بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 68

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 68: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الإیمان و الكفر

تتمة أبواب مكارم الأخلاق

باب 60 الصدق و المواضع التی یجوز تركه فیها و لزوم أداء الأمانة

الآیات:

المائدة: قالَ اللَّهُ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1)

الأنعام: قالَ هذا رَبِّی (2)

التوبة: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (3)

یوسف: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (4)

الأنبیاء: قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا یَنْطِقُونَ (5)

الأحزاب: مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا لِیَجْزِیَ اللَّهُ الصَّادِقِینَ بِصِدْقِهِمْ (6)

الزمر: الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ لِیُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی عَمِلُوا وَ یَجْزِیَهُمْ أَجْرَهُمْ


1- 1. المائدة: 119.
2- 2. الأنعام: 76.
3- 3. براءة: 119.
4- 4. یوسف: 70.
5- 5. الأنبیاء: 63.
6- 6. الأحزاب: 24- 23.

بِأَحْسَنِ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ (1)

الحشر: أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (2)

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَی الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ(3).

تبیین: إلا بصدق الحدیث أی متصفا بهما أو كان الأمر بهما فی شریعته و قد مر أنه یحتمل شمول الأمانة لجمیع حقوق اللّٰه و حقوق الخلق لكن الظاهر منه أداء كل حق ائتمنك علیه إنسان برا كان أو فاجرا و الظاهر أن الفاجر یشمل الكافر أیضا فیدل علی عدم جواز الخیانة بل التقاص أیضا فی ودائع الكفار و أماناتهم.

و اختلف الأصحاب فی التقاص مع تحقق شرائطه فی الودیعة فذهب الشیخ فی الإستبصار و أكثر المتأخرین إلی الجواز علی كراهة و ذهب الشیخ فی النهایة و جماعة إلی التحریم و الأخبار مختلفة و سیأتی تحقیقه فی محله إن شاء اللّٰه و ستأتی الأخبار فی وجوب أداء الأمانة و الودیعة إلی الكافر و إلی قاتل علی صلوات اللّٰه علیه (4).

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِهِمْ وَ لَا بِصِیَامِهِمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا لَهِجَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ حَتَّی لَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ وَ لَكِنِ اخْتَبِرُوهُمْ عِنْدَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(5).

بیان: قال الجوهری اغترّ بالشی ء خدع به و قال اللّٰهج بالشی ء الولوع و قد لهج به بالكسر یلهج لهجا إذا أغری به فثابر علیه انتهی و حاصل الحدیث أن كثرة الصلاة و الصوم لیست مما یختبر به صلاح المرء و خوفه من اللّٰه

ص: 2


1- 1. الزمر: 33- 35.
2- 2. الحشر: 8.
3- 3. راجع ج 75 ص 113- 117.
4- 4. الكافی ج 2 ص 104.
5- 5. الكافی ج 2 ص 104.

تعالی فإنها من الأفعال الظاهرة التی لا بد للمرء من الإتیان بها خوفا أو طمعا و ریاء لا سیما للمتسمین بالصلاة فیأتون بها من غیر إخلاص حتی یعتادونها و لا غرض لهم فی تركها غالبا و الدواعی الدنیویة فی فعلها لهم كثیرة بخلاف الصدق و أداء الأمانة فإنهما من الأمور الخفیة و ظهور خلافهما علی الناس نادر و الدواعی الدنیویة علی تركهما كثیرة فاختبروهم بهما لأن الآتی بهما غالبا من أهل الصلاح و الخوف من اللّٰه مع أنهما من الصفات الحسنة التی تدعو إلی كثیر من الخیرات و بهما تحصل كمال النفس و إن لم تكونا لله و أیضا الصدق یمنع كون العمل لغیر اللّٰه إن الریاء حقیقة من أقبح أنواع الكذب كما یومئ إلیه الخبر الآتی.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ (1).

بیان: زكا عمله أی یصیر عمله بسببه زاكیا أی نامیا فی الثواب لأنه إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ و هو من أعظم أركان التقوی أو كثیرا لأن الصدق مع اللّٰه یوجب الإتیان بما أمر اللّٰه و الصدق مع الخلق أیضا یوجب ذلك لأنه إذا سئل عن عمل هل یفعله و لم یفعله لا یمكنه ادعاء فعله فیأتی بذلك و لعله بعد ذلك یصیر خالصا لله.

أو یقال لما كان الصدق لازما للخوف و الخوف ملزوما لكثرة الأعمال فالصدق ملزوم لها أو المعنی طهر عمله من الریاء فإنها نوع من الكذب كما أشرنا إلیه فی الخبر السابق و فی بعض النسخ زكی علی المجهول من بناء التفعیل بمعنی القبول أی یمدح اللّٰه عمله و یقبله فیرجع إلی المعنی الأول و یؤیده.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی أَوَّلِ دَخْلَةٍ دَخَلْتُ عَلَیْهِ تَعَلَّمُوا الصِّدْقَ قَبْلَ الْحَدِیثِ (2).

ص: 3


1- 1. الكافی ج 2 ص 104.
2- 2. الكافی ج 2 ص 104.

بیان: الدخلة مصدر كالجلسة و إن لم یذكر بخصوصه فی اللغة تعلموا الصدق أی قواعده كجواز النقل بالمعنی و نسبة الحدیث المأخوذ عن واحد من الأئمة إلی آبائه أو إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أو تبعیض الحدیث و أمثال ذلك أو یكون تعلمه كنایة عن العمل به و التمرن علیه علی المشاكلة أو المراد تعلم وجوبه و لزومه و حرمة تركه.

قبل الحدیث أی قبل سماع الحدیث منا و روایته و ضبطه و نقله و هذا یناسب أول دخوله فإنه كان مریدا لسماع الحدیث منه علیه السلام و لم یسمع بعد هذا ما أفهمه و قیل فیه وجوه مبنیة علی أن المراد بالحدیث التكلم لا الحدیث بالمعنی المصطلح.

الأول أن المراد التفكر فی الكلام لیعرف الصدق فیما یتكلم به و مثله قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ وَ قَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ (1).

یعنی أن العاقل یعلم الصدق و الكذب أولا و یتفكر فیما یقول ثم یقول ما هو الحق و الصدق و الأحمق یتكلم و یقول من غیر تأمل و تفكر فیتكلم بالكذب و الباطل كثیرا.

الثانی أن لا یكون قبل متعلقا بتعلموا بل یكون بدلا من قوله فی أول دخلة.

الثالث أن یكون قبل متعلقا بقال أی قال علیه السلام ابتداء قبل التكلم بكلام آخر تعلموا.

الرابع أن یكون المعنی تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من القواعد العربیة و الفصاحة و البلاغة و أمثالها و لا یخفی بعد الجمیع لا سیما الثانی و الثالث و كون ما ذكرنا أظهر و أنسب.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ عَلَیْكَ

ص: 4


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 153.

وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا أَتَیْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ لَكَ انْظُرْ مَا بَلَغَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْزَمْهُ فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام إِنَّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(1).

بیان: ما بلغ به علی علیه السلام كأن مفعول البلوغ محذوف أی انظر الشی ء الذی بسببه بلغ علی علیه السلام عند رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المبلغ الذی بلغه من القرب و المنزلة و قوله بعد ذلك ما بلغ به كأنه زیدت كلمة به من النساخ و لیست فی بعض النسخ و علی تقدیرها كان الباء زائدة فإنه یقال بلغت المنزل أو الدار و قد یقال بلغت إلیه بتضمین فیمكن أن یكون الباء بمعنی إلی و یحتمل علی بعد أن یكون قوله فإن علیا تعلیلا للزوم و ضمیر به راجعا إلی الموصول فیما بلغ به أولا و قوله بصدق الحدیث كلاما مستأنفا متعلقا بفعل مقدر أی بلغ ذلك بصدق الحدیث.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا فُضَیْلُ إِنَّ الصَّادِقَ أَوَّلُ مَنْ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ تُصَدِّقُهُ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ (2).

«7»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَ إِسْمَاعِیلُ صَادِقَ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِی مَكَانٍ فَانْتَظَرَهُ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ سَنَةً فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقَ الْوَعْدِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ مَا زِلْتُ مُنْتَظِراً لَكَ (3).

بیان: اختلف المفسرون فی إسماعیل المذكور فی هذه الآیة قال الطبرسی رحمه اللّٰه هو إسماعیل بن إبراهیم و إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ(4) إذا وعد بشی ء

ص: 5


1- 1. الكافی ج 2 ص 104.
2- 2. الكافی ج 2 ص 104.
3- 3. الكافی ج 2 ص 105.
4- 4. مریم: 54.

وفی به و لم یخلف و كان مع ذلك رسولا إلی جرهم نبیا رفیع الشأن عالی القدر و قال ابن عباس إنه واعد رجلا أن ینتظره فی مكان و نسی الرجل فانتظره سنة حتی أتاه الرجل و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل أقام ینتظره ثلاثة أیام عن مقاتل و قیل إن إسماعیل بن إبراهیم علیه السلام مات قبل أبیه إبراهیم و إن هذا هو إسماعیل بن حزقیل بعثه اللّٰه إلی قوم فسلخوا جلدة وجهه و فروة رأسه فخیره اللّٰه فیما شاء من عذابهم فاستعفاه و رضی بثوابه و فوض أمره إلی اللّٰه فی عفوه و عقابه و رواه أصحابنا عن أبی عبداللّٰه علیه السلام ثم قال فی آخره أتاه ملك من ربه یقرئه السلام و یقول قد رأیت ما صنع بك و قد أمرنی بطاعتك فمرنی بما شئت فقال یكون لی بالحسین أسوة(1).

«8»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ عَنْ جَدِّهِ الرَّبِیعِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا رَبِیعُ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَصْدُقُ حَتَّی یَكْتُبَهُ اللَّهُ صِدِّیقاً(2).

