بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 72

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 72: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب العشرة

تتمة أبواب حقوق المؤمنین بعضهم علی بعض و بعض أحوالهم

باب 31 العشرة مع الیتامی و أكل أموالهم و ثواب إیوائهم و الرحم علیهم و عقاب إیذائهم

الآیات:

البقرة: وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ ذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ (1)

و قال تعالی: وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی (2)

و قال تعالی: وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْیَتامی قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَیْرٌ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (3)

النساء: وَ آتُوا الْیَتامی أَمْوالَهُمْ وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِیثَ بِالطَّیِّبِ وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلی أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِیراً وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ الآیة(4).

و قال تعالی: وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتَّی إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ یَكْبَرُوا وَ مَنْ كانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَیْهِمْ وَ كَفی بِاللَّهِ حَسِیباً(5)


1- 1. البقرة: 83.
2- 2. البقرة: 177.
3- 3. البقرة: 220.
4- 4. النساء: 2 و 3.
5- 5. النساء: 6.

و قال تعالی: وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ فَلْیَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْیَقُولُوا قَوْلًا سَدِیداً- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً(1)

الأنعام: وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ (2) الإسراء مثله (3).

الفجر: كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْیَتِیمَ- وَ لا تَحَاضُّونَ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ (4)

الماعون: فَذلِكَ الَّذِی یَدُعُّ الْیَتِیمَ (5)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُدْخِلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی رَحْمَتِهِ وَ یُسْكِنَهُ جَنَّتَهُ فَلْیُحْسِنْ خُلُقَهُ وَ لْیُعْطِ النَّصَفَةَ مِنْ نَفْسِهِ وَ لْیَرْحَمِ الْیَتِیمَ وَ لْیُعِنِ الضَّعِیفَ وَ لْیَتَوَاضَعْ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَهُ (6).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (7).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرَّ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ بِقَبْرٍ یُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَیْسَ یُعَذَّبُ فَقَالَ یَا رَبِّ مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبْرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ یُعَذَّبُ ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَیْسَ یُعَذَّبُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا رُوحَ اللَّهِ إِنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصْلَحَ طَرِیقاً وَ آوَی یَتِیماً فَغَفَرْتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابْنُهُ (8).

«3»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

ص: 2


1- 1. النساء: 9 و 10.
2- 2. الأنعام: 152.
3- 3. أسری: 34.
4- 4. الفجر: 17 و 18.
5- 5. الماعون: 2.
6- 6. أمالی الصدوق: 234.
7- 7. أمالی الطوسیّ ج 2: 46.
8- 8. أمالی الصدوق: 306.

لَمَّا نَزَلَ إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً(1) أَخْرَجَ كُلُّ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ یَتِیمٌ وَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی إِخْرَاجِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْیَتامی قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَیْرٌ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ (2) وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا بَأْسَ أَنْ تَخْلِطَ طَعَامَكَ بِطَعَامِ الْیَتِیمِ فَإِنَّ الصَّغِیرَ یُوشِكُ أَنْ یَأْكُلَ كَمَا یَأْكُلُ الْكَبِیرُ وَ أَمَّا الْكِسْوَةُ وَ غَیْرُهَا فَیُحْسَبُ عَلَی كُلِّ رَأْسٍ صَغِیرٍ وَ كَبِیرٍ كَمْ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ (3).

«4»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَفَلَ یَتِیماً وَ كَفَلَ نَفَقَتَهُ كُنْتُ أَنَا وَ هُوَ فِی الْجَنَّةِ كَهَاتَیْنِ وَ قَرَنَ بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ الْمُسَبِّحَةِ وَ الْوُسْطَی (4).

«5»- ب، [قرب الإسناد] عَنْهُمَا(5)

عَنْ حَنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سَأَلَنِی عِیسَی بْنُ مُوسَی عَنِ الْغَنَمِ لِلْأَیْتَامِ وَ عَنِ الْإِبِلِ الْمُؤَبَّلَةِ(6)

مَا یَحِلُّ مِنْهُنَّ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ یَقُولُ إِذَا لَاطَ بِحَوْضِهَا وَ طَلَبَ ضَالَّتَهَا وَ دَهَنَ جَرْبَاهَا(7)

فَلَهُ أَنْ

ص: 3


1- 1. النساء: 10.
2- 2. البقرة: 220.
3- 3. تفسیر القمّیّ: 62.
4- 4. قرب الإسناد ص 45.
5- 5. یعنی محمّد بن عبد الحمید و عبد الصمد بن محمّد عن حنان بن سدیر كما هو نص المصدر فی طبعة النجف ص 65، و رواه فی الكافی ج 5 ص 130 عن محمّد بن یحیی عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعیل عن حنان بن سدیر قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: سألنی عیسی بن موسی عن القیم للیتامی فی الإبل و ما یحل له منها، قلت: اذا لاط حوضها و طلب ضالتها و هنأ جرباها فله أن یصیب من لبنها من غیر نهك بضرع، و لا فساد لنسل، و قول ابن عبّاس هذا منقول عنه فی الدّر المنثور ج 2 ص 122 مجمع البیان ج 3 ص 10، و قوله هنأ جرباها: أی طلاها بالهناء، و هو القطران.
6- 6. یقال: أبل الإبل: اقتناها و اتخذها، لیكثرها و الإبل المؤبلة: الكثیرة المتخذة للقنیة و التسمین و الحلب.
7- 7. جنباها خ ل، حشاها خ ل. و قوله:« لاط بحوضها» الصحیح كما فی سائر. المصادر« لاط حوضها» أی مدره لئلا ینشف الماء، و قوله« من غیر نهك لضرع» النهك استیفاء جمیع ما فی الضرع من اللبن فلم یبق فیه شی ء.

یُصِیبَ مِنْ لَبَنِهَا فِی غَیْرِ نَهْكٍ لِضَرْعٍ وَ لَا فَسَادٍ لِنَسْلٍ (1).

«6»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ (2).

سن، [المحاسن] أبی عن ابن محبوب: مثله (3)

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علی عن علی بن عقبة عن ابن سنان عن الثمالی: مثله (4) أقول قد مضی بعض الأخبار فی باب بر الوالدین و فی باب جوامع المكارم.

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو عَنْ بِشْرِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ سَالِمٍ الْجَیْشَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا بَا ذَرٍّ إِنِّی أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِی إِنِّی أَرَاكَ ضَعِیفاً فَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَی اثْنَیْنِ وَ لَا تَوَلَّیَنَّ مَالَ یَتِیمٍ (5).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِأَسَانِیدِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَالَ یَتِیماً حَتَّی یَسْتَغْنِیَ عَنْهُ أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ كَمَا أَوْجَبَ لِأَكْلِ مَالِ الْیَتِیمِ النَّارَ(6).

ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ یَضَعُ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ یَتِیمٍ تَرَحُّماً لَهُ

ص: 4


1- 1. قرب الإسناد ص 47.
2- 2. الخصال ج 1 ص 106.
3- 3. المحاسن ص 8.
4- 4. ثواب الأعمال 119.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 394.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 135.

إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ یَدُهُ عَلَیْهَا حَسَنَةً(1).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ یَمْسَحُ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ یَتِیمٍ رَحْمَةً لَهُ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«11»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْكَرَ مِنْكُمْ قَسَاوَةَ قَلْبِهِ فَلْیَدْنُ یَتِیماً فَیُلَاطِفُهُ وَ لْیَمْسَحْ رَأْسَهُ یَلِینُ قَلْبُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ إِنَّ لِلْیَتِیمِ حَقّاً.

وَ قَالَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: یُقْعِدُهُ عَلَی خِوَانِهِ وَ یَمْسَحُ رَأْسَهُ یَلِینُ قَلْبُهُ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَانَ قَلْبُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْیَتِیمَ إِذَا بَكَی اهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ فَیَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَنْ هَذَا الَّذِی أَبْكَی عَبْدِیَ الَّذِی سَلَبْتُهُ أَبَوَیْهِ فِی صِغَرِهِ فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُسْكِتُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَوْجَبْتُ لَهُ الْجَنَّةَ(4).

«13»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ مَالِ الْیَتِیمِ دِرْهَماً وَاحِداً ظُلْماً مِنْ غَیْرِ حَقٍّ یُخَلِّدُهُ اللَّهُ فِی النَّارِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ مَالِ الْیَتِیمِ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِی وَعَدَ اللَّهُ عَلَیْهَا النَّارَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ یَقُولُ- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً.

وَ رُوِیَ: مَنِ اتَّجَرَ بِمَالِ الْیَتِیمِ فَرَبِحَ كَانَ لِلْیَتِیمِ وَ الْخُسْرَانُ عَلَی التَّاجِرِ وَ مَنْ حَوَّلَ مَالَ الْیَتِیمِ أَوْ أَقْرَضَ شَیْئاً مِنْهُ كَانَ ضَامِناً بِجَمِیعِهِ وَ كَانَ عَلَیْهِ زَكَاتُهُ دُونَ الْیَتِیمِ.

وَ رُوِیَ: إِیَّاكُمْ وَ أَمْوَالَ الْیَتَامَی- لَا تَعَرَّضُوا لَهَا وَ لَا تَلْبَسُوا بِهَا فَمَنْ تَعَرَّضَ لِمَالِ الْیَتِیمِ فَأَكَلَ مِنْهُ شَیْئاً كَأَنَّمَا أَكَلَ جَذْوَةً مِنَ النَّارِ.

وَ رُوِیَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا یَعْرِضْ أَحَدُكُمْ

ص: 5


1- 1. ثواب الأعمال ص 181.
2- 2. ثواب الأعمال ص 181.
3- 3. ثواب الأعمال ص 181.
4- 4. ثواب الأعمال ص 181.

لِمَالِ الْیَتِیمِ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَلِی حِسَابَهُ بِنَفْسِهِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً وَ آخِرُ حُدُودِ الْیَتِیمِ الِاحْتِلَامُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: لَا یُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ فَإِذَا احْتَلَمَ امْتُحِنَ فِی أَمْرِ الصَّغِیرِ وَ الْوَسَطِ وَ الْكَبِیرِ فَإِنْ أُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ دُفِعَ إِلَیْهِ مَالُهُ وَ إِلَّا كَانَ عَلَی حَالَتِهِ إِلَی أَنْ یُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ لِأَیْسَرِ الْقَبِیلَةِ وَ هُوَ فَقِیهُهَا وَ عَالِمُهَا أَنْ یَتَصَرَّفَ لِلْیَتِیمِ فِی مَالِهِ فِیمَا یَرَاهُ خَطَاءً وَ صَلَاحاً وَ لَیْسَ عَلَیْهِ خُسْرَانٌ وَ لَا لَهُ رِبْحٌ وَ الرِّبْحُ وَ الْخُسْرَانُ لِلْیَتِیمِ وَ عَلَیْهِ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ.

«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ قَالَ هُمُ الْیَتَامَی- لَا تُعْطُوهُمْ أَمْوَالَهُمْ حَتَّی تَعْرِفُوا مِنْهُمُ الرُّشْدَ قُلْتُ فَكَیْفَ یَكُونُ أَمْوَالُهُمْ أَمْوَالَنَا فَقَالَ إِذَا كُنْتَ أَنْتَ الْوَارِثَ لَهُمْ.

وَ فِی رِوَایَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَا تُؤْتُوا شُرَّابَ الْخَمْرِ وَ النِّسَاءَ(1).

«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ نَجْدَةَ اسْمُ الْحَرُورِیِّ كَتَبَ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ یَسْأَلُهُ عَنِ الْیَتِیمِ مَتَی یَنْقَضِی یُتْمُهُ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَمَّا الْیَتِیمُ فَانْقِطَاعُ یُتْمِهِ أَشُدُّهُ وَ هُوَ الِاحْتِلَامُ إِلَّا أَنْ لَا یُؤْنَسَ مِنْهُ رُشْدٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَیَكُونَ سَفِیهاً أَوْ ضَعِیفاً فَلْیُسْنَدْ عَلَیْهِ (2).

«16»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ أَیُّ شَیْ ءٍ الرُّشْدُ الَّذِی یُؤْنَسُ مِنْهُمْ قَالَ حِفْظُ مَالِهِ (3).

«17»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَعْبَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ- فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ قَالَ فَقَالَ إِذَا رَأَیْتُمُوهُمْ یُحِبُّونَ آلَ مُحَمَّدٍ فَارْفَعُوهُمْ دَرَجَةً(4).

ص: 6


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 220.
2- 2. المصدر: 221، و قوله فلیسند علیه؛ فی المصدر: فلیشد علیه، و لعله مصحف« فلیشهد علیه» یعنی یشهد علیه أنّه بعد بلوغه و احتلامه لیس له رشد، و لذلك حجر علیه بعد« أو فلیسد علیه» من الأسداء.
3- 3. المصدر ص 221.
4- 4. المصدر نفسه و فیه عن عبد اللّٰه بن المغیرة.

«18»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ بِیَدِهِ مَاشِیَةٌ لِابْنِ أَخٍ یَتِیمٍ فِی حَجْرِهِ مَا یَخْلِطُ أَمْرَهَا بِأَمْرِ مَاشِیَتِهِ- فَقَالَ إِنْ كَانَ یَلِیطُ حِیَاضَهَا وَ یَقُومُ عَلَی هِنَائِهَا وَ یَرُدُّ نَادَّتَهَا(1)

فَلْیَشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا غَیْرَ مُجْهِدٍ لِلْحِلَابِ وَ لَا مُضِرٍّ بِالْوَلَدِ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ كانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ (2).

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَقَالَ ذَاكَ رَجُلٌ یَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَی أَمْوَالِ الْیَتَامَی فَیَقُومُ لَهُمْ فِیهَا وَ یَقُومُ لَهُمْ عَلَیْهَا فَقَدْ شَغَلَ نَفْسَهُ عَنْ طَلَبِ الْمَعِیشَةِ فَلَا بَأْسَ أَنْ یَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا كَانَ یُصْلِحُ أَمْوَالَهُمْ وَ إِنْ كَانَ الْمَالُ قَلِیلًا فَلَا یَأْكُلْ مِنْهُ شَیْئاً(3).

«20»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِی الْحَسَنِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَ مَنْ كانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ قَالَ بَلَی مَنْ كَانَ یَلِی شَیْئاً لِلْیَتَامَی وَ هُوَ مُحْتَاجٌ وَ لَیْسَ لَهُ شَیْ ءٌ وَ هُوَ یَتَقَاضَی أَمْوَالَهُمْ (4) وَ یَقُومُ فِی ضَیْعَتِهِمْ فَلْیَأْكُلْ بِقَدَرٍ وَ لَا یُسْرِفْ وَ إِنْ كَانَ ضَیْعَتُهُمْ لَا یَشْغَلُهُ مِمَّا یُعَالِجُ لِنَفْسِهِ فَلَا یَرْزَأَنَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَیْئاً(5).

«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ كانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ یَحْبِسُ نَفْسَهُ لِلْیَتِیمِ عَلَی حَرْثٍ أَوْ مَاشِیَةٍ وَ یَشْغَلُ فِیهَا نَفْسَهُ فَلْیَأْكُلْ مِنْهُ

ص: 7


1- 1. الناد من البعیر: النافر الذاهب علی وجهه شاردا و فی بعض النسخ« شاردها» كما فی المصدر المطبوع، و فی نسخة الكمبانیّ« باردها» و هو تصحیف، و قوله« غیر مجتهد للحلاب» فی المجمع ج 3 ص 9 و هكذا نسخة الوسائل« غیر منهك للحلبات».
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 221.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 221.
4- 4. أی یقبض أموالهم من الدیان و یطالبهم بذلك.
5- 5. المصدر ج 1 ص 221، و تراه فی الكافی ج 5 ص 129، و قوله« لا یرزأن» أی لا یصبن من أموالهم شیئا و لا ینقصها.

بِالْمَعْرُوفِ وَ لَیْسَ ذَلِكَ لَهُ فِی الدَّنَانِیرِ وَ الدَّرَاهِمِ الَّتِی عِنْدَهُ مَوْضُوعَةٌ(1).

«22»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ قَالَ ذَلِكَ إِذَا حَبَسَ نَفْسَهُ فِی أَمْوَالِهِمْ فَلَا یَحْتَرِثُ لِنَفْسِهِ فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ مَالِهِمْ (2).

«23»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ قَالَ كَانَ أَبِی یَقُولُ إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ(3).

«24»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِی الْحَسَنِ علیهما السلام: إِنَّ اللَّهَ أَوْعَدَ فِی مَالِ الْیَتِیمِ عُقُوبَتَیْنِ اثْنَیْنِ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَعُقُوبَةُ الْآخِرَةِ النَّارُ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَعُقُوبَةُ الدُّنْیَا قَوْلُهُ- وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ فَلْیَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْیَقُولُوا قَوْلًا سَدِیداً قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ لِیَخْشَ أَنْ أَخْلُفَهُ فِی ذُرِّیَّتِهِ كَمَا صَنَعَ هُوَ بِهَؤُلَاءِ الْیَتَامَی (4).

«25»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ فِی كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ آكِلَ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً سَیُدْرِكُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِی عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَلْحَقُهُ فَقَالَ ذَلِكَ إِمَّا فِی الدُّنْیَا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ- وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ وَ إِمَّا فِی الْآخِرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً(5).

«26»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ: قُلْتُ فِی كَمْ تَجِبُ لِأَكْلِ مَالِ الْیَتِیمِ النَّارُ قَالَ فِی دِرْهَمَیْنِ (6).

«27»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِی الْحَسَنِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَكَلَ مَالَ الْیَتِیمِ هَلْ لَهُ تَوْبَةٌ قَالَ یَرُدُّ بِهِ إِلَی أَهْلِهِ قَالَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً

ص: 8


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 222.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 222.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 222.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 223، و روی الأول فی الكافی ج 5 ص 128.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 223، و روی الأول فی الكافی ج 5 ص 128.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 223، و روی الأول فی الكافی ج 5 ص 128.

وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً(1).

«28»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَكُونُ فِی یَدِهِ مَالٌ لِأَیْتَامٍ فَیَحْتَاجُ فَیَمُدُّ یَدَهُ فَیُنْفِقُ مِنْهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی عِیَالِهِ وَ هُوَ یَنْوِی أَنْ یَرُدَّهُ إِلَیْهِمْ أَ هُوَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً الْآیَةَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ لَا یَأْكُلَ إِلَّا بِقَصْدٍ(2) وَ لَا یُسْرِفْ قُلْتُ لَهُ كَمْ أَدْنَی مَا یَكُونُ مِنْ مَالِ الْیَتِیمِ إِذَا هُوَ أَكَلَهُ وَ هُوَ لَا یَنْوِی رَدَّهُ حَتَّی یَكُونَ یَأْكُلُ فِی بَطْنِهِ نَاراً قَالَ قَلِیلُهُ وَ كَثِیرُهُ وَاحِدٌ إِذَا كَانَ مِنْ نَفْسِهِ نِیَّتُهُ أَلَّا یَرُدَّهُ إِلَیْهِمْ (3).

«29»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَالُ الْیَتِیمِ إِنْ عَمِلَ بِهِ مَنْ وُضِعَ عَلَی یَدَیْهِ ضَمِنَهُ وَ لِلْیَتِیمِ رِبْحُهُ قَالَ قُلْنَا لَهُ قَوْلُهُ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ قَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَیْهِمْ فِی أَمْوَالِهِمْ فَلَمْ یَتَّخِذْ لِنَفْسِهِ فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ مَالِهِمْ (4).

«30»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَجْلَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَكَلَ مَالَ الْیَتِیمِ فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً قَالَ هُوَ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ مَنْ عَالَ یَتِیماً حَتَّی یَنْقَضِیَ یُتْمُهُ أَوْ یَسْتَغْنِیَ بِنَفْسِهِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ كَمَا أَوْجَبَ لِأَكْلِ مَالِ الْیَتِیمِ النَّارَ(5).

«31»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَكُونُ لِلرَّجُلِ عِنْدَهُ الْمَالُ إِمَّا یَبِیعُ أَوْ یُقْرِضُ فَیَمُوتُ وَ لَمْ یَقْضِهِ إِیَّاهُ فَیَتْرُكُ أَیْتَاماً صِغَاراً فَیَبْقَی لَهُمْ عَلَیْهِ فَلَا یَقْضِیهِمْ أَ یَكُونُ مِمَّنْ یَأْكُلُ مَالَ الْیَتِیمِ ظُلْماً قَالَ إِذَا كَانَ یَنْوِی أَنْ یُؤَدِّیَ إِلَیْهِمْ

ص: 9


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 224.
2- 2. فی نسخة الكمبانیّ« بعضه» و هو تصحیف، و قد روی الحدیث فی الكافی ج 5 ص 128. و فیه أیضا: فقال: لا ینبغی له أن یأكل الا بالقصد و لا یسرف، فان كان من نیته أن لا یرده علیهم فهو بالمنزل الذی قال اللّٰه عزّ و جلّ:« إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً».
3- 3. المصدر ج 1 ص 224، و روی الأخیر فی الكافی ج 5 ص 228.
4- 4. المصدر ج 1 ص 224، و روی الأخیر فی الكافی ج 5 ص 228.
5- 5. المصدر ج 1 ص 224، و روی الأخیر فی الكافی ج 5 ص 228.

فَلَا قَالَ الْأَحْوَلُ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام إِنَّمَا هُوَ الَّذِی یَأْكُلُهُ وَ لَا یُرِیدُ أَدَاءَهُ مِنَ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی قَالَ نَعَمْ (1).

«32»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ مِنْهَا أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً وَ لَیْسَ فِی هَذَا بَیْنَ أَصْحَابِنَا اخْتِلَافٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (2).

«33»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُبْعَثُ نَاسٌ عَنْ قُبُورِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَأَجَّجُ أَفْوَاهُهُمْ نَاراً فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً(3).

«34»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا أَیْسَرُ مَا یَدْخُلُ بِهِ الْعَبْدُ النَّارَ قَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ مَالِ الْیَتِیمِ دِرْهَماً وَ نَحْنُ الْیَتِیمُ (4).

«35»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ قَالَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ مَا یَكْفِیهِمْ وَ تُخْرِجَ مِنْ مَالِكَ قَدْرَ مَا یَكْفِیكَ قَالَ قُلْتُ أَ رَأَیْتَ أَیْتَامٌ صِغَارٌ وَ كِبَارٌ وَ بَعْضُهُمْ أَعْلَی فِی الْكِسْوَةِ مِنْ بَعْضٍ قَالَ أَمَّا الْكِسْوَةُ فَعَلَی كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ كِسْوَتِهِ وَ أَمَّا الطَّعَامُ فَاجْعَلْهُ جَمِیعاً فَأَمَّا الصَّغِیرُ فَإِنَّهُ أَوْشَكَ أَنْ یَأْكُلَ كَمَا یَأْكُلُ الْكَبِیرُ(5).

«36»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِی الْحَسَنِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ قَالَ یَعْنِی الْیَتَامَی یَقُولُ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ یَلِی یَتَامَی وَ هُوَ فِی حَجْرِهِ فَلْیُخْرِجْ مِنْ مَالِهِ عَلَی قَدْرِ مَا یُخْرِجُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَیُخَالِطُهُمْ فَیَأْكُلُونَ جَمِیعاً وَ لَا یَرْزَأُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَیْئاً فَإِنَّمَا هُوَ نَارٌ(6).

«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْكَاهِلِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ضَرِیرُ الْبَصَرِ فَقَالَ إِنَّا نَدْخُلُ عَلَی أَخٍ لَنَا فِی بَیْتِ أَیْتَامٍ مَعَهُمْ خَادِمٌ لَهُمْ فَنَقْعُدُ عَلَی بِسَاطِهِمْ وَ نَشْرَبُ مِنْ مَائِهِمْ وَ یَخْدُمُنَا خَادِمُهُمْ وَ رُبَّمَا أُطْعِمْنَا فِیهِ طعام [الطَّعَامَ] مِنْ عِنْدِ صَاحِبِنَا وَ فِیهِ مِنْ طَعَامِهِمْ فَمَا تَرَی أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ قَدْ قَالَ اللَّهُ- بَلِ الْإِنْسانُ عَلی

ص: 10


1- 1. المصدر ج 1 ص 225.
2- 2. المصدر ج 1 ص 225.
3- 3. المصدر ج 1 ص 225.
4- 4. المصدر ج 1 ص 225.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 107.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 107.

نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ فَأَنْتُمْ لَا یَخْفَی عَلَیْكُمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ إِلَی لَأَعْنَتَكُمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ كَانَ دُخُولُكُمْ عَلَیْهِمْ فِیهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمْ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ كَانَ فِیهِ ضَرَرٌ فَلَا(1).

«38»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِی هَلَكَ وَ تَرَكَ أَیْتَاماً وَ لَهُمْ مَاشِیَةٌ فَمَا یَحِلُّ لِی مِنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تَلِیطُ حَوْضَهَا وَ تَرُدُّ نَادَّتَهَا وَ تَقُومُ عَلَی رَعِیَّتِهَا فَاشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا غَیْرَ مُجْتَهِدٍ وَ لَا ضَارٍّ بِالْوَلَدِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ (2).

«39»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ بِیَدِهِ الْمَاشِیَةُ لِابْنِ أَخٍ لَهُ یَتِیمٍ فِی حَجْرِهِ أَ یَخْلِطُ أَمْرَهَا بِأَمْرِ مَاشِیَتِهِ قَالَ فَإِنْ كَانَ یَلِیطُ حَوْضَهَا وَ یَقُومُ عَلَی هِنَائِهَا وَ یَرُدُّ نَادَّتَهَا فَیَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا غَیْرَ مُجْتَهِدٍ لِلْحِلَابِ وَ لَا مُضِرٍّ بِالْوَلَدِ ثُمَّ قَالَ مَنْ كانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ- وَ اللَّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ (3).

«40»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ قَالَ تُخْرِجُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ مَا یَكْفِیهِمْ وَ تُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ قَدْرَ مَا یَكْفِیكَ ثُمَّ تُنْفِقُهُ (4).

شی ء عن محمد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (5).

«41»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فِی الْیَتَامَی وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ قَالَ یَكُونُ لَهُمُ التَّمْرُ وَ اللَّبَنُ وَ یَكُونُ لَكَ مِثْلُهُ عَلَی قَدْرِ مَا یَكْفِیكَ وَ یَكْفِیهِمْ وَ لَا یَخْفَی عَلَی اللَّهِ الْمُفْسِدُ مِنَ الْمُصْلِحِ (6).

«42»- شی (7)،[تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَكُونُ لِلْیَتِیمِ عِنْدِیَ الشَّیْ ءُ وَ هُوَ فِی حَجْرِی أُنْفِقُ عَلَیْهِ مِنْهُ وَ رُبَّمَا أَصَبْتُ

ص: 11


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 107.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 107.
3- 3. المصدر ج 1 ص 108، و قد روی بعضها فی الكافی ج 5 ص 129 فراجع.
4- 4. المصدر ج 1 ص 108، و قد روی بعضها فی الكافی ج 5 ص 129 فراجع.
5- 5. المصدر ج 1 ص 108، و قد روی بعضها فی الكافی ج 5 ص 129 فراجع.
6- 6. المصدر ج 1 ص 108، و قد روی بعضها فی الكافی ج 5 ص 129 فراجع.
7- 7. المصدر ج 1 ص 108، و قد روی بعضها فی الكافی ج 5 ص 129 فراجع.

مِمَّا یَكُونُ لَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ مَا یَكُونُ مِنِّی إِلَیْهِ أَكْثَرَ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ.

«43»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ بَعْضِ بَنِی عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَالِ الْیَتِیمِ یَعْمَلُ بِهِ الرَّجُلُ قَالَ یُنِیلُهُ مِنَ الرِّبْحِ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ (1).

«44»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَثَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی بِرِّ الْیَتَامَی لِانْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمْ فَمَنْ صَانَهُمْ صَانَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْرَمَهُمْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ مَسَحَ یَدَهُ بِرَأْسِ یَتِیمٍ رِفْقاً بِهِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ فِی الْجَنَّةِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ تَحْتَ یَدِهِ قَصْراً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا وَ فِیهَا مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ (2).

«45»- غو، [غوالی اللئالی] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ بِیَدِهِ مَاشِیَةٌ لِابْنِ أَخٍ لَهُ یَتِیمٍ فِی حَجْرِهِ أَ یَخْلِطُ أَمْرَهَا بِأَمْرِ مَاشِیَتِهِ فَقَالَ إِنْ كَانَ یَلُوطُ حِیَاضَهَا وَ یَقُومُ عَلَی مِهْنَتِهَا وَ یَرُدُّ نَادَّتَهَا فَلْیَشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا غَیْرَ مُنْهِكٍ لِلْحِلَابِ وَ لَا مُضِرٍّ بِالْوَلَدِ(3).

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَهُ مَالٌ كَثِیرٌ لِابْنِ أَخٍ لَهُ یَتِیمٍ فَلَمَّا بَلَغَ الْیَتِیمُ طَلَبَ الْمَالَ فَمَنَعَهُ مِنْهُ فَتَرَافَعَا إِلَی النَّبِیِّ فَأَمَرَهُ بِدَفْعِ مَالِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْحُوبِ الْكَبِیرِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ مَالَهُ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ وَ یُطِعْ رَبَّهُ هَكَذَا فَإِنَّهُ یُحِلُّ دِرَاءَهُ أَیْ خُبْثَهُ (4)

فَلَمَّا أَخَذَ الْفَتَی مَالَهُ أَنْفَقَهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَبَتَ الْأَجْرُ وَ بَقِیَ الْوِزْرُ فَقِیلَ: كَیْفَ

ص: 12


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 126، و الآیة فی البقرة 237.
2- 2. تفسیر الإمام: 135.
3- 3. تراه فی الوسائل الباب 72 من أبواب ما یكتسب به الحدیث 6. و قوله: « مهنتها» أی خدمتها، و فی سائر الأحادیث هنائها، و هو تدهینها و طلاؤها بالقطران.
4- 4. كذا فی نسخة الكمبانیّ، و الظاهر كما نقله الفاضل المقداد فی كنز العرفان ج 2 ص 107« یحل داره أی جنته».

یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ثَبَتَ لِلْغُلَامِ الْأَجْرُ وَ یَبْقَی الْوِزْرُ عَلَی وَالِدِهِ (1).

وَ جَاءَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: الرِّضَا لِغَیْرِهِ وَ التَّعَبُ عَلَی ظَهْرِهِ.

وَ سُئِلَ الرِّضَا علیه السلام: كَمْ أَدْنَی مَا یَدْخُلُ بِهِ النَّارَ مَنْ أَكَلَ مِنْ مَالِ الْیَتِیمِ فَقَالَ كَثِیرُهُ وَ قَلِیلُهُ وَاحِدٌ إِذَا كَانَ مِنْ نِیَّتِهِ أَنْ لَا یَرُدَّهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِی مَالِ الْیَتِیمِ عُقُوبَتَیْنِ بَیِّنَتَیْنِ أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَعُقُوبَةُ الدُّنْیَا فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً الْآیَةَ وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَعُقُوبَةُ الْآخِرَةِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی الْآیَةَ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ آكِلَ مَالِ الْیَتِیمِ سَیُدْرِكُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِی عَقِبِهِ وَ یَلْحَقُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِی الْآخِرَةِ(2).

دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَحْسِنُوا فِی عَقِبِ غَیْرِكُمْ تُحْسِنُوا فِی عَقِبِكُمْ.

ص: 13


1- 1. قیل: هذا الخبر یحمل علی أن والده لم یكن یحترز فی تحصیل المال من الشبهات، أو لم یخرج الحقوق المالیة من أمواله، قال الفاضل المقداد: و عندی فیه نظر اذ مقتضاه أن فی المال حقوقا یجب إیصالها الی أربابها فكان یجب علی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله الامر بتسلیمها الی مستحقها فلا یدع الغلام یتصرف فیها، اذ لا یجوز له أن یقرر علی الباطل، فالاولی أن یقال ان الوزر قد یراد به الثقل- كما ورد التعبیر عن مثل ذلك بالعب ء، كما فی حدیث آخر: الهنأ لغیره و العب ء علی ظهره، و حینئذ یكفی فی الثقل ندم المیت و أسفه علی فوات ثوابه بصرفه فی وجوه القرب، و عدم انتفاعه به فی آخرته أقول: مع ما ورد من أن فی حلالها حساب و فی حرامها عقاب، و لو كان ارثه حلالا كان حسابه علی الوالد، و ثوابه لولده.
2- 2. مر هذه الروایات المنقولة عن غوالی اللئالی مسندا عن سائر المجامیع.

نهج، [نهج البلاغة]: مِثْلَهُ وَ فِیهِ تَحْفَظُوا فِی عَقِبِكُمْ (1).

وَ قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: اللَّهَ اللَّهَ فِی الْأَیْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا یَضِیعُوا بِحَضْرَتِكُمْ (2).

باب 32 آداب معاشرة العمیان و الزمنی و أصحاب العاهات المسریة

الآیات:

النور: لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْمَرِیضِ حَرَجٌ (3)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ أَیُّهَا الْأُمَّةُ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ خَصْلَةً وَ نَهَاكُمْ عَنْهَا وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ كَرِهَ أَنْ یُكَلِّمَ الرَّجُلُ مَجْذُوماً إِلَّا أَنْ یَكُونَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ قَدْرُ ذِرَاعٍ وَ قَالَ فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ(4).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ: مِثْلَهُ (5).

أقول: أوردنا الخبر بتمامه فی باب مناهی النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

«3»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْمَرِیضِ حَرَجٌ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ

ص: 14


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 208 تحت الرقم 664 من الحكم.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 78 تحت الرقم 47 من الحكم.
3- 3. النور: 61.
4- 4. أمالی الصدوق ص 181.
5- 5. الخصال ج 2: 102.

الْمَدِینَةِ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمُوا كَانُوا یَعْتَزِلُونَ الْأَعْمَی وَ الْأَعْرَجَ وَ الْمَرِیضَ كَانُوا لَا یَأْكُلُونَ مَعَهُمْ وَ كَانَتِ الْأَنْصَارُ فِیهِمْ تِیهٌ وَ تَكَرُّمٌ فَقَالُوا إِنَّ الْأَعْمَی لَا یُبْصِرُ الطَّعَامَ وَ الْأَعْرَجَ لَا یَسْتَطِیعُ الزِّحَامَ عَلَی الطَّعَامِ وَ الْمَرِیضَ لَا یَأْكُلُ كَمَا یَأْكُلُ الصَّحِیحُ فَعَزَلُوا لَهُمْ طَعَامَهُمْ عَلَی نَاحِیَةٍ وَ كَانُوا یَرَوْنَ أَنَّ عَلَیْهِمْ فِی مُؤَاكَلَتِهِمْ جُنَاحاً وَ كَانَ الْأَعْمَی وَ الْمَرِیضُ یَقُولُونَ لَعَلَّنَا نُؤْذِیهِمْ فِی مُؤَاكَلَتِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِیعاً أَوْ أَشْتاتاً(1).

«4»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَمْسَةٌ یُجْتَنَبُونَ عَلَی كُلِّ حَالٍ الْمَجْذُومُ وَ الْأَبْرَصُ وَ الْمَجْنُونُ وَ وَلَدُ الزِّنَا وَ الْأَعْرَابِیُ (2).

«5»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُرْسِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَیْتُمُ الْمَجْذُومِینَ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِیَةَ وَ لَا تَغْفُلُوا عَنْهُ.

«6»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] طَاهِرُ بْنُ حَرْبٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ السَّعِیدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُدِیمُوا النَّظَرَ إِلَی أَهْلِ الْبَلَاءِ وَ الْمَجْذُومِینَ فَإِنَّهُ یَحْزُنُهُمْ.

«7»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقِلُّوا مِنَ النَّظَرِ إِلَی أَهْلِ الْبَلَاءِ وَ لَا تَدْخُلُوا عَلَیْهِمْ وَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِهِمْ فَأَسْرِعُوا الْمَشْیَ لَا یُصِیبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ.

«8»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَادَ ضَرِیراً أَرْبَعِینَ خُطْوَةً عَلَی أَرْضٍ سَهْلَةٍ- لَا یَفِی بِقَدْرِ إِبْرَةٍ مِنْ جَمِیعِهِ طِلَاعُ الْأَرْضِ ذَهَباً فَإِنْ كَانَ فِیمَا قَادَهُ مَهْلَكَةٌ جَوَّزَهُ عَنْهَا وَجَدَ ذَلِكَ فِی مِیزَانِ حَسَنَاتِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَوْسَعَ

ص: 15


1- 1. تفسیر القمّیّ فی سورة النور الآیة 61.
2- 2. الخصال ج 1 ص 138.

مِنَ الدُّنْیَا مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ وَ رَجَحَ بِسَیِّئَاتِهِ كُلِّهَا وَ مَحَقَهَا وَ أَنْزَلَهُ فِی أَعْلَی الْجِنَانِ وَ غُرَفِهَا(1).

«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَقَدْ مَرَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِمَجْذُومِینَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ یَأْكُلُونَ فَمَضَی ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُحِبُّ الْمُتَكَبِّرِینَ فَرَجَعَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنِّی صَائِمٌ وَ قَالَ ائْتُونِی بِهِمْ فِی الْمَنْزِلِ قَالَ فَأَتَوْهُ فَأَطْعَمَهُمُ ثُمَّ أَعْطَاهُمْ (2).

«10»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: سُئِلَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام عَنِ الطَّاعُونِ أَ نَبْرَأُ مِمَّنْ یَلْحَقُهُ فَإِنَّهُ مُعَذَّبٌ قَالَ إِنْ كَانَ عَاصِیاً فَابْرَأْ مِنْهُ طُعِنَ أَوْ لَمْ یُطْعَنْ وَ إِنْ كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُطِیعاً فَإِنَّ الطَّاعُونَ مِمَّا تُمَحَّصُ بِهِ ذُنُوبُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَذَّبَ بِهِ قَوْماً وَ یَرْحَمُ بِهِ آخَرِینَ وَاسِعَةٌ قُدْرَتُهُ لِمَا یَشَاءُ أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّهُ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیَاءً لِعِبَادِهِ وَ مُنْضِجاً لِثِمَارِهِمْ وَ مُبْلِغاً لِأَقْوَاتِهِمْ وَ قَدْ یُعَذِّبُ بِهَا قَوْماً یَبْتَلِیهِمْ بِحَرِّهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِذُنُوبِهِمْ وَ فِی الدُّنْیَا بِسُوءِ أَعْمَالِهِمْ.

«11»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَی أَهْلِ الْبَلَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ یَحْزُنُهُمْ.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَكْرَهُ أَنْ یُسْمَعَ مِنَ الْمُبْتَلَی التَّعَوُّذُ مِنَ الْبَلَاءِ(3).

ص: 16


1- 1. تفسیر الإمام: 29.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2: 285، فی حدیث.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 28.

باب 33 نصر الضعفاء و المظلومین و إغاثتهم و تفریج كرب المؤمنین و رد العادیة عنهم و ستر عیوبهم

أقول: قد مضی بعضها فی باب قضاء حاجة المؤمن و باب حقوقه و باب إطعامه.

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَخْذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(1).

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن أحمد بن إدریس: مثله (2).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: لَا یَحْضُرَنَّ أَحَدُكُمْ رَجُلًا یَضْرِبُهُ سُلْطَانٌ جَائِرٌ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ لَا مَقْتُولًا وَ لَا مَظْلُوماً إِذَا لَمْ یَنْصُرْهُ لِأَنَّ نُصْرَةَ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ إِذَا هُوَ حَضَرَهُ وَ الْعَافِیَةُ أَوْسَعُ مَا لَمْ یَلْزَمْكَ الْحُجَّةُ الظَّاهِرَةُ(3).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن محمد بن أبی القاسم عن هارون: مثله (4).

«3»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِسَبْعٍ عِیَادَةِ الْمَرْضَی وَ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَ إِبْرَارِ الْقَسَمِ وَ تَسْمِیتِ الْعَاطِسِ وَ نَصْرِ الْمَظْلُومِ وَ إِفْشَاءِ السَّلَامِ وَ إِجَابَةِ الدَّاعِی (5).

أقول: قد أوردناه بأسانید فی أبواب المناهی.

«4»- ثو، [ثواب الأعمال] ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ

ص: 17


1- 1. أمالی الصدوق ص 291.
2- 2. ثواب الأعمال ص 214.
3- 3. قرب الإسناد: ص 26.
4- 4. ثواب الأعمال: ص 234.
5- 5. قرب الإسناد ص 34.

یَحْیَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُقْعِدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَخْیَارِ فِی قَبْرِهِ فَقِیلَ لَهُ إِنَّا جَالِدُوكَ مِائَةَ جَلْدَةٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَقَالَ لَا أُطِیقُهَا فَلَمْ یَزَالُوا بِهِ حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی جَلْدَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالُوا لَیْسَ مِنْهَا بُدٌّ فَقَالَ فِیمَا تَجْلِدُونِّیهَا قَالُوا نَجْلِدُكَ لِأَنَّكَ صَلَّیْتَ یَوْماً بِغَیْرِ وُضُوءٍ وَ مَرَرْتَ عَلَی ضَعِیفٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ قَالَ فَجَلَدُوهُ جَلْدَةً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ نَاراً(1).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن أبی نجران عن صفوان الجمال: مثله (2).

«5»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَ الدَّالُّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ (3).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ الصَّائِغِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُدْخِلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی رَحْمَتِهِ وَ یُسْكِنَهُ جَنَّتَهُ فَلْیُحْسِنْ خُلُقَهُ وَ لْیُعْطِ النَّصَفَةَ مِنْ نَفْسِهِ وَ لْیَرْحَمِ الْیَتِیمَ وَ لْیُعِنِ الضَّعِیفَ وَ لْیَتَوَاضَعْ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَهُ (4).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ: مِثْلَهُ (5).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب بر الوالدین.

«8»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خَبَرِ مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَلَا وَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْیَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَ اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْیَا أَهْوَنُهَا الْمَغْصُ (6).

ص: 18


1- 1. ثواب الأعمال ص 202 علل الشرائع ج 2 ص 309 ط النجف الباب 262 تحت الرقم 1 و فی بعض المجامیع كالمحاسن و الفقیه ج 1 ص 35 و هكذا علل الشرائع ط النجف« اقعد رجل من الاحبار».
2- 2. المحاسن: 78.
3- 3. الخصال ج 1 ص 66.
4- 4. أمالی الصدوق ص 234.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 46.
6- 6. أمالی الصدوق ج 2 ص 259.

«9»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ نَشَرَ اللَّهُ عَلَیْهِ كَنَفَهُ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ فِی رَحْمَتِهِ حُسْنُ خُلُقٍ یَعِیشُ بِهِ فِی النَّاسِ وَ رِفْقٌ بِالْمَكْرُوبِ وَ شَفَقَةٌ عَلَی الْوَالِدَیْنِ وَ إِحْسَانٌ إِلَی الْمَمْلُوكِ (1).

«10»- مع، [معانی الأخبار] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ أَنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِی لَیَأْتِینِی بِالْحَسَنَةِ فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ قَالَ یَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ یُفَرِّجُ عَنِ الْمُؤْمِنِ كُرْبَتَهُ وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ علیه السلام حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَا یَنْقَطِعَ رَجَاؤُهُ مِنْكَ (2).

«11»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ النَّبِیِّ علیه السلام أَنْ یَا دَاوُدُ إِنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِی لَیَأْتِینِی بِالْحَسَنَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُحَكِّمُهُ فِی الْجَنَّةِ قَالَ دَاوُدُ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ كُرْبَةٌ یُنَفِّسُهَا عَنْ مُؤْمِنٍ بِقَدْرِ تَمْرَةٍ أَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَقَالَ دَاوُدُ یَا رَبِّ حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَا یَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ (3).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِی الزَّبُورِ اسْمَعْ مِنِّی مَا أَقُولُ وَ الْحَقَّ أَقُولُ مَنْ أَتَانِی بِحَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ قَالَ دَاوُدُ یَا رَبِّ وَ مَا هَذِهِ الْحَسَنَةُ قَالَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَقَالَ دَاوُدُ إِلَهِی لِذَلِكَ لَا یَنْبَغِی لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ یَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ (4).

«13»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ أَقَالَ نَادِماً أَوْ أَغَاثَ لَهْفَانَ أَوْ أَعْتَقَ نَسَمَةً أَوْ زَوَّجَ عَزَباً(5).

ص: 19


1- 1. الخصال ج 1 ص 107.
2- 2. معانی الأخبار ص 374، عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 1 ص 313.
3- 3. قرب الإسناد ص 56.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 105.
5- 5. الخصال ج 1 ص 16.

«14»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: مَنْ رَدَّ عَنِ الْمُسْلِمِینَ عَادِیَةَ مَاءٍ أَوْ عَادِیَةَ نَارٍ أَوْ عَادِیَةَ عَدُوٍّ مُكَابِرٍ لِلْمُسْلِمِینَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنْبَهُ (1).

«15»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ (2).

«16»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِینَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْیَا وَ كُرَبِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ- وَ قَالَ وَ مَنْ یَسَّرَ عَلَی مُؤْمِنٍ وَ هُوَ مُعْسِرٌ یَسَّرَ اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- قَالَ وَ مَنْ سَتَرَ عَلَی مُؤْمِنٍ عَوْرَةً یَخَافُهَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَبْعِینَ عَوْرَةً مِنْ عَوْرَاتِهِ الَّتِی یَخَافُهَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- قَالَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عَوْنِ الْمُؤْمِنِ مَا كَانَ الْمُؤْمِنُ فِی عَوْنِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ وَ ارْغَبُوا فِی الْخَیْرِ(3).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب قضاء حاجة المؤمن.

«17»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُعِینُ مُؤْمِناً مَظْلُوماً إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِكَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَنْصُرُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَخْذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(4).

«18»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ شُرَحْبِیلَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُسَیْدِ بْنِ خُضَیْرٍ

ص: 20


1- 1. قرب الإسناد ص 62.
2- 2. ثواب الأعمال ص 119.
3- 3. ثواب الأعمال ص 122.
4- 4. ثواب الأعمال ص 133.

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَتَّی یُخْرِجَهُ مِنْ هَمٍّ وَ كُرْبَةٍ وَ وَرْطَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَ أَعْطَاهُ ثَوَابَ عِتْقِ عَشْرِ نَسَمَاتٍ وَ دَفَعَ عَنْهُ عَشْرَ نَقِمَاتٍ وَ أَعَدَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَشْرَ شَفَاعَاتٍ (1).

«19»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَعَانَ ضَعِیفاً فِی بَدَنِهِ عَلَی أَمْرِهِ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی أَمْرِهِ وَ نَصَبَ لَهُ فِی الْقِیَامَةِ مَلَائِكَةً یُعِینُونَهُ عَلَی قَطْعِ تِلْكَ الْأَهْوَالِ وَ عُبُورِ تِلْكَ الْخَنَادِقِ مِنَ النَّارِ حَتَّی لَا یُصِیبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَ عَلَی سُمُومِهَا وَ عَلَی عُبُورِ الصِّرَاطِ إِلَی الْجَنَّةِ سَالِماً آمِناً وَ مَنْ أَعَانَ ضَعِیفاً فِی فَهْمِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عَلَی خَصْمِ الدِّینِ طُلَّابِ الْبَاطِلِ أَعَانَهُ اللَّهُ عِنْدَ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ عَلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الْإِقْرَارِ بِمَا یَتَّصِلُ بِهِمَا وَ الِاعْتِقَادِ

لَهُ حَتَّی یَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ رُجُوعُهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی أَفْضَلِ أَعْمَالِهِ وَ أَجَلِّ أَحْوَالِهِ فَیُحْیَا عِنْدَ ذَلِكَ بِرَوْحٍ وَ رَیْحَانٍ وَ یُبَشَّرُ بِأَنَّ رَبَّهُ عَنْهُ رَاضٍ وَ عَلَیْهِ غَیْرُ غَضْبَانَ وَ مَنْ أَعَانَ مَشْغُولًا بِمَصَالِحِ دُنْیَاهُ أَوْ دِینِهِ عَلَی أَمْرِهِ حَتَّی لَا یَتَعَسَّرَ عَلَیْهِ أَعَانَهُ اللَّهُ تَزَاحُمَ الْأَشْغَالِ وَ انْتِشَارَ الْأَحْوَالِ یَوْمَ قِیَامِهِ بَیْنَ یَدَیِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ فَمَیَّزَهُ مِنَ الْأَشْرَارِ وَ جَعَلَهُ مِنَ الْأَخْیَارِ.

«20»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ مِنَ الْإِسْلَامِ فِی شَیْ ءٍ وَ مَنْ شَهِدَ رَجُلًا یُنَادِی یَا لَلْمُسْلِمِینَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَلَیْسَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (2).

«21»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَ التَّنْفِیسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ (3).

«22»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَی نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَتْ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ

ص: 21


1- 1. ثواب الأعمال ص 134.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 21.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 145.

اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ یُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً یُصْلِحُ بِهَا مَعِیشَتَهُ وَ یَدَّخِرُ لَهُ إِحْدَی وَ سَبْعِینَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَهْوَالِهِ (1).

«23»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَ مَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (2).

«24»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ یُلْطِفُهُ بِهَا وَ فَرَّجَ كُرْبَتَهُ لَمْ یَزَلْ فِی ظِلِّ اللَّهِ الْمَمْدُودِ بِالرَّحْمَةِ مَا كَانَ فِی ذَلِكَ (3).

«25»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ اللَّهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ أَوْ أَعَانَهُ عَلَی نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَتْ لَهُ بِذَلِكَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَهْوَالِهِ (4).

«26»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَخْذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(5).

«27»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِرَاقَةَ الدِّمَاءِ وَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ (6).

«28»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَی مَلْهُوفاً فِی طَرِیقٍ بِمَرْكُوبٍ لَهُ قَدْ سَقَطَ وَ هُوَ یَسْتَغِیثُ

ص: 22


1- 1. ثواب الأعمال ص 134.
2- 2. ثواب الأعمال ص 134.
3- 3. ثواب الأعمال ص 134.
4- 4. ثواب الأعمال ص 168.
5- 5. المحاسن ص 99.
6- 6. المحاسن ص 388.

فَلَا یُغَاثُ فَأَغَاثَهُ وَ حَمَلَهُ عَلَی مَرْكُوبِهِ وَ سَوَّی لَهُ إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَدَدْتَ نَفْسَكَ وَ بَذَلْتَ جُهْدَكَ فِی إِغَاثَةِ أَخِیكَ هَذَا الْمُؤْمِنِ لَأَكُدَّنَّ مَلَائِكَةً هُمْ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ خَلَائِقِ الْإِنْسِ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ وَ أَعْظَمُ قُوَّةً كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِمَّنْ یَسْهُلُ عَلَیْهِ حَمْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ لِیَبْنُوا لَكَ الْقُصُورَ وَ الْمَسَاكِینَ وَ یَرْفَعُوا لَكَ الدَّرَجَاتِ فَإِذَا أَنْتَ فِی جِنَانِی كَأَحَدِ مُلُوكِهَا الْفَاضِلِینَ وَ مَنْ دَفَعَ عَنْ مَظْلُومٍ قُصِدَ بِظُلْمٍ ضَرَراً فِی مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ حُرُوفِ أَقْوَالِهِ وَ حَرَكَاتِ أَفْعَالِهِ وَ سُكُونِهَا أَمْلَاكاً بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ یَقْصِدُونَ الشَّیَاطِینَ الَّذِینَ یَأْتُونَ لِإِغْوَائِهِ فَیُثْخِنُونَهُمْ ضَرْباً بِالْأَحْجَارِ الدَّافِعَةِ(1)

وَ أَوْجَبَ اللَّهُ بِكُلِّ ذَرَّةِ ضَرَرٍ دَفَعَ عَنْهُ وَ بِأَقَلِّ قَلِیلِ جُزْءِ أَلَمِ الضَّرَرِ الَّذِی كَفَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفٍ مِنْ خُدَّامِ الْجِنَانِ وَ مِثْلَهُمْ مِنَ الْحُورِ الْحِسَانِ یَدُلُّونَهُ هُنَاكَ وَ یُشَرِّفُونَهُ وَ یَقُولُونَ هَذَا بِدَفْعِكَ عَنْ فُلَانٍ ضَرَراً فِی مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ (2).

باب 34 من ینفع الناس و فضل الإصلاح بینهم

الآیات:

الرعد: وَ أَمَّا ما یَنْفَعُ النَّاسَ فَیَمْكُثُ فِی الْأَرْضِ (3)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ النَّاسِ مَنِ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ (4).

مع، [معانی الأخبار] ابن الولید عن الصفار عن أیوب بن نوح عن ابن أبی عمیر

ص: 23


1- 1. فی المصدر: فیشجونهم ضربا بالاحجار الدامغة.
2- 2. تفسیر الإمام ص 29، نقلا عن أمیر المؤمنین علیه السلام.
3- 3. الرعد: 18.
4- 4. أمالی الصدوق: 14.

عن ابن عمیرة عن الثمالی عن الصادق علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله (1).

«2»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ قَالَ نَفَّاعاً(2).

«3»- نهج، [نهج البلاغة] فِی وَصِیَّتِهِ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أُوصِیكُمَا وَ جَمِیعَ وُلْدِی وَ أَهْلِی وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِی بِتَقْوَی اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَیْنِكُمْ فَإِنِّی سَمِعْتُ جَدَّكُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ (3).

باب 35 الإنصاف و العدل

الآیات:

النساء: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ الآیة(4)

المائدة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِینَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَ لا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلی أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوی (5)

الأنعام: وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبی (6)

الأعراف: قُلْ أَمَرَ رَبِّی بِالْقِسْطِ و قال سبحانه وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (7)

حمعسق: وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَكُمُ و قال تعالی اللَّهُ الَّذِی أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِیزانَ (8)

ص: 24


1- 1. معانی الأخبار ص 125.
2- 2. معانی الأخبار ص 212.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 78.
4- 4. النساء: 135.
5- 5. المائدة: 8.
6- 6. الأنعام: 152.
7- 7. الأعراف: 29 و 181.
8- 8. الشوری: 15 و 17.

الحجرات: وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ (1)

الحدید: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِیزانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ(2)

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی باب جوامع المكارم.

«1»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْدَلُ النَّاسِ مَنْ رَضِیَ لِلنَّاسِ مَا یَرْضَی لِنَفْسِهِ وَ كَرِهَ لَهُمْ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ (3).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] لی، [الأمالی للصدوق]: فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا شَیْخُ ارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ وَ آتِ إِلَی النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ یُؤْتَی إِلَیْكَ (4).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحِبُّوا لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّونَ لِأَنْفُسِكُمْ (5).

«4»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ رُضِیَ بِهِ حَكَماً لِغَیْرِهِ (6).

«5»- ل، [الخصال] عَنْهُمَا عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَاسَی الْفَقِیرَ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً(7).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا نَاصَحَ اللَّهَ عَبْدٌ مُسْلِمٌ فِی نَفْسِهِ

ص: 25


1- 1. الحجرات: 9.
2- 2. الحدید: 25.
3- 3. معانی الأخبار ص؟؟؟، أمالی الصدوق ص 14.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 49، أمالی الصدوق ص 237.
5- 5. الخصال ج 1 ص 7.
6- 6. الخصال ج 1 ص 8.
7- 7. الخصال ج 1 ص 25.

فَأَعْطَی الْحَقَّ مِنْهَا وَ أَخْذَ الْحَقَّ لَهَا إِلَّا أُعْطِیَ خَصْلَتَیْنِ رِزْقاً مِنَ اللَّهِ یَقْنَعُ بِهِ وَ رِضًی عَنِ اللَّهِ یُنْجِیهِ (1).

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن ابن عیسی: مثله (2).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ هُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ رَجُلٌ لَمْ تَدْعُهُ قُدْرَتُهُ فِی حَالِ غَضَبِهِ إِلَی أَنْ یَحِیفَ عَلَی مَنْ تَحْتَ یَدَیْهِ وَ رَجُلٌ مَشَی بَیْنَ اثْنَیْنِ فَلَمْ یَمِلْ مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ بِشَعِیرَةٍ وَ رَجُلٌ قَالَ الْحَقَّ فِیمَا عَلَیْهِ وَ لَهُ (3).

ل، [الخصال] ابن الولید عن الصفار عن البرقی: مثله (4).

«8»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی آدَمَ علیه السلام یَا آدَمُ إِنِّی أَجْمَعُ لَكَ الْخَیْرَ كُلَّهُ فِی أَرْبَعَةِ كَلِمَاتٍ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِی وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَأَمَّا الَّتِی لِی فَتَعْبُدُنِی وَ لَا تُشْرِكْ بِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّتِی لَكَ فَأُجَازِیكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَعَلَیْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ وَ أَمَّا الَّتِی فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَتَرْضَی لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ (5).

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: اسْتِعْمَالُ الْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ مُؤْذِنٌ بِدَوَامِ النِّعْمَةِ(6).

«10»- ل، [الخصال] جَعْفَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ شُرَحْبِیلَ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَخْبِرْنِی بِجَمِیعِ شَرَائِعِ الدِّینِ قَالَ قَوْلُ

ص: 26


1- 1. الخصال ج 1 ص 25.
2- 2. ثواب الأعمال ص 157.
3- 3. أمالی الصدوق ص 215.
4- 4. الخصال ج 1 ص 41.
5- 5. معانی الأخبار ص 137، الخصال ج 1 ص 116 أمالی الصدوق ص 362.
6- 6. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 23.

الْحَقِّ وَ الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ(1).

«11»- ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُكَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی كُلِّ حَالٍ یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مِنْ حَقَائِقِ الْإِیمَانِ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ.

وَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ قَالَ: یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ لَا تُطِیقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِی مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ أُوصِیكَ بِالْعَدْلِ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ (3).

وَ فِیمَا كَتَبَ علیه السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ: أَحِبَّ لِعَامَّةِ رَعِیَّتِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ وَ اكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَوْجَبُ لِلْحُجَّةِ وَ أَصْلَحُ لِلرَّعِیَّةِ(4).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحَذَّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ فَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ طَاعَةُ اللَّهِ عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ مَعْصِیَتُهُ تَرَكَهَا(5).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّقَّاشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنَ الْإِنْصَافِ مُطَالَبَةُ الْإِخْوَانِ بِالْإِنْصَافِ (6).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ جَدِّهِ

ص: 27


1- 1. الخصال ج 1 ص 55.
2- 2. الخصال ج 1 ص 62.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 30.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 86.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 286.

مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْقَیْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: رَجُلٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِّمْنِی عَمَلًا لَا یُحَالُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ قَالَ لَا تَغْضَبْ وَ لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَیْئاً وَ ارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ (1).

أقول: سیأتی أخبار كثیرة من هذا الباب فی باب ذكر اللّٰه و باب مواساة الإخوان.

«16»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَوْمٍ یَرْبَعُونَ حَجَراً فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا نَعْرِفُ بِذَلِكَ أَشَدَّنَا وَ أَقْوَانَا فَقَالَ علیه السلام أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّكُمْ وَ أَقْوَاكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَشَدُّكُمْ وَ أَقْوَاكُمُ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی إِثْمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَمْ یُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَعَاطَ مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍ (2).

أقول: قد مضی بإسناد آخر فی باب صفات المؤمن.

«17»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا نَاصَحَ اللَّهَ عَبْدٌ فِی نَفْسِهِ فَأَعْطَی الْحَقَّ مِنْهَا وَ أَخَذَ الْحَقَّ لَهَا إِلَّا أُعْطِیَ خَصْلَتَیْنِ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ یَسَعُهُ وَ رِضًی عَنِ اللَّهِ یُنْجِیهِ (3).

«18»- ختص، [الإختصاص] عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِیمَانِ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی بَاطِلٍ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَعَاطَ مَا لَیْسَ لَهُ (4).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جماعة عن أبی المفضل عن محمد بن محبوب ابن بنت الأشج الكندی عن محمد بن عیسی بن هشام عن الحسن بن علی بن فضال عن عاصم بن حمید عن أبی حمزة الثمالی عن أبی جعفر عن آبائه علیهم السلام قال عاصم و حدثنی أبو حمزة

ص: 28


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 121.
2- 2. معانی الأخبار ص 366.
3- 3. المحاسن ص 28.
4- 4. الاختصاص: 233.

عن عبد اللّٰه بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسین علیه السلام عن أبیها عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله (1).

«19»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السَّابِقُونَ إِلَی ظِلِّ الْعَرْشِ طُوبَی لَهُمْ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ فَقَالَ الَّذِینَ یَقْبَلُونَ الْحَقَّ إِذَا سَمِعُوهُ وَ یَبْذُلُونَهُ إِذَا سُئِلُوهُ وَ یَحْكُمُونَ لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی ظِلِّ الْعَرْشِ (2).

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ لِی: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ إِنْصَافَكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتَكَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ فِی مَالِكَ وَ ذِكْرَ اللَّهِ كَثِیراً أَمَا إِنِّی لَا أَعْنِی سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ لَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَ مَا حَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِیَةً تَرَكَهَا(3).

«21»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ الْعَدْلُ الْإِنْصَافُ وَ الْإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ (4).

وَ قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: یَا بُنَیَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِیزَاناً فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ غَیْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَیْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَ لَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ یُحْسَنَ إِلَیْكَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَیْرِكَ وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ قُلْ مَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ یُقَالَ لَكَ (5).

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ

ص: 29


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2: 216.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 15.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 278.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 195.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 43.

أَبِی حَمْزَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی آخِرِ خُطْبَتِهِ طُوبَی لِمَنْ طَابَ خُلُقُهُ وَ طَهُرَتْ سَجِیَّتُهُ وَ صَلُحَتْ سَرِیرَتُهُ وَ حَسُنَتْ عَلَانِیَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ (1).

إیضاح: طوبی أی الجنة أو شجرتها المعروفة أو أطیب الأحوال فی الدنیا و الآخرة لمن طاب خلقه بضم الخاء أی تخلق بالأخلاق الحسنة و یحتمل الفتح أیضا أی یكون مخلوقا من طینة حسنة و طهرت سجیته أی طبیعته من الأخلاق الرذیلة فعلی الأول یكون تأكیدا لما سبق و فی المصباح السجیة الغریزة و الجمع سجایا و صلحت سریرته أی قلبه بالمعارف الإلهیة و العقائد الإیمانیة و

بالخلو عن الحقد و النفاق و قصد إضرار المسلمین أو بواطن أحواله بأن لا تكون مخالفة لظواهرها كالمراءین و فی القاموس السر ما یكتم كالسریرة و حسنت علانیته بكونها موافقة للآداب الشرعیة و أنفق الفضل من ماله بإخراج الحقوق الواجبة و المندوبة أو الأعم منهما و مما فضل من الكفاف و أمسك الفضل من قوله بحفظ لسانه عما لا یعنیه.

و أنصف الناس من نفسه أی كان حكما و حاكما علی نفسه فیما كان بینه و بین الناس و رضی لهم ما رضی لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه و كأن كلمة من للتعلیل أی كان إنصافه الناس بسبب نفسه لا بانتصاف حاكم و غیره قال فی المصباح نصفت المال بین الرجلین أنصفه من باب قتل قسمته نصفین و أنصفت الرجل إنصافا عاملته بالعدل و القسط و الاسم النصفة بفتحتین لأنك أعطیته من الحق ما یستحقه بنفسك.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ یَضْمَنُ لِی أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْیَاتٍ فِی الْجَنَّةِ:

ص: 30


1- 1. الكافی ج 2 ص 144.

أَنْفِقْ وَ لَا تَخَفْ فَقْراً وَ أَفْشِ السَّلَامَ فِی الْعَالَمِ وَ اتْرُكِ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحِقّاً وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ (1).

بیان: من یضمن لی أربعة من للاستفهام و یقال ضمنت المال و به ضمانا فأنا ضامن و ضمین التزمته بأربعة أبیات التزمها له فی الجنة ثم بین علیه السلام الأعمال علی سبیل الاستئناف كأن السائل قال ما هی حتی أفعلها قال أنفق أی فضل مالك فی سبیل اللّٰه و ما یوجب رضاه و لا تخف فقرا فإن الإنفاق موجب للخلف و أفش السلام فی العالم أی انشر التسلیم و أكثره أی سلم علی كل من لقیته إلا ما استثنی مما سیأتی فی بابه فی القاموس فشا خبره و عرفه و فضله فشوا و فشوا و فشیا انتشر و أفشاه و اترك المراء أی الجدال و المنازعة و إن كان فی المسائل العلمیة إذا لم یكن الغرض إظهار الحق و إلا فهو مطلوب كما قال تعالی وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (2) و قد مر الكلام فیه.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ جَارُودٍ أَبِی الْمُنْذِرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّی لَا تَرْضَی بِشَیْ ءٍ إِلَّا رَضِیتَ لَهُمْ مِثْلَهُ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی الْمَالِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ لَیْسَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَطْ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ أَخَذْتَ بِهِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ نَهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ تَرَكْتَهُ (3).

تبیان سید الأعمال أی أشرفها و أفضلها حتی لا ترضی بشی ء أی لنفسك أی لا یطلب منهم من المنافع إلا مثل ما یعطیهم و لا ینیلهم من المضار إلا ما یرضی أن یناله منهم و یحكم لهم علی نفسه و مواساتك الأخ فی المال أی جعله شریكك فی مالك و سیأتی الأخ فی اللّٰه فیشمل نصرته بالنفس و المال و كل ما یحتاج إلی النصرة فیه.

قال فی النهایة قد تكرر ذكر الأسوة و المواساة و هی بكسر الهمزة و ضمها

ص: 31


1- 1. الكافی ج 2 ص 144.
2- 2. النحل: 125.
3- 3. الكافی ج 2 ص 144.

القدوة و المواساة المشاركة و المساهمة فی المعاش و الرزق و أصلها الهمزة فقلبت واوا تخفیفا و فی القاموس الأسوة بالكسر و الضم القدوة و آساه بماله مواساة أناله منه و جعله فیه أسوة أو لا یكون ذلك إلا من كفاف فإن كان من فضله فلیس بمواساة و قال واساه آساه لغة ردیئة انتهی و ذكر اللّٰه علی كل حال سواء كانت الأحوال شریفة أو خسیسة كحال الجنابة و حال الخلاء و غیرهما لیس أی ذكر اللّٰه سبحان إلخ أی منحصرا فیها كما تفهمه العوام و إن كان ذلك من حیث المجموع و كل واحد من أجزائه ذكرا أیضا و لكن العمدة فی الذكر ما سیذكر و اعلم أن الذكر ثلاثة أنواع ذكر باللسان و ذكر بالقلب و الأول یحصل بتلاوة القرآن و الأدعیة و ذكر أسماء اللّٰه و صفاته سبحانه و دلائل التوحید و النبوة و الإمامة و العدل و المعاد و المواعظ و النصائح و ذكر صفات الأئمة علیهم السلام و فضائلهم و مناقبهم فإنه روی عنهم إذا ذكرنا ذكر اللّٰه و إذا ذكر أعداؤنا ذكر الشیطان، و بالجملة كل ما یصیر سببا لذكره تعالی حتی المسائل الفقهیة و الأخبار المأثورة عنهم علیهم السلام.

و الثانی نوعان أحدهما التفكر فی دلائل جمیع ما ذكر و تذكرها و تذكر نعم اللّٰه و آلائه و التفكر فی فناء الدنیا و ترجیح الآخرة علیها و أمثال ذلك مما مر فی باب التفكر و الثانی تذكر عقوبات الآخرة و مثوباتها عند عروض شی ء أمر اللّٰه به أو نهی عنه فیصیر سببا لارتكاب الأوامر و الارتداع عن النواهی.

و قالوا الثالث من الأقسام الثلاثة أفضل من الأولین و من العامة من فضل الأول علی الثالث مستندا بأن فی الأول زیادة عمل الجوارح و زیادة العمل تقتضی زیادة الأجر و الحق أن الأول إذا انضم إلی أحد الأخیرین كان المجموع أفضل من كل منهما بانفراده إلا إذا كان الذكر القلبی بدون الذكر اللسانی أكمل فی الإخلاص و سائر الجهات فیمكن أن یكون بهذه الجهة أفضل من المجموع و أما الذكر اللسانی بدون الذكر القلبی كما هو الشائع عند أكثر الخلق أنهم یذكرون اللّٰه باللسان علی سبیل العادة مع غفلتهم عنه و شغل قلبهم بما یلهی عن اللّٰه

ص: 32

فهذا الذكر لو كان له ثواب لكانت له درجة نازلة من الثواب و لا ریب أن الذكر القلبی فقط أفضل منه و كذا المواعظ و النصائح التی یذكرها الوعاظ رئاء من غیر تأثر قلبهم به فهذا أیضا لو لم یكن صاحبه معاقبا فلیس بمثاب و أما الترجیح بین الثانی و الثالث فمشكل مع أن لكل منها أفرادا كثیرة لا یمكن تفصیلها و ترجیحها ثم إن العامة اختلفوا فی أن الذكر القلبی هل تعرفه الملائكة و تكتبه أم لا فقیل بالأول لأن اللّٰه تعالی یجعل له علامة تعرفه الملائكة بها و قیل بالثانی لأنهم لا یطلعون علیها.

«25»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ یَحْیَی بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْمِیثَمِیِّ عَنْ رُومِیِّ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ: أَلَا إِنَّهُ مَنْ یُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ لَمْ یَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا عِزّاً(1).

بیان: كلمة من شرطیة.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ هُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ- رَجُلٌ لَمْ تَدْعُهُ قُدْرَةٌ فِی حَالِ غَضَبِهِ إِلَی أَنْ یَحِیفَ عَلَی مَنْ تَحْتَ یَدِهِ وَ رَجُلٌ مَشَی بَیْنَ اثْنَیْنِ فَلَمْ یَمِلْ مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ بِشَعِیرَةٍ وَ رَجُلٌ قَالَ بِالْحَقِّ فِیمَا لَهُ وَ عَلَیْهِ (2).

إیضاح: هم أقرب الخلق أی بالقرب المعنوی كنایة عن شمول لطفه و رحمته تعالی لهم أو المراد به القرب من عرشه تعالی أو من الأنبیاء و الأوصیاء الذین إلیهم حساب الخلق و علی الأول لیس المراد بالغایة انقطاع القرب بعده بل المراد أن فی جمیع الموقف الذی الناس فیه خائفون و فازعون و مشغولون بالحساب هم فی محل الأمن و القرب و تحت ظل العرش و بعده أیضا كذلك بالطریق الأولی و قوله حتی یفرغ إما علی بناء المعلوم و المستتر راجع إلی اللّٰه

ص: 33


1- 1. الكافی ج 2 ص 144.
2- 2. الكافی ج 2 ص 145.

أو علی بناء المجهول و الظرف نائب الفاعل لم تدعه أی لم تحمله من دعا یدعو قدرة بالتنوین و الإضافة إلی الضمیر بعید أی قدرة علی الحیف و هو الجور و الظلم و یمكن حمله هنا علی ما یشمل الانتقام بالمثل المجوز أیضا فإن العفو أفضل و فی الخصال قدرته (1).

و رجل مشی بین اثنین بالمشی الحقیقی أو كنایة عن الحكم بینهما أو الأعم منه و من أداء رسالة أو مصالحة بشعیرة مبالغة مشهورة فی القلة و المراد ترك المیل بالكلیة فیما له و علیه أی فیما ینفعه فی الدنیا أو یضره فیها.

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فِی حَدِیثٍ لَهُ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ فَذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ أَوَّلُهَا إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ (2).

بیان: كأن المراد بالفرض أعم من الواجب و السنة المؤكدة.

«28»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیِّدُ الْأَعْمَالِ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِی اللَّهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (3).

بیان: فی اللّٰه أی الأخ الذی أخوته لله لا للأغراض الدنیویة أو هو متعلق بالمواساة أی تكون المواساة لله لا للشهرة و الفخر و علی التقدیرین ما فیه المواساة یشمل غیر المال أیضا(4).

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ ثَلَاثٌ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ أَخَاكَ وَ ذِكْرُ اللَّهِ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ أَمَا إِنِّی لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا

ص: 34


1- 1. كما مرّ تحت الرقم 7.
2- 2. الكافی ج 2 ص 145.
3- 3. الكافی ج 2 ص 145.
4- 4. الكافی ج 2 ص 145.

اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَاكَ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ فِی كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلَی طَاعَةٍ أَوْ عَلَی مَعْصِیَةٍ(1).

بیان: بأشد ما فرض اللّٰه علی خلقه ثلاث لیس ثلاث فی بعض النسخ و هو أظهر و علی تقدیره بدل أو عطف بیان للأشد أو خبر مبتدأ محذوف إذا هجمت علی بناء المعلوم أو المجهول فی القاموس هجم علیه هجوما انتهی إلیه بغتة أو دخل بغیر إذن و فلانا أدخله كأهجمه انتهی و فی بعض النسخ إذا هممت و الأول أكثر و أظهر(2).

«30»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُ بِشَیْ ءٍ أَشَدَّ عَلَیْهِ مِنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ یُحْرَمُهَا قِیلَ وَ مَا هُنَّ قَالَ الْمُوَاسَاةُ فِی ذَاتِ یَدِهِ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً أَمَا إِنِّی لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ لَهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَیْهِ (3).

بیان: أشد علیه أی فی الآخرة یحرمها علی بناء المجهول و هو بدل اشتمال للخصال أی من حرمان خصال ثلاث یقال حرمه الشی ء كضربه و علمه حریما و حرمانا بالكسر منعه فهو محروم و من قرأ علی بناء المعلوم من قولهم حرمته إذا امتنعت فعله فقد أخطأ و اشتبه علیه ما فی كتب اللغة فی ذات یده أی الأموال المصاحبة لیده أی المملوكة له فإن الملك ینسب غالبا إلی الید كما یقال ملك الیمین قال الطیبی ذات الشی ء نفسه و حقیقته و یراد به ما أضیف إلیه و منه إصلاح ذات البین أی إصلاح أحوال بینكم

حتی یكون أحوال ألفة و محبة و اتفاق ك عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أی بمضمراتها و فی شرح جامع الأصول فی ذات یده أی فیما یملكه من ملك و أثاث.

ص: 35


1- 1. الكافی ج 2 ص 145.
2- 2. المناسب للطاعة كلمة« هممت» و المناسب للمعصیة« هجمت».
3- 3. الكافی ج 2 ص 145.

«31»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُرِیدُ بَعْضَ غَزَوَاتِهِ فَأَخَذَ بِغَرْزِ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِی عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ فَقَالَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ یَأْتِیَهُ النَّاسُ إِلَیْكَ فَأْتِهِ إِلَیْهِمْ وَ مَا كَرِهْتَ أَنْ یَأْتِیَهُ النَّاسُ إِلَیْكَ فَلَا تَأْتِهِ إِلَیْهِمْ خَلِّ سَبِیلَ الرَّاحِلَةِ(1).

بیان: فأخذ بغرز راحلته قال الجوهری الغرز ركاب الرحل من جلد عن أبی الغوث قال فإذا كان من خشب أو حدید فهو ركاب و قال رحل البعیر أصغر من القتب و الراحلة الناقة التی تصلح لأن ترحل و یقال الراحلة المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثی انتهی أن یأتیه الناس إلیك كأنه علی الحذف و الإیصال أی یأتی به الناس إلیك أو هو من قولهم أتی الأمر أی فعله أی یفعله الناس منتهیا إلیك و یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل من قولهم أتیت الماء تأتیه أی سهلت سبیله و قال فی المصباح أتی الرجل یأتی أتیا جاء و أتیته یستعمل لازما و متعدیا.

«32»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَی مِنَ الْمَاءِ یُصِیبُهُ الظَّمْآنُ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِذَا عُدِلَ فِیهِ وَ إِنْ قَلَ (2).

«33»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ: مِثْلَهُ (3).

بیان: العدل ضدّ الجور و یطلق علی ملكة للنفس تقتضی الاعتدال فی جمیع الأمور و اختیار الوسط بین الإفراط و التفریط و یطلق علی إجراء القوانین الشرعیة فی الأحكام الجاریة بین الخلق قال الراغب العدل ضربان مطلق یقتضی العقل حسنه و لا یكون فی شی ء من الأزمنة منسوخا و لا یوصف بالاعتداء بوجه نحو الإحسان إلی من أحسن إلیك و كفّ الأذیّة عمّن یكفّ أذاه عنك و عدل

ص: 36


1- 1. الكافی ج 2 ص 146.
2- 2. الكافی ج 2 ص 146.
3- 3. الكافی ج 2 ص 148.

یعرف كونه عدلا بالشرع و یمكن أن یكون منسوخا فی بعض الأزمنة كالقصاص و أرش الجنایات و لذلك قال فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ و قال وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فسمّی ذلك اعتداء و سیئة و هذا النحو هو المعنیّ بقوله إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ

وَ الْإِحْسانِ فإن العدل هو المساواة فی المكافاة إن خیرا فخیرا و إن شرّا فشرّا و الإحسان أن یقابل الخیر بأكثر منه و الشر بأقل منه انتهی (1).

و قوله علیه السلام «إذا عدل فیه» یحتمل وجوها الأول أن یكون الضمیر راجعا إلی الأمر أی ما أوسع العدل إذا عدل فی أمر و إن قل ذلك الأمر الثانی أن یكون الضمیر راجعا إلی العدل و المراد بالعدل الأمر الذی عدل فیه فیرجع إلی المعنی الأول و یكون تأكیدا الثالث إرجاع الضمیر إلی العدل أیضا و المعنی ما أوسع العدل الذی عدل فیه أی یكون العدل واقعیا حقیقیا لا ما یسمیه الناس عدلا أو یكون عدلا خالصا غیر مخلوط بجور أو یكون عدلا ساریا فی جمیع الجوارح لا مخصوصا ببعضها و فی جمیع الناس لا یختص ببعضهم الرابع ما قیل إن عدّل علی المجهول من بناء التفعیل و المراد جریانه فی جمیع الوقائع لا أن یعدل إذا لم یتعلق به غرض فالتعدیل رعایة التعادل و التساوی و علی التقادیر یحتمل أن یكون المراد بقوله و «إن قلّ» بیان قلة العدل بین الناس.

«34»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ رُضِیَ بِهِ حَكَماً لِغَیْرِهِ (2).

بیان: رضی به علی بناء المجهول حكما بالتحریك تمیز أو حال عن ضمیر به و المعنی أنه یجب أن یكون الحاكم بین الناس من أنصف الناس من نفسه و یمكن أن یقرأ علی بناء المعلوم أی من أنصف الناس من نفسه لم یجنح إلی حاكم بل رضی أن تكون نفسه حكما بینه و بین غیره و الأول أظهر.

ص: 37


1- 1. المفردات: 325، و الآیات فی البقرة: 194 الشوری: 40، النحل: 90.
2- 2. الكافی ج 2 ص 146.

«35»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی آدَمَ علیه السلام أَنِّی سَأَجْمَعُ لَكَ الْكَلَامَ فِی أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ قَالَ یَا رَبِّ وَ مَا هُنَّ قَالَ وَاحِدَةٌ لِی وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ قَالَ یَا رَبِّ بَیِّنْهُنَّ لِی حَتَّی أَعْلَمَهُنَّ قَالَ أَمَّا الَّتِی لِی فَتَعْبُدُنِی لَا تُشْرِكْ بِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّتِی لَكَ فَأَجْزِیكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَعَلَیْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَتَرْضَی لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ (1).

توضیح: «سأجمع لك الكلام» أی الكلمات الحقّة الجامعة النافعة فتعبدنی هذه الكلمة جامعة لجمیع العبادات الحقة و الإخلاص الذی هو من أعظم شروطها و معرفة اللّٰه تعالی بالوحدانیة و التنزیه عن جمیع النقائص و التوكل علیه فی جمیع الأمور قوله تعالی «أحوج ما تكون إلیه» أحوج منصوب بالظرفیة الزمانیة فإن كلمة ما مصدریة و أحوج مضاف إلی المصدر و كما أن المصدر یكون نائبا لظرف الزمان نحو رأیته قدوم الحاج فكذا المضاف إلیه یكون نائبا له و نسبة الاحتیاج إلی الكون علی المجاز و تكون تامة «و إلیه» متعلق بالأحوج و ضمیره راجع إلی الجزاء الذی هو فی ضمن أجزیك.

قوله «فعلیك الدعاء» كأن الدعاء مبتدأ و علیك خبره و كذا «علیّ الإجابة» و یحتمل أن یكون بتقدیر علیك بالدعاء.

«36»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَوْحِ ابْنِ أُخْتِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْدِلُوا فَإِنَّكُمْ تَعِیبُونَ عَلَی قَوْمٍ لَا یَعْدِلُونَ (2).

بیان: «و اعدلوا» أی فی أهالیكم و معاملیكم و كل من لكم علیهم الولایة

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ. «فإنكم تعیبون

ص: 38


1- 1. الكافی ج 2 ص 146.
2- 2. الكافی ج 2 ص 147.

علی قوم لا یعدلون» بین الناس من أمراء الجور فلا ینبغی لكم أن تفعلوا ما تلومون غیركم علیه.

«37»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ (1).

إیضاح: «أحلی من الشهد» من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس لإلف أكثر الخلق بتلك المشتهیات البدنیّة الدنیّة.

«38»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِی ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ أَعْطَی النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ مَا هُوَ سَائِلُهُمْ وَ رَجُلٌ لَمْ یُقَدِّمْ رِجْلًا وَ لَمْ یُؤَخِّرْ رِجْلًا حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ لِلَّهِ رِضًی وَ رَجُلٌ لَمْ یَعِبْ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِعَیْبٍ حَتَّی یَنْفِیَ ذَلِكَ الْعَیْبَ عَنْ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ لَا یَنْفِی مِنْهَا عَیْباً إِلَّا بَدَا لَهُ عَیْبٌ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ شُغُلًا بِنَفْسِهِ عَنِ النَّاسِ (2).

تبیین: «یوم لا ظلّ إلا ظلّه» الضمیر راجع إلی اللّٰه أو إلی العرش فعلی الأول یحتمل أن یكون لله تعالی یوم القیامة ظلال غیر ظلّ العرش و هو أعظمها و أشرفها یخص اللّٰه سبحانه به من یشاء من عباده و من جملتهم صاحب هذه الخصال و قیل علی الأخیر ینافی ظاهرا مَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ أَرْضَ الْقِیَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلَّ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ.

و من ثم قیل إن فی القیامة ظلالا بحسب الأعمال تقی أصحابها من حر الشمس و النار و أنفاس الخلائق و لكن ظل العرش أحسنها و أعظمها و قد یجاب بأنه یمكن أن لا یكون هناك إلا ظل العرش یظل بها من یشاء من عباده المؤمنین و لكن ظل العرش لما كان لا ینال إلا بالأعمال و كانت الأعمال تختلف فیحصل لكل عامل ظل یخصه من ظل العرش به حسب عمله و إضافة الظل إلی الأعمال باعتبار أن الأعمال سبب لاستقرار العامل فیه.

ص: 39


1- 1. الكافی ج 2 ص 147.
2- 2. الكافی ج 2 ص 147.

و قال الطیبی فی ظل عرش اللّٰه أی فی ظل اللّٰه من الحر و الوهج فی الموقف أو أوقفه اللّٰه فی ظل عرشه حقیقة و قال النووی قیل الظل عبارة عن الراحة و النعیم نحو هو فی عیش ظلیل و المراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأن سائر العالم تحت العرش و قیل یحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس و قیل أی كنه من المكاره و وهج الموقف و «یوم لا ظلّ إلا ظلّه» أی دنت منهم الشمس و اشتد الحر و أخذهم العرق و قیل أی لا یكون من له ظل كما فی الدنیا.

قوله علیه السلام «لم یقدّم رجلا» بكسر الراء فی الموضعین و هی عبارة شائعة عند العرب و العجم فی التعمیم فی الأعمال و الأفعال أو التقدیم كنایة عن الفعل و التأخیر عن الترك كما یقال فی التردد فی الفعل و الترك یقدم رجلا و یؤخر أخری و أما قراءة رجلا بفتح الراء و ضم الجیم فهو تصحیف قوله علیه السلام «حتی ینفی» قیل حتی هنا مثله فی قوله تعالی حَتَّی یَلِجَ الْجَمَلُ (1) فی التعلیق علی المحال لتتمة الخبر و «كفی بالمرء شغلا» الباء زائدة و شغلا تمیز و المعنی من شغل بعیوب نفسه و إصلاحها لا یحصل له فراغ لیشتغل بعیوب الناس و تفتیشها و لومهم علیها.

«39»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْغِفَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَاسَی الْفَقِیرَ مِنْ مَالِهِ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً(2).

بیان: بنو غفار ككتاب رهط أبی ذر رضی اللّٰه عنه «فذلك المؤمن حقا» أی المؤمن الذی یحق و یستأهل أن یسمی مؤمنا لكماله فی الإیمان و صفاته.

«40»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ یُوسُفَ الْبَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا تَدَارَی اثْنَانِ

ص: 40


1- 1. الأعراف: 40.
2- 2. الكافی ج 2 ص 147.

فِی أَمْرٍ قَطُّ فَأَعْطَی أَحَدُهُمَا النَّصَفَ صَاحِبَهُ فَلَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ إِلَّا أُدِیلَ مِنْهُ (1).

بیان: فی القاموس تداروا تدافعوا فی الخصومة «و أدیل منه» أی جعلت الغلبة و النصرة له علیه یقال أدالنا اللّٰه علی عدونا أی نصرنا علیه و جعل الغلبة لنا و فی الصحیفة أدل لنا و لا تدل منا و فی الفائق أدال اللّٰه زیدا من عمرو نزع اللّٰه الدولة من عمرو و آتاها زیدا.

«41»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ جَنَّةً لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا ثَلَاثَةٌ أَحَدُهُمْ مَنْ حَكَمَ فِی نَفْسِهِ بِالْحَقِ (2).

باب 36 المكافاة علی الصنائع و ذم مكافاة الإحسان بالإساءة و أن المؤمن مكفر

الآیات:

الروم: وَ ما آتَیْتُمْ مِنْ رِباً لِیَرْبُوَا فِی أَمْوالِ النَّاسِ فَلا یَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ (3)

الرحمن: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (4)

المدثر: وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ(5)

«1»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَوْقَ رُءُوسِ الْمُكَفَّرِینَ تُرَفْرِفُ بِالرَّحْمَةِ(6).

ص: 41


1- 1. الكافی ج 2 ص 147.
2- 2. الكافی ج 2 ص 148.
3- 3. الروم: 39.
4- 4. الرحمن: 60.
5- 5. المدّثّر: 6.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 247.

«2»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُكَفَّرٌ وَ ذَلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ یَصْعَدُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا یَنْتَشِرُ فِی النَّاسِ وَ الْكَافِرَ مَشْهُورٌ وَ ذَلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ لِلنَّاسِ یَنْتَشِرُ فِی النَّاسِ وَ لَا یَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ(1).

«3»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُكَفَّراً لَا یُشْكَرُ مَعْرُوفُهُ وَ لَقَدْ كَانَ مَعْرُوفُهُ عَلَی الْقُرَشِیِّ وَ الْعَرَبِیِّ وَ الْعَجَمِیِّ وَ مَنْ كَانَ أَعْظَمَ مَعْرُوفاً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَی هَذَا الْخَلْقِ وَ كَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ مُكَفَّرُونَ لَا یُشْكَرُ مَعْرُوفُنَا وَ خِیَارُ الْمُؤْمِنِینَ مُكَفَّرُونَ لَا یُشْكَرُ مَعْرُوفُهُمْ (2).

«4»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَیْهِ فَقَدْ كَافَأَ وَ مَنْ أَضْعَفَ كَانَ شَكُوراً وَ مَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِیماً وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا صَنَعَ إِنَّمَا صَنَعَ لِنَفْسِهِ لَمْ یَسْتَبْطِئِ النَّاسَ فِی بِرِّهِمْ وَ لَمْ یَسْتَزِدْهُمْ فِی مَوَدَّتِهِمْ فَلَا تَطْلُبَنَّ مِنْ غَیْرِكَ شُكْرَ مَا آتَیْتَهُ إِلَی نَفْسِكَ وَ وَقَیْتَ بِهِ عِرْضَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ طَالِبَ الْحَاجَةِ إِلَیْكَ لَمْ یُكْرِمْ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ فَأَكْرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ (3).

«5»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ وَ یُكَافِیكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَیْهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَمِنْ أَمْرِكَ الْوَفَاءُ لَهُ وَ مِنْ أَمْرِهِ الْغَدْرُ بِكَ وَ رَجُلٌ یَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ یَقْطَعُونَهُ (4).

ص: 42


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 247.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 247.
3- 3. معانی الأخبار ص 141، الخصال ج 1 ص 123.
4- 4. الخصال ج 1 ص 109.

«6»- ل، [الخصال] فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: مِثْلَهُ (1).

أقول: قد مضی المكافاة علی الصنائع فی باب جوامع المكارم بأسانید(2).

«7»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ مُسَجَّلَةٌ قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ- هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (3) جَرَتْ فِی الْكَافِرِ وَ الْمُؤْمِنِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ مَنْ صُنِعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَیْهِ أَنْ یُكَافِئَ بِهِ وَ لَیْسَتِ الْمُكَافَاةُ أَنْ یَصْنَعَ كَمَا صُنِعَ بِهِ بَلْ حَتَّی یَرَی مَعَ فِعْلِهِ لِذَلِكَ أَنَّ لَهُ الْفَضْلَ الْمُبْتَدَأَ.

«8»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَ مَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اللَّهَ لَهُ حَتَّی تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَیْتُمُوهُ.

«9»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ عِبَادِهِ فَانْتَجَبَهُمْ لِفُقَرَاءِ شِیعَتِنَا لِیُثِیبَهُمْ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَی أَخِیكَ إِذَا أَسْدَی إِلَیْكَ مَعْرُوفاً أَنْ تَقُولَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ إِذَا ذُكِرَ وَ لَیْسَ هُوَ فِی الْمَجْلِسِ أَنْ تَقُولَ جَزَاهُ اللَّهُ خَیْراً فَإِذاً أَنْتَ قَدْ كَافَیْتَهُ.

«10»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَعَنَ اللَّهُ قَاطِعِی سَبِیلِ الْمَعْرُوفِ وَ هُوَ الرَّجُلُ یُصْنَعُ إِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ فَتُكَفِّرُهُ فَیَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ یَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَی غَیْرِهِ (4).

الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْكَاظِمُ علیه السلام: الْمَعْرُوفُ غُلٌّ لَا یَفُكُّهُ إِلَّا مُكَافَاةٌ أَوْ شُكْرٌ.

«11»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، قَالَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ مُسَجَّلَةٌ قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا

ص: 43


1- 1. الخصال ج 1 ص 110.
2- 2. راجع ج 69 ص 332.
3- 3. الرحمن: 60.
4- 4. الاختصاص: 241.

الْإِحْسانِ جَرَتْ فِی الْكَافِرِ وَ الْمُؤْمِنِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ مَنْ صُنِعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَیْهِ أَنْ یُكَافِئَ بِهِ وَ لَیْسَتِ الْمُكَافَأَةُ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ حَتَّی تُرَبِّیَ فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صَنَعَ كَانَ لَهُ الْفَضْلُ بِالابْتِدَاءِ(1).

«12»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ازْجُرِ الْمُسِی ءَ بِثَوَابِ الْمُحْسِنِ (2).

باب 37 فی أن المؤمن مكفر لا یشكر معروفه

أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب مفرد أیضا بهذا العنوان فی كتاب الإیمان و الكفر(3).

«1»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُحْسِنُ الْمَذْمُومُ الْمَرْجُومُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَ أَقْرَبُهُمْ مِنَ اللَّهِ وَسِیلَةً الْمُحْسِنُ یُكَفَّرُ إِحْسَانُهُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدُ اللَّهِ فَوْقَ رُءُوسِ الْمُكَفَّرِینَ تُرَفْرِفُ بِالرَّحْمَةِ(4).

باب 38 الهدیة

الآیات:

النمل: وَ إِنِّی مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِمْ بِهَدِیَّةٍ(5)

«1»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نِعْمَ الشَّیْ ءُ الْهَدِیَّةُ أَمَامَ الْحَاجَةِ وَ قَالَ تَهَادَوْا تَحَابُّوا فَإِنَّ الْهَدِیَّةَ تَذْهَبُ بِالضَّغَائِنِ (6).

ص: 44


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص: 208.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 186.
3- 3. راجع ج 67 ص 261- 259.
4- 4. نوادر الراوندیّ ص 9.
5- 5. النمل: 35.
6- 6. الخصال ج 1 ص 16.

«2»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْهَدِیَّةُ عَلَی ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ هَدِیَّةِ مُكَافَأَةٍ وَ هَدِیَّةِ مُصَانَعَةٍ وَ هَدِیَّةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الشَّیْ ءُ الْهَدِیَّةُ مِفْتَاحُ الْحَوَائِجِ (2).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: نِعْمَ الشَّیْ ءُ الْهَدِیَّةُ تُذْهِبُ الضَّغَائِنَ مِنَ الصُّدُورِ(3).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ تَتَهَادَوْنَ قَالَ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَاسْتَدِیمُوا الْهَدَایَا بِرَدِّ الظُّرُوفِ إِلَی أَهْلِهَا(4).

«6»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ تَكْرِمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَنْ یَقْبَلَ تُحْفَتَهُ أَوْ یُتْحِفَهُ مِمَّا عِنْدَهُ وَ لَا یَتَكَلَّفَ شَیْئاً(5).

«7»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ الْفِتْنَةِ فَیَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ بِالنَّبِیذِ وَ السُّحْتَ بِالْهَدِیَّةِ وَ الرِّبَا بِالْبَیْعِ (6).

باب 39 الماعون

الآیات:

الماعون: وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ

«1»- فس، [تفسیر القمی]: وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ مِثْلَ السِّرَاجِ وَ النَّارِ وَ الْخَمِیرِ وَ أَشْبَاهَ ذَلِكَ مِنَ الَّذِی یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: الْخَمِیرِ وَ الرَّكْوَةِ.

ص: 45


1- 1. الخصال ج 1 ص 44.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 74.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 74.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 311.
5- 5. نوادر الراوندیّ ص 11.
6- 6. نهج البلاغة ج 1 ص 301 تحت الرقم 154 من الخطب.

«2»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَا یَحِلُّ مَنْعُ الْمِلْحِ وَ النَّارِ(1).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی أَنْ یَمْنَعَ أَحَدٌ الْمَاعُونَ وَ قَالَ مَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ جَارَهُ مَنَعَهُ اللَّهُ خَیْرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَكَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ وَكَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ فَمَا أَسْوَأَ حَالَهُ (2).

باب 40 الإغضاء عن عیوب الناس و ثواب من مقت نفسه دون الناس

«1»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ النَّاسِ.

«2»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْخَضِرِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ فِی ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ وَ رَجُلٌ لَمْ یُقَدِّمْ رِجْلًا وَ لَمْ یُؤَخِّرْ رِجْلًا أُخْرَی حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ لِلَّهِ عَزَّ [وَ] جَلَّ رِضًی أَوْ سَخَطٌ وَ رَجُلٌ لَمْ یَعِبْ أَخَاهُ بِعَیْبٍ حَتَّی یَنْفِیَ ذَلِكَ الْعَیْبَ مِنْ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ لَا یَنْفِی مِنْهَا عَیْباً إِلَّا بَدَا لَهُ عَیْبٌ آخَرُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ شُغُلًا بِنَفْسِهِ عَنِ النَّاسِ (3).

سن، [المحاسن] أبی عن محمد بن سنان عن خضر عمن سمع أبا عبد اللّٰه علیه السلام: مثله بتغییر ما و قد أوردناه فی باب جوامع المكارم (4).

ص: 46


1- 1. قرب الإسناد: ص 85.
2- 2. أمالی الصدوق ص 257.
3- 3. الخصال ج 1 ص 40.
4- 4. المحاسن ص 5.

«3»- ف، [تحف العقول] فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لِابْنِهِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَیْ بُنَیَّ مَنْ أَبْصَرَ عَیْبَ نَفْسِهِ شُغِلَ عَنْ عَیْبِ غَیْرِهِ (1).

«4»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَنْظُرَ مِنَ النَّاسِ إِلَی مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یُعَیِّرُ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ یُؤْذِی جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ (2).

«5»- ل، [الخصال] فِی وَصِیَّةِ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِیَحْجُزْكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَجِدُ(3) عَلَیْهِمْ فِیمَا تَأْتِی وَ قَالَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا یَجْهَلُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَسْتَحْیِی لَهُمْ مِمَّا هُوَ فِیهِ وَ یُؤْذِی جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ (4).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَیْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عِقَاباً الْبَغْیُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنْ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ أَنْ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ (5).

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی بن موسی عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد اللّٰه بن إبراهیم عن الحسین بن زید عن الصادق عن أبیه علیهما السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله (6).

«7»- جا، [المجالس للمفید] الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِ

ص: 47


1- 1. تحف العقول ص 83.
2- 2. الخصال ج ص 54.
3- 3. من الوجد: أی الغضب و المقت.
4- 4. الخصال ج 1 ص 1.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 105.
6- 6. ثواب الأعمال: ص 245.

عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النضر عن ابن حمید: مثله.

«7»- ع، [علل الشرائع] الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمِیمٍ قَالَ: قِیلَ لَهُ لَا تَذُمَّ النَّاسَ قَالَ مَا أَنَا بِرَاضٍ عَنْ نَفْسِی فَأَتَفَرَّغَ مِنْ ذَمِّهَا إِلَی ذَمِّ غَیْرِهَا فَإِنَّ النَّاسَ خَافُوا اللَّهَ فِی ذُنُوبِ النَّاسِ وَ ائْتَمَنُوهُ عَلَی ذُنُوبِ أَنْفُسِهِمْ.

«8»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی مَا یَخْرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْإِیمَانِ أَنْ یُوَاخِیَ الرَّجُلَ عَلَی دِینِهِ فَیُحْصِیَ عَلَیْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلَّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بِهَا یَوْماً مَا(1).

«9»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَی یَمِینِكَ عَلَی رَأْیٍ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَی یَسَارِكَ فَلَا تَقُلْ إِلَّا خَیْراً وَ لَا تَبَرَّأْ مِنْهُ حَتَّی تَسْمَعَ مِنْهُ مَا سَمِعْتَ وَ هُوَ عَلَی یَمِینِكَ فَإِنَّ الْقُلُوبَ بَیْنَ إِصْبَعَیْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ یَقْلِبُهَا كَیْفَ یَشَاءُ سَاعَةً كَذَا وَ سَاعَةً كَذَا وَ إِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا وُفِّقَ لِلْخَیْرِ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه قوله بین إصبعین من أصابع اللّٰه تعالی یعنی بین طریقین من طرق اللّٰه یعنی بالطریقین طریق الخیر و طریق الشر إن اللّٰه عز و جل لا یوصف بالأصابع و لا یشبه بخلقه تعالی عن ذلك علوا كبیرا(2).

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ یَعْلَی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ دُونَ مَقْتِ النَّاسِ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ(3).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن أحمد بن إدریس عن الأشعری عن حمزة بن یعلی عن عبید اللّٰه بن الحسن رفعه عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله (4).

ص: 48


1- 1. معانی الأخبار ص 394.
2- 2. علل الشرائع باب نوادر العلل الرقم 75.
3- 3. الخصال ج 1 ص 11.
4- 4. ثواب الأعمال ص 165.

«11»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَشْرَفُ خِصَالِ الْكَرَمِ غَفْلَتُكَ عَمَّا تَعْلَمُ.

«12»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ أَشْرَفِ أَفْعَالِ الْكَرِیمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا یَعْلَمُ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ نَظَرَ فِی عَیْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَیْبِ غَیْرِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ نَظَرَ فِی عُیُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِیَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ الْأَحْمَقُ بِعَیْنِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: أَكْبَرُ الْعَیْبِ أَنْ تَعِیبَ مَا فِیكَ مِثْلُهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: یَا أَیُّهَا النَّاسُ طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ النَّاسِ وَ طُوبَی لِمَنْ لَزِمَ بَیْتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ فَكَانَ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَةٍ(1).

باب 41 ثواب إماطة الأذی عن الطریق و إصلاحه و الدلالة علی الطریق

«1»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنِ ابْنِ مُعَاذٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دَخَلَ عَبْدٌ الْجَنَّةَ بِغُصْنٍ مِنْ شَوْكٍ كَانَ عَلَی طَرِیقِ الْمُسْلِمِینَ فَأَمَاطَهُ عَنْهُ (2).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرَّ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ بِقَبْرٍ یُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَیْسَ یُعَذَّبُ فَقَالَ یَا رَبِّ مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبْرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ یُعَذَّبُ ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَیْسَ یُعَذَّبُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا رُوحَ اللَّهِ إِنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصْلَحَ طَرِیقاً وَ آوَی یَتِیماً فَغَفَرْتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابْنُهُ (3).

ص: 49


1- 1. نهج البلاغة تحت الرقم 222 و 349 و 353 و 174 من الحكم علی الترتیب.
2- 2. الخصال ج 1 ص 18.
3- 3. أمالی الصدوق ص 306.

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَمَاطَ عَنْ طَرِیقِ الْمُسْلِمِینَ مَا یُؤْذِیهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ قِرَاءَةِ أَرْبَعِمِائَةِ آیَةٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ (1).

أقول: قد مضی بإسناده فی باب جوامع المكارم (2).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَمُرُّ عَلَی الْمَدَرَةِ فِی وَسَطِ الطَّرِیقِ فَیَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِهِ حَتَّی یُنَحِّیَهَا بِیَدِهِ عَنِ الطَّرِیقِ تَمَامَ الْخَبَرِ(3).

دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ صَدَقَةً قِیلَ مَنْ یُطِیقُ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِمَاطَتُكَ الْأَذَی عَنِ الطَّرِیقِ صَدَقَةٌ وَ إِرْشَادُكَ الرَّجُلَ إِلَی الطَّرِیقِ صَدَقَةٌ وَ عِیَادَتُكَ الْمَرِیضَ صَدَقَةٌ وَ أَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَ نَهْیُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَ رَدُّكَ السَّلَامَ صَدَقَةٌ.

باب 42 الرفق و اللین و كف الأذی و المعاونة علی البر و التقوی

الآیات:

آل عمران: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ (4)

المائدة: وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ (5)

الحجر: وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ (6)

الإسراء: وَ قُلْ لِعِبادِی یَقُولُوا الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّیْطانَ یَنْزَغُ بَیْنَهُمْ إِنَّ الشَّیْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِیناً(7)

ص: 50


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.
2- 2. راجع ج 69 ص 382.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 285.
4- 4. آل عمران: 159.
5- 5. المائدة: 2.
6- 6. الحجر: 88.
7- 7. أسری: 53.

الفرقان: وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(1)

الشعراء: وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (2)

«1»- نهج، [نهج البلاغة]: إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً(3).

«2»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الرِّفْقُ یُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرِّفْقُ لَمْ یُوضَعْ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا یُنْزَعُ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ.

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ الْمُؤْمِنُ مَنِ ائْتَمَنَهُ النَّاسُ عَلَی أَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ.

وَ رُوِیَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: أَنَّ الْمُؤْمِنَ مَنْ آمَنَ جَارَهُ بَوَائِقَهُ (4).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَیْهِ النَّارُ غَداً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْهَیِّنُ الْقَرِیبُ اللَّیِّنُ السَّهْلُ (5).

ل، [الخصال] ابن الولید عن الصفار عن ابن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله: و ذكر مثله (6)

ص: 51


1- 1. الفرقان: 63.
2- 2. الشعراء: 215.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 51.
4- 4. معانی الأخبار ص 239.
5- 5. أمالی الصدوق ص 192.
6- 6. الخصال ج 1 ص 113.

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن ابن أبی الخطاب عن ابن معروف عن سعدان: مثله (1).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ وَ أَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاسَ (2).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا نَاجَی اللَّهُ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ أَنْ قَالَ إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ وَ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ لَهُمْ قَالَ یَا مُوسَی تُنَادِیهِ النَّارُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَا سَبِیلَ لِی عَلَیْكَ (3).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ رَضِیَ بِالْعَافِیَةِ مِمَّنْ دُونَهُ رُزِقَ السَّلَامَةَ مِمَّنْ فَوْقَهُ الْخَبَرَ(4).

«8»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّ الْأَذَی عَنِ النَّاسِ (5).

ل، [الخصال] أبی عن الكمندانی عن أحمد بن محمد عن أبیه عن ابن جبلة عن ابن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: قال جبرئیل للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و ذكر مثله مع زیادة(6)

ل، [الخصال] محمد بن أحمد بن علی الأسدی عن محمد بن جریر و الحسن بن عروة و عبد اللّٰه بن محمد الوهبی جمیعا عن محمد بن حمید عن زافر بن سلیمان عن محمد بن عیینة عن أبی حازم عن سهل بن سعد عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله (7).

ص: 52


1- 1. ثواب الأعمال ص 156.
2- 2. أمالی الصدوق ص 14.
3- 3. أمالی الصدوق ص 125.
4- 4. أمالی الصدوق ص 268.
5- 5. الخصال ج 1 ص 7.
6- 6. الخصال ج 1 ص 7.
7- 7. الخصال ج 1 ص 7.

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَوْماً مِنْ قُرَیْشٍ قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ فَنُفُوا مِنْ قُرَیْشٍ وَ ایْمُ اللَّهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ وَ إِنَّ قَوْماً مِنْ غَیْرِهِمْ حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ فَأُلْحِقُوا بِالْبَیْتِ الرَّفِیعِ قَالَ ثُمَّ قَالَ مَنْ كَفَّ یَدَهُ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّمَا یَكُفُّ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ یَكُفُّونَ عَنْهُ أَیَادِیَ كَثِیرَةً(1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب جوامع المكارم.

«10»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی تَعَبٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَةٍ(2).

«11»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: نِعْمَ وَزِیرُ الْإِیمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الرِّفْقِ اللِّینُ (3).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُعْفِیِّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ (4).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّا أُمِرْنَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أُمِرْنَا بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ (5).

«14»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ (6).

«15»- مع، [معانی الأخبار] الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی

ص: 53


1- 1. الخصال ج 1 ص 12.
2- 2. الخصال ج 2 ص 155 فی حدیث.
3- 3. قرب الإسناد ص 33.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 277.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 135.
6- 6. معانی الأخبار ص 195.

عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَ أَبْغَضَهُ النَّاسُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الَّذِی لَا یُقِیلُ عَثْرَةً وَ لَا یَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَ لَا یَغْفِرُ ذَنْباً ثُمَّ قَالَ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ الْخَبَرَ(1).

«16»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ أَقَالَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«17»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ رَفِیقٌ یُعْطِی الثَّوَابَ وَ یُحِبُّ كُلَّ رَفِیقٍ وَ یُعْطِی عَلَی الرِّفْقِ مَا لَا یُعْطِی عَلَی الْعُنْفِ.

«18»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمِیرٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرِّفْقُ یُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ.

«19»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ كُفَّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَی نَفْسِكَ (3).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَمَلٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَی رَسُولِهِ مِنَ الْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ الرِّفْقِ بِعِبَادِهِ وَ مَا مِنْ عَمَلٍ أَبْغَضَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ الْعُنْفِ عَلَی عِبَادِهِ (4).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا

ص: 54


1- 1. معانی الأخبار ص 196.
2- 2. ثواب الأعمال ص 120.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 3.
4- 4. لا یوجد فی المصدر المطبوع.

أَجْراً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَحَبُّهُمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا وُضِعَ الرِّفْقُ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا وُضِعَ الْخُرْقُ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ فَمَنْ أُعْطِیَ الرِّفْقَ أُعْطِیَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ حُرِمَهُ حُرِمَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(2) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ مُدَارِیاً مَاتَ شَهِیداً(3).

«20»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قُفْلًا وَ قُفْلُ الْإِیمَانِ الرِّفْقُ (4).

بیان: قال فی النهایة الرفق لین الجانب و هو خلاف العنف تقول منه رفق یرفق و یرفق و منه الحدیث ما كان الرفق فی شی ء إلا زانه أی اللطف و الحدیث الآخر أنت رفیق و اللّٰه الطبیب أی أنت ترفق بالمریض و تتلطفه و هو الذی یبرأه و یعافیه و منه الحدیث فی إرفاق ضعیفهم و سد خلتهم أی إیصال الرفق إلیهم انتهی.

إن لكل شی ء قفلا أی حافظا له من ورود أمر فاسد علیه و خروج أمر صالح منه علی الاستعارة و تشبیه المعقول بالمحسوس و قفل الإیمان الرفق و هو لین الجانب و الرأفة و ترك العنف و الغلظة فی الأفعال و الأقوال علی الخلق فی جمیع الأحوال سواء صدر عنهم بالنسبة إلیه خلاف الآداب أو لم یصدر ففیه تشبیه الإیمان بالجوهر النفیس الذی یعتنی بحفظه و القلب بخزانته و الرفق بالقفل لأنه یحفظه عن خروجه و طریان المفاسد علیه فإن الشیطان، سارق الإیمان و مع فتح القفل و ترك الرفق یبعث الإنسان علی أمور من الخشونة و الفحش و القهر و الضرب و أنواع الفساد و غیرها من الأمور التی توجب نقص الإیمان أو زواله و قال بعض الأفاضل و ذلك لأن من لم یرفق یعنف فیعنف علیه فیغضب فیحمله

ص: 55


1- 1. المصدر ص 4.
2- 2. المصدر ص 4.
3- 3. لا یوجد فی المصدر المطبوع.
4- 4. الكافی ج 2 ص 118.

الغضب علی قول أو فعل به یخرج الإیمان من قلبه فالرفق قفل الإیمان یحفظه.

«21»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ قُسِمَ لَهُ الْإِیمَانُ (1).

بیان: من قسم له الرفق أی قدر له قسط منه فی علم اللّٰه قسم له الإیمان أی الكامل منه.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَحْیَی الْأَزْرَقِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رَفِیقٌ یُحِبُّ الرِّفْقَ فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِیلُهُ أَضْغَانَهُمْ وَ مُضَادَّتُهُمْ (2) لِهَوَاهُمْ وَ قُلُوبِهِمْ وَ مِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ یَدَعُهُمْ عَلَی الْأَمْرِ

یُرِیدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَیْلَا تَلْقَی عَلَیْهِمْ عُرَی الْإِیمَانِ وَ مُثَاقَلَتُهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَیَضْعُفُوا فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ فَصَارَ مَنْسُوخاً(3).

تبیان إن اللّٰه تعالی رفیق أقول رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفِیقٌ یُحِبُّ الرِّفْقَ وَ یُعْطِی عَلَی الرِّفْقِ مَا لَا یُعْطِی عَلَی الْعُنْفِ.

قال القرطبی الرفیق هو كثیر الرفق و الرفق یجی ء بمعنی التسهیل و هو ضد العنف و التشدید و التعصیب و بمعنی الإرفاق و هو إعطاء ما یرتفق به و بمعنی التأنی و ضد العجلة و صحت نسبة هذه المعانی إلی اللّٰه تعالی لأنه المسهل و المعطی و غیر المعجل فی عقوبة العصاة و قال الطیبی الرفق اللطف و أخذ الأمر بأحسن الوجوه و أیسرها اللّٰه رفیق أی لطیف بعباده یرید بهم الیسر لا العسر و لا یجوز إطلاقه علی اللّٰه لأنه لم یتواتر و لم یستعمل هنا علی التسمیة بل تمهیدا لأمر أی الرفق أنجح الأسباب و أنفعها فلا ینبغی الحرص فی الرزق بل یكل إلی اللّٰه و قال النووی یجوز تسمیة اللّٰه بالرفیق و غیره من ما ورد فی خبر الواحد علی الصحیح و اختلف أهل الأصول فی التسمیة بخبر الواحد انتهی.

و قال فی المصباح رفقت العمل من باب قتل أحكمته انتهی فیجوز أن یكون إطلاقه الرفیق علیه سبحانه بهذا المعنی و معنی یحب الرفق أنه یأمر به و یحث

ص: 56


1- 1. الكافی ج 2 ص 118.
2- 2. مضادته خ ل.
3- 3. الكافی ج 2 ص 118.

علیه و یثیب به و السل انتزاعك الشی ء و إخراجه فی رفق كالاستلال كذا فی القاموس و كان بناء التفعیل للمبالغة و الضغن بالكسر و الضغینة الحقد و الأضغان جمع الضغن كالأحمال و الحمل و المعنی أنه من رفقه بعباده و لطفه لهم أنه یخرج أضغانهم قلیلا قلیلا و تدریجا من قلوبهم و إلا لأفنوا بعضهم بعضا و قیل لم یكلفهم برفعها دفعة لصعوبتها علیهم بل كلفهم بأن یسعوا فی ذلك و یخرجوها تدریجا و هو بعید: و یحتمل أن یكون المعنی أنه أمر أنبیاءه و أوصیاءهم بالرفق بعباده الكافرین و المنافقین و الإحسان إلیهم و تألیف قلوبهم ببذل الأموال و حسن العشرة فیسل بذلك أضغانهم لله و للرسول و للمؤمنین برفق و یمكن أن یكون المراد بالتسلیل إظهار كفرهم و نفاقهم علی المؤمنین لئلا ینخدعوا منهم كما قال سبحانه أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ یُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (1) أی أحقادهم علی المؤمنین ثم قال وَ لَوْ نَشاءُ لَأَرَیْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِیماهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ- إِنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا یُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَ لا یَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ- إِنْ یَسْئَلْكُمُوها فَیُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَ یُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ قالوا إِنْ یَسْئَلْكُمُوها فَیُحْفِكُمْ أی یجهدكم بمسألة جمیعها أو أجرا علی الرسالة فیبالغ فیه تَبْخَلُوا بها فلا تعطوها وَ یُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ أی بغضكم و عداوتكم لله و الرسول و لكنه فرض علیكم ربع العشر أو لم یسألكم أجرا علی الرسالة و هذا یؤید المعنی السابق أیضا.

قوله و مضادتهم لهواهم و قلوبهم هذا أیضا یحتمل وجوها الأول أن یكون معطوفا علی الأضغان أی من لطفه بعباده رفع مضادة أهویة بعضهم لبعض و قلوب بعضهم لبعض فیكون قریبا من الفقرة السابقة علی بعض الوجوه.

الثانی أن یكون عطفا علی تسلیله أی من لطفه بعباده المؤمنین أن جعل أهویة المخالفین و الكافرین متضادة مختلفة فلو كانوا مجتمعین متفقین فی الأهواء لأفنوا

ص: 57


1- 1. القتال: 29.

المؤمنین و استأصلوهم كما قال تعالی لا یُقاتِلُونَكُمْ جَمِیعاً إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ (1).

الثالث أن یكون عطفا علی تسلیله أیضا و المعنی أنه من لطفه جعل المضادة بین هوی كل امرئ و قلبه أی روحه و عقله فلو لم یكن القلب معارضا للهوی لم یختر أحد الآخرة علی الدنیا و فی بعض النسخ و مضادته و هو أنسب بهذا المعنی و المضادة بمعنی جعل الشی ء ضد الشی ء شائع كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ وَ الْیُبْسَ بِالْبَلَلِ.

الرابع أن یكون الواو بمعنی مع و یكون تتمة للفقرة السابقة أی أخرج أحقادهم مع وجود سببها و هو مضادة أهوائهم و قلوبهم.

الخامس أن یكون المعنی من رفقه أنه أوجب علیهم التكالیف المضادة لهواهم و قلوبهم لكن برفق و لین بحیث لم یشق علیهم بل إنما كلف عباده بالأوامر و النواهی متدرجا كیلا ینفروا كما أنهم لما كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أولا آیة تدل علی مفاسدها ثم نهوا عن شربها قریبا من وقت الصلاة ثم عمم و شدد و لم ینزل علیهم الأحكام دفعة لیشد علیهم بل أنزلها تدریجا و كل ذلك ظاهر لمن تتبع موارد نزول الآیات و تقریر الأحكام و فی لفظ المضادة إیماء إلی ذلك قال الفیروزآبادی ضده فی الخصومة غلبه و عنه صرفه و منعه برفق و ضاده خالفه.

و من رفقه بهم أنه یدعهم علی الأمر حاصله أنه یرید إزالتهم عن أمر من الأمور لكن یعلم أنه لو بادر إلی ذلك یثقل علیهم فیؤخر ذلك إلی أن یسهل علیهم ثم یحولهم عنه إلی غیره فیصیر الأول منسوخا كأمر القبلة فإن اللّٰه تعالی كان یحب لنبیه صلی اللّٰه علیه و آله التوجه إلی الكعبة و كان فی أول وروده المدینة هذا الحكم شاقا علیهم لإلفهم بالصلاة إلی بیت المقدس فتركهم علیها فلما كملوا و آنسوا

ص: 58


1- 1. الحشر: 14.

بأحكام الإسلام و صار سهلا یسیرا علیهم حولهم إلی الكعبة.

و عری الإسلام أحكامه و شرائعه كأنها للإسلام بمنزلة العروة من جهة أن من أراد الشرب من الكوز یتمسك بعروته فكذا من أراد التمتع بالإسلام یستمسك بشرائعه و أحكامه و التعبیر عن الثقل بالمثاقلة للمبالغة اللازمة للمفاعلة و لا یبعد أن یكون فی الأصل مثاقیله یقال ألقی علیه مثاقیله أی مئونته و قیل المراد أنه تعالی یعلم أن صلاح العباد فی أمرین و أنه لو كلفهم بهما دفعه و فی زمان واحد ثقل ذلك علیهم و ضعفوا عن تحملهما فمن رفقه بهم أن یأمرهم بأحدهما و یدعهم علیه حینا ثم إذا أراد إزالتهم عنه نسخ الأمر الأول بالأمر الآخر لیفوزوا بالمصلحتین و هذا وجه آخر للنسخ غیر ما هو المعروف من اختصاص كل أمر بوقت دون آخر انتهی و لا یخفی ما فیه.

و قوله علیه السلام نسخ الأمر بالآخر إما من مؤیدات الیسر لأن ترك الناس أمرا رأسا أشق علیهم من تبدیله بأمر آخر أو لبیان أن النسخ یكون كذلك كما قال تعالی ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها(1) و سیأتی ما یؤید الأول.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الرِّفْقُ یُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ (2).

بیان: الیمن بالضم البركة كالمیمنة یمن كعلم و عنی و جعل و كرم فهو میمون كذا فی القاموس أی الرفق مبارك میمون فإذا استعمل فی أمر كان ذلك الأمر مقرونا بخیر الدنیا و الآخرة و الخرق بعكسه قال فی القاموس الخرق بالضم و بالتحریك ضد الرفق و أن لا یحسن الرجل العمل و التصرف فی الأمور و الحمق.

ص: 59


1- 1. البقرة: 106.
2- 2. الكافی ج 2 ص 119.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَفِیقٌ یُحِبُّ الرِّفْقَ وَ یُعْطِی عَلَی الرِّفْقِ مَا لَا یُعْطِی عَلَی الْعُنْفِ (1).

بیان: یعطی علی الرفق أی من أجر الدنیا و ثواب الآخرة.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ یُوضَعْ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا نُزِعَ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ (2).

بیان: فی المصباح زان الشی ء صاحبه زینا من باب سار و أزانه مثله و الاسم الزینة و زینه تزیینا مثله و الزین ضد الشین و قال شانه شینا من باب باع عابه و الشین خلاف الزین.

«26»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ فِی الرِّفْقِ الزِّیَادَةَ وَ الْبَرَكَةَ وَ مَنْ یُحْرَمِ الرِّفْقَ یُحْرَمِ الْخَیْرَ(3).

بیان: إن فی الرفق الزیادة أی فی الرزق أو فی جمیع الخیرات و البركة و الثبات فیها و من یحرم الرفق علی بناء المجهول أی منع منه و لم یوفق له حرم خیرات الدنیا و الآخرة فی القاموس حرمه الشی ء كضربه و علمه حریما و حرمانا بالكسر منعه و أحرمه لغیة و المحروم الممنوع من الخیر و من لا ینمی له مال و المحارف الذی لا یكاد یكتسب.

«27»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا زُوِیَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَیْتٍ إِلَّا زُوِیَ عَنْهُمُ الْخَیْرُ(4).

بیان: ما زوی علی بناء المفعول أی نحی و أبعد فی القاموس زواه زیا و زویا نحاه فانزوی و سره عنه طواه و الشی ء جمعه و قبضه.

«28»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِ

ص: 60


1- 1. الكافی ج 2 ص 119.
2- 2. الكافی ج 2 ص 119.
3- 3. الكافی ج 2 ص 119.
4- 4. الكافی ج 2 ص 119.

بْنِ الْمُعَلَّی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادِ بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا أَهْلِ بَیْتٍ أُعْطُوا حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِی الرِّزْقِ وَ الرِّفْقُ فِی تَقْدِیرِ الْمَعِیشَةِ خَیْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِی الْمَالِ وَ الرِّفْقُ لَا یَعْجِزُ عَنْهُ شَیْ ءٌ وَ التَّبْذِیرُ لَا یَبْقَی مَعَهُ شَیْ ءٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَفِیقٌ یُحِبُّ الرِّفْقَ (1).

بیان: أعطوا حظهم أی أعطاهم اللّٰه نصیبا وافرا من الرفق أی رفق بعضهم ببعض أو رفقهم بخلق اللّٰه أو رفقهم فی المعیشة بالتوسط من غیر إسراف و تقتیر أو الأعم من الجمیع فقد وسع اللّٰه علیهم فی الرزق لأن أعظم أسباب الرزق المداراة مع الخلق و حسن المعاملة معهم فإنه یوجب إقبالهم إلیه مع أن اللّٰه تعالی یوفقه لإطاعة أمره لا سیما مع التقدیر فی المعیشة كما قال علیه السلام و الرفق فی تقدیر المعیشة أی فی خصوص هذا الأمر أو معه بأن یكون فی بمعنی مع و تقدیر المعیشة یكون بمعنی التقتیر كقوله تعالی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ(2) و بمعنی التوسط بین الإسراف و التقتیر و هو المراد هنا خیر من السعة فی المال أی بلا تقدیر.

و قوله علیه السلام الرفق لا یعجز عنه شی ء كأنه تعلیل للمقدمتین السابقتین أی الرفق فی تقدیر المعیشة لا یضعف و لا یقصر عنه شی ء من المال أو الكسب لأن القلیل منهما یكفی مع التقدیر و القدر الضروری قد ضمنه العدل الحكیم و التبذیر أی الإسراف لا یبقی معه شی ء من المال و إن كثر و قیل أراد بقوله الرفق لا یعجزه عنه شی ء إن الرفیق یقدر علی كل ما یرید بخلاف الأخرق و لا یخفی ما فیه ثم قال و السر فی جمیع ذلك أن الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبوه و أعانوه و ألقی اللّٰه تعالی له فی قلوبهم العطف و الود فلم یدعوه یتعب أو یتعسر علیه أمره.

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ رَفَعَهُ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ

ص: 61


1- 1. الكافی ج 2 ص 119.
2- 2. الرعد: 26 و غیرها.

عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی وَ جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِی ارْفُقْ بِهِمْ فَإِنَّ كُفْرَ أَحَدِهِمْ فِی غَضَبِهِ وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِی غَضَبِهِ (1).

إیضاح: فإن كفر أحدهم فی غضبه لأن أكثر الناس عند الغضب یتكلمون بكلمة الكفر و ینسبون إلی اللّٰه سبحانه و إلی الأنبیاء و الأوصیاء ما لا یلیق بهم و أی خیر یتوقع ممن لا یبالی عند الغضب بالخروج عن الإسلام و استحقاق القتل فی الدنیا و العقاب الدائم فی الآخرة فإذا لم یبال بذلك لم یبال بشتمك و ضربك و قتلك و الافتراء علیك بما یوجب استیصالك و یحتمل أن یكون الكفر هنا شاملا لارتكاب الكبائر كما مر أنه أحد معانیه.

«30»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَیْشِ (2).

بیان: نصف العیش أی نصف أسباب العیش الطیب لأن رفاهیة العیش إما بكثرة المال و الجاه و حصول أسباب الغلبة أو بالرفق فی المعیشة و المعاشرة بل هذا أحسن كما مر و إذا تأملت ذلك علمت أنه شامل لجمیع الأمور حتی التعیش فی الدار و المعاملة مع أهلها فإن تحصیل رضاهم إما بالتوسعة علیهم فی المال أو بالرفق معهم فی كل حال و بكل منهما یحصل رضاهم و الغالب أنهم بالثانی أرضی.

«31»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الرِّفْقَ وَ یُعِینُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّابَّةَ الْعَجِفَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا فَإِنْ كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً فَانْجُوا عَلَیْهَا وَ إِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا(3).

بیان: و یعین علیه أی یهیئ أسباب الرفق أو یعین بسبب الرفق أو معه أو كائنا علیه علی سائر الأمور كما مر و التفریع بقوله علیه السلام فإذا ركبتم للتنبیه علی أن الرفق مطلوب حتی مع الحیوانات و قال فی المغرب العجف بالتحریك

ص: 62


1- 1. الكافی ج 2 ص 119.
2- 2. الكافی ج 2 ص 120.
3- 3. الكافی ج 2 ص 120.

الهزال و الأعجف المهزول و الأنثی العجفاء و العجفاء یجمع علی عجف كصماء علی صم انتهی و قوله فأنزلوها منازلها أولا یحتمل وجهین الأول أن یكون المراد الإنزال المعنوی أی راعوا حالها فی إنزالها المنازل و المراد فی الثانی المعنی الحقیقی و الثانی أن یكون الأول مجملا و الثانی تفصیلا و تعیینا لمحل ذلك الحكم و علی التقدیرین الفاء فی قوله فإن كانت للتفصیل و فی المصباح الجدب هو المحل لفظا و معنی و هو انقطاع المطر و یبس الأرض یقال جدب البلد جدوبه فهو جدب و جدیب و أرض جدبة و جدوب و أجدبت إجدابا فهی مجدبة و قال الجوهری نجوت نجاء ممدود أی أسرعت و سبقت و الناجیة و النجاة الناقة السریعة تنجو بمن ركبتها و البعیر ناج و الخصب بالكسر نقیض الجدب و قد أخصبت الأرض و مكان مخصب و خصیب و أخصب القوم أی صاروا إلی الخصب قوله فأنزلوها منازلها أی منازلها اللائقة بحالها من حیث الماء و الكلاء أو لا تجعلوا منزلا لضعف الدابة و إنما یجوز ذلك مع جدب الأرض فإن مصلحتها أیضا فی ذلك.

«32»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً یُرَی مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْ ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ (1).

«33»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفِیقٌ یُحِبُّ الرِّفْقَ وَ مِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ تَسْلِیلُ أَضْغَانِكُمْ وَ مُضَادَّةِ قُلُوبِكُمْ وَ إِنَّهُ لَیُرِیدُ تَحْوِیلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ فَیَتْرُكُهُ عَلَیْهِ حَتَّی یُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِیَةَ تَثَاقُلِ الْحَقِّ عَلَیْهِ (2).

بیان: قد عرفت الوجوه فی حله و كان الأنسب هنا عطف مضادة علی أضغانكم إشارة إلی قوله تعالی لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ (3) و یحتمل أیضا العطف علی التسلیل بالإضافة إلی المفعول كما مر.

ص: 63


1- 1. الكافی ج 2 ص 120.
2- 2. الكافی ج 2 ص 120.
3- 3. الأنفال: 63.

قوله كراهیة تثاقل الحق علیه قیل الكراهیة علة لتحویله بالناسخ و الحق الأمر المنسوخ و وجه التثاقل أن النفس یثقل علیها الأمر المكروه و ینشط بالأمر الجدید أو علة لتحویله بالناسخ دون جمعه معه مع أن فی كلا الأمرین صلاح العبد إلا أن الرفق یقتضی النسخ لئلا یتثاقل الحق علیه انتهی.

أقول: لا یخفی ما فی الوجهین أما الأول فلأن ترك المعتاد أشق علی النفس و لذا كانت الأمم یثقل علیهم قبول الشرائع المتجددة و إن كانت أسهل و كانوا یرغبون إلی ما ألفوا به و مضوا علیه من طریقة آبائهم نعم قد كان بعض الشرائع الناسخة أسهل من المنسوخة كعدة الوفاة نقلهم فیها من السنة إلی أربعة أشهر و عشرة أیام و كثبات القدم فی الجهاد من العشر إلی النصف لكن أكثرها كان أشق و أما الثانی ففی غالب الأمر لا یمكن الجمع بین الناسخ و المنسوخ لتضادهما كالقبلتین و العدتین و الحكمین فی الجهاد و تحلیل الخمر و تحریمه و إباحة الجماع فی لیالی شهر رمضان و عدمها و الأكل و الشرب فیها بعد النوم و عدمهما نعم قد یتصور نادرا كصوم عاشوراء و صوم شهر رمضان إن ثبت ذلك فالأوجه ما ذكرنا سابقا.

«34»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَ أَحَبُّهُمَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ (1).

بیان: یقال اصطحب القوم أی صحب بعضهم بعضا و یدل علی فضل الرفق لا سیما فی المصطحبین المترافقین.

«35»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ كَانَ رَفِیقاً فِی أَمْرِهِ نَالَ مَا یُرِیدُ مِنَ النَّاسِ (2).

ص: 64


1- 1. الكافی ج 2 ص 120.
2- 2. الكافی ج 2 ص 120.

باب 43 النصیحة للمسلمین و بذل النصح لهم و قبول النصح ممن ینصح

«1»- ل، [الخصال] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَلْخِیُّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ ظُهَیْرٍ وَ كَانَ مِنَ الْأَفَاضِلِ عَنْ نَصْرِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُوسَی بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ تَمِیمٍ الرَّازِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَضْمَنْ لِی خَمْساً أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ قِیلَ وَ مَا هِیَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّصِیحَةُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ النَّصِیحَةُ لِرَسُولِهِ وَ النَّصِیحَةُ لِكِتَابِ اللَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِدِینِ اللَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ (1).

أقول: قد مضی خبر قبول النصیحة فی باب كظم الغیظ(2) فیما أوحی إلی نبی من الأنبیاء.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ رَأَی أَخَاهُ عَلَی أَمْرٍ یَكْرَهُهُ فَلَمْ یَرُدَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ فَقَدْ خَانَهُ وَ مَنْ لَمْ یَجْتَنِبْ مُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ أَوْشَكَ أَنْ یَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ (3).

«3»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ یَحْتَاجُ إِلَی خِصَالٍ تَوْفِیقٍ مِنَ اللَّهِ وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَبُولٍ مِمَّنْ یَنْصَحُهُ (4).

«4»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ مَوَالِیهِ عَاتِبْ فُلَاناً وَ قُلْ لَهُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً إِذَا عُوتِبَ قَبِلَ (5).

ص: 65


1- 1. الخصال ج 1 ص 141.
2- 2. من أبواب مكارم الأخلاق راجع الخصال ج 1 ص 128.
3- 3. أمالی الصدوق ص 162.
4- 4. تحف العقول ص 480 ط الإسلامیة.
5- 5. تحف العقول ص 509.

«5»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ: ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهَا قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ وَ قَالَ حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَنْ یَمْحَضَهُ النَّصِیحَةَ فِی الْمَشْهَدِ وَ الْمَغِیبِ كَنَصِیحَتِهِ لِنَفْسِهِ وَ نَرْوِی مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ فَلَمْ یُنَاصِحْهُ كَانَ كَمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَرْوِی مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ مِنْهُمْ وَ أَرْوِی لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَبْدٍ وَ هُوَ یُضْمِرُ فِی قَلْبِهِ عَلَی مُؤْمِنٍ سُوءاً وَ نَرْوِی لَیْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُؤْمِناً أَوْ ضَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُ وَ نَرْوِی الْخَلْقُ عِیَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ مُؤْمِنٍ سُرُوراً وَ مَشَی مَعَ أَخِیهِ فِی حَاجَتِهِ (1).

«6»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ الْمَسَائِلِ مِنْ مَسَائِلِ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَ كَتَبَ إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِنَا: عَاتِبْ فُلَاناً وَ قُلْ لَهُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً إِذَا عُوتِبَ قَبِلَ.

«7»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: كَثْرَةُ النُّصْحِ تَدْعُو إِلَی التُّهَمَةِ.

«8»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیهما السلام: رُبَّمَا نَصَحَ غَیْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ (2).

باب 44 الأدب و من عرف قدره و لم یتعد طوره

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ (3).

ص: 66


1- 1. الكتاب المعروف بفقه الرضا ص 50.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 51.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 45، أمالی الصدوق ص 267.

ل، [الخصال] الحسن بن حمزة العلوی عن یوسف بن محمد الطبری عن سهل بن نجدة عن وكیع عن زكریا بن أبی زائدة عن عامر الشعبی عن أمیر المؤمنین علیه السلام: مثله (1).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ لَمْ یَكُنْ فِیهِ كَثِیرُ مُسْتَمْتَعٍ قِیلَ وَ مَا هُنَّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدِّینُ وَ الْعَقْلُ وَ الْحَیَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ (2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَا حَسَبَ أَبْلَغُ مِنَ الْأَدَبِ.

أقول: قد مضی أخبار من باب جوامع المكارم (3).

«4»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَطْمَعَنَّ ذُو الْكِبْرِ فِی الثَّنَاءِ الْحَسَنِ- وَ لَا الْخِبُّ فِی كَثْرَةِ الصَّدِیقِ وَ لَا السَّیِّئُ الْأَدَبِ فِی الشَّرَفِ وَ لَا البخل [الْبَخِیلُ] فِی صِلَةِ الرَّحِمِ وَ لَا الْمُسْتَهْزِئُ بِالنَّاسِ فِی صِدْقِ الْمَوَدَّةِ وَ لَا الْقَلِیلُ الْفِقْهِ فِی الْقَضَاءِ وَ لَا الْمُغْتَابُ فِی السَّلَامَةِ وَ لَا الْحَسُودُ فِی رَاحَةِ الْقَلْبِ وَ لَا الْمُعَاقِبُ عَلَی الذَّنْبِ الصَّغِیرِ فِی السُّودَدِ وَ لَا الْقَلِیلُ التَّجْرِبَةِ الْمُعْجَبُ بِرَأْیِهِ فِی رِئَاسَةٍ(4).

«5»- ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الْأَدَبُ رِئَاسَةٌ(5).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِیمَةٌ وَ الْآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِیَةٌ وَ الِاعْتِذَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَی بِكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ تَرْكُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَیْرِكَ (6).

ص: 67


1- 1. الخصال ج 2 ص 45.
2- 2. أمالی الصدوق ص 175.
3- 3. راجع ج 69 ص 389.
4- 4. الخصال ج 2 ص 53.
5- 5. الخصال ج 2 ص 94.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 113.

«7»- نهج، [نهج البلاغة]: الْآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ. وَ قَالَ علیه السلام: هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ یَعْرِفْ قَدْرَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام لِبَعْضِ مُخَاطِبِیهِ وَ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ یُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَبُولِ مِثْلِهَا لَقَدْ طِرْتَ شَكِیراً وَ هَدَرْتَ سَقْباً.

وَ الشَّكِیرُ هَاهُنَا أَوَّلُ مَا یَنْبُتُ مِنْ رِیشِ الطَّائِرِ قَبْلَ أَنْ یَقْوَی وَ یَسْتَحْصِفَ وَ السَّقْبُ الصَّغِیرُ مِنَ الْإِبِلِ وَ لَا یُهْدَرُ إِلَّا إِذَا اسْتُفْحِلَ (1).

«8»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْأَدَبُ یُغْنِی عَنِ الْحَسَبِ. وَ قَالَ علیه السلام: الْآدَابُ تَلْقِیحُ الْأَفْهَامِ وَ نَتَائِجُ الْأَذْهَانِ. وَ قَالَ علیه السلام: حُسْنُ الْأَدَبِ یَنُوبُ عَنِ الْحَسَبِ.

باب 45 فضل كتمان السر و ذم الإذاعة

«1»- أَقُولُ قَدْ مَضَی فِی بَابِ مَنْ یَنْبَغِی مُصَادَقَتُهُ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِیَرَةُ بِیَدِهِ وَ كُلُّ حَدِیثٍ جَاوَزَ اثْنَیْنِ فَشَا(2).

«2»- ل، [الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الدِّلْهَاثِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ نَبِیِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ وَلِیِّهِ فَالسُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ كِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (3) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِیِّهِ فَمُدَارَاةُ النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ نَبِیَّهُ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ وَ قَالَ- خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (4) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِیِّهِ فَالصَّبْرُ عَلَی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ:

ص: 68


1- 1. نهج البلاغة تحت الرقم 4 من الحكم ثمّ الرقم 149 ثمّ الرقم 402.
2- 2. راجع ج 74 ص 187.
3- 3. الجن: 27.
4- 4. الأعراف: 199.

وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ(1).

مع، [معانی الأخبار] علی بن أحمد بن محمد عن الأسدی عن سهل عن مبارك مولی الرضا عنه علیه السلام: مثله (2).

