمَهُمُ الَّتِی قِبَلِی صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ وَ مَا لَمْ تَبْلُغْهُ قُوَّتِی وَ لَمْ تَسَعْهُ ذَاتُ یَدِی وَ لَمْ یَقْوَ عَلَیْهِ بَدَنِی فَأَدِّهِ عَنِّی مِنْ جَزِیلِ مَا عِنْدَكَ مِنْ فَضْلِكَ حَتَّی لَا تُخَلِّفَ عَلَیَّ شَیْئاً مِنْهُ تَنْقُصُهُ مِنْ حَسَنَاتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ

ص: 4

بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً مِمَّا شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ كَمَا شِئْتَ زِیَادَةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِطَاعَتِكَ وَ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا أَعْطَیْتَنِی وَ أَسْبِغْ نِعَمَكَ عَلَیَّ وَ هَبْ لِی شُكْراً تَرْضَی بِهِ عَنِّی وَ حَمْداً عَلَی مَا أَلْهَمْتَنِی وَ أَقْبِلْ بِقَلْبِی إِلَی مَا یُقَرِّبُنِی إِلَیْكَ وَ اشْغَلْنِی عَمَّا یُبَاعِدُنِی عَنْكَ وَ أَلْهِمْنِی خَوْفَ عِقَابِكَ وَ ازْجُرْنِی عَنِ الْمُنَی لِمَنَازِلِ الْمُتَّقِینَ بِمَا یُسْخِطُكَ مِنَ الْعَمَلِ وَ هَبْ لِیَ الْجِدَّ فِی طَاعَتِكَ- ثُمَّ تَقُومُ فَتُصَلِّی الرَّكْعَتَیْنِ الْخَامِسَةَ وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا یَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَیْرٍ وَ یَا مَنْ آمَنُ عُقُوبَتَهُ عِنْدَ كُلِّ عَثْرَةٍ وَ یَا مَنْ یُعْطِی الْكَثِیرَ بِالْقَلِیلِ وَ یَا مَنْ أَعْطَی الْكَثِیرَ بِالْقَلِیلِ وَ یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً وَ یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ وَ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِهِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ كَرَماً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی بِمَسْأَلَتِی إِیَّاكَ مِنْ جَمِیعِ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَیْتَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً مِمَّا شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ كَمَا شِئْتَ زِیَادَةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی قَلْباً طَاهِراً وَ لِسَاناً صَادِقاً وَ نَفْساً سَامِیَةً إِلَی نَعِیمِ الْجَنَّةِ وَ اجْعَلْنِی بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ عَزِیزاً وَ بِمَا أَتَوَقَّعُهُ مِنْكَ غَنِیّاً وَ بِمَا رَزَقْتَنِی قَانِعاً رَاضِیاً وَ عَلَی رَجَائِكَ مُعْتَمِداً وَ إِلَیْكَ فِی حَوَائِجِی قَاصِداً حَتَّی

ص: 5

لَا أَعْتَمِدَ إِلَّا عَلَیْكَ وَ لَا أَثِقَ فِیكَ إِلَّا بِكَ- ثُمَّ تَقُومُ فَتُصَلِّی الرَّكْعَتَیْنِ السَّادِسَةَ وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ سَرِیرَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْبَلْ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ مَعْذِرَتِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی مَسْأَلَتِی وَ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اصْرِفْهُ عَنِّی وَ اكْفِنِی كَیْدَ عَدُوِّی فَإِنَّ عَدُوِّی عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ عَدُوُّ مُحَمَّدٍ وَ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ عَدُوُّكَ فَأَعْطِنِی سُؤْلِی یَا مَوْلَایَ فِی عَدُوِّی عَاجِلًا غَیْرَ آجِلٍ یَا مُعْطِیَ الرَّغَائِبِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی فِیمَا سَأَلْتُكَ فِی عَدُوِّكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا إِلَهِی إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ أَرِنِی الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ عَاجِلًا غَیْرَ آجِلٍ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً مِمَّا شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ كَمَا شِئْتَ: زِیَادَةٌ إِلَهِی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ عَظُمَ عَلَیْهَا إِسْرَافِی وَ طَالَ فِی مَعَاصِیكَ انْهِمَاكِی وَ تَكَاثَفَتْ ذُنُوبِی وَ تَظَاهَرَتْ عُیُوبِی وَ طَالَ بِكَ اغْتِرَارِی وَ دَامَ لِلشَّهَوَاتِ اتِّبَاعِی فَأَنَا الْخَائِبُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ أَنَا الْهَالِكُ إِنْ لَمْ تَعْفُ عَنِّی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ فَتَعْجِزَ عَنِّی وَ أَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ خَطَایَایَ وَ أَسْعِدْنِی بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ سَیِّدِی- فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یُصَلِّیَ السِّتَّ الرَّكَعَاتِ الْبَاقِیَةَ فَلْیَقُمْ وَ لْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمَ بَعْدَهُمَا قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ آنَسُ الْآنِسِینَ لِأَوِدَّائِكَ وَ أَحْضَرُهُمْ لِكِفَایَةِ الْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْكَ تُشَاهِدُهُمْ فِی ضَمَائِرِهِمْ وَ تَطَّلِعُ عَلَی سَرَائِرِهِمْ وَ تُحِیطُ بِمَبَالِغِ بَصَائِرِهِمْ وَ سِرِّی لَكَ اللَّهُمَّ مَكْشُوفٌ وَ أَنَا إِلَیْكَ مَلْهُوفٌ فَإِذَا أَوْحَشَتْنِی الْغُرْبَةُ آنَسَنِی ذِكْرُكَ وَ إِذَا

ص: 6

كَثُرَتْ عَلَیَّ الْهُمُومُ لَجَأْتُ إِلَی الِاسْتِجَارَةِ بِكَ عِلْماً بِأَنَّ أَزِمَّةَ الْأُمُورِ بِیَدِكَ وَ مَصْدَرَهَا عَنْ قَضَائِكَ خَاضِعاً لِحُكْمِكَ اللَّهُمَّ إِنْ عَمِیتُ عَنْ مَسْأَلَتِكَ أَوْ فَهِهْتُ عَنْهَا فَلَسْتُ بِبِدْعٍ مِنْ وَلَایَتِكَ وَ لَا بِوَتْرٍ مِنْ أَنَاتِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِدُعَائِكَ وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ وَ لَنْ یَخِیبَ مَنْ فَزِعَ إِلَیْكَ بِرَغْبَتِهِ وَ قَصَدَ إِلَیْكَ بِحَاجَتِهِ وَ لَمْ تَرْجِعْ یَدٌ طَالِبَةٌ صِفْراً مِنْ عَطَائِكَ وَ لَا خَالِیَةً مِنْ نِحَلِ هِبَاتِكَ وَ أَیُّ رَاحِلٍ أَمَّكَ فَلَمْ یَجِدْكَ قَرِیباً أَوْ وَافِدٍ وَفَدَ إِلَیْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوَائِقُ الرَّدِّ دُونَكَ بَلْ أَیُّ مُسْتَجِیرٍ بِفَضْلِكَ لَمْ یَنَلْ مِنْ فَیْضِ جُودِكَ وَ أَیُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزِیدِكَ أَكْدَی دُونَ اسْتِمَاحَةِ عَطِیَّتِكَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ قَصَدْتُ إِلَیْكَ بِحَاجَتِی وَ قَرَعَتْ بَابَ فَضْلِكَ یَدُ مَسْأَلَتِی وَ نَاجَاكَ بِخُشُوعِ الِاسْتِكَانَةِ قَلْبِی وَ عَلِمْتَ مَا یَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتِی قَبْلَ أَنْ یَخْطُرَ بِفِكْرِی أَوْ یَقَعَ فِی صَدْرِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِی إِیَّاكَ بِإِجَابَتِی وَ اشْفَعْ مَسْأَلَتِی إِیَّاكَ بِنُجْحِ حَوَائِجِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا یَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَیْرٍ وَ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عَثْرَةٍ یَا مَنْ یُعْطِی الْكَثِیرَ بِالْقَلِیلِ یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَ لَمْ یَعْرِفْهُ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ كَرَماً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی بِمَسْأَلَتِی إِیَّاكَ جَمِیعَ سُؤْلِی مِنْ جَمِیعِ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَیْتَ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ یَا ذَا الْمَنِّ وَ لَا یُمَنُّ عَلَیْكَ یَا ذَا الْمَنِّ وَ الْجُودِ وَ الطَّوْلِ وَ النِّعَمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ اكْفِنِی جَمِیعَ الْمُهِمِّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا یَا ذَا الْمَنِّ لَا مَنَّ عَلَیْكَ یَا ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا أَمَانَ الْخَائِفِینَ وَ ظَهْرَ اللَّاجِئِینَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ إِنْ كَانَ فِی أُمِّ الْكِتَابِ عِنْدَكَ أَنِّی شَقِیٌّ أَوْ مَحْرُومٌ أَوْ مُقْتَرٌ عَلَیَّ رِزْقِی فَامْحُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ شَقَائِی وَ حِرْمَانِی وَ إِقْتَارَ رِزْقِی وَ اكْتُبْنِی عِنْدَكَ سَعِیداً مُوَفَّقاً لِلْخَیْرِ مُوَسَّعاً عَلَیَّ فِی رِزْقِی فَإِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ

ص: 7

أُمُّ الْكِتابِ وَ قُلْتَ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَنَا شَیْ ءٌ فَلْتَسَعْنِی رَحْمَتُكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ التَّسْلِیمِ لِأَمْرِكَ وَ الرِّضَا بِقَدَرِكَ حَتَّی لَا أُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

توضیح

قال الجوهری سفعته النار و السموم إذا أنفحته نفحا یسیرا فغیرت لون البشرة و السوافع لوافح السموم و قال الوأی الوعد لكل ما خالطنی من كل خیر لعل المعنی فی كل خیر كما سیأتی فی روایة أخری و فی بعض النسخ أردت به ما لیس لك و لعله أظهر و كذا فی المصباح الصغیر أیضا أنت أنت أی أنت الغنی المطلق المعروف بالجود و الكرم و أنا اللئیم الضعیف المحتاج إلی العفو و الرحمة و هو عبدك أی سبب الرحمة و العفو هو العبودیة و الافتقار و الاضطرار و هی مشتركة بینی و بینه بل أنا أحوج إلی ذلك منه.

و قال الجوهری یقال فرج اللّٰه غمك تفریجا و كذلك أفرج اللّٰه غمك و الروعة الفزعة و افسح لی الفسحة السعة أی لا تعاجلنی بالعقوبة و اجعل لی سعة أنتظر فیها جمیل صنعك و أتوسل إلیه بالتوبة و الإنابة وجهی البالی أی الذی هو فی معرض البلی و الاندراس و العفر بالتحریك التراب و عفره فی التراب یعفره عفرا و عفره تعفیرا أی مرغه ذكره الجوهری و قال أبسلت فلانا إذا أسلمته للهلكة.

غربتی و بعد داری إذا قرأه غیر الغریب یقصد غربته فی الدنیا و بعده عن دار القرار فإن المؤمن فی الدنیا غریب و وطنه الأصلی محال القدس فلذا یطلبها و یصرف همته إلیها إلی عدو أی أ تكلنی إلی هذا العدو و المراد الشیطان و سلاطین الجور و قال الجوهری رجل جهم الوجه أی كالح الوجه تقول منه جهمت الرجل و تجهمته إذا كلحت فی وجهه.

سجنا فی بعض النسخ شجنا بالشین المعجمة و هو بالتحریك الحزن و الأزل

ص: 8


1- 1. مصباح المتهجد: 250، جمال الأسبوع: 384.

بالفتح الضیق و زلزل اللّٰه الأرض زلزلة و زلزالا بالكسر فتزلزلت هی و الزلزال بالفتح الاسم و الزلازل الشدائد ذكره الجوهری و یقال فله فانفل أی كسره فانكسر و حد كل شی ء شباته و طرفه و حد الرجل بأسه و الوقود بالفتح الحطب و بالضم الاتقاد و اعصمنی من ذلك من شر الحسد بسكینة القلب بذكرك أو حال كونی مع السكینة غیر أشر و لا بطر و یحتمل أن یكون ذلك إشارة إلی الحسد و درع اللّٰه الحصینة حفظه و حمایته و اجننی أی استرنی و فی بعض النسخ و اخبأنی بمعناه للم عیالی أی جمعهم و إصلاح أحوالهم و الضمیر فی شرع و وصف و حدث راجع إلی اللّٰه أو إلی محمد صلی اللّٰه علیه و آله و حیاهم بالسلام أی بأن یسلم علیهم أو یسلمهم من الآفات و ازجرنی عن المنی أی من أن أتمنی الوصول إلی منازل المتقین بالأعمال المبتدعة التی توجب سخط اللّٰه أو مع الأعمال السیئة الموجبة لذلك كما هو شأن أكثر الناس من اتكالهم فی ذلك علی الأمانی.

و یا من آمن عقوبته أی مع التوبة و احتمل العفو رجاء للرحمة و یا من أعطی الكثیر بالقلیل هذا تأكید و الأول للمستقبل و الثانی للماضی و فی بعض النسخ فی الثانی بلا قلیل فیكون أبعد من التكرار و الفقرة الثانیة لیست فی منهاج الصلاح.

سامیة أی مرتفعة عالیة و الإسراف علی النفس مجاوزة الحد فی الضرر علیها بالمعصیة و الانهماك فی الأمر الجد و الإلحاح فیه و تكاثفت ذنوبی أی غلظت و اجتمع بعضها علی بعض و تظاهرت عیوبی أی عاون بعضها بعضا و طال بك اغتراری أی غفلتی

منك أو جرأتی علیك أو انخداعی من إمهالك و أحضرهم الضمیر راجع إلی الآنسین و إرجاعه إلی الناس بعید و الملهوف المظلوم یستغیث و مصدرها أی مرجعها.

خاضعا فی بعض النسخ خضعا فیكون حالا عن الأمور و كان الأنسب خاضعة أو فههت عنها بكسر الهاء أی عییت فلست ببدع البدع بالكسر البدیع كقوله

ص: 9

تعالی ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ (1) أی إن عرض لی عمی و جهالة و عی عن سؤالك و كیفیة عرض الحاجة إلیك و آدابه فلیس ولایتك و حبك و نصرتك لمثلی من العاجزین أمرا مبتدعا و لا أناتك و حلمك عن مثلی أمرا غریبا بل كثیرا ما فعلت ذلك بأمثالی.

و الصفر الخالی عوائق الرد أی الموانع الموجبة للرد دونك أی قبل الوصول إلیك و الاستنباط استخراج الماء و قال الجوهری الكدیة الأرض الصلبة و أكدی الحافر إذا بلغ الكدیة فلا یمكنه أن یحفر و قال المائح الذی ینزل البئر فیملأ الدلو و استمحته سألته العطاء و السجال جمع السجل و هو الدلو إذا كان فیه ماء و اعلم أن الشیخ أورد الست الركعات الأخیرة بین الصلاتین و أورد الدعوات من قوله اللّٰهم أنت آنس الآنسین إلی آخر الأدعیة نحوا مما مر بأدنی تغییر.

«2»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (2)، رُوِیَ فِی دُعَاءِ صَلَاةِ نَوَافِلِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ لِمَنْ یُقَدِّمُهَا قَبْلَ الزَّوَالِ رِوَایَةٌ یُقَارِبُ هَذِهِ الرِّوَایَةَ لَكِنَّهَا أَخْصَرُ أَلْفَاظاً فِی الدُّعَاءِ وَ الِابْتِهَالِ وَ نَحْنُ نَذْكُرُهَا الْآنَ بِإِسْنَادِهَا وَ أَلْفَاظِهَا كَمَا وَقَفْنَا عَلَیْهَا بِحَیْثُ إِنْ كَانَ وَقْتُ الْإِنْسَانِ ضَیِّقاً قَبْلَ زَوَالِ نَهَارِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ عَنِ الدُّعَاءِ عَقِیبَ صَلَاةِ نَافِلَتِهِ بِالْأَدْعِیَةِ الْمُشَارِ إِلَیْهَا فَیَدْعُو بَیْنَ الرَّكَعَاتِ بِهَذِهِ الْأَدْعِیَةِ الْمُخْتَصَرَاتِ فَهَذَا كُلُّهُ أَوْرَدْنَاهُ احْتِیَاطاً لِتَحْصِیلِ الْعَمَلِ بِالْعِبَادَاتِ وَ هَذِهِ الرِّوَایَةُ حَدَّثَ أَبُو الْحُسَیْنِ زَیْدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ الْمُحَمَّدِیُّ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیِّ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الصَّنْعَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یُصَلِّی یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِشْرِینَ رَكْعَةً یَدْعُو بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ بِدُعَاءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَدْعِیَةِ وَ یُوَاظِبُ عَلَیْهِ فَكَانَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمَ یَقُولُ

ص: 10


1- 1. الأحقاف: 9.
2- 2. جمال الأسبوع: 384.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ وَ لَجَأَ إِلَی عِزِّكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ لَمْ یَثِقْ إِلَّا بِكَ یَا وَهَّابَ الْعَطَایَا یَا مُطْلِقَ الْأُسَارَی یَا مَنْ سَمَّی نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ الْوَهَّابَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً سَائِغاً مِمَّا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا شِئْتَ حَیْثُ شِئْتَ- ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ فَكَمَا عَصَیْتُكَ وَ اجْتَرَأْتُ عَلَیْكَ فَإِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا وَأَیْتُ بِهِ عَلَی نَفْسِی ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِلْمَعَاصِی الَّتِی قَوِیتُ عَلَیْهَا بِنِعْمَتِكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ مَا خَالَطَنِی فِی كُلِّ خَیْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَنَا- ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ تَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ فَفَرِّجْ عَنِّی یَا رَبِّ كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِمَا دَعَاكَ بِهِ أَیُّوبُ إِذْ مَسَّهُ الضُّرُّ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ فَفَرِّجْ عَنِّی یَا رَبِّ كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ یُوسُفُ إِذْ فُرِّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ إِذْ هُوَ فِی السِّجْنِ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ أَنْ تُبَارِكَ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ: ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ سَجَدَ وَجْهِیَ الْبَالِی الْفَانِی لِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِی الْكَرِیمِ سَجَدَ وَجْهِی مُتَعَفِّراً فِی التُّرَابِ لِخَالِقِهِ وَ حَقٌّ لَهُ أَنْ یَسْجُدَ سَجَدَ وَجْهِی لِمَنْ خَلَقَهُ وَ صَوَّرَهُ وَ شَقَّ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ سَجَدَ وَجْهِیَ الْحَقِیرُ الذَّلِیلُ لِوَجْهِكَ الْكَبِیرِ الْجَلِیلِ سَجَدَ وَجْهِیَ اللَّئِیمُ لِوَجْهِكَ الْعَزِیزِ

ص: 11

الْكَرِیمِ- ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلِ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْیَقِینَ فِی قَلْبِی وَ النَّصِیحَةَ فِی صَدْرِی وَ ذِكْرَكَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عَلَی لِسَانِی وَ مِنْ طَیِّبِ رِزْقِكَ یَا رَبِّ غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ لَا مَحْذُورٍ فَارْزُقْنِی وَ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ فَأَجِرْنِی وَ لَكَ یَا رَبِّ فِی نَفْسِی فَذَلِّلْنِی وَ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِی وَ إِلَیْكَ فَحَبِّبْنِی وَ بِذُنُوبِی فَلَا تَفْضَحْنِی وَ بِسَرِیرَتِی فَلَا تُخْزِنِی وَ غَضَبَكَ فَلَا تُنْزِلْ بِی أَشْكُو إِلَیْكَ غُرْبَتِی وَ بُعْدَ دَارِی وَ طُولَ أَمَلِی وَ اقْتِرَابَ أَجَلِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی فَنِعْمَ الْمُشْتَكَی إِلَیْهِ أَنْتَ رَبِّی وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَسَلِّمْنِی إِلَی مَنْ تَكِلُنِی یَا رَبِّ إِلَی الْمُسْتَضْعِفِینَ لِی أَمْ إِلَی عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِی أَوْ إِلَی بَعِیدٍ فَیَتَجَهَّمَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ الْمَعِیشَةِ مَعِیشَةً أَقْوَی بِهَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ أَبْلُغُ بِهَا جَمِیعَ حَاجَاتِی وَ أَتَوَصَّلُ بِهَا إِلَیْكَ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ فِی الْآخِرَةِ مِنْ غَیْرِ أَنْ تُتْرِفَنِی فِیهَا فَأَطْغَی أَوْ تُقْتِرَهَا عَلَیَّ فَأَشْقَی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ أَفِضْ عَلَیَّ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ مِنْ فَضْلِكَ وَ انْشُرْ عَلَیَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ نِعْمَةً مِنْكَ سَابِغَةً وَ عَطَاءً غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ لَا تَشْغَلْنِی عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ عَلَیَّ بِإِكْثَارٍ مِنْهَا تُلْهِینِی عَجَائِبُ بَهْجَتِهِ وَ تَفْتِنُنِی زَهَرَاتُ نَضْرَتِهِ وَ لَا بِإِقْلَالٍ عَلَیَّ مِنْهَا یَقْصُرُ بِعَمَلِی كَدُّهُ وَ یَمْلَأُ صَدْرِی هَمُّهُ أَعْطِنِی یَا إِلَهِی مِنْ ذَلِكَ غِنًی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ بَلَاغاً أَنَالُ بِهِ رِضْوَانَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ یَا إِلَهِی مِنْ شَرِّ الدُّنْیَا وَ شَرِّ أَهْلِهَا وَ شَرِّ مَا فِیهَا وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا لِی سِجْناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَیَّ حُزْناً أَخْرِجْنِی مِنْ فِتْنَتِهَا وَ اجْعَلْ عَمَلِی مَقْبُولًا وَ أَوْرِدْنِی دَارَ الْحَیَوَانِ وَ مَسَاكِنَ الْأَخْیَارِ وَ أَبْدِلْنِی بِالدُّنْیَا الْفَانِیَةِ نَعِیمَ الدَّارِ الْبَاقِیَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَزْلِهَا وَ زِلْزَالِهَا وَ سَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا وَ مِنْ شَرِّ شَیَاطِینِهَا وَ بَغْیِ مَنْ بَغَی فِیهَا إِلَهِی مَنْ كَادَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كِدْهُ وَ مَنْ أَرَادَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَرِدْهُ وَ فُلَّ عَنِّی حَدَّ مَنْ نَصَبَ لِی حَدَّهُ وَ أَطْفِئْ عَنِّی نَارَ مَنْ شَبَّ لِی وَقُودَهُ وَ اكْفِنِی هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ وَ ادْفَعْ عَنِّی شَرَّ الْحَسَدَةِ وَ اعْصِمْنِی مِنْ ذَلِكَ بِالسَّكِینَةِ وَ أَلْبِسْنِی

ص: 12

دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ أَحْیِنِی فِی سِتْرِكَ وَ أَصْلِحْ لِی حَالِی وَ صَدِّقْ مَقَالِی بِفَعَالِی وَ بَارِكْ لِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ ذَكَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ بِخَیْرٍ وَ حَیَّاهُمْ بِالسَّلَامِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ اللَّهُمَّ وَ ارْدُدْ إِلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ مَظَالِمَهُمُ الَّتِی قِبَلِی صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ وَ مَا لَمْ تَبْلُغْهُ قُوَّتِی وَ لَمْ تَسَعْهُ ذَاتُ یَدِی وَ لَمْ یَقْوَ عَلَیْهِ بَدَنِی فَأَدِّهِ عَنِّی مِنْ جَزِیلِ مَا عِنْدَكَ مِنْ فَضْلِكَ حَتَّی لَا تُخَلِّفَ عَلَیَّ شَیْئاً تَنْقُصُهُ مِنْ حَسَنَاتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ سَرِیرَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْبَلْ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ مَعْذِرَتِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اصْرِفْهُ عَنِّی وَ اكْفِنِی كَیْدَ عَدُوِّی فَإِنَّ عَدُوِّی عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ عَدُوُّ مُحَمَّدٍ وَ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ عَدُوُّكَ فَأَعْطِنِی سُؤْلِی یَا مَوْلَایَ فِی عَدُوِّی عَاجِلًا غَیْرَ آجِلٍ یَا مُعْطِیَ الرَّغَائِبِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی رَغْبَتِی فِیمَا سَأَلْتُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا إِلَهِی إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ أَرِنِی الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ عَاجِلًا غَیْرَ آجِلٍ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ- وَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ قَلْبِی یَرْجُوكَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَفْسِی خَائِفَةٌ لِشِدَّةِ عِقَابِكَ فَوَفِّقْنِی لِمَا یُؤْمِنُنِی مَكْرَكَ وَ عَافِنِی مِنْ سَخَطِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْلِیَاءِ طَاعَتِكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ اسْتُرْنِی بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ فَضْلِكَ وَ أَغْنِنِی عَنِ التَّرَدُّدِ إِلَی عِبَادِكَ وَ ارْحَمْنِی مِنْ خَیْبَةِ الرَّدِّ وَ سُوءِ الْحِرْمَانِ یَا أَرْحَمَ

ص: 13

الرَّاحِمِینَ- وَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ عَظِّمِ النُّورَ فِی قَلْبِی وَ صَغِّرِ الدُّنْیَا فِی عَیْنِی وَ أَطْلِقْ لِسَانِی بِذِكْرِكَ وَ احْرُسْ نَفْسِی مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ اكْفِنِی طَلَبَ مَا قَدَّرْتَهُ لِی عِنْدَكَ حَتَّی أَسْتَغْنِیَ عَمَّا فِی یَدِ عِبَادِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ أَغْنِنِی بِالْیَقِینِ وَ اكْفِنِی بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ اكْفِنِی رَوْعَاتِ الْقُلُوبِ وَ افْتَحْ لِی فِی انْتِظَارِ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ افْتَحْ لِی یَا رَبِّ بَابَ الرَّغْبَةِ إِلَیْكَ وَ الْخَشْیَةِ مِنْكَ وَ الْوَجَلِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ الدُّعَاءَ وَ صِلْهُ لِی بِالْإِجَابَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تُقَنِّطْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ فَإِنَّهُ لَا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ وَ لَا یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الضَّالُّونَ وَ لَا یَأْمَنُ مَكْرَكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ یَا مَنْ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- قَالَ وَ كَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذَا فَرَغَ مِنْ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ الْمَشْرُوحَةِ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ تَتِمَّةَ الْعِشْرِینَ رَكْعَةً ثُمَّ یَنْهَضُ مِنْهَا إِلَی الْفَرِیضَةِ(1).

بیان: لعله سقط من الروایات أو من النساخ الدعاء بعد الركعتین الخامسة كما یظهر من أعداد الركعات و من الرجوع إلی الأدعیة السابقة فینبغی للعامل بهذه الروایة أن یقرأ عقیب التسلیم الخامس ما فی الروایة السالفة.

«3»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (2)، بِإِسْنَادِی إِلَی الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: الصَّلَاةُ النَّافِلَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سِتُّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً وَ سِتُّ رَكَعَاتٍ صَدْرَ النَّهَارِ وَ رَكْعَتَانِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ثُمَ

ص: 14


1- 1. جمال الأسبوع: 393.
2- 2. جمال الأسبوع: 394.

صَلِّ الْفَرِیضَةَ وَ صَلِّ بَعْدَهَا سِتَّ رَكَعَاتٍ (1).

وَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْكُلَیْنِیِّ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُرَادِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَمَّا أَنَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ كَانَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَشْرِقِ مِقْدَارَهَا مِنَ الْمَغْرِبِ وَقْتَ صَلَاةِ الْعَصْرِ صَلَّیْتُ سِتَّ رَكَعَاتٍ فَإِذَا انْتَفَخَ النَّهَارُ صَلَّیْتُ سِتّاً فَإِذَا زَاغَتْ أَوْ زَالَتْ صَلَّیْتُ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ ثُمَّ صَلَّیْتُ بَعْدَهَا سِتّاً(2).

وَ قَدْ رَوَی هَذَیْنِ الْحَدِیثَیْنِ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی كِتَابِ تَهْذِیبِ الْأَحْكَامِ (3)

وَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّیَ السَّعِیدِ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِیمَا رَوَاهُ فِی كِتَابِ تَهْذِیبِ الْأَحْكَامِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ التَّطَوُّعِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَطَوَّعَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فِی غَیْرِ سَفَرٍ صَلَّیْتَ سِتَّ رَكَعَاتٍ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ وَ رَكْعَتَیْنِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ الْجُمُعَةِ وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَةِ(4).

و قال السید ره و مما ینبه علی أن هذا الترتیب فی النافلة فی یوم الجمعة یكون لمن كان له عذر فی أول نهار الجمعة عن صلاة النافلة جمیعها إما لكثرة عباداته أو مهماته و ما یكون أرجح من نافلته فی میزان مراقباته أو لغیر ذلك من أعذار العبد و ضروراته أن الروایة التی یأتی ذكرها الآن فی ترتیب الأدعیة فیها أن الدعاء بینها یقوله مسترسلا كعادة المستعجل لضرورات الأزمان و لأن ألفاظ أدعیتها مختصرات كأنه علی قاعدة من یكون قد ضاق علیه حكم الأوقات.

فَمِنَ الرِّوَایَةِ بِذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی

ص: 15


1- 1. راجع الكافی ج 3 ص 427.
2- 2. راجع الكافی ج 3 ص 428.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 248.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 248.

تَرْتِیبِ نَوَافِلِ الْجُمُعَةِ أَنْ تُصَلِّیَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ سِتّاً قَبْلَ الزَّوَالِ تَفْصِلُ مَا بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ بِالتَّسْلِیمِ وَ رَكْعَتَیْنِ بَعْدَ الزَّوَالِ وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَةِ(1).

قَالَ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: وَ الدُّعَاءُ فِی دُبُرِ الرَّكَعَاتِ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی عَمَلِ الْجُمُعَةِ قَالَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ مُسْتَرْسِلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ إِنَّ قَلْبِی یَرْجُوكَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَفْسِی تَخَافُكَ لِشِدَّةِ عِقَابِكَ فَوَفِّقْنِی لِمَا یُؤْمِنُنِی مَكْرَكَ وَ یُعَافِینِی مِنْ سَخَطِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ اسْتُرْنِی بِسَعَةِ فَضْلِكَ مِنَ التَّذَلُّلِ لِعِبَادِكَ وَ ارْحَمْنِی مِنْ خَیْبَةِ الرَّدِّ وَ سَفْعِ نَارِ الْحِرْمَانِ اللَّهُمَّ أَنْتَ خَیْرُ مَأْتِیٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ وَ خَیْرُ مَنْ طُلِبَتْ إِلَیْهِ الْحَاجَاتُ وَ أَجْوَدُ مَنْ أَعْطَی وَ أَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ وَ أَرْأَفُ مَنْ عَفَا وَ أَعَزُّ مَنِ اعْتُمِدَ اللَّهُمَّ وَ لِی إِلَیْكَ فَاقَةٌ وَ لِی عِنْدَكَ حَاجَاتٌ وَ لَكَ عِنْدِی طَلِبَاتٌ مِنْ ذُنُوبٍ أَنَا بِهَا مُرْتَهِنٌ قَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِی وَ أَوْبَقَتْنِی وَ إِلَّا تَرْحَمْنِی وَ تَغْفِرْهَا لِی أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِینَ- ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَشَفَّعُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ أَنْ تُقِیلَنِی عَثْرَتِی وَ تَسْتُرَ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ تَغْفِرَهَا لِی وَ تَقْلِبَنِی بِقَضَاءِ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبَنِی بِقَبِیحِ مَا كَانَ مِنِّی یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَرُّ یَا كَرِیمُ أَنْتَ أَبَرُّ بِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنْ نَفْسِی وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ بِی إِلَیْكَ فَاقَةٌ وَ فَقْرٌ وَ أَنْتَ غَنِیٌّ عَنِّی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ كُفَّ عَنِّی أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی- ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ عَظِّمِ النُّورَ فِی قَلْبِی وَ صَغِّرِ

ص: 16


1- 1. مصباح المتهجد: 250 و تراه فی السرائر: 471.

الدُّنْیَا فِی عَیْنِی وَ أَطْلِقْ لِسَانِی بِذِكْرِكَ وَ احْرُسْ نَفْسِی مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ اكْفِنِی طَلَبَ مَا قَدَّرْتَهُ لِی عِنْدَكَ حَتَّی أَسْتَغْنِیَ بِهِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ أَغْنِنِی بِالتَّقْوَی وَ أَعِزَّنِی بِالتَّوَكُّلِ وَ اكْفِنِی رَوْعَةَ الْقُنُوطِ وَ افْسَحْ لِی فِی انْتِظَارِ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ افْتَحْ لِی بَابَ الرَّحْمَةِ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ الدُّعَاءَ وَ صِلْهُ مِنْكَ بِالْإِجَابَةِ: ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِی بِمَا عَلَّمْتَنِی وَ مَتِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ بَارِكْ لِی فِی نِعَمِكَ عَلَیَّ وَ هَبْ لِی شُكْراً تَرْضَی بِهِ عَنِّی وَ حَمْداً عَلَی مَا أَلْهَمْتَنِی وَ أَقْبِلْ بِقَلْبِی إِلَی مَا یُرْضِیكَ عَنِّی وَ اشْغَلْنِی عَمَّا یُبَاعِدُنِی مِنْكَ وَ أَلْهِمْنِی خَوْفَ عِقَابِكَ وَ ازْجُرْنِی عَنِ الْمُنَی لِمَنَازِلِ الْمُتَّقِینَ بِمَا یُسْخِطُكَ وَ هَبْ لِیَ الْجِدَّ فِی طَاعَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی قَلْباً طَاهِراً وَ لِسَاناً صَادِقاً وَ نَفْساً سَامِیَةً إِلَی نَعِیمِ الْجَنَّةِ وَ اجْعَلْنِی بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ عَزِیزاً وَ بِمَا أَتَوَقَّعُهُ مِنْكَ غَنِیّاً وَ بِمَا رَزَقْتَنِیهِ قَانِعاً رَاضِیاً وَ عَلَی رَجَائِكَ مُعْتَمِداً وَ إِلَیْكَ فِی حَوَائِجِی قَاصِداً حَتَّی لَا أَعْتَمِدَ إِلَّا عَلَیْكَ وَ لَا أَثِقَ فِیهَا إِلَّا بِكَ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ اللَّهُمَّ ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ عَظُمَ عَلَیْهَا إِسْرَافِی وَ طَالَ فِی مَعَاصِیكَ انْهِمَاكِی وَ تَكَاثَفَتْ ذُنُوبِی وَ تَظَاهَرَتْ عُیُوبِی وَ طَالَ بِكَ اغْتِرَارِی وَ تَظَاهَرَتْ سَیِّئَاتِی وَ دَامَ لِلشَّهَوَاتِ اتِّبَاعِی فَأَنَا الْخَائِبُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ أَنَا الْهَالِكُ إِنْ لَمْ تَعْفُ عَنِّی فَاغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ أَعْطِنِی سُؤْلِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فَتَعْجُزَ عَنِّی

ص: 17

وَ أَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ خَطَایَایَ سَیِّدِی- وَ أَمَّا وَقْتُ رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ فَقَدْ رُوِیَ أَنَّهُ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ رُوِیَ بَعْدَ زَوَالِهَا وَ الْأَوَّلُ أَظْهَرُ(1).

وَ أَمَّا التَّعْقِیبُ بَعْدَهُمَا فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ قَالَ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ قَبْلَ الْفَرِیضَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سُبْحَانَ رَبِّی وَ بِحَمْدِهِ وَ أَسْتَغْفِرُ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ مَسْكَناً فِی الْجَنَّةِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَ بِهِ هَارُونُ بْنُ مُوسَی ره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الزَّوَالِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ بِكَ الْغِنَی عَنِّی وَ بِیَ الْفَاقَةُ إِلَیْكَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ إِلَیْكَ أَقَلْتَنِی عَثْرَتِی وَ سَتَرْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی فَاقْضِ الْیَوْمَ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِقَبِیحِ مَا تَعْلَمُ مِنِّی فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً وَ یَقُولُ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَرُّ یَا رَحِیمُ أَنْتَ أَبَرُّ بِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ اقْلِبْنِی بِقَضَاءِ حَاجَتِی مُجَاباً دَعْوَتِی مَرْحُوماً صَوْتِی قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ عَنِّی أَقُولُ فِی كِتَابِ الِاسْتِدْرَاكِ ذَكَرَ الدُّعَاءَ بَعْدَ رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ إِلَی قَوْلِهِ فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی رَجَعْنَا إِلَی رِوَایَةِ السَّیِّدِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَرْوِیهِ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَالَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: وَ رُوِیَ عَنْهُ یَعْنِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَقِیبَ الرَّكْعَتَیْنِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ الزَّوَالِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَشَفَّعُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ

ص: 18


1- 1. جمال الأسبوع: 400.

عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْ تُقِیلَنِی عَثْرَتِی وَ تَسْتُرَ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ تَغْفِرَهَا لِی وَ تَقْضِیَ الْیَوْمَ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبَنِی بِقَبِیحِ عَمَلِی فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی- ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ یَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ أَنْتَ خَیْرٌ لِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ بِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ وَ فَقْرٌ وَ فَاقَةٌ فَأَنْتَ غَنِیٌّ عَنْ عَذَابِی أَسْأَلُكَ أَنْ تُقِیلَنِی عَثْرَتِی وَ أَنْ تُقَلِّبَنِی بِقَضَاءِ حَاجَتِی وَ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تَرْحَمَ صَوْتِی وَ تَكُفَّ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ عَنِّی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- وَ قُلْ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ سَبْعِینَ مَرَّةً فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَقُلْ یَا شَارِعاً لِمَلَائِكَتِهِ دِینَ الْقَیِّمَةِ دِیناً وَ یَا رَاضِیاً بِهِ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ وَ یَا خَالِقاً مَنْ سِوَی الْمَلَائِكَةِ مِنْ خَلْقِهِ لِلِابْتِلَاءِ بِدِینِهِ وَ یَا مُسْتَخِصّاً مِنْ خَلْقِهِ لِدِینِهِ رُسُلًا إِلَی مَنْ دُونَهُمْ وَ مُجَازِیَ أَهْلِ الدِّینِ بِمَا عَمِلُوا فِی الدِّینِ اجْعَلْنِی بِحَقِّ اسْمِكَ الَّذِی فِیهِ تَفْصِیلُ الْأُمُورِ كُلِّهَا مِنْ أَهْلِ دِینِكَ الْمُؤْثِرِینَ لَهُ بِإِلْزَامِكَهُمْ حَقَّهُ وَ تَفْرِیغِكَ قُلُوبَهُمْ لِلرَّغْبَةِ فِی أَدَاءِ حَقِّكَ إِلَیْكَ لَا تَجْعَلْ بِحَقِّ اسْمِكَ الَّذِی فِیهِ تَفْصِیلُ الْأُمُورِ وَ تَفْسِیرُهَا شَیْئاً سِوَی دِینِكَ عِنْدِی أَثِیراً وَ لَا إِلَیَّ أَشَدَّ تَحَبُّباً وَ لَا بِی لَاصِقاً وَ لَا أَنَا إِلَیْهِ أَشَدَّ انْقِطَاعاً مِنْهُ وَ اغْلِبْ بَالِی وَ هَوَایَ وَ سَرِیرَتِی وَ عَلَانِیَتِی بِأَخْذِكَ بِنَاصِیَتِی إِلَی طَاعَتِكَ وَ رِضَاكَ فِی الدِّینِ.

أقول: فقد روی لنا بعدة طرق أن من قال ذلك تقبل اللّٰه جل جلاله منه النوافل و الفرائض و عصمه فیها من العجب و حبب إلیه طاعته.

ذكر تعقیب لركعتی الزوال إلا أن الروایة فیه تضمنت أن ذلك یكون بعد الزوال.

أقول: و لعل الروایة فی تأخیر ركعتی الزوال إلی بعد زوال الشمس لمن كان له عذر عن تقدیمها قبل الزوال.

وَ هُوَ مَا رَوَیْتُهُ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّی ثُمَّ دَعَا ثُمَّ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَ

ص: 19

صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ [وَ آلِ مُحَمَّدٍ] شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ وَ أَهْلِ بَیْتِ الْوَحْیِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْفُلْكِ الْجَارِیَةِ فِی اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ یَأْمَنُ مَنْ رَكِبَهَا وَ یَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَ الْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ [وَ آلِ مُحَمَّدٍ] الْكَهْفِ الْحَصِینِ وَ غِیَاثِ الْمُضْطَرِّینَ وَ مَلْجَإِ الْهَارِبِینَ وَ مُنْجِی الْخَائِفِینَ وَ عِصْمَةِ الْمُعْتَصِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً كَثِیرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضًا وَ لِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَدَاءً وَ قَضَاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَ قُوَّةٍ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ وَلَایَتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْمُرْ قَلْبِی بِطَاعَتِكَ وَ لَا تُخْزِهِ بِمَعْصِیَتِكَ وَ ارْزُقْنِی مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَیْهِ مِنْ رِزْقِكَ مِمَّا وَسَّعْتَ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ نَشَرْتَ عَلَیَّ مِنْ عَدْلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ.

قال السید رحمة اللّٰه علیه قد جعلنا هذه الروایة بتعقیب ركعتی الزوال فی آخر الروایات لیكون التعقیب بها فی الساعة الأولی التی تختص بإجابة الدعوات (1) بیان روی الشیخ ره فی المتهجد(2)

بروایة أبی بصیر عن حماد كما رواه السید عنه و روایة جابر مع الأدعیة إلی قوله من خطایای سیدی ثم قال ثم تصلی ركعتی الزوال و تقول بعدهما سبحان ربی و بحمده أستغفر اللّٰه ربی و أتوب إلیه مائة مرة.

ثُمَّ قَالَ وَ رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّی وَ دَعَا ثُمَّ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ إِلَی آخِرِهِ.

و لا یظهر منه اختصاص بالنافلة و لا بیوم الجمعة و لعله كان فی الروایة ما یدل علیهما فأسقطه اختصارا و

ص: 20


1- 1. جمال الأسبوع: 407.
2- 2. مصباح المتهجد: 250.

كذا قوله یا شارعا لملائكته أورده بعد سجود الشكر بعد نافلة الزوال و هو من أدعیة السر و لیس فی روایته اختصاص بهذا الموضع كما عرفت فی أبواب التعقیب.

و انتفاخ النهار ارتفاع الضحی و قیام الشمس قریب من الزوال قال فی القاموس النفخ ارتفاع الضحی و التردید فی زاغت أو زالت من أحد الرواة أو هما بمعنی.

و أما استدلال السید بلفظ الاسترسال علی الاستعجال فلا دلالة فیه علیه مع أن فی أكثر النسخ التی عندنا مترسلا و الترسل التأنی و التؤدة قال فی القاموس الرسل بالكسر الرفق و التؤدة كالرسلة و الترسل و الترسیل فی القراءة الترتیل و استرسل أی قال أرسل الإبل إرسالا و إلیه انبسط و استأنس و ترسل فی قراءته اتأد.

الفلك الجاریة إشارة إلی قوله صلی اللّٰه علیه و آله: مثل أهل بیتی كمثل سفینة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق.

و لجة الماء معظمه و الغمر الماء الكثیر و قد غمره الماء یغمره أی علاه و الغمرة الزحمة من الناس و الماء و ركوبها كنایة عن اتباعهم و ولایتهم و المارق الخارج من الدین من قولهم مرق السهم من الرمیة أی خرج من الجانب الآخر و به سمیت الخوارج مارقة و الزاهق الباطل المضمحل.

«4»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ حُمَیْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ زُرَیْقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُبَّمَا یُقَدِّمُ عِشْرِینَ رَكْعَةً یَوْمَ الْجُمُعَةِ فِی صَدْرِ النَّهَارِ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ أَذَّنَ وَ جَلَسَ جَلْسَةً ثُمَّ قَامَ وَ صَلَّی

الظُّهْرَ وَ كَانَ لَا یَرَی صَلَاةً عِنْدَ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا الْفَرِیضَةَ وَ لَا یُقَدِّمُ صَلَاةً بَیْنَ یَدَیِ الْفَرِیضَةِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَ كَانَ یَقُولُ هِیَ أَوَّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَی الْعِبَادِ صَلَاةُ الظُّهْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِكُلِّ صَلَاةٍ أَوَّلٌ وَ آخِرٌ لِعِلَّةٍ تَشْغَلُ سِوَی صَلَاةِ الْجُمُعَةِ

ص: 21

وَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ فَإِنَّهُ لَا یُقَدَّمُ بَیْنَ یَدَیْ ذَلِكَ نَافِلَةٌ.

قال و ربما كان یصلی یوم الجمعة ست ركعات إذا ارتفع النهار و بعد ذلك ست ركعات أخر و كان إذا ركدت الشمس فی السماء قبل الزوال أذن و صلی ركعتین فلا یفرغ إلا مع الزوال ثم یقیم للصلاة فیصلی الظهر و یصلی بعد الظهر أربع ركعات ثم یؤذن و یصلی ركعتین ثم یقیم و یصلی العصر(1).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ زُرَیْقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَلَا نَافِلَةَ وَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَا نَافِلَةَ وَ ذَلِكَ أَنَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ یَوْمٌ ضَیِّقٌ وَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَجَهَّزُونَ لِلْجُمُعَةِ یَوْمَ الْخَمِیسِ لِضِیقِ الْوَقْتِ (2).

بیان: الأذان للعصر فی یوم الجمعة المذكور فی الروایة الأولی خلاف المشهور و قد تقدم القول فیه و كذا تقدیم الأذان علی الزوال و علی الركعتین مخالف لسائر الأخبار و یمكن حمل الركود علی أول الزوال و سائر ذلك علی بیان الجواز أو علی ما إذا لم یصل الجمعة.

«5»- الْمُقْنِعُ،: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ إِذَا انْبَسَطَتْ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ قَبْلَ الْمَكْتُوبَةِ رَكْعَتَیْنِ وَ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ سِتَّ رَكَعَاتٍ فَافْعَلْ وَ إِنْ قَدَّمْتَ نَوَافِلَكَ كُلَّهَا یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الزَّوَالِ أَوْ أَخَّرْتَهَا بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ فَهِیَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَ تَأْخِیرُهَا أَفْضَلُ مِنْ تَقْدِیمِهَا فِی رِوَایَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ تَقْدِیمُهَا أَفْضَلُ مِنْ تَأْخِیرِهَا(3).

بیان: حمل الشیخ أخبار التقدیم علی التقدیم علی الزوال و أخبار التأخیر علی أن بعد الزوال یبدأ بالفریضة و یؤخر النوافل و هو حسن و یشهد له بعض الأخبار.

ص: 22


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 306.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 307.
3- 3. المقنع: 45.

«6»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا حَدُّهُ قَالَ إِذَا قَامَتِ الشَّمْسُ صَلِّ الرَّكْعَتَیْنِ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ الْفَرِیضَةَ وَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تُصَلِّیَ الرَّكْعَتَیْنِ فَلَا تُصَلِّهِمَا وَ ابْدَأْ بِالْفَرِیضَةِ وَ اقْضِ الرَّكْعَتَیْنِ بَعْدَ الْفَرِیضَةِ-(1)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الْأَذَانِ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ قَبْلَ الْأَذَانِ (2).

«7»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا عَنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ صَاحِبِ الرِّضَا عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ فِی السُّؤَالَیْنِ مَعاً إِلَّا أَنَّهُ زَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ فَصَلِّ الْفَرِیضَةَ قَوْلَهُ سَاعَةَ تَزُولُ (3).

«8»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: كَانَ أَبِی یَغْتَسِلُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ الزَّوَالِ وَ قَالَ فِی النَّوَافِلِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سِتُّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً وَ سِتُّ رَكَعَاتٍ ضَحْوَةً وَ ركعتین [رَكْعَتَانِ] إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَ سِتُّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَةِ(4).

«9»- الْعِلَلُ، وَ الْعُیُونُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ فِیمَا رَوَاهُ مِنَ الْعِلَلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: فَإِنْ قَالَ فَلِمَ زِیدَ فِی صَلَاةِ السُّنَّةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قِیلَ تَعْظِیماً لِذَلِكَ الْیَوْمِ وَ تَفْرِقَةً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ سَائِرِ الْأَیَّامِ (5).

«10»- فِقْهُ الرِّضَا،: لَا تُصَلِّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الزَّوَالِ غَیْرَ الْفَرْضَیْنِ وَ النَّوَافِلِ قَبْلَهُمَا أَوْ بَعْدَهُمَا وَ فِی نَوَافِلِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ زِیَادَةُ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ تُتِمُّهَا عِشْرِینَ رَكْعَةً یَجُوزُ تَقْدِیمُهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ وَ تَأْخِیرُهَا إِلَی بَعْدِ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّیَ

ص: 23


1- 1. قرب الإسناد: 98 ط حجر.
2- 2. قرب الإسناد: 98 ط حجر.
3- 3. السرائر: 469.
4- 4. قرب الإسناد: 79 ط حجر.
5- 5. علل الشرائع ج 1: 253، عیون الأخبار ج 2 ص 112.

یَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ إِذَا انْبَسَطَتْ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ قَبْلَ الْمَكْتُوبَةِ رَكْعَتَیْنِ وَ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ سِتَّ رَكَعَاتٍ فَافْعَلْ وَ إِنْ صَلَّیْتَ نَوَافِلَكَ كُلَّهَا یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الزَّوَالِ أَوْ أَخَّرْتَهَا بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ أَجْزَأَكَ وَ هِیَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَ تَأْخِیرُهَا أَفْضَلُ مِنْ تَقْدِیمِهَا وَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَلَا تُصَلِّی إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ.

«11»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیُّمَا أَفْضَلُ أُقَدِّمُ الرَّكْعَتَیْنِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ أُصَلِّیهِمَا بَعْدَ الْفَرِیضَةِ قَالَ تُصَلِّیهِمَا بَعْدَ الْفَرِیضَةِ(1).

وَ ذُكِرَ أَیْضاً عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّكْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ قَبْلَ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ أَمَّا أَنَا فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ بَدَأْتُ بِالْفَرِیضَةِ(2).

وَ مِنْهُ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ أَیْضاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا كُنْتَ شَاكّاً فِی الزَّوَالِ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا اسْتَیْقَنْتَ أَنَّهَا قَدْ زَالَتْ بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَةِ(3).

وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ حَرِیزٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصَلِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِشْرِینَ رَكْعَةً فَافْعَلْ سِتّاً بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ سِتّاً قَبْلَ الزَّوَالِ إِذَا تَعَالَتِ الشَّمْسُ وَ افْصِلْ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِكَ بِالتَّسْلِیمِ وَ رَكْعَتَیْنِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَ سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَةِ(4).

بیان: اعلم أن الأخبار فی عدد نوافل الجمعة و أوقاتها و كیفیة تفریقها مختلفة اختلافا كثیرا فالمشهور أن عددها عشرون ركعة زیادة عن كل یوم بأربع ركعات و قد وقع الخلاف فی مواضع.

الأول ذهب الشیخ فی النهایة و المبسوط و الخلاف و جماعة من المتأخرین إلی استحباب تقدیم نوافل الجمعة كلها علی الفریضة بأن یصلی ستا عند انبساط

ص: 24


1- 1. السرائر: 465.
2- 2. السرائر: 465.
3- 3. السرائر: 465.
4- 4. السرائر: 471.

الشمس و ستا عند ارتفاعها و ستا قبل الزوال و ركعتین بعد الزوال و الظاهر من كلام السید و ابن أبی عقیل و ابن الجنید استحباب ست منها بین الظهرین و نقل عن الصدوق استحباب تأخیر الجمیع و كلامه فی المقنع غیر دال علی ذلك فإنه نقل روایتین و لم یرجح أحدهما و الظاهر أنه مخیر بین تقدیم الجمیع أو تأخیر ست منها إلی بین الصلاتین و أكثر الأصحاب علی الأول و أكثر الأخبار علی الثانی.

وَ فِی صَحِیحَةِ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ(1)

عَنِ الرِّضَا علیه السلام: سِتُّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً وَ سِتٌّ بَعْدَ ذَلِكَ وَ سِتُّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الزَّوَالِ وَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَهَذِهِ ثِنْتَانِ وَ عِشْرُونَ رَكْعَةً.

قال فی المعتبر و هذه الروایة انفردت بزیادة ركعتین و هی نادرة و یظهر من روایة سعید الأعرج (2)

أنها ست عشرة سواء فرق أو جمع فإذا جمع فبین الصلاتین و إذا فرق فست فی صدر النهار و ست نصف النهار و أربع بین الصلاتین.

قال فی الذكری تزید النافلة یوم الجمعة أربعا فی المشهور.

وَ یَجُوزُ تَقْدِیمُهَا بِأَسْرِهَا عَلَی الزَّوَالِ لِرِوَایَةِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ (3)

قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ النَّافِلَةِ الَّتِی تُصَلَّی یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الْجُمُعَةِ أَفْضَلُ أَوْ بَعْدَهَا قَالَ قَبْلَ الْجُمُعَةِ.

وَ رَوَی سَعْدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: سِتُّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً وَ ستا [سِتٌ] بَعْدَ ذَلِكَ وَ ستا [سِتٌ] بَعْدَ ذَلِكَ وَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الزَّوَالِ وَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَهَذِهِ اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ رَكْعَةً.

و بهذا الترتیب عمل المفید فی الأركان و المقنعة و عبارة الأصحاب مختلفة بحسب اختلاف الروایة فقال المفید لا بأس بتأخیرها إلی بعد العصر و قال الشیخ یجوز تأخیر جمیع النوافل إلی بعد العصر و الأفضل التقدیم قال و لو زالت و لم

ص: 25


1- 1. التهذیب ج 1 ص 323، مصباح المتهجد: 243.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 323، الاستبصار ج 1 ص 207.
3- 3. التهذیب، ج 1 ص 248.

یكن صلی منها شیئا أخرها إلی بعد العصر و قال ابن أبی عقیل یصلی إذا تعالت الشمس ما بینها و بین الزوال أربع عشرة ركعة و بین الفرضین ستا كذلك فعله رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فإن خاف الإمام بالتنفل تأخیر العصر عن وقت الظهر فی سائر الأیام صلی العصر بعد الفراغ من الجمعة و تنفل بعدها ست ركعات كما روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه كان ربما یجمع بین صلاة الجمعة و العصر.

و ابن الجنید ست ضحوة و ست ما بینهما و بین انتصاف النهار و ركعتا الزوال و ثمان بعد الفرضین.

وَ قَدْ رَوَی سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ(1)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: النَّافِلَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سِتُّ رَكَعَاتٍ قَبْلَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ رَكْعَتَانِ عِنْدَ زَوَالِهَا وَ بَعْدَ الْفَرِیضَةِ ثَمَانِی رَكَعَاتٍ.

و قال الجعفی ست عند طلوع الشمس و ست قبل الزوال إذا تعالت الشمس و ركعتان قبل الزوال و ست بعد الظهر و یجوز تأخیرها إلی بعد العصر و ابنا بابویه ست عند طلوع الشمس و ست عند انبساطها و قبل المكتوبة ركعتان و بعدها بست و إن قدمت كلها قبل الزوال أو أخرت إلی بعد المكتوبة فهی ست عشرة و تأخیرها أفضل من تقدیمها انتهی.

الثانی أن المشهور أن ابتداء الست الأولی عند انبساط الشمس و الثانیة عند ارتفاعها و یظهر من كلام ابن أبی عقیل و ابن الجنید أنه یصلی الست الأولی عند ارتفاعها و قال ابنا بابویه عند طلوع الشمس.

الثالث الركعتان ذكر جماعة أنه یصلیهما بعد الزوال و جعلهما ابن أبی عقیل مقدمة علی الزوال و ظاهر أكثر الأخبار أنه یصلیهما فی الوقت المشتبه كما ذكره المفید فی المقنعة و هو أولی و أحوط قال فی الذكری المشهور صلاة ركعتین عند الزوال یستظهر بهما فی تحقق الزوال قاله الأصحاب.

الرابع المشهور أن عدد النوافل عشرون و قال ابن الجنید و المفید اثنتان

ص: 26


1- 1. التهذیب ج 1 ص 248.

و عشرون و قال ابنا بابویه زیادة الأربع ركعات للتفریق فإن قدمتها أو أخرتها أو جمعت بینها فهی ست عشرة ركعة كسائر الأیام كما فی فقه الرضا علیه السلام و لا بأس بالعمل به و فی عدد الركعات و كیفیتها الظاهر جواز العمل بكل من الأخبار الواردة فیها.

ص: 27

باب 6 صلاة الحوائج و الأدعیة لها یوم الجمعة

اشارة

«1»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُمَا، رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام: مَا یَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا أَصَابَهُ شَیْ ءٌ مِنْ غَمِّ الدُّنْیَا أَنْ یُصَلِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَیْنِ وَ یَحْمَدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ یُثْنِیَ عَلَیْهِ وَ یُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یَمُدَّ یَدَهُ وَ یَقُولَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ مُقْتَدِرٌ وَ أَنَّكَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ یَكُونُ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ لِیُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِی وَ یَقْضِیَ بِكِ حَاجَتِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْجِحْ طَلِبَتِی وَ اقْضِ حَاجَتِی بِتَوَجُّهِی إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی مِنْ خَلْقِكَ بِبَغْیٍ أَوْ عَنَتٍ أَوْ سُوءٍ أَوْ مَسَاءَةٍ أَوْ كَیْدٍ مِنْ جِنِّیٍّ أَوْ إِنْسِیٍّ مِنْ قَرِیبٍ أَوْ بَعِیدٍ صَغِیرٍ أَوْ كَبِیرٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْرِجْ صَدْرَهُ وَ أَفْحِمْ لِسَانَهُ وَ قَصِّرْ یَدَهُ وَ اسْدُدْ بَصَرَهُ وَ ادْفَعْ فِی نَحْرِهِ وَ أَقْمِعْ رَأْسَهُ وَ أَوْهِنْ كَیْدَهُ وَ أَمِتْهُ بِدَائِهِ وَ غَیْظِهِ وَ اجْعَلْ لَهُ شَاغِلًا مِنْ نَفْسِهِ وَ اكْفِنِیهِ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ مَنْعَتِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ یَا اللَّهُ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ الْمَحْ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ مِنْكَ لَمْحَةً تُوهِنُ بِهَا كَیْدَهُ وَ تَغْلِبُ بِهَا مَكْرَهُ وَ تُضَعِّفُ بِهَا قُوَّتَهُ وَ تَكْسِرُ بِهَا حِدَّتَهُ وَ تَرُدُّ بِهَا كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ یَا رَبِّی وَ رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 28

وَ تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَكْفِیكَ ظُلْمَ مَنْ لَمْ تَعِظْهُ الْمَوَاعِظُ وَ لَمْ تَمْنَعْهُ مِنِّی الْمَصَائِبُ وَ لَا الْغِیَرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اشْغَلْهُ عَنِّی بِشُغُلٍ شَاغِلٍ فِی نَفْسِهِ وَ جَمِیعِ مَا یُعَانِیهِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ وَ بِكَ أَسْتَجِیرُ مِنْ شَرِّ فُلَانٍ وَ تُسَمِّیهِ فَإِنَّكَ تُكْفَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ بِهِ الثِّقَةُ(1).

بیان: و أمته بدائه أی لا یشفی غیظه منی حتی یموت أو یصیر سببا لموته و قال الجوهری لمحه و ألمحه إذا أبصره بنظر خفیف و الاسم اللمحة و فی النهایة فی حدیث الاستسقاء من یكفر اللّٰه یلقی الغیر أی تغیر الحال و انتقالها عن الصلاح إلی الفساد و الغیر الاسم من قولك غیرت الشی ء فتغیر و فی النهایة معاناة الشی ء ملابسته و مباشرته و القوم یعانون ما لهم أی یقومون علیه.

«2»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ غَیْرُهُ صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رَوَی عَاصِمُ بْنُ حُمَیْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا حَضَرَتْ أَحَدَكُمُ الْحَاجَةُ فَلْیَصُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ اغْتَسَلَ وَ لَبِسَ ثَوْباً نَظِیفاً ثُمَّ یَصْعَدُ إِلَی أَعْلَی مَوْضِعٍ فِی دَارِهِ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَمُدُّ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ لِمَعْرِفَتِی بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ صَمَدَانِیَّتِكَ وَ أَنَّهُ لَا قَادِرَ عَلَی قَضَاءِ حَاجَتِی غَیْرُكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ یَا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّمَا شَاهَدْتُ نِعَمَكَ عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ قَدْ طَرَقَنِی یَا رَبِّ مِنْ مُهِمِّ أَمْرِی مَا قَدْ عَرَفْتَهُ قَبْلَ مَعْرِفَتِی لِأَنَّكَ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ فَأَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاوَاتِ فَانْشَقَّتْ وَ عَلَی الْأَرَضِینَ فَانْبَسَطَتْ وَ عَلَی النُّجُومِ فَانْتَثَرَتْ وَ عَلَی الْجِبَالِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ- وَ عِنْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی یَا رَبِّ حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ لِی عَسِیرَهَا وَ تَكْفِیَنِی مُهِمَّهَا وَ تُفَتِّحَ لِی قُفْلَهَا فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ جَائِرٍ فِی حُكْمِكَ وَ لَا مُتَّهَمٍ فِی قَضَائِكَ وَ لَا حَائِفٍ فِی عَدْلِكَ

ص: 29


1- 1. البلد الأمین: 151، مصباح المتهجد: 225.
2- 2. مصباح المتهجد: 226.

ثُمَّ تَبْسُطُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی عَبْدَكَ وَ نَبِیَّكَ دَعَاكَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ بِدُعَائِی هَذَا فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَنَا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِی بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْكَ- ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَ الصِّدْقَ فِی التَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِیَنِی بِبَلِیَّةٍ تَحْمِلُنِی ضَرُورَتُهَا عَلَی رُكُوبِ مَعَاصِیكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَقُولَ قَوْلًا أَلْتَمِسُ بِهِ سِوَاكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَجْعَلَنِی عِظَةً لِغَیْرِی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ یَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا آتَیْتَنِی مِنِّی وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَكَلَّفَ طَلَبَ مَا لَمْ تَقْسِمْ لِی وَ مَا قَسَمْتَ لِی مِنْ قِسْمٍ أَوْ رَزَقْتَنِی مِنْ رِزْقٍ فَأْتِنِی بِهِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ حَلَالًا طَیِّباً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ یُزَحْزِحُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ یُبَاعِدُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَوْ یَصْرِفُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنِّی وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطِیئَتِی وَ ظُلْمِی وَ جَوْرِی وَ اتِّبَاعُ (1)

هَوَایَ وَ اسْتِعْجَالُ (2) شَهْوَتِی دُونَ مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ ثَوَابِكَ وَ نَائِلِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ وَعْدِكَ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ عَلَی نَفْسِكَ یَا جَوَادُ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ أَمِینِكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الذَّابِّ عَنْ حَرِیمِ الْمُؤْمِنِینَ الْقَائِمِ بِحُجَّتِكَ الْمُطِیعِ لِأَمْرِكَ الْمُبَلِّغِ لِرِسَالَتِكَ النَّاصِحِ لِأُمَّتِهِ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ إِمَامِ الْخَیْرِ وَ قَائِدِ الْخَیْرِ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی الْعَالَمِینَ الدَّاعِی إِلَی صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِیمِ الَّذِی بَصَّرْتَهُ سَبِیلَكَ وَ أَوْضَحْتَ لَهُ حُجَّتَكَ وَ بُرْهَانَكَ وَ مَهَّدْتَ لَهُ أَرْضَكَ وَ أَلْزَمْتَهُ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ وَ عَرَجْتَ بِهِ إِلَی سَمَاوَاتِكَ فَصَلَّی بِجَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ وَ غَیَّبْتَهُ فِی حُجُبِكَ فَنَظَرَ إِلَی نُورِكَ وَ رَأَی آیَاتِكَ وَ كَانَ مِنْكَ كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی فَأَوْحَیْتَ إِلَیْهِ بِمَا أَوْحَیْتَ وَ نَاجَیْتَهُ بِمَا نَاجَیْتَ وَ أَنْزَلْتَ عَلَیْهِ بِوَحْیِكَ-(3)

طَاوُسَ الْمَلَائِكَةِ الرُّوحَ

ص: 30


1- 1. اتباعی خ ل.
2- 2. استمهال خ ل.
3- 3. أنزلت وحیك علی طاوس خ ل. أنزلت علیه وحیك علی لسان طاوس خ.

الْأَمِینِ رَسُولَكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ فَأَظْهَرَ الدِّینَ لِأَوْلِیَائِكَ الْمُتَّقِینَ فَأَدَّی حَقَّكَ وَ فَعَلَ مَا أَمَرْتَ بِهِ فِی كِتَابِكَ بِقَوْلِكَ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَفَعَلَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ-(1)

وَ أَوْضَحَ حُجَّتَكَ فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَیْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِینَ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ ارْزُقْنِی وَ تَوَفَّنِی عَلَی مِلَّتِهِ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِ وَ اجْعَلْنِی مِنْ جِیرَانِهِ فِی جَنَّتِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ اللَّهُمَّ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِوَلِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ وَصِیِّ نَبِیِّكَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ قَسِیمِ النَّارِ وَ قَائِدِ الْأَبْرَارِ وَ قَاتِلِ الْكَفَرَةِ وَ الْفَجَرَةِ وَ وَارِثِ الْأَنْبِیَاءِ وَ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْمُؤَدِّی عَنْ نَبِیِّهِ وَ الْمُوفِی بِعَهْدِهِ وَ الذَّائِدِ عَنْ حَوْضِهِ الْمُطِیعِ لِأَمْرِكَ عَیْنِكَ فِی بِلَادِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی عِبَادِكَ زَوْجِ الْبَتُولِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ وَالِدِ السِّبْطَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ رَیْحَانَتَیْ رَسُولِكَ وَ شَنْفَیْ عَرْشِكَ وَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مُغَسِّلِ جَسَدِ رَسُولِكَ وَ حَبِیبِكَ الطَّیِّبِ الطَّاهِرِ وَ مُلْحِدِهِ فِی قَبْرِهِ اللَّهُمَّ فَبِحَقِّهِ عَلَیْكَ وَ بِحَقِّ مُحِبِّیهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ قَرَابَتِی وَ خَاصَّتِی وَ عَامَّتِی وَ جَمِیعِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ سُقْ إِلَیَّ رِزْقاً وَاسِعاً مِنْ عِنْدِكَ تَسُدُّ بِهِ فَاقَتِی وَ تَلُمُّ بِهِ شَعَثِی وَ تُغْنِی بِهِ فَقْرِی یَا خَیْرَ الْمَسْئُولِینَ وَ یَا خَیْرَ الرَّازِقِینَ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ اللَّهُمَّ وَ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالْوَلِیِّ الْبَارِّ التَّقِیِّ الطَّیِّبِ الزَّكِیِّ الْإِمَامِ ابْنِ الْإِمَامِ السَّیِّدِ ابْنِ السَّیِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالْقَتِیلِ الْمَسْلُوبِ الْمَظْلُومِ قَتِیلِ كَرْبَلَاءَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِسَیِّدِ الْعَابِدِینَ وَ قُرَّةِ عَیْنِ الصَّالِحِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِبَاقِرِ الْعِلْمِ صَاحِبِ الْحِكْمَةِ وَ الْبَیَانِ وَ وَارِثِ مَنْ كَانَ

ص: 31


1- 1. رسالتك خ، رسالته خ.

قَبْلَهُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالصَّادِقِ الْخَیْرِ(1)

الْفَاضِلِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالْكَرِیمِ الشَّهِیدِ الْهَادِی الْمَوْلَی (2) مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالشَّهِیدِ الْغَرِیبِ الْمَدْفُونِ بِطُوسَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالزَّكِیِّ التَّقِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالطُّهْرِ الطَّاهِرِ النَّقِیِّ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِوَلِیِّكَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِالْبَقِیَّةِ الْبَاقِیَةِ الْمُقِیمِ بَیْنَ أَوْلِیَائِهِ الَّذِی رَضِیتَهُ لِنَفْسِكَ الطَّیِّبِ الطَّاهِرِ الْفَاضِلِ الْخَیْرِ نُورِ الْأَرْضِ وَ عِمَادِهَا وَ رَجَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ سَیِّدِهَا-(3)

الْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهِی عَنِ الْمُنْكَرِ النَّاصِحِ الْأَمِینِ الْمُؤَدِّی عَنِ النَّبِیِّینَ وَ خَاتَمِ الْأَوْصِیَاءِ النُّجَبَاءِ الطَّاهِرِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ بِهَؤُلَاءِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ بِهِمْ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ وَ بِهِمْ أُقْسِمُ عَلَیْكَ فَبِحَقِّهِمْ عَلَیْكَ إِلَّا غَفَرْتَ لِی (4)

وَ رَحِمْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی رِزْقاً وَاسِعاً تُغْنِینِی بِهِ عَمَّنْ سِوَاكَ یَا عُدَّتِی عِنْدَ كُرْبَتِی یَا صَاحِبِی عِنْدَ شِدَّتِی یَا وَلِیِّی عِنْدَ نِعْمَتِی یَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِیرِ یَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ یَا مُغْنِیَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ یَا مُغِیثَ الْمَلْهُوفِ الضَّرِیرِ یَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِیرِ وَ یَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِیرِ یَا مُخْلِصَ الْمَكْرُوبِ الْمَسْجُونِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی رِزْقاً وَاسِعاً تَلُمُّ بِهِ شَعَثِی وَ تَجْبُرُ بِهِ فَاقَتِی وَ تَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتِی وَ تُغْنِی بِهِ فَقْرِی وَ تَقْضِی بِهِ دَیْنِی وَ تُقِرُّ بِهِ عَیْنِی یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَوْسَعَ مَنْ جَادَ وَ أَعْطَی وَ یَا أَرْأَفَ مَنْ مَلَكَ وَ یَا أَقْرَبَ مَنْ دُعِیَ وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ أَدْعُوكَ لِهَمٍّ لَا یُفَرِّجُهُ إِلَّا أَنْتَ وَ لِكَرْبٍ لَا یَكْشِفُهُ غَیْرُكَ وَ لِهَمٍّ لَا یُنَفِّسُهُ سِوَاكَ وَ لِرَغْبَةٍ لَا تُنَالُ إِلَّا مِنْكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّكَ عَلَیْهِمْ عَظِیمٌ وَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُمْ عَلَیْكَ عَظِیمٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی الْعَمَلَ بِمَا عَلَّمْتَنِی مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّكَ وَ أَنْ تَبْسُطَ عَلَیَّ مَا حَظَرْتَ مِنْ

ص: 32


1- 1. الحبر خ ل.
2- 2. الولی خ ل.
3- 3. سندها خ ل.
4- 4. أن تغفر لی و ترحمنی و ترزقنی خ ل.

رِزْقِكَ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«3»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، صَلَاةٌ لِلْحَاجَةِ اخْتَارَهَا شَیْخُنَا الْمُفِیدُ وَ جَدُّنَا السَّعِیدُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ وَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِی قُرَّةَ وَ غَیْرُهُمْ فَمِنْ رِوَایَةِ ابْنِ الْفَرَجِ حَدَّثَ الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَشْیَاخِهِ وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا حَضَرَتْ لَكَ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَصُمْ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ أَرْبَعاً وَ خَمِیساً وَ جُمُعَةً فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ ثَوْباً جَدِیداً نَظِیفاً ثُمَّ اصْعَدْ إِلَی أَعْلَی مَوْضِعٍ فِی دَارِكَ فَصَلِّ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ وَ ارْفَعْ یَدَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ لِمَعْرِفَتِی بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ صَمَدَانِیَّتِكَ وَ أَنَّهُ لَا قَادِرَ عَلَی قَضَاءِ حَاجَتِی غَیْرُكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ یَا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّمَا تَظَاهَرَتْ نِعْمَتُكَ عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ قَدْ طَرَقَنِی هَمُّ كَذَا وَ كَذَا وَ أَنْتَ بِكَشْفِهِ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَاسِعٌ غَیْرُ مُتَكَلِّفٍ فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی الْجِبَالِ فَنُسِفَتْ وَ وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاوَاتِ فَانْشَقَّتْ وَ عَلَی النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ وَ عَلَی الْأَرْضِ فَسُطِحَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عِنْدَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ تَذْكُرُ الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً علیهم السلام أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ لِی عَسِیرَهَا وَ تَكْفِیَنِی مُهِمَّهَا فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ جَائِرٍ فِی حُكْمِكَ وَ لَا مُتَّهَمٍ فِی قَضَائِكَ وَ لَا حَائِفٍ فِی عَدْلِكَ ثُمَّ یُلْصِقُ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی عَبْدَكَ دَعَاكَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ وَ هُوَ عَبْدُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَنَا عَبْدُكَ أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُبَّمَا كَانَتْ لِیَ الْحَاجَةُ فَأَدْعُو بِهَا فَارْجِعُ وَ قَدْ قُضِیَتْ.

ثم قال السید و فی روایة جدی دعاء طویل بعد هذا لم یروه المفید و لا أبو

ص: 33


1- 1. مصباح الشیخ: 230.

الفرج تركناه لئلا یكون صارفا لمن وقف علیه عن العمل بمقتضاه (1)

المكارم، مرسلا مثله (2) المتهجد، عن موسی بن القاسم مثله (3) بیان هذه الصلاة و الدعاء رواه فی الفقیه (4) بسنده الصحیح عن موسی بن القاسم مثل روایة أبی الفرج و الشیخ أیضا رواه فی التهذیب (5)

بهذا السند هكذا و هذه الروایة عندی صحیحة لأن مراسیل صفوان فی حكم المسانید لا سیما و قد قال فی هذه الروایة عن مشایخه و عدة من أصحابه و كذا روایة المتهجد لأن طریقه فی الفهرست إلی كتاب عاصم صحیح و كذا إلی كتاب موسی بن القاسم.

ثم اعلم أن الدعاء الطویل إنما أورده الشیخ بعد روایة عاصم (6) و أورد روایة موسی بن القاسم و لم یذكر بعده الدعاء الطویل و لذا أورد الروایة مع تشابهها مرتین.

قوله علیه السلام إلی أعلی موضع و فی التهذیب و الفقیه و المتهجد فی روایة موسی بن القاسم إلی أعلی بیت فیحتمل أن یراد سطح بیت أو سطح أعلی البیوت فی الدار و الأخیر أظهر بساحتك أی بساحة رحمتك مجازا أو بفضاء من أرضك و الأول أظهر و ساحة الدار الموضع المتسع منها و صمدانیتك أی كونك مصمودا إلیه مقصودا فی الحوائج كلما تظاهرت أی توالت و تتابعت و قد طرقنی أی نزل بی واسع أی واسع القدرة أو الكرم غیر متكلف أی لا یشق علیك فنسفت أی قلعت قال الوالد قدس سره أی تضعه عند القیامة علی الجبال أی تقرؤه علیها فتصیر كَالْعِهْنِ

ص: 34


1- 1. جمال الأسبوع:
2- 2. مكارم الأخلاق: 375.
3- 3. مصباح المتهجد: 370.
4- 4. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 350.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 307 ط حجر ج 3 ص 184 ط نجف.
6- 6. المصباح ص 226.

الْمَنْفُوشِ و التعبیر بلفظ الماضی لبیان تحقق الوقوع كما قال تعالی وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (1) أو فی الدنیا و صارت رملا منهالا كما ورد فی الخبر فی قصة موسی علیه السلام عند سؤال الرؤیة و كذا فی البواقی و علی الأخیر یكون المراد بانشقاق السماء انشقاقها لعروج نبینا و عیسی و إدریس علیهم السلام و غیرهم و بانتشار النجوم انقضاض الشهب و بتسطیح الأرض دحوها أو انبساطها حسا.

أقول: و یحتمل أن یكون المراد بانشقاق السماء جعلها سبعا و فصل بعضها عن بعض كما هو إحدی محتملات قوله تعالی أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما(2) و بانتشار النجوم انتشارها و تفرقها فی السماء.

و لا حائف بالمهملة أی و لا جائر و فی بعض النسخ بالمعجمة و هو تصحیف قوله علیه السلام و أنا عبدك لعل المعنی أن علة الإفاضة العبودیة و الاحتیاج و التوسل و الاضطرار و الافتقار و هو مشترك و المبدأ فیاض فلا یرد أن مقایسة الداعی نفسه و دعاءه بنبی

عظیم الشأن لا یناسب مقام التذلل و لذا تری رحماته العامة الدنیویة فائضة علی البر و الفاجر بل علی الأشرار أكثر لأن اللّٰه تعالی یرید أن یكون معظم ثواب الأخیار فی الآخرة و كذا إجابة الدعاء و الفوز إلی المطالب العاجلة مشتركة بین المؤمن و الكافر بل فی الكفار أغزر فعلی هذا یمكن أن یكون المقایسة علی الأولویة أیضا و علی ما فی المصباح من قوله بدعائی هذا یظهر وجه آخر و هو أن هذا الدعاء لما جعلته سببا للإجابة و سن ذلك نبیك یونس علیه السلام فاستجب به دعائی و الصدق فی التوكل أی لا أدعی التوكل علیك ثم أتوسل بغیرك فأكون كاذبا فی هذه الدعوی عظة لغیری أی ابتلی ببلیة بسبب خطایای فیتعظ غیری بذلك أسعد بما آتیتنی من الدین و العلم و المال و غیر ذلك أو بعینها بأن ینتفع مثلا بعلمی غیری أو بمالی و إرثی أو غیره و لا أنتفع به یزحزح أی یباعد و ما بعده مؤكد

ص: 35


1- 1. المرسلات: 10.
2- 2. الأنبیاء: 30.

له و صرف الوجه كنایة عن منع اللطف أو المراد بالوجه التوجه و النائل العطاء إلی نورك أی بقلبه أو نور عرشك.

عینك أی شاهدك و من جعلته رقیبا علی عبادك و فی النهایة فی حدیث عمر أن رجلا كان ینظر فی الطواف إلی حرم المسلمین فلطمه علی علیه السلام فاستعدی علیه فقال ضربك بحق أصابتك عین من عیون اللّٰه أراد خاصة من خواصه و ولیا من أولیائه و قال الشنف من حلی الأذن و جمعه شنوف و قیل هو ما یعلق فی أعلاها و الولی الأولی بأمر الأمة الذی یجب علیهم طاعته و الزكی الطاهر عن العیوب و المعاصی أو النامی فی العلوم و الكمالات و الحبر بالحاء المهملة المكسورة العالم أو الصالح و فی بعض النسخ الخیر بالخاء المعجمة و الیاء المشددة.

و قال الجوهری الكبل القید الضخم یقال كبلت الأسیر و كبلته إذا قیدته فهو مكبول و مكبل.

«4»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ، صَلَاةٌ أُخْرَی رَوَی مُیَسِّرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی فَقِیرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اسْتَقْبِلْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَصُمْهُ وَ اتْلُهُ بِالْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَإِذَا كَانَ فِی ضُحَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَزُرْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَعْلَی سَطْحِكَ أَوْ فِی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَیْثُ لَا یَرَاكَ أَحَدٌ ثُمَّ صَلِّ مَكَانَكَ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ اجْثُ عَلَی رُكْبَتَیْكَ وَ أَفْضِ بِهِمَا إِلَی الْأَرْضِ وَ أَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَی الْقِبْلَةِ یَدُكَ الْیُمْنَی فَوْقَ الْیُسْرَی وَ قُلِ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِیكَ یَا ثِقَةَ مَنْ لَا ثِقَةَ لَهُ لَا ثِقَةَ لِی غَیْرُكَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ- ثُمَّ اسْجُدْ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ یَا مُغِیثُ اجْعَلْ لِی رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ- فَلَنْ یَطْلُعَ عَلَیْكَ نَهَارُ یَوْمِ السَّبْتِ إِلَّا بِرِزْقٍ جَدِیدٍ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَادَ رَاوِی هَذَا الْحَدِیثِ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ- رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا لَمْ یَكُنِ الدَّاعِی بِالرِّزْقِ فِی الْمَدِینَةِ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَزُورُ سَیِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عِنْدِ رَأْسِ الْإِمَامِ الَّذِی یَكُونُ فِی بَلَدِهِ قُلْتُ

ص: 36

فَإِنْ لَمْ یَكُنْ فِی بَلَدِهِ قَبْرُ إِمَامٍ قَالَ یَزُورُ عِنْدَ بَعْضِ الصَّالِحِینَ أَوْ یَبْرُزُ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ یَأْخُذُ فِیهَا عَلَی مَیَامِنِهِ وَ یَفْعَلُ مَا أُمِرَ بِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْجِحٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

الْمَكَارِمُ، عَنْ مُیَسِّرٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا بِرِزْقٍ جَدِیدٍ(2).

قَالَ: وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَصَابَتْ أَهْلَهُ خَصَاصَةٌ نَادَی أَهْلَهُ یَا أَهْلَاهْ صَلُّوا صَلُّوا(3).

بیان: لعله لم یكن فی روایة أحمد من أعلی سطحك أو فلاة و إلا لم یكن یحتاج إلی السؤال و ما ذكره العمری لعله علی الفضل لا التعیین لدلالة صدر الروایة علی التعمیم.

«5»- الْمُتَهَجِّدُ(4)، وَ الْبَلَدُ، وَ غَیْرُهُمَا، صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رَوَی عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَتْ عَشِیَّةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ تَصَدَّقْتَ عَلَی عَشَرَةِ مَسَاكِینَ مُدّاً مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ اغْتَسَلْتَ وَ بَرَزْتَ إِلَی الصَّحْرَاءِ فَصَلِّ صَلَاةَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ اكْشِفْ رُكْبَتَیْكَ وَ أَلْزِمْهُمَا الْأَرْضَ وَ قُلْ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ عَلَیَّ الْقَبِیحَ وَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی وَ مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ عَشْراً یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْراً یَا سَیِّدَاهْ یَا سَیِّدَاهْ عَشْراً یَا مَوْلَاهْ یَا مَوْلَاهْ عَشْراً یَا رَجَاءَاهْ عَشْراً یَا غِیَاثَاهْ عَشْراً یَا غَایَةَ رَغْبَتَاهْ عَشْراً یَا رَحْمَانُ عَشْراً یَا رَحِیمُ عَشْراً یَا مُعْطِیَ الْخَیْرَاتِ عَشْراً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَثِیراً طَیِّباً مُبَارَكاً كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ

ص: 37


1- 1. مصباح المتهجد ص 230.
2- 2. مكارم الأخلاق ص 383.
3- 3. مكارم الأخلاق ص 384.
4- 4. مصباح المتهجد ص 231.

عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَشْراً- وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ (1).

«6»- الْبَلَدُ،: بَعْدَ أَنْ تَتَوَسَّلَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا مُحَمَّدُ اكْفِیَانِی فَإِنَّكُمَا كَافِیَانِ انْصُرَانِی فَإِنَّكُمَا نَاصِرَانِ- ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ أَدْرِكْنِی أَدْرِكْنِی أَدْرِكْنِی ثُمَّ تَقُولُ الْغَوْثَ الْغَوْثَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ.

«7»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ، وَ غَیْرُهُمَا، صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: صُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ اغْتَسِلْ وَ الْبَسْ ثَوْباً جَدِیداً ثُمَّ اصْعَدْ إِلَی أَعْلَی مَوْضِعٍ فِی دَارِكَ أَوِ ابْرُزْ مُصَلَّاكَ فِی زَاوِیَةٍ مِنْ دَارِكَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ لْیَكُنْ ذَلِكَ قَبْلَ الزَّوَالِ بِنِصْفِ سَاعَةٍ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی ذَخَرْتُ (3) تَوْحِیدِی إِیَّاكَ وَ مَعْرِفَتِی بِكَ وَ إِخْلَاصِی لَكَ وَ إِقْرَارِی بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ ذَخَرْتُ (4)

وَلَایَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِیَّتِكَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَوْمِ فَزَعِی إِلَیْكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا وَ قَدْ فَزِعْتُ إِلَیْكَ وَ إِلَیْهِمْ یَا مَوْلَایَ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی مَوْقِفِی هَذَا وَ سَأَلْتُكَ مَادَّتِی (5) مِنْ نِعْمَتِكَ وَ إِزَاحَةَ مَا أَخْشَاهُ مِنْ نَقِمَتِكَ وَ الْبَرَكَةَ لِی فِی جَمِیعِ مَا رَزَقْتَنِیهِ وَ تَحْصِینَ صَدْرِی مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَ جَائِحَةٍ وَ مصیبته [مُصِیبَةٍ] فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ خَمْسِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ سِتِّینَ مَرَّةً إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ثُمَّ تَمُدُّ یَدَیْكَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ لِمَعْرِفَتِی بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ صَمَدَانِیَّتِكَ وَ أَنَّهُ لَا یَقْدِرُ

ص: 38


1- 1. البلد الأمین ص 152.
2- 2. مصباح المتهجد ص 231.
3- 3. ذكرت خ ل.
4- 4. ذكرت خ ل.
5- 5. ما دنی خ ل،.

عَلَی قَضَاءِ حَوَائِجِی (1)

غَیْرُكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ یَا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّمَا تَظَاهَرَتْ نِعْمَتُكَ (2)

عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ قَدْ طَرَقَنِی هَمُّ كَذَا وَ كَذَا وَ أَنْتَ تَكْشِفُهُ وَ أَنْتَ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَ وَاسِعٌ غَیْرُ مُتَكَلِّفٍ فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی الْجِبَالِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاءِ فَارْتَفَعَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِالْحَقِ (3) الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُجَّةِ- أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَقْضِیَ حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ عَسِیرَهَا وَ أَنْ تَكْفِیَنِی مُهِمَّاتِهَا فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمِنَّةُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ جَائِرٍ فِی حُكْمِكَ وَ غَیْرَ(4)

مُتَّهَمٍ فِی قَضَائِكَ وَ لَا حَائِفٍ فِی عَدْلِكَ- وَ تُلْصِقُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ بِالْأَرْضِ وَ تُخْرِجُ رُكْبَتَیْكَ حَتَّی تُلْصِقَهُمَا بِالْمُصَلَّی الَّذِی صَلَّیْتَ عَلَیْهِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی عَبْدُكَ وَ نَبِیُّكَ دَعَاكَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ وَ هُوَ عَبْدُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَنَا عَبْدُكَ فَاسْتَجِبْ لِی كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ یَا كَرِیمُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِیثُ فَأَعِنِّی-(5) السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَا كَرِیمُ- ثُمَّ تَجْعَلُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ تَرُدُّ جَبْهَتَكَ وَ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ ثُمَّ اجْلِسْ مِنْ سُجُودِكَ وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ اسْدُدْ فَقْرِی بِفَضْلِكَ وَ تَغَمَّدْ ظُلْمِی بِعَفْوِكَ وَ فَرِّغْ قَلْبِی لِذِكْرِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبَّ السَّبْعِ الْمَثَانِی وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِینَ وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ رَبَّ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی بِهِ تَقُومُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ بِهِ تَرْزُقُ الْأَنْبِیَاءَ وَ بِهِ أَحْصَیْتَ عَدَدَ الْجِبَالِ وَ كَیْلَ الْبِحَارِ وَ بِهِ تُرْسِلُ

ص: 39


1- 1. حاجتی خ ل.
2- 2. نعمك خ ل.
3- 3. بالاسم خ ل.
4- 4. و لا متهم خ ل.
5- 5. فأغثنی خ ل.

الرِّیَاحَ وَ بِهِ تَرْزُقُ الْعِبَادَ وَ بِهِ أَحْصَیْتَ عَدَدَ الرِّمَالِ وَ بِهِ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ بِهِ تَقُولُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ كُنْ فَیَكُونُ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ أَنْ تُعْطِیَنِی سُؤْلِی وَ أَنْ تُعَجِّلَ لِیَ الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ بِرَحْمَتِكَ فِی عَافِیَةٍ وَ أَنْ تُؤْمِنَ خَوْفِی فِی أَتَمِّ نِعْمَةٍ وَ أَعْظَمِ عَافِیَةٍ وَ أَفْضَلِ الرِّزْقِ وَ السَّعَةِ وَ الدَّعَةِ مَا لَمْ تَزَلْ تُعَوِّدُنِیهَا یَا إِلَهِی وَ تَرْزُقَنِی الشُّكْرَ عَلَی مَا أَبْلَیْتَنِی وَ تَجْعَلَ ذَلِكَ تَامّاً أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی حَتَّی تَصِلَ (1) ذَلِكَ بِنَعِیمِ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخِذْلَانِ وَ النَّصْرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ فَبَارِكْ لِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ بَارِكْ لِی فِی جَمِیعِ أُمُورِی-(2)

اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَعْدُكَ حَقٌّ وَ لِقَاؤُكَ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ حَقٌّ وَ الْجَنَّةُ حَقٌّ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَحْیَا وَ شَرِّ الْمَمَاتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَ الْعَجْزِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَ الْهَرَمِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ قَدْ سَبَقَ مِنِّی مَا قَدْ سَبَقَ مِنْ زَلَلٍ قَدِیمٍ وَ مَا قَدْ جَنَیْتُ عَلَی نَفْسِی وَ أَنْتَ یَا رَبِّ تَمْلِكُ مِنِّی مَا لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِی (3)

وَ خَلَقْتَنِی یَا رَبِّ وَ تَفَرَّدْتَ بِخَلْقِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً إِلَّا بِكَ وَ لَسْتُ أَرْجُو الْخَیْرَ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ لَمْ أَصْرِفْ عَنْ نَفْسِی سُوءاً قَطُّ إِلَّا مَا صَرَفْتَهُ عَنِّی أَنْتَ عَلَّمْتَنِی یَا رَبِّ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ رَزَقْتَنِی یَا رَبِّ مَا لَمْ أَمْلِكْ وَ لَمْ أَحْتَسِبْ وَ بَلَغْتَ بِی یَا رَبِّ مَا لَمْ أَكُنْ أَرْجُو وَ أَعْطَیْتَنِی یَا رَبِّ مَا قَصُرَ عَنْهُ أَمَلِی فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِیراً یَا غَافِرَ الذَّنْبِ اغْفِرْ لِی وَ أَعْطِنِی فِی قَلْبِی مِنَ الرِّضَا مَا یُهَوِّنُ عَلَیَ (4)

بَوَائِقَ الدُّنْیَا

ص: 40


1- 1. یتصل خ ل.
2- 2. الأمور خ ل.
3- 3. من نفسی خ ل.
4- 4. تهون خ ل.

اللَّهُمَّ افْتَحْ لِیَ الْیَوْمَ یَا رَبِّ الْبَابَ الَّذِی فِیهِ الْفَرَجُ وَ الْعَافِیَةُ وَ الْخَیْرُ كُلُّهُ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِی بَابَهُ وَ هَیِّئْ لِی سَبِیلَهُ وَ لَیِّنْ لِی مَخْرَجَهُ اللَّهُمَّ وَ كُلُّ مَنْ قَدَّرْتَ لَهُ عَلَیَّ مَقْدُرَةً مِنْ خَلْقِكَ فَخُذْ عَنِّی بِقُلُوبِهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ وَ أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ وَ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ عَنْ شَمَائِلِهِمْ وَ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ حَتَّی لَا یَصِلَ إِلَیَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ بِسُوءٍ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنِی فِی حِفْظِكَ وَ سَتْرِكَ وَ جِوَارِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ أَسْأَلُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَنْ تُسْكِنَنِی دَارَ السَّلَامِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَیْرِ كُلَّهُ عَاجِلَهُ وَ آجِلَهُ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ مَا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ فِی قَبْضَتِكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ مَاضٍ فِیَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِیَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَارِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ: وَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ نُورَ صَدْرِی (1)

وَ رَبِیعَ قَلْبِی وَ جَلَاءَ حُزْنِی وَ ذَهَابَ غَمِّی وَ اشْرَحْ لِی بِهِ صَدْرِی وَ یَسِّرْ بِهِ أَمْرِی وَ اجْعَلْهُ نُوراً فِی بَصَرِی وَ نُوراً فِی مُخِّی وَ نُوراً فِی عِظَامِی وَ نُوراً فِی عَصَبِی وَ نُوراً فِی قَصَبِی وَ نُوراً فِی شَعْرِی وَ نُوراً فِی بَشَرِی وَ نُوراً مِنْ فَوْقِی وَ نُوراً مِنْ تَحْتِی وَ نُوراً عَنْ یَمِینِی وَ نُوراً عَنْ شِمَالِی وَ نُوراً فِی مَطْعَمِی وَ نُوراً فِی مَشْرَبِی وَ نُوراً فِی مَحْشَرِی وَ نُوراً فِی قَبْرِی وَ نُوراً فِی حَیَاتِی وَ نُوراً فِی مَمَاتِی وَ نُوراً فِی كُلِّ شَیْ ءٍ مِنِّی حَتَّی تُبَلِّغَنِی بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ یَا نُورُ یَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ كَمَا وَصَفْتَ نَفْسَكَ فِی كِتَابِكَ وَ عَلَی لِسَانِ

ص: 41


1- 1. بصری خ ل.

نَبِیِّكَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ قُلْتُ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ اللَّهُمَّ فَاهْدِنِی لِنُورِكَ وَ اهْدِنِی بِنُورِكَ وَ اجْعَلْ لِی فِی الْقِیَامَةِ نُوراً مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی تَهْدِینِی بِهِ إِلَی دَارِ السَّلَامِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ كُلِّ مَا أُحِبُّ أَنْ تُلْبِسَنِی فِیهِ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ اللَّهُمَّ أَقِلَّ عَثْرَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ احْفَظْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ تَحْتِی وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِی اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا ارْحَمْنِی وَ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ اقْضِ لِی جَمِیعَ حَوَائِجِی وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّكَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً صَادِقاً وَ یَقِیناً لَیْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ وَ رَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

بیان: قال الجوهری المادة الزیادة المتصلة و قال الجوح الاستیصال و منه الجائحة و هی الشدة تجتاح المال من سنة أو فتنة قوله علیه السلام ما لم أزل لعله بدل أو بیان لقوله أتم نعمة و الاغتیال أن یقتل خدعة فی موضع لا یراه أحد.

«8»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ(2)، وَ غَیْرُهُمَا صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رَوَی أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَصُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ قُلِ

ص: 42


1- 1. مصباح المتهجد ص 235.
2- 2. البلد الأمین ص 152- 153.

اللَّهُمَّ إِنِّی حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ بِمَعْرِفَتِی-(1) بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ صَمَدَانِیَّتِكَ وَ أَنَّهُ لَا قَادِرَ عَلَی خَلْقِهِ (2)

غَیْرُكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ كُلَّمَا تَظَاهَرَتْ نِعْمَتُكَ عَلَیَّ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی إِلَیْكَ وَ قَدْ طَرَقَنِی مِنْ هَمِّ كَذَا وَ كَذَا مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی وَ أَنْتَ بِكَشْفِهِ عَالِمٌ لِأَنَّكَ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَاسِعٌ غَیْرُ مُتَكَلِّفٍ فَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی الْجِبَالِ فَنُسِفَتْ وَ عَلَی السَّمَاءِ فَانْشَقَّتْ وَ عَلَی النُّجُومِ فَانْتَثَرَتْ وَ عَلَی الْأَرْضِ فَسُطِحَتْ وَ بِالاسْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ عِنْدَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُجَّةِ علیهم السلام أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ لِی عَسِیرَهَا وَ تُفَتِّحَ لِی قُفْلَهَا وَ تَكْفِیَنِی هَمَّهَا-(3) فَإِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ غَیْرَ جَائِرٍ فِی حُكْمِكَ وَ لَا مُتَّهَمٍ فِی قَضَائِكَ وَ لَا حَائِفٍ فِی عَدْلِكَ- ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ دَعَاكَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ فَرَّجَتْ عَنْهُ فَاسْتَجِبْ كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ وَ فَرِّجْ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ- ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ عِنْدِی یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ عَنِّی یَا مَنْ لَا غِنَی لِشَیْ ءٍ عَنْهُ یَا مَنْ لَا بُدَّ لِشَیْ ءٍ مِنْهُ یَا مَنْ مَصِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَیْهِ یَا مَنْ رِزْقُ كُلِّ شَیْ ءٍ عَلَیْهِ تَوَلَّنِی وَ لَا تُوَلِّنِی أَحَداً مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ كَمَا خَلَقْتَنِی فَلَا تُضَیِّعْنِی- ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّی وَ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ تَعُودُ إِلَی السُّجُودِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ لَهَا وَ لِكُلِّ عَظِیمَةٍ وَ أَنْتَ لِهَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِی قَدْ أَحَاطَتْ بِی وَ اكْتَنَفَتْنِی فَاكْفِنِیهَا وَ خَلِّصْنِی مِنْهَا إِنَّكَ عَلی كُلِ

ص: 43


1- 1. لمعرفتی خ ل.
2- 2. خلقك خ ل.
3- 3. مهمها خ ل.

شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«9»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ(2)، وَ جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (3)، صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رَوَی یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَلْیَصُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ قَبْلَ الرَّكْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ یُصَلِّیهِمَا قَبْلَ الزَّوَالِ ثُمَّ یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ وَ عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ ذَلَّتْ لَهُ النُّفُوسُ وَ وَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِیكٌ وَ أَنَّكَ مُقْتَدِرٌ وَ أَنَّكَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ وَ أَنَّكَ اللَّهُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الَّذِی لَا یُحْفِیكَ سَائِلٌ وَ لَا یَنْقُصُكَ نَائِلٌ وَ لَا یَزِیدُكَ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ إِلَّا كَرَماً وَ جُوداً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخَالِقُ الرَّازِقُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمُحْیِی الْمُمِیتُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْبَدِی ءُ الْبَدِیعُ لَكَ الْفَخْرُ وَ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْمَجْدُ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا- وَ هُوَ دُعَاءُ الدَّیْنِ أَیْضاً(4).

دُعَاءٌ بِغَیْرِ صَلَاةٍ رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ عَرَضَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی صَامَ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ وَ لَمْ یُفْطِرْ عَلَی شَیْ ءٍ فِیهِ رُوحٌ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ قَضَی اللَّهُ حَاجَتَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی بِهِ ابْتَدَعْتَ عَجَائِبَ الْخَلْقِ فِی غَامِضِ الْعِلْمِ بِجُودِ

ص: 44


1- 1. المصباح: 236.
2- 2. البلد الأمین: 153.
3- 3. جمال الأسبوع:
4- 4. مصباح المتهجد: 236.

جَمَالِ وَجْهِكَ فِی عَظِیمِ (1)

عَجِیبِ خَلْقِ أَصْنَافِ غَرِیبِ أَجْنَاسِ الْجَوَاهِرِ فَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ سُجَّداً لِهَیْبَتِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْكَلِیمِ عَلَی الْجَبَلِ الْعَظِیمِ فَلَمَّا بَدَا شُعَاعُ نُورِ الْحُجُبِ الْعَظِیمَةِ-(2)

أَثْبَتَّ مَعْرِفَتَكَ فِی قُلُوبِ الْعَارِفِینَ بِمَعْرِفَةِ تَوْحِیدِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَعْلَمُ بِهِ خَوَاطِرَ رَجْمِ الظُّنُونِ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ وَ غَیْبَ عَزِیمَاتِ الْیَقِینِ وَ كَسْرَ الْحَوَاجِبِ وَ إِغْمَاضَ الْجُفُونِ وَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ الْأَعْطَافُ وَ إِدَارَةَ لَحْظِ الْعُیُونِ وَ الْحَرَكَاتِ وَ السُّكُونِ-(3)

فَكَوَّنْتَهُ مِمَّا شِئْتَ أَنْ یَكُونَ مِمَّا إِذَا لَمْ تُكَوِّنْهُ فَكَیْفَ یَكُونُ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ عَقِیمِ غَوَاشِی جُفُونِ حَدَقِ عُیُونِ قُلُوبِ النَّاظِرِینَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی خَلَقْتَ بِهِ فِی الْهَوَاءِ بَحْراً مُعَلَّقاً عَجَّاجاً مُغَطْمِطاً-(4)

فَحَبَسْتَهُ فِی الْهَوَاءِ عَلَی صَمِیمِ تَیَّارِ الْیَمِّ الزَّاخِرِ فِی مُسْتَفْحِلَاتِ (5) عَظِیمِ تَیَّارِ أَمْوَاجِهِ عَلَی ضَحْضَاحِ صَفَاءِ الْمَاءِ فَعَزْلَجَ الْمَوْجُ فَسَبَّحَ مَا فِیهِ لِعَظَمَتِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَتَحَرَّكَ وَ تَزَعْزَعَ وَ اسْتَقْزَلَ-(6)

وَ دَرَجَ اللَّیْلَ الْحَلَكَ وَ دَارَ بِلُطْفِهِ الْفَلَكُ فَهَمَكَ فَتَعَالَی رَبُّنَا فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا نُورَ النُّورِ یَا مَنْ بَرَأَ الْحُورَ كَدُرٍّ مَنْثُورٍ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ لِعَرْضِ النُّشُورِ لِنَقْرَةِ النَّاقُورِ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا وَاحِدُ یَا مَوْلَی كُلِّ أَحَدٍ یَا مَنْ هُوَ عَلَی الْعَرْشِ وَاحِدٌ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ یَا مَنْ لَا یَنَامُ وَ لَا یُرَامُ وَ لَا یُضَامُ وَ یَا مَنْ بِهِ تَوَاصَلَتِ الْأَرْحَامُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ- ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنَّهَا تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ (7).

ص: 45


1- 1. عظم خ.
2- 2. من حجاب العظمة خ نور حجب العظمة ح ل.
3- 3. حركات السكون خ.
4- 4. معظما خ.
5- 5. مستعلی خ مستحفل خ ل.
6- 6. و استفر خ استقر خ استفزك خ ل.
7- 7. مصباح المتهجد: 237، البلد الأمین، 156، جمال الأسبوع:

بیان: بحقائق الإیمان لعله متعلق بالظنون أی تعلم رجم ظنون ضعفاء الإیمان و ما غاب عن الخلق من عزیمات یقین الكاملین فقوله غیب و كسر و ما بعدهما معطوف علی رجم إذ فی أكثر النسخ علی النصب و فی بعضها كلها علی الجر فالباء فی بحقائق بمعنی مع و ما بعده معطوف علیه و ما استقلت به الأعطاف أی یعلم ما یستقر فی نواحی الأرض و عطفا كل شی ء جانباه أو كنایة عن الأشخاص بأن یكون جمع عطاف بمعنی الرداء أو یكون جمع العطف بالفتح بمعنی الشفقة أی أسبابه و دواعیه و مكملاته.

رتق عقیم غواشی جفون أی ترفع الغواشی و السواتر العظیمة التی غطت عیون قلوب المتفكرین عن إدراك حقائق الأمور و الوصف بالعقم علی الاستعارة و الغطمطة اضطراب موج البحر و الغطماط بالكسر الموج المتلاطم و صمیم الشی ء خالصه و من البرد و الحر أشده و التیار بالتشدید موج البحر الذی ینضح و الزاخر الممتلی و استفحل الأمر تفاقم و عظم و الضحضاح ما رق من الماء أو الكثیر و لعل المراد هنا الصافی و قال الكفعمی عزلج التطم و لم أجده فیما عندنا من كتب اللغة و فی القاموس عذلج السقاء ملأه و المعذلج الممتلئ الناعم الحسن الخلق انتهی.

و استقزل كذا فی أكثر نسخ المتهجد بالقاف و الزای و القزل محركة أسوأ العرج أو دقة الساق و أن یمشی مشیة المقطوع الرجل و فی البلد الأمین و جمال الأسبوع بالفاء و الراء المهملة و الكاف و قال الكفعمی استفرك أی انماث و صار كالهباء و فی القاموس فرك الثوب و السنبل دلكه فانفرك و أفرك الحب أی حان أن یفرك و استفرك فی السنبلة سمن و اشتد و قال درج مشی و القوم انقرضوا و فلان لم یخلف نسلا أو مضی لسبیله و فی أكثر النسخ برفع اللیل و فی نسخة الكفعمی بالنصب و قال و درج اللیل أی فی اللیل فحذف الجار و أوصل الفعل و الحلك أی الأسود و حلك الشی ء أی اشتد سواده و احلولك مثله و قال و همك الفلك أی جد و لج فی دورانه انتهی و فی القاموس الحلك محركة شدة السواد حلك كفرح فهو حالك و حلكوك و قال همكه فی الأمر فانهمك لججه فلج.

ص: 46

«10»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ، دُعَاءٌ آخَرُ لِلْحَاجَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَصُمْ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ فَإِذَا صَلَّیْتَ الْجُمُعَةَ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَیِّ الَّذِی

لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مِلْ ءَ السَّمَاوَاتِ وَ مِلْ ءَ الْأَرْضِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الَّذِی عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَبْصَارُ وَ أَذِنَتْ لَهُ النُّفُوسُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- ثُمَّ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ تُجَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

بیان: و أذنت له النفوس لعله بمعنی استمع یقال أذن له أی استمع أو بمعنی الحب و الشهوة یقال أذن لرائحة الطعام أی اشتهاه أو بمعنی الإباحة أی رضیت بكل ما یأتی به إلیها و الظاهر ذلت كما فی بعض النسخ و قد مر مثله فی روایة یونس و فی روایة أخری وجلت القلوب من خشیته.

«11»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجَمَالُ (2)، وَ غَیْرُهُمَا، صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَدْ ضَاقَ بِهَا ذَرْعاً فَلْیُنْزِلْهَا بِاللَّهِ تَعَالَی جَلَّ اسْمُهُ قُلْتُ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ فَلْیَصُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ لْیَغْسِلْ رَأْسَهُ بِالْخِطْمِیِّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ یَلْبَسُ أَنْظَفَ ثِیَابِهِ وَ یَتَطَیَّبُ بِأَطْیَبِ طِیبِهِ ثُمَّ یُقَدِّمُ صَدَقَةً عَلَی امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِمَا تَیَسَّرَ مِنْ مَالِهِ ثُمَّ یَبْرُزُ إِلَی أُفُقِ السَّمَاءِ وَ لَا یَحْتَجِبُ وَ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأَوَّلَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ لْیَرْكَعْ وَ یَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَرْفَعُ رَأْسَهُ فَیَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَسْجُدُ ثَانِیَةً فَیَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَنْهَضُ فَیَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ فِی الثَّانِیَةِ فَإِذَا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ قَرَأَهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ یَقْرَأُهَا بَعْدَ التَّسْلِیمِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً فَیَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَ

ص: 47


1- 1. مصباح المتهجد ص 238.
2- 2. جمال الأسبوع:

یَضَعُ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ فَیَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَضَعُ خَدَّهُ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ فَیَقْرَأُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ یَعُودُ إِلَی السُّجُودِ فَیَقْرَأُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ یَبْكِی یَا جَوَادُ یَا مَاجِدُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ هُوَ هَكَذَا لَا هَكَذَا غَیْرُهُ أَشْهَدُ أَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلَی قَرَارِ أَرْضِكَ بَاطِلٌ إِلَّا وَجْهَكَ جَلَّ جَلَالُكَ یَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ وَ یَا مُذِلَّ كُلِّ عَزِیزٍ تَعْلَمُ كُرْبَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ فَرِّجْ عَنِّی- ثُمَّ تَقْلِبُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ وَ تَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمَّ تَقْلِبُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ وَ تَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَإِذَا فَعَلَ الْعَبْدُ ذَلِكَ یَقْضِی اللَّهُ حَاجَتَهُ وَ لْیَتَوَجَّهْ فِی حَاجَتِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ یُسَمِّیهِمْ عَنْ آخِرِهِمْ (1).

البیان، للشهید عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله.

توضیح

قد ضاق بها ذرعا قال الجوهری یقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تطقه و لم تقو علیه و أصل الذرع إنما هو بسط الید فكأنك ترید مددت یدی إلیه فلم تنله انتهی و لا یحتجب أی عن آفاق السماء بسقف و لا جدار و لا خباء.

«12»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (2)، رَوَی یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ الْكَاتِبُ الْأَنْبَارِیُّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ وَ اغْتَسِلْ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ وَ تَصَدَّقْ عَلَی مِسْكِینٍ بِمَا أَمْكَنَ وَ اجْلِسْ فِی مَوْضِعٍ لَا یَكُونُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ وَ لَا سِتْرٌ مِنْ صَحْنِ دَارٍ أَوْ غَیْرِهَا تَجْلِسُ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ تُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی

ص: 48


1- 1. مصباح المتهجد: 238.
2- 2. جمال الأسبوع:

الْحَمْدَ وَ یس- وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ حم الدُّخَانَ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ- وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ- فَإِنْ لَمْ تُحْسِنْهَا فَاقْرَأِ الْحَمْدَ وَ نِسْبَةَ الرَّبِّ تَعَالَی قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ- فَإِذَا فَرَغْتَ بَسَطْتَ رَاحَتَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَكُونُ أَحَقَّ الْحَمْدِ بِكَ-(1)

وَ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ وَ أَوْجَبَ الْحَمْدِ لَكَ وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ كَمَا رَضِیتَ لِنَفْسِكَ وَ كَمَا حَمِدَكَ مَنْ رَضِیتَ حَمْدَهُ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا حَمِدَكَ بِهِ جَمِیعُ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ مَلَائِكَتِكَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِعِزِّكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَكِلُّ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَتِهِ وَ یَقِفُ الْقَوْلُ (2)

عَنْ مُنْتَهَاهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا یَقْصُرُ عَنْ رِضَاكَ وَ لَا یَفْضُلُهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَحَامِدِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ وَ الْعَافِیَةِ وَ الْبَلَاءِ وَ السِّنِینَ وَ الدُّهُورِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی آلَائِكَ وَ نَعْمَائِكَ عَلَیَّ وَ عِنْدِی وَ عَلَی مَا أَوْلَیْتَنِی وَ أَبْلَیْتَنِی وَ عَافَیْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی وَ أَعْطَیْتَنِی وَ فَضَّلْتَنِی وَ شَرَّفْتَنِی وَ كَرَّمْتَنِی وَ هَدَیْتَنِی لِدِینِكَ حَمْداً لَا یَبْلُغُهُ وَصْفُ وَاصِفٍ وَ لَا یُدْرِكُهُ قَوْلُ قَائِلٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً فِیمَا آتَیْتَهُ إِلَیَّ مِنْ إِحْسَانِكَ عِنْدِی وَ إِفْضَالِكَ عَلَیَّ وَ تَفْضِیلِكَ إِیَّایَ عَلَی غَیْرِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا سَوَّیْتَ مِنْ خَلْقِی وَ أَدَّبْتَنِی فَأَحْسَنْتَ أَدَبِی مَنّاً مِنْكَ عَلَیَّ لَا لِسَابِقَةٍ كَانَتْ مِنِّی فَأَیَّ النِّعَمِ یَا رَبِّ لَمْ تَتَّخِذْ عِنْدِی وَ أَیَّ الشُّكْرِ(3)

لَمْ تَسْتَوْجِبْ مِنِّی رَضِیتُ بِلُطْفِكَ لُطْفاً وَ بِكِفَایَتِكَ مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ خَلَفاً یَا رَبِّ أَنْتَ الْمُنْعِمُ عَلَیَّ الْمُحْسِنُ الْمُتَفَضِّلُ الْمُجْمِلُ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْفَوَاضِلِ وَ النِّعَمِ الْعِظَامِ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ یَا رَبِّ لَمْ تَخْذُلْنِی فِی شَدِیدَةٍ وَ لَمْ تُسَلِّمْنِی

ص: 49


1- 1. منك خ.
2- 2. لفظ القول خ.
3- 3. أی شكر خ.

بِجَرِیرَةٍ وَ لَمْ تَفْضَحْنِی بِسَرِیرَةٍ لَمْ تَزَلْ نَعْمَاؤُكَ عَلَیَّ عَامَّةً عِنْدَ كُلِّ عُسْرٍ وَ یُسْرٍ أَنْتَ حَسَنُ الْبَلَاءِ(1)

وَ لَكَ عِنْدِی قَدِیمُ الْعَفْوِ-(2) أَمْتِعْنِی (3)

بِسَمْعِی وَ بَصَرِی وَ جَوَارِحِی وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی اللَّهُمَّ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَا أَسْأَلُكَ مِنْ حَاجَتِی وَ أَطْلُبُ إِلَیْكَ مِنْ رَغْبَتِی وَ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِهِ بَیْنَ یَدِی مَسْأَلَتِی وَ أَتَفَرَّجُ بِهِ إِلَیْكَ بَیْنَ یَدَیْ طَلِبَتِی الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ كَأَفْضَلِ مَا أَمَرْتَ أَنْ یُصَلَّی عَلَیْهِمْ كَأَفْضَلِ مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ كَمَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ وَ لَهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِمْ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّی عَلَیْهِمْ وَ بِعَدَدِ مَنْ لَمْ یُصَلِّ عَلَیْهِمْ وَ بِعَدَدِ مَنْ لَا یُصَلِّی عَلَیْهِمْ صَلَاةً دَائِمَةً تَصِلُهَا بِالْوَسِیلَةِ وَ الرِّفْعَةِ وَ الْفَضِیلَةِ وَ صَلِّ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِمْ تَسْلِیماً كَثِیراً اللَّهُمَّ وَ مِنْ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ أَنَّكَ لَا تُخَیِّبُ مَنْ طَلَبَ (4)

إِلَیْكَ وَ سَأَلَكَ وَ رَغِبَ فِیمَا عِنْدَكَ وَ تُبْغِضُ مَنْ لَمْ یَسْأَلْكَ وَ لَیْسَ أَحَدٌ كَذَلِكَ غَیْرُكَ وَ طَمَعِی یَا رَبِّ فِی رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ ثِقَتِی بِإِحْسَانِكَ وَ فَضْلِكَ حَدَانِی عَلَی دُعَائِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَیْكَ وَ إِنْزَالِ حَاجَتِی بِكَ وَ قَدْ قَدَّمْتُ أَمَامَ مَسْأَلَتِی التَّوَجُّهَ بِنَبِیِّكَ الَّذِی جَاءَ بِالْحَقِّ وَ الصِّدْقِ مِنْ عِنْدِكَ وَ نُورِكَ وَ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِیمِ الَّذِی هَدَیْتَ بِهِ الْعِبَادَ وَ أَحْیَیْتَ بِنُورِهِ الْبِلَادَ وَ خَصَصْتَهُ بِالْكَرَامَةِ وَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ وَ بَعَثْتَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ إِنِّی مُؤْمِنٌ بِسِرِّهِ وَ عَلَانِیَتِهِ وَ سِرِّ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ (5) عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً وَ عَلَانِیَتِهِمْ

ص: 50


1- 1. حسن البلاء عندی ح.
2- 2. و لك قدیم العفو عنی خ.
3- 3. أمتعتنی خ.
4- 4. انك تحب من طلب إلیك خ.
5- 5. أذهب اللّٰه خ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَقْطَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اجْعَلْ عَمَلِی بِهِمْ مُتَقَبَّلًا-(1) اللَّهُمَّ دَلَلْتَ عِبَادَكَ عَلَی نَفْسِكَ فَقُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ وَ قُلْتَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ قُلْتَ وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ أَجَلْ یَا رَبِّ وَ نِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْمُجِیبُ وَ قُلْتَ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی وَ أَنَا أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِأَسْمَائِكَ الَّتِی إِذَا دُعِیتَ بِهَا أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهَا أَعْطَیْتَ وَ أَدْعُوكَ مُتَضَرِّعاً إِلَیْكَ مِسْكِیناً(2) دُعَاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ الْغَفْلَةُ وَ أَجْهَدَتْهُ الْحَاجَةُ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ وَ رَجَاكَ لِعَظِیمِ مَغْفِرَتِكَ وَ جَزِیلِ مَثُوبَتِكَ-(3)

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ خَصَصْتَ أَحَداً بِرَحْمَتِكَ طَائِعاً لَكَ فِیمَا أَمَرْتَهُ وَ عَجَّلَ (4) لَكَ فِیمَا لَهُ خَلَقْتَهُ فَإِنَّهُ لَمْ یَبْلُغْ ذَلِكَ إِلَّا بِكَ وَ بِتَوْفِیقِكَ اللَّهُمَّ مَنْ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةِ مَخْلُوقٍ-(5)

رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَوَائِزِهِ فَإِلَیْكَ یَا سَیِّدِی كَانَ اسْتِعْدَادِی رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَوَائِزِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی مَسْأَلَتِی وَ حَاجَتِی- ثُمَّ تَسْأَلُ مَا شِئْتَ مِنْ حَوَائِجِكَ ثُمَّ تَقُولُ یَا أَكْرَمَ الْمُنْعِمِینَ وَ أَفْضَلَ الْمُحْسِنِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ مِنْ خَلْقِكَ فَأَحْرِجْ صَدْرَهُ وَ أَفْحِمْ لِسَانَهُ وَ اسْدُدْ بَصَرَهُ وَ اقْمَعْ رَأْسَهُ وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلًا فِی نَفْسِهِ وَ اكْفِنِیهِ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ لَا تَجْعَلْ مَجْلِسِی هَذَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنَ الْمَجَالِسِ الَّتِی أَدْعُوكَ بِهَا مُتَضَرِّعاً إِلَیْكَ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا مَغْفِرَةً لَا تُغَادِرُ لِی بِهَا ذَنْباً وَ اجْعَلْ

ص: 51


1- 1. مقبولا خ.
2- 2. مستكینا خ.
3- 3. ثوابك خ.
4- 4. عمل لك خ.
5- 5. لوفادة الی مخلوق، خ.

دُعَائِی فِی الْمُسْتَجَابِ وَ عَمَلِی فِی الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ عِنْدَكَ وَ كَلَامِی فِیمَا یَصْعَدُ إِلَیْكَ مِنَ الْعَمَلِ الطَّیِّبِ وَ اجْعَلْنِی مَعَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَبِهِمُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ أَتَوَسَّلُ وَ إِلَیْكَ بِهِمْ أَرْغَبُ فَاسْتَجِبْ دُعَائِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَقِلْنِی مِنَ الْعَثَرَاتِ وَ مَصَارِعِ الْعَبَرَاتِ- ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ وَ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أَبْلُغُ مِدْحَتَكَ وَ لَا الثَّنَاءَ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ اجْعَلْ حَیَاتِی زِیَادَةً لِی مِنْ كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلْ وَفَاتِی رَاحَةً مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ اجْعَلْ قُرَّةَ عَیْنِی فِی طَاعَتِكَ- ثُمَّ تَقُولُ یَا ثِقَتِی وَ رَجَائِی لَا تُحْرِقْ وَجْهِی بِالنَّارِ بَعْدَ سُجُودِی لَكَ یَا سَیِّدِی مِنْ غَیْرِ مَنٍّ مِنِّی عَلَیْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ بِذَلِكَ عَلَیَّ فَارْحَمْ ضَعْفِی وَ رِقَّةَ جِلْدِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ارْزُقْنِی مُرَافَقَةَ النَّبِیِّ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ- عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی مِنَ الْجَنَّةِ- ثُمَّ تَقُولُ یَا نُورَ النُّورِ یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ یَا جَوَادُ یَا مَاجِدُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا یَكُونُ هَكَذَا غَیْرُهُ یَا مَنْ لَیْسَ فِی السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ لَا فِی الْأَرَضِینَ السُّفْلَی إِلَهٌ سِوَاهُ یَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ وَ مُذِلَّ كُلِّ عَزِیزٍ قَدْ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ عِیلَ صَبْرِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّی كَذَا وَ كَذَا- وَ تُسَمِّی الْحَاجَةَ وَ ذَلِكَ الشَّیْ ءَ بِعَیْنِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ تَقُولُ ذَلِكَ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ الدُّعَاءَ الْأَخِیرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تَتَخَضَّعُ وَ تَقُولُ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ بِآلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ الدُّعَاءَ

ص: 52

الْأَخِیرَ وَ تَتَضَرَّعُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی مَسَائِلِكَ فَإِنَّهُ أَیْسَرُ مَقَامٍ لِلْحَاجَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ بِهِ الثِّقَةُ(1).

