بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 84

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 84: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الصلاة

باب 47 ما ینبغی أن یقرأ كل یوم و لیلة

«1»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ یَقُولُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ یَا رَبِّ أَعِذْهُ (1).

«2»- الْخِصَالُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقْتَرِفُ فِی یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ أَرْبَعِینَ كَبِیرَةً یَقُولُ وَ هُوَ نَادِمٌ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیَّ الْقَیُّومَ بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیَّ إِلَّا غَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَالَ وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ یُقَارِفُ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ أَرْبَعِینَ كَبِیرَةً(2).

بیان: فی الكافی أكثر من أربعین (3)

أی إنما خصصنا بالأربعین لأن من أتی بأكثر منها لا ینفعه هذا الدعاء أو لا یوفقه لتلاوته و علی ما فی الخصال لعل الغرض عدم جرأة الناس علی الكبائر اتكالا علی هذا الاستغفار فلعله لا یوفق لذلك


1- 1. أمالی الصدوق ص 60.
2- 2. الخصال ج 2 ص 112.
3- 3. الكافی ج 2 ص 438.

و ما فی الكافی أظهر و فیه بعد هشام بن سالم عمن ذكره (1) و فی الدعاء و أن یصلی علی محمد و آل محمد و أن یتوب علی.

«3»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ كَانَتْ أَوْ هِیَ كَائِنَةٌ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ مَا مَضَی وَ شُكْرَ مَا بَقِیَ (2).

أَقُولُ سَیَأْتِی فِی أَبْوَابِ فَضَائِلِ السُّوَرِ(3) مُسْنَداً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ كَانَ مِنَ الْآمِنِینَ- یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ یَرَ النَّارَ بِعَیْنِهِ أَبَداً(4).

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ یُوسُفَ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ جَمَالُهُ عَلَی جَمَالِ یُوسُفَ وَ لَا یُصِیبُهُ فَزَعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ كَانَ مِنْ خِیَارِ عِبَادِ اللَّهِ (5).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ النُّورِ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ لَمْ یَزْنِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَبَداً حَتَّی یَمُوتَ فَإِذَا هُوَ مَاتَ شَیَّعَهُ إِلَی قَبْرِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ یَدْعُونَ وَ یَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَهُ حَتَّی یُدْخَلَ فِی قَبْرِهِ (6).

وَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ تَبارَكَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقانَ فِی كُلِ

ص: 2


1- 1. یعنی أن الحدیث مرسل.
2- 2. ثواب الأعمال ص 10.
3- 3. راجع ج 92 من طبعتنا هذه.
4- 4. ثواب الأعمال ص 95، تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 354.
5- 5. ثواب الأعمال ص 96، و مثله فی تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 166.
6- 6. ثواب الأعمال ص 98.

لَیْلَةٍ لَمْ یُعَذِّبْهُ اللَّهُ أَبَداً وَ لَمْ یُحَاسِبْهُ وَ كَانَ مَنْزِلُهُ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی (1).

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ لُقْمَانَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ وُكِّلَ بِهِ فِی لَیْلَتِهِ مَلَائِكَةٌ یَحْفَظُونَهُ مِنْ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ حَتَّی یُمْسِیَ (2).

وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ حم الْمُؤْمِنَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ أَلْزَمَهُ كَلِمَةَ التَّقْوَی وَ جَعَلَ الْآخِرَةَ خَیْراً لَهُ مِنَ الْأُولَی (3).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ حم الزُّخْرُفِ آمَنَهُ اللَّهُ فِی قَبْرِهِ مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ وَ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ جَاءَتْ حَتَّی تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (4).

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحُجُرَاتِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ أَوْ فِی كُلِّ یَوْمٍ كَانَ مِنْ زُوَّارِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ یُدْمِنُ قِرَاءَةَ وَ النَّجْمِ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ عَاشَ مَحْمُوداً بَیْنَ النَّاسِ وَ كَانَ مَغْفُوراً لَهُ وَ مُحَبَّباً بَیْنَ النَّاسِ (6).

«4»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فَضْلِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ خَمْسَاً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَضَی وَ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَقِیَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَسَنَةً وَ مَحَا عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ دَرَجَةً(7).

ص: 3


1- 1. ثواب الأعمال ص 98.
2- 2. ثواب الأعمال ص 99.
3- 3. ثواب الأعمال ص 102.
4- 4. ثواب الأعمال ص 103.
5- 5. ثواب الأعمال ص 104.
6- 6. ثواب الأعمال ص 105.
7- 7. ثواب الأعمال ص 147.

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ دَفَعَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَیْسَرُهَا الْهَمُ (1).

«5»- الْمَكَارِمُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً قِیلَ وَ كَیْفَ كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً(2).

«6»- كَشْفُ الْغُمَّةِ، قَالَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ رُوِیَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ كَانَ لَهُ أَمَانٌ مِنَ الْفَقْرِ وَ أَمْنٌ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَ اسْتَجْلَبَ الْغِنَی وَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ(3).

«7»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: وَجَدَ رَجُلٌ صَحِیفَةً فَأَتَی بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَادَی الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَمَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ لَا ذَكَرٌ وَ لَا أُنْثَی فَرَقِیَ الْمِنْبَرَ فَقَرَأَهَا فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِیِّ مُوسَی فَإِذَا فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنَّ رَبَّكُمْ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِیمٌ أَلَا إِنَّ خَیْرَ عِبَادِ اللَّهِ الْتَقِیُّ النَّقِیُّ الْحَفِیُّ وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ الْمُشَارُ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكْتَالَ بِالْمِكْیَالِ الْأَوْفَی وَ أَنْ یُوَفِّیَ الْحُقُوقَ الَّتِی أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَیْهِ فَلْیَقُلْ فِی كُلِّ یَوْمٍ سُبْحَانَ اللَّهِ كَمَا یَنْبَغِی لِلَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمَا یَنْبَغِی لِلَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَمَا یَنْبَغِی لِلَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ

فَنَزَلَ علیه السلام وَ قَدْ أَلَحُّوا فِی الدُّعَاءِ فَصَبَرَ هُنَیْئَةً ثُمَّ رَقِیَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَعْلُوَ ثَنَاؤُهُ عَلَی ثَنَاءِ الْمُجَاهِدِینَ فَلْیَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِی كُلِّ یَوْمٍ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ

ص: 4


1- 1. ثواب الأعمال ص 147.
2- 2. مكارم الأخلاق ص 363، و زاد بعده: و یقول: أتوب إلیه سبعین مرة.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 383.

قُضِیَتْ أَوْ عَدُوٌّ كُبِتَ أَوْ دَیْنٌ قُضِیَ أَوْ كَرْبٌ كُشِفَ وَ خَرَقَ كَلَامُهُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ حَتَّی یُكْتَبَ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ(1).

المهج، [مهج الدعوات] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِهِ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ صَحِیفَةً وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ فِی الدُّعَاءِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ وَ فِی بَعْضِ النُّسَخِ وَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَرَبِیِّ الْهَاشِمِیِّ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ (2).

الجنة، [جنة الأمان] وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ،: قُلْ كُلَّ یَوْمٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (3).

بیان: المشار إلیه لعله محمول علی من أحب الشهرة ریاء و سمعة و الكبت الصرف و الإذلال یقال كبت اللّٰه العدو أی صرفه و أذله ذكره الجوهری.

«8»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَسْمَلَ وَ حَوْلَقَ كُلَّ یَوْمٍ عَشْراً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِینَ بَاباً مِنَ الْبَلَاءِ مِنْهَا الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ وَ الْفَالِجُ وَ كَانَ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ سَبْعِینَ حَجَّةً وَ عُمْرَةً مُتَقَبَّلَاتٍ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ وَ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَی اللَّیْلِ (4).

وَ مِنْهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِی كُلِّ یَوْمٍ عَشْراً غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ كَبِیرَةٍ وَ وَقَاهُ مِنْ شَرِّ الْمَوْتِ وَ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَ النُّشُورِ وَ الْحِسَابِ وَ الْأَهْوَالِ كُلِّهَا وَ هُوَ مِائَةُ هَوْلٍ أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ وَ وُقِیَ مِنْ شَرِّ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ وَ قُضِیَ دَیْنُهُ وَ كُشِفَ هَمُّهُ وَ غَمُّهُ وَ فُرِّجَ كَرْبُهُ وَ هِیَ هَذِهِ أَعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لِكُلِّ هَمٍّ وَ غَمٍّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لِكُلِّ رَخَاءٍ الشُّكْرُ لِلَّهِ وَ لِكُلِّ أُعْجُوبَةٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ لِكُلِّ مُصِیبَةٍ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ لِكُلِ

ص: 5


1- 1. دعوات الراوندیّ مخطوط.
2- 2. مهج الدعوات ص 385.
3- 3. مصباح الكفعمیّ ص 83.
4- 4. لم نجده فی المطبوع من المصدر و تراه فی المصباح ص 83 متنا و هامشا.

ضِیقٍ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ لِكُلِّ قَضَاءٍ وَ قَدَرٍ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ لِكُلِّ عَدُوٍّ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ لِكُلِّ طَاعَةٍ وَ مَعْصِیَةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (1).

وَ مِنْهُ مِنْ كِتَابِ رُؤْیَا النَّوْمِ: مَنْ قَرَأَ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعاً حَسْبِیَ اللَّهُ رَبِّیَ اللَّهُ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ دَارَیْهِ (2).

«9»- جُنَّةُ الْأَمَانِ (3)، مِنْ كِتَابِ دَلِیلِ الْقَاصِدِینَ: تَسْبِیحُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام مَنْ قَالَهُ كُلَّ یَوْمٍ مَرَّةً فِی سَنَةٍ كَامِلَةٍ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی مَقْعَدَهُ فِی الْجَنَّةِ- سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الصَّمَدِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الْقَیُّومِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبْحَانَ الْعَلِیِّ الْأَعْلَی سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی (4).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ بِسْمِ اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ أُمُورِی كُلِّهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْیِ الدُّنْیَا وَ عَذَابِ الْآخِرَةِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دَارَیْهِ (5).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَبَّاسٍ یَرْفَعُهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ كُلَّ یَوْمٍ مَرَّةً وَاحِدَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ رَفَعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ أَثْبَتَ لَهُ مِنَ الشَّفَاعَاتِ كَذَلِكَ وَ هُنَّ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ بَاقٍ لَا یَفْنَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَالِمٌ لَا یَنْسَی سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَافِظٌ لَا یَغْفُلُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَیُّومٌ لَا یَنَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَسْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَلِیمٌ لَا یَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مَلِكٌ لَا یُرَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَزِیزٌ لَا یُضَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ بَصِیرٌ لَا یَرْتَابُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ وَاسِعٌ لَا یكلف [یَتَكَلَّفُ] سُبْحَانَ مَنْ

ص: 6


1- 1. لم نجده فی المطبوع من المصدر و تراه فی المصباح ص 83 متنا و هامشا.
2- 2. البلد الأمین ص 12 فی الهامش.
3- 3. و رواه فی البلد الأمین ص 24 الهامش.
4- 4. مصباح الكفعمیّ ص 83.
5- 5. مصباح الكفعمیّ ص 83 الهامش.

هُوَ مُحْتَجِبٌ لَا یُرَی وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«10»- وَ مِنْهُ، وَ الْمُتَهَجِّدِ، وَ الْإِخْتِیَارِ،: یُدْعَی بِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ قَالَ الْكَفْعَمِیُ (2)

دُعَاءٌ عَظِیمُ الشَّأْنِ رَفِیعُ الْمَنْزِلَةِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُشْرِقِ الْحَیِّ الْبَاقِی الْكَرِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْقُدُّوسِ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُصْلِحَ شَأْنِی كُلَّهُ (3).

«11»- الجنة، [جنة الأمان] رُوِیَ أَنَّهُ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ جَزَی اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَنَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ یَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ سَبْعِینَ كَاتِباً یَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«12»- التَّوْحِیدُ(4)، وَ ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ قَالَ فِی یَوْمِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ فِی الْجَنَّةِ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ كَانَ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(5).

الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ: مِثْلَهُ (6) إِلَّا أَنَّ فِیهِ مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ لَیْسَ فِیهِ تَكْرِیرُ الْأَلْفِ وَ لَیْسَ فِیهِ كَانَ كَمَنْ قَرَأَ إِلَی آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی كُنَّ

ص: 7


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 86 الهامش.
2- 2. مصباح الكفعمیّ ص 82 الهامش.
3- 3. مصباح المتهجد ص 74.
4- 4. توحید الصدوق ص 30 ط مكتبة الصدوق.
5- 5. ثواب الأعمال ص 8.
6- 6. الكافی ج 2 ص 519.

لَهُ حِرْزاً فِی یَوْمِهِ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ السُّلْطَانِ وَ لَمْ تُحِطْ بِهِ كَبِیرَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ.

المحاسن، عن أبیه عن ابن أبی نجران: مثل الكافی مع التتمة(1) بیان لم تحط به كبیرة أی لم تستول علیه بحیث یشمل جملة أحواله كما قیل فی قوله تعالی بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ (2).

«13»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّهِ عُمَیْرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِینُ اسْتَجْلَبَ بِهِ الْغِنَی وَ اسْتَدْفَعَ بِهِ الْفَقْرَ وَ سَدَّ عَنْهُ بَابَ النَّارِ وَ اسْتَفْتَحَ بِهِ بَابَ الْجَنَّةِ(3).

ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (4) وَ لَیْسَ فِیهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ.

دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْهُ علیه السلام مُرْسَلًا: مِثْلَهُ وَ فِیهِ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ (5).

«14»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْحَنَّاطِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً لَا إِلَهَ إِلَّا الَّلهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ اسْتَقْبَلَ الْغِنَی وَ اسْتَدْبَرَ الْفَقْرَ وَ قَرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ(6).

ص: 8


1- 1. المحاسن ص 31.
2- 2. البقرة: 81.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 285.
4- 4. ثواب الأعمال ص 8.
5- 5. دعوات الراوندیّ مخطوط.
6- 6. ثواب الأعمال ص 9.

المحاسن، عن أبیه عن محمد بن عیسی الأرمنی: مثله (1) المقنع، مرسلا: مثله (2).

«15»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْخَرَّاطِ عَنْ بِشْرٍ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ تَصْدِیقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُبُودِیَّةً وَ رِقّاً أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِوَجْهِهِ فَلَمْ یَصْرِفْ عَنْهُ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ(3).

المحاسن، عن أبیه عن الأرمنی: مثله (4)

الْكَافِی، [الْعِدَّةُ] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَرْمَنِیِّ: مِثْلَهُ (5) إِلَّا أَنَّ عُبُودِیَّةً وَ رِقّاً مُقَدَّمٌ عَلَی إِیمَاناً وَ تَصْدِیقاً.

«16»- الْمَحَاسِنُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُمِّ هَانِی مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ كُلَّ یَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ مَنْ حَمَّدَ اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِیدَةٍ كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ حَمَلَ عَلَی مِائَةِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسُرُوجِهَا وَ لُجُمِهَا وَ مَنْ هَلَّلَ اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِیلَةٍ كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ عَمَلًا إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا(6).

بیان: هذه المثوبات یمكن أن یكون باعتبار التفضل و الاستحقاق أی یتفضل اللّٰه علی المؤمن بمائة تسبیحة ما یستحقه بسیاق مائة و لا ینافی ذلك أن یتفضل بمائة بدنة أضعاف ذلك أو باختلاف الأمم أی یعطی بمائة تسبیحة هذه الأمة أكثر مما یعطی الأمم السابقة بمائة بدنة أو یقال الأفضلیة بالاعتبار فإن مائة تسبیحة لها

ص: 9


1- 1. المحاسن ص 31.
2- 2. المقنع للصدوق ص 25 ط حجر، ص 95 ط الإسلامیة.
3- 3. ثواب الأعمال ص 9.
4- 4. المحاسن ص 32.
5- 5. الكافی ج 2 ص 519.
6- 6. المحاسن ص 43.

تأثیر فی كمال الإیمان لیس لسیاق مائة بدنة و لمائة بدنة أیضا تأثیر لیس لمائة تسبیحة كما یصح أن یقال لقمة من الخبز أفضل من نهر من ماء و جرعة من الماء أفضل من ألف منٍّ من الخبز لأن شیئا منهما لا یقوم مقام الآخر و هذه الأعمال الصالحة للروح بمنزلة الأغذیة للبدن و قد مر تحقیق المقام بوجه أبسط من ذلك.

«17»- جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُتِبَ اسْمُهُ فِی دِیوَانِ الصِّدِّیقِینَ وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ نُورٌ عَلَی الصِّرَاطِ(1)

وَ قَالَ مَنْ قَالَهَا كُلَّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ(2).

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ لَمْ یُصِبْهُ فَقْرٌ أَبَداً(3).

«18»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: رُوِیَ أَنَّ عَابِداً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ مَا حَالِی عِنْدَكَ أَ خَیْرٌ فَأَزْدَادَ فِی خَیْرِی أَوْ شَرٌّ فَأَسْتَعْتِبَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ لَیْسَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ قَالَ یَا رَبِّ وَ أَیْنَ عَمَلِی قَالَ كُنْتَ إِذَا عَمِلْتَ خَیْراً أَخْبَرْتَ النَّاسَ بِهِ فَلَیْسَ لَكَ مِنْهُ إِلَّا الَّذِی رَضِیتَ بِهِ لِنَفْسِكَ قَالَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ أَحْزَنَهُ قَالَ فَكَرَّرَ اللَّهُ إِلَیْهِ الرَّسُولَ فَقَالَ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَمِنَ الْآنَ فَاشْتَرِ مِنِّی نَفْسَكَ فِیمَا تَسْتَقْبِلُ بِصَدَقَةٍ تُخْرِجُهَا عَنْ كُلِّ عِرْقٍ كُلَّ یَوْمٍ صَدَقَةً قَالَ یَا رَبِّ أَ وَ یُطِیقُ هَذَا أَحَدٌ فَقَالَ تَعَالَی لَسْتُ أُكَلِّفُكَ إِلَّا مَا تُطِیقُ قَالَ فَمَا ذَا یَا رَبِّ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَقُولُ هَذَا كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتِّینَ مَرَّةً یَكُونُ كُلُّ كَلِمَةٍ صَدَقَةً عَنْ كُلِّ عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِكَ قَالَ فَلَمَّا رَأَی بِشَارَةَ ذَلِكَ قَالَ یَا رَبِّ زِدْنِی قَالَ إِنْ زِدْتَ زِدْتُكَ (4).

«19»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ

ص: 10


1- 1. جامع الأخبار ص 62.
2- 2. جامع الأخبار ص 62.
3- 3. جامع الأخبار ص 65.
4- 4. دعوات الراوندیّ مخطوط.

الْأَنْبَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُحَمِّدُ اللَّهَ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتِّینَ مَرَّةً عَدَدَ عُرُوقِ الْجَسَدِ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ كَثِیراً عَلَی كُلِّ حَالٍ (1).

وَ مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَتُوبُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَبْعِینَ مَرَّةً قَالَ قُلْتُ كَانَ یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ قَالَ كَانَ یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَقُولُ أَتُوبُ إِلَی اللَّهِ أَتُوبُ إِلَی اللَّهِ سَبْعِینَ مَرَّةً(2).

«20»- مَجْمُوعُ الدَّعَوَاتِ (3)، لِمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیِّ: عُوذَةُ الْأَسْمَاءِ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا فَرَغَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ تَعَوَّذَ بِهَا فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ تُعْرَفُ بِالْخَصْلَةِ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِیعِ الْعَلِیمِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ یَحْضُرُونِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضَّالِّینَ اللَّهُمَّ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ لَا نَعْبُدُ سِوَاكَ وَ نَسْتَعِینُ بِكَ فَكَفَی بِكَ مُعِیناً وَ نَسْتَكْفِیكَ فَكَفَی بِكَ كَافِیاً وَ أَمِیناً وَ نَعْتَصِمُ بِكَ فَكَفَی بِكَ عَاصِماً وَ ضَمِیناً وَ نَحْتَرِسُ بِكَ مِنْ أَعْدَائِنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ وَ بِحَوْلِكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ بِقُوَّتِكَ یَا ذَا الْقُدْرَةِ وَ بِمَنْعِكَ یَا ذَا الْمَنَعَةِ وَ بِسُلْطَانِكَ یَا ذَا السُّلْطَانِ وَ بِكِفَایَتِكَ یَا ذَا الْكِفَایَةِ وَ أَسْتَتِرُ مِنْهُمْ بِكَلِمَاتِكَ وَ أَحْتَجِبُ مِنْهُمْ بِحِجَابِكَ وَ أَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِكَ الَّتِی تَطْمَئِنُّ بِهَا قُلُوبُ أَوْلِیَائِكَ وَ تَحُولُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ أَعْدَائِكَ بِمَشِیَّتِكَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْهِمْ خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ وَ عَلی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ- أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ

ص: 11


1- 1. الكافی ج 2 ص 503.
2- 2. الكافی ج 2 ص 505.
3- 3. مجموع الدعوات مخطوط.

بِالْهُدی فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِینَ- ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِی ظُلُماتٍ لا یُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ- یَكادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ- أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ- لا یَقْدِرُونَ عَلی شَیْ ءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ- وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ- وَ مَنْ یُضْلِلْ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ- لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا یَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِیَ لَهُ وَ یَذَرُهُمْ فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی لا یَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ- وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِینَ وَ مِنْ بَیْنِهِمَا

حِجَابٌ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ- وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِیلًا وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَیْها بِكُفْرِهِمْ اللَّهُمَّ یَا اللَّهُ یَا مَنْ لَا یَعْلَمُ أَیْنَ هُوَ وَ حَیْثُ هُوَ إِلَّا هُوَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَطْبَعَ عَلَی قُلُوبِ أَعْدَائِی أَنْ یُبْصِرُونِی وَ أَنْ تَحْرُسَنِی أَنْ یَفْقَهُونِی أَوْ یَمْكُرُوا بِی- فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ اللَّهُمَّ إِنِّی اسْتَجَرْتُ بِعِزَّتِكَ فَأَجِرْنِی وَ اعْتَصَمْتُ بِقُدْرَتِكَ فَاعْصِمْنِی وَ اسْتَتَرْتُ بِحِجَابِكَ فَاسْتُرْنِی وَ انْتَصَرْتُ بِكَ فَانْصُرْنِی وَ امْتَنَعْتُ بِقُوَّتِكَ فَامْنَعْ عَنِّی أَنْ یَصِلُوا إِلَیَّ أَوْ یَظْفَرُوا بِی أَوْ یُؤْذُونِی أَوْ یَظْهَرُوا عَلَیَّ أَوْ یَقْتُلُونِی یَا مَنْ إِلَیْهِ الْمُنْتَهَی بِالاسْمِ الَّذِی احْتَجَبْتَ بِهِ مِنْ خَلْقِكَ احْجُبْنِی مِنْ عَدُوِّی وَ بِالاسْمِ الَّذِی امْتَنَعْتَ بِهِ أَنْ یُحَاطُ بِكَ عِلْماً حَیِّرْهُمْ عَنِّی حَتَّی لَا یَلْقَوْنِی وَ لَا یَرَوْنِی وَ اضْرِبْ عَلَیْهِمْ سُرَادِقَ الظُّلْمَةِ وَ حُجُبَ الْحَیْرَةِ وَ كَآبَةَ الْغَمْرَةِ وَ ابْتَلِهِمْ بِالْبَلَاءِ وَ اخْسَأْهُمْ

ص: 12

وَ أَعْمِهِمْ وَ اجْعَلْ كَیْدَهُمْ فِی تَبَابٍ وَ أَوْهِنْ أَمْرَهُمْ وَ اجْعَلْ سَعْیَهُمْ فِی خُسْرَانٍ وَ طَلَبَهُمْ فِی خِذْلَانٍ- قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَ أَبْصارَكُمْ وَ خَتَمَ عَلی قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یَأْتِیكُمْ بِهِ: اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ بِاسْمِكَ وَ تَمَكُّنِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ مَكَانِكَ وَ حِجَابِكَ وَ جَلَالِكَ وَ عُلُوِّكَ وَ ارْتِفَاعِكَ وَ دُنُوِّكَ وَ قَهْرِكَ وَ مُلْكِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْ عَنِّی أَسْمَاعَ مَنْ یُرِیدُنِی بِسُوءٍ فَلَا یَسْمَعُوا لِی حِسّاً وَ غَشِّ عَنِّی أَبْصَارَ مَنْ یَرْمُقُنِی فَلَا یَرَوْا لِی شَخْصاً وَ اخْتِمْ عَلَی قُلُوبِ مَنْ یُفَكِّرُ فِیَّ حَتَّی لَا یَخْطُرَ لِی فِی قُلُوبِهِمْ ذِكْرٌ وَ أَخْرِسْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِّی حَتَّی لَا یَنْطِقُوا وَ اغْلُلْ أَیْدِیَهُمْ حَتَّی لَا یَصِلُوا إِلَیَّ بِسُوءٍ أَبَداً وَ قَیِّدْ أَرْجُلَهُمْ حَتَّی لَا یَقِفُوا لِی أَثَراً أَبَداً وَ أَنْسِهِمْ ذِكْرِی حَتَّی لَا یَعْرِفُوا لِی خَبَراً أَبَداً وَ لَا یَرَوْا لِی مَنْظَراً أَبَداً بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ- وَ مَنْ یَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِیمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَضْلِلْ عَنِّی مَنْ یُرِیدُنِی بِسُوءٍ حَتَّی لَا یَلْقَوْنِی یَا شَدِیدَ الْقُوَی- وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ عَلِمْنَا یَا رَبَّنَا وَ آمَنَّا وَ صَدَّقْنَا فَحُلْ بِحَقِّكَ عَلَی نَفْسِكَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ یَطْلُبُنَا وَ اصْرِفْ قُلُوبَهُمْ عَنَّا وَ اطْبَعْ عَلَیْهَا أَنْ یَفْقَهُونَا وَ اغْلُلْ أَیْدِیَهُمْ أَنْ یُؤْذُونَا وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ أَنْ یَرَوْنَا یَا ذَا الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْإِحْسَانِ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ وَ طُبِعَ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ وَ عَلَی آذَانِهِمْ فَهُمْ لَا یَسْمَعُونَ- كَذلِكَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلی قُلُوبِ الْكافِرِینَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ مُلْكِكَ الْأَوَّلِ الْقَدِیمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اطْبَعْ عَلَی قُلُوبِ كُلِّ مَنْ یُرِیدُنِی بِسُوءٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسُدَّ آذَانَهُمْ وَ تَطْمِسَ عَلَی أَعْیُنِهِمْ- وَ فَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ اللَّهُمَّ یَا مَنْ لَا یُعْجِزُهُ شَیْ ءٌ أَرَادَهُ وَ لَا یَحُولُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ حَائِلٌ وَ لَا یَمْنَعُهُ مَانِعٌ وَ لَا یَفُوتُهُ شَیْ ءٌ طَلَبَهُ أَوْ أَحَبَّهُ خُذْ بِقُلُوبِ مَنْ یُرِیدُنَا بِسُوءٍ وَ ارْدُدْهُمْ عَنْ مَطْلَبِنَا وَ غَشِ

ص: 13

أَبْصَارَهُمْ وَ عَمِّ عَلَیْهِمْ مَسْلَكَنَا وَ صُكَّ أَسْمَاعَهُمْ وَ أَخِفَّ عَنْهُمْ حِسَّنَا وَ اكْفِنَا أَمْرَ كُلِّ مَنْ یُرِیدُنَا بِسُوءٍ یَا رَفِیعَ الدَّرَجَاتِ یَا ذَا الْعَرْشِ یَا مَنْ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَلْقِ عَلَیْنَا سِتْراً مِنْ سَتْرِكَ وَ عِزّاً مِنْ نَصْرِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ حَتَّی إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا یَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَیْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا اللَّهُمَّ فَلَا تُضِلَّنَا وَ أَضْلِلْ عَنَّا مَنْ یُرِیدُنَا بِسُوءٍ یَا ذَا النِّعَمِ الَّتِی لَا تُحْصَی قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا اللَّهُمَّ كَمَا فَتَنْتَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتِنْ بَعْضَ أَعْدَائِنَا

بِبَعْضٍ وَ اشْغَلْهُمْ عَنَّا حَتَّی یَكُونُوا عَنَّا وَ عَنْ مَسْلَكِنَا ضَالِّینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ- وَ طُبِعَ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ وَ ظَلَّلْنا عَلَیْهِمُ الْغَمامَ اللَّهُمَّ یَا مَنْ ظَلَّلَ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ الْغَمَامَ بِقُدْرَتِهِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ظَلِّلْ عَلَیْنَا غَمَاماً مِنْ سِتْرِكَ الْحَصِینِ وَ عِزّاً مِنْ جُودِكَ الْمَكِینِ یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ أَعْدَائِنَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ مَنْ یُرِدْ اللَّهُ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَضْلِلْ عَنَّا مَنْ یُرِیدُنَا بِسُوءٍ وَ ضَیِّقْ صُدُورَهُمْ عَنْ مَطْلَبِنَا وَ أَهْوِ أَفْئِدَتَهُمْ عَنْ لِقَائِنَا وَ أَلْقِ فِی قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ عَنِ اتِّبَاعِنَا وَ أَغْشِ عَلَی أَعْیُنِهِمْ أَنْ یَرَوْنَا یَا لَطِیفُ یَا خَبِیرُ یَا مَنْ یُغْشِی اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ غَشِّ عَنَّا أَبْصَارَ أَعْدَائِنَا أَنْ یَرَوْنَا وَ اطْبَعْ عَلَی قُلُوبِهِمْ أَنْ یَفْقَهُونَا وَ عَلَی آذَانِهِمْ أَنْ یَسْمَعُوا یَا مَنْ حَمَی أَهْلَ الْجَنَّةِ أَنْ یَسْمَعُوا حَسِیسَ أَهْلِ النَّارِ یَا مَلِكُ یَا غَفَّارُ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ- وَ یُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ- لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ- لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِی سَكْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ اكْفِنَا كُلَّ مَحْذُورٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 14

یَا مَنْ كَفَی مُحَمَّداً الْمُسْتَهْزِءِینَ یَا مَنْ كَفَی نُوحاً وَ نَجَّاهُ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّینَ یَا مَنْ نَجَّی هُوداً مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ یَا مَنْ نَجَّی إِبْرَاهِیمَ مِنَ الْقَوْمِ الْجَاهِلِینَ یَا مَنْ نَجَّی مُوسَی مِنَ الْقَوْمِ الطَّاغِینَ یَا مَنْ نَجَّی صَالِحاً مِنَ الْقَوْمِ الْجَبَّارِینَ یَا مَنْ نَجَّی دَاوُدَ مِنَ الْقَوْمِ الْمُعْتَدِینَ یَا مَنْ نَجَّی سُلَیْمَانَ مِنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِینَ یَا مَنْ نَجَّی یَعْقُوبَ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ یَا مَنْ نَجَّی یُوسُفَ مِنَ الْقَوْمِ الْبَاغِینَ وَ آثَرَهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ یَا مَنْ جَمَعَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ وَ جَعَلَهُ مِنَ الْعَالِینَ یَا مَنْ نَجَّی نَبِیَّهُ عِیسَی مِنَ الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ یَا مَنْ نَجَّی مُحَمَّداً رَسُولَهُ خَیْرَ النَّبِیِّینَ مِنَ الْقَوْمِ الْمُكَذِّبِینَ وَ نَصَرَهُ عَلَی أَحْزَابِ الْمُشْرِكِینَ بِفَضْلِهِ وَ رَحْمَتِهِ إِنَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَیاةَ الدُّنْیا عَلَی الْآخِرَةِ وَ أَنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً- فَضَلُّوا فَلا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا- وَ مَنْ یُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِیًّا مُرْشِداً وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِیَ ما قَدَّمَتْ یَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَی الْهُدی فَلَنْ یَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً الَّذِینَ كانَتْ أَعْیُنُهُمْ فِی غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِی وَ كانُوا لا یَسْتَطِیعُونَ سَمْعاً- فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ فِی الْكَهْفِ سِنِینَ عَدَداً- وَ لكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ اللَّهُمَّ أَعْمِ عَنِّی قُلُوبَ أَعْدَائِی وَ كُلِّ مَنْ یَبْغِینِی بِسُوءٍ ضَرَبْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی حِجَابَ الْحَمْدِ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ وَ سِتْرَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ وَ كِفَایَةَ الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ حِفْظَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ وَ عِزَّ المص وَ سُورَ الم وَ مَنْعَ المر وَ دَفْعَ الر وَ حِیَاطَةَ كهیعص وَ رِفْعَةَ طه وَ عُلُوَّ طس وَ فَلَاحَ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ وَ عُلُوَّ الْحَوَامِیمِ وَ كَنَفَ حم عسق وَ بَرَكَةَ تَبَارَكَ وَ بُرْهَانَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ حِرْزَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ أَمَانَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ

ص: 15

الْقَدْرِ حُلْتُ بِذَلِكَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی وَ ضَرَبْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ سُوراً مِنْ عِزِّ اللَّهِ وَ حِجَابِ الْقُرْآنِ وَ عَزَائِمِ الْآیَاتِ الْمُحْكَمَاتِ وَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَی الْبَیِّنَاتِ وَ الْحُجَجِ الْبَالِغَاتِ شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِینَ- بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ- وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ- صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ- فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ لا یَزالُ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی مِرْیَةٍ مِنْهُ الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ ساهُونَ- بَلْ قُلُوبُهُمْ فِی غَمْرَةٍ مِنْ هذا- إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ اللَّهُمَّ یَا فَعَّالًا لِمَا یُرِیدُ أَزِلْ عَنِّی مَنْ یُرِیدُنِی بِسُوءٍ یَا ذَا النِّعَمِ الَّتِی لَا تُحْصَی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَوْ كَظُلُماتٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ یَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَكَدْ یَراها وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ- فَضَلُّوا فَلا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا- أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ- أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا یَا مَنْ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَعْدَائِی بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً وَ سِتْراً مَنِیعاً یَا رَبِّ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ- فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ- وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ- فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْباءُ یَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا یَتَساءَلُونَ بِحَقِّ آیَةِ الْحَمْدِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَی حِجَابِ النُّورِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْأُولی وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ.

ص: 16

بِحَقِّ السُّورَةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَی السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ عَلَی الْأَرَضِینَ السَّبْعِ- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا مَالِكُ یَا غَفُورُ اصْرِفْ عَنَّا كُلَّ مَحْذُورٍ فَمَنْ یَهْدِی مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِینَ- وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ- وَ یُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ وَ لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ- لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِی سَكْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ اكْفِنَا كُلَّ مَحْذُورٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا مَنْ كَفَی مُحَمَّداً الْمُسْتَهْزِءِینَ- كَذلِكَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلی قُلُوبِ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ- وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ ما یَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ- وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی لا یَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ- فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ- وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلی أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّی یُبْصِرُونَ- إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ- كَذلِكَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلی كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ- وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ- فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا یَسْمَعُونَ وَ قالُوا قُلُوبُنا فِی أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَیْهِ وَ فِی آذانِنا وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَیْهِمْ عَمًی- أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْآیَةِ الَّتِی أَمَرْتَ عَبْدَكَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ أَنْ یَدْعُوَ بِهَا فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَحْیَا الْمَوْتَی وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ وَ نَبَّأَ بِالْغَیْبِ مِنْ إِلْهَامِكَ وَ بِفَضْلِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَهُ الْكِبْرِیاءُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ حُلْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ أَعْدَائِنَا وَ انْصُرْنَا عَلَیْهِمْ یَا سَیِّدَنَا وَ مَوْلَانَا فَ طُبِعَ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ- أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ ساهُونَ- فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی

ص: 17

الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَفْقَهُونَ قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ- كَلَّا بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما كانُوا یَكْسِبُونَ- أَ لَمْ یَجْعَلْ كَیْدَهُمْ فِی تَضْلِیلٍ.

اللَّهُمَّ یَا مَنْ كَفَی أَهْلَ حَرَمِهِ الْفِیلَ اكْفِنَا كَیْدَ أَعْدَائِنَا بِسِتْرِكَ لَنَا وَ اسْتُرْنَا بِحِجَابِكَ الْحَصِینِ الْمَنِیعِ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ وَ جُدْ بِحِلْمِكَ عَلَی جَهْلِی وَ بِغِنَاكَ عَلَی فَقْرِی وَ بِعَفْوِكَ عَلَی خَطِیئَتِی إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ آمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (1).

بیان: قال الراغب الخطف و الاختطاف الاختلاس بالسرعة و العمه التردد فی الأمر من التحیر و الغواشی جمع الغاشیة و هو ما یغشی الإنسان من ستر أو داهیة أو مصیبة و قال الراغب الركس قلب الشی ء علی رأسه و رد أوله إلی آخره قال تعالی وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ (2) أی ردهم إلی كفرهم.

و قال الغلف جمع الأغلف كقولهم سیف أغلف أی هو فی غلاف و یكون ذلك كقوله وَ قالُوا قُلُوبُنا فِی أَكِنَّةٍ(3) و قیل معناه قلوبنا أوعیة للعلم و قیل قلوبنا مغطاة.

و قال الجوهری الغمرة الشدة و قال خسأت الكلب خسئا طردته التباب الخسران و الهلاك و یقال رمقته أرمقه رمقا أی نظرت إلیه و قفوت أثره أی اتبعته و الطمس الدروس و الامحاء یتعدی و لا یتعدی قال تعالی (4) رَبَّنَا اطْمِسْ عَلی

ص: 18


1- 1. مجموع الدعوات مخطوط.
2- 2. النساء: 88.
3- 3. فصّلت: 5.
4- 4. یونس: 88.

أَمْوالِهِمْ أی غیرها و قال مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً(1) قال الراغب الطمس إزالة الأثر بالطمس قال تعالی فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (2) و قال رَبَّنَا اطْمِسْ عَلی أَمْوالِهِمْ و قال لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلی أَعْیُنِهِمْ (3) أی أزلنا ضوأها و صورتها كما یطمس الأثر انتهی.

و عمی علیه الأمر التبس و منه قوله تعالی فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْباءُ یَوْمَئِذٍ(4) و صككت الباب أطبقته و أهو أی أخل قال تعالی وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ(5) أی خالیة و الحس و الحسیس الصوت الخفی.

و قال الراغب أصل الحرج مجتمع الشی ء و تصور منه ضیق ما بینهما فیقال للضیق حرج قال تعالی یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً(6) و قرئ حَرِجاً أی ضیقا بكفره لا تكاد تسكن إلیه النفس لكونه اعتقادا عن ظن و قیل ضیقا بالإسلام كَأَنَّما یَصَّعَّدُ أی یتصعد.

و العمر و العمر بالضم و الفتح بمعنی لكن خص القسم بالفتح حِجاباً مَسْتُوراً قیل أی ساترا و الأكنة جمع الكنان و هو الغطاء الذی یكن فیه الشی ء أی یستر فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ أی ضربنا علیهم حجابا یمنع السماع بمعنی أنمناهم إنامة لا تنبههم فیها الأصوات فحذف المفعول كما فی قولهم بنی علی امرأته.

و الحیاطة بالكسر الكلاءة و الحفظ شاهت الوجوه أی قبحت فیدمغه أی یكسر دماغه و زَهَقَ الْباطِلُ أی اضمحل و القترة الغبار و شبه دخان یغشی الوجه من الكرب و حِجْراً مَحْجُوراً أی منعا لا سبیل إلی رفعه و دفعه و المتین القوی حثیثا أی

ص: 19


1- 1. النساء: 47.
2- 2. المرسلات: 8.
3- 3. یس: 66.
4- 4. القصص: 66.
5- 5. إبراهیم: 43.
6- 6. الأنعام: 125.

مسرعا و الإقماح رفع الرأس و غض البصر یقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضیقه.

«21»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ رُزِقَ كَثِیراً مِنْ عِلْمٍ أَوْ كَثِیراً مِنْ مَالٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ جَمِیعِ ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (1).

ص: 20


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص.

أبواب النوافل الیومیة و فضلها و أحكامها و تعقیباتها

باب 1 جوامع أحكامها و أعدادها و فضائلها

اشارة

الآیات:

الفرقان: وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً(1)

المعارج: إِلَّا الْمُصَلِّینَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (2)

تفسیر:

خِلْفَةً قال البیضاوی أی ذو خلفة یخلف كل منهما الآخر بأن یقوم مقامه فیما ینبغی أن یعمل أو بأن یعقبان لقوله وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ(3) و هی للحالة من خلف كالركبة و الجلسة لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّكَّرَ أی یتذكر آلاء اللّٰه و یتفكر فی صنعه فیعلم أنه لا بد له من صانع حكیم واجب الذات رحیم علی العباد.

أَوْ أَرادَ شُكُوراً أی لمن یشكر اللّٰه علی ما فیه من النعم أو لیكونا وقتین للمتذكرین و الشاكرین من فاته ورده فی أحدهما تداركه فی الآخر انتهی و الأخبار تدل علی المعنی الثانی كما سیأتی وَ فِی الْفَقِیهِ (4) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: كُلُّ مَا فَاتَكَ بِاللَّیْلِ فَاقْضِهِ بِالنَّهَارِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ یَعْنِی أَنْ یَقْضِیَ الرَّجُلُ مَا فَاتَهُ بِاللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَ مَا فَاتَهُ بِالنَّهَارِ بِاللَّیْلِ.

ص: 21


1- 1. الفرقان: 62.
2- 2. المعارج: 23.
3- 3. البقرة: 64، و غیر ذلك.
4- 4. الفقیه ج 1 ص 315.

عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ قال الطبرسی رحمة اللّٰه علیه أی مستمرون (1)

علی أدائها لا یخلون بها و لا یتركونها

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ هَذَا فِی النَّوَافِلِ وَ قَوْلُهُ وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ فِی الْفَرَائِضِ وَ الْوَاجِبَاتِ.

و قیل هم الذین لا یزیلون وجوههم عن سمت القبلة.

«1»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثُمَّ اسْتَثْنَی فَقَالَ إِلَّا الْمُصَلِّینَ فَوَصَفَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ یَقُولُ إِذَا فَرَضَ عَلَی نَفْسِهِ مِنَ النَّوَافِلِ شَیْئاً دَامَ عَلَیْهِ (2).

«2»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: حَسِّنُوا نَوَافِلَكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّهَا هَدِیَّةٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمُوا أَنَّ النَّوَافِلَ إِنَّمَا وُضِعَتْ لِاخْتِلَافِ النَّاسِ فِی مَقَادِیرِ قُوَاهُمْ لِأَنَّ بَعْضَ الْخَلْقِ أَقْوَی مِنْ بَعْضٍ فَوُضِعَتِ الْفَرَائِضُ عَلَی أَضْعَفِ الْخَلْقِ ثُمَّ أُرْدِفَتْ بِالسُّنَنِ لِیَعْمَلَ كُلُّ قَوِیٍّ بِمَبْلَغِ قُوَّتِهِ وَ كُلُّ ضَعِیفٍ بِمَبْلَغِ ضَعْفِهِ فَلَا یُكَلَّفُ أَحَدٌ فَوْقَ طَاقَتِهِ وَ لَا تَبْلُغُ قُوَّةُ الْقَوِیِّ حَتَّی تَكُونَ مُسْتَعْمَلَةً فِی وَجْهِهِ مِنْ وُجُوهِ الطَّاعَةِ وَ كَذَلِكَ كُلُّ مَفْرُوضٍ مِنَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ لِكُلِّ فَرِیضَةٍ سُنَّةٌ بِهَذَا الْمَعْنَی (3).

وَ مِنْهُ قَالَ علیه السلام: وَ اعْلَمْ أَنَّ ثَلَاثَ صَلَوَاتٍ إِذَا دَخَلَ وَقْتُهُنَّ یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تَبْتَدِئَ بِهِنَّ وَ لَا تُصَلِّیَ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ نَافِلَةً صَلَاةُ اسْتِقْبَالِ النَّهَارِ وَ هِیَ الْفَجْرُ وَ صَلَاةُ اسْتِقْبَالِ اللَّیْلِ وَ هِیَ الْمَغْرِبُ وَ صَلَاةُ یَوْمِ الْجُمُعَةِ-(4)

وَ لَا تُصَلَّی النَّافِلَةُ فِی أَوْقَاتِ الْفَرَائِضِ إِلَّا مَا جَاءَتْ مِنَ النَّوَافِلِ فِی أَوْقَاتِ الْفَرَائِضِ مِثْلُ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَهَا وَ مِثْلُ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَإِنَّهُ یَجُوزُ فِعْلُهَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ مِثْلُ تَمَامِ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ وَ تَفْسِیرُ ذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا ابْتَدَأْتَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَطَلَعَ الْفَجْرُ وَ قَدْ صَلَّیْتَ مِنْهَا سِتَّ رَكَعَاتٍ أَوْ أَرْبَعاً بَادَرْتَ وَ أَدْرَجْتَ

ص: 22


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 357.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 696.
3- 3. فقه الرضا ص 9 س 8.
4- 4. فقه الرضا ص 8 س 31.

بَاقِیَ الصَّلَاةِ وَ الْوَتْرَ إِدْرَاجاً ثُمَّ صَلَّیْتَ الْغَدَاةَ(1)

وَ قَالَ الْعَالِمُ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَی عَمَلٍ فَلْیُدِمْ عَلَیْهِ السَّنَةَ ثُمَّ یَتَحَوَّلْ إِلَی غَیْرِهِ إِنْ شَاءَ ذَلِكَ لِأَنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ یَكُونُ فِیهَا لِعَامِهَا ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَكُونَ (2).

بیان: و قبلها أی قبل الفریضة أو قبل الزوال و التأنیث باعتبار المضاف إلیه أو بتأویل الساعة فیكون المراد به جواز التقدیم كما دلت علیه بعض الأخبار و حملها الشیخ علی الضرورة و مال الشهید إلی جوازه مطلقا و سیأتی القول فیه إن شاء اللّٰه تعالی و یدل علی جواز إیقاع نافلة الغداة بعد الفجر الثانی كما هو المشهور أیضا و سنوضح جمیع ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.

و أما إیقاع النافلة فی وقت الفریضة(3)

ففیه مقامات الأول إیقاع النوافل فی وقت الفرائض و لا ریب فی جواز إیقاع الرواتب فی أوقاتها المقررة قبل وقت الفضیلة المختص بالفریضة كنافلة الظهر فی القدمین و العصر فی الأربعة و أما إیقاعها بعد مضی تلك الأوقات قبل الفریضة ففیه إشكال و الأكثر علی عدم الجواز و الأخبار مختلفة و الأحوط تقدیم الفریضة و إن أمكن الجمع بینهما بحمل النهی علی الكراهة المصطلحة فی العبادات و الأظهر جواز تقدیمها للمأموم مع انتظار الإمام.

الثانی إیقاع غیر الرواتب فی أوقات الفرائض و المشهور عدم الجواز و أسنده فی المعتبر إلی علمائنا و ذهب جماعة منهم الشهیدان و ابن الجنید إلی الجواز و لا یخلو من قوة للأخبار الكثیرة الدالة بعمومها علی جواز إیقاعها فی كل وقت و ظهور أكثر أخبار المنع فی الرواتب و قد وردت فی الروایات نوافل كثیرة بین العشاءین و بعد الجمعة و إن كان طریق بعضها لا یخلو من ضعف و الأحوط تقدیم الفریضة لا سیما بعد دخول وقت الفضیلة و خروج وقت الراتبة و لا یبعد جوازها مع انتظار الإمام

ص: 23


1- 1. فقه الرضا ص 9 س 3.
2- 2. فقه الرضا ص 11 س 22.
3- 3. راجع ما سبق فی ج 84 ص 210 من هذه الطبعة.

هنا أیضا.

الثالث الإتیان بقضاء النوافل الراتبة قبل الفریضة و المشهور فیه أیضا عدم الجواز و ذهب الشهیدان و ابن الجنید إلی الجواز و لا یخلو من قوة و الأحوط تقدیم الفریضة كما عرفت.

الرابع جواز التنفل لمن علیه فائتة و الأكثر علی المنع و ذهب الشهیدان و الصدوق و ابن الجنید إلی الجواز و لا یخلو من قوة لا سیما مع انتظار المأموم للإمام أو الإمام اجتماع المأمومین و سیأتی بعض القول فی المقامات كلها إن شاء اللّٰه.

«3»- الذِّكْرَی، رَوَی زُرَارَةُ فِی الصَّحِیحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَلَا صَلَاةَ حَتَّی یُبْدَأَ بِالْمَكْتُوبَةِ قَالَ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَخْبَرْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ وَ أَصْحَابَهُ فَقَبِلُوا ذَلِكَ مِنِّی فَلَمَّا كَانَ فِی الْقَابِلِ لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَحَدَّثَنِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَرَّسَ فِی بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَ قَالَ مَنْ یَكْلَؤُنَا فَقَالَ بِلَالٌ أَنَا فَنَامَ بِلَالٌ وَ نَامُوا حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بِلَالُ مَا أَرْقَدَكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِیَ الَّذِی أَخَذَ بِأَنْفَاسِكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُومُوا فَتَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمُ الَّذِی أَصَابَكُمْ فِیهِ الْغَفْلَةُ وَ قَالَ یَا بِلَالُ أَذِّنْ فَأَذَّنَ فَصَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی بِهِمُ الصُّبْحَ ثُمَّ قَالَ مَنْ نَسِیَ شَیْئاً مِنَ الصَّلَاةِ فَلْیُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِی (1) قَالَ زُرَارَةُ فَحَمَلْتُ الْحَدِیثَ إِلَی الْحَكَمِ وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ نَقَضْتَ حَدِیثَكَ الْأَوَّلَ فَقَدِمْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الْقَوْمُ فَقَالَ یَا زُرَارَةُ أَ لَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُ قَدْ فَاتَ الْوَقْتَانِ جَمِیعاً وَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَضَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

بیان: عرس بالتشدید أی نزل فی آخر اللیل للاستراحة و هذا المكان

ص: 24


1- 1. طه: 14.
2- 2. الذكری: 134.

اشتهر بالمعرس و هو بقرب المدینة و یكلؤنا بالهمز أی یحرسنا من العدو أو من فوت الصلاة أو الأعم و لفظة ما فی ما أرقدك استفهامیة و ربما یتوهم كونها للتعجب أی ما أكثر رقودك و نومك أخذ بنفسی المناسب لهذا المقام سكون الفاء كما قال اللّٰه تعالی اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها وَ الَّتِی لَمْ تَمُتْ فِی مَنامِها(1) لكن یأبی عنه جمعه ثانیا علی الأنفاس فإنه جمع النفس بالتحریك و جمع النفس بالسكون الأنفس و النفوس فالمراد بالنفس الصوت و یكون انقطاع الصوت كنایة عن النوم و فی القاموس النفس بالتحریك واحد الأنفاس و السعة و الفسحة فی الأمر و الجرعة و الری و الطویل من الكلام انتهی.

و بعد إیراد هذه الروایة قال الشهید رحمة اللّٰه و رضوانه علیه فی هذا الخبر فوائد منها استحباب أن یكون للقوم حافظ إذا ناموا صیانة لهم عن هجوم ما یخاف منه.

و منها أن اللّٰه تعالی أنام نبیه لتعلیم أمته و لئلا یعیر بعض الأمة بذلك و لم أقف علی راد لهذا الخبر لتوهم القدح فی العصمة.

و منها أن العبد ینبغی أن یتفأل بالمكان و الزمان بحسب ما یصیبه فیها من خیر أو غیره و لهذا تحول النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی مكان آخر.

و منها استحباب الأذان للفائتة كما یستحب للحاضرة و قد روی العامة عن أبی قتادة و جماعة من الصحابة فی هذه الصورة أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أمر بلالا فأذن فصلی ركعتی الفجر و أمره فأقام فصلی صلاة الفجر.

و منها استحباب قضاء السنن.

و منها جواز فعلها لمن علیه قضاء(2)

و إن كان قد منع منه أكثر المتأخرین.

و منها شرعیة الجماعة فی القضاء كالأداء.

ص: 25


1- 1. الزمر: 42.
2- 2. لكن لا مطلقا، بل إذا كانت النافلة راتبة للصلاة الفائتة.

و منها وجوب قضاء الفائتة كفعله و وجوب التأسی به و لقوله فلیصلها.

و منها أن وقت قضائها ذكرها.

و منها أن المراد بالآیة ذلك.

و منها الإشارة إلی المواسعة فی القضاء لقول الباقر علیه السلام أ لا أخبرتهم أنه قد فات الوقتان.

ثم قال و قد روی أیضا فی الصحیح ما یدل علی عدم جواز النافلة لمن علیه فریضة و الشیخ جمع بینهما بالحمل علی انتظار الجماعة و ابن بابویه عمل بمضمون الخبر و أمر بقضاء النافلة ثم الفریضة و فی المختلف اختار المنع و أشار بعض الأصحاب إلی أن الخبر المروی عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من المنسوخ إذ النسخ جائز فی السنة انتهی.

و أقول حمل الشیخ بعید عن هذا الخبر إذ أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله أصحابه بقضاء النافلة یدل علی اجتماعهم فلا انتظار و كذا النسخ أیضا لا یجری فیه و الأوجه ما أومأنا إلیه بالحمل علی استحباب التأخیر و اللّٰه یعلم.

تتمیم

اعلم أنه یستفاد من الخبر أمور أخر و هی استحباب التعریس و استحباب كون المؤذن غیر الإمام و استحباب تقدیم الأذان علی النافلة و المنع من النافلة بعد دخول وقت الفریضة و لزوم الجمع بین الأخبار و رفع التنافی عنها و حسن قبول العذر ممن له عذر مرضی و جواز إظهار الأحكام عند المخالفین مع عدم التقیة.

تنبیه

ربما یتوهم التنافی بین هذا الخبر و بین ما روی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یقول تنام عینی و لا ینام قلبی و ما روی أن نومه صلی اللّٰه علیه و آله كان كیقظته و كان یعلم فی النوم ما یعلم فی الیقظة و یمكن الجواب عنه بوجوه الأول أن یكون نومه صلی اللّٰه علیه و آله فی سائر الأحوال كالیقظة(1) و فی تلك الحالة

ص: 26


1- 1. ما بین العلامتین زیادة منا اقتباسا من كلامه قدّس سرّه فی باب سهوه و نومه صلی اللّٰه علیه و آله عن الصلاة ج 17 ص 121 من هذه الطبعة.

أنامه اللّٰه تعالی نوما كنوم سائر الناس للمصلحة الثانی أنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یكن مكلفا بهذا العلم كما أنه لم یكن مكلفا بالعلم بما كان یعلمه من كفر المنافقة و عدم الظفر بالكافرین و أمثال ذلك الثالث أن یقال لعله صلی اللّٰه علیه و آله كان مكلفا فی ذلك بترك الصلاة لبعض المصالح و قد مر الكلام فی ذلك (1)

«4»- غِیَاثُ سُلْطَانِ الْوَرَی، لِلسَّیِّدِ ابْنِ طَاوُسٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ عَلَیْهِ دَیْنٌ مِنْ صَلَاةٍ قَامَ یَقْضِیهِ فَخَافَ أَنْ یُدْرِكَهُ الصُّبْحُ وَ لَمْ یُصَلِّ صَلَاةَ لَیْلَتِهِ تِلْكَ قَالَ علیه السلام یُؤَخِّرُ الْقَضَاءَ وَ یُصَلِّی صَلَاةَ لَیْلَتِهِ تِلْكَ.

«5»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَتَمَّ صَلَاةَ الْفَرِیضَةِ بِصَلَاةِ النَّافِلَةِ وَ أَتَمَّ صِیَامَ الْفَرِیضَةِ بِصِیَامِ النَّافِلَةِ الْخَبَرَ(2).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَدْرِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ وُضِعَ التَّطَوُّعُ قُلْتُ مَا أَدْرِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّهُ تَطَوُّعٌ لَكُمْ وَ نَافِلَةٌ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ تَدْرِی لِمَ وُضِعَ التَّطَوُّعُ قُلْتُ لَا أَدْرِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ فِی الْفَرِیضَةِ نُقْصَانٌ فَصُبَّتِ النَّافِلَةُ(3)

عَلَی الْفَرِیضَةِ حَتَّی تَتِمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ (4).

ص: 27


1- 1. زاد رحمه اللّٰه فی الباب المزبور احتمالا رابعا و هو أن یقال: لا ینافی اطلاعه فی النوم علی الأمور عدم قدرته علی القیام ما لم تزل عنه تلك الحالة، فان الاطلاع من الروح و النوم من أحوال الجسد.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 270.
3- 3. فی المصدر: قضیت النافلة.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 17، و الآیة فی الاسراء: 79.

بیان: و نافلة للأنبیاء أی فریضة زائدة علیهم كما سیأتی فی تفسیر الآیة فصبت النافلة بالصاد المهملة و الباء الموحدة أی أفرغت كنایة عن كثرة النافلة و فی بعض النسخ بالضاد المعجمة علی بناء المعلوم من الضب بمعنی اللصوق و الأول أصوب.

«6»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْعَبْدَ لَتُرْفَعُ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ نِصْفُهَا أَوْ ثُلُثُهَا أَوْ رُبُعُهَا أَوْ خُمُسُهَا وَ مَا یُرْفَعُ لَهُ إِلَّا مَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ مِنْهَا بِقَلْبِهِ وَ إِنَّمَا أَمَرْنَا بِالنَّوَافِلِ لِیَتِمَّ لَهُمْ بِهَا مَا نَقَصُوا مِنَ الْفَرِیضَةِ(1).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَتِ النَّافِلَةُ لِیَتِمَّ بِهَا مَا یَفْسُدُ مِنَ الْفَرِیضَةِ(2).

«7»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا بَا بَكْرٍ تَدْرِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ وُضِعَ عَلَیْكُمُ التَّطَوُّعُ وَ هُوَ تَطَوُّعٌ لَكُمْ وَ هُوَ نَافِلَةٌ لِلْأَنْبِیَاءِ إِنَّهُ رُبَّمَا قُبِلَ مِنَ الصَّلَاةِ نِصْفُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ رُبُعُهَا وَ إِنَّمَا یُقْبَلُ مِنْهَا مَا أَقْبَلْتَ عَلَیْهَا بِقَلْبِكَ فَزِیدَتِ النَّافِلَةُ عَلَیْهَا حَتَّی تَتِمَّ بِهَا(3).

«8»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا تُصَلِّ مِنَ النَّافِلَةِ شَیْئاً وَقْتَ الْفَرِیضَةِ فَإِنَّهُ لَا تُقْضَی نَافِلَةٌ فِی وَقْتِ فَرِیضَةٍ فَإِذَا دَخَلَ وَقْتُ الْفَرِیضَةِ فَابْدَأْ بِالْفَرِیضَةِ.

وَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّمَا جُعِلَتِ الْقَدَمَانِ وَ الْأَرْبَعُ وَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ وَقْتاً لِمَكَانِ النَّافِلَةِ(4).

بیان: یدل علی ما أومأنا إلیه من أن المراد بوقت الفریضة الوقت المختص

ص: 28


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 18.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 18.
3- 3. المحاسن ص 316.
4- 4. السرائر: 472.

بفضل الفریضة و الظاهر من النوافل الرواتب إلا أن یقال لا یجوز غیرها بطریق أولی و فیه نظر(1).

«9»- الْعِلَلُ، وَ الْعُیُونُ، عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِیمَا رَوَاهُ عَنْهُ مِنَ الْعِلَلِ: فَإِنْ قَالَ لِمَ جُعِلَ صَلَاةُ السُّنَّةِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ رَكْعَةً قِیلَ لِأَنَّ الْفَرِیضَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فَجُعِلَتِ السُّنَّةُ مِثْلَیِ الْفَرِیضَةِ كَمَالًا لِلْفَرِیضَةِ فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ صَلَاةُ السُّنَّةِ فِی أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ لَمْ یُجْعَلْ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ قِیلَ لِأَنَّ أَفْضَلَ الْأَوْقَاتِ ثَلَاثَةٌ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ الْغُرُوبِ وَ بِالْأَسْحَارِ فَأَحَبَّ أَنْ یُصَلَّی لَهُ فِی هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الثَّلَاثَةِ لِأَنَّهُ إِذَا فُرِّقَتِ السُّنَّةُ فِی أَوْقَاتٍ شَتَّی كَانَ أَدَاؤُهَا أَیْسَرَ وَ أَخَفَّ مِنْ أَنْ تُجْمَعَ كُلُّهَا فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ(2).

بیان: لأنه إذا فرقت لما ظهر مما سبق أن هذه الأوقات لفضلها أنسب من سائر الأوقات للنافلة فكان یمكن أن یجعل الجمیع فی وقت واحد منها فتمم التعلیل بأن التفریق كان أخف و أیسر فلذا فرقها علیها.

«10»- إِعْلَامُ الْوَرَی، نَقْلًا مِنْ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِذٍ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ نَسِیتُ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام أَجَلْ وَ اللَّهِ أَنَا وَلَدُهُ وَ مَا نَحْنُ بِذِی قَرَابَةٍ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْمَفْرُوضَاتِ لَمْ یُسْأَلْ عَمَّا سِوَی ذَلِكَ فَاكْتَفَیْتُ بِذَلِكَ (3).

«11»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 29


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 251.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 111.
3- 3. إعلام الوری ص 268.

یَسْأَلُ اللَّهُ عَمَّا سِوَی الْفَرِیضَةِ قَالَ لَا(1).

«12»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ(2)، وَ مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَی النَّوَافِلِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَی الْفَرَائِضِ (3).

«13»- النهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا قُرْبَةَ لِلنَّوَافِلِ إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ (4).

وَ مِنْهُ قَالَ علیه السلام: قَلِیلٌ تَدُومُ عَلَیْهِ أَرْجَی مِنْ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ (5).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا(6).

بیان: مملول أی یحصل الملال منه یقال مللت الشی ء بالكسر و مللت منه أیضا إذا سئمته ذكره الجوهری و الحاصل أن العبادة القلیلة تداوم علیها من النوافل خیر من عبادة كثیرة تأتی بها أیاما ثم تملها و تتركها إذا أضرت النوافل أی بأن تؤخرها عن أوقات فضلها أو توجب الكسل عنها و عدم إقبال القلب علیها و ربما یستدل به و بسابقه علی عدم جواز النافلة لمن علیه الفریضة.

«14»- النهج، [نهج البلاغة] وَ أَعْلَامُ الدِّینِ،: فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی حَارِثٍ الْهَمْدَانِیِّ وَ أَطِعِ اللَّهَ فِی جُمَلِ (7)

أُمُورِكَ فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ فَاضِلَةٌ عَلَی مَا سِوَاهَا وَ خَادِعْ نَفْسَكَ فِی الْعِبَادَةِ وَ ارْفُقْ بِهَا وَ لَا تَقْهَرْهَا وَ خُذْ عَفْوَهَا وَ نَشَاطَهَا إِلَّا مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَیْهَا مِنَ الْفَرِیضَةِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ تَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا وَ إِیَّاكَ أَنْ یَنْزِلَ بِكَ

ص: 30


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 148 فی حدیث.
2- 2. نهج البلاغة تحت الرقم 312 من قسم الحكم.
3- 3. مشكاة الأنوار: 256.
4- 4. نهج البلاغة تحت الرقم 39 من قسم الحكم.
5- 5. نهج البلاغة تحت الرقم 278 من قسم الحكم.
6- 6. نهج البلاغة تحت الرقم 279 من قسم الحكم.
7- 7. فی المصدر« جمیع أمورك».

الْمَوْتُ وَ أَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا الْخَبَرَ(1).

إیضاح: فی جمل أمورك أی جمیعها و خادع نفسك أی حملها ما ثقل علیها من الطاعات بلطف و مداراة من غیر عنف حتی تتابعك و توافقك علیها و خذ عفوك أی ما فضل من أوقاتها عن ضروریاتها لتكون ناشطة فیها و لا تكلفها فوق طاقتها و ما یشق علیها فتمل و تضجر قال الجوهری عفو المال ما یفضل عن النفقة.

«15»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَا تَحَبَّبَ إِلَیَّ عَبْدِی بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَیْهِ وَ إِنَّهُ لَیَتَحَبَّبُ إِلَیَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّی أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِی یَسْمَعُ بِهِ وَ بَصَرَهُ الَّذِی یُبْصِرُ بِهِ وَ لِسَانَهُ الَّذِی یَنْطِقُ بِهِ وَ یَدَهُ الَّتِی یَبْطِشُ بِهَا وَ رِجْلَهُ الَّتِی یَمْشِی بِهَا إِذَا دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِذَا سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ مَا تَرَدَّدْتُ فِی شَیْ ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِی فِی مَوْتِ الْمُؤْمِنِ یَكْرَهُ الْمَوْتَ وَ أَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (2).

تحقیق هذا الخبر یحتمل وجوها الأول أنه لكثرة تخلقه بأخلاق ربه و وفور حبه لجناب قدسه تخلی عن شهوته و إرادته و لا ینظر إلی ما یحبه سبحانه و لا یبطش إلا إلی ما یوصله إلی قربه تعالی و هكذا.

الثانی أن یكون المراد أنه تعالی أحب إلیه من سمعه و بصره و لسانه و یده و یبذل هذه الأعضاء الشریفة فیما یوجب رضاه فالمراد بكونه سمعه أنه فی حبه و إكرامه بمنزلة سمعه بل أعز منه لأنه یبذل سمعه فی رضاه و كذا البواقی.

الثالث أن یكون المعنی كنت نور سمعه و بصره و قوة یده و رجله و لسانه.

و الحاصل أنه لما استعمل نور بصره فیما یرضی ربه أعطاه بمقتضی وعده

ص: 31


1- 1. نهج البلاغة تحت الرقم 61 من قسم الرسائل و اعلام الدین مخطوط.
2- 2. المحاسن: 291.

سبحانه لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (1) نورا من أنواره به یمیز بین الحق و الباطل و به یعرف المؤمن و المنافق كما قال اللّٰه تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2) وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ.

و كذا لما بذل قوته فی طاعته أعطاه قوة فوق طاقة البشر كَمَا قَالَ مَوْلَانَا الْأَطْهَرُ: مَا قَلَعْتُ بَابَ خَیْبَرَ بِقُوَّةٍ جِسْمَانِیَّةٍ بَلْ بِقُوَّةٍ رَبَّانِیَّةٍ و هكذا.

الرابع أنه لما خرج عن سلطان الهوی و آثر علی جمیع مراداته و شهواته رضی المولی صار الرب تبارك و تعالی متصرفا فی نفسه و بدنه مدبرا لقلبه و عقله و جوارحه فبه یسمع و به یبصر و به ینطق و به یمشی و به یبطش كما ورد فی تأویل قوله تعالی وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (3) و هذا معنی دقیق لا یفهمه إلا العارفون و لیس المراد به المعنی الذی باح به المبتدعون فإنه الكفر الصریح و الشرك القبیح.

و لقد أطنبنا الكلام فی ذلك فی كتاب الإیمان و الكفر و بعض كتبنا الفارسیة و اكتفینا هنا بإشارات خفیة ینتفع بها أرباب الفطن الذكیة و أما قوله سبحانه ما ترددت فی شی ء فقد مضی شرحه فی كتاب الجنائز و غیره.

«16»- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِینِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ لِأَیِّ عِلَّةٍ تُصَلَّی الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مِنْ قُعُودٍ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَرَضَ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فَأَضَافَ إِلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَیْهَا فَصَارَتْ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ رَكْعَةً فَتُعَدَّانِ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ مِنْ جُلُوسٍ بِرَكْعَةٍ(4).

ص: 32


1- 1. إبراهیم: 7.
2- 2. الحجر: 75.
3- 3. الإنسان: 30: و التكویر ص 29.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 19.

«17»- الْبَصَائِرُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عِیسَی عَنْ مَرْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی الْحَنَّاطِ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَ جَمِیلُ بْنُ دَرَّاجٍ وَ عَائِذٌ الْأَحْمَسِیُّ حَاجِّینَ قَالَ: وَ كَانَ یَقُولُ عَائِذٌ لَنَا إِنَّ لِی حَاجَةً إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا قَالَ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَلَمَّا جَلَسْنَا قَالَ لَنَا مُبْتَدِئاً مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَیْهِ لَمْ یَسْأَلْهُ عَمَّا سِوَی ذَلِكَ قَالَ فَغَمَزَنَا عَائِذٌ فَلَمَّا قُمْنَا قُلْنَا مَا حَاجَتُكَ قَالَ الَّذِی سَمِعْنَا مِنْهُ إِنِّی رَجُلٌ لَا أُطِیقُ الْقِیَامَ بِاللَّیْلِ فَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ مَأْثُوماً مَأْخُوذاً بِهِ فَأَهْلِكَ (1).

بیان: بما افترض علیه أی فی القرآن فی الیوم و اللیلة أی الصلوات الخمس أو مطلق الواجبات و یكون الغرض عدم المؤاخذة علی ترك النوافل بأن یكون الراوی مع علمه بكونها نافلة مندوبة احتمل ترتب العقاب علی تركها(2)

و هو بعید.

«18»- الْمَحَاسِنُ (3)، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنِ

ص: 33


1- 1. بصائر الدرجات: 239.
2- 2. و ذلك لان النوافل سنة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و قد قال: من رغب عن سنتی فلیس منی، و مبنی الجواب علی أنّه لم یكن راغبا عن سنته صلی اللّٰه علیه و آله لانه ما كان یطیق القیام لغلبة النوم علیه او غیر ذلك من العلل، بل و لو كان مطیقا للقیام باللیل لم یكن مأثوما لقوله صلی اللّٰه علیه و آله : السنة سنتان: سنة فی فریضة الاخذ بها هدی و تركها ضلالة، و سنة فی غیر فریضة الاخذ بها فضیلة و تركها الی غیر خطیئة، فمن ترك القیام باللیل فقد ترك الفضل، لكونه سنة فی غیر فریضة. اللّٰهمّ الا أن یكون تركه لاجل التهاون فیصدق علیه الرغبة عن سنته صلی اللّٰه علیه و آله ، كأن یكون فارغا من المشاغل، و یكفیه النوم فی اوائل اللیل، بحیث یستیقظ مرارا أولا تأخذه النوم و هو مع ذلك لا یقوم للصلاة، بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ.
3- 3. فی مطبوعة الكمبانیّ: المجالس، و هو سهو لم نجد الحدیث فیه بعد الفحص الشدید.

الثُّمَالِیِّ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا سَافَرَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ بَقِیَ مَوَالِیهِ یَتَنَفَّلُونَ فَیَقِفُ یَنْتَظِرُهُمْ فَقِیلَ لَهُ أَ لَا تَنْهَاهُمْ فَقَالَ إِنِّی أَكْرَهُ أَنْ أَنْهَی عَبْداً إِذَا صَلَّی وَ السُّنَّةُ أَحَبُّ إِلَیَ (1).

بیان: یحتمل أن یكون المراد(2)

ابتداء السفر فالركعتان هما المستحبتان عند الخروج من البیت أو فی الطریق فالركعتان هما المندوبتان لوداع المنزل و علی التقدیرین فإن كان الموالی یفعلون ذلك بقصد كونها سنة علی الخصوص فعدم نهیه علیه السلام عنه و قوله أحب إلی محمولان علی التقیة و إلا فالأحبیة لكون فعلهم موهما لذلك لما قد مر أن الصلاة خیر موضوع.

«19»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أُصَلِّی الزَّوَالَ سِتَّةً(3)

وَ أُصَلِّی بِاللَّیْلِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً فَقَالَ إِذَنْ تُخَالِفَ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی الزَّوَالَ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَ صَلَاةَ اللَّیْلِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فَقُلْتُ قَدْ أَعْرِفُ أَنَّ هَذَا هَكَذَا

ص: 34


1- 1. المحاسن ص 223.
2- 2. المراد بالحدیث أنّه علیه السلام كان یصلّی فی السفر صلاة الظهر و العصر ركعتین لا یتنفل لهما، و لكن موالیه كانوا یتنفلون علی رأی الجمهور و عامة أهل المدینة، و لما كان ذلك خلاف السنة، ینحاز عنهم و یركب راحلته و یقف ناحیة ینتظرهم حتّی یتنفلوا و یركبوا و یلحقوا به علیه السلام، و لما قال له بعض أصحابه علیه السلام : ألا تنهاهم عن الاشتغال بالتنفل و هم موالیك لئلا یبطئوا علیك فتنتظرهم؟ أو ألا تنهاهم عن التنفل مع أنّها بدعة؟ فقال علیه السلام : انی أكره أن أنهی عبدا إذا صلی، لكنی أعمل بالسنة فان السنة أحبّ الی. لكنه علیه السلام كان یتقی بذلك عن العامّة، فان المسلم عندهم أن اللّٰه عزّ و جلّ لا یعذب أحدا علی كثرة صیامه و صلاته. و لكنه یعذب علی ترك السنة، و هم قد تركوا بذلك سنة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فالنار أولی لهم.
3- 3. الظاهر« ستة عشر» بقرینة قوله« و لكنی أقضی للایام الخالیة» فكان یصلّی الزوال ثمان ركعات و ثمان ركعات قضاء و هكذا باللیل، و هذه سیرة معمولة للناس فی قضاء صلواتهم الغریضة و النافلة لئلا یملوا من الإتیان بالقضاء متتابعا.

وَ لَكِنِّی أَقْضِی لِلْأَیَّامِ الْخَالِیَةِ(1).

«20»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّرَّادِ قَالَ: سَأَلَ أَبُو كَهْمَشٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یُصَلِّی الرَّجُلُ نَوَافِلَهُ فِی مَوْضِعٍ أَوْ یُفَرِّقُهَا فَقَالَ لَا بَلْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنَّهَا تَشْهَدُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه یعنی أن بقاع الأرض تشهد له (2).

«21»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی نَافِلَةً وَ هُوَ جَالِسٌ مِنْ غَیْرِ عِلَّةٍ كَیْفَ یَحْتَسِبُ صَلَاتَهُ قَالَ رَكْعَتَیْنِ بِرَكْعَةٍ(3).

بیان: الخبر یدل علی حكمین الأول جواز الإتیان بالنافلة جالسا مع القدرة علی القیام و هو المشهور بین الأصحاب قال فی المعتبر هو إطباق العلماء و ادعی فی المنتهی أنه لا یعرف فیه خلافا و كأنهما لم یعتدا بخلاف ابن إدریس حیث منع من الجلوس فی النافلة فی غیر الوتیرة اختیارا و الأخبار الكثیرة المعتبرة حجة علیه.

الثانی أنه مع القدرة علی القیام یستحب أن یحسب ركعتین بركعة و إنما قلنا یستحب لأنه ورد فی بعض الروایات جواز الاكتفاء بالعدد و مقتضی الجمع الحمل علی الاستحباب.

قَالَ فِی الذِّكْرَی رَوَی الْأَصْحَابُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ (4) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ یَكْسَلُ أَوْ یَضْعُفُ فَیُصَلِّی التَّطَوُّعَ جَالِساً قَالَ یُضَعِّفُ رَكْعَتَیْنِ بِرَكْعَةٍ.

ص: 35


1- 1. المحاسن: 223. و ما بین العلامتین ساقط عن مطبوعة الكمبانیّ.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 32.
3- 3. قرب الإسناد: 126 ط نجف.
4- 4. رواه فی التهذیب ج 1 ص 182.

وَ رَوَی سَدِیرٌ(1)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مَا أُصَلِّی النَّوَافِلَ إِلَّا قَاعِداً مُنْذُ حَمَلْتُ هَذَا اللَّحْمَ.

وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ(2)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّنْ صَلَّی جَالِساً مِنْ غَیْرِ عُذْرٍ أَ تَكُونُ صَلَاتُهُ رَكْعَتَانِ بِرَكْعَةٍ فَقَالَ هِیَ تَامَّةٌ لَكُمْ.

و قد تضمنت الأخبار الأول احتساب الركعتین بركعة فتحمل علی الاستحباب و هذا علی الجواز انتهی.

و أقول الظاهر أنه حمل قوله لكم إلی أنه خطاب لمطلق الشیعة و یحتمل أن یكون خطابا لأشباه أبی بصیر من العمیان و الزمنی و المشایخ فلا یدل علی العموم لكن ما فهموه أظهر و قال الشیخ فی المبسوط یجوز أن تصلی النوافل جالسا مع القدرة علی القیام و قد روی أنه یصلی بدل ركعة بركعتین و روی أنه ركعة بركعة و هما جمیعا جائزان انتهی.

و فی جواز الاستلقاء و الاضطجاع فیها اختیارا قولان أقربهما العدم و اختار العلامة فی بعض كتبه الجواز حتی اكتفی بإجراء القراءة و الأذكار علی القلب دون اللسان و استحب تضعیف العدد فی الحالة التی صلی فیها علی حسب مرتبتها من القیام فكما یحسب الجالس ركعتین بركعة یحسب المضطجع بالأیمن أربعا بركعة و بالأیسر ثمانا و المستلقی ستة عشر و لا دلیل علی شی ء من ذلك.

«22»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ النَّوَافِلِ قُرْبَانُ كُلِّ مُؤْمِنٍ (3).

«23»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی مَا عَلَیْهِ مِنَ النَّافِلَةِ وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یَقْضِیَ كَیْفَ یَقْضِی

ص: 36


1- 1. الكافی ج 3 ص 410.
2- 2. رواه فی التهذیب ج 1 ص 184.
3- 3. ثواب الأعمال ص 27.

قَالَ یَقْضِی حَتَّی یَرَی أَنَّهُ قَدْ زَادَ عَلَی مَا عَلَیْهِ وَ أَتَمَ (1).

بیان: المشهور بین الأصحاب أنه یقضی حتی یغلب علی ظنه الوفاء و قاسوا الفریضة علیها بالطریق الأولی و یمكن حمل الرؤیة هنا علی الظن كما أنه فی خبر آخر(2) تحر و فی آخر توخ (3)

و فی آخر فیمن لا یدری ما هو من كثرتها قال فلیصل حتی لا یدری كم صلی من كثرتها فیكون قد قضی بقدر علمه من ذلك (4).

«24»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ: افْصِلْ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِكَ بِالتَّسْلِیمِ (5).

«25»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَدُومَ عَلَی الْعَمَلِ إِذَا عَوَّدْتُهُ نَفْسِی وَ إِنْ فَاتَنِی مِنَ اللَّیْلِ قَضَیْتُهُ بِالنَّهَارِ وَ إِنْ فَاتَنِی بِالنَّهَارِ قَضَیْتُهُ بِاللَّیْلِ وَ إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ مَا دِیمَ عَلَیْهَا فَإِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِیسٍ وَ كُلَّ رَأْسِ شَهْرٍ وَ أَعْمَالَ السَّنَةِ تُعْرَضُ فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَإِذَا عَوَّدْتَ نَفْسَكَ عَمَلًا فَدُمْ عَلَیْهِ سَنَةً.

«26»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هُوَ فِی وَقْتِ صَلَاةِ الزَّوَالِ أَ یَقْطَعُهُ بِكَلَامٍ

ص: 37


1- 1. قرب الإسناد ص 117، و ما بین العلامتین ساقط من المطبوعة.
2- 2. عن مرازم قال: سأل إسماعیل بن جابر أبا عبد اللّٰه علیه السلام فقال: أصلحك اللّٰه ان علی نوافل كثیرة، فكیف أصنع؟ فقال: اقضها، فقال له: انها أكثر من ذلك، قال: اقضها، قال: لا احصیها، قال: توخ، راجع الكافی ج 3 ص 451، التهذیب ج 1 ص 126 و تراه فی علل الشرائع ج 2 ص 50 و 51.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 214.
4- 4. التهذیب ج 1 ص ص 136، المحاسن ص 315.
5- 5. السرائر: 471.

قَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ (1)

وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَلْتَفِتُ فِی صَلَاتِهِ هَلْ یَقْطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ قَالَ إِذَا كَانَتِ الْفَرِیضَةُ وَ الْتَفَتَ إِلَی خَلْفِهِ فَقَدْ قَطَعَ صَلَاتَهُ فَیُعِیدُ مَا صَلَّی وَ لَا یَعْتَدُّ بِهِ وَ إِنْ كَانَتْ نَافِلَةً لَمْ یَقْطَعْ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ لَكِنْ لَا یَعُودُ(2)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُرِیدُ أَنْ یَقْرَأَ مِائَةَ آیَةٍ أَوْ أَكْثَرَ فِی نَافِلَةٍ فَیَتَخَوَّفُ أَنْ یَضْعُفَ وَ یَكْسَلَ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَقْرَأَهَا وَ هُوَ جَالِسٌ قَالَ لِیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ بِمَا أَحَبَّ ثُمَّ لْیَنْصَرِفْ فَلْیَقْرَأْ مَا بَقِیَ عَلَیْهِ مِمَّا أَرَادَ قِرَاءَتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ یُجْزِیهِ مَكَانَ قِرَاءَتِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ یَتَكَلَّمَ بَعْدَ التَّسْلِیمِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ فَلْیَقْرَأْ فَلَا بَأْسَ (3) قَالَ وَ قَالَ أَخِی علیه السلام نَوَافِلُكُمْ صَدَقَاتُكُمْ فَقَدِّمُوهَا أَنَّی شِئْتُمْ (4)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَكُونُ فِی السَّفَرِ فَیَتْرُكُ النَّافِلَةَ وَ هُوَ مُجْمِعٌ أَنْ یَقْضِیَ إِذَا أَقَامَ هَلْ یُجْزِیهِ تَأْخِیرُ ذَلِكَ قَالَ إِنْ كَانَ ضَعِیفاً لَا یَسْتَطِیعُ الْقَضَاءَ أَجْزَأَهُ ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ قَوِیّاً فَلَا یُؤَخِّرُهُ (5)

قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی النَّافِلَةَ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا یُسَلِّمُ بَیْنَهُنَّ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یُسَلِّمَ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ (6).

توضیح: أ یقطعه أی بعد التسلیم من كل ركعتین لا فی أثناء كل منها فإنه لا خلاف فی إبطال الكلام للنافلة أیضا و قوله و إن كانت نافلة یؤید ما ذهب إلیه بعض الأصحاب من عدم وجوب الاستقبال فی النافلة مطلقا و أما أكثر الأصحاب

ص: 38


1- 1. قرب الإسناد ص 119.
2- 2. قرب الإسناد: 126.
3- 3. قرب الإسناد ص 126 و 127.
4- 4. قرب الإسناد ص 127.
5- 5. قرب الإسناد ص 130.
6- 6. قرب الإسناد ص 118.

القائلون بلزومه فیها لم یفرقوا فی الالتفات المبطل بین الفریضة و النافلة و إن كان القول بالفرق غیر بعید.

قوله لیصل ركعتین یدل علی أن الاختصار فی القراءة قائما أفضل من التطویل مع كون بعضها جالسا إذا قرأ ما أراد بعد الصلاة و أنه لا یضر توسط الكلام بین الصلاة و القراءة فی ذلك فقدموها یدل علی جواز تقدیم النوافل مطلقا كما یدل علیه غیره و حملها فی التهذیب علی الضرورة و المشهور عدم الجواز إلا فیما استثنی تأخیر ذلك أی ترك القضاء.

إلا أن یسلم یدل علی عدم جواز النافلة أزید من ركعتین بسلام إلا ما استثنی و الأخبار المعارضة لذلك أكثرها ضعیفة و الأحوط عدم الإتیان بها و إن كان صلاة الأعرابی فإنها أیضا كذلك كما ستعرف و الحكم بكون جمیع النوافل ركعتین بتشهد و تسلیم ذكره الشیخ فی الخلاف و المبسوط و ابن إدریس و المحقق و جمهور المتأخرین و لا خلاف فی استثناء الوتر و استثنی جماعة صلاة الأعرابی حسب مع ورود صلوات كثیرة فی كتب العبادات كذلك و اشتراك صلاة الأعرابی معها فی ضعف السند و سیأتی الكلام فیها.

«27»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ قَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یُصَلِّی الرَّجُلُ نَافِلَةً فِی وَقْتِ فَرِیضَةٍ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ وَ لَكِنْ یَقْضِی بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَمْكَنَهُ الْقَضَاءُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (1) یَعْنِی الَّذِینَ یَقْضُونَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ اللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ النَّهَارِ بِاللَّیْلِ لَا تَقْضِی النَّافِلَةَ فِی وَقْتِ فَرِیضَةٍ ابْدَأْ بِالْفَرِیضَةِ ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ (2).

«28»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الصَّلَاةِ قَاعِداً أَوْ یَتَوَكَّأُ عَلَی عَصًا أَوْ عَلَی حَائِطٍ فَقَالَ مَا شَأْنُ أَبِیكَ

ص: 39


1- 1. المعارج، 23.
2- 2. الخصال ج 2 ص 156.

وَ شَأْنُ هَذَا مَا بَلَغَ أَبُوكَ هَذَا بَعْدُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَا عَظُمَ أَوْ بَعْدَ مَا ثَقُلَ كَانَ یُصَلِّی وَ هُوَ قَائِمٌ وَ رَفَعَ إِحْدَی رِجْلَیْهِ حَتَّی أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ هُوَ عَلَی نِصْفِ صَلَاةِ الْقَائِمِ وَ لَا بَأْسَ بِالتَّوَكِّی عَلَی عَصًا وَ الِاتِّكَاءِ عَلَی الْحَائِطِ قَالَ وَ لَكِنْ یَقْرَأُ وَ هُوَ قَاعِدٌ فَإِذَا بَقِیَتْ آیَاتٌ قَامَ فَقَرَأَهُنَّ ثُمَّ رَكَعَ (1).

بیان: یدل علی أنه علم بنور الإمامة أن السؤال كان لوالده فلذا تعرض له و لعله كان تحمل ما هو أشق فی الصلاة مطلوبا و القیام علی إحدی الرجلین فیها جائزا فنسخا و أما القراءة جالسا و إبقاء شی ء من القراءة لیقرأها قائما ثم یركع عن قراءة فمما ذكر الأصحاب استحبابه و دلت علیه الأخبار

«29»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفٍ وَ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ كُلِّهِمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی تَبُوكَ وَ كَانَ یُصَلِّی عَلَی رَاحِلَتِهِ صَلَاةَ اللَّیْلِ حَیْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ وَ یُومِئُ إِیمَاءً(2).

وَ مِنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْتَرَ عَلَی رَاحِلَتِهِ فِی غَزَاةِ تَبُوكَ.

قَالَ: وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُوتِرُ عَلَی رَاحِلَتِهِ (3) إِذَا جَدَّ بِهِ السَّیْرُ(4).

«30»- الْعِلَلُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَ هُوَ عَلَی ظَهْرِ دَابَّتِهِ قَالَ یَسْجُدُ حَیْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ فَإِنَ

ص: 40


1- 1. قرب الإسناد ص 104 ط نجف ص 80 ط حجر.
2- 2. قرب الإسناد ص 13 ط نجف.
3- 3. ما بین العلامتین ساقط عن المطبوعة( ط أمین الضرب) أضفناه من المصدر بقرینة صدر الحدیث الأول و ذیل الثانی، راجع ج 84 ص 96.
4- 4. قرب الإسناد ص 73 ط نجف.

رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی عَلَی نَاقَتِهِ وَ هُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَدِینَةِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (1).

العیاشی عن حماد بن عثمان عنه علیه السلام: مثله (2)

بیان: محمول علی النافلة و لا خلاف فی جوازها علی الراحلة و قد مر الكلام فی تلك الأخبار مفصلا فی باب القبلة و باب الاستقرار(3).

«31»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنِ ابْنِ بُسْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْفَزَارِیِّ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی عَلَی رَاحِلَتِهِ حَیْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ (4).

«32»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ وَ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مَرِضَ فَتَوَحَّشَ فَتَرَكَ النَّافِلَةَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهَا لَیْسَتْ بِفَرِیضَةٍ إِنْ قَضَاهَا فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ إِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ (5).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: سَأَلَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَابِرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ عَلَیَّ نَوَافِلَ كَثِیرَةً فَكَیْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ اقْضِهَا فَقَالَ لَهُ إِنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ اقْضِهَا قَالَ لَا أُحْصِیهَا قَالَ تَوَخَّ قَالَ مُرَازِمٌ فَكُنْتُ مَرِضْتُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَمْ أُصَلِّ نَافِلَةً فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْكَ قَضَاءٌ إِنَّ الْمَرِیضَ لَیْسَ كَالصَّحِیحِ كُلُّ مَا غُلِبْتَ عَلَیْهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِالْعُذْرِ فِیهِ (6).

ص: 41


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 47 و 48 و الآیة فی البقرة: 115.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 57.
3- 3. راجع ج 84 ص 70 و 100.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 13.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 50.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 50- 51.

بیان: قال فی المنتهی یستحب قضاء النوافل المرتبة مع الفوائت و علیه فتوی علمائنا و لو فاتته نوافل كثیرة لا یعلمها صلی إلی أن یغلب علی ظنه الوفاء كالواجب و لو فاتت لمرض لم یتأكد استحباب القضاء(1) انتهی.

ص: 42


1- 1. ضابطة الباب أن القضاء یتبع حال الأداء، أما الفرائض فلما كانت علی المؤمنین كتابا موقوتا تجب حال الاختیار و الاضطرار، كانت قضاؤها واجبا بالامر الأول علی ای حال كان علی ما مر فی ج 82 ص 313، و أمّا النوافل، فلما كان الاخذ بها فضیلة رغبة فی ثواب اللّٰه و الدار الآخرة، فالمكلف فیها علی احدی خصال: «1»- حالة فراغ و نشاط فی اقبال قلب، یتأكد علیه أداء النوافل علی حدّ سائر السنن و الا لكان فی تركها رغبة عن سنة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و قد قال« من رغب عن سنتی فلیس منی» فلو تركها متهاونا بها لوجب علیه أن یستغفر اللّٰه و یتأكد علیه أن یؤدیها قضاء خارج الوقت كما كان حال الأداء. «2»- حالة شغل و هم سلب نشاطه و فراغه و اقبال قلبه بحیث إذا أطاق نفسه باتیان النوافل كان ثقیلا علیها، فاللازم علیه مصلحة لنفسه أن یتركها، لقوله صلّی اللّٰه علیه و آله و سلّم« لا تكرهوا الی أنفسكم العبادة فتكونوا كالراكب المنبت الذی لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقی» الا أنّه یأتی بها قضاء فی ظرف آخر لیس له شغل و لا هم فی اقبال قلب و نشاط: و یتأكد علیه القضاء، اذا كان عروض الهم و الشغل له بسوء اختیاره كالاشتغال بما لا ینبغی من مشاغل الدنیا و ادخار زخرفها الدنیة أو اللّٰهو و اللعب و امثاله، و لا یتأكد علیه القضاء إذا كان فی ظرف الأداء مشتغلا بعبادة اخری اهم تفوت وقتها كتمریض إخوانه و الاهتمام فی قضاء حاجة أخیه المؤمن و غیر ذلك من محاب اللّٰه عزّ و جلّ. «3»- حال مرض أو اغماء أو غیر ذلك من الموانع التی تمنعه من الإتیان بالنوافل قهرا أو یذهب بنشاطه و اقبال قلبه طبعا، و لما كان عروض ذلك من غلبة اللّٰه علیه بمشیئته كان القضاء أیضا ساقطا عنه كما فی حال الأداء: و لعلّ اللّٰه عزّ و جلّ یثیبه أكثر من ثواب النافلة لما قد كتب علی نفسه الرحمة، و سیجی ء ما یدلّ علی ذلك فی روایات أهل البیت علیهم السلام. «4»- حال السفر الذی من اللّٰه علی عباده بوضع الركعات المسنونة الداخلة فی الفرض. و هی الاخریان من كل رباعیة فیتبعها نوافلها المسنونة الخارجة عن الفرض بطریق أولی، فلو أراد المكلف أن یأتی بالنوافل حال السفر أداء كان ردا لمنه تعالی و نقضا لما استصلحه من مرافق السفر، و هو قبیح بل حرام لاستلزامه التهاون بجلاله و عزه و استحقارا لمنه، و لما لم یكن لها حال أداء لم یكن لها قضاء بالتبع، و اما نافلة العشاء فسیجی ء الكلام فیه.

«33»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا فَاتَتْنِی صَلَاةُ اللَّیْلِ الشَّهْرَ وَ الشَّهْرَیْنِ وَ الثَّلَاثَةَ فَأَقْضِیهَا بِالنَّهَارِ أَ یَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ قُرَّةُ عَیْنٍ لَكَ وَ اللَّهِ ثَلَاثاً إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ(1) الْآیَةَ فَهُوَ قَضَاءُ صَلَاةِ النَّهَارِ بِاللَّیْلِ وَ قَضَاءُ صَلَاةِ اللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَ هُوَ مِنْ سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ الْمَكْنُونِ (2).

«34»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَیٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا ثُمَّ جَلَسَ فَأَثْنَی عَلَی اللَّهِ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَأَلَ اللَّهَ حَاجَتَهُ فَقَدْ طَلَبَ الْخَیْرَ فِی مَظَانِّهِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَیْرَ فِی مَظَانِّهِ لَمْ یَخِبْ (3).

وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الرَّبَّ لَیُعَجِّبُ مَلَائِكَتَهُ مِنَ الْعَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ یَرَاهُ یَقْضِی النَّافِلَةَ فَیَقُولُ انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی یَقْضِی مَا لَمْ أَفْتَرِضْ عَلَیْهِ (4).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی سُمَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی رَجُلٍ عَلَیْهِ مِنَ النَّوَافِلِ مَا لَا یَدْرِی كَمْ هُوَ لِكَثْرَتِهِ قَالَ یُصَلِّی

ص: 43


1- 1. الفرقان: 62.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 467.
3- 3. المحاسن ص 52 تحت عنوان« ثواب صلاة النوافل» و لذلك تبعه المؤلّف العلامة فأدرج الحدیث فی الباب، و عندی أن المراد بالركعتین ركعتا صلاة الحاجة، لا النافلة.
4- 4. المحاسن ص 52- 53.

حَتَّی لَا یَدْرِیَ كَمْ صَلَّی مِنْ كَثْرَتِهِ فَیَكُونَ قَدْ قَضَی بِقَدْرِ مَا عَلَیْهِ مِنْ ذَلِكَ قُلْتُ فَإِنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْقَضَاءِ مِنْ شُغُلِهِ قَالَ إِنْ شُغِلَ فِی مَعِیشَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا أَوْ حَاجَةٍ لِأَخٍ مُؤْمِنٍ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ (1) وَ إِنْ كَانَ شُغُلُهُ لِجَمْعِ الدُّنْیَا فَتَشَاغَلَ بِهَا عَنِ الصَّلَاةِ فَعَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ إِلَّا لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ مُسْتَخِفٌّ مُتَهَاوِنٌ مُضَیِّعٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله. قُلْتُ فَإِنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْقَضَاءِ فَهَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَتَصَدَّقَ فَسَكَتَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ فَلْیَتَصَدَّقْ بِقَدْرِ طَوْلِهِ وَ أَدْنَی ذَلِكَ مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِینٍ مَكَانَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلْتُ وَ كَمِ الصَّلَاةُ الَّتِی یَجِبُ عَلَیْهِ فِیهَا مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِینٍ قَالَ لِكُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ قُلْتُ لَا یَقْدِرُ قَالَ فَمُدٌّ إِذاً لِكُلِّ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ مُدٌّ لِصَلَاةِ النَّهَارِ وَ الصَّلَاةُ أَفْضَلُ (2).

بیان: هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ (3) بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ الْكُلَیْنِیُ (4) وَ الشَّیْخُ أَیْضاً بِسَنَدَیْهِمَا وَ فِیمَا رَوَوْهُ قَالَ: لِكُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ لِكُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاةِ النَّهَارِ فَقُلْتُ لَا یَقْدِرُ فَقَالَ مُدٌّ إِذاً لِكُلِّ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فَقُلْتُ لَا یَقْدِرُ قَالَ فَمُدٌّ إِذاً لِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ مُدٌّ لِصَلَاةِ النَّهَارِ وَ الصَّلَاةُ أَفْضَلُ (5).

و قال أكثر الأصحاب یتصدق عن كل ركعتین بمد فإن عجز فعن كل یوم و الصواب العمل بمدلول الروایة كما فعله الشهید ره فی النفلیة و غیرها.

«35»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِ

ص: 44


1- 1. و مثله ما إذا كان یمرض أحدا من إخوانه أو أقربائه.
2- 2. المحاسن ص 315.
3- 3. الفقیه ج 2 ص 359.
4- 4. الكافی ج 3 ص 454.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 136.

وَ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَخْفِیفُ الْفَرِیضَةِ وَ تَطْوِیلُ النَّافِلَةِ مِنَ الْعِبَادَةِ(1).

«36»- الْعَیَّاشِیُّ، قَالَ زُرَارَةُ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الصَّلَاةُ فِی السَّفَرِ وَ الْمَحْمِلِ سَوَاءٌ قَالَ النَّافِلَةُ كُلُّهَا سَوَاءٌ تُومِی إِیمَاءً أَیْنَمَا تَوَجَّهَتْ دَابَّتُكَ وَ سَفِینَتُكَ وَ الْفَرِیضَةُ تَنْزِلُ لَهَا عَنِ الْمَحْمِلِ إِلَی الْأَرْضِ إِلَّا مِنْ خَوْفٍ فَإِنْ خِفْتَ أَوْمَأْتَ وَ أَمَّا السَّفِینَةُ فَصَلِّ فِیهَا قَائِماً وَ تَوَخَّ الْقِبْلَةَ بِجُهْدِكَ فَإِنَّ نُوحاً قَدْ صَلَّی الْفَرِیضَةَ فِیهَا قَائِماً مُتَوَجِّهاً إِلَی الْقِبْلَةِ وَ هِیَ مُطْبِقَةٌ عَلَیْهِمْ قَالَ قُلْتُ وَ مَا كَانَ عِلْمُهُ بِالْقِبْلَةِ فَیَتَوَجَّهَهَا وَ هِیَ مُطْبِقَةٌ عَلَیْهِمْ قَالَ كَانَ جَبْرَئِیلُ یُقَوِّمُهُ نَحْوَهَا قَالَ قُلْتُ فَأَتَوَجَّهُ نَحْوَهَا فِی كُلِّ تَكْبِیرَةٍ قَالَ أَمَّا فِی النَّافِلَةِ فَلَا إِنَّ مَا

تُكَبِّرُ فِی النَّافِلَةِ عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَةِ أَكْثَرُ ثُمَّ قَالَ كُلُّ ذَلِكَ قِبْلَةٌ لِلْمُتَنَفِّلِ إِنَّهُ قَالَ وَ حَیْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (2) یَعْنِی فِی الْفَرِیضَةِ وَ قَالَ فِی النَّافِلَةِ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِیمٌ (3).

«37»- الْمُخْتَارُ مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ هُوَ یَمْشِی تَطَوُّعاً قَالَ نَعَمْ.

قال أحمد بن محمد بن أبی نصر و سمعته أنا من الحسین بن المختار.

«38»- كِتَابُ الْمَسَائِلِ، لِعَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی صَلَاةَ اللَّیْلِ فَیَذْكُرُ إِذَا قَامَ فِی صَلَاةِ الزَّوَالِ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَبْدَأُ بِالزَّوَالِ فَإِذَا صَلَّی الظُّهْرَ قَضَی صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَصْرِ وَ مَتَی مَا أَحَبَ (4).

بیان: یدل علی جواز قضاء النوافل فی أوقات الفرائض و یمكن حمله علی ما إذا لم یدخل وقت فضیلة الفریضة

«39»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ (5)، وَ جَامِعُ الْوَرَّامِ (6)، وَ مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ، بِأَسَانِیدِهِمْ

ص: 45


1- 1. المحاسن ص 324.
2- 2. البقرة: 144.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 56، و الآیة الأخیرة فی البقرة: 115.
4- 4. المسائل المطبوع فی البحار ج 10 ص 282، و رواه فی قرب الإسناد ص 122.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 147 و 148.
6- 6. تنبیه الخواطر ج 2 ص 60.

إِلَی أَبِی ذَرٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَصِیَّتِهِ لَهُ: یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ رَجُلٍ یَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِی بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ إِلَّا شَهِدَتْ لَهُ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا مِنْ مَنْزِلٍ یَنْزِلُهُ قَوْمٌ إِلَّا وَ أَصْبَحَ ذَلِكَ الْمَنْزِلُ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ أَوْ یَلْعَنُهُمْ یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ رَوَاحٍ وَ لَا صَبَاحٍ إِلَّا وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ یُنَادِی بَعْضُهَا بَعْضاً یَا جَارَةُ هَلْ مَرَّ عَلَیْكِ الْیَوْمَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ أَوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَیْكِ سَاجِداً لِلَّهِ تَعَالَی فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا وَ مِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ اهْتَزَّتْ وَ انْشَرَحَتْ وَ تَرَی أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَی جَارَتِهَا(1).

«40»- تَأْوِیلُ الْآیَاتِ الظَّاهِرَةِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَاهْیَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ هَاشِمٍ الصَّیْدَاوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ فُقَرَاءِ شِیعَتِنَا إِلَّا وَ عَلَیْهِ تَبِعَةٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا التَّبِعَةُ قَالَ مِنَ الْإِحْدَی وَ الْخَمْسِینَ رَكْعَةً وَ مِنْ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی كِتَابِ الْإِمَامَةِ(2).

وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ إِلَّا الْمُصَلِّینَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (3) قَالَ أُولَئِكَ وَ اللَّهِ أَصْحَابُ الْخَمْسِینَ مِنْ شِیعَتِنَا قَالَ قُلْتُ وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ (4) قَالَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْخَمْسِ صَلَوَاتٍ مِنْ شِیعَتِنَا قَالَ قُلْتُ وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ (5) قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ مِنْ شِیعَتِنَا.

ص: 46


1- 1. مكارم الأخلاق ص 546.
2- 2. كنز الفوائد ص 359، راجع ج 24 ص 261.
3- 3. المعارج: 23.
4- 4. المعارج: 34.
5- 5. الواقعة: 27.

«41»- مَجَالِسُ الشَّیْخِ، عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنْ أَبِی الدُّنْیَا الْمُعَمَّرِ الْمَغْرِبِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ رَكْعَتَیْنِ (1).

بیان: یشكل هذا فی الصبح و العصر و یمكن القول بنسخه أو بأنه كان من خصائصه صلی اللّٰه علیه و آله أو محمول علی التقیة

لَمَّا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنَ الْعَامَّةِ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَائِشَةَ(2) قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَكْعَتَیْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِی.

و قال بعض العامة إنه كان مخصوصا به و قال بعضهم إنه صلی اللّٰه علیه و آله شغل عن الركعتین بعد الظهر فقضاهما بعد العصر ثم أثبته إذ كان حكمه أن یداوم (3) علی ما فعله مرة مع أن أخبار أبی الدنیا غیر معتبرة و إنما أوردها الأصحاب للغرابة من جهة علو الأسناد.

«42»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ مِنَ الْأَصْدَافِ الطَّاهِرَةِ، وَ أَعْلَامُ الدِّینِ لِلدَّیْلَمِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ الْقَلْبَ یَحْیَا وَ یَمُوتُ فَإِذَا حَیَّ فَأَدِّبْهُ بِالتَّطَوُّعِ وَ إِذَا مَاتَ فَاقْصُرْهُ عَلَی الْفَرَائِضِ (4).

«43»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ الرِّضَا علیه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً أَوْ نَشَاطاً وَ فُتُوراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ بَصُرَتْ وَ فَهِمَتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ كَلَّتْ وَ مَلَّتْ فَخُذُوهَا عِنْدَ إِقْبَالِهَا وَ نَشَاطِهَا وَ اتْرُكُوهَا عِنْدَ إِدْبَارِهَا.

ص: 47


1- 1. لا یوجد فی الأمالی المطبوع.
2- 2. رواه فی مشكاة المصابیح ص 105 و قال متفق علیه.
3- 3. قیل: هاتان الركعتان ركعتا سنة الظهر فاتتا منه صلّی اللّٰه علیه و آله بسبب الوفود فقضاهما بعد العصر كما جاء فی حدیث أم سلمة، و روی أنّه شغله قسمة مال أتاه، ثمّ داوم علیها لما كان من عادته الشریفة إذا صلی صلاة أثبتها، وعدهما بعضهم من خصائصه صلّی اللّٰه علیه و آله و قد جاء الأحادیث بطرق متعدّدة مصرحة أنهما كانتاراتبة العصر، و لم یكن بسبب عارض. و بالجملة الاخبار و الآثار فی النهی عن الصلاة بعد العصر كثیرة، و علیه الجمهور، فالاحسن ان یقال انهما من خصائصه صلّی اللّٰه علیه و آله.
4- 4. الدرة الباهرة و اعلام الدین مخطوط.

وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَی النَّوَافِلِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْصُرُوهَا عَلَی الْفَرَائِضِ (1).

«44»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّینَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمَا قَالا: لَا تُصَلِّ نَافِلَةً وَ عَلَیْكَ فَرِیضَةٌ قَدْ فَاتَتْكَ حَتَّی تُؤَدِّیَ الْفَرِیضَةَ(2).

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ لَا یَقْبَلُ نَافِلَةً إِلَّا بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ كَیْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَ رَأَیْتَ إِنْ كَانَ عَلَیْكَ یَوْمٌ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَ كَانَ لَكَ أَنْ تَتَطَوَّعَ حَتَّی تَقْضِیَهُ قَالَ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ(3) قَالَ مُؤَلِّفُ الدَّعَائِمِ وَ هَذَا فِی الْفَوَائِتِ أَوْ فِی آخِرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ إِذَا كَانَ الْمُصَلِّی إِذَا بَدَأَ بِالنَّافِلَةِ فَاتَهُ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَعَلَیْهِ أَنْ یَبْتَدِئَ بِالْفَرِیضَةِ فَأَمَّا إِنْ كَانَ فِی أَوَّلِ الْوَقْتِ بِحَیْثُ یَبْلُغُ أَنْ یُصَلِّیَ النَّافِلَةَ ثُمَّ یُدْرِكَ الْفَرِیضَةَ فِی وَقْتِهَا فَإِنَّهُ یُصَلِّیهَا(4).

وَ مِنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَ فِی بَعْضِ أَسْفَارِهِ بِوَادٍ فَبَاتَ بِهِ فَقَالَ مَنْ یَكْلَؤُنَا اللَّیْلَ فَقَالَ بِلَالٌ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَامَ وَ نَامَ النَّاسُ جَمِیعاً فَمَا أَیْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا هَذَا یَا بِلَالُ فَقَالَ أَخَذَ بِنَفْسِیَ الَّذِی أَخَذَ بِأَنْفَاسِكُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَنَحَّوْا مِنْ هَذَا الْوَادِی الَّذِی أَصَابَتْكُمْ فِیهِ هَذِهِ الْغَفْلَةُ فَإِنَّكُمْ نِمْتُمْ بِوَادِی شَیْطَانٍ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَ تَوَضَّأَ النَّاسُ وَ أَمَرَ بِلَالًا ثُمَّ أَذَّنَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ ثُمَّ أَقَامَ وَ صَلَّی الْفَجْرَ(5).

وَ مِنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ قَالَ هَذَا فِی التَّطَوُّعِ مَنْ حَافَظَ عَلَیْهِ وَ قَضَی مَا فَاتَهُ مِنْهُ (6).

وَ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَفْعَلُ ذَلِكَ یَقْضِی بِالنَّهَارِ مَا فَاتَهُ بِاللَّیْلِ وَ بِاللَّیْلِ مَا فَاتَهُ بِالنَّهَارِ(7).

ص: 48


1- 1. الدرة الباهرة و اعلام الدین مخطوط.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 140.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 140.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 140.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 141.
6- 6. دعائم الإسلام ج 1 ص 212.
7- 7. دعائم الإسلام ج 1 ص 212.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا مِنْ أَعْمَالِ الْخَیْرِ فَلْیَدُمْ عَلَیْهِ سَنَةً وَ لَا یَقْطَعْهُ دُونَهَا شَیْ ءٌ(1).