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ ابْنُ عِصَامٍ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْوَرَّاقُ وَ الدَّقَّاقُ جَمِیعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا علیه السلام أَنْشِدْنِی أَحْسَنَ مَا رَوَیْتَهُ فِی كِتْمَانِ السِّرِّ فَقَالَ علیه السلام:

وَ إِنِّی لَأَنْسَی السِّرَّ كَیْلَا أُذِیعَهُ***فَیَا مَنْ رَأَی سِرّاً یُصَانُ بِأَنْ یُنْسَی

مَخَافَةَ أَنْ یَجْرِیَ بِبَالِی ذِكْرُهُ***فَیَنْبِذَهُ قَلْبِی إِلَی مُلْتَوَی الْحَشَا

فَیُوشِكُ مَنْ لَمْ یُفْشِ سِرّاً وَ جَالَ فِی***خَوَاطِرِهِ أَنْ لَا یُطِیقَ لَهُ حَبْساً(3)

«4»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً مَوَدَّةٌ تَمْنَحُهَا مَنْ لَا وَفَاءَ لَهُ وَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ مَنْ لَا یَشْكُرُ لَهُ وَ عِلْمٌ عِنْدَ مَنْ لَا اسْتِمَاعَ لَهُ وَ سِرٌّ تُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ لَا حَصَافَةَ لَهُ (4).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طُوبَی لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَ النَّاسَ فَصَاحَبَهُمْ بِبَدَنِهِ وَ لَمْ یُصَاحِبْهُمْ فِی أَعْمَالِهِمْ بِقَلْبِهِ فَعَرَفَهُمْ فِی الظَّاهِرِ وَ لَمْ یَعْرِفُوهُ فِی الْبَاطِنِ (5).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّی افْتَدَیْتُ خَصْلَتَیْنِ فِی الشِّیعَةِ لَنَا بِبَعْضِ لَحْمِ سَاعِدِی النَّزَقَ وَ قِلَّةَ الْكِتْمَانِ (6).

أقول: قد مر فی الأبواب السابقة وصیة أمیر المؤمنین علیه السلام إلی ابنه و قد

ص: 69


1- 1. الخصال ج 1 ص 41، عیون الأخبار ج 1 ص 256. و الآیة فی البقرة: 177.
2- 2. معانی الأخبار ص 184.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 175.
4- 4. الخصال ج 1 ص 126.
5- 5. الخصال ج 2 ص 16.
6- 6. الخصال ج 1 ص 24.

أوردنا بعضها فی باب التقیة و بعضها فی كتاب العلم.

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كِتْمَانُ سِرِّنَا جِهَادٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

«8»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: طُوبَی لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَ النَّاسَ فَصَاحَبَهُمْ بِبَدَنِهِ وَ لَمْ یُصَاحِبْهُمْ فِی أَعْمَالِهِمْ بِقَلْبِهِ فَعَرَفُوهُ فِی الظَّاهِرِ وَ عَرَفَهُمْ فِی الْبَاطِنِ (1).

«9»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ بَعْدِی فِتَناً مُظْلِمَةً عَمْیَاءَ مُتَشَكِّكَةً- لَا یَبْقَی فِیهَا إِلَّا النُّوَمَةُ قِیلَ وَ مَا النُّوَمَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الَّذِی لَا یَدْرِی النَّاسُ مَا فِی نَفْسِهِ (2).

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّهِیكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ یَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ أَوْ أَخْدَمَهُ أَوْ كَتَمَ لَهُ سِرّاً(3).

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سَبْعَةٌ یُفْسِدُونَ أَعْمَالَهُمْ الرَّجُلُ الْحَلِیمُ ذُو الْعِلْمِ الْكَثِیرِ لَا یُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا یُذْكَرُ بِهِ وَ الْحَكِیمُ الَّذِی یُدَبِّرُ(4)

مَالَهُ كُلَّ كَاذِبٍ مُنْكِرٍ لِمَا یُؤْتَی إِلَیْهِ وَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْمَنُ ذَا الْمَكْرِ وَ الْخِیَانَةِ وَ السَّیِّدُ الْفَظُّ الَّذِی لَا رَحْمَةَ لَهُ وَ الْأُمُّ الَّتِی لَا تَكْتُمُ عَنِ الْوَلَدِ السِّرَّ وَ تُفْشِی عَلَیْهِ (5) وَ السَّرِیعُ إِلَی لَائِمَةِ إِخْوَانِهِ وَ الَّذِی

ص: 70


1- 1. معانی الأخبار ص 380.
2- 2. معانی الأخبار ص 166.
3- 3. الخصال ج 1 ص 69.
4- 4. یعنی یكل تدبیر ماله الی كل كاذب منكر، و یحتمل أن یكون الصحیح« یدین» أی یقرض ماله لمن هو كذلك.
5- 5. السر: النكاح.

یُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ (1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: لَا تُطْلِعْ صَدِیقَكَ مِنْ سِرِّكَ إِلَّا عَلَی مَا لَوِ اطَّلَعَ عَلَیْهِ عَدُوُّكَ لَمْ یَضُرَّكَ فَإِنَّ الصَّدِیقَ قَدْ یَكُونُ عَدُوَّكَ یَوْماً مَا(2).

«13»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: إِظْهَارُ الشَّیْ ءِ قَبْلَ أَنْ یُسْتَحْكَمَ مَفْسَدَةٌ لَهُ (3).

سن، [المحاسن] أبو یوسف النجاشی عن یحیی بن ملك عن الأحول و غیره عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. مثله (4).

«14»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: جُمِعَ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی كِتْمَانِ السِّرِّ وَ مُصَادَقَةِ الْأَخْیَارِ وَ جُمِعَ الشَّرُّ فِی الْإِذَاعَةِ وَ مُوَاخَاةِ الْأَشْرَارِ(5).

«15»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ فَلَا یَجْرِیَنَّ مِنْ غَیْرِ أَوْدَاجِكَ.

«16»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الظَّفَرُ بِالْحَزْمِ وَ الْحَزْمُ بِإِجَابَةِ الرَّأْیِ وَ الرَّأْیُ بِتَحْصِینِ الْأَسْرَارِ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِیَرَةُ بِیَدِهِ (8).

وَ قَالَ علیه السلام: الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ (9).

«17»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرِّكَ.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: وَدِدْتُ وَ اللَّهِ أَنِّی

ص: 71


1- 1. الخصال ج 2 ص 5.
2- 2. أمالی الصدوق 397.
3- 3. تحف العقول ص 480.
4- 4. المحاسن ص 603.
5- 5. الاختصاص: 218.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 155.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 144.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 184.
9- 9. نهج البلاغة ج 2 ص 51.

افْتَدَیْتُ خَصْلَتَیْنِ فِی شِیعَةٍ لَنَا بِبَعْضِ لَحْمِ سَاعِدِی النَّزَقَ وَ قِلَّةَ الْكِتْمَانِ (1).

بیان: لوددت بكسر الدال و فتحها أی أحببت و یقال فداه یفدیه فداء و افتدی به و فاداه أعطی شیئا فأنقذه و كأن المعنی وددت أن أهلك و أذهب تینك الخصلتین من الشیعة و لو انجر الأمر إلی أن یلزمنی أن أعطی فداء عنهما بعض لحم ساعدی أو یقال لما كان افتداء الأسیر إعطاء شی ء لأخذ الأسیر ممن أسره استعیر هنا لإعطاء الشیعة لحم الساعد لأخذ الخصلتین منهم أو یكون علی القلب و المعنی إنقاذ الشیعة من تینك الخصلتین و النزق بالفتح الطیش و الخفة عند الغضب و المراد بالكتمان إخفاء أحادیث الأئمة و أسرارهم عن المخالفین عند خوف الضرر علیهم و علی شیعتهم أو الأعم منه و من كتمان أسرارهم و غوامض أخبارهم عمن لا یحتمله عقله.

«19»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أُمِرَ النَّاسُ بِخَصْلَتَیْنِ فَضَیَّعُوهُمَا فَصَارُوا مِنْهُمَا عَلَی غَیْرِ شَیْ ءٍ الصَّبْرِ وَ الْكِتْمَانِ (2).

بیان: فصاروا منهما أی بسببهما أی بسبب تضییعهما علی غیر شی ء من الدین أو ضیعوهما بحیث لم یبق فی أیدیهم شی ء منهما الصبر علی البلایا و أذی الأعادی و كتمان الأسرار عنهم كما مر فی قوله تعالی بِما صَبَرُوا وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ(3).

«20»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا سُلَیْمَانُ إِنَّكُمْ عَلَی دِینٍ مَنْ كَتَمَهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ (4).

بیان: أعزه اللّٰه خبر و احتمال الدعاء بعید.

ص: 72


1- 1. الكافی ج 2 ص 221.
2- 2. الكافی ج 2 ص 222.
3- 3. القصص: 54.
4- 4. الكافی ج 2 ص 222.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلْنَا عَلَیْهِ جَمَاعَةً فَقُلْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا نُرِیدُ الْعِرَاقَ فَأَوْصِنَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِیُقَوِّ شَدِیدُكُمْ ضَعِیفَكُمْ وَ لْیَعُدْ غَنِیُّكُمْ عَلَی فَقِیرِكُمْ وَ لَا تَبُثُّوا سِرَّنَا وَ لَا تُذِیعُوا أَمْرَنَا وَ إِذَا جَاءَكُمْ عَنَّا حَدِیثٌ فَوَجَدْتُمْ عَلَیْهِ شَاهِداً أَوْ شَاهِدَیْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ إِلَّا فَقِفُوا عِنْدَهُ ثُمَّ رُدُّوهُ إِلَیْنَا حَتَّی یَسْتَبِینَ لَكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْتَظِرَ لِهَذَا الْأَمْرِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَ مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا فَخَرَجَ مَعَهُ فَقَتَلَ عَدُوَّنَا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ عِشْرِینَ شَهِیداً وَ مَنْ قُتِلَ مَعَ قَائِمِنَا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ شَهِیداً(1).

بیان: جماعة منصوب علی الحالیة أی مجتمعین معا لیقوّ شدیدكم أی بالإغاثة و الإعانة و رفع الظلم أو بالتقویة فی الدین و دفع الشبه عنه و لیعد یقال عاد بمعروفه من باب قال أی أفضل و الاسم العائدة و هی المعروف و الصلة و لا تبثوا سرنا أی الأحكام

المخالفة لمذهب العامة عندهم و لا تذیعوا أمرنا أی أمر إمامتهم و خلافتهم و غرائب أحوالهم و معجزاتهم عند المخالفین بل الضعفة من المؤمنین إذ كانوا فی زمان شدید و كان الناس یفتشون أحوالهم و یقتلون أشیاعهم و أتباعهم.

و أما إظهارها عند عقلاء الشیعة و أمنائهم و أهل التسلیم منهم فأمر مطلوب كما مر فوجدتم علیه شاهدا أو شاهدین من كتاب اللّٰه كأنه محمول علی ما إذا كان مخالفا لما فی أیدیهم أو علی ما إذا لم یكن الراوی ثقة أو یكون الغرض موافقته لعمومات الكتاب كما ذهب إلیه الشیخ من عدم العمل بخبر الواحد إلا إذا كان موافقا لفحوی الكتاب و السنة المتواترة علی التفصیل الذی ذكره فی صدر كتابی الحدیث (2) و إلا فقفوا عنده أی لا تعملوا به و لا تردوه بل توقفوا عنده حتی تسألوا عنه الإمام و قیل المراد أنه إذا وصل إلیكم منا حدیث یلزمكم العمل به فإن وجدتم علیه شاهدا من كتاب اللّٰه یكون لكم مفرا عند المخالفین إذا سألوكم عن دلیله فخذوا المخالفین به و ألزموهم و أسكتوهم و لا تتقوا منهم و إن لم تجدوا

ص: 73


1- 1. الكافی ج 2 ص 222.
2- 2. یعنی كتابه التهذیب و الاستبصار.

شاهدا فقفوا عنده أی فاعملوا به سرا و لا تظهروه عند المخالفین ثم ردوه إلی العلم بالشاهد إلیها أی سلونا عن الشاهد له من القرآن حتی نخبركم بشاهده من القرآن فعند ذلك أظهروه لهم و لا یخفی ما فیه.

لهذا الأمر أی لظهور دولة القائم علیه السلام.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّهُ لَیْسَ مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا التَّصْدِیقُ لَهُ وَ الْقَبُولُ فَقَطْ مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرُهُ وَ صِیَانَتُهُ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَی نَفْسِهِ حَدِّثُوهُمْ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ اسْتُرُوا عَنْهُمْ مَا یُنْكِرُونَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَیْنَا مَئُونَةً مِنَ النَّاطِقِ عَلَیْنَا بِمَا نَكْرَهُ فَإِذَا عَرَفْتُمْ مِنْ عَبْدٍ إِذَاعَةً فَامْشُوا إِلَیْهِ وَ رُدُّوهُ عَنْهَا فَإِنْ قَبِلَ مِنْكُمْ وَ إِلَّا فَتَحَمَّلُوا عَلَیْهِ بِمَنْ یَثْقُلُ عَلَیْهِ وَ یَسْمَعُ مِنْهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ یَطْلُبُ الْحَاجَةَ فَیَلْطُفُ فِیهَا حَتَّی تُقْضَی لَهُ فَالْطُفُوا فِی حَاجَتِی كَمَا تَلْطُفُونَ فِی حَوَائِجِكُمْ فَإِنْ هُوَ قَبِلَ مِنْكُمْ وَ إِلَّا فَادْفِنُوا كَلَامَهُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ لَا تَقُولُوا إِنَّهُ یَقُولُ وَ یَقُولُ فَإِنَّ ذَلِكَ یُحْمَلُ عَلَیَّ وَ عَلَیْكُمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ مَا أَقُولُ لَأَقْرَرْتُ أَنَّكُمْ أَصْحَابِی هَذَا أَبُو حَنِیفَةَ لَهُ أَصْحَابٌ وَ هَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ لَهُ أَصْحَابٌ وَ أَنَا امْرُؤٌ مِنْ قُرَیْشٍ قَدْ وَلَدَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِمْتُ كِتَابَ اللَّهِ وَ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ بَدْءِ الْخَلْقِ وَ أَمْرِ السَّمَاءِ وَ أَمْرِ الْأَرْضِ وَ أَمْرِ الْأَوَّلِینَ وَ أَمْرِ الْآخِرِینَ وَ أَمْرِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی ذَلِكَ نُصْبَ عَیْنِی (1).

تبیان كأن المراد بالتصدیق الإذعان القلبی و بالقبول الإقرار الظاهری فقط أو مع العمل و من فی الموضعین للتبعیض أی لیست أجزاء احتمال أمرنا أی قبول التكلیف الإلهی فی التشیع منحصرة فی الإذعان القلبی و الإقرار الظاهری بل من أجزائه ستره و صیانته أی حفظه و ضبطه من غیر أهله و هم المخالفون

ص: 74


1- 1. الكافی ج 2 ص 222.

و المستضعفون من الشیعة و الضمیر فی فأقرئهم راجع إلی المحتملین أو مطلق الشیعة بقرینة المقام و فی القاموس قرأ علیه أبلغه كأقرأه أو لا یقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا و قال الجر الجذب كالاجترار و قوله حدثوهم بیان لكیفیة اجترار مودة الناس بما یعرفون أی من الأمور المشتركة بین الفریقین و المئونة المشقة فتحملوا علیه أی احملوا أو تحاملوا علیه أو تكلفوا أن تحملوا علیه بمن یثقل علیه أی یعظم عنده أو یثقل علیه مخالفته و قیل من یكون ثقیلا علیه لا مفر له إلا أن یسمع منه فی القاموس حمله علی الأمر فانحمل أغراه به و حمله الأمر تحمیلا فتحمله تحملا و تحامل فی الأمر و به تكلفه علی مشقة و علیه كلفه ما لا یطیق و قال لطف كنصر لطفا بالضم رفق و دنا و اللّٰه لك أوصل إلیك مرادك بلطف انتهی.

و دفن الكلام تحت الأقدام كنایة عن إخفائه و كتمه إنه یقول و یقول أی لا تكرروا قوله فی المجالس و لو علی سبیل الذم فإن ذلك یحمل أی الضرر علی و علیكم أو یغری الناس علی و علیكم لو كنتم تقولون ما أقول أی من التقیة و غیرها أو تعلنون ما أعلن له أصحاب أی ترونهم یسمعون قوله و یطیعون أمره مع جهالته و ضلالته و أنا امرؤ من قریش و هذا شرف و اللذان تقدم ذكرهما لیسا منهم قد ولدنی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أی أنا من ولده فیدل علی أن ولد البنت ولد حقیقة كما ذهب إلیه جماعة من أصحابنا و من قرأ ولدنی علی بناء التفعیل أی أخبر بولادتی و إمامتی فی خبر اللوح فقد تكلف كأنی أنظر إلی ذلك نصب عینی أی أعلم جمیع ذلك من القرآن بعلم یقینی كأنی أنظر إلی جمیع ذلك و هی نصب عینی و فی القاموس هذا نصب عینی بالضم و الفتح أو الفتح لحن.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ

ص: 75

لِی مَا زَالَ سِرُّنَا مَكْتُوماً حَتَّی صَارَ فِی یَدَیْ وُلْدِ كَیْسَانَ فَتَحَدَّثُوا بِهِ فِی الطَّرِیقِ وَ قُرَی السَّوَادِ(1).

بیان: المراد بولد كیسان أولاد المختار الطالب بثأر الحسین علیه السلام و قیل المراد بولد كیسان أصحاب الغدر و المكر الذین ینسبون أنفسهم من الشیعة و لیسوا منهم فی القاموس كیسان اسم للغدر و لقب المختار بن أبی عبید المنسوب إلیه الكیسانیة و فی الصحاح سواد البصرة و الكوفة قراهما و قیل السواد ناحیة متصلة بالعراق أطول منها بخمسة و ثلاثین فرسخا و حده فی الطول من الموصل إلی عبادان و فی العرض من العذیب إلی حلوان و تسمیتها بالسواد لكثرة الخضرة فیها.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِی إِلَیَّ أَوْرَعُهُمْ وَ أَفْقَهُهُمْ وَ أَكْتَمُهُمْ لِحَدِیثِنَا وَ إِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِی حَالًا وَ أَمْقَتَهُمُ الَّذِی إِذَا سَمِعَ الْحَدِیثَ یُنْسَبُ إِلَیْنَا وَ یُرْوَی عَنَّا فَلَمْ یَقْبَلْهُ اشْمَأَزَّ مِنْهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفَّرَ مَنْ دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا یَدْرِی لَعَلَّ الْحَدِیثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وَ إِلَیْنَا أُسْنِدَ فَیَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً مِنْ وَلَایَتِنَا(2).

بیان: الشمز نفور النفس مما تكره و تشمز وجهه تمعر و تقبض و اشمأز و انقبض و اقشعر أو ذعر و الشی ء كرهه و المشمئز النافر الكاره و المذعور انتهی (3) و هو لا یدری إشارة إلی قوله تعالی بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ (4) و یدل علی عدم جواز إنكار ما وصل إلینا من أخبارهم و إن لم تصل إلیه عقولنا بل لا بد من رده إلیهم حتی یبینوا.

«25»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مُعَلَّی اكْتُمْ أَمْرَنَا وَ لَا تُذِعْهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَتَمَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یُذِعْهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ

ص: 76


1- 1. الكافی ج 2 ص 223.
2- 2. الكافی ج 2 ص 223.
3- 3. القاموس ج 2 ص 179.
4- 4. یونس: 39.

فِی الْآخِرَةِ یَقُودُهُ إِلَی الْجَنَّةِ یَا مُعَلَّی مَنْ أَذَاعَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یَكْتُمْهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ نَزَعَ النُّورَ مِنْ بَیْنِ عَیْنَیْهِ فِی الْآخِرَةِ وَ جَعَلَهُ ظُلْمَةً تَقُودُهُ إِلَی النَّارِ یَا مُعَلَّی إِنَّ التَّقِیَّةَ مِنْ دِینِی وَ دِینِ آبَائِی وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ یَا مُعَلَّی إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی السِّرِّ كَمَا یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی الْعَلَانِیَةِ یَا مُعَلَّی إِنَّ الْمُذِیعَ لِأَمْرِنَا كَالْجَاحِدِ لَهُ (1).

بیان: قد مر مضمونه فی آخر الباب السابق و كأنه علیه السلام كان یخاف علی المعلی القتل لما یری من حرصه علی الإذاعة و لذلك أكثر من نصیحته بذلك و مع ذلك لم تنجع نصیحته فیه و إنه قد قتل بسبب ذلك و تأتی أخبار نكال الإذاعة فی بابها إن شاء اللّٰه.

«26»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبَرْتَ بِمَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ أَحَداً قُلْتُ لَا إِلَّا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ قَالَ أَحْسَنْتَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:

فَلَا یَعْدُوَنْ سِرِّی وَ سِرُّكَ ثَالِثاً***أَلَا كُلُّ سِرٍّ جَاوَزَ اثْنَیْنِ شَائِعٌ (2).

بیان: قوله أخبرت إما علی بناء الإفعال بحذف حرف الاستفهام أو علی بناء التفعیل بإثباته و فیه مدح عظیم لسلیمان إن حمل قوله أحسنت علی ظاهره و إن حمل علی التهكم فلا و هو أوفق بقوله أ و ما سمعت فإن سلیمان كان ثالثا و لا یعدون نهی غائب

من باب نصر مؤكد بالنون الخفیفة و المراد بالاثنین الشخصین و كون المراد بهما الشفتین فیه لطف لكن لا یناسب هذا الخبر فتدبر و قیل كأن الاستشهاد للإشعار بأن هذا مما یحكم العقل الصریح بقبحه و لا یحتاج إلی السماع عن صاحب الشرع.

«27»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَبَی وَ أَمْسَكَ ثُمَّ قَالَ لَوْ أَعْطَیْنَاكُمْ كُلَّمَا تُرِیدُونَ

ص: 77


1- 1. الكافی ج 2 ص 223.
2- 2. الكافی ج 2 ص 224.

كَانَ شَرّاً لَكُمْ وَ أُخِذَ بِرَقَبَةِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَلَایَةَ اللَّهِ أَسَرَّهَا إِلَی جَبْرَئِیلَ وَ أَسَرَّهَا جَبْرَئِیلُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّهَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَسَرَّهَا عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تُذِیعُونَ ذَلِكَ مَنِ الَّذِی أَمْسَكَ حَرْفاً سَمِعَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ یَنْبَغِی لِلْمُسْلِمِ أَنْ یَكُونَ مَالِكاً لِنَفْسِهِ- مُقْبِلًا عَلَی شَأْنِهِ عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تُذِیعُوا حَدِیثَنَا فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ یُدَافِعُ عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ یَنْتَقِمُ لِأَوْلِیَائِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ أَ مَا رَأَیْتَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِآلِ بَرْمَكَ وَ مَا انْتَقَمَ اللَّهُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَدْ كَانَ بَنُو الْأَشْعَثِ عَلَی خَطَرٍ عَظِیمٍ فَدَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِوَلَایَتِهِمْ لِأَبِی الْحَسَنِ أَنْتُمْ بِالْعِرَاقِ تَرَوْنَ أَعْمَالَ هَؤُلَاءِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَا أَمْهَلَ اللَّهُ لَهُمْ فَعَلَیْكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا وَ لَا تَغْتَرُّوا بِمَنْ قَدْ أُمْهِلَ لَهُ فَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ وَصَلَ إِلَیْكُمْ (1).

تبیان قوله عن مسألة كأنها كانت مما یلزم التقیة فیها أو من الأخبار الآتیة التی لا مصلحة فی إفشائها أو من الأمور الغامضة التی لا تصل إلیها عقول أكثر الخلق كغرائب شئونهم و أحوالهم علیهم السلام و أمثالها من المعارف الدقیقة و أخذ بصیغة المجهول عطفا علی كان أو علی صیغة التفضیل عطفا علی شر أو نسبة الأخذ إلی الإعطاء إسناد إلی السبب و صاحب هذا الأمر الإمام علیه السلام ولایة اللّٰه أی الإمامة و شئونها و أسرارها و علومها ولایة اللّٰه و إمارته و حكومته و قیل المراد تعیین أوقات الحوادث و لا یخفی ما فیه إلی من شاء اللّٰه أی الأئمة.

ثم أنتم ثم للتعجب و قیل استفهام إنكاری من الذی أمسك الاستفهام للإنكار أی لا یمسك أحد من أهل هذا الزمان حرفا لا یذیعه فلذا لا نعتمد علیهم أو لا تعتمدوا علیهم فی حكمة آل داود أی الزبور أو الأعم منه أی داود و آله مالكا لنفسه أی مسلطا علیها یبعثها إلی ما ینبغی و یمنعها عما لا ینبغی أو مالكا لأسرار نفسه لا یذیعها مقبلا علی شأنه أی مشتغلا بإصلاح نفسه متفكرا فیما ینفعه فیجلبه و فیما

ص: 78


1- 1. الكافی ج 2 ص 224.

یضره فیجتنبه عارفا بأهل زمانه فیعرف من یحفظ سره و من یذیعه و من تجب مودته أو عداوته و من ینفعه مجالسته و من تضره حدیثنا أی الحدیث المختص بنا عند المخالفین و من لا یكتم السر فلو لا الفاء للبیان و جزاء الشرط محذوف أی لانقطعت سلسلة أهل البیت و شیعتهم بترككم التقیة أو نحو ذلك.

أ ما رأیت ما صنع اللّٰه بآل برمك أقول دولة البرامكة و شوكتهم و زوالها عنهم معروفة فی التواریخ و ما انتقم اللّٰه لأبی الحسن أی الكاظم علیه السلام أی من البرامكة ترون أعمال هؤلاء الفراعنة أی بنی عباس و أتباعهم و الحاصل أنه تعالی قد ینتقم لأولیائه من أعدائه و قد یمهلهم إتماما للحجة علیهم فاتقوا اللّٰه فی الحالتین و لا تذیعوا سرنا و لا تغتروا بالدنیا و حبها فیصیر سببا للإذاعة للأغراض الباطلة أو للتوسل بالمخالفین لتحصیل الدنیا أو بالیأس عن الفرج استبطاء فكان الأمر قد وصل إلیكم بشارة بقرب ظهور أمر القائم علیه السلام و بیان لتیقن وقوعه.

«28»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَهُ اللَّهُ وَ لَمْ یَعْرِفْهُ النَّاسُ أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الْهُدَی وَ یَنَابِیعُ الْعِلْمِ یَنْجَلِی عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ لَیْسُوا بِالْمَذَایِیعِ الْبُذُرِ وَ لَا بِالْجُفَاةِ الْمُرَاءِینَ (1).

بیان: قال فی النهایة فی حدیث علی أنه ذكر آخر الزمان و الفتن ثم قال خیر أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر الذی لا یؤبه له و قیل الغامض فی الناس الذی لا یعرف الشر و أهله و قیل النومة بالتحریك الكثیر النوم و أما الخامل الذی لا یؤبه له فهو بالتسكین و من الأول

حَدِیثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ مَا النُّوَمَةُ قَالَ الَّذِی یَسْكُتُ فِی الْفِتْنَةِ وَ لَا یَبْدُو مِنْهُ شَیْ ءٌ.

انتهی.

و قوله علیه السلام عرفه اللّٰه علی بناء المجرد كأنه تفسیر للنومة أی عرفه اللّٰه

ص: 79


1- 1. الكافی ج 2 ص 225.

فقط دون الناس أو عرفه اللّٰه بالخیر و الإیمان و الصلاح أی اتصف بها واقعا و لم یعرفه الناس بها و یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل أی عرفه اللّٰه نفسه و أولیاءه و دینه بتوسط حججه علیهم السلام و لم تكن معرفته من الناس أی من سائر الناس ممن لا یجوز أخذ العلم عنه لكنه بعید أولئك مصابیح الهدی أولئك إشارة إلی جنس عبد النومة و فیه إشارة إلی أن المراد بالناس الظلمة و المخالفون لا أهل الحق من المؤمنین المسترشدین و هذا وجه جمع حسن بین أخبار مدح العزلة كهذا الخبر و ذمها و هو أیضا كثیر أو باختلاف الأزمنة و الأحوال فإنه یومئ إلیه أیضا هذا الخبر كذا قوله و ینابیع العلم فإنه یدل علی انتفاع الناس بعلمهم.

ینجلی أی ینكشف و یذهب عنهم كل فتنة مظلمة أی الفتنة التی توجب اشتباه الحق و الدین علی الناس و انجلاؤها عنهم كنایة عن عدم صیرورتها سببا لضلالتهم بل هم مع تلك الفتن المضلة علی نور الحق و الیقین لیسوا بالبذر المذاییع

قَالَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ فَاطِمَةَ علیها السلام عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَتْ لِعَائِشَةَ إِنِّی إِذاً لَبَذِرَةُ الْبَذْرِ الَّذِی یُفْشِی السِّرَّ وَ یُظْهِرُ مَا یَسْمَعُهُ.

و منه حدیث علی علیه السلام فی صفة الصحابة لیسوا بالمذاییع البذر جمع بذور یقال بذرت الكلام بین الناس كما تبذر الحبوب أی أفشیته و فرقته و قال المذاییع جمع مذیاع من أذاع الشی ء إذا أفشاه و قیل أراد الذین یشیعون الفواحش و هو بناء مبالغة.

و قال الجفاء غلظ الطبع و منه فی صفة النبی صلی اللّٰه علیه و آله لیس بالجافی و لا بالمهین أی لیس بالغلیظ الخلقة و الطبع أو لیس بالذی یجفو أصحابه و فی القاموس البذور و البذیر النمام و من لا یستطیع كتم سره و رجل بذر ككتف كثیر الكلام انتهی و قیل الجافی هو الكز الغلیظ السیئ الخلق كأنه جعله لانقباضه مقابلا لمنبسط اللسان الكثیر الكلام و المراد النهی عن طرفی الإفراط و التفریط و الأمر بلزوم الوسط.

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ

ص: 80

أَبِی الْحَسَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: طُوبَی لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ لَا یُؤْبَهُ لَهُ یَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا یَعْرِفُهُ النَّاسُ یُعَرِّفُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الْهُدَی یَنْجَلِی عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ وَ یُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ كُلِّ رَحْمَةٍ لَیْسُوا بِالْبُذُرِ الْمَذَایِیعِ وَ لَا الْجُفَاةِ الْمُرَاءِینَ وَ قَالَ قُولُوا الْخَیْرَ تُعْرَفُوا بِهِ وَ اعْمَلُوا الْخَیْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ وَ لَا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَایِیعَ فَإِنَّ خِیَارَكُمُ الَّذِینَ إِذَا نُظِرَ إِلَیْهِمْ ذُكِرَ اللَّهُ وَ شِرَارَكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْمُبْتَغُونَ لِلْبِرَاءِ الْمَعَایِبَ (1).

تبیان قال فی النهایة فیه رب أشعث أغبر ذی طمرین لا یؤبه له لو أقسم علی اللّٰه لأبر قسمه لا یبالی به و لا یلتفت إلیه یقال ما وبهت له بفتح الباء و كسرها وبها و وبها بالسكون و الفتح و أصل الواو الهمزة انتهی یعرف الناس أی محقهم و مبطلهم فلا ینخدع منهم یعرفه اللّٰه كأن بناء التفعیل هنا أظهر و قوله منه متعلق بیعرفه أی من عنده و من لدنه كما أراد بسبب رضاه عنه أو متلبسا برضاه و ربما یقرأ منه بفتح المیم و تشدید النون أی نعمته التی هی الإمام أو معرفته و یفتح له باب كل رحمة أی من رحمات الدنیا و الآخرة كالفوائد الدنیویة و التوفیقات الأخرویة و الإفاضات الإلهیة و الهدایات الربانیة.

و قولوا الخیر تعرفوا به أی لتعرفوا به أو قولوه كثیرا حتی تصیروا معروفین بقول الخیر و علی الأول مبنی علی أن الخیر مما یستحسنه العقل و كفی بالمعروفیة به ثمرة لذلك و كذا الوجهان جاریان فی الفقرة الأخیرة و العجل بضمتین جمع العجول و هو المستعجل فی الأمور الذی لا یتفكر فی عواقبها الذین إذا نظر إلیهم ذكر اللّٰه علی بناء المجهول فیهما أی یكون النظر فی أعمالهم

و أطوارهم لموافقتها للكتاب و السنة و إشعار بفناء الدنیا و إیذانها بإیثار رضی اللّٰه و حبه مذكرا لله سبحانه و ثوابه و عقابه و فی القاموس النم التوریش و الإغراء و رفع الحدیث إشاعة له و إفسادا و تزیین الكلام بالكذب و النمیمة الاسم المفرقون بین

ص: 81


1- 1. الكافی ج 2 ص 225.

الأحبة بنقل حدیث بعضهم إلی بعض صدقا أو كذبا لیصیر سبب العداوة بینهم و أمثال ذلك المبتغون للبراء المعایب أی الطالبون لمن برئ من العیب مطلقا أو ظاهرا العیوب الخفیة لیظهروه للناس أو یفتروا علیهم حسدا و بغیا و فی القاموس برأ المریض فهو بارئ و بری ء و الجمع ككرام و برئ من الأمر یبرأ و یبرؤ نادر براء و براءة و بروءا تَبَرَّأَ و أَبْرَأَكَ منه و بَرَّأَكَ و أنت بری ء و الجمع بریئون و كفقهاء و كرام و أشراف و أنصباء و رُخال (1).

«30»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُیُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا یُصِیبُكُمْ أَمْرٌ تَخُصُّونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا تَزَالُ الزَّیْدِیَّةُ لَكُمْ وِقَاءً أَبَداً(2).

بیان: كفوا ألسنتكم أی عن إفشاء السر عند المخالفین و إظهار دینكم و الطعن علیهم و الزموا بیوتكم أی لا تخالطوا الناس كثیرا فتشتهروا فإنه لا یصیبكم أی إذا استعملتم التقیة كما ذكر لا یصیبكم أمر أی ضرر من المخالفین تخصون به أی یكون مخصوصا بالشیعة الإمامیة فإنهم حینئذ لا یعرفونكم بذلك و هم إنما یطلبون من ینكر مذهبهم مطلقا من الشیعة و أنتم محفوظون فی حصن التقیة و الزیدیة لعدم تجویزهم التقیة و طعنهم علی أئمتنا بها یجاهرون بمخالفتهم فالمخالفون یتعرضون لهم و یغفلون عنكم و لا یطلبونكم فهم وقاء لكم و فی المصباح الوقاء مثل كتاب كل ما وقیت به شیئا و روی أبو عبیدة عن الكسائی الفتح فی الوقایة و الوقاء أیضا انتهی و قیل المراد أنهم یظهرون ما تریدون إظهاره فلا حاجة لكم إلی إظهاره حتی تلقوا بأیدیكم إلی التهلكة.

«31»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِنْ كَانَ فِی یَدِكَ هَذِهِ شَیْ ءٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَعْلَمَ هَذِهِ فَافْعَلْ

ص: 82


1- 1. القاموس ج 1 ص 8.
2- 2. الكافی ج 2 ص 225.

قَالَ وَ كَانَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ فَتَذَاكَرُوا الْإِذَاعَةَ فَقَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ تَعِزَّ وَ لَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِیَادِ رَقَبَتِكَ فَتَذِلَ (1).

إیضاح: إن كان فی یدك هذه شی ء هذه غایة المبالغة فی كتمان سرك من أقرب الناس إلیك فإنه و إن كان من خواصك فهو لیس بأحفظ لسرك منك من قیاد رقبتك القیاد بالكسر حبل تقاد به الدابة و تمكین الناس من القیاد كنایة عن تسلیط المخالفین علی الإنسان بسبب ترك التقیة و إفشاء الأسرار عندهم.

«32»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ بِالْمِیثَاقِ فَمَنْ هَتَكَ عَلَیْنَا أَذَلَّهُ اللَّهُ (2).

بیان: المقنع اسم مفعول علی بناء التفعیل أی مستور و أصله من القناع بالمیثاق أی بالعهد الذی أخذ اللّٰه و رسوله و الأئمة علیهم السلام أن یكتموه عن غیر أهله و قوله أذله اللّٰه خبر و یحتمل الدعاء.

«33»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: نَفَسُ الْمَهْمُومِ لَنَا الْمُغْتَمِّ لِظُلْمِنَا تَسْبِیحٌ وَ هَمُّهُ لِأَمْرِنَا عِبَادَةٌ وَ كِتْمَانُهُ لِسِرِّنَا جِهَادٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ لِی مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ اكْتُبْ هَذَا بِالذَّهَبِ فَمَا كَتَبْتَ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْهُ (3).

بیان: نفس المهموم لنا أی المتفكر فی أمرنا الطالب لفرجنا أو المغتم لعدم وصوله إلینا المغتم لظلمنا أی لمظلومیتنا تسبیح أی یكتب لكل نفس ثواب تسبیح و همه لأمرنا أی اهتمامه بخروج قائمنا و سعیه فی أسبابه و دعاؤه لذلك عبادة أی ثوابه ثواب المشتغل بالعبادة و كتمانه لسرنا جهاد لأنه لا یحصل إلا بمجاهدة النفس قال لی هو كلام محمد بن مسلم اكتب هذا بالذهب

ص: 83


1- 1. الكافی ج 2 ص 225.
2- 2. الكافی ج 2 ص 226.
3- 3. الكافی ج 2 ص 226.

أی بمائه و لعله كنایة عن شدة الاهتمام بحفظه و الاعتناء به و نفاسته و یحتمل الحقیقة و لا منع منه إلا فی القرآن كما سیأتی فی كتابه فما كتبت بالخطاب و یحتمل التكلم.

«34»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَیَّرَ أَقْوَاماً بِالْإِذَاعَةِ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ فَإِیَّاكُمْ وَ الْإِذَاعَةَ(1).

بیان: یقال ذاع الخبر یذیع ذیعا أی انتشر و أذاعه غیره أی أفشاه وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ قال البیضاوی أی مما یوجب الأمن أو الخوف أَذاعُوا أی أفشوه كان یفعله قوم من ضعفة المسلمین إذا بلغهم خبر عن سرایا رسول اللّٰه أو أخبرهم الرسول بما أوحی إلیه من وعد بالظفر أو تخویف من الكفرة أذاعوا لعدم حزمهم و كانت إذاعتهم مفسدة و الباء مزیدة أو لتضمن

الإذاعة معنی التحدث وَ لَوْ رَدُّوهُ أی ردوا ذلك الخبر إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ أی إلی رأیه و رأی كبار الصحابة البصراء بالأمور أو الأمراء لَعَلِمَهُ أی لعلمه علی أی وجه یذكر الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ أی یستخرجون تدبیره بتجاربهم و أنظارهم و قیل كانوا یسمعون أراجیف المنافقین فیذیعونها فیعود وبالا علی المسلمین و لو ردوه إلی الرسول و إلی أولی الأمر منهم حتی سمعوه منهم و یعرفوا أنه هل یذاع لعلم ذلك من هؤلاء الذین یستنبطونه من الرسول و أولی الأمر أی یستخرجون علمه من جهتهم (2) انتهی.

و فی الأخبار أن أولی الأمر الأئمة علیهم السلام و علی أی حال تدل الآیة علی ذم إذاعة ما فی إفشائه مفسدة و الغرض التحذیر عن إفشاء أسرار الأئمة علیهم السلام عند المخالفین فیصیر مفسدة و ضررا علی الأئمة علیهم السلام و علی المؤمنین و یمكن شموله لإفشاء بعض غوامض العلوم التی لا تدركها عقول عامة الخلق.

ص: 84


1- 1. الكافی ج 2 ص 370، و الآیة فی النساء: 83.
2- 2. تفسیر البیضاوی ص 102.

«35»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا حَدِیثَنَا فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَحَدَنَا حَقَّنَا قَالَ وَ قَالَ لِلْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ الْمُذِیعُ حَدِیثَنَا كَالْجَاحِدِ لَهُ (1).

بیان: یدل علی أن المذیع و الجاحد متشاركون فی عدم الإیمان و براءة الإمام منهم و فعل ما یوجب لحوق الضرر بل ضرر الإذاعة أقوی لأن ضرر الجحد یعود إلی الجاحد و ضرر الإذاعة یعود إلی المذیع و إلی المعصوم و إلی المؤمنین و لعل مخاطبة المعلی بذلك لأنه كان قلیل التحمل لأسرارهم و صار ذلك سببا لقتله

وَ رَوَی الْكَشِّیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْمَ قُتِلَ فِیهِ الْمُعَلَّی- فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَا تَرَی إِلَی هَذَا الْخَطْبِ الْجَلِیلِ الَّذِی نَزَلَ بِالشِّیعَةِ فِی هَذَا الْیَوْمِ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ قَتْلُ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ الْمُعَلَّی قَدْ كُنْتُ أَتَوَقَّعُ ذَلِكَ إِنَّهُ أَذَاعَ سِرَّنَا وَ لَیْسَ النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَعْظَمَ مَئُونَةً عَلَیْنَا مِنَ الْمُذِیعِ عَلَیْنَا سِرَّنَا فَمَنْ أَذَاعَ سِرَّنَا إِلَی غَیْرِ أَهْلِهِ لَمْ یُفَارِقِ الدُّنْیَا حَتَّی یَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ بِحَبْلٍ.

«36»- كا، [الكافی] عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا حَدِیثاً سَلَبَهُ اللَّهُ الْإِیمَانَ (2).

بیان: سلبه اللّٰه الإیمان أی یمنع منه لطفه فلا یبقی علی الإیمان.

«37»- كا، [الكافی] عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَتَلَنَا مَنْ أَذَاعَ حَدِیثَنَا قَتْلَ خَطَإٍ وَ لَكِنْ قَتَلَنَا قَتْلَ عَمْدٍ(3).

بیان: كان المعنی أنه مثل قتل العمد فی الوزر كما سیأتی فی خبر آخر كمن قتلنا لا أن حكمه حكم العمد فی القصاص و غیره.

«38»- كا، [الكافی] عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: یُحْشَرُ الْعَبْدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا نَدِیَ دَماً فَیُدْفَعُ إِلَیْهِ شِبْهُ الْمِحْجَمَةِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَیُقَالُ لَهُ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِ فُلَانٍ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ قَبَضْتَنِی وَ مَا

ص: 85


1- 1. الكافی ج 2 ص 370.
2- 2. الكافی ج 2 ص 370.
3- 3. الكافی ج 2 ص 370.

سَفَكْتُ دَماً فَیَقُولُ بَلَی سَمِعْتَ مِنْ فُلَانٍ رِوَایَةَ كَذَا وَ كَذَا فَرَوَیْتَهَا عَلَیْهِ فَنُقِلَتْ حَتَّی صَارَتْ إِلَی فُلَانٍ الْجَبَّارِ فَقَتَلَهُ عَلَیْهَا وَ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِهِ (1).

بیان: و ما ندی دما فی بعض النسخ مكتوب بالیاء و فی بعضها بالألف و كأن الثانی تصحیف و لعله ندی بكسر الدال مخففا و دما إما تمیز أو منصوب بنزع الخافض أی ما ابتل بدم و هو مجاز شائع بین العرب و العجم قال فی النهایة فیه من لقی اللّٰه و لم یتند من الدم الحرام بشی ء دخل الجنة أی لم یصب منه شیئا و لم ینله منه شی ء كأنه نالته نداوة الدم و بلله یقال ما ندینی من فلان شی ء أكرهه و لا ندیت كفی له بشی ء و قال الجوهری المندیات المخزیات یقال ما ندیت بشی ء تكرهه و قال الراغب ما ندیت بشی ء من فلان أی ما نلت منه ندی و مندیات الكلم المخزیات التی تعرق و أقول یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل فیكون دما منصوبا بنزع الخافض أی ما بل أحدا بدم أخرجه منه و یحتمل إسناد التندیة إلی الدم علی المجاز و ما ذكرنا أولا أظهر و قرأ بعض الفضلاء بدا بالباء الموحدة أی ما أظهر دما و أخرجه و هو تصحیف.

«39»- كا، [الكافی] عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا یَكْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا یَعْتَدُونَ (2) قَالَ وَ اللَّهِ مَا قَتَلُوهُمْ بِأَیْدِیهِمْ وَ لَا ضَرَبُوهُمْ بِأَسْیَافِهِمْ وَ لَكِنَّهُمْ سَمِعُوا أَحَادِیثَهُمْ فَأَذَاعُوهَا فَأُخِذُوا عَلَیْهَا فَقُتِلُوا فَصَارَ قَتْلًا وَ اعْتِدَاءً وَ مَعْصِیَةً(3).

بیان: قوله و تلا الواو للاستئناف أو حال عن فاعل قال المذكور بعدها أو عن فاعل روی المقدر أو للعطف علی جملة أخری تركها الراوی ذلِكَ إشارة إلی ما سبق من ضرب الذلة و المسكنة و البوء بالغضب بِأَنَّهُمْ كانُوا یَكْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ أی بالمعجزات أو بآیات الكتب المنزلة وَ یَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ كشعیا و یحیی

ص: 86


1- 1. الكافی ج 2 ص 370.
2- 2. البقرة: 61.
3- 3. الكافی ج 2 ص 371.

و زكریا و غیرهم ذلِكَ بِما عَصَوْا قیل أی جرهم العصیان و التمادی و الاعتداء فیه إلی الكفر بالآیات و قتل النبیین فإن صغار المعاصی سبب یؤدی إلی ارتكاب كبارها.

قال و اللّٰه ما قتلوهم هذا یحتمل وجوها الأول أن قتل الأنبیاء لم یصدر من الیهود بل من غیرهم من الفراعنة و لكن الیهود لما تسببوا إلی ذلك بإفشاء أسرارهم نسب ذلك إلیهم الثانی أنه تعالی نسب إلی جمیع الیهود أو آباء المخاطبین القتل و لم یصدر ذلك من جمیعهم و إنما صدر من بعضهم و إنما نسب إلی الجمیع لذلك فقوله ما قتلوهم أی جمیعا الثالث أن یكون المراد فی هذه الآیة غیر القاتلین و علی التقادیر یمكن أن یكون المراد بغیر الحق أی بسبب أمر غیر حق و هو ذكرهم الأحادیث فی غیر موضعها فالباء للآلة و قوله تعالی ذلِكَ بِما عَصَوْا یمكن أن یراد به أن ذلك القتل أو نسبته إلیهم بسبب أنهم عصوا و اعتدوا فی ترك التقیة كما قال علیه السلام فصار أی الإذاعة قتلا و اعتداء و معصیة و هذا التفسیر أشد انطباقا علی الآیة من تفسیر سائر المفسرین.

«40»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَقْتُلُونَ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍ (1) فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْیَافِهِمْ وَ لَكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ وَ أَفْشَوْا عَلَیْهِمْ فَقُتِلُوا(2).

بیان: مضمونة موافق للخبر السابق و هذه الآیة فی آل عمران و السابقة فی البقرة.

«41»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا شَیْئاً مِنْ أَمْرِنَا فَهُوَ كَمَنْ قَتَلَنَا عَمْداً وَ لَمْ یَقْتُلْنَا خَطَأً(3).

ص: 87


1- 1. آل عمران: 112.
2- 2. الكافی ج 2 ص 371.
3- 3. الكافی ج 2 ص 371.

بیان: قوله و لم یقتلنا خطأ إما تأكید أو لإخراج شبه العمد فإنه عمد من جهة و خطأ من أخری.

«42»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ صَاعِدٍ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مُذِیعُ السِّرِّ شَاكٌّ وَ قَائِلُهُ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ كَافِرٌ وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی فَهُوَ نَاجٍ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ التَّسْلِیمُ (1).

بیان: مذیع السر شاك كأن المعنی مذیع السر عند من لا یعتمد علیه من الشیعة شاك أی غیر موقن فإن صاحب الیقین لا یخالف الإمام فی شی ء و یحتاط فی عدم إیصال الضرر إلیه أو أنه إنما یذكره له غالبا لتزلزله فیه و عدم التسلیم التام و یمكن حمله علی الأسرار التی لا تقبلها عقول عامة الخلق و ما سیأتی علی ما یخالف أقوال المخالفین و قیل الأول مذیع السر عند مجهول الحال و الثانی عند من یعلم أنه مخالف قلت ما هو أی ما المراد بالتمسك بالعروة الوثقی قال التسلیم للإمام فی كل ما یصدر عنه مما تقبله ظواهر العقول أو لا تقبله و مما كان موافقا للعامة أو مخالفا لهم و إطاعتهم فی التقیة و حفظ الأسرار و غیرهما.

«43»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُوفِیِّینَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الدِّینَ دَوْلَتَیْنِ دَوْلَةَ آدَمَ وَ هِیَ دَوْلَةُ اللَّهِ وَ دَوْلَةَ إِبْلِیسَ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ عَلَانِیَةً كَانَتْ دَوْلَةُ آدَمَ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ فِی السِّرِّ كَانَتْ دَوْلَةُ إِبْلِیسَ وَ الْمُذِیعُ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ سَتْرَهُ مَارِقٌ مِنَ الدِّینِ (2).

بیان: جعل الدین دولتین قیل المراد بالدین العبادة و دولتین منصوب بنیابة ظرف الزمان و الظرف مفعول ثان لجعل و الدولة نوبة ظهور حكومة حاكم عادلا كان أو جائرا و المراد بدولة آدم دولة الحق الظاهر الغالب كما كان لآدم علیه السلام فی زمانه فإنه غلب علی الشیطان، و أظهر الحق علانیة فكل

ص: 88


1- 1. الكافی ج 2 ص 371.
2- 2. الكافی ج 2 ص 372.

دولة حق غالب ظاهر فهو دولة آدم و هی دولة الحكومة التی رضی اللّٰه لعباده و كانت فی الموضعین تامة فإذا علم اللّٰه صلاح العباد فی أن یعبدوه ظاهرا سبب أسباب ظهور دولة الحق فكانت كدولة آدم و إذا علم صلاحهم فی أن یعبدوه سرا و تقیة وكلهم إلی أنفسهم فاختاروا الدنیا و غلب الباطل علی الحق فمن أظهر الحق و ترك التقیة فی دولة الباطل لم یرض بقضاء اللّٰه و خالف أمر اللّٰه و ضیع مصلحة اللّٰه التی اختارها لعباده فهو مارق أی خارج عن الدین غیر عامل بمقتضاه أو خارج عن العبادة غیر عامل بها قال فی القاموس مرق السهم من الرمیة مروقا خرج من الجانب الآخر و الخوارج مارقة لخروجهم عن الدین.

«44»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَفْتَحَ نَهَارَهُ بِإِذَاعَةِ سِرِّنَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ حَرَّ الْحَدِیدِ وَ ضِیقَ الْمَحَابِسِ (1).

بیان: كأن استفتاح النهار علی المثال أو لكونه أشد أو كنایة عن كون هذا منه علی العمد و القصد لا علی الغفلة و السهو و یحتمل أن یكون الاستفتاح بمعنی الاستنصار و طلب النصرة كما قال تعالی وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا(2) و قال إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ (3) أی یظهر الفتح و یهدد المخالفین بذكر الأسرار التی ذكرها الأئمة علیهم السلام تسلیة للشیعة كانقراض دولة بنی أمیة أو بنی العباس فی وقت كذا فقوله نهاره أی فی جمیع نهاره لبیان المداومة علیه حر الحدید أی ألمه و شدته من سیف أو شبهه و العرب تعبر عن الراحة بالبرد و عن الشدة و الألم بالحر

قَالَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام لَوْ أَتَیْتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلْتِهِ خَادِماً یَقِیكِ حَرَّ مَا أَنْتِ فِیهِ مِنَ الْعَمَلِ.

و فی روایة حار ما أنت فیه یعنی التعب و المشقة من خدمة البیت لأن الحرارة مقرونة بهما كما أن البرد مقرون بالراحة

ص: 89


1- 1. الكافی ج 2 ص 372.
2- 2. البقرة: 89.
3- 3. الأنفال: 19.

و السكون و الحار الشاق المتعب و منه حدیث عیینة بن حصن حتی أذیق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائی یرید حرقة القلب من الوجع و الغیظ و المشقة و ضیق المحابس أی السجون و فی بعض النسخ المجالس و المعنی واحد.

باب 46 التحرز عن مواضع التهمة و مجالسة أهلها

«1»- ل، [الخصال] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ مَنْ یَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا یَسْلَمْ وَ مَنْ یَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ یُتَّهَمْ وَ مَنْ لَا یَمْلِكْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ (1).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: إِیَّاكَ وَ مَوَاطِنَ التُّهَمَةِ وَ الْمَجْلِسَ الْمَظْنُونَ بِهِ السُّوءُ فَإِنَّ قَرِینَ السَّوْءِ یَغُرُّ جَلِیسَهُ (2).

«3»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْلَی النَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ التُّهَمَةِ(3).

لی، [الأمالی للصدوق] السنانی عن الأسدی عن النخعی عن النوفلی عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبیان عن الصادق علیه السلام: مثله (4).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَقَفَ نَفْسَهُ مَوْقِفَ التُّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَ (5).

ص: 90


1- 1. الخصال ج 1 ص 80.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
3- 3. معانی الأخبار ص 195.
4- 4. أمالی الصدوق ص 14.
5- 5. أمالی الصدوق ص 182.

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَخَلَ مَوْضِعاً مِنْ مَوَاضِعِ التُّهَمَةِ فَاتُّهِمَ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ (1).

«6»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ الظَّنَّ بِهِ (2).

«7»- سر، [السرائر] فِی جَوَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اتَّقُوا مَوَاضِعَ الرَّیْبِ وَ لَا یَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ مَعَ أُمِّهِ فِی الطَّرِیقِ فَإِنَّهُ لَیْسَ كُلُّ أَحَدٍ یَعْرِفُهَا.

«8»- نهج، [نهج البلاغة]: مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ (4).

باب 47 لزوم الوفاء بالوعد و العهد و ذم خلفهما

الآیات:

البقرة: أَ وَ كُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِیقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یُؤْمِنُونَ (5)

و قال: الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا(6)

الإسراء: وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا(7)

مریم: وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ(8)

المؤمنون: وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ (9)

ص: 91


1- 1. أمالی الصدوق ص 297.
2- 2. صحیفة الرضا ص 15.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 184.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
5- 5. البقرة: 100.
6- 6. البقرة: 177.
7- 7. أسری: 34.
8- 8. مریم: 54.
9- 9. المؤمنون: 8.

الصف: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (1)

المعارج: وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ (2)

«1»- ل، [الخصال] جَعْفَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ شُرَحْبِیلَ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَخْبِرْنِی بِجَمِیعِ شَرَائِعِ الدِّینِ قَالَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ(3).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ- عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثَةٌ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِیهَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ بَرَّیْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَیْنِ (4).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِیهِنَّ رُخْصَةً بِرُّ الْوَالِدَیْنِ بَرَّیْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَیْنِ وَ وَفَاءٌ بِالْعَهْدِ بِالْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ(5).

«4»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بَكْرٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ حَدَّثَهُمْ فَلَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ وَعَدَهُمْ فَلَمْ یُخْلِفْهُمْ فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَتْ مُرُوءَتُهُ وَ ظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ وَ حَرُمَتْ غِیبَتُهُ (6).

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بالأسانید الثلاثة: مثله (7)

ص: 92


1- 1. الصف: 2- 3.
2- 2. المعارج: 32.
3- 3. الخصال ج 1 ص 55.
4- 4. الخصال ج 1 ص 66.
5- 5. الخصال ج 1 ص 63.
6- 6. الخصال ج 1 ص 97.
7- 7. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 30.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (1).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ أَوْجَبْنَ لَهُ أَرْبَعاً عَلَی النَّاسِ مَنْ إِذَا حَدَّثَهُمْ لَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ إِذَا خَالَطَهُمْ لَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ إِذَا وَعَدَهُمْ لَمْ یُخْلِفْهُمْ وَجَبَ أَنْ تَظْهَرَ فِی النَّاسِ عَدَالَتُهُ وَ تَظْهَرَ فِیهِمْ مُرُوءَتُهُ وَ أَنْ تَحْرُمَ عَلَیْهِمْ غِیبَتُهُ وَ أَنْ تُحِبَّ عَلَیْهِمْ أُخُوَّتُهُ (2).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَمَلَ إِسْلَامُهُ وَ مُحِّصَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَ لَقِیَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ مَنْ وَفَی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا یَجْعَلُ عَلَی نَفْسِهِ لِلنَّاسِ وَ صَدَقَ لِسَانُهُ مَعَ النَّاسِ وَ اسْتَحْیَا مِنْ كُلِّ قَبِیحٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ النَّاسِ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ أَهْلِهِ (3).

سن، [المحاسن] أبی عن ابن محبوب: مثله (4).

«7»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ وَ یُكَافِیكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَیْهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَمِنْ أَمْرِكَ الْوَفَاءُ لَهُ وَ مِنْ أَمْرِهِ الْغَدْرُ بِكَ وَ رَجُلٌ یَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ یَقْطَعُونَهُ (5).

«8»- ل، [الخصال]: فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَنِ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ الضَّجَرُ رَحَلَتْ عَنْهُ الرَّاحَةُ(6).

ص: 93


1- 1. صحیفة الرضا علیه السلام ص 7.
2- 2. الخصال ج 1 ص 98.
3- 3. الخصال ج 1 ص 106.
4- 4. المحاسن ص 8.
5- 5. الخصال ج 1 ص 109.
6- 6. الخصال ج 1 ص 110.

«9»- ل، [الخصال] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ حَاتِمٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَ إِنْ كَانَتْ فِیهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِیهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّی یَدَعَهَا مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَ إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَ إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ(1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب الوفاء و بعضها فی باب جوامع المكارم

وَ قَدْ مَضَی فِی بَابِ جَوَامِعِ الْمَكَارِمِ (2) عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: تَقْبَلُوا لِی بِسِتٍّ أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا وَ إِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا وَ إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ فَلَا تَخُونُوا وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَلْسِنَتَكُمْ.

وَ مَضَی فِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْوَفَاءُ كَیْلٌ.

«10»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَشْیَمَ عَنِ الْجَعْفَرِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: تَدْرِی لِمَ سُمِّیَ إِسْمَاعِیلُ صَادِقَ الْوَعْدِ قَالَ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ وَعَدَ رَجُلًا فَجَلَسَ لَهُ حَوْلًا یَنْتَظِرُهُ (3).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَوْفُوا بِعَهْدِ مَنْ عَاهَدْتُمْ الْخَبَرَ(4).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْرَبُكُمْ غَداً مِنِّی فِی الْمَوْقِفِ أَصْدَقُكُمْ لِلْحَدِیثِ وَ آدَاكُمْ لِلْأَمَانَةِ وَ أَوْفَاكُمْ بِالْعَهْدِ وَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ (5).

ص: 94


1- 1. الخصال ج 1 ص 121.
2- 2. راجع ج 69 الباب 38، تحت الرقم 14.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 72. عیون الأخبار ج 2 ص 79.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 211.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 233.

«13»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَعَدَ رَجُلًا إِلَی صَخْرَةٍ فَقَالَ أَنَا لَكَ هَاهُنَا حَتَّی تَأْتِیَ قَالَ فَاشْتَدَّتِ الشَّمْسُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّكَ تَحَوَّلْتَ إِلَی الظِّلِّ قَالَ قَدْ وَعَدْتُهُ إِلَی هَاهُنَا وَ إِنْ لَمْ یَجِئْ كَانَ مِنْهُ الْمَحْشَرُ(1).

مكا، [مكارم الأخلاق] عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. مثله بتغییر یسیر فی اللفظ.

«14»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ إِسْمَاعِیلَ نَبِیَّ اللَّهِ وَعَدَ رَجُلًا بِالصِّفَاحِ فَمَكَثَ بِهِ سَنَةً مُقِیماً وَ أَهْلُ مَكَّةَ یَطْلُبُونَهُ لَا یَدْرُونَ أَیْنَ هُوَ حَتَّی وَقَعَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ ضَعُفْنَا بَعْدَكَ وَ هَلَكْنَا فَقَالَ إِنَّ فُلَانَ الظَّاهِرِ وَعَدَنِی أَنْ أكن [أَكُونَ] هَاهُنَا وَ لَمْ أَبْرَحْ حَتَّی یَجِی ءَ فَقَالَ فَخَرَجُوا إِلَیْهِ حَتَّی قَالُوا لَهُ یَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدْتَ النَّبِیَّ فَأَخْلَفْتَهُ فَجَاءَ وَ هُوَ یَقُولُ لِإِسْمَاعِیلَ علیه السلام یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُ وَ لَقَدْ نَسِیتُ مِیعَادَكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ تَجِئْنِی لَكَانَ مِنْهُ الْمَحْشَرُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ(2).

أقول: قد مضی بإسناد آخر فی كتاب النبوة.

«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ قَالَ الْعُهُودِ(3).

«16»- جا، [المجالس للمفید] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْأَصْمَعِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ حَاجَةً فَوَعَدَهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَاجَةَ تَعَذَّرَتْ عَلَی أَبِی عَمْرٍو فَلَقِیَهُ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ یَا بَا عَمْرٍو وَعَدْتَنِی وَعْداً فَلَمْ تُنْجِزْهُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو فَمَنْ أَوْلَی بِالْغَمِّ أَنَا أَوْ أَنْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو لَا وَ اللَّهِ بَلْ أَنَا فَقَالَ لَهُ

ص: 95


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 74.
2- 2. مریم: 55.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 289.

الرَّجُلُ وَ كَیْفَ ذَاكَ فَقَالَ لِأَنَّنِی وَعَدْتُكَ وَعْداً فَأُبْتَ بِفَرَحِ الْوَعْدِ وَ أُبْتُ بِهَمِّ الْإِنْجَازِ وَ بِتَّ فَرِحاً مَسْرُوراً وَ بِتُّ لَیْلَتِی مُفَكِّراً مَغْمُوماً ثُمَّ عَاقَ الْقَدَرُ عَنْ بُلُوغِ الْإِرَادَةِ فَلَقِیتَنِی مُذِلًّا وَ لَقِیتُكَ مُحْتَشِماً.

«17»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ رَوَی دَاوُدُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: عِدَةُ الْمُؤْمِنِ نَذْرٌ لَا كَفَّارَةَ لَهُ (1).

«18»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ لِلصُّورِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عِدَةُ الْمُؤْمِنِ أَخْذٌ بِالْیَدِ یَحُثُّ عَلَی الْوَفَاءِ بِالْمَوَاعِیدِ وَ الصِّدْقِ فِیهَا یُرِیدُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وَعَدَ كَانَ الثِّقَةُ بِمَوْعِدِهِ كَالثِّقَةِ بِالشَّیْ ءِ إِذَا صَارَ بِالْیَدِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ.

«19»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَمَّارٍ یُقَالُ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَمَّارٌ: كُنْتُ أَرْعَی غُنَیْمَةَ أَهْلِی وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله یَرْعَی أَیْضاً فَقُلْتُ یَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ فِی فَجٍ (2) فَإِنِّی تَرَكْتُهَا رَوْضَةَ بَرْقٍ قَالَ نَعَمْ فَجِئْتُهَا مِنَ الْغَدِ وَ قَدْ سَبَقَنِی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَائِمٌ یَذُودُ غَنَمَهُ عَنِ الرَّوْضَةِ قَالَ إِنِّی كُنْتُ وَاعَدْتُكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرْعَی قَبْلَكَ.

«20»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا دِینَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ (3).

«21»- ف، [تحف العقول] نهج، [نهج البلاغة] فِی وَصِیَّتِهِ علیه السلام لِلْأَشْتَرِ: وَ إِیَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَی رَعِیَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ أَوِ التَّزَیُّدَ فِیمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ فَإِنَّ الْمَنَّ یُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَیُّدَ یَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ یُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (4).

ص: 96


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 92 ط الإسلامیة.
2- 2. الفج الوادی الواسع بین الجبلین.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 5.
4- 4. تحف العقول ص 142، نهج البلاغة ج 2 ص 109 تحت الرقم 53 من الكتب و الرسائل.

وَ قَالَ علیه السلام: الْوَفَاءُ لِأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْغَدْرُ بِأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ (1).

وَ مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ علیه السلام: إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَی مِنْهُ وَ مَا یَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَیْفَ الْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِی زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَیْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِیهِ إِلَی حُسْنِ الْحِیلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِیلَةِ وَ دُونَهُ مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ فَیَدَعُهَا رَأْیَ عَیْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا وَ یَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ (2).

«22»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ نَرَی مَا وَعَدْنَا عَلَیْنَا دَیْناً كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَقْبَلُوا لِی سِتَّ خِصَالٍ أَتَقَبَّلُ لَكُمُ الْجَنَّةَ إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا وَ إِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا وَ إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ فَلَا تَخُونُوا وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَلْسِنَتَكُمْ (4).

باب 48 المشورة و قبولها و من ینبغی استشارته و نصح المستشیر و النهی عن الاستبداد بالرأی

الآیات:

آل عمران: وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ (5)

حمعسق: وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ إلی قوله وَ أَمْرُهُمْ شُوری بَیْنَهُمْ (6)

ص: 97


1- 1. نهج البلاغة الرقم 259 من الحكم.
2- 2. نهج البلاغة الرقم 41 من الخطب.
3- 3. مشكاة الأنوار.
4- 4. المصدر 88.
5- 5. آل عمران: 159.
6- 6. الشوری 36- 38.

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: خَاطَرَ بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَغْنَی بِرَأْیِهِ (1).

«2»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا یَطْمَعَنَّ الْقَلِیلُ التَّجْرِبَةِ الْمُعْجَبُ بِرَأْیِهِ فِی رِئَاسَةٍ(2).

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ هُنَّ قَاصِمَاتُ الظَّهْرِ رَجُلٌ اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ نَسِیَ ذُنُوبَهُ وَ أُعْجِبَ بِرَأْیِهِ (3).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: شَاوِرْ فِی حَدِیثِكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ وَ أَحْبِبِ الْإِخْوَانَ عَلَی قَدْرِ التَّقْوَی وَ اتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ وَ كُونُوا مِنْ خِیَارِهِنَّ عَلَی حَذَرٍ وَ إِنْ أَمَرْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَخَالِفُوهُنَّ كَیْلَا یَطْمَعْنَ مِنْكُمْ فِی الْمُنْكَرِ(4).

«5»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ الصَّادِقُ علیه السلام سُفْیَانَ الثَّوْرِیَّ: وَ شَاوِرْ فِی أَمْرِكَ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (5).

«6»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: لَیْسَ عَلَی النِّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَا تُسْتَشَارُ(6)

وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ خَوَاصِّ النِّسَاءِ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام.

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ قَوْمٍ كَانَتْ لَهُمْ مَشُورَةٌ فَحَضَرَ مَعَهُمْ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ أَوْ حَامِدٌ أَوْ مَحْمُودٌ أَوْ أَحْمَدُ فَأَدْخَلُوهُ

ص: 98


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 54، أمالی الصدوق ص 268.
2- 2. الخصال ج 2 ص 53، فی حدیث.
3- 3. معانی الأخبار ص 343.
4- 4. أمالی الصدوق ص 182.
5- 5. الخصال ج 1 ص 80.
6- 6. الخصال ج 2 ص 97.

فِی مَشُورَتِهِمْ إِلَّا خِیرَ لَهُمْ (1).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (2).

«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِینَ فِی مَشُورَةٍ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهُ (3).

«9»- ع، [علل الشرائع] أَبِی، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا عَمَّارُ إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَسْتَتِبَّ لَكَ النِّعْمَةُ وَ تَكْمُلَ لَكَ الْمُرُوَّةُ وَ تَصْلُحَ لَكَ الْمَعِیشَةُ فَلَا تَسْتَشِرِ الْعَبْدَ وَ السَّفِلَةَ فِی أَمْرِكَ فَإِنَّكَ إِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ وَ إِنْ حَدَّثُوكَ كَذَبُوكَ وَ إِنْ نُكِبْتَ خَذَلُوكَ وَ إِنْ وَعَدُوكَ مَوْعِداً لَمْ یَصْدُقُوكَ (4).

«10»- ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: قُمْ بِالْحَقِّ وَ لَا تَعَرَّضْ لِمَا فَاتَكَ وَ اعْتَزِلْ مَا لَا یَعْنِیكَ وَ تَجَنَّبْ عَدُوَّكَ وَ احْذَرْ صَدِیقَكَ مِنَ الْأَقْوَامِ إِلَّا الْأَمِینَ (5) وَ الْأَمِینُ مَنْ خَشِیَ اللَّهَ وَ لَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ وَ لَا تُطْلِعْهُ عَلَی سِرِّكَ وَ لَا تَأْمَنْهُ عَلَی أَمَانَتِكَ وَ اسْتَشِرْ فِی أُمُورِكَ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (6).

«11»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَا تُشَاوِرْ جَبَاناً فَإِنَّهُ یُضَیِّقُ عَلَیْكَ الْمَخْرَجَ وَ لَا تُشَاوِرِ الْبَخِیلَ فَإِنَّهُ یَقْصُرُ بِكَ عَنْ غَایَتِكَ وَ لَا تُشَاوِرْ حَرِیصاً فَإِنَّهُ یُزَیِّنُ لَكَ شرهما [شَرَهاً] وَ اعْلَمْ یَا عَلِیُّ أَنَّ الْجُبْنَ وَ الْبُخْلَ وَ الْحِرْصَ غَرِیزَةٌ وَاحِدَةٌ یَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِ (7).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ انْصَحِ الْمَرْءَ إِذَا اسْتَشَارَكَ (8).

ص: 99


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 29.
2- 2. صحیفة الرضا: ص 4.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 66.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 245.
5- 5. الآمنین خ ل.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 245.
7- 7. علل الشرائع ج 2 ص 246.
8- 8. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 30.

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْیَمَنِ فَقَالَ وَ هُوَ یُوصِینِی یَا عَلِیُّ مَا حَارَ مَنِ اسْتَخَارَ وَ لَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ یَا عَلِیُّ عَلَیْكَ بِالدُّلْجَةِ(1) فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَی بِاللَّیْلِ مَا لَا تُطْوَی بِالنَّهَارِ یَا عَلِیُّ اغْدُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَارَكَ لِأُمَّتِی فِی بُكُورِهَا(2).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَاهَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُخْبِرِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَرْشِدُوا الْعَاقِلَ وَ لَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا(3).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا عَطِبَ امْرُؤٌ اسْتَشَارَ(4).

«16»- سن، [المحاسن] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: قِیلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الْحَزْمُ قَالَ مُشَاوَرَةُ ذَوِی الرَّأْیِ وَ اتِّبَاعُهُمْ (5).

«17»- سن، [المحاسن] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ السَّرِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام أَنْ قَالَ: لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ(6).

«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی التَّوْرَاةِ أَرْبَعَةُ أَسْطُرٍ مَنْ لَا یَسْتَشِیرُ یَنْدَمُ وَ الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ وَ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ(7).

«19»- سن، [المحاسن] مُوسَی بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 100


1- 1. یقال: ادلج القوم- من باب افتعل- ادلاجا: ساروا من آخر اللیل، و الاسم: الدلجة و الدلجة بالفتح و الضم.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 135.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 152.
4- 4. الخصال ج 2 ص 161 السطر الثالث.
5- 5. المحاسن ص 600.
6- 6. المحاسن ص 601.
7- 7. المحاسن ص 601.

قَالَ: اسْتَشِرْ فِی أَمْرِكَ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (1).

«20»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: لَنْ یَهْلِكَ امْرُؤٌ عَنْ مَشُورَةٍ(2).

«21»- سن، [المحاسن] أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ: شَاوِرْ فِی حَدِیثِكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ (3).

«22»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ جِئْتُكَ مُسْتَشِیراً إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ خَطَبُوا إِلَیَّ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ أَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ مِطْلَاقٌ لِلنِّسَاءِ وَ لَكِنْ زَوِّجْهَا الْحُسَیْنَ فَإِنَّهُ خَیْرٌ لِابْنَتِكَ (4).

«23»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: هَلَكَ مَوْلًی لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یُقَالُ لَهُ سَعْدٌ فَقَالَ أَشِرْ عَلَیَّ بِرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَ أَمَانَةٌ فَقُلْتُ أَنَا أُشِیرُ عَلَیْكَ فَقَالَ شِبْهَ الْمُغْضَبِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَسْتَشِیرُ أَصْحَابَهُ ثُمَّ یَعْزِمُ عَلَی مَا یُرِیدُ اللَّهُ (5).

«24»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: اسْتَشَارَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَرَّةً فِی أَمْرٍ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مِثْلِی یُشِیرُ عَلَی مِثْلِكَ قَالَ نَعَمْ إِذَا اسْتُشِیرَ بِكَ (6).

«25»- سن، [المحاسن] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَذَكَرْنَا أَبَاهُ قَالَ كَانَ عَقْلُهُ لَا یُوَازِنُ بِهِ الْعُقُولُ وَ رُبَّمَا شَاوَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ سُودَانِهِ فَقِیلَ لَهُ تُشَاوِرُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رُبَّمَا فَتَحَ عَلَی لِسَانِهِ قَالَ فَكَانُوا رُبَّمَا أَشَارُوا عَلَیْهِ بِالشَّیْ ءِ فَیَعْمَلُ بِهِ مِنَ الضَّیْعَةِ وَ الْبُسْتَانِ (7).

«26»- سن، [المحاسن] الْجَامُورَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ صَنْدَلٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اسْتَشِرِ الْعَاقِلَ مِنَ الرِّجَالِ الْوَرِعَ فَإِنَّهُ لَا یَأْمُرُ إِلَّا بِخَیْرٍ وَ إِیَّاكَ وَ الْخِلَافَ فَإِنَّ خِلَافَ الْوَرِعِ

ص: 101


1- 1. المحاسن: 601.
2- 2. المحاسن: 601.
3- 3. المحاسن: 601.
4- 4. المحاسن: 601.
5- 5. المحاسن: 601.
6- 6. المحاسن: 601.
7- 7. المحاسن: 602.

الْعَاقِلِ مَفْسَدَةٌ فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا(1).

«27»- سن، [المحاسن] الْجَامُورَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مُشَاوَرَةُ الْعَاقِلِ النَّاصِحِ رُشْدٌ وَ یُمْنٌ وَ تَوْفِیقٌ مِنَ اللَّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَیْكَ النَّاصِحُ الْعَاقِلُ فَإِیَّاكَ وَ الْخِلَافَ فَإِنَّ فِی ذَلِكَ الْعَطَبَ (2).

«28»- سن، [المحاسن] الْجَامُورَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا یَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ مَا لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ أَنْ یَسْتَشِیرَ رَجُلًا عَاقِلًا لَهُ دِینٌ وَ وَرَعٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ یَخْذُلْهُ اللَّهُ بَلْ یَرْفَعُهُ اللَّهُ وَ رَمَاهُ بِخَیْرِ الْأُمُورِ وَ أَقْرَبِهَا إِلَی اللَّهِ (3).

«29»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ فَلَمْ یَنْصَحْهُ مَحْضَ الرَّأْیِ سَلَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَأْیَهُ (4).

«30»- سن، [المحاسن] أَحْمَدُ بْنُ نُوحٍ عَنْ شُعَیْبٍ النَّیْسَابُورِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمَشُورَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِحُدُودِهَا فَمَنْ عَرَفَهَا بِحُدُودِهَا وَ إِلَّا كَانَتْ مَضَرَّتُهَا عَلَی الْمُسْتَشِیرِ أَكْثَرَ مِنْ مَنْفَعَتِهَا لَهُ فَأَوَّلُهَا أَنْ یَكُونَ الَّذِی یُشَاوِرُهُ عَاقِلًا وَ الثَّانِیَةُ أَنْ یَكُونَ حُرّاً مُتَدَیِّناً وَ الثَّالِثَةُ أَنْ یَكُونَ صَدِیقاً مُوَاخِیاً وَ الرَّابِعَةُ أَنْ تُطْلِعَهُ عَلَی سِرِّكَ فَیَكُونَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ بِنَفْسِكَ ثُمَّ یُسِرَّ ذَلِكَ وَ یَكْتُمَهُ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ عَاقِلًا انْتَفَعْتَ بِمَشُورَتِهِ وَ إِذَا كَانَ حُرّاً مُتَدَیِّناً جَهَدَ نَفْسَهُ فِی النَّصِیحَةِ لَكَ وَ إِذَا كَانَ صَدِیقاً مُوَاخِیاً كَتَمَ سِرَّكَ إِذَا أَطْلَعْتَهُ عَلَیْهِ وَ إِذَا أَطْلَعْتَهُ عَلَی سِرِّكَ فَكَانَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ تَمَّتِ الْمَشُورَةُ وَ كَمَلَتِ النَّصِیحَةُ(5).

«31»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِی الْعُدَیْسِ عَنْ صَالِحٍ

ص: 102


1- 1. المحاسن ص 602.
2- 2. المحاسن ص 602.
3- 3. المحاسن ص 602.
4- 4. المحاسن ص 602.
5- 5. المحاسن: 603.

قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: اتَّبِعْ مَنْ یُبْكِیكَ وَ هُوَ لَكَ نَاصِحٌ وَ لَا تَتَّبِعْ مَنْ یُضْحِكُكَ وَ هُوَ لَكَ غَاشٌّ وَ سَتَرِدُونَ عَلَی اللَّهِ جَمِیعاً فَتَعْلَمُونَ (1).

«32»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَسْتَغْنِی الْمُؤْمِنُ عَنْ خَصْلَةٍ وَ بِهِ الْحَاجَةُ إِلَی ثَلَاثِ خِصَالٍ تَوْفِیقٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَبُولٍ مِمَّنْ یَنْصَحُهُ (2).

«33»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: شَاوِرْ فِی أُمُورِكَ مِمَّا یَقْتَضِی الدِّینُ مَنْ فِیهِ خَمْسُ خِصَالٍ عَقْلٌ وَ حِلْمٌ وَ تَجْرِبَةٌ وَ نُصْحٌ وَ تَقْوَی فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَاسْتَعْمِلِ الْخَمْسَةَ وَ اعْزِمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ یُؤَدِّیكَ إِلَی الصَّوَابِ وَ مَا كَانَ لَكَ مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا الَّتِی هِیَ غَیْرُ عَائِدَةٍ إِلَی الدِّینِ فَاقْضِهَا وَ لَا تَتَفَكَّرْ فِیهَا فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَصَبْتَ بَرَكَةَ الْعَیْشِ وَ حَلَاوَةَ الطَّاعَةِ وَ فِی الْمَشُورَةِ تَعَبَّأَ اكْتِسَابُ الْعِلْمِ وَ الْعَاقِلُ مَنْ یَسْتَفِیدُ مِنْهَا عِلْماً جَدِیداً وَ یَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَی الْمَحْصُولِ مِنَ الْمُرَادِ وَ مَثَلُ الْمَشُورَةِ مَعَ أَهْلِهَا مَثَلُ التَّفَكُّرِ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ فَنَائِهِمَا وَ هُمَا غَیْبَانِ عَنِ الْعَبْدِ لِأَنَّهُ كُلَّمَا قَوِیَ تَفَكُّرُهُ فِیهِمَا غَاصَ فِی بَحْرِ نُورِ الْمَعْرِفَةِ وَ ازْدَادَ بِهِمَا اعْتِبَاراً وَ یَقِیناً وَ لَا تُشَاوِرْ مَنْ لَا یُصَدِّقُهُ عَقْلُكَ وَ إِنْ كَانَ مَشْهُوراً بِالْعَقْلِ وَ الْوَرَعِ وَ إِذَا شَاوَرْتَ مَنْ یُصَدِّقُهُ قَلْبُكَ فَلَا تُخَالِفْهُ فِیمَا یُشِیرُ بِهِ عَلَیْكَ وَ إِنْ كَانَ بِخِلَافِ مُرَادِكَ فَإِنَّ النَّفْسَ تَجْمَحُ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ وَ خِلَافُهَا عِنْدَ الْخَائِرِینَ (3).

«34»- شی، [تفسیر العیاشی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْ سَلْ فُلَاناً یُشِیرُ عَلَیَّ وَ یَتَخَیَّرُ لِنَفْسِهِ فَهُوَ یَعْلَمُ مَا یَجُوزُ فِی بَلَدِهِ وَ كَیْفَ یُعَامِلُ السَّلَاطِینَ فَإِنَّ الْمَشُورَةَ مُبَارَكَةٌ قَالَ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ فَإِنْ كَانَ مَا یَقُولُ مِمَّا یَجُوزُ كُنْتُ أُصَوِّبُ رَأْیَهُ وَ إِنْ كَانَ غَیْرَ ذَلِكَ رَجَوْتُ أَنْ أَضَعَهُ

ص: 103


1- 1. المحاسن: 603.
2- 2. المصدر: 604.
3- 3. مصباح الشریعة ص 36، و الخائر: الذی یختار لك الخیرة و یعرفها و یقربها لك و فی المصدر« و خلافها عند قبول الحقائق أبین».

عَلَی الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ قَالَ یَعْنِی الِاسْتِخَارَةَ(1).

«35»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَسْتَشِرْ یَنْدَمْ (2).

«36»- وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ ره قَالَ رَوَی الْمُفِیدُ فِی كِتَابِ الرَّوْضَةِ فِی حَدِیثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَاشِیِّ أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَلَمْ یَمْحَضْهُ النَّصِیحَةَ سَلَبَهُ اللَّهُ لُبَّهُ.

«37»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا تَكُونَنَّ أَوَّلَ مُشِیرٍ وَ إِیَّاكَ وَ الرَّأْیَ الْفَطِیرَ(3) وَ تَجَنَّبِ ارْتِجَالَ الْكَلَامِ وَ لَا تُشِرْ عَلَی مُسْتَبِدٍّ بِرَأْیِهِ وَ لَا عَلَی وَغْدٍ وَ لَا عَلَی مُتَلَوِّنٍ وَ لَا عَلَی لَجُوجٍ وَ خَفِ اللَّهَ فِی مُوَافَقَةِ هَوَی الْمُسْتَشِیرِ فَإِنَّ الْتِمَاسَ مُوَافَقَتِهِ لُؤْمٌ وَ سُوءَ الِاسْتِمَاعِ مِنْهُ خِیَانَةٌ.

وَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنِ اسْتَشَارَ لَمْ یَعْدَمْ عِنْدَ الصَّوَابِ مَادِحاً وَ عِنْدَ الْخَطَاءِ عَاذِراً.

«38»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا ظَهِیرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنْ مُشَاوَرَةٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْیِهِ هَلَكَ وَ مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِی عُقُولِهَا.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاءِ.

وَ قَالَ علیه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْیَ.

وَ قَالَ علیه السلام: الِاسْتِشَارَةُ عَیْنُ الْهِدَایَةِ

ص: 104


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 205، و فی لفظ الحدیث اضطراب، و قال بعض المحشین لعل المراد من قوله علیه السلام: یشیر علی- الخ- أی سله یظهر لی ما عنده من مصلحتی فی أمر كذا« و یتخیر لنفسه» أی یتخیر لی تخیرا كتخیره لنفسه كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذی یخشی اللّٰه تعالی.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 120 فی حدیث.
3- 3. الفطیر: كل ما اعجل عن ادراكه، و قولهم« ایاك و الرأی الفطیر» أی الذی لم یترو فیه و لم یتعمق. و قوله« و لا علی وغد» الوغد: الدنی الرذل الضعیف رأیا و عقلا.

وَ قَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَی بِرَأْیِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْخِلَافُ یَهْدِمُ الرَّأْیَ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ خَفِیَ الصَّوَابُ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ أَوْمَأَ إِلَی مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِیَلُ (1).

«39»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا رَأْیَ لِمَنِ انْفَرَدَ بِرَأْیِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَا عَطِبَ مَنِ اسْتَشَارَ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ شَاوَرَ ذَوِی الْأَلْبَابِ دُلَّ عَلَی الرَّشَادِ وَ نَالَ النُّصْحَ مِمَّنْ قَبِلَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: رَأْیُ الشَّیْخِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ حِیلَةِ الشَّبَابِ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: رُبَّ وَاثِقٍ خَجِلَ.

وَ قَالَ علیه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسْلُبُ الرَّأْیَ.

«40»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَصَدَّقُوا عَلَی أَخِیكُمْ بِعِلْمٍ یُرْشِدُهُ وَ رَأْیٍ یُسَدِّدُهُ.

«41»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَزْمُ أَنْ تَسْتَشِیرَ ذَا الرَّأْیِ وَ تُطِیعَ أَمْرَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَشَارَ عَلَیْكَ الْعَاقِلُ النَّاصِحُ فَاقْبَلْ وَ إِیَّاكَ وَ الْخِلَافَ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ فِیهِ الْهَلَاكَ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُسْتَبِدُّ بِرَأْیِهِ مَوْقُوفٌ عَلَی مَدَاحِضِ الزَّلَلِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تُشِرْ عَلَی الْمُسْتَبِدِّ بِرَأْیِهِ.

باب 49 غنی النفس و الاستغناء عن الناس و الیأس عنهم

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ل، [الخصال] مع، [معانی الأخبار] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: نَاقِلًا عَنْ حَكِیمٍ غِنَی النَّفْسِ أَغْنَی مِنَ الْبَحْرِ(3).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] مع، [معانی الأخبار]: جَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ

ص: 105


1- 1. راجع نهج البلاغة ط عبده ج 2 ص 155، 168، 184، 185، 186 191، 193، 198، 240.
2- 2. فی النهج تحت الرقم 86 من الحكم: رأی الشیخ أحبّ الی من جلد الغلام و الجلد: البصالة و الصلابة و الشدة و القوّة.
3- 3. أمالی الصدوق ص 146، الخصال ج 2 ص 5، معانی الأخبار ص 177.

فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِیٌّ بِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الرَّجُلِ قِیَامُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ (1).

أقول: قد أثبتناه مسندا فی أبواب المواعظ.

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: لِیَجْتَمِعْ فِی قَلْبِكَ الِافْتِقَارُ إِلَی النَّاسِ وَ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ یَكُونُ افْتِقَارُكَ إِلَیْهِمْ فِی لِینِ كَلَامِكَ وَ حُسْنِ بِشْرِكَ وَ یَكُونُ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِی نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَ بَقَاءِ عِزِّكَ (2).

«4»- فس، [تفسیر القمی] مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَیَّارٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ (3) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَی الدُّنْیَا حَسَرَاتٍ وَ مَنْ رَمَی بِبَصَرِهِ إِلَی مَا فِی یَدَیْ غَیْرِهِ كَثُرَ هَمُّهُ وَ لَمْ یُشْفَ غَیْظُهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَلَیْهِ نِعْمَةً إِلَّا فِی مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ وَ مَنْ أَصْبَحَ عَلَی الدُّنْیَا حَزِیناً أَصْبَحَ عَلَی اللَّهِ سَاخِطاً وَ مَنْ شَكَا مُصِیبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا یَشْكُو رَبَّهُ وَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَهُوَ مِمَّنْ یَتَّخِذُ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ مَنْ أَتَی ذَا مَیْسَرَةٍ فَتَخْشَعُ لَهُ طَلَبَ مَا فِی یَدَیْهِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ ثُمَّ قَالَ وَ لَا تَعْجَلْ وَ لَیْسَ یَكُونُ الرَّجُلُ یَنَالُ مِنَ الرَّجُلِ الرِّفْقَ فَیُجِلَّهُ وَ یُوَقِّرَهُ فَقَدْ یَجِبُ ذَلِكَ لَهُ عَلَیْهِ وَ لَكِنْ تَرَاهُ أَنَّهُ یُرِیدُ بِتَخَشُّعِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ أَوْ یُرِیدُ أَنْ یَخْتِلَهُ عَمَّا فِی یَدَیْهِ (4).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْكِنَانِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الْغِنَی غِنَی النَّفْسِ الْخَبَرَ.

ص: 106


1- 1. أمالی الصدوق ص 141، معانی الأخبار ص 178.
2- 2. معانی الأخبار ص 267.
3- 3. الحجر: 88.
4- 4. تفسیر القمّیّ 356.

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثَةٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ وَ زَیْنُهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الصَّلَاةُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ یَأْسُهُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ وَلَایَةُ الْإِمَامِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب جوامع المكارم.

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا یَسْأَلَ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ لَا یَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ أَلَا فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا فَإِنَّ فِی الْقِیَامَةِ خَمْسِینَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ مِثْلُ أَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ(2).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَهْلٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَبُو أَیُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَیْدٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی وَ أَقْلِلْ لَعَلِّی أَنْ أَحْفَظَ قَالَ أُوصِیكَ بِخَمْسٍ بِالْیَأْسِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَی وَ إِیَّاكَ وَ الطَّمَعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ وَ صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَ إِیَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ وَ أَحِبَّ لِأَخِیكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ (3).

«9»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: امْنُنْ عَلَی مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِیرَهُ وَ احْتَجْ إِلَی مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِیرَهُ وَ اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِیرَهُ (4).

«10»- ل، [الخصال] ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ أَخِیهِ سُلَیْمَانَ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 107


1- 1. أمالی الصدوق ص 325.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 34، و الآیة فی المعارج: 4.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 122.
4- 4. الخصال ج 2 ص 45.

عَلِّمْنِی شَیْئاً إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَحَبَّنِیَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ وَ أَحَبَّنِیَ النَّاسُ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ فَقَالَ ارْغَبْ فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ یُحِبَّكَ اللَّهُ وَ ازْهَدْ فِیمَا عِنْدَ النَّاسِ یُحِبَّكَ النَّاسُ (1).

«11»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] نَرْوِی: أَنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَسْأَلَهُ فَسَمِعَهُ وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَیْنَاهُ وَ مَنِ اسْتَغْنَی أَغْنَاهُ اللَّهُ فَانْصَرَفَ وَ لَمْ یَسْأَلْهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَسَمِعَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَلَمْ یَسْأَلْهُ حَتَّی فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ مَضَی وَ اسْتَعَارَ فَأْساً وَ صَعِدَ الْجَبَلَ فَاحْتَطَبَ وَ حَمَلَهُ إِلَی السُّوقِ فَبَاعَهُ بِنِصْفِ صَاعٍ مِنْ شَعِیرٍ فَأَكَلَهُ هُوَ وَ عِیَالُهُ ثُمَّ أَدَامَ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی جَمَعَ مَا اشْتَرَی بِهِ فَأْساً ثُمَّ اشْتَرَی بَكْرَیْنِ وَ غُلَاماً وَ أَیْسَرَ فَصَارَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَ لَیْسَ قَدْ قُلْنَا مَنْ سَأَلَ أَعْطَیْنَاهُ وَ مَنِ اسْتَغْنَی أَغْنَاهُ اللَّهُ (2).

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْیَأْسُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ عِزُّ الْمُؤْمِنِ فِی دِینِهِ وَ مُرُوَّتُهُ فِی نَفْسِهِ وَ شَرَفُهُ فِی دُنْیَاهُ وَ عَظَمَتُهُ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ وَ جَلَالَتُهُ فِی عَشِیرَتِهِ وَ مَهَابَتُهُ عِنْدَ عِیَالِهِ وَ هُوَ أَغْنَی النَّاسِ عِنْدَ نَفْسِهِ وَ عِنْدَ جَمِیعِ النَّاسِ.

وَ أَرْوِی: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِیَامُ اللَّیْلِ وَ عِزُّهُ اسْتِغْنَاهُ عَنِ النَّاسِ.

وَ أَرْوِی: أَنَّ أَصْلَ الْإِنْسَانِ لُبُّهُ وَ عِزَّهُ دِینُهُ وَ مُرُوَّتَهُ حَیْثُ یَجْعَلُ وَ النَّاسُ إِلَی آدَمَ شرعا [شَرَعٌ] سَوَاءٌ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ.

وَ أَرْوِی: الْیَأْسُ غِنًی وَ الطَّمَعُ فَقْرٌ حَاضِرٌ.

وَ رُوِیَ: مَنْ أَبْدَی ضَرَّهُ إِلَی النَّاسِ فَضَحَ نَفْسَهُ عِنْدَهُمْ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَوُّوا دِینَكُمْ بِالاسْتِغْنَاءِ بِاللَّهِ عَنْ طَلَبِ الْحَوَائِجِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ خَضَعَ لِصَاحِبِ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ لِمُخَالِفٍ طَلَباً لِمَا فِی یَدَیْهِ مِنْ دُنْیَاهُ أَخْمَلَهُ اللَّهُ وَ مَقَّتَهُ عَلَیْهِ وَ وَكَلَهُ إِلَیْهِ فَإِنْ هُوَ غَلَبَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ دُنْیَاهُ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ الْبَرَكَةَ وَ لَمْ یَنْفَعْهُ بِشَیْ ءٍ فِی حَجَّةٍ وَ لَا عُمْرَةٍ مِنْ أَفْعَالِ الْبِرِّ.

وَ أَرْوِی: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا یَسْأَلَ رَبَّهُ شَیْئاً إِلَّا وَ أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ فَلَا یَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ.

وَ رُوِیَ: سَخَاءُ النَّفْسِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ أَكْثَرُ مِنْ سَخَاءِ الْبَذْلِ.

ص: 108


1- 1. الخصال ج 2 ص 32، ثواب الأعمال ص 166.
2- 2. فقه الرضا ص 49.

وَ اعْلَمْ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ سَمِعَ رَجُلًا یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یُغْنِیَهُ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ لَا یَسْتَغْنُونَ عَنِ النَّاسِ وَ لَكِنْ أَغْنَاكَ اللَّهُ عَنْ دُنَآءِ النَّاسِ (1).

«12»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: عِزُّ الْمُؤْمِنِ غِنَاهُ عَنِ النَّاسِ.

وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام: الْغِنَاءُ قِلَّةُ تَمَنِّیكَ وَ الرِّضَا بِمَا یَكْفِیكَ وَ الْفَقْرُ شَرَهُ النَّفْسِ وَ شِدَّةُ الْقُنُوطِ.

«13»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: عِظَمُ الْخَالِقِ عِنْدَكَ یُصَغِّرُ الْمَخْلُوقَ فِی عَیْنَیْكَ (2).

«14»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِیَامُ اللَّیْلِ وَ عِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ (3).

بیان: الشرف علو القدر و المنزلة و العزة الغلبة و رفع المذلة و الحمل فیهما علی المبالغة و المجاز و المراد بالاستغناء قطع الطمع عنهم و القناعة بالكفاف و التوكل علی اللّٰه و عدم التوسل بهم و السؤال عنهم من غیر ضرورة و إلا فالدنیا دار الحاجة و الإنسان مدنی بالطبع و بعضهم محتاجون فی تعیشهم إلی بعض لكن كلما سعی فی قلة الاحتیاج و السؤال یكون أعز عند الناس و كلما خلا قلبه عن الطمع من الناس كان عون اللّٰه له فی تیسر حوائجه أكثر.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا یَسْأَلَ رَبَّهُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْیَیْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ لَا یَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ یَسْأَلِ اللَّهَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ (4).

إیضاح: قوله فلییأس و فی بعض النسخ فلیأیس بتوسط الهمزة بین الیاءین و كلاهما جائز و هو من المقلوب قال الجوهری نقلا عن ابن السكیت أیست منه آیس

ص: 109


1- 1. فقه الرضا: 50.
2- 2. نهج البلاغة ج 2: 173.
3- 3. الكافی ج 2 ص 173.
4- 4. الكافی ج 2 ص 148.

یأسا لغة فی یئست منه أیأس یأسا و مصدرهما واحد و آیسنی منه فلان مثل أیئسنی و كذلك التأییس و قال الیأس القنوط و قد یئس من الشی ء ییأس و فیه لغة أخری یئس ییأس بالكسر فیهما و هو شاذ انتهی (1).

و قوله و لا یكون جملة حالیة أو هو من عطف الخبر علی الإنشاء و یدل علی أن الیأس من الخلق و ترك الرجاء منهم یوجب إجابة الدعاء لأن الانقطاع عن الخلق كلما ازداد زاد القرب منه تعالی بل عمدة الفائدة فی الدعاء ذلك كما سیأتی تحقیقه إن شاء اللّٰه تعالی فی كتاب الدعاء.

«16»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: رَأَیْتُ الْخَیْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِی قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ مَنْ لَمْ یَرْجُ النَّاسَ فِی شَیْ ءٍ وَ رَدَّ أَمْرَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ(2).

توضیح: اجتماع الخیرات فی قطع الطمع ظاهر إذ كل خیر غیره إما موقوف علیه أو شرط له أو لازم له لأنه لا یحصل ذلك إلا بمعرفة كاملة لجناب الحق تعالی و الیقین بأنه الضار النافع و بقضائه و قدره و أن أسباب الأمور بید اللّٰه و بلطفه و رحمته و فناء الدنیا و عجز أهلها و الیقین بالآخرة و مثوباتها و عقوباتها و ما من خیر إلا و هو داخل فی تلك الأمور.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَی النَّاسِ اسْتِلَابٌ لِلْعِزِّ وَ مَذْهَبَةٌ لِلْحَیَاءِ وَ الْیَأْسُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ عِزٌّ لِلْمُؤْمِنِ فِی دِینِهِ وَ الطَّمَعُ هُوَ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ(3).

بیان: الاستلاب الاختلاس أی یصیر سببا لسلب العز سریعا مذهبة للحیاء المذهبة إما بالفتح مصدرا میمیا و الحمل علی المبالغة أو هو بمعنی اسم الفاعل أو اسم

ص: 110


1- 1. الصحاح 903 و 989.
2- 2. الكافی ج 2 ص 148.
3- 3. الكافی ج 2 ص 148.

مكان أی مظنة لذهاب الحیاء أو بالكسر أی آلة لذهابه عز للمؤمن فی دینه لأنه مع الیأس عن الناس لا یترك حقا و لا عبادة و لا أمرا بمعروف و لا نهیا عن منكر خوفا من عدم وصول منفعة منهم إلیه فهو عزیز غالب فی دینه أو یكمل دینه بذلك لأنه من أعظم مكملات الإیمان و الطمع هو الفقر الحاضر لأنه یطمع لئلا یصیر فقیرا و مفسدة الفقر الحاجة إلی الناس فهو یتعجل مفسدة الفقر لئلا یصیر فقیرا فیترتب علیه مفسدته و قیل یصیر سببا لفقر معجل حاضر و الأول أظهر.

«18»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ اكْتُبْ لِی إِلَی إِسْمَاعِیلَ بْنِ دَاوُدَ الْكَاتِبِ لَعَلِّی أُصِیبُ مِنْهُ قَالَ أَنَا أَضَنُّ بِكَ أَنْ تَطْلُبَ مِثْلَ هَذَا وَ شِبْهِهِ وَ لَكِنْ عَوِّلْ عَلَی مَالِی (1).

بیان: لعلی أصیب منه أی نفعا و خیرا أنا أضن بك فی المصباح ضن بالشی ء یضن من باب تعب ضنا و ضنة بالكسر بخل فهو ضنین و من باب ضرب لغة انتهی أی أنا أبخل بك أن تضیع و تطلب هذه المطالب الخسیسة و أشباهها من الأمور الدنیویة بل أرید أن تكون همتك أرفع من ذلك و تطلب منی المطالب العظیمة الأخرویة أو أن تطلب حاجة من مثل هذا المخالف الموافق له فی جمیع الصفات أو أكثرها و شبهه الموافق له فی كونه مخالفا فإن التذلل عند المخالفین موجب لضیاع الدین و أنت عزیز علی لا أرضی بهلاكك و أضن بك و لكن إذا كانت لك حاجة عول و اعتمد علی مالی و خذ منه ما شئت.

و یدل علی رفعة شأن البزنطی و كونه من خواصه علیه السلام كما یظهر من سائر الأخبار مِثْلُ مَا رَوَاهُ الْكَشِّیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَأَمْسَیْتُ عِنْدَهُ قَالَ فَقُلْتُ أَنْصَرِفُ قَالَ لَا تَنْصَرِفْ فَقَدْ أَمْسَیْتَ قَالَ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ لِجَارِیَتِهِ هَاتِی مُضَرَّبَتِی وَ وِسَادَتِی فَافْرُشِی لِأَحْمَدَ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ قَالَ فَلَمَّا صِرْتُ فِی الْبَیْتِ دَخَلَنِی شَیْ ءٌ فَجَعَلَ یَخْطُرُ بِبَالِی مَنْ مِثْلِی فِی

ص: 111


1- 1. الكافی ج 2 ص 149.

بَیْتِ وَلِیِّ اللَّهِ وَ عَلَی مِهَادِهِ فَنَادَانِی یَا أَحْمَدُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَادَ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ فَقَالَ یَا صَعْصَعَةُ لَا تَجْعَلْ عِیَادَتِی إِیَّاكَ فَخْراً عَلَی قَوْمِكَ وَ تَوَاضَعْ لِلَّهِ یَرْفَعْكَ (1).

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ نَجْمِ بْنِ حُطَیْمٍ الْغَنَوِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْیَأْسُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ عِزُّ الْمُؤْمِنِ فِی دِینِهِ أَ وَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَاتِمٍ:

إِذَا مَا عَزَمْتُ الْیَأْسَ أَلْفَیْتُهُ الْغِنَی***إِذَا عَرَفَتْهُ النَّفْسُ وَ الطَّمَعُ الْفَقْرُ(2).

إیضاح: ذكر شعر حاتم لیس للاستشهاد بل للشهرة و الدلالة علی أن هذا مما یحكم به عقل جمیع الناس حتی الكفار إذا ما عزمت الیأس كلمة ما زائدة أی إذا عزمت علی الیأس عن الناس ألفیته أی وجدته الغنی إذا عرفته بصیغة الخطاب من باب التفعیل و نصب النفس أو بصیغة الغیبة و رفع النفس و الطمع مرفوع بالابتدائیة و الفقر بالخبریة.

«20»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: لِیَجْتَمِعْ فِی قَلْبِكَ الِافْتِقَارُ إِلَی النَّاسِ وَ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ فَیَكُونَ افْتِقَارُكَ إِلَیْهِمْ فِی لِینِ كَلَامِكَ وَ حُسْنِ بِشْرِكَ وَ یَكُونَ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِی نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَ بَقَاءِ عِزِّكَ (3).

بیان: لیجتمع فی قلبك الافتقار إلی الناس و الاستغناء عنهم أی العزم علیهما بأن تعاملهم ظاهرا معاملة من یفتقر إلیهم فی لین الكلام و حسن البشر و أن تعاملهم من جهة أخری معاملة من یستغنی عنهم بأن تنزه عرضك من التدنس بالسؤال عنهم و تبقی عزك بعدم التذلل عندهم للأطماع الباطلة أو یجتمع فی قلبك اعتقادان اعتقادك بأنك مفتقر إلیهم للمعاشرة لأن الإنسان مدنی بالطبع یحتاج بعضهم إلی بعض فی التعیش و البقاء و اعتقادك بأنك مستغن عنهم غیر محتاج إلی سؤالهم

ص: 112


1- 1. رجال الكشّیّ ص 491.
2- 2. الكافی ج 2 ص 149.
3- 3. الكافی ج 2 ص 149.

لأن اللّٰه تعالی ضمن أرزاق العباد و هو مسبب الأسباب و فائدة الأول حسن المعاشرة و المخالطة معهم بلین الكلام و حسن الوجه و البشاشة و فائدة الثانی حفظ العرض و صونه عن النقص و حفظ العز بترك السؤال و الطمع.

و الحاصل أن ترك المعاشرة و المعاملة بالكلیة مذموم و الاعتماد علیهم و السؤال منهم و التذلل عندهم أیضا مذموم و الممدوح من ذلك التوسط بین الإفراط و التفریط كما عرفت مرارا و فی القاموس التنزه التباعد و الاسم النزهة بالضم و نزه الرجل تباعد عن كل مكروه فهو نزیه و نزه نفسه عن القبیح تنزیها نحاها و قال العرض بالكسر النفس و جانب الرجل الذی یصونه من نفسه و حسبه أن یتنقص و یثلب أو سواء كان فی نفسه أو سلفه أو من یلزمه أمره أو موضع المدح و الذم منه أو ما یفتخر به من حسب و شرف و قد یراد به الآباء و الأجداد و الخلیقة المحمودة- كا، [الكافی] عن علی عن أبیه عن علی بن معبد عن علی بن عمر عن یحیی بن عمران عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. مثله (1).

باب 50 أداء الأمانة

الآیات:

المؤمنون: وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ (2)

الأحزاب: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا(3)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: أَدِّ الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام (4).

ص: 113


1- 1. الكافی ج 2 ص 149.
2- 2. المؤمنون: 8.
3- 3. الأحزاب: 72.
4- 4. أمالی الصدوق ص 148.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَی مَنِ ائْتَمَنَكُمْ فَلَوْ أَنَّ قَاتِلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ائْتَمَنَنِی عَلَی أَمَانَةٍ لَأَدَّیْتُهَا إِلَیْهِ (1).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حُمْرَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِشِیعَتِهِ عَلَیْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ قَاتِلَ أَبِیَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام ائْتَمَنَنِی عَلَی السَّیْفِ الَّذِی قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّیْتُهُ إِلَیْهِ (2).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلٌ صَدُوقٌ فِی حَدِیثِهِ مُحَافِظٌ عَلَی صَلَوَاتِهِ وَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَعَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنِ اؤْتُمِنَ عَلَی أَمَانَةٍ فَأَدَّاهَا فَقَدْ حَلَّ أَلْفَ عُقْدَةٍ مِنْ عُنُقِهِ مِنْ عُقَدِ النَّارِ فَبَادِرُوا بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِنَّ مَنِ اؤْتُمِنَ عَلَی أَمَانَةٍ وَكَّلَ بِهِ إِبْلِیسُ مِائَةَ شَیْطَانٍ مِنْ مَرَدَةِ أَعْوَانِهِ لِیُضِلُّوهُ وَ یُوَسْوِسُوا إِلَیْهِ حَتَّی یُهْلِكُوهُ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَی كَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ وَ كَثْرَةِ الْحَجِّ وَ الْمَعْرُوفِ وَ طَنْطَنَتِهِمْ بِاللَّیْلِ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(4).

«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ الْغِنَاءَ وَ الْخِیَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ(5).

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی باب جوامع المكارم.

ص: 114


1- 1. أمالی الصدوق ص 148.
2- 2. أمالی الصدوق ص 148.
3- 3. أمالی الصدوق ص 177.
4- 4. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 51، أمالی الصدوق ص 182.
5- 5. قرب الإسناد ص 55.

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ تَهَادَوْا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ اجْتَنَبُوا الْحَرَامَ وَ قَرَوُا الضَّیْفَ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ (1).

«8»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَی قَتَلَةِ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام (2).

«9»- سن، [المحاسن] أَبِی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَیْفَ شَاءَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَی السُّیُوفِ لِلَّهِ وَ رَجُلٌ أَشْرَفَ عَلَی مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ (3).

«10»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَنْظُرُوا إِلَی كَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَ صِیَامِهِمْ وَ كَثْرَةِ الْحَجِّ وَ الزَّكَاةِ وَ كَثْرَةِ الْمَعْرُوفِ وَ طَنْطَنَتِهِمْ بِاللَّیْلِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(4).

«11»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ فَلَوْ أَنَّ قَاتِلَ عَلِیٍّ علیه السلام ائْتَمَنَنِی عَلَی أَمَانَةٍ لَأَدَّیْتُهَا إِلَیْهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام (5).

«12»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْجَبَ عَلَیْكُمْ حُبَّنَا وَ مُوَالاتَنَا وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ طَاعَتَنَا أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنَّا فَلْیَقْتَدِ بِنَا فَإِنَّ مِنْ شَأْنِنَا الْوَرَعَ وَ الِاجْتِهَادَ وَ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ صِلَةَ الرَّحِمِ وَ إِقْرَاءَ الضَّیْفِ وَ الْعَفْوَ عَنِ الْمُسِی ءِ وَ مَنْ لَمْ یَقْتَدِ بِنَا فَلَیْسَ مِنَّا.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَسْفَهُوا فَإِنَّ أَئِمَّتَكُمْ لَیْسُوا بِسُفَهَاءَ(6).

ص: 115


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 29.
2- 2. الخصال ج 2 ص 157.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. الاختصاص ص 229.
5- 5. الاختصاص ص 241.
6- 6. الاختصاص ص 241.

«13»- ختص، [الإختصاص] الْحُسَیْنُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلٌ صَدُوقٌ فِی حَدِیثِهِ مُحَافِظٌ عَلَی صَلَاتِهِ وَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَعَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ثُمَّ قَالَ مَنِ ائْتُمِنَ عَلَی أَمَانَةٍ فَأَدَّاهَا فَقَدْ حَلَّ أَلْفَ عُقْدَةٍ مِنْ عُنُقِهِ مِنْ عُقَدِ النَّارِ فَبَادِرُوا بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِنَّهُ مَنِ اؤْتُمِنَ عَلَی أَمَانَةٍ وَكَّلَ إِبْلِیسُ بِهِ مِائَةَ شَیْطَانٍ مِنْ مَرَدَةِ أَعْوَانِهِ لِیُضِلُّوهُ وَ یُوَسْوِسُوا إِلَیْهِ وَ یُهْلِكُوهُ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ (1).

«14»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: عَلَی حَافَتَیِ الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِذَا مَرَّ عَلَیْهِ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّی لِلْأَمَانَةِ لَمْ یَتَكَفَّأْ بِهِ فِی النَّارِ.

«15»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ (2).

«16»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: فِی خُطْبَةٍ بَعْدَ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ ثُمَّ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَقَدْ خَابَ مَنْ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهَا إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَی السَّمَاوَاتِ الْمَبْنِیَّةِ وَ الْأَرَضِینَ الْمَدْحُوَّةِ وَ الْجِبَالِ ذَاتِ الطُّولِ الْمَنْصُوبَةِ فَلَا أَطْوَلَ وَ لَا أَعْرَضَ وَ لَا أَعْظَمَ مِنْهَا وَ لَوِ امْتَنَعَ شَیْ ءٌ بِطُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزٍّ لَامْتَنَعْنَ وَ لَكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ الْعُقُوبَةِ وَ عَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُنَّ وَ هُوَ الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا(3).

«17»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً قَطُّ إِلَّا بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِنَّ الْأَمَانَةَ مُؤَدَّاةٌ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ. وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقَالَ عَلَیْكَ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا رَأَیْتَ ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَقُلْ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ انْظُرْ مَا بَلَغَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْزَمْهُ فَإِنَّمَا بَلَغَ علیه السلام بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(4).

ص: 116


1- 1. الاختصاص ص 242.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 5.
3- 3. نهج البلاغة تحت الرقم 197.
4- 4. مشكاة الأنوار 46، و ما بین العلامتین ساقط من نسخة الكمبانیّ.

«18»- وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَی مَنِ ائْتَمَنَكُمْ فَلَوْ أَنَّ قَاتِلَ عَلِیٍّ علیه السلام ائْتَمَنَنِی عَلَی الْأَمَانَةِ لَأَدَّیْتُ إِلَیْهِ.

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ صَلَّی الْعَصْرَ وَ هُوَ جَالِسٌ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فِی الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ بَعْضَ السَّلَاطِینِ یَأْمِنُنَا عَلَی الْأَمْوَالِ یَسْتَوْدِعُنَاهَا وَ لَیْسَ یَدْفَعُ إِلَیْكُمْ خُمُسَكُمْ أَ فَنُؤَدِّیهَا إِلَیْهِمْ قَالَ وَ رَبِّ هَذِهِ الْقِبْلَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ قَاتِلَ أَبِی فَإِنِّی أَطْلُبُهُ وَ هُوَ مُتَسَتِّرٌ لِأَنَّهُ قَتَلَ أَبِی ائْتَمَنَنِی عَلَی الْأَمَانَةِ لَأَدَّیْتُهَا إِلَیْهِ.

وَ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ لَمَرْحُومُونَ مَا تَحَابُّوا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ عَمِلُوا بِالْحَقِّ.

وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الْآیَةَ مَا الَّذِی عَرَضَ عَلَیْهِنَّ وَ مَا الَّذِی حَمَلَ الْإِنْسَانُ وَ مَا كَانَ هَذَا قَالَ فَقَالَ عَرَضَ عَلَیْهِنَّ الْأَمَانَةَ بَیْنَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ حِینَ خَلَقَ الْخَلْقَ.

وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لِابْنِهِ: یَا بُنَیَّ أَدِّ الْأَمَانَةَ یَسْلَمْ لَكَ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُنْ أَمِیناً تَكُنْ غَنِیّاً(1).

باب 51 التواضع

الآیات:

المائدة: أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكافِرِینَ (2)

أقول: قد مضی كثیر من أخبار هذا الباب فی باب جوامع المكارم.

«1»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: أَعْرَفُ النَّاسِ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ وَ أَشَدُّهُمْ قَضَاءً لَهَا أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ شَأْناً وَ مَنْ تَوَاضَعَ فِی الدُّنْیَا لِإِخْوَانِهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّیقِینَ وَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَقّاً وَ لَقَدْ وَرَدَ عَلَی

ص: 117


1- 1. مشكاة الأنوار ص 52 و 53.
2- 2. المائدة: 54.

أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَخَوَانِ لَهُ مُؤْمِنَانِ أَبٌ وَ ابْنٌ فَقَامَ إِلَیْهِمَا وَ أَكْرَمَهُمَا وَ أَجْلَسَهُمَا فِی صَدْرِ مَجْلِسِهِ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِمَا ثُمَّ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَأُحْضِرَ فَأَكَلَا مِنْهُ ثُمَّ جَاءَ قَنْبَرٌ بِطَسْتٍ وَ إِبْرِیقِ خَشَبٍ وَ مِنْدِیلٍ لِیَیْبَسَ وَ جَاءَ لِیَصُبَّ عَلَی یَدِ الرَّجُلِ فَوَثَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَخَذَ الْإِبْرِیقَ لِیَصُبَّ عَلَی یَدِ الرَّجُلِ فَتَمَرَّغَ الرَّجُلُ فِی التُّرَابِ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهُ یَرَانِی وَ أَنْتَ تَصُبُّ عَلَی یَدِی قَالَ اقْعُدْ وَ اغْسِلْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَرَاكَ وَ أَخُوكَ الَّذِی لَا یَتَمَیَّزُ مِنْكَ وَ لَا یَتَفَضَّلُ عَلَیْكَ یَخْدُمُكَ یُرِیدُ بِذَلِكَ فِی خِدْمَتِهِ فِی الْجَنَّةِ مِثْلَ عَشَرَةِ أَضْعَافِ عَدَدِ أَهْلِ الدُّنْیَا وَ عَلَی حَسَبِ ذَلِكَ فِی مَمَالِیكِهِ فِیهَا فَقَعَدَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ بِعِظَمِ حَقِّی الَّذِی عَرَفْتَهُ وَ بَجَّلْتَهُ وَ تَوَاضُعِكَ لِلَّهِ حَتَّی جَازَاكَ عَنْهُ بِأَنْ نَدَبَنِی لِمَا شَرَّفَكَ بِهِ مِنْ خِدْمَتِی لَكَ لَمَّا غَسَلْتَ مُطْمَئِنّاً كَمَا كُنْتَ تَغْسِلُ لَوْ كَانَ الصَّابُّ عَلَیْكَ قَنْبَرَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَلَمَّا فَرَغَ نَاوَلَ الْإِبْرِیقَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ وَ قَالَ یَا بُنَیَّ لَوْ كَانَ هَذَا الِابْنُ حَضَرَنِی دُونَ أَبِیهِ لَصَبَبْتُ عَلَی یَدِهِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْبَی أَنْ یُسَوِّیَ بَیْنَ ابْنٍ وَ أَبِیهِ إِذَا جَمَعَهُمَا مَكَانٌ لَكِنْ قَدْ صَبَّ الْأَبُ عَلَی الْأَبِ فَلْیَصُبَّ الِابْنُ عَلَی الِابْنِ فَصَبَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ عَلَی الِابْنِ ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام فَمَنِ اتَّبَعَ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی ذَلِكَ فَهُوَ الشِّیعِیُّ حَقّاً(1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ التَّوَكُّلِ فَقَالَ لِی أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ أَحَداً قَالَ قُلْتُ فَمَا حَدُّ التَّوَاضُعِ قَالَ أَنْ تُعْطِیَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ مَا تُحِبُّ أَنْ یُعْطُوكَ مِثْلَهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَشْتَهِی أَنْ أَعْلَمَ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ فَقَالَ انْظُرْ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ (2).

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ یَرْضَی الرَّجُلُ بِالْمَجْلِسِ دُونَ

ص: 118


1- 1. تفسیر الإمام ص 131، الاحتجاج ص 257.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 50، أمالی الصدوق ص 145.

الْمَجْلِسِ وَ أَنْ یُسَلِّمَ عَلَی مَنْ یَلْقَی وَ أَنْ یَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لَا یُحِبَّ أَنْ یُحْمَدَ عَلَی التَّقْوَی (1).

«4»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَیْرِ مَنْقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الرَّحْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ.

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ مَوْتِهِ عَلَیْكَ بِالتَّوَاضُعِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَةِ(2).

«6»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِیُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی بَیْتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْهِ خُلْقَانُ الثِّیَابِ قَالَ فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِینَ رَأَیْنَاهُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ فَلَمَّا رَأَی مَا بِنَا وَ تَغَیُّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَصَرَ مُحَمَّداً وَ أَقَرَّ عَیْنِی بِهِ أَ لَا أُبَشِّرُكُمْ فَقُلْتُ بَلَی أَیُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ إِنَّهُ جَاءَنِی السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَیْنٌ مِنْ عُیُونِی هُنَاكَ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلَكَ عَدُوَّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ قُتِلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ الْتَقَوْا بِوَادٍ یُقَالُ لَهُ بَدْرٌ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ حَیْثُ كُنْتُ أَرْعَی لِسَیِّدِی هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی ضَمْرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ أَیُّهَا الْمَلِكُ الصَّالِحُ مَا لِی أَرَاكَ جَالِساً عَلَی التُّرَابِ عَلَیْكَ هَذِهِ الْخُلْقَانُ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ إِنَّا نَجِدُ فِیمَا أُنْزِلَ عَلَی عِیسَی أَنَّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ أَنْ یُحْدِثُوا لِلَّهِ تَوَاضُعاً عِنْدَ مَا یُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ تَعَالَی لِی نِعْمَةَ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحْدَثْتُ لِلَّهِ هَذَا التَّوَاضُعَ قَالَ فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِیدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا یَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ التَّوَاضُعَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا یَرْفَعْكُمُ

ص: 119


1- 1. معانی الأخبار ص 381.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.

اللَّهُ وَ إِنَّ الْعَفْوَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعْفُوا یُعِزَّكُمُ اللَّهُ (1).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ عَنْ آدَمَ العقلانی [الْعَسْقَلَانِیِ] عَنْ أَبِی عُمَرَ الصَّنْعَانِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ (2).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ زُفَرَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَیُّوبَ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ (3).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَی مَنْ لَقِیتَ (4).

«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: لَا حَسَبَ لِقُرَشِیٍّ وَ لَا عَرَبِیٍّ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ الْخَبَرَ(5).

«11»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَ نَاصِیَتُهُ بِیَدِ مَلَكٍ فَإِنْ تَكَبَّرَ جَذَبَهُ بِنَاصِیَتِهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ قَالَ لَهُ تَوَاضَعْ وَضَعَكَ اللَّهُ وَ إِنْ تَوَاضَعَ جَذَبَهُ بِنَاصِیَتِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ رَفَعَكَ اللَّهُ وَ لَا وَضَعَكَ بِتَوَاضُعِكَ (6).

كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّوَاضُعُ یَكْسِبُكَ السَّلَامَةَ وَ قَالَ علیه السلام زِینَةُ الشَّرِیفِ التَّوَاضُعُ.

ص: 120


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 13، و سیأتی شرحه تحت الرقم 23.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 56.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.
4- 4. الخصال ج 1 ص 9.
5- 5. الخصال ج 1 ص 12.
6- 6. ثواب الأعمال ص 160.

ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ: الْكِبْرُ رِدَاءُ اللَّهِ مَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاهُ قَصَمَهُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مَلَكَیْنِ مُوَكَّلَیْنِ بِالْعِبَادِ فَمَنْ تَوَاضَعَ رَفَعَاهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَجَباً لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ الَّذِی كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً وَ هُوَ غَداً جِیفَةٌ وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ شَكَّ فِی اللَّهِ وَ هُوَ یَرَی الْخَلْقَ وَ الْعَجَبُ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمَوْتَ وَ هُوَ یَرَی مَنْ یَمُوتُ كُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ لَمْ یَذْكُرِ الْآخِرَةَ وَ هُوَ یَرَی النَّشْأَةَ الْأُولَی وَ لِمَنْ عَمِلَ لِدَارِ الْفَنَاءِ وَ هُوَ یَرَی دَارَ الْبَقَاءِ.

«12»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: التَّوَاضُعُ أَصْلُ كُلِّ خَیْرٍ نَفِیسٍ وَ مَرْتَبَةٍ رَفِیعَةٍ وَ لَوْ كَانَ لِلتَّوَاضُعِ لُغَةٌ یَفْهَمُهَا الْخَلْقُ لَنَطَقَ عَنْ حَقَائِقِ مَا فِی مَخْفِیَّاتِ الْعَوَاقِبِ وَ التَّوَاضُعُ مَا یَكُونُ فِی اللَّهِ وَ لِلَّهِ وَ مَا سِوَاهُ مَكْرٌ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ شَرَّفَهُ اللَّهُ عَلَی كَثِیرٍ مِنْ عِبَادِهِ وَ لِأَهْلِ التَّوَاضُعِ سِیمَاءُ یَعْرِفُهَا أَهْلُ السَّمَاءِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنَ الْعَارِفِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ (1) وَ أَصْلُ التَّوَاضُعِ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ وَ هَیْبَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ لَیْسَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ یَقْبَلُهَا وَ یَرْضَاهَا إِلَّا وَ

بَابُهَا التَّوَاضُعُ وَ لَا یَعْرِفُ مَا فِی مَعْنَی حَقِیقَةِ التَّوَاضُعِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ [مِنْ عِبَادِهِ] الْمُسْتَقِلِّینَ (2) بِوَحْدَانِیَّتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(3) وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعَزَّ خَلْقِهِ وَ سَیِّدَ بَرِیَّتِهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالتَّوَاضُعِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (4) وَ التَّوَاضُعُ مَزْرَعَةُ الْخُشُوعِ وَ الْخُضُوعِ وَ الْخَشْیَةِ وَ الْحَیَاءِ وَ إِنَّهُنَّ لَا یَأْتِینَ إِلَّا مِنْهَا وَ فِیهَا وَ لَا یَسْلَمُ الشَّرَفُ التَّامُّ الْحَقِیقِیُّ إِلَّا لِلْمُتَوَاضِعِ فِی ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَی (5).

«13»- كش، [رجال الكشی] قَالَ أَبُو النَّصْرِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَقَالَ كَانَ رَجُلًا شَرِیفاً مُوسِراً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَوَاضَعْ یَا مُحَمَّدُ فَلَمَّا انْصَرَفَ

ص: 121


1- 1. الأعراف: 46.
2- 2. فی المصدر: المتصلین.
3- 3. لقمان: 63.
4- 4. الشعراء: 215.
5- 5. مصباح الشریعة ص 38.

إِلَی الْكُوفَةِ أَخَذَ قَوْصَرَةً مِنْ تَمْرٍ مَعَ الْمِیزَانِ وَ جَلَسَ عَلَی بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَ صَارَ یُنَادِی عَلَیْهِ فَأَتَاهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ فَضَحْتَنَا فَقَالَ إِنَّ مَوْلَایَ أَمَرَنِی بِأَمْرٍ فَلَنْ أُخَالِفَهُ وَ لَنْ أَبْرَحَ حَتَّی أَفْرُغَ مِنْ بَیْعِ مَا فِی هَذِهِ الْقَوْصَرَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ إِذَا أَبَیْتَ إِلَّا أَنْ تَشْتَغِلَ بِبَیْعٍ وَ شِرَاءٍ فَاقْعُدْ فِی الطَّحَّانِینَ فَهَیَّأَ رَحًی وَ جَمَلًا وَ جَعَلَ یَطْحَنُ (1).

«14»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشِیَّةَ الْخَمِیسِ فِی مَسْجِدِ قُبَا فَقَالَ هَلْ مِنْ شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِیُّ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ مَخِیضٍ بِعَسَلٍ (2) فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَی فِیهِ نَحَّاهُ ثُمَّ قَالَ شَرَابَانِ یُكْتَفَی بِأَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ- لَا أَشْرَبُهُ وَ لَا أُحَرِّمُهُ وَ لَكِنِّی أَتَوَاضَعُ لِلَّهِ فَإِنَّ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنِ اقْتَصَدَ فِی مَعِیشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ.

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ بِسْطَامَ الزَّیَّاتِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنَ الْحَبَشَةِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ علیه السلام أُحَدِّثُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتُ عَلَی النَّجَاشِیِّ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ وَ هُوَ فِی غَیْرِ مَجْلِسِ الْمُلْكِ وَ فِی غَیْرِ رِیَاشِهِ وَ فِی غَیْرِ زِیِّهِ قَالَ فَحَیَّیْتُهُ بِتَحِیَّةِ الْمَلِكِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا أَیُّهَا الْمَلِكُ مَا لِی أَرَاكَ فِی غَیْرِ مَجْلِسِ الْمُلْكِ وَ فِی غَیْرِ رِیَاشِهِ وَ فِی غَیْرِ زِیِّهِ فَقَالَ إِنَّا نَجِدُ فِی الْإِنْجِیلِ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَلْیَشْكُرِ اللَّهَ وَ نَجِدُ فِی الْإِنْجِیلِ أَنْ لَیْسَ مِنَ الشُّكْرِ لِلَّهِ شَیْ ءٌ یَعْدِلُهُ مِثْلُ التَّوَاضُعِ وَ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَیَّ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ أَنَّ ابْنَ عَمِّكَ مُحَمَّداً قَدْ أَظْفَرَهُ اللَّهُ بِمُشْرِكِی أَهْلِ بَدْرٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ اللَّهَ بِمَا تَرَی.

«16»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ حُبِسَ عَنْهُ الْوَحْیُ ثَلَاثِینَ صَبَاحاً فَصَعِدَ عَلَی جَبَلٍ بِالشَّامِ یُقَالُ لَهُ أَرِیحَا فَقَالَ یَا رَبِّ لِمَ حَبَسْتَ عَنِّی وَحْیَكَ وَ كَلَامَكَ أَ لِذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ فَهَا أَنَا بَیْنَ یَدَیْكَ فَاقْتَصَّ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا وَ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا حَبَسْتَ عَنِّی وَحْیَكَ وَ كَلَامَكَ

ص: 122


1- 1. رجال الكشّیّ ص 147.
2- 2. راجع بیانه تحت الرقم 25 فی هذا الباب.

لِذُنُوبِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَعَفْوَكَ الْقَدِیمَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَا مُوسَی تَدْرِی لِمَ خَصَصْتُكَ بِوَحْیِی وَ كَلَامِی مِنْ بَیْنِ خَلْقِی فَقَالَ لَا أَعْلَمُهُ یَا رَبِّ قَالَ یَا مُوسَی إِنِّی اطَّلَعْتُ عَلَی خَلْقِی اطِّلَاعَةً فَلَمْ أَرَ فِی خَلْقِی شَیْئاً أَشَدَّ تَوَاضُعاً مِنْكَ فَمِنْ ثَمَّ خَصَصْتُكَ بِوَحْیِی وَ كَلَامِی مِنْ بَیْنِ خَلْقِی قَالَ وَ كَانَ مُوسَی علیه السلام إِذَا صَلَّی لَمْ یَنْفَتِلْ حَتَّی یُلْصِقَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ بِالْأَرْضِ وَ خَدَّهُ الْأَیْسَرَ بِالْأَرْضِ.

«17»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ أَنَّ الْوَحْیَ احْتَبَسَ عَلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ ثَلَاثِینَ صَبَاحاً وَ ذَكَرَ: مِثْلَهُ (1).

«18»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ عَمِّهِ بَشِیرٍ النَّبَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَدِمَ أَعْرَابِیٌّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُسَابِقُنِی بِنَاقَتِكَ هَذِهِ قَالَ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ الْأَعْرَابِیُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكُمْ رَفَعْتُمُوهَا فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ یَضَعَهَا إِنَّ الْجِبَالَ تَطَاوَلَتْ لِسَفِینَةِ نُوحٍ وَ كَانَ الْجُودِیُّ أَشَدَّ تَوَاضُعاً فَحَطَّ اللَّهُ بِهَا عَلَی الْجُودِیِّ.

«19»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ فِی السَّمَاءِ مَلَكَیْنِ مُوَكَّلَیْنِ بِالْعِبَادِ فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَاهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ.

«20»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: التَّوَاضُعُ أَنْ تَرْضَی مِنَ الْمَجْلِسِ بِدُونِ شَرَفِكَ وَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَی مَنْ لَاقَیْتَ وَ أَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحِقّاً وَ رَأْسُ الْخَیْرِ التَّوَاضُعُ.

«21»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: بِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ(2). وَ قَالَ علیه السلام: مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِیَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تِیهُ الْفُقَرَاءِ عَلَی الْأَغْنِیَاءِ اتِّكَالًا عَلَی اللَّهِ (3).

«22»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لَا یَزِیدُ اللَّهُ بِهِنَّ إِلَّا خَیْراً

ص: 123


1- 1. فقه الرضا ص 50.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 194.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 241.

التَّوَاضُعُ لَا یَزِیدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا ارْتِفَاعاً وَ ذُلُّ النَّفْسِ لَا یَزِیدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا عِزّاً وَ التَّعَفُّفُ لَا یَزِیدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا غِنًی.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِیُّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی بَیْتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْهِ خُلْقَانُ الثِّیَابِ قَالَ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِینَ رَأَیْنَاهُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ فَلَمَّا رَأَی مَا بِنَا وَ تَغَیُّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَصَرَ مُحَمَّداً وَ أَقَرَّ عَیْنَهُ أَ لَا أُبَشِّرُكُمْ فَقُلْتُ بَلَی أَیُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ إِنَّهُ جَاءَ فِی السَّاعَةِ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَیْنٌ مِنْ عُیُونِی هُنَاكَ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ نَصَرَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً وَ أَهْلَكَ عَدُوَّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ الْتَقَوْا بِوَادٍ یُقَالُ لَهُ بَدْرٌ كَثِیرُ الْأَرَاكِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ حَیْثُ كُنْتُ أَرْعَی لِسَیِّدِی هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی ضَمْرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَمَا لِی أَرَاكَ جَالِساً عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْكَ هَذِهِ الْخُلْقَانُ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ إِنَّا نَجِدُ فِیمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی عِیسَی أَنَّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ أَنْ یُحْدِثُوا لَهُ تَوَاضُعاً عِنْدَ مَا یُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ تَعَالَی لِی نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحْدَثْتُ لِلَّهِ هَذَا التَّوَاضُعَ فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِیدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا یَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ التَّوَاضُعَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا یَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ الْعَفْوَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعْفُوا یُعِزَّكُمُ اللَّهُ (1).

تبیین: النجاشی بفتح النون و تخفیف الجیم و بالشین المعجمة لقب ملك الحبشة و المراد هنا الذی أسلم و آمن بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و اسمه أصحمة بن بحر أسلم قبل الفتح و مات قبله صلی علیه النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما جاء خبر موته و قال الفیروزآبادی النجاشی بتشدید الیاء و بتخفیفها أفصح و تكسر نونها أو هو أفصح أصحمة ملك الحبشة انتهی و جعفر بن أبی طالب هو أخو أمیر المؤمنین علیه السلام و كان أكبر منه علیه السلام بعشر سنین و هو من كبار الصحابة و من الشهداء الأولین و هو

ص: 124


1- 1. الكافی ج 2 ص 121.

صاحب الهجرتین هجرة الحبشة و هجرة المدینة و استشهد یوم موته سنة ثمان و له إحدی و أربعون سنة فوجد فیما أقبل من جسده تسعون ضربة ما بین طعنة برمح و ضربة بسیف و قطعت یداه فی الحرب فأعطاه اللّٰه جناحین یطیر بهما فی الجنة فلقب ذا الجناحین و قد مرت تفاصیل جمیع ذلك فی أبوابها.

و قال الجوهری ثوب خلق أی بال یستوی فیه المذكر و المؤنث لأنه فی الأصل مصدر الأخلق و هو الأملس و الجمع خلقان انتهی فأشفقنا منه أی خفنا من حاله و مما رأینا منه أن یكون أصابه سوء یقال أشفق منه أی خاف و حذر و أشفق علیه أی عطف علیه و العین الجاسوس و أهلك عدوه أی السبعین الذین قتلوا منهم أبو جهل و عتبة و شیبة و أسر أیضا سبعون و بدر اسم موضع بین مكة و المدینة و هو إلی المدینة أقرب و یقال هو منها علی ثمانیة و عشرین فرسخا و عن الشعبی أنه اسم بئر هناك قال و سمیت بدرا لأن الماء كان لرجل من جهینة اسمه بدر كذا فی المصباح و قال الأراك شجر من الخمط یستاك بقضبانه

الواحدة أراكة و یقال هی شجرة طویلة ناعمة كثیرة الورق و الأغصان خوارة العود و لها ثمر فی عناقید یسمی البرین یملأ العنقود الكف.

لكأنی أنظر إلیه أی هو فی بالی كأنی أنظر إلیه الآن و حیث للتعلیل و یحتمل المكان بدلا من الضمیر و بنو ضمرة بفتح الضاد و سكون المیم رهط عمرو بن أمیة الضمری و قیل لكأنی حكایة كلام العین و هو بعید بل هو إشارة إلی ما ذكروا أن والد النجاشی كان ملك الحبشة و لم یكن له ولد غیره و كان للنجاشی عم له اثنا عشر ولدا و أهل الحبشة قتلوا والد النجاشی و أطاعوا عمه و جعلوه ملكا و كان النجاشی فی خدمة عمه فقالت الحبشة للملك إنا لا نأمن هذا الولد أن یتسلط علینا یوما و یطلب منا دم والده فاقتله قال الملك قتلتم والده بالأمس و أقتل ولده الیوم أنا لا أرضی بذلك و إن أردتم بیعوه من رجل غریب یخرجه من دیاركم ففعلوا ذلك فبعد زمان أصیب الملك بصاعقة فمات و لم یكن أحد من أولاده قابلا للسلطنة فاضطروا إلی أن أتوا و أخذوا النجاشی من

ص: 125

سیده قهرا بلا ثمن و ردوه إلی بلادهم و ملكوه علیهم فجاء سیده و ادعی علیهم و رفع أمره إلی النجاشی و هو لا یعرفه فحكم له علیهم و قال أعطوه إما الغلام و إما ثمنه فأدوا إلیه الثمن.

و التواضع هو إظهار الخشوع و الخضوع و الذل و الافتقار إلیه تعالی عند ملاحظة عظمته و عند تجدد نعمه تعالی أو تذكرها و لذا استحبت سجدة الشكر فی هذه الأمة و ورد مثل هذا التذلل بلبس أخس الثیاب و أخشنها و إیصال مكارم البدن إلی التراب فی بعض صلوات الحاجة تزید صاحبها كثرة أی فی الأموال و الأولاد و الأعوان فی الدنیا و فی الأجر فی الآخرة و إن التواضع أی عدم التكبر و الترفع و إظهار التذلل لله و للمؤمنین یوجب رفع صاحبه فی الدنیا و الآخرة.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ فِی السَّمَاءِ مَلَكَیْنِ مُوَكَّلَیْنِ بِالْعِبَادِ فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَاهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ (1).

بیان: رفعاه أی بالثناء علیه أو بإعانته فی حصول المطالب و تیسر أسباب العزة و الرفعة فی الدارین و فی التكبر بالعكس فیهما.

«25»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ عَشِیَّةَ خَمِیسٍ فِی مَسْجِدِ قُبَا فَقَالَ هَلْ مِنْ شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِیٍّ الْأَنْصَارِیُّ بِعُسِّ مَخِیضٍ بِعَسَلٍ فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَی فِیهِ نَحَّاهُ ثُمَّ قَالَ شَرَابَانِ یُكْتَفَی بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ- لَا أَشْرَبُهُ وَ لَا أُحَرِّمُهُ وَ لَكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلَّهِ فَإِنَّ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنِ اقْتَصَدَ فِی مَعِیشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ وَ مَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَحَبَّهُ اللَّهُ (2).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فِی كِتَابِ الزُّهْدِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ مَخِیضٍ بِعَسَلٍ (3).

ص: 126


1- 1. الكافی ج 2 ص 122.
2- 2. الكافی ج 2 ص 122.
3- 3. مر بلفظه تحت الرقم: 14.

بیان: فی القاموس قباء بالضم و یذكر و یقصر موضع قرب المدینة و قال العساس ككتاب الأقداح العظام و الواحد عس بالضم و قال مخض اللبن یمخضه مثلثة الآتی أخذ زبده فهو مخیض و ممخوض بعسل أی ممزوج بعسل و قیل إنما امتنع صلی اللّٰه علیه و آله لأن اللبن المخیض الحامض (1)

الممزوج بالعسل لا لذة فیه فیكون إسرافا فالمراد بالتواضع لله الانقیاد لأمره فی ترك الإسراف و لا یخفی بعده و یدل علی أن التواضع بترك الأطعمة اللذیذة مستحب و یعارضه أخبار كثیرة و یمكن اختصاصه بالنبی و الأئمة كما یظهر من بعض الأخبار و الاقتصاد التوسط و ترك الإسراف و التقتیر و التبذیر فی الأصل التفریق و یستعمل فی تفریق المال فی غیر الجهات الشرعیة إسرافا و إتلافا و صرفا فی المحرم و من أكثر ذكر الموت أحبه اللّٰه لأن كثرة ذكر الموت توجب الزهد فی الدنیا و المیل إلی الآخرة و ترك المعاصی و سائر ما یوجب حبه تعالی.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ وَ قَالَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِی جَنَّتِهِ (2).