بیان: الصدیق مبالغة فی الصدق أو التصدیق و الإیمان بالرسول قولا و فعلا قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی إِنَّهُ كانَ صِدِّیقاً(3) أی كثیر التصدیق فی أمور الدین عن الجبائی و قیل صادقا مبالغا فی الصدق فیما یخبر عن اللّٰه (4)

و قال الراغب الصدق و الكذب أصلهما فی القول ماضیا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غیره و لا یكونان بالقصد الأول إلا فی القول و لا یكونان من القول إلا فی الخبر دون غیره من أصناف الكلام و قد یكونان بالعرض فی غیره من أنواع الكلام الاستفهام و الأمر و الدعاء و ذلك نحو قول القائل أ زید فی الدار فإن فی ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زید و كذا إذا قال واسنی فی ضمنه أنه محتاج إلی المواساة

ص: 6


1- 1. مجمع البیان ج 6 ص 518.
2- 2. الكافی ج 2 ص 105.
3- 3. مریم: 41.
4- 4. مجمع البیان ج 6 ص 516.

و إذا قال لا تؤذنی ففی ضمنه أنه یؤذیه و الصدیق من كثر منه الصدق و قیل بل یقال ذلك لمن لم یكذب قط و قیل بل لمن لا یتأتی منه الكذب لتعوده الصدق و قیل بل لمن صدق بقوله و اعتقاده و حقق صدقه بفعله فالصدیقون هم قوم دوین الأنبیاء فی الفضیلة و قد یستعمل الصدق و الكذب فی كل ما یحق و یحصل فی الاعتقاد نحو صدق ظنی و كذب و یستعملان فی أفعال الجوارح فیقال صدق فی القتال إذا وفی حقه و فعل علی ما یجب و كما یجب و كذب فی القتال إذا كان بخلاف ذلك قال اللّٰه تعالی رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (1) أی حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم و قوله لِیَسْئَلَ الصَّادِقِینَ عَنْ صِدْقِهِمْ (2) أی یسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبیها علی أنه لا یكفی الاعتراف بالحق دون تحریه بالفعل (3).

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَصْدُقُ حَتَّی یُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِینَ وَ یَكْذِبُ حَتَّی یُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَاذِبِینَ فَإِذَا صَدَقَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقَ وَ بَرَّ وَ إِذَا كَذَبَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَبَ وَ فَجَرَ(4).

توضیح: یدل علی رفعة درجة الصادقین عند اللّٰه و قال الراغب البر التوسع فی فعل الخیر و یستعمل فی الصدق لكونه بعض الخیرات المتوسع فیه و بر العبد ربه توسع فی طاعته (5) و قال سمی الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور(6).

«8»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِالْخَیْرِ بِغَیْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِیَرَوْا

ص: 7


1- 1. الأحزاب: 23.
2- 2. الأحزاب: 8.
3- 3. مفردات غریب القرآن 277.
4- 4. الكافی ج 2 ص 105.
5- 5. المفردات ص 40 و 373.
6- 6. المفردات ص 40 و 373.

مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ (1).

بیان: بغیر ألسنتكم أی بجوارحكم و أعمالكم الصادرة عنها و إن كان اللسان أیضا داخلا فیها من جهة الأعمال لا من جهة الدعوة الصریحة و الاجتهاد المبالغة فی الطاعات و الورع اجتناب المنهیات و الشبهات كما مر.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو الْوَلِیدِ حَسَنُ بْنُ زِیَادٍ الصَّیْقَلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِیَّتُهُ زِیدَ فِی رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِ بَیْتِهِ مُدَّ لَهُ فِی عُمُرِهِ (2).

إیضاح: من حسنت نیته أی عزمه علی الطاعات أو علی إیصال النفع إلی العباد أو سریرته فی معاملة الخلق بأن یكون ناصحا لهم غیر مبطن لهم غشا و عداوة و خدیعة أو فی معاملة اللّٰه أیضا بأن یكون مخلصا و لا یكون مرائیا و لا یكون عازما علی المعاصی و مبطنا خلاف ما یظهر من مخافة اللّٰه عز و جل.

و المراد بأهل بیته عیاله أو الأعم منهم و من أقاربه بالتوسعة علیهم و حسن المعاشرة معهم.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی طَالِبٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا تَنْظُرُوا إِلَی طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وَ سُجُودِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَدِ اعْتَادَهُ فَلَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ لِذَلِكَ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ حَدِیثِهِ وَ أَدَاءِ أَمَانَتِهِ (3).

بیان: المراد بطول الركوع و السجود حقیقته أو كنایة عن كثرة الصلاة و الأول أظهر.

أقول: قد مضی أخبار الباب فی باب جوامع المكارم (4) و باب صفات المؤمن.

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ یَحْسُنُ فِیهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِیدَةُ فِی الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ

ص: 8


1- 1. الكافی ج 2 ص 105.
2- 2. الكافی ج 2 ص 105.
3- 3. الكافی ج 2 ص 105.
4- 4. راجع ج 69 ص 332.

وَ الْإِصْلَاحُ بَیْنَ النَّاسِ وَ قَالَ ثَلَاثٌ یَقْبُحُ فِیهِنَّ الصِّدْقُ النَّمِیمَةُ وَ إِخْبَارُكَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا یَكْرَهُهُ وَ تَكْذِیبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَبَرِ وَ قَالَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِیَاءِ(1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق]: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ النَّاسِ أَكْرَمُ قَالَ مَنْ صَدَقَ فِی الْمَوَاطِنِ (2).

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زِینَةُ الْحَدِیثِ الصِّدْقُ (3).

«13»- ن (4)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَی كَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ وَ كَثْرَةِ الْحَجِّ وَ الْمَعْرُوفِ وَ طَنْطَنَتِهِمْ بِاللَّیْلِ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ(5).

«14»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَحْسَنُ مِنَ الصِّدْقِ قَائِلُهُ وَ خَیْرٌ مِنَ الْخَیْرِ فَاعِلُهُ (6).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ(7).

«16»- فس، [تفسیر القمی] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَدِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ

ص: 9


1- 1. الخصال ج 2 ص 43.
2- 2. أمالی الصدوق ص 238.
3- 3. أمالی الصدوق ص 292.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 51.
5- 5. أمالی الصدوق ص 182.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 226.
7- 7. الخصال ج 2 ص 157.

أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَدِیِّ بْنِ حَاتِمٍ وَ كَانَ مَعَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی حُرُوبِهِ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لَیْلَةَ الْهَرِیرِ بِصِفِّینَ حِینَ الْتَقَی مَعَ مُعَاوِیَةَ رَافِعاً صَوْتَهُ یُسْمِعُ أَصْحَابَهُ لَأَقْتُلَنَّ مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ فِی آخِرِ قَوْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَخْفِضُ بِهِ صَوْتَهُ وَ كُنْتُ مِنْهُ قَرِیباً فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ حَلَفْتَ عَلَی مَا قُلْتَ ثُمَّ اسْتَثْنَیْتَ فَمَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ وَ أَنَا عِنْدَ أَصْحَابِی صَدُوقٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُطَمِّعَ أَصْحَابِی فِی قَوْلِی كَیْلَا یَفْشَلُوا وَ لَا یَفِرُّوا فَافْهَمْ فَإِنَّكَ تَنْتَفِعُ بِهَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«17»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَدَقَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ وَ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِذَا كَذَبَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ یُكَذِّبُهُ اللَّهُ وَ نَفْسُهُ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَاذِبٌ (2).

«18»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الصِّدْقُ نُورٌ غَیْرُ مُتَشَعْشِعٍ إِلَّا فِی عَالَمِهِ كَالشَّمْسِ یَسْتَضِی ءُ بِهَا كُلُّ شَیْ ءٍ یَغْشَاهُ مِنْ غَیْرِ نُقْصَانٍ یَقَعُ عَلَی مَعْنَاهَا وَ الصَّادِقُ حَقّاً هُوَ الَّذِی یُصَدِّقُ كُلَّ كَاذِبٍ بِحَقِیقَةِ صِدْقِ مَا لَدَیْهِ وَ هُوَ الْمَعْنَی الَّذِی لَا یَسْمَعُ مَعَهُ سِوَاهُ أَوْ ضِدُّهُ مِثْلُ آدَمَ علیه السلام صَدَّقَ إِبْلِیسَ فِی كَذِبِهِ حِینَ أَقْسَمَ لَهُ كَاذِباً لِعَدَمِ مَاهِیَّةِ الْكَذِبِ فِی آدَمَ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(3) وَ لِأَنَّ إِبْلِیسَ أَبْدَعَ شَیْئاً كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَبْدَعَهُ وَ هُوَ غَیْرُ مَعْهُودٍ ظَاهِراً وَ بَاطِناً فَخَسِرَ هُوَ بِكَذِبِهِ عَلَی مَعْنًی لَمْ یَنْتَفِعْ بِهِ مِنْ صِدْقِ آدَمَ علیه السلام عَلَی بَقَاءِ الْأَبَدِ وَ أَفَادَ آدَمُ علیه السلام بِتَصْدِیقِهِ كَذِبَهُ بِشَهَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَفْیِ عَزْمِهِ عَمَّا یُضَادُّ عَهْدَهُ عَلَی الْحَقِیقَةِ عَلَی مَعْنًی لَمْ یَنْقُصْ مِنِ اصْطِفَائِهِ بِكَذِبِهِ شَیْئاً فَالصِّدْقُ صِفَةُ الصَّادِقِینَ وَ حَقِیقَةُ الصِّدْقِ مَا یَقْتَضِی تَزْكِیَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِعَبْدِهِ

ص: 10


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 419.
2- 2. ثواب الأعمال 162.
3- 3. طه: 115.