قال المؤلف ما أظنه أراد بهذا أن یقطع بعد السنة و لكنه أراد أن یدرب الناس علی عمل الخیر و یعودهم إیاه لأن من داوم عملا سنة لم یقطعه لأنه یصیر حینئذ عادة و قد جربنا هذا فی كثیر من الأشیاء فوجدناه كذلك (2).

أقول: و إن كان الأمر غالبا كما ذكره لكن لا ضرورة إلی هذا التكلف و لا حجر فی ترك المستحبات و النوافل.

«45»- فَلَاحُ السَّائِلِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ آخَرِینَ قَالُوا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ فَقَدْ فُتِحَ لَهُ بِأَعْظَمِ أَعْمَالِ الْآدَمِیِّینَ إِلَّا مَنْ أَشْبَهَهُ أَوْ مَنْ زَادَ عَلَیْهِ (3).

فائدة نذكر فیها ما یفهم من الأخبار و الأصحاب من الفرق فی الأحكام بین الفریضة و النافلة.

الأول جواز الجلوس فیها اختیارا علی المشهور كما عرفت.

الثانی عدم وجوب السورة فیها إجماعا بخلاف الفریضة فإنه قد قیل فیها بالوجوب.

الثالث جواز القرآن فیها إجماعا بخلاف الفریضة فإنه ذهب جماعة كثیرة إلی عدم الجواز.

الرابع جواز فعلها راكبا و ماشیا اختیارا علی التفصیل المتقدم بخلاف الفریضة كما عرفت.

ص: 49


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 214.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 214.
3- 3. فلاح السائل ص 127- 128.

الخامس أن الشك بین الواحد و الاثنین فی الفریضة یوجب البطلان بخلاف النافلة فإنه یبنی علی الأقل كما هو ظاهر أكثر الروایات أو یتخیر بین البناء علی الأقل أو الأكثر كما هو المشهور.

السادس أن الشك فی الزائد علی الاثنین یوجب صلاة الاحتیاط فی الفریضة بخلاف النافلة فإنه یبنی علی الأقل أو هو مخیر.

السابع لو عرض فی النافلة ما لو عرض فی الفریضة لأوجب سجدة السهو لا یوجبها فیها كالكلام إذ المتبادر من الأخبار الواردة فی ذلك الفریضة.

الثامن أن زیادة الركن سهوا فی النافلة لا یوجب البطلان بخلاف الفریضة و قد صرح بذلك العلامة فی المنتهی و الشهید فی الدروس قال فی المنتهی لو قام إلی الثالثة فی النافلة فركع ساهیا أسقط الركوع و جلس و تشهد و قال مالك یتمها أربعا و یسجد للسهو.

ثُمَّ قَالَ وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی الصَّحِیحِ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ سَهَا فِی رَكْعَتَیْنِ مِنَ النَّافِلَةِ فَلَمْ یَجْلِسْ بَیْنَهُمَا حَتَّی قَامَ فَرَكَعَ فِی الثَّالِثَةِ قَالَ یَدَعُ رَكْعَةً وَ یَجْلِسُ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ یَسْتَأْنِفُ الصَّلَاةَ.

و أقول لا یتوهم أن استئناف الصلاة أراد به استئناف الركعتین المتقدمتین إذ لم یحتج حینئذ إلی التشهد و السلام بل المراد استئناف ما شرع فیه من الركعتین الأخیرتین و روی الحسن (2)

الصیقل فی الوتر أیضا مثل ذلك و قال فی آخره لیس النافلة مثل الفریضة. التاسع أن نقصان الركن فی الفریضة أی تركه إلی أن یدخل فی ركن آخر یوجب البطلان علی المشهور من عدم التلفیق و فی النافلة یرجع و یأتی به و إن دخل فی ركن آخر لأن الأصحاب حملوا أحادیث التلفیق علی النافلة فیدل علی قولهم بالفرق فی ذلك.

العاشر ذهب ابن أبی عقیل إلی عدم وجوب الفاتحة فی النافلة فهو أحد الفروق علی قوله لكنه ضعیف.

ص: 50


1- 1. التهذیب ج 1 ص 189.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 231 و 189 ط حجر ج 2 ص 189 و 336 ط نجف.

الحادی عشر ذهب العلامة إلی عدم وجوب الاعتدال فی رفع الرأس من الركوع و السجود فی النافلة بل جواز ترك كل ما لم یكن ركنا فی الفریضة

وَ قَدْ یُسْتَدَلُّ عَلَی ذَلِكَ بِمَا مَرَّ نَقْلًا عَنِ السَّرَائِرِ(1) وَ قُرْبِ الْإِسْنَادِ(2)

عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ الرِّضَا عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ ثُمَّ لَا یَرْفَعُ یَدَیْهِ مِنَ الْأَرْضِ بَلْ یَسْجُدُ الثَّانِیَةَ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ نَقْصٌ فِی الصَّلَاةِ.

بحمله علی النافلة و لا صراحة فیه.

الثانی عشر جواز قراءة السجدة(3)

فی النافلة و عدمه فی الفریضة.

الثالث عشر الإتیان بسجود التلاوة فی النافلة و عدمها فی الفریضة كما مر.

الرابع عشر جواز إیقاع النافلة فی الكعبة و عدمه فی الفریضة علی أحد القولین.

الخامس عشر لزوم رفع شی ء و السجود علیه إذا صلی الفریضة علی الدابة و فی النافلة یكفیه الإیماء كما دل علیه صحیحة عبد الرحمن بن أبی عبد اللّٰه (4) و غیرها و قد تقدم القول فیه.

السادس عشر جواز القراءة فی المصحف فی النافلة و عدمه فی الفریضة علی قول جماعة.

السابع عشر استحباب إیقاع الفریضة فی المسجد و عدمه فی النافلة علی المشهور و قد مر بعض ذلك و سیأتی بعضه.

ص: 51


1- 1. السرائر ص 469.
2- 2. قرب الإسناد ص 96 ط حجر ص 126 ط نجف.
3- 3. یعنی آیة سجدة التلاوة.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 340، راجع ج 84 ص 91.

باب 2 نوافل الزوال و تعقیبها و أدعیة الزوال

«1»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ فَمَنْ صَلَّی تِلْكَ السَّاعَةَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَقَدْ وَافَقَ صَلَاةَ الْأَوَّابِینَ وَ ذَلِكَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ(1).

«2»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَ تَدْرِی لِمَ جُعِلَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ قُلْتُ لَا قَالَ حَتَّی لَا یَكُونَ تَطَوُّعٌ فِی وَقْتِ مَكْتُوبَةٍ(2).

أقول: قد مضی مثله فی باب وقت الظهرین (3).

«3»- الْعُیُونُ، عَنْ تَمِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام فِی طَرِیقِ خُرَاسَانَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ جَدَّدَ وُضُوءَهُ وَ قَامَ وَ صَلَّی سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الْأَرْبَعِ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُسَلِّمُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ یَقْنُتُ فِیهِمَا فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ ثُمَّ یُؤَذِّنُ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یُقِیمُ وَ یُصَلِّی الظُّهْرَ فَإِذَا سَلَّمَ سَبَّحَ اللَّهَ وَ حَمَّدَهُ وَ كَبَّرَهُ وَ هَلَّلَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ یَقُولُ فِیهَا مِائَةَ مَرَّةٍ

ص: 52


1- 1. قرب الإسناد ص 55 ط حجر، 73 ط نجف.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 38.
3- 3. راجع ج 83 ص 30.

شُكْراً لِلَّهِ (1).

«4»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سَارَ وَ سِرْتُ حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً قُلْتُ الصَّلَاةَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ هَذَا أَرْضُ وَادِی النَّمْلِ لَا نُصَلِّی فِیهَا حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً آخَرَ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ هَذِهِ الْأَرْضُ مَالِحَةٌ لَا نُصَلِّی فِیهَا قَالَ حَتَّی نَزَلَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ فَقَالَ لِی صَلَّیْتَ أَمْ تُصَلِّی سُبْحَتَكَ قُلْتُ هَذِهِ صَلَاةٌ یُسَمِّیهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ الزَّوَالَ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُصَلُّونَ هُمْ شِیعَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هِیَ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ (2).

الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ: مِثْلَهُ (3) إِلَی قَوْلِهِ فَنَزَلَ وَ نَزَلْتُ فَقَالَ یَا ابْنَ عَطَاءٍ أَتَیْتَ الْعِرَاقَ فَرَأَیْتَ الْقَوْمَ یُصَلُّونَ بَیْنَ تِلْكَ السَّوَارِی فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أُولَئِكَ شِیعَةُ أَبِی عَلِیٍّ هَذِهِ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِینَ غَفُوراً(4).

أقول: تمام الخبرین فی باب آداب الركوب (5).

«5»- مَجَالِسُ الْمُفِیدِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلِّ صَلَاةَ الزَّوَالِ فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ وَ أَكْثِرْ مِنَ التَّطَوُّعِ یُحِبَّكَ الْحَفَظَةُ(6).

ص: 53


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 180.
2- 2. المحاسن ص 352.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 285، و رواه الكشّیّ فی رجاله ص 188، الكافی ج 8 ص 276.
4- 4. أسری: 25.
5- 5. راجع ج 76 ص 297، و قد مر فی ج 83 ص 321 أیضا باب المواضع التی نهی عن الصلاة فیها.
6- 6. أمالی المفید ص 46 فی حدیث.

«6»- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ نَوَادِرِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا كُنْتَ شَاكّاً فِی الزَّوَالِ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا اسْتَیْقَنْتَ أَنَّهَا قَدْ زَالَتْ بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَةِ(1).

بیان: محمول علی یوم الجمعة كما سیأتی الأخبار فیه.

«7»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَقْتُ الزَّوَالِ مَوْضِعٌ خَاصٌّ لِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَ الِابْتِهَالِ وَ رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ قُضِیَتِ الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ وَقْتٍ إِلَی أَیِّ وَقْتٍ فَقَالَ مِقْدَارَ مَا یُصَلِّی الرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسِّلًا(2).

أَقُولُ وَ مِمَّا رُوِّیْنَاهُ (3)

عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ الْمَذَارِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ الْأَدَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زِیَادِ بْنِ النَّوَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ رُكُودِ الشَّمْسِ عِنْدَ الزَّوَالِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا أَصْغَرَ جُثَّتَكَ وَ أَعْضَلَ مَسْأَلَتَكَ وَ إِنَّكَ لَأَهْلٌ لِلْجَوَابِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ حَذَفْنَاهُ ثُمَّ قَالَ یَبْلُغُ شُعَاعُهَا تُخُومَ الْعَرْشِ فَتُنَادِی الْمَلَائِكَةُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُحَافِظُ عَلَی هَذَا الْكَلَامِ عِنْدَ الزَّوَالِ قَالَ نَعَمْ حَافِظْ عَلَیْهِ كَمَا تُحَافِظُ عَلَی عَیْنَیْكَ فَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُسَبِّحُ اللَّهَ فِی ذَلِكَ الْجَوِّ بِهَذَا التَّسْبِیحِ حَتَّی تَغِیبَ (4).

ص: 54


1- 1. السرائر ص 465.
2- 2. فلاح السائل ص 95 و 96.
3- 3. فی المصدر: و روی أبو محمّد هارون بن موسی.
4- 4. فلاح السائل ص 96.

بیان: رواه الصدوق فی الفقیه (1) بسنده إلی محمد بن مسلم و فیه الدعاء هكذا سبحان اللّٰه و لا إله إلا اللّٰه و الحمد لله الذی لم یتخذ صاحبة و لا ولدا إلی آخره و فی المصباح (2) و البلد الأمین (3)

و غیرهما كما فی المتن.

«8»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِمَّا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ فِیمَا یَرْوِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ رَأَیْتُهُ بِخَطِّ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ فِی كِتَابِ نَوَادِرِ التَّصْنِیفِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ اسْتُجِیبَ الدُّعَاءُ فَطُوبَی لِمَنْ رُفِعَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ (4).

و رویناه أیضا بإسنادنا إلی الحسین بن سعید من كتابه كتاب الصلاة(5): أربعین الشهید بإسناده إلی الشیخ عن أبی الحسین بن أحمد القمی عن محمد بن الحسن بن الولید عن محمد بن الحسن الصفار عن یعقوب بن یزید عن ابن أبی عمیر عن ابن أذینة عن زرارة عنه علیه السلام: مثله (6).

«9»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنْ كِتَابِ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ هَبَّتِ الرِّیَاحُ وَ قُضِیَ فِیهَا الْحَوَائِجُ الْكِبَارُ(7).

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ فَاطْلُبْهَا إِلَی اللَّهِ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ یَعْنِی زَوَالَ الشَّمْسِ (8)

وَ مِمَّا یُقَالُ عِنْدَ الزَّوَالِ مِنَ الِابْتِهَالِ مَا رَوَیْنَاهُ عَنْ جَدِّی- أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ مِمَّا ذَكَرَهُ فِی الْمِصْبَاحِ الْكَبِیرِ وَ هُوَ مِنْ أَدْعِیَةِ السِّرِّ- اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ جُمْلَتُهُ وَ تَفْسِیرُهُ

ص: 55


1- 1. الفقیه ج 1 ص 145.
2- 2. مصباح الشیخ ص 23.
3- 3. البلد الأمین ص 6.
4- 4. فلاح السائل ص 96.
5- 5. فلاح السائل ص 96.
6- 6. تراه فی أمالی الصدوق ص 343.
7- 7. فلاح السائل ص 97.
8- 8. فلاح السائل ص 97.

كَمَا اسْتَحْمَدْتَ بِهِ إِلَی أَهْلِهِ الَّذِینَ خَلَقْتَهُمْ لَهُ وَ أَلْهَمْتَهُمْ ذَلِكَ الْحَمْدَ كُلَّهُ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كَمَا جَعَلْتَ رِضَاكَ عَمَّنْ بِالْحَمْدِ رَضِیتَ عَنْهُ لِیَشْكُرَ مَا بِهِ مِنْ نِعْمَتِكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ كَمَا رَضِیتَ بِهِ لِنَفْسِكَ وَ قَضَیْتَ بِهِ عَلَی عِبَادِكَ حَمْداً مَرْغُوباً فِیهِ عِنْدَ أَهْلِ الْخَوْفِ مِنْكَ لِمَهَابَتِكَ مَرْهُوباً عِنْدَ أَهْلِ الْعِزَّةِ بِكَ لِسَطْوَتِكَ وَ مَشْكُوراً عِنْدَ أَهْلِ الْإِنْعَامِ مِنْكَ لِإِنْعَامِكَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا مُتَكَبِّراً فِی مَنْزِلَةٍ تَدَهْدَهَتْ أَبْصَارُ النَّاظِرِینَ وَ تَحَیَّرَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ بُلُوغِ عِلْمِ جَلَالِهَا تَبَارَكْتَ فِی الْعُلَی وَ تَقَدَّسْتَ فِی الْآلَاءِ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا یَا أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْجُودِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِیرُ الْمُتَعَالِ لِلْفَنَاءِ خَلَقْتَنَا وَ أَنْتَ الْكَائِنُ لِلْبَقَاءِ فَلَا تَفْنَی وَ لَا نَبْقَی وَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِنَا وَ نَحْنُ أَهْلُ الْغِرَّةِ بِكَ وَ الْغَفْلَةِ عَنْ شَأْنِكَ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا تَغْفُلُ وَ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمُ بِحَقِّكَ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی مِنْ تَحْوِیلِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا یَا كَرِیمُ.

رَوَی صَاحِبُ الْحَدِیثِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ ذَلِكَ كَفَیْتُهُ كُلَّ الَّذِی أَكْفِی عِبَادِیَ الصَّالِحِینَ وَ صَفَحْتُ لَهُ بِرِضَایَ عَنْهُ وَ جَعَلْتُهُ لِی وَلِیّاً(1).

بیان: رواه الشیخ فی المصباح (2)

و الكفعمی (3) و ابن الباقی

وَ فِی رِوَایَةِ الْكَفْعَمِیِّ: یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَحَبَّ مِنْ أُمَّتِكَ رَحْمَتِی وَ بَرَكَتِی وَ رِضْوَانِی وَ تَعَطُّفِی وَ قَبُولِی وَ وَلَایَتِی وَ إِجَابَتِی فَلْیَقُلْ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ(4) ثُمَّ قَالَ فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ كَفَیْتُهُ كُلَّ الَّذِی أَكْفِی عِبَادِیَ الصَّالِحِینَ الْحَامِدِینَ الشَّاكِرِینَ.

و سیأتی بسنده فی أدعیة السر(5).

و قال الجوهری دهدهت الحجر فتدهده دحرجته فتدحرج و فی بعض النسخ

ص: 56


1- 1. ذكره فی الفصل الحادی و الأربعین من فلاح السائل و لم یطبع الا ثلاثون بابا منه.
2- 2. مصباح الشیخ ص 22.
3- 3. البلد الأمین ص 6 و 7.
4- 4. البلد الأمین ص 511 و 512.
5- 5. راجع ج 95 ص 318.

تذبذبت أی تحركت

«10»- مِصْبَاحُ الشَّیْخِ وَ غَیْرُهُ،: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقُولَ أَیْضاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ مُعَظَّماً مُقَدَّساً مُوَقَّراً كَبِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً اللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْحَمْدِ وَ الْمَجْدِ وَ الثَّنَاءِ وَ التَّصْدِیقِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ- لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا شَرِیكَ لَهُ فِی تَكْبِیرِی إِیَّاهُ بَلْ مُخْلِصاً لَهُ الدِّینَ وَجَّهْتُ وَجْهِی لِلْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ الْجِنِّ وَ وَسَاوِسِهِمْ وَ حِیَلِهِمْ وَ كَیْدِهِمْ وَ حَسَدِهِمْ وَ مَكْرِهِمْ وَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ لَا شَرِیكَ لَكَ لَكَ الْعِزَّةُ وَ السُّلْطَانُ وَ الْجَلَالُ وَ الْإِكْرَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اهْدِنِی سُبُلَ الْإِسْلَامِ وَ أَقْبِلْ عَلَیَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ یُسْتَحَبُّ أَیْضاً أَنْ یَقْرَأَ عِنْدَ الزَّوَالِ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ بَعْدَ الثَّمَانِی الرَّكَعَاتِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مَرَّةً(1).

«11»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ رَوَی الْكُلَیْنِیُ (2) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ الزَّوَالِ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ (3).

وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الِاسْتِخَارَةُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الزَّوَالِ (4)

وَ رَوَیْنَا هَذِهِ الرِّوَایَةَ بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ فِیمَا ذَكَرَهُ فِی كِتَابِ الصَّلَاةِ(5).

وَ بِالْإِسْنَادِ إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اقْرَأْ فِی صَلَاةِ الزَّوَالِ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ

ص: 57


1- 1. مصباح الشیخ ص 23 و 24.
2- 2. تراه فی الكافی ج 3 ص 444.
3- 3. فلاح السائل ص 124.
4- 4. فلاح السائل ص 124.
5- 5. فلاح السائل ص 124.

بِالْإِخْلَاصِ وَ سُورَةِ الْجَحْدِ وَ الثَّالِثَةَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ وَ فِی الرَّابِعَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرِ الْبَقَرَةِ وَ فِی الْخَامِسَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآیَاتِ الَّتِی فِی آخِرِ آلِ عِمْرَانَ- إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ فِی السَّادِسَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةِ السُّخْرَةِ وَ هِیَ ثَلَاثُ آیَاتٍ مِنَ الْأَعْرَافِ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ (1) وَ فِی السَّابِعَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآیَاتِ الَّتِی فِی الْأَنْعَامِ- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ

وَ خَلَقَهُمْ (2) وَ فِی الثَّامِنَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرِ الْحَشْرِ- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ إِلَی آخِرِهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ وَ دِینِ نَبِیِّكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ (3).

«12»- مِصْبَاحُ الشَّیْخِ، قَالَ: یَقْرَأُ بَعْدَ التَّكْبِیرَاتِ الِافْتِتَاحِیَّةِ الْحَمْدَ وَ سُورَةً مِمَّا یَخْتَارُهَا مِنَ الْمُفَصَّلِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِی الْأَوَّلَةِ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الْبَاقِی مَا شَاءَ.

وَ رُوِیَ: فِی الثَّالِثَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ فِی الرَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرَ الْبَقَرَةِ وَ فِی الْخَامِسَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآیَاتِ الَّتِی فِی آخِرِ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ فِی السَّادِسَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ السُّخْرَةِ وَ هِیَ ثَلَاثُ آیَاتٍ مِنَ الْأَعْرَافِ- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إِلَی قَوْلِهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ وَ فِی السَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآیَاتِ الَّتِی فِی الْأَنْعَامِ- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ فِی الثَّامِنَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرَ الْحَشْرِ- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ إِلَی آخِرِهَا.

ص: 58


1- 1. الأعراف: 54- 56.
2- 2. الأنعام: 100- 103.
3- 3. فلاح السائل ص 128.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِ (1).

«13»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِمَّا یُقَالُ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِی نَوَافِلِ الزَّوَالِ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ مِمَّا ذَكَرَهُ فِی مِصْبَاحِهِ الْكَبِیرِ(2)

وَ هُوَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِإِلَهٍ اسْتَحْدَثْنَاكَ وَ لَا بِرَبٍّ یَبِیدُ ذِكْرُكَ وَ لَا كَانَ مَعَكَ شُرَكَاءُ یَقْضُونَ مَعَكَ وَ لَا كَانَ قَبْلَكَ مِنْ إِلَهٍ فَنَعْبُدَهُ وَ نَدَعَكَ وَ لَا أَعَانَكَ عَلَی خَلْقِنَا أَحَدٌ فَنَشُكَّ فِیكَ أَنْتَ اللَّهُ الدَّیَّانُ فَلَا شَرِیكَ لَكَ وَ أَنْتَ الدَّائِمُ فَلَا یَزُولُ مُلْكُكَ أَنْتَ أَوَّلُ الْأَوَّلِینَ وَ آخِرُ الْآخِرِینَ وَ دَیَّانُ یَوْمِ الدِّینِ یَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی وَجْهُكَ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ فِی الْعِزِّ مُشَارَكاً وَ لَمْ تُولَدْ فَتَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً وَ لَمْ تُدْرِكْكَ الْأَبْصَارُ فَتُقَدِّرَكَ شَبَحاً مَاثِلًا وَ لَمْ یَتَعَاوَرْكَ زِیَادَةٌ وَ لَا نُقْصَانٌ وَ لَا تُوصَفُ بِأَیْنَ وَ لَا كَیْفَ وَ لَا ثَمَّ وَ لَا مَكَانٍ وَ بَطَنْتَ فِی خَفِیَّاتِ الْأُمُورِ وَ ظَهَرْتَ فِی الْعُقُولِ بِمَا نَرَی مِنْ خَلْقِكَ مِنْ عَلَامَاتِ التَّدْبِیرِ أَنْتَ الَّذِی سُئِلَتِ الْأَنْبِیَاءُ علیهم السلام عَنْكَ فَلَمْ تَصِفْكَ بِحَدٍّ وَ لَا بِبَعْضٍ بَلْ دَلَّتْ عَلَیْكَ مِنْ آیَاتِكَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ الْمُنْكِرُونَ جَحْدَهُ لِأَنَّ مَنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ مَا بَیْنَهُمَا فِطْرَتُهُ فَهُوَ الصَّانِعُ الَّذِی بَانَ عَنِ الْخَلْقِ فَلَا شَیْ ءَ كَمِثْلِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَا بَیْنَهُمَا آیَاتٌ دَلِیلَاتٌ عَلَیْكَ تُؤَدِّی عَنْكَ الْحُجَّةَ وَ تَشْهَدُ لَكَ بِالرُّبُوبِیَّةِ مَوْسُومَاتٌ بِبُرْهَانِ قُدْرَتِكَ وَ مَعَالِمِ تَدْبِیرِكَ فَأَوْصَلْتَ إِلَی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا آنَسَهَا مِنْ وَحْشَةِ الْفِكْرِ وَ وَسْوَسَةِ الصَّدْرِ فَهِیَ عَلَی اعْتِرَافِهَا بِكَ شَاهِدَةٌ بِأَنَّكَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَ بَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ انْقَطَعَتِ الْغَایَاتُ دُونَكَ فَسُبْحَانَكَ لَا وَزِیرَ لَكَ سُبْحَانَكَ لَا عَدْلَ لَكَ سُبْحَانَكَ لَا ضِدَّ لَكَ سُبْحَانَكَ لَا نِدَّ لَكَ سُبْحَانَكَ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ سُبْحَانَكَ لَا تُغَیِّرُكَ الْأَزْمَانُ سُبْحَانَكَ لَا تَنْتَقِلُ بِكَ الْأَحْوَالُ سُبْحَانَكَ لَا یُعْیِیكَ شَیْ ءٌ سُبْحَانَكَ لَا یَفُوتُكَ شَیْ ءٌ سُبْحانَكَ

ص: 59


1- 1. مصباح الشیخ ص 26.
2- 2. تراه فی المصباح ص 23.

إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ- إِلَّا تَغْفِرْ لِی وَ تَرْحَمْنِی أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ حَبِیبِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ أَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ وَ خَازِنِكَ عَلَی عِلْمِكَ الْهَادِی إِلَیْكَ بِإِذْنِكَ الصَّادِعِ بِأَمْرِكَ عَنْ وَحْیِكَ الْقَائِمِ بِحُجَّتِكَ فِی عِبَادِكَ الدَّاعِی إِلَیْكَ الْمُوَالِی لِأَوْلِیَائِكَ مَعَكَ وَ الْمُعَادِی أَعْدَاءَكَ دُونَكَ السَّالِكِ جُدَدَ الرَّشَادِ إِلَیْكَ الْقَاصِدِ مَنْهَجَ الْحَقِّ نَحْوَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَفْضَلَ وَ أَكْرَمَ وَ أَشْرَفَ وَ أَعْظَمَ وَ أَطْیَبَ وَ أَتَمَّ وَ أَعَمَّ وَ أَزْكَی وَ أَنْمَی وَ أَوْفَی وَ أَكْثَرَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رَسُولٍ مِنْ رُسُلِكَ وَ بِجَمِیعِ مَا صَلَّیْتَ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِكَ وَ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَ ذُنُوبِی بِهِمْ مَغْفُورَةً وَ سَعْیِی بِهِمْ مَشْكُوراً وَ دُعَائِی بِهِمْ مُسْتَجَاباً وَ رِزْقِی بِهِمْ مَبْسُوطاً وَ انْظُرْ إِلَیَّ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ نَظْرَةً أَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لَا تَصْرِفْهُ عَنِّی أَبَداً بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَدْخُلُ فِی نَافِلَةِ الزَّوَالِ (1).

إیضاح: یبید أی یهلك و یضمحل و الدیان القهار و الحاكم و المحاسب و المجازی فتكون فی العز مشاركا إذ الولد یكون من نوع الوالد و صنفه و رهطه و فی الرفعة و العزة شبیهه و مثله فتكون موروثا أی هالكا یرثه غیره و یبقی بعده لحدوث كل مولود و هلاك كل حادث.

فتقدرك شبحا ماثلا هذا إشارة إلی امتناع الرؤیة إذ فیها یتمثل بحاسة الرائی صورة مماثلة للمرئی و موافقة له فی الحقیقة و كیف یكون المتقدر المتمثل موافقا للحقیقة أو مشابها للمنزه عن الحدود و الأقدار و الماثل یكون بمعنی القائم و بمعنی المشابه و التعاور التناوب و لعل المراد بالأین الجهة و بثم المكان فالمكان تأكید له و فی بعض النسخ مكان ثم بم أی لیس له ماهیة یقال فی جواب ما هو.

ص: 60


1- 1. لم نجده فی المطبوع من المصدر.

بطنت فی خفیات الأمور أی اطلع علی بواطنها و نفذ علمه فیها أو أنه أخفی من خفیات الأمور لذوی العقول بما نری علی صیغة المتكلم أو الغیبة علی بناء المجهول بحد أی بالتحدیدات الجسمانیة أو الأعم منها و من العقلانیة و كذا قوله و لا ببعض نفی للأبعاض الخارجیة و العقلیة قبل القبل أی قبل كل ما یعرض له القبلیة بلا قبل أی لیست قبلیته إضافیة لیمكن أن یكون قبله شی ء أو بلا زمان قبل لیكون الزمان موجودا معه أزلا و الأول فی الثانی أظهر بل فی الأول.

انقطعت الغایات دونك أی كل غایة تفرض أزلا و أبدا فهو منقطع عنده و هو موجود قبله و بعده فلا یمكن أن تفرض له غایة أو هو غایة الغایات كما أنه مبدأ المبادی.

الصادع بأمرك أی مظهره و المتكلم به جهارا من غیر تقیة عن وحیك أی كل ما أمرت به من جهة الوحی أظهره كما قال تعالی فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ(1) الموالی أولیاءك معك أی ضم موالاتهم مع موالاتك أو حال كونهم معك و المعادی أعداءك دونك أی عاداهم و لم یعادك أو حال كونهم مباینون منك و قال الجوهری الجدد الأرض الصلب و فی المثل من سلك الجدد أمن العثار و قد مر شرح تلك الفقرات مفصلا فی كتاب التوحید.

«14»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ فِی صَلَاةِ الزَّوَالِ یَعْنِی السُّنَّةَ قَبْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ هِیَ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَ هَبَّتِ الرِّیحُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ قُبِلَ الدُّعَاءُ وَ قُضِیَتِ الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ (2).

«15»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلِّ ثَمَانِیَ رَكَعَاتٍ مِنْهَا رَكْعَتَانِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الثَّانِیَةُ بِالْفَاتِحَةِ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ

ص: 61


1- 1. الحجر: 94.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 209.

وَ سِتُّ رَكَعَاتٍ بِمَا أَحْبَبْتَ مِنَ الْقُرْآنِ (1).

«16»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، مِنْ كِتَابِ طَرِیقِ النَّجَاةِ لِابْنِ الْحَدَّادِ الْعَامِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ سِتّاً وَ سَبْعِینَ مَرَّةً خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ أَلْفَ مَلَكٍ یَكْتُبُونَ ثَوَابَهَا سِتَّةً وَ ثَلَاثِینَ أَلْفَ عَامٍ مِنْهَا إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ النَّافِلَةِ عَشْراً وَ بَعْدَ نَوَافِلِ الزَّوَالِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(2).

«17»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ فِی صَلَاةِ الزَّوَالِ فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ وَ اقْرَأْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِلَی آخِرِ الْبَقَرَةِ وَ اقْرَأْ یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ مِنْ شَأْنِكَ قَضَاءَ حَاجَتِی وَ اقْضِ لِی فِی شَأْنِكَ حَاجَتِی وَ حَاجَتِی إِلَیْكَ الْعِتْقُ مِنَ النَّارِ وَ الْإِقْبَالُ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ إِلَیَّ وَ رِضَاكَ عَنِّی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْ حَاجَتِی إِلَیْكَ مُحَمَّداً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ أَتَقَرَّبُ بِهِمْ إِلَیْكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِهِمْ فَاجْعَلْنِی بِهِمْ وَجِیهاً عِنْدَكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ اجْعَلْ صَلَوَاتِی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَ ذَنْبِی بِهِمْ مَغْفُوراً وَ دُعَائِی بِهِمْ مُسْتَجَاباً إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ ثُمَّ تُصَلِّی ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَ هِیَ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ افْتَتِحْ تَكْبِیرَةً وَاحِدَةً وَ قُلْ فِی تَكْبِیرِكَ فِی هَذِهِ الصَّلَاةِ اللَّهُ أَكْبَرُ تَعْظِیماً وَ تَقْدِیساً وَ تَكْبِیراً

وَ إِجْلَالًا وَ مَهَابَةً وَ تَعَبُّداً أَهْلَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْمَجْدِ وَ الثَّنَاءِ وَ التَّقْدِیسِ وَ التَّطْهِیرِ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ وَ لَا مَعْبُودَ سِوَاهُ وَ لَا رَبّاً دُونَهُ فَرْداً خَالِقاً وَتْراً لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً ثُمَّ تَعَوَّذُ وَ تُسَمِّی وَ تَقْرَأُ مَا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الدُّعَاءِ الْخَالِصِ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِكَ وَ مِنْكَ وَ بِعَبْدِكَ الَّذِی جَعَلْتَهُ سَفِیراً بَیْنَكَ وَ بَیْنَ خَلْقِكَ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ نُورِكَ وَ نَفَخْتَ فِیهِ مِنْ رُوحِكَ وَ اسْتَوْدَعْتَهُ فِیهِ مِنْ عِلْمِكَ وَ عَلَّمْتَهُ مِنْ كِتَابِكَ وَ أَمِنْتَهُ عَلَی وَحْیِكَ وَ اسْتَأْثَرْتَهُ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ لِنَفْسِكَ ثُمَّ اتَّخَذْتَهُ حَبِیباً وَ نَبِیّاً وَ

ص: 62


1- 1. فقه الرضا ص 7 س 24.
2- 2. تمام الخبر فی ج 92 ص 329 من البحار طبعتنا هذه.

خَلِیلًا اللَّهُمَّ بِكَ وَ بِهِ وَ بِهِ وَ بِكَ إِلَّا جَعَلْتَنِی مِمَّنْ أَتَوَلَّی مَعَ أَوْلِیَائِهِ وَ أَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِهِ اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَنِی فِی دَوْلَتِهِ وَ كَوَّنْتَنِی فِی كَرَّتِهِ وَ أَخْرَجْتَنِی فِی كُورِهِ وَ أَظْهَرْتَنِی فِی دُورِهِ وَ دَعَوْتَنِی إِلَی مِلَّتِهِ وَ جَعَلْتَنِی مِنْ أُمَّتِهِ وَ جُنُودِهِ فَاجْعَلْنِی مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِیَائِهِ وَ خَوَاصِّ أَحِبَّائِهِ وَ قَرِّبْنِی إِلَیْهِ مَنْزِلَةً وَ زُلْفَةً فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ اللَّهُمَّ إِنِّی آمَنْتُ بِكَ وَ بِهِ وَ أَجَبْتُ دَاعِیَكَ ابْتِغَاءً لِمَرْضَاتِكَ وَ طَلَباً لِرِضْوَانِكَ وَ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَقْرَرْتُ بِوَلَایَةِ وَلِیِّكَ عَلِیٍّ وَلِیّاً وَ رَضِیتُ بِالْحَسَنِ إِمَاماً وَ بِالْحُسَیْنِ وَصِیّاً وَ بِالْأَئِمَّةِ عُلَمَاءَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِمُ الْخِیَرَةِ(1).

بیان: فی كرته أی فی دولتك التی عادت بظهوره أی فی غلبته علی الأعادی و كذا فی كوره أی فی رجوع الأمر إلیه أو یكون إشارة إلی بعثه علی الأرواح ثم علی الأجساد

«18»- فَلَاحُ السَّائِلِ،(2)

وَ مِصْبَاحُ الشَّیْخِ،: مِمَّا یَقُولُ الْإِنْسَانُ بَعْدَ كُلِّ تَسْلِیمَةٍ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ- اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَقَوِّ فِی رِضَاكَ ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِیمَانَ مُنْتَهَی رِضَایَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا قَسَمْتَ لِی وَ بَلِّغْنِی بِرَحْمَتِكَ كُلَّ الَّذِی أَرْجُو مِنْكَ وَ اجْعَلْ لِی وُدّاً وَ سُرُوراً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَهْداً عِنْدَكَ (3).

بیان: خذ إلی الخیر بناصیتی أی اصرف قلبی إلی عمل الخیرات و وجهنی إلی القیام بوظائف الطاعات كالذی یجذب بشعر مقدم رأسه إلی عمل ففی الكلام استعارة كذا ذكره الشیخ البهائی.

«19»- فَلَاحُ السَّائِلِ،: وَ مِمَّا یُقَالُ أَیْضاً فِی جُمْلَةِ تَعْقِیبِ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ- رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا

ص: 63


1- 1. فقه الرضا ص 63.
2- 2. فلاح السائل ص 137.
3- 3. مصباح الشیخ ص 28.

الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَ جَنَّتَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ (1).

ذَكَرَ رِوَایَةً فِی الدُّعَاءِ عَقِیبَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَیَّاشٍ (2)

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ بَیْنَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاةِ الزَّوَالِ الرَّكْعَتَانِ الْأَوَّلَتَانِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ أَكْرَمُ مَأْتِیٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ وَ خَیْرُ مَنْ طُلِبَتْ إِلَیْهِ الْحَاجَاتُ وَ أَجْوَدُ مَنْ أَعْطَی وَ أَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ وَ أَرْأَفُ مَنْ عَفَا وَ أَعَزُّ مَنِ اعْتُمِدَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ بِی إِلَیْكَ فَاقَةٌ وَ لِی إِلَیْكَ حَاجَاتٌ وَ لَكَ عِنْدِی طَلِبَاتٌ مِنْ ذُنُوبٍ أَنَا بِهَا مُرْتَهَنٌ وَ قَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِی وَ أَوْبَقَتْنِی وَ إِلَّا تَرْحَمْنِی وَ تَغْفِرْ لِی أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی اعْتَمَدْتُكَ فِیهَا تَائِباً إِلَیْكَ مِنْهَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا قَدِیمَهَا وَ حَدِیثَهَا سِرَّهَا وَ عَلَانِیَتَهَا وَ خَطَاهَا وَ عَمْدَهَا صَغِیرَهَا وَ كَبِیرَهَا وَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ أَنَا مُذْنِبُهُ مَغْفِرَةً عَزْماً جَزْماً لَا تُغَادِرُ ذَنْباً وَاحِداً وَ لَا أَكْتَسِبُ بَعْدَهَا مُحَرَّماً أَبَداً وَ اقْبَلْ مِنِّی الْیَسِیرَ مِنْ طَاعَتِكَ وَ تَجَاوَزْ لِی عَنِ الْكَثِیرِ مِنْ مَعْصِیَتِكَ یَا عَظِیمُ إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ- یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ یَا مَنْ هُوَ كُلَّ یَوْمٍ فِی شَأْنٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی فِی شَأْنِكَ شَأْنَ حَاجَتِی وَ حَاجَتِی هِیَ فَكَاكُ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ الْأَمَانُ مِنْ سَخَطِكَ وَ الْفَوْزُ بِرِضْوَانِكَ وَ جَنَّتِكَ (4) وَ صَلِ

ص: 64


1- 1. فلاح السائل ص 137 و 138.
2- 2. هو ابن عیّاش الجوهریّ: سمع الحدیث فأكثر و اضطرب فی آخر عمره قال النجاشیّ: كان صدیقا لی و لوالدی و سمعت منه شیئا كثیرا و رأیت شیوخنا یضعفونه فلم أرو عنه شیئا و تجنبته.
3- 3. فی المصدر: الحمیری.
4- 4. ما بین العلامتین ساقط من مطبوعة الكمبانیّ.

عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ بِذَلِكَ عَلَیَّ وَ بِكُلِّ مَا فِیهِ صَلَاحِی وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ السَّاطِعِ فِی الظُّلُمَاتِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ وَ اكْتُبْ لِی عِتْقاً مِنَ النَّارِ مَبْتُولًا وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُنِیبِینَ إِلَیْكَ التَّابِعِینَ لِأَمْرِكَ الْمُخْبِتِینَ إِلَیْكَ الَّذِینَ إِذَا ذُكِرْتَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الْمُسْتَكْمِلِینَ مَنَاسِكَهُمْ وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَلَاءِ وَ الشَّاكِرِینَ فِی الرَّخَاءِ وَ الْمُطِیعِینَ لِأَمْرِكَ فِیمَا أَمَرْتَهُمْ بِهِ وَ الْمُقِیمِینَ الصَّلَاةَ وَ الْمُؤْتِینَ الزَّكَاةَ وَ الْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیْكَ اللَّهُمَّ أَضِفْنِی بِأَكْرَمِ كَرَامَتِكَ وَ أَجْزِلْ مِنْ عَطِیَّتِكَ وَ الْفَضِیلَةِ لَدَیْكَ وَ الرَّاحَةِ مِنْكَ وَ الْوَسِیلَةِ إِلَیْكَ وَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَكَ مَا تَكْفِینِی بِهِ كُلَّ هَوْلٍ دُونَ الْجَنَّةِ وَ تُظِلُّنِی فِی ظِلِّ عَرْشِكَ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ وَ تُعَظِّمُ نُورِی وَ تُعْطِینِی كِتَابِی بِیَمِینِی وَ تُخَفِّفُ حِسَابِی وَ تَحْشُرُنِی فِی أَفْضَلِ الْوَافِدِینَ إِلَیْكَ مِنَ الْمُتَّقِینَ وَ تُثَبِّتُنِی فِی عِلِّیِّینَ وَ تَجْعَلُنِی مِمَّنْ تَنْظُرُ إِلَیْهِ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ تَتَوَفَّانِی وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ وَ أَلْحِقْنِی بِعِبَادِكَ الصَّالِحِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اقْلِبْنِی بِذَلِكَ كُلِّهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ غَفَرْتَ لِی خَطَایَایَ وَ ذُنُوبِی كُلَّهَا وَ كَفَرْتَ

عَنِّی سَیِّئَاتِی وَ حَطَطْتَ عَنِّی وِزْرِی وَ شَفَعْتَنِی فِی جَمِیعِ حَوَائِجِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَخْلِطْ بِشَیْ ءٍ مِنْ عَمَلِی وَ لَا بِمَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیْكَ رِئَاءً وَ لَا سُمْعَةً وَ لَا أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْخَاشِعِینَ لَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی السَّعَةَ فِی رِزْقِی وَ الصِّحَّةَ فِی جِسْمِی وَ الْقُوَّةَ فِی بَدَنِی عَلَی طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ وَ أَعْطِنِی مِنْ رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ عَافِیَتِكَ مَا تُسَلِّمُنِی بِهِ مِنْ كُلِّ بَلَاءِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ارْزُقْنِی الرَّهْبَةَ مِنْكَ وَ الرَّغْبَةَ إِلَیْكَ وَ الْخُشُوعَ لَكَ وَ الْوَقَارَ وَ الْحَیَاءَ مِنْكَ وَ التَّعْظِیمَ لِذِكْرِكَ وَ التَّقْدِیسَ لِمَجْدِكَ أَیَّامَ حَیَاتِی حَتَّی تَتَوَفَّانِی وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ السَّعَةَ وَ الدَّعَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الْكِفَایَةَ وَ السَّلَامَةَ وَ الصِّحَّةَ وَ الْقُنُوعَ وَ الْعِصْمَةَ وَ الْهُدَی وَ الرَّحْمَةَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الْیَقِینَ وَ الْمَغْفِرَةَ وَ الشُّكْرَ وَ الرِّضَا وَ الصَّبْرَ وَ الْعِلْمَ وَ الصِّدْقَ وَ الْبِرَّ وَ التَّقْوَی وَ الْحِلْمَ وَ التَّوَاضُعَ وَ الْیُسْرَ وَ التَّوْفِیقَ.

ص: 65

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْمُمْ (1) بِذَلِكَ أَهْلَ بَیْتِی وَ قَرَابَاتِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ وَ مَنْ أَحْبَبْتُ وَ أَحَبَّنِی أَوْ وَلَدْتُهُ وَ وَلَدَنِی مِنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ أَسْأَلُكَ یَا رَبِّ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَ الصِّدْقَ فِی التَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ أَعُوذُ بِكَ یَا رَبِّ أَنْ تَبْتَلِیَنِی بِبَلِیَّةٍ تَحْمِلُنِی ضَرُورَتُهَا عَلَی التَّغَوُّثِ بِشَیْ ءٍ مِنْ مَعَاصِیكَ وَ أَعُوذُ بِكَ یَا رَبِّ أَنْ أَكُونَ فِی حَالِ عُسْرٍ أَوْ یُسْرٍ أَظُنُّ أَنَّ مَعَاصِیَكَ أَنْجَحُ فِی طَلِبَتِی مِنْ طَاعَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ تَكَلُّفِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِی فِیهِ رِزْقاً وَ مَا قَدَّرْتَ لِی مِنْ رِزْقٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ آتِنِی بِهِ فِی یُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِیَةٍ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ قُلْ رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی رحمتك [بِرَحْمَتِكَ] یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَ جَنَّتَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُقِیلَنِی عَثْرَتِی وَ تَسْتُرَ عَلَیَّ ذُنُوبِی وَ تَغْفِرَهَا لِی وَ تُقَلِّبَنِی الْیَوْمَ بِقَضَاءِ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبَنِی بِقَبِیحٍ كَانَ مِنِّی یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَرُّ یَا كَرِیمُ أَنْتَ أَبَرُّ بِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنْ نَفْسِی وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ بِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ وَ فَقْرٌ وَ فَاقَةٌ وَ أَنْتَ عَنِّی غَنِیٌّ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَ فَقْرِی وَ تَسْتَجِیبَ دُعَائِی وَ تَكُفَّ عَنِّی أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی

التَّسْلِیمَةُ الثَّانِیَةُ

اللَّهُمَّ إِلَهَ السَّمَاءِ وَ إِلَهَ الْأَرْضِ وَ فَاطِرَ السَّمَاءِ وَ فَاطِرَ الْأَرْضِ وَ نُورَ السَّمَاءِ وَ نُورَ الْأَرْضِ وَ زَیْنَ السَّمَاءِ وَ زَیْنَ الْأَرْضِ وَ عِمَادَ السَّمَاءِ وَ عِمَادَ الْأَرْضِ وَ بَدِیعَ السَّمَاءِ وَ بَدِیعَ الْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَرِیخَ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ غَوْثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَةِ الْعَابِدِینَ أَنْتَ الْمُفَرِّجُ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ أَنْتَ الْمُرَوِّحُ عَنِ الْمَغْمُومِینَ وَ

ص: 66


1- 1. و أتمم خ ل كما فی المصدر.

أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ وَ مُفَرِّجُ الْكَرْبِ وَ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ إِلَهُ الْعَالَمِینَ الْمَنْزُولُ بِهِ كُلُّ حَاجَةٍ یَا عَظِیماً یُرْجَی لِكُلِّ عَظِیمٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ قُلْ رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَ جَنَّتَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ

التَّسْلِیمَةُ الثَّالِثَةُ

یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا حَیُّ یَا حَلِیمُ یَا غَفُورُ یَا سَمِیعُ یَا بَصِیرُ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تَمَّ نُورُ وَجْهِكَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی إِذَا دُعِیتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَیْتَ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی مَا تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ فَإِنَّمَا أَمْرُكَ إِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ قُلْ رَبِ (1) صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَ جَنَّتَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ وَ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ

التَّسْلِیمَةُ الرَّابِعَةُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ وَ أَهْلِ بَیْتِ الْوَحْیِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْفُلْكِ الْجَارِیَةَ فِی اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ یَأْمَنُ مَنْ رَكِبَهَا وَ یَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَ الْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْكَهْفِ الْحَصِینِ وَ غِیَاثِ

ص: 67


1- 1. اللّٰهمّ خ ل.

الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكِینِ وَ مَلْجَإِ الْهَارِبِینَ وَ مُنْجِی الْخَائِفِینَ وَ عِصْمَةِ الْمُعْتَصِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً كَثِیرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضًی وَ لِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَدَاءً وَ قَضَاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَ قُوَّةٍ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ وَلَایَتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْمُرْ قَلْبِی بِطَاعَتِكَ وَ لَا تُخْزِنِی بِمَعْصِیَتِكَ وَ ارْزُقْنِی مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَیْهِ مِنْ رِزْقِكَ مِمَّا وَسِعَتْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ.

ذَكَرَ رِوَایَةً أُخْرَی: فِی الدُّعَاءِ عَقِیبَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ رَوَیْتُهَا بِإِسْنَادِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ فِیمَا ذَكَرَهُ قَدَّسَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ رُوحَهُ فِی الْمِصْبَاحِ الْكَبِیرِ وَ قَالَ وَ رُوِیَ أَنَّكَ تَقُولُ عَقِیبَ التَّسْلِیمَةِ الْأَوَّلَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نَقِمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِمَغْفِرَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَ أَعُوذُ بِرَأْفَتِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا أَبْلُغُ مِدْحَتَكَ وَ لَا الثَّنَاءَ عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ حَیَاتِی زِیَادَةً فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ وَفَاتِی رَاحَةً مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ تَسُدَّ فَاقَتِی بِهُدَاكَ وَ تَوْفِیقِكَ وَ تُقَوِّیَ ضَعْفِی فِی طَاعَتِكَ وَ تَرْزُقَنِی الرَّاحَةَ وَ الْكَرَامَةَ وَ قُرَّةَ الْعَیْنِ وَ اللَّذَّةَ وَ بَرْدَ الْعَیْشِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ وَ نَفِّسْ عَنِّی الْكُرْبَةَ یَوْمَ الْمَشْهَدِ الْعَظِیمِ وَ ارْحَمْنِی یَوْمَ أَلْقَاكَ فَرْداً هَذِهِ نَفْسِی سِلْمٌ لَكَ وَ أَنَا مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِی مُقِرٌّ بِالظُّلْمِ عَلَی نَفْسِی عَارِفٌ بِفَضْلِكَ عَلَیَّ فَبِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَسْأَلُكَ لَمَّا صَفَحْتَ عَنِّی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ عَصَمْتَنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ قُلْ رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ

أَجِرْنِی مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ اسْتَعْمِلْنِی عَمَلًا بِطَاعَتِكَ وَ ارْفَعْ دَرَجَتِی بِرَحْمَتِكَ یَا اللَّهُ یَا رَبِّ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَ جَنَّتَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارِكَ وَ سَخَطِكَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ.

ص: 68

وَ تَقُولُ عَقِیبَ الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ وَ دِینِ نَبِیِّكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی سَعِیداً فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.

وَ تَقُولُ عَقِیبَ السَّادِسَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ الْمُرْسَلِینَ وَ بِكَ اللَّهُمَّ الْغِنَی عَنِّی وَ بِیَ الْفَاقَةُ إِلَیْكَ وَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ إِلَیْكَ أَقَلْتَنِی عَثْرَتِی وَ سَتَرْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی فَاقْضِ یَا اللَّهُ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِقَبِیحِ مَا تَعْلَمُ مِنِّی فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی وَ تَقُولُ عَقِیبَ الثَّامِنَةِ یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ یَا آخِرَ الْآخِرِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ وَ یَا رَازِقَ الْمَسَاكِینِ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ وَ اغْفِرْ لِی جِدِّی وَ هَزْلِی وَ خَطَائِی وَ عَمْدِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ اعْصِمْنِی مِنِ اقْتِرَافِ مِثْلِهِ إِنَّكَ عَلَی مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ یَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَرُّ یَا رَحِیمُ أَنْتَ أَبَرُّ بِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ اقْلِبْنِی بِقَضَاءِ حَاجَتِی مُسْتَجَاباً دُعَائِی مَرْحُوماً صَوْتِی وَ قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ عَنِّی (1).

المصباح، للشیخ و الاختیار لابن الباقی مرسلا: مثل الجمع (2) توضیح قال الجوهری أوقره أی أثقله و قال أوبقه أی أهلكه إنی اعتمدتك أی قصدتك أو اتكلت علیك علی الحذف و الإیصال یقال عمدت الشی ء أی قصدته كتعمدته و اعتمدت علی الشی ء أی اتكلت علیه لا تغادر أی لا تترك یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی إنهم مفتقرون إلیه فی ذواتهم و صفاتهم و سائر ما یهمهم و یعن لهم فهم سائلون عنه بلسان الحال و المقال

ص: 69


1- 1. فلاح السائل ص 144- 138.
2- 2. مصباح المتهجد ص 28- 34.

كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ أی فی كل یوم و وقت له شأن بدیع و خلق جدید أی یحدث أشخاصا و یجدد أحوالا كما ورد فی الحدیث من شأنه یغفر ذنبا و یفرج كربا و یرفع قوما و یضع آخرین و هو رد لقول الیهود لعنهم اللّٰه یَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ و قولهم إن اللّٰه لا یقضی یوم السبت شیئا و قول الحكماء و المنكرین للبداء كما مر تحقیقه.

مبتولا أی مجزوما مقطوعا لا تزلزل و لا بداء فیه قال الجوهری بتلت الشی ء أبتله بالكسر بتلا إذا أبنته من غیره و منه قولهم طلقتها بتة بتلة و قال الإخبات الخشوع و قال أضفت الرجل و ضیفته إذا أنزلته بك ضیفا و قریته و فی بعض النسخ و أصفنی بالصاد المهملة من أصفیته أی اخترته و یقال أصفیته الود أی أخلصته له ذكره الجوهری.

و قال الوسیلة ما یتقرب به إلی الغیر یقال وسل فلان إلی ربه وسیلة و توسل إلیه بوسیلة إذا تقرب إلیه بعمل ممن تنظر إلیه النظر كنایة عن الرحمة و اللطف و وجه سبحانه ذاته أو توجهه المشتمل علی الكرم و قد یقال وجه اللّٰه رضاه كما فی قوله سبحانه وَ ما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ (1) قالوا أی رضاه لأن الإنسان إذا رضی عن غیره أقبل بوجهه علیه و إذا كرهه أعرض بوجهه عنه فهو من قبیل إطلاق السبب علی المسبب.

و الفلاح الفوز و النجاة و النجاح الظفر بالحوائج و أنجح الرجل صار ذا نجح و شفعتنی علی بناء التفعیل أی قبلت شفاعتی و الریاء أن یری الناس عمله و السمعة أن یسمعهم بعده و الأشر و البطر بالتحریك فیهما شدة المرح و الفرح و الطغیان و الدعة السكون و الخفض سعة العیش و العصمة أی من المعاصی أو الأعم منها و من شر الأعادی نور السماء أی منورها بنور الوجود و الكمالات و الأنوار الظاهرة و بنور وجهه أی ذاته المنیر أشرقت السماوات و الأرضون بتلك الأنوار.

و بدیع السماء أی مبدعها و الصریخ المغیث و المستصرخ المستغیث و اللجج

ص: 70


1- 1. البقرة: 272.

جمع اللجة و هی معظم الماء و فی القاموس غمر الماء غمارة كثر و غمره غمرا غطاه و المارق الخارج من الدین و الزاهق الباطل و المضمحل الهالك و المؤاساة بالهمزة و قد یخفف واوا قال الفیروزآبادی آساه بماله مواساة أناله منه و جعله فیه أسوة أو لا یكون ذلك إلا من كفاف فإن كان من فضلة فلیس بمواساة و برد العیش طیبه قال عیش بارد أی هنی ء طیب.

«20»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّی صَلَاةَ الزَّوَالِ وَ انْصَرَفَ مِنْهَا رَفَعَ یَدَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِمَلَائِكَتِكَ وَ أَنْبِیَائِكَ اللَّهُمَّ بِكَ الْغِنَی عَنِّی وَ بِیَ الْفَاقَةُ إِلَیْكَ أَنْتَ الْغَنِیُّ وَ أَنَا الْفَقِیرُ إِلَیْكَ أَقَلْتَنِی عَثْرَتِی وَ سَتَرْتَ عَلَیَّ ذُنُوبِی فَاقْضِ لِیَ الْیَوْمَ حَاجَتِی وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِقَبِیحِ مَا تَعْلَمُ مِنِّی فَإِنَّ عَفْوَكَ وَ جُودَكَ یَسَعُنِی ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ یَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَرُّ یَا رَحِیمُ أَنْتَ أَبَرُّ بِی مِنْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَاقْلِبْنِی الْیَوْمَ بِقَضَاءِ حَاجَتِی مُسْتَجَاباً دُعَائِی مَرْحُوماً صَوْتِی قَدْ كَفَفْتَ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ عَنِّی (1).

تذییل اعلم أن الأصحاب اختلفوا فی وقت نافلة الزوال فالأشهر و الأظهر من جهة الأخبار أنه من أول الزوال إلی أن یصیر الفی ء قدمین و ذهب الشیخ فی الجمل و المبسوط و الخلاف إلی أنه من الزوال إلی أن یبقی لصیرورة الفی ء مثل الشخص مقدار ما یصلی فیه فریضة الظهر.

و ذهب ابن إدریس إلی امتداده إلی أن یصیر ظل كل شی ء مثله و تبعه المحقق فی المعتبر و العلامة فی التذكرة و نقل المحقق فی الشرائع قولا بامتداده بامتداد وقت الفریضة و الأول أقوی بمعنی أنه بعد ذهاب القدمین لا یقدم النافلة علی الفریضة و یستحب إیقاعها بعده و لا نعلم كونها أداء أو قضاء و الأولی عدم التعرض لهما.

و قال الشیخ و أتباعه إن خرج الوقت و لم یتلبس بالنافلة قدم الظهر ثم

ص: 71


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.

قضاها بعدها و إن تلبس بركعة أتمها ثم صلی الظهر

وَ اسْتَنَدُوا فِی ذَلِكَ بِمُوَثَّقَةِ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِكُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَهَا نَافِلَةُ رَكْعَتَیْنِ (2)

ص: 72


1- 1. التهذیب ج 1 ص 213.
2- 2. یبتنی هذه الجملة علی روایة زرارة فی عدد النوافل و هی سبعة و عشرون ركعة تمامها مع الفرائض أربعة و أربعون ركعة، علی ما مر فی ج 82 ص 293، و أن الثمان ركعات الزوال للوقت( منتصف النهار) و هی السبحة سبحة النهار كما أن الثمان ركعات اللیل أیضا للوقت( منتصف اللیل) و هی الناشئة ناشئة اللیل، قال عزّ و جلّ:« إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا * إِنَّ لَكَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا» المزّمّل: 6- 7. فالمصلی یصلی ثمان ركعات یفصل بین الأربعة الأولی و الأخیرة بفاصلة ثمّ یصلی الظهر عند القدم ثمّ یصلی بعدها ركعتین نافلتها، ثمّ یروح و یتغدی و یتمدد ثمّ یصلی ركعتین نافلة العصر یقدمها قبلها ثمّ یصلی العصر عند القدمین، لا یتنفل بعدها باجماع المسلمین. ثمّ إذا ذهبت الحمرة من قمة الرأس یصلی المغرب ثمّ یصلی نافلتها ركعتین ثمّ یصلی العشاء و یصلی بعدها ركعتین من جلوس و لا یعدها نافلة بل هی وتیرة یوتر بها ركعات النوافل احتیاطا لاحتمال قبض نفسه حین النوم. و فی بعض الروایات أنّه یصلی ركعتین قبل العشاء نافلة لها ثمّ یصلیها فیكون قد صلی بین المغربین أربع ركعات ركعتین للمغرب بعدها و ركعتین للعشاء قبلها كما فعل فی صلاة الظهرین. ثمّ أنّه بعد ما صار منتصف اللیل یقوم و یصلی أربع ركعات و بعد نومة أربع ركعات أخری تمام الناشئة یرتل فیها أكثر من قراءته فی غیرها من النوافل، ثمّ بعد نومة خفیفة یقوم و یوتر بواحدة- ان صلی للعشاء نافلتها ركعتین- أو بثلاث ان كان قد صلی نافلة المغرب فقط، ثمّ یصلی بعد الوتر ركعتین نافلة للصبح ثمّ یصلی الصبح لا یتنفل بعدها كما فی العصر. فحینئذ تصیر عدد النوافل 27 ركعة لكل صلاة ركعتان نافلة باضافة الناشئة و السبحة و هذا هو المراد بقوله علیه السلام« لكل صلاة مكتوبة نافلة ركعتین» مبتنیا علی ما فی روایة زرارة( و قد كان أصدع بالحق من غیره) لكن عمارا طبق كلام الصادق علیه السلام هذا. علی غیر مورده و هی روایة الاحدی و الخمسین، فصار حدیثه مشوشا مضطربا علی ما ستعرف من المؤلّف العلامة رضوان اللّٰه علیه.

إِلَّا الْعَصْرَ فَإِنَّهُ یُقَدَّمُ نَافِلَتُهَا فَتَصِیرَانِ قَبْلَهَا وَ هِیَ الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ تَمَّتْ بِهِمَا الثَّمَانِی بَعْدَ الظُّهْرِ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقْضِیَ شَیْئاً مِنَ الصَّلَاةِ مَكْتُوبَةً أَوْ غَیْرَهَا فَلَا تُصَلِّ شَیْئاً حَتَّی تَبْدَأَ فَتُصَلِّیَ قَبْلَ الْفَرِیضَةِ الَّتِی حَضَرَتْ رَكْعَتَیْنِ نَافِلَةً لَهَا ثُمَّ اقْضِ مَا شِئْتَ وَ ابْدَأْ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ بِالْآیَاتِ تَقْرَأُ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبْدَأُ بِالْآیَاتِ قَبْلَ الرَّكْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَ قَالَ علیه السلام وَقْتُ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ شِرَاكٌ أَوْ نِصْفٌ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ الزَّوَالَ مَا بَیْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَی أَنْ یَمْضِیَ قَدَمَانِ فَإِنْ كَانَ قَدْ بَقِیَ مِنَ الزَّوَالِ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ قَبْلَ أَنْ یَمْضِیَ قَدَمَانِ أَتَمَّ الصَّلَاةَ حَتَّی یُصَلِّیَ تَمَامَ الرَّكَعَاتِ وَ إِنْ مَضَی قَدَمَانِ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ رَكْعَةً بَدَأَ بِالْأُولَی وَ لَمْ یُصَلِّ الزَّوَالَ إِلَّا بَعْدَ ذَلِكَ وَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ مِنْ نَوَافِلِ الْعَصْرِ مَا بَیْنَ الْأُولَی إِلَی أَنْ یَمْضِیَ أَرْبَعَةُ أَقْدَامٍ فَإِنْ مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَقْدَامٍ وَ لَمْ یُصَلِّ مِنَ النَّوَافِلِ شَیْئاً فَلَا یُصَلِّی النَّوَافِلَ وَ إِنْ كَانَ قَدْ صَلَّی رَكْعَةً فَلْیُتِمَّ النَّوَافِلَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ یُصَلِّی الْعَصْرَ.

وَ قَالَ علیه السلام لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ إِنْ بَقِیَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ صَلَاةِ الزَّوَالِ إِلَی أَنْ یَمْضِیَ بَعْدَ حُضُورِ الْأُولَی نِصْفُ قَدَمٍ وَ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ قَدْ صَلَّی مِنْ نَوَافِلِ الْأُولَی شَیْئاً قَبْلَ أَنْ یَحْضُرَ الْعَصْرُ فَلَهُ أَنْ یُتِمَّ نَوَافِلَ الْأُولَی إِلَی أَنْ یَمْضِیَ بَعْدَ حُضُورِ الْعَصْرِ قَدَمٌ وَ قَالَ الْقَدَمُ بَعْدَ حُضُورِ الْعَصْرِ مِثْلُ نِصْفِ قَدَمٍ بَعْدَ حُضُورِ الْأُولَی فِی الْوَقْتِ سَوَاءً.

و لنوضح الخبر لیمكن الاستدلال به فإنه فی غایة التشویش و الاضطراب و قل خبر من أخبار عمار یخلو من ذلك (1)

و لذا لم نعتمد علی أخباره كثیرا.

ص: 73


1- 1. عندی أنّه كان یتفقه فیما سمعه من الأحادیث ثمّ ینقله بالمعنی علی الوجه الذی تفقه فیه، و ربما اختلط و أوهم فی فقه الحدیث كما عرفت آنفا، و لذلك كان أبو الحسن الأول علیه السلام یقول:« انی استوهبت عمارا الساباطی من ربی تعالی فوهبه لی» و علی هذا لا یصحّ التعلق بأحادیثه و لا أن تخرج شاهدا الا بعد تأییدها بسائر الأحادیث.

قوله علیه السلام لكل صلاة مكتوبة أقول یحتمل وجوها الأول أن یكون المراد أن لكل صلاة نافلة تختص بها إلا العصر فإنه اكتفی فیها بركعتین من نافلة الظهر لقربهما منها و هذا مبنی علی أن الثمان الركعات قبل الظهر لیست بنافلتها بل هی نافلة الوقت و الثمانی التی بعدها نافلة الظهر كما دلت علیه كثیر من الأخبار و قد أومأنا إلیه سابقا و یؤیده أن فی تتمة هذا الخبر فی أكثر النسخ مكان نوافل العصر نوافل الأولی.

الثانی أن یكون المعنی أن كل صلاة بعدها نافلة و إن لم تكن متصلة بها إلا العصر فإنها قبلها و لیس بعدها إلی المغرب نافلة.

الثالث أن كل فریضة لها نافلة متصلة بها قبلها أو بعدها إلا العصر فإنه یجوز الفصل بینها و بین الركعتین لاختلاف وقتیهما لا سیما علی القول بالمثل و المثلین فی الفریضة خاصة.

الرابع أن یكون المراد أن لكل صلاة نافلة ركعتین قبلها غیر النوافل المرتبة إلا العصر لكن لا یوافقه قول و لا یساعده خبر.

قوله فإذا أردت أن تقضی شیئا هذا أیضا یحتمل وجوها الأول أن یكون المعنی إذا أردت قضاء فریضة أو نافلة فی وقت حاضرة فصل قبل الحاضرة ركعتین نافلة ثم صل الحاضرة و تكفیك هاتان الركعتان للقضاء أیضا ثم اقض بعد الفریضة ما شئت.

الثانی أن یكون المعنی إذا أردت القضاء فی وقت الفریضة فقدم ركعتین من القضاء لتقوم مقام نافلة الفریضة و أخر عنها سائرها.

الثالث أن یكون المراد بالفریضة التی حضرت صلاة القضاة أی یستحب لكل قضاء نافلة ركعتین (1).

ص: 74


1- 1. و علی ما قدمناه فی معنی قوله علیه السلام« لكل صلاة مكتوبة نافلة ركعتین» یكون هذا الاحتمال هو المراد بعینه، فالذی یرید أن یقضی صلاة الصبح یصلی نافلتها ركعتین ثمّ یقضی الصبح كما فعل رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی وادی النوم، و إذا أراد أن یقضی صلاة الظهر مثلا یصلی قبلها نافلتها و هی ركعتان فقط ثمّ یقضیها و هكذا.

الرابع أن یكون المراد بالقضاء الفعل و یكون المعنی إذا أردت أن تؤدی فریضة أو نافلة أداء كانت أو قضاء فالنافلة لیست لها نافلة و أما الفریضة فیستحب قبلها ركعتان فینبغی تخصیصها بغیر المغرب و العید.

قوله علیه السلام شراك أو نصف المراد طول الشراك أو عرضها فعلی الثانی المراد به أنه ینبغی إیقاعها بعد مضی هذا المقدار من الظل لتحقق دخول الوقت و علی الأول أیضا یحتمل أن یكون لذلك أو للخطبة و بعض الأصحاب فهموا منه التضییق و حملوه علی أن المراد أن وقت الجمعة هذا المقدار و لا یخفی بعده و مخالفته لسائر الأخبار و لما نقل من الأدعیة و السور الطویلة و الخطب المبسوطة و علی تقدیره یكون محمولا علی استحباب التعجیل.

قوله علیه السلام ركعة واحدة أی مقدار ركعة قوله أو قبل أن یمضی قدمان كذا فی أكثر النسخ و الظاهر أن كلمة أو زیدت من النساخ و علی تقدیرها لعل المراد أن الأفضل إذا كان بقی من وقت نافلة الزوال مقدار ركعة الشروع فی النافلة و إن كان مطلق التلبس فی الوقت كافیا فی جواز تقدیم النافلة و لو لم یكن بركعة أیضا و منهم من حمل ركعة واحدة علی حقیقته و قال بین مفهومه و مفهوم قوله قبل أن یصلی ركعة تعارض و منهم من قال الصواب مكان قد بقی قد صلی و لا یخفی ما فیهما و تقدیر المقدار شائع كما قلنا.

قوله علیه السلام من نوافل الأولی أی نوافل العصر كما فی بعض النسخ و إنما عبر عنها بنوافل الأولی لأنها نوافل الظهر كما مر.

قوله نصف قدم أی بعد التلبس بركعة ینبغی أن یأتی بها مخففة ولاء و لا یطولها و لا یفصل بینها كثیرا بالأدعیة و غیرها لئلا یتجاوز عن نصف قدم فتزاحم الفریضة كثیرا و قیل مع عدم التلبس أیضا یجوز أن یفعلها إلی نصف قدم فیكون دونه فی الفضل أو یكون محمولا علی انتظار الجماعة كما فعله الشیخ.

و لا یخفی أن الفقرة الثانیة كالصریحة فی المعنی الأول كما فهمه الشهید ره

ص: 75

علی بعض الوجوه حیث قال فی الذكری بعد إیراد الخبر لعله أراد بحضور الأولی و العصر ما تقدم من الذراع و الذراعین و المثل و المثلین و شبهه و یكون للمتنفل أن یزاحم الظهر و العصر ما بقی من النوافل ما لم یمض القدر المذكور فیمكن أن یحمل لفظ الشی ء علی عمومه فیشمل الركعة و ما دونها و ما فوقها فیكون فیه بعض مخالفة للتقدیر بالركعة.

و یمكن حمله علی الركعة و ما فوقها و یكون مقیدا لها بالقدم و النصف و یجوز أن یرید بحضور الأولی مضی نفس القدمین المذكورین فی الخبر و بحضور العصر الأقدام الأربع و تكون المزاحمة المذكورة مشروطة بأن لا یزید علی نصف قدم فی الظهر بعد القدمین و لا علی قدم فی العصر بعد الأربع و هذا تنبیه حسن لم یذكره المصنفون انتهی.

قوله علیه السلام فی الوقت سواء أقول یحتمل وجهین الأول أن الشمس كل ما انخفضت فی السماء و بعدت عن دائرة نصف النهار ازدادت حركة ظلها سرعة علی ما ثبت فی محله و صح بالتجربة فالقدم فی وقت العصر بحسب الزمان بقدر نصف قدم فی وقت الظهر تقریبا و المراد هنا علی زمان إیقاع النافلة ولاء و زمانها فی وقت الظهر بقدر نصف قدم و فی وقت العصر بقدر قدم و لعل هذا هو السر فی جعل وقت العصر أربعة أقدام و وقت الظهر قدمین.

الثانی أن نصف قدم بالنسبة إلی فضیلة الظهر كقدم بالنسبة إلی فضیلة العصر لأن وقت العصر ضعف وقت الظهر و النسبة فیهما معا الربع و ما قیل من أن وقت نوافل العصر من الزوال لما كان ضعف وقت نوافل الأولی جعل مقدار توسیع وقتها ضعف مقدار توسیع وقت نوافل الأولی فلا یخفی وهنه لأن ما یخص نافلة العصر أیضا قدمان مع أن وسعة وقت النافلة لا تصلح علة لكثرة المزاحمة فتأمل.

ثم إنه ذكر جماعة من الأصحاب أنه مع التلبس بركعة یتم النافلة مخففا بالاقتصار علی أقل ما یجزی فیها كقراءة الحمد وحدها و الاقتصار علی تسبیحة واحدة

ص: 76

فی الركوع و السجود حتی قال بعض المتأخرین لو تأدی التخفیف بالصلاة جالسا آثره علی القیام و اعترض بعض المتأخرین علیه بأن النص الذی هو مستند الحكم خال عن هذا القید.

أقول: علی ما حملنا علیه الخبر یظهر منه التخفیف فی الجملة و لو اقتصر علی ما یظهر من الخبر علی أظهر محامله كان أولی كما نبه علیه الشهید قدس سره.

ص: 77

باب 3 نوافل العصر و كیفیتها و تعقیباتها

اشارة

«1»- فَلَاحُ السَّائِلِ،: یُكَبِّرُ تَكْبِیرَةَ الْإِحْرَامِ وَ یَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ثُمَّ یَقْرَأُ سُورَةَ الْحَمْدِ وَ سُورَةَ اقْرَأْ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مَعَ قُلْ هُوَ اللَّهُ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ آیَةِ الْكُرْسِیِّ فَقَدْ قَدَّمْنَا فَضِیلَةَ ذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِنَا نَوَافِلَ الزَّوَالِ وَ أَوْضَحْنَاهُ فَإِذَا قَرَأَ الْحَمْدَ وَ مَا ذَكَرْنَاهُ تَمَّمَ صَلَاةَ رَكْعَتَیْنِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِی نَوَافِلِ الزَّوَالِ وَ سَهَّلْنَاهُ فَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الْعَصْرِ وَ سَبَّحَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام كَمَا قَرَّرْنَاهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ الْحَكِیمُ الْكَرِیمُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ الْمُحْیِی الْمُمِیتُ الْبَدِی ءُ الْبَدِیعُ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الْجُودُ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ تَقُولُ یَا عُدَّتِی فِی كُرْبَتِی یَا صَاحِبِی

فِی شِدَّتِی وَ یَا مُونِسِی فِی وَحْدَتِی وَ یَا وَلِیَّ نِعْمَتِی وَ یَا إِلَهِی وَ إِلَهَ آبَائِیَ الْأَوَّلِینَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ رَبَّ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ مَا تُرِیدُ(1).

توضیح: البدی ء أی المبدئ الموجد لما سواه من كتم العدم البدیع أی المبدع خالق الخلائق لا علی مثال سابق و قیل لم یجئ فعیل بمعنی مفعل و جعل هذا من قبیل الوصف بحال المتعلق و لا یخفی أن عدم الإضافة فی أمثال هذه الأدعیة یأبی عن هذا الوجه كما قیل.

«2»- فَلَاحُ السَّائِلِ،: الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّسْلِیمَةِ الثَّانِیَةِ أَرْوِیهِ بِإِسْنَادِی إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 78


1- 1. فلاح السائل ص 192.

یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ حَفْصٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ عَلِّمْنِی دُعَاءً فَقَالَ فَأَیْنَ أَنْتَ مِنْ دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ فَقَالَ لَهُ فَمَا دُعَاءُ الْإِلْحَاحِ فَقَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ رَبَّ السَّبْعِ الْمَثَانِی وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِی بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ وَ بِهِ تُحْیِی الْمَوْتَی وَ بِهِ تُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ بِهِ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْجَمْعِ وَ تَجْمَعُ بَیْنَ الْمُتَفَرِّقِ وَ بِهِ أَحْصَیْتَ عَدَدَ الْآجَالِ وَ وَزْنَ الْجِبَالِ وَ كَیْلَ الْبِحَارِ أَسْأَلُكَ یَا مَنْ هُوَ كَذَلِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ سَلْ حَاجَتَكَ وَ أَلِحَّ فِی الطَّلَبِ فَإِنَّهُ دُعَاءُ النَّجَاحِ (2).

أقول: و فیه ألفاظ من غیر هذه الروایة.

بیان: ذكر الشیخ (3)

هذه الأدعیة بغیر سند و أضاف السید هذا السند لیعلم أنه غیر مختص بالتعقیب و الشیخ أومأ فی آخر الدعاء إلیه و الشیخ كثیرا ما یذكر الأدعیة المطلقة عقیب الصلوات لأنه أفضل الأوقات و فیه ما فیه.

قوله رب السبع المثانی هی سورة الفاتحة و لتسمیتها بذلك وجوه منها أنها تثنی فی كل صلاة مفروضة و منها اشتمال كل من آیاتها السبع علی الثناء علی اللّٰه سبحانه و منها أنها قد تثنی نزولها فمرة بمكة حین فرضت الصلاة و أخری بالمدینة حین حولت القبلة و فیه كلام مذكور فی محله.

«3»- فَلَاحُ السَّائِلِ،: الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّسْلِیمَةِ الثَّالِثَةِ ذَكَرَهُ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ ذُو النُّونِ- إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ

ص: 79


1- 1. رواه فی الكافی ج 2 ص 585.
2- 2. فلاح السائل ص 192 و 193، راجعه.
3- 3. راجع مصباح المتهجد ص 48- 49.

الظَّالِمِینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ نَجَّیْتَهُ مِنَ الْغَمِّ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ أَیُّوبُ إِذْ مَسَّهُ الضُّرُّ فَدَعَاكَ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ كَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَیْتَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ یُوسُفُ إِذْ فَرَّقْتَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ وَ إِذْ هُوَ فِی السِّجْنِ فَإِنَّهُ دَعَاكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ سَأَلَكَ وَ هُوَ عَبْدُكَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّی كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ وَ أَنْ تَسْتَجِیبَ لِی كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ (1)

الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّسْلِیمَةِ الرَّابِعَةِ.

أَقُولُ هَذَا دُعَاءٌ جَلِیلٌ وَ رَوَیْنَاهُ مِنْ طُرُقٍ فَنَذْكُرُ مِنْهَا طَرِیقَیْنِ فَبَیْنَ طُرُقِهِ زِیَادَةٌ وَ نُقْصَانٌ فَالطَّرِیقُ الْأُولَی رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِی (2)

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ نَصْرٍ یَسْأَلُهُ أَنْ یَكْتُبَ فِی أَسْفَلِ كِتَابِهِ دُعَاءً یُعَلِّمُهُ إِیَّاهُ یَدْعُو بِهِ فَیُعْصَمَ مِنَ الذُّنُوبِ جَامِعاً لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ علیه السلام بِخَطِّهِ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ عَنِّی یَا كَرِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَی وَ یَا مُنْتَهَی كُلِّ شَكْوَی یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مُبْتَدِئَ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا مَوْلَایَاهْ یَا غَایَتَاهْ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ

ص: 80


1- 1. فلاح السائل: 193 و 194.
2- 2. تراه فی الكافی ج 2 ص 578.

لَا تَجْعَلَنِی فِی النَّارِ ثُمَّ تَسْأَلُ مَا بَدَا لَكَ.

أقول: و هذه ألفاظ هذا الدعاء نقلته من نسخه قد كانت للشیخ أبی جعفر الطوسی و علیها خط أبی عبد اللّٰه الحسین بن أحمد بن عبید اللّٰه تاریخه صفر سنة إحدی عشرة و أربع مائة و قد قابلها جدی أبو جعفر الطوسی و أحمد بن الحسین بن أحمد بن عبید اللّٰه و صححاها(1).

أَقُولُ وَ أَمَّا رِوَایَةُ جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ لِدُعَاءِ التَّسْلِیمَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ نَوَافِلِ الْعَصْرِ فَإِنَّهُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ: الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّسْلِیمَةِ الرَّابِعَةِ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْعَفْوِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا صَاحِبَ كُلِّ حَاجَةٍ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا مُفَرِّجَ كُلِّ كُرْبَةٍ یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ یَا سَیِّدَاهْ یَا غَایَةَ رَغْبَتَاهْ أَسْأَلُكَ بِكَ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ- الْأَئِمَّةِ الْهَادِیَةِ علیهم السلام أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ أَنْ لَا تُشَوِّهَ خَلْقِی بِالنَّارِ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ تَذْكُرُ مَا تُرِیدُ(2)

وَ قُلْ أَیْضاً اللَّهُ اللَّهُ رَبِّی حَقّاً حَقّاً اللَّهُمَّ أَنْتَ لِكُلِّ عَظِیمَةٍ وَ أَنْتَ لِهَذِهِ الْأُمُورِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِیهَا یَا حَسَنَ الْبَلَاءِ عِنْدِی یَا قَدِیمَ الْعَفْوِ عَنِّی یَا مَنْ لَا غِنَی بِشَیْ ءٍ عَنْهُ وَ یَا مَنْ لَا بُدَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهُ یَا مَنْ رِزْقُ كُلِّ شَیْ ءٍ عَلَیْهِ یَا مَنْ مَصِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَیْهِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَوَلَّنِی وَ لَا تُوَلِّنِی غَیْرَكَ أَحَداً مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ كَمَا خَلَقْتَنِی فَلَا تُضَیِّعْنِی.

ص: 81


1- 1. لا یوجد هذا الدعاء بشرحه و سنده فی فلاح السائل، و بدله فی البیان أدعیة یوسف الصدیق علیه السلام فی السجن، و فیه، الدعاء بعد التسلیمة الرابعة، و یذكر بعده« یا من أظهر الجمیل» الخ علی روایة ینقلها بعد ذلك المؤلّف ره.
2- 2. فلاح السائل: 195- 196.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ لِهَمٍّ لَا یُفَرِّجُهُ غَیْرُكَ وَ لِرَحْمَةٍ لَا تُنَالُ إِلَّا بِكَ وَ لِكَرْبٍ لَا یَكْشِفُهُ سِوَاكَ وَ لِمَغْفِرَةٍ لَا تُبْلَغُ إِلَّا بِكَ وَ لِحَاجَةٍ لَا یَقْضِیهَا إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنَكِ إِلْهَامِیَ الدُّعَاءَ فَلْیَكُنْ مِنْ شَأْنَكِ الْإِجَابَةُ فِیمَا دَعَوْتُكَ لَهُ وَ النَّجَاةُ فِیمَا فَزِعْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ اللَّهُمَّ إِنْ لَا أَكُنْ أَهْلًا أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِی لِأَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَنَا شَیْ ءٌ فَلْتَسَعْنِی رَحْمَتُكَ یَا إِلَهِی یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی فَكَاكَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ تُوجِبَ لِیَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ تُزَوِّجَنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِفَضْلِكَ وَ تُعِیذَنِی مِنَ النَّارِ بِطَوْلِكَ وَ تُجِیرَنِی مِنْ غَضَبِكَ وَ سَخَطِكَ عَلَیَّ وَ تُرْضِیَنِی بِمَا قَسَمْتَ لِی وَ تُبَارِكَ لِی فِیمَا أَعْطَیْتَنِی وَ تَجْعَلَنِی لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِذَلِكَ وَ ارْزُقْنِی حُبَّكَ وَ حُبَّ كُلِّ مَنْ أَحَبَّكَ وَ حُبَّ كُلِّ عَمَلٍ یُقَرِّبُنِی إِلَی حُبِّكَ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ التَّفْوِیضِ إِلَیْكَ وَ الرِّضَا بِقَضَائِكَ وَ التَّسْلِیمِ لِأَمْرِكَ حَتَّی لَا أُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا مِمَّا نُحِبُ (1).

بیان: هذه الأدعیة أوردها الشیخ (2)

رحمه اللّٰه فی تعقیب هذه النوافل و تبعه غیره و یظهر من القرائن عدم اختصاصها بتلك النوافل (3) كما أومأ إلیه السید رضی اللّٰه

ص: 82


1- 1. فلاح السائل: 196- 197.
2- 2. راجع مصباح المتهجد: 49 و 50.
3- 3. قد اعترض المؤلّف العلامة- ره- بمثل ذلك علی الشیخ قدّس سرّه فی ص 79 أیضا و قال:« الشیخ كثیرا یذكر الأدعیة المطلقة عقیب الصلوات لانه أفضل الأوقات، و فیه ما فیه». و عندی أن الشیخ قدّس سرّه اجل و أتقی من أن یدلس أو یتسامح فی وضع شی ء فی غیر موضعه المشروع فینقل الأدعیة فی غیر موردها المقطوع. بل كان الشیخ قدّس سرّه أتقی و أورع من أن ینقل تلك الأحادیث المتضمنة لتلك الأدعیة و یسندها الی الأئمّة المعصومین لما فی اسنادها من الضعف و الوهن، و مخالفة متونها للسیرة المعروفة من أدعیة الأئمّة علیهم السلام من الابتداء بالثناء و التحمید، ثمّ الصلاة علی النبیّ و آله، ثمّ طلب الحوائج بما جری علی اللسان». فالشیخ- شیخ الطائفة المحقة- لم یكن لیتسامح فی نقل الأدعیة فی غیر موردها أو یقیدها و هی مطلقة، بل كان یتسامح فی أصل نقلها و جواز التمسك و التعلق بها، عملا بأخبار من بلغ- و تأسیسا لقاعدة التسامح فی أدلة السنن- رجاء للداعی أن یثیبه اللّٰه عزّ و جلّ بالمغفرة و الرحمة و یتفضل علیه باجابة الدعاء و المسألة. و لما كان سندها فی غایة الوهن لا یوجب علما و لا عملا و لا صح اسنادها و نسبتها الی الأئمّة المعصومین علیهم السلام، احتاط فی ذلك و أوردها فی تعقیب الفرائض و النوافل تارة و فی قنوتات الصلوات أخری لیشملها عمومات الامر بالدعاء. و لذلك تری أنّه قدس سره یذكر لفظ الدعاء مطلقا و لا یلتفت إلی ذكر سنده و لا الی ما فی الخبر من شرح الدعاء و آثاره و فوائده الا قلیلا. علی أن المسلم من الروایات أن الدعاء قسمان: قسم هو موقت یجب التحفظ علی صورته كما ورد من دون تصرف فیه، و قسم هو غیر موقت، یجوز انشاؤه أو اقتباسه من سائر الأدعیة و التصرف فیها بما یناسب حال الداعی، اذا كان بالغا معرفته هذا المبلغ. فمن الروایات التی تحكم بذلك ما نقله العلّامة المجلسیّ قدّس سرّه حین عقد فی كتاب الأدعیة بابا و ترجمه« باب جواز أن یدعی بكل دعاء و الرخصة فی تألیفه». و ذكر نقلا من خطّ الشهید- ره- عن علیّ علیه السلام قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: ان الدعاء یرد البلاء و قد ابرم ابراما، قال الوشاء فقلت لعبد اللّٰه ابن سنان: هل فی ذلك دعاء موقت؟ فقال: اما انی سألت الصادق علیه السلام فقال: نعم اما دعاء الشیعة المستضعفین ففی كل علة من العلل دعاء موقت: و أمّا المستبصرون البالغون فدعاؤهم لا یحجب. و منها ما رواه الكلینی فی الكافی بالاسناد الی إسماعیل بن الفضل قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن القنوت و ما یقال فیه، قال: ما قضی اللّٰه علی لسانك و لا أعلم فیه شیئا موقتا. و منها ما رواه الشیخ و الكلینی قدس سرهما عن الحلبیّ عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن القنوت فی الوتر هل فیه شی ء موقت یتبع و یقال؟ فقال: لا، اثن علی اللّٰه عزّ و جلّ و صل علی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و استغفر لذنبك العظیم، و كل ذنب عظیم. فالدعاء الموقت هو الذی وقت بألفاظه و لا یجوز الزیادة علیه و لا النقیصة عنه حتّی بشی ء یسیر من الاذكار، كما عرفت من انكار الأئمّة المعصومین علی أصحابهم حیث قالوا: « یا مقلب القلوب و الابصار» بدل« یا مقلب القلوب» و« یحیی و یمیت و یمیت و یحیی» بدل« یحیی و یمیت» فقط، و غیر ذلك من الموارد. و أمّا الأدعیة الواردة بألفاظ مختلفة فی متونها كما فی دعاء الالحاح الذی نقل فی مورد البحث، فاختلاف ألفاظها یدلّ علی أنّها من الأدعیة غیر الموقتة التی یجوز التصرف فیها بما یناسب مقال الداعی و حاله. و من موارد التصرف فی الأدعیة ما مر فی ج 86 ص 369- 371 عند ذكر المؤلّف العلامة دعاء التمجید« ما یمجد به الرب تبارك و تعالی نفسه» فتارة روی بعنوان تمجید الرب نفسه، و تارة تصرف فی العبارات بحیث صار تمجید العبد ربّه بما كان یمجد الرب نفسه. و صرّح المؤلّف قدّس سرّه فی ص 370 بأن القاری: لهذا الدعاء یغیر الفقرات من التكلم الی الخطاب. فاذا جاز التصرف فی ألفاظ الدعاء غیر الموقتة، بما یناسب حال الداعی و مقاله جاز قراءتها عند تعقیب الصلوات و هو أفضل الأوقات كأنّه ینشئ الدعاء من عند نفسه، لتناسب تلك الأدعیة، فلا إشكال فی ذلك أبدا.

عنه و سیأتی للدعاء المروی عن الكافی أسانید جمة فی كتاب الدعاء و لا اختصاص لشی ء منها بهذا الموضع.

یا من أظهر الجمیل قَالَ الشَّیْخُ الْبَهَائِیُّ قُدِّسَ سِرُّهُ رُوِیَ فِی تَأْوِیلِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ مِثَالٌ فِی الْعَرْشِ فَإِذَا اشْتَغَلَ بِالرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ

ص: 83

وَ نَحْوِهَا فَعَلَ مِثَالُهُ مِثْلَ فِعْلِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَاهُ الْمَلَائِكَةُ فَیُصَلُّونَ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ إِذَا اشْتَغَلَ الْعَبْدُ بِمَعْصِیَةٍ أَرْخَی اللَّهُ عَلَی مِثَالِهِ سِتْراً لِئَلَّا تَطَّلِعَ الْمَلَائِكَةُ عَلَیْهَا فَهَذَا تَأْوِیلُ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ. یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ.

أی لم یعجل عقوبة المعصیة فی الدنیا حلما

ص: 84

و كرما لعل العاصی یتوب منها فیسلم من عقابها و الصفح التجاوز عن الذنوب و النجوی الكلام الخفی أن لا تشوه خلقی أی لا تقبح خلقی بالنار.

«4»- الْعُیُونُ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام فِی طَرِیقِ خُرَاسَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ یَعْنِی مِنْ سَجْدَةِ الشُّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ قَامَ فَصَلَّی سِتَّ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُسَلِّمُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ یَقْنُتُ فِی ثَانِیَةِ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ ثُمَّ یُؤَذِّنُ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ یَقْنُتُ فِی الثَّانِیَةِ فَإِذَا سَلَّمَ قَامَ وَ صَلَّی الْعَصْرَ فَإِذَا سَلَّمَ جَلَسَ فِی مُصَلَّاهُ یُسَبِّحُ اللَّهَ وَ یُحَمِّدُهُ وَ یُكَبِّرُهُ وَ یُهَلِّلُهُ مَا شَاءَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً یَقُولُ فِیهَا مِائَةَ مَرَّةٍ حَمْداً لِلَّهِ (1).

ص: 85


1- 1. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 181.
فائدة

المشهور أن وقت نافلة العصر بعد الفراغ من الظهر إلی أن یزید الفی ء أربعة أقدام أو ذراعین و قیل حتی یصیر ظل كل شی ء مثلیه و قیل یمتد بامتداد الفریضة و الأظهر الأول بالمعنی الذی ذكرناه فی نافلة الظهر فإن خرج قبل تلبسه بركعة صلی العصر و قضاها و إلا أتمها علی المشهور و قد عرفت مستنده.

ثم اعلم أن المشهور عدم جواز تقدیم نافلتی الظهر و العصر علی الزوال لكن قد ورد فی بعض الأخبار أن النافلة مثل الهدیة متی ما أتی بها قبلت و فی بعضها فقدم منها ما شئت و أخر منها ما شئت و فی بعضها صلاة النهار ست عشرة ركعة أی النهار شئت إن شئت فی أوله و إن شئت فی وسطه و إن شئت فی آخره.

و یمكن الجمع بینها بحمل أخبار الجواز علی من علم من حاله أنه إن لم یقدمها اشتغل عنها و لم یتمكن من قضائها كما فعله الشیخ رحمه اللّٰه أو بحمل أخبار عدم التقدیم علی الأفضلیة كما استوجهه فی الذكری و لا یخلو من قوة و إن كان ما فعله الشیخ أحوط مع تأیده ببعض الأخبار الدالة علی وجه الجمع و اللّٰه یعلم.

ص: 86

باب 4 نوافل المغرب و فضلها و آدابها و تعقیباتها و سائر الصلوات المندوبة بینها و بین العشاء

اشارة

«1»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ(1) فَقَالَ هِیَ السُّنَّةُ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَلَا تَدَعْهَا فِی سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ(2).

«2»- الْمِصْبَاحُ لِلشَّیْخِ، قَالَ رُوِیَ: أَنَّهُ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی مِنْ نَافِلَةِ الْمَغْرِبِ سُورَةَ الْجَحْدِ وَ فِی الثَّانِیَةِ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَ فِیمَا عَدَاهُ مَا اخْتَارَ.

قَالَ وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام كَانَ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ أَوَّلَ الْحَدِیدِ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ(3).

«3»- إِرْشَادُ الْمُفِیدِ، وَ الْخَرَائِجُ، رُوِیَ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا خَرَجَ بِزَوْجَتِهِ أُمِّ الْفَضْلِ مِنْ عِنْدِ الْمَأْمُونِ وَ وَصَلَ شَارِعَ الْكُوفَةِ وَ انْتَهَی إِلَی دَارِ الْمُسَیَّبِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ كَانَ فِی صَحْنِهِ نَبِقَةٌ لَمْ تَحْمِلْ بَعْدُ فَدَعَا بِكُوزٍ فَتَوَضَّأَ فِی وَسَطِهَا وَ قَامَ فَصَلَّی بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فَقَرَأَ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا سَلَّمَ جَلَسَ هُنَیْئَةً وَ قَامَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُعَقِّبَ تَعْقِیباً تَامّاً فَصَلَّی النَّوَافِلَ الْأَرْبَعَ وَ عَقَّبَ بَعْدَهَا وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی النَّبِقَةِ رَآهَا النَّاسُ حَمَلَتْ حَمْلًا حَسَناً فَأَكَلُوا مِنْهَا فَوَجَدُوا

ص: 87


1- 1. سورة ق: 40.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 209.
3- 3. مصباح الشیخ: 70.

نَبِقاً لَا عَجَمَ لَهُ حُلْواً(1).

أقول: و فی الإرشاد(2) ثم جلس هنیهة یذكر اللّٰه جل اسمه و قام من غیر أن یعقب فصلی النوافل الأربع.

«4»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ (3)، وَ ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ عَقَّبَ وَ لَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی یُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ كُتِبَتَا لَهُ فِی عِلِّیِّینَ فَإِنْ صَلَّی أَرْبَعاً كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ(4).

«5»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ إِدْبَارَ النُّجُومِ رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ (5).

«6»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ هُمَا أَدْبَارَ السُّجُودِ وَ الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ بَعْدَ الْفَجْرِ إِدْبَارَ النُّجُومِ (6).

«7»- الْخِصَالُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی آخِرِ سَجْدَةٍ مِنَ النَّافِلَةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ إِنْ قَالَهُ كُلَّ لَیْلَةٍ فَهُوَ أَفْضَلُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ اسْمِكَ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذَنْبِیَ الْعَظِیمَ سَبْعَ مَرَّاتٍ انْصَرَفَ وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (7).

ص: 88


1- 1. لا یوجد فی مختار الخرائج المطبوع.
2- 2. إرشاد المفید: 304.
3- 3. أمالی الصدوق ص 349.
4- 4. ثواب الأعمال ص 41.
5- 5. تفسیر القمّیّ: 650.
6- 6. قرب الإسناد ص 81 ط نجف.
7- 7. الخصال ج 2 ص 31.

«8»- الْعُیُونُ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِی نَافِلَةِ الظُّهْرِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاكِ: فِی بَیَانِ عَمَلِ الرِّضَا علیه السلام فِی طَرِیقِ خُرَاسَانَ قَالَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی الْمَغْرِبَ ثَلَاثاً بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ وَ قَنَتَ فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ فَإِذَا سَلَّمَ جَلَسَ فِی مُصَلَّاهُ یُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَی وَ یُحَمِّدُهُ وَ یُكَبِّرُهُ وَ یُهَلِّلُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ لَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی یَقُومَ فَیُصَلِّیَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِیمَتَیْنِ یَقْنُتُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ وَ كَانَ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْبَاقِیَتَیْنِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ یَجْلِسُ بَعْدَ التَّسْلِیمِ فِی التَّعْقِیبِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یُفْطِرُ(1).

فائدة

اعلم أن المشهور أن وقت نافلة المغرب بعدها إلی ذهاب الحمرة المغربیة و ظاهر المعتبر و المنتهی اتفاق الأصحاب علیه و ذهب الشهید رحمه اللّٰه فی الدروس و الذكری إلی امتداد وقتها بوقت المغرب و مال إلیه بعض من تأخر عنه

وَ یَشْهَدُ لَهُ صَحِیحَةُ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ (2) قَالَ: صَلَّیْتُ خَلْفَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْمَغْرِبَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَامَ فَصَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ لَمْ یَرْكَعْ بَیْنَهُمَا ثُمَّ صَلَّیْتُ خَلْفَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ فَلَمَّا صَلَّی الْمَغْرِبَ قَامَ فَتَنَفَّلَ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ.

إذ ظاهر أن بعد المجی ء بالمزدلفة یخرج وقت فضیلة المغرب و یؤیده الأخبار الدالة علی استحباب تأخیر العشاء إذ الظاهر أن عدم جواز إیقاع النافلة بعد دخول وقت العشاء لئلا یزاحمها و بالجملة الظاهر جواز الإتیان بالنافلة بعد ذهاب الحمرة إن لم یزاحم الفریضة كثیرا بأن یؤخرها عن وقت فضلها لكن الأحوط إیقاع النافلة بعدها.

ص: 89


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 181.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 500.

«9»- فَلَاحُ السَّائِلِ، هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ الْكَرْخِیِّ عَنْ حَاتِمِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام عَمَّا یُقْرَأُ فِی الْأَرْبَعِ فَكَتَبَ بِخَطِّهِ علیه السلام فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَ مِنْ وَسَطِ السُّورَةِ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ(1) ثُمَّ یُقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ یُقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ آیَةُ الْكُرْسِیِّ وَ آخِرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ یُقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً(2)

ذَكَرَ رِوَایَةً أُخْرَی بِمَا یُقْرَأُ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ ذَكَرَ شَیْخُنَا جَدِّیَ السَّعِیدُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ یُقْرَأُ فِی أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ الْحَمْدُ وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدُ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ (3)

وَ أَمَّا الرَّكْعَتَانِ الثَّالِثَةُ وَ الرَّابِعَةُ فَرَوَی أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ عَنِ الْقَاسِمِ الْهَرَوِیِّ- عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْآدَمِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُمَا كَانَا یَقْرَءَانِ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الثَّالِثَةِ وَ الرَّابِعَةِ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ أَوَّلَ الْحَدِیدِ إِلَی عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ(4).

مِصْبَاحُ الْمُتَهَجِّدِ وَ غَیْرُهُ: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُقْرَأَ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدُ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ مِنْ وَسَطِ السُّورَةِ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ إِلَی قَوْلِهِ یَعْقِلُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی سُورَةَ الْجَحْدِ وَ فِی الثَّانِیَةِ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَ فِیمَا عَدَاهُ مَا اخْتَارَهُ وَ رُوِیَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام كَانَ یَقْرَأُ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ أَوَّلَ الْحَدِیدِ إِلَی قَوْلِهِ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ

ص: 90


1- 1. البقرة: 163.
2- 2. فلاح السائل: 233.
3- 3. فلاح السائل: 233.
4- 4. فلاح السائل: 233.

وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ(1).

بیان: الأربع الآیات من أول البقرة إلی قوله تعالی هُمُ الْمُفْلِحُونَ إن لم تكن الم آیة و إلا فإلی قوله یُوقِنُونَ و قد اختلف القراء فی ذلك و الأول أولی و من وسط البقرة آیتان وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِما یَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْیا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِیها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِیفِ الرِّیاحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ و الظاهر أن آخر البقرة من آمَنَ الرَّسُولُ إلی آخرها و یحتمل أن یكون من قوله لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ كما سیأتی فی صلاة أخری و یحتمل أن یراد آیة واحدة من آخرها و هی قوله سبحانه لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلی آخرها و الأخیر أظهر لفظا و الأوسط احتیاطا و الأول بحسب بعض القرائن.

و آخر الحشر من قوله لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ إلی آخر السورة كما فهمه الأصحاب و إن احتمل أن یكون من قوله هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إلی آخرها.

«10»- فَلَاحُ السَّائِلِ، ذَكَرَ مَا یَزِیدُهُ مِنَ الدُّعَاءِ فِی آخِرِ سَجْدَةٍ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ وَ فَضْلِ ذَلِكَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَزْدَآبَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی آخِرِ سَجْدَةٍ مِنَ النَّافِلَةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ إِنْ فَعَلَهُ كُلَّ لَیْلَةٍ كَانَ أَفْضَلَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِیمِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذَنْبِیَ الْعَظِیمَ إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الْعَظِیمَ إِلَّا الْعَظِیمُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِذَا قَالَهُ انْصَرَفَ وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی یَعْدِلُ سِتِّینَ حَجَّةً مِنْ أَقْصَی

ص: 91


1- 1. مصباح المتهجد: 70.

الْبِلَادِ(1).

المتهجد، و الاختیار، مرسلا: مثله (2).

«11»- فَلَاحُ السَّائِلِ (3)، وَ الْمُتَهَجِّدُ،: الدُّعَاءُ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ مِنَ الْأُولَیَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ إِلَیْكَ الرُّجْعَی وَ الْمُنْتَهَی وَ إِنَّ لَكَ الْمَمَاتَ وَ الْمَحْیَا وَ إِنَّ لَكَ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزَی وَ أَنْ نَأْتِیَ مَا عَنْهُ تَنْهَی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِعِزَّتِكَ وَ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِی عِنْدَ كِبَرِ سِنِّی وَ أَحْسَنَ عَمَلِی عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِی وَ أَطِلْ فِی طَاعَتِكَ وَ مَا یُقَرِّبُ مِنْكَ وَ یُحْظِی عِنْدَكَ وَ یُزْلِفُ لَدَیْكَ عُمُرِی وَ أَحْسِنْ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِی وَ أُمُورِی مَعُونَتِی وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِقَضَاءِ جَمِیعِ حَوَائِجِی لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ ابْدَأْ بِوَالِدَیَّ وَ وُلْدِی وَ جَمِیعِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ لِنَفْسِی وَ ثَنِّ بِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (4) ثُمَّ تَقُومُ إِلَی الرَّكْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا اللَّهُمَّ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخِذْلَانِ وَ النَّصْرِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الصِّحَّةِ وَ السُّقْمِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ بِیَدِكَ مَقَادِیرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ بَارِكْ لِی فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی وَ بَارِكْ لِی

ص: 92


1- 1. فلاح السائل: 233.
2- 2. مصباح المتهجد: 70.
3- 3. فلاح السائل: 234.
4- 4. مصباح المتهجد: 70.

فِی أَهْلِی وَ مَا لِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی وَ جَمِیعِ مَا خَوَّلْتَنِی وَ رَزَقْتَنِی وَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ وَ مَنْ أَحْدَثْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ مَعْرِفَةً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اجْعَلْ مَیْلَهُ إِلَیَّ وَ مَحَبَّتَهُ لِی وَ اجْعَلْ مُنْقَلَبَنَا إِلَی خَیْرٍ دَائِمٍ وَ نَعِیمٍ لَا یَزُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَقْصِرْ أَمَلِی عَنْ غَایَةِ أَجَلِی وَ اشْغَلْ قَلْبِی بِالْآخِرَةِ عَنِ الدُّنْیَا وَ أَعِنِّی عَلَی مَا وَظَّفْتَ عَلَیَّ مِنْ طَاعَتِكَ وَ كَلَّفْتَنِیهِ مِنْ رِعَایَةِ حَقِّكَ وَ أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِمَهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَنْوَاعِهِ وَ خَفِیِّهِ وَ مُعْلَنِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقَبَّلْ عَمَلِی وَ ضَاعِفْهُ لِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُسَارِعُ فِی الْخَیْرَاتِ وَ یَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الْخَاشِعِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ (1) وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ.

اللَّهُمَّ وَ أَیُّمَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَرَادَنِی أَوْ أَحَداً مِنْ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی وَ أَهْلِ حُزَانَتِی بِسُوءٍ فَإِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِینُ بِكَ عَلَیْهِ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خُذْهُ عَنِّی مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ وَ امْنَعْنِی مِنْ أَنْ یَصِلَ إِلَیَّ مِنْهُ سُوءٌ أَبَداً بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی فِی كَنَفِكَ وَ حِفْظِكَ وَ حِرْزِكَ وَ حِیَاطَتِكَ وَ جِوَارِكَ وَ أَمْنِكَ وَ أَمَانِكَ وَ عِیَاذِكَ وَ مَنْعِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ امْتَنَعَ عَائِذُكَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی وَ إِیَّاهُمْ فِی حِفْظِكَ وَ أَمَانِكَ وَ مُدَافَعَتِكَ وَ وَدَائِعِكَ الَّتِی لَا تَضِیعُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ السُّلْطَانِ وَ الشَّیْطَانِ إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِیلًا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مُنْزِلًا بَأْساً مِنْ بَأْسِكَ أَوْ نَقِمَةً مِنْ نَقِمَتِكَ بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ

ص: 93


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من مطبوعة الكمبانیّ.

أَوْ ضُحًی وَ هُمْ یَلْعَبُونَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی فِی دِینِی فِی مَنْعِكَ وَ كَنَفِكَ وَ دِرْعِكَ الْحَصِینَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُشْرِقِ الْحَیِّ الْقَیُّومِ الْبَاقِی الْكَرِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْقُدُّوسِ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُصْلِحَ لِی شَأْنِی كُلَّهُ وَ تُعْطِیَنِی مِنَ الْخَیْرِ كُلِّهِ وَ تَصْرِفَ عَنِّی الشَّرَّ كُلَّهُ وَ تَقْضِیَ لِی حَوَائِجِی كُلَّهَا وَ تَسْتَجِیبَ لِی دُعَائِی وَ تَمُنَّ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ تَطَوُّلًا مِنْكَ وَ تُجِیرَنِی مِنَ النَّارِ وَ تُزَوِّجَنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ ابْدَأْ بِوَالِدَیَّ وَ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ لِنَفْسِی وَ ثَنِّ بِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

بیان: إن لك الممات و المحیا أی ینبغی أن تكون أنت المقصود من الموت و الحیاة و اجعلهما خالصین لك كما مر فی دعاء التوجه أو لك التصرف فیهما و هما بقدرتك فاللام للملك و الأخیر فی الفقرة الآتیة أظهر و یؤید إرادته فی الأولی و یحظی عندك أی یوجب لی مكانة و منزلة عندك و الحظوة بالضم و الكسر المكانة و المنزلة قال فی النهایة فی حدیث عائشة فأی نسائه كان أحضی منی أی أقرب إلیه منی و أسعد به یقال حظیت المرأة عند زوجها تحظی حظوة بالضم و الكسر أی سعدت به و دنت من قلبه و أحبها و یزلف أی یقرب.

مقادیر اللیل و النهار أی التقدیرات الواقعة فیهما أو تقدیرات الأمور الواقعة فیهما أو مقدارهما فی الطول و القصر و مقادیر الشمس و القمر أی مقدار جرمهما أو حركتهما و الأمور المتعلقة بهما من الكسوف و الخسوف و غیرهما و كذا البواقی و مقادیر الدنیا و الآخرة أی تقدیراتهما أو مقدارهما مطلقا أو بالنسبة إلی كل شخص و اقتصر أملی علی بناء الافتعال و فی بعض النسخ علی التفعیل أی لا أؤمل ما لا یفی به عمری أو لا أؤمل شیئا لا أعلم أنه یفی عمری فیكون كنایة عن ترك الأمل مطلقا.

فواتح الخیر و خواتمه أی یكون فاتحة كل أمر من أموری و خاتمته

ص: 94


1- 1. فلاح السائل: 235- 237، مصباح المتهجد: 71- 73.

مقرونا بالخیر و الصلاح ممن یسارع فی الخیرات أی یبادر إلی أبواب المبرات و یدعوك رغبا و رهبا أی راغبا فی الثواب راجیا للإجابة أو فی الطاعة خائفا للعقاب أو المعصیة من الخاشعین أی المخبتین أو الخائفین.

فهو حسبه أی كافیه إن اللّٰه بالغ أمره أی یبلغ ما یرید فلا یفوته مراد لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً أی تقدیرا أو مقدارا أو أجلا لا یمكن تغییره أَشَدُّ بَأْساً أی عقوبة من الناس و أَشَدُّ تَنْكِیلًا أی تعذیبا.

«12»- الْمُتَهَجِّدُ،: دُعَاءٌ آخَرُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُشْرِقِ الْحَیِّ الْبَاقِی الْكَرِیمِ وَ أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْقُدُّوسِ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَتْ عَلَیْهِ أُمُورُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُصْلِحَ شَأْنِی كُلَّهُ (1).

