بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 71

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 71: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

كتاب العشرة

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و الصلاة و السلام علی خیر خلقه و خلیفته علی بریته بحقه ثم علی أهل بیته و عترته و آله و ذریته الذین أذهب اللّٰه عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا.

أما بعد فهذا هو المجلد السادس عشر من جملة مجلدات بحار الأنوار تألیف المستغرق فی تیار بحار رحمة اللّٰه الملك الولی مولانا محمد باقر بن محمد تقی المجلسی (1).

و هذا المجلد قد كان داخلا أولا فی جملة أجزاء الإیمان و الكفر الذی كان هو المجلد الخامس عشر من البحار ثم جعله برأسه لكثرة مباحثه كتابا آخر و وضعه عن كتاب الإیمان و الكفر و جعله مجلدا علی حدة و لذلك قد صار مجلدات بحار الأنوار ستا و عشرین كما صرح به نفسه رضی اللّٰه عنه فی أول كتاب الإیمان و الكفر المذكور.

و بالجملة فهذا المجلد یشتمل علی كتاب العشرة بین الآباء و الأولاد و ذوی الأرحام و الخدم و الممالیك و المؤمنین و غیرهم و حقوق كل واحد منهم علی صاحبه و ما یناسب ذلك من المطالب و الفوائد الجلیلة.


1- 1. انتقل المؤلّف العلامة الی تیار بحار رحمة اللّٰه قبل أن یخرج هذا المجلد الی البیاض فاعتنی بعده تلمیذه المرزا عبد اللّٰه أفندی بجمع المسودات و جعلها فی جزءین و أخرجها الی البیاض و هذا شروع فی الجزء الأول من المجلد السادس عشر من بحار الأنوار فلا تغفل.

باب 1 جوامع الحقوق

«1»- ل، [الخصال] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ خَیْرَانَ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ الْجَبَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِهِ اعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكَ حُقُوقاً مُحِیطَةً بِكَ فِی كُلِّ حَرَكَةٍ تَحَرَّكْتَهَا أَوْ سَكَنَةٍ سَكَنْتَهَا أَوْ حَالٍ حُلْتَهَا أَوْ مَنْزِلَةٍ نَزَلْتَهَا أَوْ جَارِحَةٍ قَلَبْتَهَا أَوْ آلَةٍ تَصَرَّفْتَ فِیهَا فَأَكْبَرُ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَیْكَ مَا أَوْجَبَ عَلَیْكَ لِنَفْسِهِ مِنْ حَقِّهِ الَّذِی هُوَ أَصْلُ الْحُقُوقِ ثُمَّ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكَ لِنَفْسِكَ مِنْ قَرْنِكَ إِلَی قَدَمِكَ عَلَی اخْتِلَافِ جَوَارِحِكَ فَجَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ لِلِسَانِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِسَمْعِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِبَصَرِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِیَدِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِرِجْلِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِبَطْنِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِفَرْجِكَ عَلَیْكَ حَقّاً فَهَذِهِ الْجَوَارِحُ السَّبْعُ الَّتِی بِهَا تَكُونُ الْأَفْعَالُ ثُمَّ جَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَفْعَالِكَ عَلَیْكَ حُقُوقاً فَجَعَلَ لِصَلَاتِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِصَوْمِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِصَدَقَتِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِهَدْیِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِأَفْعَالِكَ عَلَیْكَ حُقُوقاً ثُمَّ یُخْرِجُ الْحُقُوقَ مِنْكَ إِلَی غَیْرِكَ مِنْ ذَوِی الْحُقُوقِ عَلَیْكَ فَأَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حُقُوقُ أَئِمَّتِكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَعِیَّتِكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَحِمِكَ فَهَذِهِ حُقُوقٌ یَتَشَعَّبُ مِنْهَا حُقُوقٌ فَحُقُوقُ أَئِمَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ.

ص: 2

وَ حُقُوقُ رَعِیَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ رَعِیَّةُ الْعَالِمِ ثُمَّ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْمِلْكِ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ مَا مَلَكَتِ الْأَیْمَانُ وَ حُقُوقُ رَحِمِكَ كَثِیرَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِقَدْرِ اتِّصَالِ الرَّحِمِ فِی الْقَرَابَةِ وَ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ أُمِّكَ ثُمَّ حَقُّ أَبِیكَ ثُمَّ حَقُّ وُلْدِكَ ثُمَّ حَقُّ أَخِیكَ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ وَ الْأَوْلَی فَالْأَولَی ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْمُنْعِمِ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْجَارِیَةِ نِعْمَتُهُ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ ذَوِی الْمَعْرُوفِ لَدَیْكَ ثُمَّ حَقُّ مُؤَذِّنِكَ لِصَلَاتِكَ ثُمَّ حَقُّ إِمَامِكَ فِی صَلَاتِكَ ثُمَّ حَقُّ جَلِیسِكَ ثُمَّ حَقُّ جَارِكَ ثُمَّ حَقُّ صَاحِبِكَ ثُمَّ حَقُّ شَرِیكِكَ ثُمَّ حَقُّ مَالِكَ ثُمَّ حَقُّ غَرِیمِكَ الَّذِی تُطَالِبُهُ ثُمَّ حَقُّ غَرِیمِكَ الَّذِی یُطَالِبُكَ (1)

ثُمَّ حَقُّ خَلِیطِكَ ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الْمُدَّعِی عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الَّذِی تَدَّعِی عَلَیْهِ ثُمَّ حَقُّ مُسْتَشِیرِكَ ثُمَّ حَقُّ الْمُشِیرِ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ مُسْتَنْصِحِكَ ثُمَّ حَقُّ النَّاصِحِ لَكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ ثُمَّ حَقُّ سَائِلِكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ سَأَلْتَهُ ثُمَّ حَقُّ مَنْ جَرَی لَكَ عَلَی یَدَیْهِ مَسَاءَةٌ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ عَنْ تَعَمُّدٍ مِنْهُ أَوْ غَیْرِ تَعَمُّدٍ ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ ذِمَّتِكَ ثُمَّ الْحُقُوقُ الْجَارِیَةُ(2) بِقَدْرِ عِلَلِ الْأَحْوَالِ وَ تَصَرُّفِ الْأَسْبَابِ فَطُوبَی لِمَنْ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی مَا أَوْجَبَ عَلَیْهِ مِنْ حُقُوقِهِ وَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ وَ سَدَّدَهُ فَأَمَّا حَقُّ اللَّهِ الْأَكْبَرُ عَلَیْكَ فَأَنْ تَعْبُدَهُ لَا تُشْرِكَ بِهِ شَیْئاً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِإِخْلَاصٍ جَعَلَ لَكَ عَلَی نَفْسِهِ أَنْ یَكْفِیَكَ أَمْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ حَقُّ نَفْسِكَ عَلَیْكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتُؤَدِّیَ إِلَی لِسَانِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی سَمْعِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی بَصَرِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی یَدِكَ حَقَّهَا وَ إِلَی رِجْلِكَ حَقَّهَا وَ إِلَی بَطْنِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی فَرْجِكَ حَقَّهُ وَ تَسْتَعِینَ بِاللَّهِ عَلَی ذَلِكَ وَ حَقُّ اللِّسَانِ إِكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَی وَ تَعْوِیدُهُ الْخَیْرَ وَ تَرْكُ الْفُضُولِ الَّتِی لَا فَائِدَةَ

ص: 3


1- 1. الغریم: الدائن، و الغریم: المدیون، ضد.
2- 2. الحادثة خ ل.

فِیهَا وَ الْبِرُّ بِالنَّاسِ وَ حُسْنُ الْقَوْلِ فِیهِمْ وَ حَقُّ السَّمْعِ تَنْزِیهُهُ عَنْ سَمَاعِ الْغِیبَةِ وَ سَمَاعِ مَا لَا یَحِلُّ سَمَاعُهُ وَ حَقُّ الْبَصَرِ أَنْ تُغْمِضَهُ عَمَّا لَا یَحِلُّ لَكَ وَ تَعْتَبِرَ بِالنَّظَرِ بِهِ وَ حَقُّ یَدِكَ أَنْ لَا تَبْسُطَهَا إِلَی مَا لَا یَحِلُّ لَكَ وَ حَقُّ رِجْلَیْكَ أَنْ لَا تَمْشِیَ بِهِمَا إِلَی مَا لَا یَحِلُّ لَكَ فِیهِمَا تَقِفُ عَلَی الصِّرَاطِ فَانْظُرْ أَنْ لَا تَزِلَّ بِكَ فَتَتَرَدَّی فِی النَّارِ وَ حَقُّ بَطْنِكَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ وِعَاءً لِلْحَرَامِ وَ لَا تَزِیدَ عَلَی الشِّبَعِ وَ حَقُّ فَرْجِكَ أَنْ تُحْصِنَهُ عَنِ الزِّنَاءِ وَ تَحْفَظَهُ مِنْ أَنْ یُنْظَرَ إِلَیْهِ وَ حَقُّ الصَّلَاةِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّكَ فِیهَا قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ قُمْتَ مَقَامَ الذَّلِیلِ الْحَقِیرِ الرَّاغِبِ الرَّاهِبِ الرَّاجِی الْخَائِفِ الْمُسْتَكِینِ الْمُتَضَرِّعِ الْمُعَظِّمِ لِمَنْ كَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ بِالسُّكُونِ وَ الْوَقَارِ وَ تُقْبِلَ عَلَیْهَا بِقَلْبِكَ وَ تُقِیمَهَا بِحُدُودِهَا وَ حُقُوقِهَا وَ حَقُّ الْحَجِّ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ وِفَادَةٌ إِلَی رَبِّكَ وَ فِرَارٌ إِلَیْهِ مِنْ ذُنُوبِكَ وَ بِهِ قَبُولُ تَوْبَتِكَ وَ قَضَاءُ الْفَرْضِ الَّذِی أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ حَقُّ الصَّوْمِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ حِجَابٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَلَی لِسَانِكَ وَ سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ وَ بَطْنِكَ وَ فَرْجِكَ لِیَسْتُرَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنْ تَرَكْتَ الصَّوْمَ خَرَقْتَ سِتْرَ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ حَقُّ الصَّدَقَةِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا ذُخْرُكَ عِنْدَ رَبِّكَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَدِیعَتُكَ الَّتِی لَا تَحْتَاجُ إِلَی الْإِشْهَادِ عَلَیْهَا وَ كُنْتَ بِمَا تَسْتَوْدِعُهُ سِرّاً أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا تَسْتَوْدِعُهُ عَلَانِیَةً وَ تَعْلَمَ أَنَّهَا تَدْفَعُ الْبَلَایَا وَ الْأَسْقَامَ عَنْكَ فِی الدُّنْیَا وَ تَدْفَعُ عَنْكَ النَّارَ فِی الْآخِرَةِ وَ حَقُّ الْهَدْیِ أَنْ تُرِیدَ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا تُرِیدَ بِهِ خَلْقَهُ وَ لَا تُرِیدَ بِهِ إِلَّا التَّعَرُّضَ لِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ نَجَاةَ رُوحِكَ یَوْمَ تَلْقَاهُ وَ حَقُّ السُّلْطَانِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ جُعِلْتَ لَهُ فِتْنَةً وَ أَنَّهُ مُبْتَلًی فِیكَ بِمَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ عَلَیْكَ مِنَ السُّلْطَانِ وَ أَنَّ عَلَیْكَ أَنْ لَا تَتَعَرَّضَ لِسَخَطِهِ فَتُلْقِیَ بِیَدَیْكَ إِلَی

ص: 4

التَّهْلُكَةِ وَ تَكُونَ شَرِیكاً لَهُ فِیمَا یَأْتِی إِلَیْكَ مِنْ سُوءٍ وَ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ التَّعْظِیمُ لَهُ وَ التَّوْقِیرُ لِمَجْلِسِهِ وَ حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ إِلَیْهِ وَ الْإِقْبَالُ عَلَیْهِ وَ أَنْ لَا تَرْفَعَ عَلَیْهِ صَوْتَكَ وَ لَا تُجِیبَ أَحَداً یَسْأَلُهُ عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یَكُونَ هُوَ الَّذِی یُجِیبُ وَ لَا تُحَدِّثَ فِی مَجْلِسِهِ أَحَداً وَ لَا تَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَداً وَ أَنْ تَدْفَعَ عَنْهُ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَكَ بِسُوءٍ وَ أَنْ تَسْتُرَ عُیُوبَهُ (1) وَ تُظْهِرَ مَنَاقِبَهُ وَ لَا تُجَالِسَ لَهُ عَدُوّاً وَ لَا تُعَادِیَ لَهُ وَلِیّاً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ شَهِدَ لَكَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ بِأَنَّكَ قَصَدْتَهُ وَ تَعَلَّمْتَ عِلْمَهُ لِلَّهِ جَلَّ اسْمُهُ لَا لِلنَّاسِ فَأَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ فَأَنْ تُطِیعَهُ وَ لَا تَعْصِیَهُ إِلَّا فِیمَا یُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُمْ صَارُوا رَعِیَّتَكَ لِضَعْفِهِمْ وَ قُوَّتِكَ فَیَجِبُ أَنْ تَعْدِلَ فِیهِمْ وَ تَكُونَ لَهُمْ كَالْوَالِدِ الرَّحِیمِ وَ تَغْفِرَ لَهُمْ جَهْلَهُمْ وَ لَا تُعَاجِلَهُمْ بِالْعُقُوبَةِ وَ تَشْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَا آتَاكَ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَیْهِمْ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا جَعَلَكَ قَیِّماً لَهُمْ فِیمَا آتَاكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ فَتَحَ لَكَ مِنْ خَزَائِنِهِ (2)

فَإِنْ أَحْسَنْتَ فِی تَعْلِیمِ النَّاسِ وَ لَمْ تَخْرَقْ بِهِمْ وَ لَمْ تَضْجَرْ عَلَیْهِمْ زَادَكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ إِنْ أَنْتَ مَنَعْتَ النَّاسَ عِلْمَكَ أَوْ خَرِقْتَ بِهِمْ عِنْدَ طَلَبِهِمُ الْعِلْمَ مِنْكَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَسْلُبَكَ الْعِلْمَ وَ بَهَاءَهُ وَ یُسْقِطَ مِنَ الْقُلُوبِ مَحَلَّكَ وَ أَمَّا حَقُّ الزَّوْجَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا لَكَ سَكَناً وَ أُنْساً فَتَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَیْكَ فَتُكْرِمَهَا وَ تَرْفُقَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَیْهَا أَوْجَبَ فَإِنَّ لَهَا عَلَیْكَ أَنْ تَرْحَمَهَا لِأَنَّهَا أَسِیرُكَ وَ تُطْعِمَهَا وَ تَكْسُوَهَا وَ إِذَا جَهِلَتْ عَفَوْتَ عَنْهَا وَ أَمَّا حَقُّ مَمْلُوكِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ خَلْقُ رَبِّكَ وَ ابْنُ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ لَحْمُكَ وَ دَمُكَ تَمْلِكُهُ- لَا أَنْتَ (3)

صَنَعْتَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لَا خَلَقْتَ شَیْئاً مِنْ جَوَارِحِهِ وَ لَا أَخْرَجْتَ

ص: 5


1- 1. عورته خ ل.
2- 2. خزانة الحكمة خ ل.
3- 3. فی المطبوعة: لم تملكه لانك.

لَهُ رِزْقاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَفَاكَ ذَلِكَ ثُمَّ سَخَّرَهُ لَكَ وَ ائْتَمَنَكَ عَلَیْهِ وَ اسْتَوْدَعَكَ إِیَّاهُ لِیَحْفَظَ لَكَ مَا تَأْتِیهِ مِنْ خَیْرٍ إِلَیْهِ فَأَحْسِنْ إِلَیْهِ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَیْكَ وَ إِنْ كَرِهْتَهُ اسْتَبْدَلْتَ بِهِ وَ لَمْ تُعَذِّبْ خَلْقَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ أُمِّكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَیْثُ لَا یَحْتَمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَعْطَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا یُعْطِی أَحَدٌ أَحَداً وَ وَقَتْكَ بِجَمِیعِ جَوَارِحِهَا وَ لَمْ تُبَالِ أَنْ تَجُوعَ وَ تُطْعِمَكَ وَ تَعْطَشَ وَ تَسْقِیَكَ وَ تَعْرَی وَ تَكْسُوَكَ وَ تَضْحَی وَ تُظِلَّكَ وَ تَهْجُرَ النَّوْمَ لِأَجْلِكَ وَ وَقَتْكَ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ لِتَكُونَ لَهَا فَإِنَّكَ

لَا تُطِیقُ شُكْرَهَا إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِیقِهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَبِیكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَصْلُكَ وَ أَنَّهُ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ فَمَهْمَا رَأَیْتَ فِی نَفْسِكَ مِمَّا یُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَیْكَ فِیهِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ وَلَدِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ مِنْكَ وَ مُضَافٌ إِلَیْكَ فِی عَاجِلِ الدُّنْیَا بِخَیْرِهِ وَ شَرِّهِ وَ أَنَّكَ مَسْئُولٌ عَمَّا وُلِّیتَهُ بِهِ مِنْ حُسْنِ الْأَدَبِ وَ الدَّلَالَةِ عَلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمَعُونَةِ لَهُ عَلَی طَاعَتِهِ فَاعْمَلْ فِی أَمْرِهِ عَمَلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ مُثَابٌ عَلَی الْإِحْسَانِ إِلَیْهِ مُعَاقَبٌ عَلَی الْإِسَاءَةِ إِلَیْهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَخِیكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ یَدُكَ وَ عِزُّكَ وَ قُوَّتُكَ فَلَا تَتَّخِذْهُ سِلَاحاً عَلَی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ لَا عُدَّةَ لِلظُّلْمِ لِخَلْقِ اللَّهِ وَ لَا تَدَعْ نُصْرَتَهُ عَلَی عَدُوِّهِ وَ النَّصِیحَةَ لَهُ فَإِنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِلَّا فَلْیَكُنِ اللَّهُ أَكْرَمَ عَلَیْكَ مِنْهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ مَوْلَاكَ الْمُنْعِمِ عَلَیْكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَنْفَقَ فِیكَ مَالَهُ وَ أَخْرَجَكَ مِنْ ذُلِّ الرِّقِّ وَ وَحْشَتِهِ إِلَی عِزِّ الْحُرِّیَّةِ وَ أُنْسِهَا فَأَطْلَقَكَ مِنْ أَسْرِ الْمَلَكَةِ وَ فَكَّ عَنْكَ قَیْدَ الْعُبُودِیَّةِ وَ أَخْرَجَكَ مِنَ السِّجْنِ وَ مَلَّكَكَ نَفْسَكَ وَ فَرَّغَكَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ وَ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَوْلَی الْخَلْقِ بِكَ فِی حَیَاتِكَ وَ مَوْتِكَ وَ أَنَّ نُصْرَتَهُ (1)

عَلَیْكَ وَاجِبَةٌ بِنَفْسِكَ وَ مَا احْتَاجَ إِلَیْهِ مِنْكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

ص: 6


1- 1. و أن نصرتك، خ ل.

وَ أَمَّا حَقُّ مَوْلَاكَ الَّذِی أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ عِتْقَكَ لَهُ وَسِیلَةً إِلَیْهِ وَ حِجَاباً لَكَ مِنَ النَّارِ وَ أَنَّ ثَوَابَكَ فِی الْعَاجِلِ مِیرَاثُهُ إِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ رَحِمٌ مُكَافَاةً بِمَا أَنْفَقْتَ مِنْ مَالِكَ وَ فِی الْآجِلِ الْجَنَّةُ وَ أَمَّا حَقُّ ذِی الْمَعْرُوفِ عَلَیْكَ فَأَنْ تَشْكُرَهُ وَ تَذْكُرَ مَعْرُوفَهُ وَ تَكْسِبَهُ الْمَقَالَةَ(1) الْحَسَنَةَ وَ تُخْلِصَ لَهُ الدُّعَاءَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ شَكَرْتَهُ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً ثُمَّ إِنْ قَدَرْتَ عَلَی مُكَافَاتِهِ یَوْماً كَافَأْتَهُ وَ حَقُّ الْمُؤَذِّنِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ مُذَكِّرٌ لَكَ رَبَّكَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَاعٍ لَكَ إِلَی حَظِّكَ وَ عَوْنِكَ عَلَی قَضَاءِ فَرْضِ اللَّهِ عَلَیْكَ فَاشْكُرْهُ عَلَی ذَلِكَ شُكْرَكَ لِلْمُحْسِنِ إِلَیْكَ: وَ حَقُّ إِمَامِكَ فِی صَلَاتِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ تَقَلَّدَ السِّفَارَةَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ رَبِّكَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَكَلَّمَ عَنْكَ وَ لَمْ تَتَكَلَّمْ عَنْهُ وَ دَعَا لَكَ وَ لَمْ تَدْعُ لَهُ وَ كَفَاكَ هَوْلَ الْمُقَامِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ كَانَ بِهِ دُونَكَ وَ إِنْ كَانَ تَمَاماً كُنْتَ شَرِیكَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ عَلَیْكَ فَضْلٌ فَوَقَی نَفْسَكَ بِنَفْسِهِ وَ صَلَاتَكَ بِصَلَاتِهِ فَتَشْكُرُ لَهُ عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ وَ أَمَّا حَقُّ جَلِیسِكَ فَأَنْ تُلِینَ لَهُ جَانِبَكَ وَ تُنْصِفَهُ فِی مُجَارَاةِ اللَّفْظِ وَ لَا تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ مَنْ یَجْلِسُ إِلَیْكَ یَجُوزُ لَهُ الْقِیَامُ عَنْكَ بِغَیْرِ إِذْنِهِ وَ تَنْسَی زَلَّاتِهِ وَ تَحْفَظَ خَیْرَاتِهِ وَ لَا تُسْمِعَهُ إِلَّا خَیْراً وَ أَمَّا حَقُّ جَارِكَ فَحِفْظُهُ غَائِباً وَ إِكْرَامُهُ شَاهِداً وَ نُصْرَتُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً وَ لَا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً فَإِنْ عَلِمْتَ عَلَیْهِ سُوءاً سَتَرْتَهُ عَلَیْهِ وَ إِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ یَقْبَلُ نَصِیحَتَكَ نَصَحْتَهُ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ وَ لَا تُسْلِمْهُ عِنْدَ شَدِیدَةٍ وَ تُقِیلُ عَثْرَتَهُ وَ تَغْفِرُ ذَنْبَهُ وَ تُعَاشِرُهُ مُعَاشَرَةً كَرِیمَةً وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّاحِبِ فَأَنْ تَصْحَبَهُ بِالتَّفَضُّلِ وَ الْإِنْصَافِ وَ تُكْرِمَهُ كَمَا یُكْرِمُكَ وَ لَا تَدَعُهُ یَسْبِقُ إِلَی مَكْرُمَةٍ فَإِنْ سَبَقَ كَافَأْتَهُ وَ تَوَدَّهُ كَمَا یَوَدُّكَ وَ تَزْجُرَهُ عَمَّا یَهُمُّ بِهِ مِنْ مَعْصِیَةٍ وَ كُنْ عَلَیْهِ رَحْمَةً وَ لَا تَكُنْ عَلَیْهِ عَذَاباً وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الشَّرِیكِ فَإِنْ غَابَ كَفَیْتَهُ وَ إِنْ حَضَرَ رَعَیْتَهُ وَ لَا تَحْكُمْ دُونَ

ص: 7


1- 1. القالة، خ ل.

حُكْمِهِ وَ لَا تَعْمَلْ بِرَأْیِكَ دُونَ مُنَاظَرَتِهِ وَ تَحْفَظُ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ لَا تَخُونُهُ فِیمَا عَزَّ أَوْ هَانَ مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّ یَدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی أَیْدِی الشَّرِیكَیْنِ مَا لَمْ یَتَخَاوَنَا وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ مَالِكَ فَأَنْ لَا تَأْخُذَهُ إِلَّا مِنْ حِلِّهِ وَ لَا تُنْفِقَهُ إِلَّا فِی وَجْهِهِ وَ لَا تُؤْثِرَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ مَنْ لَا یَحْمَدُكَ فَاعْمَلْ فِیهِ بِطَاعَةِ رَبِّكَ وَ لَا تَبْخَلْ بِهِ فَتَبُوءَ بِالْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ مَعَ التَّبِعَةِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ غَرِیمِكَ الَّذِی یُطَالِبُكَ فَإِنْ كُنْتَ مُوسِراً أَعْطَیْتَهُ وَ إِنْ كُنْتَ مُعْسِراً أَرْضَیْتَهُ بِحُسْنِ الْقَوْلِ وَ رَدَدْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ رَدّاً لَطِیفاً وَ حَقُّ الْخَلِیطِ أَنْ لَا تَغُرَّهُ وَ لَا تَغُشَّهُ وَ لَا تَخْدَعَهُ وَ تَتَّقِیَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی أَمْرِهِ وَ حَقُّ الْخَصْمِ الْمُدَّعِی عَلَیْكَ فَإِنْ كَانَ مَا یَدَّعِی عَلَیْكَ حَقّاً كُنْتَ شَاهِدَهُ عَلَی نَفْسِكَ وَ لَمْ تَظْلِمْهُ وَ أَوْفَیْتَهُ حَقَّهُ وَ إِنْ كَانَ مَا یَدَّعِی بِهِ بَاطِلًا رَفَقْتَ بِهِ وَ لَمْ تَأْتِ فِی أَمْرِهِ غَیْرَ الرِّفْقِ وَ لَمْ تُسْخِطْ رَبَّكَ فِی أَمْرِهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ حَقُّ خَصْمِكَ الَّذِی تَدَّعِی عَلَیْهِ إِنْ كُنْتَ مُحِقّاً فِی دَعْوَاكَ أَجْمَلْتَ مُقَاوَلَتَهُ وَ لَمْ تَجْحَدْ حَقَّهُ وَ إِنْ كُنْتَ مُبْطِلًا فِی دَعْوَاكَ اتَّقَیْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُبْتَ إِلَیْهِ وَ تَرَكْتَ الدَّعْوَی وَ حَقُّ الْمُسْتَشِیرِ إِنْ عَلِمْتَ أَنَ (1) لَهُ رَأْیاً أَشَرْتَ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ تَعْلَمْ أَرْشَدْتَهُ إِلَی مَنْ یَعْلَمُ وَ حَقُّ الْمُشِیرِ عَلَیْكَ أَنْ لَا تَتَّهِمَهُ فِیمَا لَا یُوَافِقُكَ مِنْ رَأْیِهِ وَ إِنْ وَافَقَكَ حَمِدْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقُّ الْمُسْتَنْصِحِ أَنْ تُؤَدِّیَ إِلَیْهِ النَّصِیحَةَ وَ لْیَكُنْ مَذْهَبُكَ الرَّحْمَةَ لَهُ وَ الرِّفْقَ بِهِ وَ حَقُّ النَّاصِحِ أَنْ تُلِینَ لَهُ جَنَاحَكَ وَ تُصْغِیَ إِلَیْهِ بِسَمْعِكَ فَإِنْ أَتَی بِالصَّوَابِ حَمِدْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ لَمْ یُوَافِقْ رَحِمْتَهُ وَ لَمْ تَتَّهِمْهُ وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ أَخْطَأَ وَ لَمْ تُؤَاخِذْهُ

ص: 8


1- 1. فی الأمالی: ان علمت له رأیا حسنا.

بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ یَكُونَ مُسْتَحِقّاً لِلتُّهَمَةِ فَلَا تَعْبَأْ بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ عَلَی حَالٍ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ حَقُّ الْكَبِیرِ تَوْقِیرُهُ لِسِنِّهِ وَ إِجْلَالُهُ لِتَقَدُّمِهِ فِی الْإِسْلَامِ قَبْلَكَ وَ تَرْكُ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَامِ وَ لَا تَسْبِقْهُ إِلَی طَرِیقٍ وَ لَا تَتَقَدَّمْهُ وَ لَا تَسْتَجْهِلْهُ وَ إِنْ جَهِلَ عَلَیْكَ احْتَمَلْتَهُ وَ أَكْرَمْتَهُ لِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَ حُرْمَتِهِ وَ حَقُّ الصَّغِیرِ رَحْمَتُهُ فِی تَعْلِیمِهِ وَ الْعَفْوُ عَنْهُ وَ السَّتْرُ عَلَیْهِ وَ الرِّفْقُ بِهِ وَ الْمَعُونَةُ لَهُ وَ حَقُّ السَّائِلِ إِعْطَاؤُهُ عَلَی قَدْرِ حَاجَتِهِ وَ حَقُّ الْمَسْئُولِ إِنْ أَعْطَی فَاقْبَلْ مِنْهُ بِالشُّكْرِ وَ الْمَعْرِفَةِ بِفَضْلِهِ وَ إِنْ مَنَعَ فَاقْبَلْ عُذْرَهُ وَ حَقُّ مَنْ سَرَّكَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوَّلًا ثُمَّ تَشْكُرَهُ وَ حَقُّ مَنْ سَاءَكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ وَ إِنْ عَلِمْتَ أَنَّ الْعَفْوَ یَضُرُّ انْتَصَرْتَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ (1) وَ حَقُّ أَهْلِ مِلَّتِكَ إِضْمَارُ السَّلَامَةِ لَهُمْ وَ الرَّحْمَةُ لَهُمْ وَ الرِّفْقُ بِمُسِیئِهِمْ وَ تَأَلُّفُهُمْ وَ اسْتِصْلَاحُهُمْ وَ شُكْرُ مُحْسِنِهِمْ وَ كَفُّ الْأَذَی عَنْهُمْ وَ تُحِبُّ لَهُمْ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ أَنْ تَكُونَ شُیُوخُهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَبِیكَ وَ شَبَابُهُمْ بِمَنْزِلَةِ إِخْوَتِكَ وَ عَجَائِزُهُمْ بِمَنْزِلَةِ أُمِّكَ وَ الصِّغَارُ بِمَنْزِلَةِ أَوْلَادِكَ وَ حَقُّ الذِّمَّةِ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُمْ وَ لَا تَظْلِمَهُمْ مَا وَفَوْا لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَهْدِهِ (2).

لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: حَقُّ نَفْسِكَ عَلَیْكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقُّ اللِّسَانِ إِكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَی إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(3).

ص: 9


1- 1. الشوری: 40.
2- 2. الخصال ج 2: 126.
3- 3. أمالی الصدوق: 222 الرقم: 59.

«2»- ف، [تحف العقول] رِسَالَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْمَعْرُوفَةُ بِرِسَالَةِ الْحُقُوقِ: اعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَیْكَ حُقُوقاً مُحِیطَةً بِكَ فِی كُلِّ حَرَكَةٍ حركتها [تَحَرَّكْتَهَا] أَوْ سَكَنَةٍ سَكَنْتَهَا أَوْ مَنْزِلَةٍ نَزَلْتَهَا أَوْ جَارِحَةٍ قَلَبْتَهَا أَوْ آلَةٍ تَصَرَّفْتَ بِهَا بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ وَ أَكْبَرُ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَیْكَ مَا أَوْجَبَهُ لِنَفْسِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْ حَقِّهِ الَّذِی هُوَ أَصْلُ الْحُقُوقِ وَ مِنْهُ تَفَرَّعَ ثُمَّ مَا أَوْجَبَهُ عَلَیْكَ لِنَفْسِكَ مِنْ قَرْنِكَ إِلَی قَدَمِكَ عَلَی اخْتِلَافِ جَوَارِحِكَ فَجَعَلَ لِبَصَرِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِسَمْعِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِلِسَانِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِیَدِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِرِجْلِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِبَطْنِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِفَرْجِكَ عَلَیْكَ حَقّاً فَهَذِهِ الْجَوَارِحُ السَّبْعُ الَّتِی بِهَا تَكُونُ الْأَفْعَالُ ثُمَّ جَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَفْعَالِكَ حُقُوقاً فَجَعَلَ لِصَلَاتِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِصَوْمِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِصَدَقَتِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِهَدْیِكَ عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِأَفْعَالِكَ عَلَیْكَ حَقّاً ثُمَّ تَخْرُجُ الْحُقُوقُ مِنْكَ إِلَی غَیْرِكَ مِنْ ذَوِی الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ عَلَیْكَ وَ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقّاً أَئِمَّتُكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَعِیَّتِكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَحِمِكَ فَهَذِهِ حُقُوقٌ یَتَشَعَّبُ مِنْهَا حُقُوقٌ فَحُقُوقُ أَئِمَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ وَ كُلُّ سَائِسٍ إِمَامٌ وَ حُقُوقُ رَعِیَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ رَعِیَّةُ الْعَالِمِ وَ حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْمِلْكِ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ مَا مَلَكْتَ مِنَ الْأَیْمَانِ وَ حُقُوقُ رَحِمِكَ كَثِیرَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِقَدْرِ اتِّصَالِ الرَّحِمِ فِی الْقَرَابَةِ فَأَوْجَبُهَا عَلَیْكَ حَقُّ أُمِّكَ ثُمَّ حَقُّ أَبِیكَ ثُمَّ حَقُّ وُلْدِكَ ثُمَّ حَقُّ أَخِیكَ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ وَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْمُنْعِمِ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْجَارِی نِعْمَتُهُ عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ ذِی الْمَعْرُوفِ لَدَیْكَ ثُمَّ حَقُّ مُؤَذِّنِكَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ حَقُّ إِمَامِكَ فِی صَلَاتِكَ ثُمَّ حَقُّ جَلِیسِكَ ثُمَّ حَقُّ جَارِكَ ثُمَّ حَقُّ صَاحِبِكَ ثُمَّ حَقُّ شَرِیكِكَ ثُمَّ حَقُّ مَالِكَ ثُمَّ حَقُّ غَرِیمِكَ الَّذِی تُطَالِبُهُ ثُمَّ حَقُّ غَرِیمِكَ الَّذِی یُطَالِبُكَ ثُمَّ حَقُّ خَلِیطِكَ ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الْمُدَّعِی عَلَیْكَ ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الَّذِی تَدَّعِی عَلَیْهِ ثُمَّ حَقُّ مُسْتَشِیرِكَ ثُمَّ حَقُّ الْمُشِیرِ عَلَیْكَ

ص: 10

ثُمَّ حَقُّ مُسْتَنْصِحِكَ ثُمَّ حَقُّ النَّاصِحِ لَكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ ثُمَّ حَقُّ سَائِلِكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ سَأَلْتَهُ ثُمَّ حَقُّ مَنْ جَرَی لَكَ عَلَی یَدَیْهِ مَسَاءَةٌ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَسَرَّةٌ بِذَلِكَ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ عَنْ تَعَمُّدٍ مِنْهُ أَوْ غَیْرِ تَعَمُّدٍ مِنْهُ ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَامَّةً ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ الْحُقُوقُ الْحَادِثَةُ بِقَدْرِ عِلَلِ الْأَحْوَالِ وَ تَصَرُّفِ الْأَسْبَابِ فَطُوبَی لِمَنْ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی قَضَاءِ مَا أَوْجَبَ عَلَیْهِ مِنْ حُقُوقِهِ وَ وَفَّقَهُ وَ سَدَّدَهُ فَأَمَّا حَقُّ اللَّهِ الْأَكْبَرُ فَأَنَّكَ تَعْبُدُهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِإِخْلَاصٍ جَعَلَ لَكَ عَلَی نَفْسِهِ أَنْ یَكْفِیَكَ أَمْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ یَحْفَظَ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْهَا وَ أَمَّا حَقُّ نَفْسِكَ عَلَیْكَ فَأَنْ تَسْتَوْفِیَهَا فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَتُؤَدِّیَ إِلَی لِسَانِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی سَمْعِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی بَصَرِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی یَدِكَ حَقَّهَا وَ إِلَی رِجْلِكَ حَقَّهَا وَ إِلَی بَطْنِكَ حَقَّهُ وَ إِلَی فَرْجِكَ حَقَّهُ وَ تَسْتَعِینَ بِاللَّهِ عَلَی ذَلِكَ وَ أَمَّا حَقُّ اللِّسَانِ فَإِكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَی وَ تَعْوِیدُهُ الْخَیْرَ وَ حَمْلُهُ عَلَی الْأَدَبِ وَ إِجْمَامُهُ إِلَّا لِمَوْضِعِ الْحَاجَةِ وَ الْمَنْفَعَةِ لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ إِعْفَاؤُهُ عَنِ الْفُضُولِ الشَّنِعَةِ الْقَلِیلَةِ الْفَائِدَةِ الَّتِی لَا یُؤْمَنُ ضَرَرُهَا مَعَ قِلَّةِ عَائِدَتِهَا وَ یُعَدُّ شَاهِدُ الْعَقْلِ

وَ الدَّلِیلُ عَلَیْهِ وَ تَزَیُّنُ الْعَاقِلِ بِعَقْلِهِ [وَ] حُسْنُ سِیرَتِهِ فِی لِسَانِهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ أَمَّا حَقُّ السَّمْعِ فَتَنْزِیهُهُ عَنْ أَنْ تَجْعَلَهُ طَرِیقاً إِلَی قَلْبِكَ إِلَّا لِفُوَّهَةٍ كَرِیمَةٍ تُحْدِثُ فِی قَلْبِكَ خَیْراً أَوْ تَكْسِبُكَ خُلُقاً كَرِیماً فَإِنَّهُ بَابُ الْكَلَامِ إِلَی الْقَلْبِ یُؤَدِّی إِلَیْهِ ضُرُوبُ الْمَعَانِی عَلَی مَا فِیهَا مِنْ خَیْرٍ أَوْ شَرٍّ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ بَصَرِكَ فَغَضُّهُ عَمَّا لَا یَحِلُّ لَكَ وَ تَرْكُ ابْتِذَالِهِ إِلَّا لِمَوْضِعِ عِبْرَةٍ تَسْتَقْبِلُ بِهَا بَصَراً أَوْ تَسْتَفِیدُ بِهَا عِلْماً فَإِنَّ الْبَصَرَ بَابُ الِاعْتِبَارِ وَ أَمَّا حَقُّ رِجْلَیْكَ فَأَنْ لَا تَمْشِیَ بِهِمَا إِلَی مَا لَا یَحِلُّ لَكَ وَ لَا تَجْعَلَهَا مَطِیَّتَكَ فِی الطَّرِیقِ الْمُسْتَخِفَّةِ بِأَهْلِهَا فِیهَا فَإِنَّهَا حَامِلَتُكَ وَ سَالِكَةٌ بِكَ مَسْلَكَ الدِّینِ وَ السَّبْقِ لَكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ یَدِكَ فَأَنْ لَا تَبْسُطَهَا إِلَی مَا لَا یَحِلُّ لَكَ فَتَنَالَ بِمَا تَبْسُطُهَا إِلَیْهِ مِنَ اللَّهِ الْعُقُوبَةَ

ص: 11

فِی الْآجِلِ وَ مِنَ النَّاسِ بِلِسَانِ اللَّائِمَةِ فِی الْعَاجِلِ وَ لَا تَقْبِضَهَا مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهَا وَ لَكِنْ تُوَقِّرُهَا بِهِ تَقْبِضُهَا عَنْ كَثِیرٍ مِمَّا لَا یَحِلُّ لَهَا وَ تَبْسُطُهَا بِكَثِیرٍ مِمَّا لَیْسَ عَلَیْهَا فَإِذَا هِیَ قَدْ عُقِلَتْ وَ شُرِّفَتْ فِی الْعَاجِلِ وَجَبَ لَهَا حُسْنُ الثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ فِی الْآجِلِ وَ أَمَّا حَقُّ بَطْنِكَ فَأَنْ لَا تَجْعَلَهُ وِعَاءً لِقَلِیلٍ مِنَ الْحَرَامِ وَ لَا لِكَثِیرٍ وَ أَنْ تَقْتَصِدَ لَهُ فِی الْحَلَالِ وَ لَا تُخْرِجَهُ مِنْ حَدِّ التَّقْوِیَةِ إِلَی حَدِّ التَّهْوِینِ وَ ذَهَابِ الْمُرُوَّةِ فَإِنَّ الشِّبَعَ الْمُنْتَهِیَ بِصَاحِبِهِ إِلَی التُّخَمِ مَكْسَلَةٌ وَ مَثْبَطَةٌ وَ مَقْطَعَةٌ عَنْ كُلِّ بِرٍّ وَ كَرَمٍ وَ إِنَّ الرأی [الرِّیَ] الْمُنْتَهِیَ بِصَاحِبِهِ إِلَی السُّكْرِ مَسْخَفَةٌ وَ مَجْهَلَةٌ وَ مَذْهَبَةٌ لِلْمُرُوَّةِ وَ أَمَّا حَقُّ فَرْجِكَ فَحِفْظُهُ مِمَّا لَا یَحِلُّ لَكَ وَ الِاسْتِعَانَةُ عَلَیْهِ بِغَضِّ الْبَصَرِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْوَنِ الْأَعْوَانِ وَ ضَبْطُهُ إِذَا هَمَّ بِالْجُوعِ وَ الظَّمَإِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ التَّهَدُّدِ لِنَفْسِكَ بِاللَّهِ وَ التَّخْوِیفِ لَهَا بِهِ وَ بِاللَّهِ الْعِصْمَةُ وَ التَّأْیِیدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ ثُمَّ حُقُوقُ الْأَفْعَالِ فَأَمَّا حَقُّ الصَّلَاةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ إِلَی اللَّهِ وَ أَنَّكَ قَائِمٌ بِهَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ كُنْتَ خَلِیقاً أَنْ تَقُومَ فِیهَا مَقَامَ الذَّلِیلِ الرَّاغِبِ الرَّاهِبِ الْخَائِفِ الرَّاجِی الْمِسْكِینِ الْمُتَضَرِّعِ الْمُعَظِّمِ مَنْ قَامَ بَیْنَ یَدَیْهِ بِالسُّكُونِ وَ الْإِطْرَاقِ وَ خُشُوعِ الْأَطْرَافِ وَ لِینِ الْجَنَاحِ وَ حُسْنِ الْمُنَاجَاةِ لَهُ فِی نَفْسِهِ وَ الطَّلَبِ إِلَیْهِ فِی فَكَاكِ رَقَبَتِكَ الَّتِی أَحَاطَتْ بِهَا خَطِیئَتُكَ وَ اسْتَهْلَكَتْهَا ذُنُوبُكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّوْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ حِجَابٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَلَی لِسَانِكَ وَ سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ وَ فَرْجِكَ وَ بَطْنِكَ لِیَسْتُرَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ هَكَذَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ فَإِنْ سَكَنَتْ أَطْرَافُكَ فِی حَجَبَتِهَا رَجَوْتَ أَنْ تَكُونَ مَحْجُوباً وَ إِنْ أَنْتَ تَرَكْتَهَا تَضْطَرِبُ فِی حِجَابِهَا وَ تَرْفَعُ جَنَبَاتِ الْحِجَابِ فَتَطَّلِعُ إِلَی مَا لَیْسَ لَهَا بِالنَّظْرَةِ الدَّاعِیَةِ لِلشَّهْوَةِ وَ الْقُوَّةِ الْخَارِجَةِ عَنْ حَدِّ التَّقِیَّةِ لِلَّهِ لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ تَخْرِقَ الْحِجَابَ وَ تَخْرُجَ مِنْهُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّدَقَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا ذُخْرُكَ عِنْدَ رَبِّكَ وَ وَدِیعَتُكَ الَّتِی لَا تَحْتَاجُ إِلَی الْإِشْهَادِ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ كُنْتَ بِمَا اسْتَوْدَعْتَهُ سِرّاً أَوْثَقَ بِمَا اسْتَوْدَعْتَهُ عَلَانِیَةً وَ كُنْتَ جَدِیراً أَنْ تَكُونَ أَسْرَرْتَ إِلَیْهِ أَمْراً أَعْلَنْتَهُ وَ كَانَ الْأَمْرُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فِیهَا سِرّاً عَلَی كُلِ

ص: 12

حَالٍ وَ لَمْ یَسْتَظْهِرْ عَلَیْهِ فِیمَا اسْتَوْدَعْتَهُ مِنْهَا إِشْهَادَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ عَلَیْهِ بِهَا كَأَنَّهَا أَوْثَقُ فِی نَفْسِكَ وَ كَأَنَّكَ لَا تَثِقُ بِهِ فِی تَأْدِیَةِ وَدِیعَتِكَ إِلَیْكَ ثُمَّ لَمْ تَمْتَنَّ بِهَا عَلَی أَحَدٍ لِأَنَّهَا لَكَ فَإِذَا امْتَنَنْتَ بِهَا لَمْ تَأْمَنْ أَنْ یكون [تَكُونَ] بِهَا مِثْلَ تَهْجِینِ حَالِكَ مِنْهَا إِلَی مَنْ مَنَنْتَ بِهَا عَلَیْهِ لِأَنَّ فِی ذَلِكَ دَلِیلًا عَلَی أَنَّكَ لَمْ تُرِدْ نَفْسَكَ بِهَا وَ لَوْ أَرَدْتَ نَفْسَكَ بِهَا لَمْ تَمْتَنَّ بِهَا عَلَی أَحَدٍ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْهَدْیِ فَأَنْ تُخْلِصَ بِهَا الْإِرَادَةَ إِلَی رَبِّكَ وَ التَّعَرُّضَ لِرَحْمَتِهِ وَ قَبُولِهِ وَ لَا تُرِدْ عُیُونَ النَّاظِرِینَ دُونَهُ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَكُنْ مُتَكَلِّفاً وَ لَا مُتَصَنِّعاً وَ كُنْتَ إِنَّمَا تَقْصِدُ إِلَی اللَّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ یُرَادُ بِالْیَسِیرِ وَ لَا یُرَادُ بِالْعَسِیرِ كَمَا أَرَادَ بِخَلْقِهِ التَّیْسِیرَ وَ لَمْ یُرِدْ بِهِمُ التَّعْسِیرَ وَ كَذَلِكَ التَّذَلُّلُ أَوْلَی بِكَ مِنَ التَّدَهْقُنِ لِأَنَّ الْكُلْفَةَ وَ الْمَئُونَةَ فِی الْمُتَدَهْقِنِینَ فَأَمَّا التَّذَلُّلُ وَ التَّمَسْكُنُ فَلَا كُلْفَةَ فِیهِمَا وَ لَا مَئُونَةَ

عَلَیْهِمَا لِأَنَّهُمَا الْخِلْقَةُ وَ هُمَا مَوْجُودَانِ فِی الطَّبِیعَةِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ حُقُوقُ الْأَئِمَّةِ فَأَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ جُعِلْتَ لَهُ فِتْنَةً وَ أَنَّهُ مُبْتَلًی فِیكَ بِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ عَلَیْكَ مِنَ السُّلْطَانِ وَ أَنْ تُخْلِصَ لَهُ فِی النَّصِیحَةِ وَ أَنْ لَا تُمَاحِكَهُ وَ قَدْ بُسِطَتْ یَدُهُ عَلَیْكَ فَتَكُونَ سَبَبَ هَلَاكِ نَفْسِكَ وَ هَلَاكِهِ وَ تَذَلَّلْ وَ تَلَطَّفْ لِإِعْطَائِهِ مِنَ الرِّضَی مَا یَكُفُّهُ عَنْكَ وَ لَا یُضِرُّ بِدِینِكَ وَ تَسْتَعِینُ عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ بِاللَّهِ وَ لَا تُعَازِّهِ وَ لَا تُعَانِدْهُ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ عَقَقْتَهُ وَ عَقَقْتَ نَفْسَكَ فَعَرَّضْتَهَا لِمَكْرُوهِهِ وَ عَرَّضْتَهُ لِلْهَلَكَةِ فِیكَ وَ كُنْتَ خَلِیقاً أَنْ تَكُونَ مُعِیناً لَهُ عَلَی نَفْسِكَ وَ شَرِیكاً لَهُ فِیمَا أَتَی إِلَیْكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ فَالتَّعْظِیمُ لَهُ وَ التَّوْقِیرُ لِمَجْلِسِهِ وَ حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ إِلَیْهِ وَ الْإِقْبَالُ عَلَیْهِ وَ الْمَعُونَةُ لَهُ عَلَی نَفْسِكَ فِیمَا لَا غِنَی بِكَ عَنْهُ مِنَ الْعِلْمِ بِأَنْ تُفَرِّغَ لَهُ عَقْلَكَ وَ تُحَضِّرَهُ فَهْمَكَ وَ تُذَكِّیَ لَهُ قَلْبَكَ وَ تُجَلِّیَ لَهُ بَصَرَكَ بِتَرْكِ اللَّذَّاتِ وَ نَقْضِ الشَّهَوَاتِ وَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ فِیمَا أَلْقَی رَسُولُهُ إِلَی مَنْ لَقِیَكَ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ فَلَزِمَكَ حُسْنُ التَّأْدِیَةِ عَنْهُ إِلَیْهِمْ وَ لَا تَخُنْهُ فِی تَأْدِیَةِ رِسَالَتِهِ وَ الْقِیَامِ بِهَا عَنْهُ إِذَا تَقَلَّدْتَهَا وَ لَا حَوْلَ

ص: 13

وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ: وَ أَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ فَنَحْوٌ مِنْ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ إِلَّا أَنَّ هَذَا یَمْلِكُ مَا لَا یَمْلِكُهُ ذَاكَ تَلْزَمُكَ طَاعَتُهُ فِیمَا دَقَّ وَ جَلَّ مِنْكَ إِلَّا أَنْ تُخْرِجَكَ مِنْ وُجُوبِ حَقِّ اللَّهِ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ یَحُولُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ حَقِّهِ وَ حُقُوقِ الْخَلْقِ فَإِذَا قَضَیْتَهُ رَجَعْتَ إِلَی حَقِّهِ فَتَشَاغَلْتَ بِهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ حُقُوقُ الرَّعِیَّةِ فَأَمَّا حُقُوقُ رَعِیَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ إِنَّمَا اسْتَرْعَیْتَهُمْ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ عَلَیْهِمْ فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَحَلَّهُمْ مَحَلَّ الرَّعِیَّةِ لَكَ ضَعْفُهُمْ وَ ذُلُّهُمْ فَمَا أَوْلَی مَنْ كَفَاكَهُ ضَعْفُهُ وَ ذُلُّهُ حَتَّی صَیَّرَهُ لَكَ رَعِیَّةً وَ صَیَّرَ حُكْمَكَ عَلَیْهِ نَافِذاً- لَا یَمْتَنِعُ مِنْكَ بِعِزَّةٍ وَ لَا قُوَّةٍ وَ لَا یَسْتَنْصِرُ فِیمَا تَعَاظَمَهُ مِنْكَ إِلَّا بِاللَّهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْحِیَاطَةِ وَ الْأَنَاةِ وَ مَا أَوْلَاكَ إِذَا عَرَفْتَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ هَذِهِ الْعِزَّةِ وَ الْقُوَّةِ الَّتِی قَهَرْتَ بِهَا أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ اللَّهَ أَعْطَاهُ فِیمَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ لَهُمْ قَیِّماً فِیمَا آتَاكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ وَلَّاكَ مِنْ خِزَانَةِ الْحِكْمَةِ فَإِنْ أَحْسَنْتَ فِیمَا وَلَّاكَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُمْتَ بِهِ لَهُمْ مَقَامَ الْخَازِنِ الشَّفِیقِ النَّاصِحِ لِمَوْلَاهُ فِی عَبِیدِهِ الصَّابِرِ الْمُحْتَسِبِ الَّذِی إِذَا رَأَی ذَا حَاجَةٍ أَخْرَجَ لَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِی فِی یَدَیْهِ رَاشِداً وَ كُنْتَ لِذَلِكَ آمِلًا مُعْتَقِداً وَ إِلَّا كُنْتَ لَهُ خَائِناً وَ لِخَلْقِهِ ظَالِماً وَ لِسَلَبِهِ وَ غَیْرِهِ مُتَعَرِّضاً وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِمِلْكِ النِّكَاحِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا سَكَناً وَ مُسْتَرَاحاً وَ أُنْساً وَ وَاقِیَةً وَ كَذَلِكَ كُلُّ أَحَدٍ مِنْكُمَا یَجِبُ أَنْ یَحْمَدَ اللَّهَ عَلَی صَاحِبِهِ وَ یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنْهُ عَلَیْهِ وَ وَجَبَ أَنْ یُحْسِنَ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ یُكْرِمَهَا وَ یَرْفُقَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَیْهَا أَغْلَظَ وَ طَاعَتُكَ لَهَا أَلْزَمَ فِیمَا أَحْبَبْتَ وَ كَرِهْتَ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِیَةً فَإِنَّ لَهَا حَقَّ الرَّحْمَةِ وَ الْمُؤَانَسَةِ وَ مَوْضِعُ السُّكُونِ إِلَیْهَا قَضَاءُ اللَّذَّةِ الَّتِی لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ ذَلِكَ عَظِیمٌ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ بِمِلْكِ الْیَمِینِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ خَلْقُ رَبِّكَ وَ لَحْمُكَ وَ دَمُكَ وَ أَنَّكَ تَمْلِكُهُ لَا أَنْتَ صَنَعْتَهُ دُونَ اللَّهِ وَ لَا خَلَقْتَ لَهُ سَمْعاً وَ لَا بَصَراً وَ لَا أَجْرَیْتَ لَهُ رِزْقاً

ص: 14

وَ لَكِنَّ اللَّهَ كَفَاكَ ذَلِكَ بِمَنْ سَخَّرَهُ لَكَ وَ ائْتَمَنَكَ عَلَیْهِ وَ اسْتَوْدَعَكَ إِیَّاهُ لِتَحْفَظَهُ فِیهِ وَ تَسِیرَ فِیهِ بِسِیرَتِهِ فَتُطْعِمَهُ مِمَّا تَأْكُلُ وَ تُلْبِسَهُ مِمَّا تَلْبَسُ وَ لَا تُكَلِّفَهُ مَا لَا یُطِیقُ فَإِنْ كَرِهْتَهُ خَرَجْتَ إِلَی اللَّهِ مِنْهُ وَ اسْتَبْدَلْتَ بِهِ وَ لَمْ تُعَذِّبْ خَلْقَ اللَّهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الرَّحِمِ فَحَقُّ أُمِّكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَیْثُ لَا یَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَطْعَمَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا یُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَنَّهَا وَقَتْكَ بِسَمْعِهَا وَ بَصَرِهَا وَ یَدِهَا وَ رِجْلِهَا وَ شَعْرِهَا وَ بَشَرِهَا وَ جَمِیعِ جَوَارِحِهَا مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِكَ فَرِحَةً موبلة [مُؤَمِّلَةً] مُحْتَمِلَةً لِمَا فِیهِ مَكْرُوهُهَا وَ ألمه و ثقله و غمه [أَلَمُهَا وَ ثِقْلُهَا وَ غَمُّهَا] حَتَّی دَفَعَتْهَا عَنْكَ یَدُ الْقُدْرَةِ وَ أَخْرَجَتْكَ إِلَی الْأَرْضِ فَرَضِیَتْ أَنْ تَشْبَعَ وَ تَجُوعَ هِیَ وَ تَكْسُوَكَ وَ تَعْرَی وَ تُرْوِیَكَ وَ تَظْمَأَ وَ تُظِلَّكَ وَ تَضْحَی وَ تُنَعِّمَكَ بِبُؤْسِهَا وَ تُلَذِّذَكَ بِالنَّوْمِ بِأَرَقِهَا وَ كَانَ بَطْنُهَا لَكَ وِعَاءً وَ حِجْرُهَا لَكَ حِوَاءً وَ ثَدْیُهَا لَكَ سِقَاءً وَ نَفْسُهَا لَكَ وِقَاءً تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنْیَا وَ بَرْدَهَا لَكَ وَ دُونَكَ فَتَشْكُرُهَا عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ وَ لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِیقِهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَبِیكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْلُكَ وَ أَنَّكَ فَرْعُهُ وَ أَنَّكَ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ فَمَهْمَا رَأَیْتَ فِی نَفْسِكَ مِمَّا یُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَیْكَ فِیهِ وَ احْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ وَلَدِكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْكَ وَ مُضَافٌ إِلَیْكَ فِی عَاجِلِ الدُّنْیَا بِخَیْرِهِ وَ شَرِّهِ وَ أَنَّكَ مَسْئُولٌ عَمَّا وُلِّیتَهُ مِنْ حُسْنِ الْأَدَبِ وَ الدَّلَالَةِ عَلَی رَبِّهِ وَ الْمَعُونَةِ لَهُ عَلَی طَاعَتِهِ فِیكَ وَ فِی نَفْسِهِ فَمُثَابٌ عَلَی ذَلِكَ وَ مُعَاقَبٌ فَاعْمَلْ فِی أَمْرِهِ عَمَلَ الْمُتَزَیِّنِ بِحُسْنِ أَثَرِهِ عَلَیْهِ فِی عَاجِلِ الدُّنْیَا الْمُعَذِّرِ إِلَی رَبِّهِ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ بِحُسْنِ الْقِیَامِ عَلَیْهِ وَ الْأَخْذِ لَهُ مِنْهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَخِیكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ یَدُكَ الَّتِی تَبْسُطُهَا وَ ظَهْرُكَ الَّذِی تَلْتَجِی إِلَیْهِ وَ عِزُّكَ الَّذِی تَعْتَمِدُ عَلَیْهِ وَ قُوَّتُكَ الَّتِی تَصُولُ بِهَا فَلَا تَتَّخِذْهُ سِلَاحاً عَلَی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ لَا عُدَّةً لِلظُّلْمِ بِخَلْقِ اللَّهِ وَ لَا تَدَعْ نُصْرَتَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ مَعُونَتَهُ عَلَی عَدُوِّهِ وَ الْحَوْلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ شَیَاطِینِهِ وَ تَأْدِیَةَ النَّصِیحَةِ إِلَیْهِ وَ الْإِقْبَالَ عَلَیْهِ فِی اللَّهِ فَإِنِ انْقَادَ لِرَبِّهِ وَ أَحْسَنَ الْإِجَابَةَ لَهُ وَ إِلَّا فَلْیَكُنِ اللَّهُ آثَرَ عِنْدَكَ وَ أَكْرَمَ عَلَیْكَ مِنْهُ.

ص: 15

وَ أَمَّا حَقُّ الْمُنْعِمِ عَلَیْكَ بِالْوَلَاءِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَنْفَقَ فِیكَ مَالَهُ وَ أَخْرَجَكَ مِنْ ذُلِّ الرِّقِّ وَ وَحْشَتِهِ إِلَی عِزِّ الْحُرِّیَّةِ وَ أُنْسِهَا وَ أَطْلَقَكَ مِنْ أَسْرِ الْمَلَكَةِ وَ فَكَّ عَنْكَ حَلَقَ الْعُبُودِیَّةِ وَ أَوْجَدَكَ رَائِحَةَ الْعِزِّ وَ أَخْرَجَكَ مِنْ سِجْنِ الْقَهْرِ وَ دَفَعَ عَنْكَ الْعُسْرَ وَ بَسَطَ لَكَ لِسَانَ الْإِنْصَافِ وَ أَبَاحَكَ الدُّنْیَا كُلَّهَا فَمَلَّكَكَ نَفْسَكَ وَ حَلَّ أَسْرَكَ وَ فَرَّغَكَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ وَ احْتَمَلَ بِذَلِكَ التَّقْصِیرَ فِی مَالِهِ فَتَعْلَمَ أَنَّهُ أَوْلَی الْخَلْقِ بِكَ بَعْدَ أُولِی رَحِمِكَ فِی حَیَاتِكَ وَ مَوْتِكَ وَ أَحَقُّ الْخَلْقِ بِنَصْرِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ مُكَانَفَتِكَ فِی ذَاتِ اللَّهِ فَلَا تُؤْثِرْ عَلَیْهِ نَفْسَكَ مَا احْتَاجَ إِلَیْكَ أَبَداً وَ أَمَّا حَقُّ مَوْلَاكَ الْجَارِیَةِ عَلَیْهِ نِعْمَتُكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَكَ حَامِیَةً عَلَیْهِ وَ وَاقِیَةً وَ نَاصِراً وَ مَعْقِلًا وَ جَعَلَهُ لَكَ وَسِیلَةً وَ سَبَباً بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فَبِالْحَرِیِّ أَنْ یَحْجُبَكَ عَنِ النَّارِ فَیَكُونَ فِی ذَلِكَ ثَوَابُكَ مِنْهُ فِی الْآجِلِ وَ یَحْكُمَ لَكَ بِمِیرَاثِهِ فِی الْعَاجِلِ إِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ رَحِمٌ مُكَافَاةً لِمَا أَنْفَقْتَهُ مِنْ مَالِكَ عَلَیْهِ وَ قُمْتَ بِهِ مِنْ حَقِّهِ بَعْدَ إِنْفَاقِ مَالِكَ فَإِنْ لَمْ تَخَفْهُ خِیفَ عَلَیْكَ أَنْ لَا یَطِیبَ لَكَ مِیرَاثُهُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ ذِی الْمَعْرُوفِ عَلَیْكَ فَأَنْ تَشْكُرَهُ وَ تَذْكُرَ مَعْرُوفَهُ وَ تَنْشُرَ بِهِ الْقَالَةَ الْحَسَنَةَ وَ تُخْلِصَ لَهُ الدُّعَاءَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ شَكَرْتَهُ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً ثُمَّ إِنْ أَمْكَنَكَ مُكَافَاتُهُ بِالْفِعْلِ كَافَأْتَهُ وَ إِلَّا كُنْتَ مُرْصِداً لَهُ مُوَطِّناً نَفْسَكَ عَلَیْهَا وَ أَمَّا حَقُّ الْمُؤَذِّنِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ مُذَكِّرُكَ بِرَبِّكَ وَ دَاعِیكَ إِلَی حَظِّكَ وَ أَفْضَلُ أَعْوَانِكَ عَلَی قَضَاءِ الْفَرِیضَةِ الَّتِی افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَیْكَ فَتَشْكُرَهُ عَلَی ذَلِكَ شُكْرَكَ لِلْمُحْسِنِ إِلَیْكَ وَ إِنْ كُنْتَ فِی بَیْتِكَ مُتَّهَماً لِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لِلَّهِ فِی أَمْرِهِ مُتَّهِماً وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَیْكَ لَا شَكَّ فِیهَا فَأَحْسِنْ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللَّهِ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَیْهَا عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ إِمَامِكَ فِی صَلَاتِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ تَقَلَّدَ السِّفَارَةَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ الْوِفَادَةَ إِلَی رَبِّكَ وَ تَكَلَّمَ عَنْكَ وَ لَمْ تَتَكَلَّمْ عَنْهُ وَ دَعَا لَكَ وَ لَمْ تَدْعُ لَهُ وَ طَلَبَ فِیكَ وَ لَمْ تَطْلُبْ فِیهِ وَ كَفَاكَ هَمَّ الْمُقَامِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فِیكَ وَ لَمْ تَكْفِهِ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ تَقْصِیرٌ كَانَ بِهِ دُونَكَ وَ إِنْ كَانَ آثِماً لَمْ تَكُنْ شَرِیكَهُ فِیهِ وَ لَمْ

ص: 16

یَكُنْ لَكَ عَلَیْهِ فَضْلٌ فَوَقَی نَفْسَكَ بِنَفْسِهِ وَ وَقَی صَلَاتَكَ بِصَلَاتِهِ فَتَشْكُرُ لَهُ عَلَی ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْجَلِیسِ فَأَنْ تُلِینَ لَهُ كَنَفَكَ وَ تُطِیبَ لَهُ جَانِبَكَ وَ تُنْصِفَهُ فِی مجاواة [مُجَارَاةِ] اللَّفْظِ وَ لَا تُغْرِقَ فِی نَزْعِ اللَّحْظِ إِذَا لَحَظْتَ وَ تَقْصِدَ فِی اللَّفْظِ إِلَی إِفْهَامِهِ إِذَا لَفَظْتَ وَ إِنْ كُنْتَ الْجَلِیسَ إِلَیْهِ كُنْتَ فِی الْقِیَامِ عَنْهُ بِالْخِیَارِ وَ إِنْ كَانَ الْجَالِسَ إِلَیْكَ كَانَ بِالْخِیَارِ وَ لَا تَقُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْجَارِ فَحِفْظُهُ غَائِباً وَ كَرَامَتُهُ شَاهِداً وَ نُصْرَتُهُ وَ مَعُونَتُهُ فِی الْحَالَیْنِ جَمِیعاً لَا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً وَ لَا تَبْحَثْ لَهُ عَنْ سَوْأَةٍ لِتَعْرِفَهَا فَإِنْ عَرَفْتَهَا مِنْهُ مِنْ غَیْرِ إِرَادَةٍ مِنْكَ وَ لَا تَكَلُّفٍ كُنْتَ لِمَا عَلِمْتَ حِصْناً حَصِیناً وَ سِتْراً سَتِیراً لَوْ بَحَثَتِ الْأَسِنَّةُ عَنْهُ ضَمِیراً لَمْ تَتَّصِلْ إِلَیْهِ لِانْطِوَائِهِ عَلَیْهِ- لَا تَسْتَمِعْ عَلَیْهِ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُ- لَا تُسْلِمْهُ عِنْدَ شَدِیدَةٍ وَ لَا تَحْسُدْهُ عِنْدَ نِعْمَةٍ تُقِیلُهُ عَثْرَتَهُ وَ تَغْفِرُ زَلَّتَهُ وَ لَا تَذْخَرْ حِلْمَكَ عَنْهُ إِذَا جَهِلَ عَلَیْكَ وَ لَا تَخْرُجْ أَنْ تَكُونَ سِلْماً لَهُ تَرُدُّ عَنْهُ لِسَانَ الشَّتِیمَةِ وَ تُبْطِلُ فِیهِ كَیْدَ حَامِلِ النَّصِیحَةِ وَ تُعَاشِرُهُ مُعَاشَرَةً كَرِیمَةً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّاحِبِ فَأَنْ تَصْحَبَهُ بِالْفَضْلِ مَا وَجَدْتَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ إِلَّا فَلَا أَقَلَّ مِنَ الْإِنْصَافِ وَ أَنْ تُكْرِمَهُ كَمَا یُكْرِمُكَ وَ تَحْفَظَهُ كَمَا یَحْفَظُكَ وَ لَا یَسْبِقَكَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ إِلَی مَكْرُمَةٍ فَإِنْ سَبَقَكَ كَافَأْتَهُ وَ لَا تُقَصِّرَ بِهِ عَمَّا یَسْتَحِقُّ مِنَ الْمَوَدَّةِ تُلْزِمْ نَفْسَكَ نَصِیحَتَهُ وَ حِیَاطَتَهُ وَ مُعَاضَدَتَهُ عَلَی طَاعَةِ رَبِّهِ وَ مَعُونَتَهُ عَلَی نَفْسِهِ فِیمَا یَهُمُّ بِهِ مِنْ مَعْصِیَةِ رَبِّهِ ثُمَّ تَكُونُ عَلَیْهِ رَحْمَةً وَ لَا تَكُونُ عَلَیْهِ عَذَاباً وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الشَّرِیكِ فَإِنْ غَابَ كَفَیْتَهُ وَ إِنْ حَضَرَ سَاوَیْتَهُ- لَا تَعْزِمْ عَلَی حُكْمِكَ دُونَ حُكْمِهِ وَ لَا تَعْمَلْ بِرَأْیِكَ دُونَ مُنَاظَرَتِهِ تَحْفَظُ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ تَنْفِی عَنْهُ خِیَانَتَهُ فِیمَا عَزَّ أَوْ هَانَ فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ یَدَ اللَّهِ عَلَی الشَّرِیكَیْنِ مَا لَمْ یَتَخَاوَنَا وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمَالِ فَأَنْ لَا تَأْخُذَهُ إِلَّا مِنْ حِلِّهِ وَ لَا تُنْفِقَهُ إِلَّا فِی حِلِّهِ وَ لَا تُحَرِّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَا تَصْرِفَهُ عَنْ حَقَائِقِهِ وَ لَا تَجْعَلَهُ إِذَا كَانَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَیْهِ وَ سَبَباً إِلَی اللَّهِ وَ لَا تُؤْثِرَ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ مَنْ لَعَلَّهُ لَا یَحْمَدُكَ وَ بِالْحَرِیِّ أَنْ لَا یُحْسِنَ خِلَافَتَكَ فِی

ص: 17

تَرِكَتِكَ وَ لَا یَعْمَلَ فِیهِ بِطَاعَةِ رَبِّكَ فَتَكُونَ مُعِیناً لَهُ عَلَی ذَلِكَ أَوْ بِمَا أَحْدَثَ فِی مَالِكَ أَحْسَنَ نَظَراً لِنَفْسِهِ فَیَعْمَلُ بِطَاعَةِ رَبِّهِ فَیَذْهَبُ بِالْغَنِیمَةِ وَ تَبُوءُ بِالْإِثْمِ وَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ مَعَ التَّبِعَةِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْغَرِیمِ الطَّالِبِ لَكَ فَإِنْ كُنْتَ مُوسِراً أَوْفَیْتَهُ وَ كَفَیْتَهُ وَ أَغْنَیْتَهُ وَ لَمْ تَرُدَّهُ وَ تَمْطُلْهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَطْلُ الْغَنِیِّ ظُلْمٌ وَ إِنْ كُنْتَ مُعْسِراً أَرْضَیْتَهُ بِحُسْنِ الْقَوْلِ وَ طَلَبْتَ إِلَیْهِ طَلَباً جَمِیلًا وَ رَدَدْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ رَدّاً لَطِیفاً وَ لَمْ تَجْمَعْ عَلَیْهِ ذَهَابَ مَالِهِ وَ سُوءَ مُعَامَلَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لُؤْمٌ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْخَلِیطِ فَأَنْ لَا تَغُرَّهُ وَ لَا تَغُشَّهُ وَ لَا تَكْذِبَهُ وَ لَا تُغْفِلَهُ وَ لَا تَخْدَعَهُ وَ لَا تَعْمَلَ فِی انْتِقَاضِهِ عَمَلَ الْعَدُوِّ الَّذِی لَا یَبْقَی عَلَی صَاحِبِهِ وَ إِنِ اطْمَأَنَّ إِلَیْكَ اسْتَقْصَیْتَ لَهُ عَلَی نَفْسِكَ وَ عَلِمْتَ أَنَّ غَبْنَ الْمُسْتَرْسِلِ رِبًا وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْخَصْمِ الْمُدَّعِی عَلَیْكَ فَإِنْ كَانَ مَا یَدَّعِی عَلَیْكَ حَقّاً لَمْ تَنْفَسِخْ فِی حُجَّتِهِ وَ لَمْ تَعْمَلْ فِی إِبْطَالِ دَعْوَتِهِ وَ كُنْتَ خَصْمَ نَفْسِكَ لَهُ وَ الْحَاكِمَ عَلَیْهَا وَ الشَّاهِدَ لَهُ بِحَقِّهِ دُونَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَ إِنْ كَانَ مَا یَدَّعِیهِ بَاطِلًا رَفَقْتَ بِهِ وَ رَوَّعْتَهُ وَ نَاشَدْتَهُ بِدِینِهِ وَ كَسَرْتَ حِدَّتَهُ عَنْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَ أَلْقَیْتَ حَشْوَ الْكَلَامِ وَ لَفْظَةَ السُّوءِ الَّذِی لَا یَرُدُّ عَنْكَ عَادِیَةَ عَدُوِّكَ بَلْ تَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَ بِهِ یَشْحَذُ عَلَیْكَ سَیْفَ عَدَاوَتِهِ لِأَنَّ لَفْظَةَ السُّوءِ تَبْعَثُ الشَّرَّ وَ الْخَیْرُ مَقْمَعَةٌ لِلشَّرِّ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْخَصْمِ الْمُدَّعَی عَلَیْهِ فَإِنْ كَانَ مَا تَدَّعِیهِ حَقّاً أَجْمَلْتَ فِی مُقَاوَلَتِهِ بِمَخْرَجِ الدَّعْوَی فَإِنَّ لِلدَّعْوَی غِلْظَةً فِی سَمْعِ الْمُدَّعَی عَلَیْهِ وَ قَصَدْتَ قَصْدَ حُجَّتِكَ بِالرِّفْقِ وَ أَمْهَلِ الْمُهْلَةِ وَ أَبْیَنِ الْبَیَانِ وَ أَلْطَفِ اللُّطْفِ وَ لَمْ تَتَشَاغَلْ عَنْ حُجَّتِكَ بِمُنَازَعَتِهِ بِالْقِیلِ وَ الْقَالِ فَتَذْهَبَ عَنْكَ حُجَّتُكَ وَ لَا یَكُونَ لَكَ فِی ذَلِكَ دَرَكٌ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُسْتَشِیرِ فَإِنْ حَضَرَكَ لَهُ وَجْهُ رَأْیٍ جَهَدْتَ لَهُ فِی النَّصِیحَةِ وَ أَشَرْتَ عَلَیْهِ بِمَا تَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ عَمِلْتَ بِهِ وَ ذَلِكَ لِیَكُنْ مِنْكَ فِی رَحْمَةٍ وَ لِینٍ فَإِنَّ اللِّینَ یُونِسُ الْوَحْشَةَ وَ إِنَّ الْغِلَظَ یُوحِشُ مِنْ مَوْضِعِ الْأُنْسِ وَ إِنْ لَمْ یَحْضُرْكَ لَهُ رَأْیٌ وَ عَرَفْتَ لَهُ مَنْ تَثِقُ بِرَأْیِهِ وَ تَرْضَی بِهِ لِنَفْسِكَ دَلَلْتَهُ عَلَیْهِ وَ أَرْشَدْتَهُ إِلَیْهِ فَكُنْتَ لَمْ

ص: 18

تَأْلُهُ خَیْراً وَ لَمْ تَدَّخِرْهُ نُصْحاً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

وَ أَمَّا حَقُّ الْمُشِیرِ عَلَیْكَ فَلَا تَتَّهِمْهُ فِیمَا یُوَافِقُكَ عَلَیْهِ مِنْ رَأْیِهِ إِذَا أَشَارَ عَلَیْكَ فَإِنَّمَا هِیَ الْآرَاءُ وَ تَصَرُّفُ النَّاسِ فِیهَا وَ اخْتِلَافُهُمْ فَكُنْ عَلَیْهِ فِی رَأْیِهِ بِالْخِیَارِ إِذَا اتَّهَمْتَ رَأْیَهُ فَأَمَّا تُهَمَتُهُ فَلَا تَجُوزُ لَكَ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ مِمَّنْ یَسْتَحِقُّ الْمُشَاوَرَةَ وَ لَا تَدَعْ شُكْرَهُ عَلَی مَا بَدَا لَكَ مِنْ إِشْخَاصِ رَأْیِهِ وَ حُسْنِ وَجْهِ مَشُورَتِهِ فَإِذَا وَافَقَكَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَ قَبِلْتَ ذَلِكَ مِنْ أَخِیكَ بِالشُّكْرِ وَ الْإِرْصَادِ بِالْمُكَافَاةِ فِی مِثْلِهَا إِنْ فَزِعَ إِلَیْكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُسْتَنْصِحِ فَإِنَّ حَقَّهُ أَنْ تُؤَدِّیَ إِلَیْهِ النَّصِیحَةَ عَلَی الْحَقِّ الَّذِی تَرَی لَهُ أَنْ یَحْمِلَ وَ یَخْرُجَ الْمَخْرَجَ الَّذِی یَلِینُ عَلَی مَسَامِعِهِ وَ تُكَلِّمَهُ مِنَ الْكَلَامِ بِمَا یُطِیقُهُ عَقْلُهُ فَإِنَّ لِكُلِّ عَقْلٍ طیقة [طَبَقَةً] مِنَ الْكَلَامِ یَعْرِفُهُ وَ یُجِیبُهُ وَ لْیَكُنْ مَذْهَبُكَ الرَّحْمَةَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ النَّاصِحِ فَأَنْ تُلِینَ لَهُ جَنَاحَكَ ثُمَّ تَشْرَئِبَّ لَهُ قَلْبَكَ وَ تَفْتَحَ لَهُ سَمْعَكَ حَتَّی تَفْهَمَ عَنْهُ نَصِیحَتَهُ ثُمَّ تَنْظُرَ فِیهَا فَإِنْ كَانَ وُفِّقَ فِیهَا لِلصَّوَابِ حَمِدْتَ اللَّهَ عَلَی ذَلِكَ وَ قَبِلْتَ مِنْهُ وَ عَرَفْتَ لَهُ نَصِیحَتَهُ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ وُفِّقَ لَهَا فِیهَا رَحِمْتَهُ وَ لَمْ تَتَّهِمْهُ وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ یَأْلُكَ نُصْحاً إِلَّا أَنَّهُ أَخْطَأَ إِلَّا أَنْ یَكُونَ عِنْدَكَ مُسْتَحِقّاً لِلتُّهَمَةِ فَلَا تَعْنِی (1)

بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْكَبِیرِ فَإِنَّ حَقَّهُ تَوْقِیرُ سِنِّهِ وَ إِجْلَالُ إِسْلَامِهِ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ فِی الْإِسْلَامِ بِتَقْدِیمِهِ فِیهِ وَ تَرْكُ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَامِ- لَا تَسْبِقُهُ إِلَی طَرِیقٍ وَ لَا تَؤُمُّهُ فِی طَرِیقٍ وَ لَا تَسْتَجْهِلُهُ وَ إِنْ جَهِلَ عَلَیْكَ تَحَمَّلْتَ وَ أَكْرَمْتَهُ بِحَقِّ إِسْلَامِهِ مَعَ سِنِّهِ فَإِنَّمَا حَقُّ السِّنِّ بِقَدْرِ الْإِسْلَامِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّغِیرِ فَرَحْمَتُهُ وَ تَثْقِیفُهُ وَ تَعْلِیمُهُ وَ الْعَفْوُ عَنْهُ وَ السَّتْرُ عَلَیْهِ وَ الرِّفْقُ بِهِ وَ الْمَعُونَةُ لَهُ وَ السَّتْرُ عَلَی جَرَائِرِ حَدَاثَتِهِ فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِلتَّوْبَةِ وَ الْمُدَارَاةُ لَهُ وَ تَرْكُ مُمَاحَكَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَی لِرُشْدِهِ

ص: 19


1- 1. فلا تعبأ خ.

وَ أَمَّا حَقُّ السَّائِلِ فَإِعْطَاؤُهُ إِذَا تهبأت [تَهَیَّأَتْ] صَدَقَةٌ وَ قَدَرْتَ عَلَی سَدِّ حَاجَتِهِ وَ الدُّعَاءُ لَهُ فِیمَا نَزَلَ بِهِ وَ الْمُعَاوَنَةُ لَهُ عَلَی طَلِبَتِهِ وَ إِنْ شَكَكْتَ فِی صِدْقِهِ وَ سَبَقَتْ إِلَیْهِ التُّهَمَةُ لَهُ لَمْ تَعْزِمْ عَلَی ذَلِكَ وَ لَمْ تَأْمَنْ أَنْ یَكُونَ مِنْ كَیْدِ الشَّیْطَانِ أَرَادَ أَنْ یَصُدَّكَ عَنْ حَظِّكَ وَ یَحُولَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ التَّقَرُّبِ إِلَی رَبِّكَ وَ تَرَكْتَهُ بِسَتْرِهِ وَ رَدَدْتَهُ رَدّاً جَمِیلًا وَ إِنْ غَلَبَتْ نَفْسُكَ فِی أَمْرِهِ وَ أَعْطَیْتَهُ عَلَی مَا عَرَضَ فِی نَفْسِكَ مِنْهُ- فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمَسْئُولِ إِنْ أَعْطَی فَاقْبَلْ مِنْهُ مَا أَعْطَی بِالشُّكْرِ لَهُ وَ الْمَعْرِفَةِ لِفَضْلِهِ وَ اطْلُبْ وَجْهَ الْعُذْرِ فِی مَنْعِهِ وَ أَحْسِنْ بِهِ الظَّنَّ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ إِنْ مَنَعَ مَالَهُ مَنَعَ وَ أَنْ لَیْسَ التَّثْرِیبُ فِی مَالِهِ وَ إِنْ كَانَ ظَالِماً فَ إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَ أَمَّا حَقُّ مَنْ سَرَّكَ اللَّهُ بِهِ وَ عَلَی یَدَیْهِ فَإِنْ كَانَ تَعَمَّدَهَا لَكَ حَمِدْتَ اللَّهَ أَوَّلًا ثُمَّ شَكَرْتَهُ عَلَی ذَلِكَ بِقَدْرِهِ فِی مَوْضِعِ الْجَزَاءِ وَ كَافَأْتَهُ عَلَی فَضْلِ الِابْتِدَاءِ وَ أَرْصَدْتَ لَهُ الْمُكَافَاةَ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ تَعَمَّدَهَا حَمِدْتَ اللَّهَ وَ شَكَرْتَهُ وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْهُ تَوَحَّدَكَ بِهَا وَ أَحْبَبْتَ هَذَا إِذْ كَانَ سَبَباً مِنْ أَسْبَابِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ تَرْجُو لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ خَیْراً فَإِنَّ أَسْبَابَ النِّعَمِ بَرَكَةٌ حَیْثُ مَا كَانَتْ وَ إِنْ كَانَ لَمْ یَتَعَمَّدْ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ مَنْ سَاءَكَ الْقَضَاءُ عَلَی یَدَیْهِ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَإِنْ كَانَ تَعَمَّدَهَا كَانَ الْعَفْوُ أَوْلَی بِكَ لِمَا فِیهِ لَهُ مِنَ الْقَمْعِ وَ حُسْنِ الْأَدَبِ مَعَ كَبِیرِ أَمْثَالِهِ مِنَ الْخَلْقِ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ إِلَی قَوْلِهِ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(1) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ (2) هَذَا فِی الْعَمْدِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ عَمْداً لَمْ تَظْلِمْهُ بِتَعَمُّدِ الِانْتِصَارِ مِنْهُ فَتَكُونَ قَدْ كَافَأْتَهُ فِی تَعَمُّدٍ عَلَی خَطَاءٍ وَ رَفَقْتَ بِهِ وَ رَدَدْتَهُ بِأَلْطَفِ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَهْلِ بَیْتِكَ عَامَّةً فَإِضْمَارُ السَّلَامَةِ وَ نَشْرُ جَنَاحِ الرَّحْمَةِ وَ الرِّفْقُ بِمُسِیئِهِمْ وَ تَأَلُّفُهُمْ وَ اسْتِصْلَاحُهُمْ وَ شُكْرُ مُحْسِنِهِمْ إِلَی نَفْسِهِ وَ إِلَیْكَ فَإِنَّ إِحْسَانَهُ إِلَی نَفْسِهِ إِحْسَانُهُ إِلَیْكَ إِذَا كَفَّ عَنْكَ أَذَاهُ وَ كَفَاكَ مَئُونَتَهُ وَ حَبَسَ عَنْكَ نَفْسَهُ فَعُمَّهُمْ

ص: 20


1- 1. الشوری: 40.
2- 2. النحل: 126.

جَمِیعاً بِدَعْوَتِكَ وَ انْصُرْهُمْ جَمِیعاً بِنُصْرَتِكَ وَ أَنْزِلْهُمْ جَمِیعاً مِنْكَ مَنَازِلَهُمْ كَبِیرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ وَ صَغِیرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ وَ أَوْسَطَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ فَمَنْ أَتَاكَ تَعَاهَدْتَهُ بِلُطْفٍ وَ رَحْمَةٍ وَ صِلْ أَخَاكَ بِمَا یَجِبُ لِلْأَخِ عَلَی أَخِیهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَالْحُكْمُ فِیهِمْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا قَبِلَ اللَّهُ وَ تَفِیَ بِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ ذِمَّتِهِ وَ عَهْدِهِ وَ تُكَلِّمَهُمْ إِلَیْهِ فِیمَا طُلِبُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أُجْبِرُوا عَلَیْهِ وَ تَحْكُمَ فِیهِمْ بِمَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَی نَفْسِكَ فِیمَا جَرَی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ مِنْ مُعَامَلَةٍ وَ لْیَكُنْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ ظُلْمِهِمْ مِنْ رِعَایَةِ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَ عَهْدِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَائِلٌ فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَداً كُنْتُ خَصْمَهُ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَهَذِهِ خَمْسُونَ حَقّاً مُحِیطَةً بِكَ- لَا تَخْرُجْ مِنْهَا فِی حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ یَجِبُ عَلَیْكَ رِعَایَتُهَا وَ الْعَمَلُ فِی تَأْدِیَتِهَا وَ الِاسْتِعَانَةُ بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَی ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1).

إنما أوردناه مكررا للاختلاف الكثیر بینهما و قوة سند الأول و كثرة فوائد الثانی.

«3»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ: لَا تَقْطَعْ أَوِدَّاءَ أَبِیكَ فَیُطْفَی نُورُكَ وَ رُوِیَ أَنَّ الرَّحِمَ إِذَا بَعُدَتْ غُبِطَتْ وَ إِذَا تَمَاسَّتْ عَطِبَتْ وَ رُوِیَ سِرْ سَنَتَیْنِ بَرَّ وَالِدَیْكَ سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ سِرْ مِیلًا عُدْ مَرِیضاً سِرْ مِیلَیْنِ شَیِّعْ جَنَازَةً سِرْ ثَلَاثَةَ أَمْیَالٍ أَجِبْ دَعْوَةً سِرْ أَرْبَعَةَ أَمْیَالٍ زُرْ أَخَاكَ فِی اللَّهِ سِرْ خَمْسَةَ أَمْیَالٍ انْصُرْ مَظْلُوماً وَ سِرْ سِتَّةَ أَمْیَالٍ أَغِثْ مَلْهُوفاً سِرْ عَشَرَةَ أَمْیَالٍ فِی قَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ وَ عَلَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَ نَرْوِی بَرُّوا أَبَاكُمْ یَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ كُفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ یعف [تَعِفَ] نِسَاؤُكُمْ وَ أَرْوِی الْأَخُ الْكَبِیرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ وَ أَرْوِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ یُقَسِّمُ لَحَظَاتِهِ بَیْنَ جُلَسَائِهِ وَ مَا سُئِلَ عَنْ شَیْ ءٍ قَطُّ فَقَالَ لَا بِأَبِی وَ أُمِّی وَ لَا عَاتَبَ أَحَداً عَلَی ذَنْبٍ أَذْنَبَ وَ نَرْوِی مَنْ عَرَّضَ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی حَدِیثِهِ فَكَأَنَّمَا خَدَشَ وَجْهَهُ وَ نَرْوِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَعَنَ ثَلَاثَةً آكِلَ زَادِهِ وَحْدَهُ وَ رَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ وَ النَّائِمَ فِی بَیْتٍ وَحْدَهُ وَ أَرْوِی أَطْرِفُوا أَهَالِیَكُمْ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْفَاكِهَةِ وَ اللَّحْمِ حَتَّی یَفْرَحُوا بِالْجُمُعَةِ.

ص: 21


1- 1. تحف العقول: 260- 278.

أبواب آداب العشرة بین ذوی الأرحام و الممالیك و الخدم المشاركین غالبا فی البیت

باب 2 بر الوالدین و الأولاد و حقوق بعضهم علی بعض و المنع من العقوق

الآیات:

البقرة: وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً(1)

الأنعام: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَیْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِیَّاهُمْ (2)

التوبة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَی الْإِیمانِ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِیرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَیْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِی سَبِیلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ (3)

ص: 22


1- 1. البقرة: 83.
2- 2. الأنعام: 151.
3- 3. براءة: 23 و 24.

الإسراء: وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِیماً- وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً- رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِی نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِینَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِینَ غَفُوراً(1)

مریم: وَ بَرًّا بِوالِدَیْهِ وَ لَمْ یَكُنْ جَبَّاراً عَصِیًّا(2)

و قال: وَ بَرًّا بِوالِدَتِی وَ لَمْ یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیًّا(3)

العنكبوت: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَیَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (4)

لقمان: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلی وَهْنٍ وَ فِصالُهُ فِی عامَیْنِ أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ- وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً(5)

الأحقاف: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(6)

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ وَ أَنَا عِنْدَهُ لِعَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَنْصَارِیِّ فِی بِرِّ الْوَالِدَیْنِ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً فَظَنَنَّا أَنَّهَا الْآیَةُ الَّتِی فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ سَأَلْتُهُ فَقَالَ هِیَ الَّتِی فِی لُقْمَانَ- وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً- وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ

ص: 23


1- 1. الإسراء: 25- 23.
2- 2. مریم: 14.
3- 3. مریم: 32.
4- 4. العنكبوت: 8.
5- 5. لقمان: 14 و 15.
6- 6. الأحقاف: 15.

بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَأْمُرَ بِصِلَتِهِمَا وَ حَقِّهِمَا عَلَی كُلِّ حَالٍ- وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَقَالَ لَا بَلْ یَأْمُرُ بِصِلَتِهِمَا وَ إِنْ جَاهَدَاهُ عَلَی الشِّرْكِ مَا زَادَ حَقَّهُمَا إِلَّا عِظَماً(1).

بیان: هذا الخبر من الأخبار العویصة الغامضة التی سلك كل فریق من الأماثل فیها وادیا فلم یأتوا بعد الرجوع بما یسمن أو یغنی من جوع و فیه إشكالات لفظیة و معنویة.

أما الأولی فهی أن الآیات الدالة علی فضل بر الوالدین كثیرة و ما یناسب المقام منها ثلاث.

الأولی الآیة التی فی بنی إسرائیل وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً الثانیة الآیة التی فی سورة العنكبوت و هی وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما الثالثة الآیة التی فی لقمان و هی وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلی وَهْنٍ وَ فِصالُهُ فِی عامَیْنِ أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً فأما الآیة الأولی فهی موافقة لما فی المصاحف و الآیة المنسوبة إلی لقمان لا یوافق شیئا من الآیتین المذكورتین فی لقمان و العنكبوت و أیضا تصریح الراوی أولا بأن الكلام كان فی قوله تعالی وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً و جوابه علیه السلام بما لا یوافقه مما لا یكاد یستقیم ظاهرا.

و أما الإشكالات المعنویة و سائر الإشكالات اللفظیة فسیظهر لك عند ذكر التوجیهات و قد ذكر فیها وجوه نكتفی بإیراد بعضها.

الأول ما خطر فی عنفوان شبابی ببالی و عرضتها علی مشایخی العظام رضوان اللّٰه علیهم فاستحسنوها و هو أن قول الراوی وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً بناء علی زعمه

ص: 24


1- 1. الكافی ج 2: 159.

أن الآیة التی أشار علیه السلام إلیها هی التی فی بنی إسرائیل كما ذكره بعد ذلك و لم یذكر الإمام علیه السلام ذلك بل قال أكد اللّٰه تعالی فی موضع من القرآن تأكیدا عظیما فی بر الوالدین فظننا أن مراده علیه السلام الآیة التی فی بنی إسرائیل أو المراد فی معنی هذه العبارة و مضمونها و إن لم یذكر بهذا اللفظ و یحتمل أن یكون علیه السلام قرأ هذه الآیة صریحا و أشار إجمالا إلی تأكید عظیم فی برهما فظن الراوی أن المبالغة العظیمة فی هذه العبارة فقال علیه السلام لا بل أردت ما فی لقمان و إنما نسب الراوی هذه العبارة إلی بنی إسرائیل مع أنها قد تكررت فی مواضع من القرآن المجید منها فی البقرة و منها فی الأنعام و منها فی النساء لأنه تعالی عقب هذه العبارة فی بنی إسرائیل بتفسیر الإحسان و تفصیل رعایة حقهما حیث قال إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ إلی آخر ما مردون ما فی سائر السور مع أنه یحتمل أن یكون الراوی سمع منه علیه السلام أن ما فی سائر السور إنما هو فی شأن الوالدین بحسب الإیمان و العلم أعنی النبی و الوصی صلی اللّٰه علیهما و ما فی الإسراء فی شأن والدی النسب كما قال علی بن إبراهیم فی تفسیر آیة الأنعام إن الوالدین رسول اللّٰه و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما(1).

و قد مضت الأخبار الكثیرة فی ذلك لكن الظاهر أنه من بطون الآیات و لا ینافی ظواهرها.

و أما الإشكال الثانی فیمكن أن یكون حسنا مثبتا فی قراءتهم علیهم السلام و نظیره فی الأخبار كثیر و قد مر بعضها و سائر الأجزاء موافق لما فی المصاحف لكن قد أسقط من البین قوله حَمَلَتْهُ أُمُّهُ إلی قوله إِلَیَّ الْمَصِیرُ اختصارا لعدم الحاجة إلیه فی هذا المقام أو إحالة علی ما فی المصاحف كما أنه لم یذكر وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً مع شدة الحاجة إلیه فی هذا المقام.

أو یكون نقلا بالمعنی إشارة إلی الآیتین معا فذكر حُسْناً للإشارة علی آیة العنكبوت و عَلی أَنْ تُشْرِكَ للإشارة إلی لقمان و كأنه لذلك أسقط علیه السلام الفاصلة و التتمة لعدمهما فی العنكبوت فقوله فی لقمان للاختصار أی فی لقمان و غیرها أو

ص: 25


1- 1. تفسیر القمّیّ: 208.

المراد به لقمان و ما یقرب منها بالظرفیة المجازیة كما یقال سجدة لقمان للمجاورة و كأنه علیه السلام ذكر السورتین و الآیتین معا فاختصرهما الرواة عمدا أو سهوا و مثله كثیر.

فقال أی الإمام علیه السلام هی التی أی الآیة التی أشرت إلیها و ذكرت أن فیها المبالغة العظیمة فی برهما أو الآیة التی فسرتها لعبد الواحد التی فی لقمان فقال إن ذلك هذا كلام ابن مسكان یقول قال الراوی المجهول الذی كان حاضرا عند سؤال عبد الواحد و هذا شائع فی الأخبار یقول راوی الراوی قال مكان قول الراوی قلت و لا یلزم إرجاع المستتر إلی عبد الواحد و تقدیر أنه كان حاضرا عند هذا السؤال أیضا لیحكم ببعده و لا یستبعد ذلك من له أدنی أنس بالأخبار و الحاصل أنه قال الراوی له علیه السلام إن ذلك أی الأمر الذی فی بنی إسرائیل أعظم أن یأمر أی بأن یأمر أو هو بدل لقوله ذلك و غرضه أن الآیة التی فی بنی إسرائیل و الأمر بالإحسان فیها بإطلاقها شامل لجمیع الأحوال حتی حال الشرك و الآیة التی فی لقمان استثنی فیها حال الشرك فتكون الأولی أبلغ و أتم فی الأمر بالإحسان فإن فی قوله وَ إِنْ جاهَداكَ وصلیة و إن كانت فی الآیة شرطیة.

فقال أی الإمام علیه السلام فی جوابه لا أی لیس الأمر فی الآیتین كما ذكرت فإن آیة بنی إسرائیل لیس فیها تصریح بعموم الأحوال بل فیها دلالة ضعیفة باعتبار الإطلاق و لیس فی آیة لقمان استثناء حال الشرك بل فیها تنصیص علی الإحسان فی تلك الحال أیضا و إنما نهی عن الإطاعة فی الشرك فقط و قال بعده هو صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً فأمر بالمصاحبة بالمعروف التی هی أكمل مراتب الإحسان فی تلك الحال أیضا فعلی تقدیر شمول الإطلاق فی الأولی لتلك الحالة التنصیص أقوی فی ذلك مع أن الدعاء بالرحمة فی آخر آیات الإسراء مشعر بكونهما مسلمین.

ص: 26

فقوله بل یأمر أی بل یأمر اللّٰه فی آیة لقمان بصلتهما و إن جاهداه علی الشرك و قوله ما زاد حقهما جملة أخری مؤكدة أی ما زاد حقهما بذلك إلا عظما برفع حقهما أو بنصبه فیكون زاد متعدیا أی لم یزد ذلك حقهما إلا عظما و یحتمل أن یكون یأمر مبتدأ بتقدیر أن و ما زاد خبره.

الثانی ما قال صاحب الوافی قدس سره حیث قال إنما ظنوا أنها فی بنی إسرائیل لأن ذكر هذا المعنی بهذه العبارة إنما هو فی بنی إسرائیل دون لقمان و لعله علیه السلام إنما أراد ذكر المعنی أی الإحسان بالوالدین دون لفظ القرآن و قوله علیه السلام أن یأمر بصلتهما بدل من قوله ذلك یعنی أن یأمر اللّٰه بصلتهما و حقهما علی كل حال التی من جملته حال مجاهدتهما علی الإشراك باللّٰه أعظم و المراد أنه ورد الأمر بصلتهما و إحقاق حقهما فی تلك الحال أیضا و إن لم تجب طاعتهما فی الشرك و لما استبان له علیه السلام من حال المخاطب أنه لا تجب صلتهما فی حال مجاهدتهما علی الشرك رد علیه ذلك بقوله لا و أضرب عنه بإثبات الأمر بصلتهما حینئذ أیضا و قوله ما زاد حقهما إلا عظما تأكید لما سبق.

الثالث ما ذكره بعض أفاضل المعاصرین أیضا و إن كان مآله إلی الثانی حیث قال فلما كان بعد أی بعد انقضاء ذلك الزمان فی وقت آخر سألته عن هذا یعنی قلت هل كان الكلام فی هذه الآیة التی فی بنی إسرائیل فقال هی یعنی الآیة التی كان كلامنا فیها هی التی فی لقمان و بینها بقوله وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ من الآلهة التی یعبدها الكفرة یعنی باستحقاقها الإشراك و قیل المراد بنفی العلم به نفیه فَلا تُطِعْهُما و قوله حسنا لیس مذكورا فی الآیة لكن ذكره علیه السلام بیانا للمقصود و لعل هذا منشأ للظن الذی ظنه السائل و غیره قوله وَ إِنْ جاهَداكَ مفصول عن قوله وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ لكن ذكره علیه السلام هاهنا لتعلق الغرض به.

فقال یعنی الصادق علیه السلام إن ذلك یعنی الوارد فی سورة لقمان أعظم دلالة علی الأمر بإحسان الوالدین و أبلغ فیه من الوارد فی سورة بنی إسرائیل و

ص: 27

قوله علیه السلام أن یأمر بصلتهما و حقهما أی رعایة حقهما علی كل حال وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بدل من اسم الإشارة بدل الاشتمال یعنی الأمر بصلتهما علی جمیع الأحوال و إن كانت حال المجاهدة علی الكفر كما هو المستفاد من آیة لقمان أعظم فی بیان حق الوالدین مما یستفاد من آیة بنی إسرائیل لعدم دلالتها علی عموم الأحوال.

بیان: ذلك أن المستفاد من آیة بنی إسرائیل الأمر بالإحسان بالوالدین و الأمر لا یدل علی التكرار كما تحقق فی محله فضلا عن عموم الأحوال إذ فرق بین المطلق و العام و ما فی الآیة من النهی عن التأفیف و الزجر الدال علی العموم إنما یدل علی عموم النهی عن الأذی و وجوب الكف عنه فی جمیع الأحوال و لا یدل علی وجوب تعمیم الإحسان علی أن فی قوله تعالی وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً إشعارا باختصاص الأمر بالإحسان و ما ذكر فی سیاقه بالمسلمین منهما للنهی عن الدعاء للكافر و إن كان أحد الأبوین وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ (1).

و أما دلالة آیة لقمان علی وجوب الإحسان بهما و إن كان فی حال الكفر فلقوله تعالی وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما حیث قال عز شأنه فَلا تُطِعْهُما و لم یقل لا تحسن إلیهما بعد الأمر بالإحسان ثم قوله وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً كما لا یخفی علی الفطن.

فقال یعنی الصادق و إنما أعاد لفظ فقال هاهنا و فی السابق للتأكید و الفصل بین كلامه علیه السلام و الآیة لا نفیا لما عسی یتوهم فی هذا المقام من أن غایة ما ثبت وجوب الإحسان بهما فی حال الكفر و إن كان ناقصا بالنسبة إلی ما یجب فی حال الإسلام أو مساویا بالنسبة إلیه فإن المقام مظنة لهذا التوهم بناء علی أن شرف الإسلام یقتضی زیادة الإحسان أو توهمه السائل و فهم الإمام علیه السلام ذلك فنفاه یعنی لیس الأمر كما یتوهم بل اللّٰه سبحانه یأمر بصلتهما و إن جاهداه علی الشرك ما زاد

ص: 28


1- 1. براءة: 114.

حقهما إلا عظما فإن المبتلی الممتحن بالبلاء أحق بالترحم و لأن الإحسان بهما فی حال الكفر یوجب میلهما و رغبتها إلی الإسلام كما فی واقعة النصرانی و أمه المذكورة فی الحدیث الذی یلی هذا الحدیث (1).

و یمكن أن یقال یستفاد من الآیة عظم حقهما فی حال الشرك بناء علی أن الراجح أن یكون قوله عز شأنه وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً معطوفا علی جزاء الشرط لا الجملة الشرطیة لمرجح القرب كما لا یخفی علی المتدبر و كذا قوله وَ اتَّبِعْ سَبِیلَ مَنْ أَنابَ إِلَیَ (2).

و یحتمل أن یكون معنی قوله علیه السلام لا لیست الآیة التی فسرتها ما فی بنی إسرائیل فیكون تأكیدا للنفی المفهوم فی الكلام السابق و علی هذا یجری فی قوله بل یأمر بصلتهما الاحتمالان الآتیان فی التفسیر الثانی علی هذا التفسیر أیضا فتدبر.

و فی بعض نسخ الكافی فقال إن ذلك أعظم من أن یأمر بصلتهما بزیادة لفظة من و یمكن تفسیر الحدیث بناء علی هذه النسخة بأن یقال قوله علیه السلام ذلك إشارة إلی ما فی بنی إسرائیل و یكون الكلام مسوقا علی سبیل الاستفهام الإنكاری فیكون المراد ما فی سورة بنی إسرائیل أعظم فی إفادة المراد من أن یأمر بصلتهما علی كل حال و إن كان حال الكفر كما فی آیة لقمان حتی یكون مقصودی ذلك.

ثم قال لا تأكیدا للنفی المستفاد من الكلام السابق فقال بل یأمر بصلتهما و إن جاهداه علی الشرك ما زاد حقهما إلا عظما كما هو المستفاد من آیة لقمان أعظم فالخبر محذوف للقرینة و علی هذا حقهما مرفوع علی أنه فاعل زاد فیكون حاصل الكلام أن یأمر بصلتهما و إن جاهداه علی الشرك كما هو المستفاد من آیة لقمان ما زاد حقهما إلا عظما فیكون هذا الكلام أی المذكور فی سورة لقمان

ص: 29


1- 1. یعنی تحت الرقم 11.
2- 2. لقمان: 15.

أعظم دلالة من ذلك ففی الكلام تقدیران.

و علی هذا الاحتمال الأخیر لا یدل علی زیادة حق الوالدین فی حال الكفر و یمكن إجراء هذین المعنیین علی النسخة الأولی.

الرابع ما ذكره بعض المشایخ الكبار مد ظله قال الذی یخطر بالبال أن فیه تقدیما و تأخیرا فی بعض كلماته و تحریفا فی بعضها من النساخ أولا و أن قوله وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً بعد قوله أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ و الأصل و اللّٰه أعلم قال و أنا عنده لعبد الواحد الأنصاری فی بر الوالدین فی قول اللّٰه عز و جل فظننا أنها الآیة التی فی بنی إسرائیل وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً و مثل هذا یشتبه إذا كان فی آخر سطر أنه من السطر الأول أو الثانی و نحو ذلك و البعد بینهما هنا نحو سطر و حاصل المعنی أنه علیه السلام ذكر لعبد الواحد بر الوالدین فی قول اللّٰه عز و جل و لم یبین فی أی موضع فظن أن مراده علیه السلام أنه فی بنی إسرائیل و یحتمل أن یكون فقال إن ذلك فقلت إن ذلك بقرینة قوله بعد فقال لا و المعنی علی هذا أنی قلت له علیه السلام إن هذا عظیم و هو أنه كیف یأمر بصلتهما و حقهما علی كل حال و إن حصلت المجاهدة منهما علی الشرك و الخطاب حینئذ حكایة للفظ الآیة فقال علیه السلام لا أی لیس بعظیم كما ظننت أن مجاهدتهما علی الشرك تمنع من صلتهما و حقهما بل هو تعالی یأمر بصلتهما و إن حصلت منهما المجاهدة و حصول المجاهدة لا یسقط حقهما و صلتهما بل یزیده عظما فإن حق الوالدین إذا لم یسقط مع المجاهدة علی الشرك كان أعظم منه مع عدم المجاهدة.

و الظاهر من السیاق علی هذا كون إن فی وَ إِنْ جاهَداكَ وصلیة فی كلام الراوی و إن كانت فی الآیة شرطیة و فی كلام الإمام علیه السلام یحتمل أن تكون وصلیة و قوله فَلا تُطِعْهُما كلام مستقل متفرع علی ما قبله و أن تكون شرطیة و جواب الشرط فَلا تُطِعْهُما و مع ملاحظة المحذوف من الآیة لا یبعد الوصل باعتبار كون ما بینهما معترضا و إن كان الأظهر خلافه مع الذكر.

ص: 30

و لفظ حسنا إن لم یكن زائدا من النساخ أو الراوی سهوا فقد وقع مثله كثیرا فی الأحادیث بما لیس فی القرآن الموجود و هم علیهم السلام أعلم بحقیقة القرآن نعم هو فی آیة العنكبوت و لا یمكن إرادتهما بعد قوله علیه السلام فی سورة لقمان باعتبار الظرفیة بخلاف سجدة لقمان فإن الإضافة تصدق بأدنی ملابسة فأضیفت سجدة سورة السجدة إلی لقمان للقرب و عدم الفصل بسورة أو باعتبار إضافة السجدة بمعنی سورة السجدة إلی لقمان ثم توسعوا بإضافة السجدة التی فی السورة إلی لقمان.

و یمكن أن یكون علی هذا الآیة فی الواقع كما ذكره علیه السلام من غیر الزیادة التی فی لقمان و هی حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً إلخ إن ثبت هذا و تكون فی محل آخر إلا أن یكون المقصود ذكر ما یتعلق بالمقام فقط مع حذف غیره و التنبیه علی كون وَ إِنْ جاهَداكَ وصلیا للكلام الأول و لفظ یأمر الثانی یحتمل أن یكون أصله یؤمر فهو من قبیل ما تقدم من التحریف.

هذا ما یتعلق بالحدیث علی التقدیر المذكور و علی ما فی الحدیث من قوله فقال یحتمل وجهین.

أحدهما أن یكون ضمیره راجعا إلی عبد الواحد و فیه أن عبد الواحد لم یذكر إلا فی الكلام الأول.

و قوله فلما كان بعد سألته كلام أخری فرجوعه إلی عبد الواحد یحتاج إلی تكلف تقدیر حضور عبد الواحد وقت سؤال غیره فی وقت آخر فإرجاع الضمیر إلیه مع عدم قرینة تدل علی ذلك فهو كما تری.

الثانی أن یكون معطوفا علی فقال السابق و القائل حینئذ الإمام و المعنی فقال بعد ذكر الآیة إن هذه الآیة أمر الوالدین فیها أعظم من أمرهما فی آیة بنی إسرائیل لفهمه علیه السلام ما ظنه السائل فإن فی هذه الوصیة و إن حصلت المجاهدة علی الشرك فالمجاهدة لا تسقط حقهما بل یترتب علیها عدم الإطاعة فی ذلك و هو أن یأمر تعالی بصلتهما و حقهما علی كل حال حتی مع المجاهدة.

و علی هذا فقوله فقال لا ضمیره یحتمل أن یرجع إلیه تعالی بمعنی أنه

ص: 31

تعالی قال بعد ما ذكر مفسرا من الإمام علیه السلام لا أی لا تطعهما بل هو تعالی یأمره بصلتهما و إن جاهداه علی الشرك و لیس هذا تكرارا لما تقدمه فإنه یفید أن عدم الإطاعة لهما لیس فی كل شی ء فیه برهما بل فی الشرك فقط و كل ما فیه صلة لا یترك بسبب المجاهدة علی الشرك.

و یحتمل بعیدا أن تكون أن فی قوله و إن جاهداه علی الشرك شرطیة و جواب الشرط ما زاد حقهما إلا عظما و المعنی حینئذ أن المجاهدة علی الشرك لا تسقط حقهما بل تزیده عظما و اللّٰه تعالی أعلم بمقاصد أولیائه انتهی كلامه زید فضله.

الخامس ما ذكره بعض الشارحین فاقتفی أثر الفضلاء المتقدم ذكرهم فی جعل ضمیر قال فی الموضعین راجعا إلی الإمام علیه السلام إلا أنه حمل الوالدین علی والدی العلم و الحكمة و قال ذلك فی قوله إن ذلك أعظم إشارة إلی قوله تعالی وَ إِنْ جاهَداكَ و أعظم فعل ماض تقول أعظمته و عظمته بالتشدید إذا جعلته عظیما و أن یأمر مفعوله بتأویل المصدر و المراد بالأمر بالصلة الأمر السابق علی هذا القول و اللاحق له أعنی قوله اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ و قوله وَ صاحِبْهُما وَ اتَّبِعْ فأفاد علیه السلام بعد قراءة قوله وَ إِنْ جاهَداكَ أن هذا القول أعظم الأمر بصلة الوالدین و حقهما علی كل حال حیث یفید أنه تجب صلتهما و طاعتهما مع الزجر و المنع منهما فكیف بدونه و إن جاهداك إلخ.

ثم قرأ هذا القول و هو قوله تعالی وَ إِنْ جاهَداكَ و أفاد بقوله لا أنه لیس المراد منه ظاهره و هو مجاهدة الوالدین علی الشرك و نهی الولد عن إطاعتهما علیه بل یأمر الولد بصلة الوالدین و إن منعه المانعان أی أبو بكر و عمر عنهما و ما زاد هذا القول حقهما إلا عظما و فخامة.

و استشهد لذلك بروایة أصبغ المتقدمة(1)

فی باب أن الوالدین رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 32


1- 1. أخرج حدیث الأصبغ فی كتاب الإمامة الباب 15 تحت الرقم 22 عن الكافی ج 1: 428، و فی تاریخ مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام الباب 26 تحت الرقم 5 عن تفسیر القمّیّ ص 495؛ و هكذا سائر الاخبار الآتیة.

صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السلام علی أنه تأویل لبطن الآیة و لا ینافی تفسیر ظهرها بوجه آخر.

لكن یؤیده مَا رَوَاهُ مُؤَلِّفُ كِتَابِ تَأْوِیلِ الْآیَاتِ الظَّاهِرَةِ نَقْلًا مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَاهْیَارَ بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: شَهِدْتُ جَابِرَ الْجُعْفِیِّ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَ عَلِیّاً علیهما السلام الْوَالِدَانِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مِنَّا الَّذِی أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ الْخُمُسَ وَ الَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَ مِنَّا الَّذِی صَدَّقَ بِهِ وَ لَنَا الْمَوَدَّةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عَلِیٌّ وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا الْوَالِدَانِ وَ أَمَرَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهُمَا بِالشُّكْرِ لَهُمَا.

وَ رُوِیَ أَیْضاً بِسَنَدٍ صَحِیحٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُخْتَارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِیّاً أَحَدُ الْوَالِدَیْنِ اللَّذَیْنِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ قَالَ زُرَارَةُ فَكُنْتُ لَا أَدْرِی أَیَّةُ آیَةٍ هِیَ الَّتِی فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَوِ الَّتِی فِی لُقْمَانَ قَالَ فَقَضَی لِی أَنْ حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَخَلَوْتُ بِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثٌ جَاءَ بِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَیَّةُ آیَةٍ هِیَ الَّتِی فِی لُقْمَانَ أَوِ الَّتِی فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ الَّتِی فِی لُقْمَانَ (1).

ص: 33


1- 1. و قال المؤلّف العلامة قدّس سرّه فی ذیل هذا الحدیث( ج 36 ص 12) لعل منشأ شك زرارة أن الراوی لعله ألحق الآیة من قبل نفسه، أو أن زرارة بعد ما علم أن المراد الآیة التی فی لقمان ذكرها. و لكن فیه اشكال آخر، حیث ان قول اللّٰه عزّ و جلّ:« أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ» لیس الا فی سورة لقمان، و لیس بمكرر حتّی یشك زرارة أنّها التی فی بنی إسرائیل؟ او غیرها؟ و الذی یظهر: أن زرارة انما شك فی أن كلمة« الوالدین» التی تأولها علیه السلام لعبد الواحد برسول اللّٰه و علی علیهما الصلاة و السلام هی التی فی بنی إسرائیل:« وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً» أو التی فی لقمان:« وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ ... أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ» لا أنّه شك فی قوله تعالی« وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً» أ هی التی فی بنی إسرائیل أو التی فی لقمان كما یوهمه خبر الكافی، و لا فی قوله تعالی« أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ» أنها فی أی السورتین هی؟ كما یوهمه خبر كنز جامع الفوائد، و بذلك یرتفع الاشكال من الحدیثین فلا تغفل.

وَ رُوِیَ أَیْضاً بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ- رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا.

و یظهر من هذه الأخبار أن فی روایة الكافی تصحیفا و تحریفا و أن قوله عمن رواه تصحیف عن زرارة و یرتفع بعض الإشكالات الأخر أیضا لكن تطبیقه علی الآیة فی غایة الإشكال و قد مر منا بعض التأویلات فی الباب المذكور فی كتاب الإمامة(1) و إنما أطنبت الكلام فی هذا الخبر لتعرف ما ذهب إلیه أوهام أقوام و تختار ما هو الحق بحسب فهمك منها و اللّٰه الموفق.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَیْئاً وَ إِنْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ وَ عُذِّبْتَ إِلَّا وَ قَلْبُكَ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ وَ وَالِدَیْكَ فَأَطِعْهُمَا وَ بَرَّهُمَا حَیَّیْنِ كَانَا أَوْ مَیِّتَیْنِ وَ إِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَ مَالِكَ فَافْعَلْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْإِیمَانِ (2).

بیان: لا تشرك باللّٰه شیئا أی لا بالقلب و لا باللسان أو المراد به الاعتقاد بالشریك فعلی الأول الاستثناء متصل أی إلا إذا خفت التحریق أو التعذیب فتتكلم بالشرك تقیة و قلبك مطمئن بالإیمان كما قال سبحانه فی قصة عمار حیث أكره علی الشرك و تكلم به إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (3) و والدیك فأطعهما الظاهر أن والدیك منصوب بفعل مقدر یفسره الفعل المذكور

ص: 34


1- 1. ذكر المؤلّف قدّس سرّه فی كتاب الإمامة( ج 23 ص 270) حدیثا عن الكافی یؤول فیه أمیر المؤمنین علیه السلام آیة لقمان« أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ» بوالدی العلم، و بعده بیان مفصل للمصنف فی توجیه ذلك فراجع.
2- 2. الكافی ج 2: 158.
3- 3. النحل: 106.

و الكلام یفید الحصر و التأكید إن قدر المحذوف بعده و التأكید فقط إن قدر قبله.

كذا قیل و أقول یمكن أن یقدر فعل آخر أی و ارع والدیك فأطعهما و برهما بصیغة الأمر من باب علم و نصر حیین كما مر و میتین أی بطلب المغفرة لهما و قضاء الدیون و العبادات عنهما و فعل الخیرات و الصدقات و كل ما یوجب حصول الثواب عنهما.

و إن أمراك أن تخرج من أهلك أی من زوجتك بطلاقها و مالك بهبته فإن ذلك من الإیمان أی من شرائطه أو من مكملاته و ظاهره وجوب طاعتهما فیما لم یكن معصیة و إن كان فی نفسه مرجوحا لا سیما إذا صار تركه سببا لغیظهما و حزنهما و لیس ببعید لكنه تكلیف شاق بل ربما انتهی إلی الحرج العظیم.

قال المحقق الأردبیلی قدس اللّٰه روحه (1)

العقل و النقل یدلان علی تحریم العقوق و یفهم وجوب متابعة الوالدین و طاعتهما من الآیات و الأخبار و صرح به بعض العلماء أیضا قال فی مجمع البیان وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً أی قضی بالوالدین إحسانا أو أوصی بهما إحسانا و خص حال الكبر و إن كان الواجب طاعة الوالدین علی كل حال لأن الحاجة أكثر فی تلك الحال و قال الفقهاء

فی كتبهم للأبوین منع الولد عن الغزو و الجهاد ما لم یتعین علیه بتعیین الإمام أو بهجوم الكفار علی المسلمین مع ضعفهم و بعضهم ألحقوا الجدین بهما.

قال فی شرح الشرائع و كما یعتبر إذنهما فی الجهاد یعتبر فی سائر الأسفار المباحة و المندوبة و فی الواجبة الكفائیة مع قیام من فیه الكفایة فالسفر لطلب العلم إن كان لمعرفة العلم العینی كإثبات الواجب تعالی و ما یجب له و یمتنع و النبوة و الإمامة و المعاد لم یفتقر إلی إذنهما و إن كان لتحصیل زائد منه علی الفرض العینی كدفع الشبهات و إقامة البراهین المروجة للدین زیادة علی الواجب كان فرضه كفایة فحكمه و حكم السفر إلی أمثاله من العلوم الكفائیة كطلب التفقه أنه إن كان

ص: 35


1- 1. زبدة البیان: 209.

هناك قائم بفرض الكفایة اشترط إذنهما و هذا فی زماننا فرض بعید فإن فرض الكفایة فی التفقه لا یكاد یسقط مع وجود مائة مجتهد فی العالم و إن كان السفر إلی غیره من العلوم المادیة مع عدم وجوبها توقف علی إذنهما.

هذا كله إذا لم یجد فی بلده من یعلمه ما یحتاج إلیه بحیث لا یجد فی السفر زیادة یعتد بها لفراغ باله أو جودة أستاد بحیث یسبق إلی بلوغ الدرجة التی یجب تحصیلها سبقا معتدا به و إلا اعتبر إذنهما أیضا و منه یعلم وجوب متابعتهما حتی یجب علیه ترك الواجب الكفائی و لكن هذا مخصوص بالسفر فیحتمل أن یكون غیره كذلك إذا اشتمل علی مشقة.

و الحاصل أن الذی یظهر أن أحزانهما علی وجه لم یعلم جواز ذلك شرعا مثل الشهادة علیهما مع أنه قد منع قبول ذلك أیضا بعض مع صراحة الآیة فی وجوب الشهادة علیهما مع أن فائدته القبول لأن قبول شهادته علیهما تكذیب لهما عقوق و حرام (1) كما مر فی الخبر و یظهر من الآیة و طاعتهما تجب و لا تجوز مخالفتهما فی أمر یكون أنفع له و لا یضر(2)

بحاله دینا أو دنیا أو یخرج عن زی أمثاله و ما یتعارف منه و لا یلیق بحاله بحیث یذمه العقلاء و یعترفون أن الحق أن لا یكون كذلك و لا حاجة له فی ذلك و لا ضرر علیه بتركه.

و یحتمل العموم للعموم إلا ما أخرجه الدلیل بحیث یعلم الجواز شرعا لإجماع و نحوه مثل ترك الواجبات العینیة و المندوبات غیر المستثنی و لیس وجوب طاعتهما مقصورا علی فعل الواجبات و ترك المعصیات للفرق بین الولد و غیره فإن ذلك واجب و الظاهر عموم ذلك فی الولد و الوالدین.

قال الشهید قدس اللّٰه سره فی قواعده قاعدة تتعلق بحقوق الوالدین لا ریب أن كل ما یحرم أو یجب للأجانب یحرم أو یجب للأبوین و ینفردان بأمور.

الأول تحریم السفر المباح بغیر إذنهما و كذا السفر المندوب و قیل بجواز

ص: 36


1- 1. قوله« عقوق و حرام» خبر قوله: ان احزانهما إلخ.
2- 2. فی المصدر المطبوع و نسخة مخطوطة: یضر.

سفر التجارة و طلب العلم إذا لم یمكن استیفاء التجارة و العلم فی بلدهما كما ذكرناه فیما مر.

الثانی قال بعضهم تجب علیه طاعتهما فی كل فعل و إن كان شبهة فلو أمراه بالأكل معهما فی مال یعتقده شبهة أكل لأن طاعتهما واجبة و ترك الشبهة مستحب.

الثالث لو دعواه إلی فعل و قد حضرت الصلاة فلیتأخر الصلاة و لیطعهما لما قلناه.

الرابع هل لهما منعه من الصلاة جماعة الأقرب أنه لیس لهما منعه مطلقا بل فی بعض الأحیان لما یشق علیهما مخالفته كالسعی فی ظلمة اللیل إلی العشاء و الصبح.

الخامس لهما منعه من الجهاد مع عدم التعیین

لِمَا صَحَّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُبَایِعُكَ عَلَی الْهِجْرَةِ وَ الْجِهَادِ فَقَالَ هَلْ مِنْ وَالِدَیْكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ كِلَاهُمَا قَالَ أَ تَبْغِی الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَارْجِعْ إِلَی وَالِدَیْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا.

السادس الأقرب أن لهما منعه من فروض الكفایة إذا علم قیام الغیر أو ظن لأنه حینئذ یكون كالجهاد الممنوع منه.

السابع قال بعض العلماء لو دعواه فی صلاة النافلة قطعها لِمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ امْرَأَةً نَادَتِ ابْنَهَا وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ قَالَتْ یَا جُرَیْحُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّی وَ صَلَاتِی قَالَتْ یَا جُرَیْحُ فَقَالَ اللَّهُمَّ أُمِّی وَ صَلَاتِی فَقَالَ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَنْظُرَ فِی وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ الْحَدِیثَ (1).

ص: 37


1- 1. كان جریح عابدا فی بنی إسرائیل، و كان له أم فكان یصلّی فإذا اشتاقت إلیه تقول: یا جریح، و یقول؛ یا أماه الصلاة، فاشتاقت أیضا مرة أخری و قالت: یا جریح فقال: یا أماه الصلاة، فقالت: اللّٰهمّ لا تمته حتّی تریه المومسات- یعنی الزانیات-. و كانت زانیة فی بنی إسرائیل آوت الی صومعة جریح فضربها و شتمها و أخرجها من صومعته، فمكنت نفسها من راع حتّی حبلت و أتت بولده علی رءوس الاشهاد و قالت: هذا. من جریح. فاجتمع القوم علیه و علی صومعته فهدموها و قلعوا آثارها. فجاء القوم بجریح الی الملك الذی كان لهم و الصبی. فقال جریح للصبی: كلمنی باذن اللّٰه تعالی، من والدك؟ و ممن أنت؟ فقال الطفل أنا من فلان الراعی و ذكر القصة فأقبل القوم و الملك بالاعتذار إلیه و بنو صومعته من فضة و ذهب و أقاموا الرجم علیها.

وَ فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ كَانَ جُرَیْحٌ فَقِیهاً لَعَلِمَ أَنَّ إِجَابَةَ أُمِّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ.

و هذا الحدیث یدل علی قطع النافلة لأجلها و یدل بطریق أولی علی تحریم السفر لأن غیبة الوجه فیه أكثر و أعظم و هی كانت ترید منه النظر إلیها و الإقبال علیها.

الثامن كف الأذی عنهما و إن كان قلیلا بحیث لا یوصله الولد إلیهما و یمنع غیره من إیصاله بحسب طاقته.

التاسع ترك الصوم ندبا إلا بإذن الأب و لم أقف علی نص فی الأم.

العاشر ترك الیمین و العهد إلا بإذنه أیضا ما لم یكن فی فعل واجب أو ترك محرم و لم أقف فی النذر علی نص خاص إلا أن یقال هو یمین یدخل فی النهی عن الیمین إلا بإذنه.

تنبیه بر الوالدین لا یتوقف علی الإسلام لقوله تعالی وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً(1) وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً(2) و هو نص و فیه دلالة علی مخالفتهما فی الأمر بالمعصیة و هو كقوله علیه السلام لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق.

فإن قلت فما تصنع بقوله تعالی فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ یَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ (3) و هو یشمل الأب هذا منع من النكاح فلا یكون طاعته واجبة فیه أو منع من

ص: 38


1- 1. العنكبوت: 8. و بعده:« وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَیَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» و الظاهر أن الآیة اختلطت علیه.
2- 2. لقمان: 14.
3- 3. البقرة: 232.

المستحب فلا یجب طاعته فی ترك المستحب.

قلت الآیة فی الأزواج و لو سلم الشمول أو التمسك فی ذلك بتحریم العضل فالوجه فیه أن للمرأة حقا فی الإعفاف و التصون و دفع ضرر مدافعة الشهوة و الخوف من الوقوع فی الحرام و قطع وسیلة الشیطان، عنهم بالنكاح و أداء الحقوق واجب علی الآباء للأبناء كما وجب العكس و فی الجملة النكاح مستحب و فی تركه تعرض لضرر دینی أو دنیوی و مثل هذا لا یجب طاعة الأبوین فیه انتهی كلام الشهید رحمه اللّٰه.

ثم قال المحقق و یمكن اختصاص الدعاء بالرحمة بغیر الكافرین إلا أن یراد من الدعاء بالرحمة فی حیاتهما بأن یوفق لهما اللّٰه ما یوجب ذلك من الإیمان فتأمل.

و الظاهر أن لیس الأذی الحاصل لهما بحق شرعی من العقوق مثل الشهادة علیهما لقوله تعالی أَوِ الْوالِدَیْنِ (1) فتقبل شهادته علیهما و فی القول بوجوبها علیهما مع عدم القبول لأن فی القبول تكذیبا لهما بعد واضح و إن قال به بعض.

و أما السفر المباح بل المستحب فلا یجوز بدون إذنهما لصدق العقوق و لهذا قاله الفقهاء.

و أما فعل المندوب فالظاهر عدم الاشتراط إلا فی الصوم و النذر علی ما ذكروه و تحقیقه فی الفقه انتهی (2).

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً(3) مَا هَذَا الْإِحْسَانُ فَقَالَ الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا وَ

ص: 39


1- 1. النساء 135 و الآیة هكذا:« كُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلی أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَیْنِ».
2- 2. انتهی ما فی زبدة البیان للاردبیلی.
3- 3. البقرة: 83: النساء: 36، الانعام: 151، أسری: 23.

