بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 68

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 68: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الإیمان و الكفر

تتمة أبواب مكارم الأخلاق

باب 60 الصدق و المواضع التی یجوز تركه فیها و لزوم أداء الأمانة

الآیات:

المائدة: قالَ اللَّهُ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1)

الأنعام: قالَ هذا رَبِّی (2)

التوبة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (3)

یوسف: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (4)

الأنبیاء: قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا یَنْطِقُونَ (5)

الأحزاب: مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا لِیَجْزِیَ اللَّهُ الصَّادِقِینَ بِصِدْقِهِمْ (6)

الزمر: الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ لِیُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی عَمِلُوا وَ یَجْزِیَهُمْ أَجْرَهُمْ


1- 1. المائدة: 119.
2- 2. الأنعام: 76.
3- 3. براءة: 119.
4- 4. یوسف: 70.
5- 5. الأنبیاء: 63.
6- 6. الأحزاب: 24- 23.

بِأَحْسَنِ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ (1)

الحشر: أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (2)

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ(3).

تبیین: إلا بصدق الحدیث أی متصفا بهما أو كان الأمر بهما فی شریعته و قد مر أنه یحتمل شمول الأمانة لجمیع حقوق اللّٰه و حقوق الخلق لكن الظاهر منه أداء كل حق ائتمنك علیه إنسان برا كان أو فاجرا و الظاهر أن الفاجر یشمل الكافر أیضا فیدل علی عدم جواز الخیانة بل التقاص أیضا فی ودائع الكفار و أماناتهم.

و اختلف الأصحاب فی التقاص مع تحقق شرائطه فی الودیعة فذهب الشیخ فی الإستبصار و أكثر المتأخرین إلی الجواز علی كراهة و ذهب الشیخ فی النهایة و جماعة إلی التحریم و الأخبار مختلفة و سیأتی تحقیقه فی محله إن شاء اللّٰه و ستأتی الأخبار فی وجوب أداء الأمانة و الودیعة إلی الكافر و إلی قاتل علی صلوات اللّٰه علیه (4).

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِهِمْ وَ لَا بِصِیَامِهِمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا لَهِجَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ حَتَّی لَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ وَ لَكِنِ اخْتَبِرُوهُمْ عِنْدَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(5).

بیان: قال الجوهری اغترّ بالشی ء خدع به و قال اللّٰهج بالشی ء الولوع و قد لهج به بالكسر یلهج لهجا إذا أغری به فثابر علیه انتهی و حاصل الحدیث أن كثرة الصلاة و الصوم لیست مما یختبر به صلاح المرء و خوفه من اللّٰه

ص: 2


1- 1. الزمر: 33- 35.
2- 2. الحشر: 8.
3- 3. راجع ج 75 ص 113- 117.
4- 4. الكافی ج 2 ص 104.
5- 5. الكافی ج 2 ص 104.

تعالی فإنها من الأفعال الظاهرة التی لا بد للمرء من الإتیان بها خوفا أو طمعا و ریاء لا سیما للمتسمین بالصلاة فیأتون بها من غیر إخلاص حتی یعتادونها و لا غرض لهم فی تركها غالبا و الدواعی الدنیویة فی فعلها لهم كثیرة بخلاف الصدق و أداء الأمانة فإنهما من الأمور الخفیة و ظهور خلافهما علی الناس نادر و الدواعی الدنیویة علی تركهما كثیرة فاختبروهم بهما لأن الآتی بهما غالبا من أهل الصلاح و الخوف من اللّٰه مع أنهما من الصفات الحسنة التی تدعو إلی كثیر من الخیرات و بهما تحصل كمال النفس و إن لم تكونا لله و أیضا الصدق یمنع كون العمل لغیر اللّٰه إن الریاء حقیقة من أقبح أنواع الكذب كما یومئ إلیه الخبر الآتی.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ (1).

بیان: زكا عمله أی یصیر عمله بسببه زاكیا أی نامیا فی الثواب لأنه إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ و هو من أعظم أركان التقوی أو كثیرا لأن الصدق مع اللّٰه یوجب الإتیان بما أمر اللّٰه و الصدق مع الخلق أیضا یوجب ذلك لأنه إذا سئل عن عمل هل یفعله و لم یفعله لا یمكنه ادعاء فعله فیأتی بذلك و لعله بعد ذلك یصیر خالصا لله.

أو یقال لما كان الصدق لازما للخوف و الخوف ملزوما لكثرة الأعمال فالصدق ملزوم لها أو المعنی طهر عمله من الریاء فإنها نوع من الكذب كما أشرنا إلیه فی الخبر السابق و فی بعض النسخ زكی علی المجهول من بناء التفعیل بمعنی القبول أی یمدح اللّٰه عمله و یقبله فیرجع إلی المعنی الأول و یؤیده.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی أَوَّلِ دَخْلَةٍ دَخَلْتُ عَلَیْهِ تَعَلَّمُوا الصِّدْقَ قَبْلَ الْحَدِیثِ (2).

ص: 3


1- 1. الكافی ج 2 ص 104.
2- 2. الكافی ج 2 ص 104.

بیان: الدخلة مصدر كالجلسة و إن لم یذكر بخصوصه فی اللغة تعلموا الصدق أی قواعده كجواز النقل بالمعنی و نسبة الحدیث المأخوذ عن واحد من الأئمة إلی آبائه أو إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أو تبعیض الحدیث و أمثال ذلك أو یكون تعلمه كنایة عن العمل به و التمرن علیه علی المشاكلة أو المراد تعلم وجوبه و لزومه و حرمة تركه.

قبل الحدیث أی قبل سماع الحدیث منا و روایته و ضبطه و نقله و هذا یناسب أول دخوله فإنه كان مریدا لسماع الحدیث منه علیه السلام و لم یسمع بعد هذا ما أفهمه و قیل فیه وجوه مبنیة علی أن المراد بالحدیث التكلم لا الحدیث بالمعنی المصطلح.

الأول أن المراد التفكر فی الكلام لیعرف الصدق فیما یتكلم به و مثله قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ وَ قَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ (1).

یعنی أن العاقل یعلم الصدق و الكذب أولا و یتفكر فیما یقول ثم یقول ما هو الحق و الصدق و الأحمق یتكلم و یقول من غیر تأمل و تفكر فیتكلم بالكذب و الباطل كثیرا.

الثانی أن لا یكون قبل متعلقا بتعلموا بل یكون بدلا من قوله فی أول دخلة.

الثالث أن یكون قبل متعلقا بقال أی قال علیه السلام ابتداء قبل التكلم بكلام آخر تعلموا.

الرابع أن یكون المعنی تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من القواعد العربیة و الفصاحة و البلاغة و أمثالها و لا یخفی بعد الجمیع لا سیما الثانی و الثالث و كون ما ذكرنا أظهر و أنسب.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ عَلَیْكَ

ص: 4


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 153.

وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا أَتَیْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ لَكَ انْظُرْ مَا بَلَغَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْزَمْهُ فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام إِنَّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(1).

بیان: ما بلغ به علی علیه السلام كأن مفعول البلوغ محذوف أی انظر الشی ء الذی بسببه بلغ علی علیه السلام عند رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المبلغ الذی بلغه من القرب و المنزلة و قوله بعد ذلك ما بلغ به كأنه زیدت كلمة به من النساخ و لیست فی بعض النسخ و علی تقدیرها كان الباء زائدة فإنه یقال بلغت المنزل أو الدار و قد یقال بلغت إلیه بتضمین فیمكن أن یكون الباء بمعنی إلی و یحتمل علی بعد أن یكون قوله فإن علیا تعلیلا للزوم و ضمیر به راجعا إلی الموصول فیما بلغ به أولا و قوله بصدق الحدیث كلاما مستأنفا متعلقا بفعل مقدر أی بلغ ذلك بصدق الحدیث.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا فُضَیْلُ إِنَّ الصَّادِقَ أَوَّلُ مَنْ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ تُصَدِّقُهُ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ (2).

«7»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَ إِسْمَاعِیلُ صَادِقَ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِی مَكَانٍ فَانْتَظَرَهُ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ سَنَةً فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقَ الْوَعْدِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ مَا زِلْتُ مُنْتَظِراً لَكَ (3).

بیان: اختلف المفسرون فی إسماعیل المذكور فی هذه الآیة قال الطبرسی رحمه اللّٰه هو إسماعیل بن إبراهیم و إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ(4) إذا وعد بشی ء

ص: 5


1- 1. الكافی ج 2 ص 104.
2- 2. الكافی ج 2 ص 104.
3- 3. الكافی ج 2 ص 105.
4- 4. مریم: 54.

وفی به و لم یخلف و كان مع ذلك رسولا إلی جرهم نبیا رفیع الشأن عالی القدر و قال ابن عباس إنه واعد رجلا أن ینتظره فی مكان و نسی الرجل فانتظره سنة حتی أتاه الرجل و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل أقام ینتظره ثلاثة أیام عن مقاتل و قیل إن إسماعیل بن إبراهیم علیه السلام مات قبل أبیه إبراهیم و إن هذا هو إسماعیل بن حزقیل بعثه اللّٰه إلی قوم فسلخوا جلدة وجهه و فروة رأسه فخیره اللّٰه فیما شاء من عذابهم فاستعفاه و رضی بثوابه و فوض أمره إلی اللّٰه فی عفوه و عقابه و رواه أصحابنا عن أبی عبداللّٰه علیه السلام ثم قال فی آخره أتاه ملك من ربه یقرئه السلام و یقول قد رأیت ما صنع بك و قد أمرنی بطاعتك فمرنی بما شئت فقال یكون لی بالحسین أسوة(1).

«8»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ عَنْ جَدِّهِ الرَّبِیعِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا رَبِیعُ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَصْدُقُ حَتَّی یَكْتُبَهُ اللَّهُ صِدِّیقاً(2).

بیان: الصدیق مبالغة فی الصدق أو التصدیق و الإیمان بالرسول قولا و فعلا قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی إِنَّهُ كانَ صِدِّیقاً(3) أی كثیر التصدیق فی أمور الدین عن الجبائی و قیل صادقا مبالغا فی الصدق فیما یخبر عن اللّٰه (4)

و قال الراغب الصدق و الكذب أصلهما فی القول ماضیا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غیره و لا یكونان بالقصد الأول إلا فی القول و لا یكونان من القول إلا فی الخبر دون غیره من أصناف الكلام و قد یكونان بالعرض فی غیره من أنواع الكلام الاستفهام و الأمر و الدعاء و ذلك نحو قول القائل أ زید فی الدار فإن فی ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زید و كذا إذا قال واسنی فی ضمنه أنه محتاج إلی المواساة

ص: 6


1- 1. مجمع البیان ج 6 ص 518.
2- 2. الكافی ج 2 ص 105.
3- 3. مریم: 41.
4- 4. مجمع البیان ج 6 ص 516.

و إذا قال لا تؤذنی ففی ضمنه أنه یؤذیه و الصدیق من كثر منه الصدق و قیل بل یقال ذلك لمن لم یكذب قط و قیل بل لمن لا یتأتی منه الكذب لتعوده الصدق و قیل بل لمن صدق بقوله و اعتقاده و حقق صدقه بفعله فالصدیقون هم قوم دوین الأنبیاء فی الفضیلة و قد یستعمل الصدق و الكذب فی كل ما یحق و یحصل فی الاعتقاد نحو صدق ظنی و كذب و یستعملان فی أفعال الجوارح فیقال صدق فی القتال إذا وفی حقه و فعل علی ما یجب و كما یجب و كذب فی القتال إذا كان بخلاف ذلك قال اللّٰه تعالی رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (1) أی حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم و قوله لِیَسْئَلَ الصَّادِقِینَ عَنْ صِدْقِهِمْ (2) أی یسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبیها علی أنه لا یكفی الاعتراف بالحق دون تحریه بالفعل (3).

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَصْدُقُ حَتَّی یُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِینَ وَ یَكْذِبُ حَتَّی یُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَاذِبِینَ فَإِذَا صَدَقَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقَ وَ بَرَّ وَ إِذَا كَذَبَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَبَ وَ فَجَرَ(4).

توضیح: یدل علی رفعة درجة الصادقین عند اللّٰه و قال الراغب البر التوسع فی فعل الخیر و یستعمل فی الصدق لكونه بعض الخیرات المتوسع فیه و بر العبد ربه توسع فی طاعته (5) و قال سمی الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور(6).

«8»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِالْخَیْرِ بِغَیْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِیَرَوْا

ص: 7


1- 1. الأحزاب: 23.
2- 2. الأحزاب: 8.
3- 3. مفردات غریب القرآن 277.
4- 4. الكافی ج 2 ص 105.
5- 5. المفردات ص 40 و 373.
6- 6. المفردات ص 40 و 373.

مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ (1).

بیان: بغیر ألسنتكم أی بجوارحكم و أعمالكم الصادرة عنها و إن كان اللسان أیضا داخلا فیها من جهة الأعمال لا من جهة الدعوة الصریحة و الاجتهاد المبالغة فی الطاعات و الورع اجتناب المنهیات و الشبهات كما مر.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو الْوَلِیدِ حَسَنُ بْنُ زِیَادٍ الصَّیْقَلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِیَّتُهُ زِیدَ فِی رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِ بَیْتِهِ مُدَّ لَهُ فِی عُمُرِهِ (2).

إیضاح: من حسنت نیته أی عزمه علی الطاعات أو علی إیصال النفع إلی العباد أو سریرته فی معاملة الخلق بأن یكون ناصحا لهم غیر مبطن لهم غشا و عداوة و خدیعة أو فی معاملة اللّٰه أیضا بأن یكون مخلصا و لا یكون مرائیا و لا یكون عازما علی المعاصی و مبطنا خلاف ما یظهر من مخافة اللّٰه عز و جل.

و المراد بأهل بیته عیاله أو الأعم منهم و من أقاربه بالتوسعة علیهم و حسن المعاشرة معهم.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی طَالِبٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا تَنْظُرُوا إِلَی طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وَ سُجُودِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَدِ اعْتَادَهُ فَلَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ لِذَلِكَ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ حَدِیثِهِ وَ أَدَاءِ أَمَانَتِهِ (3).

بیان: المراد بطول الركوع و السجود حقیقته أو كنایة عن كثرة الصلاة و الأول أظهر.

أقول: قد مضی أخبار الباب فی باب جوامع المكارم (4) و باب صفات المؤمن.

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ یَحْسُنُ فِیهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِیدَةُ فِی الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ

ص: 8


1- 1. الكافی ج 2 ص 105.
2- 2. الكافی ج 2 ص 105.
3- 3. الكافی ج 2 ص 105.
4- 4. راجع ج 69 ص 332.

وَ الْإِصْلَاحُ بَیْنَ النَّاسِ وَ قَالَ ثَلَاثٌ یَقْبُحُ فِیهِنَّ الصِّدْقُ النَّمِیمَةُ وَ إِخْبَارُكَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا یَكْرَهُهُ وَ تَكْذِیبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَبَرِ وَ قَالَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِیَاءِ(1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ النَّاسِ أَكْرَمُ قَالَ مَنْ صَدَقَ فِی الْمَوَاطِنِ (2).

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زِینَةُ الْحَدِیثِ الصِّدْقُ (3).

«13»- ن (4)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَی كَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ وَ كَثْرَةِ الْحَجِّ وَ الْمَعْرُوفِ وَ طَنْطَنَتِهِمْ بِاللَّیْلِ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(5).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَحْسَنُ مِنَ الصِّدْقِ قَائِلُهُ وَ خَیْرٌ مِنَ الْخَیْرِ فَاعِلُهُ (6).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ(7).

«16»- فس، [تفسیر القمی] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَدِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ

ص: 9


1- 1. الخصال ج 2 ص 43.
2- 2. أمالی الصدوق ص 238.
3- 3. أمالی الصدوق ص 292.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 51.
5- 5. أمالی الصدوق ص 182.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 226.
7- 7. الخصال ج 2 ص 157.

أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَدِیِّ بْنِ حَاتِمٍ وَ كَانَ مَعَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی حُرُوبِهِ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لَیْلَةَ الْهَرِیرِ بِصِفِّینَ حِینَ الْتَقَی مَعَ مُعَاوِیَةَ رَافِعاً صَوْتَهُ یُسْمِعُ أَصْحَابَهُ لَأَقْتُلَنَّ مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ فِی آخِرِ قَوْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَخْفِضُ بِهِ صَوْتَهُ وَ كُنْتُ مِنْهُ قَرِیباً فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ حَلَفْتَ عَلَی مَا قُلْتَ ثُمَّ اسْتَثْنَیْتَ فَمَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ وَ أَنَا عِنْدَ أَصْحَابِی صَدُوقٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُطَمِّعَ أَصْحَابِی فِی قَوْلِی كَیْلَا یَفْشَلُوا وَ لَا یَفِرُّوا فَافْهَمْ فَإِنَّكَ تَنْتَفِعُ بِهَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«17»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَدَقَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ وَ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِذَا كَذَبَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ یُكَذِّبُهُ اللَّهُ وَ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَاذِبٌ (2).

«18»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الصِّدْقُ نُورٌ غَیْرُ مُتَشَعْشِعٍ إِلَّا فِی عَالَمِهِ كَالشَّمْسِ یَسْتَضِی ءُ بِهَا كُلُّ شَیْ ءٍ یَغْشَاهُ مِنْ غَیْرِ نُقْصَانٍ یَقَعُ عَلَی مَعْنَاهَا وَ الصَّادِقُ حَقّاً هُوَ الَّذِی یُصَدِّقُ كُلَّ كَاذِبٍ بِحَقِیقَةِ صِدْقِ مَا لَدَیْهِ وَ هُوَ الْمَعْنَی الَّذِی لَا یَسْمَعُ مَعَهُ سِوَاهُ أَوْ ضِدُّهُ مِثْلُ آدَمَ علیه السلام صَدَّقَ إِبْلِیسَ فِی كَذِبِهِ حِینَ أَقْسَمَ لَهُ كَاذِباً لِعَدَمِ مَاهِیَّةِ الْكَذِبِ فِی آدَمَ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(3) وَ لِأَنَّ إِبْلِیسَ أَبْدَعَ شَیْئاً كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَبْدَعَهُ وَ هُوَ غَیْرُ مَعْهُودٍ ظَاهِراً وَ بَاطِناً فَخَسِرَ هُوَ بِكَذِبِهِ عَلَی مَعْنًی لَمْ یَنْتَفِعْ بِهِ مِنْ صِدْقِ آدَمَ علیه السلام عَلَی بَقَاءِ الْأَبَدِ وَ أَفَادَ آدَمُ علیه السلام بِتَصْدِیقِهِ كَذِبَهُ بِشَهَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَفْیِ عَزْمِهِ عَمَّا یُضَادُّ عَهْدَهُ عَلَی الْحَقِیقَةِ عَلَی مَعْنًی لَمْ یَنْقُصْ مِنِ اصْطِفَائِهِ بِكَذِبِهِ شَیْئاً فَالصِّدْقُ صِفَةُ الصَّادِقِینَ وَ حَقِیقَةُ الصِّدْقِ مَا یَقْتَضِی تَزْكِیَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِعَبْدِهِ

ص: 10


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 419.
2- 2. ثواب الأعمال 162.
3- 3. طه: 115.

كَمَا ذَكَرَ عَنْ صِدْقِ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ فِی الْقِیَامَةِ بِسَبَبِ مَا أَشَارَ إِلَیْهِ مِنْ صِدْقِهِ مِرْآةَ الصَّادِقِینَ (1) مِنْ رِجَالِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ (2) الْآیَةَ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الصِّدْقُ سَیْفُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ أَیْنَمَا هَوَی بِهِ یَقُدُّ(3)

فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ صَادِقٌ أَنْتَ أَمْ كَاذِبٌ فَانْظُرْ فِی قَصْدِ مَعْنَاكَ وَ غَوْرِ دَعْوَاكَ وَ عَیِّرْهَا بِقِسْطَاسٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقِیَامَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُ (4) فَإِذَا اعْتَدَلَ مَعْنَاكَ بِدَعْوَاكَ ثَبَتَ لَكَ الصِّدْقُ وَ أَدْنَی حَدِّ الصِّدْقِ أَنْ لَا یُخَالِفَ اللِّسَانُ الْقَلْبَ وَ لَا الْقَلْبُ اللِّسَانَ وَ مَثَلُ الصَّادِقِ الْمَوْصُوفِ بِمَا ذَكَرْنَا كَمَثَلِ النَّازِعِ رُوحُهُ إِنْ لَمْ یَنْزِعْ فَمَا ذَا یَصْنَعُ (5).

«19»- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَیُّمَا مُسْلِمٍ سُئِلَ عَنْ مُسْلِمٍ فَصَدَقَ وَ أَدْخَلَ عَلَی ذَلِكَ الْمُسْلِمِ مَضَرَّةً كُتِبَ مِنَ الْكَاذِبِینَ وَ مَنْ سُئِلَ عَنْ مُسْلِمٍ فَكَذَبَ فَأَدْخَلَ عَلَی ذَلِكَ الْمُسْلِمِ مَنْفَعَةً كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِینَ (6).

«20»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ بِحَضْرَةِ الصَّادِقِ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ مَا تَقُولُ فِی الْعَشَرَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَقُولُ فِیهِمُ الْخَیْرَ الْجَمِیلَ الَّذِی یَحُطُّ اللَّهُ بِهِ سَیِّئَاتِی وَ یَرْفَعُ لِی دَرَجَاتِی قَالَ السَّائِلُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْقَذَنِی مِنْ بُغْضِكَ كُنْتُ أَظُنُّكَ رَافِضِیّاً تُبْغِضُ الصَّحَابَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَلَا مَنْ أَبْغَضَ وَاحِداً مِنَ الصَّحَابَةِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ لَعَلَّكَ تَتَأَوَّلُ

ص: 11


1- 1. براءة للصادقین خ ل.
2- 2. المائدة: 119.
3- 3. أی یقطع و ینفذ.
4- 4. الأعراف: 8.
5- 5. مصباح الشریعة ص 51 و 50.
6- 6. الاختصاص: 224.

مَا تَقُولُ فِیمَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ فَقَالَ مَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَوَثَبَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ اجْعَلْنِی فِی حِلٍّ مِمَّا قَذَفْتُكَ بِهِ مِنَ الرَّفْضِ قَبْلَ الْیَوْمِ- قَالَ أَنْتَ فِی حِلٍّ وَ أَنْتَ أَخِی ثُمَّ انْصَرَفَ السَّائِلُ.

فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام جَوَّدْتَ لِلَّهِ دَرُّكَ لَقَدْ أَعْجَبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ حُسْنِ تَوْرِیَتِكَ وَ تَلَفُّظِكَ بِمَا خَلَّصَكَ وَ لَمْ تَثْلَمْ دِینَكَ زَادَ اللَّهُ فِی مُخَالِفِینَا غَمّاً إِلَی غَمٍّ وَ حَجَبَ عَنْهُمْ مُرَادَ مُنْتَحِلِی مَوَدَّتِنَا فِی بَقِیَّتِهِمْ.

فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الصَّادِقِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا عَقَلْنَا مِنْ كَلَامِ هَذَا إِلَّا مُوَافَقَتَهُ لِهَذَا الْمُتَعَنِّتِ النَّاصِبِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَئِنْ كُنْتُمْ لَمْ تَفْهَمُوا مَا عَنَی فَقَدْ فَهِمْنَاهُ نَحْنُ وَ قَدْ شَكَرَهُ اللَّهُ لَهُ إِنَّ وَلِیَّنَا الْمُوَالِیَ لِأَوْلِیَائِنَا الْمُعَادِیَ لِأَعْدَائِنَا إِذَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَنْ یَمْتَحِنُهُ مِنْ مُخَالِفِیهِ وَفَّقَهُ لِجَوَابٍ یَسْلَمُ مَعَهُ دِینُهُ وَ عِرْضُهُ وَ یُعْظِمُ اللَّهُ بِالتَّقِیَّةِ ثَوَابَهُ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَالَ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ أَیْ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ فِی الثَّانِیَةِ مَنْ عَابَهُمْ وَ شَتَمَهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ قَدْ صَدَقَ لِأَنَّ مَنْ عَابَهُمْ فَقَدْ عَابَ عَلِیّاً علیه السلام لِأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَإِذَا لَمْ یَعِبْ عَلِیّاً وَ لَمْ یَذُمَّهُ فَلَمْ یَعِبْهُمْ وَ إِنَّمَا عَابَ بَعْضَهُمْ وَ لَقَدْ كَانَ لِحِزْقِیلَ الْمُؤْمِنِ مَعَ قَوْمِ فِرْعَوْنَ الَّذِینَ وَشَوْا بِهِ إِلَی فِرْعَوْنَ مِثْلُ هَذِهِ التَّوْرِیَةِ كَانَ حِزْقِیلُ یَدْعُوهُمْ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُوسَی وَ تَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ خَلْقِهِ وَ تَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الْخِیَارِ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَی سَائِرِ أَوْصِیَاءِ النَّبِیِّینَ وَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ رُبُوبِیَّةِ فِرْعَوْنَ فَوَشَی بِهِ وَاشُونَ إِلَی فِرْعَوْنَ وَ قَالُوا إِنَّ حِزْقِیلَ یَدْعُو إِلَی مُخَالَفَتِكَ وَ یُعِینُ أَعْدَاءَكَ عَلَی مُضَادَّتِكَ فَقَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ ابْنُ عَمِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَی مُلْكِی وَ وَلِیُّ عَهْدِی إِنْ فَعَلَ مَا قُلْتُمْ فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْعَذَابَ عَلَی كُفْرِهِ نِعْمَتِی

فَإِنْ كُنْتُمْ عَلَیْهِ كَاذِبِینَ فَقَدِ اسْتَحْقَقْتُمْ أَشَدَّ الْعِقَابِ لِإِیثَارِكُمُ الدُّخُولَ فِی مَسَاءَتِهِ فَجَاءَ بِحِزْقِیلَ وَ جَاءَ بِهِمْ فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنْتَ تَجْحَدُ رُبُوبِیَّةَ فِرْعَوْنَ عَنِ الْمُلْكِ وَ تَكْفُرُ نَعْمَاءَهُ فَقَالَ حِزْقِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ هَلْ جَرَّبْتَ عَلَیَّ كَذِباً قَطُّ قَالَ لَا:

ص: 12

قَالَ فَسَلْهُمْ مَنْ رَبُّهُمْ فَقَالُوا فِرْعَوْنُ قَالَ وَ مَنْ خَالِقُكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ وَ مَنْ رَازِقُكُمُ الْكَافِلُ لِمَعَایِشِكُمْ وَ الدَّافِعُ عَنْكُمْ مَكَارِهَكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ حِزْقِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَأُشْهِدُكَ وَ كُلَّ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَالِقَهُمْ هُوَ خَالِقِی وَ رَازِقَهُمْ هُوَ رَازِقِی وَ مُصْلِحَ مَعَایِشِهِمْ هُوَ مُصْلِحُ مَعَایِشِی لَا رَبَّ لِی وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَیْرُ رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ وَ أُشْهِدُكَ وَ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ كُلَّ رَبٍّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَی رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ فَأَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُ وَ مِنْ رُبُوبِیَّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِیَّتِهِ یَقُولُ حِزْقِیلُ هَذَا وَ هُوَ یَعْنِی أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّ الَّذِی قَالُوا إِنَّ رَبَّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَفِیَ هَذَا الْمَعْنَی عَلَی فِرْعَوْنَ وَ مَنْ حَضَرَهُ وَ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ یَقُولُ فِرْعَوْنُ رَبِّی وَ خَالِقِی وَ رَازِقِی فَقَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ یَا رِجَالَ الشَّرِّ وَ یَا طُلَّابَ الْفَسَادِ فِی مُلْكِی وَ مُرِیدِی الْفِتْنَةِ بَیْنِی وَ بَیْنَ ابْنِ عَمِّی وَ هُوَ عَضُدِی أَنْتُمُ الْمُسْتَحِقُّونَ لِعَذَابِی لِإِرَادَتِكُمْ فَسَادَ أَمْرِی وَ هَلَاكَ ابْنِ عَمِّی وَ الْفَتَّ فِی عَضُدِی ثُمَّ أَمَرَ بِالْأَوْتَادِ فَجُعِلَ فِی سَاقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتِدٌ وَ فِی صَدْرِهِ وَتِدٌ وَ أَمَرَ أَصْحَابَ أَمْشَاطِ الْحَدِیدِ فَشَقُّوا بِهَا لُحُومَهُمْ مِنْ أَبْدَانِهِمْ فَذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(1) لَمَّا وَشَوْا بِهِ إِلَی فِرْعَوْنَ لِیُهْلِكُوهُ وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ هُمُ الَّذِینَ وَشَوْا بِحِزْقِیلَ إِلَیْهِ لَمَّا أَوْتَدَ فِیهِمُ الْأَوْتَادَ وَ مَشَّطَ عَنْ أَبْدَانِهِمْ لُحُومَهَا بِالْأَمْشَاطِ(2).

«21»- ج، [الإحتجاج] مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ السَّمَّانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالا لَهُ أَ فِیكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُهُ قَالَ فَقَالَ لَا فَقَالا لَهُ قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ وَ سَمَّوْا قَوْماً وَ قَالُوا هُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَ تَشْمِیرٍ وَ هُمْ مِمَّنْ لَا یَكْذِبُ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا فَلَمَّا رَأَیَا الْغَضَبَ بِوَجْهِهِ خَرَجَا الْخَبَرَ(3).

ص: 13


1- 1. المؤمن: 45.
2- 2. الاحتجاج ص 200، و تراه فی تفسیر الإمام ص 162.
3- 3. الاحتجاج ص ...

«22»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (1) وَ مَا سَرَقُوا(2).

«23»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَیْئاً(3).

«24»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ یُوسُفَ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قَالَ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ (4).

«25»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی یُوسُفَ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قَالَ إِنَّهُمْ سَرَقُوا یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِینَ قَالُوا ما ذا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لَمْ یَقُولُوا سَرَقْتُمْ صُوَاعَ الْمَلِكِ إِنَّمَا عَنَی أَنَّكُمْ سَرَقْتُمْ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ (5).

«26»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ خَوَاصِّ الشِّیعَةِ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یَرْتَعِدُ بَعْدَ مَا خَلَا بِهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 14


1- 1. یوسف: 70.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 48.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 49.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 49.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 49.

مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَكُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یُنَافِقُكَ فِی إِظْهَارِهِ وَ اعْتِقَادِ وَصِیَّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی حَضَرْتُ مَعَهُ الْیَوْمَ فِی مَجْلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الْخَلِیفَةِ الْقَاعِدِ عَلَی سَرِیرِهِ قَالَ لَهُ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَلْ أَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ غَیْرُ إِمَامٍ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ غَیْرُ إِمَامٍ فَعَلَیَّ وَ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْتَقِدْ ذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ لَعَنَ مَنْ وَشَی بِكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ لَیْسَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ لَكِنَّ صَاحِبَكَ أَفْقَهُ مِنْكَ إِنَّمَا قَالَ مُوسَی غَیْرُ إِمَامٍ أَیْ إِنَّ الَّذِی هُوَ غَیْرُ إِمَامٍ فَمُوسَی غَیْرُهُ (1)

فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنَّمَا أَثْبَتَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِمَامَتِی وَ نَفَی إِمَامَةَ غَیْرِی یَا عَبْدَ اللَّهِ مَتَی یَزُولُ عَنْكَ هَذَا الَّذِی ظَنَنْتَهُ بِأَخِیكَ هَذَا مِنَ النِّفَاقِ تُبْ إِلَی اللَّهِ فَفَهِمَ الرَّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغْتَمَّ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِی مَالٌ فَأُرْضِیَهُ بِهِ وَ لَكِنْ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ شَطْرَ عَمَلِی كُلِّهِ مِنْ تَعَبُّدِی وَ صَلَاتِی عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مِنْ لَعْنَتِی لِأَعْدَائِكُمْ قَالَ مُوسَی علیه السلام الْآنَ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ(2).

«27»- ج، [الإحتجاج] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْیَوْمَ شَیْئاً عَجِبْتُ مِنْهُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا یُظْهِرُ لَنَا أَنَّهُ مِنَ الْمُوَالِینَ لِآلِ مُحَمَّدٍ الْمُتَبَرِّینَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَرَأَیْتُهُ الْیَوْمَ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ قَدْ خُلِعَتْ عَلَیْهِ وَ هُوَ ذَا یُطَافُ بِهِ بِبَغْدَادَ وَ یُنَادِی الْمُنَادِی بَیْنَ یَدَیْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ اسْمَعُوا تَوْبَةَ هَذَا الرَّافِضِیِّ ثُمَّ یَقُولُونَ لَهُ قُلْ فَیَقُولُ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَجُّوا وَ قَالُوا قَدْ تَابَ وَ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِذَا خَلَوْتُ فَأَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ.

ص: 15


1- 1. فی تفسیر الإمام: أی الذی هو عندك امام فموسی غیره فهو إذا امام إلخ.
2- 2. الاحتجاج ص 214.

فَلَمَّا خَلَا أَعَادَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّمَا لَمْ أُفَسِّرْ لَكَ مَعْنَی كَلَامِ الرَّجُلِ بِحَضْرَةِ هَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ كَرَاهَةَ أَنْ یَنْقُلَ إِلَیْهِمْ فَیَعْرِفُوهُ وَ یُؤْذُوهُ لَمْ یَقُلِ الرَّجُلُ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) أَبُو بَكْرٍ فَیَكُونَ قَدْ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَكِنْ قَالَ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ فَجَعَلَهُ نِدَاءً لِأَبِی بَكْرٍ لِیَرْضَی مَنْ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْجَهَلَةِ لِیَتَوَارَی مِنْ شُرُورِهِمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ هَذِهِ التَّوْرِیَةَ مِمَّا رَحِمَ بِهَا شِیعَتَنَا وَ مُحِبِّینَا(2).

«28»- ج، [الإحتجاج] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ الرَّاوِیَانِ (3): حَضَرْنَا عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی الْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ جَاءَنِی رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا الشِّیعَةِ قَدِ امْتُحِنَ بِجُهَّالِ الْعَامَّةِ یَمْتَحِنُونَهُ فِی الْإِمَامَةِ وَ یُحَلِّفُونَهُ فَكَیْفَ یُصْنَعُ حَتَّی یَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ كَیْفَ یَقُولُونَ قَالَ یَقُولُونَ لِی أَ تَقُولُ إِنَّ فُلَاناً هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَا بُدَّ لِی أَنْ أَقُولَ نَعَمْ وَ إِلَّا أَثْخَنُونِی ضَرْباً فَإِذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالُوا لِی قُلْ وَ اللَّهِ قُلْتُ فَإِذَا قُلْتَ لَهُمْ نَعَمْ تُرِیدُ بِهِ نَعَماً مِنَ الْأَنْعَامِ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ قُلْتُ فَإِذَا قَالُوا قُلْ وَ اللَّهِ فَقُلْ وَ اللَّهِ أَیْ وَلِیِّی تُرِیدُ فِی أَمْرٍ كَذَا فَإِنَّهُمْ لَا یُمَیِّزُونَ وَ قَدْ سَلِمْتَ فَقَالَ لِی فَإِنْ حَقَّقُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا قُلْ وَ اللَّهْ وَ بَیِّنِ الْهَاءَ فَقُلْتَ قُلْ وَ اللَّهُ بِرَفْعِ الْهَاءِ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ یَمِیناً إِذَا لَمْ تَخْفِضْ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ فَقَالَ عَرَضُوا عَلَیَّ وَ حَلَّفُونِی فَقُلْتُ كَمَا لَقَّنْتَنِی فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام أَنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الدَّالُّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ لَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ بِتَقِیَّتِهِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنِ اسْتَعْمَلَ التَّقِیَّةَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ مَوَالِینَا وَ مُحِبِّینَا حَسَنَةً وَ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ تَرَكَ التَّقِیَّةَ مِنْهُمْ

ص: 16


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من المصدر و تراه فی تفسیر الإمام ص 164.
2- 2. الاحتجاج ص 243.
3- 3. هما أبو یعقوب یوسف بن محمّد بن زیاد، و أبو الحسن علیّ بن محمّد بن سیار، اللذان یروی عنهما محمّد بن القاسم المفسر تفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام.

حَسَنَةً أَدْنَاهَا حَسَنَةً لَوْ قُوبِلَ بِهَا ذُنُوبُ مِائَةِ سَنَةٍ لَغُفِرَتْ وَ لَكَ بِإِرْشَادِكَ إِیَّاهُ مِثْلُ مَا لَهُ (1).

«29»- سر، [السرائر] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی الرَّجُلِ یُسْتَأْذَنُ عَلَیْهِ فَیَقُولُ لِجَارِیَتِهِ قُولِی لَیْسَ هُوَ هَاهُنَا قَالَ لَا بَأْسَ لَیْسَ بِكَذِبٍ.

«30»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ كَهْمَشٌ قَالَ لِی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی مِنْ أَیْنَ أَنْتَ فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ مِمَّنْ قُلْتُ مِنْ جُعْفِیٍّ قَالَ مَا أَقْدَمَكَ إِلَی هَاهُنَا قُلْتُ طَلَبُ الْعِلْمِ قَالَ مِمَّنْ قُلْتُ مِنْكَ قَالَ فَإِذَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ أَیْنَ أَنْتَ فَقُلْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ قُلْتُ أَ یَحِلُّ لِی أَنْ أَكْذِبَ قَالَ لَیْسَ هَذَا كَذِباً مَنْ كَانَ فِی مَدِینَةٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهَا حَتَّی یَخْرُجَ (2).

كش، [رجال الكشی] جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ (3).

«32»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زِینَةُ الْحَدِیثِ الصِّدْقُ.

ص: 17


1- 1. الاحتجاج ص 256.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 200.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 170.

باب 61 الشكر

الآیات:

البقرة: یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ فی مواضع (1)

و قال تعالی: لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالی وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ و قال وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالی وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَشْكُرُونَ (2)

آل عمران: وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ و قال وَ سَنَجْزِی الشَّاكِرِینَ (3)

النساء: ما یَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِیماً(4)

المائدة: وَ لِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ (5)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ (6)

و قال سبحانه: وَ إِذْ قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ یا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ و قال تعالی إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِی عَلَیْكَ وَ عَلی والِدَتِكَ (7)

الأنعام: أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِینَ (8)

و قال تعالی: قُلْ مَنْ یُنَجِّیكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِینَ

ص: 18


1- 1. البقرة: 40- 47- 122.
2- 2. البقرة: 52- 158- 185- 243.
3- 3. آل عمران: 144 و 145.
4- 4. النساء: 147.
5- 5. المائدة: 6، 7، 11.
6- 6. المائدة: 20.
7- 7. المائدة: 110.
8- 8. الأنعام: 53.

قُلِ اللَّهُ یُنَجِّیكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (1)

الأعراف: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِیها مَعایِشَ قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (2)

و قال: كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَشْكُرُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ و قال فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ (3)

الأنفال: وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِیلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِی الْأَرْضِ إلی قوله تعالی لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (4)

یونس: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَی النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَشْكُرُونَ (5)

إبراهیم: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَ إِذْ قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إلی قوله تعالی وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(6)

و قال تعالی: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها و قال وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْكُرُونَ (7)

النحل: وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (8)

و قال تعالی: كَذلِكَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (9)

ص: 19


1- 1. الأنعام: 63 و 64.
2- 2. الأعراف: 10.
3- 3. الأعراف: 58، 69، 74، 144.
4- 4. الأنفال: 26.
5- 5. یونس: 60.
6- 6. إبراهیم: 5- 7.
7- 7. إبراهیم: 34، 37.
8- 8. النحل: 78.
9- 9. النحل: 81.

و قال: وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ (1)

و قال تعالی فی إبراهیم علیه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)

الإسراء: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(3)

الأنبیاء: فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (4)

الحج: كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (5)

المؤمنون: وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (6)

النمل: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ كَرِیمٌ و قال تعالی وَ لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَشْكُرُونَ (7)

القصص: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (8)

الروم: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (9)

لقمان: وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَ مَنْ یَشْكُرْ فَإِنَّما یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ إلی قوله تعالی أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ(10)

ص: 20


1- 1. النحل: 114.
2- 2. النحل: 121.
3- 3. أسری: 3.
4- 4. الأنبیاء: 80.
5- 5. الحجّ: 36.
6- 6. المؤمنون: 78.
7- 7. النمل: 40، 73.
8- 8. القصص: 73.
9- 9. الروم: 46.
10- 10. لقمان: 12، 14.

و قال تعالی: أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً(1)

و قال تعالی: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(2)

التنزیل: قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (3)

سبأ: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(4)

و قال تعالی: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ إلی قوله تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)

فاطر: یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ و قال تعالی وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)

یس: أَ فَلا یَشْكُرُونَ (7)

الزمر: وَ إِنْ تَشْكُرُوا یَرْضَهُ لَكُمْ و قال تعالی بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ (8)

المؤمن: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَی النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَشْكُرُونَ (9)

حمعسق: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(10)

الجاثیة: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (11)

القمر: كَذلِكَ نَجْزِی مَنْ شَكَرَ(12).

ص: 21


1- 1. لقمان: 20.
2- 2. لقمان: 31.
3- 3. التنزیل: 9.
4- 4. سبأ: 13.
5- 5. سبأ: 15- 19.
6- 6. فاطر: 3- 12.
7- 7. یس: 35.
8- 8. الزمر: 7- 66.
9- 9. المؤمن: 61.
10- 10. الشوری: 33.
11- 11. الجاثیة: 12.
12- 12. القمر: 35.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (1).

تبیین: قال الراغب الشكر تصور النعمة و إظهارها قیل و هو مقلوب عن الكشر أی الكشف و یضاده الكفر و هو نسیان النعمة و سترها و دابة شكور مظهر بسمنه إسداء صاحبه إلیه و قیل أصله من عین شكری أی ممتلئة فالشكر علی هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم علیه و الشكر ثلاثة أضرب شكر بالقلب و هو تصور النعمة و شكر باللسان و هو الثناء علی المنعم و شكر بسائر الجوارح و هو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهی (2).

و قال المحقق الطوسی قدس سره الشكر أشرف الأعمال و أفضلها و اعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول و الفعل و النیة و له أركان ثلاثة.

الأول معرفة المنعم و صفاته اللائقة به و معرفة النعمة من حیث إنها نعمة و لا تتم تلك المعرفة إلا بأن یعرف أن النعم كلها جلیها و خفیها من اللّٰه سبحانه و أنه المنعم الحقیقی و أن الأوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لأمره. الثانی الحال التی هی ثمرة تلك المعرفة و هی الخضوع و التواضع و السرور بالنعم من حیث إنها هدیة دالة علی عنایة المنعم بك و علامة ذلك أن لا تفرح من الدنیا إلا بما یوجب القرب منه.

الثالث العمل الذی هو ثمرة تلك الحال فإن تلك الحال إذا حصلت فی القلب حصل فیه نشاط للعمل الموجب للقرب منه و هذا العمل یتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح.

أما عمل القلب فالقصد إلی تعظیمه و تحمیده و تمجیده و التفكر فی صنائعه

ص: 22


1- 1. الكافی ج 2 ص 94.
2- 2. المفردات للراغب ص 265.

و أفعاله و آثار لطفه و العزم علی إیصال الخیر و الإحسان إلی كافة خلقه و أما عمل اللسان فإظهار ذلك المقصود بالتحمید و التمجید و التسبیح و التهلیل و الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر إلی غیر ذلك و أما عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة و الباطنة فی طاعته و عبادته و التوقی من الاستعانة بها فی معصیته و مخالفته كاستعمال العین فی مطالعة مصنوعاته و تلاوة كتابه و تذكر العلوم المأثورة من الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و كذا سائر الجوارح.

فظهر أن الشكر من أمهات صفات الكمال و تحقق الكامل منه نادر كما قال سبحانه وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(1) و لما كان الشكر بالجوارح التی هی من نعمه تعالی و لا یتأتی إلا بتوفیقه سبحانه فالشكر أیضا نعمة من نعمه و یوجب شكرا آخر فینتهی

إلی الاعتراف بالعجز عن الشكر فآخر مراتب الشكر الاعتراف بالعجز عنه كما أن آخر مراتب المعرفة و الثناء الاعتراف بالعجز عنهما

وَ كَذَا الْعِبَادَةُ كَمَا قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ الْعَارِفِینَ وَ الشَّاكِرِینَ صلوات اللّٰه علیه: لَا أُحْصِی ثَنَاءً عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَ مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ.

قوله علیه السلام الطاعم الشاكر الطاعم یطلق علی الآكل و الشارب كما قال تعالی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ (2) و یقال فلان احتسب عمله و بعمله إذا نوی به وجه اللّٰه و المعطی اسم مفعول و المحروم من حرم العطاء من اللّٰه أو من الخلق و القانع الراضی بما أعطاه اللّٰه.

«2»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بَابَ شُكْرٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الزِّیَادَةِ(3).

ص: 23


1- 1. سبأ: 13.
2- 2. البقرة: 249.
3- 3. الكافی ج 2 ص 94.

بیان: فخزن أی أحرز و منع و مثله فی النهج عن أمیر المؤمنین علیه السلام ما كان اللّٰه لیفتح علی عبد باب الشكر و یغلق علیه باب الزیادة(1) و هما إشارتان إلی قوله تعالی لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

«3»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ عَائِشَةَ لَیْلَتَهَا فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَقَالَ یَا عَائِشَةُ أَ لَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُومُ عَلَی أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی (3).

إیضاح: قد غفر اللّٰه لك إشارة إلی قوله تعالی إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و للشیعة فی تأویله أقوال.

أحدها أن المراد لیغفر لك اللّٰه ما تقدم من ذنب أمتك و ما تأخر بشفاعتك و إضافة ذنوب أمته إلیه للاتصال و السبب بینه و بین أمته

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ضَمِنَ لَهُ أَنْ یَغْفِرَ ذُنُوبَ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِمْ وَ مَا تَأَخَّرَ.

وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَ لَا هَمٌّ بِذَنْبٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ حَمَّلَهُ ذُنُوبَ شِیعَتِهِ ثُمَّ غَفَرَهَا لَهُ.

و الثانی ما ذكره السید المرتضی رضی اللّٰه عنه أن الذنب مصدر و المصدر یجوز إضافته إلی الفاعل و المفعول معا فیكون هنا مضافا إلی المفعول و المراد ما تقدم من ذنبهم إلیك فی منعهم إیاك عن مكة و صدهم لك عن المسجد الحرام و

ص: 24


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 247.
2- 2. إبراهیم: 7.
3- 3. الكافی ج 2 ص 95.

یكون معنی المغفرة علی هذا التأویل الإزالة و النسخ لأحكام أعدائه من المشركین علیه أی یزیل اللّٰه ذلك عنده و یستر علیك تلك الوصمة بما یفتح اللّٰه لك من مكة فستدخلها فیما بعد و لذلك جعله جزاء علی جهاده و غرضا فی الفتح و وجها له قال و لو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم یكن لقوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ معنی معقول لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح فلا یكون غرضا فیه و أما قوله ما تقدم و ما تأخر فلا یمتنع أن یرید به ما تقدم زمانه من فعلهم القبیح بك و بقومك.

الثالث أن معناه لو كان لك ذنب قدیم أو حدیث لغفرناه لك.

الرابع أن المراد بالذنب هناك ترك المندوب و حسن ذلك لأن من المعلوم أنه صلی اللّٰه علیه و آله ممن لا یخالف الأوامر الواجبة فجاز أن یسمی ذنبا منه ما لو وقع من غیره لم یسم ذنبا لعلو قدره و رفعة شأنه.

الخامس أن القول خرج مخرج التعظیم و حسن الخطاب كما قیل فی قوله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ (1) أقول

وَ قَدْ رَوَی الصَّدُوقُ فِی الْعُیُونِ (2)

بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ وَ عِنْدَهُ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَیْسَ مِنْ قَوْلِكَ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ مَعْصُومُونَ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ عِنْدَ مُشْرِكِی مَكَّةَ أَعْظَمَ ذَنْباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُمْ كَانُوا یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ صَنَماً فَلَمَّا جَاءَهُمْ صلی اللّٰه علیه و آله بِالدَّعْوَةِ إِلَی كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ عَظُمَ قَالُوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ إِلَی قَوْلِهِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ (3) فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی نَبِیِّهِ مَكَّةَ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عِنْدَ

ص: 25


1- 1. براءة: 43.
2- 2. عیون الأخبار ج 1 ص 202.
3- 3. ص: 5.

مُشْرِكِی أَهْلِ مَكَّةَ بِدُعَائِكَ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ فِیمَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ لِأَنَّ مُشْرِكِی مَكَّةَ أَسْلَمَ بَعْضُهُمْ وَ خَرَجَ بَعْضُهُمْ عَنْ مَكَّةَ وَ مَنْ بَقِیَ مِنْهُمْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی إِنْكَارِ التَّوْحِیدِ عَلَیْهِ إِذَا دَعَا النَّاسَ إِلَیْهِ فَصَارَ ذَنْبُهُ عِنْدَهُمْ فِی ذَلِكَ مَغْفُوراً بِظُهُورِهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِلَّهِ دَرُّكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ.

و كان هذا الحدیث بالوجه الرابع أنسب لتقریره صلی اللّٰه علیه و آله كلام عائشة و إن أمكن توجیهه علی بعض الوجوه الأخر.

و الحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة فی الطاعات إنما یكون لمحو السیئات فأجاب صلی اللّٰه علیه و آله بأنه لیس منحصرا فی ذلك بل یكون لشكر النعم الغیر المتناهیة و رفع الدرجات الصوریة و المعنویة بل الطاعات عند المحبین من أعظم اللذات كما عرفت. طه قیل معنی طه یا رجل عن ابن عباس و جماعة و قد دلت الأخبار الكثیرة علی أنه من أسماء النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ (1) بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا صَلَّی قَامَ عَلَی أَصَابِعِ رِجْلَیْهِ حَتَّی تَوَرَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طه بِلُغَةِ طَیِّئٍ یَا مُحَمَّدُ ما أَنْزَلْنا الْآیَةَ.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ(2) بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ فِیهِ: فَأَمَّا طه فَاسِمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعْنَاهُ یَا طَالِبَ الْحَقِّ الْهَادِیَ إِلَیْهِ ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی بَلْ لِتَسْعَدَ.

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی الِاحْتِجَاجِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرَ سِنِینَ عَلَی أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ حَتَّی تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ وَ اصْفَرَّ وَجْهُهُ یَقُومُ اللَّیْلَ أَجْمَعَ حَتَّی عُوتِبَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی بَلْ لِتَسْعَدَ بِهِ الْخَبَرَ.

ص: 26


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 417.
2- 2. معانی الأخبار ص 22.

و قال النسفی من العامة قال القشیری الطاء إشارة إلی طهارة قلبه عن غیر اللّٰه و الهاء اهتداء قلبه إلی اللّٰه و قیل الطاء طرب أهل الجنة و الهاء هوان أهل النار.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه روی عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء و سكون الهاء فإن صح ذلك عنه فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء أو معناه طأ الأرض بقدمیك جمیعا فقد روی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یرفع إحدی رجلیه فی الصلاة لیزید تعبه فأنزل اللّٰه طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی فوضعها و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قال الحسن هو جواب للمشركین حین قالوا إنه شقی فقال سبحانه یا رجل ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی لكن لتسعد به تنال الكرامة به فی الدنیا و الآخرة قال قتادة و كان یصلی اللیل كله

و یعلق صدره بحبل حتی لا یغلبه النوم فأمره اللّٰه سبحانه أن یخفف عن نفسه و ذكر أنه ما أنزل علیه الوحی لیتعب كل هذا التعب (1).

و قال البیضاوی المعنی ما أنزلنا علیك القرآن لتتعب بفرط تأسفك علی كفر قریش إذ ما علیك إلا أن تبلغ أو بكثرة الریاضة و كثرة التهجد و القیام علی ساق و الشقاء شائع بمعنی التعب و لعله عدل إلیه للإشعار بأنه أنزل علیه لیسعد و قیل رد و تكذیب للكفرة فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقی بترك الدنیا و إن القرآن أنزل إلیك لتشقی به انتهی (2).

و أقول القیام علی رجل واحد علی أطراف الأصابع و أمثالهما لعلها كانت ابتداء فی شریعته صلی اللّٰه علیه و آله ثم نسخت بناء علی ما هو الأظهر من أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان عاملا بشریعة نفسه أو فی شریعة من كان یعمل بشریعته علی الأقوال الأخر.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 27


1- 1. مجمع البیان ج 7 ص 2.
2- 2. أنوار التنزیل ص 261.

الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شُكِرَتْ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ وَ الشُّكْرُ زِیَادَةٌ فِی النِّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغِیَرِ(1).

بیان: من أنعم علیك یشمل المنعم الحقیقی و غیره زیادة فی النعم أی سبب لزیادتها و أمان من الغیر أی من تغیر النعمة بالنقمة و الغیر بكسر الغین و فتح الیاء اسم للتغیر و یظهر من القاموس أنه بفتح الغین و سكون الیاء قال فی النهایة فی حدیث الاستسقاء من یكفر باللّٰه یلق الغیر أی تغیر الحال و انتقالها من الصلاح إلی الفساد و الغیر الاسم من قولك غیرت الشی ء فتغیر و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و هو محركة داهیة لا یهتدی لمثلها و الظاهر أنه تصحیف.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَوْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا لِلْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَالْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (2).

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ فَضْلٍ الْبَقْبَاقِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (3) قَالَ الَّذِی أَنْعَمَ عَلَیْكَ بِمَا فَضَّلَكَ وَ أَعْطَاكَ وَ أَحْسَنَ إِلَیْكَ ثُمَّ قَالَ فَحَدِّثْ بِدِینِهِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِ (4).

بیان: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال فی مجمع البیان معناه اذكر نعم اللّٰه تعالی و أظهرها و حدث بها و فی الحدیث التحدث بنعمة اللّٰه شكر و تركه كفر و قال الكلبی یرید بالنعمة القرآن و كان أعظم ما أنعم اللّٰه به فأمره أن یقرأه و قال مجاهد و الزجاج یرید بالنبوة التی أعطاك ربك أی بلغ ما أرسلت

ص: 28


1- 1. الكافی ج 2 ص 94.
2- 2. الكافی ج 2 ص 94.
3- 3. الضحی: 11.
4- 4. الكافی ج 2 ص 94.

به و حدث بالنبوة التی آتاكها اللّٰه و هی أجل النعم و قیل معناه اشكر لما ذكر من النعمة علیك فی هذه السورة وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَعْنَاهُ فَحَدِّثْ بِمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَ فَضَّلَكَ وَ رَزَقَكَ وَ أَحْسَنَ إِلَیْكَ وَ هَدَاكَ.

انتهی (1).

قوله بما فضلك بیان للنعمة أی بتفضیلك علی سائر الخلق أو بما فضلك به من النبوة الخاصة و أعطاك من العلم و المعرفة و المحبة و سائر الكمالات النفسانیة و الشفاعة و اللواء و الحوض و سائر النعم الأخرویة و أحسن إلیك من النعم الدنیویة أو الأعم ثم قال أی الإمام علیه السلام فحدث بصیغة الماضی أی النبی صلی اللّٰه علیه و آله عملا بما أمر به بدینه أی العقائد الإیمانیة و العبادات القلبیة و البدنیة و ما أعطاه من النبوة و الفضل و الكرامة فی الدنیا و الآخرة و ما أنعم به علیه من النعم الدنیویة و الأخرویة و الجسمانیة و الروحانیة.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ شَاكِراً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ یَحْمَدُ اللَّهَ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَیْهِ فِی أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ إِنْ كَانَ فِیمَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ فِی مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ وَ مِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ (2) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ(3) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ (4) وَ قَوْلُهُ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً(5).

إیضاح: قوله حق أی واجب أو الأعم و منه أی من الشكر أو من الحق

ص: 29


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 507.
2- 2. الزخرف: 13.
3- 3. القصص: 24.
4- 4. المؤمنون: 29.
5- 5. الكافی ج 2 ص 95 و 96 و الآیة فی أسری: 80.

الذی یجب أداؤه فیما أنعم اللّٰه علیه أن یقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتین أنعم اللّٰه بهما علیه ما قاله سبحانه تعلیما لعباده و إرشادا لهم حیث قال عز و جل وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی إلی قوله وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ أی مطیقین من أقرنت الشی ء إقرانا أطقته و قویت علیه قال الطبرسی فی تفسیر هذه الآیة ثم تذكروا نعمة ربكم فتشكروه علی تلك النعمة التی هی تسخر ذلك المركب و تقولوا معترفین بنعمه منزهین له عن شبه المخلوقین سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا أی ذلله لنا حتی ركبناه قال قتادة قد علمكم كیف تقولون إذا ركبتم وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذِكْرُ النِّعْمَةِ أَنْ تَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ بَعْدَهُ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا إِلَی قَوْلِهِ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (1).

و منه قوله تعالی رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ لیس هذا فی بعض النسخ (2)

و علی تقدیره المعنی أنه من موسی علیه السلام كان متضمنا للشكر علی نعمة الفقر و غیره لاشتماله علی الاعتراف بالمنعم الحقیقی و التوسل إلیه فی جمیع الأمور

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا سَأَلَهُ إِلَّا خُبْزاً یَأْكُلُهُ لِأَنَّهُ كَانَ یَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ وَ لَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَی مِنْ شَفِیفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ لِهُزَالِهِ وَ تَشَذُّبِ لَحْمِهِ (3).

و كذا علم سبحانه نوحا علیه السلام الشكر حیث أمره أن یقول عند دخول السفینة أو عند الخروج منها رَبِّ أَنْزِلْنِی و صدر الآیة هكذا فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَی الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا قرأ أبو بكر مَنْزِلًا بفتح المیم و كسر الزای أی موضع النزول و قیل:

ص: 30


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 41.
2- 2. كما لا یوجد فی الكافی المطبوع.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 309.

هو السفینة بعد الركوب و قیل هو الأرض بعد النزول و قرأ الباقون مُنْزَلًا بضم المیم و فتح الزای أی إنزالا مباركا فالبركة فی السفینة النجاة و فی النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده و قیل مُبارَكاً بالماء و الشجر وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ لأنه لا یقدر أحد علی أن یصون غیره من الآفات إذا أنزل منزلا و یكفیه جمیع ما یحتاج إلیه إلا أنت فظهر أن هذا شكر أمر اللّٰه به و توسل إلی جنابه سبحانه و كذا كل من قرأ هذه الآیة عند نزول منزل أو دار فقد شكر اللّٰه.

و كذا ما علمه اللّٰه الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أن یقول عند دخول مكة أو فی جمیع الأمور رَبِّ أَدْخِلْنِی فی جمیع ما أرسلتنی به إدخال صدق و أخرجنی منه سالما إخراج صدق أی أعنی علی الوحی و الرسالة و قیل معناه أدخلنی المدینة و أخرجنی منها إلی مكة للفتح و قیل إنه أمر بهذا الدعاء إذا دخل فی أمر أو خرج من أمر و قیل أی أَدْخِلْنِی القبر عند الموت مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی منه عند البعث مُخْرَجَ صِدْقٍ و مدخل الصدق ما تحمد عاقبته فی الدنیا و الدین.

وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً أی عزا أمتنع به ممن یحاول صدی عن إقامة فرائضك و قوة تنصرنی بها علی من عادانی و قیل اجعل لی ملكا عزیزا أقهر به العصاة فنصر بالرعب و قد ورد قراءتها عند الدخول علی سلطان و التقریب فی كونه شكرا ما مر.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَی النِّعْمَةِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَ كَانَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ(1).

بیان: و كان الحمد أی توفیق الحمد نعمة أخری أفضل من النعمة الأولی و یستحق بذلك شكرا آخر فلا یمكن الخروج عن عهدة الشكر فمنتهی الشكر الاعتراف بالعجز أو المعنی أن أصل الحمد أفضل من تلك النعمة لأن ثمراته الدنیویة و الأخرویة له أعظم.

ص: 31


1- 1. الكافی ج 2 ص 96.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا أَدَّی شُكْرَهَا(1).

«10»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَهَا(2).

بیان: فعرفها بقلبه أی عرف قدر تلك النعمة و أن اللّٰه هو المنعم بها.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَیَشْرَبُ الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ فَیُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَیَأْخُذُ الْإِنَاءَ فَیَضَعُهُ عَلَی فِیهِ فَیُسَمِّی ثُمَّ یَشْرَبُ فَیُنَحِّیهِ وَ هُوَ یَشْتَهِیهِ فَیَحْمَدُ ثُمَّ یَعُودُ فَیَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ یَعُودُ فَیَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ فَیُوجِبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ(3).

بیان: یدل علی استحباب تثلیث الشرب و استحباب الافتتاح بالتسمیة مرة و الاختتام بالتحمید ثلاثا و سیأتی فی أبواب الشرب فی صحیحة ابن سنان (4) تثلیث التحمید من غیر تسمیة و فی روایة أخری عن عمر بن یزید(5) الافتتاح و الاختتام بالتسمیة و التحمید فی كل مرة و هو أفضل قوله علیه السلام فیضعه أی یرید وضعه أو یقرب وضعه علی مجاز المشارفة إذ لا تسمیة بعد الوضع.

«12»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرْزُقَنِی مَالًا فَرَزَقَنِی وَ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً فَرَزَقَنِی وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَرْزُقَنِی دَاراً فَرَزَقَنِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا(6).

بیان: قال فی القاموس استدرجه خدعه و أدناه كدرجه و استدراجه تعالی

ص: 32


1- 1. الكافی ج 2 ص 96.
2- 2. الكافی ج 2 ص 96.
3- 3. الكافی ج 2 ص 96.
4- 4. الكافی ج 6 ص 384.
5- 5. الكافی ج 6 ص 384.
6- 6. الكافی ج 2 ص 97.

العبد أنه كلما جدد خطیئة جدد له نعمة و أنساه الاستغفار أو أن یأخذه قلیلا قلیلا و لا یباغته.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ وَ قَدْ ضَاعَتْ دَابَّتُهُ فَقَالَ لَئِنْ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَیَّ لَأَشْكُرَنَّ اللَّهَ حَقَّ شُكْرِهِ قَالَ فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِیَ بِهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ قَائِلٌ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قُلْتَ لَأَشْكُرَنَّ اللَّهَ حَقَّ شُكْرِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ لَمْ تَسْمَعْنِی قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ (1).

بیان: یدل علی أن قول الحمد لله أفضل أفراد الحمد اللسانی و كفی به فضلا افتتاحه سبحانه به مع أنه علی الوجه الذی قاله علیه السلام مقرونا بغایة الإخلاص و المعرفة كان حق الشكر له تعالی.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هَذِهِ النِّعْمَةِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ یَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).

توضیح: یغتم به علی بناء المعلوم و قد یقرأ علی المجهول الحمد لله علی كل حال أی هو المستحق للحمد علی النعمة و البلاء لأن كل ما یفعله اللّٰه بعبده ففیه لا محالة صلاحه.

قیل فی كل بلاء خمسة أنواع من الشكر الأول یمكن أن یكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه فینبغی الشكر علی عدم ابتلائه بالأشد.

الثانی أن البلاء إما كفارة للذنوب أو سبب لرفع الدرجة فینبغی الشكر علی كل منهما.

الثالث أن البلاء مصیبة دنیویة فینبغی الشكر علی أنه لیس مصیبته دینیة و

قَدْ نُقِلَ: أَنَّ عِیسَی علیه السلام مَرَّ عَلَی رَجُلٍ أَعْمَی مَجْذُومٍ مَبْرُوصٍ مَفْلُوجٍ فَسَمِعَ مِنْهُ یَشْكُرُ و یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِنْ بَلَاءٍ ابْتُلِیَ بِهِ أَكْثَرُ الْخَلْقِ

ص: 33


1- 1. الكافی ج 2 ص 97.
2- 2. الكافی ج 2 ص 97.

فَقَالَ علیه السلام مَا بَقِیَ مِنْ بَلَاءٍ لَمْ یُصِبْكَ قَالَ عَافَانِی مِنْ بَلَاءٍ هُوَ أَعْظَمُ الْبَلَایَا وَ هُوَ الْكُفْرُ فَمَسَّهُ علیه السلام فَشَفَاهُ اللَّهُ مِنْ تِلْكَ الْأَمْرَاضِ وَ حَسُنَ وَجْهُهُ فَصَاحَبَهُ وَ هُوَ یَعْبُدُ مَعَهُ.

الرابع أن البلاء كان مكتوبا فی اللوح المحفوظ و كان فی طریقه لا محالة فینبغی الشكر علی أنه مضی و وقع خلف ظهره الخامس أن بلاء الدنیا سبب لثواب الآخرة و زوال حب الدنیا من القلب فینبغی الشكر علیها.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی الْمُبْتَلَی مِنْ غَیْرِ أَنْ تُسْمِعَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ لَوْ شَاءَ فَعَلَ قَالَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَمْ یُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً(1).

بیان: إلی المبتلی قد یقال یعم المبتلی بالمعصیة أیضا إلا أن عدم الإسماع لا یناسبه من غیر أن تسمعه لئلا ینكسر قلبه و یكون موهنا للشماتة.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَفْصٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَی مُبْتَلًی فَیَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَدَلَ عَنِّی مَا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ فَضَّلَنِی عَلَیْكَ بِالْعَافِیَةِ اللَّهُمَّ عَافِنِی مِمَّا ابْتَلَیْتَهُ بِهِ إِلَّا لَمْ یُبْتَلَ بِذَلِكَ الْبَلَاءِ أَبَداً(2).

«17»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ قَدِ ابْتُلِیَ وَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَسْخَرُ وَ لَا أَفْخَرُ وَ لَكِنْ أَحْمَدُكَ عَلَی عَظِیمِ نَعْمَائِكَ عَلَیَ (3).

بیان: لا أسخر أی لا أستهزئ یقال سخر منه و به كفرح هزأ و المعنی لا أسخر من هذا المبتلی بابتلائه بذلك و لا أفخر علیه ببراءتی منه

«18»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الْبَلَاءِ

ص: 34


1- 1. الكافی ج 2 ص 97.
2- 2. الكافی ج 2 ص 97.
3- 3. الكافی ج 2 ص 98.

فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ لَا تُسْمِعُوهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ یَحْزُنُهُمْ (1).

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی سَفَرٍ یَسِیرُ عَلَی نَاقَةٍ لَهُ إِذْ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمْسَ سَجَدَاتٍ فَلَمَّا رَكِبَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا رَأَیْنَاكَ صَنَعْتَ شَیْئاً لَمْ تَصْنَعْهُ فَقَالَ نَعَمْ اسْتَقْبَلَنِی جَبْرَئِیلُ فَبَشَّرَنِی بِبِشَارَاتٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً لِكُلِّ بُشْرَی سَجْدَةً(2).

بیان: یدل علی استحباب سجدة الشكر عند تجدد كل نعمة و البشارة بها و لا خلاف فیه بین أصحابنا و إن أنكره المخالفون خلافا للشیعة مع ورودها فی روایاتهم كثیرا و سیأتی فی كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه.

«20»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ نِعْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ شُكْراً لِلَّهِ فَإِنْ كَانَ رَاكِباً فَلْیَنْزِلْ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ یَقْدِرُ عَلَی النُّزُولِ لِلشُّهْرَةِ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی قَرَبُوسِهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ یَقْدِرُ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی كَفِّهِ ثُمَّ لْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی مَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ (3).

بیان: یدل علی استحباب وضع الخد فی سجدة الشكر و علی استحبابها عند تذكر النعم أیضا و لو كان بعد حدوثها بمدة و علی استحباب حمد اللّٰه فیها.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَسِیرُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی بَعْضِ أَطْرَافِ الْمَدِینَةِ إِذْ ثَنَی رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ فَخَرَّ سَاجِداً فَأَطَالَ وَ أَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ إِنَّنِی ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَیَّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّی (4).

بیان: یدل علی فوریة سجدة الشكر و علی أنهم علیهم السلام یذهلون عن بعض الأمور فی بعض الأحیان و كان هذا لیس من السهو المتنازع فیه.

ص: 35


1- 1. الكافی ج 2 ص 98.
2- 2. الكافی ج 2 ص 98.
3- 3. الكافی ج 2 ص 98.
4- 4. الكافی ج 2 ص 98.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ فِیمَا أَعْلَمُ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی فَقَالَ یَا رَبِّ فَكَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ لَیْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ قَالَ یَا مُوسَی الْآنَ شَكَرْتَنِی حِینَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی (1).

بیان: تقول أدیت حق فلان إذا قابلت إحسانه بإحسان مثله و المراد منا طلب أداء شكر نعمته علی وجه التفصیل و هو لا یمكن من وجوه.

الأول أن نعمه غیر متناهیة لا یمكن إحصاؤها تفصیلا فلا یمكن مقابلتها بالشكر.

الثانی أن كل ما نتعاطاه مستند إلی جوارحنا و قدرتنا من الأفعال فهی فی الحقیقة نعمة و موهبة من اللّٰه تعالی و كذلك الطاعات و غیرها نعمة منه فتقابل نعمته بنعمته.

الثالث أن الشكر أیضا نعمة منه حصل بتوفیقه فمقابلة كل نعمة بالشكر یوجب التسلسل و العجز و قول موسی علیه السلام یحتمل كلا من الوجهین الأخیرین.

وَ قَدْ رُوِیَ هَذَا عَنْ دَاوُدَ علیه السلام أَیْضاً حَیْثُ قَالَ: یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ وَ أَنَا لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَشْكُرَكَ إِلَّا بِنِعْمَةٍ ثَانِیَةٍ مِنْ نِعَمِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَقَدْ شَكَرْتَنِی.

«23»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَتْ بِی مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عَافِیَةٍ فِی دِینٍ أَوْ دُنْیَا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الشُّكْرُ بِهَا عَلَیَّ یَا رَبِّ حَتَّی تَرْضَی وَ بَعْدَ الرِّضَا فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَدَّیْتَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْكَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ(2).

ص: 36


1- 1. الكافی ج 2 ص 98.
2- 2. المصدر ج 2 ص 99.

إیضاح: ما أصبحت بی الإصباح الدخول فی الصباح و قد یراد به الدخول فی الأوقات مطلقا و علی الأول ذكره علی المثال فیقول فی المساء ما أمسیت و ما موصولة مبتدأ و الظرف مستقر و الباء للملابسة أی متلبسا بی فهو حال عن الموصول و من نعمة بیان له و لذا أنث الضمیر العائد إلی الموصول فی أصبحت رعایة للمعنی و فی بعض الروایات أصبح رعایة للفظ و قوله فمنك خبر الموصول و الفاء لتضمن المبتدإ معنی الشرط و ربما یقرأ منك بفتح المیم و تشدید النون و هو تصحیف.

حتی ترضی المراد به أول مراتب الرضا و بعد الرضا أی سائر مراتبه فإن كان المراد بقوله لك الحمد و لك الشكر أنك تستحقهما یكون أول مراتب الرضا دون الاستحقاق فإن اللّٰه سبحانه یرضی بقلیل مما یستحقه من الحمد و الشكر و الطاعة و إن كان المراد لك منی الحمد و الشكر أی أحمدك و أشكرك فلا یحتاج إلی ذلك كنت قد أدیت أی یرضی اللّٰه منك بذلك لا أنك أدیت ما یستحقه.

«24»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نُوحٌ علیه السلام یَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَصْبَحَ فَسُمِّیَ بِذَلِكَ عَبْداً شَكُوراً.

قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا(1).

بیان: یقول ذلك أی الدعاء المذكور فی الحدیث السابق و فی روایة أخری أن نوحا علیه السلام كان یقول ذلك عند الصباح و عند المساء(2)

و الأخبار فی ذلك كثیرة بأدنی اختلاف (3) و قوله صلی اللّٰه علیه و آله من صدق اللّٰه نجا معناه أنه إذا أظهر العبد حالة عند اللّٰه و كان صادقا فی ذلك بحیث لا یعتقد و لا یعمل ما یخالفه یصیر سبب نجاته من مهالك الدنیا و الآخرة و لعل ذكره فی هذا المقام لبیان أن نوحا علیه السلام كان صادقا فیما ادعی فی هذا الدعاء من أن جمیع النعم الواصلة إلی العبد من اللّٰه تعالی و أنه متوحد بالإنعام و الربوبیة و استحقاق الحمد

ص: 37


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. الكافی ج 2 ص 522- 535.
3- 3. الكافی ج 2 ص 522- 535.

و الشكر و الطاعة فكان موقنا بجمیع ذلك و لم یأت بما ینافیه من التوسل إلی المخلوقین و رعایة رضاهم دون رضا رب العالمین أو معه فلذلك صار سببا لنجاته و تسمیة اللّٰه له شكورا.

و ربما یقرأ صدق علی بناء التفعیل كما قال بعض الأفاضل لعله علیه السلام أشار بآخر الحدیث إلی تسمیة نوح بنجی اللّٰه و یستفاد منه أن هذه الكلمات تصدیق لله سبحانه فیما وصف اللّٰه به نفسه و شهد به من التوحید و قال آخر تصدیقه فی تكالیفه عبارة عن الإقرار بها و الإتیان بمقتضاها و فی نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب و مقابلتها بالشكر و الثناء انتهی و لا یخفی أن ما ذكرنا أظهر.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِینٍ وَ یُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِعَبْدٍ مِنْ عَبِیدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَ شَكَرْتَ فُلَاناً فَیَقُولُ بَلْ شَكَرْتُكَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ لَمْ تَشْكُرْنِی إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْكَرُكُمْ لِلَّهِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ (1).

بیان: كل قلب حزین أی لأمور الآخرة متفكر فیها و فیما ینجی من عقوباتها غیر غافل عما یراد بالمرء و منه لا محزون بأمور الدنیا و إن احتمل أن یكون المعنی إذا أحب اللّٰه عبدا ابتلاه بالبلایا فیصیر محزونا لكنه بعید كل عبد شكور أی كثیر الشكر بحیث یشكر اللّٰه و یشكر وسائط نعم اللّٰه كالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام و الوالدین و أرباب الإحسان من المخلوقین.

و فی الأخبار ظاهرا تناف فی هذا المطلب لورود هذا الخبر و أمثاله. وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: وَ لَا یَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ (2).

و مثله كثیر و یمكن الجمع بینها بأنه إذا حمد المخلوق و شكره لأن مولی النعم أمر بشكره فقد شكر ربه و یحتمل أن یكون هذا هو المراد بقوله لم تشكرنی إذ لم تشكره أو تكون أخبار الشكر محمولة علی أن یشكرهم باعتقاد أنهم وسائط

ص: 38


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 52.

نعم اللّٰه و لهم مدخلیة قلیلة فی ذلك و لا یسلب علیتهم رأسا فینتهی إلی الجبر و أخبار الترك محمولة علی أنه لا یجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون فی إیصال النعمة فإن هذا فی معنی الشرك كما عرفت أن النعم كلها أصولها و وجود المنعم المجازی و آلات العطاء و توفیق الإعطاء كلها من اللّٰه تعالی.

و هذا أحد معانی الأمر بین الأمرین كما عرفت و إلیه یرجع ما قیل إن الغیر یتحمل المشقة بحمل رزق اللّٰه إلیك فالنهی عن الحمد لغیر اللّٰه علی أصل الرزق لأن الرازق هو اللّٰه و الترغیب فی الحمد له علی تكلف من حمل الرزق و كلفه إیصاله بإذن اللّٰه لیعطیه أجر مشقة الحمل و الإیصال و بالجملة هناك شكران شكر للرزق و هو لله و شكر للحمل و هو للغیر و أید بما روی لا تحمدن أحدا علی رزق اللّٰه و قیل النهی مختص بالخواص من أهل الیقین الذین شاهدوه رازقا و شغلوا عن رؤیة الوسائط فنهاهم عن الإقبال علیها لأنه تعالی یتولی جزاء الوسائط عنهم بنفسه و الأمر بالشكر مختص بغیرهم ممن لاحظ الأسباب و الوسائط كأكثر الناس لأن فیه قضاء حق السبب أیضا.

و الوجه الثانی الذی ذكرنا كأنه أظهر لوجوه لأن اللّٰه تعالی مع أنه مولی النعم علی الحقیقة و إلیه یرجع كل الطاعات و نفعها یصل إلی العباد یشكرهم علی أعمالهم قولا و فعلا فی الدنیا و الآخرة فكیف لا یحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخلیتهم فی ذلك.

و یمكن أن یكون قوله تعالی لم تشكرنی إذ لم تشكره إشارة إلی ذلك أی إذا لم تشكر المنعم الظاهری بتوهم أنه لم یكن له مدخل فی النعمة فكیف تنسب شكری إلی نفسك لأن نسبة الفعلین إلی الفاعلین واحدة فأنت أیضا لم تشكرنی فلم نسبت الشكر إلی نفسك و نفیت الفعل عن غیرك و هذا معنی لطیف لم أر من تفطن به و إن كان بعیدا فی الجملة و الوجه الأول أیضا وجه ظاهر و كان آخر الخبر یؤیده و إن احتمل وجوها كما لا یخفی.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ جَهْمٍ

ص: 39

عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عَنِ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ(1).

بیان: لا یضر معهن لأن الدعاء یدفع الكرب و الاستغفار یمحو الذنوب و الشكر یوجب عدم زوال النعمة و یؤمن من كونها استدراجا و وبالا فی الآخرة.

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

«28»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا سَمِعَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ ظَاهِراً بِلِسَانِهِ فَتَمَّ كَلَامُهُ حَتَّی یُؤْمَرَ لَهُ بِالْمَزِیدِ(3).

بیان: فعرفها بقلبه أی عرف قدر النعمة و عظمتها و أنها من اللّٰه تعالی لأنه مسبب الأسباب و فیه إشعار بأن الشكر الموجب للمزید هو القلبی مع اللسانی.

«29»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ النِّعْمَةِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ تَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الرَّجُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (4).

بیان: یدل علی أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الأركانی و أن الحمد لله رب العالمین فرد كامل من الشكر لأنه یستفاد منه اختصاص جمیع المحامد باللّٰه سبحانه فیدل علی أنه المولی بجمیع النعم الظاهرة و الباطنة و أنه رب لجمیع ما سواه و خالق و مرب لها و أنه لا شریك له فی الخالقیة و المعبودیة و الرازقیة و قوله تمام الشكر المراد به الشكر التام الكامل و هو متمم لاجتناب المحارم و مكمل له.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ

ص: 40


1- 1. الكافی ج 2 ص 95.
2- 2. الكافی ج 2 ص 95.
3- 3. الكافی ج 2 ص 95.
4- 4. الكافی ج 2 ص 95.

عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ إِنْ عَظُمَتْ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا(1).

بیان: یدل علی أن الشكر یتحقق بالحمد اللسانی و لا ینافی كون كماله بانضمام شكر الجنان و الأركان.

«31»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ بِالْمَوَاهِبِ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً(2).

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَشْكُرِ اللَّهَ یَزِدْهُ اللَّهُ (3).

«33»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسِیرُ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ إِذْ ثَنَی رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً فَأَطَالَ فِی سُجُودِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَعَادَ ثُمَّ رَكِبَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَاكَ ثَنَیْتَ رِجْلَكَ عَنْ دَابَّتِكَ ثُمَّ سَجَدْتَ فَأَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَانِی فَأَقْرَأَنِی السَّلَامَ مِنْ رَبِّی وَ بَشَّرَنِی أَنَّهُ لَنْ یُخْزِیَنِی فِی أُمَّتِی فَلَمْ یَكُنْ لِی مَالٌ فَأَتَصَدَّقَ بِهِ وَ لَا مَمْلُوكٌ فَأُعْتِقَهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ (4).

«34»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْغَنِیُّ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (5).

ص: 41


1- 1. الكافی ج 2 ص 95.
2- 2. أمالی الصدوق ص 182.
3- 3. أمالی الصدوق ص 293.
4- 4. أمالی الصدوق ص 304.
5- 5. قرب الإسناد ص 50.

مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا: مثله (1)

كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ مَكَانَ الْغَنِیِّ الْمُعْطِی.

«35»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ لَمْ یُنْكِرِ الْجَفْوَةَ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ.

«36»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ تَنْفَدْ حَتَّی یَأْمُرَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا: مثله (3).

«37»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ احْتَمَلَ الْجَفَاءَ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ(4).

«38»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ تُغْضِبْهُ الْجَفْوَةُ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ(5).

«39»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ الْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ (6).

«40»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ إِنْ

ص: 42


1- 1. مشكاة الأنوار ص 27.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 344، و الآیة فی سورة إبراهیم: 7.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 29.
4- 4. الخصال ج 1 ص 9.
5- 5. الخصال ج 1 ص 9.
6- 6. الخصال ج 1 ص 11.

عَظُمَتْ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«41»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(2).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن بن حماد: مثله (3).

«42»- ید، [التوحید] ل، [الخصال] الْفَامِیُّ وَ ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَا ذَا شَكَرْتَ نَعْمَاءَ رَبِّكَ قَالَ نَظَرْتُ إِلَی بَلَاءٍ قَدْ صَرَفَهُ عَنِّی وَ أَبْلَی بِهِ غَیْرِی فَعَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَیَّ فَشَكَرْتُهُ الْخَبَرَ(4).

«43»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مُعَاوِیَةُ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةً لَمْ یُحْرَمْ ثَلَاثَةً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (5) وَ یَقُولُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (6) وَ یَقُولُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (7).

ص: 43


1- 1. الخصال ج 1 ص 13.
2- 2. الخصال ج 1 ص 43.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 18.
5- 5. الطلاق: 3.
6- 6. إبراهیم: 7.
7- 7. الخصال ج 1 ص 5، و الآیة الأخیرة فی المؤمن 60.

سن، [المحاسن] معاویة بن وهب عنه علیه السلام: مثله (1).

«44»- مع (2)، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِیُّ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ التَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الصَّبْرَ لَمْ یُحْرَمِ الْأَجْرَ(3).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المكارم و فی باب صفات خیار العباد.

«45»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ رَفَعَهُ إِلَی الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ كُلِّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الْخَبَرَ(4).

«46»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ الْمُنْعِمِ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (5).

«47»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ وَ السِّنَانِیُّ وَ الْمُكَتِّبُ جَمِیعاً عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَمْ یَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (6).

«48»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: أَخَذَ النَّاسُ ثَلَاثَةً مِنْ ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصَّبْرَ عَنْ أَیُّوبَ وَ الشُّكْرَ عَنْ نُوحٍ وَ الْحَسَدَ عَنْ بَنِی یَعْقُوبَ (7).

ص: 44


1- 1. المحاسن ص 3.
2- 2. معانی الأخبار ص 323.
3- 3. الخصال ج 1 ص 94.
4- 4. الخصال ج 1 ص 144.
5- 5. الخصال ج 2 ص 94.
6- 6. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 24.
7- 7. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 45.

«49»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ نِعْمَةً فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ حَزَبَهُ (1)

أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (2).

«50»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ لَا یَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ وَ لَا نِعْمَةُ النَّاسِ عَنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ لَا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ (3).

«51»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: دَعَا سَلْمَانُ أَبَا ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَدَّمَ إِلَیْهِ رَغِیفَیْنِ فَأَخَذَ أَبُو ذَرٍّ الرَّغِیفَیْنِ فَقَلَبَهُمَا فَقَالَ سَلْمَانُ یَا أَبَا ذَرٍّ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَقْلِبُ هَذَیْنِ الرَّغِیفَیْنِ قَالَ خِفْتُ أَلَّا یَكُونَا نَضِیجَیْنِ فَغَضِبَ سَلْمَانُ مِنْ ذَلِكَ غَضَباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ مَا أَجْرَأَكَ حَیْثُ تَقْلِبُ الرَّغِیفَیْنِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَمِلَ فِی هَذَا الْخُبْزِ الْمَاءُ الَّذِی تَحْتَ الْعَرْشِ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی أَلْقَوْهُ إِلَی الرِّیحِ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الرِّیحُ حَتَّی أَلْقَاهُ إِلَی السَّحَابِ وَ عَمِلَ فِیهِ السَّحَابُ حَتَّی أَمْطَرَهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ عَمِلَ فِیهِ الرَّعْدُ وَ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی وَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الْأَرْضُ وَ الْخَشَبُ وَ الْحَدِیدُ وَ الْبَهَائِمُ وَ النَّارُ وَ الْحَطَبُ وَ الْمِلْحُ وَ مَا لَا أُحْصِیهِ أَكْثَرُ فَكَیْفَ لَكَ أَنْ تَقُومَ بِهَذَا الشُّكْرِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ إِلَی اللَّهِ أَتُوبُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا أَحْدَثْتُ وَ إِلَیْكَ أَعْتَذِرُ مِمَّا كَرِهْتَ.

قَالَ وَ دَعَا سَلْمَانُ أَبَا ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی ضِیَافَةٍ فَقَدَّمَ إِلَیْهِ مِنْ جِرَابِهِ كِسَراً یَابِسَةً وَ بَلَّهَا مِنْ رَكْوَتِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ مَا أَطْیَبَ هَذَا الْخُبْزَ لَوْ

ص: 45


1- 1. یقال: حزبه الامر حزبا: أصابه و اشتد علیه أو ضغطه فجاءة و فی الحدیث: كان إذا حزبه أمر صلی أی إذا نزل به مهم و أصابه غم، و منه فی حدیث الدعاء اللّٰهمّ أنت عدتی ان حزبت، و كثیرا تصحف الكلمة كما فی المصدر بلفظ حزنه، فلا تغفل.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 46.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 29.

كَانَ مَعَهُ مِلْحٌ فَقَامَ سَلْمَانُ وَ خَرَجَ فَرَهَنَ رَكْوَتَهُ بِمِلْحٍ وَ حَمَلَهُ إِلَیْهِ فَجَعَلَ أَبُو ذَرٍّ یَأْكُلُ ذَلِكَ الْخُبْزَ وَ یَذُرُّ عَلَیْهِ ذَلِكَ الْمِلْحَ وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَزَقَنَا هَذِهِ الْقَنَاعَةَ فَقَالَ سَلْمَانُ لَوْ كَانَتْ قَنَاعَةٌ لَمْ تَكُنْ رَكْوَتِی مَرْهُونَةً(1).

«52»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ أَبِی ذَكْوَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام یُنْشِدُ كَثِیراً:

إِذَا كُنْتَ فِی خَیْرٍ فَلَا تَغْتَرِرْ بِهِ*** وَ لَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَ تَمِّمْ (2).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الرَّصَّافِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: ثَلَاثٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكُرُبَاتِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ(3).

«54»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طُوبَی لِمَنْ لَمْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ (4).

«55»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ عَلَیْهِ حُجَّةٌ إِمَّا فِی ذَنْبٍ اقْتَرَفَهُ وَ إِمَّا فِی نِعْمَةٍ قَصَّرَ عَنْ شُكْرِهَا(5).

«56»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ:

ص: 46


1- 1. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 52.
2- 2. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 178.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 207.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 21.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 215.

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَكْرَهُهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (1).

«57»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ كُتِبَ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ وَ مَنْ أُتِیَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَلْیُكَافِئْ فَإِنْ عَجَزَ فَلْیُثْنِ بِهِ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ(2).

«58»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ وَ احْذَرُوا أَنْ یَنْتَقِلَ عَنْكُمْ إِلَی غَیْرِكُمْ أَمَا إِنَّهَا لَمْ یَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ قَلَّ مَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ (3).

«59»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: خَمْسٌ تَذْهَبُ ضَیَاعاً سِرَاجٌ تُعِدُّهُ فِی شَمْسٍ الدُّهْنُ یَذْهَبُ وَ الضَّوْءُ لَا یُنْتَفَعُ بِهِ وَ مَطَرٌ جَوْدٌ عَلَی أَرْضٍ سَبِخَةٍ الْمَطَرُ یَضِیعُ وَ الْأَرْضُ لَا یُنْتَفَعُ بِهَا وَ طَعَامٌ یُحْكِمُهُ طَابِخُهُ یُقَدَّمُ إِلَی شَبْعَانَ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهِ وَ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُزَفُّ إِلَی عِنِّینٍ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهَا وَ مَعْرُوفٌ تَصْطَنِعُهُ إِلَی مَنْ لَا یَشْكُرُهُ (4).

«60»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ سَدِیرٌ الصَّیْرَفِیُّ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ یَا سَدِیرُ مَا كَثُرَ مَالُ رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا عَظُمَتِ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَیْهِ فَإِنْ قَدَرْتُمْ تَدْفَعُونَهَا عَلَی أَنْفُسِكُمْ فَافْعَلُوا

ص: 47


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 49.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 238.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 251.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 291.

فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ ثُمَّ قَالَ تَلَقَّوُا النِّعَمَ یَا سَدِیرُ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا وَ اشْكُرُوا مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكُمْ وَ أَنْعِمُوا عَلَی مَنْ شَكَرَكُمْ فَإِنَّكُمْ إِذَا كُنْتُمْ كَذَلِكَ اسْتَوْجَبْتُمْ مِنَ اللَّهِ الزِّیَادَةَ وَ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الْمُنَاصَحَةَ ثُمَّ تَلَا لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (1).

«61»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: دَخَلَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیُوَدِّعَهُ وَ قَدْ أَرَادَ سَفَراً فَلَمَّا وَدَّعَهُ قَالَ یَا مُعَلَّی اعْتَزِزْ بِاللَّهِ یُعْزِزْكَ قَالَ بِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ یَا مُعَلَّی خَفِ اللَّهَ یَخَفْ مِنْكَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَا مُعَلَّی تَحَبَّبْ إِلَی إِخْوَانِكَ بِصِلَتِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْعَطَاءَ مَحَبَّةً وَ الْمَنْعَ مَبْغَضَةً فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ إِنْ تَسْأَلُونِی أُعْطِكُمْ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ لَا تَسْأَلُونِی فَلَا أُعْطِیَكُمْ فَتُبْغِضُونِی وَ مَهْمَا أَجْرَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ عَلَی یَدِی فَالْمَحْمُودُ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَا تَبْعُدُونَ مِنْ شُكْرِ مَا أَجْرَی اللَّهُ لَكُمْ عَلَی یَدِی (2).

«62»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی هِلَالٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَوْقُودٌ أَوْ قَالَ مَحْمُومٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَشَدَّ وَعَكَكَ أَوْ حُمَّاكَ فَقَالَ مَا مَنَعَنِی ذَلِكَ أَنْ قَرَأْتُ اللَّیْلَةَ ثَلَاثِینَ سُورَةً فِیهِنَّ السَّبْعُ الطُّوَلُ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ أَنْتَ تَجْتَهِدُ هَذَا الِاجْتِهَادَ فَقَالَ یَا عُمَرُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً(3).

«63»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُلَیَّةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُمْنَعِ الزِّیَادَةَ وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

ص: 48


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 309.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 310.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 18.

لَأَزِیدَنَّكُمْ (1).

«64»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْكَرْخِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَعْلَمْ فَضْلَ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ إِلَّا فِی مَطْعَمِهِ وَ مَشْرَبِهِ فَقَدْ قَصُرَ عِلْمُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ (2).

«65»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ زَادَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: أَرْبَعٌ لِلْمَرْءِ لَا عَلَیْهِ الْإِیمَانُ وَ الشُّكْرُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ ما یَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ (3) وَ الِاسْتِغْفَارُ فَإِنَّهُ قَالَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4) وَ الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَی (5) قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (6).

«66»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی بِشْرٍ حَنَانِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ خَالِ أَبِیهِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِیهِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ قَالَ: أَوْصَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بَعْضَ وُلْدِهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ اشْكُرِ اللَّهَ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنِّعْمَةِ إِذَا شَكَرْتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَ وَ الشَّاكِرُ بِشُكْرِهِ أَسْعَدُ مِنْهُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِی وَجَبَ عَلَیْهِ الشُّكْرُ بِهَا وَ تَلَا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

ص: 49


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 67.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 105.
3- 3. النساء: 147.
4- 4. الأنفال: 33.
5- 5. الفرقان: 77.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 108.

لَأَزِیدَنَّكُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(2).

«67»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. حَقٌّ عَلَی مَنْ أُنْعِمَ عَلَیْهِ أَنْ یُحْسِنَ مُكَافَاةَ الْمُنْعِمِ فَإِنْ قَصُرَ عَنْ ذَلِكَ وُسْعُهُ فَعَلَیْهِ أَنْ یُحْسِنَ الثَّنَاءَ فَإِنْ كَلَّ عَنْ ذَلِكَ لِسَانُهُ فَعَلَیْهِ مَعْرِفَةُ النِّعْمَةِ وَ مَحَبَّةُ الْمُنْعِمِ بِهَا فَإِنْ قَصُرَ عَنْ ذَلِكَ فَلَیْسَ لِلنِّعْمَةِ بِأَهْلٍ (3).

«68»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ضَغْطَةُ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ تَضْیِیعِ النِّعَمِ (4).

«69»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَیْهِ فَإِنَّمَا كَافَی وَ مَنْ أَضْعَفَ كَانَ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِیماً وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا صَنَعَ إِلَیْهِ إِنَّمَا یَصْنَعُ إِلَی نَفْسِهِ لَمْ یَسْتَبْطِئِ النَّاسَ فِی شُكْرِهِمْ وَ لَمْ یَسْتَزِدْهُمْ فِی مَوَدَّتِهِمْ وَ اعْلَمْ أَنَّ الطَّالِبَ إِلَیْكَ الْحَاجَةَ لَمْ یُكْرِمْ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ فَأَكْرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ (5).

«70»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُفْرٌ بِالنِّعَمِ أَنْ یَقُولَ الرَّجُلُ أَكَلْتُ كَذَا وَ كَذَا فَضَرَّنِی (6).

ص: 50


1- 1. إبراهیم: 7.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 115.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 115.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 292.
5- 5. معانی الأخبار ص 141.
6- 6. معانی الأخبار ص 385.

«71»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَحْسِنُوا صُحْبَةَ النِّعَمِ قَبْلَ فِرَاقِهَا فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ تَشْهَدُ عَلَی صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فِیهَا(1).

«72»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ حَمْدُ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَ أَعْظَمَ وَ أَوْزَنَ (2).

«73»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ أَجْرُ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ(3).

«74»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا إِسْحَاقُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ نِعْمَةً فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ جَهَرَ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَیْهَا فَفَرَغَ مِنْهَا حَتَّی یُؤْمَرَ لَهُ بِالْمَزِیدِ(4).

«75»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی فَقَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ لَیْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ فَقَالَ یَا مُوسَی شَكَرْتَنِی حَقَّ شُكْرِی حِینَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی.

«76»- ف، [تحف العقول]: رُوِیَ أَنَّ جَمَّالًا حَمَلَ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الْكُوفَةِ فَكَلَّمَهُ فِی صِلَتِهِ وَ قَدْ كَانَ علیه السلام وَصَلَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ سُبْحَانَ

ص: 51


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 149.
2- 2. ثواب الأعمال ص 165.
3- 3. ثواب الأعمال ص 165.
4- 4. ثواب الأعمال ص 171.

اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ(1).

«77»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: فِی كُلِّ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ شُكْرٌ لَازِمٌ لَكَ بَلْ أَلْفٌ وَ أَكْثَرُ وَ أَدْنَی الشُّكْرِ رُؤْیَةُ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ عِلَّةٍ یَتَعَلَّقُ الْقَلْبُ بِهَا دُونَ اللَّهِ وَ الرِّضَا بِمَا أَعْطَاهُ وَ أَنْ لَا تَعْصِیَهُ بِنِعْمَتِهِ وَ تُخَالِفَهُ بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ بِسَبَبِ نِعْمَتِهِ وَ كُنْ لِلَّهِ عَبْداً شَاكِراً عَلَی كُلِّ حَالٍ تَجِدِ اللَّهَ رَبّاً كَرِیماً عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَوْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عِبَادَةٌ تَعَبَّدَ بِهَا عِبَادَهُ الْمُخْلَصِینَ أَفْضَلَ مِنَ الشُّكْرِ عَلَی كُلِّ حَالٍ لَأَطْلَقَ لَفْظَهُ فِیهِمْ مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ بِهَا فَلَمَّا لَمْ یَكُنْ أَفْضَلَ مِنْهَا خَصَّهَا مِنْ بَیْنِ الْعِبَادَاتِ وَ خَصَّ أَرْبَابَهَا فَقَالَ وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(2) وَ تَمَامُ الشُّكْرِ اعْتِرَافُ لِسَانِ السِّرِّ خَاضِعاً لِلَّهِ تَعَالَی بِالْعَجْزِ عَنْ بُلُوغِ أَدْنَی شُكْرِهِ لِأَنَّ التَّوْفِیقَ لِلشُّكْرِ نِعْمَةٌ حَادِثَةٌ یَجِبُ الشُّكْرُ عَلَیْهَا وَ هِیَ أَعْظَمُ قَدْراً وَ أَعَزُّ وُجُوداً مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِی مِنْ أَجْلِهَا وُفِّقْتَ لَهُ فَیَلْزَمُكَ عَلَی كُلِّ شُكْرٍ شُكْرٌ أَعْظَمُ مِنْهُ إِلَی مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ مُسْتَغْرِقاً فِی نِعْمَتِهِ قَاصِراً عَاجِزاً عَنْ دَرْكِ غَایَةِ شُكْرِهِ وَ أَنَّی یَلْحَقُ الْعَبْدُ شُكْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ مَتَی یَلْحَقُ صَنِیعُهُ بِصَنِیعِهِ وَ الْعَبْدُ ضَعِیفٌ لَا قُوَّةَ لَهُ أَبَداً إِلَّا بِاللَّهِ وَ اللَّهُ غَنِیٌّ عَنْ طَاعَةِ الْعَبْدِ قَوِیٌّ عَلَی مَزِیدِ النِّعَمِ عَلَی الْأَبَدِ فَكُنْ لِلَّهِ عَبْداً شَاكِراً عَلَی هَذَا الْأَصْلِ تُرَی الْعَجَبَ (3).

«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكُفْرُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی خَمْسَةِ أَوْجُهٍ فَمِنْهَا كُفْرُ النِّعَمِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ یَحْكِی قَوْلَ سُلَیْمَانَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ(4) الْآیَةَ وَ قَالَ اللَّهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (5) وَ قَالَ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ (6).

ص: 52


1- 1. تحف العقول 457 فی ط.
2- 2. سبأ: 13.
3- 3. مصباح الشریعة ص 6.
4- 4. النمل: 40.
5- 5. إبراهیم: 7.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 67، و الآیة الأخیرة فی البقرة 152.

«79»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ (1) قَالَ بِآلَاءِ اللَّهِ یَعْنِی نِعَمَهُ (2).

«80»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عُمَرَ الْمَدِینِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَأَقَرَّ بِهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ یَنْفَدْ كَلَامُهُ حَتَّی یَأْمُرَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِیِّ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (3).

«81»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی وَلَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ رَأَیْتَ هَذِهِ النِّعْمَةَ الظَّاهِرَةَ عَلَیْنَا مِنَ اللَّهِ أَ لَیْسَ إِنْ شَكَرْنَاهُ عَلَیْهَا وَ حَمِدْنَاهُ زَادَنَا كَمَا قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ فَقَالَ نَعَمْ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَی نِعَمِهِ وَ شَكَرَهُ وَ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ لَا مِنْ غَیْرِهِ (4).

«82»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قِیلَ لَهُ مَنْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ قَالَ مَنْ إِذَا أُعْطِیَ شَكَرَ وَ إِذَا ابْتُلِیَ صَبَرَ.

«83»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ نِعْمَةً فَشَكَرَهَا بِقَلْبِهِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ الْمَزِیدَ فِیهَا قَبْلَ أَنْ یُظْهِرَ شُكْرَهَا عَلَی لِسَانِهِ (5).

«84»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: نِعْمَةٌ لَا تُشْكَرُ كَسَیِّئَةٍ لَا تُغْفَرُ.

«85»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا وَصَلَتْ إِلَیْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا وَ مَنْ قَصَّرَ عَنْهُ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ (6).

ص: 53


1- 1. إبراهیم: 5.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 192.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 145.

وَ قَالَ علیه السلام: احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَا كَانَ اللَّهُ لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّیَادَةِ وَ لَا لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ وَ لَا لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ(2).

«86»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَلَاءِ بْنِ الْكَامِلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَتَانِیَ اللَّهُ بِأُمُورٍ لَا أَحْتَسِبُهَا لَا أَدْرِی كَیْفَ وُجُوهُهَا قَالَ أَ وَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِنَ الشُّكْرِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ قَالَ لِی: لَا تَسْتَصْغِرِ الْحَمْدَ(3).

وَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَرَی مَنْ هُوَ شَدِیدُ الْحَالِ مُضَیَّقاً عَلَیْهِ الْعَیْشُ وَ أَرَی نَفْسِی فِی سَعَةٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنْیَا لَا أَمُدُّ یَدِی إِلَی شَیْ ءٍ إِلَّا رَأَیْتُ فِیهِ مَا أُحِبُّ وَ قَدْ أَرَی مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّی قَدْ صُرِفَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَدْ خَشِیتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً مِنَ اللَّهِ لِی بِخَطِیئَتِی فَقَالَ أَمَّا مَعَ الْحَمْدِ فَلَا وَ اللَّهِ (4).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ قِیلَ وَ مَا جِوَارُ النِّعَمِ قَالَ الشُّكْرُ لِمَنْ أَنْعَمَ بِهَا وَ أَدَاءُ حُقُوقِهَا.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ وَ احْذَرُوا أَنْ تَنْتَقِلَ عَنْكُمْ إِلَی غَیْرِكُمْ أَمَا إِنَّهَا لَمْ تَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ وَ كَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَیْهِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ قَلَّ مَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ.

وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِالتَّوَاضُعِ وَ الشُّكْرِ

ص: 54


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 198.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 247.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 27.
4- 4. مشكاة الأنوار ص 28.

وَ الْحَمْدِ إِنَّهُ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ فِی مَنَامِهِ مَنْ قَالَ لَهُ إِنَّ لَكَ نِصْفَ عُمُرِكَ سَعَةً فَاخْتَرْ أَیَّ النِّصْفَیْنِ شِئْتَ فَقَالَ إِنَّ لِی شَرِیكاً فَلَمَّا أَصْبَحَ الرَّجُلُ قَالَ لِزَوْجَتِهِ قَدْ أَتَانِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ نِصْفَ عُمُرِی لِی سَعَةً فَاخْتَرْ أَیَّ النِّصْفَیْنِ شِئْتَ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ اخْتَرِ النِّصْفَ الْأَوَّلَ فَقَالَ لَكَ ذَاكَ. فَأَقْبَلَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا فَكَانَ كُلَّمَا كَانَتْ نِعْمَةٌ قَالَتْ زَوْجَتُهُ جَارُكَ فُلَانٌ مُحْتَاجٌ فَصِلْهُ وَ تَقُولُ قَرَابَتُكَ فُلَانٌ فَتُعْطِیهِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ كُلَّمَا جَاءَتْهُمْ نِعْمَةٌ أَعْطَوْا وَ تَصَدَّقُوا وَ شَكَرُوا فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةٌ مِنَ اللَّیَالِی أَتَاهُ الرَّجُلُ

فَقَالَ یَا هَذَا إِنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَی فَمَا رَأْیُكَ قَالَ لِی شَرِیكٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لِزَوْجَتِهِ أَتَانِی الرَّجُلُ فَأَعْلَمَنِی أَنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَی فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْنَا فَشَكَرْنَا وَ اللَّهُ أَوْلَی بِالْوَفَاءِ قَالَ فَإِنَّ لَكَ تَمَامَ عُمُرِكَ (1).

عَنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شَكَرْتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَ وَ الشُّكْرُ زِیَادَةٌ فِی النِّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغِیَرِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ شَكَرَ اللَّهَ عَلَی مَا أُفِیدَ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ عَلَی اللَّهِ الْمَزِیدَ وَ مَنْ أَضَاعَ الشُّكْرَ فَقَدْ خَاطَرَ بِالنِّعَمِ وَ لَمْ یَأْمَنِ التَّغَیُّرَ وَ النِّقَمَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرْزُقَنِی مَالًا فَرَزَقَنِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مِنِ اسْتِدْرَاجٍ فَقَالَ أَمَا بِاللَّهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا(2).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ النِّعْمَةُ مِنْكَ وَ الشُّكْرُ

ص: 55


1- 1. مشكاة الأنوار ص 30.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 31.

عَلَیْهَا نِعْمَةٌ مِنْكَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی فَقَدْ شَكَرْتَنِی حَقَّ شُكْرِی.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ (1).

«87»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُحْتَرِفِ الْقَانِعِ.

باب 62 الصبر و الیسر بعد العسر

الآیات:

البقرة: وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ(2)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (3)

و قال تعالی: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (4)

ص: 56


1- 1. مشكاة الأنوار: 32.
2- 2. البقرة: 45.
3- 3. البقرة: 153.
4- 4. البقرة: 155- 157.