بیان: هذه الفقرة بدل من الفقرة الأخیرة فی الخبر السابق و ذكر اللّٰه أعم من أن یكون باللسان أو الجنان و أعم من أن یكون بذكر أسمائه الحسنی

ص: 127


1- 1. المخض التحریك، و كأنّه تحریك شی ء هو فی الظرف، قال فی القاموس: مخض الشی ء: حركه شدیدا، و البعیر هدر بشقشقته، و بالدلو: نهز بها فی البئر، انتهی و قال فی أقرب الموارد: فی الحدیث« مر علیه بجنازة تمخض مخضا» أی تحرك تحریكا سریعا فعلی هذا اللبن المخیض بالعسل، هو الحلیب الذی صب فیه العسل، و مخض به لیتمزج العسل مع الحلیب، و هو من ألذ أنواع الشراب، و هذا القائل لعله نظر الی كلام الفیروزآبادی و نحوه« مخض اللبن: أخذ زبده فهو مخیض» فتوهم أن لفظ اللبن فی الحدیث هو الذی یؤخذ منه الزبد، أعنی الماست، فإذا مخض هذا اللبن صار حامضا من أثر حرارة التحریك و لیس كذلك.
2- 2. الكافی ج 2 ص 122.

و صفاته العلیا أو بتلاوة كتابه أو بذكر شرائعه و أحكامه أو بذكر أنبیائه و حججه فإنه قد ورد إذا ذكرنا ذكر اللّٰه و أظله اللّٰه فی جنته أی آواه تحت قصورها و أشجارها أو أوقع علیه ظل رحمته أو أدخله فی كنفه و حمایته كما یقال فلان فی ظل فلان.

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام: یَذْكُرُ أَنَّهُ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ مَلَكٌ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُخَیِّرُكَ أَنْ تَكُونَ عَبْداً رَسُولًا مُتَوَاضِعاً أَوْ مَلِكاً رَسُولًا قَالَ فَنَظَرَ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ أَنْ تَوَاضَعْ فَقَالَ عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولًا فَقَالَ الرَّسُولُ مَعَ أَنَّهُ لَا یَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَیْئاً قَالَ وَ مَعَهُ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ (1).

إیضاح: قال فنظر إلی جبرئیل أی قال أبو جعفر فنظر الرسول إلی جبرئیل مستشیرا منه و إن كان عالما و كان لا یحب الملك و كان هذا من تواضعه فأومأ جبرئیل بیده أن تواضع و أن مفسرة و یحتمل أن یكون المستتر فی قال راجعا إلی الرسول و إلی بالتشدید و كأن الأول أظهر كما أنه فی مشكاة الأنوار(2)

قال فنظر إلی جبرئیل علیه السلام فأومأ إلیه بیده أن یتواضع و علی التقدیرین من قال إلی قوله تواضع معترضة فقال عبدا أی اخترت أن أكون عبدا فقال الرسول أی الملك مع أنه أی الملك أو اختیاره مما عند ربك أی من القرب و المنزلة و المثوبات و الدرجات قال و معه أی قال أبو جعفر علیه السلام و كان مع الملك عند تبلیغ هذه الرسالة المفاتیح أتی بها لیعطیه إیاها إن اختار الملك و یحتمل أن یكون ضمیر قال راجعا إلی الملك و مفعول القول محذوفا و الواو فی قوله و معه للحال أی قال ذلك و معه المفاتیح و قیل ضمیر قال راجع إلی الرسول أی قال صلی اللّٰه علیه و آله لا أقبل و إن كان معه المفاتیح و لا یخفی ما فیه.

ص: 128


1- 1. الكافی ج 2 ص 122.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 225.

و المفاتیح جمع المفتاح كالمفاتح جمع المفتح و المفاتیح یمكن حملها علی الحقیقة أی أتی بآلة یمكن بها التسلط علی خزائن الأرض و الاطلاع علیها أو یكون تصویرا لتقدیر ذلك و تحقیقا للقول بأنك إذا اخترت ذلك كان سهل الحصول لك كهذه المفاتیح تكون بیدك فتفتح بها أو یكون الكلام مبنیا علی الاستعارة أی أتی بأمور یتیسر بها الملك و عبر عنها بالمفتاح مجازا كخاتم سلیمان و بساطه مثلا و أشباه ذلك مما یسهل معه الاستیلاء علی جمیع الأرض أو العلم بطریق الوصول إلیها و القدرة علیها.

«28»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضَی بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ وَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَی مَنْ تَلْقَی وَ أَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحِقّاً وَ لَا تُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَی التَّقْوَی (1).

بیان: بالمجلس دون المجلس أی ترضی بمجلس هو أدون من المجلس الذی هو لائق بشرفك بحسب العرف أو یجلس أی مجلس اتفق و لا تتقید بمجلس خاص و الأول أظهر علی من تلقی أی علی كل من تلقاه أی من المسلمین و استثنی منه التسلیم علی المرأة الشابة إلا أن یأمن علی نفسه و سیأتی تفصیل ذلك فی أبواب العشرة إن شاء اللّٰه و أن تترك المراء أی المجادلة و المنازعة و أما إظهار الحق بحیث لا ینتهی إلی المراء فهو حسن بل واجب و قیل إذا كان الغرض الغلبة و التعجیز یكون مراء و إن كان الغرض إظهار الحق فلیس بمراء قال فی المصباح ماریته أماریه مماراة و مراء جادلته و یقال ماریته أیضا إذا طعنت فی قوله تزییفا للقول و تصغیرا للقائل و لا یكون المراء إلا اعتراضا بخلاف الجدال فإنه یكون ابتداء و اعتراضا انتهی و لا تحب أن تحمد علی التقوی فإن هذا من آثار العجب و ینافی الإخلاص فی العمل كما مر.

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی علیه السلام أَنْ یَا مُوسَی

ص: 129


1- 1. الكافی ج 2 ص 122.

أَ تَدْرِی لِمَا اصْطَفَیْتُكَ بِكَلَامِی دُونَ خَلْقِی قَالَ یَا رَبِّ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنِّی قَلَّبْتُ عِبَادِی ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَجِدْ فِیهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِی نَفْساً مِنْكَ یَا مُوسَی إِنَّكَ إِذَا صَلَّیْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ عَلَی التُّرَابِ أَوْ قَالَ عَلَی الْأَرْضِ (1).

بیان: بكلامی أی بأن أكلمك بلا توسط ملك إنی قلبت عبادی أی اختبرتهم بملاحظة ظواهرهم و بواطنهم كنایة عن إحاطة علمه سبحانه بهم و بجمیع صفاتهم و أحوالهم قال فی المصباح قلبته قلبا من باب ضرب حولته عن وجهه و قلبت الرداء حولته و جعلت أعلاه أسفله و قلبت الشی ء للابتیاع قلبا أیضا تصفحته فرأیت داخله و باطنه و قلبت الأمر ظهرا لبطن اختبرته انتهی و قیل ظهرا بدل من عبادی و اللام فی لبطن للغایة فهی بمعنی الواو مع مبالغة أو قال التردید من الراوی و یدل علی استحباب وضع الخد علی التراب أو الأرض بعد الصلاة.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلَی الْمَجْذُومِینَ وَ هُوَ رَاكِبٌ حِمَارَهُ وَ هُمْ یَتَغَدَّوْنَ فَدَعَوْهُ إِلَی الْغَدَاءِ فَقَالَ أَمَا إِنِّی لَوْ لَا أَنِّی صَائِمٌ لَفَعَلْتُ فَلَمَّا صَارَ إِلَی مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَصُنِعَ وَ أَمَرَ أَنْ یَتَنَوَّقُوا فِیهِ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ وَ تَغَدَّی مَعَهُمْ (2).

تبیان فی القاموس الجذام كغراب علة تحدث من انتشار السوداء فی البدن كله فیفسد مزاج الأعضاء و هیئاتها و ربما انتهی إلی تأكل الأعضاء و سقوطها عن تقرح جذم كعنی فهو مجذوم و مجذم و أجذم و وهم الجوهری فی منعه و كأن صومه علیه السلام كان واجبا حیث لم یفطر مع الدعوة أن یتأنقوا و فی بعض النسخ یتنوقوا أی یتكلفوا فیه و یعملوه لذیذا حسنا فی القاموس تأنق فیه عمله بالإتقان كتنوق و قال تنیق فی مطعمه و ملبسه تجود و بالغ كتنوق انتهی فتغدوا عنده أی فی

ص: 130


1- 1. الكافی ج 2 ص 123.
2- 2. الكافی ج 2 ص 123.

الیوم الآخر أو أطلق التعدی علی التعشی للمشاكلة و تغدی معهم هذا لیس بصریح فی الأكل معهم فی إناء واحد كما هو ظاهر الخبر الآتی بروایة المشكاة(1) فلا ینافی الأمر بالفرار من المجذوم مع أنه یمكن أن یكونوا مستثنین من هذا الحكم لقوة توكلهم و عدم تأثر نفوسهم بأمثال ذلك أو لعلمهم بأن اللّٰه لا یبتلیهم بأمثال البلایا التی توجب نفرة الخلق.

ثم اعلم أن الأخبار فی العدوی مختلفة فَقَدْ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا عَدْوَی وَ لَا طِیَرَةَ. وَ قَدْ وَرَدَ: فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ.

و قیل فی الجمع بینهما أن حدیث الفرار لیس للوجوب بل للجواز أو الندب احتیاطا خوف ما یقع فی النفس من العدوی و الأكل و المجالسة للدلالة علی الجواز

وَ أُیِّدَ ذَلِكَ بِمَا رُوِیَ مِنْ طُرُقِ الْعَامَّةِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَكَلَ مَعَ الْمَجْذُومِ فَقَالَ آكُلُ ثِقَةً بِاللَّهِ وَ تَوَكُّلًا عَلَیْهِ.

وَ مِنْ طُرُقِهِمْ أَیْضاً: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ فَقَالَتْ كَلَّا وَ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا عَدْوَی وَ قَدْ كَانَ لَنَا مَوْلًی أَصَابَهُ ذَلِكَ وَ كَانَ یَأْكُلُ فِی صِحَافِی وَ یَشْرَبُ مِنْ قِدَاحِی وَ یَنَامُ عَلَی فِرَاشِی.

و قال بعض العامة حدیث الأكل ناسخ لحدیث الفرار و رده بعضهم بأن الأصل عدم النسخ علی أن الحكم بالنسخ یتوقف علی العلم بتأخر حدیث الأكل و هو غیر معلوم و قال بعضهم للجمع حدیث الفرار علی تقدیر وجوبه إنما كان لخوف أن تقع العلة بمشیة اللّٰه فیعتقد أن العدوی حق.

«31»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ

ص: 131


1- 1. عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: كان علیّ بن الحسین علیهما السلام إذا مشی لا یسبق یمینه شماله، فقال: و لقد مر علی المجذومین یأكلون فسلم علیهم فدعوه الی طعامهم فمضی، ثمّ قال: ان اللّٰه لا یحب المتكبرین، و كان صائما فرجع الیهم فقال انی صائم، ثمّ قال: ائتونی فی المنزل، فأتوه فأطعمهم و أعطاهم، و زاد فیه ابن أبی عمیر عنه علیه السلام أنّه تغدی معهم. راجع ص 226 من المشكوة، ج 2 ص 285 من أمالی الشیخ الطوسیّ.

خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ یَجْلِسَ الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ (1).

بیان: دون شرفه أی عند المجلس الذی یقتضی شرفه الجلوس فیه أو أدون منه و الأخیر أظهر و أحسن.

«32»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ قَدِ اشْتَرَی لِعِیَالِهِ شَیْئاً وَ هُوَ یَحْمِلُهُ فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ اسْتَحْیَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اشْتَرَیْتَهُ لِعِیَالِكَ وَ حَمَلْتَهُ إِلَیْهِمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِینَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِیَ لِعِیَالِیَ الشَّیْ ءَ ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَیْهِمْ (2).

33 إِیضَاحٌ: یَدُلُّ عَلَی اسْتِحْبَابِ شِرَاءِ الطَّعَامِ لِلْأَهْلِ وَ حَمْلِهِ إِلَیْهِمْ وَ أَنَّهُ مَعَ مَلَامَةِ النَّاسِ التَّرْكُ أَوْلَی (3).

«34»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْمُتَوَاضِعُونَ كَذَلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْمُتَكَبِّرُونَ (4).

بیان: التواضع ترك التكبر و التذلل لله و لرسوله و لأولی الأمر و للمؤمنین و عدم حب الرفعة و الاستیلاء و كل ذلك موجب للقرب و إذا كان أحد الضدین موجبا للقرب كان الآخر موجبا للبعد.

«35»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ عَنْ

ص: 132


1- 1. الكافی ج 2 ص 123.
2- 2. الكافی ج 2 ص 123.
3- 3. قد مر فی ج 74 الباب 7 ص 147 أنّه قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام و قدر أی معاویة ابن وهب بالمدینة و هو یحمل بقلا: انه یكره للرجل السری أن یحمل الشی ء الدنی فیجترئ علیه، و فیه روایات أخر فراجع.
4- 4. الكافی ج 2 ص 123.

أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً وَ نَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ نُوحاً كَانَ فِی السَّفِینَةِ وَ كَانَ فِیهَا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ كَانَتِ السَّفِینَةُ مَأْمُورَةً فَطَافَتْ بِالْبَیْتِ وَ هُوَ طَوَافُ النِّسَاءِ وَ خَلَّی سَبِیلَهَا نُوحٌ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی الْجِبَالِ أَنِّی وَاضِعٌ سَفِینَةَ نُوحٍ عَبْدِی عَلَی جَبَلٍ مِنْكُنَّ فَتَطَاوَلَتْ وَ شَمَخَتْ وَ تَوَاضَعَ الْجُودِیُّ وَ هُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ فَضَرَبَتِ السَّفِینَةُ بِجُؤْجُؤِهَا الْجَبَلَ قَالَ فَقَالَ نُوحٌ عِنْدَ ذَلِكَ یَا ماری أتقن وَ هُوَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ رَبِّ أَصْلِحْ قَالَ فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَرَّضَ بِنَفْسِهِ (1).

تبیین: فی السنة التی قبض فیها أی بعد القبض و كان أول إمامته لا قبله كما قیل و المراد بفلان أحد الأشراف الذین كانوا یعدون أنفسهم من أقرانه و كان أی نوح علیه السلام فیها أی فی السفینة ما شاء اللّٰه من الزمان أی زمانا طویلا و یحتمل أن یكون ما شاء اللّٰه اسم كان أی ما شاء اللّٰه حفظه من المؤمنین و الحیوانات و الأشجار و الحبوب و كل ما یحتاج إلیه بنو آدم و الأول أظهر و اختلف فی مدة مكثه علیه السلام فی السفینة فقیل سبعة أیام كما روی عن الصادق علیه السلام. و فی روایة أخری: مائة و خمسون یوما. و قیل ستة أشهر و قیل خمسة أشهر.

و كانت السفینة مأمورة أی بأمر اللّٰه تعالی یذهب به حیث أراد و قیل بأمر نوح قالوا كان إذا أراد وقوفها قال بسم اللّٰه فوقفت و إذا أراد جریها قال بسم اللّٰه فجرت كما قال تعالی بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها(2) فطافت بالبیت كأنه لما دخلت السفینة الحرم أحرم علیه السلام بعمرة مفردة و طواف النساء للإحلال منها بأن أتی ببقیة الأفعال قبله و التخصیص لبیان أن فی شرعه أیضا كان طواف النساء و یحتمل أن یكون فی شرعه علیه السلام هذا مجزیا عن طواف الزیارة و الأول أظهر بل یحتمل أن یكون الإحرام للحج و أتی بجمیع أفعاله كما مر

فِی كِتَابِ النُّبُوَّةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِنَ

ص: 133


1- 1. الكافی ج 2 ص 124.
2- 2. هود: 41.

سَفِینَةَ نُوحٍ كَانَتْ مَأْمُورَةً وَ طَافَتْ بِالْبَیْتِ حَیْثُ غَرِقَتِ الْأَرْضُ ثُمَّ أَتَتْ مِنًی فِی أَیَّامِهَا ثُمَّ رَجَعَتِ السَّفِینَةُ وَ كَانَتْ مَأْمُورَةً وَ طَافَتْ بِالْبَیْتِ طَوَافَ النِّسَاءِ(1).

فهذا الخبر كالتفسیر لخبر المتن.

و فی القاموس طاولنی فطلته كنت أطول منه فی الطول و الطول جمیعا و تطاول تطالل و استطال امتد و ارتفع و تفضل و تطاول و قال شمخ الجبل علا و طال و الرجل بأنفه تكبر انتهی و هذه الجملة إما علی الاستعارة التمثیلیة إشارة إلی أن الناس لما ظنوا وقوعها علی أطول الجبال و أعظمها و لم یظنوا ذلك بالجودی و جعلها اللّٰه علیه فكأنها تطاولت و كأن الجودی خضع فإذا كان التواضع الخلقی مؤثرا فی ذلك فالتواضع الإرادی أولی بذلك و یحتمل أن یكون اللّٰه تعالی أعطاها فی ذلك الوقت الشعور و خاطبها للمصلحة فالجمیع محمول علی الحقیقة و قد یقال للجمادات شعور ضعیف بل لها نفوس أیضا و فهمه مشكل و إن أومأ إلیه بعض الآیات و الروایات.

قوله علیه السلام و هو جبل عندكم أقول فی تفسیر العیاشی و تواضع جبل عندكم بالموصل یقال له الجودی (2) و أقول قد مر تفسیر الجودی و الأقوال فیه و سائر ما یتعلق بتلك القصة فی كتاب النبوة و الجؤجؤ كهدهد الصدر و اللام فی الجبل للعهد أی الجودی و كأنه كان ظهر فی السفینة اضطراب عند الوقوع علی الجودی خافوا منه الغرق فلذا شرع علیه السلام فی التضرع و الدعاء كما

رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام إِلَی أَنْ قَالَ: فَبَقِیَ الْمَاءُ یَنْصَبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً وَ مِنَ الْأَرْضِ الْعُیُونُ حَتَّی ارْتَفَعَتِ السَّفِینَةُ فَمَسَحَتِ السَّمَاءَ قَالَ فَرَفَعَ نُوحٌ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ یَا رهمان أتقن وَ تَفْسِیرُهَا رَبِّ أَحْسِنْ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ أَنْ تَبْلَعَ مَاءَهَا(3).

وَ رَوَی الصَّدُوقُ فِی الْعُیُونِ (4)

وَ غَیْرِهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّ نُوحاً علیه السلام لَمَّا

ص: 134


1- 1. راجع الكافی ج 4 ص 216.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 150.
3- 3. تفسیر القمّیّ 304.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 55، الأمالی 274.

رَكِبَ السَّفِینَةَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا نُوحُ إِنْ خِفْتَ الْغَرَقَ فَهَلِّلْنِی أَلْفاً ثُمَّ سَلْنِی النَّجَاةَ أُنْجِكَ مِنَ الْغَرَقِ وَ مَنْ آمَنَ مَعَكَ قَالَ فَلَمَّا اسْتَوَی نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ وَ رَفَعَ الْقَلْسَ عَصَفَتِ الرِّیحُ عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَأْمَنْ نُوحٌ الْغَرَقَ فَأَعْجَلَتْهُ الرِّیحُ فَلَمْ یُدْرِكْ أَنْ یُهَلِّلَ أَلْفَ مَرَّةٍ فَقَالَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ هلولیا أَلْفاً أَلْفاً یَا ماریا أتقن قَالَ فَاسْتَوَی الْقَلْسُ وَ اسْتَمَرَّتِ السَّفِینَةُ الْخَبَرَ.

قوله عرض بنفسه التعریض توجیه الكلام إلی جانب و إرادة جانب آخر و هو خلاف التصریح أی غرضه من هذا التمثیل بیان أنه اختار الكبش للتواضع و هو مورث للعزة فی الدارین و یدل علی أن اختیار أقل الأمرین فی المستحبات إذا كان مستلزما للتواضع أحسن مع أن الإخلاص فیه أكثر و عن الرئاء و السمعة و التكبر أبعد و یحتمل أن یكون فی ذلك تقیة أیضا و لا یبعد كون الكبش فی الهدی و الأضحیة أفضل لدلالة الأخبار الكثیر علیه و سیأتی القول فیه فی محله إن شاء اللّٰه تعالی.

«36»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ: التَّوَاضُعُ أَنْ تُعْطِیَ النَّاسَ مَا تُحِبُّ أَنْ تُعْطَاهُ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ: قُلْتُ مَا حَدُّ التَّوَاضُعِ الَّذِی إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ مُتَوَاضِعاً فَقَالَ التَّوَاضُعُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ یَعْرِفَ الْمَرْءُ قَدْرَ نَفْسِهِ فَیُنْزِلَهَا مَنْزِلَتَهَا بِقَلْبٍ سَلِیمٍ- لَا یُحِبُّ أَنْ یَأْتِیَ إِلَی أَحَدٍ إِلَّا مِثْلَ مَا یُؤْتَی إِلَیْهِ إِنْ رَأَی سَیِّئَةً دَرَأَهَا بِالْحَسَنَةِ كَاظِمُ الْغَیْظِ عَافٍ عَنِ النَّاسِ- وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (1).

تبیان أن تعطی الناس أی من التعظیم و الإكرام و العطاء ما تحب أن تعطاه منهم من جمیع ذلك التواضع درجات أی التواضع لله و للخلق درجات أو ذو درجات باعتبار كمال النفس و نقصها أن یعرف المرء قدر نفسه بملاحظة عیوبها و تقصیراتها فی خدمة خالقه بقلب سلیم من الشك و الشرك و الرئاء

ص: 135


1- 1. الكافی ج 2 ص 124.

و العجب و الحقد و العداوة و النفاق فإنها من أمراض القلب قال تعالی فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ لا یحب أن یأتی إلی أحد من قبل اللّٰه أو من قبله أو الأعم إلا مثل ما یؤتی إلیه كان المناسب للمعنی الذی ذكرنا أن یؤتی إلیه علی المعلوم و كأن الظرف فیهما مقدر و التقدیر لا یحب أن یأتی إلی أحد بشی ء إلا مثل ما یؤتی به إلیه و یؤیده ما سیأتی من روایة علی بن سوید المدنی و یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل فی الموضعین من قولهم أتیت الماء تأتیة و تأتیا أی سهلت سبیله لیخرج إلی موضع ذكره الجوهری لكنه بعید درأها أی دفعها بالحسنة أی بالخصلة أو المداراة أو الموعظة الحسنة إشارة إلی قوله تعالی وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ(1) و قال البیضاوی یدفعونها بها فیجازون الإساءة بالإحسان أو یتبعون الحسنة السیئة فتمحوها.

باب 52 رحم الصغیر و توقیر الكبیر و إجلال ذی الشیبة المسلم

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَ ارْحَمْ مِنْ أَهْلِكَ الصَّغِیرَ وَ وَقِّرِ مِنْهُمُ الْكَبِیرَ(2).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَسْفَرَایِنِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ صَخْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَجِّلُوا الْمَشَایِخَ فَإِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَبْجِیلَ الْمَشَایِخِ (3).

ص: 136


1- 1. الرعد: 22، راجع تفسیر البیضاوی 213.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 318.

«3»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَرَفَ فَضْلَ شَیْخٍ كَبِیرٍ فَوَقَّرَهُ لِسِنِّهِ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ مِنْ تَعْظِیمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِجْلَالُ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُؤْمِنِ (1).

«4»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَیْخاً إِلَّا قَضَی اللَّهُ لَهُ عِنْدَ سِنِّهِ مَنْ یُكْرِمُهُ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: الشَّیْخُ فِی أَهْلِهِ كَالنَّبِیِّ فِی أُمَّتِهِ.

عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ إِكْرَامِ جَلَالِ اللَّهِ إِكْرَامُ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُسْلِمِ.

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ بِخَمْسِ خِصَالٍ فَقَالَ فِیهِ وَ وَقِّرِ الْكَبِیرَ تَكُنْ مِنْ رُفَقَائِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَرْحَمْ صَغِیرَنَا وَ لَمْ یُوَقِّرْ كَبِیرَنَا(2).

«5»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَوَادٌ یُحِبُّ الْجَوَادَ وَ مَعَالِیَ الْأُمُورِ وَ یَكْرَهُ سَفْسَافَهَا(3) وَ إِنَّ مِنْ عِظَمِ جَلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ثَلَاثَةٍ ذِی الشَّیْبَةِ فِی الْإِسْلَامِ وَ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَ حَامِلِ الْقُرْآنِ غَیْرِ الْغَالِی فِیهِ وَ لَا الْجَافِی عَنْهُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَقَّرَ ذَا شَیْبَةٍ لِشَیْبَتِهِ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدِی وَ أَمَتِی یَشِیبَانِ فِی الْإِسْلَامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَرَفَ فَضْلَ كَبِیرٍ لِسِنِّهِ فَوَقَّرَهُ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ(4).

ص: 137


1- 1. ثواب الأعمال 171.
2- 2. جامع الأخبار ص 107.
3- 3. السفساف: الردی ء من كل شی ء، و النخالة من الدقیق و نحوه.
4- 4. نوادر الراوندیّ ص 7.

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَسْرَعَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الشَّیْبِ إِلَی الْمُؤْمِنِ وَ إِنَّهُ وَقَارٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا وَ نُورٌ سَاطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِهِ وَقَّرَ اللَّهُ خَلِیلَهُ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ مَا هَذَا یَا رَبِّ قَالَ لَهُ هَذَا وَقَارٌ فَقَالَ یَا رَبِّ زِدْنِی وَقَاراً قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالُ شَیْبَةِ الْمُؤْمِنِ (1).

باب 53 النهی عن تعجیل الرجل عن طعامه أو حاجته

«1»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تُعَجِّلُوا الرَّجُلَ عِنْدَ طَعَامِهِ حَتَّی یَفْرُغَ وَ لَا عِنْدَ غَائِطِهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی حَاجَتِهِ (2).

«2»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالُ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُسْلِمِ (3).

بیان: من إجلال اللّٰه أی تعظیم اللّٰه فإن تعظیم أوامره سبحانه تعظیم له و الشیبة بیاض الشعر و كان فیه دلالة علی أن شعرا واحدا أیضا سبب للتعظیم قال الجوهری الشیب و المشیب واحد و قال الأصمعی الشیب بیاض الشعر و المشیب دخول الرجل فی حد الشیب من الرجال و الأشیب المبیض الرأس و إجلاله تعظیمه و توقیره و احترامه و الإعراض عما صدر عنه لسوء خلقه لكبر سنه و ضعف قوته لا سیما إذا كان أكثر تجربة و علما و أكیس حزما و أقدم إیمانا و أحسن عبادة.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یُوَقِّرْ كَبِیرَنَا وَ لَمْ یَرْحَمْ صَغِیرَنَا(4).

ص: 138


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 310.
2- 2. الخصال ج 2 ص 163.
3- 3. الكافی ج 2 ص 165.
4- 4. الكافی ج 2 ص 165.

بیان: لیس منا أی من المؤمنین الكاملین أو من شیعتنا الصادقین و المراد بالصغیر إما الأطفال فإنهم لضعف بنیتهم و عقلهم و تجاربهم مستحقون للترحم و یحتمل أن یراد بالكبر و الصغر الإضافیان أی یلزم كل أحد أن یعظم من هو أكبر منه و یرحم من هو أصغر منه و إن كان بقلیل.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْوَصَّافِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَظِّمُوا كِبَارَكُمْ وَ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَیْسَ تَصِلُونَهُمْ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَفِّ الْأَذَی عَنْهُمْ (1).

بیان: الوصافی اسمه عبد اللّٰه بن الولید.

باب 54 ثواب إماطة القذی عن وجه المؤمن و التبسم فی وجهه و ما یقول الرجل إذا أمیط عنه القذی و معنی قول الرجل لأخیه جزاك اللّٰه خیرا و النهی عن قول الرجل لصاحبه لا و حیاتك و حیاة فلان

«1»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا أُخِذَتْ مِنْكَ قَذَاةٌ فَقُلْ أَمَاطَ اللَّهُ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ (2).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی أَنْ یَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ لَا وَ حَیَاتِكَ وَ حَیَاةِ فُلَانٍ (3).

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَعْیَنَ أَخِی مَالِكٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً مَا یَعْنِی بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْخَیْرَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ

ص: 139


1- 1. الكافی ج 2 ص 165.
2- 2. الخصال ج 2 ص 169.
3- 3. أمالی الصدوق 225.

مَخْرَجُهُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ الْكَوْثَرُ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ عَلَیْهِ مَنَازِلُ الْأَوْصِیَاءِ وَ شِیعَتِهِمْ عَلَی حَافَتَیْ ذَلِكَ النَّهَرِ جَوَارِی نَابِتَاتٌ كُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرَی بِاسْمِ ذَلِكَ النَّهَرِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (1) فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً فَإِنَّمَا یَعْنِی بِهِ تِلْكَ الْمَنَازِلَ الَّتِی أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِصَفْوَتِهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ (2).

«4»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزْعُكَ الْقَذَاةَ عَنْ وَجْهِ أَخِیكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ تَبَسُّمُكَ فِی وَجْهِهِ حَسَنَةٌ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ.

«5»- نهج، [نهج البلاغة]: سُئِلَ علیه السلام عَنِ الْخَیْرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَیْسَ الْخَیْرَ أَنْ یَكْثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لَكِنَّ الْخَیْرَ أَنْ یَكْثُرَ عِلْمُكَ وَ عَمَلُكَ وَ أَنْ یَعْظُمَ حِلْمُكَ وَ أَنْ تُبَاهِیَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَ إِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ (3).

باب 55 حد الكرامة و النهی عن رد الكرامة و معناها

«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا عُرِضَ عَلَی أَحَدِكُمُ الْكَرَامَةُ فَلَا یَرُدَّهَا فَإِنَّمَا یَرُدُّ الْكَرَامَةَ الْحِمَارُ(4).

«2»- مع، [معانی الأخبار] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَجَلِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَأْبَی الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ قُلْتُ مَا مَعْنَی ذَلِكَ قَالَ التَّوْسِعَةُ فِی الْمَجْلِسِ وَ الطِّیبُ

ص: 140


1- 1. الرحمن: 7.
2- 2. أمالی الصدوق ص 255.
3- 3. نهج البلاغة تحت الرقم 94 من الحكم.
4- 4. قرب الإسناد ص 44.

یُعْرَضُ عَلَیْهِ (1).

«3»- مع، [معانی الأخبار] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: لَا یَأْبَی الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ قُلْتُ أَیُّ شَیْ ءٍ الْكَرَامَةُ قَالَ مِثْلُ الطِّیبِ وَ مَا یُكْرِمُ بِهِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ (2).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی زَیْدٍ الْمَكِّیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: لَا یَأْبَی الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ یَعْنِی بِذَلِكَ فِی الطِّیبِ وَ التَّوْسِعَةِ فِی الْمَجْلِسِ وَ الْوِسَادَةِ(3).

«5»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَأْبَی الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ قُلْتُ مَا مَعْنَی ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ فِی الطِّیبِ یُعْرَضُ عَلَیْهِ وَ التَّوْسِعَةِ فِی الْمَجْلِسِ مَنْ أَبَاهُمَا كَانَ كَمَا قَالَ (4).

«6»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَرُدُّ الطِّیبَ قَالَ لَا یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَرُدَّ الْكَرَامَةَ(5).

ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: لَا تُكْرِمِ الرَّجُلَ بِمَا یَشُقُّ عَلَیْهِ (6).

ص: 141


1- 1. معانی الأخبار ص 268، عیون الأخبار ج 1 ص 311.
2- 2. معانی الأخبار ص 268، عیون الأخبار ج 1 ص 311.
3- 3. عیون الأخبار ج 1 ص 311، معانی الأخبار ص 268.
4- 4. معانی الأخبار ص 163.
5- 5. معانی الأخبار 268.
6- 6. تحف العقول 520.

باب 56 من أذل مؤمنا أو أهانه أو حقره أو استهزأ به أو طعن علیه أو رد قوله و النهی عن التنابز بالألقاب

الآیات:

المؤمنون: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا حَتَّی أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِی وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ- إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (1)

الأحزاب: وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً(2)

الحجرات: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمانِ (3)

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ بِشْرٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَظَمَةِ جَلَالِهِ وَ قُدْرَتِهِ فَمَنْ طَعَنَ عَلَیْهِ أَوْ رَدَّ عَلَیْهِ قَوْلَهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ (4).

«2»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاسَ (5).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی قِلَابَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَذَلَّ مُؤْمِناً أَذَلَّهُ اللَّهُ (6).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوْ حَقَّرَهُ لِفَقْرِهِ وَ قِلَّةِ ذَاتِ یَدِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ

ص: 142


1- 1. المؤمنون: 110- 111.
2- 2. الأحزاب: 58.
3- 3. الحجرات: 11.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 312.
5- 5. معانی الأخبار 195، أمالی الصدوق ص 14.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.

یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ یَفْضَحُهُ (1).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَذَلَّ مُؤْمِناً أَوْ حَقَّرَهُ لِفَقْرِهِ وَ قِلَّةِ ذَاتِ یَدِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ عَلَی جِسْرِ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«6»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تُحَقِّرُوا ضُعَفَاءَ إِخْوَانِكُمْ فَإِنَّهُ مَنِ احْتَقَرَ مُؤْمِناً لَمْ یَجْمَعِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَهُمَا فِی الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ لَا یَغُشُّ أَخَاهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَتَّهِمُهُ وَ لَا یَقُولُ لَهُ أَنَا مِنْكَ بَرِی ءٌ(3).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی عُمَرَ الصَّنْعَانِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِی طِمْرَیْنِ مُدْقِعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَأَبَرَّهُ (4).

«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَبِی عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَوْماً یُنْشِدُ شِعْراً(5) فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِیرَ فَقَالَ لِعِرَاقِیٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِیهِ أَبُو الْعَتَاهِیَةِ(6) لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ

ص: 143


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 33.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 70.
3- 3. الخصال ج 2 ص 157 و 161.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 43.
5- 5. و الاشعار كما فی المصدر ج 2 ص 177: كلنا نأمل مدا فی الأجل***و المنایا هن آفات الامل لا تغرنك أباطیل المنی***و الزم القصد و دع عنك العلل انما الدنیا كظل زائل***حل فیه راكب ثمّ رحل
6- 6. قال فی الأغانی ج 4 ص 1: أبو العتاهیة لقب غلب علیه، و اسمه إسماعیل بن القاسم بن سوید بن كیسان مولی عنزة و كنیته أبو إسحاق و أمه أم زید بنت زیاد المحاربی مولی. بنی زهرة، كان غزیر البحر، لطیف المعانی، سهل الألفاظ، قلیل التكلف و أكثر شعره فی الزهد و الامثال، و لا شعاره أوزان طریفة قالها ممّا لم یتقدمه الاوائل فیها، ثمّ نقل عن الصولی فی تلقیبه بأنّه قال المهدی یوما لأبی العتاهیة: أنت إنسان متحذلق معته، فاستوت له من ذلك كنیة غلبت علیه دون اسمه و كنیته، و سارت له فی الناس قال: و یقال للرجل المتحذلق- و هو المتكیس المتظرف- عتاهیة، كما یقال للرجل الطویل شناحیة، و قیل أنه كنی بابی العتاهیة أن كان یحب الشهرة و المجون و التعتّه. أقول: قال الجوهریّ، قال الاخفش: رجل عتاهیة، و هو الاحمق، و قال الفیروزآبادی: العتاهیة ضلال الناس كالعتاهیة و الاحمق، و قال فی اللسان: و أبو العتاهیة: الشاعر المعروف ... لقب بذلك لان المهدی قال له: أراك متخلطا متعتها و كان قد تعته بجاریة للمهدی، و كیف كان هذا اللقب من الألقاب الذمیمة و لذلك نهی علیه السلام عن تسمیة الرجل بذلك و قال: هات اسمه لا لقبه.

وَ دَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ یَكْرَهُ هَذَا.

«9»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَطْمَعَنَّ الْمُسْتَهْزِئُ بِالنَّاسِ فِی صِدْقِ الْمَوَدَّةِ(1).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المساوی.

«10»- فس، [تفسیر القمی]: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَكُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسی أَنْ یَكُنَّ خَیْراً مِنْهُنَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِی صَفِیَّةَ بِنْتِ حُیَیِّ بْنِ أَخْطَبَ وَ كَانَتْ زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَلِكَ أَنَّ عَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ كَانَتَا تُؤْذِیَانِهَا وَ تَشْتِمَانِ وَ تَقُولَانِ لَهَا یَا بِنْتَ الْیَهُودِیَّةِ فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا أَ لَا تُجِیبِینَهُمَا فَقَالَتْ مَا ذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِی أَبِی هَارُونُ نَبِیُّ اللَّهِ وَ عَمِّی مُوسَی كَلِیمُ اللَّهِ وَ زَوْجِی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَمَا تُنْكِرَانِ مِنِّی فَقَالَتْ لَهُمَا.

ص: 144


1- 1. الخصال ج 2 ص 53 فی حدیث.

فَقَالَتَا هَذَا عَلَّمَكِ رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَكُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمانِ (1).

«11»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً لِقِلَّةِ مَالِهِ حَقَّرَهُ اللَّهُ فَلَمْ یَزَلْ عِنْدَ اللَّهِ مَحْقُوراً حَتَّی یَتُوبَ مِمَّا صَنَعَ وَ قَالَ علیه السلام إِنَّهُمْ مُبَاهُونَ بِأَكْفَائِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّی مَنْ أَذَلَّ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنَ وَ لْیَأْمَنْ غَضَبِی مَنْ أَكْرَمَ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنَ (3).

سن، [المحاسن] علی بن عبد اللّٰه عن ابن محبوب: مثله (4).

«13»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِ كِبْرِیَائِهِ فَمَنْ طَعَنَ عَلَیْهِمْ أَوْ رَدَّ عَلَیْهِمْ قَوْلَهُمْ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ فِی عَرْشِهِ وَ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِنَّمَا هُوَ شِرْكُ شَیْطَانٍ (5).

سن، [المحاسن] فی روایة المفضل: مثله (6).

«14»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ إِنْسَانٍ یَطْعُنُ فِی عَیْنِ مُؤْمِنٍ إِلَّا مَاتَ بِشَرِّ مِیتَةٍ وَ كَانَ یَتَمَنَّی أَنْ یَرْجِعَ إِلَی خَیْرٍ(7).

ص: 145


1- 1. تفسیر القمّیّ: 642، و الآیة فی الحجرات 10- 11.
2- 2. مشكاة الأنوار: 59.
3- 3. ثواب الأعمال ص 213.
4- 4. المحاسن: 97.
5- 5. ثواب الأعمال: 214.
6- 6. المحاسن ص 100.
7- 7. ثواب الأعمال ص 214.

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن سنان عن حماد: مثله (1).

«15»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تُحَقِّرُوا مُؤْمِناً فَقِیراً فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً فَقِیراً أَوِ اسْتَخَفَّ بِهِ حَقَّرَهُ اللَّهُ وَ لَمْ یَزَلْ مَاقِتاً لَهُ حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ حَقْرَتِهِ أَوْ یَتُوبَ. وَ قَالَ علیه السلام: مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوْ حَقَّرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ یَدِهِ وَ لِفَقْرِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ (2).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن محبوب: مثله (3).

«16»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِیهِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلَایَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ یُضْمِرُ عَلَی الْمُؤْمِنِ سُوءاً(4).

«17»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِ كِبْرِیَائِهِ فَمَنْ طَعَنَ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَوْ رَدَّ عَلَیْهِ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ فِی عَرْشِهِ وَ لَیْسَ هُوَ مِنَ اللَّهِ فِی وَلَایَةٍ وَ إِنَّمَا هُوَ شِرْكُ شَیْطَانٍ (5).

«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أُسْرِیَ بِی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ شَافَهَنِی مِنْ دُونِهِ بِمَا شَافَهَنِی فَكَانَ فِیمَا شَافَهَنِی أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ آذَی لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَنِی بِالْمُحَارَبَةِ وَ مَنْ حَارَبَنِی حَارَبْتُهُ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ وَلِیُّكَ هَذَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَنْ حَارَبَكَ حَارَبْتَهُ فَقَالَ ذَاكَ مَنْ أَخَذْتُ مِیثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِیِّكَ وَ لِوَرَثَتِكُمَا بِالْوَلَایَةِ(6).

«19»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 146


1- 1. المحاسن ص 100.
2- 2. ثواب الأعمال ص 224.
3- 3. المحاسن ص 97.
4- 4. المحاسن ص 99.
5- 5. المحاسن ص 100.
6- 6. المحاسن ص 136.

علیهما السلام قَالا: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ عَیَّرَ رَجُلًا عَلَی عَهْدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأُمِّهِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ السَّوْدَاءِ وَ كَانَتْ أُمُّهُ سَوْدَاءَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تُعَیِّرُهُ بِأُمِّهِ یَا بَا ذَرٍّ قَالَ فَلَمْ یَزَلْ أَبُو ذَرٍّ یُمَرِّغُ وَجْهَهُ فِی التُّرَابِ وَ رَأْسَهُ حَتَّی رَضِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُ.

«20»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ،: الْهُزْءُ فُكَاهَةُ السُّفَهَاءِ وَ صِنَاعَةُ الْجُهَّالِ.

«21»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، رُوِیَ عَنْ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَتَمَ ثَلَاثَةً فِی ثَلَاثَةٍ كَتَمَ رِضَاهُ فِی طَاعَتِهِ وَ كَتَمَ سَخَطَهُ فِی مَعْصِیَتِهِ وَ كَتَمَ وَلِیَّهُ فِی خَلْقِهِ فَلَا یَسْتَخِفَّنَّ أَحَدُكُمْ شَیْئاً مِنَ الطَّاعَاتِ فَإِنَّهُ لَا یَدْرِی فِی أَیِّهَا رِضَا اللَّهِ وَ لَا یَسْتَقِلَّنَّ أَحَدُكُمْ شَیْئاً مِنَ الْمَعَاصِی فَإِنَّهُ لَا یَدْرِی فِی أَیِّهَا سَخَطُ اللَّهِ وَ لَا یَزْرَأَنَّ أَحَدُكُمْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا یَدْرِی أَیُّهُمْ وَلِیُّ اللَّهِ.

باب 57 من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه أو لطمه أو أعان علیه أو سبه و ذم الروایة علی المؤمن

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یُرَوِّعَ مُسْلِماً(1).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَعْتَی النَّاسِ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ (2).

أقول: قد مضی مثله بأسانید فی باب من أحدث حدثا و سیأتی فی باب مواعظ النبی صلی اللّٰه علیه.

ص: 147


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 70.
2- 2. أمالی الصدوق ص 14 فی حدیث عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الشَّرِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمِّی عَامِرِ بْنِ مُدْرِكٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ أَعَانَ عَلَی مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مَكْتُوبٌ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (1).

«4»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ بِكَلِمَةٍ یُلْطِفُهُ بِهَا أَوْ قَضَی لَهُ حَاجَةً أَوْ فَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَةً لَمْ تَزَلِ الرَّحْمَةُ ظِلًّا عَلَیْهِ مَجْدُولًا مَا كَانَ فِی ذَلِكَ مِنَ النَّظَرِ فِی حَاجَتِهِ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ لِمَ سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً لِإِیمَانِهِ النَّاسَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ مَنِ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُهَاجِرِ مَنْ هَجَرَ السَّیِّئَاتِ وَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ مَنْ دَفَعَ مُؤْمِناً دَفْعَةً لِیُذِلَّهُ بِهَا أَوْ لَطَمَهُ لَطْمَةً أَوْ أَتَی إِلَیْهِ

أَمْراً یَكْرَهُهُ لَعَنَتْهُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی یُرْضِیَهُ مِنْ حَقِّهِ وَ یَتُوبَ وَ یَسْتَغْفِرَ فَإِیَّاكُمْ وَ الْعَجَلَةَ إِلَی أَحَدٍ فَلَعَلَّهُ مُؤْمِنٌ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَ عَلَیْكُمْ بِالْأَنَاةِ وَ اللِّینِ وَ التَّسَرُّعُ مِنْ سِلَاحِ الشَّیَاطِینِ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنَ الْأَنَاةِ وَ اللِّینِ (2).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ لَطَمَ خَدَّ مُسْلِمٍ أَوْ وَجْهَهُ بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ حُشِرَ مَغْلُولًا حَتَّی یَدْخُلَ جَهَنَّمَ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ (3).

«6»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ (4).

«7»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ

ص: 148


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 201.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 210.
3- 3. أمالی الصدوق ص 257، و فی نسخة الكمبانیّ رمز الخصال و هو تصحیف.
4- 4. ثواب الأعمال 215.

إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِیِّینَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِیُصِیبَ مِنْهُ مَكْرُوهاً فَلَمْ یُصِبْهُ فَهُوَ فِی النَّارِ وَ مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِیُصِیبَ مِنْهُ مَكْرُوهاً فَأَصَابَهُ فَهُوَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَ آلِ فِرْعَوْنَ فِی النَّارِ(1).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصُّدُودُ لِأَوْلِیَائِی- قَالَ فَیَقُومُ قَوْمٌ لَیْسَ عَلَی وُجُوهِهِمْ لَحْمٌ قَالَ فَیَقُولُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ آذَوُا الْمُؤْمِنِینَ وَ نَصَبُوا لَهُمْ وَ عَانَدُوهُمْ وَ عَنَّفُوهُمْ فِی دِینِهِمْ قَالَ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَی جَهَنَّمَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانُوا وَ اللَّهِ الَّذِینَ یَقُولُونَ بِقَوْلِهِمْ وَ لَكِنَّهُمْ حَبَسُوا حُقُوقَهُمْ وَ أَذَاعُوا عَلَیْهِمْ سِرَّهُمْ (2).

أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب من أعان علی القتل فی كتاب القصاص.

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ ضَرَبَ مَنْ لَمْ یَضْرِبْهُ (3).

«10»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَعَانَ عَلَی مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ كُتِبَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (4).

«11»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَرِثْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كِتَابَیْنِ- كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كِتَاباً فِی قِرَابِ سَیْفِی قِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا الْكِتَابُ الَّذِی فِی قِرَابِ سَیْفِكَ قَالَ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (5).

«12»- جا، [المجالس للمفید] الْمَرَاغِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ

ص: 149


1- 1. ثواب الأعمال: 229.
2- 2. ثواب الأعمال ص 229.
3- 3. ثواب الأعمال 147.
4- 4. المحاسن 103.
5- 5. صحیفة الرضا علیه السلام ص 14.

أَبِی الْخَزْرَجِ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِیَاسٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: وُجِدَ قَتِیلٌ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ مُغْضَباً حَتَّی رَقِیَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یُقْتَلُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ لَا یُدْرَی مَنْ قَتَلَهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَی قَتْلِ مُؤْمِنٍ أَوْ رَضُوا بِهِ لَأَدْخَلَهُمُ اللَّهُ فِی النَّارِ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ- لَا یَجْلِدُ أَحَدٌ أَحَداً ظُلْماً إِلَّا جُلِدَ غَداً فِی نَارِ جَهَنَّمَ مِثْلَهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ.

«13»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ آذَی مُؤْمِناً فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ فَهُوَ مَلْعُونٌ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَظَرَ إِلَی مُؤْمِنٍ نَظْرَةً یُخِیفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ حَشَرَهُ فِی صُورَةِ الذَّرِّ بِلَحْمِهِ وَ جِسْمِهِ وَ جَمِیعِ أَعْضَائِهِ وَ رُوحِهِ حَتَّی یُورِدَهُ مَوْرِدَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْزَنَ مُؤْمِناً ثُمَّ أَعْطَاهُ الدُّنْیَا لَمْ یَكُنْ ذَلِكَ كَفَّارَتَهُ وَ لَمْ یُؤْجَرْ عَلَیْهِ (1).

«14»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ بَالَغَ فِی الْخُصُومَةِ ظَلَمَ وَ مَنْ قَصَّرَ ظُلِمَ وَ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یَتَّقِیَ اللَّهَ مَنْ یُخَاصِمُ (2).

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادٌ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یُبْصِرَ مِنْ عُیُوبِ النَّاسِ مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ أَمْرِ نَفْسِهِ أَوْ یَعِیبَ عَلَی النَّاسِ أَمْراً هُوَ فِیهِ- لَا یَسْتَطِیعُ التَّحَوُّلَ عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ أَنْ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ.

«16»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِیَةُ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ اللَّهِ عِدَةُ الْمُؤْمِنِ الْأَخْذُ بِالْیَدِ.

ص: 150


1- 1. جامع الأخبار ص 127.
2- 2. الاختصاص 239.

یحث صلی اللّٰه علیه و آله علی الوفاء بالمواعید و الصدق فیها یرید أن المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشی ء إذا صار بالید.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَارَضَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی حَدِیثِهِ فَكَأَنَّمَا خَدَشَ فِی وَجْهِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُحَقِّرُوا ضُعَفَاءَ إِخْوَانِكُمْ فَإِنَّهُ مَنِ احْتَقَرَ مُؤْمِناً لَمْ یَجْمَعِ اللَّهُ بَیْنَهُمَا فِی الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ.

«17»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَسْرَعَ إِلَی النَّاسِ بِمَا یَكْرَهُونَ قَالُوا فِیهِ مَا لَا یَعْلَمُونَ (1).

«18»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ظَهْرُ الْمُؤْمِنِ حِمًی إِلَّا مِنْ حَدٍّ(2).

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَظَرَ إِلَی مُؤْمِنٍ نَظْرَةً لِیُخِیفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ (3).

بیان: یوم لا ظل إلا ظله أی إلا ظل عرشه أو المراد بالظل الكنف أی لا ملجأ و لا مفزع إلا إلیه قال الراغب الظل ضد الضح و هو أعم من الفی ء و یعبر بالظل عن العزة و المناعة و عن الرفاهة قال تعالی إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ (4) أی فی عزة و مناعة و أظلنی فلان أی حرسنی و جعلنی فی ظله أی فی عزه و مناعته وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِیلًا(5) كنایة عن غضارة العیش (6).

«20»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِیِّینَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِیُصِیبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ فَلَمْ یُصِبْهُ فَهُوَ فِی النَّارِ وَ مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِیُصِیبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ فَأَصَابَهُ

ص: 151


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 151.
2- 2. یعنی أنّه لا یجوز ضربه الا عند اقامة الحد.
3- 3. الكافی ج 2 ص 368.
4- 4. المرسلات: 41.
5- 5. النساء: 57.
6- 6. مفردات غریب القرآن: 314.

فَهُوَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَ آلِ فِرْعَوْنَ فِی النَّارِ(1).

بیان: لیصیبه منه أی من السلطان مكروه أی ضرر یكرهه فلم یصبه أی المكروه فهو فی النار أی یستحقها إن لم یعف عنه و الروع الفزع و الترویع التخویف فی النار قیل أی فی نار البرزخ حیث قال النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْها غُدُوًّا وَ عَشِیًّا وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (2).

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَعَانَ عَلَی مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكْتُوبٌ بَیْنَ عَیْنَیْهِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَتِی (3).

بیان: قال فی النهایة الشطر النصف و منه الحدیث من أعان علی قتل مؤمن بشطر كلمة قیل هو أن یقول اق فی اقتل كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَی بِالسَّیْفِ شَا، یرید شاهدا و فی القاموس الشطر نصف الشی ء و جزؤه و أقول یحتمل أن یكون كنایة عن قلة الكلام أو كأن یقول نعم مثلا فی جواب من قال أقتل زیدا و كأن بین العینین كنایة عن الجبهة.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّی مَنْ آذَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنَ وَ لْیَأْمَنْ غَضَبِی مَنْ أَكْرَمَ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنَ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ مِنْ خَلْقِی فِی الْأَرْضِ فِیمَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ- لَاسْتَغْنَیْتُ بِعِبَادَتِهِمَا عَنْ جَمِیعِ مَا خَلَقْتُ فِی أَرْضِی وَ لَقَامَتْ سَبْعُ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِینَ بِهِمَا وَ لَجَعَلْتُ لَهُمَا إِیمَانَهُمَا أُنْساً- لَا یَحْتَاجَانِ إِلَی أُنْسِ سِوَاهُمَا(4).

بیان: لیأذن أی لیعلم كما قال تعالی فی ترك ما بقی من الربا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (5) قال البیضاوی أی فاعلموا بها من

ص: 152


1- 1. الكافی ج 2 ص 368.
2- 2. المؤمن: 46.
3- 3. الكافی ج 2 ص 368.
4- 4. الكافی ج 2 ص 350.
5- 5. البقرة: 279.

أذن بالشی ء إذا علم به و تنكیر حرب للتعظیم و ذلك یقتضی أن یقاتل المربی بعد الاستتابة حتی یفی ء إلی أمر اللّٰه كالباغی و لا یقتضی كفره (1) و فی المجمع أی فأیقنوا و اعلموا بقتال من اللّٰه و رسوله و معنی الحرب عداوة اللّٰه و رسوله و هذا إخبار بعظم المعصیة و قال ابن عباس و غیره إن من عامل بالربا استتابه فإن تاب و إلا قتله انتهی (2).

و أقول فی الخبر یحتمل أن یكون كنایة عن شدة الغضب بقرینة المقابلة أو المعنی أن اللّٰه یحاربه أی ینتقم منه فی الدنیا و الآخرة أو من فعل ذلك فلیعلم أنه محارب لله كما سیأتی فقد بارزنی بالمحاربة(3)

و قیل الأمر بالعلم لیس علی الحقیقة بل هو خبر عن وقوع المخبر به علی التأكید و كذا و لیأمن إخبار عن عدم وقوع ما یحذر منه علی التأكید و المراد بالمؤمن مطلق الشیعة أو الكامل منهم كما یومئ إلیه عبدی و علی الأول المراد بالإیذاء الذی لم یأمر به الشارع كالأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و المراد بالإكرام الرعایة و التعظیم خلقا و قولا و فعلا منه جلب النفع له و دفع الضرر عنه.

و لو لم یكن كان تامة و المراد بالخلق سوی الملائكة و الجن و قوله مع إمام إما متعلق بلم یكن أو حال عن المؤمن و علی الأخیر یدل علی ملازمته للإمام و المراد بالاستغناء بعبادة مؤمن واحد مع أنه سبحانه غنی مطلق لا حاجة له إلی عبادة أحد قبول عبادتهما و الاكتفاء بهما لقیام نظام العالم و كأن كون المؤمن مع الإمام أعم من كونه بالفعل أو بالقوة القریبة منه فإنه یمكن أن یبعث نبی و لم یؤمن به أحد إلا بعد زمان كما مر فی باب قلة عدد المؤمنین أن إبراهیم علیه السلام كان یعبد اللّٰه و لم یكن معه غیره حتی آنسه اللّٰه بإسماعیل و إسحاق و قد مر الكلام فیه و قیل المقصود هنا بیان حال هذه الأمة فلا ینافی الوحدة فی الأمم السابقة و أرضین بتقدیر سبع أرضین و أنس إما مضاف إلی سواهما أو منون و سواهما للاستثناء.

ص: 153


1- 1. أنوار التنزیل: 66.
2- 2. مجمع البیان ج 2 ص 392.
3- 3. تحت الرقم 31.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصُّدُودُ لِأَوْلِیَائِی فَیَقُومُ قَوْمٌ لَیْسَ عَلَی وُجُوهِهِمْ لَحْمٌ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ آذَوُا الْمُؤْمِنِینَ وَ نَصَبُوا لَهُمْ وَ عَانَدُوهُمْ وَ عَنَّفُوهُمْ فِی دِینِهِمْ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَی جَهَنَّمَ (1).

بیان: أین الصدود لأولیائه كذا فی أكثر نسخ الكتاب و ثواب الأعمال (2) و غیرهما و تطبیقه علی ما یناسب المقام لا یخلو من تكلف (3) فی القاموس صد عنه صدودا أعرض و فلانا عن كذا صدا منعه و صرفه و صد یصد و یصد صدیدا ضج و التصدد التعرض و فی النهایة الصد الصرف و المنع یقال صده و أصده و صد عنه و الصد الهجران و منه الحدیث فیصد هذا و یصد هذا أی یعرض بوجهه عنه و فی المصباح صد من كذا من باب ضرب ضحك.

و أقول أكثر المعانی مناسبة لكن بتضمین معنی التعرض و نحوه للتعدیة باللام فالصدود بالضم جمع صاد و فی بعض النسخ المؤذون لأولیائی فلا یحتاج إلی تكلف و قال الجوهری نصبت لفلان نصبا إذا عادیته و ناصبته الحرب مناصبة و قال التعنیف التعییر و اللوم و قیل لعل خلو وجوههم من اللحم لأجل أنه ذاب من الغم و خوف العقوبة أو من خدشه بأیدیهم تحسرا و تأسفا وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْعَامَّةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَرَرْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ یَخْدِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَ صُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هُمُ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَ یَقَعُونَ فِی أَعْرَاضِهِمْ.

و قیل إنما سقط لحم وجوههم لأنهم كاشفوهم بوجوههم الشدیدة من غیر استحیاء من اللّٰه و منهم.

و أقول أو لأنهم لما أرادوا أن یقبحوهم عند الناس فی الدنیا قبحهم اللّٰه فی الآخرة عند الناس فی أظهر أعضائهم و أحسنها.

ص: 154


1- 1. الكافی ج 2 ص 351.
2- 2. مر تحت الرقم 8.
3- 3. و قد روی فی معنی قوله تعالی« وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ» أن معنی یصدون: یضحكون أی ضحك السخریة كما یضحك المجادل المماری إذا ظفر من خصمه علی فلتة، و هذا المعنی هو المناسب.

«24»- كا، [الكافی] عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَنْ أَهَانَ لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِی (1).

بیان: المراد بالولی المحب البالغ بجهده فی عبادة مولاه المعرض عما سواه فقد أرصد أی هیأ نفسه أو أدوات الحرب و یمكن أن یقرأ علی بناء المفعول قال فی النهایة یقال رصدته إذا قعدت له علی طریقه تترقبه و أرصدت له العقوبة إذا أعددتها و حقیقته جعلتها علی طریقه كالمترقبة له و الإضافة فی قوله لمحاربتی إلی المفعول و من فوائد هذا الخبر التحذیر التام لأذی كل من المؤمنین لاحتمال أن یكون من أولیائه تعالی كَمَا رَوَی الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخْفَی وَلِیَّهُ فِی عِبَادِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرُوا شَیْئاً مِنْ عِبَادِهِ فَرُبَّمَا كَانَ وَلِیَّهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أَهَانَ لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِی وَ مَا تَقَرَّبَ إِلَیَّ عَبْدٌ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَیْهِ وَ إِنَّهُ لَیَتَقَرَّبُ إِلَیَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّی أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِی یَسْمَعُ بِهِ وَ بَصَرَهُ الَّذِی یُبْصِرُ بِهِ وَ لِسَانَهُ الَّذِی یَنْطِقُ بِهِ وَ یَدَهُ الَّتِی یَبْطِشُ بِهَا إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَیْ ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِی عَنْ مَوْتِ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ یَكْرَهُ الْمَوْتَ وَ أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (2).

بیان: و ما تقرب لما قدم سبحانه ذكر اختصاص الأولیاء لدیه أشار إجمالا إلی طریق الوصول إلی درجة الولایة من بدایة السلوك إلی النهایة أی ما تحبب و لا طلب القرب لدی بمثل أداء ما افترضت علیه أی أصالة أو أعم منه و مما أوجبه علی نفسه بنذر و شبهه لعموم الموصول و یدل علی أن الفرائض أفضل من

ص: 155


1- 1. الكافی ج 2 ص 351.
2- 2. الكافی ج 2 ص 352.

المندوبات مطلقا و هذا ظاهر بحسب الاعتبار أیضا فإنه سبحانه أعلم بالأسباب التی توجب القرب إلی محبته و كرامته فلما أكد فی الفرائض و أوعد علی تركها علمنا أنها أفضل مما خیرنا فی فعله و تركه و وعد علی فعله و لم یتوعد علی تركه.

قال الشیخ البهائی قدس سره فإن قلت مدلول هذا الكلام هو أن غیر الواجب لیس أحب إلی اللّٰه سبحانه من الواجب لا أن الواجب أحب إلیه من غیره فلعلهما متساویان قلت الذی یستفیده أهل اللسان من مثل هذا الكلام هو تفضیل الواجب علی غیره كما تقول لیس فی البلد أحسن من زید لا ترید مجرد نفی وجود من هو أحسن منه فیه بل ترید نفی من یساویه فی الحسن و إثبات أنه أحسن أهل البلد و إرادة هذا المعنی من مثل هذا الكلام شائع متعارف فی أكثر اللغات انتهی.

و قال الشهید رحمه اللّٰه فی القواعد الواجب أفضل من الندب غالبا لاختصاصه بمصلحة زائدة و لقوله تعالی فی الحدیث القدسی ما تقرب إلی عبدی بمثل أداء ما افترضت علیه و قد تخلف ذلك فی صور كالإبراء من الدین الندب و إنظار المعسر الواجب و إعادة المنفرد صلاته جماعة فإن الجماعة مطلقا تفضل صلاة المنفرد بسبع و عشرین درجة فصلاة الجماعة مستحبة و هی أفضل من الصلاة التی سبقت و هی واجبة و كذلك الصلاة فی البقاع الشریفة فإنها مستحبة و هی أفضل من غیرها مائة ألف إلی اثنتی عشرة صلاة و الصلاة بالسواك و الخشوع فی الصلاة مستحب و یترك لأجله سرعة المبادرة إلی الجمعة و إن فات بعضها مع أنها واجبة لأنه إذا اشتد سعیه شغله الانبهار عن الخشوع و كل ذلك فی الحقیقة غیر معارض لأصل الواجب و زیادته لاشتماله علی مصلحة أزید من فعل الواجب لا بذلك القید انتهی.

و أقول ما ذكره قدس سره لا یصلح جوابا للجمیع و یمكن الجواب عن الأول بأن الواجب أحد الأمرین و الإبراء أفضل الفردین و عن الثانی بأنا لا نسلم كون هذه الجماعة أفضل من المنفرد و لو سلم فیمكن أن یكون الفضل لكون أصلها واجبة و انضمت إلی تلك الفضیلة مع أنه قد ورد أنه تعالی یقبل أفضلهما و احتمل

ص: 156

بعض الأصحاب نیة الوجوب فیها أیضا و كان بعض مشایخنا یحتمل هنا عدول نیة الصلاة إلی الاستحباب بناء علی جواز عدول النیة بعد الفعل كما یظهر من بعض الأخبار.

و مما ذكروه نقضا علی تلك القاعدة الابتداء بالتسلیم و رده فإن الأول أفضل مع وجوب الثانی و الإشكال فیه أصعب و یمكن الجواب بأن الابتداء بالسلام أفضل من الترك و انتظار تسلیم الغیر و لا نسلم أنه أفضل من الرد الواجب بل یمكن أن یقال إن إكرام المؤمن و ترك إهانته واجب و هو یتحقق فی أمور شتی منها ابتداء التسلیم أو رده فلو تركهما عصی و فی الإتیان بكل منهما یتحقق ترك الإهانة لكن اختیار الابتداء أفضل فظهر أنه یمكن إجراء جوابه رحمه اللّٰه فی الجمیع.

و أقول یمكن تخصیص الأخبار و كلام الأصحاب بكون الواجب أفضل من المستحب من نوعه و صنفه كصلاة الفریضة و النافلة فلا یلزم كون رد السلام أفضل من الحج المندوب و لا من صلاة جعفر رضی اللّٰه عنه و لا من بناء قنطرة عظیمة أو مدرسة كبیرة و بالجملة فروع هذه المسألة كثیرة و لم أر من تعرض لتحقیقها كما ینبغی و الخوض فیها یوجب بسطا من الكلام لا یناسب المقام و سیأتی شرح باقی الخبر فی الخبر الآتی.

«26»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً مِسْكِیناً لَمْ یَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَاقِراً لَهُ مَاقِتاً حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ حُقْرَتِهِ إِیَّاهُ (1).

بیان: فی القاموس الحقر الذلة كالحقریة بالضم و الحقارة مثلثة و المحقرة و الفعل كضرب و كرم و الإذلال كالتحقیر و الاحتقار و الاستحقار و الفعل كضرب و قال مقته مقتا و مقاتة أبغضه كمقته و التحقیر یكون بالقلب فقط و إظهاره أشد و هو إما بقول كرهه أو بالاستهزاء به أو بشتمه أو بضربه أو بفعله یستلزم إهانته أو بترك قول أو فعل یستلزمها و أمثال ذلك.

ص: 157


1- 1. الكافی ج 2 ص 351، و فیه« عن محقرته».

«27»- عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْمُعَلَّی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ مَنْ أَهَانَ لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِی وَ أَنَا أَسْرَعُ شَیْ ءٍ إِلَی نُصْرَةِ أَوْلِیَائِی (1).

بیان: یدل علی أن عقوبة إذلال المؤمن تصل إلی المذل فی الدنیا أیضا بل بعد الإذلال بلا مهلة و لو بمنع اللطف و الخذلان.

«28»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ نَابَذَنِی مَنْ أَذَلَّ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنَ (2).

بیان: نابذتهم خالفتهم و نابذتهم الحرب كاشفتهم إیاها و جاهرتهم بها.

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوِ احْتَقَرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ یَدِهِ وَ لِفَقْرِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ (3).

بیان: لقلة ذات یده أی ما فی یده من المال كنایة عن فقره و شهره اللّٰه علی بناء المجرد أو التفعیل أی جعل له علامة سوء یعرفه جمیع الخلائق بها أنه من أهل العقوبة فیفتضح بذلك فی المحشر و یذل كما أذل المؤمن فی الدنیا فی القاموس استذله رآه ذلیلا و قال الشهرة بالضم ظهور الشی ء فی شنعة شهره كمنعه و شهره و اشتهره فاشتهر علی رءوس الخلائق أی علی وجه یطلع علیه جمیع الخلائق كأنه فوق رءوسهم.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أَسْرَی بِی فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ شَافَهَنِی إِلَی أَنْ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَذَلَّ لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَنِی بِالْمُحَارَبَةِ وَ مَنْ حَارَبَنِی حَارَبْتُهُ قُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ وَلِیُّكَ هَذَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَنْ حَارَبَكَ حَارَبْتَهُ قَالَ ذَاكَ مَنْ أَخَذْتُ مِیثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِیِّكَ وَ لِذُرِّیَّتِكُمَا بِالْوَلَایَةِ(4).

ص: 158


1- 1. الكافی ج 9 ص 351.
2- 2. الكافی ج 9 ص 351.
3- 3. الكافی ج 2 ص 353.
4- 4. الكافی ج 2 ص 353.

بیان: من وراء الحجاب كأن المراد بالحجاب الحجاب المعنوی و هو إمكان العبد المانع لأن یصل العبد إلی حقیقة الربوبیة أو كان خلق الصوت أولا من وراء حجاب ثم ظهر الصوت فی الجانب الذی هو صلی اللّٰه علیه و آله فیه و هو المراد بالمشافهة و فی بعض النسخ فشافهنی فیمكن أن یكون الفاء للتفسیر و للترتیب المعنوی فكلاهما كان بالمشافهة و المراد بها عدم توسط الملك.

و قیل المراد بالحجاب الملك و بالمشافهة ما كان بدون توسط الملك فی القاموس شافهه أدنی شفته من شفته و فی الصحاح المشافهة المخاطبة من فیك إلی فیه قوله أن قال فی بعض النسخ فشافهنی أن قال فكلمة أن مصدریة و التقدیر بأن قال فقد علمت الفاء للبیان من أخذت كأن المراد به الأخذ مع القبول.

«31»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنِ اسْتَذَلَّ عَبْدِی فَقَدْ بَارَزَنِی بِالْمُحَارَبَةِ وَ مَا تَرَدَّدْتُ فِی شَیْ ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِی فِی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ إِنِّی أُحِبُّ لِقَاءَهُ فَیَكْرَهُ الْمَوْتَ فَأَصْرِفُهُ عَنْهُ وَ إِنَّهُ لَیَدْعُونِی فِی الْأَمْرِ فَأَسْتَجِیبُ لَهُ بِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ (1).

بیان: فأصرفه عنه أی فأصرف الموت عنه بتأخیر أجله و قیل أصرف كراهة الموت عنه بإظهار اللطف و الكرامة و البشارة بالجنة فأستجیب له بما هو خیر له أی بفعل ما خیر له من الذی طلبه و إنما سماه استجابة لأنه یطلب الأمر لزعمه أنه خیر له فهو فی الحقیقة یطلب الخیر و یخطأ فی تعیینه و فی الآخرة یعلم أن ما أعطاه خیر له مما طلبه كما إذا طلب الصبی المریض ما هو سبب لهلاكه فیمنعه والده و یعطیه دنانیر فإذا كبر و عقل علم أن ما أعطاه خیر مما منعه فكأنه استجاب له علی أحسن الوجوه.

و یحتمل أن یكون المعنی أستجیب له بما أعلم أنه خیر له إما بإعطاء المسئول

ص: 159


1- 1. الكافی ج 2 ص 354.

أو بدله فی الدنیا أو فی الآخرة أو فیهما.

«32»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ كَالْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَكَةِ(1).

بیان: السباب إما بكسر السین و تخفیف الباء مصدرا أو بفتح السین و تشدید الباء صیغة مبالغة و علی الأول كان فی المشرف تقدیر مضاف أی كفعل المشرف و ربما یقرأ المشرف بفتح الراء مصدرا میمیا و فی بعض النسخ كالشرف و السب الشتم و هو بحسب اللغة یشمل القذف أیضا و لا یبعد شمول أكثر هذه الأخبار أیضا له و فی اصطلاح الفقهاء هو السب الذی لم یكن قذفا بالزنا و نحوه كقولك یا شارب الخمر أو یا آكل الربا أو یا ملعون أو یا خائن أو یا حمار أو یا كلب أو یا خنزیر أو یا فاسق أو یا فاجر و أمثال ذلك مما یتضمن استخفافا و إهانة.

و فی المصباح سبه سبا فهو سباب و منه یقال للإصبع التی تلی الإبهام سبابة لأنه یشار بها عند السب و السبة العار و سابه مسابة و سبابة أی بالكسر و اسم الفاعل منه مسب و قال الهلكة مثال القصبة الهلاك و لعل المراد بها هنا الكفر و الخروج من الدین و بالمشرف علیها من قرب وقوعه فیها بفعل الكبائر العظیمة و الساب شبیه بالمشرف و قریب منه و یحتمل أن تكون الكاف زائدة.

«33»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِیَةٌ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ (2).

بیان: السباب هنا بالكسر مصدر باب المفاعلة و هو إما بمعنی السب أو المبالغة فی السب أو علی بابه من الطرفین و الإضافة إلی المفعول أو الفاعل

ص: 160


1- 1. الكافی ج 2 ص 359.
2- 2. الكافی ج 2 ص 359.

و الأول أظهر فیدل علی أنه لا بأس بسب غیر المؤمن إذا لم یكن قذفا بل یمكن أن یكون المراد بالمؤمن من لا یتظاهر بارتكاب الكبائر و لا یكون مبتدعا مستحقا للاستخفاف.

قال المحقق فی الشرائع كل تعریض بما یكرهه المواجه و لم یوضع للقذف لغة و لا عرفا یثبت به التعزیر إلی قوله و لو كان المقول له مستحقا للاستخفاف فلا حد و لا تعزیر و كذا كل ما یوجب أذی كقوله یا أجذم أو یا أبرص.

و قال الشهید الثانی رحمه اللّٰه فی شرحه لما كان أذی المسلم الغیر المستحق للاستخفاف محرما فكل كلمة تقال له و یحصل له بها الأذی و لم تكن موضوعة للقذف بالزنا و ما فی حكمه لغة و لا عرفا یجب بها التعزیر بفعل المحرم كغیره من المحرمات و منه التعییر بالأمراض وَ فِی صَحِیحَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ سَبَّ رَجُلًا بِغَیْرِ قَذْفٍ یُعَرِّضُ بِهِ هَلْ یُجْلَدُ قَالَ عَلَیْهِ التَّعْزِیرُ(1).

و المراد بكون المقول له مستحقا للاستخفاف أن یكون فاسقا متظاهرا بفسقه فإنه لا حرمة له حینئذ لِمَا رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: إِذَا جَاهَرَ الْفَاسِقُ بِفِسْقِهِ فَلَا حُرْمَةَ لَهُ وَ لَا غِیبَةَ. و فی بعض الأخبار من تمام العبادة الوقیعة فی أهل الریب وَ فِی الصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الرَّیْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِی فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِیهِمْ وَ الْوَقِیعَةَ وَ بَاهِتُوهُمْ لِئَلَّا یَطْغَوْا فِی الْفَسَادِ فِی الْإِسْلَامِ وَ یَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا یتعلمون [یَتَعَلَّمُوا] مِنْ بِدَعِهِمْ یَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ یَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِی الْآخِرَةِ(2).

و الفسق فی اللغة الخروج عن الطاعة مطلقا لكن یطلق غالبا فی الكتاب و السنة علی الكفر أو ارتكاب الكبائر العظیمة قال فی المصباح فسق فسوقا من باب قعد خرج عن الطاعة و الاسم الفسق و یفسق بالكسر لغة و یقال أصله خروج الشی ء من الشی ء علی وجه الفساد و منه فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها

ص: 161


1- 1. الكافی ج 7 ص 240.
2- 2. الكافی ج 2 ص 375.

و قال الراغب فسق فلان خرج عن حد الشرع و هو أعم من الكفر و الفسق یقع بالقلیل من الذنوب و بالكثیر لكن تعورف فیما كان كثیرا و أكثر ما یقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع و أقر به ثم أخل بجمیع أحكامه أو ببعضه قال عز و جل فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ فَفَسَقُوا فِیها فَحَقَّ عَلَیْهَا الْقَوْلُ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً فقابل بها الإیمان و قال وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ وَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا یَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا یَفْسُقُونَ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ و كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَی الَّذِینَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا یُؤْمِنُونَ انتهی (1).

فالفسق هنا ما قارب الكفر لأنه ترقی عنه إلی الكفر و یظهر منه أن السباب أعظم من الغیبة مع أن الإیذاء فیه أشد إلا أن یكون الغیبة بالسباب فهی داخلة فیه.

و قتاله كفر المراد به الكفر الذی یطلق علی أرباب الكبائر أو إذا قاتله مستحلا أو لإیمانه و قیل كان القتال لما كان من أسباب الكفر أطلق الكفر علیه مجازا أو أرید بالكفر كفر نعمة التألف فإن اللّٰه ألف بین المؤمنین أو إنكار حق الأخوة فإن من حقها عدم المقاتلة و أكل لحمه المراد به الغیبة كما قال عز و جل وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً(2) شبه صاحب الغیبة بأكل لحم أخیه المیت زیادة فی التنفیر و الزجر عنها و قیل المراد بالمعصیة الكبیرة.

و حرمة ماله كحرمة دمه جمع بین المال و الدم فی الاحترام و لا شك فی أن إهراق دمه كبیرة مهلكة و كذا أكل ماله و مثل الحدیث مروی من طرق العامة و قال فی النهایة قیل هذا محمول علی من سب أو قاتل مسلما من غیر تأویل و قیل إنما قال علی جهة التغلیظ لا أنه یخرجه إلی الفسق و الكفر

ص: 162


1- 1. مفردات غریب القرآن: 380.
2- 2. الحجرات: 12.

و قال الكرمانی فی شرح البخاری هو بكسر مهملة و خفة موحدة أی شتمه أو تشاتمهما و قتاله أی مقاتلته كفر فكیف یحكم بتصویب المرجئة فی أن مرتكب الكبیرة غیر فاسق.

«34»- كا، [الكافی] عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِی تَمِیمٍ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَوْصِنِی فَكَانَ فِیمَا أَوْصَاهُ أَنْ قَالَ- لَا تَسُبُّوا النَّاسَ فَتَكْسِبُوا الْعَدَاوَةَ بَیْنَهُمْ (1).

بیان: كسب العداوة بالسب معلوم و هذه من مفاسده الدنیویة.

«35»- كا، [الكافی] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: فِی رَجُلَیْنِ یَتَسَابَّانِ قَالَ الْبَادِی مِنْهُمَا أَظْلَمُ وَ وِزْرُهُ وَ وِزْرُ صَاحِبِهِ عَلَیْهِ مَا لَمْ یَعْتَذِرْ إِلَی الْمَظْلُومِ (2).

بیان: فی روایة أخری ما لم یتعد المظلوم و ما هنا یدل علی أنه إذا اعتذر إلی صاحبه و عفا عنه سقط عنه الوزر بالأصالة و بالسببیة و التعزیر أو الحد أیضا و لا اعتراض للحاكم لأنه حق آدمی تتوقف إقامته علی مطالبته و یسقط بعفوه.

«36»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا شَهِدَ رَجُلٌ عَلَی رَجُلٍ بِكُفْرٍ قَطُّ إِلَّا بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ شَهِدَ عَلَی كَافِرٍ صَدَقَ وَ إِنْ كَانَ مُؤْمِناً رَجَعَ الْكُفْرُ عَلَیْهِ فَإِیَّاكُمْ وَ الطَّعْنَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (3).

بیان: ما شهد رجل بأن شهد به عند الحاكم أو أتی بصیغة الخبر نحو أنت كافر أو بصیغة النداء نحو یا كافر و قال الجوهری قال الأخفش وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أی رجعوا به أی صار علیهم انتهی و فی قوله فإیاكم إشارة إلی أن مطلق الطعن حكمه حكم الكفر فی الرجوع إلی أحدهما و قوله إن كان استئناف بیانی و كفر الساب مع أن محض السب و إن كان كبیرة لا یوجب الكفر

ص: 163


1- 1. الكافی ج 2 ص 360.
2- 2. الكافی ج 2 ص 360.
3- 3. الكافی ج 2 ص 360.

یحتمل وجوها أشرنا إلی بعضها مرارا: الأول أن یكون المراد به الكفر الذی یطلق علی مرتكبی الكبائر فی مصطلح الآیات و الأخبار الثانی أن یعود الضمیر إلی الذنب أو الخطإ المفهوم من السیاق لا إلی الكفر الثالث عود الضمیر إلی التكفیر لا إلی الكفر یعنی تكفیره لأخیه تكفیر لنفسه لأنه لما كفر مؤمنا فكأنه كفر نفسه و أورد علیه أن التكفیر حینئذ غیر مختص بأحدهما لتعلقه بهما جمیعا و لا یخفی ما فیه و فی الثالث من التكلف الرابع ما قیل إن الضمیر یعود إلی الكفر الحقیقی لأن القائل اعتقد أن ما علیه المقول له من الإیمان كفر فقد كفر لقوله تعالی وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (1) و یرد علیه أن القائل بكفر أخیه لم یجعل الإیمان كفرا بل أثبت له بدل الإیمان كفرا توبیخا و تعییرا له بترك الإیمان و أخذ الكفر بدلا منه و بینهما بون بعید نعم یمكن تخصیصه بما إذا كان سبب التكفیر اعتقاده بشی ء من أصول الذی یصیر إنكاره سببا للكفر باعتقاد القائل كما إذا كفر عالم قائل بالاختیار عالما آخر قائلا بالجبر أو كفر قائل بالحدوث قائلا بالقدم أو قائل بالمعاد الجسمانی منكرا له و أمثال ذلك و هذا وجه وجیه و إن كان فی التخصیص بعد.

و قال الجزری فی النهایة فیه من قال لأخیه یا كافر فقد باء به أحدهما لأنه إما أن یصدق علیه أو یكذب فإن صدق فهو كافر و إن كذب عاد الكفر إلیه بتكفیره أخاه المسلم و الكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل الإیمان و هو ضده و الآخر الكفر بفرع من فروع الإسلام فلا یخرج به عن أصل الإیمان و قیل الكفر علی أربعة أنحاء كفر إنكار بأن لا یعرف اللّٰه أصلا و لا یعترف به و كفر جحود ككفر إبلیس یعرف اللّٰه بقلبه و لا یقر بلسانه و كفر عناد و هو أن یعرف بقلبه و یعترف بلسانه و لا یدین به حسدا و بغیا ككفر أبی جهل و أضرابه و كفر نفاق و هو أن یقر بلسانه و لا یعتقد بقلبه.

ص: 164


1- 1. المائدة: 5.

قال الهروی سئل الأزهری عمن یقول بخلق القرآن أ نسمیه كافرا فقال الذی یقوله كفر فأعید علیه السؤال ثلاثا و یقول مثل ما قال ثم قال فی الآخر قد یقول المسلم كفرا و منه حدیث ابن عباس قیل له وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (1) قال هم كفرة و لیسوا كمن كفر باللّٰه و الیوم الآخر و منه الحدیث الآخر أن الأوس و الخزرج ذكروا ما كان منهم فی الجاهلیة فثار بعضهم إلی بعض بالسیوف فأنزل اللّٰه تعالی وَ كَیْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلی عَلَیْكُمْ آیاتُ اللَّهِ وَ فِیكُمْ رَسُولُهُ (2) و لم یكن ذلك علی الكفر باللّٰه و لكن علی تغطیتهم ما كانوا علیه من الألفة و المودة.

و منه حدیث ابن مسعود إذا قال الرجل للرجل أنت لی عدو فقد كفر أحدهما بالإسلام أراد كفر نعمته لأن اللّٰه ألف بین قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم یعرفها فقد كفرها و كذلك الحدیث من أتی حائضا فقد كفر و حدیث الأنواء أن اللّٰه ینزل الغیث فیصبح به قوم كافرین یقولون مطرنا بنوء كذا و كذا أی كافرین بذلك دون غیره حیث ینسبون المطر إلی النوء دون اللّٰه

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: فَرَأَیْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ لِكُفْرِهِنَّ قِیلَ أَ یَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ یَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ وَ یَكْفُرْنَ الْعَشِیرَ.

أی یجحدون إحسان أزواجهن و الحدیث الآخر سباب المسلم فسوق و قتاله كفر و الأحادیث من هذا النوع كثیرة و أصل الكفر تغطیة الشی ء تستهلكه.

«37»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ فِی صَاحِبِهَا تَرَدَّدَتْ فَإِنْ وَجَدَتْ مَسَاغاً وَ إِلَّا رَجَعَتْ عَلَی صَاحِبِهَا(3).

كا، [الكافی] محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد بن عیسی عن الحسن بن علی عن علی بن عقبة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی حمزة الثمالی قال سمعت أبا جعفر

ص: 165


1- 1. المائدة: 44.
2- 2. آل عمران: 101.
3- 3. الكافی ج 2 ص 360.

علیه السلام مثله (1)

بیان: قال فی النهایة فی حدیث أبی أیوب إذا شئت فاركب ثم سغ فی الأرض ما وجدت مساغا أی ادخل فیها ما وجدت مدخلا

وَ رُوِیَ فِی الْمَصَابِیحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَیْئاً صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَی السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَی الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ثُمَّ تَأْخُذُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغاً رَجَعَتْ إِلَی الَّذِی لُعِنَ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَ إِلَّا رَجَعَتْ إِلَی قَائِلِهَا.

و فی النهایة اللعن الطرد و الإبعاد من اللّٰه تعالی و من الخلق السب و الدعاء و أقول كأن هذا محمول علی الغالب و قد یمكن أن یكون اللاعن و الملعون كلاهما من أهل الجنة كما إذا ثبت عند اللاعن كفر الملعون و استحقاقه للعن و إن لم یكن كذلك فإنه لا تقصیر للاعن و قد یمكن أن یجری أكثر من اللعن بسبب ذلك كالحد و القتل و القطع بشهادة الزور و یحتمل أن یكون المراد بالمساغ محل الجواز و العذر فی اللعن أو یكون المساغ بالمعنی المتقدم كنایة عن ذلك فإن اللاعن إذا كان معذورا كان مثابا علیه فیصعد لعنه إلی السماء و یثاب علیه.

«38»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلَایَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ مُضْمِرٌ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ سُوءاً(2).

بیان: لعل فی السند تصحیفا أو تقدیما و تأخیرا فإن محمد بن سنان لیس هنا موضعه و تقدیم محمد بن علی علیه أظهر خرج من ولایته أی من محبته و نصرته الواجبتین علیه و یحتمل أن یكون كنایة عن الخروج عن الإیمان لقوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ

ص: 166


1- 1. الكافی ج 2 ص 360 و فیه« ترددت بینهما».
2- 2. الكافی ج 2 ص 361 و فیه: عن محمّد بن حسان.

آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ ثم قال وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ (1) و قال سبحانه وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ (2).

و إذا قال أنت عدوی كفر أحدهما لما مر من أنه إن كان صادقا كفر المخاطب و إن كان كاذبا كفر القائل و قد مر معنی الكفر و هو مضمر علی أخیه المؤمن سوءا أی یرید به شرا أو یظن به ما هو بری ء عنه أو لم یثبت عنده و لیس المراد به الخطرات التی تخطر فی القلب لأن دفعه غیر مقدور بل الحكم به و إن لم یتكلم و أما مجرد الظن فیشكل التكلیف بعدمه مع حصول بواعثه و أما الظن الذی حصل من جهة شرعیة فالظاهر أنه خارج عن ذلك لترتب كثیر من الأحكام الشرعیة علیه كما مر و لا ینافی ما ورد أن الحزم مساءة الظن لأن المراد به التحفظ و الاحتیاط فی المعاملات دون الظن بالسوء.

«39»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ إِنْسَانٍ یَطْعُنُ فِی عَیْنِ مُؤْمِنٍ إِلَّا مَاتَ بِشَرِّ مِیتَةٍ وَ كَانَ قَمِناً أَنْ یَرْجِعَ إِلَی خَیْرٍ(3).

بیان: یطعن فی عین مؤمن أی یواجهه بالطعن و العیب و یذكره بمحضره قال فی المصباح طعنت علیه من باب قتل و من باب نفع لغة قدحت و عبت طعنا و طعانا فهو طاعن و طعان فی الأعراض و فی القاموس عین فلانا أخبره بمساویه فی وجهه انتهی و الظاهر أنه أعم من أن یكون متصفا بها أم لا و المیتة بالكسر للهیئة و الحالة قال الجوهری المیتة بالكسر كالجلسة و الركبة یقال مات فلان میتة حسنة و المراد بشر المیتة إما بحسب الدنیا كالغرق و الحرق و الهدم و أكل السبع و سائر میتات السوء أو بحسب الآخرة كالموت علی الكفر أو علی المعاصی بلا توبة و فی الصحاح أنت قمن أن تفعل كذا بالتحریك أی خلیق و جدیر لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث فإن كسرت المیم أو قلت قمین ثنیت و جمعت

ص: 167


1- 1. الأنفال: 72- 73.
2- 2. براءة: 71.
3- 3. الكافی ج 2 ص 361.

إلی خیر أی إلی التوبة و صالح الأعمال أو إلی الإیمان.

«40»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ رَوَی عَلَی مُؤْمِنٍ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا شَیْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِیَسْقُطَ مِنْ أَعْیُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَایَتِهِ إِلَی وَلَایَةِ الشَّیْطَانِ فَلَا یَقْبَلُهُ الشَّیْطَانُ (1).

بیان: من روی علی مؤمن بأن ینقل عنه كلاما یدل علی ضعف عقله و سخافة رأیه علی ما ذكره الأكثر و یحتمل شموله لروایة الفعل أیضا یرید بها شینه أی عیبه فی القاموس شانه یشینه ضد زانه یزینه و قال الجوهری المروءة الإنسانیة و لك أن تشدد قال

أبو زید مرؤ الرجل صار ذا مروءة انتهی و قیل هی آداب نفسانیة تحمل مراعاتها الإنسان علی الوقوف علی محاسن الأخلاق و جمیل العادات و قد یتحقق بمجانبة ما یؤذن بخسة النفس من المباحات كالأكل فی الأسواق حیث یمتهن فاعله.

و قال الشهید رحمه اللّٰه المروة تنزیه النفس عن الدناءة التی لا تلیق بأمثاله كالسخریة و كشف العورة التی یتأكد استحباب سترها فی الصلاة و الأكل فی الأسواق غالبا و لبس الفقیه لباس الجندی بحیث یسخر منه أخرجه اللّٰه من ولایته فی النهایة و غیره الولایة بالفتح المحبة و النصرة و بالكسر التولیة و السلطان فقیل المراد هنا المحبة و إنما لم یقبله الشیطان، لعدم الاعتناء به لأن الشیطان، إنما یحب من كان فسقه فی العبادات و یصیره وسیلة لإضلال الناس.

و قیل السر فی عدم قبول الشیطان، له أن فعله أقبح من فعل الشیطان، لأن سبب خروج الشیطان، من ولایة اللّٰه هو مخالفة أمره مستندا بأن أصله أشرف من أصل آدم علیه السلام و لم یذكر من فعل آدم ما یسوء به و یسقطه عن نظر الملائكة و سبب خروج هذا الرجل من ولایته تعالی هو مخالفة أمره عز و جل من غیر أن یسندها إلی شبهة إذ الأصل واحد و ذكره من فعل المؤمن ما یؤذیه

ص: 168


1- 1. الكافی ج 2 ص 358.

و یحقره و ادعاء الكمال لنفسه ضمنا و هذا إدلال و تفاخر و تكبر فلذا لا یقبله الشیطان، لكونه أقبح فعالا منه علی أن الشیطان، لا یعتمد علی ولایته له لأن شأنه نقض الولایة لا عن شی ء فلذلك لا یقبله انتهی.

و لا یخفی ما فی هذه الوجوه لا سیما فی الأخیرین علی من له أدنی مسكة بل المراد إما المحبة و النصرة فیقطع اللّٰه عنه محبته و نصرته و یكله إلی الشیطان، الذی اختار تسویله و خالف أمر ربه و عدم قبول الشیطان، له لأنه لیس غرضه من إضلال بنی آدم كثرة الأتباع و المحبین فیودهم و ینصرهم إذا تابعوه بل مقصوده إهلاكهم و جعلهم مستوجبین للعذاب للعداوة القدیمة بینه و بین أبیهم فإذا حصل غرضه منهم یتركهم و یشمت بهم و لا یعینهم فی شی ء لا فی الدنیا كما قال سبحانه فمثله كَمَثَلِ الشَّیْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْكَ (1) و كما هو المشهور من قصة برصیصا و غیره و لا فی الآخرة لقوله فَلا تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ (2) أو المراد التولی و السلطنة أی یخرجه اللّٰه من حزبه و عداد أولیائه و یعده من أحزاب الشیطان، و هو لا یقبله لأنه یتبرأ منه كما عرفت و یحتمل أن یكون عدم قبول الشیطان، كنایة عن عدم الرضا بذلك منه بل یرید أن یكفره و یجعله مستوجبا للخلود فی النار.

«41»- كا، [الكافی] عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ تَعْنِی سُفْلَیْهِ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ إِذَاعَةُ سِرِّهِ (3).

بیان: الضمیر فی له للصادق علیه السلام و فی النهایة العورة كل ما یستحیا منه إذا ظهر انتهی و غرضه علیه السلام أن المراد بهذا الخبر إفشاء السر لا أن النظر إلی عورته لیس بحرام و المراد بحرمة العورة حرمة ذكرها و إفشائها و السفلین العورتین و كنی عنهما لقبح التصریح بهما.

ص: 169


1- 1. الحشر: 16.
2- 2. إبراهیم: 22.
3- 3. الكافی ج 2 ص 358.

«42»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ مَا هُوَ أَنْ یُكْشَفَ فَتَرَی عَنْهُ شَیْئاً إِنَّمَا هُوَ أَنْ تَرْوِیَ عَلَیْهِ أَوْ تَعِیبَهُ (1).

بیان: ما هو ما نافیة و الضمیر للحرام أو للعورة بتأویل العضو أو النظر المقدر منه شیئا أی من عورتیه أن تروی علیه أی قولا یتضرر به أو تعینه بالعین المهملة أی تذكر عیبه و ربما یقرأ بالمعجمة من الغیبة.

باب 58 الخیانة و عقاب أكل الحرام

الآیات:

الأنفال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (2)

أقول: قد مضی فی باب الأمانة و باب جوامع المكارم.

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا نَاجَی مُوسَی رَبَّهُ إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْخِیَانَةِ حَیَاءً مِنْكَ قَالَ یَا مُوسَی لَهُ الْأَمَانُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ لَا تَدْخُلُ بَیْتاً وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا خَرِبَ وَ لَمْ یُعْمَرْ بِالْبَرَكَةِ الْخِیَانَةُ وَ السَّرِقَةُ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا(4).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابن الغضائری عن الصدوق: مثله (5)

ص: 170


1- 1. الكافی ج 2 ص 359.
2- 2. الأنفال: 27.
3- 3. أمالی الصدوق: 125.
4- 4. أمالی الصدوق: 163.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 54.

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی عن أبیه عن النوفلی عن السكونی: مثله (1)

ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ لَیْسَ فِیهِ بِالْبَرَكَةِ(2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خَبَرِ الْمَنَاهِی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ جَعَلَهَا اللَّهُ طَوْقاً فِی عُنُقِهِ مِنْ تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُطَوَّقاً إِلَّا أَنْ یَتُوبَ وَ یَرْجِعَ وَ قَالَ مَنْ خَانَ أَمَانَةً فِی الدُّنْیَا وَ لَمْ یَرُدَّهَا إِلَی أَهْلِهَا ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ مَاتَ عَلَی غَیْرِ مِلَّتِی وَ یَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ وَ قَالَ مَنِ اشْتَرَی خِیَانَةً وَ هُوَ یَعْلَمُ فَهُوَ كَالَّذِی خَانَهُ (3).

«4»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ الْغِنَاءَ وَ الْخِیَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ(4).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَیْفَ شَاءَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَی السُّیُوفِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ أَشْرَفَ عَلَی مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (5).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقُولُ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ مَا أَعْیَانِی فِی ابْنِ آدَمَ فَلَنْ یعینی [یُعْیِیَنِی] مِنْهُ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ أَخْذُ مَالٍ مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ أَوْ مَنْعُهُ مِنْ حَقِّهِ أَوْ وَضْعُهُ فِی غَیْرِ وَجْهِهِ (6).

«7»- ل، [الخصال] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ یُعَذِّبُ سِتَّةً بِسِتَّةٍ إِلَی أَنْ قَالَ وَ

ص: 171


1- 1. ثواب الأعمال: 217.
2- 2. الخصال ج 1 ص 110.
3- 3. أمالی الصدوق: 253.
4- 4. قرب الإسناد: 55.
5- 5. الخصال ج 1 ص 42.
6- 6. الخصال ج 1 ص 65.

التُّجَّارَ بِالْخِیَانَةِ(1).

«8»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: اسْتِعْمَالُ الْأَمَانَةِ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (2).

«9»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خَبَرِ الْمِعْرَاجِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ مَوَائِدُ مِنْ لَحْمٍ طَیِّبٍ وَ لَحْمٍ خَبِیثٍ یَأْكُلُونَ اللَّحْمَ الْخَبِیثَ وَ یَدَعُونَ الطَّیِّبَ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ الْحَرَامَ وَ یَدَعُونَ الْحَلَالَ وَ هُمْ مِنْ أُمَّتِكَ یَا مُحَمَّدُ(3).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا لَمْ یَتَخَاوَنُوا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ (4).

«11»- ختص، [الإختصاص] الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِیلًا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَیَكُونُ جَبَاناً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَیَكُونُ كَذَّاباً قَالَ لَا وَ لَا خَائِناً ثُمَّ قَالَ یُجْبَلُ الْمُؤْمِنُ عَلَی كُلِّ طَبِیعَةٍ إِلَّا الْخِیَانَةَ وَ الْكَذِبَ (5).

«12»- ختص، [الإختصاص] إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَیَّعَ حَقّاً إِلَّا أَعْطَی فِی بَاطِلٍ مِثْلَیْهِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمْتَنِعُ مِنْ مَعُونَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَ السَّعْیِ لَهُ فِی حَوَائِجِهِ قُضِیَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ إِلَّا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالسَّعْیِ فِی حَاجَةِ مَنْ یَأْثَمُ عَلَیْهِ وَ لَا یُؤْجَرُ بِهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ یَبْخَلُ بِنَفَقَةٍ یُنْفِقُهَا فِیمَا رَضِیَ اللَّهُ إِلَّا ابْتُلِیَ أَنْ یُنْفِقَ أَضْعَافَهَا فِیمَا یُسْخِطُ اللَّهَ (6).

«13»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ یُحَقِّرُ الْأَمَانَةَ حَتَّی یَسْتَهْلِكَهَا إِذَا اسْتُودِعَهَا وَ لَیْسَ مِنَّا مَنْ خَانَ مُسْلِماً فِی أَهْلِهِ وَ مَالِهِ (7).

«14»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ خَانَ بِالْأَمَانَةِ(8).

ص: 172


1- 1. الخصال ج 1 ص 159.
2- 2. الخصال ج 2 ص 94.
3- 3. تفسیر القمّیّ: 370.
4- 4. ثواب الأعمال: 225.
5- 5. الاختصاص: 231.
6- 6. الاختصاص: 242.
7- 7. الاختصاص: 248.
8- 8. مشكاة الأنوار: 52.

باب 59 من منع مؤمنا شیئا من عنده أو من عند غیره أو استعان به أخوه فلم یعنه أو لم ینصحه فی قضائه

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْمُنْذِرِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَتَاهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِی حَاجَةٍ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَمَنَعَهُ إِیَّاهَا عَیَّرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَعْیِیراً شَدِیداً وَ قَالَ لَهُ أَتَاكَ أَخُوكَ فِی حَاجَةٍ قَدْ جَعَلْتُ قَضَاهَا فِی یَدَیْكَ فَمَنَعْتَهُ إِیَّاهَا زُهْداً مِنْكَ فِی ثَوَابِهَا وَ عِزَّتِی لَا أَنْظُرُ إِلَیْكَ فِی حَاجَةٍ مُعَذَّباً كُنْتَ أَوْ مَغْفُوراً لَكَ (1).

أقول: قد مر بعض الأخبار فی باب المواساة.

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُخَیِّبْ رَاجِیَكَ فَیَمْقُتَكَ اللَّهُ وَ یُعَادِیَكَ (2).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْمَكْفُوفِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا هَارُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُجَاوِرَهُ خَائِنٌ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْخَائِنُ قَالَ مَنِ ادَّخَرَ عَنْ مُؤْمِنٍ دِرْهَماً أَوْ حَبَسَ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا قَالَ قُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُسْكِنَ جَنَّتَهُ أَصْنَافاً ثَلَاثَةً رَادٌّ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ رَادٌّ عَلَی إِمَامٍ هُدًی أَوْ مَنْ حَبَسَ حَقَّ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ قَالَ قُلْتُ یُعْطِیهِ مِنْ فَضْلِ مَا یَمْلِكُ قَالَ یُعْطِیهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ رُوحِهِ فَإِنْ بَخِلَ عَلَیْهِ بِنَفْسِهِ فَلَیْسَ مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ

ص: 173


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 96.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 305.

شِرْكُ شَیْطَانٍ.

قال الصدوق رضوان اللّٰه علیه الإعطاء من النفس و الروح إنما هو بذل الجاه له إذا احتاج إلی معاونته و هو السعی له فی حوائجه (1).

«4»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُرَاتِ ابْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ مَنَعَ مُؤْمِناً شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَیْنَاهُ مَغْلُولَةً یَدَاهُ إِلَی عُنُقِهِ فَیُقَالُ هَذَا الْخَائِنُ الَّذِی خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ(2).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن محمد بن سنان: مثله (3).

«5»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَی الْمُؤْمِنِ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سَاقَهَا إِلَیْهِ وَ سَیَّبَهَا لَهُ فَإِنْ قَضَی حَاجَتَهُ كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الَّتِی سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْهِ وَ سَیَّبَهَا لَهُ وَ ذُخِرَتِ الرَّحْمَةُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ

فَیَكُونُ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِیهَا إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَی نَفْسِهِ وَ إِنْ شَاءَ إِلَی غَیْرِهِ یَا إِسْمَاعِیلُ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ هُوَ الْحَاكِمُ فِی رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ فَإِلَی مَنْ تَرَی یَصْرِفُهَا قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا أَظُنُّهُ یَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ قَالَ لَا تَظُنَّ وَ لَكِنِ اسْتَیْقِنْ فَإِنَّهُ لَا یَرُدُّهَا عَنْ نَفْسِهِ یَا إِسْمَاعِیلُ مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِی حَاجَةٍ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَلَمْ یَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً یَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً(4).

«6»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ

ص: 174


1- 1. الخصال ج 1 ص 73.
2- 2. ثواب الأعمال: 215.
3- 3. المحاسن ص 100.
4- 4. ثواب الأعمال: 222.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَ لَمْ یُنَاصِحْهُ فِیهَا كَانَ كَمَنْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَصْمَهُ (1).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن أبی جمیلة: مثله (2).

«7»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُصَبِّحِ بْنِ هِلْقَامٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا اسْتَعَانَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ فِی حَاجَةٍ فَلَمْ یُبَالِغْ فِیهَا بِكُلِّ جُهْدِهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْمُؤْمِنِینَ- قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَعْنِی بِقَوْلِكَ وَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مِنْ لَدُنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی آخِرِهِمْ (3).

سن، [المحاسن] إدریس: مثله (4).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِنَا أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا فَاسْتَعَانَ بِهِ فِی حَاجَةٍ فَلَمْ یُعِنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ یَقْضِیَ حَوَائِجَ عَدُوٍّ مِنْ أَعْدَائِنَا یُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

سن، [المحاسن] إدریس بن الحسن عن یونس: مثله (6).

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَخِلَ بِمَعُونَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَ الْقِیَامِ لَهُ فِی حَاجَتِهِ ابْتُلِیَ بِمَعُونَةِ مَنْ یَأْثَمُ عَلَیْهِ وَ لَا یُؤْجَرُ(7).

سن، [المحاسن] سعدان بن مسلم عن الحسین بن أنس عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (8).

«10»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: رَوَوْا أَنَ

ص: 175


1- 1. ثواب الأعمال: 223.
2- 2. المحاسن ص: 98.
3- 3. ثواب الأعمال: 223.
4- 4. المحاسن ص: 98.
5- 5. ثواب الأعمال: 223.
6- 6. المحاسن: 99.
7- 7. ثواب الأعمال: 223.
8- 8. المحاسن: 99.

رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بَنَی قَصْراً فَجَوَّدَهُ وَ شَیَّدَهُ ثُمَّ صَنَعَ طَعَاماً فَدَعَا الْأَغْنِیَاءَ وَ تَرَكَ الْفُقَرَاءَ فَكَانَ إِذَا جَاءَ الْفَقِیرُ قِیلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنَّ هَذَا طَعَامٌ لَمْ یُصْنَعْ لَكَ وَ لَا لِأَشْبَاهَك قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكَیْنِ فِی زِیِّ الْفُقَرَاءِ فَقِیلَ لَهُمَا مِثْلُ ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَهُمَا اللَّهُ تَعَالَی بِأَنْ یَأْتِیَا فِی زِیِّ الْأَغْنِیَاءِ فَأُدْخِلَا وَ أُكْرِمَا وَ أُجْلِسَا فِی الصَّدْرِ فَأَمَرَهُمَا اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَخْسِفَا الْمَدِینَةَ وَ مَنْ فِیهَا.

«11»- ختص، [الإختصاص] عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا هِیَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَاقَهَا إِلَیْهِ فَإِنْ قَبِلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَایَتِنَا وَ هُوَ مَوْصُولٌ بِوَلَایَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا سَلَّطَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیْهِ شُجَاعاً مِنْ نَارٍ یَنْهَشُهُ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً فَإِنْ عَذَرَهُ الطَّالِبُ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا(1).

«12»- كِتَابُ قَضَاءِ الْحُقُوقِ لِلصُّورِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ الْمُحْتَاجُ رَسُولُ اللَّهِ تَعَالَی إِلَی الْغَنِیِّ الْقَوِیِّ فَإِذَا خَرَجَ الرَّسُولُ بِغَیْرِ حَاجَتِهِ غُفِرَتْ لِلرَّسُولِ ذُنُوبُهُ وَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَی الْغَنِیِّ الْقَوِیِّ شَیَاطِینَ تَنْهَشُهُ قَالَ یُخَلَّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَصْحَابِ الدُّنْیَا فَلَا یَرْضَوْنَ بِمَا عِنْدَهُ حَتَّی یَتَكَلَّفَ لَهُمْ یَدْخُلُ عَلَیْهِمُ الشَّاعِرُ فَیُسْمِعُهُ فَیُعْطِیهِ مَا شَاءَ فَلَا یُؤْجَرُ عَلَیْهِ فَهَذِهِ الشَّیَاطِینُ الَّتِی تَنْهَشُهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِرِفَاعَةَ بْنِ مُوسَی وَ قَدْ دَخَلَ عَلَیْهِ یَا رِفَاعَةُ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرِ النَّاسِ وِزْراً قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَنْ أَعَانَ عَلَی مُؤْمِنٍ بِفَضْلِ كَلِمَةٍ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بأَقَلِّهِمْ أَجْراً قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَنِ ادَّخَرَ عَنْ أَخِیهِ شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِی أَمْرِ آخِرَتِهِ وَ دُنْیَاهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَوْفَرِهِمْ نَصِیباً مِنَ الْإِثْمِ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَنْ عَابَ عَلَیْهِ شَیْئاً مِنْ قَوْلِهِ وَ فِعْلِهِ أَوْ رَدَّ عَلَیْهِ احْتِقَاراً لَهُ وَ تَكَبُّراً عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَزِیدُكَ حَرْفاً آخَرَ یَا رِفَاعَةُ مَا آمَنَ بِاللَّهِ وَ لَا بِمُحَمَّدٍ وَ لَا بِعَلِیٍّ مَنْ إِذَا أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِی حَاجَةٍ لَمْ یَضْحَكْ فِی وَجْهِهِ فَإِنْ

ص: 176


1- 1. الاختصاص: 250.

كَانَتْ حَاجَتُهُ عِنْدَهُ سَارَعَ إِلَی قَضَائِهَا وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ تَكَلَّفَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِ حَتَّی یَقْضِیَهَا لَهُ فَإِذَا كَانَ بِخِلَافِ مَا وَصَفْتُهُ فَلَا وَلَایَةَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ.

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ سَأَلَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَرَدَّهُ عَنْهَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً فِی قَبْرِهِ یَنْهَشُ مِنْ أَصَابِعِهِ (1).

«14»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ یَسْأَلُهُ عَنْ فَضْلِ مَا عِنْدَهُ فَمَنَعَهُ مَثَّلَهُ اللَّهُ لَهُ فِی قَبْرِهِ شُجَاعاً یَنْهَشُ لَحْمَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«15»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ قَالَ نَعَمْ وَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ فِی حَاجَتِهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْهِ وَ سَیَّبَهَا لَهُ فَإِنْ قَضَاهَا كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الَّتِی سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْهِ وَ سَیَّبَهَا لَهُ وَ ذُخِرَتِ الرَّحْمَةُ لِلْمَرْدُودِ عَنْ حَاجَتِهِ وَ مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ وَ لَمْ یُنَاصِحْهُ بِكُلِّ جُهْدِهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِنَا أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ وَ اسْتَعَانَ بِهِ فِی حَاجَتِهِ فَلَمْ یُعِنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِقَضَاءِ حَوَائِجِ أَعْدَائِنَا لِیُعَذِّبَهُ بِهَا وَ مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً فَقِیراً وَ اسْتَخَفَّ بِهِ وَ احْتَقَرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ یَدِهِ وَ فَقْرِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ وَ حَقَّرَهُ وَ لَا یَزَالُ مَاقِتاً لَهُ وَ مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ یَنْصُرْهُ وَ لَمْ یَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ خَذَلَهُ اللَّهُ وَ حَقَّرَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

«16»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ مَنَعَ مُؤْمِناً شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ

ص: 177


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 278.

مِنْ عِنْدِهِ أَوْ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَیْنَاهُ مَغْلُولَةً یَدَاهُ إِلَی عُنُقِهِ فَیُقَالُ هَذَا الْخَائِنُ الَّذِی خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ(1).

بیان: مزرقة عیناه بضم المیم و سكون الزای و تشدید القاف من باب الافعلال من الزرقة و كأنه إشارة إلی قوله تعالی وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً(2) و قال البیضاوی أی زرق العیون وصفوا بذلك لأن الزرقة أسوأ ألوان العین و أبغضها إلی العرب لأن الروم كانوا أعدی أعدائهم و هم زرق و لذلك قالوا فی صفة العدو أسود الكبد أصهب السبال أزرق العین أو عمیا فإن حدقة الأعمی تزراق انتهی (3)

و قال فی غریب القرآن یَوْمَئِذٍ زُرْقاً لأن أعینهم تزرق من شدة العطش و قال الطیبی فیه أسودان أزرقان أراد سوء منظرهما و زرقة أعینهما و الزرقة أبغض الألوان إلی العرب لأنها لون أعدائهم الروم و یحتمل إرادة قبح المنظر و فظاعة الصورة انتهی و قیل لشدة الدهشة و الخوف تنقلب عینه و لا یری شیئا و إلی فی قوله إلی عنقه بمعنی مع أو ضمن معنی الانضمام و یدل علی وجوب قضاء حاجة المؤمن مع القدرة و ربما یحمل علی ما إذا منعه لإیمانه أو استخفافا به و كأن المراد بالمؤمن المؤمن الكامل.

«17»- كا، [الكافی] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا یُونُسُ مَنْ حَبَسَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ عَلَی رِجْلَیْهِ یَسِیلُ عَرَقُهُ أَوْدِیَةً وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی حَبَسَ عَنِ اللَّهِ حَقَّهُ قَالَ فَیُوَبَّخُ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ(4).

بیان: المراد بحق المؤمن الدیون و الحقوق اللازمة أو الأعم منها و مما یلزمه أداؤه من جهة الإیمان علی سیاق سائر الأخبار خمسمائة عام أی مقدارها من أعوام الدنیا أودیة فی بعض النسخ أو دمه فالتردید من الراوی و قیل أو

ص: 178


1- 1. الكافی ج 2 ص 367.
2- 2. طه: 102.
3- 3. أنوار التنزیل 268.
4- 4. الكافی ج 2 ص 367.

للتقسیم أی إن كان ظلمه قلیلا یسیل عرقه و إن كان كثیرا یسیل دمه و الموبخ المؤمنون أو الملائكة أو الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام أو الأعم و فیه دلالة علی أن حق المؤمن حق اللّٰه عز و جل لكمال قربه منه أو لأمره تعالی به.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ كَانَتْ لَهُ دَارٌ فَاحْتَاجَ مُؤْمِنٌ إِلَی سُكْنَاهَا فَمَنَعَهُ إِیَّاهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَتِی أَ بَخِلَ عَبْدِی بِسُكْنَی الدُّنْیَا وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یَسْكُنُ جِنَانِی أَبَداً(1).

بیان: ظاهر هذه الأخبار وجوب إعانة المؤمنین بكل ما یقدر علیه و إسكانهم و غیر ذلك مما لم یقل بوجوبه أحد من الأصحاب بل ظاهرها كون تركها من الكبائر و هو حرج عظیم ینافی الشریعة السمحة و قد یئول بكون المنع من أجل الإیمان فیكون كافرا أو علی ما إذا وصل اضطرار المؤمن حدا خیف علیه التلف أو الضرر العظیم الذی تجب إعانته عنده أو یراد بالجنان جنات معینة لا یدخلها إلا المقربون.

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا هِیَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَاقَهَا إِلَیْهِ فَإِنْ قَبِلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَایَتِنَا وَ هُوَ مَوْصُولٌ بِوَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً مِنْ نَارٍ یَنْهَشُهُ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَغْفُورٌ لَهُ أَوْ مُعَذَّبٌ فَإِنْ عَذَرَهُ الطَّالِبُ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ قَصَدَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ مُسْتَجِیراً بِهِ فِی بَعْضِ أَحْوَالِهِ فَلَمْ یُجِرْهُ بَعْدَ أَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ فَقَدْ قَطَعَ وَلَایَةَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (2).

بیان: قد مر سندا و متنا فی باب قضاء حاجة المؤمن إلی قوله كان أسوأ

ص: 179


1- 1. الكافی ج 2 ص 367.
2- 2. المصدر ج 2 ص 367.

حالا إلا أن فیه مغفورا له أو معذبا و مضی ما بعده فی الباب السابق (1)

و نقول زائدا علی ما مضی إن قوله فقد وصله بولایتنا یحتمل أن یكون المراد أنه وصل ذلك الفعل بولایتنا أی جعله سببا لولایتنا و حبنا له و هو أی الفعل أو الولایة بتأویل سبب لولایة اللّٰه و یمكن أن یكون ضمیر الفاعل فی وصل راجعا إلی الفعل و المفعول إلی الرجل أی وصل ذلك الفعل الرجل الفاعل له بولایتنا كان أسوأ حالا أی المطلوب و الطالب كما مر و الأول أظهر فالمراد بقوله عذره قیل عذره الذی اعتذر به و لا أصل له و كون حال المطلوب حینئذ أسوأ ظاهر لأنه صدقه فیما ادعی كذبا و لم یقابله بتكذیب و إنكار لیخف وزره و أما علی الثانی فقیل كونه أسوأ لتصدیق الكاذب و لتركه النهی عن المنكر و الأولی أن یحمل علی ما إذا فعل ذلك للطمع و ذلة النفس لا للقربة و فضل العفو.

«20»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَمِینٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَخِلَ بِمَعُونَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَ الْقِیَامِ لَهُ فِی حَاجَتِهِ إِلَّا ابْتُلِیَ بِمَعُونَةِ مَنْ یَأْثَمُ عَلَیْهِ وَ لَا یُؤْجَرُ(2).

بیان: قوله و القیام إما عطف تفسیر للمعونة أو المراد بالمعونة ما كان من عند نفسه و بالقیام ما كان من غیره إلا ابتلی كذا فی أكثر النسخ فكلمة إلا إما زائدة أو المستثنی منه مقدر أی ما فعل ذلك إلا ابتلی و قیل من للاستفهام الإنكاری و فی بعض النسخ ابتلی بدون كلمة إلا موافقا لما فی المحاسن و ثواب الأعمال (3) و هو أظهر و ضمیر علیه راجع إلی من بتقدیر مضاف أی علی معونته و فاعل یأثم راجع إلی من بخل و یحتمل أن یكون راجعا إلی من

ص: 180


1- 1. یرید من البابین باب قضاء حاجة المؤمن فی الكافی ج 2 ص 192، و باب من استعان به أخوه و لم یعنه ج 2 ص 365، و قد مر الحدیث الأول: فی كتاب العشرة ج 74 ص 330.
2- 2. الكافی ج 2 ص 365.
3- 3. مر تحت الرقم: 9.

فی من یأثم و ضمیر علیه للباخل و التعدیة بعلی لتضمین معنی القهر أو علی بمعنی فی أی بمعونة ظالم یأخذ منه قهرا و ظلما و یعاقب علی ذلك الظلم و قوله و لا یؤجر أی الباخل علی ذلك الظلم لأنه عقوبة و علی الأول قوله و لا یؤجر إما تأكید أو لدفع توهم أن یكون آثما من جهة و مأجورا من أخری.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِنَا أَتَی رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ فَاسْتَعَانَ بِهِ فِی حَاجَتِهِ فَلَمْ یُعِنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ إِلَّا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِأَنْ یَقْضِیَ حَوَائِجَ عِدَّةٍ مِنْ أَعْدَائِنَا یُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَلَیْهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

بیان: الاستثناء یحتمل الوجوه الثلاثة المتقدمة و قوله یعذبه اللّٰه صفة حوائج و ضمیر علیها راجع إلی الحوائج و المضاف محذوف أی علی قضائها و یدل علی تحریم قضاء حوائج المخالفین و یمكن حمله علی النواصب أو علی غیر المستضعفین جمعا بین الأخبار و حمله علی الإعانة فی المحرم بأن یكون یعذبه اللّٰه قیدا احترازیا بعید.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْخَطَّابِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمْ یَدَعْ رَجُلٌ مَعُونَةَ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ حَتَّی یَسْعَی فِیهَا وَ یُوَاسِیَهُ إِلَّا ابْتُلِیَ بِمَعُونَةِ مَنْ یَأْثَمُ وَ لَا یُؤْجَرُ(2).

بیان: حتی یسعی متعلق بالمعونة فهو من تتمة مفعول یدع و الضمیر فی یأثم راجع إلی الرجل و العائد إلی من محذوف أی علی معونته.

«23»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ قَصَدَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ مُسْتَجِیراً بِهِ فِی بَعْضِ أَحْوَالِهِ فَلَمْ یُجِرْهُ بَعْدَ أَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ فَقَدْ قَطَعَ وَلَایَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

بیان: مستجیرا به أی لدفع ظلم أو لقضاء حاجة ضروریة فقد قطع

ص: 181


1- 1. الكافی ج 2 ص 366.
2- 2. الكافی ج 2 ص 366.
3- 3. الكافی ج 2 ص 366.

ولایة اللّٰه أی محبته لله أو محبة اللّٰه له أو نصرة اللّٰه له أو نصرته لله أو كنایة عن سلب إیمانه فإن اللّٰه وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا و الحاصل أنه لا یتولی اللّٰه أموره و لا یهدیه بالهدایات الخاصة و لا یعینه و لا ینصره.

«24»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَعَی فِی حَاجَةٍ لِأَخِیهِ فَلَمْ یُنَاصِحْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (1).

بیان: فلم یناصحه و فی بعض النسخ فلم ینصحه أی لم یبذل الجهد فی قضاء حاجته و لم یهتم بذلك و لم یكن غرضه حصول ذلك المطلوب قال الراغب النصح تحری قول أو فعل فیه صلاح صاحبه انتهی و أصله الخلوص و هو خلاف الغش و یدل علی أن خیانة المؤمن خیانة لله و الرسول.

«25»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِیعاً عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُصَبِّحِ بْنِ هِلْقَامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا اسْتَعَانَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ فِی حَاجَةٍ فَلَمْ یُبَالِغْ فِیهَا بِكُلِّ جُهْدِهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَعْنِی بِقَوْلِكَ وَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مِنْ لَدُنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی آخِرِهِمْ (2).

بیان: فی القاموس الجهد الطاقة و یضم و المشقة و اجهد جهدك أی أبلغ غایتك و جهد كمنع جد كاجتهد قوله من لدن أمیر المؤمنین یحتمل أن یكون المراد بهم الأئمة علیهم السلام كما فی الأخبار الكثیرة تفسیر المؤمنین فی الآیات بهم علیهم السلام فإنهم المؤمنون حقا الذین یؤمنون علی اللّٰه فیجیز أمانهم و أن یكون المراد ما یشمل سائر المؤمنین و أما خیانة اللّٰه فلأنه خالف أمره و ادعی الإیمان و لم یعمل بمقتضاه و خیانة الرسول و الأئمة علیهم السلام لأنه لم یعمل بقولهم و خیانة

ص: 182


1- 1. الكافی ج 2 ص 362.
2- 2. المصدر ج 2 ص 362.

سائر المؤمنین لأنهم كنفس واحدة و لأنه إذا لم یكن الإیمان سببا لنصحه فقد خان الإیمان و استحقره و لم یراعه و هو مشترك بین الجمیع فكأنه خانهم جمیعا.

«26»- كا، [الكافی] عَنْهُمَا جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ ثُمَّ لَمْ یُنَاصِحْهُ فِیهَا كَانَ كَمَنْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ (1).

بیان: و كان اللّٰه خصمه أی یخاصمه من قبل المؤمن فی الآخرة أو فی الدنیا أیضا فینتقم له فیهما.

«27»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ فَلَمْ یَمْحَضْهُ مَحْضَ الرَّأْیِ سَلَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَأْیَهُ (2).

بیان: شرت العسل أشوره شورا من باب قال جنیته و شرت الدابة شورا عرضته للبیع و شاورته فی كذا و استشرته راجعته لأری فیه رأیه فأشار علی بكذا أرانی ما عنده فیه من المصلحة فكانت إشارته حسنة و الاسم المشورة و فیه لغتان سكون الشین و فتح الواو و الثانیة ضم الشین و سكون الواو وزان معونة و یقال هی من شار إذا عرضه فی المشوار و یقال من أشرت العسل شبه حسن النصیحة بشری العسل و تشاور القوم و اشتوروا و الشوری اسم منه.

فلم یمحضه من باب منع أو من باب الإفعال فی القاموس المحض اللبن الخالص و محضه كمنعه سقاه المحض كأمحضه و أمحضه الود أخلصه كمحضه و الحدیث صدقه و الأمحوضة النصیحة الخالصة و قوله محض الرأی إما مفعول مطلق أو مفعول به و فی المصباح الرأی العقل و التدبیر و رجل ذو رأی أی بصیرة.

ص: 183


1- 1. الكافی ج 2 ص 363.
2- 2. الكافی ج 2 ص 363.

باب 60 الهجران

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ وَ عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ قَالَ فِی وَصِیَّةِ الْمُفَضَّلِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَی الْهِجْرَانِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ وَ اللَّعْنَةَ وَ رُبَّمَا اسْتَحَقَّ ذَلِكَ كِلَاهُمَا فَقَالَ لَهُ مُعَتِّبٌ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ هَذَا الظَّالِمُ فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ قَالَ لِأَنَّهُ لَا یَدْعُو أَخَاهُ إِلَی صِلَتِهِ وَ لَا یَتَغَامَسُ لَهُ عَنْ كَلَامِهِ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ إِذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ فَعَازَّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَلْیَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلَی صَاحِبِهِ حَتَّی یَقُولَ لِصَاحِبِهِ أَیْ أَخِی أَنَا الظَّالِمُ حَتَّی یَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ صَاحِبِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَكَمٌ عَدْلٌ یَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ (1).

بیان: الهجر و الهجران خلاف الوصل قال فی المصباح هجرته هجرا من باب قتل تركته و رفضته فهو مهجور و هجرت الإنسان قطعته و الاسم الهجران و فی التنزیل وَ اهْجُرُوهُنَّ فِی الْمَضاجِعِ البراءة أی براءة اللّٰه و رسوله منه و معتب بضم المیم و فتح العین و تشدید التاء المكسورة و كان من خیار موالی الصادق علیه السلام بل خیرهم كما روی فیه و هذا الظالم أی أحدهما ظالم و الظالم خبر أو التقدیر هذا الظالم استوجب ذلك فما حال المظلوم و لم استوجبه إلی صلته أی إلی صلة نفسه و یحتمل رجوع الضمیر إلی الأخ و لا یتغامس فی أكثر النسخ بالغین المعجمة و الظاهر أنه بالمهملة كما فی بعضها قال فی القاموس تعامس تغافل و علی تعامی علی و یمكن التكلف فی المعجمة بما یرجع إلی ذلك من قولهم غمسه فی الماء أی رمسه و الغمیس اللیل المظلم و الظلمة و الشی ء الذی لم یظهر للناس و لم یعرف بعد و كل ملتف یغتمس فیه أو یستخفی قَالَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَلَا وَ إِنَّ مُعَاوِیَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَ عَمَّسَ عَلَیْهِمُ الْخَبَرَ. العمس أن تری أنك لا تعرف الأمر

ص: 184


1- 1. الكافی ج 2 ص 344.

و أنت به عارف و یروی بالغین المعجمة.

فعاز بالزای المشددة و فی بعض النسخ فعال باللام المخففة فی القاموس عزه كمدة غلبه فی المعازة و فی الخطاب غالبه كعازه و قال عال جار و مال عن الحق و الشی ء فلانا غلبه و ثقل علیه و أهمه أنا الظالم كأنه من المعاریض للمصلحة.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ (1).

بیان: ظاهره أنه لو وقع بین أخوین من أهل الإیمان موجدة أو تقصیر فی حقوق العشرة و الصحبة و أفضی ذلك إلی الهجرة فالواجب علیهم أن لا یبقوا علیها فوق ثلاث لیال و أما الهجر فی الثلاث فظاهره أنه معفو عنه و سببه أن البشر لا یخلو عن غضب و سوء خلق فسومح فی تلك المدة مع أن دلالته بحسب المفهوم و هی ضعیفة و هذه الأخبار مختصة بغیر أهل البدع و الأهواء و المصرین علی المعاصی لأن هجرهم مطلوب و هو من أقسام النهی عن المنكر.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَصْرِمُ ذَوِی قَرَابَتِهِ مِمَّنْ لَا یَعْرِفُ الْحَقَّ قَالَ لَا یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَصْرِمَهُ (2).

بیان: الصرم القطع أی یهجره رأسا و یدل علی أن الأمر بصلة الرحم یشمل المؤمن و المنافق و الكافر كما مر.

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَمِّهِ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا یُلَقَّبُ شَلْقَانَ وَ كَانَ قَدْ صَیَّرَهُ فِی نَفَقَتِهِ وَ كَانَ سَیِّئَ الْخُلُقِ فَهَجَرَهُ فَقَالَ لِی یَوْماً یَا مُرَازِمُ وَ تُكَلِّمُ عِیسَی فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَصَبْتَ لَا خَیْرَ فِی الْمُهَاجَرَةِ(3).

ص: 185


1- 1. الكافی ج 2 ص 344.
2- 2. الكافی ج 2 ص 344.
3- 3. الكافی ج 2 ص 344.

بیان: شلقان بفتح الشین و سكون اللام لقب لعیسی بن أبی منصور و قیل إنما لقب بذلك لسوء خلقه من الشلق و هو الضرب بالسوط و غیره

وَ قَدْ رُوِیَ فِی مَدْحِهِ أَخْبَارٌ كَثِیرَةٌ مِنْهَا أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام قَالَ فِیهِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا. وَ قَالَ علیه السلام أَیْضاً فِیهِ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی خِیَارٍ فِی الدُّنْیَا خِیَارٍ فِی الْآخِرَةِ فَانْظُرْ إِلَیْهِ (1).

و المراد بكونه عنده أنه كان فی بیته لا أنه كان حاضرا فی المجلس و كان قد صیره فی نفقته أی تحمل نفقته و جعله فی عیاله و قیل وكل إلیه نفقة العیال و جعله قیما علیها و الأول أظهر فهجره أی بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبی عبد اللّٰه علیه السلام الذین كان مرازم منهم هجر مرازم عیسی فعبر عنه ابن حدید هكذا.

و قال الشهید الثانی رحمه اللّٰه و لعل الصواب فهجرته و قال بعض الأفاضل أی فهجر عیسی أبا عبد اللّٰه علیه السلام بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبی عبد اللّٰه علیه السلام الذین كان مرازم منهم و أقول صحف بعضهم علی هذا الوجه قرأ نكلم بصیغة المتكلم مع الغیر و تكلم فی بعض النسخ بدون العاطف و علی تقدیره فهو عطف علی مقدر أی أ تواصل و تكلم و نحو هذا و هو استفهام علی التقدیرین علی التقریر و یحتمل الأمر علی بعض الوجوه.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ أَبِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّمَا مُسْلِمَیْنِ تَهَاجَرَا فَمَكَثَا ثَلَاثاً لَا یَصْطَلِحَانِ إِلَّا كَانَا خَارِجَیْنِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُمَا وَلَایَةٌ فَأَیُّهُمَا سَبَقَ إِلَی كَلَامِ أَخِیهِ كَانَ السَّابِقَ إِلَی الْجَنَّةِ یَوْمَ الْحِسَابِ (2).

بیان: إلا كانا كأن الاستثناء من مقدر أی لم یفعلا ذلك إلا كانا خارجین و هذا النوع من الاستثناء شائع فی الأخبار و یحتمل أن تكون إلا هنا زائدة كما قال الشاعر

أری الدهر إلا منجنونا بأهله و قیل التقدیر لا یصطلحان علی حال

ص: 186


1- 1. رجال الكشّیّ 279.
2- 2. الكافی ج 2 ص 345.

إلا و قد كانا خارجین و قیل أیما مبتدأ و لا یصطلحان حال عن فاعل مكثا و إلا مركب من إن الشرطیة و لا النافیة نحو إلا تنصروه فقد نصره اللّٰه و لم یكن بتشدید النون مضارع مجهول من باب الإفعال و تكرار للنفی فی إن لا كانا مأخوذ من الكنة بالضم و هی جناح یخرج من حائط أو سقیفة فوق باب الدار و قوله فأیهما جزاء الشرط و الجملة الشرطیة خبر المبتدإ أی أیما مسلمین تهاجرا ثلاثة أیام إن لم یخرجا من الإسلام و لم یضعا الولایة و المحبة علی طاق النسیان فأیهما سبق إلخ و إنما ذكرنا ذلك للاستغراب مع أن أمثال ذلك دأبه رحمه اللّٰه فی أكثر الأبواب و لیس ذلك منه بغریب و المراد بالولایة المحبة التی تكون بین المؤمنین.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الشَّیْطَانَ یُغْرِی بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ مَا لَمْ یَرْجِعْ أَحَدُهُمْ عَنْ دِینِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ اسْتَلْقَی عَلَی قَفَاهُ وَ تَمَدَّدَ ثُمَّ قَالَ فُزْتُ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَلَّفَ بَیْنَ وَلِیَّیْنِ لَنَا یَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِینَ تَأَلَّفُوا وَ تَعَاطَفُوا(1).

بیان: فی القاموس أغری بینهم العداوة ألقاها كأنه ألزقها بهم ما لم یرجع أحدهم عن دینه كأنه للسلب الكلی فقوله إذا فعلوا للإیجاب الجزئی و یحتمل العكس و ما بمعنی ما دام و التمدد للاستراحة و إظهار الفراغ من العمل و الراحة فزت أی وصلت إلی مطلوبی.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْفُوظٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ إِبْلِیسُ فَرِحاً مَا اهْتَجَرَ الْمُسْلِمَانِ فَإِذَا الْتَقَیَا اصْطَكَّتْ رُكْبَتَاهُ وَ تَخَلَّعَتْ أَوْصَالُهُ وَ نَادَی یَا وَیْلَهُ مَا لَقِیَ مِنَ الثُّبُورِ(2).

بیان: اصطكاك الركبتین اضطرابهما و تأثیر أحدهما للآخر و التخلع التفكك و الأوصال المفاصل أو مجتمع العظام و إنما التفت فی حكایة قول إبلیس عن

ص: 187


1- 1. الكافی ج 2 ص 345.
2- 2. الكافی ج 2 ص 346.

التكلم إلی الغیبة فی قوله ویله و لقی تنزیها لنفسه المقدسة عن نسبة الشر إلیه فی اللفظ و إن كان فی المعنی منسوبا إلی غیره و نظیره شائع فی الكلام قال فی النهایة فیه إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشیطان، یبكی یقول یا ویله الویل الحزن و الهلاك و المشقة من العذاب و كل من وقع فی هلكة دعا بالویل و معنی النداء فیه یا ویلی و یا حزنی و یا هلاكی و یا عذابی احضر فهذا وقتك و أوانك و أضاف الویل إلی ضمیر الغائب حملا علی المعنی و عدل عن حكایة قول إبلیس یا ویلی كراهة أن یضیف الویل إلی نفسه انتهی و ما فی قوله ما لقی للاستفهام التعجبی و منصوب المحل مفعول لقی و من للتبعیض و الثبور بالضم الهلاك.

«8»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْهِجْرَانِ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلَا یَهْجُرُ أَخَاهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَمَنْ كَانَ مُهَاجِراً لِأَخِیهِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ كَانَ النَّارُ أَوْلَی بِهِ (1).

«9»- ل، [الخصال] ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْحَمَّادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّائِغِ عَنِ الْقَعْبِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (2).

«10»- ل، [الخصال] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنَیْنِ اهْتَجَرَا فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا وَ بَرِئْتُ مِنْهُمَا فِی الثَّالِثَةِ فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَذَا حَالُ الظَّالِمِ فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ فَقَالَ علیه السلام مَا بَالُ الْمَظْلُومِ لَا یَصِیرُ إِلَی الظَّالِمِ فَیَقُولُ أَنَا الظَّالِمُ حَتَّی یَصْطَلِحَا(3).

«11»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: فِی أَوَّلِ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ یَغُلُّ الْمَرَدَةَ مِنَ الشَّیَاطِینِ وَ یَغْفِرُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ سَبْعِینَ أَلْفاً فَإِذَا كَانَ

ص: 188


1- 1. أمالی الصدوق ص 255.
2- 2. الخصال ج 1 ص 86.
3- 3. الخصال ج 1 ص 86.

فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ غَفَرَ اللَّهُ بِمِثْلِ مَا غَفَرَ فِی رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَی ذَلِكَ الْیَوْمِ إِلَّا رَجُلٌ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ شَحْنَاءُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْظِرُوا هَؤُلَاءِ حَتَّی یَصْطَلِحُوا(1).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنِ الرَّزَّازِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ یَعْلَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ السَّابِقُ یَسْبِقُ إِلَی الْجَنَّةِ(2).

«13»- مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا تَنَاجَشُوا وَ لَا تَدَابَرُوا.

التدابر المصارمة و الهجران مأخوذ من أن یولی الرجل صاحبه دبره و یعرض عنه بوجهه.

«14»- كِتَابُ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحِلُّ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (3).

باب 61 من حجب مؤمنا

«1»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُؤْمِنٍ حِجَابٌ ضَرَبَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ سَبْعِینَ أَلْفَ سُورٍ مَا بَیْنَ السُّورِ إِلَی السُّورِ مَسِیرَةُ أَلْفِ عَامٍ (4).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن سنان: مثله (5).

ص: 189


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 71.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 5.
3- 3. معانی الأخبار.
4- 4. ثواب الأعمال: 214.
5- 5. المحاسن ص 101 مع تغییر.

«2»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ صَارَ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی حَاجَةٍ أَوْ مُسَلِّماً فَحَجَبَهُ لَمْ یَزَلْ فِی لَعْنَةِ اللَّهِ إِلَی أَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ(1).

أقول: قد مضی أخبار فی هذا المعنی فی باب من حجب مؤمنا فی كتاب الإیمان و الكفر.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُؤْمِنٍ حِجَابٌ ضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ سَبْعِینَ أَلْفَ سُورٍ مَا بَیْنَ السُّورِ إِلَی السُّورِ مَسِیرَةُ أَلْفِ عَامٍ (2).

كا، [الكافی] عن العدة عن سهل بن زیاد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان: مثله بتغییر یسیر(3)

بیان: كان بینه و بین مؤمن حجاب أی مانع من الدخول علیه إما بإغلاق الباب دونه أو إقامة بواب علی بابه یمنعه من الدخول علیه و قال الراغب الضرب إیقاع شی ء علی شی ء و لتصور اختلاف الضرب خولف بین تفاسیرها كضرب الشی ء بالید و العصا و نحوهما و ضرب الأرض بالمطر و ضرب الدراهم اعتبارا بضربه بالمطرقة و قیل له الطبع اعتبارا بتأثیر السكة فیه و ضرب الخیمة لضرب أوتادها بالمطرقة و تشبیها بضرب الخیمة قال ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ(4) أی التحفتهم الذلة التحاف الخیمة بمن ضربت علیه و منه استعیر فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ فِی الْكَهْفِ (5) قال فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ(6) إلی آخر ما قال فی ذلك.

مسیرة ألف عام أی من أعوام الدنیا و یحتمل الآخرة ثم الظاهر منه إرادة هذا العدد حقیقة و یمكن حمله علی المجاز و المبالغة فی بعده عن الرحمة

ص: 190


1- 1. الاختصاص ص 31.
2- 2. الكافی ج 2 ص 364.
3- 3. الكافی ج 2 ص 365.
4- 4. آل عمران: 112.
5- 5. الكهف: 11.
6- 6. الحدید: 13 راجع المفردات 295.

و الجنة أو علی أنه لا یدخلها إلا بعد زمان طویل تقطع فیه تلك المسافة.