أَنْ لَا تُكَلِّفَهُمَا أَنْ یَسْأَلَاكَ شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجَانِ إِلَیْهِ وَ إِنْ كَانَا مُسْتَغْنِیَیْنِ أَ لَیْسَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (1) قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما(2) قَالَ إِنْ أَضْجَرَاكَ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَ لَا تَنْهَرْهُمَا إِنْ ضَرَبَاكَ قَالَ وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِیماً قَالَ إِنْ ضَرَبَاكَ فَقُلْ لَهُمَا غَفَرَ اللَّهُ لَكُمَا فَذَلِكَ مِنْكَ قَوْلٌ كَرِیمٌ قَالَ وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قَالَ لَا تَمْلَ (3) عَیْنَیْكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَیْهِمَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ وَ رِقَّةٍ وَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا وَ لَا یَدَكَ فَوْقَ أَیْدِیهِمَا وَ لَا تَقَدَّمْ قُدَّامَهُمَا(4).

بیان: وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً أی و أحسنوا بهما إحسانا أن تحسن صحبتهما أی بالملاطفة و حسن البشر و طلاقة الوجه و التواضع و الترحم و غیرها مما یوجب سرورهما و فی إلحاق الأجداد و الجدات بهما نظر و إن كانا مستغنیین أی یمكنهما تحصیل ما احتاجا إلیه بما لهما.

لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ ظاهر الخبر أن المراد بالبر فی الآیة بر الوالدین و یمكن أن یكون المراد أعم منه و یكون إیرادها لشمولها بعمومها له و علی التقدیرین الاستشهاد إما لأصل البر أو لأن إطلاق الآیة شامل للإنفاق قبل السؤال و حال الغنی لعدم التقیید فیها بالفقر و السؤال فلا حاجة إلی ما تكلفه بعض الأفاضل حیث قال كان الاستشهاد بالآیة الكریمة أنه علی تقدیر استغنائهما عنه لا ضرورة داعیة إلی قضاء حاجتهما كما أنه لا ضرورة داعیة إلی الإنفاق من المحبوب إذ بالإنفاق من غیر المحبوب أیضا یحصل المطلوب إلا أن ذلك لما كان شاقا علی النفس

ص: 40


1- 1. آل عمران: 92.
2- 2. أسری: 23.
3- 3. لا تملا خ ظ.
4- 4. الكافی ج 2: 157.

فلا ینال البر إلا به فكذلك لا ینال بر الوالدین إلا بالمبادرة إلی قضاء حاجتهما قبل أن یسألاه و إن استغنیا عنه فإنه أشق علی النفس لاستلزامه التفقد الدائم.

و وجه آخر و هو أن سرور الوالدین بالمبادرة إلی قضاء حاجتهما أكثر منه بقضائها بعد الطلب كما أن سرور المنفق علیه بإنفاق المحبوب أكثر منه بإنفاق غیره انتهی.

و أقول سیأتی بروایة الكلینی و العیاشی أن فی قراءة أهل البیت علیهم السلام مَا تُنْفِقُونَ بدون من فالإطلاق بل العموم أظهر و یمكن أن یقال علی تقدیر تعمیم البر كما هو المشهور أنه استفید من الآیة أن الرجل لا یبلغ درجة الأبرار إلا إذا أنفق جمیع ما یحب و لم یذكر اللّٰه المنفق علیهم و قد ثبت أن الوالدین ممن تجب نفقته فلا بد من إنفاق كل محبوب علیهم سألوا أم لم یسألوا.

قال الطبرسی رحمه اللّٰه (1)

البر أصله من السعة و منه البر خلاف البحر و الفرق بین البر و الخیر أن البر هو النفع الواصل إلی الغیر ابتداء مع القصد علی ذلك و الخیر یكون خیرا و إن وقع عن سهو و ضد البر العقوق و ضد الخیر الشر أی لن تدركوا بر اللّٰه لأهل الطاعة.

و اختلف فی البر هنا فقیل هو الجنة عن ابن عباس و غیره و قیل هو الثواب فی الجنة و قیل هو الطاعة و التقوی و قیل معناه لن تكونوا أبرارا أی صالحین أتقیاء حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أی حتی تنفقوا المال.

و إنما كنی بهذا اللفظ عن المال لأن جمیع الناس یحبون المال و قیل معناه ما تحبون من نفائس أموالكم دون رذالها كقوله سبحانه وَ لا تَیَمَّمُوا الْخَبِیثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ (2) و قیل هو الزكاة الواجبة و ما فرضه اللّٰه فی الأموال عن ابن عباس و قیل هو جمیع ما ینفقه المرء فی سبیل الخیرات.

و قال بعضهم دلهم سبحانه بهذه الآیة علی الفتوة فقال لن تنالوا بری

ص: 41


1- 1. مجمع البیان ج 2: 473 و 474.
2- 2. البقرة: 268.

بكم إلا ببركم إخوانكم و الإنفاق علیهم من مالكم و جاهكم و ما تحبون فإذا فعلتم ذلك نالكم بری و عطفی.

وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَیْ ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِیمٌ فیه وجهان أحدهما أن تقدیره و ما تنفقوا من شی ء فإن اللّٰه یجازیكم به قل أو كثر لأنه علیم لا یخفی علیه شی ء منه و الآخر أن تقدیره فإنه یعلمه اللّٰه موجودا علی الحد الذی تفعلونه من حسن النیة أو قبحها.

فإن قیل كیف قال سبحانه ذلك و الفقیر ینال الجنة و إن لم ینفق قیل الكلام خرج مخرج الحث علی الإنفاق و هو مقید بالإمكان و إنما أطلق علی سبیل المبالغة فی الترغیب و الأولی أن یكون المراد لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ الكامل الواقع علی أشرف الوجوه حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ انتهی.

قال إن أضجراك قال كلام الراوی و فاعله الإمام أو كلام الإمام و فاعله هو اللّٰه تعالی و كذا قال و قل و قال إن ضرباك و ما بعدهما یحتملهما و قیل قال فی قال إن أضجراك كلام الراوی و جواب أما إن أضجراك بتقدیر فقال فیه إن أضجراك إذ لا یجوز حذف الفاء فی جواب أما.

و قیل الأف فی الأصل وسخ الأظفار ثم استعمل فیما یستقذر ثم فی الضجر و قیل معناه الاحتقار.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه (1)

رُوِیَ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهم السلام قَالَ: لَوْ عَلِمَ اللَّهُ لَفْظَةً أَوْجَزَ فِی تَرْكِ عُقُوقِ الْوَالِدَیْنِ مِنْ أُفٍّ لَأَتَی بِهِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی الْعُقُوقِ أُفٍّ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَیْئاً أَیْسَرَ مِنْهُ وَ أَهْوَنَ مِنْهُ لَنَهَی عَنْهُ.

فالمعنی لا تؤذهما بقلیل و لا كثیر وَ لا تَنْهَرْهُما أی لا تزجرهما بإغلاظ و صیاح و قیل معناه تمتنع من شی ء أراداه منك كما قال وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ(2).

ص: 42


1- 1. مجمع البیان ج 6 ص 409.
2- 2. الضحی: 9.

وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِیماً و خاطبهما بقول رفیق لطیف حسن جمیل بعید عن اللغو و القبیح یكون فیه كرامة لهما وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ أی و بالغ فی التواضع و الخضوع لهما قولا و فعلا برا بهما و شفقة لهما و المراد بالذل هاهنا اللین و التواضع دون الهوان من خفض الطائر جناحه إذا ضم فرخه إلیه فكأنه سبحانه قال ضم أبویك إلی نفسك كما كانا یفعلان بك و أنت صغیر و إذا وصفت العرب إنسانا بالسهولة و ترك الإباء قالوا هو خافض الجناح انتهی.

و قال البیضاوی وَ اخْفِضْ لَهُما أی تذلل لهما و تواضع فیهما جعل للذل جناحا و أمر بخفضها مبالغة و أراد جناحه كقوله وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ (1) و إضافته إلی الذل للبیان و المبالغة كما أضیف حاتم إلی الجود و المعنی و اخفض لهما جناحك الذلیل و قرئ الذل بالكسر و هو الانقیاد انتهی.

و الضجر و التضجر التبرم قوله لا تمل الظاهر لا تملأ بالهمز كما فی مجمع البیان و تفسیر العیاشی و أما علی نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة و لعل الاستثناء فی قوله إلا برحمة منقطع و المراد بمل ء العینین حدة النظر و الرقة رقة القلب و عدم رفع الصوت نوع من الأدب كما قال تعالی لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِ (2).

و لا یدك فوق أیدیهما الظاهر أن المراد أن عند التكلم معهما لا ترفع یدك فوق أیدیهما كما هو الشائع عند العرب أنه عند التكلم یبسطون أیدیهم و یحركونها.

و قال الوالد قدس اللّٰه روحه المراد أنه إذا أنلتهما شیئا فلا تجعل یدك فوق أیدیهما و تضع شیئا فی یدهما بل ابسط یدك حتی یأخذا منها فإنه أقرب إلی الأدب و قیل المعنی لا تأخذ أیدیهما إذا أرادا ضربك.

و لا تقدم قدامهما أی فی المشی أو فی المجالس أیضا.

ثم اعلم أنه لا ریب فی أن رعایة تلك الأمور من الآداب الراجحة لكن

ص: 43


1- 1. الحجر: 88.
2- 2. الحجرات: 10.

الكلام فی أنها هل هی واجبة أو مستحبة و علی الأول هل تركها موجب للعقوق أم لا بحیث إذا قال لهما أف خرج من العدالة و استحق العقاب فالظاهر أنه بمحض إیقاع هذه الأمور نادرا لا یسمی عاقا ما لم یستمر زمان ترك برهما و لم یكونا راضیین عنه لسوء أفعاله و قلة احترامه لهما بل لا یبعد القول بأن هذه الأمور إذا لم یصر سببا لحزنهما و لم یكن الباعث علیها قلة اعتنائه بشأنهما و استخفافهما لم تكن حراما بل هی من الآداب المستحبة و إذا صارت سبب غیظهما و استمر علی ذلك یكون عاقا و إذا رجع قریبا و تداركهما بالإحسان و أرضاهما لم تكن فی حد العقوق و لا تعد من الكبائر.

و یؤیده مَا رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الصَّحِیحِ (1)

قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ إِمَامٍ لَا بَأْسَ بِهِ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ عَارِفٍ غَیْرَ أَنَّهُ یُسْمِعُ أَبَوَیْهِ الْكَلَامَ الْغَلِیظَ الَّذِی یَغِیظُهُمَا أَقْرَأُ خَلْفَهُ قَالَ لَا، تَقْرَأُ خَلْفَهُ مَا لَمْ یَكُنْ عَاقّاً قَاطِعاً.

و الأحوط ترك الجمیع و سیأتی الأخبار فی ذلك إن شاء اللّٰه.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ شَیْ ءٌ مِثْلُ الْكَبَّةِ فَیَدْفَعُ فِی ظَهْرِ الْمُؤْمِنِ فَیُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ فَیُقَالُ هَذَا الْبِرُّ(2).

بیان: مثل الكبة أی الدفعة و الصدمة أو مثل كبة الغزل فی الصغر أو مثل البعیر فی الكبر قال الفیروزآبادی (3)

الكبة الدفعة فی القتال و الجری و الحملة فی الحرب و الزحام و الصدمة بین الجبلین (4)

و من الشتاء شدته و دفعته و الرمی فی الهوة و بالضم الجماعة و الجروهق من الغزل و الإبل العظیمة و الثقل.

ص: 44


1- 1. فقیه من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 248،( ط- النجف- تحت الرقم 24 من باب الجماعة و فضلها.
2- 2. الكافی ج 2: 158.
3- 3. القاموس ج 1: 121.
4- 4. بین الخیلین، هو الصحیح.

و قال الجزری الكبة بالضم الجماعة من الناس و غیرهم (1) فیه و إیاكم و كبة السوق أی جماعة السوق و الكبة بالفتح شدة الشی ء و معظمه و كبة النار صدمتها و كأن فیه تصحیفا و لم أجده فی غیر الكتاب و البر یحتمل الأعم من بر الوالدین.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2).

بیان: لوقتها أی لوقت فضلها.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّه صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَقُّ الْوَالِدِ عَلَی وَلَدِهِ قَالَ لَا یُسَمِّیهِ بِاسْمِهِ وَ لَا یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا یَجْلِسُ قَبْلَهُ وَ لَا یَسْتَسِبُّ لَهُ (3).

تبیان أن لا یسمیه باسمه لما فیه من التحقیر و ترك التعظیم و التوقیر عرفا بل یسمیه بالكنیة لما فیها من التعظیم عند العرب أو الألقاب المشتملة علی التعظیم أو اللطف و الإكرام كقوله یا أبة و قال أبی أو والدی و نحو ذلك و لا یجلس قبله أی زمانا أو رتبة و الأول أظهر و یحتمل التعمیم و إن كان بعیدا.

و لا یستسب له أی لا یفعل ما یصیر سببا لسب الناس له كأن یسبهم أو آباءهم و قد یسب الناس والد من یفعل فعلا شنیعا قبیحا.

وَ فِی رَوْضَةِ الْكَافِی (4)

فِی حَدِیثِ عَرْضِ الْخَیْلِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَعَنَ جَمَاعَةً إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ لَعَنَ أَبَوَیْهِ فَقَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ یُوجَدُ رَجُلٌ

ص: 45


1- 1. فی المصدر ج 4 ص 3: و منه حدیث ابن مسعود: أنه رأی جماعة ذهبت فرجعت فقال. إیّاكم و كبة السوق، فانها كبة الشیطان أی جماعة السوق.
2- 2. الكافی ج 2: 158.
3- 3. المصدر نفسه.
4- 4. الكافی ج 8: 71.

یَلْعَنُ أَبَوَیْهِ فَقَالَ نَعَمْ یَلْعَنُ آبَاءَ الرِّجَالِ وَ أُمَّهَاتِهِمْ فَیَلْعَنُونَ أَبَوَیْهِ.

و هذان الحدیثان مرویان فی طرق العامة أیضا

قَالَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَةَ: لَا تَمْشِیَنَّ أَمَامَ أَبِیكَ وَ لَا تَجْلِسْ قَبْلَهُ وَ لَا تَدْعُهُ بِاسْمِهِ وَ لَا تَسْتَسِبَّ لَهُ.

أی لا تعرضه للسب و تجره إلیه بأن تسب أبا غیرك فیسب أباك مجازاة لك و قد جاء مفسرا

فِی الْحَدِیثِ الْآخَرِ: أَنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ یَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَیْهِ قِیلَ وَ كَیْفَ یَسُبُّ وَالِدَیْهِ قَالَ یَسُبُّ الرَّجُلَ فَیَسُبُّ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ انْتَهَی (1).

و أقول مع قطع النظر عن هذا الخبر العامی هل یمكن الحكم بأن من فعل ذلك فعل كبیرة باعتبار أن سب الأب كبیرة الظاهر العدم لأن سب الغیر إذا لم ینته إلی الفحش لا یعلم كونه كبیرة و لیس هذا سب الأب حقیقة بل الظاهر أن الإسناد علی المبالغة و المجاز و فعل السبب لیس حكمه حكم المسبب إلا إذا كان السبب بحیث لا یتخلف عنه المسبب كضرب العنق بالنسبة إلی القتل مع أن الروایة ضعیفة یشكل الاستدلال بها علی مثل هذا الحكم و كذا خبر الروضة ضعیفة علی المشهور مع أن الاستدلال باللعن علی كونه كبیرة مشكل نعم ظاهره التحریم و إن ورد فی المكروهات أیضا.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا یَمْنَعُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ أَنْ یَبَرَّ وَالِدَیْهِ حَیَّیْنِ أَوْ مَیِّتَیْنِ یُصَلِّی عَنْهُمَا وَ یَتَصَدَّقُ عَنْهُمَا وَ یَحُجُّ عَنْهُمَا وَ یَصُومُ عَنْهُمَا فَیَكُونَ الَّذِی صَنَعَ لَهُمَا وَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ فَیَزِیدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبِرِّهِ وَ صَلَاتِهِ (2)

خَیْراً كَثِیراً(3).

إیضاح: یصلی عنهما بیان للبر بعد الوفاة فكأنه قیل كیف یبرهما بعد موتهما قال یصلی عنهما قضاء أو نافلة و كذا الحج و الصوم و یمكن

ص: 46


1- 1. النهایة ج 2 ص 140، و راجع سنن ابی داود ج 2: 629.
2- 2. صلته، خ ل.
3- 3. الكافی ج 2: 159.

شموله لاستیجارها من مال المیت أو من ماله فیجب قضاء الصلاة و الصوم علی أكبر الأولاد و ستأتی تفاصیل ذلك إن شاء اللّٰه فی محله.

و یدل علی أن ثواب هذه الأعمال و غیرها یصل إلی المیت و هو مذهب علمائنا و أما العامة فقد اتفقوا علی أن ثواب الصدقة یصل إلیه و اختلفوا فی عمل الأبدان فقیل یصل قیاسا علی الصدقة و قیل لا یصل لقوله تعالی وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی (1) إلا الحج لأن فیه شائبة عمل البدن و إنفاق المال فغلب المال.

قوله فیزیده اللّٰه أی یعطی ثوابان ثواب لأصل العمل و ثواب آخر كثیر للبر فی الدنیا و الآخرة.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَدْعُو لِوَالِدَیَّ إِذَا كَانَا لَا یَعْرِفَانِ الْحَقَّ قَالَ ادْعُ لَهُمَا وَ تَصَدَّقْ عَنْهُمَا وَ إِنْ كَانَا حَیَّیْنِ لَا یَعْرِفَانِ الْحَقَّ فَدَارِهِمَا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِی بِالرَّحْمَةِ لَا بِالْعُقُوقِ (2).

تبیین: یدل علی جواز الدعاء و التصدق للوالدین المخالفین للحق بعد موتهما و المداراة معهما فی حیاتهما و الثانی قد مر الكلام فیه و أما الأول فیمكن انتفاعهما بتخفیف عذابهما.

و قد ورد الحج عن الوالد إن كان ناصبا و عمل به أكثر الأصحاب بحمل الناصب علی المخالف و أنكر ابن إدریس النیابة عن الأب أیضا و یمكن حمل الخبر علی المستضعف لأن الناصب المعلن لعداوة أهل البیت علیهم السلام كافر بلا ریب و المخالف غیر المستضعف أیضا مخلد فی النار أطلق علیه الكافر و المشرك فی الأخبار المستفیضة و اسم النفاق فی كثیر منها و قد قال سبحانه فی شأن المنافقین لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ (3) و قال المفسرون

ص: 47


1- 1. النجم: 39.
2- 2. الكافی ج 2: 159.
3- 3. براءة: 84.

وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ أی لا تقف علی قبره للدعاء و قال فی شأن المشركین ما كانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِینَ وَ لَوْ كانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ- وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ (1) فإن التعلیل بقوله مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ یدل علی عدم جواز الاستغفار لمن علم أنه من أهل النار و إن لم یطلق علیهم المشرك و كون المخالفین من أهل النار معلوم بتواتر الأخبار و كذا قوله فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ یدل علی عدم جواز الاستغفار لهم لأنه لا شك أنهم أعداء اللّٰه.

فإن قیل استغفار إبراهیم لأبیه یدل علی استثناء الأب قلت المشهور بین المفسرین أن استغفار إبراهیم علیه السلام كان بشرط الإیمان لأنه كان وعده أن یسلم فلما مات علی الكفر و تبین عداوته لله تَبَرَّأَ مِنْهُ و قیل الموعدة كان من إبراهیم لأبیه قال له إنی لأستغفر لك ما دمت حیا و كان یستغفر له مقیدا بشرط الإیمان فلما أیس من إیمانه تبرأ منه.

و أما قوله علیه السلام فی سورة مریم سَلامٌ عَلَیْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّی (2) فقال الطبرسی رحمه اللّٰه سلام تودیع و هجر علی ألطف الوجوه و هو سلام متاركة و مباعدة منه و قیل سلام إكرام و بر تأدیة لحق الأبوة و قال فی سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ فیه أقوال أحدها أنه إنما وعده الاستغفار علی مقتضی العقل و لم یكن قد استقر بعد قبح الاستغفار للمشركین و ثانیها أنه قال سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ علی ما یصح و یجوز من تركك عبادة الأوثان و إخلاص العبادة لله و ثالثها أن معناه أدعو اللّٰه أن لا یعذبك فی الدنیا انتهی (3).

و أقول لو تمت دلالة الآیة لدلت علی جواز الاستغفار و الدعاء لغیر الأب أیضا من الأقارب لأنه علی المشهور بین الإمامیة لم یكن آزر أباه علیه السلام بل كان عمه و

ص: 48


1- 1. براءة: 113.
2- 2. مریم: 47.
3- 3. مجمع البیان ج 6: 517.

الأخبار تدل علی ذلك ثم إن من جوز الصلاة(1) علی المخالف من أصحابنا صرح بأنه یلعنه فی الرابعة أو یترك و لم یذكروا الدعاء للوالدین.

و قال الصدوق رضی اللّٰه عنه إن كان المستضعف منك بسبیل فاستغفر له علی وجه الشفاعة لا علی وجه الولایة لروایة الحلبی عن الصادق علیه السلام و فی مرسل ابن فضال عنه الترحم علی جهة الولایة و الشفاعة كذا قال فی الذكری.

و أقول هذا یؤید الحمل علی المستضعف و أما الاستدلال بالآیة المتقدمة علی جواز السلام علی الأب إذا كان مشركا فلا یخفی ما فیه أما أولا فلما عرفت أنه لم یكن أبا إلا أن یستدل بالطریق الأولی فیدل علی الأعم من الولدین و أما ثانیا فلما عرفت من أن بعضهم بل أكثرهم حملوه علی سلام المتاركة و المهاجرة نعم یمكن إدخاله فی المصاحبة بالمعروف مع ورود تجویز السلام علی الكافر مطلقا كما سیأتی فی بابه إن شاء اللّٰه.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أَبَاكَ (2).

تبیان استدل به علی أن للأم ثلاثة أرباع البر و قیل لا یفهم منه إلا المبالغة فی بر الأم و لا یظهر منه مقدار الفضل و وجه الفضل ظاهر لكثرة مشقتها و زیادة تعبها و آیات لقمان أیضا تشعر بذلك كما عرفت.

و اختلف العامة فی ذلك فالمشهور عن مالك أن الأم و الأب سواء فی ذلك و قال بعضهم تفضیل الأم مجمع علیه و قال بعضهم للأم ثلثا البر لما

رَوَاهُ مُسْلِمٌ: أَنَّهُ قَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قَالَ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ.

و قال بعضهم ثلاثة أرباع البر لما

رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَیْضاً: أَنَّهُ قَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ

ص: 49


1- 1. یعنی صلاة الجنازة.
2- 2. الكافی ج 2: 159.

مَنْ؟ قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أَبُوكَ.

و قال الشهید طیب اللّٰه رمسه بعد إیراد مضمون الروایتین فقال بعض العلماء هذا یدل علی أن للأم إما ثلثی الأب علی الروایة الأولی أو ثلاثة أرباعه علی الثانیة و للأب إما الثلث أو الربع فاعترض بعض المستطیعین بأن هنا سؤالات الأول أن السؤال بأحق عن أعلی رتب البر فعرف الرتبة العالیة ثم سأل عن الرتبة التی تلیها بصیغة ثم التی هی للتراخی الدالة علی نقص رتبة الفریق الثانی عن الفریق الأول فی البر فلا بد أن تكون رتبة الثانیة أخفض من الأولی و كذا الثالثة أخفض من الثانیة فلا تكون رتبة الأب مشتملة علی ثلث البر و إلا لكانت الرتب مستویة و قد ثبت أنها مختلفة فتصیب الأب أقل من الثلث قطعا أو أقل من الربع قطعا فلا یكون ذلك الحكم صوابا.

الثانی أن حرف العطف تقتضی المغایرة لامتناع عطف الشی ء علی نفسه و قد عطف الأم علی الأم: الثالث أن السائل إنما سأل ثانیا عن غیر الأم فكیف یجاب بالأم و الجواب یشترط فیه المطابقة.

و أجاب رحمه اللّٰه عن هذین بأن العطف هنا محمول علی المعنی كأنه لما أجیب أولا بالأم قال فلمن أتوجه ببری بعد فراغی منها فقیل له للأم و هی مرتبة ثانیة دون الأولی كما ذكرنا أولا فالأم المذكورة ثانیا هی المذكورة أولا بحسب الذات و إن كانت غیرها بحسب الغرض و هو كونها فی الرتبة الثانیة من البر فإذا تغایرت الاعتبارات جاز العطف مثل زید أخوك و صاحبك و معلمك و أعرض عن الأول كأنه یری أن لا یجاب عنه ثم یحتج به.

قلت قوله السؤال بأحق لیس عن أكثر الناس استحقاقا بحسن الصحابة بل عن أعلی رتب الصحابة فالعلو منسوب إلی المبرور علی تفسیره حسن الصحابة بالبر لا إلی نفس البر مع أن قوله بنقص الفریق الثانی عن الفریق الأول مناف لكلامه الأول إن أراد بالفریق المبرورین و إن أراد بالفریق المبر ورد علیه

ص: 50

الاعتراض الأول.

و قوله الرتبة الثانیة أخفض من الأولی مبنی علی أمرین فیهما منع أحدهما أن أحق هنا للزیادة علی من فضل علیه لا للزیادة مطلقا كما تقرر فی العربیة من احتمال المعنیین و الثانی أن ثم لما أتی بها السائل للتراخی كانت فی كلام النبی صلی اللّٰه علیه و آله للتراخی.

و من الجائز أن تكون للزیادة المطلقة بل هذا أرجح بحسب المقام لأنه لا یجب بر الناس بأجمعهم بل لا یستحب لأن منهم البر و الفاجر فكأنه سأل عمن له حق فی البر فأجیب بالأم ثم سأل عمن له حق بعدها فأجیب بها منبها علی أنه لم یفرغ من برها بعد لأن قوله ثم من صریح فی أنه إذا فرغ من حقها فی البر لمن یبر فنبه علی أنك لم تفرغ من برها بعد فإنها الحقیقة بالبر فأفاده الكلام الثانی الأمر ببرها كما أفاده الكلام الأول و أنها حقیقة بالبر مرتین و لا یلزم من إتیان السائل بثم الدالة علی التراخی كون البر الثانی أقل من البر الأول لأنه بناه علی معتقده من الفراغ من البر ثم ظن الفراغ من البر فأجیب بأنك لم تفرغ من البر بعد بل علیك ببرها فإنها حقیقة به فكأنه أمره ببرها مرتین و ببر الأب مرة فی الروایة الأولی و أمره ببرها ثلاثا و ببر الأب مرة فی الروایة الثانیة و ذلك یقتضی أن یكون للأب مرة من ثلاث أو مرة من أربع و ظاهر أن تلك الثلث أو الربع و بهذا یندفع السؤالان الآخران لأنه لا عطف هنا إلا فی كلام السائل.

سلمنا أن أحق للأفضلیة علی من أضیفت إلیه و أن من جملة من أضیفت إلیه الأب لكن نمنع أن الأحقیة الثانیة ناقصة عن الأولی لأنه إنما استفدنا نقصها من إتیان السائل بثم معتقدا أن هناك رتبة دون هذه فسأل عنها فأجاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله بقوله أمك و كلامه صلی اللّٰه علیه و آله فی قوة أحق الناس بحسن صحابتك أمك أحق الناس بحسن صحابتك أمك.

فظاهر أن هذه العبارة لا تفید إلا مجرد التوكید لا أن الثانی أخفض من

ص: 51

الأول.

فالحاصل علی التقدیرین الأمر ببر الأم مرتین أو ثلاثا و الأمر ببر الأب مرة واحدة سواء قلنا إن أحق بالمعنی الأول أو بالمعنی الثانی انتهی كلامه رفع مقامه.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی رَاغِبٌ فِی الْجِهَادِ نَشِیطٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاهِدْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ تَكُنْ حَیّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ تَمُتْ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ رَجَعْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وُلِدْتَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی وَالِدَیْنِ كَبِیرَیْنِ یَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا یَأْنَسَانِ بِی وَ یَكْرَهَانِ خُرُوجِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِرَّ مَعَ وَالِدَیْكَ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَأُنْسُهُمَا بِكَ یَوْماً وَ لَیْلَةً خَیْرٌ مِنْ جِهَادِ سَنَةٍ(1).

بیان: فی المصباح نشط فی عمله من باب تعب خف و أسرع فهو نشیط تكن حیا إشارة إلی قوله تعالی فی آل عمران وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ (2) قوله فقد وقع أجرك إشارة إلی قوله سبحانه فی سورة النساء وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (3) قال البیضاوی الوقوع و الوجوب متقاربان و المعنی ثبت أجره عند اللّٰه ثبوت الأمر الواجب انتهی.

و أقول یشعر الخبر بأن المراد بالمهاجرة ما یشمل الجهاد أیضا.

فقر بتثلیث القاف من القرار و یدل علی أن أجر القیام علی الوالدین طلبا لرضاهما یزید علی أجر الجهاد و إطلاقه یشمل الوالدین الكافرین و قید الأصحاب توقف الجهاد علی إذن الوالدین بعدم تعینه علیه إذ لا یعتبر إذنهما

ص: 52


1- 1. الكافی ج 2: 16.
2- 2. آل عمران: 169.
3- 3. النساء: 100.

فی الواجبات العینیة و لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق.

«11»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: كُنْتُ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمْتُ وَ حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی كُنْتُ عَلَی النَّصْرَانِیَّةِ وَ إِنِّی أَسْلَمْتُ فَقَالَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتَ فِی الْإِسْلَامِ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ(1) فَقَالَ لَقَدْ هَدَاكَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهْدِهِ ثَلَاثاً سَلْ عَمَّا شِئْتَ یَا بُنَیَّ فَقُلْتُ إِنَّ أَبِی وَ أُمِّی عَلَی النَّصْرَانِیَّةِ وَ أَهْلَ بَیْتِی وَ أُمِّی مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ فَأَكُونُ مَعَهُمْ وَ آكُلُ فِی آنِیَتِهِمْ فَقَالَ یَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ فَقُلْتُ لَا وَ لَا یَمَسُّونَهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ فَانْظُرْ أُمَّكَ فَبَرَّهَا فَإِذَا مَاتَتْ فَلَا تَكِلْهَا إِلَی غَیْرِكَ كُنْ أَنْتَ الَّذِی تَقُومُ بِشَأْنِهَا وَ لَا تُخْبِرَنَّ أَحَداً أَنَّكَ أَتَیْتَنِی حَتَّی تَأْتِیَنِی بِمِنًی إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَأَتَیْتُهُ بِمِنًی وَ النَّاسُ حَوْلَهُ كَأَنَّهُ مُعَلِّمُ صِبْیَانٍ هَذَا یَسْأَلُهُ وَ هَذَا یَسْأَلُهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ أَلْطَفْتُ لِأُمِّی وَ كُنْتُ أُطْعِمُهَا وَ أَفْلِی ثَوْبَهَا وَ رَأْسَهَا وَ أَخْدُمُهَا فَقَالَتْ لِی یَا بُنَیَّ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِی هَذَا وَ أَنْتَ عَلَی دِینِی فَمَا الَّذِی أَرَی مِنْكَ مُنْذُ هَاجَرْتَ فَدَخَلْتَ فِی الْحَنِیفِیَّةِ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ نَبِیِّنَا أَمَرَنِی بِهَذَا فَقَالَتْ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ نَبِیٌّ فَقُلْتُ لَا وَ لَكِنَّهُ ابْنُ نَبِیٍّ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ هَذَا نَبِیٌّ إِنَّ هَذِهِ وَصَایَا الْأَنْبِیَاءِ فَقُلْتُ یَا أُمَّهْ إِنَّهُ لَیْسَ یَكُونُ بَعْدَ نَبِیِّنَا نَبِیٌّ وَ لَكِنَّهُ ابْنُهُ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ دِینُكَ خَیْرُ دِینٍ اعْرِضْهُ عَلَیَّ فَعَرَضْتُهُ عَلَیْهَا فَدَخَلَتْ فِی الْإِسْلَامِ وَ عَلَّمْتُهَا فَصَلَّتِ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ وَ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ثُمَّ عَرَضَ لَهَا عَارِضٌ فِی اللَّیْلِ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ أَعِدْ عَلَیَّ مَا عَلَّمْتَنِی فَأَعَدْتُهُ عَلَیْهَا فَأَقَرَّتْ بِهِ وَ مَاتَتْ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِینَ غَسَّلُوهَا وَ كُنْتُ أَنَا الَّذِی صَلَّیْتُ عَلَیْهَا وَ نَزَلْتُ فِی قَبْرِهَا(2).

تبیین: الآیة هكذا وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا و قد مر أن

ص: 53


1- 1. الشوری: 52.
2- 2. الكافی ج 2 ص 16.

المراد به الروح الذی یكون مع الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام.

و قیل یعنی ما أوحی إلیه و سماه روحا لأن القلوب تحیا به و قیل جبرئیل و المعنی أرسلناه إلیك بالوحی ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ أی قبل الوحی وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً أی الروح أو الكتاب أو الإیمان نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا بالتوفیق للقبول و النظر فیه و بعده وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ و كأن السائل أرجع الضمیر فی جَعَلْناهُ إلی الإیمان و حمل الآیة علی أن الإیمان موهبی و هو بهدایة اللّٰه تعالی و إن كان بتوسط الأنبیاء و الحجج علیهم السلام.

و الحاصل أنه علیه السلام لما سأله عن سبب إسلامه و قال أی شی ء رأیت فی الإسلام من الحجة و البرهان صار سببا لإسلامك فأجاب بأن اللّٰه تعالی ألقی الهدایة فی قلبی و هدانی للإسلام كما هو مضمون الآیة الكریمة فصدقه علیه السلام و قال و لقد هداك اللّٰه ثم قال اللّٰهم اهده أی زد فی هدایته أو ثبته علیها ثلاثا أی قال ذلك ثلاث مرات.

و أهل بیتی أی هم أیضا علی النصرانیة و قوله علیه السلام لا بأس یدل علی طهارة النصاری بالذات (1) و أن نجاستهم باعتبار مزاولة النجاسات و یمكن حمله علی أن یأكل معهم الأشیاء الجامدة و الیابسة و ربما یؤید ذلك بعدم ذكر الخمر لأنها بعد الیبس لا یبقی أثرها فی أوانیهم بخلاف لحم الخنزیر لبقاء دسومته.

ص: 54


1- 1. لا دلالة فیه و فی أمثاله علی طهارة أهل الكتاب، فان نجاستهم ذاتیة، و لكن ذاتهم غیر ساریة حتّی یسری نجاستهم الی الغیر، و انما یسری منهم عرقهم و نخامتهم و بزاقهم و هكذا أبشارهم إذا كانت جربة مثلا. فاذا علمنا عند الملاقاة بالرطوبة أن شیئا من ذلك سرت الی الملاقی یحكم بنجاسته- كما فی الإبل الجلالة أیضا- و أمّا إذا لم نعلم بسرایة أحد هذه الأشیاء فلا یحكم بالنجاسة. مثلا إذا رأینا أحدا من أهل الكتاب أو المشركین غسل یده بالماء و الصابون حتّی توضأ، فلا بأس بأن یصافحه المسلم مع الرطوبة، و لا یحكم بنجاسة یده، فانا نعلم عند ذلك یقینا ان نجاسة ذاته لم تسر الی ید الرجل المصافح له.

فإذا ماتت ظاهره أن هذا لعلمه علیه السلام بأنها تسلم عند الموت فهو مشتمل علی الإعجاز و إن احتمل استثناء الوالدین من عدم جواز غسلهم و الصلاة علیهم و لا تخبرن أحدا قیل لعله إنما نهاه عن إخباره بإتیانه إلیه كیلا یصرفه بعض رؤساء الضلالة عنه و یدخله فی ضلالته قبل أن یهتدی للحق.

و أقول یحتمل أن یكون للتقیة لا سیما و قد اشتمل الخبر علی الإعجاز أیضا و كأنه لذلك طوی حدیث اهتدائه فی إتیانه الثانی أو الأولی و یحتمل أن یكون ترك ذلك لظهوره من سیاق القصة.

قوله كأنه معلم صبیان كأن التشبیه فی كثرة اجتماعهم و سؤالهم و لطفه علیه السلام فی جوابهم و كونهم عنده بمنزلة الصبیان فی احتیاجهم إلی المعلم و إن كانوا من الفضلاء و قبولهم ما سمعوا منه من غیر اعتراض.

و فی القاموس فلا رأسه یفلیه كیفلوه بحثه عن القمل كفلاه و الحنیفیة ملة الإسلام لمیله عن الإفراط و التفریط إلی الوسط أو الملة الإبراهیمیة لأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان ینتسب إلیها یا أمه أصله یا أماه.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ وَ عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ حَیَّانَ (1) قَالَ: خَبَّرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِبِرِّ إِسْمَاعِیلَ ابْنِی بِی فَقَالَ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّهُ وَ قَدِ ازْدَدْتُ لَهُ حُبّاً إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَتْهُ أُخْتٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا سُرَّ بِهَا وَ بَسَطَ مِلْحَفَتَهُ لَهَا فَأَجْلَسَهَا عَلَیْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ یُحَدِّثُهَا وَ یَضْحَكُ فِی وَجْهِهَا ثُمَّ قَامَتْ فَذَهَبَتْ وَ جَاءَ أَخُوهَا فَلَمْ یَصْنَعْ بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ بِأُخْتِهِ مَا لَمْ تَصْنَعْ بِهِ وَ هُوَ رَجُلٌ فَقَالَ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ بِوَالِدَیْهَا مِنْهُ (2).

إیضاح: أخته و أخوه صلی اللّٰه علیه و آله من الرضاعة هما ولدا حلیمة السعدیة و فی

ص: 55


1- 1. قال المؤلّف فی المرآة: المذكور فی رجال الشیخ من أصحاب الصادق« ع»: عمار بن جناب.
2- 2. الكافی ج 2 ص 161.

إعلام الوری كان له صلی اللّٰه علیه و آله أخوان من الرضاعة عبد اللّٰه و أنیسة ابنا الحارث بن عبد العزی (1)

و یدل علی استحباب زیادة إكرام الأبر.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبِی قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَ ضَعُفَ فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِیَ ذَلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَ لَقِّمْهُ بِیَدِكَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً(2).

بیان: أن تلی ذلك أی بنفسك فإنه جنة من النار.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا یَقُولُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی أَبَوَیْنِ مُخَالِفَیْنِ فَقَالَ بَرَّهُمَا كَمَا تَبَرُّ الْمُسْلِمِینَ مِمَّنْ یَتَوَلَّانَا(3).

بیان: كما تبر المسلمین بصیغة الجمع أی للأجنبی المؤمن حق الإیمان و للوالدین المخالفین حق الولادة فهما متساویان فی الحق و یمكن أن یقرأ بصیغة التثنیة أی كما تبرهما لو كانا مسلمین فیكون التشبیه فی أصل البر لا فی مقداره لكنه بعید.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَحَدٍ فِیهِنَّ رُخْصَةً أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ بَرَّیْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَیْنِ (4).

بیان: یدل علی وجوب رد ما جعله صاحبه أمینا علیه برا كان صاحبه أو فاجرا و الفاجر یشمل الكافر و یشعر بعدم التقاص منه.

ص: 56


1- 1. اعلام الوری: 152.
2- 2. الكافی ج 2 ص 162.
3- 3. المصدر ج 2: 162.
4- 4. المصدر نفسه.

و اختلف الأصحاب فی الودیعة و یمكن أن یقال التقاص نوع من الرد لأنه یبرئ ذمة صاحبه و سیأتی الكلام فیه فی موضعه إن شاء اللّٰه.

و علی وجوب الوفاء بالعهد و منه الوعد للمؤمن و الكافر لكن لا صراحة فی تلك الفقرات بالوجوب و المشهور الاستحباب ما لم یكن مشروطا فی عقد لازم و قد مر الكلام فی الوالدین.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ وَ الْبِرِّ أَنْ یُكَنَّی الرَّجُلُ بِاسْمِ أَبِیهِ (1).

تبیان أن یكنی الرجل أقول یحتمل وجوها:

الأول أن یكون المعنی من السنة النبویة أو الطریقة الحسنة و البر بالوالدین أن یكنی الرجل ولده باسم أبیه كما إذا كان اسم أبیه محمدا یكنی ولده أبا محمد أو یكون المراد بالتكنیة أعم من التسمیة.

الثانی أن یقرأ علی بناء المفعول أی من السنة و البر بالناس أن یكنی المتكلم الرجل باسم أبیه بأن یقول له ابن فلان و ذلك لأنه تعظیم و تكریم للوالد بنسبة ولده إلیه و إشارة لذكره بین الناس و تذكیر له فی قلوب المؤمنین و ربما یدعو له من سمع اسمه.

و فی بعض النسخ ابنه بالنون أی یقال له أبو فلان آتیا باسم ابنه دون نفسه لأن ذكر الاسم خلاف التعظیم و لا سیما حال حضور المسمی و علی النسختین علی هذا الوجه لا یكون الحدیث مناسبا للباب لأنه لیس فی بر الوالدین بل فی بر المؤمن مطلقا إلا أن یقال إنما ذكر هنا لشموله للوالد أیضا إذا خاطبه الولد.

الثالث أن یقرأ یكنی بصیغة المعلوم أی یكنی عن نفسه باسم أبیه فهو من بره بأبیه علی الوجوه المتقدمة

كَمَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یُعَبِّرُ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ كَثِیراً كَقَوْلِهِ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَابْنُ أَبِی طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْیِ أُمِّهِ (2).

ص: 57


1- 1. المصدر نفسه.
2- 2. نهج البلاغة عبده ط مصر ج 1 ص 27.

«17»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ جَمِیعاً عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ بِرِّ الْوَالِدَیْنِ فَقَالَ ابْرَرْ أُمَّكَ ابْرَرْ أُمَّكَ ابْرَرْ أُمَّكَ ابْرَرْ أَبَاكَ ابْرَرْ أَبَاكَ ابْرَرْ أَبَاكَ وَ بَدَأَ بِالْأُمِّ قَبْلَ الْأَبِ (1).

بیان: ابرر أمك من باب علم و ضرب و بدأ بالأم أی أشار بالابتداء بالأم إلی أفضلیة برها.

«18»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنِّی وَلَدْتُ بِنْتاً وَ رَبَّیْتُهَا حَتَّی إِذَا بَلَغَتْ فَأَلْبَسْتُهَا وَ حَلَّیْتُهَا ثُمَّ جِئْتُ بِهَا إِلَی قَلِیبٍ فَدَفَعْتُهَا فِی جَوْفِهِ وَ كَانَ آخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْهَا وَ هِیَ تَقُولُ یَا أَبَتَاهْ فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ قَالَ أَ لَكَ أُمٌّ حَیَّةٌ قَالَ لَا قَالَ فَلَكَ خَالَةٌ حَیَّةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَابْرَرْهَا فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ تُكَفِّرُ عَنْكَ مَا صَنَعْتَ قَالَ أَبُو خَدِیجَةَ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی كَانَ هَذَا قَالَ كَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ كَانُوا یَقْتُلُونَ الْبَنَاتِ مَخَافَةَ أَنْ یُسْبَیْنَ فَیَلِدْنَ فِی قَوْمٍ آخَرِینَ (2).

إیضاح: فی القاموس القلیب البئر أو العادیة القدیمة منها و قوله و هی تقول جملة حالیة و مفعول تقول محذوف أی و هی تقول ما قالت أو ضمیر راجع إلی ما و قوله یا أبتاه خبر كان و یدل علی فضل الأم و أقاربها فی البر علی الأب و أقاربه و علی فضل البر بالخالة من بین أقارب الأم و فیه تفسیر الوأد الذی كان فی الجاهلیة كما قال تعالی وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (3).

«19»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ یَجْزِی الْوَلَدُ وَالِدَهُ فَقَالَ لَیْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا فِی خَصْلَتَیْنِ یَكُونُ الْوَالِدُ مَمْلُوكاً فَیَشْتَرِیهِ ابْنُهُ فَیُعْتِقُهُ أَوْ یَكُونُ عَلَیْهِ دَیْنٌ

ص: 58


1- 1. الكافی ج 2 ص 162.
2- 2. الكافی ج 2 ص 162.
3- 3. التكویر: 8.

فَیَقْضِیهِ عَنْهُ (1).

بیان: یكون فی الموضعین إما مرفوعان بالاستئناف أو منصوبان بتقدیر أن.

«20»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّی رَجُلٌ شَابٌّ نَشِیطٌ وَ أُحِبُّ الْجِهَادَ وَ لِی وَالِدَةٌ تَكْرَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ارْجِعْ فَكُنْ مَعَ وَالِدَتِكَ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَأُنْسُهَا بِكَ لَیْلَةً خَیْرٌ مِنْ جِهَادِكَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ سَنَةً(2).

«21»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ بَارّاً بِوَالِدَیْهِ فِی حَیَاتِهِمَا ثُمَّ یَمُوتَانِ فَلَا یَقْضِی عَنْهُمَا دَیْنَهُمَا وَ لَا یَسْتَغْفِرُ لَهُمَا فَیَكْتُبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَاقّاً وَ إِنَّهُ لَیَكُونُ عَاقّاً لَهُمَا فِی حَیَاتِهِمَا غَیْرَ بَارٍّ بِهِمَا فَإِذَا مَاتَا قَضَی دَیْنَهُمَا وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمَا فَیَكْتُبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَارّاً(3).

توضیح: یدل علی أن البر و العقوق یكونان فی الحیاة و بعد الموت و أن قضاء الدین و الاستغفار أفضل البر بعد الوفاة.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ حَدِیدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی الْعُقُوقِ أُفٍّ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً أَهْوَنَ مِنْهُ لَنَهَی عَنْهُ (4).

بیان: لنهی عنه إذ معلوم أن الغرض النهی عن جمیع الأفراد فاكتفی بالأدنی لیعلم منه الأعلی بالأولویة كما هو الشائع فی مثل هذه العبارة و الأف كلمة تضجر و قد أفف تأفیفا إذا قال ذلك و المراد بعقوق الوالدین ترك الأدب لهما و الإتیان بما یؤذیهما قولا و فعلا و مخالفتهما فی أغراضهما الجائزة عقلا و نقلا و قد عد من الكبائر و دل علی حرمته الكتاب و السنة و أجمع علیها العامة و

ص: 59


1- 1. الكافی ج 2 ص 163.
2- 2. الكافی ج 2 ص 163.
3- 3. الكافی ج 2 ص 163.
4- 4. الكافی ج 2 ص 348.

الخاصة و قد مر القول فی ذلك فی باب برهما(1).

«23»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْ بَارّاً وَ اقْتَصِرْ عَلَی الْجَنَّةِ وَ إِنْ كُنْتَ عَاقّاً فَظّاً فَاقْتَصِرْ عَلَی النَّارِ(2).

بیان: فاقتصر علی الجنة أی اكتف بها و فیه تعظیم أجر البر حتی أنه یوجب دخول الجنة و یفهم منه أنه یكفر كثیرا من السیئات و یرجح علیها فی میزان الحساب.

«24»- كا، [الكافی] عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ صَالِحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُشِفَ غِطَاءٌ مِنْ أَغْطِیَةِ الْجَنَّةِ فَوَجَدَ رِیحَهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ رُوحٌ مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ إِلَّا صِنْفاً وَاحِداً قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ الْعَاقُّ لِوَالِدَیْهِ.

بیان: العاق لوالدیه أی لهما أو لكل منهما و یدل ظاهرا علی عدم دخول العاق الجنة و یمكن حمله علی المستحل أو علی أنه لا یجد ریحها ابتداء و إن دخلها أخیرا أو المراد بالوالدین هنا النبی و الإمام كما ورد فی الأخبار أو یحمل علی جنة مخصوصة(3).

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فَوْقَ كُلِّ ذِی بِرٍّ بَرٌّ حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ فِی

ص: 60


1- 1. هذه البیانات و التوضیحات منقولة من كتابه مرآة العقول فی شرح الكافی للعلامة المجلسیّ رحمة اللّٰه علیه، و قد مر شرحه لذلك تحت الرقم 1- 21 منقولا من الكافی باب البر بالوالدین، و هذا الحدیث منقول من الكافی باب العقوق، و لذلك یقول قد مر القول فی ذلك فی باب برهما: و كان اللازم علی الناقلین أن یسقطوا هذه العبارة فی هذا التوضیح.
2- 2. الكافی ج 2 ص 348.
3- 3. الكافی ج 2 ص 348.

سَبِیلِ اللَّهِ فَلَیْسَ فَوْقَهُ بِرٌّ وَ إِنَّ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقاً حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَلَیْسَ فَوْقَهُ عُقُوقٌ (1).

بیان: فوق كل ذی بر بر البر بالكسر مصدر بمعنی التوسع فی الصلة و الإحسان إلی الغیر و الإطاعة و بالفتح صفة مشبهة لهذا المعنی و یمكن هنا قراءتهما بالكسر بتقدیر مضاف فی الأول أی فوق بر كل ذی بر أو فی الثانی أی ذو بر أو الحمل علی المبالغة كما فی قوله تعالی وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی (2) و یمكن أن یقرأ الأول بالكسر و الثانی بالفتح و هو أظهر.

حتی یقتل الرجل أحد والدیه أی أعم من أن یكون مع قتل الآخر أو بدونه أو من غیر هذا الجنس من العقوق فلا ینافی كون قاتلهما أعق و أیضا المراد عقوق الوالدین و الأرحام أو من جنس الكبائر فلا ینافی كون قتل الإمام أشد فإنه من نوع الكفر مع أنه یمكن شموله لقتل والدی الدین النبی و الإمام صلوات اللّٰه علیهما كما مر فی باب بر الوالدین و غیره (3).

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ نَظَرَ إِلَی أَبَوَیْهِ نَظَرَ مَاقِتٍ وَ هُمَا ظَالِمَانِ لَهُ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً(4).

بیان: و هما ظالمان له فكیف إذا كانا بارین به و لا ینافی ذلك كونهما أیضا آثمین لأنهما ظلماه و حملاه علی العقوق و القبول كمال العمل و هو غیر الإجزاء.

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ

ص: 61


1- 1. المصدر ج 2 ص 348.
2- 2. البقرة: 189.
3- 3. یعنی باب بر الوالدین من الكافی، و قد قلنا قبل ذلك أن هذه البیانات منقولة من كتابه مرآة العقول لفظا بلفظ، من دون تصرف. فلا تغفل.
4- 4. الكافی ج 2: 349.
5- 5. فی المصدر: عنه، عن محمّد بن علی، و الضمیر راجع الی البرقی فی الحدیث المتقدم، فما بین المعقوفتین ساقط عن المطبوعة.

أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَلَامٍ لَهُ: إِیَّاكُمْ وَ عُقُوقَ الْوَالِدَیْنِ فَإِنَّ رِیحَ الْجَنَّةِ تُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَ لَا یَجِدُهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا شَیْخٌ زَانٍ وَ لَا جَارٌّ إِزَارَهُ خُیَلَاءَ إِنَّمَا الْكِبْرِیَاءُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (1).

بیان: و كان الخمسمائة(2)

بالنسبة إلی الجمیع و الألف بالنسبة إلی جماعة و یؤیده التعمیم فی السابق حیث قال من كانت له روح أو یكون الاختلاف بقلة كشف الأغطیة و كثرتها و یؤیده أن فی الخبر السابق غطاء فیكون هذا الخبر إذا كشف غطاءان مثلا و فیما سیأتی فی كتاب الوصایا و إن ریحها لتوجد من مسیرة ألفی عام فیما إذا كشفت أربعة أغطیة مثلا.

أو یكون بحسب اختلاف الوجدان و شدة الریح و خفتها ففی الخمسمائة توجد ریح شدید و هكذا أو باختلاف الأوقات و هبوب الریاح الشدیدة أو الخفیفة أو تكون هذه الأعداد كنایة عن مطلق الكثرة و لا یراد بها خصوص العدد كما فی قوله تعالی إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً(3).

و یطلق الإزار بالكسر غالبا علی الثوب الذی یشد علی الوسط تحت الرداء و جفاة العرب كانوا یطیلون الإزار فیجر علی الأرض (4)

و یمكن أن یراد هنا مطلق الثوب كما فسره فی القاموس بالملحفة فیشمل تطویل الرداء(5)

و سائر الأثواب

ص: 62


1- 1. الكافی ج 2: 349.
2- 2. یعنی المذكور فی الحدیث الذی مر تحت الرقم: 24.
3- 3. براءة: 80.
4- 4. و المظنون الظاهر أنهم كانوا یأنفون عن ان یشقوا طاقة الثوب الطویل بشقین فیأتزرون بشقة واحدة منها كالفقراء و المقتصدین، بل كانوا یشدون طرفا منها علی أوساطهم و الزائد من الطرف الآخر یجرونه علی الأرض و هو مسحوب عن ایمانهم أو عن شمائلهم لا أنهم كانوا یلبسون السروال الطویل، أو الازار الملفق العریض، فانه لا یمكن المشی معها، فانها یلتف علی الاقدام.
5- 5. الرداء هو الثوب الذی یلقی علی المناكب و یلف به أعالی البدن- كما یجی ء فی كتاب الزی و التجمل- و الازار ما كان یلف به أسافل البدن من السرة الی الركبتین أو الساقین- هذا هو المعهود من الرداء و الازار فی صدر الإسلام، و هو المعهود الآن من. لباس الاحرام للرجال. و أمّا الرداء المعروف عندنا الیوم الذی یخاط كالجبة الواسعة، و یلبس فوق الثیاب فشی ء مستحدث، لا یحمل علیه حدیث، و مراد الفیروزآبادی من الملحفة: كل ثوب یغطی و لیس بمخیط، لا أنّه طویل أو عریض. كما هو الظاهر من نصوص اللغویین، و أمّا تطویل الرداء المعروف المعهود فكسائر الاثواب المخیطة یستفاد كراهتها من دلیل آخر كما استفاده بعض من قوله:« وَ ثِیابَكَ فَطَهِّرْ».

كما فسر قوله تعالی وَ ثِیابَكَ فَطَهِّرْ(1) بالتشمیر و ستأتی الأخبار فی ذلك فی أبواب الزی و التجمل.

و قد یطلق علی ما یشد فوق الثوب علی الوسط مكان المنطقة فالمراد إسبال طرفیه تكبرا كما فعله بعض أهل الهند.

و قال الجوهری الخال و الخیلاء الكبر تقول منه اختال فهو ذو خیلاء و ذو خال و ذو مخیلة أی ذو كبر(2)

و قوله خیلاء كأنه مفعول لأجله و قیل حال عن فاعل جار أی جار ثوبه علی الأرض متبخترا متكبرا مختالا أی متمایلا من جانبیه و أصله من المخیلة و هی القطعة من السحاب یمثل فی جو السماء هكذا و هكذا و كذلك المختال یتمایل لعجبه بنفسه و كبره و هی مشیة المطیطا و منه قوله تعالی ذَهَبَ إِلی أَهْلِهِ یَتَمَطَّی (3) أی یتمایل مختالا متكبرا كما قیل.

و أما إذا لم یقصد بإطالة الثوب و جره علی الأرض الاختیال و التكبر بل جری فی ذلك علی رسم العادة فقیل إنه أیضا غیر جائز و الأولی أن یقال غیر مستحسن كما صرح الشهید و غیره باستحباب ذلك و ذلك لوجوه:

منها مخالفة السنة و شعار المؤمنین المتواضعین كما سیأتی و قد روت العامة أیضا

ص: 63


1- 1. المدّثّر: 4.
2- 2. الصحاح: 1691.
3- 3. القیامة: 33.

فی ذلك أخبارا.

قال فی النهایة فیه ما أسفل من الكعبین من الإزار فی النار أی ما دونه من قدم صاحبه فی النار و عقوبة له أو علی أن هذا الفعل معدود فی أفعال أهل النار

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَی نِصْفِ السَّاقِ وَ لَا جُنَاحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْكَعْبَیْنِ.

الإزرة بالكسر الحالة و هیئة الائتزار مثل الركبة و الجلسة انتهی.

و منها الإسراف فی الثوب بما لا حاجة فیه.

و منها أنه لا یسلم الثوب الطویل من جره علی النجاسة تكون بالأرض غالبا فیختل أمر صلاته و دینه فإن تكلف رفع الثوب إذا مشی تحمل كلفة كان غنیا منها ثم یغفل عنه فیسترسل.

و منها أنه یسرع البلی إلی الثوب بدوام جره علی التراب و الأرض فیخرقه إن لم ینجس.

«28»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَیْئاً أَدْنَی مِنْ أُفٍّ لَنَهَی عَنْهُ وَ هُوَ مِنْ أَدْنَی الْعُقُوقِ وَ مِنَ الْعُقُوقِ أَنْ یَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَی وَالِدَیْهِ فَیُحِدَّ النَّظَرَ إِلَیْهِمَا(1).

بیان: فیحد النظر علی بناء المجرد بضم الحاء أو علی بناء الإفعال من تحدید السكین أو السیف مجازا و یحتمل أن یكون هذا من الأدنی و یساوی الأف فی المرتبة أو یكون الأف أدنی بحسب القول و هذا بحسب الفعل و الغرض أنه یجب أن ینظر إلیهما علی سبیل الخشوع و الأدب و لا یملأ عینیه منهما أو لا ینظر إلیهما علی وجه الغضب.

«29»- كا، [الكافی] عَنْهُ (2)

عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی نَظَرَ إِلَی رَجُلٍ وَ مَعَهُ ابْنُهُ یَمْشِی وَ الِابْنُ مُتَّكِئٌ عَلَی

ص: 64


1- 1. الكافی ج 2 ص 349.
2- 2. فی المصدر عنه عن أبیه، و الضمیر یرجع كما سبق الی البرقی، و فی بعض نسخ المصدر:« علی عن أبیه».

ذِرَاعِ الْأَبِ قَالَ فَمَا كَلَّمَهُ أَبِی مَقْتاً لَهُ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا(1).

بیان: الظاهر أن ضمیر كلمه راجع إلی الابن و رجوعه إلی الأب من حیث مكنه من ذلك بعید و قد یحمل علی عدم رضی الأب أو أنه فعله تكبرا و اختیالا و من هذه الأخبار یفهم أن أمر بر الوالدین دقیق و أن العقوق یحصل بأدنی شی ء.

«30»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ یُنَاجِی رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذْ رَأَی رَجُلًا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ أَظَلَّهُ عَرْشُكَ فَقَالَ هَذَا كَانَ بَارّاً بِوَالِدَیْهِ وَ لَمْ یَمْشِ بِالنَّمِیمَةِ(2).

«31»- لی، [الأمالی للصدوق] الفارمی [الْفَامِیُ] عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَرُّوا آبَاءَكُمْ یَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ وَ عِفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ (3).

ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ... وَ بَعْدَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: مِثْلَهُ (4).

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَعَانَ وَالِدَهُ عَلَی بِرِّهِ رَحِمَ اللَّهُ وَالِداً أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَی بِرِّهِ رَحِمَ اللَّهُ جَاراً أَعَانَ جَارَهُ عَلَی بِرِّهِ رَحِمَ اللَّهُ رَفِیقاً أَعَانَ رَفِیقَهُ عَلَی بِرِّهِ رَحِمَ اللَّهُ خَلِیطاً أَعَانَ خَلِیطَهُ عَلَی بِرِّهِ رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا أَعَانَ سُلْطَانَهُ عَلَی بِرِّهِ (5).

ص: 65


1- 1. الكافی ج 2: 349.
2- 2. أمالی الصدوق: 108.
3- 3. أمالی الصدوق: 173.
4- 4. الخصال ج 1 ص 29.
5- 5. أمالی الصدوق: 173.

ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (1).

«33»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ الرَّقِّیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُخَفِّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فَلْیَكُنْ لِقَرَابَتِهِ وَصُولًا وَ بِوَالِدَیْهِ بَارّاً فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ هَوَّنَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ لَمْ یُصِبْهُ فِی حَیَاتِهِ فَقْرٌ أَبَداً(2).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ: مِثْلَهُ (3).

«34»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی رَاغِبٌ فِی الْجِهَادِ نَشِیطٌ قَالَ فَجَاهِدْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ كُنْتَ حَیّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ مِتَّ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وُلِدْتَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی وَالِدَیْنِ كَبِیرَیْنِ یَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا یَأْنَسَانِ بِی وَ یَكْرَهَانِ خُرُوجِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقِمْ مَعَ وَالِدَیْكَ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَأُنْسُهُمَا بِكَ یَوْماً وَ لَیْلَةً خَیْرٌ مِنْ جِهَادِ سَنَةٍ(4).

«35»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ یَجْزِی الْوَلَدُ وَالِدَهُ فَقَالَ لَیْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا فِی خَصْلَتَیْنِ أَنْ یَكُونَ الْوَالِدُ مَمْلُوكاً فَیَشْتَرِیَهُ فَیُعْتِقَهُ أَوْ یَكُونَ عَلَیْهِ دَیْنٌ فَیَقْضِیَهُ عَنْهُ (5).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ حَنَانٍ عَنْ سَالِمٍ الْحَنَّاطِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.

«36»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ

ص: 66


1- 1. ثواب الأعمال: 169.
2- 2. أمالی الصدوق: 234.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2: 46.
4- 4. أمالی الصدوق: 276.
5- 5. أمالی الصدوق: 277.

عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام یَا رَبِّ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِی فَقَالَ یَا رَبِّ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِی ثَلَاثاً فَقَالَ یَا رَبِّ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِأُمِّكَ قَالَ یَا رَبِّ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِأُمِّكَ قَالَ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِأَبِیكَ قَالَ فَكَانَ یُقَالُ لِأَجْلِ ذَلِكَ إِنَّ لِلْأُمِّ ثلثا [ثُلُثَیِ] الْبِرِّ وَ لِلْأَبِ الثُّلُثَ (1).

«37»- فس، [تفسیر القمی]: وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ (2) قَالَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّ شَیْئاً أَقَلَّ مِنْ أُفٍّ لَقَالَهُ- وَ لا تَنْهَرْهُما أَیْ لَا تُخَاصِمْهُمَا.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: إِنْ بَالا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍ (3)

وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِیماً أَیْ حَسَناً- وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قَالَ تَذَلَّلْ لَهُمَا وَ لَا تَبَخْتَرْ عَلَیْهِمَا وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّیانِی صَغِیراً(4).

«38»- ب، [قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَ أَبَوَاهُ كَافِرَانِ هَلْ یَصْلُحُ أَنْ یَسْتَغْفِرَ لَهُمَا فِی الصَّلَاةِ قَالَ قَالَ إِنْ كَانَ فَارَقَهُمَا وَ هُوَ صَغِیرٌ لَا یَدْرِی أَسْلَمَا أَمْ لَا فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ عَرَفَ كُفْرَهُمَا فَلَا یَسْتَغْفِرْ لَهُمَا وَ إِنْ لَمْ یَعْرِفْ فَلْیَدْعُ لَهُمَا(5).

«39»- ب، [قرب الإسناد] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُرِیدُ أَنْ یَجْعَلَ أَعْمَالَهُ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الْبِرِّ وَ الْخَیْرِ أَثْلَاثاً ثُلُثاً لَهُ وَ ثُلُثَیْنِ لِأَبَوَیْهِ أَوْ یُفْرِدَهُمَا مِنْ أَعْمَالِهِ بِشَیْ ءٍ مِمَّا یَتَطَوَّعُ بِهِ بِشَیْ ءٍ مَعْلُومٍ وَ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا حَیّاً وَ الْآخَرُ مَیِّتاً قَالَ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَمَّا لِلْمَیِّتِ فَحَسَنٌ جَائِزٌ وَ أَمَّا لِلْحَیِّ فَلَا إِلَّا الْبِرُّ وَ الصِّلَةُ(6).

ص: 67


1- 1. أمالی الصدوق: 305.
2- 2. الإسراء: 23- 25.
3- 3. ان بالألف، و لا تقل لها أف خ ل.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 380.
5- 5. قرب الإسناد: 120.
6- 6. قرب الإسناد: 129.

«40»- ل (1)،[الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ دِلْهَاثٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِثَلَاثَةٍ مَقْرُونٍ بِهَا ثَلَاثَةٌ أُخْرَی أَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ فَمَنْ صَلَّی وَ لَمْ یُزَكِّ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاتُهُ وَ أَمَرَ بِالشُّكْرِ لَهُ وَ لِلْوَالِدَیْنِ فَمَنْ لَمْ یَشْكُرْ وَالِدَیْهِ لَمْ یَشْكُرِ اللَّهَ وَ أَمَرَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ فَمَنْ لَمْ یَصِلْ رَحِمَهُ لَمْ یَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (2).

«41»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ قَتَلَ قَرَابَةً لَهُ ثُمَّ أَخَذَهُ فَطَرَحَهُ عَلَی طَرِیقِ أَفْضَلِ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِی إِسْرَائِیلَ ثُمَّ جَاءَ یَطْلُبُ بِدَمِهِ فَقَالُوا لِمُوسَی علیه السلام إِنَّ سِبْطَ آلِ فُلَانٍ قَتَلُوا فُلَاناً فَأَخْبِرْنَا مَنْ قَتَلَهُ قَالَ ائْتُونِی بِبَقَرَةٍ- قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ (3) وَ لَوْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَی بَقَرَةٍ أَجْزَأَتْهُمْ وَ لَكِنْ شَدَّدُوا فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ یُبَیِّنْ لَنا ما هِیَ قالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ یَعْنِی لَا صَغِیرَةٌ وَ لَا كَبِیرَةٌ عَوانٌ بَیْنَ ذلِكَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَی بَقَرَةٍ أَجْزَأَتْهُمْ وَ لَكِنْ شَدَّدُوا فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ یُبَیِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِینَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَی بَقَرَةٍ لَأَجْزَأَتْهُمْ وَ لَكِنْ شَدَّدُوا فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ یُبَیِّنْ لَنا ما هِیَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَیْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ- قالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِیرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِی الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِیَةَ فِیها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ فَطَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا عِنْدَ فَتًی مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ لَا أَبِیعُهَا إِلَّا بِمِلْ ءِ مَسْكِهَا ذَهَباً(4) فَجَاءُوا إِلَی مُوسَی علیه السلام فَقَالُوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ اشْتَرُوهَا

ص: 68


1- 1. الخصال ج 1 ص 75.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 1 ص 258.
3- 3. البقرة: 67 و ما بعدها ذیلها.
4- 4. المسك- بالفتح- الجلد، سمی به لانه یمسك ما وراءه من اللحم و العظم، أقول: و لعله معرب« مشك» بالفارسیة.

فَاشْتَرَوْهَا وَ جَاءُوا بِهَا فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یَضْرِبُوا الْمَیِّتَ بِذَنَبِهَا فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ حَیِیَ الْمَقْتُولُ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ عَمِّی قَتَلَنِی دُونَ مَنْ یُدَّعَی عَلَیْهِ قَتْلِی فَعَلِمُوا بِذَلِكَ قَاتِلَهُ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ مُوسَی علیه السلام بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِنَّ هَذِهِ الْبَقَرَةَ لَهَا نَبَأٌ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ إِنَّ فَتًی مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ بَارّاً بِأَبِیهِ وَ إِنَّهُ اشْتَرَی تَبِیعاً فَجَاءَ إِلَی أَبِیهِ فَرَأَی أَنَّ الْأَقَالِیدَ تَحْتَ رَأْسِهِ فَكَرِهَ أَنْ یُوقِظَهُ فَتَرَكَ ذَلِكَ الْبَیْعَ فَاسْتَیْقَظَ أَبُوهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَحْسَنْتَ خُذْ هَذِهِ الْبَقَرَةَ فَهِیَ لَكَ عِوَضاً لِمَا فَاتَكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مُوسَی علیه السلام انْظُرُوا إِلَی الْبِرِّ مَا بَلَغَ بِأَهْلِهِ (1).

«42»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِذَا قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَیْسَ فَوْقَهُ بِرٌّ وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ فَإِذَا قَتَلَ أَحَدَهُمَا فَلَیْسَ فَوْقَهُ عُقُوقٌ (2).

«43»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ شُرَیْسٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُوجَدُ رِیحُهَا مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَ لَا یَجِدُهَا عَاقٌّ وَ لَا دَیُّوثٌ الْخَبَرَ(3).

«44»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام الرَّجُلُ یَقُولُ لِابْنِهِ أَوْ لِابْنَتِهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَوْ بِأَبَوَیَّ أَ تَرَی بِذَلِكَ بَأْساً فَقَالَ إِنْ كَانَ أَبَوَاهُ حَیَّیْنِ فَأَرَی ذَلِكَ عُقُوقاً وَ إِنْ كَانَا قَدْ مَاتَا فَلَا بَأْسَ قَالَ ثُمَّ قَالَ كَانَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَقُولُ سَعِدَ

ص: 69


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 13.
2- 2. الخصال ج 1 ص 8.
3- 3. الخصال ج 1 ص 20.

امْرُؤٌ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی خَلَفَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَدْ وَ اللَّهِ أَرَانِیَ اللَّهُ خَلَفِی مِنْ بَعْدِی (1).

«45»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَلْزَمُ الْوَالِدَیْنِ مِنَ الْعُقُوقِ لِوَلَدِهِمَا إِذَا كَانَ الْوَلَدُ صَالِحاً مَا یَلْزَمُ الْوَلَدَ لَهُمَا(2).

«46»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثَةٌ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِیهَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ بَرَّیْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَیْنِ (3).

«47»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِیهِنَّ رُخْصَةً بِرُّ الْوَالِدَیْنِ بَرَّیْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَیْنِ وَ وَفَاءٌ بِالْعَهْدِ بِالْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ(4).

«48»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْبَغَوِیِّ عَنِ ابْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ الْعَیْزَارِ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الشَّیْبَانِیِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا قُلْتُ ثُمَّ أَیُّ شَیْ ءٍ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ قُلْتُ ثُمَّ أَیُّ شَیْ ءٍ قَالَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَحَدَّثَنِی بِهَذَا وَ لَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِی (5).

«49»- ل، [الخصال] الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ

ص: 70


1- 1. الخصال ج 1 ص 16.
2- 2. الخصال ج 1 ص 29.
3- 3. الخصال ج 1 ص 61.
4- 4. الخصال ج 1 ص 63.
5- 5. الخصال ج 1 ص 78.

أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ مَنْ عَازَّهُمْ (1) ذَلَّ الْوَالِدُ وَ السُّلْطَانُ وَ الْغَرِیمُ (2).

«50»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَاقٌّ وَ مَنَّانٌ وَ مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ وَ مُدْمِنُ خَمْرٍ(3).

«51»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ (4).

سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ: مِثْلَهُ (5).

ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (6).

«52»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ نَشَرَ اللَّهُ عَلَیْهِ كَنَفَهُ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ فِی رَحْمَتِهِ حُسْنُ خُلُقٍ یَعِیشُ بِهِ فِی النَّاسِ وَ رِفْقٌ بِالْمَكْرُوبِ وَ شَفَقَةٌ عَلَی الْوَالِدَیْنِ وَ إِحْسَانٌ إِلَی الْمَمْلُوكِ (7).

«53»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَاجِبٌ فَإِنْ كَانَا مُشْرِكَیْنِ فَلَا تُطِعْهُمَا وَ لَا غَیْرَهُمَا فِی الْمَعْصِیَةِ فَإِنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ (8).

ص: 71


1- 1. عازه. عارضه فی العزة- غلبه فی الخطاب.
2- 2. الخصال ج 1 ص 91.
3- 3. الخصال ج 1 ص 94.
4- 4. الخصال ج 1 ص 106.
5- 5. المحاسن: 8.
6- 6. ثواب الأعمال: 119.
7- 7. الخصال ج 1 ص 107.
8- 8. الخصال ج 2 ص 154.

«54»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَیْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا(1).

«55»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ(2) عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی الْعُقُوقِ أُفٍّ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً أَهْوَنَ مِنْ أُفٍّ لَنَهَی عَنْهُ (3).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (4).

«56»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَاجِبٌ وَ إِنْ كَانَا مُشْرِكَیْنِ وَ لَا طَاعَةَ لَهُمَا فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ (5).

«57»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَسْكَنَهُ اللَّهُ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی غُرَفٍ فَوْقَ غُرَفٍ فِی مَحَلِّ الشَّرَفِ

كُلِّ الشَّرَفِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ نَظَرَ لَهُ فَكَانَ لَهُ أَباً وَ مَنْ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَعَانَهُ وَ كَفَاهُ وَ مَنْ أَنْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِهِمَا وَ بَرَّهُمَا وَ لَمْ یَحْزُنْهُمَا وَ مَنْ لَمْ یَخْرِقْ بِمَمْلُوكِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَی مَا یُكَلِّفُهُ وَ لَمْ یَسْتَسْعِهِ فِیمَا لَمْ یُطِقْ (6).

«58»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ وَ دَعْوَتُهُ عَلَیْهِ إِذَا عَقَّهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ وَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخٍ لَهُ مُؤْمِنٍ وَاسَاهُ فِینَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ إِذَا لَمْ یُوَاسِهِ مَعَ

ص: 72


1- 1. الخصال ج 2 ص 161.
2- 2. فی المصدر: و بهذا الاسناد عن جعفر بن محمّد علیهما السلام، و الاسناد اشارة الی الاسناد الثلاثة: المذكور بتفصیلها فی باب ما جاء عن الرضا علیه السلام من الاخبار المجموعة تحت الرقم: 4 و هذا الحدیث تحت الرقم 160.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 44.
4- 4. صحیفة الرضا علیه السلام 6.
5- 5. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 124.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 192.

الْقُدْرَةِ عَلَیْهِ وَ اضْطِرَارِ أَخِیهِ إِلَیْهِ (1).

«59»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُسْلِمِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا وَلَدٌ بَارٌّ نَظَرَ إِلَی أَبَوَیْهِ بِرَحْمَةٍ إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ نَظَرَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِائَةَ نَظْرَةٍ قَالَ نَعَمْ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَطْیَبُ (2).

«60»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی الْعَالِمِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْأَخِ تَوَدُّهُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ(3).

«61»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی اللَّیْثِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِیهِ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ حُجْرٍ یَعْنِی الْمَذْرِیَّ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَ بِهَا أَبُو الذَّرِّ رَحِمَهُ اللَّهُ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ وَ قَدِمَ فِی ذَلِكَ الْعَامِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجّاً وَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَبَیْنَا أَنَا فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَعَ أَبِی الذَّرِّ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِنَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ وَقَفَ یُصَلِّی بِإِزَائِنَا فَرَمَاهُ أَبُو الذَّرِّ بِبَصَرِهِ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا بَا ذَرٍّ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَمَا تُقْلِعُ عَنْهُ قَالَ إِنِّی أَفْعَلُ ذَلِكَ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ فِی الصَّحِیفَةِ یَعْنِی صَحِیفَةَ الْقُرْآنِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ(4).

ص: 73


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 287.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 314.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 69.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 270.

«62»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ الذُّنُوبُ الَّتِی تُظْلِمُ الْهَوَاءَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ (1).

«63»- ثو(2)،[ثواب الأعمال] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الدِّهْقَانِ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَیْهِ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ فَلَمْ یُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ (3).

أقول: سیأتی بتمامه فی باب فضائل شهر رمضان.

«64»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَیْهِ وَ الْمُدْمِنُ الْخَمْرِ وَ الْمَنَّانُ بِالْفِعَالِ لِلْخَیْرِ إِذَا عَمِلَهُ (4).

«65»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا وَ لَا تُؤَخَّرُ إِلَی الْآخِرَةِ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ الْبَغْیُ عَلَی النَّاسِ وَ كُفْرُ الْإِحْسَانِ (5).

«66»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ مِنَ الْكَبَائِرِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْعَاقَّ عَصِیّاً شَقِیّاً(6).

«67»- ن (7)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام ع]، [علل الشرائع] فِی عِلَلِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: حَرَّمَ اللَّهُ عُقُوقَ الْوَالِدَیْنِ لِمَا فِیهِ مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ التَّوْفِیقِ لِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ التَّوْقِیرِ

ص: 74


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 270.
2- 2. ثواب الأعمال ص 60.
3- 3. أمالی الصدوق ص 35.
4- 4. قرب الإسناد ص 40.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 13.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 165.
7- 7. عیون الأخبار ج 2 ص 91.

لِلْوَالِدَیْنِ وَ تَجَنُّبِ كُفْرِ النِّعْمَةِ وَ إِبْطَالِ الشُّكْرِ وَ مَا یَدْعُو مِنْ ذَلِكَ إِلَی قِلَّةِ النَّسْلِ وَ انْقِطَاعِهِ لِمَا فِی الْعُقُوقِ مِنْ قِلَّةِ تَوْقِیرِ الْوَالِدَیْنِ وَ الْعِرْفَانِ بِحَقِّهِمَا وَ قَطْعِ الْأَرْحَامِ وَ الزُّهْدِ مِنَ الْوَالِدَیْنِ فِی الْوَلَدِ وَ تَرْكِ التَّرْبِیَةِ بِعِلَّةِ تَرْكِ الْوَلَدِ بِرَّهُمَا(1).

«68»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَضَرَ شَابّاً عِنْدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ مِرَاراً فَقَالَ لِامْرَأَةٍ عِنْدَ رَأْسِهِ هَلْ لِهَذَا أُمٌّ قَالَتْ نَعَمْ أَنَا أُمُّهُ قَالَ أَ فَسَاخِطَةٌ أَنْتِ عَلَیْهِ قَالَتْ نَعَمْ مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ سِتِّ حِجَجٍ قَالَ لَهَا ارْضَیْ عَنْهُ قَالَتْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِرِضَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَقَالَهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَرَی فَقَالَ أَرَی رَجُلًا أَسْوَدَ قَبِیحَ الْمَنْظَرِ وَسِخَ الثِّیَابِ مُنْتِنَ الرِّیحِ قَدْ وَلِیَنِی السَّاعَةَ فَأَخَذَ بِكَظَمِی (2) فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ یَا مَنْ یَقْبَلُ الْیَسِیرَ وَ یَعْفُو عَنِ الْكَثِیرِ اقْبَلْ مِنِّی الْیَسِیرَ وَ اعْفُ عَنِّی الْكَثِیرَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ فَقَالَهَا الشَّابُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله انْظُرْ مَا تَرَی قَالَ أَرَی رَجُلًا أَبْیَضَ اللَّوْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ طَیِّبَ الرِّیحِ حَسَنَ الثِّیَابِ قَدْ وَلِیَنِی وَ أَرَی الْأَسْوَدَ قَدْ تَوَلَّی عَنِّی قَالَ أَعِدْ فَأَعَادَ قَالَ مَا تَرَی قَالَ لَسْتُ أَرَی الْأَسْوَدَ وَ أَرَی الْأَبْیَضَ قَدْ وَلِیَنِی ثُمَّ طَفَا(3) عَلَی تِلْكَ الْحَالِ (4).

«69»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ عَابِدٌ یُقَالُ لَهُ جُرَیْحٌ وَ كَانَ یَتَعَبَّدُ فِی صَوْمَعَةٍ فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ وَ هُوَ یُصَلِّی فَدَعَتْهُ فَلَمْ یُجِبْهَا فَانْصَرَفَتْ ثُمَّ أَتَتْهُ وَ دَعَتْهُ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهَا فَانْصَرَفَتْ ثُمَّ أَتَتْهُ وَ دَعَتْهُ فَلَمْ یُجِبْهَا وَ لَمْ یُكَلِّمْهَا فَانْصَرَفَتْ

ص: 75


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 164.
2- 2. الكظم- كقفل و محركة- الحلق و مخرج النفس، یقال: أخذ بكظمه: أی مخرج نفسه. و المراد أنّه أكربه.
3- 3. طفا الرجل: مات.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 62.

وَ هِیَ تَقُولُ أَسْأَلُ إِلَهَ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ یَخْذُلَكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَتْ فَاجِرَةٌ وَ قَعَدَتْ عِنْدَ صَوْمَعَتِهِ قَدْ أَخَذَهَا الطَّلْقُ فَادَّعَتْ أَنَّ الْوَلَدَ مِنْ جُرَیْحٍ فَفَشَا فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّ مَنْ كَانَ یَلُومُ النَّاسَ عَلَی الزِّنَا قَدْ زَنَی وَ أَمَرَ الْمَلِكُ بِصَلْبِهِ فَأَقْبَلَتْ أُمُّهُ إِلَیْهِ فَلَطَمَ وَجْهَهَا فَقَالَ لَهَا اسْكُتِی إِنَّمَا هَذَا لِدَعْوَتِكِ فَقَالَ النَّاسُ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ وَ كَیْفَ لَنَا بِذَلِكَ قَالَ هَاتُوا الصَّبِیَّ فَجَاءُوا بِهِ فَأَخَذَهُ فَقَالَ مَنْ أَبُوكَ فَقَالَ فُلَانٌ الرَّاعِی لِبَنِی فُلَانٍ فَأَكْذَبَ اللَّهُ الَّذِینَ قَالُوا مَا قَالُوا فِی جُرَیْحٍ فَحَلَفَ جُرَیْحٌ أَلَّا یُفَارِقَ أُمَّهُ یَخْدُمُهَا.

«70»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةً مُمْسِیاً فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَتْ أُمِّی مَعِی فَوَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا كَلَامٌ فَأَغْلَظْتُ لَهَا فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ صَلَّیْتُ الْغَدَاةَ وَ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا بَا مِهْزَمٍ مَا لَكَ وَ لِخَالِدَةَ أَغْلَظْتَ فِی كَلَامِهَا الْبَارِحَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بَطْنَهَا مَنْزِلٌ قَدْ سَكَنْتَهُ وَ أَنَّ حَجْرَهَا مَهْدٌ قَدْ غَمَزْتَهُ وَ ثَدْیَهَا وِعَاءٌ قَدْ شَرِبْتَهُ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَلَا تُغْلِظْ لَهَا(1).

«71»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُكَ أُبَایِعُكَ عَلَی الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُبَایِعُكَ عَلَی أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَأْمُرُكُمْ بِقَتْلِ آبَائِكُمْ وَ لَكِنَّ الْآنَ عَلِمْتُ مِنْكَ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ وَ أَنَّكَ لَنْ تَتَّخِذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیجَةً أَطِیعُوا آبَاءَكُمْ فِیمَا أَمَرُوكُمْ وَ لَا تُطِیعُوهُمْ فِی مَعَاصِی اللَّهِ (2).

«72»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: عَلَیْكَ بِطَاعَةِ الْأَبِ وَ بِرِّهِ وَ التَّوَاضُعِ وَ الْخُضُوعِ وَ الْإِعْظَامِ وَ الْإِكْرَامِ

ص: 76


1- 1. بصائر الدرجات ص 243.
2- 2. المحاسن ص 248.

لَهُ وَ خَفْضِ الصَّوْتِ بِحَضْرَتِهِ فَإِنَّ الْأَبَ أَصْلُ الِابْنِ وَ الِابْنَ فَرْعُهُ لَوْلَاهُ لَمْ یَكُنْ یُقَدِّرُهُ اللَّهُ ابْذُلُوا لَهُمُ الْأَمْوَالَ وَ الْجَاهَ وَ النَّفْسَ وَ قَدْ أَرْوِی أَنْتَ وَ مَالُكَ لِأَبِیكَ فَجُعِلَتْ لَهُ النَّفْسُ وَ الْمَالُ تَابِعُوهُمْ فِی الدُّنْیَا أَحْسَنَ الْمُتَابَعَةِ بِالْبِرِّ وَ بَعْدَ الْمَوْتِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَ التَّرَحُّمِ عَلَیْهِمْ فَإِنَّهُ رُوِیَ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ أَبَاهُ فِی حَیَاتِهِ وَ لَمْ یَدْعُ لَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ سَمَّاهُ اللَّهُ عَاقّاً وَ مُعَلِّمُ الْخَیْرِ وَ الدِّینِ یَقُومُ مَقَامَ الْأَبِ وَ یَجِبُ لَهُ مِثْلُ الَّذِی یَجِبُ لَهُ فَاعْرِفُوا حَقَّهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ حَقَّ الْأُمِّ أَلْزَمُ الْحُقُوقِ وَ أَوْجَبُ لِأَنَّهَا حَمَلَتْ حَیْثُ لَا یَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ وَقَتْ بِالسَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ جَمِیعِ الْجَوَارِحِ مَسْرُورَةً مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِكَ فَحَمَلَتْهُ بِمَا فِیهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ وَ الَّذِی لَا یَصْبِرُ عَلَیْهِ أَحَدٌ رَضِیَتْ بِأَنْ تَجُوعَ وَ یَشْبَعَ وَ تَظْمَأَ وَ یَرْوِیَ وَ تَعْرَی وَ یَكْتَسِیَ وَ تُظِلَّهُ وَ تَضْحَی فَلْیَكُنِ الشُّكْرُ لَهَا وَ الْبِرُّ وَ الرِّفْقُ بِهَا عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ وَ إِنْ كُنْتُمْ لَا تُطِیقُونَ بِأَدْنَی حَقِّهَا إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ قَدْ قَرَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّهَا بِحَقِّهِ فَقَالَ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ(1).

وَ رُوِیَ: أَنَّ كُلَّ أَعْمَالِ الْبِرِّ یَبْلُغُ الْعَبْدُ الذِّرْوَةَ مِنْهَا إِلَّا ثَلَاثَ حُقُوقٍ حَقَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ حَقَّ الْوَالِدَیْنِ (2)

نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَوْنَ عَلَی ذَلِكَ.

«73»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ أَ لَكَ وَالِدَانِ فَقَالَ لَا فَقَالَ أَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ بَرَّ وَلَدَكَ یُحْسَبْ لَكَ بِرُّ وَالِدَیْكَ.

وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ: بَرُّوا أَوْلَادَكُمْ وَ أَحْسِنُوا إِلَیْهِمْ فَإِنَّهُمْ یَظُنُّونَ أَنَّكُمْ تَرْزُقُونَهُمْ.

وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا سُمُّوا الْأَبْرَارَ لِأَنَّهُمْ بَرُّوا الْآبَاءَ وَ الْأَبْنَاءَ. وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ وَالِداً أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَی الْبِرِّ.

«74»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: بِرُّ الْوَالِدَیْنِ مِنْ حُسْنِ مَعْرِفَةِ الْعَبْدِ بِاللَّهِ إِذْ لَا عِبَادَةَ أَسْرَعُ بُلُوغاً بِصَاحِبِهَا إِلَی رِضَی اللَّهِ مِنْ حُرْمَةِ الْوَالِدَیْنِ الْمُسْلِمَیْنِ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی لِأَنَّ حَقَّ الْوَالِدَیْنِ مُشْتَقٌّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَی إِذَا كَانَا عَلَی مِنْهَاجِ الدِّینِ وَ السُّنَّةِ

ص: 77


1- 1. لقمان: 14.
2- 2. یعد حقّ الأب و حقّ الام اثنین، فیتم العدد.

وَ لَا یَكُونَانِ یَمْنَعَانِ الْوَلَدَ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ إِلَی مَعْصِیَتِهِ وَ مِنَ الْیَقِینِ إِلَی الشَّكِّ وَ مِنَ الزُّهْدِ إِلَی الدُّنْیَا وَ لَا یَدْعُوَانِهِ إِلَی خِلَافِ ذَلِكَ فَإِذَا كَانَا كَذَلِكَ فَمَعْصِیَتُهُمَا طَاعَةٌ وَ طَاعَتُهُمَا مَعْصِیَةٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما(1) وَ أَمَّا فِی الْعِشْرَةِ فَدَارِ بِهِمَا وَ ارْفُقْ بِهِمَا وَ احْتَمِلْ أَذَاهُمَا لِحَقِّ مَا احْتَمَلَا عَنْكَ فِی حَالِ صِغَرِكَ وَ لَا تَقْبِضْ عَلَیْهِمَا فِیمَا قَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَیْكَ مِنَ الْمَأْكُولِ وَ الْمَلْبُوسِ وَ لَا تَحَوَّلْ بِوَجْهِكَ عَنْهُمَا وَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا فَإِنَّهُ مِنَ التَّعْظِیمِ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ قُلْ لَهُمَا بِأَحْسَنِ الْقَوْلِ وَ أَلْطَفِهِ- فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (2).

«75»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ وَالِدِی علیه السلام: وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُصَانِعُ بَعْضَ وُلْدِی وَ أُجْلِسُهُ عَلَی فَخِذِی وَ أُنْكِزُ لَهُ الْمُخَ (3) وَ أَكْسِرُ لَهُ السُّكَّرَ وَ إِنَّ الْحَقَّ لِغَیْرِهِ مِنْ وُلْدِی وَ لَكِنْ مخالفة [مُحَافَظَةً] عَلَیْهِ مِنْهُ وَ مِنْ غَیْرِهِ- لا [لِئَلَّا] یَصْنَعُوا بِهِ مَا فَعَلَ بِیُوسُفَ و إِخْوَتُهُ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةً إِلَّا أَمْثَالًا لَكِنْ لَا یَجِدُ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا حَسَدَ یُوسُفَ إِخْوَتُهُ وَ بَغَوْا عَلَیْهِ فَجَعَلَهَا رَحْمَةً عَلَی مَنْ تَوَلَّانَا وَ دَانَ بِحُبِّنَا وَ حُجَّةً عَلَی أَعْدَائِنَا مَنْ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ وَ الْعَدَاوَةَ(4).

«76»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا: أَنَّهُ ذَكَرَ الْوَالِدَیْنِ فَقَالَ هُمَا اللَّذَانِ قَالَ اللَّهُ- وَ قَضی رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً(5).

«77»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما(6) قَالَ هُوَ أَدْنَی الْأَذَی حَرَّمَ اللَّهُ فَمَا فَوْقَهُ (7).

ص: 78


1- 1. لقمان: 15.
2- 2. مصباح الشریعة ص 48.
3- 3. یعنی أستخرج له المخ من العظم، و فی المصدر المطبوع و هكذا تفسیر البرهان و مستدرك النوریّ: و أكثر له المحبة و أكثر له الشكر.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 166.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ؟؟؟ 28. و الآیة فی أسری: 23.
6- 6. أسری: 23.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 285.

«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَرِیزٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَدْنَی الْعُقُوقِ أُفٍّ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ شَیْئاً أَهْوَنُ مِنْهُ لَنَهَی عَنْهُ (1).

«79»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً فَقَالَ الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا وَ لَا تُكَلِّفَهُمَا أَنْ یَسْأَلَاكَ شَیْئاً هُمَا یَحْتَاجَانِ إِلَیْهِ وَ إِنْ كَانَا مُسْتَغْنِیَیْنِ أَ لَیْسَ یَقُولُ اللَّهُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (2)

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِمَّا یَبْلُغَنَ (3) عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ قَالَ إِنْ أَضْجَرَاكَ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ- وَ لا تَنْهَرْهُما إِنْ ضَرَبَاكَ قَالَ وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِیماً قَالَ تَقُولُ لَهُمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكُمَا فَذَلِكَ مِنْكَ قَوْلٌ كَرِیمٌ وَ قَالَ وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قَالَ لَا تَمْلَأْ عَیْنَیْكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَیْهِمَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ وَ رِقَّةٍ وَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا وَ لَا یَدَیْكَ فَوْقَ أَیْدِیهِمَا وَ لَا تَتَقَدَّمْ قُدَّامَهُمَا(4).

«80»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: كَتَبَ صِهْرٌ لِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام أَنَّ أَبِی نَاصِبٌ خَبِیثُ الرَّأْیِ وَ قَدْ لَقِیتُ مِنْهُ شِدَّةً وَ جَهْداً فَرَأْیُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی الدُّعَاءِ لِی وَ مَا تَرَی جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ فَتَرَی أَنْ أُكَاشِفَهُ أَمْ أُدَارِیَهُ فَكَتَبَ قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَ مَا ذَكَرْتَ

ص: 79


1- 1. المصدر ج 2 ص 285.
2- 2. آل عمران: 92.
3- 3.« یبلغان» باثبات الالف و كسر النون قراءة الكوفیین غیر عاصم و قرء هو و الباقون« یبلغن» و فی المجمع ج 6: 408: قال أبو علیّ: قوله: اما یبلغن یرتفع« أحدهما» به و قوله« كلاهما» معطوف علیه، و الذكر الذی عاد من قوله« أحدهما» یغنی عن اثبات علامة الضمیر، فلا وجه لقول من قال:« ان الوجه اثبات الالف لتقدم ذكر الوالدین» عنی به الفراء.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 285.

مِنْ أَمْرِ أَبِیكَ وَ لَسْتُ أَدَعُ الدُّعَاءَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ الْمُدَارَاةُ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الْمُكَاشَفَةِ وَ مَعَ الْعُسْرِ یُسْرٌ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ عَلَی وَلَایَةِ مَنْ تَوَلَّیْتَ نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِی وَدِیعَةِ اللَّهِ الَّتِی لَا یَضِیعُ وَدَائِعُهُ قَالَ بَكْرٌ فَعَطَفَ اللَّهُ بِقَلْبِ أَبِیهِ حَتَّی صَارَ لَا یُخَالِفُهُ فِی شَیْ ءٍ(1).

«81»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: نَظَرُ الْوَلَدِ إِلَی وَالِدَیْهِ حُبّاً لَهُمَا عِبَادَةٌ(2).

«82»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، لِعَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: مِثْلَهُ.

«83»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ بِالْمَنَامِ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَیْهِ فَمَنَعَهُ مِنْهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رِضَی اللَّهِ مَعَ رِضَی الْوَالِدَیْنِ وَ سَخَطُ اللَّهِ مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَیْنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ یَنْظُرُ إِلَی وَالِدَیْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حِجَّةً مَبْرُورَةً قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ نَظَرَ كُلَّ یَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ نَعَمْ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَطْیَبُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا نَظَرَ الْوَالِدُ إِلَی وَلَدِهِ فَسَرَّهُ كَانَ لِلْوَالِدِ عِتْقُ نَسَمَةٍ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ نَظَرَ سِتِّینَ وَ ثَلَاثَمِائَةِ نَظْرَةٍ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَی وَالِدِهِ ثَلَاثَةٌ یُحَسِّنُ اسْمَهُ وَ یُعَلِّمُهُ الْكِتَابَةَ وَ یُزَوِّجُهُ إِذَا بَلَغَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یُقَالُ لِلْعَاقِّ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنِّی لَا أَغْفِرُ لَكَ وَ یُقَالُ لِلْبَارِّ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنِّی سَأَغْفِرُ لَكَ.

ص: 80


1- 1. مجالس المفید ص 120.
2- 2. كشف الغمّة: 243.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُخَفِّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فَلْیَكُنْ لِقَرَابَتِهِ وَصُولًا وَ بِوَالِدَیْهِ بَارّاً فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ هَوَّنَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ لَمْ یُصِبْهُ فِی حَیَاتِهِ فَقْرٌ أَبَداً.

وَ قَالَ علیه السلام: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی رَاغِبٌ فِی الْجِهَادِ نَشِیطٌ قَالَ فَجَاهِدْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ كُنْتَ حَیّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ مِتَّ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وُلِدْتَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی وَالِدَیْنِ كَبِیرَیْنِ یَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا یَأْنَسَانِ بِی وَ یَكْرَهَانِ خُرُوجِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقِمْ مَعَ وَالِدَیْكَ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَأُنْسُهُمَا بِكَ یَوْماً وَ لَیْلَةً خَیْرٌ مِنْ جِهَادِ سَنَةٍ(1).

«84»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر صَفْوَانُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْبِرُّ وَ صَدَقَةُ السِّرِّ یَنْفِیَانِ الْفَقْرَ وَ یَزِیدَانِ فِی الْعُمُرِ وَ یَدْفَعَانِ عَنْ سَبْعِینَ مِیتَةَ سَوْءٍ(2).

«85»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ وَ فَضَالَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ بَارّاً بِوَالِدَیْهِ فِی حَیَاتِهِمَا ثُمَّ یَمُوتَانِ فَلَا یَقْضِی عَنْهُمَا الدَّیْنَ وَ لَا یَسْتَغْفِرُ لَهُمَا فَیَكْتُبُهُ اللَّهُ عَاقّاً وَ إِنَّهُ لَیَكُونُ فِی حَیَاتِهِمَا غَیْرَ بَارٍّ لَهُمَا فَإِذَا مَاتَا قَضَی عَنْهُمَا الدَّیْنَ وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ لَهُمَا فَیَكْتُبُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَارّاً.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ یَزِیدَ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ فَسُرَّ أَبَوَیْكَ. قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الْبِرَّ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ.

«86»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ حَیَّانَ (3) قَالَ: أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِبِرِّ ابْنِهِ إِسْمَاعِیلَ لَهُ (4)

وَ قَالَ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّهُ وَ قَدِ ازْدَادَ

ص: 81


1- 1. روضة الواعظین ص 429- 431.
2- 2. مخطوط.
3- 3. لعل الصحیح عمّار بن جناب أبی معاویة الدهنی العجلیّ الكوفیّ من أصحاب الصادق علیه السلام.
4- 4. مر الحدیث بهذا السند عن الكافی تحت الرقم 12، و فیه: خبرت أبا عبد اللّٰه« ع» ببر إسماعیل ابنی بی فقال إلخ.

إِلَیَّ حُبّاً إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَتْهُ أُخْتٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إِلَیْهَا سُرَّ بِهَا وَ بَسَطَ رِدَاءَهُ لَهَا فَأَجْلَسَهَا عَلَیْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ یُحَدِّثُهَا وَ یَضْحَكُ فِی وَجْهِهَا ثُمَّ قَامَتْ فَذَهَبَتْ ثُمَّ جَاءَ أَخُوهَا فَلَمْ یَصْنَعْ بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ بِأُخْتِهِ مَا لَمْ تَصْنَعْ بِهِ وَ هُوَ رَجُلٌ فَقَالَ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ بِأَبِیهَا مِنْهُ.

«87»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَهْلَ بَیْتٍ لَیَكُونُونَ بَرَرَةً فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفُجَّارٌ.

«88»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبِی قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَ ضَعُفَ فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِیَ ذَلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَ لَقِّمْهُ بِیَدِكَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً.

«89»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ حَكَمِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ عَمَلٍ قَبِیحٍ إِلَّا قَدْ عَمِلْتُهُ فَهَلْ لِی مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَلْ مِنْ وَالِدَیْكَ أَحَدٌ حَیٌّ قَالَ أَبِی قَالَ فَاذْهَبْ فَبَرَّهُ قَالَ فَلَمَّا وَلَّی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ كَانَتْ أُمُّهُ (1).

دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.

«90»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا یَقُولُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی أَبَوَیْنِ مُخَالِفَیْنِ فَقَالَ لَهُ بَرَّهُمَا كَمَا تَبَرُّ الْمُسْلِمِینَ مِمَّنْ یَتَوَالانَا(2).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: صَدَقَةُ

ص: 82


1- 1.« لو» فی قوله« ص»:« لو كانت أمه» للتمنی، و المراد الحسرة علیه، فانه لو كان أمه حیا فبرها لكان أدنی أن یقبل توبته.
2- 2. فی نسخة الكمبانیّ« یسمی هو الباء[ كذا] و هو تصحیف و قد صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافی تحت الرقم 14، ص 56.

السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ یَزِیدَانِ فِی الْأَجَلِ.

«91»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: رَأَی مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام رَجُلًا تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ فَقَالَ یَا رَبِّ مَنْ هَذَا الَّذِی أَدْنَیْتَهُ حَتَّی جَعَلْتَهُ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مُوسَی هَذَا لَمْ یَكُنْ یَعُقُّ وَالِدَیْهِ وَ لَا یَحْسُدُ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ فَإِنَّ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ یَعُقُّ وَالِدَیْهِ فَقَالَ إِنَّ مِنَ الْعُقُوقِ لَهُمَا أَنْ یَسْتَسِبَّ لَهُمَا.

«92»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَیْئاً أَدْنَی مِنْ أُفٍّ لَنَهَی عَنْهُ وَ هُوَ مِنَ الْعُقُوقِ وَ هُوَ أَدْنَی الْعُقُوقِ وَ مِنَ الْعُقُوقِ أَنْ یَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَی أَبَوَیْهِ یُحِدُّ إِلَیْهِمَا النَّظَرَ.

«93»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ (1) أَبَاكَ.

«94»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِرْ سَنَتَیْنِ بَرَّ وَالِدَیْكَ سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ سِرْ مِیلًا عُدْ مَرِیضاً سِرْ مِیلَیْنِ شَیِّعْ جَنَازَةً سِرْ ثَلَاثَةَ أَمْیَالٍ أَجِبْ دَعْوَةً سِرْ أَرْبَعَةَ أَمْیَالٍ أَغِثْ مَلْهُوفاً وَ عَلَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ فَإِنَّهَا الْمَنْجَاةُ(2).

«95»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، لِعَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَإِنَّهَا مَمْحَاةٌ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرّاً حَتَّی یُقْتَلَ الرَّجُلُ شَهِیداً فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقاً حَتَّی یَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَیْهِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا تُرْفَعُ

ص: 83


1- 1. صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافی تحت الرقم 9 ص 49.
2- 2. نوادر الراوندیّ ط نجف الحروفیة ص 5.

فَوْقَ السَّحَابِ حَتَّی یَنْظُرَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهَا فَیَقُولَ اللَّهُ تَعَالَی ارْفَعُوهَا إِلَیَّ حَتَّی أَسْتَجِیبَ لَهُ فَإِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا أَحَدُّ مِنَ السَّیْفِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لَا یَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِمْ الْمَنَّانُ بِالْفِعْلِ وَ الْعَاقُّ وَالِدَیْهِ وَ مُدْمِنُ خَمْرٍ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِیهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَ دَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَی وَلَدِهِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَظَرُ الْوَلَدِ إِلَی وَالِدَیْهِ حُبّاً لَهُمَا عِبَادَةٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَیْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَی الرَّجُلِ أَنْ یُشْبِهَ وَالِدَهُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ رَجُلًا لَهُ وَلَدَانِ فَقَبَّلَ أَحَدَهُمَا وَ تَرَكَ الْآخَرَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَلَّا وَاسَیْتَ بَیْنَهُمَا.

«96»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام: الْعُقُوقُ ثُكْلُ مَنْ لَمْ یَثْكَلْ. وَ قَالَ علیه السلام: الْعُقُوقُ یُعْقِبُ الْقِلَّةَ وَ یُؤَدِّی إِلَی الذِّلَّةِ.

«97»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ فِینَا مُیَسِّرٌ فَذَكَرَ وَاصِلَةَ الْقَرَابَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ قَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ لَا مَرَّتَیْنِ كُلَّ ذَلِكَ یُؤَخِّرُ اللَّهُ أَجَلَكَ لِصِلَتِكَ قَرَابَتَكَ وَ إِنْ كُنْتَ تُرِیدُ أَنْ یُزَادَ فِی عُمُرِكَ فَبَرَّ شَیْخَیْكَ یَعْنِی أَبَوَیْهِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: یَكُونُ الرَّجُلُ عَاقّاً لِوَالِدَیْهِ فِی حَیَاتِهِمَا فَیَصُومُ عَنْهُمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا وَ یُصَلِّی وَ یَقْضِی عَنْهُمَا الدَّیْنَ فَلَا یَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّی یُكْتَبَ بَارّاً بِهِمَا وَ إِنَّهُ لَیَكُونُ بَارّاً بِهِمَا(1)

فِی حَیَاتِهِمَا فَإِذَا مَاتَ لَا یَقْضِی دَیْنَهُمَا وَ لَا یَبَرُّهُمَا بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ فَلَا یَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّی یُكْتَبَ عَاقّاً.

ص: 84


1- 1. صححناه طبقا لما فی سائر الأحادیث.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُمَدَّ لَهُ فِی عُمُرِهِ وَ یُبْسَطَ فِی رِزْقِهِ فَلْیَصِلْ أَبَوَیْهِ فَإِنَّ صِلَتَهُمَا طَاعَةُ اللَّهِ وَ لْیَصِلْ ذَا رَحِمِهِ.

وَ قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنَانِ الْحِسَابَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (1) صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِسَلَامٍ (2).

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: الْحَجُّ یَنْفِی الْفَقْرَ وَ الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ الْبَلِیَّةَ وَ الْبِرُّ یَزِیدُ فِی الْعُمُرِ.

«98»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ (3).

«99»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، بِإِسْنَادٍ مَذْكُورٍ فِی الْمَنَاهِی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَرَبَ وَالِدَهُ أَوْ وَالِدَتَهُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَقَّ وَالِدَیْهِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ قَاطِعُ رَحِمٍ.

«100»- عُدَّةُ الدَّاعِی، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا نَاجَی رَبَّهُ رَأَی رَجُلًا تَحْتَ سَاقِ الْعَرْشِ قَائِماً یُصَلِّی فَغَبَطَهُ بِمَكَانِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ بِمَ بَلَّغْتَ عَبْدَكَ هَذَا مَا أَرَی قَالَ یَا مُوسَی إِنَّهُ كَانَ بَارّاً بِوَالِدَیْهِ وَ لَمْ یَمْشِ بِالنَّمِیمَةِ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُمَدَّ لَهُ فِی عُمُرِهِ وَ یُبْسَطَ لَهُ فِی رِزْقِهِ فَلْیَصِلْ أَبَوَیْهِ فَإِنَّ صِلَتَهُمَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ.

وَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ أَبِی قَدْ كَبِرَ فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِیَ ذَلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً.

وَ قَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ ابْنِی هَذَا قَالَ تُحَسِّنُ اسْمَهُ وَ أَدَبَهُ وَ تَضَعُهُ مَوْضِعاً حَسَناً.

ص: 85


1- 1. الرعد: 21.
2- 2. سیأتی عن قریب أن الصحیح من لفظ الحدیث« بلوا أرحامكم».
3- 3. نهج البلاغة ط عبده مصر ج 2 ص 184.

«101»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، لِعَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَی بِرِّهِ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ یُصَلِّ عَلَیَّ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَیْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ فَلَمْ یُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَیْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ یُغْفَرَ لَهُ.

وَ مِنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیِّدُ الْأَبْرَارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَجُلٌ بَرَّ وَالِدَیْهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا.

«102»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی أَهْلَ بَیْتٍ وَ هُمْ یَسْمَعُونَ مِنِّی أَ فَأَدْعُوهُمْ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ(1).

بیان: قُوا أی احفظوا و احرسوا و امنعوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً أی قوا أنفسكم النار بالصبر علی طاعة اللّٰه و عن معصیته و عن اتباع الشهوات و قوا أهلیكم النار بدعائهم إلی طاعة اللّٰه و تعلیمهم الفرائض و نهیهم عن القبائح و حثهم علی أفعال الخیر وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قیل أی حجارة الكبریت لأنها تزید فی قوة النار و قیل الأحجار المعبودة.

و تدل الآیة(2)

و الخبر علی وجوب الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و علی أن الأقارب من الزوجة و الممالیك و الوالدین و الأولاد و سائر القرابات مقدمون فی ذلك علی الأجانب.

ص: 86


1- 1. الكافی ج 2 ص 211.
2- 2. التحریم: 6.

باب 3 صلة الرحم و إعانتهم و الإحسان إلیهم و المنع من قطع صلة الأرحام و ما یناسبه

الآیات:

البقرة: وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ ذِی الْقُرْبی (1) و قال تعالی وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی (2)

الرعد: وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ إلی قوله تعالی وَ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(3)

النحل: إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی (4)

ص: 87


1- 1. البقرة: 83. و قوله« وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً» أی أحسنوا بالوالدین، و علی هذا یكون قوله« لا تَعْبُدُونَ» لفظه الخبر، و معناه الامر، أی لا تعبدوا الا اللّٰه، أی اعبدوا اللّٰه و أحسنوا بالوالدین و اقیموا إلخ.
2- 2. البقرة: 177.
3- 3. الرعد: 5- 21.
4- 4. النحل: 90.

الإسراء: وَ آتِ ذَا الْقُرْبی حَقَّهُ (1)

الروم: فَآتِ ذَا الْقُرْبی حَقَّهُ (2)

محمد: فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (3)

«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صِلْ رَحِمَكَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ وَ أَفْضَلُ مَا یُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَی عَنْهَا.

وَ قَالَ: صِلَةُ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ فِی الْأَجَلِ مَثْرَاةٌ فِی الْمَالِ مَحَبَّةٌ فِی الْأَهْلِ (4).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ الْمَعْرُوفَ یَمْنَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ إِنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَنْفِی الْفَقْرَ وَ قَوْلَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فِیهَا شِفَاءٌ

ص: 88


1- 1. أسری: 26. قال الطبرسیّ فی المجمع ج 6 ص 411: معناه و أعط القرابات حقوقهم التی أوجبها اللّٰه لهم فی أموالكم عن ابن عبّاس و الحسن، و قیل: ان المراد قرابة الرسول عن السدی، و هو الذی رواه أصحابنا عن الصادقین علیهما السلام أقول: و هذا هو المتعین من حیث التفسیر، فان الآیة خطاب له صلّی اللّٰه علیه و آله فیكون الالف و اللام فی« القربی» عوضا عن ضمیره و التقدیر: و آت ذا قرباك حقه، قالوا: و المراد مطلق القرابات و فیه أنّه لو كان المراد الجمع لقال:« وَ آتِ ذَا الْقُرْبی» أو« أُولِی الْقُرْبی حقهم» قال:« وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی إلخ» و قال:« وَ لا یَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ السَّعَةِ أَنْ یُؤْتُوا أُولِی الْقُرْبی» بل المراد الفرد الواحد من ذی قرباه، و لیس هو الا فاطمة سلام اللّٰه علیها، و لأنّها أقرب القرابات منه صلّی اللّٰه علیه و آله. و المراد من« حقه» هو الذی نص علیه فی قوله تعالی: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی» و هكذا فی قوله تعالی:« ما أَفاءَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُری فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی» فلها سلام اللّٰه علیها سهم من الخمس و سهم من الفی ء و حدها.
2- 2. الروم: 38.
3- 3. القتال: 22.
4- 4. قرب الإسناد ص 156. ط حجر.

مِنْ تِسْعَةٍ وَ تِسْعِینَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُ (1).

«3»- فس، [تفسیر القمی] وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَحِمَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ یَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ هِیَ تَجْرِی فِی كُلِّ رَحِمٍ (2).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِنَوْفٍ الْبِكَالِیِّ: یَا نَوْفُ صِلْ رَحِمَكَ یَزِیدُ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ (3).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب جوامع المكارم و بعضها فی باب بر الوالدین.

«5»- ل، [الخصال] ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُبْسَطَ لَهُ فِی رِزْقِهِ وَ یُنْسَأَ لَهُ فِی أَجَلِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ (4).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ قَالَ: مَنْ مَشَی إِلَی ذِی قَرَابَةٍ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ لِیَصِلَ رَحِمَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ مِائَةِ شَهِیدٍ وَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ یُمْحَی عَنْهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ یُرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مِثْلُ ذَلِكَ وَ كَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ مِائَةَ سَنَةٍ صَابِراً مُحْتَسِباً(5).

«7»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ خُطْوَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ خُطْوَتَیْنِ خُطْوَةٍ یَسُدُّ بِهَا الْمُؤْمِنُ صَفّاً فِی اللَّهِ

ص: 89


1- 1. قرب الإسناد ص 51 ط نجف الحروفیة.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 208.
3- 3. أمالی الصدوق ص 126.
4- 4. الخصال ج 1 ص 18.
5- 5. أمالی الصدوق ص 253.

وَ خُطْوَةٍ إِلَی ذِی رَحِمٍ قَاطِعٍ الْخَبَرَ(1).

«8»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ذِی الْقُرْبی فَهُمْ مِنْ قَرَابَاتِكَ مِنْ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ قِیلَ لَكَ اعْرِفْ حَقَّهُمْ كَمَا أَخَذَ الْعَهْدَ بِهِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَخَذَ عَلَیْكُمْ مَعَاشِرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِمَعْرِفَةِ حَقِّ قَرَابَاتِ مُحَمَّدٍ الَّذِینَ هُمُ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ وَ مَنْ یَلِیهِمْ بَعْدُ مِنْ خِیَارِ ذُرِّیَّتِهِمْ.

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَعَی حَقَّ قَرَابَاتِ أَبَوَیْهِ أُعْطِیَ فِی الْجَنَّةِ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ بُعْدُ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ مِائَةَ سَنَةٍ إِحْدَی الدَّرَجَاتِ مِنْ فِضَّةٍ وَ أُخْرَی مِنْ ذَهَبٍ وَ أُخْرَی مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ أُخْرَی مِنْ زُمُرُّدٍ وَ أُخْرَی مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ أُخْرَی مِنْ مِسْكٍ وَ أُخْرَی مِنْ عَنْبَرٍ وَ أُخْرَی مِنْ كَافُورٍ فَتِلْكَ الدَّرَجَاتُ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ وَ مَنْ رَعَی حَقَّ قُرْبَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ أُوتِیَ مِنْ فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ وَ زِیَادَةِ الْمَثُوبَاتِ عَلَی قَدْرِ زِیَادَةِ فَضْلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا عَلَی أَبَوَیْ نَسَبِهِ.

«9»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ دَرَجَةً لَا یَبْلُغُهَا إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ ذُو رَحِمٍ وَصُولٍ أَوْ ذُو عِیَالٍ صَبُورٍ(2).

أقول: قد مضی فی باب الخمر عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ مُؤْمِنُ سِحْرٍ(3) وَ قَاطِعُ رَحِمٍ.

«10»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ وَ یُكَافِیكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَیْهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَمِنْ أَمْرِكَ

ص: 90


1- 1. الخصال ج 1 ص 26.
2- 2. الخصال ج 1 ص 46.
3- 3. مدمن سحر؟ خ.

الْوَفَاءُ لَهُ وَ مِنْ أَمْرِهِ الْغَدْرُ بِكَ وَ رَجُلٌ یَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ یَقْطَعُونَهُ (1).

ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام: مِثْلَهُ (2) وَ قَدْ مَرَّ مِرَاراً.

«11»- ل، [الخصال] فِی وَصَایَا أَبِی ذَرٍّ بِأَسَانِیدَ قَالَ: أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أَصِلَ رَحِمِی وَ إِنْ أَدْبَرَتْ (3).

وَ قَدْ مَضَی فِی بَابِ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ وَ غَیْرِهِ بِأَسَانِیدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ.

«12»- ل، [الخصال] عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ: قَطِیعَةُ الرَّحِمِ تُورِثُ الْفَقْرَ(4).

«13»- ن (5)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ رَحِماً مُتَعَلِّقَةً بِالْعَرْشِ تَشْكُو رَحِماً إِلَی رَبِّهَا فَقُلْتُ لَهَا كَمْ بَیْنَكِ وَ بَیْنَهَا مِنْ أَبٍ فَقَالَ نَلْتَقِی فِی أَرْبَعِینَ أَباً(6).

«14»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالسَّلَامِ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(7).

«15»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُنْسَأَ فِی أَجَلِهِ وَ یُزَادَ فِی رِزْقِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ (8).

ص: 91


1- 1. الخصال ج 1 ص 85.
2- 2. الخصال ج 1 ص 110.
3- 3. الخصال ج 2 ص 4.
4- 4. الخصال ج 2 ص 93.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 254.
6- 6. الخصال ج 2 ص 111.
7- 7. الخصال ج 2 ص 157، و الآیة فی النساء: 1.
8- 8. عیون الأخبار ج 2 ص 44.

«16»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ضَمِنَ لِی وَاحِدَةً ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعَةً یَصِلُ رَحِمَهُ فَیُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ یُوَسِّعُ عَلَیْهِ رِزْقَهُ وَ یَزِیدُ فِی عُمُرِهِ وَ یُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ الَّتِی وَعَدَهُ (1).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: مِثْلَهُ (2).

«17»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكُمُ اسْتِخْفَافاً بِالدِّینِ وَ بَیْعَ الْحُكْمِ (3)

وَ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ وَ أَنْ تَتَّخِذُوا الْقُرْآنَ مَزَامِیرَ تُقَدِّمُونَ أَحَدَكُمْ وَ لَیْسَ بِأَفْضَلِكُمْ فِی الدِّینِ (4).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (5).

«18»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَضْلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أُحْضِرْنَا مَجْلِسَ الرِّضَا علیه السلام فَشَكَا رَجُلٌ أَخَاهُ فَأَنْشَأَ یَقُولُ:

أَعْذِرْ أَخَاكَ عَلَی ذُنُوبِهِ***وَ اسْتُرْ وَ غَطِّ عَلَی عُیُوبِهِ

وَ اصْبِرْ عَلَی بَهْتِ السَّفِیهِ***وَ لِلزَّمَانِ عَلَی خُطُوبِهِ

وَ دَعِ الْجَوَابَ تَفَضُّلًا***وَ كِلِ الظَّلُومَ إِلَی حَسِیبِهِ (6).

«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ إِنْ قَطَعُوكُمْ الْخَبَرَ(7).

ص: 92


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 37.
2- 2. صحیفة الرضا ص 21.
3- 3. و منع الحكم خ ل.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 42.
5- 5. صحیفة الرضا ص 28.
6- 6. عیون الأخبار ج 2 ص 176.
7- 7. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 211.

أقول: قد مضی بأسانید عنه صلوا أرحام من قطعكم.

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ قَالَ لِی مُبْتَدِئاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ یَا دَاوُدُ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَیَّ أَعْمَالُكُمْ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَرَأَیْتُ فِیمَا عُرِضَ عَلَیَّ مِنْ عَمَلِكَ صِلَتَكَ لِابْنِ عَمِّكَ فُلَانٍ فَسَرَّنِی ذَلِكَ إِنِّی عَلِمْتُ أَنَّ صِلَتَكَ لَهُ أَسْرَعُ لِفَنَاءِ عُمُرِهِ وَ قَطْعِ أَجَلِهِ قَالَ دَاوُدُ وَ كَانَ لِی ابْنُ عَمٍّ مُعَانِداً خَبِیثاً بَلَغَنِی عَنْهُ وَ عَنْ عِیَالِهِ سُوءُ حَالٍ فَصَكَكْتُ (1)

لَهُ نَفَقَةً قَبْلَ خُرُوجِی إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْمَدِینَةِ خَبَّرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِذَلِكَ (2).

«21»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَمَرَ بِفُرُشٍ فَطُرِحَتْ لَهُ إِلَی جَانِبِهِ فَأَجْلَسَهُ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ عَلَیَّ بِمُحَمَّدٍ عَلَیَّ بِالْمَهْدِیِّ یَقُولُ ذَلِكَ مِرَاراً فَقِیلَ لَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَأْتِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا یَحْبِسُهُ إِلَّا أَنَّهُ یَتَبَخَّرُ فَمَا لَبِثَ أَنْ وَافَی وَ قَدْ سَبَقَتْهُ رَائِحَتُهُ فَأَقْبَلَ الْمَنْصُورُ عَلَی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِیثٌ حَدَّثْتَهُ فِی صِلَةِ الرَّحِمِ اذْكُرْهُ یَسْمَعْهُ الْمَهْدِیُّ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الرَّجُلَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ فَیُصَیِّرُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یَقْطَعُهَا وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیُصَیِّرُهَا اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ ثُمَّ تَلَا علیه السلام یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (3) الْآیَةَ

ص: 93


1- 1. أی دفعت إلیه صكا، و الصك معرب چك بالفارسیة، كتاب الحوالة، لیأخذ المحتال المال عن المحال علیه.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 27.
3- 3. الرعد: 39.

قَالَ هَذَا حَسَنٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ لَیْسَ إِیَّاهُ أَرَدْتُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِلَةُ الرَّحِمِ تَعْمُرُ الدِّیَارَ وَ تَزِیدُ فِی الْأَعْمَارِ وَ إِنْ كَانَ أَهْلُهَا غَیْرَ أَخْیَارٍ.

قَالَ هَذَا حَسَنٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ لَیْسَ هَذَا أَرَدْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ وَ تَقِی مِیتَةَ السَّوْءِ قَالَ الْمَنْصُورُ نَعَمْ هَذَا أَرَدْتُ (1).

«22»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: قِیلَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَ فِی الْمَالِ حَقٌّ سِوَی الزَّكَاةِ قَالَ نَعَمْ بِرُّ الرَّحِمِ إِذَا أَدْبَرَتْ وَ صِلَةُ الْجَارِ الْمُسْلِمِ فَمَا آمَنَ بِی مَنْ بَاتَ شَبْعَاناً وَ جَارُهُ الْمُسْلِمُ جَائِعٌ ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یُوصِینِی بِالْجَارِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیُوَرِّثُهُ (2).

«23»- ع، [علل الشرائع] فِی خُطْبَةِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا: فَرَضَ اللَّهُ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ(3).

أقول: قد مر فی باب الذنوب التی توجب غضب اللّٰه عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا قُطِعَتِ الْأَرْحَامُ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الذُّنُوبُ الَّتِی تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ.

«24»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ إِنَّ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ وَ الْیَمِینَ الْكَاذِبَةَ لَتَذَرَانِ الدِّیَارَ بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا وَ یُثْقِلَانِ الرَّحِمَ (4) وَ إِنَّ فِی تَثَقُّلِ الرَّحِمِ انْقِطَاعُ

ص: 94


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 94.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 134.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 236.
4- 4. كذا فی المصدر المطبوع، و هكذا نسخة الكمبانیّ، و المراد بالثقل المرض. و الكسل و الفتور؛ یقال: وجدت ثقلة فی جسدی: أی ثقلا و فتورا، حكاه الجوهریّ عن الكسائی. و سیأتی عن نسخة الكافی« ینقلان» و« ینقل» و استظهر المصنّف فی شرحه مرآة العقول أنّه بالغین من النغل و أصله فساد الادیم فراجع.

النَّسْلِ (1).

«25»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ رَحِمَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَتَعَلَّقُ بِالْعَرْشِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ تَتَعَلَّقُ بِهَا أَرْحَامُ الْمُؤْمِنِینَ تَقُولُ یَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنَا وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنَا قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا الرَّحْمَنُ وَ أَنْتَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِی فَمَنْ وَصَلَكَ وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَكَ قَطَعْتُهُ وَ لِذَلِكَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ.

أخبرنا محمد بن هارون الزنجانی عن علی بن عبد العزیز عن القاسم بن سلام قال: فی معنی قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله الرحم شجنة من اللّٰه عز و جل یعنی قرابة مشتبكة كاشتباك العروق و قول القائل الحدیث ذو شجون إنما هو تمسك بعضه ببعض.

و قال بعض أهل العلم یقال شجر متشجن إذا التف بعضه ببعض و یقال شجنة و شجنة و الشجنة كالغصن یكون من الشجرة.

وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ مِنِّی یُؤْذِینِی مَا آذَاهَا وَ یَسُرُّنِی مَا سَرَّهَا(2).

«26»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّ رِیحَ الْجَنَّةِ تُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفِ عَامٍ مَا یَجِدُهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ

ص: 95


1- 1. معانی الأخبار ص 264.
2- 2. معانی الأخبار ص 302.

وَ لَا شَیْخٌ زَانٍ الْخَبَرَ(1).

«27»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا ظَهَرَ الْعِلْمُ وَ احْتُرِزَ الْعَمَلُ وَ ائْتَلَفَتِ الْأَلْسُنُ وَ اخْتُلِفَ الْقُلُوبُ وَ تَقَاطَعَتِ الْأَرْحَامُ هُنَالِكَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ (2).

«28»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مُیَسِّرُ لَقَدْ زِیدَ فِی عُمُرِكَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَعْمَلُ قُلْتُ كُنْتُ أَجِیراً وَ أَنَا غُلَامٌ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَكُنْتُ أُجْرِیهَا عَلَی خَالِی (3).

«29»- غط، [الغیبة للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ سَالِمَةَ مَوْلَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ الْأَفْطَسُ سَبْعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطِ فُلَاناً كَذَا وَ فُلَاناً كَذَا فَقُلْتُ أَ تُعْطِی رَجُلًا حَمَلَ عَلَیْكَ بِالشَّفْرَةِ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَكَ قَالَ تُرِیدِینَ أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ

ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (4) نَعَمْ یَا سَالِمَةُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَطَیَّبَهَا وَ طَیَّبَ رِیحَهَا وَ إِنَّ رِیحَهَا لَیُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفَیْ عَامٍ فَلَا یَجِدُ رِیحَهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ (5).

«30»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی

ص: 96


1- 1. معانی الأخبار ص 330.
2- 2. ثواب الأعمال ص 217.
3- 3. بصائر الدرجات ص 365.
4- 4. الرعد: 21.
5- 5. غیبة الطوسیّ ص 128.

مَا أَفْضَلُ الْإِسْلَامِ فَقَالَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ صِلَةُ الرَّحِمِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا فَقَالَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ(1).

«31»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صِلَةُ الْأَرْحَامِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ زِیَادَةٌ فِی الْأَعْمَارِ(2).

«32»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: صِلَةُ الْأَرْحَامِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ زِیَادَةٌ فِی الْأَمْوَالِ (3).

«33»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ: أَنَّ الرَّحِمَ إِذَا بَعُدَتْ عبطت [غُبِطَتْ] وَ إِذَا تَمَاسَّتْ عبطت [عَطِبَتْ].

وَ رُوِیَ: سِرْ سَنَتَیْنِ بَرَّ وَالِدَیْكَ سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ وَ أَرْوِی الْأَخُ الْكَبِیرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ.

«34»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَیَغْضَبُ فَمَا یَرْضَی حَتَّی یَدْخُلَ بِهِ النَّارَ فَأَیُّمَا رَجُلٍ مِنْكُمْ غَضِبَ عَلَی ذِی رَحِمِهِ فَلْیَدْنُ مِنْهُ فَإِنَّ الرَّحِمَ إِذَا مَسَّتْهَا الرَّحِمُ اسْتَقَرَّتْ وَ إِنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِالْعَرْشِ یَنْتَقِضُهُ انْتِقَاضَ الْحَدِیدِ فَیُنَادِی اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(4) وَ أَیُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ وَ هُوَ قَائِمٌ فَلْیَلْزَمِ الْأَرْضَ مِنْ فَوْرِهِ فَإِنَّهُ یُذْهِبُ رِجْزَ الشَّیْطَانِ (5).