كَمَا ذَكَرَ عَنْ صِدْقِ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ فِی الْقِیَامَةِ بِسَبَبِ مَا أَشَارَ إِلَیْهِ مِنْ صِدْقِهِ مِرْآةَ الصَّادِقِینَ (1) مِنْ رِجَالِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ (2) الْآیَةَ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الصِّدْقُ سَیْفُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ أَیْنَمَا هَوَی بِهِ یَقُدُّ(3)

فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ صَادِقٌ أَنْتَ أَمْ كَاذِبٌ فَانْظُرْ فِی قَصْدِ مَعْنَاكَ وَ غَوْرِ دَعْوَاكَ وَ عَیِّرْهَا بِقِسْطَاسٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقِیَامَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُ (4) فَإِذَا اعْتَدَلَ مَعْنَاكَ بِدَعْوَاكَ ثَبَتَ لَكَ الصِّدْقُ وَ أَدْنَی حَدِّ الصِّدْقِ أَنْ لَا یُخَالِفَ اللِّسَانُ الْقَلْبَ وَ لَا الْقَلْبُ اللِّسَانَ وَ مَثَلُ الصَّادِقِ الْمَوْصُوفِ بِمَا ذَكَرْنَا كَمَثَلِ النَّازِعِ رُوحُهُ إِنْ لَمْ یَنْزِعْ فَمَا ذَا یَصْنَعُ (5).

«19»- ختص، [الإختصاص] الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَیُّمَا مُسْلِمٍ سُئِلَ عَنْ مُسْلِمٍ فَصَدَقَ وَ أَدْخَلَ عَلَی ذَلِكَ الْمُسْلِمِ مَضَرَّةً كُتِبَ مِنَ الْكَاذِبِینَ وَ مَنْ سُئِلَ عَنْ مُسْلِمٍ فَكَذَبَ فَأَدْخَلَ عَلَی ذَلِكَ الْمُسْلِمِ مَنْفَعَةً كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِینَ (6).

«20»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ بِحَضْرَةِ الصَّادِقِ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ مَا تَقُولُ فِی الْعَشَرَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَقُولُ فِیهِمُ الْخَیْرَ الْجَمِیلَ الَّذِی یَحُطُّ اللَّهُ بِهِ سَیِّئَاتِی وَ یَرْفَعُ لِی دَرَجَاتِی قَالَ السَّائِلُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْقَذَنِی مِنْ بُغْضِكَ كُنْتُ أَظُنُّكَ رَافِضِیّاً تُبْغِضُ الصَّحَابَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَلَا مَنْ أَبْغَضَ وَاحِداً مِنَ الصَّحَابَةِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ لَعَلَّكَ تَتَأَوَّلُ

ص: 11


1- 1. براءة للصادقین خ ل.
2- 2. المائدة: 119.
3- 3. أی یقطع و ینفذ.
4- 4. الأعراف: 8.
5- 5. مصباح الشریعة ص 51 و 50.
6- 6. الاختصاص: 224.

مَا تَقُولُ فِیمَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ فَقَالَ مَنْ أَبْغَضَ الْعَشَرَةَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَوَثَبَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ اجْعَلْنِی فِی حِلٍّ مِمَّا قَذَفْتُكَ بِهِ مِنَ الرَّفْضِ قَبْلَ الْیَوْمِ- قَالَ أَنْتَ فِی حِلٍّ وَ أَنْتَ أَخِی ثُمَّ انْصَرَفَ السَّائِلُ.

فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام جَوَّدْتَ لِلَّهِ دَرُّكَ لَقَدْ أَعْجَبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ حُسْنِ تَوْرِیَتِكَ وَ تَلَفُّظِكَ بِمَا خَلَّصَكَ وَ لَمْ تَثْلَمْ دِینَكَ زَادَ اللَّهُ فِی مُخَالِفِینَا غَمّاً إِلَی غَمٍّ وَ حَجَبَ عَنْهُمْ مُرَادَ مُنْتَحِلِی مَوَدَّتِنَا فِی بَقِیَّتِهِمْ.

فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الصَّادِقِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا عَقَلْنَا مِنْ كَلَامِ هَذَا إِلَّا مُوَافَقَتَهُ لِهَذَا الْمُتَعَنِّتِ النَّاصِبِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَئِنْ كُنْتُمْ لَمْ تَفْهَمُوا مَا عَنَی فَقَدْ فَهِمْنَاهُ نَحْنُ وَ قَدْ شَكَرَهُ اللَّهُ لَهُ إِنَّ وَلِیَّنَا الْمُوَالِیَ لِأَوْلِیَائِنَا الْمُعَادِیَ لِأَعْدَائِنَا إِذَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَنْ یَمْتَحِنُهُ مِنْ مُخَالِفِیهِ وَفَّقَهُ لِجَوَابٍ یَسْلَمُ مَعَهُ دِینُهُ وَ عِرْضُهُ وَ یُعْظِمُ اللَّهُ بِالتَّقِیَّةِ ثَوَابَهُ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَالَ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ أَیْ مَنْ عَابَ وَاحِداً مِنْهُمْ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ فِی الثَّانِیَةِ مَنْ عَابَهُمْ وَ شَتَمَهُمْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ قَدْ صَدَقَ لِأَنَّ مَنْ عَابَهُمْ فَقَدْ عَابَ عَلِیّاً علیه السلام لِأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَإِذَا لَمْ یَعِبْ عَلِیّاً وَ لَمْ یَذُمَّهُ فَلَمْ یَعِبْهُمْ وَ إِنَّمَا عَابَ بَعْضَهُمْ وَ لَقَدْ كَانَ لِحِزْقِیلَ الْمُؤْمِنِ مَعَ قَوْمِ فِرْعَوْنَ الَّذِینَ وَشَوْا بِهِ إِلَی فِرْعَوْنَ مِثْلُ هَذِهِ التَّوْرِیَةِ كَانَ حِزْقِیلُ یَدْعُوهُمْ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُوسَی وَ تَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ خَلْقِهِ وَ تَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الْخِیَارِ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَی سَائِرِ أَوْصِیَاءِ النَّبِیِّینَ وَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ رُبُوبِیَّةِ فِرْعَوْنَ فَوَشَی بِهِ وَاشُونَ إِلَی فِرْعَوْنَ وَ قَالُوا إِنَّ حِزْقِیلَ یَدْعُو إِلَی مُخَالَفَتِكَ وَ یُعِینُ أَعْدَاءَكَ عَلَی مُضَادَّتِكَ فَقَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ ابْنُ عَمِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَی مُلْكِی وَ وَلِیُّ عَهْدِی إِنْ فَعَلَ مَا قُلْتُمْ فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْعَذَابَ عَلَی كُفْرِهِ نِعْمَتِی

فَإِنْ كُنْتُمْ عَلَیْهِ كَاذِبِینَ فَقَدِ اسْتَحْقَقْتُمْ أَشَدَّ الْعِقَابِ لِإِیثَارِكُمُ الدُّخُولَ فِی مَسَاءَتِهِ فَجَاءَ بِحِزْقِیلَ وَ جَاءَ بِهِمْ فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنْتَ تَجْحَدُ رُبُوبِیَّةَ فِرْعَوْنَ عَنِ الْمُلْكِ وَ تَكْفُرُ نَعْمَاءَهُ فَقَالَ حِزْقِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ هَلْ جَرَّبْتَ عَلَیَّ كَذِباً قَطُّ قَالَ لَا:

ص: 12

قَالَ فَسَلْهُمْ مَنْ رَبُّهُمْ فَقَالُوا فِرْعَوْنُ قَالَ وَ مَنْ خَالِقُكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ وَ مَنْ رَازِقُكُمُ الْكَافِلُ لِمَعَایِشِكُمْ وَ الدَّافِعُ عَنْكُمْ مَكَارِهَكُمْ قَالُوا فِرْعَوْنُ هَذَا قَالَ حِزْقِیلُ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَأُشْهِدُكَ وَ كُلَّ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَالِقَهُمْ هُوَ خَالِقِی وَ رَازِقَهُمْ هُوَ رَازِقِی وَ مُصْلِحَ مَعَایِشِهِمْ هُوَ مُصْلِحُ مَعَایِشِی لَا رَبَّ لِی وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَیْرُ رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ وَ أُشْهِدُكَ وَ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّ كُلَّ رَبٍّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَی رَبِّهِمْ وَ خَالِقِهِمْ وَ رَازِقِهِمْ فَأَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُ وَ مِنْ رُبُوبِیَّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِیَّتِهِ یَقُولُ حِزْقِیلُ هَذَا وَ هُوَ یَعْنِی أَنَّ رَبَّهُمْ هُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّ الَّذِی قَالُوا إِنَّ رَبَّهُمْ هُوَ رَبِّی وَ خَفِیَ هَذَا الْمَعْنَی عَلَی فِرْعَوْنَ وَ مَنْ حَضَرَهُ وَ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ یَقُولُ فِرْعَوْنُ رَبِّی وَ خَالِقِی وَ رَازِقِی فَقَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ یَا رِجَالَ الشَّرِّ وَ یَا طُلَّابَ الْفَسَادِ فِی مُلْكِی وَ مُرِیدِی الْفِتْنَةِ بَیْنِی وَ بَیْنَ ابْنِ عَمِّی وَ هُوَ عَضُدِی أَنْتُمُ الْمُسْتَحِقُّونَ لِعَذَابِی لِإِرَادَتِكُمْ فَسَادَ أَمْرِی وَ هَلَاكَ ابْنِ عَمِّی وَ الْفَتَّ فِی عَضُدِی ثُمَّ أَمَرَ بِالْأَوْتَادِ فَجُعِلَ فِی سَاقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتِدٌ وَ فِی صَدْرِهِ وَتِدٌ وَ أَمَرَ أَصْحَابَ أَمْشَاطِ الْحَدِیدِ فَشَقُّوا بِهَا لُحُومَهُمْ مِنْ أَبْدَانِهِمْ فَذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(1) لَمَّا وَشَوْا بِهِ إِلَی فِرْعَوْنَ لِیُهْلِكُوهُ وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ هُمُ الَّذِینَ وَشَوْا بِحِزْقِیلَ إِلَیْهِ لَمَّا أَوْتَدَ فِیهِمُ الْأَوْتَادَ وَ مَشَّطَ عَنْ أَبْدَانِهِمْ لُحُومَهَا بِالْأَمْشَاطِ(2).