و قال تعالی: وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ (1)

آل عمران: وَ اللَّهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ (2)

و قال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(3)

الأعراف: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا(4)

الأنفال: وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (5)

یونس: وَ اصْبِرْ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (6)

هود: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ (7)

و قال تعالی: وَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (8)

یوسف: فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ (9)

و قال: فَصَبْرٌ جَمِیلٌ عَسَی اللَّهُ أَنْ یَأْتِیَنِی بِهِمْ جَمِیعاً(10)

و قال: إِنَّهُ مَنْ یَتَّقِ وَ یَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (11)

الرعد: وَ الَّذِینَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ إلی قوله تعالی سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ(12)

إبراهیم: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(13)

و قال: وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا(14)

ص: 57


1- 1. البقرة: 177.
2- 2. آل عمران: 146.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. الأنفال: 46.
6- 6. یونس: 109.
7- 7. هود: 49.
8- 8. هود: 115.
9- 9. یوسف: 18.
10- 10. یوسف: 83.
11- 11. یوسف: 90.
12- 12. الرعد: 22.
13- 13. إبراهیم: 5.
14- 14. إبراهیم: 12.

النحل: الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (1)

و قال تعالی: وَ لَنَجْزِیَنَّ الَّذِینَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (2)

و قال تعالی: وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَكُ فِی ضَیْقٍ مِمَّا یَمْكُرُونَ (3)

الكهف: سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً(4)

طه: فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (5)

الأنبیاء: وَ إِسْماعِیلَ وَ إِدْرِیسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِینَ (6)

الحج: وَ الصَّابِرِینَ عَلی ما أَصابَهُمْ (7)

المؤمنون: إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (8)

الفرقان: أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِیراً(9)

و قال تعالی: أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً(10)

القصص: أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(11)

و قال تعالی: وَ لا یُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ (12)

العنكبوت: نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (13)

ص: 58


1- 1. النحل: 42.
2- 2. النحل: 96.
3- 3. النحل: 126 و 127.
4- 4. الكهف: 69.
5- 5. طه: 130.
6- 6. الأنبیاء: 85.
7- 7. الحجّ: 35.
8- 8. المؤمنون: 111.
9- 9. الفرقان: 20.
10- 10. الفرقان: 75.
11- 11. القصص: 54.
12- 12. القصص: 80.
13- 13. العنكبوت: 58 و 59.

الروم: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ (1)

لقمان: وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2)

و قال تعالی: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(3)

التنزیل: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (4)

سبأ: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)

یس: فَلا یَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ (6)

الصافات: سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ (7)

ص: اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (8)

و قال تعالی: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (9)

الزمر: إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (10)

المؤمن: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ (11)

الطلاق: سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً(12)

المعارج: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا(13)

و قال تعالی: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً(14)

ص: 59


1- 1. الروم: 60.
2- 2. لقمان: 17.
3- 3. لقمان: 31.
4- 4. التنزیل: 24.
5- 5. سبأ: 19.
6- 6. یس: 56.
7- 7. الصافّات: 102.
8- 8. ص: 17.
9- 9. ص: 44.
10- 10. الزمر: 10.
11- 11. المؤمن: 77.
12- 12. الطلاق: 7.
13- 13. المعارج: 5.
14- 14. المعارج: 19- 21.

المدثر: وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ(1)

الدهر: وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِیراً(2)

و قال: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (3)

البلد: وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(4)

أ لم نشرح: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً(5)

العصر: وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ(6).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حَفْصُ إِنَّ مَنْ صَبَرَ صَبَرَ قَلِیلًا وَ إِنَّ مَنْ جَزِعَ جَزِعَ قَلِیلًا ثُمَّ قَالَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَ الرِّفْقِ فَقَالَ وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا وَ ذَرْنِی وَ الْمُكَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ(7) وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ [السَّیِّئَةَ] فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (8) فَصَبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَالُوهُ بِالْعَظَائِمِ وَ رَمَوْهُ بِهَا فَضَاقَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ (9) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَ رَمَوْهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ قَدْ

ص: 60


1- 1. المدّثّر: 7.
2- 2. الدهر: 12.
3- 3. الدهر: 24.
4- 4. البلد: 17.
5- 5. الانشراح: 5- 6.
6- 6. العصر: 3.
7- 7. المزّمّل: 10.
8- 8. فصّلت: 35 و 36.
9- 9. الحجر: 97- 98.

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا(1)

فَأَلْزَمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَفْسَهُ الصَّبْرَ فَتَعَدَّوْا فَذَكَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ قَدْ صَبَرْتُ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ عِرْضِی وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی ذِكْرِ إِلَهِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (2) فَصَبَرَ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ ثُمَّ بُشِّرَ فِی عِتْرَتِهِ بِالْأَئِمَّةِ وَ وُصِفُوا بِالصَّبْرِ فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (3)

فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَشَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ (4) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ بُشْرَی وَ انْتِقَامٌ فَأَبَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِینَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ(5) وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (6) فَقَتَلَهُمُ اللَّهُ عَلَی أَیْدِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحِبَّائِهِ وَ جَعَلَ لَهُ (7) ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ فَمَنْ صَبَرَ وَ احْتَسَبَ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُقِرَّ اللَّهُ عَیْنَهُ فِی أَعْدَائِهِ مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ فِی

ص: 61


1- 1. الأنعام: 33 و 34.
2- 2. ق: 38.
3- 3. التنزیل: 24.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. براءة: 5.
6- 6. البقرة: 191.
7- 7. و عجل له خ ل.

الْآخِرَةِ(1).

بیان: صبر قلیلا نصب قلیلا إما علی المصدریة أو الظرفیة أی صبر صبرا قلیلا أو زمانا قلیلا و هو زمان العمر أو زمان البلیة فی جمیع أمورك فإن كل ما یصدر عنه من الفعل و الترك و العقد و كل ما یرد علیه من المصائب و النوائب من قبله تعالی أو من قبل غیره یحتاج إلی الصبر إذ لا یمكنه تحمل ذلك بدون جهاده مع النفس و الشیطان و حبس النفس علیه وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ أی من الخرافات و الشتم و الإیذاء وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا بأن تجانبهم و تداریهم و لا تكافیهم و تكل أمرهم إلی اللّٰه كما قال وَ ذَرْنِی وَ الْمُكَذِّبِینَ أی دعنی و إیاهم و كل إلی أمرهم فإنی أجازیهم فی الدنیا و الآخرة أُولِی النَّعْمَةِ النعمة بالفتح لین

الملمس أی المتنعمین ذوی الثروة فی الدنیا و هم صنادید قریش و غیرهم ادْفَعْ أول الآیة هكذا وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ أی فی الجزاء و حسن العاقبة و لا الثانیة مزیدة لتأكید النفی ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ كذا فی أكثر نسخ الكتاب و تفسیر علی بن إبراهیم (2) و السیئة غیر مذكورة فی المصاحف و كأنه علیه السلام زادها تفسیرا و لیست فی بعض النسخ و هو أظهر و قیل المعنی ادفع السیئة حیث اعترضتك بالتی هی أحسن منها و هی الحسنة علی أن المراد بالأحسن الزائد مطلقا أو بأحسن ما یمكن دفعها به من الحسنات و إنما أخرج مخرج الاستئناف علی أنه جواب من قال كیف أصنع للمبالغة و لذلك وضع أحسن موضع الحسنة كذا ذكره البیضاوی.

و قیل اسم التفضیل مجرد عن معناه أو أصل الفعل معتبر فی المفضل علیه علی سبیل الفرض أو المعنی ادفع السیئة بالحسنة التی هی أحسن من العفو أو المكافاة و تلك الحسنة هی الإحسان فی مقابل الإساءة و معنی التفضیل حینئذ بحاله لأن كلا من العفو و المكافاة أیضا حسنة إلا أن الإحسان أحسن منهما و هذا قریب

ص: 62


1- 1. الكافی ج 2 ص 88.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 184.

مما ذكره الزمخشری من أن لا غیر مزیدة و المعنی أن الحسنة و السیئة متفاوتتان فی أنفسهما فخذ بالحسنة التی هی أحسن أن تحسن إلیه مكان إساءته فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ أی إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولی الشفیق وَ ما یُلَقَّاها أی ما یلقی هذه السجیة و هی مقابلة الإساءة بالإحسان إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا فإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ من الخیر و كمال النفس و قیل الحظ العظیم الجنة یقال لقاه الشی ء أی ألقاه إلیه. حتی نالوه بالعظائم یعنی نسبوه إلی الكذب و الجنون و السحر و غیر ذلك و افتروا علیه أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ كنایة عن الغم بِما یَقُولُونَ من الشرك أو الطعن فیك و فی القرآن و الاستهزاء بك و به فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ أی فنزه ربك عما یقولون مما لا یلیق به متلبسا بحمده فی توفیقك له أو فافزع إلی اللّٰه فیما نالك من الغم بالتسبیح و التحمید فإنهما یكشفان الغم عنك وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ للشكر فی توفیقك أو رفع غمك أو كن من المصلین فإن فی الصلاة قطع العلائق عن الغیر.

إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ الضمیر للشأن أی ما یقولون إنك شاعر أو مجنون أو أشباه ذلك فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی معناه علی وجوه.

أحدها أن معناه لا یكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا یظهرون بأفواههم التكذیب عنادا و هو قول أكثر المفسرین.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقِیَ أَبَا جَهْلٍ فَصَافَحَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ لَكِنَّا مَتَی كُنَّا تَبَعاً لِعَبْدِ مَنَافٍ.

فأنزل اللّٰه هذه الآیة.

و ثانیها أن المعنی لا یكذبونك بحجة و لا یتمكنون من إبطال ما جئت به ببرهان وَ یَدُلُّ عَلَیْهِ مَا رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ لَا یُكْذِبُونَكَ وَ یَقُولُ إِنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَنَّهُمْ لَا یَأْتُونَ بِحَقٍّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ.

ص: 63

و ثالثها أن المراد لا یصادفونك كاذبا تقول العرب قاتلناكم فما أجبناكم أی ما أصبناكم جبناء و لا یختص هذا الوجه بالقراءة بالتخفیف لأن أفعلت و فعلت یجوزان فی هذا الموضع إلا أن التخفیف أشبه بهذا الوجه.

و رابعها أن المراد لا ینسبونك إلی الكذب فیما أتیت به لأنك كنت عندهم أمینا صادقا و إنما یدفعون ما أتیت به و یقصدون التكذیب بآیات اللّٰه و یقوی هذا الوجه قوله وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ و قوله وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ الْحَقُ (1) و لم یقل و كذبك قومك و ما روی أن أبا جهل قال للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ما نتهمك و لا نكذبك و لكنا نتهم الذی جئت به و نكذبه.

و خامسها أن المراد أنهم لا یكذبونك بل یكذبوننی فإن تكذیبك راجع إلی و لست مختصا به لأنك رسولی فمن رد علیك فقد رد علی و ذلك تسلیة منه تعالی للنبی ص لی اللّٰه علیه و آله(2).

وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ أی بالقرآن و المعجزات یَجْحَدُونَ بغیر حجة سفها و جهلا و عنادا و دخلت الباء لتضمین معنی التكذیب قال أبو علی الباء تتعلق بالظالمین.

ثم زاد فی تسلیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله بقوله وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا أی صبروا علی ما نالهم منهم من التكذیب و الأذی فی أداء الرسالة حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا إیاهم علی المكذبین و هذا أمر منه تعالی لنبیه بالصبر علی أذی كفار قومه إلی أن یأتیه النصر كما صبرت الأنبیاء و بعده وَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ أی لا یقدر أحد علی تكذیب خبر اللّٰه علی الحقیقة و لا علی إخلاف وعده وَ لَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِینَ أی خبرهم فی القرآن كیف أنجیناهم و نصرناهم علی قومهم.

قوله علیه السلام فذكروا اللّٰه أی نسبوا إلیه ما لا یلیق بجنابه وَ لَقَدْ

ص: 64


1- 1. الأنعام: 66.
2- 2. مجمع البیان ج 4 ص 294.

خَلَقْنَا السَّماواتِ قیل هذه إشارة إلی حسن التأنی و ترك التعجیل فی الأمور و تمهید للأمر بالصبر.

و أقول یحتمل أن یكون توطئة للصبر علی وجه آخر و هو بیان عظم قدره و أنه قادر علی الانتقام منهم وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ أی من تعب و إعیاء و هو رد لما زعمت الیهود من أنه تعالی بدأ خلق العالم یوم الأحد و فرغ منه یوم الجمعة و استراح یوم السبت

و استلقی علی العرش فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ أی ما یقول المشركون من إنكارهم البعث فإن من قدر علی خلق العالم بلا إعیاء قدر علی بعثهم و الانتقام منهم أو ما یقول الیهود من الكفر و التشبیه.

قوله علیه السلام ثم بشر علی بناء المجهول و قبل الآیة فی سورة التنزیل هكذا وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَ جَعَلْناهُ هُدیً لِبَنِی إِسْرائِیلَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً و فی أكثر نسخ الكتاب و جعلناهم و كأنه تصحیف و فی بعضها وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ كما فی المصاحف.

ثم إنه یرد أن الظاهر من سیاق الآیة رجوع ضمیر منهم إلی بنی إسرائیل فكیف تكون بشارة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و إیتائه القرآن فی عترته و كیف وصفوا بالصبر و الجواب ما عرفت أن ذكر القصص فی القرآن لإنذار هذه الأمة و تبشیرهم مع أنه قد قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إنه یقع فی هذه الأمة ما وقع فی بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل فذكر قصة موسی و إیتائه الكتاب و جعل الأئمة من بنی إسرائیل أی هارون و أولاده ذكر نظیر لبعثة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و إیتائه القرآن و جعل الأئمة من أخیه و ابن عمه و أولاده كما قال صلی اللّٰه علیه و آله أنت منی بمنزلة هارون من موسی.

و قد یقال إن قوله فَلا تَكُنْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقائِهِ المراد به لا تكن فی تعجب من سقوط الكتاب بعدك و عدم عمل الأمة به فإنا نجعل بعدك أمة یهدون بالكتاب كما جعلنا فی بنی إسرائیل أمة یهدون بالتوراة و المفسرون ذكروا فیه وجوها الأول أن المعنی لا تكن فی شك من لقائك موسی لیلة الأسری الثانی

ص: 65

من لقاء موسی الكتاب الثالث من لقائك الكتاب الرابع من لقائك الأذی كما لقی موسی الأذی.

وَ جَعَلْناهُ أی موسی علیه السلام أو المنزل علیه یَهْدُونَ أی الناس إلی ما فیه من الحكم و الأحكام بِأَمْرِنا إیاهم أو بتوفیقنا لهم لَمَّا صَبَرُوا أی لصبرهم علی الطاعة أو علی أذی القوم أو عن الدنیا و ملاذها كما قیل وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ لا یشكون فی شی ء منها و یعرفونها حق المعرفة فشكر اللّٰه ذلك له إشارة إلی الصبر علی جمیع الأحوال أو ذلك القول الدال علی الرضا بالصبر و شكر اللّٰه تعالی لعباده عبارة عن قبول العمل و مقابلته بالإحسان و الجزاء فی الدنیا و الآخرة.

وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صدر الآیة وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ كانُوا یُسْتَضْعَفُونَ یعنی بنی إسرائیل فی ظهر الآیة فإن القبط كانوا یستضعفونهم فأورثهم اللّٰه بأن مكنهم و حكم لهم بالتصرف و أباح لهم بعد إهلاك فرعون و قومه مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا أی أرض الشام شرقها و غربها أو أرض الشام و مصر و قیل كل الأرض لأن داود و سلیمان كانا منهم و ملكا الأرض الَّتِی بارَكْنا فِیها بإخراج الزرع و الثمار و ضروب المنافع وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه معناه صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم و استخلافهم فی الأرض و إنما كان الإنجاز تماما للكلام لتمام النعمة به و قیل إن كلمة الحسنی قوله سبحانه وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ إلی قوله یَحْذَرُونَ (1) و قال الْحُسْنی و إن كانت كلمات اللّٰه كلها حسنة لأنها وعد بما یحبون و قال الحسن أراد وعد اللّٰه لهم بالجنة بِما صَبَرُوا علی أذی فرعون و قومه وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ أی أهلكنا ما كانوا یبنون من الأبنیة و القصور و الدیار وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ من الأشجار و الأعناب و الثمار و قیل

ص: 66


1- 1. القصص: 5 و 6.

یَعْرِشُونَ یسقفون من القصور و البیوت (1).

فقال صلی اللّٰه علیه و آله إنه بشری أی لی و لأصحابی و انتقام من أعدائی و وجه البشارة ما مر أن ذكر هذه القصة تسلیة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بأنی أنصرك علی أعدائك و أهلكهم و أنصر الأئمة من أهل بیتك علی الفراعنة الذین غلبوا علیهم و ظلموهم فی زمن القائم علیه السلام و أملكهم جمیع الأرض فظهر الآیة لموسی و بنی إسرائیل و بطنها لمحمد و آل محمد صلی اللّٰه علیهم.

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ الآیة هكذا فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ قیل أی من حل و حرم وَ خُذُوهُمْ أی و أسروهم و الأخیذ الأسیر وَ احْصُرُوهُمْ أی و احبسوهم أو حیلوا بینهم و بین المسجد الحرام وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ أی كل ممر لئلا ینتشروا فی البلاد و انتصابه علی الظرف و قال تعالی فی سورة البقرة وَ قاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ الَّذِینَ یُقاتِلُونَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَیْثُ أَخْرَجُوكُمْ یقال ثقفه أی صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه.

فقتلهم اللّٰه أی فی غزوة بدر و غیرها و عجل له الثواب ثواب صبره و فی بعض النسخ و جعل له ثواب صبره و الأول أظهر و موافق للتفسیر و الحاصل أن هذه النصرة و قتل الأعداء كان ثوابا عاجلا علی صبره منضما مع ما ادخر له فی الآخرة من مزید الزلفی و الكرامة و احتسب أی كان غرضه القربة إلی اللّٰه لیكون محسوبا من أعماله الصالحة حتی یقر اللّٰه عینه أی یسره فی أعدائه بنصره علیهم مع ما یدخر له فی الآخرة من الأجر الجمیل و الثواب الجزیل.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ رَأْسُ الْإِیمَانِ (2).

ص: 67


1- 1. مجمع البیان ج 4 ص 470.
2- 2. الكافی ج 2 ص 87.

بیان: قال المحقق الطوسی قدس سره الصبر حبس النفس عن الجزع عند المكروه و هو یمنع الباطن عن الاضطراب و اللسان عن الشكایة و الأعضاء عن الحركات غیر المعتادة انتهی و قد مر و سیأتی أن الصبر یكون علی البلاء و علی فعل الطاعة و علی ترك المعصیة و علی سوء أخلاق الخلق قال الراغب الصبر الإمساك فی ضیق یقال صبرت الدابة حبستها بلا علف و صبرت فلانا حلفته حلفة لا خروج له منها و الصبر حبس النفس علی ما یقتضیه العقل أو الشرع أو عما یقتضیان حبسها عنه فالصبر لفظ عام و ربما خولف بین أسمائه بحسب اختلاف مواقعه فإن كان حبس النفس لمصیبة سمی صبرا لا غیر و یضاده الجزع و إن كان فی

محاربة سمی شجاعة و یضاده الجبن و إن كان فی نائبة مضجرة سمی رحب الصدر و یضاده الضجر و إن كان فی إمساك الكلام سمی كتمانا و یضاده الإذاعة(1) و قد سمی اللّٰه تعالی كل ذلك صبرا و نبه علیه بقوله وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ وَ الصَّابِرِینَ عَلی ما أَصابَهُمْ وَ الصَّابِرِینَ وَ الصَّابِراتِ (2) و سمی الصوم صبرا لكونه كالنوع له و قوله اصْبِرُوا وَ صابِرُوا(3) أی احبسوا أنفسكم علی العبادة و جاهدوا أهواءكم و قوله عز و جل وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ (4) أی تحمل الصبر بجهدك و قوله أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا(5) أی بما تحملوه من الصبر فی الوصول إلی مرضاة اللّٰه (6).

قوله رأس الإیمان هو من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس و وجه الشبه ما سیأتی فی روایة علاء بن الفضیل و وجهه أن الإنسان ما دام فی تلك النشأة هو مورد

ص: 68


1- 1. فی المصدر: المذل.
2- 2. البقرة: 177، الحجّ: 35، الأحزاب: 35.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. مریم: 65.
5- 5. الفرقان: 75.
6- 6. المفردات ص 273 و 274.

للمصائب و الآفات و محل للحوادث و النوائب و العاهات و مبتلی بتحمل الأذی من بنی نوعه فی المعاملات و مكلف بفعل الطاعات و ترك المنهیات و المشتهیات و كل ذلك ثقیل علی النفس لا تشتهیها بطبعها فلا بد من أن تكون فیه قوة ثابتة و ملكة راسخة بها یقتدر علی حبس النفس علی هذه الأمور الشاقة و رعایة ما یوافق الشرع و العقل فیها و ترك الجزع و الانتقام و سائر ما ینافی الآداب المستحسنة المرضیة عقلا و شرعا و هی المسماة بالصبر و من البین أن الإیمان الكامل بل نفس التصدیق أیضا یبقی ببقائه و یفنی بفنائه فلذلك هو من الإیمان بمنزلة الرأس من الجسد

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلَی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِنْ تَدَاكَّتْ عَلَیْهِ الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ وَ إِنْ أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ اسْتُبْدِلَ بِالْیُسْرِ عُسْراً كَمَا كَانَ یُوسُفُ الصِّدِّیقُ الْأَمِینُ لَمْ یَضْرُرْ حُرِّیَّتَهُ أَنِ اسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَمْ یَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ الْجُبِّ وَ وَحْشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ فَجَعَلَ الْجَبَّارَ الْعَاتِیَ لَهُ عَبْداً بَعْدَ إِذْ كَانَ مَالِكاً فَأَرْسَلَهُ وَ رَحِمَ بِهِ أُمُّهُ وَ كَذَلِكَ الصَّبْرُ یُعْقِبُ خَیْراً فَاصْبِرُوا وَ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَی الصَّبْرِ تُؤْجَرُوا(1).

إیضاح: الحر ضد العبد و المراد هنا من نجا فی الدنیا من رق الشهوات النفسانیة و أعتق فی الآخرة من أغلال العقوبات الربانیة فهو كالأحرار عزیز غنی فی جمیع الأحوال قال الراغب الحر خلاف العبد و الحریة ضربان الأول من لم یجر علیه حكم السبی

نحو الْحُرُّ بِالْحُرِّ(2) و الثانی من لم یتملكه قواه الذمیمة من الحرص و الشره علی القنیات الدنیویة و إلی العبودیة التی تضاد ذلك أشار النبی صلی اللّٰه علیه و آله بقوله تعسر عبد الدرهم تعسر عبد الدینار و قول الشاعر و رق ذوی الأطماع رق مخلد و قیل عبد الشهوة أذل من عبد الرق (3)

انتهی.

ص: 69


1- 1. الكافی ج 2 ص 89.
2- 2. البقرة: 178.
3- 3. المفردات ص 111 و فیه تعس بدل تعسر.

و فی القاموس الحر بالضم خلاف العبد و خیار كل شی ء و الفرس العتیق و من الطین و الرمل الطیب.

إن نابته نائبة صبر لها أی إن عرض له حادثة أو نازلة أو مصیبة صبر علیها أو حمل علیه مال یؤخذ منه أداه و لا یذل نفسه بالبخل فیه قال فی النهایة فی حدیث خیبر قسمها نصفین نصفا لنوائبه و نصفا بین المسلمین النوائب جمع النائبة و هی ما ینوب الإنسان أی ینزل به من المهمات و الحوادث و قد نابه ینوبه نوبا و منه

الْحَدِیثُ: احْتَاطُوا لِأَهْلِ الْأَمْوَالِ فِی النَّائِبَةِ وَ الْوَاطِئَةِ. أی الأضیاف الذین ینوبونهم.

و إن تداكت علیه المصائب أی اجتمعت و ازدحمت قال فی النهایة فی حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام: ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَیَّ تَدَاكُكَ الْإِبِلِ الْهِیمِ عَلَی حِیَاضِهَا.

أی ازدحمتم و أصل الدك بالكسر انتهی لم تكسره أی لم تعجزه عن الصبر و لم تحمله علی الجزع و ترك الرضا بقضاء اللّٰه تعالی و إن أسر إن وصلیة و استبدل بالیسر عسرا عطف علی أسر و فی بعض النسخ و استبدل بالعسر یسرا فهو عطف علی قوله لم تكسره فیكون غایة للصبر أن استعبد علی بناء المجهول فاعل لم یضرر و المراد بحریته عزه و رفعته و صبره علی تلك المصائب و رضاه بقضاء اللّٰه و اختیاره طاعة اللّٰه و عدم تذلله للمخلوقین و ما ناله أی من ظلم الإخوان و سائر الأحزان أن من اللّٰه أی فی أن من اللّٰه أو بدل اشتمال للضمیر فی لم یضرره أو بتقدیر إلی فالظرف متعلق بلم یضرر فی الموضعین علی سبیل التنازع.

و أقول یحتمل أن یكون ما ناله عطفا علی الضمیر فی لم یضرره و أن من اللّٰه بیانا لما بتقدیر من أو بدلا منه فیحتمل أن یكون فاعل نال یوسف و قیل اللام فیه مقدر أی لأن من اللّٰه فیكون تعلیلا لقوله لم یضرر فی الموضعین أو ما ناله مبتدأ و أن من اللّٰه خبره و الجملة معطوفة علی لم یضرره أو یكون الواو بمعنی مع أی لم یضرره ذلك مع ما ناله و أن من بیان لما و العاتی من العتو بمعنی التجبر و التكبر و التجاوز عن الحد و الجبار بائعه فی مصر أو العزیز فالمراد بصیرورته عبدا له أنه صار مطیعا له.

ص: 70

مع أنه قد روی الثعلبی و غیره أن ملك مصر كان ریان بن الولید و العزیز الذی اشتری یوسف علیه السلام كان وزیره و كان اسمه قطفیر فلما عبر یوسف رؤیا الملك عزل قطفیر عما كان علیه و فوض إلی یوسف أمر مصر و ألبسه التاج و أجلسه علی سریر الملك و أعطاه خاتمه و هلك قطفیر فی تلك اللیالی فزوج الملك یوسف زلیخا امرأة قطفیر و كان اسمها راعیل فولدت له ابنین أفرائیم و میشا فلما دخلت السنة الأولی من سنی الجدب هلك فیها كل شی ء أعدوه فی السنین المخصبة فجعل أهل مصر یبتاعون من یوسف الطعام.

فباعهم أول سنة بالنقود حتی لم یبق بمصر دینار و لا درهم إلا قبضه و باعهم السنة الثانیة بالحلی و الجواهر حتی لم یبق فی أیدی الناس منها شی ء و باعهم السنة الثالثة بالمواشی و الدواب حتی احتوی علیها أجمع و باعهم السنة الرابعة بالعبید و الإماء حتی لم یبق عبد و لا أمة فی ید أحد و باعهم السنة الخامسة بالضیاع و العقار و الدور حتی احتوی علیها و باعهم السنة السادسة بأولادهم حتی استرقهم و باعهم السنة السابعة برقابهم حتی لم یبق بمصر حر و لا حرة إلا صار عبدا له.

ثم استأذن الملك و أعتقهم كلهم و رد أموالهم إلیهم فظهر أن اللّٰه ملكه جمیع أهل مصر و أموالهم عوضا عن مملوكیته صلوات اللّٰه علیه لهم فهذه ثمرة الصبر و الطاعة.

و المراد بإرساله إرساله إلی الخلق بالنبوة و برحم الأمة به نجاتهم عن العقوبة الأبدیة بإیمانهم به أو عن القحط و الجوع أو الأعم.

و كذلك الصبر یعقب خیرا یعقب علی بناء الإفعال قال الراغب أعقبه كذا أورثه ذلك قال تعالی فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِی قُلُوبِهِمْ (1) و فلان لم یعقب أی لم یترك ولدا انتهی أی كما أن صبر یوسف علیه السلام أعقب خیرا عظیما له كذلك صبر كل أحد یعقب خیرا له و من ثم قیل اصبر تظفر و قیل.

إنی رأیت للأیام تجربة(2)***للصبر عاقبة محمودة الأثر

و قل من جد فی أمر یطالبه***فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

ص: 71


1- 1. براءة: 77.
2- 2. من الایام، أحسن و أوفق بالوزن.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْجَنَّةُ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَ الصَّبْرِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمَكَارِهِ فِی الدُّنْیَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ جَهَنَّمُ مَحْفُوفَةٌ بِاللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ فَمَنْ أَعْطَی نَفْسَهُ لَذَّتَهَا وَ شَهَوَاتِهَا دَخَلَ النَّارَ(1).

بیان: مضمونه متفق علیه بین الخاصة و العامة. فَقَدْ رَوَی مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَ حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ. و هذا من بدیع الكلام و قال الراوندی فی ضوء الشهاب یقال حف القوم حول زید إذا أطافوا به و استداروا و حففته بشی ء أی أدرته علیه یقال حففت الهودج بالثیاب و یقال إنه مشتق من حفافی الشی ء أی جانبیه یقول صلی اللّٰه علیه و آله المكاره مطیفة محدقة بالجنة و هی الطاعات و الشهوات محدقة مستدیرة بالنار و هی المعاصی و هذا مثل یعنی أنك لا یمكنك نیل الجنة إلا باحتمال مشاق و مكاره و هی فعل الطاعات و الامتناع عن المقبحات و لا التفصی عن النار إلا بترك الشهوات و هی المعاصی التی تتعلق الشهوة بها فكأن الجنة محفوفة بمكاره تحتاج أن تقتطعها بتكلفها و النار محفوفة بملاذ و شهوات تحتاج أن تتركها.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ قَالَ لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ لَا یَتْرُكُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَلَمَّا حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ قَالَ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ أَخْشَی أَنْ لَا یَدْخُلَهَا أَحَدٌ وَ لَمَّا خَلَقَ النَّارَ قَالَ لَهُ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ لَا یَدْخُلُهَا أَحَدٌ فَلَمَّا حَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ قَالَ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ أَخْشَی أَنْ یَدْخُلَهَا كُلُّ أَحَدٍ.

و فائدة الحدیث إعلام أن الأعمال المفضیة إلی الجنة مكروهة قرن اللّٰه بها الكراهة و بالعكس منها الأعمال الموصلة إلی النار قرن بها الشهوة لیجاهد الإنسان نفسه فیتحمل تلك و یجتنب هذه.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْحُومٍ عَنْ

ص: 72


1- 1. الكافی ج 2 ص 89.

أَبِی سَیَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَنْ یَمِینِهِ وَ الزَّكَاةُ عَنْ یَسَارِهِ وَ الْبِرُّ مُطِلٌّ عَلَیْهِ وَ یَتَنَحَّی الصَّبْرُ نَاحِیَةً فَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ یَلِیَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْبِرِّ دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ (1).

توضیح: البر یطلق علی مطلق أعمال الخیر و علی مطلق الإحسان إلی الغیر و علی الإحسان إلی الوالدین أو إلیهما و إلی ذوی الأرحام و المراد هنا أحد المعانی سوی المعنی الأول قال الراغب البر خلاف البحر و تصور منه التوسع فاشتق منه البر أی التوسع فی فعل الخیر و ینسب ذلك إلی اللّٰه تارة نحو إنه هو البر الرحیم و إلی العبد تارة فیقال بر العبد ربه أی توسع فی طاعته فمن اللّٰه تعالی الثواب و من العبد الطاعة و بر الوالدین التوسع فی الإحسان إلیهما و ضده العقوق.

مطل بالطاء المهملة من قولهم أطل علیه أی أشرف و فی بعض النسخ بالمعجمة و هو قریب المعنی من الأول لكن التعدیة بعلی بالأول أنسب دونكم اسم فعل بمعنی خذوا و یدل ظاهرا علی تجسم الأعمال و الأخلاق فی الآخرة و من أنكره یأوله و أمثاله

بأن اللّٰه تعالی یخلق صورا مناسبة للأعمال یریه إیاها لتفریحه أو تحزینه أو الكلام مبنی علی الاستعارة التمثیلیة و تنحی الصبر و تمكثه فی إعانته یناسب ذاته فتفطن.

«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ كَئِیبٍ حَزِینٍ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا لَكَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُصِبْتُ بِأَبِی وَ أَخِی وَ أَخْشَی أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلامَلَیْكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ الصَّبْرِ تَقْدَمُ عَلَیْهِ غَداً وَ الصَّبْرُ فِی الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ فَسَدَ الْجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ الْأُمُورَ

ص: 73


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.

فَسَدَتِ الْأُمُورُ(1).

بیان: أصبت علی بناء المجهول بأبی و أخی أی ماتا و أخشی أن أكون قد وجلت الوجل استشعار الخوف و كأن المعنی أخشی أن یكون حزنی بلغ حدا مذموما شرعا فعبر عنه بالوجل أو أخشی أن تنشق مرارتی من شدة الألم أو أخشی الوجل الذی یوجب الجنون علیك اسم فعل بمعنی ألزم و الباء للتقویة بتقوی اللّٰه أی فی الشكایة و الجزع و غیرهما مما یوجب نقص الإیمان و كأنه إشارة إلی قوله تعالی وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2) تقدم علی بناء المعلوم من باب علم بالجزم جزاء للأمر فی علیك أو بالرفع استئنافا بیانیا و ضمیر علیه راجع إلی الصبر بتقدیر مضاف أی جزائه أو إلی اللّٰه أی ثوابه و قیل إلی كل من الأب و الأخ أو إلی الأخ فإن فوته جزء أخیر للعلة أو إلی الأب لأنه الأصل و الكل بعید غدا أی فی القیامة أو عند الموت أو سریعا

«7»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی مَا حَبَسَكَ عَنِ الْحَجِّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَقَعَ عَلَیَّ دَیْنٌ كَثِیرٌ وَ ذَهَبَ مَالِی وَ دَیْنِیَ الَّذِی قَدْ لَزِمَنِی هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ مَالِی فَلَوْ لَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا أَخْرَجَنِی مَا قَدَرْتُ أَنْ أَخْرُجَ فَقَالَ لِی إِنْ تَصْبِرْ تُغْتَبَطْ وَ إِنْ لَا تَصْبِرْ یُنْفِذِ اللَّهُ مَقَادِیرَهُ رَاضِیاً كُنْتَ أَمْ كَارِهاً(3).

بیان: الاغتباط مطاوع غبطه تقول غبطته أغبطه غبطا و غبطة فاغتبط هو كمنعته فامتنع و الغبطة أن تتمنی حال المغبوط لكونها فی غایة الحسن من غیر أن ترید زوالها عنه و هذا هو الفرق بینها و بین الحسد و فی القاموس الغبطة بالكسر حسن الحال و المسرة و قد اغتبط و قال الاغتباط التبجح بالحال الحسنة انتهی.

ص: 74


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.
2- 2. آل عمران: 186.
3- 3. الكافی ج 2 ص 90.

و الاغتباط إما فی الآخرة بجزیل الأجر و حسن الجزاء أو فی الدنیا أیضا بتبدیل الضراء بالسراء فإن الصبر مفتاح الفرج. وَ قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَضْیَقُ مَا یَكُونُ الْحَرَجُ أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْفَرَجُ مَعَ أَنَّ الْكَارِهَ تَزْدَادُ مُصِیبَتُهُ فَإِنَّ فَوَاتَ الْأَجْرِ مُصِیبَةٌ أُخْرَی وَ الْكَرَاهَةُ الْمُوجِبَةُ لِحُزْنِ الْقَلْبِ مُصِیبَةٌ عَظِیمَةٌ وَ مِنْ ثَمَّ قِیلَ الْمُصِیبَةُ لِلصَّابِرِ وَاحِدَةٌ وَ لِلْجَازِعِ اثْنَتَانِ بَلْ لَهُ أَرْبَعُ مُصِیبَاتٍ الثَّلَاثَةُ الْمَذْكُورَةُ وَ شَمَاتَةُ الْأَعْدَاءِ وَ مِنْ ثَمَّ قِیلَ الصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ مُصِیبَةٌ عَلَی الشَّامِتِ.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَیْكَ فَیَكُونُ حَاجِزاً(1).

توضیح: صبر خبر مبتدإ محذوف أی أحدهما صبر و حسن أیضا خبر مبتدإ محذوف أی هو حسن و یحتمل أن یكون صبر مبتدأ و حسن خبره فتكون الجملة استئنافا بیانیا و قوله ذكر اللّٰه خبر مبتدإ محذوف لیس إلا فیكون أی الذكر و الفاء بیانیة حاجزا أی مانعا عن فعل الحرام.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُنَالُ الْمُلْكُ فِیهِ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ وَ لَا الْغِنَی إِلَّا بِالْغَصْبِ وَ الْبُخْلِ وَ لَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجِ الدِّینِ وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ الصَّبْرِ عَلَی الْبِغْضَةِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ آتَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِی.

تبیین: لا ینال الملك فیه أی السلطنة إلا بالقتل لعدم إطاعتهم إمام الحق فیتسلط علیهم الملوك الجورة فیقتلونهم و یتجبرون علیهم و ذلك من فساد الزمان و إلا لم یتسلط علیهم هؤلاء و لا الغنی إلا بالغصب و البخل و ذلك

ص: 75


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.

من فساد الزمان و أهله لأنهم لسوء عقائدهم یظنون أن الغنی إنما یحصل بغصب أموال الناس و البخل فی حقوق اللّٰه و الخلق مع أنه لا یتوقف علی ذلك بل الأمانة و أداء الحقوق أدعی إلی الغنی لأنه بید اللّٰه أو لأنه لفسق أهل الزمان منع اللّٰه عنهم البركات فلا یحصل الغنی إلا بهما.

و لا المحبة أی جلب محبة الناس إلا باستخراج الدین أی طلب خروج الدین من القلب أو بطلب خروجهم من الدین و اتباع الهوی أی الأهواء النفسانیة أو أهوائهم الباطلة و ذلك لأن أهل تلك الأزمنة لفسادهم لا یحبون أهل الدین و العبادة فمن طلب مودتهم لا بد من خروجه من الدین و متابعتهم فی الفسوق و صبر علی البغضة أی بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواءهم و صبر

علی الذل كأنه ناظر إلی نیل الملك فالنشر لیس علی ترتیب اللف فالمراد بالعز هنا الملك و الاستیلاء أو المراد بالملك هناك مطلق العز و الرفعة و یحتمل أن تكون الفقرتان الأخیرتان ناظرتین إلی الفقرة الأخیرة و لم یتعرض للأولی لكون الملك عزیز المنال لا یتیسر لكل أحد و الأول أظهر.

وَ فِی جَامِعِ الْأَخْبَارِ الرِّوَایَةُ هَكَذَا وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّهُ سَیَكُونُ زَمَانٌ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ الْجَوْرِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْغِنَی إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الصُّحْبَةُ فِی النَّاسِ إِلَّا بِاتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَ الِاسْتِخْرَاجِ مِنَ الدِّینِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ وَ صَبَرَ عَلَی بِغْضَةِ النَّاسِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً.

«10»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیهما السلام: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ یَا بُنَیَّ أُوصِیكَ بِمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ

ص: 76

أَوْصَاهُ یَا بُنَیَّ اصْبِرْ عَلَی الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً(1).

بیان: اصبر علی الحق أی علی فعل الحق من ارتكاب الطاعات و ترك المنهیات و إن كان مرا ثقیلا علی الطبع لكونه مخالفا للمشتهیات النفسانیة غالبا أو علی قول الحق و إن كان مرا علی الناس فالصبر علی ما یترتب علی هذا القول من بغض الناس و أذیتهم أو علی سماع الحق الذی ألقی إلیك و إن كان مرا علیك مكروها لك كمن واجهك بعیب من عیوبك فتصدقه و تقبله أو أطلعك علی خطاء فی الاجتهاد أو الرأی فتقبله و یمكن التعمیم لیشتمل الجمیع.

«11»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ الصَّبْرَیْنِ الْوَرَعُ عَنِ الْمَحَارِمِ (2).

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ أَخْبَرَنِی یَحْیَی بْنُ سُلَیْمٍ الطَّائِفِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْیَمَانِیُّ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الْمَعْصِیَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمُصِیبَةِ حَتَّی یَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَی الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الْمَعْصِیَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَی مُنْتَهَی الْعَرْشِ (3).

بیان: حتی یردها أی المصیبة و شدتها بحسن عزائها أی بحسن الصبر اللائق لتلك المصیبة ثلاثمائة درجة أی من درجات الجنة أو درجات الكمال فالتشبیه من تشبیه المعقول بالمحسوس و فی الصحاح التخم منتهی كل قریة أو أرض و الجمع تخوم كفلس و فلوس انتهی و یدل علی أن ارتفاع الجنة أكثر من تخوم الأرض إلی العرش و لا ینافی ذلك كون عرضها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ مع أنه قد قیل فی الآیة وجوه مع بعضها رفع التنافی أظهر.

ص: 77


1- 1. الكافی ج 2 ص 91.
2- 2. الكافی ج 2 ص 91.
3- 3. الكافی ج 2 ص 91.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَمَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْ آتِیَ الْمُفَضَّلَ وَ أُعَزِّیَهُ بِإِسْمَاعِیلَ وَ قَالَ أَقْرِئِ الْمُفَضَّلَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّا قَدْ أُصِبْنَا بِإِسْمَاعِیلَ فَصَبَرْنَا فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرْنَا إِنَّا أَرَدْنَا أَمْراً وَ أَرَادَ اللَّهُ أَمْراً فَسَلَّمْنَا لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

توضیح: الظاهر أنه المفضل بن عمر و یدل علی مدح عظیم له و أنه كان من خواص أصحابه و أحبائه و إسماعیل ولده الأكبر الذی كان یظن الناس أنه الإمام بعده علیه السلام فلما مات فی حیاته علم أنه لم یكن إماما و هذا هو المراد بقوله علیه السلام أردنا أمرا أی إمامته بظاهر الحال أو بشهوة الطبع أو المراد إرادة الشیعة كالمفضل و أضرابه و أدخل علیه السلام نفسه تغلیبا و مماشاة و یدل علی لزوم الرضا بقضاء اللّٰه و التسلیم له و قیل المعنی أردنا طول عمر إسماعیل و أراد اللّٰه موته و أغرب من ذلك أنه قال عزی المفضل بابن له مات فی ذلك الوقت بذكر فوت إسماعیل.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنِ ابْتُلِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِیدٍ(2).

بیان: قوله علیه السلام مثل أجر ألف شهید فإن قیل كیف یستقیم هذا مع أن الشهید أیضا من الصابرین حیث صبر حتی استشهد قلت یحتمل أن یكون المراد بهم شهداء سائر الأمم أو المعنی مثل ما یستحق ألف شهید و إن كان ثوابهم التفضلی أضعاف ذلك و قیل المراد بهم الشهداء الذین لم تكن لهم نیة خالصة فلم یستحقوا ثوابا عظیما و الأوسط كأنه أظهر.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی جَعَلْتُ الدُّنْیَا بَیْنَ عِبَادِی قَرْضاً فَمَنْ

ص: 78


1- 1. الكافی ج 2 ص 92.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.

أَقْرَضَنِی مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَیْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْراً إِلَی سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَ مَا شِئْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَنْ لَمْ یُقْرِضْنِی مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً أَعْطَیْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَیْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِی لَرَضُوا بِهَا مِنِّی قَالَ ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ وَ رَحْمَةٌ اثْنَتَانِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (1) ثَلَاثٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا لِمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً(2).

بیان: بین عبادی قرضا القرض القطع و ما سلفت من إساءة أو إحسان و ما تعطیه لتقضاه و المعنی أعطیتهم مقسوما بینهم لیقرضونی فأعوضهم أضعافها لا لیمسكوا علیها و قیل أی جعلتها قطعة قطعة و أعطیت كلا منهم نصیبا فمن أقرضنی منها قرضا أی نوعا من القرض كصلة الإمام و الصدقة و الهدیة إلی الإخوان و نحوها و ما شئت من ذلك أی من عدد العطیة و الزیادة زائدا علی السبعمائة كما قال تعالی وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(3) و قیل إشارة إلی كیفیة الثواب المذكور و التفاوت باعتبار تفاوت مراتب الإخلاص و طیب المال و استحقاق الأخذ و صلاحه و قرابته و أشباه ذلك و القسر القهر لرضوا بها منی أی رضا كاملا الَّذِینَ صدر الآیة وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قال الطبرسی قدس اللّٰه روحه أی نالتهم نكبة فی النفس و المال فوطنوا أنفسهم علی ذلك احتسابا للأجر و المصیبة المشقة الداخلة علی النفس لما یلحقها من المضرة و هو من الإصابة كأنها یصیبها بالنكبة قالُوا إِنَّا لِلَّهِ إقرارا بالعبودیة أی نحن عبید اللّٰه و ملكه وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هذا إقرار بالبعث و النشور أی نحن إلی حكمه نصیر وَ لِهَذَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ قَوْلَنَا إِنَّا لِلَّهِ إِقْرَارٌ عَلَی أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ

ص: 79


1- 1. البقرة: 156.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.
3- 3. البقرة: 261.

وَ قَوْلَنَا وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ إِقْرَارٌ عَلَی أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ.

و إنما كانت هذه اللفظة تعزیة عن المصیبة لما فیها من الدلالة علی أن اللّٰه تعالی یجبرها إن كانت عدلا و ینصف من فاعلها إن كانت ظلما و تقدیره إِنَّا لِلَّهِ تسلیما لأمره و رضا بتدبیره وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ثقة بأنا نصیر إلی عدله و انفراده بالحكم فی أموره صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثناء جمیل من ربهم و تزكیة و هو بمعنی الدعاء لأن الثناء یستحق دائما ففیه معنی اللزوم كما أن الدعاء یدعی به مرة بعد مرة ففیه معنی اللزوم و قیل بركات من ربهم عن ابن عباس و قیل مغفرة من ربهم وَ رَحْمَةٌ أی نعمة أی عاجلا و آجلا فالرحمة النعمة علی المحتاج و كل أحد یحتاج إلی نعمة اللّٰه فی دنیاه و عقباه وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ أی المصیبون طریق الحق فی الاسترجاع و قیل إلی الجنة و الثواب (1)

انتهی قوله هذا لمن أخذ اللّٰه منه شیئا قسرا أی فكیف من أنفق بطیب نفسه

«16»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ صَارَ شِیعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ قَالَ لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلَی مَا نَعْلَمُ وَ شِیعَتَنَا یَصْبِرُونَ عَلَی مَا لَا یَعْلَمُونَ (2).

تبیین: الصبر بضم الصاد و تشدید الباء المفتوحة جمع الصابر أصبر منا أی الصبر علیهم أشق و أشد لأنا نصبر علی ما نعلم أقول یحتمل وجوها.

الأول و هو الأظهر أن المعنی أنا نصبر علی ما نعلم نزوله قبل وقوعه و هذا مما یهین المصیبة و یسهلها و شیعتنا تنزل علیهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها فهی علیهم أشد و یؤیده ما مر فی مجلد الإمامة أن قوله تعالی ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِی كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما

ص: 80


1- 1. مجمع البیان ج 1 ص 238.
2- 2. الكافی ج 2 ص 93.

آتاكُمْ (1) نزل فیهم علیهم السلام فتدبر.

الثانی أن المعنی أنا نصبر علی ما نعلم كنه ثوابه و الحكمة فی وقوعه و رفعة الدرجات بسببه و شیعتنا لیس علمهم بجمیع ذلك كعلمنا و هذه كلها مما یسكن النفس عند المصیبة و یعزیها.

الثالث أنا نصبر علی ما نعلم عواقبه و كیفیة زواله و تبدل الأحوال بعده كعلم یوسف علیه السلام فی الجب بعاقبة أمره و احتیاج الإخوة إلیه و كذا علم الأئمة علیهم السلام برجوع الدولة إلیهم و الانتقام من أعدائهم و ابتلاء أعدائهم بأنواع العقوبات فی الدنیا و الآخرة و هذا قریب من الوجه الثانی.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِیمَانُ (2).

كا، [الكافی] عن علی عن أبیه عن حماد عن ربعی عن الفضیل عنه علیه السلام: مثله (3)

كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجِ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ (4).

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً(5).

ص: 81


1- 1. الحدید: 22- 23.
2- 2. الكافی ج 2 ص 87.
3- 3. الكافی ج 2 ص 89.
4- 4. الكافی ج 2 ص 89.
5- 5. الكافی ج 2 ص 92.

بیان: الوبال الشدة و الثقل و العذاب أی صارت النعمة مع عدم الشكر نكالا و عذابا علیهم فی الدنیا و الآخرة و صار البلاء علی الصابر نعمة فی الدنیا و الآخرة.

«19»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی مُسَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا(1) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ. وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ (2).

«20»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: لَوْ لَا أَنَّ الصَّبْرَ خُلِقَ قَبْلَ الْبَلَاءِ لَتَفَطَّرَ الْمُؤْمِنُ كَمَا تَتَفَطَّرُ الْبَیْضَةُ عَلَی الصَّفَا(3).

بیان: التفطر التشقق من الفطر و هو الشق و الصفا جمع الصفاة و هی الحجر الصلد الضخم لا تنبت و فیه إیماء إلی أن الصبر من لوازم الإیمان و من لم یصبر عند البلاء لا یستحق اسمه كما مر أنه من الإیمان بمنزلة الرأس من الجسد و یشعر بكثرة ورود البلایا علی المؤمن.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ الْقَاسَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ آدَمَ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مُرُوَّةُ الصَّبْرِ فِی حَالِ الْحَاجَةِ وَ الْفَاقَةِ وَ التَّعَفُّفِ وَ الْغَنَاءِ أَكْثَرُ مِنْ مُرُوَّةِ الْإِعْطَاءِ(4).

بیان: المروة هی الصفات التی بها تكمل إنسانیة الإنسان و الفاقة الفقر و الحاجة و التعفف ترك السؤال عن الناس و هو عطف علی الصبر و الغنی بالغین المعجمة أیضا الاستغناء عن الناس و إظهار الغنی لهم و فی بعض النسخ بالمهملة بمعنی التعب فعطفه علی الحاجة حینئذ أنسب و تخلل العطف فی البین مما یبعده فالأظهر

ص: 82


1- 1. آل عمران: 200.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.
3- 3. الكافی ج 2 ص 92.
4- 4. الكافی ج 2 ص 93.

علی تقدیره عطفه علی الصبر أیضا.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَرْحَمُكَ اللَّهُ مَا الصَّبْرُ الْجَمِیلُ قَالَ ذَلِكَ صَبْرٌ لَیْسَ فِیهِ شَكْوَی إِلَی النَّاسِ (1).

بیان: إلی الناس ظاهره عموم الناس و ربما یخص بغیر المؤمن. لِقَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَی مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّمَا شَكَاهَا إِلَی اللَّهِ وَ مَنْ شَكَاهَا إِلَی كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللَّهَ.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَا یُعِدُّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ یَعْجِزُ(2).

بیان: من لا یعد أی لم یجعل الصبر ملكة راسخة فی نفسه یدفع صولة نزول النوائب و المصائب به یعجز طبعه و نفسه عن مقاومتها و تحملها فیهلك بالهلاك الصوری و المعنوی أیضا بالجزع و تفویت الأجر و ربما انتهی به إلی الفسق بل الكفر.

أقول: قد مضی الأخبار فی باب جوامع المكارم و باب صفات خیار العباد و فی باب الشكر و سیأتی فی أبواب المواعظ.

«24»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَعْرِفِ الْبَلَاءَ یَصْبِرْ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَا یَعْرِفْهُ یُنْكِرْهُ (3).

«25»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصَّابِرُونَ فَیَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ یُنَادِی أَیْنَ الْمُتَصَبِّرُونَ فَیَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الصَّابِرُونَ وَ مَا الْمُتَصَبِّرُونَ قَالَ الصَّابِرُونَ عَلَی أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ الْمُتَصَبِّرُونَ

ص: 83


1- 1. الكافی ج 2 ص 93.
2- 2. الكافی ج 2 ص 93.
3- 3. أمالی الصدوق ص 292.

عَلَی اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ (1).

«26»- فس، [تفسیر القمی]: جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ(2) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ شِیعَتِهِمُ الَّذِینَ صَبَرُوا.

وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا لِأَنَّا صَبَرْنَا بِعِلْمٍ وَ صَبَرُوا بِمَا لَا یَعْلَمُونَ (3).

«27»- فس، [تفسیر القمی]: أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(4) قَالَ الْأَئِمَّةُ ع.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: نَحْنُ صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا وَ ذَلِكَ أَنَّا صَبَرْنَا عَلَی مَا نَعْلَمُ وَ صَبَرُوا هُمْ عَلَی مَا لَا یَعْلَمُونَ (5).

«28»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْأَمْرَ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ كَقَطْرِ الْمَطَرِ إِلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِیبَةٌ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ أَوْ رَأَی عِنْدَ آخَرَ غَفِیرَةً فَلَا تَكُونُ لَهُ فِتْنَةً فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ تَخَشُّعاً لَهَا إِذْ ذُكِرَتْ وَ یُغْرَی بِهَا لِئَامُ النَّاسِ كَانَ كَالْیَاسِرِ الْفَالِجِ الَّذِی یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ وَ تَدْفَعُ عَنْهُ الْمَغْرَمَ فَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ الْكَذِبِ یَنْتَظِرُ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ إِمَّا دَاعِیَ اللَّهِ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ وَ إِمَّا رِزْقَ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِینُهُ وَ حَسَبُهُ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْیَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ

ص: 84


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 118 فی آیة آل عمران 200.
2- 2. الرعد: 24.
3- 3. تفسیر القمّیّ ص 341.
4- 4. القصص: 54.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 489.

عَزَّ وَ جَلَّ لِأَقْوَامٍ (1).

«29»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ علیهم السلام قَالَ: لَا یَذُوقُ الْمَرْءُ مِنْ حَقِیقَةِ الْإِیمَانِ حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الْفِقْهُ فِی الدِّینِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْمَصَائِبِ وَ حُسْنُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعَاشِ.

أقول: قد مضی بسند آخر فی باب صفات المؤمن.

«30»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةِ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(2).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن بن حماد: مثله (3).

«31»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی بَحْرٍ عَنْ شُرَیْحٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ بِهِنَّ یَكْمُلُ الْمُسْلِمُ التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ وَ التَّقْدِیرُ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی النَّوَائِبِ (4).

«32»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنِّی أَعْطَیْتُ الدُّنْیَا بَیْنَ عِبَادِی فَیْضاً فَمَنْ أَقْرَضَنِی مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَیْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْراً إِلَی سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَ مَا شِئْتُ وَ مَنْ لَمْ یُقْرِضْنِی مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَسْراً أَعْطَیْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَیْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِی لَرَضُوا مِنِّی الصَّلَاةَ وَ الْهِدَایَةَ وَ الرَّحْمَةَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ:

ص: 85


1- 1. قرب الإسناد ص 27 و صححناه علی نسخة النهج الرقم 23 من الخطب.
2- 2. الخصال ج 1 ص 43.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 61.

الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَ رَحْمَةٌ اثْنَتَیْنِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ثَلَاثَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا لِمَنْ أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً(1).

«33»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ إِیَّاكَ وَ الْعُجْبَ وَ سُوءَ الْخُلُقِ وَ قِلَّةَ الصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَا یَسْتَقِیمُ لَكَ عَلَی هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثَةِ صَاحِبٌ وَ لَا یَزَالُ لَكَ عَلَیْهَا مِنَ النَّاسِ مُجَانِبٌ الْخَبَرَ(2).

«34»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَخَذُوا النَّاسُ ثَلَاثَةً مِنْ ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصَّبْرَ عَنْ أَیُّوبَ علیه السلام وَ الشُّكْرَ عَنْ نُوحٍ علیه السلام وَ الْحَسَدَ عَنْ بَنِی یَعْقُوبَ علیه السلام (3).

«35»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلَامَةُ الصَّابِرِ فِی ثَلَاثٍ أَوَّلُهَا أَنْ لَا یَكْسَلَ وَ الثَّانِیَةُ أَنْ لَا یَضْجَرَ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ لَا یَشْكُوَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُ إِذَا كَسِلَ فَقَدْ ضَیَّعَ الْحَقَّ وَ إِذَا ضَجِرَ لَمْ یُؤَدِّ الشُّكْرَ وَ إِذَا شَكَا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ عَصَاهُ (4).

«36»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ

ص: 86


1- 1. الخصال ج 1 ص 64.
2- 2. الخصال ج 1 ص 72.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 45.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 184.

یَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ قَالَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ صَبْرُكُمْ هَذَا الَّذِی صَبَرْتُمْ فَیَقُولُونَ صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ صَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِیَتِهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ الْخَبَرَ(1).

«37»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَوْلِ یَعْقُوبَ فَصَبْرٌ جَمِیلٌ (2) قَالَ بِلَا شَكْوَی (3).

«38»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَبْرَئِیلَ علیه السلام مَا تَفْسِیرُ الصَّبْرِ قَالَ تَصْبِرُ فِی الضَّرَّاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی السَّرَّاءِ وَ فِی الْفَاقَةِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْغِنَی وَ فِی الْبَلَاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْعَافِیَةِ فَلَا یَشْكُو حَالَهُ (4)

عِنْدَ الْمَخْلُوقِ بِمَا یُصِیبُهُ مِنَ الْبَلَاءِ(5).

«39»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حَفْصُ إِنَّ مَنْ صَبَرَ صَبَرَ قَلِیلًا وَ إِنَّ مَنْ جَزِعَ جَزِعَ قَلِیلًا ثُمَّ قَالَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَ الرِّفْقِ فَقَالَ وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا(6) وَ قَالَ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ (7) فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّی قَابَلُوهُ بِالْعِظَامِ وَ رَمَوْهُ بِهَا فَضَاقَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ (8) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَ رَمَوْهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ

ص: 87


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 100.
2- 2. یوسف: 18.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 300.
4- 4. معانی الأخبار ص 261.
5- 5. خالقه خ ل.
6- 6. المزّمّل: 10.
7- 7. فصّلت: 34.
8- 8. الحجر: 97.

نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا(1) فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الصَّبْرَ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَعَدَّوْا وَ ذَكَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ صَبَرْتُ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ عِرْضِی وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی ذِكْرِهِمْ إِلَهِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (2) فَصَبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ.

ثُمَّ بُشِّرَ فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام مِنْ عِتْرَتِهِ وَ وُصِفُوا بِالصَّبْرِ فَقَالَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (3) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْبَدَنِ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ (4) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله آیَةُ بُشْرَی وَ انْتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللَّهُ قَتْلَ الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُمْ عَلَی یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحِبَّائِهِ وَ عَجَّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ(5).

«40»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْحُومٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَنْ یَمِینِهِ وَ الزَّكَاةُ عَنْ یَسَارِهِ وَ الْبِرُّ مُطِلٌّ عَلَیْهِ وَ یَتَنَحَّی الصَّبْرُ نَاحِیَةً قَالَ فَإِذَا دَخَلَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ یَلِیَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْبِرِّ:

ص: 88


1- 1. الأنعام: 33- 34.
2- 2. ق: 38.
3- 3. فصّلت: 24.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 184 و قد مر مثله ص 60 من الكافی مشروحا.

دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ (1).

«41»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْكَلَامِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْأَذَی (2).

«42»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ خَلَادَةَ بِنْتَ أَوْسٍ بَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ وَ أَعْلِمْهَا أَنَّهَا قَرِینَتُكَ فِی الْجَنَّةِ فَانْطَلَقَ إِلَیْهَا فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَیْهَا فَخَرَجَتْ وَ قَالَتْ هَلْ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ مَا هُوَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَیَّ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّكِ قَرِینِی فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْ أُبَشِّرَكِ بِالْجَنَّةِ قَالَتْ أَ وَ یَكُونُ اسْمٌ وَافَقَ اسْمِی قَالَ إِنَّكِ لَأَنْتِ هِیَ قَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا أُكَذِّبُكَ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِی مَا وَصَفْتَنِی بِهِ قَالَ دَاوُدُ علیه السلام أَخْبِرِینِی عَنْ ضَمِیرِكِ وَ سَرِیرَتِكِ مَا هُوَ قَالَتْ أَمَّا هَذَا فَسَأُخْبِرُكَ بِهِ أُخْبِرُكَ أَنَّهُ لَمْ یُصِبْنِی وَجَعٌ قَطُّ نَزَلَ بِی كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ ضُرٌّ بِی وَ حَاجَةٌ وَ جُوعٌ كَائِناً مَا كَانَ إِلَّا صَبَرْتُ عَلَیْهِ وَ لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ كَشْفَهُ عَنِّی حَتَّی یُحَوِّلَهُ اللَّهُ عَنِّی إِلَی الْعَافِیَةِ وَ السَّعَةِ وَ لَمْ أَطْلُبْ بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا وَ حَمِدْتُهُ فَقَالَ دَاوُدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَبِهَذَا بَلَغْتِ مَا بَلَغْتِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هَذَا دِینُ اللَّهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِلصَّالِحِینَ (3).

«43»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی: أَنَّ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَنِ الْمَحَارِمِ.

ص: 89


1- 1. ثواب الأعمال ص 155.
2- 2. المحاسن: 6.
3- 3. أخرجه المؤلّف العلامة هكذا فی باب ما أوحی الی داود( ع) ج 14 ص 39( من هذه الطبعة الحدیثة) و لكن وجدناه فی مشكاة الأنوار ص 23 باختلاف فی اللفظ و فیه بدل قوله« و لا نزل ضربی و حاجة و جوع« و لا نزل بی مرض و جوع» الخ.

وَ رُوِیَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصَّابِرُونَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَیُقَالُ لَهُمُ اذْهَبُوا إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ لَهُمْ أَیَّ شَیْ ءٍ كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَصْبِرُ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ فَیَقُولُونَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ.

وَ نَرْوِی أَنَّ فِی وَصَایَا الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ: اصْبِرُوا عَلَی الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً.

وَ أَرْوِی: أَنَّ الْیَقِینَ فَوْقَ الْإِیمَانِ بِدَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ وَ الصَّبْرَ فَوْقَ الْیَقِینِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّهُ مَنْ صَبَرَ لِلْحَقِّ عَوَّضَهُ اللَّهُ خَیْراً مِمَّا صَبَرَ عَلَیْهِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی آخُذُكَ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا آخُذُكَ بِالْفَرَائِضِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ الْكِتْمَانَ وَ عَنْ نَبِیِّهِ علیه السلام مُدَارَاةَ النَّاسِ وَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام الصَّبْرَ فِی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ.

وَ رُوِیَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ امْتِحَانِهِ وَ صابِرُوا قَالَ الْزَمُوا طَاعَةَ الرَّسُولِ وَ مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ وَ رابِطُوا قَالَ لَا تُفَارِقُوا ذَلِكَ یَعْنِی الْأَمْرَیْنِ وَ لَعَلَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ مُوجِبَةٌ وَ مَعْنَاهَا أَنَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: الصَّبْرُ عَلَی الْعَافِیَةِ أَعْظَمُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَی الْبَلَاءِ یُرِیدُ بِذَلِكَ أَنْ یَصْبِرَ عَلَی مَحَارِمِ اللَّهِ مَعَ بَسْطِ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الرِّزْقِ وَ تَحْوِیلِهِ النِّعَمَ وَ أَنْ یَعْمَلَ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ فِیهَا.

وَ نَرْوِی: لَا یَصْلُحُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ الْفِقْهِ فِی الدِّینِ وَ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرِ عَلَی النَّائِبَةِ.

«44»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الصَّبْرُ یُظْهِرُ مَا فِی بَوَاطِنِ الْعِبَادِ مِنَ النُّورِ وَ الصَّفَاءِ وَ الْجَزَعُ یُظْهِرُ مَا فِی بَوَاطِنِهِمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ الْوَحْشَةِ وَ الصَّبْرُ یَدَّعِیهِ كُلُ

ص: 90


1- 1. آل عمران: 200.

أَحَدٍ وَ لَا یَثْبُتُ عِنْدَهُ إِلَّا الْمُخْبِتُونَ وَ الْجَزَعُ یُنْكِرُهُ كُلُّ أَحَدٍ وَ هُوَ أَبْیَنُ عَلَی الْمُنَافِقِینَ لِأَنَّ نُزُولَ الْمِحْنَةِ وَ الْمُصِیبَةِ یُخْبِرُ عَنِ الصَّادِقِ وَ الْكَاذِبِ وَ تَفْسِیرُ الصَّبْرِ مَاءٌ یُسْتَمَرُّ مَذَاقُهُ وَ مَا كَانَ عَنِ اضْطِرَابٍ لَا یُسَمَّی صَبْراً وَ تَفْسِیرُ الْجَزَعِ اضْطِرَابُ الْقَلْبِ وَ تَحَزُّنُ الشَّخْصِ وَ تَغَیُّرُ السُّكُونِ وَ تَغَیُّرُ الْحَالِ وَ كُلُّ نَازِلَةٍ خَلَتْ أَوَائِلُهَا مِنَ الْإِخْبَاتِ وَ الْإِنَابَةِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَصَاحِبُهَا جَزُوعٌ غَیْرُ صَابِرٍ وَ الصَّبْرُ مَاءٌ أَوَّلُهُ مُرٌّ وَ آخِرُهُ حُلْوُ مَنْ دَخَلَهُ مِنْ أَوَاخِرِهِ فَقَدْ دَخَلَ وَ مَنْ دَخَلَهُ مِنْ أَوَائِلِهِ فَقَدْ خَرَجَ وَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَ الصَّبْرِ لَا یَصْبِرُ عَمَّا مِنْهُ الصَّبْرُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ مُوسَی وَ خَضِرٍ وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً(1) فَمَنْ صَبَرَ كُرْهاً وَ لَمْ یَشْكُ

إِلَی الْخَلْقِ وَ لَمْ یَجْزَعْ بِهَتْكِ سِتْرِهِ فَهُوَ مِنَ الْعَامِّ وَ نَصِیبُهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (2) أَیْ بِالْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْبَلَاءَ بِالرُّحْبِ وَ صَبَرَ عَلَی سَكِینَةٍ وَ وَقَارٍ فَهُوَ مِنَ الْخَاصِّ وَ نَصِیبُهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (3).

«45»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آدَمَ بْنِ عُیَیْنَةَ بْنِ أَبِی عِمْرَانَ الْهِلَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ فَرَحاً طَوِیلًا وَ كَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِیلًا(4).

«46»- جع (5)،[جامع الأخبار] عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ:

ص: 91


1- 1. الكهف: 68.
2- 2. البقرة: 155.
3- 3. مصباح الشریعة ص 62، و الآیة الأخیرة فی الأنفال 46.
4- 4. مجالس المفید ص 33.
5- 5. سقط رمز الحدیث هذا، عن نسخة الكمبانیّ، و فی نسخة الأصل محلها بیاض و قد أومأنا الی وجه ذلك فی مقدّمة الجزء المتمم للسبعین و هو أن الكاتب كان یخلی محل الرموز و یكتبها تذكرة فی الهامش، ثمّ كان یكتبها بعد ذلك بالحمرة، فسقط عنه كتابة هذا. الرمز فانه كان فی آخر السطر. و الآن لا یوجد فی نسخة الأصل رمز الحدیث فی الهامش أیضا فانه قد ذهب عند الصحافة.

خَمْسَةٌ لَوْ رَحَلْتُمْ فِیهِنَّ لَأَصَبْتُمُوهُنَّ لَا یَخَافُ عَبْدٌ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَرْجُو إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا یَسْتَحِی الْجَاهِلُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِیَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمُصِیبَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الطَّاعَةِ كَانَ لَهُ سِتُّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِیَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ سَبْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ مُنْتَهَی الْعَرْشِ إِلَی الثَّرَی مَرَّتَیْنِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسُ عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَا دِینَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ جَرَتْ عَلَیْكَ الْمَقَادِیرُ وَ أَنْتَ مَأْجُورٌ وَ إِنَّكَ إِنْ جَزِعْتَ جَرَتْ عَلَیْكَ الْمَقَادِیرُ وَ أَنْتَ مَأْزُورٌ.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ رَأْسُ الْإِیمَانِ.

عَنْهُ قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِیمَانُ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَاكِیاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَی إِذَا وَجَّهْتُ إِلَی عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِی مُصِیبَةً فِی بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِصَبْرٍ جَمِیلٍ اسْتَحْیَیْتُ مِنْهُ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِیزَاناً أَوْ أَنْشُرَ لَهُ دِیوَاناً.

سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنِ الصَّبْرِ الْجَمِیلِ فَقَالَ شَیْ ءٌ لَا شَكْوَی فِیهِ ثُمَّ قَالَ وَ مَا فِی الشَّكْوَی مِنَ الْفَرَجِ فَإِنَّمَا هُوَ یَحْزُنُ صَدِیقَكَ وَ یُفَرِّحُ عَدُوَّكَ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ الصَّبْرَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ الْبِرَّ وَ الْحِلْمَ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِیَاءِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّهُ سَیَكُونُ زَمَانٌ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ الْجَوْرِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْغِنَی إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الصُّحْبَةُ فِی النَّاسِ إِلَّا

ص: 92

بِاتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَ الِاسْتِخْرَاجِ مِنَ الدِّینِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ وَ صَبَرَ عَلَی بِغْضَةِ النَّاسِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ ابْتُلِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِیدٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْجَزَعُ عِنْدَ الْبَلَاءِ تَمَامُ الْمِحْنَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: كُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ حَقِیرٌ وَ كُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ یَسِیرٌ(1).

«47»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ مِنْ تَفْسِیرِ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْفَضْلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا الصَّبْرُ الْجَمِیلُ قَالَ ذَاكَ صَبْرٌ لَیْسَ فِیهِ شَكْوَی إِلَی النَّاسِ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ بَعَثَ یَعْقُوبَ إِلَی رَاهِبٍ مِنَ الرُّهْبَانِ [إِلَی عَابِدٍ مِنَ الْعُبَّادِ] فِی حَاجَةٍ فَلَمَّا رَآهُ الرَّاهِبُ حَسِبَهُ إِبْرَاهِیمَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ فَاعْتَنَقَهُ وَ قَالَ مَرْحَباً بِكَ یَا خَلِیلَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ یَعْقُوبُ لَسْتُ بِإِبْرَاهِیمَ وَ لَكِنِّی یَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَی مِنَ الْكِبَرِ قَالَ الْهَمُّ وَ الْحَزَنُ وَ السُّقْمُ فَمَا جَاوَزَ صَغِیرَ الْبَابِ حَتَّی أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا یَعْقُوبُ شَكَوْتَنِی إِلَی الْعِبَادِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلَی عَتَبَةِ الْبَابِ یَقُولُ رَبِّ لَا أَعُودُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِّی قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ فَلَا تَعُودَنَّ لِمِثْلِهَا فَمَا شَكَا مِمَّا أَصَابَ مِنْ نَوَائِبِ الدُّنْیَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.

محص، [التمحیص] عن جابر: مثله.

«48»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ فَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَیَكُونُ ذَلِكَ حَاجِزاً(2).

ص: 93


1- 1. جامع الأخبار ص 135 و 136.
2- 2. الاختصاص: 218 و فیه سقط.

«49»- محص، [التمحیص] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَزْوِی عَنْهُ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعْطِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَلَیْهِ حَالُ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ فَلْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی وَ لْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ لِأَمْرِی.

«50»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الدَّرَجَةُ لَا یَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ فَیَبْتَلِیهِ اللَّهُ فِی جَسَدِهِ أَوْ یُصَابُ بِمَالِهِ أَوْ یُصَابُ فِی وُلْدِهِ فَإِنْ هُوَ صَبَرَ بَلَّغَهُ اللَّهُ إِیَّاهَا.

«51»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ هُوَ مُبْتَلًی بِبَلَاءٍ مُنْتَظِرٍ بِهِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ فَإِنْ صَبَرَ عَلَی الْبَلِیَّةِ الَّتِی هُوَ فِیهَا عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْبَلَاءِ الَّذِی یَنْتَظِرُ بِهِ وَ إِنْ لَمْ یَصْبِرْ وَ جَزِعَ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ الْمُنْتَظَرِ أَبَداً حَتَّی یَحْسُنَ صَبْرُهُ وَ عَزَاؤُهُ.

«52»- محص، [التمحیص] عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ ابْتُلِیَ مِنْ شِیعَتِنَا فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

«53»- محص، [التمحیص] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا إِسْحَاقُ لَا تَعُدَّنَّ مُصِیبَةً أُعْطِیتَ عَلَیْهَا الصَّبْرَ وَ اسْتَوْجَبْتَ عَلَیْهَا مِنَ اللَّهِ ثَوَاباً بِمُصِیبَةٍ إِنَّمَا الْمُصِیبَةُ الَّتِی یُحْرَمُ صَاحِبُهَا أَجْرَهَا وَ ثَوَابَهَا إِذَا لَمْ یَصْبِرْ عِنْدَ نُزُولِهَا.

«54»- محص، [التمحیص] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیُّ فِی كِتَابِهِ الْكَبِیرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَدْ عَجَزَ مَنْ لَمْ یُعِدَّ لِكُلِّ بَلَاءٍ صَبْراً وَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ شُكْراً وَ لِكُلِّ عُسْرٍ یُسْراً أَصْبِرْ نَفْسَكَ عِنْدَ كُلِّ بَلِیَّةٍ وَ رَزِیَّةٍ فِی وَلَدٍ أَوْ فِی مَالٍ فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا یَقْبِضُ عَارِیَّتَهُ وَ هِبَتَهُ لِیَبْلُوَ شُكْرَكَ وَ صَبْرَكَ.

«55»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمْ یُسْتَزَدْ فِی مَحْبُوبٍ بِمِثْلِ الشُّكْرِ وَ لَمْ یُسْتَنْقَصْ

ص: 94

مِنْ مَكْرُوهٍ بِمِثْلِ الصَّبْرِ.

«56»- محص، [التمحیص] عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ وَ الْبَلَاءَ یَسْتَبِقَانِ إِلَی الْمُؤْمِنِ فَیَأْتِیهِ الْبَلَاءُ وَ هُوَ صَبُورٌ وَ إِنَّ الْجَزَعَ وَ الْبَلَاءَ یَسْتَبِقَانِ إِلَی الْكَافِرِ فَیَأْتِیهِ الْبَلَاءُ وَ هُوَ جَزُوعٌ.

«57»- محص، [التمحیص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ لِلنَّكَبَاتِ غَایَاتٍ لَا بُدَّ أَنْ یَنْتَهِیَ إِلَیْهَا فَإِذَا حُكِمَ عَلَی أَحَدِكُمْ بِهَا فَلْیَتَطَأْطَأْ لَهَا وَ یَصْبِرْ حَتَّی یَجُوزَ فَإِنَّ إِعْمَالَ الْحِیلَةِ فِیهَا عِنْدَ إِقْبَالِهَا زَائِدٌ فِی مَكْرُوهِهَا.

وَ كَانَ یَقُولُ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ لَا إِیمَانَ لَهُ.

وَ كَانَ یَقُولُ: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ الصَّبْرُ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الطَّاعَةِ وَ الصَّبْرُ عَنِ الْمَعْصِیَةِ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ الصَّبْرُ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَلَی الْمَحَارِمِ.

«58»- محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یَصْبِرْ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ وَ إِنَّمَا هَلَاكُهُ فِی الْجَزَعِ أَنَّهُ إِذَا جَزِعَ لَمْ یُؤْجَرْ.

«59»- محص، [التمحیص] جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ الْبِرُّ وَ إِخْفَاءُ الْعَمَلِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الرَّزَایَا وَ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.

«60»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صَبْرُكَ عَلَی مَحَارِمِ اللَّهِ أَیْسَرُ مِنْ صَبْرِكَ عَلَی عَذَابِ الْقَبْرِ مَنْ صَبَرَ عَلَی اللَّهِ وَصَلَ إِلَیْهِ.

نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَی مَا تَكْرَهُ وَ صَبْرٌ مِمَّا تُحِبُ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَ إِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ (2).

ص: 95


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 156.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 183.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: عِنْدَ تَنَاهِی الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفُرْجَةُ وَ عِنْدَ تَضَایُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ یَكُونُ الرَّخَاءُ(2).

«61»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بِالصَّبْرِ یُتَوَقَّعُ الْفَرَجُ وَ مَنْ یُدْمِنْ قَرْعَ الْبَابِ یَلِجْ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الصَّبْرُ مَطِیَّةٌ لَا تَكْبُو وَ الْقَنَاعَةُ سَیْفٌ لَا یَنْبُو.

وَ قَالَ علیه السلام: أَفْضَلُ الْعِبَادِةِ الصَّبْرُ وَ الصَّمْتُ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ الصَّبْرِ اهْتَدَی إِلَی مَیْدَانِ النَّصْرِ.

«62»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلَی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِنْ تَدَاكَّتْ عَلَیْهِ الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ وَ إِنْ أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْعُسْرِ یُسْراً كَمَا كَانَ یُوسُفُ الصِّدِّیقُ الْأَمِینُ علیه السلام لَمْ یَضُرَّهُ حُزْنُهُ أَنِ اسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَمْ تَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ الْجُبِّ وَ وَحْشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ فَجَعَلَ الْجَبَّارَ الْعَاتِیَ لَهُ عَبْداً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَالِكاً لَهُ فَأَرْسَلَهُ فَرَحِمَ بِهِ أُمَّةً وَ كَذَلِكَ الصَّبْرُ یُعْقِبُ خَیْراً فَاصْبِرُوا تَظْفَرُوا وَ وَاظِبُوا عَلَی الصَّبْرِ تُؤْجَرُوا(3).

أقول: و رواه الكلینی فی الكافی أیضا بأدنی تغییر(4).

«63»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَبَرَ وَ اسْتَرْجَعَ وَ حَمِدَ اللَّهَ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ فَقَدْ رَضِیَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ وَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ جَرَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ هُوَ ذَمِیمٌ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ (5).

ص: 96


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 187.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
3- 3. مشكاة الأنوار 21 و 22.
4- 4. راجع الكافی ج 2 ص 89.
5- 5. مشكاة الأنوار ص 22 و 23.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ یُطْبَعُ عَلَی الصَّبْرِ عَلَی النَّوَائِبِ (1).

«64»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنَّ قَرِینَكَ فِی الْجَنَّةِ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ فَأْتِهَا وَ أَخْبِرْهَا وَ بَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ وَ أَعْلِمْهَا أَنَّهَا قَرِینُكَ فِی الْآخِرَةِ.

فَانْطَلَقَ دَاوُدُ علیه السلام إِلَیْهَا فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَیْهَا فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ فَقَالَ أَنْتَ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ قَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَسْتُ بِصَاحِبَتِكَ الَّتِی تَطْلُبُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ أَ لَسْتِ خَلَادَةَ بِنْتَ أَوْسٍ مِنْ سِبْطِ كَذَا وَ كَذَا قَالَتْ بَلَی قَالَ فَأَنْتِ هِیَ إِذاً فَقَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَعَلَّ اسْماً وَافَقَ اسْماً فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ مَا كُذِبْتُ وَ لَا كَذَبْتُ وَ إِنَّكِ لَأَنْتِ هِیَ فَقَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا أُكَذِّبُكَ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِی مَا وَصَفْتَنِی بِهِ قَالَ لَهَا دَاوُدُ خَبِّرِینِی عَنْ سَرِیرَتِكِ مَا هِیَ قَالَتْ أَمَّا هَذَا فَسَأُخْبِرُكَ بِهِ إِنَّهُ لَمْ یُصِبْنِی وَجَعٌ قَطُّ نَزَلَ بِی مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ بِی مَرَضٌ أَوْ جُوعٌ إِلَّا صَبَرْتُ عَلَیْهِ وَ لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ كَشْفَهُ حَتَّی هُوَ یَكُونُ الَّذِی یُحَوِّلُهُ عَنِّی إِلَی الْعَافِیَةِ وَ السَّعَةِ لَمْ أَطْلُبْ بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا وَ حَمِدْتُهُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ علیه السلام فَبِهَذَا النَّعْتِ بَلَغْتِ مَا بَلَغْتِ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا وَ اللَّهِ دِینُ اللَّهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِلصَّالِحِینَ (2).

«65»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَكْرُوهٍ وَ صَبَرَ إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ یُبْلِیهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَلِیَّةٍ فَصَبَرَ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

ص: 97


1- 1. مشكاة الأنوار ص 23.
2- 2. مشكاة الأنوار 23 و 24.

باب 63 التوكل و التفویض و الرضا و التسلیم و ذم الاعتماد علی غیره تعالی و لزوم الاستثناء بمشیة اللّٰه فی كل أمر

الآیات:

البقرة: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)

آل عمران: وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)

و قال سبحانه: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (3)

و قال تعالی: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ یَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (4)

و قال: الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ (5)

النساء: وَ كَفی بِاللَّهِ وَلِیًّا وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً(6)

و قال: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(7)

ص: 98


1- 1. البقرة: 216.
2- 2. آل عمران: 101.
3- 3. آل عمران: 122.
4- 4. آل عمران: 159- 160.
5- 5. آل عمران: 172- 173.
6- 6. النساء: 45.
7- 7. النساء: 81.

المائدة: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (1)

و قال: وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (2)

و قال: رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (3)

الأنعام: قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ إلی قوله تعالی وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(4)

و قال تعالی حاكیا عن إبراهیم علیه السلام: وَ لا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ یَشاءَ رَبِّی شَیْئاً(5)

الأعراف قال تعالی حاكیا عن شعیب علیه السلام: عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا(6)

و قال سبحانه: إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ وَ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَكُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ یَنْصُرُونَ (7)

الأنفال: وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (8)

و قال: وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (9)

و قال: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (10)

و قال: وَ إِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ

ص: 99


1- 1. المائدة: 11.
2- 2. المائدة: 23.
3- 3. المائدة: 119.
4- 4. الأنعام: 17.
5- 5. الأنعام: 80.
6- 6. الأعراف: 89.
7- 7. الأعراف: 196.
8- 8. الأنفال: 2.
9- 9. الأنفال: 49.
10- 10. الأنفال: 61.

الْمُؤْمِنِینَ (1)

التوبة: قُلْ لَنْ یُصِیبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (2)

و قال تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ یَسْخَطُونَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ (3)

و قال تعالی: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (4)

یونس حاكیا عن نوح علیه السلام: یا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَیْكُمْ مَقامِی وَ تَذْكِیرِی بِآیاتِ اللَّهِ فَعَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا یَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَیْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَ لا تُنْظِرُونِ (5)

و قال تعالی: وَ قالَ مُوسی یا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَیْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِینَ فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (6)

و قال تعالی: وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَنْفَعُكَ وَ لا یَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِینَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یُرِدْكَ بِخَیْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (7)

هود: وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (8)

و قال تعالی حاكیا عن هود علیه السلام: قالَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّی بَرِی ءٌ مِمَّا

ص: 100


1- 1. الأنفال: 62- 64.
2- 2. براءة: 52.
3- 3. براءة: 58- 59.
4- 4. براءة: 129.
5- 5. یونس: 71.
6- 6. یونس: 84 و 85.
7- 7. یونس: 106- 107.
8- 8. هود: 12.

تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1)

و قال تعالی حاكیا عن شعیب علیه السلام: وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ (2)

و قال تعالی: وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَیْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (3)

یوسف: وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ (4)

و قال تعالی: وَ قالَ لِلَّذِی ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ (5)

و قال تعالی: فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (6)

و قال تعالی: وَ قالَ یا بَنِیَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَ ما أُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ لَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ما كانَ یُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا حاجَةً فِی نَفْسِ یَعْقُوبَ قَضاها وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (7)

و قال: عَسَی اللَّهُ أَنْ یَأْتِیَنِی بِهِمْ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ (8)

و قال تعالی: قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (9)

الرعد: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا

ص: 101


1- 1. هود: 54- 56.
2- 2. هود: 88.
3- 3. هود: 123.
4- 4. یوسف: 33.
5- 5. یوسف: 42.
6- 6. یوسف: 64.
7- 7. یوسف: 67- 68.
8- 8. یوسف: 83.
9- 9. یوسف: 86.

كَباسِطِ كَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ إلی قوله تعالی قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ لا یَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا(1)

و قال تعالی: قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ (2)

إبراهیم: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (3)

النحل: الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (4)

و قال تعالی: وَ یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ شَیْئاً وَ لا یَسْتَطِیعُونَ (5)

الإسراء: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَكِیلًا(6)

و قال تعالی: قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِیلًا(7)

و قال سبحانه: وَ كَفی بِرَبِّكَ وَكِیلًا(8)

و قال: ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَیْنا وَكِیلًا(9)

و قال تعالی: قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِیراً بَصِیراً(10)

الكهف: ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أَحَداً(11)

مریم: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِیَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَیَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا(12)

ص: 102


1- 1. الرعد: 14- 16.
2- 2. الرعد: 30.
3- 3. إبراهیم: 11- 12.
4- 4. النحل: 42.
5- 5. النحل: 73.
6- 6. أسری: 2.
7- 7. أسری: 56.
8- 8. أسری: 65.
9- 9. أسری: 86.
10- 10. أسری: 96.
11- 11. الكهف: 26.
12- 12. مریم: 81 و 82.

طه: فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً مُوسی قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی (1)

الحج: یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَضُرُّهُ وَ ما لا یَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ یَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ إلی قوله مَنْ كانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ هَلْ یُذْهِبَنَّ كَیْدُهُ ما یَغِیظُ(2)

و قال تعالی: وَ مَنْ یُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ(3)

و قال تعالی: إِنَّ اللَّهَ یُدافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا(4)

و قال تعالی: وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ(5)

المؤمنون: قُلْ مَنْ بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَیَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّی تُسْحَرُونَ (6)

النور: وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكی مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لكِنَّ اللَّهَ یُزَكِّی مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (7)

و قال تعالی: وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ(8)

الفرقان: وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ (9)

الشعراء: وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآیاتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (10)

و قال تعالی: قالَ أَصْحابُ مُوسی إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِی رَبِّی سَیَهْدِینِ (11)

ص: 103


1- 1. طه: 67 و 68.
2- 2. الحجّ: 12- 15.
3- 3. الحجّ: 18.
4- 4. الحجّ: 38.
5- 5. الحجّ: 87.
6- 6. المؤمنون: 88- 89.
7- 7. النور: 21.
8- 8. النور: 40.
9- 9. الفرقان: 58.
10- 10. الشعراء: 14 و 15.
11- 11. الشعراء: 61 و 62.

و قال تعالی: وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1)

النمل: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (2)

و قال تعالی: فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّكَ عَلَی الْحَقِّ الْمُبِینِ (3)

القصص: قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ (4)

العنكبوت: نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (5)

الروم: فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (6)

لقمان: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ(7)

التنزیل: ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا شَفِیعٍ أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ (8)

الأحزاب: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(9)

و قال تعالی: وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(10)

و قال تعالی: قُلْ مَنْ ذَا الَّذِی یَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا یَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً(11)

و قال تعالی: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(12)

فاطر: ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ

ص: 104


1- 1. الشعراء: 217- 220.
2- 2. النمل: 62.
3- 3. النمل: 79.
4- 4. القصص: 22.
5- 5. العنكبوت: 58- 59.
6- 6. الروم: 47.
7- 7. لقمان: 30.
8- 8. التنزیل ص 40.
9- 9. الأحزاب: 3.
10- 10. الأحزاب: 10.
11- 11. الأحزاب: 17.
12- 12. الأحزاب: 48.

مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (1)

و قال تعالی: مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً(2)

الزمر: أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ یُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِینَ مِنْ دُونِهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَ لَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ ذِی انْتِقامٍ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِیَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِی بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ عَلَیْهِ یَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (3)

و قال سبحانه: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (4)

المؤمن: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(5)

حمعسق: وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِوَكِیلٍ إلی قوله تعالی أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُّ وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتی وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إلی قوله ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّی عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ (6)

و قال تعالی: وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (7)

و قال تعالی: أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ(8)

الزخرف: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (9)

ص: 105


1- 1. فاطر: 2.
2- 2. فاطر: 10.
3- 3. الزمر: 37- 38.
4- 4. الزمر: 62- 63.
5- 5. المؤمن: 44 و 45.
6- 6. الشوری: 6- 10.
7- 7. الشوری: 36.
8- 8. الشوری: 53.
9- 9. الزخرف: 79.

الفتح: قُلْ فَمَنْ یَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً(1)

الحدید: لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (2)

الممتحنة: رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ(3)

التغابن: ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ إلی قوله تعالی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (4)

الطلاق: وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً(5)

الملك: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنا(6)

الجن: قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً(7)

المزمل: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا(8)

الدهر: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیماً حَكِیماً(9)

تفسیر:

وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ (10) أی شاق علیكم مكروه طبعا أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً أی فی الحال وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ فی العاقبة و هكذا أكثر ما كلفوا به فإن الطبع یكرهه و هو مناط صلاحهم و سبب فلاحهم وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً فی الحال وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ فی العاقبة و هكذا أكثر ما نهوا عنه فإن النفس تحبه و تهواه و هو یفضی بها إلی الردی و إنما ذكر عسی لأن النفس إذا ارتاضت ینعكس الأمر علیها وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما هو خیر لكم وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ذلك فظهر

ص: 106


1- 1. الفتح: 11.
2- 2. الحدید: 23.
3- 3. الممتحنة: 4.
4- 4. التغابن: 11- 13.
5- 5. الطلاق: 3.
6- 6. الملك: 29.
7- 7. الجن: 22.
8- 8. المزّمّل: 8 و 9.
9- 9. الدهر: 30.
10- 10. البقرة: 216.

أنه لا بد من تسلیم الأمر إلی اللّٰه و اتباع أوامره و ترك اتباع الأهواء المخالفة لما یحبه اللّٰه و یرضاه.

وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ (1) قیل أی و من یستمسك بدینه أو یلتجئ إلیه فی مجامع أموره فقد اهتدی لا محالة.

وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (2) أی فلیعتمدوا علیه فی الكفایة.

فَإِذا عَزَمْتَ (3) أی وطنت نفسك علی شی ء بعد الشوری فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فی إمضاء أمرك علی ما هو أصلح لك فإنه لا یعلمه سواه و روت العامة عن الصادق علیه السلام فإذا عزمت بضم التاء أی فإذا عزمت لك و وفقتك و أرشدتك إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ فینصرهم و یهدیهم إلی الصلاح إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ كما نصركم یوم بدر فَلا غالِبَ لَكُمْ أی فلا أحد یغلبكم وَ إِنْ یَخْذُلْكُمْ كما خذلكم یوم أحد فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ أی لا ناصر لكم من بعد اللّٰه إذا جاوزتموه أو من بعد خذلانه وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أی فلیخصوه بالتوكل لما آمنوا به و علموا أن لا ناصر سواه.

الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ (4) عن الباقر علیه السلام أنها نزلت فی غزوة بدر الصغری حین بعث أبو سفیان نعیم بن مسعود لیخوف المؤمنین و یثبطهم و قد مرت تلك القضیة فی المجلد السادس فقال المؤمنون سیما أمیرهم علیهم السلام حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ أی هو محسبنا و كافینا من أحسبه إذا كفاه و نعم الموكول إلیه فَانْقَلَبُوا أی فرجعوا من بدر بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ أی عافیة و ثبات علی الإیمان و زیادة فیه وَ فَضْلٍ أی ربح فی التجارة لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ من جراحة و كید عدو وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ بجرأتهم و خروجهم وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ قد تفضل

ص: 107


1- 1. آل عمران: 101.
2- 2. آل عمران: 122.
3- 3. آل عمران: 159- 160.
4- 4. آل عمران: 172- 173.

علیهم بما ذكر و غیره

وَ فِی الْخِصَالِ (1): عَجِبْتُ لِمَنْ یَفْزَعُ مِنْ أَرْبَعٍ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی أَرْبَعٍ عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَإِنِّی سَمِعْتُ قَوْلَ اللَّهِ بِعَقِبِهَا فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ الْخَبَرَ.

و مثله كثیر سیأتی فی محله.

وَ كَفی بِاللَّهِ وَلِیًّا(2) یلی أمركم وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً یعینكم فثقوا به و اكتفوا به عن غیره.

وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(3) یكفیك شرهم وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا(4) أی فی نصرته علی الجبارین إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ به و مصدقین لوعده.

رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (5) فیها إشعار بمدح الرضا بقضاء اللّٰه.

أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا إنكار لاتخاذ غیر اللّٰه ولیا لا لاتخاذ الولی و لذلك قدم غیر و أولی الهمزة و قیل المراد بالولی هنا المعبود و أقول یحتمل مطلق المتولی للأمور و الأنبیاء و الأوصیاء لما كانوا منصوبین من قبل اللّٰه فاتخاذهم اتخاذ اللّٰه فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی منشئهما و مبدعهما ابتداء بقدرته و حكمته من غیر احتذاء مثال فمن كان بیده الأسباب السماویة و الأرضیة یصلح لأن یتخذ ولیا وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ أی یرزق و لا یرزق یعنی أن المنافع كلها من عنده و لا یجوز علیه الانتفاع.

بِضُرٍّ(6) أی ببلیة كمرض و فقر فَلا كاشِفَ لَهُ أی فلا قادر علی كشفه إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ بِخَیْرٍ أی بنعمة كصحة و غنی فَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 108


1- 1. الخصال ج 1 ص 103.
2- 2. النساء: 45.
3- 3. النساء: 81.
4- 4. المائدة: 23.
5- 5. المائدة: 119.
6- 6. الأنعام: 17.

قَدِیرٌ یقدر علی إدامته و إزالته.

ما تُشْرِكُونَ بِهِ (1) قیل أی لا أخاف معبوداتكم قط لأنها لا قدرة لها علی ضر أو نفع إِلَّا أَنْ یَشاءَ رَبِّی شَیْئاً أن یصیبنی بمكروه أقول و یحتمل شمولها لمن یتوسلون إلیهم من الآلهة المجازیة فإنه أیضا نوع من الشرك كما یستفاد من كثیر من الأخبار.

إِنَّ وَلِیِّیَ (2) أی ناصری و حافظی اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ أی القرآن وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ أی ینصرهم و یحفظهم.

وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (3) أی إلیه یفوضون أمورهم فیما یخافون و یرجعون.

فَإِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ(4) قیل أی غالب بنصر الضعیف علی القوی و القلیل علی الكثیر حَكِیمٌ یفعل بحكمته البالغة ما یستبعده العقل و یعجز عن إدراكه.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (5) و لا تخف من خدیعتهم و مكرهم فإن اللّٰه عاصمك و كافیك منهم إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ لأقوالهم الْعَلِیمُ بنیاتهم.

وَ إِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوكَ فی الصلح فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ أی محسبك اللّٰه و روی علی بن إبراهیم (6)

عن الباقر علیه السلام أن هؤلاء قوم كانوا معه من قریش هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ أی قواك وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ حتی صاروا متحابین متوادین وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ بالإسلام بقدرته البالغة إِنَّهُ عَزِیزٌ تام القدرة و الغلبة لا یعصی علیه ما یریده حَكِیمٌ یعلم أنه كیف ینبغی أن یفعل ما یرید.

ص: 109


1- 1. الأنعام: 80.
2- 2. الأعراف: 196.
3- 3. الأنفال: 2.
4- 4. الأنفال: 49.
5- 5. الأنفال: 61- 63.
6- 6. تفسیر القمّیّ ص 255.

هُوَ مَوْلانا(1) أی ناصرنا و متولی أمرنا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ لأن حق المؤمن أن لا یتوكل إلا علی اللّٰه.

مَنْ یَلْمِزُكَ (2) أی یعیبك فِی الصَّدَقاتِ أی فی قسمتها فَإِنْ أُعْطُوا إلخ یعنی أن رضاهم و سخطهم لأنفسهم لا للدین

وَ فِی الْكَافِی (3)

وَ الْمَجْمَعِ (4) وَ الْعَیَّاشِیِ (5)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ أَهْلَ هَذِهِ الْآیَةِ أَكْثَرُ مِنْ ثُلُثَیِ النَّاسِ.

ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أی ما أعطاهم الرسول من الغنیمة أو الصدقة و ذكر اللّٰه للتعظیم و التنبیه علی أن ما فعله الرسول كان بأمره كذا قیل وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ أی كفانا فضله سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ صدقة أو غنیمة أخری إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ فی أن یوسع علینا من فضله و جواب الشرط محذوف تقدیره لكان خیرا لهم.

فَإِنْ تَوَلَّوْا(6) عن الإیمان بك فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ أی استعن باللّٰه فإنه یكفیك أمرهم و ینصرك علیهم (7) عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فلا أرجو و لا أخاف إلا منه.

مَقامِی (8) أی مكانی أو إقامتی بینكم مدة مدیدة أو قیامی علی الدعوة وَ تَذْكِیرِی إیاكم بِآیاتِ اللَّهِ فَعَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ أی به وثقت فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ أی فاعزموا علی ما تریدون وَ شُرَكاءَكُمْ أی مع شركائكم و اجتمعوا علی السعی فی إهلاكی ثُمَّ لا یَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَیْكُمْ غُمَّةً أی مستورا و اجعلوه ظاهرا مكشوفا من غمه إذا ستره و قال علی بن إبراهیم أی لا تغتموا ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَ أی أدوا إلی ذلك الأمر الذی تریدون بی و قال علی بن إبراهیم (9)

ص: 110


1- 1. براءة: 52.
2- 2. براءة: 58.
3- 3. الكافی: ج 2 ص 412.
4- 4. مجمع البیان ج 5 ص 41.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 89.
6- 6. براءة: 129.
7- 7. فی النسخ و ینصرهم علیك، و هو من طغیان القلم.
8- 8. یونس: 71.
9- 9. تفسیر القمّیّ ص 291.

أی ثم ادعوا علی وَ لا تُنْظِرُونِ أی لا تمهلونی.

وَ قالَ مُوسی (1) لما رأی تخوف المؤمنین به یا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَیْهِ تَوَكَّلُوا أی فثقوا به و أسندوا أمركم إلیه و اعتمدوا علیه إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِینَ أی مستسلمین لقضاء اللّٰه مخلصین له و لیس هذا تعلیق الحكم بشرطین فإن المعلق بالإیمان وجوب التوكل فإنه المقتضی له و المشروط بالإسلام حصوله فإنه لا یوجد مع التخلیط و نظیره إن دعاك زید فأجبه إن قدرت فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا لأنهم كانوا مؤمنین مخلصین و لذلك أجیبت دعوتهم رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً أی موضع فتنة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ أی لا تسلطهم علینا فیفتنونا عن دیننا أو یعذبونا و فی المجمع (2)

عنهما علیهما السلام و العیاشی (3) مقطوعا لا تسلطهم علینا فتفتنهم بنا. ما لا یَنْفَعُكَ (4) إن دعوته وَ لا یَضُرُّكَ إن خذلته فَإِنْ فَعَلْتَ أی فإن دعوته فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِینَ ف إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ قال علی بن إبراهیم مخاطبة للنبی و المعنی للناس وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ أی إن یصبك فَلا كاشِفَ لَهُ یدفعه إِلَّا هُوَ أی إلا اللّٰه فَلا رَادَّ أی فلا دافع لِفَضْلِهِ الذی أرادك به قیل ذكر الإرادة مع الخیر و المس مع الضر مع تلازم الأمرین للتنبیه علی أن الخیر مراد بالذات و أن الضر إنما مسهم لا بالقصد الأول و وضع الفضل موضع الضمیر للدلالة علی أنه متفضل بما یرید بهم من الخیر لا استحقاق لهم علیه و لم یستثن لأن مراد اللّٰه لا یمكن رده یُصِیبُ بِهِ أی بالخیر وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ فتعرضوا لرحمته بالطاعة و لا تیأسوا من غفرانه بالمعصیة.

ص: 111


1- 1. یونس: 84.
2- 2. مجمع البیان ج 5 ص 128.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 127.
4- 4. یونس: 106 و 107.

وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (1) فتوكل علیه فإنه عالم بحالهم و فاعل بهم جزاء أقوالهم و أفعالهم.

مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ (2) أی من إشراككم آلهة من دونه فَكِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ واجههم بهذا الكلام مع قوتهم و شدتهم و كثرتهم و تعطشهم إلی إراقة دمه ثقة باللّٰه و اعتمادا علی عصمته إیاه و استهانة بهم و بكیدهم و إن اجتمعوا علیه و تواطئوا علی إهلاكه إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ تقریر له و المعنی و إن بذلتم غایة وسعكم لم تضرونی فإنی متوكل علی اللّٰه واثق بكلاءته و هو مالكی و مالككم و لا یحیق بی ما لم یرده و لا تقدرون علی ما لم یقدره إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها أی إلا و هو مالك لها قاهر علیها یصرفها علی ما یرید بها و الأخذ بالناصیة تمثیل لذلك إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ أی إنه علی الحق و العدل لا یضیع عنده معتصم و لا یفوته ظالم.

وَ فِی تَفْسِیرِ الْعَیَّاشِیِ (3)

عَنِ ابْنِ مَعْمَرٍ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی أَنَّهُ عَلَی حَقٍّ یَجْزِی بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسَّیِّئِ سَیِّئاً وَ یَعْفُو عَمَّنْ یَشَاءُ وَ یَغْفِرُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی.

وَ ما تَوْفِیقِی (4) أی لإصابة الحق و الثواب إِلَّا بِاللَّهِ أی بهدایته و معونته عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فإنه القادر المتمكن من كل شی ء دون غیره قیل و فیه إشارة إلی محض التوحید الذی هو أقصی مراتب العلم بالمبدإ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ إشارة إلی معرفة المعاد نبه بهذه الكلمات علی إقباله علی اللّٰه بشراشره فیما یأتی و یذر و حسم أطماع الكفار و عدم المبالاة بعداوتهم و تهدیدهم بالرجوع إلی اللّٰه للجزاء.

وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (5) لا لغیره وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ لا إلی

ص: 112


1- 1. هود: 12.
2- 2. هود: 54- 56.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 151.
4- 4. هود: 88.
5- 5. هود: 123.

غیره فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَیْهِ فإنه كافیك وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أنت و هم فیجازی كلا ما یستحقه.

وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّی (1) أی و إن لم تصرف عنی كَیْدَهُنَ فی تحبیب ذلك إلی و تحسینه عندی بالتثبیت علی العصمة أَصْبُ إِلَیْهِنَ أی أمل إلی إجابتهن أو إلی أنفسهن بطبعی و مقتضی شهوتی و الصبو المیل إلی الهوی وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ أی من السفهاء بارتكاب ما یدعوننی إلیه.

لِلَّذِی ظَنَ (2) أی علم اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ أی اذكر حالی عند الملك و أنی حبست ظلما لكی یخلصنی من السجن فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ أی فأنسی الشیطان صاحب الشراب أن یذكره لربه و قیل أنسی یوسف ذكر اللّٰه حتی استعان بغیره فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ

رَوَی الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: سَبْعَ سِنِینَ. وَ عَنْهُ علیه السلام: لَمْ یَفْزَعْ یُوسُفُ فِی حَالَةٍ إِلَی اللَّهِ فَیَدْعُوَهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی یُوسُفَ فِی سَاعَتِهِ تِلْكَ یَا یُوسُفُ مَنْ أَرَاكَ الرُّؤْیَا الَّتِی رَأَیْتَهَا فَقَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَی أَبِیكَ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ وَجَّهَ السَّیَّارَةَ إِلَیْكَ فَقَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِی دَعَوْتَ بِهِ حَتَّی جَعَلَ لَكَ مِنَ الْجُبِّ فَرَجاً قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ جَعَلَ لَكَ مِنْ كَیْدِ المَرْأَةِ مَخْرَجاً قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ الصَّبِیِّ بِعُذْرِكَ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ صَرَفَ كَیْدَ امْرَأَةِ الْعَزِیزِ وَ النِّسْوَةِ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ أَلْهَمَكَ تَأْوِیلَ الرُّؤْیَا قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَكَیْفَ اسْتَعَنْتَ بِغَیْرِی وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِی وَ تَسْأَلْنِی أَنْ أُخْرِجَكَ مِنَ السِّجْنِ وَ اسْتَعَنْتَ وَ أَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عِبَادِی لِیَذْكُرَ إِلَی مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِی فِی قَبْضَتِی وَ لَمْ تَفْزَعْ إِلَیَّ الْبَثْ فِی السِّجْنِ بِذَنْبِكَ بِضْعَ سِنِینَ بِإِرْسَالِكَ عَبْداً إِلَی عَبْدٍ(3).