«35»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْهُ: عَنْ قَوْلِ اللَّهِ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ قَالَ هِیَ أَرْحَامُ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِصِلَتِهَا وَ عَظَّمَهَا أَ لَا تَرَی أَنَّهُ جَعَلَهَا مَعَهُ (6).

«36»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ اتَّقُوا

ص: 97


1- 1. المحاسن ص 291.
2- 2. فی نسخة الكمبانیّ: زیادة فی الایمان.
3- 3. صحیفة الرضا: 42.
4- 4. النساء: 1.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 217.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 217.

اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ قَالَ هِیَ أَرْحَامُ النَّاسِ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِصِلَتِهَا وَ عَظَّمَهَا أَ لَا تَرَی أَنَّهُ جَعَلَهَا مَعَهُ (1).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ: مِثْلَهُ.

«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ هِیَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ وَ رَحِمُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ (2).

«38»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ یُهَوِّنَانِ الْحِسَابَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (3).

«39»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ یَقُولُ: وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ قَالَ هِیَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ یَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ هِیَ تَجْرِی فِی كُلِّ رَحِمٍ (4).

«40»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عُمَرَ بْنِ مَرْیَمَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَنْ قَوْلِ اللَّهِ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ قَالَ مِنْ ذَلِكَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ غَایَةُ تَأْوِیلِهَا صِلَتُكَ إِیَّانَا(5).

«41»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ بَیْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَلَامٌ حَتَّی ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَیْهِمَا حَتَّی افْتَرَقَا تِلْكَ الْعَشِیَّةَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ فِی حَاجَةٍ لِی فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَی بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَقُولُ قُولِی یَا جَارِیَةُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ هَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَابِ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَكَّرَ بِكَ قَالَ إِنَّهُ مَرَرْتُ الْبَارِحَةَ بِآیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَقْلَقَنِی قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ

بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قَالَ فَاعْتَنَقَا وَ بَكَیَا جَمِیعاً ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَأَنِّی لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآیَةَ قَطُّ(6).

ص: 98


1- 1. المصدر ج 1 ص 217.
2- 2. المصدر ج 1 ص 217.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 208، و الآیة فی الرعد: 21.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 208، و الآیة فی الرعد: 21.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 208، و الآیة فی الرعد: 21.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 208، و الآیة فی الرعد: 21.

كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ صَفْوَانَ: مِثْلَهُ.

«42»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمَرْءَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وَ مَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا ثَلَاثُ سِنِینَ فَیَمُدُّهَا اللَّهُ إِلَی ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ إِنَّ الْمَرْءَ لَیَقْطَعُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیَقْصُرُهَا اللَّهُ إِلَی ثَلَاثِ سِنِینَ أَوْ أَدْنَی.

قَالَ الْحُسَیْنُ: وَ كَانَ جَعْفَرٌ یَتْلُو هَذِهِ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (1).

«43»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا یَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ حَتَّی یَرَی وَبَالَهُنَّ الْبَغْیُ وَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ وَ الْیَمِینُ الْكَاذِبَةُ وَ إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَاباً لَصِلَةُ الرَّحِمِ إِنَّ الْقَوْمَ لَیَكُونُونَ فُجَّاراً فَیَتَوَاصَلُونَ فَتَنْمِی أَمْوَالُهُمْ وَ یُثْرُونَ وَ إِنَّ الْیَمِینَ الْكَاذِبَةَ وَ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ تَدَعُ الدِّیَارَ بَلَاقِعَ عَنْ أَهْلِهَا(2).

«44»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ مَحْبُوبٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ یَنْقُلُ الرَّحِمَ وَ إِنَّ فِی انْتِقَالِ الرَّحِمِ انْقِطَاعُ النَّسْلِ (3).

«45»- نجم، [كتاب النجوم] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُیَسِّرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ قَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ غَیْرَ مَرَّةٍ كُلَّ ذَلِكَ یُؤَخِّرُكَ اللَّهُ

ص: 99


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 220، و الآیة فی الرعد: 39.
2- 2. مجالس المفید ص 66.
3- 3. كذا فی نسخة الكمبانیّ، و قد مر عن معانی الأخبار تحت الرقم 24« و یثقلان الرحم و ان تثقل الرحم انقطاع النسل و سیجی ء تحت الرقم 104 عن الكافی« و تنقل الرحم و ان نقل الرحم انقطاع النسل».

بِصِلَتِكَ رَحِمَكَ وَ بِرِّكَ قَرَابَتَكَ.

«46»- كش، [رجال الكشی] ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا مُیَسِّرُ إِنِّی لَأَظُنُّكَ وَصُولًا لِقَرَابَتِكَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ كُنْتُ فِی السُّوقِ وَ أَنَا غُلَامٌ وَ أُجْرَتِی دِرْهَمَانِ وَ كُنْتُ أُعْطِی وَاحِداً عَمَّتِی وَ وَاحِداً خَالَتِی فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ مَرَّتَیْنِ كُلَّ ذَلِكَ یُؤَخَّرُ(1).

«47»- كش، [رجال الكشی] إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَلِیٍّ الْكُوفِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ عَنْ حَنَانٍ وَ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَذَكَرُوا صِلَةَ الرَّحِمِ وَ الْقَرَابَةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ لَا مَرَّتَیْنِ كُلَّ ذَلِكَ یُؤَخَّرُ بِصِلَتِكَ قَرَابَتَكَ (2).

«48»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَحْسِنْ یُحْسَنْ إِلَیْكَ ارْحَمْ تُرْحَمْ قُلْ خَیْراً تُذْكَرْ بِخَیْرٍ صِلْ رَحِمَكَ یَزِدِ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی یُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِینَ فَلَا یُكَلِّمُونَهُ فَجَاءَهُ صِلَتُهُ لِلرَّحِمِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِینَ كَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ فَكَلَّمَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَ صَافَحُوهُ وَ كَانَ مَعَهُمْ (3).

«49»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُزَكِّی الْأَعْمَالَ وَ تُنْمِی الْأَمْوَالَ وَ تُیَسِّرُ الْحِسَابَ وَ تَدْفَعُ الْبَلْوَی وَ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ(4).

«50»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ التَّمِیمِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی أَهْلًا قَدْ كُنْتُ أَصِلُهُمْ وَ هُمْ یُؤْذُونِّی وَ قَدْ أَرَدْتُ رَفْضَهُمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَنْ یَرْفُضَكُمُ

ص: 100


1- 1. رجال الكشّیّ: 211.
2- 2. رجال الكشّیّ: 211.
3- 3. روضة الواعظین ج 2 ص 432.
4- 4. مخطوط.

اللَّهُ جَمِیعاً قَالَ وَ كَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكَ عَلَیْهِمْ ظَهِیراً قَالَ ابْنُ طَلْحَةَ فَقُلْتُ لَهُ علیه السلام مَا الظَّهِیرُ قَالَ الْعَوْنُ.

«51»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوَّلُ نَاطِقٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ الْجَوَارِحِ الرَّحِمُ یَقُولُ یَا رَبِّ مَنْ وَصَلَنِی فِی الدُّنْیَا فَصِلِ الْیَوْمَ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ وَ مَنْ قَطَعَنِی فِی الدُّنْیَا فَاقْطَعِ الْیَوْمَ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ.

«52»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ یُنَادِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی فَقُلْتُ أَ هِیَ رَحِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بَلْ رَحِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهَا.

وَ قَالَ: إِنَّ الرَّحِمَ تَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِثْلَ كُبَّةِ الْمَدَارِ وَ هُوَ الْمِغْزَلُ فَمَنْ أَتَاهَا وَاصِلًا لَهَا انْتَشَرَتْ لَهُ نُوراً حَتَّی یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَتَاهَا قَاطِعاً لَهَا انْقَبَضَتْ عَنْهُ حَتَّی یَقْذِفَ بِهِ فِی النَّارِ.

«53»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَا یَسْتَغْنِی الرَّجُلُ وَ إِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَ وَلَدٍ عَنْ عَشِیرَتِهِ وَ عَنْ مُدَارَاتِهِمْ وَ كَرَامَتِهِمْ وَ دِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَیْدِیهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حِیَاطَةً لَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَ أَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ وَ أَعْظَمُهُمْ عَلَیْهِ حُنُوّاً إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ یَوْماً بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ وَ مَنْ یَقْبِضْ یَدَهُ عَنْ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّمَا یَقْبِضُ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ تُقْبَضُ عَنْهُ مِنْهُمْ أَیْدِی كَثِیرَةٍ وَ مَنْ مَحَضَ عَشِیرَتَهُ صَدَقَ الْمَوَدَّةَ وَ بَسَطَ عَلَیْهِمْ یَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِی دُنْیَاهُ وَ ضَاعَفَ لَهُ الْأَجْرَ فِی آخِرَتِهِ وَ إِخْوَانُ الصِّدْقِ فِی النَّاسِ خَیْرٌ مِنَ الْمَالِ یَأْكُلُهُ وَ یُوَرِّثُهُ- لَا یَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ فِی أَخِیهِ زُهْداً وَ لَا یَجْعَلْ مِنْهُ بَدِیلًا إِذَا لَمْ یَرَ مِنْهُ مَرْفَقاً أَوْ یَكُونُ مَقْفُوراً مِنَ الْمَالِ- لَا یَغْفُلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ یَرَی بِهِ الْخَصَاصَةَ

ص: 101

أَنْ یَسُدَّهَا مِمَّا لَا یَضُرُّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ وَ لَا یَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ (1).

«54»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْقَاسِمُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (2).

«55»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْقَاسِمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ آلَ فُلَانٍ یَبَرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَتَوَاصَلُونَ قَالَ إِذًا یَنْمُونَ وَ تَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَ لَا یَزَالُونَ فِی ذَلِكَ حَتَّی یَتَقَاطَعُوا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ انْعَكَسَ عَنْهُمْ.

«56»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی خَیْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ وَ أَعْطَی مَنْ حَرَمَهُ وَ عَفَا عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُنْسَأَ لَهُ فِی عُمُرِهِ وَ یُوَسِّعَ لَهُ فِی رِزْقِهِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ وَ لْیَصِلْ رَحِمَهُ.

«57»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: أَتَی أَبَا ذَرٍّ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ بِغَنَمٍ لَهُ قَدْ وَلَدَتْ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَبْشِرْ فَقَدْ وَلَدَتْ غَنَمُكَ وَ كَثُرَتْ فَقَالَ مَا یَسُرُّنِی كَثْرَتُهَا فَمَا أُحِبُّ ذَلِكَ فَمَا قَلَّ وَ كَفَی أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَی إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَی حَافَتَیِ الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِذَا مَرَّ عَلَیْهِ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّی لِلْأَمَانَةِ لَمْ یُتَكَفَّأْ بِهِ فِی النَّارِ.

«58»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ حَنَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ عَنْ روات قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَثْرَاةٌ فِی الْمَالِ وَ مَحَبَّةٌ فِی الْأَهْلِ وَ مَنْسَأَةٌ فِی الْأَجَلِ.

«59»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ حَنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ رَجُلٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا فِی مَنْزِلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ فِیهِمْ مُیَسِّرٌ فَتَذَاكَرُوا صِلَةَ الْقَرَابَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ لَقَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ غَیْرَ مَرَّةٍ كُلَّ ذَلِكَ یُؤَخِّرُكَ اللَّهُ لِصِلَتِكَ لِقَرَابَتِكَ.

ص: 102


1- 1. تری مثله فی النهج تحت الرقم 23 من الخطب و سیجی ء مثله عن الكافی.
2- 2. الرعد: 21.

«60»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَكُونُ قَدْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیَكُونُ وَصُولًا لِقَرَابَتِهِ وَصُولًا لِرَحِمِهِ فَیَجْعَلُهَا اللَّهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ إِنَّهُ لَیَكُونُ قَدْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیَكُونُ عَاقّاً لِقَرَابَتِهِ قَاطِعاً لِرَحِمِهِ فَیَجْعَلُهَا اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ.

«61»- كِتَابُ النَّوَادِرِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الرُّویَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ التَّمِیمِیِّ الْبَكْرِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّیبَاجِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَنْفِی الْفَقْرَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ: أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ قَالَ بَلَی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَی أُخْتِكَ أَوِ ابْنَتِكَ وَ هِیَ مَرْدُودَةٌ عَلَیْكَ لَیْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَیْرَكَ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فَقِیلَ لِرَسُولِ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ فَقَالَ عَلَی ذِی الرَّحِمِ الْكَاشِحِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِرْ سَنَتَیْنِ بَرَّ وَالِدَیْكَ سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ الْخَبَرَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَنِیعُ الْمَعْرُوفِ یَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ الصَّدَقَةُ فِی السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَنْفِی الْفَقْرَ(2).

«62»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلْ رَحِمَكَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ

ص: 103


1- 1. النوادر ص 2.
2- 2. المصدر ص 3.

وَ أَفْضَلُ مَا یُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَی عَنْهَا.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ وَ الْقَرْضُ بِثَمَانِیَ عَشْرَةَ وَ صِلَةُ الْإِخْوَانِ بِعِشْرِینَ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ بِأَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ لَوْ بِسَلَامٍ.

«63»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ: مِثْلَهُ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ فَتَكُونَ مِثْلَهُ وَ لَا تَقْطَعْ رَحِمَكَ وَ إِنْ قَطَعَكَ.

«64»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام دَخَلَ عَلَی الرَّشِیدِ یَوْماً فَقَالَ لَهُ هَارُونُ إِنِّی وَ اللَّهِ قَاتِلُكَ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنِّی سَمِعْتُ أَبِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ فَیَجْعَلُهَا ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یَكُونُ الرَّجُلُ قَاطِعاً لِرَحِمِهِ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَیَجْعَلُهَا اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ فَقَالَ الرَّشِیدُ اللَّهَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِیكَ قَالَ نَعَمْ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ رَدَّهُ إِلَی مَنْزِلِهِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هِیَ مَنْسَأَةٌ فِی الْعُمُرِ وَ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ صَدَقَةُ اللَّیْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ. وَ فِی رِوَایَةٍ: صَدَقَةُ السِّرِّ. وَ قَالَ: مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِ بَیْتِهِ زِیدَ فِی رِزْقِهِ.

«65»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ ضَیَّعَهُ الْأَقْرَبُ أُتِیحَ لَهُ الْأَبْعَدُ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّهُ لَا یَسْتَغْنِی الرَّجُلُ وَ إِنْ كَانَ ذَا مَالٍ عَنْ عَشِیرَتِهِ وَ دِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَیْدِیهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ وَ هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَیْطَةً مِنْ وَرَائِهِ وَ أَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ وَ أَعْطَفُهُمْ عَلَیْهِ عِنْدَ نَازِلَةٍ إِنْ نَزَلَتْ بِهِ وَ لِسَانُ الصِّدْقِ یَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلْمَرْءِ فِی النَّاسِ خَیْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ یُوَرِّثُهُ غَیْرَهُ (1).

«66»- وَ مِنْهَا: أَلَا لَا یَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ یَرَی بِهَا الْخَصَاصَةَ بِأَنْ یَسُدَّهَا بِالَّذِی لَا یَزِیدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَ لَا یَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ وَ مَنْ یَقْبِضْ یَدَهُ عَنْ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّمَا تُقْبَضُ عَنْهُمْ یَدٌ وَاحِدَةٌ وَ تُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَیْدٍ كَثِیرَةٌ وَ مَنْ تَلِنْ حَاشِیَتُهُ یَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَوَدَّةَ(2).

ص: 104


1- 1. نهج البلاغة عبده ج 1 ص 67 الرقم 23 من الخطب.
2- 2. نهج البلاغة عبده ج 1 ص 67 الرقم 23 من الخطب.

قال السید رضی اللّٰه عنه ما أحسن المعنی الذی أراده علیه السلام بقوله و من یقبض یده عن عشیرته إلی تمام الكلام فإن الممسك خیره عن عشیرته إنما یمسك نفع ید واحدة فإذا احتاج إلی نصرتهم و اضطر إلی مرافدتهم قعدوا عن نصره و تثاقلوا عن صونه فمنع ترافد الأیدی الكثیرة و تناهض الأقدام الجمة.

«67»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ أَكْرِمْ عَشِیرَتَكَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِی بِهِ تَطِیرُ وَ أَصْلُكَ الَّذِی إِلَیْهِ تَصِیرُ وَ یَدُكَ الَّتِی بِهَا تَصُولُ (1).

«68»- عُدَّةُ الدَّاعِی، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِی وَ الْغَائِبَ مِنْهُمْ وَ مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَنْ یَصِلَ الرَّحِمَ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ عَلَی مَسِیرِ سَنَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الدِّینِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حَافَتَا الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْأَمَانَةُ وَ الرَّحِمُ فَإِذَا مَرَّ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ وَ الْمُؤَدِّی لِلْأَمَانَةِ نَفَذَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ إِذَا مَرَّ الْخَائِنُ لِلْأَمَانَةِ وَ الْقَطُوعُ لِلرَّحِمِ لَمْ یَنْفَعْهُ مَعَهُمَا عَمَلٌ وَ یَكْفَأُ بِهِ الصِّرَاطُ فِی النَّارِ.

«69»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُرِیدُ الْبَصْرَةَ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی تَحَمَّلْتُ فِی قَوْمِی حَمَالَةً وَ إِنِّی سَأَلْتُ فِی طَوَائِفَ مِنْهُمُ الْمُوَاسَاةَ وَ الْمَعُونَةَ فَسَبَقَتْ إِلَیَّ أَلْسِنَتُهُمْ بِالنَّكَدِ فَمُرْهُمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِمَعُونَتِی وَ حُثَّهُمْ عَلَی مُوَاسَاتِی فَقَالَ أَیْنَ هُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ فَرِیقٌ مِنْهُمْ حَیْثُ تَرَی قَالَ فَنَصَّ رَاحِلَتَهُ فَادَّلَّفَتْ كَأَنَّهَا ظَلِیمٌ فَأَدْلَفَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فِی طَلَبِهَا فَلَأْیاً بِلَأْیٍ مَا لُحِقَتْ فَانْتَهَی إِلَی الْقَوْمِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ سَأَلَهُمْ مَا یَمْنَعُهُمْ مِنْ مُوَاسَاةِ صَاحِبِهِمْ فَشَكَوْهُ وَ شَكَاهُمْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَصَلَ امْرُؤٌ عَشِیرَتَهُ فَإِنَّهُمْ أَوْلَی بِبِرِّهِ وَ ذَاتِ یَدِهِ وَ وَصَلَتِ الْعَشِیرَةُ أَخَاهَا إِنْ عَثَرَ بِهِ دَهْرٌ وَ أَدْبَرَتْ عَنْهُ دُنْیَا فَإِنَّ الْمُتَوَاصِلِینَ الْمُتَبَاذِلِینَ مَأْجُورُونَ وَ إِنَّ الْمُتَقَاطِعِینَ الْمُتَدَابِرِینَ مَوْزُورُونَ قَالَ ثُمَّ بَعَثَ رَاحِلَتَهُ

ص: 105


1- 1. نهج البلاغة عبده ج 2 ص 56.

وَ قَالَ حَلْ (1).

توضیح: فی النهایة الربذة بالتحریك قریة معروفة قرب المدینة بها قبر أبی ذر الغفاری و فی القاموس محارب قبیلة و فی النهایة فیه لا تحل المسألة إلا لثلاثة رجل تحمل بحمالة الحمالة بالفتح ما یتحمله الإنسان من غیره من دیة أو غرامة مثل أن یقع حرب بین فریقین تسفك فیها الدماء فیدخل بینهم رجل یتحمل دیات القتلی لیصلح ذات البین و التحمل أن یحملها عنهم علی نفسه انتهی و إنی سألت فی طوائف أی منهم أو داخلا فیهم.

و فی القاموس (2)

نكد عیشهم كفرح اشتد و عسر و البئر قل ماؤها و زید حاجة عمرو منعه إیاها و فلانا منعه ما سأله أو لم یعطه إلا أقله و رجل نكد و نكد و نكد و أنكد شؤم عسر و النكد بالضم قلة العطاء و یفتح و قال نص ناقته استخرج أقصی ما عندها من السیر و الشی ء حركه.

و قال (3)

دلف الشیخ یدلف دلفا و یحرك و دلیفا و دلفانا محركة مشی مشی المقید و فوق الدبیب و الكتیبة فی الحرب تقدمت یقال دلفناهم و الدالف الماشی بالحمل الثقیل مقاربا للخطو و ككتب الناقة التی تدلف بحملها أی تنهض به و اندلف علی انصب و تدلف إلیه تمشی و دنا انتهی (4).

و قیل أدلفت من باب الإفعال أو التفعل و الأخیر أشهر من الدلیف و هو المشی مع تقارب الخطو و الإسراع و كأنه الوخدان قال الثعالبی فی سر الأدب الوخدان نوع من سیر الإبل و هو أن یرمی بقوائمها كمشی النعام.

و الظلیم الذكر من النعام فی طلبها أی فی طلب الراحلة و قیل أی طلب الجماعة المشهورین أو طلب بقیة القوم و إلحاقهم بالمشهورین و لا یخفی بعدهما

ص: 106


1- 1. الكافی ج 2 ص 153.
2- 2. القاموس ج 1 ص 342.
3- 3. القاموس ج 3 ص 141.
4- 4. القاموس: ج 3 ص 140.

و قوله علیه السلام فلأیا بعد لأی ما لحقت قال الجوهری یقال فعل كذا بعد لأی أی بعد شدة و إبطاء و لأی لأیا أی أبطأ: و فی النهایة فی حدیث أم أیمن فبلأی ما استغفر لهم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أی بعد مشقة و جهد و إبطاء و منه حدیث عائشة و هجرتها ابن الزبیر فبلأی ما كلمته انتهی.

و أقول هذا الكلام یحتمل وجوها الأول أن یكون المعنی فلحقت مراكب القوم مركبه علیه السلام بعد إبطاء مع إبطاء و شدة مع شدة و ما مزیدة للتفخیم فقوله لأیا منصوب بنزع الخافض أی لحقت متلبسة بلأی مقرون بلأی ما أو علی الحال أو علی المصدریة بغیر لفظ الفعل و لحقت علی بناء المعلوم و المستتر راجع إلی البعض بتأویل الجماعة أو علی بناء المجهول و الضمیر لراحلته علیه السلام.

الثانی أن یكون لأی مصدرا لفعل محذوف و ما مصدریة فی موضع الفاعل أی فلأی لأیا بعد لأی لحوقها.

الثالث أن یكون نصب لأی علی العلة و لحقت علی بناء المجهول كقولهم قعدت عن الحرب جبنا أی أنه علیه السلام جذب زمام راحلته و أبطأ فی السیر حتی لحقوا لما رأی توجه أصحابه.

الرابع ما قیل إن كلمة ما نافیة أی فجهد جهدا بعد جهد و مشقة بعد مشقة ما لحقت.

الخامس قال بعضهم فلأیا بلأی ما لحقت ما مصدریة یعنی فأبطأ علیه السلام و احتبس بسبب إبطاء لحوق القوم.

و فی بعض النسخ فلأیا علی التثنیة بضم الرجل معه علیه السلام أو بالنصب علی المصدریة.

قوله علیه السلام و سألهم ما یمنعهم ما استفهامیة و ضمیر الغائب فی یمنعهم و صاحبهم لتغلیب زمان الحكایة علی زمان المحكی وصل امرؤ أمر فی صورة الخبر و كذا قوله و وصلت العشیرة و النكرة هنا للعموم نحوها فی قولهم أنجز

ص: 107

حر ما وعد(1)

إن عثر به الباء للتعدیة یقال عثر كضرب و نصر و علم و كرم أی كبا و سقط و قال حل فی أكثر النسخ بالحاء المهملة و فی القاموس حلحلهم أزالهم عن مواضعهم و حركهم فتحلحلوا و الإبل قال لها حل منونین أو حل مسكنة و قال فی النهایة حل زجر للناقة إذا حثثتها علی السیر انتهی و قیل هو بالتشدید أی حل العذاب علی أهل البصرة لأنه كان متوجها إلیهم و لا یخفی ما فیه.

و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة أی خل سبیل الراحلة كأن السائل كان آخذا بغرز راحلته و هو المسموع عن المشایخ رضی اللّٰه عنهم.

«70»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: یَكُونُ الرَّجُلُ یَصِلُ رَحِمَهُ فَیَكُونُ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ فَیُصَیِّرُهَا اللَّهُ ثَلَاثِینَ سَنَةً- وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ(2).

بیان: یدل علی أن العمر یزید و ینقص و أن صلة الرحم توجب زیادته و قوله یفعل اللّٰه ما یشاء إشارة إلی المحو و الإثبات و أنه قادر علی ذلك أو قد یزید أكثر مما ذكر و أقل منه و قال الراغب الرحم رحم المرأة و منه استعیر الرحم للقرابة لكونهم خارجین من رحم واحدة یقال رحم و رحم قال عز و جل و أقرب رحما انتهی (3).

و اعلم أن العلماء اختلفوا فی الرحم التی یلزم صلتها فقیل الرحم و القرابة

ص: 108


1- 1. قال المیدانی فی مجمع الامثال تحت الرقم 4195: و انما قال« حر» و لم یقل« الحر» لانه حذر أن یسمی نفسه حرا، فكان ذلك تمدحا. قال المفضل: أول من قال ذلك الحارث بن عمرو آكل المرار الكندی لصخر بن نهشل بن دارم و ذلك أن الحارث قال لصخر: هل أدلك علی غنیمة علی أن لی خمسها؟ فقال صخر: نعم، فدله علی ناس من الیمن، فأغار علیهم قومه، فظفروا و غنموا. فلما انصرفوا قال الحارث: أنجز حر ما وعد فأرسلها مثلا.
2- 2. الكافی ج 2 ص 150.
3- 3. المفردات فی غریب القرآن: 191.

نسبة و اتصال بین المنتسبین یجمعها رحم واحدة و قیل الرحم عبارة عن قرابة الرجل من جهة طرفیه آبائه و إن علوا و أولاده و إن سفلوا و ما یتصل بالطرفین من الإخوان و الأخوات و أولادهم و الأعمام و العمات.

و قیل الرحم التی تجب صلتها كل رحم بین اثنین لو كان ذكرا لم یتناكحا فلا یدخل فیهم أولاد الأعمام و الأخوال و قیل هی عام فی كل ذی رحم من ذوی الأرحام المعروفین بالنسب محرمات أو غیر محرمات و إن بعدوا و هذا أقرب إلی الصواب بشرط أن یكونوا فی العرف من الأقارب و إلا فجمیع الناس یجمعهم آدم و حواء.

و أما القبائل العظیمة كبنی هاشم فی هذا الزمان هل یعدون أرحاما فیه إشكال و یدل علی دخولهم فیها مَا رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (1): فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی- فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی بَنِی أُمَیَّةَ وَ مَا صَدَرَ مِنْهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَی أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام.

قال ابن الأثیر فی النهایة فیه من أراد أن یطول عمره فلیصل رحمه و قد تكرر فی الحدیث ذكر صلة الرحم و هی كنایة عن الإحسان إلی الأقربین من ذوی النسب و الأصهار و التعطف علیهم و الرفق بهم و الرعایة لأحوالهم و كذلك إن بعدوا و أساءوا و قطع الرحم ضد ذلك كله یقال وصل رحمه یصلها وصلا و صلة و الهاء فیها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إلیهم قد وصل ما بینه و بینهم من علاقة القرابة و الصهر انتهی.

و قال الشهید الثانی رحمه اللّٰه اختلف الأصحاب فی أن القرابة من هم لعدم النص الوارد فی تحقیقه فالأكثر أحالوه علی العرف و هم المعروفون بنسبه عادة سواء فی ذلك الوارث و غیره.

و للشیخ قول بانصرافه إلی من یتقرب إلیه إلی آخر أب و أم فی الإسلام و لا یرتقی إلی آباء الشرك و إن عرفوا بقرابته عرفا لقوله صلی اللّٰه علیه و آله قطع الإسلام أرحام

ص: 109


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 630، و الآیة فی سورة القتال: 22.

الجاهلیة.

و قوله تعالی لنوح عن ابنه إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ (1).

و قال ابن الجنید من جعل وصیته لقرابته و ذوی رحمه غیر مسمین كانت لمن تقرب إلیه من جهة ولده أو والدیه و لا أختار أن یتجاوز بالتفرقة ولد الأب الرابع لأن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لم یتجاوز ذلك فی تفرقة سهم ذوی القربی من الخمس ثم علی أی معنی حمل یدخل فیه الذكر و الأنثی و القریب و البعید و الوارث و غیره و لا فرق بین ذوی القرابة و ذوی الرحم انتهی.

فإذا عرفت هذا فاعلم أنه لا ریب فی حسن صلة الأرحام و لزومها فی الجملة و لها درجات متفاوتة بعضها فوق بعض و أدناها الكلام و السلام و ترك المهاجرة و یختلف ذلك أیضا باختلاف القدرة علیها و الحاجة إلیها فمن الصلة ما یجب و منها ما یستحب و الفرق بینهما مشكل و الاحتیاط ظاهر و من وصل بعض الصلة و لم یبلغ أقصاها و من قصر عن بعض مما ینبغی أو عما یقدر علیه هل هو واصل أو قاطع فیه نظر و بالجملة التمییز بین المراتب الواجبة و المستحبة فی غایة الإشكال و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال و الاحتیاط طریق النجاة.

قال الشهید ره فی قواعده كل رحم یوصل للكتاب و السنة و الإجماع علی الترغیب فی صلة الأرحام و الكلام فیها فی مواضع.

الأول ما الرحم الظاهر أنه المعروف بنسبه و إن بعد و إن كان بعضه آكد من بعض ذكرا كان أو أنثی و قصره بعض العامة علی المحارم الذین یحرم التناكح بینهم إن كان ذكورا و إناثا و إن كانوا من قبیل یقدر أحدهما ذكرا و الآخر أنثی فإن حرم التناكح فهم الرحم و احتج بأن تحریم الأختین إنما كان لما یتضمن من قطیعة الرحم و كذا تحریم أصالة الجمع بین العمة و الخالة و ابنة الأخ و الأخت مع عدم الرضا عندنا و مطلقا عندهم و هذا بالإعراض عنه حقیق فإن الوضع اللغوی یقتضی ما قلناه و العرف أیضا و الأخبار دلت علیه

و قوله تعالی فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ عن

ص: 110


1- 1. هود: 46.

علی علیه السلام أنها نزلت فی بنی أمیة أورده علی بن إبراهیم فی تفسیره.

و هو یدل علی تسمیة القرابة المتباعدة رحما.

الثانی ما الصلة التی یخرج بها عن القطیعة و الجواب المرجع فی ذلك إلی العرف لأنه لیس له حقیقة شرعیة و لا لغویة و هو یختلف باختلاف العادات و بعد المنازل و قربها.

الثالث بما الصلة و الجواب قوله صلی اللّٰه علیه و آله بلوا أرحامكم و لو بالسلام (1) و فیه تنبیه علی أن السلام صلة و لا ریب أن مع فقر بعض الأرحام و هم العمودان تجب الصلة بالمال و یستحب لباقی الأقارب و تتأكد فی الوارث و هو قدر النفقة و مع الغنی فبالهدیة فی الأحیان بنفسه و أعظم الصلة ما كان بالنفس و فیه أخبار كثیرة ثم بدفع الضرر عنها ثم بجلب النفع إلیها ثم بصلة من تجب نفقته و إن لم یكن رحما للواصل كزوجة الأب و الأخ و مولاه و أدناها السلام بنفسه ثم برسوله و الدعاء بظهر الغیب و الثناء فی المحضر.

الرابع هل الصلة واجبة أو مستحبة و الجواب أنها تنقسم إلی الواجب و هو ما یخرج به عن القطیعة فإن قطیعة الرحم معصیة بل هی من الكبائر و المستحب ما زاد علی ذلك.

«71»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ خَطَّابٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّی الْأَعْمَالَ وَ تُنْمِی الْأَمْوَالَ وَ تَدْفَعُ الْبَلْوَی وَ تُیَسِّرُ الْحِسَابَ وَ تُنْسِئُ فِی الْأَجَلِ (2).

ص: 111


1- 1. قال الجوهریّ فی الصحاح 1641: یقال: بل رحمه: إذا وصلها، و فی الحدیث« بلوا أرحامكم و لو بالسلام» أی: ندوها بالصلة، و قال فی ص 1639: و كل ما یبل به الحلق من الماء و اللبن فهو بلال، و منه قولهم:« انضحوا الرحم ببلالها» أی صلوها بصلتها و ندوها قال أوس: كأنی حلوت الشعر حین مدحته***صفا صخرة صماء ییبس بلالها
2- 2. الكافی ج 2 ص 150.

بیان: تزكی الأعمال أی تنمیها فی الثواب أو تطهرها من النقائص أو تصیرها مقبولة كأنها تمدحها و تصفها بالكمال و تنمی الأموال قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صِلَةُ الرَّحِمِ مَثْرَاةٌ فِی الْمَالِ.

و ذكر بعض شراح النهج لذلك وجهین أحدهما أن العنایة الإلهیة قسمت لكل حی قسطا من الرزق یناله مدة الحیاة و إذا أعدت شخصا من الناس للقیام بأمر جماعة و كفلته بإمدادهم و معونتهم وجب فی العنایة إفاضة أرزاقهم علی یده و ما یقوم بإمدادهم علی حسب استعداده لذلك سواء كانوا ذوی أرحام أو مرحومین فی نظره حتی لو نوی قطع أحد منهم فربما نقص ماله بحسب رزق ذلك المقطوع و هذا معنی قوله مثراة فی المال الثانی أنها من الأخلاق الحمیدة التی یستمال بها طباع الخلق فواصل رحمه مرحوم فی نظر الكل فیكون ذلك سببا لإمداده و معونته من ذوی الأمداد و المعونات.

و تدفع البلوی البلاء و البلیة و البلوی بمعنی و هو ما یمتحن به الإنسان من المحن و النوائب و المصائب و تیسر الحساب أی حساب الأموال أو الأعمال أیضا و تنسئ فی الأجل أی تؤخر فیه كما مر قال فی النهایة فیه من أحب أن ینسأ فی أجله فلیصل رحمه النسأ التأخیر یقال نسأت الشی ء نسأ و أنسأته إنساء إذا أخرته و النسأ الاسم و یكون فی العمر و الدین و منه الحدیث صلة الرحم مثراة فی المال منسأة فی الأثر هی مفعلة منه أی مظنة له و موضع.

و قال النووی و ذا بأن یبارك فیه بالتوفیق للطاعات و عمارة أوقاته بالخیرات و كذا بسط الرزق عبارة عن البركة و قیل عن توسیعه و قیل إنه بالنسبة إلی ما یظهر للملائكة و فی اللوح المحفوظ أن عمره ستون و إن وصل فمائة و قد علم اللّٰه ما سیقع و قیل هو ذكره الجمیل بعده فكأنه لم یمت و قال عیاض الأثر الآجل سمی بذلك لأنه تابع للحیاة و المراد بنسإ الأجل یعنی تأخیره هو بقاء الذكر الجمیل بعده فكأنه لم یمت و إلا فالأجل لا یزید و لا ینقص.

و قال بعضهم یمكن حمله علی ظاهره لأن الأجل یزید و ینقص إذ قد یكون

ص: 112

فی أم الكتاب أنه إن وصل رحمه فأجله كذا و إن لم یصل فأجله كذا و قال المازری و قیل معنی الزیادة فی عمره البركة فیه بتوفیقه لأعمال الطاعة و عمارة أوقاته بما ینفعه فی الآخرة فالتوجیه ببقاء ذكره بعد الموت ضعیف.

و قال الطیبی بل التوجیه به أظهر فإن أثر الشی ء هو حصول ما یدل علی وجوده فمعنی یؤخره فی أثره یؤخر ذكره الجمیل بعد موته قال اللّٰه تعالی نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ (1) و منه قول الخلیل علیه السلام وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ (2).

و قال بعض شراح النهج النسأ التأخیر و ذلك من وجهین أحدهما أنها توجب تعاطف ذوی الأرحام و توازرهم و تعاضدهم لواصلهم فیكون من أذی الأعداء أبعد و فی ذلك مظنة تأخیره و طول عمره الثانی أن مواصلة ذوی الأرحام توجب همتهم ببقاء واصلهم و إمداده بالدعاء و قد یكون دعاؤهم له و تعلق همهم ببقائه من شرائط بقائه و إنساء أجله انتهی.

و أقول لا حاجة إلی التكلفات و لا استبعاد فی تأثیر بعض الأعمال فی طول الأعمار و قد بسطنا الكلام فی ذلك فی شرح أخبار باب البداء(3).

«72»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ: بَلَغَنِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلُ بَیْتِی أَبَوْا إِلَّا تَوَثُّباً عَلَیَّ وَ قَطِیعَةً لِی وَ شَتِیمَةً فَأَرْفُضُهُمْ قَالَ إِذاً یَرْفُضَكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً قَالَ فَكَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كَانَ لَكَ مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ ظَهِیرٌ(4).

بیان: فی القاموس الوثب الظفر و واثبه ساوره و توثب فی ضیعتی استولی

ص: 113


1- 1. یس: 12.
2- 2. الشعراء: 84.
3- 3. راجع ج 4 ص 92 باب البداء و النسخ من هذه الطبعة الحدیثة.
4- 4. الكافی ج 2 ص 150.

علیها ظلما و قال شتمه یشتمه و یشتمه شتما سبه و الاسم الشتیمة و قال رفضه یرفضه و یرفضه رفضا و رفضا تركه انتهی و رفض اللّٰه كنایة عن سلب الرحمة و النصرة و إنزال العقوبة و تصل و ما عطف علیه خبر بمعنی الأمر و قد مر تفسیرها و الظهیر الناصر و المعین و المراد هنا نصرة اللّٰه و الملائكة و صالح المؤمنین كما قال تعالی فی شأن زوجتی النبی صلی اللّٰه علیه و آله الخائنتین وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَیْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِیلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِیرٌ(1).

«73»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ: أُوصِی الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِی وَ الْغَائِبَ مِنْهُمْ وَ مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَنْ یَصِلَ الرَّحِمَ وَ إِنْ كَانَتْ مِنْهُ عَلَی مَسِیرَةِ سَنَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الدِّینِ (2).

إیضاح: و إن كانت منه و فی بعض النسخ كان و كلاهما جائز لأن الرحم یذكر و یؤنث فإن ذلك أی الارتحال إلیهم لزیارتهم أو الأعم منه و من إرسال الكتب و الهدایا إلیهم من الدین أی من الأمور التی أمر اللّٰه به فی الدین المتین و القرآن المبین.

«74»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ وَ تُسْمِحُ الْكَفَّ وَ تُطَیِّبُ النَّفْسَ وَ تَزِیدُ فِی الرِّزْقِ وَ تُنْسِئُ فِی الْأَجَلِ (3).

تبیان تحسن الخلق فإن بصلة الرحم تصیر حسن المعاشرة ملكة فیسری إلی الأجانب أیضا و كذا سماحة الكف تصیر عادة و السماحة الجود و نسبتها إلی الكف علی المجاز لصدورها منها غالبا و تطیب النفس أی یجعلها سمحة بالبذل و العفو و الإحسان یقال طابت نفسه بالشی ء إذا سمحت به من غیر كراهة و لا غضب أو تطهرها من الحقد و الحسد و سائر الصفات الذمیمة فإنه كثیرا ما یستعمل الطیب

ص: 114


1- 1. التحریم: 4.
2- 2. الكافی ج 2 ص 151.
3- 3. الكافی ج 2 ص 151.

بمعنی الطاهر أو یجعل باله فارغا من الهموم و الغموم و التفكر فی دفع الأعادی فإنها ترفع العداوة بینه و بین أقاربه و ذلك یوجب أمنه من شر سائر الخلق بل یوجب حبهم أیضا لما عرفت.

«75»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ یَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ هِیَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ (1) وَ رَحِمُ كُلِّ ذِی رَحِمٍ (2).

تبیین: إن الرحم معلقة بالعرش قیل تمثیل للمعقول بالمحسوس و إثبات لحق الرحم علی أبلغ وجه و تعلقها بالعرش كنایة عن مطالبة حقها بمشهد من اللّٰه و معنی ما تدعو به كن له كما كان لی و افعل به ما فعل بی من الإحسان و الإساءة و قیل محمول علی الظاهر إذ لا یبعد من قدرة اللّٰه أن یجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك فی بعض الأعمال أنه یقول أنا عملك.

و قیل المشهور من تفاسیر الرحم أنها قرابة الرجل من جهة طرفیه و هی أمر معنوی و المعانی لا تتكلم و لا تقوم فكلام الرحم و قیامها و قطعها و وصلها استعارة لتعظیم حقها و صلة واصلها و إثم قاطعها و لذا سمی قطعها عقوقا و أصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب الذی یصلهم.

و قیل یحتمل أن الذی تعلق بالعرش ملك من الملائكة تكلم بذلك عوضا منها بأمر اللّٰه سبحانه فأقام اللّٰه ذلك الملك یناضل عنها و یكتب ثواب واصلها و إثم قاطعها كما وكل الحفظة بكتب الأعمال.

قوله و هی رحم آل محمد أی التی تتعلق بالعرش هی رحم آل محمد فالمراد أن الرحم المعلقة بالعرش رحم النبی صلی اللّٰه علیه و آله و ذوو قرباه و أهل بیته و هم الأئمة بعده فإن اللّٰه أمر بصلتهم و جعل مودتهم أجر الرسالة فقرابتهم بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 115


1- 1. الرعد: 21.
2- 2. الكافی ج 2 ص 151.

لا بالناس و لذلك یجب علی الناس صلتهم أو المراد به قرابة المؤمنین بالقرابة المعنویة الإیمانیة فإن حق والدی النسب علی الناس لأنهما صارا سببین للحیاة الظاهریة الدنیویة و حق ذوی الأرحام لاشتراكهما فی الانتساب بذلك و الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السلام أبوا هذه الأمة لصیرورتهما سببا لوجود كل شی ء و علة غائیة لجمیع الموجودات كما ورد فی الحدیث القدسی لولاكما لما خلقت الأفلاك.

و أیضا صارا سببین للحیاة المعنویة الأبدیة بالعلم و الإیمان لجمیع المؤمنین و لا نسبة لهذه الحیاة بالحیاة الفانیة الدنیویة و بهذا السبب صار المؤمنون إخوة فبهذه الجهة صارت قرابة النبی صلی اللّٰه علیه و آله قرابتهم و ذوی أرحامهم و أیضا قال اللّٰه تعالی النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ (1) و فی قراءة أهل البیت علیهم السلام و هو أب لهم فصار النبی و خدیجة أبوا هذه الأمة و ذریتهما الطیبة ذوی أرحامهم فبهذه الجهات صاروا بالصلة أولی و أحق من جمیع القرابات.

و قوله علیه السلام و رحم كل ذی رحم یحتمل وجوها الأول أن یكون عطفا علی ضمیر هو أی قوله الَّذِینَ یَصِلُونَ نزل فیهم و فی رحم كل ذی رحم الثانی أن یكون مبتدأ محذوف الخبر أی و رحم كل ذی رحم داخلة فیها أیضا الثالث أن یكون معطوفا علی رحم آل محمد أی المتعلقة بالعرش رحم آل محمد و كل رحم فالآیة یحتمل اختصاصها برحم آل محمد بل هو حینئذ أظهر لكن سیأتی ما یدل علی التعمیم و قوله تعالی أَنْ یُوصَلَ بدل من ضمیر به.

«76»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً قَالَ فَقَالَ هِیَ أَرْحَامُ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِصِلَتِهَا وَ عَظَّمَهَا أَ لَا تَرَی أَنَّهُ جَعَلَهَا مِنْهُ (2).

بیان: قوله علیه السلام هی أرحام الناس أی لیس المراد هنا رحم آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 116


1- 1. الأحزاب: 6.
2- 2. الكافی ج 2 ص 150. و الآیة فی سورة النساء: 1.

كما فی أكثر الآیات أمر بصلتها أی فی سائر الآیات أو فی هذه الآیة علی قراءة النصب بالعطف علی اللّٰه و الأمر باتقاء الأرحام أمر بصلتها و عظمها حیث قرنها بنفسه أ لا تری أنه جعلها منه أی قرنها بنفسه و علی قراءة الجر حیث قررهم علی ذلك حیث كانوا یجمعون بینه تعالی و بین الرحم فی السؤال فیقولون أنشدك اللّٰه و الرحم.

«77»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَوَّلُ نَاطِقٍ مِنَ الْجَوَارِحِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الرَّحِمُ تَقُولُ یَا رَبِّ مَنْ وَصَلَنِی فِی الدُّنْیَا فَصِلِ الْیَوْمَ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ وَ مَنْ قَطَعَنِی فِی الدُّنْیَا فَاقْطَعِ الْیَوْمَ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ (1).

بیان: أول ناطق لأنه حصل الجمیع منها و كأنه تعالی یخلق خلقا مكانها یطلب حقها و من وصلنی أی رعی النسبة الحاصلة بسببی فصل الیوم أی بالرحمة.

«78»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صِلْ رَحِمَكَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ وَ أَفْضَلُ مَا یُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَی عَنْهَا وَ صِلَةُ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ فِی الْأَجَلِ مَحْبَبَةٌ فِی الْأَهْلِ (2).

توضیح: محببة فی بعض النسخ علی صیغة اسم الفاعل من باب التفعیل و فی بعضها بفتح المیم علی بناء المجرد إما علی المصدر علی المبالغة أی سبب لمحبة الأهل أو اسم المكان أی مظنة كثرة المحبة لأن الإنسان عبید الإحسان.

«79»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِالْعَرْشِ یَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی (3).

«80»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ

ص: 117


1- 1. الكافی ج 2 ص 151.
2- 2. الكافی ج 2 ص 151.
3- 3. الكافی ج 2 ص 152.

اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: حَافَتَا الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِذَا مَرَّ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّی لِلْأَمَانَةِ نَفَذَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ إِذَا مَرَّ الْخَائِنُ لِلْأَمَانَةِ الْقَطُوعُ لِلرَّحِمِ لَمْ یَنْفَعْهُ مَعَهُمَا عَمَلٌ وَ تَكَفَّأُ بِهِ الصِّرَاطُ فِی النَّارِ.

بیان: قوله حافتا الصراط الظاهر أنه بتخفیف الفاء من الأجوف لا بتشدیده من المضاعف كما توهمه بعض الأفاضل.

قال فی القاموس فی الحوف حافتا الوادی و غیره جانباه و قال فی حف الحفاف ككتاب الجانب و كان هذا منشأ توهم هذا الفاضل.

و تشبیه الخصلتین بالحافتین لأنهما یمنعان عن السقوط من الصراط فی الجحیم كما أن من سلك طریقا ضیقا مشرفا علی هوی یمنعه الحافتان عن السقوط و فی النهایة فی حدیث الصراط آخر من یمر رجل یتكفأ به الصراط أی یتمیل و یتقلب انتهی.

و أقول الباء إما للملابسة أو للتعدیة و لا یبعد أن یشمل الرحم رحم آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله و الأمانة الإقرار بإمامتهم كما مرت الأخبار فیهما.

«81»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَطَّابٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّی الْأَعْمَالَ وَ تَدْفَعُ الْبَلْوَی وَ تُنْمِی الْأَمْوَالَ وَ تُنْسِئُ لَهُ فِی عُمُرِهِ وَ تُوَسِّعُ لَهُ فِی رِزْقِهِ وَ تُحَبِّبُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ وَ لْیَصِلْ رَحِمَهُ (1).

بیان: قال الشهید قدس سره فی القواعد تظافرت الأخبار بأن صلة الأرحام تزید فی العمر و قد أشكل هذا علی كثیر من الناس باعتبار أن المقدرات فی الأزل و المكتوبات فی اللوح المحفوظ لا تتغیر بالزیادة و النقصان لاستحالة خلاف معلومه تعالی و قد

سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده و بعدم كل ممكن أراد بقاءه علی حالة العدم الأصلی أو إعدامه بعد إیجاده فكیف الحكم بزیادة العمر أو نقصانه بسبب من الأسباب.

و اضطربوا فی الجواب فتارة یقولون هذا علی سبیل الترغیب و تارة المراد به الثناء الجمیل بعد الموت و قد قال الشاعر:

ص: 118


1- 1. الكافی ج 2: 152.

ذكر الفتی عمره الثانی و لذته***ما فاته و فضول العیش اشتغال

و قال ماتوا فعاشوا لحسن الذكر بعدهم و قیل بل المراد زیادة البركة فی الأجل فأما فی نفس الأجل فلا و هذا الإشكال لیس بشی ء أما أولا فلوروده فی كل ترغیب مذكور فی القرآن و السنة حتی الوعد بالجنة و النعیم علی الإیمان و بجواز الصراط و الحور و الولدان و كذلك التوعدات بالنیران و كیفیة العذاب لأنا نقول إن اللّٰه تعالی علم ارتباط الأسباب بالمسببات فی الأزل و كتبه فی اللوح المحفوظ فمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر بالإیمان أو لا بعث إلیه نبی أو لا و من علمه كافرا فهو كافر علی التقدیرات و هذا لازم یبطل الحكمة فی بعثة الأنبیاء و الأوامر الشرعیة و المناهی و متعلقاتها و فی ذلك هدم الأدیان: و الجواب عن الجمیع واحد و هو أن اللّٰه تعالی كما علم كمیة العمر علم ارتباطه بسببه المخصوص و كما علم من زید دخول الجنة جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إیجاده و خلق العقل له و نصب الألطاف و حسن الاختیار و العمل بموجب الشرع فالواجب علی كل مكلف الإتیان بما أمر به فیه و لا یتكل علی العلم فإنه مهما صدر منه فهو المعلوم بعینه فإذا قال الصادق إن زیدا إذا وصل رحمه زاد اللّٰه فی عمره ثلاثین ففعل كان ذلك إخبارا بأن اللّٰه تعالی علم أن زیدا یفعل ما یصیر به عمره زائدا ثلاثین سنة كما أنه إذا أخبر أن زیدا إذا قال لا إله إلا اللّٰه دخل الجنة ففعل تبینا أن اللّٰه تعالی علم أنه یقول و یدخل الجنة بقوله.

و بالجملة جمیع ما یحدث فی العالم معلوم لله تعالی علی ما هو علیه واقع من شرط أو سبب و لیس نصب صلة الرحم زیادة فی العمر إلا كنصب الإیمان سببا فی دخول الجنة و العمل بالصالحات فی رفع الدرجة و الدعوات فی تحقیق المدعو به وَ قَدْ جَاءَ فِی الْحَدِیثِ: لَا تَمَلُّوا مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَتَی یُسْتَجَابُ لَكُمْ.

و فی هذا سر لطیف و هو أن المكلف علیه الاجتهاد ففی كل ذرة من الاجتهاد إمكان سببیة الخیر علمه اللّٰه كما قال وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا(1) و العجب

ص: 119


1- 1. العنكبوت: 69.

كیف ذكر الإشكال فی صلة الرحم و لم یذكر فی جمیع التصرفات الحیوانیة مع أنه وارد فیها عند من لا یتفطن للخروج منه.

فإن قلت هذا كله مسلم و لكن قال اللّٰه تعالی وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ (1) و قال تعالی وَ لَنْ یُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها(2) قلت الأجل صادق علی كل ما یسمی أجلا موهبیا أو أجلا مسببیا فیحمل ذلك علی الموهبی و یكون وقته وفاء لحق اللفظ كما تقدم فی قاعدة الجزئی و الجزء.

و یجاب أیضا بأن الأجل عبارة عما یحصل عنده الموت لا محالة سواء كان بعد العمر الموهبی و المسببی و نحن نقول كذلك لأنه عند حضور أجل الموت لا یقع التأخر و لیس المراد به العمر إذ الأجل مجرد الوقت و ینبه علی قبول العمر للزیادة و النقصان بعد ما دلت علیه الأخبار الكثیرة قوله تعالی وَ ما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِی كِتابٍ (3).

«82»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْحَكَمِ الْحَنَّاطِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صِلَةُ الرَّحِمِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ یَعْمُرَانِ الدِّیَارَ وَ یَزِیدَانِ فِی الْأَعْمَارِ(4).

بیان: حسن الجوار رعایة المجاور فی الدار و الإحسان إلیه و كف الأذی عنه أو الأعم منه و من المجاور فی المجلس و الطریق أو من آجرته و جعلته فی أمانك فی القاموس الجار المجاور و الذی آجرته من أن یظلم و المجیر و المستجیر و الشریك فی التجارة و ما قرب من المنازل و الجوار بالكسر أن تعطی الرجل ذمة فیكون بها جارك فتجیره و جاوره مجاورة و جوارا و قد یكسر صار جاره.

ص: 120


1- 1. الأعراف: 33.
2- 2. المنافقون: 11.
3- 3. فاطر: 11.
4- 4. الكافی ج 2 ص 152.

«83»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْجَلَ الْخَیْرِ ثَوَاباً صِلَةُ الرَّحِمِ (1).

بیان: إن أعجل الخیر ثوابا لأن كثیرا من ثوابها یصل إلی الواصل فی الدنیا مثل زیادة العمر و الرزق و محبة الأهل و نحوها.

«84»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ النَّسْ ءُ فِی الْأَجَلِ وَ الزِّیَادَةُ فِی الرِّزْقِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ (2).

بیان: النس ء بالفتح أو كسحاب كما مر.

«85»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا نَعْلَمُ شَیْئاً یَزِیدُ فِی الْعُمُرِ إِلَّا صِلَةَ الرَّحِمِ حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ یَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثَ سِنِینَ فَیَكُونُ وَصُولًا لِلرَّحِمِ فَیَزِیدُ اللَّهُ فِی عُمُرِهِ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَیَجْعَلُهَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَیَكُونُ قَاطِعاً لِلرَّحِمِ فَیَنْقُصُهُ اللَّهُ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یَجْعَلُ أَجَلَهُ إِلَی ثَلَاثِ سِنِینَ (3).

كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: مِثْلَهُ (4).

بیان: قوله علیه السلام ما نعلم شیئا یدل علی أن غیرها لا تصیر سببا لزیادة العمر و إلا كان هو علیه السلام عالما به و لعله محمول علی المبالغة أی هی أكثر تأثیرا من غیرها و زیادة العمر بسببها أكثر من غیرها أو هی مستقلة فی التأثیر و غیرها مشروط بشرائط أو یؤثر منضما إلی غیره لأنه قد وردت الأخبار فی أشیاء غیرها من الصدقة و البر و حسن الجوار و غیرها أنها تصیر سببا لزیادة العمر.

«86»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ یَحْیَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ: لَنْ یَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ عَشِیرَتِهِ وَ إِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَ وَلَدٍ وَ عَنْ مَوَدَّتِهِمْ وَ كَرَامَتِهِمْ وَ دِفَاعِهِمْ بِأَیْدِیهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ هُمْ أَشَدُّ

ص: 121


1- 1. المصدر ج 2: 152 و 153.
2- 2. المصدر ج 2: 152 و 153.
3- 3. المصدر ج 2: 152 و 153.
4- 4. المصدر ج 2: 152 و 153.

النَّاسِ حَیْطَةً مِنْ وَرَائِهِ وَ أَعْطَفُهُمْ عَلَیْهِ وَ أَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ وَ مَنْ یَقْبِضْ یَدَهُ عَنْ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّمَا یَقْبِضُ عَنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً وَ یُقْبَضُ عَنْهُ مِنْهُمْ أَیْدٍ كَثِیرَةٌ وَ مَنْ یُلِنْ حَاشِیَتَهُ یَعْرِفْ صَدِیقُهُ مِنْهُ الْمَوَدَّةَ وَ مَنْ بَسَطَ یَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ یُخْلِفُ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِی دُنْیَاهُ وَ یُضَاعِفُ لَهُ فِی آخِرَتِهِ وَ لِسَانُ الصِّدْقِ لِلْمَرْءِ یَجْعَلُهُ اللَّهُ فِی النَّاسِ خَیْرٌ [خَیْراً] مِنَ الْمَالِ یَأْكُلُهُ وَ یُوَرِّثُهُ- لَا یَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ كِبْراً وَ عِظَماً فِی نَفْسِهِ وَ نَأْیاً عَنْ عَشِیرَتِهِ إِنْ كَانَ مُوسِراً فِی الْمَالِ وَ لَا یَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ فِی أَخِیهِ زُهْداً وَ لَا مِنْهُ بُعْداً إِذَا لَمْ یَرَ مِنْهُ مُرُوَّةً وَ كَانَ مُعْوِزاً فِی الْمَالِ وَ لَا یَغْفُلُ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ بِهَا الْخَصَاصَةُ أَنْ یَسُدَّهَا بِمَا لَا یَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَ لَا یَضُرُّهُ إِنِ اسْتَهْلَكَهُ (1).

تبیین: لن یرغب المرء نهی مؤكد مؤبد فی صورة النفی و فی بعض النسخ لم یرغب و إن كان ذا مال و ولد فلا یتكل علیهما فإنهما لا یغنیانه عن العشیرة و عشیرة الرجل قبیلته و قیل بنو أبیه الأدنون و عن مودتهم و كرامتهم الإضافة فیهما إلی الفاعل أو إلی المفعول و الأول أنسب بقوله و دفاعهم بأیدیهم و ألسنتهم فإن الإضافة فیه إلی الفاعل و كون الجمع باعتبار عموم المرء بعید جدا و سیأتی نقلا من النهج ما یعین الإضافة إلی الفاعل و یحتمل أن یكون المراد بكرامتهم رفعة شأنهم بین الناس لا إكرامهم له.

هم أشد الناس حیطة أی حفظا فی القاموس حاطه حوطا و حیطة و حیاطة حفظه و صانه و تعهده و الاسم الحوطة و الحیطة و یكسر انتهی و هذا إذا كان حیطة بالكسر كما فی بعض نسخ النهج و فی أكثرها حیطة كبینة بفتح الباء و كسر الیاء المشددة(2) و هی التحنن من ورائه أی فی غیبته و قیل أی فی الحرب و الأظهر عندی أنه إنما نسب إلی الوراء لأنها الجهة التی لا یمكن التحرز منها

ص: 122


1- 1. الكافی ج 2 ص 154.
2- 2. ضبطه فی أقرب الموارد نقلا عن الصحاح حیطة بالفتح و فی الصحاح المطبوع ص 1121 ضبط بالكسر.

و لذا یشتق الاستظهار من الظهر و عطف علیه أی أشفق و فی النهایة الشعث انتشار الأمر و منه قولهم لم اللّٰه شعثه و منه حدیث الدعاء أسألك رحمة تلم بها شعثی أی تجمع بها ما تفرق من أمری.

و من یقبض یده قد مر فی باب المداراة(1)

أنه یحتمل أن یكون المراد بالید هنا النعمة و المدد و الإعانة أو الضرر و العداوة و كان الأول هنا أنسب و من یلن حاشیته قال فی النهایة فی حدیث الزكاة خذ من حواشی أموالهم هی صغار الإبل كابن مخاض و ابن لبون واحدها حاشیة و حاشیة كل شی ء جانبه و طرفه و منه أنه كان یصلی فی حاشیة المقام أی جانبه و طرفه تشبیها بحاشیة الثوب و فی القاموس الحاشیة جانب الثوب و غیره و أهل الرجل و خاصته و ناحیته و ظله انتهی.

و قیل المراد خفض الجناح و عدم تأذی من یجاوره و قیل یعنی لین الجانب و حسن الصحبة مع العشیرة و غیرهم موجب لمعرفتهم المودة منه و من البین أن ذلك موجب لمودتهم له فلین الجانب مظهر للمودة من الجانبین و قیل یلن إما بصیغة المعلوم من باب ضرب أو باب الإفعال و الحاشیة الأقارب و الخدمة أی من جعلهم فی أمن و راحة تعتمد الأجانب علی مودته.

و أقول الظاهر أنه من باب الإفعال و المعنی من أدب أولاده و أهالیه و عبیده و خدمه باللین و حسن المعاشرة و الملاطفة بالعشائر و سائر الناس یعرف أصدقاؤه أنه یودهم و إن أكربهم بنفسه و آذاه خدمه و أهالیه لا یعتمد علی مودته كما هو المجرب و فی النهج و من تلن حاشیته یستدم من قومه المودة فیحتمل الوجهین أیضا بأن یكون المراد لین جانبه و خفض جناحه أو لین خدمه و أتباعه.

یخلف اللّٰه علی بناء الإفعال فی دنیاه متعلق بیخلف إشارة إلی قوله تعالی قُلْ ... ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ (2) و لسان الصدق للمرء أی الذكر الجمیل له بعده أطلق اللسان و أرید به ما یوجد به أو من یذكر المرء بالخیر و إضافته

ص: 123


1- 1. یعنی باب المدارة فی الكافی ج 2 ص 116.
2- 2. سبأ: 39.

إلی الصدق لبیان أنه حسن و صاحبه مستحق لذلك الثناء و یجعله صفة للسان لأنه فی قوة لسان صدق أو حال و خیر خبره و فی بعض النسخ خیرا بالنصب فیحتمل نصب لسان من قبیل ما أضمر عامله علی شریطة التفسیر و رفعه بالابتداء و یجعله خبره و خیرا مفعول ثان لیجعله.

و علی التقادیر فیه ترغیب علی الإنفاق علی العشیرة فإنه سبب للصیت الحسن و أن یذكره الناس بالإحسان و كذلك یذكره من أحسن إلیه بإحسانه و سائر صفاته الجمیلة و قال تعالی وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا و قال حاكیا عن إبراهیم علیه السلام وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ (1).

كبرا تمیز و كذا عظما و نأیا أی بعدا أن كان بفتح الهمزة أی من أن أو بكسرها حرف شرط و علی هذا التقیید لیس لأن فی غیر تلك الحالة حسن بل لأن الغالب حصول تلك الأخلاق الذمیمة فی تلك الحالة و قوله علیه السلام فی أخیه متعلق بزهدا و منه متعلق بقوله بعدا و قوله إذا لم یر مؤید لشرطیة إن و التقیید علی نحو ما مر و المروءة بالهمز و قد یخفف بالتشدید الإنسانیة و هی الصفات التی یحق للمرء أن یكون علیها و بها یمتاز عن البهائم و المراد هنا الإحسان و اللطف و العطاء و المعوز علی بناء اسم الفاعل و یحتمل المفعول القلیل المال.

فی القاموس عوز الرجل كفرح افتقر كأعوز و أعوزه الشی ء احتاج إلیه و الدهر أحوجه و الخصاصة الفقر و الخلل و جملة بها الخصاصة صفة للقرابة أو حال عنها أن یسدها بدل اشتمال للقرابة أی عن أن یسدها و ضمیر یسدها للخصاصة و العائد محذوف أی عنها أو للقرابة و إسناد السد إلیها مجاز أی یسد خلتها و سد الخلل إصلاحه و سد الخلة إذهاب الفقر بما لا ینفعه إن أمسكه أی بالزائد عن قدر الكفاف فإن إمساكه لا ینفعه بل یبقی لغیره و استهلاكه و إنفاقه

ص: 124


1- 1. مریم: 50 و الشعراء: 84.

لا یضره أو بمال الدنیا مطلقا فإن شأنه ذلك و الرزق علی اللّٰه.

أو المراد بقلیل من المال كدرهم فإنه لا یتبین إنفاق ذلك فی ماله و المستحق ینتفع به و الأول أظهر

وَ فِی النَّهْجِ: بِالَّذِی لَا یَزِیدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَ لَا یَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ (1).

و قیل الضمیر فی لا یزیده (2)

عائد إلی الموصول و لا یخفی بعده بل هو عائد إلی الرجل.

«87»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ آلَ فُلَانٍ یَبَرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَتَوَاصَلُونَ فَقَالَ إِذاً تَنْمِی أَمْوَالُهُمْ وَ یَنْمُونَ فَلَا یَزَالُونَ فِی ذَلِكَ حَتَّی یَتَقَاطَعُونَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ انْقَشَعَ عَنْهُمْ (3).

بیان: تنمی أموالهم علی بناء الفاعل أو المفعول و كذا ینمون یحتملهما و نموهم كثرة أولادهم و زیادتهم عددا و شرفا فی القاموس نما ینمو نموا زاد كنمی ینمی نمیا و نمیا و نماء و نمیة و أنمی و نمی (4)

و فی المصباح نمی الشی ء ینمی من باب رمی نماء بالفتح و المد كثر و فی لغة ینمو نموا من باب قعد و یتعدی بالهمزة و التضعیف انتهی و المشار إلیه بذلك أولا النمو و ثانیا التقاطع انقشع أی انكشف و زال نمو الأموال و الأنفس عنهم قال فی القاموس قشع القوم كمنع فرقهم فأقشعوا نادر و الریح السحاب كشفته كأقشعته فأقشع و انقشع و تقشع (5).

«88»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْقَوْمَ لَیَكُونُونَ فَجَرَةً وَ لَا یَكُونُونَ بَرَرَةً فَیَصِلُونَ أَرْحَامَهُمْ فَتَنْمِی أَمْوَالُهُمْ وَ تَطُولُ أَعْمَارُهُمْ فَكَیْفَ

ص: 125


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من نسخة الكمبانیّ.
2- 2. یعنی علی ما فی نسخة النهج.
3- 3. الكافی ج 2 ص 154.
4- 4. القاموس ج 4 ص 397.
5- 5. القاموس ج 3 ص 68.

إِذَا كَانُوا أَبْرَاراً بَرَرَةً(1).

بیان: فكیف إذا كانوا أبرارا أی صلحاء بررة أی واصلین للأرحام.

«89»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالتَّسْلِیمِ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(2).

بیان: یدل علی أن أقل مراتب الصلة الابتداء بالتسلیم و بإطلاقه یشمل ما إذا علم أو ظن أنه لا یجیب و قیل التسلیم حینئذ لیس براجح لأنه یوقعهم فی الحرام و فیه كلام.

«90»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ حَتَّی وَقَعَتِ الضَّوْضَاءُ بَیْنَهُمْ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَافْتَرَقَا عَشِیَّتَهُمَا بِذَلِكَ وَ غَدَوْتُ فِی حَاجَةٍ فَإِذَا أَنَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا جَارِیَةُ قُولِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ فَخَرَجَ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَكَّرَ بِكَ قَالَ إِنِّی تَلَوْتُ آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَارِحَةَ فَأَقْلَقَتْنِی فَقَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ- الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ فَقَالَ صَدَقْتَ لَكَأَنِّی لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآیَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَطُّ فَاعْتَنَقَا وَ بَكَیَا(3).

بیان: قال الجوهری الضَّوَّةُ الصوت و الجلبة و الضوضاة أصوات الناس و جلبتهم یقال ضوضوا بلا همز انتهی (4)

قوله بذلك أی بهذا النزاع من غیر صلح و إصلاح قولی لأبی محمد فی الكلام اختصار أی إنی أتیته أو أنا بالباب ما بكر بك

ص: 126


1- 1. الكافی ج 2 ص 155.
2- 2. المصدر نفسه و الآیة فی سورة النساء: 1.
3- 3. الكافی ج 2 ص 155، و الآیة فی سورة الرعد: 21.
4- 4. الصحاح ص 2410.

قال فی المصباح بكر إلی الشی ء بكورا من باب قعد أسرع أی وقت كان و بكر تبكیرا مثله و القلق الاضطراب.

الَّذِینَ یَصِلُونَ قال الطبرسی قدس سره (1)

قیل المراد به الإیمان بجمیع الرسل و الكتب كما فی قوله لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (2) و قیل هو صلة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و موازرته و الجهاد معه و قیل هو صلة الرحم عن ابن عباس و هو المروی عن أبی عبد اللّٰه ع (3) و قیل هو ما یلزم من صلة المؤمنین أن یتولوهم و ینصروهم و یذبوا عنهم و تدخل فیه صلة الرحم و غیر ذلك.

وَ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ یُهَوِّنَانِ الْحِسَابَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ.

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ هِیَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مُعَلَّقَةً بِالْعَرْشِ تَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ هِیَ تَجْرِی فِی كُلِّ رَحِمٍ.

وَ رَوَی الْوَلِیدُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ هَلْ عَلَی الرَّجُلِ فِی مَالِهِ شَیْ ءٌ سِوَی الزَّكَاةِ قَالَ نَعَمْ أَیْنَ مَا قَالَ اللَّهُ وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ الْآیَةَ.

وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ أی یخافون عقاب ربهم فی قطعها وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قیل فیه أقوال أحدها أن سوء الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن یغفر لهم شی ء منها و الثانی هو أن یحاسبوا للتقریع و التوبیخ فإن الكافر یحاسب علی هذا الوجه و المؤمن یحاسب لیسر بما أعد اللّٰه له و الثالث هو أن لا تقبل لهم حسنة و لا یغفر لهم سیئة روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و الرابع أن سوء الحساب هو سوء الجزاء سمی الجزاء حسابا لأن فیه إعطاء المستحق حقه وَ رَوَی هِشَامُ بْنُ

ص: 127


1- 1. مجمع البیان ج 6 ص 288.
2- 2. البقرة: 285.
3- 3. لیس فی المصدر« و هو المروی عن أبی عبد اللّٰه» و انما ذكر الطبرسیّ هناك حدیث وصیة الصادق علیه السلام للحسن بن علیّ بن علی بن الحسین الافطس كما مرّ عن غیبة الطوسیّ تحت الرقم 29 ص 96 فالعبارة منقولة بالمعنی.

سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُوءُ الْحِسَابِ أَنْ تُحْسَبَ عَلَیْهِمُ السَّیِّئَاتُ وَ لَا تُحْسَبَ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ وَ هُوَ الِاسْتِقْصَاءُ.

وَ رَوَی حَمَّادٌ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ یَا فُلَانُ مَا لَكَ وَ لِأَخِیكَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فَاسْتَقْصَیْتُ مِنْهُ حَقِّی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی مِنْ قَوْلِ اللَّهِ- وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أَ تَرَاهُمْ خَافُوا أَنْ یَجُورَ عَلَیْهِمْ أَوْ یَظْلِمَهُمْ- لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ خَافُوا الِاسْتِقْصَاءَ وَ الْمُدَاقَّةَ. انتهی.

و أقول قال تعالی بعد ذلك بآیات وَ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ فعلی هذا التفسیر تلك الآیات من أشد ما ورد فی قطع الرحم.

ثم الظاهر أن هذا كان لتنبیه عبد اللّٰه و تذكیره بالآیة لیرجع و یتوب و إلا فلم یكن ما فعله علیه السلام بالنسبة إلیه قطعا للرحم بل كان عین الشفقة علیه لینزجر عما أراده من الفسق بل الكفر لأنه كان یطلب البیعة منه علیه السلام لولده المیشوم كما مر أو شی ء آخر مثل ذلك و أی أمر كان إذا تضمن مخالفته و منازعته علیه السلام كان علی حد الشرك باللّٰه و أیضا مثله علیه السلام لا یغفل عن هذه الأمور حتی یتذكر بتلاوة القرآن فظهر أن ذكر ذلك علی وجه المصلحة لیتذكر عبد اللّٰه عقوبة اللّٰه و یترك مخالفة إمامه شفقة علیه و لعل التوریة فی قوله أقلقتنی القلق لعبد اللّٰه لا لنفسه علیه السلام لكن فیه دلالة علی حسن رعایة الرحم و إن كان بهذه المثابة و كان فاسقا ضالا فتدبر.

«91»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِیَ ابْنَ عَمٍّ أَصِلُهُ فَیَقْطَعُنِی وَ أَصِلُهُ فَیَقْطَعُنِی حَتَّی لَقَدْ هَمَمْتُ لِقَطِیعَتِهِ إِیَّایَ أَنْ أَقْطَعَهُ قَالَ إِنَّكَ إِذَا وَصَلْتَهُ وَ قَطَعَكَ وَصَلَكُمَا اللَّهُ جَمِیعاً وَ إِنْ قَطَعْتَهُ وَ قَطَعَكَ قَطَعَكُمَا اللَّهُ (1).

إیضاح: قوله علیه السلام وصلكما اللّٰه لعل ذلك لأنه تصیر صلته سببا لترك

ص: 128


1- 1. الكافی ج 2 ص 155.

قطیعته فیشملهما اللّٰه برحمته لا إذا أصر مع ذلك علی القطع فإنه یصیر سببا لقطع رحمة اللّٰه عنه و تعجیل فنائه فی الدنیا و عقوبته فی الآخرة كما دلت علیه سائر الأخبار

وَ فِی قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: خُذْ عَلَی عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحَدُ الظَّفَرَیْنِ.

إشارة إلی ذلك فإنه إما أن یرجع أو یستحق العقوبة و الخذلان.

«92»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنِّی أُحِبُّ أَنْ یَعْلَمَ اللَّهُ أَنِّی قَدْ أَذْلَلْتُ رَقَبَتِی فِی رَحِمِی وَ إِنِّی لَأُبَادِرُ أَهْلَ بَیْتِی أَصِلُهُمْ قَبْلَ أَنْ یَسْتَغْنُوا عَنِّی (1).

بیان: إنی أحب أن یعلم اللّٰه هو كنایة من قبیل ذكر اللازم و إرادة الملزوم أی أحب فعلی ذلك فذكر لازمه و هو العلم لأنه أبلغ أو مجاز من إطلاق السبب علی المسبب فأطلق العلم و أرید معلوله و هو الجزاء قوله قبل أن یستغنوا عنی فیه إشارة إلی أن الرزق لا بد من أن یصل إلیهم فأبادر إلی إیصاله إلیهم قبل أن یصل إلیهم بسبب آخر و من جهة أخری.

«93»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَحِمَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام لَمُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی ثُمَّ هِیَ جَارِیَةٌ بَعْدَهَا فِی أَرْحَامِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ (2).

بیان: الأئمة بدل أو عطف بیان لآل محمد ثم هی أی الرحم أو صلتها أو الكلمة و هی اللّٰهم صل إلخ.

«94»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ فَقَالَ قَرَابَتُكَ (3).

بیان: قوله قرابتك أی هی شاملة لقرابة المؤمنین أیضا.

ص: 129


1- 1. الكافی ج 2 ص 156.
2- 2. الكافی ج 2 ص 156.
3- 3. الكافی ج 2 ص 156.

«95»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَ دُرُسْتَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ قَالَ نَزَلَتْ فِی رَحِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ یَكُونُ فِی قَرَابَتِكَ ثُمَّ قَالَ فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ یَقُولُ لِلشَّیْ ءِ إِنَّهُ فِی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ(1).

بیان: و قد یكون كلمة قد للتحقیق أو للتقلیل مجازا كنایة عن أن الأصل فیها هو الأول فلا تكونن أی إذا نزلت آیة فی شی ء خاص فلا تخصص حكمها بذلك الأمر بل عممه فی نظائره أو المعنی إذا ذكرنا لأیة معنی ثم ذكرنا لها معنی فلا تنكر شیئا منهما فإن للآیات ظهرا و بطنا و نذكر فی كل مقام ما یناسبه فالكل حق و بهذا یجمع بین كثیر من الأخبار المتخالفة ظاهرا الواردة فی تفسیر الآیات و تأویلها.

«96»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَمُدَّ اللَّهُ فِی عُمُرِهِ وَ یَبْسُطَ فِی رِزْقِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ فَإِنَّ الرَّحِمَ لَهَا لِسَانٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذَلِقٌ یَقُولُ یَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی وَ الرَّجُلُ لَیُرَی بِسَبِیلِ خَیْرٍ إِذَا أَتَتْهُ الرَّحِمُ الَّتِی قَطَعَهَا فَتَهْوِی بِهِ إِلَی أَسْفَلِ قَعْرٍ فِی النَّارِ(2).

إیضاح: فی القاموس ذلق اللسان كنصر و فرح و كرم فهو ذلیق و ذلق بالفتح و كصرد و عنق أی حدید بلیغ (3)

و قال طلق اللسان بالفتح و الكسر و كأمیر و لسان طلق ذلق و طلیق ذلیق و طلق ذلق بضمتین و كصرد و كتف ذو حدة(4).

و فی النهایة فی حدیث الرحم جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق طلق أی فصیح بلیغ هكذا جاء فی الحدیث علی فعل بوزن صرد و یقال طلق و ذلق و طلیق و ذلیق یراد بالجمیع المضاء و النفاذ انتهی.

ص: 130


1- 1. الكافی ج 2 ص 156.
2- 2. الكافی ج 2 ص 156.
3- 3. القاموس ج 3 ص 234.
4- 4. القاموس ج 3 ص 258.

و الرجل فی بعض النسخ فالرجل قیل الفاء للتفریع علی و اقطع من قطعنی و اللام فی الرجل للعهد الذهنی لیری علی بناء المجهول أی لیظن لكثرة أعماله الصالحة فی الدنیا إنه بسبیل أی فی سبیل خیر ینتهی به إلی الجنة فتهوی به الباء للتعدیة أی تسقطه فی أسفل قعور النار التی یستحقها مثله و ربما یحمل علی المستحل و یمكن حمله علی من قطع رحم آل محمد ص.

«97»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْجَهْمِ بْنِ حُمَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَكُونُ لِیَ الْقَرَابَةُ عَلَی غَیْرِ أَمْرِی أَ لَهُمْ عَلَیَّ حَقٌّ قَالَ نَعَمْ حَقُّ الرَّحِمِ لَا یَقْطَعُهُ شَیْ ءٌ وَ إِذَا كَانُوا عَلَی أَمْرِكَ كَانَ لَهُمْ حَقَّانِ حَقُّ الرَّحِمِ وَ حَقُّ الْإِسْلَامِ (1).

بیان: یدل علی أن الكفر لا یسقط حق الرحم و لا ینافی ذلك قوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ (2) فإنها محمولة علی المحبة القلبیة فلا ینافی حسن المعاشرة

ظاهرا أو المراد به الموالاة فی الدین كما ذكره الطبرسی رحمه اللّٰه أو محمول علی ما إذا كانوا معارضین للحق و یصیر حسن عشرتهم سبب غلبة الباطل علی الحق و لا یبعد أن یكون نفقة الأرحام أیضا من حق الرحم فیجب الإنفاق علیهم فیما یجب علی غیرهم.

«98»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَ الْبِرَّ لَیُهَوِّنَانِ الْحِسَابَ وَ یَعْصِمَانِ مِنَ الذُّنُوبِ فَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ بَرُّوا بِإِخْوَانِكُمْ وَ لَوْ بِحُسْنِ السَّلَامِ وَ رَدِّ الْجَوَابِ (3).

بیان: المراد بالبر البر بالإخوان كما سیأتی و بر الوالدین داخل

ص: 131


1- 1. الكافی ج 2 ص 157.
2- 2. المجادلة: 22.
3- 3. الكافی ج 2 ص 157.

فی صلة الرحم و رد الجواب عطف علی السلام.

«99»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صِلَةُ الرَّحِمِ یُهَوِّنُ الْحِسَابَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هِیَ مَنْسَأَةٌ فِی الْعُمُرِ وَ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ صَدَقَةُ اللَّیْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِ (1).

بیان: فی النهایة منسأة هی مفعلة منه أی مظنة له و موضع و الصرع الطرح علی الأرض و المصرع یكون مصدرا و اسم مكان و مصارع السوء كنایة عن الوقوع فی البلایا العظیمة الفاضحة الفادحة و صدقة اللیل أفضل لأنه أقرب إلی الإخلاص.

«100»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صِلَةُ الرَّحِمِ تُزَكِّی الْأَعْمَالَ وَ تُنْمِی الْأَمْوَالَ وَ تُیَسِّرُ الْحِسَابَ وَ تَدْفَعُ الْبَلْوَی وَ تَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (2).

«101»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مِسْمَعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثٍ: أَلَا إِنَّ فِی التَّبَاغُضِ الْحَالِقَةَ لَا أَعْنِی حَالِقَةَ الشَّعْرِ وَ لَكِنْ حَالِقَةَ الدِّینِ (3).

بیان: فی النهایة فیه دب إلیكم داء الأمم البغضاء و هی الحالقة الحالقة الخصلة التی من شأنها أن تحلق أی تهلك و تستأصل الدین كما یستأصل الموسی الشعر و قیل قطیعة الرحم و التظالم انتهی.

و كان المصنف رحمه اللّٰه أورده فی هذا الباب (4)

لأن التباغض یشمل ذوی الأرحام أیضا أو لأن الحالقة فسرت فی سائر الأخبار بالقطیعة بل فی هذا الخبر أیضا یحتمل أن یكون المراد ذلك بأن یكون المراد أن التباغض بین الناس

ص: 132


1- 1. الكافی ج 2 ص 157.
2- 2. الكافی ج 2 ص 157.
3- 3. الكافی ج 2 ص 346.
4- 4. هذا الحدیث أول حدیث جعله الكلینی فی باب قطیعة الرحم من كتاب الایمان و الكفر، و كما أشرنا إلی ذلك قبلا- هذه البیانات منقولة من شرح الكافی للعلامة المؤلّف رحمه اللّٰه من دون تصرف.

من جملة مفاسده قطع الأرحام و هو حالقة الدین.

«102»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْمَنْصُورِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اتَّقُوا الْحَالِقَةَ فَإِنَّهَا تُمِیتُ الرِّجَالَ قُلْتُ وَ مَا الْحَالِقَةُ قَالَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ (1).

بیان: تمیت الرجال أی تورث موتهم و انقراضهم كما سیأتی و حمله علی موت القلوب كما قیل بعید و یمكن أن یكون هذا أحد وجوه التسمیة بالحالقة و الرحم فی الأصل منبت الولد و وعاؤه فی البطن ثم سمیت القرابة من جهة الولادة رحما و منها ذو الرحم خلاف الأجنبی.

«103»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ إِخْوَتِی وَ بَنِی عَمِّی قَدْ ضَیَّقُوا عَلَیَّ الدَّارَ وَ أَلْجَئُونِی مِنْهَا إِلَی بَیْتٍ وَ لَوْ تَكَلَّمْتُ أَخَذْتُ مَا فِی أَیْدِیهِمْ قَالَ فَقَالَ لِیَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ سَیَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً قَالَ فَانْصَرَفْتُ وَ وَقَعَ الْوَبَاءُ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَةٍ فَمَاتُوا وَ اللَّهِ كُلُّهُمْ فَمَا بَقِیَ مِنْهُمْ أَحَدٌ قَالَ فَخَرَجْتُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ مَا حَالُ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ قُلْتُ قَدْ مَاتُوا وَ اللَّهِ كُلُّهُمْ فَمَا بَقِیَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَقَالَ هُوَ بِمَا صَنَعُوا بِكَ وَ بِعُقُوقِهِمْ إِیَّاكَ وَ قَطْعِ رَحِمِهِمْ بُتِرُوا أَ تُحِبُّ أَنَّهُمْ بَقُوا وَ أَنَّهُمْ ضَیَّقُوا عَلَیْكَ قَالَ قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ (2).

بیان: علی الدار أی الدار التی ورثناها من جدنا و لو تكلمت أخذت یمكن أن یقرأ علی صیغة المتكلم أی لو نازعتهم و تكلمت فیهم یمكننی أن آخذ منهم أفعل ذلك أم أتركهم أو یقرأ علی الخطاب أی لو تكلمت أنت معهم یعطونی فلم یر علیه السلام المصلحة فی ذلك أو الأول علی الخطاب و الثانی علی التكلم و الأول أظهر و فی النهایة الوباء بالقصر و المد و الهمز الطاعون و المرض العام.

ص: 133


1- 1. الكافی ج 2 ص 346.
2- 2. الكافی ج 2 ص 346 و 347.

فی إحدی و ثلاثین كذا فی أكثر النسخ التی وجدناها و فی بعضها بزیادة و مائة و علی الأول أیضا المراد ذلك و أسقط الراوی المائة للظهور فإن إمامة الصادق علیه السلام كانت فی سنة مائة و أربعة عشر و وفاته فی سنة ثمان و أربعین و مائة و الفاء فی قوله فما بقی فی الموضعین للبیان و من ابتدائیة و المراد بالأحد أولادهم أو الفاء للتفریع و من تبعیضیة.

و قوله بعقوقهم متعلق بقوله بتروا و هو فی بعض النسخ بتقدیم الموحدة علی المثناة الفوقانیة و فی بعضها بالعكس فعلی الأول إما علی بناء المعلوم من المجرد من باب علم أو المجهول من باب نصر و علی الثانی علی المجهول من باب ضرب أو التفعیل فی القاموس البتر القطع أو مستأصلا و الأبتر المقطوع الذنب بتره فبتر كفرح و الذی لا عقب له و كل أمر منقطع من الخیر(1)

و قال التبر بالفتح الكسر و الإهلاك كالتتبیر فیهما و الفعل كضرب انتهی (2).

و إنهم ضیقوا الواو إما للحال و الهمزة مكسورة أو للعطف و الهمزة مفتوحة.

«104»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا یَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ أَبَداً حَتَّی یَرَی وَبَالَهُنَّ الْبَغْیُ وَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ وَ الْیَمِینُ الْكَاذِبَةُ یُبَارِزُ اللَّهَ بِهَا وَ إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَاباً لَصِلَةُ الرَّحِمِ وَ إِنَّ الْقَوْمَ لَیَكُونُونَ فُجَّاراً فَیَتَوَاصَلُونَ فَتَنْمِی أَمْوَالُهُمْ وَ یُثْرُونَ وَ إِنَّ الْیَمِینَ الْكَاذِبَةَ وَ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ لَتَذَرَانِ الدِّیَارَ بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا وَ تَنْقُلُ الرَّحِمَ وَ إِنَّ نَقْلَ الرَّحِمِ انْقِطَاعُ النَّسْلِ (3).

بیان: ثلاث مبتدأ و جملة لا یموت خبر و فی القاموس الوبال الشدة و الثقل و فی المصباح الوبیل الوخیم و الوبال بالفتح من وبل المرتع بالضم وبالا

ص: 134


1- 1. القاموس ج 1 ص 366.
2- 2. القاموس ج 1 ص 379.
3- 3. الكافی ج 2 ص 347.

بمعنی وخم و لما كان عاقبة المرعی الوخیم إلی شر قیل فی سوء العاقبة وبال و العمل السیئ وبال علی صاحبه و البغی خبر مبتدإ محذوف بتقدیر هن البغی و جملة یبارز اللّٰه صفة الیمین إذ اللام للعهد الذهنی أو استئنافیة و المستتر فی یبارز راجع إلی صاحبهن و الجلالة منصوبة و الباء فی بها للسببیة أو للآلة و الضمیر للیمین لأن الیمین مؤنث و قد یقرأ یبارز علی بناء المجهول و رفع الجلالة و فی القاموس بارز القرن مبارزة و برازا برز إلیه و هما یتبارزان.

أقول: لما أقسم به تعالی بحضوره كذبا فكأنه یعادیه علانیة و یبارزه و علی التوصیف احتراز عن الیمین الكاذبة جهلا و خطأ من غیر عمد و توصیف الیمین بالكاذبة مجاز.

و إن أعجل كلام علی أو الباقر علیهما السلام و التعجیل لأنه یصل ثوابه إلیه فی الدنیا أو بلا تراخ فیها فتنمی علی بناء الإفعال أو كیمشی فی القاموس نما ینمو نموا زاد كنمی ینمی نمیا و نمیا و نمیة و أنمی و نمی و علی الإفعال الضمیر للصلة و یثرون أیضا یحتمل الإفعال و المجرد كیرمون أو یدعون و یحتمل بناء المفعول فی القاموس الثروة كثرة العدد من الناس و المال و ثری القوم ثراء كثروا و نموا و المال كذلك و ثری كرضی كثر ماله كأثری و مال ثری كغنی كثیر و رجل ثری و أثری كأحوی كثیره (1).

و فی الصحاح الثروة كثرة العدد و قال الأصمعی ثری القوم یثرون إذا كثروا و نموا و ثری المال نفسه یثرو إذا كثر و قال أبو عمرو ثری اللّٰه القوم كثرهم و أثری الرجل إذا كثرت أمواله انتهی (2)

و المعنی یكثرون عددا أو مالا أو یكثرهم اللّٰه.

و فی النهایة و فیه الیمین الكاذبة تدع الدیار بلاقع جمع بلقع و بلقعة و هی الأرض القفر التی لا شی ء بها یرید أن الحالف بها یفتقر و یذهب ما فی بیته من الرزق

ص: 135


1- 1. القاموس ج 4 ص 308.
2- 2. الصحاح ص 2292.

و قیل هو أن یفرق اللّٰه شمله و یقتر علیه ما أولاه من نعمة انتهی.

و أقول مع التتمة التی فی هذا الخبر لا یحتمل المعنی الأول بل المعنی أن دیارهم تخلو منهم إما بموتهم و انقراضهم أو بجلائهم عنها و تفرقهم أیدی سبإ(1) و الظاهر أن المراد بالدیار دیار القاطعین لا البلدان و القری لسرایة شومهما كما توهم.

و تنقل الرحم الضمیر المرفوع راجع إلی القطیعة و یحتمل الرجوع إلی كل واحد لكنه بعید و التعبیر عن انقطاع النسل بنقل الرحم لأنه حینئذ تنقل القرابة من أولاده إلی سائر أقاربه و یمكن أن یقرأ تنقل علی بناء المفعول فالواو للحال و قیل هو من النقل بالتحریك و هو داء فی خف البعیر یمنع المشی و لا یخفی بعده و قیل الواو إما للحال من القطیعة أو للعطف علی قوله و إن الیمین إن جوز عطف الفعلیة علی الاسمیة و إلا فلیقدر و إن قطیعة الرحم تنقل بقرینة المذكورة لا علی قوله لتذران لأن هذا مختص بالقطیعة و لعل المراد بنقل الرحم نقلها عن الوصلة إلی الفرقة و من التعاون و المحبة إلی التدابر و العداوة و هذه الأمور من أسباب نقص العمر و انقطاع النسل كما صرح علی سبیل التأكید و المبالغة بقوله و إن نقل الرحم انقطاع النسل من باب حمل المسبب علی السبب مبالغة فی السببیة انتهی و هو كما تری.

و أقول سیأتی فی باب الیمین الكاذبة من كتاب الأیمان و النذور بهذا السند عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ الْیَمِینَ الْكَاذِبَةَ وَ قَطِیعَةَ الرَّحِمِ تَذَرَانِ الدِّیَارَ بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا وَ تَنْقُلُ الرَّحِمَ یَعْنِی انْقِطَاعَ النَّسْلِ. و هناك فی أكثر النسخ بالغین المعجمة قال فی النهایة النغل بالتحریك الفساد و قد نغل الأدیم

ص: 136


1- 1. قال الفیروزآبادی: و تفرقوا أیدی سبا، و أیادی سبا: تبددوا، بنوه علی السكون و لیس بتخفیف عن سبأ، و انما هو بدل، ضرب المثل بهم لانه لما غرق مكانهم و ذهبت جناتهم تبددوا فی البلاد. و للمیدانی فی مجمع الامثال كلام طویل راجع ان شئت ج 1: 275 و لفظه: ذهبوا أیدی سبا، و تفرقوا أیدی سبا، فی مادة ذهب.

إذا عفن و تهری فی الدباغ فیفسد و یهلك انتهی و لا یخلو من مناسبة.

«105»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَقَارِبَهُ فَقَالَ لَهُ اكْظِمْ غَیْظَهُمْ وَ افْعَلْ فَقَالَ إِنَّهُمْ یَفْعَلُونَ وَ یَفْعَلُونَ فَقَالَ أَ تُرِیدُ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُمْ فَلَا یَنْظُرَ اللَّهُ إِلَیْكُمْ (1).

بیان: و افعل أی اكظم الغیظ دائما و إن أصروا علی الإساءة أو افعل كلما أمكنك من البر فیكون حذف المفعول للتعمیم إنهم یفعلون أی الإضرار و أنواع الإساءة و لا یرجعون عنها أ ترید أن تكون مثلهم فی القطع و ارتكاب القبیح و ترك الإحسان فلا ینظر اللّٰه إلیكم أی یقطع عنكم جمیعا رحمته فی الدنیا و الآخرة و إذا وصلت فإما أن یرجعوا فیشملكم الرحمة و كنت أولی بها و أكثر حظا منها و إما أن لا یرجعوا فیخصكم الرحمة و لا انتقام أحسن من ذلك.

«106»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقْطَعْ رَحِمَكَ وَ إِنْ قَطَعَتْكَ (2).

بیان: ظاهره تحریم القطع و إن قطعوا و ینافیه ظاهرا قوله تعالی فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ (3) و یمكن تخصیص الآیة بتلك الأخبار و لم یتعرض أصحابنا رضی اللّٰه عنهم لتحقیق تلك المسائل مع كثرة الحاجة إلیها و الخوض فیها یحتاج إلی بسط و تفصیل لا یناسبان هذه التعلیقة و قد مر بعض القول فیها فی باب صلة الرحم (4) و سلوك سبیل الاحتیاط فی جمیع ذلك أقرب إلی النجاة.

«107»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی خُطْبَتِهِ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ

ص: 137


1- 1. الكافی ج 2 ص 347.
2- 2. الكافی ج 2 ص 347.
3- 3. البقرة: 194.
4- 4. یعنی باب صلة الرحم من الكافی، و قد تقدمت أحادیثها مستخرجة من الكافی تحت الرقم 69- 98.

فَقَامَ إِلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْیَشْكُرِیُّ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ وَ یَكُونُ ذُنُوبٌ تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ فَقَالَ نَعَمْ وَیْلَكَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ إِنَّ أَهْلَ الْبَیْتِ لَیَجْتَمِعُونَ وَ یَتَوَاسَوْنَ وَ هُمْ فَجَرَةٌ فَیَرْزُقُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ أَهْلَ الْبَیْتِ لَیَتَفَرَّقُونَ وَ یَقْطَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَیَحْرِمُهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ أَتْقِیَاءُ(1).

بیان: ابن الكواء كان من رؤساء الخوارج لعنهم اللّٰه و یشكر اسم أبی قبیلتین كان هذا الملعون من إحداهما فیحرمهم اللّٰه أی من سعة الأرزاق و طول الأعمار و إن كانوا متقین فیما سوی ذلك و لا ینافیه قوله تعالی وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (2).

«108»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا قَطَّعُوا الْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ(3).

بیان: جعلت الأموال فی أیدی الأشرار هذا مجرب و أحد أسبابه أنهم یتخاصمون و یتنازعون و یترافعون إلی الظلمة و حكام الجور فیصیر أموالهم بالرشوة فی أیدیهم و أیضا إذا تخاصموا و لم یتعاونوا یتسلط علیهم الأشرار و یأخذونها منهم.

«109»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَفَرَ بِاللَّهِ مَنْ تَبَرَّأَ مِنْ نَسَبٍ وَ إِنْ دَقَ (4).

بیان: و إن دق أی بعد أو و إن كان خسیسا دنیا و یحتمل أن یكون ضمیر دق راجعا إلی التبری بأن لا یكون صریحا بل بالإیماء و هو بعید و قیل یعنی و إن دق ثبوته و هو أبعد و الكفر هنا ما یطلق علی أصحاب الكبائر و ربما یحمل علی ما إذا كان مستحلا لأن مستحل قطع الرحم كافر أو المراد به كفر النعمة لأن قطع النسب

ص: 138


1- 1. الكافی ج 2 ص 347.
2- 2. الطلاق: 3.
3- 3. الكافی ج 2 ص 347.
4- 4. الكافی ج 2 ص 350.

كفر لنعمة المواصلة أو یراد به أنه شبیه بالكفر لأن هذا الفعل یشبه فعل أهل الكفر لأنهم كانوا یفعلونه فی الجاهلیة و لا فرق فی ذلك بین الولد و الوالد و غیرهما من الأرحام.

«110»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ رِجَالٍ شَتَّی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام أَنَّهُمَا قَالا: كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ الِانْتِفَاءُ مِنْ حَسَبٍ وَ إِنْ دَقَ (1).

بیان: المراد بالحسب أیضا النسب الدنی فإن الأحساب غالبا یكون بالأنساب و یحتمل علی بعد أن لا تكون من صلة للانتفاء بل یكون للتعلیل أی بسبب حسب حصل له أو لآبائه القریبة و حینئذ فی قوله و إن دق تكلف إلا علی بعض الوجوه البعیدة السابقة و ربما یقرأ علی هذا الوجه الانتقاء بالقاف أی دعوی النقاوة و الامتیاز و الفخر بسبب حسب و هو تصحیف.

باب 4 العشرة مع الممالیك و الخدم

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خَبَرِ مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ یُوصِینِی بِالْمَمَالِیكِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیَجْعَلُ لَهُمْ وَقْتاً إِذَا بَلَغُوا ذَلِكَ الْوَقْتَ أُعْتِقُوا(2).

«2»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْبَجَلِیِّ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ إِنْ لَمْ تَظْلِمْهُمْ ظَلَمُوكَ السَّفِلَةُ وَ زَوْجَتُكَ وَ خَادِمُكَ (3).

ص: 139


1- 1. الكافی ج 2 ص 350.
2- 2. أمالی الصدوق ص 253.
3- 3. الخصال ج 1 ص 43.

سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْبَجَلِیِّ: مِثْلَهُ (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب بر الوالدین.

«3»- أَقُولُ قَدْ مَضَی فِی بَابِ مَكَارِمِ أَخْلَاقِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَسَانِیدَ كَثِیرَةٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّی الْمَمَاتِ الْأَكْلُ عَلَی الْحَضِیضِ مَعَ الْعَبِیدِ وَ رُكُوبِیَ الْحِمَارَ مُؤْكَفاً وَ حَلْبِیَ الْعَنْزَ بِیَدِی وَ لُبْسُ الصُّوفِ وَ التَّسْلِیمُ عَلَی الصِّبْیَانِ لِتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِی.

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَسْكَنَهُ اللَّهُ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی غُرَفٍ فَوْقَ غُرَفٍ فِی مَحَلِّ الشَّرَفِ كُلِّ الشَّرَفِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ نَظَرَ لَهُ فَكَانَ لَهُ أَباً وَ مَنْ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَعَانَهُ وَ كَفَاهُ وَ مَنْ أَنْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِهِمَا وَ بَرَّهُمَا وَ لَمْ یَحْزُنْهُمَا وَ مَنْ لَمْ یَخْرِقْ بِمَمْلُوكِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَی مَا یُكَلِّفُهُ وَ لَمْ یَسْتَسْعِهِ فِیمَا لَمْ یُطِقْ (2).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] حَمَّوَیْهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ قُرَّةَ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُسِیَ أَبُو ذَرٍّ بُرْدَیْنِ فَائْتَزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَ ارْتَدَی بِشَمْلَةٍ وَ كَسَا غُلَامَهُ أَحَدَهُمَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَی الْقَوْمِ فَقَالُوا لَهُ یَا بَا ذَرٍّ لَوْ لَبِسْتَهُمَا جَمِیعاً كَانَ أَجْمَلَ قَالَ أَجَلْ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَ أَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ (3).

أقول: أوردنا فی أبواب المواعظ و غیرها الوصیة للممالیك.

«6»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ

ص: 140


1- 1. المحاسن ص 6.
2- 2. أمالی المفید ج 1 ص 192.
3- 3. أمالی المفید ج 2 ص 18.

وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ (1).

ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (2).

«7»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَنْ سَافَرَ وَحْدَهُ وَ مَنَعَ رِفْدَهُ وَ ضَرَبَ عَبْدَهُ (3).

«8»- سن، [المحاسن] نُوحُ بْنُ شُعَیْبٍ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ وَ نَادِرٍ قَالا قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: إِنْ قُمْتُ عَلَی رُءُوسِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَأْكُلُونَ فَلَا تَقُومُوا حَتَّی تَفْرُغُوا وَ لَرُبَّمَا دَعَا بَعْضَنَا فَیُقَالُ هُمْ یَأْكُلُونَ فَیَقُولُ دَعُوهُمْ حَتَّی یَفْرُغُوا(4).

«9»- سن، [المحاسن] نُوحُ بْنُ شُعَیْبٍ عَنْ نَادِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَضَعُ جَوْزِینَجَةً(5) عَلَی الْأُخْرَی وَ یُنَاوِلُنِی (6).

«10»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا تَرَی فِی ضَرْبِ الْمَمْلُوكِ قَالَ مَا أَتَی فِیهِ عَلَی یَدَیْهِ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ أَمَّا مَا عَصَاكَ فِیهِ فَلَا بَأْسَ فَقُلْتُ كَمْ أَضْرِبُهُ قَالَ ثَلَاثَةً أَرْبَعَةً خَمْسَةً(7).

«11»- نبه، [تنبیه الخاطر] الْمَعْذُورُ بْنُ سُوَیْدٍ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا عَلَیْهِ بُرْدٌ وَ عَلَی غُلَامِهِ مِثْلُهُ فَقُلْنَا لَوْ أَخَذْتَ بُرْدَ غُلَامِكَ إِلَی بُرْدِكَ كَانَتْ حُلَّةً وَ كَسَوْتَهُ ثَوْباً غَیْرَهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَیْدِیكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ

ص: 141


1- 1. ثواب الأعمال ص 119.
2- 2. الخصال ج 1 ص 106.
3- 3. المحاسن ص 424.
4- 4. المحاسن ص 424.
5- 5. الجوزینج: ضرب من الحلاوات یعمل من الجوز.
6- 6. المحاسن ص 624.
7- 7. المحاسن ص 625.

یَدِهِ فَلْیُطْعِمْهُ مِمَّا یَأْكُلُ وَ لْیَكْسُهُ مِمَّا یَلْبَسُ وَ لَا یُكَلِّفْهُ مَا یَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا یَغْلِبُهُ فَلْیُعِنْهُ.

أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِیُّ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَاماً فَسَمَّعَنِی مَنْ خَلْفِی صَوْتاً اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَیْكَ مِنْكَ عَلَیْهِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَعَتْكَ النَّارُ.

مر بعضهم براع مملوك فاستباعه شاة فقال لیست لی فقال أین المالك فقال أین اللّٰه فاشتراه فأعتقه فقال اللّٰهم قد رزقتنی العتق فارزقنی العتق الأكبر:

أراد رجل بیع جاریة فبكت فسألها فقالت لو ملكت منك ما ملكت منی ما أخرجتك من یدی فأعتقها.

عَنْهُ علیه السلام: عَاتِبُوا أَرِقَّاكُمْ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

«12»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْجَوْهَرِیُّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی ضَرَبَ غُلَاماً لَهُ قَرْعَةً وَاحِدَةً بِسَوْطٍ وَ كَانَ بَعَثَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ عَلَیْهِ فَبَكَی الْغُلَامُ وَ قَالَ اللَّهَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَبْعَثُنِی فِی حَاجَتِكَ ثُمَّ تَضْرِبُنِی قَالَ فَبَكَی أَبِی وَ قَالَ یَا بُنَیَّ اذْهَبْ إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ خَطِیئَتَهُ یَوْمَ الدِّینِ ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَامِ اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَانَ الْعِتْقُ كَفَّارَةَ الضَّرْبِ فَسَكَتَ.

«13»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: فِی كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا اسْتَعْمَلْتُمْ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُكُمْ فِی شَیْ ءٍ یَشُقُّ عَلَیْهِمْ فَاعْمَلُوا مَعَهُمْ فِیهِ قَالَ وَ إِنْ كَانَ أَبِی لَیَأْمُرُهُمْ فَیَقُولُ كَمَا أَنْتُمْ فَیَأْتِی فَیَنْظُرُ فَإِنْ كَانَ ثَقِیلًا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ عَمِلَ مَعَهُمْ وَ إِنْ كَانَ خَفِیفاً تَنَحَّی عَنْهُمْ.

«14»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی رَجَاءٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا قَصَدَ لَهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَمْلُوكُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ ابْتُلِیَ بِكَ وَ بُلِیتَ بِهِ لِیَنْظُرَ اللَّهُ كَیْفَ تَشْكُرُ وَ یَنْظُرَ كَیْفَ یَصْبِرُ.

ص: 142

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ مِنْ بَنِی فَهْدٍ وَ هُوَ یَضْرِبُ عَبْداً لَهُ وَ الْعَبْدُ یَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ فَلَمْ یُقْلِعِ الرَّجُلُ عَنْهُ فَلَمَّا أَبْصَرَ الْعَبْدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَعُوذُ بِمُحَمَّدٍ فَأَقْلَعَ الرَّجُلُ عَنْهُ الضَّرْبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ فَلَا تُعِیذُهُ وَ یَتَعَوَّذُ بِمُحَمَّدٍ فَتُعِیذُهُ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ یُجَارَ عَائِذُهُ مِنْ مُحَمَّدٍ فَقَالَ الرَّجُلُ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَوَاقَعَ وَجْهُكَ حَرَّ النَّارِ.

«16»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام ضَرَبَ مَمْلُوكاً ثُمَّ دَخَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ السَّوْطَ ثُمَّ تَجَرَّدَ لَهُ قَالَ اجْلِدْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَأَبَی عَلَیْهِ فَأَعْطَاهُ خَمْسِینَ دِینَاراً.

«17»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ لَا عُذْرَ لَهُمْ رَجُلٌ عَلَیْهِ دَیْنٌ مُحَارَفٌ فِی بِلَادِهِ- لَا عُذْرَ لَهُ حَتَّی یُهَاجِرَ فِی الْأَرْضِ یَلْتَمِسُ مَا یَقْضِی بِهِ دَیْنَهُ وَ رَجُلٌ أَصَابَ عَلَی بَطْنِ امْرَأَتِهِ رَجُلًا- لَا عُذْرَ لَهُ حَتَّی یُطَلِّقَ لِئَلَّا یَشْرَكَهُ فِی الْوَلَدِ غَیْرُهُ وَ رَجُلٌ لَهُ مَمْلُوكُ سَوْءٍ فَهُوَ یُعَذِّبُهُ- لَا عُذْرَ لَهُ إِلَّا أَنْ یَبِیعَ وَ إِمَّا أَنْ یُعْتِقَ وَ رَجُلَانِ اصْطَحَبَا فِی السَّفَرِ هُمَا یَتَلَاعَنَانِ- لَا عُذْرَ لَهُمَا حَتَّی یَفْتَرِقَا(1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِقِصَارِ الْخَدَمِ فَإِنَّهُ أَقْوَی لَكُمْ فِیمَا تُرِیدُونَ (2).

«18»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: وَ اجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أَحْرَی أَنْ لَا یَتَوَاكَلُوا فِی خِدْمَتِكَ (3).

«19»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُخْتَارٍ التَّمَّارِ قَالَ: أَتَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سُوقَ الْكَرَابِیسِ فَاشْتَرَی ثَوْبَیْنِ أَحَدَهُمَا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ الْآخَرَ

ص: 143


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 27.
2- 2. المصدر ص 38.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 38 ط عبده.

بِدِرْهَمَیْنِ فَقَالَ یَا قَنْبَرُ خُذِ الَّذِی بِثَلَاثَةٍ قَالَ أَنْتَ أَوْلَی بِهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَ تَخْطُبُ النَّاسَ قَالَ یَا قَنْبَرُ أَنْتَ شَابٌّ وَ لَكَ شِرَّةُ الشَّبَابِ وَ أَنَا أَسْتَحْیِی مِنْ رَبِّی أَنْ أَتَفَضَّلَ عَلَیْكَ لِأَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ.

باب 5 وجوب طاعة المملوك للمولی و عقاب عصیانه

«1»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ الْإِمَامُ الْجَائِرُ وَ الرَّجُلُ یَؤُمُّ الْقَوْمَ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَ الْعَبْدُ الْآبِقُ مِنْ مَوَالِیهِ مِنْ غَیْرِ ضَرُورَةٍ وَ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ مِنْ بَیْتِ زَوْجِهَا بِغَیْرِ إِذْنِهِ (1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ شَهِیدٌ وَ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَ نَصَحَ لِسَیِّدِهِ وَ رَجُلٌ عَفِیفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِبَادَةٍ(2).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رِبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ مَوَالِیهِ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَیْهِمْ فَیَضَعَ یَدَهُ فِی أَیْدِیهِمْ وَ رَجُلٌ أَمَّ قَوْماً وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَ امْرَأَةٌ بَاتَتْ وَ زَوْجُهَا عَلَیْهَا سَاخِطٌ(3).

«4»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِ

ص: 144


1- 1. الخصال ج 1 ص 115.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 28.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 196.

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَمَانِیَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَوَالِیهِ (1).

أقول: سیأتی الخبر بتمامه مع غیره فی كتاب الصلاة.

«5»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ ره عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا یَرْفَعُ اللَّهُ لَهُمْ عَمَلًا عَبْدٌ آبِقٌ وَ امْرَأَةٌ زَوْجُهَا عَلَیْهَا سَاخِطٌ وَ الْمُذَیِّلُ إِزَارَهُ.

«6»- عُدَّةُ الدَّاعِی، رَوَی شُعَیْبٌ الْأَنْصَارِیُّ وَ هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ مُوسَی علیه السلام انْطَلَقَ یَنْظُرُ فِی أَعْمَالِ الْعِبَادِ فَأَتَی رَجُلًا مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ فَلَمَّا أَمْسَی حَرَّكَ الرَّجُلُ شَجَرَةً إِلَی جَنْبِهِ فَإِذَا فِیهَا رُمَّانَتَانِ قَالَ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ إِنَّكَ عَبْدٌ صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا أَجِدُ فِی هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا رُمَّانَةً وَاحِدَةً وَ لَوْ لَا أَنَّكَ عَبْدٌ صَالِحٌ مَا وَجَدْتُ رُمَّانَتَیْنِ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسْكُنُ أَرْضَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْبَدَ مِنْكَ قَالَ نَعَمْ فُلَانٌ الْفُلَانِیُّ قَالَ فَانْطَلَقَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ أَعْبَدُ مِنْهُ كَثِیراً فَلَمَّا أَمْسَی أُتِیَ بِرَغِیفَیْنِ وَ مَاءٍ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ إِنَّكَ عَبْدٌ صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ مَا أُوتَی إِلَّا بِرَغِیفٍ وَاحِدٍ وَ لَوْ لَا أَنَّكَ عَبْدٌ صَالِحٌ مَا أُوتِیتُ بِرَغِیفَیْنِ فَمَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسْكُنُ أَرْضَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ: ثُمَّ قَالَ مُوسَی هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْبَدَ مِنْكَ قَالَ نَعَمْ فُلَانٌ الْحَدَّادُ فِی مَدِینَةِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إِلَی رَجُلٍ لَیْسَ بِصَاحِبِ عِبَادَةٍ بَلْ إِنَّمَا هُوَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ تَعَالَی وَ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ فَصَلَّی فَلَمَّا أَمْسَی نَظَرَ إِلَی غَلَّتِهِ فَوَجَدَهَا قَدْ أُضْعِفَتْ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ إِنَّكَ عَبْدٌ صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ مَا شَاءَ اللَّهُ غَلَّتِی قَرِیبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّیْلَةَ قَدْ أُضْعِفَتْ فَمَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسْكُنُ أَرْضَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ فَأَخَذَ ثُلُثَ غَلَّتِهِ فَتَصَدَّقَ بِهَا وَ ثُلُثاً أَعْطَی مَوْلًی لَهُ وَ ثُلُثاً امْتَرَی بِهِ طَعَاماً فَأَكَلَ هُوَ وَ مُوسَی قَالَ فَتَبَسَّمَ مُوسَی علیه السلام فَقَالَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تَبَسَّمْتَ قَالَ دَلَّنِی نَبِیُ

ص: 145


1- 1. معانی الأخبار ص 404.

بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَی فُلَانٍ فَوَجَدْتُهُ مِنْ أَعْبَدِ الْخَلْقِ فَدَلَّنِی عَلَی فُلَانٍ فَوَجَدْتُهُ أَعْبَدَ مِنْهُ فَدَلَّنِی فُلَانٌ عَلَیْكَ وَ زَعَمَ أَنَّكَ أَعْبَدُ مِنْهُ وَ لَسْتُ أَرَاكَ شِبْهَ الْقَوْمِ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مَمْلُوكٌ أَ لَیْسَ تَرَانِی ذَاكِراً لِلَّهِ أَ وَ لَیْسَ تَرَانِی أُصَلِّی الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَ إِنْ أَقْبَلْتُ عَلَی الصَّلَاةِ أَضْرَرْتُ بِغَلَّةِ مَوْلَایَ وَ أَضْرَرْتُ بِعَمَلِ النَّاسِ أَ تُرِیدُ أَنْ تَأْتِیَ بِلَادَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَةٌ فَقَالَ الْحَدَّادُ یَا سَحَابَةُ تَعَالَیْ قَالَ فَجَاءَتْ قَالَ أَیْنَ تُرِیدِینَ قَالَتْ أُرِیدُ أَرْضَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ انْصَرِفِی ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ أُخْرَی فَقَالَ یَا سَحَابَةُ تَعَالَیْ فَجَاءَتْهُ فَقَالَ أَیْنَ تُرِیدِینَ قَالَتْ أُرِیدُ أَرْضَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ انْصَرِفِی ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ أُخْرَی فَقَالَ یَا سَحَابَةُ تَعَالَیْ فَجَاءَتْهُ فَقَالَ أَیْنَ تُرِیدِینَ قَالَتْ أُرِیدُ أَرْضَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ فَقَالَ احْمِلِی هَذَا حَمْلَ رَفِیقٍ وَ ضَعِیهِ فِی أَرْضِ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَضْعاً رَفِیقاً قَالَ فَلَمَّا بَلَغَ مُوسَی بِلَادَهُ قَالَ یَا رَبِّ بِمَا بَلَّغْتَ هَذَا مَا أَرَی قَالَ إِنَّ عَبْدِی هَذَا یَصْبِرُ عَلَی بَلَائِی وَ یَرْضَی بِقَضَائِی وَ یَشْكُرُ نَعْمَائِی.

باب 6 ما ینبغی حمله علی الخدم و غیرهم من الخدمات

«1»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَیْرِی فَمَدَّ رِجْلَهُ فِی حَجْرِی فَقَالَ اغْمِزْهَا یَا عُمَرُ قَالَ فَغَمَزْتُ رِجْلَهُ فَنَظَرْتُ إِلَی اضْطِرَابٍ فِی عَضَلَةِ سَاقَیْهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَی مَنِ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ فَأَشَارَ إِلَیَّ فَقَالَ لَا تَسْأَلْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَنْ شَیْ ءٍ فَإِنِّی لَسْتُ أُجِیبُكَ (1).

یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ: مِثْلَهُ (2).

«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بُرْدَةَ عَنْ أَبِی

ص: 146


1- 1. بصائر الدرجات ص 235.
2- 2. بصائر الدرجات ص 236.

عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا إِسْمَاعِیلُ ضَعْ لِی فِی الْمُتَوَضَّإِ مَاءً قَالَ فَقُمْتُ فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً الْخَبَرَ(1).

باب 7 حمل المتاع للأهل

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: رَآنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ أَنَا أَحْمِلُ بَقْلًا فَقَالَ إِنَّهُ یُكْرَهُ لِلرَّجُلِ السَّرِیِّ أَنْ یَحْمِلَ الشَّیْ ءَ الدَّنِیَّ فَیُجْتَرَأَ عَلَیْهِ (2).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَقَعَ جَیْبَهُ وَ خَصَفَ نَعْلَهُ وَ حَمَلَ سِلْعَتَهُ فَقَدْ أَمِنَ مِنَ الْكِبْرِ(3).

ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ: مِثْلَهُ (4).

«3»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنِ اشْتَرَی لِعِیَالِهِ كَمْأً(5)

بِدِرْهَمٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (6).

ص: 147


1- 1. بصائر الدرجات ص 236.
2- 2. الخصال ج 1 ص 9.
3- 3. الخصال ج 1 ص 54.
4- 4. ثواب الأعمال: 162.
5- 5. فی المصدر المطبوع: لحما بدرهم. و الكم ء: نبات یقال له شحم الأرض فارسیته( قارچ، دنبلان) و العرب تسمیه جدری الأرض قیل هو أصل مستدیر كالقلقاس لا ساق له و لا عرق، لونه الی الغبرة، یوجد فی الربیع تحت الأرض، و هو عدیم الطعم، و هو أنواع كثیرة، یؤكل نیا و مطبوخا، و له فوائد و خواص طبیة من شاء الاطلاع الی ذلك فلیراجع البحار ج 14( من طبعة الكمبانیّ) ص 861، و فی الأحادیث أن أمیر المؤمنین علیه السلام كان یحب الكمأة، و أن ماءها شفاء للعین، راجع الكافی ج 6 ص 370.
6- 6. الاختصاص: 189.

«4»- مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْكِنَانِیِّ قَالَ: اسْتَقْبَلَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ قَدْ عَلَّقْتُ سَمَكَةً بِیَدِی فَقَالَ اقْذِفْهَا إِنِّی لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ یَحْمِلَ الشَّیْ ءَ الدَّنِیَّ بِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ أَعْدَاؤُكُمْ كَثِیرٌ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ إِنَّكُمْ قَوْمٌ عَادَاكُمُ الْخَلْقُ فَتَزَیَّنُوا لَهُمْ مَا قَدَرْتُمْ عَلَیْهِ (1).

باب 8 حمل النائبة عن القوم و حسن العشرة معهم

«1»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَمَعَنَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا بَنِیَّ إِیَّاكُمْ وَ التَّعَرُّضَ لِلْحُقُوقِ وَ اصْبِرُوا عَلَی النَّوَائِبِ (2) وَ إِنْ دَعَاكُمْ بَعْضُ قَوْمِكُمْ إِلَی أَمْرٍ ضَرَرُهُ عَلَیْكُمْ أَكْثَرُ مِنْ نَفْعِهِ لَكُمْ فَلَا تُجِیبُوهُ (3).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: عَادَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَرَضٍ ثُمَّ قَالَ انْظُرْ فَلَا تَجْعَلَنَّ عِیَادَتِی إِیَّاكَ فَخْراً عَلَی قَوْمِكَ وَ إِذَا رَأَیْتَهُمْ فِی أَمْرٍ فَلَا تَخْرُجْ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ بِالرَّجُلِ غِنًی عَنْ قَوْمِهِ إِذَا خَلَعَ مِنْهُمْ یَداً وَاحِدَةً یَخْلَعُونَ مِنْهُ أَیْدِیَ كَثِیرَةٍ فَإِذَا رَأَیْتَهُمْ فِی خَیْرٍ فَأَعِنْهُمْ عَلَیْهِ وَ إِذَا رَأَیْتَهُمْ فِی شَرٍّ

ص: 148


1- 1. صفات الشیعة ص 171.
2- 2. النوائب جمع النائبة: المصیبة و النازلة، و ما یؤخذ علیهم من الحوائج كاصلاح القناطر و الطرق و سد البثوق و اعطاء الغرامة و الدیة، و قولهم: احتاطوا لاهل الأموال فی النائبة و الواطئة: أی الاضیاف الذین ینوبونهم.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 71.

فَلَا تَخْذُلَنَّهُمْ وَ لْیَكُنْ تَعَاوُنُكُمْ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَیْرٍ مَا تَعَاوَنْتُمْ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَی وَ تَنَاهَیْتُمْ عَنْ مَعَاصِیهِ (1).

«3»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ الْبَخِیلُ مَنْ یُؤَدِّی أَوِ الَّذِی یُؤَدِّی الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ وَ یُعْطِی النَّائِبَةَ فِی قَوْمِهِ وَ إِنَّمَا الْبَخِیلُ حَقَّ الْبَخِیلِ الَّذِی یَمْنَعُ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فِی مَالِهِ وَ یَمْنَعُ النَّائِبَةَ فِی قَوْمِهِ وَ هُوَ فِیمَا سِوَی ذَلِكَ یُبَذِّرُ(2).

«4»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أُمِرْنَا أَنْ نُطْعِمَ الطَّعَامَ وَ نُؤَدِّیَ فِی النَّائِبَةِ وَ نُصَلِّیَ إِذَا نَامَ النَّاسُ (3).

«5»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ رَسُولُ اللَّهِ بِأُسَارَی فَقَدَّمَ مِنْهُمْ رَجُلًا لِیَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ إِنَّ أَسِیرَكَ هَذَا یُطْعِمُ الطَّعَامَ وَ یَقْرِی الضَّیْفَ وَ یَصْبِرُ عَلَی النَّائِبَةِ وَ یَحْتَمِلُ الْحَمَالاتِ (4)

فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی عَنْكَ بِكَذَا وَ كَذَا وَ قَدْ أَعْتَقْتُكَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ رَبَّكَ لَیُحِبُّ هَذَا فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا رَدَدْتُ عَنْ مَالِی أَحَداً أَبَداً(5).

ص: 149


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 357.
2- 2. معانی الأخبار ص 245.
3- 3. المحاسن ص 387.
4- 4. الحمالات جمع الحمالة بالفتح، قال الجوهریّ هی: ما تتحمله عن القوم من الدیة أو الغرامة.
5- 5. المحاسن ص 388.

باب 9 حق الجار

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب جوامع المكارم و بعضها فی باب حسن المعاشرة.

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِحُسْنِ الْجِوَارِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِذَلِكَ الْخَبَرَ(1).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ جَعَلَهَا اللَّهُ طَوْقاً فِی عُنُقِهِ مِنْ تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُطَوَّقاً إِلَّا أَنْ یَتُوبَ وَ یَرْجِعَ وَ قَالَ مَنْ آذَی جَارَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ رِیحَ الْجَنَّةِ- وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ وَ مَنْ ضَیَّعَ حَقَّ جَارِهِ فَلَیْسَ مِنَّا وَ مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ یُوصِینِی بِالْجَارِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیُوَرِّثُهُ (2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ وَ الْكِنَانِیِّ مَعاً عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنْ جَارِهِ أَقَالَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَثْرَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ كَانَ فِی الْجَنَّةِ مَلِكاً مَحْبُوراً وَ مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مُؤْمِنَةً بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(3).

«4»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ آذَی جَارَهُ طَمَعاً فِی مَسْكَنِهِ وَرَّثَهُ اللَّهُ دَارَهُ.

«5»- ل، [الخصال] فِی مَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ

ص: 150


1- 1. أمالی الصدوق ص 216.
2- 2. أمالی الصدوق ص 256.
3- 3. أمالی الصدوق ص 330.

إِمَامٌ یَعْصِی اللَّهَ وَ یُطَاعُ أَمْرُهُ وَ زَوْجَةٌ یَحْفَظُهَا زَوْجُهَا وَ هِیَ تَخُونُهُ وَ فَقْرٌ لَا یَجِدُ صَاحِبُهُ لَهُ مُدَاوِیاً وَ جَارُ سَوْءٍ فِی دَارِ مُقَامٍ (1).

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: حَرِیمُ الْمَسْجِدِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَ الْجِوَارُ أَرْبَعُونَ دَاراً مِنْ أَرْبَعَةِ جَوَانِبِهَا(2).

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ وَ السِّنَانِیُّ وَ الْمُكَتِّبُ جَمِیعاً عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (3).

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: قِیلَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَ فِی الْمَالِ حَقٌّ سِوَی الزَّكَاةِ قَالَ نَعَمْ بِرُّ الرَّحِمِ إِذَا أَدْبَرَتْ وَ صِلَةُ الْجَارِ الْمُسْلِمِ فَمَا آمَنَ بِی مَنْ بَاتَ شَبْعَاناً وَ جَارُهُ الْمُسْلِمُ جَائِعٌ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ یُوصِینِی بِالْجَارِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیُوَرِّثُهُ (4).

«9»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ الْجَارِ قَالَ أَرْبَعِینَ دَاراً مِنْ كُلِّ جَانِبِ (5).

«10»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ هُنَّ أُمُّ الْفَوَاقِرِ(6) سُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ لَمْ

ص: 151


1- 1. الخصال ج 1 ص 96.
2- 2. الخصال ج 2 ص 113.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 24.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 134.
5- 5. معانی الأخبار ص 165.
6- 6. الفواقر جمع الفاقرة: الداهیة التی تكسر الفقار.

یَشْكُرْ وَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَیْهِ لَمْ یَغْفِرْ وَ جَارٌ عَیْنُهُ تَرْعَاكَ وَ قَلْبُهُ یَنْعَاكَ إِنْ رَأَی حَسَنَةً دَفَنَهَا وَ لَمْ یُفْشِهَا وَ إِنْ رَأَی سَیِّئَةً أَظْهَرَهَا وَ أَذَاعَهَا وَ زَوْجَةٌ إِنْ شَهِدْتَ لَمْ تَقَرَّ عَیْنُكَ بِهَا وَ إِنْ غِبْتَ لَمْ تَطْمَئِنَّ إِلَیْهَا(1).

«11»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِإِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ: صَانِعِ الْمُنَافِقَ بِلِسَانِكَ وَ أَخْلِصْ وُدَّكَ لِلْمُؤْمِنِ وَ إِنْ جَالَسَكَ یَهُودِیٌّ فَأَحْسِنْ مُجَالَسَتَهُ (2).

«12»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عِكْرِمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ لِی جَاراً یُؤْذِینِی فَقَالَ ارْحَمْهُ قَالَ قُلْتُ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ فَصَرَفَ وَجْهَهُ عَنِّی قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ یَفْعَلُ بِی وَ یَفْعَلُ وَ یُؤْذِینِی فَقَالَ أَ رَأَیْتَ إِنْ كَاشَفْتَهُ انْتَصَفْتَ مِنْهُ قَالَ قُلْتُ بَلَی أُوَلَّی عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ ذَا مِمَّنْ یَحْسُدُ النَّاسَ عَلَی مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِذَا رَأَی نِعْمَةً عَلَی أَحَدٍ وَ كَانَ لَهُ أَهْلٌ جَعَلَ بَلَاءَهُ عَلَیْهِمْ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَهْلٌ جَعَلَ بَلَاءَهُ عَلَی خَادِمِهِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ خَادِمٌ سَهِرَ لَیْلَهُ وَ اغْتَاظَ نَهَارَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی اشْتَرَیْتُ دَاراً فِی بَنِی فُلَانٍ وَ إِنَّ أَقْرَبَ جِیرَانِی مِنِّی جِوَاراً مَنْ لَا أَرْجُو خَیْرَهُ وَ لَا آمَنُ شَرَّهُ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ قَالَ وَ نَسِیتُ وَاحِداً وَ أَظُنُّهُ الْمِقْدَادَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یُنَادُوا فِی الْمَسْجِدِ بِأَعْلَی أَصْوَاتِهِمْ أَنَّهُ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَمْ یَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ فَنَادَوْا ثَلَاثاً ثُمَّ أَمَرَ فَنُودِیَ أَنَّ كُلَّ أَرْبَعِینَ دَاراً مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ یَكُونُ سَاكِنُهَا جَاراً لَهُ (3).