«13»- فَلَاحُ السَّائِلِ، ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلُّوا فِی سَاعَةِ الْغَفْلَةِ وَ لَوْ رَكْعَتَیْنِ فَإِنَّهُمَا تُورِدَانِ دَارَ الْكَرَامَةِ(2).

ذَكَرَ رِوَایَةً أُخْرَی فِی فَضْلِ ذَلِكَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِیهِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَنَفَّلُوا فِی سَاعَةِ الْغَفْلَةِ وَ لَوْ بِرَكْعَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ فَإِنَّهُمَا یُورِثَانِ (3) دَارَ الْكَرَامَةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا سَاعَةُ الْغَفْلَةِ قَالَ مَا بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ(4).

«14»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ

ص: 95


1- 1. مصباح المتهجد: 73.
2- 2. فلاح السائل: 244.
3- 3. توردان خ ل كما فی المصدر.
4- 4. فلاح السائل: 245.

أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ: مِثْلَهُ (1).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن البرقی: مثله (2) معانی الأخبار، عن أبیه عن سعد عن البرقی عن سلیمان بن سماعة عن عمه عاصم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن أبیه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (3)

الْعِلَلُ (4)، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْهُ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ دَارَ الْكَرَامَةِ.

قال الصدوق: ساعة الغفلة ما بین المغرب و العشاء(5).

«15»- فَلَاحُ السَّائِلِ، ذَكَرَ مَا نَخْتَارُ ذِكْرَهُ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ بِالرِّوَایَاتِ أَیْضاً حَدَّثَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْحَسَنِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْتَرِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ رَكْعَتَیْنِ قَرَأَ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَفَاتِحِ الْغَیْبِ الَّتِی

ص: 96


1- 1. أمالی الصدوق: 331.
2- 2. معانی الأخبار: 265.
3- 3. ثواب الأعمال ص 40 و 41.
4- 4. فی المطبوعة[ الخصال] و لا یوجد فیه و الحدیث مذكور بسنده فی العلل.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 31.

لَا یَعْلَمُهَا إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِیُّ نِعْمَتِی وَ الْقَادِرُ عَلَی طَلِبَتِی وَ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ لَمَّا قَضَیْتَهَا لِی وَ یَسْأَلُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ حَاجَتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَا تَتْرُكُوا رَكْعَتَیِ الْغَفْلَةِ وَ هُمَا بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ (1).

المتهجد، عن هشام بن سالم: مثله (2)

بیان: إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً أی لقومه كما مر فی محله فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ رزقه و القدر الضیق كما قال تعالی فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ (3) وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ أی خزائنه جمع مفتح بفتح المیم و هو المخزن أو ما یتوصل به إلی المغیبات مستعارا من المفاتح الذی هو جمع مفتح بالكسر و هو المفتاح و المعنی أنه المتوصل إلی المغیبات المحیط علمه بها فِی كِتابٍ مُبِینٍ أی فی اللوح المحفوظ أو فی علمه سبحانه و القادر علی طلبتی أی مطلبی.

لما قضیتها لی قال الشیخ البهائی رحمه اللّٰه لما بالتشدید بمعنی إلا یقال أسألك لما فعلت كذا أی ما أسألك إلا فعل كذا و قد یقرأ بالتخفیف أیضا فلا حاجة إلی تأویل فعل المثبت بالمنفی و تكون لفظة ما زائدة و قد قرئ بالوجهین قوله تعالی إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ انتهی (4).

أقول: و التشدید أظهر و لا حاجة إلی تأویل كما عرفت أن المعنی أسألك فی جمیع الأحوال إلا حال قضاء حاجتی أی لا أترك الطلب إلا وقت حصول المطلب و قال الكفعمی (5) لما روی بالتشدید و التخفیف فمن شدد كانت بمعنی إلا

ص: 97


1- 1. فلاح السائل: 245.
2- 2. مصباح المتهجد: 76.
3- 3. الفجر: 16.
4- 4. الطارق: 4.
5- 5. مصباح الكفعمیّ ص 398 فی الهامش.

كأنه قال أسألك إلا قضیتها لی و من خفف جعل ما زائدة للتأكید و اللام جواب القسم و التقدیر لقضیتها لی قلت قال الزجاج لما استعملت فی موضع إلا فی موضعین الأول فی قوله تعالی إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ و الثانی فی باب القسم تقول سألتك لما فعلت و المعنی إلا فعلت و المعنی ما كان نفس إلا علیها حافظ من الملائكة یحفظ عملها و ما تكسبه من خیر و شر و من قرأ لما بالتخفیف فالمعنی كل نفس لعملها حافظ یحفظها و تكون ما صلة كما فی قوله تعالی فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ (1).

«16»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ مَا رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ الْجَوَّانِیُّ فِی كِتَابِهِ إِلَیْنَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَوَّانِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سُلَیْمَانَ السَّرَاوِیِّ عَنْ عَتِیقِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الزُّهْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ وَفَاتِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنَا فَقَالَ أُوصِیكُمْ بِرَكْعَتَیْنِ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِی كُلِّ شَهْرٍ كَانَ مِنَ الْمُتَّقِینَ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِی كُلِّ سَنَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً كُتِبَ مِنَ الْمُصَلِّینَ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ زَاحَمَنِی فِی الْجَنَّةِ وَ لَمْ یُحْصِ ثَوَابَهُ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ تَعَالَی (2).

المتهجد، و غیره، مرسلا عن الصادق عن آبائه علیهم السلام: مثله (3).

«17»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِیِّ رَفَعَهُ إِلَی مَوَالِینَا علیهم السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَ

ص: 98


1- 1. آل عمران: 159.
2- 2. فلاح السائل ص 246.
3- 3. مصباح المتهجد ص 76.

ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا(1) قَالَ هِیَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ یُقْرَأُ فِی الْأُولَی بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ عَشْرِ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَ آیَةِ السُّخْرَةِ وَ قَوْلِهِ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (2) وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَ آیَةُ الْكُرْسِیِّ وَ آخِرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ قَوْلِهِ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ ادْعُ بِمَا شِئْتَ بَعْدَهُمَا قَالَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ وَاظَبَ عَلَیْهِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ صَلَاةٍ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ حَجَّةٍ(3).

وَ رُوِیَ ذَلِكَ فِی طَرِیقٍ آخَرَ وَ فِیهَا زِیَادَةٌ رَوَاهَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْشَلِیِّ: بِمِثْلِ ذَلِكَ وَ زَادَ فِیهِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ وَ سَلَّمْتَ قُلْتَ- اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ وَ دِینِ نَبِیِّكَ وَ وَلِیِّكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ امْدُدْ لِی فِی عُمُرِی وَ انْشُرْ عَلَیَّ رَحْمَتَكَ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ وَ إِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِی أُمِّ الْكِتَابِ شَقِیّاً فَاجْعَلْنِی سَعِیداً فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ تَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْحُورَ الْعِینَ (4).

المتهجد، و غیره، مرسلا: مثل الروایة الثانیة مع الدعاء(5) بیان العشر من أول البقرة إلی قوله بِما كانُوا یَكْذِبُونَ علی أحد الاحتمالین و إلی قوله وَ ما یَشْعُرُونَ علی الاحتمال الآخر و الأول أظهر و أحوط و آیة السخرة إن أرید بها الآیة الواحدة فهی إلی رَبُّ الْعالَمِینَ و إن أرید بها الجنس فهی

ص: 99


1- 1. المزّمّل: 6.
2- 2. البقرة: 163- 164.
3- 3. فلاح السائل ص 246.
4- 4. فلاح السائل ص 247.
5- 5. مصباح المتهجد ص 76 و 77.

ثلاث آیات إلی قوله مِنَ الْمُحْسِنِینَ و هو أشهر و أحوط و الأشهر فی آیة الكرسی إلی الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ و قیل إلی خالِدُونَ.

«18»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی بَعْدَ الْمَغْرِبِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی ذَنْبٌ إِلَّا وَ قَدْ غُفِرَ لَهُ (1).

وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ بَیْنَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ الْكُوفِیُّ الْبَزَّازُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ صَلَّی الْمَغْرِبَ وَ بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ لَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی یُصَلِّیَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كَانَتْ لَهُ عَدْلُ عَشْرِ رِقَابٍ (2).

الْمُتَهَجِّدُ،: وَ رُوِیَ عَشْرُ رَكَعَاتٍ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ وَ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ خَمْسِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ رُوِیَ أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی ذَنْبٌ إِلَّا وَ قَدْ غُفِرَ لَهُ (3).

«19»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ مَا رَوَیْنَاهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ فَمِنْهَا بِإِسْنَادِی إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِ (4)

عَنِ ابْنِ أَبِی جِیدٍ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ فِیمَا رَوَاهُ فِی كِتَابِهِ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَنَفَّلُوا وَ لَوْ بِرَكْعَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ فَإِنَّهُمَا تُورِثَانِ دَارَ الْكَرَامَةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مَعْنَی خَفِیفَتَیْنِ قَالَ یَقْرَأُ فِیهِمَا الْحَمْدَ وَحْدَهَا قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 100


1- 1. فلاح السائل ص 247.
2- 2. فلاح السائل ص 247.
3- 3. مصباح المتهجد ص 77.
4- 4. راجع التهذیب ج 1 ص 205.

فَمَتَی أُصَلِّیهَا قَالَ مَا بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ(1).

بیان: الظاهر أن هذه الصلاة هی نافلة المغرب فإن ركعتین منها آكد كما مر و یجوز الاكتفاء فی النوافل بالحمد فقط لا سیما عند ضیق الوقت بل یحتمل فی بعض النوافل المتقدمة أیضا أن یكون كیفیة مستحبة لنافلة المغرب و هذه الأخبار مما یؤید جواز إیقاع التطوع بعد دخول وقت العشاء(2)

إذ لا یفی الوقت بجمیعها

ص: 101


1- 1. فلاح السائل ص 248.
2- 2. هذه الأخبار مع ضعف سندها تخالف سنة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فی أعداد النوافل من جهة و فی تعیین أوقات الصلوات اخری، و قد عرفت فیما سبق مرارا أن اللّٰه لا یعذب علی كثرة الصیام و الصوم، و كنه یعذب علی ترك السنة. و ذلك لان المراد بالسنة كما عرفت فی ج 82 ص 295 سیرته العملیة المتخذة باشارات القرآن العزیز كما و كیفا زمانا و مكانا فمن خالف سنته كما فأتی بالنوافل أكثر مما سنه صلّی اللّٰه علیه و آله أو كیفا فأتی بها بتطویل الركوع فی لیلة مع تخفیف سائرها و تطویل السجود فی لیلة اخری یتخذها سیرة لنفسه و یقول یا فلان هذه لیلة الركوع و هذه لیلة السجود مثلا، أو لا یفصل بین كل ركعتین بتشهد و سلام، أو یقرأ عشر سور فی ركعة واحدة یلتزم بها و غیر ذلك ممّا یكثر تعداده. أو خالف سنته صلّی اللّٰه علیه و آله زمانا فأتی بالنوافل فی وقت الفرائض المختص بها، أو مكانا فأتی بها فی المسجد علانیة یلتزم بها و قد كان صلوات اللّٰه علیه یأتی بها فی داره الا نوافل شهر رمضان علی ما سیأتی فی محله. فمن خالف سنته صلی اللّٰه علیه و آله باحدی هذه الصور فقد أتی بأمر من عنده محدث،« و كل محدث بدعة، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فی النار». و هذا هو المراد بقوله علیه السلام« ما أحدثت بدعة الا ترك بها سنة» و ذلك لان السنة قد تترك رأسا، كمن ترك النوافل من دون تهاون و استخفاف بها، فلا حرج علیه، لما قد صح عنه علیه الصلاة و السلام:« .... و سنة فی غیر فریضة الاخذ بها فضیلة و تركها الی غیر خطیئة». و أمّا إذا ترك السنة وراء ظهره كأنّه لا یعبأ بها، أو حولها عن وجهها كأنّه یری نقصا فیها فیتمها من عنده، أو خللا فیصلحها و یسدها برأیه، فقد خالف سنة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و تعداها« و من خالف سنة النبیّ متعمدا فقد كفر» و من تعداها جهلا اخذ بناصیته و ردّ الی السنة، و الا فلا یعبأ بأعماله و لا ینصب لها میزان، لما قد صح عنه علیه الصلاة و السلام:« لا عمل الا بنیة و لا نیة الا باصابة السنة». و أمّا الفقهاء و المحدّثون من الاصحاب- رضوان اللّٰه علیهم- فانما نقلوا هذه الأحادیث و ما ضاهاها فی كتبهم المدونة لاعمال الیوم و اللیلة- مع اعترافهم بضعف سندها، تعولا علی قاعدة التسامح فی أدلة السنن المبتنیة علی أحادیث من بلغ، زعما منهم أنّها تشمل كل حدیث روی فیه ثواب علی عمل، مطلقا، و ان كان العمل مخالفا للسنة القطعیة، و لیس كذلك، و الا لكان مفادها تصویب البدع و الحكم بمشروعیتها، و الكذب المفترع علی أئمة الدین و حماته، و هذا كما تری مخالف لضرورة المذهب. فالمراد من العمل الذی یروی له ثواب من اللّٰه انما هو العمل الثابت بالسنة القطعیة كالنوافل المرتبة و التعقیبات و الاذكار التی یؤیدها الكتاب و السنة، فإذا ورد فی حدیث أن صلاة اللیل تزید فی الرزق، أو نافلة المغرب تسرع فی قضاء حاجته و أن تسبیح فاطمة الزهراء علیها السلام عند المنام خیر من خادم یخدم البیت طول النهار، فافتتن المكلف بالحدیث و عمل ذاك الخیر التماس تلك العائدة و رجاء ذلك الثواب المخصوص، آتاه اللّٰه ذلك الثواب تكرما، و ان لم یكن الحدیث كما بلغه. علی أن هذه الأحادیث- أحادیث من بلغ- لو كانت لها اطلاقا فانما تنظر الی العوام و المقلدین البسطاء، الذین لا یعرفون الحق من الباطل، و لا یكلفون التمییز بین الصحیح و السقیم، و انما یتعولون فی دینهم علی رأی الفقهاء و المحدثین، و أمّا الفقهاء و المحدّثون فوظیفتهم الذب عن حوزة الدین، و معرفة الصحیح من السقیم و طرح الأحادیث و الروایات التی لا توجب علما و لا عملا، لضعف سندها و طعن العلماء فی رواتها بالفسق و الغلوّ و الجهالة،. فهم أولی بأن یؤدوا حقّ اللّٰه عزّ و جلّ إلیه و هو أن یقولوا ما یعلمون، و یكفوا عما لا یعلمون، و أن یأخذوا بما وافق كتاب اللّٰه و سنة نبیه صلّی اللّٰه علیه و آله و یدعوا ما خالف كتاب اللّٰه و سنة نبیه: ففی الصحیح أن أبا یعفور سأل الصادق علیه السلام عن اختلاف الحدیث: یرویه من یوثق به، و منهم من لا یوثق به، فقال علیه السلام: إذا ورد علیكم حدیث فوجدتم له شاهدا فی كتاب اللّٰه أو من قول رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله( یعنی سنته ص) و الا فالذی جاءكم به أولی به. و روی الكشّیّ عن الیقطینی عن أبی محمّد یونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله فقال له: یا أبا محمّد ما أشدك فی الحدیث و أكثر انكارك لما یرویه أصحابنا، فما الذی یحملك علی ردّ الأحادیث؟ فقال: حدّثنی هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: لا تقبلوا علینا حدیثا الا ما وافق القرآن و السنة، أو تجدون معه شاهدا من أحادیثنا المتقدمة، فان المغیرة بن سعید لعنه اللّٰه دس فی كتب أصحاب أبی أحادیث لم یحدث بها أبی فاتقوا اللّٰه و لا تقبلوا علینا ما خالف قول ربّنا تعالی و سنة نبیّنا محمد صلی اللّٰه علیه و آله ، فانا إذا حدّثنا قلنا: قال اللّٰه عزّ و جلّ، و قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله. قال یونس: وافیت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبی جعفر علیه السلام و وجدت أصحاب أبی عبد اللّٰه علیه السلام متوافرین فسمعت منهم و أخذت كتبهم فعرضتها بعد علی أبی الحسن الرضا علیه السلام فأنكر منها أحادیث كثیرة أن یكون من أحادیث أبی عبد اللّٰه علیه السلام، و قال لی: ان أبا الخطاب كذب علی أبی عبد اللّٰه علیه السلام، لعن اللّٰه أبا الخطاب و كذلك أصحاب أبی الخطاب یدسون هذه الأحادیث الی یومنا هذا فی كتب أصحاب أبی عبد اللّٰه علیه السلام فلا تقبلوا علینا خلاف القرآن، فانا ان حدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن و موافقة السنة، انا عن اللّٰه و عن رسوله نحدث الخبر. فعلی هذا لا مناص من أن نتعرف صدق الرواة و أمانتهم ثمّ بعد ذلك نعرض الحدیث علی كتاب اللّٰه و سنة نبیه صلّی اللّٰه علیه و آله، فان وافق القرآن و سیرة نبیه صلی اللّٰه علیه و آله نقبله، و الا فمن جاء به فهو أولی به، و هذه الأحادیث مع كونها مخالفة لسنة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله، رواتها مطعون غالبا أو مجاهیل، فلا توجب لا علما و لا عملا، حتی یحتاج الی الجمع بینها.

بل ببعضها فقد و لعل الأحوط ترك ما لا یفی الوقت بها و إن كان الأقوی جواز إیقاعها و اللّٰه یعلم.

ص: 102

«20»- الْمُجْتَنَی،: شَكَا رَجُلٌ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام جَاراً یُؤْذِیهِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام إِذَا صَلَّیْتَ الْمَغْرِبَ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُلْ یَا شَدِیدَ الْمِحَالِ یَا عَزِیزُ أَذْلَلْتَ بِعِزَّتِكَ جَمِیعَ مَا خَلَقْتَ اكْفِنِی شَرَّ فُلَانٍ بِمَا شِئْتَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَلَمَّا

ص: 103

كَانَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ سُمِعَ صُرَاخٌ وَ قِیلَ فُلَانٌ قَدْ مَاتَ اللَّیْلَةَ.

عُدَّةُ الدَّاعِی،: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ بِعِزَّتِكَ الْجَبَابِرَةَ مِنْ خَلْقِكَ.

بیان: قال الجزری المحال بالكسر الكید و قیل المكر و قیل القوة و الشدة و میمه أصلیة.

ص: 104

باب 5 فضل الوتیرة و آدابها و عللها و تعقیبها و سائر الصلوات بعد العشاء الآخرة

«1»- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ أُصَلِّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَإِذَا صَلَّیْتُ صَلَّیْتُ رَكْعَتَیْنِ وَ أَنَا جَالِسٌ فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا وَاحِدَةٌ وَ لَوْ بِتَّ بِتَّ عَلَی وَتْرٍ(1).

وَ مِنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَبِیتَنَّ إِلَّا بِوَتْرٍ قَالَ قُلْتُ تَعْنِی الرَّكْعَتَیْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمَا بِرَكْعَةٍ فَمَنْ صَلَّاهَا ثُمَّ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ مَاتَ عَلَی وَتْرٍ فَإِنْ لَمْ یَحْدُثْ بِهِ حَدَثُ الْمَوْتِ یُصَلِّی الْوَتْرَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَقُلْتُ هَلْ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ قَالَ لَا قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَأْتِیهِ الْوَحْیُ وَ كَانَ یَعْلَمُ أَنَّهُ هَلْ یَمُوتُ أَمْ لَا وَ غَیْرُهُ لَا یَعْلَمُ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَمْ یُصَلِّهِمَا وَ أَمَرَ بِهِمَا(2).

بیان: یظهر من هذا الخبر وجه الجمع بین الأخبار المختلفة حیث عدت الوتیرة فی بعضها من السنن و فی بعضها لم تعد منها و قوله فلا یبیتن إما نهی أو نفی فعلی الأول یكون من قبیل تصدیر الأحكام بیا أیها الذین آمنوا لأنهم المنتفعون بها فلا یدل علی أن ترك الوتر مناف للإیمان و علی الثانی فیحتمل أن

ص: 105


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 20، و فی بعض النسخ« و لو مت مت علی وتر».
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 20.

یكون الغرض النهی فیرجع إلی الأول أو معناه فیحمل علی كمال الإیمان و علی التقادیر فیه إیماء إلی أن مقتضی الإیمان باللّٰه و ما وعد اللّٰه من الثواب علی الطاعات لا سیما صلاة اللیل عدم تركها للكسل أو الأعذار القلیلة.

ثم إن ظاهر هذه الأخبار أفضلیة الجلوس فی الوتیرة بل تعینه و بعض الأخبار یدل علی كون القیام فیهما أفضل. كَرِوَایَةِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ كَانَ أَبِی یُصَلِّیهِمَا وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ أَنَا أُصَلِّیهِمَا وَ أَنَا قَائِمٌ. و ظاهره أن الباقر علیه السلام كان یصلیهما جالسا لكونه بادنا یشق علیه القیام. وَ كَرِوَایَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ(2) عَنْهُ علیه السلام حَیْثُ قَالَ: وَ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ تَقْرَأُ فِیهِمَا مِائَةَ آیَةٍ قَائِماً أَوْ قَاعِداً وَ الْقِیَامُ أَفْضَلُ.

و لا یبعد القول بأفضلیة القیام و إن كان القعود أشهر.

و المشهور فی وقتها أنه یمتد بامتداد وقت العشاء و ادعی فی المعتبر و المنتهی علیه الإجماع و ذكر الشیخان و أتباعهما أنه ینبغی أن یجعلها خاتمة نوافله و مستنده غیر معلوم.

«2»- فَلَاحُ السَّائِلِ، صَلَاةُ الْفَرَجِ بِالْإِسْنَادِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَرْباً أَصَابَنِی قَالَ یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِذَا صَلَّیْتَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قُلْ یَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَ مُعِزَّ كُلِّ ذَلِیلٍ قَدْ وَ حَقِّكَ بَلَغَ مَجْهُودِی قَالَ فَمَا قُلْتُهُ إِلَّا ثَلَاثَ لَیَالٍ حَتَّی جَاءَ لِیَ الْفَرَجُ (3).

صَلَاةٌ لِطَلَبِ الرِّزْقِ رَوَی أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ قَالَ لِیَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیُّ قَالا قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ

ص: 106


1- 1. الكافی ج 3 ص 446.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 134.
3- 3. فلاح السائل ص 257.

كُلُّ مَا رَوَیْتُهُ قَبْلَ دَفْنِ كُتُبِی وَ بَعْدَهَا فَقَدْ أَجَزْتُهُ لَكُمَا قَالَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ حَدَّثَنِی هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَتْرُكُوا رَكْعَتَیْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهَا مَجْلَبَةٌ لِلرِّزْقِ وَ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمْتَ فَارْفَعْ یَدَیْكَ وَ قُلِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مَنْ لَا تَرَاهُ الْعُیُونُ وَ لَا تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ وَ لَا

یَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ یَا مَنْ لَا تُغَیِّرُهُ الدُّهُورُ وَ لَا تُبْلِیهِ الْأَزْمِنَةُ وَ لَا تُحِیلُهُ الْأُمُورُ یَا مَنْ لَا یَذُوقُ الْمَوْتَ وَ لَا یَخَافُ الْفَوْتَ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِی مَا لَا یَنْقُصُكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ صَلَّاهَا بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(1).

المتهجد، و غیره،: یستحب أن یصلی ركعتین بعد العشاء الآخرة و ذكر مثله (2).

«3»- فَلَاحُ السَّائِلِ، وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْبَزَّازُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمَحَامِلِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنِ ابْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ عَنْ أَبِی فَرْوَةَ عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَلْفَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ قَرَأَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ تَبَارَكَ الَّذِی بَیدِهِ الْمُلْكُ وَ الم تَنْزِیلُ السَّجْدَةَ كُنَّ لَهُ كَأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ لَیْلَةِ الْقَدْرِ(3).

«4»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ،: فِی النَّوَافِلِ بَعْدَ الْعِشَاءِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ مَرْوِیَّةً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدُ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدُ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدُ وَ الم تَنْزِیلٌ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدُ وَ تَبَارَكَ الَّذِی

ص: 107


1- 1. فلاح السائل ص 258.
2- 2. مصباح المتهجد ص 85.
3- 3. فلاح السائل ص 258- 259.

بِیَدِهِ الْمُلْكُ (1).

أقول: لعل اختلاف الترتیب لاختلاف الروایات و فی المستند أیضا ضعف.

«5»- فَلَاحُ السَّائِلِ، صَلَاةُ الْوَتِیرَةِ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ یُصَلِّی أَبِی بَعْدَ عِشَاءِ الْآخِرَةِ رَكْعَتَیْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ یَقْرَأُ فِیهِمَا مِائَةَ آیَةٍ وَ كَانَ یَقُولُ مَنْ صَلَّاهُمَا وَ قَرَأَ بِمِائَةِ آیَةٍ لَمْ یُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِینَ.

قَالَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِالْوَاقِعَةِ وَ الْإِخْلَاصِ (2).

وَ رَوَی هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَدِیرِ بْنِ حَنَانٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمُلْكِ فِی لَیْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَ أَطَابَ وَ لَمْ یَكُنْ مِنَ الْغَافِلِینَ وَ إِنِّی لَأَرْكَعُ بِهَا بَعْدَ الْعِشَاءِ وَ أَنَا جَالِسٌ (3).

الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: یُسْتَحَبُّ أَنْ یُقْرَأَ فِیهِمَا مِائَةُ آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُقْرَأَ فِیهِمَا بِالْوَاقِعَةِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ رُوِیَ سُورَةُ الْمُلْكِ وَ الْإِخْلَاصِ (4).

«6»- فَلَاحُ السَّائِلِ (5)، وَ الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْإِخْتِیَارُ، یَقُولُ: بَعْدَ الْوَتِیرَةِ أَمْسَیْنَا وَ أَمْسَی الْحَمْدُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْجَبَرُوتُ وَ الْحِلْمُ (6) وَ الْجَلَالُ وَ الْبَهَاءُ وَ التَّقْدِیسُ وَ التَّعْظِیمُ وَ التَّسْبِیحُ وَ التَّكْبِیرُ وَ التَّهْلِیلُ وَ التَّحْمِیدُ وَ السَّمَاحُ وَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ وَ الْمَجْدُ وَ الْمَنُ

ص: 108


1- 1. مصباح المتهجد ص 85.
2- 2. فلاح السائل ص 259.
3- 3. فلاح السائل ص 259.
4- 4. مصباح المتهجد ص 81.
5- 5. فلاح السائل ص 260- 264.
6- 6. و الحكم خ ل.

وَ الْخَیْرُ وَ الْفَضْلُ وَ السَّعَةُ وَ الْحَوْلُ وَ الْقُوَّةُ وَ الْقُدْرَةُ وَ الْفَتْقُ وَ الرَّتْقُ وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ الظُّلُمَاتُ وَ النُّورُ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ وَ الْخَلْقُ جَمِیعاً وَ الْأَمْرُ كُلُّهُ وَ مَا سَمَّیْتُ وَ مَا لَمْ أُسَمِّ وَ مَا عَلِمْتُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ النَّهَارَ(1)

وَ جَاءَ بِاللَّیْلِ وَ نَحْنُ فِی نِعْمَةٍ مِنْهُ وَ عَافِیَةٍ وَ فَضْلٍ عَظِیمٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَهُ ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِ وَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اللَّهُمَّ بِكَ نُمْسِی وَ بِكَ نُصْبِحُ وَ بِكَ نَحْیَا وَ بِكَ نَمُوتُ وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَذِلَّ أَوْ أُذِلَ (2)

أَوْ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ یُجْهَلَ عَلَیَّ یَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ اللَّهُمَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَدُوّاً لَا یَأْلُونِی خَبَالًا حَرِیصاً عَلَی غَیِّی بَصِیراً بِعُیُوبِی یَرَانِی هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لَا أَرَاهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (3) وَ أَعِذْ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَ أَهَالِیَنَا وَ أَوْلَادَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ مَا أُغْلِقَتْ عَلَیْهِ أَبْوَابُنَا وَ أَحَاطَتْ بِهِ دُورُنَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (4) وَ حَرِّمْنَا عَلَیْهِ كَمَا حَرَّمْتَ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ بَاعِدْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ أَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (5)

وَ أَعِذْنِی مِنْهُ وَ مِنْ هَمْزِهِ وَ لَمْزِهِ وَ فِتْنَتِهِ وَ دَوَاهِیهِ وَ غَوَائِلِهِ وَ سِحْرِهِ وَ نَفْثِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِذْنِی مِنْهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ فِی الْمَحْیَا وَ الْمَمَاتِ بِاللَّهِ أَدْفَعُ مَا أُطِیقُ وَ مَا لَا أُطِیقُ وَ مِنَ اللَّهِ الْقُوَّةُ وَ التَّوْفِیقُ یَا مَنْ تَیْسِیرُ الْعَسِیرِ عَلَیْهِ سَهْلٌ یَسِیرٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یَسِّرْ لِی مَا أَخَافُ عُسْرَهُ فَإِنَّ تَیْسِیرَ الْعَسِیرِ

ص: 109


1- 1. ذهب بالنهار خ ل.
2- 2. أو أزل أو أزل. خ ل.
3- 3. و آل محمّد خ ل.
4- 4. و آل محمّد خ ل.
5- 5. و آل محمّد خ ل.

عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ اللَّهُمَّ یَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ یَا مُعْتِقَ الرِّقَابِ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا تَزُولُ وَ لَا تَبِیدُ وَ لَا تُغَیِّرُكَ الدُّهُورُ وَ الْأَزْمَانُ بَدَتْ قُدْرَتُكَ یَا إِلَهِی وَ لَمْ تَبْدُ هَیْئَةٌ فَشَبَّهُوكَ یَا سَیِّدِی وَ اتَّخَذُوا بَعْضَ آیَاتِكَ أَرْبَاباً یَا إِلَهِی فَمِنْ ثَمَّ لَمْ یَعْرِفُوكَ یَا إِلَهِی وَ أَنَا یَا إِلَهِی بَرِی ءٌ إِلَیْكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنَ الَّذِینَ بِالشُّبُهَاتِ طَلَبُوكَ وَ بَرِی ءٌ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ شَبَّهُوكَ وَ جَهِلُوكَ یَا إِلَهِی أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الَّذِینَ بِصِفَاتِ عِبَادِكَ وَصَفُوكَ بَلْ أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الَّذِینَ جَحَدُوكَ وَ لَمْ یَعْبُدُوكَ وَ أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الَّذِینَ فِی أَفْعَالِهِمْ جَوَّرُوكَ وَ أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الَّذِینَ بِقَبَائِحِ أَفْعَالِهِمْ نَحَلُوكَ وَ أَنَا بَرِی ءٌ مِنَ الَّذِینَ عَمَّا نَزَّهُوا عَنْهُ آبَاءَهُمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ مَا نَزَّهُوكَ وَ أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ فِی مُخَالَفَةِ نَبِیِّكَ وَ آلِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ خَالَفُوكَ وَ أَنَا بَرِی ءٌ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ فِی مُحَارَبَةِ أَوْلِیَائِكَ حَارَبُوكَ وَ أَنَا بَرِی ءٌ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ فِی مُعَانَدَةِ آلِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله (1)

عَانَدُوكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الَّذِینَ عَرَفُوكَ فَوَحَّدُوكَ (2) وَ اجْعَلْنِی مِنَ الَّذِینَ لَمْ یُجَوِّرُوكَ وَ عَنْ ذَلِكَ نَزَّهُوكَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الَّذِینَ فِی طَاعَةِ أَوْلِیَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ أَطَاعُوكَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الَّذِینَ فِی خَلَوَاتِهِمْ وَ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ رَاقَبُوكَ وَ عَبَدُوكَ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ بِكُمَا بِكُمَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا وُضِعَ عَلَی مَغَالِقِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِلِانْفِتَاحِ انْفَتَحَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا وُضِعَ عَلَی مَضَایِقِ الْأَرْضِ لِلِانْفِرَاجِ انْفَرَجَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا وُضِعَ عَلَی الْبَأْسَاءِ لِلتَّیْسِیرِ تَیَسَّرَتْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی إِذَا وُضِعَ عَلَی الْقُبُورِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَیَّ بِعِتْقِ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ.

اللَّهُمَّ إِنِّی لَمْ أَعْمَلِ الْحَسَنَةَ حَتَّی أَعْطَیْتَنِیهَا وَ لَمْ أَعْمَلِ السَّیِّئَةَ حَتَّی أَعْلَمْتَنِیهَا اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عُدْ عَلَیَّ عِلْمَكَ بِعَطَائِكَ وَ دَاوِ دَائِی بِدَوَائِكَ فَإِنَ

ص: 110


1- 1. آل الرسول خ ل، و هو فی المصباح كذلك.
2- 2. فوجدوك خ ل. كما فی المصباح.

دَائِی ذُنُوبِیَ الْقَبِیحَةُ وَ دَوَاءَكَ عَفْوُكَ وَ حَلَاوَةُ رَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَفْضَحَنِی بَیْنَ الْجُمُوعِ بِسَرِیرَتِی وَ أَنْ أَلْقَاكَ بِخِزْیِ عَمَلِی وَ النَّدَامَةِ بِخَطِیئَتِی وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُظْهِرَ سَیِّئَاتِی عَلَی حَسَنَاتِی وَ أَنْ أُعْطَیَ كِتَابِی بِشِمَالِی فَیَسْوَدَّ بِذَلِكَ وَجْهِی وَ یَعْسِرَ

بِذَلِكَ حِسَابِی وَ تَزِلَّ بِذَلِكَ (1) قَدَمِی وَ یَكُونَ فِی مَوَاقِفِ الْأَشْرَارِ مَوْقِفِی وَ أَنْ أَصِیرَ(2)

فِی الْأَشْقِیَاءِ الْمُعَذَّبِینَ حَیْثُ لَا حَمِیمٌ یُطَاعُ وَ لَا رَحْمَةٌ مِنْكَ تُدَارِكُنِی فَأَهْوِیَ فِی مَهَاوِی الْغَاوِینَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعِذْنِی مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ الْقَاهِرَةِ وَ سُلْطَانِكَ الْعَظِیمِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَدِّلْ لِیَ الدُّنْیَا الْفَانِیَةَ بِالدَّارِ الْآخِرَةِ الْبَاقِیَةِ وَ لَقِّنِی رَوْحَهَا وَ رَیْحَانَهَا وَ سَلَامَهَا وَ اسْقِنِی مِنْ بَارِدِهَا وَ أَظِلَّنِی فِی ظِلَالِهَا وَ زَوِّجْنِی مِنْ حُورِهَا وَ أَجْلِسْنِی عَلَی أَسِرَّتِهَا وَ أَخْدِمْنِی مِنْ وِلْدَانِهَا وَ أَطِفْ عَلَیَّ غِلْمَانَهَا وَ اسْقِنِی مِنْ شَرَابِهَا وَ أَوْرِدْنِی أَنْهَارَهَا وَ اهْدِلْ لِی (3)

ثِمَارَهَا وَ اثْوِنِی فِی كَرَامَتِهَا مُخَلَّداً لَا خَوْفٌ عَلَیَّ یُرَوِّعُنِی وَ لَا نَصَبٌ یَمَسُّنِی وَ لَا حُزْنٌ یَعْتَرِینِی وَ لَا هَمٌّ یَشْغَلُنِی قَدْ رَضِیتُ ثَوَابَهَا وَ أَمِنْتُ عِقَابَهَا وَ اطْمَأْنَنْتُ فِی مَنَازِلِهَا وَ قَدْ جَعَلْتَهَا لِی مَلْجَأً وَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله رَفِیقاً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَصْحَاباً وَ لِلصَّالِحِینَ إِخْوَاناً فِی غُرَفٍ فَوْقَ الْغُرَفِ حَیْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ اللَّهُمَّ وَ أَعُوذُ بِكَ مُعَاذَةَ مَنْ خَافَكَ وَ أَلْجَأُ إِلَیْكَ مَلْجَأَ مَنْ هَرَبَ إِلَیْكَ مِنَ النَّارِ الَّتِی لِلْكَافِرِینَ أَعْدَدْتَهَا وَ لِلْخَاطِئِینَ أَوْقَدْتَهَا وَ لِلْغَاوِینَ أَبْرَزْتَهَا ذَاتِ لَهَبٍ وَ سَعِیرٍ(4)

وَ شَهِیقٍ وَ زَفِیرٍ وَ شَرَرٍ كَأَنَّهُ جِمَالاتٌ صُفْرٌ(5)

وَ أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ تَصْلِیَ بِهَا وَجْهِی أَوْ تُطْعِمَهَا لَحْمِی أَوْ تُوقِدَهَا بَدَنِی وَ أَعُوذُ بِكَ یَا إِلَهِی مِنْ لَهَبِهَا(6)

فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ حِرْزاً مِنْ عَذَابِهَا حَتَّی تُصَیِّرَنِی بِهَا فِی عِبَادِكَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ.

ص: 111


1- 1. بها خ ل.
2- 2. أن أصبر خ ل.
3- 3. و هدل خ ل.
4- 4. و سعر خ ل.
5- 5. جمالات كالقصر خ ل.
6- 6. لهیبها خ ل.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی مَا سَأَلْتُكَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ امْنُنْ عَلَیَّ فِی وَقْتِی هَذَا وَ سَاعَتِی هَذِهِ وَ فِی كُلِّ أَمْرٍ شَفَعْتُ فِیهِ إِلَیْكَ فِیهِ وَ مَا لَمْ أَشْفَعْ إِلَیْكَ فِیهِ مِمَّا لِی فِیهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَ الصَّلَاحُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعِنِّی عَلَی كُلِّ مَا سَأَلْتُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَیَّ اللَّهُمَّ وَ إِنْ قَصُرَ دُعَائِی عَنْ حَاجَتِی أَوْ كَلَّ عَنْ طَلَبِهَا لِسَانِی فَلَا تُقَصِّرْنِی مِنْ جُودِكَ وَ لَا مِنْ كَرَمِكَ یَا سَیِّدِی فَأَنْتَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی مَا سَأَلْتُكَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ امْنُنْ عَلَیَّ وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ مَا لَمْ یُهِمَّنِی وَ مَا حَضَرَنِی وَ مَا غَابَ عَنِّی وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی اللَّهُمَّ وَ هَذَا عَطَاؤُكَ وَ مَنُّكَ وَ هَذَا تَعْلِیمُكَ وَ تَأْدِیبُكَ وَ هَذَا تَوْفِیقُكَ وَ هَذِهِ رَغْبَتِی إِلَیْكَ مِنْ حَاجَتِی فَبِحَقِّكَ اللَّهُمَّ عَلَی مَنْ سَأَلَكَ وَ بِحَقِّ ذِی الْحَقِّ عَلَیْكَ مِمَّنْ سَأَلَكَ وَ بِقُدْرَتِكَ عَلَی مَا(1)

تَشَاءُ وَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا مُحْیِیَ الْمَوْتَی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمُ عَلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُعْتِقَنِی مِنَ النَّارِ وَ تَكْلَأَنِی مِنَ الْعَارِ وَ تُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ فَإِنَّكَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِذْنِی مِنْ سَطَوَاتِكَ وَ أَعِذْنِی مِنْ سُوءِ عُقُوبَتِكَ اللَّهُمَّ سَاقَتْنِی إِلَیْكَ الذُّنُوبُ وَ أَنْتَ تَرْحَمُ مَنْ یَتُوبُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی جُرْمِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ أَجِبْ دَعْوَتِی وَ أَقِلْ عَثْرَتِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ

وَ أَجِرْنِی مِنَ النَّارِ وَ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَعْطِنِی مِنْ فَضْلِكَ فَإِنِّی بِكَ إِلَیْكَ أَتَوَسَّلُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اقْلِبْنِی مُوَفِّرَ الْعَمَلِ (2) بِغُفْرَانِ الزَّلَلِ بِقُدْرَتِكَ وَ لَا تُهِنِّی فَأَهُونَ عَلَی خَلْقِكَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلِّمْ تَسْلِیماً(3).

توضیح: یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ بإذهاب اللیل و الإتیان بالنهار فكأنه أدخل اللیل فیه و كذا العكس أو بالزیادة و النقص فی الفصول (4) و یُخْرِجُ الْحَیَ

ص: 112


1- 1. من تشاء خ ل.
2- 2. موفور العمل خ ل.
3- 3. مصباح المتهجد ص 85- 81.
4- 4. راجع فی ذلك ج 83 ص 104.

مِنَ الْمَیِّتِ بإنشاء النباتات من موادها و إماتتها و إنشاء الحیوان من النطفة و النطفة منه و روی إخراج المؤمن من الكافر و الكافر من المؤمن بِغَیْرِ حِسابٍ أی كثیرا أو من غیر أن یحاسبه علیه.

بك نمسی أی بقدرتك و عونك ندخل فی المساء و الصباح من أن أذل علی بناء المعلوم من المجرد أو الإفعال و كذا سائر الفقرات سوی أظلم و أجهل فإنهما علی المجرد فقط یا مصرف القلوب عن عزماتها و إراداتها و الأبصار عما ترید أن تنظر إلیها إذا لم یوافق إرادة اللّٰه تعالی كما قال فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (1) و یحتمل أن یراد بالأبصار البصائر.

لا یألونی خبالا أی لا یقصر فی فسادی و الألو التقصیر و أصله أن یعدی بالحرف یقال ألا فی الأمر یألو إذا قصر ثم عدی إلی مفعولین كقولهم لا آلوك نصحا علی تضمین معنی المنع و النقص و الخبال الفساد و یكون فی الأبدان و الأفعال و العقول و قبیله أی جنوده و الدور بغیر همز جمع الدار كأسد و أسد.

و الهمز الغمز و الوقیعة فی الناس و ذكر عیوبهم و همزات الشیاطین نخساته و غمزاته و طمعه فیه و كذا اللمز و منه قوله تعالی وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ و قیل الهمزة هو الذی یعیبك بوجهك و اللمزة الذی یعیبك فی الغیب و قیل الغمز ما یكون باللسان و العین و الإشارة بالید و الهمز لا یكون إلا باللسان و قیل هما شی ء واحد و المراد هنا أنواع مكاید الشیطان و یمكن أن یكون المراد ما یصدر من الناس من ذلك و نسبه إلی الشیطان لأنه السبب فیه.

و الغوائل الشرور و المهالك و النفث فی العقد و غیرها من قبیل السحر و هنا أیضا إما كنایة عن تصرفاته فی الإنسان الشبیهة بالسحر أو ما یصدر من الناس بسببه بالشبهات طلبوك أی بغیر برهان و دلیل أو بالتشبیه بالخلق فی أفعالهم جوروك أی نسبوا الجور و الظلم إلیك فی أفعالهم بأن قالوا هو سبحانه یجبرنا علی أعمالنا و یعاقبنا علیها و الفقرة التالیة لها مؤكدة أو المراد بالثانیة أنهم نسبوا مثل

ص: 113


1- 1. یس: 6.

أعمالهم إلیك.

فی محاربة أولیائك حاربوك أی حاربوا أولیاءك و لما كان حربهم حربك فهم بذلك حاربوك و آناء اللیل ساعاته راقبوك أی انتظروا حلول أوامرك و ثوابك و خافوا حلول عقابك و حرسوك أی حرسوا أوامرك و نواهیك و الحاصل أنهم لم یغفلوا عنك ساعة.

بكما أی بالتوسل بكما و شفاعتكما أطلب حاجاتی من اللّٰه و هذه الفقرة معترضة بین الدعاء حتی أعلمتنیها أی نهیتنی عنها علی علمك أی علی ما تعلم من ذنوبی و عجزی و افتقاری كما ورد فی الدعاء عد بحلمك علی جهلی و یقال عاد بمعروفه عودا أفضل ذكره فی المصباح المنیر و قال الفیروزآبادی العائدة المعروف و الصلة و العطف و المنفعة و لا یبعد أن یكون علی عملك بتقدیم المیم أی علی الذی عملته و صنعته فیكون نوع استعطاف.

و فی القاموس هدله یهدله هدلا أرسله إلی أسفل و أرخاه و فی نسخ المصباح هدل علی بناء التفعیل و لم أره فی اللغة و ثوی بالمكان أقام و أثویته و ثویته و رعت فلانا و روعته أفزعته و أخفته و عرانی هذا الأمر و اعترانی غشینی.

أعددتها إشارة إلی قوله سبحانه أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ (1) و أبرزتها إلی قوله تعالی وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ (2) كأنه جمالات إشارة إلی قوله عز و جل إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ(3) الجمالات جمع جمال أو جمالة جمع جمل شبهه فی عظمه بالجمل و وصف بالصفر لما فیه من الناریة و قیل أی سود فإن سواد الإبل یضرب إلی الصفرة و قال الجوهری صلیت اللحم و غیره أصلیه صلیا إذا شویته و یقال أیضا صلیت الرجل نارا إذا أدخلته النار و جعلته یصلاها

ص: 114


1- 1. البقرة: 24.
2- 2. الشعراء: 91.
3- 3. المرسلات: 32.

فإن ألقیته فیها إلقاء كأنك ترید الإحراق قلت أصلیته بالألف و صلیته تصلیة و الحسیس الصوت الذی یحس به و قیل الصوت الخفی.

«7»- جَامِعُ الْبَزَنْطِیِّ، نَقْلًا عَنْ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آیَةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ لَمْ یَكُنْ مِنَ الْغَافِلِینَ.

وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنِّی لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ یَكُونُ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ یَنَامُ حَتَّی یُصْبِحَ لَا یَسْمَعُ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً.

«8»- رِجَالُ الْكَشِّیِّ، عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ هِشَامٍ الْمَشْرِقِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ سَأَلُونِی فَقَالُوا إِنَّ یُونُسَ یَقُولُ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ رَكْعَتَیْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ صَدَقَ یُونُسُ (1).

ص: 115


1- 1. رجال الكشّیّ ص 414، تحت الرقم 351.

باب 6 فضل صلاة اللیل و عبادته

الآیات:

آل عمران: وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(1)

و قال تعالی: لَیْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ یَتْلُونَ آیاتِ اللَّهِ آناءَ اللَّیْلِ وَ هُمْ یَسْجُدُونَ (2)

الإسراء: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً(3)

ص: 116


1- 1. آل عمران: 17.
2- 2. آل عمران: 113.
3- 3. أسری: 79، و معنی التهجد هو النوم و الیقظة یقال له بالفارسیة( بیدار خوابی) قال الجوهریّ هجد و تهجد، أی نام لیلا، و هجد و تهجد: أی سهر، و هو من الاضداد، و منه قیل لصلاة اللیل التهجد. و عندی أن لغات الاضداد سواء كان فی المصادر أو الأسماء هو اجتماع الضدین علی الترتیب، لا أنّه یستعمل تارة فی هذا و تارة فی ضده، من دون قرینة، فالجون فی الأسماء هو الابیض و الأسود كالذی فیه بیاض و بجنبه سواد و هكذا، و فی المصادر و منه التهجد أن ینام الرجل نومة و یستیقظ فیسهر أخری و هكذا، و قد كان یفعل النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله كذلك فی تهجده بعد نزول الآیة الكریمة: روی الشیخ فی التهذیب( ج 1 ص 231) عن معاویة بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول- و ذكر صلاة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله- قال: كان یؤتی بطهور فیخمر عند رأسه و یوضع سواكه تحت فراشه، ثمّ ینام ما شاء اللّٰه، فإذا استیقظ جلس ثمّ قلب بصره فی السماء ثمّ تلا الآیات من آل عمران« إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» الآیات ثمّ یستن و یتطهر ثمّ یقوم الی المسجد فیركع أربع ركعات علی قدر قراءته ركوعه، و سجوده علی قدر ركوعه یركع حتّی یقال: متی یرفع رأسه و یسجد حتّی یقال: متی یرفع رأسه، ثمّ یعود الی فراشه فینام ما شاء اللّٰه، ثمّ یستیقظ فیجلس فیتلو الآیات من آل عمران، و یقلب بصره فی السماء ثمّ یستن و یتطهر و یقوم الی المسجد و یصلی الاربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثمّ یعود الی فراشه فینام ما شاء اللّٰه، ثمّ یستیقظ و یجلس و یتلو الآیات من آل عمران و یقلب بصره فی السماء ثمّ یستن و یتطهر و یقوم الی المسجد فیوتر و یصلی الركعتین ثمّ یخرج الی الصلاة. و روی الكلینی( الكافی ج 3 ص 445) بإسناده عن الحلبیّ عن أبی عبد اللّٰه مثله، و قال علیه السلام بعد ذلك:« لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، قلت: متی كان یقوم؟ قال: بعد ثلث اللیل، و فی حدیث آخر بعد نصف اللیل. و روی فی مشكاة المصابیح( ص 107) عن حمید بن عبد الرحمن بن عوف قال: ان رجلا من أصحاب النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله قال: قلت و أنا فی سفر مع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: و اللّٰه لارمقن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله للصلاة حتّی أری فعله، فلما صلی صلاة العشاء و هی العتمة اضطجع هویا من اللیل ثمّ استیقظ فنظر فی الافق فقال: ربنا ما خلقت هذا باطلا- حتی بلغ الی- انك لا تخلف المیعاد، ثمّ اهوی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله الی فراشه فاستل منه سواكا ثمّ أفرغ فی قدح من إداوة عنده ماء فاستن ثمّ قام فصلی حتّی قلت قد صلی قدر ما نام ثمّ اضطجع حتّی قلت قد نام قدر ما صلی ثمّ استیقظ ففعل كما فعل اول مرة و قال مثل ما قال، ففعل رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله ثلاث مرّات قبل الفجر. رواه النسائی. و روی عن یعلی بن مملك أنّه سأل أمّ سلمة زوج النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله عن قراءة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و صلاته، فقالت: و ما لكم و صلاته؟ كان یصلّی ثمّ ینام قدر ما صلی ثمّ یصلی قدر ما نام ثمّ ینام قدر ما صلی حتّی یصبح ثمّ نعتت قراءته صلی اللّٰه علیه و آله فاذا هی قراءة مفسرة حرفا حرفا، رواه أبو داود و النسائی. أقول: لا یذهب علیك أن صلاة اللیل قد كانت فریضة علیه صلی اللّٰه علیه و آله قبل ذلك بآیة المزّمّل:« قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا ... وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا ... إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا» و فی هذه الآیة فرض علیه صلی اللّٰه علیه و آله التهجد باللیل و لذلك فرق النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله صلاة لیله بین نومة و نومة و نومة علی ما عرفت من معنی التهجد و شهدت به روایات الفریقین. و قوله عزّ و جلّ:« نافِلَةً لَكَ» ینظر الی ما فی قوله عزّ و جلّ قبل هذه الآیة:« أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلی غَسَقِ اللَّیْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» و المراد بما افترض فیها علیه صلی اللّٰه علیه و آله اقامة صلاة المغرب و صلاة الفجر علی ما عرفت فی ج 82 ص 317، و المعنی أن هاتین الصلاتین اللتین فرض علیك اقامتهما فی هاتین الوقتین كرامة مسبوقة و قد فرض علی الأنبیاء قبلك، و سیفترضان علی امتك بالمدینة، و اما التهجد باللیل و الصلاة خلال التهجد فهو زیادة علی ذلك، جعلناه عطیة لك خاصّة و كرامة خصصتك بها، و عسی اللّٰه- عزّ و جلّ- أن یبعثك بهذه العطیة و الكرامة مقاما محمودا یغبطك به الاولون و الآخرون.

ص: 117

الفرقان: وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً(1)

التنزیل: تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ (2)

الزمر: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ (3)

ص: 118


1- 1. الفرقان: 64.
2- 2. السجدة: 16- 17، و فی هذه الآیة بالنسبة الی المؤمنین كآیة الاسراء: 79 بالنسبة الی النبیّ، و المراد فی كلتیهما صلاة اللیل بالتهجد، الا أنّها فرض علی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بظاهر الامر، و مندوب إلیه للمؤمنین بظاهر الآیة، و تأسیا به صلی اللّٰه علیه و آله كما سیجی ء توضیحه فی آیة المزّمّل: فالتجافی فی هذه الآیة فی قبال التهجد فی آیة الاسراء: و قوله تعالی: « فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ» وقع موقع قوله تعالی:« عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً». جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ.
3- 3. الزمر: 9، و قوله تعالی« آناءَ اللَّیْلِ»* لعله إشارة الی معنی التهجد علی ما عرفت.

الذاریات: كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (1)

ق: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ(2)

الطور: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (3)

المزمل: یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا أَوْ زِدْ عَلَیْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا إِنَّ لَكَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(4)

و قال تعالی: إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ

ص: 119


1- 1. الذاریات: 18.
2- 2. ق: 40.
3- 3. الطور: 49.
4- 4. المزّمّل: 1- 7، و انما قال عزّ و جلّ« أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا أَوْ زِدْ عَلَیْهِ» لئلا یكون تكلیفا شاقا علیه صلی اللّٰه علیه و آله بأن یقوم نصف اللیل تماما من دون نقص و ذلك لان فرائض القرآن كالاساس، یجب أن یمتثل دقیقا، لكونه كلام حكیم قد أحكمت آیاته ثمّ فصلت من لدن حكیم خبیر، و لذلك تری فی امثال هذه الموارد التی یتضایق امتثال الفرض علی المكلف تبادر الآیة بذكر ما یرتفع به الحرج و المشقة: ففرض علیه صلی اللّٰه علیه و آله أو لا أن یقوم اللیل الا قلیلا، و بینه بالنصف، أی قم اللیل نصفه، و معلوم أن من قام نصف اللیل بعد نومه فقد نام أقل من النصف، و ذلك لاجل التیقظ فی أوائل اللیل لصلاة المغرب و العشاء و غیر ذلك من المحاوج. و لما كان المفهوم من الآیة أن یقوم النصف، و كان التحفظ و المراقبة علی ذلك شاقا علیه صلی اللّٰه علیه و آله ، استدرك و قال:« أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا» أی من نصف اللیل« أَوْ زِدْ عَلَیْهِ» أی علی النصف، فلا علیك أن تتحفظ علی حلول نصف اللیل بعینه ثمّ تشتغل بالصلاة، بل ان استیقظت قبل نصف اللیل لا بأس علیك فاشتغل بالصلاة و ترتیل القرآن فیها، و ان استیقظ بعد نصف اللیل فهكذا.

طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَكَ وَ اللَّهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَیْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَیَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضی وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ (1)

الدهر: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَیْلًا طَوِیلًا(2)

تفسیر:

وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(3) قال الطبرسی رحمة اللّٰه علیه (4) المصلین فی وقت السحر رواه الرضا علیه السلام عن أبیه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل السائلین المغفرة وقت السحر و قیل المصلین صلاة الصبح فی جماعة و قیل الذین تنتهی صلاتهم إلی وقت السحر ثم یستغفرون و یدعون، وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً فِی وَقْتِ السَّحَرِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآیَةِ.

وَ رَوَی أَنَسٌ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنِّی لَأَهُمُّ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عَذَاباً فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَی عُمَّارِ بُیُوتِی وَ إِلَی الْمُتَهَجِّدِینَ وَ إِلَی الْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ وَ إِلَی الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ صَرَفْتُهُ عَنْهُمْ انتهی.

و لفظ الآیة شمل كل مستغفر فی السحر و قد ورد فی الأخبار تخصیصها بصلاة الوتر فیمكن أن یكون الغرض بیان أكمل الأفراد و یحتمل التخصیص وَ رُوِیَ فِی الْفَقِیهِ (5)

بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ فِی وَتْرِهِ إِذَا أَوْتَرَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ وَاظَبَ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی تَمْضِیَ سَنَةٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ

ص: 120


1- 1. المزّمّل: 20، و وزان قوله« أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ» وزان ما مر من قوله عزّ و جلّ« نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا أَوْ زِدْ عَلَیْهِ» فانطبق امتثال الامر علی ما امر به عزّ و جلّ فی صدر السورة، و هو واضح لمن تأمل فی كلمة« أَدْنی» حق التأمل.
2- 2. الدهر: 26.
3- 3. آل عمران: 17.
4- 4. مجمع البیان ج 2 ص 419.
5- 5. الفقیه ج 1 ص 309.

مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ رُوِیَ فِی التَّهْذِیبِ (1)

فِی الصَّحِیحِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ فِی الْوَتْرِ فِی آخِرِ اللَّیْلِ سَبْعِینَ مَرَّةً.

وَ فِی الْمُوَثَّقِ (2)

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ فَقَالَ اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَتْرِهِ سَبْعِینَ مَرَّةً.

لَیْسُوا(3) أی أهل الكتاب سَواءً فی المساوی و الأعمال مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ استئناف لبیان نفی الاستواء أُمَّةٌ قائِمَةٌ أی علی الحق مستقیمة فی دینهم أو قائمة بطاعة اللّٰه یَتْلُونَ آیاتِ اللَّهِ أی القرآن آناءَ اللَّیْلِ أی ساعاته و قیل یعنی جوف اللیل وَ هُمْ یَسْجُدُونَ أی السجود المعروف أو المعنی یصلون عبر عن الصلاة بالسجود لأنه أبلغ أركانها فی التواضع و فسر الأكثر الآیة بالتهجد و هو أظهر لفظا و قیل المراد بها صلاة العشاء لأن أهل الكتاب لا یصلونها و قیل الصلاة بین المغرب و العشاء الآخرة و هی الساعة التی تسمی ساعة الغفلة.

وَ مِنَ اللَّیْلِ (4) أی بعض اللیل فَتَهَجَّدْ بِهِ التهجد ترك الهجود أی النوم للصلاة و الضمیر للقرآن أو للیل بمعنی فیه نافِلَةً لَكَ أی زائدة لك علی الصلوات وضع نافلة مكان تهجدا لأن التهجد عبادة زائدة و المعنی أن التهجد زید لك علی الصلوات المفروضة فریضة علیك خاصة دون غیرك لأنه تطوع لهم أو فضیلة لك لاختصاص وجوبه بك كما روی أنها فرضت علیه و لم تفرض علی غیره فكانت فضیلة له ذكره ابن عباس.

و قال القطب الراوندی فی فقه القرآن و إلیه أشار أبو عبد اللّٰه علیه السلام وَ لَعَلَّهُ أَشَارَ

ص: 121


1- 1. التهذیب ج 1 ص 272.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 272.
3- 3. آل عمران: 113.
4- 4. أسری: 79.

بِهِ إِلَی مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ بِسَنَدِهِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِ (1)

قَالَ: كُنَّا جُلُوساً بِمِنًی فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا تَقُولُ فِی النَّافِلَةِ فَقَالَ فَرِیضَةٌ فَفَزِعْنَا وَ فَزِعَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّمَا أَعْنِی صَلَاةَ اللَّیْلِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ (2).

و قیل معناه نافلة لك و لغیرك و خص بالخطاب لما فی ذلك من صلاح الأمة فی الاقتداء به و الحث علی الاستنان بسنته و قیل كانت واجبة علیه و علی الأمة(3) بالمزمل فبهذه الآیة نسخ وجوبها عن الأمة و بقی الاستحباب و بقی الوجوب علیه صلی اللّٰه علیه و آله.

و ذهب قوم إلی أن الوجوب نسخ عنه كما عن الأمة فصارت نافلة لأنه تعالی قال نافِلَةً لَكَ و لم یقل علیك و التخصیص من حیث إن نوافل العباد كفارة لذنوبهم و النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فكانت نوافله لا تعمل فی كفارة الذنوب بل فی رفع الدرجات.

مَقاماً مَحْمُوداً نصب علی الظرف أو علی المصدر أو علی الحال أی ذا مقام و المشهور أنه الشفاعة و قیل یعم كل كرامة و قد تقدم الكلام فیه.

وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً قال الطبرسی رحمه اللّٰه (4)

قال الزجاج كل من أدركه اللیل فقد بات نام أو لم ینم و المعنی یبیتون لربهم باللیل

ص: 122


1- 1. التهذیب ج 1 ص 136.
2- 2. و ذلك لما عرفت أن صریح الامر فی آیات اللّٰه الحكیم یفید فرض المأمور به علی من وجه إلیه الامر.
3- 3. لیس فی آیة المزّمّل ما یفید كونها فرضا علی الأمة، لاختصاص الخطاب به صلی اللّٰه علیه و آله نعم فی آخر آیة منها یقول عزّ و جلّ:« إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ ... وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَكَ» فیعلم منها أن طائفة من أمته صلی اللّٰه علیه و آله كانوا یقتدون به صلی اللّٰه علیه و آله فی الإتیان بنافلة اللیل و قد عرفت شرح ذلك مستوفی فی ج 85 ص 3.
4- 4. مجمع البیان ج 7 ص 179 فی آیة الفرقان: 64.

فی الصلاة ساجدین و قائمین طالبین لثواب ربهم فیكونون سجدا فی مواضع السجود و قیاما فی مواضع القیام.

تَتَجافی جُنُوبُهُمْ أی ترتفع جنوبهم عن المضاجع لصلاة اللیل و هم المتهجدون باللیل (1)

الذین یقومون عن فرشهم للصلاة قال الطبرسی رحمه اللّٰه (2)

و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهما السلام وَ رَوَی الْوَاحِدِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ وَ قَدْ أَصَابَنَا الْحَرُّ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقْرَبُهُمْ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِی بِعَمَلٍ یُدْخِلُنِی الْجَنَّةَ وَ یُبَاعِدُنِی مِنَ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِیمٍ وَ إِنَّهُ لَیَسِیرٌ عَلَی مَنْ یَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ تُقِیمُ الصَّلَاةَ وَ تُؤَدِّی الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَ تَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَیْرِ قَالَ قُلْتُ أَجَلْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَ الصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطِیئَةَ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یَبْتَغِی وَجْهَ اللَّهِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ بِلَالٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِقِیَامِ اللَّیْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِینَ قَبْلَكُمْ وَ إِنَّ قِیَامَ اللَّیْلِ قُرْبَةٌ إِلَی اللَّهِ وَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ وَ تَكْفِیرُ السَّیِّئَاتِ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ فِی الْجَسَدِ.

و قیل هم الذین لا ینامون حتی یصلوا العشاء الآخرة و قیل هم الذین یصلون ما بین المغرب و العشاء الآخرة و قیل هم الذین یصلون العشاء و الفجر فی جماعة انتهی.

ص: 123


1- 1. و انما وافق معنی قوله عزّ و جلّ.« تَتَجافی» مع قوله:« فَتَهَجَّدْ» من حیث القیام بدفعات، لان التجافی هو التنحی و التنائی عن المضجع و« تَتَجافی» مضارع یدل علی الاستمرار، و لا معنی لاستمرار التجافی الا بأن یتنحی عن مضجعه بدفعات.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 331 فی آیة السجدة: 16.

وَ یُؤَیِّدُ الْأَوَّلَ مَا رَوَاهُ فِی الْكَافِی (1) بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَیْرِ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَ الصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِیئَةِ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یَذْكُرُ اللَّهَ ثُمَّ قَرَأَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ.

و سیأتی بعض الأخبار فی ذلك.

وَ یُؤَیِّدُ الثَّانِیَ مَا رَوَی ابْنُ الشَّیْخِ فِی مَجَالِسِهِ (2) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ قَالَ كَانُوا لَا یَنَامُونَ حَتَّی یُصَلُّوا الْعَتَمَةَ.

یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً من عذاب اللّٰه وَ طَمَعاً فی رحمة اللّٰه وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ فی طاعة اللّٰه.

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ أی لا یعلم أحد ما خبئ لهؤلاء مما تقر به أعینهم جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ من الطاعات فی الدنیا.

أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (3) قال الطبرسی أی هذا الذی ذكرناه خیر أم من هو دائم علی الطاعة عن ابن عباس و قیل علی قراءة القرآن و قیام اللیل و قیل یعنی صلاة اللیل.

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: آناءَ اللَّیْلِ أَیْ سَاعَاتِهِ- ساجِداً وَ قائِماً أَیْ یَسْجُدُ تَارَةً فِی الصَّلَاةِ وَ یَقُومُ أُخْرَی- یَحْذَرُ الْآخِرَةَ أَیْ عَذَابَهَا- وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ أَیْ یَتَرَدَّدُ بَیْنَ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ.

كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ قال الطبرسی (4) أی كانوا یهجعون قلیلا من اللیل یصلون أكثره و الهجوع النوم باللیل دون النهار و قیل كانوا قل لیلة تمر بهم إلا صلوا فیها و هو المروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و المعنی كان الذی ینامون فیه كله قلیلا و یكون اللیل اسما للجنس.

وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ قال الحسن مدوا الصلاة إلی الأسحار ثم أخذوا

ص: 124


1- 1. الكافی ج 2 ص 23، ج 4 ص 62 التهذیب ج 1 ص 242 ط نجف.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 300.
3- 3. مجمع البیان ج 8 ص 491، فی آیة الزمر: 9.
4- 4. مجمع البیان ج 9 ص 155، فی آیة الذاریات: 18.

بالأسحار فی الاستغفار. وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانُوا یَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فِی الْوَتْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً فِی السَّحَرِ. و قیل معناه و بالأسحار هم یصلون و ذلك أن صلاتهم بالأسحار طلب منهم للمغفرة.

أقول: سیأتی الأخبار فی تفسیر الآیة.

وَ رُوِیَ فِی التَّهْذِیبِ (1)

بِسَنَدٍ مُوَثَّقٍ كَالصَّحِیحِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ قَالَ كَانَ الْقَوْمُ یَنَامُونَ وَ لَكِنْ كُلَّمَا انْقَلَبَ أَحَدُهُمْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ.

أقول: یمكن حمله علی أن قبل القیام إلی صلاة اللیل كانوا یفعلون ذلك أو أن الآیة تشمل هؤلاء أیضا و یمكن حمله علی ذوی الأعذار و سیأتی فی دعاء الوتر ما یؤید الأول و قد مر تفسیر آیات ق و الطور بصلاة اللیل فی باب أوقات الصلاة(2).

یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ قیل أصله المتزمل من تزمل بثیابه إذا تلفف بها فأدغم فی الزاء فقیل كان صلی اللّٰه علیه و آله متزملا فی قطیفة فنبه و نودی بما یهجن إلیه الحالة التی كان علیها من استعداده للاشتغال بالنوم فأمر بأن یختار علی الهجود التهجد و علی التزمل التشمر للعبادة و المجاهدة فیما بعد لا جرم أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قد تشمر لذلك و طائفة من أصحابه حق التشمر و أقبلوا علی إحیاء لیالیهم و رفضوا الرقاد و الدعة و جاهدوا فی اللّٰه حتی انتفخت أقدامهم و اصفرت ألوانهم و ترامی أمرهم إلی حد رحمهم ربهم فخفف بما یأتی فی آخر السورة.

و قیل أی المتزمل بأعباء النبوة أی المتحمل لأثقالها و قیل معناه یا أیها النائم قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا قال المحقق الأردبیلی (3) قدس سره أی قم للصلاة فی جمیع اللیل أو إن

ص: 125


1- 1. التهذیب ج 1 ص 231 ط حجر، ج 2 ص 337 ط نجف.
2- 2. راجع ج 82 ص 327 و 328.
3- 3. زبدة البیان ص 94 و 95 ط المكتبة المرتضویة.

القیام باللیل كنایة عن الصلاة باللیل إِلَّا قَلِیلًا منه و هو نصفه فنصفه بدل عن قلیلا كما هو الظاهر و قلته بالنسبة إلی جمیع اللیل و انقص و زد عطف علی قم بتقدیر فتأمل و ضمیر منه و علیه للنصف أو قلیلا فمعناه قم و اشتغل بالصلاة فی نصف اللیل أو أقل منه أو أزید منه.

وَ إِلَی هَذَا أَشَارَ الصَّادِقُ علیه السلام عَلَی مَا نَقَلَ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ قَالَ علیه السلام: الْقَلِیلُ النِّصْفُ أَوِ انْقُصْ مِنَ الْقَلِیلِ أَوْ زِدْ عَلَی الْقَلِیلِ.

و یبعد كون نصفه بدلا من اللیل لتوسط الاستثناء بین البدل و المبدل مع الالتباس بل ظهور خلافه و لزوم لغویة أَوِ انْقُصْ مِنْهُ لأنه بعینه معنی قوله قم نصف اللیل إلا قلیلا فیحتاج إلی العذر بأنه قیل أو انقص لمناسبة أو زد كما قال فی مجمع البیان (1)

أو أنه قد یحسن التردید بین الشی ء علی البت و بینه و بین غیره علی التخییر كما فعله الكشاف و البیضاوی و صاحب كنز العرفان (2)

و كلاهما تكلف بعید عن فصاحة كلام اللّٰه تعالی خصوصا الثانی لأن مرجعه إلی التخییر بینهما.

قال البیضاوی أو نصفه بدل من اللیل فالاستثناء منه و الضمیر فی منه و علیه للأقل من النصف كالثلث فیكون التخییر بینه و بین الأقل منه كالربع و الأكثر منه كالنصف و لا یخفی ما فیه من لزوم لغویة الاستثناء فإنه ینبغی أن یقول حینئذ قم نصف اللیل أو انقص منه و من أن الأقل لیس له مرتبة معینة حتی یقال أو انقص منه أو زد علیه لیصل إلی الربع و النصف و هو ظاهر.

و كذا كون المراد بإلا قلیلا قلیلا من اللیالی و هی لیالی العذر و المرض لعدم ظهور كون اللیل للاستغراق و عدم الاحتیاج إلی الاستثناء و للاحتیاج إلی التكلف فی الاستثناء و البدل فی أو انقص أو زد و لما سیجی ء فی هذه السورة من قوله إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إلی آخرها(3).

ص: 126


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 377.
2- 2. كنز العرفان ج 1 ص 150 ط المكتبة المرتضویة.
3- 3. قد عرفت آنفا ص 119 أن قوله تعالی« نِصْفَهُ» بیان لنتیجة الاستثناء، بملاحظة قیامه صلی اللّٰه علیه و آله اوائل اللیل و أن مفاد هذه الآیة ینطبق علی آیة آخر السورة طابق النعل بالنعل، كیف و الآیة الأخیرة انما تحكی امتثال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله لامر أول السورة، فكیف یكون امتثاله مخالفا لما أمره اللّٰه عزّ و جلّ، و اما التخفیف بقوله:« عَلِمَ أَنْ سَیَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضی- فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ» فقد عرفت فی ج 85 ص 3 أن المراد بذلك التخفیف علیه بالاجتزاء بسورة واحدة فی كل ركعة، بعد ما كان علیه أن یرتل القرآن بتمامها فی لیلة واحدة.

فیمكن أن تكون هذه الآیة إشارة إلی وجوب صلاة اللیل علیه صلی اللّٰه علیه و آله كقوله تعالی وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ أی یجب علیك التهجد و هو الصلاة باللیل زیادة علی باقی الصلوات مخصوصة بك دون أمتك علی ما قیل و یكون المراد بالترخص المفهوم من قوله تعالی فی آخر هذه السورة فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ و قوله فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ التخفیف فی الوقت لا إسقاط الصلاة بالكلیة علی تقدیر كون المراد بالقراءة الصلاة و أما علی تقدیر حملها علی القراءة فقط فیلزم السقوط بالكلیة فیمكن حملها علی عدم القدرة فتأمل.

و عن ابن عباس تكون مندوبة علی الأمة لدلیل الاختصاص من الإجماع و ظاهر الآیة و الأخبار و الأصل انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه.

و أقول الاحتمال الأخیر لیس بذلك البعد و الاستثناء هنا قرینة الاستغراق فیكون نظیر ما مر فی الخبر فی قوله سبحانه كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ رَوَی الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ (1)

بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَلَی الظَّاهِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا قَالَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یُصَلِّیَ كُلَّ لَیْلَةٍ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَ عَلَیْهِ لَیْلَةٌ مِنَ اللَّیَالِی لَا یُصَلِّی فِیهَا شَیْئاً.

و عدم الاحتیاج إلی الاستثناء غیر معلوم إذ یحتمل أن یكون المراد الأعذار القلیلة التی لا یدل العقل و النقل علی استثنائها مع أن دلالة العقل و العمومات لا ینافی حسن التنصیص لمزید التوضیح و للتأكید فیما سواها و یكون حاصل الكرم قم فی جمیع أفراد اللیالی للعبادة إلا قلیلا من اللیالی تكون فیها معذورا و لما كان قیام اللیل مجملا یحتمل كله و بعضه بین ذلك بأن المراد قیام نصف اللیل أو أقل منه بقلیل أو أزید منه.

ص: 127


1- 1. التهذیب ج 1 ص 231.

و قال الرازی اعلم أن الناس قد أكثروا فی تفسیر هذه الآیة و عندی فیه وجهان الأول أن المراد بقوله إِلَّا قَلِیلًا الثلث و الدلیل علیه قوله فی آخر السورة إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ فهذه الآیة دلت علی أن أكثر المقادیر الواجبة الثلثان فهذا یدل علی أن نوم الثلث جائز و إذا كان كذلك وجب أن یكون المراد بالقلیل فی قوله قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا هو الثلث فإذن قوله قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا معناه ثلثی اللیل ثم قال نِصْفَهُ المعنی أو قم نصفه و هو كما تقول جالس الحسن أو ابن سیرین أی جالس ذا أو ذا أیهما شئت فحذف واو العطف فتقدیر الآیة قم الثلثین قم النصف أو انقص من النصف أو زد علیه فعلی هذا تكون الثلثان أقصی الزیادة و یكون الثلث أقصی النقصان فیكون الواجب هو الثلث و الزائد علیه یكون مندوبا.

الوجه الثانی أن یكون قوله نِصْفَهُ تفسیرا لقوله قَلِیلًا و هذا التفسیر جائز بوجهین الأول أن نصف الشی ء قلیل بالنسبة إلی الكل و الثانی أن الواجب إذا كان النصف لم یخرج صاحبه عن عهدة ذلك بیقین إلا بزیادة شی ء قلیل علیه فیصیر فی الحقیقة نصفا و شیئا فیكون الباقی بعد ذلك أقل منه فإذا ثبت هذا فنقول قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا معناه قم اللیل إلا نصفه فیكون الحاصل قم نصف اللیل ثم قال أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا یعنی أو انقص من هذا النصف نصفه حتی یبقی الربع ثم قال أَوْ زِدْ عَلَیْهِ یعنی أو زد علی النصف نصفه حتی یصیر المجموع ثلاثة أرباعه.

فحاصل الآیة أنه تعالی خیره بین أن یقوم تمام النصف أو ربعه أو ثلاثة أرباعه و علی هذا التقدیر یكون من المندوبات انتهی.

و قال فی الكشاف قوله تعالی نِصْفَهُ بدل من اللیل و إِلَّا قَلِیلًا استثناء من النصف كأنه قال قم أقل من نصف اللیل و الضمیر فی منه و علیه للنصف و المعنی التخییر بین أمرین بین أن یقوم أقل من نصف اللیل علی البت و بین أن یختار أحد الأمرین و هما النقصان من النصف و الزیادة علیه و إن شئت جعلت

ص: 128

نصفه بدلا من قلیلا و كان تخییرا بین ثلاث بین قیام النصف بتمامه و بین قیام الناقص منه و بین قیام الزائد علیه و إنما وصف النصف بالقلة بالنسبة إلی الكل (1).

و إن شئت قلت لما كان معنی قم اللیل إلا قلیلا نصفه إذا أبدلت النصف من اللیل قم أقل من نصف اللیل رجع الضمیر فی منه و علیه إلی الأقل من النصف فكأنه قیل قم أقل من نصف اللیل أو قم أنقص من ذلك الأقل أو أزید منه قلیلا فیكون التخییر فیما وراء النصف بینه و بین الثلث.

و یجوز إذا أبدلت نصفه من قلیلا و فسرت به أن تجعل قلیلا الثانی بمعنی نصف النصف و هو الربع كأنه قیل أو انقص منه قلیلا نصفه و یجعل المزید علی هذا القلیل أعنی الربع نصف الربع كأنه قیل أو زد علیه قلیلا نصفه و یجوز أن یجعل الزیادة لكونها مطلقة تتمة الثلث فیكون تخییرا بین النصف و الثلث و الربع انتهی.

و لا یخفی ما فی أكثر تلك الوجوه من التكلف و التصلف.

و قیل نصفه بدل من اللیل المستثنی منه قلیلا أی ما بقی بعد الاستثناء(2) و یرجع ضمیرا منه و علیه إلی قیام ذلك أو إلی نصفه و ربما كان القلیل المستثنی عبارة عما یصرف فی العشاءین و نحوهما من أول اللیل و یمكن أن یقال علی بعض الوجوه عبر عن نصف اللیل باللیل إلا القلیل إشارة إلی أن النصف الذی هو وقت القیام أكثر بركة و أقوی شرفا حتی كأنه أكثر بحیث إذا قام فیه قام اللیل إلا قلیلا أو الاستثناء إشارة إلی وقت النوم و الاستراحة من النصف الآخر(3) دون ما صرف

ص: 129


1- 1. قد عرفت أن القلة فی النصف الأولی بمناسبة القیام فی أوائل اللیل قهرا و لصلاة المغرب و العشاء شرعا، و الغفلة عن هذا أوردهم فی هذه المخمصة.
2- 2. و یجوز علی هذا الوجه أن یكون بیانا له كما عرفت.
3- 3. قد عرفت أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله لم یكن لیتهجد بصلاته الا بعد نزول آیة الاسراء، بل كان یقوم نصف اللیل بتمامه أو ثلثه أو ثلثیه علی ما حكاه اللّٰه عزّ و جلّ فی آخر السورة صریحا، فلا مناص الا من الوجه الأوّل كما عرفت بیانه.

منه فی صلاة المغرب و العشاء و توابعهما فكأنه یدخل فی حكم القیام حینئذ فكان كما قال قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ انتهی.

و أقول یحتمل أن یكون المراد بقوله سبحانه قُمِ اللَّیْلَ الأمر بعبادة اللیل مطلقا لیشمل ما یقع فی أول اللیل من العشاءین و نوافلهما و تعقیباتهما(1) بل الأدعیة عند النوم أیضا و قوله نِصْفَهُ نقدر فیه فعلا أی قم نصفه بمعنی القیام بعد النوم فیكون إشارة إلی وقت صلاة اللیل فإنه بعد نصف اللیل و النقص من النصف لبیان أنه لا یجب أو لا یتأكد قیام تمام النصف كما یدل علیه آخر السورة و الزیادة لصرفها فی مقدمات الصلاة من التخلی و التطهر و الاستیاك فیصرف جمیع النصف فی الصلاة و الدعاء كما ستأتی الروایة من دأبه و سنته فی ذلك (2)

و إذا انضم هذا إلی ما وقع من العبادة فی أول اللیل لا یبقی من اللیل للنوم إلا قلیل.

و هذا وجه وجیه متین مؤید بالأخبار و لا تكلف فیه إلا التقدیر الشائع فی الكلام و بالجملة هذه الآیات من المتشابهات و لا یعلم تأویلها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ علیهم أفضل الصلوات.

وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا قد مر تفسیره (3).

إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا القول الثقیل القرآن و ما فیه من الأوامر و

ص: 130


1- 1. هذا الوجه انما یصحّ إذا كانت السورة نازلة فی أواخر عمره صلی اللّٰه علیه و آله ، و قد عرفت فی ج 85 ص 1- 4 أن السورة نزلت فی أوائل البعثة قبل فرض الصلوات الخمس حتّی علی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و أنّها نزلت خامس خمسة، ففرض علیه صلاة اللیل بقیام نصفه تماما أو ثلثه او ثلثیه، لا یجوز له أن ینام بعد القیام أبدا حتّی یتم فرضه.
2- 2. قد عرفت و ستعرف أن الروایات انما تحكی ما فرض علیه بعد نزول آیة التهجد و هی السنة التی قبض علیها صلی اللّٰه علیه و آله و یجب التأسی به علی أمته كذلك.
3- 3. راجع ج 85 ص 7.

النواهی التی هی تكالیف شاقة ثقیلة علی المكلفین خاصة علیه صلی اللّٰه علیه و آله لأنه متحملها بنفسه و محملها لأمته فهی أثقل علیه و أبهظ له فیحتاج فی ضبط ذلك و تأدیته إلی قیام اللیل و قیل أراد بهذا الاعتراض أن ما كلفه من قیام اللیل من جملة التكالیف الثقیلة الصعبة التی ورد بها القرآن لأن اللیل وقت السبات و الراحة فلا بد لمن أحیاه من مضادة لطبعه و مجاهدة لنفسه

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا ذَكَرُهُ (1)

عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ: سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا قَالَ قِیَامُ اللَّیْلِ وَ هُوَ قَوْلُهُ إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا قَالَ أَصْدَقُ الْقَوْلِ.

انتهی.

و قیل نزوله أو تلقیه لما روی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یتغیر حاله عند نزوله و یعرق و إذا كان راكبا تبرك راحلته و لا تستطیع المشی و قیل ثقیلا فی المیزان و قیل علی المنافقین و قیل كلام له وزن و رجحان فیحتاج إلی مزید تدبر و تأمل و وقت لائق بذلك فلا بد من قیام اللیل.

إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا ناشئة اللیل النفس التی تنشأ من مضجعها إلی العبادة أی تنهض و ترتفع من نشأت السحابة إذا ارتفعت و نشأ من مكانه إذا نهض أو قیام اللیل علی أن الناشئة مصدر من نشأ إذا قام و نهض.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا صَحَّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هِیَ قِیَامُ الرَّجُلِ عَنْ فِرَاشِهِ لَا یُرِیدُ بِهِ إِلَّا اللَّهَ (2).

كما سیأتی و إن احتمل معنی آخر. و قال الطبرسی رحمة اللّٰه علیه (3) معناه ساعات اللیل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة و تقدیره أن ساعات اللیل الناشئة و قال ابن عباس هو اللیل كله لأنه ینشأ بعد النهار و قال مجاهد هی ساعات التهجد من اللیل و قیل هی بالحبشیة قیام اللیل و قیل هی القیام بعد النوم و قیل هی ما كان بعد العشاء الآخرة عن الحسن و قتادة

وَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمَا قَالا: هِیَ

ص: 131


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 701.
2- 2. رواه الشیخ فی التهذیب ج 1 ص 231 و سیأتی عن علل الشرائع ج 2 ص 52.
3- 3. مجمع البیان ج 10 ص 318.

الْقِیَامُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ انتهی.

و قیل هی الساعات الأول منها من نشأت إذا ابتدأت

وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام (1): أَنَّهُ كَانَ یُصَلِّی بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ وَ یَقُولُ أَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هَذِهِ نَاشِئَةُ اللَّیْلِ.

أَشَدُّ وَطْئاً أی ثبات قدم و أبعد من الزلل و أثقل و أغلظ علی المصلی كما ورد فی الحدیث اللّٰهم اشدد وطأتك علی مضر و قرأ أبو عمرو بن عامر وِطَاءً بالكسر و المد أی مواطاة القلب للسان أو موافقة لما یراد من الخضوع و الإخلاص.

وَ أَقْوَمُ قِیلًا أی أشد مقالا و أثبت قراءة لحضور القلب و هدو الأصوات و یحتمل أن یكون المراد بالقیل دعوی الإخلاص فی إِیَّاكَ نَعْبُدُ و نحوه كَمَا رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ (2)

بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا قَالَ یَعْنِی بِقَوْلِهِ أَقْوَمُ قِیلًا قِیَامَ الرَّجُلِ عَنْ فِرَاشِهِ یُرِیدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرِیدُ بِهِ غَیْرَهُ.

و بسند صحیح آخر مثله (3)

لكن لیس فیه یعنی بقوله أَقْوَمُ قِیلًا فیحتمل أن یكون تفسیرا للناشئة كما مر أو وطئا كما أومأنا إلیه و روی فی الكافی (4)

خبرا مرسلا فسرت الآیة فیه بصلاة مخصوصة بین العشاءین كما مر.

إِنَّ لَكَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا أی تصرفا و تقلبا فی مهماتك و اشتغالا بها فعلیك بالتهجد فإن مناجات الحق تستدعی فراغا

وَ فِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (5)

ص: 132


1- 1. تراه فی الكشّاف ج 3 ص 281، الدّر المنثور ج 6 ص 287.
2- 2. التهذیب ج 2 ص 337 ط نجف، ج 1 ص 231 ط حجر، كما مرت الإشارة الیه فی ص 131.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 189 ط حجر ج 2 ص 120 ط نجف.
4- 4. مر عن فلاح السائل تحت الرقم 17 باب نوافل المغرب، رواه فی الكافی ج 3 ص 468.
5- 5. تفسیر القمّیّ: 701.

فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قَوْلُهُ إِنَّ لَكَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا یَقُولُ فَرَاغاً طَوِیلًا لِنَوْمِكَ وَ حَاجَتِكَ.

و قال الطبرسی (1)

فیه دلالة علی أنه لا عذر لأحد فی ترك صلاة اللیل لأجل التعلیم و التعلم لأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یحتاج إلی التعلیم أكثر مما یحتاج الواحد منا إلیه ثم لم یرض سبحانه منه أن یترك حظه من قیام اللیل.

وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ أی دم علی ما تذكره من الأذكار و العبادات و التعلیم و الإرشاد و قیل أی اقرأ بسم اللّٰه الرحمن الرحیم فی أول صلاتك فاستدل بها علی وجوبها.

وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا قال علی بن إبراهیم أی أخلص إلیه إخلاصا و قیل انقطع إلیه انقطاعا.

وَ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةُ وَ حُمْرَانُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام: أَنَّ التَّبَتُّلَ هُنَا رَفْعُ الْیَدَیْنِ فِی الصَّلَاةِ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: هُوَ رَفْعُ یَدِكَ إِلَی اللَّهِ وَ تَضَرُّعُكَ إِلَیْهِ.

و سیأتی معنی التبتل و أخواته فی كتاب الدعاء(2)

و یومئ إلی استحباب كثرة الدعاء و الذكر و التضرع فی صلاة اللیل.

إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنی أی أقرب و أقل مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ قرأ ابن كثیر و أهل الكوفة نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ بالنصب و الباقون بالجر فعلی الأول عطف علی الأدنی و علی الثانی علی ثلثی اللیل قال الطبرسی (3) و المعنی أنك تقوم فی بعض اللیالی قریبا من الثلثین و فی بعضها قریبا من نصف اللیل و قریبا من ثلثه و قیل إن الهاء تعود إلی الثلثین أی و أقرب من نصف الثلثین و من ثلث الثلثین و إذا نصبت فالمعنی تقوم نصفه و ثلثه وَ تقوم طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَكَ و عن ابن عباس أنهم علی علیه السلام و أبو ذر.

وَ اللَّهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ أی یقدر أوقاتهما لتعملوا فیهما علی ما یأمركم

ص: 133


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 379.
2- 2. راجع ج 93 ص 337- 343.
3- 3. مجمع البیان ج 10 ص 381.

به و قیل معناه لا یفوته علم ما تفعلون عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ (1) قال مقاتل كان الرجل یصلی اللیل كله مخافة أن لا یصیب ما أمر به من القیام فقال سبحانه عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ أی لن تطیقوا معرفة ذلك و قال الحسن قاموا حتی انتفخت أقدامهم فقال سبحانه إنكم لا تطیقون إحصاءه علی الحقیقة و قیل معناه لن تطیقوا المداومة علی قیام اللیل و یقع منكم التقصیر فیه فَتابَ عَلَیْكُمْ بأن جعله تطوعا و لم یجعله فرضا و قیل معناه فلم یلزمكم إثما كما لا یلزم التائب أی رفع التبعة فیه كرفع التبعة عن التائب و قیل فَتابَ عَلَیْكُمْ أی خفف علیكم.

فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ الآن یعنی فی صلاة اللیل عند أكثر المفسرین و أجمعوا أیضا علی أن المراد بالقیام المتقدم فی قوله قُمِ اللَّیْلَ هو القیام إلی الصلاة إلا أبا مسلم فإنه قال أراد القیام لقراءة القرآن لا غیر و قیل معناه فصلوا ما تیسر من الصلاة و عبر عن الصلاة بالقرآن لأنها تتضمنه و من قال المراد به قراءة القرآن فی غیر الصلاة(2)

فهو محمول علی الاستحباب عند الأكثرین دون الوجوب لأنه لو وجبت القراءة لوجب الحفظ و قال بعضهم هو محمول علی الوجوب لأن القارئ یقف علی إعجاز القرآن و ما فیه من دلائل التوحید و إرسال الرسل و لا یلزم حفظ القرآن لأنه من القرب المستحبة المرغب فیها.

ثم اختلفوا فی القدر الذی تضمنه هذا الأمر من القراءة فقال ابن جبیر خمسون

ص: 134


1- 1. قد عرفت فی ج 85 ص 3 أن الآیة تتمة لأول السورة ناظرة إلیها من وجوب ترتیل القرآن تماما- و لم یكن نزلت حینذاك أكثر من عشر سور قصار قطعا، و أن الضمیر فی« لَنْ تُحْصُوهُ» راجع الی القرآن أی علم أنكم لا تقدرون احصاء القرآن فی لیلة واحدة فیما یستقبل من الزمان خصوصا فی لیالی الصیف« فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ» الی آخر ما مر علیك راجعه.
2- 2. الآیة« وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا» من المتشابهات بأم الكتاب، أولها رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله الی صلاة اللیل بإشارة من الوحی، فجعله فی قیام الصلاة، علی ما عرفت فی ج 85 ص 1، فالواجب من ترتیل القرآن هو ما كان فی الصلاة لا غیر.

آیة و قال ابن عباس مائة آیة و عن الحسن قال من قرأ مائة آیة فی لیلة لم یحاجه القرآن و قال السدی مائتا آیة و قال جویبر ثلث القرآن لأن اللّٰه یسره علی عباده و الظاهر أن معنا ما تیسر مقدار ما أردتم و أحببتم (1).

عَلِمَ أَنْ سَیَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضی و ذلك یقتضی التخفیف عنكم وَ آخَرُونَ أی و منكم قوم آخرون یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أی یسافرون للتجارة و طلب الأرباح وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2) فكل ذلك یقتضی التخفیف عنكم فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ وَ رُوِیَ (3)

عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: مَا تَیَسَّرَ مِنْهُ لَكُمْ فِیهِ خُشُوعُ الْقَلْبِ وَ صَفَاءُ السِّرِّ.

وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ (4) قال فی مجمع البیان (5) دخلت من للتبعیض و المعنی فاسجد له فی بعض اللیل و قیل یعنی المغرب و العشاء وَ سَبِّحْهُ لَیْلًا طَوِیلًا أی فی لیل طویل یرید التطوع بعد المكتوبة وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّهُ سَأَلَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ وَ قَالَ مَا ذَلِكَ التَّسْبِیحُ قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ.

«1»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،: أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا قَالَ انْقُصْ مِنَ الْقَلِیلِ أَوْ زِدْ عَلَیْهِ أَیْ عَلَی الْقَلِیلِ قَلِیلًا.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ

ص: 135


1- 1. بل هو قراءة سورة كاملة لقوله عزّ و جلّ:« وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ»*.
2- 2. أی فیما یستقبل من الزمان بعد الهجرة بالمدینة، و حینذاك قد تواتر نزول سور القرآن الكریم فلا یمكنكم احصاء سورة فی لیلة واحدة قطعا، راجع فی ذلك ج 85 فقد بینا الآیة بما لا مزید علیه.
3- 3. رواه فی المجمع ج 10 ص 382.
4- 4. الدهر: 26.
5- 5. مجمع البیان ج 10 ص 413.

أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ فَفَعَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ وَ بَشَّرَ النَّاسَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ وَ كَانَ الرَّجُلُ یَقُومُ وَ لَا یَدْرِی مَتَی یُنْتَصَفُ اللَّیْلُ وَ مَتَی یَكُونُ الثُّلُثَانِ وَ كَانَ الرَّجُلُ یَقُومُ حَتَّی یُصْبِحَ مَخَافَةَ أَنْ لَا یَحْفَظَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إِلَی قَوْلِهِ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ یَقُولُ مَتَی یَكُونُ النِّصْفُ وَ الثُّلُثُ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةَ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَمْ یَأْتِ نَبِیٌّ إِلَّا خَلَا بِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ لَا جَاءَ نَبِیٌّ قَطُّ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ (1).

توضیح: ففعل النبی صلی اللّٰه علیه و آله ذلك یحتمل أن یكون إشارة إلی الآیات التی سبقت فی أول السورة فالبشارة لأن العبادة عند المحبین أعظم الراحة أو یكون إشارة إلی الرخصة و التخفیف الذی یدل علیه تلك الآیات فقوله فاشتد ذلك إشارة إلی ما مر أولا أی و قد اشتد أی نزلت هذه الآیات بعد اشتداد الأمر علیهم قوله إلا خلا أی مضی من الدنیا مواظبا علی صلاة اللیل و یحتمل أن یكون من الخلوة أی أوقعها فی الخلوة.

قوله علیه السلام أول اللیل رد علی من جوز صلاة اللیل أوله بغیر عذر و فی بعض النسخ إلا أول اللیل أی كان وقت صلاتهم مخالفا لوقتها فی تلك الشریعة و لعلها من زیادة النساخ.

«2»- كِتَابُ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ اللَّیْلِ كَفَّارَةٌ لِمَا اجْتَرَحَ بِالنَّهَارِ.

«3»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُقْدَةَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ مُنِیبٍ عَنْ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رُزِقَ صَلَاةَ اللَّیْلِ مِنْ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ قَامَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُخْلِصاً فَتَوَضَّأَ وُضُوءاً سَابِغاً وَ صَلَّی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِنِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ قَلْبٍ سَلِیمٍ وَ بَدَنٍ خَاشِعٍ وَ عَیْنٍ دَامِعَةٍ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلْفَهُ تِسْعَةَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِی كُلِّ صَفٍّ مَا لَا یُحْصِی

ص: 136


1- 1. تفسیر القمّیّ: 701.

عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی أَحَدُ طَرَفَیْ كُلِّ صَفٍّ فِی الْمَشْرِقِ وَ الْآخَرُ بِالْمَغْرِبِ قَالَ فَإِذَا فَرَغَ كَتَبَ لَهُ بِعَدَدِهِمْ دَرَجَاتٍ الْخَبَرَ(1).

وَ مِنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْفَامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا رَأَی أَهْلَ قَرْیَةٍ قَدْ أَسْرَفُوا فِی الْمَعَاصِی وَ فِیهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ نَادَاهُمْ جَلَّ جَلَالُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ یَا أَهْلَ مَعْصِیَتِی لَوْ لَا مَنْ فِیكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُتَحَابِّینَ بِجَلَالِی الْعَامِرِینَ بِصَلَاتِهِمْ أَرْضِی وَ مَسَاجِدِی- وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ خَوْفاً مِنِّی لَأَنْزَلْتُ بِكُمْ عَذَابِی ثُمَّ لَا أُبَالِی (2).

مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عنه صلی اللّٰه علیه و آله مرسلا: مثله (3) بیان المتحابین بجلالی فی أكثر النسخ بالجیم كما فی روایات المخالفین أی یتحببون و یتوددون لتذكر جلالی و عظمتی لا للدنیا و أغراضها و قال الطیبی الباء للظرفیة أی لأجلی و لوجهی لا للهوی انتهی و لا یخفی ما فیه و فی بعض النسخ بالحاء المهملة أی بما منحتهم من الحلال لا بالحرام.

«4»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَوْحَی إِلَی الدُّنْیَا أَنْ أَتْعِبِی مَنْ خَدَمَكِ وَ اخْدُمِی مَنْ رَفَضَكِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّی بِسَیِّدِهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ نَاجَاهُ أَثْبَتَ اللَّهُ النُّورَ فِی قَلْبِهِ فَإِذَا قَالَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ نَادَاهُ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ لَبَّیْكَ عَبْدِی سَلْنِی أُعْطِكَ وَ تَوَكَّلْ عَلَیَّ أَكْفِكَ ثُمَّ یَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ مَلَائِكَتِی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی فَقَدْ تَخَلَّی فِی جَوْفِ هَذَا اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ الْبَطَّالُونَ لَاهُونَ

ص: 137


1- 1. أمالی الصدوق ص 42 فی حدیث.
2- 2. أمالی الصدوق ص 120، و مثله فی علل الشرائع ج 1 ص 235 و ج 2 ص 208 بسند آخر.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 124.

وَ الْغَافِلُونَ نِیَامٌ اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ الْخَبَرَ(1).

مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن مرسلا: مثله (2)

بیان: أوحی إلی الدنیا لعل المراد بالوحی هنا الأمر التكوینی أی جعلها كذلك كما فی قوله تعالی كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِینَ أو استعارة تمثیلیة.

«5»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ(3)، وَ الْخِصَالُ (4)، وَ الْمَحَاسِنُ، لِلصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عُرْوَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَهْبِیِّ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِیٌّ بِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الرَّجُلِ قِیَامُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ (5).

بیان: عش ما شئت شبیه بأمر التخییر و یحتمل التهدید إن كان المقصود بالخطاب الأمة.

«6»- الْمَعَانِی، وَ الْخِصَالُ (6)، وَ الْمَجَالِسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی غَیْلَانَ الثَّقِیفِیِّ وَ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ الْقُرَشِیِّ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ التَّرْجُمَانِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِیدٍ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَشْرَافُ أُمَّتِی حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَ أَصْحَابُ اللَّیْلِ (7).

ص: 138


1- 1. أمالی الصدوق ص 168 فی حدیث.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 257.
3- 3. معانی الأخبار ص 178.
4- 4. الخصال ج 1 ص 7.
5- 5. أمالی الصدوق ص 141.
6- 6. معانی الأخبار ص 777 و 178، الخصال ج 1 ص 7.
7- 7. أمالی الصدوق ص 141.

«7»- الْمَجَالِسُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً یَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا الْحُلَلُ وَ مِنْ أَسْفَلِهَا خَیْلٌ بُلْقٌ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ فَیَرْكَبُهَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَتَطِیرُ بِهِمْ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ شَاءُوا فَیَقُولُ

الَّذِینَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ یَا رَبَّنَا مَا بَلَغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّهُمْ كَانُوا یَقُومُونَ اللَّیْلَ وَ لَا یَنَامُونَ وَ یَصُومُونَ النَّهَارَ وَ لَا یَأْكُلُونَ وَ یُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَ لَا یَجْبُنُونَ وَ یَتَصَدَّقُونَ وَ لَا یَبْخَلُونَ (1).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلَایَ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ فِیمَا نَاجَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام أَنْ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ عِمْرَانَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی فَإِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ نَامَ عَنِّی أَ لَیْسَ كُلُّ مُحِبٍّ یُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِیبِهِ هَا أَنَا ذَا یَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَی أَحِبَّائِی إِذَا جَنَّهُمُ اللَّیْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِی بَیْنَ أَعْیُنِهِمْ یُخَاطِبُونِّی عَنِ الْمُشَاهَدَةِ وَ یُكَلِّمُونِّی عَنِ الْحُضُورِ یَا ابْنَ عِمْرَانَ هَبْ لِی مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ وَ مِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ وَ مِنْ عَیْنَیْكَ الدُّمُوعَ فِی ظُلَمِ اللَّیْلِ وَ ادْعُنِی فَإِنَّكَ تَجِدُنِی قَرِیباً مُجِیباً(2).

وَ مِنْهُ: فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ یُوصِینِی بِقِیَامِ اللَّیْلِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ خِیَارَ أُمَّتِی لَنْ یَنَامُوا(3).

ص: 139


1- 1. أمالی الصدوق ص 175.
2- 2. أمالی الصدوق ص 214 و 215 و قوله« حولت أبصارهم من قلوبهم» أی جعلت قلوبهم مشغولة بذكری بحیث لا تشتغل بما رأته الابصار، أولا تنظر أبصارهم الی ما تشتهیه قلوبهم و یحتمل أن یكون« من قلوبهم» صفة أو حالا لقوله« أبصارهم» أی حولت ابصار قلوبهم عن النظر الی غیری، منه ره.
3- 3. أمالی الصدوق ص 257.

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثَةٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ وَ زِینَةٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الصَّلَاةُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ یَأْسُهُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ وَلَایَةُ الْإِمَامِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«8»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَیِ النَّهارِ(2) الْغَدَاةَ وَ الْمَغْرِبَ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ- إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ قَالَ صَلَاةُ الْمُؤْمِنِینَ بِاللَّیْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلُوا بِالنَّهَارِ مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ الذُّنُوبِ (3).

وَ مِنْهُ: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ (4) قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ وَ قَالَ سَبَبُ النُّورِ فِی الْقِیَامَةِ الصَّلَاةُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ (5).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ حَسَنٍ یَعْمَلُهُ الْعَبْدُ إِلَّا وَ لَهُ ثَوَابٌ فِی الْقُرْآنِ إِلَّا صَلَاةُ اللَّیْلِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یُبَیِّنْ ثَوَابَهَا لِعَظِیمِ خَطَرِهَا عِنْدَهُ فَقَالَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ (6).

مجمع البیان، مرسلا عنه علیه السلام: مثله (7).

«9»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ (8) قَالَ لِصَلَاةِ

ص: 140


1- 1. أمالی الصدوق ص 325.
2- 2. هود: 114.
3- 3. تفسیر القمّیّ ص 315.
4- 4. أسری: 79.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 387.
6- 6. تفسیر القمّیّ ص 512 فی آیة السجدة: 16.
7- 7. مجمع البیان ج 8 ص 331.
8- 8. الطور: 48.

اللَّیْلِ- فَسَبِّحْهُ قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ (1).

«10»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْكُمُنْدَانِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّ الْأَذَی عَنِ النَّاسِ (2).

«11»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ عِظْنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ (3).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَذَكَرَ مَوَاعِظَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ لِوَحْشَةِ الْقُبُورِ(4).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (5).

معانی الأخبار، عن محمد بن الحسن بن الولید عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عیسی عن محمد بن خالد البرقی عن هارون بن الجهم: مثله (6).

ص: 141


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 650.
2- 2. الخصال ج 1 ص 7.
3- 3. الخصال ج 1 ص 7.
4- 4. الخصال ج 21 و 22.
5- 5. الخصال ج 1 ص 42.
6- 6. معانی الأخبار ص 314.

«12»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَی السَّلَامَ وَ صَلَّی بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (1).

المحاسن، عن علی بن محمد القاسانی عمن حدثه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن آبائه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (2).

«13»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ فَرَحَاتٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا لُقَی الْإِخْوَانِ وَ الْإِفْطَارُ مِنَ الصِّیَامِ وَ التَّهَجُّدُ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ الْخَبَرَ(3).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ یَعْلَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَهْوُ الْمُؤْمِنِ فِی ثَلَاثَةِ أَشْیَاءَ التَّمَتُّعِ بِالنِّسَاءِ وَ مُفَاكَهَةِ الْإِخْوَانِ وَ الصَّلَاةِ بِاللَّیْلِ (4).

بیان: المفاكهة الممازحة و عد صلاة اللیل من جملة اللّٰهو و الفرحات و جعلها مع ما مر فی قرن لبیان أنه ینبغی للمؤمن أن یكون متلذذا بمناجاة ربه و الخلوة مع حبیبه فرحا بهما بل فیه تنبیه إلی أنه لیس المؤمن علی الحقیقة إلا من كان كذلك.

«14»- الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُكُمْ مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ

ص: 142


1- 1. الخصال ج 1 ص 45.
2- 2. المحاسن ص 387.
3- 3. الخصال ج 1 ص 62.
4- 4. الخصال ج 1 ص 77.

وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ صَلَّی بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (1).

«15»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَعَالَی ثَلَاثَةً التَّهَجُّدَ بِاللَّیْلِ وَ إِفْطَارَ الصَّائِمِ وَ لِقَاءَ الْإِخْوَانِ (2).

دعائم الإسلام، عنه علیه السلام: مثله (3)

بیان: من روح اللّٰه الروح بالفتح الراحة و الرحمة و نسیم الریح أی راحة جعلها اللّٰه للمؤمن یتروح إلیها لأنه یستریح من معاشرة المخالفین بلقاء الإخوان فی الدین و من أشغال الیوم إلی عبادة اللیل و الإفطار ظاهرا و هذه الثلاثة من رحمة اللّٰه بالعبد و تفضله و لطفه و حسن توفیقه أو أنها تصیر سببا لرحمته تعالی و الدعاء عندها مستجاب أو عندها تهب نسائم لطفه و فیضه و رحمته علی المؤمن و الأول أظهر.

«16»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِیِّ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ (4) قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تَذْهَبُ بِذُنُوبِ النَّهَارِ(5).

«17»- الْخِصَالُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ تَمِیمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ ذَكَرَ فِیهِ الْأَئِمَّةَ وَ عَلَامَةَ الْإِمَامَةِ فَقَالَ وَ دِینُهُمُ الْوَرَعُ وَ الْعِفَّةُ

ص: 143


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 65.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 176.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 271.
4- 4. هود: 114.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 300.

وَ الصِّدْقُ وَ الصَّلَاحُ وَ الِاجْتِهَادُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ طُولُ السُّجُودِ وَ قِیَامُ اللَّیْلِ وَ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ وَ حُسْنُ الصُّحْبَةِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ(1).

وَ مِنْهُ: فِی وَصَایَا أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ اللَّیْلِ أَفْضَلُ قَالَ جَوْفُ اللَّیْلِ الْغَابِرِ(2).

وَ مِنْهُ، وَ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قِیَامُ اللَّیْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ وَ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعَرُّضٌ لِلرَّحْمَةِ وَ تَمَسُّكٌ بِأَخْلَاقِ النَّبِیِّینَ (3).

المحاسن، عن القاسم بن یحیی: مثله (4)

«18»- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِیٍّ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَارِجٍ الْأَصَمِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَیْدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَاهِرٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا إِلَّا لِإِطْعَامِهِ الطَّعَامَ وَ صَلَاتِهِ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (5).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَبِیتَنَّ الرَّجُلُ وَ عَلَیْهِ وَتْرٌ(6).

بیان: أی لا ینقضی لیله و فی ذمته وتر تركها قال فی القاموس بات یفعل كذا

ص: 144


1- 1. الخصال ج 2 ص 79.
2- 2. الخصال ج 2 ص 104، و مثله فی المعانی ص 332.
3- 3. الخصال ج 2 ص 156، ثواب الأعمال ص 38.
4- 4. المحاسن ص 53.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 33.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 20.

أی یفعله لیلا و لیس من النوم من أدركه اللیل فقد بات انتهی و من قال لا ینامن و حمله علی الوتیرة فقد أتی ببعید.

قال فی المصباح المنیر بات یبیت بیتوتة و مبیتا و مباتا فهو بائت و لذلك معنیان أشهرهما اختصاص ذلك الفعل باللیل كما اختص الفعل فی ظل بالنهار فإذا قلت بات یفعل كذا فمعناه فعله باللیل و لا یكون إلا مع السهر و علیه قوله تعالی وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً(1) و قال الأزهری قال الفراء بات اللیل إذا سهر اللیل كله فی طاعة أو معصیة و قال اللیث من قال بات بمعنی نام فقد أخطأ أ لا تری أنك تقول بات یرعی النجوم و معناه ینظر إلیها و كیف ینام من یراقب النجوم.

و قال ابن القطاع و غیره بات یفعل كذا إذا فعله لیلا و لا یقال بمعنی نام.

و المعنی الثانی یكون بمعنی صار یقال بات بموضع كذا أی صار به یقال سواء كان فی لیل أو نهار و علیه قوله صلی اللّٰه علیه و آله لا یدری أین باتت یده و المعنی صارت و وصلت.

و علی هذا قول الفقهاء بات عند امرأته لیلة أی صار عندها سواء حصل معه نوم أو لا انتهی.

و الحق أن بات فی غالب الاستعمال یعتبر فیه كون الفعل باللیل و لا یعتبر فیه النوم و لا السهر كما یظهر من الشیخ الرضی ره و غیره و قال الرضی و أما مجی ء بات بمعنی صار ففیه نظر.

«19»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَبِیتَنَّ إِلَّا بِوَتْرٍ(2).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ

ص: 145


1- 1. الفرقان: 64.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 20.

الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّیْلِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَیَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ (1).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَسَنٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَیُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّیْلِ فَإِذَا حُرِمَ بِهَا صَلَاةَ اللَّیْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ (2).

ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن محمد بن یحیی عن محمد بن أحمد عن سهل بن زیاد عن هارون بن مسلم: مثله (3).

«20»- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا سُلَیْمَانُ لَا تَدَعْ قِیَامَ اللَّیْلِ فَإِنَّ الْمَغْبُونَ مَنْ حُرِمَ قِیَامَ اللَّیْلِ (4).

معانی الأخبار، عن أبیه عن محمد بن یحیی العطار: مثله (5).

«21»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیهم السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ (6) قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ (7).

توضیح: قوله علیه السلام صلاة اللیل أی رهبانیة هذه الأمة فی صلاة اللیل أو

ص: 146


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 51.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 51.
3- 3. ما بین العلامتین ساقط عن مطبوعة الكمبانیّ أصلحناه بقرینة الاسناد.
4- 4. ثواب الأعمال ص 38.
5- 5. معانی الأخبار ص 342.
6- 6. الحدید: 27.
7- 7. علل الشرائع ج 2 ص 51 و 52. و مثله فی العیون ج 1 ص 282.

رهبانیتهم كانت هی فیدل علی أن الآیة مسوقة لمدح الرهبانیة لا ذمها و الآیة تحتملهما و علی المدح كانت مندوبة فی شریعتهم فأوجبوها علی أنفسهم بالنذر و شبهه كما یفهم من قوله تعالی ما كَتَبْناها عَلَیْهِمْ قال الطبرسی رحمه اللّٰه (1)

الرهبانیة هی الخصلة من العبادة یظهر فیها معنی الرهبة إما فی لبسه أو الانفراد عن الجماعة أو غیر ذلك من الأمور التی یظهر فیها نسك صاحبه و المعنی ابتدعوا رهبانیة لم نكتبها علیهم.

و قیل إن الرهبانیة التی ابتدعوها هی رفض النساء و اتخاذ الصوامع عن قتادة قال و تقدیره و رهبانیة ما كتبناها علیهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان اللّٰه فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها و قیل إن الرهبانیة التی ابتدعوها لحاقهم بالبراری و الجبال فِی خَبَرٍ مَرْفُوعٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فَمَا رَعَاهَا الَّذِینَ بَعْدَهُمْ حَقَّ رِعَایَتِهَا وَ ذَلِكَ لِتَكْذِیبِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

عن ابن عباس و قیل إن الرهبانیة هی الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة ما كَتَبْناها عَلَیْهِمْ أی ما فرضناها علیهم.

و قال الزجاج إن التقدیر ما كتبناها علیهم إلا ابتغاء رضوان اللّٰه و ابتغاء رضوان اللّٰه اتباع ما أمر اللّٰه به فهذا وجه و قال و فیها وجه آخر جاء فی التفسیر أنهم كانوا یرون من ملوكهم ما لا یصبرون علیه فاتخذوا أسرابا و صوامع و ابتدعوا ذلك فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع و دخلوا فیه لزمهم إتمامه كما أن الإنسان إذا جعل علی نفسه صوما لم یفرض علیه لزمه أن یتمه.

قال و قوله فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها علی ضربین أحدهما أن یكونوا قصروا فیما ألزموه أنفسهم و الآخر و هو الأجود أن یكونوا حین بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلم یؤمنوا به كانوا تاركین إطاعة اللّٰه فما رعوا تلك الرهبانیة حق رعایتها و دلیل ذلك قوله فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ یعنی الذین آمنوا بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ أی كافرون انتهی.

ص: 147


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 243.

«22»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی بِاللَّیْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ(1).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا(2) قَالَ یَعْنِی بِقَوْلِهِ وَ أَقْوَمُ قِیلًا قِیَامُ الرَّجُلِ عَنْ فِرَاشِهِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرِیدُ بِهِ غَیْرَهُ (3).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَقُومُ فِی اللَّیْلِ فَیَمِیلُ بِهِ النُّعَاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ قَدْ وَقَعَ ذَقَنُهُ عَلَی صَدْرِهِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَبْوَابَ السَّمَاءِ فَتُفَتَّحُ ثُمَّ یَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی مَا یُصِیبُهُ فِی التَّقَرُّبِ إِلَیَّ بِمَا لَمْ أَفْرِضْ عَلَیْهِ رَاجِیاً مِنِّی لِثَلَاثِ خِصَالٍ ذَنْباً أَغْفِرُهُ أَوْ تَوْبَةً أُجَدِّدُهَا أَوْ رِزْقاً أَزِیدُهُ فِیهِ أُشْهِدُكُمْ مَلَائِكَتِی أَنِّی قَدْ جَمَعْتُهُنَّ لَهُ (4).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن موسی: مثله (5).

«23»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَیْمَةَ عَنْ حَرِیشِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرِیشٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الرَّكْعَتَانِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا(6).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ

ص: 148


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 52.
2- 2. المزّمّل: 6.
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 52.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 52.
5- 5. ثواب الأعمال ص 38.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 52.

إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ (1) قَالَ صَلَاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّیْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبِ النَّهَارِ(2).

ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن الحسین بن الحسن بن أبان عن الحسین بن سعید عن حماد: مثله (3) العیاشی، عن إبراهیم بن عمر(4): مثله

الْهِدَایَةُ، عَنْهُ علیه السلام مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (5)

قَالَ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ صَلَّی بِاللَّیْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ(6).

«24»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (7) قَالَ یَعْنِی صَلَاةَ اللَّیْلِ (8).

«25»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، وَ الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی زُهَیْرٍ النَّهْدِیِّ عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ دَأْبُ الصَّالِحِینَ قَبْلَكُمْ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صَلَاةُ اللَّیْلِ تُبَیِّضُ الْوَجْهَ

ص: 149


1- 1. هود: 114.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 52.
3- 3. ثواب الأعمال ص 39.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 162.
5- 5. الهدایة ص 35 ط الإسلامیة.
6- 6. الهدایة ص 35 ط الإسلامیة.
7- 7. الزمر: 9.
8- 8. علل الشرائع ج 2 ص 52.

وَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تُطَیِّبُ الرِّیحَ وَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تَجْلِبُ الرِّزْقَ (1).

بیان: لعل طیب الریح لأنها تصحح الجسم و تهضم الغذاء فتندفع به البخارات و الأدواء الموجبة لنتن الفم و الإبط و غیرهما و یحتمل أن یكون كنایة عن حسن الخلق أو عن رغبة الناس إلیه و قد جاء الریح بمعنی الغلبة و القوة و الرحمة و النصرة و الدولة.

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُصِیبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِعَذَابٍ قَالَ لَوْ لَا الَّذِینَ یَتَحَابُّونَ بِجَلَالِی وَ یَعْمُرُونَ مَسَاجِدِی وَ یَسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ لَأَنْزَلْتُ بِهِمْ عَذَابِی (2).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن علی بن الحسین الكوفی عن أبیه عن عبد اللّٰه بن المغیرة عن السكونی عن الصادق عن آبائه علیهم السلام: مثله (3).

«26»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النَّصْرِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ النَّصْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرُ زِینَةُ الْآخِرَةِ وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ لِأَقْوَامٍ (4).

الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبِی قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ إِذَا رَأَی أَهْلَ قَرْیَةٍ قَدْ أَسْرَفُوا فِی الْمَعَاصِی وَ فِیهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 150


1- 1. ثواب الأعمال ص 38، علل الشرائع ج 2 ص 51.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 208.
3- 3. ثواب الأعمال ص 161.
4- 4. معانی الأخبار ص 324.

نَادَاهُمْ جَلَّ جَلَالُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ یَا أَهْلَ مَعْصِیَتِی لَوْ لَا مَا فِیكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُتَحَابِّینَ بِجَلَالِی الْعَامِرِینَ بِصَلَاتِهِمْ أَرْضِی وَ مَسَاجِدِی الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ خَوْفاً مِنِّی لَأَنْزَلْتُ بِكُمْ عَذَابِی ثُمَّ لَا أُبَالِی (1).

وَ مِنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ لَعَلَّكَ تَرَی أَنَّ الْقَوْمَ لَمْ یَكُونُوا یَنَامُونَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ فَقَالَ لَا بُدَّ لِهَذَا الْبَدَنِ أَنْ تُرِیحَهُ حَتَّی یَخْرُجَ نَفْسُهُ فَإِذَا خَرَجَ النَّفْسُ اسْتَرَاحَ الْبَدَنُ وَ رَجَعَ الرُّوحُ وَ فِیهِ قُوَّةٌ عَلَی الْعَمَلِ فَإِنَّمَا ذَكَرَهُمْ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً أُنْزِلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَتْبَاعِهِ مِنْ شِیعَتِنَا یَنَامُونَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّیْلِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ فَزِعُوا إِلَی رَبِّهِمْ رَاغِبِینَ مُرْهَبِینَ طَامِعِینَ فِیمَا عِنْدَهُ فَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَأَخْبَرَكَ اللَّهُ بِمَا أَعْطَاهُمْ أَنَّهُ أَسْكَنَهُمْ فِی جِوَارِهِ وَ أَدْخَلَهُمْ جَنَّتَهُ وَ آمَنَ خَوْفَهُمْ وَ أَذْهَبَ رُعْبَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَنَا قُمْتُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ أَیَّ شَیْ ءٍ أَقُولُ إِذَا قُمْتُ قَالَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَهَا ذَهَبَ عَنْكَ رِجْزُ الشَّیْطَانِ وَ وَسْوَاسُهُ (2).

«27»- تَوْحِیدُ الصَّدُوقِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ النَّسَّابَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغِ عَنْ خَالِدٍ الْعُرَنِیِّ عَنْ هَیْثَمٍ عَنْ أَبِی سُفْیَانَ مَوْلَی مُزَیْنَةَ عَمَّنْ حَدَّثَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّی لَا أَقْوَی عَلَی الصَّلَاةِ بِاللَّیْلِ فَقَالَ لَا تَعْصِ اللَّهَ بِالنَّهَارِ وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ

ص: 151


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 209، و مثله بسند آخر ج 1 ص 234.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 53- 54.

بِاللَّیْلِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَیَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ (1).

«28»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الشِّتَاءُ رَبِیعُ الْمُؤْمِنِ یَطُولُ فِیهِ لَیْلُهُ فَیَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی قِیَامِهِ وَ یَقْصُرُ فِیهِ نَهَارُهُ فَیَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی صِیَامِهِ (2).

معانی الأخبار، عن محمد بن الحسن عن محمد بن یحیی العطار عن الأشعری: مثله (3).

«29»- الْخِصَالُ (4)، وَ مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَدِیرِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَیْمَانَ یَا بُنَیَّ وَ إِیَّاكَ وَ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّیْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّیْلِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقِیراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

أقول: قد سبقت الأخبار فی ذم كثرة النوم فی كتاب الآداب و السنن (6).

«30»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاةُ اللَّیْلِ وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِ كَفُّهُ عَنِ النَّاسِ (7).

وَ مِنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ

ص: 152


1- 1. توحید الصدوق: 97 ط مكتبة الصدوق.
2- 2. أمالی الصدوق: 143.
3- 3. معانی الأخبار: 228.
4- 4. الخصال ج 1 ص 16.
5- 5. أمالی الصدوق: 140.
6- 6. راجع ج 76 ص 179- 180.
7- 7. ثواب الأعمال ص 37.

الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قَالَ- الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا(1) إِنَّ الثَّمَانَ رَكَعَاتٍ یُصَلِّیهَا الْعَبْدُ آخِرَ اللَّیْلِ زِینَةُ الْآخِرَةِ(2).

بیان: كلمة إن للشرط فجزاؤه إن الثمانیة بتقدیر إنه قال إن الثمانیة

وَ رَوَاهُ الْعَیَّاشِیُ (3)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا كَمَا أَنَّ ثَمَانِیَ رَكَعَاتٍ.

«31»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَیْهِ الْحَاجَةَ فَأَفْرَطَ فِی الشِّكَایَةِ حَتَّی كَادَ أَنْ یَشْكُوَ الْجُوعَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَذَا أَ تُصَلِّی بِاللَّیْلِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ قَالَ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُصَلِّی بِاللَّیْلِ وَ یَجُوعُ بِالنَّهَارِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ضَمِنَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ قُوتَ النَّهَارِ(4).

وَ مِنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلَاةُ اللَّیْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ وَ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ وَ تُطَیِّبُ الرِّیحَ وَ تُدِرُّ الرِّزْقَ وَ تَقْضِی الدَّیْنَ وَ تَذْهَبُ بِالْهَمِّ وَ تَجْلُو الْبَصَرَ(5).

دعوات الراوندی، عنه علیه السلام: مثله (6).

«32»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ

ص: 153


1- 1. الكهف: 46.
2- 2. ثواب الأعمال: 38.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 327.
4- 4. ثواب الأعمال: 38.
5- 5. ثواب الأعمال: 38 و 39.
6- 6. دعوات الراوندیّ مخطوط.

بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْبُیُوتَ الَّتِی یُصَلَّی فِیهَا بِاللَّیْلِ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ تُضِی ءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا یُضِی ءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ (1).

«33»- الْمَحَاسِنُ، فِی رِوَایَةِ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُصَلِّی صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ هُوَ یَجُوعُ إِنَّ صَلَاةَ اللَّیْلِ تَضْمَنُ رِزْقَ النَّهَارِ(2).

وَ مِنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ سَابِقٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُعَذِّبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِعَذَابٍ قَالَ لَوْ لَا الَّذِینَ یَتَحَابُّونَ فِی جَلَالِی وَ یَعْمُرُونَ مَسَاجِدِی وَ یَسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ لَأَنْزَلْتُ عَذَابِی (3).

«34»- فِقْهُ الرِّضَا،: حَافِظُوا عَلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ فَإِنَّهَا حُرْمَةُ الرَّبِّ تُدِرُّ الرِّزْقَ وَ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ وَ تَضْمَنُ رِزْقَ النَّهَارِ وَ طَوِّلُوا الْوُقُوفَ فِی الْوَتْرِ فَإِنَّهُ رُوِیَ أَنَّ مَنْ طَوَّلَ الْوُقُوفَ فِی الْوَتْرِ قَلَّ وُقُوفُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

«35»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أُمِرْنَا أَنْ نُطْعِمَ الطَّعَامَ وَ نُؤَدِّیَ فِی النَّائِبَةِ وَ نُصَلِّیَ إِذَا نَامَ النَّاسُ (5).

«36»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ (6) قَالَ قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تَذْهَبُ بِذُنُوبِ النَّهَارِ وَ قَالَ تَذْهَبُ بِمَا جَرَحْتُمْ (7).

ص: 154


1- 1. ثواب الأعمال: 39.
2- 2. المحاسن ص 53.
3- 3. المحاسن ص 53.
4- 4. فقه الرضا: 9 س 7.
5- 5. المحاسن ص 387.
6- 6. هود: 114.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 162 فی حدیث.

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ قَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تُكَفِّرُ مَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِ النَّهَارِ(1).

«37»- مَجَالِسُ الْمُفِیدِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ هُوَ یُضْرَبُ عَلَیْهِ بِخَزَائِمَ مَعْقُودَةٍ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّیْلِ وَ بَقِیَ ثُلُثُهُ أَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ قُمْ فَاذْكُرِ اللَّهَ فَقَدْ دَنَا الصُّبْحُ قَالَ فَإِنْ هُوَ تَحَرَّكَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَةٌ وَ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَ دَخَلَ فِی الصَّلَاةِ انْحَلَّتْ عَنْهُ الْعُقَدُ كُلُّهُنَّ فَیُصْبِحُ قَرِیرَ الْعَیْنِ (2).

أقول: تمامه بإسناده فی باب فضل الصلاة(3).

«38»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قِیَامُ اللَّیْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ (4).

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِقِیَامِ اللَّیْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِینَ قَبْلَكُمْ وَ إِنَّ قِیَامَ اللَّیْلِ قُرْبَةٌ إِلَی اللَّهِ وَ تَكْفِیرُ السَّیِّئَاتِ وَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ(5).

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ (6).

وَ یُرْوَی: أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ یُصَلِّی أَصْبَحَ طَیِّبَ النَّفْسِ وَ إِذَا نَامَ حَتَّی یُصْبِحَ أَصْبَحَ ثَقِیلًا مُوَصِّماً(7) وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی علیه السلام قُمْ فِی ظُلْمَةِ اللَّیْلِ أَجْعَلْ قَبْرَكَ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجِنَانِ (8).

بیان: قال فی النهایة فیه و إن نام حتی یصبح أصبح ثقیلا موصما الوصم الفترة و الكسل و التوانی.

ص: 155


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 164.
2- 2. أمالی المفید: 119- 120 فی حدیث.
3- 3. راجع ج 82 ص 222 و 223.
4- 4. كتاب الدعوات مخطوط.
5- 5. كتاب الدعوات مخطوط.
6- 6. كتاب الدعوات مخطوط.
7- 7. كتاب الدعوات مخطوط.
8- 8. كتاب الدعوات مخطوط.

«39»- أَعْلَامُ الدِّینِ، وَ عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا تُعْطُوا الْعَیْنَ حَظَّهَا فَإِنَّهَا أَقَلُّ شَیْ ءٍ شُكْراً(1).

«40»- الْعُدَّةُ، [عدة الداعی] وَ رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ، وَ أَعْلَامُ الدِّینِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا قَامَ الْعَبْدُ مِنْ لَذِیذِ مَضْجَعِهِ وَ النُّعَاسُ فِی عَیْنَیْهِ لِیُرْضِیَ رَبَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ بِصَلَاةِ لَیْلِهِ بَاهَی اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ فَقَالَ أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِی هَذَا قَدْ قَامَ مِنْ لَذِیذِ مَضْجَعِهِ إِلَی صَلَاةٍ لَمْ أَفْرِضْهَا عَلَیْهِ اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (2).

«41»- العدة، [عدة الداعی] قَالَ: دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ عَلَی مُعَاوِیَةَ فَقَالَ لَهُ صِفْ لِی عَلِیّاً فَقَالَ لَهُ أَ وَ تُعْفِینِی مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَا أُعْفِیكَ فَقَالَ كَانَ وَ اللَّهِ بَعِیدَ الْمُدَی شَدِیدَ الْقُوَی یَقُولُ فَصْلًا وَ یَحْكُمُ عَدْلًا یَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ وَ تَنْطِفُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِیهِ یَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْیَا وَ زَهْرَتِهَا وَ یَسْتَأْنِسُ بِاللَّیْلِ وَ وَحْشَتِهِ كَانَ وَ اللَّهِ غَزِیرَ الْعَبْرَةِ طَوِیلَ الْفِكْرَةِ یُقَلِّبُ كَفَّهُ وَ یُخَاطِبُ نَفْسَهُ وَ یُنَاجِی رَبَّهُ یُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا خَشُنَ وَ مِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ كَانَ وَ اللَّهِ فِینَا كَأَحَدِنَا یُدْنِینَا إِذَا أَتَیْنَاهُ وَ یُجِیبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ وَ كُنَّا مَعَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَ قُرْبِنَا مِنْهُ لَا نُكَلِّمُهُ لِهَیْبَتِهِ وَ لَا نَرْفَعُ أَعْیُنَنَا إِلَیْهِ لِعَظَمَتِهِ فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ یُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّینِ وَ یُحِبُّ الْمَسَاكِینَ لَا یَطْمَعُ الْقَوِیُّ فِی بَاطِلِهِ وَ لَا یَیْأَسُ الضَّعِیفَ مِنْ عَدْلِهِ وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُ فِی بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَدْ أَرْخَی اللَّیْلُ سُدُولَهُ وَ غَارَتْ نُجُومُهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِی مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَی لِحْیَتِهِ یَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِیمِ وَ یَبْكِی بُكَاءَ الْحَزِینِ فَكَأَنِّی الْآنَ أَسْمَعُهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا دُنْیَا یَا دُنْیَا أَ بِی تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَیَّ تَشَوَّقْتِ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ غُرِّی غَیْرِی لَا حَاجَةَ لِی فِیكِ قَدْ أَبَنْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِی فِیهَا فَعُمُرُكِ قَصِیرٌ وَ خَطَرُكِ یَسِیرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِیرٌ آهِ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ وَحْشَةِ الطَّرِیقِ وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ.

ص: 156


1- 1. اعلام الدین مخطوط.
2- 2. عدّة الداعی لم یكن نسخته عندی، و تری الحدیث مسندا فی أمالی الصدوق: 371.

فَوَكَفَتْ دُمُوعُ مُعَاوِیَةَ عَلَی لِحْیَتِهِ فَنَشَفَهَا بِكُمِّهِ وَ اخْتَنَقَ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ ثُمَّ قَالَ كَانَ وَ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ كَذَلِكَ فَكَیْفَ كَانَ حُبُّكَ إِیَّاهُ قَالَ كَحُبِّ أُمِّ مُوسَی لِمُوسَی وَ أَعْتَذِرُ إِلَی اللَّهِ مِنَ التَّقْصِیرِ قَالَ فَكَیْفَ صَبْرُكَ عَنْهُ یَا ضِرَارُ قَالَ صَبْرَ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا عَلَی صَدْرِهَا فَهِیَ لَا تَرْقَی عَبْرَتُهَا وَ لَا تَسْكُنُ حَرَارَتُهَا ثُمَّ قَامَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ بَاكٍ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ فَقَدْتُمُونِی لَمَا كَانَ فِیكُمْ مَنْ یُثْنِی عَلَیَّ مِثْلَ هَذَا الثَّنَاءِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ حَاضِراً الصَّاحِبُ عَلَی قَدْرِ صَاحِبِهِ (1).

«42»- أَعْلَامُ الدِّینِ، وَ رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی وَصِیَّتِهِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَلَیْكَ یَا عَلِیُّ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ كَرَّرَ ذَلِكَ ثَلَاثَ دَفَعَاتٍ (2).

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُصَلِّی اللَّیْلَ وَ یَجُوعُ بِالنَّهَارِ(3).

«43»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا خَیْلٌ بُلْقٌ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ لُجُمُهَا الذَّهَبُ وَ سُرُوجُهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ فَیَسْتَوِی عَلَیْهَا أَهْلُ عِلِّیِّینَ فَیَمُرُّونَ عَلَی مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ رَبَّنَا بِمَ بَلَّغْتَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَیُقَالُ لَهُمْ كَانُوا یَقُومُونَ اللَّیْلَ وَ كُنْتُمْ تَنَامُونَ وَ كَانُوا یَصُومُونَ النَّهَارَ وَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ وَ كَانُوا یَتَصَدَّقُونَ وَ كُنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَ كَانُوا یُجَاهِدُونَ وَ كُنْتُمْ تَجْبُنُونَ (4).

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِالْوَتْرِ وَ أَنَّ عَلِیّاً كَانَ یُشَدِّدُ فِیهِ وَ لَا یُرَخِّصُ فِی تَرْكِهِ (5).

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (6) قَالَ هُوَ الْوَتْرُ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ (7).

ص: 157


1- 1. اعلام الدین مخطوط.
2- 2. اعلام الدین مخطوط.
3- 3. اعلام الدین مخطوط.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 134.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 203.
6- 6. الطور: 48.
7- 7. دعائم الإسلام ج 1 ص 204.

«44»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا أَیْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنَ اللَّیْلِ وَ صَلَّیَا كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِینَ اللَّهَ كَثِیراً وَ الذَّاكِراتِ (1).

«45»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَانِی فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ فَكُنْ فِی الدُّنْیَا وَحِیداً غَرِیباً مَهْمُوماً مَحْزُوناً مُسْتَوْحِشاً مِنَ النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الطَّیْرِ الَّذِی یَطِیرُ فِی الْأَرْضِ الْقِفَارِ وَ یَأْكُلُ مِنْ رُءُوسِ الْأَشْجَارِ وَ یَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْعُیُونِ فَإِذَا كَانَ اللَّیْلُ أَوْكَرَ وَحْدَهُ وَ اسْتَأْنَسَ بِرَبِّهِ وَ اسْتَوْحَشَ مِنَ الطُّیُورِ(2).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُحِبُّ الْمُدَاعِبَ فِی الْجَمَاعَةِ بِلَا رَفَثٍ الْمُتَوَحِّدَ بِالْفِكْرِ الْمُتَخَلِّیَ بِالْعِبَرِ السَّاهِرَ بِالصَّلَاةِ(3).

«46»- كِتَابُ الْغَایَاتِ، عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ سَاعَةٍ یَكُونُ الْعَبْدُ أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ مِنْهُ قَرِیبٌ قَالَ إِذَا قَامَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ الْعُیُونُ هَادِئَةٌ فَیَمْشِی إِلَی وَضُوئِهِ حَتَّی یَتَوَضَّأَ بِأَسْبَغِ وُضُوءٍ ثُمَّ یَجِی ءُ حَتَّی یَقُومَ فِی مَسْجِدِهِ فَیُوَجِّهُ وَجْهَهُ إِلَی اللَّهِ وَ یَصُفُّ قَدَمَیْهِ وَ یَرْفَعُ صَوْتَهُ وَ یُكَبِّرُ وَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَقَرَأَ أَجْزَاءً وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ قَامَ لِیُعِیدَ صَلَاتَهُ نَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ أَیُّهَا الْعَبْدُ الْمُنَادِی رَبَّهُ إِنَّ الْبِرَّ لَیُنْشَرُ عَلَی رَأْسِكَ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ وَ الْمَلَائِكَةَ مُحِیطَةٌ بِكَ مِنْ لَدُنْ قَدَمَیْكَ إِلَی عَنَانِ السَّمَاءِ وَ اللَّهُ یُنَادِی عَبْدِی لَوْ تَعْلَمُ مَنْ تُنَاجِی إِذاً مَا انْفَتَلْتَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الِانْفِتَالُ قَالَ تَقُولُ بِوَجْهِكَ وَ جَسَدِكَ هَكَذَا ثُمَّ وَلَّی وَجْهَهُ فَذَلِكَ الِانْفِتَالُ وَ قَالَ أَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ جِیفَةٌ بِاللَّیْلِ بَطَّالٌ بِالنَّهَارِ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خِیَارُكُمْ أُولُو النُّهَی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أُولُو النُّهَی فَقَالَ الْمُتَهَجِّدُونَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ.

ص: 158


1- 1. مجمع البیان ج 8 ص 358 فی آیة الأحزاب 35.
2- 2. مشكاة الأنوار: 257.
3- 3. مشكاة الأنوار: 147.

«47»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنِّی لَأَمْقُتُ الْعَبْدَ یَكُونُ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ یَنْتَبِهُ مِنَ اللَّیْلِ فَلَا یَقُومُ حَتَّی إِذَا دَنَا الصُّبْحُ قَامَ فَبَادَرَ الصَّلَاةَ(1).

وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (2) قَالَ أَمَرَهُ أَنْ یُصَلِّیَ بِاللَّیْلِ (3).

وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مِنَ اللَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَیْلًا طَوِیلًا(4) قَالَ أَمَرَهُ أَنْ یُصَلِّیَ فِی سَاعَاتٍ مِنَ اللَّیْلِ فَفَعَلَ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَكُونَ الرَّجُلُ طُولَ اللَّیْلِ كَالْجِیفَةِ الْمُلْقَاةِ وَ أَمَرَ بِالْقِیَامِ مِنَ اللَّیْلِ وَ التَّهَجُّدِ بِالصَّلَاةِ(6).

وَ قَالَ: أَفْشُوا السَّلَامَ وَ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَ صَلُّوا بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ (7).

«48»- الْعِلَلُ، وَ الْعُیُونُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَخِیهِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام مَا بَالُ الْمُتَهَجِّدِینَ بِاللَّیْلِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً قَالَ لِأَنَّهُمْ خَلُّوا بِرَبِّهِمْ فَكَسَاهُمُ اللَّهُ مِنْ نُورِهِ (8).

مجالس الشیخ، عن أبی الحسن عن خاله جعفر بن محمد بن قولویه عن حكیم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن سلیمان بن سماعة عن عمه عاصم عن

ص: 159


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 210.
2- 2. الطور: 48.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 210.
4- 4. الدهر: 27.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.
6- 6. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.
7- 7. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.
8- 8. علل الشرائع ج 1 ص 54، عیون الأخبار ج 1 ص 282.

الصادق علیه السلام: مثله (1).

«49»- الْمَجَازَاتُ النَّبَوِیَّةُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ علیه السلام: فِی ذَمِّ أَقْوَامٍ مِنَ الْمُنَافِقِینَ خُشُبٌ بِاللَّیْلِ جُدُرٌ بِالنَّهَارِ فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ.

قال السید و هذه استعارة و المراد أنهم ینامون اللیل كله من غیر قیام لصلاة و لا استیقاظ لمناجاة فهم كالخشب الملقاة و فی التنزیل كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ(2) یرید تعالی أنهم لا خیر فیهم و لا نفع عندهم كالخشب الواهیة التی تدعم لئلا تتهافت و تمسك لئلا تتساقط(3).

«50»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَصْلِ الْإِسْلَامِ وَ فَرْعِهِ وَ ذِرْوَتِهِ وَ سَنَامِهِ قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَصْلُهُ الصَّلَاةُ وَ فَرْعُهُ الزَّكَاةُ وَ ذِرْوَتُهُ وَ سَنَامُهُ الْجِهَادُ فِی

سَبِیلِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَبْوَابِ الْخَیْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَ الصَّدَقَةُ تَحُطُّ الْخَطِیئَةَ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یُنَاجِی رَبَّهُ ثُمَّ تَلَا تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ (4).

مشكاة الأنوار، مرسلا: مثله (5).

«51»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَفَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِنْدَ حَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ فَوَعَظَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ حُجَّ حَجَّةً لِعَظَائِمِ الْأُمُورِ وَ صُمْ یَوْماً لِزَجْرَةِ النُّشُورِ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ فِی سَوَادِ اللَّیْلِ لِوَحْشَةِ الْقُبُورِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(6).

«52»- تَنْبِیهُ الْخَاطِرِ، وَ إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: صَلَاةُ اللَّیْلِ

ص: 160


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 295.
2- 2. المنافقون: 4.
3- 3. المجازات النبویّة: 261.
4- 4. المحاسن ص 289 و الآیة فی سورة السجدة: 16.
5- 5. مشكاة الأنوار: 154.
6- 6. دعائم الإسلام ج 1 ص 270.

سِرَاجٌ لِصَاحِبِهَا فِی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ(1).

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَاةُ اللَّیْلِ مَرْضَاةُ الرَّبِّ وَ حُبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ سُنَّةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نُورُ الْمَعْرِفَةِ وَ أَصْلُ الْإِیمَانِ وَ رَاحَةُ الْأَبْدَانِ وَ كَرَاهِیَةُ الشَّیْطَانِ وَ سِلَاحٌ عَلَی الْأَعْدَاءِ وَ إِجَابَةٌ لِلدُّعَاءِ وَ قَبُولُ الْأَعْمَالِ وَ بَرَكَةٌ فِی الرِّزْقِ وَ شَفِیعٌ بَیْنَ صَاحِبِهَا وَ بَیْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ سِرَاجٌ فِی قَبْرِهِ وَ فِرَاشٌ تَحْتَ جَنْبِهِ وَ جَوَابٌ مَعَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ مُونِسٌ وَ زَائِرٌ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كَانَتِ الصَّلَاةُ ظِلًّا فَوْقَهُ وَ تَاجاً عَلَی رَأْسِهِ وَ لِبَاساً عَلَی بَدَنِهِ وَ نُوراً یَسْعَی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ سِتْراً(2) بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّارِ وَ حُجَّةً لِلْمُؤْمِنِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ثِقْلًا فِی الْمِیزَانِ وَ جَوَازاً عَلَی الصِّرَاطِ وَ مِفْتَاحاً لِلْجَنَّةِ لِأَنَّ الصَّلَاةَ تَكْبِیرٌ وَ تَحْمِیدٌ وَ تَسْبِیحٌ وَ تَمْجِیدٌ وَ تَقْدِیسٌ وَ تَعْظِیمٌ وَ قِرَاءَةٌ وَ دُعَاءٌ وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا(3).

الْبَلَدُ الْأَمِینِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: صَلَاةُ اللَّیْلِ مَرْضَاةُ الرَّبِّ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(4).

«53»- رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ، قَالَ الرِّضَا علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ فَمَا مِنْ عَبْدٍ یَقُومُ آخِرَ اللَّیْلِ فَیُصَلِّی ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَ رَكْعَتَیِ الشَّفْعِ وَ رَكْعَةَ الْوَتْرِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِی قُنُوتِهِ سَبْعِینَ مَرَّةً إِلَّا أُجِیرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَ مُدَّ لَهُ فِی عُمُرِهِ وَ وُسِّعَ عَلَیْهِ فِی مَعِیشَتِهِ.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْبُیُوتَ الَّتِی یُصَلَّی فِیهَا بِاللَّیْلِ یَزْهَرُ نُورُهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا یَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ

ص: 161


1- 1. إرشاد القلوب ص 315.
2- 2. فی البلد الأمین: و یكون حاجزا بینه و بین النار، راجعه.
3- 3. إرشاد القلوب ص 316.
4- 4. البلد الأمین ص 47 فی الهامش.

وَ سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(1) قَالَ هُوَ السَّهَرُ فِی الصَّلَاةِ وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ لَمْ یُصَلِّ صَلَاةَ اللَّیْلِ (2).

«54»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: عَلَیْكَ بِالصَّلَاةِ فِی اللَّیْلِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَی بِهَا عَلِیّاً فَقَالَ فِی وَصِیَّتِهِ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ قَالَهَا ثَلَاثاً وَ صَلَاةُ اللَّیْلِ تَزِیدُ فِی الرِّزْقِ وَ بَهَاءِ الْوَجْهِ وَ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ (3).

ص: 162


1- 1. سورة الفتح: 29.
2- 2. رواه المفید فی المقنعة ص 19 و قال: یرید علیه السلام أنّه لیس من شیعتهم المخلصین، و لیس من شیعتهم أیضا من لم یعتقد فضل صلاة اللیل.
3- 3. فقه الرضا: 12 باب صلاة اللیل.

باب 7 دعوة المنادی فی السحر و استجابة الدعاء فیه و أفضل ساعات اللیل

«1»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی الْحَدِیثِ الَّذِی یَرْوِیهِ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَنْزِلُ كُلَّ لَیْلَةٍ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَقَالَ علیه السلام لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَرِّفِینَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ اللَّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَلِكَ إِنَّمَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُنْزِلُ مَلَكاً إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا كُلَّ لَیْلَةٍ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ وَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَیَأْمُرُهُ فَیُنَادِی هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِیَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَیْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ یَا طَالِبَ الْخَیْرِ أَقْبِلْ یَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ فَلَا یَزَالُ یُنَادِی بِهَذَا حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ إِلَی مَحَلِّهِ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ حَدَّثَنِی بِذَلِكَ أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: قوله علیه السلام إنما قال ظاهره التغییر اللفظی و یحتمل أن یكون المراد التحریف المعنوی أی لیس الغرض النزول الحقیقی بل المعنی تنزله تعالی عن عرش العظمة و الجلال و الاستغناء المطلق إلی اللطف بالعباد و إرسال الملائكة إلیهم و دعوتهم إلی بابه أو أنه لما كان النزول و النداء بأمره فكأنه فعله كما یقال قتل الأمیر

ص: 163


1- 1. أمالی الصدوق: 246، و رواه فی التوحید ص 176، عیون الأخبار ج 1 ص 126، و تراه فی الاحتجاج: 223.

فلانا إذا قتل بأمره. قوله أقصر علی بناء الإفعال قال الجوهری أقصرت عنه كففت و نزعت مع القدرة علیه فإن عجزت عنه قلت قصرت بلا ألف انتهی و ملكوت السماوات ملكه قال فی النهایة قد تكرر فی الحدیث ذكر الملكوت و هو اسم مبنی من الملك كالجبروت و الرهبوت من الجبر و الرهبة و فی القاموس الملكوت كالرهبوت العز و السلطان و المملكة.

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّی (1) قَالَ أَخَّرَهُمْ إِلَی السَّحَرِ(2).

«3»- الْخِصَالُ، فِی خَبَرِ أَبِی ذَرٍّ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ اللَّیْلِ أَفْضَلُ قَالَ جَوْفُ اللَّیْلِ الْغَابِرِ(3).

بیان: لعل الغابر اسم هنا بمعنی الماضی أی اللیل الذی مضی أكثره و یحتمل الباقی أیضا أی الباقی كثیر منه.

«4»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُنْزِلُ فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ مَلَكاً یُنَادِی هَلْ مِنْ تَائِبٍ یُتَابُ عَلَیْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَیُغْفَرَ لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَیُعْطَی سُؤْلَهُ- اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفاً وَ كُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفاً فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ الرَّبُّ إِلَی عَرْشِهِ فَقَسَّمَ الْأَرْزَاقَ بَیْنَ الْعِبَادِ ثُمَّ قَالَ لِلْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ یَا فُضَیْلُ نَصِیبَكَ مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (4).

ص: 164


1- 1. یوسف: 98.
2- 2. المحاسن لم نجده و تراه فی تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 196.
3- 3. قد مر فی الباب 6( 85) تحت الرقم: 17.
4- 4. تفسیر القمّیّ: 541، و الآیة فی السبأ: 39.

بیان: قوله علیه السلام ملكا و فی بعض النسخ و أمامه ملكان و هو محمول علی التقیة كما مر أو علی المجاز كما سبق قوله نصیبك منصوب علی الإغراء أی خذ نصیبك.

«5»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَدَةَ النَّیْشَابُورِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهم السلام: إِنَّ النَّاسَ یَرْوُونَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ فِی اللَّیْلِ سَاعَةً لَا یَدْعُو فِیهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَتَی هِیَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَا بَیْنَ نِصْفِ اللَّیْلِ إِلَی الثُّلُثِ الْبَاقِی مِنْهُ قُلْتُ لَهُ أَ هِیَ لَیْلَةٌ مِنَ اللَّیَالِی مَعْلُومَةٌ أَوْ كُلُّ لَیْلَةٍ قَالَ بَلْ كُلُّ لَیْلَةٍ(1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی وقت الظهرین.

«6»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ كُلَّ دَعَّاءٍ فَعَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِی السَّحَرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفَتَّحُ فِیهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تَهُبُّ الرِّیَاحُ وَ تُقَسَّمُ فِیهَا الْأَرْزَاقُ وَ تُقْضَی فِیهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ (2).

«7»- قِصَصُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِأَسَانِیدِهِ الْكَثِیرَةِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ شَرِیفِ بْنِ سَابِقٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ السَّمَنْدِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: یَا فَضْلُ إِنَّ أَفْضَلَ مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ بِالْأَسْحَارِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (3).

ص: 165


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 148.
2- 2. ثواب الأعمال: 146.
3- 3. قصص الراوندیّ مخطوط، و تری مثله فی الكافی ج 2 ص 477، و الآیة فی سورة الذاریات: 18.

«8»- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، عَنْ نَوْفَلٍ الْبِكَالِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَاتَ لَیْلَةٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِهِ فَنَظَرَ إِلَی النُّجُومِ فَقَالَ یَا نَوْفُ إِنَّ دَاوُدَ علیه السلام قَامَ فِی مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّیْلِ فَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ لَا یَدْعُو فِیهَا عَبْدٌ رَبَّهُ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ عَشَّاراً أَوْ عَرِیفاً أَوْ شُرْطِیّاً أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ هِیَ الطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هِیَ الطَّبْلُ وَ قَدْ قِیلَ أَیْضاً الْعَرْطَبَةُ الطَّبْلُ وَ الْكُوبَةُ الطُّنْبُورُ(1).

بیان: قال فی النهایة العریف المقیم بأمور القبیلة و الجماعة من الناس یلی أمورهم و یتعرف الأمیر منه أحوالهم فعیل بمعنی فاعل و فی القاموس العریف كأمیر من یعرف أصحابه و العریف رئیس القوم سمی بذلك لأنه عرف بذلك أو النقیب و هو دون الرئیس انتهی.

و المراد هنا الرئیس بالباطل و الظلم و المنصوب من قبل الظلمة و فی القاموس الشرطی واحد الشرط كصرد و هم أول كتیبة تشهد الحرب و تتهیأ للموت و طائفة من أعوان الولاة معروفة و هو شرطی كتركی و جهنی سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات یعرفون بها.

و قال العرطبة العود أو الطنبور أو الطبل أو طبل الحبشة و یضم و قال الكوبة بالضم النرد و الشطرنج و الطبل الصغیر المخصر و الفهر و البربط و فی النهایة فی الحدیث أنه یغفر لكل مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة العرطبة بالفتح و الضم العود و الكوبة هی النرد و قیل الطبل و قیل البربط انتهی و فی أكثر نسخ النهج العرطبة بالضم و تشدید الباء و فی اللغة بالتخفیف.

«9»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیُنَادِی كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ یَدْعُونِی لِدِینِهِ أَوْ دُنْیَاهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُجِیبَهُ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ یَتُوبُ إِلَیَّ مِنْ ذُنُوبِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتُوبَ عَلَیْهِ

ص: 166


1- 1. نهج البلاغة قسم الحكم تحت الرقم 104، و تری مثله فی الخصال ج 1 ص 164 بتفاوت.

أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ قَدْ قَتَّرْتُ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَأَزِیدَهُ وَ أُوَسِّعَ عَلَیْهِ أَ لَا عَبْدٌ سَقِیمٌ یَسْأَلُنِی أَنْ أَشْفِیَهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُعَافِیَهُ أَ لَا عَبْدُ مُؤْمِنٌ مَحْبُوسٌ مَغْمُومٌ یَسْأَلُنِی أَنْ أُطْلِقَهُ مِنْ سِجْنِهِ فَأُخَلِّیَ سَرْبَهُ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مَظْلُومٌ یَسْأَلُنِی أَنْ آخُذَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَنْتَصِرَ لَهُ وَ آخُذَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ قَالَ علیه السلام فَلَا یَزَالُ یُنَادِی بِهَذَا حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ(1).

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فَلْیَطْلُبْهَا فِی الْعِشَاءِ فَإِنَّهَا لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ یَعْنِی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ(2).

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی اللَّیْلَةِ سَاعَةً مَا یُوَافِقُ فِیهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ یُصَلِّی وَ یَدْعُو اللَّهَ فِیهَا إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ أَیُّ سَاعَاتِ اللَّیْلِ قَالَ إِذَا مَضَی نِصْفُ اللَّیْلِ وَ بَقِیَ السُّدُسُ الْأَوَّلُ مِنْ أَوَّلِ النِّصْفِ الثَّانِی (3).

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّیْلِ یَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِیبَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِیَهُ سُؤْلَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَیْهِ (4).

بیان: فی القاموس السرب بالفتح الطریق و بالكسر الطریق و البال و القلب.

«10»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ حِینَ یَمْضِی ثُلُثُ اللَّیْلِ یَا بَاغِیَ الْخَیْرِ أَقْبِلْ یَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ هَلْ مِنْ تَائِبٍ یُتَابُ عَلَیْهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ یُغْفَرُ لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَیُعْطَی حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ(5).

«11»- الْمَكَارِمُ،: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ یَا عَلِیُّ صَلِّ مِنَ اللَّیْلِ وَ لَوْ قَدْرَ حَلْبِ شَاةٍ وَ بِالْأَسْحَارِ فَادْعُ فَإِنَّ عِنْدَ ذَلِكَ لَا تُرَدُّ دَعْوَةٌ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(6).

«12»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا

ص: 167


1- 1. عدّة الداعی: 29.
2- 2. عدّة الداعی: 29.
3- 3. عدّة الداعی: 29.
4- 4. عدّة الداعی: 29.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 210.
6- 6. مكارم الأخلاق: 340 و الآیة فی آل عمران: 17.

عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَنْزِلُ فِی الثُّلُثِ الْبَاقِی مِنَ اللَّیْلِ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَیُنَادِی هَلْ مِنْ تَائِبٍ یَتُوبُ فَأَتُوبَ عَلَیْهِ وَ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ یَسْتَغْفِرُ فَأَغْفِرَ لَهُ وَ هَلْ مِنْ دَاعٍ یَدْعُونِی فَأَفُكَّ عَنْهُ وَ هَلْ مِنْ مَقْتُورٍ یَدْعُونِی فَأَبْسُطَ لَهُ وَ هَلْ مِنْ مَظْلُومٍ یَنْصُرُنِی فَأَنْصُرَهُ.

ص: 168

باب 8 أصناف الناس فی القیام عن فرشهم و ثواب إحیاء اللیل كله أو بعضه و تنبیه الملك للصلاة

«1»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَقُومُ النَّاسُ عَنْ فُرُشِهِمْ عَلَی ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ فَصِنْفٌ لَهُ وَ لَا عَلَیْهِ وَ صِنْفٌ عَلَیْهِ وَ لَا لَهُ وَ صِنْفٌ لَا عَلَیْهِ وَ لَا لَهُ فَأَمَّا الصِّنْفُ الَّذِی لَهُ وَ لَا عَلَیْهِ فَهُوَ الَّذِی یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ وَ یَتَوَضَّأُ وَ یُصَلِّی وَ یَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الصِّنْفُ الَّذِی عَلَیْهِ وَ لَا لَهُ فَهُوَ الَّذِی لَمْ یَزَلْ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ حَتَّی نَامَ فَذَاكَ الَّذِی عَلَیْهِ لَا لَهُ وَ الصِّنْفُ الَّذِی لَا لَهُ وَ لَا عَلَیْهِ فَهُوَ الَّذِی لَا یَزَالُ نَائِماً حَتَّی یُصْبِحَ فَذَلِكَ لَا لَهُ وَ لَا عَلَیْهِ (1).

مجالس ابن الشیخ، عن أبیه عن الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری عن الصدوق: مثله (2).

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ هُوَ یَتَیَقَّظُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ فِی اللَّیْلِ أَوْ مِرَاراً فَإِنْ قَامَ وَ إِلَّا فَحَّجَ الشَّیْطَانُ فَبَالَ فِی أُذُنِهِ أَ لَا یَرَی أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ مِنْهُ ذَاكَ قَامَ ثَقِیلًا أَوْ كَسْلَانَ (3).

بیان: قال فی النهایة فیه بال قائما فحج رجلیه أی فرقهما و باعد ما بینهما

ص: 169


1- 1. أمالی الصدوق ص 234.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 46.
3- 3. المحاسن: 86.

و الفحج تباعد ما بین الفخذین و قال فیه من نام حتی أصبح فقد بال الشیطان فی أذنه قیل معناه سخر منه و ظهر علیه حتی نام عن طاعة اللّٰه قال الشاعر بال سهیل فی الفضیخ ففسد أی لما كان الفضیخ یفسد بطلوع سهیل كان ظهوره مفسدا له وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فَإِذَا نَامَ شَغَرَ الشَّیْطَانُ بِرِجْلِهِ فَبَالَ فِی أُذُنِهِ. و حدیث ابن مسعود: كفی بالرجل شرا أن یبول الشیطان فی أذنه. و كل هذا علی سبیل المجاز و التمثیل انتهی.

و قیل تمثیل لتثاقل نومه و عدم تنبهه بصوت المؤذن بحال من بیل فی أذنه و فسد حسه و قال القاضی عیاض لا یبعد كونه علی ظاهره و خص الأذن لأنه حاسة الانتباه انتهی.

و قال الشیخ البهائی الفحج بالحاء المهملة و الجیم نوع من المشی ردی و هو أن یتقارب صدر القدمین و یتباعد العقبان و هو كنایة عن سوء الجیئة و رداءتها كما أن البول فی الأذن كنایة عن تلاعب الشیطان انتهی و ما ذكرناه أولا أنسب.

«3»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ خَضِرٍ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّیْلِ شَیْطَاناً یُقَالُ لَهُ الزُّهَاءُ فَإِذَا اسْتَیْقَظَ الْعَبْدُ وَ أَرَادَ الْقِیَامَ إِلَی الصَّلَاةِ قَالَ لَهُ لَیْسَتْ سَاعَتُكَ ثُمَّ یَسْتَیْقِظُ مَرَّةً أُخْرَی فَیَقُولُ لَمْ یَأْنِ لَكَ فَمَا یَزَالُ كَذَلِكَ یُزِیلُهُ وَ یَحْبِسُهُ حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ بَالَ فِی أُذُنِهِ ثُمَّ انْصَاعَ یَمْصَعُ بِذَنَبِهِ فَخْراً وَ یَصِیحُ (1).

روضة الواعظین، عن الباقر و الصادق علیهما السلام: مثل الخبرین بیان قال الفیروزآبادی انصاع انفتل راجعا مسرعا و قال مصعت الدابة بذنبها حركته و ضربت به.

«4»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ (2)، وَ الْمَجَالِسُ لِلصَّدُوقِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّیْثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَ

ص: 170


1- 1. المحاسن: 86.
2- 2. ثواب الأعمال: 39- 40.

رَجُلًا سَأَلَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ قِیَامِ اللَّیْلِ لِلْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ أَبْشِرْ مَنْ صَلَّی مِنَ اللَّیْلِ عُشْرَ لَیْلَةٍ لِلَّهِ مُخْلِصاً ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ اكْتُبُوا لِعَبْدِی هَذَا مِنَ الْحَسَنَاتِ عَدَدَ مَا أَنْبَتَ فِی اللَّیْلِ مِنْ حَبَّةٍ وَ وَرَقَةٍ وَ شَجَرَةٍ وَ عَدَدَ كُلِّ قَصَبَةٍ وَ خُوطٍ وَ مَرْعًی وَ مَنْ صَلَّی تُسْعَ لَیْلَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ وَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ صَلَّی ثُمُنَ لَیْلَةٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ یَوْمَ یُبْعَثُ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ حَتَّی یَمُرَّ عَلَی الصِّرَاطِ مَعَ الْآمِنِینَ وَ مَنْ صَلَّی سُدُسَ لَیْلَةٍ كُتِبَ مِنَ الْأَوَّابِینَ وَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَنْ صَلَّی خُمُسَ لَیْلَةٍ زَاحَمَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَ الرَّحْمَنِ فِی قُبَّتِهِ وَ مَنْ صَلَّی رُبُعَ لَیْلَةٍ كَانَ فِی أَوَّلِ الْفَائِزِینَ حَتَّی یَمُرَّ عَلَی الصِّرَاطِ كَالرِّیحِ الْعَاصِفِ وَ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ مَنْ صَلَّی ثُلُثَ لَیْلَةٍ لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ إِلَّا غَبَطَهُ بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قِیلَ ادْخُلْ مِنْ أَیِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِیَةِ شِئْتَ وَ مَنْ صَلَّی نِصْفَ لَیْلَةٍ فَلَوْ أُعْطِیَ مِلْ ءَ الْأَرْضِ ذَهَباً سَبْعِینَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ یَعْدِلْ جَزَاءَهُ وَ كَانَ لَهُ ذَلِكَ أَفْضَلَ مِنْ سَبْعِینَ رَقَبَةً یُعْتِقُهَا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ وَ مَنْ صَلَّی ثُلُثَیْ لَیْلَةٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ قَدْرُ رَمْلِ

عَالِجٍ أَدْنَاهَا حَسَنَةً أَثْقَلُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ مَنْ صَلَّی لَیْلَةً تَامَّةً تَالِیاً لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ ذَاكِراً أُعْطِیَ مِنَ الثَّوَابِ مَا أَدْنَاهُ یُخْرِجُ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَ یُكْتَبُ لَهُ عَدَدَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ مِثْلَهَا دَرَجَاتٌ وَ یَثْبُتُ النُّورُ فِی قَبْرِهِ وَ یُنْزَعُ الْإِثْمُ وَ الْحَسَدُ مِنْ قَلْبِهِ وَ یُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ یُعْطَی بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ یُبْعَثُ مِنَ الْآمِنِینَ وَ یَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمَلَائِكَتِهِ مَلَائِكَتِی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی أَحْیَا لَیْلَةً ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِی أَسْكِنُوهُ الْفِرْدَوْسَ وَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ جَمِیعُ مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ مَا لَا یَخْطُرُ عَلَی بَالٍ سِوَی مَا أَعْدَدْتُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ الْمَزِیدِ وَ الْقُرْبَةِ(1).

إیضاح: قال فی القاموس الخوط بالضم الغصن الناعم لسنة أو كل قضیب و فی

ص: 171


1- 1. أمالی الصدوق: 175 و الحدیث ضعیف جدا.

الفقیه (1)

و خوص و هو بالضم ورق النخل و قوله علیه السلام صابر أی فی الجهاد حتی یقتل أو الأعم و فی النهایة الأوابین جمع أواب و هو كثیر الرجوع إلی اللّٰه تعالی بالتوبة و قیل هو المطیع و قیل المسبح انتهی و العاصف الشدید و قال الجوهری الغبطة أن تتمنی مثل حال المغبوط من غیر أن ترید زوالها عنه و لیس بحسد و قال العالج موضع بالبادیة لها رمل انتهی.

و اعلم أنه یمكن أن یكون كل مرتبة لاحقة منضمة مع السابقة و یحتمل العدم و اللّٰه العالم.

«5»- أَعْلَامُ الدِّینِ لِلدَّیْلَمِیِّ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی فَإِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ نَامَ عَنِّی یَا ابْنَ عِمْرَانَ لَوْ رَأَیْتَ الَّذِینَ یُصَلُّونَ لِی فِی الدَّیَاجِی وَ قَدْ مَثَّلْتُ نَفْسِی بَیْنَ أَعْیُنِهِمْ یُخَاطِبُونِّی وَ قَدْ جُلِّیتُ عَنِ الْمُشَاهَدَةِ وَ یُكَلِّمُونِّی وَ قَدْ عُزِّزْتُ عَنِ الْحُضُورِ یَا ابْنَ عِمْرَانَ هَبْ لِی مِنْ عَیْنَیْكَ الدُّمُوعَ وَ مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ وَ مِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ ثُمَّ ادْعُنِی فِی ظُلَمِ اللَّیْلِ تَجِدْنِی قَرِیباً مُجِیباً.

وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام: فِی بَعْضِ مَوَاعِظِهِ السَّهَرُ أَلَذُّ لِلْمَنَامِ وَ الْجُوعُ یَزِیدُ فِی طِیبِ الطَّعَامِ یُرِیدُ بِهِ الْحَثَّ عَلَی قِیَامِ اللَّیْلِ وَ صِیَامِ النَّهَارِ.

ص: 172


1- 1. الفقیه ج 1 ص 300- 301.

باب 9 آداب النوم و الانتباه زائدا علی ما تقدم

«1»- الدَّعَائِمُ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَرَادَ شَیْئاً مِنْ قِیَامِ اللَّیْلِ فَأَخَذَ مَضْجَعَهُ فَلْیَقُلْ اللَّهُمَّ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْغَافِلِینَ أَقُومُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ سَاعَةَ كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُوَكِّلُ بِهِ مَلَكاً یُقِیمُهُ تِلْكَ السَّاعَةَ وَ مَنْ أَرَادَ شَیْئاً مِنْ قِیَامِ اللَّیْلِ فَغَلَبَتْهُ عَیْنَاهُ حَتَّی یُصْبِحَ كَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ یُتَمِّمُ اللَّهُ قِیَامَ لَیْلَتِهِ (1).

«2»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ،: یَقُولُ مَنْ أَرَادَ الِانْتِبَاهَ- اللَّهُمَّ ابْعَثْنِی مِنْ مَضْجَعِی لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ وَ صَلَوَاتِكَ وَ اسْتِغْفَارِكَ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِكَ وَ حُسْنِ عِبَادَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

«3»- الْكَافِی، وَ التَّهْذِیبُ، فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قُمْتَ فِی اللَّیْلِ مِنْ مَنَامِكَ فَقُلْ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَدَّ عَلَیَّ رُوحِی لِأَحْمَدَهُ وَ أَعْبُدَهُ (2).

«4»- الْفَقِیهُ،: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ قَالَ- بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَحْیَا وَ بِاسْمِكَ أَمُوتُ فَإِذَا اسْتَیْقَظَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحْیَانِی بَعْدَ مَا أَمَاتَنِی وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ(3).

«5»- الْكَافِی، فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (4).

بیان: باسمك اللّٰهم أحیا قال الوالد قدس سره أی أنت تحیی و تمیتنی أو متلبسا أو متبركا باسمك أحیا و أموت أو حیاتی باسمك المحیی و مماتی باسمك الممیت و المناسبة باعتبار أن النوم أخ الموت.

ص: 173


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 213.
2- 2. الكافی ج 3 ص 445، التهذیب ج 1 ص 167 ط حجر، ج 2 ص 123 ط نجف.
3- 3. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 304.
4- 4. الكافی ج 2 ص 539.

أقول: قد مضت أدعیة النوم و الانتباه و آدابهما فی كتاب الآداب و السنن (1)

و نذكر هنا شیئا منها تبعا للأصحاب فمنها تسبیح فاطمة صلوات اللّٰه علیها كما وردت به الأخبار الكثیرة

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ (2) قَالَ: مَنْ بَاتَ عَلَی تَسْبِیحِ فَاطِمَةَ كَانَ مِنَ الذَّاكِرِینَ اللَّهَ كَثِیراً وَ الذَّاكِراتِ.

وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ فِی الصَّحِیحِ (3)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا تَوَسَّدَ الرَّجُلُ یَمِینَهُ فَلْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْلَمْتُ نَفْسِی إِلَیْكَ وَ وَجَّهْتُ وَجْهِی إِلَیْكَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَیْكَ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَیْكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ رَهْبَةً مِنْكَ وَ رَغْبَةً إِلَیْكَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَنْجَی مِنْكَ إِلَّا

إِلَیْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِی أَنْزَلْتَ وَ بِرَسُولِكَ الَّذِی أَرْسَلْتَ ثُمَّ یُسَبِّحُ تَسْبِیحَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ مَنْ أَصَابَهُ فَزَعٌ عِنْدَ مَنَامِهِ فَلْیَقْرَأْ إِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ.

وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ فِی الصَّحِیحِ (4)

عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: لَا یَدَعِ الرَّجُلُ أَنْ یَقُولَ عِنْدَ مَنَامِهِ- أُعِیذُ نَفْسِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ أَهْلَ بَیْتِی وَ مَالِی بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ هَامَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ فَبِذَلِكَ عَوَّذَ بِهِ جَبْرَئِیلُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام.

وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ فِی الصَّحِیحِ (5)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ مَنَامِكَ فَإِنَّهُمَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ نِسْبَةُ الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ فِی الصَّحِیحِ (6)

أَیْضاً عَنْهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ حِینَ یَأْخُذُ مَضْجَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا قَبْلَ ذَلِكَ خَمْسِینَ عَاماً.

ص: 174


1- 1. راجع ج 76 ص 186- 221.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 358، و الآیة فی سورة الأحزاب: 35.
3- 3. الفقیه ج 1 ص 297.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 168.
5- 5. الفقیه ج 1 ص 297.
6- 6. التوحید ص 94 و 95 ط مكتبة الصدوق الكافی ج 2 ص 620.

وَ فِی الْمُوَثَّقِ (1) عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً حِینَ مَا یَأْوِی إِلَی فِرَاشِهِ غُفِرَ لَهُ وَ شُفِّعَ فِی جِیرَانِهِ فَإِنْ قَرَأَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَ ذَنْبُهُ فِیمَا یَسْتَقْبِلُ خَمْسِینَ سَنَةً.

وَ فِی الْحَسَنِ (2)

كَالصَّحِیحِ عَنْهُمْ علیهم السلام: إِذَا أَرَدْتَ النَّوْمَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ بِنَفْسِی فَارْحَمْهَا وَ إِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا.

وَ فِی الصَّحِیحِ (3)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ حِینَ یَأْوِی إِلَی فِرَاشِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ حِینَ یَنَامُ بَاتَ وَ قَدْ تَحَاتَّتِ الذُّنُوبُ كُلُّهَا عَنْهُ كَمَا یَتَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ وَ یُصْبِحُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ ذَنْبٌ.

وَ فِی الصَّحِیحِ (4)

أَیْضاً عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ حِینَ یَأْخُذُ مَضْجَعَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلَا فَقَهَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَطَنَ فَخَبَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَلَكَ فَقَدَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَ فِی الْأَخْبَارِ الْمُعْتَبَرَةِ مَنْ بَاتَ عَلَی طُهْرٍ فَكَأَنَّمَا أَحْیَا لَیْلَةً.

«6»- الْمُتَهَجِّدُ(5)، وَ غَیْرُهَا: إِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ فَلْیَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِجَمَالِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِسُلْطَانِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِجَبَرُوتِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِمَلَكُوتِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِدَفْعِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِجَمْعِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعُوذُ بِأَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ السَّامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ أَنْتَ آخِذٌ

ص: 175


1- 1. ثواب الأعمال: 116.
2- 2. الكافی ج 2 ص 539.
3- 3. رواه الصدوق فی الخصال ج 2 ص 146 و ثواب الأعمال: 5 و فی الأمالی: 119.
4- 4. الفقیه ج 1 ص 297.
5- 5. مصباح المتهجد: 85.

بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَإِذَا أَرَادَ النَّوْمَ فَلْیَتَوَسَّدْ یَمِینَهُ وَ لْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْلَمْتُ نَفْسِی إِلَیْكَ إِلَی قَوْلِهِ آمَنْتُ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ وَ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلْتَهُ ثُمَّ یُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ یَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثَلَاثاً ثَلَاثاً وَ آیَةَ السُّخْرَةِ وَ شَهِدَ اللَّهُ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ لْیَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ لْیَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِی یُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَ ذَرَأَ وَ بَرَأَ وَ أَنْشَأَ وَ صَوَّرَ وَ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ وَ شِرْكِهِ وَ نَزْغِهِ وَ مِنْ شَرِّ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ اللَّامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فِیهَا وَ مِنْ شَرِّ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ بِاللَّهِ الرَّحْمَنِ اسْتَعَنْتُ وَ عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ حَسْبِی وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ أَلْهَیكُمُ التَّكَاثُرُ عِنْدَ النَّوْمِ وُقِیَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ الْإِنْسَانُ عِنْدَ النَّوْمِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ مَنْ یَتَفَرَّغُ بِاللَّیْلِ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ إِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ- الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ مَنْ خَافَ اللُّصُوصَ فَلْیَقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِهِ- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی إِلَی آخِرِهَا وَ مَنْ خَافَ الْأَرَقَ فَلْیَقُلْ عِنْدَ مَنَامِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الشَّأْنِ دَائِمِ السُّلْطَانِ عَظِیمِ

ص: 176

الْبُرْهَانِ- كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ ثُمَّ یَقُولُ یَا مُشْبِعَ الْبُطُونِ الْجَائِعَةِ وَ یَا كَاسِیَ الْجُنُوبِ الْعَارِیَةِ وَ یَا مُسَكِّنَ الْعُرُوقِ الضَّارِبَةِ وَ یَا مُنَوِّمَ الْعُیُونِ السَّاهِرَةِ سَكِّنْ عُرُوقِیَ الضَّارِبَةَ وَ أْذَنْ لِعَیْنِی نَوْماً عَاجِلًا وَ مَنْ خَافَ الِاحْتِلَامَ فَلْیَقُلْ عِنْدَ مَنَامِهِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الِاحْتِلَامِ وَ أَنْ یَلْعَبَ بِیَ الشَّیْطَانُ فِی الْیَقَظَةِ وَ الْمَنَامِ وَ یَقُولُ لِطَلَبِ الرِّزْقِ عِنْدَ الْمَنَامِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَا شَیْ ءَ قَبْلَكَ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدَكَ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقَكَ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَا شَیْ ءَ دُونَكَ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدَكَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبَّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ رَبَّ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْحَكِیمِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ مَنْ أَرَادَ رُؤْیَا مَیِّتٍ فِی مَنَامِهِ فَلْیَقُلْ- اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَیُّ الَّذِی لَا یُوصَفُ وَ الْإِیمَانُ یُعْرَفُ مِنْهُ مِنْكَ بَدَتِ الْأَشْیَاءُ وَ إِلَیْكَ تَعُودُ فَمَا أَقْبَلَ مِنْهَا كُنْتَ مَلْجَأَهُ وَ مَنْجَاهُ وَ مَا أَدْبَرَ مِنْهَا لَمْ یَكُنْ لَهُ مَلْجَأٌ وَ لَا مَنْجَی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ وَ بِحَقِّ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله سَیِّدِ النَّبِیِّینَ وَ بِحَقِّ عَلِیٍّ خَیْرِ الْوَصِیِّینَ وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ اللَّذَیْنِ جَعَلْتَهُمَا سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ السَّلَامُ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُرِیَنِی مَیِّتِی فِی الْحَالِ الَّتِی هُوَ فِیهَا.

وَ مَنْ أَرَادَ الِانْتِبَاهَ لِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ خَافَ النَّوْمَ فَلْیَقُلْ عِنْدَ مَنَامِهِ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ یُوحی إِلَیَ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْغَافِلِینَ وَ أَنْبِهْنِی لِأَحَبِّ السَّاعَاتِ إِلَیْكَ أَدْعُوكَ فِیهَا فَتَسْتَجِیبُ لِی وَ أَسْأَلُكَ فَتُعْطِینِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ فَتَغْفِرُ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

وَ فِی رِوَایَةِ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: اللَّهُمَّ لَا تُؤْمِنِّی مَكْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِی ذِكْرَكَ وَ لَا تُوَلِّ عَنِّی وَجْهَكَ وَ لَا تَهْتِكْ عَنِّی سِتْرَكَ وَ لَا

ص: 177

تَأْخُذْنِی عَلَی تَمَدُّدِی وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْغَافِلِینَ وَ أَیْقِظْنِی مِنْ رَقْدَتِی وَ سَهِّلْ لِیَ الْقِیَامَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فِی أَحَبِّ الْأَوْقَاتِ وَ ارْزُقْنِی فِیهَا الصَّلَاةَ وَ الذِّكْرَ وَ الشُّكْرَ وَ الدُّعَاءَ حَتَّی أَسْأَلَكَ فَتُعْطِیَنِی وَ أَدْعُوَكَ فَتَسْتَجِیبَ لِی وَ أَسْتَغْفِرَكَ فَتَغْفِرَ لِی إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ فَإِذَا انْقَلَبَ عَلَی فِرَاشِهِ وَ انْتَبَهَ فَلْیَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ النَّبِیِّینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ- وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ إِذَا رَأَی رُؤْیَا مَكْرُوهَةً فَلْیَتَحَوَّلْ عَنْ شِقِّهِ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ وَ لْیَقُلْ إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِیُّونَ وَ عِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَیْتُ وَ مِنْ شَرِّ رُؤْیَایَ أَنْ تَضُرَّنِی فِی دِینِی أَوْ دُنْیَایَ وَ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ (1).

«7»- الجنة، [جنة الأمان] رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ مَا فَعَلْتَ الْبَارِحَةَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ صَلَّیْتُ أَلْفَ رَكْعَةٍ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام سَمِعْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ مَنْ قَالَ عِنْدَ نَوْمِهِ ثَلَاثاً یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ بِقُدْرَتِهِ وَ یَحْكُمُ مَا یُرِیدُ بِعِزَّتِهِ فَقَدْ صَلَّی أَلْفَ رَكْعَةٍ قَالَ صَدَقْتَ (2)

قَالَ وَ لْیَقُلْ عِنْدَ النَّوْمِ یَا مَنْ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَمْسِكْ عَنَّا السُّوءَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(3).

«8»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ آیَةَ السُّخْرَةِ عِنْدَ نَوْمِهِ حَرَسَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ الشَّیَاطِینُ (4).

ص: 178


1- 1. مصباح المتهجد: 88.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 46 و 47 متنا و هامشا و تراه فی البلد الأمین ص 34.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 46 و 47 متنا و هامشا و تراه فی البلد الأمین ص 34.
4- 4. البلد الأمین: 33 و 34 متنا و هامشا.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً حِینَ یَنَامُ خَلَقَ اللَّهُ لَهُ نُوراً سَعَتُهُ سَعَةُ الْهَوَاءِ عَرْضاً وَ طُولًا مُمْتَدّاً مِنْ قَرَارِ الْهَوَاءِ إِلَی حُجُبِ النُّورِ فَوْقَ الْعَرْشِ فِی كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهُ أَلْفُ مَلَكٍ وَ لِكُلِّ مَلَكٍ أَلْفُ لِسَانٍ لِكُلِّ لِسَانٍ أَلْفُ لُغَةٍ یَسْتَغْفِرُونَ لِقَارِئِهَا إِلَی زَوَالِ اللَّیْلِ ثُمَّ یَضَعُ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ النُّورَ فِی جَسَدِ قَارِئِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(1).

وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ قَرَأَهَا حِینَ یَنَامُ وَ یَسْتَیْقِظُ مَلَأَ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ ثَوَابُهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ قَرَأَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ فِی لَیْلَةٍ رَأَی الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ یُصْبِحَ (2).

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ التَّوْحِیدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ كُلَّ لَیْلَةٍ عَشْراً كَانَ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَ إِنْ مَاتَ فِی یَوْمِهِ أَوْ لَیْلَتِهِ مَاتَ شَهِیداً(3).

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ التَّوْحِیدَ حِینَ یَأْخُذُ مَضْجَعَهُ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَلْفَ مَلَكٍ یَحْرُسُونَهُ لَیْلَتَهُ وَ هِیَ كَفَّارَةُ خَمْسِینَ سَنَةً(4).

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ حِینَ یَأْوِی إِلَی فِرَاشِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَی ذُنُوبَهُ وَ إِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ رَمْلِ عَالِجٍ أَوْ مِثْلَ أَیَّامِ الدُّنْیَا(5).

وَ رُوِیَ: مَنْ قَرَأَ آیَةَ شَهِدَ اللَّهُ عِنْدَ مَنَامِهِ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(6).

«9»- العدة، [عدة الداعی] عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ فَلْیَضَعْ یَدَهُ الْیُمْنَی تَحْتَ خَدِّهِ الْأَیْمَنِ وَ لْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِی لِلَّهِ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلَایَةِ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ مَنَامِهِ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ اللِّصِّ الْمُغِیرِ وَ الْهَدْمِ وَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ(7).

«10»- الْكَافِی، فِی الْقَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ عِنْدَ مَنَامِهِ آیَةَ

ص: 179


1- 1. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
2- 2. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
3- 3. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
4- 4. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
5- 5. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
6- 6. البلد الأمین ص 33 و 34 متنا و هامشا.
7- 7. تراه فی الخصال ج 2 ص 166.

الْكُرْسِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ الْآیَةَ الَّتِی فِی آلِ عِمْرَانَ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ آیَةَ السُّخْرَةِ وَ آیَةَ السَّجْدَةِ وُكِّلَ بِهِ شَیْطَانَانِ یَحْفَظَانِهِ مِنْ مَرَدَةِ الشَّیَاطِینِ شَاءُوا أَوْ أَبَوْا وَ مَعَهُمَا مِنَ اللَّهِ ثَلَاثُونَ مَلَكاً یَحْمَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ یُهَلِّلُونَهُ وَ یُكَبِّرُونَهُ وَ یَسْتَغْفِرُونَهُ إِلَی أَنْ یَنْتَبِهَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنْ نَوْمِهِ وَ ثَوَابُ ذَلِكَ كُلُّهُ لَهُ (1).

بیان: لعل المراد بآیة السجدة آخر حم السجدة سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ و قیل الآیة التی بعد آیة السجدة فی الم تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ لأنها أنسب بهذا المقام و الأولی الجمع بینهما.

«11»- التَّهْذِیبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْوَاقِعَةَ كُلَّ لَیْلَةٍ قَبْلَ أَنْ یَنَامَ لَقِیَ اللَّهَ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ فِی لَیْلَةِ الْبَدْرِ(2).

ص: 180


1- 1. الكافی ج 2 ص 539- 540.
2- 2. التهذیب ج ص، و رواه الصدوق فی الثواب: 106.

باب 10 علة صراخ الدیك و الدعاء عنده

«1»- الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ دَارِمِ بْنِ قَبِیصَةَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ دِیكاً عُرْفُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ السُّفْلَی إِذَا كَانَ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ مِنَ اللَّیْلِ سَبَّحَ اللَّهَ تَعَالَی ذِكْرُهُ بِصَوْتٍ یَسْمَعُهُ كُلُّ شَیْ ءٍ مَا خَلَا الثَّقَلَیْنِ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ فَتَصِیحُ عِنْدَ ذَلِكَ دِیَكَةُ الدُّنْیَا(1).

بیان: الدیكة كالقردة جمع الدیك بالكسر.

«2»- التَّوْحِیدُ، لِلصَّدُوقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِیِّ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَدِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرَاءِ عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی دِیكاً رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ وَ رَأْسُهُ عِنْدَ الْعَرْشِ ثَانِی عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ هُوَ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَی خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی مَضَی مُصْعِداً فِیهَا مَدُّ الْأَرَضِینَ حَتَّی خَرَجَ مِنْهَا إِلَی أُفُقِ السَّمَاءِ ثُمَّ مَضَی فِیهَا مُصْعِداً حَتَّی انْتَهَی قَرْنُهُ إِلَی الْعَرْشِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَكَ رَبِّی وَ لِذَلِكَ الدِّیكِ جَنَاحَانِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَإِذَا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِیَكَةُ الْأَرْضِ كُلُّهَا وَ خَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَ أَخَذَتْ فِی الصُّرَاخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّیكُ فِی السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّیَكَةُ فِی الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ فِی بَعْضِ السَّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ فَجَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ

ص: 181


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 72.

صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْقَهَّارِ سُبْحَانَ ذِی الْعَرْشِ الْمَجِیدِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الرَّفِیعِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِیَكَةُ الْأَرْضِ فَإِذَا هَاجَ هَاجَتِ الدِّیَكَةُ فِی الْأَرْضِ وَ تُجَاوِبُهُ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ لِلَّهِ تَعَالَی وَ لِذَلِكَ الدِّیكِ رِیشٌ أَبْیَضُ كَأَشَدِّ بَیَاضٍ رَأَیْتُهُ قَطُّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ تَحْتَ رِیشِهِ الْأَبْیَضِ كَأَشَدِّ خُضْرَةٍ رَأَیْتُهَا قَطُّ فَمَا زِلْتُ مُشْتَاقاً إِلَی أَنْ أَنْظُرَ إِلَی رِیشِ ذَلِكَ الدِّیكِ (1).

تفسیر علی بن إبراهیم، عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن هشام بن سالم عن الصادق علیه السلام: مثله (2)

بیان: قال الفیروزآبادی خفق الطائر طار و أخفق ضرب بجناحیه و قال الزغب محركة صغار الشعر و الریش و لینه أو أول ما یبدو منهما.

«3»- التَّوْحِیدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الشَّعِیرِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ إِنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی لآَیَةً قَدْ أَفْسَدَتْ عَلَیَّ قَلْبِی وَ شَكَّكَتْنِی فِی دِینِی فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ وَ مَا تِلْكَ الْآیَةُ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (3) فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فِی صُوَرٍ شَتَّی إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی مَلَكاً فِی صُورَةِ دِیكٍ أَبَجَّ أَشْهَبَ بَرَاثِنُهُ فِی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ عُرْفُهُ مَثْنِیٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ فِی الْمَغْرِبِ وَاحِدٌ مِنْ نَارٍ وَ الْآخَرُ مِنْ ثَلْجٍ فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ عَلَی بَرَاثِنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ثُمَّ صَفَقَ بِجَنَاحَیْهِ كَمَا تَصْفِقُ الدُّیُوكُ فِی مَنَازِلِكُمْ فَلَا الَّذِی مِنَ النَّارِ

ص: 182


1- 1. توحید الصدوق: 279.
2- 2. تفسیر القمّیّ: 374 فی حدیث المعراج.
3- 3. النور: 41.

یُذِیبُ الثَّلْجَ وَ لَا الَّذِی مِنَ الثَّلْجِ یُطْفِئُ النَّارَ فَیُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ وَصِیَّهُ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ أَنَّ اللَّهَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ قَالَ فَتَخْفِقُ الدِّیَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فِی مَنَازِلِكُمْ فَتُجِیبُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ مِنَ الدِّیَكَةِ فِی الْأَرْضِ (1).

الاحتجاج، عن ابن نباتة: مثله (2)

تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ إِلَی ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً فِی صُورَةِ الدِّیكِ الْأَمْلَحِ الْأَشْهَبِ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

بیان: قوله علیه السلام أبج فی بعض النسخ بالباء و الجیم و هو الواسع شق العین و فی بعضها بالحاء المهملة و هو غلیظ الصوت و الملحة البیاض الذی یخالطه سواد كما فی التفسیر و الشهبة فی اللون البیاض الذی غلب علی السواد و البراثن من السباع و الطیر بمنزلة الأصابع من الإنسان و الصفق الضرب الذی یسمع له صوت كالتصفیق.

«4»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ دِیكاً رِجْلَاهُ فِی الْأَرْضِ وَ رَأْسُهُ فِی السَّمَاءِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ جَنَاحٌ لَهُ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ لَهُ فِی الْمَغْرِبِ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّیَ اللَّهِ الْقُدُّوسِ فَإِذَا صَاحَ أَجَابَتْهُ الدُّیُوكُ فَإِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَهَا فَلْیَقُلْ أَحَدُكُمْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْقُدُّوسِ (4).

«5»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً فِی خَلْقِ الدِّیكِ بَرَاثِنُهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ وَ جَنَاحَاهُ فِی الْهَوَاءِ وَ عُنُقُهُ مَثْنِیَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ فَإِذَا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ نِصْفُهُ قَالَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ رَبُّنَا الرَّحْمَنُ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ لِیَقُمِ الْمُتَهَجِّدُونَ فَعِنْدَهَا تَصْرُخُ الدُّیُوكُ ثُمَّ یَسْكُتُ كَمْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّیْلِ ثُمَ

ص: 183


1- 1. كتاب التوحید: 282.
2- 2. الاحتجاج: 121.
3- 3. تفسیر القمّیّ: 359.
4- 4. مشكاة الأنوار: 259- 260.

یَقُولُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا الرَّحْمَنُ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ لِیَقُمِ الذَّاكِرُونَ ثُمَّ یَقُولُ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ رَبُّنَا الرَّحْمَنُ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ لِیَقُمِ الْغَافِلُونَ (1).

أقول: قد مضت الأخبار فی ذلك فی كتاب السماء و العالم (2).

«6»- قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا سَمِعْتَ صُرَاخَ الدِّیكِ فَقُلْ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ (3).

فِقْهُ الرِّضَا: وَ إِذَا سَمِعْتَ صُرَاخَ الدِّیكَ إِلَی قَوْلِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (4).

الْكَافِی، فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ عَمِلْتُ (5).

بیان: قال فی النهایة فی حدیث الدعاء سبوح قدوس یرویان بالضم و الفتح أقیس و الضم أكثر استعمالا و هو من أبنیة المبالغة و المراد بهما التنزیه و قال القدوس هو الطاهر المتنزه عن العیوب و النقائص و فعول بالضم من أبنیة المبالغة و لم یجئ منه إلا قدوس و سبوح و ذروح.

«7»- الْمُتَهَجِّدُ(6)،: إِذَا سَمِعَ أَصْوَاتَ الدُّیُوكِ فَلْیَقُلْ سُبُّوحٌ قُدُّوسُ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ یَا كَرِیمُ وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنَامَنِی (7)

ص: 184


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 210- 209.
2- 2. تری شطرا منها فی ج 59 من طبعتنا هذه باب حقیقة الملائكة و صفاتهم و شئونهم، و شطرا منها باب فضل اتخاذ الدیك و أنواعها ج 14 ص 733 ط الكمبانیّ.
3- 3. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 305.
4- 4. فقه الرضا: 13 س 4.
5- 5. الكافی ج 3 ص 445 فی حدیث ج 2 ص 538.
6- 6. مصباح المتهجد: 88- 89.
7- 7. أباتنی خ ل كما فی المصدر.

فِی عُرُوقٍ سَاكِنَةٍ وَ رَدَّ إِلَیَّ مَوْلَایَ نَفْسِی بَعْدَ مَوْتِهَا وَ لَمْ یُمِتْهَا فِی مَنَامِهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا(1) وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُرِنِی فِی مَنَامِی وَ قِیَامِی سُوءاً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ یُحْیِ الْمَوْتی (2) وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها وَ الَّتِی لَمْ تَمُتْ فِی مَنامِها فَیُمْسِكُ الَّتِی قَضی عَلَیْهَا الْمَوْتَ وَ یُرْسِلُ الْأُخْری إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَبَاتَنِی فِی عَافِیَةٍ وَ صَبَّحَنِی عَلَیْهَا سَاكِنَةً عُرُوقِی هَادِئاً قَلْبِی سَالِماً بَدَنِی سَوِیّاً خَلْقِی حَسَنَةً صُورَتِی وَ لَمْ تُصِبْنِی قَارِعَةٌ وَ لَمْ یَنْزِلْ بِی بَلِیَّةٌ وَ لَمْ یَهْتِكْ لِی سِتْراً وَ لَمْ یَقْطَعْ عَنِّی رِزْقاً وَ لَمْ یُسَلِّطْ عَلَیَّ عَدُوّاً وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی وَ أَحْسَنَ إِلَیَّ وَ دَفَعَ عَنِّی أَبْوَابَ الْبَلَاءِ كُلَّهَا وَ عَافَانِی مِنْ جُمَلِهَا(3) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ النَّبِیِّینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ (4).

أقول: ذكره فی المصباح الصغیر إلی قوله إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً و لعل أكثر هذه الزیادات من أدعیة الانتباه أضیفت إلی دعاء سماع الصراخ.

«8»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ دِیكاً رِجْلَاهُ فِی الْأَرْضِ وَ رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ جَنَاحٌ لَهُ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ لَهُ فِی الْمَغْرِبِ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ صَاحَتِ الدُّیُوكُ وَ أَجَابَتْهُ فَإِنْ سَمِعَ صَوْتَ الدِّیكِ فَلْیَقُلْ أَحَدُكُمْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ.

ص: 185


1- 1. ما بین العلامتین لا یوجد فی المصدر.
2- 2. الأموات خ ل.
3- 3. من حملها خ ل.
4- 4. مصباح المتهجد ص 88- 89.

باب 11 آداب القیام إلی صلاة اللیل و الدعاء عند ذلك

«1»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا نَظَرْتَ إِلَی السَّمَاءِ فَقُلْ سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِیها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِیراً وَ جَعَلَ لَنَا نُجُوماً وَ قِبْلَةً نَهْتَدِی بِهَا إِلَی التَّوَجُّهِ إِلَیْهِ فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ اللَّهُمَّ كَمَا هَدَیْتَنَا إِلَی التَّوَجُّهِ إِلَیْكَ وَ إِلَی قِبْلَتِكَ الْمَنْصُوبَةِ لِخَلْقِكَ فَاهْدِنَا إِلَی نُجُومِكَ الَّتِی جَعَلْتَهَا أَمَاناً لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ حَتَّی نَتَوَجَّهَ بِهِمْ إِلَیْكَ فَلَا یَتَوَجَّهُ الْمُتَوَجِّهُونَ إِلَیْكَ إِلَّا بِهِمْ وَ لَا یَسْلُكُ الطَّرِیقَ إِلَیْكَ مَنْ سَلَكَ مِنْ غَیْرِهِمْ وَ لَا لَزِمَ الْمَحَجَّةَ مَنْ لَمْ یَلْزَمْهُمْ اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ مِنْ شَرِّ ما یَعْرُجُ فِیها وَ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِی الْأَرْضِ وَ مِنْ شَرِّ مَا خَرَجَ مِنْهَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَكْفُوفِ وَ الْفُلْكِ الْمَسْجُورِ وَ النُّجُومِ الْمُسَخَّرَاتِ وَ رَبَّ هود براسنه (1) [هُودِ بْنِ آسِیَةَ] صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَافِنِی مِنْ كُلِّ حَیَّةٍ وَ عَقْرَبٍ وَ مِنْ جَمِیعِ هَوَامِّ الْأَرْضِ وَ الْهَوَاءِ وَ السِّبَاعِ مِمَّا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ سُكَّانِ الْأَرْضِ وَ الْهَوَاءِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا هودبراسنه [هُودُ بْنُ آسِیَةَ] قَالَ كَوْكَبَةٌ فِی السَّمَاءِ خَفِیَّةٌ تَحْتَ الْوُسْطَی مِنَ الثَّلَاثِ الْكَوَاكِبِ الَّتِی فِی بَنَاتِ النَّعْشِ الْمُتَفَرِّقَاتِ ذَلِكَ أَمَانٌ مِمَّا قُلْتُ.

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ(2) عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ

ص: 186


1- 1. و فی البحار ج 58 ص 97 من هذه الطبعة« هو رایسیه».
2- 2. هذا هو الصحیح كما فی المصدر و نقله المؤلّف العلامة فی ج 76 ص 131، و نسخة الكمبانیّ خالیة عنه.

بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنِّی لَأُحِبُّ إِذَا قَامَ بِاللَّیْلِ أَنْ یَسْتَاكَ وَ أَنْ یَشَمَّ الطِّیبَ فَإِنَّ الْمَلَكَ یَأْتِی الرَّجُلَ إِذَا قَامَ بِاللَّیْلِ حَتَّی یَضَعَ فَاهُ عَلَی فِیهِ فَمَا خَرَجَ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ شَیْ ءٍ دَخَلَ جَوْفَ ذَلِكَ الْمَلَكِ (1).

«3»- الْكَافِی (2)، وَ الْفَقِیهُ، فِی الْقَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّیْلِ فَلْیَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ النَّبِیِّینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ وَ رَبِّ الْمُسْتَضْعَفِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُحْیِی الْمَوْتَی وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی صَدَقَ عَبْدِی وَ شَكَرَ(3).

بیان: المراد بالمستضعفین الأئمة علیهم السلام لقوله سبحانه فیهم وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ (4) و یحتمل كل من ظلم و غصب و الأول أظهر.

«4»- التَّهْذِیبُ، فِی الْمُوَثَّقِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ابْدَأْ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ بِالْآیَاتِ تَقْرَأُ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ.

«5»- الْكَافِی، وَ التَّهْذِیبُ، فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا قُمْتَ بِاللَّیْلِ مِنْ مَنَامِكَ فَانْظُرْ فِی آفَاقِ السَّمَاءِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا یُوَارِی مِنْكَ لَیْلٌ دَاجٍ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ وَ لَا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وَ لَا بَحْرٌ لُجِّیٌّ تُدْلِجُ بَیْنَ یَدَیِ الْمُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ غَارَتِ النُّجُومُ وَ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (5) ثُمَّ اقْرَأِ الْخَمْسَ الْآیَاتِ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ

ص: 187


1- 1. المحاسن ص 559.
2- 2. الكافی ج 2 ص 538.
3- 3. الفقیه ج 1 ص 304.
4- 4. القصص: 5 و 6.
5- 5. الكافی ج 2 ص 538.

وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَكَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ ثُمَّ اسْتَكْ وَ تَوَضَّأْ فَإِذَا وَضَعْتَ یَدَكَ فِی الْمَاءِ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ التَّوَّابِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُتَطَهِّرِینَ فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَإِذَا قُمْتَ إِلَی صَلَاتِكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ إِلَی اللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ زُوَّارِكَ وَ عُمَّارِ مَسَاجِدِكَ وَ افْتَحْ لِی بَابَ تَوْبَتِكَ وَ أَغْلِقْ عَنِّی بَابَ مَعْصِیَتِكَ وَ كُلِّ مَعْصِیَةٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنِی مِمَّنْ یُنَاجِیهِ اللَّهُمَّ أَقْبِلْ عَلَیَّ بِوَجْهِكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ثُمَّ افْتَتِحِ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِیرِ(1).

بیان: لیل داج بالتخفیف من دجا اللیل دجوا إذا أظلم و تمت ظلمته و ربما یقرأ بالتشدید قال فی القاموس دج أرخی الستر و الدجج بضمتین شدة الظلمة كالدجة و لیلة دیجوج و دجداجة انتهی و الأول أظهر و فی بعض النسخ ساج بالتخفیف من قوله تعالی وَ اللَّیْلِ إِذا سَجی (2) أی ركد و استقر ظلامه و قد بلغ غایته و ربما یقرأ بالتشدید من السج بمعنی التغطیة(3) و الأول أنسب.

و الأبراج جمع برج بالتحریك الكواكب النیرة الحسنة المنظر قال فی القاموس البرج محركة الجمیل الحسن الوجه أو المضی ء البین المعلوم و الجمع أبراج انتهی و ربما یتوهم أنه جمع البرج بالضم و هو بعید إذ هو إنما یجمع علی بروج فی الغالب و قد قیل إنه یجمع علی أبراج أیضا قال فی مصباح اللغة برج الحمام

ص: 188


1- 1. التهذیب ج 2 ص 122 ط نجف، الكافی ج 3 ص 445، و تراه فی الفقیه ج 1 ص 304.
2- 2. الضحی: 2.
3- 3. فیه سهو واضح.

مأواه و البرج فی السماء قیل منزل القمر و قیل الكوكب العظیم و قیل باب السماء و الجمع فیهما بروج و أبراج.

ذات مهاد أی أمكنة مستویة ممهدة للقرار قال الفیروزآبادی المهاد الموضع یهیأ للصبی و یوطأ و الأرض و الفراش أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً(1) أی بساطا ممكنا للسلوك فیه وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ(2) أی ما مهد لنفسه فی معاده انتهی و یحتمل أن یكون المراد صاحبة هذا الاسم أو هذه الصفة و الحالة فیكون شبیها بالتجرید و قال الفیروزآبادی لجة البحر معظمه و منه بَحْرٍ لُجِّیٍ (3) تدلج بین یدی المدلج من خلقك قال فی القاموس الدلج محركة و الدلجة بالضم و الفتح السیر من أول اللیل و قد أدلجوا فإن ساروا فی آخر اللیل فادلجوا بالتشدید انتهی.

و أقول المضبوط فی الدعاء التخفیف و التشدید أنسب و الكفعمی عكس فی البلد الأمین (4) و نسب التخفیف إلی آخر اللیل و لعله سهو.

و قال الشیخ البهائی ربما یطلق الإدلاج علی العبادة فی اللیل مجازا لأن العبادة سیر إلی اللّٰه تعالی وَ قَدْ فُسِّرَ بِذَلِكَ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَ مَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ.

و المعنی هنا أن رحمتك و توفیقك و إعانتك لمن توجه إلیك و عبدك صادرة عنك قبل توجهه و عبادته لك إذ لو لا رحمتك و توفیقك و إعانتك لمن توجه إلیك و إیقاعك ذلك فی قلبه لم یخطر ذلك بباله فكأنك سرت إلیه قبل أن یسری هو

ص: 189


1- 1. النبأ: 6.
2- 2. البقرة: 206.
3- 3. النور: 40.
4- 4. البلد الأمین ص 35 فی الهامش نقلا عن صحاح الجوهریّ، لكنه سها و عكس الامر، قال الجوهریّ: أدلج القوم: إذا ساروا من أول اللیل، و الاسم الدلج بالتحریك، و الدلجة و الدلجة أیضا مثل برهة من الدهر و برهة، فان ساروا من آخر اللیل فقد ادلجوا- بتشدید الدال- و الاسم الدلجة و الدلجة.

إلیك انتهی.

و یحتمل أن یكون المعنی أن ألطافك و رحماتك تزید علی عبادته كما ورد فی الحدیث القدسی من تقرب إلی شبرا تقربت إلیه ذراعا و من تقرب إلی ذراعا تقربت إلیه باعا.

خائِنَةَ الْأَعْیُنِ أی النظرة الخائنة الصادرة عن الأعین أو الخائنة مصدر كالعافیة أی خیانة الأعین.

و قال الوالد ره فی أكثر نسخ التهذیب یدلج بالیاء فیحتمل أن یكون صفة للبحر إذ السائر فی البحر یظن أن البحر متوجه إلیه و یتحرك نحوه و یمكن أن یكون التفاتا فیرجع إلی المعنی الأول انتهی غارت النجوم أی تسفلت و أخذت فی الهبوط و الانخفاض بعد ما كانت آخذة فی الصعود و الارتفاع و اللام للعهد و یجوز أن یكون بمعنی غابت بأن یكون المراد بها النجوم التی كانت فی أول اللیل فی وسط السماء و السنة بالكسر مبادی النوم.

لَآیاتٍ أی علامات عظیمة أو كثیرة دالة علی كمال القدرة لِأُولِی الْأَلْبابِ أی لذوی العقول الكاملة و سمی العقل لبا لأنه أنفس ما فی الإنسان فما عداه كأنه قشر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا(1) أی قائلین حال تفكرهم فی تلك المخلوقات العجیبة

ص: 190


1- 1. انما تفرع قوله« فَقِنا عَذابَ النَّارِ» علی قوله« رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» لان هناك مقالتین: مقالة المبطلین النافین للمعاد بالرجوع إلی اللّٰه، فعندهم لا كتاب و لا رسالة و لا حشر و لا جنة و لا نار، و مقالة المحقین القائلین بالمعاد- و هو مقالة النبیین و اممهم فعندهم أن الكتاب حقّ و النبوّة حقّ و المعاد حقّ و الجنة حقّ و النار حقّ و أن اللّٰه یبعث من فی القبور. فاذا تفكر المتفكر فی خلق السموات و الأرض و اختلاف اللیل و النهار، و عرف بلبه أن لها غایة و نهایة أراد مبدعها و خالقها أن ینتهی أمر الخلقة الی تلك الغایة و المقصد، أدی نظره و اعتباره الی بطلان مزعمة المبطلین و تحقیق عقائد المحقین من وجود الجنة و النار، فبادر الی الاستعاذة باللّٰه من النار بأن یقیه من عذابه. بیان: ذلك: أن الباطل- خلاف الحق- هو ما لا ثبات لنفسه، و لا أثر یترتب علیه، و لا فائدة تستعقبه، و لا یتصور له غایة تراد منه، بل یوجد بحقیقة صوریة یشبه الحق ثمّ یضمحل و یهلك كأنّ لم یكن شیئا مذكورا. و هذا كاللّٰهو و اللعب: یلهو الصبی و یلعب لاجل اللّٰهو و اللعب و یعمل عملا كأعمال العقلاء یتشبه بهم من دون عائدة یستحصلها و لا غایة ینتهی إلیها كما قد یلهو الرجل العاقل و یلعب عبثا من دون أن یقصد بعمله فائدة، دفعا للوقت أو تصابیا و تفننا و الجنون فنون. هذا هو الباطل، و اما خلق السموات و الأرض بما فیها من العظمة و البهاء، بما فیها من النظام الدائم الجاری، بما فیها من أنواع الحیوان و أصناف البشر، بما قدر فیها من الارزاق و الاقوات، بما جعل فیها من تعاقب اللیل و النهار و ما فی تعاقبهما و اختلافهما من مصالح الحیاة و استدامتها علی وجه الأرض لا یشبه اللّٰهو الباطل، فسبحان باریها و مبدعها أن یكون لاهیا فی ذلك لاعبا، أو یترك الإنسان علی أرجائها سدی یرتع و یلعب من دون أن یبین لهم ما یتقون. فاذا عرف الناظر ذو اللب أن فی خلق السموات و الأرض و اختلاف اللیل و النهار غایة أرادها مبدعها، و أن تلك الغایة- أیا ما كان- لم تستكمل بعد، و الا لما استدام خالقها علی ابقائها، علم بذلك أن لا بد للسماوات و الأرض و بقائهما من أجل مسمی یستكمل عنده الغایة و ان لم یعرف حقیقة تلك الغایة بنفسه، و لا دری كیف یأتی أجلها و لا أیان مرساها. فعند ذلك ینجذب هذا الناظر المتفكر الی مبادئ الوحی و الالهام، و یصغی بسمع قلبه الی دعوی النبیین عن اللّٰه عزّ و جلّ لیعرف من مقالهم و مقال كتب اللّٰه المنزلة علیهم حقیقة تلك الغایة، و الغرض من خلق الحیاة و الموت، فیصرخ الصارخ فی صماخه أن الیوم المضمار و غدا السباق، و السبق الجنة، و الغایة النار، هو الذی خلق الموت و الحیاة لیبلوكم أیكم أحسن عملا و هو العزیز الغفور. و فی ذلك قال اللّٰه عزّ و جلّ: أَ وَ لَمْ یَتَفَكَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ( الروم: 8) ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما لاعِبِینَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِینَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَیْلُ مِمَّا تَصِفُونَ( الأنبیاء: 16- 18). و قال عزّ و جلّ: إِنَّ هؤُلاءِ لَیَقُولُونَ: إِنْ هِیَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُنْشَرِینَ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما لاعِبِینَ ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقاتُهُمْ أَجْمَعِینَ.( الدخان: 34- 40). و قال تبارك و تعالی: ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِینَ كَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ، أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ كَالْفُجَّارِ كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیْكَ مُبارَكٌ لِیَدَّبَّرُوا آیاتِهِ وَ لِیَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ( ص: 27- 29).

الشأن ربنا ما خلقت هذا عبثا سُبْحانَكَ أی ننزهك من فعل العبث تنزیها.

فَقِنا عَذابَ النَّارِ و لما كان خلق هذه الأشیاء لحكم و مصالح منها أن یكون سببا لمعاش الإنسان و دلیلا یدله علی معرفة الصانع و یحثه علی طاعته و القیام

ص: 191

بوظائف عباداته لینال الفوز الأبدی و الإنسان مخل فی الأغلب بذلك حسن التفریع علی الكلام السابق كذا ذكره الشیخ البهائی ره فقد أخزیته قال بعض المفسرین فیه إشعار بأن العذاب الروحانی أشد من العذاب الجسمانی إذ الخزی فضیحة و حقارة نفسانیة و المنادی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و قیل القرآن و حملوا الذنوب علی الكبائر و السیئات علی الصغائر أی اجعلها مكفرة عنا بتوفیقنا لاجتناب الكبائر و توفنا مع الأبرار أی فی زمرتهم.

علی رسلك أی علی تصدیقهم أو علی ألسنتهم.

و كل معصیة إما تأكید للسابق أو المراد بها معصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الإمام و الوالدین و أمثالهما و إن كانت ترجع إلی معصیته تعالی

«6»- الْفَقِیهُ (1)، وَ الْكَافِی، فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ آخِرَ اللَّیْلِ رَفَعَ صَوْتَهُ حَتَّی یُسْمِعَ أَهْلَ الدَّارِ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی هَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ وَسِّعْ عَلَیَّ الْمَضْجَعَ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَ مَا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنِی خَیْرَ مَا بَعْدَ

ص: 192


1- 1. الفقیه ج 1 ص 304.

الْمَوْتِ (1).

توضیح: قال الكفعمی (2)

المطلع المأتی و مطلع الأمر أی مأتاه یقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا أی مأتاه و مصعده و هو موضع الاطلاع من إشراف إلی انحدار فشبه علیه السلام ما أشرف علیه من أمر الآخرة بذلك وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: لَوْ أَنَّ لِی مَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً لَافْتَدَیْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ.

من غریبین الهروی و صحاح الجوهری.

و قال رأیت بخط الشیخ قدس سره أن هول المطلع هو الاطلاع إلی الملائكة الذین یقبضون الأرواح و المطلع مصدر.

«7»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: إِذَا قُمْتَ مِنْ فِرَاشِكَ فَانْظُرْ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحْیَانَا بَعْدَ مَمَاتِنَا وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ لِأَعْبُدَهُ وَ أَحْمَدَهُ وَ أَشْكُرَهُ وَ تَقْرَأُ آخِرَ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ (3).

«8»- الْفَقِیهُ، عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَنَا قُمْتُ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ أَیَّ شَیْ ءٍ أَقُولُ فَقَالَ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِلَهِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یُحْیِ الْمَوْتی وَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَهَا ذَهَبَ عَنْكَ رِجْزُ الشَّیْطَانِ وَ وَسْوَاسُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (4).

الْعِلَلُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ: مِثْلَهُ (5).

ص: 193


1- 1. الكافی ج 2 ص 538.
2- 2. راجع البلد الأمین ص 36 فی الهامش.
3- 3. فقه الرضا ص 13 س 2.
4- 4. الفقیه ج 1 ص 305 ذیل حدیث.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 54.

باب 12 كیفیة صلاة اللیل و الشفع و الوتر و سننها و آدابها و أحكامها

«1»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، وَ ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَوْتَرَ بِالْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قِیلَ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَبْشِرْ فَقَدْ قَبِلَ اللَّهُ وَتْرَكَ (1).

بیان: الظاهر أن المراد بالوتر الركعات الثلاث كما هو ظاهر أكثر الأخبار فالمراد إما قراءة المعوذتین فی الشفع و التوحید فی مفردة الوتر أو قراءة الثلاث فی كل من الثلاث و الأول أظهر.

«2»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً فِی مَجْلِسٍ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَذَاكَرْنَا أَعْمَالَ أَهْلِ بَدْرٍ وَ بَیْعَةَ الرِّضْوَانِ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ(2)

یَا قَوْمِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَقَلِّ الْقَوْمِ مَالًا

ص: 194


1- 1. أمالی الصدوق: 37، ثواب الأعمال: 116.
2- 2. هو عویمر بن عامر و یقال عویمر بن قیس بن زید و قیل عویمر بن ثعلبة بن عامر ابن زید بن قیس بن أمیّة بن مالك بن عامر بن عدی بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو الدرداء الأنصاریّ الخزرجی كان من أفاضل الصحابة و فقهائهم و حكمائهم، تولی قضاء دمشق فی خلافة عثمان و توفی قبل أن یقتل عثمان بسنتین سنة 2/ 33 بدمشق، و قیل توفی بعد صفّین سنة 9/ 38 و الأصحّ الأشهر و الاكثر عند أهل العلم أنّه توفی فی خلافة عثمان. و لو بقی لكان له ذكر بعد قتل عثمان اما فی الاعتزال و اما فی مباشرة القتال و لم یسمع له بذكر فیهما البتة و اللّٰه أعلم، قاله ابن الأثیر. و اما عروة بن الزبیر فهو عروة بن الزبیر بن العوام أبو عبد اللّٰه القرشیّ الأسدی كان من التابعین روی عن أبیه و أمه أسماء و عائشة و غیرهم من كبار الصحابة، و روی عنه ابنه هشام كما ذكر فی هذا الحدیث و الزهری شهاب بن مسلم و غیرهما، و قد ولد سنة اثنتین و عشرین 22 من الهجرة، و علی هذا ففی لقائه و اجتماعه بأبی الدرداء فی مسجد رسول اللّٰه تأمل واضح حیث كان لعروة فی آخر أیّام أبی الدرداء احدی عشر سنة، و لا یناسب سنه هذا قوله« كنا جلوسا فی مسجد رسول اللّٰه فتذاكرنا أعمال أهل بدر و بیعة الرضوان». علی ان الظاهر من الحدیث أن الجلسة هذه كانت بعد شهادة علیّ بن أبی طالب علیه السلام فذكر أبو الدرداء ما رآه منه علیه السلام تفضیلا له علی غیره، و قد سمعت أن أبا الدرداء مات قبل شهادة أمیر المؤمنین بسنوات كثیرة، و لا أقل أنّه مات بعد صفّین سنة 9/ 38 و علی بن أبی طالب حی لم یستشهد بعد.

وَ أَكْثَرِهِمْ وَرَعاً وَ أَشَدِّهِمِ اجْتِهَاداً فِی الْعِبَادَةِ قَالُوا مَنْ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَوَ اللَّهِ إِنْ كَانَ فِی جَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ إِلَّا مُعْرِضٌ عَنْهُ بِوَجْهِهِ ثُمَّ انْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ یَا عُوَیْمِرُ لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلِمَةٍ مَا وَافَقَكَ عَلَیْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أَتَیْتَ بِهَا فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ یَا قَوْمِ إِنِّی قَائِلٌ مَا رَأَیْتُ وَ لْیَقُلْ كُلُّ قَوْمٍ مِنْكُمْ مَا رَأَوْا شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ بِشُوَیْحِطَاتِ النَّجَّارِ وَ قَدِ اعْتَزَلَ مِنْ مَوَالِیهِ وَ اخْتَفَی مِمَّنْ یَلِیهِ وَ اسْتَتَرَ بِمُغِیلَاتِ النَّخْلِ فَافْتَقَدْتُهُ وَ بَعُدَ عَلَیَّ مَكَانُهُ فَقُلْتُ لَحِقَ بِمَنْزِلِهِ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ حَزِینٍ وَ نَغْمَةٍ شَجِیٍّ وَ هُوَ یَقُولُ إِلَهِی كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَمَلْتَ عَنِّی مُقَابَلَتَهَا بِنِعْمَتِكَ وَ كَمْ مِنْ جَرِیرَةٍ تَكَرَّمْتَ عَنْ كَشْفِهَا بِكَرَمِكَ إِلَهِی إِنْ طَالَ فِی عِصْیَانِكَ عُمُرِی وَ عَظُمَ فِی الصُّحُفِ ذَنْبِی فَمَا أَنَا أُؤَمِّلُ غَیْرَ غُفْرَانِكَ وَ لَا أَنَا بِرَاجٍ غَیْرَ رِضْوَانِكَ فَشَغَلَنِی الصَّوْتُ وَ اقْتَفَیْتُ الْأَثَرَ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِعَیْنِهِ فَاسْتَتَرْتُ لَهُ وَ أَخْمَلْتُ الْحَرَكَةَ فَرَكَعَ رَكَعَاتٍ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْغَابِرِ ثُمَّ فَرَغَ إِلَی الدُّعَاءِ وَ الْبُكَاءِ

ص: 195

وَ الْبَثِّ وَ الشَّكْوَی فَكَانَ مِمَّا بِهِ اللَّهَ نَاجَی أَنْ قَالَ إِلَهِی أُفَكِّرُ فِی عَفْوِكَ فَتَهُونُ عَلَیَّ خَطِیئَتِی ثُمَّ أَذْكُرُ الْعَظِیمَ مِنْ أَخْذِكَ فَتَعْظُمُ عَلَیَّ بَلِیَّتِی ثُمَّ قَالَ آهِ إِنْ أَنَا قَرَأْتُ فِی الصُّحُفِ سَیِّئَةً أَنَا نَاسِیهَا وَ أَنْتَ مُحْصِیهَا فَتَقُولُ خُذُوهُ فَیَا لَهُ مِنْ مَأْخُوذٍ لَا تُنْجِیهِ عَشِیرَتُهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ قَبِیلَتُهُ یَرْحَمُهُ الْمَلَأُ إِذَا أُذِنَ فِیهِ بِالنِّدَاءِ ثُمَّ قَالَ آهِ مِنْ نَارٍ تُنْضِجُ الْأَكْبَادَ وَ الْكُلَی آهِ مِنْ نَارٍ نَزَّاعَةٍ لِلشَّوَی آهِ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ مُلْهَبَاتِ لَظَی قَالَ ثُمَّ أَنْعَمَ فِی الْبُكَاءِ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسّاً وَ لَا حَرَكَةً فَقُلْتُ غَلَبَ عَلَیْهِ النَّوْمُ لِطُولِ السَّهَرِ أُوقِظُهُ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَیْتُهُ فَإِذَا هُوَ كَالْخَشَبَةِ الْمُلْقَاةِ فَحَرَّكْتُهُ فَلَمْ یَتَحَرَّكْ وَ زَوَیْتُهُ فَلَمْ یَنْزَوِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَاتَ وَ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَأَتَیْتُ مَنْزِلَهُ مُبَادِراً أَنْعَاهُ إِلَیْهِمْ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِ وَ مِنْ قَضِیَّتِهِ فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ هِیَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا الدَّرْدَاءِ الْغَشْیَةُ الَّتِی تَأْخُذُهُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ ثُمَّ أَتَوْهُ بِمَاءٍ فَنَضَحُوهُ عَلَی وَجْهِهِ فَأَفَاقَ وَ نَظَرَ إِلَیَّ وَ أَنَا أَبْكِی فَقَالَ مِمَّا بُكَاؤُكَ یَا أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ مِمَّا أَرَاهُ تُنْزِلُهُ بِنَفْسِكَ فَقَالَ یَا أَبَا الدَّرْدَاءِ فَكَیْفَ وَ لَوْ رَأَیْتَنِی وَ دُعِیَ بِی إِلَی الْحِسَابِ وَ أَیْقَنَ أَهْلُ الْجَرَائِمِ بِالْعَذَابِ وَ احْتَوَشَتْنِی مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ وَ زَبَانِیَةٌ فِظَاظٌ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ قَدْ أَسْلَمَنِی الْأَحِبَّاءُ وَ رَحِمَنِی أَهْلُ الدُّنْیَا لَكُنْتَ أَشَدَّ رَحْمَةً لِی بَیْنَ یَدَیْ مَنْ لَا تَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: قد مر شرح الخبر فی المجلد التاسع (2)

قوله علیه السلام فكم من موبقة أی خطیئة مهلكة للدین هادمة له حملت عنی مقابلتها فی بعض النسخ القدیمة حلمت عنی مقابلتها بنقمتك فیمكن أن یقرأ بصیغة الخطاب و مقابلتها بالنصب

ص: 196


1- 1. أمالی الصدوق ص 48 و 49.
2- 2. راجع ج 41 ص 11 و 12 من هذه الطبعة.