و علی التقادیر لعله محمول علی ما إذا كان الاحتجاب للتكبر و الاستهانة بالمؤمن و تحقیره و عدم الاعتناء بشأنه لأنه معلوم أنه لا بد للمرء من ساعات فی الیوم و اللیلة یشتغل فیها الإنسان بإصلاح أمور نفسه و معاشه و معاده لا سیما العلماء لاضطرارهم إلی المطالعة و التفكر فی المسائل الدینیة و جمعها و تألیفها و تنقیحها و جمع الأخبار و شرحها و تصحیحها و غیر ذلك من الأمور التی لا بد لهم من الخوض فیها و الاعتزال عن الناس و التخلی فی مكان لا یشغلهم عنها أحد و الأدلة فی مدح العزلة و المعاشرة متعارضة و قد یقال المراد بالجنة جنة معینة یدخل فیها من لم یحجب المؤمن.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ كَانَ فِی زَمَنِ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَتَی وَاحِدٌ مِنْهُمُ الثَّلَاثَةَ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِی مَنْزِلِ أَحَدِهِمْ فِی مُنَاظَرَةٍ بَیْنَهُمْ فَقَرَعَ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَیْهِ الْغُلَامُ فَقَالَ أَیْنَ مَوْلَاكَ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ فِی الْبَیْتِ فَرَجَعَ الرَّجُلُ وَ دَخَلَ الْغُلَامُ إِلَی مَوْلَاهُ فَقَالَ لَهُ مَنْ كَانَ الَّذِی قَرَعَ الْبَابَ قَالَ كَانَ فُلَانٌ فَقُلْتُ لَهُ لَسْتَ فِی الْمَنْزِلِ فَسَكَتَ وَ لَمْ یَكْتَرِثْ وَ لَمْ یَلُمْ غُلَامَهُ وَ لَا اغْتَمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ لِرُجُوعِهِ عَنِ الْبَابِ وَ أَقْبَلُوا فِی حَدِیثِهِمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ بَكَّرَ إِلَیْهِمُ الرَّجُلُ فَأَصَابَهُمْ وَ قَدْ خَرَجُوا یُرِیدُونَ ضَیْعَةً لِبَعْضِهِمْ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ أَنَا مَعَكُمْ فَقَالُوا نَعَمْ وَ لَمْ یَعْتَذِرُوا إِلَیْهِ وَ كَانَ الرَّجُلُ مُحْتَاجاً ضَعِیفَ الْحَالِ فَلَمَّا كَانُوا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذَا غَمَامَةٌ قَدْ أَظَلَّتْهُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ مَطَرٌ فَبَادَرُوا فَلَمَّا اسْتَوَتِ الْغَمَامَةُ عَلَی رُءُوسِهِمْ إِذَا مُنَادٍ یُنَادِی مِنْ جَوْفِ الْغَمَامَةِ أَیَّتُهَا النَّارُ خُذِیهِمْ وَ أَنَا جَبْرَئِیلُ رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا نَارٌ مِنْ جَوْفِ الْغَمَامَةِ قَدِ اخْتَطَفَتِ الثَّلَاثَةَ نَفَرٍ وَ بَقِیَ الرَّجُلُ مَرْعُوباً یَعْجَبُ بِمَا نَزَلَ بِالْقَوْمِ- وَ لَا یَدْرِی مَا السَّبَبُ فَرَجَعَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَقِیَ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ وَ مَا رَأَی وَ مَا سَمِعَ

ص: 191

فَقَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَیْهِمْ بَعْدَ أَنْ كَانَ عَنْهُمْ رَاضِیاً وَ ذَلِكَ بِفِعْلِهِمْ بِكَ قَالَ وَ مَا فِعْلُهُمْ بِی فَحَدَّثَهُ یُوشَعُ فَقَالَ الرَّجُلُ فَأَنَا أَجْعَلُهُمْ فِی حِلٍّ وَ أَعْفُو عَنْهُمْ قَالَ لَوْ كَانَ هَذَا قَبْلُ لَنَفَعَهُمْ وَ أَمَّا السَّاعَةَ فَلَا وَ عَسَی أَنْ یَنْفَعَهُمْ مِنْ بَعْدُ(1).

بیان: كان فلان قیل كان تامة أو فلان كنایة عن اسم غیر منصرف كأحمد و أقول یحتمل تقدیر الخبر أی كان فلان قارع الباب و فی القاموس ما أكترث له ما أبالی به فلما كان من الغد قیل كان تامة و المستتر راجع إلی أمر الدهر و من بمعنی فی و فی القاموس بكر علیه و إلیه و فیه بكورا و بكر و ابتكر و أبكر و باكره أتاه بكرة و كل من بادر إلی شی ء فقد أبكر إلیه فی أی وقت كان و قال الضیعة العقار و الأرض المغلة و لم یعتذروا إلیه ربما یفهم منه أنه عرف أنهم كانوا فی البیت و لم یأذنوا له و فیه نظر بل الظاهر من آخر الخبر خلافه و یدل علی أنه لو صدر عن أحد مثل هذه البادرة كان علیه أن یبادر إلی الاعتذار و أنه مع رضاه یسقط عنهم الوزر.

ضعیف الحال أی قلیل المال قد أظلتهم أی قربت منهم أو الشمس لما كانت فی جانب المشرق وقعت ظلها علیهم قبل أن تحاذی رءوسهم فظنوا أنه أی سبب حدوث الغمامة مطر فبادروا لیصلوا إلی الضیعة قبل نزول المطر و النفر لما كان فی معنی الجمع جعل تمیزا للثلاثة و أما الساعة فلا أی لا ینفعهم لیردوا إلی الدنیا و عسی أن ینفعهم أی فی البرزخ أو القیامة.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِی مُسْلِمٍ أَتَی مُسْلِماً زَائِراً وَ هُوَ فِی مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ وَ لَمْ یَخْرُجْ إِلَیْهِ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ أَیُّمَا مُسْلِمٍ أَتَی مُسْلِماً زَائِراً أَوْ طَالِبَ حَاجَةٍ وَ هُوَ فِی مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ وَ لَمْ یَخْرُجْ إِلَیْهِ لَمْ یَزَلْ فِی لَعْنَةِ اللَّهِ

ص: 192


1- 1. الكافی ج 2 ص 364.

عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَلْتَقِیَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی لَعْنَةِ اللَّهِ حَتَّی یَلْتَقِیَا قَالَ نَعَمْ یَا أَبَا حَمْزَةَ(1).

بیان: أیما مسلم قیل أی مبتدأ و ما زائدة بین المضاف و المضاف إلیه و أتی مسلما خبره و الجملة شرطیة و جملة لم یزل جزائیة و الضمیر راجع إلی المسلم الثانی و لو كان أتی صفة و لم یزل خبرا لم یكن للمبتدإ عائد و لعل المراد بالالتقاء الاعتذار أو معه و هو محمول علی عدم العذر أو الاستخفاف.

باب 62 التهمة و البهتان و سوء الظن بالإخوان و ذم الاعتماد علی ما یسمع من أفواه الرجال

الآیات:

النساء: وَ مَنْ یَكْسِبْ خَطِیئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ یَرْمِ بِهِ بَرِیئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً(2)

الإسراء: وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(3)

النور: لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَیْراً وَ قالُوا هذا إِفْكٌ مُبِینٌ إلی قوله تعالی إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَیْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِیمٌ وَ لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما یَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِیمٌ (4)

الحجرات: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا(5)

ص: 193


1- 1. الكافی ج 2 ص 365.
2- 2. النساء: 112.
3- 3. أسری: 36.
4- 4. النور: 12- 15.
5- 5. الحجرات: 12.

«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ لَكَ أَنْ تَأْتَمِنَ مَنْ غَشَّكَ وَ لَا تَتَّهِمَ مَنِ ائْتَمَنْتَ (1).

«2»- ب، [قرب الإسناد] عَنْهُمَا عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْسَ لَكَ أَنْ تَتَّهِمَ مَنْ قَدِ ائْتَمَنْتَهُ وَ لَا تَأْمَنَ الْخَائِنَ وَ قَدْ جَرَّبْتَهُ (2).

«3»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: نَاقِلًا عَنْ حَكِیمٍ الْبُهْتَانُ عَلَی الْبَرِیِّ أَثْقَلُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّاسِیَاتِ (3).

«4»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ لَا یَغُشُّ أَخَاهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَتَّهِمُهُ وَ لَا یَقُولُ لَهُ أَنَا مِنْكَ بَرِی ءٌ وَ قَالَ علیه السلام اطْلُبْ لِأَخِیكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً وَ قَالَ علیه السلام اطْرَحُوا سُوءَ الظَّنِّ بَیْنَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَی عَنْ ذَلِكَ (4).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً أَوْ قَالَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ أَقَامَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی تَلٍّ مِنْ نَارٍ حَتَّی یَخْرُجَ مِمَّا قَالَهُ فِیهِ (5).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (6).

«6»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَاهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً بِمَا لَیْسَ فِیهِمَا حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی طِینَةِ خَبَالٍ حَتَّی یَخْرُجَ مِمَّا قَالَ قُلْتُ وَ مَا طِینَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِیدٌ یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ یَعْنِی الزَّوَانِیَ (7).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن المتوكل عن الحمیری: مثله (8)

ص: 194


1- 1. قرب الإسناد ص 35.
2- 2. قرب الإسناد ص 40.
3- 3. الخصال ج 2 ص 5.
4- 4. الخصال ج 2 ص 161.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 33.
6- 6. صحیفة الرضا ص 8.
7- 7. معانی الأخبار ص 164.
8- 8. ثواب الأعمال: 215.

سن، [المحاسن] ابن محبوب: مثله (1) أقول قد مضی بعض الأخبار فی باب الغیبة.

«7»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ خَوَاصِّ الشِّیعَةِ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یَرْتَعِدُ بَعْدَ مَا خَلَا بِهِ- یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَكُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یُنَافِقُكَ فِی إِظْهَارِهِ وَ اعْتِقَادِ وَصِیَّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی حَضَرْتُ مَعَهُ الْیَوْمَ فِی مَجْلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الْخَلِیفَةِ الْقَاعِدِ عَلَی سَرِیرِهِ قَالَ لَهُ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَلْ أَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ غَیْرُ إِمَامٍ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ غَیْرُ إِمَامٍ فَعَلَیَّ وَ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْتَقِدْ ذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ أَلْعَنُ مَنْ وَشَی بِكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام لَیْسَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ لَكِنَّ صَاحِبَكَ أَفْقَهُ مِنْكَ إِنَّمَا قَالَ مُوسَی غَیْرُ إِمَامٍ أَیْ إِنَّ الَّذِی هُوَ غَیْرُ إِمَامٍ فَمُوسَی غَیْرُهُ فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنَّمَا أَثْبَتَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِمَامَتِی وَ نَفَی إِمَامَةَ غَیْرِی یَا عَبْدَ اللَّهِ مَتَی یَزُولُ عَنْكَ هَذَا الَّذِی ظَنَنْتَهُ بِأَخِیكَ هَذَا مِنَ النِّفَاقِ تُبْ إِلَی اللَّهِ فَفَهِمَ الرَّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغْتَمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِی مَالٌ فَأُرْضِیَهُ بِهِ وَ لَكِنْ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ شَطْرَ عَمَلِی كُلِّهِ مِنْ تَعَبُّدِی وَ صَلَاتِی عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مِنْ لَعْنَتِی لِأَعْدَائِكُمْ قَالَ مُوسَی علیه السلام الْآنَ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ(2).

«8»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِبِ الْخَبَرَ(3).

«9»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ كَرَّامٍ عَنْ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ

ص: 195


1- 1. المحاسن ص 101.
2- 2. الاحتجاج 214.
3- 3. قرب الإسناد ص 15.

عَلَیْهِ السَّلَامُ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَمْ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فَقَالَ أَرْبَعُ أَصَابِعَ وَ وَضَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَدَهُ عَلَی أُذُنِهِ وَ عَیْنَیْهِ فَقَالَ مَا رَأَتْهُ عَیْنَاكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَاكَ فَأَكْثَرُهُ بَاطِلٌ (1).

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ الشَّامِیُّ الَّذِی بَعَثَهُ مُعَاوِیَةُ لِیَسْأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَمَّا سَأَلَ عَنْهُ مَلِكُ الرُّومِ- الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ كَمْ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فَقَالَ علیه السلام أَرْبَعُ أَصَابِعَ فَمَا رَأَیْتَهُ بِعَیْنِكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَیْكَ بَاطِلًا كَثِیراً(2).

«11»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: ضَعْ أَمْرَ أَخِیكَ عَلَی أَحْسَنِهِ حَتَّی یَأْتِیَكَ مِنْهُ مَا یَغْلِبُكَ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِیكَ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِی الْخَیْرِ مَحْمِلًا الْخَبَرَ(3).

«12»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: حُسْنُ الظَّنِّ أَصْلُهُ مِنْ حُسْنِ إِیمَانِ الْمَرْءِ وَ سَلَامَةِ صَدْرِهِ وَ عَلَامَتُهُ أَنْ یَرَی كُلَّ مَا نَظَرَ إِلَیْهِ بِعَیْنِ الطَّهَارَةِ وَ الْفَضْلِ مِنْ حَیْثُ مَا رَكِبَ فِیهِ وَ قَذَفَ مِنَ الْحَیَاءِ وَ الْأَمَانَةِ وَ الصِّیَانَةِ وَ الصِّدْقِ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحْسِنُوا ظُنُونَكُمْ بِإِخْوَانِكُمْ تَغْتَنِمُوا بِهَا صَفَاءَ الْقَلْبِ وَ نَقَاءَ الطَّبْعِ.

وَ قَالَ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ: إِذَا رَأَیْتُمْ أَحَدَ إِخْوَانِكُمْ فِی خَصْلَةٍ تَسْتَنْكِرُونَهَا مِنْهُ فَتَأَوَّلُوا لَهَا سَبْعِینَ تَأْوِیلًا فَإِنِ اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُكُمْ عَلَی أَحَدِهَا وَ إِلَّا فَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ حَیْثُ لَمْ تَعْذِرُوهُ فِی خَصْلَةٍ سَتَرَهَا عَلَیْهِ سَبْعُونَ تَأْوِیلًا وَ أَنْتُمْ أَوْلَی بِالْإِنْكَارِ عَلَی أَنْفُسِكُمْ مِنْهُ (4).

«13»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنِّی أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَبْضِعَ بِضَاعَةً إِلَی الْیَمَنِ فَأَتَیْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْتَبْضِعَ فُلَاناً

ص: 196


1- 1. الخصال ج 1 ص 112.
2- 2. الخصال ج 2 ص 56.
3- 3. أمالی الصدوق ص 182.
4- 4. مصباح الشریعة ص 58.

فَقَالَ لِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَقُلْتُ قَدْ بَلَغَنِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّهُمْ یَقُولُونَ ذَلِكَ فَقَالَ صَدِّقْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ (1) فَقَالَ یَعْنِی یُصَدِّقُ اللَّهَ وَ یُصَدِّقُ الْمُؤْمِنِینَ لِأَنَّهُ كَانَ رَءُوفاً رَحِیماً بِالْمُؤْمِنِینَ (2).

«14»- غو، [غوالی اللئالی] حَدَّثَنِی الْمَوْلَی الْعَالِمُ الْوَاعِظُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلَاءِ الدِّینِ بْنِ فَتْحِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُمِّیُّ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ عَنْ جَلَالِ الدِّینِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرَفْشَاهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاشِیِّ عَنْ جَلَالِ الدِّینِ بْنِ دَارٍ الصَّخْرِ عَنْ نَجْمِ الدِّینِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْمُعَمَّرِ السِّنْبِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلَایَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام یَقُولُ: أَحْسِنْ ظَنَّكَ وَ لَوْ بِحَجَرٍ یَطْرَحُ اللَّهُ فِیهِ سِرَّهُ فَتَتَنَاوَلَ نَصِیبَكَ مِنْهُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَوْ بِحَجَرٍ فَقَالَ أَ لَا تَنْظُرُ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ.

«15»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: اطْلُبْ لِأَخِیكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً.

«16»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ: أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِیهِ وَثِیقَةَ دِینٍ وَ سَدَادَ طَرِیقٍ فَلَا یَسْمَعَنَّ فِیهِ أَقَاوِیلَ النَّاسِ أَمَا إِنَّهُ قَدْ یَرْمِی الرَّامِی وَ یُخْطِئُ السِّهَامَ وَ یُحِیلُ الْكَلَامُ وَ بَاطِلُ ذَلِكَ یَبُورُ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ وَ شَهِیدٌ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ فَسُئِلَ عَنْ مَعْنَی قَوْلِهِ هَذَا فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ وَ وَضَعَهَا بَیْنَ أُذُنِهِ وَ عَیْنِهِ ثُمَّ قَالَ الْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ سَمِعْتُ وَ الْحَقُّ أَنْ تَقُولَ رَأَیْتُ (3).

«17»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام: إِذَا كَانَ زَمَانٌ الْعَدْلُ فِیهِ أَغْلَبُ مِنَ الْجَوْرِ فَحَرَامٌ أَنْ تَظُنَّ بِأَحَدٍ سُوءاً حَتَّی یُعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ إِذَا كَانَ زَمَانٌ الْجَوْرُ فِیهِ أَغْلَبُ مِنَ الْعَدْلِ فَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَظُنَّ بِأَحَدٍ خَیْراً حَتَّی یَبْدُوَ ذَلِكَ مِنْهُ.

«18»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا اسْتَوْلَی الصَّلَاحُ عَلَی الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ خِزْیَةٌ فَقَدْ ظَلَمَ إِذَا اسْتَوْلَی الْفَسَادُ

ص: 197


1- 1. براءة: 61.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 95.
3- 3. نهج البلاغة تحت الرقم 139 من الخطب.

عَلَی الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غُرِرَ(1).

وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ الْحَقَّ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِی الْخَیْرِ مُحْتَمِلًا(3).

«19»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اتَّهَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ انْمَاثَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ(4).

بیان: فی القاموس الوهم من خطرات القلب أو هو مرجوح طرفی المتردد فیه و وهم فی الشی ء كوعد ذهب وهمه إلیه و توهم ظن و اتهمه بكذا اتهاما و اتهمه كافتعله و أوهمه أدخل علیه التهمة كهمزة أی ما یتهم علیه فاتهم هو فهو متهم و تهیم و فی المصباح اتهمته بكذا ظننته به فهو تهیم و اتهمته فی قوله شككت فی صدقه و الاسم التهمة وزان رطبة و السكون لغة حكاها الفارابی و أصل التاء واو و قال ماث الشی ء موثا من باب قال و یمیث میثا من باب باع لغة ذاب فی الماء و ماثه غیره من باب قال یتعدی و لا یتعدی و ماثت الأرض لانت و سهلت و فی القاموس ماث موثا و موثانا محركة خلطه و دافه فانماث انمیاثا انتهی.

و كأن المراد هنا بالتهمة أن یقول فیه ما لیس فیه مما یوجب شینه و یحتمل أن یشمل سوء الظن أیضا و من فی قوله من قلبه إما بمعنی فی كما فی قوله تعالی إِذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ أو ضمن فیه معنی الذهاب أو الزوال و نحوه و یحتمل التعلیل لأن ذلك بسبب فساد قلبه و قیل إنما قال كذلك للتنبیه علی فساد قلبه حتی أنه ینافی الإیمان و یوجب فساده.

«20»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

ص: 198


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 169.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 219.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 230.
4- 4. الكافی ج 2 ص 361.

علیه السلام یَقُولُ: مَنِ اتَّهَمَ أَخَاهُ فِی دِینِهِ فَلَا حُرْمَةَ بَیْنَهُمَا وَ مَنْ عَامَلَ أَخَاهُ بِمِثْلِ مَا یُعَامِلُ بِهِ النَّاسَ فَهُوَ بَرِی ءٌ مِمَّنْ یَنْتَحِلُ (1).

بیان: فی دینه یحتمل تعلقه بالأخوة أو بالتهمة و الأول أظهر و علی الثانی التهمة تشمل تهمته بترك شی ء من الفرائض أو ارتكاب شی ء من المحارم لأن الإتیان بالفرائض و الاجتناب عن المحارم من الدین كما أن القول الحق و التصدیق به من الدین فلا حرمة بینهما أی حرمة الإیمان كنایة عن سلبه و الحاصل أنه انقطعت علاقة الأخوة و زالت الرابطة الدینیة بینهما فی القاموس الحرمة بالضم و بضمتین و كهمزة ما لا یحل انتهاكه و الذمة و المهابة و النصیب و من یعظم حرمات اللّٰه أی ما وجب القیام به و حرم التفریط فیه بمثل ما عامل به الناس أی المخالفین أو الأعم منهم و من فساق الشیعة و ممن لا صداقة و أخوة بینهما و التسویة فی المعاملة بأن یربح علیهما علی حد سواء و لا یخص أخاه بالرعایة و المسامحة و ترك الربح أو تقلیله و شدة النصیحة و حفظ حرمته فی الحضور و الغیبة و المواساة معه و أمثال ذلك مما هو مقتضی الأخوة كما فصل فی الأخبار الكثیرة.

فهو بری ء ممن ینتحل أی من یجعل هو أو أخوه ولایتهم نحلة و مذهبا و هم الرب سبحانه و رسوله و الأئمة و الظاهر أن المستتر فی ینتحل راجع إلی المعامل لا إلی الأخ تعریضا بأنه خارج من الدین فإن الانتحال ادعاء ما لیس له و لم یتصف به فی القاموس انتحله و تنحله ادعاه لنفسه و هو لغیره و فی أكثر النسخ مما ینتحل و هو أظهر فالمراد بما ینتحل التشیع أو الأخوة.

«21»- كا، [الكافی] عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ: ضَعْ أَمْرَ أَخِیكَ عَلَی أَحْسَنِهِ حَتَّی یَأْتِیَكَ مَا یَغْلِبُكَ مِنْهُ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِیكَ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِی الْخَیْرِ مَحْمِلًا(2).

ص: 199


1- 1. الكافی ج 2 ص 361.
2- 2. الكافی ج 2 ص 362.

بیان: ضع أمر أخیك أی احمل ما صدر عن أخیك من قول أو فعل علی أحسن محتملاته و إن كان مرجوحا من غیر تجسس حتی یأتیك منه أمر لا یمكنك تأویله فإن الظن قد یخطئ و التجسس منهی عنه كما قال تعالی إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (1) و قال وَ لا تَجَسَّسُوا(2) و قوله ما یغلبك فی بعض النسخ بالغین فقوله منه متعلق بیأتیك أی حتی یأتیك من قبله ما یعجزك و لم یمكنك التأویل و فی بعض النسخ بالقاف من باب ضرب كالسابق أو من باب الإفعال فالظرف متعلق بیقلبك و الضمیر للأحسن و قوله علیه السلام و لا تظنن تأكید لبعض أفراد الكلام السابق أو السابق محمول علی الفعل و هذه الجملة مرویة فی نهج البلاغة و فیه من أحد و محتملا و الحاصل أنه إذا صدرت منه كلمة ذات وجهین وجب علیك أن تحملها علی الوجه الخیر و إن كان معنی مجازیا بدون قرینة أو كنایة أو توریة أو نحوهما لا سیما إذا ادعاه القائل.

و من هذا القبیل ما سماه علماء العربیة أسلوب الحكیم كما قال الحجاج للقبعثری متوعدا له بالقید لأحملنك علی الأدهم فقال القبعثری مثل الأمیر یحمل علی الأدهم و الأشهب فأبرز وعیده فی معرض الوعد ثم قال الحجاج للتصریح بمقصوده إنه حدید فقال القبعثری لأن یكون حدیدا خیر من أن یكون بلیدا.

و قال الشهید الثانی روح اللّٰه روحه و غیره ممن سبقه اعلم أنه كما یحرم علی الإنسان سوء القول فی المؤمن و أن یحدث غیره بلسانه بمساوی الغیر كذلك یحرم علیه سوء الظن و أن یحدث نفسه بذلك و المراد بسوء الظن المحرم عقد القلب و حكمه علیه بالسوء من غیر یقین فأما الخواطر و حدیث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أیضا معفو عنه قال اللّٰه تعالی اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (3) فلیس لك أن تعتقد فی غیرك سوءا إلا إذا انكشف لك بعیان لا یحتمل التأویل و ما لم تعلمه ثم وقع فی قلبك فالشیطان یلقیه فینبغی أن تكذبه فإنه أفسق الفساق و قد قال اللّٰه تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا

ص: 200


1- 1. الحجرات: 12.
2- 2. الحجرات: 12.
3- 3. الحجرات: 13.

قَوْماً بِجَهالَةٍ(1) فلا یجوز تصدیق إبلیس و من هنا جاء فی الشرع أن من علمت فی فیه رائحة الخمر لا یجوز أن تحكم علیه بشربها و لا یحده علیه لإمكان أن یكون تمضمض به و مجه أو حمل علیه قهرا و ذلك أمر ممكن فلا یجوز إساءة الظن بالمسلم وَ قَدْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَرَّمَ مِنَ الْمُسْلِمِ دَمَهُ وَ مَالَهُ وَ أَنْ یُظَنَّ بِهِ ظَنَّ السَّوْءِ. فینبغی أن تدفعه عن نفسك و تقرر علیها أن حاله عندك مستور كما كان فإن ما رأیته فیه یحتمل الخیر و الشر.

فإن قلت فبما ذا یعرف عقد سوء الظن و الشكوك تختلج و النفس تحدث فأقول أمارة عقد سوء الظن أن یتغیر القلب معه عما كان فینفر عنه نفورا لم یعهده و یستثقله و یفتر عن مراعاته و تفقده و إكرامه و الاهتمام بسببه فهذه أمارات عقد الظن و تحقیقه

وَ قَدْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ فِی الْمُؤْمِنِ لَا یُسْتَحْسَنُ وَ لَهُ مِنْهُنَّ مَخْرَجٌ فَمَخْرَجُهُ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ أَنْ لَا یُحَقِّقَهُ.

أی لا یحقق فی نفسه بعقد و لا فعل لا فی القلب و لا فی الجوارح أما فی القلب إلی النفرة و الكراهة و فی الجوارح بالعمل بموجبه و الشیطان، قد یقرر علی القلب بأدنی مخیلة مساءة الناس و یلقی إلیه أن هذا من فطنتك و سرعة تنبهك و ذكائك و أن المؤمن ینظر بنور اللّٰه و هو علی التحقیق ناظر بغرور الشیطان، و ظلمته.

فأما إذا أخبرك به عدل فآل ظنك إلی تصدیقه كنت معذورا لأنك لو كذبته لكنت جانیا علی هذا العدل إذا ظننت به الكذب و ذلك أیضا من سوء الظن فلا ینبغی أن تحسن الظن بالواحد و تسی ء بالآخر نعم ینبغی أن تبحث هل بینهما عداوة و محاسدة و مقت فیتطرق التهمة بسببه و قد رد الشرع شهادة العدو علی عدوه للتهمة فلك عند ذلك أن تتوقف فی إخباره و إن كان عدلا و لا تصدقه و لا تكذبه و لكن تقول المستور حاله كان فی ستر اللّٰه عنی و كان أمره محجوبا و قد بقی كما كان لم ینكشف لی شی ء من أمره.

و قد یكون الرجل ظاهر العدالة و لا محاسدة بینه و بین المذكور و لكن

ص: 201


1- 1. الحجرات: 7.

یكون من عادته التعرض للناس و ذكر مساویهم فهذا قد یظن أنه عدل و لیس بعدل فإن المغتاب فاسق و إذا كان ذلك من عادته ردت شهادته إلا أن الناس لكثرة الاعتیاد تساهلوا فی أمر الغیبة و لم یكترثوا بتناول أعراض الخلق: و مهما خطر لك خاطر سوء علی مسلم فینبغی أن تزید فی مراعاته و تدعو له بالخیر فإن ذلك یغیظ الشیطان، و یدفعه عنك فلا یلقی إلیك الخاطر السوء خیفة من اشتغالك بالدعاء و المراعاة و مهما عرفت هفوة مسلم بحجة فانصحه فی السر و لا یخدعنك الشیطان، فیدعوك إلی اغتیابه و إذا وعظته فلا تعظه و أنت مسرور باطلاعك علی نقصه لینظر إلیك بعین التعظیم و تنظر إلیه بعین الاستصغار و ترتفع علیه بدلالة الوعظ و لیكن قصدك تخلیصه من الإثم و أنت حزین كما تحزن علی نفسك إذا دخل علیك نقصان و ینبغی أن یكون تركه ذلك من غیر نصیحتك أحب إلیك من تركه بالنصیحة و إذا أنت فعلت ذلك كنت جمعت بین أجر الوعظ و أجر الغم بمصیبته و أجر الإعانة له علی دینه.

و من ثمرات سوء الظن التجسس فإن القلب لا یقنع بالظن و یطلب التحقیق فیشتغل بالتجسس و هو أیضا منهی عنه قال اللّٰه وَ لا تَجَسَّسُوا فالغیبة و سوء الظن و التجسس منهی عنها فی آیة واحدة و معنی التجسس أنه لا تترك عباد اللّٰه تحت ستر اللّٰه فتتوصل إلی الاطلاع و هتك الستر حتی ینكشف لك ما لو كان مستورا عنك لكان أسلم لقلبك و دینك انتهی.

باب 63 ذی اللسانین و ذی الوجهین

«1»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الزُّهْرِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ یَكُونُ ذَا وَجْهَیْنِ وَ ذَا لِسَانَیْنِ یُطْرِی

ص: 202

أَخَاهُ شَاهِداً وَ یَأْكُلُهُ غَائِباً إِنْ أُعْطِیَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِیَ خَذَلَهُ (1).

ل، [الخصال] ابن الولید عن الصفار عن ابن أبی الخطاب عن علی بن النعمان: مثله (2)

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عیسی عن ابن مسكان: مثله (3).

«2»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ یُقْبِلُ بِوَجْهٍ وَ یُدْبِرُ بِآخَرَ(4).

«3»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعِینٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ لَقِیَ النَّاسَ بِوَجْهٍ وَ عَابَهُمْ بِوَجْهٍ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ(5).

«4»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ الْمُؤْمِنِینَ بَدَلَ النَّاسِ وَ أَتَی بَدَلَ جَاءَ(6).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذُو الْوَجْهَیْنِ دَالِعاً لِسَانُهُ فِی قَفَاهُ وَ آخَرُ مِنْ قُدَّامِهِ یَلْتَهِبَانِ نَاراً حَتَّی یَلْهَبَا جَسَدَهُ ثُمَّ یُقَالُ هَذَا الَّذِی كَانَ فِی الدُّنْیَا ذَا وَجْهَیْنِ وَ ذَا لِسَانَیْنِ یُعْرَفُ بِذَلِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(7).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن الصفار عن أبی الجوزاء: مثله (8).

«6»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ

ص: 203


1- 1. معانی الأخبار ص 185، أمالی الصدوق ص 203.
2- 2. الخصال ج 1 ص 21.
3- 3. ثواب الأعمال ص 240.
4- 4. ثواب الأعمال ص 240.
5- 5. معانی الأخبار ص 185، أمالی الصدوق ص 203.
6- 6. الخصال ج 1 ص 20.
7- 7. الخصال ج 1 ص 20.
8- 8. ثواب الأعمال ص 240.

عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذُو الْوَجْهَیْنِ (1).

«7»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الرُّكَیْنِ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِی الدُّنْیَا كَانَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ(2).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَوْنٍ الْقَلَانِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَقِیَ الْمُسْلِمِینَ بِوَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ(3).

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ یَا عِیسَی لِیَكُنْ لِسَانُكَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ لِسَاناً وَاحِداً وَ كَذَلِكَ قَلْبُكَ إِنِّی أُحَذِّرُكَ نَفْسَكَ وَ كَفَی بِی خَبِیراً- لَا یَصْلُحُ لِسَانَانِ فِی فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا سَیْفَانِ فِی غِمْدٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلْبَانِ فِی صَدْرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ الْأَذْهَانُ (4).

«10»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ وَجْهَانِ یُقْبِلُ بِوَجْهٍ وَ یُدْبِرُ بِوَجْهٍ إِنْ أُوتِیَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ خَیْراً حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِیَ خَذَلَهُ (5).

«11»- نهج، [نهج البلاغة]: مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَیْئاً إِلَّا ظَهَرَ فِی فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجْهِهِ (6).

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَوْنٍ الْقَلَانِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَقِیَ الْمُسْلِمِینَ بِوَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ(7).

بیان: قال بعض المحققین ذو اللسانین هو الذی یأتی هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه

ص: 204


1- 1. الخصال ج 1 ص 20.
2- 2. الخصال ج 1 ص 20.
3- 3. ثواب الأعمال ص 240.
4- 4. ثواب الأعمال ص 240.
5- 5. نوادر الراوندیّ 22.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 148.
7- 7. الكافی ج 2 ص 343.

و یتردد بین المتعادیین و یكلم كل واحد بكلام یوافقه و قلما یخلو عنه من یشاهد متعادیین و ذلك عین النفاق و قال بعضهم اتفقوا علی أن ملاقاة الاثنین بوجهین نفاق و للنفاق علامات كثیرة و هذه من جملتها.

فإن قلت فبما ذا یصیر الرجل ذا اللسانین و ما حد ذلك.

فأقول إذا دخل علی متعادیین و جامع كل واحد منهما و كان صادقا فیه لم یكن منافقا و لا ذا اللسانین فإن الواحد قد یصادق متعادیین و لكن صداقة ضعیفة لا تنتهی إلی حد الأخوة إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء نعم لو نقل كلام كل واحد إلی الآخر فهو ذو لسانین و ذلك شر من النمیمة إذ یصیر نماما بأن ینقل من أحد الجانبین فإن نقل من الجانبین فهو شر من النمیمة و إن لم ینقل كلاما و لكن حسن لكل واحد منهما ما هو علیه من المعاداة مع صاحبه فهذا ذو لسانین و كذلك إذا وعد كل واحد منهما أنه ینصره و كذلك إذا أثنی علی كل واحد منهما فی معاداته و كذلك إذا أثنی علی أحدهما و كان إذا خرج من عنده یذمه فهو ذو لسانین بل ینبغی أن یسكت أو یثنی علی المحق من المتعادیین و یثنی فی حضوره و فی غیبته و بین یدی عدوه.

قیل لبعض الصحابة إنا ندخل علی أمرائنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غیره فقال كنا نعد ذلك نفاقا علی عهد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هذا نفاق مهما كان مستغنیا عن الدخول علی الأمیر و عن الثناء علیه فلو استغنی عن الدخول و لكن إذا دخل یخاف إن لم یثن فهو نفاق لأنه الذی أحوج نفسه إلیه و إن كان یستغنی عن الدخول لو قنع بالقلیل و ترك المال و الجاه فلو دخل لضرورة الجاه و الغنی و أثنی فهو منافق و هذا معنی قوله صلی اللّٰه علیه و آله حب المال و الجاه ینبتان النفاق فی القلب كما ینبت الماء البقل لأنه یحوج إلی الأمراء و مراعاتهم و مراءاتهم فأما إذا ابتلی به لضرورة و خاف إن لم یثن فهو معذور فإن اتقاء الشر جائز.

و قال أبو الدرداء إنا لنشكر فی وجوه أقوام و إن قلوبنا لتبغضهم وَ قَالَتْ عَائِشَةُ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ رَجُلُ الْعَشِیرَةِ هُوَ فَلَمَّا دَخَلَ

ص: 205

أَقْبَلَ عَلَیْهِ وَ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ قَدْ قُلْتَ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِیرَةِ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ فَقَالَ یَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ الَّذِی یُكْرَمُ اتِّقَاءً لِشَرِّهِ.

و لكن هذا ورد فی الإقبال و فی الكشر و التبسم و أما الثناء فهو كذب صریح فلا یجوز إلا لضرورة أو إكراه یباح الكذب لمثلهما بل لا یجوز الثناء و لا التصدیق و تحریك الرأس فی معرض التقریر علی كل كلام باطل فإن فعل ذلك فهو منافق بل ینبغی أن ینكر بلسانه و بقلبه فإن لم یقدر فلیسكت بلسانه و لینكر بقلبه.

و أقول قال الشهید الثانی قدس اللّٰه روحه كونه ذا اللسانین و ذا الوجهین من الكبائر للتوعد علیه بخصوصه ثم ذكر فی تفصیله و تحقیقه نحوا مما مر و لا ریب أن فی مقام التقیة و الضرورة یجوز مثل ذلك و أما مع عدمهما فهو من علامات النفاق و أخس ذمائم الأخلاق.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ یَكُونُ ذَا وَجْهَیْنِ وَ ذَا لِسَانَیْنِ یُطْرِی أَخَاهُ شَاهِداً وَ یَأْكُلُهُ غَائِباً إِنْ أُعْطِیَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِیَ خَذَلَهُ (1).

بیان: یطری علی بناء الإفعال بالهمز و غیره فی القاموس فی باب الهمز أطرأه بالغ فی مدحه و فی باب المعتل أطراه أحسن الثناء علیه و فی النهایة فی المعتل الإطراء مجاوزة الحد فی المدح و الكذب فیه و الجوهری ذكره فی المعتل فقط و قال أطراه أی مدحه و یأكله أی یغتابه كما قال تعالی أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً إن أعطی علی المجهول أی الأخ و الخذلان ترك النصرة.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِعِیسَی لِیَكُنْ لِسَانُكَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ لِسَاناً وَاحِداً وَ كَذَلِكَ قَلْبُكَ إِنِّی أُحَذِّرُكَ نَفْسَكَ وَ كَفَی بِی خَبِیراً- لَا یَصْلُحُ لِسَانَانِ فِی فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا سَیْفَانِ فِی غِمْدٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلْبَانِ فِی صَدْرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ

ص: 206


1- 1. الكافی ج 2 ص 343.

الْأَذْهَانُ (1).

بیان: لسانا واحدا أی لا تقول فی الأحوال المختلفة شیئین مختلفین للأغراض الباطلة فیشمل الرئاء و الفتاوی المختلفة و ما مر ذكره و كذلك قلبك أی لیكن باطن قلبك موافقا لظاهره إذ ربما یكون الشی ء كامنا فی القلب یغفل عنه نفسه كحب الدنیا فینخدع و یظن أنه لا یحبها و أشباه ذلك ثم یظهر له ذلك فی الآخرة بعد كشف الحجب الظلمانیة النفسانیة أو فی الدنیا أیضا بعد المجاهدة و التفكر فی خدع النفس و تسویلاتها و لذا قال سبحانه بعده إنی أحذرك نفسك و قد قال تعالی بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ (2).

و یحتمل أن یكون المعنی و كذلك ینبغی أن یكون قلبك موافقا للسانك فلا تقول ما لیس فیه أو المعنی أنه كما یجب أن یكون اعتقاد القلب واحدا واصلا إلی حد الیقین و یطمئن قلبه بالحق و لا یتزلزل بالشبهات فیعتقد الیوم شیئا و غدا نقیضه أو یجب أن تكون عقائد القلب متوافقة متناسبة لا كقلوب أهل الضلال و الجهال فإنهم یعتقدون الضدین و النقیضین لتشعب أهوائهم و تفرق آرائهم من حیث لا یشعرون كاعتقادهم بأفضلیة أمیر المؤمنین و تقدیمهم الجهال علیه و اعتقادهم بعدله تعالی و حكمهم بأن الكفر و جمیع المعاصی من فعله و یعذبهم علیها و اعتقادهم بوجوب طاعة من جوزوا فسقه و كفره و أمثال ذلك كثیرة.

أو المعنی أن المقصود الحقیقی و الغرض الأصلی للقلب لا یكون إلا واحدا و لا تجتمع فیه محبتان متضادتان كحب الدنیا و الآخرة و حب اللّٰه و حب معاصیه و الشهوات التی نهی عنها فمن اعتقد أنه یحب اللّٰه تعالی و یتبع الهوی و یحب الدنیا فهو كذی اللسانین الجامع بین مؤالفة المتباغضین فإن الدنیا و الآخرة كضرتین و طاعة اللّٰه و طاعة الهوی كالمتباغضین فقلبه منافق

ص: 207


1- 1. الكافی ج 2 ص 343.
2- 2. الأنعام: 28.

ذو لسانین لسان منه مع اللّٰه و الآخر مع ما سواه فهذا أولی بالذم من ذی اللسانین: و تحقیقه أن بدن الإنسان بمنزلة مدینة كبیرة لها حصن منیع هو القلب بل هو العالم الصغیر من جهة و العالم الكبیر من جهة أخری و اللّٰه سبحانه هو سلطان القلب و مدبره بل القلب عرشه و حصنه بالعقل و الملائكة و نوره بالأنوار الملكوتیة و استخدمه القوی الظاهرة و الباطنة و الجوارح و الأعضاء الكثیرة و لهذا الحصن أعداء كثیرة من النفس الأمارة و الشیاطین الغدارة و أصناف الشهوات النفسانیة و الشبهات الشیطانیة فإذا مال العبد بتأییده سبحانه إلی عالم الملكوت و صفی قلبه بالطاعات و الریاضات عن شوك الشكوك و الشبهات و قذارة المیل إلی الشهوات استولی علیه حبه تعالی و منعه عن حب غیره فصارت القوی و المشاعر و جمیع الآلات البدنیة مطیعة للحق منقادة له و لا یأتی شی ء منها بما ینافی رضاه و إذا غلبت علیه الشقوة و سقط فی مهاوی الطبیعة استولی الشیطان، علی قلبه و جعله مستقر ملكه و نفرت عنه الملائكة و أحاطت به الشیاطین و صارت أعماله كلها للدنیا و إراداته كلها للهوی فیدعی أنه یعبد اللّٰه و قد نسی الرحمن و هو یعبد النفس و الشیطان،.

فظهر أنه لا یجتمع حب اللّٰه و حب الدنیا و متابعة اللّٰه و متابعة الهوی فی قلب واحد و لیس للإنسان قلبان حتی یحب بأحدهما الرب تعالی و یقصده بأعماله و یحب بالآخرة الدنیا و شهواتها و یقصدها فی أفعاله كما قال سبحانه ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (1) و مثل سبحانه لذلك باللسان و السیف فكما لا یكون فی فم لسانان و لا فی غمد سیفان فكذلك لا یكون فی صدر قلبان و یحتمل أن یكون اللسان لما مر فی ذی اللسانین.

و أما قوله فكذلك الأذهان فالفرق بینها و بین القلب مشكل و یمكن أن یكون القلب للحب و العزم و الذهن للاعتقاد الجزم أی لا یجتمع فی القلب حب اللّٰه و حب ما ینافی حبه سبحانه من حب الدنیا و غیره و كذلك لا یجتمع

ص: 208


1- 1. الأحزاب: 4.

الجزم بوجوده تعالی و صفاته المقدسة و سائر العقائد الحقة مع ما ینافیه من العقائد الباطلة و الشكوك و الشبهات فی ذهن واحد كما أشرنا إلیه سابقا و قیل یعنی كما أن الظاهر من هذه الأجسام لا یصلح تعددها فی محل واحد كذلك باطن الإنسان الذی هو ذهنه و حقیقته لا یصلح أن یكون ذا قولین مختلفین أو عقیدتین متضادتین و قیل الذهن الذكاء و الفطنة و لعل المراد هنا التفكر فی الأمور الحقة النافعة و مبادیها و كیفیة الوصول إلیها و بالجملة أمره بأن یكون لسانه واحدا و قلبه واحدا و ذهنه واحدا و مطلبه واحدا و لما كان سبب التعدد و الاختلاف أمرین أحدهما تسویل النفس و الآخرة الغفلة عن عقوبة اللّٰه عقبه بتحذیرها و

ربما یقرأ بالدال المهملة من المداهنة فی الدین كما قال تعالی أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (1) و قال وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ (2) و هذا تصحیف و تحریف مخالف للنسخ المضبوطة.

باب 64 الحقد و البغضاء و الشحناء و التشاجر و معاداة الرجال

الآیات:

الأنفال: وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ (3)

الحشر: وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِینَ آمَنُوا(4)

«1»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ رَفَعَهُ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِبَنِیهِ: یَا بَنِیَّ إِیَّاكُمْ وَ مُعَادَاةَ الرِّجَالِ فَإِنَّهُمْ لَا یَخْلُونَ مِنْ ضَرْبَیْنِ مِنْ عَاقِلٍ یَمْكُرُ بِكُمْ أَوْ جَاهِلٍ یَعْجَلُ عَلَیْكُمْ وَ الْكَلَامُ ذَكَرٌ وَ الْجَوَابُ

ص: 209


1- 1. الواقعة: 81.
2- 2. القلم: 9.
3- 3. الأنفال: 46.
4- 4. الحشر: 10.

أُنْثَی فَإِذَا اجْتَمَعَ الزَّوْجَانِ فَلَا بُدَّ مِنَ النِّتَاجِ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:

سَلِیمُ الْعِرْضِ مَنْ حَذَرَ الْجَوَابَا***وَ مَنْ دَارَی الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابَا

وَ مَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهَیَّبُوهُ***وَ مَنْ حَقَّرَ الرِّجَالَ فَلَنْ یُهَابَا(1).

«2»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ صَالِحٍ یَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: أَرْبَعَةٌ الْقَلِیلُ مِنْهَا كَثِیرٌ النَّارُ الْقَلِیلُ مِنْهَا كَثِیرٌ وَ النَّوْمُ الْقَلِیلُ مِنْهُ كَثِیرٌ وَ الْمَرَضُ الْقَلِیلُ مِنْهُ كَثِیرٌ وَ الْعَدَاوَةُ الْقَلِیلُ مِنْهَا كَثِیرٌ(2).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ مُشَاجَرَةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الْغِرَّةَ وَ تَدْفِنُ الْعِزَّةَ(3).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ وَ مَنْ لَاحَی الرِّجَالَ سَقَطَتْ مُرُوَّتُهُ وَ ذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَزَلْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَنْهَانِی عَنْ ملاحات [مُلَاحَاةِ] الرِّجَالِ كَمَا یَنْهَانِی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ (4).

أقول: قَدْ مَضَی فِی بَابِ شِرَارِ النَّاسِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَ أَبْغَضَهُ النَّاسُ.

و قد مضی بعضها فی باب جوامع مساوی الأخلاق وَ قَدْ مَضَی فِیهِ أَیْضاً عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: سَبْعَةٌ یُفْسِدُونَ أَعْمَالَهُمْ وَ ذَكَرَ مِنْهُمُ الَّذِی یُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ.

«5»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 210


1- 1. الخصال ج 1 ص 37.
2- 2. الخصال ج 1 ص 113.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 96.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 125، و الملاحات: المشاجرة و المنازعة.

علیه السلام قَالَ: لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ یُضْمِرُ عَلَی الْمُؤْمِنِ سُوءاً(1).

«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ الْمُرْخِی ذَیْلَهُ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْمُزَكِّی سِلْعَتَهُ بِالْكَذِبِ وَ رَجُلٌ اسْتَقْبَلَكَ بِوُدِّ صَدْرِهِ فَیُوَارِی وَ قَلْبُهُ مُمْتَلِئٌ غِشّاً(2).

«7»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: حِقْدُ الْمُؤْمِنِ مُقَامُهُ ثُمَّ یُفَارِقُ أَخَاهُ فَلَا یَجِدُ عَلَیْهِ شَیْئاً وَ حِقْدُ الْكَافِرِ دَهْرُهُ (3).

«8»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَطَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فِی سَاعَةٍ لَمْ یَكُنْ یَأْتِینِی فِیهَا فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ لَقَدْ جِئْتَنِی فِی سَاعَةٍ وَ یَوْمٍ لَمْ تَكُنْ تَأْتِینِی فِیهِمَا لَقَدْ أَرْعَبْتَنِی قَالَ وَ مَا یُرَوِّعُكَ یَا مُحَمَّدُ وَ

قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قَالَ بِمَا ذَا بَعَثَكَ بِهِ رَبُّكَ قَالَ یَنْهَاكَ رَبُّكَ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ شُرْبِ الْخُمُورِ وَ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ وَ أُخْرَی هِیَ لِلْآخِرَةِ وَ الْأُولَی یَقُولُ لَكَ رَبُّكَ یَا مُحَمَّدُ مَا أَبْغَضْتُ مَا أَبْغَضْتُ وِعَاءً قَطُّ كَبُغْضِی بَطْناً مَلْآناً.

«9»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِیَّاكَ وَ عَدَاوَةَ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا تُورِثُ الْمَعَرَّةَ وَ تُبْدِی الْعَوْرَةَ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تُمَارِیَنَّ سَفِیهاً وَ لَا حَلِیماً فَإِنَّ الْحَلِیمَ یُغْلِیكَ وَ السَّفِیهَ یُرْدِیكَ (4).

نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُشَاحِنُ لَا یُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَ لَا عَدْلٌ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 211


1- 1. المحاسن ص 99.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 179.
3- 3. السرائر: 489.
4- 4. الاختصاص: 230 و 231 و فیه« یغلبك».

وَ مَا الْمُشَاحِنُ قَالَ الْمُصَارِمُ لِأُمَّتِی الطَّاعِنُ عَلَیْهَا(1).

«10»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَیْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ (2)

وَ قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ یَسْعَی عَلَی عَدُوٍّ لَهُ بِمَا فِیهِ إِضْرَارٌ بِنَفْسِهِ إِنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِیَقْتُلَ رِدْفَهُ (3).

وَ قَالَ: مَنْ بَالَغَ فِی الْخُصُومَةِ أَثِمَ وَ مَنْ قَصَّرَ فِیهَا ظُلِمَ وَ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یَتَّقِیَ اللَّهَ مَنْ خَاصَمَكُمْ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَیْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لَا یَدْفَعُهُ إِلَّا الشَّرُّ(5).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْیَدَعِ الْمِرَاءَ(6).

باب 65 تتبع عیوب الناس و إفشائها و طلب عثرات المؤمنین و الشماتة

الآیات:

النور: إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (7)

الحجرات: وَ لا تَجَسَّسُوا(8)

«1»- ل، [الخصال] فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ

ص: 212


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 18.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 186.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 217.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 217، و قد مر عن الاختصاص، ص 150 مع تغییر یسیر.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 220.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 230.
7- 7. النور: 19.
8- 8. الحجرات: 12.

الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبِرَاءِ الْعَیْبَ (1).

أقول: قد مضی الأخبار فی باب شرار الناس و باب الغیبة.

«2»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْ عَیْنَاهُ وَ سَمِعَتْ أُذُنَاهُ كَانَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ(2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ سَمِعَ فَاحِشَةً فَأَفْشَاهَا فَهُوَ كَالَّذِی أَتَاهَا(3).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغَنْدِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ رعینة [رَغَبَةَ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَئِیسٍ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی حَبِیبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَانَ بِالْمَدِینَةِ أَقْوَامٌ لَهُمْ عُیُوبٌ فَسَكَتُوا عَنْ عُیُوبِ النَّاسِ فَأَسْكَتَ اللَّهُ عَنْ عُیُوبِهِمُ النَّاسَ فَمَاتُوا وَ لَا عُیُوبَ لَهُمْ عِنْدَ النَّاسِ وَ كَانَ بِالْمَدِینَةِ أَقْوَامٌ لَا عُیُوبَ لَهُمْ وَ فَتَكَلَّمُوا فِی عُیُوبِ النَّاسِ فَأَظْهَرَ اللَّهُ لَهُمْ عُیُوباً لَمْ یَزَالُوا یُعْرَفُونَ بِهَا إِلَی أَنْ مَاتُوا(4).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ بِأَخِیكَ فَیَرْحَمَهُ اللَّهُ وَ یَبْتَلِیَكَ (5).

«6»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ النَّیْشَابُورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ: مِثْلَهُ (6).

«7»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ

ص: 213


1- 1. الخصال ج 1 ص 86.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 454.
3- 3. أمالی الصدوق ص 258.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 42.
5- 5. أمالی الصدوق ص 137.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 31.

الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَیْسَ هُوَ أَنْ یَنْكَشِفَ وَ یَرَی مِنْهُ شَیْئاً إِنَّمَا هُوَ أَنْ یَرْوِیَ عَلَیْهِ (1).

«8»- مع، [معانی الأخبار] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَیْ ءٌ یَقُولُهُ النَّاسُ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ أَنْ یَرَاهُ یَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ یُعَابُ عَلَیْهِ فَیَحْفَظَهُ عَلَیْهِ لِیُعَیِّرَهُ بِهِ یَوْماً إِذَا غَضِبَ (2).

«9»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ یَعْنِی سُفْلَیْهِ قَالَ لَیْسَ هُوَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ إِذَاعَةُ سِرِّهِ (3).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْصَرَفَ مُسْرِعاً حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یَخْلُصِ الْإِیمَانُ إِلَی قَلْبِهِ- لَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِینَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَ مَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ وَ لَوْ فِی جَوْفِ بَیْتِهِ (4).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن سنان: مثله (5)

جا، [المجالس للمفید] ابن قولویه عن أبیه عن سعد عن ابن عیسی عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله.

«11»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِی یَبْلُغُنِی عَنْهُ الشَّیْ ءُ الَّذِی أَكْرَهُ لَهُ فَأَسْأَلُهُ

ص: 214


1- 1. معانی الأخبار ص 255.
2- 2. معانی الأخبار ص 255.
3- 3. معانی الأخبار ص 255.
4- 4. ثواب الأعمال ص 216.
5- 5. المحاسن ص 104.

عَنْهُ فَیُنْكِرُ ذَلِكَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِی عَنْهُ قَوْمٌ ثِقَاتٌ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ كَذِّبْ سَمْعَكَ وَ بَصَرَكَ عَنْ أَخِیكَ فَإِنْ شَهِدَ عِنْدَكَ خَمْسُونَ قَسَامَةً وَ قَالَ لَكَ قَوْلًا فَصَدِّقْهُ وَ كَذِّبْهُمْ وَ لَا تُذِیعَنَّ عَلَیْهِ شَیْئاً تَشِینُهُ بِهِ وَ تَهْدِمُ بِهِ مُرُوَّتَهُ فَتَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ(1).

«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی حَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا وَ مَنْ عَیَّرَ مُؤْمِناً بِشَیْ ءٍ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرْكَبَهُ (2).

سن، [المحاسن] محمد بن علی و علی بن عبد اللّٰه معا عن ابن أبی عمیر عن علی بن إسماعیل عن ابن حازم: مثله (3).

«13»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَقْرَبَ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ إِلَی الْكُفْرِ أَنْ یُؤَاخِیَ الرَّجُلَ عَلَی الدِّینِ فَیُحْصِیَ عَلَیْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلَّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بِهَا یَوْماً مَا(4).

جا، [المجالس للمفید] أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن عیسی عن محمد بن سنان عن إبراهیم و الفضل الأشعریین عن ابن بكیر عن زرارة: مثله.

«14»- سر، [السرائر] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّیَّارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَیْتُمُ الْعَبْدَ مُتَفَقِّداً لِذُنُوبِ النَّاسِ نَاسِیاً لِذُنُوبِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ (5).

«15»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَیْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عِقَاباً الْبَغْیُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنْ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ أَنْ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ.

ص: 215


1- 1. ثواب الأعمال ص 221.
2- 2. ثواب الأعمال ص 221.
3- 3. المحاسن ص 103.
4- 4. المحاسن ص 104.
5- 5. السرائر ص 475.

«16»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنِ اطَّلَعَ مِنْ مُؤْمِنٍ عَلَی ذَنْبٍ أَوْ سَیِّئَةٍ فَأَفْشَی ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَكْتُمْهَا وَ لَمْ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ كَعَامِلِهَا وَ عَلَیْهِ وِزْرُ ذَلِكَ الَّذِی أَفْشَاهُ عَلَیْهِ وَ كَانَ مَغْفُوراً لِعَامِلِهَا وَ كَانَ عِقَابُهُ مَا أَفْشَی عَلَیْهِ فِی الدُّنْیَا مَسْتُورٌ عَلَیْهِ فِی الْآخِرَةِ ثُمَّ یَجِدُ اللَّهَ أَكْرَمَ مِنْ أَنْ یُثَنِّیَ عَلَیْهِ عِقَاباً فِی الْآخِرَةِ وَ قَالَ مَنْ رَوَی عَلَی مُؤْمِنٍ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا شَیْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِیُسْقِطَهُ مِنْ أَعْیُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَایَتِهِ إِلَی وَلَایَةِ الشَّیْطَانِ فَلَا یَقْبَلُهُ الشَّیْطَانُ (1).

«17»- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ أَرْبَعِینَ جُنَّةً فَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْباً كَبِیراً رَفَعَ عَنْهُ جُنَّةً فَإِذَا عَابَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ بِشَیْ ءٍ یَعْلَمُهُ مِنْهُ انْكَشَفَتْ تِلْكَ الْجُنَنُ عَنْهُ وَ یَبْقَی مُهْتَكَ السِّتْرِ فَیَفْتَضِحُ فِی السَّمَاءِ عَلَی أَلْسِنَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ فِی الْأَرْضِ عَلَی أَلْسِنَةِ النَّاسِ وَ لَا یَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلَّا ذَكَرُوهُ وَ یَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهِ یَا رَبَّنَا قَدْ بَقِیَ عَبْدُكَ مُهْتَكَ السِّتْرِ وَ قَدْ أَمَرْتَنَا بِحِفْظِهِ فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَتِی لَوْ أَرَدْتُ بِهَذَا الْعَبْدِ خَیْراً مَا فَضَحْتُهُ فَارْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ فَوَ عِزَّتِی لَا یَئُولُ بَعْدَهَا إِلَی خَیْرٍ أَبَداً(2).

«18»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَصْدَقُ عَلَی نَفْسِهِ مِنْ سَبْعِینَ مُؤْمِناً عَلَیْهِ (3).

«19»- كا، [الكافی] عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تُبْدِی الشَّمَاتَةَ لِأَخِیكَ فَیَرْحَمَهُ اللَّهُ وَ یُصَیِّرَهَا بِكَ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ شَمِتَ بِمُصِیبَةٍ نَزَلَتْ بِأَخِیهِ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُفْتَتَنَ بِهِ (4).

بیان: قال الجوهری الشماتة الفرح ببلیة العدو یقال شمت به بالكسر یشمت شماتة و قال كل شی ء أبدیته و بدیته أظهرته و قال افتتن الرجل

ص: 216


1- 1. الاختصاص ص 32.
2- 2. الاختصاص: 220.
3- 3. صفات الشیعة الرقم 60.
4- 4. الكافی ج 2 ص 359.

و فتن فهو مفتون إذا أصابه فتنة فیذهب ماله أو عقله و كذلك إذا اختبر و إنما نهی علیه السلام عن الإبداء لأنه قد یوجد ذلك فی قلب العدو بغیر اختیاره و تكلیف عامة الخلق به حرج ینافی الشریعة السمحة و الإبداء یكون بالفعل كإظهار السرور و البشاشة و الضحك عند المصاب و فی غیبته و بالقول مثل الهزء و السخریة به و عقوبته فی الدنیا أن اللّٰه تعالی یبتلیه بمثله غیرة للمؤمن و انتصارا له و أیضا هو نوع بغی و عقوبة البغی عاجلة سریعة.

«20»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ وَ الْفَضْلِ ابْنَیْ یَزِیدَ الْأَشْعَرِیَّیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ إِلَی الْكُفْرِ أَنْ یُؤَاخِیَ الرَّجُلَ عَلَی الدِّینِ فَیُحْصِیَ عَلَیْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلَّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بِهَا یَوْماً مَا(1).

بیان: أقرب مبتدأ و ما مصدریة و یكون من الأفعال التامة و إلی متعلق بأقرب و أن فی قوله أن یواخی مصدریة و هو فی موضع ظرف الزمان مثل رأیته مجی ء الحاج و هو خبر المبتدإ و العثرة الكبوة فی المشی استعیر للذنب مطلقا أو الخطاء منه و قریب منه الزلة و یمكن تخصیص إحداهما بالذنوب و الأخری بمخالفة العادات و الآداب و التعنیف التعییر و اللوم و هذا من أعظم الخیانة فی الصداقة و الأخوة و لذا قال بعض العارفین لا بد من أن تأخذ صدیقا معتمدا موافقا مأمونا شره و لا یحصل ذلك إلا بعد اعتبارك إیاه قبل الصداقة آونة من الزمان فی جمیع أقواله و أفعاله مع بنی نوعه و مع ذلك لا بد بعد الصداقة من أن تخفی كثیرا من أحوالك و أسرارك منه فإنه لیس بمعصوم فلعل بعد المفارقة منك لأمر قلیل یوجب زوال الصداقة یعنفك بأمر تكرهه.

و المراد بإحصاء العثرات و الزلات حفظها و ضبطها فی الخاطر أو الدفاتر لیعیره بها یوما من الأیام و یفهم منه أن كمال قربه من الكفر بمجرد الإحصاء بهذا القصد و إن لم یقع منه و قیل وجه قربه من الكفر أن ذلك منه باعتبار عدم

ص: 217


1- 1. الكافی ج 2 ص 354.

استقرار إیمانه فی قلبه أو المراد بالكفر كفر نعمة الأخوة فهو مع هذا القصد قریب من الكفر و یتحقق الكفر بوقوع التعنیف بل ینبغی للأخ فی اللّٰه إذا عرف من أخیه عثرة أن ینظر أولا إلی عثرات نفسه و یطهر نفسه عنها ثم ینصح أخاه بالرفق و اللطف و الشفقة لیترك تلك العثرات و تكمل الأخوة و الصداقة.

و یمكن أن یكون المراد بتلك العثرات ما ینافی حسن الصحبة و العشرة و أما ما ینافی الدین من الذنوب فلا یعنفه علی رءوس الخلائق و لكن یجب علیه من باب النهی عن المنكر زجره عنها علی الشروط و التفاصیل التی سنذكرها فی محلها إن شاء اللّٰه تعالی.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یَخْلُصِ الْإِیمَانُ إِلَی قَلْبِهِ- لَا تَذُمُّوا الْمُسْلِمِینَ وَ لَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَ مَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ یَفْضَحْهُ وَ لَوْ فِی بَیْتِهِ (1).

بیان: المعشر الجماعة من الناس و الجمع معاشر و الإضافة من قبیل إضافة متعدد إلی جنسها و خلص إلیه الشی ء كنصر وصل و فیه دلالة علی أن من أصر علی المعاصی فهو كالمنافقین الذین قال اللّٰه تعالی فیهم قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا

أَسْلَمْنا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ (2) إذ لو دخل الإیمان قلبه و استقر فیه ظهرت آثاره فی جوارحه و إن أمكن أن یكون الخطاب للمنافقین الذین كانوا بین المسلمین و كانوا یؤذونهم و یتبعون عثراتهم.

و قوله و لا تتبعوا من باب التفعل بحذف إحدی التاءین فی المصباح تتبعت أحواله تطلبتها شیئا بعد شی ء فی مهلة و العورة كل أمر قبیح یستره الإنسان أنفة أو حیاء و المراد بتتبع اللّٰه سبحانه عورته منع لطفه و كشف ستره و منع الملائكة عن ستر ذنوبه و عیوبه فهو یفتضح فی السماء و الأرض و لو أخفاها و فعلها فی جوف بیته و اهتم بإخفائها أو المعنی و لو كانت فضیحته عند أهل بیته

ص: 218


1- 1. الكافی ج 2 ص 354.
2- 2. الحجرات: 13.

و الأول أظهر و فی أكثر النسخ (1) یتبع فهو كیعلم أو علی بناء الافتعال استعمل فی التتبع مجازا أو علی التفعیل و كأنه من النساخ و فی أكثر نسخ الحدیث علی التفعل فی القاموس تبعه كفرح مشی خلفه و مر به فمضی معه و أتبعتهم تبعتهم و ذلك إذا كانوا سبقوك فلحقتهم و التتبیع التتبع و الإتباع و الاتباع كالتبع و التباع بالكسر الولاء و تتبعه تطلبه و فی الصحاح تبعت القوم تبعا و تباعة بالفتح إذا مشیت خلفهم أو مروا بك فمضیت معهم و كذلك اتبعتهم و هو افتعلت و أتبعت القوم علی أفعلت إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم و أتبعت أیضا غیری یقال أتبعته الشی ء فتبعه قال الأخفش تبعته و اتبعته أیضا بمعنی مثل ردفته و أردفته و منه قوله تعالی فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (2) و تابعته علی كذا متابعة و تباعا و التباع الولاء و تتبعت الشی ء تتبعا أی تطلبته متتبعا له و كذلك تبعته تتبیعا.

«22»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَبْعَدُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ أَنْ یَكُونَ الرَّجُلُ یُوَاخِیَ الرَّجُلَ وَ هُوَ یَحْفَظُ عَلَیْهِ زَلَّاتِهِ لِیُعَیِّرَهُ بِهَا یَوْماً مَا(3).

بیان: عیرته كذا أو بكذا إذا قبحته علیه و نسبته إلیه یتعدی بنفسه و بالباء و كأن المراد الأبعدیة بالنسبة إلی ما لا یؤدی إلی الكفر فلا ینافی قوله علیه السلام أقرب ما یكون العبد إلی الكفر(4).

ص: 219


1- 1. ما ذكر قبل ذلك قاله المؤلّف فی شرح الحدیث الثانی من باب طلب العثرة من الكافی، و ما یذكر بعد ذلك شرح للحدیث الرابع منه، لكن الحدیثین متفقان لفظا راجع الكافی ج 2 ص 354، مرآة العقول ج 2 ص 341.
2- 2. الصافّات: 10.
3- 3. الكافی ج 2 ص 355.
4- 4. یعنی فی حدیث آخر عن ابن بكیر، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السلام قال: أقرب ما یكون العبد الی الكفر أن یواخی الرجل الرجل علی الدین فیحصی علیه زلاته لیعیره بها یوما ما. راجع الكافی ج 2 ص 355.

باب 66 الغیبة

الآیات:

النساء: لا یُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَ كانَ اللَّهُ سَمِیعاً عَلِیماً(1)

الإسراء: وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(2)

الحجرات: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِیمٌ (3)

القلم: وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ (4)

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْغِیبَةُ أَسْرَعُ فِی دِینِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْأَكِلَةِ فِی جَوْفِهِ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجُلُوسُ فِی الْمَسْجِدِ انْتِظَارَ الصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ یُحْدِثْ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا یُحْدِثُ قَالَ الِاغْتِیَابَ (5).

بیان: الأكلة كفرحة داء فی العضو یأتكل منه كما فی القاموس و غیره و قد یقرأ بمد الهمزة علی وزن فاعلة أی العلة التی تأكل اللحم و الأول أوفق باللغة و قوله أسرع فی دین الرجل أی فی ضرره و إفنائه و قیل الأكلة بالضم اللقمة و كفرحة داء فی العضو یأتكل منه و كلاهما محتملان إلا أن ذكر الجوف یؤید الأول و إرادة الإفناء و الإذهاب یؤید الثانی و الأول أقرب و أصوب و تشبیه الغیبة بأكل اللقمة أنسب لأن اللّٰه سبحانه شبهها بأكل اللحم انتهی و كان

ص: 220


1- 1. النساء: 148.
2- 2. أسری: 37.
3- 3. الحجرات: 12.
4- 4. القلم: 10.
5- 5. الكافی ج 2 ص 356.

الثانی أظهر و التخصیص بالجوف لأنه أضر و أسرع فی قتله و فی التأیید الذی ذكره نظر و المستتر فی قوله ما لم یحدث راجع إلی الجالس المفهوم من الجلوس و هو علی بناء الإفعال و الاغتیاب منصوب و قال الجوهری اغتابه اغتیابا إذا وقع فیه و الاسم الغیبة و هو أن یتكلم خلف إنسان مستور بما یغمه لو سمعه فإن كان صدقا سمی غیبة و إن كان كذبا سمی بهتانا.

أقول: هذا بحسب اللغة و أما بحسب عرف الشرع فهو ذكر الإنسان المعین أو من هو بحكمه فی غیبته بما یكره نسبته إلیه و هو حاصل فیه و یعد نقصا فی العرب بقصد الانتقاص و الذم قولا أو إشارة أو كنایة تعریضا أو تصریحا فلا غیبة فی غیر معین كواحد مبهم من غیر محصور كأحد أهل البلد و قال الشیخ البهائی قدس سره و بحكمه لإدراج المبهم من محصور كأحد قاضی البلد فاسق مثلا فإن الظاهر أنه غیبة و لم أجد أحدا تعرض له انتهی: و قولنا فی غیبته لإخراج ما إذا كان فی حضوره لأنه لیس بغیبة و إن كان إثما لإیذائه إلا بقصد الوعظ و النصیحة و التعریض حینئذ أولی إن نفع و قولنا بما یكره لإخراج غیبة من لا یكره نسبة الفسق و نحوه إلیه بل ربما یفرح بذلك و یعده كمالا و قولنا و هو حاصل فیه لإخراج التهمة و إن كانت أشد و قولنا و یعد نقصا لإخراج العیوب الشائعة التی لا یعدها أكثر الناس نقصا مع كونها مخفیة و عدم مبالاته بذكرها و عدم عد أكثر الناس نقصا لشیوعها ففیه إشكال و الأحوط ترك ذكرها و إن كان ظاهر الأصحاب جوازه و قولنا بقصد الانتقاص لخروج ما إذا كان للطبیب لقصد العلاج و للسلطان للترحم أو للنهی عن المنكر.

و قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته و أما فی الاصطلاح فلها تعریفان أحدهما مشهور و هو ذكر الإنسان حال غیبته بما یكره نسبته إلیه مما یعد نقصانا فی العرف بقصد الانتقاص و الذم و احترز بالقید الأخیر و هو قصد الانتقاص عن ذكر العیب للطبیب مثلا أو لاستدعاء الرحمة من السلطان فی حق الزمن و الأعمی بذكر

ص: 221

نقصانهما و یمكن الغنی عنه بقید كراهة النسبة إلیه و الثانی التنبیه علی ما یكره نسبته إلیه إلخ و هو أعم من الأول لشمول مورده اللسان و الإشارة و الحكایة و غیرها و هو أولی لما سیأتی من عدم قصر الغیبة علی اللسان

وَ قَدْ جَاءَ عَلَی الْمَشْهُورِ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِیبَةُ فَقَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا یَكْرَهُ.

قیل أ رأیت إن كان فی أخی ما أقول قال إن كان فیه ما تقول فقد اغتبته و إن لم یكن فیه فقد بهته.

و تحریم الغیبة فی الجملة إجماعی بل هو كبیرة موبقة للتصریح بالتوعد علیها بالخصوص فی الكتاب و السنة و قد نص اللّٰه علی ذمها فی كتابه و شبه صاحبها بأكل لحم المیتة فقال وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ (1)

وَ عَنْ جَابِرٍ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ یَزْنِی وَ یَتُوبُ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ إِنَّ صَاحِبَ الْغِیبَةِ لَا یُغْفَرُ لَهُ حَتَّی یَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ.

وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرَرْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی عَلَی قَوْمٍ یَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ بِأَظَافِیرِهِمْ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَغْتَابُونَ النَّاسَ وَ یَقَعُونَ فِی أَعْرَاضِهِمْ.

وَ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرَ الرِّبَا وَ عَظَّمَ شَأْنَهُ فَقَالَ إِنَّ الدِّرْهَمَ یُصِیبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ فِی الْخَطِیئَةِ مِنْ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ زَنْیَةً یَزْنِیهَا الرَّجُلُ وَ إِنَّ أَرْبَی الرِّبَا عِرْضُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ وَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ أَنَّ الْمُغْتَابَ إِذَا تَابَ فَهُوَ آخِرُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ لَمْ یَتُبْ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ عِیسَی علیه السلام مَرَّ وَ الْحَوَارِیُّونَ عَلَی جِیفَةِ كَلْبٍ فَقَالَ الْحَوَارِیُّونَ مَا أَنْتَنَ رِیحَ هَذَا- فَقَالَ عِیسَی علیه السلام مَا أَشَدَّ بَیَاضَ أَسْنَانِهِ كَأَنَّهُ یَنْهَاهُمْ عَنْ غِیبَةِ الْكَلْبِ وَ یُنَبِّهُهُمْ عَلَی أَنَّهُ لَا یُذْكَرُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا أَحْسَنُهُ.

و قیل فی تفسیر قوله تعالی وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الهمزة الطعان فی الناس و اللمزة الذی یأكل لحوم الناس و قال بعضهم أدركنا السلف لا یرون

ص: 222


1- 1. الحجرات: 12.

العبادة فی الصوم و لا فی الصلاة و لكن فی الكف عن أعراض الناس.

و اعلم أن السبب الموجب للتشدید فی أمر الغیبة و جعلها أعظم من كثیر من المعاصی الكثیرة هو اشتمالها علی المفاسد الكلیة المنافیة لغرض الحكیم سبحانه بخلاف باقی المعاصی فإنها مستلزمة لمفاسد جزئیة بیان ذلك أن المقاصد المهمة للشارع اجتماع النفوس علی هم واحد و طریقة واحدة و هی سلوك سبیل اللّٰه بسائر وجوه الأوامر و النواهی و لا یتم ذلك إلا بالتعاون و التعاضد بین أبناء النوع الإنسانی و ذلك یتوقف علی اجتماع هممهم و تصافی بواطنهم و اجتماعهم علی الألفة و المحبة حتی یكونوا بمنزلة عبد واحد فی طاعة مولاه و لن یتم ذلك إلا بنفی الضغائن و الأحقاد و الحسد و نحوه و كانت الغیبة من كل منهم لأخیه مثیرة لضغنه و مستدعیة منه لمثلها فی حقه لا جرم و كانت ضد المقصود الكلی للشارع و كانت مفسدة كلیة و لذلك أكثر اللّٰه و رسوله النهی عنها و الوعید علیها و باللّٰه التوفیق.

ثم قال قدس سره فی ذكر أقسامها لما عرفت أن المراد منها ذكر أخیك بما یكرهه منه لو بلغه أو الإعلام به أو التنبیه علیه كان ذلك شاملا لما یتعلق بنقصان فی بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دینه أو دنیاه حتی فی ثوبه و داره و قد أشار الصادق علیه السلام إلی ذلك أی فی مصباح الشریعة بقوله وجوه الغیبة تقع بذكر عیب فی الخلق و الفعل و المعاملة و المذهب و الجهل و أشباهه فالبدن كذكرك فیه العمش و الحول و العور و القرع و القصر و الطول و السواد و الصفرة و جمیع ما یتصور أن یوصف به مما یكرهه و أما النسب بأن تقول أبوه فاسق أو خبیث أو خسیس أو إسكاف أو حائك أو نحو ذلك مما یكرهه كیف كان و أما الخلق بأن تقول إنه سیئ الخلق بخیل متكبر مراء شدید الغضب جبان ضعیف القلب و نحو ذلك و أما فی أفعاله المتعلقة بالدین كقولك سارق كذاب شارب خائن ظالم متهاون بالصلاة لا یحسن الركوع و السجود و لا یحترز من النجاسات لیس بارا بوالدیه لا یحرس نفسه من الغیبة و التعرض لأعراض الناس و أما فعله

ص: 223

المتعلق بالدنیا كقولك قلیل الأدب متهاون بالناس لا یری لأحد علیه حقا كثیر الكلام كثیر الأكل نئوم یجلس فی غیر موضعه و نحو ذلك و أما فی ثوبه كقولك إنه واسع الكم طویل الذیل وسخ الثیاب و نحو ذلك.

و اعلم أن ذلك لا یقصر علی اللسان بل التلفظ به إنما حرم لأن فیه تفهیم الغیر نقصان أخیك و تعریفه بما یكره فالتعریض كالتصریح و الفعل فیه كالقول و الإشارة و الإیماء و الغمز و الرمز و الكنیة و الحركة و كل ما یفهم المقصود داخل فی الغیبة مساو للسان فی المعنی الذی حرم التلفظ به لأجله

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَیْنَا امْرَأَةٌ فَلَمَّا وَلَّتْ أَوْمَأْتُ بِیَدِی أَیْ قَصِیرَةٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله اغْتَبْتِیهَا.

و من ذلك المحاكاة بأن تمشی متعارجا أو كما یمشی فهو غیبة بل أشد من الغیبة لأنه أعظم فی التصویر و التفهیم و كذلك الغیبة بالكتاب فإن الكتاب كما قیل أحد اللسانین.

و من ذلك ذكر المصنف شخصا معینا و تهجین كلامه فی الكتاب إلا أن یقترن به شی ء من الأعذار المحوجة إلی ذكره كمسائل الاجتهاد التی لا یتم الغرض من الفتوی و إقامة الدلائل علی المطلوب إلا بتزییف كلام الغیر و نحو ذلك و یجب الاقتصار علی ما تندفع به الحاجة فی ذلك و لیس منه قوله قال قوم كذا ما لم یصرح بشخص معین و منها أن یقول الإنسان بعض من مر بنا الیوم أو بعض من رأیناه حالة كذا إذا كان المخاطب یفهم منه شخصا معینا لأن المحذور تفهیمه دون ما به التفهیم فأما إذا لم یفهمه عینه جاز، كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إذا كره من إنسان شیئا قال ما بال أقوام یفعلون كذا و كذا و لا یعین.

و من أخبث أنواع الغیبة غیبة المتسمین بالفهم و العلم المراءین فإنهم یفهمون المقصود علی صفة أهل الصلاح و التقوی لیظهروا من أنفسهم التعفف عن الغیبة و یفهمون المقصود و لا یدرون بجهلهم أنهم جمعوا بین فاحشتین الریاء و الغیبة و ذلك مثل أن یذكر عنده إنسان فیقول الحمد لله الذی لم یبتلنا بحب الرئاسة أو بحب الدنیا أو بالتكیف بالكیفیة الفلانیة أو یقول نعوذ باللّٰه من قلة الحیاء

ص: 224

أو من سوء التوفیق أو نسأل اللّٰه أن یعصمنا من كذا بل مجرد الحمد علی شی ء إذا علم منه اتصاف المحدث عنه بما ینافیه و نحو ذلك فإنه یغتابه بلفظ الدعاء و سمت أهل الصلاح و إنما قصده أن یذكر عیبه بضرب من الكلام المشتمل علی الغیبة و الریاء و دعوی الخلاص من الرذائل و هو عنوان الوقوع فیها بل فی أفحشها.

و من ذلك أنه قد یقدم مدح من یرید غیبته فیقول ما أحسن أحوال فلان ما كان یقصر فی العبادات و لكن قد اعتراه فتور و ابتلی بما نبتلی به كلنا و هو قلة الصبر فیذكر نفسه بالذم و مقصوده أن یذم غیره و أن یمدح نفسه بالتشبه بالصالحین فی ذم أنفسهم فیكون مغتابا مرائیا مزكیا نفسه فیجمع بین ثلاث فواحش و هو یظن بجهله أنه من الصالحین المتعففین عن الغیبة هكذا یلعب الشیطان، بأهل الجهل إذا اشتغلوا بالعلم أو العمل من غیر أن یتقنوا الطریق و یتعبهم و یحبط بمكایده عملهم و یضحك علیهم.

و من ذلك أن یذكر ذاكر عیب إنسان فلا یتنبه له بعض الحاضرین فیقول سبحان اللّٰه ما أعجب هذا حتی یصغی الغافل إلی المغتاب و یعلم ما یقول فیذكر اللّٰه سبحانه و یستعمل اسمه آلة له فی تحقیق خبثه و باطله و هو یمن علی اللّٰه بذكره جهلا منه و غرورا.

و من ذلك أن یقول جری من فلان كذا و ابتلی بكذا بل یقول جری لصاحبنا أو صدیقنا كذا تاب اللّٰه علینا و علیه یظهر الدعاء و التألم و الصداقة و الصحبة و اللّٰه مطلع علی خبث سریرته و فساد ضمیره و هو بجهله لا یدری أنه قد تعرض لمقت أعظم مما یتعرض له الجهال إذا جاهروا بالغیبة.

و من أقسامها الخفیة الإصغاء إلی الغیبة علی سبیل التعجب فإنه إنما یظهر التعجب لیزید نشاط المغتاب فی الغیبة فیزید فیها فكأنه یستخرج منه الغیبة بهذا الطریق فیقول عجبت مما ذكرته ما كنت أعلم بذلك إلی الآن ما كنت أعرف من فلان ذلك یرید بذلك تصدیق المغتاب و استدعاء الزیادة منه باللطف و التصدیق للغیبة غیبة بل الإصغاء إلیها بل السكوت عند سماعها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

ص: 225

صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُسْتَمِعُ أَحَدُ الْمُغْتَابَیْنِ.

وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: السَّامِعُ لِلْغِیبَةِ أَحَدُ الْمُغْتَابَیْنِ.

و مراده علیه السلام السامع علی قصد الرضا و الإیثار لا علی وجه الاتفاق أو مع القدرة علی الإنكار و لم یفعل و وجه كون المستمع و السامع علی ذلك الوجه مغتابین مشاركتهما للمغتاب فی الرضا و تكیف ذهنهما بالتصورات المذمومة التی لا ینبغی و إن اختلفا فی أن أحدهما قائل و الآخر قابل لكن كل واحد منهما صاحب آلة أما أحدهما فذو لسان یعبر عن نفس قد تنجست بتصور الكذب و الحرام و العزم علیه و أما الآخر فذو سمع تقبل عنه النفس تلك الآثار عن إیثار و سوء اختیار فتألفها و تعتادها فتمكن من جوهرها سموم عقارب الباطل و من ذلك قیل السامع شریك القائل و قد تقدم فی الخبر ما یدل علیه.

فالمستمع لا یخرج من إثم الغیبة إلا بأن ینكر بلسانه فإن خاف فبقلبه و إن قدر علی القیام أو قطع الكلام بكلام غیره فلم یفعله لزمه و لو قال بلسانه اسكت و هو یشتهی ذلك بقلبه فذلك نفاق و فاحشة أخری زائدة لا یخرجه عن الإثم ما لم یكرهه بقلبه

وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی أَنْ یَنْصُرَهُ فَلَمْ یَنْصُرْهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ.

وَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ بِالْغَیْبِ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَرُدَّ عَنْ عِرْضِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ قَالَ أَیْضاً: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ بِالْغَیْبِ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَطَوَّلَ عَلَی أَخِیهِ فِی غِیبَةٍ سَمِعَهَا عَنْهُ فِی مَجْلِسٍ فَرَدَّهَا عَنْهُ رَدَّ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنْ هُوَ لَمْ یَرُدَّهَا وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَی رَدِّهَا كَانَ عَلَیْهِ كَوِزْرِ مَنِ اغْتَابَهُ سَبْعِینَ مَرَّةً.

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ یَنْصُرْهُ وَ لَمْ یَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ وَ عَوْنِهِ خَفَضَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

ثم قال قدس سره فی علاج الغیبة اعلم أن مساوی الأخلاق كلها إنما

ص: 226

تعالج بمعجون العلم و العمل و إنما علاج كل علة بمضاد سببها فلنبحث عن سبب الغیبة أولا ثم نذكر علاج كف اللسان عنها علی وجه یناسب علاج تلك الأسباب فنقول جملة ما ذكروه من الأسباب الباعثة علی الغیبة عشرة أشیاء قد نبه الصادق علیه السلام علیها إجمالا یعنی فی مصباح الشریعة بقوله أصل الغیبة تتنوع بعشرة أنواع شفاء غیظ و مساعدة قوم و تصدیق خبر بلا كشفه و تهمة و سوء ظن و حسد و سخریة و تعجب و تبرم و تزین و نحن نشیر إلیها مفصلة.

الأول تشفی الغیظ و ذلك إذا جری سبب غیظ غضب علیه فإذا هاج غضبه تشفی بذكر مساویه و سبق اللسان إلیه بالطبع إن لم یكن ثمة دین وازع و قد یمتنع من تشفی الغیظ عند الغضب فیحتقن الغضب فی الباطن و یصیر حقدا ثابتا فیكون سببا دائما لذكر المساوی بالحقد و الغضب من البواعث العظیمة علی الغیبة.

الثانی موافقة الأقران و مجاملة الرفقاء و مساعدتهم علی الكلام فإنهم إذا كانوا یتفكهون بذكر الأعراض فیری أنه لو أنكر أو قطع المجلس استثقلوه و نفروا عنه فیساعدهم و یری ذلك من حسن المعاشرة و یظن أنه مجاملة فی الصحبة و قد یغضب رفقاؤه فیحتاج إلی أن یغضب لغضبهم إظهارا للمساهمة فی السراء و الضراء فیخوض معهم فی ذكر العیوب و المساوی: الثالث أن یستشعر من إنسان أنه سیقصده و یطول لسانه فیه أو یقبح حاله عند محتشم أو یشهد علیه بشهادة فیبادر قبل ذلك و یطعن فیه لیسقط أثر شهادته و فعله أو یبتدئ بذكر ما فیه صادقا لیكذب علیه بعده فیروج كذبه بالصدق الأول و یستشهد به و یقول ما من عادتی الكذب فإنی أخبرتكم بكذا و كذا من أحواله فكان كما قلت.

الرابع أن ینسب إلی شی ء فیرید أن یتبرأ منه فیذكر الذی فعله و كان من حقه أن یبرئ نفسه و لا یذكر الذی فعله و لا ینسب غیره إلیه أو یذكر غیره بأنه كان مشاركا له فی الفعل لیمهد بذلك عذر نفسه فی فعله.

الخامس إرادة التصنع و المباهاة و هو أن یرفع نفسه بتنقیص غیره

ص: 227

و یقول فلان جاهل و فهمه ركیك و كلامه ضعیف و غرضه أن یثبت فی ضمن ذلك فضل نفسه و یریهم أنه أفضل منه أو یحذر أن یعظم مثل تعظیمه فیقدح فیه لذلك.

السادس الحسد و هو أنه یحسد من یثنی الناس علیه و یحبونه و یكرمونه فیرید زوال تلك النعمة عنه فلا یجد سبیلا إلیه إلا بالقدح فیه فیرید أن یسقط ماء وجهه عند الناس حتی یكفوا عن إكرامه و الثناء علیه لأنه یثقل علیه أن یسمع ثناء الناس علیه و إكرامهم له و هذا هو الحسد و هو عین الغضب و الحقد و الحسد قد یكون مع الصدیق المحسن و القرین الموافق.

السابع اللعب و الهزل و المطایبة و ترجئة الوقت بالضحك فیذكر غیره بما یضحك الناس علی سبیل المحاكاة و التعجب.

الثامن السخریة و الاستهزاء استحقارا له فإن ذلك قد یجری فی الحضور فیجری أیضا فی الغیبة و منشؤه التكبر و استصغار المستهزئ به.

التاسع و هو مأخذ دقیق ربما یقع فی الخواص و أهل الحذر من مزال اللسان و هو أن یغتم بسبب ما یبتلی به أحد فیقول یا مسكین فلان قد غمنی أمره و ما ابتلی به و یذكر سبب الغم فیكون صادقا فی اغتمامه و یلهیه الغم عن الحذر عن ذكر اسمه فیذكره بما یكرهه فیصیر به مغتابا فیكون غمه و رحمته خیرا و لكنه ساقه إلی شر من حیث لا یدری و الترحم و التغمم ممكن من دون ذكر اسمه و نسبته إلی ما یكره فیهیجه الشیطان، علی ذكر اسمه لیبطل به ثواب اغتمامه و ترحمه.

العاشر الغضب لله فإنه قد یغضب علی منكر قارفه إنسان فیظهر غضبه و یذكر اسمه علی غیر وجه عن المنكر و كان الواجب أن یظهر غضبه علیه علی ذلك الوجه خاصة و هذا مما یقع فیه الخواص أیضا فإنهم یظنون أن الغضب إذا كان لله تعالی كان عذرا كیف كان و لیس كذلك.

أقول: و عد بعضهم الوجهین الأخیرین مما یختص بأهل الدین و الخاصة

ص: 228

و زاد وجها آخر و هو أن ینبعث من الدین داعیة التعجب من إنكار المنكر و الخطاء فی الدین فیقول ما أعجب ما رأیت من فلان فإنه قد یكون صادقا و یكون تعجبه من المنكر و لكن كان حقه أن یتعجب و لا یذكر اسمه فسهل علیه الشیطان، ذكر اسمه فی ذكر تعجبه فصار به مغتابا من حیث لا یدری و أثم و من ذلك قول الرجل تعجبت من فلان كیف یحب جاریته و هی قبیحة و كیف یجلس بین یدی فلان و هو جاهل.

ثم قال الشهید رحمه اللّٰه إذا عرفت هذه الوجوه التی هی أسباب الغیبة فاعلم أن الطریق فی علاج كف اللسان عن الغیبة یقع علی وجهین أحدهما علی الجملة و الآخر علی التفصیل أما ما علی الجملة فهو أن یعلم تعرضه لسخط اللّٰه تعالی بغیبته كما قد سمعته فی الأخبار المتقدمة و أن یعلم أنه یحبط حسناته فإنها تنقل فی القیامة حسناته إلی من اغتابه بدلا عما أخذ من عرضه فإن لم تكن له حسنات نقل إلیه من سیئاته و هو مع ذلك متعرض لمقت اللّٰه تعالی و مشبه عنده بأكل المیتة وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا النَّارُ فِی الْیُبْسِ بِأَسْرَعَ مِنَ الْغِیبَةِ فِی حَسَنَاتِ الْعَبْدِ.

و ینفعه أیضا أن یتدبر فی نفسه فإن وجد فیها عیبا اشتغل بعیب نفسه وَ ذَكَرَ قَوْلَهُ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ النَّاسِ وَ مَهْمَا وَجَدَ عَیْباً فَیَنْبَغِی أَنْ یَسْتَحْیِیَ أَنْ یَتْرُكَ نَفْسَهُ وَ یَذُمَّ غَیْرَهُ بَلْ یَنْبَغِی أَنْ یَعْلَمَ أَنَّ عَجْزَ غَیْرِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِی التَّنَزُّهِ عَنْ ذَلِكَ الْعَیْبِ كَعَجْزِهِ إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَیْباً(1).

یتعلق بفعله و اختیاره و إن كان أمرا خلقیا فالذم له ذم للخالق فإن من ذم صنعة فقد ذم الصانع و إن لم یجد عیبا فی نفسه فلیشكر اللّٰه فلا یلوثن نفسه بأعظم العیوب بل لو أنصف من نفسه لعلم أن ظنه بنفسه أنه بری ء من كل عیب جهل بنفسه و هو من أعظم العیوب و ینفعه أن یعلم أن تألم غیره بغیبته كتألمه بغیبة غیره له فإذا كان لا یرضی لنفسه أن یغتاب فینبغی أن لا یرضی لغیره ما لا یرضاه لنفسه.

و أما التفصیلیة فهو أن ینظر إلی السبب الباعث له علی الغیبة و یعالجه

ص: 229


1- 1. ساقط عن الكمبانیّ.

فإن علاج العلة بقطع سببها و قد عرفت الأسباب الباعثة أما الغضب فیعالجه بالتفكر فیما مضی من ذم الغضب و فیما تقدم من فضل كظم الغیظ و مثوباته و أما الموافقة فبأن تعلم أن اللّٰه تعالی یغضب علیك و إذا طلبت سخطه فی رضا المخلوقین فكیف ترضی لنفسك أن توقر غیرك و تحقر مولاك إلا أن یكون غضبك لله تعالی و ذلك لا یوجب أن تذكر المغضوب علیه بسوء بل ینبغی أن تغضب لله أیضا علی رفقائك إذا ذكروه بالسوء فإنهم عصوا ربك بأفحش الذنوب و هو الغیبة.

و أما تنزیه النفس بنسبة الجنایة إلی الغیر حیث یستغنی عن ذكر الغیر فتعالجه بأن تعرض بأن التعرض لمقت الخالق أشد من التعرض لمقت الخلق و أنت بالغیبة متعرض لسخط اللّٰه تعالی یقینا و لا تدری أنك تتخلص من سخط الناس أم لا فتخلص نفسك فی الدنیا بالتوهم و تهلك فی الآخرة و تخسر حسناتك فی الحقیقة و یحصل ذم اللّٰه لك نقدا و تنظر رفع ذم الخلق نسیئة و هذا غایة الجهل و الخذلان و أما عذرك كقولك إن أكلت الحرام ففلان یأكل و نحو ذلك فهذا جهل لأنك تعتذر بالاقتداء بمن لا یجوز الاقتداء به فإن من خالف أمر اللّٰه لا یقتدی به كائنا من كان فما ذكرته غیبة و زیادة معصیة أضفتها إلی ما اعتذرت عنه و سجلت مع الجمع بین المعصیتین علی جهلك و غباوتك و أما قصدك المباهاة و تزكیة النفس فینبغی أن تعلم أنك بما ذكرته أبطلت فضلك عند اللّٰه تعالی و أنت من اعتقاد الناس فضلك علی خطر و ربما نقص اعتقادهم فیك إذا عرفوك بثلب الناس فتكون قد بعت ما عند الخالق یقینا بما عند المخلوق وهما و لو حصل لك من المخلوق اعتقاد الفضل لكانوا لا یغنون عنك من اللّٰه شیئا.

و أما الغیبة للحسد فهو جمع بین عذابین لأنك حسدته علی نعمة الدنیا و كنت معذبا بالحسد فما قنعت بذلك حتی أضفت إلیه عذاب الآخرة فكنت خاسرا فی الدنیا فجعلت نفسك خاسرا فی الآخرة لتجمع بین النكالین فقد قصدت محسودك فأصبت نفسك و أما الاستهزاء فمقصودك منه إخزاء غیرك عند الناس بإخزاء نفسك عند اللّٰه و الملائكة و النبیین فلو تفكرت فی حسرتك و حیائك

ص: 230

و خجلتك و خزیك یوم تحمل سیئات من استهزأت به و تساق إلی النار لأدهشك ذلك عن إخزاء صاحبك و لو عرفت حالك لكنت أولی أن یضحك منك فإنك سخرت به عند نفر قلیل و عرضت نفسك لأن یأخذ بیدك فی القیامة علی ملأ من الناس و یسوقك تحت سیئاته كما یساق الحمار إلی النار مستهزئا بك و فرحا بخزیك و مسرورا بنصر اللّٰه إیاه و تسلطه علی الانتقام منك و أما الرحمة علی إثمه فهو حسن و لكن حسدك إبلیس و استنطقك بما ینقل من حسناتك إلیه بما هو أكثر من رحمتك فیكون جبرا لإثم المرحوم فیخرج عن كونه مرجوما و تنقلب أنت مستحقا لأن تكون مرجوما إذ أحبط أجرك و نقصت من حسناتك.

و كذلك الغضب لله لا یوجب الغیبة و إنما حبب إلیك الشیطان، الغیبة لیحبط أجر غضبك و تصیر متعرضا لغضب اللّٰه بالغیبة و بالجملة فعلاج جمیع ذلك المعرفة و التحقیق لها بهذه الأمور التی هی من أبواب الإیمان فمن قوی إیمانه بجمیع ذلك انكف عن الغیبة لا محالة ثم ذكر رحمه اللّٰه الأعذار المرخصة فی الغیبة فقال اعلم أن المرخص فی ذكر مساءة الغیر هو غرض صحیح فی الشرع لا یمكن التوصل إلیه إلا به فیدفع ذلك إثم الغیبة و قد حصروها فی عشرة الأول الظلم فإن من ذكر قاضیا بالظلم و الخیانة و أخذ الرشوة كان مغتابا عاصیا و أما المظلوم من جهة القاضی فله أن یتظلم إلی من یرجو منه إزالة ظلمه و ینسب القاضی إلی الظلم إذ لا یمكنه استیفاء حقه إلا به وَ قَدْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَطْلُ الْغَنِیِّ ظُلْمٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَطْلُ الْوَاجِدِ یُحِلُّ عِرْضَهُ وَ عُقُوبَتَهُ.

الثانی الاستعانة علی تغییر المنكر و رد المعاصی إلی نهج الصلاح و مرجع الأمر فی هذا إلی القصد الصحیح فإن لم یكن ذلك هو المقصود كان حراما.

الثالث الاستفتاء كما تقول للمفتی ظلمنی أبی و أخی فكیف طریقی فی الخلاص و الأسلم فی هذا التعریض بأن تقول ما قولك فی رجل ظلمه أبوه أو أخوه

وَ قَدْ رُوِیَ: أَنَّ هِنْداً قَالَتْ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَبَا سُفْیَانَ رَجُلٌ شَحِیحٌ لَا یُعْطِینِی مَا

ص: 231

یَكْفِینِی أَنَا وَ وُلْدِی أَ فَآخُذُ مِنْ غَیْرِ عِلْمِهِ فَقَالَ خُذِی مَا یَكْفِیكِ وَ وُلْدَكِ بِالْمَعْرُوفِ فَذَكَرَتِ الشُّحَّ لَهَا وَ لِوُلْدِهَا وَ لَمْ یَزْجُرْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ كَانَ قَصْدُهَا الِاسْتِفْتَاءَ.

و أقول الأحوط حینئذ التعریض لكون الخبر عامیا مع أنه یحتمل أن یكون عدم المنع لفسق أبی سفیان و نفاقه ثم قال.

الرابع تحذیر المسلم من الوقوع فی الخطر و الشر و نصح المستشیر فإذا رأیت متفقها یتلبس بما لیس من أهله فلك أن تنبه الناس علی نقصه و قصوره عما یؤهل نفسه له و تنبیههم علی الخطر اللاحق لهم بالانقیاد إلیه و كذلك إذا رأیت رجلا یتردد إلی فاسق یخفی أمره و خفت علیه من الوقوع بسبب الصحبة فیما لا یوافق الشرع فلك أن تنبهه علی فسقه مهما كان الباعث لك الخوف علی إفشاء البدعة و سرایة الفسق و ذلك موضع الغرور و الخدیعة من الشیطان، إذ قد یكون الباعث لك علی ذلك هو الحسد له علی تلك المنزلة فیلبس علیك الشیطان، ذلك بإظهار الشفقة علی الخلق و كذلك إذا رأیت رجلا یشتری مملوكا و قد عرفت المملوك بعیوب مستنقصة فلك أن تذكرها للمشتری فإن فی سكوتك ضررا للمشتری و فی ذكرك ضررا للعبد لكن المشتری أولی بالمراعاة و لتقتصر علی العیب المنوط به ذلك الأمر فلا تذكر فی عیب التزویج ما یخل بالشركة أو المضاربة أو السفر مثلا بل تذكر فی كل أمر ما یتعلق بذلك الأمر و لا تتجاوزه قاصدا نصح المستشیر لا الوقیعة و لو علم أنه یترك التزویج بمجرد قوله لا یصلح لك فهو الواجب فإن علم أنه لا ینزجر إلا بالتصریح بعیبه فله أن یصرح به قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ تَرْعَوُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ حَتَّی یَعْرِفَهُ النَّاسُ اذْكُرُوهُ بِمَا فِیهِ یَحْذَرُهُ النَّاسُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَیْسٍ حِینَ شَاوَرَتْهُ فِی خُطَّابِهَا أَمَّا مُعَاوِیَةُ فَرَجُلٌ صُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَ أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا یَضَعُ الْعَصَا عَنْ عَاتِقِهِ.

الخامس الجرح و التعدیل للشاهد و الراوی و من ثم وضع العلماء كتب الرجال و قسموهم إلی الثقات و المجروحین و ذكروا أسباب الجرح غالبا و یشترط إخلاص النصیحة فی ذلك كما مر بأن یقصد فی ذلك حفظ أموال المسلمین

ص: 232

و ضبط السنة و حمایتها عن الكذب و لا یكون حاملة العداوة و التعصب و لیس له إلا ذكر ما یحل بالشهادة و الروایة منه و لا یتعرض لغیر ذلك مثل كونه ابن ملاعنة و شبهه إلا أن یكون متظاهرا بالمعصیة كما سیأتی.

السادس أن یكون المقول فیه مستحقا لذلك لتظاهره بسببه كالفاسق المتظاهر بفسقه بحیث لا یستنكف من أن یذكر بذلك الفعل الذی یرتكبه فیذكر بما هو فیه لا بغیره

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَلْقَی جِلْبَابَ الْحَیَاءِ عَنْ وَجْهِهِ فَلَا غِیبَةَ لَهُ.

و ظاهر الخبر جواز غیبته و إن استنكف عن ذكر ذلك الذنب و فی جواز اغتیاب مطلق الفاسق احتمال ناش

مِنْ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا غِیبَةَ لِفَاسِقٍ.

و رد بمنع أصل الحدیث أو بحمله علی فاسق خاص أو بحمله علی النهی و إن كان بصورة الخبر و هذا هو الأجود إلا أن یتعلق بذلك غرض دینی و مقصد صحیح یعود علی المغتاب بأن یرجو ارتداعه عن معصیته بذلك فیلحق بباب النهی عن المنكر.

السابع أن یكون الإنسان معروفا باسم یعرب عن غیبته كالأعرج و الأعمش فلا إثم علی من یقول ذلك كأن یقول روی أبو الزناد الأعرج و سلیمان الأعمش و ما یجری مجراه فقد نقل العلماء ذلك لضرورة التعریف و لأنه صار بحیث لا یكرهه صاحبه لو علمه بعد أن صار مشهورا به و الحق أن ما ذكره العلماء المعتمدون من ذلك یجوز التعویل فیه علی حكایتهم و أما ما ذكره عن الإحیاء فمشروط بعلم رضا المنسوب إلیه لعموم النهی و حینئذ یخرج عن كونه غیبة و كیف كان فلو وجد عنه معدلا و أمكنه التعریف بعبارة أخری فهو أولی و لذلك یقال للأعمی البصیر عدولا عن اسم النقص.

الثامن لو اطلع العدد الذین یثبت بهم الحد أو التعزیر علی فاحشة جاز ذكرها عند الحكام بصورة الشهادة فی حضرة الفاعل و غیبته و لا یجوز التعرض لها فی غیر ذلك إلا أن یتجه فیه أحد الوجوه الأخری.

التاسع قیل إذا علم اثنان من رجل معصیة شاهداها فأجری أحدهما ذكرها فی غیبة ذلك العاصی جاز لأنه لا یؤثر عند السامع شیئا و إن كان الأولی تنزیه النفس

ص: 233

و اللسان عن ذلك لغیر غرض من الأغراض المذكورة خصوصا مع احتمال نسیان المقول له لذلك المعصیة أو خوف اشتهارها عنهما.

العاشر إذا سمع أحد مغتابا لآخر و هو لا یعلم استحقاق المقول عنه للغیبة و لا عدمه قیل لا یجب نهی القائل لإمكان استحقاق المقول عنه فیحمل فعل القائل علی الصحة ما لم یعلم فساده لأن ردعه یستلزم انتهاك حرمته و هو أحد المحرمین و الأولی التنبیه علی ذلك إلی أن یتحقق المخرج عنه لعموم الأدلة و ترك الاستفصال فیها و هو دلیل إرادة العموم حذرا من الإغراء بالجهل و لأن ذلك لو تم لتمشی فیمن یعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلی السامع لاحتمال اطلاع القائل علی ما یوجب تسویغ مقاله و هو هدم قاعدة النهی عن الغیبة و هذا الفرد یستثنی من جهة سماع الغیبة و قد تقدم أنه إحدی الغیبتین و بالجملة فالتحرز عنها من دون وجه راجح فی فعلها فضلا عن الإباحة أولی لتتسم النفس بالأخلاق الفاضلة و یؤیده إطلاق النهی فیما تقدم لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ تَدْرُونَ مَا الْغِیبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا یَكْرَهُ.

و أما مع رجحانها كرد المبتدعة و زجر الفسقة و التنفیر عنهم و التحذیر من اتباعهم فذلك یوصف بالوجوب مع إمكانه فضلا من غیره و المعتمد فی ذلك كله علی المقاصد فلا یغفل المتیقظ عن ملاحظة مقصده و إصلاحه و اللّٰه الموفق انتهی ملخص كلامه نور اللّٰه ضریحه.

و قال ولده السعید السدید الفاضل المحقق المدقق الشیخ حسن نور اللّٰه ضریحه فی أجوبة المسائل التی سأله عنها بعض السادة الكرام حیث قال قد نظرت فی مسائلك أیها المولی الجلیل الفاضل و السید السعید الماجد و أجبت التماسك لتحریر أجوبتها علی حسب ما اتسع له المجال و أرجو إن شاء اللّٰه أن یكون مطابقا لمقتضی الحال و ذكرت أیدك اللّٰه بعنایته و وفقنا اللّٰه و إیاك لطاعته أن تحریم الغیبة و نحوها من النمیمة و سوء الظن هل یختص بالمؤمن أو یعم كل مسلم و أشرت إلی الاختلاف الذی یوهمه ظاهر كلام الوالد قدس سره حیث قال فی دیباجة رسالته و نظرائهم

ص: 234

من المسلمین فإنه یعطی العموم و صرح فی الروضة بتخصیص الحكم بالمسلم.

الجواب لا ریب فی اختصاص تحریم الغیبة بمن یعتقد الحق فإن أدلة الحكم غیر متناولة لأهل الضلال أما الآیة فلأنها خطاب مشافهة للمؤمنین بالنهی عن غیبة بعضهم بعضا مع التصریح بالتعلیل الواقع فیها بتحقق الأخوة فی الدین بین المغتاب و من یغتابه و أما الأخبار المرویة فی هذا الباب من طریق أهل البیت علیهم السلام فالحكم فیها منوط بالمؤمن أو بالأخ و المراد أخوة الإیمان فظاهر عدم تناول اللفظین لمن لا یعتقد الحق و فی بعض الأخبار أیضا تصریح بالإذن فی سب أهل الضلال و الوقیعة فیهم

فَرَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُلَیْنِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی الصَّحِیحِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الرَّیْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِی فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلِ فِیهِمْ وَ الْوَقِیعَةِ وَ بَاهِتُوهُمْ كَیْلَا یَطْغَوْا فِی الْفَسَادِ فِی الْإِسْلَامِ وَ یَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا یَتَعَلَّمُونَ مِنْ بِدَعِهِمْ یَكْتُبُ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ یَرْفَعُ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِی الْآخِرَةِ(1).

و ما تضمنته عبارة الوالد فی دیباجة الرسالة غیر مناف لما فی الروضة فإن كلمة من فی قوله من المسلمین للتبعیض لا للتبیین و غیر المؤمن لیس من نظرائه.

و ینبغی أن یعلم أن ظاهر جملة من أخبارنا أن المراد بالإیمان فی كلام أئمتنا علیهم السلام معنی زائد علی مجرد اعتقاد الحق و ذلك یقتضی عدم عموم تحریم معتقد الحق أیضا فَرَوَی الْكُلَیْنِیُّ فِی الصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی إِثْمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَمْ یُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَ الَّذِی إِذَا قَدَرَ لَمْ تُخْرِجْهُ قُدْرَتُهُ إِلَی التَّعَدِّی إِلَی مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍّ.

وَ فِی الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ لِجَمِیعِ أَمْرِنَا مُتَّبِعاً مُرِیداً أَلَا وَ إِنَّ مِنِ اتِّبَاعِ

ص: 235


1- 1. راجع الكافی ج 2 ص 375.

أَمْرِنَا الْوَرَعَ فَتَزَیَّنُوا بِهِ یَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ كَبِّدُوا أَعْدَاءَنَا یَنْعَشْكُمُ اللَّهُ (1).

وَ فِی الصَّحِیحِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: یَا سُلَیْمَانُ أَ تَدْرِی مَنِ الْمُسْلِمُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَ وَ تَدْرِی مَنِ الْمُؤْمِنُ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ الْمُؤْمِنُ مَنِ ائْتَمَنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ.

وَ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِدِینِ اللَّهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَ مَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.

ثم ذكر بعض الأخبار التی مضت فی معنی الإیمان و صفات المؤمن ثم قال قدس سره و ورد أیضا فی عدة أخبار تعلیق تحریم الغیبة علی أمور زائدة علی مجرد اعتقاد الحق منها حدیث ابن أبی یعفور المتضمن لبیان معنی العدالة التی تقبل معها شهادة الشاهد و هو طویل مذكور فی مواضع كثیرة من كتب أصحابنا

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ بِإِسْنَادِهِ السَّابِقِ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ حَدَّثَهُمْ فَلَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ وَعَدَهُمْ فَلَمْ یُخْلِفْهُمْ كَانَ مِمَّنْ حَرُمَتْ غِیبَتُهُ وَ كَمَلَتْ مُرُوَّتُهُ وَ ظَهَرَ عَدْلُهُ وَ وَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ (2).

و بملاحظة هذه الأخبار یظهر أن المنع من غیبة الناس كما یمیل إلیه كلام الشهید الأول فی قواعده و الثانی فی رسالته لیس بمتجه فإن دلالتها علی اختصاص الحكم بغیره أظهر من أن یبین و أما ما أورده الوالد قدس سره فی رسالته من الأخبار التی یظهر منها عموم المنع كلها من أخبار العامة فلا تصلح لإثبات حكم شرعی و عذره فی إیرادها أنه إنما ذكرها فی سیاق الترهیب و شأنهم التسامح فی مثله و قد سبقه إلی ذكره علی النهج الذی سلكه بعض العامة یعنی الغزالی فسهل علیه إیرادها و إلا فهی غیر مستحقة لتعب تحصیلها و جمعها و خصوصا مع وجود الداعی لهم إلی اختلاق مثلها فإن كثرة عیوب أئمتهم و نقائص رؤسائهم یحوج إلی سد باب إظهارها بكل وجه لیروج حالهم و یأمنوا

ص: 236


1- 1. الكافی ج 2 ص 78.
2- 2. الكافی ج 2 ص 239.

نفرة الرعیة منهم و إعراض الناس عنهم.

و بالجملة فكما أن فی التعرض لإظهار عیوب الناس خطرا و محذورا فكذا فی حسم مادته و سد بابه فإنه معز لأهل النقائص و مرتكبی المعاصی بما هم علیه فلا بد من تخصیص الغیبة بمواضع معینة یساعدها الاعتبار و توافق مدلول الأخبار و فی استثنائهم للأمور المشهورة التی نصوا علی جوازها و هی بصورة الغیبة شهادة واضحة بما قلناه فإن مأخذه الاعتبار فهو قابل للزیادة و النقصان بحسب اختلاف الأفكار.

و للسید الإمام السعید ضیاء الدین أبی الرضا فضل اللّٰه بن علی الحسنی فی شرحه لكتاب الشهاب المتضمن للأخبار المرویة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی الحكم و الآداب كلام جید فی تفسیر قوله صلی اللّٰه علیه و آله لیس لفاسق غیبة كلام یساعد علی ما ذكرناه حیث قال إن الغیبة ذكر الغائب بما فیه من غیر حاجة إلی ذكره ثم قال فأما إذا كان من یغتاب فاسقا فإنه لیس ما یذكر به غیبة و إنما یسمی ما یذكر به فی غیبته غیبة إذا كان تائبا نادما فأما إذا كان مصرا علیه فإنها لیست بغیبة كیف و هو یرتكب ما یغتاب فیه جهارا و فی أخبارنا و كلام بعض أهل اللغة ما یشهد له كقول الجوهری خلف إنسان مستور و كما فی روایة الأزرق مما لا یعرفه الناس و روایة ابن سیابة ما ستر اللّٰه علیه.

و الحاصل أن الاعتبار یقتضی اختصاص الحكم بالمستور الذی لا یترتب علی معصیته أثر فی غیره و یحتمل حالهم عدم الإصرار علیها إن كانت صغیرة و التوبة منها إن كانت كبیرة أو یرتجی له ذلك قبل ظهورها عنه و اشتهاره بها و لا یكون فی ذكرها صلاح له كما إذا قصد تقریعه و ظن انزجاره و كان القصد خالصا من الشوائب و الأدلة لا تنافی هذا فلا وجه للتوقف فیه و إذا علم حكم غیر المؤمن فی الغیبة فالحال فی نحوها من النمیمة و سوء الظن أظهر فإن محذور النمیمة هو كونها مظنة للتباعد و التباغض و ذلك فی غیر المؤمن تحصیل للحاصل و قریب منه الكلام فی سوء الظن.

ص: 237

ثم ذكرت أنه هل یفرق فی ذلك بین ما یتضمن القذف و ما لا یتضمنه و الجواب أن القذف مستثنی من البین و له أحكام خاصة مقررة فی محلها من كتب الفقه.

و ذكرت أن الروایة التی حكاها الوالد فی الرسالة من كلام عیسی علیه السلام مع الحواریین فی شأن جیفة الكلب حیث قالوا ما أنتن جیفة هذا الكلب فقال علیه السلام ما أشد بیاض أسنانه تدل علی تحریم غیبة الحیوانات أیضا و سألت عن وجه الفرق بینها و بین الجمادات مع أن تعلیل الحكم بأنه لا ینبغی أن یذكر من خلق اللّٰه إلا بالحسن یقتضی عدم الفرق و الجواب أنه لیس المقتضی لكلام عیسی علیه السلام كون كلام الحواریین غیبة بل الوجه أن نتن الجیفة و نحوها مما لا یلائم الطباع غیر مستند إلی فعل من یحسن إنكار فعله و كلام الحواریین ظاهر فی الإنكار كما لا یخفی فكان عیسی نظر إلی أن الأمور الملائمة و غیرها مما هو من هذا القبیل كلها من فعل اللّٰه تعالی علی مقتضی حكمته و قد أمر بالشكر علی الأولی و الصبر علی الثانیة و فی إظهار الحواریین لإنكار نتن الرائحة دلالة علی عدم الصبر أو الغفلة عن حقیقة الأمر فصرفهم عنه إلی أمر یلائم طباعهم و هو شدة بیاض أسنان الكلب و جعله مقابلا للأمر الذی لا یلائم و شاغلا لهم.

و هذا معنی لطیف تبین لی من الكلام فإن صحت الروایة فهی منزلة علیه و لكنها من جملة الروایات المحكیة فی كتب العامة انتهی: و قال الشهید رفع اللّٰه درجته فی قواعده الغیبة محرمة بنص الكتاب العزیز و الأخبار و هی قسمان ظاهر و هو معلوم و خفی و هو كثیر كما فی التعریض مثل أنا لا أحضر مجلس الحكام أنا لا آكل أموال الأیتام أو فلان و یشیر بذلك إلی من یفعل ذلك أو الحمد لله الذی نزهنا عن كذا یأتی به فی معرض الشكر و من الخفی الإیماء و الإشارة إلی نقص فی الغیر و إن كان حاضرا و منه لو فعل كذا كان خیرا و لو لم یفعل كذا لكان حسنا و منه التنقص بمستحق الغیبة لینبه به علی عیوب آخر غیر مستحق للغیبة أما ما یخطر فی النفس من نقائص الغیر فلا یعد غیبة

ص: 238

لأن اللّٰه تعالی عفا عن حدیث النفس و من الأخفی أن یذم نفسه بطرائق غیر محمودة فیه أو لیس متصفا بها لینبه علی عورات غیره و قد جوزت صورة الغیبة فی مواضع سبعة.

الأول أن یكون المقول فیه مستحقا لذلك لتظاهره بسببه كالكافر و الفاسق المتظاهر فیذكره بما هو فیه لا بغیره و منع بعض الناس من ذكر الفاسق و أوجب التعزیر بقذفه بذلك الفسق و قد روی الأصحاب تجویز ذلك قال العامة حدیث لا غیبة لفاسق أو فی

فاسق لا أصل له قلت و لو صح أمكن حمله علی النهی أی خبر یراد به النهی أما من یتفكه بالفسق و یتبجح به فی شعره أو كلامه فیجوز حكایة كلامه.

الثانی شكایة المتظلم بصورة ظلمه.

الثالث النصیحة للمستشیر.

الرابع الجرح و التعدیل للشاهد و الراوی.

الخامس ذكر المبتدعة و تصانیفهم الفاسدة و آرائهم المضلة و لیقتصر علی ذلك القدر قال العامة من مات منهم و لا شیعة له تعظمه و لا خلف كتبا تقرأ و لا ما یخشی إفساده لغیره فالأولی أن یستر بستر اللّٰه عز و جل و لا یذكر له عیب البتة و حسابه علی اللّٰه عز و جل وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ. وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: لَا تَقُولُوا فِی مَوْتَاكُمْ إِلَّا خَیْراً.

السادس لو اطلع العدد الذین یثبت بهم الحد أو التعزیر علی فاحشة جاز ذكرها عند الحكام بصورة الشهادة فی حضرة الفاعل و غیبته.

السابع قیل إذا علم اثنان من رجل معصیة شاهداها فأجری أحدهما ذكرها فی غیبة ذلك العاصی جاز لأنه لا یؤثر عند السامع شیئا و الأولی التنزه عن هذا لأنه ذكر له بما یكره لو كان حاضرا و لأنه ربما ذكر أحدهما صاحبه بعد نسیانه أو كان سببا لاشتهارها.

و قال الشیخ البهائی روح اللّٰه روحه و قد جوزت الغیبة فی عشرة مواضع:

ص: 239

الشهادة و النهی عن المنكر و شكایة المتظلم و نصح المستشیر و جرح الشاهد و الراوی و تفضیل بعض العلماء و الصناع علی بعض و غیبة المتظاهر بالفسق الغیر المستنكف علی قول و ذكر المشتهر بوصف ممیز له كالأعور و الأعرج مع عدم قصد الاحتقار و الذم و ذكره عند من یعرفه بذلك بشرط عدم سماع غیره علی قول و التنبیه علی الخطاء فی المسائل العلمیة و نحوها بقصد أن لا یتبعه أحد فیها.

و أقول إنما أطنبت الكلام فیها لكثرة الحاجة إلی تحقیقها و وقوع الإفراط و التفریط من العلماء فیها و اللّٰه الموفق للخیر و الصواب.

«2»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْهُ عَیْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (1).

بیان: إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ قال الطبرسی أی یفشوا و یظهروا الزنا و القبائح فِی الَّذِینَ آمَنُوا بأن ینسبوها إلیهم و یقذفوهم بها لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیا بإقامة الحد علیهم وَ الْآخِرَةِ و هو عذاب النار.

أقول: و الغرض أن مورد الآیة لیس هو البهتان فقط بل یشتمل ما إذا رآها و سمعها فإنه یلزمه الحد و التعزیر إلا أن یكون بعنوان الشهادة عند الحاكم لإقامة حدود اللّٰه و یثبت عنده كما مر و إنما قال فِی الَّذِینَ لأن الآیة تشمل البهتان و ذكر عیبه فی حضوره و من أحب شیوعه و إن لم یذكر و من سمعه و رضی به و الوعید بالعذاب فی الجمیع.

«3»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْغِیبَةِ قَالَ هُوَ أَنْ تَقُولَ لِأَخِیكَ فِی دِینِهِ مَا لَمْ یَفْعَلْ وَ تَبُثَّ عَلَیْهِ أَمْراً قَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ لَمْ یُقَمْ عَلَیْهِ فِیهِ

ص: 240


1- 1. الكافی ج 2 ص 357، و الآیة فی النور: 24.

حَدٌّ(1).

بیان: هو أن تقول الضمیر للغیبة و تذكیره بتأویل الاغتیاب أو باعتبار الخبر مع أنه مصدر لأخیك فی دینه الظرف إما صفة لأخیك أی الأخ الذی كانت إخوته بسبب دینه فیكون للاحتراز عن غیبة الكافر و المخالف كما مر أو متعلق بالقول أی كان ذلك القول طعنا فی دینه بنسبة كفر أو معصیة إلیه و تدل علی أن الغیبة تشمل البهتان أیضا و كان هذا اصطلاح آخر للغیبة و علی الأول یحتمل أن یكون المراد بما لم یفعل العیب الذی لم یكن باختیاره و فعله اللّٰه فیه كالعیوب البدنیة فیخص بما إذا كان مستورا فالأول لذكر العیوب و الثانی لذكر المعاصی فلا یكون اصطلاحا آخر و هذا وجه حسن.

و ربما یحمل الدین علی الوجه الثانی علی الذل و هو أحد معانیه و فی علی التعلیل أی تقول فیه لإذلاله ما لم یفعله و لم یكن باختیاره كالأمراض و الفقر و أشباههما.

لم یقم علی بناء المفعول من الإفعال أی لم یقم الحاكم الشرعی علیه حدا أو لم یقم اللّٰه علیه أی لم یقرر علیه حدا فی الكتاب و السنة أو علی بناء الفاعل من باب نصر و ضمیر علیه راجع إلی الأخ و ضمیر فیه إلی الأمر و الجملة صفة بعد صفة أو حال بعد حال للأمر و یدل علی أن ذكر الأمر المشهور من الذنوب لیس بغیبة و لا ریب فیه مع إصراره علیه و أما بعد توبته ذكره عند من

لا یعلمه مشكل و الأحوط الترك و كذا بعد إقامة الحد علیه ینبغی ترك ذكره بذلك مع التوبة بل بدونها أیضا فإن الحد بمنزلة التوبة و قد روی النهی عن ذكره بسوء معللا بذلك و حمله علی الشهادة لإقامة الحد كما زعم بعید.

«4»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا كَفَّارَةُ الِاغْتِیَابِ قَالَ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ (2).

ص: 241


1- 1. الكافی ج 2 ص 357.
2- 2. الكافی ج 2 ص 357.

بیان: كلما ذكرته أی الرجل بالغیبة أو كفارة غیبة واحدة أن تستغفر له كلما ذكرت من اغتبته أو كل وقت ذكرت الاغتیاب و فی بعض النسخ كما ذكرته و حمل علی أن ذلك بعد التوبة و ظاهره عدم وجوب الاستحلال ممن اغتابه و به قال جماعة بل منعوا منه و لا ریب أن الاستحلال منه أولی و أحوط إذا لم یصر سببا لمزید إهانته و لإثارة فتنة لا سیما إذا بلغه ذلك و یمكن حمل هذا الخبر علی ما إذا لم یبلغه و به یجمع بین الأخبار.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رُوِیَ فِی مِصْبَاحِ الشَّرِیعَةِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فَإِنِ اغْتَبْتَ فَبَلَغَ الْمُغْتَابَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا أَنْ تَسْتَحِلَّ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ یَبْلُغْهُ وَ لَمْ یَلْحَقْهُ عِلْمُ ذَلِكَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ ره فِی الْخِصَالِ وَ الْعِلَلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْغِیبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ صَاحِبُ الزِّنَا یَتُوبُ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ صَاحِبُ الْغِیبَةِ یَتُوبُ فَلَا یَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ حَتَّی یَكُونَ صَاحِبُهُ الَّذِی [اغْتَابَهُ] یُحِلُّهُ.

و قیل یكفیه الاستغفار دون الاستحلال و ربما یحتج فی ذلك بما روی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ.

و قال مجاهد كفارة أكلك لحم أخیك أن تثنی علیه و تدعو له بخیر و سئل بعضهم عن التوبة عن الغیبة فقال تمشی إلی صاحبك و تقول كذبت فیما قلت و ظلمت و أسأت فإن شئت أخذت بحقك و إن شئت عفوت و ما قیل إن العرض لا عوض له فلا یجب الاستحلال منه بخلاف المال فلا وجه له إذ وجب فی العرض حد القذف و تثبت المطالبة به.

و قال المحقق الطوسی قدس سره فی التجرید عند ذكر شرائط التوبة و یجب الاعتذار إلی المغتاب مع بلوغه و قال العلامة فی شرحه المغتاب إما أن یكون بلغه اغتیابه أم لا و یلزم علی الفاعل للغیبة فی الأول الاعتذار إلیه لأنه أوصل إلیه ضرر الغم فوجب علیه الاعتذار منه و الندم علیه و فی الثانی لا یلزمه الاعتذار و لا الاستحلال منه لأنه لم یفعل به ألما و فی كلا القسمین یجب الندم

ص: 242

لله تعالی لمخالفته فی النهی و العزم علی ترك المواعدة انتهی و نحوه قال الشارح الجدید لكنه قال فی الأول و لا یلزمه تفصیل ما اغتاب إلا إذا بلغه علی وجه أفحش انتهی و لا بأس به.

و قال الشهید الثانی قدس اللّٰه لطیفه اعلم أن الواجب علی المغتاب أن یندم و یتوب و یتأسف علی ما فعله لیخرج من حق اللّٰه سبحانه و تعالی ثم یستحل المغتاب لیحله فیخرج عن مظلمته و ینبغی أن یستحله و هو حزین متأسف نادم علی فعله إذ المرائی قد یستحل لیظهر من نفسه الورع و فی الباطن لا یكون نادما فیكون قد قارف معصیة أخری و قد ورد فی كفارتها حدیثان أَحَدُهُمَا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ.

وَ الثَّانِی قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ فِی قِبَلِهِ مَظْلِمَةٌ فِی عِرْضٍ أَوْ مَالٍ فَلْیَتَحَلَّلْهَا مِنْهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لَیْسَ هُنَاكَ دِینَارٌ وَ لَا دِرْهَمٌ یُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَیِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَزِیدَتْ عَلَی سَیِّئَاتِهِ.

و یمكن أن یكون طریق الجمع حمل الاستغفار له علی من لم تبلغ غیبته المغتاب فینبغی له الاقتصار علی الدعاء و الاستغفار لأن فی الاستحلال منه إثارة للفتنة و جلبا للضغائن و فی حكم من لم یبلغه من لم یقدر علی الوصول إلیه بموت أو غیبة و حمل المحالة علی من یمكن التوصل إلیه مع بلوغه الغیبة و یستحب للمعتذر إلیه قبول العذر و المحالة استحبابا مؤكدا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذَا الْعَفْوُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِیَ مَنْ حَرَمَكَ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ نُودُوا لِیَقُمْ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فَلَا یَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فِی الدُّنْیَا عَنْ مَظْلِمَتِهِ.

و روی عن بعضهم أن رجلا قال له إن فلانا قد اغتابك فبعث إلیه طبقا من الرطب و قال بلغنی أنك أهدیت إلی حسناتك فأردت أن أكافیك علیها فأعذرنی

ص: 243


1- 1. الأعراف: 199.

فإنی لا أقدر أن أكافیك علی التمام و سبیل المعتذر أن یبالغ فی الثناء علیه و التودد و یلازم ذلك حتی یطیب قلبه فإن لم یطب قلبه كان اعتذاره و تودده حسنة محسوبة له و قد یقابل بها سیئة الغیبة فی القیامة.

و لا فرق بین غیبة الصغیر و الكبیر و الحی و المیت و الذكر و الأنثی و لیكن الاستغفار و الدعاء له علی حسب ما یلیق بحاله فیدعو للصغیر بالهدایة و للمیت بالرحمة و المغفرة و نحو ذلك و لا یسقط الحق بإباحة الإنسان عرضه للناس لأنه عفو عما لم یجب و قد صرح الفقهاء بأن من أباح قذف نفسه لم یسقط حقه من حده

وَ مَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ یَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ یَكُونَ كَأَبِی ضَمْضَمٍ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِی عَلَی النَّاسِ.

معناه أنی لا أطلب مظلمته فی القیامة و لا أخاصم علیها و لا أن غیبته صارت بذلك حلالا و تجب النیة لها كباقی الكفارات و اللّٰه الموفق انتهی كلامه.

«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً بِمَا لَیْسَ فِیهِ بَعَثَهُ اللَّهُ فِی طِینَةِ خَبَالٍ حَتَّی یَخْرُجَ مِمَّا قَالَ قُلْتُ وَ مَا طِینَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِیدٌ یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ (1).

بیان: فی طینة خبال قال فی النهایة فیه من شرب الخمر سقاه اللّٰه من طینة خبال یوم القیامة جاء تفسیره فی الحدیث أن الخبال عصارة أهل النار و الخبال فی الأصل الفساد و یكون فی الأفعال و الأبدان و العقول و قال الجوهری و الخبال أیضا الفساد و أما الذی فی الحدیث من قفا مؤمنا بما لیس فیه وقفه اللّٰه فی ردغة الخبال حتی یجی ء بالمخرج منه فیقال هو صدید أهل النار قوله قفا أی قذف و الردغة الطینة انتهی: حتی یخرج مما قال لعل المراد به الدوام و الخلود فیها إذ لا یمكنه إثبات ذلك و الخروج منه لكونه بهتانا أو المراد به خروجه من دنس الإثم بتطهیر

ص: 244


1- 1. الكافی ج 2 ص 357.

النار له و قال الطیبی فی شرح المشكاة حتی یخرج مما قال أی یتوب منه أو یتطهر أقول لعل مراده التوبة قبل ذلك فی الدنیا و لا یخفی بعده و فی النهایة فیه حتی تنظر فی وجوه المومسات المومسة الفاجرة و تجمع علی میامس أیضا و موامس و قد اختلف فی أصل هذه اللفظة فبعضهم یجعله من الهمزة و بعضهم یجعله من الواو و كل منهما تكلف له اشتقاقا فیه بعد انتهی و فی الصحاح صدید الجرح ماؤه الرقیق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة و إنما عبر عن الصدید بالطینة لأنها یخرج من البدن و كان جزؤه و نسب إلی الفساد لأنه إنما خرج عنها لفساد عملها أو لفساد أصل طینتها.

«6»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ رَجُلٍ لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا یَحْیَی الْأَزْرَقَ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: مَنْ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ خَلْفِهِ بِمَا هُوَ فِیهِ مِمَّا عَرَفَهُ النَّاسُ لَمْ یَغْتَبْهُ وَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِمَا هُوَ فِیهِ مِمَّا لَا یَعْرِفُهُ النَّاسُ اغْتَابَهُ وَ مَنْ ذَكَرَهُ بِمَا لَیْسَ فِیهِ فَقَدْ بَهَتَهُ (1).

بیان: مما عرفه الناس أی اشتهر به فلو عرفه السامع أیضا فلا ریب أنه لیس بغیبة و لو لم یعرفه السامع و كان مشهورا به و لا یبالی بذكره فهو أیضا كذلك و لو كان مما یحزنه ففیه إشكال و قد مر القول فیه و الجواز أقوی و الترك أحوط و هذا إذا لم یرتدع منه و لم یتب و أما مع التوبة و ظهور آثار الندامة فیه فالظاهر عدم الجواز و إن اشتهر بذلك و أقیم علیه الحد و یدل أیضا علی جواز ذكر الألقاب المشهورة كالأعمی و الأعور كما عرفت و یحتمل الخبر وجها آخر و هو أن یكون المراد بالناس من یذكر عندهم الغیبة و إن لم یعرفها غیرهم و لم یكن مشهورا بذلك لكنه بعید.

و قوله علیه السلام من خلفه یدل علی أنه لو ذكره فی حضوره بما یسوؤه لم تكن غیبة و إن كان حراما لأنه لا یجوز إیذاء المؤمن بل هو أشد من الغیبة و فی القاموس بهته كمنعه بهتا و بهتا و بهتانا قال علیه ما لم یفعل و البهیتة الباطل

ص: 245


1- 1. الكافی ج 2 ص 358.

الذی یتحیر من بطلانه و الكذب كالبهت بالضم.

«7»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْغِیبَةُ أَنْ تَقُولَ فِی أَخِیكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَمَّا الْأَمْرُ الظَّاهِرُ فِیهِ مِثْلَ الْحِدَّةِ وَ الْعَجَلَةِ فَلَا وَ الْبُهْتَانُ أَنْ تَقُولَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ (1).

بیان: فی القاموس الحدة بالكسر ما یعتری الإنسان من الغضب و النزق و العجلة بالتحریك السرعة و المبادرة فی الأمور من غیر تأمل و یفهم منه و مما سبق أن البهتان یشمل الحضور و الغیبة ثم ما ذكر فی هذه الأخبار أنها لیست بغیبة یحتمل أن یكون المراد منها أنها لیست بغیبة محرمة أو لیست بغیبة أصلا فإنها حقیقة شرعیة فی المحرمة غیر البهتان و ما كان بحضور الإنسان و قد یقال فی البهتان أنها غیبة و بهتان و تجتمع علیه العقوبتان و هو بعید.

«8»- ج، [الإحتجاج] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ فُلَاناً یَنْسُبُكَ إِلَی أَنَّكَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ مَا رَعَیْتَ حَقَّ مُجَالَسَةِ الرَّجُلِ حَیْثُ نَقَلْتَ إِلَیْنَا حَدِیثَهُ وَ لَا أَدَّیْتَ حَقِّی حَیْثُ أَبْلَغْتَنِی عَنْ أَخِی مَا لَسْتُ أَعْلَمُهُ إِنَّ الْمَوْتَ یَعُمُّنَا وَ الْبَعْثَ مَحْشَرُنَا وَ الْقِیَامَةَ مَوْعِدُنَا وَ اللَّهَ یَحْكُمُ بَیْنَنَا إِیَّاكَ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ وَ اعْلَمْ أَنَّ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ عُیُوبِ النَّاسِ شَهِدَ عَلَیْهِ الْإِكْثَارُ أَنَّهُ إِنَّمَا یَطْلُبُهَا بِقَدْرِ مَا فِیهِ (2).

«9»- فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَجْلِسُ فِی مَجْلِسٍ یُسَبُّ فِیهِ إِمَامٌ أَوْ یُغْتَابُ فِیهِ مُسْلِمٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا(3)

ص: 246


1- 1. الكافی ج 2 ص 358.
2- 2. الاحتجاج 172 و 161 فی ط.
3- 3. الأنعام: 68.

إِلَی قَوْلِهِ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (1).

سر، [السرائر] من كتاب ابن قولویه عن عبد الأعلی: مثله (2).

«10»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْغِیبَةِ وَ الِاسْتِمَاعِ إِلَیْهَا وَ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَنِ اغْتَابَ امْرَأً مُسْلِماً بَطَلَ صَوْمُهُ وَ نُقِضَ وُضُوؤُهُ وَ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةٌ أَنْتَنُ مِنَ الْجِیفَةِ یَتَأَذَّی بِهِ أَهْلُ الْمَوْقِفِ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ یَتُوبَ مَاتَ مُسْتَحِلًّا لِمَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَی إِنْفَاذِهِ وَ حَلُمَ عَنْهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِیدٍ أَلَا وَ مَنْ تَطَوَّلَ عَلَی أَخِیهِ فِی غِیبَةٍ سَمِعَهَا فِیهِ فِی مَجْلِسٍ فَرَدَّهَا عَنْهُ رَدَّ اللَّهُ مِنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ السُّوءِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنْ هُوَ لَمْ یَرُدَّهَا وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَی رَدِّهَا كَانَ عَلَیْهِ كَوِزْرِ مَنِ اغْتَابَهُ سَبْعِینَ مَرَّةً(3).

«11»- لی، [الأمالی للصدوق] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَقُّ النَّاسِ بِالذَّنْبِ السَّفِیهُ الْمُغْتَابُ وَ أَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاسَ- وَ قَالَ علیه السلام أَقَلُّ النَّاسِ حُرْمَةً الْفَاسِقُ (4).

مع، [معانی الأخبار] ابن الولید عن الصفار عن أیوب بن نوح عن ابن أبی عمیر عن ابن عمیرة عن الثمالی عن الصادق علیه السلام: مثله (5).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحٍ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: وَ قَدْ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَمَّنْ تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَ مَنْ لَا تُقْبَلُ فَقَالَ یَا عَلْقَمَةُ كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ جَازَتْ شَهَادَتُهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ تُقْبَلُ شَهَادَةُ مُقْتَرِفٍ لِلذُّنُوبِ فَقَالَ یَا عَلْقَمَةُ لَوْ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَةُ الْمُقْتَرِفِینَ لِلذُّنُوبِ لَمَا قُبِلَتْ إِلَّا شَهَادَاتُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لِأَنَّهُمْ هُمُ

ص: 247


1- 1. تفسیر القمّیّ 192.
2- 2. كتاب السرائر ص 490.
3- 3. أمالی الصدوق ص 253.
4- 4. أمالی الصدوق ص 14.
5- 5. معانی الأخبار ص 195.

الْمَعْصُومُونَ دُونَ سَائِرِ الْخَلْقِ فَمَنْ لَمْ تَرَهُ بِعَیْنِكَ یَرْتَكِبُ ذَنْباً أَوْ لَمْ یَشْهَدْ عَلَیْهِ بِذَلِكَ شَاهِدَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْعَدَالَةِ وَ السَّتْرِ- وَ شَهَادَتُهُ مَقْبُولَةٌ وَ إِنْ كَانَ فِی نَفْسِهِ مُذْنِباً وَ مَنِ اغْتَابَهُ بِمَا فِیهِ فَهُوَ خَارِجٌ عَنْ وَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَاخِلٌ فِی وَلَایَةِ الشَّیْطَانِ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنِ اغْتَابَ مُؤْمِناً بِمَا فِیهِ لَمْ یَجْمَعِ اللَّهُ بَیْنَهُمَا فِی الْجَنَّةِ أَبَداً وَ مَنِ اغْتَابَ مُؤْمِناً بِمَا لَیْسَ فِیهِ انْقَطَعَتِ الْعِصْمَةُ بَیْنَهُمَا وَ كَانَ الْمُغْتَابُ فِی النَّارِ خالِداً فِیها وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(1).

أقول: قد مضی الخبر بتمامه فی باب العدالة.

«13»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِیِّ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اجْتَنِبِ الْغِیبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا نَوْفُ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَ هُوَ یَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِیبَةِ الْخَبَرَ(2).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ فِی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَا رَأَتْهُ عَیْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ(3).

فس، [تفسیر القمی] أبی عن ابن أبی عمیر عن هشام عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. مثله (4).

«15»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْغِیبَةِ أَنْ تَقُولَ فِی أَخِیكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ إِنَّ مِنَ الْبُهْتَانِ أَنْ تَقُولَ فِی أَخِیكَ مَا لَیْسَ فِیهِ (5).

«16»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ

ص: 248


1- 1. أمالی الصدوق 63.
2- 2. أمالی الصدوق ص 126.
3- 3. أمالی الصدوق ص 203.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 453.
5- 5. معانی الأخبار 184، أمالی الصدوق ص 203.

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا تَغْتَبْ فتغتب [فَتُغْتَابَ] وَ لَا تَحْفِرْ لِأَخِیكَ حُفْرَةً فَتَقَعَ فِیهَا فَإِنَّكَ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ (1).

«17»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجُلُوسُ فِی الْمَسْجِدِ لِانْتِظَارِ الصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ تُحْدِثْ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الْحَدَثُ قَالَ الِاغْتِیَابُ (2).

أقول: قد مضی فی صفات المنافقین إن خالفته اغتابك.

«18»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّائِمُ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ نَائِماً عَلَی فِرَاشِهِ مَا لَمْ یَغْتَبْ مُسْلِماً(3).

«19»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَدَحَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی وَجْهِهِ وَ اغْتَابَهُ مِنْ وَرَائِهِ فَقَدِ انْقَطَعَ مَا بَیْنَهُمَا مِنَ الْعِصْمَةِ(4).

«20»- ثو، [ثواب الأعمال] لی، [الأمالی للصدوق] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ یُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَی مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَی یُسْقَوْنَ مِنْ حَمِیمِ الْجَحِیمِ یُنَادُونَ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ یَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ قَدْ آذَوْنَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ فِی تَابُوتٍ مِنْ جَمْرٍ وَ رَجُلٌ یَجُرُّ أَمْعَاءَهُ وَ رَجُلٌ یَسِیلُ فُوهُ قَیْحاً وَ دَماً وَ رَجُلٌ یَأْكُلُ لَحْمَهُ فَقِیلَ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ قَدْ مَاتَ وَ فِی عُنُقِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ لَمْ یَجِدْ لَهَا فِی نَفْسِهِ أَدَاءً وَ لَا وَفَاءً ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی یَجُرُّ أَمْعَاءَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ لَا یُبَالِی أَیْنَ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْ جَسَدِهِ ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی یَسِیلُ فُوهُ قَیْحاً وَ دَماً مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی؟

ص: 249


1- 1. أمالی الصدوق ص 252.
2- 2. أمالی الصدوق ص 252.
3- 3. أمالی الصدوق ص 329.
4- 4. أمالی الصدوق ص 346.

فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ یُحَاكِی فَیَنْظُرُ إِلَی كُلِّ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ فَیُسْنِدُهَا وَ یُحَاكِی بِهَا ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی كَانَ یَأْكُلُ لَحْمَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ یَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِیبَةِ وَ یَمْشِی بِالنَّمِیمَةِ(1).

«21»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ: مَنِ اغْتَابَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ غَیْرِ تِرَةٍ بَیْنَهُمَا فَهُوَ شِرْكُ شَیْطَانٍ الْخَبَرَ(2).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المساوی

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَطْمَعَنَّ الْمُغْتَابُ فِی السَّلَامَةِ(3).

«22»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ غِیبَةَ الْمُسْلِمِ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لَا یَغْتَابُ أَخَاهُ وَ قَدْ نَهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً وَ قَالَ علیه السلام مَنْ قَالَ لِمُؤْمِنٍ قَوْلًا یُرِیدُ بِهِ انْتِقَاصَ مُرُوَّتِهِ حَبَسَهُ اللَّهُ فِی طِینَةِ خَبَالٍ حَتَّی یَأْتِیَ مِمَّا قَالَ بِمَخْرَجٍ (4).

«23»- ل، [الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ فَأَوَّلُ شَیْ ءٍ یَسْتَقْبِلُكَ فَكُلْهُ وَ الثَّانِی فَاكْتُمْهُ وَ الثَّالِثُ فَاقْبَلْهُ وَ الرَّابِعُ فَلَا تُؤْیِسْهُ وَ الْخَامِسُ فَاهْرُبْ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ مَضَی فَاسْتَقْبَلَهُ جَبَلٌ أَسْوَدُ عَظِیمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ آكُلَ هَذَا وَ بَقِیَ مُتَحَیِّراً ثُمَّ رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ إِنَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَأْمُرُنِی إِلَّا بِمَا أُطِیقُ فَمَشَی إِلَیْهِ لِیَأْكُلَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ صَغُرَ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِ فَوَجَدَهُ لُقْمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطْیَبَ شَیْ ءٍ أَكَلَهُ ثُمَّ مَضَی فَوَجَدَ طَسْتاً مِنْ ذَهَبٍ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أَكْتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ وَ جَعَلَهُ فِیهِ وَ أَلْقَی عَلَیْهِ التُّرَابَ ثُمَّ مَضَی

ص: 250


1- 1. ثواب الأعمال ص 221، أمالی الصدوق 346.
2- 2. معانی الأخبار 400، الخصال ج 1 ص 102.
3- 3. الخصال ج 2 ص 53.
4- 4. الخصال ج 2 ص 161.

فَالْتَفَتَ فَإِذَا الطَّسْتُ قَدْ ظَهَرَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَمَضَی فَإِذَا هُوَ بِطَیْرٍ وَ خَلْفَهُ بَازِی فَطَافَ الطَّیْرُ حَوْلَهُ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَقْبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمَّهُ فَدَخَلَ الطَّیْرُ فِیهِ فَقَالَ لَهُ الْبَازِی أَخَذْتَ صَیْدِی وَ أَنَا خَلْفَهُ مُنْذُ أَیَّامٍ فَقَالَ إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ لَا أُویِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِنْ فَخِذِهِ قِطْعَةً فَأَلْقَاهَا إِلَیْهِ ثُمَّ مَضَی فَلَمَّا مَضَی إِذَا هُوَ بِلَحْمِ مَیْتَةٍ مُنْتِنٍ مَدُودٍ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أَهْرُبَ مِنْ هَذَا فَهَرَبَ مِنْهُ وَ رَجَعَ وَ رَأَی فِی الْمَنَامِ كَأَنَّهُ قَدْ قِیلَ لَهُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَهَلْ تَدْرِی مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قِیلَ لَهُ أَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ الْغَضَبُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یَرَ نَفْسَهُ وَ جَهِلَ قَدْرَهُ مِنْ عِظَمِ الْغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفْسَهُ وَ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَتْ عَاقِبَتُهُ كَاللُّقْمَةِ الطَّیِّبَةِ الَّتِی أَكَلْتَهَا وَ أَمَّا الطَّسْتُ فَهُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ الْعَبْدُ وَ أَخْفَاهُ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنْ یُظْهِرَهُ لِیُزَیِّنَهُ بِهِ مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَ أَمَّا الطَّیْرُ فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ بِنَصِیحَةٍ فَاقْبَلْهُ وَ اقْبَلْ نَصِیحَتَهُ وَ أَمَّا الْبَازِی فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ فِی حَاجَةٍ فَلَا تُؤْیِسْهُ وَ أَمَّا اللَّحْمُ الْمُنْتِنُ فَهِیَ الْغِیبَةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا(1).

«24»- مع، [معانی الأخبار] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیُبْغِضُ الْبَیْتَ اللَّحِمَ وَ اللَّحِمَ السَّمِینَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ یَا

ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا لَنُحِبُّ اللَّحْمَ وَ لَا تَخْلُو بُیُوتُنَا مِنْهُ فَكَیْفَ ذَلِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا الْبَیْتُ اللَّحِمُ الْبَیْتُ الَّذِی یُؤْكَلُ فِیهِ لُحُومُ النَّاسِ بِالْغِیبَةِ وَ أَمَّا اللَّحِمُ السَّمِینُ فَهُوَ الْمُتَجَبِّرُ الْمُتَكَبِّرُ الْمُخْتَالُ فِی مِشْیَتِهِ (2).

«25»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ أَوْجَبْنَ لَهُ أَرْبَعاً

ص: 251


1- 1. الخصال ج 2 ص 128، عیون الأخبار ج 1 ص 275.
2- 2. معانی الأخبار 388، عیون الأخبار ج 1 ص 314.

عَلَی النَّاسِ مَنْ إِذَا حَدَّثَهُمْ لَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ إِذَا خَالَطَهُمْ لَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ إِذَا وَعَدَهُمْ لَمْ یُخْلِفْهُمْ وَجَبَ أَنْ یَظْهَرَ فِی النَّاسِ عَدَالَتُهُ وَ یَظْهَرَ فِیهِمْ مُرُوَّتُهُ وَ أَنْ تَحْرُمَ عَلَیْهِمْ غِیبَتُهُ وَ أَنْ تَجِبَ عَلَیْهِمْ أُخُوَّتُهُ (1).

«26»- ل، [الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ حَدَّثَهُمْ فَلَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ وَعَدَهُمْ فَلَمْ یُخْلِفْهُمْ فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَتْ مُرُوَّتُهُ وَ ظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ وَ حَرُمَتْ غِیبَتُهُ (2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (3).

«27»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْغِیبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ صَاحِبُ الزِّنَا یَتُوبُ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ صَاحِبُ الْغِیبَةِ یَتُوبُ فَلَا یَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ حَتَّی یَكُونَ صَاحِبُهُ الَّذِی [اغْتَابَهُ] یُحِلُّهُ (4).

ع، [علل الشرائع] أبی عن محمد العطار عن الأشعری: مثله (5).

«28»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِبِ وَ كُونُوا إِخْوَاناً فِی اللَّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ- لَا تَتَنَافَرُوا وَ لَا تَجَسَّسُوا وَ لَا تَتَفَاحَشُوا- وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ لَا تَتَبَاغَوْا وَ لَا تَتَبَاغَضُوا وَ لَا تَتَدَابَرُوا وَ لَا تَتَحَاسَدُوا فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْكُلُ الْإِیمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ الْیَابِسَ (6).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكِیمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 252


1- 1. الخصال ج 1 ص 98.
2- 2. الخصال ج 1 ص 97 عیون الأخبار ج 2 ص 30.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 7.
4- 4. الخصال ج 1 ص 33.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 243.
6- 6. قرب الإسناد ص 15.

إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَّارَةُ الِاغْتِیَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ (1).

جا، [المجالس للمفید] المرزبانی: مثله.

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ فِیمَا كَتَبَ عَلَی یَدِ أَبِی نُوحٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: اذْكُرُوا أَخَاكُمْ إِذَا غَابَ عَنْكُمْ بِأَحْسَنِ مَا تُحِبُّونَ أَنْ تُذْكَرُوا بِهِ إِذَا غِبْتُمْ عَنْهُ الْخَبَرَ(2).

«31»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَا وَرَعَ أَنْفَعُ مِنْ تَجَنُّبِ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ الْكَفِّ عَنْ أَذَی الْمُؤْمِنِینَ وَ اغْتِیَابِهِمْ الْخَبَرَ.

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] الْفَامِیُّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا جَاهَرَ الْفَاسِقُ بِفِسْقِهِ فَلَا حُرْمَةَ لَهُ وَ لَا غِیبَةَ(3).

«33»- ب، [قرب الإسناد] الْبَزَّازُ عَنِ ابْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَیْسَتْ لَهُمْ حُرْمَةٌ صَاحِبُ هَوًی مُبْتَدِعٌ وَ الْإِمَامُ الْجَائِرُ وَ الْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ الْفِسْقِ (4).

«34»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَحْمَسِیِّ عَنِ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ عِرْضِ رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَدَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ عَلَیْهِ فَقَالَ النَّبِیُّ علیه السلام مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ كَانَ لَهُ حِجَاباً مِنَ النَّارِ(5).

«35»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ

ص: 253


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 195.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 228.
3- 3. أمالی الصدوق: 24.
4- 4. قرب الإسناد: 82.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 114.

عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ كُتِبَ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ وَ مَنْ أُتِیَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَلْیُكَافِئْ فَإِنْ عَجَزَ فیلثن [فَلْیُثْنِ] بِهِ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ(1).

أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب ذی اللسانین و باب التهمة و باب تتبع العیوب (2).

«36»- ثو، [ثواب الأعمال] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَوَی عَلَی مُؤْمِنٍ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا شَیْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِیَسْقُطَ مِنْ أَعْیُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ وَلَایَتِهِ إِلَی وَلَایَةِ الشَّیْطَانِ (3).

سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (4).

«37»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَبِی عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَوْماً یُنْشِدُ شِعْراً فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِیرَ فَقَالَ لِعِرَاقِیٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِیهِ أَبُو الْعَتَاهِیَةِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ (5) وَ دَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ یَكْرَهُ هَذَا(6).

«38»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ(7).

ص: 254


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 238.
2- 2. بل مر كل هذه الأبواب عن قریب.
3- 3. ثواب الأعمال: 216، أمالی الصدوق 291.
4- 4. المحاسن ص 103.
5- 5. أمه خ.
6- 6. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 177، و الآیة فی الحجرات: 11 و قد مر فی ص 143 باب من أذل مؤمنا.
7- 7. ثواب الأعمال ص 131.

ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَلَمْ یَنْصُرْهُ وَ لَمْ یَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ وَ عَوْنِهِ خَفَضَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(1).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن ابن محبوب: مثله (2).

«39»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ (3).

سن، [المحاسن] الأهوازی: مثله (4).

«40»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِی یَبْلُغُنِی عَنْهُ الشَّیْ ءُ الَّذِی أَكْرَهُ لَهُ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ فَیُنْكِرُ ذَلِكَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِی عَنْهُ قَوْمٌ ثِقَاتٌ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ كَذِّبْ سَمْعَكَ وَ بَصَرَكَ عَنْ أَخِیكَ فَإِنْ شَهِدَ عِنْدَكَ خَمْسُونَ قَسَامَةً وَ قَالَ لَكَ قَوْلًا فَصَدِّقْهُ وَ كَذِّبْهُمْ وَ لَا تُذِیعَنَّ عَلَیْهِ شَیْئاً تَشِینُهُ بِهِ وَ تَهْدِمُ بِهِ مُرُوَّتَهُ فَتَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ(5).

«41»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ حَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا وَ مَنْ عَیَّرَ مُؤْمِناً بِشَیْ ءٍ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرْكَبَهُ (6).

ص: 255


1- 1. ثواب الأعمال ص 133.
2- 2. المحاسن ص 103.
3- 3. ثواب الأعمال ص 215.
4- 4. المحاسن ص 102.
5- 5. ثواب الأعمال ص 221.
6- 6. ثواب الأعمال ص 221.

سن، [المحاسن] محمد بن علی و علی بن عبد اللّٰه عن ابن أبی عمیر عن علی بن إسماعیل عن ابن حازم: مثله (1).

«42»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ: مَنْ كَفَّ عَنْ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِینَ أَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی عَثْرَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«43»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ(3).

«44»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ مِسْمَعٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا یَرْوُونَ أَنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الْبَیْتَ اللَّحِمَ قَالَ صَدَقُوا وَ لَیْسَ حَیْثُ ذَهَبُوا إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الْبَیْتَ الَّذِی یُؤْكَلُ فِیهِ لُحُومُ النَّاسِ (4).

«45»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُوسَی عَنْ أُدَیْمٍ بَیَّاعِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الْبَیْتَ اللَّحِمَ قَالَ إِنَّمَا ذَاكَ الْبَیْتُ الَّذِی یُؤْكَلُ فِیهِ لُحُومُ النَّاسِ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَحِماً یُحِبُّ اللَّحْمَ وَ قَدْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَسْأَلُهُ عَنْ شَیْ ءٍ وَ عَائِشَةُ عِنْدَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَتْ وَ كَانَتْ قَصِیرَةً قَالَتْ عَائِشَةُ بِیَدِهَا تَحْكِی قِصَرَهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَخَلَّلِی قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ أَكَلْتُ شَیْئاً قَالَ تَخَلَّلِی فَفَعَلَتْ فَأَلْقَتْ مُضْغَةً مِنْ فِیهَا(5).

«46»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَرْوِی عِنْدَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الْبَیْتَ اللَّحِمَ فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّمَا

ص: 256


1- 1. المحاسن ص 103.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السلام ص 42.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 42.
4- 4. المحاسن ص 460 و كانه باعجازه صلّی اللّٰه علیه و آله: حدثت مضغة من اللحم بین أسنانها لتعلم أن الغیبة بمنزلة أكل لحوم الناس، و فی القاموس اللحم ككتف: الكثیر لحم الجسد كاللحیم، و الاكول للحم الغرم الیه، و البیت یغتاب فیه الناس كثیرا، و به فسر« ان اللّٰه یبغض البیت اللحم» منه رحمه اللّٰه.
5- 5. المحاسن ص 460 و كانه باعجازه صلّی اللّٰه علیه و آله: حدثت مضغة من اللحم بین أسنانها لتعلم أن الغیبة بمنزلة أكل لحوم الناس، و فی القاموس اللحم ككتف: الكثیر لحم الجسد كاللحیم، و الاكول للحم الغرم الیه، و البیت یغتاب فیه الناس كثیرا، و به فسر« ان اللّٰه یبغض البیت اللحم» منه رحمه اللّٰه.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْبَیْتُ اللَّحِمُ الَّذِینَ یَغْتَابُونَ النَّاسَ وَ یَأْكُلُونَ لُحُومَهُمْ وَ قَدْ كَانَ أَبِی لَحِماً وَ لَقَدْ مَاتَ یَوْمَ مَاتَ وَ فِی كُمِّ أُمِّ وَلَدِهِ ثَلَاثُونَ دِرْهَماً لِلَّحْمِ (1).

«47»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: اجْتَنِبُوا الْغِیبَةَ غِیبَةَ الْمُؤْمِنِ وَ احْذَرُوا النَّمِیمَةَ فَإِنَّهُمَا یُفَطِّرَانِ الصَّائِمَ وَ لَا غِیبَةَ لِلْفَاجِرِ وَ شَارِبِ الْخَمْرِ وَ اللَّاعِبِ بِالشِّطْرَنْجِ وَ الْقِمَارِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْغِیبَةَ تُفَطِّرُ الصَّائِمَ.

«48»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْغِیبَةُ حَرَامٌ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ مَأْثُومٌ صَاحِبُهَا فِی كُلِّ حَالٍ وَ صِفَةُ الْغِیبَةِ أَنْ تَذْكُرَ أَحَداً بِمَا لَیْسَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَیْبٌ وَ تَذُمَّ مَا یَحْمَدُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ فِیهِ وَ أَمَّا الْخَوْضُ فِی ذِكْرِ غَائِبٍ بِمَا هُوَ عِنْدَ اللَّهِ مَذْمُومٌ وَ صَاحِبُهُ فِیهِ مَلُومٌ فَلَیْسَ بِغِیبَةٍ وَ إِنْ كَرِهَ صَاحِبُهُ إِذَا سَمِعَ بِهِ وَ كُنْتَ أَنْتَ مُعَافًی عَنْهُ خَالِیاً مِنْهُ تَكُونُ فِی ذَلِكَ مُبَیِّناً لِلْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ بِبَیَانِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَكِنْ عَلَی شَرْطِ أَنْ لَا یَكُونَ لِلْقَائِلِ بِذَلِكَ مُرَاداً غَیْرَ بَیَانِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فِی دِینِ اللَّهِ وَ أَمَّا إِذَا أَرَادَ بِهِ نَقْضَ الْمَذْكُورِ بِهِ بِغَیْرِ ذَلِكَ الْمَعْنَی فَهُوَ مَأْخُوذٌ بِفَسَادِ مُرَادِهِ وَ إِنْ كَانَ صَوَاباً فَإِنِ اغْتَبْتَ فَأُبْلِغَ الْمُغْتَابَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا أَنْ تَسْتَحِلَّ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ یَبْلُغْهُ وَ لَمْ یَلْحَقْهُ عِلْمُ ذَلِكَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ وَ الْغِیبَةُ تَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام الْمُغْتَابُ إِنْ تَابَ فَهُوَ آخِرُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ لَمْ یَتُبْ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ الْآیَةَ وَ وُجُوهُ الْغِیبَةِ یَقَعُ بِذِكْرِ عَیْبٍ فِی الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ وَ الْعَقْلِ وَ الْمُعَامَلَةِ وَ الْمَذْهَبِ وَ الْجِیلِ (2) وَ أَشْبَاهِهِ وَ أَصْلُ الْغِیبَةِ تَتَنَوَّعُ بِعَشَرَةِ أَنْوَاعٍ شِفَاءِ غَیْظٍ وَ مُسَاعَدَةِ قَوْمٍ وَ تُهَمَةٍ وَ تَصْدِیقِ خَبَرٍ بِلَا كَشْفِهِ وَ سُوءِ ظَنٍّ وَ حَسَدٍ وَ سُخْرِیَّةٍ وَ تَعَجُّبٍ وَ تَبَرُّمٍ وَ تَزَیُّنٍ فَإِنْ أَرَدْتَ السَّلَامَةَ فَاذْكُرِ الْخَالِقَ لَا الْمَخْلُوقَ فَیَصِیرَ لَكَ مَكَانَ الْغِیبَةِ عِبْرَةً وَ مَكَانَ الْإِثْمِ ثَوَاباً(3).

ص: 257


1- 1. المحاسن ص 461، و زكریا بن محمّد المؤمن لم یوصف فی الرجال بالازدی و الموصوف به زكریا بن میمون، و یحتمل أن یكون غیرهما، منه رحمه اللّٰه.
2- 2. و الجهل خ ل.
3- 3. مصباح الشریعة: 32.

«49»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْغِیبَةُ أَنْ تَقُولَ فِی أَخِیكَ مَا هُوَ فِیهِ مِمَّا قَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ فَأَمَّا إِذَا قُلْتَ مَا لَیْسَ فِیهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً(1).

«50»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ أَبِی قُرَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ- لا یُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ قَالَ مَنْ أَضَافَ قَوْماً فَأَسَاءَ ضِیَافَتَهُمْ فَهُوَ مِمَّنْ ظَلَمَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیْهِمْ فِیمَا قَالُوا فِیهِ (2).

وَ أَبُو الْجَارُودِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الْجَهْرُ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ أَنْ یُذْكَرَ الرَّجُلُ بِمَا فِیهِ.

«51»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: مَنْ حَضَرَ مَجْلِساً قَدْ حَضَرَهُ كَلْبٌ یَفْتَرِسُ عِرْضَ أَخِیهِ أَوْ إِخْوَانِهِ وَ اتَّسَعَ جَاهُهُ فَاسْتَخَفَّ بِهِ وَ رَدَّ عَلَیْهِ وَ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْغَائِبِ قَیَّضَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ الْمُجْتَمِعِینَ عِنْدَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ لِحَجِّهِمْ وَ هُمْ شَطْرُ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَ مَلَائِكَةِ الْكُرْسِیِّ وَ الْعَرْشِ وَ هُمْ شَطْرُ مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ فَأَحْسَنَ كُلُّ وَاحِدٍ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ مَحْضَرَهُ یَمْدَحُونَهُ وَ یُقَرِّبُونَهُ وَ یُقَرِّظُونَهُ وَ یَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَی لَهُ الرِّفْعَةَ وَ الْجَلَالَةَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ مَادِحِیكُمْ لَهُ عَدَدَ جَمِیعِكُمْ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ قُصُورٍ وَ جِنَانٍ وَ بَسَاتِینَ وَ أَشْجَارٍ مِمَّا شِئْتُ مِمَّا لَمْ یُحِطْ بِهِ الْمَخْلُوقُونَ (3).

«52»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: اعْلَمُوا أَنَّ غِیبَتَكُمْ لِأَخِیكُمُ الْمُؤْمِنِ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَعْظَمُ فِی التَّحْرِیمِ مِنَ الْمَیْتَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ إِنَّ الدَّمَ أَخَفُّ عَلَیْكُمْ فِی التَّحْرِیمِ أَكْلُهُ مِنْ أَنْ یَشِیَ أَحَدُكُمْ بِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَإِنَّهُ حِینَئِذٍ قَدْ أَهْلَكَ نَفْسَهُ وَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ وَ السُّلْطَانَ الَّذِی وَشَی بِهِ إِلَیْهِ (4).

«53»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اغْتَابَ مُسْلِماً أَوْ مُسْلِمَةً لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ صَلَاتَهُ وَ لَا صِیَامَهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ لَیْلَةً إِلَّا أَنْ یَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اغْتَابَ مُسْلِماً

ص: 258


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 275، و الآیة فی النساء: 112.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 283، و الآیة فی النساء: 148.
3- 3. تفسیر الإمام ص 30.
4- 4. تفسیر الإمام ص 245.

فِی شَهْرِ رَمَضَانَ لَمْ یُؤْجَرْ عَلَی صِیَامِهِ.

وَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یُؤْتَی بِأَحَدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُوقَفُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ یُدْفَعُ إِلَیْهِ كِتَابُهُ فَلَا یَرَی حَسَنَاتِهِ فَیَقُولُ إِلَهِی لَیْسَ هَذَا كِتَابِی فَإِنِّی لَا أَرَی فِیهَا طَاعَتِی فَیُقَالُ لَهُ إِنَّ رَبَّكَ لَا یَضِلُّ وَ لَا یَنْسَی ذَهَبَ عَمَلُكَ بِاغْتِیَابِ النَّاسِ ثُمَّ یُؤْتَی بِآخَرَ وَ یُدْفَعُ إِلَیْهِ كِتَابُهُ فَیَرَی فِیهَا طَاعَاتٍ كَثِیرَةً فَیَقُولُ إِلَهِی مَا هَذَا كِتَابِی فَإِنِّی مَا عَمِلْتُ هَذِهِ الطَّاعَاتِ فَیُقَالُ لِأَنَّ فُلَاناً اغْتَابَكَ فَدُفِعَتْ حَسَنَاتُهُ إِلَیْكَ.

وَ قَالَ علیه السلام: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَ هُوَ یَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِیبَةِ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ. وَ قَالَ علیه السلام: مَا عُمِرَ مَجْلِسٌ بِالْغِیبَةِ إِلَّا خَرِبَ مِنَ الدِّینِ فَنَزِّهُوا أَسْمَاعَكُمْ مِنِ اسْتِمَاعِ الْغِیبَةِ فَإِنَّ الْقَائِلَ وَ الْمُسْتَمِعَ لَهَا شَرِیكَانِ فِی الْإِثْمِ. وَ قَالَ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا قَالُوا وَ كَیْفَ الْغِیبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا قَالَ لِأَنَّ الرَّجُلَ یَزْنِی ثُمَّ یَتُوبُ فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ إِنَّ صَاحِبَ الْغِیبَةِ لَا یُغْفَرُ حَتَّی یَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: عَذَابُ الْقَبْرِ مِنَ النَّمِیمَةِ وَ الْغِیبَةِ وَ الْكَذِبِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ رَوَی عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا شَیْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوَّتِهِ وَقَفَهُ اللَّهُ فِی طِینَةِ خَبَالٍ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ(1).

«54»- ختص، [الإختصاص]: نَظَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی رَجُلٍ یَغْتَابُ رَجُلًا عِنْدَ الْحَسَنِ ابْنِهِ علیه السلام فَقَالَ یَا بُنَیَّ نَزِّهْ سَمْعَكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَی أَخْبَثِ مَا فِی وِعَائِهِ فَأَفْرَغَهُ فِی وِعَائِكَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یَخْلُصِ الْإِیمَانُ إِلَی قَلْبِهِ لَا تَذُمُّوا الْمُسْلِمِینَ وَ لَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ فَفَضَحَهُ فِی بَیْتِهِ (2).

«55»- ختص، [الإختصاص] عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: وَجَدْنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَلَی الْمِنْبَرِ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعْطِیَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِیَابِ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ- لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً بِعَذَابٍ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ لَهُ إِلَّا

ص: 259


1- 1. جامع الأخبار: 171.
2- 2. الاختصاص ص 225.

بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اغْتِیَابِهِ لِلْمُؤْمِنِینَ (1).

«56»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْغِیبَةُ أَسْرَعُ فِی جَسَدِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْأَكِلَةِ فِی لَحْمِهِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَكَلَ بِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَوْ شَرِبَ أَوْ لَبِسَ بِهِ ثَوْباً أَطْعَمَهُ اللَّهُ بِهِ أَكْلَةً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَ سَقَاهُ سَقْیَةً مِنْ حَمِیمِ جَهَنَّمَ وَ كَسَاهُ ثَوْباً مِنْ سَرَابِیلِ جَهَنَّمَ وَ مَنْ قَامَ بِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ مَقَاماً شَانِئاً أَقَامَهُ اللَّهُ مَقَامَ السُّمْعَةِ وَ الرِّیَاءِ وَ مَنْ جَدَّدَ أَخاً فِی الْإِسْلَامِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بُرْجاً فِی الْجَنَّةِ مِنْ جَوْهَرَةٍ(2).

«57»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ رَوَی عَلَی أَخِیهِ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا شَیْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوَّتِهِ أَوْقَفَهُ اللَّهُ فِی طِینَةِ خَبَالٍ حَتَّی یَبْتَعِدَ مِمَّا قَالَ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا وَ مَنْ عَیَّرَ مُؤْمِناً بِشَیْ ءٍ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرْكَبَهُ (3).

«58»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اذْكُرْ أَخَاكَ إِذَا تَغَیَّبَ عَنْكَ بِأَحْسَنِ مِمَّا تُحِبُّ أَنْ یَذْكُرَكَ بِهِ إِذَا تَغَیَّبْتَ عَنْهُ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ عَابَ أَخَاهُ بِعَیْبٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ(4).

«59»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ أَلْقَی جِلْبَابَ الْحَیَاءِ فَلَا غِیبَةَ لَهُ (5).

«60»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام: مَنْ كَفَّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«61»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَحْرُمُ الْجَنَّةُ عَلَی ثَلَاثَةٍ عَلَی الْمَنَّانِ وَ عَلَی الْمُغْتَابِ وَ عَلَی مُدْمِنِ الْخَمْرِ.

«62»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ هَلْ یَكُبُّ النَّاسَ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

«63»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام فِی النَّهْیِ عَنْ غِیبَةِ النَّاسِ: فَإِنَّمَا یَنْبَغِی لِأَهْلِ

ص: 260


1- 1. الاختصاص: 227.
2- 2. الاختصاص: 227.
3- 3. الاختصاص: 229.
4- 4. الاختصاص: 240.
5- 5. الاختصاص: 242.

الْعِصْمَةِ وَ الْمَصْنُوعِ إِلَیْهِمْ فِی السَّلَامَةِ أَنْ یَرْحَمُوا أَهْلَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعْصِیَةِ وَ یَكُونَ الشُّكْرُ هُوَ الْغَالِبَ عَلَیْهِمْ وَ الْحَاجِزَ لَهُمْ عَنْهُمْ فَكَیْفَ بِالْعَائِبِ الَّذِی عَابَ أَخَاهُ وَ عَیَّرَهُ بِبَلْوَاهُ أَ مَا ذَكَرَ مَوْضِعَ سَتْرِ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِی عَابَهُ بِهِ وَ كَیْفَ یَذُمُّهُ بِذَنْبٍ قَدْ رَكِبَ مِثْلَهُ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ رَكِبَ ذَلِكَ الذَّنْبَ بِعَیْنِهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ فِیمَا سِوَاهُ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَ ایْمُ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ یَكُنْ عَصَاهُ فِی الْكَبِیرِ وَ عَصَاهُ فِی الصَّغِیرِ لَجُرْأَتُهُ عَلَی عَیْبِ النَّاسِ أَكْبَرُ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ فِی عَیْبِ أَحَدٍ بِذَنْبِهِ فَلَعَلَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ وَ لَا تَأْمَنْ عَلَی نَفْسِكَ صَغِیرَ مَعْصِیَةٍ فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَیْهِ فَلْیَكْفُفْ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عَیْبَ غَیْرِهِ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ عَیْبِ نَفْسِهِ وَ لْیَكُنِ الشُّكْرُ شَاغِلًا لَهُ عَلَی مُعَافَاتِهِ مِمَّا ابْتُلِیَ غَیْرُهُ بِهِ (1).

«64»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ لَیْسَتْ غِیبَتُهُمْ غِیبَةً الْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ بِفِسْقِهِ وَ الْإِمَامُ الْكَذَّابُ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ یَشْكُرْ وَ إِنْ أَسَأْتَ لَمْ یَغْفِرْ وَ الْمُتَفَكِّهُونَ بِالْأُمَّهَاتِ وَ الْخَارِجُ عَنِ الْجَمَاعَةِ الطَّاعِنُ عَلَی أُمَّتِی الشَّاهِرُ عَلَیْهَا بِسَیْفِهِ (2).

«65»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: وَ لْیَقِلَّ عَیْبُ النَّاسِ عَلَی لِسَانِكَ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ رَمَی النَّاسَ بِمَا فِیهِمْ رَمَوْهُ بِمَا لَیْسَ فِیهِ.

«66»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَرْكُ الْغِیبَةِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمْسِكْ لِسَانَكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِلِسَانِكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سِتُّ خِصَالٍ مَا مِنْ مُسْلِمٍ یَمُوتُ فِی وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ إِلَّا كَانَ ضَامِناً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ نِیَّتُهُ أَنْ لَا یَغْتَابَ مُسْلِماً فَإِنْ مَاتَ عَلَی ذَلِكَ كَانَ ضَامِناً عَلَی اللَّهِ الْخَبَرَ.

وَ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ: عَذَابُ الْقَبْرِ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ ثُلُثٌ لِلْغِیبَةِ وَ ثُلُثٌ لِلنَّمِیمَةِ وَ ثُلُثٌ لِلْبَوْلِ.

ص: 261


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 277.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 18.

«67»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْغِیبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزِ(1).

وَ قَالَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَسْتَقِیمُ إِیمَانُ عَبْدٍ حَتَّی یَسْتَقِیمَ قَلْبُهُ وَ لَا یَسْتَقِیمُ قَلْبُهُ حَتَّی یَسْتَقِیمَ لِسَانُهُ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ نَقِیُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمْوَالِهِمْ سَلِیمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْیَفْعَلْ (2).

«68»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: لَا تَقُولَنَّ فِی أَخِیكَ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَوَارَی عَنْكَ إِلَّا مِثْلَ مَا تُحِبُّ أَنْ یَقُولَ فِیكَ إِذَا تَوَارَیْتَ عَنْهُ (3).

«69»- عُدَّةُ الدَّاعِی،: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ نُحْ عَلَی خَطِیئَتِكَ كَالْمَرْأَةِ الثَّكْلَی عَلَی وَلَدِهَا لَوْ رَأَیْتَ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ النَّاسَ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ قَدْ بَسَطْتُهَا بَسْطَ الْأَدِیمِ وَ ضَرَبْتُ نَوَاحِیَ أَلْسِنَتِهِمْ بِمَقَامِعَ مِنْ نَارٍ ثُمَّ سَلَّطْتُ عَلَیْهِمْ مُوَبِّخاً لَهُمْ یَقُولُ یَا أَهْلَ النَّارِ هَذَا فُلَانٌ السَّلِیطُ فَاعْرِفُوهُ.

وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ یَنْصُرْهُ وَ لَمْ یَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ خَذَلَهُ اللَّهُ وَ حَقَّرَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

«70»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیُّ: دَخَلْتُ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیُّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَ تُحِبُّهُ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ مَا أَحْبَبْتُهُ إِلَّا لَكُمْ فَقَالَ علیه السلام هُوَ أَخُوكَ وَ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأُمَّهِ وَ لِأَبِیهِ وَ إِنْ لَمْ یَلِدْهُ أَبُوهُ مَلْعُونٌ مَنِ اتَّهَمَ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَنْ غَشَّ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَنْ لَمْ یَنْصَحْ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَنِ اغْتَابَ أَخَاهُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِیَّاكَ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ.

«71»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِیَّاكُمْ وَ مَجَالِسَ اللِّعَانِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَنْفِرُ عِنْدَ اللِّعَانِ وَ كَذَلِكَ تَنْفِرُ عِنْدَ الرِّهَانِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الرِّهَانَ إِلَّا رِهَانَ الْخُفِّ وَ الْحَافِرِ وَ الرِّیشِ فَإِنَّهُ تَحْضُرُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا سَمِعْتَ اثْنَیْنِ یَتَلَاعَنَانِ

ص: 262


1- 1. نهج البلاغة، عبده ج 2 ص 252.
2- 2. نهج البلاغة، عبده ج 1 ص 346.
3- 3. كنز الكراجكیّ 194.

فَقُلِ اللَّهُمَّ بَدِیعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْ ذَلِكَ إِلَیْنَا وَاصِلًا وَ لَا تَجْعَلْ لِلَعْنِكَ وَ سَخَطِكَ وَ نَقِمَتِكَ إِلَی وَلِیِّ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ مَسَاغاً اللَّهُمَّ قَدِّسِ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ تَقْدِیساً لَا یُسِیغُ إِلَیْهِ سَخَطُكَ وَ اجْعَلْ لَعْنَكَ عَلَی الظَّالِمِینَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْلَ دِینِكَ وَ حَارَبُوا رَسُولَكَ وَ وَلِیَّكَ وَ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ وَ زَیِّنْهُمْ بِالتَّقْوَی وَ جَنِّبْهُمُ الرَّدَی.

باب 67 النمیمة و السعایة

الآیات:

النساء: وَ مَنْ یَشْفَعْ شَفاعَةً سَیِّئَةً یَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها(1)

القلم: وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ- هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ (2)

أقول: قد مضت الأخبار فی باب شرار الناس و بعضها فی باب الغیبة و بعضها فی باب جوامع مساوی الأخلاق.

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْكَاهِنُ وَ الْمُنَافِقُ وَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَ الْقَتَّاتُ وَ هُوَ النَّمَّامُ (3).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام یُنَاجِی رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذْ رَأَی رَجُلًا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ أَظَلَّهُ عَرْشُكَ فَقَالَ هَذَا كَانَ بَارّاً بِوَالِدَیْهِ وَ لَمْ یَمْشِ بِالنَّمِیمَةِ(4).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ

ص: 263


1- 1. النساء: 85.
2- 2. القلم: 10- 11.
3- 3. أمالی الصدوق ص 243.
4- 4. أمالی الصدوق ص 108.

عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الشَّعِیرِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِلْمَنْصُورِ- لَا تَقْبَلْ فِی ذِی رَحِمِكَ وَ أَهْلِ الرِّعَایَةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ قَوْلَ مَنْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ جَعَلَ مَأْوَاهُ النَّارَ فَإِنَّ النَّمَّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَ شَرِیكُ إِبْلِیسَ فِی الْإِغْرَاءِ

بَیْنَ النَّاسِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلی ما فَعَلْتُمْ نادِمِینَ (1).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ النَّمِیمَةِ وَ الِاسْتِمَاعِ إِلَیْهَا وَ قَالَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ یَعْنِی نَمَّاماً وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَی الْمَنَّانِ وَ الْبَخِیلِ وَ الْقَتَّاتِ وَ هُوَ النَّمَّامُ (2).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ السَّفَّاكُ لِلدَّمِ وَ شَارِبُ الْخَمْرِ وَ مَشَّاءٌ بِالنَّمِیمَةِ(3).

«6»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبِرَاءِ الْعَیْبَ (4).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النضر عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله: أ لا أخبركم و ذكر مثله.

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْوَرَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی رَأَیْتُ امْرَأَةً رَأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِیرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الْحِمَارِ وَ عَلَیْهَا أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الْعَذَابِ فَسُئِلَ مَا كَانَ عَمَلُهَا فَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً(5).

ص: 264


1- 1. الحجرات: 7.
2- 2. أمالی الصدوق ص 254.
3- 3. الخصال ج 1 ص 85.
4- 4. الخصال ج 1 ص 86.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 10.

أقول: قد مر الخبر بتمامه فی باب المعراج (1).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ حَنَانٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ (2).

«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِیمٌ وَ الْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِیمٌ وَ خَیْرُ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ كَانَ مَأْلَفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا یُؤْلَفُ وَ لَا یَأْلَفُ قَالَ وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ شِرَارُ النَّاسِ مَنْ یُبْغِضُ الْمُؤْمِنِینَ وَ تُبْغِضُهُ قُلُوبُهُمْ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ وَ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبِرَاءِ الْعَیْبَ أُولَئِكَ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ ثُمَّ تَلَا صلی اللّٰه علیه و آله (3) هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ- وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ (4).

«10»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ یَكُونُ مِنَ النَّمِیمَةِ وَ الْبَوْلِ وَ عَزَبِ الرَّجُلِ عَنْ أَهْلِهِ (5).

«11»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ غَالِبٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَفَّاكُ الدَّمِ وَ لَا مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَ لَا مَشَّاءٌ بِنَمِیمٍ (6).

«12»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا

ص: 265


1- 1. راجع ج 18 ص 351 من هذه الطبعة.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 392.
3- 3. الأنفال: 62.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 77.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 291.
6- 6. ثواب الأعمال ص 241.

عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَی ثَلَاثَةٍ النَّمَّامِ وَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ وَ الدَّیُّوثِ وَ هُوَ الْفَاجِرُ(1).

«13»- ختص، [الإختصاص]: رَفَعَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كِتَاباً فِیهِ سِعَایَةٌ فَنَظَرَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ یَا هَذَا إِنْ كُنْتَ صَادِقاً مَقَتْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً عَاقَبْنَاكَ وَ إِنْ أَحْسَنْتَ الْقَیْلَةَ أَقَلْنَاكَ قَالَ بَلْ تُقِیلُنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ.

«14»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُثَلِّثُ قِیلَ وَ مَا الْمُثَلِّثُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الرَّجُلُ یَسْعَی بِأَخِیهِ إِلَی إِمَامِهِ فَیَقْتُلُهُ فَیُهْلِكُ نَفْسَهُ وَ أَخَاهُ وَ إِمَامَهُ (2).

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی علیه السلام أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكَ یَنُمُّ عَلَیْكَ فَاحْذَرْهُ فَقَالَ یَا رَبِّ لَا أَعْرِفُهُ فَأَخْبِرْنِی بِهِ حَتَّی أَعْرِفَهُ فَقَالَ یَا مُوسَی عِبْتُ عَلَیْهِ النَّمِیمَةَ وَ تُكَلِّفُنِی أَنْ أَكُونَ نَمَّاماً فَقَالَ یَا رَبِّ وَ كَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَرِّقْ أَصْحَابَكَ عَشَرَةً عَشَرَةً ثُمَّ تُقْرِعُ بَیْنَهُمْ فَإِنَّ السَّهْمَ یَقَعُ عَلَی الْعَشَرَةِ الَّتِی هُوَ فِیهِمْ ثُمَّ تُفَرِّقُهُمْ وَ تُقْرِعُ بَیْنَهُمْ فَإِنَّ السَّهْمَ یَقَعُ عَلَیْهِ قَالَ فَلَمَّا رَأَی الرَّجُلُ أَنَّ السِّهَامَ تُقْرَعُ قَامَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُكَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَعُودُ أَبَداً.

«16»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: شَرُّ النَّاسِ الْمُثَلِّثُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمُثَلِّثُ قَالَ الَّذِی یَسْعَی بِأَخِیكَ إِلَی السُّلْطَانِ فَیُهْلِكُ نَفْسَهُ وَ یُهْلِكُ أَخَاهُ وَ یُهْلِكُ السُّلْطَانَ.

«17»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ

ص: 266


1- 1. ثواب الأعمال ص 241.
2- 2. الاختصاص ص 228.

لِلْبِرَاءِ الْمَعَایِبَ (1).

بیان: المشاءون بالنمیمة إشارة إلی قوله تعالی وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ- هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ- مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ- عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِیمٍ (2) قال البیضاوی هَمَّازٍ أی عیاب مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ أی نقال للحدیث علی وجه السعایة عُتُلٍ جاف غلیظ بَعْدَ ذلِكَ أی بعد ما عد من مثالبه زَنِیمٍ دعی (3)

و فی المصباح نم الرجل الحدیث نما من بابی قتل و ضرب سعی به لیوقع فتنة أو وحشة و الرجل نم تسمیة بالمصدر و مبالغة و الاسم النمیمة و النمیم أیضا و فی النهایة النمیمة نقل الحدیث من قوم إلی قوم علی جهة الإفساد و الشر.

و المفرقون بین الأحبة بالنمیمة و غیرها و البغی الطلب و البراء ككرام و كفقهاء جمع البری ء و هنا یحتملهما و أكثر النسخ علی الأول و یقال إنا براء منه بالفتح لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث أی بری ء كل ذلك ذكره الفیروزآبادی و الأخیر هنا بعید و الظاهر أن المراد به من یثبت لمن لا عیب له عیبا لیسقطه من أعین الناس و یحتمل شموله لمن یتجسس عیوب المستورین لیفشیها عند الناس و إن كانت فیهم فالمراد البراء عند الناس.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَیْفِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مُحَرَّمَةٌ الْجَنَّةُ عَلَی الْقَتَّاتِینَ الْمَشَّاءِینَ بِالنَّمِیمَةِ(4).

بیان: فی القاموس القت نم الحدیث و الكذب و اتباعك الرجل سرا لتعلم ما یرید و فی النهایة فیه لا یدخل الجنة قتات و هو النمام یقال قت الحدیث یقته إذا زوره و هیاه و سواه و قیل النمام الذی یكون مع القوم یتحدثون فینم علیهم و القتات الذی یتسمع علی القوم و هم لا یعلمون ثم ینم و القساس الذی

ص: 267


1- 1. الكافی ج 2 ص 369.
2- 2. القلم: 13- 10.
3- 3. أنوار التنزیل ص 438.
4- 4. الكافی ج 2 ص 369.

یسأل عن الأخبار ثم ینمها انتهی و ربما یؤول الحدیث بالحمل علی المستحل أو علی أن الجنة محرمة علیه ابتداء و لا یدخلها إلا بعد انقضاء مدة العقوبة أو علی أن المراد بالجنة جنة معینة لا یدخلها القتات أبدا.

«19»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: شِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْمُبْتَغُونَ لِلْبِرَاءِ الْمَعَایِبَ (1).

بیان: قال الشهید الثانی قدس اللّٰه روحه فی رسالة الغیبة فی عد ما یلحق بالغیبة أحدها النمیمة و هی نقل قول الغیر إلی المقول فیه كما تقول فلان تكلم فیك بكذا و كذا سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة أم بالإشارة و الرمز فإن تضمن ذلك نقصا أو عیبا فی المحكی عنه كان ذلك راجعا إلی الغیبة أیضا فجمع بین معصیة الغیبة و النمیمة و النمیمة إحدی المعاصی الكبائر قال اللّٰه تعالی هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ ثم قال عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِیمٍ قال بعض العلماء دلت هذه الآیة علی أن من لم یكتم الحدیث و مشی بالنمیمة ولد زنا لأن الزنیم هو الدعی و قال تعالی وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قیل الهمزة النمام و قال تعالی عن امرأة نوح و امرأة لوط فَخانَتاهُما فَلَمْ یُغْنِیا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَیْئاً وَ قِیلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِینَ (2) قیل كانت امرأة لوط تخبر بالضیفان و امرأة نوح تخبر بأنه مجنون وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ وَ الْقَتَّاتُ هُوَ النَّمَّامُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مُوسَی علیه السلام اسْتَسْقَی لِبَنِی إِسْرَائِیلَ حِینَ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنِّی لَا أَسْتَجِیبُ لَكَ وَ لَا لِمَنْ مَعَكَ وَ فِیكُمْ نَمَّامٌ قَدْ أَصَرَّ عَلَی النَّمِیمَةَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام یَا رَبِّ مَنْ هُوَ حَتَّی نُخْرِجَهُ مِنْ بَیْنِنَا فَقَالَ یَا مُوسَی أَنْهَاكُمْ عَنِ النَّمِیمَةِ وَ أَكُونُ نَمَّاماً فَتَابُوا بِأَجْمَعِهِمْ فَسُقُوا.

أقول: و ذكر رفع اللّٰه درجته أخبارا كثیرة من طریق الخاصة و العامة

ص: 268


1- 1. الكافی ج 2 ص 369.
2- 2. التحریم: 10.

ثم قال و اعلم أن النمیمة تطلق فی الأكثر علی من ینم قول الغیر إلی المقول فیه كأن یقول فلان كان یتكلم فیك بكذا و كذا و لیست مخصوصة بالقول فیه بل یطلق علی ما هو أعم من القول كما مر فی الغیبة و حدها بالمعنی الأعم كشف ما یكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أم المنقول إلیه أم كرهه ثالث و سواء كان الكشف بالقول أم بالكتابة أم الرمز أم الإیماء و سواء كان المنقول من الأعمال أم من الأقوال و سواء كان ذلك عیبا و نقصانا علی المنقول عنه أم لم یكن بل حقیقة النمیمة إفشاء السر و هتك الستر عما یكره كشفه بل كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس فینبغی أن یسكت عنه إلا ما فی حكایته فائدة لمسلم أو دفع لمعصیته كما إذا رأی من یتناول مال غیره فعلیه أن یشهد به مراعاة لحق المشهود علیه فأما إذا رآه یخفی مالا لنفسه فذكره نمیمة و إفشاء للسر فإن كان ما ینم به نقصانا أو عیبا فی المحكی عنه كان جمع بین الغیبة و النمیمة.

و السبب الباعث علی النمیمة إما إرادة السوء بالمحكی عنه أو إظهار الحب للمحكی له أو التفرج بالحدیث أو الخوض فی الفضول و كل من حملت إلیه النمیمة و قیل له إن فلانا قال فیك كذا و كذا و فعل فیك كذا و كذا و هو یدبر فی إفساد أمرك أو فی ممالاة عدوك أو تقبیح حالك أو ما یجری مجراه فعلیه ستة أمور الأول أن لا یصدقه لأن النمام فاسق و هو مردود الشهادة قال اللّٰه تعالی إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ(1) الثانی أن ینهاه عن ذلك و ینصحه و یقبح له فعله قال اللّٰه تعالی وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ(2) الثالث أن یبغضه فی اللّٰه تعالی فإنه بغیض عند اللّٰه و یجب بغض من یبغضه اللّٰه الرابع أن لا تظن بأخیك السوء بمجرد قوله لقوله تعالی اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنَ الظَّنِ (3) بل تثبت حتی تتحقق الحال الخامس أن لا یحملك ما حكی لك علی التجسس و البحث للتحقیق لقوله تعالی وَ لا تَجَسَّسُوا(4) السادس أن لا ترضی

ص: 269


1- 1. الحجرات: 7.
2- 2. لقمان: 17.
3- 3. الحجرات: 13.
4- 4. الحجرات: 13.

لنفسك ما نهیت النمام عنه فلا تحكی نمیمته فتقول فلان قد حكی لی كذا و كذا فتكون به نماما و مغتابا فتكون قد أتیت بما نهیت عنه

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ یَسْعَی إِلَیْهِ بِرَجُلٍ فَقَالَ یَا هَذَا نَحْنُ نَسْأَلُ عَمَّا قُلْتَ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً مَقَتْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً عَاقَبْنَاكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ نُقِیلَكَ أَقَلْنَاكَ قَالَ أَقِلْنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ. وَ قَالَ الْحَسَنُ: مَنْ نَمَّ إِلَیْكَ نَمَّ عَلَیْكَ. و هذه إشارة إلی أن النمام ینبغی أن یبغض و لا یوثق بصداقته و كیف لا یبغض و هو لا ینفك من الكذب و الغیبة و الغدر و الخیانة و الغل و الحسد و النفاق و الإفساد بین الناس و الخدیعة و هو ممن سعی فی قطع ما أمر اللّٰه تعالی به أن یوصل قال اللّٰه

تعالی وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ (1) و قال تعالی إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِ (2) و النمام منهم.

و بالجملة فشر النمام عظیم ینبغی أن یتوقی قیل باع بعضهم عبدا و قال للمشتری ما فیه عیب إلا النمیمة قال رضیت به فاشتراه فمكث الغلام أیاما ثم قال لزوجة مولاه إن زوجك لا یحبك و هو یرید أن یتسری (3)

علیك فخذی الموسی و احلقی من قفاه شعرات حتی أسحر علیها فیحبك ثم قال للزوج إن امرأتك اتخذت خلیلا و ترید أن تقتلك فتناوم لها حتی تعرف فتناوم فجاءته المرأة بالموسی فظن أنها تقتله فقام و قتلها فجاء أهل المرأة و قتلوا الزوج فوقع القتال بین القبیلتین و طال الأمر.

ص: 270


1- 1. البقرة: 27.
2- 2. الشوری: 42.
3- 3. التسری: اخذ السریة- كالذریة- و هی المرأة التی تتخذها لعبة لك سرا عن زوجتك.

باب 68 المكافأة علی السوء و ما یتعلق بذلك

الآیات:

البقرة: فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ (1)

النحل: وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ (2)

الحج: ذلِكَ وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(3)

الشعراء: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِیراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا(4)

حمعسق: وَ الَّذِینَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ- وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ- وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ- إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ- وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(5)

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْأَنْمَاطِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ لَا یَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلَاثَةٍ شَرِیفٌ مِنْ وَضِیعٍ وَ حَلِیمٌ مِنْ سَفِیهٍ وَ مُؤْمِنٌ مِنْ فَاجِرٍ(6).

ص: 271


1- 1. البقرة: 149.
2- 2. النحل: 126.
3- 3. الحجّ: 60.
4- 4. الشعراء: 227.
5- 5. الشوری: 39- 43.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 227.

باب 69 المعاقبة علی الذنب و مداقة المؤمنین

«1»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ یَا فُلَانُ مَا لَكَ وَ لِأَخِیكَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَانَ لِی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فَاسْتَقْصَیْتُ عَلَیْهِ فِی حَقِّی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أَ تَرَاهُمْ خَافُوا أَنْ یَجُورَ عَلَیْهِمْ أَوْ یَظْلِمَهُمْ- لَا وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا الِاسْتِقْصَاءَ وَ الْمُدَاقَّةَ(1).

«2»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا یَطْمَعَنَّ الْمُعَاقِبُ عَلَی الذَّنْبِ الصَّغِیرِ فِی السُّؤْدُدِ(2).

باب 70 البغی و الطغیان

الآیات:

الأنعام: ذلِكَ جَزَیْناهُمْ بِبَغْیِهِمْ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ (3)

الأعراف: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ إلی قوله وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِ (4)

یونس: فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْیُكُمْ عَلی أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَیاةِ الدُّنْیا ثُمَّ إِلَیْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال تعالی فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْیاً وَ عَدْواً(5)

النحل: إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ

ص: 272


1- 1. معانی الأخبار 246، و الآیة فی الرعد: 21.
2- 2. الخصال ج 2 ص 53.
3- 3. الأنعام: 146.
4- 4. الأعراف: 33.
5- 5. یونس: 23، 90.

وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)

طه: اذْهَبْ إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی و قال تعالی كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ عَلَیْكُمْ غَضَبِی وَ مَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی (2)

القصص: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِیَعاً یَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ یُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ و قال تعالی إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسی فَبَغی عَلَیْهِمْ و قال تعالی تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (3)

ص: وَ إِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَآبٍ- جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ(4)

الدخان: مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِیاً مِنَ الْمُسْرِفِینَ (5)

النبأ: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً- لِلطَّاغِینَ مَآباً(6)

النازعات: فَأَمَّا مَنْ طَغی وَ آثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأْوی (7)

«1»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَیْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ إِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عِقَاباً الْبَغْیُ الْخَبَرَ(8).

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی بن موسی عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح: مثله (9)

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] المفید عن أبی غالب الزراری عن جده محمد بن سلیمان عن محمد بن خالد عن ابن حمید عن الحذاء عن أبی جعفر علیه السلام عن النبی

ص: 273


1- 1. النحل: 90.
2- 2. طه: 24، 81.
3- 3. القصص: 4، 76؛ 83.
4- 4. ص: 55.
5- 5. الدخان: 31.
6- 6. النبأ: 21، 22.
7- 7. النازعات: 37، 39.
8- 8. الخصال ج 1 ص 54.
9- 9. ثواب الأعمال 245.

صلی اللّٰه علیه و آله مثله (1).

«2»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا یَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ أَبَداً حَتَّی یَرَی وَبَالَهُنَّ الْبَغْیُ وَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ وَ الْیَمِینُ الْكَاذِبَةُ یُبَارِزُ اللَّهَ بِهَا وَ إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَاباً لَصِلَةُ الرَّحِمِ وَ إِنَّ الْقَوْمَ لَیَكُونُونَ فُجَّاراً فَیَتَوَاصَلُونَ فَتَنْمَی أَمْوَالُهُمْ وَ یَبَرُّونَ فَتَزْدَادُ أَعْمَارُهُمْ وَ إِنَّ الْیَمِینَ الْكَاذِبَةَ وَ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ لَیَذَرَانِ الدِّیَارَ بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا وَ یُثْقِلَانِ الرَّحِمَ وَ إِنَّ تَثَقُّلَ الرَّحِمِ انْقِطَاعُ النَّسْلِ (2).

ثو، [ثواب الأعمال]: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ یُبَارِزُ اللَّهَ بِهَا(3).

جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ مِنْ أَهْلِهَا(4).

«3»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ فَكَافَأَكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَیْهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَوَفَیْتَ لَهُ وَ غَدَرَ بِكَ وَ رَجُلٌ وَصَلَ قَرَابَتَهُ فَقَطَعُوهُ (5).

«4»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَعَوَّذُ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ سِتٍّ مِنَ الشَّكِ

ص: 274


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 105.
2- 2. الخصال ج 1 ص 61، و فی بعض النسخ ینقلان و تنقل، و قد مر مثله بأسانید مختلفة عن مصادر غیر هذه مع شرحه مستوفی فراجع ج 74 ص 94 و 99 و 134 باب صلة الرحم.
3- 3. ثواب الأعمال 199.
4- 4. أمالی المفید ص 66.
5- 5. الخصال ج 1 ص 109 و مثله ص 85.

وَ الشِّرْكِ وَ الْحَمِیَّةِ وَ الْغَضَبِ وَ الْبَغْیِ وَ الْحَسَدِ(1).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَ لَا تُؤَخَّرُ إِلَی الْآخِرَةِ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ الْبَغْیُ عَلَی النَّاسِ وَ كُفْرُ الْإِحْسَانِ (2).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا ظَهَرَ الْبَغْیُ قَطُّ فِی قَوْمٍ إِلَّا ظَهَرَ فِیهِمُ الْمَوَتَانُ (3).

«7»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُغَیِّرُ النِّعَمَ الْبَغْیُ (4).

أقول: قد مضت بأسانیدها فی باب ما یوجب غضب اللّٰه من الذنوب.

«8»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْأَغْلَبُ مَنْ غَلَبَ بِالْخَیْرِ وَ الْمَغْلُوبُ مَنْ غَلَبَ بِالشَّرِّ وَ الْمُؤْمِنُ مُلْجَمٌ (5).

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ- عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ إِلَی عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْیُ (6).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ بَغَی جَبَلٌ عَلَی جَبَلٍ لَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَاغِیَ مِنْهُمَا دَكَّاءَ(7).

«11»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْجَلَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْیُ (8).

«12»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: دَعَا رَجُلٌ بَعْضَ بَنِی هَاشِمٍ إِلَی الْبِرَازِ فَأَبَی أَنْ یُبَارِزَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مَا مَنَعَكَ أَنْ تُبَارِزَهُ فَقَالَ كَانَ فَارِسَ الْعَرَبِ وَ خَشِیتُ أَنْ یَغْلِبَنِی فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ بَغَی عَلَیْكَ وَ لَوْ بَارَزْتَهُ لَغَلَبْتَهُ وَ لَوْ بَغَی جَبَلٌ عَلَی جَبَلٍ

ص: 275


1- 1. الخصال ج 1 ص 160.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 13.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 17.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 271.
5- 5. معانی الأخبار ص 170.
6- 6. ثواب الأعمال ص 245.
7- 7. ثواب الأعمال ص 245.
8- 8. ثواب الأعمال ص 245.

لَهَلَكَ الْبَاغِی (1).

«13»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ بَغَی جَبَلٌ عَلَی جَبَلٍ لَجَعَلَ اللَّهُ الْبَاغِیَ مِنْهُمَا دَكَّاءَ(2).

«14»- نهج، [نهج البلاغة]: مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ (3).

وَ قَالَ علیه السلام فِی الْقَاصِعَةِ: فَاللَّهَ اللَّهَ فِی عَاجِلِ الْبَغْیِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْیَدَةُ إِبْلِیسَ الْعُظْمَی وَ مَكِیدَتُهُ الْكُبْرَی الَّتِی تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِی أَبَداً وَ لَا تُشْوِی أَحَداً- لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِی طِمْرِهِ (4).

«15»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْجَلَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْیُ (5).

بیان: البغی مجاوزة الحد و طلب الرفعة و الاستطالة علی الغیر فی القاموس بغی علیه یبغی بغیا علا و ظلم و عدل عن الحق و استطال و كذب و فی مشیته اختال و البغی الكثیر من البطر و فئة باغیة خارجة عن طاعة الإمام العادل.

و قال الراغب البغی طلب تجاوز الاقتصاد فیما یتحری تجاوزه أو لم یتجاوزه فتارة یعتبر فی الكمیة و تارة فی الكیفیة یقال بغیت الشی ء إذا طلبت أكثر مما یجب و ابتغیت كذلك و البغی علی ضربین محمود و هو تجاوز العدل إلی الإحسان و الفرض إلی التطوع و مذموم و هو تجاوز الحق إلی الباطل و بغی تكبر و ذلك لتجاوز منزلته إلی ما لیس له و یستعمل ذلك فی أی أمر كان قال تعالی یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِ و قال إِنَّما بَغْیُكُمْ عَلی أَنْفُسِكُمْ

ص: 276


1- 1. ثواب الأعمال ص 245.
2- 2. نوادر الراوندیّ.
3- 3. نهج البلاغة ط عبده ج 2 ص 227.
4- 4. الخطبة القاصعة تحت الرقم 190 ج 1 ص 405.
5- 5. الكافی ج 2 ص 327.

وَ مَنْ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسی فَبَغی عَلَیْهِمْ و قال تعالی فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی فالبغی فی أكثر المواضع مذموم انتهی (1) و المراد بتعجیل عقوبته أنها تصل إلیه فی الدنیا أیضا بل تصل إلیه فیها سریعا وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ یُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِی الدُّنْیَا مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْیِ وَ قَطِیعَةِ الرَّحِمِ- إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً. وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ. و الظاهر أن ذلك من قبل اللّٰه تعالی عقوبة علی البغی و زجرا عنه و عبرة لا لما قیل سر ذلك أن الناس لا یتركونه بل ینالونه بمثل ما نالهم أو بأشد و تلك عقوبة حاضرة جلبها إلی نفسه من وجوه متكثرة انتهی.

و أقول مما یضعف ذلك أنا نری أن الباغی یبتلی غالبا بغیر من بغی علیه.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ وَ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ جَمِیعاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ الْبَغْیَ یَقُودُ أَصْحَابَهُ إِلَی النَّارِ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَغَی عَلَی اللَّهِ عَنَاقُ بِنْتُ آدَمَ فَأَوَّلُ قَتِیلٍ قَتَلَهُ اللَّهُ عَنَاقُ وَ كَانَ مَجْلِسُهَا جَرِیباً فِی جَرِیبٍ وَ كَانَ لَهَا عِشْرُونَ إِصْبَعاً فِی كُلِّ إِصْبَعٍ ظُفُرَانِ مِثْلُ الْمِنْجَلَیْنِ فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهَا أَسَداً كَالْفِیلِ وَ ذِئْباً كَالْبَعِیرِ وَ نَسْراً مِثْلَ الْبَغْلِ فَقَتَلَتْهَا وَ قَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْجَبَابِرَةَ عَلَی أَفْضَلِ أَحْوَالِهِمْ وَ آمَنِ مَا كَانُوا(2).

بیان: كان مجلسها جریبا قال فی المصباح الجریب الوادی ثم استعیر للقطعة الممیزة من الأرض فقیل فیها جریب و یختلف مقدارها بحسب اصطلاح أهل الأقالیم كاختلافهم فی مقدار الرطل و الكیل و الذراع و فی كتاب المساحة اعلم أن مجموع عرض كل ست شعیرات معتدلات یسمی إصبعا و القبضة أربع أصابع و الذراع ست قبضات و كل عشرة أذرع یسمی قصبة و كل عشر قصبات یسمی أشلا و قد یسمی مضروب الأشل فی نفسه جریبا و مضروب الأشل فی القصبة قفیزا و مضروب الأشل فی الذراع عشیرا فحصل من هذا أن الجریب عشرة آلاف ذراع

ص: 277


1- 1. مفردات غریب القرآن: 55.
2- 2. الكافی ج 2 ص 328.

و نقل عن قدامة أن الأشل ستون ذراعا و ضرب الأشل فی نفسه یسمی جریبا فیكون ثلاثة آلاف و ستمائة انتهی.

فقوله علیه السلام فی جریب كأن المعنی مع جریب فیكون جریبین أو أطلق الجریب علی أحد أضلاعه مجازا للإشعار بأنها كانت تملأ الجریب طولا و عرضا أو یكون الجریب فی عرف زمانه علیه السلام مقدارا من امتداد المسافة كالفرسخ و فی تفسیر علی بن إبراهیم و كان مجلسها فی الأرض موضع جریب و المنجل كمنبر حدیدة یحصد بها الزرع و النسر طائر معروف له قوة فی الصید و یقال لا مخلب له و إنما له ظفر كظفر الدجاجة و فی تفسیر علی بن إبراهیم و نسرا كالحمار.

و كان ذلك فی الخلق الأول أی كانت تلك الحیوانات كذلك فی أول الخلق فی الكبر و العظم ثم صارت صغیرة كالإنسان و آمن أفعل تفضیل و ما مصدریة و كانوا تامة و المصدر إما بمعناه أو استعمل فی ظرف الزمان نحو رأیته مجی ء الحاج و علی التقدیرین نسبة الأمن إلیه علی التوسع و المجاز.

و الحاصل أن اللّٰه عز و جل قتل الجبارین الذین جبروا خلق اللّٰه علی ما أرادت نفوسهم الخبیثة من الأوامر و النواهی و بغوا علیهم و لم یرفقوا بهم علی أحسن الأحوال و الشوكة و القدرة لفسادهم فلا یغتر الظالم بأمنه و اجتماع أسباب عزته فإن اللّٰه هو القوی العزیز.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقُولُ إِبْلِیسُ لِجُنُودِهِ أَلْقُوا بَیْنَهُمُ الْحَسَدَ وَ الْبَغْیَ فَإِنَّهُمَا یَعْدِلَانِ عِنْدَ اللَّهِ الشِّرْكَ (1).

بیان: فإنهما یعدلان إلخ أی فی الإخراج من الدین و العقوبة و التأثیر فی فساد نظام العالم إذ أكثر المفاسد التی نشأت فی العالم من مخالفة الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و ترك طاعتهم و شیوع المعاصی إنما نشأت من هاتین الخصلتین كما حسد إبلیس علی آدم علیه السلام و بغی علیه و حسد الطغاة من كل أمة علی

ص: 278


1- 1. الكافی ج 2 ص 327.

حجج اللّٰه فیها فطغوا و بغوا فجعلوا حجج اللّٰه مغلوبین و سری الكفر و المعاصی فی الخلق.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مِسْمَعٍ أَبِی سَیَّارٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَتَبَ إِلَیْهِ فِی كِتَابٍ انْظُرْ أَنْ لَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ بَغْیٍ أَبَداً وَ إِنْ أَعْجَبَتْكَ نَفْسَكَ وَ عَشِیرَتَكَ (1).

بیان: أن لا تكلّم و فی بعض النسخ أن لا تكلّمن و هما إما علی بناء التفعیل أی أحدا فإنه متعد أو علی بناء التفعل بحذف إحدی التاءین بكلمة بغی أی بكلام مشتمل علی بغی أی جور أو تطاول و إن أعجبتك نفسك و عشیرتك الظاهر أن فاعل أعجبتك الضمیر الراجع إلی الكلمة و نفسك بالنصب تأكید للضمیر و عشیرتك عطف علیه و قیل نفسك فاعل أعجبت و الأول أظهر.

باب 71 سوء المحضر و من یكرمه الناس اتقاء شره و من لا یؤمن شره و لا یرجی خیره

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَلَا إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِیَ الَّذِینَ یُكْرَمُونَ مَخَافَةَ شَرِّهِمْ أَلَا وَ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ فَلَیْسَ مِنِّی (2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب أصناف الناس.

«2»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِوَلَدِ الزِّنَا عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ ثَانِیهَا أَنَّهُ یَحِنُّ إِلَی الْحَرَامِ الَّذِی خُلِقَ مِنْهُ وَ ثَالِثُهَا الِاسْتِخْفَافُ بِالدِّینِ وَ رَابِعُهَا

ص: 279


1- 1. الكافی ج 2 ص 327.
2- 2. الخصال ج 1 ص 10.

سُوءُ الْمَحْضَرِ لِلنَّاسِ وَ لَا یُسِی ءُ مَحْضَرَ إِخْوَانِهِ إِلَّا مَنْ وُلِدَ عَلَی غَیْرِ فِرَاشِ أَبِیهِ أَوْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا(1).

ختص، [الإختصاص] الصدوق عن أبیه عن ابن عامر: مثله (2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ الْكَرْخِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عَلَامَاتُ وَلَدِ الزِّنَا ثَلَاثٌ سُوءُ الْمَحْضَرِ وَ الْحَنِینُ إِلَی الزِّنَا وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَیْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عِقَاباً الْبَغْیُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا یَعْمَی عَنْهُ [مِنْ] نَفْسِهِ وَ أَنْ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ أَنْ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ (4).

«5»- مع، [معانی الأخبار] الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَ أَبْغَضَهُ النَّاسُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِی لَا یُقِیلُ عَثْرَةً وَ لَا یَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَ لَا یَغْفِرُ ذَنْباً ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ (5).

«6»- سر، [السرائر] السَّیَّارِیُّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی مَنْزِلِ عَائِشَةَ فَأُعْلِمَ بِمَكَانِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ ابْنُ الْعَشِیرَةِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْهِ فَصَافَحَهُ وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِهِ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ قُلْتَ فِیهِ

ص: 280


1- 1. معانی الأخبار ص 400، الخصال ج 1 ص 102.
2- 2. الاختصاص ص 220.
3- 3. أمالی الصدوق ص 203.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 105.
5- 5. معانی الأخبار 196.

مَا قُلْتَ ثُمَّ خَرَجْتَ إِلَیْهِ فَصَافَحْتَهُ وَ ضَحِكْتَ فِی وَجْهِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنِ اتُّقِیَ لِسَانُهُ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَدْ كَنَّی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْكِتَابِ عَنِ الرَّجُلِ وَ هُوَ ذُو الْقُوَّةِ وَ ذُو الْعِزَّةِ فَكَیْفَ نَحْنُ (1).

«7»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ النَّاسِ مَنِ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ وَ شَرُّ النَّاسِ مَنْ تَأَذَّی بِهِ النَّاسُ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ دِینَهُ بِدُنْیَا غَیْرِهِ (2).

«8»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ أَخُو الْعَشِیرَةِ وَ قَامَتْ عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ الْبَیْتَ وَ أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَیْهِ حَتَّی إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِیثٍ خَرَجَ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَیْنَا أَنْتَ تَذْكُرُهُ إِذْ أَقْبَلْتَ عَلَیْهِ بِوَجْهِكَ وَ بِشْرِكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مِنْ أَشَرِّ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ یُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ.

«9»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ بِئْسَ أَخُو الْعَشِیرَةِ فَقَامَتْ عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ الْبَیْتَ فَأَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلرَّجُلِ فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ بِوَجْهِهِ وَ بِشْرُهُ إِلَیْهِ یُحَدِّثُهُ حَتَّی إِذَا فَرَغَ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَیْنَمَا أَنْتَ تَذْكُرُ هَذَا الرَّجُلَ بِمَا ذَكَرْتَهُ بِهِ إِذْ أَقْبَلْتَ عَلَیْهِ بِوَجْهِكَ وَ بِشْرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ مِنْ شِرَارِ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ تُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ (3).

بیان: فی القاموس عشیرة الرجل بنو أبیه الأدنون أو قبیلته و فی المصباح تقول هو أخو تمیم أی واحد منهم انتهی و قرأ بعض الأفاضل العشیرة بضم العین و فتح الشین تصغیر العشرة بالكسر أی المعاشرة و لا یخفی ما فیه و بشره بالرفع

ص: 281


1- 1. السرائر ص 475.
2- 2. الاختصاص: 243.
3- 3. الكافی ج 2 ص 326.

و إلیه خبره و الجملة حالیة كیحدثه و لیس فی بعض النسخ علیه أولا فبشره مجرور عطفا علی وجهه و هو أظهر و یحتمل زیادة إلیه آخرا كما یومی إلیه قولها إذ أقبلت علیه بوجهك و بشرك و قوله صلی اللّٰه علیه و آله إن من شرار عباد اللّٰه إما عذر لما قاله أولا أو لما فعله آخرا أو لهما معا فتأمل جدا.

و نظیر هذا الحدیث رواه مخالفونا عن عروة بن الزبیر قال حدثتنی عائشة أن رجلا استأذن علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقال ائذنوا له فلبئس ابن العشیرة فلما دخل علیه ألان له القول قالت عائشة فقلت یا رسول اللّٰه قلت له الذی قلت ثم ألنت له القول قال یا عائشة إن شر الناس منزلة عند اللّٰه یوم القیامة من ودعه الناس أو تركه اتقاء فحشه.

قال عیاض قوله لبئس ذم له فی الغیبة و الرجل عیینة بن حصن الفرازی و لم یكن أسلم حینئذ ففیه لا غیبة علی فاسق و مبتدع و إن كان قد أسلم فیكون علیه السلام أراد أن یبین حاله و فی ذلك الذم یعنی لبئس علم من أعلام النبوة فإنه ارتد و جی ء به إلی أبی بكر و له مع عمر خبر و فیه أیضا أن المداراة مع الفسقة و الكفرة مباحة و تستحب فی بعض الأحوال بخلاف المداهنة المحرمة و الفرق بینهما أن المداراة بذل الدنیا لصلاح الدین أو الدنیا و المداهنة بذل الدین لصلاح الدنیا و النبی صلی اللّٰه علیه و آله بذل له من دنیاه حسن العشرة و طلاقة الوجه و لم یرو أنه مدحه حتی یكون ذلك خلاف قول لعائشة و لا من ذی الوجهین و هو علیه السلام منزه عن ذلك و حدیثه هذا أصل فی جواز المداراة و غیبة أهل الفسق و البدع.

و قال القرطبی قیل أسلم هو قبل الفتح و قیل بعده و لكن الحدیث دل علی أنه شر الناس منزلة عند اللّٰه تعالی و لا یكون كذلك حتی یختم له بالكفر و اللّٰه سبحانه أعلم بما ختم له و كان من المؤلفة و جفاة الأعراب و قال النخعی دخل علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله بغیر إذن فقال له النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أین الإذن فقال ما استأذنت علی أحد من مضر فقالت عائشة من هذا یا رسول اللّٰه قال هذا أحمق مطاع و هو علی ما ترین سید قومه. و كان یسمی الأحمق المطاع و قال الآبی

ص: 282

هذا منه صلی اللّٰه علیه و آله تعلیم لغیره لأنه أرفع أن یتقی فحش كلامه.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّذِینَ یُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ (1).

بیان: یكرمون علی بناء المجهول.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ فِی النَّارِ(2).

«12»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: شَرُّ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّذِینَ یُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ (3).

باب 72 المكر و الخدیعة و الغش و السعی فی الفتنة

الآیات:

الأنفال: وَ یَمْكُرُونَ وَ یَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ (4)

النمل: وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ- فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِینَ (5)

فاطر: وَ الَّذِینَ یَمْكُرُونَ السَّیِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ یَبُورُ و قال تعالی اسْتِكْباراً فِی الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّیِّئِ وَ لا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (6)

المؤمن: وَ ما كَیْدُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ (7)

ص: 283


1- 1. الكافی ج 2 ص 327.
2- 2. الكافی ج 2 ص 327.
3- 3. الكافی ج 2 ص 327.
4- 4. الأنفال: 30.
5- 5. النمل: 50 و 51.
6- 6. فاطر: 10، 43.
7- 7. المؤمن: 25.

الطور: أَمْ یُرِیدُونَ كَیْداً فَالَّذِینَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِیدُونَ إلی قوله تعالی یَوْمَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ كَیْدُهُمْ شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ (1)

نوح: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً(2)

«1»- ل، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنْ كَانَ الْعَرْضُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَقّاً فَالْمَكْرُ لِمَا ذَا(3).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَلَا یَمْكُرُ وَ لَا یَخْدَعُ فَإِنِّی سَمِعْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدِیعَةَ فِی النَّارِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَیْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً وَ لَیْسَ مِنَّا مَنْ خَانَ مُسْلِماً ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ جَبْرَئِیلَ الرُّوحَ الْأَمِینَ نَزَلَ عَلَیَّ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلَیْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ یَذْهَبُ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَلَا وَ إِنَّ أَشْبَهَكُمْ بِی أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً(4).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ غَشَّ مُسْلِماً فِی شِرَاءٍ أَوْ بَیْعٍ فَلَیْسَ مِنَّا وَ یُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ الْیَهُودِ لِأَنَّهُمْ أَغَشُّ الْخَلْقِ لِلْمُسْلِمِینَ وَ قَالَ علیه السلام مَنْ بَاتَ وَ فِی قَلْبِهِ غِشٌّ لِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ فِی سَخَطِ اللَّهِ وَ أَصْبَحَ كَذَلِكَ حَتَّی یَتُوبَ (5).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المساوی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا یَطْمَعَنَّ ذُو الْكِبْرِ فِی الثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَ لَا الْخِبِّ فِی كَثْرَةِ الصَّدِیقِ (6).

وَ فِی بَابِ أُصُولِ الْكُفْرِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَشَرَةٌ وَ ذَكَرَ مِنْهُمُ السَّاعِیَ فِی الْفِتْنَةِ.

ص: 284


1- 1. الطور: 42- 46.
2- 2. نوح: 22.
3- 3. الخصال ج 2 ص 61، أمالی الصدوق ص 5.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 50، الأمالی 163.
5- 5. أمالی الصدوق ص 257.
6- 6. راجع الخصال ج 2 ص 53.

«4»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ لَا یَغُشُّ أَخَاهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَتَّهِمُهُ وَ لَا یَقُولُ لَهُ أَنَا مِنْكَ بَرِی ءٌ(1).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً أَوْ ضَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُ (2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (3).

«6»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا خِلَابَةَ یَعْنِی الْخَدِیعَةَ.

یقال خلبته أخلبه خلابة إذا خدعته (4).

«7»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: الْمَكْرُ وَ الْخَدِیعَةُ فِی النَّارِ(5).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ مَاكَرَ مُسْلِماً(6).

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَوْ لَا أَنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدِیعَةَ فِی النَّارِ لَكُنْتُ أَمْكَرَ الْعَرَبِ (7).

«10»- ثو، [ثواب الأعمال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: لَوْ لَا أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدِیعَةَ وَ الْخِیَانَةَ فِی النَّارِ لَكُنْتُ أَمْكَرَ الْعَرَبِ (8).

«11»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ

ص: 285


1- 1. الخصال ج 2 ص 161.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 29.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 4.
4- 4. معانی الأخبار ص 282.
5- 5. ثواب الأعمال ص 241.
6- 6. ثواب الأعمال 242.
7- 7. ثواب الأعمال 242.
8- 8. ثواب الأعمال 242.

سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَوْ لَا أَنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدِیعَةَ فِی النَّارِ لَكُنْتُ أَمْكَرَ النَّاسِ (1).

بیان: فی القاموس المكر الخدیعة و قال خدعه كمنعه خدعا و یكسر ختله و أراد به المكروه من حیث لا یعلم كاختدعه فانخدع و الاسم الخدیعة و قال الراغب المكر صرف الغیر عما یقصده بحیلة و ذلك ضربان مكر محمود و هو أن یتحری بذلك فعل جمیل و علی ذلك قال اللّٰه عز و جل وَ اللَّهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ و مذموم و هو أن یتحری به فعل قبیح قال تعالی وَ لا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و قال فی الأمرین وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ و قال بعضهم من مكر اللّٰه تعالی إمهال العبد و تمكینه من أعراض الدنیا وَ لِذَلِكَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وُسِّعَ عَلَیْهِ دُنْیَاهُ وَ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّهُ مُكِرَ بِهِ فَهُوَ مَخْدُوعٌ عَنْ عَقْلِهِ.

وَ قَالَ: الْخِدَاعُ إِنْزَالُ الْغَیْرِ عَمَّا هُوَ بِصَدَدِهِ بِأَمْرٍ یُبْدِیهِ عَلَی خِلَافِ مَا یُخْفِیهِ.

انتهی (2).

و فی المصباح خدعته خدعا فانخدع و الخدع بالكسر اسم منه و الخدیعة مثله و الفاعل خدوع مثل رسول و خداع أیضا و خادع و الخدعة بالضم ما یخدع به الإنسان مثل اللعبة لما یلعب به انتهی: و ربما یفرق بینهما حیث اجتمعا بأن یراد بالمكر احتیال النفس و استعمال الرأی فیما یراد فعله مما لا ینبغی و إرادة إظهار غیره و صرف الفكر فی كیفیته و بالخدیعة إبراز ذلك فی الوجود و إجراؤه علی من یرید و كأنه علیه السلام إنما قال ذلك لأن الناس كانوا ینسبون معاویة لعنه اللّٰه إلی الدهاء و العقل و ینسبونه علیه السلام إلی ضعف الرأی لما كانوا یرون من أصابه حیل معاویة المبنیة علی الكذب و الغدر و المكر فبین علیه السلام أنه أعرف بتلك الحیل منه و لكنها لما كانت مخالفة لأمر اللّٰه و نهیه فلذا لم یستعملها كَمَا رَوَی السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ:

ص: 286


1- 1. الكافی ج 2 ص 336.
2- 2. مفردات غریب القرآن: 471 و 143.

وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِی زَمَانٍ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَیْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِیهِ إِلَی حُسْنِ الْحِیلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِیلَةِ وَ دُونَهُ مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ فَیَدَعُهَا رَأْیَ الْعَیْنِ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا وَ یَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ (1).

و الحریجة التقوی و قال بعض الشراح فی تفسیر هذا الكلام و ذلك لجهل الفریقین بثمرة الغدر و عدم تمییزهم بینه و بین الكیس فإنه لما كان الغدر هو التفطن بوجه الحیلة و إیقاعها علی المغدور به و كان الكیس هو التفطن بوجه الحیلة و المصالح فیما ینبغی كانت بینهما مشاركة فی التفطن بالحیلة و استخراجها بالآراء إلا أن تفطن الغادر بالحیلة التی هو غیر موافقة للقوانین الشرعیة و المصالح الدینیة و الكیس هو التفطن بالحیلة الموافقة لهما و لدقة الفرق بینهما یلبس الغادر غدره بالكیس و ینسبه الجاهلون إلی حسن الحیلة كما نسب ذلك إلی معاویة و عمرو بن العاص و المغیرة بن شعبة و أضرابهم و لم یعلموا أن حیلة الغادر تخرجه إلی رذیلة الفجور و أنه لا حسن لحیلة جرت إلی رذیلة بخلاف حیلة الكیس و مصلحته فإنها تجر إلی العدل انتهی.

و قد صرح علیه السلام بذلك فی مواضع یطول ذكرها و كونه علیه السلام أعرف بتلك الأمور و أقدر علیها ظاهر لأن مدار المكر علی استعمال الفكر فی درك الحیل و معرفة طرق المكروهات و كیفیة إیصالها إلی الغیر علی وجه لا یشعر به و هو علیه السلام لسعة علمه كان أعرف الناس بجمیع الأمور و المراد بكونهما فی النار كون المتصف بهما فیها و الإسناد علی المجاز.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَجِی ءُ كُلُّ غَادِرٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِإِمَامٍ مَائِلٍ شِدْقُهُ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ یَجِی ءُ كُلُّ نَاكِثٍ بَیْعَةَ إِمَامٍ أَجْذَمَ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ(2).

ص: 287


1- 1. نهج البلاغة الرقم 41 من الخطب.
2- 2. الكافی ج 2 ص 337.

بیان: فی القاموس الغدر ضد الوفاء غدره و به كنصر و ضرب و سمع غدرا و أقول یطلق الغدر غالبا علی نقض العهد و البیعة و إرادة إیصال السوء إلی الغیر بالحیلة بسبب خفی و قوله بإمام متعلق بغادر و المراد بالإمام إمام الحق و یحتمل أن یكون الباء بمعنی مع و یكون متعلقا بالمجی ء فالمراد بالإمام إمام الضلالة كما قال بعض الأفاضل یجی ء كل غادر یعنی من أصناف الغادرین علی اختلافهم فی أنواع الغدر بإمام یعنی إمام یكون تحت لوائه كما قال اللّٰه سبحانه یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و إمام كل صنف من الغادرین من كان كاملا فی ذلك الصنف من الغدر أو بادیا به و یحتمل أن یكون المراد بالغادر بإمام من غدر ببیعة إمام فی الحدیث الآتی خاصة و أما هذا الحدیث فلا لاقتضائه التكرار و للفصل فیه بیوم القیامة و الأول أظهر لأنهما فی الحقیقة حدیث واحد یبین أحدهما الآخر فینبغی أن یكون معناهما واحدا انتهی.

و فی المصباح الشدق بالفتح و الكسر جانب الفم قاله الأزهری و جمع المفتوح شدوق مثل فلس و فلوس و جمع المكسور أشداق مثل حمل و أحمال و قیل لما كان الغادر غالبا یتشبث بسبب خفی لإخفاء غدره ذكر علی علیه السلام أنه یعاقب بضد ما فعل و هو تشهیره بهذه البلیة التی تتضمن خزیه علی رءوس الأشهاد لیعرفوه بقبح عمله و النكث نقض البیعة و العهد و الفعل كنصر و ضرب فی المصباح نكث الرجل العهد نكثا من باب قتل نقضه و نبذه فانتكث مثل نقضه فانتقض و النكث بالكسر ما نقض لیغزل ثانیة و الجمع أنكاث قوله أجذم قال الجزری فیه من تعلم القرآن ثم نسیه لقی اللّٰه یوم القیامة و هو أجذم أی مقطوع الید من الجذم القطع و منه حدیث علی علیه السلام من نكث بیعته لقی اللّٰه و هو أجذم لیست له ید.

قال القتیبی الأجذم هاهنا الذی ذهبت أعضاؤه كلها و لیست الید أولی بالعقوبة من باقی الأعضاء یقال رجل أجذم و مجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام و هو الداء المعروف قال الجوهری لا یقال للمجذوم أجذم و قال

ص: 288

ابن الأنباری ردا علی ابن قتیبة لو كان العذاب لا یقع إلا بالجارحة التی باشرت المعصیة لما عوقب الزانی بالجلد و الرجم فی الدنیا و بالنار فی الآخرة قال ابن الأنباری معنی الحدیث أنه لقی اللّٰه و هو أجذم الحجة لا لسان له یتكلم و لا حجة له فی یده و

قول علی علیه السلام لیست له ید أی لا حجة له و قیل معناه لقیه منقطع السبب یدل علیه قوله القرآن سبب بید اللّٰه و سبب بأیدیكم فمن نسیه فقد قطع سببه و قال الخطابی معنی الحدیث ما ذهب إلیه ابن الأعرابی و هو أن من نسی القرآن لقی اللّٰه خالی الید صفرها عن الثواب فكنی بالید عما تحویه و تشتمل علیه من الخیر قلت و فی تخصیص علی علیه السلام بذكر الید معنی لیس فی حدیث نسیان القرآن لأن البیعة تباشرها الید من بین الأعضاء انتهی و أقول فی حدیث القرآن أیضا یحتمل أن یكون المراد بنسیانه ترك العمل بما یدل علیه من مبایعة ولی الأمر و متابعته فیرجع معناه إلی الخبر الآخر.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ فَرِیقَیْنِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا مَلِكٌ عَلَی حِدَةٍ اقْتَتَلُوا ثُمَّ اصْطَلَحُوا ثُمَّ إِنَّ أَحَدَ الْمَلِكَیْنِ غَدَرَ بِصَاحِبِهِ فَجَاءَ إِلَی الْمُسْلِمِینَ فَصَالَحَهُمْ عَلَی أَنْ یَغْزُوا مَعَهُمْ تِلْكَ الْمَدِینَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یَنْبَغِی لِلْمُسْلِمِینَ أَنْ یَغْدِرُوا وَ لَا یَأْمُرُوا بِالْغَدْرِ وَ لَا یُقَاتِلُوا مَعَ الَّذِینَ غَدَرُوا وَ لَكِنَّهُمْ یُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدُوهُمْ وَ لَا یَجُوزُ عَلَیْهِمْ مَا عَاهَدَ عَلَیْهِ الْكُفَّارُ(1).

بیان: فی المصباح وحد یحد حدة من باب وعد انفرد بنفسه و كل شی ء علی حدة أی متمیز عن غیره و فی الصحاح أعط كل واحد منهم علی حدة أی علی حیاله و الهاء عوض عن الواو و فی القاموس یقال جلس وحده و علی وحده و علی وحدهما و وحدیهما و وحدهم و هذا علی حدته و علی وحده أی توحده علی أن یغزوا بصیغة الجمع أی المسلمون معهم أی مع الملك الغادر و أصحابه

ص: 289


1- 1. الكافی ج 2 ص 337.

تلك المدینة أی أهل تلك المدینة المغدور بها و فی بعض النسخ ملك المدینة أی الملك المغدور به أو علی أن یغزو بصیغة المفرد أی الملك الغادر معهم أی مع المسلمین و الباقی كما مر و لا یأمروا بالغدر عطف علی یغدروا و لا لتأكید النفی أی لا ینبغی للمسلمین أن یأمروا بالغدر لأن الغدر عدوان و ظلم و الأمر بهما غیر جائز و إن كان المغدور به كافرا و لا یقاتلوا مع الذین غدروا أی لا ینبغی لهم أن یقاتلوا مع الغادرین المغدورین و لكنهم یقاتلون المشركین حیث وجدوهم سواء كانوا من أهل هاتین القریتین أو غیرهم و فیه دلالة علی جواز قتالهم فی حال الغیبة و لا یجوز علیهم ما عاهد علیه الكفار و معنی لا یجوز لا ینفذ و لا یصح تقول جاز العقد و غیره إذا نفذ و مضی علی الصحة یعنی عهد المشركین و صلحهم معهم علی غزو فریقهم غیر نافذ و لا صحیح فلهم أن یقاتلوهم حیث وجدوهم أو المعنی أن الصلح الذی جری بین الفریقین لا یكون مانعا لقتال المسلمین الفرقة التی لم یصالحوا مع المسلمین فإن الصلح مع أحد المتصالحین لا یستلزم الصلح مع الآخر أو المعنی أن ما صالحوا علیه الكفار من إعانتهم لا یلزمهم العمل به فیكون تأكیدا لما مر و الأول أظهر.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ ظَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لَوْ لَا كَرَاهِیَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَی النَّاسِ أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غُدَرَةٍ فُجَرَةً وَ لِكُلِّ فُجَرَةٍ كُفَرَةً أَلَا وَ إِنَّ الْغَدْرَ وَ الْفُجُورَ وَ الْخِیَانَةَ فِی النَّارِ(1).

بیان: فی القاموس الدهی و الدهاء النكر و جودة الرأی و الأدب و رجل داه و ده و داهیة و الجمع دهاة و دهاه دهیا و دهاه نسبه إلی الدهاء أو عابه و تنقصه أو أصابه بداهیة و هی الأمر العظیم و الدهی كغنی العاقل انتهی (2) و كأن المراد هنا طلب الدنیا بالحیلة و استعمال الرأی فی غیر المشروع مما یوجب الوصول

ص: 290


1- 1. الكافی ج 2 ص 338.
2- 2. القاموس ج 4 ص 329.

إلی المطالب الدنیویة و تحصیلها و طالبها علی هذا النحو یسمی داهیا و داهیة للمبالغة و هو مستلزم للغدر بمعنی نقض العهد و ترك الوفاء.

ألا إن لكل غدرة فجرة أی اتساع فی الشر و انبعاث فی المعاصی أو كذب أو موجب للفساد أو عدول عن الحق فی القاموس الفجر الانبعاث فی المعاصی و الزنا كالفجور فیهما فجر فهو فجور من فجر بضمتین و فاجر من فجار و فجره و فجر فسق و كذب و عصی و خالف و أمرهم فسد و أفجر كذب و زنی و كفر و مال عن الحق انتهی و ربما یقرأ بفتح اللام للتأكید و غدرة بالتحریك جمع غادر كفجرة و فاجر و كذا الفقرة الثانیة و لا یخفی بعده و لكل فجرة كفرة بالفتح فیهما أی سترة للحق أو كفران للنعمة و ستر لها أو المراد بها الكفر الذی یطلق علی أصحاب الكبائر كما مر و فی القاموس الكفر ضد الإیمان و یفتح و كفر نعمة اللّٰه و بها كفورا و كفرانا جحدها و سترها و كافر جاحد لأنعم اللّٰه تعالی و الجمع كفار و كفرة و كفر الشی ء ستره ككفره و قال الخون أن یؤتمن الإنسان فلا ینصح خانه خونا و خیانة و قد خانه العهد و الأمانة.

و أقول

رَوَی فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: وَ اللَّهِ مَا مُعَاوِیَةُ بِأَدْهَی مِنِّی وَ لَكِنَّهُ یَغْدِرُ وَ یَفْجُرُ وَ لَوْ لَا كَرَاهِیَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَی النَّاسِ وَ لَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ یُعْرَفُ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكِیدَةِ وَ لَا أُسْتَغْمَزُ بِالشَّدِیدَةِ.

و قال ابن أبی الحدید الغدرة علی فعلة الكثیرة الغدر و الكفرة و الفجرة الكثیر الكفر و الفجور و كلما كان علی هذا البناء فهو الفاعل فإن سكنت العین تقول رجل ضحكة أی یضحك منه و قال ابن میثم رحمه اللّٰه وجه لزوم الكفر هاهنا أن الغادر علی وجه استباحة ذلك و استحلاله كما هو المشهور من حال عمرو بن العاص و معاویة فی استباحة ما علم تحریمه بالضرورة من دین محمد صلی اللّٰه علیه و آله و جحده هو الكفر و یحتمل أن یرید كفر نعم اللّٰه و سترها بإظهار معصیته كما هو المفهوم منه لغة و إنما وحد الكفرة لتعدد الكفر بسبب تعدد الغدر.

ص: 291

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ مَاكَرَ مُسْلِماً(1).

بیان: لیس منا أی من أهل الإسلام مبالغة أو من خواص أتباعنا و شیعتنا و كان المراد بالمماكرة المبالغة فی المكر فإن ما یكون بین الطرفین یكون أشد أو فیه إشعار بأن المكر قبیح و إن كان فی مقابلة المكر.

باب 73 الغمز و الهمز و اللمز و السخریة و الاستهزاء

الآیات:

التوبة: الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الصَّدَقاتِ وَ الَّذِینَ لا یَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَیَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (2)

الزمر: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ (3)

المؤمن: یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ(4)

الحجرات: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَكُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسی أَنْ یَكُنَّ خَیْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمانِ وَ مَنْ لَمْ یَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (5)

القلم: وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ- هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ (6)

المطففین: إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ- وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغامَزُونَ- وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلی أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِینَ- وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا

ص: 292


1- 1. الكافی ج 2 ص 336.
2- 2. براءة: 79.
3- 3. الزمر: 56.
4- 4. المؤمن: 19.
5- 5. الحجرات: 11.
6- 6. القلم: 11- 10.

إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ- وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ- فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ- عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ- هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا یَفْعَلُونَ (1)

الهمزة: وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ

«1»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا رَبِّ أَیْنَ ذَهَبْتَ أُوذِیتُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنَّ فِی عَسْكَرِكَ غَمَّازاً فَقَالَ یَا رَبِّ دُلَّنِی عَلَیْهِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنِّی أُبْغِضُ الْغَمَّازَ فَكَیْفَ أَغْمِزُ(2).

باب 74 السفیه و السفلة

الآیات:

البقرة: وَ مَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (3)

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شَرِیفِ بْنِ سَابِقٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ السَّفَهَ خُلُقُ لَئِیمٍ یَسْتَطِیلُ عَلَی مَنْ دُونَهُ وَ یَخْضَعُ لِمَنْ فَوْقَهُ (4).

بیان: السفه خفة العقل و المبادرة إلی سوء القول و الفعل بلا رویة و فی النهایة السفه فی الأصل الخفة و الطیش و سفه فلان رأیه إذا كان مضطربا لا استقامة له و السفیه الجاهل و فی القاموس السفه محركة خفة الحلم أو نقیضه أو الجهل و سفه كفرح و كرم علینا جهل كتسافه فهو سفیه و الجمع سفهاء و سافهه شاتمه و سفه صاحبه كنصر غلبه فی المسافهة انتهی.

و قوله خلق لئیم بضم الخاء و جر لئیم بالإضافة فالوصفان بعده للئیم و یمكن أن یقرأ لئیم بالرفع علی التوصیف فیمكن أن یقرأ بكسر الفاء

ص: 293


1- 1. المطففین- 29- 36.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السلام ص 11.
3- 3. البقرة: 130.
4- 4. الكافی ج 2 ص 322.

و فتحها و ضم الخاء و فتحها فالإسناد علی أكثر التقادیر فی الأوصاف علی التوسع و المجاز أو یقدر مضاف فی السفه علی بعض التقادیر أو فاعل لقوله یستطیل أی صاحبه فتفطن و قیل السفه قد یقابل الحكمة الحاصلة بالاعتدال فی القوة العقلیة و هو وصف للنفس یبعثها علی السخریة و الاستهزاء و الاستخفاف و الجزع و التملق و إظهار السرور عند تألم الغیر و الحركات الغیر المنتظمة و الأقوال و الأفعال التی لا تشابه أقوال العقلاء و أفعالهم و منشؤه الجهل و سخافة الرأی و نقصان العقل و قد یقابل الحلم بالاعتدال فی القوة الغضبیة و هو وصف للنفس یبعثها علی البطش و الضرب و الشتم و الخشونة و التسلط و الغلبة و الترفع و منشؤه الفساد فی تلك القوة و میلها إلی طرف الإفراط و لا یبعد أن ینشأ من فساد القوة الشهویة أیضا انتهی.

و أقول الظاهر أن المراد به مقابل الحلم كما مر فی حدیث جنود العقل و الجهل.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: فِی رَجُلَیْنِ یَتَسَابَّانِ فَقَالَ الْبَادِی مِنْهُمَا أَظْلَمُ وَ وِزْرُهُ وَ وِزْرُ صَاحِبِهِ عَلَیْهِ مَا لَمْ یَتَعَدَّ الْمَظْلُومُ (1).

بیان: البادی منهما أظلم أی إن صدر الظلم عن صاحبه أیضا فهو أشد ظلما لابتدائه أو لما كان فعل صاحبه فی صورة الظلم أطلق علیه الظلم مجازا ما لم یتعد المظلوم سیأتی الخبر فی باب السباب (2)

باختلاف فی أول السند و فیه ما لم یعتذر إلی المظلوم و علی ما هنا كان المعنی ما لم یتعد المظلوم ما أبیح له من مقابلته فالمراد بوزر صاحبه الوزر التقدیری

وَ یُؤَیِّدُ مَا هُنَا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْمُتَسَابَّانِ مَا قَالا فَعَلَی الْبَادِی مَا لَمْ یَتَعَدَّ الْمَظْلُومُ.

قال الطیبی أی الذین یشتمان كل منهما الآخر و ما شرطیة أو موصولة فعلی البادی جزاء أو خبر أی إثم ما قالا علی البادی إذا لم یتعد المظلوم فإذا تعدی یكون علیهما انتهی.

ص: 294


1- 1. الكافی ج 2 ص 322.
2- 2. مر فی الصفحة 163.

و قال الراوندی رحمه اللّٰه فی شرح هذا الخبر فی ضوء الشهاب السب الشتم القبیح و سمیت الإصبع التی تلی الإبهام سبابة لإشارتها بالسب كما سمیت مسبحة لتحریكها فی التسبیح

یَقُولُ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مَا یَتَكَلَّمُ بِهِ الْمُتَسَابَّانِ تَرْجِعُ عُقُوبَتُهُ عَلَی الْبَادِی لِأَنَّهُ السَّبَبُ فِی ذَلِكَ وَ لَوْ لَمْ یَفْعَلْ لَمْ یَكُنْ.

و لذلك قیل البادی أظلم و الذی یجیب لیس بملوم كل الملامة كما قال تعالی وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ (1) علی أن الواجب علی المشتوم أن یحتمل و یحلم و لا یطفئ النار بالنار فإن النارین إذا اجتمعا كان أقوی لهما فیقول تغلیظا لأمر الشاتم إن ما یجری بینهما من التشاتم عقوبته تركب البادی لكونه سببا لذلك هذا إذا لم یتجاوز المظلوم حده فی الجواب فإذا تجاوز و تعدی كانا شریكین فی الوزر و الوبال و الكلام وارد مورد التغلیظ و إلا فالمشتوم ینبغی أن لا یجیب و یزید فی الشر و لا تكون عقوبة فعل المشتوم علی الشاتم إن للشاتم فی فعله أیضا نصیبا من حیث كان سببه و إلا فكل مأخوذ بفعله انتهی.

و أقول الحاصل أن إثم سباب المتسابین علی البادی أما إثم ابتدائه فلأن السب حرام و فسق لحدیث: سباب المؤمن فسق و قتاله كفر.

و أما إثم سب الراد فلأن البادی هو الحامل له علی الرد و إن كان منتصرا فلا إثم علی المنتصر لقوله تعالی وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ الآیة لكن الصادر منه هو سب یترتب علیه الإثم إلا أن الشرع أسقط عنه المؤاخذة و جعلها علی البادی للعلة المتقدمة و إنما أسقطها عنه ما لم یتعد فإن تعدی كان هو البادی فی القدر الزائد و التعدی بالرد قد یكون بالتكرار مثل أن یقول البادی یا كلب فیرد علیه مرتین و قد یكون بالأفحش كما لو قال له یا سنور فیقول فی الرد یا كلب و إنما كان هذا تعدیا لأن الرد بمنزلة القصاص و القصاص إنما یكون بالمثل ثم الراد أسقط حقه علی البادی و یبقی علی البادی حق اللّٰه لقدومه علی ذلك و لا یبعد تخصیص تحمل البادی إثم الراد بما إذا لم یكن الرد كذبا و الأول قذفا فإنه إذا كان

ص: 295


1- 1. الشوری: 41.

الرد كذبا مثل أن یقول البادی یا سارق و هو صادق فیقول الراد بل أنت سارق و هو كاذب أو یكون الأول قذفا مثل أن یقول البادی یا زانی فیقول الراد بل أنت الزانی فالظاهر أن إثم الرد علی الراد.

و بالجملة إنما یكون الانتصار إذا كان السب مما تعارف السب به عند التأدیب كالأحمق و الجاهل و الظالم و أمثالها فأمثال هذه إذا رد بها لا إثم علی الراد و یعود إثمه علی البادی.

و أقول:(1)

الآیات و الأخبار الدالة علی جواز المعارضة بالمثل كثیرة فمن الآیات قوله تعالی فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی ظلمكم فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ أی فجازوه باعتدائه و قابلوه بمثله و الثانی لیس باعتداء علی الحقیقة لكن سماه اعتداء لأنه مجازاة اعتداء و جعله مثله و إن كان ذلك جورا و هذا عدلا لأنه مثله فی الجنس و فی مقدار الاستحقاق و لأنه ضرر كما أن ذلك ضرر فهو مثله فی الجنس و المقدار و الصفة قال و فیها دلالة علی أن من غصب شیئا و أتلفه یلزمه رد مثله ثم إن المثل قد یكون من طریق الصورة فی ذوات الأمثال و من طریق المعنی كالقیمة فیما لا مثل له (2).

و قال المحقق الأردبیلی رحمه اللّٰه و اتقوا اللّٰه باجتناب المعاصی فلا تظلموا و لا تمنعوا عن المجازاة و لا تتعدوا فی المجازاة عن المثل و العدل و حقكم ففیها دلالة علی تسلیم النفس و عدم المنع عن المجازاة و القصاص و علی وجوب الرد علی الغاصب المثل أو القیمة و تحریم المنع و الامتناع عن ذلك و جواز الأخذ بل وجوبه إذا كان تركه إسرافا فلا یترك إلا أن یكون حسنا و تحریم التعدی و تجاوز عن حده بالزیادة صفة أو عینا بل فی الأصل بطریق یكون تعدیا و لا یبعد أیضا جواز الأخذ خفیة أو جهرة من غیر رضاه علی تقدیر امتناعه من الإعطاء كما قاله الفقهاء من طریق المقاصة و لا یبعد عدم اشتراط تعذر إثباته عند الحاكم بل علی تقدیر الإمكان أیضا و لا إذنه بل یستقل و كذا فی غیر المال من الأذی فیجوز

ص: 296


1- 1. فی الكمبانیّ تقدیم و تأخیر.
2- 2. مجمع البیان ج 2 ص 287، و الآیة فی البقرة: 194.

الأذی بمثله من غیر إذن الحاكم و إثباته عنده و كذا القصاص إلا أن یكون جرحا لا یجری فیه القصاص أو ضربا لا یمكن حفظ المثل أو فحشا لا یجوز القول و التلفظ به مما یقولون بعدم جوازه مطلقا مثل الرمی بالزنا(1).

و یدل علیه أیضا قوله سبحانه وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ (2) قال فی المجمع قیل نزلت لما مثل المشركون بقتلی أحد و حمزة رضی اللّٰه عنهم و قال المسلمون لئن أمكننا اللّٰه منهم لنمثلن بالأحیاء فضلا عن الأموات و قیل إن الآیة عامة فی كل ظلم كغصب أو نحوه فإنما یجازی بمثل ما عمل وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ أی تركتم المكافأة و القصاص و جرعتم مرارته لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ و یدل علیه أیضا قوله سبحانه وَ الَّذِینَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ (3) فی المجمع أی ممن بغی علیهم من غیر أن یعتدوا و قیل جعل اللّٰه المؤمنین صنفین صنف یعفون فی قوله وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ و صنف ینتصرون ثم ذكر تعالی حد الانتصار فقال وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها قیل هو جواب القبیح إذا قال أخزاك اللّٰه تقول أخزاك اللّٰه من غیر أن تعتدی و قیل یعنی القصاص الجراحات و الدماء و سمی الثانیة سیئة علی المشاكلة فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ أی فمن عفا عما له المؤاخذة به و أصلح أمره فیما بینه و بین ربه فثوابه علی اللّٰه إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ- وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ معناه من انتصر لنفسه و انتصف من ظالمه بعد ظلمه أضاف الظلم إلی المظلوم أی بعد أن ظلم و تعدی علیه فأخذ لنفسه بحقه فالمنتصرون ما علیهم من إثم و عقوبة و ذم إِنَّمَا السَّبِیلُ أی الإثم و العقاب عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ ابتداء وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ أی مولم وَ لَمَنْ صَبَرَ أی تحمل المشقة فی رضا اللّٰه وَ غَفَرَ فلم ینتصر إِنَّ ذلِكَ الصبر و التجاوز لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أی من ثابت الأمور التی أمر اللّٰه بها فلم تنسخ و قیل عزم الأمور هو

ص: 297


1- 1. زبدة البیان ص 310 الطبعة الحدیثة.
2- 2. النحل: 126.
3- 3. الشوری 39 و ما بعدها ذیلها.

الأخذ بأعلاها فی باب نیل الثواب.

و قال المحقق الأردبیلی قدس اللّٰه روحه بعد ذكر بعض تلك الآیات فیها دلالة علی جواز القصاص فی النفس و الطرف و الجروح بل جواز التعویض مطلقا حتی ضرب المضروب و شتم المشتوم بمثل فعلهما فیخرج ما لا یجوز التعویض و القصاص فیه مثل كسر العظام و الجرح و الضرب فی محل الخوف و القذف و نحو ذلك و بقی الباقی و أیضا تدل علی جواز ذلك من غیر إذن الحاكم و الإثبات عنده و الشهود و غیرها و تدل علی عدم التجاوز عما فعل به و تحریم الظلم و التعدی و علی حسن العفو و عدم الانتقام و أنه موجب للأجر العظیم انتهی (1):

و أقول ربما یشعر كلام بعض الأصحاب بعدم جواز المقابلة و أنه أیضا یستحق التعزیر كما مر فی كلام الراوندی و قال الشهید الثانی رحمه اللّٰه عند شرح قول المحقق قدس سره قیل لا یعزر الكافر مع التنابز بالألقاب و التعییر بالأمراض إلا أن یخشی حدوث فتنة فیحسمها الإمام بما یراه القول بعدم تعزیرهم علی ذلك مع أن المسلم یستحق التعزیر به هو المشهور بین الأصحاب بل لم یذكر كثیر منهم فیه خلافا و كان وجهه تكافؤ السب و الهجاء من الجانبین كما یسقط الحد عن المسلمین بالتقاذف لذلك و لجواز الإعراض عنهم فی الحدود و الأحكام فهنا أولی و نسب القول إلی القیل مؤذنا بعدم قبوله و وجهه أن ذلك فعل محرم یستحق فاعله التعزیر و الأصل عدم سقوطه بمقابلة الآخر بمثله بل یجب علی كل منهما ما اقتضاه فعله فسقوطه یحتاج إلی دلیل كما یسقط عن المتقاذفین بالنص انتهی.

و لا یخفی علیك ضعفه بعد ما ذكرنا وَ أَمَّا رِوَایَةُ أَبِی مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی رَجُلٍ دَعَا آخَرَ ابْنَ الْمَجْنُونِ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ أَنْتَ ابْنُ الْمَجْنُونِ فَأَمَرَ الْأَوَّلَ أَنْ یَجْلِدَ صَاحِبَهُ عِشْرِینَ جَلْدَةً وَ قَالَ لَهُ اعْلَمْ أَنَّكَ سَتُعَقَّبُ مِثْلَهَا عِشْرِینَ فَلَمَّا جَلَدَهُ أَعْطَی الْمَجْلُودَ السَّوْطَ فَجَلَدَهُ

ص: 298


1- 1. زبدة البیان كتاب الجنایات فی الآیة التاسعة.

عِشْرِینَ نَكَالًا یُنَكِّلُ بِهِمَا.

فیمكن أن یكون لذكر الأب و شتمه لا المواجه فتأمل.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَسْفَهُوا فَإِنَّ أَئِمَّتَكُمْ لَیْسُوا بِسُفَهَاءَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ كَافَأَ السَّفِیهَ بِالسَّفَهِ فَقَدْ رَضِیَ بِمَا أَتَی إِلَیْهِ حَیْثُ احْتَذَی مِثَالَهُ (1).

بیان: لا تسفهوا نقل عن المبرد و تغلب أن سفه بالكسر متعد و بالضم لازم فإن كسرت الفاء هنا كان المفعول محذوفا أی لا تسفهوا أنفسكم و الخطاب للشیعة كلهم و الغرض من التعلیل هو الترغیب فی الأسوة و كأنه تنبیه علی أنكم إن سفهتم نسب من خالفكم السفه إلی أئمتكم كما ینسب الفعل إلی المؤدب و قال الظاهر أنه من تتمة الخبر السابق و یحتمل أن یكون خبرا آخر مرسلا من كافأ یستعمل بالهمز و بدونها و الأصل الهمز بما أتی إلیه علی بناء المجرد أی جاء إلیه من قبل خصمه فالمستتر راجع إلی الموصول أو التقدیر أتی به إلیه فالمستتر للخصم و فی المصباح أنه یأتی متعدیا و قد یقرأ أوتی علی بناء الإفعال أو المفاعلة.

حیث احتذی تعلیل للرضا و فی القاموس احتذی مثاله اقتدی به و فیه ترغیب فی ترك مكافأة السفهاء كما قال تعالی وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(2).

«4»- مع، [معانی الأخبار] عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لِلْحَسَنِ ابْنِهِ علیه السلام فِی مَسَائِلِهِ الَّتِی سَأَلَهُ عَنْهَا یَا بُنَیَّ مَا السَّفَهُ فَقَالَ اتِّبَاعُ الدُّنَاةِ وَ مُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ(3).

ص: 299


1- 1. الكافی ج 2 ص 322.
2- 2. الفرقان: 63.
3- 3. معانی الأخبار 247.

«5»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّفِلَةِ فَقَالَ مَنْ یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یَضْرِبُ بِالطُّنْبُورِ(1).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ إِنْ لَمْ تَظْلِمْهُمْ ظَلَمُوكَ السَّفِلَةُ وَ زَوْجَتُكَ وَ خَادِمُكَ (2).

«7»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: خَمْسٌ هُنَّ كَمَا أَقُولُ لَیْسَتْ لِبَخِیلٍ رَاحَةٌ وَ لَا لِحَسُودٍ لَذَّةٌ وَ لَا لِمَلُولٍ وَفَاءٌ وَ لَا لِكَذَّابٍ مُرُوَّةٌ وَ لَا یَسُودُ سَفِیهٌ (3).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ بُشْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرٍ الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مَنِ النَّاسُ قَالَ الْعُلَمَاءُ قَالَ مَنِ الْمُلُوكُ قَالَ الزُّهَّادُ قَالَ فَمَنِ السَّفِلَةُ قَالَ الَّذِی یَأْكُلُ بِدِینِهِ (4).

«9»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یُبَالِ مَا قَالَ وَ مَا قِیلَ لَهُ فَهُوَ شِرْكُ شَیْطَانٍ (5).

«10»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: احْذَرُوا السَّفِلَةَ فَإِنَّ السَّفِلَةَ مَنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِمْ قَتَلَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ فِیهِمْ أَعْدَاؤُنَا(6).

«11»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: مَنْ هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ فَلَا تَأْمَنْ شَرَّهُ (7).

«12»- سر، [السرائر] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّیَّارِیُّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتَهُ نَازَعَتْهُ فَقَالَتْ لَهُ یَا سَفِلَةُ فَقَالَ لَهَا إِنْ كَانَ

ص: 300


1- 1. الخصال ج 1 ص 32.
2- 2. الخصال ج 1 ص 43.
3- 3. الخصال ج 1 ص 130.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 12.
5- 5. معانی الأخبار ص 400.
6- 6. الخصال ج 2 ص 169.
7- 7. تحف العقول 512.

سَفِلَةً فَهِیَ طَالِقٌ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ یَتَّبِعُ الْقُصَّاصَ وَ یَمْشِی فِی غَیْرِ حَاجَةٍ وَ یَأْتِی أَبْوَابَ السَّلَاطِینِ فَقَدْ بَانَتْ مِنْكَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْسَ كَمَا قَالَ فَأَتَی عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ایتِهِ فَاسْمَعْ مَا یُفْتِیكَ بِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ لَا یُبَالِی بِمَا قَالَ وَ لَا مَا قِیلَ لَكَ فَأَنْتَ سَفِلَةٌ وَ إِلَّا فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْكَ (1).

«13»- سر، [السرائر] مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ السَّفِلَةِ فَقَالَ السَّفِلَةُ الَّذِی یَأْكُلُ فِی الْأَسْوَاقِ (2).

باب 75 الجبن

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْجَازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: لَا یُؤْمَنُ رَجُلٌ فِیهِ الشُّحُّ وَ الْحَسَدُ وَ الْجُبْنُ وَ لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً وَ لَا حَرِیصاً وَ لَا شَحِیحاً(3).

أقول: قد مضی بعضها فی باب الحرص أو باب البخل.

باب 76 من باع دینه بدنیا غیره

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] فِی: خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْخَلْقِ أَشْقَی قَالَ مَنْ بَاعَ دِینَهُ بِدُنْیَا غَیْرِهِ (4).

ص: 301


1- 1. السرائر ص 475.
2- 2. السرائر ص 476.
3- 3. الخصال ج 1 ص 41.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 50، معانی الأخبار 198، أمالی الصدوق ص 237.

باب 77 الإسراف و التبذیر و حدهما

الآیات:

الأنعام: وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ (1)

الأعراف: وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا(2)

الإسراء: وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً- إِنَّ الْمُبَذِّرِینَ كانُوا إِخْوانَ الشَّیاطِینِ وَ كانَ الشَّیْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً إلی قوله تعالی وَ لا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً(3)

«1»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً مَنْ أَنْفَقَ شَیْئاً فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَهُوَ مُبَذِّرٌ وَ مَنْ أَنْفَقَ فِی سَبِیلِ الْخَیْرِ فَهُوَ مُقْتَصِدٌ(4).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً قَالَ بَذَّرَ الرَّجُلُ مَالَهُ وَ یَقْعُدُ لَیْسَ لَهُ مَالٌ قَالَ فَیَكُونُ تَبْذِیرٌ فِی حَلَالٍ قَالَ نَعَمْ (5).

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ جُذَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُسْرِفْ وَ لَا تَقْتُرْ وَ كُنْ بَیْنَ ذَلِكَ قَوَاماً إِنَّ التَّبْذِیرَ مِنَ الْإِسْرَافِ وَ قَالَ اللَّهُ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً إِنَّ اللَّهَ لَا یُعَذِّبُ عَلَی الْقَصْدِ(6).

«4»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَامِرِ بْنِ جُذَاعَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَرْضاً إِلَی مَیْسَرَةٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی غَلَّةٍ تُدْرَكُ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ فَقَالَ إِلَی تِجَارَةٍ تُؤَدِّی فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ قَالَ فَإِلَی عُقْدَةٍ تُبَاعُ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ فَقَالَ فَأَنْتَ إِذاً مِمَّنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ فِی أَمْوَالِنَا حَقّاً فَدَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِكِیسٍ فِیهِ دَرَاهِمُ فَأَدْخَلَ یَدَهُ فَنَاوَلَهُ قَبْضَةً ثُمَّ قَالَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُسْرِفْ وَ لَا تَقْتُرْ وَ كُنْ بَیْنَ ذَلِكَ قَوَاماً

ص: 302


1- 1. الأنعام: 141.
2- 2. الأعراف: 31.
3- 3. أسری: 26- 29.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 288.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 288.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 288.

إِنَّ التَّبْذِیرَ مِنَ الْإِسْرَافِ قَالَ اللَّهُ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُعَذِّبُ عَلَی الْقَصْدِ(1).

«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَعَا بِرُطَبٍ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ یَرْمِی بِالنَّوَی قَالَ وَ أَمْسَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَهُ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ إِنَّ هَذَا مِنَ التَّبْذِیرِ- وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ(2).

«6»- مكا، [مكارم الأخلاق] مِنْ كِتَابِ اللِّبَاسِ الْمَنْسُوبِ إِلَی الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّا نَكُونُ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ فَنُرِیدُ الْإِحْرَامَ فَلَا یَكُونُ مَعَنَا نُخَالَةٌ نَتَدَلَّكُ بِهَا مِنَ النُّورَةِ فَنَدْلُكُ بِالدَّقِیقِ فَیَدْخُلُنِی مِنْ ذَلِكَ مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ قَالَ مَخَافَةَ الْإِسْرَافِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَیْسَ فِیمَا أَصْلَحَ الْبَدَنَ إِسْرَافٌ أَنَا رُبَّمَا أَمَرْتُ بِالنَّقِیِّ فَیُلَتُّ بِالزَّیْتِ فَأَتَدَلَّكُ بِهِ إِنَّمَا الْإِسْرَافُ فِیمَا أَتْلَفَ الْمَالَ وَ أَضَرَّ بِالْبَدَنِ قُلْتُ فَمَا الْإِقْتَارُ قَالَ أَكْلُ الْخُبْزِ وَ الْمِلْحِ وَ أَنْتَ تَقْدِرُ عَلَی غَیْرِهِ قُلْتُ فَالْقَصْدُ قَالَ الْخُبْزُ وَ اللَّحْمُ وَ اللَّبَنُ وَ الزَّیْتُ وَ السَّمْنُ مَرَّةً ذَا وَ مَرَّةً ذَا(3).

«7»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی الْإِسْرَافِ هِرَاقَةُ فَضْلِ الْإِنَاءِ وَ ابْتِذَالُ ثَوْبِ الصَّوْنِ وَ إِلْقَاءُ النَّوَی.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا السَّرَفُ أَنْ تَجْعَلَ ثَوْبَ صَوْنِكَ ثَوْبَ بَذْلِكَ (4).

باب 78 فی ذم الإسراف و التبذیر زائدا علی ما تقدم فی الباب السابق

«1»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ

ص: 303


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 288.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 288.
3- 3. مكارم الأخلاق ص 63.
4- 4. مكارم الأخلاق ص 118.

عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِلْمُسْرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَأْكُلُ مَا لَیْسَ لَهُ وَ یَلْبَسُ مَا لَیْسَ لَهُ وَ یَشْتَرِی مَا لَیْسَ لَهُ (1).

«2»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السَّرَفُ فِی ثَلَاثٍ ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ وَ إِلْقَاؤُكَ النَّوَی یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ إِهْرَاقُكَ فَضْلَةَ الْمَاءِ وَ قَالَ لَیْسَ فِی الطَّعَامِ سَرَفٌ (2).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ لِلْمُسْرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَشْرِی مَا لَیْسَ لَهُ وَ یَلْبَسُ مَا لَیْسَ لَهُ وَ یَأْكُلُ مَا لَیْسَ لَهُ (3).

«4»- مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ رَفَعَهُ قَالَ: نَهَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قِیلٍ وَ قَالٍ وَ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَ إِضَاعَةِ الْمَالِ.

یقال إن قوله إضاعة المال یكون فی وجهین أما أحدهما و هو الأصل فما أنفق فی معاصی اللّٰه عز و جل من قلیل أو كثیر و هو السرف الذی عابه اللّٰه تعالی و نهی عنه و الوجه الآخر دفع المال إلی ربه و لیس له بموضع قال اللّٰه عز و جل وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتَّی إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً(4) و هو العقل فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ و قد قیل إن الرشد هو صلاح فی الدین و حفظ المال (5).

«5»- مل، [كامل الزیارات] أَبُو سُمَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نُسَافِرُ فَلَا یَكُونُ مَعَنَا نُخَالَةٌ فَنَتَدَلَّكُ بِالدَّقِیقِ قَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِنَّمَا یَكُونُ الْفَسَادُ فِیمَا أَضَرَّ بِالْبَدَنِ وَ أَتْلَفَ الْمَالَ فَأَمَّا مَا أَصْلَحَ الْبَدَنَ فَإِنَّهُ لَیْسَ بِفَسَادٍ وَ إِنِّی رُبَّمَا أَمَرْتُ غُلَامِی یَلُتُّ لِیَ النَّقِیَ

ص: 304


1- 1. الخصال ج 1 ص 48.
2- 2. الخصال ج 1 ص 46.
3- 3. الخصال ج 1 ص 60.
4- 4. النساء: 5.
5- 5. معانی الأخبار 279 و 280.

بِالزَّیْتِ ثُمَّ أَتَدَلَّكُ بِهِ.

«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ تَرَی اللَّهَ أَعْطَی مَنْ أَعْطَی مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَیْهِ وَ مَنَعَ مَنْ مَنَعَ مِنْ هَوَانٍ بِهِ عَلَیْهِ- لَا وَ لَكِنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ یَضَعُهُ عِنْدَ الرَّجُلِ وَدَائِعَ وَ جَوَّزَ لَهُمْ أَنْ یَأْكُلُوا قَصْداً وَ یَشْرَبُوا قَصْداً وَ یَلْبَسُوا قَصْداً وَ یَنْكِحُوا قَصْداً وَ یَرْكَبُوا قَصْداً وَ یَعُودُوا بِمَا سِوَی ذَلِكَ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَلُمُّوا بِهِ شَعَثَهُمْ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مَا یَأْكُلُ حَلَالًا وَ یَشْرَبُ حَلَالًا وَ یَرْكَبُ وَ یَنْكِحُ حَلَالًا- وَ مَنْ عَدَا ذَلِكَ كَانَ عَلَیْهِ حَرَاماً ثُمَّ قَالَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ أَ تَرَی اللَّهَ ائْتَمَنَ رَجُلًا عَلَی مَالٍ خُوِّلَ لَهُ أَنْ یَشْتَرِیَ فَرَساً بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ یُجْزِیهِ فَرَسٌ بِعِشْرِینَ دِرْهَماً وَ یَشْتَرِیَ جَارِیَةً بِأَلْفِ دِینَارٍ وَ یُجْزِیهِ بِعِشْرِینَ دِینَاراً وَ قَالَ وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ (1).

باب 79 الظلم و أنواعه و مظالم العباد و من أخذ المال من غیر حله فجعله فی غیر حقه و الفساد فی الأرض

الآیات:

البقرة: وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ و قال تعالی فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ و قال تعالی وَ إِذا تَوَلَّی سَعی فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَ یُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ و قال تعالی وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ و قال وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (2)

آل عمران: وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ (3)

المائدة: إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ و قال تعالی وَ یَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ

ص: 305


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 13.
2- 2. البقرة: 191، 194، 205، 217.
3- 3. آل عمران: 57.

فَساداً وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ (1)

الأنعام: إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ و قال تعالی فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و قال هَلْ یُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ و قال وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ و قال إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (2)

الأعراف: وَ كَذلِكَ نَجْزِی الظَّالِمِینَ و قال وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها و قال وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ و قال وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها إلی قوله تعالی وَ انْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ و قال فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ و قال وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ (3)

یونس: وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا و قال فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ و قال وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ و قال إِنَّ اللَّهَ لا یَظْلِمُ النَّاسَ شَیْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ و قال تعالی وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِی الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ لا یُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِینَ (4)

هود: وَ قِیلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ و قال تعالی وَ أَخَذَ الَّذِینَ ظَلَمُوا الصَّیْحَةُ و قال فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّنْ أَنْجَیْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِیهِ وَ كانُوا مُجْرِمِینَ (5)

یوسف: إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (6)

الرعد: وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ (7)

ص: 306


1- 1. المائدة: 51، 64.
2- 2. الأنعام: 21، 45، 47، 129، 135.
3- 3. الأعراف: 41، 56، 74، 103، 142.
4- 4. یونس: 13، 49، 40، 44، 54، 81.
5- 5. هود: 44، 67، 116.
6- 6. یوسف: 23.
7- 7. الرعد: 25.

إبراهیم: فَأَوْحی إِلَیْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِینَ- وَ لَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ و قال تعالی إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (1)

الحج: وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَفِی شِقاقٍ بَعِیدٍ و قال تعالی وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ نَصِیرٍ(2)

المؤمنون: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (3)

الفرقان: وَ مَنْ یَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِیراً و قال تعالی وَ أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِینَ عَذاباً أَلِیماً(4)

الشعراء: وَ لا تُطِیعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِینَ- الَّذِینَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ وَ لا یُصْلِحُونَ و قال تعالی وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (5)

النمل: فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ و قال تعالی وَ كانَ فِی الْمَدِینَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ وَ لا یُصْلِحُونَ إلی قوله تعالی فَتِلْكَ بُیُوتُهُمْ خاوِیَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ و قال تعالی وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا یَنْطِقُونَ (6)

القصص: فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ و قال تعالی وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِی الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ (7)

الروم: فَیَوْمَئِذٍ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ (8)

لقمان: بَلِ الظَّالِمُونَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ (9)

ص: قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلی نِعاجِهِ وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ (10)

ص: 307


1- 1. إبراهیم: 13- 14، 22.
2- 2. الحجّ: 53، 71.
3- 3. المؤمنون: 41.
4- 4. الفرقان: 19، 37.
5- 5. الشعراء: 151- 152، 227.
6- 6. النمل: 14، 48، 52، 85.
7- 7. القصص: 40، 77.
8- 8. الروم: 57.
9- 9. لقمان: 11.
10- 10. ص: 24.

المؤمن: ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ (1)

حمعسق: وَ الظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ و قال تعالی وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ- تَرَی الظَّالِمِینَ مُشْفِقِینَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ و قال تعالی إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ- وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ إلی قوله تعالی وَ تَرَی الظَّالِمِینَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ یَقُولُونَ هَلْ إِلی مَرَدٍّ مِنْ سَبِیلٍ إلی قوله أَلا إِنَّ الظَّالِمِینَ فِی عَذابٍ مُقِیمٍ (2)

الزخرف: فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ یَوْمٍ أَلِیمٍ (3)

الجاثیة: وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُتَّقِینَ (4)

الجن: وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً(5)

البروج: إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِیقِ (6)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِی إِلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّ أُوصِیكَ بِمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِیَّاكَ وَ ظُلْمَ مَنْ لَا یَجِدُ عَلَیْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ (7).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ: مِثْلَهُ (8).

ص: 308


1- 1. المؤمن: 18.
2- 2. الشوری: 8، 21، 22، 40، 45.
3- 3. الزخرف: 65.
4- 4. الجاثیة: 19.
5- 5. الجن: 15.
6- 6. البروج: 10.
7- 7. أمالی الصدوق ص 110.
8- 8. الخصال ج 1 ص 11 و 12.

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ خَافَ رَبَّهُ كَفَّ ظُلْمَهُ.

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: بِئْسَ الزَّادُ إِلَی الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَی الْعِبَادِ(1).

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدقاق عن الصوفی: مثله (2).

«5»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ: مَنْ زَرَعَ حِنْطَةً فِی أَرْضٍ فَلَمْ یُزَكِّ أَرْضَهُ وَ زَرْعَهُ وَ خَرَجَ زَرْعُهُ كَثِیرَ الشَّعِیرِ فَبِظُلْمِ عَمَلِهِ فِی مِلْكِ رَقَبَةِ الْأَرْضِ أَوْ بِظُلْمٍ لِمُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ (3)

فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ (4).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ إِنْ لَمْ تَظْلِمْهُمْ ظَلَمُوكَ السَّفِلَةُ وَ زَوْجَتُكَ وَ خَادِمُكَ (5).

سن، [المحاسن] أبی عن موسی بن القاسم: مثله (6).

«7»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ عَنْ قُتَیْبَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِیدٍ الْمَقْبُرِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِیَّاكُمْ وَ الْفُحْشَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ وَ إِیَّاكُمْ وَ الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ الظُّلُمَاتُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الشُّحَّ فَإِنَّهُ دَعَا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ حَتَّی سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَ دَعَاهُمْ حَتَّی قَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ وَ دَعَاهُمْ حَتَّی انْتَهَكُوا وَ اسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ (7).

ص: 309


1- 1. أمالی الصدوق ص 267.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 54.
3- 3. النساء: 160.
4- 4. تفسیر القمّیّ 146.
5- 5. الخصال ج 1 ص 43.
6- 6. المحاسن ص 6.
7- 7. الخصال ج 1 ص 83.

«8»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ لِلظَّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِیَةِ وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ یُعِینُ الظَّلَمَةَ الْخَبَرَ(1).

أقول: قد مر بعض الأخبار فی باب العدالة و بعضها فی باب ما یوجب غضب اللّٰه من الذنوب.

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: أَنْشَدَنِی الرِّضَا علیه السلام لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

یَعِیبُ النَّاسُ كُلُّهُمْ زَمَاناً***وَ مَا لِزَمَانِنَا عَیْبٌ سِوَانَا

نَعِیبُ زَمَانَنَا وَ الْعَیْبُ فِینَا***وَ لَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ بِنَا هَجَانَا

وَ إِنَّ الذِّئْبَ یَتْرُكُ لَحْمَ ذِئْبٍ***وَ یَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً عِیَاناً(2)

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ وَ دَعْوَتُهُ عَلَیْهِ إِذَا عَقَّهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ وَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخٍ لَهُ مُؤْمِنٍ وَاسَاهُ فِینَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ إِذَا لَمْ یُوَاسِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهِ وَ اضْطِرَارِ أَخِیهِ إِلَیْهِ (3).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ أَبِی مَعْشَرٍ عَنْ سَعِیدٍ الْمَقْبُرِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ فَاجِرٍ محوب [مَخُوفٍ] عَلَی نَفْسِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَلَقِیتُ أَبَا مَعْشَرٍ فَحَدَّثَنِی بِهِ (4).

ص: 310


1- 1. الخصال ج 1 ص 60.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 177، و بعده: لبسنا للخداع مسوك طیب***و ویل للغریب إذا أتانا
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 287.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 317.

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] حَمَّوَیْهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مُقْبِلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اشْتَدَّ غَضَبِی عَلَی مَنْ ظَلَمَ مَنْ لَا یَجِدُ نَاصِراً غَیْرِی (1).

«13»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبِكْرِ الْمُرَادِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْخَلْقِ أَشَحُّ قَالَ مَنْ أَخَذَ الْمَالَ مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ فَجَعَلَهُ فِی غَیْرِ حَقِّهِ (2).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (3).

«14»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ نَوْفٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ قُلْ لِلْمَلَإِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا یَدْخُلُوا بَیْتاً مِنْ بُیُوتِی إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفٍّ نَقِیَّةٍ وَ قُلْ لَهُمْ اعْلَمُوا أَنِّی غَیْرُ مُسْتَجِیبٍ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ الْخَبَرَ(4).

«15»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ ظُلْمٌ یَغْفِرُهُ اللَّهُ وَ ظُلْمٌ لَا یَغْفِرُهُ اللَّهُ وَ ظُلْمٌ لَا یَدَعُهُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یَغْفِرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یَغْفِرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَظُلْمُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یَدَعُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَالْمُدَایَنَةُ بَیْنَ الْعِبَادِ وَ قَالَ علیه السلام مَا یَأْخُذُ الْمَظْلُومُ مِنْ دِینِ الظَّالِمِ أَكْثَرُ مِمَّا یَأْخُذُ الظَّالِمُ مِنْ دُنْیَا الْمَظْلُومِ (5).

ص: 311


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 19.
2- 2. معانی الأخبار ص 245، أمالی الصدوق ص 237.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 50.
4- 4. الخصال ج 1 ص 164.
5- 5. أمالی الصدوق ص 153.

ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ: إِلَی قَوْلِهِ بَیْنَ الْعِبَادِ(1).

«16»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِینُ عَلَیْهِ وَ الرَّاضِی بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَةٌ(2).

«17»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُبْغِضُ الشَّیْخَ الْجَاهِلَ وَ الْغَنِیَّ الظَّلُومَ وَ الْفَقِیرَ الْمُخْتَالَ (3).

«18»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الظُّلْمُ فِی الدُّنْیَا هُوَ الظُّلُمَاتُ فِی الْآخِرَةِ(4).

«19»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ غَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ(5) قَالَ قَنْطَرَةٌ عَلَی الصِّرَاطِ لَا یَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةٍ(6).

«20»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی- لَا أُجِیبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ دَعَانِی فِی مَظْلِمَةٍ ظُلِمَهَا وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ الْمَظْلِمَةِ(7).

«21»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: یَأْخُذُ الْمَظْلُومُ مِنْ دِینِ الظَّالِمِ أَكْثَرَ مِمَّا یَأْخُذُ الظَّالِمُ مِنْ دُنْیَا الْمَظْلُومِ (8).

ص: 312


1- 1. الخصال ج 1 ص 58.
2- 2. الخصال ج 1 ص 53.
3- 3. قرب الإسناد ص 40.
4- 4. ثواب الأعمال ص 242.
5- 5. الفجر: 14.
6- 6. ثواب الأعمال ص 242.
7- 7. ثواب الأعمال ص 242.
8- 8. ثواب الأعمال ص 243.

«22»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا أَحَدٌ یَظْلِمُ بِمَظْلِمَةٍ إِلَّا أَخَذَهُ اللَّهُ بِهَا فِی نَفْسِهِ وَ مَالِهِ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا تَابَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (1).

«23»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرْقَطِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنِ ارْتَكَبَ أَحَداً بِظُلْمٍ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ مَنْ یَظْلِمُهُ بِمِثْلِهِ أَوْ عَلَی وُلْدِهِ أَوْ عَلَی عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ (2).

«24»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَكَلَ مِنْ مَالِ أَخِیهِ ظُلْماً وَ لَمْ یَرُدَّهُ عَلَیْهِ أَكَلَ جَذْوَةً مِنَ النَّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

«25»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: إِنَّمَا خَافَ الْقِصَاصَ مَنْ كَفَّ عَنْ ظُلْمِ النَّاسِ (4).

«26»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبْغِضُ الْغَنِیَّ الظَّلُومَ (5).

«27»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لَهُ (6).

«28»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا انْتَصَرَ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً(7).

ص: 313


1- 1. ثواب الأعمال ص 243.
2- 2. ثواب الأعمال ص 243.
3- 3. ثواب الأعمال ص 243.
4- 4. ثواب الأعمال ص 244، و الآیة فی الانعام: 129.
5- 5. ثواب الأعمال ص 244، و الآیة فی الانعام: 129.
6- 6. ثواب الأعمال ص 244، و الآیة فی الانعام: 129.
7- 7. ثواب الأعمال ص 244، و الآیة فی الانعام: 129.

«29»- سن، [المحاسن] أَبِی رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَأَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الذُّنُوبَ ثَلَاثَةٌ ثُمَّ أَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قُلْتَ الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ ثُمَّ أَمْسَكْتَ فَقَالَ لَهُ مَا ذَكَرْتُهَا إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُفَسِّرَهَا وَ لَكِنَّهُ عَرَضَ لِی بُهْرٌ(1)

حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْكَلَامِ نَعَمْ الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ فَذَنْبٌ مَغْفُورٌ وَ ذَنْبٌ غَیْرُ مَغْفُورٍ وَ ذَنْبٌ نَرْجُو لِصَاحِبِهِ وَ نَخَافُ عَلَیْهِ قِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَبَیِّنْهَا لَنَا قَالَ نَعَمْ أَمَّا الذَّنْبُ الْمَغْفُورُ فَعَبْدٌ عَاقَبَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی ذَنْبِهِ فِی الدُّنْیَا فَاللَّهُ أَحْكَمُ وَ أَكْرَمُ أَنْ یُعَاقِبَ عَبْدَهُ مَرَّتَیْنِ وَ أَمَّا الذَّنْبُ الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا بَرَزَ لِخَلْقِهِ أَقْسَمَ قَسَماً عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یَجُوزُنِی ظُلْمُ ظَالِمٍ وَ لَوْ كَفٌّ بِكَفٍّ وَ لَوْ مَسْحَةٌ بِكَفٍّ وَ نَطْحَةٌ مَا بَیْنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ إِلَی الشَّاةِ الْجَمَّاءِ فَیَقْتَصُّ اللَّهُ لِلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّی لَا یَبْقَی لِأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ ثُمَّ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ إِلَی الْحِسَابِ وَ أَمَّا الذَّنْبُ الثَّالِثُ فَذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَی عَبْدِهِ وَ رَزَقَهُ التَّوْبَةَ فَأَصْبَحَ خَاشِعاً مِنْ ذَنْبِهِ رَاجِیاً لِرَبِّهِ فَنَحْنُ لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفْسِهِ نَرْجُو لَهُ الرَّحْمَةَ وَ نَخَافُ عَلَیْهِ الْعِقَابَ (2).

«30»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا یُونُسُ مَنْ حَبَسَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ أَقَامَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ عَلَی رِجْلَیْهِ حَتَّی یَسِیلَ مِنْ عَرَقِهِ أَوْدِیَةٌ وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی حَبَسَ عَنِ اللَّهِ حَقَّهُ قَالَ فَیُوَبَّخُ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ(3).

«31»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ حَبَسَ مُؤْمِناً عَنْ مَالِهِ وَ هُوَ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ لَمْ یَذُقْ وَ اللَّهِ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَ لَا یَشْرَبُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (4).

«32»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ(5).

ص: 314


1- 1. البهر بالضم ما یعتری الإنسان عند السعی الشدید و العدو من تتابع النفس.
2- 2. المحاسن ص 7.
3- 3. المحاسن ص 100.
4- 4. المحاسن ص 100.
5- 5. المحاسن 292.