«13»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَارِ سَوْءٍ فِی دَارِ إِقَامَةٍ تَرَاكَ عَیْنَاهُ وَ یَرْعَاكَ

ص: 152


1- 1. قرب الإسناد: 40.
2- 2. الاختصاص: 230.
3- 3. مخطوط؛ تری مثله فی الكافی ج 2 ص 666 باب حقّ الجوار.

قَلْبُهُ إِنْ رَآكَ بِخَیْرٍ سَاءَهُ وَ إِنْ رَآكَ بِشَرٍّ سَرَّهُ (1).

«14»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی رَجَاءٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: حُسْنُ الْجِوَارِ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ.

«15»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ: أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ فُلَاناً جَارِی یُؤْذِینِی قَالَ اصْبِرْ عَلَی أَذَاهُ كُفَّ أَذَاكَ عَنْهُ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ وَ قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنَّ جَارِی قَدْ مَاتَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَی بِالدَّهْرِ وَاعِظاً وَ كَفَی بِالْمَوْتِ مُفَرِّقاً.

«16»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی وَصِیَّتِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ اللَّهَ اللَّهَ فِی جِیرَانِكُمْ فَإِنَّهُ وَصِیَّةُ نَبِیِّكُمْ مَا زَالَ یُوصِی بِهِمْ حَتَّی ظَنَنَّا أَنَّهُ سَیُوَرِّثُهُمْ (2).

«17»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] الْكَرَاجُكِیُّ بِسَنَدٍ مَذْكُورٍ فِی الْمَنَاهِی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ آذَی جَارَهُ.

ص: 153


1- 1. راجع الكافی ج 2 ص 669.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 78 تحت الرقم 47 من الرسائل.

أبواب آداب العشرة مع الأصدقاء و فضلهم و أنواعهم و غیر ذلك مما یتعلق بهم

باب 10 حسن المعاشرة و حسن الصحبة و حسن الجوار و طلاقة الوجه و حسن اللقاء و حسن البشر

الآیات:

البقرة: وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(1)

النساء: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ بِذِی الْقُرْبی

ص: 154


1- 1. البقرة ص 83. قال الطبرسیّ فی مجمع البیان ج 1 ص 149: قرأ حمزة و الكسائی« حسنا» بفتح الحاء و السین فهو صفة و تقدیره: قولوا للناس قولا حسنا، كقوله تعالی: فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلًا، أی متاعا قلیلا، و قرأ الباقون« حسنا» بالضم- فاما صفة كالحلو و المر أو مصدر كالشكر و الكفر و تقدیره: قولا ذا حسن. و اختلف فی معنی قوله« حسنا» فقیل هو القول الحسن الجمیل و الخلق الكریم و هو مما ارتضاه اللّٰه و أحبه، و قیل هو الامر بالمعروف و النهی عن المنكر. و روی جابر عن أبی جعفر علیه السلام أنّه قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن یقال لكم فان اللّٰه یبغض اللعان السباب الطعان علی المؤمنین الفاحش المتفحش السائل الملحف و یحب الحلیم العفیف المتعفف.

وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ وَ الْجارِ ذِی الْقُرْبی وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ وَ ما مَلَكَتْ أَیْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً(1)

«1»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیُ (2) عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ كَئِیبٌ حَزِینٌ فَقَالَ لَهُ زَیْنُ

ص: 155


1- 1. النساء: 36، و قال الطبرسیّ فی المجمع ج 3 ص 45: الجار: أصله من العدول یقال: جاوره مجاورة و جوارا فهو مجاور و جار له بعدوله الی ناحیته فی مسكنه من قولهم جار عن الطریق و جار السهم إذا عدل عن القصد، و الجار ذی القربی: القریب و الجار الجنب: الغریب قال أبو علیّ: الجنب صفة علی فعل مثل ناقة أجد( أی قویة) و مشی سجح( أی سهلة) فالجنب: المتباعد عن أهله، و أصل المختال من التخیل لانه یتخیل بحاله مرح البطر، و المختال: الصلف التیاه، و منه الخیل لأنّها تختال فی مشیها أی تتبختر و الفخور: الذی یعد مناقبه كبرا و تطاولا و أمّا الذی یعددها اعترافا بالنعمة فهو شكور. و قال فی قوله تعالی: بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً: أی استوصوا بهما برا و إنعاما و إحسانا و اكراما، و قیل ان فیه اضمار فعل: أی و أوصاكم اللّٰه بالوالدین إحسانا. و قال فی قوله تعالی: وَ الْجارِ ذِی الْقُرْبی وَ الْجارِ الْجُنُبِ: قیل معناه: الجار القریب فی النسب و الجار الاجنبی الذی لیس بنیك و بینه قرابة، و قیل: المراد به الجار ذی القربی منك بالإسلام. و الجار الجنب: المشرك البعید فی الدین، و روی عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله أنّه قال: الجیران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق: حق الجوار، و حقّ القرابة، و حق الإسلام، و جار له حقان: حق الجوار و حقّ الإسلام، و جار له حقّ الجوار: المشرك من أهل الكتاب. و قال فی قوله تعالی« وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ»: فی معناه أربعة أقوال: أحدها أنّه الرفیق فی السفر و الاحسان إلیه بالمواساة و حسن العشرة، و ثانیها أنّه الزوجة، و ثالثها أنّه المنقطع الیك یرجو نفعك، و رابعها أنّه الخادم الذی یخدمك، و الأولی حمله علی الجمیع.
2- 2. بضم الزای و سكون الهاء: أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبید اللّٰه بن الحارث بن شهاب بن زهرة بن كلاب، المدنیّ التابعی المعروف، قیل انه قد حفظ علم الفقهاء السبعة و لقی عشرة من الصحابة.

الْعَابِدِینَ علیه السلام مَا بَالُكَ مَغْمُوماً قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ غُمُومٌ وَ هُمُومٌ تَتَوَالَی عَلَیَّ لِمَا امْتُحِنْتُ بِهِ مِنْ جِهَةِ حُسَّادِ نِعَمِی وَ الطَّامِعِینَ فِیَّ وَ مِمَّنْ أَرْجُوهُ وَ مِمَّنْ أَحْسَنْتُ إِلَیْهِ فَیُخْلِفُ ظَنِّی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام احْفَظْ عَلَیْكَ لِسَانَكَ تَمْلِكْ بِهِ إِخْوَانَكَ قَالَ الزُّهْرِیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أُحْسِنُ إِلَیْهِمْ بِمَا یَبْدُرُ مِنْ كَلَامِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ إِیَّاكَ وَ أَنْ تُعْجَبَ مِنْ نَفْسِكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا یَسْبِقُ إِلَی الْقُلُوبِ إِنْكَارُهُ وَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ اعْتِذَارُهُ فَلَیْسَ كُلُّ مَنْ تُسْمِعُهُ شَرّاً یُمْكِنُكَ أَنْ تُوَسِّعَهُ عُذْراً ثُمَّ قَالَ یَا زُهْرِیُّ مَنْ لَمْ یَكُنْ عَقْلُهُ مِنْ أَكْمَلِ مَا فِیهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِنْ أَیْسَرِ مَا فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا زُهْرِیُّ أَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَجْعَلَ الْمُسْلِمِینَ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ بَیْتِكَ فَتَجْعَلَ كَبِیرَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ وَالِدِكَ وَ تَجْعَلَ صَغِیرَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِكَ وَ تَجْعَلَ تِرْبَكَ (1) بِمَنْزِلَةِ أَخِیكَ فَأَیَّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَظْلِمَ وَ أَیُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ عَلَیْهِ وَ أَیُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَهْتِكَ سِتْرَهُ وَ إِنْ عَرَضَ لَكَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّ لَكَ فَضْلًا عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَانْظُرْ إِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقَنِی بِالْإِیمَانِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَهُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقْتُهُ بِالْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَهُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ إِنْ كَانَ تِرْبَكَ فَقُلْ أَنَا عَلَی یَقِینٍ مِنْ ذَنْبِی وَ فِی شَكٍّ مِنْ أَمْرِهِ فَمَا لِی أَدَعُ یَقِینِی لِشَكِّی وَ إِنْ رَأَیْتَ الْمُسْلِمِینَ یُعَظِّمُونَكَ وَ یُوَقِّرُونَكَ وَ یُبَجِّلُونَكَ فَقُلْ هَذَا فَضْلٌ أَخَذُوا بِهِ وَ إِنْ رَأَیْتَ مِنْهُمْ جَفَاءً وَ انْقِبَاضاً عَنْكَ فَقُلْ هَذَا لِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ سَهَّلَ اللَّهُ عَلَیْكَ عَیْشَكَ وَ كَثُرَ أَصْدِقَاؤُك وَ قَلَّ أَعْدَاؤُكَ وَ فَرِحْتَ بِمَا یَكُونُ مِنْ بِرِّهِمْ وَ لَمْ تَأْسَفْ عَلَی مَا یَكُونُ مِنْ جَفَائِهِمْ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَی النَّاسِ مَنْ كَانَ خَیْرُهُ عَلَیْهِمْ فَائِضاً وَ كَانَ عَنْهُمْ مُسْتَغْنِیاً مُتَعَفِّفاً وَ أَكْرَمُ النَّاسِ بَعْدَهُ عَلَیْهِمْ مَنْ كَانَ مُتَعَفِّفاً وَ إِنْ كَانَ إِلَیْهِمْ مُحْتَاجاً فَإِنَّمَا أَهْلُ الدُّنْیَا یَعْتَقِبُونَ الْأَمْوَالَ فَمَنْ لَمْ یَزْدَحِمْهُمْ فِیمَا یَعْتَقِبُونَهُ كَرُمَ عَلَیْهِمْ وَ مَنْ

ص: 156


1- 1. الترب- بالكسر- من ولد معك.

لَمْ یُزَاحِمْهُمْ فِیهَا وَ مَكَّنَهُمْ مِنْ بَعْضِهَا كَانَ أَعَزَّ وَ أَكْرَمَ (1).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ذَكَرَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَّهُ وَجَدَ فِی قَائِمَةِ سَیْفٍ مِنْ سُیُوفِ رَسُولِ اللَّهِ صَحِیفَةً فِیهَا ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَ قُلِ الْحَقَّ وَ لَوْ عَلَی نَفْسِكَ وَ أَحْسِنْ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْكَ الْخَبَرَ(2).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ یُفْعَلَ بِكَ فَلَا تَفْعَلْهُ بِأَحَدٍ وَ إِنْ لَطَمَ أَحَدٌ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ فَأَعْطِ الْأَیْسَرَ(3).

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام صَاحَبَ رَجُلًا ذِمِّیّاً فَقَالَ لَهُ الذِّمِّیُّ أَیْنَ تُرِیدُ یَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أُرِیدُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا عَدَلَ الطَّرِیقُ بِالذِّمِّیِّ عَدَلَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الذِّمِّیُّ أَ لَیْسَ زَعَمْتَ تُرِیدُ الْكُوفَةَ قَالَ بَلَی فَقَالَ لَهُ الذِّمِّیُّ فَقَدْ تَرَكْتَ الطَّرِیقَ فَقَالَ لَهُ قَدْ عَلِمْتُ فَقَالَ لَهُ فَلِمَ عَدَلْتَ مَعِی وَ قَدْ عَلِمْتَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ هَذَا مِنْ تَمَامِ حُسْنِ الصُّحْبَةِ أَنْ یُشَیِّعَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ هُنَیْئَةً إِذَا فَارَقَهُ وَ كَذَلِكَ أَمَرَنَا نَبِیُّنَا فَقَالَ لَهُ هَكَذَا قَالَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الذِّمِّیُّ لَا جَرَمَ إِنَّمَا تَبِعَهُ مَنْ تَبِعَهُ لِأَفْعَالِهِ الْكَرِیمَةِ وَ أَنَا أُشْهِدُكَ أَنِّی عَلَی دِینِكَ فَرَجَعَ الذِّمِّیُّ مَعَ عَلِیٍّ فَلَمَّا عَرَفَهُ أَسْلَمَ (4).

«5»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صُحْبَةُ عِشْرِینَ سَنَةً قَرَابَةٌ(5).

«6»- ل، [الخصال] سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ خَرَاجَةَ عَنْ أَبِی

ص: 157


1- 1. الاحتجاج ص 174.
2- 2. أمالی الصدوق ص 44.
3- 3. أمالی الصدوق ص 220.
4- 4. قرب الإسناد ص 7 و رواه فی الكافی ج 2 ص 670.
5- 5. قرب الإسناد ص 24.

كُرَیْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ الْعَبْسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِیمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ التَّحَبُّبُ إِلَی النَّاسِ (1).

«7»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: النَّاسُ رَجُلَانِ مُؤْمِنٌ وَ جَاهِلٌ فَلَا تُؤْذِی الْمُؤْمِنَ وَ لَا تُجَهِّلِ الْجَاهِلَ فَتَكُونَ مِثْلَهُ (2).

«8»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: بَعْدَ ذِكْرِ الْأَئِمَّةِ وَ دِینُهُمُ الْوَرَعُ وَ الْعِفَّةُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ حُسْنُ الصُّحْبَةِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ.

«9»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: لِتَجْمَعْ فِی قَلْبِكَ الِافْتِقَارَ إِلَی النَّاسِ وَ الِاسْتِغْنَاءَ عَنْهُمْ یَكُونُ افْتِقَارُكَ إِلَیْهِمْ فِی لِینِ كَلَامِكَ وَ حُسْنِ بِشْرِكَ وَ یَكُونُ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِی نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَ بَقَاءِ عِزِّكَ (3).

أقول: قد مضی بأسانید عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَنْظُرَ مِنَ النَّاسِ إِلَی مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ یُؤْذِی جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ.

«10»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَ تَكُنْ مُسْلِماً(4).

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی باب جوامع المكارم.

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَنْ صَحِبَكَ فَقُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِی قَالَ فَمَا فَعَلَ فَقُلْتُ مُنْذُ دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ فَقَالَ لِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ

ص: 158


1- 1. الخصال ج 1 ص 11.
2- 2. الخصال ج 1 ص 26.
3- 3. معانی الأخبار ص 267.
4- 4. الخصال ج 1 ص 80.

صَحِبَ مُؤْمِناً أَرْبَعِینَ خُطْوَةً سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَی النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ أَغْنَی النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً(2).

«13»- لی (3)،[الأمالی للصدوق] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَ حُسْنِ اللِّقَاءِ(4).

«14»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أُوصِیكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَكْتَافِكُمْ فَتَذِلُّوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(5) عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ اشْهَدُوا لَهُمْ وَ عَلَیْهِمْ وَ صَلُّوا مَعَهُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ عَلَی قَوْمٍ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ یَأْتَمُّونَ بِقَوْمٍ فَیَأْمُرُونَهُمْ وَ یَنْهَوْنَهُمْ فَلَا یَقْبَلُونَ مِنْهُمْ وَ یُذِیعُونَ حَدِیثَهُمْ عِنْدَ عَدُوِّهِمْ فَیَأْتِی عَدُوُّهُمْ إِلَیْنَا فَیَقُولُونَ لَنَا إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ وَ یَرْوُونَ عَنْكُمْ كَذَا وَ كَذَا فَنَحْنُ نَقُولُ إِنَّا بُرَآءُ مِمَّنْ یَقُولُ هَذَا فَیَقَعُ عَلَیْهِمُ الْبَرَاءَةُ(6).

«15»- سن، [المحاسن] حَمَّادٌ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ:

ص: 159


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 27.
2- 2. أمالی الصدوق ص 121.
3- 3. أمالی الصدوق ج 2 ص 53.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 53.
5- 5. البقرة: 83.
6- 6. المحاسن ص 18، و روی مثله فی الكافی ج 2 ص 635 ثلاثة أحادیث.

مَنْ خَالَطْتَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ یَدُكَ الْعُلْیَا(1)

عَلَیْهِ فَافْعَلْ (2).

«16»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ الْكَلْبِیِّ قَالَ: أَوْصَانَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ حُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (3).

«17»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: حُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَی فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ مِنْ مَزِیدِ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ عَبْدِهِ وَ مَنْ كَانَ خَاضِعاً فِی السِّرِّ كَانَ حَسَنَ الْمُعَاشَرَةِ فِی الْعَلَانِیَةِ فَعَاشِرِ الْخَلْقَ لِلَّهِ وَ لَا تُعَاشِرْهُمْ لِنَصِیبِكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ لِطَلَبِ الْجَاهِ وَ الرِّیَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ لَا تستقطن [تَسْقُطَنَ] بِسَبَبِهَا عَنْ حُدُودِ الشَّرِیعَةِ مِنْ بَابِ الْمُمَاثَلَةِ وَ الشُّهْرَةِ فَإِنَّهُمْ لَا یُغْنُونَ عَنْكَ شَیْئاً وَ تَفُوتُكَ الْآخِرَةُ بِلَا فَائِدَةٍ وَ اجْعَلْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ وَ الْأَصْغَرَ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ وَ الْمِثْلَ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ وَ لَا تَدَعْ مَا تَعْمَلُهُ یَقِیناً مِنْ نَفْسِكَ بِمَا تَشُكُّ فِیهِ مِنْ غَیْرِكَ وَ كُنْ رَفِیقاً فِی أَمْرِكَ بِالْمَعْرُوفِ شَفِیقاً فِی نَهْیِكَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَا تَدَعِ النَّصِیحَةَ فِی كُلِّ حَالٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(4) وَ اقْطَعْ عَمَّنْ تُنْسِیكَ وُصْلَتُهُ ذِكْرَ اللَّهِ وَ تَشْغَلُكَ أُلْفَتُهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ وَ أَعْوَانِهِ وَ لَا یَحْمِلَنَّكَ رُؤْیَتُهُمْ إِلَی الْمُدَاهَنَةِ عَلَی الْحَقِّ فَإِنَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ الْعَظِیمُ وَ یَفُوتُكَ الْآخِرَةُ بِلَا فَائِدَةٍ(5).

«18»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ الْجارِ ذِی الْقُرْبی قَالَ ذُو الْقُرْبَی- وَ الْجارِ الْجُنُبِ قَالَ الَّذِی لَیْسَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ قَرَابَةٌ- وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ قَالَ الصَّاحِبُ فِی السَّفَرِ(6).

ص: 160


1- 1. تكون: مؤنث غائب، و یدك اسمه، و العلیا علیه، خبره، و المعنی ان استطعت أن تكون أنت مفضیا علیهم محسنا منعما لهم فكن.
2- 2. المحاسن ص 358 و مثلهما فی الكافی ج 2 ص 669.
3- 3. المحاسن ص 358 و مثلهما فی الكافی ج 2 ص 669.
4- 4. البقرة: 83.
5- 5. مصباح الشریعة ص 30.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 241، و الآیة فی النساء: 36.

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُقَالَ لَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الْمُتَفَحِّشَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَ یُحِبُّ الْحَیِیَّ الْحَلِیمَ الْعَفِیفَ الْمُتَعَفِّفَ (1).

«20»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَكْتَافِكُمْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ صَلُّوا مَعَهُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ وَ حَتَّی یَكُونَ الْمُبَایَنَةُ(2).

«21»- سر، [السرائر] فِی جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ فَقَالَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یُحْسِنْ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ وَ مُرَافَقَةَ مَنْ رَافَقَهُ وَ مُمَالَحَةَ مَنْ مَالَحَهُ وَ مُخَالَقَةَ مَنْ خَالَقَهُ (3).

«22»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ

ص: 161


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 48 و الآیة فی البقرة: 83.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 48 و الآیة فی البقرة: 83.
3- 3. و رواه الكلینی فی الكافی ج 2 ص 637 و لفظه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران، عن محمّد بن حفص، عن أبی الربیع الشامیّ. قال: دخلت علی أبی عبد اللّٰه علیه الصلاة و السلام، و البیت غاص بأهله، فیه الخراسانیّ و الشامیّ و من أهل الآفاق، فلم أجد موضعا أقعد فیه، فجلس أبو عبد اللّٰه« ع» و كان متكئا، ثمّ قال: یا شیعة آل محمّد اعلموا أنّه لیس منا من لم یملك نفسه عند غضبه، و من لم یحسن صحبة من صحبه و مخالقة من خالقه، و مرافقة من رافقه، و مجاورة من جاوره، و ممالحة من مالحه، یا شیعة آل محمد! اتقوا اللّٰه ما استطعتم و لا حول و لا قوة الا باللّٰه. أقول: المخالقة: المعاشرة بالاخلاق الحسنة یقال: خالص المؤمن، و خالق الفاجر و الممالحة: المؤاكلة، ان كان بمعنی أكل الملح، كأنّه أكل معه الخبز و فیه الملح، أو مع الملح، یقال: هو یحفظ حرمة الممالحة، أو هو المكالمة بما فیه ملاحة و مطایبة، من قولهم: أملح؛ جاء بكلام ملیح.

ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: صَانِعِ الْمُنَافِقَ بِلِسَانِكَ وَ أَخْلِصْ وُدَّكَ لِلْمُؤْمِنِ وَ إِنْ جَالَسَكَ یَهُودِیٌّ فَأَحْسِنْ مُجَالَسَتَهُ (1).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُصْعَبٍ: مِثْلَهُ.

«23»- جا، [المجالس للمفید] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَفَقَّدَ تُفُقِّدَ وَ مَنْ لَا یُعِدَّ الصَّبْرَ لِفَوَاجِعِ الدَّهْرِ یَعْجِزْ وَ إِنْ قَرَّضْتَ النَّاسَ قَرَّضُوكَ وَ إِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ یَتْرُكُوكَ قَالَ فَكَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ أَقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِیَوْمِ فَاقَتِكَ وَ فَقْرِكَ (2).

«24»- جا، [المجالس للمفید] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِی الْمَسْجِدِ وَ حُسْنِ الْجِوَارِ لِلنَّاسِ وَ إِقَامَةِ الشَّهَادَةِ وَ حُضُورِ الْجَنَائِزِ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنَ النَّاسِ إِنَّ أَحَداً لَا یَسْتَغْنِی عَنِ النَّاسِ حَیَاتَهُ

فَأَمَّا نَحْنُ نَأْتِی جَنَائِزَهُمْ وَ إِنَّمَا یَنْبَغِی لَكُمْ أَنْ تَصْنَعُوا مِثْلَ مَا یَصْنَعُ مَنْ تَأْتَمُّونَ بِهِ وَ النَّاسُ لَا بُدَّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَا دَامُوا عَلَی هَذِهِ الْحَالِ حَتَّی یَكُونَ ذَلِكَ ثُمَّ یَنْقَطِعُ كُلُّ قَوْمٍ إِلَی أَهْلِ أَهْوَائِهِمْ ثُمَّ قَالَ عَلَیْكُمْ بِحُسْنِ الصَّلَاةِ وَ اعْمَلُوا لِآخِرَتِكُمْ وَ اخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ یَكُونُ كَیِّساً فِی أَمْرِ الدُّنْیَا فَیُقَالُ مَا أَكْیَسَ فُلَاناً وَ إِنَّمَا الْكَیِّسُ كَیِّسُ الْآخِرَةِ(3).

«25»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ ره بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَلَّمْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمِنًی ثُمَّ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مُجْتَازُونَ لَسْنَا نُطِیقُ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْكَ كُلَّمَا أَرَدْنَاهُ فَأَوْصِنَا قَالَ عَلَیْكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ حُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبَكُمْ وَ إِفْشَاءِ السَّلَامِ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ صَلُّوا فِی مَسَاجِدِهِمْ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اتَّبِعُوا جَنَائِزَهُمْ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی أَنَّ شِیعَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ كَانُوا خِیَارَ مَنْ كَانُوا مِنْهُمْ إِنْ كَانَ فَقِیهٌ كَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ كَانَ

ص: 162


1- 1. مجالس المفید ص 117.
2- 2. مجالس المفید ص 118.
3- 3. مجالس المفید ص 118.

مُؤْذِنٌ كَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ كَانَ إِمَامٌ كَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ كَانَ صَاحِبُ أَمَانَةٍ كَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ كَانَ صَاحِبُ وَدِیعَةٍ كَانَ مِنْهُمْ وَ كَذَلِكَ كُونُوا حَبِّبُونَا إِلَی النَّاسِ وَ لَا تُبَغِّضُونَا إِلَیْهِمْ (1).

«26»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُوسَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَهِیكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام جَمَعَ بَنِیهِ حَسَناً وَ حُسَیْناً وَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ وَ الْأَصَاغِرَ مِنْ وُلْدِهِ فَوَصَّاهُمْ وَ كَانَ فِی آخِرِ وَصِیَّتِهِ یَا بَنِیَّ عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَیْكُمْ وَ إِنْ فُقِدْتُمْ بَكَوْا عَلَیْكُمْ یَا بُنَیَّ إِنَّ الْقُلُوبَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَتَلَاحَظُ بِالْمَوَدَّةِ وَ تَتَنَاجَی بِهَا وَ كَذَلِكَ هِیَ فِی الْبُغْضِ فَإِذَا أَحْبَبْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَیْرِ خَیْرٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَیْكُمْ فَارْجُوهُ وَ إِذَا أَبْغَضْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَیْكُمْ فَاحْذَرُوهُ (2).

«27»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِیقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَجِیبُوا الدَّاعِیَ وَ عُودُوا الْمَرِیضَ وَ اقْبَلُوا الْهَدِیَّةَ وَ لَا تَظْلِمُوا الْمُسْلِمِینَ (3).

«28»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا یَكُونُ الصَّدِیقُ صَدِیقاً حَتَّی یَحْفَظَ أَخَاهُ فِی ثَلَاثٍ فِی نَكْبَتِهِ وَ غَیْبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ قَضَی حَقَّ مَنْ لَا یَقْضِی حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ (5).

وَ قَالَ علیه السلام: فِی تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عُلِمَ جَوَاهِرُ الرِّجَالِ. وَ قَالَ علیه السلام: حَسَدُ الصَّدِیقِ

ص: 163


1- 1. صفات الشیعة ص 177.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 208.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 252.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 175.
5- 5. المصدر ج 2 ص 184.

مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَیْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَی الثِّقَةِ بِالظَّنِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ أَطَاعَ الْوَاشِیَ ضَیَّعَ الصَّدِیقَ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: أَصْدِقَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ وَ أَعْدَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ فَأَصْدِقَاؤُكَ صَدِیقُكَ وَ صَدِیقُ صَدِیقِكَ وَ عَدُوُّ عَدُوِّكَ وَ أَعْدَاؤُكَ عَدُوُّكَ وَ عَدُوُّ صَدِیقِكَ وَ صَدِیقُ عَدُوِّكَ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: الْقَرَابَةُ إِلَی الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَی الْقَرَابَةِ(4).

وَ قَالَ علیه السلام: الِاسْتِغْنَاءُ عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِهِ (5).

وَ قَالَ علیه السلام: اخْبُرْ تَقْلِهْ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ رَوَی هَذَا لِرَسُولِ اللَّهِ وَ مِمَّا یُقَوِّی أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا حَكَاهُ تَغْلِبُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِیِّ قَالَ قَالَ الْمَأْمُونُ لَوْ لَا أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ اخْبُرْ تَقْلِهْ لَقُلْتُ أَنَا اقْلِهِ تَخْبُرْ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: أَوْلَی النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عَرَّقَتْ فِیهِ الْكِرَامُ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: زُهْدُكَ فِی رَاغِبٍ فِیكَ نُقْصَانُ عَقْلٍ وَ رَغْبَتُكَ فِی زَاهِدٍ فِیكَ ذُلُّ نَفْسٍ (8).

ص: 164


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
2- 2. المصدر ج 2 ص 197.
3- 3. المصدر ج 2 ص 217.
4- 4. المصدر ج 2 ص 218.
5- 5. المصدر ج 2 ص 223. و قال ابن أبی الحدید: و المعنی لا تفعل شیئا تعتذر عنه و ان كنت صادقا فأن لا تفعل خیر لك و أعز لك من أن تفعل ثمّ تعتذر و ان كنت صادقا.
6- 6. المصدر ج 2 ص 247. و قوله« اخبر تقله» اخبر بضم الباء امر من خبرته من باب قتل ای علمته، و« تقله» مضارع مجزوم بعد الامر، و هاؤه للوقف من قلاه یقلیه كرماه یرمیه بمعنی أبغضه، ای: إذا اعجبك ظاهر الشخص فاختبره فربما وجدت فیه ما لا یسرك فتبغضه، و وجه ما اختاره المأمون ان المحبة ستر للعیوب فإذا ابغضت شخصا امكنك ان تعلم حاله كما هو، قاله عبده.
7- 7. لا یوجد فی ط مصر، و یوجد فی نهج الحدیدی ج 4 ص 475.
8- 8. نهج البلاغة ج 2: 250، و فی بعض النسخ:« نقصان حظ».

وَ قَالَ علیه السلام: شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تَكَلَّفُ لَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا احْتَشَمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَ الصَّدِیقُ مَنْ صَدَقَ غَیْبُهُ رُبَّ بَعِیدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ وَ قَرِیبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِیدٍ وَ الْغَرِیبُ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ حَبِیبٌ وَ قَطِیعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ وَ مَنْ لَمْ یُبَالِكَ فَهُوَ عَدُوُّكَ- لَا خَیْرَ فِی مُعِینٍ مَهِینٍ وَ لَا فِی صَدِیقٍ ظَنِینٍ (2).

«29»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: النَّاسُ إِخْوَانٌ فَمَنْ كَانَتْ أُخُوَّتُهُ فِی غَیْرِ ذَاتِ اللَّهِ فَهِیَ عَدَاوَةٌ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِیحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَمْ قَبِیحَةً وَ زُلْ مَعَهُ حَیْثُ مَا زَالَ وَ لَا تَطْلُبَنَّ مِنْهُ الْمُجَازَاةَ فَإِنَّهَا مِنْ شِیَمِ الدُّنَاةِ(4).

وَ قَالَ علیه السلام: ابْذُلْ لِصَدِیقِكَ كُلَّ الْمَوَدَّةِ وَ لَا تَبْذُلْ لَهُ كُلَّ الطُّمَأْنِینَةِ وَ أَعْطِهِ كُلَّ الْمُوَاسَاةِ وَ لَا تُفْضِ إِلَیْهِ بِكُلِّ الْأَسْرَارِ تُوَفِّی الْحِكْمَةَ حَقَّهَا وَ الصَّدِیقَ وَاجِبَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یَكُونُ أَخُوكَ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی مَوَدَّتِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْبَشَاشَةُ مُخُّ الْمَوَدَّةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یُفْسِدُكَ الظَّنُّ عَلَی صَدِیقٍ أَصْلَحَهُ لَكَ الْیَقِینُ.

وَ قَالَ علیه السلام: كَفَی بِكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَیْرِكَ.

وَ قَالَ علیه السلام: لِأَخِیكَ عَلَیْكَ مِثْلُ الَّذِی لَكَ عَلَیْهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تُضِیعَنَّ حَقَّ أَخِیكَ اتِّكَالًا عَلَی مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ ضَیَّعْتَ حَقَّهُ وَ لَا یَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَی النَّاسِ بِكَ اقْبَلْ عُذْرَ أَخِیكَ وَ إِنْ لَمْ

ص: 165


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 256.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 56 قسم الرسائل و الكتب.
3- 3. الزخرف: 67.
4- 4. الدناة- جمع الدانی، كرماة و رامی، و لكن الدانی بمعنی القریب، و لعله تصحیف الدنآء- كفضلاء جمع الدنی ء بمعنی الخسیس الدون الذی لا خیر فیه.

یَكُنْ لَهُ عُذْرٌ فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً- لَا یُكَلِّفُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الطَّلَبَ إِذَا عَرَفَ حَاجَتَهُ- لَا تَرْغَبَنَّ فِیمَنْ زَهِدَ فِیكَ وَ لَا تَزْهَدَنَّ فِیمَنْ رَغِبَ فِیكَ إِذَا كَانَ لِلْمُحَافَظَةِ مَوْضِعاً- لَا تُكْثِرَنَّ الْعِتَابَ فَإِنَّهُ یُورِثُ الضَّغِینَةَ وَ یَجُرُّ إِلَی الْبِغْضَةِ وَ كَثْرَتُهُ مِنْ سُوءِ الْأَدَبِ.

وَ قَالَ علیه السلام: ارْحَمْ أَخَاكَ وَ إِنْ عَصَاكَ وَ صِلْهُ وَ إِنْ جَفَاكَ. وَ قَالَ علیه السلام: احْتَمِلْ زَلَّةَ وَلِیِّكَ لِوَقْتِ وَثْبَةِ عَدُوِّكَ. وَ قَالَ: مَنْ وَعَظَ أَخَاهُ سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ وَ مَنْ وَعَظَهُ عَلَانِیَةً فَقَدْ شَانَهُ.

«30»- وَ مِنْهُ، رُوِیَ: أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام كَانَ یَتَمَثَّلُ كَثِیراً بِهَذَیْنِ الْبَیْتَیْنِ-

أَخُوكَ الَّذِی لَوْ جِئْتَ بِالسَّیْفِ عَامِداً***لِتَضْرِبَهُ لَمْ یَسْتَغِشَّكَ فِی الْوَدِّ

وَ لَوْ جِئْتَهُ تَدْعُوهُ لِلْمَوْتِ لَمْ یَكُنْ***یَرُدُّكَ إِبْقَاءً عَلَیْكَ مِنَ الرَّدِّ

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا آخَی أَحَدُكُمْ رَجُلًا فَلْیَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ قَبِیلَتِهِ وَ مَنْزِلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ وَاجِبِ الْحَقِّ وَ صَافِی الْإِخَاءِ وَ إِلَّا فَهِیَ مَوَدَّةُ حَمْقَاءَ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: احْذَرِ الْعَاقِلَ إِذَا أَغْضَبْتَهُ وَ الْكَرِیمَ إِذَا أَهَنْتَهُ وَ النَّذْلَ (1)

إِذَا أَكْرَمْتَهُ وَ الْجَاهِلَ إِذَا صَاحَبْتَهُ وَ مَنْ كَفَّ عَنْكَ شَرَّهُ فَاصْنَعْ مَا سَرَّهُ وَ مَنْ أَمِنْتَ مِنْ أَذِیَّتِهِ فَارْغَبْ فِی أُخُوَّتِهِ.

«31»- أَعْلَامُ الدِّینِ، رَوَتْ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ إِذَا سَمِعْتَ بِاسْمِ رَجُلٍ خَیْرٌ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ فَإِذَا لَقِیتَهُ خَیْرٌ مِنْ أَنْ تُجَرِّبَهُ وَ لَوْ جَرَّبْتَهُ أَظْهَرَ لَكَ أَحْوَالًا دِینُهُمْ دَرَاهِمُهُمْ وَ هِمَّتُهُمْ بُطُونُهُمْ وَ قِبْلَتُهُمْ نِسَاؤُهُمْ یَرْكَعُونَ لِلرَّغِیفِ وَ یَسْجُدُونَ لِلدِّرْهَمِ حَیَارَی سُكَارَی لَا مُسْلِمِینَ وَ لَا نَصَارَی.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا تُتْبِعْ أَخَاكَ بَعْدَ الْقَطِیعَةِ وَقِیعَةً فِیهِ فَیُسَدَّ عَلَیْهِ طَرِیقُ الرُّجُوعِ إِلَیْكَ فَلَعَلَّ التَّجَارِبَ تَرُدُّهُ عَلَیْكَ.

«32»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 166


1- 1. النذل: الخسیس من الناس، و الساقط فی دین أو حسب، و المحتقر فی جمیع أحواله.

الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَاحَةُ النَّفْسِ تَرْكُ مَا لَا یَعْنِیهَا وَ أَوْحَشُ الْوَحْشَةِ قَرِینُ السَّوْءِ.

«33»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِالطَّاعَةِ لِأَئِمَّتِكُمْ قُولُوا مَا یَقُولُونَ وَ اصْمُتُوا عَمَّا صَمَتُوا فَإِنَّكُمْ فِی سُلْطَانِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (1) یَعْنِی بِذَلِكَ وُلْدَ الْعَبَّاسِ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِی هُدْنَةٍ صَلُّوا فِی عَشَائِرِهِمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَیْهِمْ وَ عَلَیْكُمْ بِحَجِّ هَذَا الْبَیْتِ فَأَدْمِنُوهُ فَإِنَّ فِی إِدْمَانِكُمُ الْحَجَّ دَفْعَ مَكَارِهِ الدُّنْیَا عَنْكُمْ وَ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

«34»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: صَلَاحُ شَأْنِ النَّاسِ التَّعَایُشُ وَ التَّعَاشُرُ مِلْ ءَ مِكْیَالٍ ثُلُثَاهُ فَطَنٌ وَ ثُلُثٌ تَغَافُلٌ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَكْرَمَكَ فَأَكْرِمْهُ وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِكَ فَأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْهُ.

وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: اصْحَبِ السُّلْطَانَ بِالْحَذَرِ وَ الصَّدِیقَ بِالتَّوَاضُعِ وَ الْعَدُوَّ بِالتَّحَرُّزِ وَ الْعَامَّةَ بِالْبِشْرِ.

«35»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُیُوبِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: وَ الْمُسَالَمَةُ خَبْ ءُ الْعُیُوبِ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَیْكُمْ وَ إِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَیْكُمْ (4).

ص: 167


1- 1. إبراهیم: 46.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 280.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 144.
4- 4. المصدر ج 2 ص 145.

وَ قَالَ علیه السلام: التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَانَ عُودُهُ كَثُفَ أَغْصَانُهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِی أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: لِیَتَأَسَّ صَغِیرُكُمْ بِكَبِیرِكُمْ وَ لِیَرْؤُفَ كَبِیرُكُمْ بِصَغِیرِكُمْ وَ لَا تَكُونُوا كَجُفَاةِ الْجَاهِلِیَّةِ- لَا فِی الدِّینِ تَتَفَقَّهُونَ وَ لَا عَنِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ (4).

وَ قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِیكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَی الصِّلَةِ وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَی اللُّطْفِ وَ الْمُقَارَبَةِ وَ عِنْدَ جُمُودِهِ عَلَی الْبَذْلِ وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَی الدُّنُوِّ وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَی اللِّینِ وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَی الْعُذْرِ حَتَّی كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ وَ كَأَنَّهُ ذُو نِعْمَةٍ عَلَیْكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَیْرِ أَهْلِهِ- لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِیقِكَ صَدِیقاً فَتُعَادِیَ صَدِیقَكَ وَ امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِیحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَمْ قَبِیحَةً وَ تَجَرَّعِ الْغَیْظَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَی مِنْهَا عَاقِبَةً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّةً(5)

وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ یُوشِكُ أَنْ یَلِینَ لَكَ وَ خُذْ عَلَی عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَی الظَّفَرَیْنِ (6)

وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطِیعَةَ أَخِیكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِیَّةً یَرْجِعُ إِلَیْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِكَ یَوْماً مَا وَ مَنْ ظَنَّ بِكَ خَیْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ وَ لَا تُضِیعَنَّ حَقَّ أَخِیكَ اتِّكَالًا عَلَی مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ وَ لَا یَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَی الْخَلْقِ بِكَ وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِیمَنْ زَهِدَ فِیكَ وَ لَا یَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَی عَلَی قَطِیعَتِكَ مِنْكَ عَلَی صِلَتِهِ وَ لَا یَكُونَنَّ عَلَی الْإِسَاءَةِ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی

ص: 168


1- 1. لا یوجد فی ط مصر و فی ط بیروت: 93.
2- 2. المصدر ج 2 ص 193.
3- 3. المصدر ج 2 ص 240.
4- 4. المصدر ج 2 ص 332.
5- 5. المغبة- بالفتح- عاقبة الشی ء، یقال: للامر غب و مغبة: أی عاقبة.
6- 6. أحد الظفرین، خ ل.

الْإِحْسَانِ وَ لَا یَكْبُرَنَّ عَلَیْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّهُ یَسْعَی فِی مَضَرَّتِهِ وَ یَغْفُلُ وَ لَیْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ.

إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام: مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغَنَاءِ(1).

«36»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَالْقَوْهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَ حُسْنِ الْبِشْرِ.

وَ رَوَاهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَّا أَنَّهُ قَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ (2).

بیان: فی النهایة یقال وسعه الشی ء یسعه سعة فهو واسع و وسع بالضم وساعة فهو وسیع و الوسع و السعة الجدة و الطاقة و منه الحدیث إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم أی لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم و قال فیه أن تلقاه بوجه طلق یقال طلق الرجل بالضم یطلق طلاقة فهو طلق و طلیق أی منبسط الوجه متهللة و فی القاموس هو طلق الوجه مثلثة و ككتف و أمیر ضاحكة مشرقة و البشر بالكسر طلاقة الوجه و بشاشته و قیل حسن البشر تنبیه علی أن زیادة البشر و كثرة الضحك مذمومة بل الممدوح الوسط من ذلك.

و أقول یحتمل أن یكون للمبالغة فی ذلك أو یكون إشارة إلی أن البشر إنما یكون حسنا إذا كان عن صفاء الطویة و المحبة القلبیة لا ما یكون علی وجه الخداع و الحیلة و بنو هاشم و بنو عبد المطلب مصداقهما واحد لأنه لم یبق لهاشم ولد إلا من عبد المطلب.

«37»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ الْإِنْفَاقُ

ص: 169


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 51.
2- 2. الكافی ج 2 ص 103.

مِنْ إِقْتَارٍ وَ الْبِشْرُ بِجَمِیعِ الْعَالَمِ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ (1).

بیان: الإقتار التضییق علی الإنسان فی الرزق یقال أقتر اللّٰه رزقه أی ضیفه و قلله و الإنفاق أعم من الواجب و المستحب و كأن المراد بالإقتار عدم الغنی و التوسعة فی الرزق و إن كان له زائدا علی رزقه و رزق عیاله ما ینفقه و یحتمل شموله للإیثار أیضا بناء علی كونه حسنا مطلقا أو لبعض الناس فإن الأخبار فی ذلك مختلفة ظاهرا فبعضها یدل علی حسنه و بعضها یدل علی ذمه و أنه كان ممدوحا فی صدر الإسلام فنسخ: و ربما یجمع بینهما باختلاف ذلك بحسب الأشخاص فیكون حسنا لمن یمكنه تحمل

المشقة فی ذلك و یكمل توكله و لا یضطرب عند شدة الفاقة و مذموما لمن لم یكن كذلك و عسی أن نفصل ذلك فی موضع آخر إن شاء اللّٰه (2)

و ربما یحمل ذلك علی من ینقص من كفافه شیئا و یعطیه من هو أحوج منه أو من لا شی ء له.

و البشر بجمیع العالم هذا إما علی عمومه بأن یكون البشر للمؤمنین لإیمانهم و حبه لهم و للمنافقین و الفساق تقیة منهم و مداراة لهم كما قیل دارهم ما دمت فی دارهم و أرضهم ما كنت فی أرضهم أو مخصوص بالمؤمنین كما یشعر به الخبر الآتی و علی التقدیرین لا بد من تخصیصه بغیر الفساق الذین یعلم من حالهم أنهم یتركون المعصیة إذا لقیتهم بوجه مكفهر و لا یتركونها بغیر ذلك و لا یتضرر منهم فی ذلك فإن ذلك أحد مراتب النهی عن المنكر الواجب علی المؤمنین.

و الإنصاف من نفسه هو أن یرجع إلی نفسه و یحكم لهم علیها فیما ینبغی أن یأتی به إلیهم من غیر أن یحكم علیه حاكم و سیأتی فی باب الإنصاف هو أن یرضی لهم ما یرضی لنفسه و یكره لهم ما یكره لنفسه قال الراغب الإنصاف فی المعاملة العدالة و هو أن لا یأخذ من صاحبه من المنافع إلا مثل ما یعطیه و لا ینیله من المضار إلا مثل ما یناله منه و قال الجوهری أنصف أی عدل یقال أنصفه من نفسه و انتصفت

ص: 170


1- 1. الكافی ج 2 ص 103.
2- 2. سیجی ء تفصیل ذلك تحت الرقم 46 من الباب 15.

أنا منه و تناصفوا أی أنصف بعضهم بعضا من نفسه.

«38»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَكَانَ فِیمَا أَوْصَاهُ أَنْ قَالَ الْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ(1).

بیان: التخصیص بالأخ لشدة الاهتمام أو المراد به انبساط الوجه مع حب القلب.

«39»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ مَا حَدُّ حُسْنِ الْخُلُقِ قَالَ تُلِینُ جَنَاحَكَ وَ تُطِیبُ كَلَامَكَ وَ تَلْقَی أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ (2).

بیان: تلیین الجناح كنایة عن عدم تأذی من یجاوره و یجالسه و یحاوره من خشونته بأن یكون سلس الانقیاد لهم و یكف أذاه عنهم أو كنایة عن شفقته علیهم كما أن الطائر یبسط جناحه علی أولاده لیحفظهم و یكنفهم كقوله تعالی وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قال الراغب الجناح جناح الطائر و سمی جانبا الشی ء جناحاه فقیل جناحا السفینة و جناحا العسكر و جناحا الإنسان لجانبیه و قوله تعالی وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ (3) فاستعارة و ذلك أنه لما كان الذل ضربین ضرب یضع الإنسان و ضرب یرفعه و قصد فی هذا المكان إلی ما یرفع الإنسان لا إلی ما یضعه استعار لفظ الجناح فكأنه قیل استعمل الذل الذی یرفعك عند اللّٰه من

أجل اكتسابك الرحمة أو من أجل رحمتك لهم و قال الخفض ضد الرفع و الخفض الدعة و السیر اللین فهو حث علی تلیین الجانب و الانقیاد فكأنه ضد قوله أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَ (4).

و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ تذلل لهما و تواضع

ص: 171


1- 1. الكافی ج 2 ص 103.
2- 2. الكافی ج 2 ص 103.
3- 3. أسری: 24.
4- 4. النمل: 31.

فیهما جعل للذل جناحا و أمره بخفضهما للمبالغة و أراد جناحه كقوله وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ (1) و إضافته إلی الذل للبیان و المبالغة كما أضیف حاتم إلی الجود و المعنی و اخفض لهما جناحك الذلیل.

«40»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ وَ حُسْنُ الْبِشْرِ یَكْسِبَانِ الْمَحَبَّةَ وَ یُدْخِلَانِ الْجَنَّةَ وَ الْبُخْلُ وَ عُبُوسُ الْوَجْهِ یُبْعِدَانِ مِنَ اللَّهِ وَ یُدْخِلَانِ النَّارَ(2).

إیضاح: صنائع المعروف الإحسان إلی الغیر بما یعرف حسنه شرعا و عقلا و كأن الإضافة للبیان قال فی النهایة الاصطناع افتعال من الصنیعة و هی العطیة و الكرامة و الإحسان و قال المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة اللّٰه تعالی و التقرب إلیه و الإحسان إلی الناس و كل ما ندب إلیه الشرع و نهی عنه من المحسنات و المقبحات و هو من الصفات الغالبة أی أمر معروف بین الناس إذا رأوه لا ینكرونه و المعروف النصفة و حسن الصحبة مع الأهل و غیرهم من الناس و المنكر ضد ذلك جمیعه یكسبان المحبة أی محبته تعالی بمعنی إفاضة الرحمات و الهدایات أو محبة الخلق و یؤید الأول قوله و یبعدان من اللّٰه لأن الظاهر أن یترتب علی أحد الضدین نقیض ما یترتب علی الضد الآخر.

«41»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْبِشْرِ یَذْهَبُ بِالسَّخِیمَةِ(3).

بیان: السخیمة الحقد فی النفس.

ص: 172


1- 1. الحجر: 88.
2- 2. الكافی ج 2 ص 103.
3- 3. الكافی ج 2 ص 103 و 104.

باب 11 فضل الصدیق و حد الصداقة و آدابها و حقوقها و أنواع الأصدقاء و النهی عن زیادة الاسترسال و الاستیناس بهم

أقول: سنورد بعض الأخبار فی باب من ینبغی مصادقته (1).

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ مَخْلَدٍ عَمَّنْ سَمِعَ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: الصَّدَاقَةُ مَحْدُودَةٌ وَ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ تِلْكَ الْحُدُودُ فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَی كَمَالِ الصَّدَاقَةِ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ تِلْكَ الْحُدُودِ فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الصَّدَاقَةِ أَوَّلُهَا أَنْ تَكُونَ سَرِیرَتُهُ وَ عَلَانِیَتُهُ لَكَ وَاحِدَةً وَ الثَّانِیَةُ أَنْ یَرَی زَیْنَكَ زَیْنَهُ وَ شَیْنَكَ شَیْنَهُ وَ الثَّالِثَةُ [أَنْ] لَا یُغَیِّرَهُ عَلَیْكَ مَالٌ وَ لَا وِلَایَةٌ وَ الرَّابِعَةُ أَنْ لَا یَمْنَعَكَ شَیْئاً مِمَّا تَصِلُ إِلَیْهِ مَقْدُرَتُهُ وَ الْخَامِسَةُ أَنْ لَا یُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَاتِ (2).

ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ مُجَالِدٍ عَنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (3).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: مَنْ غَضِبَ عَلَیْكَ مِنْ إِخْوَانِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ یَقُلْ فِیكَ شَرّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ صَدِیقاً(4).

«3»- لی (5)،[الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا تَثِقَنَّ بِأَخِیكَ كُلَّ الثِّقَةِ فَإِنَ

ص: 173


1- 1. یعنی الباب الثالث عشر.
2- 2. أمالی الصدوق ص 397.
3- 3. الخصال ج 1 ص 133.
4- 4. أمالی الصدوق ص 397.
5- 5. أمالی الصدوق ص 397.

صَرْعَةَ الِاسْتِرْسَالِ (1) لَا یُسْتَقَالُ.

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَكَ یَوْماً بِأَخِیكَ كُلِّهِ (2) وَ أَیُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ (3).

«5»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ یَصْحَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلَا یَسْأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ وَ كُنْیَتِهِ وَ أَنْ یُدْعَی الرَّجُلُ إِلَی طَعَامٍ فَلَا یُجِیبَ أَوْ یُجِیبَ فَلَا یَأْكُلَ وَ مُوَاقَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ قَبْلَ الْمُدَاعَبَةِ(4).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 174


1- 1. سرعة الاسترسال خ، و الصرعة: اسم من صرعه: إذا طرحه علی الأرض و الاسترسال: الاستیناس و الطمأنینة و الانبساط من قولهم استرسل إلیه: استأنس به و انبسط و المراد كثرة الانقیاد و الثقة بالآخر. فاذا وثق الرجل بأخیه كل الثقة، و أرخی إلیه زمام أمره، و أفشی إلیه بأسراره و انقلب الرجل یوما منافقا و عدوا غشوما، صرعه صرعة مهلكة لا یرجی فیها الاقالة و لا یقدر حینئذ أن یدفع عن نفسه، و قد نبذ السلاح الی عدوه، و من هذا قوله علیه السلام: احبب حبیبك هونا ما عسی أن یكون بغیضك یوما ما. و أمّا علی النسخة الآخر« سرعة الاسترسال» فالاسترسال: طلب الرسل، و هو انطلاق الخیل فی الغارة أو میدان السباق، فإذا أطلق الفارس عنان خیله حتّی أسرع و أسرع، لا یتمكن أن یستقیله من سرعته، الا بالكبوة و الهلاك و المراد واحد.
2- 2. و فی نسخة الكافی ج 2 ص 651« و أنی لك بأخیك كله».
3- 3. أمالی الصدوق ص 397، و قوله« أی الرجال المهذب» عجز بیت و أوله: و لست بمستبق أخا لا تلمه***علی شعث، أی الرجال المهذب و المعنی أن الأخ الصادق الاخاء تام الوفاء لا یحصل الا نادرا و أنی لك بالنادر الفرید فارض عن الناس بالقلیل، و راعهم فی معاشرتك.
4- 4. قرب الإسناد ص 74.

قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ: إِیَّاكَ وَ الْعُجْبَ وَ سُوءَ الْخُلُقِ وَ قِلَّةَ الصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَا تَسْتَقِیمُ لَكَ عَلَی هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ صَاحِبٌ وَ لَا یَزَالُ لَكَ عَلَیْهَا مِنَ النَّاسِ مُجَانِبٌ وَ الْزَمْ نَفْسَكَ التَّوَدُّدَ وَ صَبِّرْ عَلَی مَئُونَاتِ النَّاسِ نَفْسَكَ وَ ابْذُلْ لِصَدِیقِكَ نَفْسَكَ وَ مَالَكَ وَ لِمَعْرِفَتِكَ رِفْدَكَ وَ مَحْضَرَكَ وَ لِلْعَامَّةِ بِشْرَكَ وَ مَحَبَّتَكَ وَ لِعَدُوِّكَ عَدْلَكَ وَ إِنْصَافَكَ وَ افْتَتِنْ بِدِینِكَ وَ عِرْضِكَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لِدِینِكَ وَ دُنْیَاكَ (1).

«7»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ سِجَادَةَ(2) عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَمْسُ خِصَالٍ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ خَصْلَةٌ مِنْهَا فَلَیْسَ فِیهِ كَثِیرُ مُسْتَمْتَعٍ أَوَّلُهَا الْوَفَاءُ وَ الثَّانِیَةُ التَّدْبِیرُ وَ الثَّالِثَةُ الْحَیَاءُ وَ الرَّابِعَةُ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ الْخَامِسَةُ وَ هِیَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ الْحُرِّیَّةُ(3).

«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ أَبِی ذَكْوَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: مَوَدَّةُ عِشْرِینَ سَنَةً قَرَابَةٌ وَ الْعِلْمُ أَجْمَعُ لِأَهْلِهِ مِنَ الْآبَاءِ(4).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ اللَّهِ أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ یَا حَارِثُ أَمَّا إِذَا أَحْبَبْتَنِی

ص: 175


1- 1. الخصال ج 1 ص 72.
2- 2. هو أبو محمّد الحسن بن علیّ بن أبی عثمان الملقب بسجادة عنونه النجاشیّ ص 48 و قال: له كتاب نوادر أخبرناه اجازة الحسین بن عبید اللّٰه، عن أحمد بن جعفر بن سفیان، عن أحمد بن إدریس قال: حدّثنا الحسین بن عبید اللّٰه بن سهل فی حال استقامته عنه. أقول: الحسین بن عبید اللّٰه هو أبو عبد اللّٰه الرازیّ فی هذا الحدیث.
3- 3. الخصال ج 2 ص 136.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 131.

فَلَا تُخَاصِمْنِی وَ لَا تُلَاعِبْنِی وَ لَا تُجَارِینِی وَ لَا تُمَازِحْنِی وَ لَا تُوَاضِعْنِی وَ لَا تُرَافِعْنِی (1).

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام قَالَ: إِذَا كَانَ لَكَ صَدِیقٌ فَوُلِّیَ وِلَایَةً فَأَصَبْتَهُ عَلَی الْعُشْرِ مِمَّا كَانَ لَكَ عَلَیْهِ قَبْلَ وِلَایَتِهِ فَلَیْسَ بِصَدِیقِ سَوْءٍ(2).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ الْقَاضِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِیلِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: لَقَدْ عَظُمَتْ مَنْزِلَةُ الصَّدِیقِ حَتَّی إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یَسْتَغِیثُونَ بِهِ وَ یَدْعُونَ بِهِ فِی النَّارِ قَبْلَ الْقَرِیبِ الْحَمِیمِ قَالَ اللَّهُ مُخْبِراً عَنْهُمْ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (3).

«12»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ صَاحِبْ مِائَةً وَ لَا تُعَادِ وَاحِداً یَا بُنَیَّ إِنَّمَا هُوَ خَلَاقُكَ وَ خُلُقُكَ فَخَلَاقُكَ دِینُكَ وَ خُلُقُكَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَلَا تَبْتَغِضْ إِلَیْهِمْ وَ تَعَلَّمْ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ یَا بُنَیَّ كُنْ عَبْداً لِلْأَخْیَارِ وَ لَا تَكُنْ وَلَداً لِلْأَشْرَارِ یَا بُنَیَّ أَدِّ الْأَمَانَةَ تَسْلَمْ لَكَ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُنْ أَمِیناً تَكُنْ غَنِیّاً(4).

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ ابْنُ عِصَامٍ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْوَرَّاقُ وَ الدَّقَّاقُ جَمِیعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ اسْمَهُ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا علیه السلام أَنْشِدْنِی أَحْسَنَ مَا رَوَیْتَهُ فِی السُّكُوتِ عَنِ الْجَاهِلِ وَ تَرْكِ عِتَابِ الصَّدِیقِ فَقَالَ علیه السلام

إِنِّی لَیَهْجُرُنِی الصَّدِیقُ تَجَنُّباً***فَأُرِیهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبَاباً

وَ أَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتُهُ أَغْرَیْتُهُ***فَأَرَی لَهُ تَرْكَ الْعِتَابِ عِتَاباً

وَ إِذَا بُلِیتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَكِّمٍ***یَجِدُ الْمُحَالَ مِنَ الْأُمُورِ صَوَاباً

ص: 176


1- 1. الخصال ج 2 ص 162.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 285.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 131.
4- 4. معانی الأخبار ص 253.

أَوْلَیْتُهُ مِنِّی السُّكُوتَ وَ رُبَّمَا***كَانَ السُّكُوتُ عَنِ الْجَوَابِ جَوَاباً

فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ علیه السلام بَعْضُ فِتْیَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِی أَحْسَنَ مَا رَوَیْتَهُ فِی اسْتِجْلَابِ الْعَدُوِّ حَتَّی یَكُونَ صَدِیقاً فَقَالَ علیه السلام:

وَ ذِی غِلَّةٍ سَالَمْتُهُ فَقَهَرْتُهُ***فَأَوْقَرْتُهُ مِنِّی لِعَفْوِ التَّجَمُّلِ

وَ مَنْ لَا یُدَافِعْ سَیِّئَاتِ عَدُوِّهِ***بِإِحْسَانِهِ لَمْ یَأْخُذِ الطَّوْلَ مِنْ عَلِ

وَ لَمْ أَرَ فِی الْأَشْیَاءِ أَسْرَعَ مَهْلَكاً***لِغِمْرٍ قَدِیمٍ مِنْ وِدَادٍ مُعَجَّلٍ

فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ بَعْضُ فِتْیَانِنَا(1).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ: أَحْبِبْ حَبِیبَكَ هَوْناً مَا فَعَسَی أَنْ یَكُونَ بَغِیضَكَ یَوْماً مَا وَ أَبْغِضْ بَغِیضَكَ هَوْناً مَا فَعَسَی أَنْ یَكُونَ حَبِیبَكَ یَوْماً مَا(2).

نهج، [نهج البلاغة] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مِثْلَهُ (3).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنِ الْمُعَمَّرِ أَبِی الدُّنْیَا عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (4).

«15»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: لَا تُطْلِعْ صَدِیقَكَ مِنْ سِرِّكَ إِلَّا عَلَی مَا لَوِ اطَّلَعَ عَلَیْهِ عَدُوُّكَ لَمْ یَضُرَّكَ فَإِنَّ الصَّدِیقَ قَدْ یَكُونُ عَدُوَّكَ یَوْماً مَا(5).

«16»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر سَعْدُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ: أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ عَیْشِ الدُّنْیَا فَقَالَ سَعَةُ الْمَنْزِلِ وَ كَثْرَةُ الْمُحِبِّینَ (6).

ص: 177


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 174 قوله الغل بالكسر: الحقد و الضغن، و یقال: أتیته من عل: أی من موضع عال، و الغمر بالكسر: الحقد و الغل.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 374.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 209.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 235 راجعه.
5- 5. أمالی الصدوق ص 397.
6- 6. مخطوط.

«17»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: جُمِعَ خَیْرُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی كِتْمَانِ السِّرِّ وَ مُصَادَقَةِ الْأَخْیَارِ وَ جُمِعَ الشَّرُّ فِی الْإِذَاعَةِ وَ مُوَاخَاةِ الْأَشْرَارِ.

«18»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الضَّرِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْمَكِّیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَا یَكُنْ حُبُّكَ كَلَفاً وَ لَا بُغْضُكَ تَلَفاً أَحْبِبْ حَبِیبَكَ هَوْناً مَا وَ أَبْغِضْ بَغِیضَكَ هَوْناً مَا(1).

«19»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِیمِ إِذَا جَاعَ وَ اللَّئِیمِ إِذَا شَبِعَ.

وَ قَالَ علیه السلام: قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِیَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ إِلَیْهِ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ.

وَ قَالَ علیه السلام: فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: رَأْیُ الشَّیْخِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلَامِ وَ قَدْ رُوِیَ مِنْ مَشْهَدِ الْغُلَامِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ(5).

«20»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ قَضَی حَقَّ مَنْ لَا یَقْضِی حَقَّهُ فَكَأَنَّمَا عَبَدَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ قَالَ اخْدُمْ أَخَاكَ فَإِنِ اسْتَخْدَمَكَ فَلَا وَ لَا كَرَامَةَ قَالَ وَ قِیلَ اعْرِفْ لِمَنْ لَا یَعْرِفُ لِی فَقَالَ وَ لَا كَرَامَةَ قَالَ وَ لَا كَرَامَتَیْنِ (6).

«21»- ختص، [الإختصاص] قَالَ لُقْمَانُ: ثَلَاثَةٌ لَا یُعْرَفُونَ إِلَّا فِی ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ- لَا یُعْرَفُ الْحَلِیمُ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ وَ لَا یُعْرَفُ الشُّجَاعُ إِلَّا فِی الْحَرْبِ وَ لَا تَعْرِفُ أَخَاكَ إِلَّا عِنْدَ حَاجَتِكَ إِلَیْهِ (7).

ص: 178


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 314.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 155.
3- 3. المصدر ج 2 ص 156.
4- 4. المصدر ج 2 ص 160.
5- 5. المصدر ج 2 ص 191.
6- 6. الاختصاص ص 243.
7- 7. الاختصاص ص 246.

«22»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الَّذِینَ تَرَاهُمْ لَكَ أَصْدِقَاءَ إِذَا بَلَوْتَهُمْ وَجَدْتَهُمْ عَلَی طَبَقَاتٍ شَتَّی فَمِنْهُمْ كَالْأَسَدِ فِی عِظَمِ الْأَكْلِ وَ شِدَّةِ الصَّوْلَةِ وَ مِنْهُمْ كَالذِّئْبِ فِی الْمَضَرَّةِ وَ مِنْهُمْ كَالْكَلْبِ فِی الْبَصْبَصَةِ وَ مِنْهُمْ كَالثَّعْلَبِ فِی الرَّوَغَانِ وَ السَّرِقَةِ صُوَرُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ وَ الْحِرْفَةُ وَاحِدَةٌ مَا تَصْنَعُ غَداً إِذَا تُرِكْتَ فَرْداً وَحِیداً- لَا أَهْلَ لَكَ وَ لَا وَلَدَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ (1).

«23»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْیَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِ أَبِیهِ وَ عَنْ قَبِیلَتِهِ وَ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّهُ مِنَ الْحَقِّ الْوَاجِبِ وَ صِدْقُ الْإِخَاءِ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ وَ إِلَّا فَإِنَّهَا مَعْرِفَةٌ حَمْقَاءُ(2).

«24»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِلْمُفَضَّلِ مَنْ صَحِبَكَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِی قَالَ فَمَا فَعَلَ قَالَ مُنْذُ دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ فَقَالَ لِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ صَحِبَ مُؤْمِناً أَرْبَعِینَ خُطْوَةً سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«25»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جماعة عن أبی المفضل عن هاشم بن مالك الخزاعی عن العباس بن الفرج عن سعید بن أوس قال سمعت أبا عمرو بن العلاء یقول: الصدیق إنسان هو أنت فانظر صدیقا یكون منك كنفسك قال أنشدنا أبو عمرو بن العلاء:

لكل امرئ شكل من الناس مثله***فأكثرهم شكلا أقلهم عقلا

لأن الصحیح العقل لست بواجد***له فی طریق حین یفقده شكلا(3).

«26»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ: إِنَّمَا سُمُّوا إِخْوَاناً لِنَزَاهَتِهِمْ عَنِ الْخِیَانَةِ وَ سُمُّوا أَصْدِقَاءَ لِأَنَّهُمْ تَصَادَقُوا حُقُوقَ

ص: 179


1- 1. الاختصاص ص 252.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 23.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 221 راجعه.

الْمَوَدَّةِ(1).

«27»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحِ بْنِ حَیٍّ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: لَقَدْ عَظُمَتْ مَنْزِلَةُ الصَّدِیقِ حَتَّی إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یَسْتَغِیثُونَ بِهِ وَ یَدْعُونَهُ قَبْلَ الْقَرِیبِ الْحَمِیمِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُخْبِراً عَنْهُمْ- فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (2).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ مُعَمَّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الزَّیَّاتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَسُمَّ الرَّجُلَ صَدِیقاً سِمَةً مَعْرُوفَةً حَتَّی تَخْتَبِرَهُ بِثَلَاثٍ تُغْضِبُهُ فَتَنْظُرُ غَضَبَهُ یُخْرِجُهُ مِنَ الْحَقِّ إِلَی الْبَاطِلِ وَ عِنْدَ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ حَتَّی تُسَافِرَ مَعَهُ (3).

الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: لَا تُعَادِیَنَّ أَحَداً وَ إِنْ ظَنَنْتَ أَنَّهُ لَا یَضُرُّكَ (4) وَ لَا تَزْهَدَنَّ فِی صَدَاقَةِ أَحَدٍ وَ إِنْ ظَنَنْتَ أَنَّهُ لَا یَنْفَعُكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَتَی تَرْجُو صَدِیقَكَ وَ لَا تَدْرِی مَتَی تَخَافُ عَدُوَّكَ وَ لَا یَعْتَذِرُ إِلَیْكَ أَحَدٌ إِلَّا قَبِلْتَ عُذْرَهُ وَ إِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ كَاذِبٌ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: حِشْمَةُ الِانْقِبَاضِ أَبْقَی لِلْعِزِّ مِنْ أُنْسِ التَّلَاقِی. وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَرْضَ مِنْ صَدِیقِهِ إِلَّا بِالْإِیثَارِ عَلَی نَفْسِهِ دَامَ سَخَطُهُ وَ مَنْ عَاتَبَ عَلَی ذَنْبٍ كَثُرَ مَعْتَبَتُهُ (5).

ص: 180


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 222.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 131، و الآیة فی الشعراء: 101.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 260.
4- 4. أی لا یضرك حین عادیته.
5- 5. المعتبة: الموجدة و الغضب یعنی من عاتب و لام أخاه علی ذنبه كثر غضبه و موجدته علی أخیه، فانه یری كل یوم أو كل حین ذنبا، فاللازم له أن یغفر زلة أخیه و یغمض عن ذنوبه، حتی لا یحتاج الی العتاب و الملامة.

وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: الْأُنْسُ یُذْهِبُ الْمَهَابَةَ.

وَ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: مَنْ عَتَبَ مِنْ غَیْرِ ارْتِیَابٍ أَعْتَبَ مِنْ غَیْرِ اسْتِعْتَابٍ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَرْضَ مِنْ أَخِیهِ بِحُسْنِ النِّیَّةِ لَمْ یَرْضَ بِالْعَطِیَّةِ.

وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام لِلْمُتَوَكِّلِ: لَا تَطْلُبِ الصَّفَاءَ مِمَّنْ كَدَرْتَ عَلَیْهِ وَ لَا النُّصْحَ مِمَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكَ إِلَیْهِ فَإِنَّمَا قَلْبُ غَیْرِكَ لَكَ كَقَلْبِكَ لَهُ.

باب 12 استحباب إخبار الأخ فی اللّٰه بحبه له و أن القلب یهدی إلی القلب

«1»- سن، [المحاسن] یَحْیَی بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِسٌ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَلَا فَأَعْلِمْهُ فَإِنَّهُ أَبْقَی لِلْمَوَدَّةِ وَ خَیْرٌ فِی الْأُلْفَةِ(2).

«2»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ رَجُلًا فَأَخْبِرْهُ (3).

«3»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیُّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِ

ص: 181


1- 1. العتب: الانكار و الملامة، و الاعتاب: اعطاء العتبی و الرضی، و ترك الإنكار و الملامة، و همزة الافعال همزة السلب كما فی أشكاه: أی أزال شكایته، قال الجوهریّ: و أعتبنی فلان: إذا عاد الی مسرتی راجعا عن الاساءة و الاسم منه العتبی، و المعنی: أن من عتب علی أخیه و وجد علیه من دون أن یرتاب فی صداقته و صفاء طویته، یلزمه ارضاء أخیه بنفسه بالمعذرة و العتبی ابتداء من دون أن یسترضیه و یستعتبه أخوه.
2- 2. المحاسن ص 266.
3- 3. المحاسن ص 266، و رواه فی الكافی ج 2 ص 644 باب أخبار الرجل أخاه بحبه و بعده: فانه أثبت للمودة بینكما.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ أَوْ أَخَاهُ فَلْیُعْلِمْهُ (1).

«4»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّجُلِ یَقُولُ: إِنِّی أَوَدُّكَ فَكَیْفَ أَعْلَمُ أَنَّهُ یَوَدُّنِی قَالَ امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ یَوَدُّكَ (2).

«5»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ (3)

یَلْقَانِی فَیَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّهُ یُحِبُّنِی فَأَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ فَقَالَ امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّهُ فَاحْلِفْ وَ إِلَّا فَلَا(4).

«6»- جا، [المجالس للمفید] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: انْظُرْ قَلْبَكَ فَإِنْ أَنْكَرَ صَاحِبَكَ فَقَدْ أَحْدَثَ أَحَدُكُمَا(5).

«7»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْیُعْلِمْهُ فَإِنَّهُ أَصْلَحُ لِذَاتِ الْبَیْنِ (6).

«8»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لِلْمُتَوَكِّلِ: لَا تَطْلُبِ الصَّفَاءَ مِمَّنْ كَدَرْتَ عَلَیْهِ وَ لَا النُّصْحَ مِمَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكَ إِلَیْهِ فَإِنَّمَا قَلْبُ غَیْرِكَ لَكَ كَقَلْبِكَ لَهُ (7).

ص: 182


1- 1. المحاسن ص 266.
2- 2. المحاسن ص 266، و فیه: عن الحسین بن علیّ بن یونس.
3- 3. یعنی من العامّة، من دون أن یكون له مصاحبة، یقال: رأیته فی عرض الناس أی فیما بینهم، و فلان من عرض الناس أی هو من العامّة.
4- 4. المحاسن ص 266 و 268.
5- 5. مجالس المفید ص 14.
6- 6. نوادر الراوندیّ ص 11.
7- 7. تقدم الحدیث فی ذیل الباب المتقدم، و هنا تكرر من دون مناسبة.

باب 13 من ینبغی مجالسته و مصاحبته و مصادقته و فضل الأنیس الموافق و القرین الصالح و حب الصالحین

الآیات:

الأنعام: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَیْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَیْهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِینَ (1)

الكهف: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَیْناكَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً(2)

عبس: عَبَسَ وَ تَوَلَّی- أَنْ جاءَهُ الْأَعْمی- وَ ما یُدْرِیكَ لَعَلَّهُ یَزَّكَّی

ص: 183


1- 1. الأنعام: 52، و قال الطبرسیّ فی مجمع البیان: روی الثعلبی بإسناده عن عبد اللّٰه بن مسعود قال: مر الملاء من قریش علی رسول اللّٰه« ص» و عنده صهیب و خباب و بلال و عمّار و غیرهم من ضعفاء المسلمین فقالوا: یا محمّد أرضیت بهؤلاء من قومك أ فنحن نكون تبعا لهم، اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم اتبعناك فنزلت الآیة. أقول، و مثله أخرج أحمد و ابن جریر و ابن أبی حاتم و الطبرانی و أبو الشیخ و ابن مردویه و أبو نعیم فی الحلیة عن عبد اللّٰه ابن مسعود كما فی الدّر المنثور ج 3 ص 12.
2- 2. الكهف: 28، قال السیوطی: فی الدّر المنثور ج 4 ص 219: أخرج ابن مردویه و أبو نعیم فی الحلیة و البیهقیّ فی شعب الایمان عن سلمان قال: جاءت المؤلّفة قلوبهم الی رسول اللّٰه« ص»: عیینة بن بدر و الاقرع بن حابس فقالوا یا رسول اللّٰه لو جلست فی صدر المجلس و تغیبت عن هؤلاء و أرواح جباههم[ صنانهم]- یعنون سلمان و أبا ذر و فقراء المسلمین و كانت علیهم جباب الصوف- جالسناك أو حادثناك و أخذنا عنك فنزلت، اقول: و مثله فی المجمع ج 6 ص 465.

أَوْ یَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْری- أَمَّا مَنِ اسْتَغْنی فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّی- وَ ما عَلَیْكَ أَلَّا یَزَّكَّی- وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ یَسْعی- وَ هُوَ یَخْشی- فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّی (1)

«1»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام(2)

قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: إِذَا رَأَیْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ حَسُنَ سَمْتُهُ وَ هَدْیُهُ وَ تَمَاوَتَ فِی مَنْطِقِهِ (3)

وَ تَخَاضَعَ فِی حَرَكَاتِهِ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ یُعْجِزُهُ تَنَاوُلُ الدُّنْیَا وَ رُكُوبُ الْحَرَامِ مِنْهَا لِضَعْفِ بُنْیَتِهِ وَ مَهَانَتِهِ وَ جُبْنِ قَلْبِهِ فَنَصَبَ الدِّینَ فَخّاً لَهَا(4)

فَهُوَ لَا یَزَالُ یَخْتِلُ النَّاسَ بِظَاهِرِهِ فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْ حَرَامٍ اقْتَحَمَهُ

ص: 184


1- 1. أخرج السیوطی فی الدّر المنثور ج 6 ص 314 روایات متعدّدة فی أنّها نزلت فی عبد اللّٰه ابن أم مكتوم- و هو ابن شریح بن مالك بن ربیعة الفهری من بنی عامر بن لؤی أتی رسول اللّٰه« ص» فجعل یقول: یا رسول اللّٰه أرشدنی، و عند رسول اللّٰه رجل من عظماء المشركین فجعل رسول اللّٰه یعرض عنه و یقبل علی الآخر، و یقول أ تری بما أقول بأسا؟ فیقول: لا، ففی هذا أنزلت. و قال السیّد المرتضی فی كتابه تنزیه الأنبیاء: علی ما فی المجمع ج 10 ص 437: روی عن الصادق علیه السلام انها نزلت فی رجل من بنی أمیّة كان عند النبیّ« ص» فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه و جمع نفسه و عبس و أعرض یوجهه عنه فحكی اللّٰه سبحانه ذلك و أنكره علیه. أقول: روی ذلك علیّ بن إبراهیم فی تفسیره ص 711 و صرّح بأن الرجل كان عثمان ابن عفان. و اعلم أنّه قد عنون المصنّف العلّامة المجلسیّ قدّس سرّه فی تاریخ نبیّنا« ص» باب عصمته و تأویل بعض ما یوهم خلاف ذلك( ج 17 ص 34- 97 من هذه الطبعة) و نقل فیه هذه الآیات الثلاث و غیرها و فسرها و أولها فراجع ان شئت.
2- 2. فی المصدر عن الرضا علیه السلام أنّه قال: قال علیّ بن الحسین علیهما السلام.
3- 3. تماوت، أظهر من نفسه التخافت و التضاعف من العبادة و الزهد و الصوم.
4- 4. الفخ: آلة یصاد بها( فارسیته دام) قال الخلیل: هی من كلام العجم، و تسمیه العرب الطرق.

وَ إِذَا وَجَدْتُمُوهُ یَعِفُّ عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ فَإِنَّ شَهَوَاتِ الْخَلْقِ مُخْتَلِفَةٌ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ یَنْبُو عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ وَ إِنْ كَثُرَ وَ یَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَی شَوْهَاءَ قَبِیحَةٍ فَیَأْتِی مِنْهَا مُحَرَّماً فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ یَعِفُّ عَنْ ذَلِكَ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ حَتَّی تَنْظُرُوا مَا عُقْدَةُ عَقْلِهِ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ أَجْمَعَ ثُمَّ لَا یَرْجِعُ إِلَی عَقْلٍ مَتِینٍ فَیَكُونُ مَا یُفْسِدُهُ بِجَهْلِهِ أَكْثَرَ مِمَّا یُصْلِحُهُ بِعَقْلِهِ فَإِذَا وَجَدْتُمْ عَقْلَهُ مَتِیناً فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ حَتَّی تَنْظُرُوا أَ مَعَ هَوَاهُ یَكُونُ عَلَی عَقْلِهِ أَوْ یَكُونُ مَعَ عَقْلِهِ عَلَی هَوَاهُ فَكَیْفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئَاسَاتِ الْبَاطِلَةِ وَ زُهْدُهُ فِیهَا فَإِنَّ فِی النَّاسِ مَنْ خَسِرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ یَتْرُكُ الدُّنْیَا لِلدُّنْیَا وَ یَرَی أَنَّ لَذَّةَ الرِّئَاسَةِ الْبَاطِلَةِ أَفْضَلُ مِنْ لَذَّةِ الْأَمْوَالِ وَ النِّعَمِ الْمُبَاحَةِ الْمُحَلَّلَةِ فَیَتْرُكُ ذَلِكَ أَجْمَعَ طَلَباً لِلرِّئَاسَةِ حَتَّی إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ(1) فَهُوَ یَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ یَقُودُهُ أَوَّلُ بَاطِلٍ إِلَی أَبْعَدِ غَایَاتِ الْخَسَارَةِ وَ یُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ فِی طُغْیَانِهِ فَهُوَ یُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ یُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ- لَا یُبَالِی بِمَا فَاتَ مِنْ دِینِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ رِئَاسَتُهُ الَّتِی قَدْ شَقِیَ مِنْ أَجْلِهَا فَأُولَئِكَ الَّذِینَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ- وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً وَ لَكِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ نِعْمَ الرَّجُلُ الَّذِی جَعَلَ هَوَاهُ تَبَعاً لِأَمْرِ اللَّهِ وَ قُوَاهُ مَبْذُولَةً فِی رِضَی اللَّهِ یَرَی الذُّلَّ مَعَ الْحَقِّ أَقْرَبَ إِلَی عِزِّ الْأَبَدِ مَعَ الْعِزِّ فِی الْبَاطِلِ وَ یَعْلَمُ أَنَّ قَلِیلَ مَا یَحْتَمِلُهُ مِنْ ضَرَّائِهَا یُؤَدِّیهِ إِلَی دَوَامِ النِّعَمِ فِی دَارٍ لَا تَبِیدُ وَ لَا

تَنْفَدُ وَ أَنَّ كَثِیرَ مَا یَلْحَقُهُ مِنْ سَرَّائِهَا إِنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ یُؤَدِّیهِ إِلَی عَذَابٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا یَزُولُ فَذَلِكُمُ الرَّجُلُ نِعْمَ الرَّجُلُ فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا وَ بِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا وَ إِلَی رَبِّكُمْ بِهِ فَتَوَسَّلُوا فَإِنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ لَا تُخَیَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ(2).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ خَالَطَ

ص: 185


1- 1. اقتباس من قوله تعالی: فی البقرة: 206.
2- 2. احتجاج الطبرسیّ ص 175.

كِرَامَ النَّاسِ (1).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَطَّارِ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِی بُرْدَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْجُلَسَاءِ خَیْرٌ قَالَ مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْیَتُهُ وَ زَادَكُمْ فِی عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ وَ ذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ (2).

«4»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ كُنْ عَبْداً لِلْأَخْیَارِ وَ لَا تَكُنْ وَلَداً لِلْأَشْرَارِ(3).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ سِجَادَةَ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَمْسُ خِصَالٍ مَنْ فَقَدَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً لَمْ یَزَلْ نَاقِصَ الْعَیْشِ زَائِلَ الْعَقْلِ مَشْغُولَ الْقَلْبِ فَأَوَّلُهَا صِحَّةُ الْبَدَنِ وَ الثَّانِیَةُ الْأَمْنُ وَ الثَّالِثَةُ السَّعَةُ فِی الرِّزْقِ وَ الرَّابِعَةُ الْأَنِیسُ الْمُوَافِقُ قُلْتُ وَ مَا الْأَنِیسُ الْمُوَافِقُ قَالَ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ وَ الْوَلَدُ الصَّالِحُ وَ الْخَلِیطُ الصَّالِحُ وَ الْخَامِسَةُ وَ هِیَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ الدَّعَةُ(4).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ لَمْ یَتَهَنَ (5) بِالْعَیْشِ الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَ الْغِنَی وَ الْقَنَاعَةُ وَ الْأَنِیسُ الْمُوَافِقُ (6).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ

ص: 186


1- 1. أمالی الصدوق ص 14.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 157.
3- 3. معانی الأخبار ص 253.
4- 4. الخصال ج 1 ص 137.
5- 5. أصله مهموز هكذا:« لم یتهنأ» اعلل الهمزة یاء ثمّ حذف بالجازم.
6- 6. أمالی الصدوق ص 175.

أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَقَفَ نَفْسَهُ مَوْقِفَ التُّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ وَ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِیَرَةُ بِیَدِهِ وَ كُلُّ حَدِیثٍ جَاوَزَ اثْنَیْنِ فَشَا وَ ضَعْ أَمْرَ أَخِیكَ عَلَی أَحْسَنِهِ حَتَّی یَأْتِیَكَ مِنْهُ مَا یَغْلِبُكَ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِیكَ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِی الْخَیْرِ مَحْمِلًا وَ عَلَیْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَأَكْثِرْ مِنِ اكْتِسَابِهِمْ فَإِنَّهُمْ عُدَّةٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ جُنَّةٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ شَاوِرْ فِی حَدِیثِكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ وَ أَحْبِبِ الْإِخْوَانَ عَلَی قَدْرِ التَّقْوَی وَ اتَّقُوا أَشْرَارَ النِّسَاءِ وَ كُونُوا مِنْ خِیَارِهِنَّ عَلَی حَذَرٍ إِنْ أَمَرْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَخَالِفُوهُنَّ كَیْلَا یَطْمَعْنَ مِنْكُمْ فِی الْمُنْكَرِ(1).

«8»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ قَلْبِهِ وَ زَاجِرٌ مِنْ نَفْسِهِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ قَرِینٌ مُرْشِدٌ اسْتَمْكَنَ عَدُوَّهُ مِنْ عُنُقِهِ (2).

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اطْلُبُوا الْخَیْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ فَإِنَّ فِعَالَهُمْ أَحْرَی أَنْ تَكُونَ حَسَناً(3).

«10»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: لَا تَقْطَعْ أَوِدَّاءَ أَبِیكَ فَیُطْفَأَ نُورُكَ (4).

«11»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیُّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ وَضَعَ حُبَّهُ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْقَطِیعَةِ(5).

«12»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَسْتَتِبَّ لَكَ النِّعْمَةُ وَ تَكْمُلَ لَكَ الْمُرُوَّةُ وَ تَصْلُحَ لَكَ الْمَعِیشَةُ فَلَا تُشْرِكِ الْعَبِیدَ وَ السَّفِلَةَ فِی أَمْرِكَ فَإِنَّكَ إِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ

ص: 187


1- 1. أمالی الصدوق ص 182.
2- 2. أمالی الصدوق ص 265.
3- 3. عیون الأخبار ج 2: 74.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 269.
5- 5. المحاسن ص 266.

وَ إِنْ حَدَّثُوكَ كَذَبُوكَ وَ إِنْ نُكِبْتَ خَذَلُوكَ وَ لَا عَلَیْكَ أَنْ تَصْحَبَ ذَا الْعَقْلِ فَإِنْ لَمْ تَحْمَدْ كَرَمَهُ انْتَفَعْتَ بِعَقْلِهِ وَ احْتَرِزْ مِنْ سَیِّئِ الْأَخْلَاقِ وَ لَا تَدَعْ صُحْبَةَ الْكَرِیمِ وَ إِنْ لَمْ تَحْمَدْ عَقْلَهُ وَ لَكِنْ تَنْتَفِعُ بِكَرَمِهِ بِعَقْلِكَ وَ فِرَّ الْفِرَارَ كُلَّهُ مِنَ الْأَحْمَقِ اللَّئِیمِ.

«13»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا فِیهَا قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رَوْضَةُ الْجَنَّةِ قَالَ مَجَالِسُ الْمُؤْمِنِینَ.

«14»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَائِلُوا الْعُلَمَاءَ وَ خَالِطُوا الْحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الْفُقَرَاءَ.

«15»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام: خَیْرُ إِخْوَانِكَ مَنْ نَسَبَ ذَنْبَكَ إِلَیْهِ.

«16»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام: قَارِنْ أَهْلَ الْخَیْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَایِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ (1).

«17»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، رُوِیَ: أَنَّ سُلَیْمَانَ علیه السلام قَالَ لَا تَحْكُمُوا عَلَی رَجُلٍ بِشَیْ ءٍ حَتَّی تَنْظُرُوا إِلَی مَنْ یُصَاحِبُ فَإِنَّمَا یُعْرَفُ الرَّجُلُ بِأَشْكَالِهِ وَ أَقْرَانِهِ وَ یُنْسَبُ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ أَخْدَانِهِ.

وَ رُوِیَ فِی الْكَامِلِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ افْتَقَدَ صَدِیقاً لَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَیْنَ كَانَتْ غَیْبَتُكَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَی عُرْضٍ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِینَةِ مَعَ صَدِیقٍ لِی فَقَالَ لَهُ إِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ صُحْبَةِ الرِّجَالِ بُدّاً فَعَلَیْكَ بِصُحْبَةِ مَنْ إِنْ صَحِبْتَهُ زَانَكَ وَ إِنْ تَغَیَّبْتَ عَنْهُ صَانَكَ وَ إِنِ احْتَجْتَ إِلَیْهِ أَعَانَكَ وَ إِنْ رَأَی مِنْكَ خَلَّةً سَدَّهَا أَوْ حَسَنَةً عَدَّهَا أَوْ وَعَدَكَ لَمْ یَحْرِمْكَ وَ إِنْ كَثَّرْتَ عَلَیْهِ لَمْ یَرْفِضْكَ وَ إِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ وَ إِنْ أَمْسَكْتَ عَنْهُ ابْتَدَأَكَ.

«18»- أَعْلَامُ الدِّینِ، رَوَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَجْلِسُوا إِلَّا

ص: 188


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 38.

عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ یَدْعُوكُمْ مِنْ خَمْسٍ إِلَی خَمْسٍ مِنَ الشَّكِّ إِلَی الْیَقِینِ وَ مِنَ الرِّیَاءِ إِلَی الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَی الرَّهْبَةِ وَ مِنَ الْكِبْرِ إِلَی التَّوَاضُعِ وَ مِنَ الْغِشِّ إِلَی النَّصِیحَةِ.

وَ قَالَ الْحَوَارِیُّونَ لِعِیسَی علیه السلام: لِمَنْ نُجَالِسُ فَقَالَ مَنْ یُذَكِّرُكُمُ اللَّهُ رُؤْیَتُهُ وَ یُرَغِّبُكُمْ فِی الْآخِرَةِ عَمَلُهُ وَ یَزِیدُ فِی مَنْطِقِكُمْ عِلْمُهُ وَ قَالَ لَهُمْ تَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ بِالْبُعْدِ مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِی وَ تَحَبَّبُوا إِلَیْهِ بِبُغْضِهِمْ وَ الْتَمِسُوا رِضَاهُ بِسَخَطِهِمْ.

وَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: یَا بُنَیَّ صَاحِبِ الْعُلَمَاءَ وَ اقْرَبْ مِنْهُمْ وَ جَالِسْهُمْ وَ زُرْهُمْ فِی بُیُوتِهِمْ فَلَعَلَّكَ تُشْبِهُهُمْ فَتَكُونَ مَعَهُمْ وَ اجْلِسْ مَعَ صُلَحَائِهِمْ فَرُبَّمَا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ فَتَدْخُلُ فِیهَا فَیُصِیبُكَ وَ إِنْ كُنْتَ صَالِحاً فَابْعُدْ مِنَ الْأَشْرَارِ وَ السُّفَهَاءِ فَرُبَّمَا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ فَیُصِیبُكَ مَعَهُمْ فَقَدْ أَفْصَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی بِقَوْلِهِ- فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (1) وَ بِقَوْلِهِ تَعَالَی- أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ (2) یَعْنِی فِی الْإِثْمِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ(3).

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ یَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَی اعْتَزَلَ الشَّیْطَانُ وَ الدُّنْیَا عَنْهُمْ فَیَقُولُ الشَّیْطَانُ لِلدُّنْیَا أَ لَا تَرَیْنَ مَا یَصْنَعُونَ فَتَقُولُ الدُّنْیَا دَعْهُمْ فَلَوْ قَدْ تَفَرَّقُوا أَخَذْتُ بِأَعْنَاقِهِمْ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ غَانِمٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاحِبٌ فَأَمَّا الْغَانِمُ فَالَّذِی یَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَی فِیهِ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاكِتُ وَ أَمَّا الشَّاحِبُ فَالَّذِی یَخُوضُ فِی الْبَاطِلِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجَلِیسُ الصَّالِحُ خَیْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَ الْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ جَلِیسِ السَّوْءِ.

ص: 189


1- 1. الأنعام: 68.
2- 2. النساء: 140.
3- 3. هود: 113.

باب 14 من لا ینبغی مجالسته و مصادقته و مصاحبته و المجالس التی لا ینبغی الجلوس فیها

الآیات:

الأنعام: وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ- وَ ما عَلَی الَّذِینَ یَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ وَ لكِنْ ذِكْری لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ (1)

الفرقان: وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا- یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا- لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ كانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا(2)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحْكَمُ النَّاسِ مَنْ فَرَّ مِنْ جُهَّالِ النَّاسِ (3).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَأَی أَخَاهُ عَلَی أَمْرٍ یَكْرَهُهُ فَلَمْ یَرُدَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ فَقَدْ خَانَهُ وَ مَنْ لَمْ یَجْتَنِبْ مُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ أَوْشَكَ أَنْ یَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ (4).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق]: فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ صَاحِبٍ

ص: 190


1- 1. الأنعام: 68- 69.
2- 2. الفرقان: 27- 29.
3- 3. أمالی الصدوق ص 14.
4- 4. أمالی الصدوق ص 162.

شَرٌّ قَالَ الْمُزَیِّنُ لَكَ مَعْصِیَةَ اللَّهِ (1).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مُجَالَسَةُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالْأَخْیَارِ(2).

«5»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام انْظُرْ إِلَی كُلِّ مَنْ لَا یُفِیدُكَ مَنْفَعَةً فِی دِینِكَ فَلَا تَعْتَدَّنَّ بِهِ وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِی صُحْبَتِهِ فَإِنَّ كُلَّ مَا سِوَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مُضْمَحِلٌّ وَخِیمٌ عَاقِبَتُهُ (3).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْبَجَلِیِّ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِیَاءِ الْخَبَرَ(4).

ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام: مِثْلَهُ (5).

«7»- ل، [الخصال] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السراح [السَّرَّاجُ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَیُعَلِّمَكَ مِنْ فُجُورِهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَمَرَنِی وَالِدِی بِثَلَاثٍ وَ نَهَانِی عَنْ ثَلَاثٍ فَكَانَ فِیمَا قَالَ لِی یَا بُنَیَّ مَنْ یَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا یَسْلَمْ وَ مَنْ یَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ یُتَّهَمْ وَ مَنْ لَا یَمْلِكْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ الْخَبَرَ(6).

«8»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ

ص: 191


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 50، معانی الأخبار ص 198، أمالی الصدوق ص 237.
2- 2. عیون الأخبار ج 2: 53، أمالی الصدوق ص 267.
3- 3. قرب الإسناد ص 35 ط الحروفیة.
4- 4. الخصال ج 1 ص 43، و النذل: الخسیس.
5- 5. الخصال ج 1 ص 42.
6- 6. الخصال ج 1 ص 80.

حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا تُقَارِنْ وَ لَا تُوَاخِ أَرْبَعَةً الْأَحْمَقَ وَ الْبَخِیلَ وَ الْجَبَانَ وَ الْكَذَّابَ أَمَّا الْأَحْمَقُ فَإِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ أَمَّا الْبَخِیلُ فَإِنَّهُ یَأْخُذُ مِنْكَ وَ لَا یُعْطِیكَ وَ أَمَّا الْجَبَانُ فَإِنَّهُ یَهْرُبُ عَنْكَ وَ عَنْ وَالِدَیْهِ وَ أَمَّا الْكَذَّابُ فَإِنَّهُ یَصْدُقُ وَ لَا یُصَدَّقُ (1).

«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أُسَیْدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِیَّاكَ وَ صُحْبَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ أَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْهُ أَقْرَبُ مَا یَكُونُ إِلَی مَسَاءَتِكَ (2).

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ ثَوَابَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ خَلِیدٍ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی الْمُحَبَّرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ الْخُلُوُّ بِالنِّسَاءِ وَ الِاسْتِمْتَاعُ مِنْهُنَّ وَ الْأَخْذُ بِرَأْیِهِنَّ وَ مُجَالَسَةُ الْمَوْتَی فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مُجَالَسَةُ الْمَوْتَی قَالَ مُجَالَسَةُ كُلِّ ضَالٍّ عَنِ الْإِیمَانِ وَ جَائِرٍ عَنِ الْأَحْكَامِ (3).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَخِیهِ یَحْیَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ یُحَذَّرَ قَالَ ثَلَاثَةٌ الْعَدُوُّ الْفَاجِرُ وَ الصَّدِیقُ الْغَادِرُ وَ السُّلْطَانُ الْجَائِرُ(4).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَرْءُ عَلَی دِینِ خَلِیلِهِ فَلْیَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ یُخَالِلُ (5).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فِی وَصِیَّةِ وَرَقَةَ

ص: 192


1- 1. الخصال ج 1 ص 116.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 37.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 81.
4- 4. المصدر ج 2 ص 124.
5- 5. المصدر ج 2 ص 132.

بْنِ نَوْفَلٍ لِخَدِیجَةَ علیها السلام: إِیَّاكَ وَ صُحْبَةَ الْأَحْمَقِ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ یُرِیدُ نَفْعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ یُقَرِّبُ مِنْكَ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُ مِنْكَ الْقَرِیبَ إِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ وَ إِنِ ائْتَمَنَكَ أَهَانَكَ وَ إِنْ حَدَّثَكَ كَذَبَكَ وَ إِنْ حَدَّثْتَهُ كَذَّبَكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ الَّذِی یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّی إِذا جاءَهُ لَمْ یَجِدْهُ شَیْئاً(1).

«14»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَسُبُّوا قُرَیْشاً وَ لَا تُبْغِضُوا الْعَرَبَ وَ لَا تُذِلُّوا الْمَوَالِیَ وَ لَا تُسَاكِنُوا الْخُوزَ وَ لَا تُزَوِّجُوا إِلَیْهِمْ فَإِنَّ لَهُمْ عِرْقاً یَدْعُوهُمْ إِلَی غَیْرِ الْوَفَاءِ(2).

«15»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا هِشَامُ النَّبَطُ لَیْسَ مِنَ الْعَرَبِ وَ لَا مِنَ الْعَجَمِ فَلَا تَتَّخِذْ مِنْهُمْ وَلِیّاً وَ لَا نَصِیراً فَإِنَّ لَهُمْ أُصُولًا تَدْعُو إِلَی غَیْرِ الْوَفَاءِ(3).

«16»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: لَیْسَ لَكَ أَنْ تَقْعُدَ مَعَ مَنْ شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (4) وَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (5) وَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَیْراً فَغَنِمَ أَوْ صَمَتَ فَسَلِمَ وَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَسْمَعَ مَا شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(6).

ص: 193


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 308.
2- 2. علل الشرائع:
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 253.
4- 4. الأنعام: 68.
5- 5. اسری: 36، و ما بعدها ذیلها.
6- 6. علل الشرائع ج 2 ص 293.

«17»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلْحَسَنِ علیه السلام: فِی مَسَائِلِهِ الَّتِی سَأَلَهُ عَنْهَا یَا بُنَیَّ مَا السَّفَهُ فَقَالَ اتِّبَاعُ الدُّنَاةِ وَ مُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ(1).

«18»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: خَمْسٌ مِنْ خَمْسَةٍ مُحَالٌ النَّصِیحَةُ مِنَ الْحَاسِدِ مُحَالٌ وَ الشَّفَقَةُ مِنَ الْعَدُوِّ مُحَالٌ وَ الْحُرْمَةُ مِنَ الْفَاسِقِ مُحَالٌ وَ الْوَفَاءُ مِنَ الْمَرْأَةِ مُحَالٌ وَ الْهَیْبَةُ مِنَ الْفَقْرِ مُحَالٌ (2).

«19»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْمُحَادَثَةِ الَّتِی تَدْعُو إِلَی غَیْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«20»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً مَوَدَّةٌ تَمْنَحُهَا مَنْ لَا وَفَاءَ لَهُ وَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ مَنْ لَا شُكْرَ لَهُ وَ عِلْمٌ عِنْدَ مَنْ لَا اسْتِمَاعَ لَهُ وَ سِرٌّ تُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ لَا حَصَافَةَ لَهُ (4).

«21»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ: قَالَ لِرَجُلٍ یَا فُلَانُ لَا تُجَالِسِ الْأَغْنِیَاءَ فَإِنَّ الْعَبْدَ یُجَالِسُهُمْ وَ هُوَ یَرَی أَنَّ لِلَّهِ عَلَیْهِ نِعْمَةً فَمَا یَقُومُ حَتَّی یَرَی أَنْ لَیْسَ لِلَّهِ عَلَیْهِ نِعْمَةٌ(5).

«22»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ یُمِتْنَ الْقَلْبَ الذَّنْبُ

ص: 194


1- 1. معانی الأخبار ص 247.
2- 2. الخصال ج 1 ص 129.
3- 3. أمالی الصدوق ص 253.
4- 4. من لا حفاظ به خ ل، راجع الخصال ج 1 ص 126.
5- 5. أمالی الصدوق ص 153.

عَلَی الذَّنْبِ وَ كَثْرَةُ مُنَاقَشَةِ النِّسَاءِ یَعْنِی مُحَادَثَتَهُنَّ وَ مُمَارَاةُ الْأَحْمَقِ تَقُولُ وَ یَقُولُ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی خَیْرٍ وَ مُجَالَسَةُ الْمَوْتَی فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمَوْتَی قَالَ كُلُّ غَنِیٍّ مُتْرَفٍ (1).

«23»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] رُوِیَ: لَا تَقْطَعْ أَوِدَّاءَ أَبِیكَ فَیُطْفَی نُورُكَ.

«24»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَجْلِسْ فِی مَجْلِسٍ یُسَبُّ فِیهِ إِمَامٌ وَ یُعَابُ فِیهِ مُسْلِمٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (2).

«25»- جا، [المجالس للمفید] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام: یَقُولُ لِأَبِی مَا لِی رَأَیْتُكَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ إِنَّهُ خَالِی فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّهُ یَقُولُ فِی اللَّهِ قَوْلًا عَظِیماً یَصِفُ اللَّهَ تَعَالَی وَ یَحُدُّهُ وَ اللَّهُ لَا یُوصَفُ فَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَهُ وَ تَرَكْتَنَا وَ إِمَّا جَلَسْتَ مَعَنَا وَ تَرَكْتَهُ فَقَالَ إِنْ هُوَ یَقُولُ مَا شَاءَ أَیُّ شَیْ ءٍ عَلَیَّ مِنْهُ إِذَا لَمْ أَقُلْ مَا یَقُولُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَ مَا تَخَافُ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ نَقِمَةٌ فَتُصِیبَكُمْ جَمِیعاً أَ مَا عَلِمْتَ بِالَّذِی كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَی وَ كَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَلَمَّا لَحِقَتْ خَیْلُ فِرْعَوْنَ مُوسَی علیه السلام تَخَلَّفَ عَنْهُ لِیَعِظَهُ وَ أَدْرَكَهُ مُوسَی وَ أَبُوهُ یُرَاغِمُهُ حَتَّی بَلَغَا طَرَفَ الْبَحْرِ فَغَرِقَا جَمِیعاً فَأَتَی مُوسَی الْخَبَرُ فَسَأَلَ جَبْرَئِیلَ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ لَهُ غَرِقَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَمْ یَكُنْ عَلَی رَأْیِ أَبِیهِ لَكِنَّ النَّقِمَةَ إِذَا نَزَلَتْ لَمْ یَكُنْ لَهَا عَمَّنْ قَارَبَ الْمُذْنِبَ دِفَاعٌ (3).

«26»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ جَعْفَرِ

ص: 195


1- 1. الخصال ج 1 ص 108.
2- 2. الأنعام: 68.
3- 3. مجالس المفید ص 73 و سیجی ء تحت الرقم 39 مبینا.

بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ أَنْ یَحْفَظَ أَصْحَابَ أَبِیهِ فَإِنَّ بِرَّهُ بِهِمْ بِرُّهُ بِوَالِدَیْهِ.

«27»- كش، [رجال الكشی] رَوَی عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ لِبَنِیهِ: جَالِسُوا أَهْلَ الدِّینِ وَ الْمَعْرِفَةِ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَیْهِمْ فَالْوَحْدَةُ آنَسُ وَ أَسْلَمُ فَإِنْ أَبَیْتُمْ إِلَّا مُجَالَسَةَ النَّاسِ فَجَالِسُوا أَهْلَ الْمُرُوَّاتِ فَإِنَّهُمْ لَا یَرْفُثُونَ فِی مَجَالِسِهِمْ.

«28»- ختص، [الإختصاص] مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كَانَ أَبِی یَقُولُ: قُمْ بِالْحَقِّ وَ لَا تَعَرَّضْ لِمَا نَابَكَ وَ اعْتَزِلْ عَمَّا لَا یَعْنِیكَ وَ تَجَنَّبْ عَدُوَّكَ وَ احْذَرْ صَدِیقَكَ مِنَ الْأَقْوَامِ إِلَّا الْأَمِینَ الَّذِی خَشِیَ اللَّهَ وَ لَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ وَ لَا تُطْلِعْهُ عَلَی سِرِّكَ (1).

«29»- ختص، [الإختصاص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: یَا بُنَیَّ انْظُرْ خَمْسَةً فَلَا تُصَاحِبْهُمْ وَ لَا تُحَادِثْهُمْ وَ لَا تُرَافِقْهُمْ فِی طَرِیقٍ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ مَنْ هُمْ عَرِّفْنِیهِمْ قَالَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ یُقَرِّبُ لَكَ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُ لَكَ الْقَرِیبَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفَاسِقِ فَإِنَّهُ بَائِعُكَ بِأُكْلَةٍ أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْبَخِیلِ فَإِنَّهُ یَخْذُلُكَ فِی مَالِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْقَاطِعِ لِرَحِمِهِ فَإِنِّی وَجَدْتُهُ مَلْعُوناً فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ- أُولئِكَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(2)

وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ

ص: 196


1- 1. الاختصاص: 230.
2- 2. القتال: 22 و سیأتی بیان الحدیث تحت الرقم 44.

لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(1) وَ قَالَ فِی الْبَقَرَةِ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (2).

«30»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: صَدِیقُ عَدُوِّ عَلِیٍّ علیه السلام عَدُوُّ عَلِیٍّ علیه السلام (3).

«31»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ عَنِ الْعَطَّارِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مُجَالَسَةُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالْأَخْیَارِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَخْیَارِ تُلْحِقُ الْأَشْرَارَ بِالْأَخْیَارِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَبْرَارِ لِلْفُجَّارِ تُلْحِقُ الْأَبْرَارَ بِالْفُجَّارِ فَمَنِ اشْتَبَهَ عَلَیْكُمْ أَمْرُهُ وَ لَمْ تَعْرِفُوا دِینَهُ فَانْظُرُوا إِلَی خُلَطَائِهِ فَإِنْ كَانُوا أَهْلَ دِینِ اللَّهِ فَهُوَ عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانُوا عَلَی غَیْرِ دِینِ اللَّهِ فَلَا حَظَّ لَهُ مِنْ دِینِ اللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یُوَاخِیَنَّ كَافِراً وَ لَا یُخَالِطَنَّ فَاجِراً وَ مَنْ آخَی كَافِراً أَوْ خَالَطَ فَاجِراً كَانَ كَافِراً فَاجِراً(4).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ جَالَسَ أَهْلَ الرَّیْبِ فَهُوَ مُرِیبٌ (5).

«32»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ حَفِظَهُنَّ كَانَ مَعْصُوماً مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ مِنْ كُلِّ بَلِیَّةٍ مَنْ لَمْ یَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَیْسَ یَمْلِكُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَمْ یَدْخُلْ عَلَی سُلْطَانٍ وَ لَمْ یُعِنْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ بِبِدْعَتِهِ.

«33»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هَارُونَ بْنِ

ص: 197


1- 1. الرعد: 24.
2- 2. الاختصاص ص 239، و الآیة فی البقرة: 26.
3- 3. الاختصاص ص 252.
4- 4. صفات الشیعة ص 160.
5- 5. المصدر ص 167.

مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: أَرَدْتُ سَفَراً فَأَوْصَی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ فِی وَصِیَّتِهِ إِیَّاكَ یَا بُنَیَّ أَنْ تُصَاحِبَ الْأَحْمَقَ أَوْ تُخَالِطَهُ وَ اهْجُرْهُ وَ لَا تُجَادِلْهُ فَإِنَّ الْأَحْمَقَ هُجْنَةٌ عین [عَیَّابٌ] غَائِباً كَانَ أَوْ حَاضِراً إِنْ تَكَلَّمَ فَضَحَهُ حُمْقُهُ وَ إِنْ سَكَتَ قَصَرَ بِهِ عِیُّهُ وَ إِنْ عَمِلَ أَفْسَدَ وَ إِنِ اسْتَرْعَی أَضَاعَ- لَا عِلْمُهُ مِنْ نَفْسِهِ یُغْنِیهِ وَ لَا عِلْمُ غَیْرِهِ یَنْفَعُهُ وَ لَا یُطِیعُ نَاصِحَهُ وَ لَا یَسْتَرِیحُ مُقَارِنُهُ تَوَدُّ أُمُّهُ ثَكْلَتَهُ وَ امْرَأَتُهُ أَنَّهَا فَقَدَتْهُ وَ جَارُهُ بُعْدَ دَارِهِ وَ جَلِیسُهُ الْوَحْدَةَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مَنْ فِی الْمَجْلِسِ أَعْیَا مَنْ فَوْقَهُ وَ إِنْ كَانَ أَكْبَرَهُمْ أَفْسَدَ مَنْ دُونَهُ (1).

«34»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا خَیْرَ لَكَ فِی صُحْبَةِ مَنْ لَا یَرَی لَكَ مِثْلَ الَّذِی یَرَی لِنَفْسِهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قَطِیعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ.

وَ قَالَ علیه السلام: اتَّقُوا مَنْ تُبْغِضُهُ قُلُوبُكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْعَافِیَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِی الصَّمْتِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ وَ وَاحِدٌ فِی تَرْكِ مُجَالَسَةِ السُّفَهَاءِ.

وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: إِذَا سَمِعْتَ أَحَداً یَتَنَاوَلُ أَعْرَاضَ النَّاسِ فَاجْتَهِدْ أَنْ لَا یَعْرِفَكَ فَإِنَّ أَشْقَی الْأَعْرَاضِ بِهِ مَعَارِفُهُ.

وَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَجِدْ لِلْإِسَاءَةِ مَضَضاً لَمْ یَكُنْ لِلْإِحْسَانِ عِنْدَهُ مَوْقِعٌ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ وَلَّهَهُ (2)

الْفَقْرُ أَبْطَرَهُ الْغِنَی.

وَ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الشَّرِیرِ فَإِنَّهُ كَالسَّیْفِ الْمَسْلُولِ یَحْسُنُ مَنْظَرُهُ وَ یَقْبُحُ أَثَرُهُ.

وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام: اللَّحَاقُ بِمَنْ تَرْجُو خَیْرٌ مِنَ الْمُقَامِ مَعَ مَنْ لَا تَأْمَنُ شَرَّهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: احْذَرْ كُلَّ ذَكَرٍ سَاكِنِ الطَّرْفِ (3).

«35»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام لِابْنِهِ الْحَسَنِ: یَا بُنَیَّ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ

ص: 198


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 226. و الهجنة: العیب.
2- 2. یعنی: احزنه و اغضبه.
3- 3. یعنی ساكن العین لا یطرف.

یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْبَخِیلِ فَإِنَّهُ یَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّهُ یَبِیعُكَ بِالتَّافِهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ یُقَرِّبُ عَلَیْكَ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُ عَلَیْكَ الْقَرِیبَ (1).

«36»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا تَصْحَبِ الْمَائِقَ فَإِنَّهُ یُزَیِّنُ لَكَ فِعْلَهُ وَ یَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام فِیمَا كَتَبَ إِلَی الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ: وَ احْذَرْ صَحَابَةَ مَنْ یُقْبَلُ رَأْیُهُ وَ یُنْكَرُ عَمَلُهُ فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ (4).

«37»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ قَرِینِ السَّوْءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: جَامِلُوا الْأَشْرَارَ بِأَخْلَاقِهِمْ تَسْلَمُوا مِنْ غَوَائِلِهِمْ وَ بَایِنُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ كَیْلَا تَكُونُوا مِنْهُمْ.

«38»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی زِیَادٍ النَّهْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَجْلِسَ مَجْلِساً یُعْصَی اللَّهُ فِیهِ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَی تَغْیِیرِهِ (5).

بیان: المراد بمعصیة اللّٰه ترك أوامره و فعل نواهیه كبیرة كانت أو صغیرة حق اللّٰه كان أو حق الناس و من ذلك اغتیاب المؤمن فإن فعل أحد شیئا من ذلك و قدرت علی تغییره و منعه منه فغیره أشد تغییر حتی یسكت عنه و ینزجر منه و لك ثواب المجاهدین و إن خفت منه فاقطعه و انقله بالحكمة مما هو مرتكبه إلی أمر آخر جائز و لا بد من أن یكون الإنكار بالقلب و اللسان لا باللسان وحده و القلب

ص: 199


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 152.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 216. و المائق: الاحمق.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 131.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 143.
5- 5. الكافی ج 2 ص 374.

مائل إلیه فإن ذلك نفاق و فاحشة أخری و إن لم تقدر علیه فقم و لا تجلس معه فإن لم تقدر علی القیام أیضا فأنكره بقلبك و أمقته فی نفسك و كن كأنك علی الرضف فإن اللّٰه تعالی مطلع علی سرائر القلوب و أنت عنده من الآمرین بالمعروف و الناهین عن المنكر و إن لم تنكر و لم تقم مع القدرة علی الإنكار و القیام فقد رضیت بالمعصیة فأنت و هو حینئذ سواء فی الإثم.

«39»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام: یَقُولُ لِأَبِی مَا لِی رَأَیْتُكَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَعْقُوبَ فَقَالَ إِنَّهُ خَالِی فَقَالَ إِنَّهُ یَقُولُ فِی اللَّهِ قَوْلًا عَظِیماً یَصِفُ اللَّهَ وَ لَا یُوصَفُ فَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَهُ وَ تَرَكْتَنَا وَ إِمَّا جَلَسْتَ مَعَنَا وَ تَرَكْتَهُ فَقُلْتُ هُوَ یَقُولُ مَا شَاءَ أَیُّ شَیْ ءٍ عَلَیَّ مِنْهُ إِذَا لَمْ أَقُلْ مَا یَقُولُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَ مَا تَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ بِهِ نَقِمَةٌ فَتُصِیبَكُمْ جَمِیعاً أَ مَا عَلِمْتَ بِالَّذِی كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَی علیه السلام وَ كَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَلَمَّا لَحِقَتْ خَیْلُ فِرْعَوْنَ مُوسَی علیه السلام تَخَلَّفَ عَنْهُمْ لِیَعِظَ أَبَاهُ فَیُلْحِقَهُ بِمُوسَی علیه السلام فَمَضَی أَبُوهُ وَ هُوَ یُرَاغِمُهُ حَتَّی بَلَغَا طَرَفاً مِنَ الْبَحْرِ فَغَرِقَا جَمِیعاً فَأَتَی مُوسَی الْخَبَرُ فَقَالَ هُوَ فِی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لَكِنَّ النَّقِمَةَ إِذَا نَزَلَتْ لَمْ یَكُنْ لَهَا عَمَّنْ قَارَبَ الْمُذْنِبَ دِفَاعٌ (1).

بیان: الجعفری هو أبو هاشم داود بن القاسم الجعفری هو من أجلة أصحابنا و یقال إنه لقی الرضا علیه السلام إلی آخر الأئمة علیهم السلام و أبو الحسن یحتمل الرضا و الهادی علیهما السلام و یحتمل أن یكون سلیمان بن جعفر الجعفری كما صرح به فی مجالس المفید(2) یقول أی الرجل فقال أی ذلك الرجل و كونه كلام بكر و الضمیر للجعفری بعید و فی المجالس یقول لأبی و هو أظهر و یؤید الأول فقال إنه خالی الظاهر تخفیف اللام و تشدیده من الخلة كأنه تصحیف یصف اللّٰه أی بصفات الأجسام كالقول بالجسم و الصورة أو بالصفات الزائدة كالأشاعرة و فی المجالس یصف اللّٰه تعالی و یحده و هو یؤید الأول و الواو فی قوله علیه السلام:

ص: 200


1- 1. الكافی ج 2 ص 374.
2- 2. مر آنفا تحت الرقم 25.

و لا یوصف للحال أی و الحال أنه لا یجوز وصفه بالمعنیین.

فإما جلست معه أی لا یمكن الجمع بین الجلوس معه و الجلوس معنا فإن جالسته كنت فاسقا و نحن لا نجالس الفساق مع أن الجمع بینهما مما یوهم تصویب قوله و ظاهره مرجوحیة الجلوس مع من یجالس أهل العقائد الفاسدة و تحریم الجلوس معهم فیلحقه بموسی أی یدخله فی دینه أو یلحقه بعسكره و مآلهما واحد فمضی أبوه أی فی الطریق الباطل الذی اختاره أی استمر علی الكفر و لم یقبل الرجوع أو مضی فی البحر و هو یراغمه أی یبالغ فی ذكر ما یبطل مذهبه و یذكر ما یغضبه فی القاموس المراغمة الهجران و التباعد و المغاضبة و راغمهم نابذهم و هجرهم و عاداهم و ترغم تغضب و فی المجالس تخلف عنه لیعظه و أدركه موسی و أبوه یراغمه.

حتی بلغا طرفا من البحر أی أحد طرفی البحر و هو الطرف الذی یخرج منه قوم موسی من البحر و أقول كان المعنی هنا قریبا من طرف البحر و فی المجالس طرف البحر فغرقا جمیعا فأتی موسی الخبر فسأل جبرئیل عن حاله فقال له غرق رحمه اللّٰه و لم یكن علی رأی أبیه لكن النقمة إلخ.

«40»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تَصْحَبُوا أَهْلَ الْبِدَعِ وَ لَا تُجَالِسُوهُمْ فَتَصِیرُوا عِنْدَ النَّاسِ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَرْءُ عَلَی دِینِ خَلِیلِهِ وَ قَرِینِهِ (1).

بیان: فتصیروا عند الناس كواحد منهم یدل علی وجوب الاحتراز عن مواضع التهمة و إن فعل ما یوجب حسن ظن الناس مطلوب إذا لم یكن للریاء و السمعة و قد یمكن أن ینفعه ذلك فی الآخرة لما ورد أن اللّٰه یقبل شهادة المؤمنین و إن علم خلافه المرء علی دین خلیله أی عند الناس فیكون استشهادا لما ذكره علیه السلام أو یصیر واقعا كذلك فیكون بیانا لمفسدة أخری كما ورد أن

ص: 201


1- 1. الكافی ج 2 ص 375.

صاحب الشر یعدی و قرین السوء یغوی و هذا أظهر.

«41»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الرَّیْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِی فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلِ فِیهِمْ وَ الْوَقِیعَةِ وَ بَاهِتُوهُمْ كَیْلَا یَطْمَعُوا فِی الْفَسَادِ فِی الْإِسْلَامِ وَ یَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا یَتَعَلَّمُوا [یَتَعَلَّمُونَ] مِنْ بِدَعِهِمْ یَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ یَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِی الْآخِرَةِ(1).

بیان: كأن المراد بأهل الریب الذین یشكون فی الدین و یشككون الناس فیه بإلقاء الشبهات و قیل المراد بهم الذین بناء دینهم علی الظنون و الأوهام الفاسدة كعلماء أهل الخلاف و یحتمل أن یراد بهم الفساق و المتظاهرین بالفسوق فإن ذلك مما یریب الناس فی دینهم و هو علامة ضعف یقینهم فی القاموس الریب صرف الدهر و الحاجة و الظنة و التهمة و فی النهایة الریب الشك و قیل هو الشك مع التهمة و البدعة اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فیما هو نقص فی الدین أو زیادة كذا ذكر فی المصباح.

و أقول البدعة فی الشرع ما حدث بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و لم یرد فیه نص علی الخصوص و لا یكون داخلا فی بعض العمومات أو ورد نهی عنه خصوصا أو عموما فلا تشمل البدعة ما دخل فی العمومات مثل بناء المدارس و أمثالها الداخلة فی عمومات إیواء المؤمنین و إسكانهم و إعانتهم و كإنشاء بعض الكتب العلمیة و التصانیف التی لها مدخل فی العلوم الشرعیة و كالألبسة التی لم تكن فی عهد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الأطعمة المحدثة فإنها داخلة فی عمومات الحلیة و لم یرد فیها نهی و ما یفعل منها علی وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة علی الخصوص كان بدعة كما أن الصلاة خیر موضوع و یستحب فعلها فی كل وقت و لما عین عمر ركعات مخصوصة علی وجه مخصوص فی وقت معین صارت بدعة و كما إذا عین أحد سبعین تهلیلة فی وقت مخصوص علی أنها مطلوبة للشارع فی خصوص هذا الوقت بلا نص ورد فیها كانت بدعة.

ص: 202


1- 1. الكافی ج 2 ص 375.

و بالجملة إحداث أمر فی الشریعة لم یرد فیها نص بدعة سواء كانت أصلها مبتدعا أو خصوصیتها مبتدعة فما ذكره المخالفون أن البدعة منقسمة بانقسام الأحكام الخمسة تصحیحا لقول عمر فی التراویح نعمت البدعة باطل إذ لا تطلق البدعة إلا علی ما كان محرما كما قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبیلها إلی النار و ما فعله عمر كان من البدعة المحرمة لنهی النبی صلی اللّٰه علیه و آله عن الجماعة فی النافلة فلم ینفعهم هذا التقسیم و لن یصلح العطار ما أفسد الدهر و قد أشبعنا القول فی ذلك فی كتاب الفتن فی باب مطاعن عمر.

قال الشهید روح اللّٰه روحه فی قواعده محدثات الأمور بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله تنقسم أقساما لا تطلق اسم البدعة عندنا إلا علی ما هو محرم منها.

أولها الواجب كتدوین الكتاب و السنة إذا خیف علیهما التلف من الصدور فإن التبلیغ للقرون الآتیة واجب إجماعا و للآیة(1)

و لا یتم إلا بالحفظ و هذا فی زمان الغیبة واجب أما فی زمن ظهور الإمام فلا لأنه الحافظ لهما حفظا لا یتطرق إلیه خلل.

و ثانیها المحرم و هو بدعة تناولتها قواعد التحریم و أدلته من الشریعة كتقدیم غیر الأئمة المعصومین علیهم و أخذهم مناصبهم و استیثار ولاة الجور بالأموال و منعها مستحقها و قتال أهل الحق و تشریدهم و إبعادهم و القتل علی الظنة و الإلزام ببیعة الفساق و المقام علیها و تحریم مخالفتها و الغسل فی المسح و المسح علی غیر القدم و شرب كثیر من الأشربة و الجماعة فی النوافل و الأذان الثانی یوم الجمعة و تحریم المتعتین و البغی علی الإمام و توریث الأباعد و منع الأقارب و منع الخمس أهله و الإفطار فی غیر وقته إلی غیر ذلك من المحدثات المشهورات و منها بالإجماع من الفریقین المكس (2)

و تولیة المناصب غیر الصالح لها ببذل أو إرث أو غیر ذلك. و ثالثها المستحب و هو ما تناولته أدلة الندب كبناء المدارس و الربط و

ص: 203


1- 1. یعنی قوله عزّ و جلّ: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ.
2- 2. فی المصباح: قد غلب المكس فیما یأخذه أعوان السلطان ظلما عند البیع و الشراء.

لیس منه اتخاذ الملوك الأهبة لیعظموا فی النفوس اللّٰهم إلا أن یكون مرهبا للعدو.

و رابعها المكروه و هو ما شملته أدلة الكراهة كالزیادة فی تسبیح الزهراء علیها السلام و سائر الموظفات أو النقیصة منها و التنعم فی الملابس و المآكل بحیث لا یبلغ الإسراف بالنسبة إلی الفاعل و ربما أدی إلی التحریم إذا استضر به و عیاله.

و خامسها المباح و هو الداخل تحت أدلة الإباحة كنخل الدقیق فقد ورد أول شی ء أحدثه الناس بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله اتخاذ المناخل لأن لین العیش و الرفاهیة من المباحات فوسیلته مباحة انتهی.

و قال فی النهایة البدعة بدعتان بدعة هدی و بدعة ضلال فما كان فی خلاف ما أمر اللّٰه به و رسوله فهو فی حیز الذم و الإنكار و ما كان واقعا تحت عموم ما ندب اللّٰه إلیه و حض علیه أو رسوله فهو فی حیز المدح و ما لم یكن له مثال موجود كنوع من الجود و السخاء و فعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة و لا یجوز أن یكون ذلك علی خلاف ما ورد به الشرع لأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد جعل له فی ذلك ثوابا فقال من سن سنة حسنة كان له أجرها و أجر من عمل بها و قال فی ضده من سن سنة سیئة كان علیه وزرها و وزر من عمل بها و ذلك إذا كان فی خلاف ما أمر اللّٰه به و رسوله ثم قال و أكثر ما یستعمل به المبتدع فی الذم انتهی.

و المراد بسبهم الإتیان بكلام یوجب الاستخفاف بهم قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته یصح مواجهتهم بما یكون نسبته إلیهم حقا لا بالكذب و هل یشترط جعله علی طریق النهی فیشترط شروطه أم یجوز الاستخفاف بهم مطلقا ظاهر النص و الفتاوی الثانی و الأول الأحوط و دل علی جواز مواجهتهم بذلك و علی رجحانها

رِوَایَةُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا ظَاهَرَ الْفَاسِقُ بِفِسْقِهِ فَلَا حُرْمَةَ لَهُ وَ لَا غَیْبَةَ. وَ مَرْفُوعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ بَزِیعٍ: مِنْ تَمَامِ الْعِبَادَةِ الْوَقِیعَةُ فِی أَهْلِ الرَّیْبِ. انتهی.

و القول فیهم أی قول الشر و الذم فیهم و فی القاموس الوقیعة القتال و غیبة الناس و فی الصحاح الوقیعة فی الناس الغیبة و الظاهر أن المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة و جعلهم متحیرین لا یحیرون جوابا كما قال تعالی فَبُهِتَ الَّذِی

ص: 204

كَفَرَ(1) و یحتمل أن یكون من البهتان للمصلحة فإن كثیرا من المساوی یعدها أكثر الناس محاسن خصوصا العقائد الباطلة و الأول أظهر قال الجوهری بهته بهتا أخذه بغتة و بهت الرجل بالكسر إذا دهش و تحیر و فی المصباح بهت و بهت من بابی قرب و تعب دهش و تحیر و یعدی بالحرف و غیره یقال بهته یبهته بفتحتین فبهت بالبناء للمفعول و لا یتعلموا فی أكثر النسخ و لا یتعلمون و هو تصحیف.

«42»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْبَغِی لِلْمُسْلِمِ أَنْ یُوَاخِیَ الْفَاجِرَ وَ لَا الْأَحْمَقَ وَ لَا الْكَذَّابَ (2).

بیان: الظاهر أن میسر هو ابن عبد العزیز الثقة فهو موثق و المواخاة المصاحبة و الصداقة بحیث یلازمه و یراعی حقوقه و یكون محل أسراره و یواسیه بماله و جاهه و الفجور التوسع فی الشر قال الراغب الفجر شق الشی ء شقا واسعا قال تعالی وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ

عُیُوناً(3) و الفجور شق ستر الدیانة یقال فجر فجورا فهو فاجر و جمعه فجار و فجرة انتهی و تخصیص الكذاب مع أنه داخل فی الفاجر لأنه أشد ضررا من سائر الفجار.

«43»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْكِنْدِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ قَالَ یَنْبَغِی لِلْمُسْلِمِ أَنْ یَجْتَنِبَ مُوَاخَاةَ ثَلَاثَةٍ الْمَاجِنِ وَ الْأَحْمَقِ وَ الْكَذَّابِ أَمَّا الْمَاجِنُ فَیُزَیِّنُ لَكَ فِعْلَهُ وَ یُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ وَ لَا یُعِینُكَ عَلَی أَمْرِ دِینِكَ وَ مَعَادِكَ وَ مُقَارَنَتُهُ جَفَاءٌ وَ قَسْوَةٌ وَ مَدْخَلُهُ وَ مَخْرَجُهُ عَلَیْكَ عَارٌ وَ أَمَّا الْأَحْمَقُ فَإِنَّهُ لَا یُشِیرُ عَلَیْكَ بِخَیْرٍ وَ لَا یُرْجَی لِصَرْفِ السُّوءِ عَنْكَ وَ لَوْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ وَ رُبَّمَا أَرَادَ مَنْفَعَتَكَ فَضَرَّكَ فَمَوْتُهُ خَیْرٌ مِنْ حَیَاتِهِ وَ سُكُوتُهُ خَیْرٌ مِنْ نُطْقِهِ وَ بُعْدُهُ خَیْرٌ مِنْ قُرْبِهِ وَ أَمَّا الْكَذَّابُ فَإِنَّهُ لَا یَهْنَؤُكَ

ص: 205


1- 1. البقرة: 258.
2- 2. الكافی ج 2 ص 375.
3- 3. القمر: 12.