بیان: فإن لم تحسنها أی جمیع السور و الرجوع إلی الأخیر فقط بعید و یقال للتوحید نسبة الرب لأنها نزلت حین قالت الیهود انسب لنا ربك و فی القاموس الفواضل الأیادی الجسیمة أو الجمیلة تصلها بالوسیلة أی تكون الصلاة مستمرة إلی أن تعطیهم تلك الأمور أو تصیر سببا و الفترة ما بین الرسولین من رسل اللّٰه تعالی فی الزمان الذی انقطعت فیه الرسالة.

فَإِنِّی قَرِیبٌ أی فقل لهم إنی قریب روی أن أعرابیا قال لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أ قریب ربنا نناجیه أم بعید فننادیه فنزلت أُجِیبُ تقریر للقرب و وعد للداعی بالإجابة فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی أی إذا دعوتهم للإیمان و الطاعة كما أجبتهم إذا دعونی لمهماتهم أو فی الدعاء وَ لْیُؤْمِنُوا بِی قیل أی فلیثبتوا علی الإیمان و فی الأخبار فلیوقنوا بالإجابة أو بأنی قادر علی إعطائهم ما سألوه لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ أی لعلهم یصیبون الحق و یهتدون إلیه أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ أی أفرطوا فی الجنایة علیها بالإسراف فی المعاصی وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ أی دعانا حین أیس من قومه فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ أی فأجبناه أحسن الإجابة فو اللّٰه لنعم المجیبون نحن و الجمع للتعظیم أو بانضمام الملائكة المأمورین بذلك.

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أی سموا اللّٰه بأی الاسمین شئتم فإنهما سیان فی حسن الإطلاق و المعنی بهما واحد أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی أی أی هذین الاسمین سمیتم و ذكرتم فهو حسن فوضع موضعه فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی للمبالغة و الدلالة علی ما هو الدلیل علیه فإنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الاسمان لأنهما منها.

قیل نزلت حین سمع المشركون رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یقول یا اللّٰه یا رحمان فقال إنه ینهانا أن نعبد إلهین و هو یدعو إلها آخر و قیل قالت له الیهود إنك لتقل

ص: 53


1- 1. مصباح المتهجد: 243- 239.

ذكر الرحمن و قد أكثره اللّٰه فی التوراة فنزلت.

من أسلمته الغفلة أی وكلته إلی العذاب و الخزی و الندامة و أجهدته أی أوقعته فی الجهد و المشقة و یقال قمع رأسه أی ضربه بالمقمعة و مصارع العبرات أی المساقط و المهالك التی توجب العبرة و البكاء منی و من غیری و اجعل قرة عینی أی اجعلنی أحب طاعتك و أسر بها أو اجعلها سبب قرة عینی فی الآخرة عیل صبری أی عجز و ضعف یقال عالنی الشی ء أی غلبنی و ثقل علی.

«13»- فِقْهُ الرِّضَا، وَ الْمُقْنِعُ،: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی تَصُومُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ فَابْرُزْ إِلَی اللَّهِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَ أَنْتَ عَلَی غُسْلٍ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا الْحَمْدَ وَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا رَكَعْتَ قَرَأْتَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ مِنْ رُكُوعِكَ قَرَأْتَهَا عَشْراً فَإِذَا سَجَدْتَ قَرَأْتَهَا عَشْراً ثُمَّ نَهَضْتَ إِلَی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ بِغَیْرِ تَكْبِیرٍ وَ صَلَّیْتَهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَی مَا وَصَفْتُ لَكَ وَ اقْنُتْ فِیهَا فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا حَمِدْتَ اللَّهَ كَثِیراً وَ صَلَّیْتَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَأَلْتَ رَبَّكَ حَاجَتَكَ لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِذَا تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَیْكَ بِقَضَائِهَا فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ شُكْراً لِذَلِكَ تَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ قُلْ

هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ- وَ تَقُولُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی فِی رُكُوعِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً وَ فِی سُجُودِكَ شُكْراً لِلَّهِ وَ حَمْداً وَ تَقُولُ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فِی الرُّكُوعِ وَ فِی السُّجُودِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی قضاء [قَضَی] حَاجَتِی وَ أَعْطَانِی سُؤْلِی (1) وَ مَسْأَلَتِی.

الْفَقِیهُ، قَالَ أَبِی فِی رِسَالَتِهِ إِلَیَّ: ثُمَّ ذَكَرَ الصَّلَاتَیْنِ وَ فِی آخِرِهِ وَ أَعْطَانِی مَسْأَلَتِی (2).

«14»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، رَأَیْتُ بِخَطِّ حَسَنِ بْنِ طَحَّالٍ ره وَ فِی كُتُبٍ لِأَصْحَابِنَا كَذَا ذَكَرَ جَمَاعَةٌ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: وَجَدْتُ هَذِهِ

ص: 54


1- 1. المقنع: 47 و 48.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 354.

الْأَسْمَاءَ فِی لَوْحٍ مِنْ نُورٍ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی وَ لَیْسَ بَیْنَ اللَّوْحِ وَ الْعَرْشِ حِجَابٌ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَوْ لَا أَنْ تَطْغَی أُمَّتُكَ لَأَخْبَرْتُكَ بِشَأْنِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ تَكَلَّمَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ مَرَّةً بِهَا ثُمَّ كَادَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَمْ یَقْدِرُوا لَهُ عَلَی مَسَاءَةٍ وَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا كُلَّ یَوْمِ الْجُمُعَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ لَمْ یَزَلْ فِی أَمَانِ اللَّهِ وَ جِوَارِهِ وَ لَمْ یَقْدِرْ لَهُ أَحَدٌ عَلَی مَكْرُوهٍ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَی أُنَاسٍ سِتَّ مَرَّاتٍ فَأَذْهَبَ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ فَلَمْ یَرَوْنِی وَ لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَی الْحَجَّاجِ وَ قَدْ أَرَادَ قَتْلِی فَقَرَّبَنِی وَ أَدْنَانِی وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ لَقَدْ دَعَا بِهَا إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنْ نَارِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ- وَ لَقَدْ دَعَا بِهَا مُوسَی علیه السلام لَمَّا دَخَلَ عَلَی فِرْعَوْنَ بها فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَ لَقَدْ دَعَا بِهَا الْخَضِرُ علیه السلام فَوَقَعَ فِی عَیْنِ الْحَیَاةِ وَ تَكَلَّمَ بِهَا إِسْمَاعِیلُ فَنَجَّاهُ اللَّهُ وَ فَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَ لَا مَغْمُومٌ إِلَّا وَ نَفَّسَ اللَّهُ غَمَّهُ وَ لَا لِحَاجَةٍ إِلَّا قُضِیَتْ لَهُ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَجَدْتُ فِی التَّوْرَاةِ مَنْ قَرَأَهَا فِی كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَتْ لَهُ قَبُولًا وَ هَیْبَةً وَ بَهَاءً وَ عَظَمَةً وَ جَلَالًا وَ رُتْبَةً عِنْدَ الْمُلُوكِ وَ الْعُظَمَاءِ وَ الْأَشْرَافِ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ أَوْ نَزَلَتْ بِهِ نَازِلَةٌ مِنْ أَهْوَالِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ وَ أَذْهَبَ غَمَّهُ وَ نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَی عَدُوِّهِ وَ قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَتَكَلَّمَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَلْیَكُنْ طَاهِراً وَ لْیَدْعُ بِهَا فِی كُلِّ جُمُعَةٍ وَ یَسْأَلُ اللَّهَ فِیمَا یَشَاءُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ قَضَی وَ حَكَمَ وَ أَوْجَبَ أَنْ لَا یَرُدَّ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا كَائِناً مَنْ كَانَ وَ لَقَدْ دَعَا بِهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْجُمُعَةِ یَوْمَ الْأَحْزَابِ فَنَصَرَهُ اللَّهُ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ هِیَ أَسْمَاءُ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةُ الْمُبَارَكَةُ وَ هِیَ هَذَا الدُّعَاءُ الْمُبَارَكُ

ص: 55

بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَخَذْتُ الْأَوَّلِینَ وَ أَخَذْتُ الْآخِرِینَ وَ أَخَذْتُ الْقَائِمِینَ وَ أَخَذْتُ الْقَاعِدِینَ تَغْشَی أَبْصَارَهُمْ ظُلْمَةٌ وَ تُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَیْهِمْ لَهَباً وَ الْأَرْضَ شُهُباً فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ اللَّهُ یَرْعَانِی وَ یُقَوِّینِی عَلَی الْخَلْقِ بِنُورِ اللَّهِ أَسْتَبْصِرُ وَ بِقُوَّةِ اللَّهِ الْقُدُّوسِ أَسْتَعِینُ اللَّهُ یُعْطِینِی وَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ یَرْفَعُنِی عَلَی أَجْنِحَةِ الْكَرُوبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الصَّافِّینَ وَ الْمُسَبِّحِینَ لَكَ اللَّهَ أَدْعُو وَ أَنْتَ اللَّهَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ لَكَ اللَّهَ أَدْعُو إِلَهَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ لَكَ اللَّهَ أَدْعُو إِلَهَ الْكَوَاكِبِ لَكَ اللَّهَ أَدْعُو إِلَهَ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ لَكَ اللَّهَ

أَدْعُو إِلَهاً مُقَدَّساً أَنْتَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ الْوَاسِعَةُ رَحِمَتُهُ الْخَالِقُ كُرْسِیَّ عَظَمَتِهِ الْعَزِیزُ الْعَظِیمُ الْجَلِیلُ تَبَارَكَ اسْمُ اللَّهِ مَلِكِ الْمُلُوكِ تَكُونُ أَسْمَاؤُكَ هَذِهِ لِی عَضُداً وَ نَصْراً وَ فَتْحاً وَ هَیْبَةً وَ نُوراً وَ عَظَمَةً أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ یَكُونُ لِی حِفْظاً وَ خَلَاصاً وَ نَجَاحاً أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ تَغْشَانِی رَحْمَتُكَ وَ یَغْشَانِی عِقَابُكَ بِعِزَّتِكَ وَ هَیْبَتِكَ نَجِّنِی مِنَ الْآفَاتِ كَمَا نَجَّیْتَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَكَ مِنَ النَّارِ وَ كَمَا كَبَسَ مُوسَی كَلِیمُكَ فِرْعَوْنَ وَ بِأَسْمَائِكَ هَذِهِ فَنَجِّنِی بِهَا وَ كَمَا الْأَرْضُ مَكْبُوسَةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ كَمَا بَنُو آدَمَ مَكْبُوسُونَ تَحْتَ السَّمَاءِ وَ تَحْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ كَمَا مَلَكُ الْمَوْتِ مَكْبُوسٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ كَذَلِكَ یَكُونُ الْخَلَائِقُ مَكْبُوسِینَ تَحْتَ قَدَمِی أَبَداً مَا أَحْیَیْتَنِی یَا نَاصِرَ الْمُسْلِمِینَ وَ یَا صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَنْتَ لِی حِرْزٌ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ مِنْ بَنِی آدَمَ وَ بَنَاتِ حَوَّاءَ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَنْ لَا یَسْطُوَ عَلَیَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَزَّ جَارُكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَمَسَّكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها الَّتِی لَا یُجَاوِزُهَا بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یُرِیدُ بِی سُوءاً أَوْ یُرِیدُ بِی شَرّاً تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً.

ص: 56

حَسْبِیَ اللَّهُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُومِنُ وَ بِاللَّهِ أَثِقُ وَ بِهِ أَتَعَوَّذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ أَسْتَجِیرُ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهَا بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِمَّا ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا یَطْرُقُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَیْنٍ نَاظِرَةٍ وَ أُذُنٍ سَامِعَةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَارِدٍ وَ جَبَّارٍ عَنِیدٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِی أُمُورِی عَلَیْكَ أَنْتَ وَلِیِّی وَ مَوْلَایَ إِلَهِی فَلَا تُسَلِّمْنِی وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِذُنُوبِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ أَعِنِّی عَلَی شُكْرِ نِعْمَتِكَ یَا مُحْسِنُ یَا جُبَارُ اجْعَلْنِی عَبْداً شَكُوراً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ أَنْتَ الرَّبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا فَوْقَهُنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ حَبِّبْنِی إِلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ حَتَّی لَا یَكُونَ لِی فِی قَلْبِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ غِلْظَةٌ وَ لَا یُعَارِضُونِی وَ اجْعَلْهُمْ یَسْتَقْبِلُونِّی بِوُجُوهٍ بَسِیطَةٍ وَ یَقْضُونَ حَوَائِجِی وَ یَطْلُبُونَ مَرْضَاتِی وَ یَخْشَوْنَ سَخَطِی بِاسْمِكَ الْقُدُّوسِ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ أَدْعُوكَ یَا اللَّهُ یَا نُوراً فِی نُورٍ وَ نُوراً إِلَی نُورٍ وَ نُوراً فَوْقَ نُورٍ وَ نُوراً تَحْتَ نُورٍ یُضِی ءُ بِهِ كُلُّ نُورٍ وَ كُلُّ ظُلْمَةٍ وَ یُطْفَأُ بِهِ شِدَّةُ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ بِاسْمِكَ الَّذِی تَكَلَّمَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَلَا یَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَیْهِمْ سَبِیلٌ وَ بِهِ یَذِلُّ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ یَكُونُ تَحْتَ قَدَمَیَّ بِاسْمِكَ الَّذِی سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ اسْتَقْرَرْتَ بِهِ عَلَی عَرْشِكَ وَ عَلَی كُرْسِیِّكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ یَكُونُ لِی نُوراً وَ هَیْبَةً عِنْدَ جَمِیعِ الْخَلْقِ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُقَدَّسَةِ الْمُبَارَكَةِ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِیمُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْعَظِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثَهُ یَا اللَّهُ أَنْتَ الْمَحْمُودُ فِی كُلِّ فِعَالِهِ.

ص: 57

یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّفِیعُ فِی جَلَالِهِ یَا اللَّهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا رَحْمَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ رَاحِمَهُ یَا مُمِیتَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثَهُ یَا حَیُّ حِینَ لَا حَیَّ فِی دَیْمُومِیَّةِ مُلْكِهِ وَ بَقَائِهِ یَا رَافِعُ الْمُرْتَفِعُ فَوْقَ سَمَائِهِ بِقُدْرَتِهِ یَا قَیُّومُ لَا یَفُوتُهُ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِهِ یَا آخِرُ یَا بَاقِی یَا أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَهُ یَا دَائِمُ بِغَیْرِ فَنَاءٍ وَ لَا زَوَالٍ لِمُلْكِهِ یَا صَمَدُ مِنْ غَیْرِ شَبِیهٍ فَلَا شَیْ ءَ كَمِثْلِهِ یَا مُبْدِئَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُعِیدَهُ یَا مَنْ لَا یَصِفُ الْوَاصِفُونَ كُنْهَ جَلَالِهِ فِی مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ وَ جَبَرُوتِهِ یَا كَبِیرُ أَنْتَ الَّذِی لَا تَهْتَدِی الْعُقُولُ لِصِفَتِهِ فِی عَظَمَتِهِ یَا بَاعِثُ یَا

مُنْشِئُ بِلَا مِثَالٍ یَا زَاكِی الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ یَا كَافِی الْمُتَوَسِّعُ لِمَا خَلَقَ مِنْ عَطَایَا فَضْلِهِ الَّذِی لَا یَنْفَدُ یَا نَقِیُّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ [وَ] لَمْ یُخَالِطْهُ فِعَالُهُ یَا جُبَارُ أَنْتَ الَّذِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَتُهُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْتَ الَّذِی قَدْ عَمَّ الْخَلَائِقَ مَنُّهُ وَ فَضْلُهُ: یَا دَیَّانَ الْعِبَادِ وَ كُلٌّ یَقُومُ خَاضِعاً لِهَیْبَتِهِ یَا خَالِقَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ كُلٌّ إِلَیْهِ مِیعَادُهُ یَا رَحِیمَ كُلِّ صَرِیخٍ وَ مَكْرُوبٍ یَا صَادِقَ الْوَعْدِ فَلَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ جَلَالَ مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ یَا مُبْدِئَ الْبَدَائِعِ لَمْ یَبْتَغِ فِی إِنْشَائِهَا عَوْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ یَا عَالِمَ الْغُیُوبِ فَلَا یَفُوتُهُ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِهِ یَا مُعِیدَ مَا أَفْنَی إِذَا بَرَزَ الْخَلَائِقُ لِدَعْوَتِهِ یَا حَلِیماً ذَا أَنَاةٍ فَلَا شَیْ ءَ یُعَادِلُهُ مِنْ خَلْقِهِ یَا حَمِیدَ الْفِعَالِ فِی خَلْقِهِ بِلُطْفِهِ یَا عَزِیزُ الْغَالِبُ عَلَی أَمْرِهِ فَلَا شَیْ ءَ یُعَادِلُهُ یَا ظَاهِرَ الْبَطْشِ الشَّدِیدِ الَّذِی لَا یُطَاقُ انْتِقَامُهُ یَا عَالِی الْقَرِیبُ فِی عُلُوِّهِ وَ ارْتِفَاعِهِ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ فَلَا شَیْ ءَ یَقْهَرُ سُلْطَانَهُ یَا نُورَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُدَاهُ أَنْتَ الَّذِی أَضَاءَتِ الظُّلْمَةُ بِنُورِهِ یَا قُدُّوسُ الطَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ كَمِثْلِهِ یَا قَرِیبُ الْمُجِیبُ الْمُتَدَانِی دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا عَالِی الشَّامِخُ فِی السَّمَاءِ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ عُلُوُّهُ وَ ارْتِفَاعُهُ یَا بَدِیعَ الْبَدَائِعِ وَ مُعِیدَهَا بَعْدَ فَنَائِهَا بِقُدْرَتِهِ یَا مُتَكَبِّرُ یَا مَنِ الْعَدْلُ أَمْرُهُ وَ الصِّدْقُ وَعْدُهُ یَا مَحْمُوداً فِی أَفْعَالِهِ فَلَا تَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُنْهَ جَلَالِهِ فِی مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ أَنْتَ الَّذِی مَلَأَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدْلُهُ وَ فَضْلُهُ یَا

ص: 58

عَظِیمَ الْمَفَاخِرِ وَ الْكِبْرِیَاءِ فَلَا یُدْرَكُ عِزُّ مُلْكِهِ یَا عَجِیبُ فَلَا تَنْطِقُ الْأَلْسُنُ بِكُلِّ آلَائِهِ وَ ثَنَائِهِ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ أَمَاناً مِنْ عُقُوبَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُكَ نُوراً وَ نَصْراً وَ رِفْعَةً عِنْدَ جَمِیعِ خَلْقِكَ مِنْ بَنِی آدَمَ وَ بَنَاتِ حَوَّاءَ رَبَّ الْأَرْوَاحِ الْفَانِیَةِ وَ الْأَجْسَادِ الْبَالِیَةِ وَ الْأَرْوَاحِ الْمُرْتَفِعَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الْعُرُوقِ الْمُلْتَئِمَةِ إِلَی أَمَاكِنِهَا وَ بِطَاعَةِ الْقُبُورِ الْمُتَشَقِّقَةِ عَنْ أَهْلِهَا وَ بِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِیهِمْ وَ أَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ إِذَا بَرَزَ الْخَلَائِقُ فَهُمْ مِنْ مَخَافَتِكَ وَ شِدَّةِ سُلْطَانِكَ یَنْتَظِرُونَ قَضَاءَكَ وَ یَخَافُونَ عَذَابَكَ وَ یَرْجُونَ رَحْمَتَكَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُقَرَّبِینَ الْفَائِزِینَ وَ أَلْقِ عَلَیَّ مَحَبَّةً وَ نُوراً وَ نِعْمَةً وَ هَیْبَةً وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُسْمَعُ قَوْلِی وَ یُرْفَعُ أَمْرِی عَلَی كُلِّ أَمْرٍ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ الْفَقِیرُ إِلَی رَحْمَتِكَ اجْعَلْنِیَ اللَّهُمَّ عَالِیاً مُتَعَالِیاً یَا نُورَ النُّورِ یَا مِصْبَاحَ النُّورِ أَدْرَأُ بِكَ فِی نُحُورِهِمْ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِمْ فَاكْفِنِی أَمْرَهِمْ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ یَا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ یا مُوسی أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِینَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ یَا دَائِمَ الْبَقَاءِ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِی أَحَطْتَهُ بِحِجَابِ النُّورِ نُورِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تُضِی ءُ بِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِینَ عُذْتُ بِرُبُوبِیَّتِكَ یَا اللَّهُ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَقُولُ لِلشَّیْ ءِ كُنْ فَیَكُونُ إِلَّا قَضَیْتَ حَاجَتِی وَ أَنْجَحْتَ طَلِبَتِی وَ یَسَّرْتَ أَمْرِی وَ سَتَرْتَ عَوْرَتِی وَ آمَنْتَ رَوْعَتِی وَ رَزَقْتَنِی نُوراً وَ عِزّاً وَ هَیْبَةً وَ قَبُولًا وَ رِفْعَةً عِنْدَ جَمِیعِ خَلَقِكَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ أَوْسَعُ مِنْهُ یَا دَائِمَ الْبَقَاءِ أَدِمْ مَا أَنَا فِیهِ مِنْ نِعْمَتِكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ اجْعَلْ أُمُورِی أَوَّلَهَا صَلَاحاً وَ آخِرَهَا فَلَاحاً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ فَإِنَّهُ یُسْتَجَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

ص: 59


1- 1. جمال الأسبوع:

بیان: قال الفیروزآبادی كبس البئر و النهر طمهما بالتراب و رأسه فی ثوبه أخفاه و أدخله و داره هجم علیه و احتاط و المكبس من یقتحم الناس فیكبسهم لم یخالطه الضمیر راجع إلی السوء أو إلیه تعالی أی لم یخلط به مصنوعاته و هو أوسع منه أی من كل شی ء أو المعنی اللّٰه أوسع من الاسم علی سبیل الالتفات.

ص: 60

باب 7 أدعیة زوال یوم الجمعة و آداب التوجه إلی الصلاة و أدعیته و ما یتعلق بتعقیب صلاة الجمعة من الأدعیة و الأذكار و الصلوات

«1»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، وَ الْمُتَهَجِّدُ،: نَرْوِی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی السَّاعَةِ الَّتِی یُسْتَجَابُ فِیهَا الدُّعَاءُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ یَقُولُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ثُمَّ یَدْعُو بِمَا یَلِیقُ بِالتَّوْفِیقِ (1).

«2»- الْجَمَالُ، ذَكَرَ رِوَایَةً یُدْعَی بِهِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ حَدَّثَ أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ الْبَاقِرِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتْرٌ(2) قَلَّمَا عُثِرَ عَلَیْهِ وَ ذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِیثِ وَ فِیهِ یَا مُحَمَّدُ وَ مَنْ أَحَبَّ مِنْ أُمَّتِكَ رَحْمَتِی وَ بَرَكَاتِی وَ رِضْوَانِی وَ تَعَطُّفِی وَ قَبُولِی وَ وَلَایَتِی وَ إِجَابَتِی فَلْیَقُلْ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ أَوْ یَزُولُ اللَّیْلُ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ جُمْلَتُهُ وَ تَفْسِیرُهُ- إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ نَوَافِلِ الزَّوَالِ وَ لَمْ نُعِدْهُ هُنَا لِعَدَمِ الِاخْتِصَاصِ بِالْیَوْمِ (3).

«3»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجَمَالُ،: فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَلْیَدْعُ بِمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ- عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ

ص: 61


1- 1. مصباح المتهجد: 284، جمال الأسبوع.
2- 2. سر خ ل.
3- 3. جمال الأسبوع:، و قد مر فی أدعیة السر ج 95 ص 318.

وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً- ثُمَّ یَقُولُ یَا سَابِغَ النِّعَمِ یَا دَافِعَ النِّقَمِ یَا بَارِئَ النَّسَمِ یَا عَلِیَّ الْهِمَمِ یَا مُغْشِیَ الظُّلَمِ یَا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْأَلَمِ یَا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشِینَ فِی الظُّلَمِ یَا عَالِماً لَا یُعَلَّمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ یَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ وَ ذِكْرُهُ شِفَاءٌ وَ طَاعَتُهُ غَنَاءٌ ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ وَ سِلَاحُهُ الدُّعَاءُ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (1).

بیان: یا مغشی الظلم علی بناء الفاعل من باب الإفعال أی ساتر الظلم الصوریة و المعنویة بالأنوار الظاهرة و الباطنة أو بناء المفعول من المجرد كمرمی أی الظلم مستورة بنوره فیرجع إلی الأول و نسبة الظلم إلیه لأنها من مخلوقاته سبحانه یا بدیع السماوات و الأرض أی مبدعهما و منشئهما من كتم العدم أو الوصف بحال المتعلق أی بدیع سماواته و أرضه.

«4»- الْمُتَهَجِّدُ،: فَإِذَا تَوَجَّهَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَالْأَفْضَلُ أَنْ یَكُونَ مَاشِیاً-(2)

ثُمَّ ذَكَرَ ره أَدْعِیَةَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ كَمَا مَرَّ فِی بَابِهَا(3).

«5»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، فِی رِوَایَةِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّی یُسَلِّمَ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ آخِرَ بَرَاءَةَ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ آخِرَ الْحَشْرِ وَ الْخَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ كُفِیَ مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ(4).

ص: 62


1- 1. مصباح المتهجد: 252، جمال الأسبوع:
2- 2. مصباح المتهجد: 198.
3- 3. راجع ج 84 ص 19- 27.
4- 4. مصباح المتهجد: 257.

«6»- الْجَمَالُ، وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَایَةٌ أُخْرَی یَزِیدُ وَ یَنْقُصُ فِی بَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ أَرْوِیهَا بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا ذَكَرَهُ فِی تَهْذِیبِ الْأَحْكَامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّی یَنْصَرِفَ جَالِساً مِنْ قَبْلِ أَنْ یَرْكَعَ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعاً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعاً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعاً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ آیَةَ السُّخْرَةِ وَ قَوْلَهُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِلَی آخِرِهَا كَانَ كَفَّارَةَ مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ(1).

ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: مِثْلَهُ (2)

وَ لَیْسَ فِیهِ جَالِساً مِنْ قَبْلِ أَنْ یَرْكَعَ.

«7»- الْجَمَالُ، وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَایَةٌ أُخْرَی أَرْوِیهَا بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی جِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْقُمِّیِّ فِیمَا رَوَاهُ فِی كِتَابِهِ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَ قَبْلَ أَنْ یَثْنِیَ رِجْلَیْهِ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لَمْ یَنْزِلْ بِهِ بَلِیَّةٌ وَ لَمْ تُصِبْهُ فِتْنَةٌ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَی فَإِنْ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِی حَشْوُهَا بَرَكَةٌ وَ عُمَّارُهَا الْمَلَائِكَةُ مَعَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ- جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ فِی دَارِ السَّلَامِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِهِمَا الطَّاهِرِینَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَایَةٌ أُخْرَی مِنْ أَصْلِ الشَّیْخِ الْمُتَّفَقِ عَلَی عِلْمِهِ وَ وَرَعِهِ وَ صَلَاحِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِیرَةِ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ حِینَ یُسَلِّمُ وَ قَبْلَ أَنْ یَتَرَبَّعَ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ

ص: 63


1- 1. جمال الأسبوع:، تهذیب الأحكام ج 1 ص 250.
2- 2. ثواب الأعمال ص 35.

النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ آیَةَ السُّخْرَةِ الَّتِی فِی الْأَعْرَافِ مَرَّةً وَ آخِرَ بَرَاءَةَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ كُفِیَ مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ.

أقول: و هذا ابن أبی عمیر مراسیله یعمل بها كما یعمل بمسانید غیره من الثقات.

وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَایَةُ الْأَبْنَاءِ عَنِ الْآبَاءِ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ فِی دُبُرِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لَمْ یَنْزِلْ بِهِ بَلِیَّةٌ وَ لَمْ تُصِبْهُ فِتْنَةٌ إِلَی الْجُمُعَةِ الْأُخْرَی فَإِنْ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِی حَشْوُهَا بَرَكَةٌ وَ عُمَّارُهَا مَلَائِكَةٌ مَعَ حَبِیبِنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ- جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی دَارِ السَّلَامِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَایَةٌ أُخْرَی حَدَّثَ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ فِی عَقِیبِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لَمْ یَنْزِلْ بِهِ بَلِیَّةٌ وَ لَمْ تُصِبْهُ فِتْنَةٌ إِلَی الْجُمُعَةِ الْأُخْرَی وَ زَادَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ یَقْرَأُ بَعْدَ الَّذِی ذُكِرَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ یَقُولُ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ وَ آخِرَ التَّوْبَةِ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ.

ص: 64

فَإِنْ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی تَعَمَّدْتُ إِلَیْكَ بِحَاجَتِی وَ أَنْزَلْتُ بِكَ الْیَوْمَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ مَسْكَنَتِی وَ أَنَا لِرَحْمَتِكَ أَرْجَی مِنِّی لِعَمَلِی وَ لَمَغْفِرَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِی فَتَوَلَّ یَا رَبِّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِیَ لِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیْهَا وَ تَیَسُّرِ ذَلِكَ عَلَیْكَ فَإِنِّی لَمْ أُصِبْ خَیْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ وَ لَمْ یَصْرِفْ عَنِّی أَحَدٌ سُوءاً غَیْرُكَ وَ لَیْسَ أَرْجُو لِآخِرَتِی وَ دُنْیَایَ سِوَاكَ وَ لَا لِیَوْمِ فَقْرِی وَ تَفَرُّدِی فِی حُفْرَتِی إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ خَیْرَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ الدُّنْیَا وَ شَرَّ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِی حَشْوُهَا بَرَكَةٌ وَ عُمَّارُهَا الْمَلَائِكَةُ مَعَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیهما السلام جَمَعَ اللَّهُ [بَیْنَهُ وَ] بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیهما السلام فِی دَارِ السَّلَامِ- قَالَ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آلِهِ فَیَقُولَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَاةَ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ- فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ ذَنْبٌ سَنَةً.

قَالَ بِرِوَایَةٍ أُخْرَی قَالَ: یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ- فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُدْرِكَ صَاحِبَ الْأَمْرِ علیه السلام (1).

«8»- أَعْلَامُ الدِّینِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام مَنْ قَالَ: عَقِیبَ الظُّهْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- كَانَتْ لَهُ أَمَاناً بَیْنَ الْجُمُعَتَیْنِ وَ مَنْ قَالَ أَیْضاً عَقِیبَ الْجُمُعَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ- كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ علیه السلام.

«9»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْقُشَیْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْكِلَابِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ فِی دُبُرِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لَمْ تَنْزِلْ بِهِ بَلِیَّةٌ وَ لَمْ تُصِبْهُ فِتْنَةٌ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَی فَإِنْ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِی حَشْوُهَا بَرَكَةٌ وَ عُمَّارُهَا

ص: 65


1- 1. جمال الأسبوع: 445.

مَلَائِكَةٌ مَعَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ فِی دَارِ السَّلَامِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ عَلَی آلِهِمَا الطَّاهِرِینَ (1).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن النوفلی عن السكونی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن آبائه علیهم السلام عن النبی: مثله (2).

جنة الأمان، مرسلا: مثله (3).

المتهجد،: السور و الدعاء من غیر ذكر فضل (4).

أعلام الدین، مرسلا: مثله مع فضله.

«10»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، فِی السَّفِینَةِ الْبَغْدَادِیَّةِ لِلسُّلَفِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ التَّوْحِیدَ سَبْعاً بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ حُفِظَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَی مِثْلِهَا.

وَ فِی فَضَائِلِ الْقُرْآنِ لِابْنِ الضُّرَیْسِ: أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الْفَاتِحَةَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ سَبْعاً سَبْعاً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ.

وَ فِی مُسْنَدِ أَبِی حَنِیفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ التَّوْحِیدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ سَبْعاً سَبْعاً حُفِظَ إِلَی مِثْلِهِ.

وَ فِی جَامِعِ ابْنِ وَهْبٍ، مَرْفُوعاً: أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ عِنْدَ تَسْلِیمِ الْإِمَامِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ یَثْنِیَ رِجْلَیْهِ وَ یَتَكَلَّمَ التَّوْحِیدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ سَبْعاً سَبْعاً حَفَظَهُ اللَّهُ فِی دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ وَ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ (5).

وَ فِی جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فِیمَا بَیْنَ الظُّهْرَیْنِ

ص: 66


1- 1. أمالی الصدوق: 196.
2- 2. ثواب الأعمال: 35.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 422.
4- 4. مصباح المتهجد: 257.
5- 5. مصباح الكفعمیّ: 421.

عَدَلَ سَبْعِینَ رَكْعَةً.

وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ تَسْلِیمِهِ مِنَ الظُّهْرِ الْحَمْدَ سَبْعاً وَ الْقَلَاقِلَ سَبْعاً وَ آخِرَ بَرَاءَةَ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ السُّورَةَ وَ خَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ كُفِیَ مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ-(1) وَ مِمَّا یَخْتَصُّ عَقِیبَ الْجُمُعَةِ أَنْ یُصَلِّیَ بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا تَبْقَی صَلَاةٌ و بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا تَبْقَی بَرَكَةٌ اللَّهُمَّ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی سَلَامٌ اللَّهُمَّ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا تَبْقَی رَحْمَةٌ- وَ رَأَیْتُ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ بِرِوَایَةٍ أُخْرَی وَ هِیَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْ صَلَوَاتِكَ شَیْ ءٌ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْ رَحْمَتِكَ شَیْ ءٌ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْ بَرَكَاتِكَ شَیْ ءٌ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْ سَلَامِكَ شَیْ ءٌ(2).

ثُمَّ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الرِّوَایَةِ الْأُولَی رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ مُحِیَتْ خَطَایَاهُ وَ أُعِینَ عَلَی عَدُوِّهِ وَ هُیِّئَ لَهُ أَسْبَابُ الْخَیْرِ وَ أُعْطِیَ أَمَلَهُ وَ بُسِطَ فِی رِزْقِهِ وَ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْجَنَّةِ وَ ذَكَرَهَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِیُّ فِی كِتَابِ الدَّعَوَاتِ وَ مُلَخَّصُ قِصَّتِهَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِرَجُلٍ اتُّهِمَ بِسَرِقَةِ بَعِیرٍ فَحَنَّ الْبَعِیرُ مِنْ سَاعَتِهِ وَ رَغَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْبَعِیرُ

قَدْ شَهِدَ بِبَرَاءَتِهِ لِأَجْلِ مَا صَلَّی عَلَیَّ بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ وَ أَمَّا الرِّوَایَةُ الثَّانِیَةُ فَذَكَرَهَا صَاحِبُ كِتَابِ الْوَسَائِلِ إِلَی الْمَسَائِلِ وَ مُلَخَّصُ قِصَّتِهَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أُتِیَ بِرَجُلٍ قَدْ شَهِدَ عَلَیْهِ جَمَاعَةٌ أَنَّهُ قَدْ سَرَقَ نَاقَةً فَهَمَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَطْعِهِ فَقَالَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ فَتَكَلَّمَتِ النَّاقَةُ بِبَرَاءَتِهِ وَ قَالَتْ إِنَّهُ بَرِی ءٌ مِنْ سَرِقَتِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَالَ هَذِهِ الصَّلَاةَ نَظَرْتُ إِلَی الْمَلَائِكَةِ یَخْرِقُونَ سِكَكَ الْمَدِینَةِ یَحُولُونَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَتَرِدَنَّ عَلَی الصِّرَاطِ وَ وَجْهُكَ

ص: 67


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 422، و قد مرت الإشارة الی الحدیث الأخیر.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 423.

أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ(1).

«11»- الْمُتَهَجِّدُ، رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْإِمَامِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قَالَ سَبْعِینَ مَرَّةً اللَّهُمَّ اكْفِنِی بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ أَغْنِنِی بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ- قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ ثَمَانِینَ مِنْ حَوَائِجِ الْآخِرَةِ وَ عِشْرِینَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ رُوِیَ عَكْسُهُ (2).

الجنة، [جنة الأمان]: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِی الْأَوَّلِ أَیْضاً أَغْنِنِی (3).

«12»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجَمَالُ، رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام: مِنْ عَمَلِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ الدُّعَاءُ بَعْدَ الظُّهْرِ اللَّهُمَّ اشْتَرِ مِنِّی نَفْسِیَ الْمَوْقُوفَةَ عَلَیْكَ الْمَحْبُوسَةَ لِأَمْرِكَ بِالْجَنَّةِ مَعَ مَعْصُومٍ مِنْ عِتْرَةِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله مَخْزُونٍ لِظُلَامَتِهِ مَنْسُوبٍ بِوِلَادَتِهِ تَمْلَأُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ تَقَدَّمَ فَمَرَقَ أَوْ تَأَخَّرَ فَمُحِقَ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ لَزِمَ فَلَحِقَ وَ اجْعَلْنِی شَهِیداً سَعِیداً فِی قَبْضَتِكَ یَا إِلَهِی سَهِّلْ لِی نَصِیباً جَزْلًا وَ قَضَاءً حَتْماً لَا یُغَیِّرُهُ شَقَاءٌ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ هَدَیْتَهُ فَهُدِیَ وَ زَكَّیْتَهُ فَنَجَا وَ وَالَیْتَ فَاسْتَثْنَیْتَ (4) فَلَا سُلْطَانَ لِإِبْلِیسَ عَلَیْهِ وَ لَا سَبِیلَ لَهُ إِلَیْهِ وَ مَا اسْتَعْمَلْتَنِی فِیهِ مِنْ شَیْ ءٍ فَاجْعَلْ فِی الْحَلَالِ مَأْكَلِی وَ مَطْعَمِی وَ مَلْبَسِی وَ مَنْكَحِی وَ قَنِّعْنِی (5) یَا إِلَهِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ مَا رَزَقْتَنِی مِنْ رِزْقٍ فَأَرِنِی فِیهِ عَدْلًا حَتَّی أَرَی قَلِیلَهُ كَثِیراً وَ أَبْذُلَهُ فِیكَ بَذْلًا وَ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ طَوَّلْتَ لَهُ فِی الدُّنْیَا أَمَلَهُ وَ قَدِ انْقَضَی أَجَلُهُ وَ هُوَ مَغْبُونٌ عَمَلُهُ

ص: 68


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 424 فی الهامش.
2- 2. مصباح المتهجد: 258.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 422.
4- 4. فاستثبت خ ل.
5- 5. و نعمنی خ ل.

أَسْتَوْدِعُكَ یَا إِلَهِی غُدُوِّی وَ رَوَاحِی وَ مَقِیلِی وَ أَهْلَ وَلَایَتِی مَنْ كَانَ مِنْهُمْ هُوَ أَوْ كَائِنٌ زَیِّنِّی وَ إِیَّاهُمْ بِالتَّقْوَی وَ الْیُسْرِ وَ اطْرُدْ عَنِّی وَ عَنْهُمُ الشَّكَّ وَ الْعُسْرَ وَ امْنَعْنِی وَ إِیَّاهُمْ مِنْ ظُلْمِ الظَّلَمَةِ وَ أَعْیُنِ الْحَسَدَةِ وَ اجْعَلْنِی وَ إِیَّاهُمْ مِمَّنْ حَفِظْتَ وَ اسْتُرْنِی وَ إِیَّاهُمْ فِیمَنْ سَتَرْتَ وَ اجْعَلْ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّتِی وَ قَادَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتَهُمْ وَ رَوْعَتِی وَ اجْعَلْ حُبِّی وَ نُصْرَتِی وَ دِینِی فِیهِمْ وَ لَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِی إِلَی نَفْسِی زَلَّتْ قَدَمِی مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ بِی یَا رَبِّ إِنْ هَدَیْتَنِی لِلْإِسْلَامِ وَ بَصَّرْتَنِی مَا جَهِلَهُ غَیْرِی وَ عَرَّفْتَنِی مَا أَنْكَرَهُ غَیْرِی وَ أَلْهَمْتَنِی مَا ذَهَلُوا عَنْهُ وَ فَهَّمْتَنِی قَبِیحَ مَا فَعَلُوا وَ صَنَعُوا حَتَّی شَهِدْتُ مِنَ الْأَمْرِ مَا لَمْ یَشْهَدُوا وَ أَنَا غَائِبٌ فَمَا نَفَعَهُمْ قُرْبُهُمْ وَ لَا ضَرَّنِی بُعْدِی وَ أَنَا مِنْ تَحْوِیلِكَ إِیَّایَ عَنِ الْهُدَی وَجِلٌ وَ مَا تَنْجُو نَفْسِی إِنْ نَجَتْ إِلَّا بِكَ وَ لَنْ یَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ إِلَّا عَنْ بَیِّنَةٍ رَبِّ نَفْسِی غَرِیقُ خَطَایَا مُجْحِفَةٍ وَ رَهِینُ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ وَ صَاحِبُ عُیُوبٍ جَمَّةٍ فَمَنْ حَمِدَ عِنْدَكَ نَفْسَهُ فَإِنِّی عَلَیْهَا زَارٍ وَ لَا أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِإِحْسَانٍ وَ لَا فِی جَنْبِكَ سُفِكَ دَمِی وَ لَمْ یُنَحِّلِ الصِّیَامُ وَ الْقِیَامُ جِسْمِی فَبِأَیِّ ذَلِكَ أُزَكِّی نَفْسِی وَ أَشْكُرُهَا عَلَیْهِ وَ أَحْمَدُهَا بِهِ بَلِ الشُّكْرُ لَكَ اللَّهُمَّ لِسَتْرِكَ عَلَی مَا فِی قَلْبِی وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ عَلَیَّ فِی دِینِی وَ قَدْ أَمَتَّ مَنْ كَانَ مَوْلِدُهُ مَوْلِدِی وَ لَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَ مَعَ نَفَادِ عُمُرِهِ عُمُرِی مَا أَحْسَنَ مَا فَعَلْتَ بِی یَا رَبِّ لَمْ تَجْعَلْ سَهْمِی فِیمَنْ لَعَنْتَ وَ لَا حَظِّی فِیمَنْ أَهَنْتَ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِلْتُ بِهَوَایَ وَ إِرَادَتِی وَ مَحَبَّتِی فَفِی مِثْلِ سَفِینَةِ نُوحٍ فَاحْمِلْنِی وَ مَعَ الْقَلِیلِ فَنَجِّنِی وَ فِیمَنْ زَحْزَحْتَ عَنِ النَّارِ فَزَحْزِحْنِی وَ فِیمَنْ أَكْرَمْتَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ فَأَكْرِمْنِی وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ رِضْوَانُكَ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّارِ فَأَعْتِقْنِی- ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَةَ الشُّكْرِ الَّتِی بَعْدَ الظُّهْرِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ قُلْ فِیهَا مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الدُّعَاءِ(1).

ص: 69


1- 1. مصباح المتهجد: 263، جمال الأسبوع: 433.

بیان: مع معصوم أی حال كونی فی الجنة معه أو اشتر نفسی كما اشتریت نفسه (1)

منسوب بولادته أی كان مذكورا بنسبه مشهورا عند ولادته لأخبار آبائه به علیهم السلام و لعله كان مستورا بولادته فمرق أی خرج من الدین فمحق علی بناء المفعول أی أبطل و محی ذكره و اسمه أو علی بناء الفاعل أی محا الدین و شرائطه ممن لزم أی أئمة الدین فلحق فی منازل السعادة بهم فی الدنیا و الآخرة.

فی قبضتك أی كائنا بحیث لم تخلنی من یدك و لم تكلنی إلی غیرك و الجزل الكبیر من كل شی ء و الشقاء نقیض السعادة و زكیته أی طهرته من الذنوب أو أثنیت علیه و قبلت عمله فاستثنیت أی ممن للشیطان علیه سبیل و فی بعض النسخ فاستثبت أی أردت ثباته علی الدین.

و قال الجوهری و أجحف به أی ذهب به و سیل جحاف بالضم إذا جرف كل شی ء و ذهب به فإنی علیها أی علی نفسی زار أی عاتب ساخط ففی مثل سفینة نوح أی ولاء أهل البیت علیهم السلام و متابعتهم كما قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثل أهل بیتی كمثل سفینة نوح.

و زحزحه عن كذا نحاه و باعده.

«13»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْجَمَالُ، وَ رُوِیَ عَنْهُمْ علیهم السلام: أَنَّهُ مَنْ صَلَّی الظُّهْرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ

ص: 70


1- 1. یرید الاشتراء الذی ذكر فی قوله تعالی عزّ و جلّ:« إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ» الآیة، و لما كان الدعاء معمولا لایام غیبة امامنا بقیة اللّٰه فی الأرضین، و لم یجز علی مذهبنا المقاتلة مع الكفّار الا باذن الامام، أشار بقوله« مخزون لظلامته منسوب بولادته تملا به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» الی أن ولی تلك المقاتلة و صاحب الامر فیها هو المهدی المنتظر علیه السلام فكانه دعا أن یعجل اللّٰه عزّ و جلّ فی فرجه و خروجه حتّی یقاتل تحت لوائه فیقتل و یقتل حتّی یتم صفقة الشراء أو یحییه اللّٰه عزّ و جلّ فی الرجعة فیقاتل فی سبیله كانهم بنیان مرصوص.
2- 2. مصباح المتهجد ص 264.

وَ صَلَّی بَعْدَهَا رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ قَالَ بَعْدَ فَرَاغِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّتِی حَشْوُهَا بَرَكَةٌ وَ عُمَّارُهَا الْمَلَائِكَةُ مَعَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ- لَمْ تَضُرَّهُ بَلِیَّةٌ وَ لَمْ تُصِبْهُ فِتْنَةٌ إِلَی الْجُمُعَةِ الْأُخْرَی وَ جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیهما السلام (1).

«14»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ، رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُحْبَلَ لَهُ فَلْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ یُطِیلُ فِیهِمَا الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ وَ یَقُولُ بَعْدَهُمَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ زَكَرِیَّا علیه السلام إِذْ نَادَاكَ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ اللَّهُمَّ فَهَبْ لِی ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا وَ فِی أَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا فَإِنْ قَضَیْتَ فِی رَحِمِهَا وَلَداً فَاجْعَلْهُ غُلَاماً مُبَارَكاً زَكِیّاً وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّیْطَانِ فِیهِ نَصِیباً وَ لَا شِرْكاً(2).

الجمال، عن هارون بن موسی التلعكبری عن أبی علی بن همام عن عبد اللّٰه بن محمد بن عیسی عن علی بن الحكم عن ابن بطة عن محمد بن مسلم: مثله (3).

«15»- الجنة، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، مِنْ كِتَابِ دَفْعِ الْهُمُومِ وَ الْأَحْزَانِ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْیَصُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ تَطَهَّرَ وَ رَاحَ وَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ بِالرَّغِیفِ إِلَی مَا دُونَ ذَلِكَ فِی أَكْثَرَ وَ أَقَلَّ فَإِذَا صَلَّی الْجُمُعَةَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ الَّذِی مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَسْأَلُكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِی عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَبْصَارُ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْیَتِهِ

ص: 71


1- 1. جمال الأسبوع:
2- 2. مصباح المتهجد ص 264.
3- 3. جمال الأسبوع ص.

أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَقْضِیَ فِیَّ كَذَا وَ كَذَا- قَالَ وَ لَا تُعَلِّمُوهَا سُفَهَاءَكُمْ فَیَدْعُوا بِهَا فَیُسْتَجَابَ لَهُمْ وَ لَا تَدْعُوا بِهَا فِی مَأْثَمٍ وَ لَا قَطِیعَةِ رَحِمٍ (1).

بیان: قال الكفعمی لم یرد بقوله راح الرواح الذی هو آخر النهار بل المراد خف و سار إلی المكان الذی یصلی فیه الجمعة قاله الهروی.

ص: 72


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 397.

باب 8 الأعمال و الدعوات بعد صلاة العصر یوم الجمعة

اشارة

«1»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ،: ذَكَرَ دُعَاءَ الْعَشَرَاتِ وَ أَنَّهُ مِنَ الْمُهِمَّاتِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ سَبَبٌ لِقَضَاءِ الْحَاجَاتِ وَرَدَ فِی الرِّوَایَاتِ أَنَّهُ لَا یُدْعَی بِهِ إِلَّا عَلَی طَهَارَةٍ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قَالَ السَّیِّدُ قُدِّسَ سِرُّهُ إِنِّی وَقَفْتُ عَلَی خَمْسِ رِوَایَاتٍ بِدُعَاءِ الْعَشَرَاتِ تَخْتَلِفُ رِوَایَتُهَا فِی النُّقْصَانِ وَ الزِّیَادَاتِ وَ هَا أَنَا أَذْكُرُ مَا لَعَلَّهُ أَصْلَحُ فِی الرِّوَایَاتِ رَوَیْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّیَ السَّعِیدِ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنِ عُقْدَةَ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ أَنَّهُ قَالَ: یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ یُمْضِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَقَادِیرَهُ وَ أَحْكَامَهُ عَلَی مَا أَحَبَّ وَ قَضَی وَ سَیُنْفِذُ اللَّهُ قَضَاءَهُ وَ قَدَرَهُ وَ حُكْمَهُ فِیكَ فَعَاهِدْنِی یَا بُنَیَّ أَنَّهُ لَا تَلْفِظُ بِكَلِمَةٍ مِمَّا أُسِرُّ بِهِ إِلَیْكَ حَتَّی أَمُوتَ وَ بَعْدَ مَوْتِی بِاثْنَیْ عَشَرَ شَهْراً فَإِنِّی أُخْبِرُكَ بِخَبَرٍ أَصْلُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی تَقُولُهُ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً فَیَشْتَغِلُ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ یُعْطَی كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَلْفِ أَلْفِ كَاتِبٍ فِی سُرْعَةِ الْكِتَابَةِ وَ یُوَكَّلُ بِالاسْتِغْفَارِ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ یُعْطَی كُلٌّ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَلْفِ أَلْفِ مُسْتَغْفِرٍ وَ یُبْنَی لَكَ فِی الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَیْتٍ تَكُونُ فِیهَا جَارَ جَدِّكَ علیه السلام وَ یُبْنَی لَكَ فِی دَارِ السَّلَامِ بَیْتٌ تَكُونُ فِیهِ جَارَ أَهْلِكَ وَ یُبْنَی لَكَ فِی جَنَّةِ عَدَنٍ أَلْفُ مَدِینَةٍ وَ یُحْشَرُ مَعَكَ مِنْ قَبْرِكَ كِتَابٌ نَاطِقٌ بِالْحَقِّ یَقُولُ إِنَّ هَذَا لَا سَبِیلَ

ص: 73

لِلْفَزَعِ وَ لَا لِلْخَوْفِ وَ لَا لِمَزَلَّةِ الصِّرَاطِ وَ لَا لِلْعَذَابِ عَلَیْهِ وَ لَا تَمُوتُ إِلَّا وَ أَنْتَ شَهِیدٌ وَ تَكُونُ حَیَاتُكَ مَا حَیِیتَ وَ أَنْتَ سَعِیدٌ وَ لَا تُصِیبُكَ فَقْرٌ أَبَداً وَ لَا فَزَعٌ وَ لَا جُنُونٌ وَ لَا بَلْوَی أَبَداً وَ لَا تَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِدَعْوَةٍ فِی یَوْمِكَ ذَلِكَ فِی حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا أَتَتْكَ كَائِنَةً مَا كَانَتْ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ فِی أَیِّ نَحْوٍ شِئْتَ وَ لَا تَطْلُبُ إِلَیْهِ حَاجَةً لَكَ وَ لَا لِغَیْرِكَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا سُبِّبَ لَكَ قَضَاؤُهَا وَ یُكْتَبُ لَكَ فِی كُلِّ یَوْمٍ بِعَدَدِ أَنْفَاسِ أَهْلِ الثَّقَلَیْنِ بِكُلِّ نَفَسٍ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ یُمْحَی عَنْكَ أَلْفُ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ تُرْفَعُ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ یُوَكَّلُ بِالاسْتِغْفَارِ لَكَ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِیُّ وَ الْفِرْدَوْسُ حَتَّی تَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَاهِدْنِی یَا

بُنَیَّ أَنْ لَا تُعَلِّمَ هَذَا الدُّعَاءَ لِأَحَدٍ إِلَی مَحَلِّ مَنِیَّتِكَ فَعَاهَدَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَإِذَا بَلَغَ مَحَلُّ مَنِیَّتِكَ فَلَا تُعَلِّمْهُ أَحَداً إِلَّا أَهْلَ بَیْتِكَ وَ شِیعَتَكَ وَ مَوَالِیَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ وَ عَلَّمْتَهُ كُلَّ أَحَدٍ طَلَبُوا الْحَوَائِجَ إِلَی رَبِّهِمْ تَعَالَی فِی كُلِّ نَحْوٍ فَقَضَاهَا لَهُمْ وَ إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ یَتِمَّ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَتُحْشَرُونَ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ وَ لَا تَدْعُو بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ طَاهِرٌ وَ وَجْهُكَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ كَانَ أَفْضَلَ فَعَاهَدَهُ الْحُسَیْنُ عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا بُنَیَّ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَقُلْ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ.

قَالَ وَ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سَعِیدٍ وَ حَدَّثَنِی یَعْقُوبُ بْنُ یُوسُفَ بْنِ زِیَادٍ الضَّرِیرُ قَالَ حَدَّثَنِی الْفَیْضُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ وَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْخَیْبَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَیْنٍ الْعُرَنِیُّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: الدُّعَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ سُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ

ص: 74

وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ الَّذِی لَا یَنْبَغِی التَّسْبِیحُ إِلَّا لَهُ سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَی كُلَّ یَوْمٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَ ذِی الطَّوْلِ وَ الْفَضْلِ سُبْحَانَ ذِی الْمَنِّ وَ النِّعَمِ سُبْحَانَ ذِی الْقُدْرَةِ وَ الْكَرَمِ سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِی الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَیِّ الْمُهَیْمِنِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا وَ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبْحَانَ الدَّائِمِ غَیْرِ الْغَافِلِ سُبْحَانَ الْعَالِمِ بِغَیْرِ تَعَلُّمٍ سُبْحَانَ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ الَّذِی یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ مِنْكَ فِی نِعْمَةٍ وَ خَیْرٍ وَ بَرَكَةٍ وَ عَافِیَةٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ وَ خَیْرَكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ عَافِیَتَكَ بِنَجَاةٍ مِنَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِی شُكْرَكَ وَ عَافِیَتَكَ وَ فَضْلَكَ وَ كَرَامَتَكَ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَیْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَیْتُ وَ فِی نِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ وَ أَنْبِیَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ وَرَثَةَ أَنْبِیَائِكَ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِكَ وَ جَمِیعَ خَلْقِكَ أَنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُحْیِی وَ تُمِیتُ وَ تُمِیتُ وَ تُحْیِی وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَ أَنَّ النُّشُورَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْقُبُورَ حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ- وَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ- وَ الْخَلَفَ الصَّالِحَ الْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمُنْتَظَرَ- صَلَوَاتُكَ یَا رَبِّ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ

ص: 75

أَجْمَعِینَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ الْمُهْتَدُونَ غَیْرُ الضَّالِّینَ وَ لَا الْمُضِلِّینَ وَ أَنَّهُمْ أَوْلِیَاؤُكَ الْمُهْتَدُونَ الْمُصْطَفَوْنَ وَ حِزْبُكَ الْغَالِبُونَ وَ صَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خِیَرَتُكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ نُجَبَاؤُكَ الَّذِینَ انْتَجَبْتَهُمْ لِوَلَایَتِكَ وَ اخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَ اصْطَفَیْتَهُمْ عَلَی عِبَادِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلَی الْعَالَمِینَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ وَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْتُبْ لِی هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ حَتَّی تُلَقِّنَنِیهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ وَ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ حَمْداً تَضَعُ لَهُ السَّمَاءُ كَنَفَیْهَا وَ تُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَیْهَا اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ آخِرُهُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَزِیدُ وَ لَا یَبِیدُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً دَائِماً أَبَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ وَ لَكَ یَنْبَغِی وَ إِلَیْكَ یَنْتَهِی حَمْداً یَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْفَدُ آخِرُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَیَّ وَ مَعِی وَ فِیَّ وَ قَبْلِی وَ أَمَامِی وَ فَوْقِی وَ تَحْتِی وَ لَدَیَّ وَ إِذَا مِتُّ وَ قُبِرْتُ وَ بَقِیتُ فَرْداً وَحِیداً ثُمَّ فَنِیتُ وَ لَكَ الْحَمْدُ إِذَا نُشِرْتُ وَ بُعِثْتُ یَا مَوْلَایَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الشُّكْرُ بِجَمِیعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَی جَمِیعِ نَعْمَائِكَ كُلِّهَا حَتَّی یَنْتَهِیَ الْحَمْدُ إِلَی مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ عِرْقٍ مُتَحَرِّكٍ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ نَوْمَةٍ وَ یَقَظَةٍ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ نَفَسٍ وَ بَطْشَةٍ وَ قَبْضَةٍ وَ بَسْطَةٍ وَ عَلَی كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الشُّكْرُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمَجْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْجُودُ كُلُّهُ وَ بِیَدِكَ الْخَیْرُ كُلُّهُ وَ إِلَیْكَ یَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِیَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَی الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا مُنْتَهَی لَهُ دُونَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِیَّتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا أَجْرَ لِقَائِلِهِ إِلَّا رِضَاكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَاعِثَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَارِثَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ بَدِیعَ

ص: 76

الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ مُبْتَدِعَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ مُنْتَهَی الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَلِیَّ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ مُبْتَدِئَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ صَادِقَ الْوَعْدِ وَفِیَّ الْعَهْدِ عَزِیزَ الْجُنْدِ قَدِیمَ الْمَجْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ رَفِیعَ الدَّرَجَاتِ مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ مُنْزِلَ الْآیَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ عَظِیمَ الْبَرَكَاتِ مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُمَاتِ وَ مُخْرِجَ مَنْ فِی الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ مُبَدِّلَ السَّیِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِیدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ لَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ مَلَكٍ فِی السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِی الْبِحَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا فِی جَوْفِ الْأَرَضِینَ وَ أَوْزَانِ مِیَاهِ الْبِحَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَدَدِ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَدَدِ مَا أَحْصَی كِتَابُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْوَرَقِ وَ الشَّجَرِ وَ الْحَصَی وَ النَّوَی وَ الثَّرَی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ الْبَهَائِمِ وَ السِّبَاعِ وَ الْهَوَامِّ حَمْداً كَثِیراً مُبَارَكاً فِیهِ كَمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ مِنَ الْحَمْدِ مُبَارَكاً فِیهِ أَبَداً: ثُمَّ تَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَقُولُ عَشْراً الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ ثُمَّ تَقُولُ عَشْراً یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا مُنِیرُ یَا مُنِیرُ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا قُدُّوسُ یَا قُدُّوسٌ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ تَقُولُ عَشْراً یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ تَقُولُ عَشْراً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ تَقُولُ عَشْراً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ تَقُولُ عَشْراً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ تَقُولُ عَشْراً اللَّهُمَّ اصْنَعْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَصْنَعْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا أَهْلُ

ص: 77

الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا فَارْحَمْنِی یَا مَوْلَایَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ- وَ تَقُولُ عَشْراً آمِینَ آمِینَ ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنَّكَ تُجَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

أقول: وجدت فی أصل قدیم من أصول أصحابنا هذا الدعاء بهذا السند أخبرنا محمد بن محمد بن سعید عن جعفر بن محمد بن مروان الغزال عن أبیه عن إسماعیل بن إبراهیم التمار عن محمد بن الحسین عن أبیه الحسین بن علی عن أبیه علی بن أبی طالب علیه السلام و ساق الحدیث و الدعاء مثله و قد تقدم فی أدعیة الصباح و المساء و إنما كررنا للاختلاف سندا و متنا.

«2»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (3)، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ غَیْرُهَا، رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام: فِی عَمَلِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْهَجْتَ سَبِیلَ الدَّلَالَةِ عَلَیْكَ بِأَعْلَامِ الْهِدَایَةِ بِمَنِّكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ أَقَمْتَ لَهُمْ مَنَارَ الْقَصْدِ إِلَی طَرِیقِ أَمْرِكَ بِمَعَادِنِ لُطْفِكَ وَ تَوَلَّیْتَ أَسْبَابَ الْإِنَابَةِ إِلَیْكَ بِمُسْتَوْضَحَاتٍ مِنْ حُجَجِكَ قُدْرَةً مِنْكَ عَلَی اسْتِخْلَاصِ أَفَاضِلِ عِبَادِكَ وَ حَضّاً لَهُمْ عَلَی أَدَاءِ مَضْمُونِ شُكْرِكَ وَ جَعَلْتَ تِلْكَ الْأَسْبَابَ لِخَصَائِصَ مِنْ أَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَكَ وَ ذَوِی الْحِبَاءِ لَدَیْكَ تَفْضِیلًا لِأَهْلِ الْمَنَازِلِ مِنْكَ وَ تَعْلِیماً أَنَّ مَا أَمَرْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ مُبَرَّأٌ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ إِلَّا بِكَ وَ شَاهِداً فِی إِمْضَاءِ الْحُجَّةِ عَلَی عَدْلِكَ وَ قَوَامِ وُجُوبِ حُكْمِكَ اللَّهُمَّ وَ قَدِ اسْتَشْفَعْتُ الْمَعْرِفَةَ بِذَلِكَ إِلَیْكَ وَ وَثِقْتُ بِفَضِیلَتِهَا عِنْدَكَ وَ قَدَّمْتُ الثِّقَةَ بِكَ وَسِیلَةً فِی اسْتِنْجَازِ مَوْعُودِكَ وَ الْأَخْذِ بِصَالِحِ مَا نَدَبْتَ إِلَیْهِ عِبَادَكَ وَ انْتِجَاعاً بِهَا مَحَلَّ تَصْدِیقِكَ وَ الْإِنْصَاتَ إِلَی فَهْمِ غَبَاوَةِ الْفَطِنِ عَنْ تَوْحِیدِكَ عِلْماً مِنِّی بِعَوَاقِبِ الْخِیَرَةِ فِی ذَلِكَ وَ اسْتِرْشَاداً لِبُرْهَانِ آیَاتِكَ وَ اعْتَمَدْتُكَ حِرْزاً وَاقِیاً مِنْ دُونِكَ وَ

ص: 78


1- 1. جمال الأسبوع: 471.
2- 2. مصباح المتهجد ص 276.
3- 3. جمال الأسبوع: 465.

اسْتَنْجَدْتُ الِاعْتِصَامَ بِكَ كَافِیاً مِنْ أَسْبَابِ خَلْقِكَ فَأَرِنِی مُبَشِّرَاتٍ مِنْ إِجَابَتِكَ تَفِی بِحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ وَ تَنْفِی عَوَارِضَ التُّهَمِ لِقَضَائِكَ فَإِنَّهُ ضَمَانُكَ لِلْمُجْتَهِدِینَ (1) وَ وَفَاؤُكَ لِلرَّاغِبِینَ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ وَ لَا أَذِلَّنَّ عَلَی التَّعَزُّزِ بِكَ وَ لَا أَسْتَقْفِیَنَّ نَهْجَ الضَّلَالَةِ عَنْكَ وَ قَدْ أَمَّتْكَ رَكَائِبُ طَلِبَتِی وَ أُنِیخَتْ (2) نَوَازِعُ الْآمَالِ مِنِّی إِلَیْكَ وَ نَاجَاكَ عَزْمُ الْبَصَائِرِ لِی فِیكَ اللَّهُمَّ وَ لَا أُسْلَبَنَّ عَوَائِدَ مِنَنِكَ غَیْرَ مُتَوَسِّمَاتٍ (3)

إِلَی غَیْرِكَ اللَّهُمَّ وَ جَدِّدْ لِی صِلَةَ الِانْقِطَاعِ إِلَیْكَ وَ اصْدُدْ قُوَی سَبَبِی عَنْ سِوَاكَ حَتَّی أَفِرَّ عَنْ مَصَارِعِ الْهَلَكَاتِ إِلَیْكَ وَ أَحُثَّ الرِّحْلَةَ إِلَی إِیثَارِكَ بِاسْتِظْهَارِ الْیَقِینِ فِیكَ فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لِمَنْ جَهِلَكَ بَعْدَ اسْتِعْلَاءِ الثَّنَاءِ عَلَیْكَ وَ لَا حُجَّةَ لِمَنِ اخْتَزَلَ عَنْ طَرِیقِ الْعِلْمِ

بِكَ مَعَ إِزَاحَةِ الْیَقِینِ مَوَاقِعَ (4) الشُّكُوكِ فِیكَ وَ لَا یَبْلُغُ إِلَی فَضَائِلِ الْقِسَمِ إِلَّا بِتَأْیِیدِكَ وَ تَسْدِیدِكَ فَتَوَلَّنِی بِتَأْیِیدٍ مِنْ عَوْنِكَ وَ كَافِنِی عَلَیْهِ بِجَزِیلِ عَطَائِكَ اللَّهُمَّ أُثْنِی عَلَیْكَ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ لِأَنَّ بَلَاءَكَ عِنْدِی أَحْسَنُ الْبَلَاءِ أَوْقَرْتَنِی نِعَماً وَ أَوْقَرْتُ نَفْسِی ذُنُوباً كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَسْبَغْتَهَا عَلَیَّ لَمْ أُؤَدِّ شُكْرَهَا وَ كَمْ مِنْ خَطِیئَةٍ أَحْصَیْتَهَا عَلَیَّ أَسْتَحْیِی مِنْ ذِكْرِهَا وَ أَخَافُ جَزَاءَهَا إِنْ تَعْفُ لِی عَنْهَا فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ وَ إِنْ تُعَاقِبْنِی عَلَیْهَا فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنَا اللَّهُمَّ فَارْحَمْ نِدَائِی إِذَا نَادَیْتُكَ وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ إِذَا نَاجَیْتُكَ فَإِنِّی أَعْتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبِی وَ أَذْكُرُ لَكَ حَاجَتِی وَ أَشْكُو إِلَیْكَ مَسْكَنَتِی وَ فَاقَتِی وَ قَسْوَةَ قَلْبِی وَ مَیْلَ نَفْسِی فَإِنَّكَ قُلْتُ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ وَ هَا أَنَا ذَا یَا إِلَهِی قَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ قَعَدْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ مُسْتَكِیناً مُتَضَرِّعاً إِلَیْكَ رَاجِیاً لِمَا عِنْدَكَ تَرَانِی وَ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی وَ تَسْمَعُ كَلَامِی وَ تَعْرِفُ حَاجَتِی وَ مَسْكَنَتِی (5)

وَ حَالِی

ص: 79


1- 1. فی مطبوعة الكمبانیّ: للمجتهدین.
2- 2. و انتحت، انتحیت خ.
3- 3. مترسمات خ.
4- 4. مواضع خ.
5- 5. مسألتی خ.

وَ مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ وَ مَا أُرِیدُ أَنْ أَبْتَدِئَ فِیهِ مِنْ مَنْطِقِی وَ الَّذِی أَرْجُو مِنْكَ فِی عَاقِبَةِ أَمْرِی وَ أَنْتَ مُحْصٍ لِمَا أُرِیدُ التَّفَوُّهَ بِهِ مِنْ مَقَالِی جَرَتْ مَقَادِیرُكَ بِأَسْبَابِی وَ مَا یَكُونُ مِنِّی فِی سَرِیرَتِی وَ عَلَانِیَتِی وَ أَنْتَ مُتَمِّمٌ لِی مَا أَخَذْتَ عَلَیْهِ مِیثَاقِی وَ بِیَدِكَ لَا بِیَدِ غَیْرِكَ زِیَادَتِی وَ نُقْصَانِی وَ أَحَقُّ مَا أُقَدِّمُ إِلَیْكَ قَبْلَ الذِّكْرِ لِحَاجَتِی وَ التَّفَوُّهِ بِطَلَبِی شَهَادَتِی بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ إِقْرَارِی بِرُبُوبِیَّتِكَ الَّتِی ضَلَّتْ عَنْهَا الْآرَاءُ وَ تَاهَتْ فِیهَا الْعُقُولُ وَ قَصُرَتْ دُونَهَا الْأَوْهَامُ وَ كَلَّتْ عَنْهَا الْأَحْلَامُ فَانْقَطَعَ دُونَ كُنْهِ مَعْرِفَتِهَا مَنْطِقُ الْخَلَائِقِ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ غَایَةِ وَصْفِهَا فَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَبْلُغَ شَیْئاً مِنْ وَصْفِكَ وَ یَعْرِفَ شَیْئاً مِنْ نَعْتِكَ إِلَّا مَا حَدَّدْتَهُ وَ وَصَفْتَهُ وَ وَقَّفْتَهُ عَلَیْهِ وَ بَلَّغْتَهُ إِیَّاهُ وَ أَنَا مُقِرٌّ بِأَنِّی لَا أَبْلُغُ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنْ تَعْظِیمِ جَلَالِكَ وَ تَقْدِیسِ مَجْدِكَ وَ تَمْجِیدِكَ وَ كَرَمِكَ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْكَ وَ الْمَدْحِ لَكَ وَ الذِّكْرِ لِآلَائِكَ وَ الْحَمْدِ لَكَ عَلَی بَلَائِكَ وَ الشُّكْرِ لَكَ عَلَی نَعْمَائِكَ وَ ذَلِكَ مَا تَكِلُّ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَتِهِ وَ تَعْجِزُ الْأَبْدَانُ عَنْ أَدَاءِ شُكْرِهِ-(1) وَ إِقْرَارِی لَكَ بِمَا احْتَطَبْتُ عَلَی نَفْسِی مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ الَّتِی قَدْ أَوْبَقَتْنِی وَ أَخْلَقَتْ عِنْدَكَ وَجْهِی وَ لِكَبِیرِ خَطِیئَتِی وَ عَظِیمِ جُرْمِی هَرَبْتُ إِلَیْكَ رَبِّی وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ مَوْلَایَ وَ تَضَرَّعْتُ إِلَیْكَ سَیِّدِی لَأُقِرَّ لَكَ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ بِوُجُودِ رُبُوبِیَّتِكَ فَأُثْنِی عَلَیْكَ بِمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ وَ أَصِفُكَ بِمَا یَلِیقُ بِكَ مِنْ صِفَاتِكَ وَ أَذْكُرُ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَ أَعْتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِخَطِیئَتِی وَ أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ مِنْهُ إِلَیْكَ وَ الْعَوْدَ مِنْكَ عَلَیَّ بِالْمَغْفِرَةِ لَهَا فَإِنَّكَ قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً وَ قُلْتَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ إِلَهِی إِلَیْكَ اعْتَمَدْتُ لِقَضَاءِ حَاجَتِی وَ بِكَ أَنْزَلْتُ الْیَوْمَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی الْتِمَاساً مِنِّی لِرَحْمَتِكَ وَ رَجَاءً مِنِّی لِعَفْوِكَ فَإِنِّی لِرَحْمَتِكَ وَ عَفْوِكَ أَرْجَی مِنِّی لِعَمَلِی وَ رَحْمَتُكَ وَ عَفْوُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِی فَتَوَلَّ الْیَوْمَ قَضَاءَ حَاجَتِی بِقُدْرَتِكَ عَلَی ذَلِكَ وَ تَیَسُّرِ ذَلِكَ

ص: 80


1- 1. أدنی شكره خ.

عَلَیْكَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ خَیْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ وَ لَمْ یَصْرِفْ عَنِّی سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ غَیْرُكَ فَارْحَمْنِی سَیِّدِی یَوْمَ یُفْرِدُنِی النَّاسُ فِی حُفْرَتِی وَ أُفْضِی إِلَیْكَ بِعَمَلِی فَقَدْ قُلْتَ سَیِّدِی وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ أَجَلْ وَ عِزَّتِكَ سَیِّدِی لَنِعْمَ الْمُجِیبُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْمُسْتَعَانُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْقَادِرُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْخَالِقُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْمُبْتَدِئُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْمُعِیدُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الْمُسْتَغَاثُ أَنْتَ وَ لَنِعْمَ الصَّرِیخُ أَنْتَ فَأَسْأَلُكَ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا وَلِیَّ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْفَعَّالَ لِمَا یُرِیدُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ أَنْ تُكْرِمَنِی فِی مَقَامِی هَذَا وَ فِیمَا بَعْدَهُ كَرَامَةً لَا تُهِینُنِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنْ تَجْعَلَ أَفْضَلَ جَائِزَتِكَ الْیَوْمَ فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّی شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ ضَعِیفٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ شَدِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ قَرِیبٍ أَوْ بَعِیدٍ وَ شَرَّ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَهُ وَ بَرَأْتَهُ وَ أَنْشَأْتَهُ وَ ابْتَدَعْتَهُ وَ مِنْ شَرِّ الصَّوَاعِقِ وَ الْبَرَدِ وَ الرِّیحِ وَ الْمَطَرِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1).

بیان: قال الجوهری استوضحته الأمر أو الكلام إذا سألته أن یوضحه لك مضمون شكرك أی شكرك المضمون اللازم الاستنجاز الاستعانة و المجتدی طالب الجدوی و هی العطیة و الاستقفاء الاستتباع و النهج بالسكون الطریق الواضح و قد أمتك أی قصدتك و الركائب جمع الركاب واحدتها راحلة غیر متوسمات أی حال كون العوائد لا یتوسم و لا یتفرس حصولها من غیرك و فی بعض النسخ بالراء و معناه قریب من الواو و الفتح فیهما أظهر و الاختزال الانقطاع و یقال فاه بالكلام و تفوه به أی فتح فاه به و تكلم.

«3»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (2)، وَ الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُمَا(3)، رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 81


1- 1. البلد الأمین ص 77.
2- 2. جمال الأسبوع: 471.
3- 3. البلد الأمین: 72.

علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ.

الْجَمَالُ، وَ رَوَیْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ بِإِسْنَادِی إِلَی أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عُقْدَةَ مِنْ كِتَابِهِ الَّذِی صَنَّفَهُ فِی مَشَایِخِ الشِّیعَةِ فَقَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ دَفَعَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ كِتَاباً فِیهِ دُعَاءٌ وَ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دَفَعَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْأَشْعَثِ إِلَی ابْنِهِ مِهْرَانَ وَ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الَّتِی فِیهِ اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا وَصَفْتَهُ فِی كِتَابِكَ حَیْثُ تَقُولُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَ أَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ صَلَّیْتَ عَلَیْهِ أَنْتَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ أَنْزَلْتَ فِی مُحْكَمِ قُرْآنِكَ (1) إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً لَا لِحَاجَةٍ إِلَی صَلَاةِ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَیْهِ وَ لَا

إِلَی تَزْكِیَتِهِمْ إِیَّاهُ بَعْدَ تَزْكِیَتِكَ بَلِ الْخَلْقُ جَمِیعاً هُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَی ذَلِكَ لِأَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الَّذِی لَا تَقْبَلُ مِمَّنْ أَتَاكَ إِلَّا مِنْهُ وَ جَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ قُرْبَةً مِنْكَ وَ وَسِیلَةً إِلَیْكَ وَ زُلْفَةً عِنْدَكَ وَ دَلَلْتَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ وَ أَمَرْتَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ لِیَزْدَادُوا أُثْرَةً لَدَیْكَ وَ كَرَامَةً عَلَیْكَ وَ وَكَّلْتَ بِالْمُصَلِّینَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَكَ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ وَ یُبَلِّغُونَهُ صَلَاتَهُمْ وَ تَسْلِیمَهُمْ اللَّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا عَظَّمْتَ بِهِ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْجَبْتَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ تُطْلِقَ لِسَانِی مِنَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ بِمَا لَمْ تُطْلِقْ بِهِ لِسَانَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تُعْطِهِ إِیَّاهُ ثُمَّ تُؤْتِیَنِی عَلَی ذَلِكَ مُرَافَقَتَهُ حَیْثُ أَحْلَلْتَهُ عَلَی قُدْسِكَ وَ جَنَّاتِ فِرْدَوْسِكَ ثُمَّ لَا تُفَرِّقُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْدَأُ بِالشَّهَادَةِ لَهُ ثُمَّ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَا أَبْلُغُ مِنْ ذَلِكَ رِضَی نَفْسِی وَ لَا یُعَبِّرُهُ لِسَانِی عَنْ ضَمِیرِی وَ لَا أُلَامُ عَلَی التَّقْصِیرِ مِنِّی لَعَجْزِ قُدْرَتِی عَنْ بُلُوغِ

ص: 82


1- 1. محكم كتابك خ.

الْوَاجِبِ عَلَیَّ مِنْهُ: لِأَنَّهُ حَظٌّ لِی وَ حَقٌّ عَلَیَّ وَ أَدَاءٌ لِمَا أَوْجَبْتَ لَهُ فِی عُنُقِی أَنْ قَدْ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ غَیْرَ مُفَرِّطٍ فِیمَا أَمَرْتَ وَ لَا مُجَاوِزٍ لِمَا نَهَیْتَ وَ لَا مُقَصِّرٍ فِیمَا أَرَدْتَ وَ لَا مُتَعَدٍّ لِمَا أَوْصَیْتَ وَ تَلَا آیَاتِكَ عَلَی مَا أَنْزَلْتَ إِلَیْهِ وَحْیَكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ مُقْبِلًا غَیْرَ مُدْبِرٍ وَ وَفَی بِعَهْدِكَ وَ صَدَّقَ وَعْدَكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ لَا یَخَافُ فِیكَ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَ بَاعَدَ فِیكَ الْأَقْرَبِینَ وَ قَرَّبَ فِیكَ الْأَبْعَدِینَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ ائْتَمَرَ بِهَا سِرّاً وَ عَلَانِیَةً وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ انْتَهَی عَنْهَا سِرّاً وَ عَلَانِیَةً وَ دَلَّ عَلَی مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ أَخَذَ بِهَا وَ نَهَی عَنْ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ وَ رَغِبَ عَنْهَا وَ وَالَی أَوْلِیَاءَكَ بِالَّذِی تُحِبُّ أَنْ یُوَالَوْا بِهِ قَوْلًا وَ عَمَلًا وَ دَعَا إِلَی سَبِیلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ فَقَبَضْتَهُ إِلَیْكَ تَقِیّاً نَقِیّاً زَكِیّاً قَدْ أَكْمَلْتَ بِهِ الدِّینَ وَ أَتْمَمْتَ بِهِ النَّعِیمَ وَ ظَاهَرْتَ بِهِ الْحُجَجَ وَ شَرَعْتَ بِهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَصَّلْتَ بِهِ الْحَلَالَ عَنِ الْحَرَامِ وَ نَهَجْتَ بِهِ لِخَلْقِكَ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِیمَ وَ بَیَّنْتَ بِهِ الْعَلَامَاتِ وَ النُّجُومَ الَّذِی بِهِ یَهْتَدُونَ وَ لَمْ تَدَعْهُمْ بَعْدَهُ فِی عَمْیَاءَ یَهِیمُونَ وَ لَا فِی شُبْهَةٍ یَتِیهُونَ وَ لَمْ تَكِلْهُمْ إِلَی النَّظَرِ لِأَنْفُسِهِمْ فِی دِینِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَ لَا التَّخَیُّرِ مِنْهُمْ بِأَهْوَائِهِمْ فَیَتَشَعَّبُونَ فِی مُدْلَهِمَّاتِ الْبِدَعِ وَ یَتَحَیَّرُونَ فِی مُطْبِقَاتِ الظُّلَمِ وَ تَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ فِی مَا یَعْلَمُونَ وَ فِیمَا لَا یَعْلَمُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ تَوَلَّی مِنَ الدُّنْیَا رَاضِیاً عَنْكَ مَرْضِیّاً عِنْدَكَ مَحْمُوداً عِنْدَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الْمُصْطَفَیْنَ وَ أَنَّهُ غَیْرُ مَلِیمٍ وَ لَا ذَمِیمٍ وَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ وَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ سَاحِراً وَ لَا سُحِرَ لَهُ وَ لَا كَاهِناً وَ لَا تُكُهِّنَ (1) لَهُ وَ لَا شَاعِراً وَ لَا شُعِرَ لَهُ وَ لَا كَذَّاباً وَ أَنَّهُ كَانَ رَسُولَكَ وَ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِكَ الْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِینَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِیمِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَا أَتَانَا بِهِ مِنْ عِنْدِكَ وَ أَخْبَرَنَا بِهِ عَنْكَ أَنَّهُ الْحَقُّ الْیَقِینُ-(2) لَا شَكَّ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ.

ص: 83


1- 1. و لا كهن له خ.
2- 2. الحق المبین خ ل.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ وَلِیِّكَ وَ نَجِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ صَفْوَتِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ لِرِسَالاتِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَهُ لِدِینِكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُ عِبَادَكَ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَی وَحْیِكَ عَلَمِ الْهُدَی وَ بَابِ النُّهَی وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَی فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ الشَّاهِدِ لَهُمْ الْمُهَیْمِنِ عَلَیْهِمْ أَشْرَفَ وَ أَفْضَلَ وَ أَزْكَی وَ أَطْهَرَ وَ أَنْمَی وَ أَطْیَبَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ الْمُخْلَصِینَ مِنْ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ غُفْرَانَكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ مُعَافَاتَكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ مَنَّكَ وَ فَضْلَكَ وَ سَلَامَكَ وَ شَرَفَكَ وَ إِعْظَامَكَ وَ تَبْجِیلَكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً وَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا فَوْقَهُمَا وَ مَا تَحْتَهُمَا وَ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ وَ مَا بَیْنَ الْهَوَاءِ وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْجِبَالِ وَ الشَّجَرِ وَ الدَّوَابِّ وَ مَا سَبَّحَ لَكَ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ فِی الظُّلْمَةِ وَ الضِّیَاءِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ وَ سَاعَاتِهِ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیِّ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْأَعْجَمِینَ وَ الشَّاهِدِ الْبَشِیرِ وَ الْأَمِینِ النَّذِیرِ وَ الدَّاعِی إِلَیْكَ بِإِذْنِكَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَوْمَ الدِّینِ یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا كَرَّمْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا كَثَّرْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا ثَبَّتَّنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَنْعَشْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَحْیَیْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا أَعْزَزْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا فَضَّلْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ اجْزِ نَبِیَّنَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَ رَسُولًا عَمَّنْ أَرْسَلْتَهُ إِلَیْهِ اللَّهُمَّ اخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ قِسَمِ الْفَضَائِلِ وَ بَلِّغْهُ أَعْلَی شَرَفِ الْمُكَرَّمِینَ مِنَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَی فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی

ص: 84

جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ.

اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَرْضَی وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضَا وَ اجْعَلْهُ أَكْرَمَ خَلْقِكَ مِنْكَ مَجْلِساً وَ أَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً وَ أَوْفَرَهُمْ عِنْدَكَ حَظّاً فِی كُلِّ خَیْرٍ أَنْتَ قَاسِمُهُ بَیْنَهُمْ اللَّهُمَّ أَوْرِدْ عَلَیْهِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ ذَوِی قَرَابَتِهِ وَ أُمَّتِهِ مَنْ تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَ أَقْرِرْ عُیُونَنَا بِرُؤْیَتِهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْوَسِیلَةِ وَ الْفَضِیلَةِ وَ الشَّرَفِ وَ الْكَرَامَةِ مَا یَغْبِطُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ النَّبِیُّونَ وَ الْمُرْسَلُونَ وَ الْخَلْقُ أَجْمَعُونَ اللَّهُمَّ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْلِ كَعْبَهُ وَ أَفْلِجْ حُجَّتَهُ وَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی وَعَدْتَهُ وَ أَكْرِمْ زُلْفَتَهُ وَ أَجْزِلْ عَطِیَّتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ نَوِّرْ نُورَهُ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ تَقَبَّلْ صَلَاةَ أُمَّتِهِ عَلَیْهِ وَ اقْصُصْ بِنَا أَثَرَهُ وَ اسْلُكْ بِنَا سَبِیلَهُ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِهِ وَ ابْعَثْنَا عَلَی مِنْهَاجِهِ وَ اجْعَلْنَا نَدِینُ بِدِینِهِ وَ نَهْتَدِی بِهُدَاهُ وَ نَقْتَدِی بِسُنَّتِهِ وَ نَكُونُ مِنْ شِیعَتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ أَوْلِیَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ خِیَارِ أُمَّتِهِ وَ مُقَدَّمِ زُمْرَتِهِ وَ تَحْتَ لِوَائِهِ نُعَادِی عَدُوَّهُ وَ نُوَالِی وَلِیَّهُ حَتَّی تُورِدَنَا عَلَیْهِ بَعْدَ الْمَمَاتِ مَوْرِدَهُ غَیْرَ خَزَایَا وَ لَا نَادِمِینَ وَ لَا مُبَدِّلِینَ وَ لَا نَاكِثِینَ.

اللَّهُمَّ وَ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَ مَعَ كُلِّ قُرْبَةٍ قُرْبَةً وَ مَعَ كُلِّ وَسِیلَةٍ وَسِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ شَفَاعَةٍ شَفَاعَةً وَ مَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً وَ مَعَ كُلِّ خَیْرٍ خَیْراً وَ مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً وَ شَفِّعْهُ فِی كُلِّ مَنْ یَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ حَتَّی لَا یُعْطَی مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ مُصْطَفًی إِلَّا دُونَ مَا أَنْتَ مُعْطِیهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْهُ الْمُقَدَّمَ فِی الدَّعْوَةِ وَ الْمُؤْثَرَ بِهِ فِی الْأَثَرَةِ وَ الْمُنَوَّهَ بِاسْمِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی الشَّفَاعَةِ إِذَا تَجَلَّیْتَ بِنُورِكَ وَ جِی ءَ بِالْكِتَابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ذلِكَ یَوْمُ التَّغابُنِ ذَلِكَ یَوْمُ الْحَسْرَةِ ذَلِكَ یَوْمُ الْآزِفَةِ وَ ذَلِكَ یَوْمٌ لَا تُسْتَقَالُ فِیهِ

ص: 85

الْعَثَرَاتُ وَ لَا تُبْسَطُ فِیهِ التَّوْبَاتُ وَ لَا یَسْتَدْرَكُ فِیهِ مَا فَاتَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ رَحِمْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ وَ امْنُنْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی مُوسَی وَ هَارُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ سَلَّمْتَ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ الْأَوَّلِینَ مِنْهُمْ وَ الْآخِرِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ وَ افْتَحْ لَهُ فَتْحاً یَسِیراً وَ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِیزاً وَ اجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ أَزْوَاجِهِ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ الطَّاهِرِینَ الْمُطَهَّرِینَ الْهُدَاةِ الْمُهْتَدِینَ غَیْرَ الضَّالِّینَ وَ لَا الْمُضِلِّینَ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَوَّلِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ فِی الْآخِرِینَ وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ أَبَدَ الْآبِدِینَ صَلَاةً لَا مُنْتَهَی لَهَا وَ لَا أَمَدَ دُونَ رِضَاكَ آمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِینَ بَدَّلُوا دِینَكَ وَ كِتَابَكَ وَ غَیَّرُوا سُنَّةَ نَبِیِّكَ عَلَیْهِ سَلَامُكَ وَ أَزَالُوا الْحَقَّ عَنْ مَوْضِعِهِ أَلْفَیْ أَلْفِ لَعْنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ غَیْرِ مُؤْتَلِفَةٍ وَ الْعَنْهُمْ أَلْفَیْ أَلْفِ لَعْنَةٍ مُؤْتَلِفَةٍ غَیْرِ مُخْتَلِفَةٍ وَ الْعَنْ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ مَنْ رَضِیَ بِفِعَالِهِمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اللَّهُمَّ یَا بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ وَ دَاحِیَ الْمَدْحُوَّاتِ وَ قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ وَ رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا تُعْطِی مِنْهُمَا مَا تَشَاءُ وَ تَمْنَعُ مِنْهُمَا مَا تَشَاءُ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطِ مُحَمَّداً حَتَّی یَرْضَی وَ بَلِّغْهُ الْوَسِیلَةَ الْعُظْمَی اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً فِی السَّابِقِینَ غَایَتَهُ وَ فِی الْمُنْتَجَبِینَ كَرَامَتَهُ وَ فِی الْعَالِینَ ذِكْرَهُ وَ أَسْكِنْهُ أَعْلَی غُرَفِ الْفِرْدَوْسِ فِی الْجَنَّةِ الَّتِی لَا تَفُوقُهَا دَرَجَةٌ وَ لَا یَفْضُلُهَا شَیْ ءٌ.

ص: 86

اللَّهُمَّ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَضِئْ نُورَهُ وَ كُنْ أَنْتَ الْحَافِظَ لَهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَوَّلَ قَارِعٍ لِبَابِ الْجَنَّةِ وَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَ أَوَّلَ شَافِعٍ وَ أَوَّلَ مُشَفَّعٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْوُلَاةِ السَّادَاتِ الْكُفَاةِ الْكُهُولِ الْكِرَامِ الْقَادَةِ الْقَمَاقِمِ الضِّخَامِ اللُّیُوثِ الْأَبْطَالِ عِصْمَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ وَ إِجَارَةً لِمَنِ اسْتَجَارَ بِهِمْ وَ الْكَهْفِ الْحَصِینِ وَ الْفُلْكِ الْجَارِیَةِ فِی اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ وَ الرَّاغِبُ عَنْهُمْ مَارِقٌ وَ الْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ وَ رِمَاحُكَ فِی أَرْضِكَ وَ صَلِّ عَلَی عِبَادِكَ فِی أَرْضِكَ (1)

الَّذِینَ أَنْقَذْتَ بِهِمْ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ أَنَرْتَ بِهِمْ مِنَ الظُّلْمَةِ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ آمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِینِ الْمُسْتَكِینِ وَ أَبْتَغِی إِلَیْكَ ابْتِغَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِیرِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ الضَّعِیفِ الضَّرِیرِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الْخَاطِی مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ وَ رَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ وَ سَقَطَتْ لَكَ نَاصِیَتُهُ وَ انْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ وَ فَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ وَ اعْتَرَفَ بِخَطِیئَتِهِ وَ قَلَّتْ عَنْهُ حِیلَتُهُ وَ أَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ أَسْأَلُكَ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَوَّلًا وَ آخِراً وَ أَسْأَلُكَ حُسْنَ الْمَعِیشَةِ مَا أَبْقَیْتَنِی مَعِیشَةً أَقْوَی بِهَا فِی جَمِیعِ حَالاتِی وَ أَتَوَصَّلُ بِهَا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا إِلَی آخِرَتِی عَفْواً لَا تُتْرِفْنِی فَأَطْغَی وَ لَا تُقَتِّرْ عَلَیَّ فَأَشْقَی وَ أَعْطِنِی مِنْ ذَلِكَ غِنًی عَنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ بَلِّغْهُ إِلَی رِضَاكَ وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا عَلَیَّ سِجْناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَیَّ حُزْناً أَخْرِجْنِی مِنْهَا وَ مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضِیّاً عَنِّی مَقْبُولًا فِیهَا عَمَلِی إِلَی دَارِ الْحَیَوَانِ وَ مَسَاكِنِ الْأَخْیَارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ

أَزْلِهَا وَ زِلْزَالِهَا وَ سَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا وَ سَلَاطِینِهَا وَ شَرِّ شَیْطَانِهَا وَ بَغْیِ مَنْ بَغَی عَلَیَّ فِیهَا: اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی فَأَرِدْهُ وَ مَنْ كَادَنِی فَكِدْهُ وَ افْقَأْ عَنِّی عُیُونَ الْكَفَرَةِ وَ اعْصِمْنِی مِنْ ذَلِكَ بِالسَّكِینَةِ وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ اجْعَلْنِی فِی سِتْرِكَ الْوَاقِی وَ أَصْلِحْ حَالِی

ص: 87


1- 1. ما بین العلامتین لا یوجد فی المصباح.

وَ بَارِكْ لِی فِی أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی وَ حُزَانَتِی وَ مَنْ أَحْبَبْتُ فِیكَ وَ أَحَبَّنِی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا قَدْ قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا نَسِیتُ وَ مَا تَعَمَّدْتُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِی كَمَا أَرَدْتَ فَاجْعَلْنِی كَمَا تُحِبُّ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

بیان: مِنْ أَنْفُسِكُمْ أی من جنسكم من البشر ثم من العرب ثم من بنی إسماعیل و قرئ شاذا من أنفسكم بفتح الفاء أی أشرفكم و أفضلكم قیل هی قراءة فاطمة و النبی صلی اللّٰه علیه و آله عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ أی عنتكم و العنت المشقة أی ما یلحقكم من الضرر بترك الإیمان حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ أی یود أن لا یخرج أحد منكم عن الاستسعاد به و بدینه الذی جاء به بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ قیل أی بالمذنبین و قیل رءوف رحیم بأولیائه و قیل رءوف بمن رآه رحیم لمن لم یره.

لیزدادوا بها أثرة قال الكفعمی أی فضلا و منه قوله تعالی لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَیْنا(2) أی فضلك و له علیه أثرة أی فضل و مآثر العرب مكارمها التی تؤثر عنها انتهی.

غیر ملیم بضم المیم أی غیر داخل فی الملامة أو آت بما یلام علیه أو ملیم نفسه أو بالفتح مبنیا من لئم كمشیب فی مشوب و الذمیم المذموم و المهیمن الشاهد و الرقیب و الحافظ و المؤتمن و الخافقان أفقا المشرق و المغرب.

و فی النهایة فیه أمتی الغر المحجلون الغر جمع الأغر من الغرة بیاض الوجه و المحجل من الخیل هو الذی یرتفع البیاض فی قوائمه إلی موضع القید و یجاوز الأرساغ و لا یجاوز الركبتین أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی و الأقدام استعار أثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه.

و قال الكفعمی و یرید بالأعجمین الذین لا یفصحون لا العجم الذین هم خلاف العرب لأن العجم من الإنس و الأعجمی الذی لا یفصح سواء كان من العرب

ص: 88


1- 1. مصباح المتهجد ص 271.
2- 2. یوسف: 91.

أو العجم لآفة بلسانه لا یتبین كلامه و فی الحدیث جرح العجماء جبار و كل من لا یقدر علی الكلام فهو أعجم و مستعجم انتهی.

وَ نَهَرٍ قیل أی أنهار اكتفی باسم الجنس أو سعة أو ضیاء من النهار فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ أی مكان مرضی عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ أی مقربین عند من تعالی أمره فی الملك و الاقتدار.

و فی النهایة فیه لا یزال كعبك عالیا هو دعاء بالشرف و العلو و الفلج الظفر و الفوز و الغلبة و الزلفة القرب و قص أثره أی تتبعه و الزمرة الجماعة من الناس فی الأولین أی معهم إذا صلیت علیهم أو بسببهم فإنه سبب الرحمة علی جمیع الخلق و الأول أظهر و كذا البواقی مختلفة أی فی الأنواع مؤتلفة أی فی الشدة و الفعال بالكسر جمع و بالفتح مصدر و المسموكات المرفوعات كالسماوات و المدحوات الأرضون غایته أی منتهی أمره أو رأیته و الكفاة جمع الكفی و هو الذی یكفیك الشرور و الآفات و فی بعض النسخ الكمأة و هو جمع الكمی و هو الشجاع.

و القماقم جمع القمقام و هو السید و یقال سید قماقم بالضم لكثرة خیره ذكره الجوهری و الأبطال جمع البطل و هو الشجاع عفوا أی بقدر الكفایة أو زائدا أو طیبا قال فی النهایة فیه أمر اللّٰه نبیه أن یأخذ العفو من أخلاق الناس هو السهل المتیسر و فی القاموس العفو أحل المال و أطیبه و خیار الشی ء و أجوده و الفضل و المعروف انتهی و أترفته النعمة أطغته و التقتیر التضییق فأشقی أی أتعب أو أصیر شقیا بعدم الصبر و الشجن بالتحریك الحزن و الأزل الضیق و الشدة و زلزالها بلایاها و مصائبها و قد مر شرح سائر أجزاء الدعاء.

وَ وَجَدْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فِی نُسْخَةٍ قَدِیمَةٍ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ قُدَمَاءِ أَصْحَابِنَا تَارِیخُ كِتَابَتِهَا سَنَةُ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ مَرْوِیّاً عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَفَعَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْأَشْعَثِ كِتَاباً فِیهِ دُعَاءٌ وَ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 89

فَدَفَعَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْأَشْعَثِ إِلَی ابْنِهِ مِهْرَانَ ثُمَّ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَی قَوْلِهِ صَلَاةً لَا مُنْتَهَی لَهُ وَ لَا أَمَدَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ كَانَتْ فِیهِ اخْتِلَافَاتٌ وَ زِیَادَاتٌ أَلْحَقْنَا بَعْضَهَا مِنْهَا قَوْلُهُ وَ دَلَّ عَلَی مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ تَوَلَّی مِنَ الدُّنْیَا رَاضِیاً عَنْكَ فَإِنَّ هَذِهِ الزِّیَادَةَ لَمْ تَكُنْ فِی سَائِرِ الْكُتُبِ وَ وُجُودُهَا أَوْلَی وَ أَوْرَدْنَاهَا بِهَذَا السِّیَاقِ وَ السَّنَدِ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ.

«4»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، قَالَ حَدَّثَ الْحُسَیْنُ بْنُ بَابَوَیْهِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الصَّیْقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ حِینَ یُصَلِّی الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ یَنْفَتِلَ مِنْ صَلَاتِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- صَلَّتْ عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ تِلْكَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ(1).

وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا صَلَّیْتَ الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ تَقُولُ ذَلِكَ سَبْعاً(2).

وَ مِنْهُ بِأَسَانِیدِهِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ السَّاوِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْفَعْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً(3).

ص: 90


1- 1. جمال الأسبوع: 447- 445.
2- 2. جمال الأسبوع: 447- 445.
3- 3. جمال الأسبوع: 447- 445.

وَ مِنْهُ بِأَسَانِیدِهِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی الْأَیَّامَ وَ یَبْعَثُ الْجُمُعَةَ أَمَامَهَا كَالْعَرُوسِ ذَاتَ كَمَالٍ وَ جَمَالٍ تُهْدَی إِلَی ذِی دِینٍ وَ مَالٍ فَتَقِفُ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ وَ الْأَیَّامُ خَلْفَهَا فَیَشْفَعُ لِكُلِّ مَنْ أَكْثَرَ الصَّلَاةَ فِیهَا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

قَالَ ابْنُ سِنَانٍ فَقُلْتُ كَمِ الْكَثِیرُ فِی هَذَا وَ فِی أَیِّ زَمَانِ أَوْقَاتِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ أَفْضَلُ قَالَ مِائَةُ مَرَّةٍ وَ لْیَكُنْ ذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ وَ كَیْفَ أَقُولُهَا قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ مِائَةَ مَرَّةٍ(1).

وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ قِیلَ لَهُ كَیْفَ نَقُولُ قَالَ تَقُولُونَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِیعِ خَلْقِهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ عَلَی أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَقُولُهَا مِائَةَ مَرَّةٍ(2).

وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ مُوسَی بْنِ زَنْجَوَیْهِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا صَلَّیْتَ الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ ذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِیثِ (3).

وَ مِنْهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ وَ ذُبْیَانَ بْنِ حَكِیمٍ الْأَوْدِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ أُكَیْلٍ النُّمَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ تَعَالَی یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ

ص: 91


1- 1. جمال الأسبوع: 451- 448.
2- 2. جمال الأسبوع: 451- 448.
3- 3. جمال الأسبوع: 451- 448.

غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ذَنْبَهُ فِیمَا سَلَفَ وَ عَصَمَهُ فِیمَا بَقِیَ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ ذَنْبٌ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ وَالِدَیْهِ (1).

وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْعُقَیْلِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ خَمْسَ مَرَّاتٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُرِیَهُ اللَّهُ فِی مَنَامِهِ الْجَنَّةَ وَ یَرَی مَكَانَهُ مِنْهَا.

قال السید و هذه الصلاة ذكرها جدی أبو جعفر الطوسی رضی اللّٰه عنه فی عمل یوم الجمعة فی المصباح (2)

الكبیر و لم یذكر إسنادها علی عادته فی الاختصار أو لغیر ذلك من الأعذار إلا أنه ذكر فی الركعة الأولی فاتحة الكتاب و آیة الكرسی و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خمسا و عشرین مرة و لعله أقرب إلی الصواب و ذكر باقی الروایة كما ذكرناه فی الصفة و الثواب (3).

«5»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ نَاجِیَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ نَاجِیَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِذَا صَلَّیْتَ الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- فَإِنَّ مَنْ قَالَهَا بَعْدَ الْعَصْرِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَیِّئَةٍ

ص: 92


1- 1. جمال الأسبوع:
2- 2. مصباح المتهجد ص 222.
3- 3. جمال الأسبوع: 529.

وَ قَضَی لَهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ(1).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن الیقطینی: مثله (2).

مجالس ابن الشیخ، عن أبیه عن الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری عن الصدوق: مثله (3).

الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ رَفَعَهُ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ (4).

أعلام الدین، مرسلا: مثله.

«6»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَخْبِرْنَا عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَالَ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ وَ مَا زِدْتَ فَهُوَ أَفْضَلُ (5).

«7»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً بَعْدَ الْعَصْرِ(6).

ثُمَّ قَالَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ فِی رِوَایَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَیَابَةَ وَ أَبِی إِسْمَاعِیلَ عَنْ نَاجِیَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِذَا صَلَّیْتَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلْ وَ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِیثِ نَاجِیَةَ الَّذِی أَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْمَجَالِسِ وَ فِیهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ فِیهِ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ وَ كَذَا فِی الْجَمِیعِ بِصِیغَةِ الْخِطَابِ.

ص: 93


1- 1. أمالی الصدوق: 240.
2- 2. ثواب الأعمال: 35 و 143.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 55.
4- 4. الكافی ج 3 ص 429، و تراه فی المحاسن: 59.
5- 5. المحاسن: 59.
6- 6. ثواب الأعمال: 143.

المحاسن، عن ابن سیابة و أبی إسماعیل: مثله (1).

«8»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فِیمَا بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ تَعْدِلُ سَبْعِینَ حِجَّةً وَ مَنْ قَالَ بَعْدَ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ عَلَی أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- كَانَ لَهُ مِثْلُ ثَوَابِ عَمَلِ الثَّقَلَیْنِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (2).

جنة الأمان، نقلا من جامع البزنطی: مثله (3).

«9»- الْمُتَهَجِّدُ،: فِی الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- تَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تَقُولُ سَبْعِینَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (4).

أقول: ثم أورد رحمه اللّٰه روایتین مشتملتین علی الصلوات الكبیرة علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم و كذا أورد دعوات متعلقة بزمان الغیبة و لما لم یكن فی شی ء منها دلالة علی الاختصاص بیوم الجمعة أوردناها فی أبوابها من كتاب الدعاء.

«10»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ أَلْفَ نَفْحَةٍ مِنْ رَحْمَتِهِ یُعْطِی كُلَّ عَبْدٍ مِنْهَا مَا شَاءَ فَمَنْ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بَعْدَ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَهَبَ اللَّهُ

ص: 94


1- 1. المحاسن: 59.
2- 2. السرائر ص 470.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 422 فی الهامش.
4- 4. مصباح المتهجد: 276.

لَهُ تِلْكَ الْأَلْفَ وَ مِثْلَهَا(1).

جمال الأسبوع، بإسناده عن علی بن محمد بن السندی عن محمد بن الحسن بن الولید عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهیم بن هاشم عن النوفلی: مثله (2).

بیان: نفح الریح هبوبها و نفح الطیب فاح شبه رحمته سبحانه بنسیم الریح أو شمیم الطیب و أثبت له النفح و منه

الحدیث: إن لربكم فی أیام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها.

«11»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: قُلْ بَعْدَ الْعَصْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَیْنَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ- وَ إِنْ قَرَأْتَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ بَعْدَ الْعَصْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ فِی ذَلِكَ ثَوَابٌ عَظِیمٌ.

«12»- الْمُتَهَجِّدُ، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ: یَقُولُ فِی السَّاعَةِ الَّتِی یُسْتَجَابُ فِیهَا الدُّعَاءُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ- سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (3).

وَ مِنْهُ: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ یُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَدَرَ عَلَیْهِ فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْ أَلْفِ مَرَّةٍ فَعَلَ وَ إِلَّا فَمِائَةَ مَرَّةٍ(4).

أقول: ثم أورد أنواع الصلوات التی أوردناها بأسانیدها بروایة السید رحمة اللّٰه علیهما فلا نعیدها.

و وجدت بخط الشیخ الأجل شمس الدین محمد بن علی الجبعی جد شیخنا العلامة البهائی قدس اللّٰه روحهما ما هذا لفظه.

ص: 95


1- 1. أمالی الصدوق ص 361.
2- 2. جمال الأسبوع:
3- 3. مصباح المتهجد: 269.
4- 4. مصباح المتهجد: 270.
دعاء السمات

و هو المعروف بدعاء الشبور و یستحب الدعاء به فی آخر ساعة من نهار الجمعة رواه أبو عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن عیاش الجوهری.

قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحُسَیْنِ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی الرَّاشِدِیُّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَضَرْتُ مَجْلِسَ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَقَالَ بَعْضُنَا لَهُ: یَا سَیِّدِی مَا بَالُنَا نَرَی كَثِیراً مِنَ النَّاسِ یَصَّدَّقُونَ شَبُّورَ الْیَهُودِ عَلَی مَنْ سَرَقَ مِنْهُمْ وَ هُمْ مَلْعُونُونَ عَلَی لِسَانِ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِهَذَا عِلَّتَانِ ظَاهِرَةٌ وَ بَاطِنَةٌ فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَإِنَّهَا أَسْمَاءُ اللَّهِ وَ مَدَائِحُهُ إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَهُمْ مَبْتُورَةٌ وَ عِنْدَنَا صَحِیحَةٌ مَوْفُورَةٌ عَنْ سَادَتِنَا أَهْلِ الذِّكْرِ نَقَلَهَا لَنَا خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ حَتَّی وَصَلَتْ إِلَیْنَا وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَإِنَّا رُوِّینَا عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِذَا دَعَا الْمُؤْمِنُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَوْتٌ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ اقْضُوا حَاجَتَهُ وَ اجْعَلُوهَا مُعَلَّقَةً بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ حَتَّی یُكْثِرَ دُعَاءَهُ شَوْقاً مِنِّی إِلَیْهِ وَ إِذَا دَعَا الْكَافِرُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَوْتٌ أَكْرَهُ سَمَاعَهُ اقْضُوا حَاجَتَهُ وَ عَجِّلُوهَا لَهُ حَتَّی لَا أَسْمَعَ صَوْتَهُ وَ یَشْتَغِلَ بِمَا طَلَبَهُ عَنْ خُشُوعِهِ قَالُوا فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُمْلِیَ عَلَیْنَا دُعَاءَ السِّمَاتِ الَّذِی هُوَ لِلشَّبُّورِ حَتَّی نَدْعُوَ بِهِ عَلَی ظَالِمِنَا وَ مُضْطَهِدِنَا وَ الْمُخَاتِلِینَ لَنَا وَ الْمُتَعَزِّزِینَ عَلَیْنَا قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عُمَرَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ أَنَّ خَوَاصّاً مِنَ الشِّیعَةِ سَأَلُوا عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِعَیْنِهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَجَابَهُمْ بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بَاقِرُ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا نَعْلَمُهُ مِنْ عِلْمِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَ عِظَمِ شَأْنِهَا عِنْدَ اللَّهِ وَ سُرْعَةِ إِجَابَةِ اللَّهِ لِصَاحِبِهَا مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ مِنْ حُسْنِ الثَّوَابِ لَاقْتَتَلُوا عَلَیْهَا بِالسُّیُوفِ فَإِنَّ اللَّهَ یَخْتَصُ

ص: 96

بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنِّی لَوْ حَلَفْتُ لَبَرَرْتُ أَنَّ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ قَدْ ذُكِرَ فِیهَا فَإِذَا دَعَوْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِی الدُّعَاءِ بِالْبَاقِی وَ ارْفِضُوا الْفَانِیَ فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقَی الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا هُوَ مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ مَخْزُونِ الْمَسَائِلِ الْمُجَابَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ عَلَی مَغَالِقِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ وَ إِذَا دُعِیتَ بِهِ عَلَی مَضَایِقِ أَبْوَابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ وَ إِذَا دُعِیتَ بِهِ عَلَی الْعُسْرِ لِلْیُسْرِ تَیَسَّرَتْ وَ إِذَا دُعِیتَ بِهِ عَلَی الْأَمْوَاتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ وَ إِذَا دُعِیتَ بِهِ عَلَی كَشْفِ الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ وَ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَ أَعَزِّ الْوُجُوهِ الَّذِی عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ وَ وَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِكَ وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِی تُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِكَ وَ تُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ بِمَشِیَّتِكَ الَّتِی دَانَ لَهَا الْعَالَمُونَ وَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِی خَلَقْتَ بِهَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ بِحِكْمَتِكَ الَّتِی صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ وَ خَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَ جَعَلْتَهَا لَیْلًا وَ جَعَلْتَ اللَّیْلَ مَسْكَناً-(1) وَ خَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَ جَعَلْتَهُ نَهَاراً وَ جَعَلْتَ النَّهَارَ نُشُوراً مُبْصِراً وَ خَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِیَاءً وَ خَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَ جَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً وَ خَلَقْتَ بِهَا الْكَوَاكِبَ وَ جَعَلْتَهَا نُجُوماً وَ بُرُوجاً وَ مَصَابِیحَ وَ زِینَةً وَ رُجُوماً وَ جَعَلْتَ لَهَا مَشَارِقَ وَ مَغَارِبَ وَ جَعَلْتَ لَهَا مَطَالِعَ وَ مَجَارِیَ وَ جَعَلْتَ لَهَا فَلَكاً وَ مَسَابِحَ وَ قَدَّرْتَهَا فِی السَّمَاءِ مَنَازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِیرَهَا وَ صَوَّرْتَهَا فَأَحْسَنْتَ تَصْوِیرَهَا وَ أَحْصَیْتَهَا بِأَسْمَائِكَ إِحْصَاءً وَ دَبَّرْتَهَا بِحِكْمَتِكَ تَدْبِیراً فَأَحْسَنْتَ تَدْبِیرَهَا وَ سَخَّرْتَهَا بِسُلْطَانِ اللَّیْلِ وَ سُلْطَانِ النَّهَارِ وَ السَّاعَاتِ وَ عَدَدِ السِّنِینَ وَ الْحِسَابِ وَ

ص: 97


1- 1. سكنا خ ل.

جَعَلْتَ رُؤْیَتَهَا لِجَمِیعِ النَّاسِ مَرْأًی وَاحِداً وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِی كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ فِی الْمُقَدَّسِینَ فَوْقَ إِحْسَاسِ الْكَرُوبِیِّینَ فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِی عَمُودِ النُّورِ وَ فِی طُورِ سَیْنَاءَ وَ فِی جَبَلِ حُورِیثَ فِی الْوَادِی الْمُقَدَّسِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَیْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ فِی أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آیَاتٍ بَیِّنَاتٍ وَ یَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ الْبَحْرَ وَ فِی الْمُنْبَجِسَاتِ الَّتِی صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ فِی بَحْرِ سُوفٍ وَ عَقَدْتَ مَاءَ الْبَحْرِ فِی قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجَارَةِ وَ جَاوَزْتَ بِبَنِی إِسْرَائِیلَ الْبَحْرَ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنَی عَلَیْهِمْ بِمَا صَبَرُوا وَ أَوْرَثْتَهُمْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا الَّتِی بَارَكْتَ فِیهَا لِلْعَالَمِینَ وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ وَ مَرَاكِبَهُ فِی الْیَمِّ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ وَ بِمَجْدِكَ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِمُوسَی كَلِیمِكَ فِی طُورِ سَیْنَاءَ وَ لِإِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ مِنْ قَبْلُ فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ وَ لِإِسْحَاقَ صَفِیِّكَ فِی بِئْرِ شِیَعٍ وَ لِیَعْقُوبَ نَبِیِّكَ فِی بَیْتِ إِیلٍ وَ أَوْفَیْتَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام بِمِیثَاقِكَ وَ لِإِسْحَاقَ علیه السلام بِحَلْفِكَ وَ لِیَعْقُوبَ علیه السلام بِشَهَادَتِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ بِوَعْدِكَ وَ لِلدَّاعِینَ بِأَسْمَائِكَ فَأَجَبْتَ وَ بِمَجْدِكَ الَّذِی ظَهَرَ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَلَی قُبَّةِ الرُّمَّانِ وَ بِآیَاتِكَ الَّتِی وَقَعَتْ عَلَی أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَ الْغَلَبَةِ بِآیَاتٍ عَزِیزَةٍ وَ بِسُلْطَانِ الْقُوَّةِ وَ بِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَ بِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ وَ بِكَلِمَاتِكَ الَّتِی تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَهْلِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِی مَنَنْتَ بِهَا عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ بِاسْتِطَاعَتِكَ الَّتِی أَقَمْتَ بِهَا الْعَالَمِینَ وَ بِنُورِكَ الَّذِی قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَیْنَاءَ وَ بِعِلْمِكَ وَ جَلَالِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَبَرُوتِكَ الَّتِی لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ وَ انْخَفَضَتْ لَهَا السَّمَاوَاتُ وَ انْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ وَ رَكَدَتْ لَهَا الْبِحَارُ وَ الْأَنْهَارُ وَ خَضَعَتْ لَهَا الْجِبَالُ وَ سَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَنَاكِبِهَا وَ اسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلَائِقُ كُلُّهَا وَ خَفَقَتْ لَهَا الرِّیَاحُ فِی جَرَیَانِهَا وَ خَمَدَتْ لَهَا النِّیرَانُ فِی أَوْطَانِهَا وَ بِسُلْطَانِكَ الَّذِی عُرِفَتْ لَكَ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ وَ حُمِدْتَ بِهِ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ بِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِی سَبَقَتْ لِأَبِینَا آدَمَ وَ ذُرِّیَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ

ص: 98

وَ أَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِی غَلَبَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی تَجَلَّیْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً وَ بِمَجْدِكَ الَّذِی ظَهَرَ عَلَی طُورِ سَیْنَاءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ وَ بِطَلْعَتِكَ فِی سَاعِیرَ وَ ظُهُورِكَ فِی جَبَلِ فَارَانَ بِرَبَوَاتِ الْمُقَدَّسِینَ وَ جُنُودِ الْمَلَائِكَةِ الصَّافِّینَ وَ خُشُوعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِینَ وَ بِبَرَكَاتِكَ الَّتِی بَارَكْتَ فِیهَا عَلَی إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ علیه السلام فِی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ بَارَكْتَ لِإِسْحَاقَ صَفِیِّكَ فِی أُمَّةِ عِیسَی علیه السلام وَ بَارَكْتَ لِیَعْقُوبَ علیه السلام إِسْرَائِیلِكَ- فِی أُمَّةِ مُوسَی علیه السلام وَ بَارَكْتَ لِحَبِیبِكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ كَمَا غِبْنَا عَنْ ذَلِكَ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ وَ آمَنَّا بِهِ وَ لَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَ عَدْلًا أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَارِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَعَّالٌ لِمَا تُرِیدُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ: ثُمَّ تَذْكُرُ مَا تُرِیدُ ثُمَّ قُلْ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَا یَعْلَمُ تَفْسِیرَهَا وَ لَا یَعْلَمُ بَاطِنَهَا غَیْرُكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ انْتَقِمْ لِی مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ وَسِّعْ عَلَیَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ إِنَّكَ عَلَی مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ-(1) قَالَ الشَّیْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی الْعُدَّةِ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقُولَ عَقِیبَ دُعَاءِ السِّمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِمَا فَاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ بِمَا یَشْتَمِلُ عَلَیْهِ مِنَ التَّفْسِیرِ وَ التَّدْبِیرِ الَّذِی لَا یُحِیطُ بِهِ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا.

الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: یُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ بِهَذَا

ص: 99


1- 1. مصباح المتهجد: 292- 295.

الدُّعَاءِ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ دُعَاءُ السِّمَاتِ مَرْوِیٌّ عَنِ الْعَمْرِیِّ ره وَ ذَكَرُوا الدُّعَاءَ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَذْكُرُ مَا تُرِیدُ وَ فِی بَعْضِ نُسَخِ الْمُتَهَجِّدِ(1) ثُمَّ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا حَنَّانُ إِلَی قَوْلِهِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ انْتَقِمْ لِی مِمَّنْ یُؤْذِینِی وَ اغْفِرْ لِی مِنْ ذُنُوبِی إِلَی قَوْلِهِ- وَ اكْفِنِی مِنْ جَمِیعِ مُهِمَّاتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ قَوْمِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ.

و قال الكفعمی روح اللّٰه روحه (2)

قال مولانا الصدر السعید ضیاء الدین قدس اللّٰه سره قرأت فی بعض نسخ دعاء السمات فی آخره اللّٰهم بحق هذا الدعاء إلی قوله آمین رب العالمین و صلی اللّٰه علی محمد و آله و سلم.