«33»- كِتَابُ الْغَایَاتِ، عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ أَعْظَمُ مَكَانَ أَفْضَلُ وَ بَعْدَهُ هَذِهِ التَّتِمَّةَ وَ مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجْتَرَمَ.

«34»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الظُّلْمَ فَإِنَّهُ یُخَرِّبُ قُلُوبَكُمْ (1).

«35»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُبْتَدِئاً مَنْ ظَلَمَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَنْ یَظْلِمُهُ أَوْ عَلَی عَقِبِهِ أَوْ عَلَی عَقِبِ عَقِبِهِ قَالَ فَذَكَرْتُ فِی نَفْسِی فَقُلْتُ یَظْلِمُ هُوَ فَیُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَی عَقِبِهِ أَوْ عَقِبِ عَقِبِهِ فَقَالَ لِی قَبْلَ أَنْ أَتَكَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ فَلْیَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْیَقُولُوا قَوْلًا سَدِیداً(2).

«36»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُمَا عَنْ قَوْلِهِ وَ إِذا تَوَلَّی سَعی فِی الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَالَ النَّسْلُ الْوَلَدُ وَ الْحَرْثُ الْأَرْضُ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَرْثُ الذُّرِّیَّةُ(3).

«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ إِذا تَوَلَّی سَعی فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَ یُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ بِظُلْمِهِ لِسُوءِ سِیرَتِهِ وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ(4).

«38»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا انْتَصَرَ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ- وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (5).

«39»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی: اتَّقُوا النَّارَ

ص: 315


1- 1. صحیفة الرضا علیه السلام ص 7.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 223، و الآیة فی النساء: 9.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 101، و الآیة فی البقرة: 205.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 101، و الآیة فی البقرة: 205.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 376، و الآیة فی الانعام: 129.

الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ(1) یَا مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا اتَّقُوا اللَّهَ وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا لِتِلْكَ النَّارِ حَطَباً وَ إِنْ لَمْ تَكُونُوا بِاللَّهِ كَافِرِینَ فَتَوَقَّوْهَا بِتَوَقِّی ظُلْمِ إِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ ظَلَمَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ الْمُشَارِكَ لَهُ فِی مُوَالاتِنَا إِلَّا ثَقَّلَ اللَّهُ فِی تِلْكَ النَّارِ سَلَاسِلَهُ وَ أَغْلَالَهُ وَ لَنْ یَكُفَّهُ مِنْهَا إِلَّا شَفَاعَتُنَا وَ لَنْ نَشْفَعَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی إِلَّا بَعْدَ أَنْ نَشْفَعَ لَهُ فِی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَإِنْ عَفَا شَفَعْنَا وَ إِلَّا طَالَ فِی النَّارِ مَكْثُهُ (2).

«40»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ- ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِیقاً مِنْكُمْ مِنْ دِیارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَیْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ إِنْ یَأْتُوكُمْ أُساری تُفادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْیٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ- أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالْآخِرَةِ فَلا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ (3) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَكُمْ وَ اذْكُرُوا یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ حِینَ أَخَذْنَا مِیثَاقَكُمْ عَلَی أَسْلَافِكُمْ وَ عَلَی كُلِّ مَنْ یَصِلُ إِلَیْهِ الْخَبَرُ بِذَلِكَ مِنْ أَخْلَافِهِمُ الَّذِینَ أَنْتُمْ مِنْهُمْ- لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ لَا یَسْفِكُ بَعْضُكُمْ دِمَاءَ بَعْضٍ- وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ- لَا یُخْرِجُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً مِنْ دِیَارِهِمْ- ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ بِذَلِكَ الْمِیثَاقِ كَمَا أَقَرَّ بِهِ أَسْلَافُكُمْ وَ الْتَزَمْتُمُوهُ كَمَا الْتَزَمُوهُ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ بِذَلِكَ عَلَی أَسْلَافِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الْیَهُودِ- تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ یَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً- وَ تُخْرِجُونَ فَرِیقاً مِنْكُمْ مِنْ دِیارِهِمْ غَضَباً وَ قَهْراً عَلَیْهِمْ- تَظاهَرُونَ عَلَیْهِمْ تَظَاهَرَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً عَلَی إِخْرَاجِ مَنْ تُخْرِجُونَهُ مِنْ دِیَارِهِمْ وَ قَتْلِ مَنْ تَقْتُلُونَهُ مِنْهُمْ بِغَیْرِ حَقٍّ- بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ بِالتَّعَدِّی تَتَعَاوَنُونَ وَ تَتَظَاهَرُونَ وَ إِنْ یَأْتُوكُمْ یَعْنِی هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تُخْرِجُونَهُمْ أَیْ تَرُومُونَ إِخْرَاجَهُمْ وَ قَتْلَهُمْ ظُلْماً أَنْ یَأْتُوكُمْ أُساری قَدْ أَسَرَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ وَ أَعْدَاؤُكُمْ- تُفادُوهُمْ مِنَ الْأَعْدَاءِ

ص: 316


1- 1. البقرة: 24.
2- 2. تفسیر الإمام ص 80.
3- 3. البقرة: 84- 86.

بِأَمْوَالِكُمْ- وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَعَادَ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ إِخْراجُهُمْ وَ لَمْ یَقْتَصِرْ عَلَی أَنْ یَقُولَ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیْكُمْ لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ لَرَأَی أَنَّ الْمُحَرَّمَ إِنَّمَا هُوَ مُفَادَاتُهُمْ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ هُوَ الَّذِی أَوْجَبَ عَلَیْكُمُ الْمُفَادَاةَ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ وَ هُوَ الَّذِی حَرَّمَ عَلَیْكُمْ قَتْلَهُمْ وَ إِخْرَاجَهُمْ فَقَالَ فَإِذَا كَانَ قَدْ حَرَّمَ الْكِتَابُ قَتْلَ النُّفُوسِ وَ الْإِخْرَاجَ مِنَ الدِّیَارِ كَمَا فَرَضَ فِدَاءَ الْأُسَرَاءِ فَمَا بَالُكُمْ تُطِیعُونَ فِی بَعْضٍ وَ تَعْصُونَ فِی بَعْضٍ كَأَنَّكُمْ بِبَعْضٍ كَافِرُونَ وَ بِبَعْضٍ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- فَما جَزاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ یَا مَعْشَرَ الْیَهُودِ- إِلَّا خِزْیٌ ذُلٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا جِزْیَةٌ تُضْرَبُ عَلَیْهِ وَ یُذَلُّ بِهَا- وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی أَشَدِّ الْعَذابِ إِلَی جِنْسِ أَشَدِّ الْعَذَابِ یَتَفَاوَتُ ذَلِكَ عَلَی قَدْرِ تَفَاوُتِ مَعَاصِیهِمْ- وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ یَعْمَلُ هَؤُلَاءِ الْیَهُودُ ثُمَّ وَصَفَهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالْآخِرَةِ رَضُوا بِالدُّنْیَا وَ حُطَامِهَا بَدَلًا مِنْ نَعِیمِ الْجِنَانِ الْمُسْتَحَقِّ بِطَاعَاتِ اللَّهِ- فَلا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ- لَا یَنْصُرُهُمْ أَحَدٌ یَرْفَعُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ (1).

«41»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا إِلَی قَوْلِهِ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ(2) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام فَلَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْآیَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ لِهَذِهِ الْآیَاتِ بِالتَّقْوَی سِرّاً وَ عَلَانِیَةً أَخْبَرَ مُحَمَّداً أَنَّ فِی النَّاسِ مَنْ یُظْهِرُهَا وَ یُسِرُّ خِلَافَهَا وَ یَنْطَوِی عَلَی مَعَاصِی اللَّهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ بِإِظْهَارِهِ لَكَ الدِّینَ وَ الْإِسْلَامَ وَ یُزَیِّنُهُ بِحَضْرَتِكَ بِالْوَرَعِ وَ الْإِحْسَانِ- وَ یُشْهِدُ اللَّهَ عَلی ما فِی قَلْبِهِ بِأَنْ یَحْلِفَ لَكَ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ مُصَدِّقٌ لِقَوْلِهِ بِعِلْمِهِ- وَ إِذا تَوَلَّی عَنْكَ أَدْبَرَ- سَعی فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَ یَعْصِی بِالْكُفْرِ الْمُخَالِفِ لِمَا أَظْهَرَ لَكَ وَ الظُّلْمِ الْمُبَایِنِ لِمَا وَعَدَ مِنْ نَفْسِهِ بِحَضْرَتِكَ وَ یُهْلِكَ الْحَرْثَ بِأَنْ یُحْرِقَهُ أَوْ یُفْسِدَهُ- وَ النَّسْلَ بِأَنْ یَقْتُلَ الْحَیَوَانَاتِ فَیَنْقَطِعَ نَسْلُهُ- وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ لَا یَرْضَی بِهِ وَ لَا یَتْرُكُ أَنْ یُعَاقِبَ عَلَیْهِ.

ص: 317


1- 1. تفسیر الإمام ص 147.
2- 2. البقرة: 204- 206.

وَ إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ لِهَذَا الَّذِی یُعْجِبُكَ قَوْلُهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ دَعْ سُوءَ صَنِیعِكَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ الَّذِی هُوَ مُحْتَقِبُهُ فَیَزْدَادُ إِلَی شَرِّهِ شَرّاً وَ یُضِیفُ إِلَی ظُلْمِهِ ظُلْماً- فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ جَزَاءً لَهُ عَلَی سُوءِ فِعْلِهِ وَ عَذَاباً- وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ تَمْهِیدُهَا وَ یَكُونُ دَائِماً فِیهَا.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الظَّالِمَ الْمُعْتَدِیَ مِنَ الْمُخَالِفِینَ وَ هُوَ عَلَی خِلَافِ مَا یَقُولُ منطوی [مُنْطَوٍ] وَ الْإِسَاءَةِ إِلَی الْمُؤْمِنِینَ مُضْمِرٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الذُّنُوبَ الَّتِی قَلَّ مَا أَصَرَّ عَلَیْهَا صَاحِبُهَا إِلَّا أَدَّاهُ إِلَی الْخِذْلَانِ الْمُؤَدِّی إِلَی الْخُرُوجِ عَنْ وَلَایَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا وَ الدُّخُولِ فِی مُوَالاةِ أَعْدَائِهِمَا فَإِنَّ مَنْ أَصَرَّ عَلَی ذَلِكَ فَأَدَّاهُ خِذْلَانُهُ إِلَی الشَّقَاءِ الْأَشْقَی مِنْ مُفَارَقَةِ وَلَایَةِ سَیِّدِ أُولِی النُّهَی فَهُوَ مِنْ أَخْسَرِ الْخَاسِرِینَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا الذُّنُوبُ الْمُؤَدِّیَةُ إِلَی الْخِذْلَانِ الْعَظِیمِ قَالَ ظُلْمُكُمْ لِإِخْوَانِكُمُ الَّذِینَ هُمْ لَكُمْ فِی تَفْضِیلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَنِ انْتَجَبَهُ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ مُوَافِقُونَ وَ مُعَاوَنَتُكُمُ النَّاصِبِینَ عَلَیْهِمْ وَ لَا تَغْتَرُّوا بِحِلْمِ اللَّهِ عَنْكُمْ وَ طُولِ إِمْهَالِهِ لَكُمْ فَتَكُونُوا كَمَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- كَمَثَلِ الشَّیْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْكَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ (1) كَانَ هَذَا رَجُلٌ فِیمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِی زَمَانِ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَتَعَاطَی الزُّهْدَ وَ الْعِبَادَةَ وَ قَدْ كَانَ قِیلَ لَهُ

أَفْضَلُ الزُّهْدِ الزُّهْدُ فِی ظُلْمِ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا وَ إِنَّ أَشْرَفَ الْعِبَادَةِ خِدْمَتُكَ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُوَافِقِینَ لَكَ عَلَی تَفْضِیلِ سَادَةِ الْوَرَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی علیه السلام وَ الْمُنْتَجَبِینَ الْمُخْتَارِینَ لِلْقِیَامِ بِسِیَاسَةِ الْوَرَی فَعُرِفَ الرَّجُلُ بِمَا كَانَ یُظْهِرُ مِنَ الزُّهْدِ فَكَانَ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ یُودِعُونَهُ فَیَدَّعِی فِیهَا أَنَّهَا سُرِقَتْ وَ یَفُوزُ بِهَا وَ إِذَا لَمْ یُمْكِنْهُ دَعْوَی السَّرِقَةِ جَحَدَهَا وَ ذَهَبَ بِهَا.

وَ مَا زَالَ هَكَذَا وَ الدَّعَاوِی لَا تُقْبَلُ فِیهِ وَ الظُّنُونُ تُحْسَنُ بِهِ وَ یُقْتَصَرُ مِنْهُ عَلَی

ص: 318


1- 1. الحشر: 16.

أَیْمَانِهِ الْفَاجِرَةِ إِلَی أَنْ خَذَلَهُ اللَّهُ فَوُضِعَتْ عِنْدَهُ جَارِیَةٌ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ قَدْ جُنَّتْ لِیُرْقِیَهَا بِرُقْیَةٍ فَتَبْرَأَ أَوْ یُعَالِجَهَا بِدَوَاءٍ فَحَمَلَهُ الْخِذْلَانُ عِنْدَ غَلَبَةِ الْجُنُونِ عَلَیْهَا عَلَی وَطْئِهَا فَأَحْبَلَهَا فَلَمَّا اقْتَرَبَ وَضْعُهَا جَاءَ الشَّیْطَانُ فَأَخْطَرَ بِبَالِهِ أَنَّهَا تَلِدُ وَ تُعْرَفُ بِالزِّنَا بِهَا فَتُقْتَلُ فَاقْتُلْهَا وَ ادْفِنْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ فَقَتَلَهَا وَ دَفَنَهَا وَ طَلَبَهَا أَهْلُهَا فَقَالَ زَادَ بِهَا جُنُونُهَا فَمَاتَتْ فَاتَّهَمُوهُ وَ حَفَرُوا تَحْتَ مُصَلَّاهُ فَوَجَدُوهَا مَقْتُولَةً مَدْفُونَةً حُبْلَی مُقْرِبَةً فَأَخَذُوهُ وَ انْضَافَ إِلَی هَذِهِ الْخَطِیئَةِ دَعَاوِی الْقَوْمِ الْكَثِیرِ الَّذِینَ جَحَدَهُمْ فَقَوِیَتْ عَلَیْهِ التُّهَمَةُ وَ ضُویِقَ فَاعْتَرَفَ عَلَی نَفْسِهِ بِالْخَطِیئَةِ بِالزِّنَا بِهَا وَ قَتْلِهَا فَمُلِئَ ظَهْرُهُ وَ بَطْنُهُ سِیَاطاً وَ صُلِبَ عَلَی شَجَرَةٍ فَجَاءَ بَعْضُ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ قَالَ لَهُ مَا الَّذِی أَغْنَی عَنْكَ عِبَادَةُ مَنْ كُنْتَ تَعْبُدُهُ وَ مُوَالاةُ مَنْ كُنْتَ تُوَالِیهِ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا علیهم السلام الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ فِی الشَّدَائِدِ أَنْصَارُكَ وَ فِی الْمُلِمَّاتِ أَعْوَانُكَ ذَهَبَ مَا كُنْتَ تَأْمَلُ هَبَاءً مَنْثُوراً وَ انْكَشَفَتْ أَحَادِیثُهُمْ لَكَ وَ إِطَاعَتُكَ إِیَّاهُمْ (1) مِنْ أَعْظَمِ الْغُرُورِ وَ أَبْطَلِ الْأَبَاطِیلِ وَ أَنَا الْإِمَامُ الَّذِی كُنْتَ تُدْعَی إِلَیْهِ وَ صَاحِبُ الْحَقِّ الَّذِی كُنْتَ تَدُلُّ عَلَیْهِ وَ قَدْ كُنْتَ بِاعْتِقَادِ إِمَامَةِ غَیْرِی مِنْ قَبْلُ مَغْرُوراً فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ أُخَلِّصَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ أَذْهَبَ بِكَ إِلَی بِلَادِنَا- وَ أَجْعَلَكَ هُنَالِكَ رَئِیساً سَیِّداً فَاسْجُدْ لِی عَلَی خَشَبَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةَ مُعْتَرِفٍ بِأَنِّی أَنَا الْمَالِكُ لِإِنْقَاذِكَ لِأُنْقِذَكَ فَغَلَبَ عَلَیْهِ الشَّقَاءُ وَ الْخِذْلَانُ فَاعْتَقَدَ قَوْلَهُ وَ سَجَدَ لَهُ ثُمَّ قَالَ أَنْقِذْنِی فَقَالَ لَهُ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْكَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ وَ جَعَلَ یَسْخَرُ وَ یَطْنِزُ وَ تَحَیَّرَ الْمَصْلُوبُ وَ اضْطَرَبَ عَلَیْهِ اعْتِقَادُهُ وَ مَاتَ بِأَسْوَإِ عَاقِبَةٍ فَذَلِكَ الَّذِی أَدَّاهُ إِلَی هَذَا الْخِذْلَانِ (2).

«42»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا انْتَصَرَ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (3).

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام قُلْ لِلظَّالِمِینَ لَا یَذْكُرُونَنِی فَإِنَّهُ

ص: 319


1- 1. و اطماعهم ایاك خ.
2- 2. تفسیر الإمام ص 260.
3- 3. الأنعام: 129.

حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِی وَ إِنَّ ذِكْرِی إِیَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ (1).

«43»- ختص، [الإختصاص]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ ذَنْبٍ أَعْجَلُ عُقُوبَةً لِصَاحِبِهِ فَقَالَ مَنْ ظَلَمَ مَنْ لَا نَاصِرَ لَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ جَاوَرَ النِّعْمَةَ بِالتَّقْصِیرِ وَ اسْتَطَالَ الْبَغْیَ عَلَی الْفَقِیرِ(2).

«44»- ختص، [الإختصاص] عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لَهُ (3).

«45»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَفَی الْمُؤْمِنَ مِنَ اللَّهِ نُصْرَةً أَنْ یَرَی عَدُوَّهُ یَعْمَلُ بِمَعَاصِی اللَّهِ (4).

«46»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی خُطْبَتِهِ: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِیَةُ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ.

«47»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ(5).

«48»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخِیارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ. وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ ظَلَمَكَ فَقَدْ نَفَعَكَ وَ أَضَرَّ بِنَفْسِهِ.

«49»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِلظَّالِمِ الْبَادِی غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: بِئْسَ الزَّادُ إِلَی الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَی الْعِبَادِ(7).

وَ قَالَ علیه السلام: یَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَی الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ یَوْمِ الظَّالِمِ عَلَی الْمَظْلُومِ (8).

وَ قَالَ علیه السلام: مَا ظَفِرَ مَنْ ظَفِرَ الْإِثْمُ بِهِ وَ الْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ (9).

وَ قَالَ علیه السلام: یَوْمُ

ص: 320


1- 1. جامع الأخبار ص 182.
2- 2. الاختصاص: 234.
3- 3. الاختصاص: 235.
4- 4. صفات الشیعة تحت الرقم 58.
5- 5. نوادر الراوندیّ 21.
6- 6. نهج البلاغة، ج 2 ص 186 ط عبده.
7- 7. المصدر 193 و 194.
8- 8. المصدر 193 و 194.
9- 9. المصدر 223.

الْعَدْلِ عَلَی الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ یَوْمِ الْجَوْرِ عَلَی الْمَظْلُومِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِیَةِ وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ یُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ(2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا رَأَیْتُمْ خَیْراً فَأَعِینُوا عَلَیْهِ وَ إِذَا رَأَیْتُمْ شَرّاً فَاذْهَبُوا عَنْهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ یَا ابْنَ آدَمَ اعْمَلِ الْخَیْرَ وَ دَعِ الشَّرَّ فَإِذَا أَنْتَ جَوَادٌ قَاصِدٌ أَلَا وَ إِنَّ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلْمٌ لَا یُغْفَرُ وَ ظُلْمٌ لَا یُتْرَكُ وَ ظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا یُطْلَبُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِیدٌ لَیْسَ هُوَ جَرْحاً بِاْلمُدَی وَ لَا ضَرْباً بِالسِّیَاطِ وَ لَكِنَّهُ مَا یُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ (3). وَ قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: ظُلْمُ الضَّعِیفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ.

«50»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِی عِنْدَ غَضَبِكَ أَذْكُرْكَ عِنْدَ غَضَبِی فَلَا أَمْحَقُكَ فِیمَنْ أَمْحَقُ وَ إِذَا ظُلِمْتَ بِمَظْلِمَةٍ فَارْضَ بِانْتِصَارِی لَكَ فَإِنَّ انْتِصَارِی لَكَ خَیْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ یُذِیبُ السَّیِّئَةَ كَمَا یُذِیبُ الشَّمْسُ الْجَلِیدَ وَ أَنَّ الْخُلُقَ السَّیِّئَ یُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا یُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ فِی التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً مَنْ یَظْلِمْ یَخْرَبْ بَیْتُهُ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُمْهِلُ الظَّالِمَ حَتَّی یَقُولَ أَهْمَلَنِی ثُمَّ إِذَا أَخَذَهُ أَخْذَةً رَابِیَةً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَمِدَ نَفْسَهُ عِنْدَ هَلَاكِ الظَّالِمِینَ فَقَالَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (4).

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَكْبُرَنَّ عَلَیْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّمَا یَسْعَی فِی مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ وَ لَیْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ وَ مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ وَ مَنْ حَفَرَ بِئْراً لِأَخِیهِ وَقَعَ فِیهَا وَ مَنْ هَتَكَ حِجَابَ أَخِیهِ انْهَتَكَتْ عَوْرَاتُ بَیْتِهِ بِئْسَ الزَّادُ إِلَی الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَی الْعِبَادِ. وَ قَالَ علیه السلام:

ص: 321


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 285.
2- 2. المصدر ج 1 ص 346.
3- 3. المصدر ج 2 ص 51.
4- 4. الأنعام: 45.

اذْكُرْ عِنْدَ الظُّلْمِ عَدْلَ اللَّهِ فِیكَ وَ عِنْدَ الْقُدْرَةِ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَیْكَ.

«51»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُمْهِلُ الظَّالِمَ حَتَّی یَقُولَ قَدْ أَهْمَلَنِی ثُمَّ یَأْخُذُهُ أَخْذَةً رَابِیَةً إِنَّ اللَّهَ حَمِدَ نَفْسَهُ عِنْدَ هَلَاكِ الظَّالِمِینَ فَقَالَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

«52»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الظُّلْمُ نَدَامَةٌ.

«53»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ ظَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ ظُلْمٌ یَغْفِرُهُ اللَّهُ وَ ظُلْمٌ لَا یَغْفِرُهُ اللَّهُ وَ ظُلْمٌ لَا یَدَعُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یَغْفِرُهُ فَالشِّرْكُ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یَغْفِرُهُ فَظُلْمُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یَدَعُهُ فَالْمُدَایَنَةُ بَیْنَ الْعِبَادِ(1).

بیان: الظلم وضع الشی ء فی غیر موضعه فالمشرك ظالم لأنه جعل غیر اللّٰه تعالی شریكا له و وضع العبادة فی غیر محلها و العاصی ظالم لأنه وضع المعصیة موضع الطاعة فالشرك كأنه یشمل كل إخلال بالعقائد الإیمانیة و المراد المغفرة بدون التوبة كما قال عز و جل إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ(2) و أما الظلم الذی یغفره أی یمكن أن یغفره بدون التوبة كما قال لِمَنْ یَشاءُ و أما الظلم الذی لا یدعه أی لا یترك مكافأته فی الدنیا أو الأعم و لعله للتفنن فی العبارة لأنه لیس من حقه سبحانه حتی یتعلق به المغفرة أو المعنی لا یدع تداركه للمظلوم إما بالانتقام من الظالم أو بالتعویض للمظلوم فلا ینافی الأخبار

الدالة علی أنه إذا أراد تعالی أن یغفر لمن عنده من حقوق الناس یعوض المظلوم حتی یرضی و المداینة بین العباد أی المعاملة بینهم كنایة عن مطلق حقوق الناس فإنها تترتب علی المعاملة بینهم أو المراد به المحاكمة بین العباد

ص: 322


1- 1. الكافی ج 2 ص 330.
2- 2. النساء: 48.

فی القیامة فإن سببها حقوق الناس قال الجوهری داینت فلانا إذا عاملته فأعطیت دینا و أخذت بدین و الدین الجزاء و المكافأة یقال دانه دینا أی جازاه.

«54»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ غَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قَالَ قَنْطَرَةٌ عَلَی الصِّرَاطِ لَا یَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةٍ(1).

بیان: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ(2) قال فی المجمع المرصاد الطریق مفعال من رصده یرصده رصدا رعی ما یكون منه لیقابله بما یقتضیه أی علیه طریق العباد فلا یفوته أحد و المعنی أنه لا یفوته شی ء من أعمالهم لأنه یسمع و یری جمیع أقوالهم و أفعالهم كما لا یفوت من هو بالمرصاد وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَاهُ إِنَّ رَبَّكَ قَادِرٌ عَلَی أَنْ یَجْزِیَ أَهْلَ الْمَعَاصِی جَزَاءَهُمْ. وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمِرْصَادُ قَنْطَرَةٌ عَلَی الصِّرَاطِ- لَا یَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةِ عَبْدٍ.

و قال عطا یعنی یجازی كل أحد و ینتصف من الظالم للمظلوم و روی عن ابن عباس فی هذه الآیة قال إن علی جسر جهنم سبع محابس یسأل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا اللّٰه فإن جاء بها تامة جاز إلی الثانی فیسأل عن الصلاة فإن جاء بها تامة جاز إلی الثالث فیسأل عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلی الرابع فیسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلی الخامس فیسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلی السادس فیسأل عن العمرة فإن جاء بها تامة جاز إلی السابع فیسأل عن المظالم فإن خرج منها و إلا یقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذا فرغ انطلق به إلی الجنة(3).

و فی القاموس المرصاد الطریق و المكان یرصد فیه العدو و قال القنطرة الجسر و ما ارتفع من البنیان و المظلمة بكسر اللام ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك ذكره الجوهری.

«55»- كا، [الكافی] عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ

ص: 323


1- 1. الكافی ج 2 ص 331.
2- 2. الفجر: 14.
3- 3. مجمع البیان ج 10 ص 487.

بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَصْبَحَ لَا یَنْوِی ظُلْمَ أَحَدٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا أَذْنَبَ ذَلِكَ الْیَوْمَ مَا لَمْ یَسْفِكْ دَماً أَوْ یَأْكُلْ مَالَ یَتِیمٍ حَرَاماً(1).

بیان: ظاهره أن من دخل الصباح علی تلك الحالة و هی أن لا یقصد ظلم أحد غفر اللّٰه له كل ما صدر عنه من الذنوب غیر القتل و أكل مال الیتیم و كأن المراد بعدم النیة العزم علی العدم و لا ینافی ذلك صدوره منه فی أثناء الیوم لكن ینافی ذلك الأخبار الكثیرة الدالة علی المؤاخذة بحقوق الناس و قد مر بعضها و تخصیص هذه الأخبار الكثیرة بل ظواهر الآیات أیضا بمثل هذا الخبر مشكل و إن قیل بأن اللّٰه تعالی یرضی المظلوم و یمكن توجیهه بوجوه.

الأول أن یكون الغرض استثناء جمیع حقوق الناس سواء كان فی أبدانهم أو فی أموالهم و ذكر من كل منهما فردا علی المثال لكن خص أشدهما ففی الأبدان القتل و فی الأموال أكل مال الیتیم فیكون حاصل الحدیث أن من أصبح غیر قاصد بالظلم و لم یأت به فی ذلك الیوم غفر اللّٰه له كل ما كان بینه و بین اللّٰه تعالی من الذنوب كما هو ظاهر الخبر الآتی: الثانی أن یكون التخصیص لأنهما من الكبائر و الباقی من الصغائر كما هو ظاهر أكثر أخبار الكبائر و ما سواهما من الكبائر من حقوق اللّٰه و یمكن شمول سفك الدم للجراحات أیضا و لا استبعاد كثیرا فی كون هذا العزم فی أول الیوم مع ترك كبائر حقوق الناس مكفرا لحقوق اللّٰه و سائر حقوق الناس بأن یرضی اللّٰه الخصوم.

الثالث أن یكون المعنی من أصبح و لم یهم بظلم أحد و لم یأت به فی أثناء الیوم أیضا غفر اللّٰه له ما أذنب من حقوقه تعالی ما لم یسفك دما قبل ذلك الیوم و لم یأكل مال یتیم قبل ذلك الیوم و لم یتب منهما فإن من كانت ذمته مشغولة بمثل هذین الحقین لا یستحق لغفران الذنوب و علی هذا یحتمل أن یكون ذلك الیوم ظرفا للغفران لا للذنب فیكون الغفران شاملا لما مضی أیضا كما هو ظاهر

ص: 324


1- 1. الكافی ج 2 ص 331.

الخبر الآتی و قد یؤول الغفران بأن اللّٰه یوفقه لئلا یصر علی كبیرة و لا یخفی بعده.

ثم اعلم أن قوله حراما یحتمل أن یكون حالا عن كل من السفك و الأكل فالأول للاحتراز عن القصاص و قتل الكفار و المحاربین و الثانی للاحتراز عن الأكل بالمعروف و أن یكون حالا عن الأخیر لظهور الأول.

«56»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُبْتَدِئاً مَنْ ظَلَمَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَنْ یَظْلِمُهُ أَوْ عَلَی عَقِبِهِ أَوْ عَلَی عَقِبِ عَقِبِهِ قَالَ قُلْتُ هُوَ یَظْلِمُ فَیُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَی عَقِبِهِ أَوْ عَلَی

عَقِبِ عَقِبِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ فَلْیَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْیَقُولُوا قَوْلًا سَدِیداً(1).

بیان: و لما كان استبعاد السائل عن إمكان وقوع مثل هذا لا عن أنه ینافی العدل فأجاب علیه السلام بوقوع مثله فی قصة الیتامی أو أنه لما لم یكن له قابلیة فهم ذلك و أنه لا ینافی العدل أجاب بما یؤكد الوقوع أو یقال رفع علیه السلام الاستبعاد بالدلیل الإنی و ترك الدلیل اللمی و الكل متقاربة.

و أما تفسیر الآیة فقال البیضاوی أمر للأوصیاء بأن یخشوا اللّٰه و یتقوه فی أمر الیتامی فیفعلوا بهم ما یحبون أن یفعل بذراریهم الضعاف بعد وفاتهم أو للحاضرین المریض عند الإیصاء بأن یخشوا ربهم أو یخشوا علی أولاد المریض و یشفقوا علیهم شفقتهم علی أولادهم فلا یتركوهم أن یضر بهم بصرف المال عنهم أو للورثة بالشفقة علی من حضر القسمة من ضعفاء الأقارب و الیتامی و المساكین متصورین أنهم لو كانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهم هل یجوزون حرمانهم أو للموصین بأن ینظروا للورثة فلا یسرفوا فی الوصیة و لو بما فی حیزه جعل صلة للذین علی معنی وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ حالهم و صفتهم أنهم لو شارفوا أن یخلفوا ذُرِّیَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَیْهِمْ الضیاع و فی ترتیب الأمر علیه إشارة إلی المقصود منه و العلة فیه و بعث علی الترحم و أن یحب لأولاد غیره ما یحب لأولاده و تهدید المخالف بحال أولاده فَلْیَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْیَقُولُوا قَوْلًا سَدِیداً أمرهم بالتقوی الذی

ص: 325


1- 1. الكافی ج 2 ص 332 و الآیة فی النساء: 9.

هو نهایة الخشیة بعد ما أمرهم بها مراعاة للمبتدإ و المنتهی إذ لا ینفع الأول دون الثانی ثم أمرهم أن یقولوا للیتامی مثل ما یقولون لأولادهم بالشفقة و حسن الأدب أو للمریض ما یصده عن الإسراف فی الوصیة ما یؤدی إلی مجاوزة الثلث و تضییع الورثة و یذكره التوبة و كلمة الشهادة أو لحاضری القسمة عذرا جمیلا و وعدا حسنا أو أن یقولوا فی الوصیة ما لا یؤدی إلی مجاوزة الثلث و تضییع الورثة انتهی (1).

و قال الطبرسی رحمة اللّٰه علیه فی ذكر الوجوه فی تفسیر الآیة و ثانیها أن الأمر فی الآیة لولی مال الیتیم یأمره بأداء الأمانة فیه و القیام بحفظه كما لو خاف علی مخلفیه إذا كانوا ضعافا و أحب أن یفعل بهم عن ابن عباس وَ إِلَی هَذَا الْمَعْنَی یَئُولُ مَا رُوِیَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْعَدَ فِی مَالِ الْیَتِیمِ عُقُوبَتَیْنِ ثِنْتَیْنِ أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَعُقُوبَةُ الدُّنْیَا قَوْلُهُ وَ لْیَخْشَ الَّذِینَ لَوْ تَرَكُوا الْآیَةَ قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ لِیَخْشَ أَنْ أَخْلُفَهُ فِی ذُرِّیَّتِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَؤُلَاءِ الْیَتَامَی (2).

و أقول أما دفع توهم الظلم فی ذلك فهو أنه یجوز أن یكون فعل الألم بالغیر لطفا لآخرین مع تعویض أضعاف ذلك الألم بالنسبة إلی من وقع علیه الألم بحیث إذا شاهد ذلك العوض رضی بذلك الألم كأمراض الأطفال فیمكن أن یكون اللّٰه تعالی أجری العادة بأن من ظلم أحدا أو أكل مال یتیم ظلما بأن یبتلی أولاده بمثل ذلك فهذا لطف بالنسبة إلی كل من شاهد ذلك أو سمع من مخبر علم صدقه فیرتدع عن الظلم علی الیتیم و غیره و یعوض اللّٰه الأولاد بأضعاف ما وقع علیهم أو أخذ منهم فی الآخرة مع أنه یمكن أن یكون ذلك لطفا بالنسبة إلیهم أیضا فیصیر سببا لصلاحهم و ارتداعهم عن المعاصی فإنا نعلم أن أولاد الظلمة لو بقوا فی نعمة آبائهم لطغوا و بغوا و هلكوا كما كان آباؤهم فصلاحهم أیضا فی ذلك و لیس فی شی ء من ذلك ظلم علی أحد و قد تقدم بعض القول منا فی ذلك سابقا.

«57»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: مَا انْتَصَرَ اللَّهُ مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ

ص: 326


1- 1. أنوار التنزیل ص 91.
2- 2. مجمع البیان ج 3 ص 12.

بَعْضاً(1).

بیان: الانتصار الانتقام و كذلك نولی أقول قبله قوله تعالی وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً یا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِیاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِی أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِینَ فِیها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِیمٌ عَلِیمٌ ثم قال سبحانه وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (2) و قال الطبرسی رحمه اللّٰه الكاف للتشبیه أی كذلك المهل بتخلیة بعضهم علی بعض للامتحان الذی معه یصح الجزاء علی الأعمال تولیتنا بعض الظالمین بعضا بأن نجعل بعضهم یتولی أمر بعض للعقاب الذی یجری علی الاستحقاق و قیل معناه أنا كما وكلنا هؤلاء الظالمین من الجن و الإنس بعضهم إلی بعض یوم القیامة و تبرأنا منهم فكذلك نكل الظالمین بعضهم إلی بعض یوم القیامة و نكل الأتباع إلی المتبوعین و نقول للأتباع قولوا للمتبوعین حتی یخلصوكم من العذاب عن الجبائی و قال غیره لما حكی اللّٰه سبحانه ما یجری بین الجن و الإنس من الخصام و الجدال فی الآخرة قال و كذلك أی و كما فعلنا بهؤلاء من الجمع بینهم فی النار و تولیة بعضهم بعضا نفعل مثله بالظالمین جزاء علی أعمالهم و قال ابن عباس إذا رضی اللّٰه عن قوم ولی أمرهم خیارهم و إذا سخط علی قوم ولی أمرهم شرارهم بما كانوا یكسبون من المعاصی أی جزاء علی أعمالهم القبیحة و ذلك معنی قوله إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ (3) و مثله ما رواه الكلبی عن مالك بن دینار قال قرأت فی بعض كتب الحكمة أن اللّٰه تعالی یقول إنی أنا اللّٰه مالك الملوك قلوب الملوك بیدی فمن أطاعنی جعلتهم علیه رحمة و من عصانی جعلتهم علیه نقمة فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك و لكن توبوا إلی أعطفهم علیكم. و قیل معنی نولی بعضهم بعضا نخلی بینهم و بین ما یختارونه من غیر نصرة لهم و قیل: معناه

ص: 327


1- 1. الكافی ج 2 ص 334.
2- 2. الأنعام: 128 و 129.
3- 3. الرعد: 11.

نتابع بعضهم بعضا فی النار انتهی (1).

و أقول ما ذكره علیه السلام أوفق بكلام ابن عباس و الكلبی و مطابق لظاهر الآیة.

«58»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مُدَارَاةٍ بَیْنَهُمَا وَ مُعَامَلَةٍ فَلَمَّا أَنْ سَمِعَ كَلَامَهُمَا قَالَ أَمَا إِنَّهُ مَا ظَفِرَ أَحَدٌ بِخَیْرٍ مِنْ ظَفَرٍ بِالظُّلْمِ أَمَا إِنَّ الْمَظْلُومَ یَأْخُذُ مِنْ دِینِ الظَّالِمِ أَكْثَرَ مِمَّا یَأْخُذُ الظَّالِمُ مِنْ مَالِ الْمَظْلُومِ ثُمَّ قَالَ مَنْ یَفْعَلِ الشَّرَّ بِالنَّاسِ فَلَا یُنْكِرِ الشَّرَّ إِذَا فُعِلَ بِهِ أَمَا إِنَّهُ إِنَّمَا یَحْصُدُ ابْنُ آدَمَ مَا یَزْرَعُ وَ لَیْسَ یَحْصُدُ أَحَدٌ مِنَ الْمُرِّ حُلْواً وَ لَا مِنَ الْحُلْوِ مُرّاً فَاصْطَلَحَ الرَّجُلَانِ قَبْلَ أَنْ یَقُومَا(2).

بیان: فی القاموس تدارءوا تدافعوا فی الخصومة و دارأته داریته و دافعته و لاینته ضد فلما أن سمع أن زائدة لتأكید الاتصال ما ظفر أحد بخیر أقول هذه العبارة تحتمل عندی وجوها.

الأول أن ظفر من باب علم و الظفر الوصول إلی المطلوب و الباء فی قوله بخیر للآلیة المجازیة كقولك قام زید بقیام حسن و فی بالظلم صلة للظفر و من صلة لأفعل التفضیل و الظلم مصدر مبنی للفاعل أو للمفعول و الحاصل أنه لم یظفر أحد بنعمة یكون خیرا من أن یظفر بظلم ظالم له أو بمظلومیة من ظالم فإنه ظفر بالمثوبات الأخرویة كما سنبینه.

الثانی أن یكون كالسابق لكن یكون الباء فی قوله بخیر صلة للظفر و فی قوله بالظلم للآلیة المجازیة و من للتعلیل متعلقا بالظفر و الظلم مصدر مبنی للفاعل أی ما ظفر أحد بأمر خیر بسبب ظفره بظلم أحد الثالث ما قیل إن الخیر مضاف إلی من بالفتح و لا یخفی ما فیه.

الرابع أن یكون من اسم موصول و ظفر فعلا ماضیا و یكون بدلا لقوله:

ص: 328


1- 1. مجمع البیان ج 4 ص 366.
2- 2. الكافی ج 2 ص 334.

أحد كما فی قوله تعالی وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا(1) و هذا مما خطر أیضا بالبال لكن الأول أحسن الوجوه و علی التقادیر قوله أما إنه استئناف بیانی لسابقه

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَكْبُرَنَّ عَلَیْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّهُ یَسْعَی فِی مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ.

و لیس یحصد أحد من المر حلوا هذا تمثیل لبیان أن جزاء الشر لا یكون نفعا و خیرا و جزاء الخیر و ثمرته لا یكون شرا و وبالا فی الدارین.

«59»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّوِیلِ عَنْ شَیْخٍ مِنَ النَّخَعِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی لَمْ أَزَلْ وَالِیاً مُنْذُ زَمَنِ الْحَجَّاجِ إِلَی یَوْمِی هَذَا فَهَلْ لِی مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ فَسَكَتَ ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَا حَتَّی تُؤَدِّیَ إِلَی كُلِّ ذِی حَقٍّ حَقَّهُ (2).

بیان: النخع بالتحریك قبیلة بالیمن منهم مالك الأشتر حتی تؤدی أی مع معرفتهم و إمكان الإیصال إلیهم و إلا فالتصدق أیضا لعله قائم مقام الإیصال كما هو المشهور إلا أن یقال أرباب الصدقة أیضا ذوو الحقوق فی تلك الصورة و لعله علیه السلام لما علم أنه لا یعمل بقوله لم یبین له المخرج من ذلك و اللّٰه یعلم.

«60»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مَظْلِمَةٍ أَشَدَّ مِنْ مَظْلِمَةٍ لَا یَجِدُ صَاحِبُهَا عَلَیْهَا عَوْناً إِلَّا اللَّهَ (3).

بیان: لا یجد صاحبها علیها عونا أی لا یمكنه الانتصار فی الدنیا لا بنفسه و لا بغیره و ظلم الضعیف العاجز أفحش و قیل المعنی أنه لا یتوسل فی ذلك إلی أحد و لا یستعین بحاكم بل یتوكل علی اللّٰه و یؤخر انتقامه إلی یوم الجزاء و الأول أظهر وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اشْتَدَّ غَضَبِی عَلَی مَنْ ظَلَمَ أَحَداً لَا یَجِدُ نَاصِراً غَیْرِی.

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا ظُلِمَ فَلَمْ یَنْتَصِرْ وَ لَمْ یَكُنْ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَی قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ لَبَّیْكَ عَبْدِی أَنْصُرُكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا اشْتَدَّ غَضَبِی عَلَی مَنْ ظَلَمَ

ص: 329


1- 1. آل عمران: 97.
2- 2. الكافی ج 2 ص 331.
3- 3. الكافی ج 2 ص 331.

أَحَداً لَا یَجِدُ نَاصِراً غَیْرِی.

«61»- كا، [الكافی] عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ خَافَ الْقِصَاصَ كَفَّ عَنْ ظُلْمِ النَّاسِ (1).

بیان: قیل المراد بالقصاص قصاص الدنیا و لا یخفی قلة فائدة الحدیث حینئذ بل المعنی أن من خاف قصاص الآخرة و مجازاة أعمال العباد كف نفسه عن ظلم الناس فلا یظلم أحدا و الغرض التنبیه علی أن الظالم لا یؤمن و لا یوقن بیوم الحساب فهو علی حد الشرك باللّٰه و الكفر بما جاءت به رسل اللّٰه علیهم السلام و یحتمل أن یكون المراد القصاص فی الدنیا لكن للتنبیه علی ما ذكرنا أی من خاف من قصاص الدنیا ترك ظلم الناس مع أنه لا قدر له فی جنب قصاص الآخرة فمن لا یخاف قصاص الدنیا و یجترئ علی الظلم فمعلوم أنه لا یخاف عقاب الآخرة و لا یؤمن به فیرجع إلی الأول مع مزید تنبیه و تأكید.

«62»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا اجْتَرَمَ (2).

بیان: فی القاموس جرم فلان أذنب كأجرم و اجترم فهو مجرم و ما یحتمل المصدریة و الموصولة.

كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ ظَلَمَ مَظْلِمَةً أُخِذَ بِهَا فِی نَفْسِهِ أَوْ فِی مَالِهِ أَوْ فِی وُلْدِهِ (3).

«63»- كا، [الكافی] عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

بیان: الظلمات جمع ظلمة و هی خلاف النور و حملها علی الظلم باعتبار تكثره معنی أو للمبالغة و المراد بالظلمة إما الحقیقة لما قیل من أن الهیئات النفسانیة التی هی ثمرات الأعمال الموجبة للسعادة أو الشقاوة أنوار و ظلمات مصاحبة للنفس و هی تنكشف لها فی القیامة التی هی محل بروز الأسرار و ظهور الخفیات فتحیط بالظالم علی قدر مراتب ظلمه ظلمات متراكمة حین یكون المؤمنون

ص: 330


1- 1. الكافی ج 2 ص 335.
2- 2. الكافی ج 2 ص 332.
3- 3. الكافی ج 2 ص 332.
4- 4. الكافی ج 2 ص 332.

فی نور یسعی نورهم بین أیدیهم و بأیمانهم أو المراد بها الشدائد و الأهوال كما قیل فی قوله تعالی قُلْ مَنْ یُنَجِّیكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ(1).

«64»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ یَظْلِمُ بِمَظْلِمَةٍ إِلَّا أَخَذَهُ اللَّهُ بِهَا فِی نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ فَإِذَا تَابَ غَفَرَ لَهُ (2).

بیان: ذكر النفس و المال علی المثال لما مر و سیأتی من إضافة الولد و فیه إشعار بأن رد المظالم لیس جزءا من التوبة بل من شرائط صحته.

«65»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ فِی مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَّارِینَ أَنِ ائْتِ هَذَا الْجَبَّارَ فَقُلْ لَهُ إِنِّی لَمْ أَسْتَعْمِلْكَ عَلَی سَفْكِ الدِّمَاءِ وَ اتِّخَاذِ الْأَمْوَالِ وَ إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُكَ لِتَكُفَّ عَنِّی أَصْوَاتَ الْمَظْلُومِینَ فَإِنِّی لَنْ أَدَعَ ظُلَامَتَهُمْ وَ إِنْ كَانُوا كُفَّاراً(3).

بیان: الظلامة بالضم ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك و فیه دلالة علی أن سلطنة الجبارین أیضا بتقدیره تعالی حیث مكنهم منها و هیأ لهم أسبابها و لا ینافی ذلك كونهم معاقبین علی أفعالهم لأنهم غیر مجبورین علیها مع أنه یظهر من الأخبار أنه كان فی الزمن السابق السلطنة الحقة لغیر الأنبیاء و الأوصیاء أیضا لكنهم كانوا مأمورین بأن یطیعوا الأنبیاء فیما یأمرونهم به و قوله فإنی لن أدع ظلامتهم تهدید للجبار بزوال ملكه فإن الملك یبقی مع الكفر و لا یبقی مع الظلم.

«66»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَكَلَ مَالَ أَخِیهِ ظُلْماً وَ لَمْ یَرُدَّهُ إِلَیْهِ أَكَلَ جَذْوَةً مِنَ النَّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

ص: 331


1- 1. الأنعام: 63.
2- 2. الكافی ج 2 ص 332.
3- 3. الكافی ج 2 ص 333.
4- 4. الكافی ج 2 ص 333.

بیان: فی القاموس الجذوة مثلثة القبسة من النار و الجمرة و المراد بالأخ إن كان المسلم فالتخصیص لأن أكل مال الكافر لیس بتلك المثابة و إن كان حراما و كذا إن كان المراد به المؤمن فإن مال المخالف أیضا لیس كذلك و إن كان المراد به من كان بینه و بینه أخوة و مصادقة فالتخصیص لكونه الفرد الخفی لأن الصداقة مما یوهم حل أكل ماله مطلقا لحل بعض الأموال فی بعض الأحوال كما قال تعالی أَوْ صَدِیقِكُمْ (1) فالمعنی فكیف من لم یكن كذلك و كان الأوسط أظهر و أكل الجذوة إما حقیقة بأن یلقی فی حلقه النار أو كنایة عن كونه سببا لدخول النار.

«67»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِینُ لَهُ وَ الرَّاضِی بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَتُهُمْ (2).

بیان: العامل بالظلم الظاهر الظلم علی الغیر و ربما یعمم بما یشمل الظلم علی النفس و المعین له أی فی الظلم و قد یعم و الراضی به أی غیر المظلوم و قیل یشمله و یؤیده قوله تعالی وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ(3) قال فی الكشاف النهی متناول للانحطاط فی هواهم و الانقطاع إلیهم و مصاحبتهم و مجالستهم و زیارتهم و مداهنتهم و الرضا بأعمالهم و التشبه بهم و التزیی بزیهم و مد العین إلی زهرتهم و ذكرهم بما فیه تعظیم لهم

وَ فِی خَبَرِ مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْفَقِیهِ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ مَدَحَ سُلْطَاناً جَائِراً أَوْ تَخَفَّفَ وَ تَضَعْضَعَ لَهُ طَمَعاً فِیهِ كَانَ قَرِینَهُ فِی النَّارِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ دَلَّ جَائِراً عَلَی جَوْرٍ كَانَ قَرِینَ هَامَانَ فِی جَهَنَّمَ.

«68»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی نَهْشَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: مَنْ عَذَرَ ظَالِماً بِظُلْمِهِ سَلَّطَ اللَّهُ

ص: 332


1- 1. النور: 62.
2- 2. الكافی ج 2 ص 333.
3- 3. هود: 113.

عَلَیْهِ مَنْ یَظْلِمُهُ وَ إِنْ دَعَا لَمْ یَسْتَجِبْ لَهُ وَلَمْ یَأْجُرْهُ اللَّهُ عَلَی ظُلَامَتِهِ (1).

بیان: من عذر ظالما یقال عذرته فیما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أی غیر ملوم و الاسم العذر بضم الذال للإتباع و تسكن و الجمع أعذار و المعذرة بمعنی العذر و أعذرته بالألف لغة و إن دعا لم یستجب له أی إن دعا اللّٰه تعالی أن یدفع عنه ظلم من یظلمه لم یستجب له لأنه بسبب عذره صار ظالما خرج عن استحقاق الإجابة أو لما عذر ظالم غیره یلزمه أن یعذر ظالم نفسه و لم یأجره اللّٰه علی ظلامته لذلك أو لأنها وقعت مجازاة و قیل لا ینافی ذلك الانتقام من ظالمه كما دل علیه الخبر الأول (2).

«69»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ مَظْلُوماً فَمَا یَزَالُ یَدْعُو حَتَّی یَكُونَ ظَالِماً(3).

بیان: فما یزال یدعو أقول یحتمل وجوها.

الأول أنه یفرط فی الدعاء علی الظالم حتی یصیر ظالما بسبب هذا الدعاء كان ظلمه بظلم یسیر كشتم أو أخذ دراهم یسیرة فیدعو علیه بالموت و القتل و الفناء أو العمی أو الزمن و أمثال ذلك أو یتجاوز فی الدعاء إلی من لم یظلمه كانقطاع نسله أو موت أولاده و أحبائه أو استیصال عشیرته و أمثال ذلك فیصیر فی هذا الدعاء ظالما.

الثانی أن یكون المعنی أنه یدعو كثیرا علی العدو المؤمن و لا یكتفی بالدعاء لدفع ضرره بل یدعو بابتلائه و هذا مما لا یرضی اللّٰه به فیكون فی ذلك ظالما علی نفسه بل علی أخیه أیضا إذ مقتضی الأخوة الإیمانیة أن یدعو له بصلاحه و كف ضرره عنه كما ذكره سید الساجدین علیه السلام فی دعاء دفع العدو و ما ورد من الدعاء بالقتل و الموت و الاستیصال فالظاهر أنه كان للدعاء علی المخالفین

ص: 333


1- 1. الكافی ج 2 ص 334.
2- 2. مر تحت الرقم 53.
3- 3. الكافی ج 2 ص 333.

و أعداء الدین بقرینة أن أعداءهم كانوا كفارا لا محالة كما یومئ إلیه قوله تعالی وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ (1)

وَ سَیَأْتِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا سَمِعُوا الْمُؤْمِنَ یَذْكُرُ أَخَاهُ بِسُوءٍ وَ یَدْعُو عَلَیْهِ قَالُوا لَهُ بِئْسَ الْأَخُ أَنْتَ لِأَخِیكَ كُفَّ أَیُّهَا الْمُسَتَّرُ عَلَی ذُنُوبِهِ وَ عَوْرَتِهِ وَ ارْبَعْ عَلَی نَفْسِكَ وَ احْمَدِ اللَّهَ الَّذِی سَتَّرَ عَلَیْكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْلَمُ بِعَبْدِهِ مِنْكَ.

الثالث ما قیل إنه یدعو كثیرا و لا یعلم اللّٰه صلاحه فی إجابته فیؤخرها فییأس من روح اللّٰه فیصیر ظالما علی نفسه و هو بعید.

الرابع أن یكون المعنی أنه یلح فی الدعاء حتی یستجاب له فیسلط علی خصمه فیظلمه فینعكس الأمر و كانت حالته الأولی أحسن له من تلك الحالة.

الخامس أن یكون المراد به لا تدعوا كثیرا علی الظلمة فإنه ربما صرتم ظلمة فیستجیب فیكم ما دعوتم علی غیركم.

السادس ما قیل كأن المراد من یدعو للظالم یكن ظالما لأنه رضی بظلمه

كَمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ فِی أَرْضِهِ.

و أقول هذا أبعد الوجوه.

باب 80 آداب الدخول علی السلاطین و الأمراء

«1»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَاقْرَأْ حِینَ تَنْظُرُ إِلَیْهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ اعْقِدْ بِیَدِكَ الْیُسْرَی وَ لَا تُفَارِقْهَا حَتَّی تَخْرُجَ.

ص: 334


1- 1. یوسف: 11.

باب 81 أحوال الملوك و الأمراء و العراف و النقباء و الرؤساء و عدلهم و جورهم

الآیات:

آل عمران: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِكَ الْخَیْرُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ و قال تعالی وَ تِلْكَ الْأَیَّامُ نُداوِلُها بَیْنَ النَّاسِ (1)

یوسف: وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِیُوسُفَ فِی الْأَرْضِ یَتَبَوَّأُ مِنْها حَیْثُ یَشاءُ نُصِیبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ (2)

الإسراء: فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا- ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(3)

الكهف: وَ یَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَیْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً- إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِی الْأَرْضِ وَ آتَیْناهُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ سَبَباً إلی قوله تعالی قُلْنا یا ذَا الْقَرْنَیْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِیهِمْ حُسْناً- قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ یُرَدُّ إِلی رَبِّهِ فَیُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً- وَ أَمَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنی وَ سَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا یُسْراً(4)

النمل: قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْیَةً أَفْسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَ كَذلِكَ یَفْعَلُونَ (5)

ص: 335


1- 1. آل عمران: 26، 140.
2- 2. یوسف: 56- 57.
3- 3. أسری: 5- 6.
4- 4. الكهف: 83- 88.
5- 5. النمل: 34.

محمد: فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ (1)

«1»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِی إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِی وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ وَ الْأُمَرَاءُ(2).

«2»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ الْقُرَّاءُ مَكَانَ الْفُقَهَاءُ(3).

كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوی عن علی بن محمد بن أبی القاسم عن أبیه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبیه عن آبائه علیهم السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه. مثله.

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ رَفَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: رَجُلَانِ لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِی صَاحِبُ سُلْطَانٍ عَسُوفٍ غَشُومٍ وَ غَالٍ فِی الدِّینِ مَارِقٌ (4).

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِنْفَانِ لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِی سُلْطَانٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ وَ غَالٍ فِی الدِّینِ مَارِقٌ مِنْهُ غَیْرُ تَائِبٍ وَ لَا نَازِعٍ (5).

كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوی عن علی بن محمد بن أبی القاسم عن أبیه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق علیه السلام عن أبیه عن آبائه علیهم السلام قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله: مثله.

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ

ص: 336


1- 1. القتال: 22- 23.
2- 2. الخصال ج 1 ص 20.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 27.
4- 4. الخصال ج 1 ص 33.
5- 5. قرب الإسناد ص 31.

فَضَالَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دُرُسْتَوَیْهِ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ ثَلَاثَةٌ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَأَمَّا الَّذِینَ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَإِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَیْخٌ أَفْنَی عُمُرَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّذِینَ یُدْخِلُهُمُ النَّارَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَإِمَامٌ جَائِرٌ وَ تَاجِرٌ كَذُوبٌ وَ شَیْخٌ زَانٍ (1).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَرْجُو النَّجَاةَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ لِمَنْ عَرَفَ حَقَّنَا مِنْهُمْ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ صَاحِبِ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ صَاحِبِ هَوًی وَ الْفَاسِقِ الْمُعْلِنِ (2).

«7»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تُكَلِّمُ النَّارُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةً أَمِیراً وَ قَارِئاً وَ ذَا ثَرْوَةٍ مِنَ الْمَالِ فَتَقُولُ لِلْأَمِیرِ یَا مَنْ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ سُلْطَاناً فَلَمْ یَعْدِلْ- فَتَزْدَرِدُهُ كَمَا یَزْدَرِدُ الطَّیْرُ حَبَّ السِّمْسِمِ وَ تَقُولُ لِلْقَارِئِ یَا مَنْ تَزَیَّنَ لِلنَّاسِ وَ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمَعَاصِی فَتَزْدَرِدُهُ وَ تَقُولُ لِلْغَنِیِّ یَا مَنْ وَهَبَهُ اللَّهُ دُنْیَا كَثِیرَةً وَاسِعَةً فَیْضاً وَ سَأَلَهُ الْحَقِیرَ الْیَسِیرَ قَرْضاً فَأَبَی إِلَّا بُخْلًا فَتَزْدَرِدُهُ (3).

«8»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: احْذَرُوا عَلَی دِینِكُمْ ثَلَاثَةً رَجُلًا قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّی إِذَا رَأَیْتَ عَلَیْهِ بَهْجَتَهُ اخْتَرَطَ سَیْفَهُ عَلَی جَارِهِ وَ رَمَاهُ بِالشِّرْكِ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَیُّهُمَا أَوْلَی بِالشِّرْكِ قَالَ الرَّامِی وَ رَجُلًا اسْتَخَفَّتْهُ الْأَحَادِیثُ كُلَّمَا حَدَثَتْ أُحْدُوثَةُ كَذِبٍ مَدَّهَا بِأَطْوَلَ مِنْهَا وَ رَجُلًا آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سُلْطَاناً فَزَعَمَ أَنَّ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْصِیَتَهُ مَعْصِیَةُ اللَّهِ وَ كَذَبَ لِأَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ، لَا

ص: 337


1- 1. الخصال ج 1 ص 40.
2- 2. الخصال ج 1 ص 59.
3- 3. الخصال ج 1 ص 55.

یَنْبَغِی لِلْمَخْلُوقِ أَنْ یَكُونَ حُبُّهُ لِمَعْصِیَةِ اللَّهِ فَلَا طَاعَةَ فِی مَعْصِیَتِهِ وَ لَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَی اللَّهَ إِنَّمَا الطَّاعَةُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ وَ إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِطَاعَةِ الرَّسُولِ لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ مُطَهَّرٌ لَا یَأْمُرُ بِمَعْصِیَةٍ وَ إِنَّمَا أَمَرَ بِطَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ لَا یَأْمُرُونَ بِمَعْصِیَتِهِ (1).

«9»- ل، [الخصال] عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا مُرُوَّةَ لِكَذُوبٍ وَ لَا إِخَاءَ لِمُلُوكٍ (2).

«10»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْفَضْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ مَنْ عَازَّهُمْ ذَلَّ الْوَالِدُ وَ السُّلْطَانُ وَ الْغَرِیمُ (3).

«11»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ إِمَامٌ یَعْصِی اللَّهَ وَ یُطَاعُ أَمْرُهُ وَ زَوْجَةٌ یَحْفَظُهَا زَوْجُهَا وَ هِیَ تَخُونُهُ وَ فَقْرٌ لَا یَجِدُ صَاحِبُهُ لَهُ مُدَاوِیاً وَ جَارُ سَوْءٍ فِی دَارِ مُقَامٍ (4).

«12»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ لِلْبَحْرِ جَارٌ وَ لَا لِمَلِكٍ صَدِیقٌ وَ لَا لِلْعَافِیَةِ ثَمَنٌ وَ كَمْ مِنْ مُنْعَمٍ عَلَیْهِ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ (5).

«13»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: خَمْسٌ هُنَّ كَمَا أَقُولُ لَیْسَتْ لِبَخِیلٍ رَاحَةٌ وَ لَا لِحَسُودٍ لَذَّةٌ وَ لَا لِمُلُوكٍ وَفَاءٌ وَ لَا لِكَذَّابٍ مُرُوَّةٌ وَ لَا یَسُودُ سَفِیهٌ (6).

«14»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ رَحًی تَطْحَنُ أَ فَلَا تَسْأَلُونِّی

ص: 338


1- 1. الخصال ج 1 ص 68.
2- 2. الخصال ج 1 ص 80.
3- 3. الخصال ج 1 ص 91.
4- 4. الخصال ج 1 ص 96.
5- 5. الخصال ج 1 ص 106.
6- 6. الخصال ج 1 ص 130.

مَا طِحْنُهَا- فَقِیلَ لَهُ فَمَا طِحْنُهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْعُلَمَاءُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ وَ الْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ وَ الْعُرَفَاءُ الْكَذَبَةُ وَ إِنَّ فِی النَّارِ لَمَدِینَةً یُقَالُ لَهَا الْحَصِینَةُ أَ فَلَا تَسْأَلُونِی مَا فِیهَا فَقِیلَ وَ مَا فِیهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ فِیهَا أَیْدِی النَّاكِثِینَ (1).

ثو، [ثواب الأعمال] ماجیلویه عن عمه عن هارون: مثله (2).

«15»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِیِّ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعَذِّبُ سِتَّةً بِسِتٍّ- الْعَرَبَ بِالْعَصَبِیَّةِ وَ الدَّهَاقِنَةَ بِالْكِبْرِ وَ الْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ وَ الْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ وَ التُّجَّارَ بِالْخِیَانَةِ وَ أَهْلَ الرُّسْتَاقِ بِالْجَهْلِ (3).

«16»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِتَّةٌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُجَابٍ الزَّائِدُ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ الْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ وَ التَّارِكُ لِسُنَّتِی وَ الْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِی مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ الْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِیُذِلَّ مَنْ أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ یُعِزَّ مَنْ أَذَلَّهُ اللَّهُ وَ الْمُسْتَأْثِرُ بِفَیْ ءِ الْمُسْلِمِینَ الْمُسْتَحِلُّ لَهُ (4).

أقول: قد مر بعض الأخبار فی باب أصناف الناس.

«17»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی لَعَنْتُ سَبْعَةً لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُجَابٍ قَبْلِی فَقِیلَ وَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ الزَّائِدُ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ الْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ وَ الْمُخَالِفُ لِسُنَّتِی وَ الْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِی مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ الْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبْرِیَّةِ لِیُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ وَ یُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ وَ الْمُسْتَأْثِرُ عَلَی الْمُسْلِمِینَ بِفَیْئِهِمْ مُسْتَحِلًّا لَهُ وَ الْمُحَرِّمُ

ص: 339


1- 1. الخصال ج 1 ص 142.
2- 2. ثواب الأعمال ص 227.
3- 3. الخصال ج 1 ص 158.
4- 4. الخصال ج 1 ص 164.

مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (1).

أقول: قد مضی بسند آخر فی باب شرار الناس.

«17»- لی، [الأمالی للصدوق] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقَلُّ النَّاسِ وَفَاءً الْمُلُوكُ وَ أَقَلُّ النَّاسِ صَدِیقاً الْمُلُوكُ وَ أَشْقَی النَّاسِ الْمُلُوكُ (2).

«18»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الشَّحَّامِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَوَلَّی أَمْراً مِنْ أُمُورِ النَّاسِ فَعَدَلَ وَ فَتَحَ بَابَهُ وَ رَفَعَ شَرَّهُ وَ نَظَرَ فِی أُمُورِ النَّاسِ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُؤْمِنَ رَوْعَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ(3).

«19»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَعِیَّةٍ خَیْراً جَعَلَ لَهَا سُلْطَاناً رَحِیماً وَ قَیَّضَ لَهُ وَزِیراً عَادِلًا(4).

«20»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِی إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِی وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِی الْأُمَرَاءُ وَ الْقُرَّاءُ(5).

«21»- لی، [الأمالی للصدوق] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِی عُمَرَ الْعَجَمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا خَلَقْتُ الْمُلُوكَ وَ قُلُوبُهُمْ بِیَدِی فَأَیُّمَا قَوْمٍ أَطَاعُونِی جَعَلْتُ قُلُوبَ الْمُلُوكِ عَلَیْهِمْ رَحْمَةً وَ أَیُّمَا قَوْمٍ عَصَوْنِی جَعَلْتُ

ص: 340


1- 1. الخصال ج 2 ص 6.
2- 2. أمالی الصدوق ص 14، و فیه: أقل الناس صدقا المملوك خ ل.
3- 3. أمالی الصدوق ص 148.
4- 4. أمالی الصدوق ص 148.
5- 5. أمالی الصدوق ص 220.

قُلُوبَ الْمُلُوكِ عَلَیْهِمْ سَخْطَةً أَلَا لَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ تُوبُوا إِلَیَّ أَعْطِفْ قُلُوبَهُمْ عَلَیْكُمْ (1).

«22»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ أَمِیرٌ مُتَسَلِّطٌ لَمْ یَعْدِلْ وَ ذُو ثَرْوَةٍ مِنَ الْمَالِ لَمْ یُعْطِ الْمَالَ حَقَّهُ وَ فَقِیرٌ فَخُورٌ(2).

«23»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یَاسِرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا كَذَبَ الْوُلَاةُ حُبِسَ الْمَطَرُ وَ إِذَا جَارَ السُّلْطَانُ هَانَتِ الدَّوْلَةُ وَ إِذَا حُبِسَتِ الزَّكَاةُ مَاتَتِ الْمَوَاشِی (3).

«24»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یُؤَمَّرُ رَجُلٌ عَلَی عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَهُمْ إِلَّا جِی ءَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَغْلُولَةً یَدُهُ إِلَی عُنُقِهِ فَإِنْ كَانَ مُحْسِناً فُكَّ عَنْهُ وَ إِنْ كَانَ مُسِیئاً زِیدَ غُلًّا إِلَی غُلِّهِ (4).

«25»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ لَكَ صَدِیقٌ فَوُلِّیَ وِلَایَةً فَأَصَبْتَهُ عَلَی الْعُشْرِ مِمَّا كَانَ لَكَ عَلَیْهِ قَبْلَ وِلَایَتِهِ فَلَیْسَ بِصَدِیقِ سَوْءٍ(5).

«26»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ زِیَادٌ الْقَنْدِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا زِیَادُ وُلِّیتَ لِهَؤُلَاءِ قَالَ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِی مُرُوَّةٌ وَ لَیْسَ وَرَاءَ ظَهْرِی مَالٌ وَ إِنَّمَا أُوَاسِی إِخْوَانِی مِنْ عَمَلِ السُّلْطَانِ فَقَالَ یَا زِیَادُ أَمَّا إِذَا كُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ فَإِذَا دَعَتْكَ نَفْسُكَ إِلَی ظُلْمِ النَّاسِ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَی ذَلِكَ فَاذْكُرْ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عُقُوبَتِكَ وَ ذَهَابَ مَا أَتَیْتَ إِلَیْهِمْ عَنْهُمْ وَ بَقَاءَ

ص: 341


1- 1. أمالی الصدوق ص 220.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 28.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 77.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 270.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 285.

مَا أَتَیْتَ إِلَی نَفْسِكَ عَلَیْكَ وَ السَّلَامُ (1).

«27»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ سَالِمٍ الْجَیْشَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا بَا ذَرٍّ إِنِّی أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِی إِنِّی أَرَاكَ ضَعِیفاً فَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَی اثْنَیْنِ وَ لَا تَوَلَّیَنَّ مَالَ یَتِیمٍ (2).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا وُلِّیَ الظَّالِمُ الظَّالِمَ فَقَدْ أَنْصَفَ الْحَقَّ وَ إِذَا وُلِّیَ الْعَادِلُ الْعَادِلَ فَقَدِ اعْتَدَلَ الْحَقُّ وَ إِذَا وُلِّیَ الْعَادِلُ الظَّالِمَ فَقَدِ اسْتَرَاحَ الْحَقُّ وَ إِذَا وُلِّیَ الْعَبْدُ الْحُرَّ فَقَدِ اسْتُرِقَّ الْحَقُ (3).

«29»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْأَرَّجَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِمَنْ جَعَلَ لَهُ سُلْطَاناً مُدَّةً مِنْ لَیَالِی وَ أَیَّامٍ وَ سِنِینَ وَ شُهُورٍ فَإِنْ عَدَلُوا فِی النَّاسِ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِبَ الْفَلَكِ أَنْ یُبْطِئَ بِإِدَارَتِهِ فَطَالَتْ أَیَّامُهُمْ وَ لَیَالِیهِمْ وَ سِنُوهُمْ وَ شُهُورُهُمْ وَ إِنْ هُمْ جَارُوا فِی النَّاسِ وَ لَمْ یَعْدِلُوا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِبَ الْفَلَكِ فَأَسْرَعَ إِدَارَتَهُ وَ أَسْرَعَ فَنَاءَ لَیَالِیهِمْ وَ أَیَّامِهِمْ وَ سِنِیهِمْ وَ شُهُورِهِمْ وَ قَدْ وَفَی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُمْ بِعَدَدِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ وَ الشُّهُورِ(4).

«30»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ نَوْفٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا نَوْفُ إِیَّاكَ أَنْ تَكُونَ عَشَّاراً أَوْ شَاعِراً أَوْ شُرْطِیّاً أَوْ عَرِیفاً أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ هِیَ الطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هُوَ الطَّبْلُ فَإِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ علیه السلام خَرَجَ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَنَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ إِنَّهَا السَّاعَةُ الَّتِی لَا یُرَدُّ فِیهَا دَعْوَةٌ إِلَّا دَعْوَةُ عَرِیفٍ أَوْ دَعْوَةُ شَاعِرٍ أَوْ شُرْطِیٍ

ص: 342


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 309.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 394.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 67.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 253.

أَوْ صَاحِبِ عَرْطَبَةٍ أَوْ صَاحِبِ كُوبَةٍ(1).

«31»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ خَلَقَهَا مِنْ لَبِنَتَیْنِ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ جَعَلَ حِیطَانَهَا الْیَاقُوتَ وَ سَقْفَهَا الزَّبَرْجَدَ وَ حَصْبَاءَهَا اللُّؤْلُؤَ وَ تُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَ الْمِسْكَ الْأَذْفَرَ فَقَالَ لَهَا تَكَلَّمِی فَقَالَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ قَدْ سَعِدَ مَنْ یَدْخُلُنِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ بِعِزَّتِی وَ عَظَمَتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی لَا یَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ لَا سِكِّیرٌ وَ لَا قَتَّاتٌ وَ هُوَ النَّمَّامُ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ هُوَ الْقَلْطَبَانُ وَ لَا قَلَّاعٌ وَ هُوَ الشُّرْطِیُّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الْخُنْثَی وَ لَا خیوق [خیوفٌ] وَ هُوَ النَّبَّاشُ وَ لَا عَشَّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قَدَرِیٌ (2).

«32»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ لَا سِكِّیرٌ وَ لَا عَاقٌّ وَ لَا شَدِیدُ السَّوَادِ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ لَا قَلَّاعٌ وَ هُوَ الشُّرْطِیُّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الْخُنْثَی وَ لَا خیوق [خیوفٌ] وَ هُوَ النَّبَّاشُ وَ لَا عَشَّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قَدَرِیٌ (3).

«33»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِیِّ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا نَوْفُ اقْبَلْ وَصِیَّتِی- لَا تَكُونَنَّ نَقِیباً وَ لَا عَرِیفاً وَ لَا عَشَّاراً وَ لَا بَرِیداً(4).

«34»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ تَوَلَّی عِرَافَةَ قَوْمٍ حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ بِكُلِّ یَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ وَ حُشِرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ

ص: 343


1- 1. الخصال ج 1 ص 146.
2- 2. الخصال ج 2 ص 54.
3- 3. الخصال ج 2 ص 54.
4- 4. أمالی الصدوق ص 126.

إِلَی عُنُقِهِ فَإِنْ قَامَ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَطْلَقَهُ اللَّهُ وَ إِنْ كَانَ ظَالِماً هُوِیَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(1).

«35»- ل، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: تَبِعَ حَكِیمٌ حَكِیماً سَبْعَ مِائَةِ فَرْسَخٍ فِی سَبْعِ كَلِمَاتٍ فَمِنْهَا أَنَّهُ سَأَلَهُ مَا أَوْسَعُ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ الْعَدْلُ أَوْسَعُ مِنَ الْأَرْضِ (2).

«36»- ل، [الخصال] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْكِنَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلَ الْبَاقِرُ عَلَی عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ فَوَعَظَهُ وَ كَانَ فِیمَا وَعَظَهُ یَا عُمَرُ افْتَحِ الْأَبْوَابَ وَ سَهِّلِ الْحِجَابَ وَ انْصُرِ الْمَظْلُومَ وَ رُدَّ الْمَظَالِمَ (3).

أقول: قد أوردنا فی أبواب المواعظ أخبارا من هذا الباب مثل ما كتبه أمیر المؤمنین علیه السلام لمحمد بن أبی بكر و مالك الأشتر و غیرهما.

«37»- ع، [علل الشرائع]: فِی خَبَرِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَرَضَ اللَّهُ الْعَدْلَ مِسْكاً لِلْقُلُوبِ (4).

«38»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ هُنَّ أُمُّ الْفَوَاقِرِ- سُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ لَمْ یَشْكُرْ وَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَیْهِ لَمْ یَغْفِرْ وَ جَارٌ عَیْنُهُ تَرْعَاكَ وَ قَلْبُهُ یَنْعَاكَ إِنْ رَأَی حَسَنَةً دَفَنَهَا وَ إِنْ رَأَی سَیِّئَةً أَظْهَرَهَا وَ أَذَاعَهَا وَ زَوْجَةٌ إِنْ شَهِدْتَ لَمْ تَقَرَّ عَیْنُكَ بِهَا وَ إِنْ غِبْتَ لَمْ تَطْمَئِنَّ إِلَیْهَا(5).

«39»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لا یُكَلِّمُهُمُ

ص: 344


1- 1. أمالی الصدوق ص 259.
2- 2. الخصال ج 2 ص 5، أمالی الصدوق ص 148.
3- 3. الخصال ج 1 ص 51.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 236. و مسكا: ای اعتصاما و تعلقا، و فی ط النجف ج 1 ص 248« تسكینا.
5- 5. قرب الإسناد ص 40».

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ ... وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ شَیْخٌ زَانٍ وَ مَلِكٌ جَبَّارٌ وَ مُقِلٌّ مُخْتَالٌ (1).

«40»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی طَالِبٍ عَنِ ابْنِ هُدْبَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ وَلِیَ عَشَرَةً فَلَمْ یَعْدِلْ فِیهِمْ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَدَاهُ وَ رِجْلَاهُ وَ رَأْسُهُ فِی ثَقْبِ فَأْسٍ (2).

«41»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: مَنْ وَلِیَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَضَیَّعَهُمْ ضَیَّعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«42»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: أَیُّمَا وَالٍ احْتَجَبَ عَنْ حَوَائِجِ النَّاسِ احْتَجَبَ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ حَوَائِجِهِ وَ إِنْ أَخَذَ هَدِیَّةً كَانَ غُلُولًا وَ إِنْ أَخَذَ رِشْوَةً فَهُوَ مُشْرِكٌ (4).

«43»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْتَلِ شِیعَتَنَا بِأَرْبَعٍ أَنْ یَسْأَلُوا النَّاسَ فِی أَكُفِّهِمْ وَ أَنْ یُؤْتَوْا فِی أَنْفُسِهِمْ وَ أَنْ یَبْتَلِیَهُمْ بِوَلَایَةِ سَوْءٍ وَ لَا یُولَدُ لَهُمْ أَزْرَقُ أَخْضَرُ(5).

«44»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أُوحَی إِلَی نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فِی مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ أَنِ ائْتِ هَذَا الْجَبَّارَ فَقُلْ لَهُ إِنِّی لَمْ أَسْتَعْمِلْكَ عَلَی سَفْكِ الدِّمَاءِ وَ اتِّخَاذِ الْأَمْوَالِ وَ إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُكَ لِتَكُفَ

ص: 345


1- 1. ثواب الأعمال ص 200.
2- 2. ثواب الأعمال ص 232.
3- 3. ثواب الأعمال ص 232.
4- 4. ثواب الأعمال ص 233.
5- 5. ثواب الأعمال ص 238.

عَنِّی أَصْوَاتَ الْمَظْلُومِینَ فَإِنِّی لَنْ أَدَعَ ظُلَامَتَهُمْ وَ إِنْ كَانُوا كُفَّاراً(1).

«45»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ لَجَبَلًا یُقَالُ لَهُ الصَّعَدَا وَ إِنَّ فِی الصَّعَدَا لَوَادِیاً یُقَالُ لَهُ سَقَرُ وَ إِنَّ فِی قَعْرِ سَقَرَ لَجُبّاً یُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ كُلَّمَا كُشِفَ غِطَاءُ ذَلِكَ الْجُبِّ ضَجَّ أَهْلُ النَّارِ مِنْ حَرِّهِ وَ ذَلِكَ مَنَازِلُ الْجَبَّارِینَ (2).

«46»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ مُیَسِّرٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ یُقَالُ لَهُ صَعُودٌ وَ إِنَّ فِی صَعُودٍ لَوَادِیاً(3).

«47»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ فَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مِسْمَعٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: كَانَ رَجُلٌ ظَالِمٌ فَكَانَ یَصِلُ الرَّحِمَ وَ یُحْسِنُ عَلَی رَعِیَّتِهِ وَ یَعْدِلُ فِی الْحُكْمِ فَحَضَرَ أَجَلُهُ فَقَالَ رَبِّ حَضَرَ أَجَلِی وَ ابْنِی صَغِیرٌ فَامْدُدْ لِی فِی عُمُرِی فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِّی قَدْ أَنْسَأْتُ لَكَ فِی عُمُرِكَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قِیلَ لَهُ إِلَی هَذَا یَشِبُّ ابْنُكَ وَ یَعْلَمُ مَنْ كَانَ جَاهِلًا وَ یَسْتَحْكِمُ عِلْمُ مَنْ لَا یَعْلَمُ.

«48»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ یَحْیَی الْأَزْرَقِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: إِنَّ مَلِكاً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالَ لَأَبْنِیَنَّ مَدِینَةً لَا یَعِیبُهَا أَحَدٌ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَائِهَا اجْتَمَعَ رَأْیُهُمْ عَلَی أَنَّهُمْ لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا قَطُّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَوْ آمَنْتَنِی عَلَی نَفْسِی أَخْبَرْتُكَ بِعَیْبِهَا فَقَالَ لَكَ الْأَمَانُ فَقَالَ لَهَا عَیْبَانِ أَحَدُهُمَا أَنَّكَ تَهْلِكُ عَنْهَا وَ الثَّانِی أَنَّهَا تَخْرَبُ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ الْمَلِكُ وَ أَیُّ عَیْبٍ أَعْیَبُ مِنْ

هَذَا ثُمَّ قَالَ فَمَا نَصْنَعُ قَالَ تَبْنِی مَا یَبْقَی وَ لَا یَفْنَی وَ تَكُونُ شَابّاً لَا تَهْرَمُ أَبَداً فَقَالَ الْمَلِكُ لِابْنَتِهِ ذَلِكَ فَقَالَتْ مَا صَدَقَكَ أَحَدٌ غَیْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ.

ص: 346


1- 1. ثواب الأعمال ص 242.
2- 2. ثواب الأعمال ص 244.
3- 3. المحاسن ص 123.

«49»- ف، [تحف العقول]: سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام سَائِلٌ فَقَالَ كَمْ جِهَاتُ مَعَایِشِ الْعِبَادِ الَّتِی فِیهَا الِاكْتِسَابُ وَ التَّعَامُلُ بَیْنَهُمْ وَ وُجُوهُ النَّفَقَاتِ فَقَالَ علیه السلام جَمِیعُ الْمَعَایِشِ كُلِّهَا مِنْ وُجُوهِ الْمُعَامَلَاتِ فِیمَا بَیْنَهُمْ مِمَّا یَكُونُ لَهُمْ فِیهِ الْمَكَاسِبُ أَرْبَعُ جِهَاتٍ مِنَ الْمُعَامَلَاتِ فَقَالَ لَهُ أَ كُلُّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ أَجْنَاسٍ حَلَالٌ أَوْ كُلُّهَا حَرَامٌ أَوْ بَعْضُهَا حَلَالٌ وَ بَعْضُهَا حَرَامٌ فَقَالَ علیه السلام قَدْ یَكُونُ فِی هَؤُلَاءِ الْأَجْنَاسِ الْأَرْبَعَةِ حَلَالٌ مِنْ جِهَةٍ حَرَامٌ حَرَامٌ مِنْ جِهَةٍ حَلَالٌ (1) وَ هَذِهِ الْأَجْنَاسُ مُسَمَّیَاتٌ مَعْرُوفَاتُ الْجِهَاتِ فَأَوَّلُ هَذِهِ الْجِهَاتِ الْأَرْبَعَةِ الْوِلَایَةُ وَ تَوْلِیَةُ بَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ فَالْأَوَّلُ وِلَایَةُ الْوُلَاةِ وَ وُلَاةِ الْوُلَاةِ إِلَی أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ الْوِلَایَةِ عَلَی مَنْ هُوَ وَالٍ عَلَیْهِ ثُمَّ التِّجَارَةُ فِی جَمِیعِ الْبَیْعِ وَ الشِّرَاءِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ الصِّنَاعَاتُ فِی جَمِیعِ صُنُوفِهَا ثُمَّ الْإِجَارَاتُ فِی كُلِّ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنَ الْإِجَارَاتِ وَ كُلُّ هَذِهِ الصُّنُوفِ تَكُونُ حَلَالًا مِنْ جِهَةٍ وَ حَرَاماً مِنْ جِهَةٍ وَ الْفَرْضُ مِنَ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ فِی هَذِهِ الْمُعَامَلَاتِ الدُّخُولُ فِی جِهَاتِ الْحَلَالِ مِنْهَا وَ الْعَمَلُ بِذَلِكَ الْحَلَالِ وَ اجْتِنَابُ جِهَاتِ الْحَرَامِ مِنْهَا تَفْسِیرُ مَعْنَی الْوِلَایَاتِ وَ هِیَ جِهَتَانِ فَإِحْدَی الْجِهَتَیْنِ مِنَ الْوِلَایَةِ وِلَایَةُ وُلَاةِ الْعَدْلِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِوِلَایَتِهِمْ وَ تَوْلِیَتِهِمْ عَلَی النَّاسِ وَ وِلَایَةِ وُلَاتِهِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِ إِلَی أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ الْوِلَایَةِ عَلَی مَنْ هُوَ وَالٍ عَلَیْهِ وَ الْجِهَةُ الْأُخْرَی مِنَ الْوِلَایَةِ وِلَایَةُ وُلَاةِ الْجَوْرِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِمْ إِلَی أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِی هُوَ وَالٍ عَلَیْهِ فَوَجْهُ الْحَلَالِ مِنَ الْوِلَایَةِ وِلَایَةُ الْوَالِی الْعَادِلِ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ بِمَعْرِفَتِهِ وَ وِلَایَتِهِ وَ الْعَمَلِ لَهُ فِی وِلَایَتِهِ وَ وِلَایَةِ وُلَاتِهِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِ بِجِهَةِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْوَالِی الْعَادِلُ بِلَا زِیَادَةٍ فِیمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَا نُقْصَانٍ مِنْهُ وَ لَا تَحْرِیفٍ لِقَوْلِهِ وَ لَا تَعَدٍّ لِأَمْرِهِ إِلَی غَیْرِهِ فَإِذَا صَارَ الْوَالِی وَالِیَ عَدْلٍ بِهَذِهِ الْجِهَةِ فَالْوِلَایَةُ لَهُ وَ الْعَمَلُ مَعَهُ وَ مَعُونَتُهُ فِی وِلَایَتِهِ وَ تَقْوِیَتُهُ حَلَالٌ مُحَلَّلٌ وَ حَلَالٌ الْكَسْبُ مَعَهُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ فِی وِلَایَةِ وَالِی الْعَدْلِ وَ وُلَاتِهِ إِحْیَاءَ كُلِّ حَقٍّ وَ كُلِّ عَدْلٍ- وَ إِمَاتَةَ كُلِّ ظُلْمٍ وَ جَوْرٍ وَ فَسَادٍ فَلِذَلِكَ كَانَ السَّاعِی فِی تَقْوِیَةِ سُلْطَانِهِ وَ الْمُعِینُ لَهُ عَلَی وِلَایَتِهِ سَاعِیاً فِی طَاعَةِ اللَّهِ

ص: 347


1- 1. فی المصدر المطبوع: حلال من جهة حرام من جهة.

مُقَوِّیاً لِدِینِهِ وَ أَمَّا وَجْهُ الْحَرَامِ مِنَ الْوِلَایَةِ فَوِلَایَةُ الْوَالِی الْجَائِرِ وَ وِلَایَةُ وُلَاتِهِ الرَّئِیسِ مِنْهُمْ وَ أَتْبَاعِ الْوَالِی فَمَنْ دُونَهُ مِنْ وُلَاةِ الْوُلَاةِ إِلَی أَدْنَاهُمْ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ الْوِلَایَةِ عَلَی مَنْ هُوَ وَالٍ عَلَیْهِ وَ الْعَمَلُ لَهُمْ وَ الْكَسْبُ مَعَهُمْ بِجِهَةِ الْوِلَایَةِ لَهُمْ حَرَامٌ وَ مُحَرَّمٌ مُعَذَّبٌ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَی قَلِیلٍ مِنْ فِعْلِهِ أَوْ كَثِیرٍ لِأَنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْ جِهَةِ الْمَعُونَةِ مَعْصِیَةٌ كَبِیرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ وَ ذَلِكَ أَنَّ فِی وِلَایَةِ الْوَالِی الْجَائِرِ دُرُوسَ الْحَقِّ كُلِّهِ وَ إِحْیَاءَ الْبَاطِلِ كُلِّهِ وَ إِظْهَارَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ وَ الْفَسَادِ وَ إِبْطَالَ الْكُتُبِ وَ قَتْلَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ هَدْمَ الْمَسَاجِدِ وَ تَبْدِیلَ سُنَّةِ اللَّهِ وَ شَرَائِعِهِ فَلِذَلِكَ حَرَامٌ الْعَمَلُ مَعَهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ وَ الْكَسْبُ مَعَهُمْ إِلَّا بِجِهَةِ الضَّرُورَةِ نَظِیرِ الضَّرُورَةِ إِلَی الدَّمِ وَ الْمَیْتَةِ(1).

و أقول تمامه فی باب جوامع المكاسب و فی التتمة أیضا بعض أحكام الولاة و أعمالهم.

«50»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْشِی فِی الصَّحْرَاءِ فَنَادَاهُ مُنَادٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَیْنِ فَالْتَفَتَ فَلَمْ یَرَ أَحَداً ثُمَّ نَادَاهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِظَبْیَةٍ مُوثَقَةٍ فَقَالَتْ إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِیَّ صَادَنِی وَ لِی خِشْفَانِ فِی ذَلِكَ الْجَبَلِ أَطْلِقْنِی حَتَّی أَذْهَبَ وَ أُرْضِعَهُمَا وَ أَرْجِعَ فَقَالَ وَ تَفْعَلِینَ قَالَتْ نَعَمْ إِنْ لَمْ أَفْعَلْ عَذَّبَنِیَ اللَّهُ عَذَابَ الْعَشَّارِ فَأَطْلَقَهَا.

أقول: تمامه فی أبواب المعجزات.

«51»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّ قَوْمٍ عَصَوْنِی جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَیْهِمْ نَقِمَةً أَلَا لَا تُولَعُوا بِسَبِّ الْمُلُوكِ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْطِفْ بِقُلُوبِهِمْ عَلَیْكُمْ (2).

«52»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ- قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ(3) فَقَدْ آتَی

ص: 348


1- 1. تحف العقول 346- 348.
2- 2. المحاسن ص 117.
3- 3. آل عمران: 26.

اللَّهُ بَنِی أُمَیَّةَ الْمُلْكَ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ یَذْهَبُ النَّاسُ إِلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ آتَانَا الْمُلْكَ وَ أَخَذَهُ بَنُو أُمَیَّةَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ یَكُونُ لَهُ الثَّوْبُ وَ یَأْخُذُهُ الْآخَرُ فَلَیْسَ هُوَ لِلَّذِی أَخَذَهُ (1).

«53»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: ثَلَاثٌ إِنْ حَفِظْتَهُنَّ وَ عَمِلْتَ بِهِنَّ كَفَتْكَ مَا سِوَاهُنَّ- وَ إِنْ تَرَكْتَهُنَّ لَمْ یَنْفَعْكَ شَیْ ءٌ سِوَاهُنَّ قَالَ وَ مَا هُنَّ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَی الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ وَ الْحُكْمُ بِكِتَابِ اللَّهِ فِی الرِّضَا وَ السَّخَطِ وَ الْقَسْمُ بِالْعَدْلِ بَیْنَ الْأَحْمَرِ وَ الْأَسْوَدِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَعَمْرِی لَقَدْ أَوْجَزْتَ وَ أَبْلَغْتَ.

«54»- جا، [المجالس للمفید] عَنِ الْأَصْمَعِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِیّاً وَ ذَكَرَ السُّلْطَانَ فَقَالَ لَئِنْ عَزُّوا بِالظُّلْمِ فِی الدُّنْیَا لَیُذَلُّنَّ بِالْعَدْلِ فِی الْآخِرَةِ رَضُوا بِقَلِیلٍ مِنْ كَثِیرٍ وَ بِیَسِیرٍ مِنْ خَطِیرٍ وَ إِنَّمَا یَلْقَوْنَ الْعَدَمَ حِینَ لَا یَنْفَعُ النَّدَمُ.

«55»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ مَعاً عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِیرٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی فِی الْحَسَبِ الضَّخْمِ مِنْ قَوْمِی وَ إِنَّ قَوْمِی كَانَ لَهُمْ عَرِیفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَنْ یُعَرِّفُونِی عَلَیْهِمْ فَمَا تَرَی لِی قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَمُنُّ عَلَیْنَا بِحَسَبِكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رَفَعَ بِالْإِیمَانِ مَنْ كَانَ النَّاسُ سَمَّوْهُ وَضِیعاً إِذَا كَانَ مُؤْمِناً وَ وَضَعَ بِالْكُفْرِ مَنْ كَانَ یُسَمُّونَهُ شَرِیفاً إِذَا كَانَ كَافِراً وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ قَوْمِی كَانَ لَهُمْ عَرِیفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَنْ یُعَرِّفُونِی عَلَیْهِمْ فَإِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ الْجَنَّةَ وَ تُبْغِضُهَا فَتَعَرَّفْ عَلَی قَوْمِكَ وَ یَأْخُذُ سُلْطَانٌ جَابِرٌ بِامْرِئٍ مُسْلِمٍ لِسَفْكِ دَمِهِ فَتَشْرَكُهُمْ فِی دَمِهِ وَ عَسَی لَا تَنَالُ مِنْ دُنْیَاهُمْ شَیْئاً(2).

«56»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام الْعِرَاقَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ أَ مَا تَرَی حَالِی وَ مَا أَنَا فِیهِ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی أَوْلِیَاءَ مَعَ أَوْلِیَاءِ الظَّلَمَةِ لِیَدْفَعَ

ص: 349


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 166.
2- 2. رجال الكشّیّ 178.

بِهِمْ عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ أَنْتَ مِنْهُمْ یَا عَلِیُ (1).

«57»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لِعَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ اضْمَنْ لِی خَصْلَةً أَضْمَنْ لَكَ ثَلَاثاً فَقَالَ عَلِیٌّ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْخَصْلَةُ الَّتِی أَضْمَنُهَا لَكَ وَ مَا الثَّلَاثُ اللَّوَاتِی تَضْمَنُهُنَّ لِی قَالَ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام الثَّلَاثُ اللَّوَاتِی أَضْمَنُهُنَّ لَكَ أَنْ لَا یُصِیبَكَ حَرُّ الْحَدِیدِ أَبَداً بِقَتْلٍ وَ لَا فَاقَةٌ وَ لَا سِجْنُ حَبْسٍ قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ وَ مَا الْخَصْلَةُ الَّتِی أَضْمَنُهَا لَكَ قَالَ فَقَالَ تَضْمَنُ أَلَّا یَأْتِیَكَ وَلِیٌّ أَبَداً إِلَّا أَكْرَمْتَهُ قَالَ فَضَمِنَ عَلِیٌّ الْخَصْلَةَ وَ ضَمِنَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ الثَّلَاثَ (2).

«58»- جش، [الفهرست للنجاشی] حَكَی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ قَالَ وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی بِأَبْوَابِ الظَّالِمِینَ مَنْ نَوَّرَهُ اللَّهُ وَ أَخَذَ لَهُ الْبُرْهَانَ وَ مَكَّنَ لَهُ فِی الْبِلَادِ لِیَدْفَعَ بِهِمْ عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ یُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ أُمُورَ الْمُسْلِمِینَ إِلَیْهِمْ یَلْجَأُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الضُّرِّ وَ إِلَیْهِمْ یَفْزَعُ ذُو الْحَاجَةِ مِنْ شِیعَتِنَا- وَ بِهِمْ یُؤْمِنُ اللَّهُ رَوْعَةَ الْمُؤْمِنِ فِی دَارِ الظَّلَمَةِ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ أُولَئِكَ نُورُ اللَّهِ فِی رَعِیَّتِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَزْهَرُ نُورُهُمْ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ كَمَا تَزْهَرُ الْكَوَاكِبُ الدُّرِّیَّةُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ مِنْ نُورِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تُضِی ءُ مِنْهُمُ الْقِیَامَةُ خُلِقُوا وَ اللَّهِ لِلْجَنَّةِ وَ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ لَهُمْ فَهَنِیئاً لَهُمْ مَا عَلَی أَحَدِكُمْ أَنْ لَوْ شَاءَ لَنَالَ هَذَا كُلَّهُ قَالَ قُلْتُ بِمَا ذَا جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ تَكُونُ مَعَهُمْ فَتَسُرُّنَا بِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَتِنَا فَكُنْ مِنْهُمْ یَا مُحَمَّدُ(3).

«59»- ضه، [روضة الواعظین]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّمَا أَفْضَلُ الْعَدْلُ أَوِ الْجُودُ قَالَ الْعَدْلُ یَضَعُ الْأُمُورَ مَوَاضِعَهَا وَ الْجُودُ یُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا وَ الْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ وَ الْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَ أَفْضَلُهُمَا احْذَرِ الْعَسْفَ وَ الْحَیْفَ فَإِنَّ الْعَسْفَ یَعُودُ بِالْجَلَاءِ وَ الْحَیْفَ یَدْعُو إِلَی السَّیْفِ. وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الظُّلْمَ فَإِنَّهُ

ص: 350


1- 1. رجال الكشّیّ 367.
2- 2. رجال الكشّیّ 368 مع اختلاف.
3- 3. رجال النجاشیّ 255.

یُخَرِّبُ قُلُوبَكُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَی اللَّهِ مَجْلِساً إِمَامٌ عَادِلٌ وَ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ وَ أَشَدَّهُمْ عَذَاباً إِمَامٌ جَائِرٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ وَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجْتَرَمَ.

«60»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، رَوَی الْمُظَفَّرِیُّ فِی تَارِیخِهِ قَالَ: لَمَّا حَجَّ الْمَنْصُورُ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ نَزَلَ بِدَارِ النَّدْوَةِ وَ كَانَ یَطُوفُ لَیْلًا وَ لَا یَشْعُرُ بِهِ أَحَدٌ فَإِذَا اطَّلَعَ الْفَجْرُ صَلَّی بِالنَّاسِ وَ رَاحَ فِی مَوْكِبِهِ إِلَی مَنْزِلِهِ فَبَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَیْلَةٍ یَطُوفُ إِذْ سَمِعَ قَائِلًا یَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَیْكَ ظُهُورَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ وَ مَا یَحُولُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ مِنَ الظُّلْمِ قَالَ فَمَلَأَ الْمَنْصُورُ مَسَامِعَهُ مِنْهُ ثُمَّ اسْتَدْعَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِی سَمِعْتُهُ مِنْكَ قَالَ إِنْ أَمَّنْتَنِی عَلَی نَفْسِی نَبَّأْتُكَ بِالْأُمُورِ مِنْ أَصْلِهَا قَالَ أَنْتَ آمِنٌ عَلَی نَفْسِكَ قَالَ أَنْتَ الَّذِی دَخَلَهُ الطَّمَعُ حَتَّی حَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ حُصُولِ مَا فِی الْأَرْضِ مِنَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی اسْتَرْعَاكَ أُمُورَ الْمُسْلِمِینَ فَأَغْفَلْتَهَا وَ جَعَلْتَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ حِجَاباً وَ حُصُوناً مِنَ الْجِصِّ وَ الْآجُرِّ وَ أَبْوَاباً مِنَ الْحَدِیدِ وَ حَجَبَةً مَعَهُمُ السِّلَاحُ وَ اتَّخَذْتَ وُزَرَاءَ ظَلَمَةً وَ أَعْوَاناً فَجَرَةً إِنْ أَحْسَنْتَ لَا یُعِینُوكَ وَ إِنْ أَسَأْتَ لَا یَرُدُّوكَ وَ قَوَّمْتَهُمْ عَلَی ظُلْمِ النَّاسِ وَ لَمْ تَأْمُرْهُمْ بِإِعَانَةِ الْمَظْلُومِ وَ الْجَائِعِ وَ الْعَارِی فَصَارُوا شُرَكَاءَكَ فِی سُلْطَانِكَ وَ صَانَعْتَهُمُ الْعُمَّالَ بِالْهَدَایَا خَوْفاً مِنْهُمْ فَقَالُوا هَذَا قَدْ خَانَ اللَّهَ فَمَا لَنَا لَا نَخُونُهُ فَاخْتَزَنُوا الْأَمْوَالَ وَ حَالُوا دُونَ الْمُتَظَلِّمِ وَ دُونَكَ فَامْتَلَأَتْ بِلَادُ اللَّهِ فَسَاداً وَ بَغْیاً وَ ظُلْماً فَمَا بَقَاءُ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ عَلَی هَذَا وَ قَدْ كُنْتُ أُسَافِرُ إِلَی بِلَادِ الصِّینِ وَ بِهَا مَلِكٌ قَدْ ذَهَبَ سَمْعُهُ فَجَعَلَ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ وُزَرَاؤُهُ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ لَسْتُ أَبْكِی عَلَی مَا نَزَلَ مِنْ ذَهَابِ سَمْعِی وَ لَكِنَّ الْمَظْلُومَ یَصْرَخُ بِالْبَابِ وَ لَا أَسْمَعُ نِدَاءَهُ وَ لَكِنْ إِنْ كَانَ سَمْعِی قَدْ ذَهَبَ فَبَصَرِی بَاقٍ فَنَادَی فِی النَّاسِ لَا یَلْبَسْ ثَوْباً أَحْمَرَ إِلَّا مَظْلُومٌ فَكَانَ یَرْكَبُ الْفِیلَ فِی كُلِّ طَرَفِ نَهَارٍ هَلْ یَرَی مَظْلُوماً فَلَا یَجِدُهُ هَذَا وَ هُوَ مُشْرِكٌ بِاللَّهِ وَ قَدْ غَلَبَتْ رَأْفَتُهُ بِالْمُشْرِكِینَ عَلَی شُحِّ نَفْسِهِ وَ أَنْتَ

ص: 351

مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا تَغْلِبُكَ رَأْفَتُكَ بِالْمُسْلِمِینَ عَلَی شُحِّ نَفْسِكَ فَإِنَّكَ لَا تَجْمَعُ الْمَالَ إِلَّا لِوَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ إِنْ قُلْتَ إِنَّكَ تَجْمَعُ لِوُلْدِكَ فَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ تَعَالَی الطِّفْلَ الصَّغِیرَ یَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ لَا مَالَ لَهُ فَیُعْطِیهِ فَلَسْتَ بِالَّذِی تُعْطِیهِ بَلِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِی یُعْطِی وَ إِنْ قُلْتَ أَجْمَعُهَا لِتَشْیِیدِ سُلْطَانِی فَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ الْقَدِیرُ عِبَراً فِی الَّذِینَ تَقَدَّمُوا مَا أَغْنَی عَنْهُمْ مَا جَمَعُوا مِنَ الْأَمْوَالِ وَ لَا مَا أَعَدُّوا مِنَ السِّلَاحِ وَ إِنْ قُلْتَ أَجْمَعُهَا لِغَایَةٍ هِیَ أَحْسَنُ مِنَ الْغَایَةِ الَّتِی أَنَا فِیهَا فَوَ اللَّهِ مَا فَوْقَ مَا أَنْتَ فِیهِ مَنْزِلَةٌ إِلَّا الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَا هَذَا هَلْ تُعَاقِبُ مَنْ عَصَاكَ إِلَّا بِالْقَتْلِ فَكَیْفَ تَصْنَعُ بِاللَّهِ الَّذِی لَا یُعَاقِبُ إِلَّا بِأَلِیمِ الْعَذَابِ وَ هُوَ یَعْلَمُ مِنْكَ مَا أَضْمَرَ قَلْبُكَ وَ عَقَدَتْ عَلَیْهِ جَوَارِحُكَ فَمَا ذَا تَقُولُ إِذَا كُنْتَ بَیْنَ یَدَیْهِ لِلْحِسَابِ عُرْیَاناً هَلْ یُغْنِی عَنْكَ مَا كُنْتَ فِیهِ شَیْئاً قَالَ فَبَكَی الْمَنْصُورُ بُكَاءً شَدِیداً وَ قَالَ یَا لَیْتَنِی لَمْ أُخْلَقْ وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً ثُمَّ قَالَ مَا الْحِیلَةُ فِیمَا حَوَّلْتُ قَالَ عَلَیْكَ بِأَعْلَامِ الْعُلَمَاءِ الرَّاشِدِینَ قَالَ فَرُّوا مِنِّی قَالَ فَرُّوا مِنْكَ مَخَافَةَ أَنْ تَحْمِلَهُمْ عَلَی ظَهْرٍ مِنْ طَرِیقَتِكَ وَ لَكِنِ افْتَحِ الْبَابَ وَ سَهِّلِ الْحِجَابَ وَ خُذِ الشَّیْ ءَ مِمَّا حَلَّ وَ طَابَ وَ انْتَصِفْ لِلْمَظْلُومِ وَ أَنَا ضَامِنٌ عَمَّنْ هَرَبَ مِنْكَ أَنْ یَعُودَ إِلَیْكَ فَیُعَاوِنَكَ عَلَی أَمْرِكَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ اللَّهُمَّ وَفِّقْنِی لِأَنْ أَعْمَلَ بِمَا قَالَ هَذَا الرَّجُلُ ثُمَّ حَضَرَ الْمُؤَذِّنُونَ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ عَلَیَّ بِالرَّجُلِ فَطَلَبُوهُ فَلَمْ یَجِدُوا لَهُ أَثَراً فَقِیلَ إِنَّهُ كَانَ الْخَضِرَ علیه السلام (1).

«61»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَدْلُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِینَ سَنَةً قِیَامٍ لَیْلُهَا وَ صِیَامٍ نَهَارُهَا وَ جَوْرُ سَاعَةٍ فِی حُكْمٍ أَشَدُّ وَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مَعَاصِی سِتِّینَ سَنَةً. وَ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَصْبَحَ وَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجْتَرَمَ. وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَهْوَنَ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ مَنْ وَلِیَ أَمْرَ الْمُسْلِمِینَ فَلَمْ یَعْدِلْ لَهُمْ (2).

«62»- غو، [غوالی اللئالی] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرِّفْقُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِیَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ أُمَّتِی فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ وَ مَنْ شَقَّ عَلَیْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَیْهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 352


1- 1. إرشاد القلوب المجلد الثانی.
2- 2. جامع الأخبار ص 180.

كَیْفَ یُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْماً لَا یُؤْخَذُ لِضَعِیفِهِمْ مِنْ شَدِیدِهِمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: الدُّنْیَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَ إِنَّ اللَّهَ یَسْتَعْمِلُكُمْ فِیهَا فَیَنْظُرُ كَیْفَ تَعْمَلُونَ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ یُقِرُّهَا فِیهِمْ مَا بَذَلُوهَا لِلنَّاسِ فَإِذَا مَنَعُوهَا حَوَّلَهَا مِنْهُمْ إِلَی غَیْرِهِمْ وَ كَانَ كِسْرَی قَدْ فَتَحَ بَابَهُ وَ سَهَّلَ جَنَابَهُ وَ رَفَعَ حِجَابَهُ وَ بَسَطَ إِذْنَهُ لِكُلِّ وَاصِلٍ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ مَلِكِ الرُّومِ لَقَدْ أَقْدَرْتَ عَلَیْكَ عَدُوَّكَ بِفَتْحِكَ الْبَابَ وَ

رَفْعِكَ الْحِجَابَ فَقَالَ إِنَّمَا أَتَحَصَّنُ مِنْ عَدُوِّی بِعَدْلِی وَ إِنَّمَا أَنْصَبْتُ هَذَا الْمَنْصِبَ وَ جَلَسْتُ هَذَا الْمَجْلِسَ لِقَضَاءِ الْحَاجَاتِ وَ دَفْعِ الظُّلَامَاتِ فَإِذَا لَمْ تَتَّصِلِ الرَّعِیَّةُ إِلَیَّ فَمَتَی أَقْضِی حَاجَتَهُ وَ أَكْشِفُ ظُلَامَتَهُ.

«63»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی سَمَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِی الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ(1) أَ لَیْسَ قَدْ آتَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَنِی أُمَیَّةَ الْمُلْكَ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آتَانَا الْمُلْكَ وَ أَخَذَتْهُ بَنُو أُمَیَّةَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ یَكُونُ لَهُ الثَّوْبُ فَیَأْخُذُهُ الْآخَرُ فَلَیْسَ هُوَ لِلَّذِی أَخَذَهُ (2).

«64»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها(3) قَالَ الْعَدْلَ بَعْدَ الْجَوْرِ(4).

«65»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عِیسَی بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَی مِنَ الْمَاءِ یُصِیبُهُ الظَّمْآنُ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِذَا عُدِلَ فِیهِ وَ إِنْ قَلَ (5).

«66»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 353


1- 1. آل عمران: 26.
2- 2. الكافی ج 8 ص 266.
3- 3. الحدید: 17.
4- 4. الكافی ج 8 ص 267.
5- 5. الاختصاص ص 261 و قد مر فی باب العدل.

قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ (1).

«67»- ختص، [الإختصاص] قَدْ رَوَی بَعْضُهُمْ عَنْ أَحَدِهِمْ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الدِّینُ وَ السُّلْطَانُ أَخَوَانِ تَوْأَمَانِ- لَا بُدَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ وَ الدِّینُ أُسٌّ وَ السُّلْطَانُ حَارِسٌ وَ مَا لَا أُسَّ لَهُ مُنْهَدِمٌ وَ مَا لَا حَارِسَ لَهُ ضَائِعٌ (2).

«68»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لِكُلِّ شَیْ ءٍ دَوْلَةٌ حَتَّی إِنَّهُ لَیُدَالُ لِلْأَحْمَقِ مِنَ الْعَاقِلِ (3).

«69»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ یَأْوِی إِلَیْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ فَمَنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَ عَلَی الرَّعِیَّةِ الشُّكْرُ وَ مَنْ جَارَ كَانَ عَلَیْهِ الْوِزْرُ وَ عَلَی الرَّعِیَّةِ الصَّبْرُ حَتَّی یَأْتِیَهُمُ الْأَمْرُ(4).

«70»- كِتَابُ الصِّفِّینَ، لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی أُمَرَاءِ الْجُنُودِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ حَقَّ الْوَالِی أَنْ لَا یُغَیِّرَهُ عَلَی رَعِیَّتِهِ فَضْلٌ نَالَهُ وَ لَا أَمْرٌ خُصَّ بِهِ وَ أَنْ یَزِیدَهُ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ دُنُوّاً مِنْ عِبَادِهِ وَ عَطْفاً عَلَیْهِمْ أَلَا وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدِی أَنْ لَا أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ سِرّاً إِلَّا فِی حَرْبٍ وَ لَا أَطْوِیَ عَنْكُمْ أَمْراً إِلَّا فِی حُكْمٍ وَ لَا أُؤَخِّرَ لَكُمْ حَقّاً عَنْ مَحَلِّهِ وَ لَا أَزْرَأُكُمْ شَیْئاً وَ أَنْ تَكُونُوا عِنْدِی فِی الْحَقِّ سَوَاءً فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ وَجَبَتْ عَلَیْكُمُ النَّصِیحَةُ وَ الطَّاعَةُ فَلَا تَنْكُصُوا عَنْ دَعْوَةٍ وَ لَا تُفْرِطُوا فِی صَلَاحِ دِینِكُمْ مِنْ دُنْیَاكُمْ وَ أَنْ تَنْفُذُوا لِمَا هُوَ لِلَّهِ طَاعَةٌ وَ لِمَعِیشَتِكُمْ صَلَاحٌ وَ أَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إِلَی الْحَقِّ وَ لَا یَأْخُذَكُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ فَإِنْ أَبَیْتُمْ أَنْ تَسْتَقِیمُوا لِی عَلَی ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَیَّ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ثُمَّ أُعَاقِبُهُ عُقُوبَةً لَا یَجِدُ عِنْدِی فِیهَا هَوَادَةً فَخُذُوا هَذَا مِنْ أُمَرَائِكُمْ وَ أَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ یُصْلِحُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ وَ السَّلَامُ.

ص: 354


1- 1. الاختصاص: 262.
2- 2. الاختصاص: 263.
3- 3. نوادر الراوندیّ 41.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 247.

وَ كَتَبَ إِلَی أُمَرَاءِ الْخَرَاجِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی أُمَرَاءِ الْخَرَاجِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَیْهِ لَمْ یُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ وَ لَمْ یُحْرِزْهَا وَ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ انْقَادَ لَهُ فِیمَا لَمْ یَعْرِفْ نَفْعَ عَاقِبَتِهِ عَمَّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحَنَّ مِنَ النَّادِمِینَ أَلَا وَ إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا مَنْ عَدَلَ عَمَّا یَعْرِفُ ضَرَّهُ وَ إِنَّ أَشْقَاهُمْ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ فَاعْتَبِرُوا وَ اعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ مَا قَدَّمْتُمْ مِنْ خَیْرٍ وَ مَا سِوَی ذَلِكَ وَدِدْتُمْ لَوْ أَنَّ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ: وَ إِنَّ عَلَیْكُمْ وَبَالَ مَا فَرَّطْتُمْ فِیهِ وَ إِنَّ الَّذِی طُلِبَ مِنْكُمْ لَیَسِیرٌ وَ إِنَّ ثَوَابَهُ لَكَثِیرٌ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فِیمَا نَهَی عَنْهُ مِنَ الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ عِقَابٌ یَخَافُ كَانَ فِی ثَوَابِهِ مَا لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِی تَرْكِ طَلَبِهِ فَارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَ لَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ وَ لَا تُكَلِّفُوهُمْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ وَ أَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ اصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ الرَّعِیَّةِ- لَا تَتَّخِذَنَّ حِجَاباً وَ لَا تَحْجُبَنَّ أَحَداً عَنْ حَاجَتِهِ حَتَّی یَنْهِیَهَا إِلَیْكُمْ وَ لَا تَأْخُذُوا أَحَداً بِأَحَدٍ إِلَّا كَفِیلًا عَمَّنْ كَفَلَ عَنْهُ وَ اصْبِرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَی مَا فِیهِ الِاغْتِبَاطُ وَ إِیَّاكُمْ وَ تَأْخِیرَ الْعَمَلِ وَ دَفْعَ الْخَیْرِ فَإِنَّ فِی ذَلِكَ النَّدَمَ وَ السَّلَامُ.

قَالَ: وَ كَتَبَ علیه السلام إِلَی أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكُمْ وَ إِلَی أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ مُعْسِرَةِ الْجَیْشِ إِلَّا مِنْ جَوْعَةٍ إِلَی شُبْعَةٍ وَ مِنْ فَقْرٍ إِلَی غِنًی أَوْ عَمًی إِلَی هُدًی فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ فَاعْدِلُوا النَّاسَ عَنِ الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ أَنْ خُذُوا عَلَی أَیْدِی سُفَهَائِكُمْ وَ احْتَرِسُوا أَنْ تَعْمَلُوا أَعْمَالًا لَا یَرْضَی اللَّهُ بِهَا عَنَّا فَیَرُدَّ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ دُعَاءَنَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزاماً(1) فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا مَقَتَ قَوْماً مِنَ السَّمَاءِ هَلَكُوا فِی الْأَرْضِ فَلَا تَدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ خَیْراً لِلْجُنْدِ حُسْنُ السِّیرَةِ وَ لِلرَّعِیَّةِ مَعُونَةٌ وَ لِدِینِ اللَّهِ قُوَّةٌ وَ ابْلُوهُ فِی سَبِیلِهِ مَا اسْتَوْجَبَ عَلَیْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدِ اصْطَنَعَ عِنْدَنَا وَ عِنْدَكُمْ مَا نَشْكُرُهُ بِجُهْدِنَا وَ إِنَ

ص: 355


1- 1. الفرقان: 77.

مَصِیرَهُ مَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

وَ كَتَبَ أَبُو ثَرْوَانَ قَالَ وَ فِی كِتَابِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ أَیْضاً: وَ كَتَبَ إِلَی جُنْدِهِ یُخْبِرُهُمْ بِالَّذِی لَهُمْ وَ الَّذِی عَلَیْهِمْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَكُمْ فِی الْحَقِّ جَمِیعاً سَوَاءً أَسْوَدَكُمْ وَ أَحْمَرَكُمْ وَ جَعَلَكُمْ مِنَ الْوَالِی وَ جَعَلَ الْوَالِیَ مِنْكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ مِنَ الْوَلَدِ وَ الْوَلَدِ مِنَ الْوَالِدِ الَّذِی لَا یَكْفِیهِمْ مَنْعُهُ إِیَّاهُمْ مِنْ طَلَبِ عَدُوِّهِ وَ التُّهَمَةِ بِهِ مَا سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ وَ قَضَیْتُمُ الَّذِی عَلَیْكُمْ وَ إِنَّ حَقَّكُمْ عَلَیْهِ إِنْصَافُكُمْ وَ التَّعْدِیلُ بَیْنَكُمْ وَ الْكَفُّ مِنْ قِبَلِكُمْ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَتْ طَاعَتُهُ بِمَا وَافَقَ الْحَقَّ وَ نُصْرَتُهُ عَلَی سِیرَتِهِ وَ الدَّفْعُ عَنْ سُلْطَانِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ وَزَعَةُ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ قَالَ عُمَرُ الْوَزَعَةُ الَّذِینَ یَدْفَعُونَ عَنِ الظُّلْمِ فَكُونُوا لِلَّهِ أَعْوَاناً وَ لِدِینِهِ أَنْصَاراً- وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها- إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ.

وَ مِنْهُ قَالَ: لَمَّا مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْأَنْبَارِ اسْتَقْبَلَهُ بَنُو خشنوشك دَهَاقِنَتُهَا قَالَ سُلَیْمَانُ خش طَیِّبٌ نوشك رَاضِی یَعْنِی بَنِی الطَّیِّبِ الرَّاضِی بِالْفَارِسِیَّةِ فَلَمَّا اسْتَقْبَلُوا نَزَلُوا ثُمَّ جَاءُوا یَشْتَدُّونَ مَعَهُ قَالَ مَا هَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِی مَعَكُمْ وَ مَا أَرَدْتُمْ بِهَذَا الَّذِی صَنَعْتُمْ قَالُوا أَمَّا هَذَا الَّذِی صَنَعْنَا فَهُوَ خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ الْأُمَرَاءَ وَ أَمَّا هَذِهِ الْبَرَاذِینُ فَهَدِیَّةٌ لَكَ وَ قَدْ صَنَعْنَا لَكَ وَ لِلْمُسْلِمِینَ طَعَاماً وَ هَیَّأْنَا لِدَوَابِّكُمْ عَلَفاً كَثِیراً قَالَ أَمَّا هَذَا الَّذِی زَعَمْتُمْ أَنَّهُ مِنْكُمْ خُلُقٌ تُعَظِّمُونَ بِهِ الْأُمَرَاءَ فَوَ اللَّهِ مَا یَنْتَفِعُ بِهَذَا الْأُمَرَاءُ وَ إِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ فَلَا تَعُودُوا لَهُ وَ أَمَّا دَوَابُّكُمْ هَذِهِ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ نَأْخُذَهَا مِنْكُمْ فَنَحْسَبُهَا مِنْ خَرَاجِكُمْ أَخَذْنَاهَا مِنْكُمْ وَ أَمَّا طَعَامُكُمُ الَّذِی صَنَعْتُمْ لَنَا فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَیْئاً إِلَّا بِثَمَنٍ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَحْنُ نُقَوِّمُهُ ثُمَّ نَقْبَلُ ثَمَنَهُ قَالَ إِذاً لَا تُقَوِّمُونَهُ قِیمَتَهُ وَ نَحْنُ نَكْتَفِی بِمَا هُوَ دُونَهُ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ لَنَا مِنَ الْعَرَبِ مَوَالِیَ وَ مَعَارِفَ فَتَمْنَعُنَا أَنْ نُهْدِیَ لَهُمْ وَ تَمْنَعُهُمْ أَنْ یَقْبَلُوا مِنَّا قَالَ كُلُّ الْعَرَبِ

ص: 356

لهم [لَكُمْ] مَوَالٍ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَنْ یَقْبَلَ هَدِیَّتَكُمْ وَ إِنْ غَصَبَكُمْ أَحَدٌ فَأَعْلِمُونَا قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَقْبَلَ هَدِیَّتَنَا وَ كَرَامَتَنَا قَالَ وَیْحَكُمْ نَحْنُ أَغْنَی مِنْكُمْ فَتَرَكَهُمْ وَ سَارَ.

وَ مِنْهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ صِفِّینَ وَ مَرَّ بِالشِّبَامِیِّینَ خَرَجَ إِلَیْهِ حَرْبُ بْنُ شُرَحْبِیلَ الشِّبَامِیُّ وَ أَقْبَلَ یَمْشِی مَعَهُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام رَاكِبٌ فَقَالَ لَهُ علیه السلام ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْیَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِی فِتْنَةٌ لِلْوَالِی وَ مَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ (1).

نهج، [نهج البلاغة] مرسلا: مثله (2).

«71»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْیَا عَلَی أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَیْرِهِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِیهِ فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّیهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: آلَةُ الرِّئَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ(5).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: بِالسِّیرَةِ الْعَادِلَةِ یُقْهَرُ الْمُنَاوِی (8).

وَ قَالَ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ الْعَدْلُ الْإِنْصَافُ وَ الْإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ (9).

وَ قَالَ علیه السلام: السُّلْطَانُ وَزَعَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ (10).

وَ قَالَ علیه السلام: صَوَابُ الرَّأْیِ بِالدُّوَلِ یُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا وَ یَذْهَبُ بِذَهَابِهَا(11).

«72»- نهج، [نهج البلاغة]: سُئِلَ علیه السلام أَیُّمَا أَفْضَلُ الْعَدْلُ أَوِ الْجُودُ فَقَالَ علیه السلام الْعَدْلُ یَضَعُ الْأُمُورَ مَوَاضِعَهَا وَ الْجُودُ یُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا وَ الْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ وَ الْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَ أَفْضَلُهُمَا.

وَ قَالَ علیه السلام: الْوِلَایَاتُ مَضَامِیرُ الرِّجَالِ (12).

وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام: فِی الْخَوَارِجِ لَمَّا سَمِعَ قَوْلَهُمْ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ قَالَ كَلِمَةُ

ص: 357


1- 1. كتاب الصفین.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 222.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 145.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 185.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 186.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 184.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 194.
9- 9. نهج البلاغة ج 2 ص 195.
10- 10. نهج البلاغة ج 2 ص 197.
11- 11. نهج البلاغة ج 2 ص 197.
12- 12. نهج البلاغة، ج 2 ص 248.

حَقٍّ یُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَمْ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ یَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِیرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ یَعْمَلُ فِی إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَ یَسْتَمْتِعُ فِیهَا الْكَافِرُ وَ یُبَلِّغُ اللَّهُ فِیهَا الْأَجَلَ وَ یُجْمَعُ بِهِ الْفَیْ ءُ وَ یُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ وَ یُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِیفِ مِنَ الْقَوِیِّ حَتَّی یَسْتَرِیحَ بَرٌّ وَ یُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: لَمَّا سَمِعَ تَحْكِیمَهُمْ قَالَ حُكْمُ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِیكُمْ وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَیَعْمَلُ فِیهَا التَّقِیُّ وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَیَتَمَتَّعُ فِیهَا الشَّقِیُّ إِلَی أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِیَّتُهُ (1).

وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام: لَمَّا عُوتِبَ عَلَی التَّسْوِیَةِ فِی الْعَطَاءِ أَ تَأْمُرُونِّی أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِیمَنْ وُلِّیتُ عَلَیْهِ وَ اللَّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِیرٌ وَ مَا أَمَّ نَجْمٌ فِی السَّمَاءِ نَجْماً لَوْ كَانَ الْمَالُ لِی لَسَوَّیْتُ بَیْنَهُمْ فَكَیْفَ وَ إِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِی غَیْرِ حَقِّهِ تَبْذِیرٌ وَ إِسْرَافٌ وَ هُوَ یَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِی الدُّنْیَا وَ یَضَعُهُ فِی الْآخِرَةِ وَ یُكْرِمُهُ فِی النَّاسِ وَ یُهِینُهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَمْ یَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِی غَیْرِ حَقِّهِ وَ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ إِلَّا حَرَمَهُ اللَّهُ شُكْرَهُمْ وَ كَانَ لِغَیْرِهِ وُدُّهُمْ فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ یَوْماً فَاحْتَاجَ إِلَی مَعُونَتِهِمْ فَشَرُّ خَدِینٍ وَ أَلْأَمُ خَلِیلٍ (2).

وَ قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام: إِذَا تَغَیَّرَ السُّلْطَانُ تَغَیَّرَ الزَّمَانُ (3).

«73»- كِتَابُ الْغَارَاتِ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ، عَنِ الْقَزَّازِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ العشفنی [الشَّعْبِیِ] قَالَ: دَخَلْتُ الرَّحْبَةَ وَ أَنَا غُلَامٌ فِی غِلْمَانٍ فَإِذَا أَنَا بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَائِمٌ عَلَی ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ وَ مَعَهُ مِخْفَقَةٌ فَجَعَلَ یَطْرُدُ النَّاسَ بِمِخْفَقَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی الْمَالِ فَقَسَمَهُ بَیْنَ النَّاسِ حَتَّی لَمْ یَبْقَ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ رَجَعَ وَ لَمْ یَحْمِلْ إِلَی بَیْتِهِ شَیْئاً فَرَجَعْتُ إِلَی أَبِی فَقُلْتُ فَقَدْ رَأَیْتُ الْیَوْمَ خَیْرَ النَّاسِ أَوْ أَحْمَقَ النَّاسِ قَالَ وَ مَنْ هُوَ یَا بُنَیَّ قُلْتُ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام فَقَصَصْتُ الَّذِی رَأَیْتُهُ یَصْنَعُ قَالَ یَا بُنَیَّ رَأَیْتَ خَیْرَ النَّاسِ.

ص: 358


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 100.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 258.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 56.

«74»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ وَلِیَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ أُمَّتِی فَحَسُنَتْ سَرِیرَتُهُ لَهُمْ رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی الْهَیْبَةَ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مَنْ بَسَطَ كَفَّهُ لَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ رُزِقَ الْمَحَبَّةَ مِنْهُمْ وَ مَنْ كَفَّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَفَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَالَهُ وَ مَنْ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ كَانَ مَعِی فِی الْجَنَّةِ مُصَاحِباً وَ مَنْ كَثُرَ عَفْوُهُ مُدَّ فِی عُمُرِهِ وَ مَنْ عَمَّ عَدْلُهُ نُصِرَ عَلَی عَدُوِّهِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِیَةِ إِلَی عِزِّ الطَّاعَةِ آنَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ أَنِیسٍ وَ أَعَانَهُ بِغَیْرِ مَالٍ. وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَسَدٌ حَطُومٌ خَیْرٌ مِنْ سُلْطَانٍ ظَلُومٍ وَ سُلْطَانٌ ظَلُومٌ خَیْرٌ مِنْ فِتَنٍ تَدُومُ.

«75»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ أَحَدٍ وَلِیَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَیْراً إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَزِیراً صَالِحاً إِنْ نَسِیَ ذَكَرَهُ وَ إِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ وَ إِنْ هَمَّ بِشَرٍّ كَفَّهُ وَ زَجَرَهُ. وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَلِیَ مِنْ أُمُورِ أُمَّتِی شَیْئاً فَحَسُنَتْ سِیرَتُهُ رَزَقَهُ اللَّهُ الْهَیْبَةَ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مَنْ بَسَطَ كَفَّهُ إِلَیْهِمْ بِالْمَعْرُوفِ رَزَقَهُ اللَّهُ الْمَحَبَّةَ مِنْهُمْ وَ مَنْ كَفَّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَفَّرَ اللَّهُ مَالَهُ وَ مَنْ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ كَانَ مَعِی فِی الْجَنَّةِ مُصَاحِباً وَ مَنْ كَثُرَ عَفْوُهُ مُدَّ فِی عُمُرِهِ وَ مَنْ عَمَّ عَدْلُهُ نُصِرَ عَلَی عَدُوِّهِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِیَةِ إِلَی عِزِّ الطَّاعَةِ آنَسَهُ اللَّهُ بِغَیْرِ أَنِیسٍ وَ أَعَزَّهُ بِغَیْرِ عَشِیرَةٍ وَ أَعَانَهُ بِغَیْرِ مَالٍ.

«76»- نهج، [نهج البلاغة] مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِیتَ عَلَی حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً وَ أُجَرَّ فِی الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَ غَاصِباً لِشَیْ ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَ كَیْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ یُسْرِعُ إِلَی الْبِلَی قُفُولُهَا وَ یَطُولُ فِی الثَّرَی حُلُولُهَا وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ عَقِیلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ- حَتَّی اسْتَمَاحَنِی مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً وَ رَأَیْتُ صِبْیَانَهُ شُعْثَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ وَ عَاوَدَنِی مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَیَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَیْتُ إِلَیْهِ سَمْعِی فَظَنَّ أَنِّی أَبِیعُهُ دِینِی وَ أَتَّبِعُ قِیَادَهُ مُفَارِقاً طَرِیقَتِی فَأَحْمَیْتُ لَهُ حَدِیدَةً ثُمَّ أَدْنَیْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِیَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِیجَ ذِی دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَ كَادَ أَنْ یَحْتَرِقَ مِنْ مِیسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ یَا عَقِیلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِیدَةٍ أَحْمَاهَا

ص: 359

إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَ تَجُرُّنِی إِلَی نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَی وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَی وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ فِی وِعَائِهَا وَ مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِیقِ حَیَّةٍ أَوْ قَیْئِهَا فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَذَلِكَ كُلُّهُ مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنَّهَا هَدِیَّةٌ فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ أَ عَنْ دِینِ اللَّهِ أَتَیْتَنِی لِتَخْدَعَنِی أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ تَهْجُرُ وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِیتُ الْأَقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَی أَنْ أَعْصِیَ اللَّهَ فِی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِیرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَ إِنَّ دُنْیَاكُمْ عِنْدِی لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِی فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِیٍّ وَ لِنَعِیمٍ یَفْنَی وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَی نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِینُ (1).

«77»- رِسَالَةُ الْغَیْبَةِ، لِلشَّهِیدِ الثَّانِی رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام فَإِذَا بِمَوْلًی لِعَبْدِ اللَّهِ النَّجَاشِیِّ قَدْ وَرَدَ عَلَیْهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَوْصَلَ إِلَیْهِ كِتَابَهُ فَفَضَّهُ وَ قَرَأَهُ فَإِذَا أَوَّلُ سَطْرٍ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ جَعَلَنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ فِدَاهُ وَ لَا أَرَانِی فِیهِ مَكْرُوهاً فَإِنَّهُ وَلِیُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَیْهِ اعْلَمْ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَنِّی بُلِیتُ بِوِلَایَةِ الْأَهْوَازِ فَإِنْ رَأَی سَیِّدِی أَنْ یَحُدَّ لِیَ حَدّاً أَوْ یُمَثِّلَ لِی مِثَالًا لِأَسْتَدِلَّ بِهِ عَلَی مَا یُقَرِّبُنِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَی رَسُولِهِ وَ یُلَخِّصَ فِی كِتَابِهِ مَا یَرَی لِیَ الْعَمَلَ بِهِ وَ فِیمَا أَبْذُلُهُ وَ أَبْتَذِلُهُ وَ أَیْنَ أَضَعُ زَكَاتِی وَ فِیمَنْ أَصْرِفُهَا وَ بِمَنْ آنَسُ وَ إِلَی مَنْ أَسْتَرِیحُ وَ بِمَنْ أَثِقُ وَ آمَنُ وَ أَلْجَأُ إِلَیْهِ فِی سِرِّی فَعَسَی أَنْ یُخَلِّصَنِی اللَّهُ بِهِدَایَتِكَ وَ دَلَالَتِكَ فَإِنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَمِینُهُ فِی بِلَادِهِ لَا زَالَتْ نِعْمَتُهُ عَلَیْكَ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ فَأَجَابَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حَاطَكَ اللَّهُ بِصُنْعِهِ وَ لَطَفَ بِكَ بِمَنِّهِ وَ كَلَأَكَ بِرِعَایَتِهِ فَإِنَّهُ وَلِیُّ ذَلِكَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ

ص: 360


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 497.

جَاءَ إِلَیَّ رَسُولُكَ بِكِتَابِكَ فَقَرَأْتُهُ وَ فَهِمْتُ جَمِیعَ مَا ذَكَرْتَهُ وَ سَأَلْتَ عَنْهُ وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ بُلِیتَ بِوِلَایَةِ الْأَهْوَازِ فَسَرَّنِی ذَلِكَ وَ سَاءَنِی وَ سَأُخْبِرُكَ بِمَا سَاءَنِی مِنْ ذَلِكَ وَ مَا سَرَّنِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

فَأَمَّا سُرُورِی بِوِلَایَتِكَ فَقُلْتُ عَسَی أَنْ یُغِیثَ اللَّهُ بِكَ مَلْهُوفاً خَائِفاً مِنْ أَوْلِیَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ یُعِزَّ بِكَ ذَلِیلَهُمْ وَ یَكْسُوَ بِكَ عَارِیَهُمْ وَ یُقَوِّیَ بِكَ ضَعِیفَهُمْ وَ یُطْفِئَ بِكَ نَارَ الْمُخَالِفِینَ عَنْهُمْ وَ أَمَّا الَّذِی سَاءَنِی مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ أَدْنَی مَا أَخَافُ عَلَیْكَ تَغَیُّرُكَ بِوَلِیٍّ لَنَا فَلَا تَشِیمُ حَظِیرَةَ الْقُدْسِ فَإِنِّی مُخَلِّصٌ لَكَ جَمِیعَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِنْ أَنْتَ عَمِلْتَ بِهِ وَ لَمْ تُجَاوِزْهُ رَجَوْتُ أَنْ تَسْلَمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

أَخْبَرَنِی أَبِی یَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَلَمْ یَمْحَضْهُ النَّصِیحَةَ سَلَبَهُ اللَّهُ لُبَّهُ وَ اعْلَمْ أَنِّی سَأُشِیرُ عَلَیْكَ بِرَأْیٍ إِنْ أَنْتَ عَمِلْتَ بِهِ تَخَلَّصْتَ مِمَّا أَنْتَ مُتَخَوِّفُهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ خَلَاصَكَ وَ نَجَاتَكَ مِنْ حَقْنِ الدِّمَاءِ وَ كَفِّ الْأَذَی عَنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِیَّةِ وَ التَّأَنِّی وَ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ لِینٍ فِی غَیْرِ ضَعْفٍ وَ شِدَّةٍ فِی غَیْرِ عُنْفٍ وَ مُدَارَاةِ صَاحِبِكَ وَ مَنْ یَرِدُ عَلَیْكَ مِنْ رُسُلِهِ وَ ارْتُقْ فَتْقَ رَعِیَّتِكَ بِأَنْ تُوقِفَهُمْ عَلَی مَا وَافَقَ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِیَّاكَ وَ السُّعَاةَ وَ أَهْلَ النَّمَائِمِ فَلَا یَلْتَزِقَنَّ مِنْهُمْ بِكَ أَحَدٌ وَ لَا یَرَاكَ اللَّهُ یَوْماً وَ لَا لَیْلَةً وَ أَنْتَ تَقْبَلُ مِنْهُمْ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا فَیَسْخَطَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ یَهْتِكَ سِتْرَكَ وَ احْذَرْ مَا لِخُوزِ الْأَهْوَازِ فَإِنَّ أَبِی أَخْبَرَنِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْإِیمَانَ لَا یَثْبُتُ فِی قَلْبِ یَهُودِیٍّ وَ لَا خُوزِیٍّ أَبَداً فَأَمَّا مَنْ تَأْنَسُ بِهِ وَ تَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ تُلْجِئُ أُمُورَكَ إِلَیْهِ فَذَلِكَ الرَّجُلُ الْمُمْتَحَنُ الْمُسْتَبْصِرُ الْأَمِینُ الْمُوَافِقُ لَكَ عَلَی دِینِكَ وَ مَیِّزْ عَوَامَّكَ وَ جَرِّبِ الْفَرِیقَیْنِ فَإِنْ رَأَیْتَ هُنَالِكَ رُشْداً فَشَأْنَكَ وَ إِیَّاهُ وَ إِیَّاكَ أَنْ تُعْطِیَ دِرْهَماً أَوْ تَخْلَعَ ثَوْباً أَوْ تَحْمِلَ عَلَی دَابَّةٍ فِی غَیْرِ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَی لِشَاعِرٍ أَوْ مُضْحِكٍ أَوْ مُتَمَزِّحٍ إِلَّا أَعْطَیْتَ مِثْلَهُ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ لْتَكُنْ جَوَائِزُكَ وَ عَطَایَاكَ وَ خِلَعُكَ لِلْقُوَّادِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَجْنَادِ وَ أَصْحَابِ الرَّسَائِلِ وَ أَصْحَابِ الشُّرَطِ وَ الْأَخْمَاسِ وَ مَا أَرَدْتَ أَنْ تَصْرِفَهُ فِی وُجُوهِ

ص: 361

الْبِرِّ وَ النَّجَاحِ وَ الْفُتُوَّةِ(1)

وَ الصَّدَقَةِ وَ الْحَجِّ وَ الْمَشْرَبِ وَ الْكِسْوَةِ الَّتِی تُصَلِّی فِیهَا وَ تَصِلُ بِهَا وَ الْهَدِیَّةِ الَّتِی تُهْدِیهَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَطْیَبِ كَسْبِكَ وَ مِنْ طُرَفِ الْهَدَایَا یَا عَبْدَ اللَّهِ اجْهَدْ أَنْ لَا تَكْنِزَ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً فَتَكُونَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآیَةِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2) وَ لَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ حُلْوٍ أَوْ فَضْلِ طَعَامٍ تَصْرِفُهُ فِی بُطُونٍ خَالِیَةٍ تُسَكِّنُ بِهَا غَضَبَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ اعْلَمْ أَنِّی سَمِعْتُ أَبِی یُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ یَوْماً مَا آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَ جَارُهُ جَائِعٌ فَقُلْنَا هَلَكْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مِنْ فَضْلِ طَعَامِكُمْ وَ مِنْ فَضْلِ تَمْرِكُمْ وَ رِزْقِكُمْ وَ خِرَقِكُمْ تُطْفِئُونَ بِهَا غَضَبَ الرَّبِّ وَ سَأُنَبِّئُكَ بِهَوَانِ الدُّنْیَا وَ هَوَانِ شَرَفِهَا عَلَی مَا مَضَی مِنَ السَّلَفِ وَ التَّابِعِینَ فَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ لَمَّا تَجَهَّزَ الْحُسَیْنُ علیه السلام إِلَی الْكُوفَةِ أَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَاشَدَهُ اللَّهَ وَ الرَّحِمَ أَنْ یَكُونَ هُوَ الْمَقْتُولَ بِالطَّفِّ فَقَالَ علیه السلام أَنَا أَعْرَفُ بِمَصْرَعِی مِنْكَ وَ مَا وُكْدِی مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا فِرَاقَهَا أَ لَا أُخْبِرُكَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ بِحَدِیثِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الدُّنْیَا فَقَالَ لَهُ بَلَی لَعَمْرِی إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ تُحَدِّثَنِی بِأَمْرِهَا فَقَالَ أَبِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنَ علیه السلام یَقُولُ حَدَّثَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ إِنِّی كُنْتُ بِفَدَكَ فِی بَعْضِ حِیطَانِهَا وَ قَدْ صَارَتْ لِفَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ قَحَمَتْ عَلَیَّ وَ فِی یَدِی مِسْحَاةٌ وَ أَنَا أَعْمَلُ بِهَا فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهَا طَارَ قَلْبِی مِمَّا تَدَاخَلَنِی مِنْ جَمَالِهَا فَشَبَّهْتُهَا بِبُثَیْنَةَ بِنْتِ عَامِرٍ الْجُمَحِیِّ وَ كَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ قُرَیْشٍ فَقَالَتْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ هَلْ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ بِی فَأُغْنِیَكَ عَنْ هَذِهِ الْمِسْحَاةِ وَ أَدُلَّكَ عَلَی خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَیَكُونَ لَكَ الْمُلْكُ مَا بَقِیتَ وَ لِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لَهَا علیه السلام مَنْ أَنْتِ حَتَّی أَخْطُبَكِ مِنْ أَهْلِكِ فَقَالَتْ أَنَا الدُّنْیَا قَالَ قُلْتُ لَهَا فَارْجِعِی وَ اطْلُبِی زَوْجاً غَیْرِی وَ أَقْبَلْتُ عَلَی

ص: 362


1- 1. و العتق خ.
2- 2. براءة: 34 و فی نسخة ذكرت الآیة بتمامها.