مَعَهُ عَیْشٌ یَنْقُلُ حَدِیثَكَ وَ یَنْقُلُ إِلَیْكَ الْحَدِیثَ كُلَّمَا أَفْنَی أُحْدُوثَةً مَطَّهَا بِأُخْرَی حَتَّی أَنَّهُ یُحَدِّثُ بِالصِّدْقِ فَمَا یُصَدَّقُ وَ یُغْرِی بَیْنَ النَّاسِ بِالْعَدَاوَةِ فَیُنْبِتُ السَّخَائِمَ فِی الصُّدُورِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ (1).

بیان: فی القاموس مجن مجونا صلب و غلظ و منه الماجن لمن لا یبالی قولا و فعلا كأنه صلب الوجه و قال الجوهری المجون أن لا یبالی الإنسان ما صنع و كأن المراد بالجفاء البعد عن الآداب الحسنة و یطلق فی الأخبار علی هذا المعنی كثیرا و هو الأنسب هنا و یمكن أن یكون المراد به أنه یوجب غلظ الطبع و ترك الصلة و البر قال فی النهایة الجفاء البعد عن الشی ء و ترك الصلة و البر و منه الحدیث من بدا جفا أی من سكن البادیة غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس و الجفاء غلظ الطبع و قسوة أی توجب القسوة و المدخل مصدر میمی و كذا المخرج و یحتملان الإضافة إلی الفاعل و إلی المفعول أی دخولك علیه أو دخوله علیك و كذا المخرج فإنه لا یشیر علیك بخیر أی إذا شاورته و لا یرجی لصرف السوء عنك أی إذا ابتلیت ببلیة و لو أجهد أی أتعب نفسه فإن كل ذلك فرع العقل و ربما أراد منفعتك فضرك لحمقه من حیث لا یشعر فموته خیر لك من حیاته فی كل حال و سكوته عند المشورة و غیرها خیر لك من نطقه و بعده عنك أو بعدك عنه خیر لك من قربه فإن احتمال الضرر أكثر من النفع لا یهنؤك بالهمز و القلب أیضا فی المصباح هنأ الشی ء بالضم مع الهمز هناءة بالفتح و المد تیسر من غیر مشقة و لا عناء فهو هنی ء و یجوز الإبدال و الإدغام و هنأنی الولد یهنؤنی مهموز من بابی نفع و ضرب أی سرنی و تقول العرب فی الدعاء لیهنئك الولد بهمزة ساكنة و بإبدالها یاء و حذفها عامی و معناه سرنی فهو هانئ و هنأنی الطعام یهنؤنی ساغ.

ینقل حدیثك و ینقل إلیك الحدیث أی یكذب علیك عند الناس و یكذب علی الناس عندك فیفسد بینك و بینهم فقوله كلما أفنی بیان مفسدة أخری و هی عدم الاعتماد علی كلامه و یحتمل أن یكون الجمیع لبیان مفسدة واحدة

ص: 206


1- 1. الكافی ج 2 ص 376.

و هو أن العمدة فی منفعة الصدیق أن یأتیك بكلام غیرك أو فعله و أن یبلغ رسالتك إلی غیره و لما كانت عادته الكذب لا تعتمد أنت علی كلامه و لا غیرك فتنتفی الفائدتان هذا إذا لم یأت بما یوجب الإفساد و الإغراء و إلا فمفسدته أشد فیكون قوله یغری تأسیسا لا تأكیدا و فی القاموس الحدیث الخبر و الجمع أحادیث شاذ و الأحدوثة ما یتحدث به و فی الصحاح الحدیث الخبر یأتی علی القلیل و الكثیر و یجمع علی أحادیث علی غیر قیاس قال الفراء نری أن واحد الأحادیث أحدوثة ثم جعلوه جمعا للحدیث و الأحدوثة ما یتحدث به و قال مطه یمطه أی مده و فی القاموس مطه مده و الدلو جذبه و حاجبیه و خده تكبر و أصابعه مدها مخاطبا بها و تمطط فی الكلام لون فیه انتهی.

و سیأتی هذا الخبر بعینه فی أبواب العشرة(1)

و فیه مطرها و فی القاموس مطرنی بخیر أصابنی و ما مطر منه خیر أو بخیر أی ما أصابه منه خیر و تمطرت الطیر أسرعت فی هویها كمطرت و علی الأول الباء فی قوله بأخری للآلة و علی الثانی للتعدیة إلی المفعول الثانی فما یصدق علی بناء المجهول من التفعیل و ربما یقرأ علی بناء المعلوم كینصر أی أصل الحدیث صادق فیمطها بكذب من عنده فلا یكون صادقا لذلك و الأول أظهر و فی القاموس أغری بینهم العداوة ألقاها كأنه ألزقها بهم و قال الجوهری أغریت الكلب بالصید و أغریت بینهم و أقول كأن المعنی هنا یغری بینهم المخاصمات بسبب العداوة أو الباء زائدة و قد قال تعالی فَأَغْرَیْنا بَیْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ(2) و یظهر من بعضهم كالجوهری أن الإغراء بمعنی الإفساد فلا یحتاج إلی مفعول و فی بعض النسخ فیما سیأتی و یفرق بین الناس بالعداوة فلا یحتاج إلی تكلف و قال السخیمة و السخمة بالضم الحقد و انظروا لأنفسكم أی اختاروا للمواخاة و المصاحبة غیر هؤلاء حیث عرفتم ضرر مصاحبتهم أو لما نبهتكم

ص: 207


1- 1. رواه الكلینی فی باب من تكره مجالسته و مرافقته تحت الرقم 1 ص 639، و لم یخرجه المصنّف فی هذا الباب.
2- 2. المائدة ص 14.

علی ضرر مصاحبة صاحب السوء فاتقوا عواقب السوء و اختاروا للإخوة من لم تتضرروا بمصاحبتهم فی الدین و الدنیا و إن كان غیر هؤلاء كما سیأتی أفرادا أخر و قیل المعنی فانظروا لأنفسكم و لا تقبلوا قول الكذاب و لا تعادوا الناس بقولهم و قد قال تعالی إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا(1) و لا یخلو من بعد.

«44»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَوْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا بُنَیَّ انْظُرْ خَمْسَةً فَلَا تُصَاحِبْهُمْ وَ لَا تُحَادِثْهُمْ وَ لَا تُرَافِقْهُمْ فِی طَرِیقٍ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ مَنْ هُمْ قَالَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ یُقَرِّبُ لَكَ الْبَعِیدَ وَ یُبَاعِدُ لَكَ الْقَرِیبَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفَاسِقِ فَإِنَّهُ بَائِعُكَ بِأُكْلَةٍ أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْبَخِیلِ فَإِنَّهُ یَخْذُلُكَ فِی مَالِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْقَاطِعِ لِرَحِمِهِ فَإِنِّی وَجَدْتُهُ مَلْعُوناً فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ثَلَاثِ مَوَاضِعَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ- أُولئِكَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ

اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ (2) وَ قَالَ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(3) وَ قَالَ فِی الْبَقَرَةِ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (4).

بیان: فإنه أی الكذاب بمنزلة السراب قال الراغب السراب اللامع فی المفازة كالماء و ذلك لانسرابه فی رأی العین و یستعمل السراب فیما لا حقیقة له كالشراب فیما له حقیقة قال تعالی كَسَرابٍ بِقِیعَةٍ یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً و قال تعالی:

ص: 208


1- 1. الحجرات: 6.
2- 2. القتال: 26.
3- 3. الرعد: 24.
4- 4. الكافی ج 2 ص 376، و الآیة فی البقرة: 26.

وَ سُیِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً(1) انتهی و قد یقال المراد بالكذاب هنا من یكذب علی اللّٰه و رسوله بالفتاوی الباطلة و یمكن أن یكون إشارة إلی قوله تعالی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِیعَةٍ إلخ.

و قوله علیه السلام یقرب استئناف لبیان وجه الشبه و المستتر فیه راجع إلی الكذاب و المعنی أنه بكذبه یقرب إلیك البعید عن الحق و الواقع أو عن العقل و كذا العكس فإنه بائعك علی صیغة اسم الفاعل أو فعل ماض من المبایعة بمعنی البیعة و الأول أظهر و الأكلة إما بالفتح أی بأكله واحدة أو بالضم أی لقمة قال الجوهری أكلت الطعام أكلا و مأكلا و الأكلة المرة الواحدة حتی تشبع و الأكلة بالضم اللقمة تقول أكلت أكلة واحدة أی لقمة و هی القرصة أیضا و هذا الشی ء أكلة لك أی طعمة انتهی و قد یقرأ بأكله بالإضافة إلی الضمیر الراجع إلی الفاسق كنایة عن مال الدنیا فقوله و أقل من ذلك الصیت و الذكر عند الناس و هو بعید و الأول أصوب

كَمَا رُوِیَ فِی النَّهْجِ (2)

عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ: یَا بُنَیَّ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَكَ فَیَضُرُّكَ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْبَخِیلِ فَإِنَّهُ یَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّهُ یَبِیعُكَ بِالتَّافِهِ وَ إِیَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ یُقَرِّبُ عَلَیْكَ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُ عَنْكَ الْقَرِیبَ.

و التافة الیسیر الحقیر و ذلك لأنه لا یخاف اللّٰه و یسهل علیه خلاف الدیانة فلا یحفظ حق المصادقة فإنه یخذلك فی ماله أی یترك نصرتك بسبب ماله أحوج ما تكون إلیه قیل أحوج منصوب بنیابة ظرف الزمان لإضافته إلی المصدر لكون ما مصدریة و كما أن المصدر یكون نائبا لظرف الزمان مثل رأیته قدوم الحاج كذلك یكون المضاف إلیه أیضا نائبا و تكون تامة و نسبة الحاجة إلی المصدر مجاز و المقصود نسبته إلی الفاعل و إلیه متعلق بالأحوج و الضمیر راجع إلی البخیل أو إلی ماله و قیل أحوج منصوب علی الحال من الكاف فی ثلاث مواضع كذا فی أكثر النسخ

ص: 209


1- 1. المفردات ص 229، و الآیتان فی النور: 39، النبأ: 20.
2- 2. مر تحت الرقم 35، فراجع.

و كان تأنیثه بتأویل المواضع بالآیات و فی بعضها فی ثلاثة و هو أظهر.

فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ قال البیضاوی أی تولیتم أمور الناس و تأمرتم علیهم أو أعرضتم و تولیتم عن الإسلام أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ تناجزا عن الولایة و تجاذبا لها أی رجوعا إلی ما كنتم علیه فی الجاهلیة من التغاور و المقاتلة مع الأقارب و المعنی أنهم لضعفهم فی الدین و حرصهم علی الدنیا أحقاء بأن یتوقع ذلك منهم من عرف حالهم و یقول لهم هل عسیتم أُولئِكَ المذكورون الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ لإفسادهم و قطعهم الأرحام فَأَصَمَّهُمْ عن استماع الحق و قبوله وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ فلا یهتدون إلی سبیله.

الَّذِینَ یَنْقُضُونَ فی الرعد وَ الَّذِینَ و حذف العاطف سهل لكن لیس فی بعض النسخ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ و كأنه من النساخ لوجوده فی أكثر النسخ و فی كتاب الإختصاص (1) و غیره.

عَهْدَ اللَّهِ قیل لله تعالی عهود عهد أخذه بالعقل علی عباده بإراءة آیاته فی الآفاق و الأنفس و بما ذكر من إقامة الحجة علی وجود الصانع و قدرته و علمه و حكمته و توحیده و عهد أخذه علیهم بأن یقروا بربوبیته فأقروا و قالوا بَلی حین قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (2) و عهد أخذه علی أهل الكتاب فی الكتب المنزلة علی أنبیائهم بتصدیق محمد صلی اللّٰه علیه و آله و عهد أخذه علی الأمم أن یصدقوا نبیا بعث إلیهم بالمعجزات و یتبعوه و لا یخالفوا حكمه و عهد أخذه علیهم بالولایة للأوصیاء و عهد أخذه علی العلماء بأن یعلموا الجهال و یبینوا ما فی الكتاب و لا یكتموه و عهد أخذه علی النبیین بأن یبلغوا الرسالة و یقیموا الدین و لا یتفرقوا فیه.

و قد وقع النقض فی جمیع ذلك إلا فی الأخیر و الضمیر فی مِیثاقِهِ للعهد و قال المفسرون هو اسم لما تقع به الوثاقة و هی الاستحكام و المراد به ما وثق اللّٰه به عهده من الآیات و الكتب أو ما وثقوه به من الالتزام و القبول و أن یوصل فی

ص: 210


1- 1. مر تحت الرقم 29 فراجع.
2- 2. الراجع الأعراف: 171.

محل الخفض علی أنه بدل الاشتمال من ضمیر به.

و فی تفسیر الإمام علیه السلام فی تفسیر آیة البقرة الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ المأخوذ علیهم لله بالربوبیة و لمحمد صلی اللّٰه علیه و آله النبوة و لعلی بالإمامة و لشیعتهما بالمحبة و الكرامة.

مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ أی إحكامه و تغلیظه وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ من الأرحام و القرابات أن یتعاهدوهم و أفضل رحم و أوجبهم حقا رحم محمد صلی اللّٰه علیه و آله فإن حقهم بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله ما أن حق قرابات الإنسان بأبیه و أمه و محمد أعظم حقا من أبویه كذلك حق رحمه أعظم و قطیعته أفظع و أفضح و یفسدون فی الأرض بالبراءة ممن فرض اللّٰه إمامته و اعتقاد إمامة من قد فرض اللّٰه

مخالفته أُولئِكَ أهل هذه الصفة هُمُ الْخاسِرُونَ خسروا أنفسهم لما صاروا إلیه من النیران و حرموا الجنان فیا لها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد فحرمتهم نعیم الأبد.

و قیل فی یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ یدخل فیه التفریق بین الأنبیاء و الكتب فی التصدیق و ترك موالاة المؤمنین و ترك الجمعة و الجماعات المفروضة و سائر ما فیه رفض خیر أو تعاطی شر فإنه یقطع الوصلة بین اللّٰه و بین العبد التی هی المقصودة بالذات من كل وصل و فصل.

و قوله علیه السلام وجدته ملعونا فی ثلاثة مواضع اللعن فی الآیة الأولی و الثانیة ظاهر و أما الثالثة فلاستلزام الخسران لا سیما علی ما فسره الإمام علیه السلام اللعن و البعد من رحمة اللّٰه و اللّٰه سبحانه فی أكثر القرآن وصف الكفار بالخسران فقد قال تعالی أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (1) و قال فَلا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (2) و قال بعد ذكر الكفار لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (3) و قال فَیَرْكُمَهُ جَمِیعاً فَیَجْعَلَهُ فِی جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (4)

ص: 211


1- 1. براءة: 68.
2- 2. الأعراف: 98.
3- 3. النحل: 108.
4- 4. الأنفال: 36.

و قال وَ مَنْ یُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (1) و قال وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (2) و قال وَ مَنْ یَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (3) و قال قُلْ إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ (4) و قال وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِینَ (5) و قال وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (6) و قال لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ (7) و قال وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (8) و قال وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (9).

«45»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها(10) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَالَ إِنَّمَا عَنَی بِهَذَا أَنْ إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ یَجْحَدُ الْحَقَّ وَ یُكَذِّبُ بِهِ وَ یَقَعُ فِی الْأَئِمَّةِ فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَا تُقَاعِدْهُ كَائِناً مَنْ كَانَ (11).

بیان: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ یعنی فی القرآن و كأنه إشارة إلی قوله تعالی فی سورة الأنعام وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (12) فإن الأنعام مكیة و هذه الآیة فی سورة النساء و هی مدنیة و كأنه علیه السلام

ص: 212


1- 1. الأعراف: 177.
2- 2. العنكبوت: 51.
3- 3. البقرة: 121.
4- 4. الزمر: 14.
5- 5. یونس: 95.
6- 6. الزمر: 62.
7- 7. الزمر: 65.
8- 8. آل عمران: 85.
9- 9. المائدة: 4.
10- 10. النساء: 139.
11- 11. الكافی ج 2 ص 377.
12- 12. الأنعام: 68.

لذلك اختار هذه الآیة لإشارتها إلی الآیة الأخری أیضا و تتمة الآیة فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَ الْكافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ قیل أن مفسرة و قال البیضاوی مخففة و المعنی أنه إذا سمعتم آیاتِ اللَّهِ و قد ورد فی الأخبار الكثیرة أن آیات اللّٰه الأئمة علیهم السلام أو الآیات النازلة فیهم و قال علی بن إبراهیم (1) هنا آیات اللّٰه هم الأئمة علیهم السلام یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها قال البیضاوی حالان من الآیات جی ء بهما لتقیید النهی عن المجالسة فی قوله فَلا تَقْعُدُوا إلخ الذی هو جزاء الشرط بما إذا كان من یجالسه هازئا معاندا غیر مرجو و یؤیده الغایة و الضمیر فی مَعَهُمْ للكفرة المدلول علیهم بقوله یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ فی الإثم لأنكم قادرون علی الإعراض عنهم و الإنكار علیهم أو الكفر إن رضیتم بذلك أو لأن الذین یقاعدون الخائضین فی القرآن من الأحبار كانوا منافقین و یدل علیه إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَ الْكافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً یعنی القاعدین و المقعود معهم انتهی و فی الآیة إیماء إلی أن من یجالسهم و لا ینهاهم هو من المنافقین كائنا من كان أی سواء كان من أقاربك أم من الأجانب و سواء كان ظاهرا من أهل ملتك أم لا و سواء كان معدودا ظاهرا من أهل العلم أم لا و سواء كان من الحكام أو غیرهم إذا لم تخف ضررا.

«46»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَجْلِسْ مَجْلِساً یُنْتَقَصُ فِیهِ إِمَامٌ أَوْ یُعَابُ فِیهِ مُؤْمِنٌ (2).

بیان: فلا یجلس بالجزم أو الرفع و كأنه إشارة إلی قوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (3) و فیه زجر عظیم

ص: 213


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 144.
2- 2. الكافی ج 2 ص 377.
3- 3. المجادلة: 22.

عن استماع غیبة المؤمن حیث عادله بانتقاص الإمام یقال فلان ینتقص فلانا أی یقع فیه و یذمه.

«47»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَقُومُ مَكَانَ رِیبَةٍ(1).

بیان: مكان ریبة أی مقام تهمة و شك و كأن المراد النهی من حضور موضع یوجب التهمة بالفسق أو الكفر أو بذمائم الأخلاق أعم من أن یكون بالقیام أو المشی أو القعود أو غیرها فإنه یتهم بتلك الصفات ظاهرا عند الناس و قد یتلوث به باطنا أیضا كما مر قال فی المغرب رابه ریبا شككه و الریبة الشك و التهمة

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: دَعْ مَا یُرِیبُكَ إِلَی مَا لَا یُرِیبُكَ فَإِنَّ الْكَذِبَ رِیبَةٌ وَ إِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِینَةٌ.

أی ما یشكك و یحصل فیك الریبة و هی فی الأصل قلق النفس و اضطرابها أ لا تری كیف قابلها بالطمأنینة و هی السكون و ذلك أن النفس لا تستقر متی شكت فی أمر و إذا أیقنته سكنت و اطمأنت انتهی.

و یحتمل أن یكون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشكوك و الشبهات الذین یوقعون الشبه فی الدین و یعدونها كیاسة و دقة فیضلون الناس عن مسالك أصحاب الیقین كأكثر الفلاسفة و المتكلمین فمن جالسهم و فاوضهم لا یؤمن بشی ء بل یحصل فی قلبه مرض الشك و النفاق و لا یمكنه تحصیل الیقین فی شی ء من أمور الدین بل یعرضه إلحاد عقلی لا یتمسك عقله بشی ء و لا یطمئن فی شی ء كما أن الملحد الدینی لا یؤمن بملة فهم كما قال فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً(2) و أكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطریقة و قلما یوجد مؤمن علی الحقیقة أعاذنا اللّٰه و إخواننا المؤمنین من ذلك و حفظنا عن جمیع المهالك.

«48»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ

ص: 214


1- 1. الكافی ج 2 ص 377 و 378.
2- 2. البقرة: 10.

سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَقْعُدَنَّ فِی مَجْلِسٍ یُعَابُ فِیهِ إِمَامٌ أَوْ یُنْتَقَصُ فِیهِ مُؤْمِنٌ (1).

بیان: و قد تقدم مثله بتغییر ما فی المتن و السند(2).

«49»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی قَالَ حَدَّثَنِی أَخِی وَ عَمِّی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةُ مَجَالِسَ یَمْقُتُهَا اللَّهُ وَ یُرْسِلُ نَقِمَتَهُ عَلَی أَهْلِهَا فَلَا تُقَاعِدُوهُمْ وَ لَا تُجَالِسُوهُمْ مَجْلِساً فِیهِ مَنْ یَصِفُ لِسَانُهُ كَذِباً فِی فُتْیَاهُ وَ مَجْلِساً ذِكْرُ أَعْدَائِنَا فِیهِ جَدِیدٌ وَ ذِكْرُنَا فِیهِ رَثٌّ وَ مَجْلِساً فِیهِ مَنْ یَصُدُّ عَنَّا وَ أَنْتَ تَعْلَمُ قَالَ ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثَلَاثَ آیَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَأَنَّمَا كُنَّ فِی فِیهِ أَوْ قَالَ كَفِّهِ وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ (3) وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (4)

وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ (5).

بیان: كأن المراد بالأخ الرضا علیه السلام لأن الشیخ عد إسحاق من أصحابه علیه السلام و بالعم علی بن جعفر و كأنه كان عن أبی عن أبی عبد اللّٰه فظن الرواة أنه زائد فأسقطوه و إن أمكن روایة علی بن جعفر عن أبیه و الرضا علیه السلام لم یحتج إلی الواسطة فی الروایة و المراد بالنقمة إما العقوبة الدنیویة أو اللعنة و الحكم باستحقاق العقوبة الأخرویة و قوله و لا تجالسوهم إما تأكید لقوله فلا تقاعدوهم أو المراد بالمقاعدة مطلق القعود مع المرء و بالمجالسة الجلوس معه علی وجه الموادة و المؤانسة و المصاحبة كما یقال فلان أنیسه و جلیسه فیكون ترقیا من الأدون

ص: 215


1- 1. الكافی ج 2 ص 378.
2- 2. مر آنفا تحت الرقم 46.
3- 3. الأنعام: 108.
4- 4. الأنعام: 68.
5- 5. الكافی ج 2 ص 378 و الآیة فی النحل: 116.

إلی الأعلی كما هو عادة العرب و علیه جری قوله تعالی وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ(1) و قوله سبحانه لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ (2) و یحتمل العكس أیضا بأن یكون المراد بالمقاعدة من یلازم القعود كقوله تعالی عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِیدٌ(3) أو یكون المراد بأحدهما حقیقة المقاعدة و بالأخری مطلق المصاحبة.

و قد ذكروا وجوها من الفرق بین القعود و الجلوس لكن مناسبته لهذا المقام محل تأمل و إن أمكن تحصیلها بتكلف قال فی المصباح الجلوس غیر القعود فالجلوس هو الانتقال من سفل إلی علو و القعود هو الانتقال من علو إلی سفل فعلی الأول یقال لمن هو نائم أو ساجد اجلس و علی الثانی لمن هو قائم اقعد و قد یكون جلس بمعنی قعد متربعا و قد یفارقه و منه جلس بین شعبها أی حصل و تمكن إذ لا یسمی هذا قعودا فإن الرجل حینئذ یكون معتمدا علی أعضائه الأربع و یقال جلس متكئا و لا

یقال قعد متكئا بمعنی الاعتماد علی أحد الجانبین و قال الفارابی و جماعة الجلوس نقیض القیام فهو أعم من القعود و قد یستعملان بمعنی الكون و الحصول فیكونان بمعنی واحد و منه یقال جلس متربعا و قعد متربعا و الجلیس من یجالسك فعیل بمعنی فاعل.

فی فتیاه قیل فی للتعلیل نحو قوله فَذلِكُنَّ الَّذِی لُمْتُنَّنِی فِیهِ (4) و قال الجوهری الرث الشی ء البالی و قال صد عنه صدودا أعرض و صده عن الأمر صدا منعه و صرفه عنه و المراد بمن یصد عنهم أعم من ذلك المجلس و غیره لقوله و أنت تعلم أی و أنت تعلم أنه ممن یصد عنا فإن لم تعلم فلا حرج علیك فی مجالسته قال ثم تلا الضمیر فی قال راجع إلی كل من الأخ و العم و لذلك تكلف بعضهم و قال الأخ و العم واحد و المراد الأخ الرضاعی و لا یخفی بعده أو قال كفه التردید من الراوی أی أو قال مكان فی فیه فی كفه و علی التقدیرین الغرض التعجب

ص: 216


1- 1. سبأ: 3.
2- 2. البقرة: 255.
3- 3. ق: 17.
4- 4. یوسف: 31.

من سرعة الاستشهاد بالآیات بلا تفكر و تأمل.

و ترتیب الآیات علی خلاف ترتیب المطالب فالآیة الثالثة للكذب فی الفتیا و الأولی للثانی إذ قد ورد فی الأخبار أن المراد بسب اللّٰه سب أولیاء اللّٰه و إذا جلس مجلسا یذكر فیه أعداء اللّٰه فإما أن یسكت فیكون مداهنا أو یتعرض لهم فیدخل تحت الآیة.

وَ فِی رَوْضَةِ الْكَافِی فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: وَ جَامِلُوا النَّاسَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَی رِقَابِكُمْ تَجْمَعُوا مَعَ ذَلِكَ طَاعَةَ رَبِّكُمْ وَ إِیَّاكُمْ وَ سَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَیْثُ یَسْمَعُونَكُمْ- فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ قَدْ یَنْبَغِی لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ لِلَّهِ كَیْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَكَ سَبَّ اللَّهِ وَ مَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَ لِأَوْلِیَائِهِ فَمَهْلًا مَهْلًا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (1).

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُ (2) عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ أَحَداً یَسُبُّ اللَّهَ فَقَالَ لَا وَ كَیْفَ قَالَ مَنْ سَبَّ وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ. وَ فِی الْإِعْتِقَادَاتِ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ إِنَّا نَرَی فِی الْمَسْجِدِ رَجُلًا یُعْلِنُ بِسَبِّ أَعْدَائِكُمْ وَ یَسُبُّهُمْ فَقَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَرَّضَ بِنَا قَالَ اللَّهُ وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ الْآیَةَ قَالَ وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ- لَا تَسُبُّوهُمْ فَإِنَّهُمْ یَسُبُّوا عَلَیْكُمْ فَقَالَ مَنْ سَبَّ وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّنِی وَ مَنْ سَبَّنِی فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ سَبَّ اللَّهَ فَقَدْ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی النَّارِ.

و الآیة الثانیة للمطلب الثالث إذ قد ورد فی الأخبار أن المراد بالآیات الأئمة علیهم السلام

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (3)

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَجْلِسُ فِی مَجْلِسٍ یُسَبُّ فِیهِ إِمَامٌ أَوْ یُغْتَابُ فِیهِ مُسْلِمٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی

ص: 217


1- 1. الكافی ج 8 ص 7 و 8 فی رسالة أبی عبد اللّٰه علیه السلام الی جماعة الشیعة.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 373.
3- 3. تفسیر القمّیّ ص 192.

یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا الْآیَةَ.

و قیل الأولی للثالث و الثانیة للثانی و قال الخوض فی شی ء الطعن فیه كما قال تعالی وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ و لنرجع إلی تفسیر الآیات علی قول المفسرین و لا تسبوا الذین یدعون من دون اللّٰه قالوا أی لا تذكروا آلهتهم التی یعبدونها بما فیها من القبائح فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً أی تجاوزا عن الحق إلی الباطل بِغَیْرِ عِلْمٍ أی علی جهالة باللّٰه و ما یجب أن یذكر به و أقول علی تأویلهم علیهم السلام یحتمل أن یكون المعنی بغیر علم أن سب أولیاء اللّٰه سب لله.

وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا قالوا أی بالتكذیب و الاستهزاء بها و الطعن فیها فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ أی فلا تجالسهم و قم عنهم حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ قیل أعاد الضمیر علی معنی الآیات لأنها القرآن و قیل فی قوله فِی آیاتِنا حذف مضاف أی حدیث آیاتنا بقرینة قوله فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ و قال بعد ذلك وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ بأن یشغلك بوسوسته حتی تنسی النهی فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری أی بعد أن تذكره مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ أی معهم بوضع الظاهر موضع المضمر دلالة علی أنهم ظلموا بوضع التكذیب و الاستهزاء موضع التصدیق و الاستعظام.

وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ قیل اللام للتعلیل و متعلق بالمنهی عنه فی لا تَقُولُوا و ما مصدریة و قال البیضاوی انتصاب الكذب بلا تقولوا و هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ بدل منه أو متعلق بتصف علی إرادة القول أی لا تقولوا الكذب لما تصف ألسنتكم فتقولوا هذا حلال و هذا حرام أو مفعول لا تقولوا و الكذب منتصب بتصف و ما مصدریة أی لا تقولوا هذا حلال و هذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب أی لا تحرموا و لا تحلوا بمجرد قول تنطق به ألسنتكم من غیر دلیل و وصف ألسنتهم الكذب مبالغة فی وصف كلامهم بالكذب كأن حقیقة الكذب كان مجهولة و ألسنتهم تصفها و تعرفها بكلامهم هذا و لذلك عد من فصیح الكلام كقولهم وجهها یصف الجمال و عینها تصف السحر لِتَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ

ص: 218

تعلیل لا یتضمن الغرض كما فی قوله لِیَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً(1).

«50»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْجُمَحِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ابْتُلِیتَ بِأَهْلِ النَّصْبِ وَ مُجَالَسَتِهِمْ فَكُنْ كَأَنَّكَ عَلَی الرَّضْفِ حَتَّی تَقُومَ فَإِنَّ اللَّهَ یَمْقُتُهُمْ وَ یَلْعَنُهُمْ فَإِذَا رَأَیْتَهُمْ یَخُوضُونَ فِی ذِكْرِ إِمَامٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَقُمْ فَإِنَّ سَخَطَ اللَّهِ یَنْزِلُ هُنَاكَ عَلَیْهِمْ (2).

بیان: فی النهایة فی حدیث الصلاة كان فی التشهد الأول كأنه علی الرضف الرضف الحجارة المحماة علی النار واحدتها رضفة انتهی و سخط اللّٰه لعنهم و الحكم بعذابهم و خذلانهم و منع الألطاف عنهم فإذا نزل یمكن أن یشمل من قارنهم و قاربهم فیجب الاحتراز عن مجالستهم إذا لم تكن تقیة.

«51»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَعَدَ عِنْدَ سَبَّابٍ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ (3).

بیان: یدل علی تحریم الجلوس مع النواصب و إن لم یسبوا فی ذلك المجلس و هو أیضا محمول علی غیر التقیة.

«52»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَعَدَ فِی مَجْلِسٍ یُسَبُّ فِیهِ إِمَامٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ یَقْدِرُ عَلَی الِانْتِصَافِ (4)

فَلَمْ یَفْعَلْ أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذُّلَّ فِی الدُّنْیَا وَ عَذَّبَهُ فِی الْآخِرَةِ وَ سَلَبَهُ صَالِحَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ مِنْ مَعْرِفَتِنَا(5).

بیان: الانتصاف الانتقام و فی القاموس انتصف منه استوفی حقه منه كاملا حتی صار كل علی النصف سواء و تناصفوا أنصف بعضهم بعضا انتهی و الانتصاف

ص: 219


1- 1. القصص: 8.
2- 2. الكافی ج 2 ص 379.
3- 3. الكافی ج 2 ص 379.
4- 4. الانتصاب خ ل، الانصراف خ ل.
5- 5. الكافی ج 2 ص 379.

أن یقتله إذا لم یخف علی نفسه أو عرضه أو ماله أو علی مؤمن آخر و إضافة صالح إلی الموصول بیانیة فیفید سلب أصل المعرفة بناء علی أن من للبیان و یحتمل التبعیض أی من أنواع معرفتنا فیفید سلب الكمال و یحتمل التعلیل أی الأعمال الصالحة و الأخلاق الحسنة التی أعطاه بسبب المعرفة و یحتمل أن یكون الإضافة لامیة فیرجع إلی الأخیر و الأول أظهر.

«53»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْیَمَانِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَیْتُ یَحْیَی بْنَ أُمِّ الطَّوِیلِ وَقَفَ بِالْكُنَاسَةِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا مَعْشَرَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ إِنَّا بِرَاءٌ مِمَّا تَسْمَعُونَ مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ بِرَاءٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ وَ مَا یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ثُمَّ یَخْفِضُ صَوْتَهُ فَیَقُولُ مَنْ سَبَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَلَا تُقَاعِدُوهُمْ وَ مَنْ شَكَّ فِیمَا نَحْنُ عَلَیْهِ فَلَا تُفَاتِحُوهُ وَ مَنِ احْتَاجَ إِلَی

مَسْأَلَتِكُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمْ فَقَدْ خُنْتُمُوهُ ثُمَّ یَقْرَأُ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِینَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً(1).

بیان: یحیی بن أم الطویل المطعمی من أصحاب الحسین علیه السلام و قال الفضل بن شاذان لم یكن فی زمن علی بن الحسین علیه السلام فی أول أمره إلا خمسة أنفس و ذكر من جملتهم یحیی بن أم الطویل وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: ارْتَدَّ النَّاسُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَّا ثَلَاثَةً- أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ وَ یَحْیَی بْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ جُبَیْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وَ كَثُرُوا.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهَا وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ الْحَجَّاجَ طَلَبَهُ وَ قَالَ تَلْعَنُ أَبَا تُرَابٍ وَ أَمَرَ بِقَطْعِ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ قَتَلَهُ (2).

و أقول كان هؤلاء الأجلاء من خواص أصحاب الأئمة علیهم السلام.

ص: 220


1- 1. الكافی ج 2 ص 379، و الآیة فی براءة: 18.
2- 2. راجع رجال الكشّیّ: 113.

أبواب حقوق المؤمنین بعضهم علی بعض و بعض أحوالهم

باب 15 حقوق الإخوان و استحباب تذاكرهم و ما یناسب ذلك من المطالب

«1»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْیُونَانِیِّ الَّذِی رَأَی مِنْهُ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ وَ أَسْلَمَ عَلَی یَدَیْهِ آمُرُكَ أَنْ تُوَاسِیَ إِخْوَانَكَ الْمُطَابِقِینَ لَكَ عَلَی تَصْدِیقِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَصْدِیقِی وَ الِانْقِیَادِ لَهُ وَ لِی مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ وَ فَضَّلَكَ عَلَی مَنْ فَضَّلَكَ بِهِ مِنْهُمْ تَسُدُّ فَاقَتَهُمْ وَ تَجْبُرُ كَسْرَهُمْ وَ خَلَّتَهُمْ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی دَرَجَتِكَ فِی الْإِیمَانِ وَ سَاوَیْتَهُ فِیمَا لَكَ فِی نَفْسِكَ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَاضِلًا عَلَیْكَ فِی دِینِكَ آثَرْتَهُ بِمَالِكَ عَلَی نَفْسِكَ حَتَّی یَعْلَمَ اللَّهُ مِنْكَ أَنَّ دِینَهُ آثَرُ عِنْدَكَ مِنْ مَالِكَ وَ أَنَّ أَوْلِیَاءَهُ أَكْرَمُ عَلَیْكَ مِنْ أَهْلِكَ وَ عِیَالِكَ (1).

«2»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ وَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَنْ لَا یَشْبَعَ وَ یَجُوعُ أَخُوهُ وَ لَا یَرْوَی وَ یَعْطَشُ أَخُوهُ وَ لَا یَكْتَسِیَ وَ یَعْرَی أَخُوهُ فَمَا أَعْظَمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ الْمُسْلِمِ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِیهِ أُفٍ

ص: 221


1- 1. الاحتجاج ص 124، فی حدیث.

انْقَطَعَ مَا بَیْنَهُمَا مِنَ الْوَلَایَةِ فَإِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا فَإِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ فِی قَلْبِهِ الْإِیمَانُ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ.

وَ قَالَ علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ الْمُؤْمِنِ.

وَ قَالَ علیه السلام: وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَأَعْظَمُ حَقّاً مِنَ الْكَعْبَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ یَدْفَعُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ یُدِرُّ عَلَیْهِ الرِّزْقَ (1).

«3»- ل (2)،[الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ سَبْعَةُ حُقُوقٍ وَاجِبَةٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الْإِجْلَالُ لَهُ فِی عَیْنِهِ وَ الْوُدُّ لَهُ فِی صَدْرِهِ وَ الْمُوَاسَاةُ لَهُ فِی مَالِهِ وَ أَنْ یُحَرِّمَ غِیبَتَهُ وَ أَنْ یَعُودَهُ فِی مَرَضِهِ وَ أَنْ یُشَیِّعَ جَنَازَتَهُ وَ أَنْ لَا یَقُولَ فِیهِ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَّا خَیْراً(3).

«4»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ بَعْدَ قَوْلِهِ وَاجِبَةٍ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اللَّهُ سَائِلُهُ عَمَّا صَنَعَ فِیهَا وَ بَعْدَ قَوْلِهِ فِی مَالِهِ وَ أَنْ یُحِبَّ لَهُ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ (4).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَحْبِبْ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ وَ أَحْبِبْ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ إِذَا احْتَجْتَ فَسَلْهُ وَ إِذَا سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ لَا تَدَّخِرْ عَنْهُ خَیْراً فَإِنَّهُ لَا یَدَّخِرُهُ عَنْكَ كُنْ لَهُ ظَهْراً فَإِنَّهُ لَكَ ظَهْرٌ إِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِی غَیْبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَزُرْهُ وَ أَجِلَّهُ وَ أَكْرِمْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْكَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّی تَسُلَّ سَخِیمَتَهُ وَ مَا فِی نَفْسِهِ وَ إِذَا أَصَابَهُ خَیْرٌ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَیْهِ وَ إِنِ ابْتُلِیَ فَاعْضُدْهُ وَ تَمَحَّلْ لَهُ (5).

«6»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَ

ص: 222


1- 1. الاختصاص: 27 و 28.
2- 2. الخصال ج 2 ص 6.
3- 3. أمالی الصدوق ص 20.
4- 4. الخصال ج 2 ص 6.
5- 5. أمالی الصدوق ص 194، و فی بعض النسخ: تحمل له.

اللَّهَ فَرَضَ التَّحَمُّلَ فِی الْقُرْآنِ قُلْتُ وَ مَا التَّحَمُّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَنْ یَكُونَ وَجْهُكَ أَعْرَضَ مِنْ وَجْهِ أَخِیكَ فَتَحَمَّلَ لَهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ (1).

«7»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ زَكَاةَ جَاهِكُمْ كَمَا فَرَضَ عَلَیْكُمْ زَكَاةَ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُكُمْ (2).

«8»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ سَبْعَ حُقُوقٍ فَأَوْجَبُهَا أَنْ یَقُولَ الرَّجُلُ حَقّاً وَ إِنْ كَانَ عَلَی نَفْسِهِ أَوْ عَلَی وَالِدَیْهِ فَلَا یَمِیلَ لَهُمْ عَنِ الْحَقِ (3).

«9»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِخَیْثَمَةَ وَ أَنَا أَسْمَعُ یَا خَیْثَمَةُ أَقْرِئْ مَوَالِیَنَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ أَنْ یَعُودَ غَنِیُّهُمْ عَلَی فَقِیرِهِمْ وَ قَوِیُّهُمْ عَلَی ضَعِیفِهِمْ وَ أَنْ یَشْهَدَ أَحْیَاهُمْ جَنَائِزَ مَوْتَاهُمْ وَ أَنْ یَتَلَاقَوْا فِی بُیُوتِهِمْ فَإِنَّ لُقْیَاهُمْ حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْیَا أَمْرَنَا(4).

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ: مِثْلَهُ (5).

«11»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَلْزَمُ الْحَقُّ لِأُمَّتِی فِی أَرْبَعٍ یُحِبُّونَ التَّائِبَ وَ یَرْحَمُونَ الضَّعِیفَ وَ یُعِینُونَ الْمُحْسِنَ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُذْنِبِ (6).

ص: 223


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 140، و الآیة فی آل عمران: 113.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 141.
3- 3. تفسیر القمّیّ ص 144.
4- 4. قرب الإسناد ص 16.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 135 و فیه ابن إسحاق بدل ابن سعد.
6- 6. الخصال ج 1 ص 114.

«12»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ تَغْلِبَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ قَالَ سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ مَا فِیهَا حَقٌّ إِلَّا وَ هُوَ عَلَیْهِ وَاجِبٌ إِنْ خَالَفَهُ خَرَجَ مِنْ وَلَایَةِ اللَّهِ وَ تَرَكَ طَاعَتَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ نَصِیبٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنِی مَا هُنَّ قَالَ یَا مُعَلَّی إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْكَ أَخْشَی أَنْ تُضَیِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ وَ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ قُلْتُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ أَیْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الْحَقُّ الثَّانِی أَنْ تَمْشِیَ فِی حَاجَتِهِ وَ تَبْتَغِیَ رِضَاهُ وَ لَا تُخَالِفَ قَوْلَهُ وَ الْحَقُّ الثَّالِثُ أَنْ تَصِلَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ یَدِكَ وَ رِجْلِكَ وَ لِسَانِكَ وَ الْحَقُّ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَیْنَهُ وَ دَلِیلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ قَمِیصَهُ وَ الْحَقُّ الْخَامِسُ أَنْ لَا تَشْبَعَ وَ یَجُوعُ وَ لَا

تَلْبَسَ وَ یَعْرَی وَ لَا تَرْوَی وَ یَظْمَأُ وَ الْحَقُّ السَّادِسُ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةٌ وَ خَادِمٌ وَ لَیْسَ لِأَخِیكَ امْرَأَةٌ وَ لَا خَادِمٌ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ فَتَغْسِلَ ثِیَابَهُ وَ تَصْنَعَ طَعَامَهُ وَ تَمْهَدَ فِرَاشَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إِنَّمَا جُعِلَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ وَ الْحَقُّ السَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ وَ تُجِیبَ دَعْوَتَهُ وَ تَشْهَدَ جَنَازَتَهُ وَ تَعُودَهُ فِی مَرَضِهِ وَ تُشْخِصَ بَدَنَكَ فِی قَضَاءِ حَاجَتِهِ وَ لَا تُحْوِجَهُ إِلَی أَنْ یَسْأَلَكَ وَ لَكِنْ تُبَادِرُ إِلَی قَضَاءِ حَاجَتِهِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ وَصَلْتَ وَلَایَتَكَ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَتَهُ بِوَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ: مِثْلَهُ (2).

ختص، [الإختصاص] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ: مِثْلَهُ (3).

«13»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یُكَلِّفُ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ الطَّلَبَ إِلَیْهِ إِذَا عَلِمَ حَاجَتَهُ تَوَازَرُوا وَ تَعَاطَفُوا وَ تَبَاذَلُوا وَ لَا تَكُونُوا بِمَنْزِلَةِ الْمُنَافِقِ الَّذِی یَصِفُ

ص: 224


1- 1. الخصال ج 2 ص 6.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 95.
3- 3. الاختصاص: 28.

مَا لَا یَفْعَلُ (1).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: أَتَانِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ بِرِّ أَخِیكَ الْمُسْلِمِ وَ أَحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ إِنْ كَفَّ عَنْكَ فَاعْرِضْ عَلَیْهِ- لَا تَمَلَّهُ خَیْراً فَإِنَّهُ لَا یَمَلُّكَ وَ كُنْ لَهُ عَضُداً فَإِنَّهُ لَكَ عَضُدٌ وَ إِنْ وَجَدَ عَلَیْكَ فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّی تَسُلَّ سَخِیمَتَهُ (2)

وَ إِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِی غَیْبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْنُفْهُ وَ اعْضُدْهُ وَ وَازِرْهُ وَ لَاطِفْهُ وَ أَكْرِمْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ (3).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لِیُعِنْ قَوِیُّكُمْ ضَعِیفَكُمْ وَ لْیَعْطِفْ غَنِیُّكُمْ عَلَی فَقِیرِكُمْ وَ لْیَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَعْنَاقِنَا الْخَبَرَ(4).

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ لِلْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتّاً یُسَلِّمُ عَلَیْهِ إِذَا لَقِیَهُ وَ یَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَ یُسَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَ یَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ وَ یُجِیبُهُ إِذَا دَعَاهُ وَ یُحِبُّ لَهُ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ یَكْرَهُ لَهُ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ (5).

ص: 225


1- 1. الخصال ج 2 ص 157.
2- 2. حتی تحل خ ل، و السل: الانتزاع و الاخراج فی رفق كسل السیف من الغمد و سل الشعرة من العجین، و منه قولهم: الهدایا تسل السخائم؛ و تحل الشكائم، و السخیمة: الموجدة و الضغینة.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 95.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 236.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 92.

«17»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ رَزِینٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ الَّذِی یُحِبُّ لِأَخِیهِ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ یَكْرَهُ لَهُ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ وَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ وَ یَعْرِفُ فَضْلِی وَ یَطَأُ عَقِبِی وَ یَنْتَظِرُ عَاقِبَتِی (1).

«18»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: أَقْبَلَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا مَالِكُ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا حَقّاً یَا مَالِكُ تُرَاكَ فَقَدْ أَفْرَطْتَ فِی الْقَوْلِ فِی فَضْلِنَا إِنَّهُ لَیْسَ یَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَی صِفَةِ اللَّهِ وَ كُنْهِ قُدْرَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ فَكَمَا لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَی كُنْهِ صِفَةِ اللَّهِ وَ كُنْهِ قُدْرَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ- وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلی فَكَذَلِكَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَی صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَضْلِنَا وَ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ وَ مَا أَوْجَبَ مِنْ حُقُوقِنَا وَ كَمَا لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَصِفَ فَضْلَنَا وَ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حُقُوقِنَا فَكَذَلِكَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَصِفَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ وَ یَقُومَ بِهِ مِمَّا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ وَ اللَّهِ یَا مَالِكُ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فَیُصَافِحُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَمَا یَزَالُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی نَاظِرٌ إِلَیْهِمَا بِالْمَحَبَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ إِنَّ الذُّنُوبَ لَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا وَ جَوَارِحِهِمَا حَتَّی یَفْتَرِقَا فَمَنْ یَقْدِرُ عَلَی صِفَةِ اللَّهِ وَ صِفَةِ مَنْ هُوَ هَكَذَا عِنْدَ اللَّهِ (2).

«19»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْمُؤْمِنُونَ خَدَمٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَقُلْتُ كَیْفَ یَكُونُ خَدَمٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَالَ نَفَقَتُهُمْ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ.

«20»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام]: اعْلَمْ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ حَقَّ الْإِخْوَانِ وَاجِبٌ فَرْضٌ لَازِمٌ أَنْ تفدونهم [تَفْدُوهُمْ] لأنفسكم [بِأَنْفُسِكُمْ] وَ أَسْمَاعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ وَ أَیْدِیكُمْ وَ أَرْجُلِكُمْ وَ جَمِیعِ جَوَارِحِكُمْ وَ هُمْ حُصُونُكُمُ الَّتِی تَلْجَئُونَ إِلَیْهَا فِی الشَّدَائِدِ فِی

الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ- لَا تُمَاطُوهُمْ (3)

وَ لَا تُخَالِفُوهُمْ وَ لَا تَغْتَابُوهُمْ وَ لَا تَدَعُوا نُصْرَتَهُمْ وَ لَا مُعَاوَنَتَهُمْ وَ ابْذُلُوا النُّفُوسَ وَ الْأَمْوَالَ دُونَهُمْ وَ الْإِقْبَالَ عَلَی اللَّهِ

ص: 226


1- 1. المحاسن ص 9.
2- 2. المحاسن ص 143.
3- 3. أی لا تفخروا علیهم و یحتمل أن یكون« لا تمایطوهم» أی لا تباعدوهم، فتحرر.

جَلَّ وَ عَزَّ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَ مُوَاسَاتِهِمْ وَ مُسَاوَاتِهِمْ فِی كُلِّ مَا یَجُوزُ فِیهِ الْمُسَاوَاةُ وَ الْمُوَاسَاةُ وَ نُصْرَتَهُمْ ظَالِمِینَ وَ مَظْلُومِینَ بِالدَّفْعِ عَنْهُمْ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ سُئِلَ الْعَالِمُ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یُصْبِحُ مَغْمُوماً لَا یَدْرِی سَبَبَ غَمِّهِ فَقَالَ إِذَا أَصَابَهُ ذَلِكَ فَلْیَعْلَمْ أَنَّ أَخَاهُ مَغْمُومٌ وَ كَذَلِكَ إِذَا أَصْبَحَ فَرْحَانَ لِغَیْرِ سَبَبٍ یُوجِبُ الْفَرَحَ فَبِاللَّهِ نَسْتَعِینُ عَلَی حُقُوقِ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخِ الَّذِی یَجِبُ لَهُ هَذِهِ الْحُقُوقُ الَّذِی لَا فَرْقَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فِی جُمْلَةِ الدِّینِ وَ تَفْصِیلِهِ ثُمَّ مَا یَجِبُ لَهُ بِالْحُقُوقِ عَلَی حَسَبِ قُرْبِ مَا بَیْنَ الْإِخْوَانِ وَ بُعْدِهِ بِحَسَبِ ذَلِكَ.

أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: أَنَّهُ وَقَفَ حِیَالَ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ مَا أَعْظَمَ حَقَّكِ یَا كَعْبَةُ وَ وَ اللَّهِ إِنَّ حَقَّ الْمُؤْمِنِ لَأَعْظَمُ مِنْ حَقِّكِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَیْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ وَ قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَ طَوَافٍ حَتَّی عَدَّ عَشَرَةً.

«21»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا یُعَظِّمُ حُرْمَةَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا مَنْ عَظَّمَ اللَّهُ حُرْمَتَهُ عَلَی الْمُسْلِمِینَ وَ مَنْ كَانَ أَبْلَغَ حُرْمَةً لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ كَانَ أَشَدَّ حُرْمَةً لِلْمُسْلِمِینَ وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِحُرْمَةِ الْمُسْلِمِینَ فَقَدْ هُتِكَ سَتْرُ إِیمَانِهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِعْظَامَ ذَوِی الْقُرْبَی فِی الْإِسْلَامِ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَرْحَمْ صَغِیراً وَ لَا یُوَقِّرْ كَبِیراً فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَا تُكَفِّرْ مُسْلِماً بِذَنْبٍ تُكَفِّرُهُ التَّوْبَةُ إِلَّا مَنْ ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی الْكِتَابِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ(1) وَ اشْتَغِلْ بِشَأْنِكَ الَّذِی أَنْتَ بِهِ مُطَالَبٌ (2).

«22»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ أَیْ قُولُوا اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ بِالتَّوْفِیقِ لِدِینِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ

ص: 227


1- 1. النساء: 145.
2- 2. مصباح الشریعة ص 48.

الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(1) ثُمَّ قَالَ لَیْسَ هَؤُلَاءِ الْمُنْعَمَ عَلَیْهِمْ بِالْمَالِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَ إِنْ كَانَ كُلُّ هَذَا نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ یَكُونُونَ كُفَّاراً أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ بِأَنْ تَدْعُوا بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِهِمْ وَ إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ لِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِ الَّذِینَ أُنْعِمَ عَلَیْهِمْ بِالْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ تَصْدِیقِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِالْوَلَایَةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ بِالتَّقِیَّةِ الْحَسَنَةِ الَّتِی بِهَا یُسَلَّمُ مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ وَ مِنَ الزِّیَادَةِ فِی آثَامِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ بِأَنْ تُدَارِیَهُمْ وَ لَا تُغْرِیَهُمْ بِأَذَاكَ وَ أَذَی الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ عَادَی مَنْ عَادَاهُمْ إِلَّا كَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ حِصْناً مَنِیعاً وَ جُنَّةً حَصِینَةً وَ لَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ دَارَی عِبَادَ اللَّهِ بِأَحْسَنِ الْمُدَارَاةِ وَ لَمْ یَدْخُلْ بِهَا فِی بَاطِلٍ وَ لَمْ یَخْرُجْ بِهَا مِنْ حَقٍّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ نَفَسَهُ تَسْبِیحاً وَ زَكَّی عَمَلَهُ وَ أَعْطَاهُ لِصَبْرِهِ عَلَی كِتْمَانِ سِرِّنَا وَ احْتِمَالِ الْغَیْظِ لِمَا یَسْمَعُهُ مِنْ أَعْدَائِنَا ثَوَابَ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أَخَذَ نَفْسَهُ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ فَوَفَّاهُمْ حُقُوقَهُمْ جُهْدَهُ وَ أَعْطَاهُمْ مُمْكِنَهُ وَ رَضِیَ مِنْهُمْ بِعَفْوِهِمْ وَ تَرَكَ الِاسْتِقْصَاءَ عَلَیْهِمْ فَمَا یَكُونُ مِنْ زَلَلِهِمْ غَفَرَهَا لَهُمْ إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَبْدِی قَضَیْتَ حُقُوقَ إِخْوَانِكَ وَ لَمْ تَسْتَقْصِ عَلَیْهِمْ فِیمَا لَكَ عَلَیْهِمْ فَأَنَا أَجْوَدُ وَ أَكْرَمُ وَ أَوْلَی بِمِثْلِ مَا فَعَلْتَهُ مِنَ الْمُسَامَحَةِ وَ التَّكَرُّمِ فَأَنَا أَقْضِیكَ الْیَوْمَ عَلَی حَقٍّ وَعَدْتُكَ بِهِ وَ أَزِیدُكَ مِنْ فَضْلِیَ الْوَاسِعِ وَ لَا أَسْتَقْصِی عَلَیْكَ فِی تَقْصِیرِكَ فِی بَعْضِ حُقُوقِی قَالَ فَیُلْحِقُهُ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابِهِ وَ یَجْعَلُونَهُ مِنْ خِیَارِ شِیعَتِهِمْ (2).

«23»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ آتُوا الزَّكاةَ أَیْ مِنَ الْمَالِ وَ الْجَاهِ وَ قُوَّةِ الْبَدَنِ فَمِنَ الْمَالِ مُوَاسَاةُ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنَ الْجَاهِ إِیصَالُهُمْ إِلَی مَا یَتَقَاعَسُونَ عَنْهُ لِضَعْفِهِمْ عَنْ حَوَائِجِهِمُ الْمُقَرَّرَةِ فِی صُدُورِهِمْ وَ بِالْقُوَّةِ مَعُونَةُ أَخٍ لَكَ قَدْ سَقَطَ حِمَارُهُ أَوْ جَمَلُهُ فِی صَحْرَاءَ

ص: 228


1- 1. النساء ص 69.
2- 2. تفسیر الإمام ص 16.

أَوْ طَرِیقٍ وَ هُوَ یَسْتَغِیثُ فَلَا یُغَاثُ تُعِینُهُ حَتَّی یَحْمِلَ عَلَیْهِ مَتَاعَهُ وَ تُرْكِبُهُ وَ تُنْهِضُهُ حَتَّی یَلْحَقَ الْقَافِلَةَ- وَ أَنْتَ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ مُعْتَقِدٌ لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَنَّ اللَّهَ یُزَكِّی أَعْمَالَكَ وَ یُضَاعِفُهَا بِمُوَالاتِكَ لَهُمْ وَ بَرَاءَتِكَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَی الْوَلَایَةِ وَحْدَهَا وَ أَدُّوا مَا بَعْدَهَا مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ وَ اسْتِعْمَالِ التَّقِیَّةِ فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ یُتِمَّانِ الْأَعْمَالَ وَ یَنْقُصَانِ بِهِمَا.

«24»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: أَلَا وَ إِنَّ أَعْظَمَ فَرَائِضِ اللَّهِ عَلَیْكُمْ بَعْدَ فَرْضِ مُوَالاتِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِنَا اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ إِخْوَانِكُمْ وَ مَعَارِفِكُمْ وَ قَضَاءُ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمْ فِی اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَا یَسْتَقْصِی فَأَمَّا هَذَانِ فَقَلَّ مَنْ یَنْجُو مِنْهُمَا إِلَّا بَعْدَ مَسِّ عَذَابٍ شَدِیدٍ إِلَّا أَنْ یَكُونَ لَهُمْ مَظَالِمُ عَلَی النَّوَاصِبِ وَ الْكُفَّارِ فَیَكُونَ عَذَابُ هَذَیْنِ عَلَی أُولَئِكَ الْكُفَّارِ وَ النَّوَاصِبِ قِصَاصاً بِمَا لَكُمْ عَلَیْهِمْ مِنَ الْحُقُوقِ وَ مَا لَهُمْ إِلَیْكُمْ مِنَ الظُّلْمِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَتَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللَّهِ بِتَرْكِ التَّقِیَّةِ وَ التَّقْصِیرِ فِی حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ.

«25»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ مُؤْمِنٍ لَا تَقِیَّةَ لَهُ كَمَثَلِ جَسَدٍ لَا رَأْسَ لَهُ وَ مَثَلُ مُؤْمِنٍ لَا یَرْعَی حُقُوقَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ كَمَثَلِ مَنْ حَوَاسُّهُ كُلُّهَا صَحِیحَةٌ وَ هُوَ لَا یَتَأَمَّلُ بِعَقْلِهِ وَ لَا یُبْصِرُ بِعَیْنِهِ وَ لَا یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَ لَا یُعَبِّرُ بِلِسَانِهِ عَنْ حَاجَتِهِ وَ لَا یَدْفَعُ الْمَكَارِهَ عَنْ نَفْسِهِ بِالْإِدْلَاءِ بِحُجَجِهِ وَ لَا یَبْطِشُ لِشَیْ ءٍ بِیَدَیْهِ وَ لَا یَنْهَضُ إِلَی شَیْ ءٍ بِرِجْلَیْهِ فَذَلِكَ قِطْعَةُ لَحْمٍ قَدْ فَاتَتْهُ الْمَنَافِعُ وَ صَارَ غَرَضاً لِكُلِّ الْمَكَارِهِ فَلِذَلِكَ الْمُؤْمِنُ إِذَا جَهِلَ حُقُوقَ إِخْوَانِهِ فَإِنَّهُ فَوَّاتٌ حُقُوقَهُمْ فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ الْعَطْشَانِ بِحَضْرَةِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَلَمْ یَشْرَبْ حَتَّی طَفَا(1)

وَ بِمَنْزِلَةِ ذِی الْحَوَاسِّ لَمْ یَسْتَعْمِلْ شَیْئاً مِنْهَا لِدِفَاعِ مَكْرُوهٍ وَ لَا لِانْتِفَاعِ مَحْبُوبٍ فَإِذَا هُوَ مَسْلُوبٌ كُلَّ نِعْمَةٍ مُبْتَلًی بِكُلِّ آفَةٍ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِینَ یَصُونُ بِهَا نَفْسَهُ وَ إِخْوَانَهُ عَنِ الْفَاجِرِینَ وَ قَضَاءُ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ أَشْرَفُ أَعْمَالِ الْمُتَّقِینَ یَسْتَجْلِبُ مَوَدَّةَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ شَوْقَ الْحُورِ الْعِینِ.

ص: 229


1- 1. أی مات.

وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: إِنَّ تَقِیَّةً یُصْلِحُ اللَّهُ بِهَا أُمَّةً لِصَاحِبِهَا مِثْلُ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ وَ [إِنْ] تَرَكَهَا بما [رُبَّمَا] أَهْلَكَ أُمَّةً تَارِكُهَا شَرِیكُ مَنْ أَهْلَكَهُمْ وَ إِنَّ مَعْرِفَةَ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ تُحَبِّبُ إِلَی الرَّحْمَنِ وَ یُعَظِّمُ الزُّلْفَی لَدَی الْمَلِكِ الدَّیَّانِ وَ إِنَّ تَرْكَ قَضَائِهَا یَمْقُتُ الرَّحْمَنَ وَ یُصَغِّرُ الرُّتْبَةَ عِنْدَ الْكَرِیمِ الْمَنَّانِ (1).

«26»- ختص، [الإختصاص] عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْمُسْلِمِ عَلَی الْمُسْلِمِ سِتٌّ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ إِذَا لَقِیَهُ وَ یُسَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَ یَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَ یُجِیبُهُ إِذَا دَعَاهُ وَ یَشْهَدُهُ إِذَا تُوُفِّیَ وَ یُحِبُّ لَهُ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ یَنْصَحُ لَهُ بِالْغَیْبِ (2).

«27»- ختص، [الإختصاص] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: یَا عَبْدَ الْعَظِیمِ أَبْلِغْ عَنِّی أَوْلِیَائِیَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لِلشَّیْطَانِ عَلَی أَنْفُسِهِمْ سَبِیلًا وَ مُرْهُمْ بِالصِّدْقِ فِی الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ مُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وَ تَرْكِ الْجِدَالِ فِیمَا لَا یَعْنِیهِمْ وَ إِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ وَ الْمُزَاوَرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَیَّ وَ لَا یَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِیقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَإِنِّی آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ أَسْخَطَ وَلِیّاً مِنْ أَوْلِیَائِی دَعَوْتُ اللَّهَ لِیُعَذِّبَهُ فِی الدُّنْیَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ كَانَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِینَ وَ عَرِّفْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِمُحْسِنِهِمْ وَ تَجَاوَزَ عَنْ مُسِیئِهِمْ إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِی أَوْ آذَی وَلِیّاً مِنْ أَوْلِیَائِی أَوْ أَضْمَرَ لَهُ سُوءاً فَإِنَّ اللَّهَ لَا یَغْفِرُ لَهُ حَتَّی یَرْجِعَ عَنْهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْهُ وَ إِلَّا نُزِعَ رُوحُ الْإِیمَانِ عَنْ قَلْبِهِ وَ خَرَجَ عَنْ وَلَایَتِی وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ نُصِیبٌ فِی وَلَایَتِنَا وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ (3).

«28»- كِتَابُ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، لِلصُّورِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیمَا أَوْصَی بِهِ رِفَاعَةَ بْنَ شَدَّادٍ الْبَجَلِیَّ قَاضِیَ الْأَهْوَازِ فِی رِسَالَةٍ إِلَیْهِ: دَارِ الْمُؤْمِنَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّ ظَهْرَهُ حِمَی اللَّهِ وَ نَفْسَهُ كَرِیمَةٌ عَلَی اللَّهِ وَ لَهُ یَكُونُ ثَوَابُ اللَّهِ وَ ظَالِمُهُ خَصْمُ اللَّهِ فَلَا تَكُنْ خَصْمَهُ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُكَلِّفُ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ الطَّلَبَ إِلَیْهِ إِذَا عَلِمَ حَاجَتَهُ.

ص: 230


1- 1. جامع الأخبار ص 110 و 111.
2- 2. الاختصاص ص 233.
3- 3. الاختصاص: 247.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مُخَاطِباً لِلْمُؤْمِنِینَ تَزَاوَرُوا وَ تَعَاطَفُوا وَ تَبَاذَلُوا وَ لَا تَكُونُوا بِمَنْزِلَةِ الْمُنَافِقِ الَّذِی یَصِفُ مَا لَا یَفْعَلُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِیِّ قَالَ: حَجَجْتُ وَ مَعِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَأَتَیْتُ الْمَدِینَةَ فَأَفْرَدُوا لِی مَكَاناً نَنْزِلُ فِیهِ فَاسْتَقْبَلَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام عَلَی حِمَارٍ أَخْضَرَ یَتْبَعُهُ طَعَامٌ وَ نَزَلْنَا بَیْنَ النَّخْلِ فَجَاءَ وَ نَزَلَ وَ أَتَی بِالطَّسْتِ وَ الْأُشْنَانِ فَبَدَأَ بِغَسْلِ یَدَیْهِ وَ أُدِیرَ الطَّشْتُ عَنْ یَمِینِهِ حَتَّی بَلَغَ آخِرَنَا ثُمَّ أُعِیدَ إِلَی مَنْ عَلَی یَسَارِهِ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِنَا ثُمَّ قُدِّمَ الطَّعَامُ فَبَدَأَ بِالْمِلْحِ ثُمَّ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ ثَنَّی بِالْخَلِّ ثُمَّ أَتَی بِكَتِفٍ مَشْوِیٍّ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ هَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ أَتَی بِسِكْبَاجٍ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَهَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ أَتَی بِلَحْمٍ مَقْلُوٍّ فِیهِ بَاذَنْجَانٌ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ الْحَسَنَ علیه السلام ثُمَّ أَتَی بِلَبَنٍ حَامِضٍ قَدْ ثُرِدَ فِیهِ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَهَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ الْحُسَیْنَ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أَتَی بِأَضْلَاعٍ بَارِدَةٍ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَتَی بِجُبُنٍّ مُبَزَّرٍ(1) ثُمَّ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ أَتَی بِلَوْزٍ(2) فِیهِ بَیْضٌ كَالْعُجَّةِ فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ یُعْجِبُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ أَتَی بِحَلْوَاءَ ثُمَّ قَالَ كُلُوا فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ یُعْجِبُنِی وَ رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ فَذَهَبَ أَحَدُنَا لِیَلْقُطَ مَا كَانَ تَحْتَهَا فَقَالَ علیه السلام مَهْ إِنَّ ذَلِكَ یَكُونُ فِی الْمَنَازِلِ تَحْتَ السُّقُوفِ فَأَمَّا فِی مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ فَهُوَ لِعَامَّةِ الطَّیْرِ وَ الْبَهَائِمِ ثُمَّ أَتَی بِالْخِلَالِ فَقَالَ مِنْ حَقِّ الْخِلَالِ أَنْ تُدِیرَ لِسَانَكَ فِی فِیكَ فَمَا أَجَابَكَ ابْتَلَعْتَهُ وَ مَا امْتَنَعَ فَبِالْخِلَالِ وَ أَتَی بِالطَّسْتِ وَ الْمَاءِ فَابْتَدَأَ بِأَوَّلِ مَنْ عَلَی یَسَارِهِ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِ فَغَسَّلَ ثُمَّ غَسَّلَ مَنْ عَلَی یَمِینِهِ إِلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا عَاصِمُ كَیْفَ أَنْتُمْ فِی التَّوَاصُلِ وَ التَّوَاسِی قُلْتُ عَلَی أَفْضَلِ مَا كَانَ

ص: 231


1- 1. جبن مبزر، جعل فیه الابازیر، و هی ما یطیب الغذاء.
2- 2. فی بعض النسخ« بتور» و التور الاناء الصغیر، و العجة بالضم: طعام یتخذ من البیض و الدقیق و السمن أو الزیت، و لعلّ فارسیته« خاگینه».

عَلَیْهِ أَحَدٌ قَالَ أَ یَأْتِی أَحَدُكُمْ إِلَی دُكَّانِ أَخِیهِ أَوْ مَنْزِلِهِ عِنْدَ الضَّائِقَةِ فَیَسْتَخْرِجُ كِیسَهُ وَ یَأْخُذُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَلَا یُنْكَرُ عَلَیْهِ قَالَ لَا قَالَ فَلَسْتُمْ عَلَی مَا أُحِبُّ فِی التَّوَاصُلِ.

أقول: قد مر بروایة أخری فی باب جوامع آداب الأكل (1).

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مُفَضَّلُ كَیْفَ حَالُ الشِّیعَةِ عِنْدَكُمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَحْسَنَ حَالَهُمْ وَ أَوْصَلَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ أَبَرَّ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ قَالَ أَ یَجِی ءُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ إِلَی أَخِیهِ فَیُدْخِلُ یَدَهُ فِی كِیسِهِ وَ یَأْخُذُ مِنْهُ حَاجَتَهُ- لَا یَجْبَهُهُ وَ لَا یَجِدُ فِی نَفْسِهِ أَلَماً قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ كَذَا قَالَ وَ اللَّهِ لَوْ كَانُوا ثُمَّ اجْتَمَعَتْ شِیعَةُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَی فَخِذِ شَاةٍ لَأَصْدَرَهُمْ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ الْمُؤْمِنِ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حُرُمَاتٍ حُرْمَةَ كِتَابِ اللَّهِ وَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حُرْمَةَ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ حُرْمَةَ الْمُؤْمِنِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیُّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَ تُحِبُّهُ قُلْتُ نَعَمْ وَ مَا أَحْبَبْتُهُ إِلَّا فِیكُمْ فَقَالَ هُوَ أَخُوكَ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأُمَّهِ وَ أَبِیهِ فَمَلْعُونٌ مَنْ غَشَّ أَخَاهُ وَ مَلْعُونٌ مَنْ لَمْ یَنْصَحْ أَخَاهُ وَ مَلْعُونٌ مَنْ حَجَبَ أَخَاهُ وَ مَلْعُونٌ مَنِ اغْتَابَ أَخَاهُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ فَقَالَ إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِی صَدْرِهِ وَ الْمُوَاسَاةَ لَهُ فِی مَالِهِ وَ النُّصْرَةَ لَهُ عَلَی مَنْ ظَلَمَهُ وَ إِنْ كَانَ فَیْ ءٌ لِلْمُسْلِمِینَ وَ كَانَ غَائِباً أَخَذَ لَهُ بِنَصِیبِهِ وَ إِذَا مَاتَ فَالزِّیَارَةُ إِلَی قَبْرِهِ وَ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَغُشُّهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ وَ لَا یَكْذِبُهُ وَ لَا یَقُولُ لَهُ أُفٍّ فَإِذَا قَالَ لَهُ أُفٍّ فَلَیْسَ بَیْنَهُمَا وَلَایَةٌ وَ إِذَا قَالَ لَهُ أَنْتَ عَدُوِّی فَقَدْ كَفَّرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ.

ص: 232


1- 1. و مر أیضا فی ج 48 ص 117 من هذه الطبعة عن مكارم الأخلاق ص 165.

وَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ وَ مَنْ سَقَی مُؤْمِناً مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ كَسَی مُؤْمِناً مِنْ عُرْیٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسٍ وَ حَرِیرِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَقْرَضَ مُؤْمِناً قَرْضاً یُرِیدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِحِسَابِ الصَّدَقَةِ حَتَّی یُؤَدِّیَهُ إِلَیْهِ وَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْیَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَ مَنْ قَضَی لِمُؤْمِنٍ حَاجَةً كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صِیَامِهِ وَ اعْتِكَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ بِمَنْزِلَةِ السَّاقِ مِنَ الْجَسَدِ وَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَرَّمَكِ وَ شَرَّفَكِ وَ عَظَّمَكِ وَ جَعَلَكِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اللَّهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكِ وَ لَقَدْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ بِرِّ أَخِیكَ الْمُؤْمِنِ فأحببت [فَأَحِبَ] لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ إِنْ كَفَّ عَنْكَ فَاعْرِضْ عَلَیْهِ- لَا تَمَلَّهُ فَإِنَّهُ لَا یَمَلُّكَ وَ كُنْ لَهُ عَضُداً فَإِنْ وَجَدَ عَلَیْكَ فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّی

تَسُلَّ سَخِیمَتَهُ فَإِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِی غَیْبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْنُفْهُ وَ اعْضُدْهُ وَ زُرْهُ وَ أَكْرِمْهُ وَ الْطُفْ بِهِ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ وَ فِطْرُكَ لِأَخِیكَ الْمُؤْمِنِ وَ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَیْهِ أَفْضَلُ مِنَ الصِّیَامِ وَ أَعْظَمُ أَجْراً(1).

«29»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ مِرْآةٌ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ یَنْصَحُهُ إِذَا غَابَ عَنْهُ وَ یُمِیطُ عَنْهُ مَا یَكْرَهُ إِذَا شَهِدَ وَ یُوَسِّعُ لَهُ فِی الْمَجْلِسِ (2).

«30»- أَقُولُ، وَجَدْتُ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا هَذِهِ صُورَتُهُ مِنْ كِتَابِ الْمُؤْمِنِ لِابْنِ سَعِیدٍ الْحُسَیْنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ أَصْلُهُ كُوفِیٌّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً أَبَداً حَتَّی یَكُونَ لِأَخِیهِ مِثْلَ الْجَسَدِ إِذَا ضَرَبَ عَلَیْهِ عِرْقٌ وَاحِدٌ تَدَاعَتْ لَهُ سَائِرُ عُرُوقِهِ.

ص: 233


1- 1. سیأتی مضمون هذه الأحادیث مستخرجة عن الكافی و بعدها بیان مفصل أغنانا عن تكرارها فراجع الرقم 39 و ما بعده.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 8.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَیْ ءٌ یَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَسْتَرِیحُ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كَمَا یَسْتَرِیحُ الطَّیْرُ إِلَی شَكْلِهِ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ فِی تَبَارِّهِمْ وَ تَرَاحُمِهِمْ وَ تَعَاطُفِهِمْ كَمِثْلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَی تَدَاعَی لَهُ سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَ الْحُمَّی.

وَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ قَالَ إِنِّی عَلَیْكَ شَفِیقٌ إِنِّی أَخَافُ أَنْ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ وَ تُضَیِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ قَالَ فَقُلْتُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ سَبْعَةُ حُقُوقٍ وَاجِبَةٍ لَیْسَ مِنْهَا حَقٌّ إِلَّا وَ هُوَ وَاجِبٌ عَلَی أَخِیهِ إِنْ ضَیَّعَ مِنْهَا حَقّاً خَرَجَ مِنْ وَلَایَةِ اللَّهِ وَ تَرَكَ طَاعَتَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِیهَا نَصِیبٌ أَیْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ أَنْ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الثَّانِی أَنْ تُعِینَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ لِسَانِكَ وَ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ الثَّالِثُ أَنْ تَتَّبِعَ رِضَاهُ وَ تَجْتَنِبَ سَخَطَهُ وَ تُطِیعَ أَمْرَهُ وَ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَیْنَهُ وَ دَلِیلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ الْخَامِسُ لَا تَشْبَعُ وَ یَجُوعُ وَ [لَا] تَرْوَی وَ یَظْمَأُ وَ [لَا] تُكْسَی وَ یَعْرَی وَ السَّادِسُ أَنْ یَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَ لَیْسَ لَهُ خَادِمُ أَوْ لَكَ امْرَأَةٌ تَقُومُ عَلَیْكَ وَ لَیْسَ لَهُ امْرَأَةٌ تَقُومُ عَلَیْهِ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ تَغْسِلُ ثِیَابَهُ وَ تَصْنَعُ طَعَامَهُ وَ تُهَیِّئُ فِرَاشَهُ وَ السَّابِعُ تُبِرُّ قَسَمَهُ وَ تُجِیبُ دَعْوَتَهُ وَ تَعُودُ مَرْضَتَهُ وَ تَشْهَدُ جَنَازَتَهُ وَ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ تُبَادِرُ مُبَادَرَةً إِلَی قَضَائِهَا وَ لَا تُكَلِّفُهُ أَنْ یَسْأَلَكَهَا فَإِذَا جَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَایَتَكَ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَتَهُ بِوَلَایَتِكَ.

وَ عَنِ الْمُعَلَّی: مِثْلَهُ وَ قَالَ فِی حَدِیثِهِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَایَتَكَ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَتَهُ بِوَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ أَحْبِبْ لِأَخِیكَ الْمُسْلِمِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ فَإِذَا احْتَجْتَ فَسَلْهُ وَ إِذَا سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ لَا تَمَلَّهُ خَیْراً وَ یَمَلُّ لَكَ كُنْ لَهُ ظَهْراً فَإِنَّهُ لَكَ ظَهِیرٌ وَ احْفَظْهُ فِی غَیْبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَزُرْهُ وَ أَجِلَّهُ وَ أَكْرِمْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْكَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّی تَسُلَّ سَخِیمَتَهُ وَ إِنْ أَصَابَهُ خَیْرٌ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنِ ابْتُلِیَ فَأَعْطِهِ وَ تَحَمَّلْ عَنْهُ وَ أَعِنْهُ.

ص: 234

نَصْرُ بْنُ قَابُوسَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام بَلَغَنِی عَنْ أَبِیكَ [الْحُسَیْنِ] أَنَّهُ أَتَاهُ آتٍ فَاسْتَعَانَ بِهِ علیه السلام عَلَی حَاجَةٍ فَذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ مُعْتَكِفٌ فَأَتَی الْحَسَنَ ع (1)

فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ الْمَشْیَ فِی حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ حَتَّی یَقْضِیَهَا خَیْرٌ مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِصِیَامِهَا ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ مِنِ اعْتِكَافِ الدَّهْرِ(2).

«31»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ حُمَیْدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ بَكْرِ بْنِ شَیْبَةَ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْمُسْلِمِ عَلَی الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ بِالْمَعْرُوفِ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ إِذَا لَقِیَهُ وَ یُجِیبُهُ إِذَا دَعَاهُ وَ یُسَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَ یَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَ یَحْضُرُ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ وَ یُحِبُّ لَهُ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ (3).

«32»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ حَرِیشٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ مُسَافِرٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْمُسْلِمِ عَلَی الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ بِالْمَعْرُوفِ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ إِذَا لَقِیَهُ وَ یُسَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَ یَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَ یَشْهَدُ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ وَ یُجِیبُهُ إِذَا دَعَاهُ وَ یُحِبُّ لَهُ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ یَكْرَهُ لَهُ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ (4).

«33»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَحِبَ مُؤْمِناً أَرْبَعِینَ خُطْوَةً سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

ص: 235


1- 1. فی الكمبانیّ: أبا الحسن و هو سهو ظاهر.
2- 2. أقول: هذه الأحادیث قد مر نقلها عن سائر المصادر بلفظها و سندها، كما سیجی ء بعضها عن الكافی مع توضیحها و فیه علی ما سیجی ء تحت الرقم 113 من الباب 20 حدیث مثل ذلك و فیه أن المعتكف كان هو الحسین بن علی علیهما السلام و بعده بیان مفصل للمؤلّف رحمه اللّٰه فراجع.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 248.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 248.
5- 5. المصدر ج 2 ص 27 و هكذا ما بعده.

«34»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] قَالَ الْمُفِیدُ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ الْأُصُولِ حَدِیثاً لَمْ یَحْضُرْنِی الْآنَ إِسْنَادُهُ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ صَحِبَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی طَرِیقٍ فَتَقَدَّمَهُ فِیهِ بِقَدْرِ مَا یَغِیبُ عَنْهُ بَصَرُهُ فَقَدْ أَشَاطَ بِدَمِهِ وَ أَعَانَ عَلَیْهِ.

«35»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، بِإِسْنَادٍ مَذْكُورٍ فِی الْمَنَاهِی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ رَجُلٌ یَبْدَؤُهُ أَخُوهُ بِالصُّلْحِ فَلَمْ یُصَالِحْهُ.

«36»- مِنْهُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ ثَلَاثُونَ حَقّاً- لَا بَرَاءَةَ لَهُ مِنْهَا إِلَّا بِالْأَدَاءِ أَوِ الْعَفْوِ یَغْفِرُ زَلَّتَهُ وَ یَرْحَمُ عَبْرَتَهُ وَ یَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَ یُقِیلُ عَثْرَتَهُ وَ یَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ وَ یَرُدُّ غِیبَتَهُ وَ یُدِیمُ نَصِیحَتَهُ وَ یَحْفَظُ خُلَّتَهُ وَ یَرْعَی ذِمَّتَهُ وَ یَعُودُ مَرْضَتَهُ وَ یَشْهَدُ مَیِّتَهُ وَ یُجِیبُ دَعْوَتَهُ وَ یَقْبَلُ هَدِیَّتَهُ وَ یُكَافِئُ صِلَتَهُ وَ یَشْكُرُ نِعْمَتَهُ وَ یُحْسِنُ نُصْرَتَهُ وَ یَحْفَظُ حَلِیلَتَهُ وَ یَقْضِی حَاجَتَهُ وَ یَشْفَعُ مَسْأَلَتَهُ وَ یُسَمِّتُ عَطْسَتَهُ وَ یُرْشِدُ ضَالَّتَهُ وَ یَرُدُّ سَلَامَهُ وَ یُطِیبُ كَلَامَهُ وَ یَبَرُّ إِنْعَامَهُ وَ یُصَدِّقُ إِقْسَامَهُ وَ یُوَالِی وَلِیَّهُ وَ لَا یُعَادِیهِ وَ یَنْصُرُهُ ظَالِماً وَ مَظْلُوماً فَأَمَّا نُصْرَتُهُ ظَالِماً فَیَرُدُّهُ عَنْ ظُلْمِهِ وَ أَمَّا نُصْرَتُهُ مَظْلُوماً فَیُعِینُهُ عَلَی أَخْذِ حَقِّهِ وَ لَا یُسْلِمُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ یُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَیْرِ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ.

وَ یَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَیَدَعُ مِنْ حُقُوقِ أَخِیهِ شَیْئاً فَیُطَالِبُهُ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقْضِی لَهُ وَ عَلَیْهِ.

«37»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِی كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَیْنِ- یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَیُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا مَنْ كَانَتْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ شَحْنَاءُ فَیُقَالُ اتْرُكُوا هَذَیْنِ حَتَّی یَصْطَلِحَا.

«38»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنْهُمْ علیهم السلام قَالَ: لَا یُكْمِلُ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی یُحِبَّ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ وَ عَنْهُمْ علیهم السلام شِیعَتُنَا الْمُتَحَابُّونَ الْمُتَبَاذِلُونَ فِینَا.

وَ قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیُّ: دَخَلْتُ عَلَی الْإِمَامِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ

ص: 236

علیه السلام وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیُ (1)

فَتَبَسَّمْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَ تُحِبُّهُ قُلْتُ نَعَمْ وَ مَا أَحْبَبْتُهُ إِلَّا لَكُمْ قَالَ علیه السلام هُوَ أَخُوكَ وَ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنِ اتَّهَمَ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ غَشَّ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ لَمْ یَنْصَحْ أَخَاهُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنِ اسْتَأْثَرَ عَلَی أَخِیهِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنِ احْتَجَبَ عَنْ أَخِیهِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنِ اغْتَابَ أَخَاهُ.

وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْثَقُ عُرَی الْإِیمَانِ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَیْ ءٌ یَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَسْتَرِیحُ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كَمَا یَسْتَرِیحُ الطَّیْرُ إِلَی شَكْلِهِ أَ وَ مَا رَأَیْتَ ذَلِكَ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ هُوَ عَیْنُهُ وَ مِرْآتُهُ وَ دَلِیلُهُ- لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْدَعُهُ وَ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَكْذِبُهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ.

«39»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ أَنْ یُشْبِعَ جَوْعَتَهُ وَ یُوَارِیَ عَوْرَتَهُ وَ یُفَرِّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَ یَقْضِیَ دَیْنَهُ فَإِذَا مَاتَ خَلَفَهُ فِی أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ (2).

بیان: أن یشبع جوعته إسناد الشبع إلی الجوعة مجاز یقال أشبعته أی أطعمته حتی شبع و فی المصباح جاع الرجل جوعا و الاسم الجوع و الجوعة و یواری أی یستر عورته و هی كلما یستحی منه إذا ظهر و ما یجب ستره من الرجل القبل و الدبر و من المرأة جمیع الجسد إلا ما استثنی و الأمة كالحرة إلا فی الرأس و الظاهر أن المراد هنا أعم من ذلك بل المراد إلباسه باللباس المتعارف بما هو عادة أمثاله و فسر فی بعض الروایات

قَوْلُهُ علیه السلام: عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ.

إن المراد بها عیوبه و یحتمل هنا ذلك لكنه بعید و الكربة بالضم اسم من كربه الأمر فهو مكروب أی أهمه و أحزنه و قضاء الدین أعم من أن یكون فی حال الحیاة أو

ص: 237


1- 1. مر تحت الرقم 28 و فیه الجعفی و هو الصحیح.
2- 2. الكافی ج 2 ص 169. و فی نسخة الكمبانیّ زاد فی الهامش قبل رمز كا: « اعلام الدین» فكأن الحدیث یوجد فی« اعلام الدین» أیضا.

بعد الموت و قوله خلفه كنصره أی كان عوضه و خلیفته فی قضاء حوائج أهله و ولده و رعایتهم قال فی النهایة خلفت الرجل فی أهله إذا قمت بعده فیهم و قمت عنه بما كان یفعله و فی الدعاء للمیت اخلفه فی عقبه أی كن لهم بعده.

«40»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ الْهَجَرِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَی الْمُسْلِمِ قَالَ لَهُ سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ مَا مِنْهُنَّ حَقٌّ إِلَّا وَ هُوَ عَلَیْهِ وَاجِبٌ إِنْ ضَیَّعَ مِنْهَا شَیْئاً خَرَجَ مِنْ وَلَایَةِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ لَمْ یَكُنْ لِلَّهِ فِیهِ مِنْ نَصِیبٍ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هِیَ قَالَ یَا مُعَلَّی إِنِّی عَلَیْكَ شَفِیقٌ أَخَافُ أَنْ تُضَیِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ وَ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ قَالَ قُلْتُ لَهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ أَیْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الْحَقُّ الثَّانِی أَنْ تَجْتَنِبَ سَخَطَهُ وَ تَتَّبِعَ مَرْضَاتَهُ وَ تُطِیعَ أَمْرَهُ وَ الْحَقُّ الثَّالِثُ أَنْ تُعِینَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ لِسَانِكَ وَ یَدِكَ وَ رِجْلِكَ وَ الْحَقُّ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَیْنَهُ وَ دَلِیلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ الْحَقُّ الْخَامِسُ لَا تَشْبَعُ وَ یَجُوعُ وَ لَا تَرْوَی وَ یَظْمَأُ وَ لَا تَلْبَسُ وَ یَعْرَی وَ الْحَقُّ السَّادِسُ أَنْ یَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَ لَیْسَ لِأَخِیكَ خَادِمٌ فَوَاجِبٌ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ فَیَغْسِلَ ثِیَابَهُ وَ یَصْنَعَ طَعَامَهُ وَ یَمْهَدَ فِرَاشَهُ وَ الْحَقُّ السَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ وَ تُجِیبَ دَعْوَتَهُ وَ تَعُودَ مَرِیضَهُ وَ تَشْهَدَ جَنَازَتَهُ وَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ حَاجَةً تُبَادِرُهُ إِلَی قَضَائِهَا وَ لَا تُلْجِئُهُ أَنْ یَسْأَلَكَهَا وَ لَكِنْ تُبَادِرُهُ مُبَادَرَةً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَایَتَكَ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَتَهُ بِوَلَایَتِكَ (1).

تبیان واجبات بالجر صفة للحقوق و قیل أو بالرفع خبرا للسبع و یمكن حمل الوجوب علی الأعم من المعنی المصطلح و الاستحباب المؤكد إذ لا أظن أحدا قال بوجوب أكثر ما ذكر مع تضمنه للحرج العظیم من ولایة اللّٰه أی محبته سبحانه أو نصرته و الإضافة إما إلی الفاعل أو إلی المفعول و فی النهایة الولایة بالفتح فی النسب و النصرة و المعتق و الولایة بالكسر فی الإمارة و الولاء فی المعتق

ص: 238


1- 1. الكافی ج 2 ص 169.

و الموالاة من والی القوم و فی القاموس الولی القرب و الدنو و الولی الاسم منه و المحب و الصدیق و النصیر و ولی الشی ء و علیه ولایة و ولایة أو هی المصدر و بالكسر الخطة و الإمارة و السلطان و تولاه اتخذه ولیا و الأمر تقلده و إنه لبین الولاءة و الولیة و التولی و الولاء و الولایة و تكسر و القوم علی ولایة واحدة و تكسر أی ید انتهی (1).

قوله و لم یكن لله فیه من نصیب أی لا یصل شی ء من أعماله إلی اللّٰه و لا یقبلها أو لیس هو من السعداء الذین هم حزب اللّٰه بل هو من الأشقیاء الذین هم حزب الشیطان، و حمل جمیع ذلك علی المبالغة و أنه لیس من خلص أولیاء اللّٰه.

ثم الظاهر أن هذه الحقوق بالنسبة إلی المؤمنین الكاملین أو الأخ الذی واخاه فی اللّٰه و إلا فرعایة جمیع ذلك بالنسبة إلی جمیع الشیعة حرج عظیم بل ممتنع إلا أن یقال إن ذلك مقید بالإمكان بل السهولة بحیث لا یضر بحاله و بالجملة هذا أمر عظیم یشكل الإتیان به و الإطاعة فیه إلا بتأییده سبحانه قوله إنی علیك شفیق أی خائف أن لا تعمل أو متعطف محب من أشفقت علی الصغیر أی حنوت و عطفت و لذا لا أذكرها لك لأنی أخاف أن تضیع و لا تعتنی بشأنه و لا تحفظه و تنساه أو لا ترویه أو لا تعمل به فالفقرة الآتیة مؤكدة و علی التقادیر یدل علی أن الجاهل معذور و لا ریب فیه إن لم یكن له طریق إلی العلم.

لكن یشكل توجیه عدم ذكره علیه السلام ذلك و إبطائه فیه للخوف من عدم عمله به و تجویز مثل ذلك مشكل و إن ورد مثل ذلك فی بیان وجوب الغسل علی النساء فی احتلامهن حیث ورد النهی عن تعلیمهن هذا الحكم لئلا یتخذنه علة مع أن ظاهر أكثر الآیات و الأخبار وجوب التعلیم و الهدایة و إرشاد الضال لا سیما بالنسبة إلیهم علیهم السلام مع عدم خوف و تقیة كما هو ظاهر هذا المقام و قد قال تعالی إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ أُولئِكَ

ص: 239


1- 1. القاموس ج 4 ص 401.

یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (1) و أمثالها كثیرة و یمكن الجواب عنه بوجهین الأول أن الظاهر أن غرضه علیه السلام من هذا الامتناع لم یكن ترك ذكره و الإعراض عنه بل كان الغرض تشویق المخاطب إلی استماعه و تفخیم الأمر علیه و أنه أمر شدید أخاف أن لا تعمل به فتستحق العقاب و لم یصرح علیه السلام بأنی لا أذكره لك لذلك و لا أنك مع عدم العلم معذور بل إنما أكد الأمر الذی أراد إلقاءه علیه بتأكیدات لتكون أدعی له علی العمل به كما إذا أراد الأمیر أن یأمر بعض عبیده و خدمه بأمر صعب فیقول قبل أن یأمره به أرید أن أولیك أمرا صعبا عظیما و أخاف أن لا تعمل به لصعوبته و لیس غرضه الامتناع عن الذكر بل التأكید فی الفعل.

و الثانی أن یكون هذا مؤیدا لاستحباب هذه الأمور و وجوب بیان المستحبات لجمیع الناس لا سیما لمن یخاف علیه عدم العمل به غیر معلوم خصوصا إذا ذكره علیه السلام لبعض الناس بحیث یكفی لشیوع الحكم و روایته و عدم صیرورته متروكا بین الناس بل یمكن أن یكون عدم ذكره إذا خیف استهانته بالحكم و استخفافه به أفضل و أصلح بالنسبة إلی السامع إذ ترك المستحب مع عدم العلم به أولی بالنسبة إلیه من استماعه و عدم الاعتناء بشأنه و كلا الوجهین اللذین خطرا بالبال حسن و لعل الأول أظهر و أحسن و أمتن.

و قوله لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إظهار للعجز عن الإتیان بطاعة اللّٰه كما یستحقه و طلب للتوفیق منه تعالی ضمنا أن تجتنب سخطه أی فی غیر ما یسخط اللّٰه و تتبع مرضاته مصدر أی رضاه فیما لم یكن موجبا لسخط اللّٰه و كذا إطاعة الأمر مقید بذلك و كان عدم التقیید فی تلك الفقرات یؤید كون المراد بالأخ الصالح الذی یؤمن من ارتكاب غیر ما یرضی اللّٰه غالبا.

بنفسك بأن تسعی فی حوائجه بنفسك و بمالك بالمواساة و الإیثار و الإنفاق و قضاء الدین و نحو ذلك قبل السؤال و بعده و الأول أفضل و لسانك بأن تعینه

ص: 240


1- 1. البقرة: 159.

بالشفاعة عند الناس و عند اللّٰه و الدعاء و دفع الغیبة عنه و ذكر محاسنه فی المجالس و إرشاده إلی مصالحه الدینیة و الدنیویة و هدایته و تعلیمه و یدك و رجلك باستعمالهما فی جلب كل خیر و دفع كل شر یتوقفان علیهما.

و جمل و یجوع و یظمأ و یعری حالیة و فی المصباح خدمه یخدمه خدمة فهو خادم غلاما كان أو جاریة و الخادمة بالهاء فی المؤنث قلیل و فی القاموس مهده كمنعه بسطه كمهده و أن یبر قسمه من باب الإفعال و بر الیمین من باب علم و ضرب صدق و إبرار المقسم العمل بما ناشده علیه أو تصدیقه فیما أقسم علیه كما فی الحدیث لو أقسم علی اللّٰه لأبره فقیل أی لو أقسم علی وقوع أمر أوقعه اللّٰه إكراما له و قیل لو دعا اللّٰه علی البت لأجابه و فی النهایة بر قسمه و أبره أی صدقه و منه الحدیث أمرنا بسبع منها إبرار المقسم و قال الجوهری بررت والدی بالكسر أبره برا و فلان یبر خالقه أی یطیعه و بر فلان فی یمینه صدق و فی القاموس البر الصلة و ضد العقوق بررته أبره كعلمته و ضربته و الصدق فی الیمین و قد بررت و بررت و برت الیمین تبر و تبر كیمل و یحل برا و برا و برورا و أبرها أمضاها علی الصدق انتهی و المشهور بین الأصحاب استحباب العمل بما أقسمه علیه غیره إذا كان مباحا استحبابا مؤكدا و لا كفارة بالمخالفة علی أحدهما وَ فِی مُرْسَلَةِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَقْسَمَ الرَّجُلُ عَلَی أَخِیهِ فَلَمْ یُبِرَّ قَسَمَهُ فَعَلَی الْمُقْسِمِ كَفَّارَةُ یَمِینٍ.

و هو لبعض العامة و حملها الشیخ علی الاستحباب و قیل المراد بإبرار القسم أن یعمل بما وعد الأخ لغیره من قبله بأن یقضی حاجته فیفی بذلك و لا یخفی ما فیه.

قوله وصلت ولایتك بولایته أی محبته لك بمحبتك له و بالعكس أی صارت المحبة ثابتة مستقرة بینك و بینه و صرت سببا لذلك أو عملت بمقتضی ولایتك له و ولایته لك عملا بقوله تعالی الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ (1) كما یقال وصل الرحم و قطعها و یحتمل أن یكون المراد بولایتهما موالاتهما للأئمة

ص: 241


1- 1. براءة: 71.

أی أحكمت الأخوة الحاصلة بینكما من جهة الولایة و فی الخصال (1) وصلت ولایتك بولایته و ولایته بولایة اللّٰه عز و جل.

«41»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ سَیْفٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: كَتَبَ أَصْحَابُنَا یَسْأَلُونَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَشْیَاءَ وَ أَمَرُونِی أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ یُجِبْنِی فَلَمَّا جِئْتُ لِأُوَدِّعَهُ فَقُلْتُ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُجِبْنِی فَقَالَ إِنِّی أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا إِنَّ مِنْ أَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ ثَلَاثاً إِنْصَافُ الْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّی لَا یَرْضَی لِأَخِیهِ مِنْ نَفْسِهِ إِلَّا بِمَا یَرْضَی لِنَفْسِهِ مِنْهُ وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِی الْمَالِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ لَیْسَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَكِنْ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَیَدَعُهُ (2).

إیضاح: قوله فلم یجبنی یدل علی جواز تأخیر البیان عن وقت السؤال لمصلحة كالمصلحة التی ذكرناها فی الوجه الأول علی أنه یمكن أن یقال لما كان السؤال من أهل الكوفة و كان وصول السؤال إلیهم بعد ذهاب الرسول فلیس فیه تأخیر البیان عن وقت السؤال أیضا قوله أن تكفروا قیل أی تخالفوا بعد العلم و هو أحد معانی الكفر و أقول لعل المراد به أن تشكوا فی الحكم أو فینا لعظمته و صعوبته أو تستخفوا به و هو مظنة الكفر أو موجب لصدقه بأحد معانیه فهو مؤید للوجه الثانی من الوجهین السالفین و أما تتمة الخبر فقد مر مثلها بأسانید فی باب الإنصاف و العدل (3) و ذكر اللّٰه تعالی و إن لم یكن من حقوق المؤمن لكن ذكره استطرادا فإنه لما ذكر حقین من حقوق المؤمن و كان حق اللّٰه أعظم الحقوق ذكر حقا من حقوقه تعالی و یمكن أن یكون إیماء إلی أن حق المؤمن من حقوقه تعالی أیضا مع أن ذكر اللّٰه علی كل حال مؤید لأداء حقوق المؤمن أیضا.

ص: 242


1- 1. مر تحت الرقم 12، فراجع.
2- 2. الكافی ج 2 ص 170.
3- 3. یعنی باب الإنصاف و العدل من الكافی ج 2 ص 144.

«42»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ الْمُؤْمِنِ (1).

بیان: كأن أداء حق الأئمة علیهم السلام داخل فی أداء حقوق المؤمنین فإنهم أفضلهم و أكملهم بل هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا.

«43»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَی الْمُسْلِمِ أَنْ لَا یَشْبَعَ وَ یَجُوعُ أَخُوهُ وَ لَا یَرْوَی وَ یَعْطَشُ أَخُوهُ وَ لَا یَكْتَسِیَ وَ یَعْرَی أَخُوهُ فَمَا أَعْظَمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ الْمُسْلِمِ وَ قَالَ أَحِبَّ لِأَخِیكَ الْمُسْلِمِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ إِذَا احْتَجْتَ فَسَلْهُ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ- لَا تَمَلَّهُ خَیْراً وَ لَا یَمَلُّهُ لَكَ كُنْ لَهُ ظَهْراً فَإِنَّهُ لَكَ ظَهْرٌ إِذَا غَابَ فَاحْفَظْهُ فِی غَیْبَتِهِ وَ إِذَا شَهِدَ فَزُرْهُ وَ أَجِلَّهُ وَ أَكْرِمْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ فَإِنْ كَانَ عَلَیْكَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّی تَسُلَّ سَخِیمَتَهُ (2)

وَ إِنْ أَصَابَهُ خَیْرٌ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ إِنِ ابْتُلِیَ فَاعْضُدْهُ وَ إِنْ تُمُحِّلَ لَهُ فَأَعِنْهُ وَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِیهِ أُفٍّ انْقَطَعَ مَا بَیْنَهُمَا مِنَ الْوَلَایَةِ وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی كَفَرَ أَحَدُهُمَا فَإِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ.

وَ قَالَ بَلَغَنِی أَنَّهُ قَالَ علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَزْهَرُ نُورُهُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَزْهَرُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ وَلِیُّ اللَّهِ یُعِینُهُ وَ یَصْنَعُ لَهُ وَ لَا یَقُولُ عَلَیْهِ إِلَّا الْحَقَّ وَ لَا یَخَافُ غَیْرَهُ (3).

تبیان الضمائر فی یشبع و أخوه و نظائرهما راجعة إلی المسلم فی قوله علی المسلم و أخوه عبارة عن المسلم و إذا احتجت فسله یدل علی عدم مرجوحیة السؤال عن الأخ المؤمن و یشمل القرض و الهبة و نحوهما.

ص: 243


1- 1. الكافی ج 2 ص 170.
2- 2. تسأل سمیحته، خ.
3- 3. الكافی ج 2 ص 170 و 171.

لا تمله خیرا نهی من باب علم و الضمیر المنصوب للأخ و خیرا تمیز عن النسبة فی لا تمله و لا یمله المستتر فیه للأخ و البارز للخیر و یحتمل النفی و النهی و الأول أوفق بقوله فإنه لك ظهر و لو كان نهیا كان الأنسب و لیكن لك ظهرا و یؤیده أن فی مجالس الشیخ (1)

لا تمله خیرا فإنه لا یملك و كن له عضدا فإنه لك عضد و قد یقرأ الثانی من باب الإفعال بأن یكون المستتر راجعا إلی الخیر و البارز إلی الأخ أی لا یورث الخیر إیاه ملالا لأجلك و قیل هما من الإملاء بمعنی التأخیر أی لا تؤخره خیرا و لا یخفی ما فیه و الأول أصوب.

قال فی القاموس (2) مللته و منه بالكسر مللا و ملة و ملالة و ملالا سئمته كاستمللته و أملنی و أمل علی أبرمنی و الظهر و الظهیر المعین قال الراغب الظهر یستعار لمن یتقوی منه و ما له منهم من ظهیر أی معین إذا غاب بالسفر أو الأعم فاحفظه فی ماله و أهله و عرضه فإنه منك و أنت منه أی خلقتما من طینة واحدة كما مر أو مبالغة فی الموافقة فی السیرة و المذهب و المشرب كما قیل فی قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی منی و أنا من علی. و فی النهایة فیه من غشنا فلیس منا.

أی لیس علی سیرتنا و مذهبنا و التمسك بسنتا كما یقول الرجل أنا منك و إلیك یرید المتابعة و المرافقة و فی الصحاح عتب علیه أی وجد علیه.

حتی تسل سخیمته أی تستخرج حقده و غضبه برفق و لطف و تدبیر قال الفیروزآبادی السل انتزاعك الشی ء و إخراجه فی رفق كالاستلال و قال السخیمة الحقد و فی بعض النسخ حتی تسأل سمیحته أی حتی تطلب منه السماحة و الكرم و العفو و لم أر مصدره علی وزن فعیلة إلا أن یقرأ علی بناء التصغیر فیكون مصغر السمح أو السماحة و الظاهر أنه تصحیف النسخة الأولی فإنها موافقة لما فی مجالس الصدوق و مجالس الشیخ و كتاب الحسین بن سعید و غیرها و فی مجالس الصدوق سخیمته و ما فی نفسه (3) و فی القاموس عضده كنصره أعانه و نصره.

ص: 244


1- 1. مر تحت الرقم 14.
2- 2. القاموس ج 4 ص 52.
3- 3. كما مرّ فیما مضی فراجع.

و إذا تمحل له فأعنه أی إذا كاده إنسان و احتال لضرره فأعنه علی دفعه عنه أو إذا احتال له رجل فلا تكله إلیه و أعنه أیضا و قرأ بعضهم یمحل بالیاء علی بناء المجرد المجهول بالمعنی الأول و هو أوفق باللغة لكن لا تساعده النسخ فی القاموس المحل المكر و الكید و تمحل له احتال و حقه تكلفه له و المحال ككتاب الكید و روم الأمر بالحیل و التدبیر و المكر و العداوة و المعاداة و الإهلاك و محل به مثلثة الحاء محلا و محالا كاده بسعایة إلی السلطان انتهی و قیل أی إن احتال لدفع البلاء عن نفسه بحیلة نافعة فأعنه فی إمضائه و لا یخفی بعده و فی مجالس الصدوق و إن ابتلی فاعضده و تمحل له

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (1)

فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ التَّمَحُّلَ فِی الْقُرْآنِ قُلْتُ وَ مَا التَّمَحُّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَنْ یَكُونَ وَجْهُكَ أَعْرَضَ مِنْ وَجْهِ أَخِیكَ فَتَمَحَّلْ لَهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ الْآیَةَ وَ فِی كِتَابِ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِ ابْتُلِیَ فَأَعْطِهِ وَ تَحَمَّلْ عَنْهُ وَ أَعِنْهُ.

انقطع ما بینهما من الولایة أی المحبة التی أمروا بها كفر أحدهما لأنه إن صدق فقد خرج المخاطب عن الإیمان بعداوته لأخیه و إن كذب فقد خرج القائل عنه بافترائه علی أخیه و هذا أحد معانی الكفر المقابل للإیمان الكامل كما مر شرحه و سیأتی إن شاء اللّٰه قال فی النهایة فیه من قال لأخیه یا كافر فقد باء به أحدهما لأنه إما أن یصدق علیه أو یكذب فإن صدق فهو كافر و إن كذب عاد الكفر إلیه بتكفیره أخاه المسلم و الكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل الإیمان و هو ضده و الآخر الكفر بفرع من فروع الإسلام فلا یخرج به عن أصل الإیمان.

و قیل الكفر علی أربعة أنحاء كفر إنكار بأن لا یعرف اللّٰه أصلا و لا یعترف به و كفر جحود ككفر إبلیس یعرف اللّٰه بقلبه و لا یقر بلسانه و كفر عناد و هو أن یعرف بقلبه و یعترف بلسانه لا یدین به حسدا و بغیا ككفر أبی جهل و أضرابه و كفر نفاق و هو أن یقر بلسانه و لا یعتقد بقلبه قال الهروی سئل الأزهری عمن

ص: 245


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 140 و الآیة فی النساء ص 114.

یقول بخلق القرآن أ تسمیه كافرا فقال الذی یقوله كفر فأعید علیه السؤال ثلاثا و یقول مثل ما قاله ثم قال فی الآخر قد یقول المسلم كفرا.

و منه حدیث ابن عباس قیل له وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (1) قال هم كفرة و لیسوا كمن كفر باللّٰه و الیوم الآخر.

و منه الحدیث الآخر أن الأوس و الخزرج ذكروا ما كان منهم فی الجاهلیة فثار بعضهم إلی بعض بالسیوف فأنزل اللّٰه تعالی وَ كَیْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلی عَلَیْكُمْ آیاتُ اللَّهِ وَ فِیكُمْ رَسُولُهُ (2) و لم یكن ذلك علی الكفر باللّٰه عز و جل و لكن علی تغطیتهم ما كانوا علیه من الألفة و المودة.

وَ مِنْهُ حَدِیثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَنْتَ لِی عَدُوٌّ فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا- بِالْإِسْلَامِ.

أراد كفر نعمته لأن اللّٰه ألف بین قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم یعرفها فقد كفرها

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: مَنْ تَرَكَ قَتْلَ الْحَیَّاتِ خَشْیَةَ النَّارِ فَقَدْ كَفَرَ. أی كفر النعمة وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: فَرَأَیْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ لِكُفْرِهِنَّ قِیلَ أَ یَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ یَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ وَ یَكْفُرْنَ الْعَشِیرَ أَیْ یَجْحَدْنَ إِحْسَانَ أَزْوَاجِهِنَّ وَ الْحَدِیثُ الْآخَرُ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِیهِ فَقَدْ كَفَرَ وَ مَنْ تَرَكَ الرَّمْیَ فَنِعْمَةٌ كَفَرَهَا.

و أحادیث من هذا النوع كثیرة و أصل الكفر تغطیة الشی ء تستهلكه.

و قال مثت الشی ء أمیثه و أموثه فانماث إذا دفته فی الماء و منه

حَدِیثُ عَلِیٍّ: اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا یُمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ.

و قال أی الیمانی أو علی بن إبراهیم أو غیره من أصحاب الكتب و فی القاموس زهر السراج و القمر و الوجه كمنع زهورا تلألأ و النار أضاءت ولی اللّٰه أی محبه أو محبوبه أو ناصر دینه قال فی المصباح الولی فعیل بمعنی فاعل من ولیه إذا قام به و منه اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا(3) و یكون الولی بمعنی المفعول فی حق المطیع فیقال المؤمن

ص: 246


1- 1. المائدة ص 44.
2- 2. آل عمران: 109.
3- 3. البقرة: 257.

ولی اللّٰه انتهی.

قوله یعینه أی اللّٰه یعین المؤمن و یصنع له أی یكفی مهماته و لا یقول أی المؤمن علیه أی علی اللّٰه إلا الحق أی إلا ما علم أنه حق و لا یخاف غیره و فیه تفكیك بعض الضمائر أو المعنی یعین المؤمن دین اللّٰه و أولیاءه و یصنع له أی أعماله خالصة لله قال فی القاموس صنع إلیه معروفا كمنع صنعا بالضم و ما أحسن صنع اللّٰه بالضم و صنیع اللّٰه عندك.

«44»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلْمُسْلِمِ عَلَی أَخِیهِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ یُسَلِّمَ عَلَیْهِ إِذَا لَقِیَهُ وَ یَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ وَ یَنْصَحَ لَهُ إِذَا غَابَ وَ یُسَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ وَ یُجِیبَهُ إِذَا دَعَاهُ وَ یَتْبَعَهُ إِذَا مَاتَ (1).

بیان: أن یسلم علیه أی ابتداء و ینصح له إذا غاب أی یكون خالصا له طالبا لخیره دافعا عنه الغیبة و سائر الشرور و فی المصباح التسمیت ذكر اللّٰه علی الشی ء و تسمیت العاطس الدعاء له و بالشین المعجمة مثله و قال فی التهذیب سمته بالسین و الشین إذا دعا له و قال أبو عبید الشین العجمة أعلی و أفشی و قال ثعلب المهملة هی الأصل أخذا من السمت و هو القصد و الهدی و الاستقامة و كل داع بخیر فهو مسمت أی داع بالعود و البقاء إلی سمته.

و قال فی النهایة التسمیت الدعاء و منه الحدیث فی تسمیت العاطس لمن رواه بالسین المهملة و قیل اشتقاقه من السمت و هو الهیئة الحسنة أی جعلك اللّٰه علی سمت حسن لأن هیئته تنزعج للعطاس و قال أیضا التشمیت بالشین و السین الدعاء بالخیر و البركة و المعجمة أعلاهما یقال شمت فلانا و شمت علیه تشمیتا فهو شمت و اشتقاقه من الشوامت و هی القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات علی طاعة اللّٰه تعالی و قیل معناه أبعدك اللّٰه عن الشماتة و جنبك ما یشمت به علیك انتهی (2).

ص: 247


1- 1. الكافی ج 2 ص 171.
2- 2. النهایة ج 2: 179 و 235.

و یجیبه إذا دعاه أی یقبل دعوته إذا دعاه للضیافة أو الأعم كما قَالَ النَّبِیُّ: لَوْ دُعِیتُ إِلَی كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ. أو یلبیه إذا ناداه و یتبعه أی جنازته إذا مات.

«45»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْمَأْمُونِ الْحَارِثِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ قَالَ إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِی صَدْرِهِ وَ الْمُوَاسَاةَ لَهُ فِی مَالِهِ وَ الْخَلَفَ لَهُ فِی أَهْلِهِ وَ النُّصْرَةَ لَهُ عَلَی مَنْ ظَلَمَهُ وَ إِنْ كَانَ نَافِلَةٌ فِی الْمُسْلِمِینَ وَ كَانَ غَائِباً أَخَذَ لَهُ بِنَصِیبِهِ وَ إِذَا مَاتَ الزِّیَارَةَ إِلَی قَبْرِهِ وَ أَنْ لَا یَظْلِمَهُ وَ أَنْ لَا یَغُشَّهُ وَ أَنْ لَا یَخُونَهُ وَ أَنْ لَا یَخْذُلَهُ وَ أَنْ لَا یُكَذِّبَهُ وَ أَنْ لَا یَقُولَ لَهُ أُفٍّ وَ إِنْ قَالَ لَهُ أُفٍّ فَلَیْسَ بَیْنَهُمَا وَلَایَةٌ وَ إِذَا قَالَ لَهُ أَنْتَ عَدُوِّی فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ(1).

بیان: و الخلف له بالسكون (2)

بمعنی الخلافة و هذا الوزن فی مصادر الثلاثی المجرد المتعدی قیاسی إذا كان ماضیه مفتوح العین أی یكون خلیفته و قائما مقامه فی أهل بیته و رعایتهم و تفقدهم و الإنفاق علیهم و قضاء حوائجهم إذا غاب أو مات و إذا كان نافلة أی عطیة من بیت المال و الزكاة و غیرهما قال الجوهری النفل و النافلة عطیة التطوع من حیث لا یجب و الباء فی قوله بنصیبه زائدة للتقویة و الزیارة معطوف علی المودة و الجملة الشرطیة متوسطة بین حرف العطف و المعطوف كما قیل و أن لا یغشه فی مودته أو فی المعاملة معه قال فی القاموس غشه لم یمحضه النصح أو أظهر له خلاف ما أضمر و الغش بالكسر الاسم منه و أن لا یخونه فی ماله و عرضه و أن لا یخذله بترك نصرته و أن لا یكذبه بالتشدید و التخفیف بعید.

«46»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ صَاحِبِ الْكِلَلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَعَرَضَ لِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانَ یَسْأَلُنِی الذَّهَابَ مَعَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَشَارَ إِلَیَّ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَذْهَبَ إِلَیْهِ فَبَیْنَا أَنَا أَطُوفُ إِذْ أَشَارَ إِلَیَّ أَیْضاً فَرَآهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 248


1- 1. الكافی ج 2 ص 171.
2- 2. فی المرآة« بالتحریك» و هو سهو.

فَقَالَ یَا أَبَانُ إِیَّاكَ یُرِیدُ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَمَنْ هُوَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ هُوَ عَلَی مِثْلِ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَیْهِ قُلْتُ فَأَقْطَعُ الطَّوَافَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ طَوَافَ الْفَرِیضَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَذَهَبْتُ مَعَهُ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدُ فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ فَقَالَ یَا أَبَانُ دَعْهُ لَا تَرِدْهُ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یَا أَبَانُ لَا تَرِدْهُ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَلَمْ أَزَلْ أُرَدِّدُ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَانُ تُقَاسِمُهُ شَطْرَ مَالِكَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ فَرَأَی مَا دَخَلَنِی فَقَالَ یَا أَبَانُ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ ذَكَرَ الْمُؤْثِرِینَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا أَنْتَ قَاسَمْتَهُ فَلَمْ تُؤْثِرْهُ بَعْدُ إِنَّمَا أَنْتَ وَ هُوَ سَوَاءٌ إِنَّمَا تُؤْثِرُهُ إِذَا أَنْتَ أَعْطَیْتَهُ مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ(1).

تبیین: صاحب الكلل أی كان یبیعها و الكلل جمع كلة بالكسر فیهما و فی القاموس الكلة بالكسر الستر الرقیق و غشاء رقیق یتوقی به من البعوض و صوفة حمراء فی رأس الهودج علی مثل ما أنت علیه أی من التشیع و یدل علی جواز قطع طواف الفریضة لقضاء حاجة المؤمن كما ذكره الأصحاب و سیأتی مع أحكامه فی كتاب الحج إن شاء اللّٰه و قد مضی أن ممانعته و مدافعته علیه السلام عن بیان: الحقوق للتأكید و تفخیم الأمر علیه حثا علی أدائها و عدم مساهلته فیها و كأن الراوی كان علم ذلك فكان لا یمتنع مع نهیه علیه السلام عن السؤال مع جلالته و إذعانه بوجوب إطاعته.

و الشطر النصف فرأی أی فی بشرتی أثر ما دخلنی من الخوف من عدم العمل به أو من التعجب فأزال علیه السلام تعجبه بأن قوما من الأنصار فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله كانوا یؤثرون علی أنفسهم إخوانهم فیما یحتاجون إلیه غایة الاحتیاج فمدحهم اللّٰه تعالی فی القرآن بقوله وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ(2) قیل أی یقدمون المهاجرین علی أنفسهم حتی أن من كان عنده مرأتان نزل عن

ص: 249


1- 1. الكافی ج 2 ص 171.
2- 2. الحشر: 9.

واحدة و زوجها من أحدهم و الخصاصة الحاجة فكیف تستبعد المشاطرة و فسر الإیثار بأن یعطیه من النصف الآخر فإنه زائد عن الحق اللازم للمؤمن فهو حقه و یؤثر أخاه به و كأنه علیه السلام ذكر أقل مراتب الإیثار أو هو مقید بما إذا كان محتاجا إلی جمیع ذلك النصف أو فسر علیه السلام الإیثار مطلقا و إن كان مورد الآیة أخص من ذلك للتقیید بالخصاصة.

و اعلم أن الآیات و الأخبار فی قدر البذل و ما یحسن منه متعارضة فبعضها تدل علی فضل الإیثار كهذه الآیة و بعضها علی فضل الاقتصاد كقوله سبحانه وَ لا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً(1)

وَ كَقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًی (2).

و قد یقال إنها تختلف باختلاف الأشخاص و الأحوال فمن قوی توكله علی اللّٰه و كان قادرا علی الصبر علی الفقر و الشدة فالإیثار أولی بالنسبة إلیه و من لم یكن كذلك كأكثر الخلق فالاقتصاد بالنسبة إلیه أفضل.

و ورد فی بعض الأخبار أن الإیثار كان فی صدر الإسلام لكثرة الفقراء و ضیق الأمر علی المسلمین ثم نسخ ذلك بالآیات الدالة علی الاقتصاد و هذا لا ینافی هذا الخبر لأنه یكفی لرفع استبعاده كون الإیثار مطلوبا فی وقت ما لكن المشاطرة أیضا ینافی الاقتصاد غالبا إلا إذا حمل علی ما لم یضر بحاله و فیه إشكال آخر و هو أنه إذا شاطر مؤمنا واحدا و اكتفی بذلك فقد ضیع حقوق سائر الإخوان و إن شاطر البقیة مؤمنا آخر و هكذا فلا یبقی له شی ء إلا أن یحمل علی المشاطرة مع جمیع الإخوان

كَمَا رُوِیَ: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام قَاسَمَ مَالَهُ مَعَ الْفُقَرَاءِ مِرَاراً.

أو یخص ذلك بمؤمن واحد أخذه أخا فی اللّٰه كما واخی النبی صلی اللّٰه علیه و آله بین سلمان و أبی ذر و بین مقداد و عمار و بین جماعة من الصحابة متشابهین فی المراتب و الصفات بل یمكن حمل كثیر من أخبار هذا الباب علی هذا القسم من الأخوة

ص: 250


1- 1. أسری: 29.
2- 2. راجع الكافی باب فضل المعروف من كتاب الزكاة ج 4 ص 26.

و إن كان بعضها بعیدا عن ذلك.

«47»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ مَا هُنَّ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یُحِبُّ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِیهِ مَا یُحِبُّ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ وَ یَكْرَهُ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِیهِ مَا یَكْرَهُ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ وَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ فَبَكَی ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ قَالَ كَیْفَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ قَالَ علیه السلام یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِذَا كَانَ مِنْهُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ بَثَّهُ هَمَّهُ فَفَرِحَ لِفَرَحِهِ إِنْ هُوَ فَرِحَ وَ حَزِنَ لِحَزَنِهِ إِنْ هُوَ حَزِنَ وَ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ مَا یُفَرِّجُ عَنْهُ فَرَّجَ عَنْهُ وَ إِلَّا دَعَا اللَّهَ لَهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثَلَاثٌ لَكُمْ وَ ثَلَاثٌ لَنَا أَنْ تَعْرِفُوا فَضْلَنَا وَ أَنْ تَطَئُوا عَقِبَنَا وَ أَنْ تَنْتَظِرُوا عَاقِبَتَنَا فَمَنْ كَانَ هَكَذَا كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَسْتَضِی ءُ بِنُورِهِمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ وَ أَمَّا الَّذِینَ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ فَلَوْ أَنَّهُمْ یَرَاهُمْ مَنْ دُونَهُمْ لَمْ یَهْنِئْهُمُ الْعَیْشُ مِمَّا یَرَوْنَ مِنْ فَضْلِهِمْ فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ مَا لَهُمْ لَا یَرَوْنَ وَ هُمْ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ بِنُورِ اللَّهِ أَ مَا بَلَغَكَ الْحَدِیثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ خَلْقاً عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ وُجُوهُهُمْ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الضَّاحِیَةِ یَسْأَلُ السَّائِلُ مَا هَؤُلَاءِ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تَحَابُّوا فِی جَلَالِ اللَّهِ (1).

تبیان بین یدی اللّٰه و عن یمین اللّٰه أی قدام عرشه و عن یمین عرشه أو كنایة عن نهایة القرب و المنزلة عنده تعالی كما أن بعض المقربین عند الملك یكونون بین یدی الملك یخدمونه و بعضهم عن یمینه و یحتمل أن یكون الوصفان لجماعة واحدة عبر عنهم فی بعض الأحیان بالوصفین و فی بعضها بأحدهما و هم أصحاب الیمین.

و یحتمل أن یكونا لطائفتین كل منهما اتصفوا بالخصال الست فی الجملة لكن بعضهم اتصفوا بأعلی مراتبها فهم أصحاب الیمین و بعضهم نقصوا عن تلك المرتبة

ص: 251


1- 1. الكافی ج 2 ص 172.

فهم بین یدیه كما أن من یخدم بین یدی الملك أنقص مرتبة و أدنی منزلة ممن جلس عن یمینه فالواو فی قوله و عن یمین اللّٰه للتقسیم و الأول أظهر لا سیما فی الحدیث النبوی صلی اللّٰه علیه و آله و مناصحة الولایة خلوص المحبة عن الغش و العمل بمقتضاها و قوله بتلك المنزلة إشارة إلی المرتبة المركبة من الخصلتین الأولیین أی إذا كانت منزلة أخیه عنده بحیث یحب له ما یحب لأعز أهله و یكره له ما یكره لأعز أهله بثه همه أو إشارة إلی مناصحة الولایة أی إذا كان منه بحیث یناصحه الولایة بثه همه أی الأخ للمرء و یحتمل العكس و قیل إشارة إلی صلاحیته للأخوة و الولایة.

و قوله علیه السلام إن هو فرح كأنه تأكید أی إن كان فرحه فرحا واقعیا و كذا قوله إن هو حزن و قیل إن فیهما بمعنی إذ لمحض الظرفیة كما هو مذهب الكوفیین فی مثل قوله تعالی لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ (1) أی ینبغی أن یكون فرحه فی وقت فرح أخیه لا قبله و لا بعده و كذا الحزن و قال الجوهری بث الخبر و أبثه بمعنی أی نشره یقال أبثثتك سری أی أظهرته لك و قال الهم الحزن و أهمنی الأمر إذا أقلقك و حزنك.

قوله ثلاث لكم أی هذه ثلاث و الظرف صفة للثلاث و ثلاث بعده مبتدأ و الظرف خبره و الثلاث الأول الحب و الكراهة و المناصحة و قیل الفرح و الحزن و التفریج و لا یخفی بعده ثم بین علیه السلام الثلاث الذی لهم علیهم السلام بقوله أن تعرفوا فضلنا أی علی سائر الخلق بالإمامة و العصمة و وجوب الطاعة أو نعمتنا علیكم بالهدایة و التعلیم و النجاة من النار و اللحوق بالأبرار و أن تطئوا عقبنا أی تتابعونا فی جمیع الأقوال و الأفعال و لا تخالفونا فی شی ء و أن تنتظروا عاقبتنا أی ظهور قائمنا و عود الدولة إلینا فی الدنیا أو الأعم منها و من الآخرة كما قال تعالی وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ فمن كان هكذا أی كانت فیه الخصال الست جمیعا فیستضی ء بنورهم من هو أسفل منهم فی الرتبة بالنور الظاهر لظلمة یوم القیامة أو هو كنایة عن انتفاعهم

ص: 252


1- 1. الفتح: 27.

بشفاعتهم و كرامتهم عند اللّٰه.

و ظاهر هذه الفقرات مغایرة الفریقین و إن أمكن أن یكونا صنفا واحدا عبر عنهم تارة بأحد الوصفین و تارة بالآخر و تارة بهما كما مر قوله بین یدی اللّٰه یمكن أن یكون حالا عن العرش و یكون عن یمین اللّٰه عطفا علی قوله عن یمین العرش و المراد بهم الطائفة الذین هم عن یمین اللّٰه بناء علی اختلاف الطائفتین و اشتقاق أفعل التفضیل من الألوان فی الأبیض نادر.

من الشمس الضاحیة أی المرتفعة فی وقت الضحی فإنها فی ذلك الوقت أضوأ منها فی سائر الأوقات أو البارزة التی لم یسترها غیم و لا غبار فی النهایة و لنا الضاحیة من البعل أی الظاهرة البارزة التی لا حائل دونها انتهی الذین تحابوا بتشدید الباء من الحب أی أحب بعضهم بعضا لجلال اللّٰه و عظمته لا للأغراض الدنیویة فكلمة فی تعلیلیة أو للظرفیة المجازیة و فی بعض النسخ بالحاء المهملة أی تحابوا ببذل المال الحلال الذی أعطاهم اللّٰه و فی روایات العامة بالجیم قال الطیبی تحابا فی اللّٰه هو عبارة عن خلوص المحبة فی اللّٰه أی لله فی الحضور و الغیبة و فی الحدیث المتحابون بجلالی الباء للظرفیة أی لأجلی و لوجهی لا للهوی و قال النووی أین المتحابون بجلالی أی بعظمتی و طاعتی لا للدنیا و قرأ بعض الأفاضل بتخفیف الباء من الحبوة و التحابی أخذ العطاء أی أخذوا ثوابهم فی مكان ستروا فیه بأنوار جلاله و فیه ما فیه.

«48»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ كَیْفَ مَنْ خَلَّفْتَ مِنْ إِخْوَانِكَ قَالَ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ وَ زَكَّی وَ أَطْرَی فَقَالَ لَهُ كَیْفَ عِیَادَةُ أَغْنِیَائِهِمْ عَلَی فُقَرَائِهِمْ فَقَالَ قَلِیلَةٌ فَقَالَ كَیْفَ مُشَاهَدَةُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ قَالَ قَلِیلَةٌ فَقَالَ كَیْفَ صِلَةُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ فِی ذَاتِ أَیْدِیهِمْ فَقَالَ إِنَّكَ لَتَذْكُرُ أَخْلَاقاً قَلَّ مَا هِیَ فِیمَنْ عِنْدَنَا قَالَ فَقَالَ كَیْفَ تَزْعُمُ هَؤُلَاءِ أَنَّهُمْ شِیعَةٌ(1).

ص: 253


1- 1. الكافی ج 2 ص 173.