ص: 113


1- 1. یوسف: 33.
2- 2. یوسف: 42.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 176.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی (1)

عَنْهُ علیه السلام: اقْتَصَرَ إِلَی بَعْضِهَا وَ زَادَ فِی كُلِّ مَرَّةٍ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی.

أقول: قد مضت الأخبار فی ذلك فی أبواب أحوال یوسف علیه السلام (2).

فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً(3) فأتوكل علی اللّٰه و أفوض أمری إلیه وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ یرحم ضعفی و كبر سنی فیحفظه و یرده علی و لا یجمع علی مصیبتین.

وَ فِی الْمَجْمَعِ (4)

وَ عَنِ الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَالَ: فَبِعِزَّتِی لَأَرُدَّنَّهُمَا إِلَیْكَ بَعْدَ مَا تَوَكَّلْتَ عَلَیَّ.

وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ(5) لأنهم كانوا ذوی بهاء و جمال و هیئة حسنة و قد شهروا فی مصر بالقربة من الملك و التكرمة الخاصة التی لم یكن لغیرهم فخاف علیهم العین وَ ما أُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ یعنی و إن أراد اللّٰه بكم لم ینفعكم و لم یدفع

عنكم ما أشرت به علیكم من التفرق و هو مصیبكم لا محالة فإن الحذر لا یمنع القدر مِنْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ أی من أبواب متفرقة ما كانَ یُغْنِی عَنْهُمْ رأی یعقوب و أتباعه مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ مما قضی علیهم كما قاله یعقوب فسرقوا و أخذ بنیامین و تضاعفت المصیبة علی یعقوب إِلَّا حاجَةً فِی نَفْسِ یَعْقُوبَ استثناء منقطع أی و لكن حاجة فی نفسه یعنی شفقته علیهم و احترازه من أن یعانوا قَضاها أظهرها و وصی بها وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ أی لذو یقین و معرفة باللّٰه من أجل تعلیمنا إیاه و لذلك قال ما أُغْنِی هو و لم یغتر بتدبیره وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ سر القدر و أنه لا یغنی عنه الحذر.

ص: 114


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 321.
2- 2. راجع ج 12 ص 246.
3- 3. یوسف: 64.
4- 4. مجمع البیان ج 5 ص 248.
5- 5. یوسف: 67- 68.

لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ (1) فإنه یدعی فیستجیب وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ أی یدعوهم المشركون بِشَیْ ءٍ من الطلبات إِلَّا كَباسِطِ كَفَّیْهِ أی إلا استجابة كاستجابة من بسط كفیه إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ یطلب منه أن یبلغه من بعید أو یغترف مع بسط كفیه لیشربه وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ لأن الماء جماد لا یشعر بدعائه و لا یقدر علی إجابته و لا یستقر فی الكف المبسوطة و كذلك آلهتهم.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلَّذِینَ یَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ وَ الَّذِینَ یَعْبُدُونَ الْآلِهَةَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ وَ لَا یَنْفَعُهُمْ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَتَنَاوَلَهُ مِنْ بَعِیدٍ وَ لَا یَنَالُهُ.

إِلَّا فِی ضَلالٍ و بطلان.

أقول: هذا المثل جار فی الأصنام و الآلهة المجازیة فإنهم لا یقدرون علی إیصال المنافع إلی غیرهم إلا بتیسیر اللّٰه و تسبیبه و هو مالك الرقاب و مقلب القلوب و مسبب الأسباب و كذا قوله أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ(2) ظاهره فی الأصنام و یجری فی غیرها.

قُلْ هُوَ رَبِّی (3) أی الرحمن خالقی و متولی أمری لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أی لا یستحق العبادة إلا هو تعالی عن الشركاء عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فی نصرتی علیكم وَ إِلَیْهِ مَتابِ أی مرجعی فیثیبنی علی مصابرتكم و مجاهدتكم.

وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ (4) أی أی عذر لنا فی أن لا نتوكل وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا التی بها نعرفه و نعلم أن الأمور كلها بیده.

الَّذِینَ صَبَرُوا(5) أی علی أذی الكفار و مفارقة الوطن وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ أی یفوضون إلیه الأمر كله.

ص: 115


1- 1. الرعد: 14.
2- 2. الرعد: 16.
3- 3. الرعد: 30.
4- 4. إبراهیم: 11.
5- 5. النحل: 42.

ما لا یَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً(1) یعنی لا یملك أن یرزق شیئا من مطر و نبات وَ لا یَسْتَطِیعُونَ أن یملكوه أو لا استطاعة لهم قیل و یجوز أن یكون الضمیر للكفار أی و لا یستطیعون هم مع أنهم أحیاء شیئا من ذلك فكیف بالجماد مِنْ دُونِی وَكِیلًا(2) أی ربا تكلون إلیه أموركم.

قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ (3) أنهم آلهة مِنْ دُونِهِ كالملائكة و المسیح و عزیر بل الأعم منهم أیضا كما مر فَلا یَمْلِكُونَ أی لا یستطیعون كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ كالمرض و الفقر و القحط وَ لا تَحْوِیلًا أی و لا تحویل ذلك منكم إلی غیركم.

ما لَهُمْ (4) أی ما لأهل السماوات و الأرض مِنْ وَلِیٍ یتولی أمورهم وَ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أی فی قضائه أَحَداً منهم.

لِیَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا(5) أی لیتعززوا بهم من حیث یكونون لهم وصلة إلی اللّٰه و شفعاء عنده كَلَّا ردع و إنكار لتعززهم بها وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا

رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (6) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ أَیْ یَكُونُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ اتَّخَذُوهُمْ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّهِ ضِدّاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ وَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ ثُمَّ قَالَ لَیْسَتِ الْعِبَادَةُ هِیَ السُّجُودَ وَ لَا الرُّكُوعَ وَ إِنَّمَا هِیَ طَاعَةُ الرِّجَالِ مَنْ أَطَاعَ مَخْلُوقاً فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ فَقَدْ عَبَدَهُ.

فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً(7) أی فأضمر فیها خوفا.

هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ(8) عن القصد لَبِئْسَ الْمَوْلی أی الناصر وَ لَبِئْسَ

ص: 116


1- 1. النحل: 73.
2- 2. أسری: 2.
3- 3. أسری: 56.
4- 4. الكهف: 26.
5- 5. مریم: 81.
6- 6. تفسیر القمّیّ: 415.
7- 7. طه: 67- 68.
8- 8. الحجّ: 12.

الْعَشِیرُ أی الصاحب مَنْ كانَ یَظُنُ قیل معناه أن اللّٰه ناصر رسوله فی الدنیا و الآخرة فمن كان یظن خلاف ذلك و یتوقعه من غیظه أو جزعه فلیستقص فی إزالة غیظه بأن یفعل كل ما یفعله الممتلی غضبا أو المبالغ جزعا حتی یمد حبلا إلی سماء بیته فیختنق من قطع إذا اختنق فإن المختنق یقطع نفسه بحبس مجاریه أو فلیمدد حبلا إلی سماء الدنیا ثم لیقطع به المسافة حتی یبلغ عنانه فیجتهد فی دفع نصره و قیل المراد بالنصر الرزق و الضمیر لمن.

إِنَّ اللَّهَ یُدافِعُ (1) أی غائلة المشركین وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ أی وثقوا به فی مجامع أموركم و لا تطلبوا الإعانة و النصرة إلا منه.

هُوَ مَوْلاكُمْ (2) أی ناصركم و متولی أموركم فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ هو إذ لا مثل له فی الولایة و النصرة بل لا مولی و لا نصیر سواه فی الحقیقة.

مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ(3) قیل أی ملكه غایة ما یمكن و قیل خزائنه وَ هُوَ یُجِیرُ أی یغیث من یشاء و یحرسه وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ أی و لا یغاث أحد أو لا یمنع منه و تعدیته بعلی لتضمین معنی النصرة فَأَنَّی تُسْحَرُونَ أی فمن أین تخدعون فتصرفون عن الرشد مع ظهور الأمر و تظاهر الأدلة.

وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ (4) بتوفیق التوبة الماحیة للذنوب و شرع الحدود المكفرة لها ما زَكی أی ما طهر من دنسها أَبَداً أی آخر الدهر وَ لكِنَّ اللَّهَ یُزَكِّی مَنْ یَشاءُ بحمله علی التوبة و قبولها وَ اللَّهُ سَمِیعٌ لمقالتهم عَلِیمٌ بنیاتهم. وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً(5) أی لم یقدر له الهدایة و لم یوفقه لأسبابها.

ص: 117


1- 1. الحجّ: 38.
2- 2. الحجّ: 87.
3- 3. المؤمنون: 88.
4- 4. النور: 21.
5- 5. النور: 40.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ (1) فی استكفاء شرورهم و الإغناء عن أجورهم فإنه الحقیق بأن یتوكل علیه دون الأحیاء الذین یموتون فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل علیهم.

إِنَّ مَعِی رَبِّی (2) بالحفظ و النصرة سَیَهْدِینِ طریق النجاة منهم.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ (3) الذی یقدر علی قهر أعدائه و نصر أولیائه یكفك شر من یعصیك الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ قیل إلی التهجد وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قیل و ترددك فی تصفح أحوال المتهجدین أو تصرفك فیما بین المصلین بالقیام و الركوع و السجود و القعود إذا أممتهم

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (4)

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ فِی النُّبُوَّةِ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قَالَ فِی أَصْلَابِ النَّبِیِّینَ.

وَ فِی الْمَجْمَعِ (5)

عَنْهُمَا علیهما السلام قَالا: فِی أَصْلَابِ النَّبِیِّینَ نَبِیٍّ بَعْدَ نَبِیٍّ حَتَّی أَخْرَجَهُ مِنْ صُلْبِ أَبِیهِ عَنْ نِكَاحٍ غَیْرِ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ.

أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ(6) الذی أخرجه شدة ما به إلی اللجإ إلی اللّٰه إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ أی و یدفع عن الإنسان ما یسوؤه وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أی خلفاء فیها بأن ورثكم سكناها و التصرف فیها ممن كان قبلكم أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ الذی حفكم بهذه النعم قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ أی تذكرون آلاءه تذكرا قلیلا و ما مزیدة.

فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (7) و لا تبال بمعاداتهم إِنَّكَ عَلَی الْحَقِّ الْمُبِینِ

ص: 118


1- 1. الفرقان: 58.
2- 2. الشعراء: 62.
3- 3. الشعراء: 217.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 474.
5- 5. مجمع البیان ج 7 ص 207.
6- 6. النمل: 62.
7- 7. النمل: 79.

و صاحب الحق حقیق بالوثوق بحفظ اللّٰه و نصره.

الَّذِینَ صَبَرُوا(1) علی المحن و المشاق وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ أی لا یتوكلون إلا علی اللّٰه.

وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (2) فیه إشعار بأن الانتقام لهم و إظهار لكرامتهم حیث جعلهم مستحقین علی اللّٰه أن ینصرهم

وَ فِی الْمَجْمَعِ (3)

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ یَرُدُّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ.

وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ(4) أی المرتفع علی كل شی ء و المتسلط علیه ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا شَفِیعٍ (5) أی ما لكم إذا جاوزتم رضا اللّٰه أحد ینصركم و یشفع لكم أو ما لكم سواه ولی و لا شفیع بل هو الذی یتولی مصالحكم و ینصركم فی موطن نصركم علی أن الشفیع متجوز به للناصر فإذا خذلكم لم یبق لكم ولی و لا ناصر أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ بمواعظ اللّٰه.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (6) فإنه یكفیكم وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا موكولا إلیه الأمر فی الأحوال كلها.

ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ (7) أی ما یطلق لهم مِنْ رَحْمَةٍ كنعمة و أمن و صحة و علم و نبوة و ولایة و روی علی بن إبراهیم (8) عن الصادق علیه السلام قال و المتعة من ذلك فَلا مُمْسِكَ لَها یحبسها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ یطلقه مِنْ بَعْدِهِ

ص: 119


1- 1. العنكبوت: 59.
2- 2. الروم: 47.
3- 3. مجمع البیان ج 8 ص 309.
4- 4. لقمان: 30.
5- 5. التنزیل: 4.
6- 6. الأحزاب: 3.
7- 7. فاطر: 2.
8- 8. تفسیر القمّیّ: 544.

أی من بعد إمساكه وَ هُوَ الْعَزِیزُ الغالب علی ما یشاء لیس لأحد أن ینازعه فیه الْحَكِیمُ لا یفعل إلا بعلم و إتقان.

مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ(1) أی الشرف و المنعة فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً أی فلیطلبها من عنده فإن كلها له وَ فِی الْمَجْمَعِ (2) عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ یَقُولُ كُلَّ یَوْمٍ أَنَا الْعَزِیزُ فَمَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَیْنِ فَلْیُطِعِ الْعَزِیزَ.

أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ یُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِینَ مِنْ دُونِهِ (3) قیل قالت قریش إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا لعیبك إیاها و قال علی بن إبراهیم (4)

یعنی یقولون لك یا محمد اعفنا من علی و یخوفونك بأنهم یلحقون بالكفار أَ لَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ غالب منیع ذِی انْتِقامٍ ینتقم من أعدائه لَیَقُولُنَّ اللَّهُ لوضوح البرهان علی تفرده بالخالقیة قُلْ أَ فَرَأَیْتُمْ أی أ رأیتم بعد ما تحققتم أن خالق العالم هو اللّٰه أن آلهتكم إن أراد اللّٰه أن یصیبنی بضر هل هن یكشفنه أو أرادنی برحمة أی بنفع هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ فیمسكنها عنی قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ فی إصابة الخیر و دفع الضر عَلَیْهِ یَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ لعلمهم بأن الكل منه.

وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (5) یتولی التصرف فیه لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی مفاتیحها لا یملك و لا یتمكن من التصرف فیها غیره و هو كنایة عن قدرته و حفظه لها.

وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ (6) لیعصمنی من كل سوء إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ

ص: 120


1- 1. فاطر: 10.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 402.
3- 3. الزمر: 37.
4- 4. تفسیر القمّیّ: 578.
5- 5. الزمر: 62.
6- 6. المؤمن: 44.

فیحرسهم فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا أی شدائد مكرهم

وَ فِی الْخِصَالِ (1)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ یَفْزَعُ مِنْ أَرْبَعٍ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی أَرْبَعٍ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ بِعَقِبِهَا فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا.

اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ (2) أی رقیب علی أحوالهم و أعمالهم فیجازیهم بها فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُ قیل جواب شرط محذوف مثل إن أرادوا ولیا بحق فاللّٰه هو الولی بالحق وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتی هو كالتقریر لكونه حقیقا بالولایة عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ أی فی مجامع الأمور وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ قیل أی أرجع فی المعضلات.

وَ ما عِنْدَ اللَّهِ (3) أی من ثواب الآخرة خَیْرٌ وَ أَبْقی لخلوص نفعه و دوامه.

أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ(4) بارتفاع الوسائط و التعلیقات و فیه وعد و وعید للمطیعین و المجرمین

وَ فِی الْكَافِی عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: وَقَعَ مُصْحَفٌ فِی الْبَحْرِ فَوَجَدُوهُ وَ قَدْ ذَهَبَ مَا فِیهِ إِلَّا هَذِهِ الْآیَةَ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ.

فَمَنْ یَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً(5) أی فمن یمنعكم من مشیته و قضائه إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أی ما یضركم كقتل أو هزیمة و خلل فی المال و الأهل أو عقوبة علی التخلف أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً أی ما یضاد ذلك.

لِكَیْلا تَأْسَوْا(6) أی أثبت و كتب ما أصابكم لئلا تحزنوا عَلی ما فاتَكُمْ من نعم الدنیا وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ أی أعطاكم اللّٰه منها فإن من علم أن الكل مقدر هان علیه الأمر.

ص: 121


1- 1. الخصال ج 1 ص 103.
2- 2. الشوری: 6- 10.
3- 3. الشوری: 36.
4- 4. الشوری: 53.
5- 5. الفتح: 11.
6- 6. الحدید: 23.

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (1) أی إلا بتقدیره و مشیته وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ قال علی بن إبراهیم أی یصدق اللّٰه فی قلبه فإذا بین اللّٰه له اختار الهدی وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ حتی القلوب و أحوالها وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ لأن الإیمان بالتوحید یقتضی ذلك.

فَهُوَ حَسْبُهُ (2) أی كافیه إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ أی یبلغ ما یریده و لا یفوته مراد لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً أی تقدیرا أو مقدارا لا یتغیر و هو بیان لوجوب التوكل قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ (3) أدعوكم إلیه مولی النعم كلها.

لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ(4) أی إن عصیته مُلْتَحَداً أی منحرفا و ملتجئا.

وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(5) قیل أی انقطع إلیه بالعبادة و جرد نفسك عما سواه و قال علی بن إبراهیم أخلص إلیه إخلاصا وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (6) فی بعض الأخبار أنها فی الأئمة علیهم السلام.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: خَرَجْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَأْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ قُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ أَوْ قَالَ قَادِرٌ قُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ فَقَالَ مِمَّا حُزْنُكَ قُلْتُ مِمَّا یُتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ وَ مَا فِیهِ النَّاسُ قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ

ص: 122


1- 1. التغابن: 11- 13.
2- 2. الطلاق: 3.
3- 3. الملك: 29.
4- 4. الجن: 22.
5- 5. المزّمّل: 8 و 9.
6- 6. الدهر: 30.

الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً دَعَا اللَّهَ فَلَمْ یُجِبْهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا ثُمَّ غَابَ عَنِّی (1).

بیان: فی القاموس وجاهك و تجاهك مثلثتین تلقاء وجهك و فی النهایة و طائفة تجاه العدو أی مقابلهم و حذاهم و التاء فیه بدل من واو وجاه أی مما یلی وجوههم فرزق اللّٰه حاضر جزاء للشرط المحذوف و أقیم الدلیل مقام المدلول و التقدیر إن كان علی الدنیا فلا تحزن لأن رزق اللّٰه و كذا قوله فوعد صادق و قوله أو قال قادر تردید من الثمالی أو أحد الرواة عنه.

و فی هذا التعلیل خفاء و یحتمل وجوها الأول أن یكون المعنی أن اللّٰه لما وعد علی الطاعات المثوبات العظیمة و قد أتیت بها و لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ فلا ینبغی الحزن علیها مع أنك من أهل العصمة و قد ضمن اللّٰه عصمتك فلأی شی ء حزنك فیكون مختصا به علیه السلام فلا ینافی مطلوبیة الحزن للآخرة لغیرهم ع.

الثانی أن الحزن إنما یكون لأمر لم یكن منه مخرج و المخرج موجود لأن وعد اللّٰه صادق و قد وعد علی الطاعة الثواب و علی المعصیة العقاب فینبغی فعل الطاعة و ترك المعصیة لنیل الثواب و الحذر عن العقوبات و لا فائدة للحزن. الثالث ما قیل إن المراد بالحزین من به غایة الحزن لضم الكئیب معه فلا ینافی استحباب قدر من الحزن للآخرة و الأول أظهر و أنسب بالمقام.

و ما فیه الناس أی من الاضطراب و الشدة لفتنته أو المراد بالناس الشیعة لأنه كان ینتقم منهم.

و ابن الزبیر هو عبد اللّٰه و كان أعدی عدو أهل البیت علیهم السلام و هو صار سببا لعدول الزبیر عن ناحیة أمیر المؤمنین علیه السلام حَیْثُ قَالَ علیه السلام: لَا زَالَ الزُّبَیْرُ مَعَنَا حَتَّی أَدْرَكَ فَرْخُهُ.

و المشهور أنه بویع له بالخلافة بعد شهادة الحسین صلوات اللّٰه علیه لسبع بقین من رجب سنة أربع و ستین فی أیام یزید و قیل لما استشهد الحسین علیه السلام فی سنة ستین من الهجرة دعا ابن الزبیر بمكة إلی نفسه و عاب یزید

ص: 123


1- 1. الكافی ج 2 ص 63.

بالفسوق و المعاصی و شرب الخمور فبایعه أهل تهامة و الحجاز فلما بلغ یزید ذلك ندب له الحصین بن نمیر و روح بن زنباع و ضم إلی كل واحد جیشا و استعمل علی الجمیع مسلم بن عقبة و جعله أمیر الأمراء و لما ودعهم قال یا مسلم لا ترد أهل الشام عن شی ء یریدونه لعدوهم و اجعل طریقك علی المدینة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا.

فسار مسلم حتی نزل الحرة فخرج أهل المدینة فعسكروا بها و أمیرهم عبد اللّٰه بن حنظلة الراهب غسیل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم یجیبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام و قتل عبد اللّٰه و سبعمائة من المهاجرین و الأنصار و دخل مسلم المدینة و أباحها ثلاثة أیام ثم شخص بالجیش إلی مكة و كتب إلی یزید بما صنع بالمدینة و مات مسلم لعنه اللّٰه فی الطریق.

فتولی أمر الجیش الحصین بن نمیر حتی وافی مكة فتحصن منه ابن الزبیر فی المسجد الحرام فی جمیع من كان معه و نصب الحصین المنجنیق علی أبی قبیس و رمی به الكعبة فبینما هم كذلك إذ ورد فی الخبر علی الحصین بموت یزید لعنة اللّٰه علیهما فأرسل إلی ابن الزبیر یسأله الموادعة فأجابه إلی ذلك و فتح الأبواب و اختلط العسكران یطوفون بالبیت. فبینما الحصین یطوف لیلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبیر فأخذ الحصین بیده و قال له سرا هل لك فی الخروج معی إلی الشام فأدعو الناس إلی بیعتك فإن أمرهم قد مرج و لا أدری أحدا أحق بها الیوم منك و لست أعصی هناك فاجتذب ابن الزبیر یده من یده و هو یجهر دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام فقال الحصین لقد كذب الذی زعم أنك من دهاة العرب أكلمك سرا و تكلمنی علانیة و أدعوك إلی الخلافة و تدعونی إلی الحرب ثم انصرف بمن معه إلی الشام.

و قالوا بایعه أهل العراق و أهل مصر و بعض أهل الشام إلی أن بایعوا لمروان بعد حروب و استمر له العراق إلی سنة إحدی و سبعین و هی التی قتل

ص: 124

فیها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبیر و هدم قصر الإمارة بالكوفة.

و لما قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعی بهم عبد الملك فبایعوه و سار إلی الكوفة و دخلها و استقر له الأمر بالعراق و الشام و مصر ثم جهز الحجاج فی سنة ثلاث و سبعین إلی عبد اللّٰه بن الزبیر فحصره بمكة و رمی البیت بالمنجنیق ثم ظفر به و قتله و اجتز الحجاج رأسه و صلبه منكسا ثم أنزله و دفنه فی مقابر الیهود و كانت خلافته بالحجاز و العراق تسع سنین و اثنین و عشرین یوما و له من العمر ثلاث و سبعون سنة و قیل اثنتان و سبعون سنة و كانت أمه أسماء بنت أبی بكر.

و أقول الظاهر أن خوفه علیه السلام كان من ابن الزبیر علیه و علی شیعته و یحتمل أن یكون من الحجاج و غیره ممن حاربه و كان الفرق بین الدعاء و السؤال أن الدعاء لدفع الضرر و السؤال لجلب النفع. فهل رأیت أحدا أی من الأئمة علیهم السلام فإنهم لا یدعون إلا لأمر علموا أن اللّٰه لم یتعلق إرادته الحتمیة بخلافه أو هو مقید بشرائط الإجابة التی منها ما ذكر كما فصلناه فی كتاب الدعاء.

ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر اللّٰه تعالی أو كان بشرا كخضر أو إلیاس علیه السلام و كونه علیه السلام أفضل و أعلم منهم لا ینافی إرسال اللّٰه تعالی بعضهم إلیه لتذكیره و تنبیهه و تسكینه كإرسال بعض الملائكة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع كونه أفضل منهم و كإرسال خضر إلی موسی علیهما السلام و كونه علیه السلام عالما بما ألقی إلیه لا ینافی التذكیر و التنبیه فإن أكثر أرباب المصائب عالمون بما یلقی إلیهم علی سبیل التسلیة و التعزیة و مع ذلك ینفعهم لا سیما إذا علم أن ذلك من قبل اللّٰه تعالی.

و قیل إنه علیه السلام كان مترددا فی أن یدعو علی ابن الزبیر و هل هو مقرون برضاه سبحانه فلما أذن بتوسط هذا الرجل أو الملك فی الدعاء علیه دعا فاستجیب له فلذا لم یمنع اللّٰه من ألقی المنجنیق إلی الكعبة لقتله كما منع الفیل لأن حرمة الإمام علیه السلام أعظم من الكعبة انتهی.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ

ص: 125

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ تَكِیدُهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ بِأَیِّ وَادٍ هَلَكَ (1).

بیان: عبد من عبادی أی مؤمن عرفت نعت للعبد و الكید المكر و الحیلة و الحرب و الظاهر أن تكید كتبیع و ربما یقرأ علی بناء التفعل و أسخت بالخاء المعجمة و تشدید التاء من السخت و هو الشدید و هو من اللغات المشتركة بین العرب و العجم أی لا ینبت له زرع و لا یخرج له خیر من الأرض أو من السوخ و هو الانخساف علی بناء الإفعال أی خسفت الأرض به و ربما یقرأ بالحاء المهملة من السیاحة كنایة عن الزلزلة و لم أبال كنایة عن سلب اللطف و التوفیق عنه و عدم علمه سبحانه الخیر فیه و عدم استحقاقه اللطف.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْغَنَاءَ وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا(2).

كا، [الكافی] عن العدة عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه عن محمد بن علی عن علی بن حسان: مثله (3)

بیان: یجولان من الجولان أی یسیران و یتحركان لطلب موطن و منزل یقیمان فیه فإذا وجدا موضع التوكل أی المتوكل أوطنا عنده و لزماه و كأنه استعارة تمثیلیة لبیان أن الغنی و العز یلزمان التوكل فإن المتوكل یعتمد علی اللّٰه و لا یلتجئ إلی المخلوقین فینجو من ذل الطلب و یستغنی عنهم فإن الغنا غنی

ص: 126


1- 1. الكافی: ج 2 ص 63.
2- 2. الكافی: ج 2 ص 64.
3- 3. الكافی: ج 2 ص 65.

النفس لا الغنی بالمال مع أنه سبحانه یغنیه عن التوسل إلیهم علی كل حال.

ثم إن التوكل لیس معناه ترك السعی فی الأمور الضروریة و عدم الحذر عن الأمور المحذورة بالكلیة بل لا بد من التوسل بالوسائل و الأسباب علی ما ورد فی الشریعة من غیر حرص و مبالغة فیه و مع ذلك لا یعتمد علی سعیه و ما یحصله من الأسباب بل یعتمد علی مسبب الأسباب.

قال المحقق الطوسی قدس سره فی أوصاف الأشراف المراد بالتوكل أن یكل العبد جمیع ما یصدر عنه و یرد علیه إلی اللّٰه تعالی لعلمه بأنه أقوی و أقدر و یضع ما قدر علیه علی وجه أحسن و أكمل ثم یرضی بما فعل و هو مع ذلك یسعی و یجتهد فیما وكله إلیه و یعد نفسه و عمله و قدرته و إرادته من الأسباب و الشروط المخصصة لتعلق قدرته تعالی و إرادته بما صنعه بالنسبة إلیه و من ذلك یظهر معنی لا جبر و لا تفویض بل أمر بین أمرین.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا عَبْدٍ أَقْبَلَ قُبْلَ مَا یُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْبَلَ اللَّهُ قُبْلَ مَا یُحِبُّ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَصَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَقْبَلَ اللَّهُ قُبْلَهُ وَ عَصَمَهُ لَمْ یُبَالِ لَوْ

سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَی الْأَرْضِ أَوْ كَانَتْ نَازِلَةٌ نَزَلَتْ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَشَمِلَتْهُمْ بَلِیَّةٌ كَانَ فِی حِزْبِ اللَّهِ بِالتَّقْوَی مِنْ كُلِّ بَلِیَّةٍ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقامٍ أَمِینٍ (1).

بیان: فی القاموس و إذا أقبل قبلك بالضم اقصد قصدك و قبالته بالضم تجاهه و القبل محركة المحجة الواضحة و لی قبله بكسر القاف أی عنده انتهی و المراد إقبال العبد نحو ما یحبه اللّٰه و كون ذلك مقصودة دائما و إقبال اللّٰه نحو ما یحبه العبد توجیه أسباب ما یحبه العبد من مطلوبات الدنیا و الآخرة و الاعتصام باللّٰه الاعتماد و التوكل علیه.

و من أقبل اللّٰه إلخ هذه الجمل تحتمل وجهین الأول أن یكون لم یبال

ص: 127


1- 1. الكافی: ج 2 ص 65.

خبرا للموصول و قوله لو سقطت جملة أخری استئنافیة و قوله كان فی حزب اللّٰه جزاء الشرط الثانی أن یكون لم یبال جزاء الشرط و مجموع الشرط و الجزاء خبر الموصول و قوله كان فی حزب اللّٰه استئنافا فشملتهم بلیة بالنصب علی التمییز أو بالرفع أی شملتهم بلیة بسبب النازلة أو یكون من قبیل وضع الظاهر موضع المضمر بالتقوی أی بسببه كما هو ظاهر الآیة فقوله من كل بلیة متعلق بمحذوف أی محفوظا من كل بلیة أو الباء للملابسة و من كل متعلق بالتقوی أی یقیه من كل بلیة و الأول أظهر و قوله فی حزب اللّٰه كنایة عن الغلبة و الظفر أی الحزب الذین وعد اللّٰه نصرهم و تیسیر أمورهم كما قال تعالی فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (1) إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقامٍ (2) قرأ ابن عامر و نافع بضم المیم و الباقون بالفتح أی فی موضع إقامة أَمِینٍ أی أمنوا فیه الغیر من الموت و الحوادث أو أمنوا فیه من الشیطان و الأحزان قال البیضاوی یأمن صاحبه عن الآفة و الانتقال انتهی.

و أقول ظاهر أكثر المفسرین أن المراد وصف مقامهم فی الآخرة بالأمن و ظاهر الروایة الدنیا و یمكن حمله علی الأعم و لا یأبی عنه الخبر و لعل المراد أمنهم من الضلال و الحیرة و مضلات الفتن فی الدنیا و من جمیع الآفات و العقوبات فی الآخرة و علیه یحمل قوله سبحانه أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (3) فإنه لا یتخوف علیهم الضلالة بعد الهدایة و لا یحزنون من مصائب الدنیا لعلمهم بحسن عواقبها و یحتمل أن یكون المعنی هنا أن اللّٰه تعالی یحفظ المطیعین و المتقین المتوكلین علیه من أكثر النوازل و المصائب و ینصرهم علی أعدائهم غالبا كما نصر كثیرا من الأنبیاء و الأولیاء علی كثیر من الفراعنة و لا ینافی مغلوبیتهم فی بعض الأحیان لبعض المصالح.

ص: 128


1- 1. المائدة: 56.
2- 2. الدخان: 51.
3- 3. یونس: 62.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (1) فَقَالَ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ تَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَأْلُوكَ خَیْراً وَ فَضْلًا وَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِی ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ بِتَفْوِیضِ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ ثِقْ بِهِ فِیهَا وَ فِی غَیْرِهَا(2).

بیان: الحلال بالتشدید بیاع الحل بالفتح و هو دهن السمسم وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ أی و من یفوض أموره إلی اللّٰه و وثق بحسن تدبیره و تقدیره فهو كافیه یكفیه أمر دنیاه و یعطیه ثواب الجنة و یجعله بحیث لا یحتاج إلی غیره منها أن تتوكل الظاهر أن هذا آخر أفراد التوكل و سائر درجات التوكل أن یتوكل علی اللّٰه فی بعض أموره دون بعض و تعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فیها و قلتها فما فعل بك إلخ بیان للوازم التوكل و آثاره و أسبابه و الألو التقصیر و إذا عدی إلی مفعولین ضمن معنی المنع قال فی النهایة ألوت قصرت یقال ألی الرجل و ألی إذا قصر و ترك الجهد قوله فیها أی فی أمورك كلها و فی غیرها أی فی أمور غیرك من عشائرك و أتباعك و غیرهم.

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثاً لَمْ یُمْنَعْ ثَلَاثاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ ثُمَّ قَالَ أَ تَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَ قَالَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (3) وَ قَالَ:

ص: 129


1- 1. الطلاق: 3.
2- 2. الكافی: ج 2 ص 65.
3- 3. إبراهیم: 7.

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1).

بیان: النشر فی الآیات علی عكس ترتیب اللف و المراد بالإعطاء توفیق الإتیان به فی الكل و التخلف المتوهم فی بعض الموارد لعدم تحقق بعض الشرائط فإن كلا منها مشروط بعدم كون المصلحة فی خلافها و عدم صدور ما یمنع الاستحقاق عن فاعله و قد قال تعالی أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (2) و سیأتی مزید تحقیق لذلك إن شاء اللّٰه

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ قَالَ: كُنَّا فِی مَجْلِسٍ یُطْلَبُ فِیهِ الْعِلْمُ وَ قَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِی فِی بَعْضِ الْأَسْفَارِ فَقَالَ لِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ فَقُلْتُ فُلَاناً فَقَالَ إِذاً وَ اللَّهِ لَا تُسْعَفُ حَاجَتُكَ وَ لَا یَبْلُغُكَ أَمَلُكَ وَ لَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ قُلْتُ وَ مَا عَلَّمَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِاللَّهِ علیه السلام حَدَّثَنِی أَنَّهُ قَرَأَ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ مَجْدِی وَ ارْتِفَاعِی عَلَی عَرْشِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ مِنَ النَّاسِ أَمَّلَ غَیْرِی بِالْیَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّیَنَّهُ مِنْ قُرْبِی وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ وَصْلِی أَ یُؤَمِّلُ غَیْرِی فِی الشَّدَائِدِ وَ الشَّدَائِدُ بِیَدِی وَ یَرْجُو غَیْرِی وَ یَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَیْرِی وَ بِیَدِی مَفَاتِیحُ الْأَبْوَابِ وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ بَابِی مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِی فَمَنْ ذَا الَّذِی أَمَّلَنِی لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا وَ مَنْ ذَا الَّذِی رَجَانِی لِعَظِیمَةٍ فَقَطَعْتُ رَجَاهُ مِنِّی جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِی عِنْدِی مَحْفُوظَةً فَلَمْ یَرْضَوْا بِحِفْظِی وَ مَلَأْتُ سَمَاوَاتِی مِمَّنْ لَا یَمَلُّ مِنْ تَسْبِیحِی وَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ لَا یُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَیْنِی وَ بَیْنَ عِبَادِی فَلَمْ یَثِقُوا بِقَوْلِی أَ لَمْ یَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِی أَنَّهُ لَا یَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَیْرِی إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِی فَمَا لِی أَرَاهُ لَاهِیاً عَنِّی أَعْطَیْتُهُ بِجُودِی مَا لَمْ یَسْأَلْنِی ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ

ص: 130


1- 1. الكافی: ج 2 ص 65، و الآیة فی المؤمن: 60.
2- 2. البقرة: 40.

عَنْهُ فَلَمْ یَسْأَلْنِی رَدَّهُ وَ سَأَلَ غَیْرِی أَ فَیَرَانِی أَبْدَأُ بِالْعَطَایَا قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلَا أُجِیبُ سَائِلِی أَ بَخِیلٌ أَنَا فَیُبَخِّلُنِی عَبْدِی أَ وَ لَیْسَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ لِی أَ وَ لَیْسَ الْعَفْوُ وَ الرَّحْمَةُ بِیَدِی أَ وَ لَیْسَ أَنَا مَحَلَّ الْآمَالِ فَمَنْ یَقْطَعُهَا دُونِی أَ فَلَا یَخْشَی الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ یُؤَمِّلُوا غَیْرِی فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِی وَ أَهْلَ أَرْضِی أَمَّلُوا جَمِیعاً ثُمَّ أَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِیعُ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِی مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَیِّمُهُ فَیَا بُؤْساً لِلْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِی وَ یَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی (1).

بیان: أسعف حاجته قضاها له و فی أكثر النسخ لا تسعف و لا تنجح بالتاء فیهما علی بناء المفعول و فی بعضها بالیاء فهما علی بناء الفاعل و حینئذ لا یبلغك علی التفعیل أو الإفعال و الضمائر المستترة لفلان و ما علمك أی ما سبب علمك و العزة الشدة و القوة و الغلبة و السلطنة و الملك قال الراغب العزة حالة مانعة للإنسان من أن یقهر من قولهم أرض عزاز أی صلبة و العزیز الذی یقهر و لا یقهر و الجلال العظمة و التنزه عن النقائص قال الراغب الجلالة عظم القدر و الجلال بغیر الهاء التناهی فی ذلك و خص بوصف اللّٰه فقیل ذو الجلال و لم یستعمل فی غیره و الجلیل العظیم القدر و وصفه تعالی بذلك إما لخلقه الأشیاء العظیمة المستدل بها علیه أو لأنه یجل عن الإحاطة به أو لأنه یجل عن أن یدرك بالحواس و قال المجد السعة فی الكرم و الجلالة انتهی.

و ارتفاعه إما علی عرش العظمة و الجلال أو هو كنایة عن استیلائه علی العرش فهو یتضمن الاستیلاء علی كل شی ء لأن تقدیر جمیع الأمور فیه أو لكونه محیطا بالجمیع أو المراد بالعرش جمیع الأشیاء و هو أحد إطلاقاته كما مر و قوله بالیأس متعلق بقوله لأقطعن أی ییأس غالبا أو إلا بإذنه تعالی و إضافة الثوب إلی المذلة من إضافة المشبه به إلی المشبه و الكسوة ترشیح التشبیه و لأنحینه أی لأبعدنه و أزیلنه و الشدائد أی تحت قدرتی.

ص: 131


1- 1. الكافی: ج 2 ص 66.

و یقرع بالفكر تشبیه الفكر بالید مكنیة و إثبات القرع له تخییلیة و ذكر الباب ترشیح و هی مغلقة أی أبواب الحاجات مغلقة و مفاتیحها بیده سبحانه و هو استعارة علی التمثیل للتنبیه علی أن قضاء الحاجة المرفوعة إلی الخلق لا یتحقق إلا بإذنه و النائبة المصیبة واحدة نوائب الدهر أی أمل رحمتی لدفع نوائبه فقطعته دونها أی فجعلته منقطعا عاجزا قبل الوصول إلی دفعها من قولهم قطع بفلان فهو مقطوع به إذا عجز عن سفره من نفقة ذهبت أو قامت علیه راحلته و نحوه فالدفع أو نحوه مقدر فی الموضعین أو التقدیر فقطعته أی تجاوزت عنه عند تلك المصیبة فلم أخلصه عنها من قطع النهر إذا تجاوزه و قیل المعنی قطعته عن نفسی قبل تلك المصیبة فلم أرافقه لدفعها و قیل أی قطعته عند النوائب و هجرته أو منعته من أمله و رجائه و لم أدفع نوائبه تقول قطعت الصدیق قطیعة إذا هجرته و قطعته من حقه إذا منعته لعظیمة أی لمطالب عظیمة أو لنازلة عظیمة عندی محفوظة أی لم أعطهم إیاها لعدم مصلحتهم و حفظت عوضها من المثوبات العظیمة فلم یرضوا بهذا الحفظ بل حملوه علی التقصیر أو العجز أو قلة اللطف و عجلوا طلبها و طلبوا من غیری ممن لا یمل أی من الملائكة.

و أمرتهم أن لا یغلقوا الأبواب كنایة عن السعی فی قضاء حوائجهم أو دفع وساوس الشیطان عنهم و توفیقهم للدعاء و المسألة بل الدعاء و سؤال المغفرة و الرحمة لهم أو رفع حاجاتهم إلی اللّٰه و عرضها علیه سبحانه و إن كان تعالی عالما بها فإنه من أسباب الإجابة و كل ذلك ورد فی الآیات و الأخبار مع أنه لا استبعاد فی أن یكون للسماوات أبواب تفتح عند دعاء المؤمنین علامة لإجابتهم.

فلم یثقوا بقولی أی وعدی الإجابة لهم و إنی أعطیهم مع عدم الإجابة أفضل من ذلك و إن مفاتیح الأمور بیدی من طرقته أی نزلت به و أتته مطلقا و إن كان إطلاقه علی ما نزل باللیل أكثر إلا من بعد إذنی أی تیسیر الأسباب و رفع الموانع أعطیته الضمیر راجع إلی من طرقته نائبة أو إلی الإنسان مطلقا أ فیرانی الاستفهام للإنكار و التعجب و یقال بخله بالتشدید أی نسبه إلی البخل

ص: 132

أ و لیس عطف علی بخیل أو الهمزة للاستفهام و الواو للعطف علی الجمل السابقة و كذا الفقرة الآتیة تحتمل الوجهین.

فمن یقطعها دونی أی فمن یقدر أن یقطع آمال العباد عنی قبل وصولها إلی أو من یقدر أن یقطع الآمال عن العباد غیری و علی الأول أیضا یشعر بأنه سبحانه قادر علی قطع آمال العباد بعضهم عن بعض أ فلا یخشی المؤملون الخشیة إما من العقوبة أو من قطع الآمال أو من الإبعاد عن مقام القرب أو من إزالة النعماء عنه أنا قیمه أی قائم بسیاسة أموره و فیه إشارة إلی أن مقدوراته سبحانه غیر متناهیة و الزیادة و النقصان من خواص المتناهی.

فیا بؤسا البؤس و البأساء الشدة و الفقر و الحزن و نصب بؤسا بالنداء لكونه نكرة فالنداء مجاز لبیان أن القانط و العاصی هو محل ذلك و مستحقه و قیل تقدیره یا قوم أبصروا بؤسا و أقول یحتمل أن یكون یا للتنبیه و قوله بؤسا كقوله تعالی فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ فإن التقدیر أسحقهم اللّٰه سحقا فكذا هاهنا و لم یراقبنی أی لم یخف عذابی أو لم یحفظ حقوقی.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِیَنْبُعَ وَ قَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِی فِی بَعْضِ الْأَسْفَارِ فَقَالَ لِی بَعْضُ وُلْدِ الْحُسَیْنِ مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ فَقُلْتُ مُوسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ إِذاً لَا تُقْضَی حَاجَتُكَ ثُمَّ لَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ قُلْتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی وَجَدْتُ فِی بَعْضِ كُتُبِ آبَائِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِیثِ السَّابِقِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَمْلِ عَلَیَّ فَأَمْلَاهُ عَلَیَّ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَسْأَلُهُ حَاجَةً بَعْدَهَا(1).

بیان: فی القاموس ینبع كینصر حصن له عیون و نخیل و زروع بطریق حاج مصر(2).

ص: 133


1- 1. الكافی: ج 2 ص 67.
2- 2. و أمّا موسی بن عبد اللّٰه، فهو موسی بن عبد اللّٰه بن الحسن المثنی. و كنیته أبو عبد اللّٰه و لقبه الجون، و له خبر فی كتاب الكافی: ج 1 ص 358- 366، و قال أبو نصر البخاری: أمه أم هند أم أخویه- یعنی محمّد النفس الزكیة و إبراهیم ابنی عبد اللّٰه ابن الحسن- هرب الی مكّة بعد قتل أخویه و حج المهدی بالناس فی تلك السنة فقال فی الطواف قائل: أیها الامیر لی الأمان و أدلك علی موسی الجون ابن عبد اللّٰه؟ فقال المهدی لك الأمان ان دللتنی علیه، فقال: اللّٰه أكبر أنا موسی بن عبد اللّٰه. فقال المهدی: من یعرفك ممن حولك من الطالبیة؟ فقال: هذا الحسن بن زید و هذا موسی بن جعفر، و هذا الحسن بن عبید اللّٰه بن العباس بن علی، فقالوا جمیعا صدق هذا موسی بن عبد اللّٰه بن الحسن، فخلی سبیله.

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَی مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام خَرَجَ یَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَجَعَ نَبِیّاً وَ خَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَیْمَانَ علیه السلام وَ خَرَجَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ یَطْلُبُونَ الْعِزَّةَ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِینَ (1).

«10»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ یَا رَبِّ رَضِیتُ بِمَا قَضَیْتَ تُمِیتُ الْكَبِیرَ وَ تُبْقِی الطِّفْلَ الصَّغِیرَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُوسَی أَ مَا تَرْضَانِی لَهُمْ رَازِقاً وَ كَفِیلًا قَالَ بَلَی یَا رَبِّ فَنِعْمَ الْوَكِیلُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْكَفِیلُ (2).

«11»- ن (3)، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ التَّوَكُّلِ فَقَالَ لِی أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ أَحَداً قَالَ قُلْتُ:

ص: 134


1- 1. أمالی الصدوق ص 107.
2- 2. أمالی الصدوق ص 119.
3- 3. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 50.

فَمَا حَدُّ التَّوَاضُعِ قَالَ أَنْ تُعْطِیَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ مَا تُحِبُّ أَنْ یُعْطُوكَ مِثْلَهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَشْتَهِی أَنْ أَعْلَمَ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ فَقَالَ انْظُرْ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ (1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا ابْنَ آدَمَ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ وَ لَا تُعَلِّمْنِی مَا یُصْلِحُكَ (2).

«13»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: الْإِیمَانُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الرِّضَا بِقَضَائِهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ التَّفْوِیضُ إِلَی اللَّهِ قَالَ عَبْدٌ صَالِحٌ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ ... فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(3).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَثِقَ بِالزَّمَانِ صُرِعَ (4).

«15»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: ثِقْ بِاللَّهِ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِیّاً(5).

«16»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مُعَاوِیَةُ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةً لَمْ یُحْرَمْ ثَلَاثَةً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (6) وَ یَقُولُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (7) وَ یَقُولُ:

ص: 135


1- 1. أمالی الصدوق ص 145.
2- 2. أمالی الصدوق ص 193.
3- 3. قرب الإسناد ص 208.
4- 4. أمالی الصدوق ص 268.
5- 5. الخصال ج 1 ص 80.
6- 6. الطلاق: 3.
7- 7. إبراهیم: 7.

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1).

سن، [المحاسن] معاویة بن وهب عنه علیه السلام: مثله (2).

«17»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَ فِیمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنْ قَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ لِیَعْتَبِرْ مَنْ قَصُرَ یَقِینُهُ وَ ضَعُفَتْ نِیَّتُهُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَهُ فِی ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ آتَاهُ رِزْقَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَسْبٌ وَ لَا حِیلَةٌ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیَرْزُقُهُ فِی الْحَالِ الرَّابِعَةِ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَانَ فِی رَحِمِ أُمِّهِ یَرْزُقُهُ هُنَاكَ فِی قَرَارٍ مَكِینٍ حَیْثُ لَا یُؤْذِیهِ حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَجْرَی رِزْقاً مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ یَكْفِیهِ بِهِ وَ یُرَبِّیهِ وَ یَنْعَشُهُ (3) مِنْ غَیْرِ حَوْلٍ بِهِ وَ لَا قُوَّةٍ ثُمَّ فُطِمَ مِنْ ذَلِكَ فَأَجْرَی لَهُ رِزْقاً مِنْ كَسْبِ أَبَوَیْهِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ لَهُ مِنْ قُلُوبِهِمَا لَا یَمْلِكَانِ غَیْرَ ذَلِكَ حَتَّی إِنَّهُمَا یُؤْثِرَانِهِ عَلَی أَنْفُسِهِمَا فِی أَحْوَالٍ كَثِیرَةٍ حَتَّی إِذَا كَبِرَ وَ عَقَلَ وَ اكْتَسَبَ لِنَفْسِهِ ضَاقَ بِهِ أَمْرُهُ وَ ظَنَّ الظُّنُونَ بِرَبِّهِ وَ جَحَدَ الْحُقُوقَ فِی مَالِهِ وَ قَتَّرَ عَلَی نَفْسِهِ وَ عِیَالِهِ مَخَافَةَ إِقْتَارِ رِزْقِهِ وَ سُوءِ یَقِینٍ بِالْخَلَفِ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ فَبِئْسَ الْعَبْدُ هَذَا یَا بُنَیَ (4).

«18»- ل، [الخصال] الْفَامِیُّ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ إِبْلِیسُ خَمْسَةُ أَشْیَاءَ لَیْسَ لِی فِیهِنَّ حِیلَةٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِی قَبْضَتِی مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَنْ نِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ اتَّكَلَ عَلَیْهِ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ مَنْ كَثُرَ تَسْبِیحُهُ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ مَنْ رَضِیَ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَا یَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ لَمْ یَجْزَعْ عَلَی الْمُصِیبَةِ حِینَ تُصِیبُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ وَ لَمْ یَهْتَمَّ لِرِزْقِهِ (5).

ص: 136


1- 1. الخصال ج 1 ص 50، و الآیة الأخیرة فی غافر: 60.
2- 2. المحاسن ص 3.
3- 3. یقال: نعشه اللّٰه نعشا: رفعه و أقامه، و تداركه من هلكة، و جبره بعد فقر و سد فقره.
4- 4. الخصال ج 1 ص 60.
5- 5. الخصال ج 1 ص 137.

«19»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَجْلِسِهِ فَقِیلَ عَلِیلٌ فَقَصَدَهُ عَائِداً وَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَوَجَدَهُ دَنِفاً(1)

فَقَالَ لَهُ أَحْسِنْ ظَنَّكَ بِاللَّهِ قَالَ أَمَّا ظَنِّی بِاللَّهِ حَسَنٌ وَ لَكِنْ غَمِّی لِبَنَاتِی مَا أَمْرَضَنِی غَیْرُ غَمِّی بِهِنَ (2)

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الَّذِی تَرْجُوهُ لِتَضْعِیفِ حَسَنَاتِكَ وَ مَحْوِ سَیِّئَاتِكَ فَارْجُهُ لِإِصْلَاحِ حَالِ بَنَاتِكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَمَّا جَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی وَ بَلَغْتُ أَغْصَانَهَا وَ قُضْبَانَهَا رَأَیْتُ بَعْضَ ثِمَارِ قُضْبَانِهَا أَثْدَاؤُهُ مُعَلَّقَةٌ یَقْطُرُ مِنْ بَعْضِهَا اللَّبَنُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الْعَسَلُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الدُّهْنُ وَ یَخْرُجُ عَنْ بَعْضِهَا شِبْهُ دَقِیقِ السَّمِیذِ(3)

وَ عَنْ بَعْضِهَا الثِّیَابُ وَ عَنْ بَعْضِهَا كَالنَّبِقِ فَیَهْوِی ذَلِكَ نَحْوَ الْأَرْضِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَیْنَ مَقَرُّ هَذِهِ الْخَارِجَاتِ عَنْ هَذِهِ الْأَثْدَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ مَعِی جَبْرَئِیلُ لِأَنِّی كُنْتُ جَاوَزْتُ مَرْتَبَتَهُ وَ اخْتَزَلَ دُونِی فَنَادَانِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِی سِرِّی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ أَنْبَتُّهَا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْأَرْفَعِ لِأَغْذُوَ مِنْهَا بَنَاتِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ بَنِیهِمْ فَقُلْ لآِبَاءِ الْبَنَاتِ لَا تَضِیقَنَّ صُدُورُكُمْ عَلَی فَاقَتِهِنَّ فَإِنِّی كَمَا خَلَقْتُهُنَّ أَرْزُقُهُنَ (4).

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَدَعْ طَلَبَ الرِّزْقِ

ص: 137


1- 1. الدنف- محركة- المرض اللازم و هكذا یقال للمریض الذی لزمه المرض بلفظ واحد مع الجمیع یقال: رجل دنف و امرأة دنف و هم دنف، و الدنف- ككتف- أیضا من لازمه مرضه و الجمع أدناف و هی دنفة و الجمع دنفات.
2- 2. فی المصدر المطبوع: غیر رفقی بهن، و« غیر همی بهن» خ ل.
3- 3. فی المصدر: السمید- بالدال المهملة و فی بعض النسخ السمراء و المعنی واحد و هو الحواری- كسمانی- لباب الدقیق و كل ما حورای بیض من طعام. و السمیذ بالمعجمة أفصح منه بالمهملة.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 3.

مِنْ حِلِّهِ فَإِنَّهُ عَوْنٌ لَكَ عَلَی دِینِكَ وَ اعْقِلْ رَاحِلَتَكَ وَ تَوَكَّلْ (1).

جا، [المجالس للمفید] الجعابی: مثله (2).

«21»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] سَیَأْتِی فِی مَوَاعِظِ الْبَاقِرِ علیه السلام: یَا جَابِرُ مَنْ هَذَا الَّذِی سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ أَوْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَكْفِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ یُنْجِهِ (3).

«22»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَتْقَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَلْیَكُنْ بِمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِی یَدِهِ (4).

«23»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ مَا التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا یَضُرُّ وَ لَا یَنْفَعُ وَ لَا یُعْطِی وَ لَا یَمْنَعُ وَ اسْتِعْمَالُ الْیَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ یَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَرْجُ وَ لَمْ یَخَفْ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَطْمَعْ فِی أَحَدٍ سِوَی اللَّهِ فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّلُ الْخَبَرَ(5).

«24»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ تُرِیدُ وَ أُرِیدُ وَ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا أُرِیدُ فَإِنْ أَسْلَمْتَ لِمَا أُرِیدُ أَعْطَیْتُكَ مَا تُرِیدُ وَ إِنْ لَمْ تُسْلِمْ لِمَا أُرِیدُ أَتْعَبْتُكَ فِیمَا تُرِیدُ ثُمَّ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا أُرِیدُ(6).

«25»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ید، [التوحید] الْمُكَتِّبُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ

ص: 138


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 196.
2- 2. أمالی المفید ص 110.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 302.
4- 4. معانی الأخبار ص 196.
5- 5. معانی الأخبار ص 261.
6- 6. التوحید: 349.

عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِقَضَائِی وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِقَدَرِی فَلْیَلْتَمِسْ إِلَهاً غَیْرِی.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی كُلِّ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خِیَرَةٌ لِلْمُؤْمِنِ (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب علامات المؤمن.

«26»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَضِیَ الْقَضَاءَ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ هُوَ مَأْجُورٌ وَ مَنْ سَخِطَ الْقَضَاءَ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ (2).

«27»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ (3).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الرِّضَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ فِیمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ وَ فِیمَا كَرِهَ وَ لَمْ یَصْنَعِ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَیْئاً إِلَّا وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ (4).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا أَتَاكَ عَلَی ضَعْفِكَ وَ مَا كَانَ عَلَیْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ وَ مَنِ انْقَطَعَ رَجَاهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ قَرَّتْ عَیْنُهُ (5).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 139


1- 1. عیون الأخبار ج 1 ص 141.
2- 2. الخصال ج 1 ص 14.
3- 3. الخصال ج 2 ص 167.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 200.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 229.

علیه السلام قَالَ: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ یَا مُوسَی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعَافِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَبْدِی عَلَیْهِ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ عَلَی نَعْمَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ أَمْرِی (1).

«31»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا بَنِی آدَمَ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَیْتُ وَ كُلُّكُمْ عَائِلٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَیْتُ وَ كُلُّكُمْ هَالِكٌ إِلَّا مَنْ أَنْجَیْتُ فَاسْأَلُونِی أَكْفِكُمْ وَ أَهْدِكُمْ سَبِیلَ رُشْدِكُمْ إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ لَا یُصْلِحُهُ إِلَّا الْفَاقَةُ وَ لَوْ أَغْنَیْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ لَا یُصْلِحُهُ إِلَّا الصِّحَّةُ وَ لَوْ أَمْرَضْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِی لَمَنْ یَجْتَهِدُ فِی عِبَادَتِی وَ قِیَامِ اللَّیْلِ لِی فَأُلْقِی عَلَیْهِ النُّعَاسَ نَظَراً مِنِّی لَهُ فَیَرْقُدُ حَتَّی یُصْبِحَ وَ یَقُومُ حِینَ یَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ زَارٍ عَلَیْهَا وَ لَوْ خَلَّیْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَا یُرِیدُ لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ بِعَمَلِهِ ثُمَّ كَانَ هَلَاكُهُ فِی عُجْبِهِ وَ رِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ فَیَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِینَ وَ جَازَ بِاجْتِهَادِهِ حَدَّ الْمُقَصِّرِینَ فَیَتَبَاعَدُ بِذَلِكَ مِنِّی وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ أَلَا فَلَا یَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمْ وَ إِنْ حَسُنَتْ وَ لَا یَیْأَسِ الْمُذْنِبُونَ مِنْ مَغْفِرَتِی لِذُنُوبِهِمْ وَ إِنْ كَثُرَتْ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ لِفَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ نَظَرِی فَلْیَطْمَئِنُّوا وَ ذَلِكَ أَنِّی أُدَبِّرُ عِبَادِی بِمَا یُصْلِحُهُمْ وَ أَنَا بِهِمْ لَطِیفٌ خَبِیرٌ(2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی كتاب العدل.

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ

ص: 140


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 243.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 168.

عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَسْأَلُونِّی مِمَّ ضَحِكْتُ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَجِبْتُ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَضَاءٍ یَقْضِیهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ فِی عَاقِبَةِ أَمْرِهِ (1).

«33»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الزَّعْزَاعِ عَنْ أَبِی ثَابِتٍ الْخَزَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُوعاً شَدِیداً فَأَتَی الْكَعْبَةَ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِهَا فَقَالَ رَبَّ مُحَمَّدٍ لَا تُجِعْ مُحَمَّداً أَكْثَرَ مِمَّا أَجَعْتَهُ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَعَهُ لُوزَةٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ اللَّهُ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنْ هَذِهِ

اللُّوزَةِ فَفَكَّ عَنْهَا فَإِذَا فِیهَا وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ نَضِرَةٌ مَكْتُوبَةٌ عَلَیْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُ مُحَمَّداً بِعَلِیٍّ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ مَا أَنْصَفَ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِی قَضَائِهِ وَ اسْتَبْطَأَهُ فِی رِزْقِهِ (2).

«34»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ إِلَی عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما(3) قَالَ كَانَ ذَلِكَ الْكَنْزُ لَوْحاً مِنْ ذَهَبٍ فِیهِ مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَجِبْتُ لِمَنْ یَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ كَیْفَ یَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ یُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَیْفَ یَحْزَنُ عَجِبْتُ لِمَنْ یَذْكُرُ النَّارَ كَیْفَ یَضْحَكُ عَجِبْتُ لِمَنْ یَرَی الدُّنْیَا وَ تَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالًا بَعْدَ حَالٍ كَیْفَ یَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا(4).

«35»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ

ص: 141


1- 1. أمالی الصدوق ص 326.
2- 2. أمالی الصدوق ص 330.
3- 3. الكهف: 81.
4- 4. معانی الأخبار ص 200.

عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(1).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن: مثله (2).

«36»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الشِّرْكَ أَخْفَی مِنْ دَبِیبِ النَّمْلِ وَ قَالَ مِنْهُ تَحْوِیلُ الْخَاتَمِ لِیَذْكُرَ الْحَاجَةَ وَ شِبْهَ هَذَا(3).

«37»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (4) أَخْبَرَهُ أَنَّهُ إِنَّمَا حُبِسَ الْوَحْیُ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً لِأَنَّهُ قَالَ لِقُرَیْشٍ غَداً أُخْبِرُكُمْ بِجَوَابِ مَسَائِلِكُمْ وَ لَمْ یَسْتَثْنِ فَقَالَ اللَّهُ وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ ءٍ الْآیَةَ(5).

«38»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا صَعِدَ مُوسَی إِلَی الطُّورِ فَنَاجَی رَبَّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی خَزَائِنَكَ قَالَ یَا مُوسَی إِنَّ خَزَائِنِی إِذَا أَرَدْتُ شَیْئاً أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ وَ قَالَ قَالَ یَا رَبِّ أَیُّ خَلْقٍ أَبْغَضُ إِلَیْكَ قَالَ الَّذِی یَتَّهِمُنِی قَالَ وَ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ یَتَّهِمُكَ قَالَ نَعَمْ الَّذِی یَسْتَخِیرُنِی فَأَخِیرُ لَهُ وَ الَّذِی أَقْضِی الْقَضَاءَ لَهُ وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ فَیَتَّهِمُنِی.

«39»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَ غَیْرِهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَرَجَ

ص: 142


1- 1. الخصال ج 1 ص 43.
2- 2. المحاسن ص 6.
3- 3. معانی الأخبار ص 379.
4- 4. الكهف: 23.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 395.

أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ فَتَصَحَّرَ وَ اتَّكَی عَلَی جِدَارٍ مِنْ جُدْرَانِهَا مُفَكِّراً إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَامَ حُزْنُكَ أَ عَلَی الدُّنْیَا فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ یَشْتَرِكُ فِیهِ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ أَمْ عَلَی الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَادِرٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ إِنَّمَا حُزْنِی عَلَی فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ أَمْ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ وَ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً اسْتَخَارَ اللَّهَ فَلَمْ یَخِرْ لَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَلَّی الرَّجُلُ وَ قَالَ هُوَ ذَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا هُوَ الْخَضِرُ علیه السلام.

قال الصدوق جاء هذا الحدیث هكذا و قد روی فی حدیث آخر أن ذلك كان مع علی بن الحسین علیهما السلام (1).

«40»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِی إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِی دُونَ خَلْقِی إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِرِزْقِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَ لِی غَفَرْتُ لَهُ (2).

«41»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَمَّلَ دُونِی الْأُنَاسَ وَ لَأُلْبِسَنَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّیَنَّهُ مِنْ وَصْلِی وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِی مَنْ ذَا الَّذِی رَجَانِی لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَقَطَعْتُ بِهِ دُونَهَا(3).

«42»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ سُئِلَ عَنْ حَدِّ التَّوَكُّلِ مَا هُوَ قَالَ لَا تَخَافُ سِوَاهُ.

وَ أَرْوِی: أَنَّ الْغِنَی وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرا بِمَوَاضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَرَجَاتٌ مِنْهَا

ص: 143


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 58 راجع الرقم 1 فیما سبق.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السلام ص 2 و الساقط أضفناه من المصدر.
3- 3. لم نجده فی المصدر.

أَنْ تَثِقَ بِهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَهُ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ یَكِیدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقٍ دُونِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ بِأَیِّ الْوَادِی هَلَكَ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّی لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَایَ عَلَی هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی قَلْبِهِ وَ هَمَّهُ فِی آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ وَ أَتَتْهُ الدُّنْیَا وَ هِیَ رَاغِمَةٌ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّ مَكَانِی لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَاهُ عَلَی هَوَایَ إِلَّا قَطَعْتُ رَجَاهُ وَ لَمْ أَرْزُقْهُ مِنْهَا إِلَّا مَا قَدَّرْتُ لَهُ.

و أروی أن بعض العلماء كان یقول: سبحان من لو كانت الدنیا خیرا كلها أهلك فیها من أحب سبحان من لو كانت الدنیا شرا كلها نجا منها من أراد.

وَ رُوِیَ: كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَی مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام خَرَجَ یَقْتَبِسُ نَاراً لِأَهْلِهِ فَكَلَّمَهُ اللَّهُ وَ رَجَعَ نَبِیّاً وَ خَرَجَتْ مَلَكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَیْمَانَ وَ خَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ یَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِینَ.

وَ رُوِیَ: لَا تَقُلْ لِشَیْ ءٍ قَدْ مَضَی لَوْ كَانَ غَیْرُهُ.

رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام قَالَ: إِذَا شَاءَ اللَّهُ فَیُعْطِینَا وَ إِذَا أَحَبَّ أَنْ یَكْرَهَ رَضِینَا.

وَ أَرْوِی: أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ.

وَ رُوِیَ: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا.

وَ رُوِیَ: مَا قَضَی اللَّهُ عَلَی عَبْدِهِ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ الْخَیْرَ فِیهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی

ص: 144

مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعَافِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی أَكْتُبْهُ مِنَ الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ تعرض [یَعْتَرِضُ] كُلَّ خَیْرٍ لَوْ قُرِّضَ بِالْمَقَارِیضِ كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ كَانَ خَیْراً لَهُ.

وَ رُوِیَ: مَنْ أُعْطِیَ الدِّینَ فَقَدْ أُعْطِیَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ مَنْ لَا یُحِبُّ وَ لَا یُعْطِی الدِّینَ إِلَّا مَنْ یُحِبُّهُ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: لَا یُعْطِی اللَّهُ الدِّینَ إِلَّا أَهْلَ خَاصَّتِهِ وَ صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ.

وَ رُوِیَ: إِذَا طَلَبْتَ شَیْئاً مِنَ الدُّنْیَا فَزُوِیَ عَنْكَ فَاذْكُرْ مَا خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ مِنْ دِینِهِ وَ مَا صَرَفَهُ عَنْكَ بِغَیْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْرَی أَنْ تَسْخُوَ نَفْسُكَ عَمَّا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْیَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانَةَ مَعَكَ فِی الْجَنَّةِ فِی دَرَجَتِكَ فَسَارَ إِلَیْهَا فَسَأَلَهَا عَنْ عَمَلِهَا فَخَبَّرَتْهُ فَوَجَدَهُ مِثْلَ أَعْمَالِ سَائِرِ النَّاسِ فَسَأَلَهَا عَنْ نِیَّتِهَا فَقَالَتْ مَا كُنْتُ فِی حَالَةٍ فَنَقَلَنِی مِنْهَا إِلَی غَیْرِهَا إِلَّا كُنْتُ بِالْحَالَةِ الَّتِی نَقَلَنِی إِلَیْهَا أَسَرَّ مِنِّی بِالْحَالَةِ الَّتِی كُنْتُ فِیهَا فَقَالَ حُسْنُ ظَنِّكِ بِاللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا أُعْطِیَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجَائِهِ مِنْهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِیَابِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا أَنْ یَسُوءَ الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ تَقْصِیرَهُ مِنْ رَجَائِهِ لِلَّهِ وَ سُوءَ خُلُقِهِ وَ مِنِ اغْتِیَابِهِ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ لَا یَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِیمٌ یَسْتَحِی أَنْ یَخْلُفَ ظَنَّ عَبْدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الظَّانِّینَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَیْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ(1).

ص: 145


1- 1. الفتح: 6.

وَ رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ علیه السلام قَالَ: یَا رَبِّ مَا آمَنَ بِكَ مَنْ عَرَفَكَ فَلَمْ یُحْسِنِ الظَّنَّ بِكَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ آخِرَ عَبْدٍ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ فَیَلْتَفِتُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ لَمْ یَكُنْ هَذَا ظَنِّی بِكَ فَیَقُولُ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِی قَالَ كَانَ ظَنِّی بِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ تُسْكِنَنِی جَنَّتَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ یَا مَلَائِكَتِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ جُودِی وَ كَرَمِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّی مَا ظَنَّ بِی عَبْدِی خَیْراً سَاعَةً قَطُّ وَ لَوْ ظَنَّ بِی سَاعَةً خَیْراً مَا رَوَّعْتُهُ بِالنَّارِ أَجِیزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ.

ثُمَّ قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا لَا یَتَّكِلُ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِی فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِی عِبَادَتِی كَانُوا مُقَصِّرِینَ غَیْرَ بَالِغِینَ فِی عِبَادَاتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِی فِیمَا یَظُنُّونَهُ (1)

عِنْدِی مِنْ كَرَامَتِی وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ مِنْ فَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ الظَّنِّ بِی فَلْیَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِی عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ وَ مِنَّتِی تَبْلُغُهُمْ وَ رِضْوَانِی وَ مَغْفِرَتِی یَلْبِسَهُمْ فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ بِذَلِكَ سُمِّیتُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ أَنْ یَحْبِسَ فِی الْحَبْسِ رَجُلَیْنِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَحَبَسَهُمَا ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِطْلَاقِهِمَا قَالَ فَنَظَرَ إِلَی أَحَدِهِمَا فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْهُدْبَةِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِی بَلَغَ بِكَ مَا أَرَی مِنْكَ قَالَ الْخَوْفُ عَنِ اللَّهِ وَ نَظَرَ إِلَی الْآخَرِ لَمْ یَتَشَعَّبْ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ كُنْتُمَا فِی أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ قَدْ رَأَیْتُ بَلَغَ الْأَمْرُ بِصَاحِبِكَ وَ أَنْتَ لَمْ تَتَغَیَّرْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنَّهُ كَانَ ظَنِّی بِاللَّهِ جَمِیلًا حَسَناً فَقَالَ یَا رَبِّ قَدْ سَمِعْتَ مَقَالَةَ عَبْدَیْكَ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ صَاحِبُ الظَّنِّ الْحَسَنِ أَفْضَلُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِی بِی فَلْیَظُنَّ بِی مَا شَاءَ یَجِدْنِی عِنْدَهُ (2).

ص: 146


1- 1. فیما یطلبونه خ.
2- 2. قد مر بعض هذه الأخبار عن المصدر فی المجلد 70 باب الخوف و الرجاء ص 389.

«42»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: التَّوَكُّلُ كَأْسٌ مَخْتُومٌ یَخْتِمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا یَشْرَبُ بِهَا وَ لَا یَفُضُّ خِتَامَهَا إِلَّا الْمُتَوَكِّلُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (1) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (2) جَعَلَ التَّوَكُّلَ مِفْتَاحَ الْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانَ قُفْلَ التَّوَكُّلِ وَ حَقِیقَةُ التَّوَكُّلِ الْإِیثَارُ وَ أَصْلُ الْإِیثَارِ تَقْدِیمُ الشَّیْ ءِ بِحَقِّهِ وَ لَا یَنْفَكُّ الْمُتَوَكِّلُ فِی تَوَكُّلِهِ مِنْ إِثْبَاتِ أَحَدِ الْإِیثَارَیْنِ فَإِنْ آثَرَ مَعْلُولَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْكَوْنُ حُجِبَ بِهِ وَ إِنْ آثَرَ الْمُعَلِّلَ عِلَّةَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْبَارِئُ سُبْحَانَهُ بَقِیَ مَعَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ مُتَوَكِّلًا لَا مُتَعَلِّلًا فَكَبِّرْ عَلَی رُوحِكَ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ وَ وَدِّعْ أَمَانِیَّكَ كُلَّهَا وَدَاعَ الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ أَدْنَی حَدِّ التَّوَكُّلِ أَنْ لَا تُسَابِقَ مَقْدُورَكَ بِالْهِمَّةِ وَ لَا تُطَالِعَ مَقْسُومَكَ وَ لَا تَسْتَشْرِفَ مَعْدُومَكَ فَیَنْتَقِضَ بِأَحَدِهَا عَقْدُ إِیمَانِكَ وَ أَنْتَ لَا تَشْعُرُ وَ إِنْ عَزَمْتَ أَنْ تَقِفَ عَلَی بَعْضِ شِعَارِ الْمُتَوَكِّلِینَ حَقّاً فَاعْتَصِمْ بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ الْحِكَایَةِ وَ هِیَ أَنَّهُ رُوِیَ أَنَّ بَعْضَ الْمُتَوَكِّلِینَ قَدِمَ عَلَی بَعْضِ الْأَئِمَّةِ فَقَالَ لَهُ اعْطِفْ عَلَیَّ بِجَوَابِ مَسْأَلَةٍ فِی التَّوَكُّلِ وَ الْإِمَامُ كَانَ یَعْرِفُ الرَّجُلَ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ وَ نَفِیسِ الْوَرَعِ وَ أَشْرَفَ عَلَی صِدْقِهِ فِیمَا سَأَلَ عَنْهُ مِنْ قِبَلِ إِبْدَائِهِ إِیَّاهُ فَقَالَ لَهُ قِفْ مَكَانَكَ وَ أَنْظِرْنِی سَاعَةً فَفَعَلَ فَبَیْنَمَا هُوَ مُطْرِقٌ لِجَوَابِهِ إِذَا اجْتَازَ بِهِمَا فَقِیرٌ فَأَدْخَلَ الْإِمَامُ علیه السلام یَدَهُ فِی جَیْبِهِ وَ أَخْرَجَ شَیْئاً فَنَاوَلَهُ لِلْفَقِیرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی السَّائِلِ فَقَالَ هَاتِ وَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ السَّائِلُ أَیُّهَا الْإِمَامُ كُنْتُ أَعْرِفُكَ قَادِراً مُتَمَكِّناً مِنْ جَوَابِ مَسْأَلَتِی قَبْلَ أَنِ اسْتَنْظَرْتَنِی فَمَا شَأْنُكَ فِی إِبْطَائِكَ عَنِّی فَقَالَ الْإِمَامُ لِتَعْتَبِرَ الْمَعْنَی مِنِّی قَبْلَ كَلَامِی إِذَا لَمْ أَكُنْ أَرَانِی سَاهِیاً بِسِرِّی وَ رَبِّی مُطَّلِعٌ عَلَیْهِ إِنْ أَتَكَلَّمْ بِعِلْمِ التَّوَكُّلِ وَ فِی جَیْبِی دَانِقٌ ثُمَّ لَمْ یَحُلَّ لِی ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ إِیْتَائِهِ (3) ثُمَ

ص: 147


1- 1. إبراهیم: 11.
2- 2. المائدة: 23.
3- 3. فی المصدر: ایثاره.

لِیَعْلَمْ بِهِ فَافْهَمْ فَشَهَقَ السَّائِلُ فَحَلَفَ أَنْ لَا یَأْوِیَ عُمْرَاناً وَ لَا یَأْنَسَ بَشَراً مَا عَاشَ (1).

«43»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: خَرَجْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَیْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا حُزْنُكَ فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ فَقُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَهُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ فَعَلَامَ خَوْفُكَ قُلْتُ الْخَوْفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا لَیْسَ قُدَّامِی أَحَدٌ(2).

جا، [المجالس للمفید] أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزیار عن علی بن الحكم عن أبی حفص الأعشی و محمد بن سنان عن رجل من بنی أسد جمیعا عن الثمالی: مثله (3).

«44»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُفَوِّضُ أَمْرَهُ إِلَی اللَّهِ فِی رَاحَةِ الْأَبَدِ وَ الْعَیْشِ الدَّائِمِ الرَّغَدِ وَ الْمُفَوِّضُ حَقّاً هُوَ الْعَالِی عَنْ كُلِّ هِمَّةٍ دُونَ اللَّهِ كَقَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام نَظْماً:

رَضِیتُ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لِی***وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی خَالِقِی

كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ فِیمَا مَضَی***كَذَلِكَ یَحْسُنُ فِیمَا بَقِیَ

ص: 148


1- 1. مصباح الشریعة 51.
2- 2. إرشاد المفید ص 241- 242.
3- 3. مجالس المفید ص 127.

وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْمُؤْمِنِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (1) وَ التَّفْوِیضُ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حُكْمٌ فَمَنْ أَتَی بِأَحْكَامِهِ فَقَدْ أَتَی بِهِ التَّاءُ مِنْ تَرْكِ التَّدْبِیرِ

وَ الدُّنْیَا وَ الْفَاءُ مِنْ فَنَاءِ كُلِّ هِمَّةٍ غَیْرِ اللَّهِ وَ الْوَاوُ مِنْ وَفَاءِ الْعَهْدِ وَ تَصْدِیقِ الْوَعْدِ وَ الْیَاءُ مِنَ الْیَأْسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ الْیَقِینِ بِرَبِّكَ وَ الضَّادُ مِنَ الضَّمِیرِ الصَّافِی لِلَّهِ وَ الضَّرُورَةِ إِلَیْهِ وَ الْمُفَوِّضُ لَا یُصْبِحُ إِلَّا سَالِماً مِنْ جَمِیعِ الْآفَاتِ وَ لَا یُمْسِی إِلَّا مُعَافًی بِدِینِهِ (2).

«45»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: صِفَةُ الرِّضَا أَنْ یَرْضَی الْمَحْبُوبَ وَ الْمَكْرُوهَ وَ الرِّضَا [شُعَاعُ نُورِ الْمَعْرِفَةِ وَ الرَّاضِی فَانٍ عَنْ جَمِیعِ اخْتِیَارِهِ وَ الرَّاضِی حَقِیقَةً هُوَ الْمَرْضِیُّ عَنْهُ وَ الرِّضَا اسْمٌ یَجْتَمِعُ فِیهِ مَعَانِی الْعُبُودِیَّةِ وَ تَفْسِیرُ الرِّضَا] سُرُورُ الْقَلْبِ سَمِعْتُ أَبِی محمد [مُحَمَّداً] الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ تَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِالْمَوْجُودِ شِرْكٌ وَ بِالْمَفْقُودِ كُفْرٌ وَ هُمَا خَارِجَانِ عَنْ سُنَّةِ الرِّضَا وَ أَعْجَبُ مِمَّنْ یَدَّعِی الْعُبُودِیَّةَ لِلَّهِ كَیْفَ یُنَازِعُهُ فِی مَقْدُورَاتِهِ حَاشَا الرَّاضِینَ الْعَارِفِینَ عَنْ ذَلِكَ (3).

«46»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا فَلَا تَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ لَا تَسْخَطُوا نِعَمَ اللَّهِ وَ لَا تَقْتَرِحُوا عَلَی اللَّهِ وَ إِذَا ابْتُلِیَ أَحَدُكُمْ فِی رِزْقِهِ أَوْ مَعِیشَتِهِ بِمَا لَا یُحِبُّ فَلَا یَنْجِذَنَّ شَیْئاً یَسْأَلُهُ لَعَلَّ فِی ذَلِكَ حَتْفَهُ وَ هَلَاكَهُ وَ لَكِنْ لِیَقُلْ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ إِنْ كَانَ مَا كَرِهْتُهُ مِنْ أَمْرِی هَذَا خَیْراً لِی وَ أَفْضَلَ فِی دِینِی فَصَبِّرْنِی عَلَیْهِ وَ قَوِّنِی عَلَی احْتِمَالِهِ وَ نَشِّطْنِی لِلنُّهُوضِ بِثِقْلِ أَعْبَائِهِ وَ إِنْ كَانَ خِلَافُ ذَلِكَ خَیْراً فَجُدْ عَلَیَّ بِهِ وَ رَضِّنِی بِقَضَائِكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ فَلَكَ الْحَمْدُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ قَدَّرَ اللَّهُ وَ یَسَّرَ لَكَ مَا هُوَ خَیْرٌ(4).

«47»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ

ص: 149


1- 1. المؤمن: 44- 45.
2- 2. مصباح الشریعة ص 59.
3- 3. مصباح الشریعة ص 61.
4- 4. تفسیر الإمام 125، و النجذ الالحاح.

لِیُوسُفَ أَ لَسْتُ الَّذِی حَبَّبْتُكَ إِلَی أَبِیكَ وَ فَضَّلْتُكَ عَلَی النَّاسِ بِالْحُسْنِ أَ وَ لَسْتُ الَّذِی سُقْتُ إِلَیْكَ السَّیَّارَةَ وَ أَنْقَذْتُكَ وَ أَخْرَجْتُكَ مِنَ الْجُبِّ أَ وَ لَسْتُ الَّذِی صَرَفْتُ عَنْكَ كَیْدَ النِّسْوَةِ فَمَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ تَرْفَعَ رَغْبَتَكَ عَنِّی أَوْ تَدْعُوَ مَخْلُوقاً دُونِی فَالْبَثْ لِمَا قُلْتَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ (1).

«48»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَالَ لِلْفَتَی اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ (2) أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ حَتَّی كُشِطَ لَهُ عَنِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ فَقَالَ لَهُ یَا یُوسُفُ انْظُرْ مَا ذَا تَرَی قَالَ أَرَی حَجَراً صَغِیراً فَفَلَقَ الْحَجَرَ فَقَالَ مَا ذَا تَرَی قَالَ أَرَی دُودَةً صَغِیرَةً قَالَ فَمَنْ رَازِقُهَا قَالَ اللَّهُ قَالَ فَإِنَّ رَبَّكَ یَقُولُ لَمْ أَنْسَ هَذِهِ الدُّودَةَ فِی ذَلِكَ الْحَجَرِ فِی قَعْرِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ أَ ظَنَنْتَ أَنِّی أَنْسَاكَ حَتَّی تَقُولَ لِلْفَتَی اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ لَتَلْبَثَنَّ فِی السِّجْنِ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ بِضْعَ سِنِینَ قَالَ فَبَكَی یُوسُفُ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّی بَكَی لِبُكَائِهِ الْحِیطَانُ قَالَ فَتَأَذَّی بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ فَصَالَحَهُمْ عَلَی أَنْ یَبْكِیَ یَوْماً وَ یَسْكُتَ یَوْماً وَ كَانَ فِی الْیَوْمِ الَّذِی یَسْكُتُ أَسْوَأَ حَالًا(3).

«49»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ ما یُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (4) قَالَ هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لَوْ لَا فُلَانٌ لَهَلَكْتُ وَ لَوْ لَا فُلَانٌ لَأَصَبْتُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَوْ لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عِیَالِی أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَدْ جَعَلَ شَرِیكاً فِی مُلْكِهِ یَرْزُقُهُ وَ یَدْفَعُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ فَیَقُولُ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَیَّ بِفُلَانٍ لَهَلَكْتُ قَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهَذَا(5).

أقول: قد مر مثله بأسانید فی باب أنواع الكفر(6).

«50»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: عَجَباً لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ كَیْفَ

ص: 150


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 177.
2- 2. یوسف: 42.
3- 3. المصدر ج 2 ص 177.
4- 4. یوسف: 106.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 200.
6- 6. بل سیجی ء فی باب الكفر و لوازمه تحت الرقم 25.

یَسْتَبْطِئُ اللَّهَ فِی رِزْقِهِ وَ كَیْفَ لَمْ یَصْطَبِرْ عَلَی قَضَائِهِ (1).

«51»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَی اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا یَرْزُقُ الطَّیْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَ تَرُوحُ بِطَاناً.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ أَرَاهُ السُّرُورَ وَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ كَفَاهُ الْأُمُورَ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَتْقَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: مَنْ تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ لَا یُغْلَبُ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ لَا یُهْزَمُ (2).

«52»- محص، [التمحیص] عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَا أُبَالِی أَصْبَحْتُ فَقِیراً أَوْ مَرِیضاً أَوْ غَنِیّاً لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ لَا أَفْعَلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ.

«53»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ لَعِبَاداً لَا یَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِینِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ السُّقْمِ فِی أَبْدَانِهِمْ فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ السُّقْمِ فَیَصْلُحُ لَهُمْ عَلَیْهِ أَمْرُ دِینِ عِبَادِی وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ لَمَنْ یَجْتَهِدُ فِی عِبَادَتِی فَیَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ وَ لَذِیذِ وِسَادِهِ فَیَتَهَجَّدُ لِیَ اللَّیَالِیَ فَیُتْعِبُ نَفْسَهُ فِی عِبَادَتِی فَأَضْرِبُهُ بِالنُّعَاسِ اللَّیْلَةَ وَ اللَّیْلَتَیْنِ نَظَراً مِنِّی لَهُ وَ إِبْقَاءً عَلَیْهِ فَیَنَامُ حَتَّی یُصْبِحَ فَیَقْرَؤُهُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ زَارٍ عَلَیْهَا وَ لَوْ أُخَلِّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَا یُرِیدُ مِنْ عِبَادَتِی لَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعُجْبُ فَیُصَیِّرُهُ الْعُجْبُ إِلَی الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِهِ فَیَأْتِیهِ مِنْ ذَلِكَ مَا فِیهِ هَلَاكُهُ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ عِنْدَ حَدِّ التَّقْصِیرِ فَیَتَبَاعَدُ مِنِّی عِنْدَ ذَلِكَ وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ فَلَا یَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِی فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِی عِبَادَتِی كَانُوا مُقَصِّرِینَ غَیْرَ بَالِغِینَ فِی عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِی فِیمَا یَطْلُبُونَ عِنْدِی مِنْ كَرَامَتِی وَ النَّعِیمِ فِی جَنَّاتِی وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ لِفَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ الظَّنِّ بِی فَلْیَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِی عِنْدَ ذَلِكَ تُدَارِكُهُمْ وَ مَنِّی

ص: 151


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 339، فی آیة الكهف: 83.
2- 2. جامع الأخبار ص 137.

یُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِی وَ مَغْفِرَتِی یُلْبِسُهُمْ عَفْوِی فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ بِذَلِكَ تَسَمَّیْتُ.

«54»- محص، [التمحیص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَجَباً لِلْمُؤْمِنِ لَا یَقْضِی اللَّهُ عَلَیْهِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ سَرَّهُ أَوْ سَاءَهُ إِنِ ابْتَلَاهُ كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ وَ إِنْ أَعْطَاهُ وَ أَكْرَمَهُ كَانَ قَدْ حَبَاهُ.

«55»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَلَی عَبْدِهِ فِی غَیْرِ أَمَلِهِ وَ كَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ أَمَلًا الْخِیَارُ فِی غَیْرِهِ وَ كَمْ مِنْ سَاعٍ مِنْ حَتْفِهِ وَ هُوَ مُبْطِئٌ عَنْ حَظِّهِ.

«56»- محص، [التمحیص] عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَضَاءِ اللَّهِ كُلُّ خَیْرٍ لِلْمُؤْمِنِینَ.

عَنْ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْوَلِیَّ لِلَّهِ یَدْعُو فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ الْأَمْرِ اقْضِ لِعَبْدِی حَاجَتَهُ وَ لَا تَعْجَلْ فَإِنِّی أَشْتَهِی أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْعَدُوَّ لِلَّهِ لَیَدْعُو اللَّهَ فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیُقَالُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ (1)

بِهِ اقْضِ حَاجَتَهُ وَ عَجِّلْهَا فَإِنِّی أُبْغِضُ أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ مَا أُعْطِیَ هَذَا حَاجَتَهُ وَ حُرِمَ هَذَا إِلَّا لِكَرَامَةِ هَذَا عَلَی اللَّهِ وَ هَوَانِ هَذَا عَلَیْهِ.

«57»- محص، [التمحیص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اغْتَمَّ كَانَ لِلْغَمِّ أَهْلًا فَیَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَكُونَ بِاللَّهِ وَ بِمَا صَنَعَ رَاضِیاً.

«58»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی اللَّهُ لِمُؤْمِنٍ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْخِیَرَةَ فِیمَا یَقْضِی.

«59»- محص، [التمحیص] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ عِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الْفَرَحَ فِی الْیَقِینِ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِی الشَّكِّ فَارْضُوا عَنِ اللَّهِ وَ سَلِّمُوا لِأَمْرِهِ.

«60»- محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الرِّضَا بِمَكْرُوهِ الْقَضَاءِ مِنْ أَعْلَی دَرَجَاتِ الْیَقِینِ.

ص: 152


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من الكافی ج 2 ص 490، و قد كان فی الأصل بیاض.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ فِیمَا قَضَی عَلَیْهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ یَقْضِ اللَّهُ عَلَیْهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ.

«61»- محص، [التمحیص] عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: رُفِعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْمٌ فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ مَنِ الْقَوْمُ قَالُوا مُؤْمِنُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا بَلَغَ مِنْ إِیمَانِكُمْ قَالُوا الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ یَكُونُوا أَنْبِیَاءَ إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ (1)

فَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ وَ لَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (2).

«62»- محص، [التمحیص] عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3) فَقَالَ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ دَرَجَاتٌ فَمِنْهَا أَنْ تَثِقَ بِهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ یُؤْتِكَ إِلَّا خَیْراً وَ فَضْلًا وَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِی ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكَّلْتَ عَلَی اللَّهِ بِتَفْوِیضِ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ وَثِقْتَ بِهِ فِیهَا وَ فِی غَیْرِهَا.

مشكاة الأنوار، عن أبی الحسن الأول علیه السلام: مثله (4).

«63»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَحَقُّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ بِالتَّسْلِیمِ لِمَا قَضَی اللَّهُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْقَضَاءِ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ عَظُمَ عَلَیْهِ أَجْرُهُ وَ مَنْ سَخِطَ الْقَضَاءَ مَضَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ.

ص: 153


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من نسخة المشكاة ص 34.
2- 2. و فی الكافی: بینا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی بعض أسفاره اذ لقیه ركب فقالوا: السلام علیك یا رسول اللّٰه، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون یا رسول اللّٰه قال: فما حقیقة ایمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء اللّٰه، و التفویض إلی اللّٰه، و التسلیم لامر اللّٰه، فقال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: علماء حكماء كادوا أن یكونوا من الحكمة أنبیاء، فان كنتم صادقین فلا تبنوا ما لا تسكنون و لا تجمعوا ما لا تأكلون، و اتقوا اللّٰه الذی إلیه ترجعون.
3- 3. الطلاق: 3.
4- 4. مشكاة الأنوار: 16 مع اختلاف.

مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن: مثله (1).

«64»- محص، [التمحیص] عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: یَنْبَغِی لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا یَسْتَبْطِئَهُ فِی رِزْقِهِ وَ لَا یَتَّهِمَهُ فِی قَضَائِهِ.

«65»- محص، [التمحیص] عَنْ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِالرِّضَا فِی مَوْضِعِ الْقَضَاءِ حُمْرَ النَّعَمِ.

«66»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَوَكَّلَ وَ قَنِعَ وَ رَضِیَ كُفِیَ الْمَطْلَبَ (2).

«67»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ یَاسِینَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: أَصَابَتْنِی فَاقَةٌ شَدِیدَةٌ وَ إِضَاقَةٌ وَ لَا صَدِیقَ لِمَضِیقٍ وَ لَزِمَنِی دَیْنٌ ثَقِیلٌ وَ غَرِیمٌ یُلِحُّ بِاقْتِضَائِهِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ دَارِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ شَعَرَ بِذَلِكَ مِنْ حَالِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَدِیمُ مَعْرِفَةٍ فَلَقِیَنِی فِی الطَّرِیقِ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ قَالَ لِی قَدْ بَلَغَنِی مَا أَنْتَ بِسَبِیلِهِ فَمَنْ تُؤَمِّلُ لِكَشْفِ مَا نَزَلَ بِكَ قُلْتُ الْحَسَنَ بْنَ زَیْدٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُقْضَی حَاجَتُكَ وَ لَا تُسْعَفُ بِطَلِبَتِكَ فَعَلَیْكَ بِمَنْ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ وَ هُوَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ فَالْتَمِسْ مَا تُؤَمِّلُهُ مِنْ قِبَلِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ:

أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی بَعْضِ أَنْبِیَائِهِ فِی بَعْضِ وَحْیِهِ إِلَیْهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَیْرِی بِالْإِیَاسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِی النَّارِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَرَجِی وَ فَضْلِی أَ یُؤَمِّلُ عَبْدِی فِی الشَّدَائِدِ غَیْرِی وَ الشَّدَائِدُ بِیَدِی أَوْ یَرْجُو سِوَایَ وَ أَنَا الْغَنِیُّ الْجَوَادُ بِیَدِی مَفَاتِیحُ الْأَبْوَابِ وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ بَابِی مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِی أَ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّهُ مَا أَوْهَنَتْهُ نَائِبَةٌ لَمْ یَمْلِكْ كَشْفَهَا عَنْهُ غَیْرِی فَمَا لِی أَرَاهُ بِأَمَلِهِ مُعْرِضاً

ص: 154


1- 1. مشكاة الأنوار ص 17.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 16.

عَنِّی قَدْ أَعْطَیْتُهُ بِجُودِی وَ كَرَمِی مَا لَمْ یَسْأَلْنِی فَأَعْرَضَ عَنِّی وَ لَمْ یَسْأَلْنِی وَ سَأَلَ فِی نَائِبَتِهِ غَیْرِی وَ أَنَا اللَّهُ أَبْتَدِئُ بِالْعَطِیَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ أَ فَأُسْأَلُ فَلَا أُجِیبُ كَلَّا أَ وَ لَیْسَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ لِی أَ وَ لَیْسَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ بِیَدِی فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِینَ

سَأَلُونِی جَمِیعاً فَأَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِی مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَیِّمُهُ فَیَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ فَأَعَادَهُ ثَلَاثاً فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا سَأَلْتُ أَحَداً بَعْدَ هَذَا حَاجَةً فَمَا لَبِثْتُ أَنْ جَاءَنِی اللَّهُ بِرِزْقٍ وَ فَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ (1).

«68»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِی إِلَّا قَطَعْتُ بِهِ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ أَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِی دُونَ خَلْقِی إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ فَإِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَنِی غَفَرْتُ لَهُ (2).

«69»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَا اسْتَغْنَی أَحَدٌ بِاللَّهِ إِلَّا افْتَقَرَ النَّاسُ إِلَیْهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ عَتَبَ عَلَی الزَّمَانِ طَالَ مَعْتَبَتُهُ.

وَ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: كَیْفَ یُضَیَّعُ مَنِ اللَّهُ كَافِلُهُ وَ كَیْفَ یَنْجُو مَنِ اللَّهُ طَالِبُهُ وَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَی غَیْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ.

«70»- بَیَانُ التَّنْزِیلِ لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ، قَالَ: أَمَرَ نُمْرُودُ بِجَمْعِ الْحَطَبِ فِی سَوَادِ الْكُوفَةِ عِنْدَ نَهْرِ كُوثَی (3) مِنْ قَرْیَةِ قُطْنَانَا وَ أَوْقَدَ النَّارَ فَعَجَزُوا عَنْ رَمْیِ إِبْرَاهِیمَ فَعَمِلَ

ص: 155


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 196.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 198.
3- 3. قیل هی كوثی ربی علی وزن طوبی هدی كان قریة من قری الكوفة كما ذكره المؤرخون و الذی ذكر اللغویون هو كوثی قال الجزریّ: كوثی العراق هی سرة السواد. و بها ولد إبراهیم الخلیل علیه السلام و قال یاقوت: و كوثی العراق كوثیان: أحدهما الطریق و الآخر كوثی ربی و بها مشهد إبراهیم الخلیل علیه السلام و بها مولده. و هما من أرض بابل و بها طرح إبراهیم فی النار. و قال الفیروزآبادی: و القطقطانة بضمهما موضع بالكوفة كانت سجن النعمان بن المنذر.

لَهُمْ إِبْلِیسُ الْمَنْجَنِیقَ فَرُمِیَ بِهِ فَتَلَقَّاهُ جَبْرَئِیلُ فِی الْهَوَاءِ فَقَالَ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ أَمَّا إِلَیْكَ فَلَا حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَاسْتَقْبَلَهُ مِیكَائِیلُ فَقَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَخْمَدْتُ النَّارَ فَإِنَّ خَزَائِنَ الْأَمْطَارِ وَ الْمِیَاهِ بِیَدِی فَقَالَ لَا أُرِیدُ وَ أَتَاهُ مَلَكُ الرِّیحِ فَقَالَ لَوْ شِئْتَ طَیَّرْتُ النَّارَ قَالَ لَا أُرِیدُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ فَاسْأَلِ اللَّهَ فَقَالَ حَسْبِی مِنْ سُؤَالِی عِلْمُهُ بِحَالِی.

«71»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَ الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الدُّعَاءُ عِنْدَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: رَأْسُ كُلِّ طَاعَةٍ الرِّضَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَی الْعَبْدِ فِیمَا أَحَبَّ وَ فِیمَا كَرِهَ.

«72»- نهج، [نهج البلاغة]: أَغْضِ عَلَی الْقَذَی وَ إِلَّا لَمْ تَرْضَ أَبَداً(1).

«73»- كَنْزٌ الْكَرَاجُكِیِّ،: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ ثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ هَلْ مِنْ أَحَدٍ وَثِقَ بِاللَّهِ فَلَمْ یُنْجِهِ یَا بُنَیَّ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ مَنْ ذَا الَّذِی تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ یَا بُنَیَّ أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ مَنْ ذَا الَّذِی أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّهِ بِهِ.

«74»- عُدَّةُ الدَّاعِی،: سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ حَدِّ التَّوَكُّلِ فَقَالَ أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَیْئاً.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُعْرَفَ كَیْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَعْرِفْ كَیْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ یُنْزِلُ الْعَبْدَ مِثْلَ مَا یُنْزِلُ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ (2).

ص: 156


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
2- 2. عدّة الداعی ص 106.

«75»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْغِنَی وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَاهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنَّهُ مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ تَكِیدُهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ فِی أَیِّ وَادٍ تَهَالَكَ (1).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِشَیْ ءٍ قَدْ مَضَی لَوْ كَانَ غَیْرُهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ (2) الْآیَةَ قَالَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ وَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ قُلْتُ فَكَیْفَ عَلِمَ الرَّسُولُ أَنَّهَا كَذَلِكَ قَالَ كُشِفَ لَهُ الْغِطَاءُ قُلْتُ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ عُلِمَ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ بِالتَّسْلِیمِ لِلَّهِ وَ الرِّضَا فِیمَا وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ وَرَاءِ سُخْطٍ(3).

وَ مِنْهُ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْإِیمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ وَ تَفْوِیضُ الْأَمْرِ إِلَی اللَّهِ وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ (4) الْآیَةَ قَالَ التَّسْلِیمُ وَ الرِّضَا وَ الْقُنُوعُ بِقَضَائِهِ.

وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَی قَوْمٍ وَ أَمَرَ أَنْ یُقَاتِلَهُمْ فَشَكَا إِلَی اللَّهِ الضَّعْفَ فَقَالَ اخْتَرِ الْقِتَالَ أَوِ النَّارَ قَالَ یَا رَبِّ لَا طَاقَةَ لِی بِالنَّارِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیكَ فِی سَنَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ ذَلِكَ النَّبِیُّ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ

ص: 157


1- 1. مشكاة الأنوار ص 16.
2- 2. الأحزاب: 56.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 17.
4- 4. النساء: 65.

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَقُلْتُ لَا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ فَقَالَ اخْتَرِ النَّارَ أَوْ الْقِتَالَ قَالُوا بَلَی لَا طَاقَةَ لَنَا بِالنَّارِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی فِی سَنَتِی هَذِهِ قَالُوا تَفْعَلُ وَ نَفْعَلُ وَ تَكُونُ وَ نَكُونُ (1) قَالَ وَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً آخَرَ إِلَی قَوْمٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُقَاتِلَهُمْ فَشَكَا إِلَی اللَّهِ الضَّعْفَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیكَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ الضَّعْفَ فَقَالُوا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالُوا ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ بِالنَّصْرِ فِی سَنَتِهِمْ تِلْكَ لِتَفْوِیضِهِمْ إِلَی اللَّهِ وَ قَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

«6»- وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ مِنَ التَّوَكُّلِ أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ غَیْرَهُ (2).

وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ فِیمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ أَوْ كَرِهَ وَ لَا یَرْضَی عَبْدٌ عَنِ اللَّهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی اللَّهُ لِمُؤْمِنٍ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ الْخِیَرَةَ لَهُ فِیمَا قَضَی (3).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ مِنْ خَلْقِی خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ لِذَلِكَ سَمَّیْتُهُ بِاسْمِی مُؤْمِناً لَأُحَرِّمُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِیَ خِیَرَةٌ لَهُ مِنِّی وَ إِنِّی لَأُمَلِّكُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِیَ خِیَرَةٌ لَهُ مِنِّی فَلْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَصْبِرْ

ص: 158


1- 1. مشكاة الأنوار ص 19.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 20.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 21.

عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی أَكْتُبْهُ یَا مُحَمَّدُ مِنَ الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ كَیْفَ یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَ هُوَ یَسْخَطُ قِسْمَهُ وَ یُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَ الْحَاكِمُ عَلَیْهِ اللَّهُ فَأَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَا یَهْجُسْ فِی قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ فَیُسْتَجَابَ لَهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: الرُّوحُ وَ الرَّاحَةُ فِی الرِّضَا وَ الْیَقِینِ وَ الْهَمُّ وَ الْحَزَنُ فِی الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.

وَ قَالَ علیه السلام: أُجْرِیَ الْقَلَمُ فِی مَحَبَّةِ اللَّهِ فَمَنْ أَصْفَاهُ اللَّهُ بِالرِّضَا فَقَدْ أَكْرَمَهُ وَ مَنِ ابْتَلَاهُ بِالسُّخْطِ فَقَدْ أَهَانَهُ وَ الرِّضَا وَ السُّخْطُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ: یَنْبَغِی لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا یَسْتَبْطِئَهُ فِی رِزْقِهِ وَ لَا یَتَّهِمَهُ فِی قَضَائِهِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسْبَابُهَا إِلَی الْعِبَادِ فَمَنْ قُضِیَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْیَقْبَلْهَا عَنِ اللَّهِ بِالرِّضَا وَ الصَّبْرِ.

قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّمَا یَجْمَعُ النَّاسُ بِالرِّضَا وَ السَّخَطِ فَمَنْ رَضِیَ أَمْراً فَقَدْ دَخَلَ عَلَیْهِ وَ مَنْ سَخِطَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ وَ مَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ فِیمَا قَضَی عَلَیْهِ مِمَّا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ یَقْضِ اللَّهُ لَهُ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ إِلَیْهِ وَ قَدْ ذَبَلَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا رَأْسُهُ فَبَكَی فَقَالَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَبْكِی فَقَالَ لَا أَبْكِی وَ أَنَا أَرَاكَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ قَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ تَعَرَّضَ كُلَّ خَیْرٍ إِنْ قُطِعَ أَعْضَاؤُهُ كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ كَانَ خَیْراً لَهُ (1)(2).

«76»- الْمُؤْمِنُ، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَضَاءِ اللَّهِ

ص: 159


1- 1. مشكاة الأنوار ص 33.
2- 2. مشكاة الأنوار: 34.

عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ خَیْرٍ لِلْمُؤْمِنِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا یَقْضِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا كَانَ خَیْراً لَهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(1) ثُمَّ قَالَ أَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سُلِّطُوا عَلَیْهِ وَ قَتَلُوهُ فَأَمَّا مَا وَقَاهُ اللَّهُ فَوَقَاهُ أَنْ یَفْتِنُوهُ فِی دِینِهِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِی الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّی أَنْ یُقَرَّضَ بِالْمَقَارِیضِ.

«77»- الْمُؤْمِنُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی یَا مُوسَی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی أَنَا أَبْتَلِیهِ بِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعْطِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَزْوِی عَنْهُ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَلَیْهِ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ أَمْرِی.

باب 64 الاجتهاد و الحث علی العمل

الآیات:

البقرة: یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (2)

و قال تعالی: فَمَنْ تَبِعَ هُدایَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (3)

و قال تعالی: سَنَزِیدُ الْمُحْسِنِینَ (4)

و

ص: 160


1- 1. سورة المؤمن: 44 و 45.
2- 2. البقرة: 21.
3- 3. البقرة: 38.
4- 4. البقرة: 58.

قال: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ النَّصاری وَ الصَّابِئِینَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1)

و قال تعالی: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(2)

و قال تعالی: وَ قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ (3)

آل عمران: یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(4)

و قال حاكیا عن عیسی علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (5)

النساء: لَیْسَ بِأَمانِیِّكُمْ وَ لا أَمانِیِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ وَ لا یَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً(6)

و قال تعالی: لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ مَنْ یَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَ یَسْتَكْبِرْ فَسَیَحْشُرُهُمْ إِلَیْهِ جَمِیعاً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَیُوَفِّیهِمْ أُجُورَهُمْ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِینَ اسْتَنْكَفُوا وَ اسْتَكْبَرُوا فَیُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِیماً وَ لا یَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً(7)

المائدة: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصَّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ

ص: 161


1- 1. البقرة: 62.
2- 2. البقرة: 110.
3- 3. البقرة: 223.
4- 4. آل عمران: 30.
5- 5. آل عمران: 51.
6- 6. النساء: 123- 124.
7- 7. النساء: 172- 173.

وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا یَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2)

الأنعام: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (3)

الأعراف حاكیا عن نوح: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ إِنِّی أَخافُ عَلَیْكُمْ عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ (4)

و قال تعالی حاكیا عن هود: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (5)

و قال تعالی حاكیا عن صالح و شعیب علیهما السلام: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ (6)

و قال: إِنَّ الَّذِینَ عِنْدَ رَبِّكَ لا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ یَسْجُدُونَ (7)

الأنفال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما یُحْیِیكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ (8)

التوبة: وَ سَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (9)

و قال تعالی: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (10)

ص: 162


1- 1. المائدة: 69.
2- 2. المائدة: 105.
3- 3. الأنعام: 102.
4- 4. الأعراف: 59.
5- 5. الأعراف: 65.
6- 6. الأعراف: 73 و 85.
7- 7. الأعراف: 206.
8- 8. الأنفال: 24.
9- 9. براءة: 94.
10- 10. براءة: 105.