مِسْحَاتِی وَ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:

لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنْیَا دَنِیَّةٌ***وَ مَا هِیَ إِنْ غَرَّتْ قُرُوناً بِنَائِلٍ

أَتَتْنَا عَلَی زِیِّ الْعَزِیزِ بُثَیْنَةَ***وَ زِینَتُهَا فِی مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ

فَقُلْتُ لَهَا غُرِّی سِوَایَ فَإِنَّنِی***عَزُوفٌ عَنِ الدُّنْیَا وَ لَسْتُ بِجَاهِلٍ

وَ مَا أَنَا وَ الدُّنْیَا فَإِنَّ مُحَمَّداً***أَحَلَّ صَرِیعاً بَیْنَ تِلْكَ الْجَنَادِلِ

وَ هَبْهَا أَتَتْنِی بِالْكُنُوزِ وَ دُرِّهَا***وَ أَمْوَالِ قَارُونَ وَ مُلْكِ القَبَائِلِ

أَ لَیْسَ جَمِیعاً لِلْفَنَاءِ مَصِیرُهَا***وَ یَطْلُبُ مِنْ خُزَّانِهَا بِالطَّوَائِلِ

فَغُرِّی سِوَایَ إِنَّنِی غَیْرُ رَاغِبٍ***بِمَا فِیكِ مِنْ مُلْكٍ وَ عِزٍّ وَ نَائِلٍ

فَقَدْ قَنِعَتْ نَفْسِی بِمَا قَدْ رُزِقْتُهُ***فَشَأْنَكِ یَا دُنْیَا وَ أَهْلَ الْغَوَائِلِ

فَإِنِّی أَخَافُ اللَّهَ یَوْمَ لِقَائِهِ***وَ أَخْشَی عَذَاباً دَائِماً غَیْرَ زَائِلٍ

فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ لَیْسَ فِی عُنُقِهِ تَبِعَةٌ لِأَحَدٍ حَتَّی لَقِیَ اللَّهَ مَحْمُوداً غَیْرَ مَلُومٍ وَ لَا مَذْمُومٍ ثُمَّ اقْتَدَتْ بِهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ بِمَا قَدْ بَلَغَكُمْ لَمْ یَتَلَطَّخُوا بِشَیْ ءٍ مِنْ بَوَائِقِهَا عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَجْمَعِینَ وَ أَحْسَنَ مَثْوَاهُمْ وَ لَقَدْ وَجَّهْتُ إِلَیْكَ بِمَكَارِمِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ عَنِ الصَّادِقِ الْمُصَدَّقِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنْ أَنْتَ عَمِلْتَ بِمَا نَصَحْتُ لَكَ فِی كِتَابِی هَذَا ثُمَّ كَانَتْ عَلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا كَمِثْلِ أَوْزَانِ الْجِبَالِ وَ أَمْوَاجِ الْبِحَارِ رَجَوْتُ اللَّهَ أَنْ یَتَحَامَی عَنْكَ جَلَّ وَ عَزَّ بِقُدْرَتِهِ (1)

یَا عَبْدَ اللَّهِ إِیَّاكَ أَنْ تُخِیفَ مُؤْمِناً فَإِنَّ أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ حَدَّثَنِی عَنْ أَبِیهِ- عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَنْ نَظَرَ إِلَی مُؤْمِنٍ نَظْرَةً لِیُخِیفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ حَشَرَهُ فِی صُورَةِ الذَّرِّ لَحْمَهُ وَ جَسَدَهُ وَ جَمِیعَ أَعْضَائِهِ حَتَّی یُورِدَهُ مَوْرِدَهُ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَغَاثَ لَهْفَاناً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَغَاثَهُ اللَّهُ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ آمَنَهُ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ آمَنَهُ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ وَ مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَی اللَّهُ

ص: 363


1- 1. ذكر القصة الكیدری فی أنوار العقول مع أشعاره علیه السلام فی قافیة اللام و فی الأبیات اختلاف یسیر.

لَهُ حَوَائِجَ كَثِیرَةً إِحْدَاهَا الْجَنَّةُ وَ مَنْ كَسَا أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عُرْیٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ وَ إِسْتَبْرَقِهَا وَ حَرِیرِهَا وَ لَمْ یَزَلْ یَخُوضُ فِی رِضْوَانِ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَی الْمَكْسُوِّ مِنْهَا سِلْكٌ وَ مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَیِّبَاتِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ أَخْدَمَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ أَخْدَمَهُ اللَّهُ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِینَ وَ أَسْكَنَهُ مَعَ أَوْلِیَائِهِ الطَّاهِرِینَ وَ مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ عَلَی رَاحِلَةٍ حَمَلَهُ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ وَ بَاهَی بِهِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ امْرَأَةً یَأْنَسُ بِهَا وَ تَشُدُّ عَضُدَهُ وَ یَسْتَرِیحُ إِلَیْهَا زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ آنَسَهُ بِمَنْ أَحَبَّ مِنَ الصِّدِّیقِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ وَ إِخْوَانِهِ وَ آنَسَهُمْ بِهِ وَ مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ عَلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَعَانَهُ عَلَی إِجَازَةِ الصِّرَاطِ عِنْدَ زَلْزَلَةِ الْأَقْدَامِ وَ مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ إِلَی مَنْزِلِهِ لَا لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَیْهِ كُتِبَ مِنْ زُوَّارِ اللَّهِ وَ كَانَ حَقِیقاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ زَائِرَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ یَوْماً مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ لَیْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ فَلَا تَتَبَّعُوا عَثَرَاتِ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ مَنْ آمَنَ اتَّبَعَ اللَّهُ عَثَرَاتِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ فَضَحَهُ فِی جَوْفِ بَیْتِهِ- وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِ أَنْ لَا یُصَدَّقَ فِی مَقَالَتِهِ وَ لَا یَنْتَصِفَ مِنْ عَدُوِّهِ وَ عَلَی أَنْ لَا یَشْفِیَ غَیْظَهُ إِلَّا بِفَضِیحَةِ نَفْسِهِ لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ مُلْجَمٌ وَ ذَلِكَ لِغَایَةٍ قَصِیرَةٍ وَ رَاحَةٍ طَوِیلَةٍ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَشْیَاءَ أَیْسَرُهَا مُؤْمِنٌ مِثْلُهُ یَقُولُ بِمَقَالَتِهِ یَبْغِیهِ وَ یَحْسُدُهُ وَ الشَّیْطَانُ یُغْوِیهِ وَ یَمْقُتُهُ وَ السُّلْطَانُ یَقْفُو أَثَرَهُ وَ یَتَّبَّعُ عَثَرَاتِهِ وَ كَافِرٌ بِالَّذِی هُوَ بِهِ مُؤْمِنٌ یَرَی سَفْكَ دَمِهِ دِیناً وَ إِبَاحَةَ حَرِیمِهِ غُنْماً فَمَا بَقَاءُ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ هَذَا یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ اشْتَقَقْتُ لِلْمُؤْمِنِ أَسْمَاءً مِنْ أَسْمَائِی سَمَّیْتُهُ مُؤْمِناً فَالْمُؤْمِنُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ مَنِ اسْتَهَانَ بِمُؤْمِنٍ

ص: 364

فَقَدِ اسْتَقْبَلَنِی بِالْمُحَارَبَةِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ یَوْماً یَا عَلِیُّ لَا تُنَاظِرْ رَجُلًا حَتَّی تَنْظُرَ فِی سَرِیرَتِهِ فَإِنْ كَانَتْ سَرِیرَتُهُ حَسَنَةً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَكُنْ لِیَخْذُلَ وَلِیَّهُ وَ إِنْ كَانَتْ سَرِیرَتُهُ رَدِیئَةً فَقَدْ یَكْفِیهِ مَسَاوِیهِ فَلَوْ جَهَدْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلَهُ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا قَدَرْتَ عَلَیْهِ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ أَدْنَی الْكُفْرِ أَنْ یَسْمَعَ الرَّجُلُ عَنْ أَخِیهِ الْكَلِمَةَ فَیَحْفَظَهَا عَلَیْهِ یُرِیدُ أَنْ یَفْضَحَهُ بِهَا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ فِی مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْ عَیْنَاهُ وَ سَمِعَتْ أُذُنَاهُ مَا یَشِینُهُ وَ یَهْدِمُ مُرُوَّتَهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (1) یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ رَوَی عَنْ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ رِوَایَةً یُرِیدُ بِهَا هَدْمَ مُرُوَّتِهِ وَ ثَلْبِهِ أَوْبَقَهُ اللَّهُ بِخَطِیئَتِهِ حَتَّی یَأْتِیَ بِمَخْرَجٍ مِمَّا قَالَ وَ لَنْ یَأْتِیَ بِالْمَخْرَجِ مِنْهُ أَبَداً وَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً فَقَدْ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام سُرُوراً وَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ سُرُوراً فَقَدْ أَدْخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُرُوراً وَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُرُوراً فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ وَ مَنْ سَرَّ اللَّهَ فَحَقِیقٌ عَلَیْهِ أَنْ یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ إِنِّی أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ إِیثَارِ طَاعَتِهِ وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ فَإِنَّهُ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِ اللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُؤْثِرْ أَحَداً عَلَی رِضَاهُ وَ هَوَاهُ فَإِنَّهُ وَصِیَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی خَلْقِهِ- لَا یَقْبَلُ مِنْهُمْ غَیْرَهَا وَ لَا یُعَظِّمُ سِوَاهَا وَ اعْلَمْ أَنَّ الْخَلَائِقَ لَمْ یُوَكَّلُوا بِشَیْ ءٍ أَعْظَمَ مِنَ التَّقْوَی فَإِنَّهُ وَصِیَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ- فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَنَالَ مِنَ الدُّنْیَا شَیْئاً تُسْأَلُ عَنْهُ غَداً فَافْعَلْ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُ الصَّادِقِ علیه السلام إِلَی النَّجَاشِیِّ نَظَرَ فِیهِ فَقَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَوْلَایَ قَلَّمَا عَمِلَ أَحَدٌ بِمَا فِی هَذَا الْكِتَابِ

ص: 365


1- 1. النور: 19.

إِلَّا نَجَا فَلَمْ یَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ یَعْمَلُ بِهِ أَیَّامَ حَیَاتِهِ (1).

أقول: و وجدت فی كراس بخط الشهید الثانی قدس اللّٰه روحه بعض هذه الروایة و كأنه كتبها لبعض إخوانه و هذا لفظه یقول كاتب هذه الأحرف الفقیر إلی عفو اللّٰه تعالی و رحمته زین الدین ابن علی بن أحمد الشامی عامله اللّٰه تعالی برحمته و تجاوز عن سیئاته بمغفرته أخبرنا شیخنا السعید المبرور المغفور النبیل نور الدین علی بن عبد العالی المیسی قدس اللّٰه تعالی روحه و نور ضریحه یوم الخمیس خامس شهر شعبان سنة ثلاثین و تسعمائة بداره قال أخبرنا شیخنا المرحوم الصالح الفاضل شمس الدین محمد بن محمد بن محمد بن داود الشهیر بابن المؤذن الجزینی حادی عشر شهر المحرم سنة أربع و ثمانین و ثمانمائة قال أخبرنا الشیخ الصالح الأصیل الجلیل ضیاء الدین أبو القاسم علی ابن الشیخ الإمام السعید شمس الدین أبو عبد اللّٰه الشهید محمد بن مكی أعلی اللّٰه درجته كما شرف خاتمته قال أخبرنی والدی السعید الشهید قال أخبرنی الإمامان الأعظمان عمید الملة و الدین عبد المطلب بن الأعرج الحسینی و الشیخ الإمام فخر الدین أبو طالب محمد ابن الشیخ الإمام شیخ الإسلام أفضل المتقدمین و المتأخرین و آیة اللّٰه فی العالمین محیی سنن سید المرسلین الشیخ جمال الدین حسن ابن الشیخ السعید أبو المظفر یوسف بن علی بن المطهر الحلی قدس اللّٰه تعالی روحه الطاهرة و جمع بینه و بین أئمته فی الآخرة كلاهما عن شیخنا السعید جمال الدین الحسن بن المطهر عن والده السعید سدید الدین یوسف بن المطهر قال أخبرنا السید العلامة النسابة فخار بن معد الموسوی عن الفقیه سدید الدین شاذان بن جبرئیل القمی نزیل المدینة المشرفة عن الشیخ الفقیه عماد الدین محمد بن القاسم الطبری عن الشیخ الفقیه أبی علی الحسن ابن الشیخ الجلیل السعید محیی المذهب محمد بن الحسن الطوسی عن والده السعید قدس اللّٰه روحه عن الشیخ المفید محمد بن النعمان عن الشیخ أبی عبد اللّٰه جعفر بن قولویه إلی آخر ما ذكره من الروایة.

ص: 366


1- 1. رسالة الغیبة للشهید المطبوعة مع كشف الفوائد ص 264. و سیأتی فی ج 77: 189، ج 78: 271.

«78»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِیَّاكُمْ وَ غِشْیَانَ الْمُلُوكِ وَ أَبْنَاءَ الدُّنْیَا فَإِنَّ ذَلِكَ یُصَغِّرُ نِعْمَةَ اللَّهِ فِی أَعْیُنِكُمْ وَ یُعْقِبُكُمْ كُفْراً وَ إِیَّاكُمْ وَ مُجَالَسَةَ الْمُلُوكِ وَ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا فَفِی ذَلِكَ ذَهَابُ دِینِكُمْ وَ یُعْقِبُكُمْ نِفَاقاً وَ ذَلِكَ دَاءٌ دَوِیٌّ لَا شِفَاءَ لَهُ وَ یُورِثُ قَسَاوَةَ الْقَلْبِ وَ یَسْلُبُكُمُ الْخُشُوعَ وَ عَلَیْكَ بِالْأَشْكَالِ مِنَ النَّاسِ وَ الْأَوْسَاطِ مِنَ النَّاسِ فَعِنْدَهُمْ تَجِدُونَ مَعَادِنَ الْجَوْهَرِ وَ إِیَّاكُمْ أَنْ تَمُدُّوا أَطْرَافَكُمْ إِلَی مَا فِی أَیْدِی أَبْنَاءِ الدُّنْیَا فَمَنْ مَدَّ طَرْفَهُ إِلَی ذَلِكَ طَالَ حُزْنُهُ وَ لَمْ یُشْفَ غَیْظُهُ وَ اسْتَصْغَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَهُ فَیَقِلُّ شُكْرُهُ لِلَّهِ وَ انْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ دُونَكَ فَتَكُونَ لِأَنْعُمِ اللَّهِ شَاكِراً وَ لِمَزِیدِهِ مُسْتَوْجِباً وَ لِجُودِهِ سَاكِباً.

«79»- أَعْلَامُ الدِّینِ، رُوِیَ عَنْ أُوَیْسٍ الْقَرَنِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ: قَالَ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ كَیْفَ حَالُكَ فَقَالَ كَیْفَ یَكُونُ حَالُ مَنْ یُصْبِحُ یَقُولُ لَا أُمْسِی وَ یُمْسِی یَقُولُ لَا أُصْبِحُ یُبَشَّرُ بِالْجَنَّةِ وَ لَا یَعْمَلُ عَمَلَهَا وَ یُحَذَّرُ النَّارَ وَ لَا یَتْرُكُ مَا یُوجِبُهَا وَ اللَّهِ إِنَّ الْمَوْتَ وَ غُصَصَهُ وَ كُرُبَاتِهِ وَ ذِكْرَ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَمْ تَدَعْ لِلْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا فَرَحاً وَ إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ لَمْ تُبْقِ لَنَا ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ إِنَّ قِیَامَ الْمُؤْمِنِ بِالْحَقِّ فِی النَّاسِ لَمْ یَدَعْ لَهُ صَدِیقاً نَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ فَیَشْتِمُونَ أَعْرَاضَنَا وَ یَرْمُونَنَا بِالْجَرَائِمِ وَ الْمَعَایِبِ وَ الْعَظَائِمِ وَ یَجِدُونَ عَلَی ذَلِكَ أَعْوَاناً مِنَ الْفَاسِقِینَ إِنَّهُ وَ اللَّهِ لَا یَمْنَعُنَا ذَلِكَ أَنْ نَقُومَ فِیهِمْ بِحَقِّ اللَّهِ.

باب 82 الركون إلی الظالمین و حبهم و طاعتهم

الآیات:

الأنعام: وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (1)

هود: وَ اتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ و قال تعالی فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ

ص: 367


1- 1. الأنعام: 68.

وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِیدٍ و قال سبحانه وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِیاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (1)

الكهف: وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً(2)

الشعراء: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُونِ وَ لا تُطِیعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِینَ- الَّذِینَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ وَ لا یُصْلِحُونَ (3)

القصص: قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِیراً لِلْمُجْرِمِینَ (4)

الصافات: احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ وَ ما كانُوا یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلی صِراطِ الْجَحِیمِ (5)

الزمر: وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَی اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْری (6)

الجاثیة: وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ (7)

نوح: قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِی وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ یَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلَّا خَساراً(8)

الدهر: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً(9)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طَاعَةُ السُّلْطَانِ وَاجِبَةٌ وَ مَنْ تَرَكَ طَاعَةَ السُّلْطَانِ فَقَدْ تَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَخَلَ فِی نَهْیِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ(10).

ص: 368


1- 1. هود: 59، 97، 113.
2- 2. الكهف: 51.
3- 3. الشعراء: 150- 152.
4- 4. القصص: 17.
5- 5. الصافّات: 22 و 23.
6- 6. الزمر: 17.
7- 7. الجاثیة: 19.
8- 8. نوح: 21.
9- 9. الدهر: 24.
10- 10. أمالی الصدوق ص 203، و الآیة فی البقرة: 195.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لِشِیعَتِهِ: یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ لَا تُذِلُّوا رِقَابَكُمْ بِتَرْكِ طَاعَةِ سُلْطَانِكُمْ فَإِنْ كَانَ عَادِلًا فَاسْأَلُوا اللَّهَ إِبْقَاءَهُ وَ إِنْ كَانَ جَائِراً فَاسْأَلُوا اللَّهَ إِصْلَاحَهُ فَإِنَّ صَلَاحَكُمْ فِی صَلَاحِ سُلْطَانِكُمْ وَ إِنَّ السُّلْطَانَ الْعَادِلَ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ الرَّحِیمِ فَأَحِبُّوا لَهُ مَا تُحِبُّونَ لِأَنْفُسِكُمْ وَ اكْرَهُوا لَهُ مَا تَكْرَهُونَ لِأَنْفُسِكُمْ (1).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ مَدَحَ سُلْطَاناً جَائِراً وَ تَخَفَّفَ وَ تَضَعْضَعَ لَهُ طَمَعاً فِیهِ كَانَ قَرِینَهُ إِلَی النَّارِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ دَلَّ جَائِراً عَلَی جَوْرٍ كَانَ قَرِینَ هَامَانَ فِی جَهَنَّمَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَوَلَّی خُصُومَةَ ظَالِمٍ أَوْ أَعَانَ عَلَیْهَا ثُمَّ نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ لَهُ أَبْشِرْ بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَ نَارِ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ عَلَّقَ سَوْطاً بَیْنَ یَدَیْ سُلْطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ السَّوْطَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُعْبَاناً مِنَ النَّارِ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً یُسَلِّطُ عَلَیْهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ وَ نَهَی صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ إِجَابَةِ الْفَاسِقِینَ إِلَی طَعَامِهِمْ (2).

«4»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: أَحِبَّ الصَّالِحَ لِصَلَاحِهِ وَ دَارِ الْفَاسِقَ عَنْ دِینِكَ وَ أَبْغِضْهُ بِقَلْبِكَ (3).

«5»- فس، [تفسیر القمی]: احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ- وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ وَ أَشْبَاهَهُمْ (4).

«6»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ

ص: 369


1- 1. أمالی الصدوق ص 203.
2- 2. أمالی الصدوق ص 256.
3- 3. مجالس المفید 129، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 555، و الآیة فی الصافّات: 22.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنِ الْوَرِعُ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ الَّذِی یَتَوَرَّعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ یَجْتَنِبُ هَؤُلَاءِ الشُّبُهَاتِ وَ إِذَا لَمْ یَتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِی الْحَرَامِ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُهُ وَ إِذَا رَأَی الْمُنْكَرَ وَ لَمْ یُنْكِرْهُ وَ هُوَ یَقْوَی عَلَیْهِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْعَدَاوَةِ وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِینَ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ یُعْصَی اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَی هَلَاكِ الظَّلَمَةِ فَقَالَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1).

فس، [تفسیر القمی] أبی عن الأصبهانی: مثله (2).

«7»- مع، [معانی الأخبار] الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا تُعِینُوا الظَّالِمَ عَلَی ظُلْمِهِ فَیَبْطُلَ فَضْلُكُمْ الْخَبَرَ(3).

«8»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ أَوْ عَنْ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَنَّ قَلْبِی یَضِیقُ مِمَّا أَنَا عَلَیْهِ مِنْ عَمَلِ السُّلْطَانِ وَ كَانَ وَزِیراً لِهَارُونَ فَإِنْ أَذِنْتَ لِی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ هَرَبْتُ مِنْهُ فَرَجَعَ الْجَوَابُ لَا آذَنُ لَكَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عَمَلِهِمْ وَ اتَّقِ اللَّهَ أَوْ كَمَا قَالَ (4).

«9»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ یُقَسِّینَ الْقَلْبَ اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ وَ طَلَبُ الصَّیْدِ وَ إِتْیَانُ بَابِ السُّلْطَانِ (5).

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی الْمَرْوَزِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ یُفْسِدْنَ الْقَلْبَ وَ یُنْبِتْنَ النِّفَاقَ فِی الْقَلْبِ كَمَا یُنْبِتُ الْمَاءُ

ص: 370


1- 1. معانی الأخبار ص 253، و الآیة فی الانعام: 45.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 188.
3- 3. لم نجده و الظاهر: أبی عن سعد.
4- 4. قرب الإسناد ص 126.
5- 5. الخصال ج 1 ص 62.

الشَّجَرَ اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ وَ الْبَذَاءُ وَ إِتْیَانُ بَابِ السُّلْطَانِ وَ طَلَبُ الصَّیْدِ(1).

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: السُّحْتُ أَنْوَاعٌ كَثِیرَةٌ مِنْهَا مَا أُصِیبَ مِنْ أَعْمَالِ الْوُلَاةِ الظَّلَمَةِ وَ مِنْهَا أُجُورُ الْقَضَاءِ وَ أُجُورُ الْفَوَاجِرِ وَ ثَمَنُ الْخَمْرِ وَ النَّبِیذِ الْمُسْكِرِ وَ الرِّبَا بَعْدَ الْبَیِّنَةِ فَأَمَّا الرِّشَا یَا عَمَّارُ فِی الْأَحْكَامِ فَإِنَّ ذَلِكَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ بِرَسُولِهِ (2).

«12»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ الذَّاهِبُ إِلَی مَائِدَةٍ لَمْ یُدْعَ إِلَیْهَا وَ الْمُتَأَمِّرُ عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ وَ طَالِبُ الْخَیْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ طَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللِّئَامِ وَ الدَّاخِلُ بَیْنَ اثْنَیْنِ فِی سِرٍّ لَمْ یُدْخِلَاهُ فِیهِ وَ الْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ وَ الْجَالِسُ فِی مَجْلِسٍ لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ وَ الْمُقْبِلُ بِالْحَدِیثِ عَلَی مَنْ لَا یَسْمَعُ مِنْهُ (3).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ بَذَا جَفَا وَ مَنْ تَبِعَ الصَّیْدَ غَفَلَ وَ مَنْ لَزِمَ السُّلْطَانَ افْتَتَنَ وَ مَا یَزْدَادُ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْباً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْداً(4).

«14»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا أَعَانَ سُلْطَانَهُ عَلَی بِرِّهِ (5).

أقول: تمامه فی باب بر الوالدین.

«15»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَدِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صُونُوا دِینَكُمْ بِالْوَرَعِ وَ قَوُّوهُ بِالتَّقِیَّةِ وَ الِاسْتِغْنَاءِ بِاللَّهِ عَنْ طَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنَ السُّلْطَانِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ خَضَعَ لِصَاحِبِ سُلْطَانٍ أَوْ مَنْ یُخَالِطُهُ عَلَی دِینِهِ طَلَباً لِمَا فِی یَدَیْهِ مِنْ دُنْیَاهُ أَخْمَلَهُ اللَّهُ

ص: 371


1- 1. الخصال ج 1 ص 108.
2- 2. الخصال ج 1 ص 160.
3- 3. الخصال ج 2 ص 40.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 270.
5- 5. ثواب الأعمال ص 169.

وَ مَقَّتَهُ عَلَیْهِ وَ وَكَلَهُ إِلَیْهِ فَإِنْ هُوَ غَلَبَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ دُنْیَاهُ وَ صَارَ فِی یَدِهِ مِنْهُ شَیْ ءٌ نَزَعَ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْهُ وَ لَمْ یَأْجُرْهُ عَلَی شَیْ ءٍ یُنْفِقُهُ فِی حَجٍّ وَ لَا عُمْرَةٍ وَ لَا عِتْقٍ (1).

جا، [المجالس للمفید] أحمد بن الولید عن أبیه عن سعد عن ابن عیسی عن ابن محبوب: مثله.

«16»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مُفَضَّلُ إِنَّهُ مَنْ تَعَرَّضَ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فَأَصَابَتْهُ مِنْهُ بَلِیَّةٌ لَمْ یُؤْجَرْ عَلَیْهَا وَ لَمْ یُرْزَقِ الصَّبْرَ عَلَیْهَا(2).

«17»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُهُمْ مَنْ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً أَوْ رَبَطَ لَهُمْ كِیساً أَوْ مَدَّ لَهُمْ مَدَّةَ قَلَمٍ فَاحْشُرُوهُمْ مَعَهُمْ (3).

«18»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا اقْتَرَبَ عَبْدٌ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا تَبَاعَدَ مِنَ اللَّهِ وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلَّا كَثُرَتْ شَیَاطِینُهُ (4).

«19»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ أَبْوَابَ السُّلْطَانِ وَ حَوَاشِیَهَا فَإِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ وَ حَوَاشِیهَا أَبْعَدُكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ آثَرَ السُّلْطَانَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَرَعَ وَ جَعَلَهُ حَیْرَانَ (5).

«20»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ بِنْتِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ الْبَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَوَّدَ اسْمَهُ فِی دِیوَانِ وُلْدِ فُلَانٍ حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خِنْزِیراً(6).

«21»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی نَهْشَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَذَرَ ظَالِماً بِظُلْمِهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ

ص: 372


1- 1. ثواب الأعمال ص 220.
2- 2. ثواب الأعمال ص 222.
3- 3. ثواب الأعمال ص 222.
4- 4. ثواب الأعمال ص 233.
5- 5. ثواب الأعمال ص 233.
6- 6. ثواب الأعمال ص 233.

مَنْ یَظْلِمُهُ فَإِنْ دَعَا لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ وَ لَمْ یَأْجُرْهُ اللَّهُ عَلَی ظُلَامَتِهِ (1).

«22»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَعَانَ ظَالِماً عَلَی مَظْلُومٍ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ سَاخِطاً حَتَّی یَنْزِعَ عَنْ مَعُونَتِهِ (2).

«23»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُقَرِّنٍ إِمَامِ بَنِی فِتْیَانٍ عَمَّنْ رَوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: كَانَ فِی زَمَنِ مُوسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَلِكٌ جَبَّارٌ قَضَی حَاجَةَ مُؤْمِنٍ بِشَفَاعَةِ عَبْدٍ صَالِحٍ فَتُوُفِّیَ فِی یَوْمٍ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ وَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فَقَامَ عَلَی الْمَلِكِ النَّاسُ وَ أَغْلَقُوا أَبْوَابَ السُّوقِ لِمَوْتِهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ بَقِیَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِی بَیْتِهِ وَ تَنَاوَلَتْ دَوَابُّ الْأَرْضِ مِنْ وَجْهِهِ فَرَآهُ مُوسَی بَعْدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ یَا رَبِّ هُوَ عَدُوُّكَ وَ هَذَا وَلِیُّكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنَّ وَلِیِّی سَأَلَ هَذَا الْجَبَّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا فَكَافَأْتُهُ عَنِ الْمُؤْمِنِ وَ سَلَّطْتُ دَوَابَّ الْأَرْضِ عَلَی مَحَاسِنِ وَجْهِ الْمُؤْمِنِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الْجَبَّارَ.

«24»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنِ السَّمَنْدِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ اللِّسَانِ تَحْقُنُ بِهِ الدِّمَاءَ وَ تَدْفَعُ بِهِ الْكَرِیهَةَ وَ تَجُرُّ الْمَنْفَعَةَ إِلَی أَخِیكَ الْمُسْلِمِ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَابِدَ بَنِی إِسْرَائِیلَ الَّذِی كَانَ أَعْبَدَهُمْ كَانَ یَسْعَی فِی حَوَائِجِ النَّاسِ عِنْدَ الْمَلِكِ وَ إِنَّهُ لَقِیَ إِسْمَاعِیلَ بْنَ حِزْقِیلَ فَقَالَ لَا تَبْرَحْ حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكَ یَا إِسْمَاعِیلُ فَسَهَا عَنْهُ عِنْدَ الْمَلِكِ فَبَقِیَ إِسْمَاعِیلُ إِلَی الْحَوْلِ هُنَاكَ فَأَنْبَتَ اللَّهُ لِإِسْمَاعِیلَ عُشْباً فَكَانَ یَأْكُلُ مِنْهُ وَ أَجْرَی لَهُ عَیْناً وَ أَظَلَّهُ بِغَمَامٍ فَخَرَجَ الْمَلِكُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی التَّنَزُّهِ وَ مَعَهُ الْعَابِدُ

فَرَأَی إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ إِنَّكَ لَهَاهُنَا یَا إِسْمَاعِیلُ فَقَالَ لَهُ قُلْتَ لَا تَبْرَحْ فَلَمْ أَبْرَحْ فَسُمِّیَ صَادِقَ الْوَعْدِ قَالَ وَ كَانَ جَبَّارٌ مَعَ الْمَلِكِ فَقَالَ أَیُّهَا الْمَلِكُ كَذَبَ هَذَا الْعَبْدُ قَدْ مَرَرْتُ بِهَذِهِ الْبَرِّیَّةِ فَلَمْ أَرَهُ هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً نَزَعَ اللَّهُ

ص: 373


1- 1. ثواب الأعمال ص 244.
2- 2. ثواب الأعمال ص 244.

صَالِحَ مَا أَعْطَاكَ قَالَ فَتَنَاثَرَتْ أَسْنَانُ الْجَبَّارِ فَقَالَ الْجَبَّارُ إِنِّی كَذَبْتُ عَلَی هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ فَأَطْلُبُ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرُدَّ عَلَیَّ أَسْنَانِی فَإِنِّی شَیْخٌ كَبِیرٌ فَطَلَبَ إِلَیْهِ الْمَلِكُ فَقَالَ إِنِّی أَفْعَلُ قَالَ السَّاعَةَ قَالَ لَا وَ أَخَّرَهُ إِلَی السَّحَرِ ثُمَّ دَعَا ثُمَّ قَالَ یَا فَضْلُ إِنَّ أَفْضَلَ مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ بِالْأَسْحَارِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (1).

أقول: قد مضی بعض الأحكام فی باب أحوال الملوك و الأمراء و سیأتی بعضها فی باب جوامع المكاسب فی كتاب التجارات.

«25»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام مَا تَقُولُ فِی أَعْمَالِ السُّلْطَانِ فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ الدُّخُولُ فِی أَعْمَالِهِمْ وَ الْعَوْنُ لَهُمْ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِهِمْ عَدِیلُ الْكُفْرِ وَ النَّظَرُ إِلَیْهِمْ عَلَی الْعَمْدِ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِی یُسْتَحَقُّ به [بِهَا] النَّارُ(2).

«26»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَتَی غَنِیّاً فَتَوَاضَعَ لِغِنَائِهِ ذَهَبَ اللَّهُ بِثُلُثَیْ دِینِهِ.

«27»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَرَّاجٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی كُنْتُ عَامِلًا لِبَنِی أُمَیَّةَ فَأَصَبْتُ مَالًا كَثِیراً فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَا یَحِلُّ لِی قَالَ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ غَیْرِی قَالَ قُلْتُ قَدْ سَأَلْتُ فَقِیلَ لِی إِنَّ أَهْلَكَ وَ مَالَكَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ لَكَ حَرَامٌ قَالَ لَیْسَ كَمَا قَالُوا لَكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَلِی تَوْبَةٌ قَالَ نَعَمْ تَوْبَتُكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ- قُلْ لِلَّذِینَ كَفَرُوا إِنْ یَنْتَهُوا یُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ (3).

«28»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ أَحَدُهُمْ: إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ قَالَ هُوَ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا یَعُولُ عَلَی

ص: 374


1- 1. الذاریات: 18.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 238.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 55 و الآیة فی الأنفال: 38.

هَؤُلَاءِ الْجَائِرِینَ (1).

«29»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَجْعَلْهَا خُلُوداً وَ لَكِنْ تَمَسُّكُمُ النَّارُ فَلَا تَرْكَنُوا إِلَیْهِمْ (2).

«30»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَشَی إِلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ خَوَّفَهُ وَ وَعَظَهُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الثَّقَلَیْنِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِثْلُ أَعْمَالِهِمْ (3).

«31»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ لِی صَدِیقٌ مِنْ كُتَّابِ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ لِیَ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی كُنْتُ فِی دِیوَانِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَصَبْتُ مِنْ دُنْیَاهُمْ مَالًا كَثِیراً وَ أَغْمَضْتُ فِی مَطَالِبِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَوْ لَا أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ وَجَدُوا مَنْ یَكْتُبُ لَهُمْ وَ یَجْبِی لَهُمُ الْفَیْ ءَ وَ یُقَاتِلُ عَنْهُمْ وَ یَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا وَ لَوْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مَا وَجَدُوا شَیْئاً إِلَّا مَا وَقَعَ فِی أَیْدِیهِمْ فَقَالَ الْفَتَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ لِی مِنْ مَخْرَجٍ مِنْهُ قَالَ إِنْ قُلْتُ لَكَ تَفْعَلُ قَالَ أَفْعَلُ قَالَ اخْرُجْ مِنْ جَمِیعِ مَا كَسَبْتَ فِی دَوَاوِینِهِمْ فَمَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ رَدَدْتَ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ تَصَدَّقْتَ بِهِ وَ أَنَا أَضْمَنُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ- قَالَ فَأَطْرَقَ الْفَتَی طَوِیلًا فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ابْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَرَجَعَ الْفَتَی مَعَنَا إِلَی الْكُوفَةِ فَمَا تَرَكَ شَیْئاً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّی ثِیَابِهِ الَّتِی كَانَتْ عَلَی بَدَنِهِ قَالَ فَقَسَمْنَا لَهُ قِسْمَةً وَ اشْتَرَیْنَا لَهُ ثِیَاباً وَ بَعَثْنَا لَهُ بِنَفَقَةٍ قَالَ فَمَا أَتَی عَلَیْهِ أَشْهُرٌ قَلَائِلُ حَتَّی مَرِضَ فَكُنَّا نَعُودُهُ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ فِی السِّیَاقِ (4)

فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَی لِی وَ اللَّهِ صَاحِبُكَ قَالَ ثُمَّ مَاتَ فَوَلِینَا أَمْرَهُ فَخَرَجْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَیْنَا وَ اللَّهِ لِصَاحِبِكَ قَالَ فَقُلْتُ:

ص: 375


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 161.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 161.
3- 3. السرائر ص 498.
4- 4. السیاق للمریض: الشروع فی نزع الروح.

صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا قَالَ لِی وَ اللَّهِ عِنْدَ مَوْتِهِ (1).

«32»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مَزْیَدٍ أَخِی شُعَیْبٍ الْكَاتِبِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: انْظُرْ مَا أَصَبْتَ فَعُدْ بِهِ عَلَی إِخْوَانِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ (2) قَالَ الْمُفَضَّلُ كُنْتُ خَلِیفَةَ أَخِی عَلَی الدِّیوَانِ قَالَ وَ قَدْ قُلْتُ تَرَی مَكَانِی مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَمَا تَرَی قَالَ لَوْ لَمْ یَكُنْ كَیْتَ (3).

«33»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ غَیْرِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مَزْیَدٍ أَخِی شُعَیْبٍ الْكَاتِبِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُخْرِجَ لِبَنِی هَاشِمٍ جَوَائِزَ فَلَا أَعْلَمُ إِلَّا وَ هُوَ عَلَی رَأْسِی وَ أَنَا مُسْتَخْلٍ فَوَثَبْتُ إِلَیْهِ فَسَأَلَنِی عَمَّا أُمِرَ لَهُمْ فَنَاوَلْتُهُ الْكِتَابَ قَالَ مَا أَرَی لِإِسْمَاعِیلَ هَاهُنَا شَیْئاً فَقُلْتُ هَذَا الَّذِی خَرَجَ إِلَیْنَا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ تَرَی مَكَانِی مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَقَالَ لِیَ انْظُرْ مَا أَصَبْتَ فَعُدْ بِهِ عَلَی أَصْحَابِكَ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ (4).

«34»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا صَفْوَانُ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْكَ حَسَنٌ جَمِیلٌ مَا خَلَا شَیْئاً وَاحِداً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ شَیْ ءٍ قَالَ إِكَرَاءُكَ جِمَالَكَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی هَارُونَ قُلْتُ وَ اللَّهِ مَا أَكْرَیْتُهُ أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ لَا لِلصَّیْدِ وَ لَا لِلَّهْوِ وَ لَكِنْ أَكْرَیْتُهُ لِهَذَا الطَّرِیقِ یَعْنِی طَرِیقَ مَكَّةَ وَ لَا أَتَوَلَّاهُ بِنَفْسِی وَ لَكِنِّی أَبْعَثُ مَعَهُ غِلْمَانِی فَقَالَ لِی یَا صَفْوَانُ أَ یَقَعُ كِرَاكَ عَلَیْهِمْ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لِی أَ تُحِبُّ بَقَاءَهُمْ حَتَّی یَخْرُجَ كِرَاكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَمَنْ أَحَبَّ بَقَاءَهُمْ فَهُوَ مِنْهُمْ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَهُوَ وَرَدَ النَّارَ قَالَ صَفْوَانُ فَذَهَبْتُ وَ بِعْتُ جِمَالِی عَنْ آخِرِهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ إِلَی هَارُونَ فَدَعَانِی فَقَالَ لِی یَا صَفْوَانُ بَلَغَنِی

ص: 376


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 240.
2- 2. ان الحسنات یذهبن السیئات، هود: 114.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 320.
4- 4. رجال الكشّیّ 321.

أَنَّكَ بِعْتَ جِمَالَكَ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ وَ لِمَ فَقُلْتُ أَنَا شَیْخٌ كَبِیرٌ وَ إِنَّ الْغِلْمَانَ لَا یَقْوُونَ بِالْأَعْمَالِ فَقَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَنْ أَشَارَ عَلَیْكَ بِهَذَا أَشَارَ عَلَیْكَ بِهَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قُلْتُ مَا لِی وَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ دَعْ هَذَا عَنْكَ فَوَ اللَّهِ لَوْ لَا حُسْنُ صُحْبَتِكَ لَقَتَلْتُكَ (1).

«35»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَشَی مَعَ ظَالِمٍ لِیُعِینَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِینُ لَهُ وَ الرَّاضِی بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثٌ. وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: شَرُّ النَّاسِ الْمُثَلِّثُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمُثَلِّثُ قَالَ الَّذِی یَسْعَی بِأَخِیهِ إِلَی السُّلْطَانِ فَیُهْلِكُ نَفْسَهُ وَ یُهْلِكُ أَخَاهُ وَ یُهْلِكُ السُّلْطَانَ. وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَشَی مَعَ ظَالِمٍ فَقَدْ أَجْرَمَ (2).

«36»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی مَا تَقُولُ فِی الدُّخُولِ عَلَی السُّلْطَانِ قَالَ لَا أَرَی لَكَ ذَلِكَ قُلْتُ إِنِّی رُبَّمَا سَافَرْتُ إِلَی الشَّامِ فَأَدْخُلُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ یَا عَبْدَ الْغَفَّارِ إِنَّ دُخُولَكَ عَلَی السُّلْطَانِ یَدْعُو إِلَی ثَلَاثَةِ أَشْیَاءَ مَحَبَّةِ الدُّنْیَا وَ نِسْیَانِ الْمَوْتِ وَ قِلَّةِ الرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنِّی ذُو عَیْلَةٍ وَ أَتَّجِرُ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ لِجَرِّ الْمَنْفَعَةِ فَمَا تَرَی فِی ذَلِكَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّی لَسْتُ آمُرُكَ بِتَرْكِ الدُّنْیَا بَلْ آمُرُكَ بِتَرْكِ الذُّنُوبِ فَتَرْكُ الدُّنْیَا فَضِیلَةٌ وَ تَرْكُ الذُّنُوبِ فَرِیضَةٌ وَ أَنْتَ إِلَی إِقَامَةِ الْفَرِیضَةِ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَی اكْتِسَابِ الْفَضِیلَةِ قَالَ فَقَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَجِدُ الْعِلْمَ الصَّحِیحَ إِلَّا عِنْدَكُمْ.

أقول: تمامه فی أبواب النصوص.

«37»- نبه، [تنبیه الخاطر] مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الرِّضَا وَ السَّخَطُ وَ إِنَّمَا عَقَرَ النَّاقَةَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَلَمَّا رَضُوا أَصَابَهُمُ الْعَذَابُ فَإِذَا ظَهَرَ إِمَامٌ عَدْلٌ فَمَنْ رَضِیَ بِحُكْمِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَی عَدْلِهِ فَهُوَ وَلِیُّهُ وَ إِذَا ظَهَرَ إِمَامٌ جَوْرٌ فَمَنْ رَضِیَ بِحُكْمِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَی جَوْرِهِ فَهُوَ وَلِیُّهُ.

ص: 377


1- 1. رجال الكشّیّ ص 373.
2- 2. جامع الأخبار ص 180.

طَلْحَةُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِینُ لَهُ وَ الرَّاضِی بِهِ شُرَكَاءُ فِیهِ.

«38»- ختص، [الإختصاص] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ قُلْتُ بَلَی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ سُلْطَانِ جَوْرٍ فِیمَا مَضَی وَ لَا یَأْتِی بَعْدُ إِلَّا وَ مَعَهُ ظَهِیرٌ مِنَ اللَّهِ یَدْفَعُ عَنْ أَوْلِیَائِهِ شَرَّهُمْ (1).

«39»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الدُّخُولِ فِی عَمَلِ السُّلْطَانِ فَقَالَ هُمُ الدَّاخِلُونَ عَلَیْكُمْ أَمْ أَنْتُمُ الدَّاخِلُونَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ لَا بَلْ هُمُ الدَّاخِلُونَ عَلَیْنَا قَالَ فَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ (2).

«40»- ختص، [الإختصاص] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَشَی إِلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ وَعَظَهُ وَ خَوَّفَهُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الثَّقَلَیْنِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِثْلُ أَعْمَالِهِمْ (3).

«41»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَبَاهُ كَانَ یَقُولُ: مَنْ دَخَلَ عَلَی إِمَامٍ جَائِرٍ فَقَرَأَ عَلَیْهِ الْقُرْآنَ یُرِیدُ بِذَلِكَ عَرَضاً مِنْ عَرَضِ الدُّنْیَا لُعِنَ الْقَارِی بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ لَعَنَاتٍ وَ لُعِنَ الْمُسْتَمِعُ بِكُلِّ حَرْفٍ لَعْنَةً(4).

«42»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ قَوْماً مِمَّنْ آمَنَ بِمُوسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالُوا لَوْ أَتَیْنَا عَسْكَرَ فِرْعَوْنَ وَ كُنَّا فِیهِ وَ نِلْنَا مِنْ دُنْیَاهُ فَإِذَا كَانَ الَّذِی نَرْجُوهُ مِنْ ظُهُورِ مُوسَی صِرْنَا إِلَیْهِ فَفَعَلُوا فَلَمَّا تَوَجَّهَ مُوسَی وَ مَنْ مَعَهُ هَارِبِینَ رَكِبُوا دَوَابَّهُمْ وَ أَسْرَعُوا فِی السَّیْرِ لِیُوَافُوا مُوسَی وَ مَنْ مَعَهُ فَیَكُونُوا مَعَهُمْ فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَائِكَةً فَضَرَبَتْ وُجُوهَ دَوَابِّهِمْ فَرَدَّتْهُمْ إِلَی عَسْكَرِ

ص: 378


1- 1. الاختصاص: 261.
2- 2. الاختصاص: 261.
3- 3. الاختصاص: 261.
4- 4. الاختصاص 262.

فِرْعَوْنَ فَكَانُوا فِیمَنْ غَرِقَ مَعَ فِرْعَوْنَ.

«43»- كِتَابُ قَضَاءِ الْحُقُوقِ لِلصُّورِیِّ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَا مِنْ جَبَّارٍ إِلَّا وَ عَلَی بَابِهِ وَلِیٌّ لَنَا یَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَوْلِیَائِنَا أُولَئِكَ لَهُمْ أَوْفَرُ حَظٍّ مِنَ الثَّوَابِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ اسْتَأْذَنَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ مَوْلَانَا الْكَاظِمَ علیه السلام فِی تَرْكِ عَمَلِ السُّلْطَانِ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ وَ قَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لَنَا بِكَ أُنْساً وَ لِإِخْوَانِكَ بِكَ عِزّاً وَ عَسَی أَنْ یَجْبُرَ اللَّهُ بِكَ كَسْراً وَ یَكْسِرَ بِكَ نَائِرَةَ الْمُخَالِفِینَ عَنْ أَوْلِیَائِهِ یَا عَلِیُّ كَفَّارَةُ أَعْمَالِكُمُ الْإِحْسَانُ إِلَی إِخْوَانِكُمْ اضْمَنْ لِی وَاحِدَةً وَ أَضْمَنُ لَكَ ثَلَاثاً اضْمَنْ لِی أَنْ لَا تَلْقَی أَحَداً مِنْ أَوْلِیَائِكَ إِلَّا قَضَیْتَ حَاجَتَهُ وَ أَكْرَمْتَهُ وَ أَضْمَنُ لَكَ أَنْ لَا یُظِلَّكَ سَقْفُ سِجْنٍ أَبَداً وَ لَا یَنَالَكَ حَدُّ سَیْفٍ أَبَداً وَ لَا یَدْخُلَ الْفَقْرُ بَیْتَكَ أَبَداً یَا عَلِیُّ مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَبِاللَّهِ بَدَأَ وَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَنَّی وَ بِنَا ثَلَّثَ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ مَوْلَایَ أَبَا إِبْرَاهِیمَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام فِی خِدْمَةِ الْقَوْمِ فِیمَا لَا یُثْلَمُ دِینِی فَقَالَ لَا وَ لَا نُقْطَةُ قَلَمٍ إِلَّا بِإِعْزَازِ مُؤْمِنٍ وَ فَكِّهِ مِنْ أَسْرِهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ خَوَاتِیمَ أَعْمَالِكُمْ قَضَاءُ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ وَ الْإِحْسَانُ إِلَیْهِمْ مَا قَدَرْتُمْ وَ إِلَّا لَمْ یُقْبَلْ مِنْكُمْ عَمَلٌ حَنُّوا عَلَی إِخْوَانِكُمْ وَ ارْحَمُوهُمْ تَلْحَقُوا بِنَا.

«44»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا قَرُبَ عَبْدٌ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا تَبَاعَدَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلَّا كَثُرَ شَیَاطِینُهُ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ حَفِظَهُنَّ كَانَ مَعْصُوماً مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ كُلِّ بَلِیَّةٍ مَنْ لَمْ یَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَیْسَ یَمْلِكُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَمْ یَدْخُلْ عَلَی سُلْطَانٍ وَ لَمْ یُعِنْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ بِبِدْعَتِهِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَكَثَ بَیْعَةً أَوْ رَفَعَ لِوَاءَ ضَلَالَةٍ أَوْ كَتَمَ عِلْماً أَوِ اعْتَقَلَ مَالًا ظُلْماً أَوْ أَعَانَ ظَالِماً عَلَی ظُلْمِهِ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ

ص: 379


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 4.

بَرِئَ مِنَ الْإِسْلَامِ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: شَرُّ الْبِقَاعِ دُورُ الْأُمَرَاءِ الَّذِینَ لَا یَقْضُونَ بِالْحَقِّ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ أَبْوَابَ السُّلْطَانِ وَ حَوَاشِیَهَا وَ أَبْعَدُكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی مَنْ آثَرَ سُلْطَاناً عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ آثَرَ سُلْطَاناً عَلَی اللَّهِ تَعَالَی جَعَلَ اللَّهُ فِی قَلْبِهِ الْإِثْمَ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً وَ أَذْهَبَ عَنْهُ الْوَرَعَ وَ جَعَلَهُ حَیْرَانَ (2).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرْضَی سُلْطَاناً بِمَا أَسْخَطَ اللَّهَ خَرَجَ مِنْ دِینِ الْإِسْلَامِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الظَّلَمَةُ وَ الْأَعْوَانُ لِلظَّلَمَةِ مَنْ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً أَوْ رَبَطَ لَهُمْ كِیساً أَوْ مَدَّ لَهُمْ مَدَّةً احْشُرُوهُ مَعَهُمْ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ التَّابِعِینَ مِنْ أُمَّتِی مَنْ لَا یَقْرُبُ أَبْوَابَ السُّلْطَانِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ یَدْخُلُوا فِی الدُّنْیَا قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا دُخُولُهُمْ فِی الدُّنْیَا قَالَ اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَی أَدْیَانِكُمْ (3).

«45»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: لَا یَضُرُّكَ سَخَطُ مَنْ رِضَاهُ الْجَوْرُ.

وَ قَالَ علیه السلام: كَفَی بِالْمَرْءِ خِیَانَةً أَنْ یَكُونَ أَمِیناً لِلْخَوَنَةِ.

«46»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی أَیُّوبَ علیه السلام هَلْ تَدْرِی مَا ذَنْبُكَ إِلَیَّ حِینَ أَصَابَكَ الْبَلَاءُ قَالَ لَا قَالَ إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَی فِرْعَوْنَ فَدَاهَنْتَ فِی كَلِمَتَیْنِ.

ص: 380


1- 1. نوادر الراوندیّ 14.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 19.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 27.

«47»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الْأَسَدِ یُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ (1).

«48»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ عَالِمٌ یَؤُمُّ سُلْطَاناً جَائِراً مُعِیناً لَهُ عَلَی جَوْرِهِ.

وَ مِنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَرَكَ مَعْصِیَةَ اللَّهِ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ أَرْضَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ مَشَی مَعَ ظَالِمٍ یُعِینُهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِیمَانِ.

«49»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، لِلشَّهِیدِ الثَّانِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ وَ هُوَ الثِّقَةُ الصَّدُوقُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَی بِأَبْوَابِ الظَّالِمِینَ مَنْ نَوَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ بِالْبُرْهَانِ وَ مَكَّنَ لَهُ فِی الْبِلَادِ لِیَدْفَعَ بِهِمْ عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ یُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ أُمُورَ الْمُسْلِمِینَ لِأَنَّهُ مَلْجَأُ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الضَّرَرِ وَ إِلَیْهِ یَفْزَعُ ذُو الْحَاجَةِ مِنْ شِیعَتِنَا- بِهِمْ یُؤْمِنُ اللَّهُ رَوْعَةَ الْمُؤْمِنِ فِی دَارِ الظَّلَمَةِ- أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ أُولَئِكَ نُورُ اللَّهِ تَعَالَی فِی رَعِیَّتِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَزْهَرُ نُورُهُمْ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ كَمَا تَزْهَرُ الْكَوَاكِبُ الزَّهْرِیَّةُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ مِنْ نُورِهِمْ نُورُ الْقِیَامَةِ تُضِی ءُ مِنْهُمُ الْقِیَامَةُ خُلِقُوا وَ اللَّهِ لِلْجَنَّةِ وَ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ لَهُمْ فَهَنِیئاً لَهُمْ مَا عَلَی أَحَدِكُمْ أَنْ لَوْ شَاءَ لَنَالَ هَذَا كُلَّهُ قَالَ قُلْتُ بِمَا ذَا جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ لَهُمْ قَالَ یَكُونُ مَعَهُمْ فَیَسُرُّنَا بِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَتِنَا فَكُنْ مِنْهُمْ یَا مُحَمَّدُ.

«50»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَیْرٍ تَحْتَ یَدِ اللَّهِ وَ فِی كَنَفِهِ مَا لَمْ یُمَالِئْ قُرَّاؤُهَا أُمَرَاءَهَا وَ لَمْ یُزَكِّ صُلَحَاؤُهَا فُجَّارَهَا وَ لَمْ یُمَالِئْ أَخْیَارُهَا أَشْرَارَهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَی یَدَهُ عَنْهُمْ وَ سَلَّطَ عَلَیْهِمْ جَبَابِرَتَهُمْ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ ضَرَبَهُمْ بِالْفَاقَةِ وَ الْفَقْرِ وَ مَلَأَ قُلُوبَهُمْ

ص: 381


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 208.

رُعْباً.

وَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام: لَا تَصِفَنَّ لِمَلِكٍ دَوَاءً فَإِنْ نَفَعَهُ لَمْ یَحْمَدْكَ وَ إِنْ ضَرَّهُ اتَّهَمَكَ.

«51»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: شَرُّ الْبِقَاعِ دُورُ الْأُمَرَاءِ الَّذِینَ لَا یَقْضُونَ بِالْحَقِّ.

باب 83 أكل أموال الظالمین و قبول جوائزهم

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنْ إِجَابَةِ الْفَاسِقِینَ إِلَی طَعَامِهِمْ (1).

«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام كَانَا یَغْمِزَانِ مُعَاوِیَةَ وَ یَقُولَانِ فِیهِ وَ یَقْبَلَانِ جَوَائِزَهُ (2).

«3»- ج، [الإحتجاج]: فِی مُكَاتَبَةِ الْحِمْیَرِیِّ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ علیه السلام یَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ وُكَلَاءِ الْوَقْفِ مُسْتَحِلًّا لِمَا فِی یَدِهِ وَ لَا یَرِعُ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ رُبَّمَا نَزَلْتُ فِی قَرْیَتِهِ وَ هُوَ فِیهَا أَ وَ أَدْخُلُ مَنْزِلَهُ وَ قَدْ حَضَرَ طَعَامُهُ فَیَدْعُونِی إِلَیْهِ فَإِنْ لَمْ آكُلْ مِنْ طَعَامِهِ عَادَانِی عَلَیْهِ وَ قَالَ فُلَانٌ لَا یَسْتَحِلُّ أَنْ یَأْكُلَ مِنْ طَعَامِنَا فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ آكُلَ طَعَامَهُ وَ أَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَمْ مِقْدَارُ الصَّدَقَةِ وَ إِنْ أَهْدَی هَذَا الْوَكِیلُ هَدِیَّةً إِلَی رَجُلٍ آخَرَ فَیَدْعُونِی إِلَی أَنْ أَنَالَ مِنْهَا وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الْوَكِیلَ لَا یَتَوَرَّعُ عَنْ أَخْذِ مَا فِی یَدِهِ فَهَلْ عَلَیَّ فِیهِ شَیْ ءٌ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْهَا فَخَرَجَ الْجَوَابُ إِنْ كَانَ لِهَذَا الرَّجُلِ مَالٌ أَوْ مَعَاشٌ غَیْرُ مَا فِی یَدِهِ فَكُلْ طَعَامَهُ وَ اقْبَلْ بِرَّهُ وَ إِلَّا فَلَا(3).

«4»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ

ص: 382


1- 1. أمالی الصدوق ص 256.
2- 2. قرب الإسناد ص 44.
3- 3. الاحتجاج 271 و 270.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَقْبَلَنِی زُرَارَةُ خَارِجاً مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا وَلِیدُ أَ مَا تَعْجَبُ مِنْ زُرَارَةَ یَسْأَلُنِی عَنْ أَعْمَالِ هَؤُلَاءِ أَیَّ شَیْ ءٍ كَانَ یُرِیدُ أَ یُرِیدُ أَنْ أَقُولَ لَهُ لَا فَیَرْوِیَ ذَلِكَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ یَا وَلِیدُ مَتَی كَانَتِ الشِّیعَةُ تَسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِهِمْ إِنَّمَا كَانَتِ الشِّیعَةُ تَقُولُ مَنْ أَكَلَ مِنْ طَعَامِهِمْ وَ شَرِبَ مِنْ شَرَابِهِمْ وَ اسْتَظَلَّ بِظِلِّهِمْ مَتَی كَانَتِ الشِّیعَةُ تَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا(1).

«5»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ جَوَائِزِ الْعُمَّالِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَرَادَ زُرَارَةُ أَنْ یَبْلُغَ هِشَاماً أَنِّی أُحَرِّمُ أَعْمَالَ السُّلْطَانِ (2).

«6»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَحْلَلْنَا لَهُ شَیْئاً أَصَابَهُ مِنْ أَعْمَالِ الظَّالِمِینَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ لِأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنَّا مُفَوَّضٌ إِلَیْهِمْ فَمَا أَحَلُّوا فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمُوا فَهُوَ حَرَامٌ (3).

ختص، [الإختصاص] الطیالسی عن ابن عمیرة: مثله (4).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الْأَحَدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ الرَّبِیعِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنْ شِیعَتِهِ: اجْهَدْ أَنْ لَا یَكُونَ لِمُنَافِقٍ عِنْدَكَ یَدٌ فَإِنَّ الْمُكَافِیَ عَنْكَ وَ عَنْهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِجَنَّتِهِ وَ الْمُصْطَفَی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله بِشَفَاعَتِهِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام بِحَوْضِ جَدِّهِمَا(5).

ص: 383


1- 1. رجال الكشّیّ 136.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 140.
3- 3. الاختصاص 330، بصائر الدرجات ص 384.
4- 4. الاختصاص 330.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 200.

باب 84 رد الظلم عن المظلومین و رفع حوائج المؤمنین إلی السلاطین

الآیات:

النساء: مَنْ یَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً یَكُنْ لَهُ نَصِیبٌ مِنْها(1)

«1»- ل (2)،[الخصال] مع، [معانی الأخبار] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا ذَرٍّ قَالَ: كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ أَمْثَالًا كُلُّهَا وَ كَانَ فِیهَا أَیُّهَا الْمَلِكُ الْمُبْتَلَی الْمَغْرُورُ إِنِّی لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْیَا بَعْضَهَا عَلَی بَعْضٍ وَ لَكِنِّی بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّی دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّی لَا أَرُدُّهَا وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ(3).

«2»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُ إِبْلَاغَهَا أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدَمَیْهِ عَلَی الصِّرَاطِ(4).

سر، [السرائر] فی جامع البزنطی: مثله (5).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَبْلِغُونِی حَاجَةَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُ إِبْلَاغَ حَاجَتِهِ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُ إِبْلَاغَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَیْهِ عَلَی الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(6).

«4»- أَعْلَامُ الدِّینِ لِلدَّیْلَمِیِّ، قَالَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ بِأَبْوَابِ السَّلَاطِینِ مَنْ نَوَّرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی وَجْهَهُ بِالْبُرْهَانِ وَ مَكَّنَ لَهُ فِی الْبِلَادِ لِیَدْفَعَ بِهِ عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ یُصْلِحَ بِهِ أُمُورَ الْمُسْلِمِینَ إِلَیْهِ یَلْجَأُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الضَّرَرِ وَ یَفْزَعُ ذُو الْحَاجَةِ مِنْ شِیعَتِنَا وَ بِهِ یُؤْمِنُ اللَّهُ تَعَالَی رَوْعَتَهُمْ فِی دَارِ الظَّلَمَةِ

ص: 384


1- 1. النساء: 85.
2- 2. الخصال ج 2 ص 104.
3- 3. معانی الأخبار ص 334.
4- 4. قرب الإسناد 122.
5- 5. السرائر ص 476.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 206.

أُولَئِكَ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا وَ أُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ أُولَئِكَ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ یَزْهَرُ نُورُهُمْ لِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ كَمَا تَزْهَرُ الْكَوَاكِبُ الدُّرِّیَّةُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ أُولَئِكَ مِنْ نُورِهِمْ تُضِی ءُ الْقِیَامَةُ خُلِقُوا وَ اللَّهِ لِلْجَنَّةِ وَ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ لَهُمْ فَهَنِیئاً لَهُمْ مَا عَلَی أَحَدِكُمْ إِنْ شَاءَ لَیَنَالُ هَذَا كُلَّهُ قَالَ قُلْتُ بِمَا ذَا جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ تَكُونُ مَعَهُمْ فَتَسُرُّنَا بِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَتِنَا.

باب 85 النهی عن موادة الكفار و معاشرتهم و إطاعتهم و الدعاء لهم

الآیات:

آل عمران: لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَی اللَّهِ الْمَصِیرُ و قال تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا یَأْلُونَكُمْ خَبالًا وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفِی صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَیَّنَّا لَكُمُ الْآیاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ- ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَ لا یُحِبُّونَكُمْ وَ تُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَ إِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَیْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَیْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَیْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَیِّئَةٌ یَفْرَحُوا بِها وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا یَضُرُّكُمْ كَیْدُهُمْ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ و قال یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تُطِیعُوا الَّذِینَ كَفَرُوا یَرُدُّوكُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ (1)

النساء: الَّذِینَ یَتَّخِذُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعاً- وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَ الْكافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً و قال یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا

ص: 385


1- 1. آل عمران: 28، 118- 120، 149.

الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَیْكُمْ سُلْطاناً مُبِیناً(1)

المائدة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری أَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ و قال تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ الْكُفَّارَ أَوْلِیاءَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ و قال تَری كَثِیراً مِنْهُمْ یَتَوَلَّوْنَ الَّذِینَ كَفَرُوا(2)

التوبة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَی الْإِیمانِ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِیرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَیْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِی سَبِیلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ و قال تعالی ما كانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِینَ وَ لَوْ كانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ- وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمٌ (3)

مریم: قالَ سَلامٌ عَلَیْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّی إِنَّهُ كانَ بِی حَفِیًّا(4)

الشعراء: وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّینَ (5)

القصص: فَلا تَكُونَنَّ ظَهِیراً لِلْكافِرِینَ (6)

الأحزاب: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیماً حَكِیماً و قال تعالی وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ و قال تعالی وَ قالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا(7)

ص: 386


1- 1. النساء: 139، 140، 144.
2- 2. المائدة: 51، 57، 80.
3- 3. براءة: 23، 24، 113، 114.
4- 4. مریم: 47.
5- 5. الشعراء: 86.
6- 6. القصص: 86.
7- 7. الأحزاب: 1، 48، 67.

الجاثیة: قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ لِیَجْزِیَ قَوْماً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (1)

الفتح: وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ (2)

المجادلة: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَ لا مِنْهُمْ وَ یَحْلِفُونَ عَلَی الْكَذِبِ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ- أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِیداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ إلی قوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ یُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (3)

الممتحنة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ یُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِیَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِی سَبِیلِی وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِی تُسِرُّونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَیْتُمْ وَ ما أَعْلَنْتُمْ وَ مَنْ یَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ إِنْ یَثْقَفُوكُمْ یَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَ یَبْسُطُوا إِلَیْكُمْ أَیْدِیَهُمْ وَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ- لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَفْصِلُ بَیْنَكُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْراهِیمَ وَ الَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ ما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ- لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِیهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ- عَسَی اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الَّذِینَ عادَیْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَ اللَّهُ قَدِیرٌ وَ اللَّهُ

ص: 387


1- 1. الجاثیة: 14.
2- 2. الفتح: 28.
3- 3. المجادلة: 14- 22.

غَفُورٌ رَحِیمٌ- لا یَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ- إِنَّما یَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قاتَلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ وَ ظاهَرُوا عَلی إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إلی قوله تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ

«1»- فس، [تفسیر القمی]: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ نَزَلَتْ فِی حَاطِبِ بْنِ أَبِی بَلْتَعَةَ وَ لَفْظُ الْآیَةِ عَامٌّ وَ مَعْنَاهُ خَاصٌّ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ حَاطِبَ بْنَ أَبِی بَلْتَعَةَ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ وَ هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ كَانَ عِیَالُهُ بِمَكَّةَ وَ كَانَتْ قُرَیْشٌ تَخَافُ أَنْ یَغْزُوهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَارُوا إِلَی عِیَالِ حَاطِبٍ وَ سَأَلُوهُمْ أَنْ یَكْتُبُوا إِلَی حَاطِبٍ یَسْأَلُونَهُ عَنْ خَبَرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَلْ یُرِیدُ أَنْ یَغْزُوَ مَكَّةَ فَكَتَبُوا إِلَی حَاطِبٍ یَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ حَاطِبٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُرِیدُ ذَلِكَ وَ دَفَعَ الْكِتَابَ إِلَی امْرَأَةٍ تُسَمَّی صَفِیَّةَ فَوَضَعَتْهُ فِی قُرُونِهَا وَ مَرَّتْ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الزُّبَیْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِی طَلَبِهَا فَلَحِقُوهَا فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَیْنَ الْكِتَابُ فَقَالَتْ مَا مَعِی شَیْ ءٌ فَفَتَّشُوهَا فَلَمْ یَجِدُوا مَعَهَا شَیْئاً فَقَالَ الزُّبَیْرُ مَا نَرَی مَعَهَا شَیْئاً فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا كَذَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَبْرَئِیلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ لَا كَذَبَ جَبْرَئِیلُ عَلَی اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ اللَّهِ لَتُظْهِرَنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَأُورِدَنَّ رَأْسَكِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ تَنَحَّیَا حَتَّی أُخْرِجَهُ فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ قُرُونِهَا فَأَخَذَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ جَاءَ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا حَاطِبُ مَا هَذَا فَقَالَ حَاطِبٌ وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا نَافَقْتُ وَ لَا غَیَّرْتُ وَ لَا بَدَّلْتُ وَ إِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقّاً وَ لَكِنْ أَهْلِی وَ عِیَالِی كَتَبُوا إِلَیَّ بِحُسْنِ صَنِیعِ قُرَیْشٍ إِلَیْهِمْ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُجَازِیَ قُرَیْشاً بِحُسْنِ مُعَاشَرَتِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یا أَیُّهَا الَّذِینَ

ص: 388

آمَنُوا- لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إِلَی قَوْلِهِ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَفْصِلُ بَیْنَكُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ ثُمَّ قَالَ لا یَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ إِلَی قَوْلِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (1).

«2»- ب، [قرب الإسناد] أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ أَنْ یُشَارِكَ الذِّمِّیَّ وَ لَا یُبْضِعَهُ بِضَاعَةً وَ لَا یُودِعَهُ وَدِیعَةً وَ لَا یُصَافِیَهُ الْمَوَدَّةَ(2).

«3»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُسْلِمِ لَهُ أَنْ یَأْكُلَ مَعَ الْمَجُوسِیِّ فِی قَصْعَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ یَقْعُدَ مَعَهُ عَلَی فِرَاشٍ أَوْ فِی الْمَسْجِدِ أَوْ یُصَاحِبَهُ قَالَ لَا(3).

«4»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَ رَأَیْتَ إِنِ احْتَجْتُ إِلَی طَبِیبٍ وَ هُوَ نَصْرَانِیٌّ أُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ أَدْعُو لَهُ قَالَ نَعَمْ لِأَنَّهُ لَا یَنْفَعُهُ دُعَاؤُكَ (4).

سر، [السرائر] السیاری عنه علیه السلام: مثله (5).

«5»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَبْدَءُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ فَإِنْ سَلَّمُوا عَلَیْكُمْ فَقُولُوا عَلَیْكُمْ وَ لَا تُصَافِحُوهُمْ وَ لَا تُكَنُّوهُمْ إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَی ذَلِكَ (6).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَلَا وَ مَنْ زَنَی بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوْ یَهُودِیَّةٍ أَوْ نَصْرَانِیَّةٍ أَوْ مَجُوسِیَّةٍ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ ثُمَّ لَمْ یَتُبْ وَ مَاتَ مُصِرّاً عَلَیْهِ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ فِی قَبْرِهِ ثَلَاثَمِائَةِ بَابٍ تَخْرُجُ مِنْهُ حَیَّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ ثُعْبَانُ النَّارِ فَهُوَ یَحْتَرِقُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِذَا بُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ تَأَذَّی النَّاسُ مِنْ نَتْنِ رِیحِهِ فَیُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ

ص: 389


1- 1. تفسیر القمّیّ 674.
2- 2. قرب الإسناد ص 78.
3- 3. قرب الإسناد ص 117.
4- 4. قرب الإسناد ص 129.
5- 5. السرائر ص 475.
6- 6. قرب الإسناد ص 62.

یَعْمَلُ فِی دَارِ الدُّنْیَا حَتَّی یُؤْمَرَ بِهِ إِلَی النَّارِ(1).

«7»- سر، [السرائر] مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: لَا لُؤْمَ عَلَی مَنْ أَحَبَّ قَوْمَهُ وَ إِنْ كَانُوا كُفَّاراً فَقُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ- لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ الْآیَةَ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّهُ یُبْغِضُهُ فِی اللَّهِ وَ لَا یَوَدُّهُ وَ یَأْكُلُهُ وَ لَا یُطْعِمُهُ غَیْرُهُ مِنَ النَّاسِ (2).

«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ مِائَةَ مَرَّةٍ لِیَغْفِرَ لَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَ قَالَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ فَلَمْ یَسْتَغْفِرْ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَمْ یَقُمْ عَلَی قَبْرِ أَحَدٍ مِنْهُمْ (3).

«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْخَلِیلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: صَلَّی رَجُلٌ إِلَی جَنْبِی فَاسْتَغْفَرَ لِأَبَوَیْهِ وَ كَانَا مَاتَا فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَقُلْتُ تَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَیْكَ وَ قَدْ مَاتَا فِی الْجَاهِلِیَّةِ- فَقَالَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِیمُ لِأَبِیهِ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَرِدُ عَلَیْهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْزَلَ اللَّهُ- وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ قَالَ لَمَّا مَاتَ تَبَیَّنَ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ فَلَمْ یَسْتَغْفِرْ لَهُ (4).

«10»- تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ فَإِنَّ اللَّهَ نَهَی الْمُؤْمِنَ أَنْ یَتَّخِذَ الْكَافِرَ وَلِیّاً ثُمَّ مَنَّ عَلَیْهِ بِإِطْلَاقِ الرُّخْصَةِ لَهُ عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ أَنْ یَصُومَ بِصِیَامِهِ وَ یُفْطِرَ بِإِفْطَارِهِ وَ یُصَلِّیَ بِصَلَاتِهِ وَ یَعْمَلَ بِعَمَلِهِ وَ یُظْهِرَ لَهُ اسْتِعْمَالَ ذَلِكَ مُوَسَّعاً عَلَیْهِ فِیهِ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَدِینَ اللَّهَ تَعَالَی فِی الْبَاطِنِ بِخِلَافِ مَا یُظْهِرُ لِمَنْ

ص: 390


1- 1. أمالی الصدوق 256.
2- 2. السرائر ص 476.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 100، و الآیات فی المنافقون 6، و براءة: 80 و 84.
4- 4. راجع تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 114 البحار ج 11 ص 88 ط الحدیثة و الآیة فی براءة: 114.

یَخَافُهُ مِنَ الْمُخَالِفِینَ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی الْأُمَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فَهَذِهِ رُخْصَةٌ تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً لَهُمْ لِیَسْتَعْمِلُوهَا عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ.

«11»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: مَنْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا أَوْ مَدَحَ لَنَا عَائِباً أَوْ أَكْرَمَ لَنَا مُخَالِفاً فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ (1).

وَ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ وَالَی أَعْدَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ مَنْ عَادَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَی اللَّهَ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُدْخِلَهُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ (2).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِمَّنْ یَتَّخِذُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمَنْ هُوَ أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَی شِیعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَوْلِیَائِنَا إِنَّهُ كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ یُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ (3).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ عَدُوّاً لَنَا فَقَدْ قَتَلَ وَلِیّاً لَنَا(4).

«12»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِینَ یُرِیدُ بِهِ هَدَایَا أَهْلِ الْحَرْبِ (5).

«13»- كِتَابُ الْإِسْتِدْرَاكِ، قَالَ: نَادَی الْمُتَوَكِّلُ یَوْماً كَاتِباً نَصْرَانِیّاً أَبَا نُوحٍ فَأَنْكَرُوا كُنَی الْكِتَابِیِّینَ فَاسْتَفْتَی فَاخْتُلِفَ عَلَیْهِ فَبَعَثَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ فَوَقَّعَ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ فَعَلِمَ الْمُتَوَكِّلُ أَنَّهُ یَحِلُّ ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ كَنَّی الْكَافِرَ.

ص: 391


1- 1. صفات الشیعة الرقم 10.
2- 2. صفات الشیعة الرقم 11.
3- 3. صفات الشیعة الرقم 14.
4- 4. صفات الشیعة الرقم 17.
5- 5. نوادر الراوندیّ ص 33.

«14»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی أَهْلِ الذِّمَّةِ- لَا تُسَاوُوهُمْ فِی الْمَجَالِسِ وَ لَا تَعُودُوا مَرِیضَهُمْ وَ لَا تُشَیِّعُوا جَنَائِزَهُمْ وَ اضْطَرُّوهُمْ إِلَی أَضْیَقِ الطُّرُقِ فَإِنْ سَبَوْكُمْ فَاضْرِبُوهُمْ وَ إِنْ ضَرَبُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لِجَابِرٍ: لَا تَسْتَعِنْ بِعَدُوٍّ لَنَا فِی حَاجَةٍ وَ لَا تَسْتَطْعِمْهُ وَ لَا تَسْأَلْهُ شَرْبَةً.

«15»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَتَی ذِمِّیّاً وَ تَوَاضَعَ لَهُ لِیُصِیبَ مِنْ دُنْیَاهُ شَیْئاً ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ.

باب 86 الدخول فی بلاد المخالفین و الكفار و الكون معهم

«1»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ شَرِیفِ بْنِ سَابِقٍ عَنْ حَمَّادٍ السَّمَنْدَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَدْخُلُ إِلَی بِلَادِ الشِّرْكِ وَ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا یَقُولُونَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ قَالَ فَقَالَ لِی یَا

حَمَّادُ إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَإِذَا كُنْتَ فِی هَذِهِ الْمُدُنِ مُدُنِ الْإِسْلَامِ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِی إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ وَ سَعَی نُورُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ (1).

«2»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ نَزَلَ مَعَ مُشْرِكٍ فِی دَارِ حَرْبٍ (2).

ص: 392


1- 1. رجال الكشّیّ 292، و ما بین العلامتین ساقط من نسخة الكمبانیّ و تری الحدیث فی أمالی الطوسیّ ج 1 ص 44. أیضا.
2- 2. نوادر الراوندیّ 23.

باب 87 التقیة و المداراة

الآیات:

آل عمران: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً(1)

النحل: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِیمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (2)

المؤمن: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَكْتُمُ إِیمانَهُ (3)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ یَا بُنَیَّ لِیَكُنْ مِمَّا تَتَسَلَّحُ بِهِ عَلَی عَدُوِّكَ وَ تَصْرَعُهُ الْمُمَاسَحَةُ وَ إِعْلَانُ الرِّضَا عَنْهُ وَ لَا تُزَاوِلْهُ بِالْمُجَانَبَةِ فَیَبْدُوَ لَهُ مَا فِی نَفْسِكَ فَیَتَأَهَّبَ لَكَ (4).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ یَرْوُونَ أَنَّ عَلِیّاً قَالَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ مَا أَكْثَرَ مَا یَكْذِبُ النَّاسُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا قَالَ علیه السلام إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی وَ إِنِّی لَعَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَقُلْ وَ تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ أَ رَأَیْتَ إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ مَا لَهُ إِلَّا مَا مَضَی عَلَیْهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ حَیْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنِّ بِالْإِیمَانِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهَا یَا عَمَّارُ إِنْ عَادُوا فَعُدْ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عُذْرَكَ فِی الْكِتَابِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَعُودَ إِنْ عَادُوا(5).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ مَا الْعَقْلُ قَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الْأَعْدَاءِ

ص: 393


1- 1. آل عمران: 28.
2- 2. النحل: 106.
3- 3. المؤمن: 28.
4- 4. أمالی الصدوق ص 396.
5- 5. قرب الإسناد ص 8 و فی ط 10.

وَ مُدَارَاةُ الْأَصْدِقَاءِ(1).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا قَالَ: سَأَلَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ الْعَقْلِ فَقَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الْأَعْدَاءِ(2).

«5»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْعَوْنِیِّ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ ذَكَرَ: مِثْلَهُ (3).

«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ التَّقِیَّةَ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ رَأَیْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ قَالَ وَ هَلِ التَّقِیَّةُ إِلَّا هَذَا(4).

«7»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِرَجُلٍ: لَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِیَادِكَ فَتَذِلَ (5).

«8»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ كَانَ أَبِی یَقُولُ یَا بُنَیَّ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَیْئاً أَقَرَّ لِعَیْنِ أَبِیكَ مِنَ التَّقِیَّةِ(6).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَهْلٍ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِی عُمَرَ الْعَجَمِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا عُمَرَ إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الدِّینِ فِی التَّقِیَّةِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَّا فِی شُرْبِ النَّبِیذِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ (7).

«10»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ فِی دَارِ التَّقِیَّةِ

ص: 394


1- 1. أمالی الصدوق ص 224.
2- 2. أمالی الصدوق ص 398.
3- 3. معانی الأخبار ص 380.
4- 4. قرب الإسناد ص 17.
5- 5. قرب الإسناد 128.
6- 6. الخصال ج 1 ص 14.
7- 7. الخصال ج 1 ص 14.

وَاجِبٌ وَ لَا حِنْثَ وَ لَا كَفَّارَةَ عَلَی مَنْ حَلَفَ تَقِیَّةً یَدْفَعُ بِذَلِكَ ظُلْماً عَنْ نَفْسِهِ (1).

«11»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَیْسَ فِی شُرْبِ الْمُسْكِرِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ تَقِیَّةٌ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَمْتَدِحُوا بِنَا عِنْدَ عَدُوِّنَا مُعْلِنِینَ بِإِظْهَارِ حُبِّنَا فَتُذَلِّلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ سُلْطَانِكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: شِیعَتُنَا بِمَنْزِلَةِ النَّحْلِ لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی أَجْوَافِهَا لَأَكَلُوهَا.

وَ قَالَ علیه السلام: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ فِی مَقَامِكُمْ بَیْنَ عَدُوِّكُمْ وَ صَبْرِكُمْ عَلَی مَا تَسْمَعُونَ مِنَ الْأَذَی لَقَرَّتْ أَعْیُنُكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ وَ التَّقِیَّةِ(2).

«12»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ.

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ- لَا یَجُوزُ قَتْلُ أَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ وَ النُّصَّابِ فِی دَارِ التَّقِیَّةِ إِلَّا قَاتِلٍ أَوْ سَاعٍ فِی فَسَادٍ وَ ذَلِكَ إِذَا لَمْ تَخَفْ عَلَی نَفْسِكَ وَ عَلَی أَصْحَابِكَ وَ التَّقِیَّةُ فِی دَارِ التَّقِیَّةِ وَاجِبَةٌ وَ لَا حِنْثَ عَلَی مَنْ حَلَفَ تَقِیَّةً یَدْفَعُ بِهَا ظُلْماً عَنْ نَفْسِهِ (3).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَلْزَمِ التَّقِیَّةَ وَ یَصُونُنَا عَنْ سَفِلَةِ الرَّعِیَّةِ(4).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالتَّقِیَّةِ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَجْعَلْهُ شِعَارَهُ وَ دِثَارَهُ مَعَ مَنْ یَأْمَنُهُ لِتَكُونَ سَجِیَّتَهُ مَعَ مَنْ یَحْذَرُهُ (5).

«16»- ك، [إكمال الدین] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: لَا دِینَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ

ص: 395


1- 1. الخصال ج 2 ص 153.
2- 2. الخصال ج 2 ص 157.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 124.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 287.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 299.

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِیَّةِ قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَمَنْ تَرَكَهَا قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَیْسَ مِنَّا(1).

«17»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الْخَبْ ءِ قُلْتُ وَ مَا الْخَبْ ءُ قَالَ التَّقِیَّةُ(2).

«18»- مع، [معانی الأخبار] الْقَطَّانُ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام وَ كَانَ وَ اللَّهِ صَادِقاً كَمَا سُمِّیَ یَقُولُ: یَا سُفْیَانُ عَلَیْكَ بِالتَّقِیَّةِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِمُوسَی وَ هَارُونَ علیهما السلام اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی- فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَكَّرُ أَوْ یَخْشی یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَنِّیَاهُ وَ قُولَا لَهُ یَا أَبَا مُصْعَبٍ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَرَّی بِغَیْرِهِ وَ قَالَ علیه السلام أَمَرَنِی رَبِّی بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِی بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ لَقَدْ أَدَّبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالتَّقِیَّةِ فَقَالَ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ- وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ یَا سُفْیَانُ مَنِ اسْتَعْمَلَ التَّقِیَّةَ فِی دِینِ اللَّهِ فَقَدْ تَسَنَّمَ الذِّرْوَةَ الْعُلْیَا مِنَ الْعِزِّ إِنَّ عِزَّ الْمُؤْمِنِ فِی حِفْظِ لِسَانِهِ وَ مَنْ لَمْ یَمْلِكْ لِسَانَهُ نَدِمَ الْخَبَرَ(3).

«19»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَقَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صَابِرُوهُمْ عَلَی التَّقِیَّةِ وَ رَابِطُوا عَلَی مَنْ تَقْتَدُونَ بِهِ- وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (4).

«20»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُفْیَانَ

ص: 396


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 42 فی حدیث.
2- 2. معانی الأخبار ص 162.
3- 3. معانی الأخبار ص 386، و الآیات فی طه: 43- 44، فصلت: 34- 35.
4- 4. معانی الأخبار 369، و الآیة فی آل عمران 200.

عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ بَعْدِی فِتَناً مُظْلِمَةً عَمْیَاءَ مُتَشَكِّكَةً- لَا یَبْقَی فِیهَا إِلَّا النُّوَمَةُ قِیلَ وَ مَا النُّوَمَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الَّذِی لَا یَدْرِی النَّاسُ مَا فِی نَفْسِهِ (1).

«21»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: النَّاطِقُ عَنَّا بِمَا نَكْرَهُ أَشَدُّ مَئُونَةً مِنَ الْخَدِیعِ (2).

«22»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا شَیْئاً مِنْ أَمْرِنَا فَهُوَ كَمَنْ قَتَلَنَا عَمْداً وَ لَمْ یَقْتُلْنَا خَطَأً(3).

«23»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍ (4) قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا قَتَلُوهُمْ بِالسَّیْفِ وَ لَكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ وَ أَفْشَوْا عَلَیْهِمْ فَقُتِلُوا(5).

«24»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ عَیَّرَ قَوْماً بِالْإِذَاعَةِ فَقَالَ وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ (6) فَإِیَّاكُمْ وَ الْإِذَاعَةَ(7).

«25»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سُلَیْمَانُ إِنَّكُمْ عَلَی دِینٍ مَنْ كَتَمَهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ (8).

«26»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ (9).

«27»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(10) قَالَ بِمَا صَبَرُوا

ص: 397


1- 1. معانی الأخبار ص 166.
2- 2. المحاسن ص 256.
3- 3. المحاسن ص 256.
4- 4. آل عمران: 112.
5- 5. المحاسن 256.
6- 6. النساء: 83.
7- 7. المحاسن ص 257.
8- 8. المحاسن ص 257.
9- 9. المحاسن ص 257.
10- 10. القصص: 54.

عَلَی التَّقِیَّةِ- وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ قَالَ الْحَسَنَةُ التَّقِیَّةُ وَ الْإِذَاعَةُ السَّیِّئَةُ(1).

«28»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ قَالَ الْحَسَنَةُ التَّقِیَّةُ وَ السَّیِّئَةُ الْإِذَاعَةُ وَ قَوْلِهِ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ قَالَ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ التَّقِیَّةُ- فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ (2).

«29»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ- لَا وَ اللَّهِ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ التَّقِیَّةِ یَا حَبِیبُ إِنَّهُ مَنْ كَانَتْ لَهُ تَقِیَّةٌ رَفَعَهُ اللَّهُ یَا حَبِیبُ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ تَقِیَّةٌ وَضَعَهُ اللَّهُ یَا حَبِیبُ إِنَّمَا النَّاسُ فِی هُدْنَةٍ فَلَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ هَذَا(3).

«30»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ قَالَ أَشَدُّكُمْ تَقِیَّةً(4).

«31»- سن، [المحاسن] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا النَّهْدِیَّانِ وَ غَیْرُهُمَا عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ الْقَصَبِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْمَكْفُوفِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ عَلَی دِینِكُمْ وَ احْجُبُوهُ بِالتَّقِیَّةِ فَإِنَّهُ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِی النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَوْ أَنَّ الطَّیْرَ تَعْلَمُ مَا فِی جَوْفِ النَّحْلِ مَا بَقِیَ فِیهَا شَیْ ءٌ إِلَّا أَكَلَتْهُ وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِی أَجْوَافِكُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَیْتَ لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَنَحَلُوكُمْ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلَی وَلَایَتِنَا(5).

«32»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ یَقُولُ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَقَرَّ لِعَیْنِ أَبِیكَ مِنَ التَّقِیَّةِ. وَ زَادَ فِیهِ الْحَسَنَ بْنَ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلٍ أَیْضاً قَالَ: التَّقِیَّةُ جُنَّةُ الْمُؤْمِنِ (6).

ص: 398


1- 1. المحاسن ص 257 و الآیة فی فصلت: 34.
2- 2. المحاسن ص 257 و الآیة فی فصلت: 34.
3- 3. المحاسن ص 256.
4- 4. المحاسن ص 258 و الآیة فی الحجرات: 13.
5- 5. المحاسن ص 257.
6- 6. المحاسن ص 258.

«33»- سن، [المحاسن] ابْنُ بَزِیعٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ ضَرُورَةٍ(1).

سن، [المحاسن] النضر عن یحیی الحلبی عن معمر مثله و ابن أبی عمیر عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغیرة: مثله (2).

«34»- سن، [المحاسن] حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ وَ عِدَّةٍ قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ اضْطُرَّ إِلَیْهِ ابْنُ آدَمَ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ (3).

«35»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ وَ عَنْ أَبِی عُمَرَ الْعَجَمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا بَا عُمَرَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ الدِّینِ فِی التَّقِیَّةِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَّا فِی شُرْبِ النَّبِیذِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ (4).

«36»- سن، [المحاسن] أَبِی وَ الْیَقْطِینِیُّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِیَّةُ لِیُحْقَنَ بِهَا الدِّمَاءُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِیَّةَ(5).

«37»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلَّمَا تَقَارَبَ هَذَا الْأَمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِیَّةِ(6).

«38»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَی آلِ جَرِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَظْمُ الْغَیْظِ عَنِ الْعَدُوِّ فِی دَوْلَاتِهِمْ تَقِیَّةً حَزْمٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ تَحَرُّزٌ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا(7).

«39»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأَحْسَبُكَ إِذَا شُتِمَ عَلِیٌّ بَیْنَ یَدَیْكَ لَوْ تَسْتَطِیعُ أَنْ تَأْكُلَ أَنْفَ شَاتِمِهِ لَفَعَلْتَ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی لَهَكَذَا وَ أَهْلَ بَیْتِی فَقَالَ لِی فَلَا تَفْعَلْ فَوَ اللَّهِ لَرُبَّمَا سَمِعْتُ مَنْ یَشْتِمُ عَلِیّاً وَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ إِلَّا أُسْطُوَانَةٌ فَأَسْتَتِرُ بِهَا فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ صَلَوَاتِی فَأَمُرُّ بِهِ فَأُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ أُصَافِحُهُ (8).

ص: 399


1- 1. المحاسن ص 259.
2- 2. المحاسن ص 259.
3- 3. المحاسن ص 259.
4- 4. المحاسن ص 259.
5- 5. المحاسن ص 259.
6- 6. المحاسن ص 259.
7- 7. المحاسن ص 259.
8- 8. المحاسن ص 259.

«40»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ أَخِی لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ یُغَالِی النَّاسُ فِی عَلِیٍّ فَقَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ إِنِّی أَرَاكَ لَوْ سَمِعْتَ إِنْسَاناً یَشْتِمُ عَلِیّاً فَاسْتَطَعْتَ أَنْ تَقْطَعَ أَنْفَهُ فَعَلْتَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلَا تَفْعَلْ ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَأَسْمَعُ الرَّجُلَ یَسُبُّ عَلِیّاً وَ أَسْتَتِرُ مِنْهُ بِالسَّارِیَةِ وَ إِذَا فَرَغَ أَتَیْتُهُ فَصَافَحْتُهُ (1).

«41»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اطْلُبِ السَّلَامَةَ أَیْنَمَا كُنْتَ وَ فِی أَیِّ حَالٍ كُنْتَ لِدِینِكَ وَ لِقَلْبِكَ وَ عَوَاقِبِ أُمُورِكَ مِنَ اللَّهِ فَلَیْسَ مَنْ طَلَبَهَا وَجَدَهَا فَكَیْفَ مَنْ تَعَرَّضَ لِلْبَلَاءِ وَ سَلَكَ مَسَالِكَ ضِدِّ السَّلَامَةِ وَ خَالَفَ أُصُولَهَا بَلْ رَأَی السَّلَامَةَ تَلَفاً وَ التَّلَفَ سَلَامَةً وَ السَّلَامَةُ قَدْ عَزَّتْ فِی الْخَلْقِ فِی كُلِّ عَصْرٍ خَاصَّةً فِی هَذَا الزَّمَانِ وَ سَبِیلُ وُجُودِهَا فِی احْتِمَالِ جَفَاءِ الْخَلْقِ وَ أَذِیَّتِهِمْ وَ الصَّبْرِ عِنْدَ الرَّزَایَا وَ حَقِیقَةِ الْمَوْتِ (2) وَ الْفِرَارِ مِنْ أَشْیَاءَ تَلْزَمُكَ رِعَایَتُهَا وَ الْقَنَاعَةِ بِالْأَقَلِّ مِنَ الْمَیْسُورِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ فَالْعُزْلَةُ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَالصَّمْتُ وَ لَیْسَ كَالْعُزْلَةِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَالْكَلَامُ بِمَا یَنْفَعُكَ وَ لَا یَضُرُّكَ وَ لَیْسَ كَالصَّمْتِ فَإِنْ لَمْ تَجِدِ السَّبِیلَ إِلَیْهِ فَالانْقِلَابُ وَ السَّفَرُ مِنْ بَلَدٍ إِلَی بَلَدٍ وَ طَرْحُ النَّفْسِ فِی بَوَادِی التَّلَفِ بِسِرٍّ صَافٍ وَ قَلْبٍ خَاشِعٍ وَ بَدَنٍ صَابِرٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِیمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِیها(3) وَ انْتَهِزْ مَغْنَمَ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ وَ لَا تُنَافِسِ الْأَشْكَالَ وَ لَا تُنَازِعِ الْأَضْدَادَ وَ مَنْ قَالَ لَكَ أَنَا فَقُلْ أَنْتَ وَ لَا تَدَّعِ فِی شَیْ ءٍ وَ إِنْ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ تَحَقَّقَتْ بِهِ مَعْرِفَتُكَ وَ لَا تَكْشِفْ سِرَّكَ إِلَّا عَلَی أَشْرَفَ مِنْكَ فِی الدِّینِ وَ أَنَّی تَجِدُ الشَّرَفَ (4) فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَصَبْتَ السَّلَامَةَ وَ بَقِیتَ مَعَ اللَّهِ بِلَا عِلَاقَةٍ(5).

ص: 400


1- 1. المحاسن ص 260.
2- 2. فی المصدر: و خفة المؤمن.
3- 3. النساء: 97.
4- 4. فی المصدر:« فتجد الشرف».
5- 5. مصباح الشریعة 18.

«42»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(1) قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً أَیْ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ مُؤْمِنِهِمْ وَ مُخَالِفِهِمْ أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَیَبْسُطُ لَهُمْ وَجْهَهُ وَ أَمَّا الْمُخَالِفُونَ فَیُكَلِّمُهُمْ بِالْمُدَارَاةِ- لِاجْتِذَابِهِمْ إِلَی الْإِیمَانِ فَإِنَّهُ بِأَیْسَرِ مِنْ ذَلِكَ یَكُفُّ شُرُورَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَ عَنْ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام إِنَّ مُدَارَاةَ أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ أَفْضَلِ صَدَقَةِ الْمَرْءِ عَلَی نَفْسِهِ وَ إِخْوَانِهِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنْزِلِهِ إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ أَخُو الْعَشِیرَةِ ائْذَنُوا لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ أَجْلَسَهُ وَ بَشَرَ فِی وَجْهِهِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتَ فِیهِ مَا قُلْتَ وَ فَعَلْتَ بِهِ مِنَ الْبِشْرِ مَا فَعَلْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عُوَیْشُ یَا حُمَیْرَاءُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ یُكْرَمُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّا لَنَبْشِرُ فِی وُجُوهِ قَوْمٍ وَ إِنَّ قُلُوبَنَا تَقْلِیهِمْ أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ نَتَّقِیهِمْ عَلَی إِخْوَانِنَا لَا عَلَی أَنْفُسِنَا.

وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام: بِشْرٌ فِی وَجْهِ الْمُؤْمِنِ یُوجِبُ لِصَاحِبِهِ الْجَنَّةَ وَ بِشْرٌ فِی وَجْهِ الْمُعَانِدِ الْمُعَادِی یَقِی صَاحِبَهُ عَذَابَ النَّارِ.

وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْأَنْبِیَاءَ إِنَّمَا فَضَّلَهُمُ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ بِشِدَّةِ مُدَارَاتِهِمْ لِأَعْدَاءِ دِینِ اللَّهِ وَ حُسْنِ تَقِیَّتِهِمْ لِأَجْلِ إِخْوَانِهِمْ فِی اللَّهِ.

قَالَ الزُّهْرِیُّ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا عَرَفْتُ لَهُ صَدِیقاً فِی السِّرِّ وَ لَا عَدُوّاً فِی الْعَلَانِیَةِ لِأَنَّهُ لَا أَحَدَ یَعْرِفُهُ بِفَضَائِلِهِ الْبَاهِرَةِ إِلَّا وَ لَا یَجِدُ بُدّاً مِنْ تَعْظِیمِهِ مِنْ شِدَّةِ مُدَارَاةِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ حُسْنِ مُعَاشَرَتِهِ إِیَّاهُ وَ أَخْذِهِ مِنَ التَّقِیَّةِ بِأَحْسَنِهَا وَ أَجْمَلِهَا وَ لَا أَحَدَ وَ إِنْ كَانَ یُرِیهِ الْمَوَدَّةَ فِی الظَّاهِرِ إِلَّا وَ هُوَ یَحْسُدُهُ فِی الْبَاطِنِ لِتَضَاعُفِ فَضَائِلِهِ عَلَی فَضَائِلِ الْخَلْقِ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ مَعَ مُوَافِقِیهِ لِیُؤْنِسَهُمْ وَ بَسَطَ وَجْهَهُ لِمُخَالِفِیهِ لِیَأْمَنَهُمْ عَلَی نَفْسِهِ وَ إِخْوَانِهِ فَقَدْ حَوَی مِنَ الْخَیْرَاتِ وَ الدَّرَجَاتِ الْعَالِیَةِ عِنْدَ اللَّهِ مَا لَا یُقَادِرُ قَدْرَهُ غَیْرُهُ

ص: 401


1- 1. البقرة: 83.

قَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ بِحَضْرَةِ الصَّادِقِ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ مَا تَقُولُ فِی الْعَشَرَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَقُولُ فِیهِمُ الْخَیْرَ الْجَمِیلَ الَّذِی یُحْبِطُ اللَّهُ بِهِ سَیِّئَاتِی وَ یَرْفَعُ بِهِ دَرَجَاتِی قَالَ السَّائِلُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْقَذَنِی مِنْ بُغْضِكَ كُنْتُ أَظُنُّكَ رَافِضِیّاً تُبْغِضُ الصَّحَابَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَلَا مَنْ أَبْغَضَ وَاحِداً مِنَ الصَّحَابَةِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ لَعَلَّكَ تَتَأَوَّلُ مَا تَقُولُ فِیمَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ مَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ- فَوَثَبَ یُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَ قَالَ اجْعَلْنِی فِی حِلٍّ مِمَّا قَذَفْتُكَ بِهِ مِنَ الرَّفْضِ قَبْلَ الْیَوْمِ قَالَ أَنْتَ فِی حِلٍّ وَ أَنْتَ أَخِی ثُمَّ انْصَرَفَ السَّائِلُ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام جَوَّدْتَ لِلَّهِ دَرُّكَ لَقَدْ عَجِبَتِ الْمَلَائِكَةُ فِی السَّمَاوَاتِ مِنْ حُسْنِ تَوْرِیَتِكَ وَ تَلَطُّفِكَ بِمَا خَلَّصَكَ اللَّهُ وَ لَمْ یُثْلَمْ دِینُكَ وَ زَادَ اللَّهُ فِی مُخَالِفِینَا غَمّاً إِلَی غَمٍّ وَ حَجَبَ عَنْهُمْ مُرَادَ مُنْتَحِلِی مَوَدَّتِنَا فِی تَقِیَّتِهِمْ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الصَّادِقِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا عَقَلْنَا مِنَ الْكَلَامِ إلی [إِلَّا] مُوَافَقَةَ صَاحِبِنَا لِهَذَا الْمُتَعَنِّتِ النَّاصِبِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَئِنْ كُنْتُمْ لَمْ تَفْهَمُوا مَا عَنَی فَقَدْ فَهِمْنَا نَحْنُ وَ قَدْ شَكَرَهُ اللَّهُ لَهُ إِنَّ الْمُوَالِیَ لِأَوْلِیَائِنَا الْمُعَادِیَ لِأَعْدَائِنَا إِذَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَنْ یَمْتَحِنُهُ مِنْ مُخَالِفِیهِ وَفَّقَهُ لِجَوَابٍ یَسْلَمُ مَعَهُ دِینُهُ وَ عِرْضُهُ وَ یُعْظِمُ اللَّهُ بِالتَّقِیَّةِ ثَوَابَهُ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَالَ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ أَیْ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ فِی الثَّانِیَةِ مَنْ عَابَهُمْ أَوْ شَتَمَهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ قَدْ صَدَقَ لِأَنَّ مَنْ عَابَهُمْ فَقَدْ عَابَ عَلِیّاً علیه السلام لِأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَإِذَا لَمْ یَعِبْ عَلِیّاً وَ لَمْ یَذُمَّهُ فَلَمْ یَعِبْهُمْ وَ إِنَّمَا عَابَ بَعْضَهُمْ وَ لَقَدْ كَانَ لِخِرْبِیلَ الْمُؤْمِنِ مَعَ قَوْمِ فِرْعَوْنَ الَّذِینَ وَشَوْا بِهِ إِلَی فِرْعَوْنَ مِثْلُ هَذِهِ التَّوْرِیَةِ كَانَ خِرْبِیلُ یَدْعُوهُمْ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُوسَی وَ تَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ خَلْقِهِ وَ تَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَی سَائِرِ أَوْصِیَاءِ النَّبِیِّینَ وَ مِنَ الْبَرَاءَةِ مِنْ رُبُوبِیَّةِ فِرْعَوْنَ فَوَشَی بِهِ الْوَاشُونَ إِلَی فِرْعَوْنَ وَ قَالُوا إِنَّ خِرْبِیلَ یَدْعُو إِلَی مُخَالَفَتِكَ وَ یُعِینُ أَعْدَاءَكَ

ص: 402

عَلَی مُضَادَّتِكَ فَقَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ ابْنُ عَمِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَی مُلْكِی وَ وَلِیُّ عَهْدِی إِنْ فَعَلَ مَا قُلْتُمْ فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْعَذَابَ عَلَی كُفْرِهِ لِنِعْمَتِی وَ إِنْ كُنْتُمْ عَلَیْهِ كَاذِبِینَ قَدِ اسْتَحْقَقْتُمْ أَشَدَّ الْعِقَابِ لِإِیثَارِكُمُ الدُّخُولَ فِی مَسَاءَتِهِ فَجَاءَ بِخِرْبِیلَ وَ جَاءَ بِهِمْ فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنْتَ تَكْفُرُ رُبُوبِیَّةَ فِرْعَوْنَ الْمَلِكِ وَ تَكْفُرُ نَعْمَاءَهُ فَقَالَ خِرْبِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ هَلْ جَرَّبْتَ عَلَیَّ كَذِباً قَطُّ قَالَ لَا فَسَلْهُمْ مَنْ رَبُّهُمْ قَالُوا

فِرْعَوْنُ قَالَ لَهُمْ وَ مَنْ خَالِقُكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ وَ مَنْ رَازِقُكُمُ الْكَافِلُ لِمَعَایِشِكُمْ وَ الدَّافِعُ عَنْكُمْ مَكَارِهَكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ خِرْبِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَأُشْهِدُكَ وَ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَالِقَهُمْ هُوَ خَالِقِی وَ رَازِقَهُمْ هُوَ رَازِقِی وَ مُصْلِحَ مَعَایِشِهِمْ هُوَ مُصْلِحُ مَعَایِشِی- لَا رَبَّ لِی وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَیْرُ رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ وَ أُشْهِدُكَ وَ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ كُلَّ رَبٍّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَی رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ- فَأَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُ وَ مِنْ رُبُوبِیَّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِیَّتِهِ یَقُولُ خِرْبِیلُ هَذَا وَ هُوَ یَعْنِی أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّ الَّذِی قَالُوا هُمْ إِنَّهُ رَبُّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَفِیَ هَذَا الْمَعْنَی عَلَی فِرْعَوْنَ وَ مَنْ حَضَرَهُ وَ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ یَقُولُ فِرْعَوْنُ رَبِّی وَ خَالِقِی وَ رَازِقِی فَقَالَ لَهُمْ یَا رِجَالَ السَّوْءِ وَ یَا طُلَّابَ الْفَسَادِ فِی مُلْكِی وَ مُرِیدِی الْفِتْنَةِ بَیْنِی وَ بَیْنَ ابْنِ عَمِّی وَ هُوَ عَضُدِی أَنْتُمُ الْمُسْتَحِقُّونَ لِعَذَابِی لِإِرَادَتِكُمْ فَسَادَ أَمْرِی وَ إِهْلَاكَ ابْنِ عَمِّی وَ الْفَتَّ فِی عَضُدِی ثُمَّ أَمَرَ بِالْأَوْتَادِ فَجُعِلَ فِی سَاقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتِدٌ وَ فِی صَدْرِهِ وَتِدٌ وَ أَمَرَ أَصْحَابَ أَمْشَاطِ الْحَدِیدِ فَشَقُّوا بِهَا لَحْمَهُمْ مِنْ أَبْدَانِهِمْ فَذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ فَوَقاهُ اللَّهُ یَعْنِی خِرْبِیلَ- سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(1) لَمَّا وَشَوْا إِلَی فِرْعَوْنَ لِیُهْلِكُوهُ- وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ هُمُ الَّذِینَ وَشَوْا لِخِرْبِیلَ إِلَیْهِ لَمَّا أَوْتَدَ فِیهِمُ الْأَوْتَادَ وَ مَشَّطَ عَنْ أَبْدَانِهِمْ لُحُومَهُمْ بِالْأَمْشَاطِ وَ قَالَ رَجُلٌ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام مِنْ خَوَاصِّ الشِّیعَةِ وَ هُوَ یَرْتَعِدُ بَعْدَ مَا خَلَا بِهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَخْوَفَنِی إِلَّا أَنْ یَكُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یُنَافِقُكَ فِی إِظْهَارِ

ص: 403


1- 1. المؤمن: 45.

اعْتِقَادِ وَصِیَّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی حَضَرْتُ مَعَهُ الْیَوْمَ فِی مَجْلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الْخَلِیفَةِ الْقَاعِدِ عَلَی سَرِیرِهِ فَقَالَ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَلْ أَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ غَیْرُ إِمَامٍ وَ إِنْ لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّهُ غَیْرُ إِمَامٍ فَعَلَیَّ وَ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْتَقِدْ ذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَقَالَ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ وَشَی بِكَ قَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام لَیْسَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ لَكِنَّ صَاحِبَكَ أَفْقَهُ مِنْكَ إِنَّمَا قَالَ إِنَّ مُوسَی غَیْرُ إِمَامٍ أَیِ الَّذِی هُوَ عِنْدَكَ إِمَامٌ فَمُوسَی غَیْرُهُ فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ (1) فَإِنَّمَا أَثْبَتَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِمَامَتِی وَ نَفَی إِمَامَةَ غَیْرِی یَا عَبْدَ اللَّهِ مَتَی یَزُولُ عَنْكَ هَذَا الَّذِی ظَنَنْتَهُ بِأَخِیكَ هَذَا مِنَ النِّفَاقِ فَتُبْ إِلَی اللَّهِ فَفَهِمَ الرَّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغْتَمَّ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِی مَالٌ فَأُرْضِیَهُ وَ لَكِنْ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ شَطْرَ عَمَلِی كُلِّهِ مِنْ تَعَبُّدِی وَ مِنْ صَلَوَاتِی عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مِنْ لَعْنَتِی لِأَعْدَائِكُمْ قَالَ مُوسَی علیه السلام الْآنَ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ.

قَالَ: وَ كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَدَخَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْیَوْمَ شَیْئاً عَجِبْتُ مِنْهُ- رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا یُظْهِرُ لَنَا أَنَّهُ مِنَ الْمُوَالِینَ لآِلِ مُحَمَّدٍ الْمُتَبَرِّینَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ رَأَیْتُهُ الْیَوْمَ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ قَدْ خُلِعَتْ عَلَیْهِ وَ هُوَ ذَا یُطَافُ بِهِ بِبَغْدَادَ وَ یُنَادِی الْمُنَادُونَ بَیْنَ یَدَیْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ اسْمَعُوا تَوْبَةَ هَذَا الرَّافِضِیِّ ثُمَّ یَقُولُونَ لَهُ قُلْ فَقَالَ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ضَجُّوا وَ قَالُوا قَدْ طَابَ وَ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِذَا خَلَوْتُ فَأَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ فَلَمَّا خَلَا أَعَادَ عَلَیْهِ فَقَالَ إِنَّمَا لَمْ أُفَسِّرْ لَكَ مَعْنَی كَلَامِ هَذَا الرَّجُلِ بِحَضْرَةِ هَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ كَرَاهَةَ أَنْ یَنْتَقِلُوا إِلَیْهِ فَیَعْرِفُوهُ وَ یُؤْذُوهُ لَمْ یَقُلِ الرَّجُلُ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 404


1- 1. قد مر هذا الخبر عن الاحتجاج تحت الرقم 7 الباب 62 ص 195، و قد كان فیه علی ما یظهر من هنا سقط و تصحیف، فراجع.

أَبُو بَكْرٍ فَیَكُونَ قَدْ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَكِنْ قَالَ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ فَجَعَلَهُ نِدَاءً لِأَبِی بَكْرٍ لِیَرْضَی مَنْ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ بَعْضِ هَؤُلَاءِ لِیَتَوَارَی مِنْ شُرُورِهِمْ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ هَذِهِ التَّوْرِیَةَ مِمَّا رَحِمَ بِهِ شِیعَتَنَا وَ مُحِبِّینَا.

وَ قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَرَرْتُ الْیَوْمَ بِالْكَرْخِ فَقَالُوا هَذَا نَدِیمُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الرَّفَضَةِ فَاسْأَلُوهُ مَنْ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنْ قَالَ عَلِیٌّ فَاقْتُلُوهُ وَ إِنْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَدَعُوهُ فَانْثَالَ عَلَیَّ مِنْهُمْ خَلْقٌ عَظِیمٌ وَ قَالُوا لِی مَنْ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ مُجِیباً أَخْیَرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ سَكَتُّ وَ لَمْ أَذْكُرْ عَلِیّاً فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ زَادَ عَلَیْنَا نَحْنُ نَقُولُ هَاهُنَا وَ عَلِیٌّ فَقُلْتُ فِی هَذَا نَظَرٌ لَا أَقُولُ هَذَا فَقَالُوا بَیْنَهُمْ إِنَّ هَذَا أَشَدُّ تَعَصُّباً لِلسُّنَّةِ مِنَّا قَدْ غَلَطْنَا عَلَیْهِ وَ نَجَوْتُ بِهَذَا مِنْهُمْ فَهَلْ عَلَیَّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فِی هَذَا حَرَجٌ وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَ خَیْرُ النَّاسِ أَیْ أَ هُوَ خَیْرٌ اسْتِفْهَاماً لَا إِخْبَاراً فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قَدْ شَكَّرَ اللَّهُ لَكَ بِجَوَابِكَ هَذَا لَهُمْ وَ كَتَبَ لَكَ أَجْرَهُ وَ أَثْبَتَهُ لَكَ فِی الْكِتَابِ الْحَكِیمِ وَ أَوْجَبَ لَكَ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ أَلْفَاظِكَ بِجَوَابِكَ هَذَا لَهُمْ مَا تَعْجِزُ عَنْهُ أَمَانِیُّ الْمُتَمَنِّینَ وَ لَا یَبْلُغُهُ آمَالُ الْآمِلِینَ.

قَالَ: وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بُلِیتُ الْیَوْمَ بِقَوْمٍ مِنْ عَوَامِّ الْبَلَدِ أَخَذُونِی وَ قَالُوا أَنْتَ لَا تَقُولُ بِإِمَامَةِ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی قُحَافَةَ فَخِفْتُهُمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ بَلَی أَقُولُهَا لِلتَّقِیَّةِ فَقَالَ لِی بَعْضُهُمْ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فِیَّ وَ قَالَ أَنْتَ لَا تَتَكَلَّمُ إِلَّا بِمِخْرَقَةٍ أَجِبْ عَمَّا أُلَقِّنُكَ قُلْتُ قُلْ فَقَالَ لِی أَ تَقُولُ إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِی قُحَافَةَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِمَامٌ حَقٌّ عَدْلٌ وَ لَمْ یَكُنْ لِعَلِیٍّ فِی الْإِمَامَةِ حَقٌّ الْبَتَّةَ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ أُرِیدُ نَعَماً مِنَ الْأَنْعَامِ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ- فَقَالَ لَا أَقْنَعُ بِهَذَا حَتَّی تَحْلِفَ قُلْ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الطَّالِبُ الْغَالِبُ الْمُدْرِكُ الْمُهْلِكُ یَعْلَمُ مِنَ السِّرِّ مَا یَعْلَمُ مِنَ الْعَلَانِیَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ أُرِیدُ نَعَماً مِنَ الْأَنْعَامِ فَقَالَ لَا أَقْنَعُ مِنْكَ إِلَّا بِأَنْ تَقُولَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِی قُحَافَةَ هُوَ الْإِمَامُ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ سَاقَ الْیَمِینَ فَقُلْتُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِی قُحَافَةَ إِمَامٌ

ص: 405

أَیْ هُوَ إِمَامُ مَنِ ائْتَمَّ بِهِ وَ اتَّخَذَهُ إِمَاماً وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ مَضَیْتُ فِی صِفَاتِ اللَّهِ فَقَنَعُوا بِهَذَا مِنِّی وَ جَزَوْنِی خَیْراً وَ نَجَوْتُ مِنْهُمْ فَكَیْفَ حَالِی عِنْدَ اللَّهِ قَالَ خَیْرُ حَالٍ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَكَ مُرَافَقَتَنَا فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ لِحُسْنِ یَقِینِكَ.

قَالَ: أَبُو یَعْقُوبَ وَ عَلِیٌ (1) حَضَرْنَا عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی الْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ جَاءَنِی رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا الشِّیعَةِ قَدِ امْتُحِنَ بِجُهَّالِ الْعَامَّةِ یَمْتَحِنُونَهُ فِی الْإِمَامَةِ وَ یُحَلِّفُونَهُ فَقَالَ لِی كَیْفَ أَصْنَعُ مَعَهُمْ حَتَّی أَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ لَهُ كَیْفَ یَقُولُونَ قَالَ یَقُولُونَ لِی أَ تَقُولُ إِنَّ فُلَاناً هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَا بُدَّ لِی مِنْ أَنْ أَقُولَ نَعَمْ وَ إِلَّا أَثْخَنُونِی ضَرْباً فَإِذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالُوا لِی قُلْ وَ اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ قُلْ نَعَمْ وَ أُرِیدُ بِهِ نَعَماً مِنَ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ فَإِذَا قَالُوا قُلْ وَ اللَّهِ فَقُلْ وَ اللَّهِ وَ أُرِیدُ بِهِ وَلَّی فِی أَمْرِ كَذَا فَإِنَّهُمْ لَا یُمَیِّزُونَ وَ قَدْ سَلِمْتُ فَقَالَ لِی فَإِنْ حَقَّقُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا قُلْ وَ اللَّهِ وَ بَیِّنِ الْهَاءَ فَقُلْتُ قُلْ وَ اللَّهُ بِرَفْعِ الْهَاءِ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ یَمِیناً إِذَا لَمْ یُخْفَضِ الْهَاءُ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ فَقَالَ عَرَضُوا عَلَیَّ وَ حَلَّفُونِی وَ قُلْتُ كَمَا لَقَّنْتَنِی فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام أَنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدَّالُّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ وَ قَدْ كَتَبَ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ بِتَقِیَّتِهِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنِ اسْتَعْمَلَ التَّقِیَّةَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ مَوَالِینَا وَ مُحِبِّینَا حَسَنَةً وَ بِعَدَدِ مَنْ تَرَكَ مِنْهُمُ التَّقِیَّةَ حَسَنَةً أَدْنَاهَا حَسَنَةٌ لَوْ قُوبِلَ بِهَا ذُنُوبُ مِائَةِ سَنَةٍ لَغُفِرَتْ وَ لَكَ لِإِرْشَادِكَ إِیَّاهُ مِثْلُ مَا لَهُ (2).

«43»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذَكَرَ أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْجَنَّةَ فِی ذُبَابٍ وَ آخَرَ دَخَلَ النَّارَ فِی ذُبَابٍ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ ذَاكَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَرَّا عَلَی قَوْمٍ فِی عِیدٍ لَهُمْ وَ قَدْ وَضَعُوا أَصْنَاماً لَهُمْ- لَا یَجُوزُ بِهِمْ أَحَدٌ حَتَّی یُقَرِّبَ إِلَی أَصْنَامِهِمْ قُرْبَاناً قَلَّ أَمْ كَثُرَ فَقَالُوا لَهُمَا لَا تَجُوزَا حَتَّی تُقَرِّبَا كَمَا یُقَرِّبُ

ص: 406


1- 1. هما اللذان یرویان التفسیر عن الامام العسكریّ علیه السلام لكنهما مجهولان.
2- 2. تفسیر الإمام ص 145 و فی ط 162.

كُلُّ مَنْ مَرَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا مَا مَعِی شَیْ ءٌ أُقَرِّبُهُ وَ أَخَذَ أَحَدُهُمَا ذُبَاباً فَقَرَّبَهُ وَ لَمْ یُقَرِّبِ الْآخَرُ فَقَالَ لَا أُقَرِّبُ إِلَی غَیْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ شَیْئاً فَقَتَلُوهُ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَ دَخَلَ الْآخَرُ النَّارَ(1).

«44»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قُلْتُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِیماً(2).

ع، [علل الشرائع] المظفر العلوی عن ابن العیاشی عن أبیه عن محمد بن نصیر عن ابن عیسی عن الأهوازی عن عثمان بن عیسی: مثله (3).

«45»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْعَیَّاشِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ مَا سَرَقُوا(4).

«46»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی یُوسُفَ- أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قَالَ إِنَّهُمْ سَرَقُوا یُوسُفَ مِنْ أَبِیهِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِینَ قَالُوا ما ذا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لَمْ یَقُلْ سَرَقْتُمْ صُوَاعَ الْمَلِكِ إِنَّمَا عَنَی أَنَّكُمْ سَرَقْتُمْ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ (5).

«47»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مُنِعَ مِیثَمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ التَّعَبُّدِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ

ص: 407


1- 1. ثواب الأعمال ص 202.
2- 2. المحاسن 258 ص و الآیتان فی یوسف: 70 و الصافّات: 89.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 48.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 48.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 48.

قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (1).

«48»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ یَرْوُونَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنْ دُعِیتُمْ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ دُعِیتُمْ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَكْثَرَ مَا یَكْذِبُونَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّمَا قَالَ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنْ دُعِیتُمْ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ دُعِیتُمْ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَقُلْ فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ أَرَادَ رَجُلٌ یَمْضِی عَلَی الْقَتْلِ وَ لَا یَتَبَرَّأُ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا عَلَی الَّذِی مَضَی عَلَیْهِ عَمَّارٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ قَالَ ثُمَّ كَسَعَ هَذَا الْحَدِیثَ بِوَاحِدٍ وَ التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ ضَرُورَةٍ(2).

«49»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَكْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا الْحَرُورِیَّةُ إِنَّا قَدْ كُنَّا مُتَعَاسِرِینَ وَ هُمُ الْیَوْمَ فِی دُورِنَا أَ رَأَیْتَ إِنْ أَخَذُونَا بِالْأَیْمَانِ قَالَ فَرَخَّصَ لِی فِی الْحَلْفِ لَهُمْ بِالْعَتَاقِ وَ الطَّلَاقِ فَقَالَ بَعْضُنَا مَدُّ الرِّقَابِ أَحَبُّ إِلَیْكَ أَمِ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ الرُّخْصَةُ أَحَبُّ إِلَیَّ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ فِی عَمَّارٍ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (3).

«50»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَتْ عَنْ أُمَّتِی أَرْبَعَةُ خِصَالٍ مَا أَخْطَئُوا وَ مَا نَسُوا وَ مَا أُكْرِهُوا عَلَیْهِ وَ مَا لَمْ یُطِیقُوا وَ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ مُخْتَصَرٌ(4).

«51»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ الضَّحَّاكَ قَدْ ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ- وَ یُوشِكُ أَنْ نُدْعَی إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَكَیْفَ نَصْنَعُ قَالَ فَابْرَأْ مِنْهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَیُّ شَیْ ءٍ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ أَنْ یَمْضُوا عَلَی مَا مَضَی

ص: 408


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 271 و كسع: أی جعل هذا الحدیث تابعا لما تقدم.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 271 و كسع: أی جعل هذا الحدیث تابعا لما تقدم.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 272.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 272.

عَلَیْهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ أُخِذَ بِمَكَّةَ فَقَالُوا لَهُ ابْرَأْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَرِئَ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهُ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (1).

«52»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ (2) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام وَ إِلَهُكُمُ الَّذِی أَكْرَمَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً علیه السلام بِالْفَضِیلَةِ وَ أَكْرَمَ آلَهُمَا الطَّیِّبِینَ بِالْخِلَافَةِ وَ أَكْرَمَ شِیعَتَهُمْ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ وَ الْكَرَامَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَاحِدٌ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا نَظِیرَ وَ لَا عَدِیلَ- لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الرَّازِقُ الْبَاسِطُ الْمُغْنِی الْمُفْقِرُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ یَرْزُقُ مُؤْمِنَهُمْ وَ كَافِرَهُمْ وَ صَالِحَهُمْ وَ طَالِحَهُمْ- لَا یَقْطَعُ عَنْهُمْ مَادَّةَ فَضْلِهِ وَ رِزْقِهِ وَ إِنِ انْقَطَعُوا هُمْ عَنْ طَاعَتِهِ الرَّحِیمُ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَسَّعَ لَهُمْ فِی التَّقِیَّةِ یُجَاهِرُونَ بِإِظْهَارِ مُوَالاةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَاءِ اللَّهِ إِذَا قَدَرُوا وَ یَسْتُرُونَهَا إِذَا عَجَزُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَوْ شَاءَ لَحَرَّمَ عَلَیْكُمُ التَّقِیَّةَ وَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبْرِ عَلَی مَا یَنَالُكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ عِنْدَ إِظْهَارِكُمُ الْحَقَّ أَلَا فَأَعْظَمُ فَرَائِضِ اللَّهِ عَلَیْكُمْ بَعْدَ فَرْضِ مُوَالاتِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِنَا اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ إِخْوَانِكُمْ وَ مَعَارِفِكُمْ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمْ فِی اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَا یَسْتَقْصِی وَ أَمَّا هَذَانِ فَقَلَّ مَنْ یَنْجُو مِنْهُمَا إِلَّا بَعْدَ مَسِّ عَذَابٍ شَدِیدٍ إِلَّا أَنْ یَكُونَ لَهُمْ مَظَالِمُ عَلَی النَّوَاصِبِ وَ الْكُفَّارِ فَیَكُونَ عَذَابُ هَذَیْنِ عَلَی أُولَئِكَ الْكُفَّارِ وَ النَّوَاصِبِ قِصَاصاً بِمَا لَكُمْ عَلَیْهِمْ مِنَ الْحُقُوقِ وَ مَا لَهُمْ إِلَیْكُمْ مِنَ الظُّلْمِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَتَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللَّهِ بِتَرْكِ التَّقِیَّةِ وَ التَّقْصِیرِ فِی حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ (3).

«53»- جا، [المجالس للمفید] الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی التَّمِیمِیِّ عَنْ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْخَوْلَانِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: أَمَا إِنَّكُمْ مُعْرَضُونَ عَلَی لَعْنِی وَ دُعَائِی كَذَّاباً فَمَنْ لَعَنَنِی كَارِهاً مُكْرَهاً یَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ مُكْرَهاً وَرَدْتُ أَنَا وَ هُوَ

ص: 409


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 272.
2- 2. البقرة: 163.
3- 3. تفسیر الإمام ص 238 و فی ط 262.

عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَعاً وَ مَنْ أَمْسَكَ لِسَانَهُ فَلَمْ یَلْعَنِّی سَبَقَنِی كَرَمْیَةِ سَهْمٍ أَوْ لَمْحَةٍ بِالْبَصَرِ وَ مَنْ لَعَنَنِی مُنْشَرِحاً صَدْرُهُ بِلَعْنِی فَلَا حِجَابَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ لَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ بِیَدِی یَوْماً فَقَالَ مَنْ بَایَعَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَ ثُمَّ مَاتَ وَ هُوَ یُحِبُّكَ فَقَدْ قَضَی نَحْبَهُ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً یُحَاسَبُ بِمَا عَمِلَ فِی الْإِسْلَامِ (1).

«54»- جا، [المجالس للمفید] الْجِعَابِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِشِیعَتِهِ كُونُوا فِی النَّاسِ كَالنَّحْلَةِ فِی الطَّیْرِ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطَّیْرِ إِلَّا وَ هُوَ یَسْتَخِفُّهَا وَ لَوْ یَعْلَمُونَ مَا فِی أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ بِهَا خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ زَایِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَ (2).

«55»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَحْرٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: تَبَذَّلْ وَ لَا تُشْهَرْ وَ أَخْفِ شَخْصَكَ لِئَلَّا تُذْكَرَ وَ تَعَلَّمْ وَ اكْتُمْ وَ اصْمُتْ تَسْلَمْ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ تَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ تَغِیظُ الْفُجَّارَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْعَامَّةِ(3).

«56»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ فَضَّالٍ وَ فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ إِنَّا نَمُرُّ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَیَسْتَحْلِفُونَّا عَلَی أَمْوَالِنَا وَ قَدْ أَدَّیْنَا زَكَاتَهَا قَالَ یَا زُرَارَةُ إِذَا خِفْتَ فَاحْلِفْ لَهُمْ بِمَا شَاءُوا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِطَلَاقٍ وَ عَتَاقٍ قَالَ بِمَا شَاءُوا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا حِینَ تَنْزِلُ بِهِ.

«57»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ مَعِی بَضَائِعَ

ص: 410


1- 1. مجالس المفید ص 78.
2- 2. مجالس المفید ص 85.
3- 3. مجالس المفید ص 130.

لِلنَّاسِ وَ نَحْنُ نَمُرُّ بِهَا عَلَی هَؤُلَاءِ الْعُشَّارِ فَیُحْلِفُونَّا عَلَیْهَا فَنَحْلِفُ لَهُمْ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّی أَقْدِرُ أَنْ أُجِیزَ أَمْوَالَ الْمُسْلِمِینَ كُلَّهَا وَ أَحْلِفَ عَلَیْهَا كُلَّمَا خَافَ الْمُؤْمِنُ عَلَی نَفْسِهِ فِیهِ ضَرُورَةٌ فَلَهُ فِیهِ التَّقِیَّةُ.

«58»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ بِاللَّهِ تَقِیَّةً لَمْ یَضُرَّهُ وَ بِالطَّلَاقِ وَ الْعَتَاقِ أَیْضاً لَا یَضُرُّهُ إِذَا هُوَ أُكْرِهَ وَ اضْطُرَّ إِلَیْهِ وَ قَالَ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ أَحَلَّهُ لِمَنِ اضْطُرَّ إِلَیْهِ.

«59»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْلِفُ لِصَاحِبِ الْعَشَّارِ نُجِیزُ بِذَلِكَ مَالَنَا قَالَ نَعَمْ وَ فِی الرَّجُلِ یَحْلِفُ تَقِیَّةً قَالَ إِنْ خَشِیتَ عَلَی دَمِكَ وَ مَالِكَ فَاحْلِفْ تَرُدَّهُ عَنْكَ بِیَمِینِكَ وَ إِنْ رَأَیْتَ أَنَّ یَمِینَكَ لَا یَرُدُّ عَنْكَ شَیْئاً فَلَا تَحْلِفْ لَهُمْ.

«60»- تم، [فلاح السائل] الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَرَضَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَی أَهْلِ هَذِهِ الْعِصَابَةِ سِرّاً- وَ لَنْ یَقْبَلَهُ عَلَانِیَةً قَالَ صَفْوَانُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَظَرَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ إِلَی قَوْمٍ لَمْ یَمُرُّوا بِهِ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَیْنَ دَخَلْتُمْ قَالَ یَقُولُونَ إِیَّاكَ عَنَّا فَإِنَّا قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرّاً فَأَدْخَلَنَا اللَّهُ سِرّاً.

«61»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ تَرَكَ التَّقِیَّةَ قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَیْسَ مِنَّا.

وَ قَالَ علیه السلام: التَّقِیَّةُ دِینِی وَ دِینُ آبَائِی.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا شَیْئاً مِنْ أَمْرِنَا فَهُوَ كَمَنْ قَتَلَنَا عَمْداً وَ لَمْ یَقْتُلْنَا خَطَأً.

وَ قَالَ علیه السلام: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا حِینَ تَنْزِلُ بِهِ.

عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنِّی لَأَحْسَبُكَ إِذَا شُتِمَ عَلِیٌّ بَیْنَ یَدَیْكَ إِنْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَ أَنْفَ شَاتِمِهِ لَفَعَلْتَ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی لَهَكَذَا وَ أَهْلَ بَیْتِی قَالَ فَلَا تَفْعَلْ فَوَ اللَّهِ لَرُبَّمَا سَمِعْتُ مَنْ شَتَمَ عَلِیّاً وَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ إِلَّا أُسْطُوَانَةٌ فَأَسْتَتِرُ بِهَا فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِی أَمُرُّ بِهِ فَأُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ أُصَافِحُهُ.

ص: 411

مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ مَنْ لَا یَتَّقِی.

مِنْ كِتَابِ التَّقِیَّةِ لِلْعَیَّاشِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ إِنَّ التَّقِیَّةَ لَأَوْسَعُ مِمَّا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَتَكَلَّمْ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلَّا بِالتَّقِیَّةِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: إِیَّاكُمْ عَنْ دِینٍ مَنْ كَتَمَهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّ أَبِی كَانَ یَقُولُ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَقَرَّ لِعَیْنِ أَبِیكَ مِنَ التَّقِیَّةِ إِنَّ التَّقِیَّةَ لَجُنَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ.

قَالَ الرِّضَا علیه السلام: لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ.

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: جُعِلَتِ التَّقِیَّةُ لِیُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِیَّةَ.

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قُلْتُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفَ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَیْئاً وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِیماً.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا تَقَارَبَ هَذَا الْأَمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِیَّةِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: مَنْ أَفْشَی سِرَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَارِكُ التَّقِیَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ صَلَّی خَلْفَ الْمُنَافِقِینَ بِتَقِیَّةٍ كَانَ كَمَنْ صَلَّی خَلْفَ الْأَئِمَّةِ(1).

«62»- غو، [غوالی اللئالی] فِی الْحَدِیثِ: أَنَّ یَاسِراً وَ ابْنَهُ عَمَّاراً وَ امْرَأَتَهُ سُمَیَّةَ قَبَضَ عَلَیْهِمْ أَهْلُ مَكَّةَ وَ عَذَّبُوهُمْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ لِأَجْلِ إِسْلَامِهِمْ وَ قَالُوا لَا یُنْجِیكُمْ مِنَّا إِلَّا أَنْ تَنَالُوا مُحَمَّداً وَ تَبَرَّءُوا مِنْ دِینِهِ فَأَمَّا عَمَّارٌ فَأَعْطَاهُمْ بِلِسَانِهِ كُلَّمَا أَرَادُوا مِنْهُ وَ أَمَّا أَبَوَاهُ فَامْتَنَعَا فَقُتِلَا ثُمَّ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَقَالَ فِی عَمَّارٍ جَمَاعَةٌ إِنَّهُ كَفَرَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَلَّا إِنَّ عَمَّاراً مُلِئَ إِیمَاناً مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ وَ اخْتَلَطَ الْإِیمَانُ بِلَحْمِهِ وَ دَمِهِ وَ جَاءَ عَمَّارٌ وَ هُوَ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا خَبَرُكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 412


1- 1. جامع الأخبار ص 110.

مَا تُرِكْتُ حَتَّی نِلْتُ مِنْكَ وَ ذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَیْرٍ فَصَارَ رَسُولُ اللَّهِ یَمْسَحُ عَیْنَیْهِ وَ یَقُولُ إِنْ عَادُوا لَكَ فَعُدْ لَهُمْ بِمَا قُلْتَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مُسَیْلَمَةَ الْكَذَّابَ أَخَذَ رَجُلَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا مَا تَقُولُ فِی مُحَمَّدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِیَّ قَالَ أَنْتَ أَیْضاً فَخَلَّاهُ وَ قَالَ لِلْآخَرِ مَا تَقُولُ فِی مُحَمَّدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِیَّ قَالَ أَنَا أَصَمُّ فَأَعَادَ عَلَیْهِ ثَلَاثاً فَأَعَادَ جَوَابَهُ الْأَوَّلَ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَدْ أَخَذَ بِرُخْصَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا الثَّانِی فَقَدْ صَدَعَ بِالْحَقِّ فَهَنِیئاً لَهُ (1).

«63»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ مَا لَقِیَ سَلْمَانُ مِنَ الْیَهُودِ حِینَ جَلَسَ إِلَیْهِمْ فَضَرَبُوهُ بِالسِّیَاطِ وَ كُلِّفُوهُ أَنْ یَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَفْعَلْ سَلْمَانُ وَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی الصَّبْرَ عَلَی أَذَاهُمْ فَقَالُوا أَ وَ لَیْسَ مُحَمَّدٌ قَدْ رَخَّصَ لَكَ أَنْ تَقُولَ مِنَ الْكُفْرِ بِهِ مَا تَعْتَقِدُ ضِدَّهُ لِلتَّقِیَّةِ مِنْ أَعْدَائِكَ فَمَا لَكَ لَا تَقُولُ مَا نَقْتَرِحُ عَلَیْكَ لِلتَّقِیَّةِ فَقَالَ سَلْمَانُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَخَّصَ لِی

فِی ذَلِكَ وَ لَمْ یَفْرِضْهُ عَلَیَّ بَلْ أَجَازَ لِی أَنْ لَا أُعْطِیَكُمْ مَا تُرِیدُونَ وَ أَحْتَمِلَ مَكَارِهَكُمْ وَ جَعَلَهُ أَفْضَلَ الْمَنْزِلَتَیْنِ وَ أَنَا لَا أَخْتَارُ غَیْرَهُ (2).

أقول: تمام الخبر فی باب أحوال سلمان من المجلد السادس (3).

«64»- كِتَابُ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ، قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ یَشْكُو فِیهِ مَنْ تَقَدَّمَهُ وَ اللَّهِ لَوْ نَادَیْتُ فِی عَسْكَرِی هَذَا بِالْحَقِّ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّنَا وَ أَظْهَرْتُهُ وَ دَعَوْتُ إِلَیْهِ وَ شَرَحْتُهُ وَ فَسَّرْتُهُ عَلَی مَا سَمِعْتُ مِنْ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَقِیَ فِیهِ إِلَّا أَقَلَّهُ وَ أَذَلَّهُ وَ أَرْذَلَهُ وَ لَاسْتَوْحَشُوا مِنْهُ وَ لَتَفَرَّقُوا عَنِّی- وَ لَوْ لَا مَا عَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ وَ سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَ تَقَدَّمَ إِلَیَّ فِیهِ لَفَعَلْتُ وَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ قَالَ كُلَّمَا اضْطُرَّ إِلَیْهِ الْعَبْدُ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ وَ أَبَاحَهُ إِیَّاهُ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ:

ص: 413


1- 1. أخرجه النوریّ فی المستدرك ج 2 ص 378.
2- 2. تفسیر الإمام ص 33 فی ط و ص 25 فی ط آخر.
3- 3. راجع ج 22 ص 372.

إِنَّ التَّقِیَّةَ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ.

«65»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ یَقُولُ قَالَ اللَّهُ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً(1).

«66»- سر، [السرائر] فِی كِتَابِ الْمَسَائِلِ عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَا دَاوُدُ لَوْ قُلْتُ إِنَّ تَارِكَ التَّقِیَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ لَكُنْتُ صَادِقاً(2).

«67»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَزْمَةٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ شِیعَتِی فِیهَا أَحْسَنَ حَالًا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً(3).

«68»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ مُؤْمِنٍ لَا تَقِیَّةَ لَهُ كَمَثَلِ جَسَدٍ لَا رَأْسَ لَهُ وَ مَثَلُ مُؤْمِنٍ لَا یَرْعَی حُقُوقَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ كَمَثَلِ مَنْ حَوَاسُّهُ كُلُّهَا صَحِیحَةٌ وَ هُوَ لَا یَتَأَمَّلُ بِعَقْلِهِ وَ لَا یَبْصُرُ بِعَیْنِهِ وَ لَا یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَ لَا یُعَبِّرُ بِلِسَانِهِ عَنْ حَاجَتِهِ وَ لَا یَدْفَعُ الْمَكَارِهَ بِالْإِدْلَاءِ بِحُجَجِهِ فَلَا یَبْطِشُ بِشَیْ ءٍ بِیَدَیْهِ وَ لَا یَنْهَضُ إِلَی شَیْ ءٍ بِرِجْلَیْهِ فَذَلِكَ قِطْعَةُ لَحْمٍ قَدْ فَاتَتْهُ الْمَنَافِعُ وَ صَارَ غَرَضاً لِلْمَكَارِهِ فَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ إِذَا جَهِلَ حُقُوقَ إِخْوَانِهِ فَاتَ ثَوَابُ حُقُوقِهِمْ فَكَانَ كَالْعَطْشَانِ بِحَضْرَةِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَلَمْ یَشْرَبْ حَتَّی طَفَا فَإِذَا هُوَ سَلِیبُ ذِی الْحَوَاسِّ لَمْ یَسْتَعْمِلْ شَیْئاً مِنْهَا لِدِفَاعِ مَكْرُوهٍ وَ لَا انْتِفَاعٍ بِمَحْبُوبٍ فَإِذَا هُوَ سَلِیبُ كُلِّ نِعْمَةٍ مُبْتَلًی بِكُلِّ آفَةٍ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِینَ یَصُونَ بِهَا نَفْسَهُ وَ إِخْوَانَهُ عَنِ الْفَاجِرِینَ وَ قَضَاءُ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ أَشْرَفُ أَعْمَالِ الْمُتَّقِینَ وَ یَسْتَجْلِبُ مَوَدَّةَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ شَوْقَ الْحُورِ الْعِینِ.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: إِنَّ التَّقِیَّةَ یُصْلِحُ اللَّهُ بِهَا أُمَّةً لِصَاحِبِهَا مِثْلُ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ وَ إِنْ تَرَكَهَا رُبَّمَا أَهْلَكَ أُمَّةً تَارِكُهَا شَرِیكُ مَنْ أَهْلَكَهُمْ وَ إِنَ

ص: 414


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 166.
2- 2. السرائر ص 478.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 68.