بیان: فی المصباح زكا الرجل یزكو إذا صلح و زكیته بالتثقیل نسبته إلی الزكاء و هو الصلاح و الرجل زكی و الجمع أزكیاء و أطریت فلانا مدحته بأحسن مما فیه و قیل بالغت فی مدحه و جاوزت الحد كیف عیادة أغنیائهم المراد إما عیادة المرضی و التعدیة بعلی لتضمین معنی العطوفة أو من العائدة و المعروف لكن هذا المصدر فیه غیر مأنوس و فی كثیر من الأخبار و أن یعود غنیهم علی فقیرهم أو مطلق الزیارة قال فی النهایة فیه فإنها امرأة تكثر عوادها أی زوارها و كل من أتاك مرة بعد أخری فهو عائد و إن اشتهر ذلك فی عیادة المریض حتی صار كأنه مختص به انتهی.

و المراد بالمشاهدة إما الزیارة فی غیر المرض أو شهودهم لدیهم و مجالستهم معهم فی ذات أیدیهم أی فی أموالهم و كلمة فی للسببیة و یزعم بصیغة المضارع الغائب فهؤلاء فی محل الرفع أو بصیغة المخاطب فهؤلاء فی محل النصب و فی بعض النسخ بالیاء فتعین الأول.

«49»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الشِّیعَةَ عِنْدَنَا كَثِیرٌ فَقَالَ فَهَلْ یَعْطِفُ الْغَنِیُّ عَلَی الْفَقِیرِ وَ هَلْ یَتَجَاوَزُ الْمُحْسِنُ علی [عَنِ] الْمُسِی ءِ وَ یَتَوَاسَوْنَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ لَیْسَ هَؤُلَاءِ شِیعَةً الشِّیعَةُ مَنْ یَفْعَلُ هَذَا(1).

«50»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: عَظِّمُوا أَصْحَابَكُمْ وَ وَقِّرُوهُمْ وَ لَا یَتَجَهَّمُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ لَا تَضَارُّوا وَ لَا تَحَاسَدُوا وَ إِیَّاكُمْ وَ الْبُخْلَ كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِینَ (2).

بیان: فی القاموس جهمه كمنعه و سمعه استقبله بوجه كریه كتجهمه و له.

«51»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَ یَجِی ءُ أَحَدُكُمْ إِلَی

ص: 254


1- 1. الكافی ج 2 ص 173.
2- 2. الكافی ج 2 ص 173.

أَخِیهِ فَیُدْخِلُ یَدَهُ فِی كِیسِهِ فَیَأْخُذُ حَاجَتَهُ فَلَا یَدْفَعُهُ فَقُلْتُ مَا أَعْرِفُ ذَلِكَ فِینَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَا شَیْ ءَ إِذاً قُلْتُ فَالْهَلَاكُ إِذاً فَقَالَ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ یُعْطَوْا أَحْلَامَهُمْ بَعْدُ(1).

بیان: قوله علیه السلام فلا شی ء إذا أی فلا شی ء من الإیمان فی أیدیهم إذا أو لیس شی ء من آداب الإیمان بینهم إذا و كان السائل حمله علی المعنی الأول و لذا قال فالهلاك إذا أی فالعذاب الأخروی ثابت لهم إذا فاعتذر علیه من قبل الشیعة أی أكثرهم بأنهم لم یعطوا أحلامهم بعد أی لم یكمل عقولهم بعد و یختلف التكلیف باختلاف مراتب العقول كما مر أنما یداق اللّٰه العباد علی قدر ما آتاهم من العقول أو لم یتعلموا الآداب من الأئمة علیهم السلام بعد فهم معذورون كما یشیر إلیه الأخبار السابقة و اللاحقة حیث لم یذكروا الحقوق أولا معتذرین بأنه یشكل علیكم العمل بها فیومئ إلی أنهم معذورون فی الجملة مع عدم العلم.

و قیل هو تأدیب للسائل حیث لم یفرق بین ما هو من الآداب و مكملات الإیمان و بانتفائه ینتفی كمال الإیمان و بین ما هو من أركان الإیمان أو فرائضه و بانتفائه ینتفی الإیمان أو یحصل استحقاق العذاب و هو بعید و فی القاموس الحلم بالكسر الأناة و العقل و الجمع أحلام و حلوم و منه أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ (2).

«52»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ رَفَعَهُ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ سَبْعُونَ حَقّاً- لَا أُخْبِرُكَ إِلَّا بِسَبْعَةٍ فَإِنِّی عَلَیْكَ مُشْفِقٌ أَخْشَی أَنْ لَا تَحْتَمِلَ فَقُلْتُ بَلَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ علیه السلام لَا تَشْبَعُ وَ یَجُوعُ وَ لَا تَكْتَسِی وَ یَعْرَی وَ تَكُونُ دَلِیلَهُ وَ قَمِیصَهُ الَّذِی یَلْبَسُهُ وَ لِسَانَهُ الَّذِی یَتَكَلَّمُ بِهِ وَ تُحِبُّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ كَانَتْ لَكَ جَارِیَةٌ بَعَثْتَهَا لِتُمَهِّدَ فِرَاشَهُ وَ تَسْعَی فِی حَوَائِجِهِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ

ص: 255


1- 1. الكافی ج 2 ص 173.
2- 2. القاموس ج 4: 98، و الآیة فی الطور: 32.

وَلَایَتَكَ بِوَلَایَتِنَا وَ وَلَایَتَنَا بِوَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

تبیان أخشی أن لا تحتمل أی لا تعمل بها أو لا تقبلها حق القبول فیدل كما مر علی أن هذه من الآداب التی یعذر السامع بالجهل بها و القائل فی ترك القول إذا علم عدم عمل السامع بها أو صیرورته سببا لنوع شك أو فتور فی الإذعان و لهذا ترك ذكر بعضها و إن أمكن أن یكون علیه السلام ذكرها له فی وقت آخر أو تكون البقیة داخلة فی السبعة إجمالا و یكون المراد به ترك ذكرها مفصلة كما

یستنبط من بعض الأخبار المجملة كثیر مما یذكر فی الأخبار المفصلة و أما بالنسبة إلی ما ذكر فیمكن أن تكون المضایقة للتوكید و المبالغة فی العمل كما عرفت و یمكن استنباط السبعین من مجموع الأخبار الواردة فی ذلك الباب.

قوله علیه السلام و قمیصه الذی یلبسه أی تكون محرم أسراره و مختصا به غایة الاختصاص و هذه استعارة شائعة بین العرب و العجم أو المعنی تكون ساتر عیوبه و قیل تدفع الأذی عنه كما یدفع القمیص عنه الحر و البرد و هو بعید و لسانه أی تتكلم من قبله إذا عجز أو غاب إذا رضی بذلك و قوله تسعی علی صیغة الغیبة و الضمیر للجاریة فلا تزید علی السبع وصلت ولایتك أی لنا بولایتنا و محبتنا لك و ولایتنا لك بولایة اللّٰه لك أو ولایتك له بولایتنا لك أو بولایتك لنا أی ولایتك له من شروط ولایتنا و ولایتنا بولایة اللّٰه فإن ولایة اللّٰه لا یتم إلا بولایتنا و الحاصل أنك إن فعلت ذلك فقد جمعت بین محبته و محبتنا و محبة اللّٰه عز و جل.

و یحتمل أن یكون المراد بالولایة فی جمیع المراتب النصرة و فیها احتمالات أخر یظهر بالتأمل فیما ذكر.

«53»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ یَحِقُّ عَلَی الْمُسْلِمِینَ الِاجْتِهَادُ فِی التَّوَاصُلِ وَ التَّعَاوُنُ عَلَی التَّعَاطُفِ وَ الْمُوَاسَاةُ لِأَهْلِ الْحَاجَةِ

ص: 256


1- 1. الكافی ج 2 ص 174.

وَ تَعَاطُفُ بَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ حَتَّی تَكُونُوا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رُحَمَاءَ بَیْنَكُمْ مُتَرَاحِمِینَ مُغْتَمِّینَ لِمَا غَابَ عَنْكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَی مَا مَضَی عَلَیْهِ مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: و التعاون علی التعاطف أی معاونة بعضهم بعضا علی التعاطف و عطف بعضهم علی بعض و فی بعض النسخ التعاقد مكان التعاون أی التعاهد علی ذلك كما أمركم اللّٰه أی فی قوله سبحانه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ إشارة إلی أن الآیة أمر فی المعنی بتلك الخصال لكونها فی مقام المدح المستلزم للأمر بها و إلی أن الأمر المستفاد منها غیر مختص بالصحابة.

و قیل إشارة إلی قوله تعالی وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ و الأول أظهر و قوله رحماء خبر تكونوا و متراحمین تفسیر له أو خبر ثان كقوله مغتمین لما غاب عنكم من أمرهم أی لما عجزتم عن تداركه من أمر المسلمین أو لما بعد عنكم و لم تصل إلیه إعانتكم أو إذا لم تطلعوا علی أحوالهم تكونوا مغتمین لعدم الاطلاع و قوله علی ما مضی متعلق بجمیع ما تقدم لا بقوله مغتمین فقط كما قیل و هذا یومئ إلی أن الآیة فی شأن الأنصار و مدحهم و لم یذكره المفسرون و یحتمل أن تكون هذه الصفات فی الأنصار أكثر و إن كان فی قلیل من المهاجرین كأمیر المؤمنین و سلمان و أضرابه أتم.

قال الطبرسی رحمه اللّٰه قال الحسن بلغ من شدتهم علی الكفار أنهم كانوا یتحرزون من ثیاب المشركین حتی لا تلتزق بثیابهم و عن أبدانهم حتی لا تمس أبدانهم و بلغ تراحمهم فیما بینهم أن كان لا یری مؤمن مؤمنا إلا صافحه و عانقه انتهی (2) و تكرار التعاطف للتأكید أو الأول للتعاون أو التعاقد علیه و هذا لأصله.

«54»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: حَقٌّ عَلَی الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ یُعْلِمَ إِخْوَانَهُ وَ حَقٌ

ص: 257


1- 1. الكافی ج 2 ص 174.
2- 2. مجمع البیان ج 10 ص 127.

عَلَی إِخْوَانِهِ إِذَا قَدِمَ أَنْ یَأْتُوهُ (1).

بیان: فیه إیماء إلی أنه إذا لم یعلمهم عند الذهاب لا یلزم علیهم إتیانه بعد الإیاب و إن كان ضعیفا.

«55»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: شِیعَتُنَا الرُّحَمَاءُ بَیْنَهُمُ الَّذِینَ إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللَّهَ إِنَّا إِذَا ذُكِرْنَا ذُكِرَ اللَّهُ وَ إِذَا ذُكِرَ عَدُوُّنَا ذُكِرَ الشَّیْطَانُ (2).

بیان: شیعتنا الرحماء الرحماء جمع رحیم أی یرحم بعضهم بعضا الذین خبر بعد خبر أو صفة للرحماء إنا إذا ذكرنا أی ذكر اللّٰه المذكور یشمل ذكرنا لأن ذكر صفاتهم و كمالاتهم و نشر علومهم و أخبارهم شكر لأعظم نعم اللّٰه تعالی و عبادة له بأفضل العبادة أو باعتبار كمال الاتصال بینهم و بینه تعالی كان ذكرهم ذكر اللّٰه و إذا ذكر عدوهم ذكر الشیطان، لأنه من أعوانه فإن ذكرهم بخیر فكأنما ذكر الشیطان، بخیر و إن لعنهم كان له ثواب لعن الشیطان،.

«56»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَزَاوَرُوا فَإِنَّ فِی زِیَارَتِكُمْ إِحْیَاءً لِقُلُوبِكُمْ وَ ذِكْراً لِأَحَادِیثِنَا وَ أَحَادِیثُنَا تُعَطِّفُ بَعْضَكُمْ عَلَی بَعْضٍ فَإِنْ أَخَذْتُمْ بِهَا رَشَدْتُمْ وَ نَجَوْتُمْ وَ إِنْ تَرَكْتُمُوهَا ضَلَلْتُمْ وَ هَلَكْتُمْ فَخُذُوا بِهَا وَ أَنَا بِنَجَاتِكُمْ زَعِیمٌ (3).

بیان: إحیاء لقلوبكم لأنه یوجب تذكر الإمامة و علوم الأئمة علیهم السلام و حیاة القلب بالعلم و الحكمة و أحادیثنا تعطف بعضكم علی بعض لاشتمالها علی حقوق المؤمنین بعضهم علی بعض و لأن الاهتمام بروایة أحادیثنا یوجب رجوع بعضكم إلی بعض و أنا بنجاتكم زعیم إلی كفیل و ضامن إن أخذتم بها قال فی المصباح زعمت بالمال زعما من باب قتل و منع كفلت به فأنا زعیم به.

ص: 258


1- 1. الكافی ج 2 ص 174.
2- 2. الكافی ج 2 ص 186.
3- 3. الكافی ج 2 ص 186.

«57»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی مَرَرْتُ بِقَاصٍّ یَقُصُّ وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا الْمَجْلِسُ الَّذِی لَا یَشْقَی بِهِ جَلِیسٌ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ الْحُفْرَةَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَیَّاحِینَ سِوَی الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمٍ یَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَقَالُوا قِفُوا فَقَدْ أَصَبْتُمْ حَاجَتَكُمْ فَیَجْلِسُونَ فَیَتَفَقَّهُونَ مَعَهُمْ فَإِذَا قَامُوا عَادُوا مَرْضَاهُمْ وَ شَهِدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ تَعَاهَدُوا غَائِبَهُمْ فَذَلِكَ الْمَجْلِسُ الَّذِی لَا یَشْقَی بِهِ جَلِیسٌ (1).

بیان: القاص راوی القصص و المراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة و ظاهر أكثر الأصحاب تحریم استماعها كما یدل علیه قوله تعالی سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (2) و یمكن أن یكون المراد هنا وعاظ العامة و محدثوهم فإن روایاتهم أیضا كذلك لا یشقی به جلیس أی لا یصیر شقیا محروما عن الخیر من جلس معهم قال الراغب الشقاوة خلاف السعادة و قد شقی یشقی شقوة و كما أن السعادة فی الأصل ضربان أخرویة و دنیویة ثم الدنیویة ثلاثة أضرب نفسیة و بدنیة و خارجة كذلك الشقاوة علی هذه الأضرب و قال بعضهم قد یوضع الشقاء موضع التعب نحو شقیت فی كذا و كل شقاوة تعب و لیس كل تعب شقاوة.

أخطأت أستاههم الحفرة الخطأ ضد الصواب و الإخطاء عند أبی عبید الذهاب إلی خلاف الصواب مع قصد الصواب و عند غیره الذهاب إلی غیر الصواب مطلقا عمدا أو غیر عمد و الأستاه بفتح الهمزة و الهاء أخیرا جمع الاست بالكسر و هی حلقة الدبر و أصل الاست سته بالتحریك و قد یسكن التاء حذفت الهاء و عوضت عنها الهمزة و المراد بالحفرة الكنیف الذی یتغوط فیه و كأن هذا كان مثلا سائرا یضرب لمن استعمل كلاما فی غیر موضعه أو أخطأ خطأ فاحشا.

و قد یقال شبهت أفواههم بالأستاه تفضیحا لهم و تكریر هیهات أی بعد هذا

ص: 259


1- 1. الكافی ج 2 ص 186.
2- 2. المائدة: 41.

القول عن الصواب للمبالغة فی البعد عن الحق و السیاحة و السیح الذهاب فی الأرض للعبادة فیتفقهون معهم أی یطلبون العلم و یخوضون فیه و فی بعض النسخ فیتفقون معهم أی یصدقونهم أو یذكرون بینهم مثل ذلك عادوا أی الملائكة مرضاهم أی مرضی القوم.

«58»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ النَّخَعِیِّ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ فِی السَّمَاءِ لَیَطَّلِعُونَ إِلَی الْوَاحِدِ وَ الِاثْنَیْنِ وَ الثَّلَاثَةِ وَ هُمْ یَذْكُرُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَتَقُولُ أَ مَا تَرَوْنَ إِلَی هَؤُلَاءِ فِی قِلَّتِهِمْ وَ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ یَصِفُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَتَقُولُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ- ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (1).

بیان: إلی الواحد بأن یذكر واحد و یستمع الباقون أو یذكر و یتفكر فی نفسه و كلمة فی فی قوله فی قلتهم بمعنی مع یصفون أی یعتقدون أو یذكرون و الأخیر أنسب و ذلك إشارة إلی الوصف.

«59»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَ تَخْلُونَ وَ تَتَحَدَّثُونَ وَ تَقُولُونَ مَا شِئْتُمْ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ إِنَّا لَنَخْلُو وَ نَتَحَدَّثُ وَ نَقُولُ مَا شِئْنَا فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّی مَعَكُمْ فِی بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ وَ إِنَّكُمْ عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُوا بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ(2).

بیان: ما شئتم أی من فضائلنا و ذم أعادینا و لعنهم و روایة أحادیثنا من غیر تقیة لوددت بكسر الدال الأولی و فتحها أی أحببت أو تمنیت و فیه غایة الترغیب فیه و التحریض علیه لأحب ریحكم و فی بعض الروایات ریاحكم أی ریحكم الطیبة و أرواحكم جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنی النسیم و كأن الأول كنایة عن عقائدهم و نیاتهم الحسنة كما سیأتی أن المؤمن إذا قصد فعل طاعة یستشم

ص: 260


1- 1. الكافی ج 2 ص 187.
2- 2. الكافی ج 2 ص 187.

الملك منه رائحة حسنة و الثانی عن أقوالهم الطیبة فی القاموس الروح بالضم ما به حیاة الأنفس و بالفتح الراحة و الرحمة و نسیم الریح و الریح جمعه أرواح و أریاح و ریاح و الریح الغلبة و القوة و الرحمة و النصرة و الدولة و الشی ء الطیب و الرائحة(1)

فأعینوا أی فأعینونی علی شفاعتكم و كفالتكم بورع عن المعاصی و اجتهاد فی الطاعات.

«60»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَصَاعِداً إِلَّا حَضَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِثْلُهُمْ فَإِنْ دَعَوْا بِخَیْرٍ أَمَّنُوا وَ إِنِ اسْتَعَاذُوا مِنْ شَرٍّ دَعَوُا اللَّهَ لِیَصْرِفَهُ عَنْهُمْ وَ إِنْ سَأَلُوا حَاجَةً تَشَفَّعُوا إِلَی اللَّهِ وَ سَأَلُوهُ قَضَاهَا وَ مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَاحِدِینَ إِلَّا حَضَرَهُمْ عَشَرَةُ أَضْعَافِهِمْ مِنَ الشَّیَاطِینِ فَإِنْ تَكَلَّمُوا تَكَلَّمَ الشَّیْطَانُ بِنَحْوِ كَلَامِهِمْ وَ إِذَا ضَحِكُوا ضَحِكُوا مَعَهُمْ وَ إِذَا نَالُوا مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ نَالُوا مَعَهُمْ فَمَنِ ابْتُلِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِهِمْ فَإِذَا خَاضُوا فِی ذَلِكَ فَلْیَقُمْ وَ لَا یَكُنْ شِرْكَ شَیْطَانٍ وَ لَا جَلِیسَهُ فَإِنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَقُومُ لَهُ شَیْ ءٌ وَ لَعَنْتَهُ لَا یَرُدُّهَا شَیْ ءٌ ثُمَّ قَالَ علیه السلام فَإِنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَلْیُنْكِرْ بِقَلْبِهِ وَ لْیَقُمْ وَ لَوْ حَلْبَ شَاةٍ أَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ(2).

تبیان قوله فصاعدا منصوب بالحالیة و عامله محذوف وجوبا أی اذهب فی العدد صاعدا فإن دعوا بخیر أی ما یوجب السعادة الأخرویة كتوفیق العبادة و طلب الجنة أو الاستعاذة من النار و نحوها أو الأعم منها و من الأمور المباحة الدنیویة كطول العمر و كثرة المال و الأولاد و أمثال ذلك فیكون احترازا عن طلب الأمور المحرمة و كذا الشر یشتمل الشرور الدنیویة و الأخرویة فیكون سؤال الحاجة تعمیما بعد التخصیص و علی الأول تكون الفقرتان الأولیان للآخرة و هذه للدنیا.

ص: 261


1- 1. القاموس ج 1 ص 224.
2- 2. الكافی ج 2 ص 187.

و التشفع المبالغة فی الشفاعة قال الجوهری استشفعته إلی فلان أی سألته أن یشفع لی إلیه و تشفعت إلیه فی فلان فشفعنی فیه تشفیعا و التأمین قول آمین و معناه اللّٰهم استجب لی و فی النهایة فیه إن رجلا كان ینال من الصحابة یعنی الوقیعة فیهم یقال منه نال ینال نیلا إذا أصاب و فی القاموس نال من عرضه سبه.

فمن ابتلی من المؤمنین بهم أی بمجالستهم فإذا خاضوا قال الجوهری خاض القوم فی الحدیث و تخاوضوا أی تفاوضوا فیه فی ذلك أی فی النیل من أولیاء اللّٰه و سبهم هو إشارة إلی قوله تعالی وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَ الْكافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً(1)

و قال علی بن إبراهیم فی تفسیره آیات اللّٰه هم الأئمة علیهم السلام.

وَ فِی تَفْسِیرِ الْعَیَّاشِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی تَفْسِیرِهَا: إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ یَجْحَدُ الْحَقَّ وَ یُكَذِّبُ بِهِ وَ یَقَعُ فِی أَهْلِهِ فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَا تُقَاعِدْهُ (2).

و قوله تعالی إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ قیل أی فی الكفر إن رضیتم به و إلا ففی الإثم لقدرتكم علی الإنكار و الإعراض و قال سبحانه أیضا وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (3) و لا یكن شرك شیطان بالكسر أی شریكه إن شاركهم و لا جلیسه إن لم یشاركهم و كان ساكتا و من قرأ الشرك بالتحریك بمعنی الحبالة أو فسر الشرك بالنصیب فقد صحف لفظا أو معنی.

قوله لا یقوم له شی ء أی لا یدفعه أو لا یطیقه و لا یقدر علی تحمله و قد دلت الروایة و الآیتان علی وجوب قیام المؤمن و مفارقته لأعداء الدین عند ذمهم أولیاء اللّٰه و علی لحوق الغضب و اللعنة به مع القعود معهم بل دلت الآیة ظاهرا علی أنهم مثلهم فی الفسق و النفاق و الكفر و لا ریب فیه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به و إلا

ص: 262


1- 1. النساء: 140.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 281.
3- 3. الأنعام: 68.

فظاهر بعض الروایات أن العذاب بالهلاك إن نزل یحیط به و لكن ینجو فی الآخرة بفضل اللّٰه تعالی و ظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من فی المجلس و الأحوط عدم مجالسة الظلمة و أعداء اللّٰه من غیر ضرورة.

ثم بین حكمه إذا لم یقدر علی المفارقة بالكلیة للتقیة أو غیرها بقوله فإن لم یستطع فلینكر بقلبه قوله و لو حلب شاة حلب مصدر منصوب بظرفیة الزمان بتقدیر زمان حلب و كذا الفواق و كأنه أقل من الحلب أی یقوم لإظهار حاجة و عذر و لو بأحد هذین المقدارین من الزمان.

قال فی النهایة فیه أنه قسم الغنائم یوم بدر عن فواق أی فی قدر فواق ناقة و هو ما بین الحلبتین من الراحة و تضم فاؤه و تفتح و ذلك لأنها تحلب ثم تراح حتی تدر ثم تحلب و فی القاموس الفواق كغراب ما بین الحلبتین من الوقت و تفتح أو ما بین فتح یدیك و قبضها علی الضرع.

«61»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْفُوظٍ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: لَیْسَ شَیْ ءٌ أَنْكَی لِإِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ عَنْ زِیَارَةِ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ وَ قَالَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فَیَذْكُرَانِ اللَّهَ ثُمَّ یَذْكُرَانِ فَضْلَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ إِبْلِیسَ مُضْغَةُ لَحْمٍ إِلَّا تَخَدَّدَ حَتَّی إِنَّ رُوحَهُ لَتَسْتَغِیثُ مِنْ شِدَّةِ مَا تَجِدُ مِنَ الْأَلَمِ فَتُحِسُّ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ خُزَّانُ الْجِنَانِ فَیَلْعَنُونَهُ حَتَّی لَا یَبْقَی مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلَّا لَعَنَهُ فَیَقَعُ خَاسِئاً حَسِیراً مَدْحُوراً(1).

بیان: فی القاموس نكی العدو و فیه نكایة قتل و جرح و فی النهایة یقال نكیت فی العدو أنكی نكایة فأنا ناك إذا أكثرت فیهم الجراح و القتل فوهنوا لذلك و قد یهمز لغة فیه و فی القاموس المضغة بالضم قطعة اللحم و غیره و قال خدد لحمه و تخدد هزل و نقص و خدده السیر لازم متعد و قال خسأ الكلب كمنع خسئا و خسوءا طرده و الكلب بعد كانخسأ و خسئ و قال حسر كفرح علیه حسرة و حسرا تلهف فهو حسیر و كضرب و فرح أعیا كاستحسر فهو حسیر و قال الدحر الطرد و الإبعاد.

ص: 263


1- 1. الكافی ج 2 ص 188.

باب 16 حفظ الأخوة و رعایة أوداء الأب

«1»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقْطَعْ أَوِدَّاءَ أَبِیكَ فَیُطْفَأَ نُورُكَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ یُطْفِینَ نُورَ الْعَبْدِ مَنْ قَطَعَ أَوِدَّاءَ أَبِیهِ وَ غَیَّرَ شَیْبَتَهُ وَ رَفَعَ بَصَرَهُ فِی الْحُجُرَاتِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُؤْذَنَ لَهُ (1).

«2»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَوَدَّةُ الْآبَاءِ قَرَابَةٌ بَیْنَ الْأَبْنَاءِ(2).

«3»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مِنْ كَرَمِ الْمَرْءِ بُكَاؤُهُ عَلَی مَا مَضَی مِنْ زَمَانِهِ وَ حَنِینُهُ إِلَی أَوْطَانِهِ وَ حِفْظُهُ قَدِیمَ إِخْوَانِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ دَاوُدَ علیه السلام قَالَ لِابْنِهِ سُلَیْمَانَ یَا بُنَیَّ- لَا تَسْتَبْدِلَنَّ بِأَخٍ قَدِیمٍ أَخاً مُسْتَفَاداً مَا اسْتَقَامَ لَكَ وَ لَا تَسْتَقِلَّنَّ أَنْ یَكُونَ لَكَ عَدُوٌّ وَاحِدٌ وَ لَا تَسْتَكْثِرَنَّ أَنْ یَكُونَ لَكَ أَلْفُ صَدِیقٍ.

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ بَنُو أَبٍ وَ أُمٍّ وَ إِذَا ضَرَبَ عَلَی رَجُلٍ مِنْهُمْ عِرْقٌ سَهِرَ لَهُ الْآخَرُونَ (3).

كِتَابُ الْمُؤْمِنِ، لِلْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ مُرْسَلًا عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.

تبیان إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ كما قال تعالی فی كتابه العزیز أی إخوة فی الدین أو ینبغی أن یكونوا بمنزلة الإخوة فی التراحم و التعاطف ثم أكد

ص: 264


1- 1. نوادر الراوندیّ: 10.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 218.
3- 3. الكافی ج 2 ص 165.

علیه السلام ذلك بقوله بنو أب و أم أی ینبغی أن یكونوا كهذا النوع من الأخوة أو نفی لهذا المعنی و بیان أن أخوتهم متأصلة بمنزلة الحقیقة لاشتراكهم فی طینة الجنة و الروح المختارة المنسوبة إلی الرب الأعلی كما سیأتی أو المراد بالأب روح اللّٰه الذی نفخ منه فی طینة المؤمن و بالأم الماء العذب و التربة الطیبة كما مر فی أبواب الطینة لا آدم و حواء كما یتبادر إلی بعض الأذهان لعدم اختصاص الانتساب إلیهما بالإیمان إلا أن یقال تباین العقائد صار مانعا من تأثیر تلك الأخوة لكنه بعید.

و قد مر وجه آخر و هو اتحاد آبائهم الحقیقیة الذین أحیوهم بالإیمان و العلم أو أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أبوهم و خدیجة أمهم بمقتضی الآیة المتقدمة و إخراج غیر المؤمنین لأنهم عقوا والدیهم بترك ولایة أئمة الحق فهم خرجوا عن حكم الأولاد و انقطعت الأخوة بینهم كما أن المنافقات من أزواج النبی صلی اللّٰه علیه و آله خرجن بذلك عن كونهم أمهات المؤمنین كما طلق أمیر المؤمنین علیه السلام عائشة یوم البصرة لیظهر للناس خروجها عن هذا الحكم علی بعض الوجوه و إن بقی تحریم نكاحها علی المسلمین.

و ضرب العرق حركته بقوة و المراد هنا المبالغة فی قلة الأذی و تعدیته هنا بعلی لتضمین معنی الغلبة كما فی قوله تعالی فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ (1) فی النهایة ضرب العرق ضربا و ضربانا إذا تحرك بقوة و فی القاموس سهر كفرح لم ینم لیلا انتهی و المعنی أن

الناس كثیرا ما یذهب عنهم النوم فی بعض اللیالی من غیر سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم و یحتمل أن یكون السهر كنایة عن الحزن للزومه له غالبا.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: تَقَبَّضْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا حَزِنْتُ مِنْ غَیْرِ مُصِیبَةٍ تُصِیبُنِی أَوْ أَمْرٍ یَنْزِلُ بِی حَتَّی یَعْرِفَ ذَلِكَ أَهْلِی فِی وَجْهِی وَ صَدِیقِی فَقَالَ نَعَمْ یَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ طِینَةِ الْجِنَانِ وَ أَجْرَی فِیهِمْ

ص: 265


1- 1. الكهف: 11.

مِنْ رِیحِ رُوحِهِ فَلِذَلِكَ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ فَإِذَا أَصَابَ رُوحاً مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ فِی بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ حُزْنٌ حَزِنَتْ هَذِهِ لِأَنَّهَا مِنْهَا(1).

«6»- كِتَابُ الْمُؤْمِنِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَنَفَّسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَمٌّ یُصِیبُنِی وَ سَاقَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ صَدِیقِی فَقَالَ نَعَمْ یَا جَابِرُ فَقُلْتُ فَمِمَّ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام وَ مَا تَصْنَعُ بِهِ قُلْتُ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ قَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

تبیین: تقبضت التقبض ظهور أثر الحزن ضد الانبساط فی القاموس انقبض انضم و ضد انبسط و تقبض عنه اشمأز و فی المحاسن (2)

تنفست أی تأوهت و حزنت من باب علم أو علی بناء المجهول من باب نصر فإنه متعد حینئذ و صدیقی عطف علی أهلی و ریح روحه أی من نسیم روحه الذی نفخه فی الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام كما قال وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی (3) أو من رحمة ذاته

كَمَا قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ خُلِقُوا وَ إِلَیْهِ یَعُودُونَ.

أو الإضافة بیانیة شبه الروح بالریح لسریانه فی البدن كما أن نسبة النفخ إلیه لذلك أی من الروح الذی هو كالریح و اجتباه و اختاره

وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی كَیْفَ هَذَا النَّفْخُ فَقَالَ إِنَّ الرُّوحَ مُتَحَرِّكٌ كَالرِّیحِ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ رُوحاً لِأَنَّهُ اشْتُقَّ اسْمُهُ مِنَ الرِّیحِ وَ إِنَّمَا أَخْرَجَهُ عَلَی لَفْظَةِ الرُّوحِ لِأَنَّ الرُّوحَ مُجَانِسٌ لِلرِّیحِ وَ إِنَّمَا أَضَافَهُ إِلَی نَفْسِهِ لِأَنَّهُ اصْطَفَاهُ عَلَی سَائِرِ الْأَرْوَاحِ كَمَا اصْطَفَی بَیْتاً مِنَ الْبُیُوتِ فَقَالَ بَیْتِی وَ قَالَ لِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ خَلِیلِی وَ أَشْبَاهَ ذَلِكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ مَخْلُوقٌ مَصْنُوعٌ مُحْدَثٌ مَرْبُوبٌ مُدَبَّرٌ.

و یمكن أن یقرأ بفتح الراء أی من نسیم رحمته كما ورد فی خبر آخر و أجری فیهم من روح رحمته

ص: 266


1- 1. الكافی ج 2 ص 166.
2- 2. كما سیجی ء تحت الرقم 16 من الباب 17.
3- 3. الحجر: 29، ص 72.

لأبیه و أمه الظاهر تشبیه الطینة بالأم و الروح بالأب و یحتمل العكس لا یقال علی هذا الوجه یلزم أن یكون المؤمن محزونا دائما لأنا نقول یحتمل أن یكون للتأثر شرائط أخری تفقد فی بعض الأحیان كارتباط هذا الروح ببعض الأرواح أكثر من بعض

كما ورد الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف.

و یحتمل أن یكون الحزن الدائم للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الأخوة أیضا سبب له لكن شدته فی بعض الأحیان بحیث یتبین له ذلك بحزن الأرواح المناسبة له أو بحزن الأرواح الشریفة العالیة المؤثرة فی العوالم لا سیما فی أرواح الشیعة و قلوبهم و أبدانهم كَمَا رَوَی الصَّدُوقُ فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ(1) بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأَغْتَمُّ وَ أَحْزَنُ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَعْرِفَ لِذَلِكَ سَبَباً فَقَالَ علیه السلام إِنَّ ذَلِكَ الْحَزَنَ وَ الْفَرَحَ یَصِلُ إِلَیْكُمْ مِنَّا لِأَنَّا إِذَا دَخَلَ عَلَیْنَا حَزَنٌ أَوْ سُرُورٌ كَانَ ذَلِكَ دَاخِلًا عَلَیْكُمْ لِأَنَّا وَ إِیَّاكُمْ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَجَعَلَنَا وَ طِینَتَنَا وَ طِینَتَكُمْ وَاحِدَةً وَ لَوْ تُرِكَتْ طِینَتُكُمْ كَمَا أُخِذَتْ لَكُنَّا وَ أَنْتُمْ سَوَاءً وَ لَكِنْ مُزِجَتْ طِینَتُكُمْ بِطِیْنَةِ أَعْدَائِكُمْ فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا أَذْنَبْتُمْ ذَنْباً أَبَداً قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَتَعُودُ طِینَتُنَا وَ نُورُنَا كَمَا بَدَا فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الشُّعَاعِ الزَّاهِرِ مِنَ الْقُرْصِ إِذَا طَلَعَ أَ هُوَ مُتَّصِلٌ بِهِ أَوْ بَائِنٌ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلْ هُوَ بَائِنٌ مِنْهُ فَقَالَ أَ فَلَیْسَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ وَ سَقَطَ الْقُرْصُ عَادَ إِلَیْهِ فَاتَّصَلَ بِهِ كَمَا بَدَا مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ كَذَلِكَ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ خُلِقُوا وَ إِلَیْهِ یَعُودُونَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَمُلْحَقُونَ بِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّا لَنَشْفَعُ وَ نُشَفَّعُ وَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَشْفَعُونَ فَتُشَفَّعُونَ وَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَّا وَ سَتُرْفَعُ لَهُ نَارٌ عَنْ شِمَالِهِ وَ جَنَّةٌ عَنْ یَمِینِهِ فَیُدْخِلُ أَحِبَّاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ.

فتأمل و تدبر فی هذا الحدیث فإن فیه أسرارا غریبة.

ص: 267


1- 1. لم نجده فی معانی الأخبار بعد الفحص البلیغ و انما وجدناه فی العلل الباب 84.

«7»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَیْنُهُ وَ دَلِیلُهُ- لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَغُشُّهُ وَ لَا یَعِدُهُ عِدَةً فَیُخْلِفَهُ (1).

بیان: عینه أی جاسوسه یدله علی المعائب أو بمنزلة عینه الباصرة یدله علی مكارمه و معایبه و هو أحد معانی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ.

و قیل ذاته مبالغة أو بمنزلة عینه فی العزة و الكرم و لا یخفی عدم مناسبته لسائر الفقرات فتفطن.

و دلیله أی إلی الخیرات الدنیویة و الأخرویة لا یخونه فی مال و لا سر و لا عرض و لا یظلمه فی نفسه و ماله و أهله و سائر حقوقه و لا یغشه فی النصیحة و المشورة و حفظ الغیب و الإرشاد إلی مصالحه و لا یعده عدة فیخلفه یدل علی أنه مناف للأخوة الكاملة لا علی الحرمة إلا إذا كان النفی بمعنی النهی و فیه أیضا كلام و بالجملة النفی فی جمیع الفقرات یحتمل أن یكون بمعنی النهی و أن یكون بمعناه فیدل علی أنه لو أتی بالمنفی لم یتصف بالأخوة و كمال الإیمان.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِنِ اشْتَكَی شَیْئاً مِنْهُ وَجَدَ أَلَمَ ذَلِكَ فِی سَائِرِ جَسَدِهِ وَ أَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ وَ إِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ لَأَشَدُّ اتِّصَالًا بِرُوحِ اللَّهِ مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا(2).

كِتَابُ الْمُؤْمِنِ، لِلْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ وُجِدَ ذَلِكَ فِی سَائِرِ جَسَدِهِ لِأَنَّ أَرْوَاحَهُمْ مِنْ رُوحِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

تبیان كالجسد الواحد كأنه علیه السلام ترقی عن الأخوة إلی الاتحاد أو بین

ص: 268


1- 1. الكافی ج 2 ص 166.
2- 2. الكافی ج 2 ص 166.

أن أخوتهم لیست مثل سائر الأخوات بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد تعلق بها روح واحدة فكما أنه یتألم عضو واحد یتألم و یتعطل سائر الأعضاء فكذا یتألم واحد من المؤمنین یحزن و یتألم سائرهم كما مر فقوله كالجسد الواحد تقدیره كعضوی الجسد الواحد و قوله إن اشتكی الظاهر أنه بیان للمشبه به و الضمیر المستتر فیه و فی وجد راجعان إلی المرء أو الإنسان أو الروح الذی یدل علیه الجسد و ضمیر منه راجع إلی الجسد و الضمیر فی أرواحهما راجع إلی شیئا و سائر الجسد و الجمعیة(1) باعتبار جمعیة السائر أو من إطلاق الجمع علی التثنیة مجازا.

و فی كتاب الإختصاص للمفید(2)

و إن روحهما من روح اللّٰه و هو أظهر و المراد بالروح الواحدة إن كان الروح الحیوانیة فمن للتبعیض و إن كان النفس الناطقة فمن للتعلیل فإن روحهما الروح الحیوانیة هذا إذا كان قوله و أرواحهما من تتمة بیان المشبه به و یحتمل تعلقه بالمشبه فالضمیر راجع إلی الأخوین المذكورین فی أول الخبر و الغرض إما بیان شدة اتصال الروحین كأنهما روح واحدة أو أن روحیهما من روح واحدة هی روح الإمام و هی نور اللّٰه كما مر فی الخبر السابق عن أبی بصیر(3)

الذی هو كالشرح لهذا الخبر و یحتمل أن یكون إن اشتكی أیضا من بیان المشبه لإیضاح وجه الشبه و المراد بروح اللّٰه أیضا روح الإمام الذی اختارها اللّٰه كما مر فی قوله وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی و یحتمل أن یكون المراد بروح اللّٰه ذات اللّٰه سبحانه إشارة إلی شدة ارتباط المقربین بجناب الحق تعالی حیث لا یغفلون عن ربهم ساعة و یفیض علیهم منه سبحانه العلم و الكمالات و الهدایات و الإفاضات آنا فآنا و ساعة فساعة

كَمَا سَیَأْتِی فِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ وَ رِجْلَهُ وَ یَدَهُ وَ لِسَانَهُ (4).

و سنوضح ذلك

ص: 269


1- 1. یعنی فی لفظ« أرواحهما».
2- 2. سیجی ء تحت الرقم 9- فی الباب 17.
3- 3. یعنی الخبر الذی مر عن المعانی فی البیان السابق.
4- 4. یرید ما سیأتی فی شرح حدیث الكافی من كتابه مرآة العقول راجع الكافی باب من أذی المسلمین و احتقرهم تحت الرقم 8 ج 2 ص 352.

بحسب فهمنا هناك إن شاء اللّٰه تعالی و أعرضنا عما أورده بعضهم هاهنا من تزیین العبارات التی لیس تحتها معنی محصل.

«9»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ وَ هُوَ عَیْنُهُ وَ مِرْآتُهُ وَ دَلِیلُهُ- لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَخْدَعُهُ وَ لَا یَكْذِبُهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ (1).

تبیین: مرآته أی یبین محاسنه لیركبها و مساویه لیجتنبها كما هو شأن المرآة أو ینظر إلی ما فیه من المعایب فیتركها فإن الإنسان فی غفلة من عیوب نفسه و كذا المحاسن، وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ. و یجری فیه الوجهان المتقدمان.

قال الراوندی (2)

فی ضوء الشهاب المرآة الآلة التی تری فیها صورة الأشیاء و هی مفعلة من الرؤیة و المعنی أن المؤمن یحكی لأخیه المؤمن جمیع ما یراه فیه فإن كان حسنا زینه له لیزداد منه و إن كان قبیحا نبهه علیه لینتهی عنه انتهی.

و أقول قد ذهب بعض الصوفیة إلی أن المؤمن الثانی هو اللّٰه تعالی أی المؤمن مظهر لصفاته الكمالیة تعالی شأنه كما ینطبع فی المرآة صورة الشخص و الحدیث یدل علی أنه لیس بمراد من الخبر النبوی صلی اللّٰه علیه و آله و قیل المراد أن كلا من المؤمنین مظهر لصفات الآخر لأن فی كل منهما صفات الآخر مثل الإیمان و أركانه و لواحقه و آثاره و الأخلاق و الآداب و لا یخفی بعده.

و لا یكذبه علی بناء المجرد أی لا یقول له كذبا أو علی بناء التفعیل أی لا ینسب الكذب إلیه فیما یخبره و لا یستلزم ذلك الاعتماد علیه فی كل ما یقوله

ص: 270


1- 1. الكافی ج 2 ص 166.
2- 2. هو السیّد الأجل أبو الرضا فضل اللّٰه بن علیّ بن عبید اللّٰه الحسنی الراوندیّ الكاشانی، كان علامة دهره و امام عصره و كتابه هذا ضوء الشهاب شرح لكتاب الشهاب لابی عبد اللّٰه محمّد بن سلامة الفقیه الشافعی المعروف بالقاضی القضاعی المغربی، و هو مقصور علی الكلمات الوجیزة النبویّة.

و إن كان یشعر بذلك كما ورد فی خبر آخر مستدلا علیه بقوله تعالی وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ (1) و الظاهر أن المراد بالمسلم هنا المؤمن إیذانا بأن غیر المؤمن لیس بمسلم حقیقة.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لِی تُحِبُّهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ لِی وَ لِمَ لَا تُحِبُّهُ وَ هُوَ أَخُوكَ وَ شَرِیكُكَ فِی دِینِكَ وَ عَوْنُكَ عَلَی عَدُوِّكَ وَ رِزْقُهُ عَلَی غَیْرِكَ (2).

بیان: لم لا تحبه ترغیب فی زیادة المحبة و إدامتها و لغیره أیضا بذكر أسبابها و عدم المانع منها أخوك أی سماه اللّٰه أخا لك أو مخلوق من روحك و طینتك و یحتمل أن یكون قوله و شریكك فی دینك تفسیرا للأخوة أو یكون فی دینك متعلقا بهما علی التنازع علی عدوك من الجن و الإنس أو الأخیر فقط أو الأعم منهما و من النفس الأمارة بالسوء.

كَمَا رُوِیَ: أَعْدَی عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیْكَ.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ طِینَةِ الْجِنَانِ وَ أَجْرَی فِی رُوحِهِمْ (3)

مِنْ رِیحِ الْجَنَّةِ فَلِذَلِكَ هُمْ إِخْوَةٌ لِأَبٍ وَ أُمٍ (4).

الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ فِی صُوَرِهِمْ مِنْ رِیحِ الْجِنَانِ.

إیضاح: من ریح الجنة أی من الروح المأخوذة من الجنة أو المنسوبة إلیها لأن مصیرها لاقتضائها العقائد أو الأعمال الحسنة إلیها و قد مر مضمونه.

«12»- كا، [الكافی] ابْنُ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْمُؤْمِنُ خَدَمٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِهِمْ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَكُونُونَ

ص: 271


1- 1. براءة: 61.
2- 2. الكافی ج 2 ص 166.
3- 3. صورهم خ ل.
4- 4. الكافی ج 2 ص 166.

خَدَماً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَالَ یُفِیدُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً الْحَدِیثَ (1).

بیان: الحدیث أی إلی تمام الحدیث إشارة إلی أنه لم یذكر تمام الخبر و فهم أكثر من نظر فیه أن الحدیث مفعول یفید فیكون حثا علی روایة الحدیث و هو بعید و قال بعضهم یحتمل أن یكون المراد به الخبر و أن یكون أمرا فی صورة الخبر و المعنی أن الإیمان یقتضی التعاون بأن یخدم بعض المؤمنین بعضا فی أمورهم هذا یكتب لهذا و هذا یشتری لهذا و هذا یبیع لهذا إلی غیر ذلك بشرط أن یكون بقصد التقرب إلی اللّٰه و لرعایة الإیمان و أما إذا كان یجر منفعة دنیویة إلی نفسه فلیس من خدمة المؤمن فی شی ء بل هو خدمة لنفسه.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِینَ خَرَجُوا إِلَی سَفَرٍ لَهُمْ فَضَلُّوا الطَّرِیقَ فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِیدٌ فَتَكَفَّنُوا وَ لَزِمُوا أُصُولَ الشَّجَرِ فَجَاءَهُمْ شَیْخٌ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بَیَاضٌ فَقَالَ قُومُوا فَلَا بَأْسَ عَلَیْكُمْ فَهَذَا الْمَاءُ فَقَامُوا وَ شَرِبُوا وَ ارْتَوَوْا فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ أَنَا مِنَ الْجِنِّ الَّذِینَ بَایَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَیْنُهُ وَ دَلِیلُهُ فَلَمْ تَكُونُوا تَضَیَّعُوا بِحَضْرَتِی (2).

بیان: فتكفنوا أی سلموا أنفسهم إلی الموت و قطعوا به فلبسوا أكفانهم أو ضموا ثیابهم علی أنفسهم بمنزلة الكفن و فی القاموس هم مكفنون لیس لهم ملح و لا لبن و لا إدام و فی بعض النسخ فتكنفوا بتقدیم النون علی الفاء أی اتخذ كل منهم كنفا و ناحیة و تفرقوا من الكنف بالتحریك و هو الناحیة و الجانب أو اجتمعوا و أحاط بعضهم ببعض قال فی النهایة فی حدیث الدعاء مضوا علی شاكلتهم مكانفین أی یكنف بعضهم بعضا و فیه فاكتنفته أنا و صاحبی أی أحطنا به من جانبیه و فی القاموس كنفه صانه و حفظه و حاطه و أعانه كأكنفه و التكنیف الإحاطة و اكتنفوا فلانا

ص: 272


1- 1. الكافی ج 2 ص 167.
2- 2. الكافی ج 2 ص 167.

أحاطوا به كتكنفوه.

قوله أنا من الجن الجن بالكسر جمع الجنی و قد ذكر الطبرسی و غیره أن سبعة من جن نصیبین أتوا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و بایعوه و روی أكثر من ذلك و فی الصحاح حضرة الرجل قربه و فناؤه و یدل علی أن الجن أجسام لطیفة یمكن تشكلهم بشكل الإنس و رؤیتهم لغیر الأنبیاء و الأوصیاء أیضا و یشعر بجواز روایة الحدیث عن الجن.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَحْرِمُهُ قَالَ رِبْعِیٌّ فَسَأَلَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْمَدِینَةِ قَالَ سَمِعْتَ الْفُضَیْلَ یَقُولُ ذَلِكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ إِنِّی سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ- لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَغُشُّهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَحْرِمُهُ (1).

إیضاح: قال سمعت الفضیل بصیغة الخطاب بتقدیر حرف الاستفهام فقال إنی سمعت هذا كلام الرجل و احتمال الفضیل كما توهم بعید و غرض الرجل أن الذی سمعت منه علیه السلام أكثر مما سمعه لا سیما علی النسخة التی لیس فی الأول و لا یغتابه إلخ و لعلهما سمعا فی مجلس واحد و لذا استبعده و لا یحرمه أی من عطائه و ربما یقرأ و لا یظلمه علی بناء التفعیل أی لا ینسبه إلی الظلم و هو تكلف و فی القاموس خذله و عنه خذلا و خذلانا بالكسر ترك نصرته و الظبیة و غیرها تخلفت عن صواحبها و انفردت أو تخلفت فلم تلحق و تخاذل القوم تدابروا.

«15»- كِتَابُ الْمُؤْمِنِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ إِذَا سَقَطَ مِنْهُ شَیْ ءٌ تَدَاعَی سَائِرُ الْجَسَدِ.

بیان: قال الجوهری تداعت الحیطان للخراب أی تهادمت.

«16»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَلْتَقِی فَتَتَشَامُ

ص: 273


1- 1. الكافی ج 2 ص 167.

كَمَا تَتَشَامُّ الْخَیْلُ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ وَ لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً جَاءَ إِلَی مَسْجِدٍ فِیهِ أُنَاسٌ كَثِیرٌ لَیْسَ فِیهِمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ لَمَالَتْ رُوحُهُ إِلَی ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ حَتَّی یَجْلِسَ إِلَیْهِ.

بیان: قد مضی تفسیر جنود مجندة فی كتاب السماء و العالم و غیره و فی القاموس تشاما شم أحدهما الآخر

وَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام: حِینَ أَرَادَ أَنْ یَبْرُزَ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ قَالَ أَخْرُجُ إِلَیْهِ فَأُشَامُّهُ قَبْلَ اللِّقَاءِ.

أی أختبره و أنظر ما عنده یقال شاممت فلانا إذا قاربته و تعرفت ما عنده بالاختبار و الكشف و هی مفاعلة من الشم كأنك تشم ما عنده و یشم ما عندك لتعملا بمقتضی ذلك.

«17»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً أَبَداً حَتَّی یَكُونَ لِأَخِیهِ مِثْلَ الْجَسَدِ إِذَا ضَرَبَ عَلَیْهِ عِرْقٌ وَاحِدٌ تَدَاعَتْ لَهُ سَائِرُ عُرُوقِهِ.

«18»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَیْ ءٌ یَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَسْتَرِیحُ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كَمَا یَسْتَرِیحُ الطَّیْرُ إِلَی شَكْلِهِ.

«19»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ فِی تَبَارِّهِمْ وَ تَرَاحُمِهِمْ وَ تَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَی تَدَاعَی لَهُ سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَ الْحُمَّی.

ص: 274

باب 17 فضل المواخاة فی اللّٰه و أن المؤمنین بعضهم إخوان بعض و علة ذلك

الآیة الحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْكُمْ (1)

«1»- ل، [الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِتَّةٌ مِنَ الْمُرُوَّةِ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِی الْحَضَرِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِی السَّفَرِ فَأَمَّا الَّتِی فِی الْحَضَرِ فَتِلَاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ عِمَارَةُ مَسَاجِدِ اللَّهِ وَ اتِّخَاذُ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الَّتِی فِی السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ الْمِزَاحُ فِی غَیْرِ الْمَعَاصِی (2).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: وَ آخِ الْإِخْوَانَ فِی اللَّهِ وَ أَحِبَّ الصَّالِحَ لِصَلَاحِهِ (3).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنِ الْبَقْبَاقِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَرْجِعُ صَاحِبُ الْمَسْجِدِ بِأَقَلَّ مِنْ إِحْدَی ثَلَاثٍ إِمَّا دُعَاءٍ یَدْعُو بِهِ یُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَ إِمَّا دُعَاءٍ یَدْعُو بِهِ فَیَصْرِفُ اللَّهُ عَنْهُ بَلَاءً وَ إِمَّا أَخٍ یَسْتَفِیدُهُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اسْتَفَادَ

ص: 275


1- 1. الحجرات: 10، قال الطبرسیّ فی المجمع ج 9 ص 133: انما المؤمنون اخوة: أی فی الدین یلزم نصرة بعضهم بعضا، فأصلحوا بین أخویكم: أی بین كل رجلین تقاتلا و تخاصما، و معنی الاثنین یأتی علی الجمع، لان تأویله« بین كل أخوین» یعنی فأنتم اخوة للمتقاتلین فأصلحوا بین الفریقین، أی كفوا الظالم عن المظلوم و أعینوا المظلوم.
2- 2. الخصال ج 1 ص 157، عیون الأخبار ج 2 ص 27.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.

امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ فَائِدَةِ الْإِسْلَامِ مِثْلَ أَخٍ یَسْتَفِیدُهُ فِی اللَّهِ (1).

«4»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِی اللَّهِ فَقَدِ اسْتَفَادَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(2).

«5»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اسْتَفَادَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(3).

«6»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: تَنَفَّسْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَهْتَمُّ مِنْ غَیْرِ مُصِیبَةٍ تُصِیبُنِی أَوْ أَمْرٍ نَزَلَ بِی حَتَّی تَعْرِفَ ذَلِكَ أَهْلِی فِی وَجْهِی وَ یَعْرِفَهُ صَدِیقِی قَالَ نَعَمْ یَا جَابِرُ قُلْتُ وَ مِمَّ ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بِذَاكَ قُلْتُ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ فَقَالَ یَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ طِینَةِ الْجِنَانِ وَ أَجْرَی فِیهِمْ مِنْ رِیحِ رُوحِهِ فَلِذَلِكَ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ فَإِذَا أَصَابَ تِلْكَ الْأَرْوَاحَ فِی بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ شَیْ ءٌ حَزِنَتْ عَلَیْهِ أَرْوَاحٌ لِأَنَّهَا مِنْهُ (4).

«7»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ لِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ طِینَتَهُمَا مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ هِیَ طِینَةُ الْجِنَانِ ثُمَّ تَلَا رُحَماءُ بَیْنَهُمْ فَهَلْ یَكُونُ الرَّحِیمُ إِلَّا بَرّاً وَصُولًا.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: وَ أَجْرَی فِیهِمَا مِنْ رَوْحِ رَحْمَتِهِ (5).

«8»- سن، [المحاسن] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیُّ وَ حَسَنُ بْنُ مُعَاوِیَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 276


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 46.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 82.
3- 3. ثواب الأعمال ص 137.
4- 4. المحاسن ص 133، و الآیة فی سورة الفتح: 29.
5- 5. المحاسن ص 134.

الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ طِینَةِ جِنَانِ السَّمَاوَاتِ وَ أَجْرَی فِیهِ مِنْ رَوْحِ رَحْمَتِهِ فَلِذَلِكَ هُوَ أَخُوهُ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ (1).

«9»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِنِ اشْتَكَی شَیْئاً وَجَدَ أَلَمَ ذَلِكَ فِی سَائِرِ جَسَدِهِ وَ إِنَّ رُوحَهُمَا مِنْ رُوحِ اللَّهِ وَ إِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ لَأَشَدُّ اتِّصَالًا بِرُوحِ اللَّهِ مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا(2).

«10»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِینَ لِلصُّورِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی فَاطِمَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ أَبِی فَاطِمَةَ إِنَّ الْعَبْدَ یَكُونُ بَارّاً بِقَرَابَتِهِ وَ لَمْ یَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلَّا ثَلَاثُ سِنِینَ فَیُصَیِّرُهُ اللَّهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ عَاقّاً بِقَرَابَتِهِ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیُصَیِّرُهُ اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (3) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ قَرَابَةٌ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ مُغْضَباً وَ رَدَّ عَلَیَّ شَبِیهاً بِالزَّبَرِ(4)

یَا ابْنَ أَبِی فَاطِمَةَ لَا تَكُونُ الْقَرَابَةُ إِلَّا فِی رَحِمٍ مَاسَّةٍ الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ أَوْلَی بِبَعْضٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ فَلِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَنْ یَبَرَّهُ فَرِیضَةً مِنَ اللَّهِ یَا ابْنَ أَبِی فَاطِمَةَ تَبَارُّوا وَ تَوَاصَلُوا فَیُنْسِئُ اللَّهُ فِی آجَالِكُمْ وَ یَزِیدُ فِی أَمْوَالِكُمْ وَ تُعْطَوْنَ الْعَافِیَةَ فِی جَمِیعِ أُمُورِكُمْ وَ إِنَّ صَلَاتَكُمْ وَ صَوْمَكُمْ وَ تَقَرُّبَكُمْ إِلَی اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ غَیْرِكُمْ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- وَ ما یُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (5).

«11»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَاظِمِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ

ص: 277


1- 1. المحاسن ص 134.
2- 2. الاختصاص: 32.
3- 3. الرعد: 39.
4- 4. أی بخشونة و غلظة.
5- 5. یوسف: 106.

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِی اللَّهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ حُوراً(1).

«12»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ وَ أَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَیَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ (2).

«13»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ،: أَنْشَدَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام:

وَ لَیْسَ كَثِیراً أَلْفُ خِلٍّ وَ صَاحِبٍ***وَ إِنَّ عَدُوّاً وَاحِداً لَكَثِیرٌ

«14»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا أَحْدَثَ اللَّهُ إِخَاءً بَیْنَ مُؤْمِنَیْنِ إِلَّا أَحْدَثَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا دَرَجَةً.

وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِی اللَّهِ اسْتَفَادَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ.

وَ رَوَی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ الْمُتَوَاخِیَیْنِ فِی اللَّهِ لَیَكُونُ أَحَدُهُمَا فِی الْجَنَّةِ فَوْقَ الْآخَرِ بِدَرَجَةٍ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّ صَاحِبِی قَدْ كَانَ یَأْمُرُنِی بِطَاعَتِكَ وَ یُثَبِّطُنِی عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ یُرَغِّبُنِی فِیمَا عِنْدَكَ فَاجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فِی هَذِهِ الدَّرَجَةِ فَیَجْمَعُ اللَّهُ بَیْنَهُمَا وَ إِنَّ الْمُنَافِقَیْنِ لَیَكُونُ أَحَدُهُمَا أَسْفَلَ مِنْ صَاحِبِهِ بِدَرْكٍ فِی النَّارِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّ فُلَاناً كَانَ یَأْمُرُنِی بِمَعْصِیَتِكَ وَ یُثَبِّطُنِی عَنْ طَاعَتِكَ وَ یُزَهِّدُنِی فِیمَا عِنْدَكَ وَ لَا یُحَذِّرُنِی لِقَاءَكَ فَاجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فِی هَذَا الدَّرْكِ فَیَجْمَعُ اللَّهُ بَیْنَهُمَا وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (3).

باب 18 فضل حب المؤمنین و النظر إلیهم

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ

ص: 278


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 12.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 145.
3- 3. الزخرف: 67.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی الْعَالِمِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْأَخِ تَوَدُّهُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ(1).

«2»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ بُكَیْرٍ الثَّقَفِیِّ مَا تَقُولُ فِی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ مَا عَسَیْتُ أَنْ أَقُولَ فِیهِ لَوْ رَأَیْتُ فِی عُنُقِهِ صَلِیباً وَ فِی وَسَطِهِ كُسْتِیجاً(2)

لَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَلَی الْحَقِّ بَعْدَ مَا سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِیهِ مَا تَقُولُ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَكِنَّ حُجْرَ بْنَ زَائِدَةَ وَ عَامِرَ بْنَ جُذَاعَةَ أَتَیَانِی فَشَتَمَاهُ عِنْدِی فَقُلْتُ لَهُمَا لَا تَفْعَلَا فَإِنِّی أَهْوَاهُ فَلَمْ یَقْبَلَا فَسَأَلْتُهُمَا وَ أَخْبَرْتُهُمَا أَنَّ الْكَفَّ عَنْهُ حَاجَتِی فَلَمْ یَفْعَلَا فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا أَمَا إِنِّی لَوْ كَرُمْتُ عَلَیْهِمَا لَكَرُمَ عَلَیْهِمَا مَنْ یَكْرُمُ عَلَیَّ وَ لَقَدْ كَانَ كُثَیِّرُ عَزَّةَ(3) فِی مَوَدَّتِهِ لَهَا أَصْدَقَ مِنْهُمَا فِی مَوَدَّتِهِمَا لِی حَیْثُ یَقُولُ:

لَقَدْ عَلِمَتْ بِالْغَیْبِ أَنِّی أُحِبُّهَا***إِذَا هُوَ لَمْ یَكْرُمْ عَلَیَّ كَرِیمُهَا

أَمَا إِنِّی لَوْ كَرُمْتُ عَلَیْهِمَا لَكَرُمَ عَلَیْهِمَا مَنْ یَكْرُمُ عَلَیَ (4).

«3»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مِنْ حُبِّ الرَّجُلِ دِینَهُ حُبُّهُ أَخَاهُ (5).

«4»- ختص، [الإختصاص] عَمَّارُ بْنُ مُوسَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: حُبُّ الْأَبْرَارِ

ص: 279


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 69.
2- 2. الكستیج- بضم الكاف- خیط غلیظ بقدر الاصبع من الصوف یشده الذمی فوق ثیابه دون الزنار المتخذ من الابریسم، و هو معرب« كستی» كما فی القاموس.
3- 3. كثیر- مصغرا- أو هو بضم الكاف و فتح الثاء و تشدید الیاء المكسورة- شاعر مشهور من بنی ملیح بن عمرو من خزاعة، و عزة- بفتح العین- اسم امرأة كانت معشوقة له؛ و عرف الشاعر بها فقیل: كثیر عزة.
4- 4. رجال الكشّیّ: 273، و مثل الخبر فی الكافی ج 8 ص 373 و تحقیق حال هؤلاء المذكورین فی كتب الرجال.
5- 5. الاختصاص ص 31.

لِلْأَبْرَارِ ثَوَابٌ لِلْأَبْرَارِ وَ حُبُّ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ فَضِیلَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَ بُغْضُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ زَیْنٌ لِلْأَبْرَارِ وَ بُغْضُ الْأَبْرَارِ لِلْفُجَّارِ خِزْیٌ عَلَی الْفُجَّارِ(1).

«5»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ بَعْدَ كَلَامٍ: إِنَّ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِنَا وَ شِیعَتِنَا إِذَا اتَّقُوا لَمْ یَزَلِ اللَّهُ تَعَالَی مُطِلًّا عَلَیْهِمْ بِوَجْهِهِ حَتَّی یَتَفَرَّقُوا وَ لَا یَزَالُ الذُّنُوبُ تَتَسَاقَطُ عَنْهُمْ كَمَا تَتَسَاقَطُ الْوَرَقُ وَ لَا یَزَالُ یَدُ اللَّهِ عَلَی یَدِ أَشَدِّهِمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ.

«6»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَسْكُنُ إِلَی الْمُؤْمِنِ كَمَا یَسْكُنُ قَلْبُ الظَّمْآنِ إِلَی الْمَاءِ الْبَارِدِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَظَرُ الْمُؤْمِنِ فِی وَجْهِ أَخِیهِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ(2).

«7»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ طَالِبٍ الْبَلَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ شُیُوخِهِ الْأَرْبَعَةِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ جَدِّی رَسُولُ اللّٰه: أَیُّهَا النَّاسُ حَلَالِی حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامِی حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَلَا وَ قَدْ بَیَّنَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْكِتَابِ وَ بَیَّنْتُهُمَا لَكُمْ فِی سِیرَتِی وَ سُنَّتِی وَ بَیْنَهُمَا شُبُهَاتٌ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ بِدَعٌ بَعْدِی مَنْ تَرَكَهَا صَلَحَ لَهُ أَمْرُ دِینِهِ وَ صَلَحَتْ لَهُ مُرُوَّتُهُ وَ عِرْضُهُ وَ مَنْ تَلَبَّسَ بِهَا وَ وَقَعَ فِیهَا وَ أَتْبَعَهَا كَانَ كَمَنْ رَعَی غَنَمَهُ قُرْبَ الْحِمَی وَ مَنْ رَعَی مَاشِیَتَهُ قُرْبَ الْحِمَی نَازَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَی أَنْ یَرْعَاهَا فِی الْحِمَی أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًی أَلَا وَ إِنَّ حِمَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَحَارِمُهُ فَتَوَقَّوْا حِمَی اللَّهِ وَ مَحَارِمَهُ أَلَا وَ إِنَّ وُدَّ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَعْظَمِ سَبَبِ الْإِیمَانِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ وَ أَعْطَی فِی اللَّهِ وَ مَنَعَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 280


1- 1. الاختصاص ص 239.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 8.

فَهُوَ مِنْ أَصْفِیَاءِ الْمُؤْمِنِینَ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَلَا وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ إِذَا تَحَابَّا فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَصَافَیَا فِی اللَّهِ كَانَا كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَی أَحَدُهُمَا مِنْ جَسَدِهِ مَوْضِعاً وَجَدَ الْآخَرُ أَلَمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ.

باب 19 علة حب المؤمنین بعضهم بعضا و أنواع الإخوان

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأَلْقَی الرَّجُلَ لَمْ أَرَهُ وَ لَمْ یَرَنِی فِیمَا مَضَی قَبْلَ یَوْمِهِ ذَلِكَ فَأُحِبُّهُ حُبّاً شَدِیداً فَإِذَا كَلَّمْتُهُ وَجَدْتُهُ لِی مِثْلَ مَا أَنَا عَلَیْهِ لَهُ وَ یُخْبِرُنِی أَنَّهُ یَجِدُ لِی مِثْلَ الَّذِی أَجِدُ لَهُ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا سَدِیرُ إِنَّ ائْتِلَافَ قُلُوبِ الْأَبْرَارِ إِذَا الْتَقَوْا وَ إِنْ لَمْ یُظْهِرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَسُرْعَةِ اخْتِلَاطِ قَطْرِ السَّمَاءِ عَلَی مِیَاهِ الْأَنْهَارِ وَ إِنَّ بُعْدَ ائْتِلَافِ قُلُوبِ الْفُجَّارِ إِذَا الْتَقَوْا وَ إِنْ أَظْهَرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَبُعْدِ الْبَهَائِمِ مِنَ التَّعَاطُفِ وَ إِنْ طَالَ اعْتِلَافُهَا عَلَی مِذْوَدٍ وَاحِدٍ(1).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَامَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنَا عَنِ الْإِخْوَانِ قَالَ الْإِخْوَانُ صِنْفَانِ إِخْوَانُ الثِّقَةِ وَ إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ فَأَمَّا إِخْوَانُ الثِّقَةِ فَهُمُ الْكَفُّ وَ الْجَنَاحُ وَ الْأَهْلُ وَ الْمَالُ فَإِذَا كُنْتَ مِنْ أَخِیكَ عَلَی حَدِّ الثِّقَةِ فَابْذُلْ لَهُ مَالَكَ وَ بَدَنَكَ وَ صَافِ مَنْ صَافَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ اكْتُمْ سِرَّهُ وَ عَیْبَهُ وَ أَظْهِرْ مِنْهُ الْحَسَنَ وَ اعْلَمْ أَیُّهَا السَّائِلُ

ص: 281


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 25، و المذود- كمنبر- معتلف الدابّة.

أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِیتِ الْأَحْمَرِ وَ أَمَّا إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ فَإِنَّكَ تُصِیبُ مِنْهُمْ لَذَّتَكَ فَلَا تَقْطَعَنَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَ لَا تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ ضَمِیرِهِمْ وَ ابْذُلْ لَهُمْ مَا بَذَلُوا لَكَ مِنْ طَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَ حَلَاوَةِ اللِّسَانِ (1).

ختص، [الإختصاص] عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).

«3»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: ثَلَاثَةُ أَشْیَاءَ فِی كُلِّ زَمَانٍ عَزِیزَةٌ الْأَخُ فِی اللَّهِ وَ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ الْأَلِیفَةُ فِی دِینِ اللَّهِ وَ الْوَلَدُ الرَّشِیدُ وَ مَنْ أَصَابَ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ فَقَدْ أَصَابَ خَیْرَ الدَّارَیْنِ وَ الْحَظَّ الْأَوْفَرَ مِنَ الدُّنْیَا وَ احْذَرْ أَنْ تُوَاخِیَ مَنْ أَرَادَكَ لِطَمَعٍ أَوْ خَوْفٍ أَوْ مَیْلٍ أَوْ لِلْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ وَ اطْلُبْ مُوَاخَاةَ الْأَتْقِیَاءِ وَ لَوْ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَ إِنْ أَفْنَیْتَ عُمُرَكَ فِی طَلَبِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَخْلُقْ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَفْضَلَ مِنْهُمْ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْلِیَاءِ وَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی الْعَبْدِ بِمِثْلِ مَا أَنْعَمَ بِهِ مِنَ التَّوْفِیقِ بِصُحْبَتِهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (3) وَ أَظُنُّ أَنَّ مَنْ طَلَبَ فِی زَمَانِنَا هَذَا صَدِیقاً بِلَا عَیْبٍ بَقِیَ بِلَا صَدِیقٍ أَ لَا یَرَی أَنَّ أَوَّلَ كَرَامَةٍ أَكْرَمَ اللَّهُ بِهَا أَنْبِیَاءَهُ عِنْدَ إِظْهَارِ دَعْوَتِهِمْ صَدِیقٌ أَمِینٌ أَوْ وَلِیٌّ وَ كَذَلِكَ مِنْ أَجَلِّ مَا أَكْرَمَ اللَّهُ بِهِ أَصْدِقَاءَهُ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ أُمَنَاءَهُ صُحْبَةُ أَنْبِیَائِهِ وَ هُوَ دَلِیلٌ عَلَی أَنَّ مَا فِی الدَّارَیْنِ نِعْمَةٌ أَجَلَّ وَ أَطْیَبَ وَ أَزْكَی وَ أَوْلَی مِنَ الصُّحْبَةِ فِی اللَّهِ وَ الْمُوَاخَاةِ لِوَجْهِهِ (4).

«4»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَحَبُّ إِخْوَانِی إِلَیَّ مَنْ أَهْدَی عُیُوبِی إِلَیَ (5).

ص: 282


1- 1. الخصال ج 1 ص 26.
2- 2. الاختصاص ص 251، و قد مر مثله فی ج 67 ص 193 من هذه الطبعة عن الكافی مع بیان مفصل، راجعه ان شئت.
3- 3. الزخرف: 67.
4- 4. مصباح الشریعة ص 36.
5- 5. الاختصاص ص 240.

باب 20 قضاء حاجة المؤمنین و السعی فیها و توقیرهم و إدخال السرور علیهم و إكرامهم و ألطافهم و تفریج كربهم و الاهتمام بأمورهم

«1»- ثو، [ثواب الأعمال] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام إِنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِی لَیَأْتِینِی بِالْحَسَنَةِ فَأُبِیحُهُ جَنَّتِی قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ یَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ یُدْخِلُ عَلَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ علیه السلام حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَا یَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ (2).

«2»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ قَالَ اتِّبَاعُ سُرُورِ الْمُسْلِمِ قَالَ وَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا اتِّبَاعُ سُرُورِ الْمُسْلِمِ قَالَ شُبْعَةُ جُوعِهِ وَ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ وَ قَضَاءُ دَیْنِهِ (3).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْمُؤْمِنُ وَ مَا یَجِبُ مِنْ حَقِّهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْفَضْلِ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَالِ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ اللَّهِ فَقُلْتُ بَلَی فَحَدِّثْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رُوحَ الْمُؤْمِنِ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالا یَا رَبِّ عَبْدُكَ وَ نِعْمَ الْعَبْدُ كَانَ سَرِیعاً

ص: 283


1- 1. الزیادة من نسخة ثواب الأعمال ص 121.
2- 2. أمالی الصدوق ص 359.
3- 3. قرب الإسناد: 68.

إِلَی طَاعَتِكَ بَطِیئاً عَنْ مَعْصِیَتِكَ وَ قَدْ قَبَضْتَهُ إِلَیْكَ فَمَا تَأْمُرُنَا مِنْ بَعْدِهِ فَیَقُولُ الْجَلِیلُ الْجَبَّارُ اهْبِطَا إِلَی الدُّنْیَا وَ كُونَا عِنْدَ قَبْرِ عَبْدِی وَ مَجِّدَانِی وَ سَبِّحَانِی وَ هَلِّلَانِی وَ كَبِّرَانِی وَ اكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِی حَتَّی أَبْعَثَهُ مِنْ قَبْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِی أَ لَا أَزِیدُكَ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ إِذَا بَعَثَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ یَقْدُمُهُ أَمَامَهُ فَكُلَّمَا رَأَی الْمُؤْمِنُ هَوْلًا مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ لَا تَجْزَعْ وَ لَا تَحْزَنْ وَ أَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا یَزَالُ یُبَشِّرُهُ بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُحَاسِبُهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ یَأْمُرُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْمِثَالُ أَمَامَهُ فَیَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ رَحِمَكَ اللَّهُ نِعْمَ الْخَارِجُ مَعِی مِنْ قَبْرِی مَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِی بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی كَانَ فَمَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ لَهُ الْمِثَالُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی أَدْخَلْتَهُ عَلَی أَخِیكَ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا خَلَقَنِیَ اللَّهُ لِأُبَشِّرَكَ (1).

جا، [المجالس للمفید] ابْنُ قُولَوَیْهِ: مِثْلَهُ (2).

ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَدِیرٍ: مِثْلَهُ (3).

ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا بَعَثَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(4).

أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب إطعام المؤمن.

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنِ الْمُشْمَعِلِّ الْأَسَدِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ

ص: 284


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 198.
2- 2. مجالس المفید ص 113.
3- 3. ثواب الأعمال ص 135.
4- 4. ثواب الأعمال ص 181.

سَنَةٍ حَاجّاً فَانْصَرَفْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ مِنْ أَیْنَ بِكَ یَا مُشْمَعِلُّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كُنْتُ حَاجّاً فَقَالَ أَ وَ تَدْرِی مَا لِلْحَاجِّ مِنَ الثَّوَابِ فَقُلْتُ مَا أَدْرِی حَتَّی تُعَلِّمَنِی فَقَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا طَافَ بِهَذَا الْبَیْتِ أُسْبُوعاً وَ صَلَّی رَكْعَتَیْهِ وَ سَعَی بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ حَطَّ عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ وَ قَضَی لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَاجَةٍ لِلدُّنْیَا كَذَا وَ ادَّخَرَ لَهُ لِلْآخِرَةِ كَذَا فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا لَكَثِیرٌ فَقَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ علیه السلام لَقَضَاءُ حَاجَةِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ أَفْضَلُ مِنْ حِجَّةٍ وَ حِجَّةٍ وَ حِجَّةٍ حَتَّی عَدَّ عَشْرَ حِجَجٍ (1).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْأَعَزِّ النَّخَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ بِمَنَاسِكِهَا وَ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ لِوَجْهِ اللَّهِ وَ حُمْلَانِ أَلْفِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسُرُجِهَا وَ لُجُمِهَا(2).

«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَ اللَّهِ لَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ خَیْرٌ مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِكَافِهِ (3).

«7»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ قَضَی لِمُؤْمِنٍ حَاجَةً قَضَی اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ كَثِیرَةً أَدْنَاهُنَّ الْجَنَّةُ(4).

«8»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیَّ ثَوَابُكَ وَ لَا أَرْضَی لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ(5).

أقول: قد مضی فی باب نوادر أحوال الأنبیاء و غیره خبر النبی الذی

ص: 285


1- 1. أمالی الصدوق ص 295.
2- 2. أمالی الصدوق ص 143.
3- 3. قرب الإسناد ص 56 و 57.
4- 4. قرب الإسناد ص 56 و 57.
5- 5. قرب الإسناد ص 19.

أمره اللّٰه تعالی بأشیاء(1).

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عِیسَی بْنِ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَسْأَلُنِی الْحَاجَةَ فَأُبَادِرُ بِقَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ یَسْتَغْنِیَ عَنْهَا فَلَا یَجِدُ لَهَا مَوْقِعاً إِذَا جَاءَتْهُ.

«10»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَیْهِ فَإِنَّمَا كَافَأَ وَ مَنْ أَضْعَفَ كَانَ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِیماً وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا صَنَعَ إِلَیْهِ إِنَّمَا یَصْنَعُ إِلَی نَفْسِهِ لَمْ یَسْتَبْطِئِ النَّاسَ فِی شُكْرِهِمْ وَ لَمْ یَسْتَزِدْهُمْ فِی مَوَدَّتِهِمْ وَ اعْلَمْ أَنَّ الطَّالِبَ إِلَیْكَ الْحَاجَةَ لَمْ یُكْرِمْ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ فَأَكْرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ (2).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْمُزَنِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ كَانَ اللَّهُ فِی حَاجَتِهِ مَا كَانَ فِی حَاجَةِ أَخِیهِ (3).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وُجُوهاً خَلَقَهُمْ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَمْشَاهُمْ فِی أَرْضِهِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ یَرَوْنَ الْحَمْدَ مَجْداً وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ وَ كَانَ فِیمَا خَاطَبَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ- إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ قَالَ السَّخَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (4).

«13»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَغْشُشِ النَّاسَ فَتَبْقَی بِغَیْرِ صَدِیقٍ. وَ عَنْهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَخُ الْمُؤْمِنِ لَا یَظْلِمُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ وَ لَا یَغُشُّهُ وَ لَا یَغْتَابُهُ وَ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَكْذِبُهُ. قَالَ علیه السلام: لَا یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَسْتَوْحِشَ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَمَنْ دُونَهُ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَزِیزٌ فِی دِینِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَا تُذْهِبِ الْحِشْمَةَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَخِیكَ

ص: 286


1- 1. كتاب النبوّة الباب 69 تحت الرقم 9.
2- 2. معانی الأخبار ص 141.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 94.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 308. و الآیة فی سورة القلم: 4.

الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ ذَهَابَ الْحِشْمَةِ ذَهَابُ الْحَیَاءِ وَ بَقَاءَ الْحِشْمَةِ بَقَاءُ الْمُرُوَّةِ.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ضَاقَ أَحَدُكُمْ فَلْیُعْلِمْ أَخَاهُ وَ لَا یُعِینُ عَلَی نَفْسِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَظَّمَ دِینَ اللَّهِ عَظَّمَ حَقَّ إِخْوَانِهِ وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِدِینِهِ اسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَأَلَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ حَاجَةً مِنْ ضُرٍّ فَمَنَعَهُ مِنْ سَعَةٍ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهَا مِنْ عِنْدِهِ أَوْ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَغْلُولَةً یَدُهُ إِلَی عُنُقِهِ حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلْقِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَشَی مَعَ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی حَاجَةٍ فَلَمْ یُنَاصِحْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: یَحِقُّ عَلَی الْمُؤْمِنِ النَّصِیحَةُ.

عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَا لِأَخِیكَ یَشْكُو مِنْكَ قَالَ یَشْكُونِی أَنِّی اسْتَقْصَیْتُ حَقِّی عَنْهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كَأَنَّكَ إِذَا اسْتَقْصَیْتَ حَقَّكَ لَمْ تُسِئْ أَ رَأَیْتَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقُرْآنِ- یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (1) أَ خَافُوا أَنْ یَجُورَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَیْهِمْ- لَا وَ اللَّهِ مَا خَافُوا ذَلِكَ فَإِنَّمَا خَافُوا الِاسْتِقْصَاءَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ سُوءَ الْحِسَابِ نَعَمْ مَنِ اسْتَقْصَی مِنْ أَخِیهِ فَقَدْ أَسَاءَ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِخْوَانُنَا یَتَوَلَّوْنَ عَمَلَ الشَّیْطَانِ أَ فَنَدْعُو لَهُمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَلْ یَنْفَعُونَكُمْ قُلْتُ لَا فَقَالَ ابْرَءُوا مِنْهُمْ أَنَا مِنْهُمْ بَرِی ءٌ.

«14»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنِی وَ مَنْ سَرَّنِی فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ (2).

بیان: سرور اللّٰه تعالی مجاز و المراد ما یترتب علی السرور من اللطف و الرحمة أو باعتبار أن اللّٰه سبحانه لما خلط أولیاءه بنفسه جعل سرورهم كسروره و سخطهم كسخطه و ظلمهم كظلمه كما ورد فی الخبر و سرور المؤمن یتحقق بفعل أسبابه

ص: 287


1- 1. الرعد: 21.
2- 2. الكافی ج 2 ص 188.

و موجباته كأداء دینه أو تكفل مئونته أو ستر عورته أو دفع جوعته أو تنفیس كربته أو قضاء حاجته أو إجابة مسألته.

و قیل السرور من السر و هو الضم و الجمع لما تشتت و المؤمن إذا مسته فاقة أو عرضت له حاجة أو لحقته شدة فإذا سددت فاقته و قضیت حاجته و رفعت شدته فقد جمعت علیه ما تشتت من أمره و ضممت ما تفرق من سره ففرح بعد همه و استبشر بعد غمه و یسمی ذلك الفرح سرورا.

«15»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یُكَنَّی أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَبَسُّمُ الرَّجُلِ فِی وَجْهِ أَخِیهِ حَسَنَةٌ وَ صَرْفُهُ الْقَذَی عَنْهُ حَسَنَةٌ وَ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِ (1).

بیان: حسنة أی خصلة حسنة توجب الثواب و صرفه القذی عنه القذی یحتمل الحقیقة و أن یكون كنایة عن دفع كل ما یقع علیه من الأذی قال فی النهایة فیه جماعة علی أقذاء الأقذاء جمع قذی و القذی جمع قذاة و هو ما یقع فی العین و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غیر ذلك أراد أن اجتماعهم یكون فسادا فی قلوبهم فشبهه بقذی العین و الماء و الشراب.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِیمَا نَاجَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عَبْدَهُ مُوسَی قَالَ إِنَّ لِی عِبَاداً أُبِیحُهُمْ جَنَّتِی وَ أُحَكِّمُهُمْ فِیهَا قَالَ یَا رَبِّ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تُبِیحُهُمْ جَنَّتَكَ وَ تُحَكِّمُهُمْ فِیهَا قَالَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ سُرُوراً ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِی مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ فَوَلَعَ بِهِ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَی دَارِ الشِّرْكِ فَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ فَأَظَلَّهُ وَ أَرْفَقَهُ وَ أَضَافَهُ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ كَانَ لَكَ فِی جَنَّتِی مَسْكَنٌ لَأَسْكَنْتُكَ فِیهَا وَ لَكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَی مَنْ مَاتَ بِی مُشْرِكاً وَ لَكِنْ یَا نَارُ هِیدِیهِ وَ لَا تُؤْذِیهِ وَ یُؤْتَی بِرِزْقِهِ طَرَفَیِ النَّهَارِ

ص: 288


1- 1. الكافی ج 2 ص 188.

قُلْتُ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ مِنْ حَیْثُ شَاءَ اللَّهُ (1).

بیان: أبیحهم جنتی أی جعلت الجنة مباحة لهم و لا یمنعهم من دخولها شی ء أو یتبوءون منها حیث یشاءون كما أخبر اللّٰه عنهم بقوله وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ (2) و أحكمهم فیها أی أجعلهم فیها حكاما یحكمون علی الملائكة و الحور و الغلمان بما شاءوا أو یشفعون و یدخلون فیها من شاءوا فی القاموس حكمه فی الأمر تحكیما أمره أن یحكم و قال ولع الرجل ولعا محركة و ولوعا بالفتح و أولعته و أولع به بالضم فهو مولع به بالفتح و كوضع ولعا و ولعانا محركة استخف و كذب و بحقه ذهب و الوالع الكذاب و أولعه به أغراه به (3).

قوله علیه السلام فأظله أی أسكنه منزلا یظله من الشمس و فی القاموس رفق فلانا نفعه كأرفقه و فی المصباح أضفته و ضیفته إذا أنزلته و قریته و الاسم الضیافة یا نار هیدیه أی خوفیه و أزعجیه و لا تؤذیه أی لا تحرقیه و فی القاموس هاده الشی ء یهیده هیدا و هادا

أفزعه و كربه و حركه و أصلحه كهیده فی الكل و أزاله و صرفه و أزعجه و زجره و كان فی بعض روایات العامة لا تهیدیه قال فی النهایة و منه الحدیث یا نار لا تهیدیه أی لا تزعجیه.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (4).

«18»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ

ص: 289


1- 1. الكافی ج 2 ص 188.
2- 2. الزمر: 74.
3- 3. القاموس ج 3 ص 97.
4- 4. الكافی ج 2 ص 189.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام إِنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِی لَیَأْتِینِی بِالْحَسَنَةِ فَأُبِیحُهُ جَنَّتِی فَقَالَ دَاوُدُ یَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ یُدْخِلُ عَلَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ قَالَ دَاوُدُ یَا رَبِّ حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَا یَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ (1).

بیان: قوله یدخل یحتمل أن یكون هذا علی المثال و یكون المراد كل حسنة مقبولة كما ورد أن من قبل اللّٰه منه عملا واحدا لم یعذبه.

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَرَی أَحَدُكُمْ إِذَا أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ سُرُوراً أَنَّهُ عَلَیْهِ أَدْخَلَهُ فَقَطْ بَلْ وَ اللَّهِ عَلَیْنَا بَلْ وَ اللَّهِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«20»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِ شَبْعَةُ مُسْلِمٍ أَوْ قَضَاءُ دَیْنِهِ (3).

شبعة مسلم بفتح الشین إما بالنصب بنزع الخافض أی بشبعه أو بالرفع بتقدیر هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بیان للسرور و المراد بالمسلم هنا المؤمن و كان تبدیل المؤمن به للإشعار بأنه یكفی ظاهر الإیمان لذلك و ذكرهما علی المثال.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: إِذَا بَعَثَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ یَقْدُمُهُ أَمَامَهُ كُلَّمَا رَأَی الْمُؤْمِنُ هَوْلًا مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ لَاتَفْزَعْ وَ لَا تَحْزَنْ وَ أَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُحَاسِبُهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ یَأْمُرُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْمِثَالُ أَمَامَهُ فَیَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ نِعْمَ الْخَارِجُ خَرَجْتَ مَعِی مِنْ قَبْرِی وَ مَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِی

ص: 290


1- 1. الكافی ج 2 ص 189.
2- 2. الكافی ج 2 ص 189.
3- 3. الكافی ج 2 ص 189.

بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ حَتَّی رَأَیْتُ ذَلِكَ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی كُنْتَ أَدْخَلْتَهُ عَلَی أَخِیكَ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا خَلَقَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ (1).

إیضاح: خرج معه مثال قال الشیخ البهائی قدس سره المثال الصورة و یقدم علی وزن یكرم أی یقویه و یشجعه من الإقدام فی الحرب و هو الشجاعة و عدم الخوف و یجوز أن یقرأ علی وزن ینصر و ماضیه قدم كنصر أی یتقدمه كما قال اللّٰه یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ(2) و لفظ أمامه حینئذ تأكید انتهی و فی القاموس الهول المخافة من الأمر لا یدری ما هجم علیه منه و الجمع أهوال و هئول و قال أبشر فرح و منه أبشر بخیر و بشرت به كعلم و ضرب سررت بین یدی اللّٰه أی بین یدی عرشه أو كنایة عن وقوفه موقف الحساب.

نعم الخارج قال الشیخ البهائی قدس سره المخصوص بالمدح محذوف لدلالة ما قبله علیه أی نعم الخارج أنت و جملة خرجت معی و ما بعدها مفسرة لجملة المدح أو بدل منها و یحتمل الحالیة بتقدیر قد.

قوله علیه السلام أنا السرور الذی كنت أدخلته قال الشیخ المتقدم ره فیه دلالة علی تجسم الأعمال فی النشأة الأخرویة و قد ورد فی بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أیضا فالأعمال الصالحة و الاعتقادات الصحیحة تظهر صورا نورانیة مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور و الابتهاج و الأعمال السیئة و الاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانیة مستقبحة توجب غایة الحزن و التألم كما قاله جماعة من المفسرین عند قوله تعالی یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً(3) و یرشد إلیه قوله تعالی یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا

ص: 291


1- 1. الكافی ج 2 ص 190.
2- 2. هود: 98.
3- 3. آل عمران ص 30.

یَرَهُ (1) و من جعل التقدیر لیروا جزاء أعمالهم و لم یرجع ضمیر یره إلی العمل فقد أبعد انتهی.

و أقول یحتمل أن یكون الحمل فی قوله أنا السرور علی المجاز فإنه لما خلق بسببه فكأنه عینه كما یرشد إلیه قوله خلقنی اللّٰه منه و من للسببیة أو للابتداء و الحاصل أنه یمكن حمل الآیات و الأخبار علی أن اللّٰه تعالی یخلق بإزاء الأعمال الحسنة صورا حسنة لیظهر حسنها للناس و بإزاء الأعمال السیئة صورا قبیحة لیظهر قبحها معاینة و لا حاجة إلی القول بأمر مخالف لطور العقل لا یستقیم إلا بتأویل فی المعاد و جعله فی الأجساد المثالیة و إرجاعه إلی الأمور الخیالیة كما یشعر به تشبیههم الدنیا و الآخرة بنشأتی النوم و الیقظة و أن الأعراض فی الیقظة أجسام فی المنام و هذا مستلزم لإنكار الدین و الخروج عن الإسلام و كثیر من أصحابنا المتأخرین یتبعون الفلاسفة القدماء و المتأخرین و المشاءین و الإشراقیین فی بعض مذاهبهم ذاهلین عما یستلزمه من مخالفة ضروریات الدین و اللّٰه الموفق للاستقامة علی الحق و الیقین.

قوله كنت أدخلته قیل إنما زید لفظة كنت علی الماضی للدلالة علی بعد الزمان.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ: كَانَ النَّجَاشِیُّ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهَاقِینِ عَامِلًا عَلَی الْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ عَمَلِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فِی دِیوَانِ النَّجَاشِیِّ عَلَیَّ خَرَاجاً وَ هُوَ مُؤْمِنٌ یَدِینُ بِطَاعَتِكَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَكْتُبَ لِی إِلَیْهِ كِتَاباً قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُرَّ أَخَاكَ یَسُرَّكَ اللَّهُ قَالَ فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَیْهِ دَخَلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ فَلَمَّا خَلَا نَاوَلَهُ الْكِتَابَ وَ قَالَ هَذَا كِتَابُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ قَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ قَالَ خَرَاجٌ عَلَیَّ فِی دِیوَانِكَ فَقَالَ لَهُ وَ كَمْ هُوَ قَالَ عَشَرَةُ آلَافِ

ص: 292


1- 1. الزلزال: 6- 8.

دِرْهَمٍ فَدَعَا كَاتِبَهُ فَأَمَرَهُ بِأَدَائِهَا عَنْهُ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْهَا وَ أَمَرَ أَنْ یُثْبِتَهَا لَهُ لِقَابِلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَقَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ أَمَرَ بِمَرْكَبٍ وَ جَارِیَةٍ وَ غُلَامٍ وَ أَمَرَ لَهُ بِتَخْتِ ثِیَابٍ فِی كُلِّ ذَلِكَ یَقُولُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَیَقُولُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكُلَّمَا قَالَ نَعَمْ زَادَهُ حَتَّی فَرَغَ ثُمَّ قَالَ لَهُ احْمِلْ فَرْشَ هَذَا الْبَیْتِ الَّذِی كُنْتَ جَالِساً فِیهِ حِینَ دَفَعْتَ إِلَیَّ كِتَابَ مَوْلَایَ الَّذِی نَاوَلْتَنِی فِیهِ وَ ارْفَعْ إِلَیَّ حَوَائِجَكَ قَالَ فَفَعَلَ وَ خَرَجَ الرَّجُلُ فَصَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ فَحَدَّثَهُ بِالْحَدِیثِ عَلَی جِهَتِهِ فَجَعَلَ یُسَرُّ بِمَا فَعَلَ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَأَنَّهُ قَدْ سَرَّكَ مَا فَعَلَ بِی فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (1).

إیضاح: یظهر من كتب الرجال أن النجاشی المذكور فی الخبر اسمه عبد اللّٰه و أنه ثامن آباء أحمد بن علی النجاشی صاحب الرجال المشهور و فی القاموس النجاشی بتشدید الیاء و بتخفیفها أفصح و تكسر نونها أو هو أفصح و فی المصباح الدهقان معرب یطلق علی رئیس القریة و علی التاجر و علی من له مال و عقار و داله مكسورة و فی لغة تضم و الجمع دهاقین و دهقن الرجل و تدهقن كثر ماله و فی القاموس الأهواز تسع كور بین البصرة و فارس لكل كورة منها اسم و یجمعهن الأهواز و لا تفرد واحدة منها بهوز و هی رامهرمز و عسكر و مكرم و تستر و جندیسابور و سوس و سرق و نهر تیری و إیذج و مناذر انتهی (2).

فقال بعض أهل عمله أی بعض أهل المواضع التی كانت تحت عمله و كان عاملا علیها و الدیوان الدفتر الذی فیه حساب الخراج و مرسوم العسكر قال فی المصباح الدیوان جریدة الحساب ثم أطلق علی موضع الحساب و هو معرب و أصله دوان فأبدل من إحدی المضعفین یاء للتخفیف و لهذا یرد فی الجمع إلی أصله

ص: 293


1- 1. الكافی ج 2 ص 190.
2- 2. القاموس ج 2 ص 197، و فی هامشه: قال الشارح: هكذا فی جمیع النسخ[ تسع] بتقدیم المثناة علی السین، و الصواب سبع بتقدیم السین علی الموحدة كما هو نص اللیث و مثله فی العباب.

فیقال دواوین و دونت الدیوان وضعته و جمعته و یقال إن عمر أول من دون الدواوین فی العرب أی رتب الجرائد للعمال و غیرها انتهی: و الخراج ما یأخذه السلطان من الأراضی و أجرة الأرض للأراضی المفتوحة عنوة فإن رأیت جزاء الشرط محذوف أی فعلت أو نفعنی و یدل الخبر علی استحباب افتتاح الكتاب بالتسمیة فلما ورد الكتاب علیه أی أشرف حامله علی الدخول علیه و إسناد الورود إلیه مجاز و كان الأظهر فلما ورد بالكتاب قال فی المصباح ورد البعیر و غیره الماء یرده ورودا بلغه و وافاه من غیر دخول و قد یكون دخولا و ورد زید علینا حضر و منه ورد الكتاب علی الاستعارة و فی القاموس الورود الإشراف علی الماء و غیره دخله أو لم یدخل انتهی.

و الضمیر فی دخل راجع إلی بعض أهل عمله و أمره بأدائها عنه أی من ماله أو من محل آخر إلی الجماعة الذین أحالهم علیه أو أعطاه الدراهم لیؤدی إلیهم لئلا یشتهر أنه وهب له هذا المبلغ تقیة و علی الوجه الأول إنما أعطاها من ماله لأن اسمه كان فی الدیوان و كان محسوبا علیه ثم أخرجه منها أی أخرج اسمه من دفاتر الدیوان لئلا یحال علیه فی سائر السنین و أمر أن یثبتها له أی أمر أن یكتب له أن یعطی عشرة آلاف فی السنة الآتیة سوی ما أسقط عنه أو لابتداء السنة الآتیة إلی آخر عمله و قیل أعطی ما أحاله فی هذه السنة من ماله ثم أخرجه منها أی من العشرة آلاف و قوله و أمر بیان للإخراج (1)

أی كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملاكه وظیفة له لا یحال علیه فی سائر السنین و اللام فی قوله لقابل بمعنی من الابتدائیة كما مر.

و فی القاموس التخت وعاء یصان فیه الثیاب حتی فرغ بفتح الراء و كسرها أی النجاشی من العطاء ففعل أی حمل الفرش و تنازع هو و خرج فی الرجل

ص: 294


1- 1. بل الظاهر أنّه أمر الكاتب أن یثبت له عشرة آلاف آخر للسنة القابلة، حتی لا یحتاج فی السنة الآتیة الی أداء الخراج أیضا، فیكون عطاؤه عشرین ألفا: عشرة للسنة الجاریة، و عشرة للسنة القابلة.

فجعل أی شرع الإمام یسر علی بناء المفعول.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عَمَّارٍ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ قَالَ فَقَالَ حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ لَكَفَرْتُمْ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أُخْرِجَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ مِنْ قَبْرِهِ یَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ بِالْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ وَ السُّرُورِ فَیَقُولُ لَهُ بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَیْرٍ قَالَ ثُمَّ یَمْضِی مَعَهُ یُبَشِّرُهُ بِمِثْلِ مَا قَالَ وَ إِذَا مَرَّ بِهَوْلٍ قَالَ هَذَا لَیْسَ لَكَ وَ إِذَا مَرَّ بِخَیْرٍ قَالَ هَذَا لَكَ فَلَا یَزَالُ مَعَهُ یُؤْمِنُهُ مِمَّا یَخَافُ وَ یُبَشِّرُهُ بِمَا یُحِبُّ حَتَّی یَقِفَ مَعَهُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أُمِرَ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَ بِكَ إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ تُبَشِّرُنِی مِنْ حِینِ خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِی وَ آنَسْتَنِی فِی طَرِیقِی وَ خَبَّرْتَنِی عَنْ رَبِّی قَالَ فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی كُنْتَ تُدْخِلُهُ عَلَی إِخْوَانِكَ فِی الدُّنْیَا خُلِقْتُ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ وَ أُونِسَ وَحْشَتَكَ (1).

بیان: قوله من ذلك لما استشعر من سؤال السائل أو مما علم من باطنه أنه یعد هذا الحق سهلا یسیرا قال حق المؤمن أعظم من ذلك أی مما تظن أو لما ظهر من كلام السائل أنه یمكن بیانه بسهولة أو أنه لیس مما یترتب علی بیانه مفسدة قال ذلك لكفرتم قد مر بیانه و قیل یمكن أن یقرأ بالتشدید علی بناء التفعیل أی لنسبتم أكثر المؤمنین إلی الكفر لعجزكم عن أداء حقوقهم اعتذارا لتركها أو بالتخفیف من باب نصر أی لسترتم الحقوق و لم تؤدوها أو لم تصدقوها لعظمتها فیصیر سببا لكفركم.

و أقول قد عرفت أن للكفر معان منها ترك الواجبات بل السنن الأكیدة أیضا.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ

ص: 295


1- 1. الكافی ج 2: 191.

إِلَی اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَی مُؤْمِنٍ تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَتَهُ أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ (1).

بیان: الطرد الإبعاد و الجوع بالضم ضد الشبع و بالفتح مصدر أی بأن تطرد و ذكرهما علی المثال.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ سُرُوراً خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً فَیَتَلَقَّاهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَیَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوَانٍ ثُمَّ لَا یَزَالُ مَعَهُ حَتَّی یُدْخِلَهُ قَبْرَهُ فَیَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَإِذَا بُعِثَ تَلَقَّاهُ فَیَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ لَا یَزَالُ مَعَهُ عِنْدَ كُلِّ هَوْلٍ یُبَشِّرُهُ وَ یَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَیَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی أَدْخَلْتَهُ عَلَی فُلَانٍ (2).

بیان: من ذلك السرور أی لسببه و هذا یؤید ما ذكرناه.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ- وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً(3) قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا ثَوَابُ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیْهِ السُّرُورَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ قَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ(4).

إیضاح: بغیر ما اكتسبوا أی بغیر جنایة استحقوا بها الإیذاء فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً أی فقد فعلوا ما هو أعظم الإثم مع البهتان و هو الكذب علی الغیر یواجهه به فجعل إیذاءهم مثل البهتان و قیل یعنی بذلك أذیة اللسان فیتحقق فیها البهتان وَ إِثْماً مُبِیناً أی و معصیة ظاهرة كذا ذكره الطبرسی رحمه اللّٰه (5) و قال البیضاوی قیل إنها نزلت فی المنافقین یؤذون علیا علیه السلام و كان الغرض من قراءة الآیة إعداد

ص: 296


1- 1. الكافی ج 2 ص 191.
2- 2. الكافی ج 2 ص 192.
3- 3. الأحزاب: 58.
4- 4. الكافی ج 2 ص 192.
5- 5. مجمع البیان ج 8 ص 370.

المخاطب للإصغاء و التنبیه علی أن إیذاءهم إذا كان بهذه المنزلة كان إكرامهم و إدخال السرور علیهم بعكس ذلك هذا إذا كان القاری الإمام و یحتمل أن یكون القاری الراوی و حكم السائل بالعشر لقوله تعالی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(1) و تصدیقه علیه السلام إما مبنی علی أن العشر حاصل فی ضمن ألف ألف أو علی أن أقل مراتبه ذلك و یرتقی بحسب الإخلاص و مراتب السرور إلی ألف ألف لقوله تعالی وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(2).

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْخَلَ السُّرُورَ عَلَی مُؤْمِنٍ فَقَدْ أَدْخَلَهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَدْخَلَهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ وَصَلَ ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ وَ كَذَلِكَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیْهِ كَرْباً(3).

بیان: فقد وصل ذلك أی السرور مجازا كما مر أو هو علی بناء التفعیل فضمیر الفاعل راجع إلی المدخل و كذلك من أدخل علیه كربا أی یدخل الكرب علی اللّٰه و علی الرسول.

«28»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُسْلِمٍ لَقِیَ مُسْلِماً فَسَرَّهُ سَرَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (4).

بیان: المراد بالمسلم المؤمن.

«29»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِ إِشْبَاعُ جَوْعَتِهِ أَوْ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ أَوْ قَضَاءُ دَیْنِهِ (5).

بیان: إسناد الإشباع إلی الجوعة علی المجاز و تنفیس الكرب كشفها.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَخَذَ مِنْ وَجْهِ

ص: 297


1- 1. الأنعام: 160، البقرة: 261، علی الترتیب.
2- 2. الأنعام: 160، البقرة: 261، علی الترتیب.
3- 3. الكافی ج 2 ص 192.
4- 4. الكافی ج 2 ص 192.
5- 5. الكافی ج 2 ص 192.

أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ قَذَاةً كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ مَنْ تَبَسَّمَ فِی وَجْهِ أَخِیهِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ(1).

بیان: فی النهایة القذی جمع قذاة و هو ما یقع فی العین و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غیر ذلك.

«31»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لِأَخِیهِ مَرْحَباً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَرْحَباً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

بیان: إلی یوم القیامة إما متعلق بمرحبا فیكون داخلا فی المكتوب أو متعلق بكتب و هو أظهر أی یكتب له ثواب هذا القول إلی یوم القیامة أو یخاطب بهذا الخطاب و یكتب له فینزل علیه الرحمة بسببه أو هو كنایة عن أنه محل لألطاف اللّٰه و رحماته إلی یوم القیامة و الرحب السعة و مرحبا منصوب بفعل لازم الحذف أی أتیت رحبا و سعة أو مكانا واسعا و فیه إظهار للسرور بملاقاته.

«32»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَأَكْرَمَهُ فَإِنَّمَا أَكْرَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (3).

بیان: فأكرمه أی أكرم المأتی الآتی.

«33»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فِی أُمَّتِی عَبْدٌ أَلْطَفَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ بِشَیْ ءٍ مِنْ لُطْفٍ إِلَّا أَخْدَمَهُ اللَّهُ مِنْ خَدَمِ الْجَنَّةِ(4).

بیان: الظرف أی فی اللّٰه حال عن الأخ أو متعلق بالألطاف و الأول أظهر و اللطف الرفق و الإحسان و إیصال المنافع.

ص: 298


1- 1. الكافی ج 2 ص 205 و 206.
2- 2. الكافی ج 2 ص 205 و 206.
3- 3. الكافی ج 2 ص 206.
4- 4. الكافی ج 2 ص 206.

«34»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ یُلْطِفُهُ بِهَا وَ فَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ لَمْ یَزَلْ فِی ظِلِّ اللَّهِ الْمَمْدُودِ عَلَیْهِ الرَّحْمَةُ مَا كَانَ فِی ذَلِكَ (1).

بیان: یلطفه بها علی بناء المعلوم من الإفعال و فی بعض النسخ بالتاء فعلا ماضیا من باب التفعل فی القاموس لطف كنصر لطفا بالضم رفق و دنا و اللّٰه لك أوصل إلیك مرادك بلطف و ألطفه بكذا بره و الملاطفة المبارة و تلطفوا و تلاطفوا رفقوا انتهی لم یزل فی ظل اللّٰه الممدود أی المنبسط دائما بحیث لا یتقلص و لا یتفاوت إشارة إلی قوله تعالی وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ(2) أی لم یزل فی القیامة فی ظل رحمة اللّٰه الممدود أبدا علیه الرحمة أی تنزل علیه الرحمة ما كان فی ذلك الظل أی أبدا أو المعنی لم یزل فی ظل حمایة اللّٰه و رعایته نازلا علیه رحمة اللّٰه ما كان مشتغلا بذلك الإكرام و قیل الضمیر فی علیه راجع إلی الظل و الرحمة مرفوع و هو نائب فاعل الممدود و ما بمعنی ما دام و المقصود تقیید الدوام المفهوم من لم یزل.

«35»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ مِمَّا خَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْمُؤْمِنَ أَنْ یُعَرِّفَهُ بِرَّ إِخْوَانِهِ وَ إِنْ قَلَّ وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِالْكَثْرَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ

أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَفَّاهُ أَجْرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ ثُمَّ قَالَ یَا جَمِیلُ ارْوِ هَذَا الْحَدِیثَ لِإِخْوَانِكَ فَإِنَّهُ تَرْغِیبٌ فِی الْبِرِّ لِإِخْوَانِكَ (3).

تبیان أن یعرفه بر إخوانه أی ثواب البر أو التعریف كنایة عن التوفیق

ص: 299


1- 1. الكافی ج 2 ص 206.
2- 2. الواقعة: 30.
3- 3. الكافی ج 2 ص 206، و الآیة فی الممتحنة: 10.

للفعل و ذلك أن اللّٰه یقول الاستشهاد بالآیة من حیث إن اللّٰه مدح إیثار الفقیر مع أنه لا یقدر علی الكثیر فعلم أنه لیس البر بالكثرة وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ أی یختارون غیرهم من المحتاجین علی أنفسهم و یقدمونهم وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ أی حاجة و فقر عظیم وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ بوقایة اللّٰه و توفیقه و یحفظها عن البخل و الحرص فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أی الفائزون.

و المشهور أن الآیة نزلت فی الأنصار و إیثارهم المهاجرین علی أنفسهم فی أموالهم و روی من طریق العامة أنها نزلت فی أمیر المؤمنین علیه السلام و أنه مع بقیة أهل بیته لم یطعموا شیئا منذ ثلاثة أیام فاقترض دینارا ثم رأی المقداد فتفرس منه أنه جائع فأعطاه الدینار فنزلت الآیة مع المائدة من السماء.

و علی التقدیرین یجری الحكم فی غیر من نزلت فیه و من عرفه اللّٰه علی بناء التفعیل بذلك كان الباء زائدة أو المعنی عرفه بذلك التعریف المتقدم و یمكن أن یقرأ عرفه علی بناء المجرد.

«36»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُتْحِفُ أَخَاهُ التُّحْفَةَ قُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ التُّحْفَةُ قَالَ مِنْ مَجْلِسٍ وَ مُتَّكَإٍ وَ طَعَامٍ وَ كِسْوَةٍ وَ سَلَامٍ فَتَطَاوَلُ الْجَنَّةُ مُكَافَأَةً لَهُ وَ یُوحِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا أَنِّی قَدْ حَرَّمْتُ طَعَامَكِ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا إِلَّا عَلَی نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا أَنْ كَافِئْ أَوْلِیَائِی بِتُحَفِهِمْ فَتَخْرُجُ مِنْهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ مُغَطَّاةٌ بِمَنَادِیلَ مِنْ لُؤْلُؤٍ فَإِذَا نَظَرُوا إِلَی جَهَنَّمَ وَ هَوْلِهَا وَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَا فِیهَا طَارَتْ عُقُولُهُمْ وَ امْتَنَعُوا أَنْ یَأْكُلُوا فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ حَرَّمَ جَهَنَّمَ عَلَی مَنْ أَكَلَ مِنْ طَعَامِ جَنَّتِهِ فَیَمُدُّ الْقَوْمُ أَیْدِیَهُمْ فَیَأْكُلُونَ (1).

بیان: لیتحف علی بناء الإفعال و هو إعطاء التحفة بالضم و كهمزة و هی البر و اللطف و الهدیة و قوله قلت و جوابه معترضان بین كلام الإمام و من فی

ص: 300


1- 1. الكافی ج 2 ص 207.

قوله من مجلس للبیان و المتكأ بضم المیم و تشدید التاء مهموزا ما یتكأ علیه أی یضع له متكأ یتكئ علیه أو فراشا یجلس علیه فتطاول الجنة أی تمتد و ترتفع لإرادة مكافاته و إطعامه فی الدنیا عجالة و قیل استعارة تمثیلیة لبیان شدة استحقاقه لذلك قال فی القاموس تطاول امتد و ارتفع و تفضل و فی النهایة تطاول علیهم الرب بفضله أی تطول علی أهل الدنیا أی ما داموا فیها و فی المصباح الوصیف الغلام دون المراهق و الوصیفة الجاریة كذلك و الجمع وصفاء و وصائف مثل كریم و كرماء و كرائم بتحفهم أی فی الآخرة فالباء للآلة أو فی الدنیا فالباء للسببیة إن اللّٰه یحتمل كسرا الهمزة و فتحها.

«37»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَنْ یَسْتُرَ عَلَیْهِ سَبْعِینَ كَبِیرَةً(1).

بیان: كان التخصیص بالسبعین لأنه بعد الإتیان بها یكون غالبا من المتجاهرین بالفسق فلا حرمة له و ربما یحمل علی الكثرة لا خصوص العدد كما قالوا فی قوله تعالی إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً(2) و تخصیصه بما یكون بالنسبة إلیه من إیذائه و شتمه و أمثالهما بعید و لا ینافی وجوب النهی عن المنكر كما مر و حمله علی ما إذا تاب بعد كل منها لا یستقیم إلا إذا حمل علی مطلق الكثرة.

«38»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَدِیٍّ قَالَ أَمْلَی عَلَیَّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَحْسِنْ یَا إِسْحَاقُ إِلَی أَوْلِیَائِی مَا اسْتَطَعْتَ فَمَا أَحْسَنَ مُؤْمِنٌ إِلَی مُؤْمِنٍ وَ لَا أَعَانَهُ إِلَّا خَمَشَ وَجْهَ إِبْلِیسَ وَ قَرَّحَ قَلْبَهُ (3).

بیان: فی القاموس خمش وجهه یخمشه و یخمشه خدشه و لطمه و ضربه و قطع

ص: 301


1- 1. الكافی ج 2 ص 207.
2- 2. براءة: 80.
3- 3. الكافی ج 2 ص 207.

عضوا منه انتهی و قرح بالقاف من باب التفعیل كنایة عن شدة الغم و استمراره.

«39»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ: دَخَلَ سَدِیرٌ الصَّیْرَفِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا سَدِیرُ مَا كَثُرَ مَالُ رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا عَظُمَتِ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَیْهِ فَإِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ تَدْفَعُوهَا عَنْ أَنْفُسِكُمْ فَافْعَلُوا فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ الْخَبَرَ(1).

«40»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ یَحْیَی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ دَهْراً(2).

أقول: سیأتی الخبر بتمامه فی باب الدعاء للمؤمن.

«41»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّهُ مَنْ عَظَّمَ دِینَهُ عَظَّمَ إِخْوَانَهُ وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِدِینِهِ اسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ یَا مُحَمَّدُ اخْصُصْ بِمَالِكَ وَ طَعَامِكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِی اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا(3).

«42»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ وُصْلَةً لِأَخِیهِ بِشَفَاعَةٍ فِی دَفْعِ مَغْرَمٍ أَوْ جَرِّ مَغْنَمٍ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَیْهِ یَوْمَ تَزِلُّ فِیهِ الْأَقْدَامُ (4).

«43»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْأُمَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأُمَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَأْتِینِی بِالْحَسَنَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُحَكِّمُهُ بِهَا فِی الْجَنَّةِ قَالَ دَاوُدُ یَا رَبِ

ص: 302


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 309.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 95.
3- 3. المصدر ج 1 ص 96.
4- 4. المصدر ج 1 ص 96.

وَ مَا هَذَا الْعَبْدُ الَّذِی یَأْتِیكَ بِالْحَسَنَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتُحَكِّمُهُ بِهَا فِی الْجَنَّةِ قَالَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَحَبَّ قَضَاهَا قُضِیَتْ لَهُ أَمْ لَمْ تُقْضَ (1).

«44»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَتَبَ الصَّادِقُ علیه السلام إِلَی بَعْضِ النَّاسِ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یُخْتَمَ بِخَیْرٍ عَمَلُكَ حَتَّی تُقْبَضَ وَ أَنْتَ فِی أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَعَظِّمْ لِلَّهِ حَقَّهُ أَنْ تَبْذُلَ نَعْمَاءَهُ فِی مَعَاصِیهِ وَ أَنْ تَغْتَرَّ بِحِلْمِهِ عَنْكَ وَ أَكْرِمْ كُلَّ مَنْ وَجَدْتَهُ یَذْكُرُنَا أَوْ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا ثُمَّ لَیْسَ عَلَیْكَ صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً إِنَّمَا لَكَ نِیَّتُكَ وَ عَلَیْهِ كَذِبُهُ (2).

«45»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خَبَرِ مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا وَ مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا یُكْرِمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«46»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا إِسْحَاقُ مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَیْتِ طَوَافاً وَاحِداً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ وَ غَرَسَ لَهُ أَلْفَ شَجَرَةٍ فِی الْجَنَّةِ وَ كَتَبَ لَهُ ثَوَابَ عِتْقِ أَلْفِ نَسَمَةٍ حَتَّی إِذَا صَارَ إِلَی الْمُلْتَزَمِ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ یُقَالُ لَهُ ادْخُلْ مِنْ أَیِّهَا شِئْتَ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا كُلُّهُ لِمَنْ طَافَ قَالَ نَعَمْ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ طَوَافاً وَ طَوَافاً حَتَّی بَلَغَ عَشْراً(4).

«47»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ حَاجَتَهُ فَبِحَاجَةِ اللَّهِ بَدَأَ وَ قَضَی اللَّهُ لَهُ بِهَا مِائَةَ حَاجَةٍ فِی إِحْدَاهُنَّ الْجَنَّةُ وَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ

ص: 303


1- 1. المصدر ج 2 ص 129.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 4.
3- 3. أمالی الصدوق ص 258.
4- 4. ثواب الأعمال ص 45.

أَخِیهِ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْقِیَامَةِ بَالِغاً مَا بَلَغَتْ وَ مَنْ أَعَانَهُ عَلَی ظَالِمٍ لَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی إِجَازَةِ الصِّرَاطِ عِنْدَ دَحْضِ الْأَقْدَامِ وَ مَنْ سَعَی لَهُ فِی حَاجَةٍ حَتَّی قَضَاهَا لَهُ فَسُرَّ بِقَضَائِهَا فَكَانَ كَإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ سَقَاهُ مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ كَسَاهُ مِنْ عُرْیٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ حَرِیرٍ وَ مَنْ كَسَاهُ مِنْ غَیْرِ عُرْیٍ لَمْ یَزَلْ فِی ضَمَانِ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَی الْمَكْسِیِّ مِنَ الثَّوْبِ سِلْكٌ وَ مَنْ كَفَاهُ بِمَا هُوَ یَمْتَهِنُهُ وَ یَكُفُّ وَجْهَهُ وَ یَصِلُ بِهِ یَدُهُ أَخْدَمَهُ اللَّهُ الْوِلْدَانَ الْمُخَلَّدِینَ وَ مَنْ حَمَلَهُ مِنْ رَحْلِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْمَوْقِفِ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ یُبَاهِی بِهِ الْمَلَائِكَةَ وَ مَنْ كَفَّنَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَكَأَنَّمَا كَسَاهُ مِنْ یَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَی یَوْمِ یَمُوتُ وَ مَنْ زَوَّجَهُ زَوْجَةً یَأْنَسُ بِهَا وَ یَسْكُنُ إِلَیْهَا آنَسَهُ اللَّهُ فِی قَبْرِهِ بِصُورَةِ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَیْهِ وَ مَنْ عَادَهُ عِنْدَ مَرَضِهِ حَفَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ تَدْعُو لَهُ حَتَّی یَنْصَرِفَ وَ تَقُولُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ وَ اللَّهِ لَقَضَاءُ حَاجَتِهِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ مِنْ صِیَامِ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ بِاعْتِكَافِهِمَا فِی الشَّهْرِ الْحَرَامِ (1).

«48»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ سَرَّ امْرَأً مُؤْمِناً سَرَّهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قِیلَ لَهُ تَمَنَّ عَلَی رَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ فَقَدْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَسُرَّ أَوْلِیَاءَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَیُعْطَی مَا تَمَنَّی وَ یَزِیدُهُ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ مَا لَمْ یَخْطُرْ عَلَی قَلْبِهِ مِنْ نَعِیمِ الْجَنَّةِ(2).

«49»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَبْدٍ لَاطَفَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ ءٍ مِنَ اللُّطْفِ إِلَّا أَخْدَمَهُ اللَّهُ مِنْ خَدَمِ الْجَنَّةِ(3).

«50»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 304


1- 1. ثواب الأعمال ص 131.
2- 2. المصدر ص 135.
3- 3. المصدر نفسه ص 136.

عَنْ نَصْرِ بْنِ وَكِیعٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ صَبِیحٍ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ لَقِیَ أَخَاهُ بِمَا یَسُرُّهُ لِیَسُرَّهُ سَرَّهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ لَقِیَ أَخَاهُ بِمَا یَسُوؤُهُ لِیَسُوءَهُ سَاءَهُ اللَّهُ یَوْمَ یَلْقَاهُ (1).

«51»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنْ لُوطِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَبْدٍ یُدْخِلُ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ مُؤْمِنٍ سُرُوراً إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً یَجِیئُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كُلَّمَا مَرَّتْ عَلَیْهِ شَدِیدَةٌ یَقُولُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَا تَخَفْ فَیَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلَوْ أَنَّ الدُّنْیَا كَانَتْ لِی مَا رَأَیْتُهَا لَكَ شَیْئاً فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی كُنْتَ أَدْخَلْتَ عَلَی آلِ فُلَانٍ (2).

«52»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ فَكَانَ یَرْفُقُ بِالْمُؤْمِنِ وَ یُوَلِّیهِ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا فَلَمَّا أَنْ مَاتَ الْكَافِرُ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی النَّارِ مِنْ طِینٍ فَكَانَ یَقِیهِ حَرَّهَا وَ یَأْتِیهِ الرِّزْقُ مِنْ غَیْرِهَا وَ قِیلَ لَهُ هَذَا لِمَا كُنْتَ تُدْخِلُ عَلَی جَارِكَ الْمُؤْمِنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنَ الرِّفْقِ وَ تُوَلِّیهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا(3).

«53»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ لَهُ الْمَعْرِفَةُ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ قَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ الْمَلَكُ یَنْطَلِقُ بِهِ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ یَا فُلَانُ أَغِثْنِی فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَیْكَ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا وَ أَسْعَفُكَ فِی الْحَاجَةِ تَطْلُبُهَا مِنِّی فَهَلْ عِنْدَكَ الْیَوْمَ مُكَافَأَةٌ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ خَلِّ سَبِیلَهُ قَالَ فَیَسْمَعُ اللَّهُ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَیَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ یُجِیزَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَیُخَلِّیَ سَبِیلَهُ (4).

«54»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 305


1- 1. ثواب الأعمال ص 137.
2- 2. ثواب الأعمال ص 135.
3- 3. المصدر ص 154.
4- 4. المصدر ص 157.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ عَلَیَّ ثَوَابُكَ وَ لَا أَرْضَی لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ(1).

«55»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُقَرِّنٍ إِمَامِ بَنِی فِتْیَانٍ عَمَّنْ رَوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی زَمَنِ مُوسَی علیه السلام مَلِكٌ جَبَّارٌ قَضَی حَاجَةَ مُؤْمِنٍ بِشَفَاعَةِ عَبْدٍ صَالِحٍ فَتُوُفِّیَ فِی یَوْمٍ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ وَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فَقَامَ عَلَی الْمَلِكِ النَّاسُ وَ أَغْلَقُوا أَبْوَابَ السُّوقِ لِمَوْتِهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ بَقِیَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِی بَیْتِهِ وَ تَنَاوَلَتْ دَوَابُّ الْأَرْضِ مِنْ وَجْهِهِ فَرَآهُ مُوسَی بَعْدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ یَا رَبِّ هُوَ عَدُوُّكَ وَ هَذَا وَلِیُّكَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنَّ وَلِیِّی سَأَلَ هَذَا الْجَبَّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا فَكَافَأْتُهُ عَنِ الْمُؤْمِنِ وَ سَلَّطْتُ دَوَابَّ الْأَرْضِ عَلَی مَحَاسِنِ وَجْهِ الْمُؤْمِنِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الْجَبَّارَ(2).

«56»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الشَّعِیرِیِ (3)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی أَنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ بِالْحَسَنَةِ فَأُحَكِّمُهُ فِی الْجَنَّةِ قَالَ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ تَمْشِی فِی حَاجَةِ مُؤْمِنٍ.

«57»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِیمَا نَاجَی اللَّهُ مُوسَی علیه السلام أَنْ قَالَ إِنَّ لِی عِبَاداً أُبِیحُهُمْ جَنَّتِی وَ أُحَكِّمُهُمْ فِیهَا قَالَ مُوسَی:

ص: 306


1- 1. المصدر ص 170.
2- 2. مخطوط.
3- 3. الشعیری أو صاحب الشعیر- كما فی نسخة الكافی ج 2 ص 195 و سیأتی تحت الرقم 101- هو أبو علیّ إبراهیم الشعیری كما وقع فی اسناد الكافی أیضا ج 3 ص 126 و فی كل ذلك یروی الكلینی عن علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عنه، و قد یطلق الشعیری علی السكونی المعروف الذی یروی عنه النوفلیّ و هو إسماعیل بن أبی زیاد مسلم العامی، و أما الشعیری الذی فی هذا السند فلم أقف علی ترجمته فهو مهمل.

مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تُبِیحُهُمْ جَنَّتَكَ وَ تُحَكِّمُهُمْ فِیهَا قَالَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ سُرُوراً.

«58»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] نَرْوِی: الْخَلْقُ عِیَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ مُؤْمِنٍ سُرُوراً وَ مَشَی مَعَ أَخِیهِ فِی حَاجَتِهِ.

«59»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مُصَافَحَةُ إِخْوَانِ الدِّینِ أَصْلُهَا عَنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُمْ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا تَصَافَحَ أَخَوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا تَنَاثَرَتْ ذُنُوبُهُمَا حَتَّی یَعُودَانِ كَیَوْمَ وَلَدَتْهُمَا أُمُّهُمَا وَ لَا كَثُرَ حُبُّهُمَا وَ تَبْجِیلُهُمَا كُلِّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ مَزِیداً وَ الْوَاجِبُ عَلَی أَعْلَمِهِمَا بِدِینِ اللَّهِ أَنْ یَزِیدَ صَاحِبَهُ مِنْ فُنُونِ الْفَوَائِدِ الَّتِی أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهَا وَ یُرْشِدُهُ إِلَی الِاسْتِقَامَةِ وَ الرِّضَا وَ الْقَنَاعَةِ وَ یُبَشِّرُهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ یُخَوِّفُهُ مِنْ عَذَابِهِ وَ عَلَی الْآخَرِ أَنْ یَتَبَارَكَ بِاهْتِدَائِهِ وَ یَتَمَسَّكَ بِمَا یَدْعُوهُ إِلَیْهِ وَ یَعِظُهُ بِهِ وَ یَسْتَدِلَّ بِمَا یَدُلُّهُ إِلَیْهِ مُعْتَصِماً بِاللَّهِ وَ مُسْتَعِیناً بِهِ لِتَوْفِیقِهِ عَلَی ذَلِكَ.

قِیلَ لِعِیسَی بْنِ مَرْیَمَ: كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ لَا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَ لَا أَسْتَطِیعُ مَا أُحَاذِرُ مَأْمُوراً بِالطَّاعَةِ مَنْهِیّاً عَنِ الْخَطِیئَةِ فَلَا أَرَی فَقِیراً أَفْقَرَ مِنِّی.

وَ قِیلَ لِأُوَیْسٍ الْقَرَنِیِّ: كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ كَیْفَ یُصْبِحُ رَجُلٌ إِذَا أَصْبَحَ لَا یَدْرِی أَ یُمْسِی وَ إِذَا أَمْسَی لَا یَدْرِی أَ یُصْبِحُ.

قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَصْبَحْتُ أَشْكُرُ رَبِّی وَ أَشْكُو نَفْسِی.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ وَ هِمَّتُهُ غَیْرُ اللَّهِ أَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِینَ الْمُعْتَدِینَ (1).

وَ قَالَ لُقْمَانُ: یَا بُنَیَّ لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ فَإِنَّ الْمَوْتَ یَأْتِی بَغْتَةً(2).

«60»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فِی شِیعَتِنَا لَمَنْ یَهَبُ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ فِی الْجِنَانِ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ وَ الْخَیْرَاتِ مَا لَا تَكُونُ الدُّنْیَا وَ خَیْرَاتُهَا فِی جَنْبِهَا إِلَّا كَالرَّمْلَةِ فِی الْبَادِیَةِ الْفَضْفَاضَةِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ یَرَی أَخاً لَهُ مُؤْمِناً فَقِیراً فَیَتَوَاضَعُ لَهُ وَ یُكْرِمُهُ وَ یُعِینُهُ وَ یَمُونُهُ وَ یَصُونُهُ عَنْ بَذْلِ وَجْهِهِ لَهُ حَتَّی یَرَی الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِینَ بِتِلْكَ الْمَنَازِلِ وَ الْقُصُورِ وَ قَدْ تَضَاعَفَتْ حَتَّی صَارَتْ فِی الزِّیَادَةِ كَمَا كَانَ هَذَا الزَّائِدُ فِی هَذَا الْبَیْتِ الصَّغِیرِ الَّذِی

ص: 307


1- 1. مصباح الشریعة ص 54.
2- 2. زیادة فی نسخة الكمبانیّ لا یناسب الباب.