بنزع الخافض أو بصیغة الغیبة و مقابلتها بالرفع و النسخة الأولی أظهر تنضج علی وزن تكرم و الكلی بالضم جمع كلیة و كلوة و النزع القلع و الشوی الأطراف أو جمع شواة جلدة الرأس قال الجوهری الشوی جمع شواة و هی جلدة الرأس و الشوی الیدان و الرجلان و الرأس من الآدمیین و كل ما لیس مقتلا انتهی و ما ذكره الشیخ البهائی رحمة اللّٰه علیه أنه جمع شواة بالضم فلعله وهم إذ لم تر فی اللغة إلا بالفتح.

من غمرة الغمرة ما یغمر الشی ء أی یشتمل علیه و یستره و ملهبات علی بناء المفعول و فی بعض النسخ لهبات بالتحریك قال فی القاموس اللّٰهب و اللّٰهب اشتعال النار إذا خلص من الدخان و لهبها لسانها و لهیبها حرها ألهبها فالتهبت و لظی اسم من أسماء النار نعوذ باللّٰه منها.

«3»- الْمَجَالِسُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنِ الْمَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ سِتِّینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً انْفَتَلَ وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذَنْبٌ (1).

«4»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یُصَلِّی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَیَسْجُدُ السَّجْدَةَ فَیُطِیلُ حَتَّی نَقُولَ إِنَّهُ رَاقِدٌ فَمَا نَفْجَأُ مِنْهُ إِلَّا وَ هُوَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً وَ إِیمَاناً وَ تَصْدِیقاً وَ إِخْلَاصاً یَا عَظِیمُ یَا عَظِیمُ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ فَإِنَّكَ جَوَادٌ كَرِیمٌ یَا حَنَّانُ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ جُرْمِی وَ تَقَبَّلْ عَمَلِی یَا حَنَّانُ یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخِیبَ أَوْ أَعْمَلَ ظُلْماً(2).

بیان: حقا مصدر مؤكد لمضمون الجملة و تعبدا مفعول له و كذا أخواتها.

ص: 197


1- 1. أمالی الصدوق: 344.
2- 2. قرب الإسناد ص 4.

«5»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: صَلَّی أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ صَلَاةَ اللَّیْلِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ أَنَا خَلْفَهُ فَصَلَّی الثَّمَانَ وَ أَوْتَرَ وَ صَلَّی الرَّكْعَتَیْنِ ثُمَّ جَعَلَ مَكَانَ الضَّجْعَةِ سَجْدَةً(1).

«6»- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: الْقُنُوتُ فِی الْوَتْرِ كَقُنُوتِكَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ تَقُولُ فِی دُعَاءِ الْقُنُوتِ اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا وَ بَسَطْتَ یَدَكَ فَأَعْطَیْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا وَ عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ وَ جِهَتُكَ خَیْرُ الْجِهَاتِ وَ عَطِیَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِیَّاتِ وَ أَهْنَأُهَا تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ وَ تُعْصَی رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ وَ تَكْشِفُ الضُّرَّ وَ تَشْفِی السَّقِیمَ وَ تُنْجِی مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ لَا یَجْزِی بِآلَائِكَ أَحَدٌ وَ لَا یُحْصِی نَعْمَاءَكَ قَوْلُ قَائِلٍ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ رُفِعَتِ الْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ رُفِعَتِ الْأَیْدِی وَ دُعِیتَ بِالْأَلْسُنِ وَ تُحُوكِمَ إِلَیْكَ فِی الْأَعْمَالِ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ افْتَحْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ خَلْقِكَ بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نَشْكُو غَیْبَةَ نَبِیِّنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَیْنَا وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا فَفَرِّجْ ذَلِكَ یَا رَبِّ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَ إِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ تَقُولُ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ- أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ تَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ كَثِیراً وَ تَقُولُ فِی دُبُرِ الْوَتْرِ بَعْدَ التَّسْلِیمِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّبَاحِ الْحَمْدُ لِفَالِقِ الْإِصْبَاحِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2).

مجالس ابن الشیخ، عن أبیه عن الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری عن

ص: 198


1- 1. قرب الإسناد: 128 ط حجر ص 173 ط نجف.
2- 2. أمالی الصدوق: 235.

الصدوق: مثله (1)

بیان: تم نورك فهدیت قال الوالد قدس سره أی لما كانت كمالاتك تامة هدیت عبادك كما قال سبحانه كنت كنزا مخفیا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكی أعرف و بسطت أی لما كنت كریما جوادا فیاضا بالذات أعطیت كلا من المخلوقین ما كان قابلا له وجهك أی ذاتك أكرم الوجوه و أحسنها و أكثرها جودا و إحسانا و جهتك أی جانبك الذی یتوجه إلیك بالعبادة و التوسل بالدعاء لا یجزی بآلائك أی لا یقدر أحد علی جزاء نعمائك فی القاموس الجزاء المكافاة علی الشی ء جزاه به و علیه انتهی و یحتمل أن یكون المعنی أن جزاء نعمائك لا یكون إلا بنعمائك فكیف تكون نعمتك جزاء لنعمتك بل تكون علاوة لها.

و تحوكم إلیك فی الفقیه (2)

و إلیك سرهم و نجواهم فی الأعمال و فیه اللّٰهم إنا نشكو إلیك غیبة ولینا عنا و فی بعض النسخ و فقد نبینا و غیبة ولینا عنا و فی بعض الروایات بإمام عدل قوله تعزه الضمیر راجع إلی النصر و الإسناد مجازی أو المراد تعز به علی الحذف و الإیصال تظهره أی تبینه أو تغلبه.

«7»- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الوَرَّاقِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ بِشْرِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: صَلَاةُ اللَّیْلِ مَثْنَی مَثْنَی فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْوَتْرَ لِأَنَّهُ وَاحِدٌ(3).

بیان: هذا الخبر من أخبار العامة و رواته من المخالفین و الغرض أنه یحب

ص: 199


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 47- 48.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 309 ط نجف.
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 153، و العبرة بمجموع ركعات الصلاة مفروضها و نوافلها فمجموع الفرائض سبع عشرة ركعة، و مجموع النوافل سبعة و عشرون ركعة كما عرفت من روایة زرارة، و مجموع النوافل و الفرائض أیضا وتر مع احتساب الوتیرة ركعة واحدة، و هی الاحدی و الخمسون علی رأی الجمهور.

أن لا تكون صلاة اللیل إلا ركعتین إلا الوتر فإنها واحدة و لیست الوتر ثلاثا بتسلیمة كما قاله بعض العامة و لا الركعات قبله أربعا و أكثر بتسلیمة كما ذكروه قال فی النهایة فیه إن اللّٰه وتر یحب الوتر فأوتروا الوتر الفرد بكسر الواو و فتحه فاللّٰه واحد فی ذاته لا یقبل الانقسام و التجزیة واحد فی صفاته لا شبه له و لا مثل واحد فی أفعاله فلا شریك له و لا معین و یحب الوتر أی یثیب علیه و یقبله من فاعله و قوله أوتروا أمر بصلاة الوتر و هی أن یصلی مثنی مثنی ثم یصلی فی آخرها ركعة مفردة(1).

«8»- الْمَنَاقِبُ، لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَطُوفُ مِنَ الْعِشَاءِ إِلَی السَّحَرِ وَ یَتَعَبَّدُ فَلَمَّا لَمْ یَرَ أَحَداً رَمَقَ السَّمَاءَ بِطَرْفِهِ وَ قَالَ إِلَهِی غَارَتْ نُجُومُ سَمَاوَاتِكَ وَ هَجَعَتْ عُیُونُ أَنَامِكَ وَ أَبْوَابُكَ مُفَتَّحَاتٌ لِلسَّائِلِینَ جِئْتُكَ لِتَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُرِیَنِی وَجْهَ جَدِّی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِیَتِی مُخَالَفَتَكَ وَ مَا عَصَیْتُكَ إِذْ عَصَیْتُكَ وَ أَنَا بِكَ شَاكٌّ وَ لَا بِنَكَالِكَ جَاهِلٌ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَكِنْ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ أَعَانَنِی عَلَی ذَلِكَ

سِتْرُكَ الْمُرْخَی بِهِ عَلَیَّ فَأَنَا الْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنِی وَ بِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی فَوَا سَوْأَتَاهْ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْكَ إِذَا قِیلَ لِلْمُخِفِّینَ جُوزُوا وَ لِلْمُثْقِلِینَ حُطُّوا أَ مَعَ الْمُخِفِّینَ أَجُوزُ أَمْ مَعَ الْمُثْقِلِینَ أَحُطُّ وَیْلِی كُلَّمَا طَالَ عُمُرِی كَثُرَتْ خَطَایَایَ وَ لَمْ أَتُبْ أَ مَا آنَ لِی أَنْ أَسْتَحْیِیَ مِنْ رَبِّی ثُمَّ بَكَی وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:

أَ تُحْرِقُنِی بِالنَّارِ یَا غَایَةَ الْمُنَی***فَأَیْنَ رَجَائِی ثُمَّ أَیْنَ مَحَبَّتِی

أَتَیْتُ بِأَعْمَالٍ قِبَاحٍ زَرِیَّةٍ(2)***وَ مَا فِی الْوَرَی خَلْقٌ جَنَی كَجِنَایَتِی

ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُعْصَی كَأَنَّكَ لَا تُرَی وَ تَحْلُمُ كَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ تَتَوَدَّدُ

ص: 200


1- 1. زاد فی النهایة: أو یضیفها الی ما قبلها.
2- 2. ردیة خ ل كما هو فی المصدر.

إِلَی خَلْقِكَ بِحُسْنِ الصُّنْعِ كَأَنَّ بِكَ الْحَاجَةُ إِلَیْهِمْ وَ أَنْتَ یَا سَیِّدِی الْغَنِیُّ عَنْهُمْ ثُمَّ خَرَّ إِلَی الْأَرْضِ سَاجِداً(1).

أقول: تمامه فی أبواب تاریخه (2).

بیان: الهجوع النوم لیلا و فی النهایة فیه أن بین أیدینا عقبة لا یجوزها إلا المخف یقال أخف الرجل فهو مخف و خف و خفیف إذا خففت حاله و دابته و إذا كان قلیل الثقل یرید به المخف من الذنوب و أسباب الدنیا و علقها انتهی و الزریة لعلها من زری علیه إذا عابه و فی بعض النسخ ردیة.

«9»- فَلَاحُ السَّائِلِ (3)، رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ زُهْدِ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ: بَیْنَا أَنَا وَ نَوْفٌ نَائِمَیْنِ فِی رَحَبَةِ الْقَصْرِ إِذْ نَحْنُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَقِیَّةٍ مِنَ اللَّیْلِ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی الْحَائِطِ شَبِیهَ الْوَالِهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ ثُمَّ جَعَلَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَاتِ وَ یَمُرُّ شِبْهَ الطَّائِرِ عَقْلُهُ فَقَالَ لِی أَ رَاقِدٌ أَنْتَ یَا حَبَّةُ أَمْ رَامِقٌ قَالَ قُلْتُ رَامِقٌ هَذَا أَنْتَ تَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ فَكَیْفَ نَحْنُ قَالَ فَأَرْخَی عَیْنَیْهِ فَبَكَی ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَبَّةُ إِنَّ لِلَّهِ مَوْقِفاً وَ لَنَا بَیْنَ یَدَیْهِ مَوْقِفٌ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَعْمَالِنَا إِنَّ اللَّهَ أَقْرَبُ إِلَیَّ وَ إِلَیْكَ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا حَبَّةُ إِنَّهُ لَنْ یَحْجُبَنِی وَ لَا إِیَّاكَ عَنِ اللَّهِ شَیْ ءٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ رَاقِدٌ أَنْتَ یَا نَوْفُ قَالَ قَالَ لَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَنَا بِرَاقِدٍ وَ لَقَدْ أَطَلْتُ بُكَائِی هَذِهِ اللَّیْلَةَ فَقَالَ یَا نَوْفُ إِنْ طَالَ بُكَاؤُكَ فِی

هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَرَّتْ عَیْنَاكَ غَداً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا نَوْفُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ عَیْنِ رَجُلٍ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ إِلَّا أَطْفَأَتْ بِحَاراً

ص: 201


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 151.
2- 2. راجع ج 46 ص 81 من طبعتنا هذه.
3- 3. هذا القسم من فلاح السائل مخطوط لم یطبع بعد.

مِنَ النِّیرَانِ یَا نَوْفُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ رَجُلٍ أَعْظَمَ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ بَكَی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ أَحَبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ یَا نَوْفُ إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ فِی اللَّهِ لَمْ یَسْتَأْثِرْ عَلَی مَحَبَّتِهِ وَ مَنْ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ لَمْ یُنِلْ مُبْغِضِیهِ خَیْراً عِنْدَ ذَلِكَ اسْتَكْمَلْتُمْ حَقَائِقَ الْإِیمَانِ ثُمَّ وَعَظَهُمَا وَ ذَكَّرَهُمَا وَ قَالَ فِی أَوَاخِرِهِ فَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلَی حَذَرٍ فَقَدْ أَنْذَرْتُكُمَا ثُمَّ جَعَلَ یَمُرُّ وَ هُوَ یَقُولُ لَیْتَ شِعْرِی فِی غَفَلَاتِی أَ مُعْرِضٌ أَنْتَ عَنِّی أَمْ نَاظِرٌ إِلَیَّ وَ لَیْتَ شِعْرِی فِی طُولِ مَنَامِی وَ قِلَّةِ شُكْرِی فِی نِعْمَتِكَ عَلَیَّ مَا حَالِی قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا زَالَ فِی هَذِهِ الْحَالِ حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ وَ مِنْ صِفَاتِ مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام فِی لَیْلِهِ مَا ذَكَرَهُ نَوْفٌ لِمُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ وَ أَنَّهُ مَا فُرِشَ لَهُ فِرَاشٌ فِی لَیْلٍ قَطُّ وَ لَا أَكَلَ طَعَاماً فِی هَجِیرٍ قَطُّ وَ قَالَ نَوْفٌ أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَیْتُهُ فِی بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَدْ أَرْخَی اللَّیْلُ سُدُولَهُ وَ غَارَتْ نُجُومُهُ وَ هُوَ قَابِضٌ بِیَدِهِ عَلَی لِحْیَتِهِ یَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِیمِ وَ یَبْكِی بُكَاءَ الْحَزِینِ وَ الْحَدِیثُ مَشْهُورٌ(1).

بیان: لم یستأثر حال أو صلة بعد صلة لمن أی لم یختر شیئا علی محبة اللّٰه و كذا لم ینل یحتمل الوجهین أی لم یوصل خیرا إلی من أبغض اللّٰه و جزاء الشرطین عند ذلك استكملتم و فیه التفات.

«10»- الذِّكْرَی، رَوَی ابْنُ أَبِی قُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی إِسْحَاقَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْقَادِسِیَّةِ عِنْدَ قُدُومِهِ عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ فَأَقْبَلَ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی طِرَابَادَ فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ عَلَی سَاقِیَةٍ یُصَلِّی وَ ذَلِكَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَوَقَفَ عَلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَیَّ شَیْ ءٍ تُصَلِّی فَقَالَ صَلَاةُ اللَّیْلِ فَاتَتْنِی أَقْضِیهَا بِالنَّهَارِ فَقَالَ یَا مُعَتِّبُ حُطَّ رَحْلَكَ حَتَّی نَغْتَدِیَ مَعَ الَّذِی یَقْضِی صَلَاةَ اللَّیْلِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ تَرْوِی فِیهِ شَیْئاً فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یُبَاهِی بِالْعَبْدِ یَقْضِی صَلَاةَ اللَّیْلِ بِالنَّهَارِ یَقُولُ مَلَائِكَتِی عَبْدِی یَقْضِی مَا لَمْ أَفْتَرِضْهُ عَلَیْهِ اشْهَدُوا أَنِّی

ص: 202


1- 1. راجع فی ذلك ج 41 ص 11- 24 باب عبادته و خوفه علیه السلام.

قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (1).

«11»- الْمَكَارِمُ (2)، وَ الْفَقِیهُ، فِی الصَّحِیحِ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَحَدِهِمَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالَ: قُلْ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ زَیْنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ جَمَالُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ عِمَادُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ صَرِیخُ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ غِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُفَرِّجُ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُرَوِّحُ عَنِ الْمَغْمُومِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ إِلَهُ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ كَاشِفُ السُّوءِ وَ أَنْتَ اللَّهُ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حَاجَةٍ یَا اللَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً تُغْنِینِی بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی بِهَا أَحْیَیْتَ جَمِیعَ مَا فِی الْبِلَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْعِبَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی غَمّاً حَتَّی تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُعَرِّفَنِی الْإِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ ارْزُقْنِی الْعَافِیَةَ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ رَقَبَتِی اللَّهُمَّ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَحُولُ بَیْنَكَ وَ بَیْنِی وَ یَتَعَرَّضُ لَكَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِی وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنْ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ یَا إِلَهِی فَلَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی أَسْتَعِیذُ بِكَ اللَّیْلَةَ فَأَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ عَنِ النَّارِ فَأَجِرْنِی وَ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ فَلَا تَحْرِمْنِی

ص: 203


1- 1. الذكری: 137.
2- 2. مكارم الأخلاق، 340- 341.

ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً(1).

بیان: قال الشیخ البهائی قدس سره عماد الشی ء بالكسر ما یقوم و یثبت به الشی ء و لولاه لسقط و زال و قوام الشی ء بالكسر عماده فهذه الفقرة كالمفسرة لما قبلها و هو من قبیل قوله تعالی یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا(2) و هو دلیل سمعی علی احتیاج الباقی فی بقائه إلی علة مبقیة و المروح بالحاء قریب من معنی المفرج بالجیم و الغرض بالتحریك الهدف و النصب بالتحریك قریب منه و إثر بكسر الهمزة و فتحها و إسكان الثاء یقال خرجت علی أثره أی بعده بقلیل.

أقول: الظاهر الإثر بالكسر أو الأثر بالتحریك قال الفیروزآبادی خرج فی أثره و إثره بعده.

«12»- الْمَكَارِمُ،: وَ أَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ مَا اسْتَطَعْتَ وَ لْیَكُنْ فِیمَا تَقُولُ هَذَا الِاسْتِغْفَارَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ مِنْ مَظَالِمَ كَثِیرَةٍ لِعِبَادِكَ عِنْدِی فَأَیُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِی مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُهَا إِیَّاهُ فِی بَدَنِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ لَا أَسْتَطِیعُ أَدَاءَ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ لَا تَحَلُّلَهَا مِنْهُ فَأَرْضِهِ عَنِّی بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ هَبْهَا لِی وَ مَا تَصْنَعُ بِعَذَابِی یَا رَبِّ وَ قَدْ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَیْ ءٍ

وَ مَا عَلَیْكَ یَا رَبِّ أَنْ تُكْرِمَنِی بِرَحْمَتِكَ وَ لَا تُهِینَنِی بِعَذَابِكَ وَ لَا یَنْقُصُكَ یَا رَبِّ أَنْ تَفْعَلَ بِی مَا سَأَلْتُكَ وَ أَنْتَ وَاجِدٌ لِكُلِّ خَیْرٍ اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِی إِیَّاكَ مَعَ إِصْرَارِی لَلُؤْمٌ وَ إِنَّ تَرْكِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَكَ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ لَعَجْزٌ اللَّهُمَّ كَمْ تَتَحَبَّبُ إِلَیَّ وَ أَنْتَ غَنِیٌّ عَنِّی وَ كَمْ أَتَبَغَّضُ إِلَیْكَ وَ أَنَا إِلَیْكَ فَقِیرٌ فَسُبْحَانَ مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَی وَ إِذَا تَوَعَّدَ عَفَا(3).

بیان: للؤم بالضم مهموزا أو بالفتح بغیر همز قال الفیروزآبادی اللؤم

ص: 204


1- 1. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 310- 311.
2- 2. فاطر: 41.
3- 3. مكارم الأخلاق: 341.

ضد الكرم و قال اللؤم العذل فعلی الثانی المعنی أنه یوجب استحقاق الملامة و الأول أظهر.

«13»- غَوَالِی اللَّآلِی، رُوِیَ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ: قَالَ عَلَّمَنِی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام كَلِمَاتٍ عَلَّمَهُ إِیَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اهْدِنِی فِیمَنْ هَدَیْتَ وَ عَافِنِی فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنِی فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا أَعْطَیْتَ وَ قِنِی شَرَّ مَا قَضَیْتَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ إِنَّهُ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ قَالَ إِنَّهُ كَانَ یَقُولُهَا فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ.

الْفَقِیهُ،: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ- اللَّهُمَّ اهْدِنِی إِلَی قَوْلِهِ فَإِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَیْتِ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ أُؤْمِنُ بِكَ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ یَا رَحِیمُ (1).

توضیح: اللّٰهم اهدنی فیمن هدیت أی كما هدیت جماعة من أحبائك فاهدنی فأكون فی زمرتهم فیكون تأكیدا للطلب أو تخضع و تذلل لبیان أنه لا یستحق هذه النعمة الجلیلة بل یرجو أن یكون سهیم نعمتهم و شریك هدایتهم أو المعنی اهدنی بالهدایات الخاصة التی هدیت بها أولیاءك فیكون الغرض تعیین نوع الهدایة.

قال الطیبی فی شرح المشكاة أی اجعل لی نصیبا وافرا فی الاهتداء معدودا فی زمرة المهتدین من الأنبیاء و الأولیاء انتهی و تولنی أی أحبنی أو تول أموری و اكفنیها و بارك لی من البركة بمعنی الثبات أو الزیادة فیما أعطیت من الأمور الدنیویة و الأخرویة.

«14»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ (2)، وَ الْخِصَالُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ یَزِیدَ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی وَتْرِهِ إِذَا أَوْتَرَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ

ص: 205


1- 1. الفقیه ج 1 ص 308.
2- 2. ثواب الأعمال ص 155.

سَبْعِینَ مَرَّةً وَ هُوَ قَائِمٌ فَوَاظَبَ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی یَمْضِیَ لَهُ سَنَةٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«15»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آیَةٍ یُصَلِّی بِهَا فِی لَیْلَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا قُنُوتَ لَیْلَةٍ وَ مَنْ قَرَأَ مِائَتَیْ آیَةٍ فِی لَیْلَةٍ فِی غَیْرِ صَلَاةِ اللَّیْلِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ فِی اللَّوْحِ قِنْطَاراً مِنْ حَسَنَاتٍ وَ الْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَ مِائَتَا أُوقِیَّةٍ وَ الْأُوقِیَّةُ أَعْظَمُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ(2).

«16»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَتَخَوَّفُ أَنْ لَا یَقُومَ مِنَ اللَّیْلِ یُصَلِّی صَلَاةَ اللَّیْلِ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ هَلْ یُجْزِیهِ ذَلِكَ أَمْ عَلَیْهِ قَضَاءٌ قَالَ لَا صَلَاةَ حَتَّی یَذْهَبَ الثُّلُثُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّیْلِ وَ الْقَضَاءُ بِالنَّهَارِ أَفْضَلُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ(3).

بیان: نقل الفاضلان إجماع علمائنا علی أن وقت اللیل بعد انتصافه (4) و كذا نقلا الإجماع علی أن كلما قرب من الفجر كان أفضل و إثباتهما بالأخبار لا یخلو من عسر لاختلافهما و المشهور بین الأصحاب جواز تقدیمها علی الانتصاف لمسافر یصده جده أو شاب تمنعه رطوبة رأسه عن القیام إلیها فی وقتها و نقل عن زرارة بن أعین المنع من تقدیمها علی الانتصاف مطلقا و اختاره ابن إدریس و العلامة فی المختلف و جوز ابن أبی عقیل التقدیم للمسافر خاصة و الأول قوی.

و قد دلت أخبار كثیرة علی جواز التقدیم مطلقا و لو لا دعوی الإجماع لكان القول بها و حمل أخبار التأخیر علی الفضل قویا و علی المشهور یمكن حمل هذا الخبر علی من جوز له التقدیم و یكون التأخیر إلی الثلث محمولا علی الفضل

ص: 206


1- 1. الخصال ج 2 ص 139، و تراه فی المحاسن ص 53.
2- 2. معانی الأخبار: 147، و رواه فی ثواب الأعمال: 92.
3- 3. قرب الإسناد: 91 ط حجر: 120 ط نجف.
4- 4. قد عرفت فی اول الباب 75 ص 119 أن آیة المزّمّل جوز الصلاة من ثلث اللیل و أن. السنة أن یفرقها بین نومة و نومة و یأتی بالوتر قرب الفجر.

و أما كون القضاء أفضل من التقدیم فهو المشهور بین الأصحاب و قد دلت علیه روایات أخر.

«17»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی عَمْرٍو عَنِ المقیری [الْمَقْبُرِیِ] عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِیَامِهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ وَ رُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِیَامِهِ السَّهَرُ(1).

«18»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَسْتَاكُ بِیَدِهِ إِذَا قَامَ فِی الصَّلَاةِ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی السِّوَاكِ قَالَ إِذَا خَافَ الصُّبْحَ فَلَا بَأْسَ (2).

«19»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی سَمَّالٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا قُمْتَ بِاللَّیْلِ فَاسْتَكْ فَإِنَّ الْمَلَكَ یَأْتِیكَ فَیَضَعُ فَاهُ عَلَی فِیكَ فَلَیْسَ مِنْ حَرْفٍ تَتْلُوهُ وَ تَنْطِقُ بِهِ إِلَّا صَعِدَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَلْیَكُنْ فُوكَ طَیِّبَ الرِّیحِ (3).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4) قَالَ كَانُوا یَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فِی آخِرِ الْوَتْرِ فِی آخِرِ اللَّیْلِ سَبْعِینَ مَرَّةً(5).

بیان: یومی إلی استحباب كون الوتر فی آخر اللیل.

«20»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 207


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 168.
2- 2. قرب الإسناد: 125.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 277.
4- 4. الذاریات: 18.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 53.

إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ فِی الْوَتْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً تَنْصِبُ یَدَكَ الْیُسْرَی وَ تَعُدُّ بِالْیُمْنَی (1).

وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الرَّازِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: كَانَ إِذَا اسْتَوَی مِنَ الرُّكُوعِ فِی آخِرِ رَكْعَتِهِ مِنَ الْوَتْرِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ- كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ طَالَ وَ اللَّهِ هُجُوعِی وَ قَلَّ قِیَامِی وَ هَذَا السَّحَرُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِی اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً(2).

بیان: قال بعض الأصحاب فی الوتر قنوتان أحدهما قبل الركوع و الآخر بعده لهذه الروایة و شبهها أقول لو لم یعتبر فی القنوت رفع الیدین كما هو المشهور یتم التقریب و إلا ففیه نظر قال فی الذكری یقنت فی مفردة الوتر لما مر و لا فرق بینه و بین غیره فی كونه قبل الركوع لِرِوَایَةِ عَمَّارٍ(3) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی نَاسِی الْقُنُوتِ فِی الْوَتْرِ أَوْ فِی غَیْرِ الْوَتْرِ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ. نعم الظاهر استحباب الدعاء فی الوتر بعد الركوع أیضا لما رُوِیَ (4) عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْكَاظِمِ علیهم السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ رَكْعَةِ الْوَتْرِ قَالَ- هَذَا مَقَامُ مَنْ حَسَنَاتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ. و سماه فی المعتبر قنوتا.

ثم قال لو نسی القنوت قال الشیخ و من تبعه یقضیه بعد الركوع فلو لم یذكر حتی ركع فی الثالثة قضاه بعد الفراغ ثم ذكر فی ذلك أخبارا ثم قال وَ لَا یُنَافِیهِ

ص: 208


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 53.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 53.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 172.
4- 4. التهذیب ج 2 ص 132 ط نجف.

رِوَایَةُ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ(1) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ نَاسِی الْقُنُوتِ حَتَّی یَرْكَعَ أَ یَقْنُتُ قَالَ لَا.

لاحتمال أن ینفی الوجوب

وَ كَذَا مَا رَوَاهُ مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ(2) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ إِذَا نَسِیَ یَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ قَالَ لَا.

قال الصدوق و إنما منع ذلك فی الوتر و الغداة خلافا للعامة لأنهم یقنتون فیهما بعد الركوع و إنما أطلق ذلك فی سائر الصلوات لأن جمهور العامة لا یرون القنوت فیها.

«21»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَقُومُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ یَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ إِذَا صَلَّی بِاللَّیْلِ أَنْ یُسْمِعَ أَهْلَهُ لِكَیْ یَقُومَ النَّائِمُ وَ یَتَحَرَّكَ الْمُتَحَرِّكُ (3).

بیان: یدل علی استحباب الجهر فی صلاة اللیل كما نص علیه الشهید و غیره.

«22»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ قَدِ اتَّخَذَ بَیْتاً فِی دَارِهِ لَیْسَ بِالْكَبِیرِ وَ لَا بِالصَّغِیرِ وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُصَلِّیَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ أَخَذَ مَعَهُ صَبِیّاً لَا یَحْتَشِمُ مِنْهُ حَتَّی یَذْهَبَ مَعَهُ إِلَی ذَلِكَ الْبَیْتِ فَیُصَلِّیَ (4).

بیان: یدل علی استحباب إیقاع صلاة اللیل فی البیت و علی استحباب تعیین موضع مخصوص لذلك و أن یكون معه غیره و یكون ذلك الغیر ممن لا یحتشم منه.

«23»- الْعُیُونُ (5)، وَ الْعِلَلُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ

ص: 209


1- 1. التهذیب ج 1 ص 181.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 312- 313.
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 53.
4- 4. قرب الإسناد: 98 ط نجف، و مثله فی المحاسن ص 612، و قد مر فی ج 83 ص 366.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 113.

بْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ فِیمَا رَوَاهُ عَنِ الْعِلَلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جَازَ لِلْمُسَافِرِ وَ الْمَرِیضِ أَنْ یُصَلِّیَا صَلَاةَ اللَّیْلِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ قِیلَ لِاشْتِغَالِهِ وَ ضَعْفِهِ لِیُحْرِزَ صَلَاتَهُ فَیَسْتَرِیحَ الْمَرِیضُ فِی وَقْتِ رَاحَتِهِ وَ یَشْتَغِلَ الْمُسَافِرُ بِأَشْغَالِهِ وَ ارْتِحَالِهِ وَ سَفَرِهِ (1).

«24»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی آخِرِ الْوَتْرِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ دَاوَمَ عَلَی ذَلِكَ سَنَةً كُتِبَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(2).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ وَ فَضَالَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ جَمِیعاً عَنْ أَبِی وَلَّادٍ حَفْصِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ التَّسْلِیمِ فِی رَكْعَتَیِ الْوَتْرِ قَالَ نَعَمْ فَإِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَاخْرُجْ وَ اقْضِهَا ثُمَّ عُدْ إِلَی مَكَانِكَ وَ ارْكَعْ رَكْعَةً(3).

بیان: یطلق الوتر فی الأخبار علی الثلاث غالبا و ركعتاها الشفع و الفصل بالتسلیم بینهما و بین مفردة الوتر هو المعروف من مذهب الأصحاب و قد ورد فی عدة أخبار التخییر بین الفصل و الوصل و أجاب الشیخ عنها تارة بالحمل علی التقیة و تارة بأن السلام المخیر فیه السلام علیكم و رحمة اللّٰه و بركاته الواقع بعد السلام علینا و علی عباد اللّٰه الصالحین أو أن المراد بالتسلیم ما یستباح به من الكلام أو غیره و كل ذلك بعید و القول بالتخییر لا یخلو من قوة إن لم ینعقد الإجماع علی خلافه و الأحوط العمل بالمشهور لاشتهار الوصل بین المخالفین و لذا عدل عنه الأصحاب.

«25»- الذِّكْرَی (4)، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ أَهْلِ بَیْتِی إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی صَلَاةِ الْمُسَافِرِ أَوَّلَ اللَّیْلِ صَلَاةَ اللَّیْلِ

ص: 210


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 254.
2- 2. المحاسن ص 53.
3- 3. المحاسن ص 325.
4- 4. فی مطبوعة الكمبانیّ العلل و هو سهو.

فَكَتَبَ علیه السلام فَضْلُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ أَوَّلَ اللَّیْلِ كَفَضْلِ صَلَاةِ الْمُقِیمِ فِی الْحَضَرِ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ (1).

«26»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ: عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ فَیَذْكُرُ إِذَا قَامَ فِی صَلَاةِ الزَّوَالِ فَقَالَ یَبْدَأُ بِالنَّوَافِلِ فَإِذَا صَلَّی الظُّهْرَ صَلَّی صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ أَوْتَرَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَصْرِ أَوْ مَتَی مَا أَحَبَ (2).

«27»- فِقْهُ الرِّضَا(3)،: دُعَاءُ الْوَتْرِ وَ مَا یُقَالُ فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ یَا اللَّهُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی ذُنُوبِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِیَّاكَ أَعْبُدُ وَ لَكَ أُصَلِّی وَ بِكَ آمَنْتُ وَ لَكَ أَسْلَمْتُ وَ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بِكَ اسْتَعَنْتُ وَ لَكَ سَجَدْتُ وَ أَرْكَعُ وَ أَخْضَعُ وَ أَخْشَعُ وَ مِنْكَ أَخَافُ وَ أَرْجُو وَ إِلَیْكَ أَرْغَبُ وَ مِنْكَ أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مِنْكَ أَلْتَمِسُ وَ أَطْلُبُ وَ بِكَ اهْتَدَیْتُ أَنْتَ الرَّجَاءُ وَ أَنْتَ الْمُرْتَجَی اللَّهُمَّ اهْدِنِی فِیمَنْ هَدَیْتَ وَ عَافِنِی فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنِی فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا أَعْطَیْتَ وَ قِنِی شَرَّ مَا قَضَیْتَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ لَا مَنْجَی وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَفَرَّ وَ لَا مَهْرَبَ إِلَّا إِلَیْكَ سُبْحَانَكَ وَ حَنَانَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ مَا اسْتَعَاذَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ

ص: 211


1- 1. الذكری: 124.
2- 2. قرب الإسناد: 93 ط حجر: 122 ط نجف.
3- 3. فقه الرضا: 55.

فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ الْعَیْنِ اللَّامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً یَطْرُقُ بِخَیْرٍ یَا اللَّهُ اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّی الْبَلَایَا وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْأَسْقَامَ وَ الْأَوْجَاعَ وَ الْآلَامَ وَ الْأَمْرَاضَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ وَ الضَّنْكِ وَ الضِّیقِ وَ الْحِرْمَانِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ الْحُسَّادِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ رَجِیمٍ وَ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ وَ لَهُ ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءٌ غَیْرُكَ فَأَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ارْحَمْ ضَعْفِی وَ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ ذُلَّ مَقَامِی بِبَابِكَ اللَّهُمَّ انْظُرْ إِلَیَّ بِعَیْنِ الرَّحْمَةِ نَظْرَةً تَكُونُ خِیَرَةً أَسْتَأْهِلُهَا وَ إِلَّا تَفَضَّلْ عَلَیْنَا یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَ یَا خَیْرَ الْفَاتِحِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ الْمَغْفِرَةِ یَا مَعْدِنَ الْجُودِ وَ الْكَرَمِ یَا اللَّهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ سَفِیرِكَ وَ خِیَرَتِكَ مِنْ بَرِیَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ زَكِیِّكَ وَ تَقِیِّكَ وَ نَجِیِّكَ وَ سَخِیِّكَ وَ وَلِیِّ عَهْدِكَ وَ مَعْدِنِ سِرِّكَ وَ كَهْفِ غَیْبِكَ الطَّاهِرِ الطَّیِّبِ الْمُبَارَكِ الزَّكِیِّ الصَّادِقِ الْوَفِیِّ الْعَادِلِ الْبَارِّ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْبَدْرِ الْمُضِی ءِ وَ السِّرَاجِ اللَّامِعِ وَ النُّورِ السَّاطِعِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَ نُورِكَ الْأَنْوَرِ وَ حَبْلِكَ الْأَطْوَلِ وَ عُرْوَتِكَ الْوُثْقَی وَ بَابِكَ الْأَدْنَی وَ وَجْهِكَ الْأَكْرَمِ وَ حِجَابِكَ الْأَقْرَبِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِ طه وَ یس وَ اخْصُصْ وَلِیَّكَ وَ وَصِیَّ نَبِیِّكَ وَ أَخَا رَسُولِكَ وَ وَزِیرَهُ وَ وَلِیَّ عَهْدِكَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ خَاتَمَ الْوَصِیِّینَ لِخَاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ عَلَی ابْنَتِهِ الْبَتُولِ وَ عَلَی سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ الْمَهْدِیِّینَ وَ عَلَی النُّقَبَاءِ الْأَتْقِیَاءِ الْبَرَرَةِ الْفَاضِلِینَ الْمُهَذَّبِینَ

ص: 212

الْأُمَنَاءِ الْخَزَنَةِ وَ عَلَی خَوَاصِّ مَلَائِكَتِكَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ عِزْرَائِیلَ وَ الصَّافِّینَ وَ الْحَافِّینَ وَ الْكَرُوبِیِّینَ وَ الْمُسَبِّحِینَ وَ جَمِیعِ مَلَائِكَتِكَ فِی سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ أَكْتَعِینَ وَ صَلِّ عَلَی أَبِینَا آدَمَ وَ أُمِّنَا حَوَّاءَ وَ مَنْ بَیْنَهُمَا مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ الصَّلَاةِ وَ التَّسْلِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ مُعَانِدِیهِمْ وَ ظَالِمِیهِمْ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ عِبَادَكَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیَارَ الْأَتْقِیَاءَ الْبَرَرَةَ اللَّهُمَّ احْشُرْنِی مَعَ مَنْ أَتَوَلَّی وَ أَبْعِدْنِی مِمَّنْ أَتَبَرَّأُ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِی ضَمِیرِ قَلْبِی مِنْ حُبِّ أَوْلِیَائِكَ وَ بُغْضِ أَعْدَائِكِ وَ كَفَی بِكَ عَلِیماً اللَّهُمَ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً اللَّهُمَّ اجْزِهِمَا عَنِّی بِأَفْضَلِ الْجَزَاءِ وَ كَافِهِمَا عَنِّی بِأَفْضَلِ الْمُكَافَاةِ اللَّهُمَّ بَدِّلْ سَیِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ ارْفَعْ لَهُمْ بِالْحَسَنَاتِ الدَّرَجَاتِ اللَّهُمَّ صَیِّرْنَا إِلَی مَا صَارُوا إِلَیْهِ فَأْمُرْ مَلَكَ الْمَوْتِ أَنْ یَكُونَ بِنَا رَحِیماً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِجَمِیعِ إِخْوَانِنَا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ تَابِعْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِالْخَیْرَاتِ إِنَّكَ مُجِیبُ الدَّعَوَاتِ وَ وَلِیُّ الْحَسَنَاتِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ لَا تُخْرِجْنِی مِنْ هَذِهِ الدُّنْیَا إِلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ وَ سَعْیٍ مَشْكُورٍ وَ عَمَلٍ مُتَقَبَّلٍ وَ تِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِی مِنَ النَّارِ وَ اجْعَلْنِی مِنْ طُلَقَائِكَ وَ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِی وَ اعْصِمْنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی اللَّهُمَّ كُنْ لِی وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ نَاصِراً وَ مُعِیناً وَ اجْعَلْنِی فِی حِرْزِكَ وَ حِفْظِكَ وَ حِمَایَتِكَ وَ كَنَفِكَ وَ دِرْعِكَ الْحَصِینِ وَ فِی كِلَاءَتِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ وَ لَا مَعْبُودَ سِوَاكَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ اللَّهُمَّ وَ ارْدُدْ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ اللَّهُمَّ بَتِّرْ عُمُرَهُ وَ بَدِّدْ شَمْلَهُ وَ فَرِّقْ جَمْعَهُ وَ اسْتَأْصِلْ شَأْفَتَهُ وَ اقْطَعْ دَابِرَهُ وَ قَتِّرْ عَلَیْهِ رِزْقَهُ وَ أَبْلِهِ بِجَهْدِ

ص: 213

الْبَلَاءِ وَ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَ ابْتَلِهِ وَ عِیَالَهُ وَ وُلْدَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّهُ وَ أَطْبِقْ عَنِّی فَمَهُ وَ خُذْ مِنْهُ أَخْذَ مَنْ أُخِذَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَی وَ هِیَ ظَالِمَةٌ وَ اجْعَلْنِی مِنْهُ عَلَی حَذَرٍ بِحِفْظِكَ وَ حِیَاطَتِكَ ادْفَعْ عَنِّی كَیْدَهُ وَ مَكْرَهُ وَ اكْفِنِیهِ وَ اكْفِ مَا أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ عَلَیَّ مَنْ لَا یَرْحَمُنِی اللَّهُمَّ أَصْلِحْنِی وَ أَصْلِحْ شَأْنِی وَ أَصْلِحْ فَسَادَ قَلْبِی اللَّهُمَ اشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ لَا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ وَ لَا الْحَاسِدِینَ اللَّهُمَّ بِغِنَاكَ لَا تُحْوِجْنِی إِلَی أَحَدٍ سِوَاكَ وَ أَغْنِنِی بِفَضْلِكَ عَلَیَّ فَضْلَ مَنْ سِوَاكَ یَا قَرِیبُ یَا مُجِیبُ یَا اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی ذُنُوبِی إِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ أَظْهِرِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ أَقُولُ بِهِ وَ أَنْتَظِرُهُ اللَّهُمَّ قَوِّمْ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَظْهِرْ دَعْوَتَهُ بِرِضًا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ أَظْهِرْ رَایَتَهُ وَ قَوِّ عَزْمَهُ وَ عَجِّلْ خُرُوجَهُ وَ انْصُرْ جُیُوشَهُ وَ اعْضُدْ أَنْصَارَهُ وَ أَبْلِغْ طَلِبَتَهُ وَ أَنْجِحْ أَمَلَهُ وَ أَصْلِحْ شَأْنَهُ وَ قَرِّبْ أَوَانَهُ فَإِنَّكَ تُبْدِئُ وَ تُعِیدُ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ: اللَّهُمَّ امْلَأْ بِهِ الدُّنْیَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً اللَّهُمَّ انْصُرْ جُیُوشَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَرَایَاهُمْ وَ مُرَابِطِیهِمْ حَیْثُ كَانُوا وَ أَیْنَ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ انْصُرْهُمْ نَصْراً عَزِیزاً وَ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً یَسِیراً وَ اجْعَلْ لَنَا وَ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِیراً اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَتْبَاعِهِ وَ الْمُسْتَشْهَدِینَ بَیْنَ یَدَیْهِ (1)

اللَّهُمَّ الْعَنِ الظَّلَمَةَ وَ الظَّالِمِینَ الَّذِینَ بَدَّلُوا دِینَكَ وَ حَرَّفُوا كِتَابَكَ وَ غَیَّرُوا سُنَّةَ نَبِیِّكَ وَ دَرَسُوا الْآثَارَ وَ ظَلَمُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكَ وَ قَاتَلُوهُمْ وَ تَعَدَّوْا عَلَیْهِمْ وَ غَصَبُوا حَقَّهُمْ وَ نَفَوْهُمْ عَنْ بُلْدَانِهِمْ وَ أَزْعَجُوهُمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ مِنَ الطَّاغِینَ وَ الْبَاغِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ النَّاكِثِینَ وَ أَهْلِ الزُّورِ وَ الْكَذِبِ الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ اللَّهُمَّ الْعَنْ أَتْبَاعَهُمْ وَ جُیُوشَهُمْ وَ أَصْحَابَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ مُحِبِّیهِمْ وَ شِیعَتَهُمْ وَ احْشُرْهُمْ إِلَی جَهَنَّمَ زُرْقاً اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَ جَمِیعَ الْمُشْرِكِینَ وَ مَنْ ضَارَعَهُمْ

ص: 214


1- 1. راجع فی ذلك ج 84 ص 217- 218.

مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَإِنَّهُمْ یَتَقَلَّبُونَ فِی نِعَمِكَ وَ یَجْحَدُونَ آیَاتِكَ وَ یُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَ یَتَعَدَّوْنَ حُدُودَكَ وَ یَدْعُونَ مَعَكَ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ وَ الرِّیَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّی كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنَ الصَّالِحِینَ وَ أَلْحِقْنِی بِهِمْ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ افْسَحْ لِی فِی أَجَلِی وَ أَوْسِعْ لِی فِی رِزْقِی وَ مَتِّعْنِی بِطُولِ الْبَقَاءِ وَ دَوَامِ الْعِزِّ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَ رِزْقٍ وَاسِعٍ وَ أَغْنِنِی بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ اصْرِفْ عَنِّی السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ وَ الْمُنْكَرَ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِی مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِی مَا أَنَا أَهْلُهُ لَا تَأْخُذْنِی بِعَدْلِكَ وَ خُذْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِینَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَاءَنَا وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِینَ وَ لَا مَحْرُومِینَ وَ لَا مُجْرِمِینَ وَ لَا آیِسِینَ وَ لَا ضَالِّینَ وَ لَا مُضِلِّینَ وَ لَا مَطْرُودِینَ وَ لَا مَغْضُوبِینَ آمِنَّا الْعِقَابَ وَ اطْمَأْنِنْ بِنَا دَارَكَ دَارَ السَّلَامِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِهِمْ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی بِهِمْ وَجِیهاً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی بِهِمْ وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی بِهِمْ وَ ارْحَمْنَا بِهِمْ وَ اشْفَعْنِی بِهِمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِهِمْ حُسْنَ الْعَافِیَةِ وَ تَمَامَ النِّعْمَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ تُبْ عَلَیْنَا وَ عَافِنَا وَ اعْصِمْنَا وَ ارْزُقْنَا وَ سَدِّدْنَا وَ اهْدِنَا وَ أَرْشِدْنَا وَ كُنْ لَنَا وَ لَا تَكُنْ عَلَیْنَا وَ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ دُنْیَانَا وَ آخِرَتِنَا وَ لَا تُضِلَّنَا وَ لَا تُهْلِكْنَا وَ لَا تَضَعْنَا- وَ اهْدِنا إِلی سَواءِ الصِّراطِ وَ آتِنَا مَا سَأَلْنَاكَ وَ مَا لَمْ نَسْأَلْكَ وَ زِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ یَا اللَّهُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ- رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ-(1)

ص: 215


1- 1. فقه الرضا: 55- 56.

وَ قَالَ علیه السلام فِی مَوْضِعٍ آخَرَ ثُمَّ اسْتَكْ (1) فَرُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَوْ لَا أَنْ یَشُقَّ عَلَی أُمَّتِی لَأَوْجَبْتُ السِّوَاكَ فِی كُلِّ صَلَاةٍ وَ هُوَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ ثُمَّ تَوَضَّأْ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُومَ إِلَی الصَّلَاةِ فَقُلْ- بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ بِالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ الْمَهْدِیِّینَ مِنْ آلِ طه وَ یس وَ أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی كُلِّهَا فَاجْعَلْنِی بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِهِمْ وَ ارْزُقْنِی بِهِمْ وَ لَا تُضِلَّنِی بِهِمْ وَ ارْفَعْنِی بِهِمْ وَ لَا تَضَعْنِی بِهِمْ وَ اقْضِ حَوَائِجِی بِهِمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ ثُمَّ افْتَتِحْ بِالصَّلَاةِ وَ تَوَجَّهْ بَعْدَ التَّكْبِیرِ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ الْمُوجِبَةِ فِی سِتِّ صَلَوَاتٍ وَ هِیَ أَوَّلُ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ الْمُفْرَدَةُ مِنَ الْوَتْرِ وَ أَوَّلُ رَكْعَةٍ مِنْ رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ وَ أَوَّلُ رَكْعَةٍ مِنْ نَوَافِلِ الْمَغْرِبِ وَ أَوَّلُ رَكْعَةٍ مِنْ رَكْعَتَیِ الْإِحْرَامِ وَ أَوَّلُ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الْفَرَائِضِ وَ اقْرَأْ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ بِقُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ كَذَلِكَ فِی رَكْعَتَیِ الزَّوَالِ وَ فِی الْبَاقِی مَا أَحْبَبْتَ وَ تَقْرَأُ فِی رَكْعَتَیِ الشَّفْعِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَ فِی الثَّانِیَةِ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الْوَتْرِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ رُوِیَ أَنَّ الْوَتْرَ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِیمَةٍ وَاحِدَةٍ مِثْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ وَاحِدٌ وَ تُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَ تَفْصِلُ مَا بَیْنَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ بِسَلَامٍ (2)

فَإِنْ قُمْتَ مِنَ اللَّیْلِ وَ لَمْ یَكُنْ عَلَیْكَ وَقْتٌ بِقَدْرِ مَا تُصَلِّی صَلَاةَ اللَّیْلِ عَلَی مَا تُرِیدُ فَصَلِّهَا وَ أَدْرِجْهَا إِدْرَاجاً وَ إِنْ خَشِیتَ أَنْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ أَوْتِرْ فِی ثَالِثَةٍ فَإِنْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَصَلِّ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ قَدْ مَضَی الْوَتْرُ بِمَا فِیهِ وَ إِنْ كُنْتَ صَلَّیْتَ الْوَتْرَ وَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ لَمْ یَكُنْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَضِفْ إِلَیْهَا سِتَ

ص: 216


1- 1. زاد فی المصدر: و السواك واجب.
2- 2. فقه الرضا ص 13 س 4- 13.

رَكَعَاتٍ وَ أَعِدْ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ قَدْ مَضَی الْوَتْرُ بِمَا فِیهِ وَ إِنْ كُنْتَ صَلَّیْتَ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتِمَّ الصَّلَاةَ طَلَعَ الْفَجْرُ أَمْ لَمْ یَطْلُعْ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْكَ قَضَاءُ صَلَاةِ اللَّیْلِ فَقُمْتَ وَ عَلَیْكَ الْوَقْتُ بِقَدْرِ مَا تُصَلِّی الْفَائِتَةَ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ فَابْدَأْ بِالْفَائِتَةِ ثُمَّ صَلِّ صَلَاةَ لَیْلَتِكَ وَ إِنْ كَانَ الْوَقْتُ بِقَدْرِ مَا تُصَلِّی وَاحِدَةً فَصَلِّ صَلَاةَ لَیْلَتِكَ لِئَلَّا تَصِیرَا جَمِیعاً قَضَاءً ثُمَّ اقْضِ الصَّلَاةَ الْفَائِتَةَ مِنَ الْغَدِ وَ اقْضِ مَا فَاتَكَ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ أَیَّ وَقْتٍ شِئْتَ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا فِی وَقْتِ الْفَرِیضَةِ وَ إِنْ فَاتَكَ فَرِیضَةٌ فَصَلِّهَا إِذَا ذَكَرْتَ فَإِنْ ذَكَرْتَهَا وَ أَنْتَ فِی وَقْتِ فَرِیضَةٍ أُخْرَی فَصَلِّ الَّتِی أَنْتَ فِی وَقْتِهَا ثُمَّ تُصَلِّی الْفَائِتَةَ(1).

بیان: المرجی علی بناء المفعول بالتشدید من قولهم رجیته ترجیة بمعنی رجوته و تِجارَةً لَنْ تَبُورَ أی لن تكسد و البتر قطع الشی ء قبل الإتمام و التفعیل للمبالغة و التبدید التفریق ذكره الجوهری و قال فرق اللّٰه شمله أی ما اجتمع من أمره و قال الشأفة قرحة تخرج فی أسفل القدم فتكوی فتذهب یقال فی المثل استأصل اللّٰه شأفته أی أذهبه اللّٰه كما أذهب تلك القرحة بالكی و قال قطع اللّٰه دابرهم أی آخر من بقی منهم انتهی.

و أبلاه یكون فی الخیر و الشر و خذ منه فی بعض النسخ و خذه أخذ القری و هو أوفق بالآیة قال سبحانه وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُری وَ هِیَ ظالِمَةٌ(2) و أبلغ طلبته أی أكملها أو أبلغه إلیها.

قوله و أدرجها أی خففها و عجل بها بترك السورة و الأذكار و الأدعیة المستحبة كما ذكره الأصحاب

قَالَ فِی الذِّكْرَی لَوْ خَافَ ضِیقَ الْوَقْتِ خَفَّفَ بِالْحَمْدِ وَحْدَهَا كَمَا رُوِیَ (3)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَوْ ظَنَّ عَدَمَ اتِّسَاعِ الزَّمَانِ لِصَلَاةِ اللَّیْلِ

ص: 217


1- 1. فقه الرضا ص 13 س 19- 26.
2- 2. هود: 102.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 170.

اقْتَصَرَ عَلَی الْوَتْرِ.

و قضی صلاة اللیل لروایة محمد بن مسلم (1) عن أبی جعفر علیه السلام.

و لو طلع الفجر و لما یتلبس من صلاة اللیل بشی ء فَالْمَشْهُورُ فِی الْفَتْوَی تَقْدِیمُ الْفَرِیضَةِ لِرِوَایَةِ إِسْحَاقَ بْنِ جَابِرٍ(2)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی الْمَنْعِ مِنَ الْوَتْرِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.

وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ(3)

وَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ(4): فِی تَقْدِیمِ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ عَلَی الْفَرِیضَةِ وَ إِنْ طَلَعَ الْفَجْرُ.

قال الشیخ هذه رخصة لمن أخر لاشتغاله بشی ء من العبادات قال فی المعتبر اختلاف الفتوی دلیل التخییر یعنی بین فعلها قبل الفرض و بعده و هو قریب من قول الشیخ.

و لو كان قد تلبس بما دون الأربع فالحكم كعدم التلبس

وَ لَوْ تَلَبَّسَ بِأَرْبَعٍ قَدَّمَهَا مُخَفَّفَةً لِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (5)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا صَلَّیْتَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتِمَّ الصَّلَاةَ طَلَعَ أَوْ لَمْ یَطْلُعْ.

مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَی یَعْقُوبُ الْبَزَّازُ(6) قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَقُومُ قَبْلَ الْفَجْرِ بِقَلِیلٍ فَأُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ أَتَخَوَّفُ أَنْ یَنْفَجِرَ الْفَجْرُ أَبْدَأُ بِالْوَتْرِ أَوْ أُتِمُّ الرَّكَعَاتِ قَالَ بَلْ أَوْتِرْ وَ أَخِّرِ الرَّكَعَاتِ حَتَّی تَقْضِیَهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ.

و یمكن حملها علی الأفضل كما صرح به الشیخ انتهی كلامه زید إكرامه.

و ما ذكر من عدم تقدیم صلاة اللیل علی الفریضة مع عدم التلبس بالأربع هو المشهور بین الأصحاب و قد وردت أخبار كثیرة فی التقدیم و الجمع بالتخییر الذی اختاره فی المعتبر حسن و یمكن الجمع بحمل النهی علی المدامة و التجویز علی الندرة

ص: 218


1- 1. الكافی ج 3 ص 449.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 171.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 170.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 171.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 170.
6- 6. التهذیب ج 1 ص 170.

كما یومی إلیه ما ورد فی بعض الروایات و لا تجعل ذلك عادة(1) أو النهی علی ما إذا أوجب خروج وقت فضیلة الفریضة.

و أما حمل تقدیم الوتر مع التلبس بالأربع علی الأفضلیة ففیه نظر و الأولی الحمل علی التخییر مطلقا أو حمل تقدیم الوتر علی ما إذا خشی انفجار الفجر و لم ینفجر بعد لیقع الوتر فی وقته و الإتمام علی ما إذا انفجر الفجر و الأخیر أوفق ثم اعلم أن المشهور أن آخر وقت صلاة اللیل طلوع الفجر الثانی و المنقول عن المرتضی رضی اللّٰه عنه أن آخره طلوع الفجر الأول و هو ضعیف.

قوله علیه السلام فأضف إلیها قال فی الذكری و لو ظن الضیق فشفع و أوتر و صلی ركعتی الفجر ثم تبین بقاء اللیل بنا ستا علی الشفع و أعاد الوتر منفردة و ركعتی الفجر قاله المفید رحمه اللّٰه و قال علی بن بابویه یعید ركعتی الفجر لا غیر و قال فی المبسوط لو نسی ركعتین من صلاة اللیل ثم ذكر بعد أن أوتر قضاهما و أعاد الوتر.

و كأن الشخصین نظرا إلی أن الوتر خاتمة النوافل لیوترها و قد روی إبراهیم بن عبد الحمید(2) عن بعض أصحابه (3)

عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فیمن ظن الفجر و أوتر ثم تبین اللیل أنه یضیف إلی الوتر ركعة ثم یستقبل صلاة اللیل ثم یعید الوتر

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (4)

عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِی صَلَاةِ الْفَجْرِ فَخَرَجْتَ وَ رَأَیْتَ الصُّبْحَ فَزِدْ رَكْعَةً إِلَی الرَّكْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ صَلَّیْتَهُمَا قَبْلُ وَ اجْعَلْهُ وَتْراً.

و فیه

ص: 219


1- 1. روی الشیخ فی الاستبصار ج 1 ص 143 و التهذیب ج 1 ص 170 بإسناده عن عمر ابن یزید قال: قلت لابی عبد اللّٰه علیه السلام أقوم و قد طلع الفجر، فان أنا بدأت بالفجر صلیتها فی أول وقتها و ان بدأت بصلاة اللیل و الوتر صلیت الفجر فی وقت هؤلاء، فقال: ابدا بصلاة اللیل و الوتر و لا تجعل ذلك عادة.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 232.
3- 3. زاد فی التهذیب: و أظنه إسحاق بن غالب.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 232.

تصریح بجواز العدول من النفل إلی النفل لكن ظاهره أنه بعد الفراغ كما ذكر مثله فی الفریضة و یمكن حمل الخروج علی رؤیة الفجر فی أثناء الصلاة كما حمل الشیخ الفراغ فی الفریضة علی مقاربة الفراغ انتهی.

و أقول حمل الخروج علی رؤیة الفجر فی غایة البعد و یحتمل أن یكون المراد نافلة الفجر أی إذا أوقعت نافلة الفجر لظن قرب الفجر و تركت صلاة اللیل ثم خرجت فرأیت الصبح قد طلع فلا تترك الوتر و أضف إلیهما ركعة لیصیر المجموع وترا و صل بعدها ركعتی نافلة الفجر ثم صل الفجر و عدول النیة فی النافلة بعد الفعل لا دلیل علی نفیه كما أشار ره إلیه.

و یحتمل أن یكون المراد بها فریضة الفجر أی صلی الفریضة ظانا دخول الوقت فلما خرج رأی أنه أول طلوع الفجر فعلم وقوع صلاته قبل الوقت فأجاب علیه السلام بأن ما فعل قبل ذلك یحسبها نافلة و یضیف إلیها ركعة لتصیر وترا ثم یصلی نافلة الفجر و فریضته هذا ما خطر بالبال و الوجهان قریبان.

و قال بعض الأفاضل الصواب اللیل مكان الفجر یعنی إذا كنت قد صلیت من صلاة اللیل ركعتین فرأیت الصبح فاجعله وترا.

«28»- الذِّكْرَی، عَنِ ابْنِ أَبِی قُرَّةَ عَنْ زُرَارَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الْوَتْرِ أَوَّلَ اللَّیْلِ فَلَمْ یُجِبْهُ فَلَمَّا كَانَ بَیْنَ الصُّبْحَیْنِ خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْمَسْجِدِ فَنَادَی أَیْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوَتْرِ نِعْمَ سَاعَاتُ الْوَتْرِ هَذِهِ ثُمَّ قَامَ فَأَوْتَرَ(1).

بیان: قال فی الذكری وقت الوتر آخر اللیل بعد الثمانی ثم ذكر هذه الروایة و روایات أخر فی ذلك

ثُمَّ قَالَ وَ رَوَی إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَابِرٍ(2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أُوتِرُ بَعْدَ مَا یَطْلُعُ الْفَجْرُ قَالَ لَا.

وَ قَدْ رَوَی (3)

عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ

ص: 220


1- 1. الذكری 124.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 171، الاستبصار ج 1 ص 143.
3- 3. قد مر متنه نقلا عن التهذیب آنفا.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فَعَلَ صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرَ بَعْدَ الْفَجْرِ.

و لا تجعله عادة و هو محمول علی الضرورة كما قاله الشیخ و یجوز تقدیم الوتر أول اللیل حیث یجوز تقدیم صلاة اللیل و أفضل أوقاته بعد الفجر الأول.

«29»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ لِی زَحِیراً لَا یَسْكُنُ فَقَالَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ فَقُلِ- اللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ مِنْ خَیْرٍ فَهُوَ مِنْكَ لَا حَمْدَ لِی فِیهِ وَ مَا عَمِلْتُ مِنْ سُوءٍ فَقَدْ حَذَّرْتَنِیهِ لَا عُذْرَ لِی فِیهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَّكِلَ عَلَی مَا لَا حَمْدَ لِی فِیهِ وَ آمَنَ مِمَّا لَا عُذْرَ لِی فِیهِ (1).

«30»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، رَوَی عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی كَثِیرُ الْمَالِ لَیْسَ یُولَدُ لِی وَلَدٌ فَهَلْ مِنْ حِیلَةٍ قَالَ نَعَمْ اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ سَنَةً فِی آخِرِ اللَّیْلِ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِنْ ضَیَّعْتَ ذَلِكَ بِاللَّیْلِ فَاقْضِهِ بِالنَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْكُمْ مِدْراراً وَ یُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ (2).

«31»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِیبَ لَهُ وَ یَتَأَكَّدُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ یَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ- اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرِ- وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ اللَّیْلِ إِذا یَسْرِ وَ رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَهَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَلِیكَ كُلِّ شَیْ ءٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی وَ بِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أَهْلُهُ یَا أَهْلَ التَّقْوَی وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ(3).

وَ عَنْهُمْ علیهم السلام: أَلَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی الْمُتَسَحِّرِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(4).

ص: 221


1- 1. دعوات الراوندیّ مخطوط.
2- 2. مجمع البیان ج 10 ص 361 و الآیة فی سورة نوح: 10- 12.
3- 3. عدّة الداعی ص 128.
4- 4. راجع أمالی الطوسیّ ج 2 ص 111، التهذیب ج 1 ص 408.

«32»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ،: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ اللَّیْلِ فَقَالَ الْوَقْتُ الَّذِی جَاءَ عَنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ یُنَادِی فِیهِ مُنَادِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِیبَهُ وَ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ قَالَ السَّائِلُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْوَقْتُ الَّذِی وَعَدَ یَعْقُوبُ فِیهِ بَنِیهِ بِقَوْلِهِ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّی (1) قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ الْوَقْتُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ فِیهِ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(2) إِنَّ صَلَاةَ اللَّیْلِ فِی آخِرِهِ

أَفْضَلُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ وَ هُوَ وَقْتُ الْإِجَابَةِ وَ هِیَ هَدِیَّةُ الْمُؤْمِنِ إِلَی رَبِّهِ فَأَحْسِنُوا هَدَایَاكُمْ إِلَی رَبِّكُمْ یُحْسِنِ اللَّهُ جَوَائِزَكُمْ فَإِنَّهُ لَا یُوَاظِبُ عَلَیْهَا إِلَّا مُؤْمِنٌ أَوْ صِدِّیقٌ (3).

«33»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَلِّ صَلَاةَ اللَّیْلِ مَتَی شِئْتَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ أَوْ مِنْ آخِرِهِ بَعْدَ أَنْ تُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ تُوتِرُ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّیْلِ (4).

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ وَ لَمْ یُوتِرْ فَلْیُوتِرْ إِذَا أَصْبَحَ یَعْنِی یَقْضِیهِ إِذَا فَاتَهُ (5).

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ رَخَّصَ فِی صَلَاةِ الْوَتْرِ فِی الْمَحْمِلِ (6).

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ صُلَحَاءِ مَوَالِیهِ شَكَا مَا یَلْقَی مِنَ النَّوْمِ وَ قَالَ إِنِّی أُرِیدُ الْقِیَامَ لِصَلَاةِ اللَّیْلِ فَیَغْلِبُنِی النَّوْمُ حَتَّی أُصْبِحَ فَرُبَّمَا قَضَیْتُ صَلَاةَ اللَّیْلِ فِی الشَّهْرِ الْمُتَتَابِعِ وَ الشَّهْرَیْنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُرَّةُ عَیْنٍ لَهُ وَ اللَّهِ وَ لَمْ یُرَخِّصْ لَهُ فِی الْوَتْرِ أَوَّلَ اللَّیْلِ وَ قَالَ الْوَتْرُ قَبْلَ الْفَجْرِ(7).

ص: 222


1- 1. یوسف: 98.
2- 2. آل عمران: 17.
3- 3. إرشاد القلوب: 146، و فی الكمبانیّ دعائم الإسلام و هو سهو.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 139.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 203.
6- 6. دعائم الإسلام ج 1 ص 203.
7- 7. دعائم الإسلام ج 1 ص 204.

وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ(1) قَالَ الشَّفْعُ الرَّكْعَتَانِ وَ الْوَتْرُ الْوَاحِدَةُ الَّتِی یَقْنُتُ فِیهَا(2)

وَ قَالَ یُسَلِّمُ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ وَ یَأْمُرُ إِنْ شَاءَ وَ یَنْهَی وَ یَتَكَلَّمُ بِحَاجَتِهِ وَ یَتَصَرَّفُ فِیهَا ثُمَّ یُوتِرُ بَعْدَ ذَلِكَ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ یَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ وَ یَجْلِسُ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ جَالِساً وَ لَا یُصَلِّی بَعْدَ ذَلِكَ صَلَاةً حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ(3).

وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَتَیْنِ مِنَ الْوَتْرِ فِی الْأُولَی سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی وَ فِی الثَّانِیَةِ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّالِثَةِ الَّتِی یَقْنُتُ فِیهَا بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ ذَلِكَ بَعْدَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ (4).

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قُنُوتُ الْوَتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فِی الثَّالِثَةِ وَ تَرْفَعُ یَدَیْكَ وَ تَبْسُطُهُمَا وَ تَرْفَعُ بَاطِنَهُمَا دُونَ وَجْهِكَ وَ تَدْعُو(5).

بیان: صلاة اللیل فی أوله محمول علی ذوی الأعذار كما عرفت و كما یدل علیه ما بعده و كون قنوت الوتر بعد الركوع محمول علی التقیة و أما قنوت الشفع فذهب بعض المتأخرین كصاحب المدارك و الشیخ البهائی قدس اللّٰه روحهما إلی عدم استحبابه لما رواه ابن سنان (6)

فی الصحیح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أنه قال فی القنوت و فی الوتر فی الركعة الثالثة و یشكل تخصیص العمومات الكثیرة الدالة علی كون القنوت فی كل ثنائیة بهذا المفهوم الضعیف و خصوص روایة رجاء بن أبی الضحاك (7) یؤیدها و یمكن حمله علی التقیة و الأظهر عندی استحبابه.

«34»- الْهِدَایَةُ،: وَقْتُ صَلَاةِ اللَّیْلِ إِذَا دَخَلَ الثُّلُثُ الْأَخِیرُ مِنَ اللَّیْلِ وَ هِیَ إِحْدَی عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا ثَمَانُ رَكَعَاتٍ صَلَاةُ اللَّیْلِ وَ رَكْعَتَا الشَّفْعِ وَ رَكْعَةُ الْوَتْرِ تَقْرَأُ فِی

ص: 223


1- 1. سورة الفجر: 3.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 205.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 205.
4- 4. دعائم الإسلام ج 1 ص 205.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 205.
6- 6. التهذیب ج 1 ص 159.
7- 7. عیون الأخبار ج 2 ص 181 و سیأتی بلفظه.

كُلِّ رَكْعَةٍ مَا تَیَسَّرَ لَكَ مِنَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ (1) وَ مَنْ صَلَّی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ- بِالْحَمْدِ وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ انْفَتَلَ وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذَنْبٌ إِلَّا غَفَرَ لَهُ (2).

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِی الْوَتْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً كَتَبَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(3) وَ صَلِّ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَ عِنْدَهُ وَ بَعْدَهُ (4).

«35»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی تَتِمَّاتِ الْمِصْبَاحِ رَوَی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَثِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یَقْرَأُ فِی الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ بِالتَّوْحِیدِ(5)

قَالَ وَ ذَكَرَ السَّیِّدُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ صَلَاةَ اللَّیْلِ لَا یَكُونُ إِلَّا بَعْدَ نِصْفِ اللَّیْلِ إِلَّا لِذَوِی الْأَعْذَارِ وَ لَمْ

یُرَخِّصْ فِی الْوَتْرِ أَوَّلَ اللَّیْلِ وَ قَضَاؤُهَا بِالنَّهَارِ أَفْضَلُ مِنْ تَقْدِیمِهَا أَوَّلَ اللَّیْلِ وَ لَأَنْ تَنَامَ وَ أَنْتَ تَقُولُ أَقُومُ وَ أُوتِرُ خَیْرٌ مِنْ أَنْ تَقُولَ قَدْ فَرَغْتُ رُوِیَ ذَلِكَ عَنْهُمْ علیهم السلام (6).

وَ مِنْهُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی وَتْرِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ هُوَ قَائِمٌ وَ وَاظَبَ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی یَمْضِیَ لَهُ سَنَةٌ كُتِبَ عِنْدَهُ تَعَالَی مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(7).

عَنْهُ علیه السلام: مَنْ قَالَ آخِرَ قُنُوتِهِ فِی الْوَتْرِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(8).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: إِذَا أَنْتَ انْصَرَفْتَ مِنَ الْوَتْرِ فَقُلْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ

ص: 224


1- 1. المزّمّل: 20.
2- 2. الهدایة: 35.
3- 3. الهدایة: 35.
4- 4. الهدایة: 35.
5- 5. جنة الأمان( مصباح الكفعمیّ) 52 فی الهامش.
6- 6. جنة الأمان( مصباح الكفعمیّ) 52 فی الهامش.
7- 7. مصباح الكفعمیّ: 53 فی الهامش.
8- 8. مصباح الكفعمیّ: 53 فی الهامش.

الْحَكِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

«36»- كِتَابُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِیِّ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: صَلَاةُ اللَّیْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَا الْغَدَاةِ الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ عِنْدَ الْفَجْرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.

«37»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ دَاوَمَ عَلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِی كُلِّ وَتْرٍ سَبْعِینَ مَرَّةً ثُمَّ وَاظَبَ عَلَی ذَلِكَ سَنَةً كُتِبَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(2).

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ قَالَ اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَتْرِهِ سَبْعِینَ مَرَّةً(3).

وَ مِنْهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی آخِرِ الْوَتْرِ فِی السَّحَرِ- أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً(4)

وَ دَاوَمَ عَلَی ذَلِكَ سَنَةً كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(5) وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْهُ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْمَغْفِرَةُ(6).

وَ مِنْهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً فِی الْوَتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَدَامَ عَلَی ذَلِكَ سَنَةً كَانَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(7).

ص: 225


1- 1. جنة الأمان ص 54 فی الهامش.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 165 فی آیة آل عمران: 17 تحت الرقم 12.
3- 3. المصدر نفسه، و الحدیث یتم هنا كما رواه فی التهذیب ج 1 ص 172، ج 2 ص 130 ط نجف، و ما ذكر بعده فی طبعة الكمبانیّ تتمة لحدیث آخر كما أضفناه فی الصلب.
4- 4. أضفناه من المصدر، و قد كان نسخة الكمبانیّ هناك مختلطا و الحدیث بهذا اللفظ مروی فی المحاسن: 53، و مع الزیادة فی الفقیه ج 1 ص 309.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 165.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 165.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 165.

وَ مِنْهُ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ تَفُوتُنِی صَلَاةُ اللَّیْلِ فَأُصَلِّی الْفَجْرَ فَلِی أَنْ أُصَلِّیَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا فَاتَنِی مِنَ الصَّلَاةِ وَ أَنَا فِی صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَهْلَكَ فَیَتَّخِذُونَهُ سُنَّةً فَیَبْطُلُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ(1).

بیان: یدل علی جواز إیقاع قضاء النوافل بعد صلاة الفجر و هو المشهور لأنها ذات سبب و عدم إعلام الأهل لعدم جرأتها علی ترك صلاة اللیل فی وقتها و یدل علی جواز إخفاء بعض الأحكام إذا تضمن إظهارها مفسدة.

«38»- الْكَافِی، فِی الصَّحِیحِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْوَتْرِ مَا یُقْرَأُ فِیهِنَّ جَمِیعاً قَالَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قُلْتُ فِی ثَلَاثَتِهِنَّ قَالَ نَعَمْ (2).

«39»- التَّهْذِیبُ، فِی الصَّحِیحِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْقِرَاءَةِ فِی الْوَتْرِ قَالَ كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَبِی بَابٌ فَكَانَ إِذَا صَلَّی یَقْرَأُ فِی الْوَتْرِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی ثَلَاثَتِهِنَّ وَ كَانَ یَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبِّی (3).

وَ فِی الصَّحِیحِ أَیْضاً عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یَقُولُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ كَانَ یُحِبُّ أَنْ یَجْمَعَهَا فِی الْوَتْرِ لِیَكُونَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ (4).

وَ فِی الصَّحِیحِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ علیه السلام عَنِ الْقِرَاءَةِ فِی الْوَتْرِ وَ قُلْتُ إِنَّ بَعْضاً رَوَی قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی الثَّلَاثِ وَ بَعْضاً رَوَی الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ فِی الثَّالِثَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَقَالَ اعْمَلْ بِالْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(5).

أقول: الأخبار فی قراءة التوحید فی الثلاث كثیرة و العمل بكل منها حسن.

«40»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُومُ مِنَ اللَّیْلِ مِرَاراً وَ ذَلِكَ أَشَدُّ الْقِیَامِ كَانَ إِذَا صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَمَرَ بِوَضُوئِهِ

ص: 226


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 165.
2- 2. الكافی ج 3 ص 449.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 171.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 171.
5- 5. التهذیب ج 1 ص 171.

وَ سِوَاكِهِ فَوُضِعَ عِنْدَ رَأْسِهِ مُخَمَّراً ثُمَّ یَرْقُدُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُومُ فَیَسْتَاكُ وَ یَتَوَضَّأُ وَ یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ یَرْقُدُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُومُ فَیَتَوَضَّأُ وَ یَسْتَاكُ وَ یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَفْعَلُ ذَلِكَ مِرَاراً حَتَّی إِذَا قَرُبَ الصُّبْحُ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ ثُمَّ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ جَالِساً وَ كَانَ كُلَّمَا قَامَ قَلَّبَ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ قَرَأَ الْآیَاتِ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ- إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ ثُمَّ یَقُومُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَیَتَطَهَّرُ وَ یَسْتَاكُ وَ یَخْرُجُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ یَجْلِسُ إِلَی أَنْ یُصَلِّیَ الْفَجْرَ(1).

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّیْلِ فَلْیَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ ثُمَّ یُسَلِّمُ وَ یَقُومُ فَیُصَلِّی مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ (2).

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِی رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّیْلِ أَطَالَ الْقِیَامَ وَ إِذَا رَكَعَ أَوْ سَجَدَ أَطَالَ حَتَّی یُقَالَ إِنَّهُ قَدْ نَامَ فَمَا یَفْجَؤُنَا مِنْهُ إِلَّا وَ هُوَ یَقُولُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً یَا عَظِیمُ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ یَا كَرِیمُ یَا جَبَّارُ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ جُرْمِی وَ تَقَبَّلْ عَمَلِی یَا جَبَّارُ یَا كَرِیمُ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخِیبَ أَوْ أَحْمِلَ جُرْماً(3).

توضیح: اعلم أن الأصحاب ذهبوا إلی أن صلاة اللیل كلما كانت أقرب من الفجر فهو أفضل (4) و نقل فی المعتبر و المنتهی إجماع الأصحاب و یدل علیه بعض الأخبار و قد دلت أخبار كثیرة علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام كانوا یشرعون فی صلاة اللیل بعد نصف اللیل بلا فصل كثیر و یؤكدها كثیر من الروایات الدالة علی فضیلة ذلك الوقت و أنها ساعة الاستجابة.

و قال ابن الجنید یستحب الإتیان بصلاة اللیل فی ثلاثة أوقات لقوله تعالی:

ص: 227


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 211.
3- 3. المصدر ج 1 ص 212.
4- 4. لعلهم یریدون بذلك صلاة الوتر وفاقا لاخبار كثیرة.

وَ مِنْ آناءِ اللَّیْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ(1)

وَ لِمَا رَوَاهُ مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ (2)

فِی الصَّحِیحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ صَلَاةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ كَانَ یَأْتِی بِطَهُورٍ فَیُخَمَّرُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ یُوضَعُ سِوَاكُهُ عِنْدَ فِرَاشِهِ ثُمَّ یَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا اسْتَیْقَظَ جَلَسَ ثُمَّ قَلَّبَ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ تَلَا الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ- إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْآیَةَ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ ثُمَّ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عَلَی قَدْرِ قِرَاءَتِهِ رُكُوعُهُ وَ سُجُودُهُ عَلَی قَدْرِ رُكُوعِهِ یَرْكَعُ حَتَّی یُقَالَ مَتَی یَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ یَسْجُدُ حَتَّی یُقَالَ مَتَی یَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ یَعُودُ إِلَی فِرَاشِهِ فَیَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَسْتَیْقِظُ فَیَجْلِسُ فَیَتْلُو الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَ یُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ وَ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كَمَا رَكَعَ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ یَعُودُ إِلَی فِرَاشِهِ فَیَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَسْتَیْقِظُ فَیَجْلِسُ فَیَتْلُو الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَ یُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ وَ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیُوتِرُ فَیُصَلِّی الرَّكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی الصَّلَاةِ.

ثم إن بعض الأخبار یدل علی الجمع فیمكن الجمع بینهما بأن التفریق من خصائصه صلی اللّٰه علیه و آله أو یكون الجمع محمولا علی التجویز أو علی من خاف فی التأخیر الترك.

وَ یُؤَیِّدُ الْأَخِیرَ مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ ره (3) فِی الْحَسَنِ كَالصَّحِیحِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَمَرَ بِوَضُوئِهِ وَ سِوَاكِهِ یُوضَعُ عِنْدَ رَأْسِهِ مُخَمَّراً فَیَرْقُدُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُومُ وَ یَسْتَاكُ وَ یَتَوَضَّأُ وَ یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ یَرْقُدُ ثُمَّ یَقُومُ وَ یَسْتَاكُ وَ یَتَوَضَّأُ وَ یُصَلِّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ یَرْقُدُ حَتَّی إِذَا كَانَ فِی وَجْهِ الصُّبْحِ قَامَ فَأَوْتَرَ ثُمَّ صَلَّی الرَّكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قُلْتُ مَتَی كَانَ یَقُومُ قَالَ بَعْدَ ثُلُثِ اللَّیْلِ.

قال الكلینی و قال فی حدیث آخر بعد نصف اللیل.

ص: 228


1- 1. طه: 130.
2- 2. التهذیب ج 1 ص 231.
3- 3. الكافی ج 3 ص 445.

و أما الأخبار الدالة علی استحباب التأخیر فیمكن حملها علی من لا یفرق أو علی الوتر كما یومی إلیه بعض الأخبار و أما الركعتان قبل صلاة اللیل فقد ذكرهما الأصحاب فی كتب الدعوات و لیست بمحسوبة من صلاة اللیل و سیأتی شرحها و كیفیتها.

«41»- الْعِلَلُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا الْعِلَّةُ فِی قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی الْوَتْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ الْعِلَّةُ فِیهِ أَنَّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُلُثُ الْقُرْآنِ وَ إِذَا قُرِئَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یَكُونُ قَارِئُهَا قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِی الْوَتْرِ.

«42»- كِتَابُ الْمَحَاسِنِ،: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا قَامَ إِلَی مِحْرَابِهِ فِی اللَّیْلِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِی سَوِیّاً وَ رَبَّیْتَنِی صَبِیّاً وَ جَعَلْتَنِی غَنِیّاً مَكْفِیّاً اللَّهُمَّ إِنِّی وَجَدْتُ فِیمَا أَنْزَلْتَهُ فِی كِتَابِكَ وَ بَشَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ أَنْ قُلْتَ- یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَ قَدْ كَانَ مِنِّی اللَّهُمَّ مَا عَلِمْتَ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَوَا سَوْأَتَاهْ مِمَّا أَحْصَاهُ كِتَابُكَ فَلَوْ لَا الْمَوَاقِفُ الَّتِی أَرْجُو فِیهَا عَفْوَكَ الَّذِی شَمِلَ كُلَّ شَیْ ءٍ لَأَلْقَیْتُ بِیَدِی وَ لَوْ أَنَّ أَحَداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ ذَنْبِهِ لَكُنْتُ أَنَا أَحَقَّ بِالْهَرَبِ مِنْهُ حَیْثُ لَا یَقْدِرُ وَ لَكِنْ كَیْفَ لِی بِذَلِكَ وَ أَنْتَ لَا یَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ إِلَّا أَتَیْتَ بِهَا وَ كَفَی بِكَ جَازِیاً وَ كَفَی بِكَ حَسِیباً اللَّهُمَّ إِنَّكَ طَالِبِی إِنْ هَرَبْتُ وَ مُدْرِكِی إِنْ فَرَرْتُ فَهَا أَنَا بَیْنَ یَدَیْكَ عَبْدٌ ذَلِیلٌ خَاضِعٌ رَاغِمٌ إِنْ تُعَذِّبْنِی فَإِنِّی لِذَلِكَ أَهْلٌ وَ هُوَ یَا رَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ وَ إِنْ تَغْفِرْ فَإِنَّكَ تَغْفِرُ قَبِیحاً فَلْتَسَعْنِی رَحْمَتُكَ وَ عَفْوُكَ وَ أَلْبِسْنِی عَافِیَتَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِالْحُسْنَی مِنْ أَسْمَائِكَ وَ بِمَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ أَوْ تَرْحَمَ هَذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ وَ هَذَا الْبَدَنَ الْهَلُوعَ الَّذِی لَا یَسْتَطِیعُ حَرَّ شَمْسِكَ فَكَیْفَ یَسْتَطِیعُ حَرَّ نَارِكَ وَ الَّذِی لَا یَسْتَطِیعُ صَوْتَ رَعْدِكَ فَكَیْفَ یَسْتَطِیعُ صَوْتَ غَضَبِكَ فَارْحَمْنِیَ اللَّهُمَّ إِنِّی امْرُؤٌ فَقِیرٌ حَقِیرٌ وَ خَطَرِی یَسِیرٌ أَنْ تُعَذِّبَنِی فَلَمْ یَزِدْ عَذَابِی فِی مُلْكِكَ مِثْقَالَ

ص: 229

ذَرَّةٍ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَی ذَلِكَ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ الْمُلْكُ لَكَ وَ لَكِنْ سُلْطَانُكَ أَعْظَمُ وَ مُلْكُكَ أَدْوَمُ مِنْ أَنْ یَزِیدَ فِیهِ طَاعَةُ الْمُطِیعِینَ أَوْ یَنْقُصَ مِنْهُ مَعْصِیَةُ الْمُذْنِبِینَ فَاغْفِرْ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَیْتَ الْمُرْسَلِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ (1).

بیان: هذا هو الدعاء الخمسون من أدعیة الصحیفة السجادیة صلوات اللّٰه علی من ألهمها بأدنی تغییر فی بعض الفقرات و السوءة فی الأصل العورة و ما لا یجوز أن ینكشف من الجسد ثم نقل إلی كل كلمة أو فعلة قبیحة أو فضیحة لقبحها كأنه قیل لها تعال یا سوأة فهذه من أحوالك التی حقك أن تحضرینی فیها و هی حال إحصاء الكتاب علی من القبائح و الأعمال السیئة.

و فی القاموس شملهم الأمر كفرح و نصر عمهم انتهی لألقیت بیدی أی إلی الهلاك كما قال تعالی وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ(2) أو تركت طلب المغفرة قال الجوهری ألقیته أی طرحته تقول ألقه من یدك و ألق به من یدك انتهی و الحسیب فعیل بمعنی مفعل من قولهم أحسبنی الشی ء أی كفانی و فی الصحیفة بعد قوله عدل و إن تعف عنی فقدیما شملنی عفوك و ألبستنی عافیتك أسألك اللّٰهم بالمخزون من أسمائك إلخ أو ترحم أی إلا أن ترحم و فی الصحیفة إلا رحمت.

«43»- الْمَنَاقِبُ، لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ (3) وَ الْخَرَائِجُ، لِلرَّاوَنْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ حَبِیبٍ الْكُوفِیِّ الْقَطَّانِ قَالَ: خَرَجْنَا سَنَةً حُجَّاجاً فَرَحَلْنَا مِنْ زُبَالَةَ فاستقلبتنا [فَاسْتَقْبَلَتْنَا] رِیحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَتَقَطَّعَتِ الْقَافِلَةُ فَتِهْتُ فِی تِلْكَ الْبَرَارِی فَانْتَهَیْتُ إِلَی وَادٍ قَفْرٍ وَ جَنَّنِی اللَّیْلُ فَأَوَیْتُ

إِلَی شَجَرَةٍ فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ عَلَیْهِ أَطْمَارٌ بِیضٌ قُلْتُ هَذَا وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ مَتَی أَحَسَّ بِحَرَكَتِی خَشِیتُ نِفَارَهُ فَأَخْفَیْتُ نَفْسِی فَدَنَا إِلَی مَوْضِعٍ فَتَهَیَّأَ إِلَی الصَّلَاةِ

ص: 230


1- 1. لم نجده فی المحاسن، و لعلّ فی ذكر الكتاب سهوا.
2- 2. البقرة: 195.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 142.

وَ قَدْ نَبَعَ لَهُ مَاءٌ فَوَثَبَ قَائِماً یَقُولُ یَا مَنْ حَازَ كُلَّ شَیْ ءٍ مَلَكُوتاً وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ جَبَرُوتاً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْلِجْ قَلْبِی فَرَحَ الْإِقْبَالِ عَلَیْكَ وَ أَلْحِقْنِی بِمَیْدَانِ الْمُطِیعِینَ لَكَ وَ دَخَلَ فِی الصَّلَاةِ فَتَهَیَّأْتُ أَیْضاً وَ قُمْتُ خَلْفَهُ وَ إِذَا أَنَا بِمِحْرَابٍ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ قُدَّامَهُ وَ كُلَّمَا مَرَّ بِآیَةٍ فِیهَا الْوَعْدُ وَ الْوَعِیدُ یُرَدِّدُهَا بِانْتِحَابٍ وَ حَنِینٍ فَلَمَّا تَقَشَّعَ الظَّلَامُ قَامَ فَقَالَ یَا مَنْ قَصَدَهُ الضَّالُّونَ فَأَصَابُوهُ مُرْشِداً وَ أَمَّهُ الْخَائِفُونَ فَوَجَدُوهُ مَعْقِلًا وَ لَجَأَ إِلَیْهِ الْعَابِدُونَ فَوَجَدُوهُ مَوْئِلًا مَتَی رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَیْرِكَ بَدَنَهُ وَ مَتَی فَرَجُ مَنْ قَصَدَ غَیْرَكَ هَمُّهُ إِلَهِی قَدِ انْقَشَعَ الظَّلَامُ وَ لَمْ أَقْضِ مِنْ خِدْمَتِكَ وَطَراً وَ لَا مِنْ حِیَاضِ مُنَاجَاتِكَ صَدَراً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی أَوْلَی الْأَمْرَیْنِ بِكَ فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقَالَ لَوْ صَدَقَ تَوَكُّلُكَ مَا كُنْتَ ضَالًّا وَ لَكِنِ اتَّبِعْنِی وَ اقْفُ أَثَرِی وَ أَخَذَ بِیَدِی فَخُیِّلَ لِی أَنَّ الْأَرْضَ تَمْتَدُّ مِنْ تَحْتِ قَدَمِی فَلَمَّا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحَ قَالَ هَذِهِ مَكَّةُ قُلْتُ مَنْ أَنْتَ بِالَّذِی تَرْجُوهُ فَقَالَ أَمَّا إِذْ أَقْسَمْتَ فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (1).

بیان: الوطر الحاجة و الصدر بالتحریك الاسم من قولك صدرت من الماء و المصدر الصدر بالتسكین.

«44»- الْعُیُونُ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام فِی طَرِیقِ خُرَاسَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ تَعْقِیبِ الْعِشَاءِ وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ فَإِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِیرُ مِنَ اللَّیْلِ قَامَ مِنْ فِرَاشِهِ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ وَ الِاسْتِغْفَارِ فَاسْتَاكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ فَصَلَّی ثَمَانَ رَكَعَاتٍ یُسَلِّمُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَیَیْنِ مِنْهَا فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثِینَ مَرَّةً.

ثُمَّ یُصَلِّی صَلَاةَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ یَقْنُتُ فِی كُلِّ رَكْعَتَیْنِ فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ التَّسْبِیحِ وَ یَحْتَسِبُ بِهَا مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی الرَّكْعَتَیْنِ الْبَاقِیَتَیْنِ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ سُورَةَ الْمُلْكِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ هَلْ أَتَی

ص: 231


1- 1. الخرائج ص 195.

عَلَی الْإِنْسَانِ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیِ الشَّفْعِ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا الْحَمْدَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یَقْنُتُ فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ فَإِذَا سَلَّمَ قَامَ وَ صَلَّی رَكْعَةَ الْوَتْرِ فَیَتَوَجَّهُ فِیهَا وَ یَقْرَأُ فِیهَا الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ یَقْنُتُ فِیهَا قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ یَقُولُ فِی قُنُوتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِیمَنْ هَدَیْتَ وَ عَافِنَا فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنَا فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ بَارِكْ لَنَا فِیمَا أَعْطَیْتَ وَ قِنَا شَرَّ مَا قَضَیْتَ فَإِنَّكَ

تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ إِنَّهُ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ وَ لَا یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ تَعَالَیْتَ ثُمَّ یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ سَبْعِینَ مَرَّةً فَإِذَا سَلَّمَ جَلَسَ فِی التَّعْقِیبِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا قَرُبَ مِنَ الْفَجْرِ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ(1).

بیان: هذه الروایة أیضا تدل علی استحباب قراءة التوحید ثلاثین مرة فی كل من الركعتین الأولیین من صلاة اللیل و لا ینافی استحباب قراءة الجحد و التوحید بل هو مخیر بینهما.

و قال الشهید قدس اللّٰه روحه فی النفلیة یستحب قراءة التوحید ثلاثین مرة فی أولتی صلاة اللیل أو فی الركعتین السابقتین علیهما و قال الشهید الثانی روح اللّٰه روحه فی شرحه فإنه یستحب صلاة ركعتین قبل الشروع فی صلاة اللیل و إنما ردد المصنف بینهما لما تقدم من استحباب قراءة الجحد و التوحید فی أولیی صلاة اللیل فاستحباب قراءة غیرهما فیهما یظهر منه التنافی فحمله بعضهم علی الركعتین السابقتین علیهما و نقله المصنف فی بعض فوائده عن شیخه عمید الدین و الواقع فی الروایة إنما هو صلاة اللیل فردد المصنف لذلك مع أنه یمكن رفع المنافاة بكون كل واحد منهما مستحبا فیتخیر المصلی فیهما أو بأن یجمع بینهما فإن غایته القران و هو فی النافلة جائز بغیر خلاف بل غیر مكروه.

و قال فی الذكری بعد حكمه بحسن جمیع ما وردت به النصوص فی ذلك

ص: 232


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 181- 182.

فینبغی للمتهجد أن یعمل بجمیع الأقوال فی مختلف الأحوال.

«45»- الْمُتَهَجِّدُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ صَلَاةَ اللَّیْلِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ فَاقْرَأْ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ الم السَّجْدَةَ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ یَا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ وَ فِی الْخَامِسَةِ الْحَمْدَ وَ حم السَّجْدَةَ وَ فِی السَّادِسَةِ الْحَمْدَ وَ سُورَةَ الْمُلْكِ وَ فِی السَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ یس وَ فِی الثَّامِنَةِ الْحَمْدَ وَ الْوَاقِعَةَ ثُمَّ تُوتِرُ بِالْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1).

«46»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: فَإِذَا نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَلْیَقُلْ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا یُوَارِی مِنْكَ لَیْلٌ سَاجٍ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ مِنَ الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ (2)

قَالُوا وَ یُسْتَحَبُّ أَیْضاً أَنْ یَقُولَ یَا نُورَ النُّورِ یَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ یَا مَنْ یَلِی التَّدْبِیرَ وَ یُمْضِی الْمَقَادِیرَ أَمْضِ مَقَادِیرِی فِی یَوْمِی هَذَا إِلَی السَّلَامَةِ وَ الْعَافِیَةِ(3)

وَ یُسْتَحَبُّ أَیْضاً أَنْ یَقُولَ إِذَا نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ یَا مَنْ بَنَی السَّمَاءَ بِأَیْدِهِ وَ جَعَلَهَا سَقْفاً مَرْفُوعاً یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا مَنْ فَرَشَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَهَا مِهَاداً یَا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثی اجْعَلْنِی مِنَ الذَّاكِرِینَ لَكَ وَ الْخَائِفِینَ مِنْكَ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَ افْتَحْ لِی أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ أَغْلِقْ عَنِّی أَبْوَابَ نَقِمَتِكَ وَ عَافِنِی مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ سُكَّانِ الْهَوَاءِ وَ سُكَّانِ الْأَرْضِ إِنَّكَ كَرِیمٌ وَهَّابٌ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مُلْكَكَ وَ أَقْهَرَ سُلْطَانَكَ وَ أَغْلَبَ جُنْدَكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ

مَا أَعَزَّ خَلْقَكَ وَ أَغْفَلَهُمْ عَنْ عَظِیمِ آیَاتِكَ وَ كَثِیرِ خَزَائِنِكَ سُبْحَانَكَ مَا أَوْسَعَ خَزَائِنَكَ وَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِی لَكَ مِنَ الذَّاكِرِینَ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْغَافِلِینَ-(4)

ص: 233


1- 1. مصباح المتهجد: 189- 190.
2- 2. مر فی الباب السابق ص 187.
3- 3. مصباح المتهجد ص 89.
4- 4. مصباح المتهجد ص 89.

فَإِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ التَّوَّابِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُتَطَهِّرِینَ ثُمَّ لِیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یُحِبُّ الْخَیْرَاتِ وَ یَعْمَلُ بِهَا وَ یُعِینُ عَلَیْهَا وَ یُسَارِعُ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَعْمَلُ بِهِ وَ یُعِینُ عَلَیْهِ وَ أَعِنِّی عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ عَمَلِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ(1) فَإِذَا أَرَادَ دُخُولَ الْمَسْجِدِ فَلْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ إِلَی اللَّهِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ خَیْرُ الْأَسْمَاءِ لِلَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ عُمَّارِ مَسَاجِدِكَ وَ عُمَّارِ بُیُوتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ افْتَقَرْتُ إِلَی رَحْمَتِكَ وَ أَنْتَ غَنِیٌّ عَنِّی وَ عَنْ عَذَابِی تَجِدُ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ تُعَذِّبُهُ وَ لَا أَجِدُ مَنْ یَغْفِرُ لِی غَیْرَكَ ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ عَمِلْتُ سُوءاً فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِی أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ أَغْلِقْ عَنِّی بَابَ مَعْصِیَتِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی فِی مَقَامِی هَذَا جَمِیعَ مَا أَعْطَیْتَ أَوْلِیَاءَكَ وَ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَ اصْرِفْ عَنِّی جَمِیعَ مَا صَرَفْتَ عَنْهُمْ مِنْ شَرٍّ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِی لِذِكْرِكَ وَ ارْزُقْنِی نَصْرَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ثَبِّتْنِی عَلَی أَمْرِهِمْ وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَیْنِهِمْ وَ احْفَظْهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ عَنْ شَمَائِلِهِمْ وَ امْنَعْهُمْ مِنْ أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِمْ بِسُوءٍ وَ إِیَّایَ اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ فِی بَیْتِكَ وَ عَلَی كُلِّ مَأْتِیٍّ إِكْرَامُ زَائِرِهِ فَیَا خَیْرَ مَنْ طُلِبَتْ مِنْهُ الْحَاجَاتُ وَ رُغِبَ إِلَیْهِ أَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ بِرَحْمَتِكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بِحَقِّ الْوَلَایَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی فَكَاكَ رَقَبَتِی

ص: 234


1- 1. مصباح المتهجد ص 90.

مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی فَاجْعَلْنِی عِنْدَكَ اللَّهُمَّ بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَ دُعَائِی بِهِمْ مُسْتَجَاباً وَ ذَنْبِی بِهِمْ مَغْفُوراً وَ رِزْقِی بِهِمْ مَبْسُوطاً وَ حَوَائِجِی بِهِمْ مَقْضِیَّةً وَ انْظُرْ إِلَیَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ نَظْرَةً رَحِیمَةً أَسْتَوْجِبُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لَا تَصْرِفْهُ عَنِّی أَبَداً بِرَحْمَتِكَ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ وَ دِینِ مَلَائِكَتِكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ مَرْضَاتَكَ طَلَبْتُ وَ ثَوَابَكَ ابْتَغَیْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ فَأَقْبِلْ إِلَیَّ بِوَجْهِكَ وَ أَقْبِلْ بِوَجْهِی إِلَیْكَ اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِی لِذِكْرِكَ وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ وَ فَضْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمِینَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ وَ فَضْلَكَ عَلَیَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ ثُمَّ تَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ سَبِّحْ لِلَّهِ سَبْعاً وَ احْمَدِ اللَّهَ سَبْعاً وَ كَبِّرِ اللَّهَ سَبْعاً وَ هَلِّلِ اللَّهَ سَبْعاً ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا هَدَیْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا فَضَّلْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا شَرَّفْتَنِی وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی كُلِّ بَلَاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَیْتَنِیهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلَاتِی وَ دُعَائِی وَ طَهِّرْ قَلْبِی وَ اشْرَحْ صَدْرِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (1).

بیان: أقول قد مر بعض الأدعیة للوضوء و غیره فی الباب السابق و الأید القوة و فی النهایة المسامع جمع مسمع و هو آلة السمع أو جمع سمع علی غیر قیاس كمشابه و ملامح و المسمع بالفتح خرقها انتهی و أصلح ذات بینهم ذات الشی ء حقیقته أی حقیقة أحوال تكون بینهم و المعنی أصلح ما بینهم من الأحوال حتی تكون أحوال ألفة و محبة و اتفاق و مودة.

ص: 235


1- 1. مصباح المتهجد: 90- 92.

و حكی عن الأخفش أنه قال فی قوله تعالی وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَیْنِكُمْ (1) إنما أنثوا ذات لأن بعض الأشیاء قد یوضع له اسم مؤنث و لبعضها اسم مذكر كما قالوا دار و حائط أنثوا الدار و ذكروا الحائط انتهی.

و الغرض هنا إما طلب إصلاح ما یكون بینهم و بین غیرهم بتقدیر فی الكلام أو إصلاح الأمور المتعلقة بأنفسهم أو المراد بالآل ما یعم غیر المعصومین أیضا و هو أظهر علی أنه قد یكون الدعاء لأمر لا بد من أن یكون بدونه أیضا كما قیل فی قوله سبحانه رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا(2) علی بعض الوجوه بحق الولایة أی ولایتی لآل محمد علیهم السلام.

«47»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْجُنَّةُ، [جنة الأمان] وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ الْمَكَارِمُ، وَ الدَّعَائِمُ،: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ إِذَا هَدَأَتِ الْعُیُونُ إِلَهِی غَارَتْ (3)

نُجُومُ سَمَائِكَ وَ نَامَتْ عُیُونُ أَنَامِكَ وَ هَدَأَتْ أَصْوَاتُ عِبَادِكَ وَ أَنْعَامِكَ وَ غَلَّقَتِ الْمُلُوكُ عَلَیْهَا أَبْوَابَهَا(4)

وَ طَافَ عَلَیْهَا حُرَّاسُهَا وَ احْتَجَبُوا عَمَّنْ یَسْأَلُهُمْ حَاجَةً أَوْ یَنْتَجِعُ مِنْهُمْ فَائِدَةً وَ أَنْتَ إِلَهِی حَیٌّ قَیُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ وَ لَا یَشْغَلُكَ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ أَبْوَابُ سَمَائِكَ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَاتٌ وَ خَزَائِنُكَ غَیْرُ مُغْلَقَاتٍ وَ أَبْوَابُ رَحْمَتِكَ غَیْرُ مَحْجُوبَاتٍ وَ فَوَائِدُكَ لِمَنْ سَأَلَكَهَا غَیْرُ مَحْظُورَاتٍ بَلْ هِیَ مَبْذُولَاتٌ فَأَنْتَ إِلَهِیَ الْكَرِیمُ الَّذِی لَا تَرُدُّ سَائِلًا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ سَأَلَكَ وَ لَا تَحْتَجِبُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَرَادَكَ لَا وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَا تُخْتَزَلُ حَوَائِجُهُمْ دُونَكَ وَ لَا یَقْضِیهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ إِلَهِی وَ قَدْ تَرَانِی وَ وُقُوفِی وَ ذُلَّ مَقَامِی وَ تَعْلَمُ سَرِیرَتِی وَ تَطَّلِعُ عَلَی مَا فِی قَلْبِی

ص: 236


1- 1. الأنفال: 1.
2- 2. البقرة: 286.
3- 3. فی الدعائم: مارت، من مار الشی ء یمور مورا، و جعل« غارت» خ ل.
4- 4. فی الدعائم: و هدأت أصوات عبادك و غلقت ملوك بنی أمیّة علیها أبوابها و طاف علیها حجابها و احتجبوا».

وَ مَا یَصْلُحُ بِهِ أَمْرُ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ إِلَهِی إِنْ ذَكَرْتُ الْمَوْتَ (1)

وَ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ وَ الْوُقُوفَ بَیْنَ یَدَیْكَ نَغَّصَنِی مَطْعَمِی وَ مَشْرَبِی وَ أَغَصَّنِی بِرِیقِی وَ أَقْلَقَنِی عَنْ وِسَادِی وَ مَنَعَنِی رُقَادِی وَ كَیْفَ یَنَامُ مَنْ یَخَافُ بَیَاتَ (2)

مَلَكِ الْمَوْتِ فِی طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ طَوَارِقِ النَّهَارِ بَلْ كَیْفَ یَنَامُ الْعَاقِلُ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ لَا یَنَامُ لَا بِاللَّیْلِ وَ لَا بِالنَّهَارِ وَ یَطْلُبُ قَبْضَ رُوحِهِ (3)

بِالْبَیَاتِ أَوْ فِی آنَاءِ السَّاعَاتِ ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یُلْصِقُ خَدَّهُ بِالتُّرَابِ وَ هُوَ یَقُولُ أَسْأَلُكَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْعَفْوَ عَنِّی حِینَ أَلْقَاكَ (4).

أقول: دعاء السجود فی الدعائم هكذا رب أسألك الراحة و الروح عند الموت و المصیر إلی الرحمة و الرضوان (5).

بیان: هدأت أی سكنت و الانتجاع طلب المعروف غیر محظورات أی ممنوعات و الاختزال الاقتطاع و انخزل الشی ء انقطع و نغص علیه العیش تنغیصا كدره و أغصنی بریقی من الغصة بالضم و هی الشجا فی الحلق و هی كنایة عن كمال الخوف و الاضطراب أی صیرنی بحیث لا أقدر علی أن أبلع ریقی و قد وقف فی حلقی و أقلقه أزعجه.

و قال الجوهری بات یفعل كذا إذا فعله لیلا كما یقال ظل یفعل كذا إذا فعله بالنهار و بیت العدو أی أوقع بهم لیلا و الاسم البیات و الطارق الذی یجی ء بالنهار و قد یطلق علی الأعم كما هنا.

أو فی آناء الساعات (6) أی أجزائها أو فی بعض الساعات قال الجوهری آناء

ص: 237


1- 1. فی الدعائم: الهی و ترقب الموت و هول المطلع.
2- 2. فی الدعائم: بغتات.
3- 3. زاد فی الدعائم: حثیثا بالبیات.
4- 4. مصباح المتهجد: 92، جنة الأمان الواقیة( مصباح الكفعمیّ): 49- 50 البلد الأمین: 35- 36، مكارم الأخلاق، 340- 399.
5- 5. دعائم الإسلام ج 1 ص 212 و 213.
6- 6. كان فی الدعائم:« أوفی أیة الساعات».

اللیل ساعاته قال الأخفش واحدها إنی مثل معی و قال بعضهم واحدها إنی و إنو یقال مضی إنیان من اللیل و إنوان.

«48»- الْمُتَهَجِّدُ،: صَلَاةُ الْحَاجَةِ تُصَلِّی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَتَطَهَّرْ لِلصَّلَاةِ طَهُوراً سَابِغاً وَ اخْلُ بِنَفْسِكَ وَ أَجِفْ بَابَكَ وَ أَسْبِلْ سِتْرَكَ وَ صُفَّ قَدَمَیْكَ بَیْنَ یَدَیْ مَوْلَاكَ وَ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ تُحْسِنُ فِیهِمَا الْقِرَاءَةَ تَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ تَحَفَّظُ مِنْ سَهْوٍ یَدْخُلُ عَلَیْكَ فَإِذَا سَلَّمْتَ بَعْدَهَا فَسَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَی ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ تَسْبِیحَةً وَ احْمَدِ اللَّهَ تَعَالَی ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ تَحْمِیدَةً وَ كَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ تَكْبِیرَةً وَ قُلْ یَا مَنْ نَوَاصِی الْعِبَادِ بِیَدِهِ وَ قُلُوبُ الْجَبَابِرَةِ فِی قَبْضَتِهِ وَ كُلُّ الْأُمُورِ لَا یَمْتَنِعُ مِنَ الْكَوْنِ تَحْتَ إِرَادَتِهِ یُدَبِّرُهَا بِتَكْوِینِهِ إِذَا شَاءَ كَیْفَ شَاءَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ أَنْتَ اللَّهُ مَا شِئْتَ مِنْ أَمْرٍ یَكُنْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ رَبِّ قَدْ دَهِمَنِی مَا قَدْ عَلِمْتَ وَ غَشِیَنِی مَا لَمْ یَغِبْ عَنْكَ فَإِنْ أَسْلَمْتَنِی هَلَكْتُ وَ إِنْ أَعْزَزْتَنِی سَلِمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْطُو بِاللِّوَاذِ بِكَ عَلَی كُلِّ كَبِیرٍ وَ أَنْجُو مِنْ مَهَاوِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ بِذِكْرِی لَكَ فِی آنَاءِ اللَّیْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ إِلَهِی بِكَ أَتَعَزَّزُ عَلَی كُلِّ عَزِیزٍ وَ بِكَ أَصُولُ عَلَی كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِلَهِی وَ إِلَهُ آبَائِی وَ إِلَهُ الْعَالَمِینَ سَیِّدِی إِنَّكَ ابْتَدَأْتَ بِالْمِنَحِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فَاخْصُصْنِی

بِتَوْفِیرِهَا وَ إِجْزَالِهَا بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَیْكَ عَوَّلْتُ وَ بِكَ وَثِقْتُ وَ إِلَیْكَ لَجَأْتُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّی لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ- أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَكَ سَعْیاً وَ قَالَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ یَؤُمُّ ذُو الْآمَالِ وَ إِلَیْكَ یَلْجَأُ الْمُسْتَضَامُ وَ أَنْتَ اللَّهُ مَالِكُ الْمُلُوكِ وَ رَبُّ كُلِّ الْخَلَائِقِ أَمْرُكَ نَافِذٌ بِغَیْرِ عَائِقٍ لِأَنَّكَ أَنْتَ ذُو السُّلْطَانِ

ص: 238

وَ خَالِقُ الْإِنْسِ وَ الْجَانِّ أَسْأَلُكَ أَسْأَلُكَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ تَقُولُ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی ثُمَّ تَقُولُ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ یَسِّرْ مِنْ أَمْرِی مَا تَعَسَّرَ وَ أَرْشِدْنِی الْمِنْهَاجَ الْمُسْتَقِیمَ وَ أَنْتَ اللَّهُ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَسَهِّلْ لِی كُلَّ شَدِیدٍ وَ وَفِّقْنِی لِلْأَمْرِ الرَّشِیدِ ثُمَّ تَقُولُ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا(1).