«21»- ج، [الإحتجاج] مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ السَّمَّانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالا لَهُ أَ فِیكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُهُ قَالَ فَقَالَ لَا فَقَالا لَهُ قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ وَ سَمَّوْا قَوْماً وَ قَالُوا هُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَ تَشْمِیرٍ وَ هُمْ مِمَّنْ لَا یَكْذِبُ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا فَلَمَّا رَأَیَا الْغَضَبَ بِوَجْهِهِ خَرَجَا الْخَبَرَ(3).

ص: 13


1- 1. المؤمن: 45.
2- 2. الاحتجاج ص 200، و تراه فی تفسیر الإمام ص 162.
3- 3. الاحتجاج ص ...

«22»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (1) وَ مَا سَرَقُوا(2).

«23»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: التَّقِیَّةُ مِنْ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ مِنْ دِینِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَیْئاً(3).

«24»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ یُوسُفَ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قَالَ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ (4).

«25»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی یُوسُفَ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قَالَ إِنَّهُمْ سَرَقُوا یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِینَ قَالُوا ما ذا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لَمْ یَقُولُوا سَرَقْتُمْ صُوَاعَ الْمَلِكِ إِنَّمَا عَنَی أَنَّكُمْ سَرَقْتُمْ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ (5).

«26»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ خَوَاصِّ الشِّیعَةِ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یَرْتَعِدُ بَعْدَ مَا خَلَا بِهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 14


1- 1. یوسف: 70.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 48.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 49.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 49.
5- 5. علل الشرائع ج 1 ص 49.

مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَكُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یُنَافِقُكَ فِی إِظْهَارِهِ وَ اعْتِقَادِ وَصِیَّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی حَضَرْتُ مَعَهُ الْیَوْمَ فِی مَجْلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الْخَلِیفَةِ الْقَاعِدِ عَلَی سَرِیرِهِ قَالَ لَهُ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَلْ أَزْعُمُ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ غَیْرُ إِمَامٍ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ غَیْرُ إِمَامٍ فَعَلَیَّ وَ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْتَقِدْ ذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ لَعَنَ مَنْ وَشَی بِكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ لَیْسَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ لَكِنَّ صَاحِبَكَ أَفْقَهُ مِنْكَ إِنَّمَا قَالَ مُوسَی غَیْرُ إِمَامٍ أَیْ إِنَّ الَّذِی هُوَ غَیْرُ إِمَامٍ فَمُوسَی غَیْرُهُ (1)

فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنَّمَا أَثْبَتَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِمَامَتِی وَ نَفَی إِمَامَةَ غَیْرِی یَا عَبْدَ اللَّهِ مَتَی یَزُولُ عَنْكَ هَذَا الَّذِی ظَنَنْتَهُ بِأَخِیكَ هَذَا مِنَ النِّفَاقِ تُبْ إِلَی اللَّهِ فَفَهِمَ الرَّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغْتَمَّ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِی مَالٌ فَأُرْضِیَهُ بِهِ وَ لَكِنْ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ شَطْرَ عَمَلِی كُلِّهِ مِنْ تَعَبُّدِی وَ صَلَاتِی عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مِنْ لَعْنَتِی لِأَعْدَائِكُمْ قَالَ مُوسَی علیه السلام الْآنَ خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ(2).

«27»- ج، [الإحتجاج] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْیَوْمَ شَیْئاً عَجِبْتُ مِنْهُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا یُظْهِرُ لَنَا أَنَّهُ مِنَ الْمُوَالِینَ لِآلِ مُحَمَّدٍ الْمُتَبَرِّینَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَرَأَیْتُهُ الْیَوْمَ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ قَدْ خُلِعَتْ عَلَیْهِ وَ هُوَ ذَا یُطَافُ بِهِ بِبَغْدَادَ وَ یُنَادِی الْمُنَادِی بَیْنَ یَدَیْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ اسْمَعُوا تَوْبَةَ هَذَا الرَّافِضِیِّ ثُمَّ یَقُولُونَ لَهُ قُلْ فَیَقُولُ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَجُّوا وَ قَالُوا قَدْ تَابَ وَ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِذَا خَلَوْتُ فَأَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ.

ص: 15


1- 1. فی تفسیر الإمام: أی الذی هو عندك امام فموسی غیره فهو إذا امام إلخ.
2- 2. الاحتجاج ص 214.

فَلَمَّا خَلَا أَعَادَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّمَا لَمْ أُفَسِّرْ لَكَ مَعْنَی كَلَامِ الرَّجُلِ بِحَضْرَةِ هَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ كَرَاهَةَ أَنْ یَنْقُلَ إِلَیْهِمْ فَیَعْرِفُوهُ وَ یُؤْذُوهُ لَمْ یَقُلِ الرَّجُلُ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) أَبُو بَكْرٍ فَیَكُونَ قَدْ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَكِنْ قَالَ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ فَجَعَلَهُ نِدَاءً لِأَبِی بَكْرٍ لِیَرْضَی مَنْ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْجَهَلَةِ لِیَتَوَارَی مِنْ شُرُورِهِمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ هَذِهِ التَّوْرِیَةَ مِمَّا رَحِمَ بِهَا شِیعَتَنَا وَ مُحِبِّینَا(2).

«28»- ج، [الإحتجاج] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ الرَّاوِیَانِ (3): حَضَرْنَا عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی الْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ جَاءَنِی رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا الشِّیعَةِ قَدِ امْتُحِنَ بِجُهَّالِ الْعَامَّةِ یَمْتَحِنُونَهُ فِی الْإِمَامَةِ وَ یُحَلِّفُونَهُ فَكَیْفَ یُصْنَعُ حَتَّی یَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ كَیْفَ یَقُولُونَ قَالَ یَقُولُونَ لِی أَ تَقُولُ إِنَّ فُلَاناً هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَا بُدَّ لِی أَنْ أَقُولَ نَعَمْ وَ إِلَّا أَثْخَنُونِی ضَرْباً فَإِذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالُوا لِی قُلْ وَ اللَّهِ قُلْتُ فَإِذَا قُلْتَ لَهُمْ نَعَمْ تُرِیدُ بِهِ نَعَماً مِنَ الْأَنْعَامِ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ قُلْتُ فَإِذَا قَالُوا قُلْ وَ اللَّهِ فَقُلْ وَ اللَّهِ أَیْ وَلِیِّی تُرِیدُ فِی أَمْرٍ كَذَا فَإِنَّهُمْ لَا یُمَیِّزُونَ وَ قَدْ سَلِمْتَ فَقَالَ لِی فَإِنْ حَقَّقُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا قُلْ وَ اللَّهْ وَ بَیِّنِ الْهَاءَ فَقُلْتَ قُلْ وَ اللَّهُ بِرَفْعِ الْهَاءِ فَإِنَّهُ لَا یَكُونُ یَمِیناً إِذَا لَمْ تَخْفِضْ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ فَقَالَ عَرَضُوا عَلَیَّ وَ حَلَّفُونِی فَقُلْتُ كَمَا لَقَّنْتَنِی فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام أَنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الدَّالُّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ لَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ بِتَقِیَّتِهِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنِ اسْتَعْمَلَ التَّقِیَّةَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ مَوَالِینَا وَ مُحِبِّینَا حَسَنَةً وَ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ تَرَكَ التَّقِیَّةَ مِنْهُمْ

ص: 16


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من المصدر و تراه فی تفسیر الإمام ص 164.
2- 2. الاحتجاج ص 243.
3- 3. هما أبو یعقوب یوسف بن محمّد بن زیاد، و أبو الحسن علیّ بن محمّد بن سیار، اللذان یروی عنهما محمّد بن القاسم المفسر تفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام.

حَسَنَةً أَدْنَاهَا حَسَنَةً لَوْ قُوبِلَ بِهَا ذُنُوبُ مِائَةِ سَنَةٍ لَغُفِرَتْ وَ لَكَ بِإِرْشَادِكَ إِیَّاهُ مِثْلُ مَا لَهُ (1).

«29»- سر، [السرائر] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی الرَّجُلِ یُسْتَأْذَنُ عَلَیْهِ فَیَقُولُ لِجَارِیَتِهِ قُولِی لَیْسَ هُوَ هَاهُنَا قَالَ لَا بَأْسَ لَیْسَ بِكَذِبٍ.

«30»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ كَهْمَشٌ قَالَ لِی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی مِنْ أَیْنَ أَنْتَ فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ مِمَّنْ قُلْتُ مِنْ جُعْفِیٍّ قَالَ مَا أَقْدَمَكَ إِلَی هَاهُنَا قُلْتُ طَلَبُ الْعِلْمِ قَالَ مِمَّنْ قُلْتُ مِنْكَ قَالَ فَإِذَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ أَیْنَ أَنْتَ فَقُلْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ قُلْتُ أَ یَحِلُّ لِی أَنْ أَكْذِبَ قَالَ لَیْسَ هَذَا كَذِباً مَنْ كَانَ فِی مَدِینَةٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهَا حَتَّی یَخْرُجَ (2).

كش، [رجال الكشی] جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ (3).

«32»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: زِینَةُ الْحَدِیثِ الصِّدْقُ.

ص: 17


1- 1. الاحتجاج ص 256.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 200.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 170.

باب 61 الشكر

الآیات:

البقرة: یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ فی مواضع (1)

و قال تعالی: لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالی وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ و قال وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالی وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَشْكُرُونَ (2)

آل عمران: وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ و قال وَ سَنَجْزِی الشَّاكِرِینَ (3)

النساء: ما یَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِیماً(4)

المائدة: وَ لِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ (5)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ (6)

و قال سبحانه: وَ إِذْ قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ یا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ و قال تعالی إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِی عَلَیْكَ وَ عَلی والِدَتِكَ (7)

الأنعام: أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِینَ (8)

و قال تعالی: قُلْ مَنْ یُنَجِّیكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِینَ

ص: 18


1- 1. البقرة: 40- 47- 122.
2- 2. البقرة: 52- 158- 185- 243.
3- 3. آل عمران: 144 و 145.
4- 4. النساء: 147.
5- 5. المائدة: 6، 7، 11.
6- 6. المائدة: 20.
7- 7. المائدة: 110.
8- 8. الأنعام: 53.