أُرِیتُمُوهُ فِیمَا صَارَ إِلَیْهِ مِنْ كِبَرِهِ وَ عِظَمِهِ وَ سَعَتِهِ فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ یَا رَبَّنَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِالْخِدْمَةِ فِی هَذِهِ الْمَنَازِلِ فَامْدُدْنَا بِمَلَائِكَةٍ یُعَاوِنُونَنَا فَیَقُولُ اللَّهُ مَا كُنْتُ لِأَحْمِلَكُمْ مَا لَا تُطِیقُونَ فَكَمْ تُرِیدُونَ عَدَداً فَیَقُولُونَ أَلْفَ ضِعْفِنَا وَ فِیهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ

تَسْتَزِیدُ مَدَداً أَلْفَ أَلْفِ ضِعْفِنَا وَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ عَلَی قَدْرِ قُوَّةِ إِیمَانِ صَاحِبِهِمْ وَ زِیَادَةِ إِحْسَانِهِ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَیُمِدُّهُمُ اللَّهُ بِتِلْكَ الْأَمْلَاكِ وَ كُلَّمَا لَقِیَ هَذَا الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَبَرَّهُ زَادَهُ اللَّهُ فِی مَمَالِكِهِ وَ فِی خَدَمِهِ فِی الْجَنَّةِ كَذَلِكَ (1).

«61»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا أَمَّا الْجَنَّةُ فَلَنْ تَفُوتَكُمْ سَرِیعاً كَانَ أَوْ بَطِیئاً وَ لَكِنْ تَنَافَسُوا فِی الدَّرَجَاتِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَرْفَعَكُمْ دَرَجَاتٍ وَ أَحْسَنَكُمْ قُصُوراً وَ دُوراً وَ أَبْنِیَةً أَحْسَنُكُمْ فِیهَا إِیجَاباً لِإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أكثرهم [أَكْثَرُكُمْ] مُوَاسَاةً لِفُقَرَائِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیُقَرِّبُ الْوَاحِدَ مِنْكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ بِكَلِمَةٍ یُكَلِّمُ بِهَا أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِیرَ بِأَكْثَرَ مِنْ مَسِیرِ مِائَةِ أَلْفِ عَامٍ فِی سَنَةٍ بِقَدَمِهِ وَ إِنْ كَانَ مِنَ الْمُعَذَّبِینَ بِالنَّارِ فَلَا تَحْتَقِرُوا الْإِحْسَانَ إِلَی إِخْوَانِكُمْ فَسَوْفَ یَنْفَعُكُمُ اللَّهُ تَعَالَی حَیْثُ لَا یَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ غَیْرُهُ (2).

«62»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ قَالَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَاتِ الَّتِی جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ وَ أَقِیمُوا أَیْضاً الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الَّذِینَ عَلِیٌّ سَیِّدُهُمْ وَ فَاضِلُهُمْ- وَ آتُوا الزَّكاةَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ إِذَا وَجَبَتْ وَ مِنْ أَبْدَانِكُمْ إِذَا لَزِمَتْ وَ مِنْ مَعُونَتِكُمْ إِذَا الْتَمَسَتْ- وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ تَوَاضَعُوا مَعَ الْمُتَوَاضِعِینَ لِعَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الِانْقِیَادِ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمَا سَادَاتِ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَلَّی الْخَمْسَ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا بَیْنَ كُلِّ صَلَاتَیْنِ وَ كَانَ كَمَنْ عَلَی بَابِهِ نَهَرٌ جَارٍ یَغْتَسِلُ فِیهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ- لَا یُبْقِی عَلَیْهِ مِنَ الذُّنُوبِ شَیْئاً إِلَّا الْمُوبِقَاتِ الَّتِی هِیَ جَحْدُ النُّبُوَّةِ أَوِ الْإِمَامَةِ أَوْ ظُلْمُ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 308


1- 1. تفسیر الإمام ص 79.
2- 2. تفسیر الإمام: 81.

أَوْ تَرْكُ التَّقِیَّةِ حَتَّی یُضِرَّ بِنَفْسِهِ وَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ أَدَّی الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَهُرَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ مَنْ أَدَّی الزَّكَاةَ مِنْ بَدَنِهِ فِی دَفْعِ ظُلْمٍ قَاهِرٍ عَنْ أَخِیهِ أَوْ مَعُونَتِهِ عَلَی مَرْكُوبٍ لَهُ قَدْ سَقَطَ عَلَیْهِ مَتَاعٌ- لَا یَأْمَنُ تَلَفَهُ أَوِ الضَّرَرَ الشَّدِیدَ عَلَیْهِ بِهِ قَیَّضَ اللَّهُ لَهُ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ مَلَائِكَةً یَدْفَعُونَ عَنْهُ نَفَخَاتِ النِّیرَانِ وَ یُحَیُّونَهُ بِتَحِیَّاتِ أَهْلِ الْجِنَانِ وَ یَزُفُّونَهُ إِلَی مَحَلِّ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ مَنْ أَدَّی زَكَاةَ جَاهِهِ بِحَاجَةٍ یَلْتَمِسُهَا لِأَخِیهِ فَقُضِیَتْ أَوْ كَلْبٍ سَفِیهٍ یُظْهِرُ بِعَیْبٍ فَأَلْقَمَ ذَلِكَ الْكَلْبَ بِجَاهِهِ حَجَراً بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ مَلَائِكَةً عَدَداً كَثِیراً وَ جَمّاً غَفِیراً لَا یَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ یَحْسُنُ فِیهِ بِحَضْرَةِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الْكَرِیمِ الْغَفَّارِ مَحَاضِرُهُمْ وَ یَجْمُلُ فِیهِ قَوْلُهُمْ وَ یَكْثُرُ عَلَیْهِ ثَنَاؤُهُمْ وَ أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ قَوْلٍ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُلْكِ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ وَ مَنْ تَوَاضَعَ مَعَ الْمُتَوَاضِعِینَ فَاعْتَرَفَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمْ ثُمَّ تَوَاضَعَ لِإِخْوَانِهِ وَ بَسَطَهُمْ وَ آنَسَهُمْ كُلَّمَا ازْدَادَ بِهِمْ بِرّاً ازْدَادَ بِهِمُ اسْتِینَاساً وَ تَوَاضُعاً بَاهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ كِرَامَ مَلَائِكَتِهِ مِنْ حَمَلَةِ عَرْشِهِ وَ الطَّائِفِینَ بِهِ فَقَالَ لَهُمْ أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِی هَذَا الْمُتَوَاضِعَ لِجَلَالِ عَظَمَتِی سَاوَی نَفْسَهُ بِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ الْفَقِیرِ وَ بَسَطَهُ فَهُوَ لَا یَزْدَادُ بِهِ بِرّاً إِلَّا ازْدَادَ تَوَاضُعاً أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ أَوْجَبْتُ لَهُ جِنَانِی وَ مِنْ رَحْمَتِی وَ رِضْوَانِی مَا یَقْصُرُ عَنْهُ أَمَانِیُّ الْمُتَمَنِّی وَ لَأَرْزُقَنَّهُ مِنْ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْوَرَی وَ مِنْ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ

مِنْ خِیَارِ عِتْرَتِهِ مَصَابِیحِ الدُّجَی الْإِینَاسَ وَ الْبَرَكَةَ فِی جِنَانِی وَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْ نَعِیمِ الْجِنَانِ وَ لَوْ یُضَاعَفُ أَلْفَ أَلْفِ ضِعْفِهَا جَزَاءً عَلَی تَوَاضُعِهِ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ (1).

«63»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ قَالَ الْإِمَامُ أَقِیمُوا الصَّلاةَ بِإِتْمَامِ وُضُوئِهَا وَ تَكْبِیرَاتِهَا وَ قِیَامِهَا وَ قِرَاءَتِهَا وَ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ حُدُودِهَا- وَ آتُوا الزَّكاةَ مُسْتَحِقِّیهَا لَا تُؤْتُوهَا كَافِراً وَ لَا مُنَافِقاً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَصَدِّقُ عَلَی أَعْدَائِنَا

ص: 309


1- 1. المصدر ص 93.

كَالسَّارِقِ فِی حَرَمِ اللَّهِ- وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ مِنْ مَالٍ تُنْفِقُونَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَكُمْ مَالٌ فَمِنْ جَاهِكُمْ تَبْذُلُونَهُ لِإِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ تَجُرُّونَ بِهِ إِلَیْهِمُ الْمَنَافِعَ وَ تَدْفَعُونَ بِهِ عَنْهُمُ الْمَضَارَّ- تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ یَنْفَعُكُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَحُطُّ بِهِ سَیِّئَاتِكُمْ وَ یُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِكُمْ وَ یَرْفَعُ بِهِ دَرَجَاتِكُمْ- إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ عَالِمٌ لَیْسَ یَخْفَی عَلَیْهِ ظَاهِرُ فِعْلٍ وَ لَا بَاطِنُ ضَمِیرٍ فَهُوَ یُجَازِیكُمْ عَلَی حَسَبِ اعْتِقَادَاتِكُمْ وَ نِیَّاتِكُمْ وَ لَیْسَ هُوَ كَمُلُوكِ الدُّنْیَا الَّذِی یلبس [یَلْتَبِسُ] عَلَی بَعْضِهِمْ فَیَنْسُبُ فِعْلَ بَعْضٍ إِلَی غَیْرِ فَاعِلِهِ وَ جِنَایَةَ بَعْضٍ إِلَی غَیْرِ جَانِیهِ فَیَقَعُ عِقَابُهُ وَ ثَوَابُهُ بِجَهْلِهِ بِمَا لَیْسَ عَلَیْهِ بِغَیْرِ مُسْتَحِقِّهِ (1)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِبَادَ اللَّهِ أَطِیعُوا اللَّهَ فِی أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ وَ تَقَرَّبُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ بِنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعَظِّمُ بِهِ الْمَثُوبَاتِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَیَقِفُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَوْقِفاً یَخْرُجُ عَلَیْهِ مِنْ لَهَبِ النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ جَمِیعِ جِبَالِ الدُّنْیَا حَتَّی مَا یَكُونُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا حَائِلٌ بَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ قَدْ تَحَیَّرَ إِذْ تَطَایَرَ مِنَ الْهَوَاءِ رَغِیفٌ أَوْ حَبَّةُ فِضَّةٍ قَدْ وَاسَی بِهَا أَخاً مُؤْمِناً عَلَی إِضَافَتِهِ فَتَنْزِلُ حَوَالَیْهِ فَتَصِیرُ كَأَعْظَمِ الْجِبَالِ مُسْتَدِیراً حَوَالَیْهِ وَ تَصُدُّ عَنْهُ ذَلِكَ اللَّهَبَ فَلَا یُصِیبُهُ مِنْ حَرِّهَا وَ لَا دُخَانِهَا شَیْ ءٌ إِلَی أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی هَذَا یَنْفَعُ مُوَاسَاتُهُ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِی وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّهُ لَیَنْتَفِعُ بَعْضُ الْمُؤْمِنِینَ بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا وَ رُبَّمَا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ تَمَثَّلُ لَهُ سَیِّئَاتُهُ وَ حَسَنَاتُهُ وَ إِسَاءَتُهُ إِلَی إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هِیَ الَّتِی تَعْظُمُ وَ تَتَضَاعَفُ فَتَمْتَلِئُ بِهَا صَحَائِفُهُ وَ تَفَرَّقُ حَسَنَاتُهُ عَلَی خُصَمَائِهِ الْمُؤْمِنِینَ الْمَظْلُومِینَ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَیَتَحَیَّرُ وَ یَحْتَاجُ إِلَی حَسَنَاتٍ تُوَازِی سَیِّئَاتِهِ فَیَأْتِیهِ أَخٌ لَهُ مُؤْمِنٌ قَدْ كَانَ أَحْسَنَ إِلَیْهِ فِی الدُّنْیَا فَیَقُولُ لَهُ قَدْ وَهَبْتُ لَكَ جَمِیعَ حَسَنَاتِی بِإِزَاءِ مَا كَانَ مِنْكَ إِلَیَّ فِی الدُّنْیَا فَیَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ بِهَا وَ یَقُولُ لِهَذَا الْمُؤْمِنِ فَأَنْتَ بِمَا ذَا تَدْخُلُ جَنَّتِی؟

ص: 310


1- 1. المصدر ص 215.

فَیَقُولُ بِرَحْمَتِكَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ اللَّهُ جُدْتَ عَلَیْهِ بِجَمِیعِ حَسَنَاتِكَ وَ نَحْنُ أَوْلَی بِالْجُودِ مِنْكَ وَ الْكَرْمِ وَ قَدْ تَقَبَّلْتُهَا عَنْ أَخِیكِ وَ قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَیْكَ وَ أَضْعَفْتُهَا لَكَ فَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الْجِنَانِ (1).

«64»- جا، [المجالس للمفید] عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ یَقْضِی بَعْضُهُمْ حَوَائِجَ بَعْضٍ فَبِقَضَاءِ بَعْضِهِمْ حَوَائِجَ بَعْضٍ یَقْضِی اللَّهُ حَوَائِجَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«65»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَصِلَنَا فَلْیَصِلْ فُقَرَاءَ شِیعَتِنَا وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَزُورَ قُبُورَنَا فَلْیَزُرْ قُبُورَ صُلَحَاءِ إِخْوَانِنَا.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ وَ الْقَرْضُ بِثَمَانِیَةَ عَشَرَ وَ صِلَةُ الْإِخْوَانِ بِعِشْرِینَ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ بِأَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِینَ.

«66»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَشْیُ الْمُسْلِمِ فِی حَاجَةِ الْمُسْلِمِ خَیْرٌ مِنْ سَبْعِینَ طَوَافاً بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ (3).

«67»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ وَ عَیْنُهُ وَ دَلِیلُهُ لَا یَخُونُهُ وَ لَا یَخْذُلُهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ بَرَكَةٌ عَلَی الْمُؤْمِنِ. وَ قَالَ علیه السلام: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُدْخِلُ بَیْتَهُ مُؤْمِنَیْنِ فَیُطْعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا إِلَّا كَانَ ذَلِكَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ نَسَمَةٍ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُقْرِضُ مُؤْمِناً یَلْتَمِسُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا حَسَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَهُ بِحِسَابِ الصَّدَقَةِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمْشِی لِأَخِیهِ فِی حَاجَةٍ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَ حَطَّ عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً وَ زِیدَ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ شُفِّعَ فِی عَشْرِ حَاجَاتٍ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَدْعُو لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ إِلَّا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً یَقُولُ وَ لَكَ مِثْلُ ذَلِكَ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ

ص: 311


1- 1. المصدر ص 217.
2- 2. مجالس المفید ص 97.
3- 3. الاختصاص ص 26.

یُفَرِّجُ عَنْ أَخِیهِ كُرْبَةً إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُعِینُ مُؤْمِناً مَظْلُوماً إِلَّا كَانَ لَهُ أَفْضَلُ مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِكَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَنْصُرُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ (1)

إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَخْذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(2).

«68»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا قَضَی مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ عَلَیَّ ثَوَابُكَ وَ لَا أَرْضَی لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ(3).

«69»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، لِأَبِی عَلِیِّ بْنِ طَاهِرٍ الصُّورِیِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ فِی عَوْنِ الْمُؤْمِنِ مَا دَامَ الْمُؤْمِنُ فِی عَوْنِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ وَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْیَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِینَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سُرُورٌ یُدْخِلُهُ مُؤْمِنٌ عَلَی مُؤْمِنٍ یَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَةً أَوْ یَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَا عَلَی أَحَدِكُمْ أَنْ یَنَالَ الْخَیْرَ كُلَّهُ بِالْیَسِیرِ قَالَ الرَّاوِی قُلْتُ بِمَا ذَا جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یَسُرُّنَا بِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَتِنَا.

وَ عَنْهُ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ فِی آخِرِهِ: إِذَا عَلِمَ الرَّجُلُ أَنَّ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ مُحْتَاجٌ فَلَمْ یُعْطِهِ شَیْئاً حَتَّی سَأَلَهُ ثُمَّ أَعْطَاهُ لَمْ یُؤْجَرْ عَلَیْهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: خِیَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِهِمْ فَفِی ذَلِكَ مَرْغَمَةٌ لِلشَّیْطَانِ وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّیرَانِ وَ دُخُولُ الْجِنَانِ أَخْبِرْ بِهَذَا غُرَرَ أَصْحَابِكَ قَالَ قُلْتُ مَنْ غُرَرُ أَصْحَابِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ هُمُ الْبَرَرَةُ بِالْإِخْوَانِ فِی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ

ص: 312


1- 1. الظاهر أنّه زائد.
2- 2. الاختصاص ص 27.
3- 3. المصدر 188.

عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَ حَطَّ عَنْهُ عَشْرَ سَیِّئَاتٍ وَ أَعْطَاهُ عَشْرَ شَفَاعَاتٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: احْرِصُوا عَلَی قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَیْهِمْ وَ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ الْإِیمَانِ أَفْضَلُ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ قَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الشِّیعَةَ عِنْدَنَا كَثِیرُونَ فَقَالَ هَلْ یَعْطِفُ الْغَنِیُّ عَلَی الْفَقِیرِ وَ یَتَجَاوَزُ الْمُحْسِنُ عَنِ الْمُسِی ءِ وَ یَتَوَاسَوْنَ قُلْتُ لَا قَالَ علیه السلام لَیْسَ هَؤُلَاءِ الشِّیعَةَ الشِّیعَةُ مَنْ یَفْعَلُ هَكَذَا.

وَ قَالَ الْكَاظِمُ علیه السلام: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا هِیَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سَاقَهَا إِلَیْهِ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَایَتِنَا وَ هِیَ مَوْصُولَةٌ بِوَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهَا فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ أَسَاءَ إِلَیْهَا.

وَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ: وُلِّیَ عَلَیْنَا بَعْضُ كُتَّابِ یَحْیَی بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ عَلَیَّ بَقَایَا یُطَالِبُنِی بِهَا وَ خِفْتُ مِنْ إِلْزَامِی إِیَّاهَا خُرُوجاً عَنْ نِعْمَتِی وَ قِیلَ لِی إِنَّهُ یَنْتَحِلُ هَذَا الْمَذْهَبَ فَخِفْتُ أَنْ أَمْضِیَ إِلَیْهِ وَ أَمُتَّ بِهِ إِلَیْهِ (1) فَلَا یَكُونَ كَذَلِكَ فَأَقَعَ فِیمَا لَا أُحِبُّ فَاجْتَمَعَ رَأْیِی عَلَی أَنْ هَرَبْتُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ حَجَجْتُ وَ لَقِیتُ مَوْلَایَ الصَّابِرَ یَعْنِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام فَشَكَوْتُ حَالِی إِلَیْهِ فَأَصْحَبَنِی مَكْتُوباً نُسْخَتُهُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ ظِلًّا- لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا مَنْ أَسْدَی إِلَی أَخِیهِ مَعْرُوفاً أَوْ نَفَّسَ عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ أَدْخَلَ عَلَی قَلْبِهِ سُرُوراً وَ هَذَا أَخُوكَ وَ السَّلَامُ قَالَ فَعُدْتُ مِنَ الْحَجِّ إِلَی بَلَدِی وَ مَضَیْتُ إِلَی الرَّجُلِ لَیْلًا وَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ رَسُولُ الصَّابِرِ علیه السلام فَخَرَجَ إِلَیَّ حَافِیاً مَاشِیاً فَفَتَحَ لِی بَابَهُ وَ قَبَّلَنِی وَ ضَمَّنِی إِلَیْهِ وَ جَعَلَ یُقَبِّلُ عَیْنِی وَ یُكَرِّرُ ذَلِكَ كُلَّمَا سَأَلَنِی عَنْ رُؤْیَتِهِ علیه السلام وَ كُلَّمَا أَخْبَرْتُهُ بِسَلَامَتِهِ وَ صَلَاحِ أَحْوَالِهِ اسْتَبْشَرَ وَ شَكَرَ اللَّهَ تَعَالَی ثُمَّ أَدْخَلَنِی دَارَهُ وَ صَدَّرَنِی فِی مَجْلِسِهِ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیَّ فَأَخْرَجْتُ إِلَیْهِ كِتَابَهُ علیه السلام فَقَبَّلَهُ قَائِماً وَ قَرَأَهُ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِمَالِهِ

ص: 313


1- 1. مت إلیه: توسل إلیه بحرمة أو قرابة أو غیر ذلك.

وَ ثِیَابِهِ فَقَاسَمَنِی دِینَاراً دِینَاراً وَ دِرْهَماً دِرْهَماً وَ ثَوْباً ثَوْباً وَ أَعْطَانِی قِیمَةَ مَا لَمْ یُمْكِنْ قِسْمَتُهُ وَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ یَقُولُ یَا أَخِی هَلْ سَرَرْتُكَ فَأَقُولُ إِی وَ اللَّهِ وَ زِدْتَ عَلَیَّ السُّرُورَ ثُمَّ اسْتَدْعَی الْعَمَلَ فَأَسْقَطَ مَا كَانَ بِاسْمِی وَ أَعْطَانِی بَرَاءَةً مِمَّا یُوجِبُهُ عَلَیَّ عَنْهُ وَ وَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَا أَقْدِرُ عَلَی مُكَافَاةِ هَذَا الرَّجُلِ إِلَّا بِأَنْ أَحُجَّ فِی قَابِلٍ وَ أَدْعُوَ لَهُ وَ أَلْقَی الصَّابِرَ وَ أُعَرِّفَهُ فِعْلَهُ فَفَعَلْتُ وَ لَقِیتُ مَوْلَایَ الصَّابِرَ علیه السلام وَ جَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ وَ وَجْهُهُ یَتَهَلَّلُ فَرَحاً فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ هَلْ سَرَّكَ ذَلِكَ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّنِی وَ سَرَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ اللَّهَ تَعَالَی.

أقول: رواه فی عدة الداعی عن الحسن بن یقطین عن أبیه عن جده و ذكر فیه الصادق علیه السلام مكان الكاظم و ما هنا أظهر.

«70»- ختص، [الإختصاص] وَ قَالَ الْكَاظِمُ علیه السلام لِعَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ: مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَبِاللَّهِ بَدَأَ وَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله َنَّی وَ بِنَا ثَلَّثَ وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ حَسَنَةً ادَّخَرَهَا لِثَلَاثَةٍ لِإِمَامٍ عَادِلٍ وَ مُؤْمِنٍ حَكَّمَ أَخَاهُ فِی مَالِهِ وَ مَنْ سَعَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی حَاجَتِهِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِكُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ: یَا كُمَیْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ یَسْعَوْا فِی الْمَكَارِمِ وَ یُدْلِجُوا(1)

فِی حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَدْخَلَ أَحَدٌ عَلَی قَلْبِ مُؤْمِنٍ سُرُوراً إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ كَانَ أَسْرَعَ إِلَیْهَا مِنَ السَّیْلِ فِی انْحِدَارِهِ حَتَّی یَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا یَطْرُدُ غَرِیبَةَ الْإِبِلِ (2).

«71»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُجِیبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ رَفَعَهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ أَدْخَلَ عَلَی قَوْمٍ سُرُوراً إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ مَلَكاً یَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَی وَ یُمَجِّدُهُ وَ یُوَحِّدُهُ فَإِذَا صَارَ الْمُؤْمِنُ فِی لَحْدِهِ أَتَاهُ السُّرُورُ الَّذِی أَدْخَلَهُ عَلَیْهِ فَیَقُولُ أَ مَا تَعْرِفُنِی فَیَقُولُ وَ مَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی

ص: 314


1- 1. فی نسخة النهج الآتی تحت الرقم 82« أن یروحوا فی كسب المكارم و یدلجوا فی حاجة من هو نائم» و الرواح السیر بالعشی، و الادلاج السیر آخر اللیل.
2- 2. لم نجده فی الاختصاص المطبوع. و الظاهر أنّه تتمه الحدیث السابق من كتاب قضاء الحقوق.

أَدْخَلْتَنِی عَلَی فُلَانٍ أَنَا الْیَوْمَ أُونِسُ وَحْشَتَكَ وَ أُلَقِّنُكَ حُجَّتَكَ وَ أُثَبِّتُكَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ وَ أَشْهَدُ بِكَ مَشَاهِدَ الْقِیَامَةِ وَ أَشْفَعُ لَكَ إِلَی رَبِّكَ وَ أُرِیكَ مَنْزِلَتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ(1).

«72»- مِنْ كِتَابِ قَضَاءِ الْحُقُوقِ، عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ مَوْلَایَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ فُلَاناً لَهُ عَلَیَّ مَالٌ وَ یُرِیدُ أَنْ یَحْبِسَنِی فَقَالَ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی مَالٌ أَقْضِی عَنْكَ قَالَ فَكَلِّمْهُ قَالَ فَلَیْسَ لِی بِهِ أُنْسٌ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ أَبِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ تِسْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ صَائِماً نَهَارَهُ قَائِماً لَیْلَهُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ انْتَجَبَ قَوْماً مِنْ خَلْقِهِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ الشِّیعَةِ لِكَیْ یُثِیبَهُمْ عَلَی ذَلِكَ الْجَنَّةَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمْضِی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی حَاجَةٍ فَیَنْصَحُهُ فِیهَا إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَ مَحَا عَنْهُ سَیِّئَةً قُضِیَتِ الْحَاجَةُ أَمْ لَمْ تُقْضَ فَإِنْ لَمْ یَنْصَحْهُ فِیهَا خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَصْمَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَدَقَةَ الْحُلْوَانِیِّ: بَیْنَا أَنَا أَطُوفُ وَ قَدْ سَأَلَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا قَرْضَ دِینَارَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ اقْعُدْ حَتَّی أَتِمَّ طَوَافِی وَ قَدْ طُفْتُ خَمْسَةَ أَشْوَاطٍ فَلَمَّا كُنْتُ فِی السَّادِسِ اعْتَمَدَ عَلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِی فَأَتْمَمْتُ السَّابِعَ وَ دَخَلْتُ مَعَهُ فِی طَوَافِهِ كَرَاهِیَةَ أَنْ أَخْرُجَ عَنْهُ وَ هُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَیَّ فَأَقْبَلْتُ كُلَّمَا مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَرَی أَنِّی أَوْهَمْتُ حَاجَتَهُ فَأَقْبَلَ یُومِئُ إِلَیَّ بِیَدِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَا لِی أَرَی هَذَا یُومِئُ بِیَدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَنْتَظِرُ حَتَّی أَطُوفَ وَ أَخْرُجَ إِلَیْهِ فَلَمَّا اعْتَمَدْتَ عَلَیَّ كَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ وَ أَدَعَكَ قَالَ فَاخْرُجْ عَنِّی وَ دَعْنِی وَ اذْهَبْ فَأَعْطِهِ.

قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدَاةِ وَ بَعْدَهُ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی حَدِیثٍ مَعَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا

ص: 315


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 381( ط اسلامیة) و فیه محمّد بن محبب.

نَظَرَ إِلَیَّ قَطَعَ الْحَدِیثَ ثُمَّ قَالَ لَأَنْ أَسْعَی مَعَ أَخٍ لِی فِی حَاجَةٍ حَتَّی تُقْضَی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَلْفَ نَسَمَةٍ وَ أَحْمِلَ عَلَی أَلْفِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ.

وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَصِلَنَا فَلْیَصِلْ فُقَرَاءَ شِیعَتِنَا.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَدْخَلَ عَلَی قَلْبِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَسَرَّةً.

«73»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ یَقْضِی بَعْضُهُمْ حَوَائِجَ بَعْضٍ فَیَقْضِی اللَّهُ لَهُمْ حَاجَتَهُمْ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ضَمِنَ لِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً لَهُ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ فِی حَاجَتِهِ حَتَّی یَقْضِیَ حَاجَةَ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْباً أَوْ تَقْضِی عَنْهُ دَیْناً أَوْ تَكْسُوهُ ثَوْباً.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَلْقُ عِیَالُ اللَّهِ تَعَالَی فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ مَنْ نَفَعَ عِیَالَ اللَّهِ أَوْ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ بَیْتٍ سُرُوراً وَ مَشْیٌ مَعَ أَخٍ مُسْلِمٍ فِی حَاجَتِهِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرَیْنِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ یُلْطِفُهُ بِهَا وَ مَجْلِسٍ یُكْرِمُهُ بِهِ لَمْ یَزَلْ فِی ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَمْدُوداً عَلَیْهِ بِالرَّحْمَةِ مَا كَانَ فِی ذَلِكَ (1).

«74»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ النَّطَّاحِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَجْرَی اللَّهُ عَلَی یَدِهِ فَرَجاً لِمُسْلِمٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(2).

ص: 316


1- 1. نوادر الراوندیّ ص 8 و 11.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 199.

«75»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ فَیْضٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: خِیَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ خَالِصِ الْإِیمَانِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِهِمْ فِی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ یَا جَمِیلُ إِنَّ الْبَارَّ لَیُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ ارْوِ عَنِّی هَذَا الْحَدِیثَ فَإِنَّ فِیهِ تَرْغِیباً فِی الْبِرِّ(1).

«76»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ الْمُعَافَی عَنْ حَمَّوَیْهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی قَالَ: قَالَ لِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام إِنَّهُ لَیَعْرِضُ لِی صَاحِبُ الْحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَی قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ یَسْتَغْنِیَ عَنْهَا صَاحِبُهَا(2).

«77»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی جُنَادَةَ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ ضَمِنَ لِأَخِیهِ حَاجَةً لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی حَاجَتِهِ حَتَّی یَقْضِیَهَا(3).

«78»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ بَذَلَ جَاهَهُ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَلَی النَّارِ وَ لَمْ یَمَسَّهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ بَخِلَ بِجَاهِهِ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ وَ هُوَ أَوْجَهُ جَاهاً مِنْهُ إِلَّا مَسَّهُ قَتَرٌ وَ ذِلَّةٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَصَابَتْ وَجْهَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَفَحَاتُ النِّیرَانِ (4) مُعَذَّباً كَانَ أَوْ مَغْفُوراً لَهُ (5).

ص: 317


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 247.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 258.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 261.
4- 4. لفحته النار و السموم بحرها: أحرقته، یقال: أصابه من الحرّ لفح و من البرد نفح.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 283.

«79»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیُّ الْأَعْمَالِ هُوَ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ قَالَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ یَعْدِلُ هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ لَا بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ الصَّلَاةِ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الزَّكَاةَ وَ لَا بَعْدَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الصَّوْمَ وَ لَا بَعْدَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الْحَجَّ وَ فَاتِحَةُ ذَلِكَ كُلِّهِ مَعْرِفَتُنَا وَ خَاتِمَتُهُ مَعْرِفَتُنَا وَ لَا شَیْ ءَ بَعْدَ ذَلِكَ كَبِرِّ الْإِخْوَانِ وَ الْمُوَاسَاةِ بِبَذْلِ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ فَإِنَّهُمَا حَجَرَانِ مَمْسُوخَانِ (1)

بِهِمَا امْتَحَنَ اللَّهُ خَلْقَهُ بَعْدَ الَّذِی عَدَّدْتُ لَكَ وَ مَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَسْرَعَ غِنًی وَ لَا أَنْفَی لِلْفَقْرِ مِنْ إِدْمَانِ حَجِّ هَذَا الْبَیْتِ وَ صَلَاةِ فَرِیضَةٍ یَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ وَ لَحِجَّةٌ عِنْدَهُ خَیْرٌ مِنْ بَیْتٍ مَمْلُوءٍ ذَهَباً- لَا بَلْ خَیْرٌ مِنْ مِلْ ءِ الدُّنْیَا ذَهَباً وَ فِضَّةً یُنْفِقُهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً لَقَضَاءُ حَاجَةِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ أَفْضَلُ مِنْ حِجَّةٍ وَ طَوَافٍ وَ حِجَّةٍ وَ طَوَافٍ حَتَّی عَقَدَ عَشَرَةً ثُمَّ خَلَا یَدَهُ وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَمَلُّوا مِنَ الْخَیْرِ وَ لَا تَكْسَلُوا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله غَنِیَّانِ عَنْكُمْ وَ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِلُطْفِهِ سَبَباً یُدْخِلُكُمْ بِهِ الْجَنَّةَ(2).

«80»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: إِنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَیْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَیْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ.

«81»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً مِنْ خَلْقِهِ یَفْزَعُ الْعِبَادُ إِلَیْهِمْ فِی حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ هُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«82»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا یَسْتَقِیمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَّا بِثَلَاثٍ بِاسْتِصْغَارِهَا لِتَعْظُمَ وَ بِاسْتِكْتَامِهَا لِتَظْهَرَ وَ بِتَعْجِیلِهَا لِتَهْنَأَ(3).

ص: 318


1- 1. یعنی الذهب و الفضة، فان الدینار مسكوك من الذهب و الدرهم من الفضة.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 305.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 164.

وَ قَالَ علیه السلام لِكُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ النَّخَعِیِّ: یَا كُمَیْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ یَرُوحُوا فِی كَسْبِ الْمَكَارِمِ وَ یُدْلِجُوا فِی حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ فَوَ الَّذِی وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وَ خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَی إِلَیْهَا كَالْمَاءِ فِی انْحِدَارِهِ حَتَّی یَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِیبَةُ الْإِبِلِ (1).

«83»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ فَإِنَّمَا یُكْرِمُ اللَّهَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِمَنْ یُكْرِمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُفْعَلَ بِهِ.

وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ التَّیْمِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ فَاعْتَمَدَ عَلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ یَا إِبْرَاهِیمُ مَا لَكَ فِی طَوَافِكَ هَذَا قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَنْ جَاءَ إِلَی هَذَا الْبَیْتِ عَارِفاً بِحَقِّهِ فَطَافَ بِهِ أُسْبُوعاً وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشَرَةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشَرَةَ آلَافِ دَرَجَةٍ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِخَیْرٍ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ مَنْ قَضَی أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ طَافَ طَوَافاً وَ طَوَافاً حَتَّی عَدَّ عَشْراً وَ قَالَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ سَأَلَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ حَاجَةً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا وَ لَمْ یَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً فِی قَبْرِهِ یَنْهَشُ أَصَابِعَهُ (2).

«84»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً فِی الْأَرْضِ یَسْعَوْنَ فِی حَوَائِجِ النَّاسِ هُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«85»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ اللَّهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَی نَجَاحِ حَاجَتِهِ أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِذَلِكَ اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ یُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً یُصْلِحُ بِهَا أَمْرَ مَعِیشَتِهِ وَ یَدَّخِرُ لَهُ إِحْدَی وَ سَبْعِینَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَهْوَالِهِ (3).

ص: 319


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 201، و قد مر تحت الرقم 70 مثله.
2- 2. الشجاع- بالضم و الكسر- الحیة و النهش: العض، أو الاخذ بالاضراس.
3- 3. الكافی ج 2 ص 199.

بیان: الإغاثة كشف الشدة و النصرة أخاه المؤمن أی الذی كانت إخوته لمحض الإیمان و یحتمل أن تكون الأخوة أخص من ذلك أی انعقد بینهما المواخاة لیعین كل منهما صاحبه و اللّٰهفان صفة مشبهة كاللّٰهثان قال فی النهایة فیه اتقوا دعوة اللّٰهفان هو المكروب یقال لهف یلهف لهفا فهو لهفان و لهف فهو ملهوف و فی القاموس اللّٰهثان العطشان و بالتحریك العطش و قد لهث كسمع و كغراب حر العطش و شدة الموت و لهث كمنع لهثا و لهاثا بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو إعیاء انتهی و كأنه هنا كنایة عن شدة الاضطرار.

و فی النهایة الجهد بالضم الوسع و الطاقة و بالفتح المشقة و قیل المبالغة و الغایة و قیل هما لغتان فی الوسع و الطاقة فأما فی المشقة و الغایة فالفتح لا غیر و فی القاموس نفس تنفیسا و نفسا أی فرج تفریجا و قوله علیه السلام من اللّٰه من قبیل وضع الظاهر موضع المضمر و ربما یقرأ من بالفتح و التشدید و الإضافة منصوبا بتقدیر اطلبوا أو انظروا من اللّٰه أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أی هذا من اللّٰه و علی التقادیر معترضة تقویة للسابق و اللاحق أو منصوب مفعولا لأجله لكتب و أقول كل ذلك تكلف بعید.

«86»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَعَانَ مُؤْمِناً نَفَّسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ ثَلَاثاً وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً وَاحِدَةً فِی الدُّنْیَا وَ ثِنْتَیْنِ وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً عِنْدَ كُرَبِهِ الْعُظْمَی قَالَ حَیْثُ یَتَشَاغَلُ النَّاسُ بِأَنْفُسِهِمْ (1).

إیضاح: عند كربه العظمی أی فی القیامة حیث یتشاغل الناس بأنفسهم أی یوم لا ینظر أحد لشدة فزعه إلی حال أحد من والد أو ولد أو حمیم كما قال تعالی یَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2) وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً(3)

ص: 320


1- 1. الكافی ج 2 ص 199.
2- 2. الحجّ: 2 و ضمیر ترونها راجعة الی الساعة.
3- 3. المعارج: 10.

یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ (1) و أمثالها كثیرة.

«87»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مِسْمَعٍ أَبِی سَیَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَ مَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (2).

بیان: كرب الآخرة بضم الكاف و فتح الراء جمع كربة بالضم فی المصباح كربه الأمر كربا شق علیه و رجل مكروب مهموم و الكربة الاسم منه و الجمع كرب مثل غرفة و غرف قوله علیه السلام و هو ثلج الفؤاد أی فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة اللّٰه فی القاموس ثلجت نفسی كنصر و فرح ثلوجا و ثلجا اطمأنت و ثلج كخجل فرح و أثلجته و قال الرحیق الخمر أو أطیبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافی و فی النهایة فیه أیما مؤمن سقی مؤمنا علی ظماء سقاه اللّٰه یوم القیامة من الرحیق المختوم الرحیق من أسماء الخمر یرید خمر الجنة و المختوم المصون الذی لم یبتذل لأجل ختامه انتهی.

و أقول إشارة إلی قوله تعالی إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ- عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ- خِتامُهُ مِسْكٌ (3) قال البیضاوی أی مختوم أوانیه بالمسك مكان الطین و لعله تمثیل لنفاسته أو الذی له ختام أی مقطع هو رائحة المسك.

«88»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَّهُ قَلْبَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

بیان: فرج اللّٰه فی بعض النسخ بالجیم و فی بعضها بالحاء المهملة.

ص: 321


1- 1. لقمان: 33.
2- 2. الكافی ج 2 ص 199.
3- 3. المطففین: 22- 26.
4- 4. الكافی ج 2 ص 200.

«89»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً وَ هُوَ مُعْسِرٌ یَسَّرَ اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ مَنْ سَتَرَ عَلَی مُؤْمِنٍ عَوْرَةً یَخَافُهَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَبْعِینَ عَوْرَةً مِنْ عَوْرَاتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ اللَّهُ فِی عَوْنِ الْمُؤْمِنِ مَا كَانَ الْمُؤْمِنُ فِی عَوْنِ أَخِیهِ فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ وَ ارْغَبُوا فِی الْخَیْرِ(1).

بیان: قوله علیه السلام و هو معسر الضمیر إما راجع إلی المؤمن الأول أو المؤمن الثانی و العسر الضیق و الشدة و الصعوبة و هو أعم من الفقر و العورة كل ما یستحی منه إذا ظهر و هی أعم من المحرمات و المكروهات و ما یشینه عرفا و عادة و العیوب البدنیة و الستر فی المحرمات لا ینافی نهیه عنها لكن إذا توقف النهی عن المنكر علی إفشائها و ذمه علیها فالمشهور جوازه بل وجوبه فیمكن تخصیصه بغیر ذلك.

«90»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ بَكَّارِ بْنِ كَرْدَمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وَ افْعَلْهُ وَ أَخْبِرْ بِهِ عِلْیَةَ إِخْوَانِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِلْیَةُ إِخْوَانِی قَالَ الرَّاغِبُونَ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ قَضَی لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّةُ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ یُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَ مَعَارِفَهُ وَ إِخْوَانَهُ الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَا یَكُونُوا نُصَّاباً وَ كَانَ الْمُفَضَّلُ إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ لَهُ أَ مَا تَشْتَهِی أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْیَةِ الْإِخْوَانِ (2).

بیان: كردم كجعفر بمعنی القصیر و العلیة بكسر العین و سكون اللام قال الجوهری فلان من علیة الناس جمع رجل علی أی شریف رفیع مثل صبی و صبیة و فی القاموس علیة الناس و علیهم مكسورین جلتهم من ذلك أولها أولها

ص: 322


1- 1. الكافی ج 2 ص 200.
2- 2. الكافی ج 2 ص 192.

مبتدأ و من ذلك خبر و الجنة بدل أو عطف بیان لأولها أو خبر مبتدإ محذوف و یحتمل أن یكون أولها بدلا لقوله من ذلك قوله بعد أن لا یكونوا نصابا أقول الناصب فی عرف الأخبار یشمل المخالفین المتعصبین فی مذهبهم فغیر النصاب هم المستضعفون و سیأتی تحقیقه إن شاء اللّٰه مع أن الخبر ضعیف و تعارضه الأخبار المتواترة بالمعنی.

«91»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ حَدَّثَنِی خَالِدُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ انْتَجَبَهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ فُقَرَاءِ شِیعَتِنَا لِیُثِیبَهُمْ عَلَی ذَلِكَ الْجَنَّةَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ فَكُنْ ثُمَّ قَالَ لَنَا وَ اللَّهُ رَبٌّ نَعْبُدُهُ وَ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً(1).

بیان: المنتجب المختار قوله ثم قال لنا و اللّٰه رب الظاهر أنه تنبیه للمفضل و أمثاله لئلا یطیروا إلی الغلو(2)

أو لطیرهم إلیه لما ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضل كان یذهب مذهب أبی الخطاب فی القول بربوبیة الصادق علیه السلام و قد أورد الكشی روایات كثیرة فی ذمه و أخبارا غزیرة فی مدحه

حَتَّی رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هُوَ وَالِدٌ بَعْدَ الْوَالِدِ.

و فی إرشاد المفید ما یدل علی ثقته و جلالته (3)

و مدحه عندی أقوی و هذا الخبر مع أنه یحتمل وجوها أخر علی هذا الوجه أیضا لا یدل علی ذمه بل یحتمل أن یكون علیه السلام قال ذلك لئلا یزل لغایة محبته و معرفته بفضائلهم فینتهی حاله إلی الغلو و الارتفاع و قیل إنما قال علیه السلام ذلك لبیان وجه تخصیص الفقراء بالشیعة و تعریضا بالمخالفین أنهم مشركون لإشراكهم فی الإمامة و قیل إشارة إلی أن ترك قضاء حوائج المؤمنین نوع من الشرك و لا یخفی ما فیهما و قیل هو بیان أنهم علیهم السلام لا یطلبون حوائجهم إلی أحد

ص: 323


1- 1. الكافی ج 2 ص 193.
2- 2. طار الی كذا: أسرع إلیه.
3- 3. راجع الكشّیّ ص 272، إرشاد المفید ص 270.

سوی اللّٰه سبحانه و أنهم منزهون عن ذلك.

«92»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ أَیْمَنَ عَنْ صَدَقَةَ الْأَحْدَبِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ خَیْرٌ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَ خَیْرٌ مِنْ حُمْلَانِ أَلْفِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (1).

بیان: فی القاموس حمله یحمله حملا و حملانا و الحملان بالضم ما یحمل علیه من الدواب فی الهبة خاصة انتهی و المراد هنا المصدر بمعنی حمل الغیر علی الفرس و بعثه إلی الجهاد أو الأعم منه و من الحج و الزیارات قال فی المصباح حملت الرجل علی الدابة حملا.

«93»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ صَنْدَلٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَقَضَاءُ حَاجَةِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ مِنْ عِشْرِینَ حِجَّةً كُلُّ حِجَّةٍ یُنْفِقُ فِیهَا صَاحِبُهَا مِائَةَ أَلْفٍ (2).

توضیح: مائة ألف أی من الدراهم أو من الدنانیر أی إذا أنفقها فی غیر حوائج الإخوان لئلا یلزم تفضیل الشی ء علی نفسه.

«94»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَی الْمُؤْمِنِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَی أَخَاهُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةُ اللَّهِ سَاقَهَا إِلَیْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ فَإِنْ قَضَی حَاجَتَهُ كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَاقَهَا إِلَیْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ وَ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَكُونَ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِیهَا إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَی نَفْسِهِ وَ إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَی غَیْرِهِ یَا إِسْمَاعِیلُ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الْحَاكِمُ فِی رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ

ص: 324


1- 1. الكافی ج 2 ص 193.
2- 2. الكافی ج 2 ص 193.

فَإِلَی مَنْ تَرَی یَصْرِفُهَا قُلْتُ لَا أَظُنُّ یَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ قَالَ لَا تَظُنَّ وَ لَكِنِ اسْتَیْقِنْ فَإِنَّهُ لَنْ یَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ یَا إِسْمَاعِیلُ مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِی حَاجَةٍ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا فَلَمْ یَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً یَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً(1).

تبیان سببها له أی جعلها سببا لغفران ذنوبه و رفع درجاته أو أوجد أسبابها له قد شرعت له أی أظهرت أو سوغت أو فتحت أو رفعت له فی المصباح شرع اللّٰه لنا كذا یشرعه أظهره و أوضحه و شرع الباب إلی الطریق اتصل به و شرعته أنا یستعمل لازما و متعدیا و فی الصحاح شرع لهم یشرع شرعا سن.

قوله لا أظن یصرفها كأنه بمعنی أظن ألا یصرفها لقوله علیه السلام فی جوابه لا تظن و لكن استیقن أی لیحصل لك الیقین بسبب قوله فإن التكلیف بالیقین مع عدم حصول أسبابه تكلیف بالمحال و فی القاموس الشجاع كغراب و كتاب الحیة أو الذكر منها أو ضرب منها صغیر و الجمع شجعان بالكسر و الضم و قال نهشه كمنعه نهسه و لسعه و عضه أو أخذه بأضراسه و بالسین أخذه بأطراف الأسنان و فی المصباح نهسه الكلب و كل ذی ناب نهسا من بابی ضرب و نفع عضه و قیل قبض علیه ثم نتره فهو نهاس و نهست اللحم أخذته بمقدم الأسنان للأكل.

و اختلف فی جمیع الباب فقیل بالسین المهملة و اقتصر علیه ابن السكیت و قیل جمیع الباب بالسین و الشین نقله ابن فارس عن الأصمعی و قال الأزهری قال اللیث النهش بالشین المعجمة تناول من بعید كنهش الحیة و هو دون النهس و النهس بالمهملة القبض علی اللحم و نتره و عكس ثعلب فقال النهس بالمهملة یكون بأطراف الأسنان و النهش بالمعجمة بالأسنان و الأضراس و قیل یقال نهشته الحیة بالشین المعجمة و نهسه الكلب و الذئب و السبع بالمهملة انتهی.

و فی الإبهام إبهام یحتمل الید و الرجل و كأن الأول أظهر و قیل صیرورة الإبهام ترابا لا یأبی عن قبول النهش لأن تراب الإبهام كالإبهام فی قبوله العذاب

ص: 325


1- 1. الكافی ج 2 ص 194.

و الألم و لعل اللّٰه تعالی یخلق فیه ما یجد به الألم انتهی.

و أقول یحتمل أن یكون النهس فی الأجساد المثالیة أو یكون النهس أولا و بقاء الألم للروح إلی یوم القیامة مغفورا له أو معذبا أی سواء كان فی القیامة مغفورا أو معذبا.

«95»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ طَافَ بِالْبَیْتِ أُسْبُوعاً كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ قَالَ وَ زَادَ فِیهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ وَ قَضَی لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَاجَةٍ ثُمَّ قَالَ وَ قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَ طَوَافٍ حَتَّی عَدَّ عَشْراً(1).

بیان: الدرجات إما درجات القرب المعنویة أو درجات الجنة لأن فی الجنة درجات بعضها فوق بعض كما قال اللّٰه تعالی لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ(2) قال القرطبی من العامة أهل السفل من الجنة ینظرون إلی من فوقهم علی تفاوت منازلهم كما ینظر من بالأرض دواری السماء و عظام نجومها فیقولون هذا فلان و هذا فلان كما یقال هذا المشتری و هذا الزهرة وَ یَدُلُّ عَلَیْهِ مَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَیَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِی السَّمَاءِ.

«96»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَتَهُ إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیَّ ثَوَابُكَ وَ لَا أَرْضَی لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ(3).

بیان: المراد بالمسلم المؤمن فیهما.

«97»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَیْتِ طَوَافاً وَاحِداً كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ

ص: 326


1- 1. الكافی ج 2 ص 194.
2- 2. الزمر: 20.
3- 3. الكافی ج 2 ص 194.

سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَیِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ حَتَّی إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الْفَضْلُ كُلُّهُ فِی الطَّوَافِ قَالَ نَعَمْ وَ أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُسْلِمِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَ طَوَافٍ حَتَّی بَلَغَ عَشْراً(1).

بیان: الملتزم المستجار مقابل باب الكعبة سمی به لأنه یستحب التزامه و إلصاق البطن به و الدعاء عنده و قیل المراد به الحجر الأسود أو ما بینه و بین الباب أو عتبة الباب و كأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حیث قال التزمته اعتنقته فهو ملتزم و منه یقال لما بین الباب و الحجر الأسود الملتزم لأن الناس یعتنقونه أی یضمونه إلی صدورهم انتهی و هو إنما فسره بذلك لأنهم لا یعدون الوقوف عند المستجار مستحبا و هو من خواص الشیعة و ما فسره به هو الحطیم عندنا و بالجملة هذه التفاسیر نشأت من عدم الأنس بالأخبار و لا یبعد أن یكون المراد بالكون عند الملتزم بلوغه فی الشوط السابع فإن الالتزام فیه آكد فیكون فتح سبعة أبواب لتلك المناسبة و ما سیأتی نقلا عن ثواب الأعمال (2)

بسند آخر عن إسحاق هكذا حتی إذا صار إلی الملتزم فتح اللّٰه له ثمانیة أبواب الجنة یقال له ادخل من أیها شئت هو أظهر و تأنیث العشر لتقدیر المرات.

«98»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْخَارِقِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ یَطْلُبُ بِذَلِكَ مَا عِنْدَ اللَّهِ حَتَّی تُقْضَی لَهُ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِذَلِكَ مِثْلَ أَجْرِ حِجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَتَیْنِ وَ صَوْمِ شَهْرَیْنِ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ وَ اعْتِكَافِهِمَا فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَنْ مَشَی فِیهَا بِنِیَّةٍ وَ لَمْ یُقْضَ كَتَبَ اللَّهُ بِذَلِكَ لَهُ مِثْلَ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ فَارْغَبُوا بِالْخَیْرِ(3).

بیان: حتی تقضی بالتاء علی بناء المفعول أو بالیاء علی بناء الفاعل و فی بعض النسخ حتی یقضیها شهرین من أشهر الحرم أی متوالیین ففیه تجوز

ص: 327


1- 1. الكافی ج 2 ص 194.
2- 2. راجع الرقم 46 فیما مضی.
3- 3. الكافی ج 2 ص 194.

أی ما سوی العید و أیام التشریق لمن كان بمنی و مع عدم قید التوالی لا إشكال و یدل علی استحباب الصوم فی الأشهر الحرم و فضله و الأشهر الحرم هی التی یحرم فیها القتال و هی رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و یدل علی فضل الاعتكاف فیها أیضا و عدم اختصاص الاعتكاف بشهر رمضان.

فإن قیل الفرق بین القضاء و عدمه فی الثواب مشكل إذ السعی مشترك و القضاء لیس باختیاره قلت یمكن حمله علی ما إذا لم یبذل الجهد و لذلك لم تقض لا سیما إذا قرئ الفعلان علی بناء المعلوم مع أنه یمكن أن یكون مع عدم الاختلاف فی السعی أیضا الثواب متفاوتا فإن الثواب لیس بالاستحقاق بل بالتفضل و تكون إحدی الحكم فیه أن یبذلوا الجهد فی القضاء و لا یكتفوا بالسعی القلیل.

«99»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَنَافَسُوا فِی الْمَعْرُوفِ لِإِخْوَانِكُمْ وَ كُونُوا مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً یُقَالُ لَهُ الْمَعْرُوفُ- لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا مَنِ اصْطَنَعَ الْمَعْرُوفَ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَإِنَّ الْعَبْدَ لَیَمْشِی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَیُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكَیْنِ وَاحِداً عَنْ یَمِینِهِ وَ آخَرَ عَنْ شِمَالِهِ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ رَبَّهُ وَ یَدْعُونَ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسَرُّ بِقَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ إِذَا وَصَلَتْ إِلَیْهِ مِنْ صَاحِبِ الْحَاجَةِ(1).

بیان: قال فی النهایة التنافس من المنافسة و هی الرغبة فی الشی ء و الانفراد به و هو من الشی ء النفیس الجید فی نوعه و نافست فی الشی ء منافسة و نفاسا إذا رغبت فیه و قال المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة اللّٰه تعالی و التقرب إلیه و الإحسان إلی الناس و حسن الصحبة مع الأهل و غیرهم من الناس قوله فإن العبد كأن التعلیل لفضل المعروف فی الجملة لا لخصوص الدخول من باب المعروف و قیل حاجته التی یدعو أن حصولها له هی الدخول من باب المعروف و لا یخفی بعده و یحتمل أن یكون الفاء للتعقیب الذكری أو بمعنی الواو و كونه صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 328


1- 1. الكافی ج 2 ص 195.

أسر لأنه أعلم بحسن الخیرات و عواقبها أو لأن سروره من جهتین من جهة القاضی و المقضی له معا و كأن الضمیر فی وصلت راجع إلی القضاء و التأنیث باعتبار المضاف إلیه و قیل راجع إلی الحاجة و إذا للشرط لا لمحض الظرفیة و الغرض تقیید المؤمن بالكامل فإن حاجته حاجة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.

أقول: هذا إذا كان ضمیر إلیه راجعا إلیه صلی اللّٰه علیه و آله و یحتمل رجوعه إلی المؤمن.

«100»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَأَنْ أَحُجَّ حِجَّةً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً وَ رَقَبَةً وَ رَقَبَةً وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی بَلَغَ عَشْراً وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی بَلَغَ السَّبْعِینَ وَ لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَسُدَّ جَوْعَتَهُمْ وَ أَكْسُوَ عَوْرَتَهُمْ وَ أَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حِجَّةً وَ حِجَّةً وَ حِجَّةً وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی بَلَغَ عَشْراً وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی بَلَغَ السَّبْعِینَ (1).

إیضاح: الظاهر أن ضمیر مثلها فی الأولین راجع إلی الرقبة و فی الأخیرین إلی العشر و قوله حتی بلغ فی الموضعین كلام الراوی أی قال مثلها سبع مرات فی الموضعین فصار المجموع سبعین و یحتمل كونه كلام الإمام و یكون بلغ بمعنی یبلغ و قیل ضمیر مثلها فی الأول و الثانی راجع إلی ثلاث رقبات فیصیر ثلاثین و ضمیر مثلها فی الثالث و الرابع راجع إلی الثلاثین فیصیر الحاصل مضروب الثلاثین فی السبعین فیصیر ألفین و مائة و مجموع الثواب مضروب هذا فی نفسه أی عتق أربعة آلاف ألف و أربعمائة ألف و عشرة آلاف رقبة قوله علیه السلام لأن أعول قال الجوهری عال عیاله یعولهم عولا و عیالة أی قاتهم و أنفق علیهم یقال علته شهرا إذا كفیته معاشه أسد جوعتهم أی بأن أسد.

«101»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ صَاحِبِ الشَّعِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی

ص: 329


1- 1. الكافی ج 2 ص 195.

علیه السلام أَنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ بِالْحَسَنَةِ فَأُحَكِّمُهُ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ یَمْشِی مَعَ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فِی قَضَاءِ حَاجَتِهِ قُضِیَتْ أَمْ لَمْ تُقْضَ (1).

بیان: قوله علیه السلام قضیت أم لم تقض محمول علی ما إذا لم یقصر فی السعی كما مر مع أن الاشتراك فی دخول الجنة و التحكیم فیها لا ینافی التفاوت بحسب الدرجات.

«102»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِی حَاجَةٍ فَإِنَّمَا هِیَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَاقَهَا إِلَیْهِ فَإِنْ قَبِلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَایَتِنَا وَ هُوَ مَوْصُولٌ بِوَلَایَةِ اللَّهِ وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی قَضَائِهَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شُجَاعاً مِنْ نَارٍ یَنْهَشُهُ فِی قَبْرِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً فَإِنْ عَذَرَهُ الطَّالِبُ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا(2).

تبیان فإن قبل ذلك فقد وصله الضمیر المنصوب فی وصله راجع إلی مصدر قبل و الولایة بالكسر و الفتح المحبة و الإضافة فی الموضعین إلی الفاعل و یحتمل الإضافة إلی المفعول أیضا أی یصیر سببا لقبول ولایته لنا و كمالها و مغفورا حال مقدرة عن مفعول ینهشه.

قوله علیه السلام فإن عذره الطالب قال فی المصباح عذرته فیما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أی غیر ملوم و أعذرته بالألف لغة و قوله كان أسوأ حالا یحتمل وجهین الأول أن یكون اسم كان ضمیرا راجعا إلی المعذور و كونه أسوأ حالا لأنه حینئذ یكون الطالب من كمل المؤمنین و رد حاجته یكون أقبح و أشد و بعبارة أخری لما كان العاذر لحسن خلقه و كرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا یعذر فرد حاجته أشنع و الندم علیه أدوم و الحسرة علیه أعظم

ص: 330


1- 1. الكافی ج 2 ص 195.
2- 2. الكافی ج 2 ص 196.

أو لأنه إذا عذره لا یشكوه و لا یغتابه فیبقی حقه علیه سالما إلی یوم الحساب.

و یروی عن بعض الفضلاء لمن كان قریبا من عصرنا أنه قال المراد بالعذر إسقاط حق الآخرة و كونه أسوأ لأنه زیدت علیه المنة و لا ینفعه و قال بعض الأفاضل من تلامذته لتوجیه كلامه هذا مبنی علی أن عذاب القبر لا یسقط بإسقاطه إذ هو حق اللّٰه كما صرح به الشیخ قدس اللّٰه روحه فی الاقتصار حیث قال كل حق لیس لصاحبه قبضه لیس له إسقاطه كالطفل و المجنون لما لم یكن لهما استیفاؤه لم یكن لهما إسقاطه و الواحد منا لما لم یكن له استیفاء ثوابه و عوضه فی الآخرة لم یسقط بإسقاطه فعلم بذلك أن الإسقاط تابع للاستیفاء فمن لم یملك أحدهما لم یملك الآخر انتهی.

و الثانی أن یكون الضمیر راجعا إلی الطالب كما فهمه المحدث الأسترآبادی رحمه اللّٰه حیث قال أی كان الطالب أسوأ حالا لتصدیقه الكاذب و لتركه النهی عن المنكر و الأول أظهر.

«104»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَتَرِدُ عَلَیْهِ الْحَاجَةُ لِأَخِیهِ فَلَا تَكُونُ عِنْدَهُ فَیَهْتَمُّ بِهَا قَلْبُهُ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهَمِّهِ الْجَنَّةَ(1).

«105»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: مَشْیُ الرَّجُلِ فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ یُكْتَبُ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ یُمْحَی عَنْهُ عَشْرُ سَیِّئَاتٍ وَ یُرْفَعُ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ قَالَ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ وَ تَعْدِلُ عَشْرَ رِقَابٍ وَ أَفْضَلُ مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرٍ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (2).

بیان: یكتب له علی بناء المفعول و العائد محذوف أو علی بناء الفاعل و الإسناد علی المجاز و لا أعلمه أی لا أظنه و یمكن أن یستدل به علی جواز كون السنة أفضل من الواجب لأن السعی مستحب غالبا و الاعتكاف یشمل الواجب أیضا

ص: 331


1- 1. الكافی ج 2 ص 196.
2- 2. الكافی ج 2 ص 196.

مع أن المستحب أیضا ینتهی إلی الواجب فی كل ثالثة علی المشهور كما سیأتی إن شاء اللّٰه و نظائره كثیرة.

«106»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً فِی الْأَرْضِ یَسْعَوْنَ فِی حَوَائِجِ النَّاسِ هُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ سُرُوراً فَرَّحَ اللَّهُ قَلْبَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

بیان: الظاهر أن الأجر مترتب علی السعی فقط و یحتمل ترتبه علی السعی و القضاء معا و الحصر المستفاد من اللام مع تأكیده بضمیر الفصل علی المبالغة أو إضافی بالنسبة إلی من تركه أو إلی بعض الناس و أعمالهم و تفریح القلب كشف الغم عنه و إدخال السرور فیه.

«107»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ مَشَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ أَظَلَّهُ اللَّهُ بِخَمْسَةٍ وَ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ لَمْ یَرْفَعْ قَدَماً إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً وَ حَطَّ عَنْهُ بِهَا سَیِّئَةً وَ یَرْفَعُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا أَجْرَ حَاجٍّ وَ مُعْتَمِرٍ(2).

بیان: أظله اللّٰه أی یجعلهم طائرین فوق رأسه حتی یظلوه لو كان لهم ظل أو یجعله فی ظلهم أی فی كنفهم و حمایتهم فإذا فرغ من حاجته أی من السعی فیها قضیت أم لم تقض و ربما یخص بعدم القضاء لروایة أبی بصیر الآتیة و قیل یدل ظاهره علی أن الأجر المذكور قبله للمشی فی قضاء الحاجة و أجر الحاج و المعتمر لقضاء الحاجة.

«108»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ صَدَقَةَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ حُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أَمْشِیَ فِی حَاجَةِ أَخٍ لِی مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَلْفَ نَسَمَةٍ وَ أَحْمِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَلَی أَلْفِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ(3).

ص: 332


1- 1. الكافی ج 2 ص 197.
2- 2. الكافی ج 2 ص 197.
3- 3. الكافی ج 2 ص 197.

بیان: فی المصباح حلوان أی بالضم بلد مشهور من سواد العراق و هی آخر مدن العراق و بینها و بین بغداد نحو خمس مراحل و هی من طرف العراق من الشرق و القادسیة من طرفه من الغرب قیل سمیت باسم بانیها و هو حلوان بن عمران بن الحارث بن قضاعة و أحمل فی سبیل اللّٰه أی أركب ألف إنسان علی ألف فرس كل منها شد علیه السرج و ألبس اللجام و أبعثها فی الجهاد و مسرجة و ملجمة اسما مفعول من بناء الإفعال.

«109»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَمْشِی لِأَخِیهِ الْمُسْلِمِ فِی حَاجَةٍ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَ حَطَّ بِهَا عَنْهُ سَیِّئَةً وَ رَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً وَ زِیدَ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ شُفِّعَ فِی عَشْرِ حَاجَاتِ (1).

بیان: و زید بعد ذلك أی لكل خطوة و قیل للجمیع و شفع علی بناء المجهول من التفعیل أی قبلت شفاعته أی استجیب دعاؤه فی عشر حاجات من الحوائج الدنیویة و الأخرویة.

«110»- كا، [الكافی] عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ وَجْهِ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ یَغْفِرُ فِیهَا لِأَقَارِبِهِ وَ جِیرَانِهِ وَ إِخْوَانِهِ وَ مَعَارِفِهِ وَ مَنْ صَنَعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفاً فِی الدُّنْیَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قِیلَ لَهُ ادْخُلِ النَّارَ فَمَنْ وَجَدْتَهُ فِیهَا صَنَعَ إِلَیْكَ مَعْرُوفاً فِی الدُّنْیَا فَأَخْرِجْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنْ یَكُونَ نَاصِبِیّاً(2).

بیان: قوله علیه السلام یغفر فیها أی بسبب تلك الحسنات فإنها تذهب السیئات و قد ورد فی بعض الأخبار أنها إذا زیدت علی سیئاته تذهب سیئات أقاربه و معارفه أو المعنی یغفر معها فیكون علاوة للحسنات و یؤیده بعض الروایات و كان الاختلافات الواردة فی الروایات فی أجور قضاء حاجة المؤمن محمولة علی اختلاف النیات و مراتب الإخلاص فیها و تفاوت الحاجات فی الشدة و السهولة و اختلاف ذوی الحاجة

ص: 333


1- 1. الكافی ج 2 ص 197.
2- 2. الكافی ج 2 ص 197.

فی مراتب الحاجة و الإیمان و الصلاح و اختلاف السعاة فی الاهتمام و السعی و أمثال ذلك و عدم تضرر المؤمن بدخول النار لأمره تعالی بكونها علیه بردا و سلاما.

«111»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ فَاجْتَهَدَ فِیهَا فَأَجْرَی اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ قَضَاءَهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حِجَّةً وَ عُمْرَةً وَ اعْتِكَافَ شَهْرَیْنِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ صِیَامَهُمَا فَإِنِ اجْتَهَدَ فِیهَا وَ لَمْ یُجْرِ اللَّهُ قَضَاءَهَا عَلَی یَدَیْهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ حِجَّةً وَ عُمْرَةً(1).

بیان: یدل علی أن مع قضاء الحاجة ثواب الساعی أكثر مما إذا لم تقض و إن لم یتفاوت السعی و لم یقصر فی الاهتمام و لا استبعاد فی ذلك و قد مر مثله فی حدیث إبراهیم الخارقی لكن لم یكن فیه ذكر العمرة و یمكن أن یراد بالحجة فیه الحجة التی دخلت العمرة فیها أی التمتع أو حجة كاملة لتقییدها بالمبرورة أو یحمل علی اختلاف العمل كما مر.

«112»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَفَی بِالْمَرْءِ اعْتِمَاداً عَلَی أَخِیهِ أَنْ یُنْزِلَ بِهِ حَاجَتَهُ (2).

إیضاح: كفی بالمرء الظاهر أن الباء زائدة و اعتمادا تمییز و قوله أن ینزل علی بناء الإفعال بدل اشتمال للمرء و قال بعض الأفاضل الباء فی قوله بالمرء بمعنی فی و الظرف متعلق بكفی و اعتمادا تمیز عن نسبة كفی إلی المرء و أن ینزل فاعل كفی انتهی.

و أقول له وجه لكن ما ذكرناه أنسب بنظائره الكثیرة الواردة فی القرآن المجید و غیره و بالجملة فیه ترغیب عظیم فی قضاء حاجة المؤمن إذا سأله قضاءها فإن إظهاره حاجته عنده یدل علی غایة اعتماده علی إیمانه و وثوقه بمحبته و مقتضی ذلك أن لا یكذبه فی ظنه و لا یخیبه فی رجائه برد حاجته أو تقصیره فی قضائها.

ص: 334


1- 1. الكافی ج 2 ص 198.
2- 2. الكافی ج 2 ص 198.

«113»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ یُقَالُ لَهُ مَیْمُونٌ فَشَكَا إِلَیْهِ تَعَذُّرَ الْكِرَاءِ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی قُمْ فَأَعِنْ أَخَاكَ فَقُمْتُ مَعَهُ فَیَسَّرَ اللَّهُ كِرَاهُ فَرَجَعْتُ إِلَی مَجْلِسِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا صَنَعْتَ فِی حَاجَةِ أَخِیكَ فَقُلْتُ قَضَاهَا اللَّهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ أَنْ تُعِینَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ طَوَافِ أُسْبُوعٍ بِالْبَیْتِ مُبْتَدِئاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَجُلًا أَتَی الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَعِنِّی عَلَی قَضَاءِ حَاجَةٍ فَانْتَقَلَ وَ قَامَ مَعَهُ فَمَرَّ عَلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَقَالَ علیه السلام أَیْنَ كُنْتَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ تَسْتَعِینُهُ عَلَی حَاجَتِكَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَذُكِرَ أَنَّهُ مُعْتَكِفٌ فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنَّهُ لَوْ أَعَانَكَ كَانَ خَیْراً لَهُ مِنِ اعْتِكَافِهِ شَهْراً(1).

تبیان فشكا إلیه تعذر الكراء علیه الكراء بالكسر و المد أجر المستأجر علیه و هو فی الأصل مصدر كاریته و المراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التی یكتریها أو تعذر من یكتری دوابه بناء علی كونه مكاریا أو عدم تیسر أجرة المكاری له و كل ذلك مناسب لحال صفوان الراوی و أما بالفتح و التخفیف و أن بالفتح مصدریة و لیس فی بعض النسخ و قوله مبتدئا إما حال عن فاعل قال أی قال علیه السلام ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضی حاجة أخیه أو عن فاعل الطواف أو هو علی بناء اسم المفعول حالا عن

الطواف و علی التقدیرین الأخیرین لإخراج طواف الفریضة و قیل حال عن فاعل تعین أی تعین مبتدئا أو تمیز عن نسبة أحب إلی الإعانة أی أحب من حیث الابتداء یعنی قبل الشروع فی الطواف لا بعده و لا یخفی ما فیهما لا سیما الأخیر تستعینه أی لتستعینه أو هو حال.

فإن قیل كیف لم یختر الحسین علیه السلام إعانته مع كونها أفضل قلت یمكن أن یجاب عن ذلك بوجوه:

ص: 335


1- 1. الكافی ج 2 ص 108.

الأول أنه یمكن أن یكون له علیه السلام عذر آخر لم یظهره للسائل و لذا لم یذهب معه فأفاد الحسن علیه السلام ذلك لئلا یتوهم السائل أن الاعتكاف فی نفسه عذر فی ترك هذا فالمعنی لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خیرا.

الثانی أنه لا استبعاد فی نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر فی حال إمامته أو اختیار الإمام ما هو أقل ثوابا لا سیما قبل الإمامة.

الثالث ما قیل إنه لم یفعل ذلك لإیثار أخیه علی نفسه صلوات اللّٰه علیهما فی إدراك ذلك الفضل.

الرابع أن فعلت بمعنی أردت الاستعانة و قوله علیه السلام فذكر علی بناء المجهول أی ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له.

ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التی جوز الفقهاء خروج المعتكف فیها عن محل اعتكافه إلا أنه لا یجلس بعد الخروج و لا یمشی تحت الظل اختیارا علی المشهور و لا یجلس تحته علی قول.

«114»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلْقُ عِیَالِی فَأَحَبُّهُمْ إِلَیَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ وَ أَسْعَاهُمْ فِی حَوَائِجِهِمْ (1).

بیان: كونهم عیاله تعالی لضمانه أرزاقهم.

«115»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عُمَارَةَ قَالَ كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِی حَنِیفَةَ إِذَا لَقِیَنِی قَالَ: كَرِّرْ عَلَیَّ حَدِیثَكَ فَأُحَدِّثَهُ قُلْتُ رُوِّینَا أَنَّ عَابِدَ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ إِذَا بَلَغَ الْغَایَةَ فِی الْعِبَادَةِ صَارَ مَشَّاءً فِی حَوَائِجِ النَّاسِ عَانِیاً بِمَا یُصْلِحُهُمْ (2).

بیان: أبو عمارة كنیة لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر علیه السلام و كلهم مجاهیل و حماد بن أبی حنیفة أیضا مجهول و الظاهر أنه كان یسأل تكرار هذا الحدیث بعینه لالتذاذه بسماعه أو لیؤثر فیه فیحثه علی العمل به و قیل المراد

ص: 336


1- 1. الكافی ج 2 ص 199.
2- 2. الكافی ج 2 ص 199.

به جنس الحدیث فذكر له یوما هذا الحدیث و هو بعید.

قوله روینا هو علی الأشهر بین المحدثین علی بناء المجهول من التفعیل قال فی المغرب الروایة بعیر السقاء لأنه یروی الماء أو یحمله و منه راوی الحدیث و راویته و التاء للمبالغة یقال روی الشعر و الحدیث روایة و رویته إیاه حملته علی روایته و منه أنا روینا فی الأخبار.

و فی المصباح عنیت بأمر فلان بالبناء للمفعول عنایة و عنیا شغلت به و لتعن بحاجتی أی لتكن حاجتی شاغلة لسرك و ربما یقال عنیت بأمره بالبناء للفاعل فأنا عان و عنی یعنی من باب تعب إذا أصابته مشقة و الاسم العناء بالمد انتهی فیمكن أن یكون من العناء بمعنی المشقة أو من العنایة و الاعتناء بمعنی الاهتمام بالأمر و اشتغالهم بذلك بعد بلوغهم الغایة إما لكونها أرفع العبادات و أشرفها فإن الإنسان یترقی فی العبادات حتی یبلغ أقصی مراتبها أو لأن النفس لا تنقاد لهذه العبادة الشاقة إلا بعد تزكیتها و تصفیتها بسائر العبادات و الریاضات أو لأن إصلاح النفس مقدم علی إصلاح الغیر و إعانته.

«116»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ بِمُسْلِمٍ (1).

بیان: من أصبح أی دخل فی الصباح لا یهتم بأمور المسلمین أی لا یعزم علی القیام بها و لا یقوم بها مع القدرة علیه فی الصحاح أهمنی الأمر إذا أقلقك و حزنك و المهم الأمر الشدید و الاهتمام الاغتمام و اهتم له بأمره و فی المصباح اهتم الرجل بالأمر قام به فلیس بمسلم أی كامل الإسلام و لا یستحق هذا الاسم و إن كان المراد عدم الاهتمام بشی ء من أمورهم لا یبعد سلب الاسم حقیقة لأن من جملتها إعانة الإمام و نصرته و متابعته و إعلان الدین و عدم إعانة الكفار علی المسلمین و علی التقادیر المراد بالأمور أعم من الأمور الدنیویة و الأخرویة و لو لم یقدر علی بعضها فالعزم التقدیری علیه حسنة یثاب علیها كما مر.

ص: 337


1- 1. الكافی ج 2 ص 163.

«117»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنْسَكُ النَّاسِ نُسُكاً أَنْصَحُهُمْ جَیْباً وَ أَسْلَمُهُمْ قَلْباً لِجَمِیعِ الْمُسْلِمِینَ (1).

إیضاح: قال فی النهایة النسك و النسك الطاعة و العبادة و كل ما تقرب به إلی اللّٰه تعالی و النسك ما أمرت به الشریعة و الورع ما نهت عنه و الناسك العابد و سئل ثعلب عن الناسك ما هو فقال هو مأخوذ من النسیكة و هی سبیكة الفضة المصفاة كأنه صفی

نفسه لله تعالی و قال النصیحة كلمة یعبر بها عن جملة هی إرادة الخیر للمنصوح له و لیس یمكن أن یعبر عن هذا المعنی بكلمة واحدة غیرها و أصل النصح فی اللغة الخلوص یقال نصحته و نصحت له و معنی نصیحة اللّٰه صحة الاعتقاد فی وحدانیته و إخلاص النیة فی عبادته و النصیحة لكتاب اللّٰه هو التصدیق به و العمل بما فیه و نصیحة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله التصدیق بنبوته و رسالته و الانقیاد لما أمر به و نهی عنه و نصیحة الأئمة أن یطیعهم فی الحق و نصیحة عامة المسلمین إرشادهم إلی مصالحهم و فی الصحاح رجل ناصح الجیب أی نقی القلب و فی القاموس رجل ناصح الجیب لا غش فیه انتهی و نسكا و جیبا تمیزان و نسبة الأنسك إلی النسك للمبالغة و المجاز كجد جده و أسلمهم قلبا أی من الحقد و الحسد و العداوة.

«118»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: عَلَیْكَ بِالنُّصْحِ لِلَّهِ فِی خَلْقِهِ فَلَنْ تَلْقَاهُ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ (2).

توضیح: النصح لله فی خلقه الخلوص فی طاعة اللّٰه فیما أمر به فی حق خلقه من إعانتهم و هدایتهم و كف الأذی عنهم و ترك الغش معهم أو المراد النصح للخلق خالصا لله فلن تلقاه أی عند الموت أو فی القیامة بعمل أی مع عمل.

«119»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَهْتَمَّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ

ص: 338


1- 1. الكافی ج 2 ص 163.
2- 2. الكافی ج 2 ص 164.

بِمُسْلِمٍ (1).

«120»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَمِّهِ عَاصِمٍ الْكُوزِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ مِنْهُمْ وَ مَنْ یَسْمَعْ رَجُلًا یُنَادِی یَا لَلْمُسْلِمِینَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَلَیْسَ بِمُسْلِمٍ (2).

بیان: اللام المفتوحة فی للمسلمین للاستغاثة.

«121»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَلْقُ عِیَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ مَنْ نَفَعَ عِیَالَ اللَّهِ وَ أَدْخَلَ عَلَی أَهْلِ بَیْتٍ سُرُوراً(3).

بیان: الخلق عیال اللّٰه العیال بالكسر جمع عیل كجیاد و جید و هم من یمونهم الإنسان و یقوم بمصالحهم فاستعیر لفظ العیال للخلق بالنسبة إلی الخالق فإنه خالقهم و المدبر لأمورهم و المقدر لأحوالهم و الضامن لأرزاقهم فأحب الخلق إلی اللّٰه أی أرفعهم منزلة عنده و أكثرهم ثوابا من نفع عیال اللّٰه بنعمة أو بدفع مضرة أو إرشاد و هدایة أو تعلیم أو قضاء حاجة و غیر ذلك من منافع الدین و الدنیا و فیه إشعار بحسن هذا الفعل فإنه تكفل ما ضمن اللّٰه لهم من أمورهم و إدخال السرور علی أهل بیت إما المراد به منفعة خاصة تعم الرجل و أهل بیته و عشائره أو تنبیه علی أن كل منفعة توصله إلی أحد من المؤمنین یصیر سببا لإدخال السرور علی جماعة من أهل بیته.

«122»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ قَالَ أَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ (4).

«123»- كا، [الكافی] عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُثَنَّی بْنِ الْوَلِیدِ الْحَنَّاطِ

ص: 339


1- 1. الكافی ج 2 ص 164.
2- 2. الكافی ج 2 ص 164.
3- 3. الكافی ج 2 ص 164.
4- 4. الكافی ج 2 ص 164.

عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَلَی قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ عَادِیَةَ مَاءٍ أَوْ نَارٍ أُوجِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(1).

إیضاح: قوله علیه السلام عادیة ماء فی القاموس العدی كغنی القوم یعدون لقتال أو أول من یحمل من الرجالة كالعادیة فیهما أو هی للفرسان و قال العادیة الشغل یصرفك عن الشی ء و عداه عن الأمر صرفه و شغله و علیه وثب و عدا علیه ظلمه و العادی العدو و فی الصحاح دفعت عنك عادیة فلان أی ظلمه و شره انتهی.

و أقول یمكن أن یقرأ فی الخبر بالإضافة أی ضرر ماء أی سیل أو نار وقعت فی البیوت بأن أعان علی دفعهما و أوجبت علی بناء المجهول و أن یقرأ عادیة بالتنوین و ماء و نارا أیضا كذلك بالبدلیة أو عطف البیان و وجبت علی بناء المجرد فإطلاق العادیة علیهما علی الاستعارة بأحد المعانی المتقدمة و الأول أظهر.

«124»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ لَا تَقُولُوا إِلَّا خَیْراً حَتَّی تَعْلَمُوا مَا هُوَ(2).

بیان: قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فیه فقیل هو القول الحسن الجمیل و الخلق الكریم و هو مما ارتضاه اللّٰه و أحبه عن ابن عباس و قیل هو الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر عن سفیان و قال الربیع بن أنس أی معروفا وَ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُقَالَ لَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَ یُحِبُّ الْحَلِیمَ الْعَفِیفَ الْمُتَعَفِّفَ.

ثم اختلف فیه من وجه آخر فقیل هو عام فی المؤمن و الكافر علی ما روی عن الباقر علیه السلام و قیل هو خاص فی المؤمن و اختلف من قال إنه عام فقال ابن عباس و قتادة إنه منسوخ بآیة السیف و قال الأكثرون إنها لیست بمنسوخة لأنه یمكن قتالهم مع حسن القول فی دعائهم إلی الإیمان انتهی و فی تفسیر العسكری

ص: 340


1- 1. الكافی ج 2 ص 164.
2- 2. الكافی ج 2 ص 164.

قال الصادق علیه السلام قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً أی للناس كلهم مؤمنهم و مخالفهم أما المؤمنون فیبسط لهم وجهه و أما المخالفون فیكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلی الإیمان فإن بأیسر من ذلك یكف شرورهم عن نفسه و عن إخوانه المؤمنین.

و لا تقولوا إلا خیرا إلخ قیل یعنی لا تقولوا لهم إلا خیرا ما تعلموا فیهم الخیر و ما لم تعلموا فیهم الخیر فأما إذا علمتم أنه لا خیر فیهم و انكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحیث لا تبقی لكم مریة فلا علیكم أن لا تقولوا خیرا و ما تحتمل الموصولیة و الاستفهام و النفی و قیل حتی تعلموا متعلق بمجموع المستثنی و المستثنی منه أی من اعتاد بقول الخیر و ترك القبیح یظهر له فوائده.

أقول: و یحتمل أن یكون حتی تعلموا بدلا أو بیانا للاستثناء أی إلا خیرا تعلموا خیریته إذ كثیرا ما یتوهم الإنسان خیریة قول و هو لیس بخیر.

«125»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُقَالَ فِیكُمْ (1).

بیان: یومی إلی أن المراد بقوله قولوا للناس قولوا فی حق الناس لا مخاطبتهم بذلك و الحدیث السابق یحتمل الوجهین.

«126»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ قَالَ نَفَّاعاً(2).

بیان: و جعلنی مباركا قال البیضاوی نفاعا معلم الخیر و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی جعلنی معلما للخیر عن مجاهد و قیل نفاعا حیثما توجهت و البركة نماء الخیر و المبارك الذی ینمی الخیر به و قیل ثابتا دائما علی الإیمان و الطاعة و أصل البركة الثبوت عن الجبائی.

ص: 341


1- 1. الكافی ج 2 ص 165، و الآیة فی سورة البقرة: 83.
2- 2. الكافی ج 2 ص 165، و الآیة فی مریم: 31.

باب 21 تزاور الإخوان و تلاقیهم و مجالستهم فی إحیاء أمر أئمتهم علیهم السلام

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ لِلَّهِ لَا لِغَیْرِهِ الْتِمَاسَ مَوْعِدِ اللَّهِ وَ تَنَجُّزَ مَا عِنْدَ اللَّهِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یُنَادُونَهُ أَلَا طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ(1).

بیان: لا لغیره كحسن صورة أو صوت أو مال أو رئاء أو جاه و غیر ذلك من الأغراض الدنیویة و أما إذا كان لجهة دینیة كحق تعلیم أو هدایة أو علم أو صلاح أو زهد أو عبادة فلا ینافی ذلك و قوله التماس مفعول لأجله و الموعد مصدر أی طلب ما وعده اللّٰه و التنجز طلب الوفاء بالوعد و یدل علی أن طلب الثواب الأخروی لا ینافی الإخلاص كما مر فی بابه فإنه أیضا بأمر اللّٰه و المطلوب منه هو اللّٰه لا غیره و الغایة قسمان قسم هو علة و المقدم فی الخارج نحو قعدت عن الحرب جبنا و قسم آخر هو متأخر فی الخارج و مترتب علی الفعل نحو ضربته تأدیبا فقوله علیه السلام لله من قبیل الأول أی لطاعة أمر اللّٰه و قوله التماس موعد اللّٰه من قبیل الثانی فلا تنافی بینهما: قوله طبت و طابت لك الجنة أی طهرت من الذنوب و الأدناس الروحانیة و حلت لك الجنة و نعیمها أو دعاء له بالطهارة من الذنوب و تیسر الجنة له سالما من الآفات و العقوبات المتقدمة علیها قال فی النهایة قد یرد الطیب بمعنی الطاهر و منه

حدیث علی علیه السلام لما مات رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بأبی أنت و أمی طبت حیا و میتا.

أی

ص: 342


1- 1. الكافی ج 2 ص 175.

طهرت انتهی و قال الطیبی فی شرح المشكاة فی قوله صلی اللّٰه علیه و آله طبت و طاب ممشاك أصل الطیب ما تستلذه الحواس و النفس و الطیب من الإنسان من تزكی عن نجاسة الجهل و الفسق و تحلی بالعلم و محاسن الأفعال و طبت إما دعاء له بأن یطیب عیشه فی الدنیا و طاب ممشاك كنایة عن سلوك طریق الآخرة بالتعری عن الرذائل أو خیره بذلك.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ خَیْثَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أُوَدِّعُهُ فَقَالَ یَا خَیْثَمَةُ أَبْلِغْ مَنْ تَرَی مِنْ مَوَالِینَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ أَنْ یَعُودَ غَنِیُّهُمْ عَلَی فَقِیرِهِمْ وَ قَوِیُّهُمْ عَلَی ضَعِیفِهِمْ وَ أَنْ یَشْهَدَ حَیُّهُمْ جَنَازَةَ مَیِّتِهِمْ وَ أَنْ یَتَلَاقَوْا فِی بُیُوتِهِمْ فَإِنَّ لُقِیَّا بَعْضِهِمْ بَعْضاً حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا(1) رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا یَا خَیْثَمَةُ أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا أَنَّا لَا نُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِلَّا بِعَمَلٍ وَ أَنَّهُمْ لَنْ یَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ أَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ (2).

تبیان أن یعود غنیهم علی فقیرهم أی ینفعهم قال فی القاموس العائدة المعروف و الصلة و المنفعة و هذا أعود أنفع و فی المصباح عاد بمعروفه أفضل و الاسم العائدة و فی القاموس لقیه كرضیه لقاء و لقاءة و لقایة و لقیا و لقیا رآه حیاة لأمرنا أی سبب لإحیاء دیننا و علومنا و روایاتنا و القول بإمامتنا لا نغنی عنهم من اللّٰه شیئا أی لا ننفعهم شیئا من الإغناء و النفع أو لا ندفع عنهم من عذاب اللّٰه شیئا.

قال البیضاوی فی قوله تعالی لَنْ تُغْنِیَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً(3) أی من رحمته أو طاعته علی معنی البدلیة أو من عذابه و قال فی قوله عز و جل وَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَیْئاً(4) لا یدفع ما كسبوا من الأموال و الأولاد شیئا

ص: 343


1- 1. اللقیا- بالضم- اسم من اللقاء. و هو المراد هنا، لا المفهوم المصدری.
2- 2. الكافی ج 2 ص 175.
3- 3. آل عمران: 10.
4- 4. الجاثیة: 10.

من عذاب اللّٰه و فی قوله سبحانه وَ ما أُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ(1) أی مما قضی علیكم و فی قوله تعالی فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا أی دافعون عنا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ(2) و فی المغرب الغناء بالفتح و المد الإجزاء و الكفایة یقال أغنیت عنه إذا أجزأت عنه و كفیت كفایته و فی الصحاح أغنیت عنك مغنی فلان أی أجزأت عنك مجزاه و یقال ما یغنی عنك هذا أی ما یجدی عنك و ما ینفعك قوله علیه السلام وصف عدلا أی أظهر مذهبا حقا و لم یعمل بمقتضاه كمن أظهر موالاة الأئمة علیهم السلام و لم یتابعهم أو وصف عملا صالحا للناس و لم یعمل به.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَدَّثَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَهْبَطَ إِلَی الْأَرْضِ مَلَكاً فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَلَكُ یَمْشِی حَتَّی دُفِعَ إِلَی بَابٍ عَلَیْهِ رَجُلٌ یَسْتَأْذِنُ عَلَی رَبِّ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَا حَاجَتُكَ إِلَی رَبِّ هَذِهِ الدَّارِ قَالَ أَخٌ لِی مُسْلِمٌ زُرْتُهُ فِی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَا جَاءَ بِكَ إِلَّا ذَاكَ فَقَالَ مَا جَاءَ بِی إِلَّا ذَاكَ قَالَ فَإِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكَ وَ هُوَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ وَجَبَتْ لَكَ الْجَنَّةُ وَ قَالَ الْمَلَكُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ أَیُّمَا مُسْلِمٍ زَارَ مُسْلِماً فَلَیْسَ إِیَّاهُ زَارَ بَلْ إِیَّایَ زَارَ وَ ثَوَابُهُ عَلَیَّ الْجَنَّةُ(3).

بیان: حتی دفع إلی باب علی بناء المفعول أی انتهی و فی بعض النسخ وقع و هو قریب من الأول قال فی المصباح دفعت إلی كذا بالبناء للمفعول انتهیت إلیه و قال وقع فی أرض فلاة صار فیها و وقع الصید فی الشرك حصل فیه و یدل علی جواز رؤیة الملك لغیر الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و ربما ینافی ظاهرا بعض الأخبار السابقة فی الفرق بین النبی و المحدث.

و الجواب أنه یحتمل أن یكون الزائر نبیا أو محدثا و غاب عنه عند إلقاء

ص: 344


1- 1. یوسف: 67.
2- 2. إبراهیم: 21.
3- 3. الكافی ج 2 ص 176.

الكلام و إظهار أنه ملك أو لما كانت زیارته خالصة لوجه اللّٰه نسب اللّٰه سبحانه زیارته إلی ذاته المقدسة.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ النَّهْدِیِّ عَنِ الْحُصَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّایَ زُرْتَ وَ ثَوَابُكَ عَلَیَّ وَ لَسْتُ أَرْضَی لَكَ ثَوَاباً دُونَ الْجَنَّةِ(1).

بیان: إیای زرت الحصر علی المبالغة أی لما كان غرضك إطاعتی و تحصیل رضای فكأنك لم تزر غیری و لست أرضی لك ثوابا أی المثوبات الدنیویة منقطعة فانیة و لا أرضی لك إلا الثواب الدائم الأخروی و هو الجنة.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی جَانِبِ الْمِصْرِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ فَهُوَ زَوْرُهُ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ زَوْرَهُ (2).

إیضاح: فی جانب المصر أی ناحیة من البلد داخلا أو خارجا و هو كنایة عن بعد المسافة بینهما ابتغاء وجه اللّٰه أی ذاته و ثوابه أو جهة اللّٰه كنایة عن رضاه و قربه فهو زوره أی زائره و قد یكون جمع زائر و المفرد هنا أنسب و إن أمكن أن یكون المراد هو من زوره.

قال فی النهایة الزور الزائر و هو فی الأصل مصدر وضع موضع الاسم كصوم و نوم بمعنی صائم و نائم و قد یكون الزور جمع زائر كراكب و ركب.

«6»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی بَیْتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَنْتَ ضَیْفِی وَ زَائِرِی عَلَیَّ قِرَاكَ وَ قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ الْجَنَّةَ بِحُبِّكَ إِیَّاهُ (3).

بیان: قال الجوهری قریت الضیف قری مثال قلیته قلی و قراء أحسنت إلیه إذا كسرت القاف قصرت و إذا فتحت مددت.

«7»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَزَّةَ

ص: 345


1- 1. الكافی ج 2 ص 176.
2- 2. الكافی ج 2 ص 176.
3- 3. الكافی ج 2 ص 176.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ فِی مَرَضٍ أَوْ صِحَّةٍ- لَا یَأْتِیهِ خِدَاعاً وَ لَا اسْتِبْدَالًا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یُنَادُونَ فِی قَفَاهُ أَنْ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ فَأَنْتُمْ زُوَّارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ وَفْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّی یَأْتِیَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لَهُ یُسَیْرٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنْ كَانَ الْمَكَانُ بَعِیداً قَالَ نَعَمْ یَا یُسَیْرُ وَ إِنْ كَانَ الْمَكَانُ مَسِیرَةَ سَنَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ وَ الْمَلَائِكَةَ كَثِیرَةٌ یُشَیِّعُونَهُ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَنْزِلِهِ (1).

تبیان لا یأتیه خداعا بكسر الخاء بأن لا یحبه و یأتیه لیخدعه و یلبس علیه أنه یحبه و لا استبدالا أی لا یطلب بذلك بدلا و عوضا دنیویا و مكافاة بزیارة أو غیرها أو عازما علی إدامة محبته و لا یستبدل مكانه فی الأخوة غیره و هذا مما خطر بالبال (2) و إن اختار الأكثر الأول قال فی القاموس بدل الشی ء محركة و بالكسر و كأمیر الخلف منه و تبدله و به و استبدله و به و أبدله منه و بدله اتخذه منه بدلا انتهی (3).

و فی قوله علیه السلام فی قفاه إشعار بأنهم یعظمونه و یقدمونه و لا یتقدمون علیه و لا یساوونه و أن فی أن طبت مفسرة لتضمن النداء معنی القول و الوفد بالفتح جمع وافد قال فی النهایة الوفد هم الذین یقصدون الأمراء لزیارة أو استرفاد و انتجاع و غیر ذلك قوله فأنتم أی أنت و من فعل مثل فعلك و إن كان المكان أی ینادون و یشیعونه إلی منزله و إن كان المكان بعیدا و فی بعض النسخ فإن كان فإن شرطیة و الجزاء محذوف أی یفعلون ذلك أیضا و كأن السائل استبعد نداء الملائكة و تشییعهم إیاه فی المسافة البعیدة إن كان المراد النداء و التشییع معا أو من المسافة البعیدة إن كان المراد النداء فقط و یسیر كأنه الدهان الذی قد یعبر عنه ببشر.

ص: 346


1- 1. الكافی ج 2 ص 177.
2- 2. و الذی یخطر ببالی أن الاستبذال بالمعجمة، یعنی طلبا لبذله و نواله. قال فی التاج و اللسان: استبذله: طلب منه البذل و فلانا شیئا: سأله أن یبذله له.
3- 3. القاموس ج 3 ص 333.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ وَ لِلَّهِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَخْطِرُ بَیْنَ قَبَاطِیَّ مِنْ نُورٍ- لَا یَمُرُّ بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَضَاءَ لَهُ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَرْحَباً وَ إِذَا قَالَ اللَّهُ لَهُ مَرْحَباً أَجْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الْعَطِیَّةَ(1).

بیان: فی اللّٰه إما متعلق بزار و فی للتعلیل فقوله و لله عطف تفسیر و تأكید له أو المراد به فی سبیل اللّٰه أی علی النحو الذی أمره اللّٰه و لله أی خالصا أو متعلق بالأخ أی أخ الذی إخوته فی اللّٰه و لله علی الوجهین و قیل فی اللّٰه متعلق بالأخ و لله بقوله زار و الواو للعطف علی محذوف بتقدیر لحبه إیاه و لله كما قیل فی قوله تعالی فی الأنعام وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ (2) و أقول یمكن تقدیر فعل أی و زاره لله و یحتمل أن تكون زائدة كما قیل قوله تعالی حَتَّی إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها(3) و لا یبعد زیادتها من النساخ كما روی فی قرب الإسناد بدون الواو(4).

و فی القاموس خطر الرجل بسیفه و رمحه یخطر خطرا رفعه مرة و وضعه أخری و فی مشیته رفع یدیه و وضعهما و فی النهایة أنه كان یخطر فی مشیته أی یتمایل و یمشی مشیة المعجب و فی المصباح القبط بالكسر نصاری مصر الواحد قبطی علی القیاس و القبطی بالضم ثیاب من كتان رقیق یعمل بمصر نسبة إلی القبط علی غیر قیاس فرقا بین الإنسان و الثوب و ثیاب قبطیة بالضم و الجمع قباطی انتهی و كأن المراد یمشی مسرورا معجبا بنفسه بین نور أبیض فی غایة البیاض كالقباطی و یحتمل أن یكون المعنی یخطر بین ثیاب من نور قد لبسها تشبه القباطی و لذا یضی ء له كل شی ء كالقباطی كذا خطر ببالی.

ص: 347


1- 1. الكافی ج 2 ص 177.
2- 2. الآیة 75.
3- 3. الزمر: 73.
4- 4. قرب الإسناد: 18 و سیأتی تحت الرقم 17 و لكن مع الواو.

و قیل المراد هنا أغشیة رقیقة تأخذها الملائكة أطرافه لئلا یقربه أحد بسوء أدب و أضاء هنا لازم و فی النهایة فیه أنه قال لخزیمة مرحبا أی لقیت مرحبا و سعة و قیل معناه رحب اللّٰه بك مرحبا فجعل المرحب موضع الترحیب.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ زَائِراً أَخَاهُ لِلَّهِ لَا لِغَیْرِهِ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللَّهِ رَغْبَةً فِیمَا عِنْدَهُ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یُنَادُونَهُ مِنْ خَلْفِهِ إِلَی أَنْ یَرْجِعَ إِلَی مَنْزِلِهِ أَلَا طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ(1).

بیان: زائرا حال مقدرة عن المستتر فی خرج و كأن قوله لله متعلق بالأخ و التماس مفعول له لخرج أو زائرا أو لله أیضا متعلق بأحدهما و التماس بیان له و كذا قوله رغبة تأكید و توضیح لسابقه.

«10»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا زَارَ مُسْلِمٌ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِی اللَّهِ وَ لِلَّهِ إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا الزَّائِرُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ(2).

«11»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَنَّةً لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ حَكَمَ عَلَی نَفْسِهِ بِالْحَقِّ وَ رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ وَ رَجُلٌ آثَرَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ (3).

توضیح: حكم علی نفسه أی إذا علم أن الحق مع خصمه أقر له به آثر أی اختاره علی نفسه فیما احتاج إلیه و فی اللّٰه متعلق بآثر أو بالأخ كما مر.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ

ص: 348


1- 1. الكافی ج 2 ص 177.
2- 2. الكافی ج 2 ص 177.
3- 3. الكافی ج 2 ص 178.

بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَخْرُجُ إِلَی أَخِیهِ یَزُورُهُ فَیُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكاً فَیَضَعُ جَنَاحاً فِی الْأَرْضِ وَ جَنَاحاً فِی السَّمَاءِ یُظِلُّهُ فَإِذَا دَخَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ نَادَی الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَیُّهَا الْعَبْدُ الْمُعَظِّمُ لِحَقِّی الْمُتَّبِعُ لِآثَارِ نَبِیِّی حَقٌّ عَلَیَّ إِعْظَامُكَ سَلْنِی أُعْطِكَ ادْعُنِی أُجِبْكَ اسْكُتْ أَبْتَدِئْكَ فَإِذَا انْصَرَفَ شَیَّعَهُ الْمَلَكُ یُظِلُّهُ بِجَنَاحِهِ حَتَّی یَدْخُلَ إِلَی مَنْزِلِهِ ثُمَّ یُنَادِیهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَیُّهَا الْعَبْدُ الْمُعَظِّمُ لِحَقِّی حَقٌّ عَلَیَّ إِكْرَامُكَ قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ جَنَّتِی وَ شَفَّعْتُكَ فِی عِبَادِی (1).

بیان: قوله فیضع جناحا فی الأرض لیطأ علیه و لیحیطه و یحفظه بجناحیه و قیل هو كنایة عن التعظیم و التواضع له و قیل الأمر فی سلنی و ادعنی و اسكت لیس علی الحقیقة بل لمحض الشرطیة و شفعتك علی بناء التفعیل أی قبلت شفاعتك.

«13»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَزِیَارَةُ مُؤْمِنٍ فِی اللَّهِ خَیْرٌ مِنْ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ وَ مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً وَقَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ عُضْواً مِنَ النَّارِ حَتَّی أَنَّ الْفَرْجَ یَقِی الْفَرْجَ (2).

بیان: وقی كل عضو و زید فی بعض النسخ الجلالة فی البین و كأنه من تحریف النساخ و فی بعضها وقی اللّٰه بكل و هو أیضا صحیح لكن الأول أنسب بهذا الخبر.

«14»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا ثَلَاثَةِ مُؤْمِنِینَ اجْتَمَعُوا عِنْدَ أَخٍ لَهُمْ یُؤْمِنُونَ بَوَائِقَهُ وَ لَا یَخَافُونَ غَوَائِلَهُ وَ یَرْجُونَ مَا عِنْدَهُ إِنْ دَعَوُا اللَّهَ أَجَابَهُمْ وَ إِنْ سَأَلُوا أَعْطَاهُمْ وَ إِنِ اسْتَزَادُوا زَادَهُمْ وَ إِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ (3).

بیان: فی المصباح البائقة النازلة و هی الداهیة و الشر الشدید و الجمع البوائق و قال الغائلة الفساد و الشر و الجمع الغوائل و قال الكسائی الغوائل الدواهی انتهی و یرجون ما عنده أی من الفوائد الدینیة كروایة الحدیث و استفادة

ص: 349


1- 1. الكافی ج 2 ص 178.
2- 2. الكافی ج 2 ص 178.
3- 3. الكافی ج 2 ص 178.

العلوم الدینیة أو الأعم منها و من المنافع المحللة الدنیویة و إرجاع الضمیر إلی اللّٰه عز و جل بعید.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ یَقُولُ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ لِلَّهِ لَا لِغَیْرِهِ یَطْلُبُ بِهِ ثَوَابَ اللَّهِ وَ تَنَجُّزَ مَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ حِینِ یَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّی یَعُودَ إِلَیْهِ یُنَادُونَهُ أَلَا طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ تَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا(1).

بیان: لو كان العبد الصالح الكاظم علیه السلام كما هو الظاهر یدل علی أن أبا حمزة الثمالی أدرك أیام إمامته علیه السلام و اختلف علماء الرجال فی ذلك و الظاهر أنه أدرك ذلك لأن بدو إمامته علیه السلام فی سنة ثمان و أربعین و مائة و المشهور أن وفاة أبی حمزة فی سنة خمسین و مائة لكن قد مر مثله عن أبی حمزة عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فیمكن أن یكون هو المراد بالعبد الصالح أو یكون الاشتباه من الرواة و فی النهایة بوأه اللّٰه منزلا أی أسكنه إیاه و تبوأت منزلا اتخذته انتهی و التنوین فی منزلا كأنه للتعظیم.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِقَاءُ الْإِخْوَانِ مَغْنَمٌ جَسِیمٌ وَ إِنْ قَلُّوا(2).

إیضاح: المغنم الغنیمة و هی الفائدة قوله و إن قلوا أی و إن كان الإخوان الذین یستحقون الأخوة قلیلین أو و إن لاقی قلیلا منهم و الأول أظهر.

«17»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا زَارَ مُسْلِمٌ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِی اللَّهِ وَ لِلَّهِ إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَیُّهَا الزَّائِرُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ(3).

ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ سَعْدٍ: مِثْلَهُ (4).

ص: 350


1- 1. الكافی ج 2 ص 178 و 179.
2- 2. الكافی ج 2 ص 178 و 179.
3- 3. قرب الإسناد ص 18.
4- 4. ثواب الأعمال: 168.

«18»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِفُضَیْلٍ تَجْلِسُونَ وَ تُحَدِّثُونَ قَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّ تِلْكَ الْمَجَالِسَ أُحِبُّهَا فَأَحْیُوا أَمْرَنَا یَا فُضَیْلُ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْیَا أَمْرَنَا یَا فُضَیْلُ مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَیْنِهِ مِثْلُ جَنَاحِ الذُّبَابِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ(1).

ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ سَعْدٍ: مِثْلَهُ (2).

«19»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِرَجُلٍ قَائِمٍ عَلَی بَابِ دَارٍ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا یُقِیمُكَ عَلَی بَابِ هَذِهِ الدَّارِ قَالَ فَقَالَ أَخٌ لِی فِیهَا أَرَدْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ الْمَلَكُ هَلْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ رَحِمٌ مَاسَّةٌ أَوْ هَلْ نَزَعَتْكَ إِلَیْهِ حَاجَةٌ قَالَ فَقَالَ لَا مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَرَابَةٌ وَ لَا نَزَعَتْنِی إِلَیْهِ حَاجَةٌ إِلَّا أُخُوَّةَ الْإِسْلَامِ وَ حُرْمَتَهُ وَ أَنَا أَتَعَاهَدُهُ وَ أُسَلِّمُ عَلَیْهِ فِی اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالَ الْمَلَكُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكَ وَ هُوَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ إِنَّمَا إِیَّایَ أَرَدْتَ وَ لِی تَعَاهَدْتَ وَ قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ الْجَنَّةَ وَ أَعْفَیْتُكَ مِنْ غَضَبِی وَ آجَرْتُكَ مِنَ النَّارِ(3).

ختص، [الإختصاص] عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ (4).

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَحْمَدَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ: مِثْلَهُ بِأَدْنَی تَغْیِیرٍ(5).

و قد أوردتهما فی باب صفات الملائكة.

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ

ص: 351


1- 1. قرب الإسناد ص 18.
2- 2. ثواب الأعمال ص 170.
3- 3. أمالی الصدوق ص 119.
4- 4. الاختصاص ص 224 بتفاوت.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 209.

ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ وَ أَنَا حَاضِرٌ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً مُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ مُتَوَاصِلِینَ مُتَرَاحِمِینَ تَزَاوَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَذَاكَرُوا وَ أَحْیُوا أَمْرَنَا(1).

أقول: قد مضت الأخبار فی باب حقوق المؤمن.

«21»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ خَیْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَزَاوَرُوا فِی بُیُوتِكُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا(2).

«22»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً: یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ فَرَحَاتٌ لِلْمُؤْمِنِ لُقَی الْإِخْوَانِ وَ الْإِفْطَارُ مِنَ الصِّیَامِ وَ التَّهَجُّدُ مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ (3).

«23»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ صُهَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یُحَدِّثُ قَالَ: إِنَّ ضَیْفَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلٌ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ فَهُوَ ضَیْفُ اللَّهِ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ رَجُلٌ كَانَ فِی صَلَاتِهِ فَهُوَ فِی كَنَفِ اللَّهِ حَتَّی یَنْصَرِفَ وَ رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ فِی ثَوَابِهِ وَ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ (4).

«24»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَنَّةٌ لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ حَكَمَ فِی نَفْسِهِ بِالْحَقِّ وَ رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ وَ رَجُلٌ آثَرَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (5).

ص: 352


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 59.
2- 2. الخصال ج 1 ص 14.
3- 3. الخصال ج 1 ص 62.
4- 4. الخصال ج 1 ص 63.
5- 5. الخصال ج 1 ص 65.

«25»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ كَانَ یُقَالُ لَهَا عَفْرَاءُ وَ كَانَتْ تَنْتَابُ- النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَسْمَعُ مِنْ كَلَامِهِ فَتَأْتِی صَالِحِی الْجِنِّ فَیُسْلِمُونَ عَلَی یَدَیْهَا وَ إِنَّهَا فَقَدَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَ عَنْهَا جَبْرَئِیلَ فَقَالَ إِنَّهَا زَارَتْ أُخْتاً لَهَا تُحِبُّهَا فِی اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ فِی الْجَنَّةِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُتَحَابِّینَ وَ الْمُتَزَاوِرِینَ فِی اللَّهِ (1).

«26»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: مُلَاقَاةُ الْإِخْوَانِ نُشْرَةٌ وَ تَلْقِیحُ الْعَقْلِ وَ إِنْ كَانَ نَزْراً قَلِیلًا(2).

«27»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَعَالَی ثَلَاثَةً التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ إِفْطَارُ الصَّائِمِ وَ لِقَاءُ الْإِخْوَانِ (3).

«28»- ل، [الخصال] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَبْعَةٌ فِی ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِیَمِینِهِ فَأَخْفَاهُ عَنْ شِمَالِهِ وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِیاً فَفَاضَتْ عَیْنَاهُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ رَجُلٌ لَقِیَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ فِی نِیَّتِهِ أَنْ یَرْجِعَ إِلَیْهِ وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ إِلَی نَفْسِهَا فَقَالَ إِنِّی أَخافُ

ص: 353


1- 1. الخصال ج 2 ص 171.
2- 2. مجالس المفید ص 202، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 92.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 175.

اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ (1).

أقول: قد مضی بإسناد آخر عن أبی سعید الخدری أو عن أبی هریرة

وَ فِیهِ: وَ رَجُلَانِ كَانَا فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَاجْتَمَعَا عَلَی ذَلِكَ وَ تَفَرَّقَا(2).

«29»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی رَفَعَهُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی صِلَتِنَا فَلْیَصِلْ صَالِحِی مَوَالِینَا وَ مَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی زِیَارَتِنَا فَلْیَزُرْ صَالِحِی مَوَالِینَا یُكْتَبْ لَهُ ثَوَابُ زِیَارَتِنَا(3).

«30»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِرَجُلٍ قَائِماً عَلَی بَابِ دَارٍ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا یُقِیمُكَ عَلَی بَابِ هَذِهِ الدَّارِ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَخٌ لِی فِیهَا أَرَدْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ هَلْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ رَحِمٌ مَاسَّةٌ أَوْ هَلْ نَزَعَتْكَ إِلَیْهِ حَاجَةٌ قَالَ فَقَالَ لَا مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَرَابَةٌ وَ لَا نَزَعَتْنِی إِلَیْهِ حَاجَةٌ إِلَّا أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَ حُرْمَتُهُ فَإِنَّمَا أَتَعَهَّدُهُ وَ أُسَلِّمُ عَلَیْهِ فِی اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكَ

وَ هُوَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّمَا إِیَّایَ أَرَدْتَ وَ لِی تَعَاهَدْتَ وَ قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ الْجَنَّةَ وَ أَعْفَیْتُكَ مِنْ غَضَبِی وَ آجَرْتُكَ مِنَ النَّارِ(4).

«31»- بشا، [بشارة المصطفی] ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُعَتِّبٍ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِدَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ: یَا دَاوُدُ أَبْلِغْ مَوَالِیَّ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَنِّی أَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذَاكَرَ أَمْرَنَا فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا مَلَكٌ یَسْتَغْفِرُ لَهُمَا وَ مَا اجْتَمَعْتُمْ فَاشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ فَإِنَّ فِی اجْتِمَاعِكُمْ وَ مُذَاكَرَتِكُمْ إِحْیَاءً لِأَمْرِنَا وَ خَیْرُ النَّاسِ مِنْ بَعْدِنَا مَنْ ذَاكَرَ بِأَمْرِنَا وَ عَادَ إِلَی ذِكْرِنَا(5).

ص: 354


1- 1. الخصال ج 2 ص 2.
2- 2. الخصال ج 2 ص 2.
3- 3. ثواب الأعمال ص 90.
4- 4. ثواب الأعمال ص 155.
5- 5. بشارة المصطفی ص 133.

«32»- ختص، [الإختصاص] بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حَدَّثَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَهْبَطَ مَلَكاً إِلَی الْأَرْضِ فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَلَكُ حَتَّی دَفَعَ إِلَی بَابِ رَجُلٍ فَإِذَا رَجُلٌ یَسْتَأْذِنُ عَلَی بَابِ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَا حَاجَتُكَ إِلَی رَبِّ هَذِهِ الدَّارِ قَالَ أَخٌ لِی مُسْلِمٌ زُرْتُهُ فِی اللَّهِ تَعَالَی قَالَ تَاللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ إِلَّا ذَاكَ قَالَ مَا جَاءَ بِی إِلَّا ذَاكَ قَالَ فَإِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكَ وَ هُوَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ وَجَبَتْ لَكَ الْجَنَّةُ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ زَارَ مُسْلِماً فَلَیْسَ إِیَّاهُ یَزُورُ بَلْ إِیَّایَ یَزُورُ وَ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ(1).

«33»- ختص، [الإختصاص] عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَیْ ءٌ یَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَسْتَرِیحُ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ كَمَا یَسْتَرِیحُ الطَّائِرُ إِلَی شَكْلِهِ أَ وَ مَا رَأَیْتَ ذَلِكَ (2).

«34»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ نَادَاهُ اللَّهُ أَیُّهَا الزَّائِرُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ(3).

«35»- عُدَّةُ الدَّاعِی قَالَ الصَّادِقُ: أَیُّمَا مُؤْمِنَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ اجْتَمَعُوا عِنْدَ أَخٍ لَهُمْ یَأْمَنُونَ بَوَائِقَهُ وَ لَا یَخَافُونَ غَوَائِلَهُ وَ یَرْجُونَ مَا عِنْدَهُ إِنْ دَعَوُا اللَّهَ أَجَابَهُمْ وَ إِنْ سَأَلُوا أَعْطَاهُمْ وَ إِنِ اسْتَزَادُوا زَادَهُمْ وَ إِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ زَارَ أَخَاهُ لِلَّهِ لَا لِشَیْ ءٍ غَیْرِهِ بَلْ لِالْتِمَاسِ مَا وَعَدَ اللَّهُ وَ تَنَجُّزِ مَا عِنْدَهُ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یُنَادُونَهُ أَلَا طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ.

«36»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الزِّیَارَةُ تُنْبِتُ الْمَوَدَّةَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.

ص: 355


1- 1. الاختصاص ص 26.
2- 2. الاختصاص ص 30.
3- 3. الاختصاص: 188.

باب 22 تزویج المؤمن أو قضاء دینه أو إخدامه أو خدمته و نصیحته

«1»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَبْدِ الْمُسْلِمِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: بَعَثَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام إِلَی عَمَّتِهِ یَسْأَلُهَا شَیْئاً كَانَ لَهَا تُعِینُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ فِی صَدَاقِهِ فَلَمَّا قَرَأَتِ الْكِتَابَ ضَحِكَتْ ثُمَّ قَالَتْ لِی قُلْ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی الْأَمْرُ إِلَیْكَ فَاصْنَعْ بِهِ مَا تُرِیدُ فِی ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهَا فَدَیْتُكِ أَیْشٍ كَتَبَ إِلَیْكِ فَقَالَتْ یُهْدَی إِلَیْكَ قِدْرُ بِرَامٍ (1)

أُخْبِرُكَ بِهِ قُلْتُ نَعَمْ فَأَعْطَتْنِی الْكِتَابَ فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِیهِ إِنَّ لِلَّهِ ظِلًّا تَحْتَ یَدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَا یَسْتَظِلُّ تَحْتَهُ إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ أَوْ مُؤْمِنٌ أَعْتَقَ عَبْداً مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنٌ قَضَا مَغْرَمَ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنٌ كَفَّ أَیِّمَةَ مُؤْمِنٍ (2).

«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّهِیكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ أَوْ أَخْدَمَهُ أَوْ كَتَمَ لَهُ سِرّاً(3).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب قضاء حاجة المؤمن.

ص: 356


1- 1. فی المطبوعة بالنجف الحروفیة ص 167:« قدر تراه» و القدر: اناء یطبخ فیه و البرام جمع برمة- بالضم- القدر المصنوع من الحجر. و لیتحرر.
2- 2. قرب الإسناد ص 123، و الایمة للرجل كالعزوبة، یقال آم الرجل من زوجته یئیم أیمة: فقدها، و كذا المرأة من زوجها. و یقال: تأیم الرجل، و تأیمت المرأة إذا مكثا طویلا لا یتزوجان.
3- 3. الخصال ج 1 ص 69.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی الْمُعْتَمِرِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّمَا مُسْلِمٍ خَدَمَ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ عَدَدِهِمْ خُدَّاماً فِی الْجَنَّةِ(1).

بیان: قوله علیه السلام إلا أعطاه اللّٰه الاستثناء من مقدر أی ما فعل ذلك إلا أعطاه اللّٰه أو هی زائدة قال فی القاموس فی معانی إلا أو زائدة ثم استشهد بقول الشاعر

حراجیج ما تنفك

إلا مناخة.

علی الخسف أو ترمی

بها بلدا قفرا(2).

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ أَنْ یُنَاصِحَهُ (3).

بیان: یقال نصحه و له كمنعه نصحا و نصاحة و نصاحیة فهو ناصح و نصیح و نصاح و الاسم النصیحة و هی فعل أو كلام یراد بهما الخیر للمنصوح و اشتقاقها من نصحت العسل إذا صفیته لأن الناصح یصفی فعله و قوله من الغش أو من نصحت الثوب إذا خطته لأن الناصح یلم خلل أخیه كما یلم الخیاط خرق الثوب و المراد بنصیحة المؤمن للمؤمن إرشاده إلی مصالح دینه و دنیاه و تعلیمه إذا كان جاهلا و تنبیهه إذا كان غافلا و الذب عنه و عن أعراضه إذا كان ضعیفا و توقیره فی صغره و كبره و ترك حسده و غشه و دفع الضرر عنه و جلب النفع إلیه و لو لم یقبل نصیحته سلك به طریق الرفق حتی یقبلها و لو كانت متعلقة بأمر الدین سلك به طریق الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر علی الوجه المشروع.

و یمكن إدخال النصیحة للرسول و الأئمة علیهم السلام أیضا فیها لأنهم أفضل المؤمنین و نصیحتهم الإقرار بالنبوة و الإمامة فیهم و الانقیاد لهم فی أوامرهم و نواهیهم

ص: 357


1- 1. الكافی ج 2 ص 207.
2- 2. القاموس ج 3 ص 330.
3- 3. الكافی ج 2 ص 208.

و آدابهم و أعمالهم و حفظ شرائعهم إجراء أحكامهم علی الأمة و فی الحقیقة النصیحة للأخ المؤمن نصیحة لهم أیضا.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ النَّصِیحَةُ لَهُ فِی الْمَشْهَدِ وَ الْمَغِیبِ (1).

بیان: فی المشهد و المغیب أی فی وقت حضوره بنحو ما مر و فی غیبته بالكتابة أو الرسالة و حفظ عرضه و الدفع عن غیبته و بالجملة رعایة جمیع المصالح له و دفع المفاسد عنه علی أی وجه كان.

«6»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَی الْمُؤْمِنِ النَّصِیحَةُ لَهُ (2).

بیان: یحتمل أن یكون الوجوب فی بعض الأفراد محمولا علی السنة المؤكدة وفقا للمشهور بین الأصحاب.

«7»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِیَنْصَحِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ كَنَصِیحَتِهِ لِنَفْسِهِ (3).

بیان: هذا جامع لجمیع أفراد النصیحة.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمْشَاهُمْ فِی أَرْضِهِ بِالنَّصِیحَةِ لِخَلْقِهِ (4).

إیضاح: أمشاهم فی الأرض المراد إما المشی حقیقة أو كنایة عن شدة الاهتمام و الباء فی قوله بالنصیحة للملابسة أو السببیة.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: عَلَیْكُمْ بِالنُّصْحِ لِلَّهِ فِی خَلْقِهِ فَلَنْ تَلْقَاهُ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ (5).

بیان: علیكم اسم فعل بمعنی الزموا و الباء فی قوله بالنصح زائدة

ص: 358


1- 1. الكافی ج 2 ص 208.
2- 2. الكافی ج 2 ص 208.
3- 3. الكافی ج 2 ص 208.
4- 4. الكافی ج 2 ص 208.
5- 5. الكافی ج 2 ص 208.

للتقویة و فی للظرفیة أو السببیة و النصح یتعدی إلی المنصوح بنفسه و باللام و نسبة النصح إلی اللّٰه إشارة إلی أن نصح خلق اللّٰه نصح له فإن نصحه تعالی إطاعة أوامره و قد أمر بالنصح لخلقه و یحتمل أن یكون المعنی النصح للخلق خالصا لله فیكون فی بمعنی اللام و یحتمل أن یكون المعنی النصح لله بالإیمان باللّٰه و برسله و حججه و إطاعة أوامره و الاحتراز عن نواهیه فی خلقه أی من بین خلقه و هو بعید و قال فی النهایة أصل النصح فی اللغة الخلوص یقال نصحته و نصحت له و معنی نصیحة اللّٰه صحة الاعتقاد فی وحدانیته و إخلاص النیة فی عبادته و النصیحة لكتاب اللّٰه هو التصدیق به و العمل بما فیه و نصیحة رسوله صلی اللّٰه علیه و آله لتصدیق بنبوته و رسالته و الانقیاد لما أمر به و نهی عنه و نصیحة الأئمة أن یطیعهم فی الحق و لا یری الخروج علیهم و نصیحة عامة المسلمین إرشادهم إلی مصالحهم.

باب 23 إطعام المؤمن و سقیه و كسوته و قضاء دینه

الآیات:

الحاقة: إِنَّهُ كانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ (1)

المدثر: وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ (2)

الدهر: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً(3)

الفجر: وَ لا تَحَاضُّونَ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ (4)

البلد: أَوْ إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ(5)

ص: 359


1- 1. الحاقّة: 33- 36.
2- 2. المدّثّر: 44.
3- 3. الدهر: 8- 9.
4- 4. الفجر: 18.
5- 5. البلد: 14 و 15.

الماعون: فَذلِكَ الَّذِی یَدُعُّ الْیَتِیمَ وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ (1)

«1»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ أَتَی بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَنْ سَقَی هَامَّةً ظَامِئَةً أَوْ أَشْبَعَ كَبِداً جَائِعَةً أَوْ كَسَا جِلْدَةً عَارِیَةً أَوْ أَعْتَقَ رَقَبَةً عَانِیَةً.

«2»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الْأَرْمَنِیُّ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ ثَلَاثَةٌ إِشْبَاعُ جَوْعَةِ الْمُسْلِمِ وَ قَضَاءُ دَیْنِهِ وَ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ (2).

«3»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ فَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُنْجِیَاتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (3).

«4»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیُّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَی السَّلَامَ وَ صَلَّی وَ النَّاسُ نِیَامٌ (4).

«5»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَفْشُوا السَّلَامَ وَ صِلُوا الْأَرْحَامَ وَ تَهَجَّدُوا وَ النَّاسُ نِیَامٌ وَ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَ أَطِیبُوا الْكَلَامَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ (5).

«6»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أُمِرْنَا أَنْ نُطْعِمَ الطَّعَامَ وَ نُودِیَ فِی النَّائِبَةِ وَ نُصَلِّیَ إِذَا نَامَ النَّاسُ (6).

ص: 360


1- 1. الماعون: 2 و 3.
2- 2. تراه فی المحاسن ص 294.
3- 3. المحاسن ص 387.
4- 4. المحاسن ص 387.
5- 5. المحاسن ص 387.
6- 6. المحاسن ص 387.

«7»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَخَذَ رَجُلٌ بِلِجَامِ دَابَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِطْیَابُ الْكَلَامِ (1).

«8»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ هِرَاقَةَ الدِّمَاءِ(2).

«9»- سن، [المحاسن] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ (3).

«10»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ هِرَاقَةَ الدِّمَاءِ وَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ (4).

«11»- سن، [المحاسن] جَعْفَرٌ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُسْلِماً حَتَّی یُشْبِعَهُ لَمْ یَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِی الْآخِرَةِ- لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَالَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ السَّغْبَانَ ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ- یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ- أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ- ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا(5).

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مِنْ مُوجِبَاتِ مَغْفِرَةِ الرَّبِّ إِطْعَامُ الطَّعَامِ (6).

«13»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ السَّغْبَانِ (7).

«14»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ

ص: 361


1- 1. المحاسن ص 387.
2- 2. المحاسن ص 387.
3- 3. المحاسن ص 388.
4- 4. المحاسن ص 388.
5- 5. المحاسن ص 389.
6- 6. المحاسن ص 389.
7- 7. المحاسن ص 389.

أَشْبَعَ كَبِداً جَائِعَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(1).

«15»- سن، [المحاسن] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعاً أُجْرِیَ لَهُ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ(2).

«16»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (3).

«17»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرِّزْقُ أَسْرَعُ إِلَی مَنْ یُطْعِمُ الطَّعَامَ مِنَ السِّكِّینِ فِی السَّنَامِ (4).

«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ أَخْبَرَنِی مَنْ سَمِعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَیْرُ أَسْرَعُ إِلَی الْبَیْتِ الَّذِی یُطْعَمُ فِیهِ الطَّعَامُ مِنَ الشَّفْرَةِ فِی سَنَامِ الْإِبِلِ (5).

«19»- سن، [المحاسن] الْجَامُورَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَیْتُ الَّذِی یُمْتَارُ مِنْهُ الْخَیْرُ وَ الْبَرَكَةُ أَسْرَعُ إِلَیْهِ مِنَ الشَّفْرَةِ فِی سَنَامِ الْبَعِیرِ(6).

«20»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تُحِبُّ إِخْوَانَكَ یَا حُسَیْنُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ تَنْفَعُ فُقَرَاءَهُمْ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ یَحِقُّ عَلَیْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ یُحِبُّ اللَّهُ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَنْفَعُ مِنْهُمْ أَحَداً حَتَّی تُحِبَّهُ تَدْعُوهُمْ إِلَی مَنْزِلِكَ قُلْتُ مَا آكُلُ إِلَّا وَ مَعِی مِنْهُمُ الرَّجُلَانِ وَ الثَّلَاثَةُ وَ أَقَلُّ وَ أَكْثَرُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَضْلُهُمْ عَلَیْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ أَدْعُوهُمْ إِلَی مَنْزِلِی وَ أُطْعِمُهُمْ طَعَامِی وَ أَسْقِیهِمْ وَ أُوطِئُهُمْ رَحْلِی وَ یَكُونُونَ عَلَیَّ أَفْضَلَ مِنَّا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَ مَغْفِرَةِ عِیَالِكَ وَ إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَنْزِلِكَ خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَ ذُنُوبِ عِیَالِكَ (7).

«21»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَأْكُلُ فَتَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ- وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ- فَكُّ رَقَبَةٍ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ عَلِمَ اللَّهُ أَنْ لَیْسَ كُلُّ خَلْقِهِ یَقْدِرُ عَلَی عِتْقِ رَقَبَةٍ فَجَعَلَ لَهُمْ سَبِیلًا إِلَی

ص: 362


1- 1. المحاسن ص 390.
2- 2. المحاسن ص 390.
3- 3. المحاسن ص 390.
4- 4. المحاسن ص 390.
5- 5. المحاسن ص 390.
6- 6. المحاسن ص 390.
7- 7. المحاسن ص 390.

الْجَنَّةِ بِإِطْعَامِ الطَّعَامِ (1).

«22»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا بَا الْمِقْدَامِ وَ اللَّهِ لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلًا مِنْ شِیعَتِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُطْعِمَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ كَمِ الْأُفُقُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ (2).

«23»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلًا مُسْلِماً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ وَ كَمِ الْأُفُقُ قَالَ عَشَرَةُ آلَافٍ (3).

«24»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِطْعَامُ مُسْلِمٍ یَعْدِلُ عِتْقَ نَسَمَةٍ(4).

«25»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِی حَتَّی یَشْبَعَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَخْرُجَ إِلَی السُّوقِ فَأَشْتَرِیَ رَقَبَةً فَأُعْتِقَهَا وَ لَأَنْ أُعْطِیَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِی دِرْهَماً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَشَرَةٍ وَ لَأَنْ أُعْطِیَهُ عَشَرَةً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمِائَةٍ(5).