جَمَالُ الْأُسْبُوعِ (3)، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ قَالَ نَسَخْتُ هَذَا الدُّعَاءَ مِنْ كِتَابٍ دَفَعَهُ إِلَیَّ الشَّیْخُ الْفَاضِلُ أَبُو الْحَسَنِ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَاوَرْدِیُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَی بِحَضْرَةِ مَوْلَانَا أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَجَدْتُ فِیهِ نُسَخَ هَذَا الْحَدِیثِ مِنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ هَكَذَا حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی قَالَ حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیَّ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ ذَكَرُهُ حَدَّثَنِی أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ الْعَمْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ رَوَی الدُّعَاءَ عَنْ مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَالَ فِی هَذِهِ الرِّوَایَةِ: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُدْعَی بِهِ آخِرَ نَهَارِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ: الْإِخْتِیَارُ تَقُولُ بَعْدَ دُعَاءِ السِّمَاتِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَا یَعْلَمُ تَفْسِیرَهَا وَ لَا تَأْوِیلَهَا وَ لَا بَاطِنَهَا وَ لَا ظَاهِرَهَا غَیْرُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ افْعَلْ

ص: 100


1- 1. لا یوجد فی المصباح المطبوع.
2- 2. البلد الأمین: 91.
3- 3. جمال الأسبوع:

بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ انْتَقِمْ لِی مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ اغْفِرْ لِی مِنْ ذُنُوبِی مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ وَسِّعْ عَلَیَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ وَ قَرِینِ سَوْءٍ وَ یَوْمِ سَوْءٍ وَ سَاعَةِ سَوْءٍ وَ انْتَقِمْ لِی مِمَّنْ یَكِیدُنِی وَ مِمَّنْ یَبْغِی عَلَیَّ وَ یُرِیدُ بِی وَ بِأَهْلِی وَ أَوْلَادِی وَ إِخْوَانِی وَ جِیرَانِی وَ قَرَابَاتِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ظُلْماً إِنَّكَ عَلَی مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ- وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ تَفَضَّلْ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْغَنَاءِ وَ الثَّرْوَةِ وَ عَلَی مَرْضَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالشِّفَاءِ وَ الصِّحَّةِ وَ عَلَی أَحْیَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللُّطْفِ وَ الْكَرَامَةِ وَ عَلَی أَمْوَاتِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ عَلَی مُسَافِرِی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالرَّدِّ إِلَی أَوْطَانِهِمْ سَالِمِینَ غَانِمِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً.

وَ وَجَدْتُ فِی نُسْخَةٍ أُخْرَی قَرَأَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَقِیبَ دُعَاءِ السِّمَاتِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: یَا عُدَّتِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا غِیَاثِی عِنْدَ شِدَّتِی وَ یَا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی وَ یَا مُنْجِحِی فِی حَاجَتِی وَ یَا مَفْزَعِی فِی وَرْطَتِی وَ یَا مُنْقِذِی مِنْ هَلَكَتِی وَ یَا كَالِئِی فِی وَحْدَتِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ اجْمَعْ لِی شَمْلِی وَ أَنْجِحْ لِی طَلِبَتِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْعَافِیَةِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ عِنْدَ وَفَاتِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

توضیح و تبیین

أقول: هذا الدعاء من الدعوات التی اشتهرت بین أصحابنا غایة الاشتهار و فی جمیع الأعصار و الأمصار و كانوا یواظبون علیها و قال الشیخ إبراهیم بن علی الكفعمی طیب اللّٰه تربته فی كتاب صفوة الصفات (1)

رُوِیَ عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ علیه السلام

ص: 101


1- 1. و قد نقل شطر من ذلك فی هامش البلد الأمین ص 89.

أَنَّهُ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ أَنَّ فِی هَذَا الدُّعَاءِ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ لَبَرَرْتُ فَادْعُوا بِهِ عَلَی ظَالِمِنَا وَ مُضْطَهِدِنَا وَ الْمُتَعَزِّزِینَ عَلَیْنَا ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَصِیَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا حَارَبَ الْعَمَالِیقَ وَ كَانُوا فِی صُوَرٍ هَائِلَةٍ ضَعُفَتْ نُفُوسُ بَنِی إِسْرَائِیلَ عَنْهُمْ فَشَكَوْا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی یُوشَعَ علیه السلام أَنْ یَأْمُرَ الْخَوَاصَّ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ یَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِی الْقَرْنِ هَذَا الدُّعَاءَ لِأَنْ لَا یَسْتَرِقَ السَّمْعَ بَعْضُ شَیَاطِینِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَیَتَعَلَّمُوهُ ثُمَّ یُلْقُونَ الْجِرَارَ فِی عَسْكَرِ الْعَمَالِیقِ آخِرَ اللَّیْلِ وَ یَكْسِرُونَهَا فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَأَصْبَحَ الْعَمَالِیقُ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِیَةٍ مُنْتَفِخِی الْأَجْوَافِ مَوْتَی فَاتَّخِذُوهُ عَلَی مَنِ اضْطَهَدَكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ هَذَا مِنْ عَمِیقِ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ مَخْزُونِهِ فَادْعُوا بِهِ وَ لَا تَبْذُلُوهُ لِلنِّسَاءِ السُّفَهَاءِ وَ الصِّبْیَانِ وَ الظَّالِمِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ.

ثم قال الكفعمی و هو مروی عن الصادق علیه السلام أیضا بعینه إلا أنه ذكر أن محاربة العمالقة كانت مع موسی علیه السلام روی ذلك عنه عثمان بن سعید العمروی قال محمد بن علی الراشدی ما دعوت به فی مهم و لا ملم إلا و رأیت سرعة الإجابة و یستحب أن یدعی بها عند غروب الشمس من یوم كل جمعة و لیلة السبت أیضا و یقال إن من اتخذ هذا الدعاء فی كل وجه یتوجه أو كل حاجة یقصدها أو یجعله أمام خروجه إلی عدو یخافه أو سلطان یخشاه قضیت حاجته و لم یقدر علیه عدوه و من لم یقدر علی تلاوته فلیكتبه فی رقعة و یجعله فی عضده أو فی جیبه فإنه یقوم مقام ذلك.

ثم قال ره دعاء السمات بكسر السین أی العلامات و السمة العلامة كأن علیه علامات الإجابة و سمی أیضا دعاء الشبور قال الجوهری فی صحاحه و هو البوق قلت و فیه المناسبة للقرون المثقوبة كما مر أو یكون مأخوذا من الشبر بإسكان الباء و تحریكها و هو العطاء یقال شبرت فلانا و أشبرته أی أعطیته فكأنه دعاء العطاء من اللّٰه تعالی و قیل بالعبرانیة دعاء یوم السبت و قال بعضهم اسمه سمة و معنی سمة الاسم الأعظم انتهی.

ص: 102

و فی النهایة فی حدیث الأذان ذكر له الشبور جاء تفسیره فی الحدیث أنه البوق و فسروه أیضا بالقنع و اللفظة عبرانیة انتهی.

إذا دعیت به علی مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت و إذا دعیت به علی مضایق أبواب الأرض للفرج انفرجت لا یخفی ما فی الفقرتین من الاستعارات اللطیفة و اللطائف البدیعة اللفظیة و المعنویة قال الكفعمی الضمیر فی به راجع إلی الاسم الأعظم و المغالق جمع مغلاق و هو ما یغلق و یفتح بالمفتاح و یقال للمغلاق أیضا الغلق و فتح المغالق هنا مجاز أو المراد أن بهذا الاسم یستفتح الأغلاق و یستمنح الأعلاق و هو السبیل الموصل إلی المسئول و الدلیل الدال علی المأمول و المضایق جمع مضیق و المعنی أن هذا الاسم یفتح الفرج فی المضایق و یثبت القدم فی المزالق.

و فی الفقرتین أنواع من البدیع المناسبة اللفظیة من مغالق و مضایق و انفتحت و انفرجت و المطابقة و هو الجمع بین المتضادین بین السماء و الأرض و لام العلة فی للفتح و للفرج.

و التوشیح و هو أن یكون معنی أول الكلام دالا علی آخره إذا عرف الروی و ائتلاف اللفظ مع اللفظ للملائمة بین المغالق و الأبواب و الفتح و الانفتاح و بین المضایق و الأبواب و الفرج و الانفراج و البسط أی الإتیان باللفظ الكثیر للمعنی القلیل إذ كان یمكنه علیه السلام أن یقول لو ترك الإطناب مغالق السماء لانفتحت بالرحمة و مضایق الأرض لانفرجت بالرحمة و الفوائد فی الإطناب ظاهرة.

و التكرار و هو أن یكرر الكلمة بلفظها و معناها لتأكید الوصف أو المدح و هنا كرر ذكر الرحمة و الأبواب للتأكید بحصول الرحمة و كشف العذاب و تفریج المضایق و فتح الأبواب.

و الإشارة و هی أن یشیر المتكلم إلی معان كثیرة بكلام قلیل و فی الفقرتین أشار بذكر الرحمة السماویة و الأرضیة إلی رفع الأعمال و نزول الأرزاق و الآجال و زوال الكرب و بلوغ الآمال إلی غیر ذلك مما لا یستقصی.

و المجاز فی الأبواب و المغالق و الانسجام و هو انحدار الكلام كانحدار

ص: 103

الماء بسهولة سبكه و عذوبة لفظه لیكون له فی القلوب موقع و الإبداع و هو أن یأتی فی البیت الواحد أو الفقرة عدة ضروب من البدیع و قد عرفت اجتماع تلك الوجوه فی فقرتی الدعاء.

و إذا دعیت به علی العسر للیسر تیسرت قال ره العسر ضد الیسر و یجوز ضم السین فیهما و إسكانها قال ابن قتیبة إذا توالت الضمتان فی حرف كان لك أن تخفف و تثقل مثل رسل و رسل و قال الجوهری البأساء و الضراء الشدة و هما اسمان مؤنثان و فی جوامع الطبرسی البأساء الفقر و الشدة و الضراء المرض و الزمانة و فی الغریبین البأساء فی الأموال و هو الفقر و الضراء فی الأنفس و هو القتل و البؤس شدة الفقر.

و بجلال وجهك الكریم قال رحمه اللّٰه جلال اللّٰه عظمته قاله الجوهری أكرم الوجوه أی أجلها و أعظمها و قد یكون أكرم بمعنی أعز كقولهم فلان أكرم من فلان أی أعز منه و منه قوله إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِیمٌ (1) أی عزیز و قد یكون أكرم بمعنی أجود و الكریم هو الجواد المفضال و رجل كریم أی جواد سخی.

و فی نزهة العشاق فرق بین السخی و الكریم بأن السخی الذی یأكل و یطعم و الكریم الذی لا یأكل و یطعم و قد یكون بمعنی أكثر خیرا و الكرم فی اللغة كثرة الخیر و العرب تسمی الذی یكثر خیره و یدوم نفعه و یسهل تناوله كریما و نخلة كریمة إذا طاب حملها و كثر و من كرمه أنه یبتدئ بالنعمة من غیر استحقاق و یغفر الذنب و یعفو عن المسی ء و قد یكون أكرم بمعنی أكرم من أن یوصف و الكریم الصفوح و الكریم المعبود و أعز الوجوه أی أمنعها و أغلبها و منه قوله تعالی أَ یَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ(2) أی المنعة و شدة الغلبة و قد یكون أعز بمعنی عدم المثل و النظیر و عز الشی ء إذا صار عزیزا لا یوجد و العز خلاف الذل و المراد بوجهه تعالی

ص: 104


1- 1. الواقعة: 77.
2- 2. النساء: 139.

ذاته و العرب تذكر الوجه و ترید صاحبه فیقولون أكرم اللّٰه وجهك أی أكرمك اللّٰه الذی عنت له الوجوه الضمیر فی له فیه و فیما بعده إلی الجلال المتقدم آنفا و عنت أی خضعت و ذلت و قیل المراد بالوجوه الرؤساء و الملوك أی صاروا كالعناة و هم الأساری و خشعت له الأصوات أی خفضت و خفیت إشارة إلی قوله سبحانه وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً(1) و الوجل الخوف أن تقع المعنی أن لا تقع و أن لا تزولا إلا بإذنك أی بمشیتك و أمرك.

و بمشیتك التی دان لها العالمون قال ره مشیة اللّٰه تعالی إرادته و دان أی ذل و أطاع و فی بعض النسخ كان لها العالمون من التكون و هو الوجود و العالم اسم لأولی العلم من الملائكة و الثقلین و قیل هو اسم لما یعلم به الصانع من الجواهر و الأعراض و قیل العالمون أصناف الخلق.

و بكلمتك التی خلقت بها السماوات و الأرض قال ره أی مشیتك و أمرك و الكلمة ترد كنایة عن معان كثیرة.

و بحكمتك التی صنعت بها العجائب قال صاحب كتاب الحدود الحكمة تستعمل فی العلم فإذا استعملت فی الفعل فالمراد به كل فعل حسن وقع من العالم لحسنه و الحكیم من تكون أفعاله محكمة و الإحكام كون الفعل مطابقا للنفع المطلوب منه و العجائب جمع عجیبة و الأعاجیب جمع أعجوبة.

و قال المقداد فی لوامعه الفرق بین الصانع و الخالق و البارئ أن الصانع هو الموجد للشی ء المخرج له من العدم إلی الوجود و الخالق هو المقدر للأشیاء علی مقتضی حكمته سواء خرج إلی الوجود أم لا و البارئ هو الموجد لها من غیر تفاوت و الممیز لها بعضا عن بعض بالصور و الأشكال و قال الجعل هنا بمعنی

ص: 105


1- 1. طه: 108.

الصیرورة و منه إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ (1) أی صیرناهم و یكون جعل بمعنی عمل و هیأ كقوله جعلت الشی ء بعضه فوق بعض و یكون بمعنی الوصف و منه قوله تعالی وَ جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِینَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً(2) أی وصفوهم بذلك و بمعنی الخلق كقوله وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَیْ ءٍ حَیٍ (3) و بمعنی الرؤیة و بمعنی الحكم و الاعتقاد و بمعنی الإنشاء و الحدوث كقوله وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ(4) و الضیاء هو أعظم من النور.

و فی شرح النهج للشیخ مقداد أن الضوء ما كان عن ذات الشی ء كالنار و الشمس و النور ما كان مكتسبا من غیره كاستنارة الجدار بالشمس و منه قوله جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً(5) و خلقت بها الكواكب إلی قوله و رجوما هذا فی علم البدیع یسمی التقسیم و هو استیفاء أقسام الشی ء فإنه علیه السلام قسم الكواكب إلی النجوم و البروج و المصابیح و الزینة و الرجوم فاستوفی أقسامها فإن قیل إن من الكواكب ما یهتدی بها لقوله تعالی وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها(6) و منها ما یحفظ بها من استراق السمع لقوله تعالی وَ زَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِمَصابِیحَ وَ حِفْظاً(7) و لم یذكر هذان فی قسم الكواكب قلت الأولی داخلة فی لفظی النجوم و المصابیح و الثانیة فی لفظ الرجوم.

و جعلت لها مشارق و مغارب أی مختلفة بحسب الفصول و الأیام فتخص

ص: 106


1- 1. الأعراف: 27.
2- 2. الزخرف: 19.
3- 3. الأنبیاء: 30.
4- 4. الأنعام: 1.
5- 5. یونس: 5.
6- 6. الأنعام: 97.
7- 7. فصّلت: 12.

السیارة أو الأعم فتعم و قال الكفعمی المراد بها هنا السیارة التی تطلع كل یوم من مشرق و تغرب فی مغرب و إنما ابتدأ بذكر المشارق اتباعا للفظ التنزیل فی قوله فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ (1) و لأن الشروق قبل الغروب و قوله رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ (2) المشرقان مشرقا الصیف و الشتاء فمشرق الشتاء مطلع الشمس فی أقصر یوم من السنة و مشرق الصیف مطلعها

فی أطول یوم من السنة و المغربان علی نحو ذلك و مشارق الأیام و مغاربها فی جمیع السنة من هذین المشرقین و المغربین انتهی و فیه ما لا یخفی و المقصود ظاهر.

و جعلت لها مطالع و مجاری و جعلت لها فلكا و مسابح المسابح هی المجاری و كرر لضرب من التأكید و اختلاف اللفظین قال الشاعر

و ألفی قولها كذبا

و مینا

و مسبح الفرس جریه و قوله تعالی كُلٌّ فِی فَلَكٍ یَسْبَحُونَ (3) أی یجرون و الفلك مدار النجوم الذی یضمها یسمی فلكا لاستدارته و منه فلكة المغزل و الفلكة أیضا القطعة المستدیرة من أرض أو رمل انتهی.

و أقول یمكن أن یكون الجاری إشارة إلی الحركة الیومیة و المسابح إلی الحركات الخاصة فلا یكون تأكیدا و كذا تكریر المشارق و المطالع یحتمل أن یكون لذلك.

و قدرتها فی السماء منازل اقتباس من قوله تعالی وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ (4) أی قدرنا مسیره منازل أی سیره و منازل إشارة إلی المنازل المعروفة للقمر و هی ثمانیة و عشرون فالمعنی أنك قدرت تلك الكواكب لقربها و بعدها و الأشكال الحاصلة منها منازل للقمر و التصویر إما لكل كوكب بحسب صغره و كبره و نوره و شكله أو لمجموع الصور الحاصلة من انضمام بعضها علی بعض علی ما هو المقرر عند أصحاب

ص: 107


1- 1. المعارج: 40.
2- 2. الرحمن: 17.
3- 3. الأنبیاء: 33.
4- 4. یس: 39.

الهیئة و لعله أظهر.

و أحصیتها بأسمائك أی بالأسماء التی عینت لكل منها أو بأسمائك التی تدل علی علمك بالأشیاء كالعلیم و الخبیر.

و سخرتها بسلطان اللیل أی بالسلطنة التی لك علی اللیل و النهار أو بالتسلط الذی جعلته للیل و النهار أو بأن سلطتها علی اللیل و النهار فإنهما یحصلان بسبب طلوع بعضها و غروبه قال الكفعمی ره أی أجریتها و دبرتها بقوة اللیل و النهار و قهرهما و إنما أضاف السلطان الذی هو القهر و القوة هنا و هو لله تعالی إلی الملوین تفخیما لأمرهما و لكونهما العلة فی معرفة الساعات و السنین و الحساب و المعنی أنه تعالی سخر الكواكب و النیرین لمعرفة اللیل و النهار و معرفة الساعات و عدد السنین و الحساب قال تعالی فَمَحَوْنا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلْنا آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ (1) أی فمحونا آیة اللیل التی هی القمر حیث لم نخلق له شعاعا كشعاع الشمس و جعلنا الشمس ذات شعاع یبصر فی ضوئها كل شی ء لتتوصلوا

ببیاض النهار إلی التصرف فی معایشكم و طلب أرزاقكم و لتعلموا باختلاف اللیل و النهار عدد السنین و الشهور و جنس الحساب و آجال الدیون و غیر ذلك و لولاهما لم یعلم شی ء من ذلك و لتعطلت الأمور و المراد عدد سنی الأعمال و آجال الدیون و التواریخ و نحو ذلك لا عدد سنی العالم لأن الناس لا یحصونها.

و جعلت رؤیتها لجمیع الناس مرأی واحدا أی فی كل صقع و ناحیة لأهلها أو لجنس الكواكب و لو علی سبیل البدلیة.

و قال الكفعمی ره هذا الكلام لیس علی إطلاقه علی ما هو مشهور بین العلماء فیكون المراد بالمرأی الواحد لجمیع الناس بعد ارتفاع الكواكب و النیرین فی مطالعها و مجاریها و أما قبل ذلك فلیس المرأی واحدا لأن النیرین فی بلاد الهند

ص: 108


1- 1. أسری: 12.

و السند و الصین یطلعان علی أهل تلك البلاد قبل طلوعها علی أهل إفریقیة و أهل جزیرة الأندلس و بلاد النوبة و عكس ذلك فی غروبها.

و قال ابن قتیبة فی أدبه و سهیل كوكب أحمر منفرد عن الكواكب و مطلعه علی یسار مستقبل القبلة العراقیة و هو لا یری فی شی ء من بلاد إرمینیة و بنات نعش تغرب فی بلاد عدن و لا تغرب فی شی ء من إرمینیة و النسر یطلع علی أهل الكوفة قبل قلب العقرب بسبع و بین رؤیة سهیل بالحجاز و بین رؤیته بالعراق بضع عشر لیلة و المرأی الرؤیة.

فی المقدسین بفتح الدال أی فی الملائكة الذین قدستهم و طهرتهم من الذنوب و العیوب.

فوق إحساس الكروبیین المضبوط بخط الشیخ شمس الدین بفتح الهمزة جمع الحس و فی نسخ المصباح و كتابی الكفعمی بكسر الهمزة لكن یظهر من شرحه أنه بالفتح.

قال فوق نقیض تحت قال تعالی وَ الَّذِینَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ(1) أی أعلی منزلة عند اللّٰه تعالی و إحساس الكروبیین أصواتهم و الحس و الحسیس الصوت الخفی و المعنی أن كلامه سبحانه أعلی من كل شی ء و فوق كل شی ء لأنه فوق أصوات الكروبیین و الكروبیون هم القریبون منه تعالی من قولك كرب كذا أی قرب و كربت الشمس قربت للمغیب و كل دان قریب فهو كارب و المراد بقربهم منه تعالی شرف منزلتهم عنده و جلالة محلهم منه و منه حدیث أبی العالیة الكروبیون هم سادة الملائكة و الكروبیون بالتشدید و روی التخفیف سلیمان الطائی انتهی و فی القاموس الكروبیون مخففة الراء سادة الملائكة.

أقول: و یمكن أن یكون المراد بفوق إحساس الكروبیین أن المكان الذی حدث فیه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم أو كان ذلك الصوت أخفی من أصواتهم فالمراد فوقها فی الخفاء كما قیل فی قوله تعالی سبحانه بَعُوضَةً فَما

ص: 109


1- 1. البقرة: 222.

فَوْقَها(1) فوق غمائم النور قال الكفعمی قدس سره الغمائم جمع غمامة و هی السحائب البیض سمیت غمامة لسترها لأنها تغم الماء فی أجوافها أی تستره فوق تابوت الشهادة قد مر ذكر تابوت بنی إسرائیل و أحواله مفصلا فی المجلد الخامس و كذا تفسیر أكثر ما سیأتی فی هذا الدعاء.

و قال الكفعمی التابوت هو صندوق التوراة

وَ فِی كِتَابِ الزُّبْدَةِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: هَذَا التَّابُوتُ هُوَ الَّذِی أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی أُمِّ مُوسَی فَوَضَعَتْهُ فِیهِ فَأَلْقَتْهُ فِی الْبَحْرِ فَلَمَّا حَضَرَتْ مُوسَی الْوَفَاةُ وَضَعَ فِیهِ الْأَلْوَاحَ وَ دِرْعَهُ وَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنَ آثَارِ النُّبُوَّةِ وَ أَوْدَعَهُ وَصِیَّهُ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ فَلَمْ یَزَلْ بَنُو إِسْرَائِیلَ یَتَبَرَّكُ بِهِ وَ هُمْ فِی عِزٍّ وَ شَرَفٍ حَتَّی اسْتَخَفُّوا بِهِ فَكَانَتِ الصِّبْیَانُ تَلْعَبُ بِهِ فَرَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُمْ.

قیل كان فی أیدی العمالقة حتی غلبوهم فرده اللّٰه علیهم و قیل إن هذا التابوت أنزل علی آدم علیه السلام و فیه صور الأنبیاء علیهم السلام فتوارثته أولاده إلی أن وصل إلی بنی إسرائیل فكانوا یستفتحون به علی عدوهم.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: كَانَتْ فِیهِ رِیحٌ هَفَّافَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ وَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّ التَّابُوتَ حُمِلَ إِلَی نَاحِیَةِ كِرْزِیمِ مِنْ نَاحِیَةِ طُورِ سَیْنَاءَ فَكَانَتْ تُظِلُّهُ بِالنَّهَارِ غَمَامَةٌ وَ یُشْرِقُ عَلَیْهِ بِاللَّیْلِ عَمُودٌ مِنْ نَارٍ وَ كَانَ یَدُلُّهُمْ عَلَی الطَّرِیقِ لَیْلًا.

و قال الطبرسی كان الغمام یظل بنی إسرائیل من حر الشمس و یطلع باللیل عمودا من نور یضی ء لهم و فی طور سیناء و فی جبل حوریث قال الجوهری طور سیناء جبل بالشام و هو طور أضیف إلی سیناء و هی شجرة و كذلك طور سینین قال و قرئ سیناء بكسر السین قیل و فتح السین أجود.

و قال الكفعمی قال ابن خالویه فی كتاب لیس فی كلام العرب صفة علی فعلاء إلا طور سیناء قال الطور الجبل و السیناء و السینین الحشیش و جبل حوریث

ص: 110


1- 1. البقرة: 26.

هو جبل بأرض مدین خوطب علیه موسی علیه السلام أول خطابه و مدین قال صاحب كتاب تلخیص الآثار هی مدینة قوم شعیب و هی تجاه تبوك بین المدینة و الشام بها البئر التی استقی منها موسی لابنة شعیب.

و فی جوامع الطبرسی أن مدین مسیرة ثمانیة أیام عن مصر و قال السید بن طاوس ره رأیت فی بعض تفسیر كلمات هذا الدعاء أن جبل حوریث و قیل حوریثا هو الجبل الذی خاطب اللّٰه جل جلاله موسی علیه السلام علیه فی أول خطابه و تابوت یوسف علیه السلام حمل إلی ناحیة حوریثا من ناحیة طور سیناء.

فی الوادی المقدس فی البقعة المباركة من جانب الطور الأیمن من الشجرة.

أما الوادی فقال صاحب تلخیص الآثار هو بقرب بیت المقدس و هو واد طیب كثیر الزیتون قیل إن موسی علیه السلام قبض فیه.

و أما الشجرة فقال بعضهم هی عصاة هارون و ذلك أنه وقع بین بعض الأسباط مشاجرة فقالوا استخلفت أخاك حبا له و إیثارا فقال موسی علیه السلام إنما فعلته عن أمر اللّٰه تعالی ثم أخذ موسی عصی الأسباط جمیعها و كتب علی كل واحدة اسم صاحبها فلما كان من الغد أورقت عصاة هارون و كانت من لوز و انعقد علیها اللوز.

قلت هذا لیس بصحیح بل الشجرة هی المشار إلیها فی التنزیل بقوله تعالی فَلَمَّا أَتاها نُودِیَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَیْمَنِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ یا مُوسی إِنِّی أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ (1) قال ابن عباس وجد النار فی شجرة عناب و قیل من العوسج و قیل من العلیق تتوقد بضیاء مع شدة خضرة الشجرة من أسفلها إلی أعلاها لم تكن الخضرة تطفئ النار و لا النار تطفئ الخضرة و رأی نورا عظیما و سمع تسبیح الملائكة فعلم أنه لأمر عظیم.

و فی أرض مصر بتسع آیات هذا عطف علی ما تقدم أی و بمجدك الذی كلمت به موسی بن عمران بأرض مصر بتسع آیات و مصر هی المملكة المشهورة قال عبد الرشید

ص: 111


1- 1. القصص: 30.

بن صالح الباكوتی فی كتاب تلخیص الآثار مصر ناحیة مشهورة أرضها أربعون لیلة فی مثلها طولها من العریش إلی أسوان و عرضها من برقة إلی أیلة سمیت بمصر بن مصرائیم بن حام بن نوح علیه السلام و هی أطیب الأرض ترابا و أبعدها خرابا و لا تزال البركة بها ما دام علی وجه الأرض إنسان و لا یصیبها المطر.

و یوم فرقت لبنی إسرائیل البحر فرقت أی فلقت قال المطرزی یقال فرق بین الشیئین و فرق بین الأشیاء و قال الأزهری یقال فرقت بین الكلام أفرق بالضم و التخفیف و فرقت بین الأقسام أفرق بالكسر و التشدید.

و فی المنبجسات التی صنعت بها العجائب فی بحر سوف هذا عطف علی ما تقدم من القسم علیه سبحانه بمجده فكأنه قال و بمجدك یوم فرقت لبنی إسرائیل البحر و بمجدك فی یوم المنبجسات و هی العیون الجاریة من الحجر و إلیه الإشارة فی التنزیل بقوله فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً(1) و فی آیة أخری فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً(2) و الانبجاس و الانفجار واحد و بجست الماء فجرته قال الطبری الانبجاس هو الانفتاح بسعة و كثرة و بحر سوف قیل هو بالعبرانیة یمسوف كأنه یم سوف قیل و معناه بحر بعید القعر قلت كأنه أخذ من المسافة قال الجوهری و هو البعد و سماه الهروی فی الغریبین إساف قال و هو الذی غرق فیه فرعون قلت و هذا البحر هو بحر القلزم قال السید بن طاوس و بحر سوف بلسان العبرانیة یم سوف أی بحر بعید.

و عقدت ماء البحر فی قلب الغمر كالحجارة قلب الشی ء باطنه و الغمرة الماء الكثیر الذی یغمر صاحبه سمیت الشدة غمرة لأنها تغمر القلب أی تغطیه مأخوذ من غمرة الماء و منه رجل غمر العطاء أی یفضل عطاؤه فیغمر ما سواه و فی حدیث عمر أنه جعل علی كل جریب عامرا و غامرا درهما و قفیزا و الغامر ما لم یزرع مما یحتمل الزراعة و إنما فعل ذلك لئلا یقصر الناس فی المزارعة و یسمی

ص: 112


1- 1. البقرة: 60.
2- 2. الأعراف: 160.

غامرا لأن الماء یغمره و المعنی أنه سبحانه عقد ماء البحر فی باطنه كما یعقد الحجارة و جعله قناطیر و كأنه إشارة إلی الكوی التی تراءی قوم موسی فی البحر منها.

و تمت كلمتك الحسنی علیهم بما صبروا و أورثتهم مشارق الأرض و مغاربها التی باركت فیها للعالمین الحسنی تأنیث الأحسن صفة للكلمة یعنی تمت علی بنی إسرائیل أی مضت علیهم من قولك تم علی الأمر إذا مضی علیه و استمر و قوله تعالی بِما صَبَرُوا أی بسبب صبرهم و أورثهم أرض مصر و الشام بعد العمالقة فانصرفوا فی نواحیها الشرقیة و الغربیة كیف شاءوا و بارك لهم فیها بأنواع الخضر من الزرع و الثمار و العیون و الأنهار.

و مواكبه فی الیم مواكبه جمع موكب قال الجوهری الموكب ركوب القوم للزینة و المراد هنا جیوشه و عساكره و فی بعض النسخ و مراكبه جمع مركب و هی الأفراس و غیرها مما یركب و أركب المهر حان أن یركب و لیس المراد المراكب التی هی السفن و الیم البحر و قد یم الرجل إذا ألقی فی الیم.

و مسجد الخیف بمنی معروف و قال ره فی كتاب لمع البرق فی معرفة الفرق للكفعمی عفا اللّٰه عنه أن الفرق بین الخلیل و الصدیق أن الخلیل لا یقتضی أن یكون من جنس من هو خلیله و لهذا قالت العرب سیفی خلیلی و الصدیق لا یكون إلا من جنس من یصادقه و یكون رتبته قریبة منه فلا یقال لرجل ذمی إنه صدیق الأمیر و قوله صفیك أی اخترته و الصفی الصافی و صفو الشی ء خالصه مثلثة الصاد و أما بئر شیع فرقمه الشهید ره بخطه بالشین المعجمة و الیاء المثناة من تحت و قد ذكر أنها بئر طمها عمال ملك اسمه أبو مالك فسأله إسحاق علیه السلام أن تعاد و تكنس ففعل أبو مالك ذلك و رمی بقمامتها فیكون معناه مأخوذا من قولك شاعت الناقة إذا رمت ببولها و یجوز أن یكون المعنی مأخوذا من الشیع و هی الأصحاب الأعوان لتشایعهم علی حفرها و كنسها و منه قوله تعالی فِی شِیَعِ الْأَوَّلِینَ (1) أی أصحابهم و رقمه بعضهم بالسین المهملة و الباء المفردة

ص: 113


1- 1. الحجر: 10.

و معناه أن إسحاق بن إبراهیم كاتب علیها ملكا یقال له أبو مالك و تعاهد علی البئر بسبعة من الكباش فسمیت لذلك بئر سبع.

أقول: یظهر من التوراة أنه بئر سبع بالسین المهملة و الباء الموحدة و ذكر قصتها فی موضعین أحدهما عند ذكر قصة إسماعیل و هاجر حیث قال فلما رأت سارة أن ابن هاجر المصریة یلعب مع إسحاق ابنها قالت لإبراهیم أخرج هذه الأمة و ابنها لأن ابن هذه الأمة لا یرب مع ابنی إسحاق.

فصعب علی إبراهیم لموضع ابنه و قال اللّٰه له فلا یصعبن علیك من أجل الصبی و من أجل أمتك مهما قالت لك سارة اسمع منها لأنه فی إسحاق یدعی لك الزرع و ابن الأمة أیضا فإنه سأجعله لشعب عظیم لأنه زرعك فقام إبراهیم بالغداة و أخذ خبزا و سقاء من ماء و وضع ذلك علی عاتقها و أعطاها الصبی و أطلقها.

فلما مضت كانت تائهة فی بریة بئر سبع و فرغ الماء من السقاء فطرحت الصبی تحت شجرة هناك و مضت فجلست بإزائه من بعید نحو رمیة سهم لأنها قالت لا أری الصبی یموت و جلست قبالته و رفعت صوتها بالبكاء فسمع اللّٰه صوت الصبی و نادی ملاك اللّٰه هاجر من السماء ما لك یا هاجر لا تخشی إنه قد سمع اللّٰه صوت الصبی من حیث هو قومی فخذی الصبی و أمسكی بیده فإنی أجعله لشعب عظیم و فتح اللّٰه عینها فنظرت بئرا من ماء و انطلقت فملأت السقاء و سقت الصبی و كان اللّٰه معه و نمی و سكن فی البریة و صار شابا یرمی بالسهام و سكن بریة فاران و أخذت له أمه امرأة من أرض مصر فی ذلك الزمان.

قال أبو مالك و فیكال رئیس جیشه لإبراهیم اللّٰه معك فی كل ما تعمل فالآن أحلف باللّٰه أنك لا تؤذینی و لا لخلفائی و ذریتی بل كحسب رحمة فعلت معك تفعل معی و مع الأرض التی سكنتها فقال إبراهیم أنا أحلف لك و كلم إبراهیم أبا مالك من أجل بئر الماء التی غالب علیها عبیده فقال أبو مالك لا علم لی بمن فعل هذا و أنت فلم تخبرنی بشی ء و أنا لم أسمع سوی الیوم.

و أخذ إبراهیم غنما و بقرا و أعطی أبا مالك و جعل بینهما میثاقا و أقام إبراهیم

ص: 114

علیه السلام سبع نعاج من الضأن ناحیة فقال إبراهیم لتأخذ منی هذه السبع نعاج لكی تكون لی شهادة أنی أنا احتفرت هذا البئر فمن أجل ذلك دعی الموضع بئر سبع و نهض أبو مالك و فیكال و رجعا إلی أرض فلسطین و غرس إبراهیم حقلا عند بئر سبع و دعا هناك باسم الرب الإله الأزلی و سكن بأرض فلسطین أیاما كثیرة.

ثم ذكر عند ذكر قصة إسحاق علیه السلام أنه وقع مجاعة فی الأرض فذهب إسحاق إلی أبی مالك ملك فلسطین فتراءی له الرب و قال له لا تنحدر إلی مصر لكن اسكن الأرض التی أقول لك و انتج علیها فأكون معك و أباركك فإنی لك أعطی جمیع هذه الأرض و لنسلك و أتم القسم الذی وعدته لإبراهیم و أكثر نسلك كنجوم السماء و أعطی خلفاءك جمیع هذه البلدان و یتبارك بنسلك جمیع شعوب الأرض و ساق الكلام إلی أنه علیه السلام ذهب إلی وادی جرارة و حفر هناك آبارا كثیرة إلی أن انتهی إلی بئر سبع فخاصمه أصحاب أبی مالك فصالحهم و وقع الحلف بینهم و سمی القریة بئر سبع إلی یومنا هذا انتهی فظهر أن شیع بالمعجمة تصحیف.

ثم قال الكفعمی ره و أما بیت إیل فقال العماد الأصبهانی هو بیت المقدس و یجوز أن یكون معناه بیت اللّٰه لأن إیل بالعبرانیة اللّٰه قال الطبرسی و معنی جبرئیل عبد اللّٰه و میكائیل عبید اللّٰه لأن جبر عبد و میك عبید و إیل هو اللّٰه.

أقول: فی التوراة أن إسحاق أمر یعقوب علیه السلام أن ینطلق إلی بئر بین نهری سوریة و یتزوج من بنات خاله لابان فخرج یعقوب علیه السلام من بئر سبع ماضیا إلی حران و أتی إلی موضع و بات هناك فأخذ حجرا من حجارة ذلك الموضع و وضعه تحت رأسه و نام هناك فنظر فی الحلم سلما قائما علی الأرض و رأسه یصل إلی السماء و ملائكة اللّٰه یصعدون و یهبطون فیه و الرب كان ثابتا علی رأس السلم و قال أنا الرب إله إبراهیم و إله إسحاق فالأرض التی أنت علیها راقد أعطیها لك و لنسلك و یكون نسلك مثل رمل الأرض و تتسع إلی المشرق و المغرب و تتبارك بك و بزرعك جمیع قبائل الأرض و أحفظك حیث ما انطلقت و أعیدك إلی أهل هذه

ص: 115

الأرض و لا أخلیك حتی أعمل جمیع ما قلته لك فاستیقظ یعقوب من نومه و قال حقا أن الرب فی هذا المكان و أنا لم أكن أعلم و قال ما أخوف هذا الموضع ما هذا إلا بیت اللّٰه و باب السماء و قام یعقوب بالغداة و أخذ الحجر الذی كان توسد به و أقامه و سكب علیه دهنا و دعا اسم المدینة بیت إیل التی أولا كانت تدعی نوراء إلی آخر ما ذكر فیه.

و المعنی أنه علیه السلام أقسم علی اللّٰه سبحانه بمجده الذی تجلی به لهذه الأنبیاء الأربعة فی هذه الأماكن الأربعة و التجلی سیأتی تفسیره إن شاء اللّٰه.

و أوفیت لإبراهیم بمیثاقك و لإسحاق بحلفك و لیعقوب بشهادتك و للمؤمنین بوعدك و للداعین بأسمائك فأجبت قال ره أما میثاق إبراهیم فالظاهر أنه ما واثقه به من البشارة بإسحاق وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ و الوراء ولد الولد و عن

الباقر علیه السلام: أن هذه البشارة كانت بإسماعیل علیه السلام من هاجر.

و یحتمل أن یراد بالمیثاق الإمامة و إلیها الإشارة بقوله تعالی وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (1).

و عن السدی هم آل محمد علیهم السلام و المیثاق قال الجوهری هو العهد و الجمع مواثق و میاثق و میاثیق و قوله تعالی وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ (2) أی أخذ العهد بأن یؤمنوا بمحمد ص قال الهروی و أخذ المیثاق هنا بمعنی الاستحلاف و منه قوله حَتَّی تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ (3) و أما الحلف المضاف إلی إسحاق فمعناه قریب من معنی المیثاق المتقدم آنفا و قال بعضهم معناه أن اللّٰه عاهد إسحاق أن لا تنجلی الغمامة عن نسله و قال بعضهم معناه أن اللّٰه آلی أن لا یسلم ولد إسحاق إلی هلكة لمكان صبره علی الذبح.

قلت و هذا لیس بصحیح لتظافر روایات أئمتنا علیهم السلام بأن الذبیح إسماعیل علیه السلام.

و روی أن عمر بن عبد العزیز بعث إلی عالم مسلم بالشام كان یهودیا فسأله عن

ص: 116


1- 1. الزخرف: 28.
2- 2. آل عمران: 81.
3- 3. یوسف: 66.

الذبیح فقال إسماعیل ثم قال إن الیهود تعلم و لكنهم یحسدونكم لأنه أبوكم و یزعمونه إسحاق لأنه أبوهم قال الأصمعی سألت أبا عمرو بن العلاء عنه فقال أین ذهب عقلك متی كان إسحاق بمكة و إنما كان إسماعیل و المنحر بمكة لا شك.

و أما الشهادة المنسوبة إلی یعقوب لما احتضر جمع ولده و أراد أن یخبرهم بما یأتی من الحوادث و بما یصیبهم من الشر فقال اللّٰه تعالی لا تعلمهم ذلك فإن ذلك للنبی صلی اللّٰه علیه و آله القائم فی آخر الزمان و أنا أعطیك درجة الشهادة و یحتمل أن یكون معنی و أوفیت لیعقوب بشهادتك أی بإخبارك إیاه أن ولده یوسف علیه السلام حی فأمل الاجتماع به قال الجوهری الشهادة خبر قاطع و أشهد بكذا أی أحلف و روی أن یعقوب علیه السلام رأی ملك الموت فسأله هل قبضت روح یوسف فقال لا فعلم أنه حی و أما إیفاؤه بوعد المؤمنین فهو ما أوصله إلیهم من الآجال و الأرزاق و الأولاد و غیر ذلك من النعم التی لا تحصی فی الدنیا و فی الآخرة بالجنة و قوله وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1) الرزق المراد به المطر لأنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ الجنة و قوله الشَّیْطانُ یَعِدُكُمُ الْفَقْرَ أی یخوفكم به فیحملكم علی منع الزكاة و یحتمل أن یراد بالوعد هنا العهد و منه قوله تعالی ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا(2) أی عهدك و مثله فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (3) أی عهدی قال الهروی یقال وعدته خیرا و وعدته شرا و إذا لم تذكر الخیر و الشر قلت فی مكان الخیر وعدته و فی الشر أوعدته قال:

و إنی إذا واعدته أو وعدته***لمخلف إیعادی و منجز موعدی

فإن أدخلوا الباء فی الشر أتوا بالألف فقالوا أوعد بالشر.

ص: 117


1- 1. الذاریات: 22.
2- 2. طه: 87.
3- 3. طه: 86.

و روی أن عمرو بن عبید جاء إلی أبی عمرو بن العلاء فقال یا أبا عمر أ یخلف اللّٰه ما وعد قال لا قال أین أنت عمن أوعده اللّٰه علی عمله عقابا أ یخلف اللّٰه ما أوعده فیه فقال أبو عمرو من العجمة أتیت یا أبا عثمان إن الوعد غیر الوعید إن العرب لا تعد عارا و لا خلفا أن تعد شرا ثم لا تفعله تری ذلك كرما و فضلا و إنما الخلف أن تعد خیرا ثم لا تفعله قال فأوجدنی هذا فی كلام العرب فأنشده البیت المتقدم.

و عن الصادق علیه السلام: یا من إذا وعد وفی و إذا توعد عفا.

و أما استجابته للداعین بأسمائه فهو عطف علی ما تقدم و أنه تعالی وفی لهم بالإجابة لما دعوه فقال ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1) و قال سبحانه وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (2) إن قلت إنا نری كثیرا لا یجاب دعاؤهم قلت ذكر الطبرسی فی مجمعه أن الدعاء وقع لا علی وجه الحكمة إذ شرطه عدم المفسدة إن قیل ما فیه حكمة إن اللّٰه یفعله فلا حاجة إلی الدعاء قلنا الدعاء فی نفسه عبادة یتعبد اللّٰه بها لما فیها من إظهار الخضوع و الافتقار إلیه تعالی و یجوز كون المطلوب مصلحة عند الدعاء لا قبله.

و فی كتاب الدرر و الغرر أن المراد بقوله أجیب دعوة الداعی أی أسمعها و لذا یقال للرجل دعوت من لا یجیب أی من لا یسمع و قد یكون أیضا یسمع بمعنی یجیب كما كان یجیب بمعنی یسمع یقال سمع اللّٰه لمن حمده أی أجاب اللّٰه من حمده.

أقول: و ذكر فی ذلك فصلا طویلا(3)

نورده إن شاء اللّٰه تعالی فی كتاب الدعاء.

ص: 118


1- 1. غافر: 60.
2- 2. البقرة: 186.
3- 3. راجع الغرر ج 1 ص 306.

و بمجدك الذی ظهر لموسی بن عمران علیه السلام علی قبة الزمان.

أقول: قبة الزمان بالزای المعجمة قد تكرر ذكرها فی التوراة و هی القبة التی بناها موسی و هارون فی التیه بأمره تعالی فكان معبدا لهم كما مر ذكره فی المجلد الخامس قال الكفعمی و أما قبة الزمان فهو بیت المقدس و قال المطرزی القبة كل بناء مدور و الجمع قباب.

و قال بعضهم قبة الزمان هو الفلك و إنما سمیت قبة بیت المقدس بذلك لشرفها و عظم محلها كما أن الشمس إذا كانت فی قبة الفلك تكون فی أوج السعادة و كذلك بیت المقدس من كان فیه كان فی أوج السعادة و قیل المراد بها بیوت الأنبیاء و قیل المساجد.

و قال بعضهم قبة الرمان فی هذا الدعاء بالراء المهملة قال و معناه أنها قبة یتعبد فیها موسی و هارون فدخلها ابنا هارون و هما سكرانان فجاءت نار فأحرقتهما فخاف بنو إسرائیل من ذلك فعملوا جبة و فرجیة و علقوا فی ذیلها جلاجل من ذهب و رمانا من ذهب و ربطوا فیها بسلسلة من داخل المكان إلی خارج فمن دخل ذلك المكان لبس تلك الجبة و الفرجیة فإن أصابه شی ء تحركت تلك الجلاجل و الرمان فجروه بالسلسلة انتهی.

و أقول قصة الرمان و الجلاجل مذكورة فی توراتهم الآن لكن لا علی هذا الوجه بل فیه فی وصف قبة الرمان و دخول هارون علیه السلام و أولاده فیها أن اللّٰه تعالی أوحی إلی موسی علیه السلام أن یصنع قمیصا لهارون و یصنع فی أسافله باستدارته مثل الرمان و الجلاجل فیكون رمانة من ذهب و بعدها جلجل من ذهب و لیلبسه هارون عند خدمة بیت المقدس فیسمع صوته إذا دخل و إذا خرج و أن یتخذ لبنی هارون أقمصة من كتان و مناطق للكرامة و المجد و أن یلبس هذه كلها و هارون و بنیه معه لیكونوا لله أحبارا و أن یصنع تبانین من كتان لیغطوا بها عورة أجسادهم فتكون علی هارون و بنیه إذا ما دخلوا قبة الرمان و إذا هم اقتربوا إلی المذبح لیخدموا القدس لكیلا یقبلوا خطیئة فیموتوا سنة دائمة إلی الأبد لهارون و لنسله من بعده انتهی.

ص: 119

و اعلم أنه لما كان سدانة بیت المقدس و تعمیر بیوت اللّٰه فی بنی إسرائیل لهارون و أولاده علیه السلام فكذا كانت الإمامة و الخلافة و سدانة بیوت اللّٰه لأمیر المؤمنین و أولاده علیهم السلام لأنه كان من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بمنزلة هارون من موسی علیه السلام باتفاق الخاص و العام فتفطن.

و أما الآیات التی وقعت علی أرض مصر فهی معروفة و قد مر ذكرها فی محلها.

و برحمتك التی مننت بها أی أنعمت بها و من علیه بكذا أی أنعم و الفرق بین الخلق و الخلیقة أن الخلق الناس و الخلیقة البهائم و الدواب و فی حدیث ذی الثدیة هو شر الخلق و الخلیقة.

و باستطاعتك التی أقمت بها العالمین الاستطاعة هنا القدرة و المشیة و أقمت بها العالمین أی صورتهم و أحسنت نظامهم لم تستقلها الأرض أی لم تطق حملها و المراد عظم شأن الخمسة المتقدمة و جلالة قدرها أی لو كانت أجساما لكانت الأرض عاجزة عن حملها إذ لو ظهر شی ء من آثارها و أنوارها علی الأرض لتقطعت.

و انخفضت لها السماوات و انزجر لها العمق الأكبر قال الكفعمی ره الانخفاض الانحطاط و هنا كنایة عن الذلة و الإذعان و الانقیاد و الزجر المنع و العمق الأكبر بإسكان المیم و ضمها إشارة إلی تخوم الأرض قال الجوهری العمق و العمق قعر البئر و الفج و الوادی و هو أیضا ما بعد من أطراف المفاوز و عمق النظر فی الأمور أی أبعد.

و یجوز أن یكون المعنی و انخفض لتلك الأمور ما فی السماوات و انزجر لها ما فی الأرض و تخومها كقولك إن السهل و الجبل للسلطان أی ما فی السهل و ما فی الجبل و تكون المطابقة بین السماء و الأرض حاصلة معنا إن لم تكن لفظا لأن الجمع بینهما أنبأ عن القدرة و أدل علی الإلهیة كما جمع فی الأسماء الحسنی بین الرافع و الخافض و المعز و المذل و المحیی و الممیت و الأول و الآخر و نحو ذلك لأنك مثلا إذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت

ص: 120

علی المنع و الحرمان و إذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بین الصفتین.

و یمكن أن یراد بالمزجور فی العمق الأكبر الریح فَعَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَی بَیْتَ رِیحٍ مُقَفَّلٌ لَوْ فُتِحَ لَأَذْرَتْ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی قَوْمِ عَادٍ إِلَّا قَدْرَ الْخَاتَمِ فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ فَتُقَطِّعُهُمْ عُضْواً عُضْواً.

و نقول فی الماء المزجور فی العمق الأكبر كماء الطوفان ما قلناه فی الریح فإنه لو لا زجر اللّٰه سبحانه إیاه لأغرق الخلق.

و قال بعضهم العمق الأكبر الملك الأكبر و هذا التفسیر فیه ما فیه لأنه لم یرد العمق بمعنی الملك لغة و لا عرفا.

و ركدت لها البحار و الأنهار أی ذلت البحار و الأنهار و استقرت فی مجاریها و انقادت و أذعنت لعلمه و جلاله و كبریائه و عزته و جبروته و لم یرد بالركود السكون ضد الحركة لأنها غیر ساكنة اللّٰهم إلا أن یراد ركودها لیلة القدر لأنه قیل إن فی ساعتها تسكن أمواج البحار و تسجد الأشجار و تقف میاه الأنهار.

و خضعت لها الریاح بخط جد الشیخ البهائی رحمهما اللّٰه و أكثر نسخ المصباح خفقت أی اضطربت و تحركت و تصوتت فی جریانها بفتح الراء و إسكانها وهم.

و خمدت لها النیران أی سكن لهبها فی أوطانها أی فی أماكنها و قال الكفعمی یحتمل أن یكون نار الخلیل التی أوقدها نمرود و كذا القول فی نار فارس التی أخمدها اللّٰه سبحانه لیلة مولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كان لها ألف عام من قبل ذلك لم تخمد و یحتمل أن یكون المراد بالنیران المخمدة نیران الیهود و إلیها الإشارة فی القرآن بقوله تعالی كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ (1) أی كلما أرادوا محاربة النبی صلی اللّٰه علیه و آله غلبوا و لم یكن لهم ظفر قط ثم قال أقول فی ذكر انزجار

ص: 121


1- 1. المائدة: 64.

العمق الأكبر الذی تحت التخوم الأرضیة و ذكر ركود البحار و الأنهار و خضوع الریاح و خمود النیران له تعالی دلیل علی كمال جماله و جمال كماله.

و فی اللوامع أن هذه المذكورة هی البسائط الأربع النار و الهواء و الماء و الأرض و كل منها محیط بالآخر و المركبات تخلق عن امتزاجها.

و اعلم أن العمق الأكبر إشارة إلی العنصر الترابی و البحار و الأنهار إلی المائی و الریاح إلی الهوائی و النیران إلی الناری و هذا یسمی فی علم البدیع بالترتیب و هو أن یعمد الشاعر أو الناثر إلی أوصاف شتی و موصوف واحد فیوردها علی ترتیبها فی الخلقة الطبیعیة. و بسلطانك الذی عرفت لك به الغلبة دهر الدهور قال السلطان مأخوذ من السلاطة و هی القهر و هو فعلان یذكر و یؤنث و یجمع و السلطان أیضا الحجة و البرهان و هو المعنی المراد هنا و لم یجمع لإجرائه مجری المصدر و كل سلطان فی القرآن فمعناه الحجة النیرة و اشتقاقه قیل من السلیط و هو دهن الزیت لإضاءته و المراد بدهر الدهور هنا هو الأبد الذی لا ابتداء له و لا نهایة و المعنی أنه علیه السلام أقسم علیه سبحانه بحجته و برهانه الغالبة أبد الدهر.

تجلیت به للجبل قال التجلی هنا عبارة عن ظهور اقتداره تعالی للجبل و تصدی أمره و إرادته فجعلته دكا أی مدكوكا و هو مصدر بمعنی مفعول و قال العزیزی دكا أی مدكوكا أی مستویا مع وجه الأرض و منه یقال ناقة دكاء إذا كانت مستویة السنام و أرض

دكاء أی ملساء و قرئ دكاء بالمد و الهمزة من غیر تنوین و الدكاء الربوة الناشزة من الأرض لا تبلغ أن تكون جبلا و أصل الدك الكسر.

وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً أی خر مغشیا علیه غشیة كالموت من هول ما رأی و فی الدرر و الغرر أنه لما ظهر نوره تعالی للجبل جعله دكا أی مستویا من الأرض و قیل ترابا و قیل ساخ فی الأرض و قیل بقی أربع قطع واحدة بالمشرق و أخری بالمغرب و واحدة بالبحر و أخری صارت رملا و قیل صارت ستة أجبل بالمدینة ثلاثة أحد و ورقان و رضوی و بمكة ثلاثة ثور و ثبیر و حری روی ذلك عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 122

و بمجدك الذی ظهر إلی قوله فی جبل فاران قال أما طور سیناء فقد مر شرحه عند ذكر جبل حوریث و فی التكرار دلالة علی تعظیم شأنه و ساعیر جبل بالحجاز یدعی جبل الشرات كان عیسی علیه السلام یناجی اللّٰه علیه و عنده إجابة الدعاء و قیل ساعیر قبة كانت مع موسی كما یقال تخت الملك كرسیه و عندها إجابة الدعاء.

و أما فاران فهو جبل كان نبینا محمد صلی اللّٰه علیه و آله یناجی اللّٰه تعالی علیه و هو قریب من مكة و قال الطبرسی فی الإحتجاج بین فاران و بین مكة یومان و طلعة اللّٰه تعالی فی ساعیر و ظهوره فی جبل فاران عبارة عن ظهور وحیه و أمره و بروز إرادته و اقتداره.

قال الشهرستانی صاحب الملل و النحل قد ورد فی التوراة أنه تعالی جاء من طور سیناء و ظهر علی ساعیر و علن بفاران و لما كانت الأسرار الإلهیة و الأنوار الربانیة فی الوحی و التنزیل و المناجاة و التأویل علی مراتب ثلاثة مبدأ و وسط و كمال و المجی ء أشبه بالمبدإ و الظهور بالوسط و الإعلان بالكمال عبر عن طلوع شریعة التوراة بالمجی ء من طور سیناء و عن طلوع شریعة عیسی بالظهور علی ساعیر و عن البلوغ إلی درجة الكمال و الاستواء و هی شریعة المصطفی صلی اللّٰه علیه و آله بالإعلان علی فاران.

بربوات المقدسین إلی قوله المسبحین قال الربوات مواضع نزول الوحی علی موسی علیه السلام و من قال إن الربوات بنو إسرائیل فلیس بشی ء و هی جمع ربوة مثلثة الراء و هی ما ارتفع من الأرض و كذا الرابیة و فی الحدیث: الفردوس ربوة الجنة.

أی أرفعها و كل شی ء زاد و ارتفع فقد ربا یربو فهو راب و الجنود هی الأعوان و الملائكة مشتقة من الألوكة و هی الرسالة و الصافین أی تصف صفوفا فی السماء أو تصف أقدامها فی السماء كما تصف المؤمنون أو أجنحتها فی الهواء منتظرین أمر اللّٰه أو أجنحتها حول العرش قیل و لما نزل قوله تعالی وَ إِنَّا لَنَحْنُ

ص: 123

الصَّافُّونَ (1) اصطفت المسلمون فی صلاتهم و لیس یصطف أحد من أهل الملل فی صلاتهم غیر المسلمین و الخشوع كالخضوع و المسبحون المصلون و سبح یعنی صلی و السبحة النافلة و قیل المسبحین أی المنزهین اللّٰه و یحتمل أن یراد به الذاكرین اللّٰه قال الطبرسی فی قوله تعالی فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ (2) أی الذَّاكِرِینَ اللَّهَ كَثِیراً بالتسبیح و التقدیس و قال فی قوله سبحانه وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ أی المصلون و المنزهون.

و ببركاتك إلی قوله فی أمة موسی علیه السلام قال أقسم علیه سبحانه ببركاته التی بارك فیها علی إبراهیم علیه السلام فی أمة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و الأمة هم أتباع الأنبیاء و البركة لغة النماء و الزیادة و التبریك الدعاء بالبركة و تبركت بكذا أی تیمنت و إنما نسب بركات إبراهیم إلی محمد صلی اللّٰه علیه و آله لأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من ولد إسماعیل بن إبراهیم و لأن آل إبراهیم هم آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله و إنما نسب بركات إسحاق إلی أمة عیسی لأنه من ولده و لأنه أقرب إلیه من موسی.

أقول: كذا فی النسخ و لا أعرف له معنی و لعل تخصیص إبراهیم بأمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله لكثرة ثناء اللّٰه علیه فی القرآن و أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع كونه أشرف منه كان ینتمی إلیه و یقول أنا علی ملة إبراهیم و لإتمام ما فعله من كسر الأصنام و لذكره مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی الصلاة علیه كما یقال كما صلیت علی إبراهیم و آل إبراهیم و لكونه أشبه الناس به خلقا و خلقا و لغیر ذلك من الروابط المعنویة و تخصیص إسحاق بعیسی و یعقوب بموسی لبعض المشابهات و المناسبات الصوریة و المعنویة التی خفیت علینا و لأنه أخذ من إبراهیم نزولا و من محمد صلی اللّٰه علیه و آله صعودا فكان الأنسب بالترتیب ما ذكر فتفطن و یمكن أن یكون ذكر عیسی مع إسحاق لكون أحدهما أول الأنبیاء من تلك الشعبة و الآخر آخرهم.

و باركت لحبیبك فی عترته أی فی فضلهم و قربهم و كمالاتهم و درجاتهم

ص: 124


1- 1. الصافّات: 166.
2- 2. الصافّات: 163.

و ذریته لأنهم صاروا أكثر من ذریة جمیع من كان فی عصره و أمته لأنهم ضعف جمیع الأمم كما ورد فی الأخبار.

و كما غبنا عن ذلك الظاهر أن اسم الإشارة و الضمائر راجعة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بعثته و رسالته و قال الكفعمی الضمیر فی ذلك و فی به راجع إلی الأقسام و العزائم و الأنبیاء المذكورین و هذا الدعاء أی مثل ما غبنا عن ذلك و لم نحضره و هو فی معنی الشرط و جوابه أن تصلی إلخ.

و قال و ینبغی الوقوف علی لم نره ثم یبتدئ و یقول صِدْقاً وَ عَدْلًا لئلا یشتبه المعنی بغیره لأن المقصود و آمنا به صدقا و عدلا و لم نره كما أمرت العلماء بالوقوف فی مواضع كثیرة من القرآن كقوله فَبُهِتَ الَّذِی كَفَرَ(1) فیقف القاری هنا ثم یبتدئ و یقول وَ

اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ و قوله وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (2) فیقف ثم یقول وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ و أمثلة ذلك كثیرة و قوله صِدْقاً وَ عَدْلًا منصوبان علی الحال و قال رحمه اللّٰه آخذا من كتاب ابن خالویه و غیره الصلاة تقال علی تسعة معان.

الأول الصلاة المعروفة بالركوع و السجود.

الثانی الدعاء كقوله تعالی وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ (3) و منه

الحدیث: إذا دعی أحدكم إلی طعام فلیجب فإن كان مفطرا فلیأكل و إن كان صائما فلیصل.

أی فلیدع لأرباب الطعام بالمغفرة و البركة.

الثالث الرحمة التی هی صلاة اللّٰه قال السید بهاء الدین بن عبد الحمید و الشیخ مقداد إنها الرضوان تفصیا من التكرار فی قوله تعالی أُولئِكَ عَلَیْهِمْ

ص: 125


1- 1. البقرة: 258.
2- 2. المائدة: 5.
3- 3. براءة: 103.

صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ(1) و قال ابن خالویه العطف لاختلاف اللفظین.

الرابع التبریك كقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) أی یباركون علیه.

الخامس الغفران كقوله تعالی أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ و قال ابن عباس المؤمن إذا سلم الأمر لله و رجع و استرجع عند المصیبة كتب له ثلاث خصال من الخیر الصلاة من اللّٰه و هی المغفرة و الرحمة و تحقیق سبیل الهدی.

السادس الدین و المذهب قال تعالی حكایة عن قول شعیب قالُوا یا شُعَیْبُ أَ صَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما یَعْبُدُ آباؤُنا(3) أی دینك.

السابع الإصلاح و التسویة قال الجوهری صلیت العصا بالنار إذا لینتها و قومتها و صلیت الرجل نارا أدخلته إلیها و جعلته یصلاها.

الثامن بیت النصاری و منه قوله تعالی لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِیَعٌ وَ صَلَواتٌ (4) و یقال لهذا البیت أصلاة قاله ابن خالویه.

التاسع إحدی صلوی الدابة و هما ما اكتنف الذنب من یمین و شمال.

و قال الحمید هو المحمود الذی استحق الحمد بفعاله فی جمیع الأحوال سرائها و ضرائها و المجید هو الواسع الكرم و قال الشهید هو الشریف ذاته الجمیل فعاله.

أقول: إنما بسطنا الكلام فی شرح هذا الدعاء زائدا علی غیره لتصدی الكفعمی قدس سره لشرحه فأخذنا منه بعض فوائده و لكونه من الأدعیة المشهورة و قد اشتمل علی ألفاظ غریبة تحتاج إلی الشرح و البیان و اللّٰه المستعان.

ص: 126


1- 1. البقرة: 157.
2- 2. الأحزاب: 56.
3- 3. هود: 87.
4- 4. الحجّ: 40.

باب 9 أعمال الأسبوع و أدعیتها و صلواتها

اشارة

«1»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ (1)، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءُ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا كُنْتَ وَ لَمْ یَكُنْ قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ تَكُونُ حِینَ لَا یَكُونُ غَیْرَكَ شَیْ ءٌ لَا یَعْلَمُ أَحَدٌ كُنْهَ عِزَّتِكَ وَ لَا یَسْتَطِیعُ أَحَدٌ أَنْ یَنْعَتَ عَظَمَتَكَ وَ لَا یَعْلَمُ أَحَدٌ أَیْنَ مُسْتَقَرُّكَ أَنْتَ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ وَرَاءَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَعَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَمَامَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ الْعِزَّةَ لِوَجْهِكَ وَ اخْتَصَصْتَ (2) الْكِبْرِیَاءَ وَ الْعَظَمَةَ لِنَفْسِكَ وَ خَلَقْتَ الْقُوَّةَ وَ الْقُدْرَةَ بِسُلْطَانِكَ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عَظَمَةِ مُلْكِكَ وَ جَلَالِ وَجْهِكَ الَّذِی مَلَأَ نُورُهُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ حَیْثُ لَا یَرَاهُ شَیْ ءٌ یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ بِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ تَسَلَّطْتَ فَلَا أَحَدٌ مِنَ الْعِبَادِ وَصَفَكَ-(3)

تَسَلَّطْتَ بِعِزَّتِكَ وَ

ص: 127


1- 1. البلد الأمین: 70.
2- 2. فی المصدرین: و أخلصت.
3- 3. فی البلد: فلا أحد من العباد یحد وصفك.

تَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَجَبَّرْتَ بِكِبْرِیَائِكَ وَ تَكَبَّرْتَ بِمُلْكِكَ وَ تَمَلَّكْتَ بِقُدْرَتِكَ وَ قَدَرْتَ بِقُوَّتِكَ فَلَا یَسْتَطِیعُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبَادِ وَصْفَكَ وَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَكَ وَ لَا یَسْبِقُ أَحَدٌ مِنْ قَضَائِكَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی جَلَالِ وَجْهِكَ وَ عَظَمَةِ مُلْكِكَ الَّذِی بِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا(1)

وَ لَكَ الْحَمْدُ مَلَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَظَمَةً وَ خَلَقْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِقُدْرَةٍ وَ أَحَطْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً-(2) وَ حَفِظْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ كِتَاباً وَ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً(3) وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی عِزَّةِ سُلْطَانِكَ الَّذِی خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَشْفَقَ مِنْهُ كُلُّ عِبَادِكَ وَ خَضَعَتْ لَهُ كُلُّ خَلِیقَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی

مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْزِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ أَحَداً مِنْ أَنْبِیَائِكَ عَلَی حِفْظِهِ دِینَكَ وَ إِبْلَاغِهِ كِتَابَكَ وَ اتِّبَاعِهِ وَصِیَّتَكَ وَ أَمْرِكَ حَتَّی تُشَرِّفَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِتَفْضِیلِكَ إِیَّاهُ عَلَی جَمِیعِ رُسُلِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِمَا انْتَجَبْتَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَدَیْتَنَا بِمَا بَعَثْتَهُ وَ بَصَّرْتَنَا بِمَا أَوْصَیْتَهُ مِنَ الْعَمَلِ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ (4) نَبِیّاً مِنَ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اجْمَعْ (5) لِی بِهِ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ كَرِیمٍ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (6).

ص: 128


1- 1. فی البلد: اللّٰهمّ ربّنا.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط من الأصل.
3- 3. ما بین العلامتین ساقط من الأصل.
4- 4. جازیت خ.
5- 5. أن تجمع لی خ.
6- 6. مصباح المتهجد: 342.

دُعَاءُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ:(1) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ بِمَحَامِدِكَ الْكَثِیرَةِ الطَّیِّبَةِ الَّتِی اسْتَوْجَبْتَهَا عَلَیَّ بِحُسْنِ صَنِیعِكَ إِلَیَّ فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا فَإِنَّكَ قَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِی بِأَنْ أَحْمَدَكَ كَثِیراً وَ أُسَبِّحَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً وَ فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا وَاقِیاً وَ عَنِّی مُدَافِعاً تُوَاتِرُنِی بِالنِّعَمِ وَ الْإِحْسَانِ أَنْ (2) عَزَمْتَ خَلْقِی إِنْسَاناً مِنْ نَسْلِ آدَمَ الَّذِی كَرَّمْتَ وَ فَضَّلْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَعَالَی ذِكْرُكَ وَ إِذِ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنَ الْأُمَمِ الَّتِی أَهْلَكْتَ حَتَّی أَخْرَجْتَنِی مِنَ الدُّنْیَا أَسْمَعُ وَ أَعْقِلُ وَ أَبْصُرُ وَ إِذْ جَعَلْتَنِی (3) مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَرْحُومَةِ(4) الْمُثَابِ عَلَیْهَا وَ رَبَّیْتَنِی عَلَی ذَلِكَ صَغِیراً وَ لَمْ تُغَادِرْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَیَّ شَیْئاً فَتَحْمَدُكَ نَفْسِی بِحُسْنِ الْفِعَالِ فِی الْمَنَازِلِ كُلِّهَا عَلَی خَلْقِی وَ صُورَتِی وَ هِدَایَتِی وَ رَفْعِكَ إِیَّایَ مُنْزَلَةً حَتَّی بَلَغْتَ بِی هَذَا الْیَوْمَ مِنَ الْعُمُرِ مَا بَلَغْتَ مَعَ جَمِیعِ نِعَمِكَ وَ الْأَرْزَاقِ الَّتِی أَنْتَ عِنْدِی بِهَا مَحْمُودٌ مَشْكُورٌ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ عَلَی مَا جَعَلْتَهُ لِی بِمَنِّكَ قُوَّةً فِی بَقِیَّةِ الْمُدَّةِ وَ عَلَی مَا رَفَعْتَ عَنِّی مِنَ الِاضْطِرَارِ وَ اسْتَجَبْتَ لِی مِنَ الدُّعَاءِ فِی الرَّغَبَاتِ وَ أَحْمَدُكَ عَلَی حَالِی هَذِهِ كُلِّهَا وَ مَا سِوَاهَا مِمَّا أُحْصِی وَ مِمَّا لَا أُحْصِی هَذَا ثَنَائِی عَلَیْكَ مُهَلِّلًا مَادِحاً تَائِباً مُسْتَغْفِراً مُتَعَوِّذاً ذَاكِراً لِتَذْكُرَنِی بِالرِّضْوَانِ-(5) جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا تَوَلَّیْتَ الْحَمْدَ بِقُدْرَتِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَ الْحَمْدَ لِنَفْسِكَ وَ

ص: 129


1- 1. البلد الأمین: 83، مصباح المتهجد: 343.
2- 2. فی مصباح المتهجد: اذ عزمت.
3- 3. فی المصباح: خلقتنی.
4- 4. المرحومة المثابة خ.
5- 5. لتذكرنی و الرضوان ح ل.

جَعَلْتَ الْحَمْدَ مِنْ خَاصَّتِكَ وَ رَضِیتَ بِالْحَمْدِ مِنْ عِبَادِكَ وَ فَتَحْتَ (1)

بِالْحَمْدِ كِتَابَكَ وَ خَتَمْتَ بِالْحَمْدِ قَضَاءَكَ وَ لَمْ یَعْدِلْ إِلَی غَیْرِكَ وَ لَمْ یَقْصُرِ الْحَمْدُ دُونَكَ فَلَا مَدْفَعَ لِلْحَمْدِ عَنْكَ وَ لَا مُسْتَقَرَّ لِلْحَمْدِ إِلَّا عِنْدَكَ وَ لَا یَنْبَغِی الْحَمْدُ إِلَّا لَكَ حَمْداً عَدَدَ مَا أَنْشَأْتَ وَ مِلْ ءَ مَا ذَرَأْتَ وَ عَدَدَ مَا حَمِدَكَ بِهِ جَمِیعُ خَلْقِكَ وَ كَمَا رَضِیتَ بِهِ لِنَفْسِكَ وَ رَضِیتَ بِهِ عَمَّنْ حَمِدَكَ وَ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَكَ وَ

اسْتَحْمَدْتَ إِلَی خَلْقِكَ وَ كَمَا رَضِیتَ لِنَفْسِكَ وَ حَمِدَكَ جَمِیعُ مَلَائِكَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ حَمْداً یَكُونُ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ وَ أَكْثَرَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ وَ أَطْیَبَهُ لَدَیْكَ حَمْداً یَكُونُ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ وَ أَشْرَفَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ وَ أَسْرَعَ الْحَمْدِ إِلَیْكَ حَمْداً عَدَدَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَهُ وَ مِلْ ءَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَهُ وَ وَزْنَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَهُ وَ مَعَهُ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كُلُّ ضِعْفٍ مِنْهُ عَدَدَ كُلِّ شَیْ ءٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ مِلْ ءَ كُلِّ شَیْ ءٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ زِنَةَ كُلِّ شَیْ ءٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ یَا ذَا الْعِلْمِ الْعَلِیمِ وَ الْمُلْكِ الْقَدِیمِ وَ الشَّرَفِ الْعَظِیمِ وَ الْوَجْهِ الْكَرِیمِ حَمْداً دَائِماً یَدُومُ مَا دَامَ سُلْطَانُكَ وَ یَدُومُ مَا دَامَ وَجْهُكَ وَ یَدُومُ مَا دَامَتْ جَنَّتُكَ وَ یَدُومُ مَا دَامَتْ نِعْمَتُكَ وَ یَدُومُ مَا دَامَتْ رَحْمَتُكَ حَمْداً مِدَادَ الْحَمْدِ وَ غَایَتَهُ وَ مَعْدِنَهُ وَ مُنْتَهَاهُ وَ قَرَارَهُ وَ مَأْوَاهُ حَمْداً مِدَادَ كَلِمَاتِكَ وَ زِنَةَ عَرْشِكَ وَ سَعَةَ رَحْمَتِكَ وَ زِنَةَ كُرْسِیِّكَ وَ رِضَی نَفْسِكَ وَ مِلْ ءَ بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ حَمْداً سَعَةَ عِلْمِكَ وَ مُنْتَهَاهُ وَ عَدَدَ خَلْقِكَ وَ مِقْدَارَ عَظَمَتِكَ وَ كُنْهَ قُدْرَتِكَ وَ مَبْلَغَ مِدْحَتِكَ حَمْداً یَفْضُلُ الْمَحَامِدَ كَفَضْلِكَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ حَمْداً عَدَدَ خَفَقَانِ أَجْنِحَةِ الطَّیْرِ فِی الْهَوَاءِ وَ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ الدُّنْیَا مُنْذُ كَانَتْ وَ إِذْ عَرْشُكَ عَلَی الْمَاءِ حِینَ لَا أَرْضَ وَ لَا سَمَاءَ وَ حَمْداً یَصْعَدُ وَ لَا یَنْفَدُ یَبْلُغُكَ أَوَّلُهُ وَ لَا یَنْقَطِعُ آخِرُهُ حَمْداً سَرْمَداً لَا یُحْصَی عَدَداً وَ لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً حَمْداً كَمَا تَقُولُ وَ فَوْقَ مَا نَقُولُ حَمْداً كَثِیراً نَافِعاً طَیِّباً وَاسِعاً مُبَارَكاً فِیهِ حَمْداً یَزْدَادُ كَثْرَةً وَ طِیباً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ

ص: 130


1- 1. فی مصباح المتهجد: ففتحت.

وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَعْطِهِ الْیَوْمَ أَفْضَلَ الْوَسَائِلِ وَ أَشْرَفَ الْأَعَاطِی وَ أَعْظَمَ الْحِبَاءِ وَ أَكْرَمَ الْمَنَازِلِ وَ أَسْرَعَ الْجُدُودِ وَ أَقَرَّ الْأَعْیُنِ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله الْوَسِیلَةَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الزِّكَایَةَ وَ السَّعَادَةَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الْغِبْطَةَ وَ شَرَفَ الْمُنْتَهَی وَ النَّصِیبَ الْأَوْفَی وَ الْغَایَةَ الْقُصْوَی وَ الرَّفِیقَ الْأَعْلَی وَ أَعْطِهِ حَتَّی یَرْضَی وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ الْأُمِّیِّ الَّذِی خَلَقْتَهُ لِنُبُوَّتِكَ وَ أَكْرَمْتَهُ بِرِسَالَتِكَ وَ بَعَثْتَهُ رَحْمَةً لِخَلْقِكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ أَقْبِلْ عَلَیْهِ رَاضِیاً بِوَجْهِكَ وَ أَظِلَّهُ فِی ظِلِّ عَرْشِكَ وَ اجْعَلْهُ فِی الْمَحَلِّ الرَّفِیعِ مِنْ جَنَّتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ قَائِدِ الْخَیْرِ وَ إِمَامِ الْهُدَی وَ الدَّاعِی إِلَی سَبِیلِ الْإِسْلَامِ وَ رَسُولِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ نَجِیِّ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ رَضِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ صَفِیِّ الْمُصْطَفَیْنَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَلَا آیَاتِكَ وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ عَمِلَ بِطَاعَتِكَ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِكَ وَ ذَبَّ عَنْ حُرُمَاتِكَ وَ أَقَامَ حُدُودَكَ وَ أَظْهَرَ دِینَكَ وَ وَفَی بِعَهْدِكَ وَ أُوذِیَ فِی جَنْبِكَ وَ دَعَا إِلَی كِتَابِكَ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفاً رَحِیماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَكْرِمْهُ كَرَامَةً تَبْدُو فَضِیلَتُهَا عَلَی جَمِیعِ الْخَلَائِقِ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی وَعَدْتَهُ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَحَبَّ خَلْقِكَ حُبّاً وَ أَفْضَلَهُمْ عِنْدَكَ شَرَفاً وَ أَوْفَرَهُمْ لَدَیْكَ نَصِیباً وَ أَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ زُلْفَی وَ أَقَرَّهُمْ بِرُؤْیَتِكَ عَیْناً وَ أَطْلَقَهُمْ لِسَاناً وَ أَكْرَمَهُمْ مَقَاماً وَ أَدْنَاهُمْ مِنْكَ مَجْلِساً وَ أَقْرَبَهُمْ إِلَیْكَ وَسِیلَةً وَ أَكْثَرَهُمْ تَبَعاً وَ أَشْرَقَهُمْ وَجْهاً وَ أَتَمَّهُمْ نُوراً وَ أَنْجَحَهُمْ طَلِبَةً وَ أَعْلَاهُمْ كَعْباً وَ أَوْسَعَهُمْ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلًا إِلَهَ الْحَقِّ الْمُبِینِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِی الْمُنْتَجَبِینَ كَرَامَتَهُ وَ فِی الْأَكْرَمِینَ مَحَبَّتَهُ وَ فِی الْأَعْلَیْنَ

ص: 131

ذِكْرَهُ وَ فِی الْأَفْضَلِینَ مَنْزِلَتَهُ وَ فِی الْمُصْطَفَیْنَ مَحَبَّتَهُ وَ فِی الْمُقَرَّبِینَ مَوَدَّتَهُ وَ فِی عِلِّیِّینَ دَارَهُ وَ أَعْطِهِ أُمْنِیَّتَهُ وَ غَایَتَهُ وَ رِضَا نَفْسِهِ وَ مُنْتَهَاهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ ثَقِّلْ مِیزَانَهُ وَ كَرِّمْ نُزُلَهُ وَ أَحْسِنْ مَآبَهُ وَ أَجْزِلْ ثَوَابَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَ قَرِّبْ وَسِیلَتَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَتِمَّ نُورَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ أَحْیِنَا عَلَی سُنَّتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ تَجُرُّ بِنَا مِنْهَاجَهُ-(1)

وَ لَا تُخَالِفْ بِنَا عَنْ سَبِیلِهِ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یَلِیهِ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ وَ عَرِّفْنَا وَجْهَهُ كَمَا عَرَّفْتَنَا اسْمَهُ وَ أَقْرِرْ عُیُونَنَا بِرُؤْیَتِهِ كَمَا أَقْرَرْتَهَا بِذِكْرِهِ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ كَمَا آمَنَّا بِهِ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ اجْعَلْنَا مَعَهُ وَ فِی حِزْبِهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنَالُهُ شَفَاعَتُهُ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّمَا ذُكِرَ السَّلَامُ فَعَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ مِنَّا رَحْمَةٌ وَ سَلَامٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ وَ كَلِمَاتِكَ الَّتِی لَا یُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ وَ بِسُلْطَانِكَ الْعَظِیمِ وَ قُرْآنِكَ الْحَكِیمِ وَ فَضْلِكَ الْكَبِیرِ وَ مَنِّكَ الْكَرِیمِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِیمِ وَ خَلْقِكَ الْعَظِیمِ وَ بِمَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ بِإِحْسَانِكَ وَ رَأْفَتِكَ الْبَالِغَةِ وَ بِعَظَمَتِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَ بِفَخْرِكَ وَ جَلَالِكَ وَ مَجْدِكَ وَ كَرَمِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بِحُرْمَةِ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ فَإِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ وَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ أَدْعُوكَ لِذَلِكَ إِلَهِی وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ لِذَلِكَ إِلَهِی إِنِّی لَا أَبْرَحُ مِنْ مَقَامِی هَذَا وَ لَا تَنْقَضِی مَسْأَلَتِی حَتَّی تَغْفِرَ لِی كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ تَرَكْتُهُ مِمَّا أَمَرْتَنِی بِهِ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَتَیْتُهُ مِمَّا نَهَیْتَنِی عَنْهُ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ كَرِهْتَ مِنْ أَمْرِی وَ عَمَلِی وَ كُلَّ شَیْ ءٍ تَعَدَّیْتُهُ مِنْ أَمْرِكَ وَ حُدُودِكَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَعَدْتُ فَأَخْلَفْتُ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَهِدْتُ فَنَقَضْتُ وَ كُلَّ ذَنْبٍ فَعَلْتُهُ وَ كُلَّ ظُلْمٍ ظَلَمْتُهُ وَ كُلَّ جَوْرٍ جُرْتُهُ وَ كُلَّ زَیْغٍ زِغْتُهُ وَ كُلَّ سَفَهٍ سَفِهْتُهُ وَ كُلَّ سُوءٍ أَتَیْتُهُ قَدِیماً أَوْ حَدِیثاً صَغِیراً أَوْ كَبِیراً دَقِیقاً أَوْ جَلِیلًا مِمَّا أَعْلَمُ وَ مِمَّا لَا أَعْلَمُ

ص: 132


1- 1. فی المصباح: و خذ بنا علی منهاجه، و فی البلد: و تحر بنا منهاجه.

وَ مَا نَظَرَ إِلَیْهِ بَصَرِی وَ أَصْغَی إِلَیْهِ سَمْعِی أَوْ نَطَقَ بِهِ لِسَانِی أَوْ سَاغَ فِی حَلْقِی أَوْ وَلَجَ فِی بَطْنِی أَوْ وُسْوِسَ فِی صَدْرِی أَوْ رَكَنَ إِلَیْهِ قَلْبِی أَوْ بَسَطْتُ إِلَیْهِ یَدِی أَوْ مَشَتْ إِلَیْهِ رِجْلَایَ أَوْ بَاشَرَهُ جِلْدِی أَوْ أَفْضَی إِلَیْهِ فَرْجِی أَوْ لَانَ لَهُ طَوْرِی أَوْ قَلَبْتُ لَهُ شَیْئاً مِنْ أَرْكَانِی مَغْفِرَةً عَزْماً جَزْماً لَا تُغَادِرُ بَعْدَهَا ذَنْباً وَ لَا أَكْتَسِبُ بَعْدَهَا خَطِیئَةً وَ لَا إِثْماً مَغْفِرَةً تُطَهِّرُ بِهَا قَلْبِی وَ تُخَفِّفُ بِهَا ظَهْرِی وَ تَجَاوَزُ بِهَا عَنْ إِصْرِی وَ تَضَعُ بِهَا عَنِّی وِزْرِی وَ تُزَكِّی بِهَا عَمَلِی وَ تَجَاوَزُ بِهَا عَنْ سَیِّئَاتِی وَ تُلَقِّنُنِی بِهَا عِنْدَ فِرَاقِ الدُّنْیَا حُجَّتِی وَ أَنْظُرُ بِهَا إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَیَّ مِنْكَ نُورٌ وَ كَرَامَةٌ یَا فَعَّالَ الْخَیْرِ وَ النَّعْمَاءِ یَا مُجَلِّیَ عَظَائِمِ الْأُمُورِ وَ یَا كَاشِفَ الضُّرِّ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ یَا رَاحِمَ الْمَسَاكِینِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِلَیْكَ جَأَرَتْ نَفْسِی وَ أَنْتَ مُنْتَهَی حِیلَتِی وَ مُنْتَهَی رَجَائِی وَ ذُخْرِی وَ إِلَیْكَ مُنْتَهَی رَغْبَتِی أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ وَ أَنْتَ السَّیِّدُ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ إِنَّمَا یَسْأَلُ الْعَبْدُ سَیِّدَهُ إِلَهِی فَلَا تَرُدَّ دُعَائِی وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِی وَ لَا تَجْبَهْنِی بِرَدِّ مَسْأَلَتِی وَ اقْبَلْ مَعْذِرَتِی وَ تَضَرُّعِی وَ لَا تُهِنْ عَلَیْكَ شَكْوَایَ فَبِكَ الْیَوْمَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِی وَ رَغْبَتِی وَ إِلَیْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ أَنْتَ خَیْرُ مَنْ سُئِلَ وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطَی وَ أَرْحَمُ مَنْ قَدَرَ وَ أَحَقُّ مَنْ رَحِمَ وَ غَفَرَ وَ عَفَا وَ تَجَاوَزَ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ تَابَ عَلَیَّ وَ قَبِلَ الْعُذْرَ وَ الْمَلَقَ وَ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ أَعَاذَ وَ خَلَّصَ وَ نَجَّی وَ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ أَغَاثَ وَ سَمِعَ وَ اسْتَجَابَ لِأَنَّهُ لَا یَرْحَمُ رَحْمَتَكَ أَحَدٌ وَ لَا یُنَجِّی نَجَاتَكَ أَحَدٌ اللَّهُمَّ فَأَرْشِدْنِی وَ سَدِّدْنِی وَ وَفِّقْنِی لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی مِنَ الْأَعْمَالِ

بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ أَسْتَلْطِفُ اللَّهَ الْعَلِیَّ الْعَظِیمَ اللَّطِیفَ لِمَا یَشَاءُ فِی تَیْسِیرِ مَا أَخَافُ عُسْرَهُ فَإِنَّ تَیْسِیرَ الْعَسِیرِ عَلَی اللَّهِ سَهْلٌ یَسِیرٌ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«2»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ جُنَّةُ الْأَمَانِ (2)، وَ مَا أَلْحَقَ الشَّهِیدُ ره بِالصَّحِیفَةِ

ص: 133


1- 1. البلد الأمین: 87. مصباح المتهجد: 348.
2- 2. مصباح المتهجد: 348، جنة الأمان: 96.

الْكَامِلَةِ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام وَ هُوَ مِنْ أَدْعِیَةِ الْأُسْبُوعِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ وَ الْأَحْیَاءِ وَ الْآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الْأَشْیَاءِ الْعَلِیمِ الَّذِی لَا یَنْسَی مَنْ ذَكَرَهُ وَ لَا یَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ وَ لَا یُخَیِّبُ مَنْ دَعَاهُ وَ لَا یَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً وَ أُشْهِدُ جَمِیعَ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ مَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ أَنِّی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا عَدِیلَ وَ لَا خَلْفَ لِقَوْلِكَ وَ لَا تَبْدِیلَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ أَدَّی مَا حَمَّلْتَهُ إِلَی الْعِبَادِ وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّ الْجِهَادِ وَ أَنَّهُ بَشَّرَ بِمَا هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوَابِ وَ أَنْذَرَ بِمَا هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقَابِ اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِی عَلَی دِینِكَ مَا أَحْیَیْتَنِی وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَتْبَاعِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَتِهِ وَ وَفِّقْنِی لِأَدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعَاتِ وَ مَا أَوْجَبْتَ عَلَیَّ فِیهَا مِنَ الطَّاعَاتِ وَ قَسَمْتَ لِأَهْلِهَا مِنَ الْعَطَاءِ فِی یَوْمِ الْجَزَاءِ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (1).

«3»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ(2)، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ مِنْهَاجُ الصَّلَاحِ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام وَ هُوَ مِنْ أَدْعِیَةِ الْأُسْبُوعِ مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ شَرَائِفُ تَحِیَّاتِهِ وَ سَلَامُهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ

ص: 134


1- 1. البلد الأمین: 87.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 97- 96.

أَصْبَحْتُ فِی أَمَانِ اللَّهِ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ فِی ذِمَّةِ اللَّهِ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ فِی جِوَارِ اللَّهِ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ كفنه [كَنَفِهِ] الَّذِی لَا یُرَامُ وَ جَارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ مَا شَاءَ اللَّهُ كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا یَأْتِی بِالْخَیْرِ إِلَّا اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی كُلَّ ذَنْبٍ یَحْبِسَ رِزْقِی وَ یَحْجُبُ مَسْأَلَتِی أَوْ یَقْصُرُ بِی عَنْ بُلُوغِ مَسْأَلَتِی أَوْ یَصُدُّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ عَنِّی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ ارْزُقْنِی وَ ارْحَمْنِی وَ اجْبُرْنِی وَ عَافِنِی وَ اعْفُ عَنِّی وَ ارْفَعْنِی وَ اهْدِنِی وَ انْصُرْنِی وَ أَلْقِ فِی قَلْبِیَ الصَّبْرَ وَ النَّصْرَ یَا مَالِكَ الْمُلْكِ فَإِنَّهُ لَا یَمْلِكُ ذَلِكَ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ وَ مَا كَتَبْتَ عَلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَوَفِّقْنِی فِیهِ وَ اهْدِنِی لَهُ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِهِ كُلِّهِ وَ أَعِنِّی وَ ثَبِّتْنِی عَلَیْهِ وَ اجْعَلْهُ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ غَیْرِهِ وَ آثَرَ عِنْدِی مِمَّا سِوَاهُ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ وَ أَسْأَلُكَ النَّصِیبَ الْأَوْفَرَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ لِسَانِی مِنَ الْكَذِبِ وَ قَلْبِی مِنَ النِّفَاقِ وَ عَمَلِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ بَصَرِی مِنَ الْخِیَانَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ مَحْرُوماً مُقَتَّراً عَلَیَّ رِزْقِی فَامْحُ حِرْمَانِی وَ تَقْتِیرَ رِزْقِی وَ اكْتُبْنِی عِنْدَكَ مَرْزُوقاً مُوَفَّقاً لِلْخَیْرَاتِ فَإِنَّكَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

«4»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْوَقَارَ وَ تَأَزَّرَ بِهِ سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَ تَكَرَّمَ بِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَنْبَغِی التَّسْبِیحُ إِلَّا لَهُ سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَی كُلَّ شَیْ ءٍ بِعِلْمِهِ سُبْحَانَ ذِی الطَّوْلِ وَ الْفَضْلِ سُبْحَانَ ذِی الْمَنِّ وَ النِّعَمِ سُبْحَانَ ذِی الْقُدْرَةِ وَ الْكَرَمِ

ص: 135


1- 1. مصباح المتهجد: 350 البلد الأمین: 87.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ ذِكْرِكَ الْأَعْلَی وَ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ وَ تَمَّتْ كَلِمَاتُكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ بِمَا لَا یَعْدِلُهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزْقِی فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْحَلِیمِ سُبْحَانَ الْحَلِیمِ الْكَرِیمِ سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ

«5»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام كَتَبَ هَذِهِ الْعُوذَةَ لِابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ صَبِیٌّ فِی الْمَهْدِ وَ كَانَ یُعَوِّذُهُ بِهَا یَوْماً فَیَوْماً.

الْبَلَدُ(3)، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنِّی بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَیْهِ أَنَبْنَا وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ رَبَّنَا وَ عَافِنَا مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ

ص: 136


1- 1. البلد الأمین: 88، جنة الأمان: 97 مصباح المتهجد: 348.
2- 2. مصباح المتهجد: 348.
3- 3. البلد الأمین: 88.

رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ خُصَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ بِأَتَمِّ ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُومِنُ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِیرُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ مَنَعَتِهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ مِنْ رَجِلِهِمْ وَ خَیْلِهِمْ وَ رَكْضِهِمْ وَ عَطْفِهِمْ وَ رَجْعَتِهِمْ وَ كَیْدِهِمْ وَ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ مَا یَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّیْلِ وَ تَحْتَ النَّهَارِ مِنَ الْبُعْدِ وَ الْقُرْبِ وَ مِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَ الْحَاضِرِ وَ الشَّاهِدِ وَ الزَّائِرِ أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً أَعْمَی وَ بَصِیراً وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْ شَرِّ نَفْسِی وَ وَسْوَسَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ الدَّنَاهِشِ وَ الْحِسِّ وَ اللَّمْسِ وَ اللُّبْسِ وَ مِنْ عَیْنِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ بِالاسْمِ الَّذِی اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ بِلْقِیسَ وَ أُعِیذُ دِینِی وَ جَمِیعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَایَتِی مِنْ شَرِّ كُلِّ صُورَةٍ وَ خَیَالٍ أَوْ بَیَاضٍ أَوْ سَوَادٍ أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ مُعَاهَدٍ أَوْ غَیْرِ مُعَاهَدٍ مِمَّنْ سَكَنَ الْهَوَاءَ وَ السَّحَابَ وَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ وَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ وَ الْبَرَّ وَ الْبُحُورَ وَ السَّهْلَ وَ الْوُعُورَ وَ الْخَرَابَ وَ الْعُمْرَانَ وَ الْآكَامَ وَ الْآجَامَ وَ الْمَغَایِضَ وَ الْكَنَائِسَ وَ النَّوَاوِیسَ وَ الْفَلَوَاتِ وَ الْجَبَّانَاتِ مِنَ الصَّادِرِینَ وَ الْوَارِدِینَ مِمَّنْ یَبْدُو بِاللَّیْلِ وَ یَنْتَشِرُ بِالنَّهَارِ وَ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْمُرِیبِینَ وَ الْأَسَامِرَةِ وَ الْأَفَاتِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ وَ الْأَبَالِسَةِ وَ مِنْ جُنُودِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ وَ مِنْ هَمْزِهِمْ وَ لَمْزِهِمْ وَ نَفْثِهِمْ وَ وِقَاعِهِمْ وَ أَخْذِهِمْ وَ سِحْرِهِمْ وَ ضَرْبِهِمْ وَ عَبَثِهِمْ وَ لَمْحِهِمْ وَ احْتِیَالِهِمْ وَ أَخْلَاقِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَ الْغِیلَانِ وَ أُمِّ الصِّبْیَانِ وَ مَا وَلَدُوا وَ مَا وَرَدُوا وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ دَاخِلٍ وَ خَارِجٍ وَ عَارِضٍ وَ مُتَعَرِّضٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ ضَرَبَانِ عِرْقٍ وَ صُدَاعٍ وَ شَقِیقَةٍ وَ أُمِّ مِلْدَمٍ وَ الْحُمَّی وَ الْمُثَلَّثَةِ وَ الرِّبْعِ وَ الْغِبِّ وَ النَّافِضَةِ وَ الصَّالِبَةِ وَ الدَّاخِلَةِ وَ الْخَارِجَةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً(1).

«6»- طِبُّ الْأَئِمَّةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: عُوذَةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ

ص: 137


1- 1. جنة الأمان( مصباح الكفعمیّ): 99، و فی هامشه شرح بعض المشكلات من اللغة، و قد مر الدعاء بشرحه و توضیحه فی ج 94 ص 204 و 362.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ بَأْسَهُمْ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ حَرَساً وَ حِجَاباً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ عَافِ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ آمِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

«7»- الْبَلَدُ(2)،: دُعَاءٌ عَظِیمٌ یُدْعَی بِهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ مِنْ أَدْعِیَةِ الْأُسْبُوعِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا مِنْ شَیْ ءٍ كَانَ وَ لَا مِنْ شَیْ ءٍ كَوَّنَ مَا قَدْ كَانَ مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الْأَشْیَاءِ عَلَی أَزَلِیَّتِهِ وَ بِمَا وَسَمَهَا بِهِ مِنَ الْعَجْزِ عَلَی قُدْرَتِهِ وَ بِمَا اضْطَرَّهَا إِلَیْهِ مِنَ الْفَنَاءِ عَلَی دَوَامِهِ لَمْ یَخْلُ مِنْهُ مَكَانٌ فَیُدْرَكَ بِأَیْنِیَّتِهِ وَ لَا لَهُ شَبَحُ مِثَالٍ فَیُوصَفَ بِكَیْفِیَّةٍ وَ لَمْ یَغِبْ عَنْ شَیْ ءٍ فَیُعْلَمَ بِحَیْثِیَّتِهِ مُبَایِنٌ لِجَمِیعِ مَا أَحْدَثَ فِی الصِّفَاتِ وَ مُمْتَنِعٌ عَنِ الْإِدْرَاكِ بِمَا ابْتَدَعَ مِنْ تَصَرُّفِ الذَّوَاتِ وَ خَارِجٌ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ مِنْ جَمِیعِ تَصَرُّفِ الْحَالاتِ مُحَرَّمٌ عَلَی بَوَارِعِ نَاقِبَاتِ الْفِطَنِ تَحْدِیدُهُ وَ عَلَی عَوَامِقِ ثَاقِبَاتِ الْفِكَرِ تَكْیِیفُهُ وَ عَلَی غَوَائِصِ سَابِحَاتِ النَّظَرِ تَصْوِیرُهُ وَ لَا تَحْوِیهِ الْأَمَاكِنُ لِعَظَمَتِهِ وَ لَا تَذْرَعُهُ الْمَقَادِیرُ لِجَلَالِهِ وَ لَا تَقْطَعُهُ الْمَقَایِیسُ لِكِبْرِیَائِهِ مُمْتَنِعٌ عَنِ الْأَوْهَامِ أَنْ تَكْتَنِهَهُ وَ عَنِ الْأَفْهَامِ أَنْ تَسْتَغْرِقَهُ وَ عَنِ الْأَذْهَانِ أَنَّ تُمَثِّلَهُ قَدْ یَئِسَتْ عَنِ اسْتِنْبَاطِ الْإِحَاطَةِ بِهِ طَوَامِحُ الْعُقُولِ وَ نَضَبَتْ عَنِ الْإِشَارَةِ إِلَیْهِ بِالاكْتِنَاهِ بِحَارُ الْعُلُومِ وَ رَجَعَتْ بِالصُّغْرِ مِنَ السُّمُوِّ إِلَی وَصْفِ قُدْرَتِهِ لَطَائِفُ الْخُصُومِ

ص: 138


1- 1. طبّ الأئمّة: 44- 45 ط نجف.
2- 2. البلد الأمین: 92.

وَاحِدٌ لَا مِنْ عَدَدٍ وَ دَائِمٌ لَا بِأَمَدٍ وَ قَائِمٌ لَا بِعَمَدٍ لَیْسَ بِجِنْسٍ فَتُعَادِلَهُ الْأَجْنَاسُ وَ لَا بِشَبَحٍ فَتُضَارِعَهُ الْأَشْبَاحُ وَ لَا كَالْأَشْیَاءِ فَتَقَعَ عَلَیْهِ الصِّفَاتُ قَدْ ضَلَّتِ الْعُقُولُ فِی أَمْوَاجِ تَیَّارِ إِدْرَاكِهِ وَ تَحَیَّرَتِ الْأَوْهَامُ عَنْ إِحَاطَةِ ذِكْرِ أَزَلِیَّتِهِ وَ حَصِرَتِ الْأَفْهَامُ عَنِ اسْتِشْعَارِ وَصْفِ قُدْرَتِهِ وَ غَرِقَتِ الْأَذْهَانُ فِی لُجَجِ أَفْلَاكِ مَلَكُوتِهِ مُقْتَدِرٌ بِالْآلَاءِ مُمْتَنِعٌ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ مُتَمَلِّكٌ عَلَی الْأَشْیَاءِ فَلَا دَهْرٌ یُخْلِقُهُ وَ لَا وَصْفٌ یُحِیطُ بِهِ قَدْ خَضَعَتْ لَهُ رِقَابُ الصِّعَابِ فِی مَحَلِّ تُخُومِ قَرَارِهَا وَ أَذْعَنَتْ لَهُ رَوَاصِنُ الْأَسْبَابِ فِی مُنْتَهَی شَوَاهِقِ أَقْطَارِهَا مُسْتَشْهَدٌ بِكُلِّیَّةِ الْأَجْنَاسِ عَلَی رُبُوبِیَّتِهِ وَ بِعَجْزِهَا عَلَی قُدْرَتِهِ وَ بِفُطُورِهَا عَلَی قِدْمَتِهِ وَ بِزَوَالِهَا عَلَی بَقَائِهِ فَلَا لَهَا مَحِیصٌ عَنْ إِدْرَاكِهِ إِیَّاهَا وَ لَا خُرُوجٌ عَنْ إِحَاطَتِهِ بِهَا وَ لَا احْتِجَابٌ عَنْ إِحْصَائِهِ لَهَا وَ لَا امْتِنَاعٌ مِنْ قُدْرَتِهِ عَلَیْهَا كَفَی بِإِتْقَانِ الصُّنْعِ لَهُ آیَةً وَ بِتَرْكِیبِ الطَّبْعِ عَلَیْهِ دَلَالَةً وَ بِحُدُوثِ الْفَطْرِ عَلَیْهِ قِدْمَةً وَ بِإِحْكَامِ الصَّنْعَةِ عَلَیْهِ عِبْرَةً فَلَا إِلَیْهِ حَدٌّ مَنْسُوبٌ وَ لَا لَهُ مَثَلٌ مَضْرُوبٌ وَ لَا شَیْ ءٌ عَنْهُ بِمَحْجُوبٍ تَعَالَی عَنْ ضَرْبِ الْأَمْثَالِ لَهُ وَ الصِّفَاتِ الْمَخْلُوقَةِ عُلُوّاً كَبِیراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی خَلَقَ الدُّنْیَا لِلْفَنَاءِ وَ الْبُیُودِ وَ الْآخِرَةَ لِلْبَقَاءِ وَ الْخُلُودِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یَنْقُصُهُ مَا أَعْطَی فَأَسْنَی وَ إِنْ جَازَ الْمُدَی فِی الْمُنَی وَ بَلَغَ الْغَایَةَ الْقُصْوَی وَ لَا یَجُورُ فِی حُكْمِهِ إِذَا قَضَی وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُرَدُّ مَا قَضَی وَ لَا یُصْرَفُ مَا أَمْضَی وَ لَا یَمْنَعُ مَا أَعْطَی وَ لَا یَهْفُو وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یُعَجِّلُ بَلْ یُمْهِلُ وَ یَعْفُو وَ یَغْفِرُ وَ یَرْحَمُ وَ یَصْبِرُ وَ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الشَّاكِرُ لِلْمُطِیعِ لَهُ الْمُمْلِی لِلْمُشْرِكِ بِهِ الْقَرِیبُ مِمَّنْ دَعَاهُ عَلَی حَالٍ بَعْدَهُ وَ الْبَرِّ الرَّحِیمِ لِمَنْ لَجَأَ إِلَی ظِلِّهِ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمُجِیبُ لِمَنْ نَادَاهُ بِأَخْفَضِ صَوْتِهِ السَّمِیعُ لِمَنْ نَاجَاهُ لِأَغْمَضِ سِرِّهِ الرَّءُوفُ بِمَنْ رَجَاهُ لِتَفْرِیجِ هَمِّهِ الْقَرِیبُ مِمَّنْ دَعَاهُ لِتَنْفِیسِ كَرْبِهِ وَ غَمِّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ عَمَّنْ أَلْحَدَ فِی آیَاتِهِ وَ انْحَرَفَ عَنْ بَیِّنَاتِهِ وَ دَانَ بِالْجُحُودِ فِی كُلِّ حَالاتِهِ وَ اللَّهُ

ص: 139

أَكْبَرُ الْقَاهِرُ لِلْأَضْدَادِ الْمُتَعَالِی عَنِ الْأَنْدَادِ وَ الْمُتَفَرِّدُ بِالْمِنَّةِ عَلَی جَمِیعِ الْعِبَادِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْمُحْتَجِبُ بِالْمَلَكُوتِ وَ الْعِزَّةِ الْمُتَوَحِّدُ بِالْجَبَرُوتِ وَ الْقُدْرَةِ الْمُتَرَدِّی بِالْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْمُتَقَدِّسُ بِدَوَامِ السُّلْطَانِ وَ الْغَالِبُ بِالْحُجَّةِ وَ الْبُرْهَانِ وَ نَفَاذِ الْمَشِیَّةِ فِی كُلِّ حِینٍ وَ أَوَانٍ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَعْطِهِ الْیَوْمَ أَفْضَلَ الْوَسَائِلِ وَ أَشْرَفَ الْعَطَاءِ وَ أَعْظَمَ الْحِبَاءِ وَ الْمَنَازِلِ وَ أَسْعَدَ الْجُدُودِ وَ أَقَرَّ الْأَعْیُنِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِهِ الْوَسِیلَةَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الْمَكَانَ الرَّفِیعَ وَ الْغِبْطَةَ وَ شَرَفَ الْمُنْتَهَی وَ النَّصِیبَ الْأَوْفَی وَ الْغَایَةَ الْقُصْوَی وَ الرَّفِیعَ الْأَعْلَی حَتَّی یَرْضَی وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ وَ اسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتَابَكَ وَ اسْتَرْعَیْتَهُمْ عِبَادَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَلِیلِكَ وَ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الَّذِینَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَوْجَبْتَ عَلَیْنَا حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ مَسْأَلَتِی وَ حَاجَتِی وَ أَسْتَشْفِعُ بِهِمْ عِنْدَكَ أَمَامَ طَلِبَتِی وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ سُؤَالَ وَجِلٍ مِنِ انْتِقَامِكَ حَاذِرٍ مِنْ نَقِمَتِكَ فَزِعٍ إِلَیْكَ مِنْكَ لَمْ یَجِدْ لِفَاقَتِهِ مُجِیراً غَیْرَكَ وَ لَا لِخَوْفِهِ أَمْناً غَیْرَ فِنَائِكَ وَ تَطَوُّلِكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ عَلَیَّ مَعَ طُولِ مَعْصِیَتِی لَكَ أَقْصِدُ إِلَیْكَ وَ إِنْ كَانَتْ سَبَقَتْنِی الذُّنُوبُ وَ حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ لِأَنَّكَ عِمَادُ الْمُعْتَمِدِ وَ رَصَدُ الْمُرْتَصِدِ لَا تَنْقُصُكَ الْمَوَاهِبُ وَ لَا تَغِیضُكَ الْمَطَالِبُ فَلَكَ الْمِنَنُ الْعِظَامُ وَ النِّعَمُ الْجِسَامُ یَا كَثِیرَ الْخَیْرِ یَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ یَا مَنْ لَا تَنْقُصُ خَزَائِنُهُ وَ لَا یَبِیدُ مُلْكُهُ وَ لَا تَرَاهُ الْعُیُونُ وَ لَا تَعْزُبُ مِنْهُ حَرَكَةٌ وَ لَا سُكُونٌ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ وَ لَا یَتَوَارَی عَنْكَ مُتَوَارٍ فِی كَنِینِ أَرْضٍ وَ لَا سَمَاءٍ وَ لَا تُخُومٍ وَ لَا قَرَارٍ تَكَفَّلْتَ بِالْأَرْزَاقِ یَا رَزَّاقُ وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ أَنْ تَتَنَاوَلَكَ الصِّفَاتُ وَ تَعَزَّزْتَ عَنْ أَنْ یُحِیطَ بِكَ تَصَارِیفُ اللُّغَاتِ وَ لَمْ تَكُنْ مُسْتَحْدَثاً فَتُوجَدَ مُتَنَقِّلًا عَنْ حَالَةٍ إِلَی حَالَةٍ بَلْ أَنْتَ الْفَرْدُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ

ص: 140

وَ الْبَاطِنُ وَ الظَّاهِرُ ذُو الْعِزِّ الْقَاهِرِ جَزِیلُ الْعَطَاءِ جَلِیلُ الثَّنَاءِ سَابِغُ النَّعْمَاءِ دَائِمُ الْبَقَاءِ أَحَقُّ مَنْ تَجَاوَزَ وَ عَفَا عَمَّنْ ظَلَمَ وَ أَسَاءَ بِكُلِّ لِسَانٍ إِلَهِی تُمَجَّدُ وَ فِی كُلِّ الشَّدَائِدِ عَلَیْكَ یُعْتَمَدُ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ لِأَنَّكَ الْمَالِكُ الْأَبَدُ وَ الرَّبُّ السَّرْمَدُ أَتْقَنْتَ إِنْشَاءَ الْبَرَایَا فَأَحْكَمْتَهَا بِلُطْفِ التَّقْدِیرِ وَ تَعَالَیْتَ فِی ارْتِفَاعِ شَأْنِكَ عَنْ أَنْ یُنْفَذَ فِیكَ حُكْمُ التَّغْیِیرِ أَوْ یُحْتَالَ مِنْكَ بِحَالٍ یَصِفُكَ بِهَا الْمُلْحِدُ إِلَی تَبْدِیلٍ أَوْ یُوجَدَ فِی الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ مَسَاغٌ فِی اخْتِلَافِ التَّحْوِیلِ أَوْ تَلْتَثِقَ سَحَائِبُ الْإِحَاطَةِ بِكَ فِی بُحُورِ هِمَمِ الْأَحْلَامِ أَوْ تَمَثَّلَ لَكَ مِنْهَا جِبِلَّةٌ تَصِلُ إِلَیْكَ فِیهَا رَوِیَّاتُ الْأَوْهَامِ فَلَكَ مَوْلَایَ انْقَادَ الْخَلْقُ مُسْتَخْذِئِینَ بِإِقْرَارِ الرُّبُوبِیَّةِ وَ مُعْتَرِفِینَ خَاضِعِینَ بِالْعُبُودِیَّةِ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعْلَی مَكَانَكَ وَ أَنْطَقَ بِالصِّدْقِ بُرْهَانَكَ وَ أَنْفَذَ أَمْرَكَ وَ أَحْسَنَ تَقْدِیرَكَ سَمَكْتَ السَّمَاءَ فَرَفَعْتَهَا وَ مَهَّدْتَ الْأَرْضَ فَفَرَشْتَهَا وَ أَخْرَجْتَ مِنْهَا مَاءً ثَجَّاجاً وَ نَبَاتاً رَجْرَاجاً فَسَبَّحَكَ نَبَاتُهَا وَ جَرَتْ بِأَمْرِكَ مِیَاهُهَا وَ قَامَا عَلَی مُسْتَقَرِّ الْمَشِیَّةِ كَمَا أَمَرْتَهُمَا فَیَا مَنْ تَعَزَّزَ بِالْبَقَاءِ وَ قَهَرَ عِبَادَهُ بِالْفَنَاءِ أَكْرِمْ مَثْوَایَ فَإِنَّكَ خَیْرُ مُنَتَجِعٍ لِكَشْفِ الضُّرِّ یَا مَنْ هُوَ مَأْمُولٌ فِی كُلِّ عُسْرٍ وَ مُرْتَجًی لِكُلِّ یُسْرٍ بِكَ أَنْزَلْتُ الْیَوْمَ حَاجَتِی وَ إِلَیْكَ أَبْتَهِلُ فَلَا تَرُدَّنِی خَائِباً مِمَّا رَجَوْتُ وَ لَا تَحْجُبْ دُعَائِی عَنْكَ إِذْ فَتَحْتَهُ لِی فَدَعَوْتُ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَكِّنْ رَوْعَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً وَاسِعاً سَائِغاً حَلَالًا طِیباً هَنِیئاً مَرِیئاً لَذِیذاً فِی عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَیْرَ أَیَّامِی یَوْمَ أَلْقَاكَ وَ اغْفِرْ لِی خَطَایَایَ فَقَدْ أَوْحَشَتْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوبِی فَقَدْ أَوْبَقَتْنِی فَإِنَّكَ مُجِیبٌ مُثِیبٌ رَقِیبٌ قَرِیبٌ قَادِرٌ غَافِرٌ قَاهِرٌ رَحِیمٌ كَرِیمٌ قَیُّومٌ وَ ذَلِكَ عَلَیْكَ یَسِیرٌ وَ أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ افْتَرَضْتَ عَلَیَّ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ حُقُوقاً فَعَظَّمْتَهُنَّ وَ أَنْتَ أَوْلَی مَنْ حَطَّ الْأَوْزَارَ وَ خَفَّفَهَا وَ أَدَّی الْحُقُوقَ عَنْ عَبِیدِهِ فَاحْتَمِلْهُنَّ عَنِّی إِلَیْهِمَا وَ اغْفِرْ

ص: 141

لَهُمَا كَمَا رَجَاكَ كُلُّ مُوَحِّدٍ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ أَلْحِقْنَا وَ إِیَّاهُمْ بِالْأَبْرَارِ وَ أَبِحْ لَنَا وَ لَهُمْ جَنَّاتِكَ مَعَ النُّجَبَاءِ الْأَخْیَارِ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الطَّیِّبِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

أَقُولُ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیُّ هَذَا الدُّعَاءَ مَعَ سَائِرِ أَدْعِیَةِ الْأُسْبُوعِ الْمَرْوِیَّةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كِتَابِ مَجْمُوعِ الدَّعَوَاتِ بِسَنَدَیْنِ أَحَدُهُمَا قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الْفَتْحِ غَازِی بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَائِفِیُّ بِدِمَشْقَ سَلْخَ شَعْبَانَ سَنَةِ تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَیْمُونِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینِ بْنِ مُوسَی الْأَهْوَازِیُّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا أَذْهَبُ مَذَاهِبَ الْمُعْتَزِلَةِ وَ كَانَ یَبْلُغُنِی مِنْ أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام مَا أَسْتَهْزِئُ بِهِ وَ لَا أَقْبَلُهُ فَدَعَتْنِی الْحَالُ إِلَی دُخُولِ سُرَّمَنْ رَأَی لِلِقَاءِ السُّلْطَانِ فَدَخَلْتُهَا فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ وَعْدِ السُّلْطَانِ النَّاسَ أَنْ یَرْكَبُوا إِلَی الْمَیْدَانِ رَكِبَ النَّاسُ فِی غَلَائِلِ الْقَصَبِ (2) بِأَیْدِیهِمُ الْمَرَاوِحُ وَ رَكِبَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی زِیِّ الشِّتَاءِ وَ عَلَیْهِ لُبَّادَةُ(3)

بُرْنُسٍ وَ عَلَی سَرْجِهِ تِجْفَافٌ (4) طَوِیلٌ وَ قَدْ عَقَدَ ذَنَبَ دَابَّتِهِ وَ النَّاسُ یَهْزَءُونَ بِهِ

ص: 142


1- 1. البلد الأمین ص 94.
2- 2. الغلائل جمع الغلالة بالكسر و هی شعار ناعم تلبس تحت الثوب، و القصب محركة ثیاب من كتان، ناعمة جدا، و المراوح جمع المروح: آلة یحرك بها الریح لیتبرد به عند اشتداد الحر، و انما كانوا لبسوا تلك الغلائل من دون دثار فوقها لشدة الحر.
3- 3. اللبادة- بالضم و تشدید الباء ما یلبس من اللبود وقایة من المطر، و هی قباء طویل من صوف متلبد یسمی بالفارسیة نمد، أو برنس ضخیم من الشعر المتلبد( برك) یحشی قطنا أو خزا لیصیر ناعما و قوله« لبادة برنس» یعین الثانی، و البرنس ثوب واسع یشتمل به و علیه قلنسوة متصل به یسمی الیوم الممطر( شنل- بارانی).
4- 4. التجفاف بالكسر درع للفرس یسمی بالفارسیة برگستوان و هو أیضا فی الاغلب من لبود الصوف أو الجلود الضخیمة، انما یلبس لیقیه من المطر و البرد، أو یجففه من عرقه.

وَ هُوَ یَقُولُ أَلَا إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَیْسَ الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ-(1) فَلَمَّا تَوَسَّطُوا الصَّحْرَاءَ وَ جَازُوا بَیْنَ الْحَائِطَیْنِ ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ وَ أَرْخَتِ السَّمَاءُ عَزَالِیَهَا-(2) وَ خَاضَتِ الدَّوَابُّ إِلَی رَكْبِهَا فِی الطِّینِ وَ لَوَّثَتْهُمْ ذِنَابُهَا فَرَجَعُوا فِی أَقْبَحِ زِیٍّ وَ رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی أَحْسَنِ

زِیٍّ وَ لَمْ یُصِبْهُ شَیْ ءٌ مِمَّا أَصَابَهُمْ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَطْلَعَهُ عَلَی هَذَا السِّرِّ فَهُوَ حُجَّةٌ وَ جَعَلْتُ فِی نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ عَرَقِ الْجُنُبِ فَقُلْتُ إِنْ هُوَ أَخَذَ الْبُرْنُسَ عَنْ رَأْسِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَی قَرَبُوسِ سَرْجِهِ ثَلَاثاً فَهُوَ حُجَّةٌ ثُمَّ إِنَّهُ لَجَأَ إِلَی بَعْضِ السَّقَائِفِ فَلَمَّا قَرُبَ نَحَّی الْبُرْنُسَ وَ جَعَلَهُ عَلَی قَرَبُوسِ سَرْجِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ إِنْ كَانَ مِنْ حَلَالٍ فَالصَّلَاةُ فِی الثَّوْبِ حَلَالٌ وَ إِنْ كَانَ مِنْ حَرَامٍ فَالصَّلَاةُ فِی الثَّوْبِ حَرَامٌ فَصَدَّقْتُهُ وَ قُلْتُ بِفَضْلِهِ وَ لَزِمْتُهُ علیه السلام فَلَمَّا أَرَدْتُ الِانْصِرَافَ جِئْتُ لِوَدَاعِهِ فَقُلْتُ زَوِّدْنِی بِدَعَوَاتٍ فَدَفَعَ إِلَیَّ هَذَا الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ وَ لَیْسَ فِیهِ التَّحْمِیدُ.

وَ ثَانِیهِمَا حَدَّثَ غَازِی بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَائِفِیُّ أَیْضاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ الْوَضَّاحِ النُّعْمَانِیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی رَافِعٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیُّ مِنْ خَطِّهِ قَالا أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِیٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُدَبِّرٍ مِنْ وُلْدِ الْأَشْتَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: بِهَذَا الدُّعَاءِ

ص: 143


1- 1. هود: 81 فی قصة قوم لوط.
2- 2. العزالی جمع العزلاء و هو مصب الماء من الراویة و نحوها، یقال: أنزلت السماء عزالیها. أو أرخت: كنایة عن شدة وقع المطر علی التشبیه بنزوله من أفواه المزادة اذا أرخت عزلاءها.

الصَّغِیرِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذَكَرَ فِی أَوَّلِهِ التَّحْمِیدَ وَ بَعْدَهُ اللَّهُمَّ وَ قَدْ جَمَعْتُ بَیْنَ الرِّوَایَتَیْنِ وَ رِوَایَةِ الْكَفْعَمِیِّ.

«8»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ(2)، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ لَیْلَةِ السَّبْتِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْأَوَّلُ الْكَائِنُ وَ لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ یُعَایَنْ (3) شَیْ ءٌ مِنْ مُلْكِكَ أَوْ یُتَدَبَّرْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِكَ أَوْ یُتَفَكَّرْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ قَضَائِكَ قَائِمٌ بِقِسْطِكَ مُدَبِّرٌ لِأَمْرِكَ قَدْ جَرَی فِیمَا هُوَ كَائِنٌ قَدَرُكَ وَ مَضَی فِیمَا أَنْتَ خَالِقٌ عِلْمُكَ خَلَقْتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَ بِنَاءً فَسَوَّیْتَ السَّمَاءَ مَنْزِلًا رَضِیتَهُ (4)

لِجَلَالِكَ وَ وَقَارِكَ وَ عِزِّكَ وَ سُلْطَانِكَ ثُمَّ جَعَلْتَ فِیهَا كُرْسِیَّكَ وَ عَرْشَكَ ثُمَّ سَكَنْتَهَا لَیْسَ فِیهَا شَیْ ءٌ غَیْرُكَ مُتَكَبِّراً فِی عَظَمَتِكَ مُتَعَظِّماً فِی كِبْرِیَائِكَ مُتَوَحِّداً فِی عُلُوِّكَ مُتَمَكِّناً(5) فِی مُلْكِكَ مُتَعَالِیاً فِی سُلْطَانِكَ مُحْتَجِباً فِی عِلْمِكَ مُسْتَوِیاً عَلَی عَرْشِكَ فَتَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ عَلَا هُنَاكَ بَهَاؤُكَ وَ نُورُكَ وَ عِزَّتُكَ وَ سُلْطَانُكَ وَ قُدْرَتُكَ وَ حَوْلُكَ وَ قُوَّتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ قُدْسُكَ وَ أَمْرُكَ وَ مَخَافَتُكَ وَ تَمْكِینُكَ الْمَكِینُ وَ كِبْرُكَ الْكَبِیرُ وَ عَظَمَتُكَ الْعَظِیمَةُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْحَیُّ قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ وَ الْقَدِیمُ قَبْلَ كُلِّ قَدِیمٍ وَ الْمَلِكُ بِالْمُلْكِ الْعَظِیمِ الْمُمْتَدِحُ الْمُمَدَّحُ اسْمُكَ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ خَالِقُهُنَّ وَ نُورُهُنَّ وَ رَبُّهُنَّ وَ إِلَهُهُنَّ وَ مَا فِیهِنَّ فَسُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ اجْزِهِ بِكُلِّ خَیْرٍ أَبْلَاهُ وَ شَرٍّ

ص: 144


1- 1. مصباح المتهجد: 298.
2- 2. البلد الأمین: 96.
3- 3. أن یعاین شیئا خ.
4- 4. وصفته خ.
5- 5. متملكا خ ل.