یونس: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ إلی قوله تعالی لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ(1)

هود حاكیا عن صالح علیه السلام: قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِیها(2)

و قال تعالی: وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما یَعْمَلُونَ خَبِیرٌ فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(3)

النحل: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (4)

و قال تعالی: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ إلی قوله تعالی أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (5)

الكهف: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ(6)

و قال تعالی: وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ أَمَلًا(7)

مریم: إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (8)

و قال تعالی: رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(9)

و قال تعالی: وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ مَرَدًّا(10)

ص: 163


1- 1. یونس: 3.
2- 2. هود: 61.
3- 3. هود: 111- 112.
4- 4. النحل: 97.
5- 5. النحل: 106- 108.
6- 6. الكهف: 30.
7- 7. الكهف: 46.
8- 8. مریم: 36.
9- 9. مریم: 65.
10- 10. مریم: 76.

طه: إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی (1)

و قال تعالی: وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً(2)

و قال تعالی: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(3)

الأنبیاء: وَ مَنْ عِنْدَهُ لا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا یَسْتَحْسِرُونَ (4)

و قال تعالی: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (5)

و قال تعالی: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (6)

و قال تعالی: فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ وَ إِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (7)

الحج: وَ بَشِّرِ الْمُحْسِنِینَ (8)

المؤمنون حاكیا عن نوح علیه السلام: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (9)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (10)

النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ

ص: 164


1- 1. طه: 24.
2- 2. طه: 112.
3- 3. طه: 115.
4- 4. الأنبیاء: 19.
5- 5. الأنبیاء: 25.
6- 6. الأنبیاء: 92.
7- 7. الأنبیاء: 94.
8- 8. الحجّ: 37.
9- 9. المؤمنون: 23.
10- 10. المؤمنون: 51- 52.

بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (1)

العنكبوت: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ (2)

و قال سبحانه: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِی الصَّالِحِینَ (3)

و قال تعالی: وَ إِبْراهِیمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)

و قال تعالی: وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ (5)

لقمان: یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ(6)

سبأ: وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(7)

فاطر: مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (8)

یس: وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (9)

و قال تعالی: أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ یا بَنِی آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّیْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ وَ أَنِ اعْبُدُونِی هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِیراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (10)

ص: 165


1- 1. النور: 55.
2- 2. العنكبوت: 7.
3- 3. العنكبوت: 9.
4- 4. العنكبوت: 16.
5- 5. العنكبوت: 69.
6- 6. لقمان: 16.
7- 7. سبأ: 11.
8- 8. فاطر: 10.
9- 9. یس: 12.
10- 10. یس: 60- 62.

الصافات: إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (1)

فی مواضع ص: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ كَالْفُجَّارِ(2)

الزمر: ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ(3)

و قال تعالی: لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ (4)

و قال تعالی: وَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِینَ أَوْ تَقُولَ حِینَ تَرَی الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِی كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ بَلی قَدْ جاءَتْكَ آیاتِی فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِینَ (5)

المؤمن: مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (6)

و قال تعالی: وَ ما یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ لَا الْمُسِی ءُ قَلِیلًا ما تَتَذَكَّرُونَ (7)

السجدة: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَیْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ(8)

حمعسق: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِیرُ ذلِكَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا

ص: 166


1- 1. الصافّات: 80، 105، 110، 121، 131.
2- 2. ص: 28.
3- 3. الزمر: 7.
4- 4. الزمر: 34.
5- 5. الزمر: 54- 59.
6- 6. المؤمن: 40.
7- 7. المؤمن: 58.
8- 8. السجدة: 46.

الصَّالِحاتِ (1)

و قال تعالی: وَ یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (2)

الزخرف: إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (3)

الجاثیة: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَیْها ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (4)

و قال تعالی: أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْكُمُونَ وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (5)

الذاریات: فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ إِنِّی لَكُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ (6)

الطور: كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِینٌ (7)

النجم: أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّی فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولی وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِی السَّماواتِ لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی (8)

و قال تعالی: وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی إلی قوله تعالی هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقی (9)

الحدید: سابِقُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ

ص: 167


1- 1. الشوری: 22 و 23.
2- 2. الشوری: 26.
3- 3. الزخرف: 64.
4- 4. الجاثیة: 15.
5- 5. الجاثیة: 21- 22.
6- 6. الذاریات: 50.
7- 7. الطور: 21.
8- 8. النجم: 24- 26.
9- 9. النجم: 31- 32.

أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (1)

التحریم: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ (2)

نوح: قالَ یا قَوْمِ إِنِّی لَكُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِیعُونِ یَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ یُؤَخِّرْكُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا یُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (3)

المزمل: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَیْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً(4)

المدثر: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فِی جَنَّاتٍ (5)

القیامة: یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ (6)

الدهر: إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً(7)

المرسلات: كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (8)

النازعات: یَوْمَ یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعی وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِمَنْ یَری (9)

المطففین: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّینٌ

ص: 168


1- 1. الحدید: 21.
2- 2. التحریم: 6.
3- 3. نوح: 2- 4.
4- 4. المزّمّل: 20.
5- 5. المدّثّر: 38- 39.
6- 6. القیامة: 13- 15.
7- 7. الدهر: 22.
8- 8. المرسلات: 43- 44.
9- 9. النازعات: 35- 36.

كِتابٌ مَرْقُومٌ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ الَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ وَ ما یُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما كانُوا یَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ ثُمَّ یُقالُ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (1)

الإنشقاق: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلی رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِیهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً وَ یَصْلی سَعِیراً إِنَّهُ كانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ بَلی إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِیراً فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ اللَّیْلِ وَ ما وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (2)

الطارق: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ(3)

التین: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ (4)

الزلزال: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (5)

القارعة: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ

ص: 169


1- 1. المطففین: 7- 28.
2- 2. الانشقاق: 6- 19.
3- 3. الطارق: 4.
4- 4. التین: 6.
5- 5. الزلزال: 7- 8.

مَوازِینُهُ فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ وَ ما أَدْراكَ ما هِیَهْ نارٌ حامِیَةٌ(1).

«1»- مع (2)،[معانی الأخبار] ل (3)، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنِ الْعُتْبَی یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِیبٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْمِنْقَرِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ قَیْسُ بْنُ عَاصِمٍ: وَفَدْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلْتُ وَ عِنْدَهُ الصَّلْصَالُ بْنُ الدَّلَهْمَسِ (4)

فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً نَنْتَفِعُ بِهَا فَإِنَّا قَوْمٌ نُعَمَّرُ(5) فِی الْبَرِّیَّةِ

ص: 170


1- 1. القارعة: 6- 11.
2- 2. معانی الأخبار ص 233.
3- 3. الخصال ج 1 ص 56.
4- 4. عنونه ابن حجر فی القسم الأوّل من الإصابة و قال: الصلصال بن الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الاغر بن الغضنفر بن تیم بن ربیعة بن نزار، أبو الغضنفر قال ابن حیان: له صحبة حدیثه عند ابن الضو و قال المرزبانی: یقال انه أنشد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله شعرا: و ذكر ابن الجوزی أن الصلصال قدم مع بنی تمیم و أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله أوصاهم بشی ء فقال قیس بن عاصم: وددت لو كان هذا الكلام شعرا نعلمه أولادنا فقال الصلصال: انا أنظمه یا رسول اللّٰه، فأنشده أبیاتا و أوردها ابن درید فی أمالیه عن أبی حاتم السجستانیّ عن العتبی عن أبیه قال: قال قیس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بنی تمیم فدخلت علیه و عنده الصلصال بنی الدلهمس فقال قیس: یا رسول اللّٰه عظنا عظة ننتفع بها فهو عظهم موعظة حسنة فقال قیس: أحب أن یكون هذا الكلام أبیاتا من الشعر نفتخر به علی من یلینا و ندخرها فأمر من یأتیه بحسان فقال الصلصال: یا رسول اللّٰه! قد حضرتنی أبیات أحسبها توافق ما أراد قیس فقال: هاتها فقال إلی آخر الأبیات مع اختلاف ما، راجع الإصابة ج 2 ص 186.
5- 5. فی بعض النسخ كالامالی و الخصال نعبر من العبور و فی المعانی نعیر: أی نذهب و نجی ء و نتردد فی البریة و أمّا نعمر فهو الأصحّ یقال: عمر بالمكان أی أقام به، و عمر بیته أی لزمه، و المعنی أنا نسكن فی البریة و الصحاری و لا یمكننا أن نقدم علیك كل یوم أو نسكن فی سائر البلدان العامرة بأهل الدیانة فننتفع بمواعظهم فعظنا بموعظة ننتفع بها أیام اقامتنا فی البراری.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَیْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا وَ إِنَّ مَعَ الْحَیَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْیَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیباً وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ سَیِّئَةٍ عِقَاباً وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ یَا قَیْسُ مِنْ قَرِینٍ یُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَیٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَیِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِیماً أَكْرَمَكَ وَ إِنْ كَانَ لَئِیماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لَا یُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ أَنِسْتَ بِهِ وَ إِنْ فَسَدَ لَا تَسْتَوْحِشُ إِلَّا مِنْهُ وَ هُوَ فِعْلُكَ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ فِی أَبْیَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ نَفْخَرُ بِهِ عَلَی مَنْ یَلِینَا مِنَ الْعَرَبِ وَ نَدَّخِرُهُ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَأْتِیهِ بِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ فَأَقْبَلْتُ (1) أُفَكِّرُ فِیمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْعِظَةَ مِنَ الشِّعْرِ فَاسْتَتَبَّ لِیَ (2)

الْقَوْلُ قَبْلَ مَجِی ءِ حَسَّانَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَضَرَتْنِی أَبْیَاتٌ أَحْسَبُهَا تُوَافِقُ مَا یُرِیدُ فَقُلْتُ لِقَیْسِ بْنِ عَاصِمٍ:

تَخَیَّرْ خَلِیطاً مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا***قَرِینُ الْفَتَی فِی الْقَبْرِ مَا كَانَ یَفْعَلُ

وَ لَا بُدَّ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَنْ تُعِدَّهُ***لِیَوْمٍ یُنَادَی الْمَرْءُ فِیهِ فَیُقْبِلُ

فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولًا بِشَیْ ءٍ فَلَا تَكُنْ***بِغَیْرِ الَّذِی یَرْضَی بِهِ اللَّهُ تُشْغَلُ

فَلَنْ یَصْحَبَ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ***وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا الَّذِی كَانَ یَعْمَل

أَلَا إِنَّمَا الْإِنْسَانُ ضَیْفٌ لِأَهْلِهِ***یُقِیمُ قَلِیلًا بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَرْحَلُ

«2»- لی (3)،[الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ طَالَ

ص: 171


1- 1. الصحیح:« قال الصلصال فأقبلت افكر» الخ، و لذلك یقول بعد ذلك فقلت لقیس، و لا یكون القائل الا الصلصال، مع ما عرفت من نسخة الإصابة« فقال الصلصال یا رسول اللّٰه قد حضرتنی أبیات أحسبها توافق ما أراد قیس فقال هاتها».
2- 2. یقال: استتب الامر: اطرد و استقام و استمر، و ذل له ما أراد.
3- 3. أمالی الصدوق ص 3.

عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ فَحَسُنَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ رَضِیَ عَنْهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَیْلٌ لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ سَاءَ عَمَلُهُ فَسَاءَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ سَخِطَ عَلَیْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَ (1).

أقول: سیأتی الأخبار فی أبواب المواعظ.

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ:

اعْمَلْ عَلَی مَهَلٍ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ***وَ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَیُّهَا الْإِنْسَانُ

فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ یَكُ إِذْ مَضَی***وَ كَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانَ (2).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ إِذَا صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ یُنَادِی النَّاسَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی یُسْمِعَ أَهْلَ الْمَسْجِدِ أَیُّهَا النَّاسُ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَدْ نُودِیَ فِیكُمْ بِالرَّحِیلِ (3) فَمَا التَّعَرُّجُ (4)

عَلَی الدُّنْیَا بَعْدَ نِدَاءٍ فِیهَا بِالرَّحِیلِ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ انْتَقِلُوا بِأَفْضَلِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ وَ هُوَ التَّقْوَی وَ اعْلَمُوا أَنَّ طَرِیقَكُمْ إِلَی الْمَعَادِ وَ مَمَرَّكُمْ

ص: 172


1- 1. أمالی الصدوق ص 35.
2- 2. أمالی الصدوق ص 293.
3- 3. قال فی النهج: و من كلام له علیه السلام كان كثیرا ما ینادی به أصحابه: تجهزوا رحمكم اللّٰه فقد نودی فیكم بالرحیل، و أقلوا العرجة علی الدنیا و انقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد، فان أمامكم عقبة كئودا و منازل مخوفة مهولة، لا بد من الورود علیها، و الوقوف عندها، و اعلموا أن ملاحظ المنیة نحوكم دانیة و كأنكم بمخالبها و قد نشبت فیكم و قد دهمتكم فیها مفظعات الأمور و معضلات المحذور، فقطعوا علائق الدنیا و استظهروا بزاد التقوی.
4- 4. التعرج هو حبس المطیة علی المنزل و الإقامة الطویلة فیه و الغفلة عن السیر و السفر، و التعرج علی الدنیا هو الركون علیها و الاشتغال بها بحیث ینسی الهدف من المسیر و هو النعم الاخرویة.

عَلَی الصِّرَاطِ وَ الْهَوْلَ الْأَعْظَمَ أَمَامَكُمْ وَ عَلَی طَرِیقِكُمْ عَقَبَةٌ كَئُودٌ وَ مَنَازِلُ مَهُولَةٌ مَخُوفَةٌ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنَ الْمَمَرِّ عَلَیْهَا وَ الْوُقُوفِ بِهَا فَإِمَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ فَنَجَاةٌ مِنْ هَوْلِهَا وَ عِظَمِ خَطَرِهَا وَ فَظَاعَةِ مَنْظَرِهَا وَ شِدَّةِ مُخْتَبَرِهَا وَ إِمَّا بِهَلَكَةٍ لَیْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ(1).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنِ اسْتَوَی یَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَ آخِرُ یَوْمِهِ شَرَّهُمَا فَهُوَ مَلْعُونٌ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الزِّیَادَةَ فِی نَفْسِهِ كَانَ إِلَی النُّقْصَانِ أَقْرَبَ وَ مَنْ كَانَ إِلَی النُّقْصَانِ أَقْرَبَ فَالْمَوْتُ خَیْرٌ لَهُ مِنَ الْحَیَاةِ(2).

مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ مَنْ لَمْ یَرَ الزِّیَادَةَ فِی نَفْسِهِ فَهُوَ إِلَی النُّقْصَانِ وَ مَنْ كَانَ (3).

«6»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْأَحْمَرِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَیْرُ كَثِیرٌ وَ فَاعِلُهُ قَلِیلُ (4).

أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن و باب صفات الشیعة.

«7»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ النَّوْفَلِیِّینَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كُونُوا عَلَی قَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ عِنَایَةً مِنْكُمْ عَلَی الْعَمَلِ الْخَبَرَ(5).

ص: 173


1- 1. أمالی الصدوق ص 298.
2- 2. أمالی الصدوق ص 396.
3- 3. معانی الأخبار ص 342.
4- 4. الخصال ج 1 ص 17.
5- 5. الخصال ج 1 ص 11.

«8»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَحَبَّنَا فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِنَا وَ لْیَسْتَعِنْ بِالْوَرَعِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا یُسْتَعَانُ بِهِ فِی أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَا تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً وَ لَا تَمْتَدِحُوا بِنَا عِنْدَ عَدُوِّنَا مُعْلِنِینَ بِإِظْهَارِ حُبِّنَا فَتُذَلِّلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ سُلْطَانِكُمْ الْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ وَ ارْغَبُوا فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اطْلُبُوا طَاعَتَهُ وَ اصْبِرُوا عَلَیْهَا فَمَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ هُوَ مَهْتُوكُ السِّتْرِ لَا تُعَنُّونَا فِی الطَّلَبِ وَ الشَّفَاعَةِ لَكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِیمَا قَدَّمْتُمْ لَا تَفْضَحُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ عَدُوِّكُمْ فِی الْقِیَامَةِ وَ لَا تُكَذِّبُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَهُمْ فِی مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بِالْحَقِیرِ مِنَ الدُّنْیَا تَمَسَّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ فَمَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ وَ یَرَی مَا یُحِبُّ إِلَّا أَنْ یَحْضُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی وَ تَأْتِیهِ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَقَرُّ عَیْنُهُ وَ یُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ (1).

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اخْتَارُوا الْجَنَّةَ عَلَی النَّارِ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ فَتُقْذَفُوا فِی النَّارِ مُنْكَبِّینَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً(2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (3).

«10»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مِنْ كَلَامِ الرِّضَا الْمَشْهُورِ: الصَّغَائِرُ مِنَ الذُّنُوبِ طُرُقٌ إِلَی الْكَبَائِرِ وَ مَنْ لَمْ یَخَفِ اللَّهَ فِی الْقَلِیلِ لَمْ یَخَفْهُ فِی الْكَثِیرِ وَ لَوْ لَمْ یُخَوِّفِ اللَّهُ النَّاسَ بِجَنَّةٍ وَ نَارٍ لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَیْهِمْ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ لَا یَعْصُوهُ لِتَفَضُّلِهِ عَلَیْهِمْ وَ إِحْسَانِهِ إِلَیْهِمْ وَ مَا بَدَأَهُمْ بِهِ مِنْ إِنْعَامِهِ الَّذِی مَا اسْتَحَقُّوهُ.

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

ص: 174


1- 1. الخصال ج 2 ص 157.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 32.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 30 و فیه منكسین كما هو فی بعض نسخ العیون و كلاهما بمعنی و فی بعض النسخ مكبین و هو من قوله تعالی:« وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ».

مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. إِنَّ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ثَلَاثَةَ أَخِلَّاءَ فَخَلِیلٌ یَقُولُ أَنَا مَعَكَ حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ خَلِیلٌ یَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَی بَابِ قَبْرِكَ ثُمَّ أُخَلِّیكَ وَ هُوَ وَلَدُهُ وَ خَلِیلٌ یَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَی أَنْ تَمُوتَ وَ هُوَ مَالُهُ فَإِذَا مَاتَ صَارَ لِلْوَارِثِ (1).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ كُلَیْبٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَمَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ عَلَیْكُمْ بِالصَّلَاةِ وَ الْعِبَادَةِ عَلَیْكُمْ بِالْوَرَعِ (2).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِأَصْحَابِهِ تَعْمَلُونَ لِلدُّنْیَا وَ أَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَ أَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِیهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَیْلَكُمْ عُلَمَاءَ السَّوْءِ الْأُجْرَةَ تَأْخُذُونَ وَ الْعَمَلَ لَا تَصْنَعُونَ یُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ یَطْلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُوا أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْیَا إِلَی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ مَصِیرُهُ إِلَی آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَی دُنْیَاهُ وَ مَا یَضُرُّهُ أَشْهَی إِلَیْهِ مِمَّا یَنْفَعُهُ (3).

«14»- ما(4)،[الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ بِبَعْضِ

ص: 175


1- 1. الخصال ج 1 ص 56.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 31.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 211.
4- 4. فی المصدر: و عنه- یعنی الشیخ المفید أبو علیّ الطوسیّ- عن شیخه رحمه اللّٰه قال: أخبرنا ابن الحمامی المقری، قال: حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبید اللّٰه بن زیاد القطان قال: حدّثنا یعقوب بن إسحاق النحوی قال: حدّثنا عبد السلام بن مطهر أبو ظفر قال: حدّثنا موسی بن خلف عن لیث بن أبی سلیم عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول اللّٰه: كن فی الدنیا إلخ.

جَسَدِی فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كُنْ فِی الدُّنْیَا كَأَنَّكَ غَرِیبٌ وَ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِیلٍ وَ اعْدُدْ نَفْسَكَ فِی الْمَوْتَی.

قال قال لی مجاهد ثم قال لی ابن عمر: یا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدثن نفسك بالصباح (1) و خذ من حیاتك لموتك و خذ من صحتك لسقمك و خذ من فراغك لشغلك فإنك یا عبد اللّٰه لا تدری ما اسمك غدا(2).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّیِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ بْنِ یُونُسَ عَنْ جَدِّهِ أَبِی إِسْحَاقَ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْأَنْبِیَاءُ قَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ وَ أَنْتُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِیكُمْ بَغْتَةً فَمَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یَحْصُدْ غِبْطَةً وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یَحْصُدْ نَدَامَةً(3).

«16»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا مِنْ یَوْمٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ یُنَادِی مِنَ الْمَشْرِقِ لَوْ یَعْلَمُ الْخَلْقُ لِمَا ذَا خُلِقُوا قَالَ فَیُجِیبُهُ مَلَكٌ آخَرُ مِنَ الْمَغْرِبِ لَعَمِلُوا لِمَا خُلِقُوا(4).

«17»- ل (5)، [الخصال] مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخْفَی أَرْبَعَةً فِی أَرْبَعَةٍ

ص: 176


1- 1. فی المصدر: إذا أمسیت فلا تحدث نفسك أن تصبح، و إذا أصبحت فلا تحدث نفسك أن تمسی.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 391.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 87.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 11.
5- 5. الخصال ج 1 ص 99.

أَخْفَی رِضَاهُ فِی طَاعَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ طَاعَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی سَخَطَهُ فِی مَعْصِیَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ مَعْصِیَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی إِجَابَتَهُ فِی دَعْوَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ دُعَائِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی وَلِیَّهُ فِی عِبَادِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً(1) مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ فَرُبَّمَا یَكُونُ وَلِیَّهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ (2).

«18»- لی، [الأمالی للصدوق](3) مع، [معانی الأخبار] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُشَیْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْكُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَنْسَ نَصِیبَكَ مِنَ الدُّنْیا(4) قَالَ لَا تَنْسَ صِحَّتَكَ وَ قُوَّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ أَنْ تَطْلُبَ بِهَا الْآخِرَةَ(5).

«19»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ(6).

«20»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ الْقُرْآنَ (7).

«21»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْكِنَانِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تُسْخِطُوا اللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَا تَتَقَرَّبُوا إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ بِتَبَاعُدٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ

ص: 177


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من المصدر.
2- 2. معانی الأخبار 112.
3- 3. أمالی الصدوق 138.
4- 4. القصص: 77.
5- 5. معانی الأخبار: 325.
6- 6. معانی الأخبار: 342.
7- 7. معانی الأخبار: 399.

شَیْ ءٌ یُعْطِیهِ بِهِ خَیْراً أَوْ یَصْرِفُ بِهِ عَنْهُ سُوءاً إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ إِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ نَجَاحُ كُلِّ خَیْرٍ یُبْتَغَی وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ یُتَّقَی وَ إِنَّ اللَّهَ یَعْصِمُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ لَا یَعْتَصِمُ مِنْهُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا یَجِدُ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ مَهْرَباً فَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ نَازِلٌ بِإِذْلَالِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْخَلَائِقُ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (1).

«22»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّمَا عَبْدٍ أَطَاعَنِی لَمْ أَكِلْهُ إِلَی غَیْرِی وَ أَیُّمَا عَبْدٍ عَصَانِی وَكَلْتُهُ إِلَی نَفْسِهِ ثُمَّ لَمْ أُبَالِ فِی أَیِّ وَادٍ هَلَكَ (2).

«23»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَطِیعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا أَعْلَمَ اللَّهَ بِمَا یُصْلِحُكُمْ (3).

«24»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ وَ لَا تُعَلِّمْنِی مَا یُصْلِحُكَ (4).

«25»- ل، [الخصال] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ یَقْتَدِی بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَ لَا یَقْتَدِی بِأَعْمَالِهِ (5).

«26»- ل، [الخصال] عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَا سُفْیَانُ مَنْ أَرَادَ عِزّاً

ص: 178


1- 1. أمالی الصدوق 293 و الآیة فی المائدة: 2.
2- 2. المصدر: 293.
3- 3. قرب الإسناد ص 74.
4- 4. الخصال ج 1 ص 6.
5- 5. الخصال ج 1 ص 12.

بِلَا عَشِیرَةٍ وَ غِنًی بِلَا مَالٍ وَ هَیْبَةً بِلَا سُلْطَانٍ فَلْیَنْتَقِلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَی عِزِّ طَاعَتِهِ (1).

«27»- ثو(2)،[ثواب الأعمال] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دُرُسْتَوَیْهِ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَیْخٌ أَفْنَی عُمُرَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: یَا جَابِرُ بَلِّغْ شِیعَتِی عَنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُ لَا قَرَابَةَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یُتَقَرَّبُ إِلَیْهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ لَهُ یَا جَابِرُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ أَحَبَّنَا فَهُوَ وَلِیُّنَا وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ لَمْ یَنْفَعْهُ حُبُّنَا(4).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ عِزّاً بِلَا عَشِیرَةٍ وَ هَیْبَةً مِنْ غَیْرِ سُلْطَانٍ وَ غِنًی مِنْ غَیْرِ مَالٍ وَ طَاعَةً مِنْ غَیْرِ بَذْلٍ فَلْیَتَحَوَّلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَی عِزِّ طَاعَتِهِ فَإِنَّهُ یَجِدُ ذَلِكَ كُلَّهُ (5).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیهم السلام: أَنَّهُ قَالَ لِخُثَیْمَةَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّا لَا نُغْنِی عَنِ اللَّهِ شَیْئاً وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُمْ إِذَا قَامُوا بِمَا أُمِرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ

ص: 179


1- 1. الخصال ج 1 ص 80.
2- 2. ثواب الأعمال ص 120.
3- 3. الخصال ج 1 ص 40.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 302.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 137.

یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

«31»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَسْأَلُ اللَّهُ عَمَّا سِوَی الْفَرِیضَةِ قَالَ لَا قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تَقَرَّبْتُ إِلَی اللَّهِ بِشَیْ ءٍ سِوَاهَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ قَبَّحَ خَلْقِی قَالَ فَأَمْسَكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَقْرِئْ عَبْدِی فُلَاناً السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ أَبْعَثَكَ غَداً فِی الْآمِنِینَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ ذَكَرَنِیَ اللَّهُ عِنْدَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا بَقِیَ شَیْ ءٌ یُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَی اللَّهِ إِلَّا تَقَرَّبْتُ بِهِ (2).

«32»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ بِشَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَ حَیَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ (3).

ل، [الخصال] فی وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام: مثله (4)

«33»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ عَنْ رُقَیَّةَ بِنْتِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ شَبَابِهِ فِیمَا أَبْلَاه وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَیْنَ كَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

ص: 180


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 380.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 148.
3- 3. الخصال ج 1 ص 113.
4- 4. المصدر نفسه.
5- 5. أمالی الصدوق: 25.

«34»- لی (1)،[الأمالی] للصدوق مع (2)، [معانی الأخبار] ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا شَیْخُ مَنِ اعْتَدَلَ یَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَتِ الدُّنْیَا هِمَّتَهُ اشْتَدَّتْ حَسْرَتُهُ عِنْدَ فِرَاقِهَا وَ مَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ یَوْمَیْهِ فَمَحْرُومٌ وَ مَنْ لَمْ یُبَالِ مَا رُزِئَ مِنْ آخِرَتِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْیَاهُ فَهُوَ هَالِكٌ وَ مَنْ لَمْ یَتَعَاهَدِ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَیْهِ الْهَوَی وَ مَنْ كَانَ فِی نَقْصٍ فَالْمَوْتُ خَیْرٌ لَهُ (3).

«35»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. مَا مِنْ یَوْمٍ یَمُرُّ عَلَی ابْنِ آدَمَ إِلَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا یَوْمٌ جَدِیدٌ وَ أَنَا عَلَیْكَ شَهِیدٌ فَقُلْ فِیَّ خَیْراً وَ اعْمَلْ فِیَّ خَیْراً أَشْهَدْ لَكَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِی بَعْدَهُ أَبَداً(4).

«36»- ل (5)،[الخصال] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَیْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِیرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ (6).

«37»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّاجِرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَحْوَلِ صَاحِبِ الطَّاقِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَغُرُّكَ النَّاسُ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ یَصِلُ إِلَیْكَ مِنْ دُونِهِمْ وَ لَا تَقْطَعِ النَّهَارَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ یَحْفَظُ عَلَیْكَ وَ لَمْ

ص: 181


1- 1. أمالی الصدوق: 237.
2- 2. معانی الأخبار: 198.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 49.
4- 4. أمالی الصدوق: 66.
5- 5. الخصال ج 1 ص 64.
6- 6. أمالی الصدوق 22.

أَرَ شَیْئاً قَطُّ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنَ الْحَسَنَةِ لِلذَّنْبِ الْقَدِیمِ وَ لَا تُصَغِّرْ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ فَإِنَّكَ تَرَاهُ غَداً حَیْثُ یَسُرُّكَ وَ لَا تُصَغِّرْ شَیْئاً مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّكَ تَرَاهُ غَداً حَیْثُ یَسُوؤُكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرِینَ (1).

«38»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا نَاصَحَ لِلَّهِ عَبْدٌ مُسْلِمٌ فِی نَفْسِهِ فَأُعْطِیَ الْحَقَّ مِنْهَا وَ أَخَذَ الْحَقَّ لَهَا إِلَّا أُعْطِیَ خَصْلَتَیْنِ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ یَقْنَعُ بِهِ وَ رِضًا عَنِ اللَّهِ یُنْجِیهِ (2).

«39»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِی امْلَأْ قَلْبَكَ خَوْفاً مِنِّی وَ إِلَّا تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِی أَمْلَأْ قَلْبَكَ شُغُلًا بِالدُّنْیَا ثُمَّ لَا أَسُدَّ فَاقَتَكَ وَ أَكِلْكَ إِلَی طَلَبِهَا.

«40»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنْ بَلِّغْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ مِنْهُمْ آمُرُهُ بِطَاعَتِی فَیُعْطِینِی إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أُعِینَهُ عَلَی طَاعَتِی فَإِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اعْتَصَمَ بِی عَصَمْتُهُ وَ إِنِ اسْتَكْفَانِی كَفَیْتُهُ وَ إِنْ تَوَكَّلَ عَلَیَّ حَفِظْتُهُ وَ إِنْ كَادَهُ جَمِیعُ خَلْقِی كِدْتُ دُونَهُ.

«41»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اتَّقَی اللَّهَ یُتَّقَی وَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ یُطَاعُ وَ مَنْ أَطَاعَ الْخَالِقَ لَمْ یُبَالِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِینَ وَ مَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ فَقَمَنٌ أَنْ یَحُلَّ بِهِ سَخَطُ الْمَخْلُوقِینَ (3).

ص: 182


1- 1. ثواب الأعمال ص 120، و الآیة فی هود 114، و روی مثله الشیخ المفید فی مجالسه ص 116 بإسناده عن علیّ بن مهزیار عن فضالة بن أیوب عن عبد اللّٰه بن زید عن ابن أبی یعفور عنه علیه السلام.
2- 2. المحاسن: 28.
3- 3. تحف العقول 482 فی ط و 510 فی ط.

«42»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْتَعِینُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنَّ أَشَدَّ مَا یَكُونُ أَحَدُكُمْ اغْتِبَاطاً مَا هُوَ عَلَیْهِ لَوْ قَدْ صَارَ فِی حَدِّ الْآخِرَةِ وَ انْقَطَعَتِ الدُّنْیَا عَنْهُ فَإِذَا كَانَ فِی ذَلِكَ الْحَدِّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدِ اسْتَقْبَلَ النَّعِیمَ وَ الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ وَ الْبُشْرَی بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنَ مِمَّنْ كَانَ یَخَافُ وَ أَیْقَنَ أَنَّ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ هُوَ الْحَقَّ وَ أَنَّ مَنْ خَالَفَ دِینَهُ عَلَی بَاطِلٍ هَالِكٌ (1).

«43»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا یَصْغُرُ مَا ضَرَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَا یَصْغُرُ مَا یَنْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَكُونُوا فِیمَا أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ كَمَنْ عَایَنَ (2).

«44»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ ذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (3)

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِبَنِی إِسْرَائِیلَ اذْكُرُوا إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ عَهْدَهُمُ الْمُؤَكَّدَ عَلَیْهِمْ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ أَیْ لَا تُشَبِّهُوهُ بِخَلْقِهِ وَ لَا تُجَوِّرُوهُ فِی حُكْمِهِ وَ لَا تَعْمَلُوا مَا یُرَادُ بِهِ وَجْهُهُ تُرِیدُونَ بِهِ وَجْهَ غَیْرِهِ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ أَخَذْنَا مِیثَاقَهُمْ بِأَنْ یَعْمَلُوا بِوَالِدَیْهِمْ إِحْسَاناً مُكَافَاةً عَنْ إِنْعَامِهِمَا عَلَیْهِمْ وَ إِحْسَانِهِمَا إِلَیْهِمْ وَ احْتِمَالِ الْمَكْرُوهِ الْغَلِیظِ لِتَرْفِیهِهِمَا وَ تَوْدِیعِهِمَا وَ ذِی الْقُرْبی قَرَابَاتِ الْوَالِدَیْنِ بِأَنْ یُحْسِنُوا إِلَیْهِمْ لِكَرَامَةِ الْوَالِدَیْنِ وَ الْیَتامی وَ أَنْ یُحْسِنُوا إِلَی الْیَتَامَی الَّذِینَ فَقَدُوا آبَاءَهُمُ الْكَافِلِینَ لَهُمْ أُمُورَهُمْ السَّائِقِینَ لَهُمْ غِذَاءَهُمْ وَ قُوتَهُمُ الْمُصْلِحِینَ لَهُمْ مَعَاشَهُمْ.

ص: 183


1- 1. المحاسن: 177.
2- 2. المحاسن: 249.
3- 3. البقرة: 83.

وَ قُولُوا لِلنَّاسِ الَّذِینَ لَا مَئُونَةَ لَكُمْ عَلَیْهِمْ حُسْناً عَامِلُوهُمْ بِخُلُقٍ جَمِیلٍ وَ أَقِیمُوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَ أَقِیمُوا أَیْضاً الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ عِنْدَ أَحْوَالِ غَضَبِكُمْ وَ رِضَاكُمْ وَ شِدَّتِكُمْ وَ رَخَاكُمْ وَ هُمُومِكُمُ الْمُعَلَّقَةِ لِقُلُوبِكُمْ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ أَیُّهَا الْیَهُودُ عَنِ الْوَفَاءِ بِمَا نُقِلَ إِلَیْكُمْ مِنَ الْعَهْدِ الَّذِی أَدَّاهُ أَسْلَافُكُمْ إِلَیْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ عَنْ ذَلِكَ الْعَهْدِ تَارِكِینَ لَهُ غَافِلِینَ عَنْهُ.

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ شَغَلَتْهُ عِبَادَةُ اللَّهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا یُعْطِی السَّائِلِینَ.

وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ یَا عِبَادِی اعْبُدُونِی فِیمَا أَمَرْتُكُمْ وَ لَا تُعَلِّمُونِّی مَا یُصْلِحُكُمْ فَإِنِّی أَعْلَمُ بِهِ وَ لَا أَبْخَلُ عَلَیْكُمْ بِمَصَالِحِكُمْ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَنْ أَصْعَدَ إِلَی اللَّهِ خَالِصَ عِبَادَتِهِ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَیْهِ أَفْضَلَ مَصْلَحَتِهِ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَبَّدَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَنْ عَبَدَ اللَّهَ حَقَّ عِبَادَتِهِ آتَاهُ اللَّهُ فَوْقَ أَمَانِیِّهِ وَ كِفَایَتِهِ (1).

«45»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: إِنِّی عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ أَیْنَ جِئْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ جِئْتَ مِنْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا لِغَیْرِ مَعَاشٍ تَطْلُبُهُ وَ لَا لِعَمَلِ آخِرَةٍ انْظُرْ بِمَا ذَا تَقْطَعُ یَوْمَكَ وَ لَیْلَتَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً كَرِیماً مُوَكَّلًا بِكَ یَحْفَظُ عَلَیْكَ مَا تَفْعَلُ وَ یَطَّلِعُ عَلَی سِرِّكَ الَّذِی تُخْفِیهِ مِنَ النَّاسِ فَاسْتَحْیِ وَ لَا تُحَقِّرَنَّ سَیِّئَةً فَإِنَّهَا سَتَسُوؤُكَ یَوْماً وَ لَا تُحَقِّرَنَّ حَسَنَةً وَ إِنْ صَغُرَتْ عِنْدَكَ وَ قَلَّتْ فِی عَیْنِكَ فَإِنَّهَا سَتَسُرُّكَ یَوْماً وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَضَرَّ عَاقِبَةً وَ لَا أَسْرَعَ نَدَامَةً مِنَ الْخَطِیئَةِ وَ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً لِلْخَطِیئَةِ مِنَ الْحَسَنَةِ أَمَا إِنَّهَا لَتُدْرِكُ الْعَظِیمَ الْقَدِیمَ الْمَنْسِیَّ عِنْدَ عَامِلِهِ فَیَجُدُّ بِهِ وَ یُسْقِطُ وَ یَذْهَبُ بِهِ بَعْدَ إِسَاءَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرِینَ (2).

ص: 184


1- 1. تفسیر الإمام ص 131 ط تبریز و ص 151 فی ط آخر.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 163 و الآیة فی هود: 114.

«46»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: وَیْحَ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشَرَتَهُ (1).

وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ.

وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: أَظْهِرِ الْیَأْسَ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْغِنَی وَ أَقِلَّ طَلَبَ الْحَوَائِجِ إِلَیْهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ فَقْرٌ حَاضِرٌ وَ إِیَّاكَ وَ مَا یُعْتَذَرُ مِنْهُ وَ صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْیَوْمَ خَیْراً مِنْكَ أَمْسِ وَ غَداً خَیْراً مِنْكَ الْیَوْمَ فَافْعَلْ (2).

أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ یَذْهَبُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَمْهَدُ لِصَاحِبِهِ كَمَا یَبْعَثُ الرَّجُلُ غُلَامَهُ فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (3).

«47»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ شَهْرِیَارَ الْخَازِنُ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْمُعَدِّلِ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَزَّازِ وَ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصَّیْدَاوِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ شَدَّادٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَتَتْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ فَقَالَتْ لَهُ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لَنَا عَلَیْكُمْ حُقُوقاً وَ إِنَّ مِنْ حَقِّنَا عَلَیْكُمْ أَنْ إِذَا رَأَیْتُمْ أَحَدَنَا یُهْلِكُ نَفْسَهُ اجْتِهَاداً أَنْ تُذَكِّرُوهُ اللَّهَ وَ تَدْعُوهُ إِلَی الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِهِ وَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بَقِیَّةُ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَدِ انْخَرَمَ أَنْفُهُ وَ ثَفِنَتْ جَبْهَتُهُ وَ رُكْبَتَاهُ وَ رَاحَتَاهُ إِدْآباً مِنْهُ لِنَفْسِهِ فِی الْعِبَادَةِ فَأَتَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَابَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ بِالْبَابِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 185


1- 1. كنایة عن السیئة و الحسنة فان الحسنة بعشرة و السیئة بواحدة.
2- 2. مجالس المفید ص 116 و 117.
3- 3. مجالس المفید ص 122، و مضمون الآیة فی الروم: 44.

عَلِیٍّ علیهما السلام فِی أُغَیْلِمَةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ قَدِ اجْتَمَعُوا هُنَاكَ فَنَظَرَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَیْهِ مُقْبِلًا فَقَالَ هَذِهِ مِشْیَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ سَجِیَّتُهُ فَمَنْ أَنْتَ یَا غُلَامُ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَبَكَی جَابِرٌ وَ قَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الْبَاقِرُ عَنِ الْعِلْمِ حَقّاً ادْنُ مِنِّی بِأَبِی أَنْتَ فَدَنَا مِنْهُ فَحَلَّ جَابِرٌ أَزْرَارَهُ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ فَقَبَّلَهُ وَ جَعَلَ عَلَیْهِ خَدَّهُ وَ وَجْهَهُ وَ قَالَ أُقْرِئُكَ عَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامَ وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَفْعَلَ بِكَ مَا فَعَلْتُ وَ قَالَ لِی یُوشِكُ أَنْ تَعِیشَ وَ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی مِنْ وُلْدِی مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً وَ قَالَ إِنَّكَ تَبْقَی حَتَّی تَعْمَی وَ یَكْشِفُ لَكَ عَنْ بَصَرِكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ ائْذَنْ لِی عَلَی أَبِیكَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

فَدَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی أَبِیهِ علیهما السلام وَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ وَ قَالَ إِنَّ شَیْخاً بِالْبَابِ وَ قَدْ فَعَلَ بِی كَیْتَ كَیْتَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ ذَاكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ مِنْ بَیْنِ وِلْدَانِ أَهْلِكَ قَالَ لَكَ مَا قَالَهُ وَ فَعَلَ بِكَ مَا فَعَلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَقْصِدْكَ فِیهِ بِسُوءٍ وَ لَقَدْ أَشَاطَ بِدَمِكَ ثُمَّ أَذِنَ لِجَابِرٍ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَوَجَدَهُ فِی مِحْرَابِهِ قَدْ أَنْضَتْهُ الْعِبَادَةُ فَنَهَضَ عَلِیٌّ وَ سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ سُؤَالًا حَثِیثاً ثُمَّ أَجْلَسَهُ فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَیْهِ یَقُولُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَهْدُ الَّذِی كَلَّفْتَهُ نَفْسَكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمْ وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ وَ عَادَاكُمْ .ف

َقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَلَمْ یَدَعِ الِاجْتِهَادَ وَ قَدْ تَعَبَّدَ بِأَبِی هُوَ وَ أُمِّی حَتَّی انْتَفَخَ السَّاقُ وَ وَرِمَ الْقَدَمُ فَقِیلَ لَهُ أَ تَفْعَلُ هَذَا وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَقَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً.

فَلَمَّا نَظَرَ جَابِرٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی فِیهِ قَوْلُ مَنْ یَسْتَمِیلُهُ مِنَ الْجَهْدِ وَ التَّعَبِ إِلَی الْقَصْدِ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْبَقَاءُ عَلَی نَفْسِكَ فَإِنَّكَ مِنْ أُسْرَةٍ بِهِمْ یُسْتَدْفَعُ الْبَلَاءُ وَ یُكْشَفُ اللَّأْوَاءُ وَ بِهِمْ یُسْتَمْطَرُ السَّمَاءُ فَقَالَ یَا جَابِرُ لَا أَزَالُ عَلَی مِنْهَاجِ آبَائِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ حَتَّی أَلْقَاهُمْ فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَی مَنْ حَضَرَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا رُئِیَ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ مِثْلُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِلَّا یُوسُفُ

ص: 186

بْنُ یَعْقُوبَ وَ اللَّهِ لَذُرِّیَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ ذُرِّیَّةِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ إِنَّ مِنْهُ لَمَنْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً(1).

«48»- بشا، [بشارة المصطفی] الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَنَا أُرِیدُ الشُّخُوصَ فَقَالَ أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَنْ یَعُودَ غَنِیُّهُمْ فَقِیرَهُمْ وَ قَوِیُّهُمْ ضَعِیفَهُمْ وَ أَنْ یَعُودَ صَحِیحُهُمْ مَرِیضَهُمْ وَ أَنْ یَشْهَدَ حَیُّهُمْ جِنَازَةَ مَیِّتِهِمْ وَ أَنْ یَتَلَاقَوْا فِی بُیُوتِهِمْ وَ أَنَّ لِقَاءَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا یَا خَیْثَمَةُ إِنَّا لَا نُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِلَّا بِالْعَمَلِ إِنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ (2).

«49»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَیَذْهَبُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیُسَهِّلُ لِصَاحِبِهِ كَمَا یَبْعَثُ الرَّجُلُ غُلَاماً فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (3).

«50»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَیَّانَ الْوَرَّاقِ فِی دُكَّانِهِ بِسِكَّةِ الْمَوَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَّادٍ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ: قَالَ لَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ یُوصِینَا اتَّقُوا اللَّهَ وَ أَحْسِنُوا الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ وَ كُونُوا أَطْوَعَ عِبَادِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ لَنْ تَنَالُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ إِنَ

ص: 187


1- 1. بشارة المصطفی: 79 و قد صححناه علی نسخة الأمالی ج 2 ص 239.
2- 2. بشارة المصطفی: 160.
3- 3. راجع الروم: 44.

أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمَنْ وَصَفَ عَدْلًا وَ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ.

«51»- مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ قَامَ عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْكُمْ لَا تَقُولُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا فَوَ اللَّهِ مَا أَوْلِیَائِی مِنْكُمْ وَ لَا مِنْ غَیْرِكُمْ إِلَّا الْمُتَّقُونَ أَلَا فَلَا أَعْرِفُكُمْ تَأْتُونِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَحْمِلُونَ الدُّنْیَا عَلَی رِقَابِكُمْ وَ یَأْتِی النَّاسُ یَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ أَعْذَرْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَكُمْ وَ إِنَ لِی عَمَلِی وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ (1).

«52»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ مِنَ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ أَنْ یُصِرَّ الْعَبْدُ عَلَی الْمَعْصِیَةِ وَ یَتَمَنَّی عَلَی اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ(2).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ السِّكِّیتِ النَّحْوِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ الْإِیْكَالَ (3)

بِالْمُنَی فَإِنَّهَا مِنْ بَضَائِعِ الْعَجَزَةِ قَالَ وَ أَنْشَدَنِی ابْنُ السِّكِّیتِ

إِذَا مَا رَمَی بِی الْهَمُّ فِی ضِیقِ مَذْهَبٍ***رَمَتْ بِی الْمُنَی عَنْهُ إِلَی مَذْهَبٍ رَحْبٍ (4).

«54»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَعَظَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ

ص: 188


1- 1. صفات الشیعة الرقم 8 ص 47 فی ط.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 193.
3- 3. فی المصدر المطبوع الالطاط بالمنی و فی الأصل و« الألفاظ» و كلاهما تصحیف.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 193.

أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ (1).

«55»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ یُسْرِعْ بِهِ حَسَبُهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِالْأَنْبِیَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمَّ تَلَا علیه السلام إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(3) الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ وَلِیَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ وَ إِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ إِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ (4).

بیان: فی أكثر النسخ أعلمهم و الأصوب أعملهم كما یدل علیه التتمة إلا أن یقال العلم الكامل لا یكون إلا مع العمل.

«56»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: شَتَّانَ بَیْنَ عَمَلَیْنِ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقَی تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ وَ یَبْقَی أَجْرُهُ (5).

وَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ (6).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ(7).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِیمَةَ الْأَكْیَاسِ عِنْدَ تَفْرِیطِ الْعَجَزَةِ(8).

وَ قَالَ علیه السلام: احْذَرْ أَنْ یَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِیَتِهِ وَ یَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِینَ وَ إِذَا قَوِیتَ فَاقْوَ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ إِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ (9).

ص: 189


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 203.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 147، و فیه نسبه بدل حسبه.
3- 3. آل عمران: 68.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 163. و اللحمة: النسب.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 170.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 183.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 213.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 223.
9- 9. نهج البلاغة ج 2 ص 237.

وَ قَالَ علیه السلام: الرُّكُونُ إِلَی الدُّنْیَا مَعَ مَا تُعَایِنُ مِنْهَا جَهْلٌ وَ التَّقْصِیرُ فِی حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَیْهِ غَبْنٌ وَ الطُّمَأْنِینَةُ إِلَی كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ عَجْزٌ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: افْعَلُوا الْخَیْرَ وَ لَا تُحَقِّرُوا مِنْهُ شَیْئاً فَإِنَّ صَغِیرَهُ كَبِیرٌ وَ قَلِیلَهُ كَثِیرٌ وَ لَا یَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَی بِفِعْلِ الْخَیْرِ مِنِّی فَیَكُونَ وَ اللَّهِ كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَهْلًا فَمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ (2).

وَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ: اعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَی أَعْلَامٍ بَیِّنَةٍ فَالطَّرِیقُ نَهْجٌ یَدْعُو إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ أَنْتُمْ فِی دَارٍ مُسْتَعْتَبٍ عَلَی مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ وَ الصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ وَ الْأَقْلَامُ جَارِیَةٌ وَ الْأَبْدَانُ صَحِیحَةٌ وَ الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ وَ التَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ وَ الْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: الْعَمَلَ الْعَمَلَ ثُمَّ النِّهَایَةَ النِّهَایَةَ وَ الِاسْتِقَامَةَ الِاسْتِقَامَةَ ثُمَّ الصَّبْرَ الصَّبْرَ وَ الْوَرَعَ الْوَرَعَ إِنَّ لَكُمْ نِهَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی نِهَایَتِكُمْ وَ إِنَّ لَكُمْ عَلَماً فَاهْتَدُوا بِعَلَمِكُمْ وَ إِنَّ لِلْإِسْلَامِ غَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی غَایَتِهِ وَ اخْرُجُوا إِلَی اللَّهِ مِمَّا افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ حَقِّهِ وَ بَیَّنَ لَكُمْ مِنْ وَظَائِفِهِ أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ وَ حَجِیجٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْكُمْ أَلَا وَ إِنَّ الْقَدَرَ السَّابِقَ قَدْ وَقَعَ وَ الْقَضَاءَ الْمَاضِیَ قَدْ تَوَرَّدَ وَ إِنِّی مُتَكَلِّمٌ بِعِدَةِ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (4) وَ قَدْ قُلْتُمْ رَبُّنَا اللَّهُ فَاسْتَقِیمُوا عَلَی كِتَابِهِ وَ عَلَی مِنْهَاجِ أَمْرِهِ وَ عَلَی الطَّرِیقَةِ الصَّالِحَةِ

ص: 190


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 237.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 244، و ما بین العلامتین أضفناه من المصدر، و المعنی قیل: ما تركتموه من الخیر یقوم أهله بفعله بدلكم، و ما تركتموه من الشر یأتی به أهله بدلا عنكم، فلا تختاروا أن تكونوا للشر أهلا، و لا أن یكون عنكم فی الخیر بدلا.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 201.
4- 4. فصّلت: 30.

مِنْ عِبَادَتِهِ ثُمَّ لَا تَمْرُقُوا مِنْهَا وَ لَا تَبْتَدِعُوا فِیهَا وَ لَا تُخَالِفُوا عَنْهَا فَإِنَّ أَهْلَ الْمُرُوقِ مُنْقَطَعٌ بِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْخُطْبَةَ(1).

وَ قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: فَاعْمَلُوا وَ أَنْتُمْ فِی نَفَسِ الْبَقَاءِ وَ الصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ وَ التَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ وَ الْمُدْبِرُ یُدْعَی وَ الْمُسِی ءُ یُرْجَی قَبْلَ أَنْ یَخْمُدَ الْعَمَلُ وَ یَنْقَطِعَ الْمَهَلُ وَ تَنْقَضِیَ الْمُدَّةُ وَ یُسَدَّ بَابُ التَّوْبَةِ وَ تَصْعَدَ الْمَلَائِكَةُ فَأَخَذَ امْرُؤٌ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَ أَخَذَ مِنْ حَیٍّ لِمَیِّتٍ وَ مِنْ فَانٍ لِبَاقٍ وَ مِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ امْرُؤٌ خَافَ اللَّهَ وَ هُوَ مُعَمَّرٌ إِلَی أَجَلِهِ وَ مَنْظُورٌ إِلَی عَمَلِهِ امْرُؤٌ أَلْجَمَ نَفْسَهُ بِلِجَامِهَا وَ زَمَّهَا بِزِمَامِهَا فَأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ قَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ (2).

«57»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ رَفَعَهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ كَمْ تَتَصَدَّقُ أَ لَا تُمْسِكُ قَالَ إِی وَ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَبِلَ مِنِّی فَرْضاً وَاحِداً لَأَمْسَكْتُ وَ لَكِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَ قَبِلَ اللَّهُ مِنِّی شَیْئاً أَمْ لَا.

«58»- عُدَّةُ الدَّاعِی، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ الْكُوفَةَ وَ أَنَا مَعَهُ وَ ذَلِكَ عَلَی عَهْدِ الْمَنْصُورِ وَ قَدِمَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیُّ فَخَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یُرِیدُ الرُّجُوعَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَشَیَّعَهُ الْعُلَمَاءُ وَ أَهْلُ الْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیمَنْ شَیَّعَهُ الثَّوْرِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ فَتَقَدَّمَ الْمُشَیِّعُونَ فَإِذَا هُمْ بِأَسَدٍ عَلَی الطَّرِیقِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ قِفُوا حَتَّی یَأْتِیَ جَعْفَرٌ فَنَظَرَ مَا یُصْنَعُ؟

فَجَاءَ جَعْفَرٌ فَذَكَرُوا لَهُ حَالَ الْأَسَدِ فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی دَنَا مِنَ الْأَسَدِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ حَتَّی نَحَّاهُ عَنِ الطَّرِیقِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّ النَّاسَ لَوْ أَطَاعُوا اللَّهَ حَقَّ طَاعَتِهِ لَحَمَلُوا عَلَیْهِ أَثْقَالَهُمْ.

وَ رَوَی دَاوُدُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَیَمْهَدُ لِصَاحِبِهِ فِی الْجَنَّةِ كَمَا یُرْسِلُ الرَّجُلُ غُلَاماً بِفِرَاشِهِ فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ مَنْ عَمِلَ

ص: 191


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 346.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 493.

صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (1).

«59»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ (2) أَدْحَضُ (3)

مَسْئُولٍ حُجَّةً وَ أَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً لَقَدْ أَبْرَحَ جَهَالَةً بِنَفْسِهِ (4) یَا أَیُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ وَ مَا جَرَّأَكَ عَلَی ذَنْبِكَ وَ مَا آنَسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ أَ مَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ (5) أَمْ لَیْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ یَقَظَةٌ أَ مَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَیْرِهَا فَلَرُبَّمَا تَرَی الضَّاحِیَ لِحَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ أَوْ تَرَی الْمُبْتَلَی بِأَلَمٍ یُمِضُّ جَسَدَهُ فَتَبْكِی رَحْمَةً لَهُ فَمَا صَبَّرَكَ عَلَی دَائِكَ وَ جَلَّدَكَ عَلَی مَصَائِبِكَ وَ عَزَّاكَ مِنَ الْبُكَاءِ عَلَی نَفْسِكَ وَ هِیَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَیْكَ وَ كَیْفَ لَا یُوقِظُكَ خَوْفُ بَیَاتِ نَقِمَةٍ(6)

وَ قَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصِیهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِی قَلْبِكَ بِعَزِیمَةٍ وَ مِنْ كَرَی الْغَفْلَةِ فِی نَاظِرِكَ بِیَقَظَةٍ وَ كُنْ لِلَّهِ مُطِیعاً وَ بِذِكْرِهِ آنِساً وَ تَمَثَّلْ فِی حَالِ تَوَلِّیكَ عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَیْكَ یَدْعُوكَ إِلَی عَفْوِهِ وَ یَتَغَمَّدُكَ بِفَضْلِهِ وَ أَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ فَتَعَالَی مِنْ قَوِیٍّ مَا أَكْرَمَهُ وَ أَحْلَمَهُ وَ تَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِیفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ وَ أَنْتَ فِی كَنَفِ سِتْرِهِ مُقِیمٌ وَ فِی سَعَةِ فَضْلِهِ مُتَقَلِّبٌ فَلَمْ یَمْنَعْكَ فَضْلَهُ وَ لَمْ یَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرَفَ عَیْنٍ فِی نِعْمَةٍ یُحْدِثُهَا لَكَ أَوْ سَیِّئَةٍ یَسْتُرُهَا عَلَیْكَ أَوْ بَلِیَّةٍ یَصْرِفُهَا عَنْكَ فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ.

ص: 192


1- 1. عدّة الداعی: 67، و الآیة فی سورة الروم: 44.
2- 2. الانفطار: 6.
3- 3. یقال: دحضت الحجة: بطلت، و أدحض خبر مبتدأ محذوف و هو المغتر بربه الكریم.
4- 4. یعنی أعجب بنفسه.
5- 5. البلول: الشفاء و حسن الحال بعد الهزال و المرض.
6- 6. و ذلك لان نقمة اللّٰه تنزل حین الغفلة و الامن.

وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فِی مُتَّفِقَیْنِ فِی الْقُوَّةِ مُتَوَازِنَیْنِ فِی الْقُدْرَةِ لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلَی نَفْسِكَ بِذَمِیمِ الْأَخْلَاقِ وَ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ وَ حَقّاً أَقُولُ مَا الدُّنْیَا غَرَّتْكَ وَ لَكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ وَ لَقَدْ كَاشَفَتْكَ بِالْعِظَاتِ وَ آذَنَتْكَ عَلَی سَوَاءٍ وَ لَهِیَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِجِسْمِكَ وَ النَّقْصُ فِی قُوَّتِكَ أَصْدَقُ وَ أَوْفَی مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ وَ لَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ وَ صَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ وَ لَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا فِی الدِّیَارِ الْخَاوِیَةِ وَ الرُّبُوعِ الْخَالِیَةِ لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِیرِكَ وَ بَلَاغِ مَوْعِظَتِكَ بِمَحَلَّةِ الشَّفِیقِ عَلَیْكَ وَ الشَّحِیحِ بِكَ وَ لَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَا دَاراً وَ مَحَلُّ مَنْ لَمْ یُوَطِّنْهَا مَحَلًّا وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْیَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْیَوْمَ إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ وَ حَقَّتْ بِجَلَائِلِهَا الْقِیَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسِكٍ أَهْلُهُ وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ فَلَمْ یُجْزَ فِی عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ یَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِی الْهَوَاءِ وَ لَا هَمْسُ قَدَمٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا بِحَقِّهِ فَكَمْ حُجَّةٍ یَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ فَتَحَرَّ مِنْ أَمْرِكَ مَا یَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ وَ خُذْ مَا یَبْقَی لَكَ مِمَّا لَا تَبْقَی لَهُ وَ تَیَسَّرْ لِسَفَرِكَ وَ شِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ وَ ارْحَلْ مَطَایَا التَّشْمِیرِ(1).

ص: 193


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 476.

باب 65 أداء الفرائض و اجتناب المحارم

الآیات:

آل عمران أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(1) النساء وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِینٌ (2) و قال وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً(3) الحجر وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ (4) النحل وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (5) الأنبیاء وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ (6)

ص: 194


1- 1. آل عمران: 162.
2- 2. النساء: 13 و 14.
3- 3. النساء: 69 و 70.
4- 4. الحجر: 99.
5- 5. النحل: 36.
6- 6. الأنبیاء: 73.

الحج یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1).

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: مَنْ عَمِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ خَیْرِ النَّاسِ (2).

بیان: فهو من خیر الناس لیس من فی بعض النسخ فالخیریة إضافیة بالنسبة إلی من یأتی بالمستحبات و یترك بعض الفرائض.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(3) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ (4).

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ وَ زَادَ فِیهِ: وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ فِیمَا افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ (5).

بیان: اصْبِرُوا قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی معناها علی وجوه أحدها أن المعنی اصبروا علی دینكم أی اثبتوا علیه وَ صابِرُوا الكفار و رابطوهم فی سبیل اللّٰه فالمعنی اصْبِرُوا علی طاعة اللّٰه سبحانه و عن معاصیه و قاتلوا العدو وَ صابِرُوا علی قتالهم فی الحق كما یصبرون علی قتالكم فی الباطل لأن الرباط هو المرابطة فیكون بین اثنین یعنی أعدوا لهم من الخیل ما یعدونه لكم.

و ثانیها أن المراد اصبروا علی دینكم و صابروا وعدی إیاكم و رابطوا

ص: 195


1- 1. الحجّ: 77.
2- 2. الكافی ج 2 ص 81.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. الكافی ج 2 ص 81.
5- 5. الكافی ج 2 ص 81.

عدوی و عدوكم.

و ثالثها أن المراد اصبروا علی الجهاد و قیل إن معنی رابطوا رابطوا الصلوات و معناه انتظروها واحدة بعد واحدة لأن المرابطة لم تكن حینئذ

رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی السَّبَرَاتِ وَ نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَی الْجَمَاعَاتِ وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَاهُ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صابِرُوا عَلَی عَدُوِّكُمْ وَ رابِطُوا عَدُوَّكُمْ.

و هو قریب من الأول انتهی (1).

علی الفرائض یحتمل شمولها لترك المحرمات أیضا و صابروا علی المصائب لعل صیغة المفاعلة علی هذا الوجه للمبالغة لأن ما یكون بین الاثنین یكون الاهتمام فیه أشد أو لأن فیه معارضة النفس و الشیطان و كذا قوله رابِطُوا یحتمل الوجهین لأن المراد به ربط النفس علی طاعتهم و انقیادهم و انتظار فرجهم مع أن فی ذلك معارضة لعدوهم فیما افترض علیكم من فعل الواجبات و ترك المحرمات.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَی النَّاسِ (2).

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَا تَحَبَّبَ إِلَیَّ عَبْدِی بِأَحَبَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَیْهِ (3).

بیان: التحبب جلب المحبة أو إظهارها و الأول أنسب و لو لم تكن الفرائض أحب إلیه تعالی لما افترضه.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قَدِمْنا

ص: 196


1- 1. مجمع البیان ج 2 ص 562.
2- 2. الكافی ج 2 ص 82.
3- 3. الكافی ج 2 ص 82.

إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً(1) قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الْقَبَاطِیِّ وَ لَكِنْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمْ حَرَامٌ لَمْ یَدَعُوهُ (2).

تبیین: وَ قَدِمْنا أی عمدنا و قصدنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ كقری الضیف و صلة الرحم و إغاثة الملهوف و غیرها فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً فلم یبق له أثر و الهباء غبار یری فی شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبوة و هو الغبار و القباطی بالفتح جمع القبطیة بالكسر ثیاب بیض دقاق من كتان تتخذ بمصر و قد یضم لأنهم یغیرون فی النسبة.

و فی المصباح القبطی بالضم ثوب من كتان رقیق یعمل بمصر نسبة إلی القبط علی غیر قیاس فرقا بین الإنسان و الثوب و ثیاب قبطیة أیضا بالضم و الجمع قباطی انتهی.

و فیه دلالة علی حبط الطاعات بالفسوق و خصه بعض المفسرین بالكفر و لا كلام فیه و لنذكر هنا مجملا من معانی الحبط و التكفیر و الاختلافات الواردة فیه.

اعلم أن الإحباط فی عرف المتكلمین عبارة عن إبطال الحسنة بعدم ترتب ما یتوقع منها علیها و یقابله التكفیر و هو إسقاط السیئة بعدم جریان مقتضاها علیها فهو فی المعصیة نقیض الإحباط فی الطاعة و الحبط و التكفیر و إطلاقهما بهذین اللفظین ربما یساوقهما كثیر من الآیات و الأخبار و قد اشتهر بین المتكلمین أن الوعیدیة من المعتزلة و غیرهم یقولون بالإحباط و التكفیر دون من سواهم من الأشاعرة و غیرهم و هذا علی إطلاقه غیر صحیح فإن أصل الإحباط و التكفیر مما لا یمكن إنكاره لأحد من المسلمین كما ظهر مما تلونا علیك فلا بد أن یحرر مقصود كل طائفة لیتبین ما هو الحق فنقول لا خلاف بین من یعتد به من أهل الإسلام فی أن كل مؤمن صالح یدخل الجنة خالدا فیها حقیقة و كل كافر یدخل النار خالدا فیها كذلك و أما المؤمن الذی خلط عملا صالحا بعمل غیر صالح فاختلفوا فیه فذهب بعض المرجئة إلی أن الإیمان یحبط الزلات فلا عقاب علی زلة مع الإیمان

ص: 197


1- 1. الفرقان: 23.
2- 2. الكافی ج 2 ص 81.

كما لا ثواب لطاعة مع الكفر و ذهب الآخرون إلی ثبوت الثواب و العقاب فی حقه.

أما المعتزلة فبعنوان الاستحقاق المعلوم عقلا باعتبار الحسن و القبح العقلیین و شرعا باعتبار الآیات الدالة علیه من الوعد و الوعید.

و أما الأشاعرة فبعنوان الانتفاء(1)

یقولون إنه لا یجب علی اللّٰه شی ء فلا یستحق المكلف ثوابا منه تعالی فإن أثابه فبفضله و إن عاقبه فبعدله بل له إثابة العاصی و عقاب المطیع أیضا.

و بالجملة قول المعتزلة فی المؤمن الخارج من الدنیا بغیر توبة عن كبیرة ارتكبها أنه استحق الخلود فی النار لكن یكون عقابه أخف من عقاب الكفار أما مطلق الاستحقاق فلما عرفت و أما خصوص الخلود فللعمومات المتأولة عند غیرهم بتخصیصها بالكفار أو بحمل الخلود علی المكث الطویل كقوله تعالی مَنْ یُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِیها(2) و قوله وَ مَنْ ... یَتَعَدَّ

حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها(3) فلهذا حكموا بأن كبیرة واحدة تحبط جمیع الطاعات فإن الخلود الموعود مستلزم لذلك هذا قول جمهورهم فی أصل الإحباط.

ثم إن الجبائیین أبا علی و ابنه أبا هاشم منهم علی ما نقل عنهما الآمدی ذهبا إلی اشتراط الكثرة فی المحبط بمعنی أن من زادت معاصیه علی طاعته أحبطت معاصیه طاعاته و بالعكس لكنهما اختلفا فقال أبو علی ینحبط الناقص برمته من غیر أن ینتقص من الزائد شی ء و قال أبو هاشم بل ینتقص من الزائد أیضا بقدره و یبقی الباقی.

إذا عرفت هذا فاعلم أن ما ذكره أكثر أصحابنا من نفی الإحباط و التكفیر مع ورود الآیات الكثیرة و الأخبار المستفیضة بل المتواترة بالمعنی فی كل منهما مما یقضی منه العجب مع أنه لیس لهم علی ذلك إلا شبه ضعیفة مذكورة

ص: 198


1- 1. فی مرآة العقول ج 2 ص 97« الاتفاق».
2- 2. الجن: 23.
3- 3. النساء: 14.

فی كتب الكلام كالتجرید و غیره لكن بعد التأمل و التحقیق یظهر أن الذی ینفونه منهما لا ینافی ظواهر الآیات و الأخبار كثیرا بل یرجع إلی مناقشة لفظیة.

لأنهم قائلون بأن التوبة ترفع العقاب و أن الموت علی الكفر تبطل ثواب جمیع الأعمال لكن الأكثر یقولون لیس هذا بالإحباط بل باشتراط الموافاة علی الإیمان فی استحقاق الثواب علی القول بالاستحقاق و فی الوعد بالثواب علی القول بعدم الاستحقاق و كذا یمكنهم القول بأحد الأمرین فی المعاصی التی وردت أنها حابطة لبعض الحسنات من غیر قول بالحبط بأن یكون الاستحقاق أو الوعد مشروطا بعدم صدور تلك المعصیة.

و أما التوبة و الأعمال المكفرة فلا حاجة إلی ارتكاب أمثال ذلك فیها إذ فی تجویز التفضل و العفو كما هو مذهبنا غنی عنها و أیضا لا نقول بإذهاب كل معصیة كل طاعة و بالعكس كما ذهب إلیه المعتزلة بل نتبع فی ذلك النصوص الواردة فی ذلك فكل معصیة وردت فی الكتاب أو فی الآثار الصحیحة أنها ذاهبة أو منقصة لثواب جمیع الحسنات أو بعضها نقول به و بالعكس تابعین للنص فی جمیع ذلك.

و من أصحابنا من لم یقل بالموافاة و لا بالإحباط بل یقول كل من الإیمان و الكفر یتحقق بتحقق شروطه المقارنة و لیس شی ء من استحقاق الثواب و العقاب مشروطا بشرط متأخر بل إن تحقق الإیمان تحقق استحقاق الثواب و إن تحقق الكفر تحقق معه استحقاق العقاب فإن كفر بعد الإیمان كان كفره اللاحق كاشفا عن أنه لم یكن مؤمنا سابقا و لم یكن مستحقا للثواب علیه و إطلاق المؤمن علیه بمحض اللفظ و بحسب الظاهر و إن آمن أخذ بعد الكفر زال كفره الأصلی بالإیمان اللاحق و سقط استحقاقه العقاب لعفو اللّٰه تعالی لا بالإحباط و لا لعدم الموافاة كما یقول الآخرون.

و تفصیل هذا المطلب و تنقیحه یحتاج إلی إیراد مقاصد الأول أن النافین للحسن و القبح لا یثبتون استحقاق شی ء من الثواب و العقاب بشی ء من الأعمال بل

ص: 199

المالك للعباد عندهم قادر علی الثواب و العقاب و مالك للتصرف فیهم كیف شاء و لیس من شأن فعله فی خلقه استحقاق الذم بل و لا المدح و كلاهما اصطلاح و مواضعة من الشارع. و أما المثبتون لهما فلا كلام عندهم فی استحقاق العقاب نعم ربما قیل بعدم استقلال العقل فیه ضرورة أو نظرا و أما الثواب فعند بعضهم مما یستحقه العبد بطاعته و إلیه یذهب جماعة من أصحابنا و یحتجون لذلك بأن إلزام المشقة بدون التزام نفع فی مقابله قبیح و ربما یوجه علیه أن التزام النفع فی مقابله إنما یلزم لو لم تسبق النعم علیه بما یحسن إلزام المشقة بإزائها و الفرق بین النفع المستقبل و النعمة الماضیة تحكم و ربما كفی فی إلزام المشقة حسن العمل الشاق و لم یحتج فی حسن الإلزام إلی أزید منه و لهذا ذهب بعض أصحابنا و غیرهم إلی أن الثواب تفضل و وعد منه تعالی بدون استحقاق للعبد و هو الظاهر من كلام أكثر أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم و یدل علیه كثیر من الأخبار و الأدعیة.

الثانی أن الثواب و العقاب هل یجب دوامهما أم لا فذهب المعتزلة إلی الأول و طریقه العقل عندهم و الصحیح عند أصحابنا أنه لا یجب عقلا.

و أما شرعا فالثواب دائم و كذا عقاب الكفر إجماعا من المسلمین إلا ما نقل من شذاذ من المتصوفین الذین لا یعدون من المسلمین.

و أما عقاب المعاصی فمنقطع و یكفی هنا عدم وجدان طریق عقلی إلی دوامهما و فی عبارة التجرید فی هذا المطلب تناقض یحتاج إلی تكلف تام فی دفعه.

الثالث أن الإحباط بالمعنی الذی ذكرناه من إفناء كل من الاستحقاقین للآخر أو المتأخر للمتقدم باطل عند أصحابنا و مذهب أبی علی و هو بقاء المتأخر و فناء المتقدم مناف للنصوص الكثیرة المتضمنة لعدم تضییع العمل و أما مذهب أبی هاشم فلا ینافی ظواهر النصوص لأنه إذا أفنی المتقدم المتأخر أیضا فلیس بضائع و لا مما لم یره العامل لكن الظاهر أن ما ذهب إلیه من إبطاله له من جهة المنافاة بینهما فلیس بصحیح إذ لا منافاة عقلا بین الثواب و العقاب و استحقاقهما بل یكاد

ص: 200

العقل یجزم بعدم مساواة من أعقب كثیرا من الطاعة بقلیل من المعصیة مع من اكتفی بالفضل بینهما حسب و عدم مساواة من أعقب أحدهما بما یساوی الآخر مع من لم یفعل شیئا.

ثم إنه یمكن أن یسقط العقاب المتقدم عند الطاعة المتأخرة علی سبیل العفو و هو إسقاط اللّٰه تعالی ما یستحقه علی العبد من العقوبة و هو الظاهر من مذاهب أصحابنا رضی اللّٰه عنهم و أما الثواب فلا یتصور فیه ذلك و یمكن أن یكون الوعد بالثواب علی

الطاعة المتقدمة أو استحقاقه مشروطا بعدم معاقبة المعصیة لها كما یشترط ثواب الإیمان و الطاعات بالموافاة علی الإیمان بأن یموت مؤمنا عند كثیر من أصحابنا.

لكن ذلك الاشتراط لیس بعام لجمیع المعاصی بل مخصوص بمقتضی النصوص ببعضها و لیس كل ما ورد بطلان الطاعة بسببه مما یقطع باشتراط الثواب به لأن كلا منها أخبار آحاد لا تفید القطع نعم ربما حصل القطع بأن شیئا من تلك المعاصی یشترط استمرار انتفائه لاستحقاق الثواب أو هو شرط فی الوعد به و الفرق بین هذا و بین الإحباط ظاهر من وجوه.

الأول أن إبطال الثواب فی الإحباط من حیث التضاد عقلا بین الاستحقاقین و هاهنا من جهة اشتراطه شرعا بنفی المعصیة.

الثانی أن المنافاة هناك بین الاستحقاقین فلو لم یحصل استحقاق العقاب لانتفاء شرطه لم یحصل الإحباط و هاهنا بنفس المعصیة ینتفی الثواب أو استحقاقه إن ثبت و كان مستمرا و إن توقف أصل الاستحقاق علی استمرار النفی لم یحصل أصلا و إنما یحصل فی موضع الحصول بالموت.

و لا یختلف الحال باستحقاق العقاب علی تلك المعصیة لاستجماع شرائطه و عدمه لفقد شی ء منه كمنع اللّٰه تعالی لطفا معلوما عن المكلف و كما لو أعلم اللّٰه تعالی المكلف أنه یغفر له و یعفو عن جمیع معاصیه فكان مغریا له بالقبیح و كما لو لم یقع فعل القبیح و لا الإخلال بالواجب عن المكلف علی سبیل إیثاره علی فعل الواجب

ص: 201

و الامتناع من القبیح بل وقع لا علی وجه الإیثار فإن العاصی فی جمیع هذه الصور یستحق ذما و لا یستحق عقابا عند أبی هاشم و من یحذو حذوه و علی تقدیر الاشتراط باستمرار انتفاء المعصیة ینتفی استحقاق الثواب و علی تقدیر الإحباط لا ینتفی.

الثالث أن التوبة علی مذهب الإحباط یمنع من الإحباط و علی ما ذكرنا لا یمنع من الإحباط نعم لو كان الشرط استمرار انتفاء المعصیة أو الموافاة بالتوبة من المعصیة دون استمرار انتفائها فقط منع من الإحباط كمذهب القائلین به.

الرابع (1)

أن هذا یجری فی مذهب النافین للاستحقاق دون الإحباط و هذا الذی ذكرناه و إن لم یكن مذهبا صریحا لأصحابنا إلا أن من یذهب إلی الموافاة لا بد له من تجویزه و به یجمع بین نفی الإحباط كما تقتضیه الأدلة بزعمهم و بین الآیات و كثیر من الروایات الدالة علی أن بعضا من المعاصی یبطل الأعمال السابقة و یمكن القول بمثل هذا فی المعاصی بأن یكون استحقاق العقاب علیها أو استمراره مشروطا بعدم بعض الطاعات فی المستقبل فیأول ما یتضمن شبه هذا المعنی من الروایات به لكن عدم استحقاق العقاب بتعمد معصیة اللّٰه تعالی و توقفه علی أمر منتظر بعید و كذلك انقطاع استمراره و فی العفو مندوحة عنه و الكلام فیه كالكلام فی التوبة و هو ظاهر النصوص و فی كلام الشارح العلامة قدس سره فی شرح التجرید عند قول المصنف ره و هو مشروط بالموافاة إلخ ما یدل علی أن فی المعتزلة من یقول باشتراط الطاعات بالمعاصی المتأخرة و بالعكس و ظاهره أنه حمل كلام المصنف علی هذا المعنی فیكون قائلا بالموافاة فی الطاعات باشتراطه بانتفاء الذنب فی المستقبل و فی المعاصی باشتراطه بعدم

الطاعة الصالحة للتكفیر فی المستقبل إلا أنی لم أقف علی قائل به من أصحابنا صریحا و كلام التجرید لیس بصریح إلا فی الموافاة بالإیمان.

الرابع (2)

أن العفو مطلقا سواء كانت المعصیة مما تاب المكلف منها أو لا و سواء كانت صغیرة مكفرة أو كبیرة غیر واقع بالسمع عند جمیع المعتزلة و ذهب بعضهم

ص: 202


1- 1. یعنی الرابع من الوجوه.
2- 2. یعنی الرابع من المقاصد.

و هم البغدادیون منهم إلی أنه قبیح عقلا و السمع أكده و البصریون إلی جوازه عقلا و إنما المانع منه السمع فمزیل العقاب عندهم منحصر فی أمرین أحدهما التوبة و الثانی التكفیر بالثواب و ذلك عند من قال بأن التوبة إنما تسقط العقاب لكونه ندما علی المعصیة و أما عند من قال إنه یسقط لكثرة الثواب فالمزیل منحصر فی أمر واحد هو الإحباط فتوهم غیر هذا باطل و دعوی الاتفاق علی العفو من الصغائر عند اجتناب الكبائر و من الذنوب مطلقا عند التوبة كما وقع من الشارح الجدید للتجرید مضمحل عند التحقیق كما ذكره بعض الأفاضل.

قال صاحب الكشاف فی تفسیر قوله تعالی إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ نمط ما تستحقونه من العقاب فی كل وقت علی صغائركم و نجعلها كأن لم تكن لزیادة الثواب المستحق علی اجتنابكم الكبائر و صبركم عنها علی عقاب السیئات و أما إسقاط التوبة للعقاب ففیه ثلاث مذاهب.

الأول أنها تسقطه علی سبیل الوجوب عند اجتماع شرائطها لكونها ندما علی المعصیة كما أن الندم علی الطاعة یحبطها لكونه ندما علیها مع قطع النظر عن استتباعها الثواب و العقاب.

الثانی أنها تسقطه علی سبیل الوجوب لا لكونها ندما علیها بل لاستتباعها ثوابا كثیرا.

الثالث أنها لا تسقطه و إنما یسقط العقاب عندها لأنها علی سبیل العفو دون الاستحقاق و هذه المذاهب مشهورة مسطورة فی كتب الكلام.

و أقول بهذا التفصیل الذی ذكر ارتفع التشنیع و اللوم عن محققی أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم بمخالفتهم للآیات المتضافرة و الروایات المتواترة و أن الإحباط و التكفیر بالمعنی الذی هو المتنازع فیه بین أصحابنا و بین المعتزلة نفیهما لا ینافی شیئا من ذلك.

و إنما أطنبنا الكلام فی هذا المقام لأنه من مهمات المسائل الكلامیة و من تعرض لتحقیقه لم یستوف حقه و اللّٰه الموفق.

ص: 203

«7»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ غَیْرَ ثَلَاثٍ عَیْنٍ سَهِرَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ فَاضَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ غُضَّتْ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ (1).

بیان: فی سبیل اللّٰه أی فی الجهاد أو الأعم منه و من السفر إلی الحج و الزیارات أو الأعم منها و من السهر للعبادة و مطالعة العلوم الدینیة و هذا أظهر و إسناد الفیض إلی العین مجاز یقال فاض الماء و الدمع یفیض فیضا كثر حتی سال و غضت علی بناء المفعول یقال غض طرفه أی كسره و أطرق لم یفتح عینه.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِیمَا نَاجَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی مَا تَقَرَّبَ إِلَیَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ عَنْ مَحَارِمِی فَإِنِّی أُبِیحُهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ لَا أُشْرِكُ مَعَهُمْ أَحَداً(2).

بیان: جنات عدن قال الراغب أی استقرار و ثبات و عدن بمكان كذا استقر و منه المعدن لمستقر الجواهر.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ لَا أَعْنِی سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ وَ لَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِیَةً تَرَكَهَا(3).

توضیح: ما فرض اللّٰه أی قرره أعم من الواجب و الندب و یحتمل الوجوب و إن كان أی هذا الذكر اللسانی منه أی من مطلق الذكر الشدید الذكر عند الطاعة و المعصیة و الذكر اللسانی هین بالنسبة إلیه و الحاصل أن اللّٰه سبحانه أمر بالذكر و مدحه فی مواضع كثیرة من الذكر الحكیم لقوله سبحانه و

ص: 204


1- 1. الكافی ج 2 ص 80.
2- 2. الكافی ج 2 ص 80.
3- 3. الكافی ج 2 ص 80.

اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً(1) و قوله وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (2) و قوله تعالی الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ (3) و أصل الذكر التذكر بالقلب و منه اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ (4) أی تذكروا ثم یطلق علی الذكر اللسانی حقیقة أو من باب تسمیة الدال باسم المدلول ثم كثر استعماله فیه لظهوره حتی صار هو السابق إلی الفهم فنص علیه السلام علی إرادة الأول دون الثانی فقط دفعا لتوهم تخصیصه بالثانی و إشارة إلی أكمل أفراده.

و قال بعضهم ذكر اللسان مع خلو القلب عنه لا یخلو من فائدة لأنه یمنعه من التكلم باللغو و یجعل لسانه معتادا بالخیر و قد یلقی الشیطان إلیه أن حركة اللسان بدون توجه القلب عبث ینبغی تركه فاللائق بحال الذاكر حینئذ أن یحضر قلبه رغما للشیطان و لو لم یحضره فاللائق به أن لا یترك ذكر اللسان رغما لأنفه أیضا و أن یجیبه بأن اللسان آلة للذكر كالقلب و لا یترك أحدهما بترك الآخر فإن لكل عضو عبادة.

ثم اعلم أن الذكر القلبی من أعظم بواعث المحبة و المحبة أرفع منازل المقربین رزقنا اللّٰه إیاها و سائر المؤمنین

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَرَكَ مَعْصِیَةَ اللَّهِ مَخَافَةَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَرْضَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

ص: 205


1- 1. الأحزاب: 41.
2- 2. الأعراف: 205.
3- 3. آل عمران: 191.
4- 4. البقرة: 47.
5- 5. الكافی ج 2 ص 81.

بیان: یمكن تعمیم المعصیة لیشمل ترك الطاعة أیضا و عدم ما یرضیه به لتفخیمه إیماء إلی أن عقل البشر لا یصل إلی كنه حقیقته كما قال سبحانه وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ(1) أقول قد أثبتنا بعض الأخبار فی باب الاستعداد للموت.

«11»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ تَهَادَوْا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ اجْتَنَبُوا الْحَرَامَ وَ قَرَوُا الضَّیْفَ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ (2).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ حَنَانٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سَلْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَتْقَی النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ یُجَاوِرُكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً(3).

لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ: مِثْلَهُ (4).

«13»- لی، [الأمالی] للصدوق قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ (5).

«14»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ

ص: 206


1- 1. براءة: 72.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 81.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 120.
4- 4. أمالی الصدوق ص 121.
5- 5. أمالی الصدوق ص 14.

یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْحَرَامَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب الیقین.

«15»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الدَّیْرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَثَلَ هَذَا الدِّینِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الْإِیمَانُ أَصْلُهَا وَ الصَّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزَّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصَّوْمُ سَعَفُهَا وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الْكَفُّ عَنِ الْمَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكْمُلُ شَجَرَةٌ إِلَّا بِالثَّمَرِ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ لَا یَكْمُلُ إِلَّا بِالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ (2).

«16»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُوِیَ عَنِ الْمُغِیرَةِ أَنَّهُ قَالَ إِذَا عَرَفَ الرَّجُلُ رَبَّهُ لَیْسَ عَلَیْهِ وَرَاءَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَ لَیْسَ كُلَّمَا ازْدَادَ بِاللَّهِ مَعْرِفَةً فَهُوَ أَطْوَعُ لَهُ أَ فَیُطِیعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ لَا یَعْرِفُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِأَمْرٍ وَ أَمَرَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُؤْمِنِینَ بِأَمْرٍ فَهُمْ عَامِلُونَ بِهِ إِلَی أَنْ یَجِی ءَ نَهْیُهُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ سَوَاءٌ.

قَالَ ثُمَّ قَالَ لَا یَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی عَبْدٍ وَ لَا یُزَكِّیهِ إِذَا تَرَكَ فَرِیضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ أَوِ ارْتَكَبَ كَبِیرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ قَالَ قُلْتُ لَا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِ قَالَ نَعَمْ قَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ قَالَ قُلْتُ أَشْرَكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَمَرَهُ بِأَمْرٍ وَ أَمَرَهُ إِبْلِیسُ بِأَمْرٍ فَتَرَكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ صَارَ إِلَی مَا أَمَرَ إِبْلِیسُ فَهَذَا مَعَ إِبْلِیسَ فِی الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ(3).

ص: 207


1- 1. الخصال ج 1 ص 11.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 237.
3- 3. ثواب الأعمال ص 220.

«17»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَ إِلَی أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا سَیِّدِی أَخْبِرْنِی بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی النَّاسِ وَ السَّلَامُ (1).

«18»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اصْبِرْ(2) وَ مَا لَمْ یَأْتِ مِنْهَا فَلَسْتَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَی تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا وَ كَأَنَّكَ قَدْ أُعْطِیتَ.

«19»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ تَرْكِ مَا أَمَرَ بِهِ أَنْ یَتْرُكَهُ.

«20»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ (3).

ص: 208


1- 1. الاختصاص: 225.
2- 2. كذا، و لعله سقط منه نحو هذا[ علی ما أتاك من المصائب و لا تجزع لما لم یأتك فان ما لم یأت].
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 168.

باب 66 الاقتصاد فی العبادة و المداومة علیها و فعل الخیر و تعجیله و فضل التوسط فی جمیع الأمور و استواء العمل

الآیات:

البقرة فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ (1) آل عمران وَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِینَ (2) وَ قَالَ وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (3) المائدة فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ (4) طه وَ عَجِلْتُ إِلَیْكَ رَبِّ لِتَرْضی (5) الأنبیاء إِنَّهُمْ كانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ (6) المؤمنون أُولئِكَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ (7).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا إِنَّ لِكُلِّ عِبَادَةٍ شِرَّةً ثُمَّ تَصِیرُ إِلَی فَتْرَةٍ فَمَنْ صَارَتْ شِرَّةُ عِبَادَتِهِ إِلَی سُنَّتِی فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ خَالَفَ سُنَّتِی فَقَدْ ضَلَّ وَ كَانَ عَمَلُهُ فِی تَبَابٍ أَمَا إِنِّی أُصَلِّی وَ أَنَامُ

ص: 209


1- 1. البقرة: 148.
2- 2. آل عمران: 114.
3- 3. آل عمران: 133.
4- 4. المائدة: 48.
5- 5. طه: 84.
6- 6. الأنبیاء: 90.
7- 7. المؤمنون: 61.

وَ أَصُومُ وَ أُفْطِرُ وَ أَضْحَكُ وَ أَبْكِی فَمَنْ رَغِبَ عَنْ مِنْهَاجِی وَ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ قَالَ كَفَی بِالْمَوْتِ مَوْعِظَةً وَ كَفَی بِالْیَقِینِ غِنًی وَ كَفَی بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا(1).

تبیین: إن لكل عبادة شرة الشرة بكسر الشین و تشدید الراء شدة الرغبة قال فی النهایة فیه إن لهذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة الشرة النشاط و الرغبة و منه الحدیث الآخر لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةٌ و قال فی حدیث ابن مسعود إنه مرض فبكی فقال إنما أبكی لأنه أصابنی علی حال فترة و لم یصبنی علی حال اجتهاد أی فی حال سكون و تقلیل من العبادات و المجاهدات انتهی.

إلی سنتی أی منتهیا إلیها أو إلی بمعنی مع أی لا تدعوه كثرة الرغبة فی العبادة إلی ارتكاب البدع كالریاضات المبتدعة للمتصوفة بل یعمل بالسنن و التطوعات الواردة فی السنة و یحتمل أن یكون المراد بانتهاء الشرة أن یكون ترك الشرة بالاقتصاد و الاكتفاء بالسنن و ترك بعض التطوعات لا بترك السنن أیضا و یؤیده الخبر الآتی.

فِی تَبابٍ أی تباب العمل أو صاحبه و التباب الخسران و الهلاك و فی بعض النسخ فی تبار بالراء و هو أیضا الهلاك.

كفی بالموت موعظة الباء زائدة و الموعظة ما یتعظ الإنسان به و یصیر سببا لانزجار النفس عن الخطایا و المیل إلی الدنیا و الركون إلیها و أعظمها الموت إذ العاقل إذا تفكر فیه و فی غمراته و ما یعقبه من أحوال البرزخ و القیامة و أهوالها و ما فعله بأهل الدنیا من قطع أیدیهم عنها و إخراجهم منها طوعا أو كرها فجاءه من غیر اطلاع منهم علی وقت نزوله و كیفیة حلوله هانت عنده الدنیا و ما فیها و شرع فی التهیئة له إن أعطاه اللّٰه تعالی بصیرة فی ذلك.

و كفی بالیقین غنی أی كفی الیقین بأن اللّٰه رازق العباد و أنه یوسع علی من یشاء و یقتر علی من یشاء بحسب المصالح سببا لغنی النفس و عدم

ص: 210


1- 1. الكافی ج 2 ص 85.

الحرص و ترك التوسل بالمخلوقین و هو من فروع الیقین بالقضاء و القدر و قد مر فی باب الیقین أنه یطلق غالبا علیه.

و كفی بالعبادة شغلا كأن المقصود أن النفس یطلب شغلا لیشتغل به فإذا شغلها المرء بالعبادة تحیط بجمیع أوقاته فلا یكون له فراغ یصرفه فی الملاهی و إذا لم یشتغل بالعبادة یدعوه الفراغ إلی البطر و اللّٰهو و صرف العمر فی المعاصی و الملاهی و الأمور الباطلة كسماع القصص الكاذبة و أمثالها و الغرض الترغیب فی العبادة و بیان عمدة ثمراتها.

و الظاهر أن هذه الفقرات الأخیرة مواعظ أخر لا ارتباط لها بما تقدمها و قد یتكلف بجعلها مربوطة بها بأن المراد بالأولی كفی الموت موعظة فی عدم مخالفة السنة و كفی الیقین غنی لئلا یطلب الدنیا بالرئاء و ارتكاب البدع و كفت العبادة المقررة الشرعیة شغلا فلا یلزم الاشتغال بالبدع.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لِكُلِّ أَحَدٍ شِرَّةٌ وَ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَطُوبَی لِمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی خَیْرٍ(1).

بیان: الحاصل أن لكل أحد شوقا و نشاطا فی العبادة فی أول الأمر ثم یعرض له فترة و سكون فمن كانت فترته بالاكتفاء بالسنن و ترك البدع أو ترك التطوعات الزائدة فطوبی له و من كانت فترته بترك السنن أیضا أو بترك الطاعات رأسا و ارتكاب المعاصی أو بالاقتصار علی البدع فویل له.

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ لَهُ شِرَّةٌ وَ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی بِدْعَةٍ فَقَدْ غَوَی وَ هُوَ یُؤَیِّدُ مَا ذَكَرْنَا.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ

ص: 211


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.

فَأَوْغِلُوا فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُكَرِّهُوا عِبَادَةَ اللَّهِ إِلَی عِبَادِ اللَّهِ فَتَكُونُوا كَالرَّاكِبِ الْمُنْبَتِّ الَّذِی لَا سَفَراً قَطَعَ وَ لَا ظَهْراً أَبْقَی.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُقَرِّنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (1).

بیان: قال فی النهایة المتین الشدید القوی و قال فیه إن هذا الدین متین فأوغل فیه برفق الإیغال السیر الشدید یقال أوغل القوم و توغلوا إذا أمعنوا فی سیرهم و الوغول الدخول فی الشی ء و قد وغل یغل وغولا یرید سر فیه برفق و ابلغ الغایة القصوی منه بالرفق لا علی سبیل التهافت و الخرق و لا تحمل نفسك و لا تكلفها ما لا تطیقه فتعجز و تترك الدین و العمل.

و قال فیه فإن المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقی یقال للرجل إذا انقطع به فی سفره و عطبت راحلته قد انبت من البت القطع و هو مطاوع بت یقال بته و أبته یرید أنه بقی فی طریقه عاجزا عن مقصده لم یقض وطره و قد أعطب ظهره انتهی.

و لا تكرهوا عبادة اللّٰه كأن المعنی أنكم إذا أفرطتم فی الطاعات یرید الناس متابعتكم فی ذلك فیشق علیهم فیكرهون عبادة اللّٰه و یفعلونها من غیر رغبة و شوق و یحتمل أن یكون أوغلوا فی فعل أنفسهم و لا تكرهوا فی دعوة الغیر أی لا تحملوا علی الناس فی تعلیمهم و هدایتهم فوق سعتهم و ما یشق علیهم كما مر فی حدیث الرجل الذی هدی النصرانی فی باب درجات الإیمان (2).

و یحتمل أن یكون عباد اللّٰه شاملا لأنفسهم أیضا و یمكن أن یكون الإیغال هنا متعدیا أی أدخلوا الناس فیه برفق لیوافق الفقرة الثانیة قال فی القاموس وغل فی الشی ء یغل وغولا دخل و تواری أو بعد و ذهب و أوغل فی البلاد و العلم ذهب و بالغ و أبعد كتوغل و كل داخل مستعجلا موغل و قد أوغلته الحاجة.

ص: 212


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.
2- 2. راجع ج 69 ص 161.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تُكَرِّهُوا إِلَی أَنْفُسِكُمُ الْعِبَادَةَ(1).

بیان: حاصله النهی عن الإفراط فی التطوعات بحیث یكرهها النفس و لا تكون فیها راغبا ناشطا.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً فَعَمِلَ عَمَلًا قَلِیلًا جَزَاهُ بِالْقَلِیلِ الْكَثِیرَ وَ لَمْ یَتَعَاظَمْهُ أَنْ یَجْزِیَ بِالْقَلِیلِ الْكَثِیرَ لَهُ (2).

بیان: فی القاموس تعاظمه عظم علیه و كان فی أكثر هذه الأخبار إشارة إلی أن السعی فی زیادة كیفیة العمل أحسن من السعی فی زیادة كمیته و أن السعی فی تصحیح العقائد و الأخلاق أهم من السعی فی كثرة الأعمال.

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ بِی أَبِی وَ أَنَا بِالطَّوَافِ وَ أَنَا حَدَثٌ وَ قَدِ اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ فَرَآنِی وَ أَنَا أَتَصَابُّ عَرَقاً فَقَالَ لِی یَا جَعْفَرُ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ رَضِیَ عَنْهُ بِالْیَسِیرِ(3).

بیان: إذا أحب عبدا أی بحسن العقائد و الأخلاق و رعایة الشرائط فی الأعمال التی منها التقوی.

«7»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ وَ أَنَا شَابٌّ فَقَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ دُونَ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً رَضِیَ عَنْهُ بِالْیَسِیرِ(4).

بیان: دون ما أراك تصنع دون منصوب بفعل مقدر أی اصنع دون ذلك.

«8»- كا، [الكافی] عَنِ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ

ص: 213


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.
2- 2. الكافی ج 2 ص 86.
3- 3. الكافی ج 2 ص 86.
4- 4. الكافی ج 2 ص 87.

ثَابِتٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ فَأَوْغِلْ فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَی نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ إِنَّ الْمُنْبَتَّ یَعْنِی الْمُفْرِطَ لَا ظَهْراً أَبْقَی وَ لَا أَرْضاً قَطَعَ فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ یَرْجُو أَنْ یَمُوتَ هَرِماً وَ احْذَرْ حَذَرَ مَنْ یَتَخَوَّفُ أَنْ یَمُوتَ غَداً(1).

بیان: فاعمل عمل من یرجو أن یموت هرما أی تأن و ارفق و لا تستعجل فإن من یرجو البقاء طویلا لا یسارع فی الفعل كثیرا أو إن من یرجو ذلك لا یتعب نفسه بل یداری بدنه و لا ینهكه بكثرة الصیام و السهر و أمثالها و احذر عن المنهیات كحذر من یخاف أن یموت غدا قیل و لعل السر فیه أن العبادات أعمال و فیها تعب الأركان و شغل عما سواها فأمر فیها بالرفق و الاقتصاد كیلا تكل بها الجوارح و لا تبغضها النفس و لا تفوت بسببها حق من الحقوق.

فأما الحذر عن المعاصی و المنهیات فهو ترك و اطراح لیس فیه كثیر كد و لا ملالة و لا شغل عن شی ء فیترك ترك من یخاف أن یموت غدا علی معصیة اللّٰه تعالی و قیل الفرق أن فعل الطاعات نفل و فضل و ترك المخالفات حتم و فرض.

«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: وَ اقْتَصِدْ یَا بُنَیَّ فِی مَعِیشَتِكَ وَ اقْتَصِدْ فِی عِبَادَتِكَ وَ عَلَیْكَ فِیهَا بِالْأَمْرِ الدَّائِمِ الَّذِی تُطِیقُهُ (2).

«10»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَمَلُ الدَّائِمُ الْقَلِیلُ عَلَی الْیَقِینِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِیرِ عَلَی غَیْرِ یَقِینٍ (3).

«11»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَلَا وَ قُولُوا خَیْراً تُعْرَفُوا بِهِ وَ اعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ (4).

ص: 214


1- 1. الكافی ج 2 ص 87.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 6.
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 246.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 236.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بأسانید كثیرة: مثله (1).

«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسَنُ مِنَ الصِّدْقِ قَائِلُهُ وَ خَیْرٌ مِنَ الْخَیْرِ فَاعِلُهُ (2).

«13»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْخَیْرَ ثَقُلَ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی قَدْرِ ثِقَلِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الشَّرَّ خَفَّ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی قَدْرِ خِفَّتِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ (3).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشَّارِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ لَیَصُومُ الْیَوْمَ الْحَارَّ یُرِیدُ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُعْتِقُهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَ یَتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ یُرِیدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ فَیُعْتِقُهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ(4).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِكُلِّ شَیْ ءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجِیلُهُ. وَ قَالَ علیه السلام: بَادِرُوا بِعَمَلِ الْخَیْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَیْرِهِ (5).

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ إِذَا عَرَضَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ فَابْدَأْ بِهِ وَ إِذَا عَرَضَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَتَأَنَّهُ حَتَّی تُصِیبَ رُشْدَكَ فِیهِ (6).

«17»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: دَاوِمْ عَلَی تَخْلِیصِ الْمُفْتَرَضَاتِ وَ السُّنَنِ فَإِنَّهُمَا الْأَصْلُ فَمَنْ أَصَابَهُمَا وَ أَدَّاهُمَا بِحَقِّهِمَا فَقَدْ أَصَابَ الْكُلَّ فَإِنَّ خَیْرَ الْعِبَادَاتِ

ص: 215


1- 1. راجع أمالی الطوسیّ ج 1 ص 220.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 209.
3- 3. الخصال ج 1 ص 12.
4- 4. أمالی الصدوق ص 220.
5- 5. الخصال ج 2 ص 161.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 6.

أَقْرَبُهَا بِالْأَمْنِ وَ أَخْلَصُهَا مِنَ الْآفَاتِ وَ أَدْوَمُهَا وَ إِنْ قَلَّ فَإِنْ سَلِمَ لَكَ فَرْضُكَ وَ سُنَّتُكَ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ احْذَرْ أَنْ تَطَأَ بِسَاطَ مَلِیكِكَ إِلَّا بِالذِّلَّةِ وَ الِافْتِقَارِ وَ الْخَشْیَةِ وَ التَّعْظِیمِ وَ أَخْلِصْ حَرَكَاتِكَ مِنَ الرِّیَاءِ وَ سِرَّكَ مِنَ الْقَسَاوَةِ فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الْمُصَلِّی یُنَاجِی رَبَّهُ فَاسْتَحْیِ أَنْ یَطَّلِعَ عَلَی سِرِّكَ الْعَالِمُ بِنَجْوَاكَ وَ مَا یُخْفِی ضَمِیرُكَ وَ كُنْ بِحَیْثُ رَآكَ لِمَا أَرَادَ مِنْكَ وَ دَعَاكَ إِلَیْهِ وَ كَانَ السَّلَفُ لَا یَزَالُونَ مِنْ وَقْتِ الْفَرْضِ إِلَی وَقْتِ الْفَرْضِ فِی إِصْلَاحِ الْفَرْضَیْنِ جَمِیعاً وَ فِی هَذَا الزَّمَانِ لِلْفَضَائِلِ عَلَی الْفَرَائِضِ كَیْفَ یَكُونُ بَدَنٌ بِلَا رُوحٍ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: عَجِبْتُ لِطَالِبِ فَضِیلَةٍ تَارِكِ فَرِیضَةٍ وَ لَیْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِحِرْمَانِ مَعْرِفَةِ الْآمِرِ وَ تَعْظِیمِهِ وَ تَرْكِ رُؤْیَةِ مَشِیَّتِهِ بِمَا أَهَّلَهُمْ لِأَمْرِهِ وَ اخْتَارَهُمْ لَهُ (1).

«18»- سر، [السرائر] عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَبَداً أَفْضَلُ فَتَعَجَّلِ الْخَیْرَ أَبَداً مَا اسْتَطَعْتَ وَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مَا دَامَ عَلَیْهِ الْعَبْدُ وَ إِنْ قَلَّ.

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بُنَیَّ عَلَیْكَ بِالْحَسَنَةِ بَیْنَ السَّیِّئَتَیْنِ تَمْحُوهُمَا قَالَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا أَبَتِ قَالَ مِثْلُ قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ سَیِّئَةً وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا سَیِّئَةً وَ ابْتَغِ بَیْنَ ذلِكَ سَبِیلًا حَسَنَةً(2) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ لا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ(3) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا فَأَسْرَفُوا سَیِّئَةً وَ أَقْتَرُوا سَیِّئَةً وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً(4) حَسَنَةً فَعَلَیْكَ بِالْحَسَنَةِ

ص: 216


1- 1. مصباح الشریعة ص 19.
2- 2. أسری: 110.
3- 3. أسری: 29.
4- 4. الفرقان: 67.

بَیْنَ السَّیِّئَتَیْنِ (1).

«20»- جا، [المجالس] للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَمَمْتَ بِخَیْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رُبَّمَا اطَّلَعَ عَلَی عَبْدِهِ وَ هُوَ عَلَی الشَّیْ ءِ مِنْ طَاعَتِهِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُعَذِّبُكَ بَعْدَهَا وَ إِذَا هَمَمْتَ بِمَعْصِیَةٍ فَلَا تَفْعَلْهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رُبَّمَا اطَّلَعَ عَلَی الْعَبْدِ وَ هُوَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ مَعَاصِیهِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أَغْفِرُ لَكَ أَبَداً(2).

«21»- جا، [المجالس] للمفید بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَیْرٍ فَلَا یُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا صَلَّی الصَّلَاةَ وَ صَامَ الصَّوْمَ فَیُقَالُ لَهُ اعْمَلْ مَا شِئْتَ بَعْدَهَا فَقَدْ غُفِرَ لَكَ أَبَداً(3).

«22»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: فَاعِلُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنْهُ وَ فَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یُرَی الْجَاهِلُ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً(5).

وَ قَالَ علیه السلام: إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَ إِقْبَالِهَا فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِیَ (7).

ص: 217


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 319.
2- 2. مجالس المفید ص 127.
3- 3. مجالس المفید ص 128.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 151.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 157.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 170.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 188.

وَ قَالَ علیه السلام: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَیْهِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: قَلِیلٌ تَدُومُ عَلَیْهِ أَرْجَی مِنْ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا(3).

وَ قَالَ علیه السلام: قَلِیلٌ مَدُومٌ عَلَیْهِ خَیْرٌ مِنْ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (4).

«23»- الْمَجَازَاتُ النَّبَوِیَّةُ، قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ فَأَوْغِلْ فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَی نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَ لَا ظَهْراً أَبْقَی.

بیان: قال السید وصف الدین بالمتانة مجاز و المراد أنه صعب الظهر شدید الأسر مأخوذ من متن الإنسان و هو ما اشتد من لحم منكبیه و إنما وصفه علیه السلام بذلك لمشقة القیام بشرائطه و الأداء لوظائفه فأمر علیه السلام أن یدخل الإنسان أبوابه مترفقا و یرقأ هضابه متدرجا لیستمر علی تجشم متاعبه و یمرن علی امتطاء مصاعبه.

و شبه علیه السلام العابد الذی یحسر منته و یستنفد طاقته بالمنبت و هو الذی یغذ السیر و یكد الظهر منقطعا من رفقته و متفردا عن صحابته فتحسر مطیته و لا یقطع شقته و هذا من أحسن التمثیلات و أوقع التشبیهات.

وَ مِمَّا یُقَوِّی أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْخَبَرِ مَا كَشَفْنَا عَنْ حَقِیقَتِهِ الْخَبَرُ الْآخَرُ عَنْهُ علیه السلام وَ هُوَ فِیمَا رَوَاهُ بُرَیْدَةُ بْنُ الْحُصَیْبِ الْأَسْلَمِیُّ قَالَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ هَدْیاً قَاصِداً فَإِنَّهُ مَنْ یُثَابِرْ هَذَا الدِّینَ یَغْلِبْهُ (5).

«24»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَی عَمَلٍ فَلْیَدُمْ عَلَیْهِ سَنَةً ثُمَّ یَتَحَوَّلُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ إِلَی غَیْرِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ یَكُونُ فِیهَا فِی عَامِهِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ

ص: 218


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 199.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 213.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 213.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 249.
5- 5. المجازات النبویّة 167.