قُلِ اللَّهُ یُنَجِّیكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (1)

الأعراف: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِیها مَعایِشَ قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (2)

و قال: كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَشْكُرُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ و قال فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ (3)

الأنفال: وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِیلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِی الْأَرْضِ إلی قوله تعالی لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (4)

یونس: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَی النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَشْكُرُونَ (5)

إبراهیم: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَ إِذْ قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إلی قوله تعالی وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(6)

و قال تعالی: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها و قال وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْكُرُونَ (7)

النحل: وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (8)

و قال تعالی: كَذلِكَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (9)

ص: 19


1- 1. الأنعام: 63 و 64.
2- 2. الأعراف: 10.
3- 3. الأعراف: 58، 69، 74، 144.
4- 4. الأنفال: 26.
5- 5. یونس: 60.
6- 6. إبراهیم: 5- 7.
7- 7. إبراهیم: 34، 37.
8- 8. النحل: 78.
9- 9. النحل: 81.

و قال: وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ (1)

و قال تعالی فی إبراهیم علیه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)

الإسراء: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(3)

الأنبیاء: فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (4)

الحج: كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (5)

المؤمنون: وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (6)

النمل: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ كَرِیمٌ و قال تعالی وَ لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَشْكُرُونَ (7)

القصص: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (8)

الروم: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (9)

لقمان: وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَ مَنْ یَشْكُرْ فَإِنَّما یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ إلی قوله تعالی أَنِ اشْكُرْ لِی وَ لِوالِدَیْكَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ(10)

ص: 20


1- 1. النحل: 114.
2- 2. النحل: 121.
3- 3. أسری: 3.
4- 4. الأنبیاء: 80.
5- 5. الحجّ: 36.
6- 6. المؤمنون: 78.
7- 7. النمل: 40، 73.
8- 8. القصص: 73.
9- 9. الروم: 46.
10- 10. لقمان: 12، 14.

و قال تعالی: أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً(1)

و قال تعالی: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(2)

التنزیل: قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ (3)

سبأ: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(4)

و قال تعالی: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ إلی قوله تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)

فاطر: یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ و قال تعالی وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)

یس: أَ فَلا یَشْكُرُونَ (7)

الزمر: وَ إِنْ تَشْكُرُوا یَرْضَهُ لَكُمْ و قال تعالی بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ (8)

المؤمن: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَی النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَشْكُرُونَ (9)

حمعسق: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(10)

الجاثیة: وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (11)

القمر: كَذلِكَ نَجْزِی مَنْ شَكَرَ(12).

ص: 21


1- 1. لقمان: 20.
2- 2. لقمان: 31.
3- 3. التنزیل: 9.
4- 4. سبأ: 13.
5- 5. سبأ: 15- 19.
6- 6. فاطر: 3- 12.
7- 7. یس: 35.
8- 8. الزمر: 7- 66.
9- 9. المؤمن: 61.
10- 10. الشوری: 33.
11- 11. الجاثیة: 12.
12- 12. القمر: 35.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (1).

تبیین: قال الراغب الشكر تصور النعمة و إظهارها قیل و هو مقلوب عن الكشر أی الكشف و یضاده الكفر و هو نسیان النعمة و سترها و دابة شكور مظهر بسمنه إسداء صاحبه إلیه و قیل أصله من عین شكری أی ممتلئة فالشكر علی هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم علیه و الشكر ثلاثة أضرب شكر بالقلب و هو تصور النعمة و شكر باللسان و هو الثناء علی المنعم و شكر بسائر الجوارح و هو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهی (2).

و قال المحقق الطوسی قدس سره الشكر أشرف الأعمال و أفضلها و اعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول و الفعل و النیة و له أركان ثلاثة.

الأول معرفة المنعم و صفاته اللائقة به و معرفة النعمة من حیث إنها نعمة و لا تتم تلك المعرفة إلا بأن یعرف أن النعم كلها جلیها و خفیها من اللّٰه سبحانه و أنه المنعم الحقیقی و أن الأوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لأمره. الثانی الحال التی هی ثمرة تلك المعرفة و هی الخضوع و التواضع و السرور بالنعم من حیث إنها هدیة دالة علی عنایة المنعم بك و علامة ذلك أن لا تفرح من الدنیا إلا بما یوجب القرب منه.

الثالث العمل الذی هو ثمرة تلك الحال فإن تلك الحال إذا حصلت فی القلب حصل فیه نشاط للعمل الموجب للقرب منه و هذا العمل یتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح.

أما عمل القلب فالقصد إلی تعظیمه و تحمیده و تمجیده و التفكر فی صنائعه

ص: 22


1- 1. الكافی ج 2 ص 94.
2- 2. المفردات للراغب ص 265.

و أفعاله و آثار لطفه و العزم علی إیصال الخیر و الإحسان إلی كافة خلقه و أما عمل اللسان فإظهار ذلك المقصود بالتحمید و التمجید و التسبیح و التهلیل و الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر إلی غیر ذلك و أما عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة و الباطنة فی طاعته و عبادته و التوقی من الاستعانة بها فی معصیته و مخالفته كاستعمال العین فی مطالعة مصنوعاته و تلاوة كتابه و تذكر العلوم المأثورة من الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و كذا سائر الجوارح.

فظهر أن الشكر من أمهات صفات الكمال و تحقق الكامل منه نادر كما قال سبحانه وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(1) و لما كان الشكر بالجوارح التی هی من نعمه تعالی و لا یتأتی إلا بتوفیقه سبحانه فالشكر أیضا نعمة من نعمه و یوجب شكرا آخر فینتهی

إلی الاعتراف بالعجز عن الشكر فآخر مراتب الشكر الاعتراف بالعجز عنه كما أن آخر مراتب المعرفة و الثناء الاعتراف بالعجز عنهما

وَ كَذَا الْعِبَادَةُ كَمَا قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ الْعَارِفِینَ وَ الشَّاكِرِینَ صلوات اللّٰه علیه: لَا أُحْصِی ثَنَاءً عَلَیْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَ مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ.

قوله علیه السلام الطاعم الشاكر الطاعم یطلق علی الآكل و الشارب كما قال تعالی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ (2) و یقال فلان احتسب عمله و بعمله إذا نوی به وجه اللّٰه و المعطی اسم مفعول و المحروم من حرم العطاء من اللّٰه أو من الخلق و القانع الراضی بما أعطاه اللّٰه.

«2»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بَابَ شُكْرٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الزِّیَادَةِ(3).

ص: 23


1- 1. سبأ: 13.
2- 2. البقرة: 249.
3- 3. الكافی ج 2 ص 94.

بیان: فخزن أی أحرز و منع و مثله فی النهج عن أمیر المؤمنین علیه السلام ما كان اللّٰه لیفتح علی عبد باب الشكر و یغلق علیه باب الزیادة(1) و هما إشارتان إلی قوله تعالی لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

«3»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ عَائِشَةَ لَیْلَتَهَا فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَقَالَ یَا عَائِشَةُ أَ لَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُومُ عَلَی أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی (3).

إیضاح: قد غفر اللّٰه لك إشارة إلی قوله تعالی إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و للشیعة فی تأویله أقوال.

أحدها أن المراد لیغفر لك اللّٰه ما تقدم من ذنب أمتك و ما تأخر بشفاعتك و إضافة ذنوب أمته إلیه للاتصال و السبب بینه و بین أمته

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ضَمِنَ لَهُ أَنْ یَغْفِرَ ذُنُوبَ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِمْ وَ مَا تَأَخَّرَ.

وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَ لَا هَمٌّ بِذَنْبٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ حَمَّلَهُ ذُنُوبَ شِیعَتِهِ ثُمَّ غَفَرَهَا لَهُ.

و الثانی ما ذكره السید المرتضی رضی اللّٰه عنه أن الذنب مصدر و المصدر یجوز إضافته إلی الفاعل و المفعول معا فیكون هنا مضافا إلی المفعول و المراد ما تقدم من ذنبهم إلیك فی منعهم إیاك عن مكة و صدهم لك عن المسجد الحرام و

ص: 24


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 247.
2- 2. إبراهیم: 7.
3- 3. الكافی ج 2 ص 95.

یكون معنی المغفرة علی هذا التأویل الإزالة و النسخ لأحكام أعدائه من المشركین علیه أی یزیل اللّٰه ذلك عنده و یستر علیك تلك الوصمة بما یفتح اللّٰه لك من مكة فستدخلها فیما بعد و لذلك جعله جزاء علی جهاده و غرضا فی الفتح و وجها له قال و لو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم یكن لقوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ معنی معقول لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح فلا یكون غرضا فیه و أما قوله ما تقدم و ما تأخر فلا یمتنع أن یرید به ما تقدم زمانه من فعلهم القبیح بك و بقومك.

الثالث أن معناه لو كان لك ذنب قدیم أو حدیث لغفرناه لك.

الرابع أن المراد بالذنب هناك ترك المندوب و حسن ذلك لأن من المعلوم أنه صلی اللّٰه علیه و آله ممن لا یخالف الأوامر الواجبة فجاز أن یسمی ذنبا منه ما لو وقع من غیره لم یسم ذنبا لعلو قدره و رفعة شأنه.