جَلَّاهُ وَ یُسْرٍ أَتَاهُ وَ ضَعْفٍ (1) قَوَّاهُ وَ یَتِیمٍ آوَاهُ وَ مِسْكِینٍ رَحِمَهُ وَ جَاهِلٍ عَلَّمَهُ وَ دِینٍ بَصَّرَهُ (2)

وَ حَقٍّ نَصَرَهُ-(3) الْجَزَاءَ الْأَوْفَی وَ الرَّفِیقَ الْأَعْلَی وَ الشَّفَاعَةَ الْجَائِزَةَ وَ الْمَنْزِلَ الرَّفِیعَ-(4)

فِی الْجَنَّةِ عِنْدَكَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اجْعَلْ لَهُ مَنْزِلًا مَغْبُوطاً وَ مَجْلِساً رَفِیعاً وَ ظِلًّا ظَلِیلًا وَ مُرْتَفِعاً(5)

جَسِیماً جَمِیلًا وَ نَظَراً إِلَی وَجْهِكَ یَوْمَ تَحْجُبُهُ عَنِ الْمُجْرِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَ اجْعَلْ حَوْضَهُ لَنَا مَوْرِداً وَ لِقَاءَهُ لَنَا مَوْعِداً یَسْتَبْشِرُ بِهِ أَوَّلُنَا وَ آخِرُنَا وَ أَنْتَ عَنَّا رَاضٍ فِی دَارِكَ دَارِ السَّلَامِ مِنْ جِنَانِكَ جَنَّاتِ النَّعِیمِ آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ وَ نُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ وَ نُورٌ تُضِی ءُ بِهِ كُلُّ ظُلْمَةٍ وَ تَكْسِرُ بِهِ قُوَّةُ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ جِنِّیٍّ عَتِیدٍ وَ تُؤْمِنُ بِهِ خَوْفَ كُلِّ خَائِفٍ وَ تُبْطِلُ بِهِ سِحْرَ كُلِّ سَاحِرٍ وَ حَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ وَ یَتَضَرَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ وَ بِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ الَّذِی سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ اسْتَوَیْتَ بِهِ عَلَی عَرْشِكَ وَ اسْتَقْرَرْتَ بِهِ عَلَی كُرْسِیِّكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْتَحَ لِیَ اللَّیْلَةَ یَا رَبِّ بَابَ كُلِّ خَیْرٍ فَتَحْتَهُ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ ثُمَّ لَا تَسُدَّهُ عَنِّی أَبَداً حَتَّی أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ أَسْأَلُكَ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ فِیهِ بِقُدْرَتِكَ فَشَفِّعِ اللَّیْلَةَ یَا رَبِّ رَغْبَتِی وَ أَكْرِمْ طَلِبَتِی وَ نَفِّسْ كُرْبَتِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ صِلْ وَحْدَتِی وَ آنِسْ وَحْشَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ اجْبُرْ فَاقَتِی وَ لَقِّنِّی حُجَّتِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اسْتَجِبِ اللَّیْلَةَ دُعَائِی وَ أَعْطِنِی مَسْأَلَتِی وَ أَعْظِمْ مِنْ مَسْأَلَتِی وَ كُنْ بِدُعَائِی حَفِیّاً وَ كُنْ

ص: 145


1- 1. ضعیف خ ل.
2- 2. نصره خ ل.
3- 3. دین بصره و حقّ نصره خ.
4- 4. المنزل الكریم خ ل.
5- 5. مرتفقا خ.

بِی رَحِیماً وَ لَا تُقَنِّطْنِی وَ لَا تُؤْیِسْنِی مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ أَجْمَعِینَ (1).

«9»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ مَجْمُوعُ الدَّعَوَاتِ،: دُعَاءُ یَوْمِ السَّبْتِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی قَرَنَ رَجَائِی بِعَفْوِهِ وَ فَسَحَ أَمَلِی بِحُسْنِ تَجَاوُزِهِ وَ صَفْحِهِ وَ قَوَّی مُنَّتِی وَ ظَهْرِی وَ سَاعِدِی وَ بَدَنِی بِمَا عَرَّفَنِی مِنْ جُودِهِ وَ كَرَمِهِ وَ لَمْ یُخْلِنِی مَعَ مَقَامِی عَلَی مَعْصِیَتِهِ وَ تَقْصِیرِی فِی طَاعَتِهِ وَ مَا یَحِقُّ عَلَیَّ مِنِ اعْتِقَادِ خَشْیَتِهِ وَ اسْتِشْعَارِ خِیفَتِهِ مِنْ تَوَاتُرِ مِنَنِهِ وَ تَظَاهُرِ نِعَمِهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَتَوَكَّلُ كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلَیْهِ وَ یَضْطَرُّ كُلُّ جَاحِدٍ إِلَیْهِ لَا یَسْتَغْنِی أَحَدٌ إِلَّا بِفَضْلِ مَا لَدَیْهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمُقْبِلُ عَلَی مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِهِ التَّوَّابُ عَلَی مَنْ تَابَ إِلَیْهِ مِنْ عَظِیمِ ذَنْبِهِ السَّاخِطُ عَلَی مَنْ قَنَطَ مِنْ وَاسِعِ رَحْمَتِهِ وَ یَئِسَ مِنْ عَاجِلِ رَوْحِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِكُهُ وَ مُبِیدُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُهْلِكُهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ أَمِینِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ شَاهِدِكَ التَّقِیِّ النَّقِیِّ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُعْتَرِفٍ بِذَنْبِهِ نَادِمٍ عَلَی اقْتِرَافِ تَبِعَتِهِ وَ أَنْتَ أَوْلَی مَنِ اعْتُمِدَ وَ عَفَا وَ جَادَ بِالْمَغْفِرَةِ عَلَی مَنْ ظَلَمَ وَ أَسَاءَ فَقَدْ أَوْبَقَتْنِی الذُّنُوبُ فِی مَهَاوِی الْهَلَكَةِ وَ أَحَاطَتْ بِیَ الْآثَامُ وَ بَقِیتُ غَیْرَ مُسْتَقِلٍّ بِهَا فَأَنْتَ الْمُرْتَجَی وَ عَلَیْكَ الْمُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ وَ أَنْتَ مَلْجَأُ الْخَائِفِ الْغَرِیقِ وَ أَرْأَفُ مِنْ كُلِّ شَفِیقٍ إِلَیْكَ قَصَدْتُ سَیِّدِی وَ أَنْتَ مُنْتَهَی الْقَصْدِ لِلْقَاصِدِینَ وَ أَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ فِی تَجَاوُزِكَ الْمُذْنِبِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الَّذِی لَا یَتَعَاظَمُكَ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَ كَشْفُ الْكُرُوبِ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ وَ سَاتِرُ الْعُیُوبِ لِأَنَّكَ الْبَاقِی الرَّحِیمُ الَّذِی تَسَرْبَلْتَ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ تَوَحَّدَتْ

ص: 146


1- 1. جنة الأمان( مصباح الكفعمیّ) 99- 100.

بِالْإِلَهِیَّةِ وَ تَنَزَّهْتَ عَنِ الْحَیْثُوثِیَّةِ فَلَمْ یَحُدَّكَ وَاصِفٌ مَحْدُوداً بِالْكَیْفُوفِیَّةِ وَ لَمْ تَقَعْ عَلَیْكَ الْأَوْهَامُ بِالْمَائِیَّةِ وَ الْحَیْنُونِیَّةِ فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ نَعْمَائِكَ عَلَی الْأَنَامِ وَ لَكَ الشُّكْرُ عَلَی كُرُورِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ إِلَهِی بِیَدِكَ الْخَیْرُ وَ أَنْتَ وَلِیُّهُ مُتِیحُ الرَّغَائِبِ وَ غَایَةُ الْمَطَالَبِ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَدْ تَرَی یَا رَبِّ مَكَانِی وَ تَطَّلِعُ عَلَی ضَمِیرِی وَ تَعْلَمُ سِرِّی وَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ أَمْرِی وَ أَنْتَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ فَتُبْ عَلَیَّ تَوْبَةً لَا أَعُودُ بَعْدَهَا فِیمَا یُسْخِطُكَ وَ اغْفِرْ لِی مَغْفِرَةً لَا أَرْجِعُ مَعَهَا إِلَی مَعْصِیَتِكَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی أَصْلَحْتَ قُلُوبَ الْمُفْسِدِینَ فَصَلُحَتْ بِإِصْلَاحِكَ إِیَّاهَا فَأَصْلِحْنِی بِإِصْلَاحِكَ وَ أَنْتَ الَّذِی مَنَنْتَ عَلَی الضَّالِّینَ فَهَدَیْتَهُمْ بِرُشْدِكَ عَنِ الضَّلَالَةِ وَ عَلَی الْجَائِرِینَ عَنْ قَصْدِكَ فَسَدَدْتَهُمْ وَ قَوَّمْتَ مِنْهُمْ عَثْرَ الزَّلَلِ فَمَنَحْتَهُمْ مَحَبَّتَكَ وَ جَنَّبْتَهُمْ مَعْصِیَتَكَ وَ أَدْرَجْتَهُمْ دَرَجَ الْمَغْفُورِ لَهُمْ وَ أَحْلَلْتَهُمْ مَحَلَّ الْفَائِزِینَ فَأَسْأَلُكَ یَا مَوْلَایَ أَنْ تُلْحِقَنِی بِهِمْ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً فِی عَافِیَةٍ وَ عَمَلًا یُقَرِّبُ إِلَیْكَ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ ضَرَاعَةَ مُقِرٍّ عَلَی نَفْسِهِ بِالْهَفَوَاتِ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ یَا تَوَّابُ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً مِنْ جَزِیلِ عَطَائِكَ یَا وَهَّابُ فَقَدِیماً جُدْتَ عَلَی الْمُذْنِبِینَ بِالْمَغْفِرَةِ وَ سَتَرْتَ عَلَی عِبَادِكَ قَبِیحَاتِ الْفِعَالِ یَا جَلِیلُ یَا مُتَعَالِ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمَنْ أَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَیْكَ إِذْ لَمْ یَكُنْ لِی مِنَ الْخَیْرِ مَا أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِهِ وَ حَالَتِ الذُّنُوبُ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْمُحْسِنِینَ وَ إِذْ لَمْ یُوجِبْ لِی عَمَلِی مُرَافَقَةَ الْمُتَّقِینَ فَلَا تَرُدَّ سَیِّدِی تَوَجُّهِی بِمَنْ تَوَجَّهْتُ بِهِ إِلَیْكَ أَ تَخْذُلُنِی رَبِّی وَ أَنْتَ أَمَلِی أَمْ تَرُدُّنِی صِفْراً مِنَ الْعَفْوِ وَ أَنْتَ مُنْتَهَی رَغْبَتِی یَا مَنْ هُوَ مَأْمُولٌ فِی الشَّدَائِدِ مَوْصُوفٌ مَعْرُوفٌ بِالْجُودِ وَ الْخَلْقُ لَهُ عَبِیدٌ وَ إِلَیْهِ مَرَدُّ الْأُمُورِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ(1) وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ جُدْ عَلَیَّ بِإِحْسَانِكَ الَّذِی فِیهِ الْغِنَی عَنِ

ص: 147


1- 1. من هنا الی ص 157 ساقط من طبعة الكمبانیّ.

الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ وَ الْأَعْدَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ أَلْحِقْنِی بِالَّذِینَ غَمَرْتَهُمْ بِسَعَةِ تَطَوُّلِكَ وَ كَرَامَتِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ أَطَایِبَ أَبْرَاراً أَتْقِیَاءَ أَخْیَاراً وَ لِنَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِكَ جِیرَاناً وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مَعَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

«10»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ السَّبْتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِكَ وَ اسْتَعْبَدْتَ الْأَرْبَابَ بِعِزَّتِكَ وَ عَلَوْتَ السَّادَةَ بِمَجْدِكَ وَ سُدْتَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِكَ وَ دَوَّخْتَ الْمُتَكَبِّرِینَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَسَلَّطْتَ عَلَی أَهْلِ السُّلْطَانِ بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ ذَلَّلْتَ الْجَبَابِرَةَ بِعِزَّةِ مُلْكِكَ وَ ابْتَدَأْتَ الْأُمُورَ بِقُدْرَةِ سُلْطَانِكَ كُلُّ شَیْ ءٍ سِوَاكَ قَامَ بِأَمْرِكَ وَ حَسُنَ الْعِزُّ وَ الِاسْتِكْبَارُ بِعَظَمَتِكَ وَ ضفا [صَفَا] الْفَخْرُ وَ الْوَقَارُ بِعِزَّتِكَ وَ تَكَبَّرْتَ بِجَلَالِكَ وَ تَجَلَّلْتَ بِكِبْرِیَائِكَ وَ جَلَّ الْمَجْدُ وَ الْكَرَمُ بِكَ وَ أَقَامَ الْحَمْدُ عِنْدَكَ وَ قَصَمْتَ الْجَبَابِرَةَ بِجَبَرُوتِكَ وَ اصْطَفَیْتَ الْفَخْرَ لِعِزَّتِكَ وَ الْمَجْدَ وَ الْعَلَاءَ لِنَفْسِكَ فَتَفَرَّدْتَ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَ تَوَحَّدْتَ فِی الْمُلْكِ وَحْدَكَ وَ اسْتَبْقَیْتَ الْمُلْكَ وَ الْجَلَالَ لِوَجْهِكَ وَ خَلُصَ الْبَقَاءُ وَ الِاسْتِكْبَارُ لَكَ فَكُنْتَ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ بِمَكَانِكَ وَ كَمَا تُحِبُّ وَ یَنْبَغِی لَكَ فَلَا مِثْلَ لَكَ وَ لَا عِدْلَ لَكَ وَ لَا شِبْهَ لَكَ وَ لَا خَطِیرَ لَكَ وَ لَا یَبْلُغُ شَیْ ءٌ مَبْلَغَكَ وَ لَا یَقْدِرُ شَیْ ءٌ قُدْرَتَكَ وَ لَا یُدْرِكُ شَیْ ءٌ أَثَرَكَ وَ لَا یَنْزِلُ شَیْ ءٌ مَنْزِلَتَكَ وَ لَا یَسْتَطِیعُ شَیْ ءٌ مَكَانَكَ وَ لَا یَحُولُ شَیْ ءٌ دُونَكَ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْكَ شَیْ ءٌ أَرَدْتَهُ وَ لَا یَفُوتُكَ شَیْ ءٌ طَلَبْتُهُ

ص: 148


1- 1. البلد الأمین: 96- 97.
2- 2. المتهجد: 300- 305.

خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُبْتَدِعُهُ وَ بَارِئُ الْخَلْقِ وَ وَارِثُهُ أَنْتَ الْجَبَّارُ تَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَجَبَّرْتَ بِعِزَّتِكَ وَ تَمَلَّكْتَ بِسُلْطَانِكَ وَ تَسَلَّطْتَ بِمُلْكِكَ وَ تَعَظَّمْتَ بِكِبْرِیَائِكَ وَ تَكَبَّرْتَ بِعَظَمَتِكَ وَ افْتَخَرْتَ بِعُلُوِّكَ وَ عَلَوْتَ بِفَخْرِكَ وَ اسْتَكْبَرْتَ بِجَلَالِكَ وَ تَجَلَّلْتَ بِكِبْرِیَائِكَ وَ تَشَرَّفْتَ بِمَجْدِكَ وَ تَكَرَّمْتَ بِجُودِكَ وَ جُدْتَ بِكَرَمِكَ وَ قَدَرْتَ بِعُلُوِّكَ وَ تَعَالَیْتَ بِقُدْرَتِكَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی حَیْثُ لَا تُدْرِكُكَ الْأَبْصَارُ وَ لَیْسَ فَوْقَكَ مَنْظَرٌ بَدِیعُ الْخَلْقِ فَتَمَّ مُلْكُكَ وَ مَلَكَتْ قُدْرَتُكَ وَ جَرَتْ قُوَّتُكَ وَ قَدَّمْتَ عِزَّكَ وَ أَنْفَذْتَ أَمْرَكَ بِتَسْلِیطِكَ وَ تَسَلَّطْتَ بِقُدْرَتِكَ وَ قَرُبْتَ فِی نَأْیِكَ وَ نَأَیْتَ فِی قُرْبِكَ وَ لِنْتَ فِی تَجَبُّرِكَ وَ تَجَبَّرْتَ فِی لِینِكَ وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُكَ فِی شِدَّةِ نَقِمَتِكَ وَ اشْتَدَّتْ نَقِمَتُكَ فِی سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ تَهَیَّبْتَ بِجَلَالِكَ وَ تَجَالَلْتَ فِی هَیْبَتِكَ فَظَهَرَ دِینُكَ وَ تَمَّ نُورُكَ وَ فَلَجَتْ حُجَّتُكَ وَ اشْتَدَّ بَأْسُكَ وَ عَلَا كِبْرُكَ وَ غَلَبَ مَكْرُكَ وَ عَلَتْ كَلِمَتُكَ وَ لَا یُسْتَطَاعُ مُضَادَّتُكَ وَ لَا یُمْتَنَعُ مِنْ نَقِمَاتِكَ وَ لَا یُجَارُ مِنْ بَأْسِكَ وَ لَا یُنْتَصَرُ مِنْ عِقَابِكَ وَ لَا یُنْتَصَفُ إِلَّا بِكَ وَ لَا یُحْتَالُ لِكَیْدِكَ وَ لَا تُدْرَكُ حِیلَتُكَ وَ لَا یَزُولُ مُلْكُكَ وَ لَا یُعَازُّ أَمْرُكَ وَ لَا تُرَامُ قُدْرَتُكَ وَ لَا یَقْصُرُ عِزُّكَ وَ لَا یُذَلُّ اسْتِكْبَارُكَ وَ لَا تُبْلَغُ جَبَرُوتُكَ وَ لَا یُنَالُ كِبْرِیَاؤُكَ وَ لَا تُصَغَّرُ عَظَمَتُكَ وَ لَا یَضْمَحِلُّ فَخْرُكَ وَ لَا یَهُونُ جَلَالُكَ وَ لَا یَتَضَعْضَعُ رُكْنُكَ وَ لَا تَضْعُفُ یَدُكَ وَ لَا تَسْفُلُ كَلِمَتُكَ وَ لَا یَخْدَعُ خَادِعُكَ وَ لَا یَغْلِبُ مَنْ غَالَبَكَ بَلْ قُهِرَ مَنْ عَازَكَ وَ غُلِبَ مَنْ حَارَبَكَ وَ ذَلَّ مَنْ كَایَدَكَ وَ ضَعُفَ مَنْ ضَادَّكَ وَ خَابَ مَنِ اغْتَرَّ بِكَ وَ خَسِرَ مَنْ نَاوَاكَ وَ ذَلَّ مَنْ عَادَاكَ وَ هُزِمَ مَنْ قَاتَلَكَ وَ اكْتَفَیْتَ بِعِزَّةِ قُدْرَتِكَ وَ تَعَالَیْتَ بِتَأْیِیدِ أَمْرِكَ وَ تَكَبَّرْتَ بِعَدَدِ جُنُودِكَ عَمَّنْ صَدَّ وَ تَوَلَّی عَنْكَ وَ امْتَنَعْتَ بِعِزَّتِكَ وَ عَزَزْتَ بِمَنْعِكَ وَ بَلَغْتَ مَا أَرَدْتَ وَ أَدْرَكْتَ حَاجَتَكَ وَ أَنْجَحْتَ طَلِبَتَكَ وَ قَدَرْتَ عَلَی مَشِیَّتِكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ لَكَ وَ بِنِعْمَتِكَ وَ بِمِقْدَارٍ عِنْدَكَ.

وَ لَكَ خَزَائِنُكَ وَ مَا مَلَكَتْ یَمِینُكَ وَ خَلْقُكَ وَ بَرِیَّتُكَ وَ بِدْعَتُكَ ابْتَدَعْتَهُمْ بِقُدْرَتِكَ وَ عَمَّرْتَ بِهِمْ أَرْضَكَ وَ جَعَلْتَهَا لَهُمْ مَسْكَناً عَارِیَّةً إِلَی أَجَلٍ

ص: 149

مُسَمًّی مُنْتَهَاهُ عِنْدَكَ وَ مُنْقَلَبُهُمْ فِی قَبْضَتِكَ وَ ذَوَائِبُ نَوَاصِیهِمْ بِیَدِكَ أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُكَ وَ أَحْصَاهُمْ حِفْظُكَ وَ وَسِعَهُمْ كِتَابُكَ فَخَلْقُكَ كُلُّهُمْ یَهَابُ جَلَالَكَ وَ یَرْعُدُ مِنْ مَخَافَتِكَ فَرَقاً مِنْكَ وَ یُسَبِّحُ بِحَمْدِ قُدْسِكَ لِهَیْبَةِ جَلَالِ عِزِّكَ تَسْبِیحاً وَ تَقْدِیساً لَقَدِیمِ عِزِّ كِبْرِیَائِكَ إِنَّكَ أَهْلُ الْكِبْرِیَاءِ وَ لَا یَنْبَغِی إِلَّا لَكَ وَ مَحَلُّ الْفَخْرِ وَ لَا یَلِیقُ إِلَّا بِكَ وَ مُدَوِّخُ الْمَرَدَةِ وَ قَاصِمُ الْجَبَابِرَةِ وَ مُبِیرُ الظَّلَمَةِ رَبُّ الْخَلْقِ وَ مُدَبِّرُ الْأَمْرِ ذُو الْعِزِّ الشَّامِخِ وَ السُّلْطَانِ الْبَاذِخِ وَ الْجَلَالِ الْقَادِرِ وَ الْكِبْرِیَاءِ الْقَاهِرِ وَ الضِّیَاءِ الْفَاخِرِ كَبِیرُ الْمُتَكَبِّرِینَ وَ صَغَارُ الْمُعْتَدِینَ وَ نَكَالُ الظَّالِمِینَ وَ غَایَةُ الْمُتَنَافِسِینَ وَ صَرِیخُ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ صَمَدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَبِیلُ حَاجَةِ الطَّالِبِینَ الْمُتَعَالِی قُدْسُكَ الْمُقَدَّسُ وَجْهُكَ تَبَارَكْتَ بِعُلُوِّ اسْمِكَ وَ عَلَا عِزُّ مَكَانِكَ وَ فَخُمَتْ كِبْرِیَاءُ عَظَمَتِكَ وَ عِزَّةُ عِزَّتِكَ لِكَرَامَتِكَ وَ جَلَالِكَ فَأَشْرَقَ مِنْ نُورِ الْحُجُبِ نُورُ وَجْهِكَ وَ أَغْشَی النَّاظِرِینَ بَهَاؤُكَ وَ اسْتَنَارَ فِی الظُّلُمَاتِ نُورُكَ وَ عَلَا فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ أَمْرُكَ وَ أَحَاطَ بِالسَّرَائِرِ عِلْمُكَ وَ حَفِظَ كُلَّ شَیْ ءٍ إِحْصَاؤُكَ لَیْسَ شَیْ ءٌ یَقْصُرُ عَنْهُ عِلْمُكَ وَ لَا یَفُوتُ شَیْ ءٌ حِفْظَكَ تَعْلَمُ وَهْمَ النُّفُوسِ وَ نِیَّةَ الْقُلُوبِ وَ مَنْطِقَ الْأَلْسُنِ وَ نَقْلَ الْأَقْدَامِ وَ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ السِّرَّ وَ أَخْفی وَ الِاسْتِعْلَانَ وَ النَّجْوَی وَ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری إِلَیْكَ مُنْتَهَی الْأَنْفُسِ وَ مَعَادُ الْخَلَائِقِ وَ مَصِیرُ الْأُمُورِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ أَمِینِكَ وَ شَاهِدِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الرَّاشِدِ الْمَهْدِیِّ الْمُوَفَّقِ التَّقِیِّ الَّذِی آمَنَ بِكَ وَ بِمَلَائِكَتِكَ وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَ تَلَا آیَاتِكَ وَ جَاهَدَ عَدُوَّكَ وَ عَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفاً رَحِیماً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ كَرِّمْ مَقَامَهُ وَ ثَقِّلْ مِیزَانَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَفْلِجْ حُجَّتَهُ وَ أَعْطِهِ الْوَسِیلَةَ وَ الشَّرَفَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الْفَضِیلَةَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

ص: 150

اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً أَحَبَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ إِلَیْكَ حُبّاً وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَجْلِساً وَ أَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ بُرْهَاناً وَ أَشْرَفَهُمْ لَدَیْكَ مَكَاناً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ رُفَقَائِهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ أَبَداً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِی اعْتَرَفَتْ لَكَ بِهَا الْمَلَائِكَةُ وَ خَضَعَتْ لَكَ بِهَا الْجَبَابِرَةُ وَ عَنَتْ لَكَ بِهَا الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَكَ مِنْهَا الْأَبْصَارُ وَ الرَّكْبُ وَ الْأَصْلَابُ وَ الْأَحْشَاءُ وَ أَجْسَادُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ بِتَقْلِیبِكَ الْقُلُوبَ وَ عِلْمِكَ بِالْغُیُوبِ وَ بِتَدْبِیرِكَ الْأُمُورَ وَ بِعِلْمِكَ مَا قَدْ كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ وَ بِمَعْدُودِ إِحْسَانِكَ وَ مَذْكُورِ بَلَائِكَ وَ سَوَابِغِ نَعْمَائِكَ وَ فَضَائِلِ كَرَامَاتِكَ خَیْرُ الدُّعَاءِ وَ خَیْرُ الْإِجَابَةِ وَ خَیْرُ الْأَجَلِ وَ خَیْرُ الْمَسْأَلَةِ وَ خَیْرُ الْعَطَاءِ وَ خَیْرُ الْعَمَلِ وَ خَیْرُ الْجَزَاءِ وَ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ خَیْرُ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ نَعُوذُ بِكَ یَا رَبِّ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَی وَ مِنَ الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِیمَانِ وَ مِنَ النِّفَاقِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ وَ مِنَ الشَّكِّ بَعْدَ الْیَقِینِ وَ مِنَ الْهَوَانِ بَعْدَ الْكَرَامَةِ وَ نَعُوذُ بِكَ یَا رَبِّ مِنْ أَنْ نَرْضَی لَكَ سَخَطاً أَوْ نَسْخَطَ لَكَ رِضًی أَوْ نُوَالِیَ لَكَ عَدُوّاً أَوْ نُعَادِیَ لَكَ وَلِیّاً أَوْ نَنْتَهِكَ لَكَ مُحَرَّماً أَوْ نُبَدِّلَ نِعْمَتَكَ كُفْراً أَوْ نَتَّبِعَ هَوًی بِغَیْرِ هُدًی مِنْكَ وَ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ الْإِیمَانَ فِی قُلُوبِنَا مَا أَحْیَیْتَنَا وَ الزِّیَادَةَ فِی عِبَادَتِكَ مَا أَبْقَیْتَنَا وَ الْبَرَكَةَ فِیمَا آتَیْتَنَا وَ الْمُعَافَاةَ فِی مَحْیَانَا وَ مَمَاتِنَا وَ السَّعَةَ فِی أَرْزَاقِنَا وَ النَّصْرَ عَلَی عَدُوِّنَا وَ التَّوْفِیقَ لِرِضْوَانِكَ وَ الْكَرَامَةَ كُلَّهَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَحْرِمْنَا فَضْلَكَ وَ لَا تُنْسِنَا ذِكْرَكَ وَ لَا تَكْشِفْ عَنَّا سِتْرَكَ وَ لَا تَصْرِفْ عَنَّا وَجْهَكَ وَ لَا تُحْلِلْ عَلَیْنَا غَضَبَكَ وَ لَا تَنْزِعْ مِنَّا كَرَامَتَكَ وَ لَا تُبَاعِدْنَا مِنْ جِوَارِكَ وَ لَا تَحْظُرْ عَلَیْنَا رِزْقَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ لَا تَكِلْنَا إِلَی أَنْفُسِنَا وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِجَهْلِنَا وَ لَا تُهِنَّا بَعْدَ إِذْ أَكْرَمْتَنَا وَ لَا تَضَعْنَا بَعْدَ إِذْ رَفَعْتَنَا وَ لَا تُذِلَّنَا بَعْدَ إِذْ أَعْزَزْتَنَا وَ لَا تَخْذُلْنَا بَعْدَ إِذْ نَصَرْتَنَا وَ لَا تُفَرِّقْنَا بَعْدَ إِذْ جَمَعْتَنَا وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا الْأَعْدَاءَ وَ لا تَجْعَلْنا

ص: 151

مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ.

وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ وَ مِنَ الرُّفَقَاءِ الْأَبْرَارِ وَ اجْعَلْ كِتَابَنَا فِی عِلِّیِّینَ وَ اسْقِنَا مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ وَ زَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَخْدِمْنَا مِنَ الْوِلْدَانِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَصْفِیَائِكَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ اجْزِهِمَا بِأَحْسَنِ مَا عَمِلَا إِلَیَّ اللَّهُمَّ أَكْرِمْ مَثْوَاهُمَا وَ نَوِّرْ لَهُمَا فِی قُبُورِهِمَا وَ افْسَحْ لَهُمَا فِی لَحَدَیْهِمَا وَ بَرِّدْ عَلَیْهِمَا مَضَاجِعَهُمَا وَ أَدْخِلْهُمَا جَنَّتَكَ وَ حَرِّمْهُمَا عَلَی النَّارِ وَ أَعْتِقْنِی وَ إِیَّاهُمَا مِنْهَا وَ عَرِّفْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمَا فِی مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِكَ وَ جَوَارِ نَبِیِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَدْخِلْ عَلَیْهِمَا مِنْ بَرَكَةِ دُعَائِی لَهُمَا مَا تَنْفَعُهُمَا بِهِ وَ تَأْجُرُنِی عَلَیْهِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ وَ دَوَامَ الْعَافِیَةِ وَ شُكْرَ الْعَافِیَةِ وَ الْمُعَافَاةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الْمُعَافَاةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (1).

«11»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ مَجْمُوعُ الدَّعَوَاتِ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِینَ وَ مَقَالَةِ الْمُتَحَرِّزِینَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَوْرِ الْجَائِرِینَ

ص: 152


1- 1. البلد الأمین: 100- 97.

وَ كَیْدِ الْحَاسِدِینَ وَ بَغْیِ الطَّاغِینَ وَ أَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ بِلَا شَرِیكٍ وَ الْمَلِكُ بِلَا تَمْلِیكٍ لَا تُضَادُّ فِی حُكْمِكَ وَ لَا تُنَازَعُ فِی مُلْكِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَنْ تُوزِعَنِی مِنْ شُكْرِ نَعْمَائِكَ مَا یَبْلُغُنِی فِی غَایَةِ رِضَاكَ وَ أَنْ تُعِینَنِی عَلَی طَاعَتِكَ وَ لُزُومِ عِبَادَتِكَ وَ اسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَایَتِكَ وَ تَرْحَمَنِی بِصَدِّی عَنْ مَعَاصِیكَ مَا أَحْیَیْتَنِی وَ تُوَفِّقَنِی لِمَا یَنْفَعُنِی مَا أَبْقَیْتَنِی وَ أَنْ تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِی وَ تَحُطَّ بِتِلَاوَتِهِ وِزْرِی وَ تَمْنَحَنِی السَّلَامَةَ فِی دِینِی وَ نَفْسِی وَ لَا تُوحِشَ بِی أَهْلَ أُنْسِی وَ تَمِّمْ إِحْسَانَكَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی كَمَا أَحْسَنْتَ فِیمَا مَضَی مِنْهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام: مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

الْمُبِینُ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَصْبَحْتُ اللَّهُمَّ فِی أَمَانِكَ أَسْلَمْتُ إِلَیْكَ نَفْسِی وَ وَجَّهْتُ إِلَیْكَ وَجْهِی وَ فَوَّضْتُ إِلَیْكَ أَمْرِی وَ أَلْجَأْتُ إِلَیْكَ ظَهْرِی رَهْبَةً مِنْكَ وَ رَغْبَةً إِلَیْكَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَنْجَی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَ وَ رَسُولِكَ الَّذِی أَرْسَلْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی فَقِیرٌ إِلَیْكَ فَارْزُقْنِی بِغَیْرِ حِسَابٍ إِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ وَ تَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ وَ أَنْ تَتُوبَ عَلَیَّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَرَامَتِكَ الَّتِی أَنْتَ أَهْلُهَا أَنْ تَجَاوَزَ عَنْ سُوءِ مَا عِنْدِی بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی مِنْ جَزِیلِ عَطَائِكَ أَفْضَلَ مَا أَعْطَیْتَهُ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَالٍ یَكُونُ عَلَیَّ فِتْنَةً وَ مَنْ وَلَدٍ یَكُونُ لِی عَدُوّاً

ص: 153


1- 1. البلد الأمین: 97- 98. الجنة: 101- 102.

اللَّهُمَّ قَدْ تَرَی مَكَانِی وَ تَسْمَعُ دُعَائِی وَ كَلَامِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی أَسْأَلُكَ بِجَمِیعِ أَسْمَائِكَ أَنْ تَقْضِیَ لِی كُلَّ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ دُعَاءَ عَبْدٍ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ قَلَّ عُذْرُهُ وَ ضَعُفَ عَمَلُهُ دُعَاءَ مَنْ لَا یَجِدُ لِفَاقَتِهِ سَادّاً غَیْرَكَ وَ لَا لِضَعْفِهِ عَوْناً سِوَاكَ أَسْأَلُكَ جَوَامِعَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِمَهُ وَ سَوَابِقَهُ وَ فَوَائِدَهُ وَ جَمِیعَ ذَلِكَ بِدَوَامِ فَضْلِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ مَنِّكَ وَ رَحْمَتِكَ فَارْحَمْنِی وَ أَعْتِقْنِی مِنَ النَّارِ یَا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَی الْمَاءِ وَ یَا مَنْ سَمَكَ السَّمَاءَ بِالْهَوَاءِ وَ یَا وَاحِداً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ یَا وَاحِداً بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ وَ لَا یَدْرِی كَیْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ وَ یَا مَنْ لَا یَقْدِرُ قُدْرَتَهُ إِلَّا هُوَ یَا مَنْ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ وَ یَا غَوْثَ الْمُسْتَغِیثِینَ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ یَا رَحْمَانَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِیمَهُمَا رَبِّ ارْحَمْنِی رَحْمَةً لَا تُضِلُّنِی وَ لَا تُشْقِینِی بَعْدَهَا أَبَداً إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ-(1).

تَسْبِیحُ یَوْمِ السَّبْتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ الْإِلَهِ الْحَقِّ سُبْحَانَ الْقَابِضِ الْبَاسِطِ سُبْحَانَ الضَّارِّ النَّافِعِ سُبْحَانَ الْقَاضِی بِالْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی سُبْحَانَ مَنْ عَلَا فِی الْهَوَاءِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ الْغَنِیِّ الْحَمِیدِ سُبْحَانَ الْخَالِقِ الْبَارِئِ سُبْحَانَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی سُبْحَانَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا یَكُونُ هَكَذَا غَیْرُهُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ لِرَبِّیَ الْحَقِّ الْحَلِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِیٌّ لَا یَفْتَقِرُ سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعِزَّتِهِ سُبْحَانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُ

ص: 154


1- 1. المتهجد: 351، مصباح الكفعمیّ: 102 البلد الأمین: 100- 101.

شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِهِ سُبْحَانَ مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الْأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا.

عُوذَةُ یَوْمِ السَّبْتِ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما

شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ- ثُمَّ تَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ التَّوْحِیدَ وَ تَقُولُ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا وَ سَیِّدُنَا وَ مَوْلَانَا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ نُورُ النُّورِ وَ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ- نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ یَوْمَ یَقُولُ كُنْ فَیَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مُعْلِنٍ بِهِ أَوْ مُسْرٍ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَ الْبَشَرِ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ یَظْهَرُ بِاللَّیْلِ وَ یَكْمُنُ بِالنَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَنْزِلُ الْحَمَّامَاتِ وَ الخشوش [الْحُشُوشَ] وَ الْخَرَابَاتِ وَ الْأَوْدِیَةَ وَ الصَّحَارِیَ وَ الْغِیَاضَ وَ الشَّجَرَ وَ مَا یَكُونُ فِی الْأَنْهَارِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ بِاللَّهِ مالِكَ الْمُلْكِ یُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ یَشَاءُ وَ یَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ یَشَاءُ وَ یُعِزُّ مَنْ یَشَاءُ وَ یُذِلُّ مَنْ یَشَاءُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 155

قَدِیرٌ یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهَارِ وَ یُولِجُ النَّهَارَ فِی اللَّیْلِ وَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یَرْزُقُ مَنْ یَشَاءُ بِغَیْرِ حِسَابٍ لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلی الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ مُنْزِلُ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ نَافِثٍ وَ شَیْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ وَ سَاحِرٍ وَ كَاهِنٍ وَ بَاطِرٍ وَ طَارِقٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَكَلِّمٍ وَ سَاكِتٍ وَ نَاطِقٍ وَ صَامِتٍ وَ مُتَخَیِّلٍ وَ مُتَمَثِّلٍ وَ مُتَلَوِّنٍ وَ مُحْتَقِرٍ وَ مُتَجَبِّرٍ وَ نَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ حِرْزِنَا وَ نَاصِرِنَا وَ مُونِسِنَا وَ هُوَ یَدْفَعُ عَنَّا لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

عُوذَةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ السَّبْتِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ كُفَّ عَنِّی بَأْسَ الْأَشْرَارِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً إِنَّكَ رَبُّنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ تَوَكُّلَ عَائِذٍ بِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّی آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

ص: 156


1- 1. المتهجد: 305: الجنة: 103، البلد: 101- 103.

«12»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ(2)، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءُ لَیْلَةِ الْأَحَدِ(3) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمُلْكُ وَ بِیَدِكَ الْخَیْرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ سُبْحَانَكَ لَكَ التَّسْبِیحُ وَ التَّقْدِیسُ وَ التَّهْلِیلُ وَ التَّكْبِیرُ وَ التَّمْجِیدُ وَ التَّحْمِیدُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْجَبَرُوتُ وَ الْمَلَكُوتُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْعُلُوُّ وَ الْوَقَارُ وَ الْجَمَالُ وَ الْعِزَّةُ وَ الْجَلَالُ وَ الْغَایَةُ وَ السُّلْطَانُ وَ الْمَنَعَةُ وَ الْحَوْلُ وَ الْقُوَّةُ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ وَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبَارَكْتَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ تَعَالَیْتَ سُبْحَانَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْبَهْجَةُ وَ الْجَمَالُ وَ الْبَهَاءُ وَ النُّورُ وَ الْوَقَارُ وَ الْكَمَالُ وَ الْعِزَّةُ وَ الْجَلَالُ وَ الْفَضْلُ وَ الْإِحْسَانُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْجَبَرُوتُ بَسَطْتَ الرَّحْمَةَ وَ الْعَافِیَةَ وَ وَلِیتَ الْحَمْدَ-(4) لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا شَیْ ءَ مِثْلُكَ فَسُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَ أَشَدَّ جَبَرُوتَكَ وَ أَحْصَی عَدَدَكَ وَ سُبْحَانَكَ یُسَبِّحُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لَكَ وَ قَامَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ بِكَ وَ أَشْفَقَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ مِنْكَ وَ ضَرَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ إِلَیْكَ وَ سُبْحَانَكَ تَسْبِیحاً یَنْبَغِی لَكَ وَ لِوَجْهِكَ وَ یَبْلُغُ مُنْتَهَی عِلْمِكَ وَ لَا یَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضَاكَ وَ لَا یَفْضُلُهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَحَامِدِ خَلْقِكَ سُبْحَانَكَ خَلَقْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ مَعَادُهُ وَ بَدَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ مُنْتَهَاهُ وَ أَنْشَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ مَصِیرُهُ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ بِأَمْرِكَ ارْتَفَعَتِ السَّمَاءُ وَ وُضِعَتِ الْأَرَضُونَ وَ أُرْسِیَتِ الْجِبَالُ وَ سُجِّرَتِ الْبُحُورُ فَمَلَكُوتُكَ فَوْقَ كُلِّ مَلَكُوتٍ

ص: 157


1- 1. مصباح المتهجد: 307- 310.
2- 2. البلد الأمین: 103.
3- 3. فی الكتب أدعیة اخری لیوم السبت من أرادها فلیراجعها.
4- 4. من ص 147 ساقط إلی هنا:

تَبَارَكْتَ بِرَحْمَتِكَ وَ تَعَالَیْتَ بِرَأْفَتِكَ وَ تَقَدَّسْتَ فِی مَجْلِسِ وَقَارِكَ لَكَ التَّسْبِیحُ بِحِلْمِكَ وَ لَكَ التَّمْجِیدُ بِفَضْلِكَ وَ لَكَ الْحَوْلُ بِقُوَّتِكَ وَ لَكَ الْكِبْرِیَاءُ بِعَظَمَتِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ الْجَبَرُوتُ بِسُلْطَانِكَ وَ لَكَ الْمَلَكُوتُ بِعِزَّتِكَ وَ لَكَ الْقُدْرَةُ بِمُلْكِكَ وَ لَكَ الرِّضَا بِأَمْرِكَ وَ لَكَ الطَّاعَةُ عَلَی خَلْقِكَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً وَ أَحَطْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ عَظِیمُ الْجَبَرُوتِ عَزِیزُ السُّلْطَانِ قَوِیُّ الْبَطْشِ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَالَمِینَ ذُو الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یَمُوتُ أَبَدَ الْأَبَدِ وَ سُبْحَانَ رَبِّ الْعِزَّةِ أَبَدَ الْأَبَدِ وَ سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْعِزَّةِ أَبَدَ الْأَبَدِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی سُبْحَانَ رَبِّی وَ تَعَالَی سُبْحَانَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ عَرْشُهُ وَ فِی الْأَرْضِ قُدْرَتُهُ وَ سُبْحَانَ الَّذِی فِی الْبَحْرِ سَبِیلُهُ وَ سُبْحَانَ الَّذِی فِی الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ وَ سُبْحَانَ الَّذِی فِی الْجَنَّةِ رِضَاهُ وَ سُبْحَانَ الَّذِی فِی جَهَنَّمَ سُلْطَانُهُ سُبْحَانَ الَّذِی سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ سُبْحَانَ مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْعَشِیِّ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْإِبْكَارِ سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ عَزَّ وَجْهُهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ عَلَا اسْمُهُ وَ تَبَارَكَ وَ تَقَدَّسَ فِی مَجْلِسِ وَقَارِهِ وَ كُرْسِیِّ عَرْشِهِ یَرَی كُلَّ عَیْنٍ وَ لَا تَرَاهُ عَیْنٌ وَ یُدْرِكُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ أَمْراً اخْتَصَصْتَنَا بِهِ دُونَ مَنْ عَبَدَ غَیْرَكَ وَ تَوَلَّی سِوَاكَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَیْهِ بِمَا انْتَجَبْتَهُ لَهُ مِنْ رِسَالَتِكَ وَ أَكْرَمْتَهُ بِهِ مِنْ نُبُوَّتِكَ وَ لَا تَحْرِمْنَا النَّظَرَ إِلَی وَجْهِهِ وَ الْكَوْنَ مَعَهُ فِی دَارِكَ وَ مُسْتَقَرٍّ مِنْ جِوَارِكَ اللَّهُمَّ كَمَا أَرْسَلْتَهُ فَبَلَّغَ وَ حَمَّلْتَهُ فَأَدَّی حَتَّی أَظْهَرَ سُلْطَانَكَ وَ آمَنَ بِكَ لَا شَرِیكَ لَكَ فَضَاعِفِ اللَّهُمَّ ثَوَابَهُ وَ كَرَمَهُ بِقُرْبِهِ مِنْكَ كَرَامَةً یَفْضُلُ بِهَا عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ اجْعَلْ مَثْوَانَا مَعَهُ فِیمَا لَا ظَعْنَ لَهُ مِنْهُ یَا أَرْحَمَ

ص: 158

الرَّاحِمِینَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ قُرْبِكَ وَ طَوْلِكَ وَ مَنِّكَ وَ عَظِیمِ مُلْكِكَ وَ جَلَالِ ذِكْرِكَ وَ كِبَرِ مَجْدِكَ وَ عَظِیمِ سُلْطَانِكَ وَ لُطْفِ جَبَرُوتِكَ وَ تَجَبُّرِ عَظَمَتِكَ وَ حِلْمِ عَفْوِكَ وَ تَحَنُّنِ رَحْمَتِكَ وَ تَمَامِ كَلِمَاتِكَ وَ نَفَاذِ أَمْرِكَ وَ رُبُوبِیَّتِكَ الَّتِی دَانَ لَكَ بِهَا كُلُّ ذِی رُبُوبِیَّةٍ وَ أَطَاعَكَ بِهَا كُلُّ ذِی طَاعَةٍ وَ تَقَرَّبَ إِلَیْكَ بِهَا كُلُّ ذِی رَغْبَةٍ فِی مَرْضَاتِكَ وَ یَلُوذُ بِهَا كُلُّ ذِی رَهْبَةٍ مِنْ سَخَطِكَ أَنْ تَرْزُقَنِی فَوَاتِحَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِمَهُ وَ ذَخَائِرَهُ وَ جَوَائِزَهُ وَ فَوَاضِلَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ خَیْرَهُ وَ نَوَافِلَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اهْدِ بِالْیَقِینِ مُعْلَنَنَا وَ أَصْلِحْ بِالْیَقِینِ سَرَائِرَنَا وَ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً إِلَی ذِكْرِكَ وَ أَعْمَالَنَا خَالِصَةً لَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ الرِّبْحَ مِنَ التِّجَارَةِ الَّتِی لَا تَبُورُ وَ الْغَنِیمَةَ مِنَ الْأَعْمَالِ الْخَالِصَةِ الْفَاضِلَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ الذِّكْرَ الْكَثِیرَ لَكَ وَ الْعَفَافَ وَ السَّلَامَةَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا أَعْمَالًا زَاكِیَةً مُتَقَبَّلَةً تَرْضَی بِهَا عَنَّا وَ تُسَهِّلُ لَنَا سَكْرَةَ الْمَوْتِ وَ شِدَّةَ هَوْلِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَاصَّةَ الْخَیْرِ وَ عَامَّتَهُ لِخَاصِّنَا وَ عَامِّنَا وَ الزِّیَادَةَ مِنْ فَضْلِكَ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِكَ وَ الْفَوْزَ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَیْنَا لِقَاءَكَ وَ ارْزُقْنَا النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ وَ اجْعَلْ لَنَا فِی لِقَائِكَ نَضْرَةً وَ سُرُوراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْضِرْنَا ذِكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ غَفْلَةٍ وَ شُكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ الصَّبْرَ عِنْدَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ ارْزُقْنَا قُلُوباً وَجِلَةً مِنْ خَشْیَتِكَ خَاشِعَةً لِذِكْرِكَ مُنِیبَةً إِلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ یُوفِی بِعَهْدِكَ وَ یُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ وَ یَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ وَ یَسْعَی فِی مَرْضَاتِكَ وَ یَرْغَبُ فِیمَا عِنْدَكَ وَ یَفِرُّ إِلَیْكَ مِنْكَ وَ یَرْجُو أَیَّامَكَ وَ یَخَافُ سُوءَ حِسَابِكَ وَ یَخْشَاكَ حَقَّ خَشْیَتِكَ وَ اجْعَلْ ثَوَابَ أَعْمَالِنَا جَنَّتَكَ بِرَحْمَتِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوبِنَا بِرَأْفَتِكَ وَ أَعِذْنَا مِنْ ظُلْمَةِ خَطَایَانَا بِنُورِ وَجْهِكَ وَ تَغَمَّدْنَا بِفَضْلِكَ وَ أَلْبِسْنَا عَافِیَتَكَ وَ هَنِّئْنَا كَرَامَتَكَ وَ أَتْمِمْ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ وَ أَوْزِعْنَا أَنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ

ص: 159

وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

«13»- الْبَلَدُ، وَ مَجْمُوعُ الدَّعَوَاتِ،: دُعَاءُ یَوْمِ الْأَحَدِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی حِلْمِهِ وَ أَنَاتِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی عِلْمِی بِأَنَّ ذَنْبِی وَ إِنْ كَبُرَ صَغِیرٌ فِی جَنْبِ عَفْوِهِ وَ جُرْمِی وَ إِنْ عَظُمَ حَقِیرٌ عِنْدَ رَحْمَتِهِ وَ سُبْحَانَ الَّذِی رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ وَ أَنْشَأَ جَنَّاتِ الْمَأْوَی بِلَا أَمَدٍ وَ خَلَقَ الْخَلَائِقَ بِلَا ظَهْرٍ وَ لَا سَنَدٍ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمُنْذِرُ مَنْ عَنَدَ عَنْ طَاعَتِهِ وَ عَتَا عَنْ أَمْرِهِ وَ الْمُحَذِّرُ مَنْ لَجَّ فِی مَعْصِیَتِهِ وَ اسْتَكْبَرَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَ الْمُعَذِّرُ إِلَی مَنْ تَمَادَی فِی غَیِّهِ وَ ضَلَالَتِهِ لِتَثْبِیتِ حُجَّتِهِ عَلَیْهِ وَ عِلْمِهِ بِسُوءِ عَاقِبَتِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْجَوَادُ الْكَرِیمُ الَّذِی لَیْسَ لِقَدِیمِ إِحْسَانِهِ وَ عَظِیمِ امْتِنَانِهِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ نِهَایَةٌ وَ لَا لِقُدْرَتِهِ وَ سُلْطَانِهِ عَلَی بَرِیَّتِهِ غَایَةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُذْنِبٍ أَوْبَقَتْهُ مَعَاصِیهِ فِی ضِیقِ الْمَسْلَكِ وَ لَیْسَ لَهُ مُجِیرٌ سِوَاكَ وَ لَا أَمَلٌ غَیْرَكَ وَ لَا مُغِیثٌ أَرْأَفَ بِهِ مِنْكَ وَ لَا مُعْتَمَدٌ یَعْتَمِدُ

عَلَیْهِ غَیْرُ عَفْوِكَ أَنْتَ مَوْلَایَ الَّذِی جُدْتَ بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا وَ أَهَّلْتَهَا بِتَطَوُّلِكَ غَیْرَ مُؤَهَّلِیهَا وَ لَمْ یَعُزَّكَ مَنْعٌ وَ لَا أَكْدَاكَ إِعْطَاءٌ وَ لَا أَنْفَدَ سَعَتَكَ سُؤَالُ مُلِحٍّ بَلْ أَدَرْتَ أَرْزَاقَ عِبَادِكَ تَطَوُّلًا مِنْكَ عَلَیْهِمْ وَ تَفَضُّلًا مِنْكَ لَدَیْهِمْ اللَّهُمَّ كَلَّتِ الْعِبَارَةُ عَنْ بُلُوغِ مِدْحَتِكَ وَ هَفَا اللِّسَانُ عَنْ نَشْرِ مَحَامِدِكَ وَ تَفَضُّلِكَ وَ قَدْ تَعَمَّدْتُكَ بِقَصْدِی إِلَیْكَ وَ إِنْ أَحَاطَتْ بِیَ الذُّنُوبُ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ وَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ وَ أَنْعَمُ الرَّازِقِینَ وَ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ أَجَلُّ وَ أَعَزُّ وَ أَرْأَفُ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تَرُدَّ مَنْ أَمَّلَكَ وَ رَجَاكَ وَ طَمِعَ فِیمَا قِبَلَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا أَهْلَ الْحَمْدِ إِلَهِی إِنِّی جُرْتُ عَلَی نَفْسِی فِی النَّظَرِ لَهَا وَ

ص: 160


1- 1. البلد الأمین: 105.

سَالَمْتُ الْأَیَّامَ بِاقْتِرَافِ الْآثَامِ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الْإِنْعَامِ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَمَا بَقِیَ لَهَا إِلَّا نَظَرُكَ فَاجْعَلْ مَرَدَّهَا مِنْكَ بِالنَّجَاحِ وَ أَجْمِلِ النَّظَرَ مِنْكَ لَهَا بِالْفَلَاحِ فَإِنَّكَ الْمُعْطِی النَّفَّاحُ ذُو الْآلَاءِ وَ النِّعَمِ وَ السَّمَاحِ یَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ امْنَحْهَا سُؤْلَهَا وَ إِنْ لَمْ تَسْتَحِقَّ یَا غَفَّارُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تَمْضِی بِهِ الْمَقَادِیرُ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی تَتِمُّ بِهَا التَّدَابِیرُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَرْزُقَنِی رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً مِنْ فَضْلِكَ وَ أَنْ لَا تَحُولَ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا یُقَرِّبُنِی مِنْكَ یَا حَنَّانُ وَ أَدْرِجْنِی فِیمَنْ أَبَحْتَ لَهُ عَفْوَكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ أَسْكَنْتَهُ جَنَابَكَ بِرَأْفَتِكَ وَ طَوْلِكَ وَ امْتِنَانِكَ إِلَهِی أَنْتَ أَكْرَمْتَ أَوْلِیَاءَكَ بِكَرَامَتِكَ فَأَوْجَبْتَ لَهُمْ حِیَاطَتَكَ وَ أَظْلَلْتَهُمْ بِرِعَایَتِكَ مِنَ التَّتَابُعِ فِی الْمَهَالِكِ وَ أَنَا عَبْدُكَ فَأَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذَلِكَ وَ أَلْبِسْنِی الْعَافِیَةَ وَ إِلَی طَاعَتِكَ فَمِلْ بِی وَ عَنْ طُغْیَانِكَ وَ مَعَاصِیكَ فَرُدَّنِی فَقَدْ عَجَّتْ إِلَیْكَ الْأَصْوَاتُ بِضُرُوبِ اللُّغَاتِ یَسْأَلُونَكَ الْحَاجَاتِ تَرْتَجِی لِمَحْقِ الْعُیُوبِ وَ غُفْرَانِ الذُّنُوبِ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَهْدِیكَ فَاهْدِنِی وَ أَعْتَصِمُ بِكَ فَاعْصِمْنِی وَ أَدِّ عَنِّی حُقُوقَكَ عَلَیَّ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ إِلَی خَیْرِ مَا لَا یَمْلِكُهُ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ احْتَمِلْ عَنِّی مُفْتَرَضَاتِ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ الْقَرَابَاتِ یَا وَلِیَّ الْبَرَكَاتِ وَ عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ (1).

«14»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ الْأَحَدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْحَیُّ الْأَوَّلُ الْكَائِنُ قَبْلَ جَمِیعِ الْأُمُورِ وَ الْمُكَوِّنُ لَهَا بِقُدْرَتِكَ وَ الْعَالِمُ بِمَصَادِرِهَا كَیْفَ تَكُونُ أَنْتَ الَّذِی سَمَوْتَ بِعَرْشِكَ فِی الْهَوَاءِ لِعُلُوِّ مَكَانِكَ وَ سَدَدْتَ الْأَبْصَارَ عَنْهُ بِتَلَأْلُؤِ نُورِكَ وَ احْتَجَبْتَ

ص: 161


1- 1. البلد الأمین: 106.
2- 2. مصباح المتهجد: 310- 312.

عَنْهُمْ بِعَظِیمِ مُلْكِكَ وَ تَوَحَّدْتَ فَوْقَ عَرْشِكَ بِقَهْرِكَ وَ سُلْطَانِكَ ثُمَّ دَعَوْتَ السَّمَاوَاتِ إِلَی طَاعَةِ أَمْرِكَ فَأَجَبْنَ مُذْعِنَاتٍ إِلَی دَعْوَتِكَ وَ اسْتَقَرَّتْ عَلَی غَیْرِ عَمَدٍ مِنْ خِیفَتِكَ وَ زَیَّنْتَهَا لِلنَّاظِرِینَ وَ أَسْكَنْتَهَا الْعِبَادَ الْمُسَبِّحِینَ وَ فَتَقْتَ الْأَرَضِینَ فَسَطَحْتَهَا لِمَنْ فِیهَا مِهَاداً وَ أَرْسَیْتَهَا بِالْجِبَالِ أَوْتَاداً فَرَسَخَ سِنْخُهَا فِی الثَّرَی وَ عَلَتْ ذُرَاهَا فِی الْهَوَاءِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَی الرَّوَاسِی الشَّامِخَاتِ وَ زَیَّنْتَهَا بِالنَّبَاتِ وَ حَفَّفْتَ مَتْنَهَا بِالْأَحْیَاءِ وَ الْأَمْوَاتِ مَعَ حَكِیمٍ مِنْ أَمْرِكَ یَقْصُرُ عَنْهُ الْمَقَالُ وَ لَطِیفٍ مِنْ صُنْعِكَ فِی الْفِعَالِ قَدْ أَبْصَرَهُ الْعِبَادُ حِینَ نَظَرُوا وَ فَكَّرَ فِیهِ النَّاظِرُونَ فَاعْتَبَرُوا فَتَبَارَكْتَ مُنْشِئَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِكَ وَ صَانِعَ صُوَرِ الْأَجْسَادِ بِعَظَمَتِكَ وَ نَافِخَ النَّسِیمِ فِیهَا بِعِلْمِكَ وَ مُحْكِمَ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِحِكْمَتِكَ وَ أَنْتَ الْحَامِدُ نَفْسَهُ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ الْمُجَلِّلُ رِدَاءَ الرَّحْمَةِ خَلْقَهُ الْمُسْبِغُ عَلَیْهِمْ فَضْلَهُ الْمُوسِعُ عَلَیْهِمْ رِزْقَهُ لَمْ یَكُنْ قَبْلَكَ یَا رَبِّ رَبٌّ وَ لَا مَعَكَ یَا إِلَهِی إِلَهٌ لَطُفْتَ فِی عَظَمَتِكَ دُونَ اللُّطَفَاءِ مِنْ خَلْقِكَ وَ عَظُمْتَ عَلَی كُلِّ عَظِیمٍ بِعَظَمَتِكَ وَ عَلِمْتَ مَا تَحْتَ أَرْضِكَ كَعِلْمِكَ مَا فَوْقَ عَرْشِكَ تَبَطَّنْتَ لِلظَّاهِرِینَ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَطُفْتَ لِلنَّاظِرِینَ فِی قَطَرَاتِ أَرْضِكَ فَكَانَتْ وَسَاوِسُ الصُّدُورِ كَالْعَلَانِیَةِ عِنْدَكَ وَ عَلَانِیَةُ الْقَوْلِ كَالسِّرِّ فِی عِلْمِكَ فَانْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَتِكَ وَ خَضَعَ كُلُّ سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِكَ وَ قَهَرْتَ مُلْكَ الْمُلُوكِ بِمُلْكِكَ وَ صَارَ أَمْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِیَدِكَ یَا لَطِیفَ اللُّطَفَاءِ فِی أَجَلِّ الْجَلَالَةِ وَ یَا أَعْلَی الْأَعْلَیْنَ فِی أَقْرَبِ الْقُرْبِ أَنْتَ الْمُغْشِی بِنُورِكَ حَدَقَ النَّاظِرِینَ وَ الْمُحَیِّرُ فِی النَّظَرِ أَطْرُفَ الطَّارِفِینَ وَ الْمُطِلُّ شُعَاعُهُ أَبْصَارَ الْمُبْصِرِینَ فَحَدَقُ الْأَبْصَارِ حُسِّرَ دُونَ النَّظَرِ إِلَیْكَ وَ أَنَاسِیُّ الْعُیُونِ خَاشِعَةٌ لِرُبُوبِیَّتِكَ لَمْ تَبْلُغْ مُقَلُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مُنْتَهَاكَ وَ لَا الْمَقَایِیسُ قَدْرَ عُلُوِّكَ وَ لَا یُحِیطُ بِكَ الْمُتَفَكِّرُونَ فَسُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ الْبَرِّ بِالْأُمَّةِ الْوَاعِظِ بِالْحِكْمَةِ وَ الدَّلِیلِ عَلَی كُلِّ خَیْرٍ وَ حَسَنَةٍ إِمَامِ الْهُدَی وَ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ فَاتِحِ مَذْخُورِ الشَّفَاعَةِ الْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهِی عَنْ الْمُنْكَرِ وَ مُحِلِّ الطَّیِّبَاتِ وَ مُحَرِّمِ الْخَبَائِثِ

ص: 162

وَ وَاضِعِ الْآصَارِ وَ فَكَّاكِ الْأَغْلَالِ الَّتِی كَانَتْ عَلَی أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ اللَّهُمَّ وَ كَمَا أَحْلَلْتَ وَ حَرَّمْتَ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْهُدَی فَاجْزِهِ خَیْرَ الْجَزَاءِ وَ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِی وَعَدْتَهُ مَقَاماً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ یَبْدُو فَضْلُهُ فِیهِ عَلَی جَمِیعِ الْعَالَمِینَ وَ أَعْطِهِ حَتَّی یَرْضَی وَ زِدْهُ بَعْدَ الرِّضَا وَ امْنُنْ عَلَیْهِ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی مُوسَی وَ هَارُونَ آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْمُتَرَحَّمِ بِهِ یَا مُتَمَلِّكاً بِالْمُلْكِ الْعَظِیمِ الْمُتَعَالِی الْمُقْتَدِرِ الْبُرْهَانِ الْعَظِیمِ الْعَزِیزِ الْمُتَعَزِّزِ الرَّحْمَنِ الَّذِی بِهِ تَقُومُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً وَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ فِی نَفْسِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ لَا یُنَالُ وَ بِاسْمِكَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْمُصْطَفَی وَ ذِكْرِكَ الْأَعْلَی وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی كُلِّهَا الَّتِی إِذَا دُعِیتَ بِهَا أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهَا أَعْطَیْتَ وَ إِذَا سُمِّیتَ بِهَا رَضِیتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْسِمَ لِیَ الْیَوْمَ سَهْماً وَافِیاً وَ نَصِیباً جَزِیلًا مِنْ كُلِّ خَیْرٍ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ فِی هَذَا الشَّهْرِ وَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ اللَّهُمَّ وَ مَا رَزَقْتَنِی فَأْتِنِی بِهِ فِی یُسْرٍ وَ عَافِیَةٍ وَ بَارِكْ لِی فِیهِ وَ بَلِّغْنِی فِیهِ أَمَلِی وَ أَمَلِی فِیكَ الْیَوْمَ وَ أَطِلْ فِی الْخَیْرِ بَقَائِی وَ أَمْتِعْنِی بِسَمْعِی وَ بَصَرِی وَ اجْعَلْهُمَا الْوَارِثَیْنِ مِنِّی وَ اخْصُصْنِی مِنْكَ بِالنِّعْمَةِ وَ أَعْظِمْ لِیَ الْعَافِیَةَ وَ اجْمَعْ لِیَ الْیَوْمَ لُطْفَ كَرَامَةِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ احْفَظْ لِیَ الْیَوْمَ أَمْرِی كُلَّهُ الْغَائِبَ مِنْهُ وَ الشَّاهِدَ وَ السِّرَّ مِنْهُ وَ الْعَلَانِیَةَ وَ أَسْأَلُكَ یَا وَلِیَّ الْمَسْأَلَةِ وَ الرَّغْبَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی الرَّغْبَةَ إِلَهَ الْأَرْضِ وَ إِلَهَ السَّمَاءِ وَ أَنْ تُتِمَّ لِی مَا قَصُرَتْ عَنْهُ رَغْبَتِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ

ص: 163

آخِرَتِی بِرَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ جَمِیعاً وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ اجْزِهِمَا عَنِّی خَیْراً اللَّهُمَّ اجْزِهِمَا بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسَّیِّئَاتِ غُفْرَاناً وَ افْعَلْ ذَلِكَ بِكُلِّ مَنْ وَلَدَنِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ الْعَلِیَّ الْأَعْلَی الَّذِی لَا تَضِیعُ وَدَائِعُهُ دِینِی وَ نَفْسِی وَ خَوَاتِیمَ عَمَلِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ أَهْلَ بَیْتِی وَ قَرَابَاتِی وَ إِخْوَانِی وَ أَهْلَ حُزَانَتِی وَ مَا مَلَكَتْهُ یَمِینِی وَ جَمِیعَ نِعَمِهِ عِنْدِی وَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ نَفْسِیَ الْمَرْهُوبَ الْمَخُوفَ الْمُتَضَعْضِعَ لِعَظَمَتِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِی كَنَفِكَ وَ فِی حِفْظِكَ وَ فِی جِوَارِكَ وَ فِی حِرْزِكَ وَ فِی مَنْعِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ وَ دَوَامَ الْعَافِیَةِ وَ شُكْرَ الْعَافِیَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ حُسْنَ الْعَافِیَةِ وَ الْمُعَافَاةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ تَوَكَّلْتُ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا(1).

«15»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ(2)، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْمُلْحَقَاتُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی لَا أَرْجُو إِلَّا فَضْلَهُ وَ لَا أَخْشَی إِلَّا عَدْلَهُ وَ لَا أَعْتَمِدُ إِلَّا قَوْلَهُ وَ لَا أَتَمَسَّكُ إِلَّا بِحَبْلِهِ بِكَ أَسْتَجِیرُ یَا ذَا الْعَفْوِ وَ الرِّضْوَانِ مِنَ الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ مِنْ غِیَرِ الزَّمَانِ وَ تَوَاتُرِ الْأَحْزَانِ وَ طَوَارِقِ الْحَدَثَانِ وَ مِنِ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَ الْعُدَّةِ وَ إِیَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِمَا فِیهِ الصَّلَاحُ وَ الْإِصْلَاحُ وَ بِكَ أَسْتَعِینُ فِیمَا یَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ وَ الْإِنْجَاحُ وَ إِیَّاكَ أَرْغَبُ فِی لِبَاسِ الْعَافِیَةِ وَ تَمَامِهَا وَ شُمُولِ السَّلَامَةِ وَ دَوَامِهَا وَ أَعُوذُ بِكَ یَا رَبِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ أَحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلَاطِینِ فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلَاتِی وَ صَوْمِی وَ اجْعَلْ غَدِی وَ مَا بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ سَاعَتِی وَ یَوْمِی وَ أَعِزَّنِی فِی عَشِیرَتِی وَ قَوْمِی وَ احْفَظْنِی فِی یَقَظَتِی وَ

ص: 164


1- 1. البلد الأمین: 109- 106.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 108.

نَوْمِی فَأَنْتَ اللَّهُ خَیْرٌ حَافِظاً وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ فِی یَوْمِی هَذَا وَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْآحَادِ مِنَ الشِّرْكِ وَ الْإِلْحَادِ وَ أُخْلِصُ لَكَ دُعَائِی تَعَرُّضاً لِلْإِجَابَةِ وَ أَقْهَرُ نَفْسِی عَلَی طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلْإِثَابَةِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ خَیْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِی إِلَی حَقِّكَ وَ أَعِزَّنِی بِعِزِّكَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ احْفَظْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إِلَیْكَ أَمْرِی وَ بِالْمَغْفِرَةِ عُمُرِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1).

«16»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ(3)، وَ الْجُنَّةُ، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ الْمِنْهَاجُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ وَ

صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ عَلَی آلِهِ أَصْبَحْتُ وَ أَصْبَحَ الْمُلْكُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ مَا یَكُونُ فِیهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ هَذَا النَّهَارِ صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ نَجَاحاً وَ آخِرَهُ فَلَاحاً وَ أَسْأَلُكَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا دَیْناً إِلَّا قَضَیْتَهُ وَ لَا غَائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَ أَدَّیْتَهُ وَ لَا مَرِیضاً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ عَافَیْتَهُ وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ لَكَ فِیهَا رِضًا وَ لِی فِیهَا صَلَاحٌ إِلَّا قَضَیْتَهَا اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَیْتَ وَ عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ وَ بَسَطَتْ یَدُكَ فَأَعْطَیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَجْهُكَ خَیْرُ الْوُجُوهِ وَ عَطِیَّتُكَ أَنْفَعُ الْعَطِیَّةِ فَلَكَ الْحَمْدُ تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ وَ تُعْصَی رَبَّنَا فَتَغْفِرُ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ وَ تَكْشِفُ الضُّرَّ وَ تَشْفِی السَّقِیمَ وَ تُنْجِی مِنَ الْكَرْبِ

ص: 165


1- 1. البلد الأمین: 109.
2- 2. مصباح المتهجد: 352.
3- 3. البلد الأمین: 109.

الْعَظِیمِ لَا یَجْزِی بِآلَائِكَ أَحَدٌ وَ لَا یُحْصِی نَعْمَاءَكَ أَحَدٌ رَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَنَا شَیْ ءٌ فَارْحَمْنِی وَ مِنَ الْخَیْرَاتِ فَارْزُقْنِی وَ تَقَبَّلْ صَلَوَاتِی وَ اسْمَعْ دُعَائِی وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّی یَا مَوْلَایَ حِینَ أَدْعُوكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی إِلَهِی حِینَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَجْلِ خَطَایَایَ وَ لَا تَحْرِمْنِی لِقَاءَكَ وَ اجْعَلْ مَحَبَّتِی وَ إِرَادَتِی مَحَبَّتَكَ وَ إِرَادَتَكَ وَ اكْفِنِی هَوْلَ الْمُطَّلَعِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً لَا یَرْتَدُّ وَ نَعِیماً لَا یَنْفَدُ وَ مُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَعْلَی جَنَّةِ الْخُلْدِ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ الْعَفَافَ وَ التُّقَی وَ الْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ الْكَرِیمِ اللَّهُمَّ لَقِّنِّی حُجَّتِی عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ لَا تُرِنِی عَمَلِی حَسَرَاتٍ اللَّهُمَّ اكْفِنِی طَلَبَ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِی مِنْ رِزْقٍ وَ مَا قَسَمْتَ لِی فَأْتِنِی بِهِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ تَوْبَةً نَصُوحاً تَقْبَلُهَا مِنِّی تَبْقَی عَلَیَّ بَرَكَتُهَا وَ تَغْفِرُ بِهَا مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ تَعْصِمُنِی بِهَا فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

«17»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ(3)، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ یَوْمِ الْأَحَدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ مَنْ مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ سُبْحَانَ مَنْ یَغْشَی الْأَبَدَ نُورُهُ سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ ضَوْؤُهُ سُبْحَانَ مَنْ یُدَانُ (4) بِدِینِهِ كُلُّ دَیِّنٍ وَ لَا یُدَانُ بِغَیْرِ دِینِهِ سُبْحَانَ مَنْ قَدَّرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قَدَرٍ وَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یُوصَفُ عِلْمُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَعْتَدِی عَلَی أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَأْخُذُ أَهْلَ

ص: 166


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 108- 109 و فی هامشه قال: نصوحا: أی صادقة و نصحته أی صدقته. و قیل نصوحا أی بالغة فی النصح مأخوذ من النصح و هو الخیاطة كأنّ العصیان یخرق، و التوبة النصوح ترقع، و النصاح: الخیط، أی یخاط به، و یقال للمخیط أیضا النصاح مثل ازار و مئزر، و قیل: نصوحا أی خالصة قاله الهروی.
2- 2. المتهجد: 313.
3- 3. البلد الأمین: 110.
4- 4. دان خ ل.

الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَی خَزَائِنِ الْقُلُوبِ سُبْحَانَ مَنْ یُحْصِی عَدَدَ الذُّنُوبِ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْوَدُودِ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الْوَتْرِ سُبْحَانَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ.

عُوذَةُ یَوْمِ الْأَحَدِ وَ هِیَ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ الْجَوَادِ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اسْتَوَی الرَّبُّ عَلَی الْعَرْشِ وَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ بِحِكْمَتِهِ وَ زَهَرَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ وَ رَسَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ لَا یُجَاوِزُ اسْمَهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِی دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَ هِیَ طَائِعَةٌ وَ انْبَعَثَتْ لَهُ الْأَجْسَادُ وَ هِیَ بَالِیَةٌ وَ بِهِ أَحْتَجِبُ عَنْ كُلِّ غَاوٍ وَ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ جَبَّارٍ وَ حَاسِدٍ وَ بِاسمِ اللَّهِ الَّذِی جَعَلَ بِهِ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً وَ أَحْتَجِبُ بِاللَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ زَیَّنَهَا لِلنَّاظِرِینَ وَ حَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ وَ جِبِالًا أَوْتَاداً أَنْ یُوصَلَ إِلَیَّ سُوءٌ أَوْ فَاحِشَةٌ أَوْ بَلِیَّةٌ حم حم حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم حم حم عسق كَذلِكَ یُوحِی إِلَیْكَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: عُوذَةُ یَوْمِ الْأَحَدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

«18»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: عُوذَةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَحَدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَقْرَأُ الْحَمْدَ إِلَی آخِرِهَا وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إِلَی آخِرِهَا وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إِلَی آخِرِهَا وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ إِلَی آخِرِهَا- ثُمَّ یَقُولُ

ص: 167


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 110.
2- 2. طبّ الأئمّة علیه السلام، 42.

أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِ لَهُ الْحَمْدُ وَ لَهُ الْمُلْكُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَ الْبَشَرِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَصْفِرُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَنْزِلُ الْحَمَّامَاتِ وَ الْخَرَابَاتِ وَ الْأَوْدِیَةَ وَ الصَّحَارِیَ وَ الْأَشْجَارَ وَ الْأَنْهَارَ وَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ إِخْوَانِی وَ جَمِیعَ قَرَابَاتِی بِاللَّهِ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ-(1) وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ سُلْطَانٍ وَ شَیْطَانٍ وَ سَاحِرٍ وَ كَاهِنٍ وَ نَاطِقٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ سَاكِنٍ نَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ حِرْزِنَا وَ نَاصِرِنَا وَ مُونِسِنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ هُوَ یَدْفَعُ عَنَّا لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا مُعِینَ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(2).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْإِثْنَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْقَائِمُ عَلَی عَرْشِكَ أَبَداً أَحَاطَ بَصَرُكَ بِجَمِیعِ الْخَلْقِ وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَی الْفَنَاءِ وَ أَنْتَ الْبَاقِی الْكَرِیمُ الْقَائِمُ الدَّائِمُ بَعْدَ فَنَاءِ كُلِ

ص: 168


1- 1. و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بیدك الخیر انك علی كل شی ء قدیر.
2- 2. المتهجد 314 و لم نجده فی البلد.

شَیْ ءٍ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ بِیَدِكَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِینَ أَنْتَ الَّذِی قَصَمْتَ بِعِزَّتِكَ الْجَبَّارِینَ وَ أَطَقْتَ فِی قَبْضَتِكَ الْأَرَضِینَ وَ أَغْشَیْتَ بِضَوْءِ نُورِكَ النَّاظِرِینَ وَ أَشْبَعْتَ بِفَضْلِ رِزْقِكَ الْآكِلِینَ وَ عَلَوْتَ بِعَرْشِكَ عَلَی الْعَالَمِینَ وَ أَعْمَرْتَ سَمَاوَاتِكَ بِالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ عَلَّمْتَ تَسْبِیحَكَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ انْقَادَتْ لَكَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ بِأَزِمَّتِهَا وَ حَفِظْتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ بِمَقَالِیدِهَا وَ أَذْعَنَتْ لَكَ بِالطَّاعَةِ وَ مَنْ فَوْقَهَا وَ أَبَتْ حَمْلَ الْأَمَانَةِ مِنْ شَفَقَتِهَا وَ قَامَتْ بِكَلِمَاتِكَ فِی قَرَارِهَا وَ اسْتَقَامَ الْبَحْرَانِ مَكَانَهُمَا وَ اخْتَلَفَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ كَمَا أَمَرْتَهُمَا وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْهُمَا عَدَداً وَ أَحَطْتَ بِهِمَا عِلْماً خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُصْطَفِیهِ وَ مُهَیْمِنُهُ وَ مُنْشِئُهُ وَ بَارِئُهُ وَ ذَارِئُهُ كُنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ إِلَهاً وَاحِداً وَ كَانَ عَرْشُكَ عَلَی الْمَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَكُونَ أَرْضٌ وَ لَا سَمَاءٌ أَوْ شَیْ ءٌ مِمَّا خَلَقْتَ فِیهِمَا بِعِزَّتِكَ كُنْتَ قَدِیماً بَدِیعاً مُبْتَدِعاً كَیْنُوناً كَائِناً مُكَوِّناً كَمَا سَمَّیْتَ نَفْسَكَ ابْتَدَعْتَ الْخَلْقَ بِعَظَمَتِكَ وَ دَبَّرْتَ أُمُورَهُمْ بِعِلْمِكَ فَكَانَ عَظِیمُ مَا ابْتَدَعْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ قَدَّرْتَ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِكَ عَلَیْكَ هَیِّناً یَسِیراً لَمْ یَكُنْ لَكَ ظَهِیرٌ عَلَی خَلْقِكَ وَ لَا مُعِینٌ عَلَی حِفْظِكَ وَ لَا شَرِیكٌ لَكَ فِی مُلْكِكَ وَ كُنْتَ رَبَّنَا تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ عَلَی ذَلِكَ عَلِیّاً غَنِیّاً فَإِنَّمَا أَمْرُكَ لِشَیْ ءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ وَ لَا یُخَالِفُ شَیْ ءٌ مِنْهُ مَحَبَّتَكَ فَسُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ وَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَعَالَیْتَ عَلَی ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ كَمَا سَبَقَتْ إِلَیْنَا بِهِ رَحْمَتُكَ وَ قَرُبَ إِلَیْنَا بِهِ هُدَاكَ وَ أَوْرَثْتَنَا بِهِ كِتَابَكَ وَ دَلَلْتَنَا بِهِ عَلَی طَاعَتِكَ وَ أَصْبَحْنَا مُبْصِرِینَ بِنُورِ الْهُدَی الَّذِی جَاءَ بِهِ ظَاهِرِینَ بِعِزِّ الدِّینِ الَّذِی دَعَا إِلَیْهِ نَاجِینَ بِحُجَجِ الْكِتَابِ الَّذِی نَزَلَ عَلَیْهِ.

ص: 169

اللَّهُمَّ فَآثِرْهُ بِقُرْبِ الْمَجْلِسِ مِنْكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَكْرِمْهُ بِتَمْكِینِ الشَّفَاعَاتِ عِنْدَكَ تَفْضِیلًا مِنْكَ لَهُ عَلَی الْفَاضِلِینَ وَ تَشْرِیفاً مِنْكَ لَهُ عَلَی الْمُتَّقِینَ اللَّهُمَّ وَ امْنَحْنَا مِنْ شَفَاعَتِهِ نَصِیباً نَرِدُ بِهِ مَعَ الصَّادِقِینَ جِنَانَهُ وَ نَنْزِلُ بِهِ مَعَ الْآمِنِینَ فُسْحَةَ رِیَاضِهِ غَیْرَ مَرْفُوضِینَ عَنْ دَعْوَتِهِ وَ لَا مَرْدُودِینَ عَنْ سَبِیلِ مَا بَعَثْتَهُ بِهِ وَ لَا مَحْجُوبَةً عَنَّا مُرَافَقَتُهُ وَ لَا مَحْظُورَةً عَنَّا دَارُهُ آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الَّذِی لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَیْرُكَ وَ الَّذِی سَخَّرْتَ بِهِ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ أَجْرَیْتَ بِهِ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ وَ بِهِ أَنْشَأْتَ السَّحَابَ وَ الْمَطَرَ وَ الرِّیَاحَ وَ الَّذِی بِهِ تُنْزِلُ الْغَیْثَ وَ تَذْرَأُ الْمَرْعَی وَ تُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ وَ الَّذِی بِهِ تَرْزُقُ مَنْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ تَكْلَؤُهُمْ وَ تَحْفَظُهُمْ وَ الَّذِی هُوَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ الَّذِی فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسَی علیه السلام وَ أَسْرَیْتَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ مَخْزُونٌ مَكْنُونٌ وَ بِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُصْطَفًی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ رَاحَتِی فِی لِقَائِكَ وَ خَاتِمَ عَمَلِی فِی سَبِیلِكَ وَ حَجِّ بَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ اخْتِلَافٍ إِلَی مَسَاجِدِكَ وَ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَ اجْعَلْ خَیْرَ أَیَّامِی یَوْمَ أَلْقَاكَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْفَظْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ تَحْتِی وَ أَسْفَلَ مِنِّی وَ احْفَظْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ مَحَارِمِكَ كُلِّهَا وَ مَكِّنْ لِی فِی دِینِیَ الَّذِی ارْتَضَیْتَ لِی وَ فَهِّمْنِی فِیهِ وَ اجْعَلْهُ لِی نُوراً وَ یَسِّرْ لِیَ الْیُسْرَ وَ الْعَافِیَةَ وَ اعْزِمْ عَلَی رُشْدِی كَمَا عَزَمْتَ عَلَی خَلْقِی وَ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی بِبِرٍّ وَ تَقْوَی وَ عَمَلٍ رَاجِحٍ وَ بَیْعٍ رَابِحٍ وَ تِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَ مَا قَرَّبَ إِلَیْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خَوْنِ الْأَمَانَةِ وَ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَ مِنَ التَّزَیُّنِ بِمَا لَیْسَ فِیَّ وَ مِنَ الْآثَامِ وَ الْبَغْیِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَ أَجِرْنِی مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ مِنْ مُحِیطَاتِ الْخَطَایَا وَ نَجِّنِی مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ وَ اهْدِنِی سَبِیلَ الْإِسْلَامِ وَ اكْسُنِی جُلَلَ الْإِیمَانِ وَ أَلْبِسْنِی لِبَاسَ التَّقْوَی وَ اسْتُرْنِی بِسَتْرِ

ص: 170

الصَّالِحِینَ وَ زَیِّنِّی بِزِینَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ثَقِّلْ عَمَلِی فِی الْمِیزَانِ وَ اكْفِنِی مِنْكَ بِرَوْحٍ وَ رَیْحَانٍ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

«19»- الْبَلَدُ(2)، وَ مَجْمُوعُ الدَّعَوَاتِ،: دُعَاءُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانِی لِلْإِسْلَامِ وَ أَكْرَمَنِی بِالْإِیمَانِ وَ بَصَّرَنِی فِی الدِّینِ وَ شَرَّفَنِی بِالْیَقِینِ وَ عَرَّفَنِی الْحَقَّ الَّذِی عَنْهُ یُؤْفَكُونَ وَ النَّبَإِ الْعَظِیمِ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَرْزُقُ الْقَاسِطَ الْعَادِلَ وَ الْعَاقِلَ وَ الْجَاهِلَ وَ یَرْحَمُ السَّاهِیَ وَ الْغَافِلَ فَكَیْفَ الدَّاعِی السَّائِلُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّطِیفُ بِمَنْ شَرَدَ عَنْهُ مِنْ مُسْرِفِی عِبَادِهِ لِیَرْجِعَ عَنْ عُتُوِّهِ وَ عِنَادِهِ الرَّاضِی مِنَ الْمُنِیبِ الْمُخْلِصِ بِدُونِ الْوُسْعِ وَ الطَّاقَةِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَلِیمُ الْعَلِیمُ الَّذِی لَهُ فِی كُلِّ صِنْفٍ مِنْ غَرَائِبِ فِطْرَتِهِ وَ عَجَائِبِ صَنْعَتِهِ آیَةٌ بَیِّنَةٌ تُوجِبُ لَهُ الرُّبُوبِیَّةَ وَ عَلَی كُلِّ نَوْعٍ مِنْ غَوَامِضِ تَقْدِیرِهِ وَ حُسْنِ تَدْبِیرِهِ دَلِیلٌ وَاضِحٌ وَ شَاهِدٌ عَدْلٌ یَقْضِیَانِ لَهُ بِالْوَحْدَانِیَّةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنَا مِنْ كُلِّ خَیْرٍ خَیْرَهُ وَ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ أَفْضَلَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ یَصْرِفُ الْبَلَایَا وَ یَعْلَمُ الْخَفَایَا وَ یُجْزِلُ الْعَطَایَا سُؤَالَ نَادِمٍ عَلَی اقْتِرَافِ الْآثَامِ وَ سَالِمٍ عَلَی الْمَعَاصِی مِنَ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ إِذْ لَمْ یَجِدْ مُجِیراً سِوَاكَ لِغُفْرَانِهَا وَ لَا مَوْئِلًا یَفْزَعُ إِلَیْهِ لِارْتِجَاءِ كَشْفِ فَاقَتِهِ إِلَّا إِیَّاكَ یَا جَلِیلُ أَنْتَ الَّذِی عَمَّ الْخَلَائِقَ مَنُّكَ وَ غَمَرَتْهُمْ سَعَةُ رَحْمَتِكَ وَ شَمِلَتْهُمْ سَوَابِغُ نِعَمِكَ یَا كَرِیمَ الْمَآبِ وَ الْجَوَادَ الْوَهَّابَ وَ الْمُنْتَقِمَ مِمَّنْ عَصَاهُ بِأَلِیمِ الْعَذَابِ دَعَوْتُكَ مُقِرّاً بِالْإِسَاءَةِ عَلَی نَفْسِی إِذْ لَمْ أَجِدْ مَلْجَأً أَلْجَأُ إِلَیْهِ فِی اغْتِفَارِ مَا اكْتَسَبْتُ یَا خَیْرَ مَنِ اسْتُدْعِیَ لِبَذْلِ الرَّغَائِبِ وَ أَنْجَحَ مَأْمُولٍ لِكَشْفِ اللَّوَازِبِ لَكَ عَنَتِ الْوُجُوهُ فَلَا تَرُدَّنِی مِنْكَ بِحِرْمَانٍ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِیدُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَیَّ رَبٍّ أَرْتَجِیهِ سِوَاكَ أَمْ أَیَّ إِلَهٍ أَقْصِدُهُ إِذَا أَلَمَّ بِیَ

ص: 171


1- 1. مصباح المتهجد للشیخ الطوسیّ: 314- 316، البلد الأمین: 111، مصباح الكفعمیّ( جنة الأمان الواقیة): 110- 113.
2- 2. البلد الأمین: 112.

النَّدَمُ وَ أَحَاطَتْ بِیَ الْمَعَاصِی وَ تَكَاءَبَ خَوْفُ النِّقَمِ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الصَّفْحِ وَ مَأْوَی الْكَرَمِ إِلَهِی أَ تُقِیمُنِی مُقَامَ التَّهَتُّكِ وَ أَنْتَ جَمِیلُ السِّتْرِ وَ تَسْأَلُنِی عَنِ اقْتِرَافِی عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَ قَدْ عَلِمْتَ مَخْبِیَّاتِ السِّرِّ فَإِنْ كُنْتُ إِلَهِی مُسْرِفاً عَلَی نَفْسِی مُخْطِئاً عَلَیْهَا بِانْتِهَاكِ الْحِرْمَانِ نَاسِیاً لِمَا اجْتَرَمْتُ مِنَ الْهَفَوَاتِ فَأَنْتَ لَطِیفٌ تَجُودُ عَلَی الْمُسْرِفِینَ بِرَحْمَتِكَ وَ تَتَفَضَّلُ عَلَی الْخَاطِئِینَ بِكَرَمِكَ فَارْحَمْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَإِنَّكَ تُسَكِّنُ بِتَحَنُّنِكَ رَوْعَاتِ قُلُوبِ الْوَجِلِینَ وَ مُحَقِّقٌ بِتَطَوُّلِكَ أَمَلَ الْآمِلِینَ وَ تُفِیضُ سِجَالَ عَطَایَاكَ عَلَی غَیْرِ الْمُسْتَأْهِلِینَ فَآمِنِّی بِرَجَاءٍ لَا یَشُوبُهُ قُنُوطٌ وَ أَمَلٍ لَا یُكَدِّرُهُ بَأْسٌ یَا مُحِیطاً بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ قَدْ أَصْبَحْتُ سَیِّدِی وَ أَمْسَیْتُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لِسِوَاكَ بِالْمَسْأَلَةِ عَادِلًا وَ لَیْسَ مِنْ جَمِیلِ امْتِنَانِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَأْسُورٍ مَلْهُوفٍ وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ خَیْرِكَ الْمَأْلُوفِ إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِكَ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ نَعْتِ ذَاتِكَ فَبِآلَائِكَ وَ طَوْلِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً فِی عَافِیَةٍ وَ أَقِلْنِی الْعَثْرَةَ یَا غَایَةَ أَمَلِ الْآمِلِینَ وَ جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْبَاقِیَ بَعْدَ فَنَاءِ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ دَیَّانَ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَنْتَ مَوْلَایَ ثِقَةُ مَنْ لَمْ یَثِقْ بِنَفْسِهِ لِإِفْرَاطِ حَالِهِ وَ أَمَلُ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ تَأْمِیلٌ لِكَثْرَةِ زَلَلِهِ وَ رَجَاءُ مَنْ لَمْ یَرْتَجِ لِنَفْسِهِ بِوَسِیلَةِ عَمَلِهِ إِلَهِی فَأَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْمَهَالِكِ وَ أَحِلَّنِی دَارَ الْأَخْیَارِ وَ اجْعَلْنِی مُرَافِقَ الْأَبْرَارِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَا مُطَّلِعاً عَلَی الْأَسْرَارِ وَ احْتَمِلْ عَنِّی یَا مَوْلَایَ أَدَاءَ مَا افْتَرَضْتَ عَلَیَّ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخَوَاتِ بِلُطْفِكَ وَ كَرَمِكَ یَا عَلِیَّ الْمَلَكُوتِ وَ أَشْرِكْنَا فِی دُعَاءِ مَنِ اسْتُجِیبَ لَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَالِمٌ جَوَادٌ كَرِیمٌ وَهَّابٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

ص: 172


1- 1. البلد الأمین: 114.

«20»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ مُنْتَهَی الْجَبَرُوتِ وَ مَالِكَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَظِیمَ الْمَلَكُوتِ شَدِیدَ الْجَبَرُوتِ عَزِیزَ الْقُدْرَةِ لَطِیفاً لِمَا یَشَاءُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مُدَبِّرَ الْأُمُورِ مُبْدِئَ الْخَفِیَّاتِ عَالِمَ السَّرَائِرِ تُحْیِی الْمَوْتَی مَلِكَ الْمُلُوكِ وَ رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ إِلَهَ الْآلِهَةِ وَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ أَوَّلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ آخِرَهُ وَ بَدِیعَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُنْتَهَاهُ وَ مَرَدَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَصِیرَهُ وَ مُبْدِئَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُعِیدَهُ اللَّهُمَّ خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْوَاتُ وَ حَارَتْ دُونَكَ الْأَبْصَارُ وَ أَفْضَتْ إِلَیْكَ الْقُلُوبُ وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ فِی قَبْضَتِكَ وَ النَّوَاصِی كُلُّهَا بِیَدِكَ وَ الْمَلَائِكَةُ مُشْفِقُونَ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ كُلُّ مَنْ كَفَرَ بِكَ عَبْدٌ دَاخِرٌ لَكَ لَا یَقْضِی فِی الْأُمُورِ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یُدَبِّرُ مَصَادِرَهَا(2) غَیْرُكَ وَ لَا یَقْصُرُ مِنْهَا شَیْ ءٌ دُونَكَ وَ لَا یَصِیرُ شَیْ ءٌ إِلَّا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ كُلُّ شَیْ ءٍ خَاضِعٌ لَكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مُشْفِقٌ مِنْكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ ضَارِعٌ إِلَیْكَ أَنْتَ الْقَادِرُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّطِیفُ الْجَلِیلُ وَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْقَرِیبُ لَكَ التَّسْبِیحُ وَ الْعَظَمَةُ وَ لَكَ الْمُلْكُ وَ الْقُدْرَةُ وَ لَكَ الْحَوْلُ وَ الْقُوَّةُ وَ لَكَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُلْكُكَ وَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ حِفْظُكَ وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ جَبَرُوتُكَ وَ خَافَ كُلُّ شَیْ ءٍ وَطْأَتَكَ-(3)

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ تَعَالَی ذِكْرُكَ وَ قَهَرَ سُلْطَانُكَ وَ تَمَّتْ كَلِمَاتُكَ أَمْرُكَ قَضَاءٌ وَ كَلَامُكَ نُورٌ وَ رِضَاكَ رَحْمَةٌ وَ سَخَطُكَ عَذَابٌ تَقْضِی بِعِلْمٍ وَ تَعْفُو بِحِلْمٍ وَ تَأْخُذُ بِقُدْرَةٍ وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ شَدِیدُ النَّقِمَةِ قَرِیبُ الرَّحْمَةِ شَدِیدُ الْعِقَابِ أَنْتَ قُوَّةُ كُلِّ ضَعِیفٍ وَ غِنَی كُلِّ فَقِیرٍ وَ حِرْزُ كُلِّ ذَلِیلٍ وَ مَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ وَ مُطَّلِعٌ

ص: 173


1- 1. مصباح المتهجد: 317.
2- 2. مصادرك خ مقادرك خ.
3- 3. سلطانك خ ل.

عَلَی كُلِّ خَفِیَّةٍ وَ شَاهِدُ كُلِّ نَجْوَی وَ مُدَبِّرُ كُلِّ أَمْرٍ عَالِمُ سَرَائِرِ الْغُیُوبِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ نُورَ النُّورِ مُدَبِّرَ الْأُمُورِ دَیَّانَ الْعِبَادِ مَلِكَ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا الْعَظِیمَ شَأْنُهُ الْعَزِیزَ سُلْطَانُهُ الْعَلِیَّ مَكَانُهُ النَّیِّرَ كِتَابُهُ الَّذِی یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ وَ یُمْتَنَعُ بِهِ وَ لَا یُمْتَنَعُ مِنْهُ وَ یَحْكُمُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ یَقْضِی فَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ الَّذِی مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلَامَهُ وَ مَنْ سَكَتَ عَلِمَ بِمَا فِی نَفْسِهِ وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ رِزْقُهُ وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَیْهِ مَرَدُّهُ ذُو التَّمْجِیدِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّهْلِیلِ وَ التَّفْضِیلِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَضَی وَ عَلَی مَا بَقِیَ وَ عَلَی مَا تُبْدِی وَ عَلَی مَا تُخْفِی وَ عَلَی مَا قَدْ كَانَ وَ عَلَی مَا هُوَ كَائِنٌ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ عَلَی عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ وَ عَلَی أَنَاتِكَ بَعْدَ حُجَّتِكَ وَ عَلَی صَفْحِكَ بَعْدَ إِعْذَارِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا تَأْخُذُ وَ تُعْطِی وَ عَلَی مَا تُبْلِی وَ تَبْتَلِی وَ عَلَی مَا تُمِیتُ وَ تُحْیِی وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ عَلَی الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ النَّوْمِ وَ الْیَقَظَةِ وَ عَلَی الذِّكْرِ وَ الْغَفْلَةِ وَ عَلَی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا تَقْضِی فِیمَا خَلَقْتَ وَ عَلَی مَا تَحْفَظُ فِیمَا قَدَّرْتَ وَ عَلَی مَا تُرَتِّبُ فِیمَا ابْتَدَعْتَ وَ عَلَی بَقَائِكَ بَعْدَ خَلْقِكَ حَمْداً یَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ وَ یَبْلُغُ حَیْثُ أَرَدْتَ وَ تَضْعُفُ السَّمَاوَاتُ عَنْهُ وَ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ بِهِ حَمْداً یَكُونُ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ وَ أَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ وَ أَحَقَّ الْحَمْدِ لَدَیْكَ وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ حَمْداً لَا یُحْجَبُ عَنْكَ وَ لَا یَنْتَهِی دُونَكَ وَ لَا یَقْصُرُ عَنْ أَفْضَلِ رِضَاكَ وَ لَا یَفْضُلُهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَحَامِدِكَ مِنْ خَلْقِكَ حَمْداً یَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ مَضَی وَ یفوت [یَفُوقُ] حَمْدَ مَنْ بَقِیَ وَ یَكُونُ فِیمَا یَصْعَدُ إِلَیْكَ وَ مَا تَرْضَی بِهِ لِنَفْسِكَ حَمْداً عَدَدَ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ تَسْبِیحِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَمْداً عَدَدَ أَنْفَاسِ خَلْقِكَ وَ طَرْفِهِمْ وَ لَفْظِهِمْ وَ أَظْلَالِهِمْ وَ مَا عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ مَا عَنْ شَمَائِلِهِمْ وَ مَا فَوْقَهُمْ وَ مَا تَحْتَهُمْ حَمْداً عَدَدَ مَا قَهَرَ مُلْكُكَ وَ وَسِعَ حِفْظُكَ وَ مَلَأَ كُرْسِیُّكَ وَ أَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ وَ أَحْصَاهُ عِلْمُكَ حَمْداً عَدَدَ مَا تَجْرِی بِهِ الرِّیَاحُ وَ تَحْمِلُ السَّحَابُ وَ

ص: 174

یَخْتَلِفُ بِهِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ تَسِیرُ بِهِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ حَمْداً یَمْلَأُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی مِمَّا فَوْقَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ مَا یَفْضُلُ عَنْهُنَّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُ أَوْجَهَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَعْلَی الْأَعْلَیْنَ وَ أَفْضَلَ الْمُفْضَلِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ كَلَامَهُ إِذَا دَعَاكَ وَ أَعْطِهِ إِذَا سَأَلَكَ وَ شَفِّعْهُ إِذَا شَفَعَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آتِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ خَیْرَهُ وَ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ أَفْضَلَهُ وَ مِنْ كُلِّ عَطَاءٍ أَجْزَلَهُ وَ مِنْ كُلِّ كَرَامَةٍ أَكْرَمَهَا وَ مِنْ كُلِّ جَنَّةٍ أَعْلَاهَا فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی الْأَكْرَمِ الْمُقَرَّبِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ خَیْرِ مَا عِنْدَكَ وَ عَظَمَةِ وَقَارِكَ وَ طَیِّبِ خَیْرِكَ وَ صِدْقِ حَدِیثِكَ وَ بِمَحَامِدِكَ الَّتِی اصْطَنَعْتَ لِنَفْسِكَ وَ كُتُبِكَ الَّتِی أَنْزَلْتَ عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ جَزِیلِ عَطَائِكَ-(1) عِنْدَ عِبَادِكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّی حَسَنَاتِی وَ تُكَفِّرَ عَنِّی سَیِّئَاتِی وَ تَجَاوَزَ عَنِّی فِی أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً نُؤَدِّی بِهِ أَمَانَاتِنَا وَ نَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی زَمَانِنَا وَ نُنْفِقُ مِنْهُ فِی طَاعَتِكَ وَ فِی سَبِیلِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْلِحْ لَنَا قُلُوبَنَا وَ أَعْمَالَنَا وَ أَمْرَ دُنْیَانَا وَ آخِرَتِنَا كُلَّهُ وَ أَصْلِحْنَا بِمَا أَصْلَحْتَ بِهِ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ یَسِّرْنَا لِلْیُسْرَی وَ جَنِّبْنَا الْعُسْرَی وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً وَ مِرْفَقاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْفَظْ لَنَا أَنْفُسَنَا وَ دِینَنَا وَ أَمَانَاتِنَا بِحِفْظِ الْإِیمَانِ وَ اسْتُرْنَا بِسِتْرِ الْإِیمَانِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَكِلْنَا إِلَی أَنْفُسِنَا فَنَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا تَنْزِعْ مِنَّا صَالِحاً

أَعْطَیْتَنَاهُ وَ لَا تَرُدَّنَا فِی سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنَا مِنْهُ وَ اجْعَلْ غِنَانَا فِی أَنْفُسِنَا وَ انْزِعِ الْفَقْرَ مِنْ بَیْنِ أَعْیُنِنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا نَتْلُو كِتَابَكَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ

ص: 175


1- 1. من جزیل عطایاك خ.

وَ نَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَ نُؤْمِنُ بِمُتَشَابِهِهِ وَ نَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَصِّرْنَا فِی دِینِكَ وَ فَهِّمْنَا(1) كِتَابَكَ وَ لَا تَرُدَّنَا ضُلَّالًا وَ لَا تُعْمِ عَلَیْنَا هُدًی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ هَبْ لَنَا مِنَ الْیَقِینِ یَقِیناً تُبَلِّغُنَا بِهِ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ تُهَوِّنُ عَلَیْنَا بِهِ هُمُومَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَحْزَانَهُمَا وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتَنَا فِی دِینِنَا وَ لَا دُنْیَانَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا مَنْ لَا یَرْحَمُنَا وَ بَارِكْ لَنَا فِیهَا مَا صَحِبْنَاهُ وَ فِی الْآخِرَةِ إِذَا أَفْضَیْنَا إِلَیْهَا وَ إِذَا جَمَعْتَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَاجْعَلْنَا فِی خَیْرِهِمْ جَمَاعَةً وَ إِذَا فَرَّقْتَ بَیْنَهُمْ فَاجْعَلْنَا فِی الْأَهْدِینَ سَبِیلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ لَنَا فِی الْمَوْتِ وَ اجْعَلْهُ خَیْرَ غَائِبٍ نَنْتَظِرُهُ وَ بَارِكْ لَنَا بَعْدَهُ مِنَ الْقَضَاءِ وَ اجْعَلْنَا فِی جِوَارِكَ وَ ذِمَّتِكَ وَ كَنَفِكَ وَ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُغَیِّرْ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَتِكَ وَ إِنْ غَیَّرْنَا وَ كُنْ بِنَا رَحِیماً وَ كُنْ بِنَا لَطِیفاً وَ أَلْطِفْ لِحَاجَتِنَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ عَلَیْهَا قَادِرٌ وَ بِهَا عَلِیمٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اخْتِمْ أَعْمَالَنَا بِأَحْسَنِهَا وَ اجْعَلْ ثَوَابَهَا رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنَا فَقَدْ دَعَوْنَاكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا وَ اجْعَلْ دُعَاءَنَا فِی الْمُسْتَجَابِ مِنَ الدُّعَاءِ وَ أَعْمَالَنَا فِی الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(2).

«21»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ(3)، [جنة الأمان] وَ الْمُلْحَقَاتُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُشْهِدْ أَحَداً حِینَ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَا اتَّخَذَ مُعِیناً حِینَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ لَمْ یُشَارَكْ فِی الْإِلَهِیَّةِ وَ لَمْ یُظَاهَرْ فِی الْوَحْدَانِیَّةِ كَلَّتِ

ص: 176


1- 1. و ألهمنا خ كما فی المصباح.
2- 2. البلد الأمین: 114- 116.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 113.

الْأَلْسُنُ عَنْ غَایَةِ صِفَتِهِ وَ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ وَ تَوَاضَعَتِ الْجَبَابِرَةُ لِهَیْبَتِهِ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْیَتِهِ وَ انْقَادَ كُلُّ عَظِیمٍ لِعَظَمَتِهِ فَلَهُ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً وَ مُتَوَالِیاً مُسْتَوْسِقاً وَ صَلَوَاتُهُ عَلَی رَسُولِهِ أَبَداً وَ سَلَامُهُ دَائِماً سَرْمَداً اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ نَجَاحاً وَ آخِرَهُ فَلَاحاً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ یَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ وَ أَوْسَطُهُ جَزَعٌ وَ آخِرُهُ وَجَعٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ وَ كُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ وَ كُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ وَ أَسْأَلُكَ فِی حَمْلِ مَظَالِمِ الْعِبَادِ عَنَّا فَأَیُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِی مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُهَا إِیَّاهُ فِی نَفْسِهِ أَوْ فِی عِرْضِهِ أَوْ فِی مَالِهِ أَوْ فِی أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ أَوْ غِیبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا أَوْ تَحَامُلٌ عَلَیْهِ بِمَیْلٍ أَوْ هَوًی أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِیَّةٍ أَوْ رِیَاءٍ أَوْ عَصَبِیَّةٍ غَائِباً كَانَ أَوْ شَاهِداً حَیّاً كَانَ أَوْ مَیِّتاً فَقَصُرَتْ یَدِی وَ ضَاقَ وُسْعِی عَنْ رَدِّهَا إِلَیْهِ وَ التَّحَلُّلِ مِنْهُ

فَأَسْأَلُكَ یَا مَنْ یَمْلِكُ الْحَاجَاتِ وَ هِیَ مُسْتَجِیبَةٌ بِمَشِیَّتِهِ وَ مُسْرِعَةٌ إِلَی إِرَادَتِهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُرْضِیَهُ عَنِّی بِمَ شِئْتَ وَ تَهَبَ لِی مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إِنَّهُ لَا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ أَوْلِنِی فِی كُلِّ یَوْمِ إِثْنَیْنِ نِعْمَتَیْنِ مِنْكَ ثِنْتَیْنِ سَعَادَةً فِی أَوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ وَ نِعْمَةً فِی آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ یَا مَنْ هُوَ الْإِلَهُ وَ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَاهُ (1).

«22»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ(3)، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ الْمِنْهَاجُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ

ص: 177


1- 1. البلد الأمین: 116- 117.
2- 2. مصباح الشیخ: 353.
3- 3. البلد الأمین: 117.

الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحْتُ فِیهِ مِنْ عَافِیَةٍ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ فَأَنْتَ الَّذِی أَعْطَیْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی وَ وَفَّقْتَنِی لَهُ وَ سَتَرْتَنِی فَلَا حَمْدَ لِی یَا إِلَهِی فِیمَا كَانَ مِنِّی مِنْ خَیْرٍ وَ لَا عُذْرَ لِی فِیمَا كَانَ مِنِّی مِنْ شَرٍّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَّكِلَ إِلَی مَا لَا حَمْدَ لِی فِیهِ أَوْ مَا لَا عُذْرَ لِی فِیهِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لِی عَلَی جَمِیعِ ذَلِكَ إِلَّا بِكَ یَا مَنْ بَلَّغَ أَهْلَ الْخَیْرِ الْخَیْرَ وَ أَعَانَهُمْ عَلَیْهِ بَلِّغْنِی الْخَیْرَ وَ أَعِنِّی عَلَیْهِ اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِی فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا وَ أَجِرْنِی مِنْ مَوَاقِفِ الْخِزْیِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ الْغَنِیمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَ أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ رَضِّنِی بِقَضَائِكَ حَتَّی لَا أُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ عَلَیَّ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی مَا أَحْبَبْتَ وَ اجْعَلْهُ خَیْراً لِی اللَّهُمَّ مَا أَنْسَیْتَنِی فَلَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ مَا أَحْبَبْتُ فَلَا أُحِبُّ مَعْصِیَتَكَ اللَّهُمَّ امْكُرْ لِی وَ لَا تَمْكُرْ عَلَیَّ وَ أَعِنِّی وَ لَا تُعِنْ عَلَیَّ وَ انْصُرْنِی وَ لَا تَنْصُرْ عَلَیَّ وَ اهْدِنِی وَ یَسِّرِ الْهُدَی لِی وَ أَعِنِّی عَلَی مَنْ ظَلَمَنِی حَتَّی أَبْلُغَ فِیهِ مَآرِبِی اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی لَكَ شَاكِراً لَكَ ذَاكِراً لَكَ مُحِبّاً لَكَ رَاهِباً وَ اخْتِمْ لِی مِنْكَ بِخَیْرٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْغَیْبِ وَ قُدْرَتِكَ عَلَی الْخَلْقِ أَنْ تُحْیِیَنِی مَا كَانَتِ الْحَیَاةُ خَیْراً لِی وَ أَنْ تَتَوَفَّانِی إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَیْراً لِی وَ أَسْأَلُكَ خَشْیَتَكَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ الْعَدْلَ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الْقَصْدَ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ أَنْ تُحَبِّبَ إِلَیَّ لِقَاءَكَ فِی غَیْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَ لَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ وَ اخْتِمْ لِی بِمَا خَتَمْتَ بِهِ لِعِبَادِكَ الصَّالِحِینَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (1).

ص: 178


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 114.

«23»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ (1) الْمَنَّانِ الْجَوَادِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَرِیمِ الْأَكْرَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِیرِ الْعَلِیمِ سُبْحَانَ السَّمِیعِ الْوَاسِعِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَی إِقْبَالِ النَّهَارِ وَ إِقْبَالِ اللَّیْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَی إِدْبَارِ النَّهَارِ وَ إِدْبَارِ اللَّیْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ آنَاءِ النَّهَارِ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْكِبْرِیَاءُ مَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَ كُلِّ طَرْفَةٍ وَ كُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِی عِلْمِهِ سُبْحَانَكَ عَدَدَ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ زِنَةَ ذَلِكَ وَ مَا أَحْصَی كِتَابُكَ سُبْحَانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِیحاً كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِیحاً مُقَدَّساً مُزَكًّی كَذَلِكَ فَعَلَ رَبُّنَا سُبْحَانَ الْحَیِّ الْحَلِیمِ سُبْحَانَ الَّذِی كَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ سُبْحَانَ الَّذِی خَلَقَ آدَمَ وَ أَخْرَجَنَا مِنْ صُلْبِهِ سُبْحَانَ الَّذِی یُحْیِی الْأَمْوَاتَ وَ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ رَحِیمٌ لَا یَعْجَلُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَرِیبٌ لَا یَغْفُلُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ جَوَادٌ لَا یَبْخَلُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَلِیمٌ لَا یَجْهَلُ سُبْحَانَ مَنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ لَهُ الْمِدْحَةُ الْبَالِغَةُ فِی جَمِیعِ مَا یُثْنَی عَلَیْهِ مِنَ الْمَجْدِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَلِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (2).

عُوذَةُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ هِیَ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّیَ الْأَكْرَمِ مِمَّا یَخْفَی وَ مَا یَظْهَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ

ص: 179


1- 1. سبحان الحنان المنان خ كما فی المصادر.
2- 2. مصباح المتهجد للشیخ الطوسیّ: 320، مصباح الكفعمیّ( جنة الأمان): 115 البلد الأمین: 118.

أَیُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ إِلَی اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَی الَّذِی خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ خَاتَمِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیهم السلام وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ أجر [أَخِّرْ] عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كُلَّ مَا یَغْدُو وَ یَرُوحُ مِنْ ذِی سَمِّ حَیَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ أَخَذْتُ عَنْهُ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ مَا رَأَتْ عَیْنُ نَائِمٍ أَوْ یَقْظَانَ بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ لَا سُلْطَانَ لَكُمْ عَلَی اللَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: عُوذَةُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ الْبَسْمَلَةُ أُعِیذُ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ(2).

«24»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: عُوذَةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً اسْتَوَی الرَّبُّ عَلَی الْعَرْشِ وَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ بِحِكْمَتِهِ وَ مُدَّتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ وَ سُیِّرَتِ الْجِبَالُ وَ هِیَ طَائِعَةٌ وَ نُصِبَتْ لَهُ الْأَجْسَادُ وَ هِیَ بَالِیَةٌ وَ قَدِ احْتَجَبْتُ مِنْ ظُلْمِ كُلِّ بَاغٍ وَ احْتَجَبْتُ بِالَّذِی جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ زَیَّنَهَا

لِلنَّاظِرِینَ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ أَوْتَاداً أَنْ یُوصَلَ إِلَیَّ أَوْ إِلَی أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِی بِسُوءٍ أَوْ فَاحِشَةٍ أَوْ بِكَیْدٍ حم حم حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(3).

ص: 180


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 115- 116 البلد الأمین 118- 119، مصباح الشیخ الطوسیّ: 321.
2- 2. طبّ الأئمّة ص 43.
3- 3. مصباح المتهجد: 321.

دُعَاءُ لَیْلَةِ الثَّلَاثَاءِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَ أَنْتَ اللَّهُ مَلِكٌ لَا مَلِكَ مَعَكَ وَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا إِلَهَ دُونَكَ اعْتَرَفَ لَكَ الْخَلَائِقُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمُلْكُ الْعَظِیمُ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ الْغِنَی الْكَبِیرُ الَّذِی لَا یَعُولُ-(1)

وَ السُّلْطَانُ الْعَزِیزُ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ الْعِزُّ الْمَنِیعُ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ الْحَوْلُ الْوَاسِعُ الَّذِی لَا یَضِیقُ وَ الْقُوَّةُ الْمَتِینَةُ الَّتِی لَا تَضْعُفُ وَ الْكِبْرِیَاءُ الْعَظِیمُ الَّذِی لَا یُوصَفُ وَ الْعَظَمَةُ الْكَبِیرَةُ فَحَوْلَ أَرْكَانِ عَرْشِكَ النُّورُ وَ الْوَقَارُ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ كَانَ عَرْشُكَ عَلَی الْمَاءِ وَ كُرْسِیُّكَ یَتَوَقَّدُ نُوراً وَ سُرَادِقُكَ سُرَادِقَ النُّورِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْإِكْلِیلُ الْمُحِیطُ بِهِ هَیْكَلَ السُّلْطَانِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْمِدْحَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْبَهَاءِ وَ النُّورِ وَ الْحُسْنِ وَ الْجَمَالِ وَ الْعُلَی وَ الْعَظَمَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْقُدْرَةِ وَ أَنْتَ الْكَرِیمُ الْقَدِیرُ الْعَزِیزُ عَلَی جَمِیعِ مَا خَلَقْتَ وَ لَا یَقْدِرُ شَیْ ءٌ قَدْرَكَ وَ لَا یُضَعِّفُ شَیْ ءٌ عَظَمَتَكَ خَلَقْتَ مَا أَرَدْتَ بِمَشِیَّتِكَ فَنَفَذَ فِیمَا خَلَقْتَ عِلْمُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ خُبْرُكَ وَ أَتَی عَلَی ذَلِكَ أَمْرُكَ وَ وَسِعَهُ حَوْلُكَ وَ قُوَّتُكَ لَكَ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ وَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ الْآلَاءُ وَ الْكِبْرِیَاءُ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ النِّعَمِ الْعِظَامِ وَ الْعِزَّةِ الَّتِی لَا تُرَامُ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ الْمُقَفِّی (2)

عَلَی آثَارِهِمْ وَ الْمُحْتَجِّ بِهِ عَلَی أُمَمِهِمْ وَ الْمُهَیْمِنِ عَلَی تَصْدِیقِهِمْ وَ النَّاصِرِ لَهُمْ مِنْ ضَلَالِ مَنِ ادَّعَی مِنْ غَیْرِهِمْ دَعْوَتَهُمْ وَ سَارَ بِخِلَافِ سِیرَتِهِمْ صَلَاةً تُعَظِّمُ بِهَا نُورَهُ عَلَی

ص: 181


1- 1. فی المصباح: لا یعوز.
2- 2. المقتفی خ ل.

نُورِهِمْ وَ تَزِیدُهُ بِهَا شَرَفاً عَلَی شَرَفِهِمْ وَ تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ نَبِیّاً مِنْهُمْ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ اللَّهُمَّ فَزِدْ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً حَتَّی تُعَرِّفَ بِهَا فَضِیلَتَهُ وَ كَرَامَتَهُ أَهْلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هَبْ لَهُ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الرِّفْعَةِ أَفْضَلَ الرِّفْعَةِ وَ مِنَ الرِّضَا أَفْضَلَ الرِّضَا وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ الْعُلْیَا وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الْكُبْرَی وَ آتِهِ سُؤْلَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ الْعَظِیمِ الْمَخْزُونِ الَّذِی تُفَتِّحُ بِهِ أَبْوَابَ سَمَاوَاتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ تَسْتَوْجِبُ رِضْوَانَكَ الَّذِی تُحِبُّ وَ تَهْوَی وَ تَرْضَی عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ وَ هُوَ حَقٌّ عَلَیْكَ أَلَّا تَحْرِمَ سَائِلَكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْحَفَظَةُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ الْأَخْیَارُ الْمُنْتَجَبُونَ وَ جَمِیعُ مَنْ فِی سَمَاوَاتِكَ وَ أَقْطَارِ أَرْضِكَ وَ الصُّفُوفُ حَوْلَ عَرْشِكَ تُقَدِّسُ لَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَنْظُرَ فِی حَاجَتِی إِلَیْكَ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی نَعِیمَ الْآخِرَةِ وَ حُسْنَ ثَوَابِ أَهْلِهَا فِی دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَ مَنَازِلَ الْأَخْیَارِ فِی ظِلٍّ أَمِینٍ فَإِنَّكَ أَنْتَ بَرَأْتَنِی وَ أَنْتَ تُعِیدُنِی لَكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِی وَ إِلَیْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِی وَ إِلَیْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بِكَ وَثِقْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ دُعَاءَ ضَعِیفٍ مُضْطَرٍّ وَ رَحْمَتُكَ یَا رَبِّ أَوْثَقُ عِنْدِی مِنْ دُعَائِی اللَّهُمَّ فَأْذَنِ اللَّیْلَةَ لِدُعَائِی أَنْ یُعْرَجَ إِلَیْكَ وَ أْذَنْ لِكَلَامِی أَنْ یَلِجَ إِلَیْكَ وَ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْ خَطِیئَتِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَاسِقاً-(1) أَوْ أَنْ أَغْوِیَ نَاسِكاً أَوْ أَنْ أَعْمَلَ بِمَا لَا تَهْوَی فَأَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ الْعُلَی وَ أَنْتَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی.

ص: 182


1- 1. ناشئا خ و فی مصباح الشیخ: أن أضل فی هذه اللیلة فأشقی و أن أدعونی ناسكا، و هو تصحیف.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ اللَّیْلَةَ أَفْضَلَ النَّصِیبِ فِی الْأَنْصِبَاءِ وَ أَتَمَّ النِّعْمَةِ فِی النَّعْمَاءِ وَ أَفْضَلَ الشُّكْرِ فِی السَّرَّاءِ وَ أَحْسَنَ الصَّبْرِ فِی الضَّرَّاءِ وَ أَفْضَلَ الرُّجُوعِ إِلَی أَفْضَلِ دَارِ الْمَأْوَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَسْأَلُكَ الْمَحَبَّةَ لِمَحَابِّكَ وَ الْعِصْمَةَ لِمَحَارِمِكَ وَ الْوَجَلَ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ الْخَشْیَةَ مِنْ عَذَابِكَ وَ النَّجَاةَ مِنْ عِقَابِكَ وَ الرَّغْبَةَ فِی حُسْنِ ثَوَابِكَ وَ الْفِقْهَ فِی دِینِكَ وَ الْفَهْمَ فِی كِتَابِكَ وَ الْقُنُوعَ بِرِزْقِكَ وَ الْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ وَ الِاسْتِحْلَالَ لِحَلَالِكَ وَ التَّحْرِیمَ لِحَرَامِكَ وَ الِانْتِهَاءَ عَنْ مَعَاصِیكَ وَ الْحِفْظَ لِوَصِیَّتِكَ وَ الصِّدْقَ بِوَعْدِكَ وَ الْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ وَ الِاعْتِصَامَ بِحَبْلِكَ وَ الْوُقُوفَ عِنْدَ مَوْعِظَتِكَ وَ الِازْدِجَارَ عِنْدَ زَوَاجِرِكَ وَ الِاصْطِبَارَ عَلَی عِبَادَتِكَ وَ الْعَمَلَ بِجَمِیعِ أَمْرِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی عِتْرَتِهِ الْمَهْدِیِّینَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ (1).