صَلَاةٌ أُخْرَی لِلْحَاجَةِ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی حَاجَةٌ فَلْیَقُمْ جَوْفَ اللَّیْلِ وَ یَغْتَسِلُ وَ لْیَلْبَسْ أَطْهَرَ ثِیَابِهِ وَ لْیَأْخُذْ قُلَّةً جَدِیدَةً مَلْأَی مِنْ مَاءٍ وَ یَقْرَأُ عَلَیْهَا إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یَرُشُّ حَوْلَ مَسْجِدِهِ وَ مَوْضِعِ سُجُودِهِ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا الْحَمْدَ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فِی الرَّكْعَتَیْنِ جَمِیعاً ثُمَّ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ فَإِنَّهُ حَرِیٌّ أَنْ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).

«49»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ، رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِینَ علیهم السلام: أَنَّ مَنْ غَفَلَ عَنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ فَلْیُصَلِّ عَشْرَ رَكَعَاتٍ بِعَشْرِ سُوَرٍ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ الم التَّنْزِیلَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ یس وَ فِی الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ الدُّخَانَ وَ فِی الرَّابِعَةِ الْفَاتِحَةَ وَ اقْتَرَبَتْ وَ فِی الْخَامِسَةِ الْحَمْدَ وَ الْوَاقِعَةَ وَ فِی السَّادِسَةِ الْفَاتِحَةَ وَ تَبَارَكَ الَّذِی بَیدِهِ الْمُلْكُ وَ فِی السَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ الْمُرْسَلَاتِ وَ فِی الثَّامِنَةِ الْحَمْدَ وَ عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ وَ فِی التَّاسِعَةِ الْحَمْدَ وَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَ فِی الْعَاشِرَةِ الْحَمْدَ وَ الْفَجْرَ قَالَ علیه السلام مَنْ صَلَّاهَا عَلَی هَذِهِ الصِّفَةِ لَمْ یَغْفُلْ عَنْهَا(3).

«50»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ذَكَرَ رَكْعَتَیْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اللَّیْلِ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ یَقُومُ مِنَ اللَّیْلِ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ یَدْعُو فِی سُجُودِهِ لِأَرْبَعِینَ مِنْ أَصْحَابِهِ یُسَمِّی بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ إِلَّا وَ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَی شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ (4)

وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُصَلِّی أَمَامَ صَلَاةِ اللَّیْلِ رَكْعَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی الْأُولَی وَ فِی الثَّانِیَةِ بِقُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ یَرْفَعُ یَدَیْهِ بِالتَّكْبِیرِ وَ یَقُولُ

ص: 239


1- 1. مصباح المتهجد ص 95.
2- 2. مصباح المتهجد ص 96.
3- 3. مصباح المتهجد ص 96.
4- 4. مصباح المتهجد ص 93.

أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ ذُو الْعِزِّ الشَّامِخِ وَ السُّلْطَانِ الْبَاذِخِ وَ الْمَجْدِ الْفَاضِلِ أَنْتَ الْمَلِكُ الْقَاهِرُ الْكَبِیرُ الْقَادِرُ الْغَنِیُّ الْفَاخِرُ یَنَامُ الْعِبَادُ وَ لَا تَنَامُ وَ لَا تَغْفُلُ وَ لَا تَسْأَمُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ذِی الْفَوَاضِلِ الْعِظَامِ وَ النِّعَمِ الْجِسَامِ وَ صَاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ وَلِیِّ كُلِّ نِعْمَةٍ لَمْ یَخْذُلْ عِنْدَ كُلِّ شَدِیدَةٍ وَ لَمْ یَفْضَحْ بِسَرِیرَةٍ وَ لَمْ یُسْلِمْ بِجَرِیرَةٍ وَ لَمْ یُخْزِ فِی مَوْطِنٍ وَ مَنْ هُوَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عُدَّةً وَ رِدْءاً عِنْدَ كُلِّ عَسِیرٍ وَ یَسِیرٍ حَسَنِ الْبَلَاءِ كَرِیمِ الثَّنَاءِ عَظِیمِ الْعَفْوِ عَنَّا أَمْسَیْنَا لَا یُغْنِینَا أَحَدٌ إِنْ حَرَمْتَنَا وَ لَا یَمْنَعُنَا مِنْكَ أَحَدٌ إِنْ أَرَدْتَنَا فَلَا تَحْرِمْنَا فَضْلَكَ لِقِلَّةِ شُكْرِنَا وَ لَا تُعَذِّبْنَا لِكَثْرَةِ ذُنُوبِنَا وَ مَا قَدَّمَتْ أَیْدِینَا سُبْحَانَ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ ثُمَّ یَقْرَأُ وَ یَرْكَعُ وَ یَسْجُدُ ثُمَّ یَقُومُ إِلَی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فَیَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ سُورَةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ بَسَطَ یَدَیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ رُفِعَتْ أَیْدِی السَّائِلِینَ وَ مُدَّتْ أَعْنَاقُ الْمُجْتَهِدِینَ وَ نُقِلَتْ أَقْدَامُ الْخَائِفِینَ وَ شَخَصَتْ أَبْصَارُ الْعَابِدِینَ وَ أَفْضَتْ قُلُوبُ الْمُتَّقِینَ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ یَا مُجِیبَ الْمُضْطَرِّینَ وَ مُعِینَ الْمَغْلُوبِینَ وَ مُنَفِّسَ كُرُبَاتِ الْمَكْرُوبِینَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِینَ وَ رَبَّ النَّبِیِّینَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَفْزَعَهُمْ عِنْدَ الْأَهْوَالِ وَ الشَّدَائِدِ الْعِظَامِ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ مَنْ قَامَ بِأَمْرِكَ وَ عَانَدَ عَدُوَّكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ صَبَرَ عَلَی الْأَخْذِ بِكِتَابِكَ مُحِبّاً لِأَهْلِ طَاعَتِكَ مُبْغِضاً لِأَهْلِ مَعْصِیَتِكَ مُجَاهِداً فِیكَ حَقَّ جِهَادِكَ لَمْ تَأْخُذْهُ فِیكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ ثُمَّ ثَبَّتَّهُ بِمَا مَنَنْتَ عَلَیْهِ فَإِنَّمَا الْخَیْرُ بِیَدِكَ وَ أَنْتَ تَجْزِی بِهِ مَنْ رَضِیتَ عَنْهُ وَ فَسَحْتَ لَهُ فِی قَبْرِهِ ثُمَّ بَعَثْتَهُ مُبْیَضّاً وَجْهُهُ قَدْ أَمِنْتَهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ هَوْلِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ یَرْكَعُ فَإِذَا سَلَّمَ كَبَّرَ ثَلَاثاً ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ اهْدِنِی فِیمَنْ هَدَیْتَ وَ عَافِنِی فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنِی فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ بَارِكْ لِی فِیمَا أَعْطَیْتَ وَ قِنِی شَرَّ مَا قَضَیْتَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ إِنَّهُ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ وَ لَا یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ سُبْحَانَكَ یَا رَبَّ الْبَیْتِ الْحَرَامِ

ص: 240

اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ إِنَّ بِیَدِكَ الْمَمَاتَ وَ الْمَحْیَا وَ إِنَّ إِلَیْكَ الْمُنْتَهَی وَ الرُّجْعَی وَ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِی الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ الْحَكِیمِ الْغَفَّارِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمِلْكِ وَ لَا مِثْلٌ وَ لَا شِبْهٌ وَ لَا عَدْلٌ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ- رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ- رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً- رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِكَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِینَ الَّذِینَ أُوذُوا فِی جَنْبِكَ وَ جَاهَدُوا فِیكَ حَقَّ جِهَادِكَ وَ قَامُوا بِأَمْرِكَ وَ وَحَّدُوكَ وَ عَبَدُوكَ حَتَّی أَتَاهُمُ الْیَقِینُ اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْكَفَرَةَ الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ كِتَابِكَ وَ یُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَ اجْعَلْ عَلَیْهِمْ رِجْزَكَ وَ عَذَابَكَ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ أَوْزِعْهُمْ أَنْ یَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ ارْحَمْ عِبَادَكَ الصَّالِحِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ یَسْجُدُ(1).

بیان: الشامخ العالی و المرتفع كالباذخ و الردء بالكسر العون قال تعالی فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً(2) ذكره الجوهری و قال شخص بصره فهو شاخص

ص: 241


1- 1. مصباح المتهجد ص 93- 95.
2- 2. القصص: 34.

إذا فتح عینیه و جعل لا یطرف و قال یقال أفضیت إذا خرجت إلی الفضاء و أفضیت إلی فلان سری و المنظرة المرقبة و أنت بالمنظر الأعلی أی ترقب عبادك و تطلع علیهم أو لا یصل إلیك أفكار الخلائق و عقولهم.

و العزیز الغالب الذی لا یغلب و قیل هو الذی لا یعادله شی ء و الجبار العظیم الشأن فی الملك و السلطان و لا یطلق علی غیره تعالی إلا علی وجه الذم أو الذی یجبر الخلق و یقهرهم علی ما یرید أو یجبر حالهم و یصلحهم كالذی یجبر الكسر و القهار الشدید القهر و الغلبة علی العباد و المتعال حذفت الیاء و أبقیت الكسرة دلیلا علیها و هو الذی جل عن كل وصف و الإصر الذنب و الضیق و الشدة و العهد الشدید كان غراما أی هلاكا أو ملازما

«51»- مِصْبَاحُ السَّیِّدِ ابْنِ الْبَاقِی، قَالَ بَعْدَ الدُّعَاءِ الْمُتَقَدِّمِ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْعُو بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْوِرْدِ قَبْلَ صَلَاةِ اللَّیْلِ بِهَذَا الدُّعَاءِ- اللَّهُمَّ إِلَیْكَ حَنَّتْ قُلُوبُ الْمُخْبِتِینَ وَ بِكَ أَنِسَتْ عُقُولُ الْعَاقِلِینَ وَ عَلَیْكَ عَكَفَتْ رَهْبَةُ الْعَالِمِینَ وَ بِكَ اسْتَجَارَتْ أَفْئِدَةُ الْمُقَصِّرِینَ فَیَا أَمَلَ الْعَارِفِینَ وَ رَجَاءَ الْآمِلِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ أَجِرْنِی مِنْ فَضَائِحِ یَوْمِ الدِّینِ عِنْدَ هَتْكِ السُّتُورِ وَ تَحْصِیلِ مَا فِی الصُّدُورِ وَ آنِسْنِی عِنْدَ خَوْفِ الْمُذْنِبِینَ وَ دَهْشَةِ الْمُفْرِطِینَ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَوَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِیَتِی إِیَّاكَ مُخَالَفَتَكَ وَ لَا عَصَیْتُكَ إِذْ عَصَیْتُكَ وَ أَنَا بِمَكَانِكَ جَاهِلٌ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَا بِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌّ وَ لَكِنْ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ أَعَانَتْنِی عَلَی ذَلِكَ شِقْوَتِی وَ غَرَّنِی سِتْرُكَ الْمُرْخَی عَلَیَّ فَعَصَیْتُكَ بِجَهْلِی وَ خَالَفْتُكَ بِجُهْدِی فَمِنَ الْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنِی وَ بِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِذَا قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی وَا سَوْأَتَاهْ مِنَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْكَ غَداً إِذَا قِیلَ لِلْمُخِفِّینَ جُوزُوا وَ لِلْمُثْقِلِینَ حُطُّوا أَ مَعَ الْمُخِفِّینَ أَجُوزُ أَمْ مَعَ الْمُثْقِلِینَ أَحُطُّ یَا وَیْلَتَا كُلَّمَا كَبِرَتْ سِنِّی كَثُرَتْ مَعَاصِیَّ فَكَمْ ذَا أَتُوبُ وَ كَمْ ذَا أَعُودُ مَا آنَ لِی أَنْ أَسْتَحْیِیَ مِنْ رَبِّی ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (1).

ص: 242


1- 1. مصباح ابن الباقی مخطوط.

بیان: المخف علی بناء الإفعال من خف حمله و المثقل من ثقل حمله.

«52»- الْفَقِیهُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُومَ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ آلِهِ وَ أُقَدِّمُهُمْ بَیْنَ یَدَیْ حَوَائِجِی فَاجْعَلْنِی بِهِمْ وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِی بِهِمْ وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِهِمْ وَ لَا تُضِلَّنِی بِهِمْ وَ ارْزُقْنِی بِهِمْ وَ لَا تَحْرِمْنِی بِهِمْ وَ اقْضِ لِی حَوَائِجِی لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (1).

بیان: بنبیك أی مستشفعا به و لا تعذبنی بهم أی بمخالفتهم و عداوتهم و یحتمل القسم فی الجمیع و إن كان بعیدا.

«53»- الْمُتَهَجِّدُ،: وَ یَقُومُ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ یَتَوَجَّهُ فِی أَوَّلِ الرَّكْعَةِ بِسَبْعِ تَكْبِیرَاتٍ عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنْ لَمْ یُمْكِنْهُ قَرَأَ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ یَقْرَأُ فِی السِّتِّ الْبَوَاقِی مَا شَاءَ مِنَ السُّوَرِ الطِّوَالِ مِثْلَ الْأَنْعَامِ وَ الْكَهْفِ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ یس وَ الْحَوَامِیمِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ إِذَا كَانَ عَلَیْهِ وَقْتٌ كَثِیرٌ فَإِنْ ضَاقَ الْوَقْتُ اقْتَصَرَ عَلَی الْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُسْتَحَبُّ الْجَهْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ (2).

أَقُولُ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ النُّسَخِ الْقَدِیمَةِ مِنْ مِصْبَاحِ الشَّیْخِ عَلَی الْهَامِشِ مَنْقُولًا مِنْ خَطِّهِ قُدِّسَ سِرُّهُ هَكَذَا: وَ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ وَ الرَّابِعَةِ الْمُزَّمِّلَ وَ عَمَّ وَ فِی الْخَامِسَةِ وَ السَّادِسَةِ مِثْلَ یس وَ الدُّخَانِ وَ الْوَاقِعَةِ وَ الْمُدَّثِّرِ وَ فِی السَّابِعَةِ وَ الثَّامِنَةِ تَبَارَكَ وَ هَلْ أَتَی وَ یُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ عَقِیبَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ فِی الْأَصْلِ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَدُوٌّ یُؤْذِیهِ فَلْیَقُلْ فِی السَّجْدَةِ الثَّانِیَةِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ- اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ شَهَرَنِی وَ نَوَّهَ بِی وَ عَرَّضَنِی لِلْمَكَارِهِ اللَّهُمَّ فَاصْرِفْهُ عَنِّی بِسُقْمٍ عَاجِلٍ یَشْغَلُهُ عَنِّی اللَّهُمَّ وَ قَرِّبْ أَجَلَهُ وَ اقْطَعْ أَثَرَهُ وَ عَجِّلْ ذَلِكَ یَا رَبِّ السَّاعَةَ

ص: 243


1- 1. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 306.
2- 2. مصباح المتهجد ص 96.

السَّاعَةَ(1)

وَ مَنْ طَلَبَ الْعَافِیَةَ فَلْیَقُلْ فِی هَذِهِ السَّجْدَةِ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ یَا مُعْطِیَ الْخَیْرَاتِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ اصْرِفْ عَنِّی مِنْ شَرِّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَذْهِبْ عَنِّی هَذَا الْوَجَعَ وَ یُسَمِّیهِ بِعَیْنِهِ فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِی وَ أَحْزَنَنِی وَ أَلِحَّ فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ یُعَجِّلُ اللَّهُ لَكَ فِی الْعَافِیَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

«54»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ طَلَبَ الْعَافِیَةَ فَلْیَقُلْ فِی السَّجْدَةِ الثَّانِیَةِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

بیان: الْأَظْهَرُ فِی الدُّعَاءَیْنِ فِی السَّجْدَةِ الْأَخِیرَةِ كَمَا فِی الْكَافِی فَإِنَّهُ رَوَی بِسَنَدٍ فِیهِ جَهَالَةٌ عَنْ یُونُسَ (4) بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی جَاراً مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ آلِ مُحْرِزٍ قَدْ نَوَّهَ بِاسْمِی وَ شَهَرَنِی كُلَّ مَا مَرَرْتُ بِهِ قَالَ هَذَا الرَّافِضِیُّ یَحْمِلُ الْأَمْوَالَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَقَالَ لِی ادْعُ اللَّهَ عَلَیْهِ إِذَا كُنْتَ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ فِی الرَّكْعَةِ الْأَخِیرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ- فَاحْمَدِ اللَّهَ

عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَجِّدْهُ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ شَهَرَنِی وَ نَوَّهَ بِی وَ غَاظَنِی وَ عَرَضَنِی لِلْمَكَارِهِ اللَّهُمَّ اضْرِبْهُ بِسَهْمٍ عَاجِلٍ تَشْغَلُهُ بِهِ عَنِّی إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْكُوفَةَ قَدِمْنَا لَیْلًا فَسَأَلْتُ أَهْلَنَا عَنْهُ قُلْتُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ فَقَالُوا هُوَ مَرِیضٌ فَمَا انْقَضَی آخِرُ كَلَامِی حَتَّی سَمِعْتُ الصِّیَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ قَالُوا مَاتَ.

وَ رُوِیَ بِهَذَا السَّنَدِ(5)

عَنْ یُونُسَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِی قَدْ ظَهَرَ بِوَجْهِی یَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْتَلِ بِهِ عَبْداً لَهُ فِیهِ حَاجَةٌ فَقَالَ لَا لَقَدْ كَانَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَنَّعَ الْأَصَابِعِ كَانَ یَقُولُ هَكَذَا وَ یَمُدُّ مَدَّهُ وَ یَقُولُ یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ

ص: 244


1- 1. مصباح المتهجد ص 97.
2- 2. مصباح المتهجد ص 97.
3- 3. دعوات الراوندیّ مخطوط.
4- 4. الكافی ج 2 ص 512.
5- 5. الكافی ج 2 ص 565.

قَالَ ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِیرُ مِنَ اللَّیْلِ فِی أَوَّلِهِ فَتَوَضَّأْ وَ قُمْ إِلَی صَلَاتِكَ الَّتِی تُصَلِّیهَا فَإِذَا كُنْتَ فِی السَّجْدَةِ الْأَخِیرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ فَقُلْ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ قَالَ فَمَا وَصَلْتُ إِلَی الْكُوفَةِ حَتَّی ذَهَبَ اللَّهُ بِهِ كُلِّهِ.

و التنویه التشهیر و قطع الأثر دعاء بالموت و غاظنی فی أكثر النسخ أفصح من أغاظنی كما فی بعضها.

«55»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ عَقِیبَ هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ لَمْ یُسْأَلْ مِثْلُكَ أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِینَ وَ مُنْتَهَی رَغْبَةِ الرَّاغِبِینَ أَدْعُوكَ وَ لَمْ یُدْعَ مِثْلُكَ وَ أَرْغَبُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یُرْغَبْ إِلَی مِثْلِكَ أَنْتَ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ الْمَسَائِلِ وَ أَنْجَحِهَا وَ أَعْظَمِهَا یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَی وَ بِأَمْثَالِكَ الْعُلْیَا وَ نِعَمِكَ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ بِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَیْكَ وَ أَحَبِّهَا إِلَیْكَ وَ أَقْرَبِهَا مِنْكَ وَسِیلَةً وَ أَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ أَجْزَلِهَا لَدَیْكَ ثَوَاباً وَ أَسْرَعِهَا فِی الْأُمُورِ إِجَابَةً وَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْأَكْبَرِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْأَكْرَمِ الَّذِی تُحِبُّهُ وَ تَهْوَاهُ وَ تَرْضَی عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ حَقٌّ عَلَیْكَ أَلَّا تَحْرِمَ سَائِلَكَ وَ لَا تَرُدَّهُ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِیمِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ أَنْبِیَاؤُكَ وَ رُسُلُكَ وَ أَهْلُ طَاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ وَلِیِّكَ وَ ابْنِ وَلِیِّكَ وَ تُعَجِّلَ خِزْیَ أَعْدَائِهِ وَ یَدْعُو بِمَا یُحِبُ (1).

بیان: ذكر ابن الباقی و الكفعمی (2)

و غیرهما هذا الدعاء مما یدعی به بعد كل ركعتین و یدل كلام الشیخ علی اختصاصه بالأولیین و أنجحها أی أقربها إلی الإجابة و بأسمائك الحسنی أی الأسماء العظمی المستورة عن أكثر الخلق أو جمیع أسمائه تعالی أو صفاته الذاتیة كالعلم و القدرة أو الأعم منها و من الفعلیة أو الأعم

ص: 245


1- 1. مصباح المتهجد ص 97- 98.
2- 2. مصباح الكفعمیّ ص 51.

منهما و من أسمائه تعالی و أمثالك العلیا كجمیع ما مثل اللّٰه به فی القرآن كآیة النور و شبهها أو الصفات الذاتیة أو خلفاؤه من الأنبیاء و الأوصیاء فإنهم علیهم السلام مثله فی وجوب الإطاعة أو فی الاتصاف بما یشبه صفاته تعالی و إن كان سبحانه أجل من أن یشبهه شی ء و قد یطلق المثل علی الحجة.

«56»- اخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی،: فَإِذَا فَرَغَ مِنْ هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ قَالَ بَعْدَهُمَا مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْعُو بِهِ وَ هُوَ إِلَهِی نِمْتُ الْقَلِیلَ فَنَبَّهَنِی قَوْلُكَ الْمُبِینُ- تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ فَجَانَبْتُ لَذِیذَ الرُّقَادِ بِتَحَمُّلِ ثِقْلِ السُّهَادِ وَ تَجَافَیْتُ طِیبَ الْمَضْجَعِ بِانْسِكَابِ غَزِیرِ الْمَدْمَعِ وَ وَطِئْتُ الْأَرْضَ بِقَدَمَیَّ وَ بُؤْتُ إِلَیْكَ بِذَنْبِی وَ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ تَضَرَّعْتُ إِلَیْكَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ دَعَوْتُكَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ رَغِبْتُ إِلَیْكَ وَالِهاً مُتَحَیِّراً أُنَادِیكَ بِقَلْبٍ قَرِیحٍ وَ أُنَاجِیكَ بِدَمْعٍ سَفُوحٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ قُوَّتِی وَ أَلُوذُ بِكَ مِنْ جُرْأَتِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنْ جَهْلِی وَ أَتَعَلَّقُ بِعُرَی أَسْبَابِكَ مِنْ ذَنْبِی وَ أَعْمُرُ بِذِكْرِكَ قَلْبِی إِلَهِی لَوْ عَلِمَتِ الْأَرْضُ بِذُنُوبِی لَسَاخَتْ بِی وَ السَّمَاوَاتُ لَاخْتَطَفَتْنِی وَ الْبِحَارُ لَأَغْرَقَتْنِی وَ الْجِبَالُ لَدَهْدَهَتْنِی وَ الْمَفَاوِزُ لَابْتَلَعَتْنِی إِلَهِی أَیَّ تَغْرِیرٍ اغْتَرَرْتُ بِنَفْسِی وَ أَیَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَیْكَ یَا رَبِّ إِلَهِی كُلُّ مَنْ أَتَیْتُهُ إِلَیْكَ یُرْشِدُنِی وَ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا عَلَیْكَ یَدُلُّنِی وَ لَا مَخْلُوقٍ أَرْغَبُ إِلَیْهِ إِلَّا وَ فِیكَ یُرَغِّبُنِی فَنِعْمَ الرَّبُّ وَجَدْتُكَ وَ بِئْسَ الْعَبْدُ وَجَدْتَنِی إِلَهِی إِنْ عَاقَبْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَمْلِكُ الْعُقُوبَةَ عَنِّی وَ إِنْ هَتَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَسْتُرُ عَوْرَتِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَعْرِضُ لَكَ فِی عَبْدِكَ أَوْ یَسْأَلُكَ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنْ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا

ص: 246

ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِی لَامِعَةِ الْعُیُونِ عَلَانِیَتِی وَ تُقَبِّحَ فِیمَا أُبْطِنُ لَكَ سَرِیرَتِی مُحَافِظاً عَلَی رِئَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِی فَأُرِیَ النَّاسَ حُسْنَ ظَاهِرِی وَ أُفْضِیَ إِلَیْكَ بِسُوءِ عَمَلِی تَقَرُّباً إِلَی عِبَادِكَ وَ تَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ (1).

بیان: السهاد بالضم ضد الرقاد بالضم و هو النوم.

«57»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ تَدْعُوَ عَقِیبَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ عَلَی التَّكْرَارِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیكَ لَهُ- لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ فَلَكَ الْحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ وَ الْجَنَّةُ حَقٌّ وَ النَّارُ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ آتِیَةٌ لَا رَیْبَ فِیهَا وَ أَنَّكَ بَاعِثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بِكَ خَاصَمْتُ وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ حَاكَمْتُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الْمَرْضِیِّینَ وَ ابْدَأْ بِهِمْ فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ اخْتِمْ بِهِمُ الْخَیْرَ وَ أَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَ مَا أَخَّرْنَا وَ مَا أَسْرَرْنَا وَ مَا أَعْلَنَّا وَ اقْضِ

كُلَّ حَاجَةٍ هِیَ لَنَا بِأَیْسَرِ التَیْسِیرِ وَ أَسْهَلِ التَّسْهِیلَ فِی یُسْرٍ وَ عَافِیَةٍ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی إِخْوَتِهِ مِنْ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ اخْصُصْ مُحَمَّداً وَ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ الصَّلَاةِ وَ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِی حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ بِمَا شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنَّهُ یَكُونُ مَا شِئْتَ كَمَا شِئْتَ.

ثُمَّ تُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ تَدْعُو بِمَا تُحِبُّ.

ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ تَقُولُ فِیهَا اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ

ص: 247


1- 1. اختیار ابن الباقی مخطوط.

الْخَالِقُ الرَّازِقُ الْمُحْیِی الْمُمِیتُ الْبَدِی ءُ الْبَدِیعُ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْجُودُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ یَا خَالِقُ یَا رَازِقُ یَا مُحْیِی یَا مُمِیتُ یَا بَدِی ءُ یَا بَدِیعُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ وَ إِلَیْكَ ثُمَّ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ ثَبِّتْنِی عَلَی دِینِكَ وَ دِینِ نَبِیِّكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی وَ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ تَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شِئْتَ (1).

ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ أُخْرَیَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا مَا شَاءَ وَ خُصَّتَا بِقِرَاءَةِ الْمُزَّمِّلِ وَ عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ فَإِذَا سَلَّمَ سَبَّحَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ یَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ فَیَقُولُ إِلَهِی أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ شَرُّ عَبْدٍ أَنَا وَ خَیْرُ مَوْلًی أَنْتَ یَا مَخْشِیَّ الِانْتِقَامِ یَا مَخُوفَ الْأَخْذِ یَا مَرْهُوبَ الْبَطْشِ یَا وَلِیَّ الصِّدْقِ یَا مَعْرُوفاً بِالْخَیْرِ یَا قَائِلًا بِالصَّوَابِ أَنَا عَبْدُكَ الْمُسْتَوْجِبُ جَمِیعَ عُقُوبَتِكَ بِذُنُوبِی وَ قَدْ عَفَوْتَ عَنْهَا وَ أَخَّرْتَنِی بِهَا إِلَی الْیَوْمِ فَلَیْتَ شِعْرِی أَ لِعَذَابِ النَّارِ أَوْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَیَّ أَمَّا رَجَائِی فَتَمَامُ عَفْوِكَ وَ أَمَّا بِعَمَلِی فَدُخُولُ النَّارِ إِلَهِی إِنْ خَشِیتُ أَنْ تَكُونَ عَلَیَّ سَاخِطاً فَالْوَیْلُ لِی مِنْ صُنْعِی بِنَفْسِی مَعَ صُنْعِكَ (2) بِی لَا عُذْرَ لِی یَا إِلَهِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُشَوِّهْ خَلْقِی بِالنَّارِ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُصْلِ جَسَدِی بِالنَّارِ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُبَدِّلْنِی جِلْداً غَیْرَ جِلْدِی فِی النَّارِ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْ بَدَنِیَ الضَّعِیفَ وَ عَظْمِیَ الدَّقِیقَ وَ جِلْدِیَ الرَّقِیقَ وَ أَرْكَانِیَ الَّتِی لَا قُوَّةَ لَهَا عَلَی حَرِّ النَّارِ یَا مُحِیطاً بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُعَذِّبْنِی بِالنَّارِ یَا سَیِّدِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصْلِحْنِی لِنَفْسِی وَ أَصْلِحْنِی لِأَهْلِی وَ أَصْلِحْنِی لِإِخْوَانِی وَ أَصْلِحْ لِی مَا خَوَّلْتَنِی وَ اغْفِرْ لِی خَطَایَایَ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ

ص: 248


1- 1. مصباح المتهجد ص 98.
2- 2. من صنیعی بنفسی مع صنیعك[ صنیعتك] خ ل.

وَ تَحَنَّنْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِإِجَابَتِكَ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ مَا تُرِیدُ ثُمَّ تَدْعُو بِالدُّعَاءِ الْأَوَّلِ الَّذِی هُوَ عَقِیبُ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَ مِمَّا یَخْتَصُّ عَقِیبَ الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبِی حُبّاً لَكَ وَ خَشْیَةً مِنْكَ وَ تَصْدِیقاً بِكَ وَ إِیمَاناً بِكَ وَ فَرَقاً

مِنْكَ وَ شَوْقاً إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَیَّ لِقَاءَكَ وَ أَحْبِبْ لِقَائِی وَ اجْعَلْ لِی فِی لِقَائِكَ خَیْرَ الرَّحْمَةِ وَ الْبَرَكَةِ- وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ وَ لَا تُخْزِنِی مَعَ الْأَشْرَارِ وَ أَلْحِقْنِی بِصَالِحِ مَنْ مَضَی وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَالِحِ مَنْ بَقِیَ وَ اخْتِمْ لِی عَمَلِی بِأَحْسَنِهِ وَ خُذْ بِی سَبِیلَ الصَّالِحِینَ وَ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی بِمَا تُعِینُ بِهِ الصَّالِحِینَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ لَا تَرُدَّنِی فِی شَرٍّ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنْهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ أَسْأَلُكَ إِیمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ تُحْیِینِی عَلَیْهِ وَ تَوَفَّنِی عَلَیْهِ إِذَا تَوَفَّیْتَنِی وَ تَبْعَثُنِی عَلَیْهِ إِذَا بَعَثْتَنِی وَ أَبْرِئْ قَلْبِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الشَّكِّ فِی دِینِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی نَصْراً فِی دِینِكَ وَ قُوَّةً عَلَی عِبَادَتِكَ وَ فَهْماً فِی حُكْمِكَ وَ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ بَیِّضْ وَجْهِی بِنُورِكَ وَ اجْعَلْ غَنَائِی فِی نَفْسِی وَ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ تَوَفَّنِی فِی سَبِیلِكَ عَلَی مِلَّتِكَ وَ مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَ الْجُبْنِ وَ الْغَفْلَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْقَسْوَةِ وَ الْعَیْلَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ وَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ وَ مِنْ عَمَلٍ لَا یَنْفَعُ وَ أُعِیذُ بِكَ نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ دِینِی وَ ذُرِّیَّتِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَنْ یُجِیرَنِی مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلَا تَجْعَلْ أَجَلِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ عِقَابِكَ وَ لَا تَرُدَّنِی بِهَلَكَةٍ وَ لَا تُرِدْنِی بِعَذَابٍ أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ عَلَی دِینِكَ وَ التَّصْدِیقَ بِكِتَابِكَ وَ اتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَذْكُرَنِی بِرَحْمَتِكَ وَ لَا تَذْكُرَنِی بِخَطِیئَتِی وَ تَقَبَّلْ مِنِّی وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ جَزِیلِ مَا عِنْدَكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمِیعَ ثَوَابِ مَنْطِقِی وَ ثَوَابِ مَجْلِسِی رِضَاكَ وَ اجْعَلْ عَمَلِی وَ صَلَاتِی

ص: 249

خَالِصاً لَكَ وَ اجْعَلْ ثَوَابِیَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ اجْمَعْ لِی جَمِیعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ إِلَهِی غَارَتِ النُّجُومُ وَ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا یُوَارِی مِنْكَ لَیْلٌ سَاجٍ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ وَ لَا بَحْرٌ لُجِّیٌّ وَ لَا ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ وَ شَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ وَ أُولُو الْعِلْمِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قَائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فَمَنْ لَمْ یَشْهَدْ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ وَ شَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ وَ أُولُو الْعِلْمِ فَاكْتُبْ شَهَادَتِی مَكَانَ شَهَادَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ أَسْأَلُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ فَیَقُولُ فِیهَا مِائَةَ مَرَّةٍ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُولُ عَقِیبَ ذَلِكَ یَا رَبِّ أَنْتَ اللَّهُ مَا شِئْتَ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ فِیمَا تَشَاءُ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ تَجْعَلَ فَرَجِی وَ فَرَجَ إِخْوَانِی مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ وَ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ یَدْعُو بِمَا یُحِبُ (1).

بیان: الفرق بالتحریك الخوف و خذ بی سبیل الصالحین الباء للتعدیة أی اجعلنی آخذا و سالكا سبیلهم قال فی القاموس الأخذ التناول و السیرة و العقوبة و من أخذ إخذهم بكسر الهمزة و فتحها و رفع الذال و نصبها و من أخذه أخذهم و یكسر أی من سائر بسیرتهم و تخلق بخلائقهم و أعنی علی نفسی أی أعنی علی الغلبة علی النفس الأمارة بالسوء و مشتهیاتها لئلا تغلبنی.

و قال الجوهری الكفل الضعف قال تعالی یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (2) و یقال إنه النصیب و اجعل غنای فی نفسی أی یكون غنای بقناعة نفسی بما تعطینی و عدم رغبتها فی ذخائر الدنیا لا بكثرة المال فإنها تزید الفقر و تعقب

ص: 250


1- 1. مصباح المتهجد: 99- 101.
2- 2. الحدید: 28.

الوبال بما عندك أی من المثوبات و الدرجات فی سبیلك أی فی الجهاد أو مطلق سبیل الطاعات و العیلة الفاقة.

و فی النهایة فی الحدیث اللّٰهم إنی أعوذ بك من دعاء لا یسمع أی لا یستجاب و لا یعتد به فكأنه غیر مسموع و الملتحد الملجأ و لا تردنی بالتخفیف فیهما من الإرادة و فی بعض النسخ بالتشدید فیهما من الرد أی لا تردنی إلی الآخرة حال كونی متلبسا بالهلاك المعنوی و هو الكفر و الضلال أو بعذاب أخروی أو الأعم منه و من الدنیوی و الأول أظهر.

«58»- إِخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی،: یَقُولُ عَقِیبَهُمَا اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ الْمُحْیِی الْمُمِیتُ الْمُبْدِئُ الْمُعِیدُ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الْخَلْقُ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْحَمَ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ یَا كَرِیمُ.

«59»- الْمُتَهَجِّدُ(1)، وَ إِخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی،: ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ أُخْرَیَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا مَا یَشَاءُ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِیهِمَا كَمَثَلِ یس وَ الدُّخَانِ وَ الْوَاقِعَةِ وَ الْمُدَّثِّرِ وَ إِنْ أَحَبَّ غَیْرَهُمَا كَانَ جَائِزاً فَإِذَا سَلَّمَ سَبَّحَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ یَدْعُو بِالدُّعَاءِ الَّذِی تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِمَّا یُكَرِّرُ عَقِیبَ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَدْعُو بِمَا یَخْتَصُّ عَقِیبَ السَّادِسَةِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا قُدُّوسُ یَا قُدُّوسُ یَا قُدُّوسُ یَا كهیعص یَا أَوَّلَ الْأَوَّلِینَ وَ یَا آخِرَ الْآخِرِینَ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُغَیِّرُ النِّعَمَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُنْزِلُ النِّقَمَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُورِثُ النَّدَمَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تَحْبِسُ الْقِسَمَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تَهْتِكُ الْعِصَمَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُنْزِلُ الْبَلَاءَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُدِیلُ

ص: 251


1- 1. مصباح المتهجد: 101.

الْأَعْدَاءَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تَكْشِفُ الْغِطَاءَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُظْلِمُ الْهَوَاءَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی تُحْبِطُ الْعَمَلَ وَ اغْفِرْ لِیَ الذُّنُوبَ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مِسْكِینٍ ضَعِیفٍ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ دُعَاءَ مَنْ لَا یَجِدُ لِفَاقَتِهِ سَادّاً وَ لَا لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً وَ لَا لِذَنْبِهِ غَافِراً وَ لَا لِعَثْرَتِهِ مَقِیلًا غَیْرَكَ أَدْعُوكَ مُتَعَبِّداً لَكَ خَاضِعاً ذَلِیلًا غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ بَلْ بَائِسٌ فَقِیرٌ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَرُدَّنِی خَائِباً وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْقَانِطِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ فِی دِینِی وَ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلِ الْعَافِیَةَ شِعَارِی وَ دِثَارِی وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَی فَقْرِی وَ أَجِبْ مَسْأَلَتِی وَ قَرِّبْنِی إِلَیْكَ زُلْفَی وَ لَا تُبَاعِدْنِی مِنْكَ وَ الْطُفْ بِی وَ لَا تَجْفُنِی وَ أَكْرِمْنِی وَ لَا تُهِنِّی أَنْتَ رَبِّی وَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی وَ عِصْمَتِی لَیْسَ لِی مُعْتَصَمٌ إِلَّا بِكَ وَ لَیْسَ لِی رَبٌّ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا مَفَرَّ لِی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِی شَرَّ كُلِّ ذِی شَرٍّ وَ اقْضِ لِی

كُلَّ حَاجَةٍ وَ أَجِبْ لِی كُلَّ دَعْوَةٍ وَ نَفِّسْ عَنِّی كُلَّ هَمٍّ وَ فَرِّجْ عَنِّی كُلَّ غَمٍّ وَ ابْدَأْ بِوَالِدَیَّ وَ إِخْوَانِی وَ أَخَوَاتِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ ثَنِّ بِی بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَیَقُولُ فِیهَا اثْنَتَیْ عَشْرَةَ مَرَّةً الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُجَّةِ علیهم السلام اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ وَ عَرَّفْتَنِیهِ مِنْ حَقِّهِمْ فَاقْضِ بِهِمْ حَوَائِجِی وَ یَذْكُرُهَا ثُمَّ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً سَبْعَ مَرَّاتٍ (1).

توضیح: الذنوب التی تغیر النعم الأوصاف إما توضیحیة فإن جمیع الذنوب مشتركة فی تلك الأوصاف فی الجملة أو احترازیة فإن بعضها أشد تأثیرا

ص: 252


1- 1. مصباح المتهجد: 103.

فی بعض الآثار من غیرها كَمَا مَرَّ(1) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الَّتِی تُغَیِّرُ النِّعَمَ الْبَغْیُ وَ الَّتِی تُورِثُ النَّدَمَ الْقَتْلُ وَ الَّتِی تُنْزِلُ النِّقَمَ الظُّلْمُ وَ الَّتِی تَهْتِكُ السُّتُورَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ الَّتِی تَحْبِسُ الرِّزْقَ الزِّنَا وَ الَّتِی تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ وَ الَّتِی تَرُدُّ الدُّعَاءَ وَ تُظْلِمُ الْهَوَاءَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ(2): الَّتِی تُعَجِّلُ وَ تُقَرِّبُ الْآجَالَ وَ تُخْلِی الدِّیَارَ هِیَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ وَ الْعُقُوقُ وَ تَرْكُ الْبِرِّ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ(3): إِذَا فَشَا الزِّنَا ظَهَرَتِ الزَّلْزَلَةُ وَ إِذَا فَشَا الْجَوْرُ فِی الْحُكْمِ احْتَبَسَ الْقَطْرُ وَ إِذَا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ أُدِیلَ لِأَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ إِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ ظَهَرَتِ الْحَاجَةُ.

قوله علیه السلام التی تهتك العصم المراد به إما رفع حفظ اللّٰه و عصمته عن الذنوب بالتخلیة بینه و بین الشیطان و النفس و إما برفع ستره الذی ستره به عن الملائكة و الثقلین كما فی الأخبار أن اللّٰه تعالی یستر عبده بستر حتی إذا تمادی فی المعاصی یقول اللّٰه تعالی ارفعوا الستر عنه فیفضحه و لو فی جوف بیته و یلعنه ملائكة السماء و الأرض و الحمل علی الأول أولی لیكون كشف الغطاء تأسیسا.

و الإدالة الغلبة و تغییر النعم إزالتها كما قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ (4) و إظلام الهواء إما محمول علی الحقیقة بأن تحدث منها الآیات السماویة التی توجبه أو علی المجاز فإنه قد یعبر بذلك عن الشدائد العظیمة فإن الهواء قد أظلم فی عینه لشدة ما لحقه من الهم و الحزن و العثرة المرة من العثار فی المشی فاستعیر للذنوب و الخطایا و إقالة النادم هو أن یجیب المشتری المغبون المستدعی لفسخ البیع إلی الفسخ فاستعمل فی المغفرة لأن العبد كأنه اشتری

ص: 253


1- 1. راجع ج 73 ص 366- 377 باب علل المصائب و المحن، و الحدیث الذی أشار إلیه مر تحت الرقم 11 من علل الشرائع ج 2 ص 271، معانی الأخبار ص 269 الاختصاص 238.
2- 2. راجع ج 73 ص 366- 377 باب علل المصائب و المحن، و الحدیث الذی أشار إلیه مر تحت الرقم 11 من علل الشرائع ج 2 ص 271، معانی الأخبار ص 269 الاختصاص 238.
3- 3. مر فی ج 96 ص 13 نقلا عن الخصال ج 1 ص 115.
4- 4. الرعد: 12.

من اللّٰه العقوبة بذنبه فصار مغبونا فیطلب الإقالة منه تعالی.

و الزلفی القرب مفعول مطلق من غیر لفظ الفعل و فی النهایة الجفاء البعد عن الشی ء یقال جفاه إذا بعد عنه و أجفاه إذا أبعده و الجفا أیضا ترك الصلة و البر انتهی فیمكن أن یقرأ هنا علی بناء الإفعال أیضا و بناء المجرد أظهر

«60»- الْمُتَهَجِّدُ،: ثُمَّ تَقُومُ فَتُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ سَبَّحْتَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قَرَأْتَ الدُّعَاءَ الْمُقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِی عَقِیبِ كُلِّ رَكْعَتَیْنِ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ فِی هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ فِی الْأُولَی تَبَارَكَ الَّذِی بَیدِهِ الْمُلْكُ وَ فِی الثَّانِیَةِ هَلْ أَتَی عَلَی الْإِنْسَانِ وَ یَدْعُو فِی آخِرِ سَجْدَةٍ مِنْ هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ یَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی یَا خَیْرَ مُرْتَجًی ارْزُقْنِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ وَ سَبِّبْ لِی رِزْقاً وَاسِعاً مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1) فَإِنْ أَرَادَ أَنْ یَدْعُوَ عَلَی عَدُوٍّ لَهُ فَلْیَقُلْ فِی هَذِهِ السَّجْدَةِ یَا عَلِیُّ یَا عَظِیمُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ أَسْأَلُكَ مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ مِنْ خَیْرِ أَهْلِهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الدُّنْیَا وَ مِنْ شَرِّ أَهْلِهَا اللَّهُمَّ اقْرِضْ أَجَلَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ ابْتُرْ عُمُرَهُ وَ عَجِّلْ بِهِ وَ أَلِحَّ فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ یَكْفِیكَ أَمْرَهُ (2)

وَ الدُّعَاءُ الْخَاصُّ عَقِیبَ الثَّامِنَةِ یَا عَزِیزُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْ ذُلِّی یَا غَنِیُّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْ فَقْرِی بِمَنْ یَسْتَغِیثُ الْعَبْدُ إِلَّا بِمَوْلَاه وَ إِلَی مَنْ یَطْلُبُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی مَوْلَاهُ وَ مَنْ یَرْجُو الْعَبْدُ غَیْرَ سَیِّدِهِ إِلَی مَنْ یَتَضَرَّعُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی خَالِقِهِ بِمَنْ یَلُوذُ الْعَبْدُ إِلَّا بِرَبِّهِ إِلَی مَنْ یَشْكُو الْعَبْدُ إِلَّا إِلَی رَازِقِهِ اللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ مِنْ خَیْرٍ فَهُوَ مِنْكَ لَا حَمْدَ لِی عَلَیْهِ وَ مَا عَمِلْتُ مِنْ شَرٍّ فَقَدْ حَذَّرْتَنِیهِ وَ لَا عُذْرَ لِی فِیهِ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْخَاضِعِ الذَّلِیلِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الْعَائِذِ الْمُسْتَقِیلِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ یُقِرُّ بِذَنْبِهِ وَ یَعْتَرِفُ بِخَطِیئَتِهِ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ لَا یَجِدُ لِعَثْرَتِهِ مُقِیلًا وَ لَا لِضُرِّهِ كَاشِفاً وَ لَا لِكَرْبِهِ مُفَرِّجاً وَ لَا لِغَمِّهِ مُرَوِّحاً وَ لَا لِفَاقَتِهِ سَادّاً وَ لَا لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً غَیْرَكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 254


1- 1. مصباح المتهجد: 103.
2- 2. مصباح المتهجد: 103.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ رَضِیتَ عَمَلَهُ وَ قَصَّرْتَ أَمَلَهُ وَ أَطَلْتَ أَجَلَهُ وَ أَعْطَیْتَهُ الْكَثِیرَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ وَ أَطَلْتَ عُمُرَهُ وَ أَحْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَیَاةً طَیِّبَةً وَ رَزَقْتَهُ مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَ أَسْأَلُكَ سَیِّدِی نَعِیماً لَا یَنْفَدُ وَ فَرْحَةً لَا یَبِیدُ وَ مُرَافَقَةَ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی جَنَّةِ الْخُلْدِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی إِشْفَاقاً مِنْ

عَذَابِكَ یَتَجَلَّی لَهُ قَلْبِی وَ تَدْمَعُ لَهُ عَیْنِی وَ یَقْشَعِرُّ لَهُ جِلْدِی وَ یَتَجَافَی لَهُ جَنْبِی وَ أَجِدُ نَفْعَهُ فِی قَلْبِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ طَهِّرْ قَلْبِی مِنَ النِّفَاقِ وَ صَدْرِی مِنَ الْغِشِّ وَ أَعْمَالِی كُلَّهَا مِنَ الرِّیَاءِ وَ عَیْنِی مِنَ الْخِیَانَةِ وَ لِسَانِی مِنَ الْكَذِبِ وَ طَهِّرْ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِیمِ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَ أَصْلَحْتَ عَلَیْهِ أَمْرَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنْ أَنْ یَحُلَّ عَلَیَّ غَضَبُكَ أَوْ یَنْزِلَ عَلَیَّ سَخَطُكَ أَوْ أَتَّبِعَ هَوَایَ بِغَیْرِ هُدًی مِنْكَ أَوْ أُوَالِیَ لَكَ عُدُوّاً أَوْ أُعَادِیَ لَكَ وَلِیّاً أَوْ أُحِبَّ لَكَ مُبْغِضاً أَوْ أُبْغِضَ لَكَ مُحِبّاً أَوْ أَقُولَ لِحَقٍّ هَذَا بَاطِلٌ أَوْ أَقُولَ لِبَاطِلٍ هُوَ حَقٌّ أَوْ أَقُولَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدی مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا سَبِیلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ بِی رَءُوفاً وَ كُنْ بِی رَحِیماً وَ كُنْ بِی حَفِیّاً وَ اجْعَلْ لِی وُدّاً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی یَا غَفَّارُ وَ تُبْ عَلَیَّ یَا تَوَّابُ وَ ارْحَمْنِی یَا رَحْمَانُ وَ اعْفُ عَنِّی یَا عَفُوُّ وَ عَافِنِی یَا كَرِیمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِی فِی الدُّنْیَا زَهَادَةً وَ اجْتِهَاداً فِی الْعِبَادَةِ وَ لَقِّنِی إِیَّاكَ عَلَی شَهَادَةٍ مُنْقَادَةٍ تَسْبِقُ بُشْرَاهَا وَجَعَهَا وَ فَرَحُهَا تَرَحَهَا وَ صَبْرُهَا جَزَعَهَا أَیْ رَبِّ لَقِّنِی عِنْدَ الْمَوْتِ بَهْجَةً وَ نَضْرَةً وَ قُرَّةَ عَیْنٍ وَ رَاحَةً فِی الْمَوْتِ أَیْ رَبِّ لَقِّنِی فِی قَبْرِی ثَبَاتَ الْمَنْطِقِ وَ سَعَةً فِی الْمَنْزِلِ وَ قِفْ بِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَوْقِفاً تُبَیِّضُ بِهِ وَجْهِی وَ تُثْبِتُ بِهِ مَقَامِی وَ تُبْلِغُنِی بِهِ شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ انْظُرْ إِلَیَّ نَظْرَةً رَحِیمَةً كَرِیمَةً أَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَإِنَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

ص: 255

اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَوِّ فِی رِضَاكَ ضَعْفِی وَ خُذْ إِلَی الْخَیْرِ بِنَاصِیَتِی وَ اجْعَلِ الْإِیمَانَ مُنْتَهَی رِضَایَ اللَّهُمَّ إِنِّی ضَعِیفٌ وَ مِنْ ضَعْفٍ خُلِقْتُ وَ إِلَی ضَعْفٍ أَصِیرُ فَمَا شِئْتَ لَا مَا شِئْتُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَفِّقْنِی یَا رَبِّ أَنْ أَسْتَقِیمَ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ وَ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا أَكْبَرَ هَمِّی وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتِی فِی دِینِی وَ مَنْ أَرَادَنِی بِسُوءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّی وَ أَلْحِقْ بِهِ مَكْرَهُ وَ ارْدُدْ كَیْدَهُ فِی نَحْرِهِ وَ حُلْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ اكْفِنِیهِ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ مَنْ أَرَادَنِی بِخَیْرٍ فَیَسِّرْ ذَلِكَ لَهُ وَ اجْزِهِ عَنِّی خَیْراً وَ أَتْمِمْ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ وَ اقْضِ لِی حَوَائِجِی فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ أَسْأَلُكَ لِنَفْسِی وَ أَهْلِی وَ إِخْوَانِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ أَشْرِكْهُمْ فِی صَالِحِ دُعَائِی وَ أَشْرِكْنِی فِی صَالِحِ دُعَائِهِمْ وَ ابْدَأْ بِهِمْ فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ ثَنِّ بِی یَا كَرِیمُ (1).

بیان: لا یبید أی لا یهلك و لقنی إیاك أی اجعلنی ألقاك عند الموت علی تلك الحالة و البهجة الحسن و الفرح و السرور و النضرة الحسن و الرونق و ثبت به مقامی أی لا أتزلزل و لا أرتعش خوفا أو تعین لی مقامی الذی أریده فی الجنان و الرفیع الأعلی المرتفع الذی هو أعلی الدرجات فی الآخرة و الرفیع أیضا الشریف.

و فی النهایة علیون اسم للسماء السابعة و قیل اسم لدیوان الملائكة الحفظة ترفع إلیه أعمال الصالحین من العباد و قیل هو أعلی الأمكنة و أشرف المراتب و أقربها من اللّٰه تعالی فی الدار الآخرة و یعرب بالحروف و الحركات كقنسرین و أشباهه علی أنه جمع أو واحد انتهی.

و قو فی رضاك ضعفی نسبة القوة إلی الضعف علی المجاز أی قونی فی حال ضعفی و خذ إلی الخیر أی خذ بناصیتی جاذبا إلی الخیر.

ص: 256


1- 1. مصباح المتهجد: 105.

«61»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ (1)، وَ غَیْرُهُمَا،: ثُمَّ یَدْعُو بِالدُّعَاءِ الْمَرْوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَقِیبَ الثَّمَانِی رَكَعَاتٍ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ مِنْكَ وَ لَجَأَ إِلَی عِزَّتِكَ وَ اسْتَظَلَّ بِفَیْئِكَ وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ لَمْ یَثِقْ إِلَّا بِكَ یَا جَزِیلَ الْعَطَایَا یَا مُطْلِقَ الْأُسَارَی یَا مَنْ سَمَّی نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ وَهَّاباً أَدْعُوكَ رَهَباً وَ رَغَباً وَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ إِلْحَاحاً وَ إِلْحَافاً وَ تَضَرُّعاً وَ تَمَلُّقاً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ رَاكِباً وَ مَاشِیاً وَ ذَاهِباً وَ جَائِیاً وَ فِی كُلِّ حَالاتِی وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ یَدْعُو بِمَا یُحِبُّ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ وَ یَقُولُ فِیهِمَا یَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ یَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ یَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ یَا مَلَاذَ مَنْ لَا مَلَاذَ لَهُ یَا كَهْفَ مَنْ لَا كَهْفَ لَهُ یَا غِیَاثَ مَنْ لَا غِیَاثَ لَهُ یَا جَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ یَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ یَا حِرْزَ الضُّعَفَاءِ یَا كَنْزَ الْفُقَرَاءِ یَا عَوْنَ أَهْلِ الْبَلَاءِ یَا أَكْرَمَ مَنْ عَفَا یَا مُنْقِذَ الْغَرْقَی یَا مُنْجِیَ الْهَلْكَی یَا كَاشِفَ الْبَلْوَی یَا مُحْسِنُ یَا مُجْمِلُ یَا مُنْعِمُ یَا مُفْضِلُ أَنْتَ الَّذِی سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّیْلِ وَ نُورُ النَّهَارِ وَ ضَوْءُ الْقَمَرِ وَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ دَوِیُّ الْمَاءِ وَ حَفِیفُ الشَّجَرِ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ لَا شَرِیكَ لَكَ وَ لَا وَزِیرَ وَ لَا عَضُدَ وَ لَا نَصِیرَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعْطِیَنِی مِنْ كُلِّ خَیْرٍ سَأَلَكَ مِنْهُ سَائِلٌ وَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ اسْتَجَارَ بِكَ مِنْهُ مُسْتَجِیرٌ إِنَّكَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ ذَلِكَ عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ(2).

«62»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ،: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْعُو بَعْدَ الثَّمَانِی رَكَعَاتٍ فَیَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ إِلَی قَوْلِهِ وَ اسْجُدْ سَجْدَتَیِ الشُّكْرَ(3).

بیان: و استظل بفیئك أی التجأ إلیك كنایة مشهورة قال الجوهری الفی ء ما بعد الزوال من الظل و إنما سمی فیئا لرجوعه من جانب إلی جانب قال

ص: 257


1- 1. ذكر البلد الأمین هاهنا سهو لما سیأتی.
2- 2. مصباح المتهجد ص 105- 106.
3- 3. البلد الأمین ص 47 فی الهامش.

ابن السكیت الظل ما تنسخه الشمس و الفی ء ما نسخ الشمس و حكی أبو عبیدة عن رؤبة كل ما كانت علیه الشمس فزالت فهو فی ء و ما لم تكن علیه الشمس فهو ظل انتهی و الإلحاح المبالغة فی الطلب و الإلحاف بمعناه و التضرع التذلل و التملق یطلق تارة علی التودد و التلطف و الخضوع الذی یطابق فیها اللسان الجنان و هذا هو المراد هنا و أخری علی إظهار هذه الأمور باللسان مع مخالفة الجنان و قال الجوهری العماد الأبنیة الرفیعة یذكر و یؤنث و عمدت الشی ء أقمته بعماد یعتمد علیه انتهی.

و الذخر ما یدخره الإنسان للحاجة و الشدة و السند بالتحریك المعتمد ذكره الجوهری و قال یقال فلان كهف أی ملجأ و قال الفیروزآبادی الجار المجاور و الذی آجرته من أن یظلم و المجیر و المستجیر و قال الحرز العوذة و الموضع الحصین و قال أجمل فی الطلب اتأد و اعتدل فلم یفرط و الشی ء جمعه عن تفرقة و الصنیعة حسنها.

قوله علیه السلام سجد لك أی خضع و ذل و انقاد لقدرتك و مشیئتك و دوی الریح و النحل و الطائر صوتها ذكره الفیروزآبادی و قال حفیف الطائر و الشجرة صوتهما و العضد الناصر و المعین.

«63»- الْمُتَهَجِّدُ،: دُعَاءٌ آخَرُ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَقِیبَ صَلَاةِ اللَّیْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یُمِیتُ وَ یُحْیِی وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَكَ الْحَمْدُ یَا رَبِّ وَ أَنْتَ قَوَّامُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ جَمَالُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَكَ الْحَمْدُ(1) وَ أَنْتَ زَیْنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ صَرِیخُ الْمُسْتَصْرِخِینَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ غِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ

ص: 258


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن مطبوعة الكمبانیّ.

اللَّهُمَّ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حَاجَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ وَ بِكَ یَا إِلَهِی أَنْزَلْتُ حَوَائِجِی اللَّیْلَةَ فَاقْضِهَا یَا قَاضِیَ الْحَوَائِجِ اللَّهُمَ (1)

أَنْتَ الْحَقُّ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ مَلِیكُ الْحَقِّ أَشْهَدُ أَنَّ لِقَاءَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌ (2)

وَ النَّارَ حَقٌّ وَ السَّاعَةَ حَقٌ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَیْكَ تَوَكَّلْتُ وَ بِكَ خَاصَمْتُ وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِی مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (3) وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُدْعَی بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّیْلِ (4)

إِلَهِی هَجَعَتِ الْعُیُونُ وَ أُغْمِضَتِ الْجُفُونُ وَ غَرَبَتِ الْكَوَاكِبُ وَ دَجَتِ الْغَیَاهِبُ وَ غُلِّقَتْ دُونَ الْمُلُوكِ الْأَبْوَابُ وَ حَالَ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ الطُّرَّاقِ الْحُرَّاسُ وَ الْحُجَّابُ وَ عَمَرَ الْمَحَارِیبَ الْمُتَهَجِّدُونَ وَ قَامَ لَكَ الْمُخْبِتُونَ وَ امْتَنَعَ مِنَ التَّهْجَاعِ الْخَائِفُونَ وَ دَعَاكَ الْمُضْطَرُّونَ وَ نَامَ الْغَافِلُونَ وَ أَنْتَ حَیٌّ قَیُّومٌ لَا یُلِمُّ بِكَ الْهُجُوعُ وَ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ وَ كَیْفَ یُلِمُّ بِكَ الْهُجُوعُ وَ أَنْتَ خَلَقْتَهُ وَ عَلَی الْجُفُونِ سَلَّطْتَهُ لَقَدْ مَالَ إِلَی الْخُسْرَانِ وَ آبَ بِالْحِرْمَانِ وَ تَعَرَّضَ لِلْخِذْلَانِ مَنْ صَرَفَ عَنْكَ حَاجَتَهُ وَ وَجَّهَ لِغَیْرِكَ طَلِبَتَهُ وَ أَیْنَ مِنْهُ فِی هَذَا الْوَقْتِ الَّذِی یَرْتَجِیهِ وَ كَیْفَ وَ أَنَّی لَهُ بِالْوُصُولِ إِلَی مَا أَمَّلَهُ لِیَجْتَدِیَهُ حَالَ وَ اللَّهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ لَیْلٌ دَیْجُورٌ وَ أَبْوَابٌ وَ سُتُورٌ وَ حَصَلَ عَلَی ظُنُونٍ كَوَاذِبَ وَ مَطَامِعَ غَیْرِ صَوَادِقَ وَ هَجَعَ عَنْ حَاجَتِهِ الَّذِی أَمَّلَهُ وَ تَنَاسَاهَا الَّذِی سَأَلَهُ أَ فَتَرَاهُ الْمَغْرُورَ لَمْ یَدْرِ أَنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَیْتَ وَ لَا مُعْطِیَ لِمَا مَنَعْتَ وَ لَا رَازِقَ لِمَنْ حَرَمْتَ وَ لَا نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ أَوْ تَرَاهُ ظَنَّ أَنَّ الَّذِی عَدَلَ عَنْكَ إِلَیْهِ وَ عَوَّلَ مِنْ دُونِكَ عَلَیْهِ یَمْلِكُ لَهُ أَوْ لِنَفْسِهِ نَفْعاً أَوْ ضَرّاً خَسِرَ وَ اللَّهِ خُسْرَاناً مُبِیناً مَنْ یَسْتَرْزِقُ

ص: 259


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن مطبوعة الكمبانیّ.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط عن مطبوعة الكمبانیّ.
3- 3. مصباح المتهجد: ص 116- 117.
4- 4. تراه فی البلد الأمین ص 47- 48.

مَنْ یَسْتَرْزِقُكَ وَ مَنْ یَسْأَلُ مَنْ یَسْأَلُكَ وَ یَمْتَاحُ مَنْ لَا یَمِیحُهُ إِلَّا بِمَشِیَّتِكَ وَ لَا یُعْطِیهِ إِلَّا مَا وَهَبْتَهُ لَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ.

فَازَ وَ اللَّهِ عَبْدٌ هَدَاهُ الِاسْتِبْصَارُ وَ صَحَّتْ لَهُ الْأَفْكَارُ وَ أَرْشَدَهُ الِاعْتِبَارُ وَ أَحْسَنَ لِنَفْسِهِ الِاخْتِیَارَ فَقَامَ إِلَیْكَ بِنِیَّةٍ مِنْهُ صَادِقَةٍ وَ نَفْسٍ مُطْمَئِنَّةٍ بِكَ وَاثِقَةٍ فَنَاجَاكَ بِحَاجَتِهِ مُتَذَلِّلًا وَ نَادَاكَ مُتَضَرِّعاً وَ اعْتَمَدَ عَلَیْكَ فِی إِجَابَتِهِ مُتَوَكِّلًا وَ ابْتَهَلَ یَدْعُوكَ وَ قَدْ رَقَدَ السَّائِلُ وَ الْمَسْئُولُ وَ أُرْخِیَتْ لِلَّیْلِ سُدُولٌ وَ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ وَ طَرَقَ عُیُونَ عِبَادِكَ السُّبَاتُ فَلَا یَرَاهُ غَیْرُكَ وَ لَا یَدْعُو إِلَّا لَكَ وَ لَا یَسْمَعُ نَجْوَاهُ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یَلْتَمِسُ طَلِبَتَهُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ لَا یَطْلُبُ إِلَّا مَا عَوَّدْتَهُ مِنْ رِفْدِكَ بَاتَ بَیْنَ یَدَیْكَ لِمَضْجَعِهِ هَاجِراً وَ عَنِ الْغُمُوضِ نَافِراً وَ مِنَ الْفِرَاشِ بَعِیداً وَ عَنِ الْكَرَی یَصُدُّ صُدُوداً أَخْلَصَ لَكَ قَلْبُهُ وَ ذَهَلَ مِنْ خَشْیَتِكَ لُبُّهُ یَخْشَعُ لَكَ وَ یَخْضَعُ وَ یَسْجُدُ لَكَ وَ یَرْكَعُ یَأْمُلُ مَنْ لَا تُخَیَّبُ فِیهِ الْآمَالُ وَ یَرْجُو مَوْلَاهُ الَّذِی هُوَ لِمَا یَشَاءُ فَعَّالٌ مُوقِنٌ أَنَّهُ لَیْسَ یَقْضِی غَیْرُكَ حَاجَتَهُ وَ لَا یُنْجِحُ سِوَاكَ طَلِبَتَهُ فَذَاكَ وَ اللَّهِ الْفَائِزُ بِالنَّجَاحِ الْآخِذُ بِأَزِمَّةِ الْفَلَاحِ الْمُكْتَسِبُ أَوْفَرَ الْأَرْبَاحِ سُبْحَانَكَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْقَوِیَّةِ وَ الْقَدَمِ الْأَزَلِیَّةِ دَلَّتِ السَّمَاءُ عَلَی مَدَائِحِكَ وَ أَبَانَتْ عَنْ عَجَائِبِ صُنْعِكَ زَیَّنْتَهَا لِلنَّاظِرِینَ بِأَحْسَنِ زِینَةٍ وَ حَلَّیْتَهَا بِأَحْسَنِ حِلْیَةٍ وَ مَهَّدْتَ الْأَرْضَ فَفَرَشْتَهَا وَ أَطْلَعْتَ النَّبَاتَ رَجْرَاجاً وَ أَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً لِتُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَ نَباتاً وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً فَأَنْتَ رَبُّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ وَ الشُّمُوسِ وَ الْأَقْمَارِ وَ الْبَرَارِی وَ الْقِفَارِ وَ الْجَدَاوِلِ وَ الْبِحَارِ وَ الْغُیُومِ وَ الْأَمْطَارِ وَ الْبَادِینَ وَ الْحُضَّارِ وَ كُلِّ مَا یَكْمُنُ لَیْلًا وَ یَظْهَرُ بِنَهَارٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ بِمِقْدَارٍ سُبْحَانَكَ یَا رَبَّ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ وَ مُخْرِجَ الثِّمَارِ وَ رَبَّ الْمَلَكُوتِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ خَالِقَ الْخَلْقِ وَ قَاسِمَ الرِّزْقِ- یُكَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهارِ وَ یُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَی اللَّیْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ یَجْرِی لِأَجَلٍ مُسَمًّی أَلا هُوَ الْعَزِیزُ الْغَفَّارُ

ص: 260

إِلَهِی أَنَا عَبْدُكَ الَّذِی أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَ كَثُرَتْ عُیُوبُهُ وَ قَلَّتْ حَسَنَاتُهُ وَ عَظُمَتْ سَیِّئَاتُهُ وَ كَثُرَتْ زَلَّاتُهُ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیْكَ نَادِمٌ عَلَی مَا قَدَّمْتُ مُشْفِقٌ مِمَّا أَسْلَفْتُ طَوِیلُ الْأَسَی عَلَی مَا فَرَّطْتُ مَا لِی مِنْكَ خَفِیرٌ وَ لَا عَلَیْكَ مُجِیرٌ وَ لَا مِنْ عَذَابِكَ نَصِیرٌ فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ سُؤَالَ وَجِلٍ مِمَّا قَدَّمَ مُقِرٍّ بِمَا اجْتَرَحَ وَ اجْتَرَمَ وَ أَنْتَ مَوْلَاهُ وَ أَحَقُّ مَنْ رَجَاهُ وَ قَدْ عَوَّدْتَنِی الْعَفْوَ وَ الصَّفْحَ فَأَجِرْنِی عَلَی جَمِیلِ عَوَائِدِكَ عِنْدِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَیَقُولُ فِیهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ یَأْسِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ وَ إِلَیْكَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ أَتَقَلَّبُ فِی قَبْضَتِكَ یَا ذَا الْمَنِّ وَ الْفَضْلِ وَ الْجُودِ وَ النَّعْمَاءِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ ضَعْفِی وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ إِنَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یَرُدُّ سَخَطَكَ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا یُجِیرُ مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِی یَا إِلَهِی مِنْكَ فَرَجاً قَرِیباً بِالْقُدْرَةِ الَّتِی تُحْیِی بِهَا أَمْوَاتَ الْعِبَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْبِلَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی یَا إِلَهِی غَمّاً حَتَّی تَسْتَجِیبَ لِی وَ تُعَرِّفَنِی الْإِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ أَذِقْنِی طَعْمَ الْعَافِیَةِ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ لَا تُشْمِتْ

بِی عَدُوِّی وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَیَّ وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِی إِلَهِی إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ أَهَنْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یُكْرِمُنِی وَ إِنْ أَكْرَمْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یُهِینُنِی وَ إِنْ رَحِمْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یُعَذِّبُنِی وَ إِنْ عَذَّبْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْحَمُنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَعْرِضُ لَكَ فِی عَبْدِكَ أَوْ یَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ یَا إِلَهِی أَنَّهُ لَیْسَ فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ وَ لَا فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ یَا إِلَهِی عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ ارْحَمْ عَبْرَتِی وَ فَقْرِی وَ فَاقَتِی وَ تَضَرُّعِی وَ لَا تُتْبِعْنِی

ص: 261

بِبَلَاءٍ عَلَی أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ یَا مَوْلَایَ إِلَهِی أَعُوذُ بِكَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنْ غَضَبِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی وَ أَسْأَلُكَ أَمْناً مِنْ عَذَابِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ آمِنِّی وَ أَسْتَهْدِیكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اهْدِنِی وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِی وَ أَسْتَنْصِرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ انْصُرْنِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ أَسْتَكْفِیكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی وَ أَسْتَعْفِیكَ مِنَ النَّارِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَافِنِی وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِی وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی وَ أَسْتَعِینُ بِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعِنِّی وَ أَسْتَغِیثُ بِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَغِثْنِی وَ أَسْتَجِیرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِی وَ أَسْتَخِیرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خِرْ لِی وَ أَسْتَغْفِرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ أَسْتَعْصِمُكَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْصِمْنِی فَإِنِّی لَنْ أَعُودَ بِشَیْ ءٍ كَرِهْتَهُ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْتَجِبْ لِی فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ طَلَبْتُهُ مِنْكَ وَ رَغِبْتُ فِیهِ إِلَیْكَ وَ أَرِدْهُ وَ قَدِّرْهُ وَ اقْضِهِ وَ أَمْضِهِ وَ خِرْ لِی فِیمَا تَقْضِی مِنْهُ وَ بَارِكْ لِی فِی ذَلِكَ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِهِ وَ أَسْعِدْنِی بِمَا تُعْطِینِی مِنْهُ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ وَ سَعَةِ مَا عِنْدَكَ فَإِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِیمٌ وَ صِلْ ذَلِكَ بِخَیْرِ الْآخِرَةِ وَ نَعِیمِهَا یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ لِإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی سُجُودِهِ فَیَقُولَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرِ- وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ اللَّیْلِ إِذا یَسْرِ وَ رَبَّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَهَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَلِیكَ كُلِّ شَیْ ءٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی وَ بِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(2) دُعَاءٌ آخَرُ لَكَ الْمَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَ لَكَ الْحُجَّةُ إِنْ عَصَیْتُكَ لَا صُنْعَ لِی وَ لَا

ص: 262


1- 1. مصباح المتهجد: 139- 135.
2- 2. مصباح المتهجد: 139.

لِغَیْرِی فِی إِحْسَانٍ إِلَّا بِكَ فِی حَالِیَ الْحَسَنَةِ ثُمَّ صِلْ بِمَا سَأَلْتُكَ مَنْ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ ثَنِّ بِی (1)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقْرَأَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یُصَلِّیَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْراً وَ یَقْرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثاً وَ یَقُولَ فِی آخِرِهَا كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا ثَلَاثاً وَ یَقُولَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ یَا رَبَّاهْ ثُمَّ یَقُولَ مُحَمَّدٌ بَیْنَ یَدَیَّ وَ عَلِیٌّ وَرَائِی وَ فَاطِمَةُ فَوْقَ رَأْسِی وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِی وَ الْحُسَیْنُ عَنْ شِمَالِی وَ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُمْ وَ یَذْكُرُهُمْ وَاحِداً وَاحِداً حَوْلِی ثُمَّ یَقُولَ یَا رَبِّ مَا خَلَقْتَ خَلْقاً خَیْراً مِنْهُمْ اجْعَلْ صَلَاتِی بِهِمْ مَقْبُولَةً وَ دُعَائِی بِهِمْ مُسْتَجَاباً وَ حَاجَاتِی بِهِمْ مَقْضِیَّةً وَ ذُنُوبِی بِهِمْ مَغْفُورَةً وَ رِزْقِی بِهِمْ مَبْسُوطاً ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ (2).

توضیح: أقول ذكر الشیخ هذه الأدعیة بعد نافلة الفجر و أدعیتها و الظاهر قراءتها إما بعد الثمان ركعات أو بعد الوتر لإطلاق صلاة اللیل علی الثمان و علی الإحدی عشرة غالبا و قد یطلق علی ما یشمل نافلة الفجر نادرا و الكل حسن و لعل الأوسط أظهر و كذا دعاء الصحیفة(3)

یحتمل تلك الوجوه و لم نذكره لاشتهارها.

و لنوضح بعض الفقرات هجعت أی نامت و نسبته إلی العین لأنها أول ما یظهر فیه أثره و الجفن غطاء العین و الدجا الظلمة كالغیهب أی اشتدت ظلمة اللیل و الإخبات الخشوع و التهجاع النومة الخفیفة و الإلمام النزول.

قوله علیه السلام و كیف یلم بك إما مبنی علی أن القابل و الفاعل لا یجوز اتحادهما كما برهن علیه و المعنی أنك خلقته و سلطته علی المخلوقین لإظهار عجزهم فكیف تفعل ذلك بنفسك أو لاحتیاجهم إلی ذلك و أنت بری ء عن الاحتیاج و الافتقار و الأوب الرجوع و أین منه أی الشخص الذی یرتجیه بعید منه و لا

ص: 263


1- 1. مصباح المتهجد: 139.
2- 2. مصباح المتهجد: 139.
3- 3. هو الدعاء الثانی و الثلاثون ص 165 ط الآخوندی.

یمكنه الوصول إلیه و قال الجوهری الجدی و الجدوی العطیة و فلان قلیل الجداء عنك بالمد أی قلیل الغنی و النفع و جدوته و اجتدیته و استجدیته بمعنی إذا طلبت جدواه و قال الدیجور الظلام و لیلة دیجور مظلمة و قال تناساه أری من نفسه أنه نسیه.

قوله علیه السلام افتراه المغرور المغرور إما بدل من الضمیر و قوله لم یدر مفعول ثان لتراه أو المغرور مفعول ثان و قوله لم یدر بیان له أو حال عن الضمیر إن الذی فی بعض النسخ إنه الذی فالضمیر للشأن أو الموصول بدل من الضمیر و قوله من یسترزق فاعل خسر و حمله علی الاستفهام الإنكاری بعید قال الجوهری المائح الذی ینزل البئر فیملأ الدلو و ذلك إذا قل ماؤها و محت الرجل أعطیته و استمحته سألته العطاء و محته عند السلطان شفعت له و استمحته سألته أن یشفع لی عنده و الامتیاح مثل المیح.

قوله علیه السلام و أرخیت للیل سدول قال الجوهری أرخیت الستر و غیره إذا أرسلته و قال سدل ثوبه یسدله بالضم سدلا أی أرخاه و السدیل ما أسبل علی الهودج و الجمع السدول و السدائل و الأسدال انتهی و یحتمل أن یكون المراد بالسدول الستور حقیقة أی أسدلت الستور علی الأبواب لمجی ء اللیل أو شبه ظلم اللیل بالستور و أثبت لها الإرخاء الذی هو من لوازمها و هذا أبلغ و أظهر.

و السبات بالضم النوم و الكری بالفتح النعاس و صد عنه یصد صدودا أعرض أخلص لك قلبه بالرفع أی جعل قلبه نیته و عبادته خالصة لك أو بالنصب أی جعل قلبه خالصا لم یدع فیه حبا لغیرك و لا غرضا سواك و ذهل بفتح الهاء و قد یكسر غفل و نسی و اللب العقل أی دهش و تحیر من خوفك عقله و الأخذ بأزمة الفلاح كنایة عن لزومه و تیسره له فإن من أخذ بزمام الناقة یذهب بها حیث شاء و مهدت الأرض أی هیأتها و جعلتها لنا مهادا كما قال تعالی أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً(1)

ص: 264


1- 1. النبأ: 6.

رجراجا أی متحركا مضطربا قال الزمخشری الرجراجة هی المرأة التی یترجرج كفلها و كتیبة رجراجة تموج من كثرتها و لیست هذه اللفظة فی أكثر النسخ من المعصرات قیل أی من السحائب إذا أعصرت أی شارفت أن تعصرها الریاح فتمطر كقولك أحصد الزرع أی حان له أن یحصد و منه أعصرت الجاریة إذا دنت أن تحیض أو من الریاح التی حان أن تعصر السحاب أو الریاح ذات الأعاصیر و إنما جعلت مبدأ الإنزال لأنها تنشئ السحاب و تدر أخلافه.

ماءً ثَجَّاجاً أی منصبا بكثرة یقال ثجه و ثج بنفسه لتخرج به حَبًّا وَ نَباتاً ما یتقوت به و ما یعتلف من التبن و الحشیش و جَنَّاتٍ أَلْفافاً أی ملتفة بعضها ببعض و جمع الشموس و الأقمار إما باعتبار البقاع و البلدان فإنهما لظهورهما فی جمیع البلدان كأن لكل منها شمسا و قمرا أو أطلقا علی سائر الكواكب أیضا تغلیبا و مجازا أو باعتبار المعانی المجازیة لهما أیضا فإنهما یطلقان علی الأنبیاء و الأوصیاء كما مر فی الأخبار الكثیرة فی تأویل الآیات فی مجلدات الإمامة.

و البراری جمع البریة و هی الصحراء و القفار بالكسر جمع القفر بالفتح و هی المفازة لا ماء فیها و لا نبات و الجداول جمع الجدول و هی النهر الصغیر و البادی من سكن البادیة و الحضار سكان البلاد و فی القاموس كمن له كنصر و علم كمونا استخفی.

عندك بمقدار أی بتقدیر كما یظهر من بعض الأخبار أو بقدر لا یجاوزه و لا ینقص منه فإنه تعالی خص كل حادث بوقت و حال معینین و هیأ له أسبابا مسوقة إلیه تقتضی ذلك.

یُكَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهارِ أی یغشی كل منهما الآخر كأنه یلف علیه لف اللباس اللابس أو یغیبه فیه كما یغیب الملفوف باللفافة أو یجعله كارا علیه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة قال الجوهری كار العمامة علی رأسه یكورها كورا أی لاثها و كل دور كور و تكویر العمامة كورها و تكویر اللیل علی النهار تغشیته إیاه و یقال زیادته فی هذا من ذاك انتهی لأجل مسمی أی منتهی دوره أو منقطع

ص: 265

حركته فی القیامة.

ألا هو العزیز القادر علی كل ممكن الغالب علی كل شی ء الغفار حیث لم یعاجل بالعقوبة و سلب ما فی هذه الصنائع من الرحمة و عموم المنفعة أوبقته أی أهلكته و الأسی بالفتح و القصر الحزن و الخفیر المجیر و الاجتراح الاكتساب و الاجترام الإتیان بالجرم و هو الذنب (1).

«64»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ثُمَّ تَقُومُ فَتُصَلِّی رَكْعَتَیِ الشَّفْعِ تَقْرَأُ فِی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یَقْرَأُ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ یُسَلِّمُ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ وَ یَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ وَ الْأَفْضَلُ أَنْ لَا یَبْرَحَ مِنْ مُصَلَّاهُ حَتَّی یُصَلِّیَ الْوَتْرَ فَإِنْ دَعَتْ ضَرُورَةٌ إِلَی الْقِیَامِ قَامَ وَ قَضَی حَاجَتَهُ فَعَادَ فَصَلَّی الْوَتْرَ وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی الثَّلَاثَ بِتِسْعِ سُوَرٍ فِی الْأُولَی أَلْهَیكُمُ التَّكَاثُرُ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ إِذَا زُلْزِلَتْ- وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ الْعَصْرَ وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ إِنَّا أَعْطَیْنَاكَ الْكَوْثَرَ وَ فِی الْمُفْرَدَةِ مِنَ الْوَتْرِ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ تَبَّتْ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَقِیبَ الشَّفْعِ إِلَهِی تَعَرَّضَ لَكَ فِی هَذَا اللَّیْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ وَ قَصَدَكَ الْقَاصِدُونَ وَ أَمَّلَ فَضْلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَ لَكَ فِی هَذَا اللَّیْلِ نَفَحَاتٌ وَ جَوَائِزُ وَ عَطَایَا وَ مَوَاهِبُ تَمُنُّ بِهَا عَلَی مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ وَ تَمْنَعُهَا مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنَایَةُ مِنْكَ وَ هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْفَقِیرُ إِلَیْكَ الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ فَإِنْ كُنْتَ یَا مَوْلَایَ تَفَضَّلْتَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ عُدْتَ عَلَیْهِ بِعَائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْخَیِّرِینَ الْفَاضِلِینَ وَ جُدْ عَلَیَّ بِطَوْلِكَ وَ مَعْرُوفِكَ وَ كَرَمِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الْخَیِّرِینَ الْفَاضِلِینَ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.

ص: 266


1- 1. أقول: توضیح سائر الفقرات سیجی ء تحت الرقم 66.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ اسْتَجِبْ لِی كَمَا وَعَدْتَنِی إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ(1).

بیان: تعرض لك أی تصدی لطلب عفوك و إحسانك و نفحات الرب نسائم لطفه و شمائم فضله و رحمته قال فی النهایة نفح الریح هبوبها و نفح الطیب إذا فاح و منه الحدیث إن لربكم فی أیام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها و العنایة الاعتناء و الاهتمام بالشی ء و عنایته سبحانه توفیقه و تأییده و ألطافه المقربة إلی الطاعة من غیر أن تصل إلی حد الإلجاء و الجبر أو تقدیره تعالی فی الأزل و للحكماء فی ذلك كلمات و اصطلاحات لا یناسب ذكرها الكتاب.

و یقال عاد علیه بعائدة أی تكرم علیه بمكرمة و فی القاموس العائدة المعروف و الصلة و العطف و المنفعة انتهی و الطول بالفتح الفضل و الغنی و القدرة.

«65»- إِخْتِیَارُ ابْنِ الْبَاقِی،: یَقُولُ عَقِیبَ الشَّفْعِ یَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ یَسْتَغِیثُ الْمُذْنِبُونَ وَ إِلَی ذِكْرِ إِحْسَانِهِ یَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ یَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ غَرِیبٍ وَ یَا فَرَجَ كُلِّ مَحْزُونٍ كَئِیبٍ وَ یَا أَمَلَ كُلِّ مُحْتَاجٍ طَرِیدٍ وَ یَا عَوْنَ كُلِّ مَخْذُولٍ فَرِیدٍ أَنْتَ الَّذِی وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ

رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ فِی نِعْمَتِكَ سَهْماً وَ أَنْتَ الَّذِی عَفْوُهُ أَنْسَانِی عِقَابَهُ وَ أَنْتَ الَّذِی عَطَاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَرْغَبُ فِی الْجَزَاءِ وَ أَنْتَ الَّذِی لَا یَبْخَلُ بِالْعَطَاءِ وَ أَنَا عَبْدُكَ الَّذِی أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ هَا أَنَا وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَنَا الَّذِی أَثْقَلَتِ الْخَطَایَا ظَهْرَهُ وَ أَنَا الَّذِی أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمُرَهُ وَ أَنَا الَّذِی بِجَهْلِهِ عَصَاكَ وَ لَمْ تَكُنْ أَهْلًا لِذَاكَ فَهَلْ أَنْتَ یَا إِلَهِی غَافِرٌ لِمَنْ دَعَاكَ فَأَعْلَنَ فِی الدُّعَاءِ أَمْ أَنْتَ یَا إِلَهِی رَاحِمٌ مَنْ بَكَی فَأَسْرَعَ فِی الْبُكَاءِ أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّنْ عَفَّرَ وَجْهَهُ لَكَ تَذَلُّلًا أَمْ أَنْتَ مُعِینٌ مَنْ شَكَا إِلَیْكَ فَقْرَهُ تَوَكُّلًا إِلَهِی لَا تُخَیِّبْ مَنْ لَا یَرْجُو أَحَداً غَیْرَكَ وَ لَا تَخْذُلْ مَنْ لَا یَسْتَعِینُ بِأَحَدٍ دُونَكَ أَنْتَ الَّذِی وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی یَا

ص: 267


1- 1. مصباح المتهجد: 106- 107.

أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

بیان: الانتحاب البكاء بصوت طویل و الكأبة سوء الحال من الحزن و خذله ترك عونه و نصرته.

«66»- الْفَقِیهُ، بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَحَدِهِمَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالَ: قُلْ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ زَیْنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ جَمَالُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ عِمَادُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ قِوَامُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ صَرِیخُ الْمُسْتَصْرِخِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ غِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُفَرِّجُ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُرَوِّحُ عَنِ الْمَغْمُومِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ مُجِیبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ إِلَهُ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ كَاشِفُ السُّوءِ وَ أَنْتَ اللَّهُ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حَاجَةٍ یَا اللَّهُ لَیْسَ یَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْ عَذَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ وَ لَا یُنْجِی مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَیْكَ فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ یَا إِلَهِی رَحْمَةً تُغْنِینِی بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی بِهَا أَحْیَیْتَ جَمِیعَ مَا فِی الْبِلَادِ وَ بِهَا تَنْشُرُ مَیْتَ الْعِبَادِ وَ لَا تُهْلِكْنِی غَمّاً حَتَّی تَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُعَرِّفَنِی الِاسْتِجَابَةَ فِی دُعَائِی وَ ارْزُقْنِی الْعَافِیَةَ إِلَی مُنْتَهَی أَجَلِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ رَقَبَتِی اللَّهُمَّ إِنْ رَفَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَضَعُنِی وَ إِنْ وَضَعْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَرْفَعُنِی وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِی فَمَنْ ذَا الَّذِی یَحُولُ بَیْنَكَ وَ بَیْنِی أَوْ یَتَعَرَّضُ لَكَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِی وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنْ لَیْسَ فِی حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَ لَا فِی نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی الظُّلْمِ الضَّعِیفُ وَ قَدْ تَعَالَیْتَ عَنْ ذَلِكَ یَا إِلَهِی فَلَا تَجْعَلْنِی لِلْبَلَاءِ غَرَضاً وَ لَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً وَ مَهِّلْنِی وَ نَفِّسْنِی وَ أَقِلْنِی عَثْرَتِی وَ لَا تُتْبِعْنِی بِبَلَاءٍ عَلَی

ص: 268

أَثَرِ بَلَاءٍ فَقَدْ تَرَی ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی أَسْتَعِیذُ بِكَ اللَّیْلَةَ فَأَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَجِرْنِی وَ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ فَلَا تَحْرِمْنِی ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً(1).

بیان: نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی منورهما بالأنوار الظاهرة بالكواكب و غیرها أو بالوجود أو بالهدایات و الكمالات أو الأعم زین السماوات و الأرض أی مزینهما بالكواكب و سائر ما خلق اللّٰه فیهما و الجمال قریب من معنی الزینة و عماد الشی ء بالكسر ما یقوم و یثبت به و لولاه لسقط و زال و قوام الشی ء عماده فهی مؤكدة للفقرة السابقة و هو دلیل سمعی علی احتیاج الباقی فی البقاء إلی المؤثر كقوله سبحانه یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا(2) و الصریخ المغیث و المستصرخ المستغیث و المروح و المفرج متقاربان معنی.

إله العالمین أی معبودهم أو خالقهم أو مفزعهم فی جمیع أمورهم جمیع ما فی البلاد أی من الأراضی و النباتات و الحیوانات و لا تهلكنی غما أی مغموما فیكون حالا أو من جهة الغم و بسببه أی إن لم تغفر لی و تعرفنی ذلك هلكت من غم الذنوب و همها و تعریف الاستجابة بظهور علاماتها فی وقت الدعاء كما ورد فی الأخبار أو بالرؤیا الصادقة أو بالإلهامات الربانیة لأهلها و إن أهلكتنی أی أردت إهلاكی أو عذابی و الغرض بالتحریك الهدف و كذا النصب وزنا و معنی و لا تتبعنی علی بناء الإفعال علی أثر بلاء بالكسر و بالتحریك أی بعده.

«67»- الْفَقِیهُ، بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْقُنُوتُ فِی الْوَتْرِ الِاسْتِغْفَارُ وَ فِی الْفَرِیضَةِ الدُّعَاءُ(3) وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْعُو فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ بِهَذَا الدُّعَاءِ- اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِی

ص: 269


1- 1. فقیه من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 310- 311. و قد مر تحت الرقم 11 نقلا عن المكارم و الفقیه ص 203.
2- 2. فاطر: 41.
3- 3. الفقیه ج 1 ص 311.

بِتَقْدِیرٍ وَ تَدْبِیرٍ وَ تَبْصِیرٍ بِغَیْرِ تَقْصِیرٍ وَ أَخْرَجْتَنِی مِنْ ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ أُحَاوِلُ الدُّنْیَا ثُمَّ أُزَاوِلُهَا ثُمَّ أُزَایِلُهَا وَ آتَیْتَنِی فِیهَا الْكَلَاءَ وَ الْمَرْعَی وَ بَصَّرْتَنِی فِیهَا الْهُدَی فَنِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْمَوْلَی فَیَا مَنْ كَرَّمَنِی وَ شَرَّفَنِی وَ نَعَّمَنِی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الزَّقُّومِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَمِیمِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَقِیلٍ فِی النَّارِ بَیْنَ أَطْبَاقِ النَّارِ فِی ظِلَالِ النَّارِ یَوْمَ النَّارِ یَا رَبَّ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَقِیلًا فِی الْجَنَّةِ بَیْنَ أَنْهَارِهَا وَ أَشْجَارِهَا وَ ثِمَارِهَا وَ رَیْحَانِهَا وَ خَدَمِهَا اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ خَیْرَ الْخَیْرِ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَوْفَكَ فِی جَسَدِی كُلِّهِ وَ اجْعَلْ قَلْبِی أَشَدَّ مَخَافَةً لَكَ مِمَّا هُوَ وَ اجْعَلْ لِی فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ حَظّاً وَ نَصِیباً مِنْ عَمَلٍ بِطَاعَتِكَ وَ اتِّبَاعِ مَرْضَاتِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ مُنْتَهَی غَایَتِی وَ رَجَائِی وَ مَسْأَلَتِی وَ طَلِبَتِی وَ أَسْأَلُكَ كَمَالَ الْإِیمَانِ وَ تَمَامَ الْیَقِینِ وَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَیْكَ وَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ یَا سَیِّدِی اجْعَلْ إِحْسَانِی مُضَاعَفاً

وَ صَلَاتِی تَضَرُّعاً وَ دُعَائِی مُسْتَجَاباً وَ عَمَلِی مَقْبُولًا وَ سَعْیِی مَشْكُوراً وَ ذَنْبِی مَغْفُوراً وَ لَقِّنِی مِنْكَ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (1).

توضیح: الظاهر أن قوله علیه السلام و كان أمیر المؤمنین علیه السلام لیس من تتمة الخبر الصحیح بل هو خبر مرسل.

قوله بتقدیر أی فی خلقی و تدبیر أی فی أمر معاشی و تبصیر أی فی أمر معادی بإرسال الرسل و إنزال الكتب و الهدایات الخاصة فی ظلمات ثلاث هی المشیمة و الرحم و البطن أو ظلمات العدم و صلب الأب و رحم الأم بحولك متعلق بأحاول الدنیا أی أطلبها ثم أزاولها أی أباشرها ثم أزایلها أی أفارقها فیها الكلاء أی العشب و الزقوم طعام أهل النار و الحمیم شرابهم و المقیل مصدر أو اسم مكان من القیلولة و هی النوم فی القائلة أی الظهیرة فی ظلال النار أی سقوفها و ما یكون فوق رأس من یكون بین طبقاتها.

ص: 270


1- 1. الفقیه ج 311- 312.

رضوانك بیان لخیر الخیر سخطك بیان لشر الشر فی جسدی كله أی یظهر آثار خوفك فی جمیع جسدی أی تكون جمیع جوارحی مستعملة فی طاعتك مصروفة عن معصیتك و الغایة منتهی الشی ء و نهایته أطلق هنا بمعنی المقصود صدق التوكل أی التوكل الذی لا یكون بمحض الدعوی بل یكون اعتمادی علیك فی جمیع الأمور قلبا و واقعا و صلاتی تضرعا أی ذات تضرع و لقنی بتخفیف النون من قوله تعالی وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً(1) أی اجعل النضرة و السرور تستقبلاننی و تلقیاننی.

«68»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ التَّلَّعُكْبَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ زَیْدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَزْدِیِّ الْبَزَّازِ یَنْزِلُ فِی طَاقِ زُهَیْرٍ وَ لَقَبُهُ بَزِیعٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ: ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِی الْوَتْرِ اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبِی حُبّاً لَكَ وَ خَشْیَةً مِنْكَ وَ تَصْدِیقاً وَ إِیمَاناً بِكَ وَ فَرَقاً مِنْكَ وَ شَوْقاً إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَیَّ لِقَاءَكَ وَ اجْعَلْ فِی لِقَائِكَ خَیْرَ الرَّحْمَةِ وَ الْبَرَكَةِ وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ وَ لَا تُؤَخِّرْنِی مَعَ الْأَشْرَارِ وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ مِمَّنْ مَضَی وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَالِحِی مَنْ بَقِیَ وَ خُذْ بِی سَبِیلَ الصَّالِحِینَ وَ لَا تَرُدَّنِی فِی شَرٍّ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنْهُ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ أَعِنِّی عَلَی نَفْسِی بِمَا أَعَنْتَ بِهِ الصَّالِحِینَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَسْأَلُكَ إِیمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ تُحْیِینِی عَلَیْهِ وَ تُمِیتُنِی عَلَیْهِ وَ تَوَلَّنِی عَلَیْهِ وَ تُحْیِینِی مَا أَحْیَیْتَنِی عَلَیْهِ وَ تَوَفَّنِی عَلَیْهِ إِذَا تَوَفَّیْتَنِی وَ تَبْعَثُنِی عَلَیْهِ إِذَا بَعَثْتَنِی وَ أَبْرِئْ قَلْبِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الشَّكِّ فِی دِینِی اللَّهُمَّ أَعْطِنِی بَصَراً فِی دِینِكَ وَ فِقْهاً فِی عِبَادَتِكَ وَ فَهْماً فِی حُكْمِكَ وَ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ بَیِّضْ وَجْهِی بِنُورِكَ وَ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ تَوَفَّنِی فِی سَبِیلِكَ عَلَی

ص: 271


1- 1. الإنسان: 11.

مِلَّتِكَ وَ مِلَّةِ رَسُولِكَ صلی اللّٰه علیه و آله.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَ الْهَرَمِ وَ الْجُبْنِ وَ الْبُخْلِ وَ الْغَلَبَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْقَسْوَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ دُعَاءٍ لَا یُسْمَعُ وَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ وَ أُعِیذُ بِكَ دِینِی وَ أَهْلِی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَنْ یُجِیرَنِی مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلَا تَجْعَلْ أَجَلِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ عَذَابِكَ وَ لَا تَرُدَّنِی بِهَلَكَةٍ وَ لَا بِعَذَابٍ أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ عَلَی دِینِكَ وَ التَّصْدِیقَ بِكِتَابِكَ وَ اتِّبَاعَ رَسُولِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَذْكُرَنِی بِرَحْمَتِكَ وَ لَا تَذْكُرَنِی بِخَطِیئَتِی وَ تَقْبَلَ مِنِّی وَ تَزِیدَنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَوَابَ مَنْطِقِی وَ ثَوَابَ مَجْلِسِی رِضَاكَ وَ اجْعَلْ عَمَلِی وَ دُعَائِی خَالِصاً لَكَ وَ اجْعَلْ ثَوَابِیَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ زِدْنِی مِنْ فَضْلِكَ إِنِّی إِلَیْكَ رَاغِبٌ اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ وَ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا یُوَارِی مِنْكَ لَیْلٌ سَاجٍ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ وَ لَا بَحْرٌ لُجِّیٌّ وَ لَا ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ تُدْلِجُ عَلَی مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ وَ مَلَائِكَتُكَ اكْتُبْ شَهَادَتِی مِثْلَ شَهَادَتِهِمْ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ أَسْأَلُكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ.

أقول: قد مر مثل هذا الدعاء عقیب الرابعة(1)

بروایة الشیخ و إنما أعدته هنا للاختلاف بینهما.

«69»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ثُمَّ یَقُومُ إِلَی الْمُفْرَدَةِ مِنَ الْوَتْرِ فَیَتَوَجَّهُ بِمَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ السَّبْعِ التَّكْبِیرَاتِ ثُمَّ یَقْرَأُ فِیهِمَا الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثُمَّ یَرْفَعُ یَدَیْهِ لِلدُّعَاءِ فَیَدْعُو بِمَا أَحَبَّ وَ الْأَدْعِیَةُ فِی ذَلِكَ لَا تُحْصَی غَیْرَ أَنَّا نَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ جُمْلَةً مُقْنِعَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَیْسَ فِی ذَلِكَ شَیْ ءٌ مُوَقَّتٌ لَا یَجُوزُ خِلَافُهُ (2)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَبْكِیَ الْإِنْسَانُ فِی الْقُنُوتِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ الْخَوْفِ مِنْ عِقَابِهِ أَوْ یَتَبَاكَی وَ لَا یَجُوزُ الْبُكَاءُ لِشَیْ ءٍ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْیَا(3).

ص: 272


1- 1. راجع ص 249 فیما سبق.
2- 2. مصباح المتهجد: 107.
3- 3. مصباح المتهجد: 107.

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا فَوْقَهُنَّ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ یَا اللَّهُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَافِنِی مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ وَ مِنْ شَرِّ شَیَاطِینِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ بِلَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَدِیدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ ضَعِیفٍ وَ مِنْ شَرِّ الصَّوَاعِقِ وَ الْبَرْدِ وَ مِنْ شَرِّ الْهَامَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ السَّامَّةِ وَ اللَّامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ أَمْسَی وَ أَصْبَحَ وَ لَهُ ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءٌ غَیْرَكَ فَإِنِّی أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ وَ أَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی فِی الْأُمُورِ كُلِّهَا فَاقْضِ لِی خَیْرَ كُلِّ عَافِیَةٍ یَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَی وَ یَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ ضَعْفِی وَ قِلَّةَ حِیلَتِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ عَافِنِی فِی نَفْسِی وَ فِی جَمِیعِ أُمُورِی كُلِّهَا بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَی وَ لَا تُرَی وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ إِلَیْكَ الرُّجْعَی وَ الْمُنْتَهَی وَ لَكَ الْمَمَاتُ وَ الْمَحْیَا وَ لَكَ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزَی اللَّهُمَّ اهْدِنِی فِیمَنْ هَدَیْتَ

وَ عَافِنِی فِیمَنْ عَافَیْتَ وَ تَوَلَّنِی فِیمَنْ تَوَلَّیْتَ وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ فِیمَنْ أَنْجَیْتَ إِنَّكَ تَقْضِی وَ لَا یُقْضَی عَلَیْكَ وَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ وَ تَسْتَغْنِی وَ یُفْتَقَرُ إِلَیْكَ وَ الْمَصِیرُ وَ الْمَعَادُ إِلَیْكَ وَ یَعِزُّ مَنْ وَالَیْتَ وَ لَا یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ وَ لَا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ آمَنْتُ بِكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَیْكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ تَتَابُعِ الْفَنَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی النَّفْسِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ الْأَحِبَّاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَوْلِیَاءِ وَ عِنْدَ مُعَایَنَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ عِنْدَ مَوَاقِفِ الْخِزْیِ فِی الدُّنْیَا وَ

ص: 273

الْآخِرَةِ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ التَّائِبِ الطَّالِبِ الرَّاغِبِ إِلَی اللَّهِ وَ تَقُولُ ثَلَاثاً أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثُمَّ تَرْفَعُ یَدَیْكَ وَ تَمُدُّهُمَا وَ تَقُولُ وَجَّهْتُ وَجْهِیَ لِلَّذِی فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ وَ مِنْهَاجِ عَلِیٍّ- حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُكِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لا شَرِیكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَی مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِینَ وَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ الْمُنْتَجَبِینَ وَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ مِنْ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَ جَمِیعَ الْمُشْرِكِینَ وَ مَنْ ضَارَعَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَإِنَّهُمْ یَتَقَلَّبُونَ فِی نِعْمَتِكَ وَ یَجْعَلُونَ الْحَمْدَ لِغَیْرِكَ فَتَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُونَ وَ عَمَّا یَصِفُونَ عُلُوّاً كَبِیراً اللَّهُمَّ الْعَنِ الرُّؤَسَاءَ وَ الْقَادَةَ وَ الْأَتْبَاعَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الَّذِینَ صَدُّوا عَنْ سَبِیلِكَ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ وَ نَقِمَتَكَ فَإِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَی رَسُولِكَ وَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَ أَفْسَدُوا عِبَادَكَ وَ حَرَّفُوا كِتَابَكَ وَ غَیَّرُوا سُنَّةَ نَبِیِّكَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ مُحِبِّیهِمْ وَ احْشُرْهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ إِلَی جَهَنَّمَ زُرْقاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ عَلَی أَئِمَّةِ الْهُدَی الرَّاشِدِینَ ثُمَّ یَدْعُو لِإِخْوَانِهِ (1)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَذْكُرَ أَرْبَعِینَ نَفْساً فَمَا زَادَ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اسْتُجِیبَتْ دَعْوَتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2)

وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ رُوِیَ مِائَةَ مَرَّةٍ فَتَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ تَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لِجَمِیعِ ظُلْمِی وَ جُرْمِی وَ إِسْرَافِی عَلَی نَفْسِی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثُمَّ تَقُولُ رَبِّ أَسَأْتُ وَ ظَلَمْتُ

ص: 274


1- 1. مصباح المتهجد: 107- 108.
2- 2. مصباح المتهجد: 109.

نَفْسِی وَ بِئْسَ مَا صَنَعْتُ وَ هَذِهِ یَدَایَ یَا رَبِ جَزاءً بِما كَسَبا وَ هَذِهِ رَقَبَتِی خَاضِعَةً لِمَا أَتَتْ وَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِیَ الرِّضَا حَتَّی تَرْضَی لَكَ الْعُتْبَی لَا أَعُودُ ثُمَّ تَقُولُ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ وَ تَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ تُبْ عَلَیَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (1).

بیان: المرید المتمرد العاتی و الهامة كل ذات سم یقتل و السامة ما یسم و یقتل و قد تطلق السامة مقابل العامة بمعنی خاصة الرجل یقال سم إذا خص و اللامة بمعنی الملمة أی العین النازلة بالسوء و حامة الإنسان خاصته و من یقرب منه و الرجعی مصدر بمعنی الرجوع و لك الممات و المحیا أی بیدك و قدرتك حیاة الخلائق و موتهم أو ینبغی أن تكون حیاة الخلق و موتهم لك كما مر فی قوله مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و الأول هنا أنسب.

تباركت أی تكاثر خیرك من البركة و هی كثرة الخیر أو تزایدت عن كل شی ء فی صفاتك و أفعالك فإن البركة تتضمن معنی الزیادة أو دمت و لا زوال لك من بروك الطیر علی الماء و منه البركة لدوام الماء فیها.

و تعالیت عن أن یصل إلیك عقل أو یشبهك شی ء و جهد البلاء بالفتح و فی بعض النسخ بالضم و الفتح أنسب غایة البلاء و شدتها و قیل هی الحالة التی یختار علیها الموت و درك الشقاء لحاق التعب و الحرمان و تتابع الفناء كثرة موت الأولاد و الأقارب و سوء المنظر فی تلك الأشیاء هو أن یصیبها آفة یسوؤه النظر إلیها.

قوله إلی جهنم زرقا إشارة إلی قوله سبحانه وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً(2) قیل أی زرق العیون وصفوا بذلك لأن الزرقة أسوأ ألوان العین و أبغضها إلی العرب لأن الروم كان أعدی عدوهم و هم زرق أو عمیا فإن حدقة الأعمی تزراق و قیل العطاش یظهر فی عیونهم كالزرقة.

ص: 275


1- 1. مصباح المتهجد: ص 109.
2- 2. طه: 102.

و أما الدعاء لأربعین من المؤمنین فی خصوص قنوت الوتر فلم أره فی روایة و لعلهم أخذوا من العمومات الواردة فی ذلك كما یومی إلیه كلامهم نعم ورد فی بعض الروایات فی السجود بعد صلاة اللیل كما مر.

وَ رُوِیَ فِی الْفَقِیهِ (1) بِسَنَدٍ قَرِیبٍ مِنَ الصَّحِیحِ إِلَی أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ فِی آخِرِ وَتْرِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ- رَبِّ أَسَأْتُ وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ بِئْسَ مَا صَنَعْتُ وَ هَذِهِ یَدَایَ جَزَاءً بِمَا صَنَعَتَا قَالَ ثُمَّ یَبْسُطُ یَدَیْهِ جَمِیعاً قُدَّامَ وَجْهِهِ وَ یَقُولُ وَ هَذِهِ رَقَبَتِی خَاضِعَةً لَكَ لِمَا أَتَتْ قَالَ ثُمَّ یُطَأْطِئُ رَأْسَهُ وَ یَخْضَعُ بِرَقَبَتِهِ ثُمَّ یَقُولُ وَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ الرِّضَا مِنْ نَفْسِی حَتَّی تَرْضَی لَكَ الْعُتْبَی لَا أَعُودُ لَا أَعُودُ لَا أَعُودُ.

أقول: لعل البسط قبل الدعاء الأول أو عنده و كذا الخضوع قبل الدعاء الثانی أو عنده أنسب بلفظ الدعاء من إیقاعهما بعدهما كما هو ظاهر لفظ الخبر و قوله جزاء مفعول له لمحذوف أی رفعتهما أو بسطتهما أو عاقبتهما جزاء فخذ لنفسك أی استعملنی و وفقنی لعمل یوجب رضاك عنی أو وقفت بین یدیك و سلمت نفسی إلیك لتعاقبنی بما یوجب رضاك عنی و هو أظهر.

لك العتبی قال الشیخ البهائی قدس سره العتبی بمعنی المؤاخذة و المعنی أنت حقیق بأن تؤاخذنی بسوء أعمالی.

أقول: هذا المعنی للعتبی غیر معهود بل الظاهر أن المعنی أرجع عن ذنبی و أطلب رضاك عنی قال فی النهایة أعتبنی فلان عاد إلی مسرتی و استعتب طلب أن یرضی عنه و فی الحدیث و إما مسیئا فلعله یستعتب أی یرجع عن الإساءة و یطلب الرضا و منه الحدیث و لا بعد الموت من مستعتب أی لیس بعد الموت من استرضاء و العتبی الرجوع عن الذنب و الإساءة انتهی.

و قال الجوهری أعتبنی فلان إذا عاد إلی مسرتی راجعا عن الإساءة و الاسم منه

ص: 276


1- 1. الفقیه ج 1 ص 311.

العتبی تقول استعتبته فأعتبنی أی استرضیته فأرضانی.