أَنْ یَكُونَ (1).

بیان: ثم یتحول عنه إن شاء إلی غیره من الطاعات لا أن یتركه بغیر عوض یكون خبر أن و فیها خبر یكون و الضمیر راجع إلی اللیلة و قوله ما شاء اللّٰه أن یكون اسم یكون و قوله فی عامه متعلق بیكون أو حال عن اللیلة.

و الحاصل أنه إذا داوم سنة یصادف لیلة القدر التی فیها ما شاء اللّٰه كونه من البركات و الخیرات و المضاعفات فیصیر له هذا العمل مضاعفا مقبولا و یحتمل أن یكون الكون بمعنی التقدیر أو یقدر مضاف فی ما شاء اللّٰه.

فالمعنی لما كان تقدیر الأمور فی لیلة القدر فإذا صادفها یصیر سببا لتقدیر الأمور العظیمة له و كون العمل فی الیوم لا ینافی ذلك فإنه قد ورد أن یومها مثل اللیلة فی الفضل و قیل المستتر فی تكون للیلة القدر و ضمیر فیها للسنة و فی عامة بتشدید المیم متعلق بتكون أو بقوله فیها و المراد بالعامة المجموع و المشار إلیه بذلك مصدر فلیدم فالمراد زمان الدوام و ما شاء اللّٰه بدل بعض للعامة و الحاصل أنه یكون فیه لیلة القدر سواء وقع أوله أو وسطه أو آخره و ما ذكرنا أظهر.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَیْهِ الْعَبْدُ وَ إِنْ قَلَ (2).

بیان: یدل علی أن العمل القلیل الذی یداوم علیه خیر من عمل كثیر یفارقه و یتركه.

كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قَلِیلٌ مِنْ عَمَلٍ مَدُومٍ عَلَیْهِ خَیْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ. أی یمل منه.

«26»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ نَجَبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا

ص: 219


1- 1. الكافی ج 2 ص 82.
2- 2. المصدر نفسه.

مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَمَلٍ یُدَاوَمُ عَلَیْهِ وَ إِنْ قَلَ (1).

«27»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَقُولُ: إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ أُدَاوِمَ عَلَی الْعَمَلِ وَ إِنْ قَلَ (2).

«28»- كا، [الكافی] وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ أَقْدَمَ عَلَی رَبِّی وَ عَمَلِی مُسْتَوٍ(3).

بیان: و عملی مستو كأن المراد بالاستواء الاشتراك فی الكمال و عدم النقص فلا ینافی ما روی عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من استوی یوماه فهو مغبون و یمكن أن یكون المراد الاستواء فی الترقی فإن من كان كل یوم منه أزید من السابق فعمله مستو للاشتراك فی هذا المعنی أو یكون المراد بأحدهما الكیفیة و بالآخر الكمیة.

«29»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِیَّاكَ أَنْ تَفْرِضَ عَلَی نَفْسِكَ فَرِیضَةً فَتُفَارِقَهَا اثْنَیْ عَشَرَ هِلَالًا(4).

توضیح: أن تفرض علی نفسك أی تقرر علیها أمرا من الطاعات لا علی سبیل النذر فإنه لا یجوز مفارقته بعد السنة أیضا و یحتمل شموله للنذر القلبی أیضا فإن الوفاء مستحب أیضا.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِی حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَیْرٍ

ص: 220


1- 1. الكافی ج 2 ص 82.
2- 2. الكافی ج 2 ص 82.
3- 3. الكافی ج 2 ص 83.
4- 4. الكافی ج 2 ص 83.

فَلَا یُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا صَلَّی الصَّلَاةَ أَوْ صَامَ الصَّوْمَ فَیُقَالُ لَهُ اعْمَلْ مَا شِئْتَ بَعْدَهَا فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ (1).

بیان: قوله علیه السلام فإن العبد یعنی أن العبادة التی توجب المغفرة التامة و القرب الكامل من جناب الحق تعالی مستورة علی العبد لا یدری أیها هی فكلما هم بعبادة فعلیه إمضاؤها قبل أن تفوته فلعلها تكون هی تلك العبادة كَمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِی أَیَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَعَرَّضُوا لَهَا.

و الصلاة و الصوم منصوبان بالمصدریة للنوع أی نوعا من الصلاة و نوعا من الصوم و فی بعض النسخ مكان الصوم الیوم فهو منصوب علی الظرفیة فیقال له القائل هو اللّٰه كما سیأتی أو الملائكة بعدها الضمیر راجع إلی الصلاة علی المثال أو إلی كل منها بتأویل العبادة و فی قوله اعمل ما شئت إشكال فإنه ظاهرا أمر بالقبیح و الجواب أنه معلوم أنه لیس الأمر هنا علی حقیقته بل الغرض بیان أن الأعمال السیئة لا تضرك بحیث تحرمك عن دخول الجنة بأن وفقت لعدم الإصرار علی الكبیرة أو صرت قابلا للعفو و المغفرة فیغفر اللّٰه لك.

فإن قیل هذا إغراء بالقبیح قلت الإغراء بالقبیح إنما یكون إذا علم العبد صدور مثل ذلك العمل عنه و أنه أی عمل هو و هو مستور عنه و قد یقال إن المعنی أنك لا تحاسب علی ما مضی فقد غفر لك فبعد ذلك استأنف العمل إما للجنة فستوجبها و إما للنار فتستحقها كقوله اعمل ما شئت فإنك ملاقیه.

و هذا الخبر منقول فی طرق العامة و قال القرطبی الأمر فی قوله اعمل ما شئت أمر إكرام كما فی قوله تعالی ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ (2) و إخبار عن الرجل بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه و محفوظ فی الآتی و قال الآبی یرید بأمر الإكرام أنه لیس إباحة لأن یفعل ما یشاء.

«31»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: افْتَتِحُوا نَهَارَكُمْ بِخَیْرٍ وَ أَمْلُوا

ص: 221


1- 1. الكافی ج 2 ص 142.
2- 2. الحجر: 64.

عَلَی حَفَظَتِكُمْ فِی أَوَّلِهِ وَ فِی آخِرِهِ خَیْراً یُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَیْنَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

بیان: هو حث علی فعل الطاعات فی أول النهار و افتتاح النهار بالأدعیة و الأذكار و التلاوة و سائر الأقوال الحسنة فإن ملائكة النهار یكتبونها فی أول صحیفة أعمالهم فكأنه یملی علیهم و كذا فی آخر النهار فإن الإملاء هو أن تلقی شیئا علی غیرك لیكتب و أصله الإملال و یدل علی أن فعل ذلك یوجب غفران ما بینهما من الذنوب و لذا وردت عن أئمتنا علیهم السلام أذكار و أدعیة كثیرة للصباح و المساء و التقیید بالمشیة للتبرك أو لعدم الاغترار.

«32»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبِی یَقُولُ: إِذَا هَمَمْتَ بِخَیْرٍ فَبَادِرْ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا یَحْدُثُ (2).

بیان: فإنك لا تدری ما یحدث أی كموت أو هرم أو مرض أو سهو أو نسیان أو وسوسة شیطان أو مانع أو الموانع التی لا تعد و لا تحصی.

«33»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِنَ الْخَیْرِ مَا یُعَجَّلُ (3).

بیان: یدل علی استحباب تعجیل الخیرات كما قال تعالی وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (4) و قال سبحانه أُولئِكَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ (5) و یدل علی استحباب المبادرة إلی الصلوات فی أوائل أوقاتها و كذا سائر العبادات.

«34»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بِشْرِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ یَصُومُ الْیَوْمَ الْحَارَّ یُرِیدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَیُعْتِقُهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ لَا یُسْتَقَلُّ مَا

ص: 222


1- 1. الكافی ج 2 ص 142.
2- 2. الكافی ج 2 ص 142.
3- 3. الكافی ج 2 ص 142.
4- 4. آل عمران: 133.
5- 5. المؤمنون: 61.

یُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ(1).

بیان: و لو بشق تمرة أی نصفها فإنه قد یحفظ به النفس عن الجوع المهلك و قد یعلل به الیتیم و لأنه إذا اجتمع منه كثیر یصیر قوتا لشخص قال فی النهایة فیه اتقوا النار و لو بشق تمرة فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قیل أراد شق التمرة أی نصفها

لا یتبین له كبیر موقع من الجائع إذا تناوله كما لا یتبین علی شبع الشبعان إذا أكله فلا تعجزوا أن تتصدقوا به و قیل لأنه یسأل هذا شق تمرة [و ذا شق تمرة] و ثالثا و رابعا فیجتمع له ما یسد به جوعته.

«35»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ هَمَّ بِخَیْرٍ فَلْیُعَجِّلْهُ وَ لَا یُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَمَلَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَ لَا أَكْتُبُ عَلَیْكَ شَیْئاً أَبَداً وَ مَنْ هَمَّ بِسَیِّئَةٍ فَلَا یَعْمَلْهَا فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّیِّئَةَ فَیَرَاهُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ فَیَقُولُ لَا وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا أَبَداً(2).

إیضاح: قوله تعالی قد غفرت لك الظاهر أن هذا من باب التفضل و ذلك العمل یصیر سببا لاستحقاق هذا الفضل و یحتمل أن یكون مبنیا علی التكفیر ف إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ و یكون هذا العمل مكفرا لما بعده أیضا أو یحفظه اللّٰه فیما یأتی عن الكبائر كما مر و أما قوله لا أغفر لك بعدها أبدا فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران فیعاقب علی جمیع معاصیه بعد ذلك أو لاستحقاقه للخذلان فیتسلط علیه الشیطان فیخرجه من الإیمان أو هو مبنی علی الحبط فیحبط هذا العمل ما یأتی به من الطاعات بعده أعاذنا اللّٰه و سائر المؤمنین من ذلك وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ.

«36»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا هَمَمْتَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رُبَّمَا اطَّلَعَ

ص: 223


1- 1. الكافی ج 2 ص 142.
2- 2. الكافی ج 2 ص 142.

عَلَی الْعَبْدِ وَ هُوَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنَ الطَّاعَةِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُعَذِّبُكَ بَعْدَهَا أَبَداً وَ إِذَا هَمَمْتَ بِسَیِّئَةٍ فَلَا تَعْمَلْهَا فَإِنَّهُ رُبَّمَا اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَی الْعَبْدِ وَ هُوَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْمَعْصِیَةِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا أَبَداً(1).

بیان: فی المصباح أطلعت زیدا علی كذا مثال أعلمته وزنا و معنی فاطلع علی افتعل أی أشرف علیه و علم به.

«37»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَیْرٍ أَوْ صِلَةٍ فَإِنَّ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ شَیْطَانَیْنِ فَلْیُبَادِرْ لَا یَكُفَّاهُ عَنْ ذَلِكَ (2).

تبیان بخیر أی إیصال نفع إلی الغیر أو الأعم منه و من سائر الأعمال الصالحة التی ینتفع بها فی الآخرة أو صلة أی صلة رحم من الوالدین و الأقارب أو الأعم منهم و من المؤمنین فیكون تخصیصا بعد التعمیم أو المراد بالخیر ما یصل نفعه إلی نفسه و بالصلة ما یصل إلی الغیر.

فإن عن یمینه و شماله قد یقال صاحب الیمین یضله من جهة الطاعة و صاحب الشمال یضله من جهة المعصیة.

و اعلم أن النفوس البشریة نافرة عن العبادات لما فیها من المشقة الثقیلة علیها و من صلة الأرحام و المبرات لما فیها من صرف المال المحبوب لها فإذا هم أحدهم بشی ء من ذلك مما یوجب وصوله إلی مقام الزلفی و تشرفه بالسعادة العظمی فلیبادر إلی إمضائه و لیعجل إلی اقتنائه فإن الشیطان أبدا فی مكمن ینتهض الفرصة لنفثه فی نفسه الأمارة بالسوء و یتحری الحیلة مرة بعد أخری فی منعها عن الإرادات الصحیحة الموجبة لسعادتها و أمرها بالقبائح المورثة لشقاوتها و یجلب علیها خیله و رجله من جمیع الجهات لیسد علیها طرق الوصول إلی الخیرات و هی مع ذلك قابلة(3) لتلك الوساوس و مائلة بالطبع إلی هذه الخسائس

ص: 224


1- 1. الكافی ج 2 ص 143.
2- 2. الكافی ج 2 ص 143.
3- 3. زیادة من المرآة.

فربما یتمكن منها الشیطان غایة التمكن حتی یصرفها عن تلك الإرادة و یكفها عن هذه السعادة و هی مجربة مشاهدة فی أكثر الناس إلا من عصمه اللّٰه لا یكفاه أی لا یمنعاه.

«38»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ هَمَّ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ فَلْیُعَجِّلْهُ فَإِنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ فِیهِ تَأْخِیرٌ فَإِنَّ لِلشَّیْطَانِ فِیهِ نَظْرَةً(1).

بیان: فإن للشیطان فیه نظرة بسكون الظاء أی فكرة لإحداث حیلة یكف بها العبد عن الإتیان بالخیر أو بكسرها یعنی مهلة یتفكر فیها لذلك أو بالتحریك بمعنی الحكم أو بمعنی الفكر أو بمعنی الانتظار و الكل مناسب قال فی القاموس نظره كضربه و سمعه و إلیه نظرا أو منظرا تأمله بعینه و بینهم حكم و النظر محركة الفكر فی الشی ء تقدره و تقیسه و الانتظار و الحكم بین القوم و الإعانة و الفعل كنصر و النظرة كفرحة التأخیر فی الأمر و النظرة الهیئة(2).

«39»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ ثَقَّلَ الْخَیْرَ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا كَثِقَلِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ خَفَّفَ الشَّرَّ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا كَخِفَّتِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

تبیین: ثقل الخیر علی أهل الدنیا أی علی جمیع المكلفین فی الدنیا بأن جعل ما كلفهم به مخالفا لمشتهیات طباعهم و إن كان المقربون لقوة عقولهم و كثرة علومهم و ریاضاتهم غلبوا علی أهوائهم و صار علیهم خفیفا بل یلتذون به أو المراد بأهل الدنیا الراغبون فیها و الطالبون مع ذلك للآخرة فهم یزجرون أنفسهم علی ترك الشهوات فالحسنات علیهم ثقیلة و الشرور علیهم خفیفة.

ص: 225


1- 1. الكافی ج 2 ص 143.
2- 2. القاموس ج 2 ص 144.
3- 3. الكافی ج 2 ص 143.

و الثقل و الخفة فی الموازین إشارة إلی قوله تعالی فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ(1) و اعلم أنه لا خلاف فی حقیة المیزان و قد نطق به صریح القرآن فی مواضع لكن اختلف المتكلمون من الخاصة و العامة فی معناه فمنهم من حمله علی المجاز و أن المراد من الموازین هی التعدیل بین الأعمال و الجزاء علیها و وضع كل جزاء فی موضعه و إیصال كل ذی حق إلی حقه ذهب إلیه الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه و جماعة من العامة و الأكثرون منا و منهم حملوه علی الحقیقة و قالوا إن اللّٰه ینصب میزانا له لسان و كفتان یوم القیامة فتوزن به أعمال العباد و الحسنات و السیئات.

و اختلفوا فی كیفیة الوزن لأن الأعمال أعراض لا تجوز علیها الإعادة و لا یكون لها وزن و لا تقوم بأنفسها فقیل توزن صحائف الأعمال و قیل تظهر علامات للحسنات و علامات للسیئات فی الكفتین فتراها الناس و قیل تظهر للحسنات صور حسنة و للسیئات صور سیئة و هو مروی عن ابن عباس و قیل بتجسم الأعمال فی تلك النشأة و قالوا بجواز تبدل الحقائق فی النشأتین كما فی النوم و الیقظة.

و قیل توزن نفس المؤمن و الكافر فعن عبید بن عمیر قال یؤتی بالرجل العظیم الجثة فلا یزن جناح بعوضة و قیل المیزان واحد و الجمع باعتبار أنواع الأعمال و الأشخاص و قیل الموازین متعددة بحسب ذلك و قد ورد فی الأخبار أن الأئمة علیهم السلام هم الموازین القسط فیمكن حملها علی أنهم الحاضرون عندها و الحاكمون علیها و عدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة قاطعة أولی.

فعلی القول بظاهر المیزان نسبة الخفة و الثقل إلی الموازین باعتبار كفة

ص: 226


1- 1. القارعة: 6.

الحسنات فالمراد بمن خفت موازینه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سیئاته.

قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ إلخ قد ذكر سبحانه الحسنات فی الموضعین و لم یذكر وزن السیئات لأن الوزن عبارة عن القدر و الخطر و السیئة لا خطر لها و لا قدر و إنما الخطر و القدر للحسنات فكان المعنی فأما من عظم قدره عند اللّٰه لكثرة حسناته و من خفت قدره عند اللّٰه لخفة حسناته انتهی (1).

و أما ما ورد فی الخبر من نسبة الخفة إلی الشر فیمكن أن یكون الإسناد علی المجاز فإن الشر لما كان علة لخفة كفة الحسنات نسبت الخفة إلیها أو لأنه یصیر سببا لخفة قدر صاحبه و مذلته و لا یبعد القول بوحدة كفة المیزان فی القیامة فتوضع فیها الحسنات و السیئات معا فتخف بسبب السیئات و تثقل بسبب الحسنات فتكون لوقوفها منازل من الاعتدال و الثقل و الخفة كما ذهب إلیه بعض المحدثین فالآیات و الأخبار تعتدل علی ظواهرها و اللّٰه یعلم حقائق كلامه و كلام حججه و هم ع.

ص: 227


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 532.

باب 67 ترك العجب و الاعتراف بالتقصیر

الآیات:

فاطر أَ فَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ(1).

«1»- ب، [قرب الإسناد] ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ أَنَّهُ سَمِعَ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ عَبَدَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَرْبَعِینَ سَنَةً فَلَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ فَقَالَ لِنَفْسِهِ مَا أُتِیتُ إِلَّا مِنْكِ وَ لَا أَكْدَیْتُ إِلَّا لَكِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ ذَمُّكَ نَفْسَكَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِینَ سَنَةً(2).

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَ بِهَا لِثَوَابِی فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فِی عِبَادَتِی كَانُوا مُقَصِّرِینَ غَیْرَ بَالِغِینَ فِی عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِی فِیمَا یَطْلُبُونَ مِنْ كَرَامَتِی وَ النَّعِیمِ فِی جَنَّاتِی وَ رَفِیعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَی فِی جِوَارِی وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ فَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ الظَّنِّ بِی فَلْیَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِی عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ وَ بِمَنِّی أُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِی وَ أُلْبِسُهُمْ عَفْوِی فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ بِذَلِكَ تَسَمَّیْتُ (3).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی](4)

بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلَیْكَ بِالْجِدِّ

ص: 228


1- 1. فاطر: 8.
2- 2. كذا فی الأصل و الاكداء كنایة عن الحرمان فی الطلب یقال: أكدی الرجل: أخفق و لم یظفر بحاجته، و فی المصدر ط النجف موافق لنسخة الكافی الرقم 15.
3- 3. قرب الإسناد ص 231 و فی ط 174.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 215.

وَ لَا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ عَنْ حَدِّ التَّقْصِیرِ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَا یُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ (1).

«4»- سن، [المحاسن] فِی رِوَایَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّجُلُ یَعْمَلُ الْعَمَلَ وَ هُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ثُمَّ یَعْمَلُ شَیْئاً مِنَ الْبِرِّ فَیَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ لِمَا عَمِلَ قَالَ علیه السلام فَهُوَ فِی حَالِهِ الْأُولَی أَحْسَنُ حَالًا مِنْهُ فِی هَذِهِ الْحَالِ (2).

«5»- سن، [المحاسن] ابْنُ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ خَالِدٍ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَی مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَخَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعَ أَرَضِینَ فَلَمَّا رَأَی أَنَّ الْأَشْیَاءَ قَدِ انْقَادَتْ لَهُ قَالَ مَنْ مِثْلِی فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ نُوَیْرَةً مِنَ النَّارِ قُلْتُ وَ مَا النُّوَیْرَةُ قَالَ نَارٌ مِثْلُ الْأَنْمُلَةِ فَاسْتَقْبَلَهَا بِجَمِیعِ مَا خَلَقَ فَیَحُكُّ لِذَلِكَ حَتَّی وَصَلَتْ إِلَی نَفْسِهِ لَمَّا أَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ (3).

«6»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیُّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ هُوَ كَئِیبٌ حَزِینٌ فَقَالَ لَهُ زَیْنُ الْعَابِدِینَ مَا بَالُكَ مَهْمُوماً مَغْمُوماً قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هُمُومٌ وَ غُمُومٌ تَتَوَالَی عَلَیَّ لِمَا امْتُحِنْتُ بِهِ مِنْ جِهَةِ حُسَّادِ نِعْمَتِی وَ الطَّامِعِینَ فِیَّ وَ مِمَّنْ أَرْجُوهُ وَ مِمَّنْ أَحْسَنْتُ إِلَیْهِ فَیُخْلِفُ ظَنِّی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام احْفَظْ لِسَانَكَ تَمْلِكْ بِهِ إِخْوَانَكَ قَالَ الزُّهْرِیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أُحْسِنُ إِلَیْهِمْ بِمَا یَبْدُرُ مِنْ كَلَامِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ إِیَّاكَ وَ أَنْ تُعْجَبَ مِنْ نَفْسِكَ بِذَلِكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا یَسْبِقُ إِلَی الْقُلُوبِ إِنْكَارُهُ وَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ اعْتِذَارُهُ فَلَیْسَ كُلُّ مَنْ تُسْمِعُهُ نُكْراً یُمْكِنُكَ لِأَنْ تُوَسِّعَهُ عُذْراً ثُمَّ قَالَ یَا زُهْرِیُّ مَنْ لَمْ یَكُنْ عَقْلُهُ أَكْمَلَ مَا فِیهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِنْ أَیْسَرِ

ص: 229


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 215.
2- 2. المحاسن ص 122 فی حدیث.
3- 3. المحاسن ص 123.

مَا فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا زُهْرِیُّ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَجْعَلَ الْمُسْلِمِینَ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ بَیْتِكَ فَتَجْعَلَ كَبِیرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ وَالِدِكَ وَ تَجْعَلَ صَغِیرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِكَ وَ تَجْعَلَ تِرْبَكَ مِنْهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَخِیكَ فَأَیَّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَظْلِمَ وَ أَیُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ عَلَیْهِ وَ أَیُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تَهْتِكَ سِتْرَهُ وَ إِنْ عَرَضَ لَكَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ بِأَنَّ لَكَ فَضْلًا عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَانْظُرْ إِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقَنِی بِالْإِیمَانِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَهُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقْتُهُ بِالْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَهُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ إِنْ كَانَ تِرْبَكَ فَقُلْ أَنَا عَلَی یَقِینٍ مِنْ ذَنْبِی وَ فِی شَكٍّ مِنْ أَمْرِهِ فَمَا لِی أَدَعُ یَقِینِی بِشَكِّی وَ إِنْ رَأَیْتَ الْمُسْلِمِینَ یُعَظِّمُونَكَ وَ یُوَقِّرُونَكَ وَ یُبَجِّلُونَكَ فَقُلْ هَذَا فَضْلٌ أَخَذُوا بِهِ وَ إِنْ رَأَیْتَ مِنْهُمْ جَفَاءً وَ انْقِبَاضاً عَنْكَ فَقُلْ هَذَا لِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ سَهَّلَ اللَّهُ عَلَیْكَ عَیْشَكَ وَ كَثُرَ أَصْدِقَاؤُكَ وَ قَلَّ أَعْدَاؤُكَ وَ فَرِحْتَ بِمَا یَكُونُ مِنْ بِرِّهِمْ وَ لَمْ تَأْسَفْ عَلَی مَا یَكُونُ مِنْ جَفَائِهِمْ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَی النَّاسِ مَنْ كَانَ خَیْرُهُ فَائِضاً عَلَیْهِمْ وَ كَانَ عَنْهُمْ مُسْتَغْنِیاً مُتَعَفِّفاً وَ أَكْرَمُ النَّاسِ بَعْدَهُ عَلَیْهِمْ مَنْ كَانَ عَنْهُمْ مُتَعَفِّفاً وَ إِنْ كَانَ إِلَیْهِمْ

مُحْتَاجاً فَإِنَّمَا أَهْلُ الدُّنْیَا یَعْشَقُونَ الْأَمْوَالَ فَمَنْ لَمْ یُزَاحِمْهُمْ فِیمَا یَعْشَقُونَهُ كَرُمَ عَلَیْهِمْ وَ مَنْ لَمْ یُزَاحِمْهُمْ فِیهَا وَ مَكَّنَهُمْ مِنْهَا أَوْ مِنْ بَعْضِهَا كَانَ أَعَزَّ وَ أَكْرَمَ (1).

«6»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَالِماً أَتَی عَابِداً فَقَالَ لَهُ كَیْفَ صَلَاتُكَ فَقَالَ تَسْأَلُنِی عَنْ صَلَاتِی وَ أَنَا أَعْبُدُ اللَّهَ مُنْذُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ كَیْفَ بُكَاؤُكَ فَقَالَ إِنِّی لَأَبْكِی حَتَّی تَجْرِیَ دُمُوعِی فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ فَإِنَّ ضَحِكَكَ وَ أَنْتَ تَخَافُ اللَّهَ أَفْضَلُ مِنْ بُكَائِكَ وَ أَنْتَ مُدِلٌّ عَلَی اللَّهِ إِنَّ الْمُدِلَّ بِعَمَلِهِ لَا یَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَیْ ءٌ.

«7»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ دَاوُدُ النَّبِیُّ علیه السلام: لَأَعْبُدَنَّ اللَّهَ الْیَوْمَ عِبَادَةً وَ لَأَقْرَأَنَ

ص: 230


1- 1. تفسیر الإمام ص 12 فی ط و ص 9 فی ط.

قِرَاءَةً لَمْ أَفْعَلْ مِثْلَهَا قَطُّ فَدَخَلَ مِحْرَابَهُ فَفَعَلَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِضِفْدِعٍ فِی الْمِحْرَابِ فَقَالَ لَهُ یَا دَاوُدُ أَعْجَبَكَ الْیَوْمَ مَا فَعَلْتَ مِنْ عِبَادَتِكَ وَ قِرَاءَتِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَا یُعْجِبَنَّكَ فَإِنِّی أُسَبِّحُ اللَّهَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ أَلْفَ تَسْبِیحَةٍ یَتَشَعَّبُ لِی مَعَ كُلِّ تَسْبِیحَةٍ ثَلَاثَةُ آلَافِ تَحْمِیدَةٍ وَ إِنِّی لَأَكُونُ فِی قَعْرِ الْمَاءِ فَیُصَوِّتُ الطَّیْرُ فِی الْهَوَاءِ فَأَحْسَبُهُ جَائِعاً فَأَطْفُو لَهُ عَلَی الْمَاءِ لِیَأْكُلَنِی وَ مَا لِی ذَنْبٌ.

«8»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَنْدَمُ عَلَیْهِ ثُمَّ یَعْمَلُ الْعَمَلَ فَیَسُرُّهُ ذَلِكَ فَیَتَرَاخَی عَنْ حَالِهِ تِلْكَ وَ لَأَنْ یَكُونَ عَلَی حَالِهِ تِلْكَ خَیْرٌ لَهُ مِمَّا دَخَلَ فِیهِ.

«9»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ یَسْأَلُنِی الشَّیْ ءَ مِنْ طَاعَتِی لِأُحِبَّهُ فَأَصْرِفُ ذَلِكَ عَنْهُ لِكَیْلَا یُعْجِبَهُ عَمَلُهُ.

«10»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْوَشَّاءُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ أَیُّوبَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا رَبِّ مَا سَأَلْتُكَ شَیْئاً مِنَ الدُّنْیَا قَطُّ وَ دَاخَلَهُ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَتْ إِلَیْهِ سَحَابَةٌ حَتَّی نَادَتْهُ یَا أَیُّوبُ مَنْ وَفَّقَكَ لِذَلِكَ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّ.

«11»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ (1).

«12»- عُدَّةُ الدَّاعِی، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا یُصْبِحُ وَ لَا یُمْسِی إِلَّا وَ نَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ فَلَا یَزَالُ زَارِیاً عَلَیْهَا وَ مُسْتَزِیداً لَهَا فَكُونُوا كَالسَّابِقِینَ قَبْلَكُمْ وَ الْمَاضِینَ أَمَامَكُمْ قَوَّضُوا مِنَ الدُّنْیَا تَقْوِیضَ الرَّاحِلِ وَ طَوَوْهَا طَیَّ الْمَنَازِلِ (2).

«13»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ ذَكَرَ النَّبِیَّ فَصَلَّی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ:

ص: 231


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 168.
2- 2. عدّة الداعی ص 175.

أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذِی بِطَاعَتِهِ یَنْفَعُ أَوْلِیَاءَهُ وَ بِمَعْصِیَتِهِ یَضُرُّ أَعْدَاءَهُ وَ إِنَّهُ لَیْسَ لِهَالِكٍ هَلَكَ مَنْ یُعْذِرُهُ فِی تَعَمُّدِ ضَلَالَةٍ حَسِبَهَا هُدًی وَ لَا تَرْكِ حَقٍّ حَسِبَهُ ضَلَالَةً وَ إِنَّ أَحَقَّ مَا یَتَعَاهَدُ الرَّاعِی مِنْ رَعِیَّتِهِ أَنْ یَتَعَاهَدَهُمْ بِالَّذِی لِلَّهِ عَلَیْهِمْ فِی وَظَائِفِ دِینِهِمْ وَ إِنَّمَا عَلَیْنَا أَنْ نَأْمُرَكُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ أَنْ نَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَنْ نُقِیمَ أَمْرَ اللَّهِ فِی قَرِیبِ النَّاسِ وَ بَعِیدِهِمْ لَا نُبَالِی بِمَنْ جَاءَ الْحَقُّ عَلَیْهِ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أَقْوَی مَا یَتَمَنَّوْنَ فِی دِینِهِمُ الْأَمَانِیُّ وَ یَقُولُونَ نَحْنُ نُصَلِّی مَعَ الْمُصَلِّینَ وَ نُجِاهِدُ مَعَ الْمُجَاهِدِینَ وَ نَهْجُرُ الْهِجْرَةَ وَ نَقْتُلُ الْعَدُوَّ وَ كُلَّ ذَلِكَ یَفْعَلُهُ أَقْوَامٌ لَیْسَ الْإِیمَانُ بِالتَّحَلِّی وَ لَا بِالتَّمَنِّی الصَّلَاةُ لَهَا وَقْتٌ فَرَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِهِ فَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ حِینَ تَزَایُلِ الْمَرْءِ لَیْلَهُ وَ یَحْرُمُ عَلَی الصَّائِمِ طَعَامُهُ وَ شَرَابُهُ وَ وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا كَانَ الْقَیْظُ حِینَ یَكُونُ ظِلُّكَ مِثْلَكَ وَ إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ مِنَ الْفَلَكِ وَ ذَلِكَ حِینَ تَكُونُ عَلَی حَاجِبِكَ الْأَیْمَنِ مَعَ شُرُوطِ اللَّهِ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ وَ الشَّمْسُ بَیْضَاءُ نَقِیَّةٌ قَدْرَ مَا یَسْلُكُ الرَّجُلُ عَلَی الْجَمَلِ الثَّقِیلِ فَرْسَخَیْنِ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ وَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ وَ وَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حِینَ غَسَقَ اللَّیْلُ وَ تَذْهَبُ حُمْرَةُ الْأُفُقِ إِلَی ثُلُثِ اللَّیْلِ فَمَنْ نَامَ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَا أَنَامَ اللَّهُ عَیْنَهُ فَهَذِهِ مَوَاقِیتُ الصَّلَاةِ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ كِتاباً مَوْقُوتاً(1)

وَ یَقُولُ الرَّجُلُ هَاجَرْتُ وَ لَمْ یُهَاجِرْ إِنَّمَا الْمُهَاجِرُونَ الَّذِینَ یَهْجُرُونَ السَّیِّئَاتِ وَ لَمْ یَأْتُوا بِهَا وَ یَقُولُ الرَّجُلُ جَاهَدْتُ وَ لَمْ یُجَاهِدْ إِنَّمَا الْجِهَادُ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ مُجَاهَدَةُ الْعَدُوِّ وَ قَدْ یُقَاتِلُ أَقْوَامٌ فَیُحِبُّونَ الْقِتَالَ لَا یُرِیدُونَ إِلَّا الذِّكْرَ وَ الْأَجْرَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُقَاتِلُ بِطَبْعِهِ مِنَ الشَّجَاعَةِ فَیَحْمِی مَنْ یَعْرِفُ وَ مَنْ لَا یَعْرِفُ وَ یَجْبُنُ بِطَبِیعَتِهِ مِنَ الْجُبْنِ فَیُسَلِّمُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ إِلَی الْعَدُوِّ وَ إِنَّمَا الْمِثَالُ

ص: 232


1- 1. النساء: 102.

حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ وَ كُلُّ امْرِئٍ عَلَی مَا قَاتَلَ عَلَیْهِ وَ إِنَّ الْكَلْبَ لَیُقَاتِلُ دُونَ أَهْلِهِ وَ الصِّیَامُ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ كَمَا یَمْتَنِعُ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الزَّكَاةُ الَّتِی فَرَضَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله طَیِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ لَا تَسْنُوا عَلَیْهَا سَنْیَهَا فَافْهَمُوا مَا تُوعَظُونَ فَإِنَّ الْحَرِیبَ مَنْ حَرِبَ دِینَهُ وَ السَّعِیدَ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ أَلَا وَ قَدْ وَعَظْتُكُمْ فَنَصَحْتُكُمْ وَ لَا حُجَّةَ لَكُمْ عَلَی اللَّهِ أَقُولُ قَوْلِی هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ (1).

«14»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی مِنَ الْمُعَارِینَ وَ لَا تُخْرِجْنِی مِنَ التَّقْصِیرِ قُلْتُ أَمَّا الْمُعَارُونَ فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ یُعَارُ الدِّینَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهُ فَمَا مَعْنَی لَا تُخْرِجْنِی مِنَ التَّقْصِیرِ فَقَالَ كُلُّ عَمَلٍ تُرِیدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَكُنْ فِیهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِی أَعْمَالِهِمْ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (2).

بیان: قوله علیه السلام من المعارین قال السید الداماد قدس اللّٰه روحه المعاری من یركب الفرس عریانا قال فی القاموس اعروری سار فی الأرض وحده و قبیحا أتاه و فرسا ركبه عریانا و نحن نعاری نركب الخیل أعراء و المعنی بالمعاری هاهنا المتعبدون الذین یتعبدون لا علی أسبغ الوجوه و الطائعون الذین یلتزمون الطاعات و لكن لا علی قصیا المراتب بل علی ضرب من التقصیر كالذین یركبون الخیل و لكن أعراء بلغنا اللّٰه تعالی أقصی المدی فی طاعته انتهی.

و لعله ره غفل عن هذا الخبر و غیره مما سیأتی فی باب المعارین فإنها صریحة فی أنه مأخوذ من العاریة.

إلا من عصمه اللّٰه أی من الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام فإنهم لا یقصرون فی

ص: 233


1- 1. الحدیث كثیر التصحیف نقل فی نسخة الأصل و هكذا نسخة الكمبانیّ من دون تصحیح، فصححناه بحسب الإمكان.
2- 2. الكافی ج 2 ص 73.

شرائط الطاعة بحسب الإمكان و إن كانوا أیضا یعدون أنفسهم مقصرین إظهارا للعجز و النقصان و لما یرون أعمالهم قاصرة فی جنب ما أنعم اللّٰه علیهم من الفضل و الإحسان و قیل إلا من عصمه اللّٰه من التقصیر بالاعتراف بالتقصیر.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ عَبَدَ اللَّهَ أَرْبَعِینَ سَنَةً ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً فَلَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ فَقَالَ لِنَفْسِهِ وَ مَا أُتِیتُ إِلَّا مِنْكِ وَ مَا الذَّنْبُ (2)

إِلَّا لَكِ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِ ذَمُّكَ نَفْسَكَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِكَ أَرْبَعِینَ سَنَةً(3).

بیان: القربان بالضم ما یتقرب به إلی اللّٰه من هدی أو غیره و كانت علامة القبول فی بنی إسرائیل أن تجی ء نار من السماء فتحرقه و قال فی المغرب یقال من هنا أتیت أی من هنا دخل البلاء علیك فأوحی اللّٰه یحتمل أن یكون ذلك الرجل نبیا و یحتمل أن یكون الوحی بتوسط نبی فی ذلك الزمان مع أنه لم یثبت امتناع نزول الوحی علی غیر الأنبیاء كما أن ظاهر الآیة نزول الوحی علی أم موسی علیه السلام.

قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی (4) أی ألهمناها و قذفنا فی قلبها و لیس بوحی نبوة عن قتادة و غیره و قیل أتاها جبرئیل بذلك عن مقاتل و قیل كان هذا الوحی رؤیا منام عبر عنها من تثق به من علماء بنی إسرائیل عن الجبائی (5).

ص: 234


1- 1. كذا فی الأصل، و فی المصدر: عنه عن ابن فضال، و الظاهر بقرینة الحدیث السابق علیه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه، عن ابن فضال.
2- 2. مر تحت الرقم 1:« و ما أكدیت» و هو الصواب.
3- 3. الكافی ج 2 ص 73.
4- 4. القصص: 7.
5- 5. مجمع البیان ج 7 ص 240.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ یَا بُنَیَّ عَلَیْكَ بِالْجِدِّ لَا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ عَنْ حَدِّ التَّقْصِیرِ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ (1).

بیان: لا تخرجن نفسك إلخ أی عد نفسك مقصرا فی طاعة اللّٰه و إن بذلت الجهد فیها فإن اللّٰه لا یمكن أن یعبد حق عبادته

كَمَا قَالَ سَیِّدُ الْبَشَرِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ.

«17»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِیِّینَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ لَا أَخْرَجَكَ اللَّهُ مِنَ النَّقْصِ وَ لَا التَّقْصِیرِ(2).

بیان: لا أخرجك اللّٰه أی وفقك اللّٰه لأن تعد عبادتك ناقصة و نفسك مقصرة أبدا.

ص: 235


1- 1. الكافی ج 2 ص 72.
2- 2. الكافی ج 2 ص 72.

باب 68 أن اللّٰه یحفظ بصلاح الرجل أولاده و جیرانه

الآیات:

الكهف 82 وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ یَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ یَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (1)

«1»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالا: یُحْفَظُ الْأَطْفَالُ بِصَلَاحِ آبَائِهِمْ كَمَا حَفِظَ اللَّهُ الْغُلَامَیْنِ بِصَلَاحِ أَبَوَیْهِمَا(2).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یَحْفَظُ وُلْدَ الْمُؤْمِنِ إِلَی أَلْفِ سَنَةٍ وَ إِنَّ الْغُلَامَیْنِ كَانَ بَیْنَهُمَا وَ بَیْنَ أَبِیهِمَا سَبْعُمِائَةِ سَنَةٍ(3).

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَیُفْلِحُ بِفَلَاحِ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ وُلْدِهِ وَ یَحْفَظُهُ فِی دُوَیْرَتِهِ وَ دُوَیْرَاتٍ حَوْلَهُ فَلَا یَزَالُونَ فِی حِفْظِ اللَّهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ ذَكَرَ الْغُلَامَیْنِ فَقَالَ وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ شَكَرَ صَلَاحَ أَبَوَیْهِمَا لَهُمَا(4).

«4»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَیَخْلُفُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ فِی أَهْلِهِ وَ مَالِهِ وَ إِنْ كَانَ أَهْلُهُ أَهْلَ سَوْءٍ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ إِلَی آخِرِهَا وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً(5).

ص: 236


1- 1. الكهف: 82.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 338.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 339.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 337.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 339.

باب 69 أن اللّٰه لا یعاقب أحدا بفعل غیره

باب 69 أن اللّٰه لا یعاقب أحدا بفعل غیره (1)

الآیات:

فاطر وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلی حِمْلِها لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبی إلی قوله تعالی وَ مَنْ تَزَكَّی فَإِنَّما یَتَزَكَّی لِنَفْسِهِ وَ إِلَی اللَّهِ الْمَصِیرُ(2)

ص: 237


1- 1. هذا الباب بعنوانه مع الآیتین المنقولتین مكتوب فی نسخة الأصل و بعده بیاض و فی أعلی الصفحة مكتوب تذكرة« لا بد أن یكتب أخبار هذا الباب إنشاء اللّٰه». و أمّا فی نسخة الكمبانیّ فقد أسقطوا الباب، لاجل نقصانه مع ذكر عنوانه فی فهرس الأبواب.
2- 2. فاطر: 18، قال الطبرسیّ:( وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری) أی لا تحمل نفس حاملة حمل نفس اخری، أی لا یؤاخذ أحد بذنب غیره، و انما یؤاخذ كل بما یقترفه من الآثام( وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلی حِمْلِها) أی و ان تدع نفس مثقلة بالآثام غیرها الی أن یتحمل عنها شیئا من اثمها( لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ ءٌ) أی لا یحمل غیرها شیئا من ذلك الحمل( وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبی) أی و لو كان المدعو الی التحمل ذا قربة منها و أقرب الناس إلیها ما حمل عنها شیئا فكل نفس بما كسبت رهینة، قال ابن عبّاس یقول الأب و الام یا بنی! احمل عنی! فیقول: حسبی ما علی. و قال:( مَنْ تَزَكَّی) أی فعل الطاعات و قام بما یجب علیه من الزكاة و غیرها من الواجبات و قیل: تطهر من الآثام( فَإِنَّما یَتَزَكَّی لِنَفْسِهِ) لان جزاء ذلك یصل إلیه دون غیره( وَ إِلَی اللَّهِ الْمَصِیرُ) أی مرجع الخلق كلهم الی حیث لا یملك الحكم الا اللّٰه سبحانه فیجازی كلا علی قدر عمله. و قال علیّ بن إبراهیم: و قوله:« وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری» یعنی لا یحمل ذنب أحد علی أحد، الا من یأمر به- یعنی بالذنب- فیحمله الامر و المأمور.

الزمر وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1).

ص: 238


1- 1. الزمر: 7، و فی القرآن الكریم آیات كثیرة تدلّ علی أن اللّٰه عزّ و جلّ لا یعاقب أحدا بفعل غیره منها: البقرة: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا یَعْمَلُونَ( 134). و قال تعالی: قُلْ أَ تُحَاجُّونَنا فِی اللَّهِ وَ هُوَ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ وَ لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ( 139). و قال سبحانه: لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ( 286). النساء: مَنْ یَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما یَكْسِبُهُ عَلی نَفْسِهِ( 110). الانعام: وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَیْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ( 164). أسری: مَنِ اهْتَدی فَإِنَّما یَهْتَدِی لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّی نَبْعَثَ رَسُولًا( 15). لقمان: وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً( 33). سبأ: قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَ لا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ( 25). النجم: أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ بِما فِی صُحُفِ مُوسی * وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّی * أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری * وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی * وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری * ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفی( 36- 41). الی غیر ذلك من الآیات الكریمة، و انما نقلنا بعضها و لعلها كانت أهمها. و من الاخبار التی تناسب عنوان الباب و ظفرنا علیها علی العجالة: ل- أحمد بن محمّد بن الهیثم العجلیّ و أحمد بن الحسن القطان و محمّد بن أحمد السنانی و الحسین بن إبراهیم بن هشام المكتب و عبد اللّٰه بن محمّد الصائغ و علیّ بن عبد اللّٰه. الوراق رضی اللّٰه عنهم قالوا حدّثنا أبو العباس أحمد بن یحیی بن زكریا القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّٰه بن حبیب، قال: حدّثنا تمیم بن بهلول قال: حدّثنا ابن معاویة عن الأعمش عن جعفر بن محمّد علیه السلام قال: فیما وصف لی من شرائع الدین ان اللّٰه لا یكلف نفسا الا وسعها و لا یكلفها فوق طاقتها و أفعال العباد مخلوقة خلق تقدیر لا خلق تكوین، و اللّٰه خالق كل شی ء و لا یقول بالجبر و لا بالتفویض و لا یأخذ اللّٰه عزّ و جلّ البری ء بالسقیم و لا یعذب اللّٰه عزّ و جلّ الاطفال بذنوب الآباء فانه قال فی محكم كتابه« وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری»* و قال اللّٰه عزّ و جلّ:« وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی * وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری» و اللّٰه عزّ و جلّ ان یعفو و یتفضل و لیس له أن یظلم الخبر( الخصال ج 2 ص 154). ید، ن: الطالقانی، عن أحمد بن علی الأنصاریّ، عن الهروی قال: سمعت أبا الحسن علیّ بن موسی بن جعفر علیهم السلام یقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة و لا تقبلوا له شهادة، ان اللّٰه تبارك و تعالی لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها، و لا یحملها فوق طاقتها وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَیْها، وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری( التوحید ص 371، عیون الاخبار ج 1 ص 144). ن: ابن عبدوس، عن ابن قتیبة، عن الفضل، عن الرضا علیه السلام فیما كتب للمأمون من محض الإسلام: ان اللّٰه تبارك و تعالی لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها، و ان أفعال العباد مخلوقة للّٰه تعالی خلق تقدیر لا خلق تكوین، و اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ* و لا نقول بالجبر و التفویض و لا یأخذ اللّٰه البری ء بالسقیم، و لا یعذب اللّٰه تعالی الاطفال بذنوب الآباء وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری*، وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی، الخبر( عیون الأخبار ج 2 ص 125). ن- ع- حدّثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانیّ قال: حدّثنا علیّ بن إبراهیم عن عبد اللّٰه بن صالح قال: قلت لابی الحسن الرضا علیه السلام: ما تقول: فی حدیث یروی عن الصادق علیه السلام أنّه إذا خرج القائم قتل ذراری قتلة الحسین علیه السلام بفعال آبائها فقال علیه السلام: هو كذلك، فقلت: فقول اللّٰه عزّ و جلّ:« وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری»* ما معناه؟. فقال: صدق اللّٰه فی جمیع أقواله لكن ذراری قتلة الحسین یرضون أفعال آبائهم. و یفتخرون بها، و من رضی شیئا كان كمن أتاه، و لو أن رجلا قتل فی المشرق فرضی بقتله رجل فی المغرب، لكان الراضی عند اللّٰه شریك القاتل، و انما یقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم، الخبر. راجع علل الشرائع ج 1 ص 219، عیون الأخبار ج 1 ص 273. نهج: أیها الناس انما یجمع الناس الرضا و السخط و انما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم اللّٰه بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه:« فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِینَ» فما كان الا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة فی الأرض الخوارة( الرقم 199 من الخطب). أقول: السكة المحماة: حدیدة الفدان إذا حمیت بالنار، و الأرض الخوارة: السهلة اللینة، فالسكة إذا كانت محماة فهی أسرع غورا و اثارة للأرض إذا كانت خوارة و انما قال اللّٰه تعالی:« فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِینَ» فان قتل الناقة كانت بتوطئة من رؤسائهم و مشایخهم فبعثوا واحدا من الاشرار فعقرها، فالجنایة تنسب الی المشایخ و الرؤساء اولا ثمّ تنسب الی أتباعهم و أفراد صفوفهم، حیث انهم بأجمعهم صفوا قبال صالح النبیّ صلّی اللّٰه علیه و ناقته، فخرج واحد منهم و حمل علی الناقة فعقرها، و بذلك حقّ القتال معهم فقاتلهم اللّٰه و لیس قتاله الا كما قاتل قوم لوط أو قوم شعیب أو قوم صالح و لا یعلم جنود ربك الا هو. و لذلك كان علیّ بن أبی طالب علیه السلام لا یبدأ بقتال أهل البغی الا أن یبدءوا هم بالقتال كما فعل ذلك فی جمل و صفّین و غیر ذلك من الموارد. روی ثقة الإسلام الكلینی فی الكافی ج 5 ص 83 عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبیه أن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كان یأمر فی كل موطن لقینا فیه عدونا فیقول: لا تقاتلوا القوم حتّی یبدؤكم فانكم بحمد اللّٰه علی حجة، و ترككم ایاهم حتّی یبدؤكم حجة لكم اخری، الخبر. و فی الدّر المنثور: أخرج أحمد و الترمذی و صححه و النسائی و ابن ماجه عن عمرو ابن الاحوص ان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و سلم قال فی حجة الوداع: ألا لا یجنی جان الا. علی نفسه لا یجنی والد علی ولده و لا مولود علی والده- أقول: و منه قوله تعالی: وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً- لقمان: 33 و فیه: أخرج عبد بن حمید و ابن أبی حاتم عن عكرمة قال: قال:- یعنی ابن عبّاس-: ان الوالد یتعلق بولده یوم القیامة فیقول: یا بنی أی والد كنت لك فیثنی خیرا فیقول یا بنی انی احتجت الی مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها ممّا تری، فیقول له ولده: یا أبت ما أیسر ما طلبت و لكنی لا أطیق أن أعطیك شیئا، أتخوف مثل الذی تخوفت، فلا استطیع أن أعطیك شیئا، ثمّ یتعلق بزوجته فیقول: یا فلانة أی زوج كنت لك فتثنی خیرا فیقول لها: فانی اطلب إلیك حسنة واحدة تهبها لی لعلی انجو ممّا ترین، قالت: ما أیسر ما طلبت و لكنی لا اطیق ان اعطیك شیئا اتخوف مثل الذی تخوفت، یقول اللّٰه وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلی حِمْلِها الآیة.

ص: 239

ص: 240

باب 70 الحسنات بعد السیئات و تفسیر قوله تعالی إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم

الآیات:

هود إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ (1) أسری إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها(2) الفرقان إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(3) النمل إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّی غَفُورٌ رَحِیمٌ (4)

ص: 241


1- 1. هود: 114.
2- 2. أسری: 7.
3- 3. الفرقان: 70.
4- 4. النمل: 11، و فی الأصل و هكذا نسخة الكمبانیّ المزّمّل.

و قال تعالی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1).

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ بَعْدَ السَّیِّئَاتِ وَ مَا أَقْبَحَ السَّیِّئَاتِ بَعْدَ الْحَسَنَاتِ (2).

«2»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا مِنْ دَارٍ فِیهَا فَرْحَةٌ إِلَّا یَتْبَعُهَا تَرْحَةٌ(3) وَ مَا مِنْ هَمٍّ إِلَّا وَ لَهُ فَرَجٌ إِلَّا هَمَّ أَهْلِ النَّارِ فَإِذَا عَمِلْتَ سَیِّئَةً فَأَتْبِعْهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُهَا سَرِیعاً وَ عَلَیْكَ بِصَنَائِعِ الْخَیْرِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ(4).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَعِیدٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ حَبِیبٍ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ أَبِی شَبِیبٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّقِ اللَّهَ حَیْثُ كُنْتَ وَ خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وَ إِذَا عَمِلْتَ سَیِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً تَمْحُوهَا(5).

«4»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ جَعْفَرٍ وَ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَوْقَفَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ عَرَضَ عَلَیْهِ عَمَلَهُ فَیَنْظُرُ فِی صَحِیفَتِهِ فَأَوَّلُ مَا یَرَی سَیِّئَاتُهُ فَیَتَغَیَّرُ لِذَلِكَ لَوْنُهُ وَ تَرْتَعِشُ فَرَائِصُهُ ثُمَّ یَعْرِضُ عَلَیْهِ حَسَنَاتِهِ فَیَفْرَحُ لِذَلِكَ نَفْسُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَدِّلُوا سَیِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ أَظْهِرُوهَا

ص: 242


1- 1. النمل: 89.
2- 2. أمالی الصدوق: 153.
3- 3. الترحة: الحزن و الغم، تقول: ما الدنیا الا فرح و ترح، و ما من فرحة الا و بعدها ترحة.
4- 4. تفسیر القمّیّ:؟؟؟.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 189.

لِلنَّاسِ فَیُبَدَّلُ لَهُمْ فَیَقُولُ النَّاسُ أَ مَا كَانَ لِهَؤُلَاءِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَوْلُهُ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ (1).

«5»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَمْ أَرَ شَیْئاً قَطُّ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنْ حَسَنَةٍ مُحْدَثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِیمٍ (2).

«6»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ خَلَا بِعَمَلٍ فَلْیَنْظُرْ فِیهِ فَإِنْ كَانَ حَسَناً جَمِیلًا فَلْیَمْضِ عَلَیْهِ وَ إِنْ كَانَ سَیِّئاً قَبِیحاً فَلْیَجْتَنِبْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْلَی بِالْوَفَاءِ وَ الزِّیَادَةِ وَ مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فِی السِّرِّ فَلْیَعْمَلْ حَسَنَةً فِی السِّرِّ وَ مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فِی الْعَلَانِیَةِ(3)

فَلْیَعْمَلْ حَسَنَةً فِی الْعَلَانِیَةِ.

«7»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: وَیْلٌ لِمَنْ غَلَبَتْ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ كَیْفَ هَذَا فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها(4) فَالْحَسَنَةُ الْوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْراً وَ السَّیِّئَةُ الْوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ یَرْتَكِبُ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ عَشْرَ سَیِّئَاتٍ وَ لَا تَكُونُ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ فَتَغْلِبَ حَسَنَاتُهُ سَیِّئَاتِهِ (5).

ص: 243


1- 1. تفسیر القمّیّ 468.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 280 فی حدیث.
3- 3. معانی الأخبار: 237 فی حدیث.
4- 4. الأنعام: 160.
5- 5. معانی الأخبار: 248.

«8»- ن (1)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها(2) قَالَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتَها فَلَهَا رَبٌّ یَغْفِرُ لَهَا(3).

«9»- جا، [المجالس للمفید] الصَّدُوقَ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا النُّعْمَانِ لَا یَغُرَّنَّكَ النَّاسُ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ یَصِلُ إِلَیْكَ دُونَهُمْ وَ لَا تَقْطَعْ نَهَارَكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ یُحْصِی عَلَیْكَ وَ أَحْسِنْ فَإِنِّی لَمْ أَرَ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنْ حَسَنَةٍ مُحْدَثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِیمٍ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرِینَ (4).

ص: 244


1- 1. عیون الأخبار ج 1 ص 294.
2- 2. أسری: 7.
3- 3. أمالی الصدوق: 45.
4- 4. مجالس المفید: 50، و الآیة فی هود: 114.

باب 71 تضاعف الحسنات و تأخیر إثبات الذنوب بفضل اللّٰه و ثواب نیة الحسنة و العزم علیها و أنه لا یعاقب علی العزم علی الذنوب

الآیات:

النساء إِنَّ اللَّهَ لا یَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً یُضاعِفْها وَ یُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِیماً(1) و قال إِنْ تُبْدُوا خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِیراً(2) الأنعام مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (3) یونس لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ وَ الَّذِینَ كَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (4) القصص مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزَی الَّذِینَ عَمِلُوا السَّیِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا یَعْمَلُونَ (5) حمعسق وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ(6).

ص: 245


1- 1. النساء: 40.
2- 2. النساء: 149.
3- 3. الأنعام: 160.
4- 4. یونس: 26- 27.
5- 5. القصص: 84.
6- 6. الشوری: 23.

«1»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها(1) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ زِدْنِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ زِدْنِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِیرَةً(3) فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْكَثِیرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُحْصَی وَ لَیْسَ لَهُ مُنْتَهَی (4).

شی، [تفسیر العیاشی] عن علی بن عمار عنه علیه السلام: مثله (5).

«2»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً فَإِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ إِذَا هَمَّ بِسَیِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَیْهِ فَإِذَا عَمِلَهَا أُجِّلَ تِسْعَ سَاعَاتٍ فَإِنْ نَدِمَ عَلَیْهَا وَ اسْتَغْفَرَ وَ تَابَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ یَنْدَمْ وَ لَمْ یَتُبْ مِنْهَا كُتِبَتْ عَلَیْهِ سَیِّئَةً وَاحِدَةً(6).

«3»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ یُذْنِبُ ذَنْباً إِلَّا أَجَّلَهُ اللَّهُ فِیهِ سَبْعَ سَاعَاتٍ فَإِنْ هُوَ تَابَ مِنْهُ وَ اسْتَغْفَرَ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ یَتُبْ كُتِبَ عَلَیْهِ سَیِّئَةً وَاحِدَةً(7).

ص: 246


1- 1. النمل: 89، القصص: 84.
2- 2. الأنعام: 160.
3- 3. البقرة: 245.
4- 4. معانی الأخبار: 397.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 131.
6- 6. الخصال ج 2 ص 44.
7- 7. قرب الإسناد ص 2.

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: قَالَ أَتَی أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ قَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ بَلَغَنِی عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ مَا مِنْ عَبْدٍ یُذْنِبُ ذَنْباً إِلَّا أَجَّلَهُ اللَّهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ فَإِنْ هُوَ تَابَ مِنْهُ وَ اسْتَغْفَرَ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبِی لَیْسَ هَكَذَا قُلْتُ وَ لَكِنِّی قُلْتُ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ یُذْنِبُ ذَنْباً وَ كَذَلِكَ كَانَ قَوْلِی (1).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَاحِبُ الْیَمِینِ أَمِیرٌ عَلَی صَاحِبِ الشِّمَالِ فَإِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّیِّئَةَ قَالَ صَاحِبُ الْیَمِینِ لِصَاحِبِ الشِّمَالِ لَا تَعْجَلْ وَ أَنْظِرْهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ فَإِنْ مَضَی سَبْعُ سَاعَاتٍ وَ لَمْ یَسْتَغْفِرْ قَالَ اكْتُبْ فَمَا أَقَلَّ حَیَاءَ هَذَا الْعَبْدِ(2).

«6»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَنْوِی الذَّنْبَ فَیُحْرَمُ رِزْقَهُ (3).

«7»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا أَحْسَنَ الْمُؤْمِنُ عَمَلَهُ ضَاعَفَ اللَّهُ عَمَلَهُ لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعَمَائَةٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(4) فَأَحْسِنُوا أَعْمَالَكُمُ الَّتِی تَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِ اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ فَقَالَ إِذَا صَلَّیْتَ فَأَحْسِنْ رُكُوعَكَ وَ سُجُودَكَ وَ إِذَا صُمْتَ فَتَوَقَّ كُلَّ مَا فِیهِ فَسَادُ صَوْمِكَ وَ إِذَا حَجَجْتَ فَتَوَقَّ مَا یَحْرُمُ عَلَیْكَ فِی حَجِّكَ وَ عُمْرَتِكَ قَالَ وَ كُلُّ عَمَلٍ تَعْمَلُهُ فَلْیَكُنْ نَقِیّاً مِنَ الدَّنَسِ (5).

ص: 247


1- 1. قرب الإسناد ص 2.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 210.
3- 3. ثواب الأعمال: 116.
4- 4. البقرة: 261.
5- 5. المحاسن: 255.

شی، [تفسیر العیاشی] عن عمر بن یزید: مثله (1).

«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُ عَمَلَهُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعَمَائَةِ ضِعْفٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(2).

«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالُوا: سَأَلْنَاهُمَا عَنْ قَوْلِهِ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(3) أَ هِیَ لِضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِینَ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهَا لِلْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَرْحَمَهُمْ (4).

«10»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ لآِدَمَ ثَلَاثَ خِصَالٍ فِی ذُرِّیَّتِهِ جَعَلَ لَهُمْ أَنَّ مَنْ هَمَّ مِنْهُمْ بِحَسَنَةٍ أَنْ یَعْمَلَهَا كَتَبَ لَهُ حَسَنَةً وَ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ مَنْ هَمَّ بِالسَّیِّئَةِ أَنْ یَعْمَلَهَا لَا یُكْتَبُ عَلَیْهِ وَ مَنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَیْهِ سَیِّئَةً وَاحِدَةً وَ جَعَلَ لَهُمُ التَّوْبَةَ حَتَّی یَبْلُغَ حَنْجَرَةَ الرَّجُلِ فَقَالَ إِبْلِیسُ یَا رَبِّ جَعَلْتَ لآِدَمَ ثَلَاثَ خِصَالٍ فَاجْعَلْ لِی مِثْلَ مَا جَعَلْتَ لَهُ فَقَالَ قَدْ جَعَلْتُ لَكَ لَا یُولَدُ لَهُ مَوْلُودٌ إِلَّا وُلِدَ لَكَ مِثْلُهُ وَ جَعَلْتُ لَكَ أَنْ تَجْرِیَ مِنْهُمْ مَجْرَی الدَّمِ فِی الْعُرُوقِ وَ جَعَلْتُ لَكَ أَنْ جَعَلْتُ صُدُورَهُمْ أَوْطَاناً وَ مَسَاكِنَ لَكَ فَقَالَ إِبْلِیسُ یَا رَبِّ حَسْبِی (5).

«11»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ بُكَیْرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ إِنَّ آدَمَ علیه السلام قَالَ: یَا رَبِّ سَلَّطْتَ عَلَیَّ الشَّیْطَانَ وَ أَجْرَیْتَهُ مَجْرَی الدَّمِ مِنِّی فَاجْعَلْ لِی شَیْئاً أَصْرِفْ كَیْدَهُ عَنِّی قَالَ یَا آدَمُ قَدْ جَعَلْتُ لَكَ أَنَّ مَنْ هَمَّ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ

ص: 248


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 146.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 147.
3- 3. الأنعام: 160.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 386.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 387.

بِسَیِّئَةٍ لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ وَ مَنْ هَمَّ مِنْهُمْ بِحَسَنَةٍ وَ لَمْ یَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشَرَةً قَالَ یَا رَبِّ زِدْنِی قَالَ یَا آدَمُ قَدْ جَعَلْتُ لَكَ أَنَّ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِسَیِّئَةٍ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غَفَرْتُ لَهُ قَالَ یَا رَبِّ زِدْنِی قَالَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُمُ التَّوْبَةَ أَوْ بَسَطْتُ لَهُمُ التَّوْبَةَ حَتَّی تَبْلُغَ النَّفَسُ الْحَنْجَرَةَ قَالَ یَا رَبِّ حَسْبِی (1).

ص: 249


1- 1. و رواه ثقة الإسلام الكلینی فی الكافی ج 2 ص 440 فی باب ما أعطی اللّٰه عزّ و جلّ آدم علیه السّلام وقت التوبة عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن جمیل ابن دراج، عن ابن بكیر، عن أبی عبد اللّٰه أو عن أبی جعفر علیه السّلام. و قال المؤلّف العلامة فی شرحه: روی العامّة أیضا أن الشیطان یجری من ابن آدم مجری الدم و قال بعضهم: ذهب قوم ممن ینتمی الی ظاهر العلم الی أن المراد به أن الشیطان لا یفارق ابن آدم ما دام حیا، كما لا یفارقه دمه و حكی هذا عن الازهری، و قال: هذا طریق ضرب المثل. و الجمهور من علماء الأمة أجروا ذلك علی ظاهره و قالوا: ان الشیطان جعل له هذا القدر من التطرق الی باطن الآدمی بلطافة هیئته لمحنة الابتلاء و یجری فی العروق التی هی مجاری الدم من الآدمی الی أن یصل الی قلبه فیوسوسه علی حسب ضعف ایمان العبد و قلة ذكره و كثرة غفلته و یبعد عنه و یقل تسلطه و سلوكه الی باطنه بمقدار قوة ایمانه و یقظته و دوام ذكره و إخلاص توحیده. و ما رواه المفسرون عن ابن عبّاس قال: ان اللّٰه جعل الشیاطین من بنی آدم مجری الدم و صدور بنی آدم مساكن لهم، مؤید لما ذهب إلیه الجمهور، و هم یسمون وسوسته لمة الشیطان، و من ألطافه تعالی أنّه هیأ ذوات الملائكة علی ذلك الوصف من أجل لطافتهم و أعطاهم قوة الحفظ لبنی آدم و قوة الالمام فی بواطنهم و تلقین الخیر لهم فی مقابلة لمة الشیطان. كما روی أن للملك لمة بابن آدم و للشیطان لمة: لمة الملك ایعاد بالخیر و تصدیق بالحق، و لمة الشیطان ایعاد بالشر و تكذیب بالحق، فمن وجد ذلك فلیستعذ باللّٰه من الشیطان. و قالوا: انما ینكر مثل هذا عقول أسراء العادات الذین استولت علیهم المألوفات فما لم یوجدوا فی مستقر عاداتهم أنكروه كما أنكر الكفّار احیاء العظام النخرة و إعادة الاجسام البالیة، و الذی یجب هو التسلیم بما نطق به الخبر الصحیح، و لا یأباه العقل السلیم. ثمّ قال: و روی من طریق العامّة أن إبلیس بعد ما صار ملعونا و انظر قال: بعزتك لا أخرج عن قلب ابن آدم ما دام الروح فی بدنه، فقال اللّٰه تبارك و تعالی: بعزتی لا أسد باب التوبة علیه ما دام الروح فی بدنه.

«12»- الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ دَارِمِ بْنِ قَبِیصَةَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُوحِی اللَّهُ إِلَی الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ لَا تَكْتُبُوا عَلَی عَبْدِی وَ أَمَتِی عَلَی ضَجَرِهِمْ وَ عَثَرَاتِهِمْ بَعْدَ الْعَصْرِ(1).

«13»- كِتَابُ الْمُسَلْسَلَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ حَبِیبِ بْنِ الْحَسَنِ التَّغْلِبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلَانَا أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی (2) قَالَ فَقَالَ لِی سَأَلْتُ أَبِی قَالَ سَأَلْتُ جَدِّی قَالَ سَأَلْتُ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ قَالَ سَأَلْتُ أَبِیَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی قَالَ سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَوْحَی إِلَیَّ أَنِّی خَلَقْتُ فِی قَلْبِ آدَمَ عِرْقَیْنِ یَتَحَرَّكَانِ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْهَوَاءِ فَإِنْ یَكُنْ فِی طَاعَتِی كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَاتٍ وَ إِنْ یَكُنْ فِی مَعْصِیَتِی لَمْ أَكْتُبْ عَلَیْهِ شَیْئاً حَتَّی یُوَاقِعَ الْخَطِیئَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عَلَی مَا أَعْطَاكُمْ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.

«14»- قال الشهید رفع اللّٰه درجته فی القواعد: لا یؤثر نیة المعصیة عقابا و لا ذما ما لم یتلبس بها و هو مما ثبت فی الأخبار العفو عنه و لو نوی المعصیة و تلبس بما یراه معصیة فظهر خلافها ففی تأثیر هذه النیة نظر من حیث إنها لم تصادف المعصیة فقد صارت كنیة مجردة و هی غیر مؤاخذ بها نظر و من دلالتها علی انتهاكه الحرمة و جرأته علی

ص: 250


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 71.
2- 2. طه: 7.

المعاصی و قد ذكر بعض الأصحاب أنه لو شرب المباح متشبها بشراب المسكر فعل حراما و لعله لیس لمجرد النیة بل بانضمام فعل الجوارح إلیها و یتصور محل النظر فی صور منها ما لو وجد امرأته فی منزل غیره فظنها أجنبیة فأصابها فتبین أنها زوجته أو أمته و منها ما لو وطئ زوجته فظنها حائضا فبان طاهرا و منها لو هجم علی طعام بید غیره فأكل منه فتبین ملك الآكل و منها لو ذبح شاة فظنها للغیر بقصد العدوان فظهرت ملكه- و منها إذا قتل نفسا فظنها معصومة فبانت مهدورة و قد قال بعض العامة یحكم بفسق متعاطی ذلك لدلالته علی عدم المبالاة بالمعاصی و یعاقب فی الآخرة ما لم یتب عقابا متوسطا بین عقاب الكبیرة و الصغیرة و كلاهما تحكم و تخرص علی الغیب انتهی و قال شیخنا البهائی قدس اللّٰه روحه فی بعض تعلیقاته علی الكتاب المذكور قوله لا یؤثر نیة المعصیة عقابا و لا ذما إلخ غرضه طاب ثراه أن نیة المعصیة و إن كانت معصیة إلا أنه لما وردت الأخبار بالعفو عنها لم

یترتب علی فعلها عقاب و لا ذم و إن ترتب استحقاقهما و لم یرد أن قصد المعصیة و العزم علی فعلها غیر محرم كما یتبادر إلی بعض الأوهام حتی لو قصد الإفطار مثلا فی شهر رمضان و لم یفطر لم یكن آثما كیف و المصنف مصرح فی كتب الفروع بتأثیمه و الحاصل أن تحریم العزم علی المعصیة مما لا ریب فیه عندنا و كذا عند العامة و كتب الفریقین من التفاسیر و غیرها مشحونة بذلك بل هو من ضروریات الدین و لا بأس بنقل شی ء من كلام الخاصة و العامة فی هذا الكتاب لیرتفع به جلباب الارتیاب فی الجوامع عند تفسیر قوله تعالی إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(1) یقال للإنسان لم سمعت ما لا یحل لك سماعه و لم نظرت إلی ما لا یحل لك النظر إلیه و لم عزمت علی ما یحل لك العزم علیه انتهی و كلامه

ص: 251


1- 1. أسری: 36.

رحمه اللّٰه فی مجمع البیان قریب من كلامه هذا(1) و قال البیضاوی (2)

و غیره من علماء العامة عند تفسیر هذه الآیة فیها دلیل علی أن العبد مؤاخذ بعزمه علی المعصیة انتهی و عبارة الكشاف موافقة لعبارة الطبرسی رحمه اللّٰه و كذا عبارة التفسیر الكبیر للفخری و قال السید المرتضی علم الهدی أنار اللّٰه برهانه فی كتاب تنزیه الأنبیاء عند ذكر قوله تعالی إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَ اللَّهُ وَلِیُّهُما(3) إنما أراد تعالی أن الفشل خطر ببالهم و لو كان الهم فی هذا المكان عزما لما كان اللّٰه ولیهما ثم قال و إرادة المعصیة و العزم علیها معصیة و قد تجاوز قوم حتی قالوا العزم علی الكبیرة كبیرة و علی الكفر كفر انتهی كلامه نور اللّٰه مرقده و كلام صاحب الكشاف فی تفسیر هذه الآیة مطابق لكلامه طاب ثراه و كذا كلام البیضاوی (4)

و غیره و أیضا فقد صرح الفقهاء بأن الإصرار علی الصغائر الذی هو معدود من الكبائر إما فعلی و هو المداومة علی الصغائر بلا توبة و إما حكمی و هو العزم علی فعل الصغائر متی تمكن منها و بالجملة فتصریحات المفسرین و الفقهاء و الأصولیین بهذا المطلب أزید من أن تحصی و الخوض فیه من قبیل توضیح الواضحات و من تصفح كتب الخاصة و العامة لا یعتریه ریب فیما تلوناه فإن قلت قد ورد عن أئمتنا علیهم السلام أخبار كثیرة تشعر بأن العزم علی المعصیة لیس بمعصیة.

كَمَا رَوَاهُ ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِی الْكَافِی عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ لآِدَمَ فِی ذُرِّیَّتِهِ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَ لَمْ یَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْراً وَ مَنْ هَمَّ بِسَیِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَیْهِ وَ مَنْ هَمَ

ص: 252


1- 1. مجمع البیان ج 6 ص 415.
2- 2. أنوار التنزیل ص 237.
3- 3. آل عمران: 122.
4- 4. أنوار التنزیل ص 80.

بِهَا وَ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَیْهِ سَیِّئَةً(1).

وَ كَمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 253


1- 1. الكافی ج 2 ص 428، و لفظ الحدیث: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد عن علیّ بن حدید، عن جمیل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما علیهما السّلام قال: ان اللّٰه تبارك و تعالی جعل لآدم فی ذریته: من هم بحسنة و لم یعملها كتبت له حسنة و من هم بحسنة و عملها كتبت له بها عشرا، و من هم بسیئة و لم یعملها لم تكتب علیه[ سیئة] و من هم بها و عملها كتبت علیه سیئة. و قال المؤلّف العلامة فی شرحه: یدل علی أنّه لا مؤاخذة علی قصد المعاصی إذا لم یعمل بها و هو یحتمل وجهین: الأول أن تكون سیئة ضعیفة یكفرها تركها، الثانی أن لا یكون القصد متصفا بالحسن و القبح أصلا كما ذهب إلیه جماعة، و الأول أظهر. نعم لو كان بمحض الخطور بدون اختیاره، لا یتعلق به التكلیف، و قد مر تفصیل ذلك فی باب أن الایمان مبثوث لجوارح البدن، و فی باب الوسوسة. و قال المحقق الطوسیّ قدس اللّٰه سره فی التجرید: ارادة القبیح قبیحة و تفصیله أن ما فی النفس ثلاثة اقسام: الأول الخطرات التی لا تقصد و لا تستقر و قد مر أن لا مؤاخذة بها و لا خلاف فیه بین الأمة ظاهرا. و الثانی الهم و هو حدیث النفس اختیارا أن تفعل شیئا أو أن لا تفعل، فان كان ذلك حسنة كتبت له حسنة واحدة، فان فعلها كتبت له عشر حسنات، و ان كانت سیئة لم تكتب علیه، فان فعلها كتبت علیه سیئة واحدة، كل ذلك مقتضی أحادیث هذا الباب، و كانه لا خلاف فیه أیضا بین الأمة، الا أن بعض العامّة صرّح بأن هذه الكرامة مختصة بهذه الأمة و ظاهر هذا الخبر أنّها كانت فی الأمم السابقة أیضا. الثالث العزم و هو التصمیم و توطین النفس علی الفعل أو الترك، و قد اختلفوا فیه فقال أكثر الاصحاب: أنه لا یؤاخذ به لظاهر هذه الأخبار، و قال: أكثر العامّة و المتكلّمین و المحدثین أنّه یؤاخذ به، لكن بسیئة العزم لا بسیئة المعزوم علیه، لانها لم تفعل، فان فعلت كتبت سیئة ثانیة لقوله تعالی:« إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ» و قوله:« اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنَ الظَّنِّ» و لكثرة الاخبار الدالة علی حرمة. الحسد و احتقار الناس، و إرادة المكروه بهم، و حملوا الأحادیث الدالة علی عدم المؤاخذة علی الهم. و المنكرون أجابوا عن الآیتین بأنهما مخصصان باظهار الفاحشة و المظنون كما هو الظاهر من سیاقهما، و عن الثالث أن العزم المختلف فیه ما له صورة فی الخارج كالزنا و شرب الخمر، و أمّا ما لا صورة له فی الخارج كالاعتقادات و خبائث النفس مثل الحسد و غیره فلیس من صور محل الخلاف، فلا حجة فیه علی ما نحن فیه. و أمّا احتقار الناس و إرادة المكروه بهم فاظهارهما حرام یؤاخذ به، و لا نزاع فیه، و بدونه أول المسألة. ثمّ الظاهر أنّه لا فرق فی قوله:« و من هم بسیئة و لم یعملها لم یكتب علیه» بین أن لم یعملها خوفا من اللّٰه، أو خوفا من الناس و صونا لعرضه. ثمّ ان عشر أمثال الحسنة مضمونة البتة لدلالة نص القرآن علیه، و أن اللّٰه قد یضاعف لمن یشاء الی سبعمائة ضعف، كما جاء فی بعض الأخبار، و الی ما لا حساب له كما قال سبحانه:« إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ». ثمّ اعلم أن الظاهر أن عدم المؤاخذة بارادة المعصیة انما هو للمؤمنین فلا ینافی ما مر مرویا عن الصادق علیه السّلام أنّه انما خلد أهل النار فی النار، لان نیاتهم كانت فی الدنیا أن لو خلدوا فیها أن یعصوا اللّٰه أبدا، و لو سلم العموم فانما یعفی عنه إذا بقی زمانا عزم علی فعله فی ذلك الزمان و لم یفعل، و فی الكافر لیس كذلك، لانه لم یبق الزمان الذی عزم علی الفعل فیه. فان قیل: لعله كان لو بقی فی أزمنة الابد أو عاد لم یفعل، قلنا: یعلم اللّٰه خلاف ذلك منهم لقوله سبحانه:« وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا». و قد یجاب بأنّه لا منافاة بینهما اذ دل أحدهما علی عدم المؤاخذة بنیة المعصیة اذا لم یفعلها و دل الآخر علی المؤاخذة بنیة المعصیة إذا فعلها، فان المنوی كالكفر و استمراره مثلا موجود فی الخارج بهذه النیة لیست داخلة فی النیة بالسیئة التی لم یعملها. و اعترض علیه بأن المعصیة لیست سببا للخلود علی ما یفهم من الحدیث المذكور. لكونها فی زمان منقطع محصور هو مدة العمر، كذلك نیتها لأنّها تنقطع أیضا عند انقطاع العمر، لدلالة الآیات و الروایات علی ندامة العاصی عند الموت، و مشاهدة أحوال الآخرة فینبغی أن یكون ناویها فی النار، بقدر كونها فی الدنیا، لا مخلدا. فأجیب أولا بأن هذه النیة موجبة للخلود لدلالة الحدیث علیه بلا معارض، فوجب التسلیم و القبول، و ثانیا بأن صاحبها فی هذه الدنیا التی هی دار التكلیف لم یفعل شیئا یوجب نجاته من النار، و ندامته بعد الموت لا تنفع لانقطاع زمان التكلیف، و ثالثا أن سبب الخلود لیس ذات المعصیة و نیتها من حیث هی، بل هو المعصیة و نیتها علی فرض البقاء أبدا، و لا ریب فی انها معصیة أبدیة موجبة للخلود ابدا انتهی. و أقول: لا یخفی ما فی الجمیع من الوهن و الضعف و قد مر بعض القول منا فیه فی باب النیة. و قال الشهید رحمه اللّٰه فی القواعد: الی آخر ما تراه فی المتن تحت الرقم 14.

ص: 254

أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَهُمُّ بِالسَّیِّئَةِ أَنْ یَعْمَلَهَا فَلَا تُكْتَبُ عَلَیْهِ (1)

وَ الْأَحَادِیثُ الْوَارِدَةُ فِی الْكَافِی وَ غَیْرِهِ بِهَذَا الْمَضْمُونِ كَثِیرَةٌ قُلْتُ لَا دَلَالَةَ فِی تِلْكَ الْأَحَادِیثِ عَلَی مَا ظَنَنْتُ مِنْ أَنَّ الْعَزْمَ عَلَی الْمَعْصِیَةِ لَیْسَ مَعْصِیَةً وَ إِنَّمَا دَلَّتْ عَلَی أَنَّ مَنْ عَزَمَ عَلَی مَعْصِیَةٍ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا مَثَلًا وَ لَمْ یَعْمَلْهَا لَمْ یُكْتَبْ عَلَیْهِ تِلْكَ الْمَعْصِیَةُ الَّتِی عَزَمَ عَلَیْهَا وَ أَیْنَ هَذَا عَنِ الْمَعْنَی الَّذِی ظَنَنْتُهُ قَوْلُهُ فَهُوَ غَیْرُ مُؤَاخَذٍ بِهَا أَیْ غَیْرُ مُعَاقَبٍ عَلَیْهَا لِأَنَّهَا مَعْفُوٌّ عَنْهَا- قَوْلُهُ مِنْهَا مَا لَوْ وُجِدَ امْرَأَتُهُ إِلَخْ عَدَّ بَعْضُهُمْ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ مَا لَوْ صَلَّی فِی ثَوْبٍ یَظُنُّ أَنَّهُ حَرِیرٌ أَوْ مَغْصُوبٌ عَالِماً بِالْحُكْمِ فَظَهَرَ بَعْدَ الصَّلَاةِ أَنَّهُ مَمْزُوجٌ أَوْ مُبَاحٌ وَ فَرَّعَ عَلَی ذَلِكَ التَّرَدُّدَ فِی بُطْلَانِ صَلَاتِهِ وَ الْأَوْلَی عَدَمُ التَّرَدُّدِ فِی بُطْلَانِهَا نَعَمْ یُتَمَشَّی صِحَّتُهَا عِنْدَ الْقَائِلِ بِعَدَمِ دَلَالَةِ النَّهْیِ فِی الْعِبَادَةِ عَلَی الْفَسَادِ.

ص: 255


1- 1. و الحدیث لفظه هكذا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه، عن عثمان بن عیسی، عن سماعة بن. مهران، عن أبی بصیر، عن أبی عبد اللّٰه علیه السّلام قال: ان المؤمن لیهم بالحسنة و لا یعمل بها، فتكتب له حسنة، و ان هو عملها كتبت له عشر حسنات، و ان المؤمن لیهم بالسیئة أن یعملها فلا یعملها، فلا تكتب علیه.

قَوْلُهُ وَ كِلَاهُمَا أَیِ الْحُكْمُ بِفِسْقِ مُتَعَاطِی ذَلِكَ وَ بِعِقَابِهِ عِقَاباً مُتَوَسِّطاً قَوْلٌ بِلَا دَلِیلٍ وَ فِیهِ أَنَّ دَلِیلَ الْأَوَّلِ مَذْكُورٌ وَ سِیَّمَا عَلَی الْقَوْلِ بِأَنَّ الْعَزْمَ عَلَی الْكَبِیرَةِ كَبِیرَةٌ فَتَأَمَّلْ قَوْلُهُ وَ تَخَرُّصٌ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ أَیْ كَذِبٌ وَ تَخْمِینٌ بَاطِلٌ (1).

ص: 256


1- 1. و من الروایات التی تستدرك علی الباب ما رواه الكلینی فی الكافی ج 2 ص 430 و لفظه: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحكم، عن فضل ابن عثمان المرادی قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السّلام یقول: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: أربع من كن فیه لم یهلك علی اللّٰه بعدهن الا هالك: یهم العبد بالحسنة أن یعملها فان هو لم یعملها كتب اللّٰه له حسنة بحسن نیته، و ان هو عملها كتب اللّٰه له عشرا، و یهم بالسیئة أن یعملها فان لم یعملها لم یكتب علیه شی ء و ان هو عملها أجل سبع ساعات و قال صاحب الحسنات لصاحب السیئات و هو صاحب الشمال: لا تعجل عسی أن یتبعها بحسنة تمحوها، فان اللّٰه عزّ و جلّ یقول:« إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ» أو الاستغفار، فان هو قال: أستغفر اللّٰه الذی لا إله إلّا هو، عالم الغیب و الشهادة العزیز الحكیم الغفور الرحیم ذو الجلال و الإكرام و أتوب إلیه، لم یكتب علیه شی ء، و ان مضت سبع ساعات و لم یتبعها بحسنة و استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السیئات: اكتب علی الشقی المحروم.

باب 72 ثواب من سن سنة حسنة و ما یلحق الرجل بعد موته

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَیْسَ یَتْبَعُ الرَّجُلَ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْأَجْرِ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ صَدَقَةٌ أَجْرَاهَا فِی حَیَاتِهِ فَهِیَ تَجْرِی بَعْدَ مَوْتِهِ وَ سُنَّةُ هُدًی سَنَّهَا فَهِیَ تُعْمَلُ بِهَا بَعْدَ مَوْتِهِ وَ وَلَدٌ صَالِحٌ یَسْتَغْفِرُ لَهُ (1).

«2»- ل، [الخصال](2)

لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی كَهْمَشٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سِتُّ خِصَالٍ یَنْتَفِعُ بِهَا الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَلَدٌ صَالِحٌ یَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ مُصْحَفٌ یَقْرَأُ مِنْهُ وَ قَلِیبٌ یَحْفِرُهُ وَ غَرْسٌ یَغْرِسُهُ وَ صَدَقَةُ مَاءٍ یُجْرِیهِ وَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ یُؤْخَذُ بِهَا بَعْدَهُ (3).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ یَتْبَعُ الرَّجُلَ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْأَجْرِ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ صَدَقَةٌ أَجْرَاهَا فِی حَیَاتِهِ فَهِیَ تَجْرِی بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ صَدَقَةً مَوْقُوفَةً لَا تُورَثُ أَوْ سُنَّةُ هُدًی سَنَّهَا فَكَانَ یَعْمَلُ بِهَا وَ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ غَیْرُهُ أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ یَسْتَغْفِرُ لَهُ (4).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ السَّرِیِّ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 257


1- 1. أمالی الصدوق: 22.
2- 2. الخصال ج 1 ص 157.
3- 3. أمالی الصدوق: 102.
4- 4. الخصال ج 1 ص 73.

علیه السلام: خَیْرُ مَا یُخَلِّفُهُ الرَّجُلُ بَعْدَهُ ثَلَاثَةٌ وَلَدٌ بَارٌّ یَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ سُنَّةُ خَیْرٍ یُقْتَدَی بِهِ فِیهَا وَ صَدَقَةٌ تَجْرِی مِنْ بَعْدِهِ (1).

«5»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ سَنَّ سُنَّةَ هُدًی كَانَ لَهُ أَجْرٌ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِذَلِكَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْ ءٌ أَیُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ سَنَّ سُنَّةَ ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَیْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَیْ ءٌ(2).

«6»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ سَنَّ سُنَّةَ عَدْلٍ فَاتُّبِعَ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْ ءٌ وَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ جَوْرٍ فَاتُّبِعَ كَانَ لَهُ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَیْ ءٌ(3).

جا، [المجالس للمفید] أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزیار عن أحمد بن محمد عن حماد بن عثمان عن إسماعیل الجعفی: مثله (4).

ص: 258


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 242.
2- 2. ثواب الأعمال 119.
3- 3. المحاسن: 27.
4- 4. مجالس المفید: 120.

باب 73 الاستبشار بالحسنة

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَاءَتْهُ سَیِّئَتُهُ وَ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ (1).

ل، [الخصال] مرسلا: مثله (2)

أقول: قد مر فی باب صفات خیار العباد.

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ خِیَارِ الْعِبَادِ فَقَالَ الَّذِینَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا الْخَبَرَ(3).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ وَ السِّنَانِیُّ وَ الْمُكَتِّبُ جَمِیعاً عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا أَحْسَنَ اسْتَبْشَرَ وَ إِذَا أَسَاءَ اسْتَغْفَرَ وَ الْمُسْلِمُ الَّذِی یَسْلَمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ وَ لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (4).

«3»- عُدَّةُ الدَّاعِی، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یُحَاسِبْ نَفْسَهُ كُلَّ یَوْمٍ فَإِنْ عَمِلَ خَیْراً حَمِدَ اللَّهَ وَ اسْتَزَادَهُ وَ إِنْ عَمِلَ سُوءاً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ (5).

ص: 259


1- 1. أمالی الصدوق: 120.
2- 2. الخصال.
3- 3. راجع ج 69 ص 305، و الحدیث عن الكافی ج 2 ص 240.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 24.
5- 5. رواه ثقة الإسلام الكلینی فی الكافی ج 2 ص 453، و تراه فی الاختصاص 243.

باب 74 الوفاء بما جعل لله علی نفسه

الآیات:

البقرة وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُهُ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ(1) الأنعام وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا(2) الأعراف وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ(3)

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَمُلَ إِسْلَامُهُ وَ أُعِینَ عَلَی إِیمَانِهِ وَ مُحِّصَتْ ذُنُوبُهُ وَ لَقِیَ رَبَّهُ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ وَ لَوْ كَانَ فِیمَا بَیْنَ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمَیْهِ ذُنُوبٌ حَطَّهَا اللَّهُ عَنْهُ وَ هِیَ الْوَفَاءُ بِمَا یَجْعَلُ لِلَّهِ عَلَی نَفْسِهِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ مَعَ النَّاسِ وَ الْحَیَاءُ مِمَّا یَقْبُحُ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ النَّاسِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ مَعَ الْأَهْلِ وَ النَّاسِ الْخَبَرَ(4).

ص: 260


1- 1. البقرة: 270.
2- 2. الأنعام: 152.
3- 3. الأعراف: 102.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 43.

باب 75 ثواب تمنی الخیرات و من سن سنة عدل علی نفسه و لزوم الرضا بما فعله و الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام

أقول: قد مضی فی باب تضاعف الحسنات ما یشید بنیان هذا الباب.

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّاجِرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَمَنَّی شَیْئاً وَ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِضاً لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُعْطَاهُ (1).

لی، [الأمالی للصدوق] ابن إدریس عن الحسین بن إسحاق: مثله (2).

«2»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ سَنَّ عَلَی نَفْسِهِ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ ثُمَّ حَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ ذَلِكَ حَائِلٌ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَا أَجْرَی عَلَی نَفْسِهِ أَیَّامَ الدُّنْیَا(3).

«3»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِیرَ لَیَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی حَتَّی أَفْعَلَ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الْبِرِّ وَ وُجُوهِ الْخَیْرِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِیَّتِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا یَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِیمٌ (4).

ص: 261


1- 1. الخصال ج 1 ص 6.
2- 2. أمالی الصدوق 345.
3- 3. المحاسن: 28.
4- 4. المحاسن: 261.

«4»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْخَوَارِجَ یَوْمَ النَّهْرَوَانِ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ طُوبَی لَنَا إِذْ شَهِدْنَا مَعَكَ هَذَا الْمَوْقِفَ وَ قَتَلْنَا مَعَكَ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1) وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ شَهِدَنَا فِی هَذَا الْمَوْقِفِ أُنَاسٌ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ آبَاءَهُمْ وَ لَا أَجْدَادَهُمْ بَعْدُ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَیْفَ یَشْهَدُنَا قَوْمٌ لَمْ یُخْلَقُوا قَالَ بَلَی قَوْمٌ یَكُونُونَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ یَشْرَكُونَنَا فِیمَا نَحْنُ فِیهِ وَ یُسَلِّمُونَ لَنَا فَأُولَئِكَ شُرَكَاؤُنَا فِیمَا كُنَّا فِیهِ حَقّاً حَقّاً(2).

«5»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّمَا یَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَ السَّخَطُ فَمَنْ رَضِیَ أَمْراً فَقَدْ دَخَلَ فِیهِ وَ مَنْ سَخِطَهُ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ (3).

«6»- سن، [المحاسن] ابْنُ بَزِیعٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَمْ یُحِبُّوا أَنْ یَكُونُوا شَهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَكَانُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ(4).

ص: 262


1- 1. ما بین العلامتین زیادة من المصدر.
2- 2. المحاسن: 262.
3- 3. المحاسن: 262.
4- 4. المحاسن: 262.

باب 76 الاستعداد للموت

«1»- لی (1)،[الأمالی للصدوق] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قِیلَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَالَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ الِاشْتِمَالُ عَلَی الْمَكَارِمِ ثُمَّ لَا یُبَالِی أَ وَقَعَ عَلَی الْمَوْتِ أَمْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَیْهِ وَ اللَّهِ مَا یُبَالِی ابْنُ أَبِی طَالِبٍ أَ وَقَعَ عَلَی الْمَوْتِ أَمْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَیْهِ (2).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] فِی خُطْبَةِ الْوَسِیلَةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ مَشَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّهُ یَصِیرُ إِلَی بَطْنِهَا وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ مُسْرِعَانِ فِی هَدْمِ الْأَعْمَارِ وَ لِكُلِّ ذِی رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِكُلِّ حَبَّةٍ آكِلٌ وَ أَنْتَ قُوتُ الْمَوْتِ وَ إِنَّ مَنْ عَرَفَ الْأَیَّامَ لَمْ یَغْفُلْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لَمْ یَنْجُ مِنَ الْمَوْتِ غَنِیٌّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِیرٌ لِإِقْلَالِهِ (3).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ إِذَا صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ یُنَادِی النَّاسَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی یُسْمِعَ أَهْلَ الْمَسْجِدِ أَیُّهَا النَّاسُ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَدْ نُودِیَ فِیكُمْ بِالرَّحِیلِ فَمَا التَّعَرُّجُ عَلَی الدُّنْیَا بَعْدَ نِدَاءٍ فِیهَا بِالرَّحِیلِ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ انْتَقِلُوا بِأَفْضَلِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ وَ هُوَ التَّقْوَی وَ اعْلَمُوا أَنَّ طَرِیقَكُمْ إِلَی الْمَعَادِ وَ مَمَرَّكُمْ عَلَی الصِّرَاطِ وَ الْهَوْلَ الْأَعْظَمَ أَمَامَكُمْ وَ عَلَی طَرِیقِكُمْ عَقَبَةٌ كَئُودٌ وَ مَنَازِلُ مَهُولَةٌ مَخُوفَةٌ لَا بُدَّ

ص: 263


1- 1. أمالی الصدوق: 67.
2- 2. عیون الأخبار ج 1 ص 297.
3- 3. أمالی الصدوق: 193.

لَكُمْ مِنَ الْمَمَرِّ عَلَیْهَا وَ الْوُقُوفِ بِهَا فَإِمَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ فَنَجَاةٌ مِنْ هَوْلِهَا وَ عِظَمِ خَطَرِهَا وَ فَظَاعَةِ مَنْظَرِهَا وَ شِدَّةِ مُخْتَبَرِهَا وَ إِمَّا بِهَلَكَةٍ لَیْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ(1).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی أَهْلِ مِصْرَ: عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ الْمَوْتَ لَیْسَ مِنْهُ فَوْتٌ فَاحْذَرُوا قَبْلَ وُقُوعِهِ وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّكُمْ طَرْدُ الْمَوْتِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِیكُمْ وَ الدُّنْیَا تُطْوَی خَلْفَكُمْ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ عِنْدَ مَا تُنَازِعُكُمْ إِلَیْهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ كَفَی بِالْمَوْتِ وَاعِظاً وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَثِیراً مَا یُوصِی أَصْحَابَهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ فَیَقُولُ أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ حَائِلٌ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الشَّهَوَاتِ (2).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمَوْتُ طَالِبٌ وَ مَطْلُوبٌ لَا یُعْجِزُهُ الْمُقِیمُ وَ لَا یَفُوتُهُ الْهَارِبُ فَقَدِّمُوا وَ لَا تَتَّكِلُوا فَإِنَّهُ لَیْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِیصٌ إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُقْتَلُوا تَمُوتُوا وَ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ عَلَی الرَّأْسِ أَهْوَنُ مِنْ مَوْتٍ عَلَی فِرَاشٍ (3).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] وَ مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسِ أَصْبَحْتُمْ أَغْرَاضاً تَنْتَضِلُ فِیكُمُ الْمَنَایَا(4) وَ أَمْوَالُكُمْ نَهْبٌ لِلْمَصَائِبِ مَا طَعِمْتُمْ فِی الدُّنْیَا مِنْ طَعَامٍ فَلَكُمْ فِیهِ غَصَصٌ وَ مَا شَرِبْتُمُوهُ مِنْ شَرَابٍ فَلَكُمْ فِیهِ شَرَقٌ (5)

وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ مَا تَنَالُونَ مِنَ الدُّنْیَا نِعْمَةً تَفْرَحُونَ بِهَا إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَی تَكْرَهُونَهَا أَیُّهَا النَّاسُ وَ إِنَّا خُلِقْنَا وَ إِیَّاكُمْ

ص: 264


1- 1. أمالی الصدوق: 298.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 27.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 220.
4- 4. الاغراض جمع غرض- بالتحریك- و هو ما ینصب هدفا للترامی، و معنی تنتضل فیه: أی تترامی إلیه و المنایا جمع منیة و هو الموت و وجه التشبیه ظاهر.
5- 5. الشرق: انعقاد الماء و وقوفه فی الحلق، و الغصص فی مقابله و هو انعقاد اللقمة المأكولة وقوفها فی الحلق.

لِلْبَقَاءِ لَا لِلْفَنَاءِ وَ لَكِنَّكُمْ مِنْ دَارٍ إِلَی دَارٍ تُنْقَلُونَ فَتَزَوَّدُوا لِمَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَیْهِ وَ خَالِدُونَ فِیهِ وَ السَّلَامُ (1).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الصَّادِقَ قَالَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ:

اعْمَلْ عَلَی مَهَلٍ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ***وَ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَیُّهَا الْإِنْسَانُ

فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ یَكُ إِذْ مَضَی***وَ كَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانَ (2).

«8»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَوْ لَمْ یَكُنْ لِلْحِسَابِ مَهُولَةٌ إِلَّا حَیَاءُ الْعَرْضِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَضِیحَةُ هَتْكِ السِّتْرِ عَلَی الْمَخْفِیَّاتِ لَحَقَّ لِلْمَرْءِ أَلَّا یَهْبِطَ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ وَ لَا یَأْوِیَ إِلَی عُمْرَانٍ وَ لَا یَأْكُلَ وَ لَا یَشْرَبَ وَ لَا یَنَامَ إِلَّا عَنِ اضْطِرَارٍ مُتَّصِلٍ بِالتَّلَفِ وَ مِثْلَ ذَلِكَ یَفْعَلُ مَنْ یَرَی الْقِیَامَةَ بِأَهْوَالِهَا وَ شَدَائِدِهَا قَائِمَةً فِی كُلِّ نَفْسٍ وَ یُعَایِنُ بِالْقَلْبِ الْوُقُوفَ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ حِینَئِذٍ یَأْخُذُ نَفْسَهُ بِالْمُحَاسَبَةِ كَأَنَّهُ إِلَی عَرَصَاتِهَا مَدْعُوٌّ وَ فِی غَمَرَاتِهَا مَسْئُولٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ كَفی بِنا حاسِبِینَ (3).

وَ قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ زِنُوا أَعْمَالَكُمْ بِمِیزَانِ الْحَیَاءِ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا(4).

وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ: ذِكْرُ الْجَنَّةِ مَوْتٌ وَ ذِكْرُ النَّارِ مَوْتٌ فَوَا عَجَبَا لِنَفْسٍ تَحْیَا بَیْنَ مَوْتَیْنِ.

ص: 265


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 220، و تری هذا الكلام فی نهج البلاغة مع اختلاف تارة فی قسم الخطب تحت الرقم 143، و تارة فی قسم الحكم تحت الرقم 191، و أكثر خطبه و كلماته علیه السّلام فی الاستعداد للموت.
2- 2. أمالی الصدوق: 293.
3- 3. الأنبیاء: 47.
4- 4. رواه فی كتاب محاسبة النفس عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله، كما مرّ فی ج 70 ص 73.

وَ رُوِیَ: أَنَّ یَحْیَی بْنَ زَكَرِیَّا علیه السلام كَانَ یُفَكِّرُ فِی طُولِ اللَّیْلِ فِی أَمْرِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَیَسْهَرُ لَیْلَهُ وَ لَا یَأْخُذُهُ نَوْمٌ ثُمَّ یَقُولُ عِنْدَ الصَّبَّاحِ اللَّهُمَّ أَیْنَ الْمَفَرُّ وَ أَیْنَ الْمُسْتَقَرُّ اللَّهُمَّ إِلَّا إِلَیْكَ (1).

«9»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: عَجِبْتُ لِسِتٍّ ثَلَاثٍ أَضْحَكَتْنِی وَ ثَلَاثٍ أَبْكَتْنِی فَأَمَّا الَّتِی أَبْكَتْنِی فَفِرَاقُ الْأَحِبَّةِ مُحَمَّدٍ وَ حِزْبِهِ وَ هَوْلُ الْمُطَّلَعِ وَ الْوُقُوفُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الَّذِی أَضْحَكَتْنِی فَطَالِبُ الدُّنْیَا وَ الْمَوْتُ یَطْلُبُهُ وَ غَافِلٌ لَیْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَ ضَاحِكٌ مِلْ ءَ فِیهِ لَا یَدْرِی أَ رَضِیَ اللَّهُ أَمْ سَخِطَ.

«10»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ سَعْدَانَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا بَا صَالِحٍ إِذَا حَمَلْتَ جَنَازَةً فَكُنْ كَأَنَّكَ أَنْتَ الْمَحْمُولُ أَوْ كَأَنَّكَ سَأَلْتَ رَبَّكَ الرُّجُوعَ إِلَی الدُّنْیَا لِتَعْمَلَ فَانْظُرْ مَا تَسْتَأْنِفُ قَالَ ثُمَّ قَالَ عَجَباً حُبِسَ أَوَّلُهُمْ عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ نَادَی مُنَادٍ فِیهِمْ بِالرَّحِیلِ وَ هُمْ یَلْعَبُونَ.

«11»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنْ دَاوُدَ الْأَبْزَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ كُلَّ یَوْمٍ ابْنَ آدَمَ لِدْ لِلْمَوْتِ وَ اجْمَعْ لِلْفَنَاءِ وَ ابْنِ لِلْخَرَابِ.

«12»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنِی بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ یَا بَا عُبَیْدَةَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَمَا أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِنْسَانٌ إِلَّا زَهِدَ فِی الدُّنْیَا.

«13»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَوْتَ الْمَوْتَ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِیهِ جَاءَ بِالرَّوْحِ وَ الرَّاحَةِ وَ الْكَرَّةِ الْمُبَارَكَةِ إِلَی جَنَّةٍ عَالِیَةٍ لِأَهْلِ دَارِ الْخُلُودِ الَّذِینَ كَانَ لَهُمْ سَعْیُهُمْ وَ فِیهَا رَغْبَتُهُمْ وَ قَالَ إِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَایَةُ الشَّیْطَانِ وَ الشَّقَاوَةُ جَاءَ الْأَمَلُ بَیْنَ الْعَیْنَیْنِ وَ ذَهَبَ الْأَجَلُ وَرَاءَ الظَّهْرِ.

ص: 266


1- 1. مصباح الشریعة: 58.

قَالَ وَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَكْیَسُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَ أَشَدُّهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً.

«14»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ.

«6»- قَالَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ وَ زَادَ فِیهِ ابْنُ سِنَانٍ: یَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّهُ الْأَذَی عَنِ النَّاسِ.

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ كَانَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام یَقُولُ: هَوْلٌ لَا تَدْرِی مَتَی یَلْقَاكَ مَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَسْتَعِدَّ لَهُ قَبْلَ أَنْ یَفْجَأَكَ.

«16»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ رَضِیَ مِنَ الدُّنْیَا بِالْیَسِیرِ(1).

«17»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَنْسَ نَصِیبَكَ مِنَ الدُّنْیا(2) أَیْ لَا تَنْسَ صِحَّتَكَ وَ قُوَّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ وَ غِنَاكَ أَنْ تَطْلُبَ بِهِ الْآخِرَةَ وَ قِیلَ لِزَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام مَا خَیْرُ مَا یَمُوتُ عَلَیْهِ الْعَبْدُ قَالَ أَنْ یَكُونَ قَدْ فَرَغَ مِنْ أَبْنِیَتِهِ وَ دُورِهِ وَ قُصُورِهِ قِیلَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ أَنْ یَكُونَ مِنْ ذُنُوبِهِ تَائِباً وَ عَلَی الْخَیْرَاتِ مُقِیماً یَرِدُ عَلَی اللَّهِ حَبِیباً كَرِیماً.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَتْرُكْ دِرْهَماً وَ لَا دِینَاراً لَمْ یَدْخُلِ الْجَنَّةَ أَغْنَی مِنْهُ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَوَیْتَ إِلَی فِرَاشِكَ فَانْظُرْ مَا سَلَكْتَ فِی بَطْنِكَ وَ مَا كَسَبْتَ فِی یَوْمِكَ وَ اذْكُرْ أَنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَنَّ لَكَ مَعَاداً.

ص: 267


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
2- 2. القصص: 77.

باب 77 العفاف و عفة البطن و الفرج

الآیات:

الأحزاب وَ الْحافِظِینَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ (1) المعارج وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (2).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ (3).

بیان: العفة فی الأصل الكف قال فی القاموس عف عفا و عفافا و عفافة بفتحهن و عفة بالكسر فهو عف و عفیف كف عما لا یحل و لا یجمل كاستعف و تعفف (4) و قال الراغب العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة و المتعفف المتعاطی لذلك بضرب من الممارسة و القهر و أصله الاقتصار علی تناول الشی ء القلیل الجاری مجری العفافة و العفة أی البقیة من الشی ء أو مجری العفعف و هو ثمر الأراك و الاستعفاف طلب العفة انتهی (5)

و تطلق فی الأخبار غالبا علی عفة البطن و الفرج و كفهما عن مشتهیاتهما المحرمة بل المشتبهة و المكروهة أیضا من المأكولات و المشروبات و المنكوحات بل من مقدماتهما من تحصیل الأموال المحرمة لذلك و من القبلة و اللمس و النظر إلی المحرم و یدل علی أن ترك المحرمات من العبادات

ص: 268


1- 1. الأحزاب: 35.
2- 2. المعارج: 29- 31.
3- 3. الكافی ج 2 ص 79.
4- 4. القاموس ج 3 ص 177.
5- 5. مفردات الراغب: 339.

و كونهما من أفضل العبادات و كون العفتین من أفضل العبادات لكونهما أشقهما.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ (1).

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ (2).

بیان: یمكن حمل العفاف هنا علی ما یشمل ترك جمیع المحرمات.

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ مُعَلًّی أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی ضَعِیفُ الْعَمَلِ قَلِیلُ الصِّیَامِ وَ لَكِنِّی أَرْجُو أَنْ لَا آكُلَ إِلَّا حَلَالًا قَالَ فَقَالَ لَهُ وَ أَیُّ الِاجْتِهَادِ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ (3).

بیان: الاجتهاد بذل الوسع فی طلب الأمر و المراد هنا المبالغة فی الطاعة.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِی النَّارَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَ الْفَرْجُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدِّمِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ أَخَافُهُنَّ بَعْدِی عَلَی أُمَّتِی الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَضَلَّاتُ الْفِتَنِ وَ شَهْوَةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرَجِ (4).