«25»- الْبَلَدُ، وَ الْمَجْمُوعُ،: دُعَاءُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِاسْتِحْكَامِ الْمَعْرِفَةِ وَ الْإِخْلَاصِ بِالتَّوْحِیدِ لَهُ وَ لَمْ یَجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْغَوَایَةِ وَ الْغَبَاوَةِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ لَا مِمَّنِ اسْتَحْوَذَ الشَّیْطَانُ عَلَیْهِ فَأَغْوَاهُ وَ أَضَلَّهُ وَ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ الضُّرَّ وَ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ الْجَهْرَ وَ یَمْلِكُ الْخَیْرَ وَ الشَّرَّ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الَّذِی یَحْلُمُ عَنْ عَبْدِهِ إِذَا عَصَاهُ وَ یَتَلَقَّاهُ بِالْإِسْعَافِ وَ التَّلْبِیَةِ إِذَا دَعَاهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْبَسِیطُ مُلْكُهُ الْمَعْدُومُ شِرْكُهُ الْمَجِیدُ عَرْشُهُ الشَّدِیدُ بَطْشُهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ لَمْ یَجِدْ لِسُؤَالِهِ مَسْئُولًا سِوَاكَ وَ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ اعْتِمَادَ

ص: 183


1- 1. مصباح المتهجد: للشیخ الطوسیّ: 322- 324، مصباح الكفعمیّ: 116 118، البلد الأمین، له: 119- 120.

مَنْ لَمْ یَجِدْ لِاعْتِمَادِهِ مُعْتَمَداً غَیْرَكَ لِأَنَّكَ الْأَوَّلُ الَّذِی ابْتَدَأْتَ الِابْتِدَاءَ فَكَوَّنْتَهُ بَادِیاً بِلُطْفِكَ فَاسْتَكَانَ عَلَی مَشِیَّتِكَ مُنْشَئاً كَمَا أَمَرْتَ بِإِحْكَامِ التَّقْدِیرِ وَ حُسْنِ التَّدْبِیرِ وَ أَنْتَ أَجَلُّ وَ أَعَزُّ مِنْ أَنْ تُحِیطَ الْعُقُولُ بِمَبْلَغِ وَصْفِكَ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ الَّذِی لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ الذَّرَّةِ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یُبْخِلُكَ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ فَإِنَّمَا أَمْرُكَ لِشَیْ ءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ أَمْرُكَ مَاضٍ وَ وَعْدُكَ حَتْمٌ وَ حُكْمُكَ عَدْلٌ وَ قَوْلُكَ فَصْلٌ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ شَیْ ءٌ وَ لَا یَفُوتُكَ شَیْ ءٌ وَ إِلَیْكَ مَرَدُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ الرَّقِیبُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ احْتَجَبْتَ بِآلَائِكَ فَلَمْ تُرَ وَ شَهِدْتَ كُلَّ نَجْوَی وَ تَعَالَیْتَ عَلَی الْعُلَی وَ تَفَرَّدْتَ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ تَعَزَّزْتَ بِالْقُدْرَةِ وَ

الْبَقَاءِ وَ ذَلَّتْ لَكَ الْجَبَابِرَةُ بِالْقَهْرِ وَ الْفَنَاءِ فَلَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ لَكَ الشُّكْرُ فِی الْبَدْءِ وَ الْعُقْبَی أَنْتَ إِلَهِی حَلِیمٌ قَادِرٌ رَءُوفٌ غَافِرٌ وَ مَلِكٌ قَاهِرٌ وَ رَازِقٌ بَدِیعٌ مُجِیبٌ سَمِیعٌ بِیَدِكَ نَوَاصِی الْعِبَادِ وَ نَوَاحِی الْبِلَادِ حَیٌّ قَیُّومٌ جَوَادٌ مَاجِدٌ رَحِیمٌ كَرِیمٌ أَنْتَ إِلَهِی الْمَالِكُ الَّذِی مَلَكْتَ الْمُلُوكَ فَتَوَاضَعَ لِهَیْبَتِكَ الْأَعِزَّاءُ وَ دَانَ لَكَ بِالطَّاعَةِ الْأَخِلَّاءُ وَ احْتَوَیْتَ بِإِلَهِیَّتِكَ عَلَی الْمَجْدِ وَ الثَّنَاءِ وَ لَا یَئُودُكَ حِفْظُ خَلْقِكَ وَ لَا قَلَّتْ عَطَایَاكَ بِمَنْ مَنَحْتَهُ سَعَةَ رِزْقِكَ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ سَتَرْتَ عَلَیَّ عُیُوبِی وَ أَحْصَیْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ أَكْرَمْتَنِی بِمَعْرِفَةِ دِینِكَ وَ لَمْ تَهْتِكْ عَنِّی جَمِیلَ سِتْرِكَ یَا حَنَّانُ وَ لَمْ تَفْضَحْنِی یَا مَنَّانُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً هَنِیئاً مَرِیئاً صَبّاً صَبّاً وَ أَسْأَلُكَ یَا إِلَهِی أَمَاناً مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ وَ دَوَامَ عَافِیَتِكَ وَ مَحَبَّةَ طَاعَتِكَ وَ اجْتِنَابَ مَعْصِیَتِكَ وَ حُلُولَ جَنَّتِكَ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ إِلَهِی إِنْ كُنْتُ اقْتَرَفْتُ ذُنُوباً حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بِاقْتِرَافِی لَهَا فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَیَّ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ تُنْقِذَنِی مِنْ أَلِیمِ عُقُوبَتِكَ وَ تُدْرِجَنِی دَرَجَ الْمُكَرَّمِینَ وَ تُلْحِقَنِی مَوْلَایَ بِالصَّالِحِینَ مَعَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بِصَفْحِكَ وَ تَغَمُّدِكَ یَا رَءُوفُ یَا رَحِیمُ.

ص: 184

یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَحْتَمِلَ عَنِّی وَاجِبَ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ أَدِّ حُقُوقَهُمْ عَنِّی وَ أَلْحِقْنِی مَعَهُمْ بِالْأَبْرَارِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لَهُمْ جَمِیعاً إِنَّكَ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (1).

«26»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلُ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ أَهْلُ السُّلْطَانِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ أَهْلُ الْبَهَاءِ وَ الْمَجْدِ وَلِیُّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ وَ أَعْلَی الْأَعْلَیْنَ بِعِزَّتِهِ وَ أَعْظَمَ الْعُظَمَاءَ بِمَجْدِهِ وَ الَّذِی یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ بِأَمْرِهِ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ لَا شَیْ ءَ أَعْلَمُ مِنْهُ (2)

وَ لَا شَیْ ءَ أَجَلُّ مِنْهُ وَ لَا شَیْ ءَ أَعَزُّ مِنْهُ سُبْحَانَ الَّذِی بِعِزَّتِهِ رَفَعَ السَّمَاءَ وَ وَضَعَ الْأَرْضَ وَ نَصَبَ الْجِبَالَ وَ سَخَّرَ النُّجُومَ وَ الَّذِی بِعِزَّتِهِ أَظْلَمَ اللَّیْلَ وَ أَشْرَقَ النَّهَارَ وَ أَسْرَجَ الشَّمْسَ وَ أَنَارَ الْقَمَرَ سُبْحَانَ الَّذِی بِعِزَّتِهِ یُثِیرُ(3) السَّحَابَ وَ أَنْزَلَ الْمَطَرَ وَ أَخْرَجَ الثَّمَرَ وَ أَعْظَمَ الْبَرَكَةَ سُبْحَانَ الَّذِی مُلْكُهُ دَائِمٌ وَ كُرْسِیُّهُ وَاسِعٌ وَ عَرْشُهُ رَفِیعٌ وَ بَطْشُهُ شَدِیدٌ سُبْحَانَ الَّذِی عَذَابُهُ أَلِیمٌ وَ عِقَابُهُ سَرِیعٌ وَ أَمْرُهُ مَفْعُولٌ سُبْحَانَ الَّذِی كَلِمَتُهُ تَامَّةٌ وَ عَهْدُهُ وَفِیٌّ وَ عَقْدُهُ وَثِیقٌ سُبْحَانَ الَّذِی عِزُّهُ قَاهِرٌ وَ كِبْرِیَاؤُهُ مَانِعٌ وَ أَمْرُهُ غَالِبٌ سُبْحَانَ الَّذِی مَقَامُهُ مَخُوفٌ وَ سُلْطَانُهُ عَظِیمٌ وَ بُرْهَانُهُ مُبِینٌ وَ بَقَاؤُهُ حَقٌّ سُبْحَانَ الَّذِی حُجَّتُهُ بَالِغَةٌ وَ حِفْظُهُ مَحْفُوظٌ وَ كَیْدُهُ مَتِینٌ سُبْحَانَ الَّذِی قَوْلُهُ صَادِقٌ وَ مَحَالُهُ شَدِیدٌ وَ طَلَبُهُ مُدْرَكٌ وَ سَبِیلُهُ قَاصِدٌ سُبْحَانَ الَّذِی بِیَدِهِ رِزْقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ نَاصِیَةُ كُلِّ دَابَّةٍ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها

ص: 185


1- 1. البلد الأمین: 121.
2- 2. أعظم منه خ كما فی المصباح.
3- 3. تنشی ء خ. تسیر خ.

كُلٌّ فِی كِتابٍ مُبِینٍ سُبْحَانَ ذِی الْعُلَی وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ ذِی الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْعِزَّةِ سُبْحَانَ ذِی السُّلْطَانِ وَ الْقُدْرَةِ سُبْحَانَ ذِی الْإِحْسَانِ وَ الْمَهَابَةِ سُبْحَانَ ذِی الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ سُبْحَانَ ذِی الْفَضْلِ وَ السَّعَةِ سُبْحَانَ ذِی الطَّوْلِ وَ الْمَنَعَةِ سُبْحَانَ ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ سُبْحَانَ ذِی الْجُودِ وَ السَّمَاحَةِ سُبْحَانَ ذِی الثَّنَاءِ وَ الْمِدْحَةِ سُبْحَانَ ذِی الْأَیَادِی وَ الْبَرَكَةِ سُبْحَانَ ذِی الشَّرَفِ وَ الرِّفْعَةِ سُبْحَانَ ذِی الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ سُبْحَانَ ذِی الْمَنِّ وَ الرَّحْمَةِ سُبْحَانَ ذِی الْوَقَارِ وَ السَّكِینَةِ سُبْحَانَ ذِی الْكَرَمِ وَ الْكَرَامَةِ سُبْحَانَ ذِی النُّورِ وَ الْبَهْجَةِ سُبْحَانَ ذِی الرَّجَاءِ وَ الثِّقَةِ سُبْحَانَ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی سُبْحَانَ الَّذِی لَا یَبْلَی مَجْدُهُ وَ لَا یَعْثُرُ جَدُّهُ وَ لَا یَزُولُ مُلْكُهُ وَ لَا یُبَدَّلُ قَوْلُهُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ الَّتِی یُفَضَّلُ بِهَا عَلَی أَنْبِیَائِكَ وَ ابْعَثْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَقَاماً مَحْمُوداً فِی أَفْضَلِ كَرَامَتِكَ وَ قَرِّبْهُ مِنْ مَجْلِسِكَ وَ فَضِّلْهُ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ ثُمَّ عَرِّفْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ مِنْ كَرَامَتِكَ وَ نَحْنُ آمِنُونَ رَاضُونَ بِمَنْزِلَةِ السَّابِقِینَ مِنْ عِبَادِكَ وَ اجْمَعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ فِی أَفْضَلِ مَسَاكِنِ الْجَنَّةِ الَّتِی یُفَضَّلُ بِهَا أَنْبِیَاؤُكَ وَ أَحِبَّاؤُكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ وَ جَمَالِكَ وَ خَیْرِكَ الْمَبْسُوطِ وَ طَاعَتِكَ الْمَفْرُوضَةِ وَ ثَوَابِكَ الْمَحْمُودِ وَ بِسَتْرِكَ الْفَائِضِ وَ رِزْقِكَ الدَّائِمِ وَ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ وَ مَعْرُوفِكَ الْعَامِّ وَ ثَوَابِكَ الْكَرِیمِ وَ أَمْرِكَ الْغَالِبِ وَ مَنِّكَ الْقَدِیمِ وَ حِصْنِكَ الْمَنِیعِ وَ نَصْرِكَ الْكَبِیرِ وَ حَبْلِكَ الْمَتِینِ وَ عَهْدِكَ الْوَفِیِّ وَ وَعْدِكَ الصَّادِقِ عَلَی نَفْسِكَ وَ ذِمَّتِكَ الَّتِی لَا تُخْفَرُ وَ عِزَّتِكَ الَّتِی أَذْلَلْتَ بِهَا الْخَلَائِقَ وَ دَانَ لَكَ بِهَا كُلُّ شَیْ ءٍ مَعَ أَنِّی لَا أَسْأَلُكَ بِشَیْ ءٍ أَعْظَمَ مِنْكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ وَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعَوْتُكَ بِهَا أَوْ لَمْ أَدْعُكَ بِهَا أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ الْإِسْلَامَ وَ الصِّیَامَ وَ الْقِیَامَ وَ الصَّبْرَ وَ الصَّلَاةَ وَ الْهُدَی وَ التَّقْوَی وَ الْحِلْمَ وَ الْعِلْمَ وَ الْحُكْمَ وَ التَّوْفِیقَ وَ التَّصْدِیقَ وَ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ وَ الرَّأْفَةَ وَ الرِّقَّةَ فِی قُلُوبِنَا

ص: 186

وَ أَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا وَ فِی لُحُومِنَا وَ دِمَائِنَا وَ اجْعَلْهُ هَمَّنَا وَ هَوَانَا فِی مَحْیَانَا وَ مَمَاتِنَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ قُلُوباً سَلِیمَةً وَ أَلْسِنَةً صَادِقَةً وَ أَزْوَاجاً صَالِحَةً وَ إِیمَاناً ثَابِتاً وَ عِلْماً نَافِعاً وَ بِرّاً ظَاهِراً وَ تِجَارَةً رَبِیحَةً وَ عَمَلًا نَجِیحاً وَ سَعْیاً مَشْكُوراً وَ ذَنْباً مَغْفُوراً وَ تَوْبَةً نَصُوحاً لَا یُغَیِّرُهَا سَرَّاءُ وَ لَا ضَرَّاءُ وَ ارْزُقْنَا اللَّهُمَّ دِیناً قَیِّماً وَ شُكْراً دَائِماً وَ صَبْراً جَمِیلًا وَ حَیَاةً طَیِّبَةً وَ وَفَاةً كَرِیمَةً وَ فَوْزاً عَظِیماً وَ ظِلًّا ظَلِیلًا وَ الْفِرْدَوْسَ نُزُلًا وَ نَعِیماً مُقِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً وَ شَراباً طَهُوراً وَ ثِیَابَ سُنْدُسٍ خُضْراً وَ إِسْتَبْرَقاً وَ حَرِیراً اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ غَفْلَةَ النَّاسِ لَنَا ذُكْراً وَ ذُكْرَهُمْ لَنَا شُكْراً وَ اجْعَلْ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله لَنَا فَرَطاً وَ حَوْضَهُ لَنَا مَوْرِداً وَ اجْعَلِ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ عَلَیْنَا بَرَكَةً وَ ارْزُقْنَا عِلْماً وَ إِیمَاناً وَ هُدًی وَ إِسْلَاماً وَ إِخْلَاصاً وَ تَوَكُّلًا عَلَیْكَ وَ رَغْبَةً إِلَیْكَ وَ رَهْبَةً مِنْكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

«27»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْمُلْحَقَاتُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الْحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا یَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِیراً وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِی إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّی وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ الَّذِی یَزِیدُنِی ذَنْباً إِلَی ذَنْبِی وَ أَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ وَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ عَدُوٍّ قَاهِرٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغَالِبُونَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ أَوْلِیَائِكَ فَإِنَّ أَوْلِیَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِی دِینِی فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِی وَ أَصْلِحْ لِی آخِرَتِی فَإِنَّهَا دَارُ مَقَرِّی وَ إِلَیْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِّئَامِ مَفَرِّی وَ اجْعَلِ الْحَیَاةَ زِیَادَةً لِی فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ الْوَفَاةَ رَاحَةً لِی مِنْ كُلِّ شَرٍّ

ص: 187


1- 1. مصباح الشیخ: 324- 326، البلد الأمین: 122- 123.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ تَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ هَبْ لِی فِی الثَّلَاثَاءِ ثَلَاثاً لَا تَدَعْ لِی ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا هما [غَمّاً] إِلَّا أَذْهَبْتَهُ وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا دَفَعْتَهُ بِبِسْمِ اللَّهِ خَیْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ وَ أَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ فَاخْتِمْ لِی مِنْكَ بِالْغُفْرَانِ یَا وَلِیَّ الْإِحْسَانِ (1).

«28»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ الْمِنْهَاجُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا- بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَصْبَحْتُ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِی وَ أَجِبْ دَعَوَاتِی وَ احْفَظْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی اللَّهُمَّ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِلْفِتْنَةِ نَصَباً وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ تَضَرُّعِی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ فَأَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْ جَمِیعِ عَذَابِكَ فَأَجِرْنِی وَ أَسْتَنْصِرُكَ عَلَی عَدُوِّی فَانْصُرْنِی وَ أَسْتَعِینُ بِكَ فَأَعِنِّی وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ فَاكْفِنِی وَ أَسْتَهْدِیكَ فَاهْدِنِی وَ أَسْتَعْصِمُكَ فَاعْصِمْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْ لِی وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْنِی وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِی فَسُبْحَانَكَ مَنْ ذَا یَعْلَمُ مَا أَنْتَ وَ لَا یَخَافُكَ وَ مَنْ ذَا یَعْرِفُ قُدْرَتَكَ وَ لَا یَهَابُكَ

ص: 188


1- 1. البلد الأمین: 123، مصباح الكفعمیّ. 118.
2- 2. مصباح الشیخ: 354- 355.

سُبْحَانَكَ رَبَّنَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً دَائِماً وَ قَلْباً خَاشِعاً وَ عِلْماً نَافِعاً وَ یَقِیناً صَادِقاً وَ أَسْأَلُكَ دِیناً قَیِّماً وَ أَسْأَلُكَ رِزْقاً وَاسِعاً اللَّهُمَّ لَا تَقْطَعْ رَجَاءَنَا وَ لَا تُخَیِّبْ دُعَاءَنَا وَ لَا تُجْهِدْ بَلَاءَنَا وَ أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ وَ الشُّكْرَ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ أَسْأَلُكَ الْغِنَی عَنِ النَّاسِ أَجْمَعِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا مُنْتَهَی هِمَّةِ الرَّاغِبِینَ وَ الْمُفَرِّجَ عَنِ الْمَهْمُومِینَ وَ یَا مَنْ إِذَا أَرَادَ شَیْئاً فَحَسْبُهُ (1) أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ اللَّهُمَّ إِنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ لَكَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِیَدِكَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ یَصِیرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَیْتَ وَ لَا مُعْطِیَ لِمَا مَنَعْتَ وَ لَا مُیَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ وَ لَا مُعَسِّرَ لِمَا یَسَّرْتَ وَ لَا مُعَقِّبَ لِمَا حَكَمْتَ وَ لَا یَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ مَا شِئْتَ كَانَ وَ مَا

لَمْ تَشَأْ لَمْ یَكُنْ اللَّهُمَّ فَمَا قَصُرَ عَنْهُ عَمَلِی وَ رَأْیِی وَ لَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِی مِنْ خَیْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَ خَیْرٍ أَنْتَ (2)

مُعْطِیهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ فِیهِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ (3).

«29»- الْمُتَهَجِّدُ(4)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ دَانٍ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی دُنُوِّهِ عَالٍ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی إِشْرَاقِهِ مُنِیرٌ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی سُلْطَانِهِ قَوِیٌّ سُبْحَانَ الْحَكِیمِ الْجَمِیلِ (5) سُبْحَانَ الْغَنِیِّ الْحَمِیدِ سُبْحَانَ الْوَاسِعِ الْعَلِیِّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَی سُبْحَانَ مَنْ یَكْشِفُ الضُّرَّ وَ هُوَ الدَّائِمُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ الْقَدِیمُ سُبْحَانَ مَنْ عَلَا فِی الْهَوَاءِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الرَّفِیعِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْبَاقِی الَّذِی لَا یَزُولُ سُبْحَانَ الَّذِی لَا تَنْقُصُ

ص: 189


1- 1. فبحسبه خ كما فی المتهجد.
2- 2. و خیر ما أنت خ و فی هامش المتهجد أنّه بخط ابن إدریس و ابن السكون.
3- 3. البلد الأمین: 124، الجنة: 119.
4- 4. مصباح المتهجد: 326.
5- 5. الحلیم الجلیل خ.

خَزَائِنُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَبِیدُ مَعَالِمُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا یُشَاوِرُ فِی أَمْرِهِ أَحَداً سُبْحَانَ مَنْ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِیفِ سُبْحَانَ ذِی الْجَلَالِ الْبَاذِخِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ ذِی الْجَلَالِ الْفَاخِرِ الْقَدِیمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِی عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِی دُنُوِّهِ عَالٍ وَ فِی إِشْرَاقِهِ مُنِیرٌ وَ فِی سُلْطَانِهِ قَوِیٌّ وَ فِی مُلْكِهِ دَائِمٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

عُوذَةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الْأَكْبَرِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلَا عَمَدٍ وَ بِالَّذِی خَلَقَهَا فِی یَوْمَیْنِ وَ قَضَی فِی كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَ خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ قَدَّرَ فِیهَا أَقْوَاتَهَا وَ جَعَلَ فِیهَا جِبِالًا أَوْتَاداً وَ جَعَلَهَا فِجَاجاً سُبُلًا وَ أَنْشَأَ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَ سَخَّرَهُ وَ أَجْرَی الْفُلْكَ وَ سَخَّرَ الْبَحْرَ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ وَ أَنْهاراً مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ تَعْقِدُ عَلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ تَرَاهُ الْعُیُونُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(2).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: عُوذَةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ ذَكَرَ مِثْلَ الدُّعَاءِ(3).

«30»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْبَلَدُ(4)، وَ الْإِخْتِیَارُ،: عُوذَةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ مِمَّا یَخْفَی وَ یَظْهَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا

ص: 190


1- 1. البلد الأمین: 124- 125 الجنة: 120.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 121. البلد الأمین ص: 125- مصباح الشیخ ص 327.
3- 3. طبّ الأئمّة ص 43.
4- 4. لم نجده فی كتابی الكفعمیّ.

الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ بِالَّذِی دَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ أَجْمَعُونَ وَ خَتَمْتُ بِعِزَّةِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ بِجَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (1).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْغَنِیُّ الدَّائِمُ الْمَلِكُ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِلَهٌ لَا تَخْتَرِمُ الْأَیَّامُ مُلْكَكَ وَ لَا تُغَیِّرُ الْأَنَامُ عِزَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا رَبَّ سِوَاكَ وَ لَا خَالِقَ غَیْرُكَ أَنْتَ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَلْقُكَ وَ أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عَبْدُكَ وَ أَنْتَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَعْبُدُكَ وَ یُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ یَسْجُدُ لَكَ فَسُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَی كُلُّهَا إِلَهاً مَعْبُوداً فِی جَلَالِ عَظَمَتِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ تَعَالَیْتَ مَلِكاً جَبَّاراً فِی وَقَارِ عِزَّةِ مُلْكِكَ وَ تَقَدَّسْتَ رَبَّنَا مَنْعُوتاً فِی تَأْیِیدِ مَنْعَةِ سُلْطَانِكَ وَ ارْتَفَعْتَ إِلَهاً قَاهِراً فَوْقَ مَلَكُوتِ عَرْشِكَ وَ عَلَوْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِارْتِفَاعِكَ وَ أَنْفَذْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بَصَرَكَ وَ لَطُفَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ خُبْرُكَ وَ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْمُكَ وَ وَسِعَ كُلَّ شَیْ ءٍ حِفْظُكَ وَ حَفِظَ كُلَّ شَیْ ءٍ كِتَابُكَ وَ مَلَأَ كُلَّ شَیْ ءٍ نُورُكَ وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ مُلْكُكَ وَ عَدَلَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ حُكْمُكَ وَ خَافَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ سَخَطِكَ وَ دَخَلَتْ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ مَهَابَتُكَ إِلَهِی مِنْ مَخَافَتِكَ وَ تَأْیِیدِكَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِیهِنَّ مِنْ شَیْ ءٍ طَاعَةً لَكَ وَ خَوْفاً مِنْ مَقَامِكَ وَ خَشْیَتِكَ فَتَقَارَّ كُلُّ شَیْ ءٍ فِی قَرَارِهِ وَ انْتَهَی كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَی أَمْرِكَ وَ مِنْ شِدَّةِ جَبَرُوتِكَ وَ عِزَّتِكَ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِكَ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِسُلْطَانِكَ وَ مِنْ غِنَاكَ وَ سَعَتِكَ افْتَقَرَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ فَكُلُّ شَیْ ءٍ یَعِیشُ مِنْ

ص: 191


1- 1. مصباح المتهجد: 327.

رِزْقِكَ وَ مِنْ عُلُوِّ مَكَانِكَ وَ قُدْرَتِكَ عَلَوْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ أَسْفَلُ مِنْكَ وَ تَقْضِی فِیهِمْ بِحُكْمِكَ وَ تَجْرِی الْمَقَادِیرُ فِیهِمْ بِمَشِیَّتِكَ مَا قَدَّمْتَ مِنْهَا لَمْ یَسْبِقْكَ وَ مَا أَخَّرْتَ مِنْهَا لَمْ یُعْجِزْكَ وَ مَا أَمْضَیْتَ مِنْهَا أَمْضَیْتَهُ بِحُكْمِكَ وَ عِلْمِكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ آثِرْهُ بِصَفْوِ كَرَامَتِكَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ اخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ الْفَضَائِلِ مِنْكَ وَ بَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِینَ وَ أَشْرَفَ رَحْمَتِكَ فِی شَرَفِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الدَّرَجَةَ الْعُلْیَا مِنَ الْأَعْلَیْنَ اللَّهُمَّ بَلِّغْ بِهِ الْوَسِیلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ فِی الرِّفْعَةِ مِنْكَ وَ الْفَضِیلَةِ وَ أَدِمْ بِأَفْضَلِ الْكَرَامَةِ زُلْفَتَهُ حَتَّی تَتِمَّ النِّعْمَةُ عَلَیْهِ وَ یَطُولَ ذِكْرُ الْخَلَائِقِ لَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْ رُفَقَائِهِ عَلَی سُرُرٍ مُتَقَابِلِینَ مَعَ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ آمِینَ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَهُ عَلَی

مُوسَی فِی الْأَلْوَاحِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِی وَضَعْتَهُ عَلَی السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ وَ عَلَی الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ عَلَی الْجِبَالِ فَأَرْسَتْ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیِّكَ وَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ وَ مُوسَی نَجِیِّكَ وَ عِیسَی كَلِمَتِكَ وَ رُوحِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِتَوْرَاةِ مُوسَی وَ إِنْجِیلِ عِیسَی وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ قُرْآنِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ بِكُلِّ وَحْیٍ أَوْحَیْتَهُ وَ قَضَاءٍ قَضَیْتَهُ وَ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ یَا إِلَهَ الْحَقِّ الْمُبِینِ وَ النُّورِ الْمُنِیرِ أَنْ تُتِمَّ النِّعْمَةَ عَلَیَّ وَ تُحْسِنَ لِیَ الْعَاقِبَةَ فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ أَتَقَلَّبُ فِی قَبْضَتِكَ غَیْرَ مُعْجِزٍ وَ لَا مُمْتَنِعٍ عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِی وَ عَجَزَ النَّاسُ عَنِّی وَ لَا عَشِیرَةَ تَكْفِینِی وَ لَا مَالَ یَفْدِینِی وَ لَا عَمَلَ یُنْجِینِی وَ لَا قُوَّةَ لِی فَأَنْتَصِرَ وَ لَا أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الذُّنُوبِ فَأَعْتَذِرَ وَ عَظُمَ ذَنْبِی فَلْیَسَعْ عَفْوُكَ لِمَغْفِرَتِیَ اللَّیْلَةَ بِمَا وَأَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ وَ ارْزُقْنِی الْقُوَّةَ مَا أَبْقَیْتَنِی وَ الْإِصْلَاحَ مَا أَحْیَیْتَنِی وَ الْعَوْنَ عَلَی مَا حَمَلْتَنِی وَ الصَّبْرَ عَلَی مَا أَبْلَیْتَنِی وَ الشُّكْرَ فِیمَا آتَیْتَنِی وَ الْبَرَكَةَ فِیمَا رَزَقْتَنِی اللَّهُمَّ لَقِّنِّی حُجَّتِی یَوْمَ الْمَمَاتِ وَ لَا تُرِنِی عَمَلِی حَسَرَاتٍ وَ لَا تَفْضَحْنِی بِسَرِیرَتِی

ص: 192

یَوْمَ أَلْقَاكَ وَ لَا تُخْزِنِی بِسَیِّئَاتِی وَ بِبَلَائِكَ عِنْدَ قَضَائِكَ وَ أَصْلِحْ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ اجْعَلْ هَوَایَ فِی تَقْوَاكَ وَ اكْفِنِی هَوْلَ الْمُطَّلَعِ وَ مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَمْ یُهِمَّنِی مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ أَعِنِّی عَلَی مَا غَلَبَنِی وَ مَا لَمْ یَغْلِبْنِی فَكُلُّ ذَلِكَ بِیَدِكَ یَا رَبِّ وَ اكْفِنِی وَ اهْدِنِی وَ أَصْلِحْ بَالِی وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ عَرِّفْهَا لِی وَ أَلْحِقْنِی بِالَّذِینَ هُمْ خَیْرٌ مِنِّی وَ ارْزُقْنِی مُرَافَقَةَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً أَنْتَ إِلَهُ الْحَقِّ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

«31»- الْبَلَدُ، وَ الْمَجْمُوعُ،: دُعَاءُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَرْضَاتُهُ فِی الطَّلَبِ إِلَیْهِ وَ الْتِمَاسِ مَا لَدَیْهِ وَ سَخَطُهُ فِی تَرْكِ الْإِلْحَاحِ فِی الْمَسْأَلَةِ عَلَیْهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ شَاهِدِ كُلِّ نَجْوَی بِعِلْمِهِ وَ مُبَایِنِ كُلِّ جِسْمٍ بِنَفْسِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الَّذِی لَا یُدْرَكُ بِالْعُیُونِ وَ الْأَبْصَارِ وَ لَا یُجْهَلُ بِالْعُقُولِ وَ الْأَلْبَابِ وَ لَا یَخْلُو مِنَ الضَّمِیرِ وَ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْمُتَجَلِّلُ عَنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِینَ الْمُطَّلِعُ عَلَی مَا فِی قُلُوبِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ لَا یَمَلُّ دُعَاءَ رَبِّهِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ غَرِیقٍ یَرْجُو كَشْفَ كَرْبِهِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ تَائِبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الَّذِی مَلَكْتَ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ وَ فَطَرْتَهُمْ أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتِ الْأَلْوَانِ وَ الْأَقْدَارِ عَلَی مَشِیَّتِكَ وَ قَدَّرْتَ آجَالَهُمْ وَ أَدْرَرْتَ أَرْزَاقَهُمْ فَلَمْ یَتَعَاظَمْكَ خَلْقُ خَلْقٍ حَتَّی كَوَّنْتَهُ كَمَا شِئْتَ مُخْتَلِفاً مِمَّا شِئْتَ فَتَعَالَیْتَ وَ تَجَبَّرْتَ عَنِ اتِّخَاذِ وَزِیرٍ وَ تَعَزَّزْتَ مِنْ مُؤَامَرَةِ شَرِیكٍ وَ تَنَزَّهْتَ عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ فَلَیْسَتِ الْأَبْصَارُ بِمُدْرِكَةٍ

ص: 193


1- 1. البلد الأمین: 125- 127. مصباح الكفعمیّ: 121- 123، مصباح المتهجد للشیخ الطوسیّ: 327- 329.

لَكَ وَ لَا الْأَوْهَامُ وَاقِعَةٍ عَلَیْكَ وَ لَیْسَ لَكَ شَرِیكٌ وَ لَا نِدٌّ وَ لَا عَدِیلٌ وَ لَا شَبِیهٌ وَ لَا نَظِیرٌ أَنْتَ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ الدَّائِمُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ وَ الْعَالِمُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْقَائِمُ الَّذِی لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ لَمْ تُوصَفْ بِوَصْفٍ وَ لَمْ تُدْرَكْ بِوَهْمٍ وَ لَا یُغَیِّرُكَ فِی مَرِّ

الدُّهُورِ صَرْفٌ كُنْتَ أَزَلِیّاً لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ وَ عِلْمُكَ بِالْأَشْیَاءِ فِی الْخَفَاءِ كَعِلْمِكَ بِهَا فِی الْإِجْهَارِ وَ الْإِعْلَانِ فَیَا مَنْ ذَلَّ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَمَاءُ وَ خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الرُّؤَسَاءُ وَ مَنْ كَلَّتْ عَنْ بُلُوغِ ذَاتِهِ أَلْسُنُ الْبُلَغَاءِ وَ مَنْ أَحْكَمَ تَدْبِیرَ الْأَشْیَاءِ وَ اسْتَعْجَمَتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ عِبَارَةُ عُلُومِ الْعُلَمَاءِ أَ تُعَذِّبُنِی بِالنَّارِ وَ أَنْتَ أَمَلِی أَوْ تُسَلِّطُهَا عَلَیَّ بَعْدَ إِقْرَارِی لَكَ بِالتَّوْحِیدِ وَ خُضُوعِی وَ خُشُوعِی لَكَ بِالسُّجُودِ أَوْ تُلَجْلِجُ لِسَانِی فِی الْمَوْقِفِ وَ قَدْ مَهَّدْتَ لِی بِمَنِّكَ سُبُلَ الْوُصُولِ إِلَی التَّحْمِیدِ وَ التَّسْبِیحِ وَ التَّمْجِیدِ فَیَا غَایَةَ الطَّالِبِینَ وَ أَمْنَ الْخَائِفِینَ وَ عِمَادَ الْمَلْهُوفِینَ وَ غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ وَ كَاشِفَ ضُرِّ الْمَكْرُوبِینَ وَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ دَیَّانَ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُبْ عَلَیَّ وَ أَلْبِسْنِی الْعَافِیَةَ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ اجْعَلْنِی مِنَ التَّوَّابِینَ اللَّهُمَّ وَ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِی شَقِیّاً عِنْدَكَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ الَّتِی لَا یُقَاوِمُهَا مُتَكَبِّرٌ وَ لَا عَظِیمٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُحَوِّلَنِی سَعِیداً فَإِنَّكَ تُجْرِی الْأُمُورَ عَلَی إِرَادَتِكَ وَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ یَا قَدِیرُ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ الْخَبِیرُ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ فَالْطُفْ بِی فَقَدِیماً لَطُفْتَ بِمُسْرِفٍ عَلَی نَفْسِهِ غَرِیقٍ فِی بُحُورِ خَطِیئَتِهِ أَسْلَمَتْهُ لِلْحُتُوفِ كَثْرَةُ زَلَلِهِ وَ تَطَوَّلْ عَلَیَّ یَا مُتَطَوِّلًا عَلَی الْمُذْنِبِینَ بِالْعَفْوِ وَ الصَّفْحِ فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ آخِذاً بِالْفَضْلِ وَ الصَّفْحِ عَلَی الْعَاثِرِینَ وَ مَنْ وَجَبَ لَهُ بِاجْتِرَائِهِ عَلَی الْآثَامِ حُلُولُ دَارِ الْبَوَارِ یَا عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ وَ الْأَسْرَارِ یَا جَبَّارُ یَا قَهَّارُ وَ مَا أَلْزَمْتَنِیهِ مَوْلَایَ مِنْ فَرْضِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ وَاجِبِ حُقُوقِهِمْ مِنَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخَوَاتِ فَاحْتَمِلْ ذَلِكَ

ص: 194

عَنِّی إِلَیْهِمْ وَ أَدِّهِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«32»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَنْتَ وَارِثُ كُلِّ شَیْ ءٍ أَحْصَی عِلْمُكَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَحَاطَتْ قُدْرَتُكَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ فَلَیْسَ یُعْجِزُكَ شَیْ ءٌ وَ لَا یَتَوَارَی مِنْكَ شَیْ ءٌ خَشَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِاسْمِكَ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِكَ وَ اعْتَرَفَ كُلُّ شَیْ ءٍ بِقُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَكَ وَ لَا یَشْكُرُ أَحَدٌ حَقَّ شُكْرِكَ وَ لَا تَهْتَدِی الْعُقُولُ (2)

لِصِفَتِكَ لَا یَدْرِی شَیْ ءٌ كَیْفَ أَنْتَ غَیْرَ أَنَّكَ كَمَا نَعَتَّ نَفْسَكَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْكَ وَ انْتَهَتِ الْعُقُولُ دُونَكَ وَ ضَلَّتِ الْأَحْلَامُ فِیكَ تَعَالَیْتَ بِقُدْرَتِكَ وَ عَلَوْتَ بِسُلْطَانِكَ وَ قَدَرْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ قَهَرْتَ عِبَادَكَ اللَّهُمَّ وَ أَدْرَكْتَ الْأَبْصَارَ وَ أَحْصَیْتَ الْأَعْمَالَ وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصِی وَ وَجِلَتْ دُونَكَ الْقُلُوبُ-(3)

اللَّهُمَّ فَأَمَّا الَّذِی نَرَی مِنْ خَلْقِكَ فَیَهُولُنَا مِنْ مُلْكِكَ وَ یُعْجِبُنَا مِنْ قُدْرَتِكَ وَ مَا نَصِفُ مِنْ سُلْطَانِكَ فَدَلِیلٌ فِیمَا یَغِیبُ عَنَّا مِنْهُ وَ قَصُرَ فَهْمُنَا عَنْهُ وَ انْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ وَ حَالَتِ الْغُیُوبُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ اللَّهُمَّ أَشَدُّ خَلْقِكَ خَشْیَةً لَكَ أَعْلَمُهُمْ بِكَ وَ أَفْضَلُ خَلْقِكَ بِكَ عِلْماً أَخْوَفُهُمْ لَكَ وَ أَطْوَعُ خَلْقِكَ لَكَ أَقْرَبُهُمْ مِنْكَ وَ أَشَدُّ خَلْقِكَ لَكَ إِعْظَاماً أَدْنَاهُمْ إِلَیْكَ لَا عِلْمَ إِلَّا خَشْیَتُكَ وَ لَا حِلْمَ (4)

إِلَّا الْإِیمَانُ بِكَ لَیْسَ لِمَنْ لَمْ یَخْشَكَ عِلْمٌ وَ لَا لِمَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِكَ حِلْمٌ وَ كَیْفَ لَا تَعْلَمُ مَا خَلَقْتَ وَ تَحْفَظُ مَا قَدَّرْتَ وَ تَفْهَمُ مَا ذَرَأْتَ وَ تَقْهَرُ مَا ذَلَّلْتَ وَ

ص: 195


1- 1. البلد الأمین: 127- 128.
2- 2. القول خ.
3- 3. فی المصباح: و جلت دون القلوب، و ما فی المتن جعله نسخة فی الهامش.
4- 4. حكم خ ل و هكذا فیما یأتی.

تَقْدِرُ عَلَی مَا تَشَاءُ وَ بَدْءُ كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْكَ وَ مُنْتَهَی كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ وَ قِوَامُ كُلِّ شَیْ ءٍ بِكَ وَ رِزْقُ كُلِّ شَیْ ءٍ عَلَیْكَ وَ لَا یَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ وَ لَا یَزِیدُ فِی مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ وَ لَا یَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْكَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَكَ كُلُّ سِرٍّ عِنْدَكَ عَلَانِیَةٌ وَ كُلُّ غَیْبٍ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ تُحْیِی الْمَوْتَی وَ تُمِیتُ الْأَحْیَاءَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَلِكُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ لَیْسَ یَمْنَعُكَ عِزُّ سُلْطَانِكَ وَ لَا عِظَمُ شَأْنِكِ وَ لَا ارْتِفَاعُ مَكَانِكَ وَ لَا شِدَّةُ جَبَرُوتِكَ مِنْ أَنْ تُحْصِیَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ تَشْهَدَ كُلَّ نَجْوَی وَ تَعْلَمَ مَا فِی الْأَرْحَامِ وَ تَطَّلِعَ عَلَی مَا فِی الْقُلُوبِ اللَّهُمَّ لَمْ یَكُنْ قَبْلَكَ شَیْ ءٌ وَ أَمْرُ كُلِّ شَیْ ءٍ بِیَدِكَ وَ لَا یَفْعَلْ مَا یَشَاءُ غَیْرُكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَكَ رَحِیمٌ فِی قُدْرَتِكَ عَالٍ فِی دُنُوِّكَ قَرِیبٌ فِی ارْتِفَاعِكَ لَطِیفٌ فِی جَلَالِكَ لَیْسَ یَشْغَلُكَ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ وَ لَا یَسْتَتِرُ عَنْكَ شَیْ ءٌ عِلْمُكَ فِی السِّرِّ كَعِلْمِكَ فِی الْعَلَانِیَةِ وَ قُدْرَتُكَ عَلَی مَا تَقْضِی كَقُدْرَتِكَ عَلَی مَا قَضَیْتَ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ مَلَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَظَمَةً وَ أَخَذْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ بِقُدْرَةٍ وَ مَا قَضَیْتَ فَهُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ لَا تُسْبَقُ إِنْ طَلَبْتَ وَ لَا تَقْصُرُ إِنْ أَرَدْتَ مُنْتَهًی دُونَ مَا تَشَاءُ وَ لَا تَقْصُرُ قُدْرَتُكَ عَمَّا تُرِیدُهُ عَلَوْتَ فِی دُونِكَ وَ دَنَوْتَ فِی عُلُوِّكَ وَ لَطُفْتَ فِی جَلَالِكَ وَ جَلَلْتَ فِی لُطْفِكَ وَ لَا نَفَادَ لِمُلْكِكَ وَ لَا مُنْتَهَی لِعَظَمَتِكَ وَ لَا مِقْیَاسَ لِجَبَرُوتِكَ وَ لَا اسْتِحْرَازَ مِنْ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ فَأَنْتَ الْأَبَدُ بِلَا أَمَدٍ وَ الْمَدْعُوُّ فَلَا مَنْجَی مِنْكَ وَ الْمُنْتَهَی فَلَا مَحِیصَ عَنْكَ وَ الْوَارِثُ فَلَا مَقْصَرَ دُونَكَ (1)

أَنْتَ الْحَقُّ الْمُبِینُ وَ النُّورُ الْمُنِیرُ وَ الْقُدُّوسُ الْعَظِیمُ وَارِثُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ حَیَاةُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَصِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ مَیِّتٍ وَ شَاهِدُ كُلِّ غَائِبٍ وَ وَلِیُّ تَدْبِیرِ الْأُمُورِ اللَّهُمَّ بِیَدِكَ نَاصِیَةُ كُلِّ دَابَّةٍ وَ إِلَیْكَ مَرَدُّ كُلِّ نَسَمَةٍ وَ بِإِذْنِكَ تَسْقُطُ كُلُ

ص: 196


1- 1. لا مقصود خ ل.

وَرَقَةٍ وَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ اللَّهُمَّ فَتَتَّ أَبْصَارَ الْمَلَائِكَةِ وَ عِلْمَ النَّبِیِّینَ وَ عُقُولَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ فَهْمَ خِیَرَتِكَ مِنْ عِبَادِكَ فِی مَعْرِفَةِ ذَاتِكَ وَ حَقِیقَةِ صِفَاتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الْقَائِمِ بِحُجَّتِكَ وَ الذَّابِّ عَنْ حَرَمِكَ وَ النَّاصِحِ لِعِبَادِكَ فِیكَ وَ الصَّابِرِ عَلَی الْأَذَی وَ التَّكْذِیبِ فِی جَنْبِكَ وَ الْمُبَلِّغِ رِسَالاتِكَ فَإِنَّهُ قَدْ أَدَّی الْأَمَانَةَ وَ مَنَحَ النَّصِیحَةَ وَ حَمَلَ عَلَی الْمَحَجَّةِ وَ كَابَدَ الْعُسْرَةَ وَ الشِّدَّةَ فِیمَا كَانَ یَلْقَی مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ اللَّهُمَّ فَأَعْطِهِ بِكُلِّ مَنْقَبَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ وَ كُلِّ ضَرِیبَةٍ مِنْ ضَرَائِبِهِ وَ حَالٍ مِنْ أَحْوَالِهِ وَ مَنْزِلَةٍ مِنْ مَنَازِلِهِ رَأَیْتَهُ لَكَ فِیهَا نَاصِراً وَ عَلَی مَكْرُوهِ بَلَائِكَ صَابِراً خَصَائِصَ مِنْ عَطَائِكَ وَ فَضَائِلَ مِنْ حِبَائِكَ تَسُرُّ بِهَا نَفْسَهُ وَ تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا مَقَامَهُ وَ تُعْلِی بِهَا شَرَفَهُ عَلَی الْقُوَّامِ بِقِسْطِكَ وَ الذَّابِّینَ عَنْ حَرَمِكَ-(1) وَ الدُّعَاةِ إِلَیْكَ وَ الْأَدِلَّاءِ عَلَیْكَ مِنَ الْمُنْتَجَبِینَ الْكِرَامِ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ حَتَّی لَا تَبْقَی مَكْرُمَةٌ(2)

وَ لَا حِبَاءٌ مِنْ حِبَائِكَ جَعَلْتَهُمَا مِنْكَ نُزُلًا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ مُفَضَّلٍ أَوْ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا خَصَصْتَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ذَلِكَ بِمَكَارِمِهِ بِحَیْثُ لَا یَلْحَقُهُ لَاحِقٌ وَ لَا یَسْمُو إِلَیْهِ سَامٍ وَ لَایَطْمَعُ أَنْ یُدْرِكَهُ طَالِبٌ وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مَلَكٌ مُقَرَّبٌ مُكَرَّمٌ مُفَضَّلٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ صَالِحٌ وَ لَا فَاجِرٌ طَالِحٌ وَ لَا شَیْطَانٌ مَرِیدٌ وَ لَا خَلْقٌ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ شَهِیدٌ إِلَّا عَرَّفْتَهُ مَنْزَلَةَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ مِنْكَ وَ كَرَامَتَهُ عَلَیْكَ وَ خَاصَّتَهُ لَدَیْكَ ثُمَّ جَعَلْتَ خَالِصَ الصَّلَوَاتِ مِنْكَ وَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْمُصْطَفَیْنَ مِنْ رُسُلِكَ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ

ص: 197


1- 1. عن حریمك خ ل.
2- 2. تكرمة خ كما فی المصباح.

وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ امْنُنْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَی مُوسَی وَ هَارُونَ وَ سَلِّمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْرِدْ عَلَیْهِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ أُمَّتِهِ مَنْ تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ مِنْهُمْ وَ مِمَّنْ تَسْقِیهِ بِكَأْسِهِ وَ تُورِدُنَا حَوْضَهُ وَ تَحْشُرُنَا فِی زُمْرَتِهِ وَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَ تُدْخِلُنَا فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ تُخْرِجُنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی كُلِّ عَافِیَةٍ وَ بَلَاءٍ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی كُلِّ مَثْوًی وَ مُنْقَلَبٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْیِنِی مَحْیَاهُمْ وَ أَمِتْنِی مَمَاتَهُمْ وَ اجْعَلْنِی مَعَهُمْ فِی الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا وَ الْمَوَاقِفِ كُلِّهَا وَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا وَ أَفْنِنِی خَیْرَ الْفَنَاءِ إِذَا أَفْنَیْتَنِی عَلَی مُوَالاتِكَ وَ مُوَالاةِ أَوْلِیَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَیْكَ وَ الرَّهْبَةِ مِنْكَ وَ الْخُشُوعِ لَكَ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَ التَّصْدِیقِ بِكِتَابِكَ وَ الِاتِّبَاعِ لِسُنَّةِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تُبَلِّغُهُمْ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ تُدْخِلُنَا مَعَهُمْ فِی كَرَامَتِكَ وَ تُنَجِّینَا بِهِمْ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ یَا حَابِسَ یَدَیْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ وَ هُمَا یَتَنَاجَیَانِ أَلْطَفَ الْأَشْیَاءِ یَا بُنَیَّ وَ یَا أَبَتَاهْ یَا مُقَیِّضَ الرَّكْبِ لِیُوسُفَ فِی الْبَلَدِ الْقَفْرِ وَ غَیَابَةِ الْجُبِّ وَ جَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِیَّةِ نَبِیّاً مَلِكاً یَا مَنْ سَمِعَ الْهَمْسَ مِنْ ذِی النُّونِ فِی بَطْنِ الْحُوتِ فِی الظُّلُمَاتِ الثَّلَاثِ ظُلْمَةِ اللَّیْلِ وَ ظُلْمَةِ قَعْرِ الْبَحْرِ وَ ظُلْمَةِ بِطْنِ الْحُوتِ یَا كَاشِفَ ضُرِّ أَیُّوبَ یَا رَاحِمَ عَبْرَةِ دَاوُدَ یَا رَادَّ حُزْنِ یَعْقُوبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ یَا مُنَفِّسَ هَمِّ الْمَهْمُومِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْشِفْ عَنَّا كُلَّ ضُرٍّ وَ نَفِّسْ عَنَّا كُلَّ هَمٍّ وَ فَرِّجْ عَنَّا كُلَّ غَمٍّ وَ اكْفِنَا كُلَّ مَئُونَةٍ وَ أَجِبْ لَنَا كُلَّ دَعْوَةٍ وَ اقْضِ لَنَا كُلَّ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ وَسِّعْ لِی فِی رِزْقِی وَ خُلُقِی وَ طَیِّبْ لِی كَسْبِی وَ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی وَ لَا تَذْهَبْ بِنَفْسِی إِلَی شَیْ ءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّی اللَّهُمَ

ص: 198

إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ النِّسْیَانِ وَ الْكَسَلِ (1) وَ التَّوَانِی فِی طَاعَتِكَ وَ الْفَشَلِ وَ مِنْ عَذَابِكَ الْأَدْنَی عَذَابِ الْقَبْرِ وَ عَذَابِكَ الْأَكْبَرِ وَ لَا تَجْعَلْ فُؤَادِی فَارِغاً مِمَّا أَقُولُ وَ اجْعَلْ لَیْلَكَ وَ نَهَارَكَ بَرَكَاتٍ مِنْكَ عَلَیَّ وَ اجْعَلْ سَعْیِی عِنْدَكَ مَشْكُوراً أَسْأَلُكَ مِنْ صَالِحِ مَا فِی أَیْدِی

الْعِبَادِ مِنَ الْأَمَانَةِ وَ الْإِیمَانِ وَ التَّقْوَی وَ الزَّكَاةِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ اللَّهُمَّ مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ (2)

ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ-(3) وَ اجْعَلْ وَسِیلَتِی إِلَیْكَ وَ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ اجْعَلْ ثَوَابَ عَمَلِی رِضَاكَ وَ أَعْطِ نَفْسِی سُؤْلَهَا وَ مُنَاهَا وَ زَكِّهَا أَنْتَ خَیْرُ(4)

مَنْ زَكَّاهَا وَ أَنْتَ وَلِیُّهَا وَ مَوْلَاهَا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ اقْضِ دَیْنِی وَ اغْفِرْ لِی ذَنْبِی وَ وَسِّعْ لِی فِی قَبْرِی وَ بَارِكْ لِی فِیمَا رَزَقْتَنِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ الْهُدَی وَ التَّقْوَی وَ الْیَقِینَ وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَی وَ الْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ أَسْأَلُكَ الشُّكْرَ وَ الْمُعَافَاةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِنْ خَیْرِ عِبَادِكَ عَمَلًا وَ خَیْرَهُمْ أَمَلًا وَ خَیْرَهُمْ حَیَاةً وَ خَیْرَهُمْ مَوْتاً وَ مَنِ اسْتَعْمَلْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ-(5) وَ تَوَفَّیْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْعَافِیَةَ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی وَ وُلْدِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ وَ تَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ

ص: 199


1- 1. و الشك خ ل.
2- 2. مقلب القلوب خ.
3- 3. دینك و دین نبیك و اجعله خ.
4- 4. فأنت خیر خ ل.
5- 5. من الذین استعملتهم بطاعتك خ.

وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تَتُوبَ عَلَیَّ وَ إِذَا أَنْزَلْتَ بِالْأَرْضِ فِتْنَةً فَاقْلِبْنِی (1)

غَیْرَ مَفْتُونٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَیْرِ كُلَّهُ عَاجِلَهُ وَ آجِلَهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلَّهُ عَاجِلَهُ وَ آجِلَهُ وَ افْتَحْ لِی بِخَیْرٍ وَ اخْتِمْ لِی بِخَیْرٍ وَ آتِنِی فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنِی عَذَابَ النَّارِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَیَّ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ (2).

«33»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ(3)، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْمُلْحَقَاتُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ لِبَاساً وَ النَّوْمَ سُبَاتاً وَ جَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِی مِنْ مَرْقَدِی وَ لَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دَائِماً لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لَا یُحْصِی لَهُ الْخَلَائِقُ عَدَداً اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّیْتَ وَ قَدَّرْتَ وَ قَضَیْتَ وَ أَمَتَّ وَ أَحْیَیْتَ وَ أَمْرَضْتَ وَ شَفَیْتَ وَ عَافَیْتَ وَ أَبْلَیْتَ وَ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَیْتَ وَ عَلَی الْمُلْكِ احْتَوَیْتَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِیلَتُهُ وَ انْقَطَعَتْ حِیلَتُهُ وَ اقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَ تَدَانَی فِی الدُّنْیَا أَمَلُهُ وَ اشْتَدَّتْ إِلَی رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَتْ لِتَفْرِیطِهِ حَسْرَتُهُ وَ كَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَ عَثْرَتُهُ وَ خَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ ارْزُقْنِی شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا تَحْرِمْنِی صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ. اللَّهُمَّ اقْضِ لِی فِی الْأَرْبِعَاءِ أَرْبَعاً اجْعَلْ قُوَّتِی فِی طَاعَتِكَ وَ نَشَاطِی فِی عِبَادَتِكَ وَ رَغْبَتِی فِی ثَوَابِكَ وَ زُهْدِی فِیمَا یُوجِبُ لِی أَلِیمَ عِقَابِكَ إِنَّكَ لَطِیفٌ لِمَا تَشَاءُ(4).

ص: 200


1- 1. فافلتنی خ.
2- 2. مصباح المتهجد: 334- 329. البلد الأمین 131- 128.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 123.
4- 4. البلد الأمین: 131.

«34»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جُنَّةُ الْأَمَانِ] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ الْمِنْهَاجُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ أَنَّ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَفْضَلِ عِبَادِكَ نَصِیباً فِی كُلِّ خَیْرٍ تَقْسِمُهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ مِنْ نُورٍ تَهْدِی بِهِ أَوْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ أَوْ بَلَاءٍ تَصْرِفُهُ أَوْ شَرٍّ تَدْفَعُهُ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا أَوْ مُصِیبَةٍ تَصْرِفُهَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا قَدْ سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ ارْزُقْنِی عَمَلًا تَرْضَی بِهِ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّیْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِیعَ قَلْبِی وَ شِفَاءَ صَدْرِی وَ نُورَ بَصَرِی وَ ذَهَابَ هَمِّی وَ حُزْنِی فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَرْوَاحِ الْفَانِیَةِ وَ رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِیَةِ أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الْأَرْوَاحِ الْبَالِغَةِ إِلَی عُرُوقِهَا وَ بِطَاعَةِ الْقُبُورِ الْمُنْشَقَّةِ عَنْ أَهْلِهَا وَ بِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِیهِمْ وَ أَخْذِكَ الْحَقَّ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْخَلَائِقِ فَلَا یَنْطِقُونَ مِنْ مَخَافَتِكَ یَرْجُونَ رَحْمَتَكَ وَ یَخَافُونَ عَذَابَكَ أَسْأَلُكَ النُّورَ فِی بَصَرِی وَ الْیَقِینَ فِی قَلْبِی وَ الْإِخْلَاصَ فِی عَمَلِی وَ ذِكْرَكَ عَلَی لِسَانِی أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی اللَّهُمَّ مَا فَتَحْتَ لِی مِنْ بَابِ طَاعَةٍ فَلَا تُغْلِقْهُ عَنِّی أَبَداً وَ مَا أَغْلَقْتَ عَنِّی مِنْ بَابِ مَعْصِیَةٍ فَلَا تَفْتَحْهُ عَلَیَّ أَبَداً اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی حَلَاوَةَ الْإِیمَانِ وَ طَعْمَ الْمَغْفِرَةِ وَ لَذَّةَ الْإِسْلَامِ وَ بَرْدَ الْعَیْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ إِنَّهُ لَا یَمْلِكُ ذَلِكَ غَیْرُكَ.

ص: 201


1- 1. مصباح المتهجد: 355.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضِلَّ أَوْ أَذِلَّ أَوْ أُذِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ یُجْهَلَ عَلَیَّ أَوْ أَجُورَ أَوْ یُجَارَ عَلَیَّ أَخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا مَغْفُوراً لِی ذَنْبِی وَ مَقْبُولًا عَمَلِی وَ أَعْطِنِی كِتَابِی بِیَمِینِی وَ احْشُرْنِی فِی زُمْرَةِ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلِّمْ كَثِیراً(1).

«35»- تَسْبِیحُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الْأَنْعَامُ بِأَصْوَاتِهَا یَقُولُونَ سُبُّوحاً قُدُّوساً سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِینِ سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ بِحَمْدِكَ سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ بِأَصْوَاتِهَا سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَحْمُودِ فِی كُلِّ مَقَالَةٍ سُبْحَانَ الَّذِی یُسَبِّحُ لَهُ الْكُرْسِیُّ وَ مَا حَوْلَهُ وَ مَا تَحْتَهُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الَّذِی مَلَأَ كُرْسِیُّهُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِعَدَدِ مَا سَبَّحَهُ الْمُسَبِّحُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِعَدَدِ مَا حَمِدَهُ الْحَامِدُونَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِعَدَدِ مَا هَلَّلَهُ الْمُهَلِّلُونَ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ بِعَدَدِ مَا كَبَّرَهُ الْمُكَبِّرُونَ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِعَدَدِ مَا اسْتَغْفَرَهُ الْمُسْتَغْفِرُونَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ بِعَدَدِ مَا مَجَّدَهُ الْمُمَجِّدُونَ وَ بِعَدَدِ مَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَا صَلَّی عَلَیْهِ الْمُصَلُّونَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الدَّوَابُّ فِی مَرَاعِیهَا وَ الْوُحُوشُ فِی مَظَانِّهَا وَ السِّبَاعُ فِی فَلَوَاتِهَا وَ الطَّیْرُ فِی وُكُورِهَا سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا وَ الْحِیتَانُ فِی مِیَاهِهَا وَ الْمِیَاهُ عَلَی مَجَارِیهَا وَ الْهَوَامُّ فِی أَمَاكِنِهَا سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یَبْخَلُ الْغَنِیُّ الَّذِی لَا یَعْدَمُ الْجَدِیدُ الَّذِی لَا یَبْلَی.

ص: 202


1- 1. الجنة: 124، البلد الأمین: 132.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْبَاقِی الَّذِی تَسَرْبَلَ بِالْبَقَاءِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَفْنَی الْعَزِیزِ الَّذِی لَا یَذِلُّ الْمَلِكِ الَّذِی لَا یَزُولُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمُ الَّذِی لَا یَعْیَا الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَبِیدُ الْعَلِیمُ الَّذِی لَا یَرْتَابُ الْبَصِیرُ الَّذِی لَا یَضِلُّ الْحَلِیمُ الَّذِی لَا یَجْهَلُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَكِیمُ الَّذِی لَا یَحِیفُ الرَّقِیبُ الَّذِی لَا یَسْهُو الْمُحِیطُ الَّذِی لَا یَلْهُو الشَّاهِدُ الَّذِی لَا یَغِیبُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَوِیُّ الَّذِی لَا یُرَامُ الْعَزِیزُ الَّذِی لَا یُضَامُ السُّلْطَانُ الَّذِی لَا یُغْلَبُ الْمُدْرِكُ الَّذِی لَا یُدْرَكُ الطَّالِبُ الَّذِی لَا یَعْجِزُ(1).

الطِّبُّ، [طب الأئمة علیهم السلام]: الْبَسْمَلَةُ أُعِیذُكَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ بِالْأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ مَا نَفَثَ وَ عَقَدَ وَ مِنْ شَرِّ أَبِی مُرَّةَ وَ مَا وَلَدَ أُعِیذُكَ بِالْوَاحِدِ الْأَعْلَی مِمَّا رَأَتْ عَیْنٌ وَ مِمَّا لَمْ تَرَ وَ أُعِیذُكَ بِالْفَرْدِ الْكَبِیرِ مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَكَ بِأَمْرٍ عَسِیرٍ أَنْتَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ فِی جِوَارِ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَیْمِنِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ هُوَ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ (2).

«36»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: عُوذَةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِالْأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ ابن فترة [أَبِی قِتْرَةَ] وَ مَا وَلَدَ أَسْتَعِیذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْأَعْلَی مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ عَیْنِی وَ مَا لَمْ تَرَهُ أَسْتَعِیذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْكَبِیرِ الْأَعْلَی مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَنِی بِأَمْرٍ عَسِیرٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ وَ حِصْنِكَ الْحَصِینِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَیْمِنِ الْغَفَّارِ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

ص: 203


1- 1. مصباح المتهجد: 334، البلد الأمین: 133، مصباح الكفعمیّ: 125- 126.
2- 2. طبّ الأئمّة: 44.

تَسْلِیماً كَثِیراً دَائِماً(1).

عُوذَةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلَا عَمَدٍ وَ بِاللَّهِ خَالِقِهَا فِی یَوْمَیْنِ وَ خَالِقِ الْأَرْضِ فِی یَوْمَیْنِ وَ قَدَّرَ فِیهَا أَقْوَاتَهَا وَ جَعَلَ فِیهَا جِبِالًا أَوْتَاداً وَ فِجَاجاً سُبُلًا وَ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَ أَجْرَی الْفُلْكَ وَ سَخَّرَ الْبَحْرَیْنِ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ وَ أَنْهاراً فِی أَرْبَعَةِ أَیَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِینَ مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ تَعْقِدُ عَلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ شِرَارِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً-(2).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْخَمِیسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الَّذِی بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِیعَ خَلْقِكَ فَكُلُّ مَشِیَّتِكَ أَتَتْكَ بِلَا لُغُوبٍ وَ أَثْبَتَ (3) مَشِیَّتَكَ وَ لَمْ تَأَنَّ فِیهَا لِمَئُونَةٍ وَ لَمْ تَنْصَبْ فِیهَا لِمَشَقَّةٍ وَ كَانَ عَرْشُكَ عَلَی الْمَاءِ وَ الظُّلْمَةُ عَلَی الْهَوَاءِ وَ الْمَلَائِكَةُ یَحْمِلُونَ عَرْشَكَ عَرْشَ النُّورِ وَ الْكَرَامَةِ وَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ وَ الْخَلْقُ مُطِیعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لَا یُرَی فِیهِ نُورٌ إِلَّا نُورُكَ وَ لَا یُسْمَعُ فِیهِ صَوْتٌ إِلَّا صَوْتُكَ حَقِیقٌ بِمَا لَا یَحِقُّ إِلَّا لَكَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُبْتَدِعُهُ تَوَحَّدْتَ بِأَمْرِكَ وَ تَفَرَّدْتَ بِمُلْكِكَ وَ تَعَظَّمْتَ بِكِبْرِیَائِكَ-(4) وَ تَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَسَلَّطْتَ بِقُوَّتِكَ وَ تَعَالَیْتَ بِقُدْرَتِكَ فَأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی فَوْقَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَی كَیْفَ لَا یَقْصُرُ دُونَكَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ وَ لَكَ الْعِزَّةُ أَحْصَیْتَ خَلْقَكَ وَ مَقَادِیرَكَ لِمَا جَلَّ مِنْ جَلَالِ مَا جَلَّ مِنْ ذِكْرِكَ وَ لِمَا ارْتَفَعَ مِنْ رَفِیعِ

ص: 204


1- 1. مصباح الكفعمیّ. 126. البلد الأمین: 133، مصباح المتهجد: 335.
2- 2. مصباح الكفعمیّ. 126. البلد الأمین: 133، مصباح المتهجد: 335.
3- 3. و أتیت خ.
4- 4. بكرامتك خ كما فی المتهجد.

مَا ارْتَفَعَ مِنْ كُرْسِیِّكَ عَلَوْتَ عَلَی عُلُوِّ مَا اسْتَعْلَی مِنْ مَكَانِكَ كُنْتَ قَبْلَ جَمِیعِ خَلْقِكَ لَا یَقْدِرُ الْقَادِرُونَ قَدْرَكَ وَ لَا یَصِفُ الْوَاصِفُونَ أَمْرَكَ رَفِیعُ الْبُنْیَانِ مُضِی ءُ الْبُرْهَانِ عَظِیمُ الْجَلَالِ قَدِیمُ الْمَجْدِ مُحِیطُ الْعِلْمِ لَطِیفُ الْخَیْرِ حَكِیمُ الْأَمْرِ أَحْكَمَ الْأَمْرَ صُنْعُكَ وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ سُلْطَانُكَ وَ تَوَلَّیْتَ الْعَظَمَةَ بِعِزَّةِ مُلْكِكَ وَ الْكِبْرِیَاءَ بِعِظَمِ جَلَالِكَ ثُمَّ دَبَّرْتَ الْأَشْیَاءَ كُلَّهَا بِحُكْمِكَ-(1)

وَ أَحْصَیْتَ أَمْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ كُلِّهَا بِعِلْمِكَ وَ كَانَ الْمَوْتُ وَ الْحَیَاةُ بِیَدِكَ وَ ضَرَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِطَاعَتِكَ فَتَقَدَّسْتَ رَبَّنَا وَ تَقَدَّسَ اسْمُكَ وَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ تَعَالَی ذِكْرُكَ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ لُطْفِكَ فِی أَمْرِكَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ فَسُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ بُیُوتَاتِ الْمُسْلِمِینَ صَلَاةً تُبَیِّضُ بِهَا وَجْهَهُ وَ تُقِرُّ بِهَا عَیْنَهُ وَ تُزَیِّنُ بِهَا مَقَامَهُ وَ تَجْعَلُهُ خَطِیباً بِمَحَامِدِكَ مَا قَالَ صَدَّقْتَهُ وَ مَا سَأَلَ أَعْطَیْتَهُ وَ لِمَنْ شَفَعَ شَفَّعْتَهُ وَ اجْعَلْ لَهُ مِنْ عَطَائِكَ عَطَاءً تَامّاً وَ قِسْماً وَافِیاً وَ نَصِیباً جَزِیلًا وَ اسْماً عَالِیاً عَلَی النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَ تَهَلَّلَ لَهُ نُورُكَ وَ اسْتَبْشَرَ لَهُ مَلَائِكَتُكَ وَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ تَضَعْضَعَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ تَفَتَّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ وَ سَبَّحَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ تَصَدَّعَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَ قَدَّسَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْإِنْسُ وَ تَفَجَّرَتْ لَهُ الْأَنْهَارُ وَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ ارْتَعَدَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ ارْزُقْنِی ثَوَابَ طَاعَتِهِمَا وَ مَرْضَاتِهِمَا وَ عَرِّفْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمَا فِی جَنَّتِكَ أَسْأَلُكَ لِی وَ لَهُمَا الْأَجْرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْعَفْوَ یَوْمَ الْقَضَاءِ وَ بَرْدَ الْعَیْشِ عِنْدَ

ص: 205


1- 1. بحكمتك خ ل.

الْمَوْتِ وَ قُرَّةَ عَیْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَی وَجْهِكَ وَ شَوْقاً إِلَی لِقَائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ فِی رِضَاكَ ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَی رِضَایَ وَ اجْعَلِ الْبِرَّ أَكْبَرَ أَخْلَاقِی وَ التَّقْوَی زَادِی وَ ارْزُقْنِی الظَّفَرَ بِالْخَیْرِ لِنَفْسِی وَ أَصْلِحْ لِی دِینِیَ الَّذِی هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِی وَ بَارِكْ لِی فِی دُنْیَایَ الَّتِی فِیهَا بَلَاغیِ وَ أَصْلِحْ لِی آخِرَتِیَ الَّتِی فِیهَا مَعَادِی وَ اجْعَلْ دُنْیَایَ زِیَادَةً فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلْ آخِرَتِی عَافِیَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ هَیِّئْ لِیَ الْإِنَابَةَ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّجَافِیَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِی اللَّهُمَّ لَا تَأْخُذْنِی بَغْتَةً وَ لَا تَقْتُلْنِی فَجْأَةً وَ لَا تَعْجَلْنِی عَنْ حَقٍّ وَ لَا تَسْلُبْنِیهِ وَ عَافِنِی مِنْ مُمَارَسَةِ الذُّنُوبِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ وَ مِنَ الْأَسْقَامِ الدَّوِیَّةِ بِالْعَفْوِ وَ الْعَافِیَةِ وَ تَوَفَّ نَفْسِی آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَاضِیَةً بِمَا لَهَا مَرْضِیَّةً لَیْسَ عَلَیْهَا خَوْفٌ وَ لَا حُزْنٌ وَ لَا جَزَعٌ وَ لَا فَزَعٌ وَ لَا وَجَلٌ وَ لَا مَقْتٌ مِنْكَ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَی فَهُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِحُسْنٍ فَأَعِنْهُ عَلَیْهِ وَ یَسِّرْهُ لِی فَ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ أَوْ حَسَدٍ أَوْ بَغْیٍ عَدَاوَةً وَ ظُلْماً فَإِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِ فَاكْفِنِیهِ بِمَ شِئْتَ وَ اشْغَلْهُ عَنِّی بِمَ شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ مَغَاوِیهِ وَ اعْتِرَاضِهِ وَ فَزَعِهِ وَ وَسْوَسَتِهِ اللَّهُمَّ فَلَا تَجْعَلْ لَهُ عَلَیَّ سُلْطَاناً وَ لَا تَجْعَلْ لَهُ فِی مَالِی وَ وُلْدِی شِرَكاً وَ لَا نَصِیباً وَ بَاعِدْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ حَتَّی لَا یُفْسِدَ شَیْئاً مِنْ طَاعَتِكَ عَلَیْنَا وَ أَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عِنْدَنَا بِمَرْضَاتِكَ عَنَّا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

ص: 206


1- 1. مصباح المتهجد: 338، البلد الأمین: 135، الجنة: 129.

«37»- الْبَلَدُ، وَ الْمَجْمُوعُ،: دُعَاءُ یَوْمِ الْخَمِیسِ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی [لَهُ] فِی كُلِّ نَفَسٍ مِنَ الْأَنْفَاسِ وَ خَطَرَةٍ مِنَ الْخَطَرَاتِ مِنَّا مِنَنٌ لَا تُحْصَی وَ فِی كُلِّ لَحْظَةٍ مِنَ اللَّحَظَاتِ نِعَمٌ لَا تُنْسَی وَ فِی كُلِّ حَالٍ مِنَ الْحَالاتِ عَائِدَةٌ لَا تَخْفَی وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَقْهَرُ الْقَوِیَّ وَ یَنْصُرُ الضَّعِیفَ وَ یَجْبُرُ الْكَسِیرَ وَ یُغْنِی الْفَقِیرَ وَ یَقْبَلُ الْیَسِیرَ وَ یُعْطِی الْكَثِیرَ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ السَّابِغُ النِّعْمَةِ الْبَالِغُ الْحِكْمَةِ الدَّامِغُ الْحُجَّةِ الْوَاسِعُ الرَّحْمَةِ الْمَانِعُ الْعِصْمَةِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو السُّلْطَانِ الْمَنِیعِ وَ الْبُنْیَانِ الرَّفِیعِ وَ الإِنْشَاءِ الْبَدِیعِ وَ الْحِسَابِ السَّرِیعِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَیْرِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْخَائِفِ مِنْ وَقْفَةِ الْمَوْقِفِ الْوَجِلِ مِنَ الْعَرْضِ الْمُشْفِقِ مِنَ الْحِسَابِ الْمُسْتَعِیذِ مِنْ بَوَائِقِ الْقِیَامَةِ الْمَأْخُوذِ عَلَی الْغِرَّةِ النَّادِمِ عَلَی خَطِیئَتِهِ الْمَسْئُولِ الْمُحَاسَبِ الْمُثَابِ الْمُعَاقَبِ الَّذِی لَمْ یُكِنَّهُ عَنْكَ مَكَانٌ وَ لَا وَجَدَ مَفَرّاً إِلَیْكَ سِوَاكَ مُتَنَصِّلٍ مِنْ سَیِّئِ عَمَلِهِ مُقِرٍّ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْهُمُومُ وَ ضَاقَتْ عَلَیْهِ رَحَائِبُ التُّخُومِ مُوقِنٍ بِالْمَوْتِ مُبَادِرٍ بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ الْفَوْتِ أَنْتَ مَنَنْتَ بِهَا عَلَیْهِ وَ عَفَوْتَ عَنْهُ فَأَنْتَ إِلَهِی رَجَائِی إِذْ ضَاقَ عَنِّی الرَّجَاءُ وَ مَلْجَئِی إِذْ لَمْ أَجِدْ فِنَاءً لِلِالْتِجَاءِ تَوَحَّدْتَ سَیِّدِی بِالْعِزِّ وَ الْعَلَاءِ وَ تَفَرَّدْتَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ الْبَقَاءِ وَ أَنْتَ الْمُتَعَزِّزُ الْفَرْدُ الْمُتَعَالِ ذُو الْمَجْدِ فَلَكَ رَبِّ الْحَمْدُ لَا یُوَارِی مِنْكَ مَكَانٌ وَ لَا یُغَیِّرُكَ زَمَانٌ تَأَلَّفْتَ بِلُطْفِكَ الْفَرَقَ وَ فَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفَلَقَ وَ أَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَیَاجِیَ الْغَسَقِ وَ أَجْرَیْتَ الْأَمْوَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیَاخِیدِ عَذْباً وَ أُجَاجاً وَ أَنْهَرْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ لِلْبَرِیَّةِ سِراجاً وَهَّاجاً وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ أَبْرَاجاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تُمَارِسَ فِیمَا ابْتَدَأْتَ لُغُوباً وَ لَا عِلَاجاً وَ أَنْتَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُهُ وَ جَبَّارُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَ رَازِقُهُ فَالْعَزِیزُ مَنْ أَعْزَزْتَ وَ الذَّلِیلُ مَنْ أَذْلَلْتَ وَ السَّعِیدُ مَنْ أَسْعَدْتَ

ص: 207

وَ الشَّقِیُّ مَنْ أَشْقَیْتَ وَ الْغَنِیُّ مَنْ أَغْنَیْتَ وَ الْفَقِیرُ مَنْ أَفْقَرْتَ أَنْتَ وَلِیِّی وَ مَوْلَایَ وَ عَلَیْكَ رِزْقِی وَ بِیَدِكَ نَاصِیَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلَی عَبْدٍ غَمَرَهُ جَهْلُهُ وَ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ التَّسْوِیفُ حَتَّی سَالَمَ الْأَیَّامَ فَاعْتَقَدَ الْمَحَارِمَ وَ الْآثَامَ فَاجْعَلْنِی سَیِّدِی عَبْداً یَفْزَعُ إِلَی التَّوْبَةِ فَإِنَّهَا مَفْزَعُ الْمُذْنِبِینَ وَ أَغْنِنِی بِجُودِكَ الْوَاسِعِ عَنِ الْمَخْلُوقِینَ وَ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی شِرَارِ الْعَالَمِینَ وَ هَبْ لِی عَفْوَكَ فِی مَوْقِفِ یَوْمِ الدِّینِ فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ یَا مَنْ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا وَ جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ إِلَیْكَ قَصَدْتُ رَاجِیاً فَلَا تَرُدَّنِی عَنْ سَنِیِّ مَوَاهِبِكَ صُفْراً إِنَّكَ جَوَادٌ مِفْضَالٌ یَا رَءُوفاً بِالْعِبَادِ وَ مَنْ هُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُجْزِلَ ثَوَابِی وَ تُحْسِنَ مَئَابِی وَ تَسْتُرَ عُیُوبِی وَ تَغْفِرَ ذُنُوبِی وَ أَنْقِذْنِی مَوْلَایَ بِفَضْلِكَ مِنْ أَلِیمِ الْعَذَابِ إِنَّكَ كَرِیمٌ وَهَّابٌ فَقَدْ أَلْقَتْنِی السَّیِّئَاتُ وَ الْحَسَنَاتُ بَیْنَ عِقَابٍ وَ ثَوَابٍ وَ قَدْ رَجَوْتُكَ أَنْ تَكُونَ بِلُطْفِكَ تَتَغَمَّدُ عَبْدَكَ الْمُقِرَّ بِفَوَادِحِ الْعُیُوبِ الْمُعْتَرِفَ بِفَضَائِحِ الذُّنُوبِ وَ تَصْفَحُ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ یَا غَافِرَ الذُّنُوبِ عَنْ زَلَلِهِ فَلَیْسَ لِی سَیِّدِی رَبٌّ أَرْتَجِیهِ غَیْرَكَ وَ لَا إِلَهٌ أَسْأَلُهُ جَبْرَ فَاقَتِی وَ مَسْكَنَتِی سِوَاكَ فَلَا تَرُدَّنِی مِنْكَ بِالْخَیْبَةِ یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ وَ كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ وَ اسْتُرْنِی فَإِنِّی لَسْتُ بِأَوَّلِ مَنْ سَتَرْتَهُ یَا وَلِیَّ النِّعَمِ وَ شَدِیدَ النِّقَمِ وَ دَائِمَ الْمَجْدِ وَ الْكَرَمِ وَ اخْصُصْنِی مِنْكَ بِمَغْفِرَةٍ لَا یُقَارِنُهَا شَقَاءٌ وَ سَعَادَةٍ لَا یُدَانِیهَا أَذًی وَ أَلْهِمْنِی تُقَاكَ وَ مَحَبَّتَكَ وَ جَنِّبْنِی مُوبِقَاتِ مَعْصِیَتِكَ وَ لَا تَجْعَلْ لِلنَّارِ عَلَیَّ سُلْطَاناً إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَنِی وَ تَكَفَّلْتَ بِالْإِجَابَةِ فَلَا تُخَیِّبْ سَائِلِیكَ وَ لَا تَخْذُلْ طَالِبِیكَ وَ لَا تَرُدَّ آمِلِیكَ یَا خَیْرَ مَأْمُولٍ أَكْرِمْنِی بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ فَرْدَانِیَّتِكَ وَ رُبُوبِیَّتِكَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی فَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ لَطِیفٌ لِمَا تَشَاءُ وَ أَدْرِجْنِی دَرَجَ مَنْ أَوْجَبْتَ لَهُ حُلُولَ دَارِ كَرَامَتِكَ مَعَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَهْلِ اخْتِصَاصِكَ

ص: 208

بِجَزِیلِ مَوَاهِبِكَ فِی دَرَجَاتِ جَنَّاتِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً وَ مَا افْتَرَضْتَ عَلَیَّ یَا إِلَهِی فَاحْتَمِلْهُ عَنِّی إِلَی مَنْ أَوْجَبْتَ حُقُوقَهُ مِنَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَاسِعُ الْبَرَكَاتِ وَ ذَلِكَ عَلَیْكَ یَسِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

«38»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِیَوْمِ الْخَمِیسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَرْضَی بِهِ وَ تَقْبَلُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یَقُومُ أَجْرُهُ وَ كَرَامَتُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِیراً كَمَا تَظَاهَرَتْ عَلَیْنَا نِعَمُكَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی نِعْمَتُهُ أَفْضَلُ مِنْ شُكْرِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی رَحْمَتُهُ أَنْفَعُ لَنَا مِنْ أَعْمَالِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی إِحْسَانُهُ

خَیْرٌ مِنْ إِحْسَانِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی مَغْفِرَتُهُ أَعْظَمُ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی رِزْقُهُ أَوْسَعُ لَنَا مِنْ كَسْبِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی تَعْلِیمُهُ لَنَا أَفْقَهُ مِنْ أَحْلَامِنَا وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الَّذِی مَغْفِرَتُهُ أَكْفَی لَنَا مِنْ فِعْلِنَا وَ سُبْحَانَكَ یَا إِلَهِی مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعَزَّ جَبَرُوتَكَ وَ أَكْرَمَ قُدْرَتَكَ وَ أَفْضَلَ عَفْوَكَ وَ أَسْبَغَ نِعْمَتَكَ وَ أَكْبَرَ مَنَّكَ وَ أَوْسَعَ رَحْمَتَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ سُبْحَانَكَ لَا تَسْتَطِیعُ الْأَلْسُنُ وَصْفَكَ وَ لَا تَصِفُ الْعُقُولُ قُدْرَتَكَ وَ لَا تَخْطُرُ عَلَی الْقُلُوبِ عَظَمَتَكَ وَ لَا تَبْلُغُ الْأَعْمَالُ شُكْرَكَ وَ لَا یُطِیقُ الْعَامِلُونَ صُنْعَكَ تَحَیَّرَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ سُبْحَانَكَ أَمْرُكَ قَضَاءٌ وَ كَلَامُكَ نُورٌ وَ رِضَاكَ رَحْمَةٌ وَ سَخَطُكَ عَذَابٌ وَ رَحْمَتُكَ حَیَاةٌ وَ طَاعَتُكَ نَجَاةٌ وَ عِبَادَتُكَ حِرْزٌ وَ أَخْذُكَ أَلِیمٌ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ سُبْحَانَكَ صَفَّتْ لَكَ الْمَلَائِكَةُ وَ خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْوَاتُ وَ انْتَشَرَتْ بِكَ الْأُمَمُ وَ أَذْعَنَ لَكَ الْخَلَائِقُ وَ قَامَ بِكَ الْخَلْقُ وَ صَفَا لَكَ الْمُلْكُ وَ الْأَمْرُ وَ طُلِبَتْ إِلَیْكَ

ص: 209


1- 1. البلد الأمین: 135- 137.
2- 2. مصباح الشیخ: 338- 340.

الْحَوَائِجُ وَ رُفِعَتْ إِلَیْكَ الْأَیْدِی وَ طَمَحَتْ نَحْوَكَ الْأَبْصَارُ وَ قَرَّتْ بِكَ الْأَعْیُنُ وَ أَشْرَقَتْ بِنُورِكَ الْأَرْضُ وَ حَیِیَتْ بِكَ الْبِلَادُ وَ انْحَلَّتْ لَكَ الْأَجْسَادُ وَ تَنَاهَتْ إِلَیْكَ الْأَرْوَاحُ وَ تَاقَتْ إِلَیْكَ الْأَنْفُسُ وَ عَنَتْ لَكَ الْوُجُوهُ وَ اطْمَأَنَّتْ بِكَ الْأَفْئِدَةُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْكَ الْجُلُودُ وَ أُفْضِیَتْ إِلَیْكَ الْقُلُوبُ وَ اطَّلَعْتَ عَلَی السَّرَائِرِ وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصِی وَ الْأَقْدَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ اللَّهُمَّ وَ أَكْرِمْهُ كَرَامَةً تَبْدُو فَضِیلَتُهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی جَمِیعِ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْنَا بَرَكَةً تُفَضِّلُنَا بِهَا عَلَی مَنْ بَارَكْتَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ عَرِّفْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ تَحْتَ عَرْشِكَ وَ نَحْنُ فِی عَافِیَةٍ مِمَّا فِیهِ مَنْ حَضَرَ الْحِسَابَ مِنَ الْمُجْرِمِینَ وَ اجْمَعْنَا وَ إِیَّاهُ فِی خَیْرِ مَسَاكِنِ الْجَنَّةِ الَّتِی تُفَضِّلُ بِهَا الْأَنْبِیَاءَ وَ الصَّالِحِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ وَ اخْتِمْ ذَلِكَ لَنَا بِرِضْوَانٍ مِنْكَ وَ مَحَبَّةٍ مَعَ رِضْوَانٍ تُقَرِّبُنَا بِهَا مَعَ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ وَ قَرِّبْنَا مِنْكَ یَوْمَئِذٍ قُرْبَی قَرِیبَةً لَا تَجْعَلُ بِهَا أَحَداً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَا أَلْبَسْتَنِی إِلَهِی مِنْ مَحَامِدِكَ وَ تَعْظِیمِكَ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ النِّعَمِ الْعِظَامِ وَ الْعِزَّةِ الَّتِی لَا تُرَامُ: أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ مَسَائِلِكَ كُلِّهَا وَ أَنْجَحِهَا وَ أَعْظَمِهَا الَّتِی لَا یَنْبَغِی لِلْعِبَادِ أَنْ یَسْأَلُوكَ إِلَّا بِهَا وَ بِكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ وَ بِعِزَّتِكَ الْقَدِیمَةِ وَ بِمُلْكِكَ یَا مَلِكَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِنَعْمَائِكَ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ بِأَحَبِّ أَسْمَائِكَ إِلَیْكَ وَ أَكْرَمِهَا عَلَیْكَ وَ أَشْرَفِهَا لَدَیْكَ مَنْزِلَةً وَ أَقْرَبِهَا إِلَیْكَ وَسِیلَةً وَ أَجْزَلِهَا عِنْدَكَ ثَوَاباً وَ أَسْرَعِهَا مِنْكَ إِجَابَةً وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ ضَعُفَ كَدْحُهُ وَ أَشْرَفَتْ عَلَی الْهَلَكَةِ نَفْسَهُ وَ لَمْ یَجِدْ لِفَاقَتِهِ مُغِیثاً وَ لَا لِكَسْرِهِ جَابِراً وَ لَا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَیْرَكَ وَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ فَقِیرٍ إِلَی رَحْمَتِكَ إِلَهِی غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ دُعَاءَ بِائِسٍ فَقِیرٍ خَائِفٍ مُسْتَجِیرٍ وَ أَدْعُوكَ بِأَنَّكَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ

ص: 210

عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ أَنْ تُقَلِّبَنِی الْیَوْمَ لِرِضَاكَ عَنِّی وَ عِتْقَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ عِتْقاً لَا رِقَّ بَعْدَهُ وَ تَجْعَلَنِی مِنَ طُلَقَائِكَ وَ مُحَرِّرِیكَ وَ تُشْهِدَ عَلَی ذَلِكَ مَلَائِكَتَكَ وَ أَنْبِیَاءَكَ وَ رُسُلَكَ فِی كِتَابٍ لَا یُبَدَّلُ وَ لَا یُغَیَّرُ حَتَّی أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ وَ أَنَا لَدَیْكَ مَرْضِیٌّ وَ أَنْ تُعَافِیَنِی فِی كُلِّ مَوْطِنٍ وَ تَنْصُرَنِی عَلَی كُلِّ عَدُوٍّ وَ تَوَلَّانِی فِی كُلِّ مَقَامٍ وَ تُنْجِیَنِی مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَ تُفَرِّجَ عَنِّی كُلَّ

كَرْبٍ وَ تُهَوِّنُ لِی كُلَّ سَبِیلٍ وَ تَرْزُقَنِی كُلَّ بَرَكَةٍ وَ أَنْ تَسْمَعَ لِی إِذَا دَعَوْتُ وَ تَغْفِرَ لِی إِذَا سَهَوْتُ وَ تَتَقَبَّلَ مِنِّی إِذَا صَلَّیْتُ وَ تَسْتَجِیبَ لِی إِذَا دَعَوْتُ وَ تَتَجَاوَزَ عَنِّی إِذَا لَهَوْتُ وَ لَا تُعَاقِبَنِی فِیمَا أَتَیْتُ وَ هَبْ لِی صَالِحَ مَا نَوَیْتُ وَ هَبْ لِی مِنَ الْخَیْرِ فَوْقَ الَّذِی سَمَّیْتُ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی وَ تَجَاوَزْ عَنِّی وَ عَافِنِی وَ اغْفِرْ لِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَّ وَ ارْضَ عَنِّی وَ وَفِّقْنِی لَمَّا یَنْفَعُنِی وَ اصْرِفْ عَنِّی مَا یَضُرُّنِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ لَا تَمْقُتْنِی وَ لَا تُعَاقِبْنِی وَ لَا تُخْزِنِی وَ أَكْرِمْنِی وَ لَا تُهِنِّی وَ أَصْلِحْنِی وَ هَبْ لِی كُلَّ شَیْ ءٍ یُصْلِحُنِی وَ أَعْظِمْ أَجْرِی وَ أَحْسِنْ ثَوَابِی وَ بَیِّضْ وَجْهِی وَ أَكْرِمْ مَدْخَلِی وَ قَرِّبْنِی مِنْكَ وَ أَكْرِمْنِی بِرَحْمَتِكَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ الْأَبْرَارِ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1).

«39»- الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الملحقات،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلسَّجَّادِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ اللَّیْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ وَ جَاءَ بِالنَّهَارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ وَ كَسَانِی ضِیَاءَهُ وَ أَنَا فِی نِعْمَتِهِ اللَّهُمَّ فَكَمَا أَبْقَیْتَنِی لَهُ فَأَبْقِنِی لِأَمْثَالِهِ وَ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَفْجَعْنِی فِیهِ وَ فِی غَیْرِهِ مِنَ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ بِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَ اكْتِسَابِ الْمَآثِمِ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُ وَ خَیْرَ مَا فِیهِ وَ خَیْرَ مَا بَعْدَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُ وَ شَرَّ مَا فِیهِ وَ شَرَّ مَا بَعْدَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ وَ

ص: 211


1- 1. البلد الأمین، 137- 139.

بِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله أَسْتَشْفِعُ لَدَیْكَ فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِیَ الَّتِی رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ اقْضِ لِی فِی الْخَمِیسِ خَمْساً لَا یَتَّسِعُ لَهَا إِلَّا كَرَمُكَ وَ لَا یُطِیقُهَا إِلَّا نِعَمُكَ سَلَامَةً أَقْوَی بِهَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ عِبَادَةً أَسْتَحِقُّ بِهَا جَزِیلَ مَثُوبَتِكَ وَ سَعَةً فِی الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ وَ أَنْ تُؤْمِنَنِی فِی مَوَاقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ وَ تَجْعَلَنِی مِنْ طَوَارِقِ الْهُمُومِ وَ الْغُمُومِ فِی حِصْنِكَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْهُ لِی شَافِعاً وَ اجْعَلْ تَوَسُّلِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَافِعاً إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (1).

«40»- الْمُتَهَجِّدُ(2)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ، وَ الْمِنْهَاجُ،: دُعَاءٌ آخَرُ لِلْكَاظِمِ علیه السلام مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِیدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَیْنِ وَ شَاهِدَیْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ الدِّینَ كَمَا شَرَعَ وَ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ حَیَّا اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَصْبَحْتُ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِیمِ وَ اسْمِ اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ كَلِمَاتِهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ الْعَیْنِ اللَّامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّی آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ فِی جَمِیعِ أُمُورِی فَاحْفَظْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ تَحْتِی وَ لَا تَكِلْنِی فِی حَوَائِجِی إِلَی عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ فَیَخْذُلَنِی أَنْتَ مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی فَلَا تُخَیِّبْنِی مِنْ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ تَحْوِیلِ عَافِیَتِكَ اسْتَعَنْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِ خَلْقِهِ وَ قُوَّتِهِمْ وَ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ حَسْبِیَ اللَّهُ

ص: 212


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 129، البلد الأمین ص 139.
2- 2. مصباح المتهجد: 356- 357.

وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اللَّهُمَّ أَعِزَّنِی بِطَاعَتِكَ وَ أَذِلَّ أَعْدَائِی بِمَعْصِیَتِكَ وَ اقْصِمْهُمْ یَا قَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ یَا مَنْ لَا یُخَیِّبُ مَنْ دَعَاهُ وَ یَا مَنْ إِذَا تَوَكَّلَ الْعَبْدُ عَلَیْهِ كَفَاهُ اكْفِنِی كُلَّ مُهِمٍّ مِنَ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْخَائِفِینَ وَ خَوْفَ الْعَامِلِینَ وَ خُشُوعَ الْعَابِدِینَ وَ عِبَادَةَ الْمُتَّقِینَ وَ إِخْبَاتَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَابَةَ الْمُخْبِتِینَ وَ تَوَكُّلَ الْمُوقِنِینَ وَ بُشْرَی الْمُتَوَكِّلِینَ وَ أَلْحِقْنَا بِالْأَحْیَاءِ الْمَرْزُوقِینَ وَ أَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَ أَعْتِقْنَا مِنَ النَّارِ وَ أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ إِیمَاناً صَادِقاً یَا مَنْ یَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِینَ وَ یَعْلَمُ ضَمِیرَ الصَّامِتِینَ إِنَّكَ بِكُلِّ خَیْرٍ عَالِمٌ غَیْرُ مُعَلَّمٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَوَائِجِی وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ(1).

«41»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْإِخْتِیَارُ،: تَسْبِیحُ یَوْمِ الْخَمِیسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاسِعُ الَّذِی لَا یَضِیقُ الْبَصِیرُ الَّذِی لَا یَضِلُّ النُّورُ الَّذِی لَا یَخْمُدُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ الْقَیُّومُ الَّذِی لَا یَهِنُ الصَّمَدُ الَّذِی لَا یُطْعَمُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَ أَعْلَی مَكَانَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَبَرَّكَ وَ أَرْحَمَكَ وَ أَحْلَمَكَ وَ أَعْظَمَكَ وَ أَعْلَمَكَ وَ أَسْمَحَكَ وَ أَجَلَّكَ وَ أَكْرَمَكَ وَ أَعَزَّكَ وَ أَعْلَاكَ وَ أَقْوَاكَ وَ أَسْمَعَكَ وَ أَبْصَرَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَكْرَمَ عَفْوَكَ وَ أَعْظَمَ تَجَاوُزَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَوْسَعَ رَحْمَتَكَ وَ أَكْثَرَ فَضْلَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَنْعَمَ آلَاءَكَ وَ أَسْبَغَ نَعْمَاءَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَفْضَلَ ثَوَابَكَ وَ أَجْزَلَ عَطَاءَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَوْسَعَ حُجَّتَكَ وَ أَوْضَحَ بُرْهَانَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَشَدَّ أَخْذَكَ وَ أَوْجَعَ عِقَابَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا أَشَدَّ مَكْرَكَ وَ أَمْتَنَ كَیْدَكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا

ص: 213


1- 1. البلد الأمین: 139، الجنة: 129- 130.

أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَرِیبُ فِی عُلُوِّكَ الْمُتَعَالِی فِی دُنُوِّكَ الْمُتَدَانِی دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَرِیبُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الدَّائِمُ مَعَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْبَاقِی بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَصَاغَرَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِجَبَرُوتِكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِسُلْطَانِكَ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِعِزَّتِكَ وَ خَضَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِكَ وَ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِعَظَمَتِكَ وَ قَهَرْتَ الْجَبَابِرَةَ بِقُدْرَتِكَ وَ ذَلَّلْتَ الْعُظَمَاءَ بِعِزَّتِكَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَسْبِیحاً یَفْضُلُ عَلَی تَسْبِیحِ الْمُسَبِّحِینَ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ وَ مِلْ ءَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مِلْ ءَ مَا خَلَقْتَ وَ مِلْ ءَ مَا قَدَّرْتَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ السَّمَاوَاتُ بِأَقْطَارِهَا وَ الشَّمْسُ فِی مَجَارِیهَا وَ الْقَمَرُ فِی مَنَازِلِهِ وَ النُّجُومُ فِی سَیَرَانِهَا وَ الْفُلْكُ فِی مَعَارِجِهَا سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یُسَبِّحُ لَكَ النَّهَارُ بِضَوْئِهِ وَ اللَّیْلُ بِدُجَاهُ وَ النُّورُ بِشُعَاعِهِ وَ الظُّلْمَةُ بِغُمُوضِهَا سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الرِّیَاحُ فِی مَهَبِّهَا وَ السَّحَابُ بِأَمْطَارِهَا وَ الْبَرْقُ بِأَخْطَافِهِ وَ الرَّعْدُ بِأَرَازِمِهِ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ

الْأَرْضُ بِأَقْوَاتِهَا وَ الْجِبَالُ بِأَطْوَادِهَا وَ الْأَشْجَارُ بِأَوْرَاقِهَا وَ الْمَرَاعِی فِی مَنَابِتِهَا سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ عَدَدَ مَا سَبَّحَكَ مِنْ شَیْ ءٍ وَ كَمَا تُحِبُّ یَا رَبِّ أَنْ تُحْمَدَ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِعَظَمَتِكَ وَ كِبْرِیَائِكَ وَ عِزِّكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ مِنْ عُوَذِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أُعِیذُ نَفْسِی بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ وَ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ مَارِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ عَدُوٍّ وَ حَاسِدٍ وَ مُعَانِدٍ وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ

ص: 214


1- 1. المتهجد: 340. البلد: 140، الجنة: 131.

بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً وَ نُسْقِیَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِیَّ كَثِیراً الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلی أَمْرِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً(1).

طِبُّ الْأَئِمَّةِ، بِإِسْنَادِ الْآخَرِینَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِی أَوَّلِهِ أُعِیذُ نَفْسِی أَوْ فُلَانَ بْنَ فُلَانَةَ(2).

«42»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: عُوذَةٌ أُخْرَی لَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَ عِزَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ جَلَالِ اللَّهِ وَ كَمَالِ اللَّهِ وَ بِجَمْعِ اللَّهِ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِوُلَاةِ أَمْرِ اللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (3).

«43»- الْبَلَدُ(4)، وَ الْجَمَالُ، وَ الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَسْتَغْفِرَ اللَّهَ تَعَالَی هَذَا الِاسْتِغْفَارَ آخِرَ نَهَارِ الْخَمِیسِ- فَیَقُولَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خَاضِعٍ مِسْكِینٍ مُسْتَكِینٍ لَا یَسْتَطِیعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا وَ لَا نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الطَّیِّبِینَ الْأَخْیَارِ الطَّیِّبِینَ الْأَبْرَارِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ یَا خَالِقَ نُورِ النَّبِیِّینَ وَ مُرْزِغَ قُبُورِ الْعَالَمِینَ وَ دَیَّانَ

ص: 215


1- 1. مصباح المتهجد: 341، البلد الأمین: 141، مصباح الكفعمیّ: 132.
2- 2. طبّ الأئمّة ص 44.
3- 3. المتهجد: 342: البلد: 141. الجنة: 132.
4- 4. البلد الأمین: 141- 142، الجنة: 132- 133.

حَقَائِقِ یَوْمِ الدِّینِ وَ الْمَالِكَ لِحُكْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ الْمُسَبِّحِینَ وَ الْعَالِمَ بِكُلِّ تَكْوِینٍ أَشْهَدُ بِعِزَّتِكَ فِی الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ وَ حِجَابِكَ الْمَنِیعِ عَلَی أَهْلِ الطُّغْیَانِ یَا خَالِقَ رُوحِی وَ مُقَدِّرَ قُوتِی وَ الْعَالِمَ بِسِرِّی وَ جَهْرِی لَكَ سُجُودِی وَ عُبُودِی وَ لِعَدُوِّكَ عُنُودِی یَا مَعْبُودِی أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْكَ أُنِیبُ وَ أَنْتَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِیهِ سُورَةَ الْمَائِدَةِ وَ أَنْ یَقْرَأَ الْقَدْرَ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ یُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ كَذَلِكَ وَ یَقُولَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ- وَ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْیُبَاكِرْ فِیهَا لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِی فِی بِكُورِهَا فَإِذَا تَوَجَّهَ قَرَأَ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ الْإِخْلَاصَ وَ الْقَدْرَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْخَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ یَقُولُ مَوْلَایَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِیكَ أَسْأَلُكَ إِلَهِی بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عَلَیْكَ وَاجِبٌ مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ الْحَقَّ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِیَ حَاجَتِی (1).

تبیان و لنعد إلی شرح تلك الأدعیة من أولها و إیضاح ما یحتاج منها إلی توضیح (2).

یسبح بحمده (3)

صفة لشی ء من قضائك (4) أی فارا منه.

و لم تغادر(5)

أی و لم تترك و الفعال بالكسر جمع و بالفتح مصدر و یكون بمعنی الكرم فی المنازل كلها أی فی أحوالی المختلفة من مراتب الخلق و التقدیر مهللا أی موحدا قائلا لا إله إلا اللّٰه أو رافعا صوتی بالثناء أو فرقا خائفا من

ص: 216


1- 1. مصباح الشیخ الطوسیّ: 178 و 179.
2- 2. لما كانت الأدعیة طویلة لا بد و أن نشیر الی تلك المواضع.
3- 3. دعاء لیلة الجمعة ص 127.
4- 4. الدعاء المذكور ص 128.
5- 5. دعاء یوم الجمعة ص 129.

عدم القبول قال الفیروزآبادی استهل رفع صوته بالبكاء كأهل و كذا كل متكلم رفع صوته و هلل قال لا إله إلا اللّٰه و نكص و جبن و فر و الهلل محركة الفرق كما تولیت الحمد بقدرتك تولیة الحمد بما ذكره فی كتبه و بما ألهم به أنبیاءه و حججه و أولیاءه و بما سطر فی كتاب الوجود من العرش إلی الثری مما یدل علی وجوده و علمه و قدرته و حكمته و سائر كمالاته فهو سبحانه كما أثنی علی نفسه و قد حققنا ذلك فی الفرائد الطریفة و استخلصت الحمد لنفسك یقال استخلصه لنفسه أی استخصه و الحمد هنا یحتمل الحامدیة و المحمودیة و حمل هذا علی الحامدیة و قوله و جعلت الحمد من خاصتك علی المحمودیة لعله أولی.

و ختمت بالحمد قضاءك (1)

أی فی القیامة إشارة إلی قوله سبحانه وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (2) و لم یعدل أی الحمد إلی غیرك أی لا یستحقه غیرك و لم یقصر الحمد دونك أی لیس شی ء من المحامد لا تستحقه و كما استحمدت إلی خلقك أی طلبت الحمد منهم بتضمین معنی الإنهاء كما یقال أحمد إلیك اللّٰه و إلی بمعنی من و یحتمل أن یكون بمعنی الامتنان یقال فلان یتحمد إلی فلان أی یمتن علیه.

و وزن كل شی ء خلقته من قبیل تشبیه المحسوس بالمعقول یا ذا العلم العلیم الوصف للمبالغة كقولهم لیل ألیل و الوجه الكریم أی الذات المكرم أو ذی الجود و الكرم أو التوجه المشتمل علی اللطف و الرحمة أو الأنبیاء و الحجج علیهم السلام الذین بهم یتوجه إلیك.

حمدا مداد الحمد أی ما دام یمتد الحمد أو قدر ما یكال المحامد بالمد تشبیها بالمحسوس أو قدر ما یمد و یزاد الحمد من اللّٰه و الملائكة و سائر الخلق أو عدد المحامد أو كثرتها أو قدر المداد الذی یكتب به محامده.

ص: 217


1- 1. الدعاء المذكور ص 130، السطر الثانی.
2- 2. الزمر: 75.

قال فی القاموس المداد النفس و ما مددت به السراج من زیت و نحوه و المثال و الطریقة و المد بالضم مكیال و الجمع مداد قیل و منه سبحان اللّٰه مداد كلماته.

و سبحان اللّٰه مداد السموات أی عددها و كثرتها.

و فی النهایة فیه سبحان اللّٰه مداد كلماته أی مثل عددها و قیل قدر ما یوازیها فی الكثرة عیاره لكیل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر و التقدیر و هذا تمثیل یراد به التقدیر لأن الكلام لا یدخل فی الكیل و الوزن و إنما یدخل فی العدد و المداد مصدر كالمد یقال مددت الشی ء مدا و مدادا و هو ما یكثر به و یزاد و منه حدیث الحوض ینبعث فیه میزابان مدادهما أنهار الجنة أی تمدهما أنهارها انتهی و قیل مداد كلماته أی لا ینتهی كما لا ینتهی كلماته.

و كنه قدرتك أی حمدا یناسب و یوازی حقیقة قدرتك و یبلغ مبلغ مدحتك أی ما تستحقه من ذلك.

و قال الجوهری خفق الطائر أی طار و أخفق إذا ضرب بجناحیه و الدنیا أی عدد نجوم الدنیا و هم الأنبیاء و الأوصیاء و العلماء أو هو معطوف علی النجوم أی عدد الدنیا أی ما كان فیها أو أیامها و ساعاتها و دقائقها و منذ كانت متعلق بالدنیا أو بالجمیع یصعد إلی السماء أو إلی درجات القبول.

و الأعاطی (1)

كأنه جمع عطیة أو جمع أعطیة جمع عطا و لم یصرح به فی كتب اللغة و أسرع الجدود هو جمع الجد بالفتح أی الحظ و النصیب و فی بعض النسخ و أشرع بالشین المعجمة أی أفتحه و أوسعه و فی النهایة فیه و آت محمدا الوسیلة هی فی الأصل ما یتوسل به إلی الشی ء و یتقرب به و جمعها وسائل یقال وسل إلیه وسیلة و توسل و المراد فی الحدیث القرب من اللّٰه تعالی و قیل هی الشفاعة یوم القیامة و قیل هی منزل من منازل الجنة كذا جاء فی الحدیث انتهی و قد مر معنی الوسیلة فی كتاب المعاد.

و الركانة بالفتح الوقار و جبل ركین له أركان عالیة و فی بعض النسخ

ص: 218


1- 1. دعاء یوم الجمعة ص 131.

الزكایة أی النمو و الطهارة أو المدح و لم یرد هذا البناء و الأول أولی و شرف المنتهی أی الشرف الذی یظهر عند انتهاء أمور الدنیا فی القیامة و فی النهایة فی حدیث الدعاء و ألحقنی بالرفیق الأعلی الرفیق جماعة الأنبیاء الذین یسكنون أعلی علیین و هو اسم جاء علی فعیل و معناه الجماعة كالصدیق و الخلیط یقع علی الواحد و الجمع.

نبی الرحمة أی المبعوث لها و المقرون بها و قائد الخیر یقوده إلی الأمة و إمام الهدی أی یتبعه الهدایة أو إمام فیها و نجی الروح الأمین أی من كان یناجیه جبرئیل و یسر إلیه و سمی روحا لأنه سبب لحیاة الخلق بما ینزل به من العلوم و أمینا لكونه أمینا علی الوحی و صفی المصطفین أی اصطفاه اللّٰه من بینهم أو اصطفوه.

و صدك بأمرك أی جهر به و أظهره و ذب عن حرماتك أی دفع و منع الناس عن أن ینتهكوا حرمات اللّٰه و هی ما جعله اللّٰه محترما كدینه و كتابه و بیته و أوامره و نواهیه فی جنبك أی قربك و طاعتك.

و المقام المحمود مقام الشفاعة حبا أی لحبه لك أو تأكید و الزلفی القرب واردة أی الطوائف الذین یردون علیه طلبا للشفاعة أو الألطاف الواردة علیه منه تعالی و أشرق وجهه أی أضاء و تلألأ حسنا و النجح و النجاح الظفر بالحوائج.

و قال فی النهایة فیه لا یزال كعبك عالیا هو دعاء له بالشرف و العلو و الأصل فیه كعب القناة و هو أنبوبها و ما بین كل عقدتین منها كعب و كل شی ء علا و ارتفع فهو كعب انتهی.

أقول: و یحتمل أن یكون من كعب الرجل بأن یكون أعداؤه تحت قدمیه فی المنتجبین كرامته أی یكون معروفا عندهم بالكرامة أو یكون أكرم منهم و الأول أوفق بما بعده.

و فی النهایة علیون (1)

اسم للسماء السابعة و قیل اسم لدیوان الملائكة

ص: 219


1- 1. دعاء یوم الجمعة ص 132 شرح قوله« و فی علیین داره».

الحفظة ترفع إلیه أعمال الصالحین من العباد و قیل أراد أعلی الأمكنة و أشرف المراتب و أقربها من اللّٰه تعالی فی الدار الآخرة و تعرب بالحروف و الحركات كقنسرین و أشباهها علی أنه جمع أو واحد و غایته أی مقصوده أو غایة أمنیته و شرف بنیانه أی

اجعل بناء دینه و شریعته مشرفا عالیا و عظم برهانه أی حجته فی الدارین و النزل بالضم و بضمتین ما یهیأ للضیف و المآب المرجع و المنقلب و بیاض الوجه كنایة عن السرور و ظهور الحجة و كذا إتمام النور كنایة عن مزید رواج دینه و شریعته فی الدنیا و رفع درجاته فی الآخرة و ظهور ذلك علی الخلق.

و تحر بنا منهاجه أی اجعلنا متحرین طالبین منهاجه و لا تخالف بنا سبیله أی لا تجعلنا مخالفین له معرضین عن سبیله ممن یلیه أی یقربه و یدنو منه فی القیامة أو یوالیه و یحبه و الأول أظهر و الزمرة الجماعة و عرفنا وجهه أی أرناه فی القیامة و عند الموت علی وجه نحبه و یحتمل أن یكون المراد معرفة ذاته و كمالاته و حزب الرجل أصحابه.

و قرآنك الحكیم أی المحكم المتقن الذی لا یتطرق إلیه بطلان و لا نقص أو المشتمل علی الحكمة الناطق بها البالغة أی الكاملة و الزیغ المیل إلی الباطل مما أعلم أی قبحه أو صدر منی عمدا أو أعلمه و أذكره فی هذا الوقت.

أو وسوس (1)

فی أكثر النسخ علی بناء المعلوم و كأنه علی المجهول أنسب أو ركن إلیه أی مال أو سكن و یقال أفضی الرجل إلی امرأته أی باشرها و جامعها أو لان له طوری أی طبعی و حالی قال فی المصباح المنیر الطور الحال و الهیئة و تعدی طوره أی حاله التی تلیق به و فی بعض النسخ طودی بالدال المهملة و هو الجبل و لعله استعیر هنا لما صلب من عزمه علی خلافه أو لأركان بدنه و الإصر بالكسر الذنب إلی وجهك أی إلی ثوابك و كرامتك أو إلی وجوه أولیائك.

ص: 220


1- 1. الدعاء ص 133.

و قال الجوهری جأر الرجل إلی اللّٰه أی تضرع بالدعاء و ذخری أی ذخیرتی و فی بعض النسخ و ذخری بعد قوله و زعبتی و الأول أنسب و یقال جبهته أی صككت جبهته و جبهة بالمكروه إذا استقبلته به.

لأداء فرض الجمعات (1)

فیه دلالة ما علی استمرار وجوب الجمعة بما مر من التقریب.

و قال الكفعمی مرحبا(2)

أی لقیت رحبا و سعة و طریق رحب أی واسع.

لا یستباح (3)

أی لا یعد نقض ذلك الأمان مباحا كنایة عن عدم جرأة أحد علی نقضه و یقال استباحوهم أی استأصلوهم و الذمة العهد و الخفر نقضه قال الكفعمی خفر العهد وفی به و أخفره إذا نقضه و المعنی هنا أن ذمة اللّٰه تعالی لا تنقض و أخفرت فلانا إذا نقضت عهده و خفرته كنت له خفیرا انتهی.

و الجوار بالضم و الكسر الأمان و الجار من أمنته و الضیم الظلم و الكنف (4) بالتحریك الجانب و الناحیة و كلما ستر من بناء أو حظیرة فهو كنف ذكره الجزری و فی القاموس أنت فی كنف اللّٰه محركة أی فی حرزه و ستره و هو الجانب و الظل و الناحیة لا یرام أی لا یقصد بسوء.

ما شاء اللّٰه أی كان أو كائن و صد عنه صدودا أعرض و اجبرنی أی أصلح كسر أحوالی و فی القاموس الجبر خلاف الكسر و جبر العظم و الفقیر جبرا و جبورا و أجبره فتجبر أحسن إلیه أو أغناه بعد فقر و النصر أی ما یصیر سببا لغلبتی و نصرتی علی الأعادی الظاهرة و الباطنة و الإیثار الاختیار محروما أی من الرزق و خیرات الدنیا أو الأعم منها و من خیرات الآخرة و التقتیر التضییق و قال الكفعمی تعطف بالمجد أی تردی به و العطاف الرداء سمی به لوقوعه علی

ص: 221


1- 1. دعاء السجّاد علیه السلام ص 134.
2- 2. دعاء آخر للكاظم علیه السلام 134.
3- 3. الدعاء ص 135.
4- 4. فی قوله« و كنفه الذی لا یرام».

عطفی الرجل و هما ناحیتا عنقه و منكب الرجل عطفه.

و قال الهروی و تمت كلماتك (1)

أی القرآن أو علومه تعالی أو تقدیراته أو شرائعه و دینه أو حججه و براهینه و كلها صدق لا یشوبها كذب و عدل لا یخلطه ظلم لا یقدر علی تبدیلها أحد و القرآن و الشرائع محفوظة عند حملتها و حافظیها من الأئمة علیهم السلام.

سبحان الباعث الذی یبعث الخلق و یحییهم بعد الموت یوم القیامة الوارث الذی یرث الخلائق و یبقی بعد فنائهم و الحرس بالتحریك حراس السلطان الواحد حرسی أنت آخذ بناصیتها أی مالك قادر علیها تصرفها إلی ما ترید بها و الأخذ بالنواصی تمثیل لذلك فإن من أخذ بناصیة دابة فهی مقهورة له.

و قال الجوهری فلان فی عز و منعة بالتحریك (2)

و قد یسكن عن ابن السكیت و یقال المنعة جمع مانع مثل كافر و كفرة أی هو فی عز و من یمنعه من عشیرته و قال الراجل خلاف الفارس و الجمع رجل و رجالة و رجال و قال الركض تحریك الرجل و ركضت الفرس برجلی إذا استحثثته لیعدو ثم كثر حتی قیل ركض الفرس إذا عدا و قال عطفت أی ملت و عطف علیه أی كر أحیاء و أمواتا أی مشرفین علی الموت أو لمیتهم أیضا أثر فی الشر أعمی و بصیرا اعتبر فی الأول الجمیع و فی هذا كل واحد فلذا أفرد و یمكن أن یقال لما كان تعمیم الأخیر بالنسبة إلی الشاهد فقط أتی بالمفرد.

و من شر الدناهش قال الكفعمی الدناهش جنس من أجناس الجن و لم أره فی اللغة و فی بعض النسخ الدیاهش بالیاء و فی القاموس دنقش بینهم أفسد و الحس فی بعض النسخ بالحاء المهملة و فی بعضها بالجیم و قال الكفعمی الحس و الحسیس الصوت الخفی و الحس برد یحرق الكلأ و الحس القتل و منه قوله

ص: 222


1- 1. تسبیح یوم الجمعة ص 136، فی قوله:« و تمت كلماتك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماتك.
2- 2. عوذة یوم الجمعة ص 137« و بعزة اللّٰه و منعته.

تعالی تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ (1) أی تقتلونهم قتلا ذریعا و حس البرد الجراد قتله انتهی و الجس المس بالید.

و قال الكفعمی اللبس الاختلاط و جمیع ما تحوطه أی تجمعه أو ترعاه و تكلؤه عنایتی أی اهتمامی و من شر كل صورة تری أو تفزع و خیال یتخیل أو یری فی المنام أو بیاض أو سواد تدهش مشاهدتهما.

و قال الكفعمی التمثال الصورة و المعاهد الذی حصل منه الأمان.

أقول: هذا إذا قرئ علی بناء اسم الفاعل و فی بعض النسخ علی بناء اسم المفعول.

و الوعور جمع الوعر و هو ضد السهل و قال الكفعمی الآكام جمع أكمة و هی الرابیة و الآجام جمع أجمة و هی منبت القصب و الشجر الملتف و الآجام الخیس أیضا أی موضع الأسد و المغایض جمع غیضة و هی الأجمة و هی مغیض ماء یجتمع فینبت فیه الشجر.

أقول: كأنه جمع مغیض أو مغیضة بمعنی الغیضة و فی بعض النسخ بالفاء أی محال فیض الماء أی كثرته.

و الكنائس جمع الكنیسة و هی معبد النصاری و فی المغرب الناووس علی فاعول مقبرة النصاری و قال الكفعمی النواویس مقابر النصاری انتهی و الفلوات جمع الفلاة و هی القفر أو المفازة لا ماء فیها و الجبانة المقبرة أو الصحراء.

و المریبین أی الذین یوقعون الناس فی الریب من ظاهر أحوالهم من السراق و قطاع الطریق و الخائنین فی أموال الناس أو الذین یشككون فی دینهم و قال الكفعمی المریبین الذین یأتون بالریبة و الریبة التهمة و الشك و ریب المنون حوادث الدهر.

و الأسامرة الذین یتحدثون لیلا و سمر فلان تحدث لیلا انتهی و المعروف السمیر السامرة و السامر و هما اسما جمع و السامرة أیضا قوم من الیهود و الأفاتنة

ص: 223


1- 1. آل عمران: 152.

لعله من الفتنة و فی بعض النسخ الأفاترة و لعل المعنی ما یوجب فتور الجسد و ضعفه و فی نسخ الكفعمی الأقاترة بالقاف و قال هی الأبالسة و ابن قترة حیة خبیثة و قال الفراعنة العتاة و كل عات فرعون.

و الأبالسة هم الشیاطین و هم ذكور و إناث یتوالدون و لا یموتون بل یخلدون فی الدنیا كما خلد إبلیس و إبلیس هو أبو الجن و الجن ذكور و إناث یتوالدون و یموتون و أما الجان فهو أبو الجن و قیل هو إبلیس و قیل إنه مسخ الجن كما أن القردة و الخنازیر مسخ الإنسان و الكل خلقوا قبل آدم علیه السلام و العرب تنزل الجن مراتب فإذا ذكروا الجنس قالوا جن و إن أرادوا أنه یسكن مع الناس قالوا عامر و الجمع عمار فإن كان ممن یتعرض للصبیان قالوا أرواح فإن خبث و تعزم قالوا شیطان فإن زاد علی ذلك قالوا مارد فإن زاد علی القوة قالوا عفریت

وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْجِنَّ خَمْسَةَ أَصْنَافٍ صِنْفٌ حَیَّاتٌ وَ صِنْفٌ عَقَارِبُ وَ صِنْفٌ حَشَرَاتُ الْأَرْضِ وَ صِنْفٌ كَالرِّیحِ فِی الْهَوَاءِ وَ صِنْفٌ كَبَنِی آدَمَ عَلَیْهِ الْحِسَابُ وَ الْعِقَابُ.