وَ فِی الْفَقِیهِ (1): كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام یَقُولُ الْعَفْوَ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ فِی الْوَتْرِ فِی السَّحَرِ.

و الظاهر قراءة العفو بالنصب أی أسأل العفو و یحتمل الرفع أی العفو مطلوبی أو مسئولی.

«70»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ثُمَّ یَرْكَعُ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ یَقُولُ هَذَا مَقَامُ مَنْ حَسَنَاتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَ سَیِّئَاتُهُ بِعَمَلِهِ وَ ذَنْبُهُ عَظِیمٌ وَ شُكْرُهُ قَلِیلٌ وَ لَیْسَ لِذَلِكَ إِلَّا دَفْعُكَ وَ رَحْمَتُكَ إِلَهِی طُمُوحُ الْآمَالِ قَدْ خَابَتْ إِلَّا لَدَیْكَ وَ مَعَاكِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إِلَّا إِلَیْكَ وَ مَذَاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلَّا إِلَیْكَ فَأَنْتَ الرَّجَاءُ وَ إِلَیْكَ الْمُلْتَجَأُ یَا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَ یَا أَجْوَدَ مَسْئُولٍ هَرَبْتُ إِلَیْكَ بِنَفْسِی یَا مَلْجَأَ الْهَارِبِینَ بِأَثْقَالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُهَا عَلَی ظَهْرِی وَ لَا أَجِدُ لِی إِلَیْكَ شَافِعاً سِوَی مَعْرِفَتِی أَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ لَجَأَ إِلَیْهِ الْمُضْطَرُّونَ وَ أَمَّلَ مَا لَدَیْهِ الرَّاغِبُونَ یَا مَنْ فَتَقَ الْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَ أَطْلَقَ الْأَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَ جَعَلَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلَی عِبَادِهِ كِفَاءً لِتَأْدِیَةِ حَقِّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْ لِلْهُمُومِ عَلَی عَقْلِی سَبِیلًا وَ لَا لِلْبَاطِلِ عَلَی عَمَلِی دَلِیلًا اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِكَ الْمُنَزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ- كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ طَالَ هُجُوعِی وَ قَلَّ قِیَامِی وَ هَذَا السَّحَرُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِی اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاتاً وَ لَا نُشُوراً(2).

إیضاح: طموح الآمال قال الشیخ البهائی الطموح جمع طامح كقعود جمع قاعد من طمح بمعنی ارتفع و المراد أن الآمال الطامحة أی المرتفعة العظیمة قد خابت إلا عندك كالعفو عن ذنوبنا التی استوجبنا بها ألیم العقاب و إدخالنا الجنة تفضلا من غیر استیجاب و معاكف الهمم قد تقطعت إلا علیك المعاكف جمع معكف و هو مصدر بمعنی

ص: 277


1- 1. الفقیه ج 1 ص 310.
2- 2. مصباح المتهجد: 109- 110.

العكوف أی الإقامة و المراد أن عكوفات الهمم و إقاماتها علی باب كل أحد فی طلب الإحسان منه قد تقطعت و خابت إلا عكوفاتها علی باب جودك و إحسانك.

و مذاهب العقول قد سمت إلا إلیك المذاهب الطرق و یطلق علی الآراء أیضا و سما إلی الشی ء ارتفع إلیه و المراد أن طرق العقول و الآراء قد ارتفعت إلی الأشیاء أما إلیك فقد قصرت عن الارتقاء و ضلت فی بیداء العظمة و الكبریاء انتهی.

و أقول فی أكثر النسخ و معاكف الهمم قد تعطلت و فی بعضها تقطعت و یحتمل كون المعاكف اسم مكان و لعله بالنسخة الأولی أنسب و یمكن أن یكون المراد بقوله قد سمت أنها لا تقع علی المقصود كما یقال نبأ بصره عن الشی ء إذا لم یره و هذا المعنی أنسب بالفقرتین السابقتین أی كل جهة تذهب إلیه العقول لتحصیل المطالب فلا تقع علیها إلا الطریق الذی ینتهی إلیك و یمكن أن یقرأ سمت علی بناء المجهول بتشدید المیم أی سدت و یؤیده أن فی بعض النسخ سدت.

و الملتجأ مصدر بمعنی الالتجاء قوله بنفسی الباء للمصاحبة و كونها للتعدیة كما توهم بعید یا من فتق العقول أی وسعها و هیأها لمعرفته و جعلها قابلة لها.

و جعل ما امتن به علی عباده قال الشیخ البهائی ره أی جعل تكلیفنا بعبادته مكافئا لأداء حق نعمائه مع أن فی تكلیفنا بعبادته و تشریفنا بخدمته و جعلنا أهلا للقیام بها لطفا جزیلا و منة عظیمة علینا أ لا تری أن الملك العظیم إذا شرف شخصا بخدمته و جعله أهلا لمخاطبته فإن ذلك الشخص یعد ذلك من عظیم ألطاف ذلك الملك و جزیل مننه علیه فهو سبحانه لوفور كرمه جعل بعض نعمائه التی من بها علینا و وقفنا لها شكرا و مكافاتا منا لبعض نعمائه الأخری و مع ذلك قد وعدنا علیها ثوابا جزیلا فی الآخرة فسبحانه سبحانه ما أعلی شأنه و أعظم امتنانه انتهی.

ص: 278

و قال الكفعمی رحمة اللّٰه علیه (1) أی جعل شكر ما امتن به علی عباده مكافئا لأداء حقه و المعنی أنه تعالی كلف یسیرا فلم یجعل ما یكافی نعمه و مننه إلا شكرها لأنه فی الحقیقة لا كفو لمننه و المكافاة المماثلة و المساواة و منه قوله لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أی نظیرا و مساویا و هو كفوك و كفیك و كفاؤك أی مساویك.

ثم قال قال ابن طاوس ره معناه أنه تعالی جعل الذی من به علی عباده من الهدایة إلی العبادة و إلی حمده و شكره طریقا و سببا و كفاء لتأدیة حقه فكان له الحق أولا علینا و قضاؤنا لحقه مما أحسن إلینا انتهی.

و أقول یحتمل وجها آخر و هو أن یكون المعنی وهب عباده و منحهم من الأعضاء و الجوارح و القوی و الآلات و الأدوات ما یكون كافیا لأداء ما أوجب علیهم من الطاعات و لا یكلفهم ما لم یمكنهم القیام به و لا یبعد كونه أظهر و أنسب بما تقدم.

و لا للباطل أی لا یتطرق الباطل إلی عملی و لا یكون مخلوطا ببدعة أو ریاء أو سمعة و غیرها مما لا یوافق رضاك و حمل الباطل علی البطلان أو المبطل بعید.

«71»-: ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ زَادَ الْكَفْعَمِیُّ بَعْدَ ذَلِكَ وَ افْتَحْ لِی خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا وَلِیَّ الْخَیْرِ وَ لَمْ یَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.

وَ قَالَ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ كُتُبِ أَصْحَابِنَا مَا مُلَخَّصُهُ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی كُنْتُ غَنِیّاً فَافْتَقَرْتُ وَ صَحِیحاً فَمَرِضْتُ وَ كُنْتُ مَقْبُولًا عِنْدَ النَّاسِ فَصِرْتُ مَبْغُوضاً وَ خَفِیفاً عَلَی قُلُوبِهِمْ فَصِرْتُ ثَقِیلًا وَ كُنْتُ فَرْحَانَ فَاجْتَمَعَتْ عَلَیَّ الْهُمُومُ وَ قَدْ ضَاقَتْ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَ أَجُولُ طُولَ نَهَارِی فِی طَلَبِ الرِّزْقِ فَلَا أَجِدُ مَا أَتَقَوَّتُ بِهِ كَأَنَّ اسْمِی قَدْ مُحِیَ مِنْ دِیوَانِ الْأَرْزَاقِ.

فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا هَذَا لَعَلَّكَ تَسْتَعْمِلُ مُثِیرَاتِ (2) الْهُمُومِ فَقَالَ وَ مَا مُثِیرَاتُ

ص: 279


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 54.
2- 2. فی المصدر: میراث الهموم، اسم آلة بمعنی ما یورث الهموم و الاحزان، و المثیرات من الاثارة بمعنی التهییج.

الْهُمُومِ قَالَ لَعَلَّكَ تَتَعَمَّمُ مِنْ قُعُودٍ أَوْ تَتَسَرْوَلُ مِنْ قِیَامٍ أَوْ تَقْلِمُ أَظْفَارَكَ بِسِنِّكَ أَوْ تَمْسَحُ وَجْهَكَ بِذَیْلِكَ أَوْ تَبُولُ فِی مَاءٍ رَاكِدٍ أَوْ تَنَامُ مُنْبَطِحاً عَلَی وَجْهِكَ قَالَ لَمْ أَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَاتَّقِ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَخْلِصْ ضَمِیرَكَ وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ دُعَاءُ الْفَرَجِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَهِی طُمُوحُ الْآمَالِ إِلَی قَوْلِهِ یَا وَلِیَّ الْخَیْرِ فَلَمَّا دَعَا بِهِ الرَّجُلُ وَ أَخْلَصَ نِیَّتَهُ عَادَ إِلَی حُسْنِ حَالاتِهِ (1).

«72»- الْإِخْتِیَارُ،: بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ یَمُدُّ یَدَیْهِ وَ یَدْعُو بِمَا رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا الرِّضَا علیه السلام إِلَهِی وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ مَدَدْتُ یَدِی إِلَیْكَ مَعَ عِلْمِی بِتَفْرِیطِی فِی عِبَادَتِكَ وَ إِهْمَالِی لِكَثِیرٍ مِنْ طَاعَتِكَ وَ لَوْ أَنِّی سَلَكْتُ سَبِیلَ الْحَیَاءِ لَخِفْتُ مِنْ مَقَامِ الطَّلَبِ وَ الدُّعَاءِ وَ لَكِنِّی یَا رَبِّ لَمَّا سَمِعْتُكَ تُنَادِی الْمُسْرِفِینَ إِلَی بَابِكَ وَ تَعِدُهُمْ بِحُسْنِ إِقَالَتِكَ وَ ثَوَابِكَ جِئْتُ مُمْتَثِلًا لِلنِّدَاءِ وَ لَائِذاً بِعَوَاطِفِ أَرْحَمِ الرُّحَمَاءِ وَ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِنَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی فَضَّلْتَهُ عَلَی أَهْلِ الطَّاعَةِ وَ مَنَحْتَهُ بِالْإِجَابَةِ وَ الشَّفَاعَةِ وَ بِوَصِیِّهِ الْمُخْتَارِ الْمُسَمَّی عِنْدَكَ بِقَسِیمِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ بِفَاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ وَ بِأَبْنَائِهَا الْأَوْلِیَاءِ الْأَوْصِیَاءِ وَ بِكُلِّ مَلَكٍ خَاصَّةٍ یَتَوَجَّهُونَ بِهِمْ إِلَیْكَ وَ یَجْعَلُونَهُمُ الْوَسِیلَةَ فِی الشَّفَاعَةِ لَدَیْكَ وَ هَؤُلَاءِ خَاصَّتُكَ فَصَلِّ عَلَیْهِمْ وَ آمِنِّی مِنْ أَخْطَارِ لِقَائِكَ وَ اجْعَلْنِی مِنْ خَاصَّتِكَ وَ أَحِبَّائِكَ فَقَدْ قَدَّمْتُ أَمَامَ مَسْأَلَتِكَ وَ نَجْوَاكَ مَا یَكُونُ سَبَباً إِلَی لِقَائِكَ وَ رُؤْیَاكَ وَ إِنْ رَدَدْتَ مَعَ ذَلِكَ سُؤَالِی وَ خَابَتْ إِلَیْكَ آمَالِی فَمَالِكٌ رَأَی مِنْ مَمْلُوكِهِ ذُنُوباً فَطَرَدَهُ عَنْ بَابِهِ وَ سَیِّدٌ رَأَی مِنْ عَبْدِهِ عُیُوباً فَأَعْرَضَ عَنْ جَوَابِهِ یَا شَقْوَتَاهْ إِنْ ضَاقَتْ عَنِّی سَعَةُ رَحْمَتِكَ (2)

إِنْ طَرَدْتَنِی عَنْ بَابِكَ عَلَی بَابِ مَنْ أَقِفُ بَعْدَ بَابِكَ وَ إِنْ فَتَحْتَ لِدُعَائِی أَبْوَابَ الْقَبُولِ وَ أَسْعَفْتَنِی بِبُلُوغِ السُّؤْلِ فَمَالِكٌ بَدَأَ بِالْإِحْسَانِ وَ أَحَبَّ إِتْمَامَهُ وَ مَوْلًی أَقَالَ عَثْرَةَ عَبْدِهِ وَ رَحِمَ مَقَامَهُ وَ هُنَاكَ لَا أَدْرِی

ص: 280


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 53.
2- 2. لعل فیه سقطا.

أَیَّ نِعَمِكَ أَشْكُرُ أَ حِینَ تَطَوَّلْتَ عَلَیَّ بِالرِّضَا وَ تَفَضَّلْتَ بِالْعَفْوِ عَمَّا مَضَی أَمْ حِینَ زِدْتَ عَلَی الْعَفْوِ وَ الْغُفْرَانِ بِاسْتِئْنَافِ الْكَرَمِ وَ الْإِحْسَانِ فَمَسْأَلَتِی لَكَ یَا رَبِّ فِی هَذَا الْمَقَامِ الْمَوْصُوفِ مَقَامَ الْعَبْدِ الْبَائِسِ الْمَلْهُوفِ أَنْ تَغْفِرَ لِی مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِی وَ تَعْصِمَنِی فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی وَ أَنْ تَرْحَمَ وَالِدَیَّ الْغَرِیبَیْنِ فِی بُطُونِ الْجَنَادِلِ الْبَعِیدَیْنِ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْمَنَازِلِ صِلْ وَحْدَتَهُمَا بِأَنْوَارِ إِحْسَانِكَ وَ آنِسْ وَحْشَتَهُمَا بِآثَارِ غُفْرَانِكَ وَ جَدِّدْ لِمُحْسِنِهِمَا فِی كُلِّ وَقْتٍ مَسَرَّةً وَ نِعْمَةً وَ لِمُسِیئِهِمَا مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً حَتَّی یَأْمَنَا بِعَاطِفَتِكَ مِنْ أَخْطَارِ الْقِیَامَةِ وَ تُسْكِنَهُمَا بِرَحْمَتِكَ فِی دَارِ الْمُقَامَةِ وَ عَرِّفْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمَا فِی ذَلِكَ النَّعِیمِ الرَّائِقِ حَتَّی تَشْمَلَ بِنَا مَسَرَّةُ السَّابِقِ وَ اللَّاحِقِ بِهِ سَیِّدِی وَ إِنْ عَرَفْتَ مِنْ عَمَلِی شَیْئاً یَرْفَعُ مِنْ مَقَامِهِمَا وَ یَزِیدُ فِی إِكْرَامِهِمَا فَاجْعَلْهُ مَا یُوجِبُهُ حَقَّهُمَا لَهُمَا وَ أَشْرِكْنِی فِی الرَّحْمَةِ مَعَهُمَا وَ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیراً ثُمَّ یَدْعُو لِمَنْ یَعْنِیهِ أَمْرُهُ مِنْ مَوْتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

«73»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ رَكْعَةِ الْوَتْرِ قَالَ- هَذَا مَقَامُ مَنْ حَسَنَاتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَ شُكْرُهُ ضَعِیفٌ وَ ذَنْبُهُ عَظِیمٌ وَ لَیْسَ لِذَلِكَ إِلَّا دَفْعُكَ وَ رَحْمَتُكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ صلی اللّٰه علیه و آله كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (1) طَالَ هُجُوعِی وَ قَلَّ قِیَامِی وَ هَذَا السَّحَرُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِی اسْتِغْفَارَ مَنْ لَا یَجِدُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«74»- الْمُتَهَجِّدُ،: وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُزَادَ هَذَا الدُّعَاءُ فِی الْوَتْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لِنَعْمَائِهِ وَ اسْتِدْعَاءً لِمَزِیدِهِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی قُنُوتِ (3) الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی بَابِ الْقُنُوتَاتِ

ص: 281


1- 1. الذاریات: 18 و 19.
2- 2. الكافی ج 3 ص 325.
3- 3. راجع ج 85 ص 229.

الطَّوِیلَةِ لِلْأَئِمَّةِ علیهم السلام (1).

«75»- جُنَّةُ الْأَمَانِ (2)، وَ الْبَلَدُ الْأَمِینُ، وَ الْإخْتِیَارُ،: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقُولَ فِی قُنُوتِ الْوَتْرِ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی الِاسْتِغْفَارِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُحْكَمِ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ كانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ الصَّابِرِینَ وَ الصَّادِقِینَ وَ الْقانِتِینَ وَ الْمُنْفِقِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا

لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِیماً وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ أَ فَلا یَتُوبُونَ إِلَی اللَّهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً

ص: 282


1- 1. مصباح المتهجد: 110.
2- 2. مصباح الكفعمیّ: 58- 62.

فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- ما كانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِینَ وَ لَوْ كانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِیها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْكُمْ مِدْراراً وَ یَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلی قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِینَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- وَ اسْتَغْفِرِی لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِینَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِینَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدی وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ سَلامٌ عَلَیْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّی إِنَّهُ كانَ بِی حَفِیًّا وَ أَنَا

ص: 283

أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ.

وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- یا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ.

وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكارِ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- وَ الْمَلائِكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- سَیَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ ما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ وَ لا یَعْصِینَكَ فِی مَعْرُوفٍ فَبایِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ.

ص: 284

وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ- وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَیْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ (1).

«76»- جُنَّةُ الْأَمَانِ،: رُوِیَ أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ (2) الْآیَةَ وَ قَوْلَهُ وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (3) الْآیَةَ ثُمَّ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ (4).

«77»- الْإِخْتِیَارُ، وَ جُنَّةُ الْأَمَانِ،: ثُمَّ یَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا كَانَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ یَقُولُهُ اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِی إِیَّاكَ وَ أَنَا مُصِرٌّ عَلَی مَا نَهَیْتَ قِلَّةُ حَیَاءٍ وَ تَرْكِیَ الِاسْتِغْفَارَ مَعَ عِلْمِی بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْیِیعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی تُؤْیِسُنِی أَنْ أَرْجُوَكَ وَ إِنَّ عِلْمِی بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ یُؤْمِنُنِی أَنْ أَخْشَاكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حَقِّقْ رَجَائِی لَكَ وَ كَذِّبْ خَوْفِی مِنْكَ وَ كُنْ لِی عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّی بِكَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ وَ أَیِّدْنِی بِالْعِصْمَةِ وَ أَنْطِقْ لِسَانِی بِالْحِكْمَةِ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ یَنْدَمُ عَلَی مَا ضَیَّعَهُ فِی أَمْسِهِ اللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِیَّ مَنِ اسْتَغْنَی عَنْ خَلْقِكَ بِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغْنِنِی یَا رَبِّ عَنْ خَلْقِكَ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ لَا یَبْسُطُ كَفَّهُ إِلَّا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنَّ الشَّقِیَّ مَنْ قَنَطَ وَ أَمَامَهُ التَّوْبَةُ وَ خَلْفَهُ الرَّحْمَةُ وَ إِنْ كُنْتُ ضَعِیفَ الْعَمَلِ فَإِنِّی فِی رَحْمَتِكَ قَوِیُ

ص: 285


1- 1. البلد الأمین ص 36- 37.
2- 2. النساء: 110.
3- 3. آل عمران: 135.
4- 4. مصباح الكفعمیّ ص 59 فی الهامش.

الْأَمَلِ فَهَبْ لِی ضَعْفَ عَمَلِی لِقُوَّةِ أَمَلِی اللَّهُمَّ أَمَرْتَ فَعَصَیْنَا وَ نَهَیْتَ فَمَا انْتَهَیْنَا وَ ذَكَرْتَ فَتَنَاسَیْنَا وَ بَصَّرْتَ فَتَعَامَیْنَا وَ حَذَّرْتَ فَتَعَدَّیْنَا وَ مَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءَ إِحْسَانِكَ إِلَیْنَا وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا أَعْلَنَّا وَ مَا أَخْفَیْنَا وَ أَخْبَرُ بِمَا لَمْ نَأْتِ وَ مَا أَتَیْنَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا أَخْطَأْنَا فِیهِ وَ مَا نَسِینَا وَ هَبْ لَنَا حُقُوقَكَ لَدَیْنَا وَ تَمِّمْ إِحْسَانَكَ إِلَیْنَا وَ أَسْبِغْ نِعْمَتَكَ عَلَیْنَا إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ رَسُولِكَ وَ بِعَلِیٍّ وَصِیِّهِ وَ فَاطِمَةَ ابْنَتِهِ وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُجَّةِ علیهم السلام أَهْلِ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ نَسْأَلُكَ إِدْرَارَ الرِّزْقِ الَّذِی هُوَ قِوَامُ حَیَاتِنَا وَ صَلَاحُ أَحْوَالِ عِیَالِنَا فَأَنْتَ الْكَرِیمُ الَّذِی تُعْطِی مِنْ سَعَةٍ وَ تَمْنَعُ عَنْ قُدْرَةٍ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَیْرِ مَا یَكُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْیَا وَ بَلَاغاً لِلْآخِرَةِ وَ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ(1).

«78»- الْإِخْتِیَارُ،: ثُمَّ تَمُدُّ یَدَكَ وَ تَدْعُو فَتَقُولُ- إِلَهِی كَیْفَ أَصْدُرُ عَنْ بَابِكَ بِخَیْبَةٍ مِنْكَ وَ قَدْ قَصَدْتُهُ عَلَی ثِقَةٍ بِكَ إِلَهِی كَیْفَ تُؤْیِسُنِی مِنْ عَطَائِكَ وَ قَدْ أَمَرْتَنِی بِدُعَائِكَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِی إِذَا اشْتَدَّ الْأَنِینُ وَ حُظِرَ عَلَیَّ الْعَمَلُ وَ انْقَطَعَ مِنِّی الْأَمَلُ وَ أُفْضِیتُ إِلَی الْمَنُونِ وَ بَكَتْ عَلَیَّ الْعُیُونُ وَ وَدَّعَنِی الْأَهْلُ وَ الْأَحْبَابُ وَ حُثِیَ عَلَیَّ التُّرَابُ وَ نُسِیَ اسْمِی وَ بَلِیَ جِسْمِی وَ انْطَمَسَ ذِكْرِی وَ هُجِرَ قَبْرِی فَلَمْ یَزُرْنِی زَائِرٌ وَ لَمْ یَذْكُرْنِی ذَاكِرٌ وَ ظَهَرَتْ مِنِّی الْمَآثِمُ وَ اسْتَوْلَتْ عَلَیَّ الْمَظَالِمُ وَ طَالَتْ شِكَایَةُ الْخُصُومِ وَ اتَّصَلَتْ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَرْضِ خُصُومِی عَنِّی بِفَضْلِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ جُدْ عَلَیَّ بِعَفْوِكَ وَ رِضْوَانِكَ إِلَهِی ذَهَبَتْ أَیَّامُ لَذَّاتِی وَ بَقِیَتْ مَآثِمِی وَ تَبِعَاتِی وَ قَدْ أَتَیْتُكَ مُنِیباً تَائِباً فَلَا تَرُدَّنِی مَحْرُوماً وَ لَا خَائِباً اللَّهُمَّ آمِنْ رَوْعَتِی وَ اغْفِرْ زَلَّتِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

بیان: قال الجوهری المنون المنیة و هی مؤنثة و تكون واحدة و جمعا.

ص: 286


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 62- 63.

«79»- الْفَقِیهُ، بِسَنَدِهِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ فِی الْوَتْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً تَنْصِبُ یَدَكَ الْیُسْرَی وَ تَعُدُّ بِالْیُمْنَی الِاسْتِغْفَارَ(1)

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَغْفِرُ فِی الْوَتْرِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَقُولُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ (2)

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَطْوَلُكُمْ قُنُوتاً فِی الْوَتْرِ أَطْوَلُكُمْ رَاحَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ (3).

«80»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ فَلْیَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الصَّبَاحِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ سُبْحَانَ الرَّبِّ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ- یَقُولُ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

«81»- الْمُتَهَجِّدُ،: إِذَا سَلَّمَ سَبَّحَ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ یَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ یَا بَرُّ یَا رَحِیمُ یَا غَنِیُّ یَا كَرِیمُ ارْزُقْنِی مِنَ التِّجَارَةِ أَعْظَمَهَا فَضْلًا وَ أَوْسَعَهَا رِزْقاً وَ خَیْرَهَا لِی عَاقِبَةً فَإِنَّهُ لَا خَیْرَ فِیمَا لَا عَاقِبَةَ لَهُ (4).

«82»- الْفَقِیهُ، بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَنْتَ انْصَرَفْتَ فِی الْوَتْرِ فَقُلْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِیزِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَقُولُ یَا حَیُّ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ(5).

ص: 287


1- 1. الفقیه ج 1 ص 309.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 309.
3- 3. الفقیه ج 1 ص 308 و فیه« أطولكم قنوتا فی دار الدنیا»، و رواه الصدوق بهذا اللفظ لفظ الفقیه: فی المجالس ص 304، ثواب الأعمال ص 31، و قد مر فی ج 85 ص 199 باب القنوت و آدابه، نعم ذكره الحرّ العاملیّ فی الوسائل و جمع بین اللفظین« أطولكم قنوتا فی الوتر فی دار الدنیا».
4- 4. مصباح المتهجد: ص 115- 116.
5- 5. الفقیه ج 1 ص 313.

و لا یبعد عندی أن لا یكون قوله فإنه لا خیر إلی آخر الدعاء من تتمة الدعاء بل ذكره تعلیلا لذكر الفقرة الأخیرة فإنه لا یناسب سیاق الدعاء.

«83»- الْمُتَهَجِّدُ،: ثُمَّ یَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّبَاحِ الْحَمْدُ لِفَالِقِ الْإِصْبَاحِ الْحَمْدُ لِنَاشِرِ الْأَرْوَاحِ (1)

ثُمَّ تَدْعُو بِدُعَاءِ الْحَزِینِ أُنَاجِیكَ (2)

یَا مَوْجُودُ فِی كُلِّ مَكَانٍ لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدَائِی فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِی وَ قَلَّ حَیَائِی یَا مَوْلَایَ أَیَّ الْأَهْوَالِ أَتَذَكَّرُ وَ أَیَّهَا أَنْسَی وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ إِلَّا الْمَوْتُ لَكَفَی كَیْفَ وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَعْظَمُ وَ أَدْهَی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ حَتَّی مَتَی وَ إِلَی مَتَی أَقُولُ لَكَ الْعُتْبَی مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی ثُمَّ لَا تَجِدُ عِنْدِی صِدْقاً وَ لَا وَفَاءً فَیَا غَوْثَاهْ ثُمَّ وَا غَوْثَاهْ بِكَ یَا اللَّهُ مِنْ هَوًی قَدْ غَلَبَنِی وَ مِنْ عَدُوٍّ قَدِ اسْتَكْلَبَ عَلَیَّ وَ مِنْ دُنْیَا قَدْ تَزَیَّنَتْ لِی وَ مِنْ نَفْسٍ أَمَّارَةٍ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّی مَوْلَایَ یَا مَوْلَایَ إِنْ كُنْتَ رَحِمْتَ مِثْلِی فَارْحَمْنِی وَ إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلِی فَاقْبَلْنِی یَا قَابِلَ السَّحَرَةِ اقْبَلْنِی یَا مَنْ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّفُ مِنْهُ الْحُسْنَی یَا مَنْ یُغَذِّینِی بِالنِّعَمِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ارْحَمْنِی یَوْمَ آتِیكَ فَرْداً شَاخِصاً إِلَیْكَ بَصَرِی مُقَلِّداً عَمَلِی وَ قَدْ تَبَرَّأَ جَمِیعُ الْخَلْقِ مِنِّی نَعَمْ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَنْ كَانَ لَهُ كَدِّی وَ سَعْیِی فَإِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی فَمَنْ یَرْحَمُنِی وَ مَنْ یُؤْنِسُ فِی الْقَبْرِ وَحْشَتِی (3)

وَ مَنْ یُنْطِقُ لِسَانِی إِذَا خَلَوْتُ بِعَمَلِی وَ سَأَلْتَنِی عَمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَإِنْ قُلْتُ نَعَمْ فَأَیْنَ الْمَهْرَبُ مِنْ عَدْلِكَ وَ إِنْ قُلْتُ لَمْ أَفْعَلْ قُلْتَ أَ لَمْ أَكُنِ الشَّاهِدَ عَلَیْكَ فَعَفْوَكَ عَفْوَكَ یَا مَوْلَایَ قَبْلَ سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ عَفْوَكَ عَفْوَكَ یَا مَوْلَایَ قَبْلَ جَهَنَّمَ وَ النِّیرَانِ عَفْوَكَ عَفْوَكَ یَا مَوْلَایَ قَبْلَ أَنْ تُغَلَّ الْأَیْدِی إِلَی الْأَعْنَاقِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ خَیْرَ الْغَافِرِینَ (4).

المكارم،: دعاء الحزین كان یدعو به علی بن الحسین علیهما السلام بعد صلاة اللیل

ص: 288


1- 1. مصباح المتهجد ص 116، و ما بین العلامتین زیادة منه.
2- 2. فی المصدر: أنادیك.
3- 3. فمن یرحم فی القبر وحشتی خ ل.
4- 4. مصباح المتهجد ص 116.

أناجیك إلی آخر الدعاء(1)

بیان: قد استكلب علی قال الشیخ البهائی أی وثب علی و فیه تشبیه له بالكلب و ربما یقال إن فیه أیضا إشارة إلی أن عداوته علی الأمور الدنیویة فإن الدنیا جیفة و طالبها كلاب.

قبل سرابیل القطران تلمیح إلی قوله تعالی وَ تَرَی الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفادِ سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ (2) و السرابیل جمع سربال و هو القمیص و القطران بكسر الطاء عصارة شدیدة النتن و الحدة یطلی بها الجمل الأجرب فتحرق جربه بحدتها و من شأنها أن تشتعل النار فیما یطلی بها بسرعة روی أنه یطلی بها جلود أهل النار إلی أن تصیر لهم بمنزلة القمصان فیجتمع علیهم لذعها و حدها مع إحراق النار نعوذ باللّٰه من ذلك.

«84»- الْمُتَهَجِّدُ،: ثُمَّ یُسَبِّحُ تَسْبِیحَ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَی مَا رَوَاهُ أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَقِیبَ كُلِّ وَتْرٍ وَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ السَّمِیعِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَسْمَعَ مِنْهُ یَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یَسْمَعُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ یَسْمَعُ الْأَنِینَ وَ الشَّكْوَی وَ یَسْمَعُ السِّرَّ وَ أَخْفَی وَ یَسْمَعُ وَسَاوِسَ الصُّدُورِ وَ یَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ وَ لَا یُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ سُبْحَانَ اللَّهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَیْ ءٍ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ مَا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِیرِ الَّذِی لَیْسَ شَیْ ءٌ أَبْصَرَ مِنْهُ یُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ یُبْصِرُ مَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ لَا تَغْشَی بَصَرَهُ ظُلْمَةٌ وَ لَا یَسْتَتِرُ بِسَتْرٍ وَ لَا یُوَارِی مِنْهُ جِدَارٌ وَ لَا یُغَیِّبُ مِنْهُ بَحْرٌ مَا فِی قَعْرِهِ وَ لَا جَبَلٌ مَا فِی أَصْلِهِ وَ لَا جَنْبٌ مَا فِی قَلْبِهِ وَ لَا قَلْبٌ مَا فِیهِ وَ لَا یُسْتَرُ مِنْهُ صَغِیرٌ لِصِغَرِهِ وَ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ

ص: 289


1- 1. مكارم الأخلاق ص 341.
2- 2. إبراهیم: 50.

هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُكُمْ فِی الْأَرْحامِ كَیْفَ یَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ الَّذِی یُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصِیبُ بِها مَنْ یَشاءُ وَ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ وَ یُنَزِّلُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ بِكَلِمَاتِهِ وَ یَسْقُطُ الْوَرَقُ بِعِلْمِهِ (1) وَ یُنْبِتُ النَّبَاتَ بِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ یُمِیتُ الْأَحْیَاءَ وَ یُحْیِ الْمَوْتی وَ یُقِرُّ فِی الْأَرْحَامِ مَا یَشَاءُ إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ- تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ

تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَخْرُجُ مِنْها وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما یَعْرُجُ فِیها لَا یَشْغَلُهُ عِلْمُ شَیْ ءٍ عَنْ عِلْمِ شَیْ ءٍ وَ لَا خَلْقُ شَیْ ءٍ عَنْ

ص: 290


1- 1. و یبسط الرزق بعلمه خ ل.

خَلْقِ شَیْ ءٍ وَ لَا حِفْظُ شَیْ ءٍ عَنْ حِفْظِ شَیْ ءٍ وَ لَا یُسَاوَی بِهِ شَیْ ءٌ- لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَارِئِ النَّسَمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُحْصِی نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ وَ لَا یَجْزِی بِآلَائِهِ الشَّاكِرُونَ الْمُتَعَبِّدُونَ وَ هُوَ كَمَا قَالَ وَ فَوْقَ مَا نَقُولُ وَ اللَّهُ كَمَا أَثْنَی عَلَی نَفْسِهِ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (1).

بیان: هذا الدعاء سیأتی بروایة أبی بصیر فی أدعیة شهر رمضان و هو أكثر مما أورده هنا و لعله وصل إلیه بروایتین فذكر فی كل موضع بروایة و سنورد شرحه هناك إن شاء اللّٰه تعالی

«85»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ، ذَكَرَ ابْنُ خَانِبَهْ (2): أَنَّهُ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ بَعْدَ الْوَتْرِ فَیَقُولَ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْحَیِّ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یَقُولَ

ص: 291


1- 1. مصباح المتهجد: 117- 119.
2- 2. هو أحمد بن عبد اللّٰه بن مهران الكرخی المعروف بابن خانبه، روی الكشّیّ عن علیّ بن محمّد القتیبی قال حدّثنی أبو طاهر محمّد بن علیّ بن بلال- و سألته عن أحمد عبد اللّٰه الكرخی، اذ رأیته یروی كتبا كثیرة عنه- فقال: كان كاتب إسحاق بن إبراهیم فتاب و أقبل علی تصنیف الكتب، و كان أحمد من غلمان یونس بن عبد الرحمن رحمه اللّٰه و یعرف به، و یعرف بابن خانبه، كان من العجم. و نقل عن البحرانیّ أنّه استشكل فی روایاته لكونه من كتاب الظلمة، و أجاب عنه المامقانی بأن سكوته فی حال توبته یكشف عن صحة روایاته الأولی، و علق علیه التستریّ فی قاموسه بأن الصواب فی الجواب أن یقال: إنّه وقت كونه من كتاب الظلمة كان فی دیوان رسائلهم فی كتبهم الی الاطراف و لم تكن له روایة حتّی تصح أولا تصح، مع أنّه بعد ما تاب لم یرو روایة أیضا كما عرفت من الشیخ( انه ما ظهر له روایة و صنف كتاب التأدیب و هو كتاب یوم و لیلة) مع أنّه قد ورد الخبر من العسكریّ علیه السلام بصحة كتابه و العمل به. أقول: أما الروایة، فقد ذكر الأردبیلیّ أنّه روی فی باب فضل الصلاة من أبواب زیادات التهذیب و فی باب صوم المتمتع إذا لم یجد الهدی من كتاب حج الكافی تری الأول فی التهذیب ج 1 ص 204 ط حجر ج 2 ص 240 بإسناده عن سعد، عن أحمد ابن هلال، عن أحمد بن عبد اللّٰه الكرخی، عن یونس بن یعقوب، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام( و أظنه تصحیفا من یونس بن عبد الرحمن فلیتحرر) و تری الثانی فی الكافی ج 4 ص 510 بإسناده عن بعض أصحابنا عن محمّد بن الحسین، عن أحمد بن عبد اللّٰه الكرخی قال: قلت للرضا علیه السلام المتمتع یقدم الحدیث( و أظنه عن أحمد بن عبد اللّٰه، عن یونس بن عبد الرحمن). و أمّا الخبر الذی ورد عن الامام صاحب العسكر بصحة كتابه و أشار إلیه المؤلّف العلامة فی المتن و صححه علی ما سیأتی، فهو الذی نقله ابن طاوس عن أبی محمّد هارون بن موسی قال: حدّثنا أبو علیّ الأشعریّ- و كان قائدا من القواد- عن سعد بن عبد اللّٰه الأشعریّ قال: عرض أحمد بن عبد اللّٰه بن خانبة كتابه علی مولانا أبی محمّد الحسن بن علیّ بن محمّد صاحب العسكر الآخر، فقرأه و قال: صحیح فاعملوا به. أقول: أما الروایة، فقد ذكر الأردبیلیّ أنّه روی فی باب فضل الصلاة من و لكن فی الحدیث و هم یخرجه عن الصحة، فان أحمد بن خانبه مات فی سنة 234 بعد ولادة أبی محمّد علیه السلام بسنتین، فلا یعقل أن یعرض هو كتابه علی أبی محمّد علیه السلام بنفسه، كما كان صریح كلام سعد علی ما نقله ابن طاوس. و قصاری ما یحتمل فی صدق الحدیث أن یكون أصل العرض و التصویب مشهورا مشتهرا عند الاصحاب بحیث یرسل ارسال المسلمات، فتوهم سعد أو أحد رواته أن أحمد بن خانبه هو الذی عرض كتابه علی أبی محمّد علیه السلام بنفسه فنقله بهذه الصورة، فأصل الخبر صدق فان سعد بن عبد اللّٰه أجل قدرا من أن یقول ما لا یعلم، الا أن الحدیث مرسل و لیس علی ما صححه العلامة المؤلّف رضوان اللّٰه علیه. بیان: ذلك أن ابن خانبة كان كاتبا من غلمان یونس بن عبد الرحمن مولی آل یقطین یكتب له كتبه و یعینه فی ذلك و یصنف له علی ما سیمر علیك من معنی التصنیف، و ممّا كتبه و صنفه كتاب التأدیب( كتاب عمل الیوم و اللیلة) و لما كان تألیف دعواته و ترتیب فصوله و أبوابه بعنایة هذا الكتاب، و أصل انشائه و املائه و روایة أحادیثه و فتاواه بعنایة استاذه یونس بن عبد الرحمن و تحت اشرافه، انتسب الكتاب تارة الی هذا، و مرة الی ذاك، خصوصا بعد ما تناوله أیدی العوام، و تعاطاه الخلف عن السلف، و اشتهر أمره بین المتعبدین لم یتفحصوا عن ذلك كثیر تفحص. یدل علی ذلك ما رواه النجاشیّ ص 266 تحت عنوانه محمّد بن أحمد بن عبد اللّٰه بن مهران الكرخی، بعد ما وثقه بأنّه كان سلیما قال: أخبرنا أبو العباس بن نوح قال حدّثنا الصفوانی قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصیبی قال: كتبنا الی أبی محمّد علیه السلام نسأله أن یكتب أو یخرج الینا كتابا نعمل به، فأخرج الینا كتاب عمل، قال الصفوانی: نسخته فقابل بها كتاب ابن خانبة زیادة حروف أو نقصان حروف یسیرة. فالكتاب قد كان عندهم علیهم السلام و خواص أصحابهم لیونس بن عبد الرحمن و عند متأخریهم أنّه كتاب ابن خانبة، و لما قابلوا النسختین لم تكن بینهما اختلاف الا فی حروف یسیرة قلما یخلو كتاب قبل طبعه عن ذلك، خصوصا كتب الأدعیة التی یرغب العوام فی انتساخها و تناولها من دون مقابلة و تصحیح. و یزید ذلك وضوحا اشتهار كتاب یونس عند الأئمّة علیهم السلام، فقد روی الكشّیّ ص 410 فی ترجمة یونس بن عبد الرحمن عن أبی بصیر حماد بن عبد اللّٰه بن أسید الهروی، عن داود بن القاسم أن أبا هاشم الجعفری قال: ادخلت كتاب عمل یوم و لیلة الذی ألفه یونس ابن عبد الرحمن علی أبی الحسن العسكریّ علیه السلام فنظر فیه و تصفح كله ثمّ قال: هذا دینی و دین آبائی، و هو الحق كله. و روی ص 409 عن جعفر بن معروف قال: حدّثنی سهل بن بحر قال: حدّثنی الفضل بن شاذان قال: حدّثنی أبی الخلیل الملقب بشاذان قال: حدّثنی أحمد بن أبی خلف عن أبی جعفر علیه السلام قال: كنت مریضا فدخل علی أبو جعفر علیه السلام یعودنی عند مرضی فاذا عند رأسی كتاب یوم و لیلة، فجعل یصفح ورقه حتّی أتی علیه من أوله إلی آخره و جعل یقول: رحم اللّٰه یونس ثلاثا. و هكذا روی النجاشیّ ص 348 قال: قال شیخنا أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان فی كتابه مصابیح النور: أخبرنی الشیخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه رحمه اللّٰه قال: حدّثنا علیّ بن الحسین بن بابویه قال: حدّثنا عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری قال: قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفری رحمه اللّٰه: عرضت علی أبی محمّد صاحب العسكر علیه السلام كتاب یوم و لیلة یونس فقال لی: تصنیف من هذا؟ فقلت: تصنیف یونس آل یقطین فقال: أعطاه اللّٰه بكل حرف نورا یوم القیامة. و كیف كان- سواء تسلمنا أن كتاب التأدیب لابن خانبه هو الذی عمله یونس بن عبد الرحمن أو كان كتابا منفردا بنفسه- الظاهر أن هذه الأدعیة المطولة المنقولة منه، كان من إنشاء و تصنیف كاتبه ابن خانبه، علی حدّ سائر الأدعیة الطویلة التی صنفها سائر الكتاب كابن أبی قرة الكاتب فی كتابه عمل شهر رمضان، و أبی الطیب القزوینی الكاتب و أبی العباس البغدادیّ الكاتب فی رسالتهما قنوتات الأئمّة الاطهار علی ما مر فی ج 85 ص 211- 233 و غیر ذلك ممّا هو غیر یسیر. و ذلك لان سیرة الأئمّة الهادین علیهم صلوات اللّٰه الرحمن، علی ما ثبت منهم فی الأحادیث الصحیحة و الأدعیة الواردة عنهم بالقطع و الیقین، هو الثناء علی اللّٰه عزّ و جلّ ثمّ تحمیده و تمجیده ثمّ الدعاء بما جری علی اللسان، من دون تطویل و تكرار، علی حدّ الأدعیة الواردة فی القرآن العزیز نقلا عن الأنبیاء و الصدیقین و العباد الصالحین. و ممّا یؤید أن أدعیة كتاب ابن خانبه من تصنیف كاتبه، أنه لم ینسب الأدعیة المطولة الواردة فیه الی المعصومین، و انما یقول: یستحب أن یدعو كذا، أو: یقول بعد صلاة الظهر كذا، مع ما عرفت من الكشّیّ أنّه تاب و أقبل علی التصنیف، و ما مر فی خبر الكشّیّ من قول صاحب العسكر لابی هاشم« هذا تصنیف من؟» و جوابه:« تصنیف یونس آل یقطین» و لنا كلام طویل الذیل فی المراد بالاصل و الكتاب و التصنیف عند أصحابنا الاقدمین لعلّ اللّٰه أن یوفقنا لشرح ذلك فی موضع آخر. و فذلكته: أن الأصل هو الحدیث الذی تضمن أصلا من أصول الفقه و قواعده، و هو المراد بقولهم الأصول الاربعمائة، و قد كان الأئمّة الهادون علیهم صلوات اللّٰه الرحمن لا یلقون تلك الأصول الا الی خواص أصحابهم الفقهاء، و أن الكتاب و التألیف مطلق یشمل كل تألیف فی الحدیث و الفقه و الكلام و المغازی و السیر، و أن التصنیف هو الكتاب الذی عمل صناعة، و ان كان نسبه المصنّف الی أحد من الأئمّة المعصومین. و هذا مثل كتاب سلیم بن قیس الذی قیل فیه أنّه أول كتاب صنف للشیعة، أو أول تصنیف ظهر لهم، فأنكر من لم یعرف هذا الاصطلاح بأن أول كتاب ظهر للشیعة هو كتاب السنن لابن أبی رافع. و مثله تفسیر محمّد بن القاسم الأسترآبادی الذی نسبه بسند مجهول الی أبی محمّد العسكریّ علیه السلام و فیه الغث و السمین الی غیر ذلك من الكتب و الرسائل. و من التصنیف بعض الأحادیث التی استخرجها مصنفوها من شتات الاخبار صحاحها و حسانها، و أحیانا ضعافها و مجاهیلها، ثمّ أبرزها كحدیث واحد بسند واحد، و هذا مثل خبر رجاء بن أبی الضحّاك و حدیث الاربعمائة باب و من ذلك كثیر من الاحتجاجات المرویة عن المعصومین علیهم السلام، و ان كانت مضامینها حقة لا ریب فیها مستندة الی العقل و البرهان. و أمّا قراءة هذه الأدعیة و القنوتات، فعندی أنّه لا بأس بقراءتها و المناجاة بها مع اللّٰه عزّ و جلّ، اذا كان القارئ لها یعرف لغة العرب و یحصل علی مضامینها بحیث یصدق علیه الدعاء و المناجاة، و لیشمله عمومات الامر بالدعاء، خصوصا بعد ما ورد الرخصة فی تألیف الدعاء و القنوت، اذا كان مؤلّفه من المستبصرین البالغین كما مرّ شرحه فی ص 82- 83 من هذا المجلد. و أمّا الاحتجاج بألفاظها فی القواعد الادبیة، أو الاستناد إلیها فی المسائل الاعتقادیة فلا یریب فی عدم جوازه ذو مسكة، حتی من یتسامح فی أدلة السنن و یطلق استحباب قراءتها فان أخبار من بلغ انما یجوز قراءة هذه الأدعیة رجاء، و لا یحول اسنادها من الضعف الی الصحة، حتی یمكن الاستناد بها فی المسائل العلمیة، و باللّٰه التوفیق.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِیراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعِزَّةِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْحَیِّ الَّذِی لَا یَمُوتُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ رَبِّی وَ بِحَمْدِهِ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ وَ یَا صَرِیخَ الْمَكْرُوبِینَ وَ یَا مُجِیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ یَوْمِ الدِّینِ وَ أَنْتَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ بَدْءُ الْخَلْقِ وَ إِلَیْكَ یَعُودُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

ص: 292

مَالِكُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ- الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لَكَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ وَ الْكِبْرِیَاءُ رِدَاؤُكَ .

ص: 293

یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْضَ عَنِّی وَ نَجِّنِی مِنَ النَّارِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَمْلَأَ قَلْبِی حُبّاً لَكَ وَ إِیمَاناً بِكَ وَ خِیفَةً مِنْكَ وَ خَشْیَةً لَكَ وَ تَصْدِیقاً بِكَ وَ شَوْقاً إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حَبِّبْ إِلَیَّ لِقَاءَكَ وَ اجْعَلْ لِی فِی لِقَائِكَ الرَّاحَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْكَرَامَةَ وَ أَلْحِقْنِی بِصَالِحِ مَنْ مَضَی وَ اجْعَلْنِی مِنْ صَالِحِ مَنْ بَقِیَ وَ لَا تُصَیِّرْنِی فِی الْأَشْرَارِ وَ اخْتِمْ لِی عَمَلِی بِأَحْسَنِهِ وَ اجْعَلْ لِی ثَوَابَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ اسْلُكْ بِی مَسَالِكَ الصَّالِحِینَ وَ أَعِنِّی عَلَی صَالِحِ مَا أَعْطَیْتَنِی كَمَا أَعَنْتَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی صَالِحِ مَا أَعْطَیْتَهُمْ وَ لَا تَنْزِعْ مِنِّی صَالِحاً أَعْطَیْتَنِیهِ أَبَداً وَ لَا تَرُدَّنِی فِی سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِی مِنْهُ أَبَداً وَ لَا تُشْمِتْ بِی عَدُوِّی وَ لَا حَاسِداً أَبَداً وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً.

ص: 294

یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِی إِیمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ أَحْیَا عَلَیْهِ وَ أَفْنَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَحْیِنِی عَلَیْهِ مَا أَحْیَیْتَنِی وَ أَمِتْنِی عَلَیْهِ إِذَا أَمَتَّنِی وَ ابْعَثْنِی عَلَیْهِ إِذَا بَعَثْتَنِی وَ أَبْرِئْ قَلْبِی مِنَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الشَّكِّ فِی دِینِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِی بَصَراً فِی دِینِكَ وَ قُوَّةً فِی عِبَادَتِكَ وَ فِقْهاً فِی حُكْمِكَ وَ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ بَیِّضْ وَجْهِی بِنُورِكَ وَ اجْعَلْ رَغْبَتِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ تَوَفَّنِی فِی سَبِیلِكَ وَ عَلَی سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَ الْحُزْنِ وَ الْعَجَلَةِ وَ الْجُبْنِ وَ الْبُخْلِ وَ الشَّكِّ وَ الْغَفْلَةِ وَ الْفَشَلِ وَ السَّهْوِ وَ الْقَسْوَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِی النَّفْسِ وَ الدِّینِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُمِتْنِی وَ لَا أَحَداً مِنْ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی فِیكَ غَرَقاً وَ لَا حَرَقاً وَ لَا قَوَداً وَ لَا صَبْراً وَ لَا هَضْماً وَ لَا أَكِیلَ السَّبُعِ وَ لَا غَمّاً وَ لَا هَمّاً وَ لَا عَطَشاً وَ لَا شَرَقاً وَ لَا جُوعاً وَ لَا فِی أَرْضِ غُرْبَةٍ وَ لَا مِیتَةَ سَوْءٍ وَ أَمِتْنِی سَوِیّاً عَلَی مِلَّتِكَ وَ مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَمِتْنِی عَلَی فِرَاشِی أَوْ فِی الصَّفِّ الَّذِی نَعَتَّ أَهْلَهُ فِی كِتَابِكَ فَقُلْتَ كَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مُقْبِلًا عَلَی عَدُوِّكَ غَیْرَ مُدْبِرٍ عَنْهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَدَعْ لِیَ اللَّیْلَةَ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَ لَا وِزْراً إِلَّا حَطَطْتَهُ وَ لَا خَطِیئَةً إِلَّا كَفَّرْتَهَا وَ لَا سَیِّئَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا حَسَنَةً

ص: 295

إِلَّا أَثْبَتَّهَا وَ ضَاعَفْتَهَا وَ لَا قَبِیحاً إِلَّا سَتَرْتَهُ وَ لَا شَیْناً إِلَّا زَیَّنْتَهُ وَ لَا سُقْماً إِلَّا شَفَیْتَهُ وَ لَا فَقْراً إِلَّا أَغْنَیْتَهُ وَ لَا فَاقَةً إِلَّا جَبَرْتَهَا وَ لَا دَیْناً إِلَّا قَضَیْتَهُ وَ لَا أَمَانَةً إِلَّا أَدَّیْتَهَا وَ لَا كُرْبَةً إِلَّا كَشَفْتَهَا وَ لَا غَمّاً إِلَّا نَفَّسْتَهُ وَ لَا دَعْوَةً إِلَّا أَجَبْتَهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْفَظْ مِنِّی یَا رَبِّ مَا ضَاعَ وَ أَصْلِحْ مِنِّی مَا فَسَدَ وَ ارْفَعْ مِنِّی مَا انْخَفَضَ وَ كُنْ بِی حَفِیّاً وَ كُنْ لِی وَلِیّاً وَ اجْعَلْنِی رَضِیّاً وَ ارْزُقْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَسِبُ وَ احْفَظْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَفِظُ وَ مِنْ حَیْثُ لَا أَحْتَفِظُ وَ احْرُسْنِی مِنْ حَیْثُ أَحْتَرِسُ وَ مِنْ

حَیْثُ لَا أَحْتَرِسُ اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ امْنَعْهُ عَنَّا بِعِزَّةِ مُلْكِكَ وَ شِدَّةِ قُوَّتِكَ وَ عَظَمَةِ سُلْطَانِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ شَفِّعْنِی فِی جَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ وَ مَا لَمْ أَسْأَلْكَ مِمَّا فِیهِ الصَّلَاحُ لِأَمْرِ آخِرَتِی وَ دُنْیَایَ إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ قَالَ ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْكَ وَ قَلِّبْ كَفَّیْكَ وَ غَرْغِرْ دُمُوعَكَ وَ قُلْ یَا مَوْلَایَ شَرُّ عَبْدٍ أَنَا وَ خَیْرُ رَبٍّ أَنْتَ یَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِكَ اسْتَوْجَبَ جَمِیعَ عُقُوبَتِكَ بِذُنُوبِهِ غَیْرِی فَأَخَّرْتَهُ بِهَا یَا مَوْلَایَ وَ قَدْ خَشِیتُ أَنْ تَكُونَ عَلَیَّ سَاخِطاً یَا إِلَهِی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِی وَ أَتْمِمْ مِنَنَكَ

ص: 296

عَلَیَّ وَ عَافِیَتَكَ لِی بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ یَا اللَّهُ لَا تُشَوِّهْ خَلْقِی بِالنَّارِ یَا اللَّهُ لَا تَقْطَعْ عَصَبِی بِالنَّارِ یَا اللَّهُ لَا تُفَرِّقْ بَیْنَ أَوْصَالِی بِالنَّارِ یَا اللَّهُ لَا تُبَدِّلْنِی جِلْداً غَیْرَ جِلْدِی فِی النَّارِ یَا اللَّهُ لَا تَجْعَلْنِی قَرِیناً لِأَهْلِ النَّارِ یَا اللَّهُ ارْحَمْ عِظَامِیَ الدِّقَاقَ وَ بَدَنِیَ الضَّعِیفَ وَ جِلْدِیَ الرَّقِیقَ وَ أَرْكَانِیَ الَّتِی لَا قُوَّةَ لَهَا عَلَی حَرِّ النَّارِ یَا سَیِّدِی أَنَا عَبْدُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِی یَا اللَّهُ یَا مُحِیطاً بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ وَ افْعَلْ بِی كَذَا وَ كَذَا وَ تَدْعُو بِمَا تُحِبُّ ثُمَّ تَقُولُ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ لَا تَأْخُذْنِی عَلَی غِرَّةٍ وَ لَا تَأْخُذْنِی عَلَی فَجْأَةٍ وَ لَا تَجْعَلْ عَوَاقِبَ أَعْمَالِی حَسْرَةً یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ مَا ذَا عَلَیْكَ لَوْ أَرْضَیْتَ عَنِّی كُلَّ مَنْ لَهُ قِبَلِی تَبِعَةٌ وَ غَفَرْتَ لِی وَ رَحِمْتَنِی وَ رَضِیتَ عَنِّی فَإِنَّمَا مَغْفِرَتُكَ لِلظَّالِمِینَ وَ أَنَا مِنَ الظَّالِمِینَ فَاغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ إِنْ كَانَتْ حَالِیَ الَّتِی أَنَا عَلَیْهَا فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی لَكَ رِضًی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْضَهَا لِی وَ زِدْنِی مِنْهَا وَ مِنْ فَضْلِكَ وَ إِنْ كَانَتْ حَالٌ هِیَ أَرْضَی لَكَ مِنْ حَالِیَ الَّتِی أَنَا عَلَیْهَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ انْقُلْنِی إِلَیْهَا وَ خُذْ إِلَیْهَا بِنَاصِیَتِی وَ قَوِّ عَلَیْهَا ضَعْفِی وَ شَجِّعْ عَلَیْهَا جُبْنِی حَتَّی تُبْلِغَنِی مِنْهَا مَا یُرْضِیكَ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ عَلَی طَاعَتِكَ وَ الصَّبْرَ عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ الصَّبْرَ لِحُكْمِكَ وَ الصِّدْقَ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ وَ الشُّكْرَ لِنِعْمَتِكَ

ص: 297

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی عَافِیَةً لِلدِّینِ وَ عَافِیَةً لِلدُّنْیَا وَ عَافِیَةً لِلْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِیَ الْعَافِیَةَ حَتَّی تَهْنِئَنِی الْمَعِیشَةُ وَ ارْحَمْنِی حَتَّی لَا تَضُرَّنِی الذُّنُوبُ وَ أَعِذْنِی مِنْ جَهْدِ بَلَاءِ الدُّنْیَا وَ عَذَابِ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ أَعِنِّی عَلَی دِینِی بِدُنْیَا وَ عَلَی آخِرَتِی بِتَقْوَی اللَّهُمَّ احْفَظْنِی فِیمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی فِیمَا حَضَرْتُهُ یَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی مَا لَا یَنْقُصُكَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَضُرُّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِی السَّعَةَ وَ الدَّعَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ الْقُنُوعَ وَ الْعِصْمَةَ وَ الْیَقِینَ وَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِیَةَ وَ الْمُعَافَاةَ وَ الْمَغْفِرَةَ وَ الشُّكْرَ وَ الرِّضَا وَ التَّقْوَی وَ الصَّبْرَ وَ التَّوَاضُعَ وَ الْقَصْدَ وَ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الْبِرَّ وَ الْیُسْرَ وَ التَّوْفِیقَ فِی جَمِیعِ أُمُورِی كُلِّهَا لِلْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا وَ اعْمُمْ بِذَلِكَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ إِخْوَانِی وَ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَ أَحَبَّنِی وَ وَلَدْتُهُ وَ وَلَدَنِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ اللَّهُمَّ مِنْكَ النِّعْمَةُ وَ أَنْتَ تَرْزُقُ شُكْرَهَا وَ ثَوَابَ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ مِنْهَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ آتِنَا مَا سَأَلْنَاكَ عَلَی حَسَبِ كَرَمِكَ وَ فَضْلِكَ وَ قَدِیمِ إِحْسَانِكَ وَ مَا وَعَدْتَ فِینَا نَبِیَّكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 298

ثُمَّ اسْجُدْ وَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْ ذُلِّی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَضَرُّعِی إِلَیْكَ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِی بِكَ وَ إِلَیْكَ یَا كَرِیمُ یَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا كَائِناً بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ لَا تَفْضَحْنِی فَإِنَّكَ بِی عَالِمٌ وَ لَا تُعَذِّبْنِی فَإِنَّكَ عَلَیَّ قَادِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُرَبِ الْمَوْتِ وَ مِنْ سُوءِ الْمَرْجِعِ فِی الْقُبُورِ وَ مِنَ النَّدَامَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَسْأَلُكَ عِیشَةً هَنِیئَةً وَ مِیتَةً سَوِیَّةً وَ مُنْقَلَباً كَرِیماً غَیْرَ مُخْزٍ وَ لَا فَاضِحٍ اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِی وَ رَحْمَتُكَ أَرْجَی عِنْدِی مِنْ عَمَلِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی یَا حَیّاً لَا یَمُوتُ ثُمَّ ارْفَعْ صَوْتَكَ قَلِیلًا مِنْ غَیْرِ إِجْهَارٍ وَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً یَا عَظِیمُ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ لِی وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی وَ جُرْمِی وَ تَقَبَّلْ عَمَلِی یَا كَرِیمُ یَا حَنَّانُ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخِیبَ أَوْ أَحْمِلَ ظُلْماً اللَّهُمَّ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِی وَ عَجَزَتْ عَنْهُ قُوَّتِی وَ لَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِی مِنْ أَمْرٍ تَعْلَمُ فِیهِ صَلَاحَ أَمْرِ دُنْیَایَ وَ آخِرَتِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْهُ بِی یَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ فِی عَافِیَةٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْمَحْمِدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَ لَكَ الْحُجَّةُ إِنْ عَصَیْتُكَ لَا صُنْعَ لِی وَ لَا لِغَیْرِی فِی إِحْسَانٍ مِنْكَ فِی حَالِیَ الْحَسَنَةِ یَا كَرِیمُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صِلْ بِجَمِیعِ مَا سَأَلْتُكَ مَنْ بِمَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ ابْدَأْ بِهِمْ وَ ثَنِّ بِی بِرَحْمَتِكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.: ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِجَمِیعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ بِجَمِیعِ مَا جَاءَتْ بِهِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ

ص: 299

أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ السَّاعَةَ حَقٌّ وَ الْمُرْسَلِینَ قَدْ صَدَقُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُسَبَّحَ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُحْمَدَ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُهَلَّلَ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللَّهَ شَیْ ءٌ وَ كَمَا یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُكَبَّرَ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ كَمَا یَنْبَغِی لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَ عِزِّ جَلَالِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَیْرِ وَ خَوَاتِیمَهُ وَ فَوَائِدَهُ مَا بَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمِی وَ مَا قَصُرَ عَنْ إِحْصَائِهِ حِفْظِی اللَّهُمَّ انْهَجْ لِی بَابَ مَعْرِفَتِهِ وَ افْتَحْ لِی أَبْوَابَهُ وَ مُنَّ عَلَیَّ بِالْعِصْمَةِ عَنِ الْإِزَالَةِ عَنْ دِینِكَ وَ طَهِّرْ قَلْبِی مِنَ الشَّكِّ وَ لَا تَشْغَلْهُ بِدُنْیَایَ وَ عَاجِلِ مَعَاشِی عَنْ آجِلِ ثَوَابِ آخِرَتِی وَ ذَلِّلْ لِكُلِّ خَیْرٍ لِسَانِی وَ طَهِّرْ مِنَ الرِّیَاءِ قَلْبِی وَ لَا تُجْرِهِ فِی مَفَاصِلِی وَ اجْعَلْ عَمَلِی خَالِصاً لَكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَنْوَاعِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا وَ غَفَلَاتِهَا وَ جَمِیعِ مَا یُرِیدُنِی بِهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ مِمَّا أَحَطْتَ بِعِلْمِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَی صَرْفِهِ عَنِّی اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ زَوَابِعِهِمْ وَ تَوَابِعِهِمْ وَ حَسَدِهِمْ وَ مَكَایِدِهِمْ وَ مَشَاهِدِ الْفَسَقَةِ مِنْهُمْ وَ أَنْ أُسْتَزَلَّ عَنْ دِینِی أَوْ یَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَیَّ فِی مَعَاشِی أَوْ عَرَضَ بَلَاءٌ یُصِیبُنِی مِنْهُمْ لَا قُوَّةَ لِی بِهِ وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی احْتِمَالِهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَبْتَلِنِی یَا إِلَهِی بِمُقَاسَاتِهِ فَیُذْهِلَنِی عَنْ ذِكْرِكَ وَ یَشْغَلَنِی عَنْ عِبَادَتِكَ أَنْتَ الْعَاصِمُ الْمَانِعُ وَ الدَّافِعُ الْوَاقِی مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ

ص: 300

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ الرَّفَاهِیَةَ فِی مَعِیشَتِی أَبَداً مَا أَبْقَیْتَنِی مَعِیشَةً أَقْوَی بِهَا عَلَی طَاعَتِكَ وَ أَبْلُغُ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ أَصِیرُ بِهَا بِمَنِّكَ إِلَی دَارِ الْحَیَوَانِ وَ ارْزُقْنِی رِزْقاً حَلَالًا یَكْفِینِی وَ لَا تَرْزُقْنِی رِزْقاً یُطْغِینِی وَ لَا تَبْتَلِنِی بِفَقْرٍ أَشْقَی بِهِ مُضَیِّقاً عَلَیَّ وَ أَعْطِنِی حَظّاً وَافِراً فِی آخِرَتِی وَ مَعَاشاً هَنِیئاً مَرِیئاً فِی دُنْیَایَ وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْیَا لِی شَجَناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَیَّ حَزَناً وَ أَخْرِجْنِی مِنْ فِتَنِهَا سَلِیماً وَ اجْعَلْ عَمَلِی فِیهَا مَقْبُولًا وَ سَعْیِی فِیهَا مَشْكُوراً اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَرَادَنِی فِیهَا بِسُوءٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَرِدْهُ بِمِثْلِهِ وَ مَنْ كَادَنِی فِیهَا فَكِدْهُ

وَ امْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِی فَإِنَّكَ خَیْرُ الْمَاكِرِینَ وَ اصْرِفْ عَنِّی هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ وَ افْقَأْ عَنِّی عُیُونَ الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ الطُّغَاةِ الظَّلَمَةِ الْحَسَدَةِ وَ أَنْزِلْ عَلَیَّ مِنْكَ السَّكِینَةَ وَ أَلْبِسْنِی دِرْعَكَ الْحَصِینَةَ وَ احْفَظْنِی بِسِتْرِكَ الْوَاقِی وَ جَلِّلْنِی عَافِیَتَكَ النَّافِعَةَ وَ اجْعَلْنِی فِی وَدَائِعِكَ الَّتِی لَا تَضِیعُ وَ فِی جِوَارِكَ الَّذِی لَا یُخْفَرُ وَ فِی حِمَاكَ الَّذِی لَا یُسْتَبَاحُ وَ صَدِّقْ قَوْلِی وَ فِعَالِی وَ بَارِكْ لِی فِی نَفْسِی وَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَالِی اللَّهُمَّ وَ مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَغْفَلْتُ وَ تَوَانَیْتُ وَ أَخْطَأْتُ وَ تَعَمَّدْتُ وَ أَسْرَرْتُ وَ أَعْلَنْتُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

ص: 301


1- 1. مصباح المتهجد ص 119- 126 و ما كانت بین العلامتین ص 297 زیادة من المصدر أضفناه تتمیما.

تبیین: ابن خانبه هو أحمد بن عبد اللّٰه بن مهران قال النجاشی (1) كان من أصحابنا الثقات و لا نعرف له إلا كتاب التأدیب و هو كتاب یوم و لیلة حسن جید صحیح و نحو ذلك

قَالَ الشَّیْخُ فِی الْفِهْرِسْتِ (2)

وَ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ قُدِّسَ سِرُّهُ فِی فَلَاحِ السَّائِلِ (3)

بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: عَرَضَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَانِبَهْ كِتَابَهُ عَلَی مَوْلَانَا- أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فَقَرَأَهُ وَ قَالَ صَحِیحٌ فَاعْمَلُوا بِهِ.

فالخبر صحیح إذ الظاهر أن الشیخ أخذه من كتابه و كان معروفا.

وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ أی فی الألوهیة وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ أی ولی یوالیه من أجل مذلة به لیدفعها عنه بموالاته و الملكوت مبالغة فی الملك أو الملك عالم المادیات و السفلیات و الملكوت عالم المجردات و العلویات كما یقال ملكوت السماء و یقال الجبروت فوق الملكوت كما أن الملكوت فوق الملك.

عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ ما غاب عن الحواس و حضر أو السر و العلانیة الْقُدُّوسُ البالغ فی النزاهة عما یوجب النقص السَّلامُ السالم من جمیع النقائص و العیوب الْمُؤْمِنُ واهب الأمن الْمُهَیْمِنُ الرقیب الحافظ لكل شی ء الْعَزِیزُ الذی لا یعادله شی ء و لا یماثله و الغالب الذی لا یغلب الْجَبَّارُ الذی یقهر الخلق علی ما یرید أو یجبر و یصلح حالهم الْمُتَكَبِّرُ ذو الكبریاء عن الحاجة و النقص.

الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ قیل الثلاثة مترادفة و قیل متخالفة أ لا تری أن البنیان یحتاج إلی تقدیر فی الطول و العرض و إلی إیجاد بوضع الأحجار و الأخشاب علی نهج خاص و إلی تزیین و نقش و تصویر یسبح لك ما فی السماوات و الأرض بعضها بلسان المقال و بعضها بلسان الحال و قال فی النهایة فی الحدیث قال اللّٰه تبارك و تعالی العظمة إزاری و الكبریاء ردائی ضرب الإزار و الرداء مثلا

ص: 302


1- 1. رجال النجاشیّ ص 71.
2- 2. الفهرست تحت الرقم: 69.
3- 3. فلاح السائل ص 183، و لكن قد عرفت أن الحدیث مرسل.

فی انفراده بصفة العظمة و الكبریاء أی لیسا كسائر الصفات التی قد یتصف بها الخلق مجازا كالرحمة و الكرم و غیرهما و شبههما بالإزار و الرداء لأن المتصف بهما یشملانه كما یشمل الرداء الإنسان و لأنه لا یشاركه فی إزاره و ردائه أحد فكذلك اللّٰه لا ینبغی أن یشركه فیهما أحد انتهی.

و الورید عرق فی صفحة العنق بین الأوداج تنفتح عند الغضب و هما وریدان لأن الروح ترده و قیل هو عرق بین العنق و المنكب و حبل الورید من إضافة الشی ء إلی نفسه لاختلاف اللفظین و هو مثل فی فرط القرب كما یقال معقد الإزار.

و یا من یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ قیل تمثیل لغایة قربه من العبد كالسابق أو تنبیه علی أنه مطلع علی مكنونات القلوب ما عسی یغفل عنه صاحبها أو یحول بینه و بینها بالموت أو غیره أو تصویر و تخییل لتملكه علی العبد قلبه فیفسخ عزائمه و یغیر مقاصده و یدله بالذكر نسیانا و بالنسیان ذكرا و بالخوف أمنا و بالأمن خوفا

كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: عَرَفْتُ اللَّهَ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ.

لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ أی لیس مثله شی ء یزاوجه و یماثله و المراد من مثله ذاته كما فی قولهم مثلك لا یفعل كذا علی قصد المبالغة فی نفیه عنه فإنه إذا نفی عمن یناسبه و یسد مسده كان نفیه عنه أولی و قیل الكاف زائدة و قیل مثله صفته أی لیس كصفته صفة.

یا لا إله إلا أنت كلمة یا فی مثله للتنبیه أو للنداء و المنادی محذوف أی یا اللّٰه لا إله إلا أنت أو یا من لا إله إلا أنت و الأول هنا بعید.

و خیفة منك و خشیة لك یحتمل كون الثانیة مؤكدة للأولی أو یكون الأولی الخوف من عقوبة الدنیا و الثانیة من عذاب الآخرة أو بالعكس كما قال تعالی یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (1) وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ (2)

ص: 303


1- 1. الرعد: 21.
2- 2. الرحمن: 46.

أو الأولی الخوف من مقامه تعالی و الثانیة من النفس الأمارة بالسوء و الشیطان و لذا قال فی الثانی لك أی خشیة منهما لوجهك أو یكون أحدهما الخوف من النیران و الأخری من الحرمان و الهجران كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: هَبْنِی أَصْبِرُ عَلَی نَارِكَ فَكَیْفَ أَصْبِرُ عَلَی فِرَاقِكَ.

فی لقائك أی عند الموت أو الأعم منه و من البعث علی صالح ما أعطیتنی كالمال و الولد و الأهل أی أعنی علی حفظهم و تربیتهم و إصلاحهم.

لا أجل له دون لقائك أی لا یكون له غایة و نهایة قبل الموت أو البعث و ربما یوهم جواز سلبه بعدهما فیمكن أن یقال لما كان سلب الإیمان بعد الموت ممتنعا طلب عدم مفارقته قبله لعدم الحاجة إلی طلب عدم مفارقته بعده أو یقال إن الإیمان الدنیوی یزول عند الموت و یتبدل بإیمان أقوی منه غالبا وَ لِذَا مَدَحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَفْسَهُ بِقَوْلِهِ: لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ یَقِیناً.

فیكون جریانه علی لسانهم علیهم السلام علی سبیل التنزل و التواضع.

و یحتمل أن یكون من قبیل الاستثناء لتأكید العموم كما فی قوله غیر أن سیوفهم أی لا یكون له أجل إلا اللقاء و هو لا یكون أجلا بل یكون مؤكدا و هو قریب من الأول و یشهد لهما ما بعده من الفقرات و یحتمل علی بعد أن یكون معنی لا أجل له عند لقائك أی عند الإشراف علیه فی وقت الاحتضار فإن السلب یكون غالبا فی هذا الوقت لتشكیك الشیاطین و لذا یستعاذ من العدیلة عند الموت.

و كِفْلَیْنِ أی ضعفین أو نصیبین و الفشل الجبن و الضعف و القود بالتحریك القصاص ذكره الجوهری و قال قتل فلان صبرا إذا حبس علی القتل حتی یقتل و قال یقال هضمت الشی ء كسرته و یقال هضمه حقه و اهتضمه إذا ظلمه و كسر علیه حقه و الموت شرقا هو أن تقف اللقمة أو الماء فی حلقه حتی یموت قال الجوهری رصصت الشی ء أرصه رصا أی ألصقت بعضه ببعض و منه بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ (1)

ص: 304


1- 1. الصف: 4.

و الشین خلاف الزین و إسناد الزینة إلیه مجاز كما أن فی الفقرتین بعده أیضا كذلك فإن الزین و الشفاء و الغناء من صفات الشخص.

و تنفیس الهم و الغم و الكرب تفریجها و رفعها و قال الجوهری حفیت به بالكسر حفاوة و تحفیت به أی بالغت فی إكرامه و إلطافه و الحفی أیضا المستقصی فی السؤال من حیث أحتسب و من حیث لا أحتسب أی من حیث أظن و من حیث لا أظن و من حیث أحتفظ أی من البلایا التی یمكننی التحفظ و التحرز منها أو لا یمكننی أو من الأشیاء التی أعلم ضررها و أتحرز منها أم لا أو بالأسباب التی أظن نفعها فی التحرز أو غیرها و كذا الفقرة الآتیة تحتمل الوجوه.

عز جارك أی من أجرته و أمنته فهو عزیز غالب و جل ثناؤك أی ثناؤك أجل من أن یأتی به أحد كما أنت أهله أنت كما أثنیت علی نفسك و شفعنی أی اقبل شفاعتی و الغرغرة تردد الشی ء فی الحلق قوله علیه السلام فأخرته بها لعل الضمیر الأول راجع إلی العبد و الثانی إلی العقوبة أو الذنوب و الأول أظهر و فی الكلام تقدیم و تأخیر بحسب المعنی أی لیس عبد استوجب جمیع عقوبتك فأخرت عقوبته غیری و یحتمل أن یكون الضمیر راجعا إلی الداعی علی سبیل الالتفات فالمعنی لیس عبد استوجب جمیع عقوبتك غیری و مع ذلك أخرت عقوبتی و الغرة الغفلة.

اللّٰهم احفظنی فیما غبت عنه أی احفظ حرمتی و راعنی فیما لم أحضره من أموالی و أولادی و أقاربی و غیرها كما قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله من حفظنی فی أهل بیتی و الدعة الخفض و الراحة.

و قال الجزری فیه سلوا اللّٰه العفو و العافیة و المعافاة فالعفو محو الذنوب و العافیة أن یسلم من الأسقام و البلایا و هی الصحة ضد المرض و نظیرها الثاغیة و الراغیة بمعنی الثغاء و الرغاء و المعافاة هی أن یعافیك اللّٰه تعالی من الناس و یعافیهم منك أی یغنیك عنهم و یغنیهم عنك و یصرف أذاك عنهم و أذاهم عنك و قیل هی مفاعلة من العفو و هو أن یعفو عن الناس و یعفوهم عنه.

ص: 305

و القصد التوسط فی المعیشة و فی جمیع الأمور و البر للوالدین أو الأعم و ثواب ما تفضلت به منها أی من شكر النعمة و التأنیث باعتبار المضاف إلیه أو من النعمة بتقدیر الشكر أو بتعمیم النعمة بحیث تشمل الأعمال الصالحة التی صدرت بتوفیقه تعالی و یمكن أن یقرأ ثواب بالرفع علی الابتداء فالظرف خبره أی الثواب أیضا من جملة النعمة لكنه مخالف لما هو المضبوط فی النسخ.

و یا كائنا بعد كل شی ء ظاهره إعدام جمیع المخلوقات قبل القیامة كما دلت علیه الأخبار و الآیات و من سوء المرجع بكسر الجیم قال الجوهری الرجعی الرجوع و كذلك المرجع و منه قوله تعالی إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ (1) و هو شاذ لأن المصادر من فعل یفعل إنما یكون بالفتح انتهی و سوء المرجع فی القبر یمكن أن یراد به الحیاة فی القبر فیكون استعاذة من الضغطة و العذاب بعد السؤال و یحتمل المراد الرجوع إلی الآخرة بالموت و إنما سمی ذلك رجوعا لأنهم كانوا أمواتا قبل الخلق ثم رجعوا إلی الموت أو كان أمرهم و حكمهم ظاهرا و باطنا إلی ربهم ثم صاروا فی الدنیا مالكین و مملوكین لغیره تعالی ظاهرا ثم عادوا إلی ما كانوا من صیرورة أمورهم ظاهرا و باطنا إلیه تعالی.

و میتة سویة قال صاحب كتاب درة الغواص المیتة هنا بكسر المیم و الفتح لحن و من أوهامهم فی هذا المعنی قتله شر قتلة فیفتحون القاف و الصواب كسرها لأن المراد به الإخبار عن كیفیة القتلة التی صیغ أمثالها علی فعلة بكسر الفاء كقوله ركب ركبة أنیقة و قعد قعدة ركینة و من شواهد حكمة العرب فی كلامهم أنها جعلت فعلة بفتح الفاء كنایة عن المرة الواحدة و بكسرها كنایة عن الهیئة و بضمها كنایة عن القدر لتدل كل صیغة علی معنی یختص به و یمتنع عن المشاركة فیه و قرأ إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِیَدِهِ (2) بفتح الغین و ضمها فمن قرأها بالفتح أراد بها المرة الواحدة و یكون قد حذف المفعول به الذی تقدیره إلا

ص: 306


1- 1. فی آیات كثیرة منها الانعام: 164.
2- 2. البقرة: 249.

من اغترف ماء مرة واحدة و من قرأها بالضم أراد بها مقدار مل ء الراحة من الماء انتهی.

و السویة الحسنة الصالحة قال الجوهری رجل سوی الخلق معتدل الكسائی یقال كیف أصبحتم فیقول مسوون صالحون أی أولادنا و مواشینا سویة صالحة و منقلبا كریما أی انقلابا إلی الآخرة مع الكرامة و الرحمة و حقا مصدر مؤكد لمضمون الجملة قال فی النهایة فیه لبیك حقا حقا أی غیر باطل و هو مصدر مؤكد لغیره أو أنه أكد به معنی ألزم طاعتك الذی دل علیه لبیك كما تقول هذا عبد اللّٰه حقا فتؤكده به و تكرره لزیادة التأكید انتهی و تعبدا مفعولا له و كذا رقا.

أو أحمل ظلما أی أصیر ظالما و فی بعض النسخ ظالما أی أصیر مظلوما و الأول أیضا یحتمل ذلك و فی بعضها أو أخمل طالبا أی أصیر خامل الذكر لا نباهة لی حال كونی طالبا للشهرة محتاجا إلیها فإن الخمول لمن لم یرد ذلك نعمة عظیمة و الأظهر النسخة الأولی.

و المحمدة مصدر بمعنی الحمد و قال الجوهری نهجت الطریق إذا أبنته و أوضحته و یقال أعمل علی ما نهجته لك و نهجت الطریق أیضا إذا سلكته.

قوله علیه السلام عن الإزالة أی عن أن یزیلنی أحد أو أزیل أحدا عن دینك و قال الجوهری الزوبعة رئیس من رؤساء الجن و قال عندی حشد من الناس أی جماعة و هو فی الأصل مصدر و قال العرض بالتحریك ما یعرض للإنسان من مرض و نحوه و قال قاساه أی كابده و الشجن الحزن و فقأت عینه أی عورتها و السكینة طمأنینة القلب و جللنی عافیتك أی اجعلها شاملة لجمیع بدنی كما یتجلل الرجل بالثوب و قال الجوهری حمیته حمایة دفعت عنه و هذا شی ء حمی علی فعل أی محظور لا یقرب و أحمیت المكان جعلته حمی.

ثم اعلم أن الدعوات إلی آخرها من روایة ابن خانبه و یحتمل كون بعض الدعوات الأخیرة من كلام الشیخ أخذها من روایات أخر.

ص: 307

«86»- جُنَّةُ الْأَمَانِ،: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَسْجُدَ عَقِیبَ الْوَتْرِ سَجْدَتَیْنِ یَقُولُ فِی الْأُولَی سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ خَمْسَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یَجْلِسُ وَ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ یَسْجُدُ ثَانِیاً وَ یَقُولُ كَذَلِكَ خَمْساً فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ یَقُمْ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّی یُغْفَرَ لَهُ وَ یُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُ شُهَدَاءِ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ یُعْطَی ثَوَابَ مِائَةِ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ یُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مَدِینَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی أَلْفَ مَلَكٍ یَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَی یَوْمِ یَمُوتُ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَرَی مَكَانَهُ فِی الْجَنَّةِ وَ كَأَنَّمَا طَافَ بِالْبَیْتِ مِائَةَ طَوَافٍ وَ أَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ وَ لَا یَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّی تَنْزِلَ عَلَیْهِ أَلْفُ رَحْمَةٍ وَ یُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُ وَ قَضَی اللَّهُ تَعَالَی حَاجَتَهُ فِی دُنْیَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَهُ بِكُلِّ سَجْدَةٍ ثَوَابُ أَلْفِ صَلَاةِ تَطَوُّعٍ (1).

وَ مِنْهُ: یُسْتَحَبُّ أَنْ یَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِی كُلِّ سَحَرٍ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ هُوَ أَتَمُّ الِاسْتِغْفَارِ وَ رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ یَقُولُ سَبْعاً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (2).

أَقُولُ وَجَدْتُ فِی صَحِیفَةٍ قَدِیمَةٍ مُصَحَّحَةٍ كَانَ سَنَدُهَا هَكَذَا قَالَ الْفَقِیهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ بْنِ عَیَّاشٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنِ أَخِی طَاهِرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَهَّرٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَلْمَقَانَ الْمِصْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمِ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَائِهِ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّیْلِ إِلَهِی وَ سَیِّدِی هَدَأَتِ الْعُیُونُ وَ غَارَتِ النُّجُومُ وَ سَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ مِنَ الطَّیْرِ فِی الْوُكُورِ وَ الْحِیتَانِ فِی الْبُحُورِ وَ أَنْتَ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَجُورُ وَ الْقِسْطُ

ص: 308


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 55 متنا و هامشا.
2- 2. مصباح الكفعمیّ ص 58 فی المتن.

الَّذِی لَا تَمِیلُ وَ الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَزُولُ أَغْلَقَتِ الْمُلُوكُ أَبْوَابَهَا وَ دَارَتْ عَلَیْهِ حُرَّاسُهَا وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَاكَ یَا سَیِّدِی وَ خَلَا كُلُّ حَبِیبٍ بِحَبِیبِهِ وَ أَنْتَ الْمَحْبُوبُ إِلَیَّ إِلَهِی إِنِّی وَ إِنْ كُنْتُ عَصَیْتُكَ فِی أَشْیَاءَ أَمَرْتَنِی بِهَا وَ أَشْیَاءَ نَهَیْتَنِی عَنْهَا فَقَدْ أَطَعْتُكَ فِی أَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیْكَ آمَنْتُ بِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ مَنُّكَ عَلَیَّ لَا مَنِّی عَلَیْكَ إِلَهِی عَصَیْتُكَ فِی أَشْیَاءَ أَمَرْتَنِی بِهَا وَ أَشْیَاءَ نَهَیْتَنِی عَنْهَا لَا حَدَّ مُكَابَرَةٍ وَ لَا مُعَانَدَةٍ وَ لَا اسْتِكْبَارٍ وَ لَا جُحُودٍ لِرُبُوبِیَّتِكَ وَ لَكِنِ اسْتَفَزَّنِی الشَّیْطَانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ الْبَیَانِ لَا عُذْرَ لِی فَأَعْتَذِرَ فَإِنْ عَذَّبْتَنِی فَبِذُنُوبِی وَ بِمَا أَنَا أَهْلُهُ وَ إِنْ غَفَرْتَ لِی فَبِرَحْمَتِكَ وَ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا فَاغْفِرْ لِی فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ.

ص: 309

باب 13 نافلة الفجر و كیفیتها و تعقیبها و الضجعة بعدها

«1»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ أَبِی قَالَ عَلِیٌّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِصَلَاةِ الصُّبْحِ وَ بِلَالٌ یُقِیمُ وَ إِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَشَبِ یُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا ابْنَ الْقَشَبِ أَ تُصَلِّی الصُّبْحَ أَرْبَعاً قَالَ ذَلِكَ لَهُ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةً(1).

«2»- تَفْسِیرُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: وَ إِدْبارَ النُّجُومِ رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ (2).

«3»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، بِإِسْنَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ تَرَكَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ حَتَّی دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ الْإِمَامُ قَدْ قَامَ فِی صَلَاتِهِ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَدْخُلُ فِی صَلَاةِ الْقَوْمِ وَ یَدَعُ الرَّكْعَتَیْنِ فَإِذَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ قَضَاهُمَا(3).

«4»- الْعُیُونُ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاكِ: أَنَّ الرِّضَا علیه السلام كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الْوَتْرِ جَلَسَ فِی التَّعْقِیبِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا قَرُبَ مِنَ الْفَجْرِ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ قَرَأَ فِی الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ أَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلَّی الْغَدَاةَ رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمَ جَلَسَ فِی التَّعْقِیبِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ حَتَّی یَتَعَالَی النَّهَارُ(4).

ص: 310


1- 1. قرب الإسناد: ص 14 ط نجف.
2- 2. تفسیر القمّیّ: 650 فی آیة الطور: 49.
3- 3. قرب الإسناد ص 121.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 182.

«5»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْفَجْرِ هُمَا إِدْبَارُ النُّجُومِ (1).

«6»- فِقْهُ الرِّضَا،: قَالَ علیه السلام بَعْدَ ذِكْرِ الْوَتْرِ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَ عِنْدَهُ وَ بَعْدَهُ تَقْرَأُ فِیهِمَا قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ لَا بَأْسَ بِأَنْ تُصَلِّیَهُمَا إِذَا بَقِیَ مِنَ اللَّیْلِ رُبُعٌ وَ كُلَّمَا قَرُبَ مِنَ الْفَجْرِ كَانَ أَفْضَلَ (2).

بیان:

رَوَی الشَّیْخُ فِی الصَّحِیحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ (3) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: صَلِّ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَ بَعْدَهُ وَ عِنْدَهُ.

و روی نحوه بأسانید أخری (4)

و یحتمل أن یكون المراد قبل الفجر الأول و عنده أی ما بین الفجرین و بعده أی بعد الفجر الثانی أو المراد عنده أی أول طلوع الفجر الأول و بعده أی بعد طلوعه إلی الفجر الثانی و یحتمل أن یكون المراد قبل طلوع الفجر الثانی و أول طلوعه و بعده إلی الإسفار كما هو المشهور و علی هذا الوجه حمله الأكثر.

ثم اعلم أن الأصحاب اختلفوا فی وقت ركعتی الفجر فقال الشیخ فی النهایة وقتها عند الفراغ من صلاة اللیل و إن كان ذلك قبل الفجر الأول و اختاره ابن إدریس و المحقق و عامة المتأخرین لكن قال فی المعتبر إن تأخیرهما إلی أن یطلع الفجر الأول أفضل و قال السید رضی اللّٰه عنه وقتها طلوع الفجر الأول و نحوه قال الشیخ فی المبسوط و الأقوی جواز فعلهما بعد الفراغ من صلاة اللیل مطلقا للأخبار الكثیرة الدالة علیه.

و المشهور أنه یمتد وقتهما إلی أن تطلع الحمرة المشرقیة ثم تصیر الفریضة

ص: 311


1- 1. قرب الإسناد ص 81 ط نجف.
2- 2. فقه الرضا ص 13 س 12.
3- 3. التهذیب ج 1 ص 173.
4- 4. روی مثله عن ابن أبی یعفور و إسحاق بن عمار.

أولی و قال ابن الجنید وقت صلاة اللیل و الركعتین من حین انتصاف اللیل إلی طلوع الفجر علی الترتیب و ظاهره انتهاء الوقت بطلوع الفجر الثانی و هو ظاهر اختیار الشیخ فی كتابی الأخبار فیحمل الأخبار الواردة علی جواز إیقاعهما بعد الفجر علی الفجر الأول كما عرفت لكن فی بعض الأخبار تصریح بالفجر الثانی فالأولی الحمل علی أن الأفضل إیقاعهما قبل الفجر و هو أظهر.

و ربما تحمل أخبار بعد الفجر علی التقیة لأن جمهور العامة ذهبوا إلی أنهما إنما یصلیان بعد الفجر الثانی وَ أُیِّدَ بِمَا رَوَاهُ أَبُو بَصِیرٍ(1)

قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی أُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ قَالَ فَقَالَ لِی بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَرَنِی أَنْ أُصَلِّیَهُمَا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الشِّیعَةَ أَتَوْا أَبِی مُسْتَرْشِدِینَ فَأَفْتَاهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ وَ أَتَوْنِی شُكَّاكاً فَأَفْتَیْتُهُمْ بِالتَّقِیَّةِ.

و یمكن حمل هذا الخبر أیضا علی أفضلیة التقدیم و التقیة كانت فیما یوهمه ظاهر كلامه علیه السلام من تعین التأخیر و یؤید ما اخترناه الروایات الكثیرة الدالة علی جواز إیقاع صلاة اللیل بعد الفجر مطلقا أو مع التلبس بالأربع كما عرفت و التقدیم أحوط.

ثم إنه ذكر الشیخ و جماعة من الأصحاب أن الأفضل إعادتهما بعد الفجر الأول إذا صلاهما قبله و الروایات إنما تدل علی استحباب الإعادة إذا نام بعدهما قبل الفجر لا مطلقا

«7»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ أَمَرَ بِصَلَاةِ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ قَالَ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ إِنَّ ذَلِكَ فِی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ(2).

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَ

ص: 312


1- 1. التهذیب ج 1 ص 173، الاستبصار ج 1 ص 145.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 203 و الآیة فی سورة الطور: 49.

قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً(1) قَالَ هُوَ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ(2).

وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَلَا قَضَاءَ عَلَیْهِ (3).

بیان: أی لا یلزم القضاء فلا ینافی استحبابه.

«8»- التَّهْذِیبُ، فِی الصَّحِیحِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا أَقُولُ إِذَا اضْطَجَعْتُ عَلَی یَمِینِی بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْرَأِ الْخَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ إِلَی إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ قُلْ اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ- وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اللَّهُمَّ مَنْ أَصْبَحَتْ حَاجَتُهُ إِلَی مَخْلُوقٍ فَإِنَّ حَاجَتِی وَ رَغْبَتِی إِلَیْكَ الْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّبَاحِ الْحَمْدُ لِفَالِقِ الْإِصْبَاحِ ثَلَاثاً(4).

«9»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ وَقْتُهُ قَبْلَ الْفَجْرِ الثَّانِی بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ إِذَا كَانَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ فَإِنْ طَلَعَ الْفَجْرُ الثَّانِی وَ لَا یَكُونُ قَدْ صَلَّی صَلَّاهُمَا إِلَی أَنْ یَحْمَرَّ الْأُفُقُ فَإِنِ احْمَرَّ وَ لَمْ یَكُنْ قَدْ صَلَّی أَخَّرَهُمَا إِلَی بَعْدِ الْفَرِیضَةِ وَ یَقْرَأُ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی الْحَمْدَ وَ قُلْ یَا أَیُّهَا الْكَافِرُونَ وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمَ اضْطَجَعَ عَلَی یَمِینِهِ وَ وَضَعَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی یَدِهِ الْیُمْنَی وَ قَالَ اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ رَبِّیَ اللَّهُ رَبِّیَ اللَّهُ رَبِّیَ اللَّهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ أَطْلُبُ حَاجَتِی مِنَ

ص: 313


1- 1. الإسراء: 78.
2- 2. دعائم الإسلام ج 1 ص 204.
3- 3. دعائم الإسلام ج 1 ص 204.
4- 4. التهذیب ج 1 ص 174.

اللَّهِ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ اللَّهُمَّ مَنْ أَصْبَحَ وَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَی مَخْلُوقٍ فَإِنَّ حَاجَتِی وَ رَغْبَتِی إِلَیْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ الْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّبَاحِ الْحَمْدُ لِفَالِقِ الْإِصْبَاحِ الْحَمْدُ لِنَاشِرِ الْأَرْوَاحِ الْحَمْدُ لِقَاسِمِ الْمَعَاشِ الْحَمْدُ لِلَّهِ جَاعِلُ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ فِی قَلْبِی نُوراً وَ فِی بَصَرِی نُوراً وَ عَلَی لِسَانِی نُوراً وَ مِنْ فَوْقِی نُوراً وَ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ نُوراً وَ مِنْ خَلْفِی نُوراً وَ عَنْ یَمِینِی نُوراً وَ عَنْ شِمَالِی نُوراً وَ مِنْ فَوْقِی نُوراً وَ مِنْ تَحْتِی نُوراً وَ عَظِّمْ

لِیَ النُّورَ وَ اجْعَلْ لِی نُوراً أَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ وَ لَا تَحْرِمْنِی نُورَكَ یَوْمَ أَلْقَاكَ وَ اقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ الْخَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ(1).

«10»- الْمَكَارِمُ،: فَإِذَا سَلَّمْتَ مِنْ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَاضْطَجِعْ عَلَی یَمِینِكَ وَ ضَعْ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی یَدِكَ الْیُمْنَی وَ قُلِ اسْتَمْسَكْتُ إِلَی قَوْلِهِ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ(2).

بیان: العروة عروة الدلو و نحوه و الحلقة تكون فی الحبل یتمسك بها استعیرت هنا للدلائل و البراهین التی یتمسك المحق بها و فسرت هی و الحبل المتین فی الأخبار بولایة أهل البیت علیهم السلام فإنها من عمدة أجزاء الدین و المائز بین المؤمنین و المخالفین كما مر و الوثقی تأنیث الأوثق و الانفصام الانصداع فهو حسبه أی كافیه إن اللّٰه بالغ أمره یبلغ ما یرید فلا یفوته لكل شی ء قدرا أی تقدیرا أو أجلا لا یمكن تغییره.

لفالق الإصباح قیل أی شاق عمود الصبح عن ظلمة اللیل أو عن بیاض النهار أو شاق ظلمة الإصباح و هو الغبش الذی یلیه و الإصباح فی الأصل مصدر

ص: 314


1- 1. مصباح المتهجد: 126- 127.
2- 2. مكارم الأخلاق: 342.

أصبح إذا دخل فی الصبح سمی به الصبح و قرئ فی الآیة بفتح الهمزة علی الجمع جَاعِلُ اللَّیْلِ سَكَناً یسكن إلیه من تعب بالنهار لاستراحته فیه من سكن إلیه إذا اطمأن إلیه استیناسا به أو یسكن فیه الخلق من قوله لِتَسْكُنُوا فِیهِ (1) و الشمس و القمر عطف علی محل اللیل و یشهد له أنهما قرئا فی الآیة بالجر أو نصبهما بجعل مقدرا.

حسبانا أی علی أدوار مختلفة یحسب بها الأوقات و هو مصدر حسب بالفتح و قیل جمع حساب كشهاب و شهبان ذلك إشارة إلی جعلهما حسبانا أی ذلك السیر بالحساب المعلوم تقدیر الذی قهرهما و سیرهما علی الوجه المخصوص العلیم بتدبیرهما.

أمشی به إشارة إلی قوله سبحانه أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُماتِ لَیْسَ بِخارِجٍ مِنْها(2) و لعل المراد بالمشی المشی المعنوی فی درجات الكمال أو المشی للهدایة بین الخلق و قد مر تأویل النور بالإمام و الولایة فی أخبار كثیرة.

«11»- الْمُتَهَجِّدُ، وَ غَیْرُهُ،: ثُمَّ یَسْتَوِی جَالِساً وَ یُسَبِّحُ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَقُولَ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِی بَابَ الْأَمْرِ الَّذِی فِیهِ الْیُسْرُ وَ الْعَافِیَةُ اللَّهُمَّ هَیِّئْ لِی سَبِیلَهُ وَ بَصِّرْنِی مَخْرَجَهُ اللَّهُمَّ وَ إِنْ كُنْتَ قَضَیْتَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلَیَّ مَقْدُرَةً بِسُوءٍ فَخُذْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ تَحْتِ

قَدَمَیْهِ وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ اكْفِنِی بِمَ شِئْتَ وَ حَیْثُ شِئْتَ وَ كَیْفَ شِئْتَ (3)

وَ یُسْتَحَبُّ أَیْضاً أَنْ یَقْرَأَ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ عِشْرِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ ارْفَعْ یَدَكَ الْیُمْنَی إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ ارْفَعْ إِصْبَعَكَ الْمُسَبِّحَةَ وَ تَضَرَّعْ إِلَیْهِ

ص: 315


1- 1. هو الذی جعل لكم اللیل لتسكنوا فیه، یونس: 67.
2- 2. الأنعام: 122.
3- 3. مصباح المتهجد: 127.

وَ قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الصَّبَاحِ وَ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ وَ جَاعِلِ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ حَاجَتُهُ إِلَی مَخْلُوقٍ فَإِنَّ حَاجَتِی إِلَیْكَ وَ طَلِبَتِی مِنْكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ (1) ثُمَّ اقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ رَبِّی وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ تَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (2).

«12»- الْمَكَارِمُ،: قُلِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِی بَابَ الْأَمْرِ الَّذِی إِلَی قَوْلِهِ وَ اكْفِنِیهِ بِمَا شِئْتَ ثُمَّ اسْجُدْ بَعْدَ الِاضْطِجَاعِ أَوْ قَبْلَهُ بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ قُلْ فِی سُجُودِكَ یَا خَیْرَ الْمَسْئُولِینَ وَ یَا أَجْوَدَ الْمُعْطِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْنِی وَ ارْزُقْنِی وَ ارْزُقْ عِیَالِی مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ (3)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ لِإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی سُجُودِهِ وَ یَقُولَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ بِرِوَایَةِ الشَّیْخِ (4).

«13»- الْمُتَهَجِّدُ،: ثُمَّ تَقُولُ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ وَ یَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی یَا أَفْضَلَ مُرْتَجًی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَبِّبْ لِی رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ حَاجَتِی إِلَیْكَ إِنْ أَعْطَیْتَنِیهَا لَمْ یَضُرَّنِی مَا مَنَعْتَنِی وَ إِنْ مَنَعْتَنِیهَا لَمْ یَنْفَعْنِی مَا أَعْطَیْتَنِی فَكَاكُ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فُكَّ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ وَ أَعْتِقْنِی مِنْهَا بِرَحْمَتِكَ وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِالْجَنَّةِ بِجُودِكَ وَ تَصَدَّقْ بِهَا عَلَیَّ بِكَرَمِكَ وَ اكْفِنِی كُلَّ هَوْلٍ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا بِقُدْرَتِكَ وَ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِفَضْلِكَ.

یَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ یَا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ یَا مَنْ

ص: 316


1- 1. مصباح المتهجد ص 127.
2- 2. مصباح المتهجد ص 127.
3- 3. مكارم الأخلاق: 343.
4- 4. مكارم الأخلاق: 343.

هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی یَا مَنْ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ یَا فَالِقَ الْحَبِّ وَ النَّوَی یَا بَارِئَ النَّسَمِ یَا إِلَهَ الْخَلْقِ (1) رَبَّ الْعَالَمِینَ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ النَّبِیِّینَ علیهم السلام وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ (2)

الْعَظِیمِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَی آلِهِ الْأَخْیَارِ الْأَبْرَارِ الَّذِینَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً صَلَاةً كَثِیرَةً طَیِّبَةً نَامِیَةً مُبَارَكَةً زَاكِیَةً وَ أَنْ تُبَارِكَ لِی فِی قَضَائِكَ وَ تُبَارِكَ لِی فِی قَدَرِكَ وَ تُبَارِكَ لِی فِیمَا أَتَقَلَّبُ فِیهِ وَ تَأْخُذَ بِنَاصِیَتِی إِلَی مُوَافَقَتِكَ وَ رِضَاكَ وَ تُوَفِّقَنِی لِلرُّشْدِ وَ تُرْشِدَنِی إِلَیْهِ وَ تُسَدِّدَنِی لَهُ وَ تُعِینَنِی عَلَیْهِ فَإِنَّهُ لَا یُوَفِّقُ لِلْخَیْرِ وَ لَا یُرْشِدُ إِلَیْهِ وَ لَا یُسَدِّدُ لَهُ وَ لَا یُعِینُ عَلَیْهِ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُرْضِیَنِی بِقَدَرِكَ وَ قَضَائِكَ وَ تُصَبِّرَنِی عَلَی بَلَائِكَ وَ تُبَارِكَ لِی فِی مَوْقِفِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ أَعْطِنِی كِتَابِی بِیَمِینِی وَ حَاسِبْنِی حِسَاباً یَسِیراً وَ آمِنْ رَوْعَتِی وَ اسْتُرْ عَوْرَتِی وَ أَلْحِقْنِی بِنَبِیِّی نَبِیِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَوْرِدْنِی حَوْضَهُ وَ اسْتَقِنِی بِكَأْسٍ لَا أَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَداً رَبِّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصْلِحْ لِی دِینِیَ الَّذِی هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِی وَ أَصْلِحْ لِی دُنْیَایَ الَّتِی فِیهَا مَعِیشَتِی وَ أَصْلِحْ لِی آخِرَتِیَ الَّتِی إِلَیْهَا مُنْقَلَبِی أَسْأَلُكَ كُلَّ ذَلِكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ شَفَاعَةِ نَبِیِّكَ- مُحَمَّدٍ وَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیَارِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَغْنِنِی بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ وَ اغْفِرْ لِی ذُنُوبِی كُلَّهَا وَ اكْفِنِی مَا أَهَمَّنِی وَ الْطُفْ لِی فِی جَمِیعِ أُمُورِی وَ ارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ مَا تُبَلِّغُنِی بِهِ أَمَلِی وَ مُنَایَ فَأَنْتَ ثِقَتِی وَ رَجَائِی رَبِّ مَنْ رَجَا غَیْرَكَ وَ وَثِقَ بِسِوَاكَ فَإِنَّهُ لَیْسَ لِی ثِقَةٌ وَ لَا رَجَاءٌ غَیْرُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ لَا تَفْضَحْنِی یَا كَرِیمُ بِمَسَاوِیَّ وَ لَا تَهْتِكْنِی بِخَطِیئَتِی وَ لَا تُنْدِمْنِی عِنْدَ الْمَوْتِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی خَطَایَایَ وَ عَمْدِی وَ جِدِّی وَ هَزْلِی وَ إِسْرَافِی عَلَی

ص: 317


1- 1. و اله الحق خ ل.
2- 2. و القرآن العظیم خ ل.

نَفْسِی وَ اسْدُدْ فَاقَتِی وَ حَاجَتِی وَ فَقْرِی بِالْغِنَی عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ بِرِزْقٍ وَاسِعٍ مِنْ فَضْلِكَ مِنْ غَیْرِ كَدٍّ وَ لَا مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ ارْزُقْنِی حَجَّ بَیْتِكَ الْحَرَامِ فِی عَامِی هَذَا وَ فِی كُلِّ عَامٍ وَ اغْفِرْ لِی بِمَنِّكَ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُهَا غَیْرُكَ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ یَا إِلَهِی بِأَسْمَائِكَ وَ اعْتَرَفْتُ لَكَ بِذُنُوبِی وَ أَفْضَیْتُ إِلَیْكَ بِحَوَائِجِی وَ أَنْزَلْتُهَا بِكَ وَ شَكَوْتُهَا إِلَیْكَ وَ وَضَعْتُهَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ إِنْ كَانَ بَقِیَ عَلَیَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِی أَوْ تُرِیدُ أَنْ تُعَذِّبَنِی عَلَیْهِ أَوْ تُحَاسِبَنِی عَلَیْهِ أَوْ حَاجَةٌ لَمْ تَقْضِهَا لِی أَوْ شَیْ ءٌ سَأَلْتُكَ إِیَّاهُ لَمْ تُعْطِنِیهِ أَنْ لَا یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَوْ یَنْصَرِمَ هَذَا الْیَوْمُ إِلَّا وَ قَدْ غَفَرْتَهُ لِی وَ أَعْطَیْتَنِی سُؤْلِی وَ شَفَّعْتَنِی فِی جَمِیعِ حَوَائِجِی إِلَیْكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْخَالِقُ لَهُ وَ أَنْتَ الْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْوَارِثُ لَهُ وَ أَنْتَ نُورُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْوَارِثُ لَهُ وَ الظَّاهِرُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الرَّقِیبُ عَلَیْهِ وَ الْبَاطِنُ دُونَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُحِیطُ بِهِ الْبَاقِی بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ الْمُتَعَالِی بِقُدْرَتِهِ فِی دُنُوِّهِ الْمُتَدَانِی إِلَی كُلِّ شَیْ ءٍ فِی ارْتِفَاعِهِ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ وَارِثُهُ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَ مُعِیدُهُ لَا یَزُولُ مُلْكُكَ وَ لَا یَذِلُّ عِزُّكَ وَ لَا یُؤْمَنُ كَیْدُكَ وَ لَا تُسْتَضْعَفُ قُوَّتُكَ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْكَ أَحَدٌ وَ لَا یَشْرَكُكَ فِی حُكْمِكَ أَحَدٌ وَ لَا نَفَادَ لَكَ وَ لَا زَوَالَ وَ لَا غَایَةَ وَ لَا مُنْتَهَی لَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ فِیمَا مَضَی وَ لَا تَزَالُ كَذَلِكَ فِیمَا بَقِیَ لَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ جَلَالَكَ وَ لَا تَهْتَدِی الْقُلُوبُ لِعَظَمَتِكَ وَ لَا تَبْلُغُ الْأَعْمَالُ شُكْرَكَ أَحَطْتَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصَیْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً لَا تُحْصَی نَعْمَاؤُكَ وَ لَا یُؤَدَّی شُكْرُكَ قَهَرْتَ خَلْقَكَ وَ مَلَكْتَ عِبَادَكَ بِقُدْرَتِكَ وَ انْقَادُوا لِأَمْرِكَ وَ ذَلُّوا لِعَظَمَتِكَ وَ جَرَی عَلَیْهِمْ قَدَرُكَ وَ أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُكَ وَ نَفَذَ فِیهِمْ بَصَرُكَ سِرُّهُمْ عِنْدَكَ عَلَانِیَةٌ وَ هُمْ فِی قَبْضَتِكَ یَتَقَلَّبُونَ وَ إِلَی مَا شِئْتَ یَنْتَهُونَ مَا كَوَّنْتَ فِیهِمْ كَانَ عَدْلًا وَ مَا قَضَیْتَ فِیهِمْ كَانَ حَقّاً أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَةِ كُلِّ دَابَّةٍ تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِی كِتابٍ مُبِینٍ- لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً

ص: 318

وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی الْمُلْكِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَبَارَكْتَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ مَا شِئْتَ مِنْ أَمْرٍ یَكُونُ وَ مَا لَمْ تَشَأْ لَمْ یَكُنْ وَ مَا قُلْتَ مِنْ شَیْ ءٍ رَبَّنَا فَكَمَا قُلْتَ وَ مَا وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ رَبَّنَا فَكَمَا وَصَفْتَ لَا أَصْدَقَ مِنْكَ حَدِیثاً وَ لَا أَحْسَنَ مِنْكَ قِیلًا وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ الشَّاهِدِینَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَوَفَّنِی عَلَی هَذِهِ الشَّهَادَةِ وَ اجْعَلْ ثَوَابِی عَلَیْهَا الْجَنَّةَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تُحَبِّبْ إِلَیَّ مَا أَبْغَضْتَ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَیَّ مَا أَحْبَبْتَ وَ لَا تُثَقِّلْ عَلَیَّ مَا افْتَرَضْتَ وَ لَا تُهَیِّئْ لِی مَا كَرِهْتَ وَ لَا تُشَبِّهْ إِلَیَّ مَا حَرَّمْتَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْخَطَ رِضَاكَ أَوْ أَرْضَی سَخَطَكَ أَوْ أُوَالِیَ أَعْدَاءَكَ أَوْ أُعَادِیَ أَوْلِیَاءَكَ أَوْ أَرُدَّ نَصِیحَتَكَ أَوْ أُخَالِفَ أَمْرَكَ رَبِّ مَا أَفْقَرَنِی إِلَیْكَ وَ أَغْنَاكَ عَنِّی وَ كَذَلِكَ خَلْقُكَ رَبِّ مَا أَحْسَنَ التَّوَكُّلَ عَلَیْكَ وَ التَّضَرُّعَ إِلَیْكَ وَ الْبُكَاءَ مِنْ خَشْیَتِكَ وَ التَّوَاضُعَ لِعَظَمَتِكَ وَ الْعَجِیجَ إِلَیْكَ مِنْ فَرَقِكَ وَ الْخَوْفَ مِنْ عَذَابِكَ وَ الرَّجَاءَ لِرَحْمَتِكَ مَعَ رَهْبَتِكَ وَ الْوُقُوفَ عِنْدَ أَمْرِكَ وَ الِانْتِهَاءَ إِلَی طَاعَتِكَ رَبِّ كَیْفَ أَرْفَعُ إِلَیْكَ یَدِی وَ قَدْ أَخْرَقَتِ الْخَطَایَا جَسَدِی أَمْ كَیْفَ أَبْنِی لِلدُّنْیَا وَ قَدْ هَدَمَتِ الذُّنُوبُ أَرْكَانِی أَمْ كَیْفَ أَبْكِی لِحَمِیمِی وَ لَا أَبْكِی لِنَفْسِی أَمْ عَلَی مَا أُعَوِّلُ إِذَا لَمْ أُعَوِّلْ عَلَی بَدَنِی أَمْ مَتَی أَعْمَلُ لآِخِرَتِی وَ أَنَا حَرِیصٌ عَلَی دُنْیَایَ أَمْ مَتَی أَتُوبُ مِنْ ذُنُوبِی إِذَا لَمْ أَدَعْهَا قَبْلَ مَوْتِی رَبِّ دَعَتْنِی الدُّنْیَا إِلَی اللَّهْوِ فَأَسْرَعْتُ وَ دَعَتْنِی الْآخِرَةُ فَأَبْطَأْتُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ حَوِّلْ مَكَانَ إِبْطَائِی عَنِ الْآخِرَةِ سُرْعَةً إِلَیْهَا وَ اجْعَلْ مَكَانَ سُرْعَتِی إِلَی الدُّنْیَا إِبْطَاءً عَنْهَا مَنْ أَرْجُو إِذَا لَمْ أَرْجُكَ أَمْ مَنْ أَخَافُ إِذَا أَمِنْتُكَ أَمْ مَنْ أُطِیعُ إِذَا عَصَیْتُكَ أَمْ مَنْ أَشْكُرُ إِذَا كَفَرْتُكَ أَمْ مَنْ أَذْكُرُ إِذَا نَسَیْتُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَشْرِكْنِی فِی كُلِّ دَعْوَةٍ صَالِحَةٍ دَعَاكَ بِهَا عَبْدٌ هُوَ لَكَ رَاغِبٌ إِلَیْكَ رَاهِبٌ مِنْكَ وَ فِیمَا سَأَلَكَ مِنْ خَیْرٍ وَ أَشْرِكْهُمْ فِی صَالِحِ مَا أَدْعُوكَ وَ اجْعَلْنِی وَ أَهْلِی وَ إِخْوَانِی فِی دِینِی فِی أَعْلَی دَرَجَةٍ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ خَصَصْتَ بِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ فَإِنَّكَ تُجِیرُ وَ لَا یُجَارُ عَلَیْكَ

ص: 319

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یَسِّرْ لِی كُلَّ یُسْرٍ فَإِنَّ تَیْسِیرَ الْعَسِیرِ عَلَیْكَ سَهْلٌ یَسِیرٌ وَ أَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1)

وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَیَقُولَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِی بِهَا قَلْبِی وَ تَجْمَعُ بِهَا شَمْلِی وَ تَلُمُّ بِهَا شَعْثِی وَ تَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِی وَ تُصْلِحُ بِهَا دِینِی وَ تَحْفَظُ بِهَا غَائِبِی وَ تُجِیرُ بِهَا شَاهِدِی وَ تُزَكِّی بِهَا عَمَلِی وَ تُلْهِمُنِی بِهَا رُشْدِی وَ تُبَیِّضُ بِهَا وَجْهِی وَ تَعْصِمُنِی بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ أَعْطِنِی إِیمَاناً صَادِقاً وَ یَقِیناً خَالِصاً لَیْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ وَ رَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ عِنْدَ الْقَضَاءِ وَ مَنَازِلَ الْعُلَمَاءِ وَ عَیْشَ السُّعَدَاءِ وَ مُرَافَقَةَ الْأَنْبِیَاءِ وَ النَّصْرَ عَلَی الْأَعْدَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَنْزَلْتُ بِكَ حَاجَتِی وَ

إِنْ قَصُرَ عَمَلِی وَ ضَعُفَ بَدَنِی وَ قَدِ افْتَقَرْتُ إِلَیْكَ وَ إِلَی رَحْمَتِكَ فَأَسْأَلُكَ یَا قَاضِیَ الْأُمُورِ وَ یَا شَافِیَ الصُّدُورِ كَمَا تُجِیرُ مَنْ فِی الْبُحُورِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُجِیرَنِی مِنْ عَذَابِ السَّعِیرِ وَ مِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ وَ مِنْ فِتْنَةِ الْقُبُورِ.