الخامس أن القول خرج مخرج التعظیم و حسن الخطاب كما قیل فی قوله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ (1) أقول

وَ قَدْ رَوَی الصَّدُوقُ فِی الْعُیُونِ (2)

بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ وَ عِنْدَهُ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَیْسَ مِنْ قَوْلِكَ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ مَعْصُومُونَ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ عِنْدَ مُشْرِكِی مَكَّةَ أَعْظَمَ ذَنْباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُمْ كَانُوا یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ صَنَماً فَلَمَّا جَاءَهُمْ صلی اللّٰه علیه و آله بِالدَّعْوَةِ إِلَی كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ عَظُمَ قَالُوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ إِلَی قَوْلِهِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ (3) فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی نَبِیِّهِ مَكَّةَ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عِنْدَ

ص: 25


1- 1. براءة: 43.
2- 2. عیون الأخبار ج 1 ص 202.
3- 3. ص: 5.

مُشْرِكِی أَهْلِ مَكَّةَ بِدُعَائِكَ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ فِیمَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ لِأَنَّ مُشْرِكِی مَكَّةَ أَسْلَمَ بَعْضُهُمْ وَ خَرَجَ بَعْضُهُمْ عَنْ مَكَّةَ وَ مَنْ بَقِیَ مِنْهُمْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی إِنْكَارِ التَّوْحِیدِ عَلَیْهِ إِذَا دَعَا النَّاسَ إِلَیْهِ فَصَارَ ذَنْبُهُ عِنْدَهُمْ فِی ذَلِكَ مَغْفُوراً بِظُهُورِهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِلَّهِ دَرُّكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ.

و كان هذا الحدیث بالوجه الرابع أنسب لتقریره صلی اللّٰه علیه و آله كلام عائشة و إن أمكن توجیهه علی بعض الوجوه الأخر.

و الحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة فی الطاعات إنما یكون لمحو السیئات فأجاب صلی اللّٰه علیه و آله بأنه لیس منحصرا فی ذلك بل یكون لشكر النعم الغیر المتناهیة و رفع الدرجات الصوریة و المعنویة بل الطاعات عند المحبین من أعظم اللذات كما عرفت. طه قیل معنی طه یا رجل عن ابن عباس و جماعة و قد دلت الأخبار الكثیرة علی أنه من أسماء النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ (1) بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا صَلَّی قَامَ عَلَی أَصَابِعِ رِجْلَیْهِ حَتَّی تَوَرَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طه بِلُغَةِ طَیِّئٍ یَا مُحَمَّدُ ما أَنْزَلْنا الْآیَةَ.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ(2) بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ فِیهِ: فَأَمَّا طه فَاسِمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعْنَاهُ یَا طَالِبَ الْحَقِّ الْهَادِیَ إِلَیْهِ ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی بَلْ لِتَسْعَدَ.

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی الِاحْتِجَاجِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرَ سِنِینَ عَلَی أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ حَتَّی تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ وَ اصْفَرَّ وَجْهُهُ یَقُومُ اللَّیْلَ أَجْمَعَ حَتَّی عُوتِبَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی بَلْ لِتَسْعَدَ بِهِ الْخَبَرَ.

ص: 26


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 417.
2- 2. معانی الأخبار ص 22.

و قال النسفی من العامة قال القشیری الطاء إشارة إلی طهارة قلبه عن غیر اللّٰه و الهاء اهتداء قلبه إلی اللّٰه و قیل الطاء طرب أهل الجنة و الهاء هوان أهل النار.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه روی عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء و سكون الهاء فإن صح ذلك عنه فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء أو معناه طأ الأرض بقدمیك جمیعا فقد روی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یرفع إحدی رجلیه فی الصلاة لیزید تعبه فأنزل اللّٰه طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی فوضعها و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قال الحسن هو جواب للمشركین حین قالوا إنه شقی فقال سبحانه یا رجل ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی لكن لتسعد به تنال الكرامة به فی الدنیا و الآخرة قال قتادة و كان یصلی اللیل كله

و یعلق صدره بحبل حتی لا یغلبه النوم فأمره اللّٰه سبحانه أن یخفف عن نفسه و ذكر أنه ما أنزل علیه الوحی لیتعب كل هذا التعب (1).

و قال البیضاوی المعنی ما أنزلنا علیك القرآن لتتعب بفرط تأسفك علی كفر قریش إذ ما علیك إلا أن تبلغ أو بكثرة الریاضة و كثرة التهجد و القیام علی ساق و الشقاء شائع بمعنی التعب و لعله عدل إلیه للإشعار بأنه أنزل علیه لیسعد و قیل رد و تكذیب للكفرة فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقی بترك الدنیا و إن القرآن أنزل إلیك لتشقی به انتهی (2).

و أقول القیام علی رجل واحد علی أطراف الأصابع و أمثالهما لعلها كانت ابتداء فی شریعته صلی اللّٰه علیه و آله ثم نسخت بناء علی ما هو الأظهر من أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان عاملا بشریعة نفسه أو فی شریعة من كان یعمل بشریعته علی الأقوال الأخر.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 27


1- 1. مجمع البیان ج 7 ص 2.
2- 2. أنوار التنزیل ص 261.

الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شُكِرَتْ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ وَ الشُّكْرُ زِیَادَةٌ فِی النِّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغِیَرِ(1).

بیان: من أنعم علیك یشمل المنعم الحقیقی و غیره زیادة فی النعم أی سبب لزیادتها و أمان من الغیر أی من تغیر النعمة بالنقمة و الغیر بكسر الغین و فتح الیاء اسم للتغیر و یظهر من القاموس أنه بفتح الغین و سكون الیاء قال فی النهایة فی حدیث الاستسقاء من یكفر باللّٰه یلق الغیر أی تغیر الحال و انتقالها من الصلاح إلی الفساد و الغیر الاسم من قولك غیرت الشی ء فتغیر و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و هو محركة داهیة لا یهتدی لمثلها و الظاهر أنه تصحیف.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَوْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا لِلْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَالْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (2).

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ فَضْلٍ الْبَقْبَاقِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (3) قَالَ الَّذِی أَنْعَمَ عَلَیْكَ بِمَا فَضَّلَكَ وَ أَعْطَاكَ وَ أَحْسَنَ إِلَیْكَ ثُمَّ قَالَ فَحَدِّثْ بِدِینِهِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِ (4).

بیان: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال فی مجمع البیان معناه اذكر نعم اللّٰه تعالی و أظهرها و حدث بها و فی الحدیث التحدث بنعمة اللّٰه شكر و تركه كفر و قال الكلبی یرید بالنعمة القرآن و كان أعظم ما أنعم اللّٰه به فأمره أن یقرأه و قال مجاهد و الزجاج یرید بالنبوة التی أعطاك ربك أی بلغ ما أرسلت

ص: 28


1- 1. الكافی ج 2 ص 94.
2- 2. الكافی ج 2 ص 94.
3- 3. الضحی: 11.
4- 4. الكافی ج 2 ص 94.

به و حدث بالنبوة التی آتاكها اللّٰه و هی أجل النعم و قیل معناه اشكر لما ذكر من النعمة علیك فی هذه السورة وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَعْنَاهُ فَحَدِّثْ بِمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَ فَضَّلَكَ وَ رَزَقَكَ وَ أَحْسَنَ إِلَیْكَ وَ هَدَاكَ.

انتهی (1).

قوله بما فضلك بیان للنعمة أی بتفضیلك علی سائر الخلق أو بما فضلك به من النبوة الخاصة و أعطاك من العلم و المعرفة و المحبة و سائر الكمالات النفسانیة و الشفاعة و اللواء و الحوض و سائر النعم الأخرویة و أحسن إلیك من النعم الدنیویة أو الأعم ثم قال أی الإمام علیه السلام فحدث بصیغة الماضی أی النبی صلی اللّٰه علیه و آله عملا بما أمر به بدینه أی العقائد الإیمانیة و العبادات القلبیة و البدنیة و ما أعطاه من النبوة و الفضل و الكرامة فی الدنیا و الآخرة و ما أنعم به علیه من النعم الدنیویة و الأخرویة و الجسمانیة و الروحانیة.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ شَاكِراً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ یَحْمَدُ اللَّهَ عَلَی كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَیْهِ فِی أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ إِنْ كَانَ فِیمَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ فِی مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ وَ مِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ (2) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ(3) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ (4) وَ قَوْلُهُ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً(5).

إیضاح: قوله حق أی واجب أو الأعم و منه أی من الشكر أو من الحق

ص: 29


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 507.
2- 2. الزخرف: 13.
3- 3. القصص: 24.
4- 4. المؤمنون: 29.
5- 5. الكافی ج 2 ص 95 و 96 و الآیة فی أسری: 80.

الذی یجب أداؤه فیما أنعم اللّٰه علیه أن یقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتین أنعم اللّٰه بهما علیه ما قاله سبحانه تعلیما لعباده و إرشادا لهم حیث قال عز و جل وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلی ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِی إلی قوله وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ أی مطیقین من أقرنت الشی ء إقرانا أطقته و قویت علیه قال الطبرسی فی تفسیر هذه الآیة ثم تذكروا نعمة ربكم فتشكروه علی تلك النعمة التی هی تسخر ذلك المركب و تقولوا معترفین بنعمه منزهین له عن شبه المخلوقین سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا أی ذلله لنا حتی ركبناه قال قتادة قد علمكم كیف تقولون إذا ركبتم وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذِكْرُ النِّعْمَةِ أَنْ تَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ بَعْدَهُ سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا إِلَی قَوْلِهِ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (1).

و منه قوله تعالی رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ لیس هذا فی بعض النسخ (2)

و علی تقدیره المعنی أنه من موسی علیه السلام كان متضمنا للشكر علی نعمة الفقر و غیره لاشتماله علی الاعتراف بالمنعم الحقیقی و التوسل إلیه فی جمیع الأمور

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا سَأَلَهُ إِلَّا خُبْزاً یَأْكُلُهُ لِأَنَّهُ كَانَ یَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ وَ لَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَی مِنْ شَفِیفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ لِهُزَالِهِ وَ تَشَذُّبِ لَحْمِهِ (3).