بیان: ما تلج أی تدخل و فی النهایة الأجوف الذی له جوف و منه

الْحَدِیثُ: أَنْ لَا تَنْسَوُا الْجَوْفَ وَ مَا وَعَی.

أی ما یدخل إلیه من الطعام و الشراب و یجمع فیه و قیل أراد بالجوف القلب و ما وعی و حفظ من معرفة اللّٰه تعالی و قیل أراد بالجوف البطن و الفرج معا و منه

الْحَدِیثُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْكُمُ الْأَجْوَفَانِ.

ص: 269


1- 1. الكافی ج 2 ص 79.
2- 2. الكافی ج 2 ص 79.
3- 3. الكافی ج 2 ص 79.
4- 4. الكافی ج 2 ص 79.

و بإسناده الضمیر لعلی أو للسكونی و علی التقدیرین المراد بالإسناد الإسناد السابق و قیل لیس هذا فی نسخة الشهید الثانی ره.

و أقول قد وقعت الأمة فی كل ما خاف صلی اللّٰه علیه و آله علیهم إلا من عصمه اللّٰه و هم قلیل من الأمة.

«6»- ك، [إكمال الدین] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَفْضَلَ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ (1).

«7»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ (2).

«8»- الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَجْلَحِ الْكِنْدِیِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْحَیِیَّ الْمُتَعَفِّفَ وَ یُبْغِضُ الْبَذِیَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ (3).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ نَجْمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا نَجْمُ كُلُّكُمْ فِی الْجَنَّةِ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَدْ هُتِكَ وَ بَدَتْ عَوْرَتُهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ قَالَ نَعَمْ إِنْ لَمْ یَحْفَظْ فَرْجَهُ وَ بَطْنَهُ (4).

«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ رِبَاطٍ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَرُّوا آبَاءَكُمْ یَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ وَ عِفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ تُعَفَّ نِسَاؤُكُمْ (5).

ص: 270


1- 1. الكافی ج 2 ص 80.
2- 2. الكافی ج 2 ص 80.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 37.
4- 4. الخصال ج 1 ص 15.
5- 5. الخصال ج 1 ص 29.

«11»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَحْیُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ قَالُوا وَ مَا نَفْعَلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِینَ فَلَا یَبِیتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَ أَجَلُهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ لْیَحْفَظِ الرَّأْسَ وَ مَا وَعَی وَ الْبَطْنَ وَ مَا حَوَی وَ لْیَذْكُرِ الْقَبْرَ وَ الْبِلَی وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا(1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْقَدَّاحِ: مِثْلَهُ (2).

«13»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاذٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا یُدْخِلُ النَّارَ مِنْ أُمَّتِیَ الْأَجْوَفَانِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْأَجْوَفَانِ قَالَ الْفَرْجُ وَ الْفَمُ وَ أَكْثَرُ مَا یُدْخَلُ بِهِ الْجَنَّةَ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (3).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب صفات الشیعة.

«14»- ل، [الخصال] الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَلِمَ مِنْ أُمَّتِی [مِنْ] أَرْبَعِ خِصَالٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ مِنَ الدُّخُولِ فِی الدُّنْیَا وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی وَ شَهْوَةِ الْبَطْنِ وَ شَهْوَةِ الْفَرْجِ (4).

«15»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْكُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِكُمْ وَ رِیشاً(5) فَأَمَّا اللِّبَاسُ فَالثِّیَابُ الَّتِی یَلْبَسُونَ وَ أَمَّا الرِّیَاشُ فَالْمَتَاعُ وَ الْمَالُ وَ أَمَّا لِبَاسُ التَّقْوَی

ص: 271


1- 1. قرب الإسناد ص 13 فی ط و ص 18 فی ط.
2- 2. أمالی الصدوق 366.
3- 3. الخصال ج 1 ص 39.
4- 4. الخصال ج 1 ص 106.
5- 5. الأعراف: 26.

فَالْعَفَافُ إِنَّ الْعَفِیفَ لَا تَبْدُو لَهُ عَوْرَةٌ وَ إِنْ كَانَ عَارِیاً مِنَ الثِّیَابِ وَ الْفَاجِرُ بَادِی الْعَوْرَةِ وَ إِنْ كَانَ كَاسِیاً مِنَ الثِّیَابِ یَقُولُ اللَّهُ وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ یَقُولُ الْعَفَافُ خَیْرٌ ذلِكَ مِنْ آیاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ یَذَّكَّرُونَ (1).

«16»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ أَخَافُهُنَّ عَلَی أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَضَلَّاتُ الْفِتَنِ وَ شَهْوَةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ (2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام مثله (3).

«17»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ شَهِیدٌ وَ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَ نَصَحَ لِسَیِّدِهِ وَ رَجُلٌ عَفِیفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِبَادَةٍ(4).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام مثله (5)

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید عن عمر بن محمد الصیرفی عن علی بن مهرویه عن داود بن سلیمان عن الرضا عن آبائه علیهم السلام مثله (6) أقول قد مضی بعض الأخبار فی باب الورع و فی باب المكارم.

«18»- مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُذَكِّرُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشٍ مَوْلَی أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَنْ ضَمِنَ لِی اثْنَیْنِ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَضْمَنُهُمَا لَكَ مَا هُمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ضَمِنَ لِی مَا بَیْنَ لَحْیَیْهِ وَ مَا بَیْنَ رِجْلَیْهِ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ.

ص: 272


1- 1. تفسیر القمّیّ 213.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 29.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السّلام: ص 4.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 28.
5- 5. صحیفة الرضا علیه السّلام: ص 3.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 158، لكنه مثل الحدیث الرقم 16.

یعنی من ضمن لی لسانه و فرجه و أسباب البلایا تنفتح من هذین العضوین و جنایة اللسان الكفر باللّٰه و تقول الزور و البهتان و الإلحاد فی أسماء اللّٰه و صفاته و الغیبة و النمیمة و كل ذلك من جنایات اللسان و جنایة الفرج الوطء حیث لا یحل النكاح و لا ملك یمین قال اللّٰه تبارك و تعالی وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (1).

«17»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِیمُ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ علیه السلام عَنِ الْمُرُوَّةِ فَقَالَ الْعَفَافُ فِی الدِّینِ وَ حُسْنُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی النَّائِبَةِ(2).

«18»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مُعَلًّی أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّی ضَعِیفُ الْعَمَلِ قَلِیلُ الصَّلَاةِ قَلِیلُ الصَّوْمِ وَ لَكِنْ أَرْجُو أَنْ لَا آكُلَ إِلَّا حَلَالًا وَ لَا أَنْكَحَ إِلَّا حَلَالًا فَقَالَ وَ أَیُّ جِهَادٍ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ (3).

«19»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ ثَابِتٍ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ وَ كَانَ مَكْفُوفاً وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَخَافُ عَلَیْكُمْ بَعْدِی إِلَّا ثَلَاثاً الْجَهْلَ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ وَ شَهَوَاتِ الْعَیْنِ مِنَ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ (4).

«20»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَكْثَرُ مَا یُدْخِلُ الْجَنَّةَ قَالَ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ سُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا یُدْخِلُ

ص: 273


1- 1. معانی الأخبار 411، و الآیة فی المؤمنون: 50.
2- 2. معانی الأخبار ص 258.
3- 3. المحاسن: 292.
4- 4. المحاسن: 295 و فیه شهوات العنت.

النَّارَ قَالَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَ الْفَرَجُ (1).

«21»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْرَابِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَوْصِنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ أُوصِیكَ بِحِفْظِ مَا بَیْنَ رِجْلَیْكَ.

«22»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أوصیكم [أُوصِیكَ] بِحِفْظِ مَا بَیْنَ رِجْلَیْكَ وَ مَا بَیْنَ لَحْیَیْكَ (2).

باب 78 السكوت و الكلام و موقعهما و فضل الصمت و ترك ما لا یعنی من الكلام

الآیات:

المائدة یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ إلی قوله تعالی قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِینَ (3).

«1»- ج، [الإحتجاج]: سُئِلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنِ الْكَلَامِ وَ السُّكُوتِ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ فَقَالَ علیه السلام لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا آفَاتٌ فَإِذَا سَلِمَا مِنَ الْآفَاتِ فَالْكَلَامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ قِیلَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَعَثَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَوْصِیَاءَ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا بَعَثَهُمْ بِالْكَلَامِ وَ لَا اسْتُحِقَّتِ الْجَنَّةُ بِالسُّكُوتِ وَ لَا اسْتُوجِبَتْ وَلَایَةُ اللَّهِ بِالسُّكُوتِ وَ لَا تُوُقِّیَتِ النَّارُ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْكَلَامِ مَا كُنْتُ لِأَعْدِلَ الْقَمَرَ بِالشَّمْسِ إِنَّكَ تَصِفُ فَضْلَ السُّكُوتِ بِالْكَلَامِ وَ لَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الْكَلَامِ بِالسُّكُوتِ (4).

ص: 274


1- 1. صحیفة الرضا: 12.
2- 2. مشكاة الأنوار.
3- 3. المائدة: 101- 102.
4- 4. الاحتجاج: 172، ط النجف.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: جُمِعَ الْخَیْرُ كُلُّهُ فِی ثَلَاثِ خِصَالٍ النَّظَرِ وَ السُّكُوتِ وَ الْكَلَامِ فَكُلُّ نَظَرٍ لَیْسَ فِیهِ اعْتِبَارٌ فَهُوَ سَهْوٌ وَ كُلُّ سُكُوتٍ لَیْسَ فِیهِ فِكْرٌ فَهُوَ غَفْلَةٌ وَ كُلُّ كَلَامٍ لَیْسَ فِیهِ ذِكْرٌ فَهُوَ لَغْوٌ فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ سُكُوتُهُ فِكْراً وَ كَلَامُهُ ذِكْراً وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ آمَنَ النَّاسَ شَرَّهُ (1).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن المتوكل عن علی بن إبراهیم عن الیقطینی عن یونس عن أبی أیوب عن أبی حمزة عن أبی جعفر علیه السلام عن أمیر المؤمنین علیه السلام: مثله (2).

سن، [المحاسن] أبی عمن ذكره عن الصادق علیه السلام: مثله (3).

لی، [الأمالی للصدوق] ابن الولید عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن مرار عن یونس عن أبی أیوب عن أبی حمزة عن أبی جعفر علیه السلام قال قال أمیر المؤمنین علیه السلام: و ذكر مثله (4).

ل، [الخصال] ابن المتوكل عن علی بن إبراهیم عن الیقطینی عن یونس: مثله (5).

مع، [معانی الأخبار] أبی عن سعد عن الیقطینی: مثله (6).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ (7).

ص: 275


1- 1. أمالی الصدوق 18.
2- 2. ثواب الأعمال: 161.
3- 3. المحاسن: 5.
4- 4. أمالی الصدوق: 67.
5- 5. الخصال: 49.
6- 6. معانی الأخبار 344.
7- 7. أمالی الصدوق: 193.

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] الدَّقَّاقُ عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بِرَجُلٍ یَتَكَلَّمُ بِفُضُولِ الْكَلَامِ فَوَقَفَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا هَذَا إِنَّكَ تُمْلِی عَلَی حَافِظَیْكَ كِتَاباً إِلَی رَبِّكَ فَتَكَلَّمْ بِمَا یَعْنِیكَ وَ دَعْ مَا لَا یَعْنِیكَ (1).

«5»- مع (2)،[معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ رَسُولُ اللَّهُ: أَعْظَمُ النَّاسِ قَدْراً مَنْ تَرَكَ مَا لَا یَعْنِیهِ (3).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: النَّوْمُ رَاحَةٌ لِلْجَسَدِ وَ النُّطْقُ رَاحَةٌ لِلرُّوحِ وَ السُّكُوتُ رَاحَةٌ لِلْعَقْلِ (4).

«7»- ن (5)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ (6).

أقول: سیأتی فی باب مواعظه بإسناد آخر(7).

«8»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الصَّمْتُ إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ إِنَّ الصَّمْتَ یَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ وَ هُوَ دَلِیلٌ عَلَی الْخَیْرِ(8).

«9»- ن (9)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْكُمُنْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْهُ

ص: 276


1- 1. أمالی الصدوق: 21.
2- 2. معانی الأخبار: 195.
3- 3. أمالی الصدوق: 14.
4- 4. أمالی الصدوق: 264.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 54.
6- 6. أمالی الصدوق: 268.
7- 7. راجع نهج البلاغة قسم الحكم 148.
8- 8. قرب الإسناد: 216 ط النجف.
9- 9. عیون الأخبار ج 1 ص 258.

علیه السلام مِثْلَهُ: وَ فِیهِ أَنَّهُ دَلِیلٌ عَلَی كُلِّ خَیْرٍ(1).

«10»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَلَی لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ رَقِیباً فَلْیَتَّقِ اللَّهَ الْعَبْدُ وَ لْیَنْظُرْ مَا یَقُولُ (2).

وَ قَالَ: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا یَعْنِیهِ (3).

«11»- ل، [الخصال] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی وَكِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ (4).

«12»- ثو(5)،[ثواب الأعمال] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ یُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ مُحْسِناً أَوْ مُسِیئاً(6).

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن محمد بن یحیی عن الأشعری: مثله (7).

«13»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ دَاوُدَ قَالَ لِسُلَیْمَانَ عَلَیْهِمَا جَمِیعاً السَّلَامُ یَا بُنَیَّ إِیَّاكَ وَ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تَتْرُكُ الْعَبْدَ حَقِیراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا بُنَیَّ عَلَیْكَ بِطُولِ الصَّمْتِ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ فَإِنَّ النَّدَامَةَ عَلَی طُولِ الصَّمْتِ مَرَّةً وَاحِدَةً خَیْرٌ مِنَ النَّدَامَةِ عَلَی كَثْرَةِ الْكَلَامِ مَرَّاتٍ

ص: 277


1- 1. الخصال ج 1 ص 76.
2- 2. قرب الإسناد: ص 45 ط النجف.
3- 3. قرب الإسناد: ص 45 ط النجف.
4- 4. الخصال ج 1 ص 11.
5- 5. ثواب الأعمال ص 149.
6- 6. الخصال ج 1 ص 11.
7- 7. ثواب الأعمال ص 162.

یَا بُنَیَّ لَوْ أَنَّ الْكَلَامَ كَانَ مِنْ فِضَّةٍ یَنْبَغِی لِلصَّمْتِ أَنْ یَكُونَ مِنْ ذَهَبٍ (1).

«14»- ثو(2)،[ثواب الأعمال] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِسَانَ ابْنِ آدَمَ یُشْرِفُ كُلَّ یَوْمٍ عَلَی جَوَارِحِهِ فَیَقُولُ كَیْفَ أَصْبَحْتُمْ فَیَقُولُونَ بِخَیْرٍ إِنْ تَرَكْتَنَا وَ یَقُولُونَ اللَّهَ اللَّهَ فِینَا وَ یُنَاشِدُونَهُ وَ یَقُولُونَ إِنَّمَا نُثَابُ بِكَ وَ نُعَاقَبُ بِكَ (3).

«15»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الصَّمْتِ وَ الْمَشْیِ إِلَی بَیْتِهِ (4).

كِتَابُ الْغَایَاتِ،: مُرْسَلًا مِثْلَهُ وَ فِیهِ مِثْلُ الصَّمْتِ.

«16»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ اجْعَلِ الدُّنْیَا كَلِمَتَیْنِ كَلِمَةً فِی طَلَبِ الْحَلَالِ وَ كَلِمَةً لِلْآخِرَةِ وَ الثَّالِثَةُ تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ فَلَا تُرِدْهَا الْخَبَرَ(5).

«17»- ل، [الخصال] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: یَا سُفْیَانُ أَمَرَنِی وَالِدِی علیه السلام بِثَلَاثٍ وَ نَهَانِی عَنْ ثَلَاثٍ فَكَانَ فِیمَا قَالَ لِی یَا بُنَیَّ مَنْ یَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا یَسْلَمْ وَ مَنْ یَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ یُتَّهَمْ وَ مَنْ لَا یَمْلِكْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ ثُمَّ أَنْشَدَنِی:

ص: 278


1- 1. قرب الإسناد ص 33 ط حجر و ص 46 ط النجف.
2- 2. ثواب الأعمال ص 212.
3- 3. الخصال ج 1 ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 19.
5- 5. الخصال ج 1 ص 21. مع اختلاف.

عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الْخَیْرِ تَحْظَ بِهِ***إِنَّ اللِّسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ مُعْتَادٌ

مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِی مَا سَنَنْتَ لَهُ***فِی الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ فَانْظُرْ كَیْفَ تَعْتَادُ(1).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المكارم (2).

«18»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الْعَافِیَةُ فِیهِ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِی اعْتِزَالِ النَّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِی الصَّمْتِ (3).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن الولید عن محمد بن یحیی عن الأشعری عن ابن معروف: مثله (4).

«19»- مع (5)،[معانی الأخبار] ل، [الخصال] فِی وَصَایَا أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَی الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ بَصِیراً بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَی شَأْنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ فَإِنَّ مَنْ حَسَبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِیمَا یَعْنِیهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكَ بِطُولِ الصَّمْتِ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّیْطَانِ وَ عَوْنٌ لَكَ عَلَی أَمْرِ دِینِكَ (6).

«20»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِی عَلَی خَطِیئَتِكَ وَ تَلْزَمُ بَیْتَكَ (7).

«21»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی

ص: 279


1- 1. الخصال ج 1 ص 80.
2- 2. مر باب جوامع المكارم فی ج 69 ص 332- 414، و لا یوجد مثله فی ذاك الباب.
3- 3. الخصال ج 2 ص 54.
4- 4. ثواب الأعمال ص 162.
5- 5. معانی الأخبار ص 334.
6- 6. الخصال ج 2 ص 104.
7- 7. الخصال ج 1 ص 42.

قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَقَرَّ عَیْنُكَ وَ تَنَالَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَاقْطَعِ الطَّمَعَ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ عُدَّ نَفْسَكَ فِی الْمَوْتَی وَ لَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ أَنَّكَ فَوْقَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ مَالَكَ (1).

«22»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ وَ الْحَجَّالِ أَنَّهُمَا سَمِعَا الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: كَانَ الْعَابِدُ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا یَتَعَبَّدُ حَتَّی یَصْمُتَ عَشْرَ سِنِینَ (2).

«23»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی النَّبِیَّ أَعْرَابِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَ لَسْتَ خَیْرَنَا أَباً وَ أُمّاً وَ أَكْرَمَنَا عَقِباً وَ رَئِیسَنَا فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا أَعْرَابِیُّ كَمْ دُونَ لِسَانِكَ مِنْ حِجَابٍ قَالَ اثْنَانِ شَفَتَانِ وَ أَسْنَانٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا كَانَ فِی أَحَدِ هَذَیْنِ مَا یَرُدُّ عَنَّا غَرْبَ لِسَانِكَ هَذَا(3) أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُعْطَ أَحَدٌ فِی دُنْیَاهُ شی ء [شَیْئاً] هُوَ أَضَرُّ لَهُ فِی آخِرَتِهِ مِنْ طَلَاقَةِ لِسَانِهِ یَا عَلِیُّ قُمْ فَاقْطَعْ لِسَانَهُ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ یَقْطَعُ لِسَانَهُ فَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ (4).

«24»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: الْزَمِ الصَّمْتَ تَسْلَمْ (5).

«25»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: نِعْمَ الْعَوْنُ الصَّمْتُ فِی مَوَاطِنَ كَثِیرَةٍ وَ إِنْ كُنْتَ فَصِیحاً(6).

«26»- مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِیِ

ص: 280


1- 1. الخصال ج 1 ص 60.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 12.
3- 3. قال الجوهریّ: یقال لحد السیف غرب، و غرب كل شی ء حده، یقال: فی لسانه غرب أی حدة و غرب الفرس حدته و أول جریه، تقول: كففت من غربه.
4- 4. معانی الأخبار ص 171.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 7.
6- 6. معانی الأخبار ص 401.

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشٍ مَوْلَی أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَنْ ضَمِنَ لِی اثْنَیْنِ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَضْمَنُهُمَا لَكَ مَا هُمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ضَمِنَ لِی مَا بَیْنَ لَحْیَیْهِ وَ مَا بَیْنَ رِجْلَیْهِ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ.

یعنی من ضمن لی لسانه و فرجه و أسباب البلایا تنفتح من هذین العضوین و جنایة اللسان الكفر باللّٰه و تقول الزور و البهتان و الإلحاد فی أسماء اللّٰه و صفاته و الغیبة و النمیمة و كل ذلك من جنایات اللسان و جنایة الفرج الوطء حیث لا یحل النكاح و لا ملك یمین قال اللّٰه تبارك و تعالی وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (1).

«27»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اخْزُنْ لِسَانَكَ وَ عُدَّ كَلَامَكَ یَقِلَّ كَلَامُكَ إِلَّا بِخَیْرٍ(2).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِینَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَقْسُو الْقَلْبَ إِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِی (3).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی ابْنِهِ علیه السلام: یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ یَنْظُرَ فِی شَأْنِهِ فَلْیَحْفَظْ لِسَانَهُ وَ لْیَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ (4).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ فِیمَا

ص: 281


1- 1. معانی الأخبار ص 411، و الآیة فی سورة المؤمنون 5- 7، و قد مر فی الباب المتقدم تحت الرقم 16 ص 272.
2- 2. أمالی الصدوق: ص 237.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 1.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 146.

كَتَبَ إِلَیْنَا عَلَی یَدِ أَبِی نُوحٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: اسْمَعُوا مِنِّی كَلَاماً هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ مِنَ الدُّهْمِ الْمُوقَّفَةِ(1) لَا یَتَكَلَّمْ أَحَدُكُمْ بِمَا لَا یَعْنِیهِ وَ لْیَدَعْ كَثِیراً مِنَ الْكَلَامِ فِیمَا یَعْنِیهِ حَتَّی یَجِدَ لَهُ مَوْضِعاً فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ جَنَی عَلَی نَفْسِهِ بِكَلَامِهِ وَ لَا یُمَارِیَنَّ أَحَدُكُمْ سَفِیهاً وَ لَا حَلِیماً فَإِنَّهُ مَنْ مَارَی حَلِیماً أَقْصَاهُ وَ مَنْ مَارَی سَفِیهاً أَرْدَاهُ وَ اذْكُرُوا أَخَاكُمْ إِذَا غَابَ عَنْكُمْ بِأَحْسَنِ مَا تُحِبُّونَ أَنْ تُذْكَرُوا بِهِ إِذَا غِبْتُمْ عَنْهُ وَ اعْمَلُوا عَمَلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ مُجَازًی بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ (2).

«31»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تَقْطَعُوا أَنْهَارَكُمْ بِكَذَا وَ كَذَا وَ فَعَلْنَا كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَعَكُمْ حَفَظَةً یَحْفَظُونَ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً تَغْنَمُوا(3).

«32»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام

ص: 282


1- 1. الدهم- بالضم- جمع الادهم، و هو من الخیل و الإبل: الشدید الورقة- أی السواد فی غبرة- حتی ذهب البیاض الذی فیه، فان زاد علی ذلك حتّی اشتد السواد فهو جون، قاله الجوهریّ، و قال: فرس موقف: إذا أصاب الاوظفة منه بیاض فی موضع الوقف، و لم یعدها الی أسفل و فوق، فذلك التوقیف. و قال فی أقرب الموارد: الموقف من الخیل: الابرش أعلی الأذنین كانهما منقوشتان ببیاض و لون سائره ما كان- ای لا قید فیه- و الحمار الذی كویت ذراعاه كیا مستدیرا. و قال الراغب: حمار موقف: بأرساغه مثل الوقف( و هو سوار من عاج تلبسه المرأة) من البیاض كقولهم فرس محجل إذا كان به مثل الحجل، و فی التاج: دابة موقفة كمعظمة فی قوائمها خطوط سود قال الشماخ: و ما أروی و ان كرمت علینا***بأدنی من موقفة حرون
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 228.
3- 3. الخصال ج 2 ص 157.

قَالَ: لَا تَقْطَعِ النَّهَارَ عَنْكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ یُحْصِی عَلَیْكَ الْخَبَرَ(1).

«33»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قُلْتُ أَرْبَعاً أَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِیقِی بِهَا فِی كِتَابِهِ قُلْتُ الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (2) قُلْتُ فَمَنْ جَهِلَ شَیْئاً عَادَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ (3) وَ قُلْتُ قَدْرُ [أَوْ قِیمَةُ] كُلِّ امْرِئٍ مَا یُحْسِنُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی قِصَّةِ طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (4) وَ قُلْتُ الْقَتْلُ یُقِلُّ الْقَتْلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَكُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الْأَلْبابِ (5).

«34»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ.

«35»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام]: إِنَّ آدَمَ علیه السلام لَمَّا كَثُرَ وُلْدُهُ وَ وُلْدُ وُلْدِهِ كَانُوا یُحَدِّثُونَ عِنْدَهُ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَقَالُوا یَا أَبَتِ مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لَمَّا أَخْرَجَنِی مِنْ جِوَارِهِ عَهِدَ إِلَیَّ وَ قَالَ أَقِلَّ كَلَامَكَ تَرْجِعْ إِلَی جِوَارِی.

«36»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ فِی حِفْظِ لِسَانِهِ. وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ (6).

«37»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ النَّخَّاسِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَیْمَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام:

ص: 283


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 286.
2- 2. القتال: 30.
3- 3. یونس: 39.
4- 4. البقرة: 247.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 108، و الآیة الأخیرة فی البقرة: 179.
6- 6. ثواب الأعمال ص 166.

أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ تَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ(1).

قَالَ وَ رَوَاهُ أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ.

«38»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الصَّمْتُ شِعَارُ الْمُحَقِّقِینَ بِحَقَائِقِ مَا سَبَقَ وَ جَفَّ الْقَلَمُ بِهِ وَ هُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ رَاحَةٍ مِنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ فِیهِ رِضَا الرَّبِّ وَ تَخْفِیفُ الْحِسَابِ وَ الصَّوْنُ مِنَ الْخَطَایَا وَ الزَّلَلِ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ سِتْراً عَلَی الْجَاهِلِ وَ زَیْناً لِلْعَالِمِ وَ مَعَهُ عَزْلُ الْهَوَاءِ وَ رِیَاضَةُ النَّفْسِ وَ حَلَاوَةُ الْعِبَادَةِ وَ زَوَالُ قَسْوَةِ الْقَلْبِ وَ الْعَفَافُ وَ الْمُرُوَّةُ وَ الظَّرْفُ (2) فَأَغْلِقْ بَابَ لِسَانِكَ عَمَّا لَكَ بُدٌّ مِنْهُ لَا سِیَّمَا إِذَا لَمْ تَجِدْ أَهْلًا لِلْكَلَامِ وَ الْمُسَاعِدَ فِی الْمُذَاكَرَةِ لِلَّهِ وَ فِی اللَّهِ وَ كَانَ رَبِیعُ بْنُ خُثَیْمٍ یَضَعُ قِرْطَاساً بَیْنَ یَدَیْهِ وَ یَكْتُبُ مَا یَتَكَلَّمُ ثُمَّ یُحَاسِبُ نَفْسَهُ فِی عَشِیَّتِهِ مَا لَهُ وَ مَا عَلَیْهِ وَ یَقُولُ أَوْهِ (3)

نَجَا الصَّامِتُونَ وَ بَقِینَا وَ كَانَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَضَعُ حَصَاةً فِی فَمِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَتَكَلَّمَ بِمَا عَلِمَ أَنَّهُ لِلَّهِ وَ فِی اللَّهِ وَ لِوَجْهِ اللَّهِ أَخْرَجَهَا وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ الصَّحَابَةِ كَانُوا یَتَنَفَّسُونَ تَنَفُّسَ الْغَرْقَی وَ یَتَكَلَّمُونَ شِبْهَ الْمَرْضَی وَ إِنَّمَا سَبَبُ هَلَاكِ الْخَلْقِ وَ نَجَاتِهِمْ الْكَلَامُ وَ الصَّمْتُ فَطُوبَی لِمَنْ رُزِقَ مَعْرِفَةَ عَیْبِ الْكَلَامِ وَ صَوَابِهِ وَ عَلِمَ الصَّمْتَ وَ فَوَائِدَهُ فَإِنَ

ص: 284


1- 1. المحاسن ص 166.
2- 2. یعنی الكیاسة.
3- 3. قال الجوهریّ: قولهم عند الشكایة: أوه من كذا ساكنة الواو- یعنی مع فتح الهمزة- انما هو توجع قال الشاعر: فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها***و من بعد أرض بیننا و سماء و ربما قلبوا الواو ألفا فقالوا: آه من كذا، و ربما شددوا الواو و كسروها و سكنوا الهاء.

ذَلِكَ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِیَاءِ وَ شِعَارِ الْأَصْفِیَاءِ وَ مَنْ عَلِمَ قَدْرَ الْكَلَامِ أَحْسَنَ صُحْبَةَ الصَّمْتِ وَ مَنْ أَشْرَفَ عَلَی مَا فِی لَطَائِفِ الصَّمْتِ وَ ائْتَمَنَهُ عَلَی خَزَائِنِهِ كَانَ كَلَامُهُ وَ صَمْتُهُ كُلُّهُ عِبَادَةً وَ لَا یَطَّلِعُ عَلَی عِبَادِتِهِ إِلَّا المَلِكُ الْجَبَّارُ(1).

«39»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْكَلَامُ إِظْهَارُ مَا فِی قَلْبِ الْمَرْءِ مِنَ الصَّفَا وَ الْكَدَرِ وَ الْعِلْمِ وَ الْجَهْلِ.

قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ فَزِنْ كَلَامَكَ وَ اعْرِضْهُ عَلَی الْعَقْلِ وَ الْمَعْرِفَةِ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ وَ فِی اللَّهِ فَتَكَلَّمْ بِهِ وَ إِنْ كَانَ غَیْرَ ذَلِكَ فَالسُّكُوتُ خَیْرٌ مِنْهُ وَ لَیْسَ عَلَی الْجَوَارِحِ عِبَادَةٌ أَخَفَّ مَئُونَةً وَ أَفْضَلَ مَنْزِلَةً وَ أَعْظَمَ قَدْراً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَلَامِ فِی رِضَی اللَّهِ وَ لِوَجْهِهِ وَ نَشْرِ آلَائِهِ وَ نَعْمَائِهِ فِی عِبَادَةٍ أَ لَا تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رُسُلِهِ مَعْنًی یَكْشِفُ مَا أَسَرَّ إِلَیْهِمْ مِنْ مَكْنُونَاتِ عِلْمِهِ وَ مَخْزُونَاتِ وَحْیِهِ غَیْرَ الْكَلَامِ وَ كَذَلِكَ بَیْنَ الرُّسُلِ وَ الْأُمَمِ ثَبَتَ بِهَذَا أَنَّهُ أَفْضَلُ الْوَسَائِلِ وَ الْكُلَفِ وَ الْعِبَادَةِ(2)

وَ كَذَلِكَ لَا مَعْصِیَةَ أَنْغَلُ عَلَی الْعَبْدِ وَ أَسْرَعُ عُقُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أَشَدُّهَا مَلَامَةً وَ أَعْجَلُهَا سَأْمَةً عِنْدَ الْخَلْقِ مِنْهُ وَ اللِّسَانُ تَرْجُمَانُ الضَّمِیرِ وَ صَاحِبُ خَبَرِ الْقَلْبِ وَ بِهِ یَنْكَشِفُ مَا فِی سِرِّ الْبَاطِنِ وَ عَلَیْهِ یُحَاسَبُ الْخَلْقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْكَلَامُ خَمْرٌ تُسْكِرُ الْعُقُولَ مَا كَانَ مِنْهُ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ احْفَظْ لِسَانَكَ عَنْ خَبِیثِ الْكَلَامِ وَ فِی غَیْرِهِ لَا تَسْكُتْ إِنِ اسْتَطَعْتَ فَأَمَّا السَّكِینَةُ فَهِیَ هَیْئَةٌ حَسَنَةٌ رَفِیعَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَهْلِهَا وَ هُمْ أُمَنَاءُ أَسْرَارِهِ فِی أَرْضِهِ (3).

«40»- سر، [السرائر] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّمَا شِیعَتُنَا الْخُرْسُ.

ص: 285


1- 1. مصباح الشریعة ص 20.
2- 2. فی المصدر المطبوع« و ألطف العبادة».
3- 3. مصباح الشریعة ص 30.

«41»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: حَقُّ اللِّسَانِ إِكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَا(1) وَ تَعْوِیدُهُ الْخَیْرَ وَ تَرْكُ الْفُضُولِ الَّتِی لَا فَائِدَةَ لَهَا وَ الْبِرُّ بِالنَّاسِ وَ حُسْنُ الْقَوْلِ فِیهِمْ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَقَبَّلُوا لِی سِتَّ خِصَالٍ أَتَقَبَّلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا وَ إِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا وَ إِذَا ائْتَمَنْتُمْ فَلَا تَخُونُوا وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَلْسِنَتَكُمْ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كُونُوا لَنَا زَیْناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَیْنَا شَیْناً قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ كُفُّوهَا عَنِ الْفُضُولِ وَ قَبِیحِ الْقَوْلِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْكَلَامُ فِی وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِی وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَضَ عَلَی جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ یَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَیْهَا لِسَانَهُ وَ مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَیَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ.

«42»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَاحَةُ الْإِنْسَانِ فِی حَبْسِ اللِّسَانِ وَ قَالَ حَبْسُ اللِّسَانِ سَلَامَةُ الْإِنْسَانِ.

وَ قَالَ علیه السلام: بَلَاءُ الْإِنْسَانِ مِنَ اللِّسَانِ.

وَ قَالَ علیه السلام: سَلَامَةُ الْإِنْسَانِ فِی حِفْظِ اللِّسَانِ.

وَ قَالَ علیه السلام: ذَلَاقَةُ اللِّسَانِ رَأْسُ الْمَالِ وَ قَالَ علیه السلام الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ وَ قَالَ علیه السلام فِتْنَةُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبِ السَّیْفِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ضَرْبُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبِ السِّنَانِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: نَجَاةُ الْمَرْءِ فِی حِفْظِ لِسَانِهِ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْوَصِیَّةِ لِعَلِیٍّ: یَا عَلِیُّ مَنْ خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.

ص: 286


1- 1. الخنا- بالتحریك- الفحش من الكلام.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تُقِیَ (1) مِنْ مَئُونَةِ لَقْلَقِهِ وَ قَبْقَبِهِ وَ ذَبْذَبِهِ (2) دَخَلَ الْجَنَّةَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ فَضَلَاتِ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ فَضَلَاتِ لِسَانِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عِنْدَ لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ وَ قَالَ لَا یَسْتَقِیمُ إِیمَانُ عَبْدٍ حَتَّی یَسْتَقِیمَ قَلْبُهُ وَ لَا یَسْتَقِیمُ قَلْبُهُ حَتَّی یَسْتَقِیمَ لِسَانُهُ (3).

«43»- ختص، [الإختصاص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللِّسَانَ كَلْبٌ عَقُورٌ إِنْ خَلَّیْتَهُ عَقَرَ وَ رُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ (4).

«44»- ختص، [الإختصاص] عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِسَانَ ابْنِ آدَمَ یُشْرِفُ كُلَّ یَوْمٍ عَلَی جَوَارِحِهِ فَیَقُولُ كَیْفَ أَصْبَحْتُمْ فَیَقُولُونَ بِخَیْرٍ إِنْ تَرَكْتَنَا وَ یَقُولُونَ اللَّهَ اللَّهَ فَیُنَاشِدُونَهُ وَ یَقُولُونَ إِنَّمَا نُثَابُ بِكَ وَ نُعَاقَبُ بِكَ (5).

«45»- ختص، [الإختصاص] مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَانَ أَبِی یَقُولُ قُمْ

ص: 287


1- 1. تقی أصله وقی من الوقایة قال الجوهریّ: اتقی یتقی: أصله: اوتقی علی افتعل فقلبت الواو یاء لانكسار ما قبلها، و ابدلت منها التاء و أدغمت. فلما كثر استعماله علی لفظ الافتعال، توهموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه اتقی یتقی بفتح التاء فیهما[ مخففة] ثم لم یجدوا له مثالا فی كلامهم یلحقونه به فقالوا: تقی یتقی مثل قضی یقضی قال أوس: تقاك بكعب واحد و تلذه***یداك إذا ما هز بالكف یعسل
2- 2. اللقلق: اللسان، یقال: حرك لقلقه: أی لسانه، و اللقلق كل صوت فی اضطراب و حركة و قیل شدة الصوت فی حركة و اضطراب و القبقب: البطن و الذبذب: الذكر قال فی اللسان: و فی الحدیث« من وقی شر ذبذبه و قبقبه فقد وقی» أی فرجه و بطنه.
3- 3. جامع الأخبار ص 109.
4- 4. الاختصاص: 229، و العقر الجرح، و الكلب العقور: العضوض.
5- 5. الاختصاص: 230.

بِالْحَقِّ وَ لَا تَعَرَّضْ لِمَا نَابَكَ وَ اعْتَزِلْ عَما لَا یَعْنِیكَ (1).

«46»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اسْتَمِعُوا مِنِّی كَلَاماً هُوَ خَیْرٌ مِنَ الدِّرْهَمِ الْمَدْقُوقَةِ(2)

لَا تَكَلَّمَنَّ بِمَا لَا یَعْنِیكَ وَ دَعْ كَثِیراً مِنَ الْكَلَامِ فِیمَا یَعْنِیكَ حَتَّی تَجِدَ لَهُ مَوْضِعاً فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ بِحَقٍّ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ فَعَنِتَ وَ لَا تُمَارِیَنَّ سَفِیهاً وَ لَا حَلِیماً فَإِنَّ الْحَلِیمَ یَقْلِیكَ وَ السَّفِیهَ یُرْدِیكَ وَ اذْكُرْ أَخَاكَ إِذَا تَغَیَّبَ عَنْكَ بِأَحْسَنَ مِمَّا تُحِبُّ أَنْ یَذْكُرَكَ بِهِ إِذَا تَغَیَّبْتَ عَنْهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ هَذَا هُوَ الْعَمَلُ وَ اعْمَلْ عَمَلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ مَجْزِیٌّ بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ (3).

«47»- ختص، [الإختصاص]: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ (4).

«48»- ختص، [الإختصاص] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ طُوبَی لِمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِكْراً وَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ وَسِعَهُ بَیْتُهُ وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ یَدَیْهِ وَ لِسَانِهِ (5).

«49»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَا أَحْسَنَ الصَّمْتَ لَا مِنْ عِیٍّ وَ الْمِهْذَارُ لَهُ سَقَطَاتٌ (6).

مشكاة الأنوار، عن موسی بن جعفر علیهما السلام: مثله (7).

«50»- ختص، [الإختصاص] دَاوُدُ الرَّقِّیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّمْتُ كَنْزٌ وَافِرٌ وَ زَیْنُ الْحَلِیمِ وَ سِتْرُ الْجَاهِلِ (8).

«51»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: الصَّمْتُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ وَ إِنَّ الصَّمْتَ یَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ إِنَّهُ دَلِیلٌ عَلَی كُلِّ خَیْرٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ

ص: 288


1- 1. الاختصاص: 231.
2- 2. الدرهم المدقوقة: هو المكسور منها، و لا یعبأ بها، و الكلمة مصحفة و الصحیح« الدهم الموقفة» كما مرّ عن أمالی الطوسیّ تحت الرقم 30 فراجع.
3- 3. الاختصاص: 231.
4- 4. الاختصاص: 231.
5- 5. الاختصاص: 232، و المهذار: الكثیر الكلام.
6- 6. الاختصاص: 232، و المهذار: الكثیر الكلام.
7- 7. مشكاة الأنوار ص 175.
8- 8. الاختصاص: 232.

وَ الصَّمْتُ (1).

«52»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا یَزَالُ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ یُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ مُحْسِناً أَوْ مُسِیئاً.

وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرَّجُلُ الصَّالِحُ یَجِی ءُ بِخَبَرٍ صَالِحٍ وَ الرَّجُلُ السَّوْءُ یَجِی ءُ بِخَبَرِ سَوْءٍ(2).

«53»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنْ كَانَ الشَّرُّ فِی شَیْ ءٍ فَفِی اللِّسَانِ (3).

«54»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ عَلِمَ مَوْضِعَ كَلَامِهِ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ جِدَالَ كُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنَّ كُلَّ مَفْتُونٍ مُلَقَّنٌ حُجَّتَهُ إِلَی انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ أَحْرَقَتْهُ فِتْنَتُهُ بِالنَّارِ.

«55»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ یَقُولُ: الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاحِبٌ فَأَمَّا الرَّابِحُ فَالَّذِی یَذْكُرُ اللَّهَ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالَّذِی یَقُولُ مَا أَحَبَّ اللَّهُ وَ أَمَّا الشَّاحِبُ فَالَّذِی یَخُوضُ فِی النَّاسِ.

«56»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَبَعَثَ غُلَاماً لَهُ أَعْجَمِیّاً فِی حَاجَةٍ إِلَی رَجُلٍ فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْتَفْهِمُهُ الْجَوَابَ وَ جَعَلَ الْغُلَامُ لَا یَفْهَمُهُ مِرَاراً قَالَ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ لَا یَتَعَبَّرُ لِسَانُهُ وَ لَا یَفْهَمُهُ ظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَیَغْضَبُ عَلَیْهِ قَالَ وَ أَحَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام النَّظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ عَیِیَّ اللِّسَانِ فَمَا أَنْتَ بِعَیِیِّ الْقَلْبِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْحَیَاءَ وَ الْعِیَّ عِیُّ اللِّسَانِ لَا عِیُّ الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْفُحْشُ وَ الْبَذَاءُ وَ السَّلَاطَةُ مِنَ النِّفَاقِ (4).

ص: 289


1- 1. الاختصاص: 232.
2- 2. الاختصاص: 232.
3- 3. الاختصاص: 249.
4- 4. كتاب الزهد للحسین بن سعید الأهوازی مخطوط، تجد الحدیث فی أواخر باب الصمت إلا بخیر و ترك الرجل ما لا یعنیه، و هو أول باب من الكتاب، و قد نقله المؤلّف. فی ج 47 ص 61 و فیه ثمّ قال: ان الحیاء و العفاف و العی إلخ، و سیجی ء فی الباب 81 باب الحیاء من اللّٰه و من الخلق تحت الرقم 1 مثل ما فی المتن.

«57»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ هَلْ یُكِبُّ النَّاسَ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

«58»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ بْنُ سُوَیْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا یَعْنِیهِ.

«59»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ غَالِبٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَیْسِ بْنِ رُمَّانَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ قِلَّةُ كَلَامِهِ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ (1).

«60»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الضَّرِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْمَكِّیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَنْ أَفْصَحُ النَّاسِ قَالَ الْمُجِیبُ الْمُسْكِتُ عِنْدَ بَدِیهَةِ السُّؤَالِ (2).

«61»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا تَتَكَلَّمْ بِمَا لَا یَعْنِیكَ وَ دَعْ كَثِیراً مِنَ الْكَلَامِ فِیمَا یَعْنِیكَ.

«62»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: اللِّسَانُ سَبُعٌ إِنْ خُلِّیَ عَنْهُ عَقَرَ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَیْهَا لِسَانَهُ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ (5).

ص: 290


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 235.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 314.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 156.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 143.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 157.

وَ قَالَ علیه السلام: الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا خَیْرَ فِی الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَیَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِیمَا یَعْنِیهِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: الْكَلَامُ فِی وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ وَثَاقَهُ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَ جَلَبَتْ نَقِمَةً(5).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَضَ عَلَی جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ یَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ (8).

وَ قَالَ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ تَهْزِیعَ الْأَخْلَاقِ وَ تَصْرِیفَهَا(9) وَ اجْعَلُوا اللِّسَانَ وَاحِداً

ص: 291


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 181.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 186.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 237.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 237.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 239، و الصول السطوة و الجبروت.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 239، و الصول السطوة و الجبروت.
9- 9. الهزع الاضطراب و الاهتزاز و التهزیع شدة الاضطراب یمینا و شمالا، فتهزیع الأخلاق كتصریفها كنایة عن التلبس بالاوصاف المتضادة و الأخلاق الشریفة تارة و الأخلاق الوضیعة الفاسدة مرة اخری كما أن قوله بعد ذلك« و اجعلوا اللسان واحدا» امر بالتعرج علی الكلام الحق و الصدق لا أن یكذب مرة و یصدق تارة، و قیل: تهزیع الشی ء تكسیره و الصادق إذا كذب فقد انكسر صدقه، و الكریم إذا لؤم فقد انثلم كرمه فهو نهی عن حطم الكمال بمعول النقص، و تصریف الأخلاق من صرفته إذا قلبته نهی عن النفاق و التلون فی الأخلاق و هو معنی الامر یجعل اللسان واحدا.

وَ لْیَخْتَزِنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ وَ اللَّهِ مَا أَرَی عَبْداً یَتَّقِی تَقْوَی تَنْفَعُهُ حَتَّی یَخْتَزِنَ لِسَانَهُ وَ إِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ وَ إِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَهُ فِی نَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ خَیْراً أَبْدَاهُ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاهُ وَ إِنَّ الْمُنَافِقَ یَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَی عَلَی لِسَانِهِ لَا یَدْرِی مَا ذَا لَهُ وَ مَا ذَا عَلَیْهِ.

وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَا یَسْتَقِیمُ إِیمَانُ عَبْدٍ حَتَّی یَسْتَقِیمَ قَلْبُهُ وَ لَا یَسْتَقِیمُ قَلْبُهُ حَتَّی یَسْتَقِیمَ لِسَانُهُ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ نَقِیُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمْوَالِهِمْ سَلِیمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْیَفْعَلْ (1).

وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام: أَلَا إِنَّ اللِّسَانَ بَضْعَةٌ مِنَ الْإِنْسَانِ فَلَا یُسْعِدُهُ الْقَوْلُ إِذَا امْتَنَعَ (2) وَ لَا یُمْهِلُهُ النُّطْقُ إِذَا اتَّسَعَ وَ إِنَّا لَأُمَرَاءُ الْكَلَامِ وَ فِینَا تَنَشَّبَتْ عُرُوقُهُ وَ عَلَیْنَا تَهَدَّلَتْ غُصُونُهُ وَ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّكُمْ فِی زَمَانٍ الْقَائِلُ فِیهِ بِالْحَقِّ قَلِیلٌ وَ اللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِیلٌ وَ اللَّازِمُ لِلْحَقِّ ذَلِیلٌ الْخَبَرَ(3).

وَ قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیهما السلام: تَلَافِیكَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ أَیْسَرُ مِنْ

ص: 292


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 346، الرقم 174 من الخطب.
2- 2. الظاهر رجوع الضمیر فی« یسعده» و« یمهله» الی الإنسان و فی« امتنع» و« اتسع» الی اللسان، و المعنی إذا اتسع اللسان أتاه الكلام متواترا، و إذا امتنع حسر عن الكلام و عیی، و یكون اتساع اللسان و امتناعه لاجل أسباب كالخجل و الحیاء أو ضؤلة النفس و حقارتها أو الخوف أو الحشمة من المجتمع الذی أراد القاء الكلام الیهم و قیل: ان اللسان آلة تحركها سلطة النفس فلا یسعد بالنطق ناطق امتنع علیه ذهنه من المعانی فلم یستحضرها و لا یمهله النطق إذا هو اتسع فی فكره، بل تنحدر المعانی الی الألفاظ جاریة علی اللسان قهرا عنه، فسعة الكلام تابعة لسعة العلم.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 489.

إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِكَ (1) وَ حِفْظُ مَا فِی الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ(2).

«63»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِیمَا یَعْنِیهِ مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَیَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ إِذَا فَاتَكَ الْأَدَبُ فَالْزَمِ الصَّمْتَ الْعَافِیَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِی اعْتِزَالِ النَّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِی الصَّمْتِ إِلَّا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمْ مِنْ نَظْرَةٍ جَلَبَتْ حَسْرَةً وَ كَمْ مِنْ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً مَنْ عَلِمَ لِسَانَهُ أَمَّرَهُ قَوْمُهُ الْمَرْءُ یَعْثُرُ بِرِجْلِهِ فَیُبْرَی وَ یَعْثُرُ بِلِسَانِهِ فَیُقْطَعُ رَأْسُهُ احْفَظْ لِسَانَكَ فَإِنَّ الْكَلِمَةَ أَسِیرَةٌ

فِی وَثَاقِ الرَّجُلِ فَإِنْ أَطْلَقَهَا صَارَ أَسِیراً فِی وَثَاقِهَا عَاقِبَةُ الْكَذِبِ شَرُّ عَاقِبَةٍ خَیْرُ الْقَوْلِ الصِّدْقُ وَ فِی الصِّدْقِ السَّلَامَةُ وَ السَّلَامَةُ مَعَ الِاسْتِقَامَةِ لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ إِیَّاكُمْ وَ النَّمَائِمَ فَإِنَّهَا تُورِثُ الضَّغَائِنَ هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَیْهِ لِسَانَهُ الصَّمْتُ نُورٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ صُورَةَ الْمَرْأَةِ فِی وَجْهِهَا وَ صُورَةَ الرَّجُلِ فِی مَنْطِقِهِ.

«64»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَیْراً فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ عَنْ سُوءٍ فَسَلِمَ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرَّجُلُ الصَّالِحُ یَجِی ءُ بِخَبَرٍ صَالِحٍ وَ الرَّجُلُ السَّوْءُ یَجِی ءُ بِخَبَرِ سَوْءٍ.

ص: 293


1- 1. یعنی ان السكوت یمكن تداركه و أمّا الكلام الذی فرط منك ان كان باطلا لا یتیسر تداركه غالبا.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 51.

وَ مِنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السُّكُوتُ خَیْرٌ مِنْ إِمْلَاءِ الشَّرِّ وَ إِمْلَاءُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنَ السُّكُوتِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: السُّكُوتُ ذَهَبٌ وَ الْكَلَامُ فِضَّةٌ.

وَ مِنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّمْتُ كَنْزٌ وَافِرٌ وَ زَیْنُ الْحَلِیمِ وَ سَتْرُ الْجَاهِلِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الصَّمْتُ عِبَادَةٌ لِمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ.

«65»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الصَّمْتُ إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ إِنَّ الصَّمْتَ یَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ إِنَّهُ دَلِیلٌ عَلَی كُلِّ خَیْرٍ(1).

بیان: كأن المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل فلا ینافی كون مطلق العلم من علاماته أو المراد بالفقه التفكر و التدبر فی الأمور قال الراغب الفقه هو التوصل إلی غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم قال تعالی فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا یَكادُونَ یَفْقَهُونَ حَدِیثاً(2) بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَفْقَهُونَ (3) إلی غیر ذلك من الآیات و الفقه العلم بأحكام الشریعة انتهی (4).

و قیل أراد العلم فیما یقول و الصمت عما لا یعلم أو یضر و قیل المراد بالعلم آثاره أعنی إثبات الحق و إبطال الباطل و ترویج الدین و حل المشكلات انتهی.

و أقول: قَدْ مَرَّ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْهُ علیه السلام: مِنْ عَلَامَاتِ الْفَقِیهِ الْحِلْمُ وَ الصَّمْتُ.

ص: 294


1- 1. الكافی ج 2 ص 113.
2- 2. النساء: 78.
3- 3. الأنفال: 65، و الآیة فی الأصل و جمیع النسخ حتّی المصدر هكذا« بل هم» و« بلهم» مصحف« بانهم».
4- 4. مفردات غریب القرآن 385.

و یظهر من بعض الأخبار أن الفقه هو العلم الربانی المستقر فی القلب الذی یظهر آثاره علی الجوارح.

إن الصمت باب من أبواب الحكمة أی سبب من أسباب حصول العلوم الربانیة فإن بالصمت یتم التفكر و بالتفكر یحصل الحكمة أو هو سبب لإفاضة الحكم علیه من اللّٰه سبحانه أو الصمت عند العالم و عدم معارضته و الإنصات إلیه سبب لإفاضة الحكم منه أو الصمت دلیل من دلائل وجود الحكمة فی صاحبه.

یكسب المحبة أی محبة اللّٰه أو محبة الخلق لأن عمدة أسباب العداوة بین الخلق الكلام من المنازعة و المجادلة و الشتم و الغیبة و النمیمة و المزاح و فی بعض النسخ یكسب الجنة و فی سائر نسخ الحدیث المحبة.

إنه دلیل علی كل خیر أی وجود كل خیر فی صاحبه أو دلیل لصاحبه إلی كل خیر.

«66»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ شِیعَتَنَا الْخُرْسُ (1).

بیان: الخرس بالضم جمع الأخرس أی هم لا یتكلمون باللغو و الباطل و فیما لا یعلمون و فی مقام التقیة خوفا علی أئمتهم و أنفسهم و إخوانهم فكلامهم قلیل فكأنهم خرس.

«67»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْجَوَّانِیِّ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ لِمَوْلًی لَهُ یُقَالُ لَهُ سَالِمٌ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی شَفَتَیْهِ وَ قَالَ یَا سَالِمُ احْفَظْ لِسَانَكَ تَسْلَمْ وَ لَا تَحْمِلِ النَّاسَ عَلَی رِقَابِنَا(2).

بیان: ضمیر شفتیه للإمام علیه السلام و رجوعه إلی سالم بعید تسلم أی من معاصی اللسان و مفاسد الكلام و لا تحمل الناس علی رقابنا أی لا تسلطهم علینا بترك التقیة و إذاعة أسرارنا.

ص: 295


1- 1. الكافی ج 2 ص 113.
2- 2. الكافی ج 2 ص 113.

«68»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَوْصِنِی فَقَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ تُعَزَّ وَ لَا تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ قِیَادِكَ فَتَذِلَّ رَقَبَتُكَ (1).

إیضاح: قال الراغب الوصیة التقدم إلی الغیر بما یعمل به مقترنا بوعظ من قولهم أرض واصیة متصلة النبات یقال أوصاه و وصاه و القیاد ككتاب حبل تقاد به الدابة و تمكین الناس من القیاد كنایة عن تسلطهم و إعطاء حجة لهم علی إیذائه و إهانته بترك التقیة و نسبة الإذلال إلی الرقبة لظهور الذل فیها أكثر من سائر الأعضاء و فیه ترشیح للاستعارة السابقة لأن القیاد یشد علی الرقبة.

«69»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی مَسْرُوقٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِرَجُلٍ أَتَاهُ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی أَمْرٍ یُدْخِلُكَ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنِلْ مِمَّا أَنَالَكَ اللَّهُ قَالَ فَإِنْ كُنْتُ أَحْوَجَ مِمَّنْ أُنِیلُهُ قَالَ فَانْصُرِ الْمَظْلُومَ قَالَ فَإِنْ كُنْتُ أَضْعَفَ مِمَّنْ أَنْصُرُهُ قَالَ فَاصْنَعْ لِلْأَخْرَقِ یَعْنِی أَشِرْ عَلَیْهِ قَالَ فَإِنْ كُنْتُ أَخْرَقَ مِمَّنْ أَصْنَعُ لَهُ قَالَ فَأَصْمِتْ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ أَ مَا یَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِیكَ خَصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ تَجُرُّكَ إِلَی الْجَنَّةِ(2).

توضیح: أنل مما أنالك اللّٰه أی أعط المحتاجین مما أعطاك اللّٰه تعالی قال الجوهری نال خیرا ینال نیلا أی أصاب و أناله غیره و الأمر فیه نل بفتح النون للأخرق أی الجاهل بمصالح نفسه و فی القاموس صنع إلیه معروفا كمنع صنعا بالضم و صنع به صنیعا قبیحا فعله و الشی ء صنعا بالفتح و الضم عمله و صنعة الفرس حسن القیام علیه و أصنع أعان آخر و الأخرق تعلم و أحكم و اصطنع عنده صنیعة اتخذها(3) و فی النهایة الخرق بالضم الجهل و الحمق و قد یخرق خرقا فهو أخرق و الاسم الخرق بالضم و منه الحدیث تعین ضائعا أو تصنع

ص: 296


1- 1. الكافی ج 2 ص 113.
2- 2. الكافی ج 2 ص 113.
3- 3. القاموس ج 3 ص 53.

لأخرق أی جاهل بما یجب أن یعمله و لم یكن فی یده صنعة یكسب بها انتهی.

و الظاهر أن یعنی من كلام الصادق علیه السلام و یحتمل كونه كلام بعض الرواة أی لیس المراد نفعه بمال و نحوه بل برأی و مشورة ینفعه و فیه حث علی إرشاد كل من لم یعلم أمرا من مصالح الدین و الدنیا.

فإن كنت أخرق أی أشد خرقا و إن كان نادرا(1)

فاصمت علی بناء المجرد و الإفعال فی القاموس الصمت و الصموت و الصمات السكوت كالإصمات و التصمیت و أصمته أسكته لازمان متعدیان و المراد بالخیر ما یورث ثوابا فی الآخرة أو نفعا فی الدنیا بلا مضرة أحد فالمباح غالبا مما ینبغی السكوت عنه و الأمر لمطلق الطلب الشامل للوجوب و الرجحان.

و اختلف فی المباح هل یكتب أم لا نقل عن ابن عباس أنه لا یكتب و لا یجازی علیه و الأظهر أنه یكتب لعموم قوله تعالی ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ(2) و قوله سبحانه كُلُّ صَغِیرٍ وَ كَبِیرٍ مُسْتَطَرٌ(3) و لدلالة كثیرة من الروایات علیه و قد أوردناها فی كتاب العدل و عدم المجازات لا یدل علی عدم الكتابة إذ لعل الكتابة لغرض آخر كالتأسف و التحسر علی تضییع العمر فیما لا ینفع مع القدرة علی فعل ما یوجب الثواب و یدل الخبر علی أن كمال خصلة واحدة من تلك الخصال یوجب الجنة و یحتمل اشتراطها بترك الكبائر أو نحوه أو یكون الجر إلیها كنایة عن القرب منها و قیل یمكن أن یراد أن الخصلة الواحدة تجر إلی أسباب الدخول فی الجنة و هی الخصال الأخر فإن الخیر بعضه یفضی إلی بعض.

«70»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ إِنْ كُنْتَ زَعَمْتَ أَنَ

ص: 297


1- 1. یعنی أن مجی ء أفعل التفضیل من الخرق- و هو فعل یدلّ علی العیب و النقص و یجی ء الوصف منه بصیغة أفعل- نادر.
2- 2. ق: 18.
3- 3. القمر: 53.

الْكَلَامَ مِنْ فِضَّةٍ فَإِنَّ السُّكُوتَ مِنْ ذَهَبٍ (1).

تبیین: یدل علی أن السكوت أفضل من الكلام و كأنه مبنی علی الغالب و إلا فظاهر أن الكلام خیر من السكوت فی كثیر من الموارد بل یجب الكلام و یحرم السكوت عند إظهار أصول الدین و فروعه و الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و یستحب فی المواعظ و النصائح و إرشاد الناس إلی مصالحهم و ترویج العلوم الدینیة و الشفاعة للمؤمنین و قضاء حوائجهم و أمثال ذلك فتلك الأخبار مخصوصة بغیر تلك الموارد أو بأحوال عامة الخلق فإن غالب كلامهم إنما هو فیما لا یعنیهم أو هو مقصور علی المباحات

وَ قَدْ مَرَّ فِی كِتَابِ الْعَقْلِ (2)

فِی حَدِیثِ هِشَامٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَقُولُ: إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ یُجِیبُ إِذَا سُئِلَ وَ یَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ الْكَلَامِ وَ یُشِیرُ بِالرَّأْیِ الَّذِی فِیهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ فَمَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ شَیْ ءٌ فَهُوَ أَحْمَقُ.

«71»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَلَبِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمْسِكْ لِسَانَكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَی نَفْسِكَ ثُمَّ قَالَ وَ لَا یَعْرِفُ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی یَخْزُنَ مِنْ لِسَانِهِ (3).

بیان: فإنها أی الإمساك و التأنیث بتأویل الخصلة أو الفعلة أو الصفة أی صفة أنه صدقة أو باعتبار تأنیث الخبر و تشبیه الإمساك بالصدقة علی النفس باعتبار أنه ینفعها فی الدنیا و الآخرة كما أن الصدقة تنفع الفقیر و باعتبار أنه معط یدفع عنه البلایا و یوجب قربه من الحق كالصدقة فالتشبیه كامل من الجهتین.

و لا یعرف عبد إلخ أشار علیه السلام بذلك إلی أن الإیمان لا یكمل إلا باستقامة اللسان علی الحق و خزنه عن الباطل كالغیبة و النمیمة و القذف و الشتم و الكذب و الزور و الفتوی بغیر الحق و القول بالرأی و أشباهها من الأمور التی نهی

ص: 298


1- 1. الكافی ج 2 ص 114.
2- 2. راجع الكافی ج 1 ص 19.
3- 3. الكافی ج 2 ص 114.

الشارع عنها و ذلك لأن الإیمان عبارة عن التصدیق باللّٰه و برسوله و الاعتقاد بحقیة جمیع ما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو یستلزم استقامة اللسان و هی إقراره بالشهادتین و جمیع العقائد الحقة و لوازمها و إمساكه عما لا ینبغی و من البین أن الملزوم لا یستقیم بدون استقامة اللازم

وَ قَدْ أَشَارَ إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَوْلِهِ: لَا یَسْتَقِیمُ إِیمَانُ عَبْدٍ حَتَّی یَسْتَقِیمَ قَلْبُهُ وَ لَا یَسْتَقِیمُ قَلْبُهُ حَتَّی یَسْتَقِیمَ لِسَانُهُ (1).

و أیضا كلما یتناول اللسان من الأباطیل و الأكاذیب تدخل مفهوماتها فی القلب و هو ینافی استقرار حقیقة الإیمان فیه.

«72»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ قَالَ یَعْنِی كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ (2).

بیان: الآیة فی سورة النساء هكذا أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْیَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْیا قَلِیلٌ وَ الْآخِرَةُ خَیْرٌ لِمَنِ اتَّقی وَ لا تُظْلَمُونَ فَتِیلًا(3) و قال المفسرون قِیلَ لَهُمْ أی بمكة كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ أی أمسكوا عن قتال الكفار فإنی لم أؤمر بقتالهم فَلَمَّا كُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ بالمدینة خافوا من الناس و قتلهم إیاهم كَخَشْیَةِ اللَّهِ من عقابه أَوْ أَشَدَّ وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ و هو أن نموت بآجالنا و كذا فی تفسیر علی بن إبراهیم أیضا(4)

و فی بعض الأخبار أن ذلك أمر لشیعتنا بالتقیة إلی زمان القائم علیه السلام كَمَا قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ تَكُفُّوا وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.

ص: 299


1- 1. جامع الأخبار ص 109.
2- 2. الكافی ج 2 ص 114.
3- 3. النساء: 77.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 131.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ. و فی بعض الأخبار كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ مع الحسن علیه السلام كُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ مع الحسین علیه السلام إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ إلی خروج القائم فإن معه الظفر(1).

فهذا الخبر إما تفسیر لظهر الآیة كما ذكرناه أولا أو لبطنها بتنزیل الآیة علی الشیعة فی زمن التقیة و هذا أنسب بكف الألسن تقیة فإن أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام فی أول أمره و آخره كان شبیها بأحوال الرسول فی أول الأمر حین كونه بمكة و ترك القتال لعدم الأعوان و أمره فی المدینة بالجهاد لوجود الأنصار و كذا حال الحسن علیه السلام فی الصلح و الهدنة و حال الحسین علیه السلام عند وجود الأنصار ظاهرا و حال سائر الأئمة علیهم السلام فی ترك القتال و التقیة مع حال القائم.

فالآیة و إن نزلت فی حال الرسول فهی شاملة لتلك الأحوال أیضا لمشابهتها لها و اشتراك العلل بینها و بینها.

و أما تفسیره علیه السلام كف الأیدی بكف الألسن علی الوجهین یحتمل وجوها.

الأول أن یكون المعنی أن المراد بكف الأیدی عن القتال الكف عنها.

و مما یوجب بسطها بسط الأیدی و هی الألسنة فإن مع عدم كف الألسنة ینتهی الأمر إلی القتال شاءوا أم أبوا فالنهی عن بسط الأیدی یستلزم النهی عن بسط الألسنة فالنهی عن القتال فی زمن الهدنة یستلزم الأمر بالتقیة.

الثانی أن یكون المراد بكف الأیدی كف الألسن إطلاقا لاسم المسبب علی السبب أو الملزوم علی اللازم.

الثالث أن یكون المراد بالأیدی فی الآیة الألسن لتشابههما فی القوة و كونهما آلة المجادلة و هذا أبعد الوجوه كما أن الأول أقربها.

«73»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَلَبِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ مِنْ حِفْظِ لِسَانِهِ (2).

ص: 300


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 258.
2- 2. الكافی ج 2 ص 114.

بیان: نجاة المؤمن أی من مهالك الدنیا و الآخرة حفظ لسانه الحمل علی المبالغة و فی بعض النسخ من حفظ لسانه (1) أی هو من أعظم أسباب النجاة فكأنها منحصرة فیه و الحاصل أنه لا ینجو إلا من حفظ لسانه.

«74»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ یُونُسَ عَنْ مُثَنًّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ یَقُولُ یَا مُبْتَغِیَ الْعِلْمِ إِنَّ هَذَا اللِّسَانَ مِفْتَاحُ خَیْرٍ وَ مِفْتَاحُ شَرٍّ فَاخْتِمْ عَلَی لِسَانِكَ كَمَا تَخْتِمُ عَلَی ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ (2).

بیان: یا مبتغی العلم أی یا طالبه و فیه ترغیب علی التكلم بما ینفع فی الآخرة أو فی الدنیا أیضا إذا لم یضر بالآخرة فاختم علی لسانك أی إذا كان اللسان مفتاحا للشر فاخزنه حتی لا یجری علیه ما یوجب خسارك و بوارك كما أن ذهبك و فضتك تخزنهما لتوهم صلاح عاجل فیهما فاللسان أولی بذلك فإنه مادة لصلاح الدنیا و الآخرة و فساده یوجب فساد الدارین و فی القاموس الورق مثلثة و ككتف و جبل الدراهم المضروبة و الجمع أوراق و فی المصباح و منهم من یقول هو النقرة مضروبة أو غیر مضروبة و قال الفارابی الورق المال من الدراهم

وَ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الْكَلَامُ فِی وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِی وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَ جَلَبَتْ نَقِمَةً(3).

«75»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْمَسِیحُ علیه السلام یَقُولُ لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ فِی غَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ الَّذِینَ یُكْثِرُونَ الْكَلَامَ فِی غَیْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَاسِیَةٌ قُلُوبُهُمْ وَ لَكِنْ لَا یَعْلَمُونَ (4).

ص: 301


1- 1. و فی بعض النسخ« فی حفظ لسانه» كما فی المصدر المطبوع.
2- 2. الكافی ج 2 ص 114.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 237، و قد مر.
4- 4. الكافی ج 2 ص 114.

بیان: قساوة القلب غلظه و شدته و صلابته بحیث یتأبی عن قبول الحق كالحجر الصلب یمر علیه الماء و لا یقف فیه و فیه دلالة علی أن كثرة الكلام فی الأمور المباحة یوجب قساوة القلب و أما الكلام فی الأمور الباطلة فقلیله كالكثیر فی إیجاب القساوة و النهی عنه و كان فی الحدیث إشارة إلی قوله سبحانه أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ (1) قال البیضاوی الآیة فی حمزة و علی و أبی لهب و ولده.

«76»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ یَوْمٍ إِلَّا وَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ یُكَفِّرُ اللِّسَانَ یَقُولُ نَشَدْتُكَ اللَّهَ أَنْ نُعَذَّبَ فِیكَ (2).

تبیین: فی النهایة فی حدیث الخدری إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان أی تذل و تخضع و التكفیر هو أن ینحنی الإنسان و یطأطئ رأسه قریبا من الركوع كما یفعل من یرید تعظیم صاحبه و قال نشدتك اللّٰه و الرحم أی سألتك باللّٰه و بالرحم

یقال نشدتك اللّٰه و أنشدك اللّٰه و باللّٰه و ناشدتك اللّٰه و باللّٰه أی سألتك و أقسمت علیك و تعدیته إلی مفعولین إما لأنه بمنزلة دعوت أو لأنهم ضمنوه معنی ذكرت فأما أنشدتك باللّٰه فخطأ انتهی.

و كان الكلام بلسان الحال و فیه استعارة تمثیلیة قوله أن نعذب كان فی الكلام تقدیرا أی تكف نفسك من أن نعذب فیك أی بسببك.

«77»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: إِنَّ لِسَانَ ابْنِ آدَمَ یُشْرِفُ عَلَی جَمِیعِ جَوَارِحِهِ كُلَّ صَبَاحٍ فَیَقُولُ كَیْفَ أَصْبَحْتُمْ فَیَقُولُونَ بِخَیْرٍ إِنْ تَرَكْتَنَا وَ یَقُولُونَ اللَّهَ اللَّهَ فِینَا وَ یُنَاشِدُونَهُ وَ یَقُولُونَ إِنَّمَا نُثَابُ

ص: 302


1- 1. الزمر: 22.
2- 2. الكافی ج 2 ص 114.

وَ نُعَاقَبُ بِكَ (1).

إیضاح: قوله علیه السلام یشرف كان إشرافه كنایة عن تسلطه علیها و كونها تحت حكمه و اللّٰه منصوب بتقدیر اتق أو احذر و التكرار للتأكید و الحصر و قوله إنما نثاب ادعائی بناء علی الغالب و الحاصل أن العمدة فی ثوابنا و عقابنا أنت.

«78»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ قَیْسٍ أَبِی إِسْمَاعِیلَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ وَیْحَكَ وَ هَلْ یُكِبُّ النَّاسَ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (2).

تبیان جاء رجل فی روایات العامة أن الرجل كان معاذ بن جبل و ویح كأنه منصوب علی النداء كما یصرح به كثیرا ورد للتعجب من حاله كیف استصغر ما أوصاه به و لم یكتف و طلب غیره بتكرار السؤال و فی النهایة ویح كلمة ترحم و توجع یقال لمن وقع فی هلكة لا یستحقها و قد یقال بمعنی المدح و التعجب و هی منصوبة علی المصدر.

و قال فی الحدیث و هل یكب الناس علی مناخرهم فی النار إلا حصائد ألسنتهم أی ما یقطعونه من الكلام الذی لا خیر فیه واحدتها حصیدة تشبیها بما یحصد من الزرع و تشبیها للسان و ما یقتطعه من القول بحد المنجل الذی یحصد به.

و فی القاموس كبه قلبه و صرعه كأكبه و كبكبه فأكب و هو لازم و متعد و قال المنخر بفتح المیم و الخاء و بكسرهما و ضمهما و كمجلس و ملمول الأنف انتهی و الحصر كما مر و كأنه إشارة إلی قوله تعالی فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ (3)

ص: 303


1- 1. الكافی ج 2 ص 115.
2- 2. الكافی ج 2 ص 115.
3- 3. الشعراء: 94.

و قد وردت أخبار بأن الغاوین قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلی غیره.

«79»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَحْسُبْ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ كَثُرَتْ خَطَایَاهُ وَ حَضَرَ عَذَابُهُ (1).

بیان: من لم یحسب من باب نصر من الحساب أو كنعم من الحسبان بمعنی الظن و الأول أظهر و هذا رد علی ما یسبق إلی أوهام أكثر الخلق من الخواص و العوام أن الكلام لیس مما یترتب علیه عقاب فیجترءون علی أنواع الكلام بلا تأمل و تفكر مع أن أكثر أنواع الكفر و المعاصی من جهة اللسان لأن اللسان له تصرف فی كل موجود و موهوم و معدوم و له ید فی العقلیات و الخیالیات و المسموعات و المشمومات و المبصرات و المذوقات و الملموسات فصاحب هذا الحسبان الباطل لا یبالی بالكلام فی أباطیل هذه الأمور و أكاذیبها فیجتمع علیه من كل وجه خطیئة فتكثر خطایاه.

و أما غیر اللسان فخطایاه قلیلة بالنسبة إلیه فإن خطیئة السمع لیست إلا المسموعات و خطیئة البصر لیست إلا المبصرات و قس علیهما سائر الجوارح و المراد بحضور عذابه حضور أسبابه و قیل إنما حضر عذابه لأنه أكثر ما یكون یندم علی بعض ما قاله و لا ینفعه الندم و لأنه قلما یكون كلام لا یكون موردا للاعتراض و لا سیما إذا كثر.

«80»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُعَذِّبُ اللَّهُ اللِّسَانَ بِعَذَابٍ لَا یُعَذِّبُ بِهِ شَیْئاً مِنَ الْجَوَارِحِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ عَذَّبْتَنِی بِعَذَابٍ لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ شَیْئاً فَیَقُولُ لَهُ خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ فَبَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا فَسُفِكَ بِهَا الدَّمُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِبَ بِهَا الْمَالُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِكَ بِهَا الْفَرْجُ الْحَرَامُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُعَذِّبَنَّكَ بِعَذَابٍ

ص: 304


1- 1. الكافی ج 2 ص 115.

لَا أُعَذِّبُ بِهِ شَیْئاً مِنْ جَوَارِحِكَ (1).

بیان: خرجت منك كلمة أی من الفتاوی الباطلة أو الأعم منها و من أحكام الملوك و غیرهم و سائر ما یكون سببا لأمثال ذلك و قوله من جوارحك إما بتقدیر مضاف أی جوارح صاحبك أو الإضافة للمجاورة و الملابسة أو للإشارة إلی أن سائر الجوارح تابعة له و هو رئیسها و كأن الكلام مبنی علی التمثیل و السؤال و الجواب بلسان الحال و یحتمل أن یكون اللّٰه تعالی یعطیه حیاة و شعورا و قدرة علی الكلام كما قیل فی شهادة الجوارح.

«81»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ شُؤْمٌ فَفِی اللِّسَانِ (2).

بیان: الشؤم أصله الهمز و قد یخفف بل الغالب علیه التخفیف لكن الجوهری و الفیروزآبادی لم یذكراه إلا مهموزا قال الجوهری الشؤم نقیض الیمن یقال رجل مشوم و مشئوم و قد شأم فلان علی قومه یشأمهم فهو شائم إذا جر علیهم الشؤم و قد شئم علیهم فهو مشئوم إذا صار شؤما علیهم انتهی و قال فی النهایة فیه إن كان الشوم فی شی ء ففی ثلاث المرأة و الدار و الفرس أی إن كان ما یكره و یخاف عاقبته ثم قال و الواو فی الشوم همزة و لكنها خففت فصارت واوا و غلب علیها التخفیف حتی لم ینطق بها مهموزة و الشؤم ضد الیمن یقال تشاءمت بالشی ء و تیمنت به.

و أقول الحدیث الذی أورده مروی فی طرقنا أیضا(3)

فالحصر فی هذا

ص: 305


1- 1. الكافی ج 2 ص 115.
2- 2. الكافی ج 2 ص 116.
3- 3. من ذلك ما رواه الصدوق فی الخصال ج 1 ص 49 عن محمّد بن علی ماجیلویه عن محمّد بن یحیی العطار، عن سهل بن زیاد، عن عثمان بن عیسی، عن خالد بن نجیح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: تذاكروا الشؤم عنده فقال علیه السلام: الشؤم فی ثلاثة: فی المرأة، و الدابّة، و الدار: فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها و عقوق زوجها، و أما. الدابّة فسوء خلقها و منعها ظهرها، و أمّا الدار فضیق ساحتها و شر جیرانها و كثرة عیوبها.

الخبر بالنسبة إلی أعضاء الإنسان و كثرة شؤم اللسان لكثرة المضرات و المفاسد المترتبة علیها ظاهرة قد سبق القول فیها

«82»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی جَمِیعاً عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ صَمَتَ قَبْلَ ذَلِكَ عَشْرَ سِنِینَ (1).

إیضاح: صمت قبل ذلك أی عما لا ینبغی و تلك المدة لیصیر الصمت ملكة له ثم كان یشتغل بالعبادة و الاجتهاد فیها لتقع العبادة صافیة خالیة عن المفاسد.

و أقول یحتمل أن یكون الصمت فی تلك المدة للتفكر فی المعارف الیقینیة و العلوم الدینیة حتی یكمل فی العلم و یستحق لتعلیم العباد و إرشادهم و تكمیل نفسه بالأعمال الصالحة أیضا فیأمن عن الخطاء و الخطل فی القول و العمل ثم یشرع فی أنواع العبادات التی منها هدایة الخلق و تعلیمهم و تكمیلهم كَمَا مَرَّ(2) عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كُلُّ سُكُوتٍ لَیْسَ فِیهِ فِكْرَةٌ فَهُوَ سَهْوٌ.

وَ قَالَ الْكَاظِمُ علیه السلام: دَلِیلُ الْعَقْلِ التَّفَكُّرُ وَ دَلِیلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ. و مثله كثیر.

و هذا وجه حسن لم یسبقنی إلیه فطن و إن كان بفضل المفیض المالك جل ما أوردته فی هذا الكتاب كذلك.

«83»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْغِفَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَأَی مَوْضِعَ كَلَامِهِ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِیمَا یَعْنِیهِ (3).

إیضاح: الغفار ككتاب حی من العرب من رأی موضع كلامه من عمله أی یعلم أن كلامه أكثر من سائر أعماله أو یعلم أنه محسوب من أعماله و مجازی

ص: 306


1- 1. الكافی ج 2 ص 116.
2- 2. راجع ص 275 فیما مضی.
3- 3. الكافی ج 2 ص 116.

به كما مر و الأول هنا أظهر و یمكن إدراج المعنیین فیه فیما یعنیه أی یهمه و ینفعه.

«84»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی حُكْمِ آلِ دَاوُدَ عَلَی الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَی شَأْنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ (1).

بیان: فی حكم آل داود أی الزبور أو الأعم منه و مما صدر عنه علیه السلام أو عنهم من الحكم علی العاقل أی یجب أو یلزم علیه أن یكون عارفا بزمانه أی بأهل زمانه لیمیز بین صدیقه و عدوه الواقعیین و بین من یضله و من یهدیه و بین من تجب متابعته و من تجب مفارقته و مجانبته فلا ینخدع منهم فی دینه و دنیاه و یعلم موضع التقیة و العشرة و العزلة و الحب و البغض و فی الحدیث و العالم بزمانه لا تهجم علیه اللوابس و فی حدیث آخر عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه

وَ فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لِلْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ یَنْظُرَ فِی شَأْنِهِ فَلْیَحْفَظْ لِسَانَهُ وَ لْیَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ.

قوله علیه السلام مقبلا علی شأنه أی یكون دائما مشتغلا بإصلاح نفسه و محاسبتها و معالجة أدوائها و تحصیل ما ینفعها و الاجتناب عما یردیها و یضر بها و لا یصرف شیئا من عمره فیما لا یعنیه حافظا للسانه عن اللغو و الباطل

كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ (2).

«85»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ یُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ مُحْسِناً أَوْ مُسِیئاً(3).

ص: 307


1- 1. الكافی ج 2 ص 116.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 157.
3- 3. الكافی ج 2 ص 116.

بیان: یكتب محسنا إما لإیمانه أو لسكوته فإنه من الأعمال الصالحة كما ذكره الناظرون فی هذا الخبر و أقول الأول عندی أظهر و إن لم یتفطن به الأكثر لقوله علیه السلام فإذا تكلم كتب محسنا أو مسیئا لأنه علی الاحتمال الثانی یبطل الحصر لأنه یمكن أن یتكلم بالمباح فلا یكون محسنا و لا مسیئا إلا أن یعم المسی ء تجوزا بحیث یشمل غیر المحسن مطلقا و هو بعید.

فإن قیل یرد علی ما اخترته أن فی حال التكلم بالحرام ثواب الإیمان حاصل له فیكتب محسنا و مسیئا معا فلا یصح التردید قلت یمكن أن یكون المراد بالمحسن المحسن من غیر إساءة كما هو الظاهر فتصح المقابلة مع أن بقاء ثواب استمرار الإیمان مع فعل المعصیة فی محل المنع

وَ یُومِی إِلَی عَدَمِهِ قَوْلُهُمْ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ: لَا یَزْنِی الزَّانِی حِینَ یَزْنِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ (1).

و أمثاله مما قد مر بعضها و یمكن أن یكون هذا أحد محامل هذه الأخبار و أحد علل ما ورد أن نوم العالم عبادة أی هو فی حال النوم فی حكم العبادة لاستمرار ثواب علمه و إیمانه و عدم صدور شی ء منه یبطله فی تلك الحالة.

ص: 308


1- 1. راجع ج 69 ص 175- 211 من هذه الطبعة.

باب 79 قول الخیر و القول الحسن و التفكر فیما یتكلم

الآیات:

البقرة وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(1) أسری قُلْ لِعِبادِی یَقُولُوا الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّیْطانَ یَنْزَغُ بَیْنَهُمْ إِنَّ الشَّیْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِیناً(2) الفرقان وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(3) القصص وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ لا نَبْتَغِی الْجاهِلِینَ (4) الأحزاب یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیداً یُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (5) تفسیر وَ قُولُوا لِلنَّاسِ

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: قُولُوا لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ حُسْناً مُؤْمِنِهِمْ وَ مُخَالِفِهِمْ أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَیَبْسُطُ لَهُمْ وَجْهَهُ وَ بِشْرَهُ وَ أَمَّا الْمُخَالِفُونَ فَیُكَلِّمُهُمْ بِالْمُدَارَاةِ لِاجْتِذَابِهِمْ فَإِنْ یَیْأَسْ مِنْ ذَلِكَ یَكُفَّ شُرُورَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ.

إلی آخر ما سیأتی فی باب التقیة(6).

وَ فِی الْكَافِی وَ الْعَیَّاشِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ قُولُوا

ص: 309


1- 1. البقرة: 83.
2- 2. أسری: 53.
3- 3. الفرقان: 63.
4- 4. القصص: 55.
5- 5. الأحزاب: 70- 71.
6- 6. تفسیر الإمام ص 145، و تری تتمة التفسیر فی ج 75 ص 401- 406.

لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُقَالَ لَكُمْ (1).

وَ فِی الْكَافِی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: لَا تَقُولُوا إِلَّا خَیْراً حَتَّی تَعْلَمُوا مَا هُوَ.

قیل یعنی لا تقولوا إلا خیرا ما تعلموا الخیر فیهم فأما إذا علمتم أنه لا خیر فیهم و انكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحیث لا تبقی لكم مریة فلا علیكم أن لا تقولوا خیرا و ما تحتمل الموصولیة و الاستفهام و النفی

وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ: نَزَلَتْ فِی الْیَهُودِ ثُمَّ نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَی فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (2).

و یمكن الجمع بأنه إنما نسخت فی حق الیهود و أهل الذمة المأمور بقتالهم و بقی حكمها فی سائر الناس.

«1»- ل (3)،[الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] یَحْیَی بْنُ زَیْدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الْقَوْلُ الْحَسَنُ یُثْرِی الْمَالَ وَ یُنْمِی الرِّزْقَ وَ یُنْسِی فِی الْأَجَلِ وَ یُحَبِّبُ إِلَی الْأَهْلِ وَ یُدْخِلُ الْجَنَّةَ(4).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا نَوْفُ قُلْ خَیْراً تُذْكَرْ بِخَیْرٍ(5).

«3»- لی، [الأمالی للصدوق] الْمُكَتِّبُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الشِّیعَةِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ مَعَاشِرَ الشِّیعَةِ كُونُوا لَنَا زَیْناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَیْنَا شَیْناً قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ كُفُّوهَا عَنِ الْفُضُولِ وَ قَبِیحِ الْقَوْلِ (6).

ص: 310


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 48.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 43.
3- 3. الخصال ج 1 ص 153.
4- 4. أمالی الصدوق ص 2.
5- 5. أمالی الصدوق ص 126.
6- 6. أمالی الصدوق ص 240.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (1).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَرْعَ فِی كَلَامِهِ أَظْهَرَ هُجْرَهُ (2).

«5»- ما(3)،[الأمالی للشیخ الطوسی] ع، [علل الشرائع] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَلَا وَ قُولُوا خَیْراً تُعْرَفُوا بِهِ وَ اعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ (4).

«6»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُعَلَّی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْخَطَّابِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَفْلَتَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ كَلِمَةُ جَفَاءٍ یَخَافُ مِنْهَا عَلَی نَفْسِهِ فَلْیُتْبِعْهَا بِكَلِمَةٍ تُعْجَبُ مِنْهَا تُحْفَظُ عَلَیْهِ وَ تُنْسَی تِلْكَ (5).

«7»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْكَلَامِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْأَذَی (6).

«8»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَنْفَقَ النَّاسُ مِنْ نَفَقَةٍ أَحَبَّ مِنْ قَوْلِ الْخَیْرِ.

«9»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قُولُوا الْخَیْرَ تُعْرَفُوا بِهِ وَ اعْمَلُوا

ص: 311


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 55.
2- 2. أمالی الصدوق ص 194.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 221.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 235.
5- 5. علل الشرائع ج 2 ص 150، و فیه« كلمة حمقاء» بدل« كلمة جفاء» و المراد بقوله:« كلمة تعجب منها» الكلمة الصالحة الحكیمة التی تعجب منها النفوس و تبتدعها.
6- 6. المحاسن ص 6.

الْخَیْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ (1).

«10»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَیْراً فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ عَلَی سُوءٍ فَسَلِمَ (2).

«11»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: قَلْبُ الْأَحْمَقِ فِی فَمِهِ وَ فَمُ الْحَكِیمِ فِی قَلْبِهِ (3).

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ رَفَعَهُ قَالَ: أَخَذَ رَجُلٌ بِلِجَامِ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِطْیَابُ الْكَلَامِ (4).

«13»- ل، [الخصال] بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(5) قَالَ نَزَلَتْ فِی أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ نَسَخَهَا قَوْلُهُ تَعَالَی قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (6).

«14»- یب، [تهذیب الأحكام] بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً هُوَ لِلنَّاسِ جَمِیعاً فَضَحِكَ وَ قَالَ لَا عُنِیَ قُولُوا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ.

بیان: كأنه علی المثال و المراد تأویل الآیة بأن الغرض إظهار الأمور الحقة بین الناس أو المراد بالناس الإنسان الحقیقی و هم الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام كما ورد فی تفسیر قوله تعالی ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (7) و علی

ص: 312


1- 1. المحاسن ص 15.
2- 2. المحاسن ص 15.
3- 3. تحف العقول 489 فی ط.
4- 4. المحاسن ص 292.
5- 5. البقرة: 83.
6- 6. براءة: 29.
7- 7. البقرة: 199.

التقدیرین هو أحد بطون الآیة و محمول علی غیر حال التقیة.

«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَرِیزٍ عَنْ بُرَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُطْعِمُ رَجُلًا سَائِلًا لَا أَعْرِفُهُ مُسْلِماً قَالَ نَعَمْ أَطْعِمْهُ مَا لَمْ تَعْرِفْهُ بِوَلَایَةٍ وَ لَا بِعَدَاوَةٍ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(1).

بیان: كأن المعنی أنه إذا كان القول الحسن معهم مطلوبا كان إطعامهم أیضا مطلوبا بطریق أولی أو یكون ذكره للتنظیر لرفع الاستبعاد أو یكون هذا تأویلا آخر للآیة بأن یراد بها حسن الظن بهم و عدم نسبة الكفر و الخلاف إلیهم ما لم یعلم ذلك.

«16»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَكْتَافِكُمْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(2).

ص: 313


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 48، و الآیة فی البقرة: 84.
2- 2. المصدر نفسه.

باب 80 التفكر و الاعتبار و الاتعاظ بالعبر

الآیات:

البقرة كَذلِكَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآیاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ(1) و قال تعالی وَ ما یَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (2) آل عمران إِنَّ فِی ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِی الْأَبْصارِ(3) و قال تعالی قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُروا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (4) و قال تعالی وَ یَتَفَكَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا(5) الأنعام قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ ثُمَّ

انْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (6) و قال تعالی إِنَّما یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتی یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (7) و قال قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ (8)

ص: 314


1- 1. البقرة: 219 و 266.
2- 2. البقرة: 269.
3- 3. آل عمران: 13.
4- 4. آل عمران: 137.
5- 5. آل عمران: 191.
6- 6. الأنعام: 11.
7- 7. الأنعام: 36.
8- 8. الأنعام: 50.

و قال ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الأعراف قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (2) و قال فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ (3) و قال تعالی أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ وَ أَنْ عَسی أَنْ یَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَیِّ حَدِیثٍ بَعْدَهُ یُؤْمِنُونَ (4) و قال تعالی إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّیْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَ إِخْوانُهُمْ یَمُدُّونَهُمْ فِی الغَیِّ ثُمَّ لا یُقْصِرُونَ (5) یونس كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (6) و قال تعالی فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِینَ (7) و قال سبحانه قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (8) یوسف أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ (9) و قال تعالی لَقَدْ كانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِی الْأَلْبابِ (10) الرعد إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (11) الحجر إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ إِنَّ فِی

ص: 315


1- 1. الأنعام: 152.
2- 2. الأعراف: 3.
3- 3. الأعراف: 176.
4- 4. الأعراف: 185.
5- 5. الأعراف: 201 و 202.
6- 6. یونس: 24.
7- 7. یونس: 73.
8- 8. یونس: 101.
9- 9. یوسف: 109.
10- 10. یوسف: 111.
11- 11. الرعد: 3.

ذلِكَ لَآیَةً لِلْمُؤْمِنِینَ (1) النحل إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (2) و قال تعالی فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُروا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (3) المؤمنون قُلْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ (4) الفرقان وَ لَقَدْ صَرَّفْناهُ بَیْنَهُمْ لِیَذَّكَّرُوا فَأَبی أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً(5) و قال تعالی وَ الَّذِینَ إِذا ذُكِّرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْها صُمًّا وَ عُمْیاناً(6) النمل قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (7) و قال تعالی قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِینَ (8) العنكبوت قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(9) و قال تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ (10) و قال تعالی وَ لَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آیَةً بَیِّنَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (11) و قال تعالی وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما یَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ (12) الروم أَ وَ لَمْ یَتَفَكَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما

ص: 316


1- 1. الحجر: 75- 77.
2- 2. النحل: 11.
3- 3. النحل: 36.
4- 4. المؤمنون: 86.
5- 5. الفرقان: 50.
6- 6. الفرقان: 73.
7- 7. النمل: 62.
8- 8. النمل: 69.
9- 9. العنكبوت: 20.
10- 10. العنكبوت: 24.
11- 11. العنكبوت: 35.
12- 12. العنكبوت: 43.

إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ أَثارُوا الْأَرْضَ وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (1) و قال تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (2) المؤمن وَ ما یَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ یُنِیبُ و قال تعالی قَلِیلًا ما تَتَذَكَّرُونَ (3) و قال تعالی أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَ أَشَدَّ قُوَّةً وَ آثاراً فِی الْأَرْضِ فَما أَغْنی عَنْهُمْ ما كانُوا یَكْسِبُونَ (4) السجدة سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ مُحِیطٌ(5) الجاثیة إِنَّ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ

لَآیاتٍ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ فِی خَلْقِكُمْ وَ ما یَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آیاتٌ لِقَوْمٍ یُوقِنُونَ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْیا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ تَصْرِیفِ الرِّیاحِ آیاتٌ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (6) و قال تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (7)

ص: 317


1- 1. الروم: 8 و 9.
2- 2. الروم: 21.
3- 3. المؤمن: 13 و 58.
4- 4. المؤمن: 82.
5- 5. السجدة: 53 و 54.
6- 6. الجاثیة: 3- 5.
7- 7. الجاثیة: 13.

محمد أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ لِلْكافِرِینَ أَمْثالُها(1) الذاریات وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ لِلْمُوقِنِینَ وَ فِی أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ (2) القمر وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ إلی قوله تعالی وَ لَقَدْ تَرَكْناها آیَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فَكَیْفَ كانَ عَذابِی وَ نُذُرِ وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ(3) الحشر فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ(4) و قال وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَكَّرُونَ (5) الحاقة لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(6) المزمل و الدهر إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلًا(7).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ وَ جَافِ عَنِ اللَّیْلِ جَنْبَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ رَبَّكَ (8).

بیان: التنبیه الإیقاظ عن النوم و عن الغفلة و فی القاموس النبه بالضم الفطنة و القیام من النوم و أنبهته و نبهته فتنبه و انتبه و هذا منبهة علی كذا مشعر به و لفلان مشعر بقدره و معل له و ما نبه له كفرح ما فطن و الاسم

ص: 318


1- 1. القتال: 10.
2- 2. الذاریات: 20 و 21.
3- 3. القمر: 4- 15.
4- 4. الحشر: 2.
5- 5. الحشر: 21.
6- 6. الحاقّة: 12.
7- 7. المزّمّل: 19، الدهر: 29.
8- 8. الكافی ج 2 ص 54.

النبه بالضم و نبه باسمه تنبیها نوه انتهی و التفكر إعمال الفكر فیما یفید العلم به قوة الإیمان و الیقین و الزهد فی الدنیا و الرغبة فی الآخرة.

قال الغزالی حقیقة التفكر طلب علم غیر بدیهی من مقدمات موصلة إلیه كما إذا تفكر أن الآخرة باقیة و الدنیا فانیة فإنه یحصل له العلم بأن الآخرة خیر من الدنیا و هو یبعثه علی العمل للآخرة فالتفكر سبب لهذا العلم و هذا العمل حالة نفسانیة و هو التوجه

إلی الآخرة و هذه الحالة تقتضی العمل لها و قس علی هذا فالتفكر موجب لتنور القلب و خروجه من الغفلة و أصل لجمیع الخیرات.

و قال المحقق الطوسی قدس سره التفكر سیر الباطن من المبادی إلی المقاصد و هو قریب من النظر و لا یرتقی أحد من النقص إلی الكمال إلا بهذا السیر و مبادیه الآفاق و الأنفس بأن یتفكر فی أجزاء العالم و ذراته و فی الأجرام العلویة من الأفلاك و الكواكب و حركاتها و أوضاعها و مقادیرها و اختلافاتها و مقارناتها و مفارقاتها و تأثیراتها و تغییراتها و فی الأجرام السفلیة و ترتیبها و تفاعلها و كیفیاتها و مركباتها و معدنیاتها و حیواناتها و فی أجزاء الإنسان و أعضائه من العظام و العضلات و العصبات و العروق و غیرها مما لا یحصی كثرة و یستدل بها و بما فیها من المصالح و المنافع و الحكم و التغییر علی كمال الصانع و عظمته و علمه و قدرته و عدم ثبات ما سواه.

و بالجملة التفكر فیما ذكر و نحوه من حیث الخلق و الحكمة و المصالح أثره العلم بوجود الصانع و قدرته و حكمته و من حیث تغیره و انقلابه و فنائه بعد وجوده أثره الانقطاع منه و التوجه بالكلیة إلی الخالق الحق.

و من هذا القبیل التفكر فی أحوال الماضین و انقطاع أیدیهم عن الدنیا و ما فیها و رجوعهم إلی دار الآخرة فإنه یوجب قطع المحبة عن غیر اللّٰه و الانقطاع إلیه بالتقوی و الطاعة و لذا أمر بهما بعد الأمر بالتفكر و یمكن تعمیم التفكر بحیث یشمل التفكر فی معانی الآیات القرآنیة و الأخبار النبویة و الآثار المرویة

ص: 319

عن الأئمة الأطهار و المسائل الدینیة و الأحكام الشرعیة و بالجملة كل ما أمر الشارع الصادع بالخوض فیه و العلم به.

قوله علیه السلام و جاف عن اللیل جنبك الجفا البعد و جاف عنه كذا أی باعده عنه فی الصحاح جفا السرج عن ظهر الفرس و أجفیته أنا إذا رفعته عنه و جافاه عنه فتجافا جنبه عن الفراش أی نبا انتهی و قال سبحانه تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ (1) و إسناد المجافاة إلی اللیل مجاز فی الإسناد أی جاف عن الفراش باللیل أو فیه تقدیر مضاف أی جاف عن فراش اللیل جنبك و علی التقادیر كنایة عن القیام باللیل للعبادة و قد مر معنی التقوی و التوصیف بالرب للتعلیل.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّا یَرْوِی النَّاسُ إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ قُلْتُ كَیْفَ یَتَفَكَّرُ قَالَ یَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ أَوْ بِالدَّارِ فَیَقُولُ أَیْنَ سَاكِنُوكِ وَ أَیْنَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلَّمِینَ (2).

بیان: خیر من قیام لیلة أی للعبادة لأن التفكر من أعمال القلب و هو أفضل من أعمال الجوارح و أیضا أثره أعظم و أدوم إذ ربما صار تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصی و لزوم الطاعة تمام العمر یمر بخربة كأنه علیه السلام ذكر ذلك علی سبیل المثال لتفهیم السائل أو قال ذلك علی قدر فهم السائل و رتبته فإنه كان قابلا لهذا النوع من التفكر و المراد بالدار ما لم تخرب لكن مات من بناها و

سكنها غیره و بالخربة ما خرب و لم یسكنه أحد و كون التردید من الراوی كما زعم بعید و یحتمل أن یكون أین ساكنوك للخربة و أین بانوك للدار علی اللف و النشر المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر.

و الظاهر أن القول بلسان الحال و یحتمل المقال و قوله ما لك لا تتكلمین بیان لغایة ظهور الحال أی العبرة فیك بینة بحیث كان ینبغی أن تتكلم بذلك

ص: 320


1- 1. السجدة: 16.
2- 2. الكافی ج 2 ص 54.

و قیل هو من قبیل ذكر اللازم و إرادة الملزوم فنفی التكلم كنایة عن نفی الاستماع أی لم لا یستمع الغافلون ما تتكلمین به بلسان الحال جهرا و قیل استفهام إنكاری أی أنت تتكلمین لكن الغافلون لا یستمعون و هو بعید.

و یمكن أن یكون كلامها كنایة عن تنبیه الغافلین أی لم لا تنبه المغرورین بالدنیا مع هذه الحالة الواضحة و یئول إلی تعییر الجاهلون بعدم الاتعاظ به كما أنه یقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته لم لا تعظ ابنك مع أنه یعظه و إنما یقول ذلك تعییرا للابن.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ إِدْمَانُ التَّفَكُّرِ فِی اللَّهِ وَ فِی قُدْرَتِهِ (1).

بیان: الإدمان الإدامة و قوله علیه السلام و فی قدرته كأنه عطف تفسیر لقوله فی اللّٰه فإن التفكر فی ذات اللّٰه و كنه صفاته ممنوع كما مر فی الأخبار فی كتاب التوحید لأنه یورث الحیرة و الدهش و اضطراب العقل فالمراد بالتفكر فی اللّٰه النظر إلی أفعاله و عجائب صنعه و بدائع أمره فی خلقه فإنها تدل علی جلاله و كبریائه و تقدسه و تعالیه و تدل علی كمال علمه و حكمته و علی نفاذ مشیته و قدرته و إحاطته بالأشیاء و أنه سبحانه لكمال علمه و حكمته لم یخلق هذا الخلق عبثا من غیر تكلیف و معرفة و ثواب و عقاب فإنه لو لم تكن نشأة أخری باقیة غیر هذه النشأة الفانیة المحفوفة بأنواع المكاره و الآلام لكان خلقها عبثا كما قال تعالی أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (2) و هذا تفكر أولی الألباب كما قال تعالی إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَكَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا

ص: 321


1- 1. الكافی ج 2 ص 55.
2- 2. المؤمنون: 115.

باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ(1) و قال سبحانه وَ مِنْ آیاتِهِ و من آیاته فی مواضع كثیرة فتلك الآیات هی مجاری التفكر فی اللّٰه و فی قدرته لأولی النهی لا ذاته تعالی.

فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: تَفَكَّرُوا فِی آلَاءِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَقْدِرُوا قَدْرَهُ.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ لَیْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).

توضیح: لیس العبادة كثرة الصلاة أی لیست منحصرة فیها إنما العبادة أی الكاملة التفكر فی أمر اللّٰه بالمعانی المتقدمة و قد یقال المراد بالتفكر فی أمر اللّٰه طلب العلم بكیفیة العمل و آدابه و شرائطه و العبادة بدونه باطلة فالحاصل أن كثرة الصلاة و الصوم بدون العمل بشرائطهما و كیفیاتهما و أحكامهما لیست عبادة.

و أقول یحتمل أن یكون المعنی أن كثرة الصلاة و الصوم بدون التفكر فی معرفة اللّٰه و معرفة رسوله و معرفة أئمة الهدی كما یصنعه المخالفون غیر مقبولة و موجبة للبعد عن الحق

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّفَكُّرُ یَدْعُو إِلَی الْبِرِّ وَ الْعَمَلِ بِهِ (3).

بیان: التفكر یدعو إلی البر كأن التفكر الوارد فی هذا الخبر شامل لجمیع التفكرات الصحیحة التی أشرنا إلیها كالتفكر فی عظمة اللّٰه فإنه یدعو إلی خشیته و طاعته و التفكر فی فناء الدنیا و لذاتها فإنه یدعو إلی تركها و التفكر فی عواقب من مضی من الصالحین فیدعو إلی اقتفاء آثارهم و فی ما آل

ص: 322


1- 1. آل عمران: 190- 191.
2- 2. الكافی ج 2 ص 55.
3- 3. الكافی ج 2 ص 55.

إلیه أمر المجرمین فیدعو إلی اجتناب أطوارهم و فی عیوب النفس و آفاتها فیدعو إلی الإقبال علی إصلاحها و فی أسرار العبادة و غایاتها فیدعو إلی السعی فی تكمیلها و رفع النقص عنها و فی رفعة درجات الآخرة فیدعو إلی تحصیلها و فی مسائل الشریعة فیدعو إلی العمل بها فی مواضعها و فی حسن الأخلاق الحسنة فیدعو إلی تحصیلها و فی قبح الأخلاق السیئة و سوء آثارها فیدعو إلی تجنبها و فی نقص أعماله و معایبها فیدعو إلی السعی فی إصلاحها و فی سیئاته و ما یترتب علیها من العقوبات و البعد عن اللّٰه و الحرمان عن السعادات فیدعوه إلی الانتهاء عنها و تدارك ما أتی به بالتوبة و الندم و فی صفات اللّٰه و أفعاله من لطفه بعباده و إحسانه إلیه بسوابغ النعماء و بسط الآلاء و التكلیف دون الطاقة و الوعد لعمل قلیل بثواب جزیل و تسخیره له ما

فی السماوات و الأرض و ما بینهما إلی غیر ذلك فیدعوه إلی البر و العمل به و الرغبة فی الطاعات و الانتهاء عن السیئات و بالمقایسة إلی ما ذكرنا یظهر آثار سائر التفكرات و اللّٰه الموفق للخیرات.

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب السكوت و الكلام.

«6»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ عِبَادَةِ أَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ التَّفَكُّرَ وَ الِاعْتِبَارَ(1).

«7»- مع (2)،[معانی الأخبار] ل، [الخصال] فِی خَبَرِ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَی الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ لَهُ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ یُنَاجِی فِیهَا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَاعَةٌ یُحَاسِبُ فِیهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ یَتَفَكَّرُ فِیمَا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ وَ سَاعَةٌ یَخْلُو فِیهَا بِحَظِّ نَفْسِهِ مِنَ الْحَلَالِ (3).

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَاسِینَ

ص: 323


1- 1. الخصال ج 1 ص 23.
2- 2. معانی الأخبار: 334.
3- 3. الخصال ج 2 ص 104، و بعده« فان هذه الساعة عون لتلك الساعات».

عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِیمَةٌ وَ الْآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِیَةٌ الْخَبَرَ(1).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیمَا أَوْصَی بِهِ الْحَسَنَ علیه السلام: لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ فِی صَنْعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).

«12»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَغْفَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ یَتَّعِظْ بِتَغَیُّرِ الدُّنْیَا مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ (3).

«13»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ (4).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كَتَبَ هَارُونُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام عِظْنِی وَ أَوْجِزْ قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ مَا مِنْ شَیْ ءٍ تَرَاهُ عَیْنُكَ إِلَّا وَ فِیهِ مَوْعِظَةٌ(5).

«15»- سن، [المحاسن] أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْخَیْرُ كُلُّهُ فِی ثَلَاثِ خِصَالٍ فِی النَّظَرِ وَ السُّكُوتِ وَ الْكَلَامِ فَكُلُّ نَظَرٍ لَیْسَ فِیهِ اعْتِبَارٌ فَهُوَ سَهْوٌ وَ كُلُّ سُكُوتٍ لَیْسَ فِیهِ فِكْرَةٌ فَهُوَ غَفْلَةٌ وَ كُلُّ كَلَامٍ لَیْسَ فِیهِ ذِكْرٌ فَهُوَ لَغْوٌ فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ نَظَرُهُ اعْتِبَاراً وَ سُكُوتُهُ فِكْرَةً وَ كَلَامُهُ ذِكْراً وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ أَمِنَ النَّاسُ شَرَّهُ (6).