اللَّهُمَّ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِی وَ لَمْ تَبْلُغْهُ مُنْیَتِی وَ لَمْ تُحِطْ بِهِ مَعْرِفَتِی مِنْ خَیْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْتَ مُعْطِیهِ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ فَإِنِّی أَرْغَبُ إِلَیْكَ فِیهِ وَ أَسْأَلُكَهُ اللَّهُمَّ یَا ذَا الْحَبْلِ الشَّدِیدِ وَ الْأَمْرِ الرَّشِیدِ أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ یَوْمَ الْوَعِیدِ وَ الْجَنَّةَ یَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِینَ الشُّهُودِ الرُّكَّعِ السُّجُودِ وَ الْمُوفِینَ بِالْعُهُودِ إِنَّكَ رَحِیمٌ وَدُودٌ وَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تُرِیدُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا صَادِقِینَ مَهْدِیِّینَ غَیْرَ ضَالِّینَ وَ لَا مُضِلِّینَ سِلْماً لِأَوْلِیَائِكَ حَرْباً لِأَعْدَائِكَ نُحِبُّ لِحُبِّكَ النَّاسَ وَ نُعَادِی لِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ

ص: 320


1- 1. مصباح المتهجد: 127- 131.

اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَ إِلَیْكَ الْإِجَابَةُ وَ هَذَا الْجُهْدُ وَ عَلَیْكَ التُّكْلَانُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الَّذِی اصْطَنَعَ الْعِزَّ وَ فَازَ بِهِ سُبْحَانَ الَّذِی لَبِسَ الْمَجْدَ وَ تَكَرَّمَ بِهِ سُبْحَانَ الَّذِی لَا یَنْبَغِی التَّسْبِیحُ إِلَّا لَهُ سُبْحَانَ ذِی الْعِزِّ وَ الْكَرَمِ سُبْحَانَ الَّذِی أَحْصَی كُلَّ شَیْ ءٍ عِلْمُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ لِی نُوراً فِی قَلْبِی وَ نُوراً بَیْنَ یَدَیَّ وَ نُوراً مِنْ خَلْفِی وَ نُوراً عَنْ یَمِینِی وَ نُوراً عَنْ شِمَالِی وَ نُوراً مِنْ فَوْقِی وَ نُوراً مِنْ تَحْتِی وَ نُوراً فِی سَمْعِی وَ نُوراً فِی بَصَرِی وَ نُوراً فِی شَعْرِی وَ نُوراً فِی بَشَرِی وَ نُوراً فِی لَحْمِی وَ نُوراً فِی دَمِی وَ نُوراً فِی عِظَامِی اللَّهُمَّ أَعْظِمْ لِیَ النُّورَ(1).

غَوَالِی اللَّیَالِی، رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ لَیْلَةً حِینَ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ هَذَا الدُّعَاءَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ إِلَّا أَنَّ فِیهِ التَّسْبِیحَاتِ بَعْدَ قَوْلِهِ أَعْظِمْ لِیَ النُّورَ.

بیان: حاجتی التی مبتدأ و قوله فكاك خبره أو و حاجتی منصوب بفعل مقدر أی أطلبها و فكاك خبر لمبتدإ محذوف أی هی فكاك فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی أی یفلق الحب و یخرج منه النبات و یفلق النوی و یخرج منه الشجر و قیل المراد به الشقاق التی فی الحنطة و النواة و الأول أعم و أتم و اللّٰه أعلم و فی القاموس النسمة محركة الإنسان و الجمع نسم و نسمات و المملوك ذكرا كان أو أنثی.

و فی النهایة فیه من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا اللّٰه أی ما یعصمه من المهالك یوم القیامة و العصمة المنعة و العاصم المانع الحامی و الاعتصام الامتساك بالشی ء و منه شعر أبی طالب عصمة للأرامل أی یمنعهم من الضیاع و الحاجة انتهی.

و قال الطیبی فی الحدیث الدین عصمة أمری أی هو حافظ لجمیع أموری فإن فسد فسد جمیع الأمور و قیل أی یستمسك و یتقوی به فی الأمور

ص: 321


1- 1. مصباح المتهجد: 131- 132.

كلها لئلا یدخلها الخلل و اعتصم بكذا التجأ إلیه.

أفضیت إذا خرجت إلی الفضاء و أفضیت إلی فلان سری بوجهك الكریم أی بذاتك أكرم الذوات و قد مر فی كتاب التوحید و الحجة لذلك وجوه و قال فی النهایة الوارث هو الذی یرث الخلائق و یبقی بعد فنائهم و الظاهر الذی ظهر فوق كل شی ء و علا علیه و الرقیب الحافظ الذی لا یغیب عنه شی ء فعیل بمعنی فاعل و الباطن هو المحتجب عن أبصار الخلائق و أوهامهم فلا یدركه بصر و لا یحیط به وهم أو العالم بما بطن یقال بطنت الأمر إذا عرفت باطنه و المحیط به أی علما و قدرة و صنعا و تربیة. المتعالی بقدرته أی هو سبحانه فی حال دنوه إلی المخلوقین تربیة و علما و إحاطة فی نهایة العلو عنهم ذاتا و صفة فلا یدركونه و لا یحیطون به و لا یشبهونه فی شی ء و كذا ارتفاعه ذاتا لا ینافی دنوه لطفا و علما و تربیة بل علوه عین دنوه و دنوه عین علوه.

ذلوا لعظمتك أی لك بسبب عظمتك أو عند عظمتك و هم فی قبضتك أی فی قدرتك و قضائك و قدرك و مشیتك یتقلبون أی یتصرفون و یتحولون من حال إلی حال بناصیة كل دابة أی أنت مالك لها قادر علیها تصرفها علی ما ترید بها و الأخذ بالنواصی تمثیل لذلك فإن من أخذ بناصیة الحیوان فهو مستول علیه یصرفه كیف یشاء مستقرها و مستودعها أی أماكنها فی الحیاة و الممات أو الأصلاب و الأرحام أو مساكنها من الأرض حین وجدت بالفعل و مودعها من المواد و المقار حین كانت بالقوة و فی بعض الأخبار تفسیرهما بمن استقر فیه الإیمان و من استودعه.

كل أی كل واحد من الدواب و أحوالها فی كتاب مبین مذكور فی اللوح المحفوظ إذا لم أعول علی بدنی أی إذا لم أعمل ببدنی طاعتك فعلی أی شی ء أعول مع فقد العمل و الحاصل أن الرجاء إنما یكون مع العمل و مع عدمه یكون غرة و فی بعض النسخ علی ربی و لعله أظهر.

ص: 322

قال الجوهری جمع اللّٰه شملهم أی ما تشتت من أمرهم و فرق اللّٰه شمله أی ما اجتمع من أمره و قال لم اللّٰه شعثه أی أصلح ما تفرق من أموره انتهی و ترد بها ألفتی أی أهل ألفتی أو ألفة الناس أو ألفتی بهم أو الأعم و فی بعض النسخ إلفی و هو أظهر قال الجوهری الإلف الألیف یقال حنت الإلف إلی الإلف و تزكیة العمل تنمیته و تضعیف ثوابه أو قبوله و الثناء علیه.

قوله علیه السلام الفوز عند القضاء أی الفوز برحمتك عند ورود قضائك بالموت أو الأعم منه أو عند الحكم بین الناس فی القیامة كما قال تعالی فی وصف ذلك الیوم وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِ (1) فی مواضع وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ(2) وَ قالَ الشَّیْطانُ لَمَّا قُضِیَ الْأَمْرُ(3) وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ(4) و مثله كثیر.

من فی البحور و فی بعض النسخ بین البحور تلمیحا إلی قوله تعالی وَ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً(5) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ (6) أو المعنی یجیر الناس من الغرق بین البحور و لعله أظهر من دعوة الثبور أی من أن أقول فی النار وا ثبوراه كما قال تعالی وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَیِّقاً مُقَرَّنِینَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً(7) و من فتنة القبور أی عذابها أو سؤالها و امتحانها قال فی النهایة فیه إنكم تفتنون فی القبور یرید مساءلة منكر و نكیر من الفتنة و الامتحان و الاختبار و قد كثرت استعاذته من فتنة القبر و فتنة الدجال و فتنة المحیا و الممات و غیر ذلك

ص: 323


1- 1. الزمر: 69 و 75.
2- 2. مریم: 39.
3- 3. إبراهیم: 22.
4- 4. یونس: 54.
5- 5. النمل: 61.
6- 6. الرحمن: 20.
7- 7. الفرقان: 14.

و منه الحدیث فبی تفتنون و عنی تسألون أی تمتحنون بی فی قبوركم و یتعرف إیمانكم بنبوتی و منه حدیث الحسن إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ قال فتنوهم بالنار أی امتحنوهم و عذبوهم انتهی.

یا ذا الحبل الشدید إشارة إلی قوله تعالی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ (1) و الحبل الرسن و العهد و الذمة و الأمان و فسر فی الآیة بالإیمان و القرآن و فی الأخبار أنه الأئمة علیهم السلام و ولایتهم و فی بعض النسخ بالیاء المثناة التحتانیة و هو القوة.

و الأمر الرشید أی ذی الرشد الذی من اختاره و عمل به أصاب الصلاح و الرشاد و الشهود و السجود جمعا الشاهد و الساجد و فی النهایة الودود من أسمائه تعالی فعول بمعنی مفعول من الود المحبة یقال وددت الرجل أوده ودا إذا أحببته و اللّٰه تعالی مودود أی محبوب فی قلوب أولیائه أو هو فعول بمعنی فاعل أو أنه یحب عباده الصالحین بمعنی یرضی عنهم.

و قال الجوهری الجهد و الجهد الطاقة و قال الفراء بالضم الطاقة و بالفتح من قولك اجهد جهدك فی هذا الأمر أی أبلغ غایتك و لا یقال اجهد جهدك و الجهد المشقة و جهد الرجل فی كذا أی جد فیه و بالغ.

و قال التوكل إظهار العجز و الاعتماد علی غیرك و الاسم التكلان اصطنع العز أی اختاره لنفسه و استبد به أو أعطاه من شاء قال الفیروزآبادی اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِی اخترتك لخاصة أمر أستكفیكه و اصطنع عنده صنیعة اتخذها و هو صنیعی و صنیعتی أی اصطنعته و ربیته.

فاز به أی ذهب و تفرد به قال الجوهری الفوز النجاة و الظفر بالخیر و أفازه اللّٰه بكذا ففاز به أی ذهب به انتهی و فی روایات العامة و قال به و قال شراحهم أی أحبه و اختص به لنفسه نحو فلان یقول بفلان أی بمحبته و اختصاصه أو حكم به أو غلب به و أصله من القیل و هو الملك لأنه ینفذ.

ص: 324


1- 1. آل عمران: 103.

قوله لبس المجد كنایة عن اختصاصه به سبحانه و تكرم به أی اتصف بالكرم بسبب ذلك المجد أو أظهر الكرم به أو تنزه عن النقائص به قال فی القاموس تكرم عنه تنزه و جعل النور فی المسامع و المشاعر كنایة عن سرعة إدراكها و قلة خطائها و فی سائر الأعضاء عن ظهور آثار الفضل و الكمال و قرب ذی الجلال فیها فإن كل كمال و فضل یخرج الممكن عن جهات العدم إلی الوجود فهو نور و قد مر الكلام فی ذلك مرارا.

«14»- جُنَّةُ الْأَمَانِ،: ثُمَّ قُلْ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی سَحَرِ كُلِّ لَیْلَةٍ بِعَقِبِ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ جَرَی بِهِ عِلْمُكَ فِیَّ وَ عَلَیَّ إِلَی آخِرِ عُمُرِی بِجَمِیعِ ذُنُوبِی لِأَوَّلِهَا وَ آخِرِهَا وَ عَمْدِهَا وَ خَطَائِهَا وَ قَلِیلِهَا وَ كَثِیرِهَا وَ دَقِیقِهَا وَ جَلِیلِهَا وَ قَدِیمِهَا وَ حَدِیثِهَا وَ سِرِّهَا وَ عَلَانِیَتِهَا وَ جَمِیعِ مَا أَنَا مُذْنِبُهُ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی جَمِیعَ مَا أَحْصَیْتَ مِنْ مَظَالِمِ الْعِبَادِ قَبْلِی فَإِنَّ لِعِبَادِكَ عَلَیَّ حُقُوقاً وَ أَنَا مُرْتَهَنٌ بِهَا تَغْفِرُهَا لِی كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1)

ثُمَّ قُلْ مَا كَانَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام (2)

یَقُولُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ بِعَقِبِ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِی فِیهِ مَا لَیْسَ لَكَ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتِی مَنَنْتَ بِهَا عَلَیَّ فَقَوِیتُ عَلَی مَعَاصِیكَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ عَالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ لِكُلِّ مَعْصِیَةٍ ارْتَكَبْتُهَا اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی عَقْلًا كَامِلًا وَ عَزْماً ثَاقِباً وَ لُبّاً رَاجِحاً وَ قَلْباً زَكِیّاً وَ عِلْماً كَثِیراً وَ أَدَباً بَارِعاً وَ اجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ لِی وَ لَا تَجْعَلْهُ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (3)

ثُمَّ قُلْ خَمْساً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (4).

ص: 325


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 62.
2- 2. فی المصدر المطبوع: ما كان علیّ علیه السلام.
3- 3. جنة الأمان: 63.
4- 4. جنة الأمان: 63.

ثُمَّ قَالَ وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ لِصَاحِبِ الِاسْتِغْفَارِ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ مِلْ ءَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ ثِقْلَ الْجِبَالِ وَ عَدَدَ الْأَمْطَارِ وَ مَا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ كَتَبَ لَهُ بِعَدَدِ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ وَ لَا یَقُولُهُ عَبْدٌ فِی یَوْمِهِ أَوْ لَیْلَتِهِ وَ یَمُوتُ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ لَمْ یَفْتَقِرْ أَبَداً وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ إِلَی آخِرِهِ (1).

«15»- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: مَنْ صَلَّی الْفَجْرَ وَ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً لَمْ یَتْبَعْهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ ذَنْبٌ وَ إِنْ رَغِمَ أَنْفُ الشَّیْطَانِ (2).

بیان: الفجر یحتمل الفریضة و النافلة و لذا أوردنا الخبر فی الموضعین

«16»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ (3)،: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَسْتَغْفِرُ سَبْعِینَ مَرَّةً فِی سَحَرِ كُلِّ لَیْلَةٍ بِعَقِبِ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ الِاسْتِغْفَارُ الْأَوَّلُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُثْنِی عَلَیْكَ بِمَعُونَتِكَ عَلَی مَا نِلْتُ بِهِ الثَّنَاءَ عَلَیْكَ وَ أُقِرُّ لَكَ عَلَی نَفْسِی بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ الْمُسْتَوْجِبُ لَهُ فِی قَدْرِ فَسَادِ نِیَّتِی وَ ضَعْفِ یَقِینِی اللَّهُمَّ نِعْمَ الْإِلَهُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ وَ بِئْسَ الْمَرْبُوبُ أَنَا وَ نِعْمَ الْمَوْلَی أَنْتَ وَ بِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا وَ نِعْمَ الْمَالِكُ أَنْتَ وَ بِئْسَ الْمَمْلُوكُ أَنَا فَكَمْ قَدْ أَذْنَبْتُ فَعَفَوْتَ عَنْ ذَنْبِی وَ كَمْ قَدْ تَعَمَّدْتُ فَتَجَاوَزْتَ وَ كَمْ قَدْ عَثَرْتُ فَأَقَلْتَنِی عَثْرَتِی وَ لَمْ تَأْخُذْنِی عَلَی غِرَّتِی فَأَنَا ظَالِمٌ لِنَفْسِی الْمُقِرُّ لِذَنْبِی الْمُعْتَرِفُ بِخَطِیئَتِی فَیَا غَافِرَ الذُّنُوبِ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِی وَ أَسْتَقِیلُكَ لِعَثْرَتِی فَأَحْسِنْ إِجَابَتِی فَإِنَّكَ أَهْلُ الْإِجَابَةِ وَ أَهْلُ التَّقْوَی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ 2 اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَوِیَ بَدَنِی عَلَیْهِ بِعَافِیَتِكَ أَوْ نَالَتْهُ قُدْرَتِی

ص: 326


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 63 فی الهامش، و تراه فی البلد الأمین ص 40 فی الهامش ایضا.
2- 2. ثواب الأعمال ص 116.
3- 3. البلد الأمین: 38- 46.

بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ أَوْ بَسَطْتُ إِلَیْهِ یَدِی بِتَوْسِعَةِ رِزْقِكَ وَ احْتَجَبْتُ فِیهِ مِنَ النَّاسِ بِسِتْرِكَ وَ اتَّكَلْتُ فِیهِ عِنْدَ خَوْفِی مِنْهُ عَلَی أَنَاتِكَ وَ وَثِقْتُ مِنْ سَطْوَتِكَ عَلَیَّ فِیهِ بِحِلْمِكَ وَ عَوَّلْتُ فِیهِ عَلَی كَرَمِ عَفْوِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«3»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَدْعُو لِی غَضَبَكَ أَوْ یُدْنِی مِنْ سَخَطِكَ أَوْ یَمِیلُ بِی إِلَی مَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ أَوْ یَنْأَی بِی عَمَّا دَعَوْتَنِی إِلَیْهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«4»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَمَلْتُ إِلَیْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِغَوَایَتِی أَوْ خَدَعْتُهُ بِحِیلَتِی فَعَلَّمْتُهُ مِنْهُ مَا جَهِلَ وَ عَمَّیْتُ عَلَیْهِ مِنْهُ مَا عَلِمَ وَ لَقِیتُكَ غَداً بِأَوْزَارِی وَ أَوْزَارٍ مَعَ أَوْزَارِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«5»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَدْعُو إِلَی الْغَیِّ وَ یُضِلُّ عَنِ الرُّشْدِ وَ یُقِلُّ الرِّزْقَ وَ یَمْحُو الْبَرَكَةَ وَ یُخْمِلُ الذِّكْرَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«6»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَتْعَبْتُ فِیهِ جَوَارِحِی فِی لَیْلِی وَ نَهَارِی وَ قَدِ اسْتَتَرْتُ مِنْ عِبَادِكَ بِسِتْرِی وَ لَا سِتْرَ إِلَّا مَا سَتَرْتَنِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«7»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ رَصَدَنِی فِیهِ أَعْدَائِی لِهَتْكِی فَصَرَفْتَ كَیْدَهُمْ عَنِّی وَ لَمْ تُعِنْهُمْ عَلَی فَضِیحَتِی كَأَنِّی لَكَ وَلِیٌّ فَنَصَرْتَنِی وَ إِلَی مَتَی یَا رَبِّ أَعْصِی فَتُمْهِلَنِی وَ طَالَ مَا عَصَیْتُكَ فَلَمْ تُؤَاخِذْنِی وَ سَأَلْتُكَ عَلَی سُوءِ فِعْلِی فَأَعْطَیْتَنِی فَأَیُّ شُكْرٍ یَقُومُ عِنْدَكَ بِنِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِكَ عَلَیَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«8»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَدَّمْتُ إِلَیْكَ فِیهِ تَوْبَتِی ثُمَّ وَاجَهْتُ بِتَكَرُّمِ قَسَمِی بِكَ وَ أَشْهَدْتُ عَلَی نَفْسِی بِذَلِكَ أَوْلِیَاءَكَ مِنْ عِبَادِكَ أَنِّی غَیْرُ عَائِدٍ إِلَی مَعْصِیَتِكَ فَلَمَّا قَصَدَنِی بِكَیْدِهِ الشَّیْطَانُ وَ مَالَ بِی إِلَیْهِ الْخِذْلَانُ وَ دَعَتْنِی نَفْسِی إِلَی الْعِصْیَانِ اسْتَتَرْتُ حَیَاءً مِنْ عِبَادِكَ جُرْأَةً مِنِّی عَلَیْكَ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَكُنُّنِی مِنْكَ سِتْرٌ وَ لَا بَابٌ

ص: 327

وَ لَا یَحْجُبُ نَظَرَكَ إِلَیَّ حِجَابٌ فَخَالَفْتُكَ فِی الْمَعْصِیَةِ إِلَی مَا نَهَیْتَنِی عَنْهُ ثُمَّ كَشَفْتَ السِّتْرَ عَنِّی وَ سَاوَیْتُ أَوْلِیَاءَكَ كَأَنِّی لَمْ أَزَلْ لَكَ طَائِعاً وَ إِلَی أَمْرِكَ مُسَارِعاً وَ مِنْ وَعِیدِكَ فَازِعاً فَلُبِّسْتُ عَلَی عِبَادِكَ وَ لَا یَعْرِفُ بِسِیرَتِی غَیْرُكَ فَلَمْ تُسَمِّنِی بِغَیْرِ سِمَتِهِمْ بَلْ أَسْبَغْتَ عَلَیَّ مِثْلَ نِعَمِهِمْ ثُمَّ فَضَّلْتَنِی فِی ذَلِكَ عَلَیْهِمْ حَتَّی كَأَنِّی عِنْدَكَ فِی دَرَجَتِهِمْ وَ مَا ذَلِكَ إِلَّا بِحِلْمِكَ وَ فَضْلِ نِعْمَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ مَوْلَایَ فَأَسْأَلُكَ یَا اللَّهُ كَمَا سَتَرْتَهُ عَلَیَّ فِی الدُّنْیَا أَنْ لَا تَفْضَحَنِی بِهِ فِی الْقِیَامَةِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ

«9»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ سَهِرْتُ لَهُ لَیْلِی فِی التَّأَنِّی لِإِتْیَانِهِ وَ التَّخَلُّصِ إِلَی وُجُودِهِ حَتَّی إِذَا أَصْبَحْتُ تَخَطَّأْتُ إِلَیْكَ بِحِلْیَةِ الصَّالِحِینَ وَ أَنَا مُضْمِرٌ خِلَافَ رِضَاكَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«10»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ ظَلَمْتُ بِسَبَبِهِ وَلِیّاً مِنْ أَوْلِیَائِكَ أَوْ نَصَرْتُ بِهِ عُدُوّاً مِنْ أَعْدَائِكِ أَوْ تَكَلَّمْتُ فِیهِ بِغَیْرِ مَحَبَّتِكَ أَوْ نَهَضْتُ فِیهِ إِلَی غَیْرِ طَاعَتِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«11»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ نَهَیْتَنِی عَنْهُ فَخَالَفْتُكَ إِلَیْهِ أَوْ حَذَّرْتَنِی إِیَّاهُ فَأَقَمْتُ عَلَیْهِ أَوْ قَبَّحْتَهُ لِی فَزَیَّنْتُهُ لِنَفْسِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«12»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ نَسِیتُهُ فَأَحْصَیْتَهُ وَ تَهَاوَنْتُ بِهِ فَأَثْبَتَّهُ وَ جَاهَرْتُ بِهِ فَسَتَرْتَهُ عَلَیَّ وَ لَوْ تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ لَغَفَرْتَهُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«13»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوَقَّعْتُ فِیهِ قَبْلَ انْقِضَائِهِ تَعْجِیلَ الْعُقُوبَةِ فَأَمْهَلْتَنِی وَ أَدْلَیْتَ عَلَیَّ سِتْراً فَلَمْ آلِ فِی هَتْكِهِ عَنِّی جَهْداً فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«14»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَصْرِفُ عَنِّی رَحْمَتَكَ أَوْ یُحِلُّ بِی نَقِمَتَكَ أَوْ یَحْرِمُنِی كَرَامَتَكَ أَوْ یُزِیلُ عَنِّی نِعْمَتَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

ص: 328

«15»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُورِثُ الْفَنَاءَ أَوْ یُحِلُّ الْبَلَاءَ أَوْ یُشْمِتُ الْأَعْدَاءَ أَوْ یَكْشِفُ الْغِطَاءَ أَوْ یَحْبِسُ قَطْرَ السَّمَاءِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«16»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَیَّرْتُ بِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ قَبَّحْتُهُ مِنْ فِعْلِ أَحَدٍ مِنْ بَرِیَّتِكَ ثُمَّ تَقَحَّمْتُ عَلَیْهِ وَ انْتَهَكْتُهُ جُرْأَةً مِنِّی عَلَی مَعْصِیَتِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«17»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ وَ أَقْدَمْتُ عَلَی فِعْلِهِ فَاسْتَحْیَیْتُ مِنْكَ وَ أَنَا عَلَیْهِ وَ رَهَبْتُكَ وَ أَنَا فِیهِ ثُمَّ اسْتَقَلْتُكَ مِنْهُ وَ عُدْتُ إِلَیْهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«18»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ ثَوَّرَكَ عَلَیَّ وَ وَجَبَ فِی فِعْلِی بِسَبَبِ عَهْدٍ عَاهَدْتُكَ عَلَیْهِ أَوْ عَقْدٍ عَقَدْتُهُ لَكَ أَوْ ذِمَّةٍ آلَیْتُ بِهَا مِنْ أَجْلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ثُمَّ نَقَضْتُ ذَلِكَ مِنْ غَیْرِ ضَرُورَةٍ لِرَغْبَتِی فِیهِ بَلِ اسْتَزَلَّنِی عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ الْبَطَرُ وَ اسْتَحَطَّنِی عَنْ رِعَایَتِهِ الْأَشَرُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«19»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ لَحِقَنِی بِسَبَبِ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ فَقَوِیتُ بِهَا عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ خَالَفْتُ بِهَا أَمْرَكَ وَ قَدِمْتُ بِهَا عَلَی وَعِیدِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«20»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَدَّمْتُ فِیهِ شَهْوَتِی عَلَی طَاعَتِكَ وَ آثَرْتُ فِیهِ مَحَبَّتِی عَلَی أَمْرِكَ وَ أَرْضَیْتُ نَفْسِی فِیهِ بِسَخَطِكَ إِذْ رَهَّبْتَنِی مِنْهُ بِنَهْیِكَ وَ قَدَّمْتَ إِلَیَّ فِیهِ بِأَعْذَارِكَ وَ احْتَجَجْتَ عَلَیَّ فِیهِ بِوَعِیدِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«21»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَلِمْتُهُ مِنْ نَفْسِی أَوْ نَسِیتُهُ أَوْ ذَكَرْتُهُ أَوْ تَعَمَّدْتُهُ أَوْ أَخْطَأْتُ فِیمَا لَا أَشُكُّ أَنَّكَ سَائِلِی عَنْهُ وَ إِنَّ نَفْسِی مُرْتَهَنَةٌ بِهِ لَدَیْكَ وَ إِنْ كُنْتُ قَدْ نَسِیتُهُ وَ غَفَلْتُ عَنْهُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

ص: 329

«22»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ وَاجَهْتُكَ بِهِ وَ قَدْ أَیْقَنْتُ أَنَّكَ تَرَانِی عَلَیْهِ وَ أَغْفَلْتُ أَنْ أَتُوبَ إِلَیْكَ مِنْهُ وَ أُنْسِیتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَكَ لَهُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«23»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ دَخَلْتُ فِیهِ بِحُسْنِ ظَنِّی بِكَ أَنْ لَا تُعَذِّبَنِی عَلَیْهِ وَ رَجَوْتُكَ لِمَغْفِرَتِهِ فَأَقْدَمْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ عَوَّلْتُ نَفْسِی عَلَی مَعْرِفَتِی بِكَرَمِكَ أَنْ لَا تَفْضَحَنِی بَعْدَ أَنْ سَتَرْتَهُ عَلَیَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«24»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَوْجَبْتُ مِنْكَ بِهِ رَدَّ الدُّعَاءِ وَ حِرْمَانَ الْإِجَابَةِ وَ خَیْبَةَ الطَّمَعِ وَ انْفِسَاخَ الرَّجَاءِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«25»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُعْقِبُ الْحَسْرَةَ وَ یُورِثُ النَّدَامَةَ وَ یَحْبِسُ الرِّزْقَ وَ یَرُدُّ الدُّعَاءَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«26»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُورِثُ الْأَسْقَامَ وَ الْفَنَاءَ وَ یُوجِبُ النِّقَمَ وَ الْبَلَاءَ وَ یَكُونُ فِی الْقِیَامَةِ حَسْرَةً وَ نَدَامَةً فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«27»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مَدَحْتُهُ بِلِسَانِی أَوْ أَضْمَرَهُ جِنَانِی أَوْ هَشَّتْ إِلَیْهِ نَفْسِی أَوْ أَتَیْتُهُ بِفِعَالِی أَوْ كَتَبْتُهُ بِیَدِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«28»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ خَلَوْتُ بِهِ فِی لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ أَرْخَیْتَ عَلَیَّ فِیهِ الْأَسْتَارَ حَیْثُ لَا یَرَانِی إِلَّا أَنْتَ یَا جَبَّارُ فَارْتَابَتْ فِیهِ نَفْسِی وَ مَیَّزْتُ بَیْنَ تَرْكِهِ لِخَوْفِكَ وَ انْتِهَاكِهِ لِحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ فَسَوَّلَتْ لِی نَفْسِیَ الْإِقْدَامَ عَلَیْهِ فَوَاقَعْتُهُ وَ أَنَا عَارِفٌ بِمَعْصِیَتِی فِیهِ لَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«29»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَقْلَلْتُهُ أَوِ اسْتَكْثَرْتُهُ أَوِ اسْتَعْظَمْتُهُ أَوِ اسْتَصْغَرْتُهُ أَوْ وَرَّطَنِی جَهْلِی فِیهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

ص: 330

30 -اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مَالَأْتُ فِیهِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَسَأْتُ بِسَبَبِهِ إِلَی أَحَدٍ مِنْ بَرِیَّتِكَ أَوْ زَیَّنَتْهُ لِی نَفْسِی أَوْ أَشَرْتُ بِهِ إِلَی غَیْرِی أَوْ دَلَلْتُ عَلَیْهِ سِوَایَ أَوْ أَصْرَرْتُ عَلَیْهِ بِعَمْدِی أَوْ أَقَمْتُ عَلَیْهِ بِجَهْلِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«31»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ خُنْتُ فِیهِ أَمَانَتِی أَوْ بَخَسْتُ فِیهِ بِفِعْلِهِ نَفْسِی أَوْ أَخْطَأْتُ بِهِ عَلَی بَدَنِی أَوْ آثَرْتُ فِیهِ شَهَوَاتِی أَوْ قَدَّمْتُ فِیهِ لَذَّاتِی أَوْ سَعَیْتُ فِیهِ لِغَیْرِی أَوِ اسْتَغْوَیْتُ إِلَیْهِ مَنْ تَابَعَنِی أَوْ كَاثَرْتُ فِیهِ مَنْ مَنَعَنِی أَوْ قَهَرْتُ عَلَیْهِ مَنْ غَالَبَنِی أَوْ غَلَبْتُ عَلَیْهِ بِحِیلَتِی أَوِ اسْتَزَلَّنِی إِلَیْهِ مَیْلِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«32»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَعَنْتُ عَلَیْهِ بِحِیلَةٍ تُدْنِی مِنْ غَضَبِكَ أَوِ اسْتَظْهَرْتُ بِنَیْلِهِ عَلَی أَهْلِ طَاعَتِكَ أَوِ اسْتَمَلْتُ بِهِ أَحَداً إِلَی مَعْصِیَتِكَ أَوْ رَائَیْتُ فِیهِ عِبَادَكَ أَوْ لَبَسْتُ عَلَیْهِمْ بِفِعَالِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«33»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ كَتَبْتَهُ عَلَیَّ بِسَبَبِ عُجْبٍ كَانَ مِنِّی بِنَفْسِی أَوْ رِیَاءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ خُیَلَاءَ أَوْ فَرَحٍ أَوْ حِقْدٍ أَوْ مَرَحٍ أَوْ أَشَرٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ حَمِیَّةٍ أَوْ عَصَبِیَّةٍ أَوْ رِضاً أَوْ سَخَطٍ أَوْ شُحٍّ أَوْ سَخَاءٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ خِیَانَةٍ أَوْ سَرِقَةٍ أَوْ كَذِبٍ أَوْ نَمِیمَةٍ أَوْ لَعِبٍ أَوْ نَوْعٍ مِمَّا یُكْتَسَبُ بِمِثْلِهِ الذُّنُوبُ وَ یَكُونُ فِی اجْتِرَاحِهِ الْعَطَبُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«34»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ سَبَقَ فِی عِلْمِكَ أَنِّی فَاعِلُهُ بِقُدْرَتِكَ الَّتِی قَدَرْتَ بِهَا عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ:

«35»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ رَهِبْتُ بِهِ سِوَاكَ أَوْ عَادَیْتُ فِیهِ أَوْلِیَاءَكَ أَوْ وَالَیْتُ فِیهِ أَعْدَاءَكَ أَوْ خَذَلْتُ فِیهِ أَحِبَّاءَكَ أَوْ تَعَرَّضْتُ فِیهِ لِشَیْ ءٍ مِنْ غَضَبِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«36»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ وَ نَقَضْتُ الْعَهْدَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ جُرْأَةً مِنِّی عَلَیْكَ لِمَعْرِفَتِی بِكَرَمِكَ وَ عَفْوِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ

ص: 331

وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«37»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَدْنَانِی مِنْ عَذَابِكَ أَوْ نَأَی عَنْ ثَوَابِكَ أَوْ حَجَبَ عَنِّی رَحْمَتَكَ أَوْ كَدَرَ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«38»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ حَلَلْتُ بِهِ عَقْداً شَدَدْتُهُ أَوْ حَرَّمْتُ بِهِ نَفْسِی خَیْراً وَعَدْتَنِی بِهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«39»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ ارْتَكَبْتُهُ بِشُمُولِ عَافِیَتِكَ أَوْ تَمَكَّنْتُ مِنْهُ بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ أَوْ قَوِیتُ عَلَیْهِ بِسَابِغِ رِزْقِكَ أَوْ خَیْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِی فِیهِ وَ شَارَكَ فِعْلِی مَا لَا یَخْلُصُ لَكَ أَوْ وَجَبَ عَلَیَّ مَا أَرَدْتُ بِهِ سِوَاكَ فَكَثِیرٌ مَا یَكُونُ كَذَلِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«40»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ دَعَتْنِی الرُّخْصَةُ فَحَلَّلْتُهُ لِنَفْسِی وَ هُوَ فِیمَا عِنْدَكَ مُحَرَّمٌ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«41»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ خَفِیَ عَنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ یَعْزُبْ عَنْكَ فَاسْتَقَلْتُكَ مِنْهُ فَأَقَلْتَنِی ثُمَّ عُدْتُ فِیهِ فَسَتَرْتَهُ عَلَیَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«42»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ خَطَوْتُ إِلَیْهِ بِرِجْلِی أَوْ مَدَدْتُ إِلَیْهِ یَدِی أَوْ تَأَمَّلَهُ بَصَرِی أَوْ أَصْغَیْتُ إِلَیْهِ بِسَمْعِی أَوْ نَطَقَ بِهِ لِسَانِی أَوْ أَنْفَقْتُ فِیهِ مَا رَزَقْتَنِی ثُمَّ اسْتَرْزَقْتُكَ عَلَی عِصْیَانِی فَرَزَقْتَنِی ثُمَّ اسْتَعَنْتُ بِرِزْقِكَ عَلَی مَعْصِیَتِكَ فَسَتَرْتَ عَلَیَّ ثُمَّ سَأَلْتُكَ الزِّیَادَةَ فَلَمْ تُخَیِّبْنِی وَ جَاهَرْتُكَ فِیهِ فَلَمْ تَفْضَحْنِی فَلَا أَزَالُ مُصِرّاً عَلَی مَعْصِیَتِكَ وَ لَا تَزَالُ عَائِداً عَلَیَّ بِحِلْمِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ یَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«43»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُوجِبُ عَلَیَّ صَغِیرُهُ أَلِیمَ عَذَابِكَ وَ یُحِلُّ بِی كَبِیرُهُ شَدِیدَ عِقَابِكَ وَ فِی إِتْیَانِهِ تَعْجِیلُ نَقِمَتِكَ وَ فِی الْإِصْرَارِ عَلَیْهِ زَوَالُ نِعْمَتِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

ص: 332

«44»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ لَا عَلِمَهُ أَحَدٌ غَیْرُكَ وَ لَا یُنْجِینِی مِنْهُ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا یَسَعُهُ إِلَّا عَفْوُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«45»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُزِیلُ النِّعَمَ أَوْ یُحِلُّ النِّقَمَ أَوْ یُعَجِّلُ الْعَدَمَ أَوْ یُكْثِرُ النَّدَمَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«46»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَمْحَقُ الْحَسَنَاتِ وَ یُضَاعِفُ السَّیِّئَاتِ وَ یُعَجِّلُ النَّقِمَاتِ وَ یُغْضِبُكَ یَا رَبَّ السَّمَاوَاتِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«47»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَنْتَ أَحَقُّ بِمَعْرِفَتِهِ إِذْ كُنْتَ أَوْلَی بسترته [بِسَتْرِهِ] فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«48»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَجَهَّمْتُ فِیهِ وَلِیّاً مِنْ أَوْلِیَائِكَ مُسَاعَدَةً فِیهِ لِأَعْدَائِكَ أَوْ مَیْلًا مَعَ أَهْلِ مَعْصِیَتِكَ عَلَی أَهْلِ طَاعَتِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«49»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَلْبَسَنِی كِبْرَةً وَ انْهِمَاكِی فِیهِ ذِلَّةٌ أَوْ آیَسَنِی مِنْ وُجُودِ رَحْمَتِكَ أَوْ قَصَّرَ بِیَ الْیَأْسَ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَی طَاعَتِكَ لِمَعْرِفَتِی بِعَظِیمِ جُرْمِی وَ سُوءِ ظَنِّی بِنَفْسِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«50»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَوْرَدَنِی الْهَلَكَةَ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ وَ أَحَلَّنِی دَارَ الْبَوَارِ لَوْ لَا تَغَمُّدُكَ وَ سَلَكَ بِی سَبِیلَ الْغَیِّ لَوْ لَا رُشْدُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«51»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَلْهَانِی عَمَّا هَدَیْتَنِی إِلَیْهِ أَوْ أَمَرْتَنِی بِهِ أَوْ نَهَیْتَنِی عَنْهُ أَوْ دَلَلْتَنِی عَلَیْهِ فِیمَا فِیهِ الْحَظُّ لِبُلُوغِ رِضَاكَ وَ إِیْثَارِ مَحَبَّتِكَ وَ الْقُرْبِ مِنْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«52»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَرُدُّ عَنْكَ دُعَائِی أَوْ یَقْطَعُ مِنْكَ رَجَائِی

ص: 333

أَوْ یُطِیلُ فِی سَخَطِكَ عَنَائِی أَوْ یَقْصُرُ عِنْدَكَ أَمَلِی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«53»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُمِیتُ الْقَلْبَ وَ یَشْعَلُ الْكَرْبَ وَ یُرْضِی الشَّیْطَانَ وَ یُسْخِطُ الرَّحْمَنَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«54»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُعْقِبُ الْیَأْسَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ الْقُنُوطَ مِنْ مَغْفِرَتِكَ وَ الْحِرْمَانَ مِنْ سَعَةِ مَا عِنْدَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«55»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مَقَتَ نَفْسِی عَلَیْهِ إِجْلَالًا لَكَ فَأَظْهَرْتُ لَكَ التَّوْبَةَ فَقَبِلْتَ وَ سَأَلْتُكَ الْعَفْوَ فَعَفَوْتَ ثُمَّ مَالَ بِیَ الْهَوَی إِلَی مُعَاوَدَتِهِ طَمَعاً فِی سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ كَرِیمِ عَفْوِكَ نَاسِیاً لِوَعِیدِكَ رَاجِیاً لِجَمِیلِ وَعْدِكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«56»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُوجِبُ سَوَادَ الْوُجُوهِ یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهُ أَوْلِیَائِكَ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ أَعْدَائِكِ إِذْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ فَقِیلَ لَهُمْ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ.

«57»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَدْعُو إِلَی الْكُفْرِ وَ یُطِیلُ الْفِكْرَ وَ یُورِثُ الْفَقْرَ وَ یَجْلِبُ الْعُسْرَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«58»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُدْنِی الْآجَالَ وَ یَقْطَعُ الْآمَالَ وَ یَبْتُرُ الْأَعْمَارَ فُهْتُ بِهِ أَوْ صَمَتُّ عَنْهُ حَیَاءً مِنْكَ عِنْدَ ذِكْرِهِ أَوْ أَكْنَنْتُهُ فِی صَدْرِی أَوْ عَلِمْتَهُ مِنِّی فَإِنَّكَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَی فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«59»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یَكُونُ فِی اجْتِرَاحِهِ قَطْعُ الرِّزْقِ وَ رَدُّ الدُّعَاءِ وَ تَوَاتُرُ الْبَلَاءِ وَ وُرُودُ الْهُمُومِ وَ تُضَاعُفُ الْغُمُومِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«60»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُبْغِضُنِی إِلَی عِبَادِكَ وَ یَنْفِرُ عَنِّی أَوْلِیَاءَكَ

ص: 334

أَوْ یُوحِشُ مِنِّی أَهْلَ طَاعَتِكَ لِوَحْشَةِ الْمَعَاصِی وَ رُكُوبِ الْحُوبِ وَ كَآبَةِ الذُّنُوبِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«61»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ دَلَّسْتُ بِهِ مِنِّی مَا أَظْهَرْتَهُ أَوْ كَشَفْتُ عَنِّی بِهِ مَا سَتَرْتَهُ أَوْ قَبَّحْتُ بِهِ مِنِّی مَا زَیَّنْتَهُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«62»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ لَا یُنَالُ بِهِ عَهْدُكَ وَ لَا یُؤْمَنُ بِهِ غَضَبُكَ وَ لَا تَنْزِلُ مَعَهُ رَحْمَتُكَ وَ لَا تَدُومُ مَعَهُ نِعْمَتُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«63»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَخْفَیْتُ لَهُ ضَوْءَ النَّهَارِ مِنْ عِبَادِكَ وَ بَارَزْتُ بِهِ فِی ظُلْمَةِ اللَّیْلِ جُرْأَةً مِنِّی عَلَیْكَ عَلَی أَنِّی أَعْلَمُ أَنَّ السِّرَّ عِنْدَكَ عَلَانِیَةٌ وَ أَنَّ الْخَفِیَّةَ عِنْدَكَ بَارِزَةٌ وَ أَنَّهُ لَنْ یَمْنَعَنِی مِنْكَ مَانِعٌ وَ لَا یَنْفَعُنِی عِنْدَكَ نَافِعٌ مِنْ مَالٍ وَ بَنِینٍ إِلَّا أَنْ أَتَیْتُكَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«64»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ یُورِثُ النِّسْیَانَ لِذِكْرِكَ وَ یُعَقِّبُ الْغَفْلَةَ عَنْ تَحْذِیرِكَ أَوْ یُمَادِی فِی الْأَمْنِ مِنْ أَمْرِكَ أَوْ یَطْمَعُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ مِنْ عِنْدِ غَیْرِكَ أَوْ یُؤْیِسُ مِنْ خَیْرِ مَا عِنْدَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«65»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ لَحِقَنِی بِسَبَبِ عَتْبِی عَلَیْكَ فِی احْتِبَاسِ الرِّزْقِ عَنِّی وَ إِعْرَاضِی عَنْكَ وَ مَیْلِی إِلَی عِبَادِكَ بِالاسْتِكَانَةِ لَهُمْ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْهِمْ وَ قَدْ أَسْمَعْتَنِی قَوْلَكَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِكَ- فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«66»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ لَزِمَنِی بِسَبَبِ كُرْبَةٍ اسْتَعَنْتُ عِنْدَهَا بِغَیْرِكَ أَوِ اسْتَبْدَدْتُ بِأَحَدٍ مِنْهَا دُونَكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«67»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ حَمَلَنِی عَلَی الْخَوْفِ مِنْ غَیْرِكَ أَوْ دَعَانِی إِلَی التَّوَاضُعِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَمَالَنِی إِلَیْهِ الطَّمَعُ فِیمَا عِنْدَهُ أَوْ زَیَّنَ لِی طَاعَتَهُ فِی

ص: 335

مَعْصِیَتِكَ اسْتِجْرَاراً لِمَا فِی یَدِهِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِحَاجَتِی إِلَیْكَ لَا غِنَا لِی عَنْكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«68»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مَدَحْتُهُ بِلِسَانِی أَوْ هَشَّتْ إِلَیْهِ نَفْسِی أَوْ حَسَّنْتُهُ بِفَعَالِی أَوْ حَثَثْتُ إِلَیْهِ بِمَقَالِی وَ هُوَ عِنْدَكَ قَبِیحٌ تُعَذِّبُنِی عَلَیْهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«69»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مَثَّلَتْهُ فِیَّ نَفْسِی اسْتِقْلَالًا لَهُ وَ صَوَّرَتْ لِی اسْتِصْغَارَهُ وَ هَوَّنَتْ عَلَیَّ الِاسْتِخْفَافَ بِهِ حَتَّی أَوْرَطَتْنِی فِیهِ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْهُ لِی یَا خَیْرَ الْغَافِرِینَ

«70»- اللَّهُمَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ جَرَی بِهِ عِلْمُكَ فِیَّ وَ عَلَیَّ إِلَی آخِرِ عُمُرِی بِجَمِیعِ ذُنُوبِی لِأَوَّلِهَا وَ آخِرِهَا وَ عَمْدِهَا وَ خَطَائِهَا وَ قَلِیلِهَا وَ كَثِیرِهَا وَ دَقِیقِهَا وَ جَلِیلِهَا وَ قَدِیمِهَا وَ حَدِیثِهَا وَ سِرِّهَا وَ عَلَانِیَتِهَا وَ جَمِیعِ مَا أَنَا مُذْنِبُهُ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی جَمِیعَ مَا أَحْصَیْتَ مِنْ مَظَالِمِ الْعِبَادِ قِبَلِی فَإِنَّ لِعِبَادِكَ عَلَیَّ حُقُوقاً أَنَا مُرْتَهَنٌ بِهَا تَغْفِرُهَا لِی كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

بیان: رصده رقبه و انتظره بتكرم قسمی بك أی بتنزهی عن الذنب مقرونا بقسمی و حلفی بك یقال تكرم عنه أی تنزه أو بإظهار الكرم و الجود من الناس و تكلفهما بترك الذنب مقرونا بالقسم یقال تكرم أی تكلف الكرم أو بتكلف إظهار كرامة الاسم عنده حیث حلف به و لا یبعد أن یكون یتكرر بالراءین.

و مال إلیه أی إلی الشیطان أو العصیان و الأول أظهر و الخذلان أی خذلانك و سلبك التوفیق منی و یقال كننته و أكننته أی سترته ذكره الجوهری و قال تأنی فی الأمر ترفق و تنظر و التقحم الدخول فی الشی ء من غیر رویة.

ثورك علی أی هیجك و أغضبك و لعل الأظهر تورك قال الفیروزآبادی تورك بالمكان أقام و علی الأمر قدر و وركه توریكا أوجبه و الذنب علیه حمله

ص: 336


1- 1. البلد الأمین: 39- 46.

و إنه لمورك كمعظم فی هذا الأمر أی لیس له ذنب و التوریك فی الیمین نیة ینویها الحالف غیر ما نواه لمستحلفه انتهی.

و الأشر و البطر بالتحریك فیهما شدة المرح و الطغیان و الفرح.

و فی النهایة فیه لقد أعذر اللّٰه إلی من بلغ به ستین أی لم یبق فیه موضعا للاعتذار حیث أمهله طول هذه المدة فلم یعتذر و یقال أعذر الرجل إذا بلغ الغایة من العذر.

و فی الصحاح الهشاشة الارتیاح و الخفة للمعروف و هششت بفلان أهش هشاشة إذا خففت إلیه و ارتحت له و قال الورطة الهلاك و ورطه توریطا أی أوقعه فی الورطة فتورط فیها و قال مالأته علی الأمر ممالأة ساعدته علیه و شایعته ابن السكیت تمالئوا علی الأمر اجتمعوا علیه و فی الحدیث و اللّٰه ما قتلت عثمان و لا مالأت علی قتله انتهی و المعنی هنا ساعدت أحدا علی ضرر أحد.

و قال الجوهری بخسه حقه یبخسه بخسا إذا نقصه انتهی و البخس یحتمل الدنیوی و الأخروی و الأعم و كذا الخطأ علی البدن یحتملها جمیعا و استغویت إلیه أی سعیت فی غوایة من تابعنی للدعوة إلی ذلك الذنب أو كاثرت فیه أی غالبت بكثرة الأعوان من منعنی من ذلك الذنب.

فی الصحاح كاثرناهم فكثرناهم أی غلبناهم بالكثرة أو استزلنی أی صار میلی إلی ذلك و شهوتی سبب زلتی و خطائی و فی الصحاح تجهمته إذا كلحت فی وجهه و دار البوار أی الهلاك جهنم أعاذنا اللّٰه منه و البتر القطع و الفعل من باب قتل و فهت به بالضم أی فتحت فمی به و الحوب بالضم الإثم.

دلست به منی ما أظهرته كان یظهر عیب من عیوبه فیدلس علی الناس و یبین لهم حسنه و یحتمل إخفاء المحاسن بارتكاب الذنوب و كذا قوله أو قبحت به یحتمل الوجهین لا ینال به عهدك أی یصیر سببا لحبط الحسنات فلا ینال ما عهدته و وعدته علیها من المثوبات أو یكون إشارة إلی قوله تعالی إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ

ص: 337

عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً(1) و فی القاموس مادیته و أمدیته أملیت له فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ (2) قیل استكان استفعل من الكون لأن المفتقر انتقل من كون إلی كون أو افتعل من السكون أشبعت فتحته أی ما تذللوا و لا تضرعوا بل أقاموا علی عتوهم و استكبارهم و هو استشهاد علی ما قبله من قوله تعالی وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ و أنا أعلم الظاهر أنه فعل و اسم التفضیل بعید حتی أورطتنی كأنه غایة لتضمنه معنی التقدیر و القضاء أو تقدیر أحدهما قبله.

«17»- الْبَلَدُ الْأَمِینُ،: ثُمَّ قُلْ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُهُ- اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِی وَ إِنْ كَانَتْ قَطِیعَةً فَإِنِّی مَا أَرَدْتُ بِهَا قَطِیعَةً وَ لَا أَقُولُ لَكَ الْعُتْبَی لَا أَعُودُ لِمَا أَعْلَمُ مِنْ خُلْفِی وَ لَا أَعِدُكَ اسْتِمْرَارَ التَّوْبَةِ لِمَا أَعْلَمُهُ مِنْ ضَعْفِی فَقَدْ جِئْتُ أَطْلُبُ عَفْوَكَ وَ وَسِیلَتِی إِلَیْكَ كَرَمُكَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَكْرِمْنِی بِمَغْفِرَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ قُلِ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ(3).

أقول: ثم قال رحمة اللّٰه علیه (4)

إن قلت بین هذا الكلام و كلام سید الساجدین علیه السلام حیث قال لك العتبی لا أعود ما یضاهی المباینة(5) قلت إن قول أمیر المؤمنین علیه السلام و لا أقول لك العتبی من باب حسن الظن باللّٰه و شمول

ص: 338


1- 1. مریم: 87.
2- 2. المؤمنون: 76.
3- 3. البلد الأمین: 44.
4- 4. و قد قال قبل ذلك: و ان شئت قلت ما كان سید العابدین علیه السلام یقوله بعد دعائه المذكور هنا، و هو« رب أسأت و ظلمت نفسی، و بئس ما صنعت، و هذه یدای یا ربّ جزاء بما كسبت، و هذه رقبتی خاضعة لما أتت، و ها أنا ذا بین یدیك فخذ لنفسك من نفسی الرضا حتی ترضی، لك العتبی لا أعود، هذا آخر دعائه علیه السلام، ان قلت إلخ.
5- 5. و زاد بعد ذلك: فان علیّا علیه السلام یقول فی دعائه« و لا أقول لك العتبی لا أعود» و سید العابدین علیه السلام یقول فی دعائه« لك العتبی لا أعود».

كرمه الذی وسع البر و الفاجر و عموم رحمته التی وسعت كل شی ء و أما قول سید العباد علیه السلام فهو من باب التذلل و الخشوع و طلب التوبة(1) فلا منافاة بین الكلامین (2).

«18»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ قَرَأَ التَّوْحِیدَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مَرَّةً فِی دُبُرِ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مِائَةً بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ مَسْكَناً فِی الْجَنَّةِ ثُمَّ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ أَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ ثُمَّ صَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِائَةَ مَرَّةٍ ذَكَرَ ذَلِكَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ وَ اسْجُدْ عَقِیبَهُمَا سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ وَ تَدْعُو فِیهَا لِإِخْوَانِكَ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ بِرِوَایَةِ الشَّیْخِ (3).

«19»- الْإِخْتِیَارُ،: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْعُو بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ بِهَذَا الدُّعَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ یَا مَنْ دَلَعَ لِسَانَ الصَّبَاحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ وَ سَرَّحَ قِطَعَ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ بِغَیَاهِبِ تَلَجْلُجِهِ وَ أَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ فِی مَقَادِیرِ تَبَرُّجِهِ وَ شَعْشَعَ ضِیَاءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ یَا مَنْ دَلَّ عَلَی ذَاتِهِ بِذَاتِهِ وَ تَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِهِ وَ جَلَّ عَنْ مُلَائَمَةِ كَیْفِیَّاتِهِ یَا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَرَاتِ الظُّنُونِ وَ بَعُدَ عَنْ لَحَظَاتِ الْعُیُونِ وَ عَلِمَ بِمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ یَا مَنْ أَرْقَدَنِی فِی مِهَادِ أَمْنِهِ وَ أَمَانِهِ وَ أَیْقَظَنِی

ص: 339


1- 1. أقول: هذه الأدعیة انما رویت بأسانید ضعاف لا یوجب علما و لا عملا و انما یجوز قراءتها فقط رجاء للثواب( عملا بأخبار من بلغ) و أمّا الاستناد إلیها من حیث المسائل الاعتقادیة و البحث عن أنّه كیف قال سید العباد كذلك، و لم قال مولی المتقین أمیر المؤمنین كذلك فلا فانه لا یجوز اسناد مضامینها الی الأئمّة الاطهار، و انما یجوز فی الأدعیة التی رویت بأسانید صحیحة، لا غیر، راجع فی ذلك ص 291 فقد استوفینا البحث عن ذلك، و اللّٰه الموفق للصواب.
2- 2. البلد الأمین: 46 فی الهامش.
3- 3. مصباح الكفعمیّ: 64.

إِلَی مَا مَنَحَنِی بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَ إِحْسَانِهِ وَ كَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّی بِیَدِهِ وَ سُلْطَانِهِ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَی الدَّلِیلِ إِلَیْكَ فِی اللَّیْلِ الْأَلْیَلِ وَ الْمَاسِكِ مِنْ أَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْأَطْوَلِ وَ النَّاصِعِ الْحَسَبِ فِی ذِرْوَةِ الْكَاهِلِ الْأَعْبَلِ وَ الثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلَی زَحَالِیفِهَا فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ وَ عَلَی آلِهِ الْأَخْیَارِ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَبْرَارِ وَ افْتَحِ اللَّهُمَّ لَنَا مَصَارِیعَ الصَّبَاحِ بِمَفَاتِیحِ الرَّحْمَةِ وَ الْفَلَاحِ وَ أَلْبِسْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدَایَةِ وَ

الصَّلَاحِ وَ اغْرِسِ اللَّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِی شِرْبِ جِنَانِی یَنَابِیعَ الْخُشُوعِ وَ أَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَیْبَتِكَ مِنْ آمَاقِی زَفَرَاتِ الدُّمُوعِ وَ أَدِّبِ اللَّهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنِّی بِأَزِمَّةِ الْقُنُوعِ إِلَهِی إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِی الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِیقِ فَمَنِ السَّالِكُ بِی إِلَیْكَ فِی وَاضِحِ الطَّرِیقِ وَ إِنْ أَسْلَمَتْنِی أَنَاتُكَ لِقَائِدِ الْأَمَلِ وَ الْمُنَی فَمَنِ الْمُقِیلُ عَثَرَاتِی مِنْ كَبَوَاتِ الْهَوَی وَ إِنْ خَذَلَنِی نَصْرُكَ عِنْدَ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ وَ الشَّیْطَانِ فَقَدْ وَكَلَنِی خِذْلَانُكَ إِلَی حَیْثُ النَّصَبِ وَ الْحِرْمَانِ إِلَهِی أَ تَرَانِی مَا أَتَیْتُكَ إِلَّا مِنْ حَیْثُ الْآمَالِ أَمْ عَلِقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ إِلَّا حِینَ بَاعَدَتْنِی ذُنُوبِی عَنْ دَارِ الْوِصَالِ فَبِئْسَ الْمَطِیَّةُ الَّتِی امْتَطَتْ نَفْسِی مِنْ هَوَاهَا فَوَاهاً لَهَا لِمَا سَوَّلَتْ لَهَا ظُنُونُها وَ مُنَاهَا وَ تَبّاً لَهَا لِجُرْأَتِهَا عَلَی سَیِّدِهَا وَ مَوْلَاهَا.

إِلَهِی قَرَعْتُ بَابَ رَحْمَتِكَ بِیَدِ رَجَائِی وَ هَرَبْتُ إِلَیْكَ لَاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوَائِی وَ عَلَّقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ أَنَامِلَ وَلَائِی فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا كُنْتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِی وَ خَطَائِی وَ أَقِلْنِی مِنْ صَرْعَةِ دَائِی فَإِنَّكَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ مُعْتَمَدِی وَ رَجَائِی وَ أَنْتَ غَایَةُ مَطْلُوبِی وَ مُنَایَ فِی مُنْقَلَبِی وَ مَثْوَایَ إِلَهِی كَیْفَ تَطْرُدُ مِسْكِیناً الْتَجَأَ إِلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هَارِباً أَمْ كَیْفَ تُخَیِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلَی جَنَابِكَ صَاقِباً أَمْ كَیْفَ تَرُدُّ ظَمْآنَ وَرَدَ إِلَی حِیَاضِكَ شَارِباً كَلَّا وَ حِیَاضُكَ مُتْرَعَةٌ فِی ضَنْكِ الْمُحُولِ وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَ الْوُغُولِ وَ أَنْتَ غَایَةُ الْمَسْئُولِ وَ نِهَایَةُ الْمَأْمُولِ إِلَهِی هَذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِی عَقَلْتُهَا بِعِقَالِ مَشِیَّتِكَ وَ هَذِهِ أَعْبَاءُ ذُنُوبِی دَرَأْتُهَا بِعَفْوِكَ

ص: 340

وَ رَحْمَتِكَ وَ هَذِهِ أَهْوَائِیَ الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُهَا إِلَی جَنَابِ لُطْفِكَ وَ رَأْفَتِكَ فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ صَبَاحِی هَذَا نَازِلًا عَلَیَّ بِضِیَاءِ الْهُدَی وَ السَّلَامَةِ فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ مَسَائِی جُنَّةً مِنْ كَیْدِ الْعِدَی وَ وِقَایَةً مِنْ مُرْدِیَاتِ الْهَوَی إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَی مَا تَشَاءُ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ مَنْ ذَا یَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلَا یَخَافُكَ وَ مَنْ ذَا یَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلَا یَهَابُكَ أَلَّفْتَ بِمَشِیَّتِكَ الْفِرَقَ وَ فَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفَلَقَ وَ أَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَیَاجِیَ الْغَسَقِ وَ أَنْهَرْتَ الْمِیَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّیَاخِیدِ عَذْباً وَ أُجَاجاً وَ أَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ لِلْبَرِیَّةِ سِرَاجاً وَهَّاجاً مِنْ غَیْرِ أَنْ تُمَارِسَ فِیمَا ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَ لَا عِلَاجاً فَیَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَ الْبَقَاءِ وَ قَهَرَ عِبَادَهُ بِالْمَوْتِ وَ الْفَنَاءِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَتْقِیَاءِ وَ اسْمَعْ نِدَائِی وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی وَ حَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِی وَ رَجَائِی یَا خَیْرَ مَنْ دُعِیَ لِكَشْفِ الضُّرِّ وَ الْمَأْمُولِ لِكُلِّ یُسْرٍ وَ عُسْرٍ بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِی فَلَا تَرُدَّنِی مِنْ سَنِیِّ مَوَاهِبِكَ خَائِباً یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ یَا كَرِیمُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ ثُمَّ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ إِلَهِی قَلْبِی مَحْجُوبٌ وَ نَفْسِی مَعْیُوبٌ وَ عَقْلِی مَغْلُوبٌ وَ هَوَائِی غَالِبٌ وَ طَاعَتِی قَلِیلَةٌ وَ مَعْصِیَتِی كَثِیرَةٌ وَ لِسَانِی مُقِرٌّ بِالذُّنُوبِ فَكَیْفَ حِیلَتِی یَا سَتَّارَ الْعُیُوبِ وَ یَا عَلَّامَ الْغُیُوبِ وَ یَا كَاشِفَ الْكُرُوبِ اغْفِرْ ذُنُوبِی كُلَّهَا بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا غَفَّارُ یَا غَفَّارُ یَا غَفَّارُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ (1).

ص: 341


1- 1. قد مر هذا الدعاء فی ج 94 ص 243- 246، مشكولا بالاعراب: مع ضبط النسخ، راجعه ان شئت.

بیان: هذا الدعاء من الأدعیة المشهورة و لم أجده فی الكتب المعتبرة إلا فی مصباح السید ابن الباقی رحمة اللّٰه علیه و وجدت منه نسخة قراءة المولی الفاضل مولانا درویش محمد الأصبهانی جد والدی من قبل أمه رحمة اللّٰه علیهما علی العلامة مروج

المذهب نور الدین علی بن عبد العالی الكركی قدس اللّٰه روحه فأجازه و هذه صورته الحمد لله قرأ هذا الدعاء و الذی قبله عمدة الفضلاء الأخیار الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدین درویش محمد الأصبهانی بلغه اللّٰه ذروة الأمانی قراءة تصحیح كتبه الفقیر علی بن عبد العالی فی سنة تسع و ثلاثین و تسع مائة حامدا مصلیا.

و وجدت فی بعض الكتب سندا آخر له هكذا قال الشریف یحیی بن القاسم العلوی ظفرت بسفینة طویلة مكتوب فیها بخط سیدی و جدی أمیر المؤمنین و قائد الغر المحجلین لیث بنی غالب علی بن أبی طالب علیه أفضل التحیات ما هذه صورته بسم اللّٰه الرحمن الرحیم هذا دعاء علمنی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و كان یدعو به فی كل صباح و هو اللّٰهم یا من دلع لسان الصباح إلی آخره و كتب فی آخره كتبه علی بن أبی طالب فی آخر نهار الخمیس حادی عشر ذی الحجة سنة خمس و عشرین من الهجرة و قال الشریف نقلته من خطه المبارك بالقلم الكوفی علی الرق فی السابع و العشرین من ذی القعدة سنة أربع و ثلاثین و سبع مائة.

توضیح: بعض ما ربما یشتبه علی القارئ (1)

فإن شرحه كما ینبغی لا یناسب هذا الكتاب دلع لسانه كمنع أخرجه و دلع اللسان خرج و الأول هنا هو المناسب و إضافة اللسان إلی الصباح إما بیانیة فالمراد بالصباح الفجر الأول لأنه الشبیه باللسان أو لامیة فالمراد بالصباح الفجر الثانی أو الوقت فشبه الصبح الصادق أو الوقت برجل أخرج لسانه و أخبر بقدومه و إسناده إلی اللّٰه لأنه أوجده و جعله

ص: 342


1- 1. قد مر فی ج 94 ص 247- 263 شرح مستوفی للحدیث، و فی الذیل ص 247 شرح لا بأس بمراجعته.

كذلك أو الصانع تعالی بشخص أظهر لسانه لإظهار قدرته و حكمته.

و التبلج الإضاءة و الإشراق و الإضافة تحتمل الوجهین و إن كان الأول أظهر و لا یخفی لطف الاستعارات و الترشیحات علی ذوی الأذهان النیرة و قد ناسب إثبات النطق للصبح قوله سبحانه وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (1) و سرح فی أكثر النسخ بالتشدید و فی بعضها بالتخفیف و سرح الماشیة و تسریحها إرسالها للرعی و لما كان نور الصبح یفرق ظلمة اللیل و یذهبها فكأنه شبهه برجل یرسل مواشیه عند الصباح للرعی بعد جمعها فی مراحها باللیل و شبه قطع الظلمة بتلك المواشی و یمكن أن یكون من تسریح الشعر بالمشط فكأنه شبه الصبح بمشط یسرح به ذوائب اللیل حیث یقطعها و یفرقها و ظلم اللیل بالكسر و أظلم بمعنی و فی بعض النسخ المدلهم بدل المظلم بمعناه.

و الغیاهب جمع غیهب و هو الظلمة و الباء إما بمعنی مع و متعلقة بقوله سرح أو للسببیة متعلقة بالمظلم و التلجلج التردد و الاضطراب یقال الحق أبلج و الباطل لجلج أی الحق ظاهر نیر و الباطل مظلم متردد غیر مستقیم و التردد إما عند اختلاط النور به أو كنایة من شدة الظلمة كأنها تموج و تتحرك.

و أتقن أی أحكم صنع الفلك الدوار أی خلقه فی مقادیر و فی بعض النسخ بمقادیر تبرجه التبرج إظهار المرأة زینتها كما قال اللّٰه تعالی وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِیَّةِ الْأُولی (2) و یحتمل أن یكون المراد هنا انتقال الكواكب فیه من برج إلی برج و الأول أیضا یرجع إلی ذلك فإن تبرج الفلك حركته مع زینته بالكواكب و ظهوره بها للخلق و الظرف إما متعلق بأتقن أی الإتقان فی مقادیر حركات كل فلك و انتظامها الموجب لصلاح أحوال جمیع الموالید و المخلوقات أو حال عن الفلك أی أحكم خلقه كائنا فی تلك المقادیر أو متلبسا بها و المعنی أحكم خلقه و مقادیر

ص: 343


1- 1. التكویر: 18.
2- 2. الأحزاب: 33.

حركاته و هو إشارة إلی قوله سبحانه صُنْعَ اللَّهِ الَّذِی أَتْقَنَ كُلَّ شَیْ ءٍ(1) و قیل المراد بمقادیر تبرجه ما یمكن من تزینه.

و شعشع ضیاء الشمس قال فی القاموس الشعشع و الشعشاع و الشعشعان و الشعشعانی الطویل و الشعشاع الخفیف و الحسن و المتفرق و ذهبوا شعاعا متفرقین و شعاع الشمس و شعها بضمهما الذی تراه كأنه الجبال مقبلة علیك إذا نظرت إلیها أو الذی ینتشر من ضوئها أو الذی تراه ممتدا كالرماح بعید الطلوع و ما أشبهه و شعشع الشراب مزجه و الثریدة رفع رأسها و طوله أو أكثر و دكها و سمنها و الشی ء خلط بعضه ببعض انتهی.

و الأجیج تلهب النار و قد أجت تأج أجیجا و أججتها فتأججت و المعنی فرق أو مد و طول شعاع الشمس بنور یحصل من تلهب ذلك الضیاء أو مزج ضیاء الشمس القائم بها بنور یحصل من تلهبه و هو الشعاع الممتد المتفرق فی الآفاق و یحتمل أن یكون الشعشعة مأخوذا من الشعاع أی جعل ضیاء الشمس ذا شعاع و قد یحتمل إرجاع ضمیر تأججه إلی الموصول أی بسبب ظهوره الذی هو مقتضی ذاته أزلا و أبدا.

یا من دل أعاد حرف النداء لتغییر أسلوب الكلام و الانتقال من مقام إلی مقام علی ذاته بذاته قال الراغب الأصفهانی یقال فی تأنیث ذو ذات و تثنیته ذواتا و فی جمعه ذوات و قد استعار أصحاب المعانی الذات فجعلوها عبارة عن عین الشی ء جوهرا كان أو عرضا و لیس ذلك من كلام العرب انتهی.

أی هو سبحانه أفاض المعرفة علی الخلق بها لا بتعریف غیره كما مر فی شرح قولهم لا یعرف اللّٰه إلا به أو هو سبحانه أعطی العقل و أوجد ما یستدل به العقل علیه كما روی كنت كنزا مخفیا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكی أعرف.

و قیل هو أن یستدل بالوجود علی ذاته و الوجود عین ذاته فقد استدل علی ذاته بذاته و لبعض الناس فی حل أمثاله مسالك دحضة عثرة زلقة یأبی عنه العقل و الشرع و تنزه أی تباعد و تقدس عن مجانسة مخلوقاته أی عن أن یكون من

ص: 344


1- 1. النمل: 88.

جنسها إذ لا یشاركه شی ء فی المهیة.

و جل عن ملائمة كیفیاته أی عن أن یكون كیفیاته و صفاته ملائمة و مناسبة لصفات غیره و كیفیاته ففی الكلام تقدیر و یحتمل إرجاع ضمیر كیفیاته إلی المخلوق المذكور فی ضمن مخلوقاته كما قیل فی قوله تعالی اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ (1) إنه راجع إلی العدل المذكور فی ضمن اعدلوا یا من قرب أبرز النداء لما مر أی یا من هو قریب من الظنون الذی تخطر بالقلوب و الخطرات جمع خطرة و هی الخطور و فیه إیماء إلی أن العلم بكنه ذاته و صفاته مستحیل و غایة الأمر فی ذلك هو الظن و فی بعض النسخ تقدیم و تأخیر بین الفقرتین هكذا یا من بعد عن لحظات العیون و قرب.

و علم بما كان كلمة كان فی الموضعین تامة یا من أرقدنی أی أنامنی قبل هذا الصباح فی مهاد أمنه و أمانه المهد مهد الصبی و المهاد الفراش و الأمن طمأنینة النفس و زوال الخوف و الأمان و الأمانة فی الأصل مصدران و قد یستعمل الأمان فی الحالة التی یكون علیها الإنسان فی الأمن.

و أیقظنی أی نبهنی من النوم متوجها إلی ما منحنی أی أعطانی به الضمیر راجع إلی ما من مننه بیان للموصول و هو جمع منة و هی النعمة الثقیلة و كف أكف السوء عنی الأكف بضم الكاف جمع الكف و السوء ما یغم الإنسان و أثبت للسوء أكفا كما یثبتون للمنیة أظفارا و مخالب بیده أی بقدرته الباهرة و سلطانه أی سلطنته القاهرة قال تعالی وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً(2) صل الصلاة من اللّٰه الرحمة و من الملك الاستغفار و من البشر الدعاء یقال صلیت علیه أی دعوت علیه و یقال صلیت صلاة و لا یقال تصلیة.

اللّٰهم أصله یا اللّٰه و المیم عوض من الیاء و لهذا لا یجتمعان و قیل

ص: 345


1- 1. المائدة: 8.
2- 2. أسری: 33.

أصله یا اللّٰه أمنا بخیر و قیل یا اللّٰه ارحم و قد سبق القول فیه فی كتاب الطهارة.

علی الدلیل إلیك أی الهادی لنا إلیك و إلی طاعتك و شریعتك و المراد به النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی اللیل الألیل أی البالغ فی الظلمة و هذا مثل قولهم ظل ظلیل و عرب عرباء و المراد به زمان انقطاع العلم و المعرفة و الجاهلیة الجهلاء و الماسك عطف علی الدلیل یقال مسك بالشی ء و أمسك به إذا تعلق و اعتصم به.

من أسبابك السبب الحبل و كل شی ء یتوصل به إلی غیره بحبل الشرف الأطول الشرف العلو و المكان العالی و المجد و علو الحسب و الأطول صفة الحبل أی متعلق من أسباب العز و الكرامة بحبل شرف هو أعلی الشرف و منتهاه.

و الناصع هو الخالص من كل شی ء و نصع الأمر نصوعا وضح و لونه اشتد بیاضه ذكره الفیروزآبادی و الحسب ما یعده الإنسان من مفاخر آبائه و قال ابن السكیت الحسب و الكرم یكونان للرجل و إن لم یكن آباء لهم شرف و الشرف و المجد لا یكون إلا بالآباء و ذروة الشی ء بالضم و الكسر أعلاه و أعلی السنام و الكاهل ما بین الكتفین و الأعبل الأضخم الأغلظ یقال رجل عبل الذراعین أی ضخمهما و فرس عبل الشوی أی غلیظ القوائم و امرأة عبلة أی تامة الخلق شبهه صلی اللّٰه علیه و آله فی تمكنه علی أعلی مدارج الحسب و الكرم بمن رقی علی ذروة كاهل بعیر ضخم مرتفع السنام فتمكن علیه.

و الثابت القدم علی زحالیفها قال الجوهری قال الأصمعی الزحلوفة آثار تزلج الصبیان أی تزلقهم من فوق التل إلی أسفله و هی لغة أهل العالیة و تمیم تقوله بالقاف و الجمع زحالف و زحالیف و قال ابن الأعرابی الزحلوفة مكان منحدر یملس لأنهم یتزحلفون فیه قال و الزحلفة كالدحرجة و الدفع یقال زحلفته فتزحلف انتهی.

و الضمیر إما راجع إلی القدم لتأنیثها السماعی أو إلی الجاهلیة و أهلها بقرینة فی الزمن الأول أی كان صلی اللّٰه علیه و آله ثابت القدم فی الحق عند مزالق الجاهلیة و فتنها و الأخیار جمع الخیر بالتشدید أو بالتخفیف و الأبرار جمع بر أو بار كما ذكره

ص: 346

الزمخشری.

و المصراع من الباب الشطر منه و هما مصراعان و الإضافة یحتمل البیان و الظاهر غیره أی افتح لی فی هذا الصباح الأبواب المغلقة علی فی أمور الدنیا و الآخرة بمفاتیح الرحمة و الفلاح و هو الفوز و النجاة و فی بعض النسخ و النجاح و هو الظفر بالحوائج و الصلاح ضد الفساد.

و اغرس اللّٰهم فی أكثر النسخ هكذا بالراء و السین المهملتین و فی بعضها و أغزر بالزاء المعجمة ثم الراء المهملة فعلی الأول شبه الماء النابع من العیون بقوة بالشجر و أثبت لها الغرس و علی الثانی علی بناء الإفعال من الغزارة بمعنی الكثرة و هو الأظهر و یؤیده بعض فقرات خطبه علیه السلام فی النهج.

و الشرب بالكسر الحظ من الماء و الجنان بالفتح القلب و الهیبة المخافة و قال الجوهری مؤق العین طرفها مما یلی الأنف و اللحاظ طرفها الذی مما یلی الأذن و الجمع آماق و أمآق مثل آبار و أبآر انتهی و الزفرات إما جمع زفرة بالكسر و هی القربة أو بالفتح و هی الصوت عند البكاء و الزفیر اغتراق النفس للشدة فعلی الأخیر من قبیل إضافة الصفة إلی الموصوف أی الدموع ذوات الزفرة.

النزق بالتحریك الخفة و الطیش و الخرق بالضم و بالتحریك ضد الرفق كذا فی القاموس و فی النهایة الخرق بالضم الجهل و الحمق و الأزمة جمع الزمام بالكسر و هو الخیط الذی یشد فی البرة أو فی الخشاش ثم یشد فی طرفه المقود و قد یسمی المقود زماما و الخشاش الذی یجعل فی أنف البعیر و هو خشب و البرة من صفر و الخزامة من شعر.

و القنوع السؤال و التذلل فكأنه شبه نزق الخرق أی الطیش الناشی من غلظة الطبیعة بحیوان یحتاج إلی أن یؤدب و یذلل بالأزمة و حسن التوفیق شدة توجیه الأسباب نحو الخیر.

فمن السالك بی الاستفهام للإنكار و الباء للتعدیة و قیل للمصاحبة

ص: 347

واضح الطریق من إضافة الصفة إلی الموصوف أی الطریق الواضح و فی بعض النسخ إلیك فی أوضح الطریق و إن أسلمتنی أی سلمتنی أناتك أی حلمك یقال تأنی فی الأمر أی ترفق و انتظر و الاسم أناة كقناة و الأمل الرجاء بالباطل و المنی بالضم جمع المنیة و هی الصورة الحاصلة فی النفس من تمنی الشی ء.

فمن المقیل یقال أقلت البیع إقالة أی فسخته و العثرة الزلة أی فمن یفسخ و یمحو زلاتی الحاصلة من كبوات الهوی یقال كبا لوجهه أی سقط و الهوی بالقصر ما تشتهیه النفس.

و إن خذلنی نصرك یقال خذله خذلانا أی ترك عونه و نصره عند محاربة النفس أی وقت محاربتی للنفس الأمارة بالسوء و یحتمل الإضافة إلی الفاعل إلی حیث النصب أی إلی مكان فیه النصب و هو بالتحریك التعب و الحرمان عن بركات الدنیا و الآخرة.

إلهی أی معبودی أو خالقی و مفزعی فی جمیع أموری أ ترانی ما أتیتك الاستفهام للإنكار أی لیس توجهی إلیك إلا لأجل الآمال أی أنت لا تخیب مؤملیك أو اضطررت إلی ذلك و لا یناسب كرمك رد المضطر أو المعنی أن التوجه الخالص الصافی عن الأغراض النفسانیة لم یوجد منی.

أم علقت بكسر اللام أی تعلقت بأطراف حبالك أی حبال فضلك و وسائل رحمتك من العبادة و الدعاء و التضرع و البكاء فإنها الوسائل و الحبال بین العبد و ربه تعالی إلا حین باعدتنی أی أبعدتنی و فی بعض النسخ باعدت بی و فی بعضها أبعدتنی من دار الوصال و فی بعض النسخ عن صربة الوصال و فی القاموس الصرب بالكسر البیوت القلیلة من ضعفی الأعراب و قال مطا جد فی السیر و أسرع و المطیة الدابة تمطو فی سیرها و امتطاها و أمطاها جعلها مطیة انتهی.

من هواها بیان للمطیة و الضمیر للنفس.

فواها لها كلمة تعجب لما سولت لها أی زینت و ما مصدریة و تبا لها التباب الخسران و الهلاك تقول تبا لفلان تنصبه علی المصدر بإضمار

ص: 348

فعل أی ألزم اللّٰه هلاكا و خسرانا له علی سیدها أی الرب تعالی قال فی المصباح المنیر یقال ساد یسود سیادة و الاسم السؤدد و هو المجد و الشرف فهو سید و الأنثی سیدة ثم أطلق ذلك علی الموالی لشرفهم علی الخدم و إن لم یكن فی قومهم شرف فقیل سید العبد و سیدته و سید القوم رئیسهم و أكرمهم و السید المالك انتهی.

و مولاها أی المتولی لأمورها و الأولی بها من غیره أو ناصرها قرعت أی ضربت ضربا شدیدا باب دار رحمتك و هربت إلیك أی فررت و هو ناظر إلی قوله تعالی فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ (1) لاجیا أی ملتجیا و الفرط فی الأمر بالتسكین التجاوز عن الحد فیه و علقت علی باب التفعیل أنامل بالنصب و فی بعض النسخ علقت بالتخفیف و كسر اللام و أنامل بالرفع ولائی أی حبی.

فاصفح اللّٰهم یقال صفحت عن فلان إذا عفوت عن ذنبه و الجرم و الجریمة الذنب تقول منه جرم و أجرم و اجترم و فی بعض النسخ عما كنت أجرمته و فی بعضها عما كان من زللی أی عثرتی و الخطأ بغیر مد و قد یمد نقیض الصواب و المد هنا أنسب و قد قرئ بهما وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً(2) و قد یقال الخطاء خطأ و الخطأ صواب و لعله خطأ.

و أقلنی أی خلصنی و قد مر من صرعة دائی بكسر الصاد و فتحها أی من سقوطی علی أرض المذلة بسبب أدوائی النفسانیة التی أعجزتنی عن مقاومة الحملات الشیطانیة قال الجوهری صارعته فصرعته صرعا و صرعا و الصرعة مثل الركبة و الجلسة یقال سوء الاستمساك خیر من حسن الصرعة و قال الفیروزآبادی و یروی بالفتح بمعنی المرة و رجائی أی مرجوی و غایة منای أی نهایة مقاصدی فی منقلبی إلی الآخرة و یحتمل المصدر و اسم المكان و یؤید الأخیر قوله تعالی وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (3) و مثوای أی فی الدنیا من ثوی بالمكان أی أقام و هنا أیضا المكان أظهر

ص: 349


1- 1. الذاریات: 50.
2- 2. النساء: 92.
3- 3. الشعراء: 227.

و الطرد الإبعاد من الذنوب متعلق بقوله هاربا أم كیف تخیب یقال خاب الرجل خیبة إذا لم ینل ما طلب و خیبته تخییبا مسترشدا أی طالبا للرشاد و هو ضد الغی و قصدته و قصدت إلیه بمعنی و الجناب الفناء و الرحل و الناحیة صاقبا یقال صقبت داره بالكسر أی قربت و فی بعض النسخ راغبا و فی بعضها ساغبا أی جائعا و الورود أصله قصد الماء ثم استعمل فی غیره قال تعالی وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ (1) كلا أی لا طرد و لا تخییب و لا رد و حیاضك الواو للحال مترعة قال الجوهری حوض ترع بالتحریك و كوز ترع أی ممتلئ و قد ترع الإناء بالكسر یترع ترعا أی امتلأ و أترعته أنا و جفنة مترعة.

فی ضنك المحول فی زمان ضیق حاصل من الجدوب قال الجوهری الضنك الضیق و قال المحل الجدب و هو انقطاع المطر و یبس الأرض من الكلإ و یقال أرض محل و أرض محول كما قالوا جدبة و أرض جدوب یریدون بالواحد الجمع للطلب أی

لطلب السائلین و الوغول أی الدخول قال الجوهری وغل الرجل یغل وغولا أی دخل علی القوم فی شرابهم فشرب معهم من غیر أن یدعی إلیه.

و أنت غایة المسئول أی نهایة الأمنیة أو المسئولین فإنهم إذا یئسوا من غیرك یلجئون إلیك و بعدك لیس مسئول ینتهی إلیه و فی بعض النسخ السئول علی فعول و هو ما یسأله الإنسان و فی بعضها بصیغة المفرد.

هذه أزمة نفسی أی سلمتها إلیك فخذها فكأنه یقول أحد كیف آخذها و هی شاردة فیقول عقلتها بعقال مشیتك لا یمكنها الامتناع من حكمك فالضمیر فی عقلتها راجع إلی النفس و یحتمل أن یكون العقل بمعنی الشد فالضمیر راجع إلی الأزمة قال الجوهری قال الأصمعی عقلت البعیر أعقله عقلا و هو أن تثنی وظیفه مع ذراعه فتشدهما جمیعا فی وسط الذراع و ذلك الحبل هو العقال.

و الأعباء جمع العب ء بالكسر و هو الحمل و الثقیل من أی شی ء كان و الدروء

ص: 350


1- 1. القصص: 23.

الدفع أی دفعتها عن نفسی وكلتها أی توكلت فی دفعها و إزالتها علی لطفك و توفیقك و الرأفة أشد الرحمة صباحی هذا هو صفة صباحی و الدنیا مؤنث أدنی من الدنو أو الدناءة أی الدار التی لها زیادة قرب إلینا بالنسبة إلی الآخرة أو زیادة دناءة بالنسبة إلیها و الجنة ما استترت به من سلاح و الوقایة حفظ الشی ء مما یضره و قد یطلق علی ما به ذلك الحفظ و هو المراد هاهنا.

من مردیات الهوی أی المهالك الناشیة من هوی النفس یقال ردی بالكسر ردی هلك و أرداه غیره و الملك التصرف بالأمر و النهی فی الجمهور و ذلك مختص بسیاسة الناطقین و العزة حالة مانعة للإنسان من أن یغلب من قولهم أرض عزاز أی صلبة بیدك الخیر قیل ذكر الخیر وحده لأنه المقضی بالذات و الشر مقضی بالعرض إذ لا یوجد شر جزئی ما لم یتضمن خیرا كلیا أو لمراعاة الأدب فی الخطاب و نبه علی أن الشر أیضا بیده بقوله إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أقول قد مر الكلام فیه فی كتاب العدل.

تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ بأن تجی ء بالنهار و تذهب باللیل و بأن تزید بالنهار و تنقص من اللیل و كذا العكس و تخرج الحی من المیت بإخراج الحیوان من النطفة و البیضة و كذا العكس و الرزق یطلق علی العطاء الجاری و النصیب و لما یصل إلی الجوف و یتغذی به بغیر حساب أی عدد أو ظن أو حساب الآخرة.

لا إله أی لا معبود بالحق إلا أنت سبحانك أی أنزهك عما لا یلیق بذاتك و صفاتك و أفعالك و هذا التسبیح مقرون بحمدك و من نعمك من ذا یعرف ذا هنا بمعنی الذی و المعرفة و العرفان إدراك الشی ء بفكر و تدبر و هو أخص من العلم و یضاده الإنكار.

و قدر الشی ء مبلغه و العلم إدراك الشی ء بحقیقته و ذلك ضربان إدراك ذلك الشی ء و الحكم بوجود شی ء له و نفی شی ء عنه و الأول یتعدی إلی مفعول واحد نحو لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ یَعْلَمُهُمْ (1) و الثانی یتعدی إلی مفعولین نحو فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَ

ص: 351


1- 1. الأنفال: 60.

مُؤْمِناتٍ (1) ألفت قال الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة و رتب ترتیبا قدم فیه ما حقه أن یقدم و أخر فیه ما حقه أن یؤخر بمشیتك أی إرادتك الفرق أی الأمور المفترقة المخالفة فی المهیات و الصفات أو الجماعات المختلفة المباینة فی الأنساب و الصفات.

و الفلق شق الشی ء و إبانة بعضه عن بعض و الفلق بالتحریك الصبح و قیل هو ما یفلق عنه أی یفرق عنه فعل بمعنی مفعول و هو یعم جمیع الممكنات فإنه سبحانه فلق ظلمة العدم بنور الإیجاد عنها سیما ما یخرج من أصل كالعیون و الأمطار و النبات و الأولاد.

و قال الجوهری دیاجی اللیل حنادسه و الحندس بالكسر اللیل الشدید الظلمة و قال الغسق ظلمة أول اللیل و قد غسق اللیل یغسق أی أظلم انتهی و قد مر تفسیر غسق اللیل بنصفه و شدة ظلامه و أنهرت المیاه یقال أنهرت الدم أی أرسلته و فی بعض النسخ أهمرت و الهمر الصب و الظاهر علی هذا همرت لا أهمرت.

و حجر أصم صلب مصمت ذكره الجوهری و قال صخرة صیخود أی شدیدة و العذب الماء الطیب و الأجاج المالح المر و المعصرات السحائب التی تعصر بالمطر كما مر و یقال مطر ثجاج إذا انصب جدا و البریة الخلق یقال برأ اللّٰه الخلق برءا و قد تركت العرب همزه و قال الفراء إن أخذت البریة من البری و هو التراب فأصلها غیر الهمز.

و السراج هو الزاهر بفتیلة و دهن و یعبر به عن كل مضی ء و الوهج بالتسكین مصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت و المراس و الممارسة المعالجة و اللغب و اللغوب التعب و الإعیاء و یقال عالجت الشی ء معالجة و علاجا إذا زاولته و المعنی من غیر أن ترتكب فیما ابتدأت به ما یوجب تعبا و إعیاء و مزاولة بالأعضاء و الجوارح.

ص: 352


1- 1. الممتحنة: 10.

فیا من توحد أی تفرد بالعز و البقاء و هو دوام الوجود فتوحده بالعز لأن كل ممكن وجوده و جمیع صفاته مستعارة من اللّٰه فهو فی حد ذاته ذلیل و إنما العزة لله و توحده بالبقاء لأن كل شی ء هالك إلا وجهه و قهر أی غلب عباده بالموت و هو مفارقة الروح من البدن و الفناء و هو العدم بعد الوجود.

و اسمع و فی بعض النسخ و استمع یقال استمعت له أی أصغیت إلیه ندائی أی صوتی و حقق أی ثبت من حق یحق إذا ثبت أملی فی الدنیا و رجائی فی الآخرة لدفع الضر الضر سوء الحال و فی بعض النسخ من انتجع لكشف الضر یقال انتجعت فلانا إذا أتیته تطلب معرفه.

و المأمول عطف علی خیر أو علی الموصول و الأول أظهر أی المرجو لكل عسر یراد دفعه و یسر یراد جلبه بك لا بغیرك أنزلت حاجتی و الحاجة إلی الشی ء الفقر إلیه مع محبته من سنی مواهبك أی مواهبك السنیة الرفیعة و فی بعض النسخ من باب مواهبك و فی بعضها من باب موهبتك یقال وهبت له الشی ء وهبا و وهبا و هبة و الاسم الموهب و الموهبة بالكسر فیهما خائبا أی غیر واجد للمطلوب لا حول أی لا حائل عن المعاصی أو لا قوة فی الظاهر و لا قوة علی الطاعات أو فی الباطن إلا باللّٰه العلی بذاته العظیم بصفاته.

ثم اعلم أن السجود و الدعاء فیه غیر موجود فی أكثر النسخ و فی بعضها موجود و كان فی الاختیار مكتوبا علی الهامش هكذا إلهی قلبی محجوب و عقلی مغلوب و نفسی معیوبة و لسانی مقر بالذنوب و أنت ستار العیوب فاغفر لی ذنوبی یا غفار الذنوب یا شدید العقاب یا غفور یا شكور یا حلیم اقض حاجتی بحق الصادق رسولك الكریم و آله الطاهرین برحمتك یا أرحم الراحمین.

و المشهور قراءته بعد فریضة الفجر و ابن الباقی رواه بعد النافلة و الكل حسن.

«20»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ

ص: 353

عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَتَكَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ فِی الرَّكْعَتَیْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ یَضْطَجِعَ عَلَی یَمِینِهِ قَالَ نَعَمْ (1) قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَضْطَجِعَ عَلَی یَمِینِهِ بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فَذَكَرَ حِینَ أَخَذَ فِی الْإِقَامَةِ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُقِیمُ وَ یُصَلِّی وَ یَدَعُ ذَلِكَ وَ لَا بَأْسَ (2).

«21»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: ثُمَّ اضْطَجِعْ بَعْدَ نَافِلَةِ الْفَجْرِ عَلَی یَمِینِكَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ قُلْ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا وَ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اللَّهُمَّ رَبَّ الصَّبَاحِ وَ رَبَّ الْمَسَاءِ وَ فَالِقَ الْإِصْبَاحِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الصَّبَاحِ وَ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ وَ جَاعِلِ اللَّیْلِ سَكَناً بِسْمِ اللَّهِ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ وَ أَطْلُبُ حَوَائِجِی مِنَ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا كُفِیَ مَا أَهَمَّهُ (3)

ثُمَّ یَقْرَأُ خَمْسَ آیَاتٍ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ وَ یَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(4) وَ مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بَعْدَ رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ رَكْعَتَیِ الْغَدَاةِ وَقَی اللَّهُ

وَجْهَهُ حَرَّ النَّارِ(5)

وَ مَنْ قَرَأَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بَنَی اللَّهُ لَهُ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ فَإِنْ قَرَأَهَا أَرْبَعِینَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ جَمِیعَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ(6).

أَقُولُ: ذَكَرَ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ (7) جَمِیعَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ فِی الدُّعَاءِ بَعْدَ قَوْلِهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ سُبْحَانَ رَبِّ الصَّبَاحِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ ثَلَاثاً بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ

ص: 354


1- 1. قرب الإسناد ص 119 ط نجف، 91 ط حجر.
2- 2. قرب الإسناد ص 122 ط نجف، 93 ط حجر.
3- 3. فقه الرضا ص 13 س 13- 19.
4- 4. فقه الرضا ص 13 س 13- 19.
5- 5. فقه الرضا ص 13 س 13- 19.
6- 6. فقه الرضا ص 13 س 13- 19.
7- 7. الفقیه ج 1 ص 313- 314.

جَنْبِی لِلَّهِ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ أَطْلُبُ حَاجَتِی إِلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ- وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ حَاجَتُهُ إِلَی مَخْلُوقٍ فَإِنَّ حَاجَتِی وَ رَغْبَتِی إِلَیْكَ ثُمَّ ذَكَرَ الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ إِلَی آخِرِ مَا سَبَقَ وَ قَالَ فِی مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ (1) بَعْدَ آیَاتِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ سَبِّحْ تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ بِعَیْنِهِ ثُمَّ ذَكَرَ مَا نَقَلْنَا عَنْهُ سَابِقاً فِی سِیَاقِ مَا مَرَّ بِرِوَایَةِ الشَّیْخِ.

«22»- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ كَانَ لَا یُصَلِّیهَا حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ یَتَّكِی عَلَی جَانِبِهِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ یَضَعُ یَدَهُ الْیُمْنَی تَحْتَ خَدِّهِ الْأَیْمَنِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ثُمَّ یَقُولُ اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ حَسْبِیَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ طَلَبْتُ حَاجَتِی مِنَ اللَّهِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی نُوراً فِی قَلْبِی وَ نُوراً فِی بَصَرِی وَ نُوراً فِی سَمْعِی وَ نُوراً فِی لِسَانِی وَ نُوراً فِی بَشَرِی وَ نُوراً فِی شَعْرِی وَ نُوراً فِی لَحْمِی وَ نُوراً فِی دَمِی وَ نُوراً فِی عِظَامِی وَ نُوراً فِی عَصَبِی وَ نُوراً بَیْنَ یَدَیَّ وَ نُوراً مِنْ خَلْفِی وَ نُوراً عَنْ یَمِینِی وَ نُوراً عَنْ شِمَالِی وَ نُوراً مِنْ فَوْقِی وَ نُوراً مِنْ تَحْتِی اللَّهُمَّ أَعْظِمْ لِی نُوراً ثُمَّ یَقْرَأُ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ ثُمَّ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّ الصَّبَاحِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ وَ جَاعِلِ اللَّیْلِ سَكَناً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ثَلَاثاً اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِی هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ نَجَاحاً وَ آخِرَهُ فَلَاحاً اللَّهُمَّ مَنْ أَصْبَحَ وَ حَاجَتُهُ إِلَی مَخْلُوقٍ فَإِنَّ حَاجَتِی وَ طَلِبَتِی إِلَیْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ.

ص: 355


1- 1. مكارم الأخلاق ص 343.

ثُمَّ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ كَانَ یَقُولُ مَنْ قَالَ هَذَا بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(1).

«23»- الْفَقِیهُ، بِسَنَدِهِ الْمُوَثَّقِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقُولُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ سُبْحَانَ رَبِّ الْمَسَاءِ وَ الصَّبَاحِ اللَّهُمَّ صَبِّحْ آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَكَةٍ وَ عَافِیَةٍ وَ سُؤْدُدٍ وَ قُرَّةِ عَیْنٍ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تُنْزِلُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مَا تَشَاءُ فَأَنْزِلْ عَلَیَّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِی مِنْ بَرَكَةِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رِزْقاً حَلَالًا طَیِّباً وَاسِعاً تُغْنِینِی بِهِ عَنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ (2).

«24»- الْمُتَهَجِّدُ،: فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ الثَّانِی فَقُلِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَ وَلِیُّنَا وَ صَاحِبُنَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَفْضِلْ عَلَیْنَا اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَتْمِمْهَا عَلَیْنَا عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثُمَّ یَقُولُ یَا فَالِقَهُ مِنْ حَیْثُ لَا أَرَی وَ مُخْرِجَهُ مِنْ حَیْثُ أَرَی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ أَوَّلَ یَوْمِنَا هَذَا صَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ فَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً ثُمَّ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْمَسَاءِ وَ الصَّبَاحِ اللَّهُمَّ صَبِّحْ آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَكَةٍ وَ سُرُورٍ وَ قُرَّةِ عَیْنٍ وَ رِزْقٍ وَاسِعٍ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تُنْزِلُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مَا تَشَاءُ فَأَنْزِلْ عَلَیَّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِی مِنْ بَرَكَةِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رِزْقاً وَاسِعاً تُغْنِینِی بِهِ عَنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ (3).

«25»- الْمَكَارِمُ،: إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَ نَظَرْتَ إِلَیْهِ فَقُلْ وَ أَنْتَ رَافِعٌ رَأْسَكَ إِلَی السَّمَاءِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَ وَلِیُّنَا وَ صَاحِبُنَا فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَنْقِذْنَا مِمَّا نَحْنُ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ سَاقَ مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ وَ رِزْقٍ وَاسِعٍ

ص: 356


1- 1. دعائم الإسلام ج 1 ص 166- 167.
2- 2. الفقیه ج 1 ص 317.
3- 3. مصباح المتهجد ص 140.

وَ زَادَ اللَّهُمَّ صَبِّحْنِی وَ أَهْلِی بِبَرَكَةٍ وَ عَافِیَةٍ وَ سُرُورٍ وَ قُرَّةِ عَیْنٍ وَ رِزْقٍ وَاسِعٍ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ(1).

بیان: یا فالقه من حیث لا أری الضمیر راجع إلی الصبح أی أحدث سببه من حیث لا أعلم و لا أری و أظهره من حیث أری.

«26»- الْمُتَهَجِّدُ،: ثُمَّ أَذِّنْ لِلْفَجْرِ وَ اسْجُدْ وَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّی سَجَدْتُ لَكَ خَاضِعاً خَاشِعاً ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِإِقْبَالِ نَهَارِكَ وَ إِدْبَارِ لَیْلِكَ وَ حُضُورِ صَلَوَاتِكَ وَ أَصْوَاتِ دُعَاتِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَتُوبَ عَلَیَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ (2).

«27»- جُنَّةُ الْأَمَانِ، فِی كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ لِلشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ بَعْضَ بَنِی عَمِّی وَ أَهْلِ بَیْتِی یَبْغُونَ عَلَیَّ فَقَالَ قُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَشْهَدُ وَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ طُلُوعِ الصُّبْحِ فَفَعَلَ فَذَهَبَ بَغْیُهُمْ عَنْهُ (3).

«28»- الْمُهَذَّبُ، لِابْنِ الْبَرَّاجِ: یُصَلِّی رَكْعَتَیِ الْغَدَاةِ بِالْفَجْرِ فِی الْأُولَی وَ الْإِخْلَاصِ فِی الثَّانِیَةِ فَإِذَا سَلَّمَ مِنْهَا حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی مِنْ فَضْلِهِ وَ یُسْتَحَبُّ أَنْ یَسْتَغْفِرَ اللَّهَ تَعَالَی عَقِیبَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ یَقُولَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ وَ یُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ بَارِكْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَإِنْ طَالَ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَلْیَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِینَ یُكَرِّرُهَا

ص: 357


1- 1. مكارم الأخلاق ص 345.
2- 2. مصباح المتهجد: 140.
3- 3. مصباح الكفعمیّ ص 66 فی الهامش.

مِائَةَ مَرَّةٍ وَ إِنْ طَالَ عَلَیْهِ لَفْظُ الِاسْتِغْفَارِ فَلْیَقُلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً بَعْدَ التَّعْقِیبِ مِنْ هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ وَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ یَا خَیْرَ مَسْئُولٍ یَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَی وَ أَفْضَلَ مُرْتَجًی صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِی وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ قَالَ اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ حَاجَتُهُ إِلَی غَیْرِكَ فَإِنِّی أَصْبَحْتُ وَ حَاجَتِی وَ رَغْبَتِی إِلَیْكَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ثُمَّ یَضْطَجِعُ عَلَی جَانِبِهِ الْأَیْمَنِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ یَقُولُ اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِی إِلَی اللَّهِ أَطْلُبُ حَاجَتِی مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ یَقْرَأُ مِنْ آلِ عِمْرَانَ الْخَمْسَ آیَاتٍ الَّتِی كَانَ قَرَأَهَا عِنْدَ قِیَامِهِ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ قَالَ سُبْحَانَ رَبِّ الصَّبَاحِ سُبْحَانَ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ یُصَلِّی الْفَرِیضَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

ص: 358

[كلمة المصحّح الأولی]

بسمه تعالی

ههنا ننتهی بالجزء الثامن من المجلّد الثامن عشر من كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار- صلوات اللّٰه و سلامه علیهم ما دام اللیل و النهار و هو الجزء السابع و الثمانون حسب تجزئتنا فی هذه الطبعة النفیسة الرائقة.

و لقد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته فخرج بحمد اللّٰه و مشیّته نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر لا یكاد یخفی علی القاری ء الكریم و من اللّٰه نسأل العصمة و هو ولیّ التوفیق.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 359

كلمة المصحّح [الثانیة]

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

و علیه توكلی و به نستعین

الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی رسوله محمّد و عترته الطاهرین.

و بعد: فهذا هو الجزء الثامن من المجلّد الثامن عشر و قد انتهی رقمه فی سلسلة الأجزاء حسب تجزئتنا إلی 87 حوی فی طیّه أربعة عشر بابا من أبواب كتاب الصلاة.

و قد قابلناه علی طبعة الكمبانیّ المشهورة بطبع أمین الضرب و هكذا علی نصّ المصادر التی استخرجت الأحادیث منها فسددنا ما كان فی المطبوعة الأولی من خلل و تصحیف بجهدنا البالغ فی مقابلة النصوص و تصحیحها و تنمیقها و ضبط غرائبها و إیضاح مشكلاتها علی ما كان سیرتنا فی سائر الأجزاء نرجو من اللّٰه العزیز أن یوفّقنا لإدامة هذه الخدمة إنّه ولیّ التوفیق.

المحتج بكتاب اللّٰه علی الناصب محمد الباقر البهبودی ذو الحجة الحرام عام 1390 ه

ص: 360

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«69»- باب ما ینبغی أن یقرأ كلّ یوم و لیلة 20- 1

أبواب النوافل الیومیّة و فضلها و أحكامها و تعقیباتها

«70»- باب جوامع أحكامها و أعدادها و فضائلها 51- 21

«71»- باب نوافل الزوال و تعقیبها و أدعیة الزوال 77- 52

«72»- باب نوافل العصر و كیفیتها و تعقیباتها 86- 78

«73»- باب نوافل المغرب و فضلها و آدابها و تعقیباتها و سائر الصلوات المندوبة بینها و بین العشاء 104- 87

«74»- باب فضل الوتیرة و آدابها و عللها و تعقیبها و سائر الصلوات بعد العشاء الآخرة 115- 105

«75»- باب فضل صلاة اللیل و عبادته 162- 116

«76»- باب دعوة المنادی فی السحر و استجابة الدعاء فیه و أفضل ساعات اللیل 168- 163

«77»- باب أصناف الناس فی القیام عن فرشهم و ثواب إحیاء اللیل كله أو بعضه و تنبیه الملك للصلاة 172- 169

«78»- باب آداب النوم و الانتباه زائدا علی ما تقدم 180- 173

«79»- باب علّة صراخ الدیك و الدعاء عنده 185- 181

«80»- باب آداب القیام إلی صلاة اللیل و الدعاء عند ذلك 193- 186

«81»- باب كیفیة صلاة اللیل و الشفع و الوتر و سننها و آدابها و أحكامها 309- 194

«82»- باب نافلة الفجر و كیفیتها و تعقیبها و الضجعة بعدها 358- 310

ص: 361

ص: 362

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 363

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.