مَعْرِفَةَ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ تُحَبِّبُ إِلَی الرَّحْمَنِ وَ تُعَظِّمُ الزُّلْفَی لَدَی الْمَلِكِ الدَّیَّانِ وَ إِنَّ تَرْكَ قَضَاءِهَا لمقت [یَمْقُتُ] إِلَی الرَّحْمَنِ وَ تصغر [یُصَغِّرُ] الرُّتْبَةَ عِنْدَ الْكَرِیمِ الْمَنَّانِ.

وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: لَوْ لَا التَّقِیَّةُ مَا عُرِفَ وَلِیُّنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَ لَوْ لَا مَعْرِفَةُ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ- مَا عُرِفَ مِنَ السَّیِّئَاتِ شَیْ ءٌ إِلَّا عُوقِبَ عَلَی جَمِیعِهَا لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَیْدِیكُمْ وَ یَعْفُوا عَنْ كَثِیرٍ(1).

وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: یَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِینَ كُلَّ ذَنْبٍ وَ یُطَهِّرُ مِنْهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَا خَلَا ذَنْبَیْنِ تَرْكَ التَّقِیَّةِ وَ تَضْیِیعَ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَشْرَفُ أَخْلَاقِ الْأَئِمَّةِ وَ الْفَاضِلِینَ مِنْ شِیعَتِنَا التَّقِیَّةُ وَ أَخْذُ النَّفْسِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ.

وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام: اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ لِصِیَانَةِ الدِّینِ وَ الْإِخْوَانِ فَإِنْ كَانَ هُوَ یَحْمِی الْجَانِبَ (2) فَهُوَ مِنْ أَشْرَفِ خِصَالِ الْكَرَمِ وَ الْمَعْرِفَةُ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ وَ الصَّلَوَاتِ وَ الْحَجِّ وَ الْمُجَاهَدَاتِ.

وَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام: وَ قَدْ حَضَرَ فَقِیرٌ مُؤْمِنٌ یَسْأَلُهُ سَدَّ فَاقَتِهِ فَضَحِكَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةً فَإِنْ أَصَبْتَهَا أَعْطَیْتُكَ عَشَرَةَ أَضْعَافِ مَا طَلَبْتَ وَ إِنْ لَمْ تُصِبْهَا أَعْطَیْتُكَ مَا طَلَبْتَ وَ كَانَ قَدْ طَلَبَ مِنْهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ یَجْعَلُهَا فِی بِضَاعَةٍ یَتَعَیَّشُ بِهَا فَقَالَ الرَّجُلُ سَلْ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام لَوْ جُعِلَ إِلَیْكَ التَّمَنِّی لِنَفْسِكَ فِی الدُّنْیَا مَا ذَا كُنْتَ تَتَمَنَّی قَالَ كُنْتُ أَتَمَنَّی أَنْ أُرْزَقَ التَّقِیَّةَ فِی دِینِی وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِی قَالَ وَ مَا لَكَ لَمْ تَسْأَلِ الْوَلَایَةَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ ذَلِكَ قَدْ أُعْطِیتُهُ وَ هَذَا لَمْ أُعْطَهُ فَأَنَا أَشْكُرُ عَلَی مَا أُعْطِیتُ وَ أَسْأَلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ مَا مُنِعْتُ فَقَالَ أَحْسَنْتَ أَعْطُوهُ أَلْفَیْ دِرْهَمٍ وَ قَالَ اصْرِفْهَا فِی كَذَا یَعْنِی فِی الْعَفْصِ (3) فَإِنَّهُ مَتَاعٌ یَابِسٌ وَ سَیُقْبِلُ بَعْدَ مَا یُدْبِرُ فَانْتَظِرْ بِهِ سَنَةً وَ اخْتَلِفْ إِلَی دَارِنَا وَ خُذِ الْأُجَرَاءَ فِی كُلِّ یَوْمٍ فَفَعَلَ

ص: 415


1- 1. الشوری: 30.
2- 2. الخائف خ.
3- 3. العفص: حمل شجر البلوط و هو دواء قابض مجفف، و ربما اتخذوا منه الحبر و صبغوا به و هو مولد و لیس من كلام أهل البادیة.

فَمَا تَمَّتْ لَهُ سَنَةٌ إِذْ قَدْ زَادَ فِی ثَمَنِ الْعَفْصِ لِلْوَاحِدِ خَمْسَةَ عَشَرَ فَبَاعَ مَا كَانَ اشْتَرَی بِأَلْفَیْ دِرْهَمٍ بِثَلَاثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی علیهما السلام بَیْنَ یَدَیْهِ فَرَسٌ صَعْبٌ وَ هُنَاكَ رَاضَّةٌ لَا یَجْسُرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ یَرْكَبَهُ وَ إِنْ رَكِبَهُ لَمْ یَجْسُرْ أَنْ یُسَیِّرَهُ مَخَافَةَ أَنْ یَثِبَ بِهِ فَیَرْمِیَهُ وَ یَدُوسَهُ بِحَافِرِهِ وَ كَانَ هُنَاكَ صَبِیٌّ ابْنُ سَبْعِ سِنِینَ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَرْكَبَهُ وَ أُسَیِّرَهُ وَ أُذَلِّلَهُ قَالَ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ لِمَا ذَا قَالَ لِأَنِّی اسْتَوْثَقْتُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ أَرْكَبَهُ بِأَنْ صَلَّیْتُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ جَدَّدْتُ الْوَلَایَةَ لَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ ارْكَبْهُ فَرَكِبَهُ فَقَالَ سَیِّرْهُ فَسَیَّرَهُ وَ مَا زَالَ یُسَیِّرُهُ وَ یُعْدِیهِ حَتَّی أَتْعَبَهُ وَ كَدَّهُ فَنَادَی الْفَرَسُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ آلَمَنِی مُنْذُ الْیَوْمِ فَأَعْفِنِی مِنْهُ وَ إِلَّا فَصَبِّرْنِی تَحْتَهُ قَالَ الصَّبِیُّ سَلْ مَا هُوَ خَیْرٌ لَكَ أَنْ یُصَبِّرَكَ تَحْتَ مُؤْمِنٍ قَالَ الرِّضَا علیه السلام صَدَقَ اللَّهُمَّ صَبِّرْهُ فَلَانَ الْفَرَسُ وَ سَارَ فَلَمَّا نَزَلَ الصَّبِیُّ قَالَ سَلْ مِنْ دَوَابِّ دَارِی وَ عَبِیدِهَا وَ جَوَارِیهَا وَ مِنْ أَمْوَالِ خَزَائِنِی مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُؤْمِنٌ قَدْ شَهَرَكَ اللَّهُ بِالْإِیمَانِ فِی الدُّنْیَا قَالَ الصَّبِیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَسْأَلُ مَا أَقْتَرِحُ قَالَ یَا فَتَی اقْتَرِحْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُوَفِّقُكَ لِاقْتِرَاحِ الصَّوَابِ فَقَالَ سَلْ لِی رَبَّكَ التَّقِیَّةَ الْحَسَنَةَ وَ الْمَعْرِفَةَ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ وَ الْعَمَلَ بِمَا أَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام قَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ ذَلِكَ لَقَدْ سَأَلْتَ أَفْضَلَ شِعَارِ الصَّالِحِینَ وَ دِثَارِهِمْ وَ قِیلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ فُلَاناً نَقَبَ فِی جِوَارِهِ عَلَی قَوْمٍ فَأَخَذُوهُ بِالتُّهَمَةِ وَ ضَرَبُوهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام ذَلِكَ أَسْهَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ سَوْطٍ مِنَ النَّارِ نُبِّهَ عَلَی التَّوْبَةِ حَتَّی یُكَفِّرَ ذَلِكَ قِیلَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ فِی غَدَاةِ یَوْمِهِ الَّذِی أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ ضَیَّعَ حَقَّ أَخٍ مُؤْمِنٍ وَ جَهَرَ بِشَتْمِ أَبِی الْفَصِیلِ وَ أَبِی الدَّوَاهِی وَ أَبِی الشُّرُورِ وَ أَبِی الْمَلَاهِی وَ تَرَكَ التَّقِیَّةَ وَ لَمْ یَسْتُرْ عَلَی إِخْوَانِهِ وَ مُخَالِفِیهِ فَاتَّهَمَهُمْ عِنْدَ الْمُخَالِفِینَ وَ عَرَضَهُمْ لِلَعْنِهِمْ وَ سَبِّهِمْ وَ مَكْرُوهِهِمْ وَ تَعَرَّضَ هُوَ أَیْضاً فَهَمَّ الَّذِینَ بَهَتُوا عَلَیْهِ الْبَلِیَّةَ وَ قَذَفُوهُ بِهَذِهِ التُّهَمَةِ فَوَجِّهُوا إِلَیْهِ وَ عَرِّفُوهُ ذَنْبَهُ لِیَتُوبَ وَ یَتَلَافَی مَا فَرَطَ مِنْهُ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَلْیُوَطِّنْ

ص: 416

نَفْسَهُ عَلَی ضَرْبِ خَمْسِمِائَةِ سَوْطٍ أَوْ حَبْسٍ فِی مُطْبِقٍ (1)

لَا یَفْرُقُ بَیْنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَوُجِّهَ إِلَیْهِ وَ تَابَ وَ قَضَی حَقَّ الْأَخِ الَّذِی كَانَ قَصَّرَ فِیهِ فَمَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّی عُثِرَ بِاللِّصِّ وَ أُخِذَ مِنْهُ الْمَالُ وَ خُلِّیَ عَنْهُ وَ جَاءَهُ الْوُشَاةُ یَعْتَذِرُونَ إِلَیْهِ.

وَ قِیلَ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام: مَنْ أَكْمَلُ النَّاسِ فِی خِصَالِ الْخَیْرِ قَالَ أَعْمَلُهُمْ بِالتَّقِیَّةِ وَ أَقْضَاهُمْ لِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ (2).

«69»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِی بُهْلُولٍ بْنِ حَسَّانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْوَصِینِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَبْسِیِّ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِی أُمَیَّةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ- لَا یَسْتَطِیعُ الْمُؤْمِنُ أَنْ یُغَیِّرَ فِیهَا بِیَدٍ وَ لَا لِسَانٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ فِیهِمْ یَوْمَئِذٍ مُؤْمِنُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَیَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ إِیمَانِهِمْ شَیْئاً قَالَ لَا إِلَّا كَمَا یَنْقُصُ الْقَطْرُ مِنَ الصَّفَا إِنَّهُمْ یَكْرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِمْ (3).

«70»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَعْنَاقِنَا الْخَبَرَ(4).

«71»- ل، [الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ نَبِیِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ وَلِیِّهِ فَالسُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ كِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (5) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِیِّهِ

ص: 417


1- 1. المطبق: السجن تحت الأرض.
2- 2. تفسیر الإمام ص 127، و فی ط ص 149.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 88.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 236.
5- 5. الجن: 26.

فَمُدَارَاةُ النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِمُدَارَاةِ النَّاسِ قَالَ خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (1) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِیِّهِ فَالصَّبْرُ عَلَی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ.

مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُبَارَكٍ مَوْلَی الرِّضَا علیه السلام عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (2).

«72»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْیُونَانِیِّ الَّذِی أَرَاهُ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ وَ آمُرُكَ أَنْ تَصُونَ دِینَكَ وَ عِلْمَنَا الَّذِی أَوْدَعْنَاكَ وَ أَسْرَارَنَا الَّذِی حَمَلْنَاكَ فَلَا تُبْدِ عُلُومَنَا لِمَنْ یُقَابِلُهَا بِالْعِنَادِ وَ یُقَابِلُكَ مِنْ أَجْلِهَا بِالشَّتْمِ وَ اللَّعْنِ وَ التَّنَاوُلِ مِنَ الْعِرْضِ وَ الْبَدَنِ وَ لَا تُفْشِ سِرَّنَا إِلَی مَنْ یُشَنِّعُ عَلَیْنَا عِنْدَ الْجَاهِلِینَ بِأَحْوَالِنَا وَ یَعْرِضُ أَوْلِیَاءَنَا لِبَوَادِرِ الْجُهَّالِ وَ آمُرُكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ التَّقِیَّةَ فِی دِینِكَ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً(3) وَ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فِی تَفْضِیلِ أَعْدَائِنَا إِنْ أَلْجَأَكَ الْخَوْفُ إِلَیْهِ وَ فِی إِظْهَارِ الْبَرَاءَةِ مِنَّا إِنْ حَمَلَكَ الْوَجَلُ عَلَیْهِ وَ فِی تَرْكِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ إِذَا خَشِیتَ عَلَی حُشَاشَتِكَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ فَإِنَّ تَفْضِیلَكَ أَعْدَاءَنَا عَلَیْنَا عِنْدَ خَوْفِكَ لَا یَنْفَعُهُمْ وَ لَا یَضُرُّنَا وَ إِنَّ إِظْهَارَكَ براءتنا [بَرَاءَتَكَ] مِنَّا عِنْدَ تَقِیَّتِكَ- لَا تَقْدَحُ فِینَا وَ لَا تَنْقُصُنَا وَ إِنْ أَنْتَ تَبْرَأُ مِنَّا بِلِسَانِكَ وَ أَنْتَ مُوَالٍ لَنَا بِجَنَانِكَ لِتُبْقِیَ عَلَی نَفْسِكَ رُوحَهَا الَّتِی بِهَا قِوَامُهَا

ص: 418


1- 1. الأعراف: 199.
2- 2. الخصال ج 1 ص 41، عیون الأخبار ج 1 ص 256، و الآیة الأخیرة فی البقرة: 177.
3- 3. معانی الأخبار ص 184.

وَ مَالَهَا الَّذِی بِهِ قِیَامُهَا وَ جَاهَهَا الَّذِی بِهِ تَمَاسُكُهَا وَ تَصُونَ مَنْ عُرِفَ بِذَلِكَ وَ عَرَفْتَ بِهِ مِنْ أَوْلِیَائِنَا وَ إِخْوَانِنَا وَ أَخَوَاتِنَا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ بشِهُوُرٍ أَوْ سِنِینَ إِلَی أَنْ تَتَفَرَّجَ تِلْكَ الْكُرْبَةُ وَ تَزُولَ بِهِ تِلْكَ النَّقِمَةُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْهَلَاكِ- وَ تَنْقَطِعَ بِهِ عَنِ الْعَمَلِ فِی الدِّینِ وَ صَلَاحِ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِیَّاكَ ثُمَّ إِیَّاكَ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْهَلَاكِ أَوْ أَنْ تَتْرُكَ التَّقِیَّةَ الَّتِی أَمَرْتُكَ بِهَا فَإِنَّكَ شَائِطٌ بِدَمِكَ وَ دِمَاءِ إِخْوَانِكَ مُعَرِّضٌ لِنِعَمِكَ وَ نِعَمِهِمْ لِلزَّوَالِ مُذِلٌّ لَهُمْ فِی أَیْدِی أَعْدَاءِ دِینِ اللَّهِ وَ قَدْ أَمَرَكَ اللَّهُ بِإِعْزَازِهِمْ فَإِنَّكَ إِنْ خَالَفْتَ وَصِیَّتِی كَانَ ضَرَرُكَ عَلَی نَفْسِكَ وَ إِخْوَانِكَ أَشَدَّ مِنْ ضَرَرِ النَّاصِبِ لَنَا الْكَافِرِ بِنَا(1).

«73»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَوْماً مِنْ قُرَیْشٍ قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ فَنُفُوا مِنْ قُرَیْشٍ وَ ایْمُ اللَّهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ وَ إِنَّ قَوْماً مِنْ غَیْرِهِمْ حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ فَأُلْحِقُوا بِالْبَیْتِ الرَّفِیعِ قَالَ ثُمَّ قَالَ مَنْ كَفَّ یَدَهُ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّمَا یَكُفُّ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ یَكُفُّونَ عَنْهُمْ أَیَادِیَ كَثِیرَةً(2).

«74»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ قَابِیلَ أَتَی هِبَةَ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ أَبِی قَدْ أَعْطَاكَ الْعِلْمَ الَّذِی كَانَ عِنْدَهُ وَ أَنَا كُنْتُ أَكْبَرَ مِنْكَ وَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ وَ لَكِنْ قَتَلْتُ ابْنَهُ فَغَضِبَ عَلَیَّ فَآثَرَكَ بِذَلِكَ الْعِلْمِ عَلَیَّ وَ إِنَّكَ وَ اللَّهِ إِنْ ذَكَرْتَ شَیْئاً مِمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِی وَرَّثَكَ أَبُوكَ لِتَتَكَبَّرَ بِهِ عَلَیَّ وَ تَفْتَخِرَ عَلَیَّ لَأَقْتُلَنَّكَ كَمَا قَتَلْتُ أَخَاكَ فَاسْتَخْفَی هِبَةُ اللَّهِ بِمَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ لِیَنْقَضِیَ دَوْلَةُ قَابِیلَ وَ لِذَلِكَ یَسَعُنَا فِی قَوْمِنَا التَّقِیَّةُ لِأَنَّ لَنَا فِی ابْنِ آدَمَ أُسْوَةً.

«75»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أُوصِیكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَكْتَافِكُمْ فَتَذِلُّوا

ص: 419


1- 1. ....
2- 2. ....

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ اشْهَدُوا لَهُمْ وَ عَلَیْهِمْ وَ صَلُّوا مَعَهُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ عَلَی قَوْمٍ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ یَأْتَمُّونَ بِقَوْمٍ فَیَأْمُرُونَهُمْ وَ یَنْهَوْنَهُمْ فَلَا یَقْبَلُونَ مِنْهُمْ وَ یُذِیعُونَ حَدِیثَهُمْ عِنْدَ عَدُوِّهِمْ فَیَأْتِی عَدُوُّهُمْ إِلَیْنَا فَیَقُولُونَ لَنَا إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ وَ یَرْوُونَ عَنْكُمْ كَذَا وَ كَذَا فَنَحْنُ نَقُولُ إِنَّا بِرَاءٌ مِمَّنْ یَقُولُ هَذَا فَیَقَعُ عَلَیْهِمُ الْبَرَاءَةُ(1).

«76»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَتَلَا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا یَكْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا یَعْتَدُونَ (2) فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا ضَرَبُوهُمْ بِأَیْدِیهِمْ وَ لَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْیَافِهِمْ وَ لَكِنْ سَمِعُوا أَحَادِیثَهُمْ فَأَذَاعُوهَا عَلَیْهِمْ فَأُخِذُوا وَ قُتِلُوا فَصَارَ اعْتِدَاءً وَ مَعْصِیَةً.

«77»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (3) قَالَ أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِیَّةِ.

قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الْغَارَاتِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ سَیُعْرَضُ عَلَیْكُمْ سَبِّی وَ سَتُذْبَحُونَ عَلَیْهِ فَإِنْ عُرِضَ عَلَیْكُمْ سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ عُرِضَ عَلَیْكُمُ الْبَرَاءَةُ مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ- صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَقُلْ فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی.

وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَتُذْبَحُنَّ عَلَی سَبِّی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ فَإِنْ أَمَرُوكُمْ بَسَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ أَمَرُوكُمْ أَنْ تَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی

ص: 420


1- 1. المحاسن ص 18.
2- 2. البقرة: 61.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 274.

عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ لَمْ یَنْهَهُمْ عَنْ إِظْهَارِ الْبَرَاءَةِ(1).

«78»- نهج، [نهج البلاغة] مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ: أَمَا إِنَّهُ سَیَظْهَرُ عَلَیْكُمْ بَعْدِی رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ یَأْكُلُ مَا یَجِدُ وَ یَطْلُبُ مَا لَا یَجِدُ فَاقْتُلُوهُ وَ لَنْ تَقْتُلُوهُ أَلَا وَ إِنَّهُ سَیَأْمُرُكُمْ بِسَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِی فَإِنَّهُ لِی زَكَاةٌ وَ لَكُمْ نَجَاةٌ وَ أَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی وُلِدْتُ عَلَی الْفِطْرَةِ وَ سَبَقْتُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ الْهِجْرَةِ(2).

«79»- الْهِدَایَةُ،: التَّقِیَّةُ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَیْنَا فِی دَوْلَةِ الظَّالِمِینَ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ خَالَفَ دِینَ الْإِمَامِیَّةِ وَ فَارَقَهُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَوْ قُلْتُ إِنَّ تَارِكَ التَّقِیَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ لَكُنْتُ صَادِقاً وَ التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی یَبْلُغَ الدَّمَ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِیَّةَ وَ قَدْ أَطْلَقَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ إِظْهَارَ مُوَالاةِ الْكَافِرِینَ فِی حَالِ التَّقِیَّةِ فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (3) قَالَ أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِیَّةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: خَالِطُوا النَّاسَ بِالْبَرَّانِیَّةِ وَ خَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِیَّةِ مَا دَامَتِ الْإِمْرَةُ صِبْیَانِیَّةً.

وَ قَالَ علیه السلام: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً حَبَّبَنَا إِلَی النَّاسِ وَ لَمْ یُبَغِّضْنَا إِلَیْهِمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ صَلَّی مَعَهُمْ فِی الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَكَأَنَّمَا صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الصَّفِّ الْأَوَّلِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الرِّیَاءُ مَعَ الْمُنَافِقِ فِی دَارِهِ عِبَادَةٌ وَ مَعَ الْمُؤْمِنِ شِرْكٌ وَ التَّقِیَّةُ وَاجِبَةٌ لَا یَجُوزُ تَرْكُهَا إِلَی أَنْ یَخْرُجَ الْقَائِمُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ دَخَلَ فِی نَهْیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَهْیِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

«80»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مُعَلَّی اكْتُمْ أَمْرَنَا وَ لَا تُذِعْهُ فَإِنَّ مَنْ كَتَمَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یُذِعْهُ

ص: 421


1- 1. شرح النهج ج 1 ص 357.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 114 ط عبده و قد مر ذلك مستوفی ج 39 ص 311- 330.
3- 3. الحجرات: 13.

أَعَزَّهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا- وَ جَعَلَهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ فِی الْآخِرَةِ یَقُودُهُ إِلَی الْجَنَّةِ یَا مُعَلَّی مَنْ أَذَاعَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یَكْتُمْهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ نَزَعَ النُّورَ مِنْ بَیْنِ عَیْنَیْهِ فِی الْآخِرَةِ وَ جَعَلَهُ ظُلْمَةً تَقُودُهُ إِلَی النَّارِ یَا مُعَلَّی إِنَّ التَّقِیَّةَ دِینِی وَ دِینُ آبَائِی وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی السِّرِّ كَمَا یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی الْعَلَانِیَةِ یَا مُعَلَّی إِنَّ الْمُذِیعَ لِأَمْرِنَا كَالْجَاحِدِ لَهُ.

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لَنَا مَنْ یُخْبِرُنَا بِمَا یَكُونُ كَمَا كَانَ عَلِیٌّ یُخْبِرُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ علیه السلام بَلَی وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ هَاتِ حَدِیثاً وَاحِداً حَدَّثْتُكَ فَكَتَمْتَهُ فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَوَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ حَدِیثاً وَاحِداً كَتَمْتُهُ.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: جُعِلَتِ التَّقِیَّةُ لِیُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِیَّةَ.

وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ حَدِیثٍ كَثِیرٍ فَقَالَ هَلْ كَتَمْتَ عَلَیَّ شَیْئاً قَطُّ فَبَقِیتُ أَذْكُرُ فَلَمَّا رَأَی مَا بِی قَالَ أَمَّا مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَصْحَابَكَ فَلَا بَأْسَ بِهِ إِنَّمَا الْإِذَاعَةُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَیْرَ أَصْحَابِكَ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَظْمُ الْغَیْظِ عَنِ الْعَدُوِّ فِی دَوْلَاتِهِمْ تَقِیَّةٌ وَ حِرْزٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ تَحَرُّزٌ مِنَ التَّعْرِیضِ لِلْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا(1).

«81»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا قَالَ بِمَا صَبَرُوا عَلَی التَّقِیَّةِ- وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ قَالَ الْحَسَنَةُ التَّقِیَّةُ وَ السَّیِّئَةُ الْإِذَاعَةُ(2).

بیان: أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ الآیة فی سورة القصص هكذا الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ یُؤْمِنُونَ (3) قال الطبرسی رحمه اللّٰه مِنْ قَبْلِهِ أی من قبل محمد هُمْ بِهِ أی بمحمد یُؤْمِنُونَ لأنه وجدوا صفته فی التوراة و قیل من قبله أی من قبل القرآن هم بالقرآن یصدقون و المراد بالكتاب التوراة

ص: 422


1- 1. مشكاة الأنوار ص 40.
2- 2. الكافی ج 2 ص 217.
3- 3. راجع القصص: 52- 54.

و الإنجیل وَ إِذا یُتْلی أی القرآن عَلَیْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِینَ ثم أثنی اللّٰه سبحانه علیهم فقال أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا قال رحمه اللّٰه مرة بتمسكهم بدینهم حتی أدركوا محمدا صلی اللّٰه علیه و آله فآمنوا به و مرة بإیمانهم به و قیل بما صبروا علی الكتاب الأول و علی الكتاب الثانی و إیمانهم بما فیهما و قیل بما صبروا علی دینهم و علی أذی الكفار لهم و تحمل المشاق وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أی یدفعون بالحسن من الكلام القبیح من الكلام الذی یسمعونه من الكفار و قیل یدفعون بالمعروف المنكر و قیل یدفعون بالحلم جهل الجاهل و قیل یدفعون بالمداراة مع الناس أذاهم عن أنفسهم و روی مثل ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

و أقول علی ما فی الخبر كأنها منزلة علی جماعة من مؤمنی أهل الكتاب آمنوا بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله باطنا و أخفوا إیمانهم عن قومهم تقیة فآتاهم أجرهم مرتین مرة لإیمانهم و مرة للعمل بالتقیة و المراد بالإذاعة الإشاعة و إفشاء ما أمروا علیهم السلام بكتمانه عند خوف الضرر علیهم.

«82»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عُمَرَ الْأَعْجَمِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا عُمَرَ إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الدِّینِ فِی التَّقِیَّةِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَّا فِی النَّبِیذِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ (1).

تبیان إن تسعة أعشار الدین فی التقیة كان المعنی أن ثواب التقیة فی زماننا تسعة أضعاف سائر الأعمال و بعبارة أخری إیمان العاملین بالتقیة عشرة أمثال من لم یعمل بها و قیل لقلة الحق و أهله و كثرة الباطل و أهله حتی أن الحق عشر و الباطل تسعة أعشار و لا بد لأهل الحق من المماشاة مع أهل الباطل فیها حال ظهور دولتهم لیسلموا من بطشهم و لا یخفی ما فیه و لا دین أی كاملا إلا فی النبیذ.

أقول: سیأتی فی كتاب الطهارة فی حدیث زرارة ثلاثة لا أتقی فیهن أحدا

ص: 423


1- 1. الكافی ج 2 ص 217.

شرب المسكر و مسح الخفین و متعة الحج (1) و هذا مخالف للمشهور من كون التقیة فی كل شی ء إلا فی الدماء و اختلف فی توجیهه علی وجوه الأول ما ذكره زرارة فی تتمة الخبر السابق حیث قال و لم یقل الواجب علیكم أن لا تتقوا فیهن أحدا أی عدم التقیة فیهن مختص بهم علیهم السلام إما لأنهم یعلمون أنه لا یلحقهم الضرر بذلك و أن اللّٰه یحفظهم أو لأنها كانت مشهورة من مذهبهم علیهم السلام فكان لا ینفعهم التقیة الثانی ما ذكره الشیخ قدس سره فی التهذیب و هو أنه لا تقیة فیها لأجل مشقة یسیرة لا تبلغ إلی الخوف علی النفس أو المال و إن بلغت أحدهما جازت الثالث أنه لا تقیة فیها لظهور الخلاف فیها بین المخالفین فلا حاجة إلی التقیة الرابع لعدم الحاجة إلی التقیة فیها لجهات أخری أما فی النبیذ فلإمكان التعلل فی ترك شربه بغیر الحرمة كالتضرر به و نحو ذلك و أما فی المسح فلأن الغسل أولی منه و هم لا یقولون بتعین المسح علی الخفین و أما فی متعة الحج فلأنهم یأتون بالطواف و السعی للقدوم استحبابا فلا یكون الاختلاف إلا فی النیة و هی أمر قلبی لا یطلع علیه أحد و التقصیر و إخفاؤه فی غایة السهولة قال فی الذكری یمكن أن یقال هذه الثلاث لا تقیة فیها من العامة غالبا لأنهم لا ینكرون متعة الحج و أكثرهم یحرم المسكر و من خلع خفه و غسل رجلیه فلا إنكار علیه و الغسل أولی منه عند انحصار الحال فیهما و علی هذا تكون نسبته إلی غیره كنسبته إلی نفسه فی أنه تنتفی التقیة فیه و إذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقیة انتهی.

و أقول علی ما ذكرنا فی الوجه الرابع یظهر علة عدم ذكر متعة الحج فی هذا الخبر لعدم الحاجة إلی التقیة فیه أصلا غالبا و أما عدم التعرض لنفی التقیة فی القتل فلظهوره أو لكون المراد التقیة من المخالفین و لا اختصاص لتقیة القتل بهم.

ص: 424


1- 1. الكافی ج 3 ص 32.

«83»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قُلْتُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَیْئاً وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِیماً(1).

تبیین: من دین اللّٰه أی من دین اللّٰه الذی أمر عباده بالتمسك به فی كل ملة لأن أكثر الخلق فی كل عصر لما كانوا من أهل البدع شرع اللّٰه التقیة فی الأقوال و الأفعال و السكوت عن الحق لخلص عباده عند الخوف حفظا لنفوسهم و دمائهم و أعراضهم و أموالهم و إبقاء لدینه الحق و لو لا التقیة بطل دینه بالكلیة و انقرض أهله لاستیلاء أهل الجور و التقیة إنما هی فی الأعمال لا العقائد لأنها من الأسرار التی لا یعلمها إلا علام الغیوب.

و استشهد علیه السلام لجواز التقیة بالآیة الكریمة حیث قال و لقد قال یوسف نسب القوم إلی یوسف باعتبار أنه أمر به و الفعل ینسب إلی الآمر كما ینسب إلی الفاعل و العیر بالكسر القافلة مؤنثة و هذا القول مع أنهم لم یسرقوا السقایة لیس بكذب لأنه كان لمصلحة و هی حبس أخیه عنده بأمر اللّٰه تعالی مع عدم علم القوم بأنه علیه السلام أخوهم مع ما فیه من التوریة المجوزة عند المصلحة التی خرج بها عن الكذب باعتبار أن صورتهم و حالتهم شبیهة بحال السراق بعد ظهور السقایة عندهم أو بإرادة أنهم سرقوا یوسف من أبیه كما ورد فی الخبر.

و كذا قول إبراهیم علیه السلام إِنِّی سَقِیمٌ و لم یكن سقیما لمصلحة فإنه أراد التخلف عن القوم لكسر الأصنام فتعلل بذلك و أراد أنه سقیم القلب بما یری من القوم من عبادة الأصنام أو لما علم من شهادة الحسین علیه السلام كما مر أو أراد أنه فی معرض السقم و البلایا و كان الاستشهاد بالآیتین علی التنظیر لرفع الاستبعاد

ص: 425


1- 1. الكافی ج 2 ص 217.

عن جواز التقیة بأنه إذا جاز ما ظاهره الكذب لبعض المصالح التی لم تصل إلی حد الضرورة فجواز إظهار خلاف الواقع قولا و فعلا عند خوف الضرر العظیم أولی أو المراد بالتقیة ما یشمل تلك الأمور أیضا.

«84»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: لَا وَ اللَّهِ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ التَّقِیَّةِ یَا حَبِیبُ إِنَّهُ مَنْ كَانَتْ لَهُ تَقِیَّةٌ رَفَعَهُ اللَّهُ یَا حَبِیبُ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ تَقِیَّةٌ وَضَعَهُ اللَّهُ یَا حَبِیبُ إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا هُمْ فِی هُدْنَةٍ فَلَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ هَذَا(1).

بیان: فی النهایة الهدنة السكون و الصلح و الموادعة بین المسلمین و الكفار و بین كل متحاربین انتهی و المراد بالناس إما المخالفون أی هم فی دعة و استراحة لأنا لم نؤمر بعد لمحاربتهم و منازعتهم و إنما أمرنا بالتقیة منهم و مسالمتهم أو الشیعة أی أمروا بالموادعة و المداراة مع المخالفین أو الأعم منهما و لعله أظهر فلو قد كان ذلك أی ظهور القائم علیه السلام و الأمر بالجهاد معهم و

معارضتهم كان هذا أی ترك التقیة الذی هو محبوبكم و مطلوبكم و قیل یعنی أن مخالفینا الیوم فی هدنة و صلح و مسالمة معنا لا یریدون قتالنا و الحرب معنا و لهذا نعمل معهم بالتقیة فلو قد كان ذلك یعنی لو كان فی زمن أمیر المؤمنین و الحسن بن علی صلوات اللّٰه علیهما أیضا الهدنة لكانت التقیة فإن التقیة واجبة ما أمكنت فإذا لم تمكن جاز تركها لمكان الضرورة انتهی و ما ذكرنا أظهر.

«85»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ الْمَكْفُوفِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا عَلَی دِینِكُمْ وَ احْجُبُوهُ بِالتَّقِیَّةِ فَإِنَّهُ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِی النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَوْ أَنَّ الطَّیْرَ یَعْلَمُ مَا فِی أَجْوَافِ النَّحْلِ مَا بَقِیَ مِنْهَا شَیْ ءٌ

ص: 426


1- 1. الكافی ج 2 ص 217.

إِلَّا أَكَلَتْهُ وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِی أَجْوَافِكُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَنَحَلُوكُمْ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلَی وَلَایَتِنَا(1).

تبیان اتقوا علی دینكم أی احذروا المخالفین بكتمان دینكم إشفاقا و إبقاء علیه لئلا یسلبوه منكم أو احذروهم كائنین علی دینكم إشعارا بأن التقیة لا ینافی كونكم علی الدین أو اتقوهم ما لم یصر سببا لذهاب دینكم و یحتمل أن تكون علی بمعنی فی و الأول أظهر إنما أنتم فی الناس كالنحل.

أقول: كأنه لذلك لقب أمیر المؤمنین علیه السلام بأمیر النحل و یعسوب المؤمنین و تشبیه الشیعة بالنحل لوجوه الأول أن العسل الذی فی أجوافها ألذ الأشیاء المدركة بالحس و الذی فی قلوب الشیعة من دین الحق و الولایة ألذ المشتهیات العقلانیة الثانی أن العسل شفاء من الأمراض الجسمانیة لقوله تعالی فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (2) و ما فی جوف الشیعة شفاء من جمیع الأدواء الروحانیة الثالث ضعف النحل بالنسبة إلی الطیور و ضعف الشیعة فی زمان التقیة بالنسبة إلی المخالفین الرابع شدة إطاعة النحل لرئیسهم كشدة انقیاد الشیعة لیعسوبهم صلوات اللّٰه علیه الخامس ما ذكر فی الخبر من أنهم بین بنی آدم كالنحل بین سائر الطیور فی أنها إذا علمت ما فی أجوافها لأكلتها رغبة فیما فی أجوافها للذتها كما أن المخالفین لو علموا ما فی قلوب الشیعة من دین الحق لقتلوهم عنادا و قیل لأن الطیر لو كان بینها حسد كبنی آدم و علمت أن فی أجوافها العسل و هو سبب عزتها عند بنی آدم لقتلها حسدا كما أن المخالفین لو علموا أن فی أجواف الشیعة ما یكون سببا لعزتهم عند اللّٰه لأفنوهم باللسان فكیف بالید و السنان حسدا و ما ذكرنا أظهر و أقل تكلفا.

و فی القاموس نحله القول كمنعه نسبه إلیه و فلانا سابه و جسمه كمنع و علم و نصر و كرم نحولا ذهب من مرض أو سفر و أنحله الهم و فی بعض النسخ

ص: 427


1- 1. الكافی ج 2 ص 218.
2- 2. راجع النحل: 69.

بالجیم فی القاموس نجل فلانا ضربه بمقدم رجله و تناجلوا تنازعوا.

«86»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ قَالَ الْحَسَنَةُ التَّقِیَّةُ وَ السَّیِّئَةُ الْإِذَاعَةُ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ(1) قَالَ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ التَّقِیَّةُ- فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ (2).

بیان: كأن الجمع بین أجزاء الآیات المختلفة من قبیل النقل بالمعنی و إرجاع بعضها إلی بعض فإن فی سورة حم السجدة هكذا وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ و فی سورة المؤمنون هكذا ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَصِفُونَ فإلحاق السیئة فی الآیة الأولی لتوضیح المعنی أو لبیان أن دفع السیئة فی الآیة الأخری أیضا بمعنی التقیة مع أنه یحتمل أن یكون فی مصحفهم علیهم السلام كذلك قال الطبرسی رحمه اللّٰه ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ أی السیئة أی ادفع بحقك باطلهم و بحلمك جهلهم و بعفوك إساءتهم فإذا فعلت ذلك صار عدوك الذی یعادیك فی الدین بصورة ولیك القریب فكأنه ولیك فی الدین و حمیمك فی النسب.

«87»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْكِنَانِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا عَمْرٍو أَ رَأَیْتَكَ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِحَدِیثٍ أَوْ أَفْتَیْتُكَ بِفُتْیَا ثُمَّ جِئْتَنِی بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلْتَنِی عَنْهُ فَأَخْبَرْتُكَ بِخِلَافِ مَا كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ أَوْ أَفْتَیْتُكَ بِخِلَافِ ذَلِكَ بِأَیِّهِمَا كُنْتَ تَأْخُذُ قُلْتُ بِأَحْدَثِهِمَا وَ أَدَعُ الْآخَرَ فَقَالَ قَدْ أَصَبْتَ یَا أَبَا عَمْرٍو أَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُعْبَدَ سِرّاً أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ إِنَّهُ خَیْرٌ لِی وَ لَكُمْ وَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا وَ لَكُمْ فِی دِینِهِ إِلَّا التَّقِیَّةَ(3).

ص: 428


1- 1. فصّلت: 34، المؤمنون: 96.
2- 2. الكافی ج 2 ص 218.
3- 3. الكافی ج 2 ص 218.

بیان: قال الوالد قدس سره أبو عمرو هو عبد اللّٰه بن سعید الثقة و فی المصباح الفتوی بالواو فتفتح الفاء و بالیاء فتضم و هو اسم من أفتی العالم إذا بین الحكم و استفتیته سألته أن یفتی و الجمع الفتاوی بكسر الواو علی الأصل و قیل یجوز الفتح للتخفیف انتهی و قوله بأحدثهما إما علی سبیل الاستفتاء و السؤال أو كان عالما بهذا الحكم قبل ذلك من جهتهم علیهم السلام و إلا فكیف یجوز علیه السلام فتواه من جهة الظن مع تیسر العلم و لما كان الاختلاف للتقیة قال علیه السلام أبی اللّٰه إلا أن یعبد سرا أی فی دولة الباطل و العبادة فی السر هی

الاعتقاد بالحق قلبا أو العمل بالحكم الأصلی سرا و إظهار خلاف كل منهما علانیة و هذا و إن كان عبادة أیضا و ثوابه أكثر لكن الأول هو الأصل فلذا عبر هكذا.

«88»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا بَلَغَتْ تَقِیَّةُ أَحَدٍ تَقِیَّةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ إِنْ كَانُوا لَیَشْهَدُونَ الْأَعْیَادَ وَ یَشُدُّونَ الزَّنَانِیرَ فَأَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ (1).

بیان: ما بلغت أی فی الأمم السابقة أو فی هذه الأمة أیضا لأن أعظم التقیة فی هذه الأمة مع أهل الإسلام المشاركین لهم فی كثیر من الأحكام و لا تبلغ التقیة منهم إلی حد إظهار الشرك و الزنانیر جمع الزنار وزان التفاح و هو ما علی وسط النصاری و المجوس و تزنروا شدوا الزنار علی وسطهم.

«89»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ اللَّحَّامِ قَالَ: اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی طَرِیقٍ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ بِوَجْهِی وَ مَضَیْتُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی لَأَلْقَاكَ فَأَصْرِفُ وَجْهِی كَرَاهَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْكَ فَقَالَ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ لَكِنْ رَجُلٌ لَقِیَنِی أَمْسِ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ وَ لَا أَجْمَلَ (2).

بیان: فی القاموس شق علیه الأمر شقا و مشقة صعب و علیه أوقعه فی المشقة ما أحسن ما نافیة أی لم یفعل الحسن حیث ترك التقیة و سلم علی علی وجه

ص: 429


1- 1. الكافی ج 2 ص 218.
2- 2. الكافی ج 2 ص 218.

المعرفة و الإكرام بمحضر المخالفین و لا أجمل أی و لا فعل الجمیل و قیل أی ما أجمل حیث قدم الظرف علی السلام و هو یدل علی الحصر و عبر بالكنیة و كل منهما یدل علی التعظیم.

«90»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَرْوُونَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ مَا أَكْثَرَ مَا یَكْذِبُ النَّاسُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا قَالَ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی وَ إِنِّی لَعَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ لَمْ یَقُلْ وَ لَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ أَ رَأَیْتَ إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ مَا لَهُ إِلَّا مَا مَضَی عَلَیْهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ حَیْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهَا یَا عَمَّارُ إِنْ عَادُوا فَعُدْ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عُذْرَكَ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَعُودَ إِنْ عَادُوا(1).

بیان: إنكم ستدعون هذا من معجزاته صلوات اللّٰه علیه فإنه أخبر بما سیقع و قد وقع لأن بنی أمیة لعنهم اللّٰه أمروا الناس بسبه علیه السلام و كتبوا إلی عمالهم فی البلاد أن یأمروهم بذلك و شاع ذلك حتی أنهم سبوه علیه السلام علی المنابر و ما له إلا ما مضی علیه عمار بن یاسر رَوَی الْعَامَّةُ وَ الْخَاصَّةُ: أَنَّ قُرَیْشاً أَكْرَهُوا عَمَّاراً وَ أَبَوَیْهِ یَاسِراً وَ سُمَیَّةَ عَلَی الِارْتِدَادِ فَلَمْ یَقْبَلْهُ أَبَوَاهُ فَقَتَلُوهُمَا وَ أَعْطَاهُمَا عَمَّارٌ بِلِسَانِهِ مَا أَرَادُوا مُكْرَهاً فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَمَّاراً كَفَرَ فَقَالَ كَلَّا إِنَّ عَمَّاراً مُلِئَ إِیمَاناً مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ وَ اخْتَلَطَ الْإِیمَانُ بِلَحْمِهِ وَ دَمِهِ فَأَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمَّارٌ وَ هُوَ یَبْكِی فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْسَحُ عَیْنَیْهِ فَقَالَ مَا لَكَ إِنْ عَادُوا فَعُدْ لَهُمْ بِمَا قُلْتَ لَهُمْ (2).

قوله علیه السلام و أمرك یمكن أن یكون علی صیغة الماضی الغائب

ص: 430


1- 1. الكافی ج 2 ص 219.
2- 2. فی المرآة ج 2 ص 6/ 195 زیادة لم تنقل.

بإرجاع المستتر إلی اللّٰه و بصیغة المضارع المتكلم.

«91»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ الْكِنْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِیَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلًا نُعَیَّرُ بِهِ فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ یُعَیَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَیْهِ زَیْناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَیْهِ شَیْناً صَلُّوا فِی عَشَائِرِهِمْ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ لَا یَسْبِقُونَكُمْ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ فَأَنْتُمْ أَوْلَی بِهِ مِنْهُمْ وَ اللَّهِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الْخَبْ ءِ فَقُلْتُ وَ مَا الْخَبْ ءُ قَالَ التَّقِیَّةُ(1).

بیان: قوله علیه السلام فإن ولد السوء بفتح السین من إضافة الموصوف إلی الصفة و هذا علی التنظیر أو هو مبنی علی ما مر مرارا من أن الإمام بمنزلة الوالد لرعیته و الوالدان فی بطن القرآن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الإمام علیه السلام و قد اشتهر أیضا أن المعلم والد روحانی و الشین العیب صلوا فی عشائرهم یمكن أن یقرأ صلوا بالتشدید من الصلاة و بالتخفیف من الصلة أی صلوا المخالفین مع عشائرهم أی كما یصلهم عشائرهم و قیل أی إذا كانوا عشائركم و الضمائر للمخالفین بقرینة المقام و فی بعض النسخ عشائركم و لا یسبقونكم خبر فی معنی الأمر و الخب ء الإخفاء و الستر تقول خبأت الشی ء خبأ من باب منع إذا أخفیته و سترته و المراد به هنا التقیة لأن فیها إخفاء الحق و ستره.

«92»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ الْقِیَامِ لِلْوُلَاةِ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِی وَ دِینُ آبَائِی وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ (2).

بیان: عن القیام للولاة أی القیام عندهم أو لتعظیمهم عند حضورهم أو مرورهم و یفهم منه عدم جواز القیام لهم عند عدم التقیة و علی جوازه للمؤمنین بطریق أولی و فیه نظر و قیل المراد القیام بأمورهم و الائتمار بأمرهم و لا یخفی بعده.

ص: 431


1- 1. ....
2- 2. ....

«93»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا حِینَ تَنْزِلُ بِهِ (1).

بیان: یدل علی وجوب التقیة فی كل ما یضطر إلیه الإنسان إلا ما خرج بدلیل و علی أن الضرورة منوطة بعلم المكلف و ظنه و هو أعلم بنفسه كما قال تعالی بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ(2) و اللّٰه یعلم من نفسه أنه مداهنة أو تقیه.

«94»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبِی یَقُولُ: وَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَقَرُّ لِعَیْنِی مِنَ التَّقِیَّةِ إِنَّ التَّقِیَّةَ جُنَّةُ الْمُؤْمِنِ (3).

بیان: جنة المؤمن أی من ضرر المخالفین.

«95»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مُنِعَ مِیثَمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ التَّقِیَّةِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (4).

تبیان ما منع میثم كأنه كان میثما فصحف (5)

و یمكن أن یقرأ منع علی بناء المجهول أی لم یكن میثم ممنوعا من التقیة فی هذا الأمر فلم لم یتق فیكون الكلام مسوقا للإشفاق لا الذم و الاعتراض كما هو الظاهر علی تقدیر النصب و یحتمل أن یكون علی الرفع مدحا له بأنه مع جواز التقیة تركه لشدة حبه لأمیر المؤمنین علیه السلام و یحتمل أن یكون المعنی لم یمنع من التقیة و لم یتركها

ص: 432


1- 1. الكافی ج 2 ص 219.
2- 2. القیامة: 14.
3- 3. الكافی ج 2 ص 220.
4- 4. الكافی ج 2 ص 220.
5- 5. هذا ان قلنا میثم بكسر المیم كما ضبطه بعض علی وزن منبر، و علی ما هو الحق من كونه اسما أعجمیا بفتح المیم كما هو المشهور بین الاكراد ففیه العجمة و العلمیة فلا ینصرف.

لكن لم تنفعه و إنما تركها لعدم الانتفاع بها و عدم تحقق شرط التقیة فیه و یمكن أن یقرأ منع علی بناء المعلوم أی لیس فعله مانعا للغیر عن التقیة لأنه اختار أحد الفردین المخیر فیهما أو لاختصاص الترك به لما ذكر أو فعلها و لم تنفعه.

و بالجملة یبعد عن مثل میثم و رشید و قنبر و أضرابهم رفع اللّٰه درجاتهم بعد إخباره صلوات اللّٰه علیه إیاهم بما یجری علیهم و أمرهم بالتقیة تركهم أمره علیه السلام و مخالفتهم له و عدم بیانه علیه السلام لهم ما یجب علیهم حینئذ أبعد فالظاهر أنهم كانوا مخیرین فی ذلك فاختاروا ما كان أشق علیهم وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْكَشِّیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مِیثَمٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ لِی كَیْفَ أَنْتَ یَا مِیثَمُ إِذَا دَعَاكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَبْرَأُ مِنْكَ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ یَقْتُلُكَ وَ یَصْلِبُكَ فَقُلْتُ أَصْبِرُ فَذَاكَ فِی اللَّهِ قَلِیلٌ فَقَالَ یَا مِیثَمُ إِذاً تَكُونُ مَعِی فِی دَرَجَتِی (1).

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ قِنْوَا بِنْتِ رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ أَخْبَرَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ: یَا رُشَیْدُ كَیْفَ صَبْرُكَ إِذَا أَرْسَلَ إِلَیْكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَطَعَ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ لِسَانَكَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ آخِرُ ذَلِكَ إِلَی الْجَنَّةِ فَقَالَ یَا رُشَیْدُ أَنْتَ مَعِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَتْ وَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی أَرْسَلَ إِلَیْهِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ الدَّعِیُّ فَدَعَاهُ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَبَی أَنْ یَتَبَرَّأَ مِنْهُ وَ قَالَ لَهُ الدَّعِیُّ فَبِأَیِّ مِیتَةٍ قَالَ لَكَ تَمُوتُ فَقَالَ لَهُ أَخْبَرَنِی خَلِیلِی أَنَّكَ تَدْعُونِی إِلَی الْبَرَاءَةِ فَلَا أَبْرَأُ مِنْهُ فَتُقَدِّمُنِی فَتَقْطَعُ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ لِسَانِی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأُكَذِّبَنَّ قَوْلَهُ قَالَ فَقَدَّمُوهُ فَقَطَعُوا یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ تَرَكُوا لِسَانَهُ فَحَمَلْتُ أَطْرَافَهُ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ هَلْ تَجِدُ أَلَماً لِمَا أَصَابَكَ فَقَالَ لَا یَا بُنَیَّةِ إِلَّا كَالزِّحَامِ بَیْنَ النَّاسِ فَلَمَّا احْتَمَلْنَاهُ وَ أَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْقَصْرِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَالَ ائْتُونِی بِصَحِیفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الْحَجَّامَ حَتَّی قَطَعَ لِسَانَهُ فَمَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی لَیْلَتِهِ (2).

ص: 433


1- 1. رجال الكشّیّ ص 78.
2- 2. رجال الكشّیّ 71.

و أقول قصة عمار و أبویه رضی اللّٰه عنهم تشهد بذلك أیضا إذ مدح عمارا علی التقیة و قال سبق أبواه إلی الجنة و إن أمكن أن یكون ذلك لجهلهما بالتقیة

وَ رُوِیَ فِی غوالی اللآَّلِی: أَنَّ مُسَیْلَمَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَخَذَ رَجُلَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا مَا تَقُولُ فِی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِیَّ قَالَ أَنْتَ أَیْضاً فَخَلَّاهُ فَقَالَ لِلْآخَرِ مَا تَقُولُ فِی مُحَمَّدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِیَّ قَالَ أَنَا أَصَمُّ فَأَعَادَ عَلَیْهِ ثَلَاثاً وَ أَعَادَ جَوَابَهُ الْأَوَّلَ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَدْ أَخَذَ بِرُخْصَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا الثَّانِی فَقَدْ صَدَعَ بِالْحَقِّ فَهَنِیئاً لَهُ.

«96»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِیَّةُ لِیُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَیْسَ تَقِیَّةٌ(1).

بیان: قوله علیه السلام إنما جعلت التقیة أی إنما قررت لئلا ینتهی آخرا إلی إراقة الدم و إن كان فی أول الحال یجوز التقیة لغیرها أو المعنی أن العمدة فی مصلحة التقیة حفظ النفس فلا ینافی جواز التقیة لغیره أیضا كحفظ المال أو العرض فلیس تقیة أی لیس هناك تقیة أو لیس ما یفعلونه تقیة و لا خلاف فی أنه لا تقیة فی قتل معصوم الدم و إن ظن أنه یقتل إن لم یفعل و المشهور أنه إن أكرهه علی الجراح الذی لا یسری إلی فوات النفس یجوز فعله إن ظن أنه یقتل إن لم یفعل و إن شمل قولهم لا تقیة فی الدماء ذلك و قد یحمل الخبر علی أن المعنی أن التقیة لحفظ الدم فإذا علم أنه یقتل علی كل حال فلا تقیة.

«97»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلَّمَا تَقَارَبَ هَذَا الْأَمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِیَّةِ(2).

بیان: كلما تقارب هذا الأمر أی خروج القائم علیه السلام.

ص: 434


1- 1. الكافی ج 2 ص 220.
2- 2. الكافی ج 2 ص 220.

«98»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ وَ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَامٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةَ قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ یُضْطَرُّ إِلَیْهِ ابْنُ آدَمَ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ (1).

بیان: قیل الفاء فی قوله فقد أحله اللّٰه للبیان و أقول یدل أیضا علی عموم التقیة فی كل ضرورة و قال الشهید رفع اللّٰه درجته فی قواعده التقیة مجاملة الناس بما یعرفون و ترك ما ینكرون و قد دل علیها الكتاب و السنة قال اللّٰه تعالی لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً(2) و قال تعالی إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (3) ثم ذكر الأخبار فی ذلك ثم قال رحمه اللّٰه التقیة تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة فالواجب إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنین و المستحب إذا كان لا یخاف ضررا عاجلا أو یخاف ضررا سهلا أو كان تقیة فی المستحب كالترتیب فی تسبیح الزهراء علیها السلام و ترك بعض فصول الأذان و المكروه التقیة فی المستحب حیث لا ضرر عاجلا و لا آجلا و یخاف منه الالتباس علی عوام المذهب و الحرام التقیة حیث یؤمن الضرر عاجلا و آجلا أو فی قتل مسلم و المباح التقیة فی بعض المباحات التی ترجحها العامة و لا یصل بتركها ضرر.

«99»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ التَّقِیَّةُ تُرْسُ اللَّهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ (4).

بیان: قوله علیه السلام ترس اللّٰه أی ترس یمنع الخلق من عذاب اللّٰه أو من البلایا النازلة من عنده أو المراد بقوله بینه و بین أولیائه علی حذف المضاف فالمراد بخلقه أعداؤه.

ص: 435


1- 1. الكافی ج 2 ص 220.
2- 2. آل عمران: 28.
3- 3. النحل: 106.
4- 4. الكافی ج 2 ص 220.

«100»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِیَّةِ وَ خَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِیَّةِ إِذَا كَانَتِ الْإِمْرَةُ صِبْیَانِیَّةً(1).

إیضاح: قال فی النهایة فی حدیث سلمان من أصلح جوانیه أصلح اللّٰه برانیه أراد بالبرانی العلانیة و الألف و النون من زیادات النسب كما قالوا فی صنعاء صنعانی و أصله من قولهم خرج فلان برا أی خرج إلی البر و الصحراء و لیس من قدیم الكلام و فصیحه و قال أیضا فی حدیث سلمان إن لكل امرئ جوانیا و برانیا أی باطنا و ظاهرا و سرا و علانیة و هو منسوب إلی جو البیت و هو داخله و زیادة الألف و النون للتأكید انتهی.

و الإمرة بالكسر الإمارة و المراد بكونها صبیانیة كون الأمیر صبیا أو مثله فی قلة العقل و السفاهة أو المعنی أنه لم تكن بناء الإمارة علی أمر حق بل كانت مبنیة علی الأهواء الباطلة كلعب الأطفال و النسبة إلی الجمع تكون علی وجهین أحدهما أن یكون المراد النسبة إلی الجنس فیرد إلی المفرد و الثانی أن تكون الجمعیة ملحوظة فلا یرد و هذا من الثانی إذ المراد التشبیه بأمارة یجتمع علیها الصبیان.

«101»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أُخِذَا فَقِیلَ لَهُمَا ابْرَأَا مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَبَرِئَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا وَ أَبَی الْآخَرُ فَخُلِّیَ سَبِیلُ الَّذِی بَرِئَ وَ قُتِلَ الْآخَرُ فَقَالَ أَمَّا الَّذِی بَرِئَ فَرَجُلٌ فَقِیهٌ فِی دِینِهِ وَ أَمَّا الَّذِی لَمْ یَبْرَأْ فَرَجُلٌ تَعَجَّلَ إِلَی الْجَنَّةِ(2).

بیان: یدل علی أن تارك التقیة جهلا مأجور و لا ینافی جواز الترك كما مر.

ص: 436


1- 1. الكافی ج 2 ص 220.
2- 2. الكافی ج 2 ص 221.

«102»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: احْذَرُوا عَوَاقِبَ الْعَثَرَاتِ (1).

بیان: احذروا عواقب العثرات أی فی ترك التقیة أو الأعم فیشمل تركها و علی الوجهین فالمعنی أن كل ما تقولونه أو تفعلونه فانظروا أولا فی عاقبته و ما له عاجلا و آجلا ثم قولوه أو افعلوه فإن العثرة قلما تفارق القول و الفعل و لا سیما إذا كثرا أو المراد أنه كلما عثرتم عثرة فی قول أو فعل فاشتغلوا بإصلاحها و تداركها كیلا یؤدی فی العاقبة إلی فساد لا یقبل الإصلاح.

«103»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ یَقُولُ: التَّقِیَّةُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ وَ التَّقِیَّةُ حِرْزُ الْمُؤْمِنِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَقَعُ إِلَیْهِ الْحَدِیثُ مِنْ حَدِیثِنَا فَیَدِینُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ فَیَكُونُ لَهُ عِزّاً فِی الدُّنْیَا وَ نُوراً فِی الْآخِرَةِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَقَعُ إِلَیْهِ الْحَدِیثُ مِنْ حَدِیثِنَا فَیُذِیعُهُ فَیَكُونُ لَهُ ذُلًّا فِی الدُّنْیَا وَ یَنْزِعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ النُّورَ مِنْهُ (2).

بیان: لمن لا تقیة له أی مع العلم بوجوبها أو فیما یجب فیه التقیة حتما فیدین اللّٰه عز و جل به أی یعبد اللّٰه بقبوله و العمل به فیما بینه أی بین اللّٰه و بینه فیكون أی الحدیث أو التدین به له أی لهذا العبد عزا فی الدنیا بسبب التقیة و نورا فی الآخرة بسبب عبادته الصحیحة من حدیثنا أی المختص بنا المخالف لأحادیث العامة فیكون له ذلا أی بسبب ترك التقیة و ینزع اللّٰه لبطلان عبادته التی لم یتق فیها.

«104»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ لَمْ یَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ (3).

ص: 437


1- 1. الكافی ج 2 ص 221.
2- 2. الكافی ج 2 ص 221.
3- 3. الكافی ج 2 ص 116.

بیان: ثلاث أی ثلاث خصال لم یتم له عمل أی لم یكمل و لم یقبل منه عمل من العبادات أو الأعم منها و من أمور المعاش و معاشرة الخلق فتأثیر الورع فی قبول الطاعات و كمالها ظاهر لأنه إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (1) و كذا الأخیران لأن تركهما قد ینتهی إلی ارتكاب المعاصی و یحتمل أن یكونا لأمور المعاش بناء علی تعمیم العمل و كان الفرق بین الخلق و الحلم أن الخلق وجودی و هو فعل ما یوجب تطییب قلوب الناس و رضاهم و الحلم عدمی و هو ترك المعارضة و الانتقام فی الإساءة و قال فی النهایة فیه رأس العقل بعد الإیمان مداراة الناس المداراة غیر مهموزة ملاینة الناس و حسن صحبتهم و احتمالهم لئلا ینفروا عنك و قد تهمز.

«105»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَراً علیه السلام یَقُولُ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ دَارِ خَلْقِی (2).

بیان: المداراة إما مخصوصة بالمؤمنین أو تعم المشركین أیضا مع عدم الاضطرار إلی المقابلة و المحاربة كما كان دأبه صلی اللّٰه علیه و آله فإنه كان یداریهم ما أمكن فإذا لم یكن ینفع الوعظ و المداراة كان یقاتلهم لیسلموا و بعد الظفر علیهم أیضا كان یعفو و یصفح و لا ینتقم منهم و یحتمل أن یكون ذلك قبل أن یؤمر صلی اللّٰه علیه و آله بالجهاد.

«106»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ فِیمَا نَاجَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی اكْتُمْ مَكْتُومَ سِرِّی فِی سَرِیرَتِكَ وَ أَظْهِرْ فِی عَلَانِیَتِكَ الْمُدَارَاةَ عَنِّی لِعَدُوِّی وَ عَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِی وَ لَا تَسْتَسِبَّ لِی عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ سِرِّی فَتَشْرَكَ عَدُوَّكَ وَ عَدُوِّی فِی سَبِّی (3).

ص: 438


1- 1. المائدة: 30.
2- 2. الكافی ج 2 ص 116.
3- 3. الكافی ج 2 ص 117.

تبیان فیما ناجی اللّٰه یقال ناجاه مناجاة و نجاء ساره و المراد هنا وحیه إلیه بلا توسط ملك و إضافة المكتوم إلی السر من إضافة الصفة إلی الموصوف للمبالغة فإن السر هو الحدیث المكتوم فی النفس و كأن المراد بالسریرة هنا القلب لأنه محل السر تسمیة للمحل باسم الحال قال الجوهری السر الذی یكتم و الجمع الأسرار و السریرة مثله و الجمع السرائر انتهی و یحتمل أن یكون بمعناه أی فی جملة ما تسره و تكتمه من أسرارك و كأن المراد بالسر هنا ما أمر بإخفائه عنهم من العلوم التی ألقاه إلیه من عدم إیمانهم مثلا و انتهاء أمرهم إلی الهلاك و الغرق أو الحكم بكون أسلافهم فی النار كما أن فرعون لما سأله علیه السلام عن أحوالهم من السعادة و الشقاوة بقوله فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولی لم یحكم بشقاوتهم و كونهم فی النار بل أجمل و قال عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی فِی كِتابٍ لا یَضِلُّ رَبِّی وَ لا یَنْسی (1) علی بعض الوجوه المذكورة فی الآیة أو بعض الأسرار التی لم یكونوا قابلین لفهمها.

و أظهر فی علانیتك المداراة عنی كأن التعدیة بعن لتضمین معنی الدفع أو یكون مهموزا من الدرء بمعنی الدفع أو لأن أصله لما كان من الدرء بمعنی الدفع عدی بها و النسبة إلی المتكلم لبیان أن الضرر الواصل إلیك كأنه واصل إلی فالمراد المداراة عنك و یحتمل أن یكون عنی متعلقا بأظهر أی أظهر من قبلی المداراة كما قال تعالی فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَیِّناً(2) و لا تستسب لی عندهم أی لا تظهر عندهم من مكتوم سری ما یصیر سببا لسبهم و شتمهم لی أو لك فیكون بمنزلة سبی كما ورد هذا فی قوله تعالی وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ (3)

فَقَدْ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ أَحَداً یَسُبُّ اللَّهَ فَقِیلَ لَا وَ كَیْفَ قَالَ مَنْ سَبَّ وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ (4).

وَ فِی غَیْرِهِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَا تَسُبُّوهُمْ فَإِنَّهُمْ

ص: 439


1- 1. طه: 51- 52.
2- 2. طه: 44.
3- 3. الأنعام: 108.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 373.

یَسُبُّونَكُمْ وَ مَنْ سَبَّ وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ.

فتشرك عدوك یدل علی أن السبب للفعل كالفاعل له.

«107»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمَرَنِی رَبِّی بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِی بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ (1).

بیان: بأداء الفرائض أی الصلوات الخمس أو كلما أمر به فی القرآن.

«108»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِیمَانِ وَ الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَیْشِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً وَ خَالِطُوا الْفُجَّارَ جِهَاراً وَ لَا تَمِیلُوا عَلَیْهِمْ فَیَظْلِمُوكُمْ فَإِنَّهُ سَیَأْتِی عَلَیْكُمْ زَمَانٌ لَا یَنْجُو فِیهِ مِنْ ذَوِی الدِّینِ إِلَّا مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ وَ صَبَّرَ نَفْسَهُ عَلَی أَنْ یُقَالَ أَنَّهُ أَبْلَهُ لَا عَقْلَ لَهُ (2).

تبیین: كأن المراد بالمداراة هنا التغافل و الحلم عنهم و عدم معارضتهم و بالرفق الإحسان إلیهم و حسن معاشرتهم و یحتمل أن یكون مرجعهما إلی أمر واحد و یكون تفننا فی العبارة فالغرض بیان أن المداراة و الرفق بالعباد لهما مدخل عظیم فی صلاح أمور الدین و تعیش الدنیا و الثانی ظاهر و الأول لأنه إطاعة لأمر الشارع حیث أمر به و موجب لهدایة الخلق و إرشادهم بأحسن الوجوه كما قال تعالی ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (3) و العیش الحیاة و المراد هنا التعیش الحسن برفاهیة: خالطوا الأبرار سرا أی أحبوهم بقلوبكم و أفشوا إلیهم أسراركم بخلاف الفجار فإنه إنما یحسن مخالطتهم فی الظاهر للتقیة و المداراة و لا یجوز مودتهم قلبا من حیث فسقهم و لیسوا محالا لأسرار المؤمنین و بین علیه السلام ذلك

ص: 440


1- 1. الكافی ج 2 ص 117.
2- 2. الكافی ج 2 ص 117.
3- 3. النحل: 125.

بقوله و لا تمیلوا علیهم علی بناء المجرد و التعدیة بعلی للضرر أی لا تعارضوهم إرادة للغلبة قال فی المصباح مال الحاكم فی حكمه میلا جار و ظلم فهو مائل و مال علیهم الدهر أصابهم بجوائحه و فی النهایة فیه لا یهلك أمتی حتی یكون بینهم التمایل و التمایز أی لا یكون لهم سلطان یكف الناس عن التظالم فیمیل بعضهم علی بعض بالأذی و الحیف انتهی.

و قیل هو علی بناء الإفعال أو التفعیل أی لا تعارضوهم لتمیلوهم من مذهب إلی مذهب آخر و هو تكلف و إن كان أنسب بما بعده و فی القاموس رجل أبله بین البله و البلاهة غافل أو عن الشر أو أحمق لا تمییز له و المیت الداء أی من شره میت و الحسن الخلق القلیل الفطنة لمداق الأمور أو من غلبته سلامة الصدر(1) و فی المصباح صبرت صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع و صبرت زیدا یستعمل لازما و متعدیا و صبرته بالتثقیل حملته علی الصبر بوعد الأجر أو قلت له اصبر انتهی و الحاصل أنه لفساد الزمان و غلبة أهل الباطل یختار العزلة و الخمول و لا یعارض الناس و لا یتعرض لهم و یتحمل منهم أنواع الأذی حتی یظن الناس أن ذلك لبلاهته و قلة عقله.

«109»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ فَأُنِفُوا مِنْ قُرَیْشٍ وَ ایْمُ اللَّهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ وَ إِنَّ قَوْماً مِنْ غَیْرِ قُرَیْشٍ حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ فَأُلْحِقُوا بِالْبَیْتِ الرَّفِیعِ قَالَ ثُمَّ قَالَ مَنْ كَفَّ یَدَهُ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّمَا یَكُفُّ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ یَكُفُّونَ عَنْهُ أَیْدِیَ كَثِیرَةٍ(2).

بیان: قوله علیه السلام فأنفوا من قریش كذا فی أكثر النسخ و كأنه علی بناء الإفعال مشتقا من النفی بمعنی الانتفاء فإن النفی یكون لازما و متعدیا لكن هذا البناء لم یأت فی اللغة أو هو علی بناء المفعول من أنف من قولهم أنفه یأنفه و یأنفه ضرب أنفه فیدل علی النفی مع مبالغة فیه و هو أظهر

ص: 441


1- 1. القاموس ج 4 ص 281.
2- 2. الكافی ج 2 ص 117.

و أبلغ و قیل كأنه صیغة مجهول من الأنفة بمعنی الاستنكاف إذ لم یأت الإنفاء بمعنی النفی انتهی.

و أقول هذا أیضا لا یستقیم لأن الفساد مشترك إذ لم یأت أنف بهذا المعنی علی بناء المجهول فإنه یقال أنف منه كفرح أنفا كفرح أنفا و أنفة أی استنكف و فی كثیر من النسخ فألقوا أی أخرجوا و أطرحوا منهم و فی الخصال فنفوا(1) و هو أظهر ثم أشار علیه السلام مؤكدا بالقسم إلی أن ذلك الإلقاء كان باعتبار سوء معاشرتهم و فوات حسب أنفسهم و مآثرهم لا باعتبار قدح فی نسبهم أو فی حسب آبائهم و مآثر أسلافهم بقوله و ایم اللّٰه ما كان بأحسابهم بأس.

قال الجوهری الیمین القسم و الجمع أیمن و أیمان ثم قال و ایمن اللّٰه اسم وضع للقسم هكذا بضم المیم و النون و ألفه ألف وصل عند أكثر النحویین و لم یجئ فی الأسماء ألف الوصل مفتوحة غیرها و قد تدخل علیه اللام لتأكید الابتداء تقول لیمن اللّٰه فتذهب الألف فی الوصل و هو مرفوع بالابتداء و خبره محذوف و التقدیر لیمن اللّٰه قسمی و لیمن اللّٰه ما أقسم به و إذا خاطبت قلت: لیمنك و ربما حذفوا منه النون قالوا ایم اللّٰه و ایم اللّٰه بكسر الهمزة و ربما حذفوا منه الیاء قالوا أم اللّٰه و ربما أبقوا المیم وحدها مضمومة قالوا م اللّٰه ثم یكسرونها لأنها صارت حرفا واحدا فیشبهونها بالباء فیقولون م اللّٰه و ربما قالوا من اللّٰه بضم المیم و النون و من اللّٰه بفتحهما و من اللّٰه بكسرهما قال أبو عبید و كانوا یحلفون بالیمین یقولون یمین اللّٰه لا أفعل ثم یجمع الیمین علی أیمن ثم حلفوا به فقالوا أیمن اللّٰه لأفعلن كذا قال فهذا هو الأصل فی أیمن اللّٰه ثم كثر هذا فی كلامهم و خف علی ألسنتهم حتی حذفوا منه النون كما حذفوا فی قوله لم یكن فقالوا لم یك قال و فیها لغات كثیرة سوی هذه و إلی هذا ذهب ابن كیسان و ابن درستویه فقالا ألف أیمن ألف قطع و هو جمع یمین و إنما خففت همزتها و طرحت فی الوصل لكثرة استعمالهم لها(2).

و قال الحسب ما یعده الإنسان من مفاخر آبائه و یقال حسبه دینه و یقال:

ص: 442


1- 1. مر تحت الرقم: 73 ص 419.
2- 2. الصحاح ص 2/ 2221.

ماله و الرجل حسیب قال ابن السكیت الحسب و الكرام یكونان فی الرجل و إن لم یكن له آباء لهم شرف قال و الشرف و المجد لا یكونان إلا بالآباء انتهی (1).

و الحاصل أن الكلام یحتمل وجهین أحدهما أنه لا بد من حسن المعاشرة و المداراة مع المخالفین فی دولاتهم مع المخالفة لهم باطنا فی أدیانهم و أعمالهم فإن قوما قلت مداراتهم للمخالفین فنفاهم خلفاء الجور و الضلالة من قبیلة قریش و ضیعوا أنسابهم و أحسابهم مع أنه لم یكن فی أحساب أنفسهم شی ء إلا ترك المداراة و التقیة أو لم یكن فی شرف آبائهم نقص و إن قوما من قریش لم یكن فیهم حسب أو فی آبائهم شرف فألحقهم خلفاء الضلالة و قضاة الجور فی الشرف و العطاء و الكرم بالبیت الرفیع من قریش و هم بنو هاشم.

و ثانیهما أن المعنی أن القوم الأول بتركهم متابعة الأئمة علیهم السلام فی أوامرهم التی منها المداراة مع المخالفین فی دولاتهم و مع سائر الناس نفاهم الأئمة علیهم السلام عن أنفسهم فذهب فضلهم و كأنهم خرجوا من قریش و لم ینفعهم شرف آبائهم و إن قوما من غیر قریش بسبب متابعة الأئمة علیهم السلام ألحقوا بالبیت الرفیع و هم أهل البیت علیهم السلام كقوله صلی اللّٰه علیه و آله سلمان منا أهل البیت.

و كأصحاب سائر الأئمة علیهم السلام من الموالی فإنهم كانوا أقرب إلی الأئمة من كثیر من بنی هاشم بل من كثیر من أولاد الأئمة علیهم السلام.

و المراد بالبیت هنا الشرف و الكرامة قال فی المصباح بیت العرب شرفها یقال بیت تمیم فی حنظلة أی شرفها أو المراد أهل البیت الرفیع و هم آل النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

من كف یده هذا مثل ما قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ مَنْ یَقْبِضْ یَدَهُ عَنْ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّمَا یَقْبِضُ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ یُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَیْدِی كَثِیرَةٍ.

كما سیأتی فی باب صلة الرحم (2).

ص: 443


1- 1. الصحاح ص 110.
2- 2. مر فی ج 74 ص 123.

باب 88 من مشی إلی طعام لم یدع إلیه و من یجوز الأكل من بیته بغیر إذنه

الآیات:

النور: لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْمَرِیضِ حَرَجٌ وَ لا عَلی أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُیُوتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُیُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُیُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِیقِكُمْ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِیعاً أَوْ أَشْتاتاً(1)

«1»- ل، [الخصال] فِی وَصَایَا النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ الذَّاهِبُ إِلَی مَائِدَةٍ لَمْ یُدْعَ إِلَیْهَا وَ الْمُتَأَمِّرُ عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ وَ طَالِبُ الْخَیْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ طَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللِّئَامِ وَ الدَّاخِلُ بَیْنَ اثْنَیْنِ فِی سِرٍّ لَمْ یُدْخِلَاهُ فِیهِ وَ الْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ وَ الْجَالِسُ فِی مَجْلِسٍ لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ وَ الْمُقْبِلُ بِالْحَدِیثِ عَلَی مَنْ لَا یَسْمَعُ مِنْهُ (2).

«2»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ: فِی قَوْلِهِ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُیُوتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُیُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُیُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِیقِكُمْ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِیعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا هَاجَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ وَ آخَی بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ آخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ بَیْنَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ بَیْنَ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ بَیْنَ الْمِقْدَادِ وَ عَمَّارٍ وَ تَرَكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ غَمّاً شَدِیداً وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی لَمْ تُوَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ یَا

ص: 444


1- 1. النور: 61.
2- 2. الخصال ج 2 ص 40.

عَلِیُّ مَا حَبَسْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ وَ أَنْتَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی تَقْضِی دَیْنِی وَ تُنْجِزُ عِدَاتِی وَ تَتَوَلَّی غُسْلِی وَ لَا یَلِیهِ غَیْرُكَ وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَاسْتَبْشَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِذَلِكَ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزَاةٍ أَوْ سَرِیَّةٍ یَدْفَعُ الرَّجُلُ مِفْتَاحَ بَیْتِهِ إِلَی أَخِیهِ فِی الدِّینِ وَ یَقُولُ خُذْ مَا شِئْتَ وَ كُلْ مَا شِئْتَ وَ كَانُوا یَمْتَنِعُونَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّی رُبَّمَا فَسَدَ الطَّعَامُ فِی الْبَیْتِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِیعاً أَوْ أَشْتاتاً یَعْنِی إِذَا حَضَرَ صَاحِبُهُ أَوْ لَمْ یَحْضُرْ إِذَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ (1).

«3»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دُعِیَ أَحَدُكُمْ إِلَی طَعَامٍ فَلَا یَسْتَتْبِعَنَّ وَلَدَهُ فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَرَاماً وَ دَخَلَ غَاصِباً(2).

«4»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ الْآیَةَ قَالَ بِإِذْنٍ وَ بِغَیْرِ إِذْنٍ (3).

«5»- سن، [المحاسن] ابْنُ سِنَانٍ وَ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ أَوِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُیُوتِكُمْ أَوْ بُیُوتِ آبائِكُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قُلْتُ مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ أَوْ صَدِیقِكُمْ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ الرَّجُلُ یَدْخُلُ بَیْتَ صَدِیقِهِ وَ یَأْكُلَ بِغَیْرِ إِذْنِهِ (4).

«6»- سن، [المحاسن] ابْنُ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا یَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنْ بَیْتِ أَخِیهِ مِنَ الطَّعَامِ قَالَ الْمَأْدُومُ وَ التَّمْرُ وَ كَذَلِكَ یَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ مِنْ بَیْتِ زَوْجِهَا(5).

«7»- سن، [المحاسن] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأْكُلَ وَ تَصَدَّقَ وَ لِلصَّدِیقِ أَنْ یَأْكُلَ مِنْ مَنْزِلِ أَخِیهِ وَ یَتَصَدَّقَ (6).

ص: 445


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 461.
2- 2. عاصیا خ ل، راجع المحاسن ص 411.
3- 3. المحاسن ص 415.
4- 4. المحاسن ص 416.
5- 5. المحاسن ص 416.
6- 6. المحاسن ص 416.

«8»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- أَوْ صَدِیقِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ سَمَّی اللَّهُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یُؤْكَلُ بِغَیْرِ إِذْنِهِمْ مِنَ التَّمْرِ وَ الْمَأْدُومِ وَ كَذَلِكَ الَّذِی تَطْعَمُ الْمَرْأَةُ بِغَیْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا فَأَمَّا مَا خَلَا ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَا(1).

«9»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَحَدَهُمَا علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُیُوتِكُمْ الْآیَةَ قَالَ لَیْسَ عَلَیْكَ فِیمَا طَعِمْتَ أَوْ أَكَلْتَ مِمَّا مَلَكْتَ مَفَاتِحَهُ مَا لَمْ تُفْسِدْ(2).

«10»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ قَالَ الرَّجُلُ یَكُونُ لَهُ وَكِیلٌ یَقُومُ فِی مَالِهِ فَیَأْكُلُ بِغَیْرِ إِذْنِهِ (3).

«11»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: لَا بَأْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ یَأْكُلَ مِنْ بَیْتِ أَبِیهِ وَ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أُخْتِهِ وَ صَدِیقِهِ مَا لَمْ یَخْشَ عَلَیْهِ الْفَسَادَ مِنْ یَوْمِهِ بِغَیْرِ إِذْنِهِ مِثْلَ الْبُقُولِ وَ الْفَاكِهَةِ وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ (4).

باب 89 الحث علی إجابة دعوة المؤمن و الحث علی الأكل من طعام أخیه

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: السَّخِیُّ یَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِیَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ وَ الْبَخِیلُ لَا یَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِئَلَّا یَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ (5).

«2»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ

ص: 446


1- 1. المحاسن ص 416.
2- 2. المحاسن ص 416.
3- 3. المحاسن ص 416.
4- 4. فقه الرضا علیه السلام: 33.
5- 5. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 1 ص 12.

جَرِیرٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِی الشَّعْثَاءِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَبْعٍ إِلَی أَنْ قَالَ وَ إِجَابَةِ الدَّاعِی (1).

ب، [قرب الإسناد] هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبیه عن النبی صلوات اللّٰه علیهم: مثله (2).

«3»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ یَصْحَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلَا یَسْأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ وَ كُنْیَتِهِ وَ أَنْ یُدْعَی الرَّجُلُ إِلَی طَعَامٍ فَلَا یُجِیبَ أَوْ یُجِیبَ فَلَا یَأْكُلَ وَ مُوَاقَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ قَبْلَ الْمُلَاعَبَةِ(3).

«4»- سن، [المحاسن] ابْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُجِیبُ الدَّعْوَةَ(4).

«5»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزِیدَ وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ أَنْ یُجِیبَهُ إِذَا دَعَاهُ (5).

«6»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ ابْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَاتِ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَنْ یُجِیبَ دَعْوَتَهُ (6).

سن، [المحاسن] محمد بن علی عن إسماعیل بن بشار عن ابن عمیرة عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. مثله (7).

«7»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِی وَ الْغَائِبَ أَنْ یُجِیبَ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ وَ لَوْ عَلَی خَمْسَةِ أَمْیَالٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الدِّینِ (8).

ص: 447


1- 1. الخصال ج 2 ص 1.
2- 2. قرب الإسناد ص 48.
3- 3. قرب الإسناد ص 74.
4- 4. المحاسن ص 410.
5- 5. المحاسن ص 410.
6- 6. المحاسن ص 410.
7- 7. المحاسن ص 410.
8- 8. المحاسن ص 411.

«8»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً دَعَانِی إِلَی ذِرَاعِ شَاةٍ لَأَجَبْتُهُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الدِّینِ أَبَی اللَّهُ لِی زِیَّ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ طَعَامَهُمْ (1).

«9»- سن، [المحاسن] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ دُعِیتُ إِلَی ذِرَاعِ شَاةٍ لَأَجَبْتُ (2).

«10»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ أَعْجَزِ الْعَجْزِ رَجُلٌ دَعَاهُ أَخُوهُ إِلَی طَعَامٍ فَتَرَكَهُ مِنْ غَیْرِ عِلَّةٍ(3).

«11»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُكْرَهُ إِجَابَةُ مَنْ یَشْهَدُ وَلِیمَتَهُ الْأَغْنِیَاءُ دُونَ الْفُقَرَاءِ.

«12»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ كِتَابٍ لَهُ علیه السلام إِلَی عُثْمَانَ بْنِ حُنَیْفٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَی الْبَصْرَةِ وَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّهُ دُعِیَ إِلَی وَلِیمَةِ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِهَا فَمَضَی إِلَیْهَا أَمَّا بَعْدُ یَا ابْنَ حُنَیْفٍ فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ رَجُلًا مِنْ فِتْیَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إِلَی مَأْدُبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَیْهَا تُسْتَطَابُ لَكَ الْأَلْوَانُ وَ تُنْقَلُ إِلَیْكَ الْجِفَانُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِیبُ إِلَی طَعَامِ قَوْمٍ عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ وَ غَنِیُّهُمْ مَدْعُوٌّ فَانْظُرْ إِلَی مَا تَقْضَمُهُ مِنْ هَذَا الْمَقْضَمِ فَمَا اشْتَبَهَ عَلَیْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ وَ مَا أَیْقَنْتَ بِطِیبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(4).

باب 90 جودة الأكل فی منزل الأخ المؤمن

«1»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ هُوَ یَقُولُ لِرَجُلٍ كَانَ یَأْكُلُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ یُعْرَفُ حُبُّ الرَّجُلِ أَخَاهُ بِكَثْرَةِ أَكْلِهِ عِنْدَهُ (5).

«2»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

ص: 448


1- 1. المحاسن ص 411.
2- 2. المحاسن ص 411.
3- 3. المحاسن ص 411.
4- 4. نهج البلاغة ج 1 ص 72 ط عبده.
5- 5. المحاسن ص 412.

علیه السلام یَقُولُ: یُعْرَفُ حُبُّ الرَّجُلِ بِأَكْلِهِ مِنْ طَعَامِ أَخِیهِ (1).

«3»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شِوَاءً فَجَعَلَ یُلْقِی بَیْنَ یَدَیَّ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ یُقَالُ اعْتَبِرْ حُبَّ الرَّجُلِ بِأَكْلِهِ مِنْ طَعَامِ أَخِیهِ (2).

«4»- سن، [المحاسن] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَدَّمَ إِلَیْنَا طَعَاماً فِیهِ شِوَاءٌ وَ أَشْیَاءَ بَعْدَهُ ثُمَّ جَاءَ بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَأَكَلْتُ مَعَهُ فَقَالَ كُلْ قُلْتُ قَدْ أَكَلْتُ فَقَالَ كُلْ فَإِنَّهُ یُعْتَبَرُ حُبُّ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِانْبِسَاطِهِ فِی طَعَامِهِ ثُمَّ أَحَازَ لِی حَوْزاً بِإِصْبَعِهِ مِنَ الْقَصْعَةِ وَ قَالَ لِی لَتَأْكُلَنَّ بَعْدَ مَا قَدْ أَكَلْتُهُ فَأَكَلْتُهُ (3).

«5»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَعَا بِالْخِوَانِ فَأُتِیَ بِقَصْعَةٍ فِیهَا أَرُزٌّ فَأَكَلْتُ مِنْهَا حَتَّی امْتَلَأَتُ فَخَطَّهُ بِیَدِهِ فِی الْقَصْعَةِ ثُمَّ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ لَمَّا أَكَلْتَ دُونَ الْخَطِّ(4).

«6»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَتَغَدَّیْنَا وَ تَغَدَّی مَعَنَا وَ كُنْتُ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنّاً فَجَعَلْتُ أَقْصُرُ وَ أَنَا آكُلُ فَقَالَ لِی كُلْ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ تُعْرَفُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِأَكْلِهِ مِنْ طَعَامِهِ (5).

«7»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ قَالَ حَدَّثَنِی خَالِی عَنْبَسَةُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: أَتَیْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی مَكَّةَ فَأَمَرَ بِسُفْرَتِهِ فَوُضِعَتْ بَیْنَ أَیْدِینَا فَقَالَ كُلُوا فَأَكَلْنَا وَ جَعَلْنَا نَقْصُرُ فِی الْأَكْلِ فَقَالَ كُلُوا فَأَكَلْنَا فَقَالَ أَبَیْتُمْ أَبَیْتُمْ إِنَّهُ كَانَ یُقَالُ اعْتَبِرْ حُبَّ الْقَوْمِ بِأَكْلِهِمْ قَالَ فَأَكَلْنَا وَ ذَهَبَتِ الْحِشْمَةُ(6).

ص: 449


1- 1. المحاسن ص 413.
2- 2. المحاسن ص 413.
3- 3. المحاسن ص 413.
4- 4. المحاسن ص 413.
5- 5. المحاسن ص 413.
6- 6. المحاسن ص 413.

«8»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ یُونُسَ بْنِ رَبِیعٍ قَالَ: دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِطَعَامٍ فَأُتِیَ بِهَرِیسَةٍ فَقَالَ لَنَا ادْنُوا فَكُلُوا قَالَ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ یَقْصُرُونَ فَقَالَ كُلُوا إِنَّمَا تَسْتَبِینُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ فِی أَكْلِهِ قَالَ فَأَقْبَلْنَا نُصَعِّرُ أَنْفُسَنَا كَمَا یُصَعِّرُ الْإِبِلُ (1).

«9»- سن، [المحاسن] ابْنُ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْمُلَقَّبِ بِزُحَلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأُتِینَا بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَجَعَلْنَا نُعَذِّرُ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ شَیْئاً إِنَّ أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَفَعْتُ [كسحت] [كُسْحَةَ] مَا بِهِ فَأَكَلْتُ فَقَالَ الْآنَ ثُمَّ أَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُهْدِیَتْ لَهُ قَصْعَةُ أَرُزٍّ مِنْ نَاحِیَةِ الْأَنْصَارِ فَدَعَا سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ وَ أَبَا ذَرٍّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَجَعَلُوا یُعَذِّرُونَ فِی الْأَكْلِ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ شَیْئاً إِنَّ أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا فَجَعَلُوا یَأْكُلُونَ جَیِّداً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِمْ (2).

«10»- سن، [المحاسن] یَاسِرٌ الْخَادِمُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: الْخَیِّرُ یَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِیَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ (3).

باب 91 آداب الضیف و صاحب المنزل و من ینبغی ضیافته.

الآیات:

الأحزاب: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ إِلَّا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ إِلی طَعامٍ غَیْرَ ناظِرِینَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِیتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِینَ لِحَدِیثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ یُؤْذِی النَّبِیَّ فَیَسْتَحْیِی مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا یَسْتَحْیِی

ص: 450


1- 1. المحاسن ص 414 و قوله« نصعر» أی نمیل بوجهنا و نمد عنقنا الی جوانب الخوان هل بقی شی ء لم نأكله؟.
2- 2. المحاسن ص 414.
3- 3. المحاسن ص 449.

مِنَ الْحَقِ (1)

الذاریات: هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ الْمُكْرَمِینَ إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ- فَراغَ إِلی أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ- فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ قالَ أَ لا تَأْكُلُونَ (2)

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ دَارِمٍ وَ نُعَیْمِ بْنِ صَالِحٍ الطَّبَرِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مِنْ حَقِّ الضَّیْفِ أَنْ تَمْشِیَ مَعَهُ فَتُخْرِجَهُ مِنْ حَرِیمِكَ إِلَی الْبَابِ (3).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَی أَخِیهِ فِی رَحْلِهِ فَلْیَقْعُدْ حَیْثُ یَأْمُرُ صَاحِبُ الرَّحْلِ فَإِنَّ صَاحِبَ الرَّحْلِ أَعْرَفُ بِعَوْرَةِ بَیْتِهِ مِنَ الدَّاخِلِ عَلَیْهِ (4).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجِیلُ السراج [السَّرَاحِ](5).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: دَعَا رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَی أَنْ تَضْمَنَ لِی ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ وَ مَا هُنَّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا تُدْخِلْ عَلَیَّ شَیْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَلَیَّ شَیْئاً فِی الْبَیْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِیَالِ قَالَ ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (7).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ أَوْ غَیْرِهِ قَالَ: نَزَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَوْمٌ مِنْ جُهَیْنَةَ

ص: 451


1- 1. الأحزاب: 53.
2- 2. الذاریات: 24- 27.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 70.
4- 4. قرب الإسناد ص 33.
5- 5. الخصال ج 1 ص 8.
6- 6. عیون الأخبار ج 1 ص 259.
7- 7. صحیفة الرضا علیه السلام ص 26.

فَأَضَافَهُمْ فَلَمَّا أَرَادُوا الرِّحْلَةَ زَوَّدَهُمْ وَ وَصَلَهُمْ وَ أَعْطَاهُمْ ثُمَّ قَالَ لِغِلْمَانِهِ تَنَحَّوْا لَا تُعِینُوهُمْ فَلَمَّا فَرَغُوا جَاءُوا لِیُوَدِّعُوهُ فَقَالُوا لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ أَضَفْتَ فَأَحْسَنْتَ الضِّیَافَةَ وَ أَعْطَیْتَ فَأَجْزَلْتَ الْعَطِیَّةَ ثُمَّ أَمَرْتَ غِلْمَانَكَ أَنْ لَا یُعِینُونَا عَلَی الرِّحْلَةِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نُعِینُ أَضْیَافَنَا عَلَی الرِّحْلَةِ مِنْ عِنْدِنَا(1).

«6»- ل، [الخصال] فِی وَصَایَا النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا عَلِیُّ ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ الذَّاهِبُ إِلَی مَائِدَةٍ لَمْ یُدْعَ إِلَیْهَا وَ الْمُتَأَمِّرُ عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ الْخَبَرَ(2).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّحْوِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ رَفِیعٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: نَزَلَ ضَیْفٌ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَبْطَأَ الْأَنْصَارِیُّ عَلَی أَهْلِهِ فَجَاءَ فَقَالَ مَا عَشَّیْتُمْ ضَیْفِی وَ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ عِشَاءَكُمْ وَ قَالَتِ الْمَرْأَةُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ اللَّیْلَةَ قَالَ الضَّیْفُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ اللَّیْلَةَ فَقَالَ الْأَنْصَارِیُّ یَبِیتُ اللَّیْلَةَ ضَیْفِی بِغَیْرِ عِشَاءٍ قَرِّبُوا طَعَامَكُمْ فَأَكَلَ وَ أَكَلُوا مَعَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهَ أَطَعْتَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَصَیْتَ الشَّیْطَانَ (3).

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَی بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَهَنَ مُسْلِماً كَرَامَةً لَهُ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

«9»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَضِفْ بِطَعَامِكَ مَنْ تُحِبُّ فِی اللَّهِ (5).

«10»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْوَصَّافِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَأَنْ أُشْبِعَ أَخاً لِی فِی اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ عَشَرَةَ مَسَاكِینَ (6).

ص: 452


1- 1. أمالی الصدوق ص 323.
2- 2. الخصال ج 2 ص 40.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 393.
4- 4. ثواب الأعمال ص 137.
5- 5. المحاسن ص 391.
6- 6. المحاسن ص 392.

«11»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اعْمَلْ طَعَاماً وَ تَنَوَّقْ فِیهِ وَ ادْعُ عَلَیْهِ أَصْحَابَكَ (1).

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فَأْتِهِ بِمَا عِنْدَكَ وَ إِذَا دَعَوْتَهُ فَتَكَلَّفْ لَهُ (2).

«13»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ لَا یَحْتَشِمُ مِنْ أَخِیهِ وَ مَا أَدْرِی أَیُّهُمَا أَعْجَبُ الَّذِی یُكَلِّفُ أَخَاهُ إِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ أَنْ یَتَكَلَّفَ لَهُ أَوِ الْمُتَكَلِّفُ لِأَخِیهِ (3).

«14»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كَفَی بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ یَسْتَقِلَّ مَا یُقَرِّبُ إِلَی إِخْوَانِهِ وَ كَفَی بِالْقَوْمِ إِثْماً أَنْ یَسْتَقِلُّوا مَا یُقَرِّبُهُ إِلَیْهِمْ أَخُوهُمْ.

وَ قَالَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: قَالَ إِثْمٌ بِالْمَرْءِ(4).

سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِثْمٌ بِالْمَرْءِ(5).

«15»- سن، [المحاسن] نُوحٌ النَّیْسَابُورِیُّ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ جَاءَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ شَیْ ءٌ قُلْتُ نَعَمْ بَعَثْتُ ابْنِی وَ أَعْطَیْتُهُ دِرْهَماً یَشْتَرِی بِهِ لَحْماً وَ بَیْضاً فَقَالَ أَیْنَ أَرْسَلْتَ ابْنَكَ فَخَبَّرْتُهُ فَقَالَ رُدَّهُ رُدَّهُ عِنْدَكَ خَلٌّ عِنْدَكَ زَیْتٌ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَهَاتِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ هُلْكٌ لِامْرِئٍ احْتَقَرَ لِأَخِیهِ مَا حَضَرَهُ هُلْكٌ لِامْرِئٍ احْتَقَرَ مِنْ أَخِیهِ مَا قَدَّمَ إِلَیْهِ (6).

«16»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هُلْكٌ بِالْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ یُخْرِجَ إِلَیْهِ أَخُوهُ مَا عِنْدَهُ فَیَسْتَقِلَّهُ وَ هُلْكٌ بِالْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ یَسْتَقِلَّ مَا عِنْدَهُ لِلضَّیْفِ (7).

ص: 453


1- 1. المحاسن ص 410.
2- 2. المحاسن ص 410.
3- 3. المحاسن ص 414.
4- 4. المحاسن ص 414.
5- 5. المحاسن ص 414.
6- 6. المحاسن ص 414.
7- 7. المحاسن ص 415.

«17»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ مَكْرُمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ أَنْ یَقْبَلَ تُحْفَتَهُ وَ أَنْ یُتْحِفَهُ بِمَا عِنْدَهُ وَ لَا یَتَكَلَّفَ لَهُ شَیْئاً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِینَ (1).

«18»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ الْحَارِثَ الْأَعْوَرَ أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أُحِبُّ أَنْ تُكْرِمَنِی بِأَنْ تَأْكُلَ عِنْدِی فَقَالَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی أَنْ لَا تَتَكَلَّفَ شَیْئاً وَ دَخَلَ فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بِكِسْرٍ فَجَعَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَأْكُلُ فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ إِنَّ مَعِی دَرَاهِمَ وَ أَظْهَرَهَا فَإِذَا هِیَ فِی كُمِّهِ فَقَالَ إِنْ أَذِنْتَ لِی اشْتَرَیْتُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذِهِ مِمَّا فِی بَیْتِكَ (2).

«19»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ فَقَالَ: أَتَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ادْخُلْ مَنْزِلِی فَقَالَ عَلَی شَرْطِ أَنْ لَا تَدَّخِرَ عَنِّی شَیْئاً مِمَّا فِی بَیْتِكَ وَ لَا تَتَكَلَّفَ شَیْئاً مِمَّا وَرَاءَ بَابِكَ (3).

«20»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا طَعِمَ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتٍ قَالَ طَعِمَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ وَ أَكَلَ مَعَكُمُ الْأَبْرَارُ وَ صَلَّتْ عَلَیْكُمُ الْمَلَائِكَةُ الْأَخْیَارُ(4).

«21»- سن، [المحاسن] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ السَّمَّانِ: أَنَّهُ حَمَلَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لُطْفاً فَأَكَلَ مَعَهُ مِنْهُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ قَالَ لَهُ أَكَلَ طَعَامَكَ الْأَبْرَارُ وَ صَلَّتْ عَلَیْكَ الْمَلَائِكَةُ الْأَخْیَارُ(5).

«22»- سن، [المحاسن] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَكَلَ مَعَ الْقَوْمِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ یَضَعُ یَدَهُ مَعَ الْقَوْمِ وَ آخَرُ مَنْ یَرْفَعُهَا لِأَنْ یَأْكُلَ الْقَوْمُ (6).

ص: 454


1- 1. المحاسن ص 415.
2- 2. المحاسن ص 415.
3- 3. المحاسن ص 415.
4- 4. المحاسن ص 439.
5- 5. المحاسن ص 439.
6- 6. المحاسن ص 449.

«23»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَاحِبُ الرَّحْلِ یَشْرَبُ أَوَّلَ الْقَوْمِ وَ یَتَوَضَّأُ آخِرَهُمْ (1).

«24»- سن، [المحاسن] جَعْفَرٌ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِیَشْرَبْ سَاقِی الْقَوْمِ آخِرَهُمْ (2).

«25»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الرَّجُلِ یُقْسِمُ عَلَی الرَّجُلِ فِی الطَّعَامِ أَوْ نَحْوِهِ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ إِنَّمَا أَرَادَ إِكْرَامَهُ (3).

«26»- سن، [المحاسن] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مِنْ حَقِّ الضَّیْفِ أَنْ یُعَدَّ لَهُ الْخِلَالُ (4).

«27»- سر، [السرائر] السَّیَّارِیُّ قَالَ: نَزَلَ بِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَضْیَافٌ فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّحِیلَ قَعَّدَ عَنْهُمْ غِلْمَانَهُ فَقَالُوا لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ الْغِلْمَانَ فَأَعَانُونَا عَلَی رِحْلَتِنَا فَقَالَ لَهُمْ أَمَّا وَ أَنْتُمْ رَاحِلُونَ عَنَّا فَلَا(5).

«28»- سر، [السرائر] مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْحِشْمَةِ عِنْدَ الْأَخِ إِذَا أَكَلَ عَلَی خِوَانٍ عِنْدَ أَخِیهِ أَنْ یَرْفَعَ یَدَهُ قَبْلَ یَدَیْهِ وَ قَالَ لَا تَقُلْ لِأَخِیكَ إِذَا دَخَلَ عَلَیْكَ أَكَلْتَ الْیَوْمَ شَیْئاً وَ لَكِنْ قَرِّبْ إِلَیْهِ مَا عِنْدَكَ فَإِنَّ الْجَوَادَ كُلَّ الْجَوَادِ مَنْ بَذَلَ مَا عِنْدَهُ (6).

«29»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَنْفَقَ عَلَی طَعَامٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ أَكَلَ مِنْهُ مُؤْمِنٌ لَمْ یُعَدَّ مُسْرِفاً(7).

«30»- كش، [رجال الكشی] جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام

ص: 455


1- 1. المحاسن ص 452.
2- 2. المحاسن ص 452.
3- 3. المحاسن ص 452.
4- 4. المحاسن ص 564.
5- 5. السرائر ص 475.
6- 6. السرائر ص 477.
7- 7. مكارم الأخلاق ص 154.

قَالَ قَالَ الْحَارِثُ: تَدْخُلُ مَنْزِلِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام عَلَی شَرْطِ أَنْ لَا تَدَّخِرَنِی شَیْئاً مِمَّا فِی بَیْتِكَ وَ لَا تَكَلَّفَ لِی شَیْئاً مِمَّا وَرَاءَ بَابِكَ قَالَ نَعَمْ فَدَخَلَ یَتَحَرَّقُ وَ یُحِبُّ أَنْ یَشْتَرِیَ لَهُ وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ لَا یَجُوزُ لَهُ حَتَّی قَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا لَكَ یَا حَارِثُ

قَالَ هَذِهِ دَرَاهِمُ مَعِی وَ لَسْتُ أَقْدِرُ عَلَی أَنْ أَشْتَرِیَ لَكَ مَا أُرِیدُ قَالَ أَ وَ لَیْسَ قُلْتُ لَكَ لَا تَكَلَّفْ مَا وَرَاءَ بَابِكَ فَهَذِهِ مِمَّا فِی بَیْتِكَ (1).

«31»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ تَكْرِمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَنْ یَقْبَلَ تُحْفَتَهُ أَوْ یُتْحِفَهُ مِمَّا عِنْدَهُ وَ لَا یَتَكَلَّفَ شَیْئاً.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا أُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِینَ (2).

«32»- زُهْدُ النَّبِیِّ، لِلشَّیْخِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْقُمِّیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ طَعَاماً رِئَاءً وَ سُمْعَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ صَدِیدِ جَهَنَّمَ وَ جَعَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ نَاراً فِی بَطْنِهِ حَتَّی یَقْضِیَ بَیْنَ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«33»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَلَاوَةً أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَارَةَ الْمَوْتِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قُوتُ الْأَجْسَادِ الطَّعَامُ وَ قُوتُ الْأَرْوَاحِ الْإِطْعَامُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعاً أَجْرَی اللَّهُ لَهُ نَهَراً فِی الْجَنَّةِ.

وَ قَالَ: كَانَ سُلَیْمَانُ علیه السلام یُطْعِمُ أَضْیَافَهُ اللَّحْمَ بِالْحُوَّارَی وَ عِیَالَهُ الْخُشْكَارَ(3)

وَ یَأْكُلُ هُوَ الشَّعِیرَ غَیْرَ مَنْخُولٍ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَلَیْكَ بِالْمَسَاكِینِ فَأَشْبِعْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ ما یُبْدِئُ الْباطِلُ وَ ما یُعِیدُ(4).

ص: 456


1- 1. رجال الكشّیّ ص 82.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 11.
3- 3. الحواری الخبز المصنوع من الدقیق الابیض و هو لباب الدقیق منخولا، و الخشكار الخبز المعمول من الدقیق الاسمر و هو الذی لم ینخل، و یقال له خبز السمراء.
4- 4. سبأ: 48.

باب 92 العرض علی أخیك

«1»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیُّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ سُلَیْمَانَ بْنِ مُقْبِلٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَمَرَّ بِهِ رَكْبٌ وَ هُوَ یُصَلِّی فَوَقَفُوا عَلَی أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلُوهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعَوْا وَ أَثْنَوْا وَ قَالُوا لَوْ لَا أَنَّا عِجَالٌ لَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْرَءُوهُ السَّلَامَ وَ مَضَوْا فَانْفَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُغْضَباً ثُمَّ

قَالَ لَهُمْ یَقِفُ عَلَیْكُمُ الرَّكْبُ وَ یَسْأَلُونَكُمْ عَنِّی وَ یُبَلِّغُونَنِی السَّلَامَ وَ لَا تَعْرِضُونَ عَلَیْهِمُ الْغَدَاءَ یَعِزُّ عَلَی قَوْمٍ فِیهِمْ خَلِیلِی جَعْفَرٌ أَنْ یَجُوزُوهُ حَتَّی یَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ (1).

«2»- سن، [المحاسن] ابْنُ عِیسَی عَنْ عِدَّةٍ رَفَعُوا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَیْكَ أَخُوكَ فَاعْرِضْ عَلَیْهِ الطَّعَامَ فَإِنْ لَمْ یَأْكُلْ فَاعْرِضْ عَلَیْهِ الْمَاءَ فَإِنْ لَمْ یَشْرَبْ فَاعْرِضْ عَلَیْهِ الْوَضُوءَ(2).

«3»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْخَطَّابِ الْخِلَالِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَاهُ مَوْلًی لَهُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ مَعَهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِیلُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ جَلَسَ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام انْصَرَفَ مَعَهُ الرَّجُلُ فَلَمَّا انْتَهَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی بَابِ دَارِهِ دَخَلَ وَ تَرَكَ الرَّجُلَ وَ قَالَ لَهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِیلُ یَا أَبَهْ أَلَّا كُنْتَ عَرَضْتَ عَلَیْهِ الدُّخُولَ فَقَالَ لَمْ یَكُنْ مِنْ شَأْنِی إِدْخَالُهُ قَالَ فَهُوَ لَمْ یَكُنْ یَدْخُلُ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أَكْرَهُ أَنْ یَكْتُبَنِی اللَّهُ عَرَّاضاً(3).

ص: 457


1- 1. المحاسن ص 416.
2- 2. المحاسن ص 417.
3- 3. المحاسن ص 417.

باب 93 فضل إقراء الضیف و إكرامه

الآیات:

هود: فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ(1)

«1»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمَكَارِمُ عَشْرٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ فِیكَ فَلْتَكُنْ أَحَدُهَا إِقْرَاءُ الضَّیْفِ الْخَبَرَ(2).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] المفید عن ابن قولویه عن علی بن بابویه عن علی بن إبراهیم عن ابن عیسی عن النهدی عن یزید بن إسحاق: مثله (3).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ الْوَفَاةِ: أُوصِیكَ یَا بُنَیَّ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ وَقْتِهَا إِلَی أَنْ قَالَ وَ إِكْرَامِ الضَّیْفِ (4).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَبِی قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِدَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ: یَا دَاوُدُ إِنَّ خِصَالَ الْمَكَارِمِ بَعْضُهَا مُقَیَّدٌ بِبَعْضٍ یَقْسِمُهَا اللَّهُ حَیْثُ شَاءَ تَكُونُ فِی الرَّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِی ابْنِهِ وَ تَكُونُ فِی الْعَبْدِ وَ لَا تَكُونُ فِی سَیِّدِهِ صِدْقُ الْحَدِیثِ وَ صِدْقُ الْبَأْسِ وَ إِعْطَاءُ السَّائِلِ وَ الْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ التَّوَدُّدُ إِلَی الْجَارِ وَ الصَّاحِبِ وَ قِرَی الضَّیْفِ وَ رَأْسُهُنَّ الْحَیَاءُ(5).

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِقَبْرٍ یُحْفَرُ وَ قَدِ انْبَهَرَ(6) الَّذِی یَحْفِرُهُ فَقَالَ لَهُ لِمَنْ تَحْفِرُ هَذَا الْقَبْرَ فَقَالَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَقَالَ وَ مَا لِلْأَرْضِ تَشَدَّدُ عَلَیْكَ إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ لَسَهْلًا حَسَنَ الْخُلُقِ فَلَانَتِ الْأَرْضُ عَلَیْهِ حَتَّی كَانَ لَیَحْفِرُهَا بِكَفَّیْهِ ثُمَّ قَالَ:

ص: 458


1- 1. هود: 69.
2- 2. الخصال ج 2 ص 91.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 9.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 308.
6- 6. أی انقطع نفسه و تتابع من الاعیاء.

لَقَدْ كَانَ یُحِبُّ إِقْرَاءَ الضَّیْفِ وَ لَا یُقْرِی الضَّیْفَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِیٌ (1).

«5»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنِّی أُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَ أُقِیمُ الصَّلَاةَ وَ أُوتِی الزَّكَاةَ فِی وَقْتِهَا وَ أَقْرِی الضَّیْفَ طَیِّبٌ بِهَا نَفْسِی مُحْتَسِبٌ بِذَلِكَ أَرْجُو مَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ بَخْ بَخْ بَخْ مَا لِجَهَنَّمَ عَلَیْكَ سَبِیلٌ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَكَ مِنَ الشُّحِّ إِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ نَهَی عَنِ التَّكَلُّفِ لِلضَّیْفِ بِمَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ وَ مَا مِنْ ضَیْفٍ حَلَّ بِقَوْمٍ إِلَّا وَ رِزْقُهُ مَعَهُ (2).

«6»- ف، [تحف العقول] فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَمَّا الْوُجُوهُ الْأَرْبَعَةُ الَّتِی یَلْزَمُهُ فِیهَا النَّفَقَةُ مِنْ وُجُوهِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ فَقَضَاءُ الدَّیْنِ وَ الْعَارِیَّةُ وَ الْقَرْضُ وَ إِقْرَاءُ الضَّیْفِ وَاجِبَاتٌ فِی السُّنَّةِ(3).

«7»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تُحِبُّ إِخْوَانَكَ یَا حُسَیْنُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ تَنْفَعُ فُقَرَاءَهُمْ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ یَحِقُّ عَلَیْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ یُحِبُّ اللَّهُ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَنْفَعُ مِنْهُمْ أَحَداً حَتَّی تُحِبَّهُ تَدْعُوهُمْ إِلَی مَنْزِلِكَ قُلْتُ مَا آكُلُ إِلَّا وَ مَعِی مِنْهُمُ الرَّجُلَانِ وَ الثَّلَاثَةُ وَ أَقَلُّ وَ أَكْثَرُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَضْلُهُمْ عَلَیْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ أَدْعُوهُمْ إِلَی مَنْزِلِی وَ أُطْعِمُهُمْ طَعَامِی وَ أَسْقِیهِمْ وَ أُوطِئُهُمْ رَحْلِی وَ یَكُونُونَ عَلَیَّ أَفْضَلُ مِنَّا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَ مَغْفِرَةِ عِیَالِكَ وَ إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَنْزِلِكَ خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَ ذُنُوبِ عِیَالِكَ (4).

«8»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ آخُذَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ فَأَدْخُلَ إِلَی سُوقِكُمْ هَذِهِ فَأَبْتَاعَ بِهَا الطَّعَامَ ثُمَّ أَجْمَعَ بِهَا نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ

ص: 459


1- 1. قرب الإسناد ص 36 و 50 فی ط.
2- 2. قرب الإسناد ص 36 و 50 فی ط.
3- 3. تحف العقول 353 و 336 فی ط.
4- 4. المحاسن ص 390.

أُعْتِقَ نَسَمَةً(1).

«9»- سن، [المحاسن] الْبَزَنْطِیُّ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَكْلَةٌ یَأْكُلُهَا أَخِیَ الْمُسْلِمُ عِنْدِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ(2).

«10»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُدْخِلُ بَیْتَهُ مُؤْمِنَیْنِ فَیُطْعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ نَسَمَةٍ(3).

«11»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَیُّ عَمَلٍ یُعْمَلُ بِهِ یَعْدِلُ عِتْقَ نَسَمَةٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَأَنْ أُطْعِمَ ثَلَاثَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ نَسَمَةٍ وَ نَسَمَةٍ حَتَّی بَلَغَ سَبْعاً وَ إِطْعَامُ مُسْلِمٍ یَعْدِلُ نَسَمَةً(4).

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: شِبَعُ أَرْبَعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (5).

«13»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الْمُنْجِیَاتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (6).

«14»- جع، [جامع الأخبار] عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ اجْتَنَبُوا الْحَرَامَ وَ أَقْرَوُا الضَّیْفَ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ.

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ ضَیْفَهُ وَ الضِّیَافَةُ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ وَ لَیَالِیهِنَّ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَ جَائِزَةٌ یوم [یَوْماً] وَ لَیْلَةً وَ لَا یَنْبَغِی لِلضَّیْفِ إِذَا نَزَلَ بِقَوْمٍ أَنْ یُمِلَّهُمْ فَیُخْرِجَهُمْ أَوْ یُخْرِجُوهُ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَسْمَعُ بِهَمْسِ الضَّیْفِ وَ فَرِحَ بِذَلِكَ إِلَّا غُفِرَتْ لَهُ خَطَایَاهُ وَ إِنْ كَانَ مُطْبِقَةً بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ. وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الضَّیْفُ

ص: 460


1- 1. المحاسن ص 393.
2- 2. المحاسن ص 394.
3- 3. المحاسن ص 394.
4- 4. المحاسن ص 395.
5- 5. المحاسن ص 395.
6- 6. مكارم الأخلاق ص 154.

دَلِیلُ الْجَنَّةِ.

وَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمِیرٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُحِبُّ الضَّیْفَ إِلَّا وَ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فَیَنْظُرُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَیَقُولُونَ مَا هَذَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ فَیَقُولُ مَلَكٌ هَذَا مُؤْمِنٌ یُحِبُّ الضَّیْفَ وَ یُكْرِمُ الضَّیْفَ وَ لَا سَبِیلَ لَهُ إِلَّا أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَیْراً أَهْدَی إِلَیْهِمْ هَدِیَّةً قَالُوا وَ مَا تِلْكَ الْهَدِیَّةُ قَالَ الضَّیْفُ یَنْزِلُ بِرِزْقِهِ وَ یَرْتَحِلُ بِذُنُوبِ أَهْلِ الْبَیْتِ.

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْلَةُ الضَّیْفِ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مَنْ أَصْبَحَ إِنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهُ وَ كُلُّ بَیْتٍ لَا یَدْخُلُ فِیهِ الضَّیْفُ لَا یَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ.

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فِی الْمَالِ حَقٌّ سِوَی الزَّكَاةِ قَالَ نَعَمْ عَلَی الْمُسْلِمِ أَنْ یُطْعِمَ الْجَائِعَ إِذَا سَأَلَهُ وَ یَكْسُوَ الْعَارِیَ إِذَا سَأَلَهُ قَالَ إِنَّهُ یَخَافُ أَنْ یَكُونَ كَاذِباً قَالَ أَ فَلَا یَخَافُ صِدْقَهُ (1).

«15»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَضِفْ بِطَعَامِكَ وَ شَرَابِكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِی اللَّهِ تَعَالَی (2).

«16»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَرَكَةُ أَسْرَعُ إِلَی مَنْ یُطْعِمُ الطَّعَامَ مِنَ السِّكِّینِ فِی السَّنَامِ.

«17»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَیْدٍ الْكِنْدِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الضَّیْفُ یَأْتِی الْقَوْمَ بِرِزْقِهِ فَإِذَا ارْتَحَلَ ارْتَحَلَ بِجَمِیعِ ذُنُوبِهِمْ.

عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الطَّعَامُ إِذَا جُمِعَ فِیهِ أَرْبَعُ خِصَالٍ فَقَدْ تَمَّ إِذَا كَانَ مِنْ حَلَالٍ وَ

ص: 461


1- 1. جامع الأخبار ص 158.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 11.

كَثُرَتِ الْأَیْدِی عَلَیْهِ وَ سُمِّیَ فِی أَوَّلِهِ وَ حُمِدَ فِی آخِرِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ طَوَی وَ جَاعَ وَ صَبَرَ أُولَئِكَ الَّذِینَ یَشْبَعُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

باب 94 أن الرجل إذا دخل بلدة فهو ضیف علی إخوانه و حد الضیافة

«1»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَرْوِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَلْدَةً فَهُوَ ضَیْفٌ عَلَی مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ دِینِهِ حَتَّی یَرْحَلَ عَنْهُمْ وَ لَا یَنْبَغِی لِلضَّیْفِ أَنْ یَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ لِئَلَّا یَعْمَلُوا لَهُ الشَّیْ ءَ فَیَفْسُدَ عَلَیْهِمْ وَ لَا یَنْبَغِی لَهُمْ أَنْ یَصُومُوا إِلَّا بِإِذْنِ ضَیْفِهِمْ لِئَلَّا یَحْتَشِمَهُمْ فَیَشْتَهِیَ الطَّعَامَ فَیَتْرُكَهُ لِمَكَانِهِمْ (1).

ع، [علل الشرائع] علی بن بندار عن إبراهیم بن إسحاق بإسناده ذكره عن الفضیل بن یسار عن أبی جعفر علیهما السلام: مثله (2).

«2»- ع، [علل الشرائع] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَرْخِیِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ قَالَ: بَلَغَنِی أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ یَرْوِی حَدِیثاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَتَیْتُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَزَبَرَنِی وَ حَلَفَ لِی بِأَیْمَانٍ غَلِیظَةٍ لَا یُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً فَقُلْتُ أُجِلُّ اللَّهَ هَلْ سَمِعَهُ مَعَكَ أَحَدٌ غَیْرُكَ قَالَ نَعَمْ سَمِعَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْفَضْلُ فَقَصَدْتُهُ حَتَّی إِذَا صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ اسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَدِیثِ فَزَبَرَنِی وَ فَعَلَ بِی كَمَا فَعَلَ الْمَدِینِیُّ فَأَخْبَرْتُهُ بِسَفَرِی وَ مَا فَعَلَ بِیَ الْمَدِینِیُّ فَرَقَّ لِی وَ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَرْوِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ بَلْدَةً فَهُوَ ضَیْفٌ عَلَی مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ دِینِهِ حَتَّی یَرْحَلَ عَنْهُمْ وَ لَا یَنْبَغِی لِلضَّیْفِ أَنْ یَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ لِئَلَّا یَعْمَلُوا لَهُ الشَّیْ ءَ فَیَفْسُدَ عَلَیْهِمْ وَ لَا یَنْبَغِی لَهُمْ أَنْ یَصُومُوا إِلَّا بِإِذْنِهِ لِئَلَّا

ص: 462


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 71.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 71.

یَحْتَشِمَهُمْ فَیَتْرُكَ لِمَكَانِهِمْ ثُمَّ قَالَ لِی أَیْنَ نَزَلْتَ فَأَخْبَرْتُهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ إِذَا هُوَ قَدْ بَكَّرَ عَلَیَّ وَ مَعَهُ خَادِمٌ لَهُ عَلَی رَأْسِهَا خِوَانٌ عَلَیْهَا مِنْ ضُرُوبِ الطَّعَامِ فَقُلْتُ مَا هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَمْ أَرْوِ لَكَ الْحَدِیثَ بِالْأَمْسِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ انْصَرَفَ (1).

سر، [السرائر] السیاری: مثله (2).

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الضِّیَافَةُ ثَلَاثَةٌ أَوَّلُ یَوْمٍ حَقٌّ وَ الثَّانِی وَ الثَّالِثُ جَائِزَةٌ وَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَنْزِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَی أَخِیهِ حَتَّی یُؤْثِمَهُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ یُؤْثِمُهُ قَالَ حَتَّی لَا یَكُونَ عِنْدَهُ مَا یُنْفِقُ عَلَیْهِ (3).

باب 95 آداب المجالس و المواضع التی ینبغی الجلوس فیها أو لا ینبغی و حد التواضع لمن یدخله

أقول: قد مر ما یناسب بهذا الباب فی باب التواضع فلا تغفل.

الآیات:

النساء: لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً(4)

العنكبوت: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نادِیكُمُ الْمُنْكَرَ(5)

ص: 463


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 72.
2- 2. السرائر ص 475.
3- 3. الخصال ج 1 ص 72.
4- 4. النساء: 114.
5- 5. العنكبوت: 29.

لقمان: وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ(1)

المجادلة: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ نُهُوا عَنِ النَّجْوی ثُمَّ یَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَ یَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِیَةِ الرَّسُولِ وَ إِذا جاؤُكَ حَیَّوْكَ بِما لَمْ یُحَیِّكَ بِهِ اللَّهُ وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا یُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ یَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِیرُ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا تَناجَیْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِیَةِ الرَّسُولِ وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ- إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قِیلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَ إِذا قِیلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ(2)

«1»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ الذَّاهِبُ إِلَی مَائِدَةٍ لَمْ یُدْعَ إِلَیْهَا وَ الْمُتَأَمِّرُ عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ وَ طَالِبُ الْخَیْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ طَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللِّئَامِ وَ الدَّاخِلُ بَیْنَ اثْنَیْنِ فِی سِرٍّ لَمْ یُدْخِلَاهُ فِیهِ وَ الْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ وَ الْجَالِسُ فِی مَجْلِسٍ لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ وَ الْمُقْبِلُ بِالْحَدِیثِ عَلَی مَنْ لَا یَسْمَعُ مِنْهُ (3).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَجْلِسَ إِلَّا حَیْثُ یَنْتَهِی بِهِ الْجُلُوسُ فَإِنَّ تَخَطِّیَ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ سَخَافَةٌ(4).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْسِیِّ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ مُصْعَبِ

ص: 464


1- 1. لقمان: 19.
2- 2. المجادلة: 7- 11.
3- 3. الخصال ج 2 ص 40.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 310.

ابْنِ شَیْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ فَإِنْ دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ وَ أَوْسَعَ لَهُ فِی مَجْلِسِهِ فَلْیَأْتِهِ فَإِنَّمَا هِیَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ وَ إِنْ لَمْ یُوسِعْ لَهُ أَحَدٌ فَلْیَنْظُرْ أَوْسَعَ مَكَانٍ یَجِدُهُ فَلْیَجْلِسْ فِیهِ (1).

«4»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ یَرْضَی الرَّجُلُ بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ وَ أَنْ یُسَلِّمَ عَلَی مَنْ یَلْقَی وَ أَنْ یَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لَا یُحِبَّ أَنْ یُحْمَدَ عَلَی التَّقْوَی (2).

«5»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَی أَخِیهِ فِی رَحْلِهِ فَلْیَقْعُدْ حَیْثُ یَأْمُرُهُ صَاحِبُ الرَّحْلِ فَإِنَّ صَاحِبَ الرَّحْلِ أَعْرَفُ بِعَوْرَةِ بَیْتِهِ مِنَ الدَّاخِلِ عَلَیْهِ (3).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: إِیَّاكَ وَ الْجُلُوسَ فِی الطُّرُقَاتِ.

وَ قَالَ علیه السلام: جَاهِدْ نَفْسَكَ وَ احْذَرْ جَلِیسَكَ وَ اجْتَنِبْ عَدُوَّكَ وَ عَلَیْكَ بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ(4).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِی ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ أَخِی جَابِرٍ عَنْ عَمِّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ مَجْلِسٌ سُفِكَ فِیهِ دَمٌ حَرَامٌ وَ مَجْلِسٌ اسْتُحِلَّ فِیهِ فَرْجٌ حَرَامٌ وَ مَجْلِسٌ اسْتُحِلَّ فِیهِ مَالٌ حَرَامٌ بِغَیْرِ حَقِّهِ (5).

«8»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَی عَیْنِكَ فَإِنْ رَأَیْتَ قَوْماً یَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً یَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ یَزِیدُونَكَ

ص: 465


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 7.
2- 2. معانی الأخبار ص 381.
3- 3. قرب الإسناد 33.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 52.

عِلْماً وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُظِلَّهُمْ بِرَحْمَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَیْتَ قَوْماً لَا یَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً لَا یَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ تَكُ جَاهِلًا یَزِیدُونَكَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ.

«9»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: مِثْلَهُ.

«10»- مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الْقُعُودَ بِالصُّعُدَاتِ إِلَّا مَنْ أَدَّی حَقَّهَا.

الصعدات الطرق و هو مأخوذ من الصعید و الصعید التراب و جمع الصعید الصعد ثم الصعدات جمع الجمع كما تقول طریق و طرق ثم طرقات قال اللّٰه عز و جل فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً(1) فالتیمم التعمد للشی ء یقال منه أممت فلانا فأنا أؤمه أما و تأممته و تیممته كله تعمدته و قصدت له

وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الصَّعِیدُ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ وَ الطَّیِّبُ الْمَوْضِعُ الَّذِی یَنْحَدِرُ عَنْهُ الْمَاءُ(2).

«11»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَیْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ یَكْشِفَ ثِیَابَهُ عَنْ فَخِذِهِ وَ یَجْلِسَ بَیْنَ قَوْمٍ (3).

«12»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَضِیَ بِدُونِ الشَّرَفِ مِنَ الْمَجْلِسِ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ حَتَّی یَقُومَ.

وَ قَالَ علیه السلام: مِنَ التَّوَاضُعِ السَّلَامُ عَلَی كُلِّ مَنْ تَمُرُّ بِهِ وَ الْجُلُوسُ دُونَ شَرَفِ الْمَجْلِسِ (4).

«13»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ تَعْظِیماً لِرَجُلٍ قَالَ مَكْرُوهٌ

ص: 466


1- 1. النساء: 43، المائدة: 6.
2- 2. معانی الأخبار ص 283.
3- 3. الخصال ج 2 ص 155.
4- 4. تحف العقول ص 516 و 517.

إِلَّا لِرَجُلٍ فِی الدِّینِ.

«14»- كِتَابُ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ عَظِّمُوا أَهْلَ بَیْتِی فِی حَیَاتِی وَ مِنْ بَعْدِی وَ أَكْرِمُوهُمْ وَ فَضِّلُوهُمْ فَإِنَّهُ لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِأَهْلِ بَیْتِی.

«15»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ وَاعِظٍ قِبْلَةٌ(1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ الْخَبَرَ(2).

وَ قَالَ ابْنُ الْأَشْعَثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِیزٍ عَنْ سَلَامَةَ بْنِ عَقِیلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ فَتَلَقَّاهُ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ الْخَبَرَ(3).

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هَارُونَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ وَ لَا یَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ یُؤْثِرَ عَنْ مُؤْمِنٍ أَوْ قَالَ عَنْ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ قَبِیحاً(4).

«17»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ كَفَّارَةَ الْمَجْلِسِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّ تُبْ عَلَیَّ وَ اغْفِرْ لِی.

«18»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام فِیمَا كَتَبَ إِلَی الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ: إِیَّاكَ وَ مَقَاعِدَ الْأَسْوَاقِ فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّیْطَانِ وَ مَعَارِیضُ الْفِتَنِ (5).

«19»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ،: نَهَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَنْ یُقَامَ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ وَ یَجْلِسَ فِیهِ آخَرُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَكِنْ تَفَسَّحُوا وَ تَوَسَّعُوا.

ص: 467


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 11.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 28.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 29.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 184.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 133.

وَ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الْحَلْقَةِ وَ نَهَی أَنْ یَجْلِسَ الرَّجُلُ بَیْنَ الرَّجُلَیْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا.

«20»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِی مَجْلِسٍ لَمْ یَذْكُرُوا اللَّهَ وَ لَمْ یَذْكُرُونَا إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً عَلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ علیه السلام مَا مِنْ مَجْلِسٍ یَجْتَمِعُ فِیهِ أَبْرَارٌ وَ فُجَّارٌ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَلَی غَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ حَسْرَةً عَلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1) ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذِكْرَ عَدُوِّنَا مِنْ ذِكْرِ الشَّیْطَانِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُكْتَالَ بِالْمِكْیَالِ الْأَوْفَی فَلْیَقُلْ إِذَا أَرَادَ الْقِیَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ یَمُرُّونَ عَلَی حَلَقِ الذِّكْرِ فَیَقُومُونَ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ یَبْكُونَ لِبُكَائِهِمْ وَ یُؤَمِّنُونَ عَلَی دُعَائِهِمْ فَإِذَا صَعِدُوا إِلَی السَّمَاءِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَا مَلَائِكَتِی أَیْنَ كُنْتُمْ وَ هُوَ أَعْلَمُ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا إِنَّا حَضَرْنَا مَجْلِساً مِنْ مَجَالِسِ الذِّكْرِ فَرَأَیْنَا أَقْوَاماً یُسَبِّحُونَكَ وَ یُمَجِّدُونَكَ وَ یُقَدِّسُونَكَ وَ یَخَافُونَ نَارَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یَا مَلَائِكَتِی ازْوُوهَا عَنْهُمْ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَ آمَنْتُهُمْ مِمَّا یَخَافُونَ فَیَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّ فِیهِمْ فُلَاناً وَ إِنَّهُ لَمْ یَذْكُرْكَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ بِمُجَالَسَتِهِ لَهُمْ فَإِنَّ الذَّاكِرِینَ مَنْ لَا یَشْقَی بِهِمْ جَلِیسُهُمْ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الذَّاكِرُ لِلَّهِ فِی الْغَافِلِینَ كَالْمُقَاتِلِ عَنِ الْهَارِبِینَ.

«21»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرَّجُلُ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَارِهِ وَ بِصَدْرِ فَرَسِهِ وَ أَنْ یَؤُمَّ فِی بَیْتِهِ وَ أَنْ یَبْدَأَ فِی صَحْفَتِهِ.

ص: 468


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ هاهنا تكرار، فراجع.

باب 96 السنة فی الجلوس و أنواعه

«1»- أَقُولُ قَدْ مَضَی فِی بَابِ جَوَامِعِ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ: أَنَّهُ قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی هَذَا الْخَلْقَ كُلَّهُ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ أَلْقِ مِنْهُمُ التَّارِكَ لِلسِّوَاكِ وَ الْمُتَرَبِّعَ فِی مَوْضِعِ الضَّیِّقِ الْخَبَرَ.

«2»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَی الطَّعَامِ فَلْیَجْلِسْ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَ لَا یَضَعَنَّ أَحَدُكُمْ إِحْدَی رِجْلَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی وَ یُرَبِّعُ فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ یُبْغِضُهَا اللَّهُ وَ یَمْقُتُ صَاحِبَهَا(1).

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُهُ جَالِساً مُتَوَرِّكاً بِرِجْلِهِ عَلَی فَخِذِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا جِلْسَةٌ مَكْرُوهٌ فَقَالَ لَا إِنَّ الْیَهُودَ قَالَتْ إِنَّ الرَّبَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ جَلَسَ عَلَی الْكُرْسِیِّ هَذِهِ الْجِلْسَةَ لِیَسْتَرِیحَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَمْ یَكُنْ مُتَوَرِّكاً كَمَا كَانَ (2).

«4»- كِتَابُ الْغَایَاتِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ إِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ.

ص: 469


1- 1. الخصال ج 2 ص 160.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 137.

كلمة المصحّح

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله أصفیاء اللّٰه.

و بعد: فمن عظیم منن اللّٰه علینا و له الشكر و المنّة أن وفّقنا للقیام بخدمة الدین القویم و السعی وراء ترویجه بتبریز تراثه الذهبیّ الخالد إلی الملاء الثقافی الدینی.

فهذا هو الجزء الثانی من المجلّد السادس عشر من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار صلوات اللّٰه علیهم یحوی علی 66 بابا من أبواب كتاب العشرة فی شتّی نواحی البحث منها.

فقد بذلنا الجهد فی مقابلتها و تصحیحها و تنمیقها و ضبط غرائبها و إیضاح مشكلاتها علی ما تقدّم منّا فی تقدمة الجزء السابق 71 لا نعیدها حذرا من التكرار مع أنّه لا مندوحة عن مراجعتها فلیراجع الطالب إلیها نسأل اللّٰه العزیز أن یهدینا إلی سواء الصراط إنّه علی صراط مستقیم.

محمد الباقر البهبودی رمضان المبارك 1386

ص: 470

بسمه تعالی

انتهی الجزء الثانی من المجلّد السادس عشر و هو الجزء الثانی و السبعون حسب تجزئتنا یحوی علی ست و ستّین باباً من أبواب آداب العشرة و لقد بذلنا الجهد فی تصحیحها و تنمیقها حسب الطاقة فخرج بحمد اللّٰه نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و كل عنه النظر لا یكاد یخفی علی الناظر البصیر، و من اللّٰه العصمة و التوفیق.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 471

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«31»- باب العشرة مع الیتامی و أكل أموالهم و ثواب إیوائهم و الرحم علیهم و عقاب إیذائهم 14- 1

«32»- باب آداب معاشرة العمیان و الزمنی و أصحاب العاهات المسریّة 16- 14

«33»- باب نصر الضعفاء و المظلومین و إغاثتهم و تفریج كرب المؤمنین و ردّ العادیة عنهم و ستر عیوبهم 23- 17

«34»- باب من ینفع الناس و فضل الإصلاح بینهم 24- 23

«35»- باب الإنصاف و العدل 41- 24

«36»- باب المكافاة علی الصنائع و ذمّ مكافاة الإحسان بالإساءة و أنّ المؤمن مكفّر 44- 41

«37»- باب فی أنّ المؤمن مكفّر لا یشكر معروفه 44

«38»- باب الهدیّة 45- 44

«39»- باب الماعون 46- 45

«40»- باب الإغضاء عن عیوب الناس و ثواب من مقت نفسه دون الناس 49- 46

«41»- باب ثواب إماطة الأذی عن الطریق و إصلاحه و الدلالة علی الطریق 50- 49

«42»- باب الرفق و اللین و كفّ الأذی و المعاونة علی البرّ و التقوی 64- 50

«43»- باب النصیحة للمسلمین و بذل النصح لهم و قبول النصح ممّن ینصح 66- 65

«44»- باب الأدب و من عرف قدره و لم یتعدّ طوره 68- 66

ص: 472

«45»- باب فضل كتمان السرّ و ذمّ الإذاعة 90- 68

«46»- باب التحرّز عن مواضع التهمة و مجالسة أهلها 91- 90

«47»- باب لزوم الوفاء بالوعد و العهد و ذم خلفهما 97- 91

«48»- باب المشورة و قبولها و من ینبغی استشارته و نصح المستشیر و النهی عن الاستبداد بالرأی 105- 97

«49»- باب غنی النفس و الاستغناء عن الناس و الیأس عنهم 113- 105

«50»- باب أداء الأمانة 117- 113

«51»- باب التواضع 136- 117

«52»- باب رحم الصغیر و توقیر الكبیر و إجلال ذی الشیبة المسلم 138- 136

«53»- باب النهی عن تعجیل الرجل عن طعامه أو حاجته 139- 138

«54»- باب ثواب إماطة القذی عن وجه المؤمن و التبسّم فی وجهه و ما یقول الرجل إذا أمیط عنه القذی و معنی قول الرجل لأخیه «جزاك اللّٰه خیرا» و النهی عن قول الرجل لصاحبه «لا و حیاتك و حیاة فلان» 140- 139

«55»- باب حدّ الكرامة و النهی عن ردّ الكرامة و معناها 141- 140

«56»- باب من أذلّ مؤمنا أو أهانه أو حقّره أو استهزأ به أو طعن علیه أو ردّ قوله و النهی عن التنابز بالألقاب 147- 142

«57»- باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه أو لطمه أو أعان علیه أو سبّه و ذمّ الروایة علی المؤمن 170- 147

«58»- باب الخیانة و عقاب أكل الحرام 170

«59»- باب من منع مؤمنا شیئا من عنده أو من عند غیره أو استعان به أخوه فلم یعنه أو لم ینصحه فی قضائه 183- 173

«60»- باب الهجران 189- 184

ص: 473

«61»- باب من حجب مؤمنا 193- 189

«62»- باب التهمة و البهتان و سوء الظنّ بالإخوان و ذمّ الاعتماد علی ما یسمع من أفواه الرجال 202- 193

«63»- باب ذی اللسانین و ذی الوجهین 209- 202

«64»- باب الحقد و البغضاء و الشحناء و التشاجر و معاداة الرجال 212- 209

«65»- باب تتبّع عیوب الناس و إفشائها و طلب عثرات المؤمنین و الشماتة 219- 212

«66»- باب الغیبة 263- 220

«67»- باب النمیمة و السعایة 270- 263

«68»- باب المكافأة علی السوء و ما یتعلق بذلك 271

«69»- باب المعاقبة علی الذنب و مداقة المؤمنین 272

«70»- باب البغی و الطغیان 279- 272

«71»- باب سوء المحضر و من یكرمه الناس اتقاء شره و من لا یؤمن شرّه و لا یرجی خیره 283- 279

«72»- باب المكر و الخدیعة و الغشّ و السعی فی الفتنة 292- 283

«73»- باب الغمز و الهمز و اللمز و السخریة و الاستهزاء 293- 292

«74»- باب السفیه و السفلة 301- 293

«75»- باب الجبن 301

«76»- باب من باع دینه بدنیا غیره 301

«77»- باب الإسراف و التبذیر و حدهما 303- 302

«78»- باب فی ذمّ الإسراف و التبذیر زائدا علی ما تقدم فی الباب السابق 305- 303

«79»- باب الظلم و أنواعه و مظالم العباد و من أخذ المال من غیر حلّه فجعله فی غیر حقّه و الفساد فی الأرض 334- 305

ص: 474

«80»- باب آداب الدخول علی السلاطین و الأمراء 334

«81»- باب أحوال الملوك و الأمراء و العراف و النقباء و الرؤساء و عدلهم و جورهم 367- 335

«82»- باب الركون إلی الظالمین و حبّهم و طاعتهم 382- 367

«83»- باب أكل أموال الظالمین و قبول جوائزهم 383- 382

«84»- باب ردّ الظلم عن المظلومین و رفع حوائج المؤمنین إلی السلاطین 385- 384

«85»- باب النهی عن موادّة الكفّار و معاشرتهم و إطاعتهم و الدعاء لهم 392- 385

«86»- باب الدخول فی بلاد المخالفین و الكفار و الكون معهم 392

«87»- باب التقیة و المداراة 443- 393

«88»- باب من مشی إلی طعام لم یدع إلیه و من یجوز الأكل من بیته بغیر إذنه 446- 444

«89»- باب الحثّ علی إجابة دعوة المؤمن و الحثّ علی الأكل من طعام أخیه 448- 446

«90»- باب جودة الأكل فی منزل الأخ المؤمن 450- 448

«91»- باب آداب الضیف و صاحب المنزل و من ینبغی ضیافته 456- 450

«92»- باب العرض علی أخیك 457

«93»- باب فضل إقراء الضیف و إكرامه 462- 458

«94»- باب أنّ الرجل إذا دخل بلدة فهو ضیف علی إخوانه و حدّ الضیافة 463- 462

«95»- باب آداب المجالس و المواضع التی ینبغی الجلوس فیها أو لا ینبغی و حدّ التواضع لمن یدخله 468- 463

«96»- باب السنّة فی الجلوس و أنواعه 469

ص: 475

ص: 476

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 477

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.