«16»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ بُنَانِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حُسَیْنٍ الْكَرْخِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ

ص: 324


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 114.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 145.
3- 3. معانی الأخبار: 195.
4- 4. أمالی الصدوق ص 292.
5- 5. أمالی الصدوق: 305.
6- 6. المحاسن: 5.

قِیَامِ لَیْلَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ قُلْتُ كَیْفَ یَتَفَكَّرُ قَالَ یَمُرُّ بِالدُّورِ الْخَرِبَةِ فَیَقُولُ أَیْنَ بَانُوكِ أَیْنَ سَاكِنُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلَّمِینَ (1).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر القاسم و فضالة عن أبان عن الصیقل: مثله.

«17»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: لَیْسَتِ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصِّیَامِ وَ الصَّلَاةِ وَ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ كَثْرَةُ التَّفَكُّرِ فِی أَمْرِ اللَّهِ (2).

«18»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُدَاعِبَ فِی الْجَمَاعَةِ بِلَا رَفَثٍ الْمُتَوَحِّدَ بِالْفِكْرَةِ الْمُتَخَلِّیَ بِالصَّبْرِ الْمُسَاهِرَ بِالصَّلَاةِ(3).

«19»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: طُوبَی لِمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِكْراً وَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ كَلَامُهُ ذِكْراً وَ وَسِعَهُ بَیْتُهُ وَ بَكَی عَلَی خَطِیئَتِهِ وَ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ.

وَ أَرْوِی: فِكْرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ فَسَأَلْتُ الْعَالِمَ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ تَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ وَ بِالدِّیَارِ الْقِفَارِ فَتَقُولُ أَیْنَ بَانِیكِ أَیْنَ سُكَّانُكِ مَا لَكِ لَا تَكَلَّمِینَ وَ لَیْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِی أَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا.

وَ أَرْوِی: التَّفَكُّرُ مِرْآتُكَ تُرِیكَ سَیِّئَاتِكَ وَ حَسَنَاتِكَ.

«20»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اعْتَبِرُوا بِمَا مَضَی مِنَ الدُّنْیَا هَلْ بَقِیَ عَلَی أَحَدٍ أَوْ هَلْ فِیهَا بَاقٍ مِنَ الشَّرِیفِ وَ الْوَضِیعِ وَ الْغَنِیِّ وَ الْفَقِیرِ وَ الْوَلِیِّ وَ الْعَدُوِّ فَكَذَلِكَ مَا لَمْ یَأْتِ مِنْهَا بِمَا مَضَی أَشْبَهُ مِنَ الْمَاءِ بِالْمَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَی بِالْمَوْتِ وَاعِظاً وَ بِالْعَقْلِ دَلِیلًا وَ بِالتَّقْوَی زَاداً وَ بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا وَ بِاللَّهِ مُونِساً وَ بِالْقُرْآنِ بَیَاناً

ص: 325


1- 1. المحاسن: 26.
2- 2. تحف العقول: 488.
3- 3. المحاسن: 293.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا بَلَاءٌ وَ فِتْنَةٌ وَ مَا نَجَا مَنْ نَجَا إِلَّا بِصِدْقِ الِالْتِجَاءِ وَ قَالَ نُوحٌ علیه السلام وَجَدْتُ الدُّنْیَا كَبَیْتٍ لَهُ بَابَانِ دَخَلْتُ مِنْ أَحَدِهِمَا وَ خَرَجْتُ مِنَ الْآخَرِ هَذَا حَالُ صَفِیِّ اللَّهِ كَیْفَ حَالُ مَنِ اطْمَأَنَّ فِیهَا وَ رَكِنَ إِلَیْهَا وَ أَضَاعَ عُمُرَهُ فِی عِمَارَتِهَا وَ مَزَّقَ دِینَهُ فِی طَلَبِهَا وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةُ الْحَسَنَاتِ وَ كَفَّارَةُ السَّیِّئَاتِ وَ ضِیَاءُ الْقُلُوبِ وَ فُسْحَةُ الْخَلْقِ وَ إِصَابَةٌ فِی صَلَاحِ الْمَعَادِ وَ اطِّلَاعٌ عَلَی الْعَوَاقِبِ وَ اسْتِزَادَةٌ فِی الْعِلْمِ وَ هِیَ خَصْلَةٌ لَا یُعْبَدُ اللَّهُ بِمِثْلِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ وَ لَا یَنَالُ مَنْزِلَةَ التَّفَكُّرِ إِلَّا مَنْ قَدْ خَصَّهُ اللَّهُ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ وَ التَّوْحِیدِ(1).

«21»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُعْتَبِرُ فِی الدُّنْیَا عَیْشُهُ فِیهَا كَعَیْشِ النَّائِمِ یَرَاهَا وَ لَا یَمَسُّهَا وَ هُوَ یُزِیلُ عَنْ قَلْبِهِ وَ نَفْسِهِ بِاسْتِقْبَاحِهِ مُعَامَلَاتِ الْمَغْرُورِینَ بِهَا مَا یُورِثُهُ الْحِسَابَ وَ الْعِقَابَ وَ یَتَبَدَّلُ بِهَا مَا یَقْرَبُهُ مِنْ رِضَا اللَّهِ وَ عَفْوِهِ وَ یَغْسِلُ بِمَاءِ زَوَالِهَا مَوَاضِعَ دَعْوَتِهَا إِلَیْهِ وَ تَزْیِینَ نَفْسِهَا إِلَیْهِ فَالْعِبْرَةُ یُورِثُ صَاحِبَهَا ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ الْعِلْمَ بِمَا یَعْمَلُ وَ الْعَمَلَ بِمَا یَعْلَمُ وَ عِلْمَ مَا لَمْ یَعْلَمْ وَ الْعِبْرَةُ أَصْلُهَا أَوَّلٌ یُخْشَی آخِرُهُ وَ آخِرٌ یُحَقَّقُ الزُّهْدُ فِی أَوَّلِهِ وَ لَا یَصِحُّ الِاعْتِبَارُ إِلَّا لِأَهْلِ الصَّفَا وَ الْبَصِیرَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ(2) وَ قَالَ جَلَّ اسْمُهُ فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ(3) فَمَنْ فَتَحَ اللَّهُ عَیْنَ قَلْبِهِ وَ بَصِیرَةَ عَیْنِهِ بِالاعْتِبَارِ فَقَدْ أَعْطَاهُ

ص: 326


1- 1. مصباح الشریعة ص 20.
2- 2. الحشر: 2.
3- 3. الحجّ: 46.

مَنْزِلَةً رَفِیعَةً وَ زُلْفَةً عَظِیمَةً(1).

«22»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (2).

«23»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ وَ جَافِ عَنِ النَّوْمِ جَنْبَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ رَبَّكَ (3).

«24»- كِتَابُ صِفِّینَ، قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی صِفِّینَ انْتَهَی إِلَی سَابَاطَ ثُمَّ إِلَی مَدِینَةِ بَهُرَسِیرَ وَ إِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یُقَالُ لَهُ حَرِیزُ بْنُ سَهْمٍ مِنْ بَنِی رَبِیعَةَ یَنْظُرُ إِلَی آثَارِ كِسْرَی وَ هُوَ یَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ ابْنِ یَعْفُرَ التَّمِیمِیِ:

جَرَتِ الرِّیَاحُ عَلَی مَكَانِ دِیَارِهِمْ***فَكَأَنَّمَا كَانُوا عَلَی مِیعَادٍ

فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَ فَلَا قُلْتَ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِیمٍ وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِیها فاكِهِینَ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِینَ فَما بَكَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِینَ (4) إِنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا وَارِثِینَ فَأَصْبَحُوا مَوْرُوثِینَ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ یَشْكُرُوا النِّعْمَةَ فَسُلِبُوا دُنْیَاهُمْ بِالْمَعْصِیَةِ إِیَّاكَ وَ كُفْرَ النِّعَمِ لَا تَحُلَّ بِكُمُ النِّقَمُ (5).

«25»- نهج، [نهج البلاغة]: إِنَّ الْأُمُورَ إِذَا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا(6).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ وَ مَنْ فَهِمَ عَلِمَ (7).

ص: 327


1- 1. مصباح الشریعة ص 23.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 208 فی آیة الرعد: 19.
3- 3. مجالس المفید: 129.
4- 4. الدخان: 25- 30.
5- 5. و مثله فی كنز الكراجكیّ 145.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 158.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 191.

وَ قَالَ علیه السلام: مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وَ أَقَلَّ الِاعْتِبَارَ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِیَةٌ وَ الِاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَی أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَیْرِكَ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ(3).

وَ قَالَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام: اسْتَدِلَّ عَلَی مَا لَمْ یَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ وَ لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِی إِیلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ یَتَّعِظُ بِالْأَدَبِ وَ الْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ (4).

«26»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ وَ أَخِیهِ مَعاً عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ وَعَظَهُ اللَّهُ بِخَیْرٍ فَقَبِلَ فَالْبُشْرَی وَ مَنْ لَمْ یَقْبَلْ فَالنَّارُ لَهُ أَحْرَی.

«27»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّا یَرْوِی النَّاسُ تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ قُلْتُ یَتَفَكَّرُ سَاعَةً خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ قُلْتُ كَیْفَ یَتَفَكَّرُ قَالَ یَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ وَ بِالدَّارِ فَیُفَكِّرُ وَ یَقُولُ أَیْنَ سَاكِنُوكِ أَیْنَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَكَلَّمِینَ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ: یَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ التَّفَكُّرَ یَدْعُو إِلَی الْبِرِّ وَ الْعَمَلِ بِهِ وَ إِنَّ النَّدَمَ عَلَی الشَّرِّ یَدْعُو إِلَی تَرْكِهِ وَ لَیْسَ مَا یَفْنَی وَ إِنْ كَانَ كَثِیراً بِأَهْلٍ أَنْ یُؤْثَرَ عَلَی مَا یَبْقَی وَ إِنْ كَانَ طَلَبُهُ عَزِیزاً(5).

ص: 328


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 217.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 230.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 241.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 409.
5- 5. مشكاة الأنوار ص 37.

باب 81 الحیاء من اللّٰه و من الخلق

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحَیَاءُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانُ فِی الْجَنَّةِ(1).

تبیین: الحیاء ملكة للنفس توجب انقباضها عن القبیح و انزجارها عن خلاف الآداب خوفا من اللوم و من فی قوله من الإیمان إما سببیة أی تحصل بسبب الإیمان لأن الإیمان باللّٰه و برسوله و بالثواب و العقاب و قبح ما بین الشارع قبحه یوجب الحیاء من اللّٰه و من الرسول و من الملائكة و انزجار النفس من القبائح و المحرمات لذلك أو تبعیضیة أی من الخصال التی هی من أركان الإیمان أو توجب كماله.

و قال الراوندی رحمه اللّٰه فی ضوء الشهاب الحیاء انقباض النفس عن القبائح و تركها لذلك یقال حیی یحیا حیاء فهو حیی و استحیا فهو مستحی و استحی فهو مستح و الحیاء إذا نسب إلی اللّٰه فالمراد به التنزیه و أنه لا یرضی فیوصف بأنه یستحی منه و یتركه كرما و ما أكثر ما یمنع الحیاء من الفواحش و الذنوب و لذلك قال صلی اللّٰه علیه و آله الحیاء من الإیمان الحیاء خیر كله الحیاء لا یأتی إلا بالخیر فإن الرجل إذا كان حییا لم یرخص حیاؤه من الخلق فی شی ء من الفواحش فضلا عن الحیاء من اللّٰه

وَ رَوَی ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ جَاءَ قَوْمٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا إِنَّ صَاحِبَنَا قَدْ أَفْسَدَهُ الْحَیَاءُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْحَیَاءَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّ الْبَذَاءَ مِنْ لُؤْمِ الْمَرْءِ. انتهی و الإیمان فی الجنة أی صاحبه.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حَسَنٍ الصَّیْقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْحَیَاءُ وَ الْعَفَافُ وَ الْعِیُّ أَعْنِی

ص: 329


1- 1. الكافی ج 2 ص 106.

عِیَّ اللِّسَانِ لَا عِیَّ الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ (1).

بیان: العفاف أی ترك المحرمات بل الشبهات أیضا و یطلق غالبا علی عفة البطن و الفرج و فی القاموس عی بالأمر و عیی كرضی و تعایا و استعیا و تعیا لم یهتد لوجه مراده أو عجز منه و لم یطق أحكامه و عیی فی المنطق كرضی عیا بالكسر حصر و أعیا الماشی كل انتهی و المراد بعی اللسان ترك الكلام فیما لا فائدة فیه و عدم الاجتراء علی الفتوی بغیر علم و علی إیذاء الناس و أمثاله و هذا ممدوح و عی القلب عجزه عن إدراك دقائق المسائل و حقائق الأمور و هو مذموم.

من الإیمان قیل أی من قبیلة فی المنع عن القبائح أو من أفراده أو من أجزائه أو من شیم أهله و محاسنه التی ینبغی التخلق بها انتهی.

أَقُولُ وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ فِی كِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَبَعَثَ غُلَاماً لَهُ أَعْجَمِیّاً فِی حَاجَةٍ إِلَی رَجُلٍ فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْتَفْهِمُهُ الْجَوَابَ وَ جَعَلَ الْغُلَامُ لَا یَفْهَمُهُ مِرَاراً قَالَ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ لَا یَتَعَبَّرُ لِسَانُهُ وَ لَا یَفْهَمُهُ ظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَیَغْضَبُ عَلَیْهِ قَالَ وَ أَحَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ عَیِیَّ اللِّسَانِ فَمَا أَنْتَ بِعَیِیِّ الْقَلْبِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْحَیَاءَ وَ الْعِیَّ عِیُّ اللِّسَانِ لَا عِیُّ الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْفُحْشُ وَ الْبَذَاءُ وَ السَّلَاطَةُ مِنَ النِّفَاقِ.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ (2).

بیان: المراد برقة الوجه الاستحیاء عن السؤال و طلب العلم و هو مذموم فإنه لا حیاء فی طلب العلم و لا فی إظهار الحق و إنما الحیاء عن الأمر القبیح قال تعالی إن اللّٰه لا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِ (3) و رقة العلم كنایة عن قلته و ما قیل إن المراد برقة الوجه قلة الحیاء فضعفه ظاهر و فی القاموس الرقة بالكسر

ص: 330


1- 1. الكافی ج 2 ص 106.
2- 2. الكافی ج 2 ص 106.
3- 3. مضمونها فی الأحزاب 53.

الرحمة رققت له أرق و الاستحیاء و الدقة رق یرق فهو رقیق و رقاق انتهی و استعارة رقة الوجه للحیاء شائع بین العرب و العجم و قیل المراد برقة العلم الاكتفاء بما یجب و یحسن طلبه لا الغلو فیه بطلب ما لا یفید بل یضر كعلم الفلاسفة و نحوه أو استعارة للإنتاج فإن الثوب الرقیق یحكی ما تحته أو یكون نسبة الرقة إلی العلم علی المجاز و المراد رقة المعلوم أی یتعلق علمه بالدقائق و الحقائق الخفیة و لا یخفی ما فی الجمیع من التكلف و التعسف.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ یَحْیَی أَخِی دَارِمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: الْحَیَاءُ وَ الْإِیمَانُ مَقْرُونَانِ فِی قَرَنٍ فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ صَاحِبُهُ (1).

بیان: فی القاموس القرن بالتحریك حبل یجمع به البعیران و خیط من سلب یشد فی عنق الفدان انتهی و الغرض بیان تلازمهما و لا ینافی الجزئیة و یحتمل أن یكون المراد هنا بالإیمان العقائد الیقینیة المستلزمة للأخلاق الجمیلة و الأفعال الحسنة كما عرفت أنه أحد معانیه.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ كَثِیرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا حَیَاءَ لَهُ (2).

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ حَیَاءَانِ حَیَاءُ عَقْلٍ وَ حَیَاءُ حُمْقٍ فَحَیَاءُ الْعَقْلِ هُوَ الْعِلْمُ وَ حَیَاءُ الْحُمْقِ هُوَ الْجَهْلُ (3).

بیان: یدل علی انقسام الحیاء إلی قسمین ممدوح و مذموم فأما الممدوح فهو حیاء ناش عن العقل بأن یكون حیاؤه و انقباض نفسه عن أمر یحكم العقل الصحیح أو الشرع بقبحه كالحیاء عن المعاصی أو المكروهات و أما المذموم فهو الحیاء الناشی عن الحمق بأن یستحیی عن أمر یستقبحه أهل العرف من العوام

ص: 331


1- 1. الكافی ج 2 ص 106.
2- 2. الكافی ج 2 ص 106.
3- 3. الكافی ج 2 ص 106.

و لیست له قباحة واقعیة یحكم بها العقل الصحیح و الشرع الصریح كالاستحیاء عن سؤال المسائل العلمیة أو الإتیان بالعبادات الشرعیة التی یستقبحها الجهال فحیاء العقل هو العلم أی موجب لوفور العلم أو سببه العلم الممیز بین الحسن و القبح و حیاء الحمق سببه الجهل و عدم التمییز المذكور أو موجب للجهل لأنه یستحیی عن طلب العلم فهو مؤید لما ذكرنا فی الخبر الثالث.

«7»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ وَ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ ذُنُوباً بَدَّلَهَا اللَّهُ حَسَنَاتٍ الصِّدْقُ وَ الْحَیَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ الشُّكْرُ(1).

بیان: بدلها اللّٰه حسنات إشارة إلی قوله تعالی إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(2) و قد قیل فی هذا التبدیل وجوه الأول أنه یمحو سوابق معاصیهم بالتوبة و یثبت مكانها لواحق طاعتهم الثانی أنه یبدل ملكة المعصیة فی النفس بملكة الطاعة الثالث أنه تعالی یوفقه لأضداد ما سلف منه.

الرابع أنه یثبت له بدل كل عقاب ثوابا. وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُؤْتَی بِالرَّجُلِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُقَالُ اعْرِضَا عَلَیْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَ نَحِّیَا عَنْهُ كِبَارَهَا فَیُقَالُ عَمِلْتَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ مُقِرٌّ لَا یُنْكِرُ وَ هُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ فَیُقَالُ أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَیَقُولُ إِنَّ لِی ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَحِكَ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.

وَ مَا رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَوْقَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُؤْمِنَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ یَعْرِضُ عَلَیْهِ عَمَلَهُ فَیَنْظُرُ فِی صَحِیفَتِهِ

ص: 332


1- 1. الكافی ج 2 ص 106.
2- 2. الفرقان: 70.

فَأَوَّلُ مَا یَرَی سَیِّئَاتِهِ فَیَتَغَیَّرُ لِذَلِكَ لَوْنُهُ وَ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَیْهِ حَسَنَاتُهُ فَتَفْرَحُ لِذَلِكَ نَفْسُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَدِّلُوا سَیِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ أَظْهِرُوهَا لِلنَّاسِ فَیُبَدِّلُ اللَّهُ لَهُمْ فَیَقُولُ النَّاسُ أَ مَا كَانَ لِهَؤُلَاءِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ (1).

و أقول أكثر الوجوه جاریة فی الخبر بأن یوفقه اللّٰه للتوبة و الأعمال الصالحة فیبدل فسوقه بالطاعات أو مساوی أخلاقه بمحاسنها أو یكتب له فی القیامة بدل سیئاته حسنات.

أقول: قد مضی أخبار هذا الباب فی باب جوامع المكارم.

«8»- ن (2)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمْ یَبْقَ مِنْ أَمْثَالِ الْأَنْبِیَاءِ إِلَّا قَوْلُ النَّاسِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْیِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ (3).

ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصدوق عن ابن الولید عن الصفار عن ابن أبی الخطاب: مثله.

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْمَكِّیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَحْیُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ قَالُوا وَ مَا نَفْعَلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِینَ فَلَا یَبِیتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَ أَجَلُهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ لْیَحْفَظِ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَی وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَی وَ لْیَذْكُرِ الْقَبْرَ وَ الْبِلَی وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا(4).

ل، [الخصال] ماجیلویه عن علی عن أبیه عن عبد اللّٰه: مثله (5)

ب، [قرب الإسناد] محمد بن عیسی عن عبد اللّٰه بن میمون: مثله (6).

ص: 333


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 468 و قد مر.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 56.
3- 3. أمالی الصدوق: 305.
4- 4. أمالی الصدوق: 366.
5- 5. الخصال ج 1 ص 141.
6- 6. قرب الإسناد ص 13 فی ط و ص 18 فی ط.

«10»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ عَلَی وَجْهَیْنِ فَمِنْهُ الضَّعْفُ وَ مِنْهُ قُوَّةٌ وَ إِسْلَامٌ وَ إِیمَانٌ (1).

ل، [الخصال] ماجیلویه عن عمه عن هارون عن ابن زیاد عن الصادق عن آبائه علیهم السلام مثله (2).

«11»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام إِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِی مَنْزِلِهِ فَلْیُرْخِ عَلَیْهِ سِتْرَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَسَّمَ الْحَیَاءَ كَمَا قَسَّمَ الرِّزْقَ (3).

«12»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الْحَیَاءُ مِنَ الْإِیمَانِ (4).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْحَیِیَّ الْمُتَعَفِّفَ وَ یُبْغِضُ الْبَذِیَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ (5).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحُكَیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَحْیَی بْنِ مَعِینٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا كَانَ الْفُحْشُ فِی شَیْ ءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ وَ لَا كَانَ الْحَیَاءُ فِی شَیْ ءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ (6).

ص: 334


1- 1. قرب الإسناد ص 22 فی ط و ص 32 فی ط.
2- 2. الخصال ج 1 ص 29.
3- 3. قرب الإسناد ص 22 و فی ط 32.
4- 4. عیون الأخبار ج 1 ص 265.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 37.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 193.

جا، [المجالس للمفید] المرزبانی: مثله (1).

«15»- مع، [معانی الأخبار] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشٍ مَوْلَی أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلَایَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ خَیْرٌ كُلُّهُ.

یعنی أن الحیاء یكف ذا الدین و من لا دین له عن القبیح فهو جماع كل جمیل (2).

«16»- مع، [معانی الأخبار] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ وَ الْإِیمَانُ فِی قَرَنٍ وَاحِدٍ فَإِذَا سُلِبَ أَحَدُهُمَا اتَّبَعَهُ الْآخَرُ.

یعنی أن من لم یكفه الحیاء عن القبیح فیما بینه و بین الناس فهو لا یكفه عن القبیح فیما بینه و بین ربه عز و جل و من لم یستحی من اللّٰه عز و جل و جاهره بالقبیح فلا دین له (3).

«17»- مع، [معانی الأخبار] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَا یَنْزِعُ اللَّهُ مِنَ الْعَبْدِ الْحَیَاءُ فَیَصِیرُ مَاقِتاً مُمَقَّتاً ثُمَّ یَنْزِعُ مِنْهُ الْأَمَانَةَ ثُمَّ یَنْزِعُ مِنْهُ الرَّحْمَةَ ثُمَّ یَخْلَعُ دِینَ الْإِسْلَامِ عَنْ عُنُقِهِ فَیَصِیرُ شَیْطَاناً لَعِیناً.

یعنی أن ارتكاب القبیحة بعد القبیحة ینتهی إلی الشیطنة و من تشیطن علی اللّٰه لعنه اللّٰه (4)

«18»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: مَا بَقِیَ مِنْ أَمْثَالِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام إِلَّا كَلِمَةٌ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ وَ قَالَ أَمَا إِنَّهَا فِی بَنِی أُمَیَّةَ(5).

ص: 335


1- 1. مجالس المفید ص 107.
2- 2. معانی الأخبار ص 409.
3- 3. معانی الأخبار ص 410.
4- 4. معانی الأخبار ص 410.
5- 5. الخصال ج 1 ص 13، و فی الأصل رمز أمالی الصدوق و لا یوجد فیه.

«19»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْحَیَاءُ نُورٌ جَوْهَرُهُ صَدْرُ الْإِیمَانِ وَ تَفْسِیرُهُ التَّذْوِیبُ عِنْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ یُنْكِرُهُ التَّوْحِیدُ وَ الْمَعْرِفَةُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَیَاءُ مِنَ الْإِیمَانِ فَقِیلَ (1) الْحَیَاءُ بِالْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانُ بِالْحَیَاءِ وَ صَاحِبُ الْحَیَاءِ خَیْرٌ كُلُّهُ وَ مَنْ حُرِمَ الْحَیَاءَ فَهُوَ شَرٌّ كُلُّهُ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ تَوَرَّعَ وَ إِنَّ خُطْوَةً یُتَخَطَّی فِی سَاحَاتِ هَیْبَةِ اللَّهِ تَعَالَی بِالْحَیَاءِ مِنْهُ إِلَیْهِ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِینَ سَنَةً وَ الْوَقَاحَةُ صَدْرُ النِّفَاقِ وَ الشِّقَاقِ وَ الْكُفْرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ أَیْ إِذَا فَارَقْتَ الْحَیَاءَ فَكُلُّ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَیْرٍ وَ شَرٍّ فَأَنْتَ بِهِ مُعَاقَبٌ وَ قُوَّةُ الْحَیَاءِ مِنَ الْحُزْنِ وَ الْخَوْفِ وَ الْحَیَاءُ مَسْكَنُ الْخَشْیَةِ فَالْحَیَاءُ أَوَّلُهُ الْهَیْبَةُ وَ صَاحِبُ الْحَیَاءِ مُشْتَغِلٌ بِشَأْنِهِ مُعْتَزِلٌ مِنَ النَّاسِ مُزْدَجَرٌ عَمَّا هُمْ فِیهِ وَ لَوْ تُرِكَ صَاحِبُ الْحَیَاءِ مَا جَالَسَ أَحَداً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً أَلْهَاهُ عَنْ مَحَاسِنِهِ وَ جَعَلَ مَسَاوِیَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ كَرَّهَهُ مُجَالَسَةَ الْمُعْرِضِینَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ الْحَیَاءُ خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ حَیَاءُ ذَنْبٍ وَ حَیَاءُ تَقْصِیرٍ وَ حَیَاءُ كَرَامَةٍ وَ حَیَاءُ حُبٍّ وَ حَیَاءُ هَیْبَةٍ وَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ أَهْلٌ وَ لِأَهْلِهِ مَرْتَبَةٌ عَلَی حِدَةٍ(2).

«20»- ضه، [روضة الواعظین]: قِیلَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصِنِی قَالَ اسْتَحْیِ مِنَ اللَّهِ كَمَا تَسْتَحْیِی مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مِنْ قَوْمِكَ.

«21»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اسْتَحْیَا مِنْ رَبِّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ فَحَفِظَ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَی وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَی وَ ذَكَرَ الْقَبْرَ وَ الْبِلَی وَ ذَكَرَ أَنَّ لَهُ فِی الْآخِرَةِ مَعَاداً(3).

«22»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: خَفِ اللَّهَ تَعَالَی لِقُدْرَتِهِ عَلَیْكَ وَ اسْتَحْیِ مِنْهُ لِقُرْبِهِ مِنْكَ.

وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَتَّقِ وُجُوهَ النَّاسِ لَمْ یَتَّقِ اللَّهَ.

ص: 336


1- 1. فقید خ ل.
2- 2. مصباح الشریعة ص 63.
3- 3. الاختصاص: 229.

«23»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: قُرِنَتِ الْهَیْبَةُ بِالْخَیْبَةِ وَ الْحَیَاءُ بِالْحِرْمَانِ وَ الْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَیْرِ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ كَسَاهُ الْحَیَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ یَرَ النَّاسُ عَیْبَهُ (2).

باب 82 السكینة و الوقار و غض الصوت

الآیات:

الفرقان وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً(3) لقمان وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ(4)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ قَالَ وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ وَ سَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَاةٍ وَ تَشَاغُلٌ بِغَیْرِ مَتَاعِ الدُّنْیَا(5).

ل، [الخصال] العطار عن سعد عن النهدی: مثله (6).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحْسَنُ زِینَةِ الرَّجُلِ السَّكِینَةُ مَعَ إِیمَانٍ (7).

ص: 337


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 147.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 194.
3- 3. الفرقان: 63.
4- 4. لقمان: 19.
5- 5. أمالی الصدوق ص 174.
6- 6. الخصال ج 1 ص 46.
7- 7. أمالی الصدوق ص 292.

باب 83 التدبیر و الحزم و الحذر و التثبت فی الأمور و ترك اللجاجة

من الآیات الأنبیاء خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِیكُمْ آیاتِی فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (1) أقول قد مضی فی باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب.

«1»- ن (2)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّدْبِیرُ قَبْلَ الْعَمَلِ یُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَمِ (3).

«2»- مع (4)،[معانی الأخبار] ل، [الخصال] فِی وَصِیَّةِ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ (5).

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ زَیْدٍ الْقَتَّاتِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَعَ التَّثَبُّتِ تَكُونُ السَّلَامَةُ وَ مَعَ الْعَجَلَةِ تَكُونُ النَّدَامَةُ وَ مَنِ ابْتَدَأَ بِعَمَلٍ فِی غَیْرِ وَقْتِهِ كَانَ بُلُوغُهُ فِی غَیْرِ حِینِهِ (6).

«4»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ رَجُلًا

ص: 338


1- 1. الأنبیاء: 37.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 54.
3- 3. أمالی الصدوق ص 268.
4- 4. معانی الأخبار ص 335.
5- 5. الخصال ج 2 ص 105.
6- 6. الخصال ج 1 ص 49.

أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ لَهُ فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ إِنْ أَوْصَیْتُكَ حَتَّی قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فِی كُلِّهَا یَقُولُ الرَّجُلُ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَإِنِّی أُوصِیكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ یَكُ رُشْداً فَامْضِهِ وَ إِنْ یَكُ غَیّاً فَانْتَهِ عَنْهُ (1).

أقول: قد مضی مثله فی باب وصایاه صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: أَنْهَاكَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ (3).

«6»- ل (4)،[الخصال] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْمَدِینِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَعَلَّمُوا مِنَ الْغُرَابِ خِصَالًا ثَلَاثاً اسْتِتَارَهُ بِالسِّفَادِ وَ بُكُورَهُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ وَ حَذَرَهُ (5).

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ابْنَهُ علیهما السلام: یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ یَنْظُرَ فِی شَأْنِهِ فَلْیَحْفَظْ لِسَانَهُ وَ لْیَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ (6).

«8»- ل، [الخصال] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْحَزْمُ كِیَاسَةٌ(7).

«9»- مع، [معانی الأخبار]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا الْحَزْمُ قَالَ أَنْ تَنْتَظِرَ فُرْصَتَكَ وَ تُعَاجِلَ مَا أَمْكَنَكَ (8).

ص: 339


1- 1. قرب الإسناد ص 32.
2- 2. بل یأتی فی كتاب الروضة، راجع ج 77 ص 129 و 130.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 49.
5- 5. عیون الأخبار ج 1 ص 257.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 146.
7- 7. الخصال ج 2 ص 94.
8- 8. معانی الأخبار ص 401.

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سَبْعَةٌ یُفْسِدُونَ أَعْمَالَهُمْ الرَّجُلُ الْحَلِیمُ ذُو الْعِلْمِ الْكَثِیرِ لَا یُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا یُذْكَرُ بِهِ وَ الْحَكِیمُ الَّذِی یُدَبِّرُ مَالَهُ كُلُّ كَاذِبٍ مُنْكِرٍ لِمَا یُؤْتَی إِلَیْهِ وَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْمَنُ ذَا الْمَكْرِ وَ الْخِیَانَةِ وَ السَّیِّدُ الْفَظُّ الَّذِی لَا رَحْمَةَ لَهُ وَ الْأُمُّ الَّتِی لَا تَكْتُمُ عَنِ الْوَلَدِ السِّرَّ(1)

وَ تُفْشِی عَلَیْهِ وَ السَّرِیعُ إِلَی لَائِمَةِ إِخْوَانِهِ وَ الَّذِی یُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ (2).

«11»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدٌ الْبَرْقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ بُزُرْجَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ الْعَجَلَةُ وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ تَثَبَّتُوا لَمْ یَهْلِكْ أَحَدٌ(3).

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَنَاةُ مِنَ اللَّهِ وَ الْعَجَلَةُ مِنَ الشَّیْطَانِ (4).

«13»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ طَلَبَ الْأَمْرَ مِنْ وَجْهِهِ لَمْ یَزِلَّ فَإِنْ زَلَّ لَمْ تَخْذُلْهُ الْحِیلَةُ.

وَ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: اتَّئِدْ تُصِبْ أَوْ تَكَدْ(5).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الْمَوَارِدَ أَعْیَتْهُ الْمَصَادِرُ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنِ انْقَادَ إِلَی الطُّمَأْنِینَةِ قَبْلَ الْخِبْرَةِ فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلْهَلَكَةِ وَ الْعَاقِبَةِ الْمُتْعِبَةِ.

ص: 340


1- 1. كانه علیه السلام أراد بالسر النكاح كما قیل فی قوله تعالی« وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا».
2- 2. الخصال ج 2 ص 50.
3- 3. المحاسن: 215.
4- 4. المصدر نفسه.
5- 5. الاتئاد: افتعال من الوأد یقال: اتئد: أی تمهل و ترزن فیه و تأنی و تثبت.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ هَجَرَ الْمُدَارَاةَ قَارَبَهُ الْمَكْرُوهُ.

«14»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: الظَّفَرُ بِالْحَزْمِ وَ الْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْیِ وَ الرَّأْیُ بِتَحْصِینِ الْأَسْرَارِ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْیَ.

وَ قَالَ علیه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِیطِ النَّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلَامَةُ(2).

وَ قَالَ علیه السلام: الْخِلَافُ یَهْدِمُ الرَّأْیَ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الْإِمْكَانِ وَ الْأَنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ(4).

وَ قَالَ علیه السلام: الطُّمَأْنِینَةُ إِلَی كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ عَجْزٌ(5).

وَ قَالَ علیه السلام: مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْیَوْمِ (6).

وَ قَالَ علیه السلام: وَ إِیَّاكَ أَنْ تَجْمَعَ بِكَ مَطِیَّةُ اللَّجَاجِ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً(8).

«15»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: رَوِّ تَحْزَمْ (9)

فَإِذَا

ص: 341


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 186.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 230.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 237.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 248.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 51، و الجموح: أن یركب الفرس رأسه لا یثنیه شی ء- یقال جمح براكبه: اعتزه و جری غالبا ایاه، و اللجاج- بالفتح الخصومة و المعنی لا تسترسل فی الحجاج و الخصومة و الجدال بحیث لا تملك نفسك عن الانتهاء منها فتغلبك و توقعك فی مساوی عاقبتها.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 52.
9- 9.« رو» أمر من التروی و هو التفكر قبل العمل، یعنی تفكر فیما تعنیه فانّك ان. تتفكر فقد أخذت بالحزم فی أمورك فإذا رویت و استوضح لك الامر و عواقبه فاجزم علی المضی علیه ان كان فیه نفعك آجلا و عاجلا و انته عنه ان كان فیه مضرتك كذلك.

اسْتَوْضَحْتَ فَاجْزِمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسْلُبُ الرَّأْیَ وَ الطُّمَأْنِینَةُ قَبْلَ الْحَزْمِ ضِدُّ الْحَزْمِ وَ التَّدْبِیرُ قَبْلَ الْعَمَلِ یُؤْمِنُكَ النَّدَمَ وَ مَنْ تَحَرَّی الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَیْهِ الْمُؤَنُ وَ مَنْ كَابَدَ الْأُمُورَ عَطَبَ وَ لَوْ لَا التَّجَارِبُ عَمِیَتِ الْمَذَاهِبُ وَ فِی التَّجَارِبِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ وَ فِی التَّوَانِی وَ الْعَجْزِ أُنْتِجَتِ الْهَلَكَةُ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ كَانَ خَیْراً فَأَسْرِعْ إِلَیْهِ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً فَانْتَهِ عَنْهُ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَعْرِفْ لُؤْمَ ظَفَرِ الْأَیَّامِ لَمْ یَحْتَرِسْ مِنْ سَطَوَاتِ الدَّهْرِ وَ لَمْ یَتَحَفَّظْ مِنْ فَلَتَاتِ الزَّلَلِ وَ لَمْ یَتَعَاظَمْهُ ذَنْبٌ وَ إِنْ عَظُمَ.

باب 84 الغیرة و الشجاعة

أقول: قد مضی فی باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب.

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَمَّوَیْهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: فِی الدِّیكِ الْأَبْیَضِ خَمْسُ خِصَالٍ مِنْ خِصَالِ الْأَنْبِیَاءِ مَعْرِفَتُهُ بِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ وَ الْغَیْرَةُ وَ السَّخَاءُ وَ الشَّجَاعَةُ وَ كَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ(1).

«2»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْغَیْرَةُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْبَذَاءُ مِنَ النِّفَاقِ.

ص: 342


1- 1. عیون الأخبار ج 1 ص 277.

باب 85 حسن السمت و حسن السیماء و ظهور آثار العبادة فی الوجه

من الآیات الفتح سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(1)

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَجْمَعُ اللَّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسْنَ السَّمْتِ وَ الْفِقْهَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ أَبَداً(2).

«2»- ل، [الخصال] ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْحَمَّادِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ عَنِ عُبَیْدَةَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِی ظَبْیَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْهَدْیُ الصَّالِحُ وَ السَّمْتُ الصَّالِحُ وَ الِاقْتِصَادُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَ أَرْبَعِینَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ(3).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَلَّتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِی مُنَافِقٍ فِقْهٌ فِی الْإِسْلَامِ وَ حُسْنُ سَمْتٍ فِی الْوَجْهِ (4).

«4»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْصَرَ رَجُلًا دَبِرَتْ جَبْهَتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یُغَالِبِ اللَّهَ تَعَالَی یَغْلِبْهُ وَ مَنْ یَخْدَعِ اللَّهَ یَخْدَعْهُ فَهَلَّا تَجَافَیْتَ بِجَبْهَتِكَ عَنِ الْأَرْضِ

ص: 343


1- 1. الفتح: 29.
2- 2. الخصال ج 1 ص 63.
3- 3. الخصال ج 1 ص 84.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 34.

وَ لَمْ تُشَوِّهْ خَلْقَكَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. إِنِّی لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ تُرَی جَبْهَتُهُ جَلْحَاءَ لَیْسَ فِیهَا شَیْ ءٌ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ.

«5»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زَیْنُ أُمَّتِی فِی حُسْنِ السَّمْتِ.

باب 86 الاقتصاد و ذم الإسراف و التبذیر و التقتیر

من الآیات الفرقان وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً(1).

«1»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَرْبَعَةٌ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاءٌ رَجُلٌ جَالِسٌ فِی بَیْتِهِ یَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ لَهُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالطَّلَبِ وَ رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَدَعَا عَلَیْهَا فَیَقُولُ أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِیَدِكَ وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَفْسَدَهُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ لَهُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالاقْتِصَادِ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالْإِصْلَاحِ ثُمَّ قَرَأَ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَدَانَهُ بِغَیْرِ بَیِّنَةٍ فَیَقُولُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِالشَّهَادَةِ.

«2»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: الْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا یَنْفَدُ(2).

وَ قَالَ علیه السلام: كُنْ سَمْحاً وَ لَا تَكُنْ مُبَذِّراً وَ كُنْ مُقَدِّراً وَ لَا تَكُنْ مُقَتِّراً(3).

ص: 344


1- 1. الفرقان: 67.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 156 و 225.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 151.

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا لَمْ یَكُنْ مَا تُرِیدُ فَلَا تُبَلْ كَیْفَ كُنْتَ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: كَفَی بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً وَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِیماً وَ سُئِلَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً(2) فَقَالَ هِیَ الْقَنَاعَةُ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ رَضِیَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ یَحْزَنْ عَلَی مَا فَاتَهُ (4).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب.

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سُلَیْمٍ مَوْلَی طِرْبَالٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الدُّنْیَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ فِیهَا أَتَاكَ عَلَی ضَعْفِكَ وَ مَا كَانَ مِنْهَا عَلَیْكَ أَتَاكَ وَ لَمْ تَمْتَنِعْ مِنْهُ بِقُوَّةٍ ثُمَّ أَتْبَعَ هَذَا الْكَلَامَ بِأَنْ قَالَ مَنْ یَئِسَ مِمَّا فَاتَ أَرَاحَ بَدَنَهُ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا أُوتِیَ قَرَّتْ عَیْنُهُ (5).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیهم السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً قَالَ الْقُنُوعُ (6).

«5»- لی (7)،[الأمالی للصدوق] مع (8)، [معانی الأخبار] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْقُنُوعِ أَفْضَلُ قَالَ

ص: 345


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 157 و قوله« فلا تبل» نهی من المبالاة و فی بعض النسخ« فلا تبال» و المعنی: إذا سعیت سعیك فی التقدّم و الفوز بالامانی فلم ینفع سعیك، و عاقك عن امنیتك العوائق فلم یكن ما ترید، فلا تبال كیف كنت و علی أی حال كنت من سوء الحال و حسنه، و ارض بما قدر لك.
2- 2. النحل: 97.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 195.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
5- 5. الخصال ج 1 ص 124.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 281.
7- 7. أمالی الصدوق: 237.
8- 8. معانی الأخبار: 199.

الْقَانِعُ بِمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ (1).

«6»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا مَالَ أَنْفَعُ مِنَ الْقُنُوعِ بِالْیَسِیرِ الْمُجْزِی الْخَبَرَ(2).

«7»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ مَا تَفْسِیرُ الْقَنَاعَةِ قَالَ تَقْنَعُ بِمَا تُصِیبُ مِنَ الدُّنْیَا تَقْنَعُ بِالْقَلِیلِ وَ تَشْكُرُ الْیَسِیرَ(3).

«8»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ علیهم السلام قَالَ: لَا یَذُوقُ الْمَرْءُ مِنْ حَقِیقَةِ الْإِیمَانِ حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الْفِقْهُ فِی الدِّینِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْمَصَائِبِ وَ حُسْنُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعَاشِ (4).

أقول: قد مضی بسند آخر فی باب صفات المؤمن (5).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا یَفْتَقِرَ(6).

«10»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَصْدَ أَمْرٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ السَّرَفَ یُبْغِضُهُ حَتَّی طَرْحُكَ النَّوَاةَ فَإِنَّهَا تَصْلُحُ لِشَیْ ءٍ وَ حَتَّی صَبُّكَ فَضْلَ

ص: 346


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 51.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 246.
3- 3. معانی الأخبار: 261.
4- 4. قرب الإسناد: 46.
5- 5. راجع ج 67 ص 300، عن المحاسن.
6- 6. الخصال ج 1 ص 8.

شَرَابِكَ (1).

ثو، [ثواب الأعمال] ماجیلویه عن محمد بن یحیی عن الأشعری عن ابن أبی الخطاب: مثله (2).

«11»- أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبَّاسِیَّ وَ هُوَ یَقُولُ: اسْتَأْذَنْتُ الرِّضَا علیه السلام فِی النَّفَقَةِ عَلَی الْعِیَالِ فَقَالَ بَیْنَ الْمَكْرُوهَیْنِ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ الْمَكْرُوهَیْنِ قَالَ فَقَالَ لِی یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَ مَا تَعْرِفُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِهَ الْإِسْرَافَ وَ كَرِهَ الْإِقْتَارَ فَقَالَ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً(3).

«12»- أَقُولُ قَدْ مَضَی فِی بَابِ جَوَامِعِ الْمَكَارِمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَمَّا الْمُنْجِیَاتُ فَخَوْفُ اللَّهِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ الْقَصْدُ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ كَلِمَةُ الْعَدْلِ فِی الرِّضَا وَ السَّخَطِ.

«13»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: تَرْكُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعِیشَةِ یُورِثُ الْفَقْرَ(4).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: السَّرَفُ مَثْوَاةٌ وَ الْقَصْدُ مَثْرَاةٌ(5).

«14»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: التَّقْدِیرُ نِصْفُ الْعَیْشِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ(6).

«15»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِیمُ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ علیه السلام عَنِ الْمُرُوَّةِ فَقَالَ الْعَفَافُ فِی الدِّینِ

ص: 347


1- 1. الخصال ج 1 ص 9.
2- 2. ثواب الأعمال: 169.
3- 3. الخصال ج 1 ص 29، و الآیة فی سورة الفرقان: 67.
4- 4. الخصال ج 2 ص 94.
5- 5. المصدر نفسه فی حدیث آخر.
6- 6. الخصال ج 2 ص 161.

وَ حُسْنُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی النَّائِبَةِ(1).

«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ: وَ اقْتَصِدْ یَا بُنَیَّ فِی مَعِیشَتِكَ (2).

«17»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَلْیَكُنْ وَاثِقاً بِمَا عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ.

وَ رُوِیَ: فَلْیَكُنْ بِمَا فِی یَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ مِمَّا فِی یَدَیْهِ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ارْضَ بِمَا آتَیْتُكَ تَكُنْ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ.

وَ أَرْوِی: مَنْ قَنِعَ شَبِعَ وَ مَنْ لَمْ یَقْنَعْ لَمْ یَشْبَعْ.

وَ أَرْوِی: أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام هَبَطَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ اقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ (3) الْآیَةَ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُنَادِیاً یُنَادِی مَنْ لَمْ یَتَأَدَّبْ بِأَدَبِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَی الدُّنْیَا حَسَرَاتٍ.

وَ نَرْوِی: مَنْ رَضِیَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا یُجْزِیهِ كَانَ أَیْسَرُ مَا فِیهَا یَكْفِیهِ وَ مَنْ لَمْ یَرْضَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا یُجْزِیهِ لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ مِنْهَا یَكْفِیهِ.

وَ نَرْوِی: مَا هَلَكَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ مَا یُنْكِرُ النَّاسُ عَنِ القنوت [الْقُوتِ] إِنَّمَا یُنْكِرُ عَنِ العقول (4) [الْفُضُولِ] ثُمَّ قَالَ وَ كَمْ عَسَی یَكْفِی الْإِنْسَانَ.

وَ نَرْوِی: مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِالْیَسِیرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِیَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْقَلِیلِ مِنَ الْعَمَلِ.

وَ نَرْوِی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَیْنَاهُ وَ مَنِ اسْتَغْنَی أَغْنَاهُ اللَّهُ.

وَ نَرْوِی: إِنْ دَخَلَ نَفْسَكَ شَیْ ءٌ مِنَ الْقَنَاعَةِ فَاذْكُرْ عَیْشَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّمَا كَانَ قُوتُهُ الشَّعِیرَ وَ حَلَاوَتُهُ التَّمْرَ وَ وَقُودُهُ السَّعَفَ إِذَا وَجَدَ.

ص: 348


1- 1. معانی الأخبار: 258.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 6.
3- 3. طه: 131.
4- 4. كذا، و الظاهر: ما ینكر الناس عن القوت و انما ینكر عن الفضول.

«18»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَوْ حَلَفَ الْقَانِعُ بِتَمَلُّكِهِ الدَّارَیْنِ لَصَدَّقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ لَأَبَرَّهُ لِعِظَمِ شَأْنِ مَرْتَبَةِ الْقَنَاعَةِ ثُمَّ كَیْفَ لَا یَقْنَعُ الْعَبْدُ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ وَ هُوَ یَقُولُ نَحْنُ قَسَمْنا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا(1) فَمَنْ أَیْقَنَ وَ صَدَّقَهُ بِمَا شَاءَ وَ لِمَا شَاءَ بِلَا غَفْلَةٍ مِمَّنْ أَیْقَنَ بِرُبُوبِیَّتِهِ أَضَافَ تَوْلِیَةَ الْإِقْسَامِ إِلَی نَفْسِهِ بِلَا سَبَبٍ وَ مَنْ قَنِعَ بِالْمَقْسُومِ اسْتَرَاحَ مِنَ الْهَمِّ وَ الْكَذِبِ وَ التَّعَبِ وَ كُلَّمَا نَقَصَ مِنَ الْقَنَاعَةِ زَادَ فِی الرَّغْبَةِ وَ الطَّمَعُ وَ الرَّغْبَةُ فِی الدُّنْیَا أَصْلَانِ لِكُلِّ شَرٍّ وَ صَاحِبُهُمَا لَا یَنْجُو مِنَ النَّارِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ وَ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْقَنَاعَةُ مُلْكٌ لَا یَزُولُ وَ هُوَ مَرْكَبُ رِضَا اللَّهِ تَحْمِلُ صَاحِبَهَا إِلَی دَارِهِ فَأَحْسِنِ التَّوَكُّلَ فِیمَا لَمْ تُعْطَ وَ الرِّضَا بِمَا أُعْطِیْتَهُ وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَكَ فَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2).

«19»- سر، [السرائر] مُوسَی بْنُ بَكْرٍ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ وَ الرِّفْقُ نِصْفُ الْمَعِیشَةِ وَ مَا عَالَ امْرُؤٌ فِی اقْتِصَادٍ.

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَبَشِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا یَقُولُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّ الِاقْتِصَادَ وَ التَّدْبِیرَ فِی الْمَعِیشَةِ نِصْفُ الْكَسْبِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا بَلْ هُوَ الْكَسْبُ كُلُّهُ وَ مِنَ الدِّینِ التَّدْبِیرُ فِی الْمَعِیشَةِ(3).

ص: 349


1- 1. الزخرف: 33.
2- 2. مصباح الشریعة ص 21.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 283.

باب 87 السخاء و السماحة و الجود

من الآیات التغابن 16 وَ أَنْفِقُوا خَیْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً یُضاعِفْهُ لَكُمْ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَكُورٌ حَلِیمٌ (1)

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: سَادَةُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا الْأَسْخِیَاءُ وَ فِی الْآخِرَةِ الْأَتْقِیَاءُ(2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه عن علی بن الحسین علیهم السلام: مثله (3)

أقول: قد مر بعض الأخبار فی باب جوامع المكارم و بعضها فی باب حسن الخلق.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَضِیَ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِیناً فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ (4).

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ رَجُلٍ وَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: خِیَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِهِمْ وَ ذَلِكَ مَرْغَمَةٌ

ص: 350


1- 1. التغابن: 16- 17.
2- 2. أمالی الصدوق: 20.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السّلام: 42.
4- 4. أمالی الصدوق: 163.

لِلشَّیْطَانِ وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّیرَانِ وَ دُخُولُ الْجِنَانِ یَا جَمِیلُ أَخْبِرْ بِهَذَا الْحَدِیثِ غُرَرَ أَصْحَابِكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ غُرَرُ أَصْحَابِی قَالَ هُمُ الْبَارُّونَ بِالْإِخْوَانِ فِی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ ثُمَّ قَالَ یَا جَمِیلُ أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِیرِ یَهُونُ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ قَدْ مَدَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِبَ الْقَلِیلِ فَقَالَ وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی الْمَعْرُوفُ هَدِیَّةٌ مِنِّی إِلَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ فَإِنْ قَبِلَهَا مِنِّی فَبِرَحْمَةٍ مِنِّی فَإِنْ رَدَّهَا فَبِذَنْبِهِ حُرِمَهَا وَ مِنْهُ لَا مِنِّی وَ أَیُّمَا عَبْدٍ خَلَقْتُهُ فَهَدَیْتُهُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ حَسَّنْتُ خُلُقَهُ وَ لَمْ أَبْتَلِهِ بِالْبُخْلِ فَإِنِّی أُرِیدُ بِهِ خَیْراً(2).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ فِی الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَوَادِ فَقَالَ إِنَّ لِكَلَامِكَ وَجْهَیْنِ فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّ الْجَوَادَ الَّذِی یُؤَدِّی مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ الْبَخِیلُ مَنْ بَخِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْنِی الْخَالِقَ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَی وَ هُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَی عَبْداً أَعْطَاهُ مَا لَیْسَ لَهُ وَ إِنْ مَنَعَ مَنَعَ مَا لَیْسَ لَهُ (3).

مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام الْحَدِیثَ (4).

ص: 351


1- 1. الخصال ج 1 ص 48.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 24.
3- 3. عیون الأخبار ج 1 ص 191.
4- 4. معانی الأخبار: 256.

«6»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: فِی الدِّیكِ الْأَبْیَضِ خَمْسُ خِصَالٍ مِنْ خِصَالِ الْأَنْبِیَاءِ مَعْرِفَتُهُ بِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ وَ الْغَیْرَةُ وَ السَّخَاءُ وَ الشَّجَاعَةُ وَ كَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ(1).

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: السَّخِیُّ قَرِیبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِیبٌ مِنَ النَّاسِ وَ الْبَخِیلُ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِیدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِیدٌ مِنَ النَّاسِ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ(2).

«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: السَّخِیُّ یَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِیَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ وَ الْبَخِیلُ لَا یَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِئَلَّا یَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ (3).

«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ السَّخَاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنْیَا فَمَنْ كَانَ سَخِیّاً تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنْیَا(4) فَمَنْ كَانَ بَخِیلًا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَی النَّارِ.

قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ فَحَدَّثَنِی شَیْخٌ مِنْ أَهْلِنَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِحَدِیثِهِ هَذَا حَدِیثِ السَّخَاءِ وَ الْبُخْلِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ السَّخِیُّ الْمُبَذِّرَ الَّذِی یُنْفِقُ مَالَهُ فِی غَیْرِ حَقِّهِ وَ لَكِنَّهُ الَّذِی یُؤَدِّی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فَرَضَ عَلَیْهِ فِی مَالِهِ مِنَ الزَّكَاةِ وَ غَیْرِهَا وَ الْبَخِیلُ الَّذِی لَا یُؤَدِّی

ص: 352


1- 1. عیون الأخبار ج 1 ص 277.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 12.
3- 3. المصدر نفسه.
4- 4. ما بین العلامتین ساقط من الأصل.

حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَالِهِ (1).

«10»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا حَدُّ السَّخَاءِ قَالَ تُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ الْحَقَّ الَّذِی أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیْكَ فَتَضَعُهُ فِی مَوْضِعِهِ (2).

مع، [معانی الأخبار] ابن الولید عن الصفار عن البرقی عن ابن فضال عن علی بن عقبة عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (3).

«11»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السَّخِیُّ الْكَرِیمُ الَّذِی یُنْفِقُ مَالَهُ فِی حَقٍ (4).

«12»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَوْفٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: السَّخَاءُ أَنْ تَسْخُوَ نَفْسُ الْعَبْدِ عَنِ الْحَرَامِ أَنْ تَطْلُبَهُ فَإِذَا ظَفِرَ بِالْحَلَالِ طَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ یُنْفِقَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (5).

«13»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السَّخَاءُ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی الْجَنَّةِ وَ هِیَ مُطَلَّةٌ عَلَی الدُّنْیَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا اجْتَرَّهُ إِلَی الْجَنَّةِ(6).

«14»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَسَنِ یَا بُنَیَّ مَا السَّمَاحَةُ قَالَ الْبَذْلُ فِی الْعُسْرِ وَ الْیُسْرِ(7).

أَقُولُ رُوِیَ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادٍ آخَرَ: أَنَّهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَسَنِ مَا السَّمَاحَةُ قَالَ إِجَابَةُ السَّائِلِ وَ بَذْلُ النَّائِلِ.

ص: 353


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 89.
2- 2. معانی الأخبار: 255.
3- 3. معانی الأخبار: 256.
4- 4. معانی الأخبار: 256.
5- 5. معانی الأخبار: 256.
6- 6. معانی الأخبار: 256.
7- 7. معانی الأخبار: 256.

«15»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْكَلَامِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْأَذَی (1).

«16»- ختص، [الإختصاص] ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا فِی الدُّنْیَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدَّتْهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِی النَّارِ أَغْصَانُهَا فِی الدُّنْیَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدَّتْهُ إِلَی النَّارِ أَعَاذَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِنَ النَّارِ(2).

وَ نَرْوِی: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَدِیِّ بْنِ حَاتِمِ طَیِّئٍ دُفِعَ عَنْ أَبِیكَ الْعَذَابُ الشَّدِیدُ لِسَخَاءِ نَفْسِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأُسَارَی جَاءُوا بِهِمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِمْ ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِفْرَادِ وَاحِدٍ لَا یَقْتُلُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ لِمَ أَفْرَدْتَنِی مِنْ أَصْحَابِی وَ الْجِنَایَةُ وَاحِدَةٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّكَ سَخِیُّ قَوْمِكَ

ص: 354


1- 1. المحاسن: 6.
2- 2. الاختصاص: 253، و یظهر من هذا التوافق بین كتاب الاختصاص و بین كتاب التكلیف لابن أبی العزاقر الشلمغانی المعروف بفقه الرضا علیه السّلام- كما عرفت فی ج 51 ص 375 من هذه الطبعة- أن مؤلف كتاب الاختصاص اعتمد علی كتاب التكلیف و أخذ عنه كما أخذ عنه ابن أبی جمهور فی كتابه غوالی اللئالی عارفا بنسبة كتاب التكلیف الی مؤلّفه. و یستظهر من هذا التوافق بین العبارتین أن مؤلف كتاب الاختصاص ألف كتابه و جمعه من مطاوی كتب المحدثین تارة مع السند، و تارة بلا سند، كما حذی حذوه مؤلف كتاب جامع الأخبار الذی نسب الی الصدوق رحمه اللّٰه فمن البعید جدا أن یأخذ الشیخ المفید عن الشلمغانی روایاته هذه و كلها مرسلة- بلفظه و نصه. و كیف كان هذا التوافق بین العبارتین مما یوهن نسبة كتاب الاختصاص الی الشیخ المفید قدّس سرّه.

وَ لَا أَقْتُلُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقَادَهُ سَخَاؤُهُ إِلَی الْجَنَّةِ.

وَ رُوِیَ: الشَّابُّ السَّخِیُّ الْمُعْتَرِفُ لِلذُّنُوبِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ مِنَ الشَّیْخِ الْعَابِدِ الْبَخِیلِ.

وَ رُوِیَ: مَا شَیْ ءٌ یُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْ إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ.

وَ رُوِیَ: أَطِیلُوا الْجُلُوسَ عِنْدَ الْمَوَائِدِ فَإِنَّهَا أَوْقَاتٌ لَا تُحْسَبُ مِنْ أَعْمَارِكُمْ.

وَ رُوِیَ: لَوْ عَمِلْتَ طَعَاماً بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهُ مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ لَمْ تُعَدَّ مُسْرِفاً.

وَ رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَ أَفْشُوا السَّلَامَ وَ صَلُّوا وَ النَّاسُ نِیَامٌ وَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.

وَ أَرْوِی: إِیَّاكَ وَ السَّخِیَّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْخُذُ بِیَدِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَأْخُذُ بِنَاصِیَةِ السَّخِیِّ إِذَا أُعْثِرَ.

«17»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: السَّخَاءُ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ عِمَادُ الْإِیمَانِ وَ لَا یَكُونُ مُؤْمِنٌ إِلَّا سَخِیّاً وَ لَا یَكُونُ سَخِیّاً إِلَّا ذُو یَقِینٍ وَ هِمَّةٍ عَالِیَةٍ لِأَنَّ السَّخَاءَ شُعَاعُ نُورِ الْیَقِینِ وَ مَنْ عَرَفَ مَا قَصَدَ هَانَ عَلَیْهِ مَا بَذَلَ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا جُبِلَ وَلِیُّ اللَّهِ إِلَّا عَلَی السَّخَاءِ وَ السَّخَاءُ مَا یَقَعُ عَلَی كُلِّ مَحْبُوبٍ أَقَلُّهُ الدُّنْیَا وَ مِنْ عَلَامَةِ السَّخَاءِ أَنْ لَا یُبَالِیَ مَنْ [أصحاب] أَكَلَ الدُّنْیَا وَ مَنْ مَلَكَهَا مُؤْمِناً أَوْ كَافِراً وَ عَاصِیاً أَوْ مُطِیعاً شَرِیفاً أَوْ وَضِیعاً یُطْعِمُ غَیْرَهُ وَ یَجُوعُ وَ یَكْسُو غَیْرَهُ وَ یَعْرَی وَ یُعْطِی غَیْرَهُ وَ یَمْتَنِعُ مِنْ قَبُولِ عَطَاءِ غَیْرِهِ وَ یَمُنُّ بِذَلِكَ وَ لَا یَمْتَنُّ وَ لَوْ مَلَكَ الدُّنْیَا بِأَجْمَعِهَا لَمْ یَرَ نَفْسَهُ فِیهَا إِلَّا أَجْنَبِیّاً وَ لَوْ بَذَلَهَا فِی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مَا مَلَّ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّخِیُّ قَرِیبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِیبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِیدٌ مِنَ النَّارِ وَ الْبَخِیلُ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِیدٌ مِنَ النَّاسِ بَعِیدٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِیبٌ مِنَ النَّارِ وَ لَا یُسَمَّی سَخِیّاً إِلَّا الْبَاذِلُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ لِوَجْهِهِ وَ لَوْ بِرَغِیفٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله السَّخِیُّ بِمَا مَلَكَ وَ أَرَادَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَ أَمَّا السَّخِیُّ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ

ص: 355

فَحَمَّالُ سَخَطِ اللَّهِ وَ غَضَبِهِ وَ هُوَ أَبْخَلُ النَّاسِ عَلَی نَفْسِهِ فَكَیْفَ لِغَیْرِهِ حَیْثُ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ خَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ (1)

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ ابْنُ آدَمَ مِلْكِی مِلْكِی وَ مَالِی مَالِی یَا مِسْكِینُ أَیْنَ كُنْتَ حَیْثُ كَانَ الْمِلْكُ وَ لَمْ تَكُنْ وَ هَلْ لَكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَیْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَیْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَبْقَیْتَ إِمَّا مَرْحُومٌ بِهِ وَ إِمَّا مُعَاقَبٌ عَلَیْهِ فَاعْقِلْ أَنْ لَا یَكُونَ مَالُ غَیْرِكَ أَحَبَّ إِلَیْكَ مِنْ مَالِكَ فَقَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا قَدَّمْتَ فَهُوَ لِلْمَالِكِینَ وَ مَا أَخَّرْتَ فَهُوَ لِلْوَارِثِینَ وَ مَا مَعَكَ فَمَا لَكَ عَلَیْهِ سَبِیلٌ سِوَی الْغُرُورِ بِهِ كَمْ تَسْعَی فِی طَلَبِ الدُّنْیَا وَ كَمْ تَدَّعِی أَ فَتُرِیدُ أَنْ تُفْقِرَ نَفْسَكَ وَ تُغْنِیَ غَیْرَكَ (2).

«18»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجَنَّةُ دَارُ الْأَسْخِیَاءِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: السَّخِیُّ الْكَرِیمُ الَّذِی یُنْفِقُ مَالَهُ فِی حَقٍّ.

رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَجَاهِلٌ سَخِیٌّ أَفْضَلُ مِنْ سَائِحٍ بَخِیلٍ (3).

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَشَابٌّ مُرَهَّقٌ فِی الذُّنُوبِ سَخِیٌّ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ مِنْ شَیْخٍ عَابِدٍ بَخِیلٍ.

الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَشَّاءُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: السَّخِیُّ قَرِیبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِیبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِیدٌ مِنَ النَّارِ وَ الْبَخِیلُ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِیدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِیدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِیبٌ مِنَ النَّارِ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ سَخِیٌّ وَ كَرِیمٌ وَ بَخِیلٌ وَ لَئِیمٌ فَالسَّخِیُ

ص: 356


1- 1. العنكبوت: 13.
2- 2. مصباح الشریعة: 34 و 35.
3- 3. السائح: الصائم العابد، و المراد بالجاهل: غیر العاقل الذی یجهل فی فعاله و یعمل من غیر تدبر و ترو، لا الجاهل فی مقابلة العالم، و فی الأصل و هكذا نسخة الكمبانیّ« ناسخ» و فی نسخة المصدر المطبوع« شیخ» و كلها تصحیف و سیجی ء عن الدرة الباهرة:« ناسك» و هو قریب المعنی من السائح.

الَّذِی یَأْكُلُ وَ یُعْطِی وَ الْكَرِیمُ الَّذِی لَا یَأْكُلُ وَ یُعْطِی وَ الْبَخِیلُ الَّذِی یَأْكُلُ وَ لَا یُعْطِی وَ اللَّئِیمُ الَّذِی لَا یَأْكُلُ وَ لَا یُعْطِی (1).

«19»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ ارْتَضَی الْإِسْلَامَ لِنَفْسِهِ دِیناً فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ.

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَدَّقَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِیَّةِ.

«21»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ قَبِلَ عَطَاءَكَ فَقَدْ أَعَانَكَ عَلَی الْكَرَمِ.

قَالَ علیه السلام: مَالُكَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَكَ كُنْتَ لَهُ فَلَا تُبْقِ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ لَا یُبْقِی عَلَیْكَ وَ كُلْهُ قَبْلَ أَنْ یَأْكُلَكَ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: جَاهِلٌ سَخِیٌّ أَفْضَلُ مِنْ نَاسِكٍ بَخِیلٍ.

قَالَ علیه السلام: السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ مَسْأَلَةٍ فَحَیَاءٌ وَ تَذَمُّمٌ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْكَرَمُ أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ.

«22»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طَعَامُ السَّخِیِّ دَوَاءٌ وَ طَعَامُ الشَّحِیحِ دَاءٌ.

ص: 357


1- 1. جامع الأخبار ص 131.

باب 88 من ملك نفسه عند الرغبة و الرهبة و الرضا و الغضب و الشهوة

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشْتَهَی وَ إِذَا غَضِبَ وَ إِذَا رَضِیَ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ(1).

«2»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَنْفَقَ مُؤْمِنٌ نَفَقَةً هِیَ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ (2).

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی هذا المعنی فی باب جوامع المكارم و بعضها فی باب الخوف.

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی إِثْمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَمْ یُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَ الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا قَدَرَ لَمْ تُخْرِجْهُ قُدْرَتُهُ إِلَی التَّعَدِّی وَ إِلَی مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍ (3).

«4»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ

ص: 358


1- 1. أمالی الصدوق: 198.
2- 2. الخصال ج 1 ص 32.
3- 3. الخصال ج 1 ص 52.

فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِیمَانِ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی إِثْمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَعَاطَ مَا لَیْسَ لَهُ (1).

«5»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ الْمُؤْمِنَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا سَخِطَ لَمْ یُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنَ الْحَقِّ وَ الْمُؤْمِنُ إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی بَاطِلٍ وَ الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَعَاطَ مَا لَیْسَ لَهُ (2).

«6»- ل، [الخصال] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْكِنَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُعَاذٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ الْإِیمَانَ بِاللَّهِ مَنْ إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی الْبَاطِلِ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ وَ مَنْ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَنَاوَلْ مَا لَیْسَ لَهُ الْخَبَرَ(3).

«7»- ثو، [ثواب الأعمال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشْتَهَی وَ إِذَا غَضِبَ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ(4).

ص: 359


1- 1. الخصال ج 1 ص 52.
2- 2. الخصال ج 1 ص 52.
3- 3. الخصال ج 1 ص 51.
4- 4. ثواب الأعمال ص 145.

باب 89 أنه ینبغی أن لا یخاف فی اللّٰه لومة لائم و ترك المداهنة فی الدین

الآیات:

المائدة یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ (1) القلم فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِینَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ (2).

«1»- ل، [الخصال] فِی وَصَایَا أَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ لَا أَخَافَ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (3).

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنْهُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَخَفْ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (4).

و سیأتی بأسانیده فی أبواب المواعظ(5).

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ أُوصِیكَ بِسَبْعٍ هُنَّ جَوَامِعُ الْإِسْلَامِ تَخْشَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا تَخْشَی النَّاسَ فِی اللَّهِ إِلَی أَنْ قَالَ وَ لَا تَخَفْ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (6).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تَأْخُذْكُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ یَكْفِكُمُ اللَّهُ مَنْ أَرَادَكُمْ وَ بَغَی عَلَیْكُمْ.

ص: 360


1- 1. المائدة: 54.
2- 2. القلم: 8 و 9.
3- 3. الخصال ج 2 ص 105.
4- 4. الخصال ج 2 ص 4 فی حدیثین.
5- 5. راجع ج 77- ص 70- 91 من هذه الطبعة الحدیثة.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 30.

«4»- فتح، [فتح الأبواب] رُوِیَ: أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِیمَ قَالَ لِوَلَدِهِ فِی وَصِیَّتِهِ لَا تُعَلِّقْ قَلْبَكَ بِرِضَا النَّاسِ وَ مَدْحِهِمْ وَ ذَمِّهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا یَحْصُلُ وَ لَوْ بَالَغَ الْإِنْسَانُ فِی تَحْصِیلِهِ بِغَایَةِ قُدْرَتِهِ فَقَالَ وَلَدُهُ مَا مَعْنَاهُ أُحِبُّ أَنْ أَرَی لِذَلِكَ مِثَالًا أَوْ فَعَالًا أَوْ مَقَالًا فَقَالَ لَهُ أَخْرُجُ أَنَا وَ أَنْتَ فَخَرَجَا وَ مَعَهُمَا بَهِیمٌ فَرَكِبَهُ لُقْمَانُ وَ تَرَكَ وَلَدَهُ یَمْشِی وَرَاءَهُ فَاجْتَازُوا عَلَی قَوْمٍ فَقَالُوا هَذَا شَیْخٌ قَاسِی الْقَلْبِ قَلِیلُ الرَّحْمَةِ یَرْكَبُ هُوَ الدَّابَّةَ وَ هُوَ أَقْوَی مِنْ هَذَا الصَّبِیِّ وَ یَتْرُكُ هَذَا الصَّبِیَّ یَمْشِی وَرَاءَهُ وَ إِنَّ هَذَا بِئْسَ التَّدْبِیرُ فَقَالَ لِوَلَدِهِ سَمِعْتَ قَوْلَهُمْ وَ إِنْكَارَهُمْ لِرُكُوبِی وَ مَشْیِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ ارْكَبْ أَنْتَ یَا وَلَدِی حَتَّی أَمْشِیَ أَنَا فَرَكِبَ وَلَدُهُ وَ مَشَی لُقْمَانُ فَاجْتَازُوا عَلَی جَمَاعَةٍ أُخْرَی فَقَالُوا هَذَا بِئْسَ الْوَالِدُ وَ هَذَا بِئْسَ الْوَلَدُ أَمَّا أَبُوهُ فَإِنَّهُ مَا أَدَّبَ هَذَا الصَّبِیَّ حَتَّی یَرْكَبُ الدَّابَّةَ وَ یَتْرُكُ وَالِدَهُ یَمْشِی وَرَاءَهُ وَ الْوَالِدُ أَحَقُّ بِالاحْتِرَامِ وَ الرُّكُوبِ وَ أَمَّا الْوَلَدُ فَلِأَنَّهُ عَقَّ وَالِدَهُ بِهَذِهِ الْحَالِ فَكِلَاهُمَا أَسَاءَا فِی الْفَعَالِ فَقَالَ لُقْمَانُ لِوَلَدِهِ سَمِعْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ نَرْكَبُ مَعاً الدَّابَّةَ فَرَكِبَا مَعاً فَاجْتَازُوا عَلَی جَمَاعَةٍ فَقَالُوا مَا فِی قَلْبِ هَذَیْنِ الرَّاكِبَیْنِ رَحْمَةٌ وَ لَا عِنْدَهُمْ مِنَ اللَّهِ خَبَرٌ یَرْكَبَانِ مَعاً الدَّابَّةَ یَقْطَعَانِ ظَهْرَهَا وَ یَحْمِلَانِهَا مَا لَا تُطِیقُ لَوْ كَانَ قَدْ رَكِبَ وَاحِدٌ وَ مَشَی وَاحِدٌ كَانَ أَصْلَحَ وَ أَجْوَدَ فَقَالَ سَمِعْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ حَتَّی نَتْرُكَ الدَّابَّةَ تَمْشِی خَالِیَةً مِنْ رُكُوبِنَا فَسَاقا الدَّابَّةَ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا وَ هُمَا یَمْشِیَانِ فَاجْتَازُوا عَلَی جَمَاعَةٍ فَقَالُوا هَذَا عَجِیبٌ مِنْ هَذَیْنِ الشَّخْصَیْنِ یَتْرُكَانِ دَابَّةً فَارِغَةً تَمْشِی بِغَیْرِ رَاكِبٍ وَ یَمْشِیَانِ وَ ذَمُّوهُمَا عَلَی ذَلِكَ كَمَا ذَمُّوهُمَا عَلَی كُلِّ مَا كَانَ فَقَالَ لِوَلَدِهِ

تَرَی فِی تَحْصِیلِ رِضَاهُمْ حِیلَةً لِمُحْتَالٍ فَلَا تَلْتَفِتْ إِلَیْهِمْ وَ اشْتَغِلْ بِرِضَا اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَفِیهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ إِقْبَالٌ فِی الدُّنْیَا وَ یَوْمَ الْحِسَابِ وَ السُّؤَالِ.

«5»- فتح، [فتح الأبواب] رُوِیَ أَنَّ مُوسَی علیه السلام قَالَ: یَا رَبِّ احْبِسِ عَنِّی أَلْسِنَةَ بَنِی آدَمَ فَإِنَّهُمْ یَذُمُّونِّی وَ قَدْ أُوذِیَ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَنْهُمْ لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ آذَوْا

ص: 361

مُوسی (1) قِیلَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی هَذَا شَیْ ءٌ مَا فَعَلْتُهُ مَعَ نَفْسِی أَ فَتُرِیدُ أَنْ أَعْمَلَهُ مَعَكَ فَقَالَ قَدْ رَضِیتُ أَنْ تَكُونَ لِی أُسْوَةٌ بِكَ.

«6»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ لِلَّهِ قَوِیَ عَلَی قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِیهِ فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّیهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ (3).

باب 90 حسن العاقبة و إصلاح السریرة

الآیات:

آل عمران قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِی صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ یَعْلَمْهُ اللَّهُ وَ یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(4) النساء یَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا یَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ یُبَیِّتُونَ ما لا یَرْضی مِنَ الْقَوْلِ وَ كانَ اللَّهُ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطاً(5) الأنعام وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ یَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (6) أسری رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِی نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِینَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِینَ غَفُوراً(7)

ص: 362


1- 1. الأحزاب: 69.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 185.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 185.
4- 4. آل عمران: 29.
5- 5. النساء: 108.
6- 6. الأنعام: 3.
7- 7. أسری: 25.

الأحزاب إِنْ تُبْدُوا شَیْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیماً(1) السجدة وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِی ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ

الْخاسِرِینَ (2) و قال تعالی اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(3) الحجرات إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ (4) الحشر كَمَثَلِ الشَّیْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْكَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ (5) التغابن یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ یَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَ ما تُعْلِنُونَ وَ اللَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ(6) الملك وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أَ لا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ(7).

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْسَنَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ لَمْ یُؤَاخَذْ بِمَا مَضَی مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَنْ أَسَاءَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ أَخَذَ بِالْأَوَّلِ وَ الْآخِرِ(8).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الْأُمُورِ خَیْرُهَا عَاقِبَةً(9).

ص: 363


1- 1. الأحزاب: 54.
2- 2. السجدة: 22- 23.
3- 3. السجدة: 40.
4- 4. الحجرات: 18.
5- 5. الحشر: 16.
6- 6. التغابن: 4.
7- 7. الملك: 13- 14.
8- 8. أمالی الصدوق: 35.
9- 9. أمالی الصدوق: 292.

«3»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَقِیقَةَ السَّعَادَةِ أَنْ یُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالسَّعَادَةِ وَ إِنَّ حَقِیقَةَ الشَّقَاءِ أَنْ یُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالشَّقَاءِ(1).

«4»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَزَیَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ بَارَزَ اللَّهَ فِی السِّرِّ بِمَا یَكْرَهُ اللَّهُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ لَهُ مَاقِتٌ (2).

«5»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ الْأَنْصَارِیَّ وَ كَانَ مِنَ السَّائِحِینَ یَقُولُ قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ یَا مَعْشَرَ الْحَوَارِیِّینَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّ الْبِنَاءَ بِأَسَاسِهِ وَ إِنِّی لَا أَقُولُ لَكُمْ

كَذَلِكَ قَالُوا فَمَا ذَا تَقُولُ یَا رُوحَ اللَّهِ قَالَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ آخِرَ حَجَرٍ یَضَعُهُ الْعَامِلُ هُوَ الْأَسَاسُ قَالَ أَبُو فَرْوَةَ إِنَّمَا أَرَادَ خَاتِمَةَ الْأَمْرِ(3).

«6»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا نَوْفُ إِیَّاكَ أَنْ تَتَزَیَّنَ لِلنَّاسِ وَ تُبَارِزَ اللَّهَ بِالْمَعَاصِی فَیَفْضَحَكَ اللَّهُ یَوْمَ تَلْقَاهُ (4).

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَیْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِیرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ (5).

«8»- ل، [الخصال] ابن المتوكل عن علی عن أبیه عن النوفلی عن السكونی:

ص: 364


1- 1. معانی الأخبار: 345.
2- 2. قرب الإسناد ص 45.
3- 3. معانی الأخبار: 348.
4- 4. أمالی الصدوق: 126.
5- 5. أمالی الصدوق: 22.

مثله (1)

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن علی عن أبیه: مثله (2).

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عِیسَی الْفَرَّاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ كَانَ ظَاهِرُهُ أَرْجَحَ مِنْ بَاطِنِهِ خَفَّ مِیزَانُهُ (3).

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَسَرَّ مَا یُرْضِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُ مَا یُسِرُّهُ وَ مَنْ أَسَرَّ مَا یُسْخِطُ اللَّهَ تَعَالَی أَظْهَرَ اللَّهُ مَا یُخْزِیهِ (4).

أقول: قد مر الخبر بتمامه فی باب جوامع المكارم (5).

«11»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَرَّاحِ بْنِ مُلَیْحٍ أَبِی وَكِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لَهُ جَوَّانِیٌّ وَ بَرَّانِیٌّ یَعْنِی سَرِیرَةً وَ عَلَانِیَةً فَمَنْ أَصْلَحَ جَوَّانِیَّهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَرَّانِیَّهُ وَ مَنْ أَفْسَدَ جَوَّانِیَّهُ أَفْسَدَ

اللَّهُ بَرَّانِیَّهُ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ صِیتٌ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ صِیتٌ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا حَسُنَ صِیتُهُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وُضِعَ ذَلِكَ لَهُ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا سَاءَ صِیتُهُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وُضِعَ ذَلِكَ لَهُ فِی الْأَرْضِ قَالَ فَسُئِلَ علیه السلام عَنْ صِیتِهِ مَا هُوَ قَالَ ذِكْرُهُ (6).

«11»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: طُوبَی لِمَنْ ذَلَّ فِی نَفْسِهِ وَ طَابَ كَسْبُهُ وَ صَلُحَتْ سَرِیرَتُهُ (7).

ص: 365


1- 1. الخصال ج 1 ص 64.
2- 2. ثواب الأعمال: 164.
3- 3. أمالی الصدوق: 294.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.
5- 5. راجع ج 69 ص 382 من هذه الطبعة.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 73.
7- 7. تفسیر القمّیّ: 429، فی آیة الأنبیاء: 35.

«12»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: مَنْ أَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ (1).

«13»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (2) الَّذِینَ یُقَدِّرُونَ أَنَّهُمْ یَلْقَوْنَ رَبَّهُمُ اللِّقَاءَ الَّذِی هُوَ أَعْظَمُ كَرَامَاتِهِ وَ إِنَّمَا قَالَ یَظُنُّونَ لِأَنَّهُمْ لَا یَرَوْنَ بِمَا ذَا یُخْتَمُ لَهُمْ وَ الْعَاقِبَةُ مَسْتُورَةٌ عَنْهُمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَیْهِ راجِعُونَ إِلَی كَرَامَاتِهِ وَ نَعِیمِ جَنَّاتِهِ لِإِیمَانِهِمْ وَ خُشُوعِهِمْ لَا یَعْلَمُونَ ذَلِكَ یَقِیناً لِأَنَّهُمْ لَا یَأْمَنُونَ أَنْ یُغَیِّرُوا وَ یُبَدِّلُوا.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ خَائِفاً مِنْ سُوءِ الْعَاقِبَةِ لَا یَتَیَقَّنُ الْوُصُولَ إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ حَتَّی یَكُونَ وَقْتُ نَزْعِ رُوحِهِ وَ ظُهُورِ مَلَكِ الْمَوْتِ لَهُ (3).

«14»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَاسِینَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا یَنْفَعُ الْعَبْدَ یُظْهِرُ حَسَناً وَ یُسِرُّ سَیِّئاً أَ لَیْسَ إِذَا رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ عَلِمَ أَنَّهُ لَیْسَ كَذَلِكَ وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ(4) إِنَّ السَّرِیرَةَ إِذَا صَلَحَتْ قَوِیَتِ الْعَلَانِیَةُ(5).

«15»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ مَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ بَارَزَهُ بِمَا یَكْرَهُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ لَهُ مَاقِتٌ.

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْجَوَادِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمَرَضُ لَا أَجْرَ فِیهِ وَ لَكِنَّهُ لَا یَدَعُ عَلَی الْعَبْدِ ذَنْباً إِلَّا حَطَّهُ وَ إِنَّمَا الْأَجْرُ

ص: 366


1- 1. المحاسن ص 29.
2- 2. البقرة: 46.
3- 3. تفسیر الإمام ص 96 ط تبریز و ص 115 فی ط.
4- 4. القیامة: 14.
5- 5. مجالس المفید: 133.

فِی الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ وَ الْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ یُدْخِلُ الْعَبْدَ بِصِدْقِ النِّیَّةِ وَ السَّرِیرَةِ الصَّالِحَةِ الْجَنَّةَ(1).

«17»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَصْلَحَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ وَ مَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَ دُنْیَاهُ وَ مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ(2).

وَ قَالَ علیه السلام: لِكُلِّ امْرِئٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ أَصْلَحَ سَرِیرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ عَمِلَ لِدِینِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْیَاهُ وَ مَنْ أَحْسَنَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: وَ اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلَی مِثَالِهِ فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ.

وَ قَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِقُ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْعَبْدَ وَ یُبْغِضُ عَمَلَهُ وَ یُحِبُّ الْعَمَلَ وَ یُبْغِضُ بَدَنَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ نبات [نَبَاتاً] وَ كُلُّ نَبَاتٍ لَا غِنَی بِهِ عَنِ الْمَاءِ وَ الْمِیَاهُ مُخْتَلِفَةٌ فَمَا طَابَ سَقْیُهُ طَابَ غَرْسُهُ وَ حَلَّتْ ثَمَرَتُهُ وَ مَا خَبُثَ سَقْیُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ وَ أَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ (5).

بیان: لعل المراد بالظاهر و الباطن ما یظهر من الإنسان من أعماله و ما هو باطن من نیاته و عقائده فقوله علیه السلام و قد قال كالاستثناء من المقدمتین و الحاصل أن الغالب مطابقة الظاهر للباطن و قد یتخلف ذلك كما یدل علیه الخبر و یحتمل أن یكون المعنی أن ما یظهر من أفعال المرء و أفعاله فی آخر عمره یدل علی ما كان كامنا فی النفس من النیات الحسنة و العقائد الحقة و الطینات الطیبة

ص: 367


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 215، و یأتی فی ج 72 ص 17- 24 بیان صاف من المؤلّف العلامة قدّس سرّه یشرح الحدیث و یستوعب الكلام فیه، فراجع.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 161.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 183.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 245.
5- 5. نهج البلاغة ج 1 ص 297.

أو النیات الفاسدة و العقائد الردیة و الطینات الخبیثة فیكون الخبر دلیلا علی ذلك فإن من یكون فی بدو حاله فاجرا و یختم له بالحسنی إنما یحبه اللّٰه لما یعلم من حسن سریرته الذی یدل علیه خاتمة عمله و من كان بعكس ذلك یبغضه لما یعلم من سوء سریرته و هذان الوجهان مما خطر بالبال و ربما یؤید الثانی ما ذكره بعده كما لا یخفی بعد التأمل.

و قال ابن أبی الحدید(1)

هو مشتق من قوله تعالی وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ (2) و المعنی أن لكلی حالتی الإنسان الظاهرة أمرا باطنیا یناسبها من أحواله و الحالتان الظاهرتان میله إلی العقل و میله إلی الهوی فالمتبع لعقله یرزق السعادة و الفوز فهذا هو الذی طاب ظاهره و طاب باطنه و المتبع لمقتضی هواه یرزق الشقاوة و العطب و هذا هو الذی خبث ظاهره و خبث باطنه و منهم من حمل الظاهر علی حسن الصورة و الهیئة و قبحهما و قال هما یدلان علی قبح الباطن و حسنه و حمل حب العبد مع قبح الفعل علی ما إذا كان مع قبح الصورة و لا یخفی بعد الوجهین علی الخبیر

«18»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا یَصْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ یُظْهِرَ حَسَناً وَ یُسِرَّ سَیِّئاً أَ لَیْسَ إِذَا رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ یَعْلَمُ أَنَّهُ لَیْسَ كَذَلِكَ وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ(3) إِنَّ السَّرِیرَةَ إِذَا صَلَحَتْ قَوِیَتِ الْعَلَانِیَةُ.

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ مَا یَصْنَعُ الْإِنْسَانُ أَنْ یَعْتَذِرَ إِلَی النَّاسِ خِلَافَ مَا یَعْلَمُ اللَّهُ مِنْهُ.

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ: مَنْ أَسَرَّ سَرِیرَةً رَدَّاهُ اللَّهُ رِدَاءَهَا إِنْ خَیْراً فَخَیْرٌ وَ إِنْ شَرّاً فَشَرٌّ(4).

ص: 368


1- 1. شرح النهج الحدیدی ج 2 ص 448.
2- 2. الأعراف: 75.
3- 3. القیامة: 14.
4- 4. مجمع البیان ج 10 ص 396.

«19»- عُدَّةُ الدَّاعِی،: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَوْماً لِلْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ یَا مُفَضَّلُ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً عَامَلُوهُ بِخَالِصٍ مِنْ سِرِّهِ فَعَامَلَهُمْ بِخَالِصٍ مِنْ بِرِّهِ فَهُمُ الَّذِینَ تَمَّ صُحُفُهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فُرُغاً فَإِذَا وَقَفُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مَلَأَهَا مِنْ سِرِّ مَا أَسَرُّوا إِلَیْهِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ وَ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَ أَجَلَّهُمْ أَنْ تَطَّلِعَ الْحَفَظَةُ عَلَی مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِیَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا یُعْتَذَرُ مِنْ خَیْرٍ وَ إِیَّاكَ وَ كُلَّ عَمَلٍ فِی السِّرِّ تَسْتَحِی مِنْهُ فِی الْعَلَانِیَةِ وَ إِیَّاكَ وَ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا ذُكِرَ لِصَاحِبِهِ أَنْكَرَهُ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْلَی مَنَازِلِ الْإِیمَانِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ مَنْ بَلَغَ إِلَیْهَا فَقَدْ فَازَ وَ ظَفِرَ وَ هُوَ أَنْ یَنْتَهِیَ بِسَرِیرَتِهِ فِی الصَّلَاحِ إِلَی أَنْ لَا یُبَالِیَ لَهَا إِذَا ظَهَرَتْ وَ لَا یَخَافَ عِقَابَهَا إِذَا اسْتَتَرَتْ.

«20»- أَسْرَارُ الصَّلَاةِ، رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَعْبُدَنَّ اللَّهَ عِبَادَةً أُذْكَرُ بِهَا فَكَانَ أَوَّلَ دَاخِلٍ فِی الْمَسْجِدِ وَ آخِرَ خَارِجٍ مِنْهُ لَا یَرَاهُ أَحَدٌ حِینَ الصَّلَاةِ إِلَّا قَائِماً یُصَلِّی وَ صَائِماً لَا یُفْطِرُ وَ یَجْلِسُ إِلَی حَلَقِ الذِّكْرِ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مُدَّةً طَوِیلَةً وَ كَانَ لَا یَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا قَالُوا فَعَلَ اللَّهُ بِهَذَا الْمُرَائِی وَ صَنَعَ فَأَقْبَلَ عَلَی نَفْسِهِ وَ قَالَ أَرَانِی فِی غَیْرِ شَیْ ءٍ لَأَجْعَلَنَّ عَمَلِی كُلَّهُ لِلَّهِ فَلَمْ یَزِدْ عَلَی عَمَلِهِ الَّذِی كَانَ یَعْمَلُ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ تَغَیَّرَتْ نِیَّتُهُ إِلَی الْخَیْرِ فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ یَمُرُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِالنَّاسِ فَیَقُولُونَ رَحِمَ اللَّهُ فُلَاناً الْآنَ أَقْبَلَ عَلَی الْخَیْرِ.

ص: 369

باب 91 الذكر الجمیل و ما یلقی اللّٰه فی قلوب العباد من محبة الصالحین و من طلب رضا اللّٰه بسخط الناس

الآیات:

مریم وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا(1) و قال تعالی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا(2) طه وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی (3) الشعراء وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ (4) العنكبوت وَ آتَیْناهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ (5) الصافات وَ تَرَكْنا عَلَیْهِ فِی الْآخِرِینَ (6)

«1»- مع (7)،[معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْجُونِیِ (8)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ یَعْمَلُ لِنَفْسِهِ وَ یُحِبُّهُ النَّاسُ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَی الْمُؤْمِنِ (9).

أقول: قد مضی خبر الحارث فی باب حسن العاقبة(10).

ص: 370


1- 1. مریم: 50.
2- 2. مریم: 96.
3- 3. طه: 39.
4- 4. الشعراء: 84.
5- 5. العنكبوت: 27.
6- 6. الصافّات: 78 و 108 و 119، و 129.
7- 7. معانی الأخبار: 322.
8- 8. فی الأصل و نسخة الأمالی الجدی و هو تصحیف و اسم الرجل عبد الملك بن حبیب راجع المشتبه ص 192.
9- 9. أمالی الصدوق: 137.
10- 10. راجع ص 365 فیما مضی.

«2»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا یَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَحَبَّ عَبْداً نَوَّهَ بِهِ مُنَوِّهٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ فُلَاناً فَأَحِبُّوهُ فَتُلْقَی لَهُ الْمَحَبَّةُ فِی قُلُوبِ الْعِبَادِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً نَوَّهَ مُنَوِّهٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ فُلَاناً فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَیُلْقِی اللَّهُ لَهُ الْبَغْضَاءَ فِی قُلُوبِ الْعِبَادِ قَالَ وَ كَانَ علیه السلام مُتَّكِئاً فَاسْتَوَی جَالِساً فَنَفَضَ یَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ یَقُولُ لَا لَیْسَ كَمَا یَقُولُونَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَغْرَی بِهِ النَّاسَ فِی الْأَرْضِ لِیَقُولُوا فِیهِ فَیُوثِمَهُمْ وَ یَأْجُرَهُ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَهُ إِلَی النَّاسِ لِیَقُولُوا فِیهِ لِیُوثِمَهُمْ وَ یُوثِمَهُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا علیه السلام أَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّی قَتَلُوهُ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَقِیَ مِنَ النَّاسِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَأَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّی قَتَلُوهُ (1).

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا سَیِّدِی أَخْبِرْنِی بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی النَّاسِ وَ السَّلَامُ (2).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُسْخِطَ رَبَّكَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَافْعَلْ فَإِنَّ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَفاً مِنْ غَیْرِهِ وَ لَیْسَ فِی شَیْ ءٍ سِوَاهُ خَلَفٌ مِنْهُ (3).

ص: 371


1- 1. معانی الأخبار ص 382.
2- 2. أمالی الصدوق: 121.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 28.

«5»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَی عَبْداً نَادَی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَحَبَّ فُلَاناً فَأَحِبُّوهُ فَتَعِیهِ الْقُلُوبُ وَ لَا یَلْقَی إِلَّا حَبِیباً مُحَبَّباً مَذَّاقاً عِنْدَ النَّاسِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ تَعَالَی عَبْداً نَادَی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَبْغَضَ فُلَاناً فَأَبْغِضُوهُ فَتَعِیهِ الْقُلُوبُ وَ تَعِی عَنْهُ الْآذَانُ فَلَا تَلْقَاهُ إِلَّا بَغِیضاً مُبْغِضاً شَیْطَاناً مَارِداً(1).

«6»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیهما السلام: إِنَّمَا یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحِینَ بِمَا یُجْرِی اللَّهُ لَهُمْ عَلَی أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْیَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَیْكَ ذَخِیرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ (2).

باب 92 حسن الخلق و تفسیر قوله تعالی إنك لعلی خلق عظیم

الآیات:

آل عمران فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (3) القلم إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ (4) أقول قد مضی أخبار هذا الباب فی الأبواب السابقة و خاصة فی باب جوامع مكارم الأخلاق و ستأتی أیضا.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ

ص: 372


1- 1. نوادر الراوندیّ: 7.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 85 فی عهده الی الأشتر.
3- 3. آل عمران: 159.
4- 4. القلم: 4.

صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً(1).

بیان: الخلق بالضم یطلق علی الملكات و الصفات الراسخة فی النفس حسنة كانت أم قبیحة و هی فی مقابلة الأعمال و یطلق حسن الخلق غالبا علی ما یوجب حسن المعاشرة و مخالطة الناس بالجمیل.

قال الراغب الخلق و الخلق فی الأصل واحد لكن خص الخلق بالهیئات و الأشكال و الصور المدركة بالبصر و خص الخلق بالقوی و السجایا المدركة بالبصیرة(2).

و قال فی النهایة فیه لیس شی ء فی المیزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللام و سكونها الدین و الطبع و السجیة و حقیقته أنه لصورة الإنسان الباطنة و هی نفسها و أوصافها و معانیها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة و أوصافها و معانیها و لهما أوصاف حسنة و قبیحة و الثواب و العقاب یتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما یتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة و لهذا تكررت الأحادیث فی مدح حسن الخلق فی غیر موضع.

كَقَوْلِهِ: أَكْثَرُ مَا یُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.

وَ قَوْلِهِ: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً.

وَ قَوْلِهِ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.

وَ قَوْلِهِ: بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ.

و أحادیث من هذا النوع كثیرة و كذلك جاء فی ذم سوء الخلق أحادیث كثیرة انتهی.

و قیل حسن الخلق إنما یحصل من الاعتدال بین الإفراط و التفریط فی القوة الشهویة و القوة الغضبیة و یعرف ذلك بمخالطة الناس بالجمیل و التودد و الصلة و الصدق و اللطف و المبرة و حسن الصحبة و العشرة و المراعاة و المساواة و الرفق و الحلم و الصبر و الاحتمال لهم و الإشفاق علیهم و بالجملة هی حالة نفسانیة یتوقف حصولها علی اشتباك الأخلاق النفسانیة بعضها ببعض و من ثم قیل هو حسن الصورة

ص: 373


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. مفردات غریب القرآن 158.

الباطنة التی هی صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و تناسب الأجزاء إلا أن حسن الصورة الباطنة قد یكون مكتسبا و لذا تكررت الأحادیث فی الحث به و بتحصیله.

و قال الراوندی رحمه اللّٰه فی ضوء الشهاب الخلق السجیة و الطبیعة ثم یستعمل فی العادات التی یتعودها الإنسان من خیر أو شر و الخلق ما یوصف العبد بالقدرة علیه و لذلك یمدح و یذم به

وَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.

انتهی.

و أقول مدخلیة حسن الخلق فی كمال الإیمان قد مر تحقیقه فی أبواب الإیمان.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا یُوضَعُ فِی مِیزَانِ امْرِئٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ (1).

بیان: هو مما یستدل به علی تجسم الأعمال و قد مضی الكلام فیه.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَمُلَ إِیمَانُهُ وَ إِنْ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ یَنْقُصْهُ ذَلِكَ قَالَ وَ هُوَ الصِّدْقُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ الْحَیَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (2).

بیان: أربع مبتدأ و كأن موصوفه مقدر أی خصال أربع و الموصول بصلته خبره و إن كان من قرنه إلی قدمه ذنوبا مبالغة فی كثرة ذنوبه أو كنایة عن صدورها من كل جارحة من جوارحه و یمكن حملها علی الصغائر فإن صاحب هذه الخصال لا یجترئ علی الإصرار علی الكبائر أو أنه یوفق للتوبة و هذه الخصال تدعوه إلیها مع أن الصدق یخرج كثیرا من الذنوب كالكذب و ما یشاكله و كذا أداء الأمانة یخرج كثیرا من الذنوب كالخیانة فی أموال الناس و منع الزكوات

ص: 374


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. الكافی ج 2 ص 99.

و الأخماس و سائر حقوق اللّٰه و كذا الحیاء من الخلق یمنعه من التظاهر بأكثر المعاصی و الحیاء من اللّٰه یمنعه عن تعمد المعاصی و الإصرار و یدعوه إلی التوبة سریعا و كذا حسن الخلق یمنعه (1)

عن المعاصی المتعلقة بإیذاء الخلق كعقوق الوالدین و قطع الأرحام و الإضرار بالمسلمین فلا یبقی من الذنوب إلا قلیل لا یضر فی إیمانه مع أنه موفق للتوبة و اللّٰه الموفق.

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَقْدَمُ الْمُؤْمِنُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَمَلٍ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ أَنْ یَسَعَ النَّاسَ بِخُلُقِهِ (2).

بیان: ما یقدم كیعلم قدوما و تعدیته بعلی لتضمین معنی الإقبال و الباء فی قوله بعمل للمصاحبة و یحتمل التعدیة من أن یسع الناس بخلقه أی یكون خلقه الحسن وسیعا بحیث یشمل جمیع الناس.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ صَاحِبَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (3).

بیان: یدل علی أن الأخلاق لها ثواب مثل ثواب الأعمال.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِی الْجَنَّةَ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (4).

توضیح: التقوی حسن المعاملة مع الرب و حسن الخلق حسن المعاملة مع الخلق و هما یوجبان دخول الجنة و الولوج الدخول.

«7»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَحْمَسِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ یَمِیثُ الْخَطِیئَةَ كَمَا تَمِیثُ الشَّمْسُ الْجَلِیدَ(5).

توضیح: المیث و الموث الإذابة مثت الشی ء أمیثه و أموثه من بابی باع

ص: 375


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من شرح الكافی ج 2 ص 116.
2- 2. الكافی ج 2 ص 100.
3- 3. الكافی ج 2 ص 100.
4- 4. الكافی ج 2 ص 100.
5- 5. الكافی ج 2 ص 100.

و قال فانماث إذا دفته و خلطته بالماء و أذبته و فی النهایة فیه حسن الخلق یذیب الخطایا كما تذیب الشمس الجلید الجلید هو الماء الجامد من البرد و فی المغرب الجلید ما یسقط علی الأرض من الندی فیجمد.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هَلَكَ رَجُلٌ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَی الْحَفَّارِینَ فَإِذَا بِهِمْ لَمْ یَحْفِرُوا شَیْئاً وَ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا مَا یَعْمَلُ حَدِیدُنَا فِی الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا نَضْرِبُ بِهِ فِی الصَّفَا فَقَالَ وَ لِمَ إِنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَحَسَنَ الْخُلُقِ ائْتُونِی بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَأَتَوْهُ بِهِ فَأَدْخَلَ یَدَهُ فِیهِ ثُمَّ رَشَّهُ عَلَی الْأَرْضِ رَشّاً ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا قَالَ فَحَفَرَ الْحَفَّارُونَ فَكَأَنَّمَا كَانَ رَمْلًا یَتَهَایَلُ عَلَیْهِمْ (1).

بیان: المستتر فی قوله فأتی للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و منهم من قرأ أتی علی بناء المفعول من باب التفعیل فالنائب للفاعل الضمیر المستتر الراجع إلی الرجل و الحفارین مفعوله الثانی و لا یخفی ما فیه و الصفا جمع الصفاة و هی الصخرة الملساء و قوله و لم استفهام إنكاری أو تعجبی إن كان الظاهر أن إن مخففة عن المثقلة و تعجبه صلی اللّٰه علیه و آله من أنه لم اشتد الأرض علیهم مع كون صاحبهم حسن الخلق فإنه یوجب یسر الأمر فی الحیاة و بعد الوفاة بخلاف سوء الخلق فإنه یوجب اشتداد الأمر فیهما و الحاصل أنه لما كان حسن الخلق فلیس هذا الاشتداد من قبله فهو من قبل صلابة الأرض فصب الماء المتبرك بیده المباركة علی الموضع فصار بإعجازه فی غایة الرخاوة.

و قیل إن للشرط و لم قائم مقام جزاء الشرط فحاصله أنه لو كان حسن الخلق لم یشتد الحفر علی الحفارین فرش صاحب الخلق الحسن الماء الذی أدخل یده المباركة فیه لرفع تأثیر خلقه السیئ و لا یخفی بعده.

و قال فی النهایة كل شی ء أرسلته إرسالا من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هیلا یقال هلت الماء و أهلته إذا صببته و أرسلته و منه حدیث الخندق فعادت كثیبا أهیل أی رملا سائلا انتهی و بعضهم یقول هلت التراب حركت أسفله فسال من أعلاه.

ص: 376


1- 1. الكافی ج 2 ص 101.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْخُلُقَ مَنِیحَةٌ یَمْنَحُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقَهُ فَمِنْهُ سَجِیَّةٌ وَ مِنْهُ نِیَّةٌ فَقُلْتُ فَأَیَّتُهُمَا أَفْضَلُ فَقَالَ صَاحِبُ السَّجِیَّةِ هُوَ مَجْبُولٌ لَا یَسْتَطِیعُ غَیْرَهُ وَ صَاحِبُ النِّیَّةِ یَصْبِرُ عَلَی الطَّاعَةِ تَصَبُّراً فَهُوَ أَفْضَلُهَا(1).

إیضاح: المنیحة كسفینة و المنحة بالكسر العطیة فمنه سجیة أی جبلة و طبیعة خلق علیها و منه نیة أی یحصل عن قصد و اكتساب و تعمل و الحاصل أنه یتمرن علیه حتی یصیر كالغریزة فبطل قول من قال إنه غریزة لا مدخل للاكتساب فیه

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: عَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَلَی الْمَكْرُوهِ فَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ(2).

و المراد بالتصبر تحمل الصبر بتكلف و مشقة لكونه غیر خلق.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیُعْطِی الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلَی حُسْنِ الْخُلُقِ كَمَا یُعْطِی الْمُجَاهِدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ یَغْدُو عَلَیْهِ وَ یَرُوحُ (3).

بیان: اللّٰهب بالكسر قبیلة كما یعطی المجاهد لمشقتهما علی النفس و لكون جهاد النفس كجهاد العدو بل أشق و أشد و لذا سمی بالجهاد الأكبر و إن كان فی جهاد العدو جهاد النفس أیضا و قوله یغدو علیه و یروح حال عن المجاهد كنایة عن استمراره فی الجهاد فی أول النهار و آخره فإن الغدو أول النهار و الرواح آخره أو المعنی یذهب أول النهار و یرجع آخره و الأول أظهر.

و قال فی المصباح غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة و هی ما بین صلاة الصبح و طلوع الشمس ثم كثر حتی استعمل فی الذهاب و الانطلاق أی وقت كان

ص: 377


1- 1. الكافی ج 2 ص 101.
2- 2. نهج البلاغة الرقم 31 من الرسائل و الكتب.
3- 3. الكافی ج 2 ص 101.

و راح یروح رواحا أی رجع كما فی قوله تعالی غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ(1) أی ذهابها شهر و رجوعها شهر و قد یتوهم بعض الناس أن الرواح لا یكون إلا فی آخر النهار و لیس كذلك بل الرواح و الغدو عند العرب یستعملان فی المسیر أی وقت كان من لیل أو نهار و قال الأزهری و غیره

وَ عَلَیْهِ قَوْلُهُ علیه السلام: مَنْ رَاحَ إِلَی الْجُمُعَةِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ فَلَهُ كَذَا أَیْ ذَهَبَ.

انتهی و كان الأنسب هنا ما ذكرنا أولا.

و قیل لعل المراد أن الثواب یغدو علی حسن خلقه و یروح یعنی أنه ملازم له كملازمة حسن خلقه و لا یخلو من بعد.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ الْقَابُوسِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعَارَ أَعْدَاءَهُ أَخْلَاقاً مِنْ أَخْلَاقِ أَوْلِیَائِهِ لِیَعِیشَ أَوْلِیَاؤُهُ مَعَ أَعْدَائِهِ فِی دَوْلَاتِهِمْ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا تَرَكُوا وَلِیّاً لِلَّهِ إِلَّا قَتَلُوهُ (2).