و كذا علم سبحانه نوحا علیه السلام الشكر حیث أمره أن یقول عند دخول السفینة أو عند الخروج منها رَبِّ أَنْزِلْنِی و صدر الآیة هكذا فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَی الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا قرأ أبو بكر مَنْزِلًا بفتح المیم و كسر الزای أی موضع النزول و قیل:

ص: 30


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 41.
2- 2. كما لا یوجد فی الكافی المطبوع.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 309.

هو السفینة بعد الركوب و قیل هو الأرض بعد النزول و قرأ الباقون مُنْزَلًا بضم المیم و فتح الزای أی إنزالا مباركا فالبركة فی السفینة النجاة و فی النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده و قیل مُبارَكاً بالماء و الشجر وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ لأنه لا یقدر أحد علی أن یصون غیره من الآفات إذا أنزل منزلا و یكفیه جمیع ما یحتاج إلیه إلا أنت فظهر أن هذا شكر أمر اللّٰه به و توسل إلی جنابه سبحانه و كذا كل من قرأ هذه الآیة عند نزول منزل أو دار فقد شكر اللّٰه.

و كذا ما علمه اللّٰه الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أن یقول عند دخول مكة أو فی جمیع الأمور رَبِّ أَدْخِلْنِی فی جمیع ما أرسلتنی به إدخال صدق و أخرجنی منه سالما إخراج صدق أی أعنی علی الوحی و الرسالة و قیل معناه أدخلنی المدینة و أخرجنی منها إلی مكة للفتح و قیل إنه أمر بهذا الدعاء إذا دخل فی أمر أو خرج من أمر و قیل أی أَدْخِلْنِی القبر عند الموت مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی منه عند البعث مُخْرَجَ صِدْقٍ و مدخل الصدق ما تحمد عاقبته فی الدنیا و الدین.

وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِیراً أی عزا أمتنع به ممن یحاول صدی عن إقامة فرائضك و قوة تنصرنی بها علی من عادانی و قیل اجعل لی ملكا عزیزا أقهر به العصاة فنصر بالرعب و قد ورد قراءتها عند الدخول علی سلطان و التقریب فی كونه شكرا ما مر.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَی النِّعْمَةِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَ كَانَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ(1).

بیان: و كان الحمد أی توفیق الحمد نعمة أخری أفضل من النعمة الأولی و یستحق بذلك شكرا آخر فلا یمكن الخروج عن عهدة الشكر فمنتهی الشكر الاعتراف بالعجز أو المعنی أن أصل الحمد أفضل من تلك النعمة لأن ثمراته الدنیویة و الأخرویة له أعظم.

ص: 31


1- 1. الكافی ج 2 ص 96.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا أَدَّی شُكْرَهَا(1).

«10»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَهَا(2).

بیان: فعرفها بقلبه أی عرف قدر تلك النعمة و أن اللّٰه هو المنعم بها.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَیَشْرَبُ الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ فَیُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَیَأْخُذُ الْإِنَاءَ فَیَضَعُهُ عَلَی فِیهِ فَیُسَمِّی ثُمَّ یَشْرَبُ فَیُنَحِّیهِ وَ هُوَ یَشْتَهِیهِ فَیَحْمَدُ ثُمَّ یَعُودُ فَیَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ یَعُودُ فَیَشْرَبُ ثُمَّ یُنَحِّیهِ فَیَحْمَدُ اللَّهَ فَیُوجِبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ(3).

بیان: یدل علی استحباب تثلیث الشرب و استحباب الافتتاح بالتسمیة مرة و الاختتام بالتحمید ثلاثا و سیأتی فی أبواب الشرب فی صحیحة ابن سنان (4) تثلیث التحمید من غیر تسمیة و فی روایة أخری عن عمر بن یزید(5) الافتتاح و الاختتام بالتسمیة و التحمید فی كل مرة و هو أفضل قوله علیه السلام فیضعه أی یرید وضعه أو یقرب وضعه علی مجاز المشارفة إذ لا تسمیة بعد الوضع.

«12»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرْزُقَنِی مَالًا فَرَزَقَنِی وَ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً فَرَزَقَنِی وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَرْزُقَنِی دَاراً فَرَزَقَنِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا(6).

بیان: قال فی القاموس استدرجه خدعه و أدناه كدرجه و استدراجه تعالی

ص: 32


1- 1. الكافی ج 2 ص 96.
2- 2. الكافی ج 2 ص 96.
3- 3. الكافی ج 2 ص 96.
4- 4. الكافی ج 6 ص 384.
5- 5. الكافی ج 6 ص 384.
6- 6. الكافی ج 2 ص 97.

العبد أنه كلما جدد خطیئة جدد له نعمة و أنساه الاستغفار أو أن یأخذه قلیلا قلیلا و لا یباغته.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ وَ قَدْ ضَاعَتْ دَابَّتُهُ فَقَالَ لَئِنْ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَیَّ لَأَشْكُرَنَّ اللَّهَ حَقَّ شُكْرِهِ قَالَ فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِیَ بِهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ قَائِلٌ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قُلْتَ لَأَشْكُرَنَّ اللَّهَ حَقَّ شُكْرِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ لَمْ تَسْمَعْنِی قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ (1).

بیان: یدل علی أن قول الحمد لله أفضل أفراد الحمد اللسانی و كفی به فضلا افتتاحه سبحانه به مع أنه علی الوجه الذی قاله علیه السلام مقرونا بغایة الإخلاص و المعرفة كان حق الشكر له تعالی.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هَذِهِ النِّعْمَةِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ یَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (2).

توضیح: یغتم به علی بناء المعلوم و قد یقرأ علی المجهول الحمد لله علی كل حال أی هو المستحق للحمد علی النعمة و البلاء لأن كل ما یفعله اللّٰه بعبده ففیه لا محالة صلاحه.

قیل فی كل بلاء خمسة أنواع من الشكر الأول یمكن أن یكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه فینبغی الشكر علی عدم ابتلائه بالأشد.

الثانی أن البلاء إما كفارة للذنوب أو سبب لرفع الدرجة فینبغی الشكر علی كل منهما.

الثالث أن البلاء مصیبة دنیویة فینبغی الشكر علی أنه لیس مصیبته دینیة و

قَدْ نُقِلَ: أَنَّ عِیسَی علیه السلام مَرَّ عَلَی رَجُلٍ أَعْمَی مَجْذُومٍ مَبْرُوصٍ مَفْلُوجٍ فَسَمِعَ مِنْهُ یَشْكُرُ و یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِنْ بَلَاءٍ ابْتُلِیَ بِهِ أَكْثَرُ الْخَلْقِ

ص: 33


1- 1. الكافی ج 2 ص 97.
2- 2. الكافی ج 2 ص 97.

فَقَالَ علیه السلام مَا بَقِیَ مِنْ بَلَاءٍ لَمْ یُصِبْكَ قَالَ عَافَانِی مِنْ بَلَاءٍ هُوَ أَعْظَمُ الْبَلَایَا وَ هُوَ الْكُفْرُ فَمَسَّهُ علیه السلام فَشَفَاهُ اللَّهُ مِنْ تِلْكَ الْأَمْرَاضِ وَ حَسُنَ وَجْهُهُ فَصَاحَبَهُ وَ هُوَ یَعْبُدُ مَعَهُ.

الرابع أن البلاء كان مكتوبا فی اللوح المحفوظ و كان فی طریقه لا محالة فینبغی الشكر علی أنه مضی و وقع خلف ظهره الخامس أن بلاء الدنیا سبب لثواب الآخرة و زوال حب الدنیا من القلب فینبغی الشكر علیها.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی الْمُبْتَلَی مِنْ غَیْرِ أَنْ تُسْمِعَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ لَوْ شَاءَ فَعَلَ قَالَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَمْ یُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً(1).

بیان: إلی المبتلی قد یقال یعم المبتلی بالمعصیة أیضا إلا أن عدم الإسماع لا یناسبه من غیر أن تسمعه لئلا ینكسر قلبه و یكون موهنا للشماتة.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَفْصٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَی مُبْتَلًی فَیَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَدَلَ عَنِّی مَا ابْتَلَاكَ بِهِ وَ فَضَّلَنِی عَلَیْكَ بِالْعَافِیَةِ اللَّهُمَّ عَافِنِی مِمَّا ابْتَلَیْتَهُ بِهِ إِلَّا لَمْ یُبْتَلَ بِذَلِكَ الْبَلَاءِ أَبَداً(2).

«17»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ قَدِ ابْتُلِیَ وَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَسْخَرُ وَ لَا أَفْخَرُ وَ لَكِنْ أَحْمَدُكَ عَلَی عَظِیمِ نَعْمَائِكَ عَلَیَ (3).

بیان: لا أسخر أی لا أستهزئ یقال سخر منه و به كفرح هزأ و المعنی لا أسخر من هذا المبتلی بابتلائه بذلك و لا أفخر علیه ببراءتی منه

«18»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمْ أَهْلَ الْبَلَاءِ

ص: 34


1- 1. الكافی ج 2 ص 97.
2- 2. الكافی ج 2 ص 97.
3- 3. الكافی ج 2 ص 98.

فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ لَا تُسْمِعُوهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ یَحْزُنُهُمْ (1).

«19»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی سَفَرٍ یَسِیرُ عَلَی نَاقَةٍ لَهُ إِذْ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمْسَ سَجَدَاتٍ فَلَمَّا رَكِبَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا رَأَیْنَاكَ صَنَعْتَ شَیْئاً لَمْ تَصْنَعْهُ فَقَالَ نَعَمْ اسْتَقْبَلَنِی جَبْرَئِیلُ فَبَشَّرَنِی بِبِشَارَاتٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً لِكُلِّ بُشْرَی سَجْدَةً(2).

بیان: یدل علی استحباب سجدة الشكر عند تجدد كل نعمة و البشارة بها و لا خلاف فیه بین أصحابنا و إن أنكره المخالفون خلافا للشیعة مع ورودها فی روایاتهم كثیرا و سیأتی فی كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه.