و الهمز و اللمز واحد و همزه ضربه و دفعه و كذا لمزه و النفث شبیه بالنفخ و قوله و وقاعهم أی قتالهم و بلایاهم و أخذهم أی سحرهم و الأخذة بالضم رقیة كالسحر و عبثهم أی لعبهم بالإنسان و من قرأ عیثهم بالیاء المثناة أراد فسادهم و العیث الفساد و الغیلان سحرة الجن و أم الصبیان ریح تعرض لهم و العارض و المتعرض الذی یتعرض للبشر و أم ملدم بالكسر كنیة الحمی بالدال و الذال و المثلثة التی تأتی فی الیوم الثالث و الربع الذی تأتی فی الیوم الرابع و النافضة التی تحصل لصاحبها من أجلها رعدة و الصالبة التی تشتد حرارتها و لیس معها برد و باقی الألفاظ ظاهرة و هذه الحاشیة لخصتها من كتاب صحاح الجوهری و غریبی الهروی و سر اللغة للثعالبی و المغرب للمطرزی و حدقة الناظر للكفعمی و حیاة الحیوان للدمیری انتهی كلام الكفعمی ره.

ص: 224

و الوقاع القتال أو الغیبة و اللمح اختلاس النظر و أخلاقهم و فی بعض النسخ و أحلافهم بالحاء المهملة و الفاء جمع حلف بالكسر و هو الصدیق یحلف لصاحبه أن لا یغدر به و ضرب العرق ضربا و ضربانا بالتحریك إذا تحرك بقوة و الشقیقة كسفینة وجع یأخذ نصف الرأس و الوجه و المعروف فی كنیة الحمی أم ملدم بالدال المهملة.

و الداخلة و الخارجة أی الداخلة فی العروق و الخارجة منها أو الأمراض الظاهرة و أمراض الجوف.

لا من شی ء كان (1)

أی لیس وجوده مستندا إلی علة و لا مادة و لا من شی ء كون یدل علی عدم مسبوقیة الحوادث بالمواد مستشهد علی بناء الفاعل أی جعل حدوث الأشیاء شاهدا علی كونه أزلیا غیر محتاج إلی علة لما مر من لزوم التسلسل و غیره أو علی بناء المفعول أی یستشهد الناس علیه بذلك.

و بما وسمها به من العجز أی استشهد بما جعل فیها من سمة العجز و علامته و هی فی الأصل الكی علی قدرته لأن إمكانهم و عجزهم عن إیجاد ذواتهم و صفاتهم و تنقلهم من حال إلی حال و من شأن إلی شأن دلیل علی أن لهم خالقا و مربیا و مدبرا و كذا فناؤهم یدل علی أن لهم صانعا لا یتطرق إلیه الزوال و الفناء و إلا لكان مثلهم محتاجا إلی خالق آخر.

فیدرك بأینیته أی بأنه ذو أین أو بأنه فی أی مكان و ذلك لأن المكانی إذا حصل فی مكان یخلو منه مكان آخر و لا له شبح مثال الشبح بالتحریك و قد یسكن الشخص و المثال الشبیه أی لیس له مثال یشبهه لا فی الخارج و لا فی الذهن فیكون ذا كیفیة و صفات زائدة بحیثیته أی بمكانه لأن الغیبة من شأن ذی المكان بما ابتدع من تصرف الذوات أی بما أوجد من غیر مادة و مثال من الذوات المتصرفة المتنوعة.

بالكبریاء أی بسبب الكبریاء و العظمة من جمیع تصرف الحالات أی

ص: 225


1- 1. دعاء یوم الجمعة ص 138.

تغیرها و الحاصل أنه لیس للحوادث و التغیرات أن یتطرق إلی ذاته المقدسة(1)

و البوارع جمع البارعة و هی الفائقة و فی القاموس برع براعة و بروعا فاق أصحابه فی العلم و غیره أو تم فی كل فضیلة و جمال فهو بارع و هی بارعة و برع صاحبه غلبه و أمر بارع جمیل.

و قال النقب الثقب و العوامق جمع العمیقة و قال الثقب الخرق النافذ و ثقب الكوكب أضاء و رأیه نفذ و هو مثقب كمنبر نافذ الرأی و أثقوب دخال فی الأمور و النجم الثاقب المرتفع علی النجوم و تحدیده أی بیان كنهه و الوصول إلی حقیقة ذاته أو إثبات الحدود الجسمانیة له و كذا تكییفه بیان كنه صفاته أو إثبات الصفات الزائدة أو الكیفیة الجسمانیة له و الغائصات جمع الغائصة من الغوص و هو معروف و یقال غاص علی الأمر علمه و السباحة معروفة و تصویره إثبات صورة له.

لعظمته أی لكونه أعظم من أن یكون جسما أو جسمانیا فیحل فی المكان و یقال ذرع الثوب كمنع أی قاسه بالذراع أی لا یقاس بالمقادیر الجسمانیة لأنه أجل من ذلك و كذا القطع كنایة عن التحدید أن تكتنهه أی تصل إلی كنهه حقیقته أن تستغرقه أی تستوعبه كنایة عن الإحاطة بمعرفته و یحتمل تستعرفه من المعرفة.

و الطوامح جمع طامحة و هی المرتفعة و نضب الماء نضوبا غار و الاكتناه بلوغ الكنه و فی القاموس الصغر كعنب خلاف العظم صغر ككرم و فرح صغارة و صغرا كعنب و صغرا محركة فهو صغیر و الصاغر الراضی بالذل و قد صغر ككرم صغرا كعنب و صغرا بالضم الخصوم أی نفوسهم فإنه مما لطف من الإنسان یقال قدس اللّٰه لطیفه أو عقولهم اللطیفة و اللطیف العالم بخفایا الأمور و دقائقها.

لا من عدد(2) أی لیست وحدته وحدة عددیة یكون له ثان من جنسه

ص: 226


1- 1. ما بین العلامتین زیادة منا.
2- 2. الدعاء ص 139.

لا بأمد أی غایة فیكون بمعنی كثرة المدة أو امتداد زمان فإنه لیس بزمانی و العمد بفتحتین و ضمتین جمع العماد و هو ما یعتمد علیه و لا بشبح أی شخص مرئی فتقع علیه الصفات أی الزائدة أو توصیفات الواصفین.

و التیار مشددة موج البحر الذی ینضح و لجته و الحصر العی فی المنطق و حسر البصر حسورا كل و انقطع من طول مدی و الاستشعار هذا لعله بمعنی طلب الشعور و العلم و یقال استشعر فلان خوفا أضمره و استشعر لبس الشعار و هو الثوب الملاصق للشعر و لجة البحر معظمه و الملكوت كرهبوت العزة و السلطان و المملكة و له ملكوت العراق أی ملكها و یطلق غالبا علی السماویات و الروحانیات.

مقتدر بالآلاء أی علیها أو أظهر قدرته بما أنعم علی عباده ممتنع عن أن یصل إلیه أحد بسوء بكبریائه و عظمته الذاتیة و التملك صیرورته مالكا و عدی بعلی لتضمین معنی القهر و الاستیلاء.

رقاب الصعاب من إضافة الموصوف إلی الصفة أو رقاب الأشخاص الصعاب و الصعب خلاف الذلول و التخوم جمع التخم بالفتح و هو منتهی كل قریة أو أرض رواصن الأسباب أی الحبال الثابتة قال الجوهری الرصین المحكم الثابت و السبب الحبل و قال شهق ارتفع و الشاهق الجبل المرتفع بكلیة الأجناس أی بجمیعها فإنها مشتركة فی الإمكان و الحاجة إلی الصانع أو بكونها كلیة فإنها تستلزم التركیب المستلزم للإمكان فدل علی أنه لیس له سبحانه مهیة كلیة و فی بعض النسخ باختلاف كلیة الأجناس أی بحقائقها المختلفة أی أنها مع اختلاف حقائقها مشتركة فی الدلالة علی صانعها أو أن اختلافها دلیل علی الحاجة إلی الموجد إما بناء علی أن زیادة الوجود دلیل الإمكان و لا یمكن أن یكون عینا لتلك الحقائق المختلفة أو أنها مع اختلافها لا یمكن استلزام جمیعها للوجود كما یشهد به الذوق السلیم و بفطورها أی مخلوقیتها فلا لها محیص أی محید و مهرب.

ص: 227

عن إدراكه إیاها أی علمه بها و قدرته علیها عن إحاطته بها أی علما و قدرة عن إحصائه لها أی علما له آیة أی دلالة علی وجوده و قدرته و حكمته و بتركیب الطبع أی الطبائع التی ركبها فی الممكنات و فی بعض النسخ بمركب المصنوع أی المصنوعات المركبة فإن التركیب دلیل الإمكان.

و الفطر جمع الفطرة بمعنی الخلقة عبرة هی الاسم من الاعتبار فلا إلیه حد أی لیس له حد ینسب إلیه و لا له مثل أی لیس للخلق أن یضربوا له الأمثال و له الأمثال العلیا ضربها لنفسه تفهیما لخلقه.

و قال الجوهری باد الشی ء یبید بیدا و بیودا هلك فأسنی أی جعله سنیا رفیعا و إن جاز المدی أی الغایة فی المنی أی و إن كان ما أعطاه أكثر من غایة أمانی الخلق فإنه لا ینقص خزائنه و الهفوة الزلة و الإملاء الإمهال.

و قال الجوهری فلان یعیش فی ظل فلان أی فی كنفه و اعتصم بحبله أی بدینه أو طاعته أو القرآن فإنه حبل ممدود من السماء إلی الأرض أو ولایة أهل البیت علیهم السلام كما مر فی الأخبار عمن ألحد فی آیاته أی حاد عن الطریق فیها و لم یجعلها دلیلا علیه و یحتمل أن یراد بها الأئمة علیهم السلام كما ورد فی الأخبار أو آیات القرآن المجید و الإلحاد فیها عدم الإیمان بها أو تحریفها لفظا أو معنی و انحرف عن بیناته عن حججه الواضحات فلا یقبلها و لا تصیر سببا لإیمانه و الضمیر فی حالاته إما راجع إلی اللّٰه أو إلی الموصول.

عن الأنداد(1)

أی الأمثال و الأشباه المحتجب بالملكوت و العزة أی احتجابه عن الخلق إنما هو لسلطنته و عزته و علو شأنه و كونه أعلی من أن یصل إلیه مدارك الخلق لا بحجاب كالمخلوقین المتردی بالكبریاء و العظمة أی هما رداؤه كنایة عن الاختصاص به المتقدس بدوام السلطان أی منزه بسبب وجوب وجوده و دوام سلطنته عن أن یتطرق إلیه نقص أو زوال.

و الحباء بالكسر العطاء و الغبطة بالكسر حسن الحال و أن تتمنی مثل حال

ص: 228


1- 1. الدعاء ص 140.

المغبوط من غیر أن ترید زوالها عنه و استرعیتهم أی طلبت منهم و وكلت إلیهم رعایة عبادك من قولهم رعی الأمیر رعیته رعایة و الرصد و الترصد الترقب و الرصد بالتحریك أیضا الذی أعد للحفظ و لا تغیضك أی لا تنقصك و الغیض یكون لازما و متعدیا و من الثانی قوله تعالی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ (1).

و لا تعزب أی و لا تغیب فی كنین أرض أی مستورها من الكن بمعنی الستر و فی بعض النسخ كفیر من الكفر بمعنی الستر أیضا و الكفر أیضا القبر و ظلمة اللیل و الكافر اللیل المظلم تصاریف اللغات أی اللغات المختلفة المتنوعة مستحدثا علی بناء اسم المفعول من قولهم استحدثت خبرا أی وجدت خبرا جدیدا أو یحتال (2) أی تعالیت عن أن یحتال الملحد أن یجد منك حالا تستلزم اتصافك بالتبدیل و التغییر.

و فی بعض النسخ أن یلاقیك بحال یصفك بها الملحد بتبدیل فالملحد فاعل لقوله یلاقیك و یصفك علی التنازع و الأول أیضا یحتمل ذلك إن قرئ یحتال علی بناء الفاعل أو یوجد أی تعالیت عن أن یوجد بسبب زیادة و نقصان یعتریانك مساغ أی طریق و محل تجویز فی أن یقال فیك باختلاف التحویل من حال إلی حال و فی مجموع الدعوات أو یوجد للزیادة و النقصان فیك مساغ باختلاف التحویل و لعله أنسب و مرجعهما إلی واحد.

أو تلتثق أی تبتل سحائب الإحاطة بكنه ذاتك و صفاتك فی بحور همم العقول أی لا تبتل منها بشی ء فضلا عن أن تأخذ ماء.

قال الجوهری اللثق بالتحریك البلل و قد لثق الشی ء بالكسر و التثق و ألثقه غیره و طائر لثق أی مبتل أو تمتثل و فی بعض النسخ تمثل لك أی بسببك منها أی من الأحلام جبلة أی خلقة و المراد بها الحقیقة تصل إلیك فیها أی بسبب تلك الجبلة و یحتمل تعلقه بالرویات و الحاصل أنه لا تقدر العقول علی

ص: 229


1- 1. الرعد: 8.
2- 2. الدعاء ص 141.

أن تنتزع منك حقیقة و مهیة تتفكر فیها الأوهام فتصل إلی معرفتك و فی بعض النسخ تضل فیها أی لا تقدر علی انتزاع شی ء تتفكر و تتحیر فیها فضلا عن أن تضل إلیك بها.

و یقال استخذأ له أی خضع و تذلل و سمكت السماء أی رفعتها فرفعتها أی بالرفعة المعنویة أو رفعتها كثیرا و المراد بالسمك الضخامة ماءً ثَجَّاجاً أی منصبا بكثرة یقال ثجه و ثج بنفسه و نباتا رجراجا أی متحركا مضطربا نامیا قال الجوهری الرجرجة الاضطراب و ترجرج الشی ء أی جاء و ذهب و امرأة رجراجة یترجرج علیها لحمها و فی بعض النسخ خراجا أی كثیر الخروج من الأرض.

فسبحك نباتها أی دل علی تنزهك عن الحدوث و التغیر و مشابهة الممكنات و قاما أی السماء و الأرض علی مستقر المشیة أی علی المستقر الذی شئت لهما و فی بعض النسخ فأقامت علی مستقر المشیة كما أمرتها أی الأرض أو المیاه.

یا من تعزز أی صار عزیزا بالبقاء و استحالة الفناء أو أظهر عزته بذلك و قال الجوهری النجعة بالضم طلب الكلإ فی موضعه تقول منه انتجعت فلانا إذا أتیته تطلب معروفه و المنتجع المنزل فی طلب الكلإ.

فراشا و بناء(1)

لف و نشر علی خلاف الترتیب قال تعالی الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً(2) و معنی جعلها فراشا أن جعل بعض جوانبها بارزا عن الماء و صیرها متوسطة بین الصلابة و اللطافة حتی صارت مهیأة لأن یقعدوا و یناموا علیها كالفراش المبسوط و السماء بناء أی قبة مضروبة علی الأنام و السماء اسم جنس یقع علی الواحد و المتعدد ثم جعلت فیها أی علیها ثم سكنتهما أی أجریت حكمك و تدبیرك فی خلقك فیهما و أظهرت آثار قدرتك منهما كأنك سكنتهما.

قال الكفعمی رحمه اللّٰه المنزل عبارة عن مقار عظمة اللّٰه و سلطانه

ص: 230


1- 1. تسبیح لیلة السبت ص 144.
2- 2. البقرة: 22.

و علمه و الكرسی و العرش عبارة عن الملك و العلم و منه قوله تعالی وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ (1) و المراد بالتسویة علی العرش الاستیلاء و الإحاطة علی ملكه لعظمته و جلاله و منه قوله تعالی الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (2) أی استولی علی عرشه و هو ملكه و الإسكان هو القرار فی الموضع و القار المشغول بالتحیز القابل للانتقال و هذا من لوازم الممكن و الجسم أما فی حقه تعالی فإنه منزه عن الجسمیة و الحلول و كلما كان فی الأدعیة من هذا الباب بلفظ المنزل و الإسكان فإنه كنایة عن مواطن العظمة و القدرة و الاستیلاء و الإحاطة و السماء مواطن العلو و مواطن بركاته تعالی من الأمطار و الشمس و القمر و النجوم و الأفلاك و مهابط الوحی و مساكن ملائكته فسبحان من استوی علی ملكه بعظمته أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ انتهی.

متكبرا فی عظمتك أی مظهرا للكبریاء بسبب عظمتك الذاتیة أو كائنا فیها محتجبا فی علمك أی فیما تعلم من الحجب المعنویة أو مع علمك لم تطلع علیه إلا من شئت و علا هناك أی فی درجتك المعنویة بهاؤك أی حسنك و كمالك و قدسك أی تنزهك و تمكینك أی إقدارك أمناءك من الملائكة فیما أمرتهم به كما قال تعالی مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ (3) بذلك التمكین مكین أی ذو مكانة و منزلة أبلاه أی أنعمه.

و شر جلاه (4)

بالجیم مخففا أی أذهبه أو كشفه یقال جلوتهم عن أوطانهم أی أخرجتهم و جلوت أی أوضحت و كشفت و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة مخففا و فی بعضها مشددا أی تركه یقال خلیت الخلی أی جززته و قطعته و خلیت سبیله بالتشدید و خلا عنه الجائزة أی المقبولة أو المأذون فیها و المرتفق بفتح

ص: 231


1- 1. البقرة: 255.
2- 2. طه: 7.
3- 3. التكویر: 21.
4- 4. التسبیح ص 145.

الفاء محل الارتفاق و هو الاتكاء علی المرفق أو المخدة و فی بعض النسخ مرتفعا بالفتح أیضا أی محل ارتفاع إلی وجهك قال الكفعمی أی إلی رضوانك و ثوابك و ما یتقرب به إلیك قال:

أستغفر اللّٰه ذنبا لست محصیه***رب العباد إلیه الوجه و العمل

و منه قوله تعالی كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (1) أی ما یتقرب به إلیه و قوله وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ (2) أی و یبقی ربك الظاهر بأدلته ظهور الإنسان بوجهه و الوجه یعبر به عن الجملة و الذات و قوله كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ أی إلا إیاه و العرب تذكر الوجه ترید به صاحبه فتقول أكرم اللّٰه وجهك أی أكرمك اللّٰه و اجعله لنا فرطا قال أی أجرا یتقدمنا و منه الحدیث فی الدعاء للطفل المیت اللّٰهم اجعله لنا فرطا أی أجرا یتقدمنا و فی الحدیث أنا فرطكم علی الحوض أی أنا أتقدمكم إلیه و فرطت القوم أی تقدمتهم و سرت أولهم إلی الماء لتهیئة الدلاء و الرشا قاله الهروی فی الغریبین العتید الحاضر المهیأ.

و استویت به لعل المراد بالاسم هنا مدلوله من الصفات الكمالیة فشفع اللیلة أی اقبل شفاعتی فی رغبتی أو اقبل شفاعة رغبتی فی حاجتی أو اجعل رغبتی شفعا بالإجابة و فی بعض النسخ برغبتی أی اقبل الشفاعة فیها و صل وحدتی أی صلنی فی وحدتی ففیه مجازان استعارة فی الوصل و مجاز فی الإسناد فإن من یحسن إلی أحد فكأنه یصل ما بینه و بینه من العلائق و المجاز الثانی جار فی أكثر ما سیأتی.

و كن بدعائی حفیا قال الكفعمی أی مبالغا فی إلطافی و إجابة مسألتی و فی حدیث عمر أنه نزل به أویس القرنی فاحتفاه أی بالغ فی إلطافه و تكرمته یقال

ص: 232


1- 1. القصص: 88.
2- 2. الرحمن: 27.

أحفی بصاحبه و تحفی به و حفی به إذا بالغ فی بره و منه قوله تعالی إِنَّهُ كانَ بِی حَفِیًّا(1) أی بارا رحیما انتهی.

من روحك (2)

أی رحمته و الفسحة الوسعة(3) و المنة بالضم القوة و ما یحق أی یجب عطف علی طاعته و استشعار خیفته أی جعلها شعاری و ملازما لی أو إخفائها فإن الشعار مستور تحت الدثار من تواتر متعلق بقوله لم یخلنی إلا بفضل ما لدیه أی إلا بمزید ما عنده من النعم.

و أوبقه أهلكه و المهاوی المساقط و المهواة ما بین الجبلین أو نحو ذلك غیر مستقل بها أی ثقلت علی و لم أطق حملها من قولهم استقل الحمل أی حمله و رفعه و یقال استقل الجمل بحمله أی قام و أنت ملجأ الخائف و فی بعض النسخ لجأ بالتحریك و هما بمعنی محل الالتجاء.

و قال الجوهری لا یتعاظمه شی ء أی لا یعظم عنده شی ء و التسربل لبس السربال و هو القمیص و هنا كنایة عن الاختصاص و عدم المشاركة.

عن الحیثوثیة(4)

أی الحاجة إلی المكان أو العلة بالكیفوفیة أی بالاتصاف بالكیفیات الجسمانیة أو بالصفات الزائدة أو بالوصول إلی كنه ذاتك و صفاتك بالماهیة و فی بعض النسخ بالمائیة أی بما یجاب عن السؤال بما هو و هو كنه الحقیقة و الحینونیة أی جعل حین و زمان لك أو لأول وجودك و ظاهره نفی الزمان مطلقا.

و أنت ولیه أی أولی بالخیر و متولیه و موصله إلی العباد متیح الرغائب أی مقدر المطالب من قولهم تاح له الشی ء و أتیح له أی قدر له و الرغائب جمع الرغیبة و هی العطاء الكثیر.

ص: 233


1- 1. مریم: 47.
2- 2. التسبیح ص 146.
3- 3. دعاء یوم السبت ص 146.
4- 4. الدعاء ص 147.

و أدرجتهم درج المغفور لهم أی جعلتهم مثلهم و رفعتهم إلی منازلهم و سلكت بهم مسالكهم و الدرج بالتحریك جمع الدرجة و هی المرقاة و المدرجة أیضا المذهب و المسلك و درج مشی و الصفر بالكسر الخالی یقال بیت صفر من المتاع و رجل صفر الیدین ذكره الجوهری.

و قال داخ البلاد(1)

یدوخها قهرها و استولی علی أهلها و كذلك دوخ البلاد و داخ الرجل یدوخ ذل و دوخته أنا و حسن العز و الاستكبار أی منك لعظمتك و أما غیرك فلا یستحقهما و یقبحان منه و صفا الفخر أی خلص لك و اختص بك بسبب عزتك أو خلص لها و تكبرت أی أظهرت الكبریاء و تجللت أی أظهرت جلالتك أو علوت علی من سواك من قولهم تجلله أی علاه أو عممت جمیع الخلق فضلا و كرما و قدرة و علما أو صرت أجل من أن یشبهك غیرك و الأول أظهر.

و أقام الحمد عندك أی لا یتجاوزك إلی غیرك لأنه لا یستحقه إلا أنت إذ النعم كلها ترجع إلیك و القصم الكسر و اصطفیت الفخر أی اخترته و استبددت به و العلی بالضم و العلاء بالفتح الرفعة و الشرف و خلص الشی ء كنصر خلوصا أی صار خالصا.

بمكانك أی بمنزلتك الرفیعة و لا خطر لك بالتحریك و فی بعض النسخ و لا خطیر و قال الجوهری الخطر الإشراف علی الهلاك و خطر الرجل قدره و منزلته و هذا خطر لهذا و خطیر له أی مثله فی القدر مبلغك أی ما بلغت من الكمال و الشرف و لا یقدر شی ء قدرتك أی لا یصفها و لا یعرف كنهها قال اللّٰه سبحانه وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (2).

ص: 234


1- 1. دعاء آخر لیوم السبت ص 148 شرح لقوله:« و دوخت المتكبرین» فی السطر العاشر، و هو من الأدعیة التی سقطت من طبعة الكمبانیّ ألحقناها بقرینة هذه التوضیحات.
2- 2. الأنعام: 91.

أثرك أی لا یعرف آثار قدرتك و مراتب خلقك و یحتمل أن یكون كنایة عن الوصول إلی معرفته أو إلی درجة كماله فإن من یلحق أحدا یصل إلی أثر قدمه مكانك أی الوصول إلی مكانتك و منزلتك و لا یحول شی ء دونك أی لا یمنع من أن تعلم شیئا أو تقدر علیه.

و تملكت بسلطانك (1)

أی ملكت الأشیاء بسلطنتك و قدرتك الذاتیة لا بالجنود و الأعوان و تكرمت أی أظهرت الكرم الذاتی بما جدت علی خلقك.

أنت بالمنظر الأعلی المنظر المرقب و الموضع العالی المشرف و هنا إما كنایة عن اطلاعه سبحانه علی الخلق أو ارتفاعه عن أن تصل إلیه عقول الخلق و أفهامهم أو الأعم منهما و الأوسط هنا أظهر و قد مر الكلام فیه و الأبصار تشمل أبصار القلوب أیضا كما مر فی الأخبار.

و جرت قوتك و فی بعض النسخ و حزت قوتك أی جمعت القدرة علی جمیع الممكنات فلم یخرج شی ء منها قال الجوهری الحوز الجمع و كل من ضم إلی نفسه شیئا فقد حازه حوزا و قدمت عزك أی كان عزك قدیما قبل الأشیاء.

و تم نورك أی ظهورك أو كمالك و غلب مكرك قال الكفعمی أی عذابك و عقوبتك و قوله تعالی أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ (2) أی عقوبته و عذابه و قوله تعالی قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً(3) أی أقدر علی مكركم و عقوبتكم إن شاء و قوله تعالی إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِی آیاتِنا(4) أی یحتالون لما رأوا من الآیات بالتكذیب و یقولون سحر و أساطیر الأولین و قوله تعالی وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ (5) المكر من الخلائق

ص: 235


1- 1. الدعاء ص 149.
2- 2. الأعراف: 99.
3- 3. یونس: 21.
4- 4. یونس: 21.
5- 5. آل عمران: 54.

خداع و منه تعالی مجازاة للماكر و یجوز أن یكون استدراجه إیاهم من حیث لا یعلمون قاله الهروی.

و لا ینتصر أی ینتقم و قال الفیروزآبادی انتصف منه استوفی حقه منه كاملا حتی صار كل علی النصف سواء و تنصف السلطان سأله أن ینصفه و تناصفوا أنصف بعضهم بعضا.

و المعازة المغالبة و اضمحل ذهب و انحل و تضعضع خضع و ذل و افتقر و ضعضعه هدمه حتی الأرض ذكره الفیروزآبادی و قال الركن بالضم الجانب الأقوی و الأمر العظیم و ما یقوی به من ملك و جند و غیره و العز و المنعة.

و قال الید القوة و القدرة و السلطان و النعمة و الإحسان و قال الأید القوة.

و لا یخدع خادعك قال الكفعمی أی من خادعك لا یقدر علی خدعك و خدعه أی ختله و مكر به و الخدعة المرة و بالضم ما تخدع به و بفتح الدال الخداع قاله المطرزی و الحرب خدعة و خدعة أی یمكر فیها و یحتال و قوله تعالی یُخادِعُونَ اللَّهَ (1) أی أولیاءه لأن اللّٰه تعالی لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ قاله الجوهری.

و قیل یُخادِعُونَ اللَّهَ بمعنی یخدعون أی یظهرون غیر ما فی نفوسهم و الخداع یقع منهم بالاحتیال و المكر و الخداع یقع من اللّٰه تعالی بأن یظهر لهم من الإحسان و یعجل لهم من النعیم فی الدنیا خلاف ما یغیب عنهم و یستر من عذاب الآخرة لهم فجمع الفعلان لتشابههما من هذه الجهة و قیل الخدع فی كلام العرب الفساد قال.

أبیض اللون لذیذ الطعم*** طیب الریق إذا الریق خدع.

أی فسد فمعنی یُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ (2) أی یفسدون ما یظهرون من

ص: 236


1- 1. البقرة: 9.
2- 2. النساء: 142.

الإیمان بما یضمرون من الكفر كما أفسد اللّٰه علیهم نعمهم فی الدنیا بما صار إلیهم من عذاب الآخرة.

و قال الشیخ ابن بابویه ره فی كتاب الاعتقاد معنی قوله تعالی وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ و قوله تعالی یُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ و قوله تعالی اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (1) و قوله تعالی سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ (2) و قوله تعالی نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (3) أی أنه تعالی یجازیهم علی المكر و المخادعة و الاستهزاء و السخریة و جزاء النسیان هو أن ینسیهم أنفسهم لا أنه فی الحقیقة یمكر و یخادع أو یستهزئ أو یسخر أو ینسی تعالی اللّٰه عن ذلك علوا كبیرا.

من اغتر بك أی انخدع بإمهالك أو بالاتكال علی أعماله الناقصة لك و المناوأة بالهمزة المعاداة و ربما لم یهمز و أصله الهمز ذكره الجوهری و تكبرت أی أظهرت أنك أكبر ممن صد و أعرض و تولی عنك بما خلقت من جنودك السماویة و الأرضیة أو تكبرت بالإعراض عنهم فی الدنیا مع عدد جنودك التی لا تتناهی و لعله كان فی الأصل تكرمت.

و بمقدار عندك إشارة إلی قوله سبحانه وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ(4) أی بقدر لا یجاوزه و لا ینقص منه بحسب المصالح أو بتقدیر كما فی الأخبار و بدعتك أی مبتدعك و مخلوقك الذی اخترعته من غیر مثال.

إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی (5) أی عند الموت أو القیامة منتهاه عندك أی نهایة ذلك الأجل فی علمك لا یعلمها غیرك و منقلبهم أی انقلابهم فی أحوالهم المختلفة فی قبضتك أی قدرتك و تدبیرك و الذوائب جمع الذؤابة بالهمز و هی القطعة من الشعر

ص: 237


1- 1. البقرة: 15.
2- 2. براءة: 79.
3- 3. براءة: 67.
4- 4. الرعد: 8.
5- 5. الدعاء ص 150.

إذا كانت مرسلة و وسعهم كتابك أی القرآن أحكامه أو اللوح تقدیراته.

و یرعد علی بناء المعلوم أو المجهول أی یخاف فی القاموس ارتعد اضطرب و الاسم الرعدة بالضم و الكسر و أرعد بالضم أخذته و الرعدید الجبان و مبیر الظلمة أی مهلكهم و الشامخ و الباذخ الرفیع و الصغار الذل و الحمل علی المبالغة و كذا النكال و هو التعذیب الذی یوجب عبرة الغیر و غایة المتنافسین التنافس و المنافسة المغالبة فی الشی ء المرغوب أی إنما ینبغی المبادرة و المغالبة فی قربك و طاعتك و ثوابك و الصمد المقصود.

تباركت أی ثبت الخیر عندك و فی خزائنك أو تعظمت و اتسعت رحمتك أو تقدست و قد مر بعلو اسمك أی صفاتك التی دلت علیها أسماؤك.

فأشرق من نور الحجب نور وجهك أی ظهر جلال نور ذاتك من أنوار حجبك المخلوقة لك و یحتمل أن یكون المراد بالحجب الأئمة علیهم السلام أی ظهر من أنوار علومهم و كمالاتهم نور ذاتك أو وجوه المعارف التی تصل إلیها عقول الخلق فإنها تدل علی الذات و لیس بكنهها أو المعنی أشرق من بین أنوار الحجب نور ذاتك أو المراد بالوجه النبی و الأئمة علیهم السلام و الحجب جمیع الأنبیاء و الأوصیاء أو یكون الكلام مبنیا علی القلب أی أشرق من نور وجهك أنوار الحجب و یخطر بالبال هنا دقائق لا تجری علی الأقلام و تأبی عنه أكثر الأفهام و أغشی الناظرین أی جعل أبصارهم فی غشاء فلا یطیقون النظر إلیك لشدة شعاع بهائك و كمالك و استنار فی الظلمات أی ظلمات عالم الإمكان نورك فإن كل نور و ظهور منك.

حفظك أی علما أو إبقاء و تربیة و السِّرَّ ما أظهرته لغیرك بالنجوی وَ أَخْفی ما لم تظهره أو السِّرَّ ما أضمرته فی نفسك وَ أَخْفی ما خطر ببالك ثم نسیته أو السِّرَّ ما تعلم من نفسك و لا یعلم غیرك وَ أَخْفی ما لم تعلم أنت أیضا ما فِی السَّماواتِ بالجزئیة أو الظرفیة و المحلیة وَ ما فِی الْأَرْضِ كذلك وَ ما تَحْتَ الثَّری أی

ص: 238

التراب الندی و قیل هی الطبقة الطینیة و فی الأخبار عند ذلك ضل علم العلماء و قد مر تحقیق ذلك مرارا.

إلیك منتهی الأنفس أی انتهاؤها تعلم أسرارها و إلیك ترجع بعد مفارقتها أبدانها و علیك ثوابها و عقابها و حسابها و مصیر الأمور علما و تقدیرا و جزاء و حسابا.

عبدك أی الكامل فی العبودیة و ذاك منتهی الفخر و الشرف الأمی المنسوب إلی أم القری و لم یتعلم الخط و الكتابة من أحد لیكون فی الحجة أقوی و الفلج الظفر و الغلبة بالحجة.

و الخشوع الخضوع (1)

و خشع ببصره أی غضه و بتقلیبك عطف علی قوله بلا إله و قوله خیر الدعاء مفعول السؤال و تقلیب القلوب صرفها من إرادة إلی أخری من غیر علة ظاهرة

كما قال أمیر المؤمنین علیه السلام: عرفت اللّٰه بفسخ العزائم.

و خیر الدعاء التوفیق لإیقاعه بشرائطه و طلب ما هو خیر واقعا و خیر الأجل أی الموت أو الأعم.

بعد الجماعة(2)

أی بعد الدخول فی جماعة أهل الحق و انتهاك المحارم المبالغة فی إتیانها أو نبدل نعمتك تلمیح إلی قوله تعالی أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً(3) أی بدلوا مكان شكره كفرانا و عنهم علیهم السلام: نحن و اللّٰه نعمة اللّٰه التی أنعم بها علی عباده.

و فی خبر الصحیفة: و نعمة اللّٰه محمد و أهل بیته حبهم إیمان یدخل الجنة و بغضهم كفر و نفاق یدخل النار.

و البركة أی الزیادة أو البقاء و الثبات أو الأعم و المعافاة أی من البلاء و

ص: 239


1- 1. الدعاء ص 151 فی قوله و خشعت لك منها الابصار.
2- 2. شرح لقوله الجماعة فی قوله:« و من الفرقة بعد الجماعة، و من الاختلاف بعد الالفة، و من الذلة به العزة، و من الهوان إلخ» و قد كانت الجملات الثلاث ساقطة من الأصل الذی نقلناه و هو كتاب البلد الأمین، استدركناها هاهنا.
3- 3. إبراهیم: 28.

العذاب لرضوانك أی لما یوجبه وجهك أی رحمتك و صرف الوجه كنایة عن السخط من جوارك أی مجاورة رحمتك و قربك المعنویة فی الدنیا و الآخرة.

وَ هُمْ لَها سابِقُونَ (1) أی إلیها أو لأجلها سابقون إلی الجنة و اجعل كتابنا إشارة إلی قوله سبحانه كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ (2) أی كتابهم الذی تثبت فیه أعمالهم ترفع إلی علیین أی مراتب عالیة محفوفة بالجلالة و قیل هی السماء السابعة و قیل سدرة المنتهی و قیل الجنة و قیل لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فیه و یظهر من بعض الأخبار أن كتابهم أرواحهم المنتقشة فیها علومهم و معارفهم.

و قال تعالی فی وصف الأبرار یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ (3) قیل أی خمر صافیة من كل غش مَخْتُومٍ أی له ختام و عاقبة أو مختوم فی الآنیة بالمسك و هو غیر الخمر التی تجری فی الأنهار و قیل هو مختوم أی ممنوع من أن تمسه ید حتی یفك ختمه للأبرار.

بأحسن ما عملا أی بأحسن من عملهما و اللحد بفتح اللام و قد یضم و سكون الحاء الشق فی الجانب القبر و فی بعض النسخ بفتح الحاء كما جری علی الألسن و لم نر فیما عندنا من كتب اللغة و فتحه المراد عدم الضغطة أو الفسحة و الراحة فیما یكون فیه الروح فی البرزخ مضاجعهما أی قبورهما سمیت بذلك لأنه تضجع فیها الموتی یقال ضجع الرجل أی وضع جنبه بالأرض و كذا اضطجع العرب تعبر عن الراحة بالبرد.

قال الجزری فیه سلوا اللّٰه العفو و العافیة و المعافاة فالعفو محو الذنوب و العافیة السلامة من الأسقام و البلایا و هی الصحة ضد المرض و المعافاة أن

ص: 240


1- 1. الدعاء ص 152.
2- 2. المطففین ص 18.
3- 3. المطففین: 25.

یعافیك اللّٰه من الناس و یعافیهم منك أی یغنیك عنهم و یغنیهم عنك و یصرف أذاهم عنك و أذاك عنهم و قیل هو من العفو و هو أن یعفو عن الناس و یعفوا عنه.

كلمة المعتصمین المضبوط فی النسخ الرفع أی التسمیة كلمة المعتصمین باللّٰه یفتتحون بها فی كل أمر و یحتمل أن یكون خبر بسم اللّٰه من غیر تقدیر و هو بعید و لعل الجر أظهر صفة للاسم و مقالة المتحرزین أی عن البلایا و الآفات بلا تملیك (1) أی من غیرك إیاك و أن توزعنی قال الكفعمی أی تلهمنی و استوزعت اللّٰه شكره أی استلهمته فألهمنی و النعمی جمع نعمة و هی المنفعة الواصلة إلی الغیر علی جهة الإحسان إن ضممت النون قصرت و كتبتها بالیاء و إن فتحت مددت و كتبتها بالألف انتهی و الظاهر من كلام الجوهری و غیره أن النعمی بالضم أیضا مفرد كالنعماء.

و العنایة بالكسر الاهتمام بحاجة الغیر و المنح العطاء منحه یمنحه و یمنحه.

و لا توحش بی أهل أنسی الوحشة الهم و الخلوة أی لا تجعل أهل أنسی مهتمین بسبب بلیة عرضت لی أو لا تجعلهم مستوحشین منی لفقر أو مذلة عرضت لی أو لا تفرق بینی و بینهم فیستوحشوا بذلك.

أسلمت إلیك نفسی أی انقادت فی أوامرك و نواهیك أو لما علمت أنی لا أعلم خیری من شری و لا أقدر بالاستقلال علی جلب نفع و لا دفع ضرر لنفسی وكلتها إلیك و سلمتها و رضیت بكل ما تأتی إلیها أو جعلتها فی حفظك و حراستك و أودعتها إیاك.

و ألجأت إلیك ظهری أی اعتمدت علیك فی أموری كما یعتمد الإنسان بظهره إلی ما یستند إلیه رهبة مفعول لأجله و كذا رغبة و یحتملان الحالیة و المنجی المخلص و المهرب بغیر حساب قال الكفعمی فیه أقوال الأول أن معناه

ص: 241


1- 1. دعاء آخر للسجاد علیه السلام ص 153.

أنه تعالی یعطیهم الكثیر الواسع الذی لا یدخله الحساب من كثرته.

الثانی أنه لا یرزق الناس فی الدنیا علی مقابلة أعمالهم و إیمانهم و كفرهم فلا یدل بسط الرزق للكافر علی منزلته عنده تعالی و إن قلنا إن المراد به فی الآخرة فمعناه أنه تعالی لا یثیب المؤمنین فی الآخرة علی قدر أعمالهم بل یزیدهم من فضله.

الثالث أنه تعالی یعطی من یشاء عطاءه لا یأخذه به أحد و لا یسأله عنه سائل و لا یطلب علیه جزاء و لا مكافاة.

الرابع أنه یعطی العدد من شی ء لا یضبط بالحساب و لا یأتی علیه العدد لأن ما یقدر تعالی علیه غیر متناه و لا محصور فهو یعطی الشی ء لا من عدد أكبر منه فینقص منه كمن یعطی الألف من الألفین و العشرة من المائة.

الخامس أنه یعطی أهل الجنة ما لا یتناهی و لا یأتی علیه الحساب.

یكون علی فتنة أی سببا لافتتانی و وقوعی فی الإثم و العقاب بسبب حبه و جمعه و كسبه یكون لی عدوا أی ظاهرا أو واقعا أیضا بأن یكون حبه موجبا لعقابی و إن كان یحبنی.

جوامع الخیر(1)

أی الخیرات الجامعة لأنواع الخیر كحبه سبحانه و الإیمان و التقوی أو جمیعها و خواتمه أی یكون ختم أموری و عاقبتی بالخیر و سوابقه أی ما یسبق الخیر من الأسباب أو ما سبق فیه منه و جمیع ذلك أی الخیر أو ما ذكر تأكیدا بدوام فضلك أی بسببه أو مقرونا به یا من كبس الأرض علی الماء أی أدخلها فیه من قولهم كبس رأسه فی ثوبه أی أخفاه و أدخله أو جمعها فیه كما فی الحدیث: إنا نكبس السمن و الزیت نطلب فیه التجارة.

و الكبس الطم یقال كبست النهر كبسا طممته بالتراب.

كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ قال الكفعمی أی فی كل وقت و حین یحدث أمورا و یجدد أحوالا من إهلاك و إنجاء و حرمان و إعطاء و غیر ذلك و قیل نزلت

ص: 242


1- 1. الدعاء ص 154.

فی الیهود حین قالوا إنه لا یقضی یوم السبت شیئا و قیل إن الدهر كله عنده تعالی یومان أحدهما مدة أیام الدنیا و الآخر یوم القیامة فشأن یوم الدنیا الاختیار بالأمر و النهی و الإحیاء و الإماتة و نحو ذلك و شأن یوم القیامة الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب و قیل شأنه جل ذكره أن یخرج كل یوم و لیلة ثلاثة عساكر عسكرا من أصلاب الآباء إلی الأرحام و عسكرا من الأرحام إلی الدنیا و عسكرا من الدنیا إلی القبر ثم یصیرون إلیه جمیعا.

و قال التسبیح التنزیه و السبوح المنزه عن كل سوء و سبح قال سبحان اللّٰه و سبح أیضا بمعنی صلی و معنی سبحانك اللّٰهم و بحمدك أی سبحتك بجمیع آلائك و بحمدك سبحتك انتهی.

من علا فی الهواء أی ظهر آثار قدرته فیه أو علا عن أن یكون فی الهواء و الفضاء و شی ء من المكان بأزمتها(1)

أی بأسبابها نور النور أی منور كل نور و مظهره و قد مر تفسیر آیة النور بالحق أی قائما بالحق و الحكمة.

وَ یَوْمَ یَقُولُ كُنْ فَیَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُ قیل جملة اسمیة قدم فیها الخبر أی قوله الحق یوم یقول كقولك القتال یوم الجمعة و المعنی أنه الخالق للسماوات و الأرضین و قوله الحق نافذ فی الكائنات و قیل یوم منصوب بالعطف علی السماوات أو الهاء فی وَ اتَّقُوهُ فی الآیة السابقة أو بمحذوف دل علیه الحق و قوله الحق مبتدأ و خبر أو فاعل یكون علی معنی و حین یقول لقوله الحق أی لقضائه كن فیكون و المراد به حین یكون الأشیاء و یحدثها أو حین تقوم القیامة فیكون التكوین حشر الأموات و إحیاؤها.

وَ لَهُ الْمُلْكُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ هو كقوله لِمَنِ الْمُلْكُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ(2). سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً لفظة طِباقاً لیست فی الآیة التی فی آخر سورة

ص: 243


1- 1. تسبیح یوم السبت ص 155، و ما بعده یشرع فی شرح عوذة ابی جعفر علیه السلام.
2- 2. غافر: 16.

الطلاق (1)

و إنما هی فی سورة الملك (2) فإنه علیه السلام جمع بین مضمون الآیتین أو زیدت من النساخ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ أی فی العدد سبعا كما مر تحقیقه یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَ أی یجری أمر اللّٰه و قضاؤه بینهن و ینفذ حكمه فیهن لِتَعْلَمُوا علة لخلق أو یتنزل أو الأعم فإن كلا منهما یدل علی كمال قدرته و علمه و قوله و أحصی لیس فی تتمة تلك الآیات.

من شر متعلق بأعیذ و إن طال الفصل و الاعتراض أو مقدر هنا بقرینة ما سبق و الطارق الآتی باللیل لاحتیاجه إلی دق الباب ثم استعمل اتساعا فی جمیع النوازل باللیل و النهار و الحشوش بالضم جمع الحش مثلثة و الفتح أكثر و هو المخرج و أصله البستان و إنما سمی بذلك لأنهم كانوا یقضون حوائجهم فی البساتین و صحاری بفتح الراء و كسرها جمع الصحراء و الغیاض الآجام.

له مقالید السماوات (3)

هو جمع مقلید أو مقلاد و قیل جمع إقلید معرب اكلید علی الشذوذ و المعنی مفاتیحهما أی لا یملك أمرهما و لا یتمكن من التصرف فیهما غیره و هو كنایة عن قدرته و حفظه لهما و فیها مزید دلالة علی الاختصاص لأن الخزائن لا یدخلها و لا یتصرف فیها إلا من بیده مفاتیحها.

یبسط الرزق أی یوسع الرزق و یضیق علی وفق مشیته إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فیفعله علی ما ینبغی و نافث أی فی العقد أو موسوس فی القلب و متلون أی متشكل بالأشكال المختلفة كما هو شأن أكثر الجن و محتفز فی بعض النسخ بالفاء و الزای أی من یجلس

علی قدمیه كالمستعجل و فی بعضها بالفاء و الراء من احتفار الأرض أی حفرها و فی بعضها بالقاف و الراء من الاحتقار و الغایة(4)

أی نهایة العز و الكمال و الغایة یكون بمعنی الرایة أیضا

ص: 244


1- 1. الطلاق: 12.
2- 2. الملك: 3.
3- 3. عوذة أبی جعفر علیه السلام ص 156.
4- 4. دعاء لیلة الاحد ص 157.

و أحصی عددك أی ما أشد إحصاءك لعدد الأشیاء و ضرع بتثلیث الراء أی خضع و ذل و استكان.

فی مجلس وقارك (1)

أی فی المنزلة الرفیعة التی ظهر فیها وقارك و حلمك و قضاؤه أی حكمه بالثواب و العقاب من له ملكوت كل شی ء أی ملكه و له التصرف فیه علی أی وجه أراد.

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ قال الكفعمی ره أی لا تراه العیون لأن الإدراك متی قرن بالبصر لم یفهم منه إلا الرؤیة كما أنه إذا قرن بآلة السمع فقیل أدركته بأذنی لم یفهم منه إلا السماع و كذلك إذا أضیف إلی كل واحد من الحواس أفاد ما تلك الحاسة آلة فیه مثل أدركته بفمی أی وجدت طعمه و أدركته بأنفی أی وجدت رائحته و المعنی لا تدركه ذوو الأبصار و هو یدرك ذوی الأبصار أی المبصرین أی أنه یَرَی و لا یُرَی و بهذا خالف سبحانه جمیع الموجودات لأن منها ما یَرَی و یُرَی كالأحیاء و منها ما یُرَی و لا یَرَی كالجمادات و الأعراض المدركة(2) فاللّٰه تعالی خالف جمیعها و تفرد بأن یَرَی و لا یُرَی و تمدح سبحانه بمجموع الأمرین كما تمدح فی الآیة الأخری بقوله وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ (3).

وَ رُوِیَ: أَنَّ ذَا الرِّئَاسَتَیْنِ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ سَأَلَ الرِّضَا علیه السلام عَمَّا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهِ مِنَ الرُّؤْیَةِ فَقَالَ علیه السلام مَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَی بِخِلَافِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْیَةَ عَلَی اللَّهِ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ أَیِ الْأَبْصَارُ الَّتِی فِی الْقُلُوبِ وَ لَیْسَتْ هِیَ الْأَعْیُنَ أَیْ لَا یَقَعُ عَلَیْهِ الْأَوْهَامُ وَ لَا یُدْرَكُ كَیْفَ هُوَ.

قاله الطبرسی فی مجمع البیان (4).

أمرا لعله حال عن محمد أو عن نبیك أو هو معمول مقدر أی كانا أمرا فیما

ص: 245


1- 1. الدعاء ص 158.
2- 2. زاد فی هامش الجنة ص 106: و منها ما لا یری و لا یری كالاعراض غیر المدركة.
3- 3. الأنعام: 14.
4- 4. مجمع البیان ج 4 ص 344 فی آیة الانعام 103.

لا ظعن له منه أی فی مكان لا یسیر و لا یتحرك منه إلی غیره أی جنات الخلد.

و الكبر(1)

بالكسر العظمة و كعنب یطلق غالبا فی السن و فواضله أی رحماته الفاضلة و خیره أی من الخیرات ما هو أخیر و أفضل و نوافله أی زوائده و النافلة العطیة المستحبة و البوار الهلاك و بار المتاع كسد و بار عمله بطل و سكرة الموت شدته و النضرة الحسن و الرونق.

أیامك أی الأیام التی وعدتهم النصر فیها من أیام ظهور القائم علیه السلام و الرجعة و فی بعض النسخ أمانك و أتمم علینا نعمتك

قَالَ الْكَفْعَمِیُّ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِرَجُلٍ یَدْعُو وَ یَقُولُ أَتْمِمْ عَلَیْنَا نِعْمَتَكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله تَمَامُ النِّعْمَةِ الْعِتْقُ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ.

أوبقته معاصیه فی ضیق المسلك (2)

أی أهلكته بسبب أن ضاقت علیه المسلك إلی عفوك لكثرتها و لم یعزك منع فی بعض النسخ بالعین المهملة و الزای المشددة أی لم یغلبك منع أی لیس منعك لاضطرار و فاقة بل لعدم المصلحة فی العطاء أی لم یشتد علیك منع بأن لا تقدر علیه و یؤخذ منك قهرا و فی بعضها لم یعززك بفك الإدغام.

و فی بعضها لم یعرك بضم الراء المهملة المخففة أی لم یغشك منع بأن تكون محتاجا إلی غیرك فیمنعك أو تمنع غیرك خیرا فإن ما تمنعه لا یكون خیرا و إنما تمنع ما یكون شرا للمعطی قال الكفعمی من قرأ و لم یعزك بالتشدید أراد یغلبك یقال عز علیه و من عز بز أی من غلب سلب و قوله تعالی أَ یَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ(3) أی المنعة و شدة الغلبة و قوله تعالی أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ (4) أی

ص: 246


1- 1. الدعاء ص 259.
2- 2. دعاء یوم الاحد ص 160.
3- 3. النساء ص 139.
4- 4. البقرة: 206.

الامتناع و الغلبة و سمی ملك یوسف عزیزا لأنه غلب أهل مملكته و قوله تعالی وَ عَزَّنِی فِی الْخِطابِ (1) أی غلبنی فی الاحتجاج و من قرأ و لم یعرك بالراء المهملة و التخفیف أراد یمسك و یغشاك و عراه كذا و اعتراه إذا مسه و غشیه و قوله تعالی إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ(2) أی مسك بجنون و خبل انتهی.

أقول: الأصوب لم یفرك بالفاء المكسورة و الراء الساكنة أی لا یصیر منعك سببا لوفور مالك كما فی المخلوقین فتصح المقابلة و یؤیده ما فی بعض خطبه علیه السلام الحمد لله الذی لا یفره المنع و لا یكدیه الإعطاء.

قوله و لا أكداك إعطاء أی منعك و ردك و أكدیت الرجل من كذا منعته و رددته و أكدی الرجل قل خیره و قوله تعالی وَ أَعْطی قَلِیلًا وَ أَكْدی (3) أی قطع عطیته و یئس من خیره مأخوذة من كدیة الركیة و هو أن یحفر الحافر فیبلغ إلی الكدیة و هی الصلابة من حجر أو غیره فلا یعمل معوله فیه فییأس فیقطع الحفر انتهی.

فی النظر لها أی فی التفكر فیما یوجب صلاحها و النظر أیضا الإعانة و سالمت الأیام (4) أی صالحتها و وافقتها و عملت بمقتضی الزمان و موافقة أهله فی العصیان فما بقی لها أی لنفسی إلا نظرك أی لطفك و كرمك كما ورد فی خلافه لا ینظر اللّٰه إلیهم یوم القیامة.

مردها منك أی رجوعها من بابك و بالنجاح أی مقرونا بالظفر بالمطلوب و قال الكفعمی النفاح هو ذو الآلاء الظاهرة و النعماء المتكاثرة و نفحت الریح

ص: 247


1- 1. ص: 23.
2- 2. هود: 54.
3- 3. النجم: 34.
4- 4. الدعاء ص 161.

هبت و نفح الطیب فاح و ناقة نفوح یخرج لبنها من غیر حلب و نفحه أعطاه و النافح المعطی و كرر هنا لاختلاف اللفظ.

قال أقوی و أقفر بعد أم الهیثم.

و قال و ألفی قولها كذبا و مینا انتهی.

و السماح بالفتح و الكسر الجود و أدرجنی فیمن أبحت و فی بعض النسخ درج من أبحت أی أمتنی فیهم و اجعلنی بعد الموت منهم أو اسلكنی مسلكهم یقال درج أی مشی أو مات و الدرج بالتحریك الطریق.

من التتابع فی بعض النسخ بالباء الموحدة و فی بعضها بالیاء المثناة التحتانیة قال الكفعمی التتایع بالیاء المثناة من تحت التهافت قال الهروی و فی الحدیث كما یتتایع فی النار أی یتهافت و قال أبو الفرج بن الجوزی فی كتابه تقویم اللسان یقال تتایعت المصائب لا بالباء المفردة لأن التتایع فی الشر و التتابع فی الخیر.

إلیك الأصوات أی ذو الأصوات إلی خیر أی كونی منتهیا إلی أفضل أمور لا یملكها غیرك و یحتمل أن تكون الإضافة للبیان و ربما یقرأ بالتنوین فیكون الإبهام للتفخیم سموت بعرشك أی رفعته.

ثم دعوت السماوات (1)

تلمیح إلی قوله سبحانه ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِیا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ (2) و قد مر أن الكلام مبنی علی التمثیل شبه سبحانه نفاذ قدرته و مشیته فیهما بأمر المطاع و إجابة المطیع كما قیل فی قوله تعالی كُنْ فَیَكُونُ و كذا الخیفة هنا محمولة علی الاستعارة.

و فتقت الأرضین إشارة إلی قوله سبحانه أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما(3) قیل أی كانت السماوات واحدة ففتقت فی التحریكات

ص: 248


1- 1. الدعاء ص 162.
2- 2. فصّلت ص 11.
3- 3. الأنبیاء: 30.

المختلفة حتی صارت أفلاكا و كانت الأرض واحدة فجعلت باختلاف كیفیاتها و أحوالها طبقات و أقالیم و قیل كانت بحیث لا فرجة بینهما ففرج و قیل كانتا رتقا لا تمطر و لا تنبت ففتقتا بالمطر و النبات و لعل الأوسط هنا أنسب.

فرسخ أی ثبت سنخها أی أصلها ذراها أی أعالیها فاستقرت أی الأرض علی الرواسی أی بسببها و خففت عنها بالأحیاء و الأموات (1)

لعل المعنی خلقت منها الحیوانات و النباتات و الجمادات فالمراد بالأموات الأخیرتین أو الأخیرة فلما أخذت منها فكأنها خففت عنها و إن كان ثقلها علیها أیضا أو خففت عنها بسبب الأحیاء و الأموات لغذائهم و لباسهم و أكفانهم و مساكنهم أو بالأحیاء فیموتون أو بالأموات فیصیرون رفاتا و رمیما و فی بعض النسخ بالحاء المهملة من حفت المرأة وجهها من الشعر أی أذهب المیاه و الجبال عن بعض وجه الأرض لانتفاع الأحیاء و الأموات و الأول أیضا یحتمل هذا المعنی.

مع حكیم أی محكم متقن من أمرك أی تقدیرك و تدبیرك و نافخ النسیم أی الروح كما فی بعض النسخ لأنها تتحرك و تجری فی البدن كالنسیم لطفت فی عظمتك أی كنت لطیفا مع نهایة عظمتك أی مجردا و أنت ألطف من جمیع اللطفاء و تجردك أكثر من الجمیع أو لطفك بالنسبة إلی العباد مع نهایة عظمتك و استغنائك أكثر من جمیع اللطفاء و كذا لطفت للناظرین یحتمل الوجهین.

تبطنت أی علمت بواطنهم أو استخفیت منهم للظاهرین من خلقك أی لكل من دخل فی الوجود منهم و القطرات كأنه جمع قطرة بمعنی الناحیة منتهاك أی منتهی خلقك أو عرشك و أن ترزقنی الرغبة أی ما رغبت فیه إلیك و سألتك ما قصرت عنه رغبتی أی لم أسألكه لجهلی أو نسیانی أو غفلتی.

فی الملك (2)

أی فی الألوهیة ولی من الذل أی ولی یولیه من أجل

ص: 249


1- 1. و الأظهر: حففت متنها كما مر، و المعنی ظاهر.
2- 2. تتمة الدعاء ص 164، فی قوله و لم یكن له شریك فی الملك.

مذلة به لیدفعها عنه بموالاته و لا أخشی إلا عدله أی لا أخاف منه أن یظلمنی بل أخاف أن یعاملنی بالعدل و لا یعاملنی بالفضل.

و فی القاموس غیر الدهر كعنب أحداثه المغیرة و التأهب الاستعداد لما فیه الصلاح أی صلاح نفسی و الإصلاح أی إصلاح أموری أو إصلاح غیری أو إصلاح اللّٰه لی و لأموری به النجاح أی الظفر بالحوائج و الإنجاح أی قضاء حوائج الخلق و یحتمل التأكید یقال أنجح أی صار ذا نجح أو یكون أحدهما الظفر بالحوائج من اللّٰه و الآخر من الخلق و العافیة من البلایا و السلامة من الذنوب أو الأول من الأمراض و الثانی من شر الأعادی و یحتمل العكس فیهما و التأكید أیضا بتعمیمها.

و همزات الشیطان خطراته التی یخطرها بقلب الإنسان.

حافظا(1) تمیز أو حال و اختم بالانقطاع إلیك أمری أی اختم أموری بالانقطاع عن الخلق متوجها إلیك و متوسلا بك و لا ترنی عملی حسرات (2) أی لا تجعل أعمالی بحیث تكون موجبة لحسراتی فی القیامة بل وفقنی للأعمال المقبولة التی توجب مسراتی فقوله حسرات ثالث مفاعیل ترنی إن كان من رؤیة القلب و إلا فحال و الجمع باعتبار إرادة العموم من العمل.

تَوْبَةً نَصُوحاً قال الكفعمی أی صادقة و نصحته أی صدقته و قیل نصوحا أی بالغة فی النصح مأخوذ من النصح و هو الخیاطة كأن العصیان یخرق و التوبة النصوح ترقع و قیل نصوحا أی خالصة و نصح الشی ء خلص قاله الهروی انتهی.

یا أهل التقوی أی أنت أهل لأن تتقی لقدرتك و شدة عذابك و أهل لأن تغفر لسعة رحمتك قدسه آی آثار قدسه و شواهده من مصنوعاته الدالة علی تنزهه عن أن یكون شبیهها.

ص: 250


1- 1. دعاء آخر للسجاد علیه السلام ص 165.
2- 2. دعاء آخر للكاظم علیه السلام ص 166.

من أشرق كل شی ء أی فی كل شی ء.

لا یجاوز اسمه (1)

أی لا یخرج عن تأثیر اسمه أو عن مدلول بعض أسمائه كالرحمن و القادر و العالم و الغی و الضلال و الخیبة و البغی التعدی و الظلم و الطاغی العاتی المتكبر بروجا أی الاثنی عشر سراجا أی الشمس أن یوصل متعلق باحتجب أی من أن یوصل و الحوامیم لعلها كانت سبعا بعدد القرآن.

قصمت بعزتك (2)

و فی بعض النسخ بصوتك أی بصیت جلالك أو بالأصوات القویة التی أهلك اللّٰه بها بعض القرون السالفة و أضفت أی جمعت جمیعها فی قبضتك أی قدرتك و فی بعض النسخ أطقت أی قویت علیها و تصرفت فیها یقال أطقت الشی ء إطاقة و هو فی طوقی أی فی وسعی.

بضوء نورك أی بضوء سطع من نورك فكیف إذا كان أصل نورك و قال الكفعمی الفرق بین الضوء و النور أن الضوء ما كان من ذات الشی ء كالنار و الشمس و النور ما كان مكتسبا من غیره كاستنارة الجدار بالشمس و منه قوله تعالی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً(3) و قال ابن الأثیر قوله تعالی ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (4) أبلغ من ذهب بضوئهم لأن الضوء أخص من النور و استعمال العام فی النفی أبلغ من استعماله فی الإثبات عكس استعمال الخاص لاستلزام نفی الحیوانیة نفی الإنسانیة و إثبات الإنسانیة إثبات الحیوانیة دون عكسهما انتهی و الأزمة و المقالید كنایتان عن الأسباب و العلل و أذعنت أی السماوات و الأرضون و أبت حمل الأمانة إشارة إلی قوله سبحانه إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ

ص: 251


1- 1. عوذة یوم الاحد من عوذ أبی جعفر علیه السلام ص 167.
2- 2. دعاء لیلة الاثنین: 169.
3- 3. یونس: 5.
4- 4. البقرة: 17.

إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا(1) و قیل الأمانة التكلیف و الأوامر و النواهی و قیل أمانات الناس و الوفاء بالعهود و قیل المراد بالعرض علیها العرض علی أهلها و عرضها علیهم هو تعریفه إیاهم أن فی تضییع الأمانة الإثم العظیم فبین جرأة الإنسان علی المعاصی و إشفاق الملائكة من ذلك و حمل الأمانة إما قبولها أو تضییعها و الخیانة فیها.

قال الزجاج كل من خان الأمانة فقد حملها و من لم یحمل الأمانة فقد أداها و كذلك كل من أثم فقد احتمل الإثم و قیل معنی عرضنا عارضنا و قابلنا و المعنی أن هذه الأمانة فی جلالة موقعها بحیث لو قیست السماوات و الأرض و الجبال بها لكانت أرجح و معنی فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها ضعفن عن حملها كذلك وَ أَشْفَقْنَ مِنْها أی خفن و هذه الأمانة التی من صفتها أنها أعظم من هذه الأشیاء العظیمة تقلدها الإنسان فلم یحفظها بل حملها و ضیعها لظلمه علی نفسه و لجهله بمبلغ الثواب و العقاب.

و قیل إنه علی وجه التقدیر أی لو كانت تلك الأشیاء عاقلة ثم عرضت الأمانة علیها و هی وظائف الدین أصولا و فروعا لاستثقلت ذلك و لامتنعت من حملها خوفا من القصور عن أداء حقها ثم حملها الإنسان مع ضعف جسمه و لم یخف الوعید لظلمه و جهله.

و قیل المراد بالأمانة العقل و التكلیف و بعرضها علیهن اعتبارها بالإضافة إلی استعدادهن و بإبائهن الإباء الطبیعی الذی هو عدم اللیاقة و الاستعداد و بحمل الإنسان قابلیته و استعداده لها و كونه ظلوما جهولا لما غلب علیه من القوة الغضبیة و الشهویة.

و فی كثیر من الأخبار أن الأمانة هی الخلافة الكبری و حملها ادعاؤها بغیر حقها و لم یجترئ السماوات و الأرض و الجبال علی ذلك و فعلها الإنسان و هو أبو بكر و من تبعه فی ذلك لأنه كان ظلوما لنفسه فی غایة الجهل و قد مر الكلام فی ذلك

ص: 252


1- 1. الأحزاب: 72.

فی مواضع.

و قامت بكلماتك أی بتقدیراتك و إرادتك فی قرارها أی فی المحال التی قدرت و عینت لها و الكینون أیضا الكائن مع مبالغة محبتك أی محبوبك و مرادك ظاهرین أی غالبین.

غیر مرفوضین (1)

أی متروكین و أعنی علی نفسی أی فی الغلبة علیها فإنها تدعو إلی شهواتها و الخون بالفتح الخیانة و من التزین أی ادعاء ما لم أتصف به من الخیر بغیر الحق صفة كاشفة و مثله قوله ما لم تنزل به و من محبطات الخطایا أی الخطایا المحبطة للأعمال الصالحة و فی بعض النسخ محیطات من الإحاطة تلمیحا إلی قوله تعالی وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ (2) أی استولت علیه و شملت جملة أحواله.

و قال الكفعمی رحمه اللّٰه الروح طیب (3)

نسیم الروح و الریحان الرزق و من قرأ فروح أی فحیوه الأموات فیها و قال الجوهری فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ أی رحمة و رزق.

و قال الطبرسی (4)

فروح أی فراحة و استراحة من تكالیف الدنیا و مشاقها و قیل الروح الهواء تلذه النفس و تزیل عنها الهم و ریحان یعنی الرزق فی الجنة و قیل هو الریحان المشموم من ریحان الجنة یؤتی به عند الموت فیشمه و قیل الروح النجاة من النار و الریحان الدخول فی دار القرار و قیل روح فی القبر و ریحان فی القیامة و بضم الراء فمعناه فرحمة لأن الرحمة كالحیاة للمرحوم و قیل هو البقاء أی فحیاة لا موت فیها أی فهذان له معا و هو الخلود مع الرزق.

ص: 253


1- 1. الدعاء ص 170.
2- 2. البقرة: 81.
3- 3. تتمة الدعاء ص 171.
4- 4. مجمع البیان ج 9 ص 228.

و قال الهروی فی قوله تعالی وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (1) أی برحمة و كذا قوله تعالی فی عیسی علیه السلام وَ رُوحٌ مِنْهُ (2) و قوله وَ لا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ (3) أی من رحمته و

فی الحدیث: الولد من ریحان اللّٰه.

أی من رزقه و قولهم سبحان اللّٰه و ریحانه یریدون تنزیها له و استرزاقا و نصبهما علی المصدر انتهی.

و قال الجوهری أفكه یأفكه إفكا أی قلبه و صرفه عن الشی ء و النبأ أی الخبر و المشهور أنه نبأ البعث و النشور الذی أنكرته الكفار و فی الأخبار أنه نبأ ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام الذی اختلف فیه المؤمنون و المنافقون و یقال شرد البعیر أی نفر.

و سالم علی المعاصی أی سؤال من كان سالما من اللیالی و الأیام أی شرورهما مع كونه مصرا علی المعاصی أو سالما عن المعاصی فی اللیالی و الأیام لإنابته منها و تركها و هو بعید أو سالم الزمان و أهله فی ارتكاب المعاصی كما مر.

لغفرانها أی بسببه أو استعیر المجیر للمفزع یا كریم المئاب أی من المئاب و المرجع إلیه كریم حسن أو رجوعه علی عباده بالإحسان بمحض الكرم و الأول أظهر و اللوازب البلایا اللازمة المزمنة و اللزوب اللصوق و الثبوت و اللزبة الشدة و القحط.

لك عنت أی خضعت و ذلت و العانی الأسیر إذا ألم أی نزل.

و النكبة(4)

بالفتح المصیبة و نكبه الدهر نكبا و نكبا بلغ منه أو أصابه بنكبته و فی بعض النسخ و كآبة و الاكتیاب الانكسار من شدة الهم

ص: 254


1- 1. المجادلة: 22.
2- 2. النساء: 171.
3- 3. یوسف: 87.
4- 4. شرح لقوله:« و نكائب خوف الفتن» و قد كان فی ط الكمبانیّ« تكاءب» كما مر ص 172 ص 1.

و الحزن و المخبیات المستورات و أصله الهمز و تفیض سجال قال الكفعمی رحمه اللّٰه هذه استعارة و السجال جمع السجل و هو الدلو ملی ء ماء و منه أنه صلی اللّٰه علیه و آله أمر بصب سجل من ماء علی بول الأعرابی و أصل السجل الصب و سجل فلان علی فلان ماء أی صبه علیه قاله الهروی.

و رأیت فی كتاب تقویم اللسان لابن الجوزی أنه یقال فلان أهل لكذا و مستأهل غلط إنما المستأهل متخذ من الإهالة و هی ما یؤتدم به من السمن و الودك و كذا قاله الجوهری فی صحاحه و الحریری فی درته.

قال الصنعانی فی تكملته.

قال الأزهری خَطَّأَ بعضهم من یقول فلان یستأهل كذا بمعنی یستحق قال و لا یكون الاستیهال إلا من الإهالة قال الأزهری أما أنا فلا أنكره و لا أُخَطِّئُ قائله لأنی سمعت أعرابیا فصیحا أسدیا یقول لرجل شكر عنده یدا أولها تستأهل بأبی حازم ما أولیت و حضر ذلك جماعة من الأعراب فما أنكروا قوله.

قلت و الصحیح ما ذكره الأزهری بدلیل قول سید الوصیین و حجة رب العالمین فی هذا الدعاء و كذا

قوله فی مناجاته: إلهی إن كنت غیر مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود علی المذنبین بسعة رحمتك.

فیبطل حینئذ(1)

ما قاله ابن الجوزی و الجوهری.

و قال ره فی قوله خشعت لك الأصوات (2)

أی خفیت و انخفضت و قوله تَرَی الْأَرْضَ خاشِعَةً(3) أی ساكنة مطمئنة و قوله تعالی الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (4) أی خاضعون و قیل خائفون و الخشوع السكون و التذلل و الخشوع قریب المعنی من الخضوع إلا أن الخضوع فی البدن و الخشوع فی البدن

ص: 255


1- 1. راجع فی ذلك ج 87 ص 301 و 339.
2- 2. دعاء یوم الاثنین ص 173.
3- 3. فصّلت: 39.
4- 4. المؤمنون: 2.

و البصر و الصوت قاله الهروی انتهی.

مصادرها أی محال صدورها و عللها ضارع إلیك أی متذلل و متوسل و الحول الحیلة و القوة وطأتك أی بطشك و عذابك قال فی النهایة الوطء فی الأصل الدوس بالقدم فسمی به الغزو و القتل لأن من یطأ علی الشی ء فقد استقصی فی هلاكه و إهانته و منه

الحدیث: اللّٰهم اشدد وطأتك علی مضر.

أی خذهم أخذا شدیدا انتهی.

أمرك قضاء أی حكم و حتم أشار إلی قوله سبحانه إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (1) و كلامك نور یبین الحق و ینور القلب و رضاك رحمة أی لیس رضاك و سخطك كالمخلوقین بتغیر فی ذاتك بل إنما تطلق تلك الصفات علیك باعتبار غایاتها.

و لا معقب لحكمه (2)

أی إذا حكم حكما فأمضاه لا یتعقبه أحد بتغییر و لا نقض یقال عقب الحاكم علی حكم من كان قبله إذا حكم بعد حكمه بغیره بعد إعذارك أی قطعك عذرهم بإتمام الحجة علیهم و الأظلال جمع الظل كالظلال.

اصطنعت لنفسك (3)

أی اخترته لها یسرنا للیسری أی هیئنا للخلة التی تؤدی إلی یسر و راحة كدخول الجنة من یسر الفرس إذا هیأه للركوب بالسرج و اللجام و جنبنا العسری أی الخلة المؤدیة إلی العسر و الشدة كدخول النار و من أمرنا أی من جملة أمورنا رشدا أی ما نصیر به راشدین مهتدین أو اجعل أمرنا كله رشدا كقولهم رأیت منك رشدا قیل و أصل التهیئة إحداث هیئة الشی ء و الرشد بالتحریك و بالضم خلاف الغی.

ص: 256


1- 1. یس: 82.
2- 2. الدعاء ص 174 ص 4.
3- 3. الدعاء ص 175 ص 11.

و المرفق بكسر المیم و فتح الفاء ما یرفق به أی ینتفع به و كذا المرفق بفتح المیم و كسر الفاء و هو مصدر جاء شاذا كالمرجع و المحیض فإن قیاسه الفتح و فیه تلمیع إلی قوله سبحانه فی قصة أصحاب الكهف وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً(1) و قوله وَ یُهَیِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً(2) و قرأ نافع و ابن عامر بفتح المیم و كسر الفاء و الباقون بالعكس.

و أماناتنا أی طاعاتنا فإنها أمانة اللّٰه عندنا أو عهودنا أو ما ائتمننا الناس علیها أو بالعكس أو الأعم أو كوننا أمناء و قد مر تأویل الأمانة فی الآیة.

قال فی النهایة الأمانة تقع علی الطاعة و العبادة و الودیعة و الثقة و الأمان و قد جاء فی كل منها حدیث و منه أستودع اللّٰه دینك و أمانتك أی أهلك و من تخلفه بعدك منهم و ما تودعه و تستحفظه أمینك و وكیلك.

بحفظ الإیمان أی معه أو بما تحفظ به المؤمنین أو بحفظ یقتضیه الإیمان و كذا بستر الإیمان أی بما تستر به المؤمنین لا المنافقین فإنهم مستورون بستر اللّٰه لكن علی وجه الاستدراج و الإمهال و الغضب أو بستر یقتضیه الإیمان أی ستر كامل و قد مر بعض الوجوه للفقرة السابقة و انزع الفقر من بین أعیننا أی اجعلنا بحیث لا ننظر بالرغبة إلی ما متع به الأغنیاء و المترفون فهی مؤكدة للفقرة السابقة و نرد علمه (3) أی المتشابه إذا أفضینا إلیها أی وصلنا فی جوارك بالكسر أی أمانك أو بالضم أی قربك و مجاورتك علی المجاز و الطف لحاجتنا أی الطف لنا فی حاجتنا و أوصلها إلینا بلطف.

و الاتساق الانتظام (4)

و یقال استوسقت الإبل أی اجتمعت و الوثیق المحكم

ص: 257


1- 1. الكهف: 10.
2- 2. الكهف: 16.
3- 3. الدعاء ص 176 ص 1.
4- 4. شرح لقوله« متواترا متسقا» ص 177 ص 2.

و استوثق منه أخذ الوثیقة و السرمد الدائم صلاحا أی مشتملا علی ما یوجب صلاح أمور دنیای فلاحا أی مشتملا علی ما یوجب فوزی و نجاتی فی الآخرة نجاحا أی مشتملا علی ما یوجب ظفری بحوائج الدنیا و الآخرة.

و النذر و العهد مع اللّٰه و الوعد مع المخلوقین و فیه إشعار بوجوب الوفاء بالوعد و المظلمة بكسر اللام ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك أو غیبة بالرفع عطف علی مظلمة أو بالجر عطف علی نفسه و كذا تحامل یحتمل الوجهین و الأول أظهر فیهما و قال الجوهری تحامل علیه أی مال و تحاملت علی نفسی إذا تكلفت الشی ء بمشقة و قال الفیروزآبادی تحامل علیه كلفه ما لا یطیقه بمیل إلی خصمه أو هوی لنفسی فی الحكم علیه أو أنفة أی استنكاف عن رعایة الحق فیه أو حمیة أی رعایة لقبیلتی و عشیرتی أو ریاء أی أحكم علیه لمراءاة الناس و طلب مدحهم أو عصبیة أی عداوة لغیر قبیلتی و عشیرتی.

من مواقف الخزی أی مواقف تشتمل علی خزیی و مذلتی كالوقوف فی الدنیا عند ظالم علی وجه العقوبة و فی الآخرة بالفضیحة علی رءوس الأشهاد و عزائم مغفرتك (1) أی لوازمها و العدل فی الرضا و الغضب أی لا یصیر رضای عن أحد سببا للمیل إلیه و لا غضبی للمیل عنه و عدم رعایة الحق فیه و القصد التوسط بین الإسراف و التقتیر و قد مر فی التعقیبات شرح سائر الفقرات.

علی إقبال النهار(2)

أی أنزهه لذلك أو عنده و له الحمد و المجد أی یستحق التحمید و التعظیم و التكبیر مع كل نفس و الطرف إطباق الجفن و اللمحة الإبصار بنظر خفیف.

كَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قیل أی أوجب علی نفسه الإنعام علی خلقه أو الثواب لمن أطاعه أو إنظار عباده و إمهاله إیاهم لیتداركوا ما فرطوا فیه و یتوبوا عن معاصیهم

ص: 258


1- 1. الدعاء ص 178 ص 8.
2- 2. الدعاء ص 179 ص 4.

أو الرحمة لأمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله بأن لا یعذبهم عند التكذیب كما عذب من قبلهم بل یؤخرهم إلی یوم القیامة و التعمیم أولی أی أوجب علی نفسه الرحمة لمستحقها ما رأت الشمس استعیرت الرؤیة للإشراق لمشابهات كثیرة.

إلی الذی ختمته (1)

یعنی نفسه أو حوزها و حراستها و الختم كنایة عن الاستیثاق و قال الجوهری الحیة تكون للذكر و الأنثی و إنما دخلته الهاء لأنه واحد من جنس كبطة و زجاجة علی أنه قد روی عن العرب رأیت حیا علی حیة أی ذكرا علی أنثی انتهی أخذت عنه أی منعت.

لا یعول (2)

و فی بعض النسخ لا یعوز قال الجوهری عال فی الحكم أی جار و مال و عالنی الشی ء یعولنی أی غلبنی و ثقل علی و عال الأمر أی اشتد و تفاقم و فی القاموس عال أی كثر عیاله و قال العوز بالتحریك الحاجة عوز الشی ء كفرح لم یوجد و الرجل افتقر كأعوز و الأمر اشتد و إذا لم تجد شیئا فقل عازنی و المعوز الثوب الخلق.

و قال الإكلیل بالكسر التاج و شبه عصابة تزین بالجوهر و السحاب تراه كأن عشاء ألبسه و قال الكفعمی السرادق ما یدار حول الخیمة من شقق بلا سقف قاله المطرزی و قال الجوهری السرادق ما یمد فوق صحن الدار و كل بیت من كرسف فهو سرادق.

و الهیكل البناء المشرف و الكبریاء الملك لأنه أكبر ما یطلب من أمور الدنیا و منه قوله تعالی وَ تَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِیاءُ فِی الْأَرْضِ (3) أی الملك و أكثر الألفاظ فی هذا المعنی تمثیل لعظمة اللّٰه عز و جل و عجائب مخلوقاته السماویة التی لا یحاط بكنهها انتهی أهل الكرامة(4) مفعول تعرف الذی تحب

ص: 259


1- 1. الدعاء ص 180 ص 2.
2- 2. دعاء لیلة الثلثاء ص 181 ص 5.
3- 3. یونس: 78.
4- 4. الدعاء ص 182 ص 4.

صفة لاسمك.

و الصدق بوعدك (1) أی التصدیق به فإن من یصدق وعد اللّٰه فهو صادق أو یصدق الناس فی الأخبار بوعده تعالی فیؤدیه إلیهم كما هو الحق و قرئ و الذی جاء بالصدق و صدق به (2) بالتخفیف أو الصدق فی وعدك أی فی ما أعدك به.

و الوقوف عند موعظتك أی التوقف و عدم ارتكاب ما وعظتنی بتركه أو التأمل و التدبر فیها و العمل و الاصطبار الصبر بكلفة.

و قال الكفعمی ره العترة ولد الرجل و ذریته من صلبه و لذلك سمیت ذریة النبی صلی اللّٰه علیه و آله من فاطمة و علی علیهما السلام عترة محمد صلی اللّٰه علیه و آله.

و العترة البلدة و البیضة فهم علیهم السلام بلدة الإسلام و بیضته و أصوله.

و العترة صخرة عظیمة یتخذ الضب جحره عندها یهتدی بها لئلا یضل عنه و هم علیهم السلام الهداة للخلق علی معنی الصخرة.

و العترة أصل الشجرة المقطوعة التی تنبت من أصولها و هم علیهم السلام أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا و قطعوا و ظلموا فنبتوا من أصولهم لم یضرهم قطع من قطعهم.

و العترة شجرة صغیرة كثیرة اللبن بتهامة و هم علیهم السلام ینابیع العلم علی معنی كثرة اللبن.

و العترة شجرة تنبت علی باب وجار الضبع و هم علیهم السلام الشجرة التی النبی صلی اللّٰه علیه و آله أصلها و علی فرعها و الأئمة علیهم السلام أغصانها و شیعتهم ورقها.

و العترة قطع المسك الكبار فی النافجة و هم علیهم السلام من بین بنی هاشم و من بین بنی طالب كقطع المسك الكبار فی النافجة.

ص: 260


1- 1. الدعاء ص 183 ص 8.
2- 2. الزمر: 33.

و العترة العین النابعة العذبة و علومهم لا شی ء أعذب منها عند أهل الحكمة و العقل.

و العترة الذكور من الأولاد و هم علیهم السلام ذكور غیر إناث.

و العترة الریح و هم جند اللّٰه تعالی و حزبه كما أن الریح جند اللّٰه.

و العترة نبت ینبت متفرقا مثل المرزنجوش و هم علیهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة و بركاتهم منبثة فی المشرق و المغرب.

و العترة قلادة تعجن بالمسك و الأفاویه و هم علیهم السلام أولیاء اللّٰه المتقون و عباده المخلصون (1).

و العترة الرهط و هم علیهم السلام رهط رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و رهط الرجل قومه و قبیلته.

إذا عرفت ذلك فجمیع ما قلناه من الألفاظ فی معنی العترة التی اختلف العلماء فیها فهی كنایة عنهم علیهم السلام ذكر ذلك محمد بن بحر الشیبانی فی كتابه عن ثعلب عن ابن الأعرابی.

و الغوایة بالفتح الضلال و الغباوة قلة الفطانة و قال الجوهری استحوذ علیه الشیطان أی غلب و هذا جاء بالواو علی أصله كما جاء استروح و استصوب انتهی إلهه هواه أی أطاعه و بنی علیه دینه لا یسمع حجة و لا یبصر دلیلا.

و أبخلته (2)

نسبته إلی البخل أو وجدته بخیلا فصل أی فاصل بین الحق و الباطل و تعالیت علی العلا أی ارتفعت علی حقیقة العلو و الشرف و لا یؤدك أی لا یثقلك.

ص: 261


1- 1. و زاد فی المصباح ص 118 فی الهامش: قال: فهم ذوو النسب القصیر و طفلهم***باد علی الكبراء و الاشراف و الخمر ان قیل ابنة العنب اكتفت***بأب من الألقاب و الأوصاف
2- 2. شرح قوله:« لا یبخلك الحاح الملحین» ص 184 ص 4.

یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ (1) قیل أی یسبح سامعوه متلبسین بحمده و یصیحون بسبحان اللّٰه و الحمد لله أو یدل الرعد بنفسه علی وحدانیة اللّٰه و كمال قدرته متلبسا بالدلالة علی فضله و نزول رحمته و روی أن الرعد ملك موكل بالسحاب معه مخاریق من نار یسوق بها السحاب و هذا الصوت تسبیحه.

وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ أی من خوف اللّٰه و إجلاله و قیل الضمیر للرعد و هو بعید وَ الطَّیْرُ أی یسبح الطیر صَافَّاتٍ باسطات أجنحتها فی الهواء بأمره أی بقدرته كُلٌ منها قَدْ عَلِمَ اللّٰه صَلاتَهُ أی دعاءه وَ تَسْبِیحَهُ أی تنزیهه اختیارا أو طبعا و قیل الضمیر فی علم راجع إلی الكل و قیل الصلاة للإنسان و التسبیح لغیره و قیل تسبیحها ما یری علیها من آثار الحدوث و فی بعض الأخبار أن المراد بالطیر الملائكة المخلوقة بصورها فالصلاة و التسبیح و قوله بأمره علی حقیقة معناها.

و كبریاؤه مانع أی عن أن یوصل إلیه بسوء و المحال ككتاب الكید و روم الأمر بالحیل و التدبیر و المكر و القدرة و الحبال و العذاب و العقاب و القصد استقامة الطریق.

یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها أی مأواها علی وجه الأرض وَ مُسْتَوْدَعَها أی مدفنها أو موضع قرارها و مسكنها و مستودعها حیث كانت مودعة فیه من أصلاب الآباء و أرحام الأمهات أو مستقرها فی بطون الأمهات و مستودعها فی أصلاب الآباء أو مستقرها علی ظهر الأرض فی الدنیا و مستودعها عند اللّٰه فی الآخرة أو من استقر فیه الإیمان و من استودعه و قد مر مرارا.

و الكتاب المبین (2)

اللوح أو القرآن و لا یعثر جده أی لیس مثل عظماء الخلق فإن لهم إقبالا و إدبارا فإذا أدبرت الدنیا عنهم یقال عثر جده أی زل و أخطأ بخته بل عظمته دائمة و قدرته سرمدیة من كرامتك بیان للمقام أو علة

ص: 262


1- 1. دعاء آخر لیوم الثلثاء ص 185 ص 9.
2- 2. شرح لقوله:« كُلٌّ فِی كِتابٍ مُبِینٍ» ص 186 ص 1.

للتعریف أو من للتبعیض أی هذا المقام من جملة كرامتك له.

بمنزلة السابقین إما خبر بعد خبر أو متعلق براضون و بسترك الفائض أی السابغ الكامل و أصل الفیض كثرة الماء و الحكم أی الحكمة.

و اجعله همنا(1)

أی جمیع ما ذكر بتأویل المدعو أو كل واحد و فی بعض النسخ و اجعل أی اجعل قصدنا و هوانا مصروفة فی إصلاح أمر حیاتنا و موتنا و ما ینفعنا فیهما لا فی الشهوات الباطلة.

و قال الفیروزآبادی النجیح الصواب من الرأی و المنجح من الناس و الشدید من السیر و نجح أمره تیسر و سهل فهو ناجح.

و ظِلًّا ظَلِیلًا قال الطبرسی رحمه اللّٰه (2)

أی كنینا لیس فیه حر و لا برد بخلاف ظل الدنیا و قیل ظلا دائما لا تنسخه الشمس و قیل ظلا متمكنا قویا كما یقال یوم أیوم و لیل ألیل یصفون الشی ء بمثل لفظه إذا أرادوا المبالغة و قال فی النهایة فیه من كان عصمة أمره لا إله إلا اللّٰه أی ما یعصمه من المهالك یوم القیامة و العصمة المنعة و العاصم المانع الحامی و الاعتصام الامتساك بالشی ء.

و الثلاثاء(3)

صححه فی الصحاح بفتح الثاء و الألف بعد اللام و مد آخره و كذا فی القاموس لكن قال و یضم و فی بعض النسخ بالضم كذلك و فی بعضها بفتح اللام من غیر ألف بعدها و ضمیرا سخطه و رضاه راجعان إلی اللّٰه و العورة كل ما یستحی منه.

من بین یدی أی من جمیع جهاتی أو من بین یدی أی من البلایا التی أعلم و أقدر التحرز عنها و من خلفی من حیث لا أعلم و لا أقدر و عن یمینی و عن شمالی من حیث یمكننی أن أعلم و أتحرز و لم أفعل و الأول أظهر و إنما عدی

ص: 263


1- 1. الدعاء ص 187 ص 1.
2- 2. مجمع البیان ج 3 ص 62 فی سورة النساء الآیة 57.
3- 3. شرح قوله:« وهب لی فی الثلثاء ثلاثا» ص 188 ص 2.

الفعل فی الأولین بحرف الابتداء لأنه منهما متوجه إلیه و إلی الآخرین بحرف المجاوزة لأن الآتی منهما كالمنحرف عنه المار علی عرضه و نظیره قوله جلست عن یمینه.

و الغرض الهدف الذی یرمی إلیه أی لا تجعلنی هدف بلاء و النصب بالتحریك و سكون الوسط العلم المنصوب و هو قریب من الأول.

قیما(1) بفتح القاف و كسر الیاء المشددة أی مستقیما و فی بعض النسخ بكسر القاف و فتح الیاء المخففة علی أنه مصدر نعت به و قرئ فی الآیة بهما و المعنی واحد و فی الصحاح الجهد المشقة یقال جهد دابته و أجهدها إذا حمل علیها فی السیر فوق طاقتها و جهد الرجل فهو مجهود من المشقة.

و لا ینفع ذا الجد قال الكفعمی الجد الحظ و الإقبال فی الدنیا و الجد و الحظ و البخت بمعنی و منه قوله علیه السلام فی الدعاء: و لا ینفع ذا الجد منك الجد.

أی من كان ذا حظ و بخت فی الدنیا لم ینفعه ذلك عندك فی الآخرة لقوله تعالی یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ (2) انتهی.

و قال فی النهایة أی لا ینفع ذا الغناء منك غناؤه و إنما ینفعه الإیمان و الطاعة انتهی و بعضهم حمل الجد علی أب الأب و الأم أی لا ینفعه النسب فی الآخرة و ربما یقرءان بالكسر أی لا ینفعه الجد فی الطاعة عندك و هما بعیدان.

و قال ابن هشام فی المغنی فی بیان معانی كلمة من الخامس البدل نحو أَ رَضِیتُمْ بِالْحَیاةِ الدُّنْیا مِنَ الْآخِرَةِ(3) و لا ینفع ذا الجد منك الجد أی ذا الحظ حظه من الدنیا بدلك أی بدل طاعتك أو بدل حظك أی بدل حظه منك و قیل ضمن ینفع معنی یمنع و متی علقت من بالجد انعكس المعنی (4)

ص: 264


1- 1. قوله:« و أسألك دینا قیما» ص 189 ص 2.
2- 2. الشعراء: 88.
3- 3. براءة: 38.
4- 4. مغنی اللبیب ج 1 ص 320 ط القاهرة.

من لا تبید معالمه (1)

أی لا یهلك و لا یفنی ما یصیر سببا للعلم بذاته و صفاته ما بقی مخلوق یستحق العلم فإن جمیع الموجودات من معالمه أو معالمه كتبه و دینه و شرائعه و قال الكفعمی الشامخ و الباذخ قریبان من السواء و شرف باذخ عال و البواذخ الجبال العالیة و الشوامخ الجبال الشامخة.

و قضی فی كل سماء أمرها إشارة إلی قوله سبحانه فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها(2) و قیل أی شأنها و ما یتأتی منها بأن حملها علیه طبعا و اضطرارا أو أوحی إلی أهلها بأوامره.

و خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ قیل أی فی مقدار یومین أو بنوبتین لأنه لم یكن یوم قبل خلق السماوات و قیل المراد بالأرض ما فی جهة السفل من الأجرام البسیطة و من خلقها فی یومین أن خلق لها أصلا مشتركا ثم خلق لها صورا صارت بها أنواعا.

وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها أی أقوات أهلها بأن عین لكل نوع ما یصلحه و یعیش به فی یومین آخرین إشارة إلی قوله سبحانه وَ بارَكَ فِیها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها فِی أَرْبَعَةِ أَیَّامٍ (3) أی فی تتمة أربعة أیام سَواءً(4) قیل أی استوت سواء بمعنی استواء و الجملة صفة أَیَّامٍ أو حال من الضمیر فی أَقْواتَها أو فِیها لِلسَّائِلِینَ قیل

ص: 265


1- 1. تسبیح یوم الثلثاء ص 190 س 1.
2- 2. فصّلت: 12.
3- 3. فصّلت: 10.
4- 4. قوله تعالی سَواءً لِلسَّائِلِینَ أی كان هذا الجواب« تقدیر خلق السموات و الأرض الی ستة أیّام علی ذاك التفصیل» جوابنا لكل سائل سئل منا فأوحینا الی كلّ نبیّ من الأنبیاء أن یجیب امته بذلك الجواب، لئلا یختلف الوحی و أمّا حقیقة ذلك التقدیر فمستور عنهم لسذاجة عقولهم و أفهامهم، و انما یعلم حقیقته من وحینا الی خاتم الأنبیاء حیث أشرنا إلیه: « وَ إِنَّ یَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ».

متعلق بمحذوف تقدیره هذا الحصر للسائلین عن مدة خلق الأرض و ما فیها أو بقدر أی قدر فیها الأقوات للطالبین.

و سخر البحر قال الكفعمی بالخاء المعجمة أی ذلل و التسخیر التذلیل و سفن سواخر طابت لها الریح و منه قوله تعالی وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا(1) و من قرأ و سجر بالجیم فمعناه ملأه و سجر التنور أحماه و النهر ملأه و منه قوله تعالی وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ(2) أی المملو انتهی.

و تعقد علیه القلوب من العقائد الباطلة و الأوهام و الأفزاع و الخیالات الموحشة.

و قال الجوهری اخترمهم الدهر و تخرمهم (3)

أی اقتطعهم و استأصلهم و كل شی ء یعبدك أی یطیعك اختیارا أو اضطرارا و الخبر بالضم العلم و حفظ كل شی ء أی علمه من مقامك أی قیامك بأمور خلقك أو منزلتك الرفیعة.

لم یسبقك (4)

أی لیس تقدمه لأنه سبق إرادتك و وقع قبلها و ما أخرت منها لیس التأخیر لأنك لم تكن قادرا علیه قبل ذلك بل كل ذلك بمشیتك لاقتضاء المصلحة ذلك و آثره أی اختره علی جمیع خلقك بصفو كرامتك أی بخالص إكرامك له و بلغ به كذا فی النسخ فی الموضعین و الظاهر و ابْلُغْ به أو بَلِّغْهُ و كأن الباء زائدة أو المعنی بَلِّغ بسببه أهل بیته و خواص أمته.

و فی القاموس رسا رسوا و رسوا ثبت كأرسی و لعل الوضع فی المواضع كنایة عن تعلق مدلوله و مقتضاه بخلق هذه الأشیاء و استقرارها و عیسی علیه السلام كلمة اللّٰه لأنه انتفع به و بكلامه أو یعبر عن اللّٰه أو خلق بكلمة كن من غیر أب و هو روح اللّٰه لأنه كان یحیی الأموات أو القلوب المیتة بالعلم و الحكمة أو هو ذو روح صدر منه

ص: 266


1- 1. النحل: 14.
2- 2. الطور: 6.
3- 3. شرح قوله:« لا تخترم الأیّام ملكك» فی دعاء لیلة الاربعاء ص 191.
4- 4. الدعاء ص 192 س 3.

تعالی لا بتوسط ما یجری مجری الأصل و المادة له و الوأی الوعد.

عند قضائك (1)

أی الموت أو الأعم و عرفها لی إشارة إلی قوله تعالی وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (2) قیل أی و قد عرفها لهم فی الدنیا حتی اشتاقوا إلیها فعملوا ما استحقوها به أو بینها لهم بحیث یعلم كل واحد منزله و یهتدی إلیه كأنه كان ساكنه مذ خلق أو طیبها لهم من العرف و هو طیب الرائحة أو حددها لهم بحیث یكون لكل جنة مقررة.

و لا یخلو من الضمیر لعله علی القلب أی لا یخلو ضمیر منه أو المراد به ما یضمر فی النفس أی هو عالم بكل معلوم.

و صرف الدهر(3) حدثانه و نوائبه. و قال الكفعمی استعجمت عجزت و فی الحدیث: جرح العجماء جبار.

أی البهیمة جرحها جبار أی هدر سمیت عجماء لأنها لا تتكلم و كل من لا یقدر علی الكلام أو لا یفصح به فهو أعجم و مستعجم و صلاة النهار عجماء أی لا جهر فیها بالقراءة و الأعجم من الموج الذی لا یتنفس أی لا ینضح الماء و لا یسمع له صوت و باب معجم أی مقفل و استعجم الكلام أی استبهم و لسان أعجمی و كتاب أعجمی و لا تقل رجل أعجمی فتنسبه إلی نفسه و فی لسانه عجمة أی عدم إفصاح بالعربیة و العجم جمع العجمی و هو خلاف العربی و إن كان فصیحا و الأعجمی الذی فی لسانه عجمة و إن كان عربیا من الغریبین و الصحاح و المغرب انتهی و اللجلجة و التلجلج التردد فی الكلام.

غیر أنك (4)

أی إلا أنهم یصفونك بهذا الوجه كما قال صلی اللّٰه علیه و آله: أنت كما أثنیت علی نفسك دونك. أی قبل الوصول إلیك إلا خشیتك أی معه و

ص: 267


1- 1. الدعاء ص 193 س 1.
2- 2. الدعاء ص 194 س 4.
3- 3. شرح قوله:« و لا یغیرك فی مر الدهور صرف» ص 194 س 5.
4- 4. دعاء آخر لیوم الاربعاء ص 195 س 10.

ما یوجبه و كذا الفقرة التالیة.

و بدء كل شی ء(1)

الواو للحال عن فاعل الجملة الأخیرة أو الجمیع و لا تفعل ما تشاء بصیغة الخطاب أی لم تشأ جبرا و اضطرارا و فی بعض النسخ بصیغة الغیبة فقوله غیرك فاعل للفعل و المشیة علی التنازع.

إلا وجهك أی ذاتك أو دینك و شریعتك أو أنبیاؤك و حججك فالهلاك بمعنی البطلان أو كل شی ء فان و فی معرض الهلاك إلا من جهة انتسابه إلیك فإن وجودهم و ظهورهم و كمالهم بتلك الجهة.

علی ما تقضی أی بعد ذلك لا تسبق علی بناء المجهول أی ما طلبته لا یسبقك فلا تدركه و لا تقصر كتنصر قال الجوهری قصرت عن الشی ء قصورا عجزت عنه و لم أبلغه منتهی دون أی عن منتهی و دون بمعنی عند أو یقرأ منتهی بالتنوین و لعله كان دون منتهی فوقع فیه التقدیم و التأخیر و لا استحراز من قدرتك أی لا یتحرز و لا یمتنع منه.

فلا مقصر دونك قال الكفعمی أی غایة و فی الحدیث: من شهد الجمعة و لم یؤذ أحدا بقصره. أی بحسبه و غایته یقال قصرك أن تفعل كذا و قصارك و قصاراك أی غایتك.

و قوله قبل ذلك فلا تقصر إن أردت لیس معناه الغایة كما ذكرناه هنا بل ذلك یحتمل معنیین الأول الكف یعنی و لا تكف إن أردت و منه قوله تعالی ثُمَّ لا یُقْصِرُونَ (2) أی لا یكفون و قصر و أقصر إذا كف و الثانی أن یكون بمعنی العجز و الضعف فالمعنی لا تعجز إن أردت أو لا تضعف و القصور العجز و قصر عنه أی عجز قاله الهروی و كذا الكلام فی قوله و لا تقصر قدرتك انتهی.

و قال الجوهری رضی فلان بمقصر مما كان یحاول بكسر الصاد أی بدون

ص: 268


1- 1. الدعاء ص 196 س 1.
2- 2. الأعراف: 202.

ما كان یطلب.

اللّٰهم فتت (1)

الفت الكسر یقال فت عضدی و هد ركنی ثم إنه كان فیما عندنا من نسخ الدعاء و فیهم خیرتك من خلقك القائم بحجتك و لا یستقیم المعنی و كان سقط من الكلام شی ء فألحقت من دعاء آخر یقاربه فی المضامین ما سقط من بین ذلك لینتظم الكلام.

قال الجوهری و الضریبة الطبیعة و السجیة تقول فلان كریم الضریبة و لئیم الضریبة.

فی كل مثوی (2)

أی محل إقامة و منقلب أی محل انقلاب و حركة محیاهم أی كحیاتهم ألطف الأشیاء أی بألطفها أو كألطفها و قوله یا بنی یا أبتاه بیان له.

و فی الصحاح قیض اللّٰه فلانا لفلان أی جاءه به و أتاحه له و قال غیابة الجب قعره و قال الهمس الصوت الخفی یا راد حزن یعقوب أی سبب حزنه و هو یوسف علیه السلام أو المراد بالرد الكشف و الدفع.

و من عذابك الأدنی (3)

تلمیح إلی قوله تعالی وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (4) و یدل علی أن المراد بالأدنی عذاب القبر و المشهور بین المفسرین أن المراد به عذاب الدنیا كما یدل علیه قوله لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ إلا أن یحمل لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ علی الرجعة قبل القیامة كما یدل علیه بعض الأخبار.

و یحتمل أن یكون الغرض محض موافقة اللفظ و توضیحه بعذاب القبر لعدم توهم كون المقصود ما هو المقصود فی الآیة و فی إختیار ابن الباقی عذاب القبر

ص: 269


1- 1. الدعاء ص 197 س 2.
2- 2. الدعاء: 198 س 9.
3- 3. الدعاء ص 199 س 2.
4- 4. السجدة: 21.

فیوافق ظاهر الآیة مشكورا أی مجزیا مقبولا و الزكاة أی الطهارة من الرذائل أو النمو فی الصالحات.

و اجعل وسیلتی أی قربی أو توسلی بالوسائل إلیك لا إلی غیرك فیما عندك أی من الدرجات و المثوبات و زكها إشارة إلی قوله تعالی قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها(1) أی أنماها بالعلم و العمل أو طهرها من الذنوب و الأخلاق الردیة ولیها أی أولی بها و مولیها أی مالكها و بارك لی أی زده و أدمه و أسألك الشكر أی توفیقه.

لباسا(2) أی غطاء یستر بظلمته من أراد الاختفاء سباتا أی قطعا عن الإحساس و الحركة استراحة للقوی الحیوانیة و إزاحة لكلالتها أو موتا لأنه أحد التوفیین و منه المسبوت للمیت و أصله القطع.

و قال الكفعمی سؤال إذا كان السبات هو النوم فكأنه تعالی قال (3) جعلنا نومكم نوما و الجواب أن المراد بالسبات هنا الراحة و الدعة و قیل المراد أنا جعلنا نومكم سباتا لیس بموت لأن النائم قد یفقد من علومه و قصوده أشیاء كثیرة یفقدها المیت فأراد سبحانه أن یمتن علینا بأن جعل نومنا الذی یضاهی فیه بعض أحوالنا أحوال المیت لیس بموت علی الحقیقة و لا بمخرج لنا عن الحیاة و الإدراك فجعل التوكید بذكر المصدر قائما مقام ذكر الموت سادا مسد قوله تعالی وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ لیس بموت قاله السید المرتضی ره فی درره (4) انتهی.

و قال الجوهری نشر المیت ینشر نشورا أی عاش بعد الموت فسویت إشارة إلی قوله تعالی خَلَقَ فَسَوَّی قال الطبرسی أی سوی بینهم فی الإحكام و الإتقان و قیل خلق كل ذی روح فسوی یدیه و عینیه و رجلیه و قیل خلق الإنسان فعدل قامته و لم یجعله منكوسا كالبهائم و قیل خلق الأشیاء علی موجب إرادته لحكمته

ص: 270


1- 1. الشمس: 8.
2- 2. دعاء آخر للسجاد علیه السلام ص 200.
3- 3. یعنی قوله عزّ و جلّ:« وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً».
4- 4. ج 1 ص 338.

فسوی صنعها لتشهد علی وحدانیته.

و تدانی فی الدنیا أمله أی قصرت آماله فی الدنیا و دنا انصرامها و انقضاؤها لقرب أجله و الأصح و الأشهر فی الأربعاء كسر الباء و ربما یفتح و یضم.

و أخذك الحق بینهم (1)

أی فی القیامة أو الأعم و بین الخلائق أی و بین غیرهم أو المراد غیر الإنسان و قال الجوهری عدمت الشی ء بالكسر أعدمه عدما بالتحریك علی غیر قیاس أی فقدته و أعدم الرجل افتقر فهو معدم و عدیم.

و فی النهایة فیه تعوذوا باللّٰه من قترة و ما ولد(2)

هو بكسر القاف و سكون التاء اسم إبلیس و فی القاموس ابن قترة بالكسر حیة خبیثة إلی الصغر و أبو قترة إبلیس لعنه اللّٰه أو قترة علم للشیطان انتهی و المضبوط فی النسخ ابن فترة.

و سخر البحرین (3)

العذب و المالح كما مر و لم تأن أی لم تتأن و لم تؤخر ما شئت لمئونة و مشقة قال الجوهری تأنی فی الأمر أی ترفق و تنظر و نصب الرجل بالكسر نصبا تعب حقیق أی و أنت حقیق.

و تهلل (4)

أی تلألأ یوم القضاء أی القیامة كما قال تعالی وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِ (5) و قال الكفعمی و إنما قال علیه السلام برد العیش لأن كل محبوب عندهم بارد و منه قولهم اللّٰهم برد مضجعه و البارد السهل و فی الحدیث أنه علیه السلام قال: لبریدة الأسلمی من أنت قال بریدة الأسلمی قال بك برد أمرنا.

أی سهل و منه الحدیث: الصوم فی الشتاء الغنیمة الباردة.

أی لا تعب فیه و لا مشقة و أما حدیثه بردوا بالظهر فالإبراد انكسار الوهج و قیل أی صلوها فی أول وقتها و برد النهار أوله.

ص: 271


1- 1. دعاء آخر للكاظم علیه السلام ص 201 س 17.
2- 2. عوذة یوم الاربعاء ص 203 س 16.
3- 3. عوذة اخری ص 204 س 6.
4- 4. دعاء لیلة الخمیس ص 205 س 16.
5- 5. الزمر: 69.

و قوله علیه السلام و قرة عین (1)

كنایة عن السرور و الرضا و قولهم أقر اللّٰه عینك أی سرك اللّٰه لأن دمعة السرور باردة و دمعة الحزن حارة و القر و القرة البرد.

و قیل أقر اللّٰه عینك أی صادف فؤادك ما یرضیك فتقر عینك من النظر إلی غیره و قیل أقر اللّٰه عینك أی أنامها و قرت عینه نقیض سخنت قررت به عینا و قررت بفتح الراء و كسرها قال المطرزی

و فی الحدیث: لا تبردوا علی الظالم.

أی لا تخففوا عنه و تسهلوا علیه عقوبة ذنبه و قال الجوهری لا تبرد علی من ظلمك أی لا تشتمه تنقص من إثمه انتهی.

و خذ إلی الخیر أی خذ بناصیتی جاذبا لی إلی الخیر فیها بلاغی أی ما یبلغنی إلی الآخرة قال الراغب البلاغ الانتهاء إلی أقصی المقصد الإنابة إلی دار الخلود أی الرجوع إلیها بمعنی السعی فی تحصیلها و إصلاحها.

و التجافی التباعد و منه قوله تعالی تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ (2) و دار الغرور الدنیا لأن أهلها یغترون بها و البغتة و الفجأة بالضم و المد بمعنی و لا تعجلنی عن حق أی بأن تأخذنی بموت أو بلاء قبل الإتیان به.

و الأسقام الدویة أی الموجبة لأدواء آخر أو المزمنة العسرة العلاج قال الكفعمی أی ذوات الداء و الداء واحد الأدواء و رجل دوی فاسد الجوف من داء و دوی بالكسر أی مرض و أدواه أمرضه بالعفو لأن الأمراض أكثرها من ثمرات المعاصی بما لها أی من المثوبات مرضیة عند اللّٰه.

و قال الكفعمی ره الوجل و الخوف واحد و إنما كرر للتأكید و اختلاف اللفظ یقال وجل یوجل و ییجل و یأجل و المقت البغض و مقته أبغضه و المقت أشد البغض قوله تعالی إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً أی زنا وَ مَقْتاً(3) أی بغضا یورث

ص: 272


1- 1. الدعاء ص 206 س 1.
2- 2. السجدة: 16.
3- 3. النساء: 22.

بغض اللّٰه.

و قال الحسنی هی الخصلة المفضلة فی الحسن و هی السعادة و قیل هی البشارة بالجنة انتهی مع المؤمنین أی حال كونها معهم ملحقة بهم و هو إشارة إلی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (1) و من مغاویه أی غوایاته أو محال غوایته.

و قال الجوهری شی ء سابغ (2)

أی كامل واف و سبغت النعمة تسبغ بالضم سبوغا اتسعت و أسبغ اللّٰه علیه النعمة أی أتمها و قال دمغه دمغا شجه حتی بلغت الشجة الدماغ.

أقول: أی حجته تدمغ الباطل و تهلكه كما قال تعالی بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ (3) المانع العصمة أی عصمته مانعة من أن یوصل إلی صاحبها سوء و من أن یرتكب معصیة و الغرة بالكسر الغفلة و قال الجوهری كننت الشی ء سترته و صنته من الشمس و أكننته فی نفسی أسررته و قال أبو زید كننته و أكننته بمعنی فی الكن و فی النفس جمیعا.

و قال تنصل فلان من ذنبه تبرأ و قال الرحب بالضم السعة و رحائب التخوم سعة أقطار الأرض و قد مر شرح بعض الفقرات فی دعاء الصباح (4) و الأبراج جمع البرج بالتحریك و هو الجمیل الحسن الوجه أو المضی ء البین المعلوم ذكره الفیروزآبادی غمره أی شمله و أحاط به.

فاعتقد المحارم (5)

أی اكتسبها و اقتناها فی القاموس اعتقد ضیعة و مالا اقتناهما و فی بعض النسخ و احتقب من الحقیبة و هی الوعاء الذی یجمع الرجل فیه

ص: 273


1- 1. الأنبیاء: 101.
2- 2. شرح قوله:« السابغ النعمة» ص 207 س 6.
3- 3. الأنبیاء: 18.
4- 4. راجع ج 94 ص 247.
5- 5. دعاء یوم الخمیس ص 208 س 4.

زاده فیعلقه خلفه علی راحلته قال الجوهری الحقیبة واحدة الحقائب و احتقبه و استحقبه بمعنی أی احتمله و منه قیل احتقب فلان الإثم.

و قال الكفعمی قوله تعالی إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ(1) أی الطریق ممرك علیه و المرصد و المرصاد الطریق عند العرب و أرصدت الشی ء أعددته و منه قوله تعالی إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً(2) أی معدة و الرصد كالحرس و الرصید الأسد یرصد و لا یكون إرصاد إلا فی السر قال ابن الأعرابی رصدت له و أرصدت بمعنی و رصد الشی ء بمعنی رقبه و قال الجوهری قال الأخفش سوی إذا كان بمعنی غیر أو بمعنی العدل یكون فیه ثلاث لغات إن ضممت السین أو كسرتها قصرت فیهما جمیعا و إن فتحت مددت.

و رحمتك حیاة(3)

أی موجب لحیاة الخلق صورة و معنی و صفا أی خلص بلا شركة شریك.

و طمحت (4)

أی ارتفعت و انجلت لك الأجساد أی خرجوا عن دیارهم إلی ما شئت من الحج و الزیارات و غیرها أو إلی قبورهم كذا فی أكثر النسخ و الظاهر و أنحلت بالحاء المهملة كما فی بعضها من النحول بمعنی الهزال و قد نحل جسمه ینحل بالفتح فیهما و قد یكسر الماضی و أنحله الهم.

و اطمأنت تلمیح إلی قوله سبحانه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (5) و أفضیت إلیك القلوب أی أسرارها من قولهم أفضی إلیه سره و فی بعض النسخ أفضت و قد مرت فیه وجوه.

ص: 274


1- 1. الفجر: 14.
2- 2. النبأ: 21.
3- 3. دعاء آخر لیوم الخمیس ص 209 س 20.
4- 4. الدعاء ص 210 س 1.
5- 5. الرعد: 28.

و أخذت إشارة إلی قوله تعالی یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ (1) قیل أی مجموعا بینهما و قیل یؤخذون بالنواصی تارة و بالأقدام أخری تأخذهم الزبانیة فی القیامة و هنا یحتمل أن یكون المراد ذلك عبر عنه بالماضی لتحقق الوقوع أو هو كنایة عن كونهم تحت یده و فی قبضته و عدم امتناعهم عن حكمه كما فی قوله ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها(2).

بما ألبستنی أی وفقتنی للتلبس به و الإلباس مجاز و الباء للقسم أو للسببیة أسألك تأكید للسؤال الأول و كذا أدعوك فی المواضع و المسئول قوله أن تقلبنی و الكدح العمل و السعی.

مدخلی (3)

أی فی جمیع الأمور أو فی القبر أو فی الجنة مبصرا أی مضیئا یبصرون فیه قال الطبرسی رحمه اللّٰه و إنما قال وَ النَّهارَ مُبْصِراً(4) و إنما یبصر فیه تشبیها و مجازا و استعارة فی صفة الشی ء بسببه علی وجه المبالغة كما یقال سر كاتم و لیل نائم قال رؤبة قد نام لیلی و تجلی همی و قال الجوهری المبصرة المضیئة و منه قوله تعالی فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آیاتُنا مُبْصِرَةً(5) قال الأخفش إنها تبصرهم أی تجعلهم بصراء.

بذمة الإسلام أی حرمته أو العهد الذی جعلته للمسلمین بسبب إسلامهم قال فی النهایة الذمة و الذمام بمعنی العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق و فی دعاء المسافر اقلبنا بذمة أی ارددنا إلی أهلنا آمنین و منه الحدیث: فقد برأت منه الذمة. أی إن لكل أحد من اللّٰه عهدا بالحفظ و الكلاءة فإذا فعل ما حرم علیه خذلته ذمة اللّٰه.

ص: 275


1- 1. الرحمن: 41.
2- 2. هود: 56.
3- 3. الدعاء ص 211 س 12.
4- 4. یونس: 67، راجع مجمع البیان ج 5 ص 121.
5- 5. النمل: 13.

فاعرف (1)

فی بعض النسخ فاخفر و فی الصحاح خفرت الرجل أخفره بالكسر خفرا إذا أجرته و كنت له خفیرا تمنعه و أخفرته إذا نقضت عهده و غدرت استعنت بحول اللّٰه و قوته من حول خلقه أی معرضا و مستغنیا من حولهم و فی بعض نسخ منهاج الصلاح امتنعت و هو أنسب.

و الإخبات (2)

الخشوع و قال الكفعمی المخبتین أی المتواضعین لله تعالی و قیل هم الخاشعون و قیل هم الذین اطمأنوا إلی ذكر اللّٰه و قیل هم المتضرعون التائبون و الخبت ما اطمأن من الأرض و أناب إلی اللّٰه أقبل انتهی لا یهن من الوهن بمعنی الضعف.

دون كل شی ء(3)

أی عنده و قال الكفعمی المتعالی فی دنوك أی فی قربك و قوله المتدانی دون كل شی ء دون هنا بمعنی فوق و هو تقصیر عن الغایة و هذا دون ذاك أی أقرب منه و دون بمعنی غیر و قوله تعالی تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا(4) أی من عذابنا فی سیرانها أی سیرها و فی بعض النسخ سیراتها جمع سیرة و الدجی الظلمة و الغموض الخفاء و الخطف الاستلاب و البرق الخاطف هو الذی یستلب نور الأبصار قال تعالی یَكادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ (5).

بإرزامه بكسر الهمزة و فی بعض النسخ بفتحها قال الجوهری الرزمة بالتحریك صوت الناقة تخرجه من حلقها لا تفتح به فاها و ذلك علی ولدها حین ترأمه و الإرزام أیضا صوت الرعد و رزمة السباع أصواتها و الرزیم الزئیر و قال الطود الجبل العظیم و العوذة بالضم الرقیة و المارد العاتی.

ص: 276


1- 1. الدعاء ص 212 س 1.
2- 2. شرح قوله:« و اخبات المؤمنین» ص 213 س 5.
3- 3. تسبیح یوم الخمیس ص 214 س 2.
4- 4. الأنبیاء: 43.
5- 5. البقرة: 20.

لِیُطَهِّرَكُمْ (1) أی من الحدث و الجنابة وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ أی الجنابة لأنه من تخییل الشیطان أو وسوسته و تخویفه إیاهم من العطش وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ بالوثوق علی لطف اللّٰه بهم وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ أی بالمطر حتی لا یسوخ فی الرمل أو بالربط علی القلوب حتی تثبت فی المعركة و الآیة نزلت فی وقعة بدر كما مر.

ارْكُضْ بِرِجْلِكَ (2) أی اضرب برجلك الأرض و المخاطب به أیوب علیه السلام كما مر فضرب فنبعت عین فقیل له هذا مُغْتَسَلٌ أی تغتسل به و تشرب منه.

ماءً طَهُوراً(3) أی مطهرا لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً بالنبات و تذكیر میتا لأن البلدة فی معنی البلد وَ أَناسِیَّ كَثِیراً قیل یعنی أهل البوادی الذین یعیشون بالمطر و لذلك نكر الأنعام و الأناسی و تخصیصهم لأن أهل المدن و القری یقیمون بقرب الأنهار و المنابع فبهم و بما حولهم من الأنعام غنیة عن سقیا السماء أَناسِیَ جمع إنسی أو إنسان علی أن أصله أناسین.

و بجمع اللّٰه أی جمعه للكمالات أو بحزب اللّٰه و جنوده و مرزغ قبور العالمین بتقدیم المهملة علی المعجمة و الغین المعجمة أخیرا و فی النهایة قیل أ ما جمعت فقال منعنا هذا الرزغ هو الماء و الوحل و قد أرزغت السماء فهی مرزغة و منه الحدیث: إن لم ترزغ الأمطار غیثا.

و قال الجوهری الرزغة بالتحریك الوحل و أرزغ المطر الأرض إذا بلها و بالغ و لم یسل و یقال احتفر القوم حتی أرزغوا أی بلغوا الطین الرطب انتهی.

و أقول لعل المقصود أمطار سحائب الرحمة و المغفرة كما هو الجاری علی ألسن الخاصة و العامة و قال الكفعمی ره كأنه إشارة إلی المطر الذی ذكره

ص: 277


1- 1. الأنفال: 11.
2- 2. ص: 42.
3- 3. عوذة یوم الخمیس ص 215 س 1، و الآیة فی الفرقان: 49.

الصادق علیه السلام عند قیام القائم علیه السلام قال إذا آن قیامه علیه السلام مطر الناس جمادی الآخرة و عشرة أیام من رجب مطرا لم یر الخلائق مثله فینبت اللّٰه تعالی لحوم المؤمنین و أبدانهم فكأنی أنظر إلیهم من قبل جهینة ینفضون شعورهم من التراب و یجوز أن یراد بالمطر هنا الأربع و عشرین مطرة المرویة فی كتب الأخبار التی تكون قبل قیام الساعة فینبت اللّٰه تعالی علیها أجساد العالمین لیقفوا فی موقف العرض و الجزاء یوم الدین انتهی.

و حجابك المنیع (1)

أی الذی سترت به عیوبهم و خطایاهم أو حجبتهم من شر أعادیهم مع طغیانهم.

«44»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، قَالَ حَدَّثَ الشَّرِیفُ زَیْدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی السَّلَامِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَلَوِیَّ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ الْعَلَوِیَّ وَ هُوَ الَّذِی تُسَمِّیهِ الْإِمَامِیَّةُ الْمُؤَدِّیَ یَعْنِی صَاحِبَ الْعَسْكَرِ الْآخِرِ علیه السلام یَقُولُ: قَرَأْتُ مِنْ كُتُبِ

آبَائِی علیهم السلام مَنْ صَلَّی یَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی دَرَجَةِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً.

صَلَاةُ یَوْمِ الْأَحَدِ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: وَ مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْمُلْكِ بَوَّأَهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ یَشَاءُ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْراً جَعَلَ اللَّهُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نُوراً یُضِی ءُ مِنْهُ

ص: 278


1- 1. خاتمة الدعاء ص 216 س 2.

الْمَوْقِفُ حَتَّی یَغْبِطَهُ بِهِ جَمِیعُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ.

صَلَاةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً قَالَ: وَ مَنْ صَلَّی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آمَنَ الرَّسُولُ (1) إِلَی آخِرِهَا وَ إِذا زُلْزِلَتِ مَرَّةً وَاحِدَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْهَا كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ الْإِخْلَاصَ وَ سُورَةَ الْقَدْرِ مَرَّةً وَاحِدَةً تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ زَوَّجَهُ بِزَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُورِ أَیْضاً قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْراً قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ سَلْ تُعْطَ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ عَنْ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ حم السَّجْدَةَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی جَنَّتَهُ وَ شَفَّعَهُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ وَقَاهُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ وَ أَهْوَالَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی أَیِّ وَقْتٍ أُصَلِّی هَذِهِ الصَّلَاةَ فَقَالَ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَی زَوَالِهَا(2).

ص: 279


1- 1. البقرة: 285، و لفظها:« آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ».
2- 2. جمال الأسبوع ص 41- 42.

ذكر الروایة الثانیة بالصلوات للأسبوع باللیل و النهار التی روینا أنا وجدناها مرویة عن قدوة الأطهار صلوات اللّٰه علیه و علیهم صلاة دائمة الاستمرار.