بیان: أعار أعداءه كأن الإعارة إشارة إلی أن هذه الأخلاق لا تبقی لهم ثمرتها و لا ینتفعون بها فی الآخرة فكأنها عاریة تسلب منهم بعد الموت أو أن هذه لیست مقتضی ذواتهم و طیناتهم و إنما اكتسبوها من مخالطة طینتهم مع طینة المؤمنین كما ورد فی

بعض الأخبار و قد مر شرحها أو إلی أنها لما لم تكن مقتضی عقائدهم و نیاتهم الفاسدة و إنما أعطوها لمصلحة غیرهم فكأنها عاریة عندهم و الوجوه متقاربة.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا خَالَطْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا كَانَتْ یَدُكَ الْعُلْیَا عَلَیْهِ فَافْعَلْ فَإِنَّ الْعَبْدَ یَكُونُ فِیهِ بَعْضُ التَّقْصِیرِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَ یَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ فَیُبَلِّغُهُ اللَّهُ بِخُلُقِهِ (3) دَرَجَةَ الصَّائِمِ

ص: 378


1- 1. سبأ: 12.
2- 2. الكافی ج 2 ص 101.
3- 3. بحسن خلقه خ ل.

الْقَائِمِ (1).

إیضاح: العلیا بالضم مؤنث الأعلی و هی خبر كانت و علیه متعلق بالعلیا و التعریف یفید الحصر فافعل أی الإحسان أو المخالطة و الأول أظهر أی كن أنت المحسن علیه أو أكثر إحسانا لا بالعكس و یحتمل كون العلیا صفة للید و علیه خبر كانت أی یدك المعطیة ثابتة أو مفیضة أو مشرفة علیه و الأول أظهر و فی كتاب الزهد للحسین بن سعید یدك علیه العلیا(2).

قال فی النهایة فیه الید العلیا خیر من الید السفلی العلیا المتعففة و السفلی السائلة روی ذلك عن ابن عمر و روی عنه أنها المنفقة و قیل العلیا المعطیة و السفلی الآخذة و قیل السفلی المانعة.

و قال السید المرتضی رضی اللّٰه عنه فی الغرر و الدرر معنی قوله علیه السلام الید النعمة و العطیة و هذا الإطلاق شائع بین العرب فالمعنی أن العطیة الجزیلة خیر من العطیة القلیلة و هذا حث منه صلوات اللّٰه علیه علی المكارم و تحضیض علی اصطناع المعروف بأوجز الكلام و أحسنه انتهی و التعلیل المذكور بعده مبنی علی أن الكرم أیضا من حسن الخلق أو هو من لوازمه.

الصائم القائم أی المواظب علی الصیام بالنهار فی غیر الأیام المحرمة أو فی الأیام المسنونة و علی قیام اللیل أی تمامه أو علی صلاة اللیل مراعیا لآدابها.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَحْرُ حُسْنُ الْخُلُقِ یُسْرٌ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِحَدِیثٍ مَا هُوَ فِی یَدَیْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ قُلْتُ بَلَی قَالَ بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَتْ جَارِیَةٌ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَأَخَذَتْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ فَقَامَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ تَقُلْ شَیْئاً وَ لَمْ یَقُلْ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 379


1- 1. الكافی ج 2 ص 101.
2- 2. راجع الرقم 68 من هذا الباب.

شَیْئاً حَتَّی فَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الرَّابِعَةِ وَ هِیَ خَلْفَهُ فَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ ثُمَّ رَجَعَتْ.

فَقَالَ لَهَا النَّاسُ فَعَلَ اللَّهُ بِكِ وَ فَعَلَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَقُولِینَ لَهُ شَیْئاً وَ لَا هُوَ یَقُولُ لَكِ شَیْئاً مَا كَانَتْ حَاجَتُكِ إِلَیْهِ قَالَتْ إِنَّ لَنَا مَرِیضاً فَأَرْسَلَنِی أَهْلِی لِآخُذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ لِیَسْتَشْفِیَ بِهَا فَلَمَّا أَرَدْتُ أَخْذَهَا رَآنِی فَقَامَ فَاسْتَحْیَیْتُ أَنْ آخُذَهَا وَ هُوَ یَرَانِی وَ أَكْرَهُ أَنْ أَسْتَأْمِرَهُ فِی أَخْذِهَا فَأَخَذْتُهَا(1).

بیان: یسر أی سبب لیسر الأمور علی صاحبه و یمكن أن یقرأ یسر بصیغة المضارع أی یصیر سببا لسرور صاحبه أو الناس أو الأعم ما هو ما نافیة و الجملة صفة للحدیث و هو قائم حال عن بعض الأنصار و قیل إنما ذكر ذلك للإشعار بأن مالكها لم یكن مطلعا علی هذا الأمر فحسن الخلق فیه أظهر فقام لها النبی كأن قیامه صلی اللّٰه علیه و آله لظن أنها تریده لحاجة یذهب معها فقام صلی اللّٰه علیه و آله لذلك فلما لم تقل شیئا و لم یعلم غرضها جلس و قیل إنما قام لتری الجاریة أن الهدبة فی أی موضع من الثوب فتأخذ و قال فی النهایة هدب الثوب و هدبته و هدابه طرف الثوب مما یلی طرته و فی القاموس الهدب بالضم و بضمتین شعر أشفار العین و خمل الثوب واحدتهما بهاء.

فعل اللّٰه بك و فعل كنایة عن كثرة الدعاء علیه بإیذائه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هذا شائع فی عرف العرب و العجم و قولها یستشفی الضمیر المستتر راجع إلی المریض و هو استئناف بیانی أو حال مقدرة عن الهدبة أو هو بتقدیر لأن یستشفی و فی بعض النسخ بل أكثرها لیستشفی و هو یرانی حال عن فاعل آخذها و قیل أكره حال عن فاعل استحییت.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفَاضِلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً الَّذِینَ یَأْلَفُونَ وَ یُؤْلَفُونَ وَ تُوَطَّأُ رِحَالُهُمْ (2).

ص: 380


1- 1. الكافی ج 2 ص 102.
2- 2. الكافی ج 2 ص 102.

بیان: أحسنكم خبر أفاضلكم و یجوز فی أفعل التفضیل المضاف إلی المفضل علیه الإفراد و الموافقة مع صاحبه فی التثنیة و الجمع كما روعی فی قوله الموطئون و فی بعض الروایات أحاسنكم كما فی كتاب الزهد للحسین بن سعید و غیره قال فی النهایة الواطئة المارة و السابلة سموا بذلك لوطئهم الطریق و منه الحدیث أ لا أخبركم بأحبكم إلی و أقربكم منی مجلسا یوم القیامة

أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذین یألفون و یؤلفون هذا مثل و حقیقته من التوطئة و هی التمهید و التذلل و فراش وطی ء لا یؤذی جنب النائم و الأكناف الجوانب أراد الذین جوانبهم وطیئة یتمكن فیها من یصاحبهم و لا یتأذی انتهی.

و یقال رجل موطئ الأكناف أی كریم مضیاف و فی بعض النسخ بالتاء كنایة عن غایة حسن الخلق كأنهم یحملون الناس علی أكتافهم و رقابهم و كأنه تصحیف و إن كان موافقا لما فی كتاب الحسین بن سعید و فی المصباح ألفته ألفا من باب علم أنست به و أحببته و الاسم الألفة بالضم و الألفة أیضا اسم من الإیلاف و هو الالتیام و الاجتماع و اسم الفاعل آلف مثل عالم و الجمع آلاف مثل كفار انتهی.

و توطأ رحالهم أی للضیافة أو للزیارة أو لطلب الحاجة أو الأعم و رحل الرجل منزله و مأواه و أثاث بیته.

«15»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ مَأْلُوفٌ وَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا یَأْلَفُ وَ لَا یُؤْلَفُ (1).

بیان: فیه حث علی الألفة و حمل علی الألفة بالخیار و إن احتمل التعمیم إذا لم یوافقهم فی المعاصی كما وردت الأخبار فی حسن المعاشرة.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ یَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (2).

ص: 381


1- 1. الكافی ج 2 ص 102.
2- 2. الكافی ج 2 ص 103.

بیان: یبلغ كینصر و الباء للتعدیة.

«17»- مع، [معانی الأخبار] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ (1) قَالَ هُوَ الْإِسْلَامُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْخُلْقَ الْعَظِیمَ الدِّینُ الْعَظِیمُ (2).

بیان: قال فی مجمع البیان فی تفسیر قوله تعالی وَ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ أی علی دین عظیم و هو دین الإسلام عن ابن عباس و مجاهد و الحسن و قیل معناه أنك متخلق بأخلاق الإسلام و علی طبع كریم و حقیقة الخلق ما یأخذ به الإنسان نفسه من الآداب

و إنما سمی خلقا لأنه یصیر كالخلقة فیه فأما ما طبع علیه من الآداب فإنه الخیم فالخلق هو الطبع المكتسب و الخیم الطبع الغریزی.

و قیل الخلق العظیم الصبر علی الحق و سعة البذل و تدبیر الأمور علی مقتضی العقل بالصلاح و الرفق و المداراة و تحمل المكاره فی الدعاء إلی اللّٰه سبحانه و التجاوز و العفو و بذل الجهد فی نصرة المؤمنین و ترك الحسد و الحرص و نحو ذلك عن الجبائی.

و قالت عائشة كان خلق النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما تضمنه العشر الأول من سورة المؤمنین و من مدحه اللّٰه سبحانه بأنه علی خلق عظیم فلیس وراءه مدح و قیل سمی خلقه عظیما لأنه عاشر الخلق بخلقه و زایلهم بقلبه فكان ظاهره مع الخلق و باطنه مع الحق و قیل لأنه امتثل تأدیب اللّٰه سبحانه إیاه بقوله خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (3) و قیل سمی خلقه عظیما لاجتماع مكارم الأخلاق فیه.

وَ یَعْضُدُهُ مَا رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَدَّبَنِی رَبِّی فَأَحْسَنَ تَأْدِیبِی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّیْلِ وَ صَائِمِ النَّهَارِ.

ص: 382


1- 1. القلم: 4.
2- 2. معانی الأخبار ص 188.
3- 3. الأعراف: 199.

وَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَثْقَلَ فِی الْمِیزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ.

وَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلَیْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ فِی الْجَنَّةِ لَا مَحَالَةَ وَ إِیَّاكُمْ وَ سُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ فِی النَّارِ لَا مَحَالَةَ.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَحَبُّكُمْ إِلَی اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً الَّذِینَ یَأْلَفُونَ وَ یُؤْلَفُونَ وَ أَبْغَضُكُمْ إِلَی اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْإِخْوَانِ الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبِرَاءِ الْعَثَرَاتِ (1).

«18»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً(2) قَالَ رِضْوَانُ اللَّهِ وَ الْجَنَّةُ فِی الْآخِرَةِ وَ السَّعَةُ فِی الرِّزْقِ وَ الْمَعَاشِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ فِی الدُّنْیَا(3).

«19»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُمْ (4).

«20»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ النَّاسِ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِنَوْفٍ: یَا نَوْفُ صِلْ رَحِمَكَ یزید [یَزِدِ] اللَّهُ فِی عُمُرِكَ وَ حَسِّنْ خُلُقَكَ یُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ (5).

أقول: قد مضی فی باب صفات المؤمن و باب جوامع المكارم و سیأتی فی أبواب المواعظ.

«21»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ یَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ

ص: 383


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 333.
2- 2. البقرة: 201.
3- 3. أمالی الصدوق لم نجده.
4- 4. أمالی الصدوق ص 9.
5- 5. أمالی الصدوق ص 126.

دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (1).

«22»- ن (2)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَ حُسْنِ اللِّقَاءِ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُمْ (3).

«23»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی الْمَرْأَةُ یَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَیَمُوتُونَ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لِأَیِّهِمَا تَكُونُ فَقَالَ علیه السلام یَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَیَّرُ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَیْرَهُمَا لِأَهْلِهِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(4).

«24»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله. أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ الْخَبَرَ.

ثو، [ثواب الأعمال] حمزة بن محمد عن علی عن أبیه: مثله (5).

«25»- لی، [الأمالی للصدوق] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأُسَارَی فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ خَلَا رَجُلٍ مِنْ بَیْنِهِمْ فَقَالَ الرَّجُلُ بِأَبِی

ص: 384


1- 1. أمالی الصدوق ص 216.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 53.
3- 3. أمالی الصدوق ص 268.
4- 4. أمالی الصدوق ص 298.
5- 5. ثواب الأعمال ص 164.

أَنْتَ وَ أُمِّی یَا مُحَمَّدُ كَیْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّی مِنْ بَیْنِهِمْ فَقَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ فِیكَ خَمْسَ خِصَالٍ یُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ الْغَیْرَةُ الشَّدِیدَةُ عَلَی حَرَمِكَ وَ السَّخَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ وَ الشَّجَاعَةُ فَلَمَّا سَمِعَهَا الرَّجُلُ أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ قَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قِتَالًا شَدِیداً حَتَّی اسْتُشْهِدَ(1).

«26»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَیَّ وَ أَقْرَبَكُمْ مِنِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَجْلِساً أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَشَدُّكُمْ تَوَاضُعاً وَ إِنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَ هُمُ الْمُسْتَكْبِرُونَ.

قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَا یُوضَعُ فِی مِیزَانِ الْعَبْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حُسْنُ خُلُقِهِ (2).

«27»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِقَبْرٍ یُحْفَرُ قَدِ انْبَهَرَ الَّذِی یَحْفِرُهُ فَقَالَ لَهُ لِمَنْ تَحْفِرُ هَذَا الْقَبْرَ فَقَالَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَقَالَ وَ مَا لِلْأَرْضِ تُشَدِّدُ عَلَیْكَ إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ لَسَهْلًا حَسَنَ الْخُلُقِ فَلَانَتِ الْأَرْضُ عَلَیْهِ حَتَّی كَانَ لَیَحْفِرُهَا بِكَفَّیْهِ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ كَانَ یُحِبُّ إِقْرَاءَ الضَّیْفِ وَ لَا یُقْرِی الضَّیْفَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِیٌ (3).

«28»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی عَنْ خَلَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخُلُقُ الْحَسَنُ نِصْفُ الدِّینِ (4).

«29»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ مِسْعَرٍ وَ سُفْیَانَ عَنْ زِیَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِیكٍ قَالَ: قِیلَ

ص: 385


1- 1. أمالی الصدوق ص 163.
2- 2. قرب الإسناد ص 22 و فی ط 31.
3- 3. قرب الإسناد ص 36 و فی ط 50.
4- 4. الخصال ج 1 ص 17.

لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِیَ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ قَالَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ (1).

«30»- ل، [الخصال] أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عَلِیٍّ السَّرَخْسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ علیه السلام: أَنَّ أَحْسَنَ الْحَسَنِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ.

فأما أبو الحسن الأول فمحمد بن عبد الرحیم التستری و أما أبو الحسن الثانی فعلی بن أحمد البصری التمار و أما أبو الحسن الثالث فعلی بن محمد الواقدی و أما الحسن الأول فالحسن بن عرفة العبدی و أما الحسن الثانی فالحسن بن أبی الحسن البصری و أما الحسن الثالث فالحسن بن علی بن أبی طالب علیه السلام (2)

كتاب المسلسلات، لجعفر بن أحمد القمی عن الأسواری: مثله.

«31»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ فِی الْجَنَّةِ لَا مَحَالَةَ وَ إِیَّاكُمْ وَ سُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ فِی النَّارِ لَا مَحَالَةَ(3).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (4).

«32»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَنَالُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (5).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (6).

«33»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ فِی الْمِیزَانِ

ص: 386


1- 1. الخصال ج 1 ص 17.
2- 2. الخصال ج 1 ص 17.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 31.
4- 4. صحیفة الرضا علیه السّلام ص 24.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 37.
6- 6. صحیفة الرضا علیه السّلام ص 19.

أَحْسَنَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ (1).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (2).

«34»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَكْمَلُكُمْ إِیمَاناً أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً.

وَ قَالَ علیه السلام: حُسْنُ الْخُلُقِ خَیْرُ قَرِینٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَكْثَرُ مَا یُدْخَلُ بِهِ الْجَنَّةُ قَالَ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.

وَ قَالَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْرَبُكُمْ مِنِّی مَجْلِساً یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ خَیْرُكُمْ لِأَهْلِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحْسَنُ النَّاسِ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ وَ أَنَا أَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِی (3).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (4).

«35»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَلَا یَمْكُرُ وَ لَا یَخْدَعُ فَإِنِّی سَمِعْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدِیعَةَ فِی النَّارِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَیْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً وَ لَیْسَ مِنَّا مَنْ خَانَ مُسْلِماً.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ جَبْرَئِیلَ الرُّوحَ الْأَمِینَ نَزَلَ عَلَیَّ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلَیْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ ذَهَبَ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَلَا وَ إِنَّ أَشْبَهَكُمْ بِی أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً(5).

ص: 387


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 37.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السّلام ص 19.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 38.
4- 4. صحیفة الرضا علیه السّلام ص 12.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 50.

«36»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِمَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ وَ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بَلَّغَهُ اللَّهُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (1).

«37»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاذٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْثَرُ مَا یُدْخَلُ بِهِ الْجَنَّةُ تَقْوَی اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (2).

«38»- ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَجْمَعُ اللَّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسْنَ السَّمْتِ وَ الْفِقْهَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ أَبَداً(3).

«39»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ عَنْ قُتَیْبَةَ عَنْ قَزَعَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أُسَیْدٍ عَنْ جَبَلَةَ الْإِفْرِیقِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا زَعِیمٌ بِبَیْتٍ فِی رَبَضِ الْجَنَّةِ وَ بَیْتٍ فِی وَسَطِ الْجَنَّةِ وَ بَیْتٍ فِی أَعْلَی الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَ إِنْ كَانَ هَازِلًا وَ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ (4).

«40»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَثَلَ هَذَا الدِّینِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الْإِیمَانُ أَصْلُهَا وَ الصَّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزَّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصَّوْمُ سَعَفُهَا وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الْكَفُّ عَنِ الْمَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكْمُلُ شَجَرَةٌ إِلَّا بِالثَّمَرِ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ لَا یَكْمُلُ إِلَّا بِالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ (5).

ص: 388


1- 1. عیون الأخبار ج 2 ص 71.
2- 2. الخصال ج 1 ص 39.
3- 3. الخصال ج 1 ص 63.
4- 4. الخصال ج 1 ص 70.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 237.

«41»- ع، [علل الشرائع] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَا عَیْشَ أَهْنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ (1).

«42»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَدُّ حُسْنِ الْخُلُقِ قَالَ تُلِینُ جَانِبَكَ وَ تُطِیبُ كَلَامَكَ وَ تَلْقَی أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ (2).

«43»- مع، [معانی الأخبار] فِی خَبَرِ أَبِی ذَرٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ (3).

«44»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً(4).

«45»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِیمَا أَوْصَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْحَسَنِ علیه السلام: لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ (5).

«46»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّقِ اللَّهَ حَیْثُ كُنْتَ وَ خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وَ إِذَا عَمِلْتَ سَیِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً تَمْحُوهَا(6).

«47»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ خِیَارَكُمْ خِیَارُكُمْ

ص: 389


1- 1. علل الشرائع ج 2 ص 246.
2- 2. معانی الأخبار: 253.
3- 3. معانی الأخبار: 355.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 139.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 145.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 189.

لِنِسَائِهِ (1).

«48»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الْجَمَالُ بِالرَّجُلِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِصَوَابِ الْقَوْلِ بِالْحَقِّ قَالَ فَمَا الْكَمَالُ قَالَ تَقْوَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (2).

«49»- ل (3)،[الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشَجِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَیْدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَالَ: ثَلَاثَةُ نَفَرٍ آلُوا بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی لِیَقْتُلُوا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَذَهَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَحْدَهُ إِلَیْهِمْ وَ قَتَلَ وَاحِداً مِنْهُمْ وَ جَاءَ بِالْآخَرَیْنِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدِّمْ إِلَیَّ أَحَدَ الرَّجُلَیْنِ فَقَدَّمَهُ فَقَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اشْهَدْ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَنَقْلُ جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَخِّرْهُ وَ اضْرِبْ عُنُقَهُ ثُمَّ قَالَ قَدِّمِ الْآخَرَ فَقَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اشْهَدْ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَلْحِقْنِی بِصَاحِبِی قَالَ یَا عَلِیُّ أَخِّرْهُ وَ اضْرِبْ عُنُقَهُ فَأَخَّرَهُ وَ قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِیَضْرِبَ عُنُقَهُ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَا تَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْخُلُقِ سَخِیٌّ فِی قَوْمِهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَمْسِكْ فَإِنَّ هَذَا رَسُولُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ یُخْبِرُنِی أَنَّهُ حَسَنُ الْخُلُقِ سَخِیٌّ فِی قَوْمِهِ فَقَالَ الْمُشْرِكُ تَحْتَ السَّیْفِ هَذَا رَسُولُ رَبِّكَ یُخْبِرُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ اللَّهِ مَا مَلَكْتُ دِرْهَماً مَعَ أَخٍ لِی قَطُّ وَ لَا قَطَبْتُ وَجْهِی فِی الْحَرْبِ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا مِمَّنْ جَرَّهُ حُسْنُ خُلُقِهِ وَ سَخَاؤُهُ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (4).

ص: 390


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 6.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 112.
3- 3. الخصال ج 1 ص 47.
4- 4. أمالی الصدوق: 65.

أقول: قد مر الخبر بطوله فی باب شجاعة أمیر المؤمنین علیه السلام و نوادر غزواته (1).

«50»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَضِیَ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِیناً فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ (2).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر محمد بن الفضیل عن زرارة: مثله.

«51»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِلْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ یَا مُعَلَّی عَلَیْكَ بِالسَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُمَا یُزَیِّنَانِ الرَّجُلَ كَمَا تُزَیِّنُ الْوَاسِطَةَ الْقِلَادَةُ(3).

«52»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وُجُوهاً خَلَقَهُمْ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَمْشَاهُمْ فِی (4) أَرْضِهِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ یَرَوْنَ الْحَمْدَ مَجْداً وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ وَ كَانَ فِیمَا خَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَی نَبِیَّهُ علیه السلام أَنْ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ قَالَ السَّخَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ (5).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ هَیِّنٌ لَیِّنٌ سَمِحٌ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ وَ الْكَافِرُ فَظٌّ غَلِیظٌ لَهُ خُلُقٌ سَیِّئٌ وَ فِیهِ جَبَرِیَّةٌ(6).

«54»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُوسَی بْنِ

ص: 391


1- 1. راجع ج 41 ص 73- 75. من هذه الطبعة الحدیثة.
2- 2. أمالی الصدوق: 163.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 308.
4- 4. ما بین العلامتین ساقط من الأصل طبقا للمصدر، و التصحیح من حدیث آخر.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 309.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 376.

إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَا حَسَّنَ اللَّهُ خُلُقَ عَبْدٍ وَ لَا خُلُقَهُ إِلَّا اسْتَحْیَا أَنْ یُطْعِمَ لَحْمَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ النَّارَ(1).

«55»- ل، [الخصال] فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً: یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ لَمْ یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ (2).

سن، [المحاسن] أبی عن النوفلی عن السكونی عن الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (3).

«56»- سن، [المحاسن] إِبْرَاهِیمُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنَ الْإِیمَانِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ (4).

«57»- سن، [المحاسن] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنْ مَیْمُونٍ الْبَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِیمَانُ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ إِرَاقَةُ الدِّمَاءِ(5).

«58»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ یَعْلَمُ الْعَبْدُ مَا لَهُ فِی حُسْنِ الْخُلُقِ لَعَلِمَ أَنَّهُ یَحْتَاجُ أَنْ یَكُونَ لَهُ حُسْنُ الْخُلُقِ (6).

«59»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: عُنْوَانُ صَحِیفَةِ الْمُؤْمِنِ حُسْنُ خُلُقِهِ (7).

«60»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ یَشْتَرِی الْعَبِیدَ بِمَالِهِ فَیُعْتِقُهُمْ كَیْفَ لَا یَشْتَرِی الْأَحْرَارَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ.

ص: 392


1- 1. ثواب الأعمال: 164.
2- 2. الخصال ج 1 ص 62.
3- 3. المحاسن: 6.
4- 4. المحاسن: 389.
5- 5. المحاسن: 389.
6- 6. صحیفة الرضا: 24.
7- 7. صحیفة الرضا: 12.

«61»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَمَالٌ فِی الدُّنْیَا وَ نُزْهَةٌ فِی الْآخِرَةِ وَ بِهِ كَمَالُ الدِّینِ وَ الْقُرْبَةُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یَكُونُ حُسْنُ الْخُلُقِ إِلَّا فِی كُلِّ وَلِیٍّ وَ صَفِیٍّ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَبَی أَنْ یَتْرُكَ أَلْطَافَهُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ إِلَّا فِی مَطَایَا نُورِهِ الْأَعْلَی وَ جَمَالِهِ الْأَزْكَی لِأَنَّهَا خَصْلَةٌ یَخُصُّ بِهَا الْأَعْرَفِینَ بِهِ وَ لَا یَعْلَمُ مَا فِی حَقِیقَةِ حُسْنِ الْخُلُقِ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمُ زَمَانِنَا إِلَی حُسْنِ الْخُلُقِ وَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ أَلْطَفُ شَیْ ءٍ فِی الدِّینِ وَ أَثْقَلُ شَیْ ءٍ فِی الْمِیزَانِ وَ سُوءُ الْخُلُقِ یُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا

یُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ وَ إِنِ ارْتَقَی فِی الدَّرَجَاتِ فَمَصِیرُهُ إِلَی الْهَوَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُسْنُ الْخُلُقِ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ صَاحِبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِغُصْنِهَا یَجْذِبُهُ إِلَیْهَا وَ سُوءُ الْخُلُقِ شَجَرَةٌ فِی النَّارِ وَ صَاحِبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِغُصْنِهَا یَجْذِبُهُ إِلَیْهَا(1).

«62»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْخُلُقِ نِصْفُ الدِّینِ وَ قِیلَ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِیَ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ قَالَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ رَجُلًا فِی الْمَنَامِ جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَحْمَةِ اللَّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَأَدْخَلَهُ فِی رَحْمَةِ اللَّهِ.

«63»- نبه، [تنبیه الخاطر]: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الدِّینُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ عَنْ یَمِینِهِ فَقَالَ مَا الدِّینُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَقَالَ مَا الدِّینُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ مَا الدِّینُ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ وَ قَالَ أَ مَا تَفْقَهُ الدِّینُ هُوَ أَنْ لَا تَغْضَبَ وَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشُّؤْمُ قَالَ سُوءُ الْخُلُقِ.

وَ قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْصِنِی فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ حَیْثُ كُنْتَ قَالَ زِدْنِی قَالَ أَتْبِعِ السَّیِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا قَالَ زِدْنِی قَالَ خَالِطِ النَّاسِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ.

وَ سُئِلَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَسَّنَ اللَّهُ خُلُقَ امْرِئٍ وَ خَلْقَهُ فَیُطْعِمَهُ النَّارَ.

ص: 393


1- 1. مصباح الشریعة ص 40.

قِیلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فُلَانَةَ تَصُومُ النَّهَارَ وَ تَقُومُ اللَّیْلَ وَ هِیَ سَیِّئَةُ الْخُلُقِ تُؤْذِی جِیرَانَهَا بِلِسَانِهَا فَقَالَ لَا خَیْرَ فِیهَا هِیَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِبَسْطِ الْوُجُوهِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ.

وَ قَالَ أَیْضاً: سُوءُ الْخُلُقِ یُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا یُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.

وَ قَالَ جَرِیرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ خَلْقَكَ فَأَحْسِنْ خُلُقَكَ.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَلَا یُعْتَدَّنَّ بِشَیْ ءٍ مِنْ عَمَلِهِ تَقْوَی یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ حِلْمٌ یَكُفُّ بِهِ السَّفِیهَ أَوْ خُلُقٌ یَعِیشُ بِهِ فِی النَّاسِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: حُسْنُ الْخُلُقِ فِی ثَلَاثٍ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ وَ طَلَبِ الْحَلَالِ وَ التَّوَسُّعِ عَلَی الْعِیَالِ.

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَنْ لَا یَكُونَ لَكَ هِمَّةٌ إِلَّا اللَّهُ.

«64»- ختص، [الإختصاص] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَخْلَاقُ مَنَائِحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أَحَبَّ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً حَسَناً وَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً سَیِّئاً(1).

«65»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ كَانَ حُسْنُ الْخُلُقِ خَلْقاً یُرَی مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ شَیْ ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ وَ لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً یُرَی مَا كَانَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ شَیْ ءٌ أَقْبَحَ مِنْهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَیُبْلِغُ الْعَبْدَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.

«66»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیَحْیَی السَّقَّاءِ یَا یَحْیَی إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ یُسْرٌ وَ إِنَّ الْخُلُقَ السَّیِّئَ نَكَدٌ.

«67»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْمَحَامِلِیُّ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَیْتٍ خَیْراً رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِی الْمَعِیشَةِ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ.

«68»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا خَالَطْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ

ص: 394


1- 1. الاختصاص: 225.

إِلَّا كَانَتْ یَدُكَ عَلَیْهِ الْعُلْیَا فَافْعَلْ فَإِنَّ الْعَبْدَ یَكُونُ مِنْهُ بَعْضُ التَّقْصِیرِ فِی الْعِبَادَةِ وَ یَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ فَیُبْلِغُهُ اللَّهُ بِخُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.

«69»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْرَبُكُمْ مِنِّی غَداً أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ.

«70»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر حَمَّادٌ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ النَّاسِ أَكْمَلُ إِیمَاناً قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً.

«71»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَ لَكِنْ سَعُوهُمْ بِالطَّلَاقَةِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ كُلَّ سَهْلٍ طَلْقٍ.

«72»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْخُلُقُ مِنْحَةٌ یَمْنَحُهَا اللَّهُ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ فَمِنْهُ سَجِیَّةٌ وَ مِنْهُ نِیَّةٌ قُلْتُ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ صَاحِبُ النِّیَّةِ أَفْضَلُ فَإِنَّ صَاحِبَ السَّجِیَّةِ هُوَ الْمَجْبُولُ عَلَی الْأَمْرِ الَّذِی لَا یَسْتَطِیعُ غَیْرَهُ وَ صَاحِبَ النِّیَّةِ هُوَ الَّذِی یَتَصَبَّرُ عَلَی الطَّاعَةِ فَیَصْبِرُ فَهَذَا أَفْضَلُ.

«73»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا ابْنَ سِنَانٍ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ قُوتُهُ الشَّعِیرَ مِنْ غَیْرِ أُدْمٍ إِنَّ الْبِرَّ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ یَعْمُرَانِ الدِّیَارَ وَ یَزِیدَانِ فِی الْأَعْمَارِ.

«74»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ یُذِیبُ الْخَطِیئَةَ كَمَا تُذِیبُ الشَّمْسُ الْجَلِیدَ وَ إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَیُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا یُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.

«75»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ:

ص: 395

أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً مَاتَ فَحَفَرْنَا لَهُ فَامْتَنَعَتِ الْأَرْضُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ كَانَ سَیِّئَ الْخُلُقِ.

«76»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِیارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً الَّذِینَ یَأْلَفُونَ وَ یُؤْلَفُونَ.

«77»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر أَبُو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ شَجَرَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی رَجَاءٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: حُسْنُ الْخُلُقِ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ.

«78»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: أَكْرَمُ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: كَفَی بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً وَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِیماً(2).

«79»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: حُسْنُ الْخُلُقِ یُبْلِغُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.

وَ قَالَ علیه السلام: حُسْنُ الْخُلُقِ خَیْرُ رَفِیقٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: رُبَّ عَزِیزٍ أَذَلَّهُ خُلُقُهُ وَ ذَلِیلٍ أَعَزَّهُ خُلُقُهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ.

«80»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ عَلِمَ الرَّجُلُ مَا لَهُ فِی حُسْنِ الْخُلُقِ لَعَلِمَ أَنَّهُ یَحْتَاجُ أَنْ یَكُونَ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ.

ص: 396


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 152.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 195.

باب 93 الحلم و العفو و كظم الغیظ

الآیات:

البقرة فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (1) آل عمران وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (2) النساء إِنْ تُبْدُوا خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِیراً(3) المائدة فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (4) الأعراف خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (5) الرعد وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ(6) الحجر فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ (7) المؤمنون ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَصِفُونَ (8) النور وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (9) الفرقان وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(10) القصص وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ(11) السجدة وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها

ص: 397


1- 1. البقرة: 109.
2- 2. آل عمران: 134.
3- 3. النساء: 149.
4- 4. المائدة: 17.
5- 5. الأعراف: 199.
6- 6. الرعد: 23.
7- 7. الحجر: 86.
8- 8. المؤمنون: 99.
9- 9. النور: 23.
10- 10. الفرقان: 65.
11- 11. القصص: 55.

إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (1) حمعسق وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ إلی قوله تعالی وَ الَّذِینَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2) الزخرف فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (3) الجاثیة قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ لِیَجْزِیَ قَوْماً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (4) التغابن وَ إِنْ تَعْفُوا وَ تَصْفَحُوا وَ تَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5) المزمل وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا(6) تفسیر فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا(7) قیل العفو ترك عقوبة الذنب و الصفح ترك تثریبه حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فیهم بالقتل یوم فتح مكة وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ(8) قال تعالی قبل ذلك وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ یعنی ینفقون فی أحوالهم كلها ما تیسر لهم من قلیل أو كثیر وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ أی الممسكین علیه الكافین عن إمضائه

فِی الْمَجْمَعِ (9)

رُوِیَ: أَنَّ جَارِیَةً لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام جَعَلَتْ تَسْكُبُ عَلَیْهِ الْمَاءُ لِیَتَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ فَسَقَطَ الْإِبْرِیقُ مِنْ یَدِهَا فَشَجَّهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهَا فَقَالَتْ لَهُ

ص: 398


1- 1. السجدة: 35- 36.
2- 2. الشوری: 36- 42.
3- 3. الزخرف: 90.
4- 4. الجاثیة: 14.
5- 5. التغابن: 15.
6- 6. المزّمّل: 11.
7- 7. البقرة: 109.
8- 8. آل عمران: 134.
9- 9. مجمع البیان ج 2 ص 505.

الْجَارِیَةُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ فَقَالَ لَهَا كَظَمْتُ غَیْظِی قَالَتْ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ قَالَ عَفَا اللَّهُ عَنْكِ قَالَتْ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ قَالَ فَاذْهَبِی فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَتِهِ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَیْرِ خَلَائِقِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الْعَفْوِ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ الْإِحْسَانُ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْكَ وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ (1).

بیان: الخلائق جمع الخلیقة و هی الطبیعة و المراد هنا الملكات النفسانیة الراسخة أی خیر الصفات النافعة فی الدنیا و الآخرة و تصل فی سائر الروایات وصلة و علی ما هنا لعله مصدر أیضا بتقدیر أن أو یقال عدل إلی الجملة الفعلیة التی هی فی قوة الأمر لزیادة التأكید و الفرق بینها و بین الأولی أن القطع لا یستلزم الظلم بل أرید بها المعاشرة لمن اختار الهجران و یمكن تخصیصها بالرحم لاستعمال الصلة غالبا فیها و الإحسان فی مقابلة الإساءة أخص منهما لأن الإحسان یزید علی العفو و الإساءة أخص من القطع الذی هو ترك المواصلة و كذا الحرمان غیر الإساءة و القطع إذ یعتبر فی الإساءة فعل ما یضره و القطع إنما هو فی المعاشرة مع أنه یمكن أن یكون بعضها تأكیدا لبعض كما هو الشائع فی الخطب و المواعظ.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ ضَمْرَةَ بْنِ الدِّینَارِ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی خَیْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ (2).

«3»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ نُشَیْبٍ اللَّفَائِفِیِّ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ

ص: 399


1- 1. الكافی ج 2 ص 107.
2- 2. الكافی ج 2 ص 107.

مِنْ مَكَارِمِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَحْلُمُ إِذَا جُهِلَ عَلَیْكَ (1).

بیان: اللفائفی كأنه بیاع اللفافة و فی القاموس اللفافة بالكسر ما یلف به علی الرجل و غیرها و الجمیع لفائف انتهی و یقال جهل علی غیره سفه.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ قَالَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ وَ مَا كَانَ فَضْلُكُمْ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَ نُعْطِی مَنْ حَرَمَنَا وَ نَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَنَا قَالَ فَیُقَالُ لَهُمْ صَدَقْتُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ(2).

تبیان فی القاموس العنق بالضم و بضمتین و كأمیر و صرد الجید و الجمع أعناق و الجماعة من الناس و الرؤساء انتهی و المراد بأهل الفضل إما أهل الفضیلة و الكمال و أهل الرجحان أو أهل التفضل و الإحسان فیقال لهم أی من قبل اللّٰه تعالی صدقتم أی فی اتصافكم بتلك الصفات أو فی كونها سبب الفضل أو فیهما معا و هو أظهر.

و اعلم أن هذه الخصال فضیلة و أیة فضیلة و مكرمة و أیة مكرمة لا یدرك كنه شرفها و فضلها إذ العامل بها یثبت بها لنفسه الفضیلة و یرفع بها عن صاحبه الرذیلة و یغلب علی صاحبه بقوة قلبه یكسر بها عدو نفسه و نفس عدوه و إلی هذا أشیر فی القرآن المجید بقوله سبحانه ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (3) یعنی السیئة فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ ثم أشیر إلی فضلها العالی و شرفها الرفیع بقوله عز و جل وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ یعنی من الإیمان و المعرفة رزقنا اللّٰه الوصول إلیها

ص: 400


1- 1. الكافی ج 2 ص 107.
2- 2. الكافی ج 2 ص 107.
3- 3. السجدة: 35- 36.

و جعلنا من أهلها.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ جَهْمِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْعَفْوِ فَإِنَّ الْعَفْوَ لَا یَزِیدُ الْعَبْدَ إِلَّا عِزّاً فَتَعَافَوْا یُعِزَّكُمُ اللَّهُ (1).

بیان: لا یزید العبد إلا عزا أی فی الدنیا ردا علی ما یسول الشیطان للإنسان بأن ترك الانتقام یوجب المذلة بین الناس و جرأتهم علیه و لیس كذلك بل یصیر سببا لرفعة قدره و علو أمره عند الناس لا سیما إذا عفا مع القدرة و ترك العفو ینجر إلی المعارضات و المجادلات و المرافعة إلی الحكام أو إلی إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس و الأموال و كل ذلك مورث للمذلة و العزة الأخرویة ظاهرة كما مر و التعافی عفو كل عن صاحبه.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: النَّدَامَةُ عَلَی الْعَفْوِ أَفْضَلُ وَ أَیْسَرُ مِنَ النَّدَامَةِ عَلَی الْعُقُوبَةِ(2).

إیضاح: الندامة علی العفو أفضل یحتمل وجوها الأول أن صاحب الندامة الأولی أفضل من صاحب الندامة الثانیة و إن كانت الندامة الأولی أخس و أرذل الثانی أن یكون الكلام مبنیا علی التنزل أی لو كان فی العفو ندامة فهی أفضل و أیسر إذ یمكن تداركه غالبا بخلاف الندامة علی العقوبة فإنه لا یمكن تدارك العقوبة بعد وقوعها غالبا فلا تزول تلك الندامة فیرجع إلی أن العفو أفضل فإنه یمكن إزالة ندامته بخلاف المبادرة بالعقوبة فإنه لا یمكن إزالة ندامتها و تداركها الثالث أن یقدر مضاف فیهما مثل الدفع أو الرفع أی رفع تلك الندامة أیسر من رفع هذه الرابع أن یكون المعنی أن مجموع تلك الحالتین أی العفو و الندم علیه أفضل من مجموع حالتی العقوبة و الندم علیها فلا ینافی كون الندم علی العقوبة ممدوحا و الندم علی العفو مذموما إذ العفو أفضل من تلك الندم و العقوبة أقبح من هذا الندم و هذا وجه وجیه.

ص: 401


1- 1. الكافی ج 2 ص 108.
2- 2. الكافی ج 2 ص 108.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی حَائِطٍ لَهُ یَصْرِمُ فَنَظَرْتُ إِلَی غُلَامٍ لَهُ قَدْ أَخَذَ كَارَةً مِنْ تَمْرٍ فَرَمَی بِهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ فَأَتَیْتُهُ فَأَخَذْتُهُ وَ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی وَجَدْتُ هَذَا وَ هَذِهِ الْكَارَةَ فَقَالَ لِلْغُلَامِ فُلَانُ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ أَ تَجُوعُ قَالَ لَا یَا سَیِّدِی قَالَ فَلِأَیِّ شَیْ ءٍ أَخَذْتَ هَذِهِ قَالَ اشْتَهَیْتُ ذَلِكَ قَالَ اذْهَبْ فَهِیَ لَكَ وَ قَالَ خَلُّوا عَنْهُ (1).

بیان: صرم النخل جزه و الفعل كضرب و فی القاموس الكارة مقدار معلوم من الطعام و یدل علی استحباب العفو عن السارق و ترك ما سرقه له.

«8»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: مَا الْتَقَتْ فِئَتَانِ قَطُّ إِلَّا نُصِرَ أَعْظَمُهُمَا عَفْواً(2).

بیان: یدل علی أن نیة العفو تورث الغلبة علی الخصم.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِالْیَهُودِیَّةِ الَّتِی سَمَّتِ الشَّاةَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَی مَا صَنَعْتِ فَقَالَتْ قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِیّاً لَمْ یَضُرَّهُ وَ إِنْ كَانَ مَلِكاً أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْهُ قَالَ فَعَفَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهَا(3).

بیان: یدل علی حسن العفو عن الكافر و إن أراد القتل و تمسك بحجة كاذبة و ظاهر أكثر الروایات أنه صلی اللّٰه علیه و آله أكل منها و لكن بإعجازه لم یؤثر فیه عاجلا و فی بعض الروایات أن أثره بقی فی جسده حتی توفی به بعد سنین فصار شهیدا فجمع اللّٰه له بذلك بین كرم النبوة و فضل الشهادة.

و اختلف المخالفون فی أنه صلی اللّٰه علیه و آله هل قتلها أم لا و اختلف روایاتهم أیضا فی ذلك ففی أكثر روایات الفریقین أنه عفا عنها و لم یقتلها و قال بعضهم إنه قتلها و رووا عن ابن عباس أنه رفعها إلی أولیاء بشر و قد كان أكل من الشاة فمات فقتلوها و به جمعوا بین الروایات.

ص: 402


1- 1. الكافی ج 2 ص 108.
2- 2. الكافی ج 2 ص 108.
3- 3. الكافی ج 2 ص 108.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَا یَزِیدُ اللَّهُ بِهِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِلَّا عِزّاً الصَّفْحُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَهُ وَ الصِّلَةُ لِمَنْ قَطَعَهُ (1).

«11»- د، [العدد القویة]: فِی طَیِّ خَبَرِ طَلَبِ الْمَنْصُورِ الصَّادِقَ علیه السلام وَ مُعَاتَبَتِهِ لَهُ وَ الْخَبَرُ طَوِیلٌ فَقَالَ علیه السلام فِی جَوَابِهِ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَلَا فَلْیَقُمْ كُلُّ مَنْ أَجْرُهُ عَلَیَّ فَلَا یَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا عَنْ أَخِیهِ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ الرَّجُلُ عَابِداً حَتَّی یَكُونَ حَلِیماً وَ إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا تَعَبَّدَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ لَمْ یُعَدَّ عَابِداً حَتَّی یَصْمُتَ قَبْلَ ذَلِكَ عَشْرَ سِنِینَ (2).

تبیین: قال الراغب الحلم ضبط النفس عن هیجان الغضب و قیل الحلم الإناءة و التثبت فی الأمور و هو یحصل من الاعتدال فی القوة الغضبیة و یمنع النفس من الانفعال عن الواردات المكروهة المؤذیة و من آثاره عدم جزع النفس عند الأمور الهائلة و عدم طیشها فی المؤاخذة و عدم صدور حركات غیر منتظمة منها و عدم إظهار المزیة علی الغیر و عدم التهاون فی حفظ ما یجب حفظه شرعا و عقلا انتهی.

و یدل الحدیث علی اشتراط قبول العبادة و كمالها بالحلم لأن السفیه یبادر بأمور قبیحة من الفحش و البذاء و الضرب و الإیذاء بل الجراحة و القتل و كل ذلك یفسد العبادة فإن اللّٰه إنما یتقبلها من المتقین و قیل الحلیم هنا العاقل و قد مر أن عبادة غیر العاقل لیس بكامل و لما كان الصمت عما لا یعنی من لوازم الحلم غالبا ذكره

ص: 403


1- 1. الكافی ج 2 ص 108.
2- 2. الكافی ج 2 ص 111.

بعده وَ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْیَسْكُتْ.

و صوم الصمت كان فی بنی إسرائیل و هو و إن نسخ فی هذه الأمة لكن كمال الصمت غیر منسوخ فاستشهد علیه السلام علی حسنه بكونه شرعا مقررا فی بنی إسرائیل و لم یكونوا یعدون الرجل فی العابدین المعروفین بالعبادة إلا بعد المواظبة علی صوم الصمت أو أصله عشر سنین.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّهُ لَیُعْجِبُنِی الرَّجُلُ أَنْ یُدْرِكَهُ حِلْمُهُ عِنْدَ غَضَبِهِ (1).

بیان: قوله أن یدركه بدل اشتمال للرجل.

«14»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ الْحَیِیَّ الْحَلِیمَ (2).

«15»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِیِّ الْكُوفِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَعَزَّ اللَّهُ بِجَهْلٍ قَطُّ وَ لَا أَذَلَّ بِحِلْمٍ قَطُّ(3).

بیان: الجهل یطلق علی خلاف العلم و علی ما هو مقتضاه من السفاهة و صدور الأفعال المخالفة للعقل و هنا یحتمل الوجهین كما أن الحلم یحتمل مقابلهما و الثانی أظهر فیهما.

«16»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَفَی بِالْحِلْمِ نَاصِراً وَ قَالَ إِذَا لَمْ تَكُنْ حَلِیماً فَتَحَلَّمْ (4).

بیان: كفی بالحلم ناصرا لأنه بالحلم تندفع الخصومة بل یصیر الخصم محبا له و هذا أحسن النصر مع أن الحلیم یصیر محبوبا عند الناس فالناس ینصرونه علی الخصوم و یعینونه فی المكاره و قال إذا لم تكن حلیما أی بحسب الخلقة و الطبع فتحلم أی أظهر الحلم تكلفا و جاهد نفسك فی ذلك حتی یصیر خلقا لك و یسهل علیك مع أن تكلفه بمشقة أكثر ثوابا كما مر وَ قَالَ

ص: 404


1- 1. الكافی ج 2 ص 112.
2- 2. الكافی ج 2 ص 112.
3- 3. الكافی ج 2 ص 112.
4- 4. الكافی ج 2 ص 112.

أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِیماً فَتَحَلَّمْ فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ یَكُونَ مِنْهُمْ (1).

«17»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِی عَائِشَةَ قَالَ: بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام غُلَاماً لَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَی أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ یُرَوِّحُهُ حَتَّی انْتَبَهَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا فُلَانُ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ لَكَ تَنَامُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ لَكَ اللَّیْلُ وَ لَنَا مِنْكَ النَّهَارُ(2).

إیضاح: تنام مرفوع أو منصوب بتقدیر أن و هو بدل ذلك لك اللیل استئناف و یدل علی جواز تكلیف العبد بعدم النوم فی النهار إذا لم یستخدمه فی اللیل و علی استحباب عدم تنبیه المملوك علی النوم و ترویحه و هذا غایة المروة و الحلم.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْحَیِیَّ الْحَلِیمَ الْعَفِیفَ الْمُتَعَفِّفَ (3).

توضیح: العفیف المجتنب عن المحرمات لا سیما ما یتعلق منها بالبطن و الفرج و المتعفف إما تأكید كقولهم لیل ألیل أو العفیف عن المحرمات المتعفف عن المكروهات لأنه أشد فیناسب هذا البناء أو العفیف فی البطن المتعفف فی الفرج أو العفیف عن الحرام المتعفف عن السؤال كما قال تعالی یَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ (4) أو العفیف خلقا المتعفف تكلفا فإن العفة قد یكون عن بعض المحرمات خلقا و طبعیا و عن بعضها تكلفا(5) و لعل هذا أنسب قال الراغب العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة و التعفف التعاطی لذلك بضرب من الممارسة و القهر و أصله الاقتصار علی تناول الشی ء القلیل الجاری مجری

ص: 405


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 191.
2- 2. الكافی ج 2 ص 112.
3- 3. الكافی ج 2 ص 112.
4- 4. البقرة: 273.
5- 5. ما بین العلامتین أضفناه من شرح الكافی.

العفافة و العفة أی البقیة من الشی ء أو العفف و هو ثمر الأراك و فی النهایة فیه من یستعفف یعفه اللّٰه الاستعفاف طلب العفاف و التعفف و هو الكف عن الحرام و السؤال من الناس أی من طلب العفة و تكلفها أعطاه اللّٰه تعالی إیاها.

«19»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا وَقَعَ بَیْنَ رَجُلَیْنِ مُنَازَعَةٌ نَزَلَ مَلَكَانِ فَیَقُولَانِ لِلسَّفِیهِ مِنْهُمَا قُلْتَ وَ قُلْتَ وَ أَنْتَ أَهْلٌ لِمَا قُلْتَ سَتُجْزَی بِمَا قُلْتَ وَ یَقُولَانِ لِلْحَلِیمِ مِنْهُمَا صَبَرْتَ وَ حَلُمْتَ سَیَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ إِنْ أَتْمَمْتَ ذَلِكَ قَالَ فَإِنْ رَدَّ الْحَلِیمُ عَلَیْهِ ارْتَفَعَ الْمَلَكَانِ (1).

بیان: قلت و قلت التكرار لبیان كثرة الشتم و قول الباطل و ربما یقرأ الثانی بالفاء قال فی النهایة یقال فال الرجل فی رأیه و فیل إذا لم یصب فیه و رجل فائل الرأی و فاله و فیله انتهی و الظاهر أنه تصحیف فإن رد الحلیم علیه أی بعد حلمه عنه أولا ارتفع

الملكان ساخطین علیهما و یكلانهما إلی الملكین لیكتبا علیهما قولهما و الرد بعد مبالغة الآخر فی الشتم و الفحش لا ینافی وصفه بالحلم لأنه قد حلم أولا و مراتب الحلم متفاوتة.

«20»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِذُلِّ نَفْسِی حُمْرَ النَّعَمِ وَ مَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ لَا أُكَافِی بِهَا صَاحِبَهَا(2).

بیان: ذل النفس بالكسر سهولتها و انقیادها و هی ذلول و بالضم مذلتها و ضعفها و هی ذلیل و النعم المال الراعی و هو جمع لا واحد له من لفظه و أكثر ما یقع علی الإبل قال أبو عبید النعم الجمال فقط و یؤنث و یذكر و جمعه نعمان

ص: 406


1- 1. الكافی ج 2 ص 112.
2- 2. الكافی ج 2 ص 109.

و أنعام أیضا و قیل النعم الإبل خاصة و الأنعام ذوات الخف و الظلف و هی الإبل و البقر و الغنم و قیل تطلق الأنعام علی هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهی نعم و إن انفردت البقر و الغنم لم تسم نعما كذا فی المصباح.

و قال الكرمانی حمر النعم بضم الحاء و سكون المیم أی أقواها و أجلدها و قال الطیبی أی الإبل الحمر و هی أنفس أموال العرب و قال فی المغرب حمر النعم كرائمها و هی مثل فی كل نفیس و قیل الحسن أحمر انتهی.

و ربما یقرأ النعم بالكسر جمع نعمة فالحمرة كنایة عن الحسن أی محاسن النعم و الأول أشهر و أظهر.

و الخبر یحتمل وجهین الأول أن یكون الذل بالضم و الباء للسببیة أو المصاحبة أی لا أحب أن یكون لی مع ذل نفسی أو بسببه نفائس أموال الدنیا أقتنیها أو أتصدق بها لأنه لم یكن للمال عنده علیه السلام قدر و منزلة و قال الطیبی هو كنایة عن خیر الدنیا كله و الحاصل أنی ما أرضی أن أذل نفسی و لی بذلك كرائم الدنیا و نبه علیه السلام بذكر تجرع الغیظ عقیب هذا علی أن فی التجرع العز و فی المكافاة الذل كما مر و سیأتی أو المعنی مع أنی لا أرضی بذل نفسی أحب ذلك لكثرة ثوابه و عظم فوائده و الأول أظهر.

الثانی أن یكون الذل بالكسر و الباء للعوض أی لا أرضی أن یكون لی عوض انقیاد نفسی و سهولتها و تواضعها أو بالضم أیضا أی المذلة الحاصلة عند إطاعة أمر اللّٰه بكظم الغیظ و العفو نفائس الأموال و قیل التشبیه للتقریب إلی الأفهام و إلا فذرة من الآخرة خیر من الأرض و ما فیها.

قوله علیه السلام و ما تجرعت جرعة الجرعة من الماء كاللقمة من الطعام و هو ما یجرع مرة واحدة و الجمع جرع كغرفة و غرف و تجرع الغصص مستعار منه و أصله الشرب من عجلة و قیل الشرب قلیلا و إضافة الجرعة إلی الغیظ من قبیل لجین الماء و الغیظ صفة للنفس عند احتدادها موجبة لتحركها نحو الانتقام و فی الكلام تمثیل.

ص: 407

و قال بعض الأفاضل لا یقال الغیظ أمر جبلی لا اختیار للعبد فی حصوله فكیف یكلف برفعه لأنا نقول هو مكلف بتصفیة النفس علی وجه لا یحركها أسباب الغیظ بسهولة.

و أقول علی تقدیر حصول الغیظ بغیر اختیاره فهو غیر مكلف برفعه و لكنه مكلف بعدم العمل بمقتضاه فإنه باختیاره غالبا و إن سلب اختیاره فلا یكون مكلفا.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نِعْمَ الْجُرْعَةُ الْغَیْظُ لِمَنْ صَبَرَ عَلَیْهَا فَإِنَّ عَظِیمَ الْأَجْرِ لَمِنْ عَظِیمِ الْبَلَاءِ وَ مَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً إِلَّا ابْتَلَاهُمُ (1).

بیان: لمن عظیم البلاء أی الامتحان و الاختبار فإن اللّٰه تعالی ابتلی المؤمنین بمعاشرة المخالفین و الظلمة و أرباب الأخلاق السیئة و أمرهم بالصبر و كظم الغیظ و هذا من أشد البلاء و أشق الابتلاء.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: اصْبِرْ عَلَی أَعْدَاءِ النِّعَمِ فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِیَ مَنْ عَصَی اللَّهَ فِیكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِیعَ اللَّهَ فِیهِ (2).

إیضاح: لعل المراد بأعداء النعم الحاسدون الذین یحبون زوال النعم من غیرهم فهم أعداء لنعم غیرهم یسعون فی سلبها أو الذین أنعم اللّٰه علیهم بنعم و هم یطغون و یظلمون الناس فبذلك یتعرضون لزوال النعم عن أنفسهم فهم أعداء لنعم أنفسهم و یحتمل أن یكون المراد بالنعم الأئمة علیهم السلام.

من عصی اللّٰه فیك بالحسد و ما یترتب علیه أو بالظلم أو الطغیان و الأذی من أن تطیع اللّٰه فیه بالعفو و كظم الغیظ و الصبر علی أذاه كما قال تعالی وَ الْكاظِمِینَ

ص: 408


1- 1. الكافی ج 2 ص 109.
2- 2. الكافی ج 2 ص 109.

الْغَیْظَ الآیة(1)

و فی صیغة التفضیل دلالة علی جواز المكافاة بشرط أن لا یتعدی كما قال سبحانه فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ (2) و غیره و لكن العفو أفضل.

«23»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَی آلِ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَظْمُ الْغَیْظِ مِنَ الْعَدُوِّ فِی دَوْلَاتِهِمْ تَقِیَّةً حَزْمٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ وَ تَحَرُّزٌ عَنِ التَّعَرُّضِ لِلْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا وَ مُعَانَدَةُ الْأَعْدَاءِ فِی دَوْلَاتِهِمْ وَ مُمَاظَّتُهُمْ فِی غَیْرِ تَقِیَّةٍ تَرْكُ أَمْرِ اللَّهِ فَجَامِلُوا النَّاسَ یَسْمُنْ ذَلِكَ لَكُمْ عِنْدَهُمْ وَ لَا تُعَادُوهُمْ فَتَحْمِلُوهُمْ عَلَی رِقَابِكُمْ فَتَذِلُّوا(3).

تبیان فی النهایة كظم الغیظ تجرعه و احتمال سببه و الصبر علیه و منه الحدیث إذا تثاءب أحدكم فلیكظم ما استطاع أی لیحبسه ما أمكنه و قال الحزم ضبط الرجل أمره و الحذر من فواته من قولهم حزمت الشی ء أی شددته و فی القاموس الحزم ضبط الأمر و الأخذ فیه بالثقة و قال المظاظة شدة الخلق و فظاظته و مظظته لمته و ماظظته مماظة و مماظا شاردته و نازعته و الخصم لازمته و قال جامله لم یصفه الإخاء بل ماسحه بالجمیل أو أحسن عشرته.

قوله یسمن ذلك عندهم كذا فی أكثر النسخ من قولهم سمن فلان یسمن من باب تعب و فی لغة من باب قرب إذا كثر لحمه و شحمه كنایة عن العظمة و النمو و یمكن أن یقرأ علی بناء المفعول من الإفعال أو التفعیل أی یفعل اللّٰه ذلك مرضیا محبوبا عندهم و فی بعض النسخ یسمی علی بناء المفعول من التسمیة أی یذكر عندهم و یحمدونكم بذلك فیكون مرفوعا بالاستئناف البیانی و الحمل علی الرقاب كنایة عن التسلط و الاستیلاء.

«24»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ حُصَیْنٍ السَّكُونِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ عَبْدٍ كَظَمَ غَیْظاً إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِزّاً

ص: 409


1- 1. آل عمران: 143.
2- 2. البقرة: 194.
3- 3. الكافی ج 2 ص 109.

فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (1) وَ أَثَابَهُ اللَّهُ مَكَانَ غَیْظِهِ ذَلِكَ (2).

بیان: و قد قال اللّٰه بیان لعز الآخرة لأنه تعالی قال فی سورة آل عمران وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ قال البیضاوی (3) الممسكین علیه الكافین عن إمضائه مع القدرة من كظمت القربة إذا ملأتها و شددت رأسها

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِنْفَاذِهِ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِیمَاناً.

وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ التاركین عقوبة من استحقوا مؤاخذته وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ یحتمل الجنس و یدخل تحته هؤلاء و العهد فیكون إشارة إلیهم انتهی فكفی عزا لهم فی الآخرة بأن بشر اللّٰه لهم بالجنة و حكم بأنها أعدت لهم و أنه تعالی یحبهم.

و یحتمل أن یكون تعلیلا لعز الدنیا أیضا بأنهم یدخلون تحت هذه الآیة و هذا شرف فی الدنیا أیضا أو یدل الآیة علی أنهم من المحسنین و ممن یحبهم اللّٰه و محبوبه تعالی عزیز فی الدنیا و الآخرة كما قیل.

قوله علیه السلام و أثابه اللّٰه مكان غیظه ذلك یحتمل أن یكون ذلك إشارة إلی المذكور فی الآیة و یكون فیه تقدیر أی مكان كظم غیظه أی لأجله أو عوضه و یحتمل أن یكون ذلك عطف بیان أو بدلا من غیظه و یكون أثابه عطفا علی زاده أی و یعطیه اللّٰه أیضا مع عز الدنیا و الآخرة أجرا لأصل الغیظ لأنه من البلایا التی یصیب الإنسان بغیر اختیاره و یعطی اللّٰه لها عوضا علی اصطلاح المتكلمین فالمراد بالثواب العوض لأن الثواب إنما یكون علی الأمور الاختیاریة بزعمهم و الغیظ لیس باختیاره و إن كان الكظم باختیاره فالجنة علی الكظم و الثواب أی العوض لأصل الغیظ و قیل المراد بالمكان المنزل المخصوص لكل من أهل

ص: 410


1- 1. آل عمران: 143.
2- 2. الكافی ج 2 ص 110.
3- 3. أنوار التنزیل: 81.

الجنة و إضافته من قبیل إضافة المعلول إلی العلة.

«25»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ لَوْ شَاءَ أَنْ یُمْضِیَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رِضَاهُ (1).

بیان: و لو شاء أن یمضیه أی یعمل بمقتضی الغیظ ملأ اللّٰه قلبه یوم القیامة أی یعطیه من الثواب و الكرامة و الشفاعة و الدرجة حتی یرضی رضا كاملا لا یتصور فوقه.

كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنْذِرٍ عَنِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِمْضَائِهِ حَشَا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِیمَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

إیضاح: أمنا و إیمانا كأن المراد بالإیمان التصدیق الكامل بكرمه و لطفه و رحمته لكثرة ما یعطیه من الثواب فیرجع إلی الخبر السابق و یحتمل الأعم بأن یزید اللّٰه تعالی فی یقینه و إیمانه فیستحق مزید الثواب و الكرامة إذ لا دلیل علی عدم جواز مزید الإیمان فی ذلك الیوم.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلًّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا زَیْدُ اصْبِرْ عَلَی أَعْدَاءِ النِّعَمِ فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِیَ مَنْ عَصَی اللَّهَ فِیكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِیعَ اللَّهَ فِیهِ یَا زَیْدُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی الْإِسْلَامَ وَ اخْتَارَهُ فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ (3).

توضیح: قوله فأحسنوا صحبته إیماء إلی أن مع ترك هاتین الخصلتین یخاف زوال الإسلام فإن ترك حسن الصحبة موجب للهجرة غالبا.

«27»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ حَفْصٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ أَحَبِّ السَّبِیلِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُرْعَتَانِ جُرْعَةُ غَیْظٍ یَرُدُّهَا

ص: 411


1- 1. الكافی ج 2 ص 110.
2- 2. الكافی ج 2 ص 110.
3- 3. الكافی ج 2 ص 110.

بِحِلْمٍ وَ جُرْعَةُ مُصِیبَةٍ یَرُدُّهَا بِصَبْرٍ(1).

بیان: یردها هذا علی التمثیل كان المغتاظ الذی یرید إظهار غیظه فیدفعه و لا یظهره لمنافعه الدنیویة و الأخرویة كمن شرب دواء بشعا لا یقبله طبعه و یرید أن یدفعه فیتصور نفع هذا الدواء فیرده و كذا الصبر عند البلاء و ترك الجزع یشبه تلك الحالة ففیهما استعارة تمثیلیة و الفرق بین الكظم و الصبر أن الكظم فیما یقدر علی الانتقام و الصبر فیما لا یقدر علیه.

«28»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَقَرَّ لِعَیْنِ أَبِیكَ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ عَاقِبَتُهَا صَبْرٌ وَ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ لِی بِذُلِّ نَفْسِی حُمْرَ النَّعَمِ (2).

بیان: ما من شی ء ما نافیة و من زائدة للتصریح بالتعمیم و هو مرفوع محلا لأنه اسم ما و أقر خبره و اللام فی لعین للتعدیة قال الراغب قرت عینه تقر سرت قال تعالی كَیْ تَقَرَّ عَیْنُها(3) و قیل لمن یسر به قرة عین قال تعالی قُرَّتُ عَیْنٍ لِی وَ لَكَ (4) قیل أصله من القر أی البرد فقرت عینه قیل معناه بردت فصحت و قیل بل لأن للسرور دمعة باردة قارة و للحزن دمعة حارة و لذلك یقال فیمن یدعی علیه أسخن اللّٰه عینه و قیل هو من القرار و المعنی أعطاه اللّٰه ما تسكن به عینه فلا تطمح إلی غیره (5).

قوله علیه السلام عاقبتها صبر كأن المراد بالصبر الرضا بكظم الغیظ و العزم علی ترك الانتقام أو المعنی أنه یكظم الغیظ بشدة و مشقة إلی أن ینتهی إلی درجة الصابرین بحیث یكون موافقا لطبعه غیر كاره له و هذا من أفضل صفات المقربین و قیل إشارة إلی أن كظم الغیظ إنما هو مع القدرة علی الانتقام

ص: 412


1- 1. الكافی ج 2 ص 110.
2- 2. الكافی ج 2 ص 110.
3- 3. طه: 40.
4- 4. القصص: 9.
5- 5. مفردات غریب القرآن 398.

و هو محبوب و إن انتهی إلی حد یصبر مع عدم القدرة علی الانتقام أیضا و لا یخفی ما فیه.

كا، [الكافی] عن علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن معاویة بن وهب عن معاذ بن مسلم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1).

«29»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ جُرْعَةٍ یَتَجَرَّعُهَا الْعَبْدُ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ یَتَجَرَّعُهَا عِنْدَ تَرَدُّدِهَا فِی قَلْبِهِ إِمَّا بِصَبْرٍ وَ إِمَّا بِحِلْمٍ (2).

إیضاح: المراد بترددها فی قلبه إقدام القلب تارة إلی تجرعها لما فیه من الأجر الجزیل و إصلاح النفس و تارة إلی ترك تجرعها لما فیه من البشاعة و المرارة إما بصبر و إما بحلم الفرق بینهما إما بأن الأول فیما إذا لم یكن حلیما فیتحلم و یصبر و الثانی فیما إذا كان حلیما و كان ذلك خلقه و كان علیه یسیرا أو الأول فیما إذا لم یقدر علی الانتقام فیصبر و لا یجزع و الثانی فیما إذا قدر و لم یفعل حلما و تكرما بناء علی أن كظم الغیظ قد یستعمل فیما إذا لم یقدر علی الانتقام أیضا و قیل الصبر هو أن لا یقول و لا یفعل شیئا أصلا و الحلم أن یقول أو یفعل شیئا یوجب رفع الفتنة و تسكین الغضب فیكون الحلم بمعنی العقل و استعماله.

أقول: قد مضی كثیر من أخبار هذا الباب فی باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن و باب صفات خیار العباد.

«30»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ یَقُولُ: جَعَلَتْ جَارِیَةٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام تَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَسَقَطَ الْإِبْرِیقُ مِنْ یَدِ الْجَارِیَةِ عَلَی وَجْهِهِ فَشَجَّهُ فَرَفَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام رَأْسَهُ إِلَیْهَا فَقَالَتِ الْجَارِیَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ فَقَالَ لَهَا قَدْ كَظَمْتُ غَیْظِی قَالَتْ:

ص: 413


1- 1. هو مثل الحدیث 22، فلا تغفل.
2- 2. الكافی ج 2 ص 111 و فی بعض النسخ« اما یصبر و اما یحلم».

وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ قَالَ لَهَا قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْكِ قَالَتْ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ قَالَ اذْهَبِی فَأَنْتِ حُرَّةٌ(1).

«31»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ مُرُوَّتُنَا الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَنَا(2).

لی، [الأمالی للصدوق] ابن الولید عن الصفار عن النهدی عن ابن أبی نجران عن حماد: مثله.

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَا عِزَّ أَرْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ (3).

«33»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی زِیَادٍ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: حَسْبُ الْمُؤْمِنِ مِنَ اللَّهِ نُصْرَةً أَنْ یَرَی عَدُوَّهُ یَعْمَلُ مَعَاصِیَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

لی، [الأمالی للصدوق] ابن المتوكل عن الحمیری عن البرقی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (4).

«34»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (5).

«35»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الشَّعِیرِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِلصَّادِقِ علیه السلام حَدِّثْنِی عَنْ نَفْسِكَ بِحَدِیثٍ أَتَّعِظُ بِهِ وَ یَكُونُ لِی زَاجِرَ صِدْقٍ عَنِ الْمُوبِقَاتِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام عَلَیْكَ بِالْحِلْمِ فَإِنَّهُ رُكْنُ الْعِلْمِ وَ امْلِكْ نَفْسَكَ عِنْدَ أَسْبَابِ الْقُدْرَةِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ كُنْتَ كَمَنْ شَفَی غَیْظاً وَ تَدَاوَی حِقْداً أَوْ یُحِبُّ أَنْ یُذْكَرَ بِالصَّوْلَةِ وَ اعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ عَاقَبْتَ مُسْتَحِقّاً لَمْ تَكُنْ غَایَةُ

ص: 414


1- 1. أمالی الصدوق: 121.
2- 2. أمالی الصدوق: 173.
3- 3. أمالی الصدوق: 193.
4- 4. أمالی الصدوق: 24.
5- 5. الخصال ج 1 ص 16.

مَا تُوصَفُ بِهِ إِلَّا الْعَدْلَ وَ لَا أَعْرِفُ حَالًا أَفْضَلَ مِنْ حَالِ الْعَدْلِ وَ الْحَالُ الَّتِی تُوجِبُ الشُّكْرَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَالِ الَّتِی تُوجِبُ الصَّبْرَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ وَعَظْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ قُلْتَ فَأَوْجَزْتَ الْخَبَرَ(1).

«36»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحْوِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَیْرٍ قَالَ: وَفَدَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِیِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِی أَهْلَ بَیْتٍ أُحْسِنُ إِلَیْهِمْ فَیُسِیئُونَ وَ أَصِلُهُمْ فَیَقْطَعُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ

عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (2) فَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِیِّ إِنِّی قُلْتُ شِعْراً هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا قَالَ وَ مَا قُلْتَ فَأَنْشَدَهُ

وَ حَیِ (3)

ذَوِی الْأَضْغَانِ تَسْبِ قُلُوبَهُمْ***تَحِیَّتُكَ الْعُظْمَی فَقَدْ یُرْفَعُ النَّغَلُ

فَإِنْ أَظْهَرُوا خَیْراً فَجَازِ بِمِثْلِهِ***وَ إِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِیثَ فَلَا تَسَلْ

فَإِنَّ الَّذِی یُؤْذِیكَ منك [مِنْهُ] سَمَاعُهُ***وَ إِنَّ الَّذِی قَالُوا وَرَاءَكَ لَمْ یُقَلْ

فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُكْماً وَ إِنَّ مِنَ الْبَیَانِ لَسِحْراً وَ إِنَّ شِعْرَكَ لَحَسَنٌ وَ إِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَحْسَنُ (4).

«37»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِیَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا علیه السلام إِذَا قِیلَ فِیكَ مَا فِیكَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ذَنْبٌ ذُكِّرْتَهُ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِنْهُ وَ إِنْ قِیلَ فِیكَ مَا لَیْسَ فِیكَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ حَسَنَةٌ كُتِبَتْ لَكَ لَمْ تَتْعَبْ فِیهَا(5).

ص: 415


1- 1. أمالی الصدوق: 365 فی حدیث.
2- 2. فصّلت: 34.
3- 3. أمر من التحیة و هو السّلام و اطابة الكلام و قوله« تسب» من السبی.
4- 4. أمالی الصدوق: 368.
5- 5. أمالی الصدوق: 306.

«38»- لی، [الأمالی للصدوق] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اصْبِرْ عَلَی أَعْدَاءِ النِّعَمِ فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِئَ مَنْ عَصَی اللَّهَ فِیكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِیعَ اللَّهَ فِیهِ (1).

ل، [الخصال] أبی عن سعد: مثله (2).

«39»- ل، [الخصال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ خَلَّادٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِذُلِّ نَفْسِی حُمْرَ النَّعَمِ وَ مَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ لَا أُكَافِی بِهِ صَاحِبَهَا(3).

ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عن ابن أبی عمیر عن هشام بن الحكم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و منصور عن الثمالی عن أبی جعفر علیه السلام قالا كان علی بن الحسین علیه السلام یقول: و ذكر مثله.

«40»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّی افْتَدَیْتُ خَصْلَتَیْنِ فِی الشِّیعَةِ لَنَا بِبَعْضِ سَاعِدِی النَّزَقَ وَ قِلَّةَ الْكِتْمَانِ (4).

«41»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ جُرْعَتَیْنِ جُرْعَةِ غَیْظٍ رَدَّهَا مُؤْمِنٌ بِحِلْمٍ وَ جُرْعَةِ مُصِیبَةٍ رَدَّهَا مُؤْمِنٌ بِصَبْرٍ الْخَبَرَ(5).

«42»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام.

ص: 416


1- 1. أمالی الصدوق: 60.
2- 2. الخصال ج 1 ص 13.
3- 3. الخصال ج 1 ص 14 و مثله فی الكافی ج 2 ص 111 سندا و متنا.
4- 4. الخصال ج 1 ص 24.
5- 5. الخصال ج 1 ص 26.

ثَلَاثَةٌ لَا یَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلَاثَةٍ شَرِیفٌ مِنْ وَضِیعٍ وَ حَلِیمٌ مِنْ سَفِیهٍ وَ بَرٌّ مِنْ فَاجِرٍ(1).

سن، [المحاسن] أبی عن موسی بن القاسم عن المحاربی عن الصادق علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (2).

«43»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَیْفَ شَاءَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَی السُّیُوفِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ أَشْرَفَ عَلَی مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

سن، [المحاسن] عن أبیه رفعه عنه علیه السلام: مثله (4).

«44»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِیمَانِ مَنْ صَبَرَ عَلَی الظُّلْمِ وَ كَظَمَ غَیْظَهُ وَ احْتَسَبَ وَ عَفَا وَ غَفَرَ كَانَ مِمَّنْ یُدْخِلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ یُشَفِّعُهُ فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ(5).

«45»- فس، [تفسیر القمی]: وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ (6) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِمْضَائِهِ حَشَا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِیمَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ وَ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا غَضِبَ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ(7).

ص: 417


1- 1. الخصال ج 1 ص 43.
2- 2. المحاسن: 6.
3- 3. الخصال ج 1 ص 43.
4- 4. المحاسن: 6.
5- 5. الخصال ج 1 ص 51.
6- 6. الشوری: 37.
7- 7. تفسیر القمّیّ: 604.

«46»- ل، [الخصال] سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ خَرَاجَةَ عَنْ أَبِی كُرَیْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَبْسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ فَلَیْسَ مِنِّی وَ لَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا هُنَّ قَالَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ وَ حُسْنُ خُلُقٍ یَعِیشُ بِهِ فِی النَّاسِ وَ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«47»- ن (2)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] ل، [الخصال] تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ فَأَوَّلُ شَیْ ءٍ یَسْتَقْبِلُكَ فَكُلْهُ وَ الثَّانِی فَاكْتُمْهُ وَ الثَّالِثُ فَاقْبَلْهُ وَ الرَّابِعُ فَلَا تُؤْیِسْهُ وَ الْخَامِسُ فَاهْرُبْ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ مَضَی فَاسْتَقْبَلَهُ جَبَلٌ أَسْوَدُ عَظِیمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ آكُلَ هَذَا وَ بَقِیَ مُتَحَیِّراً ثُمَّ رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ إِنَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَأْمُرُنِی إِلَّا بِمَا أُطِیقُ فَمَشَی إِلَیْهِ لِیَأْكُلَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ صَغُرَ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِ فَوَجَدَهُ لُقْمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطْیَبَ شَیْ ءٍ أَكَلَهُ ثُمَّ مَضَی فَوَجَدَ طَشْتاً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَكْتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ وَ جَعَلَهُ فِیهِ وَ أَلْقَی عَلَیْهِ التُّرَابَ ثُمَّ مَضَی فَالْتَفَتَ فَإِذَا الطَّشْتُ قَدْ ظَهَرَ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَمَضَی فَإِذَا هُوَ بِطَیْرٍ وَ خَلْفَهُ بَازِیٌّ فَطَافَ الطَّیْرُ حَوْلَهُ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَقْبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمَّهُ فَدَخَلَ الطَّیْرُ فِیهِ فَقَالَ لَهُ الْبَازِی أَخَذْتَ مِنِّی صَیْدِی وَ أَنَا خَلْفَهُ مُنْذُ أَیَّامٍ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا أُویِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِنْ فَخِذِهِ قِطْعَةً فَأَلْقَاهَا إِلَیْهِ ثُمَّ مَضَی فَلَمَّا مَضَی فَإِذَا هُوَ بِلَحْمِ مَیْتَةٍ مُنْتِنٍ مَدُودٍ(3) فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَهْرُبَ مِنْ هَذَا فَهَرَبَ مِنْهُ فَرَجَعَ فَرَأَی فِی الْمَنَامِ كَأَنَّهُ قَدْ قِیلَ لَهُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَهَلْ تَدْرِی

ص: 418


1- 1. الخصال ج 1 ص 71.
2- 2. عیون الأخبار ج 1 ص 275.
3- 3. أی جعل فیه الدود.

مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قِیلَ لَهُ أَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ الْغَضَبُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یَرَ نَفْسَهُ وَ جَهِلَ قَدْرَهُ مِنْ عِظَمِ الْغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفْسَهُ وَ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَتْ عَاقِبَتُهُ كَاللُّقْمَةِ الطَّیِّبَةِ الَّتِی أَكَلْتَهَا وَ أَمَّا الطَّشْتُ فَهُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ الْعَبْدُ وَ أَخْفَاهُ أَبَی اللَّهُ

عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنْ یُظْهِرَهُ لِیُزَیِّنَهُ بِهِ مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَ أَمَّا الطَّیْرُ فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ بِنَصِیحَةٍ فَاقْبَلْهُ وَ اقْبَلْ نَصِیحَتَهُ وَ أَمَّا الْبَازِی فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ فِی حَاجَةٍ فَلَا تُؤْیِسْهُ وَ أَمَّا اللَّحْمُ الْمُنْتِنُ فَهِیَ الْغِیبَةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا(1).

«48»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ یُسْمِعُ آخِرَهُمْ كَمَا یُسْمِعُ أَوَّلَهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ مَا فَضْلُكُمْ هَذَا الَّذِی تَرَدَّیْتُمْ بِهِ فَیَقُولُونَ كُنَّا یُجْهَلُ عَلَیْنَا فِی الدُّنْیَا فَنَتَحَمَّلُ وَ یُسَاءُ إِلَیْنَا فَنَعْفُو قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ الْخَبَرَ(2).

«49»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْعَفْوَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعْفُوا یُعِزَّكُمُ اللَّهُ الْخَبَرَ(3).

«50»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْحَسَنِ: یَا بُنَیَّ الْعَقْلُ خَلِیلُ الْمَرْءِ وَ الْحِلْمُ وَزِیرُهُ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الصَّبْرُ مِنْ خَیْرِ جُنُودِهِ (4).

«51»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً مَلَأَ اللَّهُ

ص: 419


1- 1. الخصال ج 1 ص 128.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 101.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 14.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 145.

جَوْفَهُ إِیمَاناً وَ مَنْ عَفَا عَنْ مَظْلِمَةٍ أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهَا عِزّاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(1).

«52»- لی، [الأمالی للصدوق]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْخَلْقِ أَقْوَی قَالَ الْحَلِیمُ وَ سُئِلَ مَنْ أَحْلَمُ النَّاسِ قَالَ الَّذِی لَا یَغْضَبُ (2).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَنِی بِهَا وَ إِنَّ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَنْ یَعْفُوَ الرَّجُلُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ یُعْطِیَ مَنْ حَرَمَهُ وَ یَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ وَ أَنْ یَعُودَ مَنْ لَا یَعُودُهُ (3).

«54»- ن (4)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ ابْنُ عِصَامٍ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْوَرَّاقُ وَ الدَّقَّاقُ جَمِیعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ اسْمَهُ: عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ الْمَأْمُونَ قَالَ لَهُ هَلْ رَوَیْتَ مِنَ الشِّعْرِ شَیْئاً فَقَالَ قَدْ رَوَیْتُ مِنْهُ الْكَثِیرَ فَقَالَ أَنْشِدْنِی أَحْسَنَ مَا رَوَیْتَهُ فِی الْحِلْمِ فَقَالَ علیه السلام:

إِذَا كَانَ دُونِی مَنْ بُلِیتُ بِجَهْلِهِ***أَبَیْتُ لِنَفْسِی أَنْ تُقَابِلَ بِالْجَهْل

وَ إِنْ كَانَ مِثْلِی فِی مَحَلِّی مِنَ النُّهَی***أَخَذْتُ بِحِلْمِی كَیْ أَجِلَّ عَنِ الْمِثْلِ

وَ إِنْ كُنْتُ أَدْنَی مِنْهُ فِی الْفَضْلِ وَ الْحِجَی***عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّمِ وَ الْفَضْلِ

قَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ بَعْضُ فِتْیَانِنَا(5).

«55»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ

ص: 420


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 185.
2- 2. أمالی الصدوق: 237.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 92.
4- 4. فی نسخة الكمبانیّ زاد قبله رمز معانی الأخبار، و هو كذلك فی نسخة الأصل لكنه مضروب علیه، و الحدیث لا یوجد فی معانی الأخبار.
5- 5. عیون الأخبار ج 2 ص 174.

عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْلَی النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَی الْعُقُوبَةِ وَ أَحْزَمُ النَّاسِ أَكْظَمُهُمْ لِلْغَیْظِ(1).

«56»- مع (2)،[معانی الأخبار] لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ (3) قَالَ الْعَفْوُ مِنْ غَیْرِ عِتَابٍ (4).

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] القطان و النقاش و الطالقانی جمیعا عن أحمد الهمدانی: مثله (5)

لی، [الأمالی للصدوق] حمزة العلوی عن عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسنی عن محمد بن الحسین الوادعی عن أحمد بن صبیح عن ابن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق عن أبیه عن علی بن الحسین علیهم السلام: مثله (6).

«57»- لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا نَاجَی اللَّهَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام أَنْ قَالَ إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَی أَذَی النَّاسِ وَ شَتْمِهِمْ فِیكَ قَالَ أُعِینُهُ عَلَی أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ(7).

«58»- الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صَافِحْ عَدُوَّكَ وَ إِنْ كَرِهَ فَإِنَّهُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عِبَادَهُ یَقُولُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ

ص: 421


1- 1. معانی الأخبار: 196.
2- 2. معانی الأخبار ص 273.
3- 3. الحجر: 85.
4- 4. أمالی الصدوق ص 45.
5- 5. عیون الأخبار ج 1 ص 294.
6- 6. أمالی الصدوق ص 202.
7- 7. أمالی الصدوق ص 125.

عَظِیمٍ (1). وَ قَالَ علیه السلام: مَا تُكَافِئُ عَدُوَّكَ بِشَیْ ءٍ أَشَدَّ عَلَیْهِ مِنْ أَنْ تُطِیعَ اللَّهَ فِیهِ وَ حَسْبُكَ أَنْ تَرَی عَدُوَّكَ یَعْمَلُ بِمَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).

«59»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ ثَلَاثٌ لَمْ یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ (3).

«60»- سن، [المحاسن] الْوَشَّاءُ عَنْ مُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ یَتَجَرَّعُهَا عَبْدٌ یُرَدِّدُهَا فِی قَلْبِهِ إِمَّا بِصَبْرٍ وَ إِمَّا بِحِلْمٍ (4).

«61»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْحِلْمُ سِرَاجُ اللَّهِ یَسْتَضِی ءُ بِهِ صَاحِبُهُ إِلَی جِوَارِهِ وَ لَا یَكُونُ حَلِیماً إِلَّا الْمُؤَیَّدُ بِأَنْوَارِ اللَّهِ وَ بِأَنْوَارِ الْمَعْرِفَةِ وَ التَّوْحِیدِ وَ الْحِلْمُ یَدُورُ عَلَی خَمْسَةِ أَوْجُهٍ أَنْ یَكُونَ عَزِیزاً فَیُذَلَّ أَوْ یَكُونَ صَادِقاً فَیُتَّهَمَ أَوْ یَدْعُوَ إِلَی الْحَقِّ فَیُسْتَخَفَّ بِهِ أَوْ أَنْ یُؤْذَی بِلَا جُرْمٍ أَوْ أَنْ یُطَالَبَ بِالْحَقِّ وَ یُخَالِفُوهُ فِیهِ فَإِنْ آتَیْتَ كُلًّا مِنْهَا حَقَّهُ فَقَدْ أَصَبْتَ وَ قَابِلِ السَّفِیهَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ وَ تَرْكِ الْجَوَابِ یَكُنِ النَّاسُ أَنْصَارَكَ لِأَنَّ مَنْ جَاوَبَ السَّفِیهَ وَ كَافَأَهُ قَدْ وَضَعَ الْحَطَبَ عَلَی النَّارِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْأَرْضِ مَنَافِعُهُمْ مِنْهَا وَ أَذَاهُمْ عَلَیْهَا وَ مَنْ لَا یَصْبِرُ عَلَی جَفَاءِ الْخَلْقِ لَا یَصِلُ إِلَی رِضَا اللَّهِ تَعَالَی لِأَنَّ رِضَا اللَّهِ مَشُوبٌ بِجَفَاءِ الْخَلْقِ وَ حُكِیَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَحْنَفَ بْنِ قَیْسٍ إِیَّاكَ إِیَّاكَ أَعْنِی قَالَ وَ عَنْكَ

ص: 422


1- 1. فصّلت: 34.
2- 2. الخصال ج 2 ص 168.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. المحاسن ص 292.

أُعْرِضُ (1)

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بُعِثْتُ لِلْحِلْمِ مَرْكَزاً وَ لِلْعِلْمِ مَعْدِناً وَ لِلصَّبْرِ مَسْكَناً(2).

«62»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْعَفْوُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْمُتَّقِینَ وَ تَفْسِیرُ الْعَفْوِ أَنْ لَا تَلْزَمَ صَاحِبَكَ فِیمَا أَجْرَمَ ظَاهِراً وَ تَنْسَی مِنَ الْأَصْلِ مَا أُصِبْتَ مِنْهُ بَاطِناً وَ تَزِیدَ عَلَی الِاخْتِیَارَاتِ إِحْسَاناً وَ لَنْ یَجِدَ إِلَی ذَلِكَ سَبِیلًا إِلَّا مَنْ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ زَیَّنَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَلْبَسَهُ مِنْ نُورِ بَهَائِهِ لِأَنَّ الْعَفْوَ وَ الْغُفْرَانِ صِفَتَانِ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْدَعَهُمَا فِی أَسْرَارِ أَصْفِیَائِهِ لِیَتَخَلَّقُوا مَعَ الْخَلْقِ بِأَخْلَاقِ خَالِقِهِمْ وَ جَعَلَهُمْ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3) وَ مَنْ لَا یَعْفُو عَنْ بَشَرٍ مِثْلِهِ كَیْفَ یَرْجُو عَفْوَ مَلِكٍ جَبَّارٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَاكِیاً عَنْ رَبِّهِ یَأْمُرُهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ قَالَ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَ اعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ أَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَ أَحْسِنْ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْكَ وَ قَدْ أُمِرْنَا بِمُتَابَعَتِهِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(4) وَ الْعَفْوُ سِرُّ اللَّهِ فِی الْقُلُوبِ قُلُوبِ خَوَاصِّهِ مِمَّنْ یُسِرُّ لَهُ سِرَّهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَ یَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ یَكُونَ كَأَبِی ضَمْضَمٍ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا أَبُو ضَمْضَمٍ قَالَ رَجُلٌ كَانَ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِی عَلَی النَّاسِ عَامَّةً(5).

«63»- شی، [تفسیر العیاشی] أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: لَوَدِدْتُ أَنَّهُ أُذِنَ لِی فَكَلَّمْتُ النَّاسَ ثَلَاثاً ثُمَّ صَنَعَ اللَّهُ بِی مَا أَحَبَّ قَالَ بِیَدِهِ عَلَی صَدْرِهِ ثُمَ

ص: 423


1- 1. فی المصدر المطبوع: ایاك أعنی قال: و عنك أحلم.
2- 2. مصباح الشریعة: 37.
3- 3. النور: 23.
4- 4. الحشر: 8.
5- 5. مصباح الشریعة: 39.

قَالَ وَ لَكِنَّهَا عَزْمَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ نَصْبِرَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا أَذیً كَثِیراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(1) وَ أَقْبَلَ یَرْفَعُ یَدَهُ وَ یَضَعُهَا عَلَی صَدْرِهِ (2).

«64»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِیٍّ الدَّهَّانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلًا یَشْتِمُ قَنْبَراً وَ قَدْ رَامَ قَنْبَرٌ أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهِ فَنَادَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَهْلًا یَا قَنْبَرُ دَعْ شَاتِمَكَ مُهَانًا تُرْضِی الرَّحْمَنَ وَ تُسْخِطُ الشَّیْطَانَ وَ تُعَاقِبُ عَدُوَّكَ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَرْضَی الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ بِمِثْلِ الْحِلْمِ وَ لَا أَسْخَطَ الشَّیْطَانَ بِمِثْلِ الصَّمْتِ وَ لَا عُوقِبَ الْأَحْمَقُ بِمِثْلِ السُّكُوتِ عَنْهُ (3).

«65»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَا الْتَقَتْ فِئَتَانِ قَطُّ إِلَّا نَصَرَ اللَّهُ أَعْظَمَهُمَا عَفْواً(4).

«66»- جا، [المجالس للمفید] الصَّدُوقُ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ بِالْمَدِینَةِ رَجُلٌ بَطَّالٌ یُضْحِكُ أَهْلَ الْمَدِینَةِ مِنْ كَلَامِهِ فَقَالَ یَوْماً لَهُمْ قَدْ أَعْیَانِی هَذَا الرَّجُلُ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَمَا یُضْحِكُهُ مِنِّی شَیْ ءٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ أَحْتَالَ فِی أَنْ أُضْحِكَهُ قَالَ فَمَرَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ مَعَهُ مَوْلَیَانِ لَهُ فَجَاءَ ذَلِكَ الْبَطَّالُ حَتَّی انْتَزَعَ رِدَاءَهُ مِنْ ظَهْرِهِ وَ اتَّبَعَهُ الْمَوْلَیَانِ فَاسْتَرْجَعَا الرِّدَاءَ مِنْهُ وَ أَلْقَیَاهُ عَلَیْهِ وَ هُوَ مُخْتَبٍ (5) لَا یَرْفَعُ طَرْفَهُ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ لِمَوْلَیَیْهِ مَا هَذَا؟

ص: 424


1- 1. آل عمران: 185.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 211.
3- 3. مجالس المفید: 77.
4- 4. مجالس المفید: 130.
5- 5. الاختباء- الاستتار، و دخول الخباء: و هو ما یعمل من وبر أو صوف و قد یكون. من شعر و یكون علی عمودین أو ثلاثة و ما فوق ذلك فهو بیت. و فی المصدر المطبوع« و هو محتب» من الاحتباء و هو نوع جلوس.

فَقَالا لَهُ رَجُلٌ بَطَّالٌ یُضْحِكُ أَهْلَ الْمَدِینَةِ وَ یَسْتَطْعِمُ مِنْهُمْ بِذَلِكَ قَالَ فَقُولَا لَهُ یَا وَیْحَكَ إِنَّ لِلَّهِ یَوْماً یَخْسَرُ فِیهِ الْبَطَّالُونَ (1).

«67»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ عَبْدُ الْعَزِیزِ الْجَنَابِذِیُّ: رُوِیَ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَحْضَرَ وُلْدَهُ یَوْماً فَقَالَ لَهُمْ یَا بَنِیَّ إِنِّی مُوصِیكُمْ بِوَصِیَّةٍ فَمَنْ حَفِظَهَا لَمْ یَضَعْ مَعَهَا إِنْ أَتَاكُمْ آتٍ فَأَسْمَعَكُمْ فِی الْأُذُنِ الْیُمْنَی مَكْرُوهاً ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَی الْأُذُنِ الْیُسْرَی فَاعْتَذَرَ وَ قَالَ لَمْ أَقُلْ شَیْئاً فَاقْبَلُوا عُذْرَهُ (2).

«68»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی أَنْ یُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّی یُخَیَّرَ مِنْ أَیِّ الْحُورِ شَاءَ.

وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. إِنَّ أَوَّلَ عِوَضِ الْحَلِیمِ مِنْ خَصْلَتِهِ أَنَّ النَّاسَ أَعْوَانُهُ عَلَی الْجَاهِلِ.

وَ فِی الْحَدِیثِ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ فَلْیَدْخُلِ الْجَنَّةَ فَیُقَالُ مَنْ هُمْ فَیُقَالُ الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ.

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِنْفَاذِهِ مَلَأَهُ اللَّهُ أَمْناً وَ إِیمَاناً وَ مَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ تَوَاضُعاً كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ(3).

«69»- تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَخَّصَ أَنْ یُعَاقَبَ الْعَبْدُ عَلَی ظُلْمِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ

ص: 425


1- 1. مجالس المفید: 136.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 12.
3- 3. جامع الأخبار: 137.

عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (1) وَ هَذَا هُوَ فِیهِ بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ عَفَا وَ إِنْ شَاءَ عَاقَبَ.

«70»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ صَبَرَ عَلَی مَا وَرَدَ عَلَیْهِ فَهُوَ الْحَلِیمُ.

وَ قَالَ لُقْمَانَ: عَدُوٌّ حَلِیمٌ خَیْرٌ مِنْ صَدِیقٍ سَفِیهٍ.

وَ قَالَ لُقْمَانُ: ثَلَاثَةٌ لَا یُعْرَفُونَ إِلَّا فِی ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ لَا یُعْرَفُ الْحَلِیمُ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ وَ لَا یُعْرَفُ الشُّجَاعُ إِلَّا فِی الْحَرْبِ وَ لَا تَعْرِفُ أَخَاكَ إِلَّا عِنْدَ حَاجَتِكَ إِلَیْهِ (2).

«71»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام: مَنْ كَفَّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«72»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ الْمُعَافَا عَنْ حَمَّوَیْهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: إِنَّهُ لَیَعْرِضُ لِی صَاحِبُ الْحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَی قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ یَسْتَغْنِیَ عَنْهَا صَاحِبُهَا أَلَا وَ إِنَّ مَكَارِمَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (3) وَ تَفْسِیرُهُ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تُعْطِیَ مَنْ حَرَمَكَ (4).

«73»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: مَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةَ غَیْظٍ قَطُّ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ أَعْقَبَهَا صَبْراً وَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِذَلِكَ حُمْرَ النَّعَمِ (5).

ص: 426


1- 1. الشوری: 40.
2- 2. الاختصاص: 246.
3- 3. الأعراف: 199.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 258.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 285.

«74»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الرِّضَا علیه السلام: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ (1) عَفْوٌ بِغَیْرِ عِتَابٍ.

«75»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَشْرَفُ خِصَالِ الْكَرَمِ غَفْلَتُكَ عَمَّا تَعْلَمُ.

«76»- نهج، [نهج البلاغة]: أَوْلَی النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَی الْعُقُوبَةِ(2).

وَ قَالَ علیه السلام: الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُیُوبِ- وَ قَالَ السَّیِّدُ وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ فِی الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَی أَیْضاً الْمُسَالَمَةُ خَبْ ءُ الْعُیُوبِ (3).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا قَدَرْتَ عَلَی عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَیْهِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَیْهِ وَ ارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَامِ عَلَیْهِ (5)

وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ: مَتَی أَشْفِی غَیْظِی إِذَا غَضِبْتُ أَ حِینَ أَعْجِزُ عَنِ الِانْتِقَامِ فَیُقَالُ لِی لَوْ صَبَرْتَ أَمْ حِینَ أَقْدِرُ عَلَیْهِ فَیُقَالُ لِی لَوْ غَفَرْتَ (6).

وَ قَالَ علیه السلام: أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِیمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَی الْجَاهِلِ (7).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِیماً فَتَحَلَّمْ فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ یَكُونَ مِنْهُمْ (8).

ص: 427


1- 1. الحجر: 85.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 155.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 144.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 145.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 184.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 188.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 191.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 191.

وَ قَالَ علیه السلام: الْحِلْمُ عَشِیرَةٌ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ الْعَقْلُ حُسَامٌ بَاتِرٌ فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ وَ قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: الْحِلْمُ وَ الْأَنَاةُ تَوْأَمَانِ تُنْتِجُهَما عُلُوُّ الْهِمَّةِ(3).

«77»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ لُقْمَانُ: مَنْ لَا یَكْظِمْ غَیْظَهُ یُشْمِتْ عَدُوَّهُ.

«78»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْحِلْمُ سَجِیَّةٌ فَاضِلَةٌ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ حَلُمَ مِنْ عَدُوِّهِ ظَفِرَ بِهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: شِدَّةُ الْغَضَبِ تُغَیِّرُ الْمَنْطِقَ وَ تَقْطَعُ مَادَّةَ الْحُجَّةِ وَ تُفَرِّقُ الْفَهْمَ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا عِزَّ أَنْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَنْفَعُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَسَبَ أَوْضَعُ مِنَ الْغَضَبِ.

ص: 428


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 244 و مغزی قوله علیه السّلام الحلم عشیرة معنی قوله: أن الناس أنصار الحلیم علی الجاهل، فهو یعتز بحلمه و نصرة الناس له، كما یعتز بالعشیرة.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 245.
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 251.

كلمة المصّحح

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه محمّد و آله أمناء اللّٰه.

و بعد: فقد تفضّل اللّٰه علینا و له الفضل و المنّ حیث اختارنا لخدمة الدین و أهله و قیّضنا لتصحیح هذه الموسوعة الكبری و هی الباحثة عن المعارف الإسلامیّة الدائرة بین المسلمین: أعنی بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم الصلوات و السلام.

و هذا الجزء الذی نخرجه إلی القرّاء الكرام هو الجزء الخامس من المجلّد الخامس عشر و قد اعتمدنا فی تصحیح الأحادیث و تحقیقها علی النسخة المصحّحة المشهورة بكمبانیّ بعد تخریجها من المصادر و تعیین موضع النصّ من المصدر و قابلناها معذلك علی النسخة الوحیدة من نسخة الأصل لخزانة كتب الحبر الفاضل حجّة الإسلام الحاجّ الشیخ حسن المصطفویّ دام إفضاله و قد قدّمنا فی مقدّمة الجزء السابق- 70- شطرا ممّا یتعلق بمعرفة هذه النسخة و یری القاری ء صورا فتوغرافیّة منها فیما یلی.

****. ثمّ إنّه قد وجدنا فی خزانة مكتبة ملك بطهران نسخة أخری من مسوّدات هذا المجلّد أعنی الجزء الثانی أبواب مكارم الأخلاق لكنّ النسخة ناقصة فی مواضع مختلفة: منها فی أواسط الباب الأوّل باب جوامع المكارم إلی باب العزلة عن شرار الخلق و الأنس باللّٰه و هو الباب 12 فقد سقط من ههنا أحد عشر بابا و غیر ذلك من النواقص و السقطات.

و لكن مسوّدات هذه النسخة أشبه بنسخة الأصل فعناوین الأبواب الموجودة

ص: 429

فیها بخطّ ید المؤلّف قدسّ سرّه كما فی سائر نسخ الأصل و هكذا شطر كثیر من الأحادیث مع ما فیها من الترقین علی بعض السطور.

و یعجبنی توارد هاتین النسختین فما یوجد فی هذه النسخة (نسخة ملك) محضا أو ملفّقا بخطّ المؤلّف العلّامة ففی نسخة المصطفویّ بخطّ كاتبه و بالعكس:

فالآیات الكریمة التی نقلها المؤلّف العلّامة فی صدر باب جوامع المكارم و هكذا باب الیقین و الصبر علی الشدائد، و باب الإخلاص و معنی قربه تعالی و باب الطاعة و التقوی و الورع ... فی نسخة ملك كلّها مكتوبة بخطّه قدسّ سرّه و تفسیرها بخطّ كاتبه و أمّا فی نسخة المصطفویّ فبالعكس الآیات بخطّ كاتبه و تفسیرها بخطّ یده رضوان اللّٰه علیه و للظنّ فی اقتسام هاتین النسختین لمسوّدات الأصل مذاهب.

**** و ممّا یجب أن نتذّكر ههنا أنّ الباب 69 (باب أنّ اللّٰه لا یعاقب أحدا بفعل غیره) كان ساقطا فی نسخة أمین الضرب أعنی طبعة الكمبانیّ و لعلّهم أسقطوا الباب لأجل نقصانه و عدم تخریج حدیث فیه لكّنا أدرجنا الباب بعنوانه مع ما ولیه من الآیات تبعا لنسختی الأصل و طبقا لما سطر فی فهرس الأبواب من طبعة الكمبانیّ و النسختین المخطوطتین.

و لمّا كان فی أعلی الصفحة من هذا الباب مكتوبا «لا بدّ أن یكتب أخبار هذا الباب إنشاء اللّٰه» أدرجنا شطرا من الأحادیث المناسبة لعنوان ذاك الباب مستخرجة من سائر أجزاء البحار (كتاب العدل باب القضاء و القدر و غیره) فی ذیل الباب فلیراجع ص 237- 241

محمد الباقر البهبودی ذیحجة الحرام 1386

ص: 430

تصویر

صورة اُخری منها و فیها خطُّ یده -قده- ینطبق علی الصفحة 111-114 من هذا الجزء

ص: 431

تصویر

صورة فتوغرافیة من نسخة الأصل بخطِّ المؤلف العلّامة ینطبق علی الصفحة 382 و 383 من هذا الجزء

ص: 432

بسمه تعالی

إلی هنا انتهی الجزء الخامس من المجلّد الخامس عشر و هو الجزء الثامن و الستّون حسب تجزئتنا یحتوی علی أربعة و ثلاثین باباً من أبواب مكارم الأخلاق.

و لقد بذلنا الجهد فی تصحیحه و مقابلته فخرج بعون اللّٰه و مشیّته نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً یسیرا زاغ عنه البصر وكّل عنه النظر و من اللّٰه العصمة و التوفیق.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 433

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«60»- باب الصدق و المواضع التی یجوز تركه فیها و لزوم أداء الأمانة 17- 1

«61»- باب الشكر 56- 18

«62»- باب الصبر و الیسر بعد العسر 97- 56

«63»- باب التوكّل و التفویض و الرضا و التسلیم و ذمّ الاعتماد علی غیره تعالی و لزوم الاستثناء بمشیة اللّٰه فی كلّ أمر 160- 98

«64»- باب الاجتهاد و الحثّ علی العمل 193- 160

«65»- باب أداء الفرائض و اجتناب المحارم 208- 194

«66»- باب الاقتصاد فی العبادة و المداومة علیها و فعل الخیر و تعجیله و فضل التوسّط فی جمیع الأمور و استواء العمل 227- 209

«67»- باب ترك العجب و الاعتراف بالتقصیر 235- 228

«68»- باب أنّ اللّٰه یحفظ بصلاح الرجل أولاده و جیرانه 236

«69»- باب أنّ اللّٰه لا یعاقب أحدا بفعل غیره 240- 237

«70»- باب الحسنات بعد السیّئات و تفسیر قوله تعالی إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ 244- 241

«71»- باب تضاعف الحسنات و تأخیر إثبات الذنوب بفضل اللّٰه و ثواب نیّة الحسنة و العزم علیها و أنّه لا یعاقب علی العزم علی الذنوب 256- 245

«72»- باب ثواب من سنّ سنّة حسنة و ما یلحق الرجل بعد موته 258- 257

«73»- باب الاستبشار بالحسنة 259

«74»- باب الوفاء بما جعل لله علی نفسه 260

ص: 434

«75»- باب ثواب تمنی الخیرات و من سن سنة عدل علی نفسه و لزوم الرضا بما فعله و الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام 262- 261

«76»- باب الاستعداد للموت 267- 263

«77»- باب العفاف و عفة البطن و الفرج 274- 268

«78»- باب السكوت و الكلام و موقعهما و فضل الصمت و ترك ما لا یعنی من الكلام 309- 274

«79»- باب قول الخیر و القول الحسن و التفكر فیما یتكلم 313- 309

«80»- باب التفكّر و الاعتبار و الاتعاظ بالعبر 328- 314

«81»- باب الحیاء من اللّٰه و من الخلق 337- 329

«82»- باب السكینة و الوقار و غض الصوت 337

«83»- باب التدبیر و الحزم و الحذر و التثبت فی الأمور و ترك اللجاجة 342- 338

«84»- باب الغیرة و الشجاعة 342

«85»- باب حسن السمت و حسن السیماء و ظهور آثار العبادة فی الوجه 344- 343

«86»- باب الاقتصاد و ذمّ الإسراف و التبذیر و التقتیر 349- 344

«87»- باب السخاء و السماحة و الجود 357- 350

«88»- باب من ملك نفسه عند الرغبة و الرهبة و الرضا و الغضب و الشهوة 359- 358

«89»- باب أنه ینبغی أن لا یخاف فی اللّٰه لومة لائم و ترك المداهنة فی الدین 362- 360

«90»- باب حسن العاقبة و إصلاح السریرة 369- 362

«91»- باب الذكر الجمیل و ما یلقی اللّٰه فی قلوب العباد من محبّة الصالحین و من طلب رضا اللّٰه بسخط الناس 372- 370

«92»- باب حسن الخلق و تفسیر قوله تعالی إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ 396- 372

«93»- باب الحلم و العفو و كظم الغیظ 428- 397

ص: 435

ص: 436

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 437

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.