«26»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَأُكْلَةٌ أُطْعِمُهَا أَخاً لِی فِی اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ مِسْكِیناً وَ لَأَنْ أُشْبِعَ أَخاً فِی اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ عَشَرَةَ مَسَاكِینَ وَ لَأَنْ أُعْطِیَهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْطِیَ مِائَةَ دِرْهَمٍ فِی الْمَسَاكِینِ (6).

«27»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنِ

ص: 363


1- 1. ....
2- 2. ....
3- 3. ....
4- 4. ....
5- 5. ....
6- 6. ....

الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُطْعِمَ أَخاً فِی اللَّهِ أَكْلَةً أَوْ لُقْمَةً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ مِسْكِیناً وَ لَأَنْ أُشْبِعَ أَخاً لِی مُوَاخِیاً فِی اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ عَشَرَةَ مَسَاكِینَ (1).

«28»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا سَدِیرُ تُعْتِقُ كُلَّ یَوْمٍ نَسَمَةً قُلْتُ لَا قَالَ كُلَّ شَهْرٍ قُلْتُ لَا قَالَ كُلَّ سَنَةٍ قُلْتُ لَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تَأْخُذُ بِیَدِ وَاحِدٍ مِنْ شِیعَتِنَا فَتُدْخِلَهُ إِلَی بَیْتِكَ فَتُطْعِمَهُ شُبْعَةً فَوَ اللَّهِ لَذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (2).

«29»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ یَوْمٍ نَسَمَةً فَقُلْتُ لَا یَحْتَمِلُ ذَلِكَ مَالِی فَقَالَ أَطْعِمْ كُلَّ یَوْمٍ رَجُلًا مُسْلِماً فَقُلْتُ مُوسِراً أَوْ مُعْسِراً فَقَالَ إِنَّ الْمُوسِرَ قَدْ یَشْتَهِی الطَّعَامَ (3).

«30»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ نُعَیْمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ فَأَصِبْ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّعَامِ حَتَّی أُحَدِّثَكَ بِحَدِیثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِی كَانَ أَبِی یَقُولُ لَأَنْ أُطْعِمَ عَشَرَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ عَشْرَ رَقَبَاتٍ (4).

«31»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ رِكَازٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ثَابِتُ أَ مَا تَسْتَطِیعُ أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ یَوْمٍ رَقَبَةً قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقْوَی عَلَی ذَلِكَ قَالَ أَ مَا تَسْتَطِیعُ أَنْ تُعَشِّیَ أَوْ تُغَدِّیَ أَرْبَعَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ قُلْتُ أَمَّا هَذَا فَأَنَا أَقْوَی عَلَیْهِ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ یَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقَ رَقَبَةٍ(5).

«32»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 364


1- 1. المحاسن ص 392 و 394.
2- 2. المحاسن ص 392 و 394.
3- 3. المحاسن ص 392 و 394.
4- 4. المحاسن ص 392 و 394.
5- 5. المحاسن ص 392 و 394.

قَالَ قَالَ: لَأَنْ أُشْبِعَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَدْخُلَ سُوقَكُمْ هَذِهِ فَأَبْتَاعَ مِنْهَا رَأْساً فَأُعْتِقَهُ (1).

«33»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ إِرَاقَةَ الدِّمَاءِ بِمِنًی (2).

«34»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِرَاقَةَ الدِّمَاءِ وَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ (3).

«35»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَی الْمُؤْمِنِ شُبْعَةُ مُسْلِمٍ أَوْ قَضَاءُ دَیْنِهِ (4).

«36»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: ثَلَاثُ خِصَالٍ هُنَّ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ مُسْلِمٌ أَطْعَمَ مُسْلِماً مِنْ جُوعٍ وَ فَكَّ عَنْهُ كَرْبَهُ وَ قَضَی عَنْهُ دَیْنَهُ (5).

«37»- أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ إِشْبَاعُ جَوْعَةِ الْمُؤْمِنِ أَوْ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ أَوْ قَضَاءُ دَیْنِهِ (6).

«38»- سن، [المحاسن] إِبْرَاهِیمُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ الْإِیمَانِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ (7).

«39»- سن، [المحاسن] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنْ مَیْمُونٍ الْبَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِیمَانُ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِرَاقَةُ الدِّمَاءِ(8).

ص: 365


1- 1. المحاسن ص 394.
2- 2. المحاسن ص 388.
3- 3. المحاسن ص 388.
4- 4. المحاسن ص 388.
5- 5. المحاسن ص 388.
6- 6. المحاسن ص 388.
7- 7. المحاسن ص 389 و 390.
8- 8. المحاسن ص 389 و 390.

«40»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْأَخُ لِی أُدْخِلُهُ فِی مَنْزِلِی فَأُطْعِمُهُ طَعَامِی وَ أُخْدِمُهُ أَهْلِی وَ خَادِمِی أَیُّنَا أَعْظَمُ مِنَّةً عَلَی صَاحِبِهِ قَالَ هُوَ عَلَیْكَ أَعْظَمُ مِنَّةً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُدْخِلُهُ مَنْزِلِی وَ أُطْعِمُهُ طَعَامِی وَ

أَخْدُمُهُ بِنَفْسِی وَ یَخْدُمُهُ أَهْلِی وَ خَادِمِی وَ یَكُونُ أَعْظَمَ مِنَّةً عَلَیَّ مِنِّی عَلَیْهِ قَالَ نَعَمْ لِأَنَّهُ یَسُوقُ عَلَیْكَ الرِّزْقَ وَ یَحْمِلُ عَنْكَ الذُّنُوبَ (1).

«41»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ جَائِعاً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ(2).

«42»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ(3).

«43»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُطْعِمُ مُؤْمِناً شُبْعَةً مِنْ طَعَامٍ إِلَّا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَ لَا سَقَاهُ رَیَّهُ إِلَّا سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (4).

«44»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مَا یَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ قَالَ إِطْعَامُ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ (5).

«45»- سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی نَجْرَانَ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ مَعاً عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَكْلَةٌ یَأْكُلُهَا الْمُسْلِمُ عِنْدِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ(6).

«46»- سن، [المحاسن] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ الْأَشْتَرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُطْعِمُ مُؤْمِناً مُوسِراً كَانَ أَوْ مُعْسِراً إِلَّا كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (7).

«47»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی بِعَمَلٍ یَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَأَنْ أَدْعُوَ ثَلَاثَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَأُطْعِمَهُمْ

ص: 366


1- 1. المحاسن ص 390.
2- 2. المحاسن ص 393.
3- 3. المحاسن ص 393.
4- 4. المحاسن ص 393.
5- 5. المحاسن ص 393.
6- 6. المحاسن ص 393.
7- 7. المحاسن ص 393.

حَتَّی یَشْبَعُوا وَ أُسْقِیَهُمْ حَتَّی یَرْوَوْا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عِتْقِ نَسَمَةٍ وَ نَسَمَةٍ حَتَّی عَدَّ سَبْعاً أَوْ أَكْثَرَ(1).

«48»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَطْعَمَ ثَلَاثَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (2).

«49»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یُوسُفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنَیْنِ شِبَعَهُمَا كَانَ ذَلِكَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ(3).

«50»- سن، [المحاسن] ابْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَطْعَمَ عَشَرَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ(4).

«51»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ آخُذَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ أَخْرُجَ إِلَی سُوقِكُمْ هَذِهِ فَأَشْتَرِیَ طَعَاماً ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَیْهِ نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً(5).

«52»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً قُلْتُ حُبِّ اللَّهِ أَوْ حُبِّ الطَّعَامِ قَالَ حُبِّ الطَّعَامِ (6).

«53»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَرِیزٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ أُطْعِمُ رَجُلًا سَائِلًا لَا أَعْرِفُهُ مُسْلِماً قَالَ نَعَمْ أَطْعِمْهُ مَا لَمْ تَعْرِفْهُ بِوَلَایَةٍ وَ لَا بِعَدَاوَةٍ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ لَا تُطْعِمْ مَنْ یَنْصِبُ لِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ أَوْ دَعَا إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ (7).

«54»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا ابْتَلَی

ص: 367


1- 1. المحاسن ص 395 و 394.
2- 2. المحاسن ص 395 و 394.
3- 3. المحاسن ص 395 و 394.
4- 4. المحاسن ص 395 و 394.
5- 5. المحاسن ص 396 و 397.
6- 6. المحاسن ص 396 و 397.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 48.

یَعْقُوبَ بِیُوسُفَ أَنَّهُ ذَبَحَ كَبْشاً سَمِیناً وَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یُدْعَی بیوم (1)

مُحْتَاجٌ لَمْ یَجِدْ مَا یُفْطِرُ عَلَیْهِ فَأَغْفَلَهُ وَ لَمْ یُطْعِمْهُ فَابْتُلِیَ بِیُوسُفَ وَ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّ صَبَاحٍ مُنَادِیهِ یُنَادِی مَنْ لَمْ یَكُنْ صَائِماً فَلْیَشْهَدْ غَدَاءَ یَعْقُوبَ فَإِذَا كَانَ الْمَسَاءُ نَادَی مَنْ كَانَ صَائِماً فَلْیَشْهَدْ عَشَاءَ یَعْقُوبَ (2).

«55»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ الْإِطْعَامَ فِی اللَّهِ وَ یُحِبُّ الَّذِی یُطْعِمُ الطَّعَامَ فِی اللَّهِ وَ الْبَرَكَةُ فِی بَیْتِهِ أَسْرَعُ مِنَ الشَّفْرَةِ فِی سَنَامِ الْبَعِیرِ.

«56»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِی قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَعُودُكَ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ مَرِضَ فُلَانٌ عَبْدِی فَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِی عِنْدَهُ وَ اسْتَسْقَیْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِی فَقَالَ كَیْفَ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ فَقَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِی وَ لَوْ سَقَیْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِی وَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِی قَالَ كَیْفَ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِی فُلَانٌ وَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِی (3).

«57»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً ابْنُ جُذْعَانَ (4)

فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا بَالُ ابْنِ جُذْعَانَ أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً قَالَ إِنَّهُ كَانَ یُطْعِمُ الطَّعَامَ (5).

«58»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ جُنَادَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام

ص: 368


1- 1. كذا فی النسخ، و فی بعضها بقوم، و لعله بنوم بالاشباع مركبا من بن، و وم.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 167.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 242.
4- 4. اسمه عبد اللّٰه، قیل: ظفر بكنز عظیم فجعل ینفق من ذلك الكنز و یطعم الناس و یفعل المعروف، و حكی انه كان ممن حرم الخمر فی الجاهلیة بعد أن كان مغرما بها، و هو الذی كان أبو قحافة أبو أبی بكر عضروطا له ینادی الناس الی مائدته.
5- 5. نوادر الراوندیّ ص 10.

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ إِبْرَادُ الْكِبَادِ الْحَارَّةِ وَ إِشْبَاعُ الْكِبَادِ الْجَائِعَةِ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَا یُؤْمِنُ بِی عَبْدٌ یَبِیتُ شَبْعَانَ وَ أَخُوهُ أَوْ قَالَ جَارُهُ الْمُسْلِمُ جَائِعٌ (1).

«59»- أَعْلَامُ الدِّینِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَمْسٌ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِهِنَّ أَوْ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ مَنْ سَقَی هَامَّةً صَادِیَةً أَوْ حَمَلَ قَدَماً حَافِیَةً أَوْ أَطْعَمَ كَبِداً جَائِعَةً أَوْ كَسَی جِلْدَةً عَارِیَةً أَوْ أَعْتَقَ رَقَبَةً عَانِیَةً.

«60»- كِتَابُ الْغَایَاتِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَی الْأَسِیرِ الْمُخْضَرِّ عَیْنَاهُ مِنَ الْجُوعِ.

وَ قَالَ علیه السلام: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ سَقْیُ الْمَاءِ وَ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ الْمَاءِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ إِبْرَادُ كَبِدٍ حَارَّةٍ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِبْرَادُ الْكَبِدِ الْحَرَّی یَعْنِی سَقْیَ الْمَاءِ.

«61»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی عَلْقَمَةَ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصُّبْحَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ عَمِّی حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخِی جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقٍ فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ إِلَیْهِمَا النَّبِقُ عِنَباً فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ الْعِنَبُ رُطَباً فَدَنَوْتُ مِنْهُمَا فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتُمَا أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالا وَجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَیْكَ وَ سَقْیَ الْمَاءِ وَ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع.

«62»- وَ مِنْهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ- عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَی مُؤْمِنٍ تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَةً أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ شُبْعَةُ جُوعِ الْمُسْلِمِ وَ قَضَاءُ دَیْنِهِ وَ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ.

وَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی إِشْبَاعُ جَوْعَةِ مُؤْمِنٍ وَ تَنْفِیسُ كُرْبَتِهِ وَ قَضَاءُ دَیْنِهِ وَ إِنَّ مَنْ یَفْعَلُ ذَلِكَ لَقَلِیلٌ.

«63»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ مُؤْمِناً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ

ص: 369


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 211.

أَشْبَعَ كَافِراً كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَمْلَأَ جَوْفَهُ مِنَ الزَّقُّومِ مُؤْمِناً كَانَ أَوْ كَافِراً(1).

تبیان من أشبع إلخ لا فرق فی ذلك بین البادی و الحاضر لعموم الأخبار خلافا لبعض العامة حیث خصوه بالأول لأن فی الحضر مرتفقا و سوقا و لا یخفی ضعفه مؤمنا كان أی المطعم و الزقوم شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیاطِینِ منبتها قعر جهنم أغصانها انتشرت فی دركاتها و لها ثمرة فی غایة القبح و المرارة و البشاعة و یدل ظاهرا علی عدم جواز إطعام الكافر مطلقا حربیا كان أو ذمیا قریبا كان أو بعیدا غنیا كان أو فقیرا و لو كان مشرفا علی الموت و المسألة لا تخلو من إشكال و للأصحاب فیه أقوال.

و اعلم أن المشهور لا یجوز وقف المسلم علی الحربی و إن كان رحما لقوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ الآیة(2)

و ربما قیل بجوازه لعموم قوله صلی اللّٰه علیه و آله لكل كبد حری أجر و أما الوقف علی الذمی ففیه أقوال أحدها المنع مطلقا و هو قول سلار و ابن البراج و الثانی الجواز و مطلقا و هو مختار المحقق و جماعة و الثالث الجواز إذا كان الموقوف علیه قریبا دون غیره و هو مختار الشیخین و جماعة الرابع الجواز للأبوین خاصة اختاره ابن إدریس.

ثم الأشهر بین الأصحاب جواز الصدقة علی الذمی و إن كان أجنبیا للخبر المتقدم و لقوله تعالی لا یَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ الآیة(3)

و یظهر من بعض الأصحاب أن الخلاف فی الصدقة علی الذمی كالخلاف فی الوقف علیه و نقل فی الدروس عن ابن أبی عقیل المنع من الصدقة علی غیر المؤمن مطلقا.

وَ رُوِیَ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُطْعِمُ سَائِلًا لَا أَعْرِفُهُ مُسْلِماً قَالَ نَعَمْ أَعْطِ مَنْ لَا تَعْرِفُهُ بِوَلَایَةٍ وَ لَا عَدَاوَةٍ لِلْحَقِّ إِنَّ اللَّهَ

ص: 370


1- 1. الكافی ج 2 ص 200.
2- 2. المجادلة: 22.
3- 3. الممتحنة: 8.

عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(1) وَ لَا تُطْعِمْ مَنْ نَصَبَ لِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ أَوْ دَعَا إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ.

و روی جواز الصدقة علی الیهود و النصاری و المجوس و سیأتی جواز سقی النصرانی و حمل الشهید الثانی ره أخبار المنع علی الكراهة و هذا الخبر یأبی عن هذا الحمل نعم یمكن حمله علی ما إذا كان بقصد الموادة أو كان ذلك لكفرهم أو إذا صار ذلك سببا لقوتهم علی محاربة المسلمین و إضرارهم و یمكن حمل أخبار الجواز علی المستضعفین أو التقیة.

«64»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُطْعِمَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ وَ مَا الْأُفُقُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (2).

بیان: لم یرد الأفق بهذا المعنی فی اللغة(3)

بل هو بالضم و بضمتین الناحیة و یمكن أن یكون المراد أهل ناحیة و التفسیر بمائة ألف أو یزیدون معناه أن أقله مائة ألف أو یطلق علی عدد كثیر یقال فیهم هم مائة ألف أو یزیدون كما هو أحد الوجوه فی قوله تعالی وَ أَرْسَلْناهُ إِلی مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (4) و كأن المراد بالمسلمین هنا الكمل من المؤمنین أو الذین ظهر له إیمانهم بالمعاشرة التامة و بالناس سائر المؤمنین أو بالمسلمین المؤمنون و بالناس المستضعفون من المخالفین فإن فی إطعامهم أیضا فضلا كما یظهر من بعض الأخبار أو الأعم منهم و من المستضعفین المؤمنین.

«65»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطْعَمَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَطْعَمَهُ

ص: 371


1- 1. البقرة: 83 و الحدیث مر تحت الرقم 53.
2- 2. الكافی ج 2 ص 200.
3- 3. و لعله مأخوذ من الافق بمعنی منتهی مد البصر، فانه لا یجتمع فی هذا المقدار من مد البصر الا مائة ألف أو یزیدون الی ثلاثة آلاف فتحرر.
4- 4. الصافّات: 147.

اللَّهُ مِنْ ثَلَاثِ جِنَانٍ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ- الْفِرْدَوْسِ وَ جَنَّةِ عَدْنٍ وَ طُوبَی شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا رَبُّنَا بِیَدِهِ (1).

بیان: الجنان بالكسر جمع الجنة و قوله فی ملكوت السماوات إما صفة للجنان أو متعلق بأطعمه و الملكوت فعلوت من الملك و هو العز و السلطان و المملكة و خص بملك اللّٰه تعالی فعلی الأخیر الإضافة بیانیة و علی بعض الوجوه كلمة فی تعلیلیة قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) أی ربوبیتها و ملكها و قیل عجائبها و بدائعها و الملكوت أعظم الملك و التاء فیه للمبالغة انتهی.

و الفردوس البستان الذی فیه الكروم و الأشجار و ضروب من النبت قال الفراء هو عربی و اشتقاقه من الفردسة و هی السعة و قیل منقول إلی العربیة و أصله رومی و قیل سریانی ثم سمی به جنة الفردوس و العدن الإقامة یقال عدن بالمكان یعدن عدنا و عدونا من بابی ضرب و قعد إذا أقام فیه و لزم و لم یبرح و منه جنة عدن أی جنة إقامة و قیل طوبی اسم للجنة مؤنث أطیب من الطیب و أصلها طیبی ضمت الطاء و أبدلت الیاء بالواو و قد یطلق علی الخیر و علی شجرة فی الجنة انتهی.

و فی أكثر النسخ شجرة بدون واو العطف و هو الظاهر و یؤیده أن فی ثواب الأعمال (3) و غیره و هی شجرة فشجرة عطف بیان لطوبی و قد یقال طوبی مبتدأ و شجرة خبره و عدم ذكر الثالث من الجنان لدلالة هذه الفقرة علیها و فی بعض النسخ بالعطف فهی عطف علی ثلاث جنان و علی التقدیرین عد الشجرة جنة و جعلها جنة أخری مع أنها نبتت من جنة عدن لأنها لیست كسائر الأشجار لعظمتها و اشتمالها علی جمیع الثمار و سریان أغصانها فی جمیع الجنان لما ورد فی الأخبار

ص: 372


1- 1. الكافی ج 2 ص 190.
2- 2. الأنعام: 75.
3- 3. راجع الرقم 101 من هذا الباب.

أن فی بیت كل مؤمن منها غصنا.

قوله بیده أی برحمته و قال الأكثر أی بقدرته فالتخصیص مع أن جمیع الأشیاء بقدرته إما لبیان عظمتها و أنها لا تتكون إلا عن مثل تلك القدرة أو لأنها خلقها بدون توسط الأسباب كأشجار الدنیا و كسائر أشجار الجنة بتوسط الملائكة و مثله قوله تعالی لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَ (1).

«66»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ یُدْخِلُ بَیْتَهُ مُؤْمِنَیْنِ فَیُطْعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ نَسَمَةٍ(2).

بیان: فی القاموس الشبع بالفتح و كعنب سد الجوع و بالكسر و كعنب اسم ما أشبعك و المستتر فی كان راجع إلی مصدر یدخل و ما قیل إنه راجع إلی الرجل و العتق بمعنی الفاعل فهو تكلف.

«67»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ أَثْمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَی مُؤْمِناً مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (3).

«68»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً حَتَّی یُشْبِعَهُ لَمْ یَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِی الْآخِرَةِ- لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَالَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَوْ إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ- یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ- أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ(4).

تبیان لم یدر أحد أی من عظمته و الاستثناء فی قوله إلا اللّٰه منقطع و كأن المراد بالمؤمن هنا المؤمن الخالص الكامل و لذا عبر فیما سیأتی بالمسلم أی مطلق المؤمن و یقال سغب سغبا و سغبا بالتسكین و التحریك و سغابة بالفتح

ص: 373


1- 1. سورة ص 75.
2- 2. الكافی ج 2 ص 201.
3- 3. الكافی ج 2 ص 201.
4- 4. الكافی ج 2 ص 201.

و سغوبا بالضم و مسغبة من بابی فرح و نصر جاع فهو ساغب و سغبان أی جائع و قیل لا یكون السغب إلا أن یكون الجوع مع تعب و أشار بالآیة الكریمة إلی أن الإطعام من المنجیات التی رغب اللّٰه فیها و عظمها حیث قال سبحانه فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ(1) أی فلم یشكر الأیادی المتقدم ذكرها باقتحام العقبة و هو الدخول فی أمر شدید و العقبة الطریق فی الجبل استعارها لما فسرها به من الفك و الإطعام فی قوله وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ- فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ الآیة لما فیها من مجاهدة النفس و المسغبة و المقربة و المتربة مفعلات من سغب إذا جاع و قرب فی النسب و ترب إذا افتقر و قیل المراد به مسكین قد لصق بالتراب من شدة فقره و ضره و فی الآیة إشارة إلی تقدیم الأقارب فی الصدقة علی الأجانب بل الأقرب علی غیره.

«69»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَقَی مُؤْمِناً شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ مِنْ حَیْثُ یَقْدِرُ عَلَی الْمَاءِ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَرْبَةٍ سَبْعِینَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ إِنْ سَقَاهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ عَشْرَ رِقَابٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (2).

إیضاح: قوله من حیث یقدر من فی الموضعین بمعنی فی و یمكن أن یقرأ یقدر فی الموضعین علی بناء المجهول و علی بناء المعلوم أیضا فالضمیر للمؤمن و قوله بكل شربة مع ذكر الشربة سابقا إما لعموم من سقی شربة أو بأن یحمل شربة أولا علی الجنس أو بأن یقرأ الأولی بالضم و هو قدر ما یروی الإنسان و الثانی بالفتح و هی الجرعة تبلغ مرة واحدة فیمكن أن یشرب ما یرویه بجرعات كثیرة إما مع الفصل أو بدونه أیضا قال الجوهری الشربة بالفتح المرة الواحدة من الشرب و عنده شربة من ماء بالضم أی مقدار الری و المراد بعتق الرقبة من ولد إسماعیل تخلیصه من القتل أو من المملوكیة قهرا بغیر الحق أو

ص: 374


1- 1. البلد: 10.
2- 2. الكافی ج 2 ص 201.

من المملوكیة الحقیقة أیضا فإن كونه من ولد إسماعیل لا ینافی رقیته إذا كان كافرا فإن العرب كلهم من ولد إسماعیل.

«70»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ تُحِبُّ إِخْوَانَكَ یَا حُسَیْنُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ تَنْفَعُ فُقَرَاءَهُمْ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ یَحِقُّ عَلَیْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ یُحِبُّ اللَّهُ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَنْفَعُ مِنْهُمْ أَحَداً حَتَّی تُحِبَّهُ أَ تَدْعُوهُمْ إِلَی مَنْزِلِكَ قُلْتُ نَعَمْ مَا آكُلُ إِلَّا وَ مَعِی مِنْهُمُ الرَّجُلَانِ وَ الثَّلَاثَةُ وَ الْأَقَلُّ وَ الْأَكْثَرُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنَّ فَضْلَهُمْ عَلَیْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُطْعِمُهُمْ طَعَامِی وَ أُوطِئُهُمْ رَحْلِی وَ یَكُونُ فَضْلُهُمْ عَلَیَّ أَعْظَمَ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَ مَغْفِرَةِ عِیَالِكَ وَ إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَنْزِلِكَ خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَ ذُنُوبِ عِیَالِكَ (1).

بیان: أما إنه یحق علیك أی یجب و یلزم من یحب اللّٰه برفع الجلالة أی یحبه اللّٰه و یحتمل النصب و الأول أظهر أما و اللّٰه لا تنفع كأن غرضه علیه السلام أن دعوی المحبة بدون النفع كذب و إن كنت صادقا فی دعوی المحبة لا بد أن تنفعهم و إن كان ظاهره أن أحد شواهد المحبة النفع و أوطئهم رحلی أی آذنهم و أكلفهم أن یدخلوا منزلی و یمشوا فیه أو علی فراشی و بسطی فی القاموس الرحل مسكنك و ما تستصحبه من الأثاث و یكون فضلهم علی أعظم استفهام علی التعجب دخلوا بمغفرتك الباء للمصاحبة أو للتعدیة و فی سائر الأخبار برزقك و رزق عیالك و لا یبعد أن یكون سهوا من الرواة لیكون ما بعده تأسیسا.

«71»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ قَالَ: ذُكِرَ أَصْحَابُنَا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ مَا أَتَغَدَّی وَ لَا أَتَعَشَّی إِلَّا وَ مَعِی مِنْهُمُ الِاثْنَانِ وَ الثَّلَاثَةُ وَ أَقَلُّ وَ أَكْثَرُ فَقَالَ علیه السلام فَضْلُهُمْ عَلَیْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ وَ أَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِی وَ أُنْفِقُ عَلَیْهِمْ مِنْ مَالِی وَ أُخْدِمُهُمْ عِیَالِی فَقَالَ إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا عَلَیْكَ دَخَلُوا بِرِزْقٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِیرٍ وَ إِذَا

ص: 375


1- 1. الكافی ج 2 ص 201.

خَرَجُوا خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ (1).

بیان: وابش أبو قبیلة و التغدی الأكل بالغداة أی أول الیوم و التعشی الأكل بالعشی أی آخر الیوم و أول اللیل و أخدمهم علی بناء الإفعال أی آمر عیالی بخدمتهم و تهیئة أسباب ضیافتهم و فی مجالس الشیخ و أخدمهم خادمی و فی المحاسن و یخدمهم خادمی برزق من اللّٰه عز و جل كثیر كان التقیید بالكثیر لئلا یتوهم أنهم یأتون بقدر ما أكلوا و فی المجالس دخلوا من اللّٰه بالرزق الكثیر و الباء فی قوله بالمغفرة كأنها للمصاحبة المجازیة فإنهم لما خرجوا بعد مغفرة صاحب البیت فكأنها صاحبتهم أو للملابسة كذلك أی متلبسین بمغفرة صاحب البیت و قیل الباء فی الموضعین للسببیة المجازیة فإن اللّٰه تعالی لما علم دخولهم یهیئ رزقهم قبل دخولهم و لما كانت المغفرة أیضا قبل خروجهم عند الأكل كما سیأتی فی الأبواب الآتیة فالرزق شبیه بسبب الدخول و المغفرة بسبب الخروج لوقوعهما قبلهما كتقدم العلة علی المعلول فلذا استعملت الباء السببیة فیهما.

«72»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلًا مُسْلِماً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ فَقُلْتُ وَ كَمِ الْأُفُقُ فَقَالَ عَشَرَةُ آلَافٍ (2).

بیان: لا تنافی بینه و بین ما مضی فی روایة أبی بصیر إذ كان ما مضی إطعام مائة ألف و هنا عتق عشرة آلاف و الأفق إما موضوع للعدد الكثیر و كان المراد هناك غیر ما هو المراد هاهنا أو المراد أهل الأفق كما مر و هم أیضا مختلفون فی الكثرة أو مشترك لفظی بین العددین و یومئ إلی أن فی الإعتاق عشرة أمثال إطعام الناس و المراد بالناس إما المؤمن غیر الكامل أو المستضعف كما مر.

«73»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ وَ مَا الْفِئَامُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ (3).

ص: 376


1- 1. الكافی ج 2 ص 202.
2- 2. الكافی ج 2 ص 202.
3- 3. الكافی ج 2 ص 202.

بیان: قال الجوهری الفئام كقیام الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه و العامة تقول فیام بلا همز و ما فسره علیه السلام به بیان للمعنی المراد بالفئام هنا لا أنه معناه لا یطلق علی غیره.

«74»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ یَوْمٍ نَسَمَةً قُلْتُ لَا یَحْتَمِلُ مَالِی ذَلِكَ قَالَ تُطْعِمُ كُلَّ یَوْمٍ مُسْلِماً فَقُلْتُ مُوسِراً أَوْ مُعْسِراً فَقَالَ إِنَّ الْمُوسِرَ قَدْ یَشْتَهِی الطَّعَامَ (1).

بیان: إن الموسر قد یشتهی الطعام بیان للتعمیم بذكر علته فإن علة الفضل هی إدخال السرور علی المؤمن و إكرامه و قضاء وطره و كل ذلك یكون فی الموسر و قد مر أن اختلاف الفضل باختلاف الْمُطْعِمِینَ و الْمُطْعَمِینَ و النیات و الأحوال و سائر شرائط قبول العمل مع أن أكثر الاختلافات بحسب المفهوم و الأقل داخل فی الأكثر و یمكن أن یكون التقلیل فی بعضها لضعف عقول السامعین أو لمصالح أخر.

«75»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَكْلَةٌ یَأْكُلُهَا أَخِی الْمُسْلِمُ عِنْدِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً(2).

بیان: الأكلة بالفتح المرة من الأكل و بالضم اللقمة و القرصة و الطعمة فعلی الأول الضمیر فی یأكلها مفعول مطلق و علی الثانی مفعول به.

«76»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُشْبِعَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَدْخُلَ سُوقَكُمْ هَذَا فَأَبْتَاعَ مِنْهَا رَأْساً فَأُعْتِقَهُ (3).

بیان: رأسا أی عبدا أو أمة.

ص: 377


1- 1. الكافی ج 2 ص 202.
2- 2. الكافی ج 2 ص 203.
3- 3. الكافی ج 2 ص 203.

«77»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ آخُذَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ [وَ] أَدْخُلَ إِلَی سُوقِكُمْ هَذَا فَأَبْتَاعَ بِهَا الطَّعَامَ وَ أَجْمَعَ نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً(1).

«78»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مَا یَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ قَالَ إِطْعَامُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ (2).

بیان: قیل المراد بالمعادلة هنا ما یشمل كونه أفضل (3).

«79»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی شِبْلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا أَرَی شَیْئاً یَعْدِلُ زِیَارَةَ الْمُؤْمِنِ إِلَّا إِطْعَامَهُ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُطْعِمَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ(4).

«80»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أُطْعِمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَزُورَهُ وَ لَأَنْ أَزُورَهُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ عَشْرَ رِقَابٍ (5).

«81»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُوسِراً كَانَ لَهُ یَعْدِلُ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ یُنْقِذُهُ مِنَ الذَّبْحِ وَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً كَانَ لَهُ یَعْدِلُ مِائَةَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ یُنْقِذُهَا مِنَ الذَّبْحِ (6).

بیان: كان له یعدل فی بعض النسخ بصیغة المضارع الغائب و كأنه بتقدیر أن المصدریة و فی بعض النسخ بالباء الموحدة داخلة علی عدل فالباء زائدة للتأكید مثل جزاء سیئة بمثلها و بحسبك درهم فیحتمل حینئذ أن یكون العدل بالفتح بمعنی الفداء و المستتر فی ینقذه راجع إلی المطعم و علی الاحتمال الأخیر یحتمل

ص: 378


1- 1. الكافی ج 2 ص 203.
2- 2. الكافی ج 2 ص 203.
3- 3. الكافی ج 2 ص 203.
4- 4. الكافی ج 2 ص 203.
5- 5. الكافی ج 2 ص 203.
6- 6. الكافی ج 2 ص 203.

رجوعه إلی العدل و الضمیر البارز فی الأول راجع إلی الرقبة بتأویل الشخص و فی الثانی إلی المائة.

«82»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَإِطْعَامُ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ وَ عَشْرِ حِجَجٍ قَالَ قُلْتُ عَشْرِ رِقَابٍ وَ عَشْرِ حِجَجٍ قَالَ فَقَالَ یَا نَصْرُ إِنْ لَمْ تُطْعِمُوهُ مَاتَ أَوْ تُذِلُّونَهُ فَیَأْتِی إِلَی نَاصِبٍ فَیَسْأَلُهُ وَ الْمَوْتُ خَیْرٌ لَهُ مِنْ مَسْأَلَةِ نَاصِبٍ یَا نَصْرُ مَنْ أَحْیَا مُؤْمِناً فَكَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً فَإِنْ لَمْ تُطْعِمُوهُ فَقَدْ أَمَتُّمُوهُ فَإِنْ أَطْعَمْتُمُوهُ فَقَدْ أَحْیَیْتُمُوهُ (1).

تبیان و عشر حجج عطف علی العتق عشر رقاب أی عتق عشر رقاب قاله تعجبا فأزال علیه السلام تعجبه بأن قال إن لم تطعموه فإما أن یموت جوعا إن لم یسأل النواصب أو یصیر ذلیلا بسؤال ناصب و هو عنده بمنزلة الموت بل أشد علیه منه فإطعامه سبب لحیاته الصوریة و المعنویة و قد قال تعالی من أحیا نفسا فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً و المراد بالنفس المؤمنة و بالإحیاء أعم من المعنویة لما ورد فی الأخبار الكثیرة أن تأویلها الأعظم هدایتها لكن كان الظاهر حینئذ أو تدلوه للعطف علی الجزاء و لذا قرأ بعضهم بفتح الواو علی الاستفهام الإنكاری و تدلونه بالدال المهملة و اللام المشددة من الدلالة.

و الحاصل أنه لما قال علیه السلام الموت لازم لعدم الإطعام كان هنا مظنة سؤال و هو أنه یمكن أن یسأل الناس و لا یموت فأجاب علیه السلام بأنه إن أردتم أن تدلوه علی أن یسأل ناصبا فهو لا یسأله لأن الموت خیر له من مسألته فلا بد من أن یموت فإطعامه إحیاؤه و قرأ آخر تدلونه بالتخفیف من الإدلاء بمعنی الإرسال و ما ذكرناه أولا أظهر معنی و قوله فقد أمتموه یحتمل الإماتة بالإضلال أو بالإذلال و كذا الإحیاء یحتمل الوجهین.

«83»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَسَا أَخَاهُ كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ صَیْفٍ كَانَ حَقّاً

ص: 379


1- 1. الكافی ج 2 ص 204، و الآیة فی المائدة: 32، راجعه.

عَلَی اللَّهِ أَنْ یَكْسُوَهُ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ وَ أَنْ یُهَوِّنَ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ أَنْ یُوَسِّعَ عَلَیْهِ فِی قَبْرِهِ وَ أَنْ یَلْقَی الْمَلَائِكَةَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ بِالْبُشْرَی وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ- وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (1).

إیضاح: سكرات الموت شدائده و أن یلقی یمكن أن یقرأ علی بناء المعلوم من باب علم فالضمیر المرفوع راجع إلی من و الملائكة مرفوع و المفعول محذوف أی یلقاه الملائكة أو من باب التفعیل و المستتر راجع إلی اللّٰه و المفعول الأول محذوف و مفعوله الثانی الملائكة و الآیة فی سورة الأنبیاء و قبلها إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ أی تستقبلهم مهنئین هذا یومكم أی یوم ثوابكم و هو مقدر بالقول الذی كنتم توعدون أی فی الدنیا.

«84»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِینَ ثَوْباً مِنْ عُرْیٍ أَوْ أَعَانَهُ بِشَیْ ءٍ مِمَّا یَقُوتُهُ مِنْ مَعِیشَتِهِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سَبْعَةَ آلَافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَسْتَغْفِرُونَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلَی أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ(2).

«85»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ (3).

بیان: من عری بضم العین و سكون الراء خلاف اللبس و الفعل كرضی مما یقوته فی أكثر النسخ بالتاء من القوت و هو المسكة من الرزق قال فی المصباح القوت ما یؤكل لیمسك الرمق و قاته یقوته قوتا من باب قال أعطاه قوتا و اقتات به أكله و قال المعیش و المعیشة مكسب الإنسان الذی یعیش به و الجمع المعایش هذا علی قول الجمهور إنه من عاش و المیم زائدة و وزن معایش مفاعل فلا یهمز و به

ص: 380


1- 1. الكافی ج 2 ص 204، و الآیة فی الأنبیاء: 102.
2- 2. الكافی ج 2 ص 204.
3- 3. الكافی ج 2 ص 204.

قرأ السبعة و قیل هو من معش و المیم أصلیة فوزن معیش و معیشة فعیل و فعیلة و وزن معایش فعائل فیهمز و به قرأ أبو جعفر المدنی و الأعرج انتهی.

و الضمیر المنصوب فی یقوته راجع إلی الفقیر و الضمیر فی قوله من معیشته الظاهر رجوعه إلی المعطی و یحتمل رجوعه إلی الفقیر أیضا و أما إرجاع الضمیرین معا إلی المعطی فیحتاج إلی تكلف فی یقوته و فی بعض النسخ یقویه بالیاء من التقویة فالاحتمال الأخیر لا تكلف فیه و الكل محتمل.

«86»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ كَسَا مُؤْمِناً كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ الثِّیَابِ الْخُضْرِ.

وَ قَالَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: لَا یَزَالُ فِی ضَمَانِ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَیْهِ سِلْكٌ (1).

بیان: من الثیاب الخضر كأنه إشارة إلی قوله تعالی عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ (2) أی یعلوهم ثیاب الحریر الخضر ما رق منها و ما غلظ و فیه إیماء إلی أن الخضرة أحسن الألوان ما دام علیه سلك السلك الخیط و ضمیر علیه إما راجع إلی الموصول أی ما دام علیه سلك منه أو إلی الثوب أی ما دام علی ذلك الثوب سلك و إن خرج عن حد اللبس و الانتفاع و الأول أظهر و إن كانت المبالغة فی الأخیر أكثر و یؤید الأول ما فی قرب الإسناد و یؤید الأخیر ما فی مجالس الشیخ (3).

«87»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً مِنْ عُرْیٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً مِنْ غِنًی لَمْ یَزَلْ فِی سِتْرٍ مِنَ اللَّهِ مَا بَقِیَ مِنَ الثَّوْبِ خِرْقَةٌ(4).

بیان: فی القاموس الإستبرق الدیباج الغلیظ معرب استروه أو دیباج یعمل

ص: 381


1- 1. الكافی ج 2 ص 205.
2- 2. الدهر: 21.
3- 3. سیأتی عن قریب تحت الرقم 90 و 94 علی الترتیب.
4- 4. الكافی ج 2 ص 205.

بالذهب أو ثیاب حریر صفاق نحو الدیباج و كلمة من فی الموضعین بمعنی عند كما قیل فی قوله تعالی لَنْ تُغْنِیَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً(1) أو بمعنی فی كما فی قوله تعالی ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ (2) و علی التقدیرین بیان لحال المكسو و یحتمل الكاسی علی بعد فی ستر من اللّٰه أی یستره من الذنوب أو من العقوبة أو من النوائب أو من الفضیحة فی الدنیا و الآخرة.

«88»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ كَسَاهُ مِنْ عُرْیٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ حَرِیرٍ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً عَلَی عَطَشٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ أَعَانَهُ أَوْ كَشَفَ كُرْبَتَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ (3).

«89»- لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ مُوسَی إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِیناً ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ قَالَ یَا مُوسَی آمُرُ مُنَادِیاً یُنَادِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ(4).

«90»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ كَسَاهُ ثَوْباً لَمْ یَزَلْ فِی ضَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دَامَ عَلَی ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ مِنْ ذَلِكَ الثَّوْبِ هُدْبَةٌ أَوْ سِلْكٌ وَ اللَّهِ لَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ خَیْرٌ مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِكَافِهِ (5).

«91»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ

ص: 382


1- 1. آل عمران 10 و 116، فاطر: 40. علی الترتیب.
2- 2. آل عمران 10 و 116، فاطر: 40. علی الترتیب.
3- 3. أمالی الصدوق ص 170.
4- 4. أمالی الصدوق ص 109.
5- 5. قرب الإسناد ص 57 و الهدبة: خمل الثوب و طرته.

الْجَهْمِ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ الْخَبَرَ(1).

أقول: قد مضی بأسانید فی باب المنجیات و المهلكات.

ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی النَّبِیُّ عَلِیّاً علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ ثَلَاثٌ كَفَّارَاتٌ (2).

«92»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَی السَّلَامَ وَ صَلَّی وَ النَّاسُ نِیَامٌ (3).

«93»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُكُمْ مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ صَلَّی بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (4).

«94»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ زُفَرَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَیُّوبَ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً لُقْمَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ كَسَاهُ ثَوْباً كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ وَ الْحَرِیرِ وَ صَلَّی عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا بَقِیَ فِی ذَلِكَ الثَّوْبِ سِلْكٌ (5).

«95»- ع، [علل الشرائع] مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَارِجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَیْدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ جَرِیرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 383


1- 1. الخصال ج 1 ص 41 و 42.
2- 2. الخصال ج 1 ص 41 و 42.
3- 3. الخصال ج 1 ص 45.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 65.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.

یَقُولُ: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا إِلَّا لِإِطْعَامِهِ الطَّعَامَ وَ صَلَاتِهِ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ (1).

«96»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَأَنْ أُطْعِمَ مُسْلِماً حَتَّی یَشْبَعَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُطْعِمَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ كَمِ الْأُفُقُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ (2).

سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ مِائَةُ أَلْفِ إِنْسَانٍ مِنْ غَیْرِكُمْ (3).

«97»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَصْحَابَنَا فَقَالَ كَیْفَ صَنِیعُكَ بِهِمْ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا أَتَغَدَّی وَ لَا أَتَعَشَّی إِلَّا وَ مَعِی مِنْهُمُ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ فَقَالَ فَضْلُهُمْ عَلَیْكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَیْهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ ذَلِكَ وَ أَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِی وَ أُنْفِقُ عَلَیْهِمْ مَالِی وَ أُخْدِمُهُمْ خَادِمِی فَقَالَ إِذَا دَخَلُوا دَخَلُوا بِالرِّزْقِ الْكَثِیرِ وَ إِذَا خَرَجُوا خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ (4).

سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْوَابِشِیِّ: مِثْلَهُ (5).

«98»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَی مُؤْمِناً مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ كَسَا مُؤْمِناً كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ الثِّیَابِ الْخُضْرِ(6).

ص: 384


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 33.
2- 2. معانی الأخبار ص 229.
3- 3. المحاسن ص 390.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 242.
5- 5. المحاسن ص 390.
6- 6. ثواب الأعمال ص 122.

«99»- جا، [المجالس للمفید] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ لَا یَزَالُ فِی ضَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دَامَ عَلَیْهِ مِنْهُ سِلْكٌ.

«100»- ثو، [ثواب الأعمال] بِالْإِسْنَادِ إِلَی حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ أَخاً فِی اللَّهِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً مِنَ النَّاسِ قُلْتُ وَ مَا الْفِئَامُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ (1).

سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ: مِثْلَهُ (2).

«101»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثَلَاثِ جِنَانِ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ- الْفِرْدَوْسِ وَ جَنَّةِ عَدْنٍ وَ طُوبَی وَ هِیَ شَجَرَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا رَبِّی بِیَدِهِ (3).

سن، [المحاسن] ابْنُ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ: مِثْلَهُ (4).

«102»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: شِبَعُ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ تَعْدِلُ مُحَرَّرَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ (5).

سن، [المحاسن] مُحَسِّنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ (6).

«103»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَوْعَةَ مُؤْمِنٍ وَضَعَ اللَّهُ لَهُ مَائِدَةً فِی الْجَنَّةِ

ص: 385


1- 1. ثواب الأعمال ص 122.
2- 2. المحاسن ص 392.
3- 3. ثواب الأعمال ص 123.
4- 4. المحاسن ص 393.
5- 5. ثواب الأعمال ص 123.
6- 6. المحاسن ص 395.

یَصْدُرُ عَنْهُ الثَّقَلَانِ جَمِیعاً(1).

«104»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مُسْلِماً حَتَّی یُشْبِعَهُ لَمْ یَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِی الْآخِرَةِ- لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَالَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَوْ إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ- یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ- أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ(2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب قضاء حاجة المؤمن.

«105»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ نَفَّسَ مِنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَ مَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ (3).

«106»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أَتَصَدَّقَ عَلَی رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِقَدْرِ شُبْعَةٍ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُشْبِعَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْأُفُقُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (4).

«107»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنِ الریان [الرَّبَابِ] امْرَأَتِهِ قَالَتْ: اتَّخَذْتُ خَبِیصاً فَأَدْخَلْتُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یَأْكُلُ فَوَضَعْتُ الْخَبِیصَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ كَانَ یُلَقِّمُ أَصْحَابَهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ لَقَّمَ مُؤْمِناً لُقْمَةَ حَلَاوَةٍ صَرَفَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ مَرَارَةَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ(5).

«108»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ

ص: 386


1- 1. ثواب الأعمال ص 123.
2- 2. ثواب الأعمال ص 123.
3- 3. ثواب الأعمال ص 134.
4- 4. ثواب الأعمال ص 136 و الخبیص: نوع من الحلوا.
5- 5. ثواب الأعمال ص 136 و الخبیص: نوع من الحلوا.

بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَصْبَغِ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعاً أَجْرَی اللَّهُ لَهُ نَهَراً فِی الْجَنَّةِ(1).

«109»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ كَبِداً جَائِعَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(2).

«110»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ثَوْبٍ فَعَلِمَ أَنَّ بِحَضْرَتِهِ مُؤْمِناً یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَلَمْ یَدْفَعْهُ إِلَیْهِ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی النَّارِ عَلَی مَنْخِرَیْهِ (3).

سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ: مِثْلَهُ (4).

«111»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: مَنْ بَاتَ شَبْعَاناً وَ بِحَضْرَتِهِ مُؤْمِنٌ جَائِعٌ طَاوٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَتِی أُشْهِدُكُمْ عَلَی هَذَا الْعَبْدِ أَنَّنِی أَمَرْتُهُ فَعَصَانِی وَ أَطَاعَ غَیْرِی وَكَلْتُهُ إِلَی عَمَلِهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا غَفَرْتُ لَهُ أَبَداً.

وَ فِی رِوَایَةِ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا آمَنَ بِی مَنْ بَاتَ شَبِعاً وَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ طَاوٍ(5).

سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (6).

«112»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَا آمَنَ بِی مَنْ أَمْسَی شَبْعَاناً وَ أَمْسَی جَارُهُ جَائِعاً(7).

ص: 387


1- 1. ثواب الأعمال ص 167.
2- 2. ثواب الأعمال ص 167.
3- 3. ثواب الأعمال ص 223.
4- 4. المحاسن ص 98.
5- 5. ثواب الأعمال ص 224 و الطاوی: الجائع.
6- 6. المحاسن ص 98.
7- 7. المحاسن ص 98.

«113»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ (1) رَفَعَهُ قَالَ: أَخَذَ رَجُلٌ بِلِجَامِ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِطْیَابُ الْكَلَامِ (2).

باب 24 ثواب من كفی لضریر حاجة

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خَبَرِ مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَفَی ضَرِیراً حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ مَشَی فِیهَا حَتَّی یَقْضِیَ اللَّهُ لَهُ حَاجَتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ قَضَی لَهُ سَبْعِینَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ لَا یَزَالُ یَخُوضُ فِی رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَرْجِعَ (3).

باب 25 فضل إسماع الأصم من غیر تضجر

«1»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِسْمَاعُ الْأَصَمِّ مِنْ غَیْرِ تَضَجُّرٍ صَدَقَةٌ هَنِیئَةٌ.

ص: 388


1- 1. مر فی ص 361 تحت الرقم 7« عن خالد بن محمّد بن سلیمان» و هو سهو.
2- 2. المحاسن ص 292.
3- 3. أمالی الطوسیّ ص 258.

باب 26 ثواب من عال أهل بیت من المؤمنین

«1»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَأَنْ أَحُجَّ حِجَّةً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً حَتَّی انْتَهَی إِلَی عَشْرٍ وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی انْتَهَی إِلَی سَبْعِینَ وَ لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ أُشْبِعَ جَوْعَتَهُمْ وَ أَكْسُوَ عُرْیَهُمْ وَ أَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حِجَّةً وَ حِجَّةً وَ حِجَّةً حَتَّی انْتَهَی إِلَی عَشْرٍ وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا حَتَّی انْتَهَی إِلَی سَبْعِینَ (1).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ عَالَ أَهْلَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَوْمَهُمْ وَ لَیْلَتَهُمْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ (2).

باب 27 من أسكن مؤمنا بیتا و عقاب من منعه عن ذلك

«1»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ كَانَ لَهُ دَارٌ وَ احْتَاجَ مُؤْمِنٌ إِلَی سُكْنَاهَا فَمَنَعَهُ إِیَّاهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَتِی عَبْدِی بَخِلَ عَلَی عَبْدِی بِسُكْنَی الدُّنْیَا وَ عِزَّتِی لَا یَسْكُنُ جِنَانِی أَبَداً(3).

سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (4).

ص: 389


1- 1. ثواب الأعمال ص 127.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 299.
3- 3. ثواب الأعمال ص 216.
4- 4. المحاسن ص 101.

باب 28 التراحم و التعاطف و التودد و البر و الصلة و الإیثار و المواساة و إحیاء المؤمن

الآیات:

الفتح: وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ (1)

الحدید: وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً(2)

البلد: وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(3)

«1»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی للصدوق] الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا رَأَی أَهْلَ قَرْیَةٍ قَدْ أَسْرَفُوا فِی الْمَعَاصِی وَ فِیهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ نَادَاهُمْ جَلَّ جَلَالُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ یَا أَهْلَ مَعْصِیَتِی لَوْ لَا مَنْ فِیكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُتَحَابِّینَ بِجَلَالِی الْعَامِرِینَ بِصَلَاتِهِمْ أَرْضِی وَ مَسَاجِدِی وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ خَوْفاً مِنِّی لَأَنْزَلْتُ بِكُمْ عَذَابِی ثُمَّ لَا أُبَالِی (4).

أقول: قد مضی مثله بأسانید فی باب من یدفع اللّٰه بهم عن أهل المعاصی.

«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: كَانَ [أَكْثَرُ] مَا كَانَ یُوصِینَا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْبِرَّ وَ الصِّلَةَ(5).

ص: 390


1- 1. الفتح: 29.
2- 2. الحدید: 27.
3- 3. البلد: 17.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 208، أمالی الصدوق ص 120.
5- 5. قرب الإسناد ص 21.

«3»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: امْتَحِنُوا شِیعَتَنَا عِنْدَ مَوَاقِیتِ الصَّلَاةِ كَیْفَ مُحَافَظَتُهُمْ عَلَیْهَا وَ إِلَی أَسْرَارِنَا كَیْفَ حِفْظُهُمْ لَهَا عِنْدَ عَدُوِّنَا وَ إِلَی أَمْوَالِهِمْ كَیْفَ مُوَاسَاتُهُمْ لِإِخْوَانِهِمْ فِیهَا(1).

«4»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَدْنَی حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَخِیهِ قَالَ أَنْ لَا یَسْتَأْثِرَ عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَحْوَجُ إِلَیْهِ مِنْهُ (2).

«5»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِمُوَاسَاةِ إِخْوَانِكُمْ (3).

«6»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ: أَلْزِمْ نَفْسَكَ التَّوَدُّدَ وَ صَبِّرْ عَلَی مَئُونَاتِ النَّاسِ نَفْسَكَ وَ ابْذُلْ لِصَدِیقِكَ نَفْسَكَ وَ مَالَكَ وَ لِمَعْرِفَتِكَ رِفْدَكَ وَ مَحْضَرَكَ وَ لِلْعَامَّةِ بِشْرَكَ وَ مَحَبَّتَكَ وَ لِعَدُوِّكَ عَدْلَكَ وَ إِنْصَافَكَ وَ اضْنَنْ بِدِینِكَ وَ عِرْضِكَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لِدِینِكَ وَ دُنْیَاكَ (4).

«7»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ وَ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِیهِ وَ إِلَّا فَاعْزُبْ ثُمَّ اعْزُبْ ثُمَّ اعْزُبْ قِیلَ وَ مَا هُمَا قَالَ الصَّلَاةُ فِی مَوَاقِیتِهَا وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَیْهَا وَ الْمُوَاسَاةُ(5).

«8»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 391


1- 1. قرب الإسناد ص 38.
2- 2. الخصال ج 1 ص 7 و 8.
3- 3. الخصال ج 1 ص 7 و 8.
4- 4. الخصال ج 2 ص 72.
5- 5. الخصال ج 1 ص 25.

بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ (1).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً: یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُكَ اللَّهَ تَعَالَی عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).

«10»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ تَهَادَوْا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ اجْتَنَبُوا الْحَرَامَ وَ قَرَوُا الضَّیْفَ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ (3).

«11»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: التَّوَدُّدُ نِصْفُ الدِّینِ وَ اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ(4).

«12»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّینِ التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ وَ اصْطِنَاعُ الْخَیْرِ إِلَی كُلِّ أَحَدٍ بَرٍّ وَ فَاجِرٍ(5).

«13»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طُوبَی لِمَنْ لَمْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ (6).

أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب زیارة المؤمن و مضی بعضها فی باب حقوقه.

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ

ص: 392


1- 1. الخصال ج 1 ص 106.
2- 2. الخصال ج 1 ص 62.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 29.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 35.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 35.
6- 6. مجالس المفید ص 156، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 21.

عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ قَالَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ صَبْرُكُمْ هَذَا الَّذِی صَبَرْتُمْ فَیَقُولُونَ صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ صَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِیَتِهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ آخَرَ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ مَا فَضْلُكُمْ هَذَا الَّذِی نُودِیتُمْ بِهِ فَیَقُولُونَ كُنَّا یُجْهَلُ عَلَیْنَا فِی الدُّنْیَا فَنَحْتَمِلُ وَ یُسَاءُ إِلَیْنَا فَنَعْفُو قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ جِیرَانُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِی دَارِهِ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ عَمَلُكُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَصِرْتُمْ بِهِ الْیَوْمَ جِیرَانَ اللَّهِ تَعَالَی فِی دَارِهِ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَتَحَابُّ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَتَبَاذَلُ فِی اللَّهِ وَ نَتَوَازَرُ فِی اللَّهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

تَعَالَی صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَنْطَلِقُوا إِلَی جِوَارِ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ فَیَنْطَلِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَؤُلَاءِ جِیرَانُ اللَّهِ فِی دَارِهِ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یُحَاسَبُ النَّاسُ وَ لَا یُحَاسَبُونَ (1).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِیمٌ وَ الْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِیمٌ وَ خَیْرُ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ كَانَ مَأْلَفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا یَأْلَفُ وَ لَا یُؤْلَفُ الْخَبَرَ(2).

ص: 393


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 100.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 77.

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَحِیمٌ یُحِبُّ كُلَّ رَحِیمٍ (1).

أقول: قد مضی بأسانید عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أن أسرع الخیر ثوابا البر فی باب جوامع المكارم و غیره.

«17»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ وَ الْبِرَّ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِیَاءِ(2).

«18»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خِیَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِهِمْ وَ فِی ذَلِكَ مَرْغَمَةُ الشَّیْطَانِ وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّیرَانِ وَ دُخُولُ الْجِنَانِ یَا جَمِیلُ أَخْبِرْ بِهَذَا الْحَدِیثِ غُرَرَ أَصْحَابِكَ قُلْتُ مَنْ غُرَرُ أَصْحَابِی قَالَ هُمُ الْبَارُّونَ بِالْإِخْوَانِ فِی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِیرِ یَهُونُ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ قَدْ مَدَحَ اللَّهُ صَاحِبَ الْقَلِیلِ فَقَالَ وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (3).

ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ: مِثْلَهُ (4).

«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: دَخَلَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُوَدِّعُهُ وَ قَدْ أَرَادَ سَفَراً فَلَمَّا وَدَّعَهُ قَالَ یَا مُعَلَّی اعْتَزِزْ بِاللَّهِ یُعْزِزْكَ قَالَ بِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ یَا مُعَلَّی خَفِ اللَّهَ یَخَفْ مِنْكَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَا مُعَلَّی

ص: 394


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 130.
2- 2. الخصال ج 1 ص 120.
3- 3. مجالس المفید ص 179، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 65 و الآیة فی الحشر: 9.
4- 4. الخصال ج 1 ص 48.

تَحَبَّبْ إِلَی إِخْوَانِكَ بِصِلَتِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْعَطَاءَ مَحَبَّةً وَ الْمَنْعَ مَبْغَضَةً فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ إِنْ تَسْأَلُونِی أُعْطِكُمْ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ تَسْأَلُونِی فَلَا أُعْطِیَكُمْ فَتُبْغِضُونِی وَ مَهْمَا أَجْرَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ عَلَی یَدِی فَالْمَحْمُودُ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَا تَبْعُدُونَ مِنْ شُكْرِ مَا أَجْرَی اللَّهُ لَكُمْ عَلَی یَدِی (1).

«20»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام: یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ لَا تُطِیقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِی مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).

أقول: قد مضی مثله بأسانید جمة فی باب الذكر و باب الإنصاف و باب جوامع المكارم.

«21»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنِّی أَعْطَیْتُ الدُّنْیَا بَیْنَ عِبَادِی فَیْضاً فَمَنْ أَقْرَضَنِی مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَیْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْراً إِلَی سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَ مَا شِئْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَنْ لَمْ یُقْرِضْنِی مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَسْراً أَعْطَیْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَیْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِی لَرَضُوا الصَّلَاةَ وَ الْهِدَایَةَ وَ الرَّحْمَةَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ- أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلَاثِ- وَ رَحْمَةٌ اثْنَتَیْنِ- وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ثَلَاثَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا لِمَنْ أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً(3).

«22»- ل، [الخصال] عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (4).

ص: 395


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 48.
2- 2. الخصال ج 1 ص 62.
3- 3. الخصال ج 1 ص 64، و الآیة فی البقرة: 156.
4- 4. الخصال ج 2 ص 94.

«23»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ وَ دَعْوَتُهُ عَلَیْهِ إِذَا عَقَّهُ وَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ وَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخٍ لَهُ مُؤْمِنٍ وَاسَاهُ فِینَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَیْهِ إِذَا لَمْ یُوَاسِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهِ وَ اضْطِرَارِ أَخِیهِ إِلَیْهِ (1).

«24»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فِی كَمْ تَجِبُ الزَّكَاةُ مِنَ الْمَالِ فَقَالَ لَهُ الزَّكَاةَ الظَّاهِرَةَ أَمِ الْبَاطِنَةَ تُرِیدُ قَالَ أُرِیدُهُمَا جَمِیعاً فَقَالَ أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَفِی كُلِّ أَلْفٍ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ دِرْهَماً وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَلَا تَسْتَأْثِرْ عَلَی أَخِیكَ بِمَا هُوَ أَحْوَجُ إِلَیْكَ مِنْكَ (2).

«25»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدَانِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (3) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِی أَوْ قَالَ مَوَدَّتِی لِمَنْ یُرَاقِبُنِی وَ یَتَحَابُّ بِجَلَالِی إِنَّ وُجُوهَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُضْرٌ قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَوْمٌ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلَالِ اللَّهِ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ.

«26»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا نَوْفُ ارْحَمْ تُرْحَمْ.

«27»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِ

ص: 396


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 94.
2- 2. معانی الأخبار ص 153.
3- 3. غافر: 40.

عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سَبْعَةٌ یُفْسِدُونَ أَعْمَالَهُمْ الرَّجُلُ الْحَلِیمُ ذُو الْعِلْمِ الْكَثِیرِ- لَا یُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا یُذْكَرُ بِهِ وَ الْحَكِیمُ الَّذِی یُدِینُ مَالَهُ كُلَّ كَاذِبٍ مُنْكِرٍ لِمَا یُؤْتَی إِلَیْهِ وَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْمَنُ ذَا الْمَكْرِ وَ الْخِیَانَةِ وَ السَّیِّدُ الْفَظُّ الَّذِی لَا رَحْمَةَ لَهُ وَ الْأُمُّ الَّتِی لَا تَكْتُمُ عَنِ الْوَلَدِ السِّرَّ وَ تُفْشِی عَلَیْهِ وَ السَّرِیعُ إِلَی لَائِمَةِ إِخْوَانِهِ وَ الَّذِی یُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ (1).

«28»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ نُورُ وُجُوهِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ نُورُ مَنَابِرِهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی یُعْرَفُوا أَنَّهُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).

سن، [المحاسن] أَبِی مُرْسَلًا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (3).

«29»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ فَضْلِ الرَّجُلِ عِنْدَ اللَّهِ مَحَبَّتُهُ لِإِخْوَانِهِ وَ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ مَحَبَّةَ إِخْوَانِهِ فَقَدْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَوْفَاهُ أَجْرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

«30»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْخَطَّابِ الْكُوفِیِّ وَ مُصْعَبٍ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِسَدِیرٍ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ عَجَّلَ رُوحَهُ إِلَی الْجَنَّةِ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ وَ یَرَی سُرُوراً أَوْ تَبَیَّنَ لَهُ النَّدَامَةُ وَ الْحَسْرَةُ إِلَّا أَنْ یُعَایِنَ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ- عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِیدٌ(5) وَ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ یَقْبِضُ رُوحَهُ فَیُنَادِی رُوحَهُ فَتَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ فَأَمَّا

ص: 397


1- 1. الخصال ج 2 ص 5 و لعلّ المراد بالسر الجماع.
2- 2. ثواب الأعمال ص 137.
3- 3. المحاسن ص 265.
4- 4. ثواب الأعمال ص 168.
5- 5. ق: 17.

الْمُؤْمِنُ فَمَا یُحِسُّ بِخُرُوجِهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی- یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ- ارْجِعِی إِلی رَبِّكِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً- فَادْخُلِی فِی عِبادِی وَ ادْخُلِی جَنَّتِی (1) ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ لِمَنْ كَانَ وَرِعاً مُوَاسِیاً لِإِخْوَانِهِ وَصُولًا لَهُمْ وَ إِنْ كَانَ غَیْرَ وَرِعٍ وَ لَا وَصُولٍ لِإِخْوَانِهِ قِیلَ لَهُ مَا مَنَعَكَ مِنَ الْوَرَعِ وَ الْمُوَاسَاةِ لِإِخْوَانِكَ أَنْتَ مِمَّنِ انْتَحَلَ الْمَحَبَّةَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یُصَدِّقْ ذَلِكَ بِفِعْلٍ وَ إِذَا لَقِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقِیَهُمَا مُعْرِضَیْنِ مُقَطِّبَیْنِ فِی وَجْهِهِ غَیْرَ شَافِعَیْنِ لَهُ قَالَ سَدِیرٌ مَنْ جَدَعَ اللَّهُ أَنْفَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهُوَ ذَاكَ (2).

«31»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ عَنْ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیَمُرُّ عَلَیْهِ بِالرَّجُلِ وَ قَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ لَهُ یَا فُلَانُ أَعِنِّی فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَیْكَ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ خَلِّ سَبِیلَهُ فَیَأْمُرُ اللَّهُ الْمَلَكَ أَنْ أَجِزْ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَیُخَلِّی الْمَلَكُ سَبِیلَهُ (3).

«32»- سن، [المحاسن] الْبَزَنْطِیُّ وَ ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا الْتَقَی مُؤْمِنَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِأَخِیهِ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ (4).

«33»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فَأَفْضَلُهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ (5).

«34»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی أَرْضٍ زَبَرْجَدٍ خَضْرَاءَ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ كِلْتَا یَدَیْهِ یَمِینٌ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ

ص: 398


1- 1. الفجر: 28.
2- 2. المحاسن ص 177، و القطب: الغضب.
3- 3. المحاسن ص 184.
4- 4. المحاسن ص 264.
5- 5. المحاسن ص 264.

وَ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ یَغْبِطُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ یَقُولُ النَّاسُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَیَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ (1).

«35»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ نُورُ أَجْسَادِهِمْ وَ نُورُ مَنَابِرِهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی یُعْرَفُوا بِهِ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ (2).

«36»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَیْلٌ لِمَنْ یُبَدِّلُ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ (3).

«37»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ النَّهْشَلِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی أَعْمِدَةٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ فِی الْجَنَّةِ یُشْرِفُونَ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا اطَّلَعَ أَحَدُهُمْ مَلَأَ حُسْنُهُ بُیُوتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ اخْرُجُوا نَنْظُرِ الْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَیَخْرُجُونَ فَیَنْظُرُونَ إِلَیْهِمْ أَحَدُهُمْ وَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ فِی لَیْلَةِ الْبَدْرِ عَلَی جِبَاهِهِمْ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (4).

«38»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْصَلَ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَعْرُوفاً فَقَدْ أَوْصَلَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

«39»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ كُلَیْبٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: تَوَاصَلُوا وَ تَبَارُّوا وَ تَرَاحَمُوا وَ كُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ.

«40»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ

ص: 399


1- 1. المحاسن ص 264 و 265.
2- 2. المحاسن ص 264 و 265.
3- 3. المحاسن ص 264 و 265.
4- 4. مجالس المفید ص 54.
5- 5. الاختصاص ص 32.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ قَرَوُا الضَّیْفَ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلُوا ابْتُلُوا بِالسِّنِینَ وَ الْجَدْبِ قَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَمْسَحُ عَلَی أَخْفَافِنَا(1).

«41»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَكُونَنَّ أَخُوكَ عَلَی قَطِیعَتِكَ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی صِلَتِهِ وَ لَا یَكُونَنَّ عَلَی الْإِسَاءَةِ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی الْإِحْسَانِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَا أَقْبَحَ الْخُشُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَی.

قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام: إِنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَی مَنْ لَا یَرْجُوهُ وَ إِنَّ أَعْفَی النَّاسِ مَنْ عَفَا عِنْدَ قُدْرَتِهِ وَ إِنَّ أَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَا شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ رَجُلٍ سَلَفَتْ مِنِّی إِلَیْهِ یَدٌ تَتْبَعُهَا أُخْتُهَا وَ أَحْسَنْتَ مُرَبَّهَا لِأَنِّی رَأَیْتُ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ یَقْطَعُ شُكْرَ الْأَوَائِلِ.

«42»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ: أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنَادِی كُلُّ مَنْ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ- اللَّهُمَّ ارْحَمْنِی اللَّهُمَّ ارْحَمْنِی فَیُجَابُونَ لَئِنْ رَحِمْتُمْ فِی الدُّنْیَا لَتُرْحَمُونَ الْیَوْمَ.

«43»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: عَلَیْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَادُلِ وَ إِیَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ (2).

«43»- عُدَّةُ الدَّاعِی، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ وَ سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ تَخْبُثُ فِیهِ سَرَائِرُهُمْ وَ تَحْسُنُ فِیهِ عَلَانِیَتُهُمْ طَمَعاً فِی الدُّنْیَا یَكُونُ عَمَلُهُمْ رِئَاءً لَا یُخَالِطُهُمْ خَوْفُ أَنْ یَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِبَلَاءٍ فَیَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِیقِ فَلَا یَسْتَجِیبُ لَهُمْ (3).

«44»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ

ص: 400


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 260.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 78.
3- 3. عدّة الداعی ص 135.

عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّینِ التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ وَ اصْطِنَاعُ الْخَیْرِ إِلَی كُلِّ بَرٍّ وَ فَاجِرٍ.

«45»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً مُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ مُتَوَاصِلِینَ مُتَرَاحِمِینَ تَزَاوَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَذَاكَرُوا أَمْرَنَا وَ أَحْیُوهُ (1).

بیان: المراد بأمرهم إمامتهم و دلائلهم و فضائلهم و صفاتهم أو الأعم منها و من روایة أخبارهم و نشر آثارهم و مذاكرة علومهم و إحیاؤها تعاهدها و نسخها و روایتها و حفظها عن الاندراس و هذا أظهر.

«46»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ كُلَیْبٍ الصَّیْدَاوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَوَاصَلُوا وَ تَبَارُّوا وَ تَرَاحَمُوا وَ كُونُوا إِخْوَةً بَرَرَةً كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (2).

«47»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: تَوَاصَلُوا وَ تَبَارُّوا وَ تَرَاحَمُوا وَ تَعَاطَفُوا(3).

بیان: یقال عطف یعطف أی مال و علیه أشفق كتعطف و تعاطفوا عطف بعضهم علی بعض.

«48»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ ... فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ وَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی الْهُدَی فَكَأَنَّمَا أَحْیَاهَا وَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًی إِلَی ضَلَالٍ فَقَدْ قَتَلَهَا(4).

تبیان الآیة فی المائدة هكذا مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ

ص: 401


1- 1. الكافی ج 2 ص 175.
2- 2. الكافی ج 2 ص 175.
3- 3. الكافی ج 2 ص 175.
4- 4. الكافی ج 2 ص 210.

قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(1) فما فی الخبر علی النقل بالمعنی و الاكتفاء ببعض الآیة لظهورها.

و قال الطبرسی قدس سره فی المجمع بِغَیْرِ نَفْسٍ أی بغیر قود أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ أی بغیر فساد كان منها فی الأرض فاستحقت بذلك قتلها و فسادها بالحرب لله و لرسوله و إخافة السبیل علی ما ذكر اللّٰه فی قوله إِنَّما جَزاءُ الَّذِینَ یُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (2) الآیة فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً قیل فی تأویله أقوال.

أحدها أن معناه هو أن الناس كلهم خصماؤه فی قتل ذلك الإنسان و قد وترهم وتر من قصد لقتلهم جمیعا فأوصل إلیهم من المكروه ما یشبه القتل الذی أوصله إلی المقتول فكأنه قتلهم كلهم و من استنقذها من غرق أو حرق أو هدم أو ما یمیت لا محالة أو استنقذها من ضلال فكأنما أحیا الناس جمیعا أی آجره اللّٰه علی ذلك أجر من أحیاهم أجمعین لأنه فی إسدائه المعروف إلیهم بإحیائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحیا كل واحد منهم

رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ یُخْرِجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی هُدًی.

و ثانیها أن من قتل نبیا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جمیعا أی یعذب علیه كما لو قتل الناس كلهم و من شد علی عضد نبی أو إمام عدل فكأنما أحیا الناس جمیعا فی استحقاق الثواب عن ابن عباس: و ثالثها أن معناه من قتل نفسا بغیر حق فعلیه مأثم كل قاتل من الناس لأنه سن القتل و سهله لغیره فكأنه بمنزلة المشارك و من زجر عن قتلها بما فیه حیاتها علی وجه یقتدی به فیه بأن یعظم تحریم قتلها كما حرمه اللّٰه فلم یقدم علی قتلها لذلك فقد أحیا الناس بسلامتهم منه فذلك إحیاؤه إیاها.

و رابعهما أن المراد فكأنما قتل الناس جمیعا عند المقتول و من أحیاها فكأنما أحیا الناس جمیعا عند المستنقذ.

و خامسها أن معناه یجب علیه من القصاص بقتلها مثل الذی یجب علیه لو قتل

ص: 402


1- 1. المائدة: 32 و 33.
2- 2. المائدة: 32 و 33.

الناس جمیعا و من عفا عن دمها و قد وجب القود علیها كان كما لو عفا عن الناس جمیعا و الإحیاء هنا مجاز لأنه لا یقدر علیه إلا اللّٰه تعالی.

و أقول تطبیق التأویل المذكور فی الخبر علی قوله تعالی بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ یحتاج إلی تكلف كثیر و لذا لم یتعرض الطبرسی رحمه اللّٰه له و یمكن أن یكون المراد أن نزول الآیة إنما هو فی إذهاب الحیاة البدنی لكن یظهر منها إذهاب الحیاة القلبی و الروحانی بطریق أولی و بعبارة أخری دلالة الآیة علی الأول دلالة مطابقیة و علی الثانی التزامیة و لذا قال علیه السلام من أخرجها من ضلال إلی هدی فكأنما أحیاها و لم یصرح بأن هذا هو المراد بالآیة و كذا عبر فی الأخبار الآتیة بالتأویل إشارة إلی ذلك مع أنه یحتمل أن یكون المراد علی هذا التأویل من قتل نفسا بالإضلال بغیر نفس أی من غیر أن یقتل نفسا ظاهرا أو یفسد فی الأرض كان عقابه عقاب من قتل الناس جمیعا بالقتل الظاهری.

«49»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ- وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ قُلْتُ فَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی هُدًی قَالَ ذَاكَ تَأْوِیلُهَا الْأَعْظَمُ (1).

كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ (2).

بیان: قوله ذاك تأویلها الأعظم أی الآیة شاملة لها و هی بطن من بطونها.

«50»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ كُنْتُ عَلَی حَالٍ وَ أَنَا الْیَوْمَ عَلَی حَالٍ أُخْرَی كُنْتُ أَدْخُلُ الْأَرْضَ فَأَدْعُو الرَّجُلَ وَ الِاثْنَیْنِ وَ الْمَرْأَةَ فَیُنْقِذُ اللَّهُ مَنْ شَاءَ وَ أَنَا الْیَوْمَ لَا أَدْعُو أَحَداً فَقَالَ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تُخَلِّیَ بَیْنَ النَّاسِ

ص: 403


1- 1. الكافی ج 2 ص 210.
2- 2. الكافی ج 2 ص 210.

وَ بَیْنَ رَبِّهِمْ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُخْرِجَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلَی نُورٍ أَخْرَجَهُ ثُمَّ قَالَ وَ لَا عَلَیْكَ إِنْ آنَسْتَ مِنْ أَحَدٍ خَیْراً أَنْ تَنْبِذَ إِلَیْهِ الشَّیْ ءَ نَبْذاً قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ تَأْوِیلُهَا الْأَعْظَمُ إِنْ دَعَاهَا فَاسْتَجَابَتْ لَهُ (1).

بیان: قوله كنت علی حال كأنه كان قبل أن ینهاه علیه السلام عن دعوة الناس تقیة یدعو الناس و بعد نهیه علیه السلام ترك ذلك و كان ذكر ذلك رجاء أن یأذنه فقال علیه السلام و ما علیك إما علی النفی أی لا بأس علیك أو الاستفهام الإنكاری أی أی ضرر علیك أن تخلی أی فی أن تخلی أی اتركهم مع اللّٰه فإن اللّٰه یهدیهم إذا علم أنهم قابلون لذلك فمن أراد اللّٰه أن یخرجه إشارة إلی قوله تعالی اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ(2) أی من ظلمة الكفر و الضلال و الشك إلی نور الإیمان و الیقین و قیل إشارة إلی قوله سبحانه فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (3) و الحاصل أن سعیك فی ذلك إن كان للأغراض الدنیویة فهو مضر لك و إن كان لثواب الآخرة فالثواب فی زمن التقیة فی ترك ذلك و إن كان للشفقة علی الخلق فلا ینفع سعیك فی ذلك فإنه إذا كان قابلا للتوفیق یوفقه اللّٰه بأی وجه كان بدون سعیك و إلا فسعیك أیضا لا ینفع.

ثم استثنی علیه السلام صورة واحدة فقال و لا علیك أی لیس علیك بأس إن آنست أی أبصرت و علمت فی القاموس آنس الشی ء أبصره و علمه و أحس به من أحد خیرا كأن تجده لینا غیر متعصب طالبا للحق و تأمن حیلته و ضرره أن تنبذ إلیه الشی ء أی ترمی و تلقی إلیه شیئا من براهین دین الحق نبذا یسیرا موافقا للحكمة بحیث إذا لم یقبل ذلك یمكنك تأویله و توجیهه فی القاموس النبذ طرحك الشی ء أمامك أو وراءك أو عام و الفعل كضرب قوله علیه السلام إن دعاها لما كانت

ص: 404


1- 1. الكافی ج 2 ص 211، و الآیة فی المائدة: 32.
2- 2. البقرة: 257.
3- 3. الأنعام: 125.

النفس فی صدر الآیة المراد بها المؤمنة فضمیر أحیاها أیضا راجع إلی المؤمنة فیكون علی سبیل مجاز المشارفة.

باب 29 من یستحق أن یرحم

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنِّی لَأَرْحَمُ ثَلَاثَةً وَ حَقٌّ لَهُمْ أَنْ یُرْحَمُوا عَزِیزٌ أَصَابَتْهُ مَذَلَّةٌ بَعْدَ الْعِزِّ وَ غَنِیٌّ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ بَعْدَ الْغِنَی وَ عَالِمٌ یَسْتَخِفُّ بِهِ أَهْلُهُ وَ الْجَهَلَةُ(1).

لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (2).

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ارْحَمُوا عَزِیزاً ذَلَّ وَ غَنِیّاً افْتَقَرَ وَ عَالِماً ضَاعَ فِی زَمَانِ جُهَّالٍ (3).

الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ،: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ عَالِماً تَتَلَاعَبُ بِهِ الْجُهَّالُ.

«3»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: أَقِیلُوا ذَوِی الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا یَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلَّا وَ یَدُهُ بِیَدِ اللَّهِ یَرْفَعُهُ (4).

ص: 405


1- 1. الخصال ج 1 ص 43.
2- 2. أمالی الصدوق ص 8.
3- 3. قرب الإسناد ص 23.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 146.

باب 30 فضل الإحسان و الفضل و المعروف و من هو أهل لها

الآیات:

البقرة: وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (1)

آل عمران: وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (2)

النساء: لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَیْنَ النَّاسِ (3)

الأعراف: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ و قال تعالی سَنَزِیدُ الْمُحْسِنِینَ و قال تعالی إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِینَ (4)

التوبة: ما عَلَی الْمُحْسِنِینَ مِنْ سَبِیلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ و قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (5)

هود: وَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (6)

یوسف: وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ و قال تعالی نُصِیبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (7)

النحل: إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی و قال تعالی إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ (8)

القصص: وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ و قال تعالی وَ أَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ

ص: 406


1- 1. البقرة: 195.
2- 2. آل عمران: 134.
3- 3. النساء: 114.
4- 4. الأعراف: 56 و 161.
5- 5. براءة: 91 و 120.
6- 6. هود: 115.
7- 7. یوسف: 22 و 56.
8- 8. النحل: 91 و 128.

إِلَیْكَ (1)

الذاریات: إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِینَ (2)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام: صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَوَّلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إِلَی الْجَنَّةِ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ وَ إِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا إِلَی النَّارِ أَهْلُ الْمُنْكَرِ(3).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ: مِثْلَهُ.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخُنَیْسِیِّ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَیْفَرٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (4).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ الْعِجْلِیِّ قَالَ یُرْوَی: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ لِی إِلَیْكَ حَاجَةً فَقَالَ اكْتُبْهَا فِی الْأَرْضِ فَإِنِّی أَرَی الضُّرَّ فِیكَ بَیِّناً فَكَتَبَ فِی الْأَرْضِ أَنَا فَقِیرٌ مُحْتَاجٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا قَنْبَرُ اكْسُهُ حُلَّتَیْنِ فَأَنْشَأَ الرَّجُلُ یَقُولُ:

كَسَوْتَنِی حُلَّةً تُبْلَی مَحَاسِنُهَا***فَسَوْفَ أَكْسُوكَ مِنْ حُسْنِ الثَّنَا حُلَلًا

إِنْ نِلْتَ حُسْنَ ثَنَائِی نِلْتَ مَكْرُمَةً***وَ لَسْتَ تَبْغِی بِمَا قَدْ نِلْتَهُ بَدَلًا

إِنَّ الثَّنَاءَ لَیُحْیِی ذِكْرَ صَاحِبِهِ***كَالْغَیْثِ یُحْیِی نَدَاهُ السَّهْلَ وَ الْجَبَلَا

ص: 407


1- 1. القصص: 14 و 77.
2- 2. الذاریات: 16.
3- 3. أمالی الصدوق ص 153.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 216 و فیه: صنایع المعروف تقی مصارع السوء؛ و الصدقة خفیا تطفئ غضب الرب و صلة الرحم زیادة فی العمر، اه.

لَا تَزْهَدِ الدَّهْرَ فِی عُرْفٍ بَدَأْتَ بِهِ***فَكُلُّ عَبْدٍ سَیُجْزَی بِالَّذِی فَعَلَا

فَقَالَ علیه السلام أَعْطُوهُ مِائَةَ دِینَارٍ فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَغْنَیْتَهُ فَقَالَ إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنْزِلِ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنْ أَقْوَامٍ یَشْتَرُونَ الْمَمَالِیكَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ لَا یَشْتَرُونَ الْأَحْرَارَ بِمَعْرُوفِهِمْ (1).

«3»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً یُقَالُ لَهُ بَابُ الْمَعْرُوفِ- لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ (2).

«4»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ رَجُلٍ سَبَقَتْ مِنِّی إِلَیْهِ یَدٌ أُتْبِعُهَا أُخْتَهَا وَ أَحْسَنْتُ مُرَبَّهَا لِأَنِّی رَأَیْتُ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ یَقْطَعُ لِسَانَ شُكْرِ الْأَوَائِلِ.

«5»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: عَلَیْكَ بِصَنَائِعِ الْخَیْرِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ.

«6»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْمَعْرُوفُ شَیْ ءٌ سِوَی الزَّكَاةِ فَتَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْبِرِّ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ (3).

«7»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَصْلُحُ الصَّنِیعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِی حَسَبٍ أَوْ دِینٍ (4).

«8»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حَاتِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ الْمَعْرُوفَ لَا یَصْلُحُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ تَصْغِیرِهِ وَ سَتْرِهِ وَ تَعْجِیلِهِ فَإِنَّكَ إِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ عِنْدَ مَنْ تَصْنَعُهُ إِلَیْهِ وَ إِذَا سَتَرْتَهُ تَمَّمْتَهُ

ص: 408


1- 1. أمالی الصدوق ص 164.
2- 2. قرب الإسناد ص 56.
3- 3. الخصال ج 1 ص 25.
4- 4. الخصال ج 1 ص 25.

وَ إِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّیْتَهُ وَ إِنْ كَانَ غَیْرُ ذَلِكَ مَحَقْتَهُ وَ نَكَّدْتَهُ (1).

أقول: قد أوردنا مثله فی مواعظ الصادق علیه السلام.

«9»- ل، [الخصال] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ عُبَیْدَةَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی الزَّعْرَاءِ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِیهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَیْدِی ثَلَاثَةٌ فَیَدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْعُلْیَا وَ یَدُ الْمُعْطِی الَّتِی تَلِیهَا وَ یَدُ السَّائِلِ السُّفْلَی فَأَعْطِ الْفَضْلَ وَ لَا تُعْجِزْ نَفْسَكَ (2).

«10»- ل، [الخصال] ابْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَ الدَّالُّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ (3).

«11»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اصْطَنِعُوا الْمَعْرُوفَ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَی اصْطِنَاعِهِ فَإِنَّهُ یَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَصْلُحُ الصَّنِیعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِی حَسَبٍ أَوْ دِینٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: لِكُلِّ شَیْ ءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجِیلُهُ (4).

«12»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اصْطَنِعِ الْخَیْرَ إِلَی مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَ إِلَی مَنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِهِ فَإِنْ لَمْ تُصِبْ مَنْ هُوَ أَهْلُهُ فَأَنْتَ أَهْلُهُ (5).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (6).

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّینِ التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ وَ اصْطِنَاعُ الْخَیْرِ إِلَی كُلِّ أَحَدٍ بَرٍّ وَ فَاجِرٍ(7).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (8).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ

ص: 409


1- 1. الخصال ج 1 ص 66.
2- 2. الخصال ج 1 ص 66.
3- 3. الخصال ج 1 ص 66.
4- 4. الخصال ج 2 ص 159.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 35.
6- 6. صحیفة الرضا: 10.
7- 7. عیون الأخبار ج 2 ص 35.
8- 8. صحیفة الرضا: 10.

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی الْمَعْرُوفُ هَدِیَّةٌ مِنِّی إِلَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ فَإِنْ قَبِلَهَا مِنِّی فَبِرَحْمَتِی وَ مِنِّی وَ إِنْ رَدَّهَا فَبِذَنْبِهِ حُرِمَهَا وَ مِنْهُ لَا مِنِّی وَ أَیُّمَا عَبْدٍ خَلَقْتُهُ فَهَدَیْتُهُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ حَسَّنْتُ خُلُقَهُ وَ لَمْ أَبْتَلِهِ بِالْبُخْلِ فَإِنِّی أُرِیدُ بِهِ خَیْراً(1).

أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب جوامع المكارم.

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ لِأَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ تُرَجَّحُ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ فَیَجُودُونَ بِهَا عَلَی أَهْلِ الْمَعَاصِی (2).

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنِ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ إِلَی غَنِیٍّ أَوْ فَقِیرٍ فَتَصَدَّقُوا وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَ اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ التَّمْرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُرَبِّیهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا یُرَبِّی أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِیلَهُ حَتَّی یُوَفِّیَهُ إِیَّاهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ حَتَّی یَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ الْعَظِیمِ (3).

«17»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ تَقِی مَصَارِعَ الْهَوَانِ (4).

«18»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً الْبَذْرُ فِی السَّبَخَةِ وَ السِّرَاجُ فِی الْقَمَرِ

ص: 410


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 23.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 311.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 71 و الفلو: الجحش و المهر.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 234.

وَ الْأَكْلُ عَلَی الشِّبَعِ وَ الْمَعْرُوفُ إِلَی مَنْ لَیْسَ بِأَهْلِهِ (1).

ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ الصَّنِیعَةُ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهَا(2).

«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: خَمْسٌ تَذْهَبُ ضَیَاعاً سِرَاجٌ تُعِدُّهُ فِی شَمْسٍ الدُّهْنُ یَذْهَبُ وَ الضَّوْءُ لَا یُنْتَفَعُ بِهِ وَ مَطَرٌ جَوْدٌ عَلَی أَرْضٍ سَبِخَةٍ الْمَطَرُ یَضِیعُ وَ الْأَرْضُ لَا یُنْتَفَعُ بِهَا وَ طَعَامٌ یُحْكِمُهُ طَاهِیهِ یُقَدَّمُ عَلَی شَبْعَانَ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهِ وَ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُزَفُّ إِلَی عِنِّینٍ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهَا وَ مَعْرُوفٌ تَصْطَنِعُهُ إِلَی مَنْ لَا یَشْكُرُهُ (3).

«20»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً مَوَدَّةٌ تَمْنَحُهَا مَنْ لَا وَفَاءَ لَهُ وَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ مَنْ لَا شُكْرَ لَهُ وَ عِلْمٌ عِنْدَ مَنْ لَا اسْتِمَاعَ لَهُ وَ سِرٌّ تُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ لَا حَصَافَةَ لَهُ (4).

«21»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِیُّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ نَجْدَةَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ أَبِی زَائِرَةَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: امْنُنْ عَلَی مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِیرَهُ وَ احْتَجْ إِلَی مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِیرَهُ وَ اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِیرَهُ (5).

«22»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: أُوصِیكَ بِحُسْنِ الْجِوَارِ وَ إِكْرَامِ الضَّیْفِ وَ رَحْمَةِ الْمَجْهُودِ وَ أَصْحَابِ الْبَلَاءِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ حُبِّ الْمَسَاكِینِ وَ مُجَالَسَتِهِمْ (6).

أقول: قد مضی بأسانید عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: عُودُوا بِالْفَضْلِ عَلَی مَنْ

ص: 411


1- 1. الخصال ج 1 ص 126.
2- 2. الخصال ج 1 ص 126.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 291 و الطاهی: الطباخ.
4- 4. الخصال ج 1 ص 126.
5- 5. الخصال ج 2 ص 45.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.

حَرَمَكُمْ.

وَ فِی بَعْضِهَا: صِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ وَ عُودُوا بِالْفَضْلِ عَلَیْهِمْ (1).

«23»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُ عَمَلَهُ لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(2).

«24»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ حَدِیدٍ أَوْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْصَلَ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَعْرُوفاً فَقَدْ أَوْصَلَ ذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

«25»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ یُغْفَرُ لَهُمْ بِالتَّطَوُّلِ مِنْهُ عَلَیْهِمْ وَ یَدْفَعُونَ حَسَنَاتِهِمْ إِلَی النَّاسِ فَیَدْخُلُونَ بِهَا الْجَنَّةَ فَیَكُونُونَ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(4).

«26»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی علیه السلام كَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ كَمَا تَعْمَلُ كَذَلِكَ تُجْزَی مَنْ یَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ إِلَی امْرِئِ السَّوْءِ یُجْزَی شَرّاً.

«27»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لَهُمْ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ تَفَضُّلًا عَلَیْكُمْ لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا وَ بَقِیَتْ حَسَنَاتُكُمْ فَهَبُوهَا لِمَنْ تَشَاءُونَ فَیَكُونُونَ بِهَا أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ وَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً یَفْزَعُ الْعِبَادُ إِلَیْهِمْ فِی حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ الْآمِنُونَ كُلُ

ص: 412


1- 1. راجع أمالی الطوسیّ ج 1 ص 221.
2- 2. ثواب الأعمال ص 153 و الآیة فی البقرة: 261.
3- 3. ثواب الأعمال ص 154.
4- 4. ثواب الأعمال ص 165.

مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ غَنِیّاً فَقَالَ وَ إِنْ كَانَ غَنِیّاً.

وَ أَرْوِی: الْمَعْرُوفُ كَاسْمِهِ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنْهُ إِلَّا ثَوَابُهُ وَ هُوَ هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ إِلَی عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ إِلَی النَّاسِ یَصْنَعُهُ وَ لَا كُلُّ مَنْ رَغِبَ فِیهِ یَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ لَا كُلُّ مَنْ یَقْدِرُ عَلَیْهِ یُؤْذَنُ لَهُ فِیهِ فَإِذَا مَنَّ اللَّهُ عَلَی الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ جَمَعَ لَهُ الرَّغْبَةَ وَ الْقُدْرَةَ وَ الْإِذْنَ فَهُنَاكَ تَمَّتِ السَّعَادَةُ.

وَ نَرْوِی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَدْخَلَ عَلَی مُؤْمِنٍ فَرَحاً فَقَدْ أَدْخَلَ عَلَیَّ فَرَحاً وَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ فَرَحاً فَقَدِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً وَ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً جَاءَ مِنَ الْآمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ رُوِیَ: اصْطَنِعِ الْمَعْرُوفَ إِلَی أَهْلِهِ وَ إِلَی غَیْرِ أَهْلِهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ فَكُنْ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهِ.

وَ رُوِیَ: لَا یَتِمُّ الْمَعْرُوفُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ تَعْجِیلِهِ وَ تَصْغِیرِهِ وَ سَتْرِهِ فَإِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ وَ إِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ وَ إِذَا سَتَرْتَهُ أَتْمَمْتَهُ.

وَ رُوِیَ: إِذَا سَأَلَكَ أَخُوكَ حَاجَةً فَبَادِرْ بِقَضَائِهَا قَبْلَ اسْتِغْنَائِهِ عَنْهَا.

وَ نَرْوِی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنِی وَ مَنْ سَرَّنِی فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ وَ مَنْ سَرَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ جَنَّتَهُ.

«28»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ یَعَضُّ كُلُّ امْرِئٍ عَلَی مَا فِی یَدَیْهِ وَ یَنْسَوْنَ الْفَضْلَ بَیْنَهُمْ قَالَ اللَّهُ وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ (1).

«29»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ وَ هُمْ یَتَذَاكَرُونَ الْمُرُوءَةَ فَقَالَ أَیْنَ أَنْتُمْ أَ نَسِیتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی أَیِّ مَوْضِعٍ قَالَ فِی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ فَالْعَدْلُ الْإِنْصَافُ وَ الْإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ (2).

«30»- جا، [المجالس للمفید] عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِیِّ عَنْ

ص: 413


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 126، و الآیة فی البقرة: 237.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 267 و الآیة فی النحل: 90 و العض: الامساك.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِیعٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی لَیْلَی عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ مَنْ صَنَعَ مَعْرُوفاً إِلَی أَحْمَقَ فَهِیَ خَطِیئَةٌ تُكْتَبُ عَلَیْهِ (1).

«31»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ الْمَعْرُوفَ كَاسْمِهِ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ وَ ذَلِكَ یُرَادُ مِنْهُ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ إِلَی النَّاسِ یَصْنَعُهُ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ یَرْغَبُ فِیهِ یَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ لَا كُلُّ مَنْ یَقْدِرُ عَلَیْهِ یُؤْذَنُ لَهُ فِیهِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَ الْقُدْرَةُ وَ الْإِذْنُ فَهُنَالِكَ تَمَّتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَ الْمَطْلُوبِ إِلَیْهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ شَقِیٌّ الرَّجُلُ أَمْ سَعِیدٌ فَانْظُرْ مَعْرُوفَهُ إِلَی مَنْ یَصْنَعُهُ فَإِنْ كَانَ یَصْنَعُهُ إِلَی مَنْ هُوَ أَهْلُهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ خَیْرٌ وَ إِنْ كَانَ یَصْنَعُهُ إِلَی غَیْرِ أَهْلِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ.

«32»- كشف، [كشف الغمة] فِی دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَبَاباً یُقَالُ لَهُ الْمَعْرُوفُ- لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فَحَمِدْتُ اللَّهَ فِی نَفْسِی وَ فَرِحْتُ بِمَا أَتَكَلَّفُهُ مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَالَ نَعَمْ فَدُمْ عَلَی مَا أَنْتَ عَلَیْهِ فَإِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ جَعَلَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ رَحِمَكَ (2).

«33»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی شَاكِرٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَزَی اللَّهُ الْمَعْرُوفَ إِذَا لَمْ یَكُنْ یُبْدَأُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَمَّا إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فِی حَاجَةٍ كَادَ یُرَی دَمُهُ فِی وَجْهِهِ مُخَاطِراً- لَا یَدْرِی أَ تُعْطِیهِ أَمْ تَمْنَعُهُ فَوَ اللَّهِ ثُمَّ وَ اللَّهِ لَوْ خَرَجْتَ لَهُ مِنْ جَمِیعِ مَا تَمْلِكُهُ مَا كَافَیْتَهُ (3).

«34»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 414


1- 1. مجالس المفید ص 89.
2- 2. كشف الغمّة ص 306.
3- 3. الاختصاص ص 112.

عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَمِیلِ الْغَنَوِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ النَّبِیِّینَ لَهُ ثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ وَ كَانَ یُنْفِقُ عَلَی أَهْلِ الضَّعْفِ وَ أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ أَهْلِ الْحَاجَةِ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ فِی مَالِهِ كَقِیَامِهِ فَلَمْ یَلْبَثِ الْمَالُ أَنْ نَفِدَ وَ نَشَأَ لَهُ ابْنٌ فَلَمْ یَمُرَّ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا یَرْحَمُ عَلَی أَبِیهِ وَ سَأَلَ أُمَّهُ أَنْ تُخْبِرَهُ فَقَالَتْ إِنَّ أَبَاكَ كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ كَانَ لَهُ مَالٌ كَثِیرٌ فَكَانَ یُنْفِقُ عَلَی أَهْلِ الضَّعْفِ وَ أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ أَهْلِ الْحَاجَةِ فَلَمَّا أَنْ مَاتَ قُمْتُ فِی مَالِهِ كَقِیَامِهِ فَلَمْ یَلْبَثِ الْمَالُ أَنْ نَفِدَ قَالَ لَهَا یَا أُمَّهْ إِنَّ أَبِی كَانَ مَأْجُوراً فِیمَا یُنْفِقُ وَ كُنْتِ آثِمَةً قَالَتْ وَ لِمَ یَا بُنَیَّ فَقَالَ كَانَ أَبِی یُنْفِقُ مَالَهُ وَ كُنْتِ تُنْفِقِینَ مَالَ غَیْرِكِ قَالَتْ صَدَقْتَ یَا بُنَیَّ وَ مَا أَرَاكَ تُضَیِّقُ عَلَیَّ قَالَ أَنْتِ فِی حِلٍّ وَ سَعَةٍ فَهَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ یُلْتَمَسُ بِهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قَالَتْ عِنْدِی مِائَةُ دِرْهَمٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ أَنْ یُبَارِكَ فِی شَیْ ءٍ بَارَكَ فِیهِ فَأَعْطَتْهُ الْمِائَةَ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا ثُمَّ خَرَجَ یَلْتَمِسُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَرَّ بِرَجُلٍ مَیِّتٍ عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ مِنْ أَحْسَنِ مَا یَكُونُ هَیْئَةً فَقَالَ مَا أُرِیدُ تِجَارَةً بَعْدَ هَذَا أَنْ آخُذَهُ وَ أُغَسِّلَهُ وَ أُكَفِّنَهُ وَ أُصَلِّیَ عَلَیْهِ وَ أَقْبُرَهُ فَفَعَلَ فَأَنْفَقَ عَلَیْهِ ثَمَانِینَ دِرْهَماً وَ بَقِیَتْ مَعَهُ عِشْرُونَ دِرْهَماً فَخَرَجَ عَلَی وَجْهِهِ یَلْتَمِسُ بِهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فَاسْتَقْبَلَهُ شَخْصٌ فَقَالَ أَیْنَ تُرِیدُ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ أُرِیدُ أَلْتَمِسُ قَالَ وَ مَا مَعَكَ شَیْ ءٌ تَلْتَمِسُ بِهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ مَعِی عِشْرُونَ دِرْهَماً قَالَ وَ أَیْنَ یَقَعُ مِنْكَ عِشْرُونَ دِرْهَماً قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ أَنْ یُبَارِكَ فِی شَیْ ءٍ بَارَكَ فِیهِ قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ فَأُرْشِدُكَ وَ تُشْرِكُنِی قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ أَهْلَ هَذَا الدَّارِ یُضِیفُونَكَ ثَلَاثاً فَاسْتَضِفْهُمْ فَإِنَّهُ كُلَّمَا جَاءَكَ الْخَادِمُ مَعَهُ هِرٌّ أَسْوَدُ فَقُلْ لَهُ تَبِیعُ هَذَا الْهِرَّ وَ أَلِحَّ عَلَیْهِ فَإِنَّكَ سَتُضْجِرُهُ فَیَقُولُ أَبِیعُكَ هُوَ بِعِشْرِینَ دِرْهَماً فَإِذَا بَاعَكَ هُوَ فَأَعْطِهِ الْعِشْرِینَ درهم [دِرْهَماً] وَ خُذْهُ فَاذْبَحْهُ وَ خُذْ رَأْسَهُ فَأَحْرِقْهُ ثُمَّ خُذْ دِمَاغَهُ ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلَی مَدِینَةِ كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَلِكَهُمْ أَعْمَی فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ تُعَالِجُهُ وَ لَا یُرْهِبَنَّكَ مَا تَرَی مِنَ الْقَتْلِ وَ الْمُصَلَّبِینَ فَإِنَّ أُولَئِكَ كَانَ یَخْتَبِرُهُمْ عَلَی عِلَاجِهِ

ص: 415

فَإِذَا لَمْ یَرَ شَیْئاً قَتَلَهُمْ فَلَا تَهُولَنَّكَ وَ أَخْبِرْ بِأَنَّكَ تُعَالِجُهُ وَ اشْتَرِطْ عَلَیْهِ فَعَالِجْهُ وَ لَا تَزِدْهُ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ كَحْلَةٍ فَإِنَّهُ سَیَقُولُ لَكَ زِدْنِی فَلَا تَفْعَلْ ثُمَّ اكْحُلْهُ مِنَ الْغَدِ أُخْرَی فَإِنَّكَ سَتَرَی مَا تُحِبُّ فَیَقُولُ لَكَ زِدْنِی فَلَا تَفْعَلْ فَإِذَا كَانَ الثَّالِثُ فَاكْحُلْهُ فَإِنَّكَ سَتَرَی مَا تُحِبُّهُ فَیَقُولُ لَكَ زِدْنِی فَلَا تَفْعَلْ فَلَمَّا أَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَرَأَ فَقَالَ أَفَدْتَنِی مُلْكِی وَ رَدَدْتَهُ عَلَیَّ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِی قَالَ إِنَّ لِی أُمّاً قَالَ فَأَقِمْ مَعِی مَا بَدَا لَكَ فَإِذَا أَرَدْتَ الْخُرُوجَ فَاخْرُجْ قَالَ فَأَقَامَ فِی مُلْكِهِ سَنَةً یُدَبِّرُهُ بِأَحْسَنِ تَدْبِیرٍ وَ أَحْسَنِ سِیرَةٍ فَلَمَّا أَنْ حَالَ عَلَیْهِ الْحَوْلُ

قَالَ لَهُ إِنِّی أُرِیدُ الِانْصِرَافَ فَلَمْ یَدَعْ شَیْئاً إِلَّا زَوَّدَهُ مِنْ كُرَاعٍ وَ غَنَمٍ وَ آنِیَةِ وَ مَتَاعٍ ثُمَّ خَرَجَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی رَأَی فِیهِ الرَّجُلَ فَإِذَا الرَّجُلُ قَاعِدٌ عَلَی حَالِهِ فَقَالَ مَا وَفَیْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ فَاجْعَلْنِی فِی حِلٍّ مِمَّا مَضَی قَالَ ثُمَّ جَمَعَ الْأَشْیَاءَ فَفَرَّقَهَا فِرْقَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ تَخَیَّرْ فَتَخَیَّرَ أَحَدَهُمَا ثُمَّ قَالَ وَفَیْتُ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ الْمَرْأَةُ مِمَّا أَصَبْتَ قَالَ صَدَقْتَ فَخُذْ مَا فِی یَدِی لَكَ مَكَانَ الْمَرْأَةِ قَالَ لَا وَ لَا آخُذُ مَا لَیْسَ لِی وَ لَا أَتَكَثَّرُ بِهِ قَالَ فَوَضَعَ عَلَی رَأْسِهَا الْمِنْشَارَ ثُمَّ قَالَ أَجُذُّ(1)

فَقَالَ قَدْ وَفَیْتَ وَ كُلُّ مَا مَعَكَ وَ كُلُّ مَا جِئْتَ بِهِ فَهُوَ لَكَ وَ إِنَّمَا بَعَثَنِیَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِأُكَافِیَكَ عَنِ الْمَیِّتِ الَّذِی كَانَ عَلَی الطَّرِیقِ فَهَذَا مُكَافَاتُكَ عَلَیْهِ (2).

«35»- نهج، [نهج البلاغة] وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام: وَ لَیْسَ لِوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ فِی غَیْرِ حَقِّهِ وَ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ مِنَ الْحَظِّ فِیمَا أَتَی إِلَّا مَحْمَدَةُ اللِّئَامِ وَ ثَنَاءُ الْأَشْرَارِ وَ مَقَالَةُ الْجُهَّالِ مَا دَامَ مُنْعِماً عَلَیْهِمْ مَا أَجْوَدَ یَدَهُ وَ هُوَ عَنْ ذَاتِ اللَّهِ بَخِیلٌ فَمَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلْیَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ وَ لْیُحْسِنْ مِنْهُ الضِّیَافَةَ وَ لْیَفُكَّ بِهِ الْأَسِیرَ وَ الْعَانِیَ وَ لْیُعْطِ مِنْهُ الْفَقِیرَ وَ الْغَارِمَ وَ لْیَصْبِرْ نَفْسَهُ عَلَی الْحُقُوقِ وَ النَّوَائِبِ ابْتِغَاءَ الثَّوَابِ فَإِنَّ فَوْزاً بِهَذِهِ الْخِصَالِ شَرَفُ مَكَارِمِ الدُّنْیَا وَ دَرْكُ فَضَائِلِ الْآخِرَةِ(3).

ص: 416


1- 1. المنشار آلة حدیدیة ذات أسنان یجذ- ای یقطع- بها الاخشاب و الاشجار.
2- 2. الاختصاص: 214.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 278.

«36»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتِتْمَامُ الْمَعْرُوفِ أَفْضَلُ مِنِ ابْتِدَائِهِ (1).

«37»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِیُّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ: یَا مُفَضَّلُ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ شَقِیّاً الرَّجُلُ أَمْ سَعِیداً فَانْظُرْ بِرَّهُ وَ مَعْرُوفَهُ إِلَی مَنْ یَصْنَعُهُ فَإِنْ صَنَعَهُ إِلَی مَنْ هُوَ أَهْلُهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِلَی خَیْرٍ یَصِیرُ وَ إِنْ كَانَ یَصْنَعُهُ إِلَی غَیْرِ أَهْلِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ(2).

«38»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْمَعْرُوفُ مَا لَمْ یَتَقَدَّمْهُ مَطْلٌ وَ لَمْ یَتَعَقَّبْهُ مَنٌّ وَ الْبُخْلُ أَنْ یَرَی الرَّجُلُ مَا أَنْفَقَهُ تَلَفاً وَ مَا أَمْسَكَهُ شَرَفاً.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ عَدَّدَ نِعَمَهُ مَحَقَ كَرَمَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْإِنْجَازُ دَوَامُ الْكَرَمِ.

«39»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یُزَهِّدَنَّكَ فِی الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا یَشْكُرُهُ لَكَ فَقَدْ یَشْكُرُكَ عَلَیْهِ مَنْ لَا یَسْتَمْتِعُ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ وَ قَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ- وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ ظَنَّ بِكَ خَیْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ (4).

وَ قَالَ علیه السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ: یَا جَابِرُ قِوَامُ الدُّنْیَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٍ لَا یَسْتَنْكِفُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ جَوَادٍ لَا یَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِیرٍ لَا یَبِیعُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ فَإِذَا ضَیَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ یَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ

ص: 417


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2: 209.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 257.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 190.
4- 4. المصدر ج 2 ص 199.

إِلَیْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرَضَهَا لِلدَّوَامِ وَ الْبَقَاءِ وَ مَنْ لَمْ یَقُمْ لِلَّهِ فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرَضَهَا لِلزَّوَالِ وَ الْفَنَاءِ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی عِبَاداً یَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ فَیُقِرُّهَا فِی أَیْدِیهِمْ مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَی غَیْرِهِمْ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبِی الْفَرَزْدَقِ فِی كَلَامٍ دَارَ بَیْنَهُمَا مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِیرَةُ فَقَالَ ذَعْذَعَتْهَا الْحُقُوقُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ ذَاكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا(3).

وَ قَالَ علیه السلام: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ یَعَضُّ الْمُوسِرُ عَلَی مَا فِی یَدَیْهِ وَ لَمْ یُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ یَنْهَدُ فِیهِ الْأَشْرَارُ وَ یُسْتَذَلُّ الْأَخْیَارُ وَ یُبَایَعُ الْمُضْطَرُّونَ وَ قَدْ نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ بَیْعِ الْمُضْطَرِّینَ (4).

«40»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زِینَةُ الْعِلْمِ الْإِحْسَانُ.

«41»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ یُقَالُ لَهُمْ إِنَّ ذُنُوبَكُمْ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ فَهَبُوا حَسَنَاتِكُمْ لِمَنْ شِئْتُمْ وَ اصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَاجِبٌ عَلَی كُلِّ أَحَدٍ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ فَمَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ بِیَدِهِ فَبِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ فَمَنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ بِلِسَانِهِ فَلْیَنْوِهِ بِقَلْبِهِ (5).

«42»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام:

ص: 418


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 333.
2- 2. المصدر ج 2 ص 245.
3- 3. المصدر ج 2 ص 249 و ذعذعة المال: تفریقه.
4- 4. المصدر ج 2 ص 254 و النهد: النهوض.
5- 5. الاختصاص ص 241.

الصَّنِیعَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا عِنْدَ ذِی حَسَبٍ أَوْ دِینٍ.

«43»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ قَالَ: یُوقَفُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَا إِنِّی لَمْ أُفْقِرْكُمْ مِنْ هَوَانِكُمْ عَلَیَّ وَ لَكِنْ أَفْقَرْتُكُمْ لِأَبْلُوَكُمْ انْطَلِقُوا فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ صَنَعَ إِلَیْكُمْ مَعْرُوفاً فِی الدُّنْیَا إِلَّا أَخَذْتُمْ بِیَدِهِ فَأَدْخَلْتُمُوهُ الْجَنَّةَ.

«44»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اصْنَعِ الْمَعْرُوفَ إِلَی مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَنْ لَیْسَ هُوَ أَهْلَهُ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ هُوَ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُهُ.

«45»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ سِنَانٍ عَنِ الرَّقِّیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلًا مِنْ خَلْقِهِ حَبَّبَ إِلَیْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَ حَبَّبَ إِلَیْهِمْ فَعَالَهُ وَ أَوْجَبَ عَلَی طُلَّابِ الْمَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَیْهِمْ وَ یَسَّرَ عَلَیْهِمْ قَضَاءَهُ كَمَا یَسَّرَ الْغَیْثَ إِلَی الْأَرْضِ الْمُجْدِبَةِ لِیُحْیِیَهَا وَ یُحْیِیَ أَهْلَهَا وَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَعْدَاءً مِنْ خَلْقِهِ بَغَّضَ إِلَیْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَ بَغَّضَ إِلَیْهِمْ فَعَالَهُ وَ حَظَرَ عَلَی طُلَّابِ الْمَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَیْهِمْ وَ حَظَرَ عَلَیْهِمْ قَضَاءَهُ كَمَا یَحْظُرُ الْغَیْثَ عَلَی الْأَرْضِ الْمُجْدِبَةِ لِیَهْلِكَ بِهِ أَهْلَهَا وَ مَا یَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ.

«46»- ین بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ عِبَادِهِ فَانْتَجَبَهُمْ لِفُقَرَاءِ شِیعَتِنَا لِیُثِیبَهُمْ بِذَلِكَ.

«47»- أَعْلَامُ الدِّینِ، قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ لِلصَّادِقِ علیه السلام: أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ عَلَامَةَ قَبُولِی عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عَلَامَةُ قَبُولِ الْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ یُصِیبَ بِمَعْرُوفِهِ مَوَاضِعَهُ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ كَذَلِكَ فَلَیْسَ كَذَلِكَ.

ص: 419

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَا تَوَسَّلَ إِلَیَّ أَحَدٌ بِوَسِیلَةٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ إِذْكَارِی بِنِعْمَةٍ سَلَفَتْ مِنِّی إِلَیْهِ أُعِیدُهَا إِلَیْهِ.

«48»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلَةُ الْفَاجِرِ لَا تَكَادُ تَصِلُ إِلَّا إِلَی فَاجِرٍ مِثْلِهِ.

[كلمة المصحّح الأولی]

بسمه تعالی إلی هنا انتهی الجزء الأوّل من المجلّد السادس عشر، و هو الجزء الواحد و السبعون حسب تجزئتنا یحوی علی ثلاثین بابا من أبواب آداب العشرة.

و لقد بذلنا الجهد فی تصحیحها و تنمیقها حسب الجهد و الطاقة، فخرج بعون اللّٰه و مشیئته تقیّا من الأغلاط إلّا نزرا زهیدا زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر لا یكاد یخفی علی الناظر البصیر و من اللّٰه العصمة و التوفیق.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 420

كلمة المصحّح [الثانیة]:

[الشكر للّٰه]

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه، و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه. و علی آله أصفیاء اللّٰه.

و بعد: فمن أعظم منن اللّٰه العزیز و له الشكر و المنّة أن استعملنا للقیام بخدمة الدین القویم، و وفّقنا لتحقیق آثاره القیّم، و ترویج تراثه الذهبیّ الخالد بصورة نفیسة رائفة، فاللّٰه العزیز المنّان نسأل أن یعصمنا من الخطاء و الزالل عند ما نسعی وراء هذه البغیة، و أن یهدینا بفضله و كرمه إلی الحقّ المبین، إنّ ربّی علی صراط مستقیم.

و ممّا وفّقنا لتحقیقه و تصحیحه و تبریزه إلی الملاء الثقافیّ الدینیّ، هذا الجزء من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، صلوات اللّٰه علیهم، و هو الجزء الأوّل من المجلّد السادس عشر یحوی علی ثلاثین بابا من أبواب كتاب العشرة، فی آداب المعاشرة بین الآباء و الأبناء و الأولاد و ذوی الأرحام و الخدم و الممالیك و المؤمنین و المستضعفین و غیرهم، و حقوق كلّ واحد منهم علی صاحبه و ما یناسب ذلك من المطالب و الفوائد الجلیلة، و المباحث النافعة الكثیرة الّتی ستمرّون علیها فی طیّ أجزائه.

لفتة نظر:

و لا بدّ ههنا أن نلفت نظر القاری الكریم إلی مسلكنا فی تصحیح هذا الجزء و الأجزاء التالیة له، و هكذا فی التعلیق و التحقیق، حیث إنّ المجلّد السادس عشر من المجلّدات التسعة الّتی لم یخرج فی عهد المؤلّف العلّامة إلی البیاض، و لذلك یمرّ القاری الكریم كثیرا ما علی خلل و نواقص لم ترتفع، و مشكلات و غوامض

ص: 421

لم یبیّن فی متن الكتاب علی نحو ما كان یبیّن فی سائر الأجزاء.

من ذلك أنّ المؤلّف العلامة قدّس سرّه فیما أصدر من أجزاء الكتاب بنفسه إلی البراز و أخرجها من المسوّدة إلی البیاض كان یختار من الأحادیث المتكرّرة بمضمونها و سندها حدیثا واحدا، لكنّه یذكر فی صدر الحدیث رمز مصادره المتعدّدة مشیرا بذلك أنّ الحدیث بهذا السند و هذا اللفظ یوجد فی هذه المصادر المتعدّدة و إن كان فی لفظها أدنی اختلاف أو زیادة أو نقیصة، كان اللفظ للمصدر الّذی ذكر رمزه آخرا ملاصقا بالحدیث علی ما تتبّعته فی أثناء تخریج الأحادیث و ذلك كالأحادیث المستخرجة من كتب الصدوق مثل إكمال الدین و علل الشرائع، أو غیره ككتاب الكافی و البصائر و الاختصاص و نحو ذلك، علی ما قد عرفت فی المجلّدات السابقة.

و إذا وجد ره حدیثا متّحدا بمضمونه، مختلفا فی سنده كلّا أو بعضا- فی مصادر متعدّدة یختار أحد المصادر و ینقل لفظ الحدیث منه، ثمّ بعد تمام الحدیث یذكر سائر المصادر مع سند الحدیث حتّی یتّفق إسنادها، قائلا بعد ذلك: مثله.

كلّ ذلك حذرا من التكرار.

ثمّ هو قدّس سرّه إذا كان فی لفظ الحدیث أو سنده مشكلة تحتاج إلی التوضیح و البیان، تابعه بكلامه الفصل، و بیانه الشافی الجزل، و ذلك بعد تحقیق لفظ الحدیث و سنده و تصحیح ألفاظه المصحّفة.

لكنّ القاری ء الكریم إذا اطّلع علی أبواب هذا المجلّد یراه علی خلاف ما شرحناه ففی كلّ باب أحادیث متكرّرة بلفظها و سندها، أو بلفظها فقطّ، غیر أنّها من مصادر مختلفة شتّی، من دون أن یری فی المتن لمشكلاتها توضیحا أو لغرائب ألفاظها بیانا اللّٰهمّ إلّا بعد نقل الأحادیث من كافی الكلینیّ رضوان اللّٰه علیه فانّه یجد فی ذیلها شرح المصنّف العلّامة قدّس سرّه منقولة من كتابه مرآت العقول من دون أن یتصرّف فیها بما یناسب هذا الكتاب، فیری أنّ لشارح العلّامة یقول قد

ص: 422

مرّ شرح هذا المرام فی باب فلان أو سیأتی فی باب فلان، و إنّما أراد بذلك أبواب كتاب الكافی لا أبواب كتاب الإیمان و الكفر من البحار، لكنّا سددنا هذه الخلّة فی الذیل كغیرها من الخلل بحیث یرتفع العمی من البین راجع ص 60 و 61 و 123 و 137 و 170 و غیرها

هذه حال تلك المجلّدات التسعة الّتی لم یخرج فی عهد المؤلّف العلّامة إلی البیاض و منها المجلّد السادس عشر فتراها مرعی و لا كالسعدانة، و بذلك یعرف كلّ باحث خبیر فضل مؤلّفه العلّامة المجلسیّ رضوان اللّٰه علیه و مبلغ جهده فی ذلك.

و لكن معذلك كلّه حقّ علینا بل و علی العلماء الناظرین فی هذه المجلّدات التسع أن یشكر فضل محرّره الثانی و هو العالم النحریر المرزا عبد اللّٰه الأفندی تلمیذ المؤلّف العلّامة المجلسیّ قدّس سرّه فقد قاسی كلّ مرارة دون تبییض هذه المجلّدات و تحقیقها و تنسیقها و نقل بیانات المؤلّف العلّامة من كتابه مرآت العقول و إن لم یكن ما أصدره طبقا لسیرة المصنف قدّس سرّه كما عرفت.

قال العلّامة النوریّ فی كتابه «الفیض القدسیّ فی ترجمة العلّامة المجلسیّ» بعد ما ذكر أجزاء البحار:

و اعلم أنّ من المجلّد الخامس عشر إلی آخره غیر مجلّد الصلاة و المزار لم یخرج من السواد إلی البیاض فی عهده رضوان اللّٰه علیه و لا یوجد فیها بیان الأخبار سوی بعض الأخبار فی الخامس عشر و أخبار الكافی فی أبواب العشرة.

قال السیّد الجلیل السیّد عبد اللّٰه سبط المحدّث الفاضل السیّد نعمة اللّٰه الجزائری فی إجازته الكبیرة فی ترجمة شیخه السیّد النبیل المحقّق المحدّث السیّد نصر اللّٰه بن الحسین الموسویّ الحائریّ الشهید: و كان آیة فی الفهم و الذكاء و حسن التقریر و فصاحة التعبیر ... إلی أن قال: و كان حریصا علی جمع الكتب موفّقا فی تحصیلها.

و حدّثنی أنّه اشتری فی أصبهان زیادة علی ألف كتاب صفقة واحدة بثمن

ص: 423

بخس دراهم معدودة و رأیت عنده من الكتب الغریبة ما لم أر عند غیره من جملتها تمام مجلّذات بحار الأنوار، فانّ الموجود المتداول منها كتاب العقل و العلم ....

إلی أن قال و أمّا بقیّة الكتب مثل كتاب القرآن والدعاء و كتاب الزیّ و التجمّل و كتاب العشرة و كتاب الاجازات و تتمّة الفروع، فیقال: إنّها بقیت فی المسوّدة لم تخرج إلی البیاض.

فسألته عن مأخذها فقال: إنّ المیرزا عبد اللّٰه بن عیسی الأفندیّ ره كان له اختصاص ببعض ورثة المولی المجلسیّ، و هو الّذی قد صارت هذه الأجزاء فی سهمه عند تقسیم الكتب بینهم، فاستعارها منه و نقله إلی البیاض بنفسه، لأنّها كانت مغشوشة جدّا لا یقدر كلّ كاتب علی نقلها صحیحا، و كان یستتر بها مدّة حیاته، و من ثمّ لم تنتسخ و لم تشتهر.

ثمّ لمّا قسمت كتب المیرزا عبد اللّٰه بین ورثته، و حصل لی اختصاص بالّذی وقعت هذه الكتب فی سهمه ساومته أوّلا بالبیع فلمّا لم یرض استعرتها منه و استكتبتها و كنت یومئذ لا أملك درهما واحدا، فسخّر اللّٰه رجلا من ذوی المروءات ببذل المؤنة كلّها حتّی تمّت انتهی.

و یشهد لما ذكره أنّ فی أوّل جملة من نسخ المجلّدات هكذا:

«أمّا بعد فهذا المجلّد ... من بحار الأنوار تألیف الاستاد الاستناد المولی محمّد باقر» و هذا الاصطلاح من المیرزا عبد اللّٰه المذكور فی كتابه ریاض العلماء فراجع، انتهی كلام العلامة النوریّ قدّس سرّه.

**** أقول: لكنّ الظاهر من سیاق المجلّد الخامس عشر، و سبك تألیفه و انطباقه علی سائر المجلّدات المبیّضة بتحریر یده قدّس سرّه، أنّ هذا المجلّد أیضا ممّا خرج إلی البیاض فی عهد المؤلّف و تحت عنایته و إشرافه و لقد عثرنا بفضل اللّٰه و توفیقه علی شطر من نسخته الأصیلة بخطّ ید المؤلف رحمه اللّٰه و هو من جزئه الثانی من أجزائه الثلاثة المعروفة فی خزانة كتب الحبر الفاضل الشیخ حسن المصطفوی دام إفضاله، و هو محرّر كسائر نسخ الأصل.

ص: 424

مسلكنا فی التصحیح:

اعتمدنا فی تصحیح الأحادیث و تحقیق متونها علی النسخة المطبوعة المصحّحة بعنایة جمع من الفضلاء، المشهورة بطبعة الكمبانی، بعد تخریج أحادیثه من المصادر و عرضها و مقابلتها، و تعیین موضع النصّ منها، إلّا ما شدّ و ندر كالمخطوطات.

و لما مرّ آنفا من كون أحادیث كلّ باب مكرّرة غالبا، تیسّر لنا بذلك تصحیح بعض الأحادیث ببعض، و مقابلة بعض علی بعض كما فی ص 82 و 83 و 84 و 235.

لكنّا لم نتعرّض لبیان مشكلاتها و توضیح غرائبها إلّا إذا لم تكن موضحة مبیّنة فی ذیل أحادیث الكافی المتّحدة مضمونها بل لفظها و سندها معها، فعلی القاری ء الكریم مطالعة الأحادیث المستخرجة من الكافی أوّلا ثمّ مراجعة سائر الأحادیث المستخرجة.

و إنّما سلكنا هذا المسلك حذرا من تكرار التعالیق فی ذیل كلّ حدیث.

نرجو من اللّٰه العزیز أن یوفّقنا لإخراج الأجزاء بمنّه و كرمه، و أن یعصمنا من الخطاء و الزلل، إنّه ولیّ العصمة و التوفیق.

محمد الباقر البهبودی صفر المظفر 1386

ص: 425

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«1»- باب جوامع الحقوق 21- 2

أبواب آداب العشرة بین ذوی الأرحام و الممالیك و الخدم المشاركین غالبا فی البیت

«2»- باب برّ الوالدین و الأولاد و حقوق بعضهم علی بعض و المنع من العقوق 86- 22

«3»- باب صلة الرحم و إعانتهم و الإحسان إلیهم و المنع من قطع صلة الأرحام و ما یناسبه 139- 87

«4»- باب العشرة مع الممالیك و الخدم 144- 139

«5»- باب وجوب طاعة المملوك للمولی و عقاب عصیانه 146- 144

«6»- باب ما ینبغی حمله علی الخدم و غیرهم من الخدمات 147- 146

«7»- باب حمل المتاع للأهل 148- 147

«8»- باب حمل النائبة عن القوم و حسن العشرة معهم 149- 148

«9»- باب حق الجار 153- 150

أبواب آداب العشرة مع الأصدقاء و فضلهم و أنواعهم و غیر ذلك مما یتعلق بهم

«10»- باب حسن المعاشرة و حسن الصحبة و حسن الجوار و طلاقة الوجه و حسن اللقاء و حسن البشر 172- 154

«11»- باب فضل الصدیق و حد الصداقة و آدابها و حقوقها و أنواع الأصدقاء و النهی عن زیادة الاسترسال و الاستیناس بهم 181- 173

ص: 426

«12»- باب استحباب إخبار الأخ فی اللّٰه بحبّه له و أنّ القلب یهدی إلی القلب 182- 181

«13»- باب من ینبغی مجالسته و مصاحبته و مصادقته و فضل الأنیس الموافق و القرین الصالح و حبّ الصالحین 189- 183

«14»- باب من لا ینبغی مجالسته و مصادقته و مصاحبته و المجالس التی لا ینبغی الجلوس فیها 220- 190

أبواب حقوق المؤمنین بعضهم علی بعض و بعض أحوالهم

«15»- باب حقوق الإخوان و استحباب تذاكرهم و ما یناسب ذلك من المطالب 264- 221

«16»- باب حفظ الأخوّة و رعایة أوداء الأب 274- 264

«17»- باب فضل المواخاة فی اللّٰه و أنّ المؤمنین بعضهم إخوان بعض و علّة ذلك 278- 275

«18»- باب فضل حبّ المؤمنین و النظر إلیهم 281- 278

«19»- باب علّة حبّ المؤمنین بعضهم بعضا و أنواع الإخوان 282- 281

«20»- باب قضاء حاجة المؤمنین و السعی فیها و توقیرهم و إدخال السرور علیهم و إكرامهم و إلطافهم و تفریج كربهم و الإهتمام بأمورهم 341- 283

«21»- باب تزاور الإخوان و تلاقیهم و مجالستهم فی إحیاء أمر أئمتهم علیهم السلام 355- 342

ص: 427

«22»- باب تزویج المؤمن أو قضاء دینه أو إخدامه أو خدمته أو نصیحته 359- 356

«23»- باب إطعام المؤمن و سقیه و كسوته و قضاء دینه 388- 359

«24»- باب ثواب من كفی لضریر حاجة 388

«25»- باب فضل إسماع الأصم من غیر تضجر 388

«26»- باب ثواب من عال أهل بیت من المؤمنین 389

«27»- باب من أسكن مؤمنا بیتا و عقاب من منعه عن ذلك 389

«28»- باب التراحم و التعاطف و التودّد و البرّ و الصلة و الإیثار و المواساة و إحیاء المؤمن 405- 390

«29»- باب من یستحقّ أن یرحم 405

«30»- باب فضل الإحسان و الفضل و المعروف و من هو أهل لها 420- 406

ص: 428

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 429

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.