صَلَاةُ لَیْلَةِ السَّبْتِ: وَ هِیَ رَكْعَتَانِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً مَرَّةً.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ السَّبْتِ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْفَاتِحَةَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مَرَّةً وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ یَقُمْ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ السَّبْتِ رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ ثَمَانِیَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ الْكَوْثَرَ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً كَانَ كَمَنْ حَجَّ وَ كَأَنَّمَا اشْتَرَی أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَأَعْتَقَهُمْ وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ إِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ رَمْلِ عَالِجٍ وَ عَدَدَ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ جَازَ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ وَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ السَّبْتِ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ كُلِّ رَكْعَةٍ سَبْعَمِائَةِ حَسَنَةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَدَائِنَ فِی الْجَنَّةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ السَّبْتِ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ

ص: 280

الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ سَبَّحَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ خَتْمَةً الْخَتْمَةُ أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ كَلِمَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ كَلِمَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ كَلِمَةُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ كَلِمَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ خَرَجَ مِنْهَا كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ السَّبْتِ وَ هِیَ رَكْعَتَانِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً مَرَّةً-(1).

دُعَاءُ لَیْلَةِ السَّبْتِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْأَوَّلُ الْقَدِیمُ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَ لَا مَعْبُودَ سِوَاكَ خَلَقْتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ بِقُدْرَتِكَ وَ مَشِیَّتِكَ فَأَنْتَ اللَّهُ الْحَیُّ قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ ذُو الْمُلْكِ الْعَظِیمِ وَ السُّلْطَانِ الْقَدِیمِ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ اجْزِهِ بِكُلِّ خَیْرٍ أَبْلَاهُ وَ شَرٍّ جَلَّاهُ وَ یُسْرٍ آتَاهُ وَ ضَعِیفٍ قَوَّاهُ وَ یَتِیمٍ آوَاهُ وَ مِسْكِینٍ رَحِمَهُ وَ جَاهِلٍ عَلَّمَهُ وَ دِینٍ نَصَرَهُ وَ حَقٍّ أَظْهَرَهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَی فِی الرَّفِیعِ الْأَعْلَی إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَ اجْعَلْ حَوْضَهُ لَنَا مَوْرِداً وَ لِقَاءَهُ لَنَا مَوْعِداً

یَسْتَبْشِرُ بِهِ أَوَّلُنَا وَ آخِرُنَا حَیْثُ أَنْتَ رَاضٍ عَنَّا فِی دَارِ السَّلَامِ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ نَبِیِّكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ أَنْ تَفْتَحَ لِیَ اللَّیْلَةَ یَا رَبِّ خَیْرَ مَا فَتَحْتَهُ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ثُمَّ لَا تَسُدَّهُ عَنِّی أَبَداً حَتَّی أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ شَفِّعِ اللَّیْلَةَ یَا رَبِّ رَغْبَتِی وَ أَكْرِمْ طَلِبَتِی وَ نَفِّسْ كُرْبَتِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ صِلْ وَحْدَتِی وَ آنِسْ وَحْشَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ اجْبُرْ فَاقَتِی وَ لَقِّنِّی حُجَّتِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ اسْتَجِبِ اللَّیْلَةَ دُعَائِی

ص: 281


1- 1. جمال الأسبوع: 44.

وَ أَعْطِنِی مَسْأَلَتِی وَ كُنْ بِی رَحِیماً وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ لَا تَحْرِمْنِی وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ السَّبْتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ السَّبْتِ عِنْدَ الضُّحَی عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ أَلْفَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِیدٍ وَ أَلْفِ صِدِّیقٍ.

دُعَاءُ یَوْمِ السَّبْتِ-: یَقْرَأُ الْإِخْلَاصَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ بَعْدَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ كهیعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِیَّا فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْمَدُكَ بِجَمِیعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا وَ أَشْكُرُكَ شُكْرَ مُقِرٍّ بِأَیَادِیكَ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُتَذَلِّلٍ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَضْرَعُ إِلَیْكَ ضَرَاعَةَ خَائِفٍ مِنْ عُقُوبَتِكَ حَذِرٍ مِنْ سَطْوَتِكَ اللَّهُمَّ فَبِقُدْرَتِكَ الَّتِی سَطَحْتَ بِهَا الْأَرْضَ وَ رَفَعْتَ بِهَا السَّمَاءَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةَ مَنِ اخْتَصَصْتَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَی الرِّسَالَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِی هَدَانَا مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَی سَبِیلِ طَاعَتِكَ وَ عَلَّمَنَا سَنَنَ الْعِبَادَةِ لَكَ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِینَ الْأَئِمَّةِ الْأَكْرَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَصْبَحْتُ مُتَقَلِّباً فِی قَبْضَتِكَ لَا أَمْلِكُ مِنْ نَفْسِی ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً إِلَّا بِمَشِیَّتِكَ فَأَسْأَلُكَ یَا مَالِكَ كُلِّ نَفْسٍ وَ یَا قَادِراً عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ أَنْ تَحْفَظَنِی فِیهِ مِنْ أَسْبَابِ الزَّلَلِ وَ تُوَفِّقَنِی لِصَالِحِ الْعَمَلِ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ أَعْبُدُكَ وَ أُقَدِّسُكَ وَ أُصَلِّی لَكَ وَ أَسْجُدُ لَكَ وَ أُمَرِّغُ صَفْحَتَیْ فِی التُّرَابِ تَذَلُّلًا لَكَ كَیْ تَرْحَمَ مَخَافَتِی مِنْكَ وَ تَغْفِرَ السَّالِفَ مِنْ ذَنْبِی وَ عِصْیَانِی لَكَ رَبِّ وَا شِقْوَتِی إِنْ كُنْتَ لِلنَّارِ خَلَقْتَنِی رَبِّ وَا ذُلِّی إِنْ كُنْتَ

ص: 282


1- 1. جمال الأسبوع: 46.

لِلِانْتِقَامِ أَمْهَلْتَنِی اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا یَوْمٌ قَدْ أَقْبَلَ وَ لَا أَعْلَمُ مَا تَقْضِی فِیهِ عَلَیَّ فَأَسْأَلُكَ یَا رَبَّ الْعَرْشِ أَنْ تَجْعَلَنِی فِیهِ مِمَّنْ اسْتَعْصَمَكَ فَعَصَمْتَهُ وَ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ وَ اسْتَهْدَاكَ فَهَدَیْتَهُ وَ اسْتَوْفَقَكَ فَوَفَّقْتَهُ وَ ضَرَعَ لَكَ فَمَا خَیَّبْتَهُ رَبِّ أَنْتَ الْمَعْبُودُ وَ أَنْتَ الْمَسْئُولُ وَ أَنْتَ الْمُطَاعُ وَ أَنْتَ الْمَرْجُوُّ وَ أَنْتَ الْمَخُوفُ إِلَهِی دَعَوْتُكَ وَ أَنَا مُقِرٌّ بِخَطَائِی مُعْتَرِفٌ بِزَلَلِی فَأَجِبْ یَا سَیِّدِی دُعَائِی وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِذَنْبِی إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِیمُ الْغَفُورُ مَا یُدْعَی بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ لَا مُمْسِكَ لِمَا تَفْتَحُهُ مِنْ رَحْمَتِكَ فَأَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُمْسِكَ لِی وَ مَعِی وَ عَلَیَّ مَا ابْتَدَأْتَنِی بِهِ مِنْ نِعْمَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا فَإِنَّكَ وَلِیُّ تَوْفِیقِی وَ بِیَدِكَ أَمْرِی وَ نَاصِیَتِی یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ السَّبْتِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ جَمِیعِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ إِلَی آخِرِهَا وَ بِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إِلَی آخِرِهَا وَ بِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إِلَی آخِرِهَا وَ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِلَی آخِرِهَا وَ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا وَ سَیِّدُنَا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ نُورُ النُّورِ وَ مُدَبِّرُ النُّورِ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ- الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ یَوْمَ یَقُولُ كُنْ فَیَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ

ص: 283


1- 1. جمال الأسبوع: 48.

الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ وَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصی كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ مُعْلِنٍ بِهِ أَوْ مُسِرٍّ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَ الْبَشَرِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَطِیرُ بِاللَّیْلِ وَ یَسْكُنُ بِالنَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَسْكُنُ الْحَمَّامَاتِ وَ الْخَرَابَاتِ وَ الْأَوْدِیَةَ وَ الصَّحَارِیَ وَ الْغِیَاضَ وَ الْأَشْجَارَ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی الْأَنْهَارِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی الْآجَامِ وَ الْبِحَارِ وَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ جَمِیعَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ یُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ یَشَاءُ وَ یَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ یَشَاءُ وَ یُعِزُّ مَنْ یَشَاءُ وَ یُذِلُّ مَنْ یَشَاءُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهَارِ وَ یُولِجُ النَّهَارَ فِی اللَّیْلِ وَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یَرْزُقُ مَنْ یَشَاءُ بِغَیْرِ حِسَابٍ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ: أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ إِخْوَانِی بِاللَّهِ الَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلی الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الْمُنْزِلِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ نَافِثٍ وَ نَاكِسٍ

ص: 284

وَ شَیْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ وَ سَاحِرٍ وَ كَاهِنٍ وَ ظَاهِرٍ وَ بَاطِنٍ وَ نَاطِقٍ وَ طَارِقٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَخَیِّلٍ وَ مُتَكَوِّنٍ وَ مُخِیفٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ حِرْزِی وَ نَاصِرِی وَ مُونِسِی وَ هُوَ یَدْفَعُ عَنِّی لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی لَیْلَةِ الْأَحَدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً حَفِظَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ فَإِنْ تُوُفِّیَ وَ هُوَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ الشَّفَاعَةَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِیمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَرْبَعَ مَدَائِنَ فِی الْجَنَّةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَحَدِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثِینَ مَلَكاً یَحْفَظُونَهُ مِنَ الْمَعَاصِی فِی الدُّنْیَا وَ عَشَرَةً یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ فَإِنْ مَاتَ فَضَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی ثَوَابِ ثَلَاثِینَ شَهِیداً فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَضَرَهُ مِائَةُ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَوْلِهِ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّهْلِیلِ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَحَدِ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَحَدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَوَابَ الشَّاكِرِینَ وَ ثَوَابَ الصَّابِرِینَ وَ أَعْمَالَ الْمُتَّقِینَ وَ كَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ لَا یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ إِلَّا مَغْفُوراً لَهُ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرَی مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یَرَانِی فِی مَنَامِهِ وَ مَنْ یَرَانِی فِی مَنَامِهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَحَدِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ 9 مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِینَ مَرَّةً حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ وَ أَعْطَاهُ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ

ص: 285


1- 1. جمال الأسبوع: 50.

كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَحَدِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَحَدِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ شَهِدَ اللَّهُ مَرَّةً مَرَّةً(1).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْأَحَدِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمُلْكُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ سُبْحَانَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَ أَشَدَّ جَبَرُوتَكَ وَ أَنْفَذَ قُدْرَتَكَ سَبَّحَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لَكَ وَ أَشْفَقَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ مِنْكَ وَ ضَرَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ إِلَیْكَ خَلَقْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ مَعَادُهُ وَ بَدَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ مُنْتَهَاهُ وَ أَنْشَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْكَ

مَصِیرُهُ وَ وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ الَّذِینَ یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكارِ سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الَّذِی انْتَجَبْتَهُ لِرِسَالَتِكَ وَ أَكْرَمْتَهُ بِآیَاتِكَ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا الْكَوْنَ مَعَهُ فِی قَرَارِ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ كَمَا أَرْسَلْتَهُ فَبَلَّغَ وَ حَمَّلْتَهُ فَأَدَّی فَضَاعِفِ اللَّهُمَّ ثَوَابَهُ وَ أَكْرِمْهُ بِقُرْبِهِ مِنْكَ كَرَامَةً یَفْضُلُ بِهَا عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ یَغْبِطُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ اجْعَلْ مَثْوَانَا مَعَهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ ذُرِّیَّتِهِ الْأَكْرَمِینَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ بِالْیَقِینِ سَرَائِرَنَا وَ تَلَقَّ بِالْقَبُولِ أَعْمَالَنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً إِلَی عَفْوِكَ آنِسَةً بِذِكْرِكَ وَ اجْعَلْ نِیَّاتِنَا مُخْتَصَّةً لِرَحْمَتِكَ وَ أَعْمَالَنَا خَالِصَةً لَكَ دُونَ غَیْرِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الرِّبْحَ مِنَ التِّجَارَةِ الَّتِی لَا تَبُورُ وَ الْغَنِیمَةَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِلدُّنْیَا وَ الدِّینِ اللَّهُمَّ سَهِّلْ عَلَیَّ سَكْرَةَ الْمَوْتِ وَ شِدَّةَ أَهْوَالِ

ص: 286


1- 1. كذا فی جمال الأسبوع: 54 و فی المستدرك: صل لیلة الاحد ركعتین تقرأ إلخ.

یَوْمِ الْبَعْثِ وَ أَسْأَلُكَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِكَ وَ الْفَوْزَ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الشُّكْرَ عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ الصَّبْرَ وَ التَّسْلِیمَ عِنْدَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مِحْنَةٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُوفِی بِعَهْدِكَ وَ یُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ وَ یَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ وَ یَسْعَی فِی مَرْضَاتِكَ وَ یَرْغَبُ فِیمَا عِنْدَكَ وَ یَرْجُو ثَوَابَكَ وَ یَخَافُ حِسَابَكَ اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِی عَافِیَتَكَ وَ اشْمَلْنِی بِكَرَامَتِكَ وَ أَتِمَّ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ الْأَحَدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ عِنْدَ الضُّحَی رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أُعْفِیَ مِنَ النَّارِ وَ أُعْطِیَ بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ وَ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَی كُلِّ مِسْكِینٍ وَ كَأَنَّمَا حَجَّ عَشْرَ حِجَّاتٍ وَ أُعْطِیَ بِكُلِّ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَحَدِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ عِنْدَ الضُّحَی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ أَرْبَعَ بُیُوتٍ كُلُّ بَیْتٍ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ بِهَا سَرِیرٌ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حُورِیَّةٌ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حُورِیَّةٍ وَصَائِفُ وَ وِلْدَانٌ وَ أَنْهَارٌ وَ أَشْجَارٌ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَحَدِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آخِرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَاقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ الْعَنِ النَّصَارَی مِائَةَ مَرَّةٍ وَ سَلِ اللَّهَ حَوَائِجَكَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ یَهُودِیٍّ وَ یَهُودِیَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ یَكْتُبُ

ص: 287


1- 1. جمال الأسبوع: 55.

لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِیٍّ وَ نَصْرَانِیَّةٍ أَلْفَ غَزْوَةٍ وَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ-(1).

دُعَاءُ یَوْمِ الْأَحَدِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُذْنِبٍ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَ مَعَاصِیهِ فِی ضِیقِ الْمَسَالِكِ وَ لَیْسَ لَهُ مُجِیرٌ سِوَاكَ وَ لَا أَمَلٌ غَیْرُكَ وَ لَا مُغِیثٌ أَرْأَفُ مِنْكَ وَ لَا مُعْتَمَدٌ یَعْتَمِدُ عَلَیْهِ غَیْرُ عَفْوِكَ أَنْتَ مَوْلَایَ الَّذِی جُدْتَ بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا وَ أَهَّلْتَهَا بِتَطَوُّلِكَ غَیْرَ مُؤَهَّلِهَا لَمْ یُعَازَّكَ مَنْعٌ وَ لَا أَكْدَاكَ إِعْطَاءٌ وَ لَا أَنْفَدَ سَعَتَكَ سُؤَالُ مُلِحٍّ بَلْ أَدْرَرْتَ أَرْزَاقَ عِبَادِكَ مَنّاً مِنْكَ وَ تَطَوُّلًا عَلَیْهِمْ وَ تَفَضُّلًا اللَّهُمَّ كَلَّتِ الْعِبَارَةُ عَنْ بُلُوغِ صِفَتِكَ وَ هَدَأَ اللِّسَانُ عَنْ نَشْرِ مَحَامِدِكَ وَ تَفَضُّلِكَ وَ قَدْ تَعَمَّدْتُكَ بِقَصْدِی إِلَیْكَ وَ إِنْ أَحَاطَتْ بِیَ الذُّنُوبُ فَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَهَبَنِی لِنَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تُوجِبَ لِیَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِینَ وَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ وَ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ أَنْتَ إِلَهِی أَعَزُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَرْأَفُ مِنْ أَنْ تَرُدَّ مَنْ أَمَّلَكَ وَ رَجَاكَ وَ طَمِعَ فِیمَا قِبَلَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ إِلَهِی إِنِّی جُرْتُ عَلَی نَفْسِی فِی النَّظَرِ لَهَا وَ سَالَمْتُ الْأَیَّامَ بِاقْتِرَافِ الْآثَامِ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الْإِنْعَامِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ مَا بَقِیَ لَهَا یَا رَبِّ إِلَّا تَطَوُّلُكَ صَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجْمِلْ لَهَا مِنْكَ النَّظَرَ وَ اجْعَلْ مَرَدَّهَا مِنْكَ بِالنَّجَاحِ یَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ فَإِنَّكَ الْمُعْطِی النَّفَّاحُ ذُو الْآلَاءِ وَ النِّعَمِ وَ امْنَحْهَا سُؤْلَهَا وَ إِنْ لَمْ تَسْتَحِقَّ یَا غَفَّارُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی تُمْضِی بِهِ الْأُمُورَ وَ الْمَقَادِیرَ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی تُنْجِزُ بِهَا التَّدْبِیرَ أَنْ تَحُولَ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا یُبَعِّدُنِی مِنْكَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ وَ لَا تَحُولَ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا یُقَرِّبُ مِنْكَ وَ أَنْ تَجْعَلَنِی مِمَّنْ أَبَحْتَهُ عَفْوَكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ بِرَأْفَتِكَ وَ طَوْلِكَ وَ امْتِنَانِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَكْرَمْتَ أَوْلِیَاءَكَ بِكَرَامَتِكَ وَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ حِیَاطَتَكَ وَ ظَلَّلْتَهُمْ بِرِعَایَتِكَ

ص: 288


1- 1. جمال الأسبوع: 58.

مِنَ التَّتَابُعِ فِی الْمَهَالِكِ وَ أَنَا عَبْدُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذَلِكَ وَ إِلَی طَاعَتِكَ وَ مَا یَقْرُبُ مِنْكَ فَمِلْ بِی وَ عَنْ طُغْیَانِی وَ عِصْیَانِی لَكَ فَرُدَّنِی فَقَدْ عَجَّتْ إِلَیْكَ الْأَصْوَاتُ أَتَرَجَّی مَحْوَ الْعُیُوبِ وَ غُفْرَانَ الذُّنُوبِ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَهْدِیكَ فَاهْدِنِی وَ أَسْتَعْصِمُكَ فَاعْصِمْنِی وَ أَدِّ عَنِّی حُقُوقَكَ عَلَیَّ إِلَیْكَ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فَاصْرِفْ عَنِّی شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ إِلَی خَیْرِ مَا لَا یَمْلِكُهُ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ تَحَمَّلْ عَنِّی مُفْتَرَضَاتِ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لَهُمْ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ یَا وَلِیَّ الْبَرَكَاتِ وَ عَالِمَ الْخَفِیَّاتِ عَلَیْكَ تَوَكَّلْنَا وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ بَعْدَهُ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَیْهِ تَجْئَرُونَ فَبِكَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ إِلَیْكَ سَیِّدِی جَأَرْتُ وَ أَنَا مُتَقَلِّبٌ فِیمَا لَا أُحْصِیهِ مِنْ نِعَمِكَ مُسْتَجِیرٌ بِكَ مِنْ أَنْ یَمَسَّنِی ضُرٌّ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْأَحَدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِیعاً وَ أَحْكَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَعُوذُ بِالَّذِی یُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ رَبِّی آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اللَّهُ أَكْبَرُ اسْتَوَی الرَّبُّ عَلَی الْعَرْشِ وَ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ بِحِكْمَتِهِ وَ زَهَرَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ وَ رَسَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ وَ لَا یُجَاوِزُ اسْمَهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِی ذَلَّتْ لَهُ الْجِبَالُ

ص: 289


1- 1. جمال الأسبوع: 59.

وَ هِیَ طَائِعَةٌ وَ انْبَعَثَتْ لَهُ الْأَجْسَادُ وَ هِیَ بَالِیَةٌ بِهِ أَحْتَجِبُ مِنْ كُلِّ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ عَادٍ وَ ضَارٍّ وَ حَاسِدٍ وَ بِبَأْسِ اللَّهِ وَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بِمَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً وَ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ أَعُوذُ بِمَنْ زَیَّنَهَا لِلنَّاظِرِینَ وَ حَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ أَعُوذُ بِمَنْ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ وَ جِبِالًا أَوْتَاداً أَنْ یُوصَلَ إِلَیَّ بِسُوءٍ أَوْ بَلِیَّةٍ أَوْ إِلَی أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِی أَوْ إِلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ عِنَایَتِی حم حم حم عسق كَذلِكَ یُوحِی إِلَیْكَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ حم حم حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ تُعْرَفُ بِصَلَاةِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ- وَ یَلْعَنُ الظَّالِمِینَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ مَكَانَ سُجُودِكَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ رَبِّی حَقّاً حَقّاً حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ قُلْ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ بِمَوْضِعِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ خَمْسَ عَشْرَةَ جَعَلَ اللَّهُ اسْمَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ الْعَلَانِیَةِ وَ یَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ آیَةٍ قَرَأَهَا حِجَّةً وَ عُمْرَةً وَ كَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَتَیْنِ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ وَ مَاتَ شَهِیداً.

ص: 290


1- 1. جمال الأسبوع: 62.

صَلَاةٌ أُخْرَی عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً نَادَی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَلْیَقُمْ وَ لْیَأْخُذْ ثَوَابَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی تَمَامَ الْخَبَرِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمَ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا شَاءَ وَ كَتَبَ لَهُ ثَوَابَ خَاتِمِ الْقُرْآنِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حِجَجٍ وَ عَشْرَ عُمَرٍ لِلْمُخْلِصِ لِلَّهِ-(1).

الدُّعَاءُ فِی لَیْلَةِ الْإِثْنَیْنِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا فَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْبَاقِی بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَیْ ءٍ الْحَیُّ الَّذِی لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَاصِمُ الْجَبَّارِینَ وَ مُبِیدُ الْمُتَكَبِّرِینَ وَ إِلَهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ابْتَدَعْتَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِكَ وَ دَبَّرْتَ أُمُورَهُمْ بِعِلْمِكَ وَ حِكْمَتِكَ لَمْ یَكُنْ لَكَ ظَهِیرٌ وَ لَا مُشِیرٌ وَ لَا مُعِینَ لَكَ عَلَی حُكْمِكَ وَ لَا شَرِیكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَاحِداً أَحَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ كَمَا سَبَقَتْ إِلَیْنَا بِهِ رَحْمَتُكَ وَ أَنْقَذَنَا بِهِ هُدَاكَ وَ آتَیْتَنَا بِهِ كِتَابَكَ وَ دَلَلْتَنَا بِهِ عَلَی طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ فَامْنَحْهُ قُرْبَ الْمَجْلِسِ مِنْكَ یَوْمَ السَّاعَةِ وَ أَكْرِمْهُ بِقَبُولِ الشَّفَاعَةِ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ شَفَاعَتِهِ نَصِیباً نَرِدُ بِهِ

ص: 291


1- 1. جمال الأسبوع: 63.

مَعَ الْفَائِزِینَ حِیَاضَهُ وَ نَنْزِلُ بِهِ مَعَ الْآمِنِینَ خِیَامَهُ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ وَ احْفَظْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی وَ مِنْ فَوْقِی وَ مِنْ تَحْتِی وَ احْفَظْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ وَفِّقْنِی لِاكْتِسَابِ الْحَسَنَاتِ اللَّهُمَّ یَسِّرْ لِیَ الْعَسِیرَ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِحُسْنِ الْعَافِیَةِ فِی جَمِیعِ الْأُمُورِ وَ اعْزِمْ لِی عَلَی رُشْدِی وَ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی بِبِرٍّ وَ تَقْوَی وَ عَمَلٍ رَاجِحٍ وَ هُدًی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَ مَا قَرَّبَ مِنْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ مَا قَرَّبَ إِلَیْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ تَضْیِیعِ الْأَمَانَةِ وَ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَ نُصْرَةِ الْمُحَالِ الزَّائِلِ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَ أَنْ أَدَّعِیَ فِی دِینِكَ ضَلَالًا وَ بُهْتَاناً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ اللَّهُمَّ اهْدِنِی سُبُلَ السَّلَامَةِ وَ اكْسُنِی حُلَلَ الْإِنْعَامِ وَ اسْتُرْنِی بِسِتْرِ الصَّالِحِینَ وَ زَیِّنِّی بِزِینَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ثَقِّلْ عَمَلِی فِی الْمِیزَانِ وَ لَقِّنِی مِنْكَ الرَّوْحَ وَ الرَّیْحَانَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً فِی جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ فِی جَوْفِ ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُ بُیُوتٍ طُولُ كُلِّ بَیْتٍ ثَلَاثَةُ آلَافِ ذِرَاعٍ عَرْضُهُ مِثْلُ ذَلِكَ الْبَیْتُ الْأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ وَ الثَّانِی مِنْ ذَهَبٍ وَ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ الرَّابِعُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ الْخَامِسُ مِنْ یَاقُوتٍ وَ السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ وَ أَبْوَابُ الْبُیُوتِ مِنَ الْعَنْبَرِ عَلَی كُلِّ بَابٍ سِتْرٌ مِنَ الزَّعْفَرَانِ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ جَعَلَهَا اللَّهُ مِنْ طَیِّبِ

ص: 292


1- 1. جمال الأسبوع: 66.

الطِّیبِ مِنْ لَدُنْ أَصَابِعِ رِجْلَیْهَا إِلَی رُكْبَتَیْهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ مِنْ لَدُنْ رُكْبَتَیْهَا إِلَی ثَدْیَیْهَا مِنَ الْمِسْكِ وَ مِنْ لَدُنْ ثَدْیَیْهَا إِلَی رَقَبَتِهَا إِلَی مَفْرِقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الْأَبْیَضِ عَلَی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَنْ رَآهُنَّ إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَی زَوْجِهَا كَأَنَّهَا الشَّمْسُ بَدَتْ لِلنَّاظِرِینَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ثَلَاثُونَ ذُؤَابَةً مِنْ مِسْكٍ فِی رَوْضِ الْجَنَّةِ بَیْنَ مِسْكٍ وَ زَعْفَرَانٍ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حُورِیَّةٍ أَلْفُ وَصِیفَةٍ ذَلِكَ الثَّوَابُ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ-: مَنْ صَلَّی فِی هَذَا الْیَوْمِ عِنْدَ الضُّحَی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْیَقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً فَأَوَّلُ مَا یُعْطَی مِنَ الثَّوَابِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلْفُ حُلَّةٍ وَ یُتَوَّجُ أَلْفَ تَاجٍ وَ یُقَالُ لَهُ مُرَّ مَعَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ فَیَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَیَسْتَقْبِلُهُ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ أَكْوَابٌ وَ شَرَابٌ فَیَسْقُونَهُ مِنْ ذَلِكَ الشَّرَابِ وَ یَأْكُلُ مِنْ تِلْكَ الْهَدِیَّةِ ثُمَّ یَمُرُّونَ بِهِ عَلَی أَلْفِ قَصْرٍ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ حَدِیقَةٍ فِی كُلِّ حَدِیقَةٍ قُبَّةٌ بَیْضَاءُ فِی كُلِّ قُبَّةٍ أَلْفُ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حُورِیَّةٌ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حُورِیَّةٍ أَلْفُ خَادِمٍ-(1).

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمٍ الْإِثْنَیْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً أَعْطَاهُ اللَّهُ أَرْبَعَ بُیُوتٍ فِی الْجَنَّةِ كُلُّ بَیْتٍ انْتِصَابُهُ أَلْفُ ذِرَاعٍ كُلُّ بَیْتٍ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ بِهَا سَرِیرٌ مِنْ یَاقُوتٍ وَ حُورِیَّةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ وَصَائِفُ وَ وِلْدَانٌ وَ أَشْجَارٌ وَ أَثْمَارٌ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ وَهَبَ ثَوَابَهَا

ص: 293


1- 1. جمال الأسبوع: 68.

لِوَالِدَیْهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمَهُ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ: وَ هِیَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً وَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تُسَلِّمُ وَ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ یَا حَسَنَ التَّقْدِیرِ یَا لَطِیفَ التَّدْبِیرِ یَا مَنْ لَا یَحْتَاجُ إِلَی تَفْسِیرٍ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ أَهْلُ الرَّحْمَةِ وَ وَلِیُّ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَ اسْتَغْفَرَ لِوَالِدَیْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَ بَنَی لَهُ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ فِیهَا سَبْعُ بُیُوتٍ طُولُ كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ الْبَیْتُ الْأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ وَ الثَّانِی مِنْ ذَهَبٍ وَ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ الرَّابِعُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ الْخَامِسُ مِنْ یَاقُوتٍ وَ السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ تُرَابُهَا مِنْ عَنْبَرٍ أَشْهَبَ وَ أَبْوَابُهَا فِی كُلِّ بَیْتٍ سَرِیرٌ عَلَیْهِ أَلْوَانُ الْفُرُشِ فَوْقَ ذَلِكَ جَارِیَةٌ مَنْ جَاءَهَا أَفْلَحَ وَ بَیْنَ رَأْسِهَا إِلَی رِجْلَیْهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الرَّطْبِ وَ یَدَاهَا مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ وَ مِنْ ثَدْیَیْهَا إِلَی عُنُقِهَا مِنْ عَنْبَرٍ أَشْهَبَ وَ مِنْ فَوْقِ ذَلِكَ مِنَ الْكَافُورِ الْأَبْیَضِ عَلَیْهَا الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ (1).

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا

ص: 294


1- 1. جمال الأسبوع: 68.

أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً وَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ یَلْعَنُ الظَّالِمِینَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ یَضَعُ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ مَكَانَ سُجُودِهِ وَ یَقُولُ اللَّهُ رَبِّی حَقّاً حَقّاً حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ یَقُولُ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مَوْضِعِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا- وَ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ یُقَلِّبُ خَدَّهُ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ یَا جَبْرَئِیلُ بِكُمْ أَتَوَسَّلُ إِلَی اللَّهِ- ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یُكَرِّرُ هَذَا الْقَوْلَ وَ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی حُورِیَّةً مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ وَصَائِفَ وَ ولدان [وِلْدَاناً] وَ أشجار [أَشْجَاراً] وَ أثمار [أَثْمَاراً].

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْإِثْنَیْنِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ وَهَبَ ثَوَابَهَا لِوَالِدَیْهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمَهُ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ هِیَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً وَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تُسَلِّمُ وَ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِی سُجُودِكَ یَا حَسَنَ التَّقْدِیرِ یَا مَنْ لَا یَحْتَاجُ إِلَی تَفْسِیرٍ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ- أَعْطَاهُ اللَّهُ سَبْعِینَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی الْجَنَّةِ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ

ص: 295

أَلْفَ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِیَةٍ(1).

الدُّعَاءُ فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ یَصْرِفُ الْبَلَایَا وَ یَعْلَمُ الْخَطَایَا وَ یُجْزِلُ الْعَطَایَا سُؤَالَ نَادِمٍ عَلَی اقْتِرَافِهِ الْآثَامَ إِذْ لَمْ یَجِدْ مُجِیراً سِوَاكَ لِغُفْرَانِهَا وَ لَا مُؤَمَّلًا یَفْزَعُ إِلَیْهِ لِارْتِجَاءِ كَشْفِ فَاقَتِهِ غَیْرَكَ یَا جَلِیلُ أَنْتَ الَّذِی عَمَّ الْخَلَائِقَ مَنُّكَ وَ غَمَرَتْهُمْ سَعَةُ رَحْمَتِكَ وَ شَمِلَتْهُمْ سَوَابِغُ نِعْمَتِكَ یَا كَرِیمَ الْمَتَابِ وَ الْجَوَادَ الْوَهَّابَ وَ الْمُنْتَقِمَ مِمَّنْ عَصَاهُ بِأَلِیمِ الْعَذَابِ دَعَوْتُكَ یَا إِلَهِی مُقِرّاً بِالْإِسَاءَةِ عَلَی نَفْسِی إِذْ لَمْ أَجِدْ مَلْجَأً أَلْجَأُ إِلَیْهِ فِی اغْتِفَارِ مَا اكْتَسَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ سِوَاكَ یَا خَیْرَ مَنِ اسْتُدْعِیَ لِبَذْلِ الرَّغَائِبِ وَ أَنْجَحَ مَأْمُولٍ لِكَشْفِ الْكُرُبَاتِ اللَّوَازِبِ لَكَ عَنَتِ الْوُجُوهُ فَلَا تَرُدَّنِی مِنْكَ بِحِرْمَانٍ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِیدُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَیُّ رَبٍّ أَرْتَجِیهِ أَمْ أَیُّ إِلَهٍ أَقْصِدُهُ غَیْرَكَ إِذَا أَلَمَّ بِیَ النَّدَمُ وَ أَحَاطَتْ بِیَ الْمَعَاصِی بِكَآبَةِ خَوْفِ النِّقَمِ وَ أَنْتَ وَلِیُّ الصَّفْحِ وَ مَأْوَی الْكَرَمِ إِلَهِی أَ تُقِیمُنِی مُقَامَ التَّهَتُّكِ وَ أَنْتَ جَمِیلُ السَّتْرِ وَ تَسْأَلُنِی عَنِ اقْتِرَافِی عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَ قَدْ عَلِمْتَ مِنِّی مَخْبِبیَّاتِ السِّرِّ فَإِنْ كُنْتُ یَا إِلَهِی مُسْرِفاً عَلَی نَفْسِی بِانْتِهَاكِ الْحُرُمَاتِ نَاسِیاً لِمَا أَجْرَمْتُ مِنَ الْهَفَوَاتِ فَأَنْتَ لَطِیفٌ تَجُودُ بِرَحْمَتِكَ عَلَی الْمُسْرِفِینَ وَ تَتَفَضَّلُ بِكَرَمِكَ عَلَی الْخَاطِئِینَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَإِنَّكَ إِلَهِی تُسَكِّنُ بِتَحَنُّنِكَ رَوْعَاتِ قُلُوبِ الْوَجِلِینَ وَ تُحَقِّقُ بِتَطَوُّلِكَ أَمَلَ الْآمِلِینَ وَ تُفِیضُ بِجُودِكَ سِجَالَ عَطَایَاكَ عَلَی غَیْرِ الْمُسْتَأْهِلِینَ إِلَهِی أَمَّ بِی إِلَیْكَ رَجَاءٌ لَا یَشُوبُهُ قُنُوطٌ وَ أَمَلٌ لَا یُكَدِّرُهُ یَأْسٌ یَا مُحِیطاً بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ قَدْ أَصْبَحْتُ سَیِّدِی وَ أَمْسَیْتُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لِسِوَاكَ وَ عَنْ غَیْرِكَ بِالْمَسْأَلَةِ عَادِلًا وَ لَیْسَ مِنْ جَمِیلِ امْتِنَانِكَ رَدُّ سَائِلٍ

ص: 296


1- 1. جمال الأسبوع: 70.

مَلْهُوفٍ وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ خَیْرِكَ الْمَأْلُوفِ إِلَهِی أَنْتَ الَّذِی عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِكَ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ نَعْتِ ذَاتِكَ فَبِآلَائِكَ وَ طَوْلِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ یَا غَایَةَ الْآمِلِینَ وَ جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْبَاقِیَ بَعْدَ فَنَاءِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ وَ دَیَّانَ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَنْتَ مَوْلَایَ ثِقَةُ مَنْ لَمْ یَثِقْ بِنَفْسِهِ لِإِفْرَاطِ عَمَلِهِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْقِذْنِی بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْمَهَالِكِ وَ أَحْلِلْنِی دَارَ الْأَخْیَارِ وَ اجْعَلْنِی مُرَافِقاً لِلْأَبْرَارِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَا مُطَّلِعاً عَلَی الْأَسْرَارِ وَ تَحَمَّلْ عَنِّی یَا مَوْلَایَ أَدَاءَ مَا افْتَرَضْتَ عَلَیَّ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی بِلُطْفِكَ وَ كَرَمِكَ یَا عَالِیَ الْمَلَكُوتِ وَ أَشْرِكْنِی فِی دُعَاءِ مَنِ اسْتَجَبْتَ لَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لَهُمْ وَ لِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا إِنَّكَ كَرِیمٌ جَوَادٌ مَنَّانٌ وَهَّابٌ وَ بَعْدَهُ مِنَ الدُّعَاءِ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كتاب [كِتَابِكَ] مَنْ یُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ فَبِكَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ لَمْ تُهِنِّی یَا سَیِّدِی إِذِ ابْتَدَأْتَنِی بِكَرَمِكَ وَ غَذَوْتَنِی بِنِعْمَتِكَ مِنْ غَیْرِ اسْتِحْقَاقٍ مِنِّی لَهَا وَ لَا مُهِینَ لِی وَ أَنْتَ تُكْرِمُنِی فَبِكَ أَعْتَزُّ فَأَعِزَّنِی وَ بِكَرَمِكَ أَلُوذُ فَلَا تُهِنِّی فَلَكَ الْحَمْدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِرَبِّیَ الْأَكْبَرِ مِمَّا یَخْفَی وَ یَظْهَرُ وَ بِاللَّهِ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ الْأَكْبَرِ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَی وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِینَ مُطِیعِینَ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْإِنْسُ إِلَی اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَیُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَی الَّذِی دَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ أَجْمَعُونَ.

ص: 297


1- 1. جمال الأسبوع: 72.

خَتَمْتُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ خَاتَمِ جَبْرَئِیلَ وَ خَاتَمِ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ زَجَرْتُ عَنِّی وَ عَنْ وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ دِینِی وَ نَفْسِی وَ عَنْ جَمِیعِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ كُلَّ تَابِعٍ وَ تَابِعَةٍ مِنْ جِنِّیٍّ وَ عِفْرِیتٍ أَوْ سَاحِرٍ مَرِیدٍ أَوْ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِیدٍ زَجَرْتُ عَنِّی وَ عَنْهُمْ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ مَا رَأَتْ عَیْنُ نَائِمٍ أَوْ یَقْظَانَ بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّطِیفِ الْخَبِیرِ لَا سُلْطَانَ لَهُمْ عَلَیَّ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ لَا أُشْرِكُ بِهِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ-(1).

الصَّلَاةُ فِی لَیْلَةِ الثَّلَاثَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً مَرَّةً وَ یَقْرَأُ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ یَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ وَ یَرْفَعُ لَهُ الدَّرَجَاتِ وَ یُؤْتَی مِنْ لَدُنِ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ خَیْمَةً مِنْ دُرَّةٍ كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ عَنْهُ وَ یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَ یُعْطِیَهُ مِنَ الثَّوَابِ عَنْ كُلِّ رَكْعَةٍ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ وَ قَطْرِ الْأَمْطَارِ وَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ یَقُومُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صَفِّ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَرْكَبُ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ لِبَاسُهَا السُّنْدُسُ وَ الْإِسْتَبْرَقُ وَ هُوَ یُنَادِی بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ یَسْتَقْبِلَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَقُولُونَ هَذِهِ هَدِیَّةٌ مِنَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ وَ هَذَا جَزَاءُ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ وَ یَقُولُ بَعْدَ التَّسْلِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا وَهَّابُ یَا تَوَّابُ سَبْعَ مَرَّاتٍ

ص: 298


1- 1. جمال الأسبوع: 76.

نَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ كَأَنَّمَا أَدْرَكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعَانَهُ بِمَالِهِ وَ نَفْسِهِ وَ رُفِعَ مِنْ یَوْمِهِ عِبَادَةَ سَنَةٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ وَ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ شَهِدَ اللَّهُ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً مَرَّةً أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ-(1).

الدُّعَاءُ فِی لَیْلَةِ الثَّلَاثَاءِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ بِحَمْدِكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا إِلَهَ مَعْبُودَ مَعَكَ ذُو السُّلْطَانَ الَّذِی لَا یُضَامُ وَ الْعِزِّ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجُودِ وَ الرَّحْمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْآلَاءُ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّاهِرِینَ الطَّیِّبِینَ الْأَئِمَّةِ الْمَیَامِینِ اللَّهُمَّ زِدْ مُحَمَّداً مَعَ كُلِّ فَضِیلَةٍ فَضِیلَةً وَ مَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً حَتَّی یَرْقَی أَعْلَی الدَّرَجَاتِ عِنْدَكَ فِی دَارِ الْمُقَامَةِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَ آتِهِ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی سُؤْلَهُ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ الْعَظِیمِ الَّذِی تَرْضَی بِهِ عَمَّنْ دَعَاكَ وَ لَا تَحْرُمُ مَنْ سَأَلَكَ وَ رَجَاكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِی عَافِیَةَ الْعَاجِلَةِ وَ السَّلَامَةَ مِنْ مِحَنِهَا وَ نَعِیمَ الْآخِرَةِ وَ حُسْنَ ثَوَابِ أَهْلِهَا اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِی وَ إِلَیْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِی وَ إِلَی كَرَمِكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ فِی سِرِّی وَ جَهْرِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ دُعَاءَ ضَعِیفٍ وَ مُضْطَرٍّ وَ رَحْمَتُكَ یَا رَبِّ أَوْثَقُ عِنْدِی مِنْ دُعَائِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقَبَّلْ مِنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضَلَّ هَذِهِ اللَّیْلَةَ فَأَشْقَی وَ أَنْ أَغْوَی فَأَرْدَی وَ أَنْ أَعْمَلَ بِمَا لَا تَرْضَی رَبَّ السَّمَاوَاتِ الْعُلَی أَنْتَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی

ص: 299


1- 1. جمال الأسبوع: 77.

فَالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ اللَّیْلَةَ أَفْضَلَ النَّصِیبِ فِی الْأَنْصِبَاءِ وَ أَتَمَّ النِّعْمَةِ فِی النَّعْمَاءِ وَ أَفْضَلَ الشُّكْرِ فِی السَّرَّاءِ وَ أَحْسَنَ الصَّبْرِ فِی الضَّرَّاءِ وَ أَكْرَمَ الرُّجُوعِ إِلَی نَعِیمِ دَارِ الْمَأْوَی أَسْأَلُكَ الْمَحَبَّةَ لِطَاعَتِكَ وَ الْعِصْمَةَ مِنْ مَحَارِمِكَ وَ الْوَجَلَ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ

الْخَشْیَةَ مِنْ عَذَابِكَ وَ النَّجَاةَ مِنْ عِقَابِكَ وَ الْفَوْزَ بِحُسْنِ ثَوَابِكَ أَسْأَلُكَ الْفِقْهَ فِی دِینِكَ وَ التَّصْدِیقَ لِوَعْدِكَ وَ الْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ وَ الِاعْتِصَامَ بِحَبْلِكَ وَ الْوُقُوفَ عِنْدَ مَوْعِظَتِكَ وَ الصَّبْرَ عَلَی عِبَادَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(1).

الصَّلَاةُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یس وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ حم السَّجْدَةَ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ حم الدُّخَانَ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ مَرَّةً وَ أَیَّةُ سُورَةٍ لَا یَقْرَأُهَا مِنَ الْأَرْبَعِ سُوَرٍ مِنْ یس وَ حم السَّجْدَةِ وَ حم الدُّخَانِ وَ تَبَارَكَ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِینَ مَرَّةً رَفَعَ اللَّهُ لَهُ عَمَلَ نَبِیٍّ مِمَّنْ بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَ كَأَنَّمَا أَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ وَ كَأَنَّمَا أَنْفَقَ مِلْ ءَ الْأَرْضِ ذَهَباً فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَهُ ثَوَابُ أَلْفِ عَبْدٍ وَ كَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَبْعِینَ سَنَةً وَ كَأَنَّمَا حَجَّ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ-(2).

صَلَاةٌ أُخْرَی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لَمْ تُكْتَبْ عَلَیْهِ خَطِیئَةٌ إِلَی سَبْعِینَ یَوْماً وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ

ص: 300


1- 1. جمال الأسبوع: 79.
2- 2. جمال الأسبوع: 82.

سَبْعِینَ سَنَةً فَإِنْ مَاتَ إِلَی تِسْعِینَ مَاتَ شَهِیداً وَ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ فِی تِلْكَ السَّنَةِ أَلْفُ حَسَنَةٍ وَ یَنَالُهُ بِكُلِّ وَرَقَةٍ مَدِینَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ شَیْطَانٍ عِبَادَةُ سَنَةٍ وَ غُلِّقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ یَدْخُلُ مِنْ أَیِّهَا شَاءَ وَ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ تَاجٍ وَ تَلَقَّاهُ أَلْفُ مَلَكٍ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ شَرَابٌ وَ هَدِیَّةٌ وَ یَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الشَّرَابِ وَ یَأْكُلُ مِنْ تِلْكَ الْهَدِیَّةِ وَ یَخْرُجُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّی یُطَوَّفُ بِهِ عَلَی مَدَائِنَ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ دَارَانِ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ دَارٍ أَلْفُ حُجْرَةٍ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ حُجْرَةٍ أَلْفُ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ فِرَاشٍ وَ عَلَی كُلِّ فِرَاشٍ حُورِیَّةٌ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حُورِیَّةٍ وَصِیفَةٌ.

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً مَرَّةً وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ مَدِینَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ أَغْلَقَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعَةَ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ وَ أَعْطَاهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا یُعْطِی آدَمَ وَ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ أَیُّوبَ وَ فَتَحَ لَهُ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ یَدْخُلُ مِنْ أَیِّهَا شَاءَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ-: بَعْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ عِشْرِینَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَیْهِ خَطِیئَةٌ إِلَی سَبْعِینَ یَوْماً تَمَامَ الْخَبَرِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الثَّلَاثَاءِ: وَ هِیَ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ مَا تَیَسَّرَ لَكَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَ تَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی عَقِیبَهَا مَا أَحْبَبْتَ-(1).

دُعَاءُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ لَا یَجِدُ لِسُؤَالِهِ مَسْئُولًا سِوَاكَ وَ أَعْتَمِدُ عَلَیْكَ اعْتِمَادَ مَنْ لَا یَجِدُ لِاعْتِمَادِهِ مُعْتَمَداً غَیْرَكَ لِأَنَّكَ الْأَوَّلُ الَّذِی ابْتَدَأْتَ الِابْتِدَاءَ وَ

ص: 301


1- 1. جمال الأسبوع: 83.

كَوَّنْتَهُ بِأَیْدِی تَلَطُّفِكَ: وَ اسْتَكَانَ عَلَی مَشِیَّتِكَ فَشَاءَ كَمَا أَرَدْتَ بِإِحْكَامِ التَّقْدِیرِ وَ أَنْتَ أَجَلُّ وَ أَعَزُّ مِنْ أَنْ تُحِیطَ الْعُقُولُ بِمَبْلَغِ وَصْفِكَ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ الَّذِی لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یُبْخِلُكَ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ وَ إِنَّمَا أَمْرُكَ لِلشَّیْ ءِ إِذَا أَرَدْتَ تَكْوِینَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ أَمْرُكَ مَاضٍ وَ وَعْدُكَ حَتْمٌ وَ حُكْمُكَ عَدْلٌ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الرَّقِیبُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ احْتَجَبْتَ بِآلَائِكَ فَلَمْ تُرَ وَ شَهِدْتَ كُلَّ نَجْوَی وَ تَعَالَیْتَ عَلَی الْعُلَی وَ تَفَرَّدْتَ بِالْكِبْرِیَاءِ وَ تَعَزَّزْتَ بِالْقُدْرَةِ وَ الْبَقَاءِ وَ أَذْلَلْتَ الْجَبَابِرَةَ بِالْقَهْرِ وَ الْفَنَاءِ فَلَكَ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی أَنْتَ إِلَهِی حَلِیمٌ قَادِرٌ رَءُوفٌ غَافِرٌ مَلِكٌ قَاهِرٌ وَ رَازِقٌ بَدِیعٌ وَ مُجِیبٌ سَمِیعٌ بِیَدِكَ نَوَاصِی الْعِبَادِ وَ نَوَاصِی الْبِلَادِ حَیٌّ قَیُّومٌ وَ جَوَادٌ كَرِیمٌ مَاجِدٌ رَحِیمٌ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الَّذِی مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِكَ فَتَوَاضَعَ لِهَیْبَتِكَ الْأَعِزَّاءُ وَ دَانَتْ لَكَ بِالطَّاعَةِ الْأَوْلِیَاءُ وَ احْتَوَیْتَ بِإِلَهِیَّتِكَ عَلَی الْمَجْدِ وَ الثَّنَاءِ وَ لَا یَئُودُكَ حِفْظُ خَلْقِكَ وَ لَا قلة عطاء لمن [قَلَّتْ عَطَایَاكَ بِمَنْ] مَنَحْتَهُ سَعَةَ رِزْقِكَ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ إِلَهِی سَتَرْتَ عَلَیَّ عُیُوبِی وَ أَحْصَیْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ أَكْرَمْتَنِی بِمَعْرِفَةِ دِینِكَ وَ لَمْ تَهْتِكْ عَنِّی جَمِیلَ سِتْرِكَ یَا حَنَّانُ وَ لَمْ تَفْضَحْنِی یَا مَنَّانُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ إِلَهِی أَمَاناً مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ وَ دَوَامَ عَافِیَتِكَ وَ مَحَبَّةَ طَاعَتِكَ وَ اجْتِنَابَ مَعْصِیَتِكَ وَ حُلُولَ جَنَّتِكَ وَ مُرَافَقَةَ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ اقْتَرَفْتُ ذُنُوباً حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بِاقْتِرَافِی لَهَا فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَیَّ بِسَعَةِ رِزْقِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ تُنْقِذَنِی مِنْ أَلِیمِ عُقُوبَتِكَ وَ تُدْرِجَنِی دَرَجَ الْمُكَرَّمِینَ وَ تُلْحِقَنِی مَوْلَایَ بِالصَّالِحِینَ بِصَفْحِكَ وَ تَغَمُّدِكَ یَا رَءُوفُ یَا رَحِیمُ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً وَاسِعاً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَحْمِلَ عَنِّی مَا افْتَرَضْتَ

ص: 302

عَلَیَّ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ وَاجِبَهُمْ وَ أَدِّ عَنِّی حُقُوقَهُمْ قِبَلِی وَ أَلْحِقْنِی وَ إِیَّاهُمْ بِالْأَبْرَارِ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لَهُمْ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ بَعْدَهُ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَی الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأی بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ وَ هَا أَنَا ذَا

خَاضِعٌ لِنِعْمَتِكَ مُسْتَجِیرٌ مُسْتَكِینٌ حِینَ نَأَی بِجَانِبِهِ الْكَافِرُ إِعْرَاضاً عَنْهَا وَ إِنِّی أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ سَیِّدِی لِتُتِمَّهَا عَلَیَّ فَإِنَّكَ وَلِیُّهَا فَاحْفَظْهَا عَلَیَّ فَلَا حَافِظَ لَهَا إِلَّا أَنْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ-: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ أُعِیذُ نَفْسِی وَ وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ جَمِیعَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ وَ جَمِیعَ إِخْوَانِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ وَ الْأَرَضِینَ الْبَاسِطَاتِ وَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْمُسَخَّرَاتِ وَ رَبِّ النُّجُومِ الْجَارِیَاتِ وَ الْجِبَالِ الرَّاسِیَاتِ وَ الْبِحَارِ الزَّاخِرَاتِ وَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِینَ وَ رَبِّ مَا خَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ أُعِیذُ نَفْسِی بِاللَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ زَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِمَصابِیحَ وَ حِفْظاً ذلِكَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ وَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلَا عَمَدٍ وَ بِالَّذِی خَلَقَهَا فِی یَوْمَیْنِ وَ قَضَی فِی كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَ خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها وَ جَعَلَ فِیهَا جِبِالًا أَوْتَاداً وَ فِجَاجاً سُبُلًا وَ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَ سَخَّرَهُ وَ أَجْرَی الْفُلْكَ وَ سَخَّرَ الْبَحْرَیْنِ وَ جَعَلَ فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ وَ أَنْهاراً مِنْ أَنْ یُوصَلَ إِلَیَّ أَوْ إِلَی أَحَدٍ مِنْهُمْ بِسُوءٍ أَوْ بَلِیَّةٍ.

ص: 303


1- 1. جمال الأسبوع: 84.

وَ أُعِیذُ نَفْسِی وَ وَالِدَیَّ وَ ذُرِّیَّتِی وَ جَمِیعَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ مَنْ یَعْنِینِی أَمْرُهُ مِنْ شَرِّ مَا یَكُونُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ وَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً مِنْ شَرِّ مَا تَرَاهُ الْعُیُونُ وَ تَعْقِدُ عَلَیْهِ الْقُلُوبُ وَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ كَفَی بِاللَّهِ وَ كَفَی بِاللَّهِ وَ كَفَی بِاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً-(1).

الصَّلَاةُ فِی لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَ إِذَا بَلَغَ السَّجْدَةَ سَجَدَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ عِبَادَةَ سَنَةٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ ثَلَاثِینَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَوَابَ أَیُّوبَ الصَّابِرِ وَ ثَوَابَ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا وَ ثَوَابَ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ بَنَی اللَّهُ لَهُ فِی جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفَ مَدِینَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ شُرَفُهَا مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ دَارٍ أَلْفُ سَرِیرٍ مِنْ نُورٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حَجَلَةٌ فِی كُلِّ حَجَلَةٍ حُورِیَّةٌ مِنْ نُورٍ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ نُورٍ هَذَا جَزَاءُ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَ هِیَ رَكْعَتَانِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ مَرَّةً مَرَّةً وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ تُرْوَی عَنْ مَوْلَاتِنَا فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ فَقَالَ: مَنْ صَلَّی سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلِ

ص: 304


1- 1. جمال الأسبوع: 87.

اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ إِلَی قَوْلِهِ بِغَیْرِ حِسابٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ جَزَی اللَّهُ مُحَمَّداً مَا هُوَ أَهْلُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ إِلَی سَبْعِینَ سَنَةً وَ أَعْطَاهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا یُحْصَی-(1).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْغَنِیُّ الدَّائِمُ ذُو الْمُلْكِ الْبَاقِی لَا تُغَیِّرُ الْأَیَّامُ مُلْكَكَ وَ لَا تُضَعْضِعُ الدُّهُورُ عِزَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا رَبَّ سِوَاكَ وَ لَا خَالِقَ غَیْرُكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ تَعَالَی ثَنَاؤُكَ وَ دَامَ بَقَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ عَلَی آلِهِ الطَّیِّبِینَ السَّادَةِ الْأَكْرَمِینَ اللَّهُمَّ اخْصُصْ نَبِیَّنَا مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ الْفَضَائِلِ وَ ارْفَعْهُ إِلَی أَسْنَی الْمَنَازِلِ اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُ الْوَسِیلَةَ الشَّرِیفَةَ وَ اجْعَلْهُ مِنْ جِوَارِكَ فِی الْمَرْتَبَةِ الْمَنِیعَةِ وَ اجْعَلْنَا مِنَ النَّاجِینَ بِهِ وَ الْمُتَعَلِّقِینَ بِحُجْزَتِهِ وَ الْفَائِزِینَ بِشَفَاعَتِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَهُ عَلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فِی الْأَلْوَاحِ وَ بِأَسْمَائِكَ الْجَلِیلَةِ الْعِظَامِ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِكَ وَ مُوسَی نَجِیِّكَ وَ عِیسَی رُوحِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِتَوْرَاةِ مُوسَی وَ إِنْجِیلِ عِیسَی- وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ فُرْقَانِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلِّ وَحْیٍ أَوْحَیْتَهُ وَ قَضَاءٍ قَضَیْتَهُ وَ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ أَنْ تُتِمَّ عَلَیَّ النِّعْمَةَ وَ تُشْمِلَنِیَ الْعَافِیَةَ وَ تُحْسِنَ لِی فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا الْعَاقِبَةَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ نَاصِیَتِی بِیَدِكَ أَتَقَلَّبُ فِی قَبْضَتِكَ وَ أَتَصَرَّفُ فِی تَدْبِیرِكَ إِلَهِی غَمَرَتْنِی ذُنُوبِی وَ لَیْسَ لِی غَیْرُ مَغْفِرَتِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی التَّقْوَی مَا أَبْقَیْتَنِی وَ الصَّلَاحَ مَا أَحْیَیْتَنِی وَ الصَّبْرَ عَلَی مَا أَبْلَیْتَنِی وَ الشُّكْرَ عَلَی مَا آتَیْتَنِی وَ الْبَرَكَةَ فِیمَا رَزَقْتَنِی اللَّهُمَّ لَقِّنِّی حُجَّتِی یَوْمَ الْمَمَاتِ وَ لَا تَجْعَلْ عَمَلِی عَلَیَّ حَسَرَاتٍ.

ص: 305


1- 1. جمال الأسبوع ص 89.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ سَرِیرَتِی وَ أَطِبْ عَلَانِیَتِی وَ اجْعَلْ هَوَایَ فِی تَقْوَاكَ وَ خَیْرَ أَیَّامِی یَوْمَ أَلْقَاكَ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَمْ یُهِمَّنِی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فِی أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ أَلْحِقْنِی بِالَّذِینَ هُمْ خَیْرٌ مِنِّی وَ ارْزُقْنِی مُرَافَقَةَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً اسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ قَصْراً كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ آیَةٍ مَدِینَةً وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَلْفَ أَلْفِ نُورٍ وَ كَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ یُبَیِّضُ وَجْهَهُ وَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ وَاحِدَةٍ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ: وَ هِیَ عِشْرُونَ رَكْعَةً تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ

ص: 306


1- 1. جمال الأسبوع ص 90.

الصَّلَاةِ فَسَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَی وَ احْمَدْهُ وَ هَلِّلْهُ كَثِیراً-(1).

الدُّعَاءُ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُلِحٍّ لَا یَمَلُّ دُعَاءَ رَبِّهِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَیْكَ تَضَرُّعَ غَرِیقٍ یَرْجُوكَ لِكَشْفِ كَرْبِهِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَیْكَ ابْتِهَالَ تَائِبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الَّذِی مَلَكْتَ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ وَ فَطَرْتَهُمْ أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتِ الْأَلْوَانِ عَلَی مَشِیَّتِكَ وَ قَدَّرْتَ آجَالَهُمْ وَ قَسَمْتَ أَرْزَاقَهُمْ فَلَمْ یَتَعَاظَمْكَ خَلْقُ خَلْقٍ حَتَّی كَوَّنْتَهُ بِمَا شِئْتَ مُخْتَلِفاً كَمَا شِئْتَ فَتَعَالَیْتَ وَ تَجَبَّرْتَ عَنِ اتِّخَاذِ وَزِیرٍ وَ تَعَزَّزْتَ عَنْ مُؤَامَرَةِ شَرِیكٍ وَ تَنَزَّهْتَ عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ وَ تَقَدَّسْتَ مِنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ فَلَیْسَتِ الْأَبْصَارُ بِمُدْرِكَةٍ لَكَ وَ لَا الْأَوْهَامُ بِوَاقِعَةٍ عَلَیْكَ وَ لَیْسَ لَكَ شَبِیهٌ وَ لَا عَدِیلٌ وَ لَا نِدٌّ وَ لَا نَظِیرٌ وَ أَنْتَ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ الدَّائِمُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الْعَالِمُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْقَائِمُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لَا تُنَالُ بِوَصْفٍ وَ لَا تُدْرَكُ بِحِسٍّ وَ لَا تُغَیِّرُكَ مِنَ الدُّهُورِ صُرُوفُ زَمَانٍ أَزَلِیٌّ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ عِلْمُكَ بِالْأَشْیَاءِ فِی الْخَفَاءِ كَعِلْمِكَ بِهَا فِی الْإِجْهَارِ وَ الْإِعْلَانِ فَیَا مَنْ ذَلَّ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَمَاءُ وَ خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الرُّؤَسَاءُ وَ مَنْ كَلَّتْ عَنْ بُلُوغِ ذَاتِهِ أَلْسُنُ الْبُلَغَاءِ وَ مَنِ استحكم بتدبیر [اسْتَحْكَمَتْ بِتَدْبِیرِهِ] الْأَشْیَاءُ وَ اسْتَعْجَمَتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ

عِبَارَةُ عُلُومِ الْعُلَمَاءِ أَ تُعَذِّبُنِی بِالنَّارِ وَ أَنْتَ أَمَلِی وَ تُسَلِّطُهَا عَلَیَّ بَعْدَ إِقْرَارِی لَكَ بِالتَّوْحِیدِ وَ خُضُوعِی وَ خُشُوعِی لَكَ بِالسُّجُودِ وَ تَلَجْلُجِ لِسَانِی بِالتَّوْقِیفِ وَ قَدْ مَهَّدْتَ لِی مِنْكَ سَبِیلَ الْوُصُولِ إِلَی رَجَاءِ الْمُتَحَیِّرِینَ بِالتَّحْمِیدِ وَ التَّسْبِیحِ فَیَا غَایَةَ الطَّالِبِینَ وَ أَمَانَ الْخَائِفِینَ وَ عِمَادَ الْمَلْهُوفِینَ وَ غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِیرِینَ وَ كَاشِفَ الضُّرِّ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْأَوَّابِینَ الْفَائِزِینَ: إِلَهِی إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِی شَقِیّاً عِنْدَكَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ

ص: 307


1- 1. جمال الأسبوع: 92.

الْعَظَمَةِ الَّتِی لَا یُقَاوِمُهَا عَظِیمٌ وَ لَا مُتَكَبِّرٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُحَوِّلَنِی سَعِیداً فَإِنَّكَ تُجْرِی الْأُمُورَ عَلَی إِرَادَتِكَ وَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ یَا قَدِیرُ وَ أَنْتَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ خَبِیرٌ بَصِیرٌ عَلِیمٌ حَكِیمٌ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ وَ الْطُفْ لِی یَا رَبِّ فَقَدِیماً لَطُفْتَ لَمُسْرِفٍ عَلَی نَفْسِهِ غَرِیقٍ فِی بُحُورِ خَطِیئَتِهِ قَدْ أَسْلَمَتْهُ لِلْحُتُوفِ كَثْرَةُ زَلَلِهِ وَ تَطَوَّلْ عَلَیَّ یَا مُتَطَوِّلًا عَلَی الْمُذْنِبِینَ بِالْعَفْوِ وَ الصَّفْحِ فَلَمْ تَزَلْ آخِذاً بِالصَّفْحِ وَ الْفَضْلِ عَلَی الْمُسْرِفِینَ مِمَّنْ وَجَبَ لَهُ بِاجْتِرَائِهِ عَلَی الْآثَامِ حُلُولُ دَارِ الْبَوَارِ یَا عَالِمَ السِّرِّ وَ الْخَفِیَّاتِ یَا قَاهِرُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَیِّباً سَائِغاً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ مَا أَلْزَمْتَنِیهِ یَا إِلَهِی مِنْ فَرْضِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِهِمْ فَصَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَحَمَّلْ ذَلِكَ عَنِّی إِلَیْهِمْ وَ أَدِّهِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لَهُمْ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ وَ بَعْدَهُ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَكُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلی قَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ فَبِكَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَحْفَظُ مَا بِنَفْسِهِ وَ یَمْنَعُ مِنَ التَّغْیِیرِ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ إِنْ أَنْتَ لَمْ تَعْصِمْهُ فَصِلْ حَبْلَ عِصْمَتِی بِكَرَمِكَ حَتَّی لَا أُغَیِّرَ مَا بِنَفْسِی مِنْ طَاعَتِكَ فَیُغَیَّرَ مَا بِی مِنْ نِعْمَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ وَ صَلِّ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عِتْرَتِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ:- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ ذُرِّیَّتِی وَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ جَمِیعَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ إِلَی آخِرِهَا وَ بِرَبِ

ص: 308


1- 1. جمال الأسبوع: 93- 96.

الْفَلَقِ إِلَی آخِرِهَا وَ بِرَبِّ النَّاسِ إِلَی آخِرِهَا وَ بِالْوَاحِدِ الْأَعْلَی مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ مَا رَأَتْ عَیْنِی وَ مَا لَمْ تَرَ وَ أَعُوذُ بِالْفَرْدِ الْأَكْبَرِ مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ أَوْ بِأَمْرٍ عَسِیرٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی فِی جِوَارِكَ الْمَنِیعِ وَ حِصْنِكَ الْحَصِینِ یَا عَزِیزُ یَاجُبَارُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا فِی جِوَارِ اللَّهِ وَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ هُوَ اللَّهُ الْفَرْدُ الْوَتْرُ الْجَبَّارُ بِهِ وَ بِأَسْمَائِهِ أَحْرَزْتُ نَفْسِی وَ إِخْوَانِی وَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ رَبِّی وَ نَحْنُ فِی جِوَارِ اللَّهِ وَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْقَهَّارُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْغَفَّارُ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ-(1).

الصَّلَاةُ فِی لَیْلَةِ الْخَمِیسِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ مَرَّةً مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ كَانَ مَكْتُوباً عِنْدَ اللَّهِ شَقِیّاً بَعَثَ اللَّهُ مَلَكاً لِیَمْحُوَ شَقْوَتَهُ وَ یَكْتُبَ مَكَانَهُ سَعَادَتَهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ رَوَی ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یُرْوَی مَرَّةً وَاحِدَةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ لِوَالِدَیْهِ فَقَدْ أَدَّی حَقَّ وَالِدَیْهِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَوَابَهَا لِوَالِدَیَّ.

ص: 309


1- 1. جمال الأسبوع: 97.

فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَدَّی حَقَّهَا وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا أَعْطَی الشُّهَدَاءَ وَ إِذَا مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ كَانَ مَلَكٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ مَلَكٌ عَنْ شِمَالِهِ وَ یُشَیِّعُونَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ بِالتَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ یَنْزِلَ فِی قُبَّةٍ بَیْضَاءَ فِیهَا بَیْتٌ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ سَعَةُ ذَلِكَ الْبَیْتِ كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا سَبْعَ مَرَّاتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَرِیرٌ مِنْ نُورٍ قَوَائِمُ ذَلِكَ السَّرِیرِ مِنَ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ عَلَی ذَلِكَ السَّرِیرِ أَلْفُ فِرَاشٍ مِنَ الزَّعْفَرَانِ فَوْقَ ذَلِكَ الْفِرَاشِ حَوْرَاءُ مِنْ نُورٍ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ نُورٍ یُرَی النُّورُ مِنْ جِسْمِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ الْحُلَلِ عَلَی رَأْسِهَا ذَوَائِبُ قَدْ جَلَّلَتْهَا بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ إِذَا تَبَسَّمَتْ مَعَ زَوْجِهَا خَرَجَ مِنْ فِیهَا نُورٌ یَتَعَجَّبُ مِنْ ذَلِكَ أَهْلُ الْجَنَّةِ حَتَّی یَقُولُونَ مَا هَذَا النُّورُ لَعَلَّهُ اطَّلَعَ عَلَیْنَا الْبَارِی سُبْحَانَهُ فَیُنَادَی مِنْ فَوْقِهِمْ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ قَدْ تَبَسَّمَتْ جَارِیَةُ فُلَانٍ مَعَ زَوْجِهَا فِی بَیْتِهَا عَلَی رَأْسِ كُلِّ ذُؤَابَةٍ جُلْجُلٌ مِنْ ذَهَبٍ حَشْوُهَا المشك [الْمِسْكُ] وَ الْعَنْبَرُ إِذَا حَرَّكَتْ رَأْسَهَا خَرَجَ مِنْ وَسْطِ الْجُلْجُلِ أَصْوَاتٌ لَا یُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضاً عَلَی رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ قَدْ زَیَّنَتْ أَصَابِعَهَا بِالْخَوَاتِیمِ یُعْطِی اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الثَّوَابَ لِمَنْ یُصَلِّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ یَجْعَلُ ثَوَابَهَا لِوَالِدَیْهِ وَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَ لَا یَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ شَیْ ءٌ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشَرَةَ آلَافِ أَلْفِ صَلَاةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَی جَسَدِهِ نُوراً هَذَا جَزَاءُ اللَّهِ لِأَوْلِیَائِهِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ-: أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ أَلْفَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً كَأَوْسَعِ مَدِینَةٍ فِی الدُّنْیَا فِی الْجَنَّةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً فَیَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ لَعَنَ الظَّالِمِینَ مِائَةَ مَرَّةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ

ص: 310

تَمَامَ الْخَبَرِ-(1).

دُعَاءُ لَیْلَةِ الْخَمِیسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُبْتَدِعُهُ وَ مُنْشِئُهُ وَ مُخْتَرِعُهُ عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ احْتَذَاهُ وَ لَا شَبَهٍ حَكَاهُ تَفَرَّدْتَ یَا رَبَّنَا بِمُلْكِكَ وَ تَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَسَلَّطْتَ بِعِزَّتِكَ وَ تَعَالَیْتَ بِقُوَّتِكَ وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی حَیْثُ یَقْصُرُ دُونَكَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ لَا یَقْدِرُ الْقَادِرُونَ قُدْرَتَكَ وَ لَا یَصِفُ الْوَاصِفُونَ عَظَمَتَكَ رَفِیعُ الشَّأْنِ مُضِی ءُ الْبُرْهَانِ عَظِیمُ الْجَلَالِ عَظِیمٌ لَطِیفٌ عَلِیمٌ دَبَّرْتَ الْأَشْیَاءَ كُلَّهَا بِحِكْمَتِكَ وَ أَحْصَیْتَ أَمْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِعِلْمِكَ ضَرَعَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَیْكَ وَ ذَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ لِمُلْكِكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِطَاعَتِكَ وَ أَمْرِكَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِمَّنِ اصْطَفَیْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ صَلَاةً تُبَیِّضُ بِهَا وَجْهَهُ وَ تُقِرُّ بِهَا عَیْنَهُ وَ تُزَیِّنُ بِهَا مَقَامَهُ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ مَا سَأَلَ وَ شَفِّعْهُ فِیمَنْ شَفَعَ وَ اجْعَلْ لَهُ مِنْ عَطَائِكَ أَوْفَرَ نَصِیبٍ وَ أَجْزَلَ قِسْمٍ اللَّهُمَّ ارْفَعْهُ بِإِكْرَامِكَ لَهُ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ سَائِرِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا ذُكِرَ وَجِلَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَ ارْتَعَدَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ وَ ذَلَّتْ لَهُ الرِّقَابُ أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِوَالِدَیَّ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً وَ عَرِّفْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمَا فِی جَنَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ لِی وَ لَهُمَا الْأَمْنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْعَفْوَ یَوْمَ الطَّامَّةِ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ فِی مَرْضَاتِكَ ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَی رِضَایَ وَ الْبِرَّ أَخْلَاقِی وَ التَّقْوَی زَادِی وَ أَصْلِحْ لِی دِینِیَ الَّذِی هُوَ

ص: 311


1- 1. جمال الأسبوع ص 98- 100.

عِصْمَتِی وَ بَارِكْ لِی فِی دُنْیَایَ الَّتِی بِهَا بَلَاغِی وَ أَصْلِحْ لِی آخِرَتِیَ الَّتِی إِلَیْهَا مَعَادِی وَ اجْعَلْ دُنْیَایَ زِیَادَةً فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اجْعَلْ آخِرَتِی عَافِیَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ وَفِّقْنِی لِلِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِی وَ تَمْهِیدِ حَالِی فِی دَارِ الْخُلُودِ قَبْلَ نُقْلَتِی اللَّهُمَّ لَا تَأْخُذْنِی بَغْتَةً وَ لَا تُمِتْنِی فَجْأَةً وَ عَافِنِی مِنْ مُمَارَسَةِ الذُّنُوبِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ وَ مِنَ الْأَسْقَامِ الرَّدِیَّةِ بِحُسْنِ الْعَافِیَةِ وَ السَّلَامَةِ وَ تَوَفَّ نَفْسِی آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَاضِیَةً بِمَا لَهَا مَرْضِیَّةً لَیْسَ عَلَیْهَا خَوْفٌ وَ لَا وَجَلٌ وَ لَا جَزَعٌ وَ لَا حَزَنٌ لِتُخْلَطَ بِالْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَی وَ هُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِخَیْرٍ فَأَعِنْهُ وَ یَسِّرْهُ لِی فَ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ أَوْ حَسَدٍ أَوْ بَغْیٍ فَإِنِّی أَدْرَؤُكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِ فَاكْفِنِیهِ بِمَا شِئْتَ وَ اشْغَلْهُ عَنِّی بِمَا شِئْتَ فَإِنَّهُ لَا

حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ وَسْوَسَتِهِ وَ لَا تَجْعَلْ لَهُ عَلَیَّ سُلْطَاناً وَ بَاعِدْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (1).

الصَّلَاةُ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ مِائَتَیْ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بَنَی اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قُلُوبِ الْمَخْلُوقِینَ وَ خَلَقَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ یَمْحُونَ عَنْهُ السَّیِّئَاتِ وَ یُثْبِتُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَ یَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ إِلَی أَنْ یَحُولَ الْحَوْلُ (2).

«45»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ یَوْمَ الْخَمِیسِ

ص: 312


1- 1. جمال الأسبوع: 101.
2- 2. جمال الأسبوع: 104.

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تَعَالَی مِثْلَ مَنْ صَامَ رَجَبَ وَ شَعْبَانَ وَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یُعْطَی بِعَدَدِ حُرُوفِ الْقُرْآنِ حُورَ عِینٍ (1).

«46»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ،: صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْخَمِیسِ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ مِائَةَ مَرَّةٍ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی أَجْرَ مَنْ صَامَ رَجَبَ وَ شَعْبَانَ وَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حِجَّةً وَ عُمْرَةً وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ خَمْسِینَ صَلَاةً وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آیَةٍ ثَوَابَ عَابِدٍ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ كَافِرٍ مَدِینَةً فِی الْجَنَّةِ وَ زَوَّجَهُ اللَّهُ بِكُلِّ آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِائَتَیْ أَلْفِ زَوْجَةٍ وَ كَأَنَّمَا اشْتَرَی أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعْتَقَهُمْ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرَی فِی مَنَامِهِ مَكَانَهُ فِی الْجَنَّةِ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْخَمِیسِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ یَقْرَأُ فِی یَوْمِهِ بَعْدَ الْعَصْرِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعِینَ مَرَّةً وَ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً أَعْطَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِعَدَدِ مَا فِی الْجَنَّةِ وَ النَّارِ حَسَنَاتٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَدِینَةً فِی الْجَنَّةِ وَ رَزَقَهُ مِائَةَ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مَلَكٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آیَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِیدٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْخَمِیسِ رَوَی ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی فِی هَذَا الْیَوْمِ مَا بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ

ص: 313


1- 1. البلد الأمین لم نجده.

مِائَةَ مَرَّةٍ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِائَةَ مَرَّةٍ لَا یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ الْبَتَّةَ(1).

صَلَاةٌ أُخْرَی لِیَوْمِ الْخَمِیسِ وَ هِیَ صَلَاةُ الْحَاجَةِ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ عِیسَی الْمُكَتِّبُ فِی كِتَابِهِ إِلَیَّ وَ إِجَازَتِهِ لِی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِیُّ ره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ وَ دَاوُدُ بْنُ كَثِیرٍ الرَّقِّیُّ وَ دَاوُدُ بْنُ أَحْیَلَ وَ سَیْفٌ التَّمَّارُ وَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ قَیْسٍ الْمَوْصِلِیُّ- وَ نَحْنُ نَتَكَلَّمُ وَ الصَّادِقُ علیه السلام سَاجِدٌ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ نَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا هَذَا الْغَمُّ وَ النَّفَسُ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ وَ حَقِّكَ بَلَغَ مَجْهُودِی وَ ضَاقَ صَدْرِی قَالَ علیه السلام أَیْنَ أَنْتَ عَنْ صَلَاةِ الْحَوَائِجِ قَالَ وَ كَیْفَ أُصَلِّیهَا جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْخَمِیسِ بَعْدَ الضُّحَی فَاغْتَسِلْ وَ أْتِ مُصَلَّاكَ وَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا سَلَّمْتَ فَقُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ قُلْ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُحَرِّكُ سُبْحَتَكَ وَ تَقُولُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی تَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ تَبْسُطُ كَفَّیْكَ وَ تَرْفَعُهُمَا تِلْقَاءَ وَجْهِكَ وَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ یَا أَفْضَلَ مَنْ رُجِیَ وَ یَا خَیْرَ مَنْ دُعِیَ وَ یَا أَجْوَدَ مَنْ سَمَحَ وَ أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ یَا مَنْ لَا یَعْزُبُ عَلَیْهِ مَا یَفْعَلُهُ یَا مَنْ حَیْثُ مَا دُعِیَ أَجَابَ أَسْأَلُكَ بِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ عَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ عَظِیمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِفَضْلِكَ الْعَظِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْعَظِیمِ دَیَّانِ الدِّینِ مُحْیِی الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ

ص: 314


1- 1. جمال الأسبوع: 105.

وَ أَنْ تَقْضِیَ لِی حَاجَتِی وَ تُیَسِّرَ لِی مِنْ أَمْرِی فَلَا تُعَسِّرَ عَلَیَّ وَ تُسَهِّلَ لِی مَطْلَبَ رِزْقِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ یَا قَدِیراً عَلَی مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ غَیْرُكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ- قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فَقُلْهَا مَرَّاتٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ حَوْلٍ وَ كُنَّا فِی دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا دَاوُدُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ كِیساً فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ وَجَبَتْ عَلَیَّ بِبَرَكَتِكَ وَ بِمَا عَلَّمْتَنِی مِنَ الْخَیْرِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیَّ وَ زَادَ الطُّوسِیُّ حَتَّی كَانَ لِی عَلَی رَجُلٍ مَالٌ وَ قَدْ حَبَسَهُ عَلَیَّ وَ حَلَفَ عَلَیْهِ عِنْدَ بَعْضِ الْحُكَّامِ فَجَاءَنِی بَعْدَ ذَلِكَ وَ مَا صَلَّیْتُ إِلَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ حَمَلَ إِلَیَّ مَا كَانَ لِی عَلَیْهِ وَ سَأَلَنِی أَنْ أَجْعَلَهُ فِی حِلٍّ مِمَّا دَفَعَنِی فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام احْمَدْ رَبَّكَ وَ لَا یَشْغَلْكَ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَدٌ وَ تَفَقَّدْ إِخْوَانَكَ-(1).

صَلَاةٌ أُخْرَی فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ لِلْحَاجَةِ-: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَلْیَغْتَسِلْ یَوْمَ الْخَمِیسِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَ لْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَإِذَا سَلَّمَ یَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَیَرْفَعُهُ فَوْقَ رَأْسِهِ ثُمَّ یَقُولُ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ إِلَی خَلْقِكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ آیَةٍ لَكَ فِیهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِیهِ وَ بِحَقِّكَ عَلَیْكَ وَ لَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ یَا سَیِّدِی بِاللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِحَقِّ عَلِیٍّ عَشْراً وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ عَشْراً- ثُمَّ تَعُدُّ كُلَّ إِمَامٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی إِمَامِ زَمَانِكَ- اصْنَعْ بِی كَذَا وَ كَذَا تُقْضَی حَاجَتُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ-: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی مِنْهُنَّ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِحْدَی

ص: 315


1- 1. جمال الأسبوع: 108.

وَ عِشْرِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ إِحْدَی وَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كُلُّ رَكْعَتَیْنِ بِتَسْلِیمٍ فَإِذَا سَلَّمَ فِی الرَّابِعَةِ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ مَرَّةً وَ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ لَوْ سَأَلَ اللَّهَ فِی زَوَالِ الْجِبَالِ لَزَالَتْ أَوْ فِی نُزُولِ الْغَیْثِ لَنَزَلَ إِنَّهُ لَا یُحْجَبُ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَیَغْضَبُ عَلَی مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ لَمْ یَسْأَلْ حَاجَتَهُ-(1).

دُعَاءُ یَوْمِ الْخَمِیسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْخَائِفِ مِنْ وَقْفَةِ الْمَوْقِفِ الْوَجِلِ مِنَ الْعَرْضِ الْمُشْفِقِ مِنَ الْخَشْیَةِ لِبَوَائِقِ الْقِیَامَةِ الْمَأْخُوذِ عَلَی الْغِرَّةِ النَّادِمِ عَلَی خَطِیئَتِهِ الْمَسْئُولِ الْمُحَاسَبِ الْمُثَابِ الْمُعَاقَبِ الَّذِی لَمْ یُكِنَّهُ عَنْكَ مَكَانٌ وَ لَا وَجَدَ مَفَرّاً مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ مُتَنَصِّلًا مِنْ سَیِّئِ عَمَلِهِ مُقِرّاً فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْهُمُومُ وَ ضَاقَتْ عَلَیْهِ رَحَائِبُ التُّخُومِ مُوقِناً بِالْمَوْتِ مُبَادِراً بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ الْفَوْتِ إِنْ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِهَا وَ عَفَوْتَ عَنِّی فَأَنْتَ رَجَائِی إِذَا ضَاقَ عَنِّی الرَّجَاءُ وَ مَلْجَئِی إِذَا لَمْ أَجِدْ فِنَاءَ الِالْتِجَاءِ تَوَحَّدْتَ بِالْعِزِّ وَ تَفَرَّدْتَ بِالْبَقَاءِ فَأَنْتَ الْمُنْفَرِدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ بِالْمَجْدِ لَا یُوَارِی مِنْكَ مَكَانٌ وَ لَا یُغَیِّرُكَ زَمَانٌ فَأَلَّفْتَ بِلُطْفِكَ الْفَرَقَ وَ فَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفَلَقَ وَ دَبَّرْتَ بِحِكْمَتِكَ دَوَاجِیَ الْغَسَقِ وَ أَخْرَجْتَ الْمِیَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیَاخِیدِ عَذْباً وَ أُجَاجاً وَ أَهْمَرْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً وَ أَخْرَجْتَ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً رَجْرَاجاً وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ لِلْبَرِیَّةِ سِرَاجاً وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ أَبْرَاجاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تُمَارِسَ فِیمَا ابْتَدَأْتَ لُغُوباً وَ لَا عِلَاجاً فَأَنْتَ إِلَهُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُهُ وَ جَبَّارُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ رَازِقُهُ فَالْعَزِیزُ مَنْ أَعْزَزْتَ

ص: 316


1- 1. جمال الأسبوع: 110.

وَ الشَّقِیُّ مَنْ أَذْلَلْتَ وَ الْغَنِیُّ مَنْ أَغْنَیْتَ وَ الْفَقِیرُ مَنْ أَفْقَرْتَ أَنْتَ وَلِیِّی وَ مَوْلَایَ عَلَیْكَ رِزْقِی وَ بِیَدِكَ نَاصِیَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلَی عَبْدٍ غَمَرَهُ جَهْلُهُ وَ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ التَّسْوِیفُ حَتَّی سَالَمَ الْأَیَّامَ وَ احْتَقَبَ الْمَحَارِمَ وَ الْآثَامَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی سَیِّدِی عَبْداً یَفْزَعُ إِلَی التَّوْبَةِ فَإِنَّهَا مَفْزَعُ الْمُذْنِبِینَ وَ أَعِنِّی بِجُودِكَ الْوَاسِعِ عَنْ لُؤْمِ الْمَخْلُوقِینَ وَ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی شِرَارِ الْعَالَمِینَ وَ هَبْ لِی عَفْوَكَ فِی مَوْقِفِ یَوْمِ الدِّینِ یَا مَنْ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْیَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ إِلَیْكَ قَصَدْتُ رَاغِباً فَلَا تَرُدَّنِی عَنْ سِنِیِّ مَوَاهِبِكَ صُفْراً إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ مِفْضَالٌ یَا رَءُوفاً بِالْعِبَادِ وَ مَنْ هُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَكْرِمْ مَئَابِی وَ أَجْزِلْ ثَوَابِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ أَنْقِذْنِی بِفَضْلِكَ مِنْ أَلِیمِ الْعَذَابِ إِنَّكَ كَرِیمٌ وَهَّابٌ فَقَدْ أَلْقَتْنِی السَّیِّئَاتُ وَ الْحَسَنَاتُ بَیْنَ ثَوَابٍ وَ عِقَابٍ وَ قَدْ رَجَوْتُكَ یَا إِلَهِی أَنْ تَكُونَ بِلُطْفِكَ تَتَغَمَّدُ عَبْدَكَ الْمُقِرَّ بِفَوَادِحِ الذُّنُوبِ بِالْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ یَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ وَ تَصْفَحُ عَنْ زَلَلِهِ یَا سَتَّارَ الْعُیُوبِ فَلَیْسَ لِی رَبٌّ أَرْتَجِیهِ غَیْرُكَ وَ لَا مَلِكٌ یَجْبُرُ فَاقَتِی سِوَاكَ فَلَا تَرُدَّنِی مِنْكَ بِالْخَیْبَةِ یَا كَاشِفَ الْكُرْبَةِ وَ مُقِیلَ الْعَثْرَةِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سُرَّنِی فَإِنِّی لَسْتُ بِأَوَّلِ مَنْ سَرَرْتَهُ یَا وَلِیَّ النِّعَمِ وَ شَدِیدَ النِّقَمِ وَ دَائِمَ الْمَجْدِ وَ الْكَرَمِ صَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اخْصُصْنِی بِمَغْفِرَةٍ لَا یُقَارِبُهَا شَقَاءٌ وَ سَعَادَةٍ لَا یُدَانِیهَا أَذًی وَ أَلْهِمْنِی تُقَاكَ وَ مَحَبَّتَكَ وَ جَنِّبْنِی مُوبِقَاتِ مَعْصِیَتِكَ وَ لَا تَجْعَلْ لِلنَّارِ عَلَیَّ سُلْطَاناً إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فَقَدْ دَعْوَتُكَ یَا إِلَهِی وَ تَكَفَّلْتَ بِالْإِجَابَةِ وَ لَا تَرُدُّ سَائِلِیكَ وَ لَا تُخَیِّبُ آمِلِیكَ یَا خَیْرَ مَأْمُولٍ بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ فَرْدَانِیَّتِكَ فِی رُبُوبِیَّتِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنْتَ سَمِیعٌ فَأَدْرِجْنِی دَرَجَ مَنْ أَوْجَبْتَ لَهُ حُلُولَ دَارِ كَرَامَتِكَ مَعَ أَصْفِیَائِكَ وَ أَهْلِ اخْتِصَاصِكَ بِجَزِیلِ مَوَاهِبِكَ فِی دَرَجَاتِ جَنَّاتِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ

ص: 317

وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً اللَّهُمَّ وَ مَا افْتَرَضْتَ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْتَمِلْهُ عَنِّی إِلَیْهِمْ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لَهُمْ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ ذَاكَ عَلَیْكَ یَسِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ- وَ بَعْدَهُ فِی شُكْرِ النِّعْمَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْیَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا یَصْنَعُونَ فَبِكَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ فَلَا تَجْعَلْ هَذَا مِثْلِی فِی نِعْمَتِكَ یَا سَیِّدِی وَ لَا تَجْعَلْنِی مُغْتَرّاً بِالطُّمَأْنِینَةِ إِلَی رَغَدِ الْعَیْشِ آمِناً مِنْ مَكْرِكَ لِأَنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ فَلا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ وَ أَنَا أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ مُعْتَرِفٌ بِإِحْسَانِكَ مُسْتَجِیرٌ بِكَرَمِكَ مِنْ أَنْ تُذِیقَنِی لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بَعْدَ الْأَمْنِ وَ النِّعْمَةِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْبُرْنِی وَ لَا تَخْذُلْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِی فَاغْفِرْ لِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُ مِنْكَ الْحُسْنَی فَأَسْعَدْتَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ دُعَائِی وَ تُحَقِّقَ بِفَضْلِكَ أَمَلِی وَ رَجَائِی یَا اللَّهُ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ-(1).

عُوذَةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُعِیذُ نَفْسِی وَ وَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ جَمِیعَ مَا رَزَقَنِی رَبِّی وَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الْأَعَزِّ الْأَكْبَرِ وَ أُعِیذُهَا بِاللَّهِ الْأَعَزِّ الْأَعْظَمِ وَ أُعِیذُهَا بِاللَّهِ الْأَجَلِّ الْأَرْفَعِ وَ أُعِیذُهَا بِاللَّهِ رَبِّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَارِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ حَاسِدٍ وَ مُعَانِدٍ: وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ

ص: 318


1- 1. جمال الأسبوع: 111- 115.

لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً وَ نُسْقِیَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِیَّ كَثِیراً الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً ذلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدی بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِیمٌ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلی أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

أقول: ثم ذكر السید ره بعد ذلك أعمال لیلة الجمعة و یومها و سنذكرها فی بابها(2) و لم یورد ره دعاء یوم الجمعة من أدعیة الأسبوع بهذه الروایة و ذكر أدعیة أخری و لعله علی الغفلة و النسیان.

ثم قال ذكر الروایة الثانیة فی صلاة الأسبوع التی اختارها جدی أبو جعفر الطوسی فی المصباح نذكرها بإسنادها الذی حذفه أو اختصر بعضه.

حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ عَنِ الشِّعْبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْمُقْرِی عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تُصَلِّی لَیْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ فِی دُبُرِ هَذِهِ الصَّلَاةِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُ وَ لِوَالِدَیْهِ وَ كَانَ مِمَّنْ یَشْفَعُ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ صَلَّی یَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ یَهُودِیٍّ وَ یَهُودِیَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ قِیَامٍ لَیْلُهَا وَ صِیَامٍ نَهَارُهَا وَ كَأَنَّمَا اشْتَرَی كُلَّ یَهُودِیٍّ وَ یَهُودِیَّةٍ وَ عَتَقَهُمْ وَ كَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الْفُرْقَانَ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی

ص: 319


1- 1. جمال الأسبوع: 116.
2- 2. بل قد مر فی ج 89 الباب 96 و 97 ص 287- 384.

بِكُلِّ یَهُودِیٍّ وَ یَهُودِیَّةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِیدٍ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی قَبْرِهِ أَلْفَ نُورٍ وَ أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَعَالَی أَلْفَ حُلَّةٍ وَ كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ وَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ حَرْفٍ حَوْرَاءَ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَوَابَ الصِّدِّیقِینَ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ سُورَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ رَقَبَةٍ-(1).

لَیْلَةَ الْأَحَدِ رَكْعَتَانِ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَحَدِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ مَتَّعَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِعَقْلِهِ حَتَّی یَمُوتَ.

یَوْمَ الْأَحَدِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آمَنَ الرَّسُولُ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِیٍّ وَ نَصْرَانِیَّةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَوَابَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ نَصْرَانِیٍّ وَ نَصْرَانِیَّةٍ أَلْفَ غَزْوَةٍ وَ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلَاةٍ وَ كَأَنَّمَا اشْتَرَی كُلَّ نَصْرَانِیٍّ وَ نَصْرَانِیَّةٍ وَ عَتَقَهَا(2).

لَیْلَةُ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَامِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْآجُرِّیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَ

ص: 320


1- 1. جمال الأسبوع 134.
2- 2. جمال الأسبوع: 135.

صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ- أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ رَكْعَةٍ سَبْعِینَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی الْجَنَّةِ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِیَةٍ.

رَكْعَتَانِ أُخْرَاوَانِ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ یَقْرَأُ بَعْدَ التَّسْلِیمِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ یَقْرَأُ بَعْدَ التَّسْلِیمِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی اسْمَهُ فِی أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ الْعَلَانِیَةِ وَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ آیَةٍ قَرَأَهَا حِجَّةً وَ عُمْرَةً وَ كَأَنَّمَا أَعْتَقَ نَسَمَتَیْنِ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ علیه السلام وَ إِنْ مَاتَ مَا بَیْنَ ذَلِكَ مَاتَ شَهِیداً.

اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً فِیهَا وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً نَادَی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَلْیَقُمْ وَ لْیَأْخُذْ ثَوَابَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ فَأَوَّلُ مَا یُعْطَی مِنَ الثَّوَابِ أَلْفُ حُلَّةٍ وَ یُتَوَّجُ بِمِائَةِ تَاجٍ وَ یُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَیَسْتَقْبِلُهُ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ شَرَابٌ وَ هَدِیَّةٌ فَیَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الشَّرَابِ وَ یَطُوفُونَ مَعَهُ حَتَّی یَدُورَ فِی أَلْفِ قَصْرٍ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ فِی وَسَطِ كُلِّ دَارٍ حَدِیقَةٌ فِی وَسَطِ كُلِّ حَدِیقَةٍ قُبَّةٌ خَضْرَاءُ فِی كُلِّ قُبَّةٍ أَلْفُ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ أَلْفُ حَوْرَاءَ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ خَادِمٍ وَ عَلَی رَأْسِهَا أَلْفُ ذُؤَابَةٍ وَ عَلَیْهَا أَلْفُ حُلَّةٍ طُوبَی لِمَنْ عَانَقَهَا(1).

یَوْمُ الْإِثْنَیْنِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ

ص: 321


1- 1. جمال الأسبوع: 136.

الْآجُرِّیِّ إِلَی آخِرِ السَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ- أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی سَبْعِینَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی الْجَنَّةِ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِیَةٍ.

رَكْعَتَانِ أُخْرَاوَانِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْراً فِی جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ فِی ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعَةُ بُیُوتٍ طُولُ كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَ عَرْضُهُ مِثْلُ ذَلِكَ الْأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ وَ الثَّانِی مِنْ ذَهَبٍ وَ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ الرَّابِعُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ الْخَامِسُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ وَ أَبْوَابُ الْبُیُوتِ مِنْ عَنْبَرٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَرِیرٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ عَلَی كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ خَلَقَهَا مِنْ أَطْیَبِ الطِّیبِ-(1).

لَیْلَةُ الثَّلَاثَاءِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ شَهِدَ اللَّهُ مَرَّةً مَرَّةً أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ.

یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ عِشْرِینَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ

ص: 322


1- 1. جمال الأسبوع: 138.

مَرَّاتٍ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ خَطِیئَةٌ إِلَی سَبْعِینَ یَوْماً وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ سَبْعِینَ سَنَةً فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِیداً وَ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنَ السَّمَاءِ تِلْكَ السَّنَةَ أَلْفُ حَسَنَةٍ وَ بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ وَرَقَةٍ نَبَتَتْ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ مَدِینَةً وَ یَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ یَدْخُلُ مِنْ أَیِّهَا شَاءَ بِغَیْرِ حِسَابٍ-(1).

لَیْلَةُ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ.

یَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ یَدْفَعُ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ عَذَابَ الْقَبْرِ وَ ضِیقَهُ وَ ظُلْمَتَهُ وَ أَدْخَلَ فِیهِ النُّورَ وَ یَدْفَعُ عَنْهُ شَدَائِدَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ وَ قَضَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ حَاجَةٍ أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ وَ لَا یُصِیبُهُ عَطَشٌ وَ لَا جُوعٌ (2).

لَیْلَةُ الْخَمِیسِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبُرْدَآبَادِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ عِشَاءِ الْآخِرَةِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ یا

ص: 323


1- 1. جمال الأسبوع: 140.
2- 2. جمال الأسبوع: 141.

أَیُّهَا الْكافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ لِوَالِدَیْهِ فَقَدْ أَدَّی حَقَّ وَالِدَیْهِ.

أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ أُخَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْآجُرِّیِّ إِلَی آخِرِ السَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ الْخَمِیسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مَرَّةً وَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمَا بِتَسْلِیمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- وَ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَبْرَئِیلَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی سَبْعِینَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی الْجَنَّةِ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ.

یَوْمُ الْخَمِیسِ وَ فِیمَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنْ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَالَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ: وَ مَنْ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ یَوْمَ الْخَمِیسِ كَانَ لَهُ هَذَا الثَّوَابُ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَاذَانَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَبَّاسِیِّ الرَّازِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ مَا بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِائَةَ مَرَّةٍ لَا یَقُومُ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّی یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ الْبَتَّةَ-(1).

أَقُولُ هَذِهِ الصَّلَوَاتُ أَوْرَدَهَا الشَّیْخُ فِی الْمُتَهَجِّدِ-(2) لَكِنْ مَعَ اخْتِصَارٍ فِی الْأَسْنَادِ

ص: 324


1- 1. جمال الأسبوع: 142- 144.
2- 2. مصباح الشیخ ص 175- 178.

وَ الْمَثُوبَاتِ وَ أَوْرَدَهَا الرَّاوَنْدِیُّ أَیْضاً فِی دَعَوَاتِهِ ثُمَّ ذَكَرَ السَّیِّدُ ره صَلَوَاتِ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ یَوْمِهَا عَلَی مَا سَبَقَ ذِكْرُهَا فِی بَابِهَا: ثُمَّ قَالَ ذُكِرَ رِوَایَةٌ رَابِعَةٌ فِی صَلَوَاتِ لَیَالِی الْأُسْبُوعِ وَ أَیَّامِهِ وَجَدْنَا فِی كُتِبِ عِبَادَاتٍ وَ صَلَوَاتٍ عَنِ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ.

صَلَاةُ لَیْلَةِ الْأَحَدِ عِشْرُونَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِینَ مَرَّةً وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً ثُمَّ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یَسْتَغْفِرُ لِنَفْسِهِ وَ لِوَالِدَیْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ یَلْتَجِئُ إِلَی حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ آدَمَ صَفْوَةُ اللَّهِ تَعَالَی وَ قُدْرَتُهُ وَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلُ اللَّهِ وَ مُوسَی كَلِیمُ اللَّهِ وَ عِیسَی رُوحُ اللَّهِ وَ محمد [مُحَمَّداً] رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

صَلَاةُ یَوْمِ الْأَحَدِ وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ آمَنَ الرَّسُولُ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ نَصْرَانِیٍّ وَ نَصْرَانِیَّةٍ حَسَنَاتٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَوَابَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ كَتَبَ لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلَاةٍ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ بِكُلِّ حروف [حَرْفٍ] مَدِینَةً مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ(1).

صَلَاةُ لَیْلَةِ الْإِثْنَیْنِ ذكر من نقلت من خطه هذه الروایة أنه أسقط إسناد هذه الصلاة و ما ورد فیها من الثواب و الوعود المتضاعفات.

قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عِشْرِینَ مَرَّةً وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ فِی الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ یَقْرَأُ قُلْ هُوَ

ص: 325


1- 1. جمال الأسبوع: 154.

اللَّهُ أَحَدٌ خَمْساً وَ سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْساً وَ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَسْتَغْفِرُ لِنَفْسِهِ وَ لِوَالِدَیْهِ خَمْساً وَ سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ-: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ- عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ مَرَّةً مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

صَلَاةٌ أُخْرَی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً-(1).

صَلَاةُ لَیْلَةِ الثَّلَاثَاءِ-: اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً.

صَلَاةُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ عَشْرُ رَكَعَاتٍ عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ فِی لَفْظٍ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

صَلَاةُ لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ-: رَكْعَتَانِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

صَلَاةُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ

ص: 326


1- 1. جمال الأسبوع: 155.

الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)

وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

صَلَاةُ لَیْلَةِ الْخَمِیسِ-: مَا بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ لِوَالِدَیْهِ فَقَدْ أَدَّی حَقَّهُمَا.

صَلَاةُ یَوْمِ الْخَمِیسِ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ الْخَمِیسِ بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ مِائَةَ مَرَّةٍ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ مِائَةَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ مِائَةَ مَرَّةٍ-(2).

أَقُولُ ثُمَّ ذَكَرَ صَلَاةَ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ یَوْمِهَا عَلَی مَا سَنَذْكُرُهُ (3).

ثُمَّ قَالَ صَلَاةُ لَیْلَةِ السَّبْتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِیَ لَهُ قَصْرٌ فِی الْجَنَّةِ وَ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَغْفِرَ لَهُ.

صَلَاةُ یَوْمِ السَّبْتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی یَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ وَ سَلَّمَ قَرَأَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ثَوَابَ شَهِیدٍ وَ كَانَ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَدَاءِ(4).

ص: 327


1- 1. جمال الأسبوع: 156.
2- 2. جمال الأسبوع: 157.
3- 3. بل قد مر سابقا فی أواخر ج 89 و أوائل هذا المجلد.
4- 4. جمال الأسبوع 160.

«47»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ الْبَلَدُ، وَ الْجَمَالُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: قَالُوا دُعَاءُ لَیْلَةِ السَّبْتِ مَرْوِیٌّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام تَعَلَّمَهُ مِنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام حَیْثُ رَآهُ یَدْعُو بِهِ لَیْلَةَ السَّبْتِ- فَلَمْ یَعْرِفْهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاكَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام.

یَا مَنْ عَفَا عَنِ السَّیِّئَاتِ فَلَمْ یُجَازِ بِهَا ارْحَمْ عَبْدَكَ أَیَا اللَّهُ نَفْسِی نَفْسِی ارْحَمْ عَبْدَكَ أَیْ سَیِّدَاهْ عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ أَیَا رَبَّاهْ أَیْ إِلَهِی بِكَیْنُونِیَّتِكَ أَیْ أَمَلَاهْ أَیْ رَجَایَاهْ أَیْ غِیَاثَاهْ أَیْ مُنْتَهَا رَغْبَتَاهْ أَیْ مُجْرِیَ الدَّمِ فِی عُرُوقِی عَبْدُكَ عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ أَیْ سَیِّدِی أَیْ مَالِكَ عَبْدِهِ هَذَا عَبْدُكَ أَیْ سَیِّدَاهْ یَا أَمَلَاهْ یَا مَالِكَاهْ أَیَا هُوَ أَیَا هُوَ یَا رَبَّاهْ عَبْدُكَ لَا حِیلَةَ لِی وَ لَا غِنَی بِی عَنْ نَفْسِی وَ لَا أَسْتَطِیعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا أَجِدُ مَنْ أُصَانِعُهُ تَقَطَّعَتْ أَسْبَابُ الْخَدَائِعِ عَنِّی وَ اضْمَحَلَّ عَنِّی كُلُّ بَاطِلٍ وَ أَفْرَدَنِی الدَّهْرُ إِلَیْكَ فَقُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ بَیْنَ یَدَیْكَ إِلَهِی تَعْلَمُ هَذَا كُلَّهُ فَكَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِی لَیْتَ شِعْرِی وَ لَا أَشْعُرُ كَیْفَ تَقُولُ لِدُعَائِی أَ تَقُولُ لِدُعَائِی نَعَمْ أَوْ تَقُولُ لَا فَإِنْ قُلْتَ لَا فَیَا وَیْلِی یَا وَیْلِی یَا وَیْلِی یَا عَوْلِی یَا عَوْلِی یَا عَوْلِی یَا شِقْوَتِی یَا شِقْوَتِی یَا شِقْوَتِی یَا ذُلِّی یَا ذُلِّی یَا ذُلِّی إِلَی مَنْ أَوْ عِنْدَ مَنْ أَوْ كَیْفَ أَوْ لِمَا ذَا أَوْ إِلَی أَیِّ شَیْ ءٍ أَلْجَأُ وَ مَنْ أَرْجُو وَ مَنْ یَعُودُ عَلَیَّ حَیْثُ تَرْفِضُنِی یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ وَ إِنْ قُلْتَ نَعَمْ كَمَا الظَّنُّ بِكَ فَطُوبَی لِی أَنَا السَّعِیدُ طُوبَی لِی أَنَا الْغَنِیُّ طُوبَی لِی أَنَا الْمَرْحُومُ أَیْ مُتَرَاحِمُ أَیْ مُتَرَائِفُ أَیْ مُتَعَطِّفُ أَیْ مُتَمَلِّكُ أَیْ مُتَجَبِّرُ أَیْ مُتَسَلِّطُ لَا عَمَلَ لِی أَبْلُغُ بِهِ نَجَاحَ حَاجَتِی فَأَنَا أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَنْشَأْتَهُ مِنْ كُلِّكَ وَ اسْتَقَرَّ فِی غَیْبِكَ فَلَا یَخْرُجُ مِنْكَ إِلَی شَیْ ءٍ سِوَاكَ أَسْأَلُكَ بِهِ هُوَ ثُمَّ لَمْ یُلْفَظْ بِهِ وَ لَا یُلْفَظُ بِهِ أَبَداً أَبَداً وَ بِهِ وَ بِكَ لَا شَیْ ءَ غَیْرُ هَذَا وَ لَا أَجِدُ أَحَداً أَنْفَعَ لِی مِنْكَ أَیْ كَبِیرُ أَیْ عَلِیُّ أَیْ مَنْ عَرَّفَنِی نَفْسَهُ أَیْ مَنْ أَمَرَنِی بِطَاعَتِهِ أَیَا مَنْ نَهَانِی عَنْ مَعْصِیَتِهِ أَیَا مَنْ أَعْطَانِی مَسْئُولِی أَیْ مَدْعُوُّ أَیْ مَسْئُولُ أَیْ مَطْلُوباً إِلَیْهِ إِلَهِی رَفَضْتُ وَصِیَّتَكَ وَ لَمْ أُطِعْكَ وَ لَوْ أَطَعْتُكَ لَكَفَیْتَنِی مَا قُمْتُ إِلَیْكَ فِیهِ قَبْلَ

ص: 328


1- 1. المتهجد ص 295.

أَنْ أَقُومَ وَ أَنَا مَعَ مَعْصِیَتِی لَكَ رَاجٍ فَلَا تَحُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَا رَجَوْتُ وَ ارْدُدْ یَدِی عَلَیَّ مَلْأَی مِنْ خَیْرِكَ وَ فَضْلِكَ وَ بِرِّكَ وَ عَافِیَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ بِحَقِّكَ یَا سَیِّدِی (1).

«48»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُتْبِعُ هَذَا الدُّعَاءَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ یَا عُدَّتِی عِنْدَ كُرْبَتِی وَ یَا غِیَاثِی عِنْدَ شِدَّتِی یَا وَلِیَّ نِعْمَتِی یَا مُنْجِحِی فِی حَاجَتِی یَا مَفْزَعِی فِی وَرْطَتِی یَا مُنْقِذِی مِنْ هَلَكَتِی یَا كَالِئِی فِی وَحْدَتِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ اجْمَعْ لِی شَمْلِی وَ أَنْجِحْ لِی طَلِبَتِی وَ أَصْلِحْ لِی شَأْنِی وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْعَافِیَةِ أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی وَ عِنْدَ وَفَاتِی إِذَا تَوَفَّیْتَنِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (2).

«49»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجِمَالُ، وَ الْإِخْتِیَارُ، رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ صَامَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ وَ صَلَّی لَیْلَةَ السَّبْتِ مَا شَاءَ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِّ إِنَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا یُخَلِّصُ مِنْكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَهَبْ لِی یَا إِلَهِی فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُحْیِی بِهَا أَمْوَاتَ الْعِبَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْبِلَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی وَ عَرِّفْنِی یَا رَبِّ إِجَابَتَكَ لِی وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی یَا رَبِّ ارْفَعْنِی وَ لَا تَضَعْنِی وَ احْفَظْنِی وَ انْصُرْنِی وَ لَا تَخْذُلْنِی یَا رَبِّ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنْ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی عُقُوبَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ سَیِّدِی عُلُوّاً كَبِیراً فَلَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفْسِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ تَمَرُّغِی

ص: 329


1- 1. جمال الأسبوع: 162.
2- 2. المتهجد: 296.

وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ یَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ هَذَا الْیَوْمِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فَأَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ فَأَجِرْنِی وَ أَسْتَتِرُ بِكَ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ فَاسْتُرْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ ذُنُوبِی فَاغْفِرْ لِی فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ الْعَظِیمُ الْعَظِیمُ الْعَظِیمُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ عَظِیمٍ-(1).

وَ مَنْ عَمِلَ لَیْلَةَ السَّبْتِ- لِمَنْ یَدْهَمُهُ خَوْفٌ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ مِنْ غَیْرِهِ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ-: مَنْ دَهِمَهُ أَمْرٌ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ مِنْ عَدُوٍّ حَاسِدٍ فَلْیَصُمْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ وَ لِیَدْعُ عَشِیَّةَ الْجُمُعَةِ لَیْلَةَ السَّبْتِ وَ لْیَقُلْ فِی دُعَائِهِ أَیْ رَبَّاهْ أَیْ سَیِّدَاهْ أَیْ سَیِّدَاهْ أَیْ أَمَلَاهْ أَیْ رَجَایَاهْ أَیْ عِمَادَاهْ أَیْ كَهْفَاهْ أَیْ حِصْنَاهْ أَیْ حِرْزَاهْ أَیْ فَخْرَاهْ بِكَ آمَنْتُ وَ لَكَ أَسْلَمْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بَابَكَ قَرَعْتُ وَ بِفِنَائِكَ نَزَلْتُ وَ بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ وَ بِكَ اسْتَغَثْتُ وَ بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ وَ عَلَیْكَ أَتَوَكَّلُ وَ إِلَیْكَ أَلْجَأُ وَ أَعْتَصِمُ وَ بِكَ أَسْتَجِیرُ فِی جَمِیعِ أُمُورِی وَ أَنْتَ غِیَاثِی وَ عِمَادِی وَ أَنْتَ عِصْمَتِی وَ رَجَائِی وَ أَنْتَ اللَّهُ رَبِّی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ خُذْ بِیَدِی وَ أَنْقِذْنِی وَ وَفِّقْنِی وَ اكْفِنِی وَ اكْلَأْنِی وَ ارْعَنِی فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی وَ إِمْسَائِی وَ إِصْبَاحِی وَ مُقَامِی وَ سَفَرِی یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ یَا أَعْدَلَ الْفَاضِلِینَ وَ یَا إِلَهَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ یَا مَالِكَ یَوْمِ الدِّینِ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا حَیّاً لَا یَمُوتُ یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِمُحَمَّدٍ یَا اللَّهُ بِعَلِیٍّ یَا اللَّهُ بِفَاطِمَةَ یَا اللَّهُ بِالْحَسَنِ یَا اللَّهُ بِالْحُسَیْنِ یَا اللَّهُ بِعَلِیٍّ یَا اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ یَا اللَّهُ- قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ- فَعَرَضْتُهُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَزَادَنِی فِیهِ بِجَعْفَرٍ یَا اللَّهُ بِمُوسَی یَا اللَّهُ بِعَلِیٍّ یَا اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ یَا اللَّهُ بِعَلِیٍّ یَا اللَّهُ

ص: 330


1- 1. مصباح المتهجد ص 296 و 297، جمال الأسبوع 163.

بِالْحَسَنِ یَا اللَّهُ بِحُجَّتِكَ وَ خَلِیفَتِكَ فِی بِلَادِكَ یَا اللَّهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْ بِنَاصِیَةِ مَنْ أَخَافُهُ وَ یُسَمِّیهِ بِاسْمِهِ وَ ذَلِّلْ لِی صَعْبَهُ وَ سَهِّلْ لِی قِیَادَهُ وَ رُدَّ عَنِّی نَافِرَةَ قَلْبِهِ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُ فَإِنِّی بِكَ اللَّهُمَّ أَعُوذُ وَ أَلُوذُ وَ بِكَ أَثِقُ وَ عَلَیْكَ أَعْتَمِدُ وَ أَتَوَكَّلُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اصْرِفْهُ عَنِّی فَإِنَّكَ غِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ جَارُ الْمُسْتَجِیرِینَ وَ لَجَأُ اللَّاجِئِینَ وَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (1).

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ فِی النَّوْمِ فَقَالَ لِی یَا مُوسَی أَنْتَ مَحْبُوسٌ مَظْلُومٌ وَ یُكَرِّرُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ أَصْبِحْ غَداً صَائِماً وَ أَتْبِعْهُ بِصِیَامِ الْخَمِیسِ وَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعِشَاءَیْنِ مِنْ عَشِیَّةِ الْجُمُعَةِ فَصَلِّ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِذَا صَلَّیْتَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَاسْجُدْ وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ اللَّهُمَّ یَا سَابِقَ الْفَوْتِ وَ یَا سَامِعَ الصَّوْتِ وَ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ بَعْدَ

الْمَوْتِ وَ هِیَ رَمِیمٌ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ تُعَجِّلَ لِیَ الْفَرَجَ مِمَّا أَنَا فِیهِ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَكَانَ مَا رَأَیْتَ (2).

«50»- جَمَالُ الْأُسْبُوعِ، ذِكْرُ رِوَایَةٍ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ لَیْلَةَ السَّبْتِ بِشَرْحٍ وَ تَفْصِیلٍ وَ زِیَادَةٍ فِی دُعَائِهَا الْجَمِیلِ وَجَدْنَاهَا فِی كُتُبِ أَمْثَالِهَا مِنَ الْعِبَادَاتِ مَرْوِیَّةً عَنْ مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَ هَذَا لَفْظُهَا حَدَّثَنَا الشَّرِیفُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیُّ الْمُوسَوِیُّ النَّقِیبُ بِالْحَائِرِ عَلَی سَاكِنِهِ السَّلَامُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْإِسْكَافُ یَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الرَّبِیعِ قَالَ: اسْتَدْعَانِی الرَّشِیدُ لَیْلًا فَقَالَ لِیَ اذْهَبْ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ مَحْبُوساً فِی حَبْسِهِ فَأَطْلِقْهُ وَ احْمِلْ إِلَیْهِ مِنَ الْمَالِ كَذَا وَ كَذَا وَ

ص: 331


1- 1. البلد الأمین: 154، مصباح المتهجد: 397- 398.
2- 2. مصباح المتهجد. 298، البلد الأمین: 154، جمال الأسبوع: 165.

مِنَ الْحُمْلَانِ وَ الثِّیَابِ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ وَ اسْتَفْهَمْتُهُ دَفَعَاتٍ فَقَالَ یَا وَیْلَكَ تُرِیدُ أَنْ أَنْقُضَ الْعَهْدَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا الْعَهْدُ قَالَ بَیْنَمَا أَنَا نَائِمٌ إِذَا أَنَا بِأَسْوَدَ أَعْظَمَ مَا یَكُونُ مِنَ السُّودَانِ قَدْ سَاوَرَنِی فَرَكِبَ صَدْرِی ثُمَّ قَالَ لِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ فِیمَا حَبَسْتَهُ فَقُلْتُ أَنَا أُطْلِقُهُ وَ أُحْسِنُ إِلَیْهِ فَأَخَذَ عَلَیَّ الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ بِذَلِكَ ثُمَّ قَامَ مِنْ صَدْرِی وَ قَدْ كَادَتْ نَفْسِی تَذْهَبُ فَوَافَیْتُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَوَجَدْتُهُ قَائِماً یُصَلِّی فَجَلَسْتُ إِلَی أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقُلْتُ لَهُ ابْنُ عَمِّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَحْمِلَ إِلَیْكَ مِنَ الْمَالِ كَذَا وَ كَذَا وَ مِنَ الْحُمْلَانِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ هَا هُوَ عَلَی الْبَابِ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِغَیْرِ هَذَا فَافْعَلْهُ قُلْتُ لَا وَ حَقِّ اللَّهِ وَ حَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أُمِرْتُ إِلَّا بِهَذَا فَقَالَ أَمَّا الْمَالُ وَ الْحُمْلَانُ فَلَا حَاجَةَ لِی فِیهَا إِذَا كَانَتْ حُقُوقُ الْأُمَّةِ فِیهَا فَقُلْتُ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ إِلَّا قَبِلْتَهُ فَإِنِّی أَتَخَوَّفُ عَلَیْكَ أَنْ یَغْتَاظَ فَقَالَ علیه السلام افْعَلْ مَا تَرَی فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ قُلْتُ لَهُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِی مَا كَانَ هَذَا فَقَدْ وَجَبَ حَقِّی عَلَیْكَ لِمَوْضِعِ بِشَارَتِی قَالَ علیه السلام نِمْتُ لَیْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ قَدْ هَوَّمَتْ عَیْنَایَ فَرَأَیْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ یَا مُوسَی أَنْتَ مَحْبُوسٌ مَظْلُومٌ قُلْتُ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ أَصْبِحْ غَداً صَائِماً وَ أَتْبِعْهُ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ فَإِذَا كَانَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِنْ لَیْلَةِ السَّبْتِ تُصَلِّی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَاجْلِسْ بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ یَا سَابِقَ الْفَوْتِ وَ یَا سَامِعَ الصَّوْتِ وَ یَا مُحْیِیَ الْعِظَامِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ هِیَ رَمِیمٌ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی آلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ وَ تُعَجِّلَ لِیَ الْفَرَجَ مِمَّا أَنَا مَمْنُوٌّ بِهِ وَ صَالٍ بِحَرِّهِ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ

ص: 332

فَقُلْتُ ذَلِكَ فَكَانَ مَا رَأَیْتَ-(1) وَ مِنْ وَظَائِفِ یَوْمِ الْخَمِیسِ صَلَاةٌ بَعْدَ ضَاحِی نَهَارِهِ لِدَفْعِ الْغَمِّ وَ الْهَمِّ وَ قَضَاءِ الدُّیُونِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِی الرِّوَایَةِ الثَّانِیَةِ مِنْ عَمَلِ الْأُسْبُوعِ وَ بَیْنَ الرِّوَایَتَیْنِ تَفَاوُتٌ.

حَدَّثَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ وَ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ وَ دَاوُدَ بْنَ كَثِیرٍ الرَّقِّیَّ وَ جَمَاعَةً عِنْدَ سَیِّدِنَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ قَیْسٍ- فَشَكَا الْغَمَّ وَ الْهَمَّ وَ كَثْرَةَ الدَّیْنِ فَقَالَ لَهُ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْخَمِیسِ بَعْدَ الضُّحَی فَاغْتَسِلْ وَ أْتِ مُصَلَّاكَ وَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَإِذَا سَلَّمْتَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- ثُمَّ تَرْفَعُ یَدَیْكَ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُحَرِّكُ سَبَّابَتَیْكَ وَ تَقُولُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی تَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ تَبْسُطُ یَدَیْكَ تِلْقَاءَ وَجْهِكَ وَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ تَقُولُ یَا أَفْضَلَ مَنْ رُجِیَ وَ یَا خَیْرَ مَنْ دُعِیَ وَ یَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی وَ یَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا مَنْ لَا یَعِزُّ عَلَیْهِ مَا یَفْعَلُهُ یَا مَنْ حَیْثُمَا دُعِیَ أَجَابَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ أَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ لَكَ عَظِیمٍ وَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِفَضْلِكَ الْقَدِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْعَظِیمِ دَیَّانِ یَوْمِ الدِّینِ مُحْیِی الْعِظَامِ وَ هِیَ رَمِیمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ لَا تُعَسِّرَ عَلَیَّ وَ تُسَهِّلَ لِی مَطْلَبَ رِزْقِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ یَا قَدِیراً عَلَی مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ أَحَدٌ غَیْرُكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ قَالَ السَّیِّدُ أَقُولُ وَ زَادَ فِیهِ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّی

ص: 333


1- 1. جمال الأسبوع: 167.

أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ بِعِزَّتِكَ وَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تُیَسِّرَ لِی مِنْ فَضْلِكَ وَ حَلَالِ رِزْقِكَ أَوْسَعَهُ وَ أَعَمَّهُ فَضْلًا وَ خَیْرَهُ عَاقِبَةً یَا رَبِ (1).

«51»- الْمُتَهَجِّدُ، رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی حَاجَةٌ فَلْیُصَلِّ یَوْمَ الْخَمِیسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الضُّحَی بَعْدَ أَنْ یَغْتَسِلَ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً إِنَّا أَنْزَلْناهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ (2).

«52»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، نُقِلَ مِنْ كِتَابِ الْأَغْسَالِ لِابْنِ عَیَّاشٍ قَالَ رَوَاهَا إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ وَ دَاوُدُ بْنُ كَثِیرٍ وَ دَاوُدُ بْنُ زُمَیْلٍ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ سَیْفٌ التَّمَّارُ وَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ وَ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ كُلُّهُمْ اجْتَمَعُوا فِی رِوَایَتِهَا: وَ أَنَّ إِسْمَاعِیلَ بْنَ قَیْسٍ الْمَوْصِلِیَّ شَكَا الْإِضَافَةَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَأَمَرَهُ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ وَ أَنْ یَفْعَلَهَا مِرَاراً فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَثُرَ مَالُهُ وَ دَفَعَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام كِیساً فِیهِ خَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ وَ أَمَرَهُ علیه السلام أَنْ یَتَفَقَّدَ أُمُورَ إِخْوَانِهِ ثُمَّ أَوْرَدَ نَحْوَ مَا فِی الْمُتَهَجِّدِ إِلَّا أَنَّ فِیهِ ثُمَّ یُحَرِّكُ سَبَّابَتَیْهِ وَ یَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْراً ثُمَّ یَقُولُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ وَ فِی الْمُتَهَجِّدِ وَ فِیهِ یَا مَنْ لَا یَعِزُّ عَلَیْهِ مَا فَعَلَهُ وَ فِیهِمَا مُوجِبَاتُ بِدُونِ الْبَاءِ وَ فِیهِ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ.

بیان: فی قرار رحمتك (3)

القرار المستقر من الأرض أی فی محل استقرار رحمتك أو فی محل استقرار منسوب إلی رحمتك مقرون بها و بموضع الرحمة من كتابك (4)

أی بالموضع الذی ذكرت فیه رحمتك أو تلاوته سبب لرحمتك

ص: 334


1- 1. جمال الأسبوع: 169.
2- 2. مصباح المتهجد: 179.
3- 3. المؤلّف قدّس سرّه یشرح و یوضح ألفاظ الأدعیة التی نقلت بطولها عن كتاب جمال الأسبوع و یقتصر منها علی ما لم یشرحه فی بیانه السابق لهذه الأدعیة نقلا من البلد و المنهاج، و بیانه هذا یتعلق بدعاء لیلة الاحد ص 286 س 16.
4- 4. الصلاة فی یوم الاثنین و دعاؤه ص 290 س 15 و ص 295 س 5.

و الكتاب یحتمل اللوح أیضا و المحال (1) المتغیر من أحاله إذا غیره و المحال من الكلام بالضم أیضا ما عدل عن وجهه و جرم (2)

و أجرم و اجترم كلها اكتساب الخطإ أم بی إلیك (3)

أی جعلنی قاصدا إلیك و فی بعض النسخ بصیغة الأمر و عالج موضع بالبادیة بها رمل كثیر أعرض (4) أی عن الشكر و نأی بجانبه أی انحرف عنها أو ذهب بنفسه و تباعد عنه بكلیته أو الجانب مجاز عن النفس كالجنب فی قوله فِی جَنْبِ اللَّهِ (5) فذو دعاء عریض أی كثیر مستعار مما له عرض متسع للإشعار بكثرته و استمراره و هو أبلغ من الطویل إذ الطول أطول الامتدادین فإذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله و زخر الوادی امتد جدا و ارتفع.

وَ زَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِمَصابِیحَ قیل لأن الكواكب كلها تری كأنها تتلألأ علیها و قد مر الكلام فیه وَ حِفْظاً أی و حفظناها من الآفات أو من المسترقة حفظا و قیل مفعول له علی المعنی كأنه قال و خصصنا السماء الدنیا بمصابیح زینة و حفظا ذلِكَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ البالغ فی القدرة و العلم.

و فی النهایة(6)

فیه أن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أی اعتصمت به و التجأت إلیه مستجیرة أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قیل للإزار حجزة للمجاورة فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسك بالشی ء و التعلق به و منه الحدیث الآخر: یا لیتینی آخذ بحجزة اللّٰه. أی بسبب منه انتهی. و یقال أشملهم خیرا أی عمهم به.

بالتوقیف (7)

أی بسبب إیقافی عندك للسؤال و الحساب أو عنده و فی الموقف

ص: 335


1- 1. فی دعاء لیلة الاثنین ص 292 س 9.
2- 2. دعاء لیلة الاثنین 296 س 17 و 21.
3- 3. دعاء لیلة الاثنین 296 س 17 و 21.
4- 4. فی دعاء یوم الثلاثاء ص 303 س 5 و بعده س 15 و بعده س 18.
5- 5. الزمر: 56.
6- 6. شرح قوله:« المتعلقین بحجزته» دعاء لیلة الاربعاء ص 305 س 12.
7- 7. شرح قوله:« و تلجلج لسانی بالتوقیف» دعاء یوم الاربعاء ص 307 س 17.

أظهر كما مر مُغَیِّراً نِعْمَةً(1) أی مبدلا إیاها بالنقمة حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ أی یبدلوا ما بهم من الحال إلی حال أسوإ و الجلجل (2) بالضم الجرس الصغیر.

و الطامة(3)

من أسماء القیامة لأنها تطم و تغلب علی سائر الدواهی قال الجوهری كل شی ء كثر حتی ملأ و غلب فقد طم یطم یقال فوق كل طامة طامة و منه سمیت القیامة طامة و النقلة(4)

بالضم الاسم من الانتقال من موضع إلی آخر.

و قال الفیروزآبادی (5)

تألف فلانا داراه و قاربه و وصله حتی یستمیله إلیه و الدواجی موافق للقاعدة فی جمع داجیة و المعروف فی خصوص هذا البناء الدیاجی بالیاء قال الجوهری كأنه جمع دیجاة و قد مر بروایة أخری بالیاء و أكثر النسخ هنا بالواو و أهمرت أی أجریت و علی ما فی كتب اللغة كان الأنسب همرت علی بناء المجرد فی القاموس همره و یهمره یهمره صبه فهمر هو و انهمر و انهمر الماء انسكب و سال.

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْیَةً(6) أی جعلها مثلا لكل قوم أنعم اللّٰه علیهم فأبطرتهم النعمة 9 فكفروا فأنزل اللّٰه بهم نقمته أو لمكة كما قیل كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً لا یزعج أهلها خوف یَأْتِیها رِزْقُها أی أقواتها رَغَداً أی واسعا مِنْ كُلِّ مَكانٍ من نواحیها فَأَذاقَهَا اللَّهُ استعار الذوق لإدراك أثر الضرر و اللباس لما غشیهم و اشتمل علیهم من الخوف و الجوع و أوقع الإذاقة علیه بالنظر إلی المستعار له بِما كانُوا یَصْنَعُونَ أی بصنیعهم.

ص: 336


1- 1. ما یقال بعد دعاء یوم الاربعاء لشكر النعمة ص 308 س 16.
2- 2. صلاة یوم الخمیس ص 310 س 11.
3- 3. و العفو یوم الطامة، دعاء لیلة الخمیس س 311 س 20.
4- 4. الدعاء ص 212 س 3.
5- 5. فألفت بلطفك الفرق دعاء یوم الخمیس ص 316 س 18 و ما بعده.
6- 6. دعاء یوم الخمیس ص 318 س 6.

و لا غنی بی عن نفسی (1)

أی لا یمكننی مفارقتها و قطع النظر عنها فلا بد لی من النظر فیما یصلحها و یخلصها من عذابك و المصانعة الرشوة قاله الجوهری و قالت شعرت بالشی ء بالفتح أشعر به شعرا أی فطنت له و منه قولهم لیت شعری أی لیتنی علمت قال سیبویه أصله شعرة و لكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم ذهب بعذرها و هو أبو عذرها.

إلی من هذه الفقرات من باب الاكتفاء ببعض الكلام لظهور المرام أی إلی من أذهب أو عند من أطلب أو كیف أذهب إلی غیرك أو لما ذا أذهب إلیه و هو لا یقدر علی قضاء حاجتی من كلك أی من نفس ذاتك و كنهه ما یدل علیه فلذا لم تظهره لغیرك أو من ذاتك أو جمیع صفاتك و هو الاسم الجامع الدال علی جمیعها.

لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ (2) أی هذا الملك الذی أعطی بنو العباس فتنة و امتحان لهم وَ مَتاعٌ یتمتعون به إِلی حِینٍ أی الموت أو وقت زوال دولتهم و انقراض ملكهم.

فكان ما رأیت (3)

هذا الكلام كان فی جواب الربیع كما سیأتی فلما أسقط أول الخبر اشتبه المعنی.

و الإسكاف (4)

بالكسر الخفاف فیما حبسته أی بأی سبب حبسته و التهویم و التهوم هز الرأس من النعاس و إسناده إلی العین علی المجاز ممنو به أی مبتلی به و یقال صلی فلان النار بالكسر یصلی صلیا احترق.

ثم اعلم أنا إنما أوردنا الصلوات المنقولة من طرق المخالفین عن أبی هریرة

ص: 337


1- 1. دعاء تعلمه علیّ علیه السلام من جبرئیل علیه السلام ص 328.
2- 2. ما روی عن أبی الحسن الكاظم علیه السلام من منامه ص 331.
3- 3. مر تمام الخبر فی ج 48 ص 213- 215. و سیجی ء فی باب صلاة الحاجة و دفع العلل و الأمراض تحت الرقم 4.
4- 4. أبو الحسین محمّد بن الحسین بن إسماعیل الاسكاف ص 331.

و أنس و ابن مسعود و أضرابهم تبعا للشیخ و السید و غیرهم من أصحابنا و الأجود العمل بالأخبار المنقولة من أصول أصحابنا المنتمیة إلی أئمتنا علیهم السلام فإنه لا یتسع الوقت لعشر من أعشار ما روی عنهم من الصلوات و الأدعیة و الأذكار فتركها و العمل بما روی عنهم مع ضعفها(1)

بعید عن الاعتبار مجانب لطریقة الناقدین للأخبار.

«53»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ،: أَدْعِیَةُ الْأُسْبُوعِ لِفَاطِمَةَ علیها السلام دُعَاءُ یَوْمِ السَّبْتِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا خَزَائِنَ رَحْمَتِكَ وَ هَبْ لَنَا اللَّهُمَّ رَحْمَةً لَا تُعَذِّبُنَا بَعْدَهَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً وَ لَا تُحْوِجْنَا وَ لَا تُفْقِرْنَا إِلَی أَحَدٍ سِوَاكَ وَ زِدْنَا لَكَ شُكْراً وَ إِلَیْكَ فَقْراً وَ فَاقَةً وَ بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًی وَ تَعَفُّفاً اللَّهُمَّ وَسِّعْ عَلَیْنَا فِی الدُّنْیَا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ تَزْوِیَ وَجْهَكَ عَنَّا فِی حَالٍ وَ نَحْنُ نَرْغَبُ إِلَیْكَ فِیهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنَا مَا تُحِبُّ وَ اجْعَلْهُ لَنَا قُوَّةً فِیمَا تُحِبُّ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ-(2) دُعَاءُ یَوْمِ الْأَحَدِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً وَ أَوْسَطَهُ صَلَاحاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ أَنَابَ

إِلَیْكَ فَقَبِلْتَهُ وَ تَوَكَّلَ عَلَیْكَ فَكَفَیْتَهُ وَ تَضَرَّعَ إِلَیْكَ فَرَحِمْتَهُ-(3)

دُعَاءُ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ قُوَّةً فِی عِبَادَتِكَ وَ تَبَصُّراً فِی كِتَابِكَ وَ فَهْماً فِی حُكْمِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلِ الْقُرْآنَ بِنَا مَاحِلًا وَ الصِّرَاطَ زَائِلًا وَ

ص: 338


1- 1. و خصوصا توقیت الصلوات فی أیامها بارتفاع النهار و عند الضحی، و لیس فی شرع نبیّنا المطهر صلاة بعد صلاة الصبح حتّی تزول الشمس علی ما هو الحق عند الشیعة الإمامیّة.
2- 2. البلد الأمین ص 101 فی الهامش.
3- 3. البلد الأمین ص 110 فی الهامش.

مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَنَّا مُوَلِّیاً-(1) دُعَاءُ یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ غَفْلَةَ النَّاسِ لَنَا ذِكْراً وَ اجْعَلْ ذِكْرَهُمْ لَنَا شُكْراً وَ اجْعَلْ صَالِحَ مَا نَقُولُ بِأَلْسِنَتِنَا نِیَّةً فِی قُلُوبِنَا اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ رَحْمَتَكَ أَرْجَی عِنْدَنَا مِنْ أَعْمَالِنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَفِّقْنَا لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ الصَّوَابِ مِنَ الْفِعَالِ-(2)

دُعَاءُ یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ رُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ بِأَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ احْفَظْ عَلَیْنَا مَا لَوْ حَفِظَهُ غَیْرُكَ ضَاعَ وَ اسْتُرْ عَلَیْنَا مَا لَوْ سَتَرَهُ غَیْرُكَ شَاعَ وَ اجْعَلْ كُلَّ ذَلِكَ لَنَا مِطْوَاعاً إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ قَرِیبٌ مُجِیبٌ-(3)

دُعَاءُ یَوْمِ الْخَمِیسِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْهُدَی وَ التُّقَی وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَی وَ الْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ قُوَّتِكَ لِضَعْفِنَا وَ مِنْ غِنَاكَ لِفَقْرِنَا وَ فَاقَتِنَا وَ مِنْ حِلْمِكَ وَ عِلْمِكَ لِجَهْلِنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنَّا عَلَی شُكْرِكَ وَ ذِكْرِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ- دُعَاءُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَقْرَبِ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَیْكَ وَ أَوْجَهِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَیْكَ وَ أَنْجَحِ مَنْ سَأَلَكَ وَ تَضَرَّعَ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ كَأَنَّهُ یَرَاكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّذِی فِیهِ یَلْقَاكَ وَ لَا تُمِتْنَا إِلَّا عَلَی رِضَاكَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ أَخْلَصَ لَكَ بِعَمَلِهِ وَ أَحَبَّكَ فِی جَمِیعِ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لَنَا مَغْفِرَةً جَزْماً حَتْماً لَا نَقْتَرِفُ بَعْدَهَا ذَنْباً وَ لَا نَكْتَسِبُ خَطِیئَةً وَ لَا إِثْماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً نَامِیَةً دَائِمَةً زَاكِیَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (4).

ص: 339


1- 1. لم نجدها فی هوامش البلد.
2- 2. لم نجدها فی هوامش البلد.
3- 3. لم نجدها فی هوامش البلد.
4- 4. لم نجدها فی هوامش البلد.

بیان: التبصر التأمل و التعرف و فی النهایة فیه القرآن شافع مشفع و ماحل مصدق أی خصم مجادل مصدق و قیل ساع مصدق من قولهم محل بفلان إذا سعی به إلی السلطان یعنی من اتبعه و عمل بما فیه فإنه شافع له مقبول الشفاعة و مصدق علیه فیما یرفع من مساویه إذا ترك العمل بما فیه انتهی و الصراط زائلا أی بنا أو عنا نیة أی ذا نیة صحیحة و المطواع بالكسر الكثیر الإطاعة.

«54»- الْخِصَالُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَصَّ أَظْفَارَهُ یَوْمَ السَّبْتِ وَ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ أَخَذَ مِنْ شَارِبِهِ عُوفِیَ مِنْ وَجَعِ الضِّرْسِ وَ وَجَعِ الْعَیْنِ (1).

«55»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ قَصَّ أَظَافِیرَهُ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ تَرَكَ وَاحِدَةً لِیَوْمِ الْجُمُعَةِ نَفَی اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ(2).

«56»- طِبُّ الْأَئِمَّةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَخَذَ مِنْ أَظْفَارِهِ كُلَّ خَمِیسٍ لَمْ تَرْمَدْ عَیْنُهُ وَ مَنْ أَخَذَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ كُلِّ ظُفُرٍ دَاءٌ-(3).

وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ فِی كُلِّ خَمِیسٍ یَبْدَأُ بِالْخِنْصِرِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ یَبْدَأُ بِالْأَیْسَرِ وَ قَالَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَمَنْ أَخَذَ أَمَاناً مِنَ الرَّمَدِ(4).

أقول: قد سبقت الأخبار فی ذلك فی كتاب الآداب و السنن (5).

«57»- الْمُتَهَجِّدُ(6)، وَ الْجَمَالُ، وَ غَیْرُهُمَا: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ الْإِنْسَانُ فِی صَلَاةِ الصُّبْحِ

ص: 340


1- 1. الخصال ج 2 ص 31 ط حجر.
2- 2. ثواب الأعمال: 41 ط مكتبة الصدوق.
3- 3. طبّ الأئمّة ص 84 ط نجف.
4- 4. طبّ الأئمّة ص 84 ط نجف.
5- 5. راجع ج 76 ص 119- 125.
6- 6. مصباح المتهجد: 178.

مِنْ كُلِّ خَمِیسٍ وَ یَوْمِ إِثْنَیْنِ بَعْدَ الْحَمْدِ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی سُورَةَ هَلْ أَتَی وَ یُسْتَحَبُّ طَلَبُ الْعِلْمِ فِیهِمَا وَ یُسْتَحَبُّ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ- زِیَارَةُ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ وَ قُبُورِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یُكْرَهُ الْبُرُوزُ فِیهِ مِنَ الْمَشَاهِدِ حَتَّی تَمْضِیَ الْجُمُعَةُ وَ یُسْتَحَبُّ التَّأَهُّبُ فِیهِ لِلْجُمُعَةِ بِقَصِّ الْأَظْفَارِ وَ تَرْكِ وَاحِدَةٍ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ الْأَخْذِ مِنَ الشَّارِبِ وَ دُخُولِ الْحَمَّامِ وَ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ لِمَنْ خَافَ أَنْ لَا یَتَمَكَّنَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ یُسْتَحَبُّ لَهُ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ رُوِیَ النَّهْیُ عَنْ شُرْبِ الدَّوَاءِ فِیهِ وَ یُسْتَحَبُّ الْإِكْثَارُ فِیهِ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعَصْرِ یَوْمَ الْخَمِیسِ إِلَی آخِرِ نَهَارِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنَ الصَّلَوَاتِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أَهْلِكْ

عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ- وَ إِنْ قَالَ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ لَهُ فَضْلٌ كَثِیرٌ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِیهِ مِنَ الْقُرْآنِ سُورَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ الْكَهْفِ وَ الطَّوَاسِینَ الثَّلَاثَ وَ سَجْدَةَ [وَ] لُقْمَانَ- وَ سُورَةَ ص وَ حم السَّجْدَةَ وَ حم الدُّخَانَ وَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ(1).

أقول: حمل السید كلام الشیخ علی استحباب قراءة تلك السور فی یوم الخمیس كما یوهمه ظاهر كلامه لكن ینبغی حمل كلامه علی استحباب تلاوتها فی لیلة الجمعة كما تشهد به الأخبار التی وصلت إلینا فی ذلك.

«58»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ أَلْفَ مَرَّةٍ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ أَلْفَ مَرَّةٍ یَوْمَ الْخَمِیسِ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْهَا مَلَكاً یُدْعَی الْقَوِیَّ رَاحَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ خَلَقَ فِی جَسَدِهِ فِی مَوْضِعِ كُلِّ ذَرَّةٍ شَعْرَةً وَ خَلَقَ فِی كُلِّ شَعْرَةٍ أَلْفَ لِسَانٍ یَنْطِقُ كُلُّ لِسَانٍ بِقُوَّةِ الثَّقَلَیْنِ یَسْتَغْفِرُونَ لِقَائِلِهَا وَ یُضَاعِفُ اللَّهُ تَعَالَی مَعَ اسْتِغْفَارِهِمْ أَلْفَی أَلْفِ مَرَّةٍ(2).

«59»- إِخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی، جَاءَ فِی الْأَخْبَارِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْتَجِیبَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فَلْیَقُمْ یَوْمَ الْأَحَدِ وَ یَتَوَضَّأُ وَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ

ص: 341


1- 1. جمال الأسبوع: 176.
2- 2. البلد الأمین: 142، جنة الأمان ص 132 فی المتن و الهامش.

یَقُولُ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ یَبْدَأُ فِی قِرَاءَةِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ فَإِذَا بَلَغَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِینُ یَقُولُ ثَانِیَةً وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ إِذَا بَلَغَ وَ هَدَیْناهُمْ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَاضِیَ الْحَاجَاتِ أَنْ تَقْضِیَ حَاجَتِی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ- ثُمَّ إِذَا بَلَغَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْری لِلْعالَمِینَ یَقُولُ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ سِتّاً وَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَقُولُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ- ثُمَّ إِذَا بَلَغَ بَیْنَ الْجَلَالَیْنِ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ یَقُولُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی دَعَاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی تَضَرَّعَ إِلَیْكَ فَلَمْ تَرْحَمْهُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی انْقَطَعَ إِلَیْكَ فَلَمْ تَصِلْهُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی اسْتَنْصَرَكَ فَلَمْ تَنْصُرْهُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی اسْتَنْجَدَكَ فَلَمْ تُنْجِدْهُ إِلَهِی مَنْ ذَا الَّذِی اسْتَصْرَخَكَ فَلَمْ تُصْرِخْهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی اسْتَغْفَرَكَ فَلَمْ تَغْفِرْ لَهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی اسْتَعَاذَ بِكَ فَلَمْ تُعِذْهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی تَوَكَّلَ عَلَیْكَ فَلَمْ تَكُفَّهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی تَقَرَّبَ إِلَیْكَ فَلَمْ تُقَرِّبْهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی اسْتَغَاثَ بِكَ فَلَمْ تُغِثْهُ إِلَهِی مَنِ الَّذِی تَقَرَّبَ إِلَیْكَ فَأَبْعَدْتَهُ وَ هَرَبَ إِلَیْكَ فَأَسْلَمْتَهُ وَا غَوْثَاهْ بِكَ یَا اللَّهُ وَا غَوْثَاهْ وَا غَوْثَاهْ بِكَ یَا اللَّهُ وَا غَوْثَاهْ وَا غَوْثَاهْ بِكَ یَا اللَّهُ یَا مُغِیثُ أَغِثْنِی وَ امْحُ عَنِّی سَیِّئَاتِی یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

ص: 342


1- 1. اختیار ابن الباقی لم یطبع.

باب 10 صلاة كل یوم

«1»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ (1)

رَوَی عُبَیْدُ بْنُ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ قَبْلَ الزَّوَالِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ لَمْ یَمْرَضْ مَرَضاً إِلَّا مَرَضَ الْمَوْتِ.

وَ رَوَی أَبُو بَرْزَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی فِی كُلِّ یَوْمٍ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ.

وَ رَوَی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَهْلِهِ وَ مَالِهِ وَ دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ وَ آخِرَتِهِ (2).

دعوات الراوندی،: مثل الأول و الثالث.

«2»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهُنَائِیِّ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُؤَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِیسَی بِالرَّهْبَانِیَّةِ وَ بُعِثْتُ بِالْحَنِیفِیَّةِ السَّمْحَةِ وَ حُبِّبَ إِلَیَّ النِّسَاءُ وَ الطِّیبُ وَ جُعِلَتْ فِی الصَّلَاةِ قُرَّةُ عَیْنِی یَا أَبَا ذَرٍّ أَیُّمَا رَجُلٍ تَطَوَّعَ فِی یَوْمٍ بِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَی الْمَكْتُوبَةِ

ص: 343


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 407.
2- 2. مصباح المتهجد: 175.

كَانَ لَهُ حَقّاً وَاجِباً بَیْتٌ فِی الْجَنَّةِ(1).

بیان: الظاهر أن هذا یشمل النوافل المرتبة فیكون موافقا للأخبار الأربع للعصر أو الست لكل من الظهرین و یحتمل نسخه بالنوافل المرتبة و یحتمل أن یكون المراد سوی المرتبة و یؤیده لفظ التطوع.

ص: 344


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 141.

أبواب سائر الصلوات الواجبة و آدابها و ما یتبعها من المستحبات و النوافل و الفضائل

باب 1 وجوب صلاة العیدین و شرائطهما و آدابهما و أحكامهما

الآیات:

الأعلی: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی (1)

الكوثر: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ

تفسیر:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی قیل أی فاز من تطهر من الشرك و قیل قد ظفر بالبغیة من صار زاكیا بالأعمال الصالحة و الورع عن ابن عباس و غیره و قیل أعطی زكاة ماله عن ابن مسعود و كان یقول رحم اللّٰه امرأ تصدق ثم صلی و یقرأ هذه الآیة و قیل أراد صدقة الفطرة و صلاة العید عن ابن عمر و أبی العالیة و عكرمة و ابن سیرین و روی ذلك مرفوعا و قد ورد فی أخبارنا كما سیأتی (2).

ص: 345


1- 1. الأعلی: 15 و 16.
2- 2. راجع مجمع البیان ج 10 ص 476: و زاد بعده: و متی قیل: علی هذا القول كیف یصحّ ذلك و السورة مكیة و لم یكن هناك صلاة عید و لا زكاة و لا فطرة؟ قلنا یحتمل أن یكون نزلت أوائلها بمكّة و ختمت بالمدینة. أقول: السورة مكیة بشهادة سیاق آیاتها القصیرة، و خصوصا قوله عزّ و جلّ فیها اللّٰه بقلبه فی صلاته« سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسی» الشاهد علی كونها نازلة فی أوائل البعثة و قد نقل الطبرسیّ رحمه اللّٰه فی تفسیر سورة الدهر ج 10 ص 405 عن ابن عبّاس أنّها ثامنة السور النازلة علی الرسول صلّی اللّٰه علیه و آله، مع ما فیها من مقابلة الاشقی بالذی یخشی علی حدّ المقابلة فی سائر السور المكیة القصار كما فی سورة اللیل، و فیها مقابلة الاشقی بالاتقی الذی یؤتی ماله یتزكی. و أمّا الزكاة فقد كانت واجبة من أول الإسلام كالصلاة ففی سورة المؤمنون و هی مكیة:« قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ» و فی سورة النمل و هی مكیة:« تِلْكَ آیاتُ الْقُرْآنِ وَ كِتابٍ مُبِینٍ* هُدیً وَ بُشْری لِلْمُؤْمِنِینَ* الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ» و مثله فی صدر سورة لقمان و هی مكیة. و فی سورة المزّمّل و هی مكیة« عَلِمَ أَنْ سَیَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضی وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً» فالزكاة قد أمرت بها فی صدر سورة المؤمنون و النمل و لقمان و كلها مكیة من دون اختلاف خصوصا صدر هذه السور فان اعتبار السورة انما هو بصدرها، و الآیات المدینة انما كانت تلحق بأواسط السورة و أواخرها، و أمّا فی سورة المزّمّل، فالآیة تشهد أنّها نزلت قبل أن یتشكل للإسلام جمع فیهم مرضی و آخرون یضربون فی الأرض، كیف و القتال فی سبیل اللّٰه و لم یؤذن لهم الا بالمدینة، مع ما روی أنّها خامسة السور النازلة. و أمّا قوله عزّ و جلّ فی هذه السورة- سورة الأعلی« قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی» فالمراد بالتزكیة هنا تزكیة الأموال لتكون سببا لتزكیة النفوس و لذلك سمیت الزكاة زكاة قال اللّٰه عزّ و جلّ:« خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّیهِمْ بِها» براءة: 103 و هی من السور النازلة بالمدینة بعد غزوة تبوك، و قال عزّ من قائل:« وَ سَیُجَنَّبُهَا الْأَتْقَی الَّذِی یُؤْتِی مالَهُ یَتَزَكَّی» اللیل: 18 و هی من السور النازلة بمكّة بعد سورة الأعلی من دون فصل یعتد به كما فی روایة ابن عبّاس. و قال عزّ و جلّ« إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّی فَإِنَّما یَتَزَكَّی لِنَفْسِهِ» فاطر: 18 و هی من السور النازلة بمكّة، فقوله:« وَ مَنْ تَزَكَّی» الخ یعادل قوله عزّ و جلّ« وَ آتُوا الزَّكاةَ»* كأنّه قال:« وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ»* علی حدّ سائر الآیات. علی أن قوله عزّ و جلّ فی سورة الأعلی:« بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةُ خَیْرٌ وَ أَبْقی» عقیب قوله:« قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی» نص صریح فی أن المراد بالتزكیة هنا انفاق المال المعبر عنه بالزكاة، و لو لا ذلك لم یكن لهذا الاضراب« بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا» مجال أبدا. و أمّا الوجه فی تقدیم ذكر الزكاة علی الصلاة و الحال أنّها متأخرة عن الصلاة كما فی غیر واحد من الآیات، فهو أن الفلاح انما هو بالایمان الواقعی و تسلیم النفس خاشعا لاوامر اللّٰه عزّ و جلّ، و لا یظهر ذلك الا بالتزكیة تزكیة الأموال- حیث زین لهم الشیطان حبها، و لذلك یصعب علیهم انفاق المال فی سبیل اللّٰه، و أمّا الصلاة فلیست بهذه المثابة من حیث الكشف عن الایمان، فكثیرا ما نری الناس یصلون الصلوات الكثیرة و لا ینفقون فی سبیل اللّٰه الا القلیل من القلیل. فكأنّه قال عزّ و جلّ: ما أفلح من ذكر اسم ربّه فصلی فقط، و انما أفلح من تزكی و ذكر اسم ربّه فصلی، لكنكم تؤثرون الحیاة الدنیا تصلون من دون أن تتزكون، و الحال أن ما عندكم ینفد و ما عند اللّٰه باق، و الآخرة خیر و أبقی. فالقول بأن السورة أو الآیات الأخیرة فی ذیلها نزلت بالمدینة و المراد بالزكاة زكاة الفطر، و بالصلاة صلاة العید بعدها، فعلی غیر محله، خصوصا بقرینة قوله عزّ و جلّ« بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا» و لیس یصحّ أن یخاطب بذلك المؤمنون فی صاع فطرة یسیرة تافهة یخرجونها فی عام مرة واحدة. و أمّا تفكیك السورة بنزول صدرها بمكّة و ذیلها بالمدینة، فهو خطأ عظیم، حیث ان ذلك انما صح فی السور المدنیة التی كانت تنزل فیها فروع الاحكام المفروضة و المندوبة فتلحق الآیات النازلة بسورة دون سورة لتناسب موضوعها، و أمّا فی السور المكیة التی تتعقب بسیاقها غرضا واحدا و هو تحقیق أصول الدین و قد كانت تلقی علی المشركین حجة و دلیلا علی صدق الرسالة بما فی نظمها و سیاق قصصها من الاعجاز الخارق للعادة، فلا معنی للتفكیك فی نزول السور، خصوصا السور القصار كهذه السورة التی مع اتّحاد سیاقها لا تبلغ عدد آیاتها العشرین و أكثر آیاتها تشتمل علی ثلاث كلمات فقط، و الظاهر أنهم لما رأوا النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و أصحابه یقرءون فی صلاة الفطر سورة الأعلی و فیه« قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی» توهموا أن ذلك لاجل نزوله فی صلاة الفطر و زكاته، و لیس كذلك بل انما سن صلی اللّٰه علیه و آله قراءة السورة فی صلاة الفطر لاجل المناسبة علی ما سیأتی بیانه، و لا حول و لا قوة الا باللّٰه العلی العظیم.

وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی قیل أی وحد اللّٰه و قیل ذكر

ص: 346

فرجا ثوابه و خاف عقابه و قیل ذكر اللّٰه عند دخوله فی الصلاة بالتكبیر و قیل بقراءة البسملة.

ص: 347

و قال علی بن إبراهیم فی تفسیره: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی قال زكاة الفطر إذا أخرجها قبل صلاة العید وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی قال صلاة الفطر و الأضحی (1).

وَ فِی الْفَقِیهِ: سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی قَالَ مَنْ أَخْرَجَ الْفِطْرَةَ فَقِیلَ لَهُ وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی قَالَ خَرَجَ إِلَی الْجَبَّانَةِ فَصَلَّی (2).

أقول: علی هذا یمكن أن یكون المراد بذكر اسم الرب التكبیرات فی لیلة العید(3) و یومه كما سیأتی.

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ(4) نقل عن جماعة من المفسرین أن المراد بالصلاة

ص: 348


1- 1. تفسیر القمّیّ: 721، و فی ذكره صلاة الأضحی و لا زكاة قبلها، سهو ظاهر.
2- 2. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 323.
3- 3. التكبیرات انما یشرع بها من ظهر یوم العید و علی ما ذكرنا یكون المراد بذكر اسم الرب التكبیرات الافتتاحیة للصلاة.
4- 4. المراد بالنحر هذا نحر الإبل عقیقة عن الزهراء سلام اللّٰه علیها و بالصلاة، الصلاة شكرا لما وهبه اللّٰه عزّ و جلّ كوثرا یزید و ینمو به نسله و انما كانت صلاته هذه شكرا لما مر علیك فی ج 85 ص 173 أن الصلاة فی أوائل الإسلام كانت بلا ركوع یقرأ المصلی بعد التكبیرات الافتتاحیة شطرا من القرآن ثمّ یقرأ سورة من العزائم فإذا بلغ السجدة قرءها و سجد سجدتین ثمّ یقوم منتصبا للقراءة و هكذا. فالمراد بالشانئ الذی ذكر فی ثالثة آیات السورة« إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» رجل كان یذكر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله بأنّه أبتر بلا عقب سیموت و نستریح منه و هو العاص بن وائل السهمی علی ما فی السیر، ذكر ذلك حین مات عبد اللّٰه بن رسول اللّٰه الطیب الطاهر بولادته بعد ما مات ابنه الآخر القاسم، فاغتم رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله من شیاع ذلك فی أفواه قریش یعیرونه به، فأعطاه اللّٰه عزّ و جلّ فاطمة البتول المرضیة و نزلت السورة تسلیة له: إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ» الخ. فالكوثر فوعل مبالغة فی الكثرة التی تتزاید و تتوفر، و قد یكون نهرا و قد یكون عینا و قد یكون مالا كما أنّه قد یكون نسبا و صهرا، الا أن المراد بقرینة حال النزول بل و قرینة اللفظ فی آخر السورة ثالثة الآیات« إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» هو النسب و النسل و لو كان المراد من الكوثر غیر ذلك من المعانی لتناقضت الصدر و الذیل و اختلف السیاق. فاذا كان معنی الكوثر هذا و قد كان ولدت حینذاك فاطمة البتول العذراء الصدیقة الطاهرة، كان ذلك وعدا منه تعالی بأنّه سیكثر و یتبارك نسله الشریف من ذاك المولود كما نری الآن انتشار نسله صلی اللّٰه علیه و آله و لم یكن ذلك الا من ابنته البتول الزاهرة بعد ما انقطع نسله من سائر بناته صلی اللّٰه علیه و آله . فلعلك بعد ما أحطت خبرا بما تلوناه علیك لا تكاد ترتاب فی صحة ما ذكرناه من أن الصلاة هو الصلاة شكرا لولادة البتول الزهراء و أن النحر هو العقیقة عنها، فلا مدخل للسورة و آیاتها بصلاة عید الأضحی، و قد عملنا فی تفسیر السورة رسالة بالفارسیة قد طبع فی جزوة( نور و ظلمت) عام 1343 ش، من أراد التفصیل فلیراجعها.

صلاة العید و بالنحر نحر الأضحیة قال أنس: كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله ینحر قبل أن

ص: 349

یصلی فأمره أن یصلی ثم ینحر(1).

و یمكن أن یعم الذبح تغلیبا فیشمل الشاة و غیرها.

و قال المحقق ره فی المعتبر قال أكثر المفسرین المراد صلاة العید و ظاهر الأمر الوجوب و قد مضت الأقوال الأخر فی تفسیرها.

«1»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُكَبِّرُ فِی الْعِیدَیْنِ وَ الِاسْتِسْقَاءِ فِی الْأُولَی سَبْعاً وَ فِی الثَّانِیَةِ خَمْساً وَ یُصَلِّی قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَ یَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ(2).

بیان: لا ریب فی أن التكبیرات الزائدة فی صلاة العیدین خمس فی الأولی و أربع فی الأخیرة و الأخبار به متظافرة و قد وقع الخلاف فی موضع التكبیرات فأكثر الأصحاب علی أن التكبیر فی الركعتین معا بعد القراءة و قال ابن الجنید التكبیر فی الأولی قبل القراءة و فی الثانیة بعدها و نسب إلی المفید أنه یكبر

ص: 350


1- 1. یرد علی ذلك أن السورة بتمامها- و لا تزید علی ثلاث آیات- انما نزلت بمكّة و صلاة العید و الاضحیة انما شرعت بالمدینة أواخر أیامه صلی اللّٰه علیه و آله ، علی أن أنس بن مالك انما لقی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بالمدینة فی صغره روی الزهری عن أنس أنّه قال: قدم النبیّ المدینة و أنا ابن عشر سنین. و مثل ذلك ما أخرجه البیهقیّ فی سننه عن أنس بن مالك قال: اغفی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله اغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال أنّه نزلت علی آنفا سورة فقرأ السورة حتّی ختمها قال هل تدرون ما الكوثر قالوا اللّٰه و رسوله أعلم قال هو نهر أعطانیه ربی فی الجنة الحدیث بتمامها فی الدّر المنثور ج 6 ص 401، ففی الحدیث أنّه كان یشهد نزول الوحی بهذه السورة و قد كانت نزلت بمكّة قطعا، و هكذا حال سائر الروایات المنقولة و المأثورة فی ذیل السورة مع ما فیها من التضاد و التهافت، و مخالفة كتاب اللّٰه عزّ و جلّ، فقد أرادوا أن یطفئوا نور اللّٰه بأفواههم و اللّٰه متم نوره و لو كره الكافرون.
2- 2. قرب الإسناد ص 54 ط حجر.

إذا نهض إلی الثانیة ثم یقرأ ثم یكبر أربع تكبیرات یركع بالرابعة و یقنت ثلاث مرات و هو المحكی عن السید و الصدوق و أبی الصلاح و الأول أقوی و إن كان یدل علی مذهب ابن الجنید روایات كثیرة فإنها موافقة لمذاهب العامة فینبغی حملها علی التقیة و لو لا ذلك لكان القول بالتخییر متجها و لم أر روایة تدل علی مذهب المفید و من وافقه.

و المشهور وجوب التكبیرات و ظاهر المفید استحبابها و كذا المشهور وجوب القنوتات و ذهب الشیخ فی الخلاف إلی استحبابها و الاحتیاط فی الإتیان بهما.

و الظاهر عدم وجوب القنوت المخصوص و ربما ظهر من كلام أبی الصلاح الوجوب و لا یتحمل الإمام التكبیر و لا القنوت و احتمل فی الذكری تحمل القنوت و هو بعید.

و أما كون الصلاة قبل الخطبة هاهنا فلا خلاف فیه بین الأصحاب و قد روت العامة أیضا أن تأخیرها من بدع عثمان و أما وجوب الخطبتین ففی المعتبر جزم بالاستحباب و ادعی علیه الإجماع و قال العلامة فی جملة من كتبه بالوجوب و لا یخلو من قوة للتأسی و الأخبار الواردة فیه نعم علی القول باستحباب الصلاة فی زمان الغیبة لا یبعد القول بالاستحباب و الأحوط عدم الترك مع الإیقاع جماعة و أما مع الانفراد فالظاهر سقوطهما.

و حكی العلامة فی التذكرة و المنتهی إجماع المسلمین علی أنه لا یجب استماع الخطبتین (1)

بل یستحب مع تصریحه فیهما بوجوب الخطبتین.

و أما الجهر بالقراءة فالخبر یدل علی رجحانه للإمام و قال فی المنتهی و یستحب الجهر بالقراءة بحیث لا ینتهی إلی حد العلو خلافا لبعض الجمهور و استحبه فی الذكری و لم یقیده و القید لروایة أظنها محمولة علی التقیة إلا أن یرید العلو المفرط فإنه ممنوع فی سائر الصلوات أیضا.

ص: 351


1- 1. قد مر الكلام فی ذلك فی ج 89 ص 130 فی قوله عزّ و جلّ:« وَ تَرَكُوكَ قائِماً».

«2»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِی الْعِیدَیْنِ هَلْ مِنْ صَلَاةٍ قَبْلَ الْإِمَامِ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ لَا صَلَاةَ إِلَّا رَكْعَتَیْنِ مَعَ الْإِمَامِ (1).

بیان: قطع الأصحاب بكراهة التنفل فی العیدین قبلهما و بعدهما إلی الزوال إلا بمسجد المدینة فإنه یصلی ركعتین قبل الخروج قال فی الذكری و أطلق ابن بابویه فی المقنع كراهیة التنفل و كذا الشیخ فی الخلاف و ألحق ابن الجنید المسجد الحرام و كل مكان شریف یجتاز به المصلی و أنه لا یحب إخلاءه من ركعتین قبل الصلاة و بعدها

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَفْعَلُ ذَلِكَ فِی الْبَدَاءَةِ وَ الرَّجْعَةِ فِی مَسْجِدِهِ-(2).

وَ هَذَا كَأَنَّهُ قِیَاسٌ وَ هُوَ مَرْدُودٌ و قال أبو الصلاح لا یجوز التطوع و لا القضاء قبل صلاة العید و لا بعدها حتی تزول الشمس و كأنه أراد به قضاء النافلة كما قال الشیخ فی المبسوط إذ من المعلوم أن لا منع من قضاء الفریضة و الفاضلان جوزا صلاة التحیة إذا صلیت فی مسجد لعموم الأمر بالتحیة قلنا الخصوص مقدم علی العموم و ابن حمزة و ابن زهرة قالا لا یجوز التنفل قبلها و بعدها و یدل علی كراهة قضاء النافلة صحیحة زرارة(3)

انتهی.

و قوله رحمه اللّٰه الخصوص مقدم علی العموم محل نظر لأن بینهما عموما و خصوصا من وجه و لیس أحدهما أولی بالتخصیص من الآخر و الأحوط ترك غیر الواجب مطلقا.

«3»- الذِّكْرَی، رَوَی ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ فِی الصَّحِیحِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ تَخْرُجَ النِّسَاءُ بِالْعِیدَیْنِ

ص: 352


1- 1. قرب الإسناد: 89 ط حجر.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 292.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 214.

لِلتَّعَرُّضِ لِلرِّزْقِ (1).

وَ مِنْهُ قَالَ رَوَی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیُّ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تَحْبِسُوا النِّسَاءَ عَنِ الْخُرُوجِ فِی الْعِیدَیْنِ فَهُوَ عَلَیْهِنَّ وَاجِبٌ (2).

«4»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ هَلْ عَلَیْهِنَّ صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ وَ التَّكْبِیرُ قَالَ نَعَمْ-(3)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ هَلْ عَلَیْهِنَّ مِنْ صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ مَا عَلَی الرِّجَالِ قَالَ نَعَمْ-(4)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ هَلْ عَلَیْهِنَّ مِنَ التَّطَیُّبِ وَ التَّزَیُّنِ فِی الْجُمُعَةِ وَ الْعِیدَیْنِ مَا عَلَی الرِّجَالِ قَالَ نَعَمْ (5).

بیان: ظاهر الأصحاب اتفاقهم علی سقوط صلاة العیدین عن المرأة و عن سائر من یسقط عنه الجمعة و یدل علی سقوطهما عن المرأة أخبار و هذا الخبر و غیره مما ظاهره الوجوب محمول علی الاستحباب جمعا و یدل علی استحباب التكبیر علی المرأة أیضا كما ذكره الأصحاب و المشهور استحباب صلاة العید لكل من تسقط عنه إلا الشواب و ذوات الهیئة من النساء فإنه یكره لهن الخروج إلیها.

قال فی الذكری قال الشیخ لا بأس بخروج العجائز و من لا هیئة لهن من النساء فی صلاة الأعیاد لیشهدن الصلاة و لا یجوز ذلك لذوات الهیئات منهن و الجمال.

و فی هذا الكلام أمران أحدهما أن ظاهره عدم الوجوب علیهن و لعله لصحیحة ابن أبی عمیر إلا أنه لم یختص فیها العجائز وَ قَدْ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ (6) قَالَ: إِنَّمَا رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلنِّسَاءِ الْعَوَاتِقِ الْخُرُوجَ فِی الْعِیدَیْنِ لِلتَّعَرُّضِ

ص: 353


1- 1. الذكری: 241.
2- 2. الذكری: 241.
3- 3. قرب الإسناد ص 100.
4- 4. قرب الإسناد ص 100.
5- 5. قرب الإسناد ص 100.
6- 6. التهذیب ج 1 ص 334.

لِلرِّزْقِ.

و العواتق الجواری حین یدركن لكنه معارض بما رواه إبراهیم الثقفی و لأن الأدلة عامة للنساء.

الأمر الثانی أن الشیخ منع خروج ذوی الهیئات و الجمال و الحدیث دال علی جوازه للتعرض للرزق اللّٰهم إلا أن یرید به المحصنات أو المملكات كما هو ظاهر كلام ابن الجنید حیث قال و تخرج إلیها النساء العواتق و العجائز و نقله الثقفی عن نوح بن دراج من قدماء علمائنا انتهی.

و أما التزین و التطیب فالمشهور كراهتهما لهن عند الخروج و یمكن حمله علی ما إذا لم یخرجن فإن التزین و التطیب یستحب لهن فی البیوت قال فی الذكری یستحب خروج المصلی بعد غسله و الدعاء متطیبا لابسا أحسن ثیابه متعمما شتاء كان أو قیضا أما العجائز إذا خرجن فیتنظفن بالماء و لا یتطیبن

لما روی أنه صلی اللّٰه علیه و آله قال: لا تمنعوا إماء اللّٰه مساجد اللّٰه و لیخرجن تفلات.

أی غیر متطیبات و هو بالتاء المثناة فوق و الفاء المكسورة انتهی و هذا الخبر و إن كان عامیا لكن ورد المنع من تطیبهن و تزینهن عند الخروج مطلقا.

«5»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا صَلَاةَ فِی الْعِیدَیْنِ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ فَإِنْ صَلَّیْتَ وَحْدَكَ فَلَا بَأْسَ (1).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی وَ زُرَارَةَ قَالا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا صَلَاةَ یَوْمَ الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَی إِلَّا مَعَ إِمَامٍ (2).

بیان: المشهور بین الأصحاب أن شروط الجمعة و وجوبها معتبرة فی وجوب صلاة العیدین و منها السلطان العادل أو من نصبه للصلاة و ظاهر كلام الفاضلین ادعاء الإجماع علی اشتراطه هنا كما فی الجمعة و قد عرفت حقیقة الإجماع المدعی فی هذا المقام و إن لم أر مصرحا بالوجوب العینی فی زمان الغیبة فی هذه المسألة

ص: 354


1- 1. ثواب الأعمال 103 ط مكتبة الصدوق تحقیق الغفاری.
2- 2. ثواب الأعمال 103 ط مكتبة الصدوق تحقیق الغفاری.

و النصوص الدالة علی الوجوب شاملة بإطلاقها أو عمومها لزمان الغیبة كَصَحِیحَةِ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ فَرِیضَةٌ(1).

و قد ورد مثله فی أخبار وَ فِی صَحِیحَةِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةً أَوْ سَبْعَةً فَإِنَّهُمْ یُجَمِّعُونَ الصَّلَاةَ كَمَا یَصْنَعُونَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ(2).

و احتجوا علی الاشتراط بهاتین الروایتین و أمثالهما و فیه نظر إذ الظاهر أن المراد بالإمام فی هذه الأخبار إمام الجماعة لا إمام الأصل كما یشعر به تنكیر الإمام و لفظة الجماعة فی بعض الأخبار و مقابلة إن صلیت وحدك مما یعین هذا و قوله لا صلاة یحتمل كاملة كما هو الشائع فی هذه العبارة و

فی صحیحة عبد اللّٰه بن سنان (3)

عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: من لم یشهد جماعة الناس بالعیدین فلیغتسل و لیتطیب بما وجد و لیصل وحده كما یصلی فی الجماعة.

و یؤید الوجوب ما دل علی وجوب التأسی بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله فیما علم صدوره عنه علی وجه الوجوب و الأمر هنا كذلك قطعا و بالجملة ترك مثل هذه الفریضة بمحض الشهرة بین الأصحاب جرأة عظیمة مع أنه لا ریب فی رجحانه و نیة الوجوب لا دلیل علیها و لعل القربة كافیة فی جمیع العبادات كما عرفت سابقا.

ثم المشهور بین الأصحاب استحباب هذه الصلاة منفردا مع تعذر الجماعة و نقل عن ظاهر الصدوق فی المقنع و ابن أبی عقیل عدم مشروعیة الانفراد فیها مطلقا و هو ضعیف لدلالة الأخبار الكثیرة علی الجواز.

ثم المشهور بین أصحابنا أنه یستحب الإتیان بها جماعة و فرادی مع اختلال بعض الشرائط قاله الشیخ و أكثر الأصحاب و قال السید المرتضی إنها تصلی مع فقد الإمام و اختلال بعض الشرائط علی الانفراد و قال ابن إدریس لیس معنی قول

ص: 355


1- 1. التهذیب ج 1 ص 289.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 331.
3- 3. الفقیه ج 1 ص 320.

أصحابنا یصلی علی الانفراد یصلی كل واحد منهم منفردا بل الجماعة أیضا عند انفرادها من الشرائط سنة مستحبة بل المراد انفرادها من الشرائط و هو تأویل بعید و قال الشیخ قطب الدین الراوندی من أصحابنا من ینكر الجماعة فی صلاة العید سنة بلا خطبتین و لكن جمهور الإمامیة یصلونها جماعة و عملهم حجة و نص علیه الشیخ فی الحائریات و المشهور أقوی لدلالة الأخبار الكثیرة علیه و الأحوط عدم ترك الجماعة عند التمكن منها.

«6»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ رِفَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ النَّاسُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا تُخَلِّفُ رَجُلًا یُصَلِّی بِضُعَفَاءِ النَّاسِ فِی الْعِیدَیْنِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا أُخَالِفُ السُّنَّةَ(1).

بیان: ظاهر كثیر من الأصحاب اعتبار الوحدة هنا أیضا أی عدم جواز عیدین فی فرسخ كالجمعة و نقل التصریح بذلك عن أبی الصلاح و ابن زهرة و توقف فیه العلامة فی التذكرة و النهایة و ذكر الشهید و من تأخر عنه أن هذا الشرط إنما یعتبر مع وجوب الصلاتین لا إذا كانتا مندوبتین أو أحدهما مندوبة و احتجوا علی اعتبارها بهذا الخبر و رواه الشیخ (2) فی الصحیح عن محمد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام و فی دلالته علی المنع نظر مع أنه یمكن اختصاصه ببلد حضر فیه الإمام و ما ذكره الشهید و غیره من التفصیل لا شاهد له من جهة النص.

و قال فی الذكری مذهب الشیخ فی الخلاف و مختار صاحب المعتبر أن الإمام لا یجوز له أن یخلف من یصلی بضعفة الناس فی البلد ثم أورد صحیحة محمد بن مسلم ثم قال و نقل فی الخلاف عن العامة أن علیا علیه السلام خلف من یصلی بالضعفة و أهل البیت أعرف.

«7»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ فِی السَّفَرِ جُمُعَةٌ وَ لَا أَضْحًی وَ لَا فِطْرٌ.

ص: 356


1- 1. المحاسن: 222.
2- 2. التهذیب ج 3 ص 137 ط نجف.

قال و رواه أبی عن خلف بن حماد عن ربعی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1).

بیان: اتفق الأصحاب ظاهرا علی سقوط صلاة العید عن المسافر و المشهور استحبابها له لِصَحِیحَةِ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ(2)

عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُسَافِرِ إِلَی مَكَّةَ وَ غَیْرِهَا هَلْ عَلَیْهِ صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَی قَالَ نَعَمْ إِلَّا بِمِنًی یَوْمَ النَّحْرِ.

بِالْحَمْلِ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ جَمْعاً.

«8»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی الْقَوْمِ لَا یَرَوْنَ الْهِلَالَ فَیُصْبِحُونَ صِیَاماً حَتَّی یَمْضِیَ وَقْتُ صَلَاةِ الْعِیدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَیَشْهَدُ شُهُودٌ عُدُولٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ مِنْ لَیْلَتِهِمُ الْمَاضِیَةِ قَالَ یُفْطِرُونَ وَ یَخْرُجُونَ مِنْ غَدٍ فَیُصَلُّونَ صَلَاةَ الْعِیدِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ(3).

بیان: المشهور بین الأصحاب أنه لو ثبتت الرؤیة من الغد فإن كان قبل الزوال صلیت العید و إن كان بعده فاتته الصلاة و لا قضاء علیه و ظاهر المنتهی اتفاق الأصحاب علیه و قال فی الذكری سقطت إلا علی القول بالقضاء و نقل عن ابن الجنید أنه إذا تحققت الرؤیة بعد الزوال أفطروا و غدوا إلی العید لما

رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ فِطْرُكُمْ یَوْمَ تُفْطِرُونَ وَ أَضْحَاكُمْ یَوْمَ تُضْحُونَ وَ عَرَفَتُكُمْ یَوْمَ تُعَرِّفُونَ.

وجه الدلالة أن الإفطار یقع فی الصورة المذكورة فی الغد فیكون الصلاة فیه و یروی أن ركبا شهدوا عنده صلی اللّٰه علیه و آله أنهم رأوا الهلال فأمرهم أن یفطروا و إذا أصبحوا یغدوا إلی مصلاهم.

قال فی الذكری و هذه الأخبار لم تثبت من طرقنا و لا یخفی أنه قد ورد من طریق الأصحاب ما یوافق هذه الأخبار و الظاهر كون ذلك مذهبا للكلینی و الصدوق قدس اللّٰه روحهما حیث قال فی الكافی باب ما یجب علی الناس إذا صح عندهم الرؤیة یوم

ص: 357


1- 1. المحاسن: 372.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 335، ط حجر ج 3 ص 288 ط نجف.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 187.

الفطر بعد ما أصبحوا صائمین

ثُمَّ أَوْرَدَ فِی هَذَا الْبَابِ خَبَرَیْنِ أَحَدُهُمَا بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا شَهِدَ عِنْدَ الْإِمَامِ شَاهِدَانِ أَنَّهُمَا رَأَیَا الْهِلَالَ مُنْذُ ثَلَاثِینَ یَوْماً أَمَرَ الْإِمَامُ بِالْإِفْطَارِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ إِذَا كَانَا شَهِدَا قَبْلَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِنْ شَهِدَا بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ أَمَرَ الْإِمَامُ بِالْإِفْطَارِ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ إِلَی الْغَدِ فَصَلَّی بِهِمْ.

وَ ثَانِیهِمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی رَفَعَهُ قَالَ: إِذَا أَصْبَحَ النَّاسُ صِیَاماً وَ لَمْ یَرَوُا الْهِلَالَ وَ جَاءَ قَوْمٌ عُدُولٌ یَشْهَدُونَ عَلَی الرُّؤْیَةِ فَلْیُفْطِرُوا وَ لْیَخْرُجُوا مِنَ الْغَدِ أَوَّلَ النَّهَارِ إِلَی عِیدِهِمْ (1).

و قال الصدوق فی الفقیه باب ما یجب علی الناس إلی آخر ما ذكره الكلینی ثم أورد الخبرین (2).

قال فی المدارك و لا بأس بالعمل بمقتضی هاتین الروایتین لاعتبار سند الأولی و صراحتها فی المطلوب و هو حسن و یؤیده خبر الدعائم أیضا.

ثم ظاهر الروایات كونها أداء و العامة اختلفوا فی ذلك فبعضهم ذهبوا إلی أنه یأتی بها فی الغد قضاء و بعضهم أداء و بعضهم نفوها مطلقا و لعل الأحوط إذا فعلها أن لا ینوی الأداء و لا القضاء.

«9»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ علیه السلام قَالَ: یُكْرَهُ الْكَلَامُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ الْإِمَامُ یَخْطُبُ وَ فِی الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَی وَ الِاسْتِسْقَاءِ(3).

وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی الْعِیدَیْنِ وَحْدَهُ أَوِ الْجُمُعَةَ هَلْ یَجْهَرُ فِیهِمَا بِالْقِرَاءَةِ قَالَ لَا

ص: 358


1- 1. الكافی ج 3 ص 169.
2- 2. الفقیه ج 2 ص 109 ط نجف.
3- 3. قرب الإسناد ص 70.

یَجْهَرُ إِلَّا الْإِمَامُ-(1) وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُعُودِ فِی الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ وَ الْإِمَامُ یَخْطُبُ كَیْفَ أَصْنَعُ أَسْتَقْبِلُ الْإِمَامَ أَوْ أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ قَالَ اسْتَقْبِلِ الْإِمَامَ (2).

بیان: یدل علی أن الجهر فی الجمعة و العیدین مخصوص بالإمام و قد مضی الكلام فی الأول.

و أما الثانی فقال فی التذكرة یستحب الجهر بالقراءة فی العیدین إجماعا و یظهر من دلائله أن مراده الاستحباب للإمام و لا یظهر من الأخبار استحبابه للمنفرد فالعمل به حسن.

قوله علیه السلام استقبل الإمام یشكل بأن استقبال الإمام یستلزم استقبال القبلة و لم یعهد كون الإمام مستدبرا إلا أن یراد به انحراف من لم یكن محاذیا للإمام إلیه و لم أر به قائلا و یحتمل أن یراد به من یجی ء إلی الإمام بعد الصلاة لاستماع الخطبة فلا یتهیأ له الدخول فی الصفوف فیجلس خلف الإمام أو إلی أحد جانبیه و هذا لیس ببعید وضعا و حكما و إن لم أر به مصرحا.

«10»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُسْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِی عَنْ یَحْیَی بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ عِیدٍ فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَسْمَعَ الْخُطْبَةَ فَلْیَسْتَمِعْ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْصَرِفَ فَلْیَنْصَرِفْ (3).

بیان: استدل به علی استحباب استماع الخطبة لكن الخبر عامی.

«11»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ خُرُوجِ النِّسَاءِ فِی الْعِیدَیْنِ فَقَالَ لَا إِلَّا الْعَجُوزُ عَلَیْهَا مَنْقَلَاهَا

ص: 359


1- 1. قرب الإسناد: 98.
2- 2. قرب الإسناد: 98.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 11.

یَعْنِی الْخُفَّیْنِ (1).

توضیح: قال الفیروزآبادی المنقل كمقعد الخف الخلق و كذا النعل كالنقل و یكسر فیهما.

أقول: لعله تأدیب بلبس الخف لأنه أنسب بالستر أو المراد به ترك الزینة أی لا تغیر نعلیها و غیرهما و هو أظهر و یؤید ما مر.

«12»- الْعُیُونُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْهَمَدَانِیِّ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمُكَتِّبِ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ وَ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ كُلُّهُمْ قَالُوا: لَمَّا اسْتَقْدَمَ الْمَأْمُونُ الرِّضَا علیه السلام وَ عَقَدَ لَهُ الْبَیْعَةَ وَ حَضَرَ الْعِیدُ بَعَثَ إِلَی الرِّضَا علیه السلام یَسْأَلُهُ أَنْ یَرْكَبَ وَ یَحْضُرَ الْعِیدَ وَ یَخْطُبَ وَ یَطْمَئِنَّ قُلُوبُ النَّاسِ وَ یَعْرِفُوا فَضْلَهُ وَ تَقِرَّ قُلُوبُهُمْ عَلَی هَذِهِ الدَّوْلَةِ الْمُبَارَكَةِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَالَ قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِی دُخُولِی فِی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ إِنَّمَا أُرِیدُ بِهَذَا أَنْ یَرْسَخَ فِی قُلُوبِ الْعَامَّةِ وَ الْجُنْدِ وَ الشَّاكِرِیَّةِ هَذَا الْأَمْرُ فَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ وَ یُقِرُّوا بِمَا فَضَّلَكَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ فَلَمْ یَزَلْ یُرَادُّ الْكَلَامَ فِی ذَلِكَ فَلَمَّا أَلَحَّ إِلَیْهِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ أَعْفَیْتَنِی مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ وَ إِنْ لَمْ تُعْفِنِی خَرَجْتُ كَمَا كَانَ یَخْرُجُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَمَا خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ الْمَأْمُونُ اخْرُجْ كَمَا تُحِبُّ وَ أَمَرَ الْمَأْمُونُ الْقُوَّادَ وَ النَّاسَ أَنْ یُبَكِّرُوا إِلَی بَابِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَعَدَ النَّاسُ لِأَبِی الْحَسَنِ فِی الطُّرُقَاتِ وَ السُّطُوحِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ وَ اجْتَمَعَ الْقُوَّادُ عَلَی بَابِ الرِّضَا علیه السلام فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ الرِّضَا علیه السلام فَاغْتَسَلَ وَ تَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَیْضَاءَ مِنْ قُطْنٍ وَ أَلْقَی طَرَفاً مِنْهَا عَلَی صَدْرِهِ وَ طَرَفاً بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ تَشَمَّرَ ثُمَّ قَالَ لِجَمِیعِ مَوَالِیهِ افْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ عُكَّازَةً وَ خَرَجَ وَ نَحْنُ

ص: 360


1- 1. معانی الأخبار: 155 ط مكتبة الصدوق.

بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ حَافٍ قَدْ شَمَّرَ سَرَاوِیلَهُ إِلَی نِصْفِ السَّاقِ وَ عَلَیْهِ ثِیَابُهُ مُشَمَّرَةً فَلَمَّا قَامَ وَ مَشَیْنَا بَیْنَ یَدَیْهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ كَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِیرَاتٍ فَخُیِّلَ إِلَیْنَا أَنَّ الْهَوَاءَ وَ الْحِیطَانَ تُجَاوِبُهُ وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلَی الْبَابِ قَدْ تَزَیَّنُوا وَ لَبِسُوا السِّلَاحَ وَ تَهَیَّئُوا بِأَحْسَنِ هَیْئَةٍ فَلَمَّا طَلَعْنَا عَلَیْهِمْ بِهَذِهِ الصُّوَرِ حُفَاةً قَدْ تَشَمَّرْنَا وَ طَلَعَ الرِّضَا علیه السلام وَ وَقَفَ وَقْفَةً عَلَی الْبَابِ وَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَی مَا هَدَانَا اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَی مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِیمَةِ الْأَنْعَامِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَبْلَانَا- وَ رَفَعَ بِذَلِكَ صَوْتَهُ وَ رُفِعَتْ أَصْوَاتُنَا فَتَزَعْزَعَتْ مَرْوُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ الصِّیَاحِ فَقَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَسَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ وَ رَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا نَظَرُوا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ صَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً وَاحِدَةً وَ لَمْ یَتَمَالَكِ النَّاسُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ الصَّیْحَةِ فَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَمْشِی وَ یَقِفُ فِی كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ وَقْفَةً فَیُكَبِّرُ اللَّهَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَیُتَخَیَّلُ أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ الْحِیطَانَ تُجَاوِبُهُ وَ بَلَغَ الْمَأْمُونَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَیْنِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ بَلَغَ الرِّضَا الْمُصَلَّی عَلَی هَذَا السَّبِیلِ افْتَتَنَ بِهِ النَّاسُ فَالرَّأْیُ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ یَرْجِعَ فَبَعَثَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ فَسَأَلَهُ أَنْ یَرْجِعَ فَدَعَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِخُفِّهِ فَلَبِسَهُ وَ رَجَعَ (1).

إرشاد المفید، قال روی علی بن إبراهیم عن یاسر الخادم و الریان: مثله (2).

بیان: الشاكری الأجیر و المستخدم معرب چاكر ذكره الفیروزآبادی و القواد أمراء الجیوش و العكاز بالضم و التشدید عصا ذات زج و قال فی الذكری یستحب خروج الإمام ماشیا حافیا بالسكینة فی الأعضاء و الوقار فی النفس و لما خرج الرضا علیه السلام لصلاة العید فی عهد المأمون خرج حافیا و یستحب أن یكون مشغولا بذكر اللّٰه فی طریقه كما نقل عن الرضا علیه السلام.

ص: 361


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 150- 151 فی حدیث و تراه فی الكافی ج 1 ص 488.
2- 2. إرشاد المفید: 293.

«13»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّالَقَانِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ الْحَافِظِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام النَّاسَ یَوْمَ الْفِطْرِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ یَوْمَكُمْ هَذَا یَوْمٌ یُثَابُ بِهِ الْمُحْسِنُونَ وَ یَخْسَرُ فِیهِ الْمُسِیئُونَ وَ هُوَ أَشْبَهُ یَوْمٍ بِیَوْمِ قِیَامَتِكُمْ فَاذْكُرُوا بِخُرُوجِكُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ إِلَی مُصَلَّاكُمْ خُرُوجَكُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَی رَبِّكُمْ وَ اذْكُرُوا بِوُقُوفِكُمْ فِی مُصَلَّاكُمْ وُقُوفَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّكُمْ وَ اذْكُرُوا بِرُجُوعِكُمْ إِلَی مَنَازِلِكُمْ رُجُوعَكُمْ إِلَی مَنَازِلِكُمْ فِی الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَدْنَی مَا لِلصَّائِمِینَ وَ الصَّائِمَاتِ أَنْ یُنَادِیَهُمْ مَلَكٌ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَكُونُونَ فِیمَا تَسْتَأْنِفُونَ (1).

«14»- الْعِلَلُ (2)، وَ الْعُیُونُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ فِی عِلَلِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ یَوْمُ الْفِطْرِ الْعِیدَ قِیلَ لِأَنْ یَكُونَ لِلْمُسْلِمِینَ مَجْمَعاً یَجْتَمِعُونَ فِیهِ وَ یَبْرُزُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَحْمَدُونَهُ عَلَی مَا مَنَّ عَلَیْهِمْ فَیَكُونُ یَوْمَ عِیدٍ وَ یَوْمَ اجْتِمَاعٍ وَ یَوْمَ فِطْرٍ وَ یَوْمَ زَكَاةٍ وَ یَوْمَ رَغْبَةٍ وَ یَوْمَ تَضَرُّعٍ وَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ یَحِلُّ فِیهِ الْأَكْلُ وَ الشُّرْبُ لِأَنَّ أَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَكُونَ لَهُمْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ مَجْمَعٌ یُحَمِّدُونَهُ فِیهِ وَ یُقَدِّسُونَهُ فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ التَّكْبِیرُ فِیهَا أَكْثَرَ مِنْهُ فِی غَیْرِهَا مِنَ الصَّلَوَاتِ قِیلَ لِأَنَّ التَّكْبِیرَ إِنَّمَا هُوَ تَعْظِیمٌ لِلَّهِ وَ تَمْجِیدٌ عَلَی مَا هَدَی وَ عَافَی كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلی ما هَداكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ-(3)

ص: 362


1- 1. أمالی الصدوق ص 61- 62.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 256.
3- 3. البقرة: 185.

فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ فِیهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ تَكْبِیرَةً قِیلَ لِأَنَّهُ یَكُونُ فِی رَكْعَتَیْنِ اثْنَتَا عَشْرَةَ تَكْبِیرَةً فَلِذَلِكَ جُعِلَ فِیهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ تَكْبِیرَةً فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ سَبْعٌ فِی الْأُولَی وَ خَمْسٌ فِی الْآخِرَةِ وَ لَمْ یُسَوَّ بَیْنَهُمَا قِیلَ لِأَنَّ السُّنَّةَ فِی صَلَاةِ الْفَرِیضَةِ أَنْ یُسْتَفْتَحَ بِسَبْعِ تَكْبِیرَاتٍ فَلِذَلِكَ بَدَأَ هَاهُنَا بِسَبْعِ تَكْبِیرَاتٍ وَ جُعِلَ فِی الثَّانِیَةِ خَمْسُ تَكْبِیرَاتٍ لِأَنَّ التَّحْرِیمَ مِنَ التَّكْبِیرِ فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ خَمْسُ تَكْبِیرَاتٍ وَ لِیَكُونَ التَّكْبِیرُ فِی الرَّكْعَتَیْنِ جَمِیعاً وَتْراً وَتْراً فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ الْخُطْبَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَ جُعِلَتْ فِی الْعِیدَیْنِ بَعْدَ الصَّلَاةِ قِیلَ لِأَنَّ الْجُمُعَةَ أَمْرٌ دَائِمٌ یَكُونُ فِی الشَّهْرِ مِرَاراً وَ فِی السَّنَةِ كَثِیراً فَإِذَا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَی النَّاسِ مَلُّوا وَ تَرَكُوهُ وَ لَمْ یُقِیمُوا عَلَیْهِ وَ تَفَرَّقُوا

عَنْهُ فَجُعِلَتْ قَبْلَ الصَّلَاةِ لِیُحْتَبَسُوا عَلَی الصَّلَاةِ وَ لَا یَتَفَرَّقُوا وَ لَا یَذْهَبُوا وَ أَمَّا الْعِیدَیْنِ فَإِنَّمَا هُوَ فِی السَّنَةِ مَرَّتَیْنِ وَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجُمُعَةِ وَ الزِّحَامُ فِیهِ أَكْثَرُ وَ النَّاسُ فِیهِ أَرْغَبُ فَإِنْ تَفَرَّقَ بَعْضُ النَّاسِ بَقِیَ عَامَّتُهُمْ وَ هُوَ لَیْسَ بِكَثِیرٍ فَیَمَلُّوا وَ یَسْتَخِفُّوا بِهِ (1).

بیان: علی ما من علیهم أی من توفیق صوم شهر رمضان و غیره من النعم و یوم فطر أی إفطار أو زكاة الفطر فالزكاة تأكید له أو هی بمعنی النمو أی الزیادة فی المثوبات علی ما هدی أی لأجل هدایته اثنتی عشرة تكبیرة إذ تكبیرات الركوع و السجود خمس فی كل ركعة فمع تكبیرتی الإحرام و القنوت تصیر اثنتی عشرة تكبیرة.

«15»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّوسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَ خَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ وَ غَدَا إِلَی الْمُصَلَّی بِغُسْلٍ رَجَعَ مَغْفُوراً لَهُ (2).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی یَعْقُوبَ الْقَزَّازِ مَعاً عَنْ

ص: 363


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 115- 116.
2- 2. ثواب الأعمال ص 102.

مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ سُلَیْمَانَ التَّیْمِیِّ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ النَّهْدِیِّ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَوْمَ الْفِطْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الْإِمَامِ یَقْرَأُ فِی أَوَّلِهِنَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِیعَ الْكُتُبِ كُلَّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها فَلَهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ فِی الثَّالِثَةِ وَ الضُّحی فَلَهُ مِنَ الثَّوَابِ كَأَنَّمَا أَشْبَعَ جَمِیعَ الْمَسَاكِینِ وَ دَهَّنَهُمْ وَ نَظَّفَهُمْ وَ فِی الرَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثِینَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنْبَ خَمْسِینَ سَنَةً مُسْتَقْبِلَةً وَ خَمْسِینَ سَنَةً مُسْتَدْبِرَةً.

قال الصدوق رحمة اللّٰه علیه أقول فی ذلك و باللّٰه التوفیق إن هذا الثواب هو لمن كان إمامه مخالفا لمذهبه فیصلی معه تقیة ثم یصلی هذه الأربع ركعات للعید و لا یعتد بما صلی خلف مخالفه فأما إن كان إمامه یوم العید إماما من اللّٰه عز و جل واجب الطاعة علی العباد فصلی خلفه صلاة العید لم یكن له أن یصلی بعد ذلك صلاة حتی تزول الشمس و كذلك من كان إمامه موافقا لمذهبه و إن لم یكن مفروض الطاعة و صلی معه العید لم یكن له أن یصلی بعد ذلك صلاة حتی تزول الشمس و المعتمد أنه لا صلاة فی العیدین إلا مع إمام فمن أحب أن یصلی وحده فلا بأس.

وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِی بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ فِی جَمَاعَةٍ یَوْمَ الْعِیدِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ وَ لَا قَضَاءَ عَلَیْهِ (1).

بیان: خمسین سنة مستقبلة أی فیما یأتی من عمره إن أتی و المستدبرة ما مضی إن مضی قوله و المعتمد أنه لا صلاة أی واجبة أو كاملة و الإمام فی كلامه یحتمل إمام الأصل و إمام الجماعة كما فی الخبر و الأخیر فی الخبر أظهر

ص: 364


1- 1. ثواب الأعمال: 103.

كما عرفت.

«16»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ هَلْ قَبْلَهُمَا صَلَاةٌ أَوْ بَعْدَهُمَا قَالَ لَیْسَ قَبْلَهُمَا وَ لَا بَعْدَهُمَا شَیْ ءٌ(1).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِی الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَی قَالَ لَیْسَ فِیهِمَا أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ لَیْسَ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ وَ لَا قَبْلَهُمَا صَلَاةٌ(2).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ رَكْعَتَانِ لَیْسَ قَبْلَهُمَا وَ لَا بَعْدَهُمَا شَیْ ءٌ(3).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَیْسَ یَوْمَ الْفِطْرِ وَ لَا یَوْمَ الْأَضْحَی أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ أَذَانُهُمَا طُلُوعُ الشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ خَرَجُوا وَ لَیْسَ قَبْلَهُمَا وَ لَا بَعْدَهُمَا صَلَاةٌ وَ مَنْ لَمْ یُصَلِّ مَعَ إِمَامٍ فِی جَمَاعَةٍ فَلَا صَلَاةَ لَهُ وَ لَا قَضَاءَ عَلَیْهِ (4).

بیان: لا خلاف فی أنه لیس لصلاة العیدین أذان و لا إقامة قال فی الذكری لا أذان لصلاة العیدین بل یقول المؤذن الصلاة ثلاثا و یجوز رفعها بإضمار خبر أو مبتدإ و نصبها بإضمار احضروا الصلاة أو ائتوا و قال ابن أبی عقیل یقول الصلاة جامعة و دل علی الأول روایة إسماعیل بن جابر(5)و كون أذانهما طلوع الشمس لا ینافی ذلك لجواز الجمع بینهما انتهی.

و المشهور بین الأصحاب أن وقتهما من طلوع الشمس إلی الزوال و ادعی

ص: 365


1- 1. ثواب الأعمال: 103، و هذه الأحادیث تتمة ما استدلّ بها علی أن لا صلاة فی یوم العید حتّی تزول الشمس.
2- 2. ثواب الأعمال: 103، و هذه الأحادیث تتمة ما استدلّ بها علی أن لا صلاة فی یوم العید حتّی تزول الشمس.
3- 3. ثواب الأعمال: 103، و هذه الأحادیث تتمة ما استدلّ بها علی أن لا صلاة فی یوم العید حتّی تزول الشمس.(*) زاد فی التهذیب: بلا أذان و لا اقامة.
4- 4. ثواب الأعمال: 103، و هذه الأحادیث تتمة ما استدلّ بها علی أن لا صلاة فی یوم العید حتّی تزول الشمس.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 335، ط حجر.

العلامة فی النهایة اتفاق الأصحاب علیه و قال الشیخ فی المبسوط وقت صلاة العید إذا طلعت الشمس و ارتفعت و انبسطت و قال المفید ره إنه یخرج قبل طلوعها فإذا طلع صبر هنیئة ثم صلی و سیأتی فی الأخبار ما ینفیه.

و حكی جماعة من الأصحاب اتفاقهم علی تأخیر صلاة العید فی الفطر عن الأضحی لاستحباب الإفطار فی الفطر قبل خروجه بخلاف الأضحی و لأن الأفضل إخراج الفطرة قبل الصلاة فی الفطر و فی الأضحی تأخیر الأضحیة فیستحب تقدیم هذه و تأخیر تلك لیتسع الوقت لهما.

فلا صلاة له أی كاملة أو مع إمكان حضور الجماعة و أما عدم وجوب القضاء مع خروج الوقت فهو المشهور بین الأصحاب سواء كان فرضا أو نفلا تركها عمدا أو نسیانا.

و قال الشیخ فی التهذیب من فاتته الصلاة یوم العید لا یجب علیه القضاء و یجوز له أن یصلی إن شاء ركعتین و إن شاء أربعا من غیر أن یقصد بها القضاء و قال ابن إدریس یستحب قضاؤها و قال ابن حمزة إذا فات لا یلزم قضاؤها إلا إذا وصل فی حال الخطبة و جلس مستمعا لها و قال ابن الجنید من فاتته و لحق الخطبتین صلاها أربعا مفصولات یعنی بتسلیمتین و نحوه قال علی بن بابویه إلا أنه قال یصلیها بتسلیمة(1) و هذه الروایة تدل علی سقوط القضاء و ربما یحمل علی المختار

ص: 366


1- 1. قد عرفت فیما سبق أن صلاة العیدین سنة سنها رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله تبعا لصلاة الجمعة لتكون النوافل ضعفی الفریضة كملا: عددا و وصفا، و إذا كانت صلاة العیدین محرمة لعدم وجود شرائط الوجوب علی ما عرفت فی أبحاث صلاة الجمعة، كانت الصلاة بدلها أربعا كالظهر بدل الجمعة، الا أن البدل فی یوم الجمعة فرض كأصلها فصارت أربعا متصلة و فی العیدین سنة كأصلها فصارت أربعا منفصلة بینهما بتسلیم، و كما أن المصلی فی صلاة ظهر الجمعة یقرأ سورة الجمعة و المنافقین و یجهر فیهما بالقراءة ایذانا بأصلها، فكذلك فی صلاة الفطر یقرأ سورة الأعلی و اللیل أو الشمس و أشباههما ممّا فیه ذكر الصلاة و الزكاة و یقرأ فی صلاة الأضحی سورة الغاشیة و الضحی و أشباههما ممّا فیه ذكر التضحیة و البدن.

جمعا و روی بسند ضعیف عامی (1) من فاتته العید فلیصل أربعا و یدل علی مذهب ابن حمزة روایة زرارة(2) و فی سندها جهالة و الأحوط بل الأظهر عدم القضاء.

«17»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: اعْلَمْ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الصَّلَاةَ فِی الْعِیدَیْنِ وَاجِبٌ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ مِنْ یَوْمِ الْعِیدِ فَاغْتَسِلْ وَ هُوَ أَوَّلُ أَوْقَاتِ الْغُسْلِ ثُمَّ إِلَی وَقْتِ الزَّوَالِ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِكَ وَ تَطَیَّبْ وَ اخْرُجْ إِلَی الْمُصَلَّی وَ ابْرُزْ تَحْتَ السَّمَاءِ مَعَ الْإِمَامِ فَإِنَّ صَلَاةَ الْعِیدَیْنِ مَعَ الْإِمَامِ مَفْرُوضَةٌ وَ لَا یَكُونُ إِلَّا بِإِمَامٍ وَ بِخُطْبَةٍ وَ قَدْ رُوِیَ فِی الْغُسْلِ إِذَا زَالَتِ اللَّیْلُ یُجْزِئُ مِنْ غُسْلِ الْعِیدَیْنِ وَ صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ.

رَكْعَتَانِ وَ لَیْسَ فِیهِمَا أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلَاةِ فِی جَمِیعِ الصَّلَوَاتِ غَیْرَ یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ وَ قَرَأَ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ وَ فِی الثَّانِیَةِ وَ الشَّمْسِ أَوْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ- وَ تُكَبِّرُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی بِسَبْعِ تَكْبِیرَاتٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ تَقْنُتُ بَیْنَ كُلِّ تَكْبِیرَتَیْنِ وَ الْقُنُوتُ أَنْ تَقُولَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ أَهْلُ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ أَهْلُ الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ الرَّحْمَةِ أَسْأَلُكَ فِی هَذَا الْیَوْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِینَ عِیداً وَ لِمُحَمَّدٍ ذُخْراً وَ مَزِیداً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ وَ أَسْأَلُكَ بِهَذَا الْیَوْمِ الَّذِی شَرَّفْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ عَظَّمْتَهُ وَ فَضَّلْتَهُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تَغْفِرَ لِی وَ لِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِنَّكَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 367


1- 1. التهذیب ج 1 ص 291، عن أبی البختری عن الصادق علیه السلام .
2- 2. التهذیب ج 1 ص 291.

فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَاجْتَهِدْ فِی الدُّعَاءِ ثُمَّ ارْقَ الْمِنْبَرَ فَاخْطُبْ بِالنَّاسِ إِنْ كُنْتَ تَؤُمُّ بِالنَّاسِ وَ مَنْ لَمْ یُدْرِكْ مَعَ الْإِمَامِ الصَّلَاةَ فَلَیْسَ عَلَیْهِ إِعَادَةٌ وَ صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ مِثْلُ صَلَاةِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا عَلَی خَمْسَةٍ الْمَرِیضِ وَ الْمَرْأَةِ وَ الْمَمْلُوكِ وَ الصَّبِیِّ وَ الْمُسَافِرِ وَ مَنْ لَمْ یُدْرِكْ مَعَ الْإِمَامِ رَكْعَةً فَلَا جُمُعَةَ لَهُ وَ لَا عِیدَ لَهُ وَ عَلَی مَنْ یَؤُمُّ الْجُمُعَةَ إِذَا فَاتَهُ مَعَ الْإِمَامِ أَنْ یُصَلِّیَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كَمَا كَانَ یُصَلِّی فِی غَیْرِ الْجُمُعَةِ وَ رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَلَّی بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِیدِ فَكَبَّرَ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی بِثَلَاثِ تَكْبِیرَاتٍ وَ فِی الثَّانِیَةِ بِخَمْسِ تَكْبِیرَاتٍ وَ قَرَأَ فِیهِمَا بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی- وَ هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَبَّرَ فِی الثَّانِیَةِ بِخَمْسٍ وَ رَكَعَ بِالْخَامِسَةِ وَ قَنَتَ بَیْنَ كُلِّ تَكْبِیرَتَیْنِ حَتَّی إِذَا فَرَغَ دَعَا وَ هُوَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ ثُمَّ خَطَبَ وَ قَالَ علیه السلام فِی مَوْضِعٍ آخَرَ إِذَا أَصْبَحْتَ یَوْمَ الْفِطْرِ اغْتَسِلْ وَ تَطَیَّبْ وَ تَمَشَّطْ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِكَ وَ أَطْعِمْ شَیْئاً مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَی الْجَبَّانَةِ فَإِذَا أَرَدْتَ الصَّلَاةَ فَابْرُزْ إِلَی تَحْتِ السَّمَاءِ وَ قُمْ عَلَی الْأَرْضِ وَ لَا تَقُمْ عَلَی غَیْرِهَا وَ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَلْهُ أَنْ لَا یُجْعَلَ مِنْكَ آخِرَ الْعَهْدِ.

بیان: إجزاء الغسل بعد صلاة اللیل خلاف المشهور و لا خلاف فی استحباب الإصحار بها و الخروج إلی موضع ینظر إلی آفاق السماء إلا بمكة زادها اللّٰه شرفا إما لشرف البیت أو لعدم صحراء قریب و ألحق بها ابن الجنید المدینة لحرمة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو قیاس و قد روی أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان یخرج منها إلی البقیع.

و حكی العلامة فی التذكرة اتفاق الأصحاب علی وجوب قراءة سورة مع الحمد و أنه لا یتعین فی ذلك سورة مخصوصة و اختلفوا فی الأفضل فقال الشیخ فی الخلاف و المفید و السید و أبو الصلاح و ابن البراج و ابن زهرة إنه الشمس فی الأولی و الغاشیة فی الثانیة و قال فی المبسوط و النهایة و العلامة و الصدوق فی الأولی

ص: 368

الأعلی و فی الثانیة الشمس و كلاهما حسن و الأول أصح سندا لصحیحة جمیل (1)

قال سألته ما یقرأ فیهما قال الشَّمْسِ وَ ضُحاها و هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ و أشباههما و هی لا تدل علی ترتیب فلا ینافی ما فی المتن و أشباههما یشمل الأعلی أیضا و فی روایة إسماعیل بن جابر(2)

و فی سندها جهالة یقرأ فی الأولی سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی و فی الثانیة وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها.

و قوله علیه السلام بین كل تكبیرتین علی التغلیب أو المراد غیر تكبیرة الإحرام و القنوت مخالف لسائر الروایات ففی بعضها فی كل تكبیرة قنوت مغایر للأخری و فی بعضها قنوت واحد شبیه بما فی الخبر.

و استحباب الإفطار فی الفطر قبل الخروج و فی الأضحی بعد الصلاة من الأضحیة إجماعی.

و قال فی الذكری قد روینا أنه یستحب مباشرة الأرض فی صلاة العید بلا حائل.

«18»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنِ الْمَحَامِلِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قَالَ الْأَرْدِیَةُ فِی الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ(3).

«19»- رِجَالُ الْكَشِّیِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقُرَشِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ ره إِذَا كَانَ یَوْمُ الْعِیدِ خَرَجَ إِلَی الصَّحْرَاءِ شَعِثاً مُغْبَرّاً فِی ذُلِّ لَهُوفٍ فَإِذَا صَعِدَ الْخَطِیبُ الْمِنْبَرَ مَدَّ یَدَیْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ خُلَفَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ مَوْضِعُ أُمَنَائِكَ الَّذِینَ خَصَصْتَهُمْ بِهَا انْتَزَعُوهَا وَ أَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِلْأَشْیَاءِ لَا یُغْلَبُ قَضَاؤُكَ وَ لَا یُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ قَدَرِكَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ عِلْمُكَ فِی إِرَادَتِكَ كَعِلْمِكَ فِی خَلْقِكَ حَتَّی عَادَ صِفْوَتُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِینَ مَقْهُورِینَ مُسْتَتِرِینَ یَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلًا وَ كِتَابَكَ مَنْبُوذاً وَ فَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ شَرَائِعِكَ وَ سُنَنِ

ص: 369


1- 1. التهذیب ج 1 ص 289.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 290.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 13.

نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ مَتْرُوكَةً اللَّهُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ الْغَادِینَ وَ الرَّائِحِینَ وَ الْمَاضِینَ وَ الْغَابِرِینَ اللَّهُمَّ الْعَنْ جَبَابِرَةَ زَمَانِنَا وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَحْزَابَهُمْ وَ إِخْوَانَهُمْ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

بیان: قال الجوهری الشعث انتشار الأمر و مصدر الأشعث و هو المغبر الرأس و الذل مضاف إلی اللّٰهوف و هو الحزین المتحسر و یدل علی استحباب إظهار الحزن فی العیدین عند استیلاء أئمة الضلال و مغلوبیة أئمة الهدی صلوات اللّٰه علیهم إذ فعل أجلاء

أصحاب الأئمة علیهم السلام حجة فی أمثال ذلك مع أن فیه التأسی بهم علیهم السلام لما سیأتی من أنه یتجدد حزنهم فی كل عید لأنهم یرون حقهم فی ید غیرهم و هو لا یدل علی حرمة الصلاة أو عدم وجوبها فی زمان الغیبة لما مر فی صلاة الجمعة.

و الضمیر فی قوله بها راجع إلی الموضع نظرا إلی معناه فإن المراد به الخلافة و فی الصحیفة(2)

مواضع بصیغة الجمع علمك فی إرادتك لعل المعنی أنه لا یتغیر علمك بالأشیاء قبل وقوعها و بعده و قوله حتی عاد غایة للانتزاع و الغادین و الرائحین أی الذین یخلقون أو یأتون للضرر و العداوة بالغدو و الرواح.

«20»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُخْرَجَ السِّلَاحُ إِلَی الْعِیدَیْنِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ عَدُوٌّ حَاضِرٌ(3).

بیان: هذا الخبر رواه الشیخ (4)

عن السكونی عن الصادق علیه السلام و قال فی الذكری یكره الخروج بالسلاح لمنافاته الخضوع و الاستكانة و لو خاف عدوا لم یكره

ص: 370


1- 1. رجال الكشّیّ ص 381 ط المصطفوی، و فیه: فی زی ملهوف، و هو الصحیح.
2- 2. راجع الصحیفة السجّادیة الدعاء 48 ص 277 ط الآخوندی.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 51.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 292.

ثم ذكر الخبر.

«21»- الْإِقْبَالُ، قَالَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْأَضْحَی وَ الْفِطْرِ قَالَ صَلِّهِمَا رَكْعَتَیْنِ فِی جَمَاعَةٍ وَ غَیْرِ جَمَاعَةٍ(1).

«22»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ أَیْ خُذُوا زِینَتَكُمُ الَّتِی تَتَزَیَّنُونَ بِهَا لِلصَّلَاةِ فِی الْجُمُعَاتِ وَ الْأَعْیَادِ(2).

بیان: یمكن تعمیم الآیة و یكون التخصیص فی الخبر لكونه فیها آكد و قد مر الكلام فیها.

«23»- الْإِقْبَالُ، رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ عَنِ الرَّجُلِ علیه السلام قَالَ: الصَّلَاةُ یَوْمَ الْفِطْرِ بِحَیْثُ لَا یَكُونُ عَلَی الْمُصَلَّی سَقْفٌ إِلَّا السَّمَاءُ(3).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَخْرُجُ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَی آفَاقِ السَّمَاءِ قَالَ لَا یُصَلَّیَنَّ یَوْمَئِذٍ عَلَی بَارِیَّةٍ وَ لَا بِسَاطٍ یَعْنِی فِی صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ (4).

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ الْمُرَادِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (5).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تَخْرُجُ عَنْ بَیْتِكَ إِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (6).

ص: 371


1- 1. اقبال الاعمال ص 285.
2- 2. مجمع البیان ج 4 ص 421.
3- 3. اقبال الاعمال: 285.
4- 4. اقبال الاعمال: 285.
5- 5. الإقبال ص 281.
6- 6. الإقبال ص 281.

«24»- الْمُقْنِعَةُ، رُوِیَ: أَنَّ الْإِمَامَ یَمْشِی یَوْمَ الْعِیدِ وَ لَا یَقْصِدُ الْمُصَلَّی رَاكِباً وَ لَا یُصَلِّی عَلَی بِسَاطٍ وَ یَسْجُدُ عَلَی الْأَرْضِ وَ إِذَا مَشَی رَمَی بِبَصَرِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ یُكَبِّرُ بَیْنَ خُطُوَاتِهِ أَرْبَعَ تَكْبِیرَاتٍ ثُمَّ یَمْشِی.

وَ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَلْبَسُ فِی الْعِیدَیْنِ بُرْداً وَ یَعْتَمُّ شَاتِیاً كَانَ أَوْ قَائِظاً.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ غَیَّرَ الْخُطْبَةَ فِی الْعِیدَیْنِ فَجَعَلَهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَحْدَثَ أَحْدَاثَهُ الَّتِی قُتِلَ بِهَا كَانَ إِذَا صَلَّی تَفَرَّقَ عَنْهُ النَّاسُ وَ قَالُوا مَا نَصْنَعُ بِخُطْبَتِهِ وَ قَدْ أَحْدَثَ مَا أَحْدَثَ فَجَعَلَهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ یَشْهَدْ جَمَاعَةَ النَّاسِ فِی الْعِیدَیْنِ فَلْیَغْتَسِلْ وَ لْیَتَطَیَّبْ بِمَا وَجَدَ وَ لْیُصَلِّ وَحْدَهُ كَمَا یُصَلِّی فِی الْجَمَاعَةِ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قَالَ لِصَلَاةِ الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ وَ رُوِیَ أَنَّ الزِّینَةَ هِیَ الْعِمَامَةُ وَ الرِّدَاءُ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اجْتَمَعَ صَلَاةُ عِیدٍ وَ جُمُعَةٍ فِی زَمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَنْ شَاءَ أَنْ یَأْتِیَ الْجُمُعَةَ فَلْیَأْتِ وَ مَنْ لَمْ یَأْتِ فَلَا یَضُرُّهُ (1).

«25»- الْإِقْبَالُ، رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا یَخْرُجُ یَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّی یَطْعَمَ وَ یُؤَدِّیَ الْفِطْرَةَ وَ كَانَ لَا یَأْكُلُ یَوْمَ الْأَضْحَی شَیْئاً حَتَّی یَأْكُلَ مِنْ أُضْحِیَّتِهِ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَذَلِكَ نَحْنُ (2).

وَ مِنْهُ قَالَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الرِّضَا

ص: 372


1- 1. المقنعة: 33.
2- 2. الإقبال: 280.

علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی إِنَّا نُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَخَذَ فِی طَرِیقٍ لَمْ یَرْجِعْ فِیهِ وَ أَخَذَ فِی غَیْرِهِ فَقَالَ هَكَذَا كَانَ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَفْعَلُ وَ هَكَذَا أَفْعَلُ أَنَا وَ هَكَذَا كَانَ أَبِی علیه السلام یَفْعَلُ وَ هَكَذَا فَافْعَلْ فَإِنَّهُ أَرْزَقُ لَكَ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذَا أَرْزَقُ لِلْعِبَادِ(1).

«26»- كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ النَّاسُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا تُخَلِّفُ رَجُلًا یُصَلِّی بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِی الْعِیدَیْنِ قَالَ فَقَالَ لَا أُخَالِفُ السُّنَّةَ.

«27»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَكْرَهُ أَنْ یَطْعَمَ شَیْئاً یَوْمَ الْأَضْحَی حَتَّی یَرْجِعَ مِنَ الْمُصَلَّی.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ یَأْكُلَ وَ یَشْرَبَ قَبْلَ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی الْمُصَلَّی یَوْمَ الْفِطْرِ فَلْیَفْعَلْ وَ لَا یَطْعَمْ یَوْمَ الْأَضْحَی حَتَّی یُضَحِّیَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ فِی الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ اللَّهُمَّ مَنْ تَهَیَّأَ أَوْ تَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ أَوِ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ عَلَی مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَائِزَتِهِ وَ نَوَافِلِهِ فَإِلَیْكَ یَا سَیِّدِی كَانَ تَهَیُّئِی وَ إِعْدَادِی وَ اسْتِعْدَادِی رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَائِزَتِكَ وَ نَوَافِلِكَ فَإِنِّی لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَ لَا شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ أَتَیْتُكَ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ وَ الْإِسَاءَةِ عَلَی نَفْسِی یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ اغْفِرْ لِیَ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ إِلَّا أَنْتَ یَا عَظِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَنْبَغِی لِمَنْ خَرَجَ إِلَی الْعِیدِ أَنْ یَلْبَسَ أَحْسَنَ ثِیَابِهِ وَ یَتَطَیَّبَ بِأَحْسَنِ طِیبَةٍ وَ قَالَ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا بَنِی آدَمَ خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ قَالَ ذَلِكَ فِی الْعِیدَیْنِ وَ الْجُمُعَةِ قَالَ وَ یَنْبَغِی لِلْإِمَامِ أَنْ یَلْبَسَ یَوْمَ الْعِیدِ بُرْداً وَ أَنْ یَعْتَمَّ شَاتِیاً كَانَ أَوْ صَائِفاً.

ص: 373


1- 1. الإقبال: 281.

وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ رَخَّصَ فِی إِخْرَاجِ السِّلَاحِ لِلْعِیدَیْنِ إِذَا حَضَرَ الْعَدُوُّ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَمْشِی فِی خَمْسِ مَوَاطِنَ حَافِیاً وَ یُعَلِّقُ نَعْلَیْهِ بِیَدِهِ الْیُسْرَی وَ كَانَ یَقُولُ إِنَّهَا مَوَاطِنُ لِلَّهِ فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ فِیهَا حَافِیاً یَوْمُ الْفِطْرِ وَ یَوْمُ النَّحْرِ وَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ إِذَا عَادَ مَرِیضاً وَ إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ لَا یُصَلَّی فِی الْعِیدَیْنِ فِی السَّقَائِفِ وَ لَا فِی الْبُیُوتِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَخْرُجُ فِیهَا حَتَّی یَبْرُزَ لِأُفُقِ السَّمَاءِ وَ یَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَی الْأَرْضِ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَوْ أَمَرْتَ مَنْ یُصَلِّی بِضُعَفَاءِ النَّاسِ یَوْمَ الْعِیدِ فِی الْمَسْجِدِ قَالَ أَكْرَهُ أَنْ أَسْتَنَّ سُنَّةً لَمْ یَسْتَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُرُوجِ النِّسَاءِ الْعَوَاتِقِ لِلْعِیدَیْنِ لِلتَّعَرُّضِ لِلرِّزْقِ یَعْنِی النِّكَاحَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَسْتَقْبِلُ النَّاسُ الْإِمَامَ إِذَا خَطَبَ یَوْمَ الْعِیدِ وَ یُنْصِتُونَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ فِی الْعِیدَیْنِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ لَا نَافِلَةٌ وَ یَبْدَأُ فِیهِمَا بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ خِلَافَ الْجُمُعَةِ وَ صَلَاةُ الْعِیدَیْنِ رَكْعَتَانِ یَجْهَرُ فِیهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: التَّكْبِیرُ فِی صَلَاةِ الْعِیدِ یَبْدَأُ بِتَكْبِیرَةٍ یَفْتَتِحُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ وَ هِیَ تَكْبِیرَةُ الْإِحْرَامِ ثُمَّ یَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ یُكَبِّرُ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ ثُمَّ یُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ فَیَرْكَعُ وَ یَسْجُدُ ثُمَّ یَقُومُ فَیَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ ثُمَّ یُكَبِّرُ أَرْبَعَ تَكْبِیرَاتٍ ثُمَّ یُكَبِّرُ تَكْبِیرَةَ الرُّكُوعِ وَ یَرْكَعُ وَ یَسْجُدُ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ یَقْنُتُ بَیْنَ كُلِّ تَكْبِیرَتَیْنِ قُنُوتاً خَفِیفاً.

وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْمُصَلَّی یَوْمَ الْعِیدِ لَمْ یَنْصَرِفْ عَلَی الطَّرِیقِ الَّذِی خَرَجَ عَلَیْهِ.

ص: 374

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ لَا یَشْهَدُ الْعِیدَ هَلْ عَلَیْهِ أَنْ یُصَلِّیَ فِی بَیْتِهِ قَالَ نَعَمْ وَ لَا صَلَاةَ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ عَدْلٍ وَ مَنْ لَمْ یَشْهَدْ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَیْنِ لِلْعِیدِ وَ رَكْعَتَیْنِ لِلْخُطْبَةِ وَ كَذَلِكَ مَنْ لَمْ یَشْهَدِ الْعِیدَ مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِی یُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ أَرْبَعاً.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ عَلَی الْمُسَافِرِ عِیدٌ وَ لَا جُمُعَةٌ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: فِی صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةً فَصَاعِداً مَعَ إِمَامٍ فِی مِصْرٍ فَعَلَیْهِمْ أَنْ یُجَمِّعُوا لِلْجُمُعَةِ وَ الْعِیدَیْنِ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ اجْتَمَعَ فِی خِلَافَتِهِ عِیدَانِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ جُمُعَةٌ وَ عِیدٌ فَصَلَّی بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِیدِ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَذِنْتُ لِمَنْ كَانَ مَكَانُهُ قَاصِیاً یَعْنِی مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِی أَنْ یَنْصَرِفَ ثُمَّ صَلَّی الْجُمُعَةَ بِالنَّاسِ فِی الْمَسْجِدِ(1).

بیان: قال فی النهایة العاتق الشابة أول ما تدرك و قیل هی التی لم تبن من والدیها و لم تزوج و قد أدركت و شبت و یجمع علی العتق و العواتق و منه حدیث أم عطیة أمرنا أن نخرج فی العیدین الحیض و العتق و فی الروایة العواتق انتهی.

قوله یعنی النكاح التفسیر إن كان من المصنف فلا وجه له إذ یمكن حمله علی ظاهره بأن تخرج لأخذ الفطرة و لحم الأضحیة و غیرهما و یمكن أن یكون ما ذكره داخلا فیه أیضا.

و قال فی التذكرة و یستحب إذا مشی فی طریق أن یرجع فی غیرها و به قال مالك و الشافعی و أحمد لأن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فعله إما قصدا لسلوك الأبعد فی الذهاب لیكثر ثوابه بكثرة خطواته إلی الصلاة و یعود فی الأقرب لأنه أسهل و هو راجع إلی منزله أو لیشهد الطریقان أو لیساوی بین الطریقین فی التبرك بمروره و سرورهم برؤیته و ینتفعون بمسألته أو لیتصدق علی أهل الطریقین من الضعفاء

ص: 375


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 185- 187.

أو لیتبرك الطریقان بوطئه علیهما فینبغی الاقتداء به لاحتمال بقاء المعنی الذی فعله من أجله و لأنه قد یفعل الشی ء لمعنی و یبقی فی حق غیره سنة مع زوال المعنی كالرمل و الاضطجاع (1)

فی طواف القدوم فعله هو و أصحابه لإظهار الجلد و بقی سنة بعد زوالهم انتهی.

ص: 376


1- 1. كذا فی مطبوعة الكمبانیّ و هكذا أصل المؤلّف العلامة بخط یده الشریفة، و هو سهو، و الصحیح الاضطباع، قال ابن هشام فی السیرة ج 2 ص 371: قال ابن إسحاق فحدّثنی من لا أتهم عن ابن عبّاس قال: صفوا له عند دار الندوة- یعنی فی عمرة القضاء لینظروا إلیه و الی أصحابه. فلما دخل رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله المسجد، اضطبع بردائه و أخرج عضده الیمنی، ثمّ قال: رحم اللّٰه امرأ أراهم الیوم من نفسه قوة، ثمّ استلم الركن و خرج یهرول و یهرول أصحابه معه حتّی إذا واراه البیت منهم و استلم الركن الیمانیّ مشی حتّی یستلم الركن الأسود ثمّ هرول كذلك ثلاثة أطواف و مشی سائرها. و قال الجوهریّ: و الاضطباع الذی یؤمر به الطائف بالبیت: أن تدخل الرداء من تحت ابطك الایمن و ترد طرفه علی یسارك و تبدی منكبك الایمن و تغطی الایسر، و سمی بذلك لابداء أحد الضبعین و هو التأبط أیضا، عن الأصمعی. و قال: الهرولة ضرب من العدو، و هو بین المشی و العدو. و أمّا حكم ذلك، فعلی ما فی السیرة- سیرة ابن هشام أنّه كان ابن عبّاس یقول: كان الناس یظنون أنّها لیست علیهم، و ذلك أن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله انما صنعها لهذا الحی من قریش للذی بلغه عنهم حتّی إذا حج حجة الوداع فلزمها، فمضت السنة. أقول: و فی حدیث جابر( مشكاة المصابیح ص 224) و قصة حجة وداعه صلی اللّٰه علیه و آله أنه صلی اللّٰه علیه و آله « استلم الركن فطاف سبعا: فرمل ثلاثا و مشی أربعا» و أمّا الرمل بین الحجر و الركن الیمانیّ فقط و الاضطباع بالاردیة، فهو مخصوص بعمرة القضاء، فعله صلی اللّٰه علیه و آله لاجل قریش علی وردت به روایات الفریقین. ففی العلل عن أبیه، عن سعد بن عبد اللّٰه: عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه؛ عن ابن فضال عن ثعلبة، عن زرارة أو محمّد الطیار[ محمّد بن مسلم] خ ل، قال: سألت أبا جعفر علیه السلام عن الطواف أ یرمل فیه الرجل؟ فقال: ان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله لما أن قدم مكّة، و كان بینه و بین المشركین الكتاب الذی قد علمتم، أمر الناس أن یتجلدوا، و قال: أخرجوا أعضادكم، و أخرج رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله عضدیه ثمّ رمل بالبیت لیریهم أنهم لم یصبهم جهد، فمن أجل ذلك یرمل الناس، و انی لامشی مشیا؟ و قد كان علیّ بن الحسین یمشی مشیا. و روی فی العلل أیضا بهذا الاسناد عن ثعلبة عن یعقوب الأحمر قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام كان فی غزوة الحدیبیة وادع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله أهل مكّة ثلاث سنین( ثلاثة أیّام ظ) ثم دخل فقضی نسكه، فمر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله بنفر من أصحابه جلوس فی فناء الكعبة فقال: هؤلاء قومكم علی رءوس الجبال لا یرونكم فیروا فیكم ضعفا، فقاموا فشدوا أزرهم و شدوا أیدیهم( اردیتهم ظ) علی اوساطهم ثمّ رملوا.

و أقول و یحتمل فی حقه صلی اللّٰه علیه و آله علة أخری و هی أن لا یكمنوا له فی الطریق بعد الإیاب فیحتمل اختصاصه بمثله و التعمیم و هو أظهر كما ذكره رحمه اللّٰه و قد مر فی الخبر التعمیم و التعلیل بأنه أرزق.

و نقل فی المنتهی اتفاق الأصحاب علی اشتراط العدد فی وجوب العید كالجمعة و القول بالخمسة و السبعة كما فی الجمعة و الاكتفاء بالخمسة هنا أظهر لصحیحة الحلبی (1).

و قال فی الذكری فرق ابن أبی عقیل رحمه اللّٰه فی العدد بین العیدین و الجمعة فذهب إلی أن العیدین یشترط فیه سبعة و اكتفی فی الجمعة بالخمسة(2) و الظاهر أنه رواه لأنه قال لو كان إلی القیاس لكانا جمیعا سواء و لكنه تعبد من الخالق

ص: 377


1- 1. الفقیه ج 1 ص 331.
2- 2. قد عرفت فی ج 89 ص 777 و 180، أن الخمسة شرط الانعقاد فی القری و غیر ذلك من موارد القلة فی العدد و أن السبعة شرط الوجوب بمعنی أن السبعة المذكورة فی الحدیث إشارة الی بسط ید الامام كما قال علیّ علیه السلام: لا جمعة و لا تشریق إلا فی مصر جمع.

سبحانه و لم نقف علی روایته فالاعتماد علی المشهور المعتضد بعموم أدلة الوجوب انتهی.

ثم المشهور بین الأصحاب أنه إذا اجتمع عید و جمعة تخیر من صلی العید فی حضور الجمعة و عدمه و قال ابن الجنید فی ظاهر كلامه باختصاص الرخصة بمن كان قاصی المنزل كما هو ظاهر هذه الروایة و اختاره العلامة و قال أبو الصلاح قد وردت الروایة إذا اجتمع عید و جمعة أن المكلف مخیر فی حضور أیهما شاء.

و الظاهر فی المسألة وجوب عقد الصلاتین و حضورهما علی من خوطب بذلك و قریب منه كلام ابن البراج و ابن زهرة و الأول أظهر كما هو أشهر

لِصَحِیحَةِ الْحَلَبِیِ (1)

وَ یَدُلُّ عَلَی مَذْهَبِ ابْنِ الْجُنَیْدِ رِوَایَةُ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ(2)

عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ: إِذَا اجْتَمَعَ عِیدَانِ لِلنَّاسِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ یَنْبَغِی لِلْإِمَامِ أَنْ یَقُولَ لِلنَّاسِ فِی خُطْبَتِهِ الْأُولَی أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ عِیدَانِ فَأَنَا أُصَلِّیهِمَا جَمِیعاً فَمَنْ كَانَ مَكَانُهُ قَاصِیاً وَ أَحَبَّ أَنْ یَنْصَرِفَ عَنِ الْآخَرِ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ.

و فی السند و الدلالة ضعف و الأحوط الحضور لهما جمیعا مطلقا.

و قال فی الذكری القرب و البعد من الأمور الإضافیة(3) فیصدق القاصی علی من بعد بأدنی بعد فیدخل الجمیع إلا من كان مجاورا للمسجد و ربما صار بعض إلی تفسیر القاصی بأهل القری دون أهل البلد لأنه المتعارف انتهی و ما ذكره أخیرا لیس ببعید كما حمله صاحب الكتاب علی مثله و إن كان العرف قد یشهد لبعض أهل البلد أیضا لكن شموله له غیر معلوم.

و قال فی المنتهی و یستحب أن یعلم الإمام الناس فی خطبته و قال المحقق

ص: 378


1- 1. الفقیه ج 1 ص 323.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 292.
3- 3. و لعلّ المراد بالقاصی من جاء من أقصی الفرسخین طلبا للثواب: فیجوز له أن یرجع من قبل النداء، و أمّا من جاء من دون الفرسخین، فحكم الجمعة فیه باق علی محله لان السنة لا تغنی عن الفرض.

و جماعة و علی الإمام أن یعلمهم و ظاهره الوجوب و الأحوط ذلك و إن كان ظاهر خبر إسحاق الاستحباب و هل یجب علی الإمام الحضور حتی إذا اجتمع العدد صلی الجمعة و إلا الظهر قیل نعم و هو المشهور و ظاهر كلام الشیخ فی الخلاف ثبوت التخییر بالنسبة إلی الإمام أیضا و لعل الأول أقرب.

«28»- الْهِدَایَةُ،: وَ اغْتَسِلْ فِی الْعِیدَیْنِ جَمِیعاً تَطَیَّبْ وَ تَمَشَّطْ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثَوْبٍ مِنْ ثِیَابِكَ وَ ابْرُزْ إِلَی تَحْتِ السَّمَاءِ وَ قُمْ عَلَی الْأَرْضِ وَ لَا تَقُمْ عَلَی غَیْرِهَا وَ كَبِّرْ تَكْبِیرَاتٍ تَقُولُ بَیْنَ كُلِّ تَكْبِیرَتَیْنِ مَا شِئْتَ مِنْ كَلَامٍ حَسَنٍ مِنْ تَحْمِیدٍ وَ تَهْلِیلٍ وَ دُعَاءٍ وَ مَسْأَلَةٍ وَ تَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی وَ تَرْكَعُ بِالسَّابِعَةِ وَ تَسْجُدُ وَ تَقُومُ وَ تَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ تُكَبِّرُ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ وَ تَرْكَعُ بِالْخَامِسَةِ وَ تَسْجُدُ وَ تَتَشَهَّدُ وَ تُسَلِّمُ وَ إِنْ صَلَّیْتَ جَمَاعَةً بِخُطْبَةِ صَلَّیْتَ رَكْعَتَیْنِ وَ إِنْ صَلَّیْتَ بِغَیْرِ خُطْبَةٍ صَلَّیْتَ أَرْبَعاً بِتَسْلِیمَةٍ وَاحِدَةٍ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ فَاتَهُ الْعِیدُ فَلْیُصَلِّ أَرْبَعاً.

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ یَبْرُزَ أَهْلُ الْأَمْصَارِ مِنْ أَمْصَارِهِمْ إِلَی الْعِیدَیْنِ إِلَّا أَهْلَ مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ یُصَلُّونَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ یَطْعَمَ الرَّجُلُ فِی الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی الْمُصَلَّی وَ فِی الْأَضْحَی بَعْدَ مَا یَنْصَرِفُ وَ لَا صَلَاةَ یَوْمَ الْعِیدِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِیدِ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ (1).

«29»- الْمُتَهَجِّدُ،: صِفَةُ صَلَاةِ الْعِیدِ أَنْ یَقُومَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَیَسْتَفْتِحَ الصَّلَاةَ یَتَوَجَّهُ فِیهَا وَ یُكَبِّرُ تَكْبِیرَةَ الِافْتِتَاحِ فَإِذَا تَوَجَّهَ قَرَأَ الْحَمْدَ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی- ثُمَّ یَرْفَعُ یَدَیْهِ بِالتَّكْبِیرِ فَإِذَا كَبَّرَ قَالَ اللَّهُمَّ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ أَهْلَ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ أَهْلَ الْعَفْوِ وَ الرَّحْمَةِ وَ أَهْلَ التَّقْوَی وَ الْمَغْفِرَةِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الْیَوْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِینَ عِیداً وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ذُخْراً وَ مَزِیداً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُدْخِلَنِی

ص: 379


1- 1. الهدایة ص 53- 54 ط الإسلامیة.

فِی كُلِّ خَیْرٍ أَدْخَلْتَ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُخْرِجَنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ مَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ- ثُمَّ ذَكَرَ الصَّلَاةَ عَلَی الْمَشْهُورِ وَ ذَكَرَ فِی الثَّانِیَةِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها(1).

الْإِقْبَالُ،: وَ اعْلَمْ أَنَّنَا وَقَفْنَا عَلَی عِدَّةِ رِوَایَاتٍ فِی صِفَاتِ صَلَاةِ الْعِیدِ بِإِسْنَادِنَا إِلَی ابْنِ أَبِی قُرَّةَ وَ إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ وَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ- وَ هَا نَحْنُ ذَاكِرُونَ رِوَایَةً وَاحِدَةً ثُمَّ ذَكَرَ رِوَایَةَ الْمُتَهَجِّدِ كَمَا نَقَلْنَا(2).

«30»- الْمُقْنِعَةُ،: قَالَ فِی الْقُنُوتِ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اللَّهُمَّ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ أَهْلَ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ أَهْلَ الْعَفْوِ وَ الرَّحْمَةِ وَ أَهْلَ التَّقْوَی وَ الْمَغْفِرَةِ أَسْأَلُكَ فِی هَذَا الْیَوْمِ الَّذِی جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِینَ عِیداً وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ذُخْراً وَ مَزِیداً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ عَلَی عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ وَ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِ مَا سَأَلَكَ عِبَادُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِكَ مِنْهُ عِبَادُكَ الْمُرْسَلُونَ (3).

بَیَانٌ مَا ذَكَرَهُ الْمُفِیدُ ره رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ (4) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ رَوَی أَیْضاً(5) عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الرَّازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَقُولُ بَیْنَ كُلِّ تَكْبِیرَتَیْنِ فِی صَلَاةِ الْعِیدَیْنِ اللَّهُمَّ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ

ص: 380


1- 1. مصباح المتهجد ص 454.
2- 2. اقبال الاعمال: 289.
3- 3. المقنعة: 33.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 292.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 292.

الْعَظَمَةِ إِلَی آخِرِ مَا ذَكَرَهُ الْمُفِیدُ.

و أما ما ذكره الشیخ فی المصباح فلم أره فی روایة(1) و الظاهر أنه مأخوذ من روایة معتبرة عنده اختاره فیه إذ لا سبیل للاجتهاد فی مثله.

و أهل التقوی أی أهل أن تتقی الخلق سطوته و عذابه و العید مأخوذ من العود قلبت واوه یاء لكثرة عوائد اللّٰه فیه أو لعود السرور و الرحمة بعوده و الذخر بالضم ما یدخره الإنسان و یختاره لنفسه و مزیدا أی محلا لزیادة الرحمات و البركات علیه و علی أمته صلی اللّٰه علیه و آله و أن تدخلنی فی كل خیر لعل المراد فی نوع كل خیر و إن كان قلیلا منه لئلا یكون اعتداء فی الدعاء.

ص: 381


1- 1. الا ما رواه فی الاقبال كما مر، و قد استدرك ذلك المؤلّف العلامة فی هامش نسخة الأصل راجعه فی المقدّمة.

تصویر

صورة فتوغرافیة من نسخة الأصل لأوّل صفحة منها تراها فی ص 345 من هذا المجلد

ص: 382

تصویر

صورة فتوغرافیة اُخری من نسخة الأصل تراها فی ص 380

ص: 383

[كلمة المصحّح الأولی]

بسمه تعالی

إنتهی الجزء الحادی عشر من المجلّد الثامن عشر من كتاب بحار الأنوار و هو الجزء المتمم للتسعین (87) حسب تجزئتنا فی هذه الطبعة النفیسة الرائقة و یلیه الجزء 88 تتمّة كتاب الصلاة إنشاء اللّٰه تعالی.

و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته فخرج بحمد اللّٰه و منّه نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر لا یكاد یخفی علی القراء الكرام و من اللّٰه العصمة و به الاعتصام.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 384

كلمة المصحّح [الثانیة]

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی رسوله محمّد و عترته الطاهرین.

و بعد: فهذا هو الجزء الحادی عشر من المجلّد الثامن عشر من كتاب البحار و قد انتهی رقمه فی سلسلة أجزاء هذه الطبعة النفیسة الرائقة إلی 87 حوی فی طیّه سبعة أبواب من كتاب الصلاة. و قد قابلناه علی طبعة الكمبانیّ المشهورة بطبع أمین الضرب و هكذا علی نصّ المصادر التی استخرجت الأحادیث منها و من باب وجوب صلاة العیدین ص 345 إلی آخر الكتاب علی نسخة الأصل التی هی بخطّ ید المؤلّف العلّامة المجلسیّ رضوان اللّٰه علیه تری فی الورقی التالی صورتین فتوغرافیّتین منها.

و هذه النسخة لخزانة كتب الفاضل البحّاث الوجیه الموفّق المرزا فخر الدین النصیریّ الأمینیّ زاده اللّٰه توفیقا لحفظ كتب السلف عن الضیاع و التلف أودعها عندنا منذ عهد بعید للعرض و المقابلة خدمة للدین و أهله فجزاه اللّٰه عنّا و عن المسلمین أهل الثقافة و العلم خیر جزاء المحسنین.

و ممّا وفّقنا اللّٰه العزیز العلّام أن أوقفنا علی سقط و نقص وقع فی طبعة الكمبانیّ و هو نحو أربع صفحات رحلیّة (من أدعیة الأسبوع) فألحقناها بموضعها من ص 147 إلی ص 157 من طبعتنا هذه النفیسة راجع فی ذلك ذیل ص 147 و ص 157 و هكذا راجع بیان المؤلّف العلّامة قدّس سرّه فی شرح هذه الأدعیة الساقطة و توضیح مشكلاتها و قد وقع طبعتنا هذه من ص 234- 244.

نسأل اللّٰه عزّ و جلّ أن یوفّقنا لإتمام هذه الخدمة المرضیّة بمنّه و حوله و قوّته و اللّٰه هو الملهم للصواب.

المحتجّ بكتاب اللّٰه علی الناصب محمد الباقر البهبودی ذو الحجة الحرام 1391 ه ق

ص: 385

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«98»- باب نوافل یوم الجمعة و ترتیبها و كیفیّتها و أدعیتها 27- 1

«99»- باب صلاة الحوائج و الأدعیة لها یوم الجمعة 60- 28

«100»- باب أدعیة زوال یوم الجمعة و آداب التوجّه إلی الصلاة و أدعیته و ما یتعلّق بتعقیب صلاة الجمعة من الأدعیة و الأذكار و الصلوات 72- 61

«101»- باب الأعمال و الدعوات بعد صلاة العصر یوم الجمعة 126- 73

«102»- باب أعمال الأسبوع و أدعیتها و صلواتها 342- 127

«103»- باب صلاة كل یوم 344- 343

أبواب سائر الصلوات الواجبة و آدابها و ما یتبعها من المستحبات و النوافل و الفضائل

«104»- باب وجوب صلاة العیدین و شرائطهما و آدابهما و أحكامهما 381- 345

ص: 386

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .

ضا: لفقه الرضا علیه السلام .

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 387

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.