«20»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ نِعْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ شُكْراً لِلَّهِ فَإِنْ كَانَ رَاكِباً فَلْیَنْزِلْ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ یَقْدِرُ عَلَی النُّزُولِ لِلشُّهْرَةِ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی قَرَبُوسِهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ یَقْدِرُ فَلْیَضَعْ خَدَّهُ عَلَی كَفِّهِ ثُمَّ لْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی مَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ (3).

بیان: یدل علی استحباب وضع الخد فی سجدة الشكر و علی استحبابها عند تذكر النعم أیضا و لو كان بعد حدوثها بمدة و علی استحباب حمد اللّٰه فیها.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَسِیرُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی بَعْضِ أَطْرَافِ الْمَدِینَةِ إِذْ ثَنَی رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ فَخَرَّ سَاجِداً فَأَطَالَ وَ أَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ إِنَّنِی ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَیَّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّی (4).

بیان: یدل علی فوریة سجدة الشكر و علی أنهم علیهم السلام یذهلون عن بعض الأمور فی بعض الأحیان و كان هذا لیس من السهو المتنازع فیه.

ص: 35


1- 1. الكافی ج 2 ص 98.
2- 2. الكافی ج 2 ص 98.
3- 3. الكافی ج 2 ص 98.
4- 4. الكافی ج 2 ص 98.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ فِیمَا أَعْلَمُ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی فَقَالَ یَا رَبِّ فَكَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ لَیْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ قَالَ یَا مُوسَی الْآنَ شَكَرْتَنِی حِینَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی (1).

بیان: تقول أدیت حق فلان إذا قابلت إحسانه بإحسان مثله و المراد منا طلب أداء شكر نعمته علی وجه التفصیل و هو لا یمكن من وجوه.

الأول أن نعمه غیر متناهیة لا یمكن إحصاؤها تفصیلا فلا یمكن مقابلتها بالشكر.

الثانی أن كل ما نتعاطاه مستند إلی جوارحنا و قدرتنا من الأفعال فهی فی الحقیقة نعمة و موهبة من اللّٰه تعالی و كذلك الطاعات و غیرها نعمة منه فتقابل نعمته بنعمته.

الثالث أن الشكر أیضا نعمة منه حصل بتوفیقه فمقابلة كل نعمة بالشكر یوجب التسلسل و العجز و قول موسی علیه السلام یحتمل كلا من الوجهین الأخیرین.

وَ قَدْ رُوِیَ هَذَا عَنْ دَاوُدَ علیه السلام أَیْضاً حَیْثُ قَالَ: یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ وَ أَنَا لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَشْكُرَكَ إِلَّا بِنِعْمَةٍ ثَانِیَةٍ مِنْ نِعَمِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَقَدْ شَكَرْتَنِی.

«23»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَتْ بِی مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عَافِیَةٍ فِی دِینٍ أَوْ دُنْیَا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَ الشُّكْرُ بِهَا عَلَیَّ یَا رَبِّ حَتَّی تَرْضَی وَ بَعْدَ الرِّضَا فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَدَّیْتَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْكَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ(2).

ص: 36


1- 1. الكافی ج 2 ص 98.
2- 2. المصدر ج 2 ص 99.

إیضاح: ما أصبحت بی الإصباح الدخول فی الصباح و قد یراد به الدخول فی الأوقات مطلقا و علی الأول ذكره علی المثال فیقول فی المساء ما أمسیت و ما موصولة مبتدأ و الظرف مستقر و الباء للملابسة أی متلبسا بی فهو حال عن الموصول و من نعمة بیان له و لذا أنث الضمیر العائد إلی الموصول فی أصبحت رعایة للمعنی و فی بعض الروایات أصبح رعایة للفظ و قوله فمنك خبر الموصول و الفاء لتضمن المبتدإ معنی الشرط و ربما یقرأ منك بفتح المیم و تشدید النون و هو تصحیف.

حتی ترضی المراد به أول مراتب الرضا و بعد الرضا أی سائر مراتبه فإن كان المراد بقوله لك الحمد و لك الشكر أنك تستحقهما یكون أول مراتب الرضا دون الاستحقاق فإن اللّٰه سبحانه یرضی بقلیل مما یستحقه من الحمد و الشكر و الطاعة و إن كان المراد لك منی الحمد و الشكر أی أحمدك و أشكرك فلا یحتاج إلی ذلك كنت قد أدیت أی یرضی اللّٰه منك بذلك لا أنك أدیت ما یستحقه.

«24»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نُوحٌ علیه السلام یَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَصْبَحَ فَسُمِّیَ بِذَلِكَ عَبْداً شَكُوراً.

قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا(1).

بیان: یقول ذلك أی الدعاء المذكور فی الحدیث السابق و فی روایة أخری أن نوحا علیه السلام كان یقول ذلك عند الصباح و عند المساء(2)

و الأخبار فی ذلك كثیرة بأدنی اختلاف (3) و قوله صلی اللّٰه علیه و آله من صدق اللّٰه نجا معناه أنه إذا أظهر العبد حالة عند اللّٰه و كان صادقا فی ذلك بحیث لا یعتقد و لا یعمل ما یخالفه یصیر سبب نجاته من مهالك الدنیا و الآخرة و لعل ذكره فی هذا المقام لبیان أن نوحا علیه السلام كان صادقا فیما ادعی فی هذا الدعاء من أن جمیع النعم الواصلة إلی العبد من اللّٰه تعالی و أنه متوحد بالإنعام و الربوبیة و استحقاق الحمد

ص: 37


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. الكافی ج 2 ص 522- 535.
3- 3. الكافی ج 2 ص 522- 535.

و الشكر و الطاعة فكان موقنا بجمیع ذلك و لم یأت بما ینافیه من التوسل إلی المخلوقین و رعایة رضاهم دون رضا رب العالمین أو معه فلذلك صار سببا لنجاته و تسمیة اللّٰه له شكورا.

و ربما یقرأ صدق علی بناء التفعیل كما قال بعض الأفاضل لعله علیه السلام أشار بآخر الحدیث إلی تسمیة نوح بنجی اللّٰه و یستفاد منه أن هذه الكلمات تصدیق لله سبحانه فیما وصف اللّٰه به نفسه و شهد به من التوحید و قال آخر تصدیقه فی تكالیفه عبارة عن الإقرار بها و الإتیان بمقتضاها و فی نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب و مقابلتها بالشكر و الثناء انتهی و لا یخفی أن ما ذكرنا أظهر.

«25»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِینٍ وَ یُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِعَبْدٍ مِنْ عَبِیدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَ شَكَرْتَ فُلَاناً فَیَقُولُ بَلْ شَكَرْتُكَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ لَمْ تَشْكُرْنِی إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْكَرُكُمْ لِلَّهِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ (1).

بیان: كل قلب حزین أی لأمور الآخرة متفكر فیها و فیما ینجی من عقوباتها غیر غافل عما یراد بالمرء و منه لا محزون بأمور الدنیا و إن احتمل أن یكون المعنی إذا أحب اللّٰه عبدا ابتلاه بالبلایا فیصیر محزونا لكنه بعید كل عبد شكور أی كثیر الشكر بحیث یشكر اللّٰه و یشكر وسائط نعم اللّٰه كالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام و الوالدین و أرباب الإحسان من المخلوقین.

و فی الأخبار ظاهرا تناف فی هذا المطلب لورود هذا الخبر و أمثاله. وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: وَ لَا یَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ (2).

و مثله كثیر و یمكن الجمع بینها بأنه إذا حمد المخلوق و شكره لأن مولی النعم أمر بشكره فقد شكر ربه و یحتمل أن یكون هذا هو المراد بقوله لم تشكرنی إذ لم تشكره أو تكون أخبار الشكر محمولة علی أن یشكرهم باعتقاد أنهم وسائط

ص: 38


1- 1. الكافی ج 2 ص 99.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 52.

نعم اللّٰه و لهم مدخلیة قلیلة فی ذلك و لا یسلب علیتهم رأسا فینتهی إلی الجبر و أخبار الترك محمولة علی أنه لا یجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون فی إیصال النعمة فإن هذا فی معنی الشرك كما عرفت أن النعم كلها أصولها و وجود المنعم المجازی و آلات العطاء و توفیق الإعطاء كلها من اللّٰه تعالی.

و هذا أحد معانی الأمر بین الأمرین كما عرفت و إلیه یرجع ما قیل إن الغیر یتحمل المشقة بحمل رزق اللّٰه إلیك فالنهی عن الحمد لغیر اللّٰه علی أصل الرزق لأن الرازق هو اللّٰه و الترغیب فی الحمد له علی تكلف من حمل الرزق و كلفه إیصاله بإذن اللّٰه لیعطیه أجر مشقة الحمل و الإیصال و بالجملة هناك شكران شكر للرزق و هو لله و شكر للحمل و هو للغیر و أید بما روی لا تحمدن أحدا علی رزق اللّٰه و قیل النهی مختص بالخواص من أهل الیقین الذین شاهدوه رازقا و شغلوا عن رؤیة الوسائط فنهاهم عن الإقبال علیها لأنه تعالی یتولی جزاء الوسائط عنهم بنفسه و الأمر بالشكر مختص بغیرهم ممن لاحظ الأسباب و الوسائط كأكثر الناس لأن فیه قضاء حق السبب أیضا.

و الوجه الثانی الذی ذكرنا كأنه أظهر لوجوه لأن اللّٰه تعالی مع أنه مولی النعم علی الحقیقة و إلیه یرجع كل الطاعات و نفعها یصل إلی العباد یشكرهم علی أعمالهم قولا و فعلا فی الدنیا و الآخرة فكیف لا یحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخلیتهم فی ذلك.

و یمكن أن یكون قوله تعالی لم تشكرنی إذ لم تشكره إشارة إلی ذلك أی إذا لم تشكر المنعم الظاهری بتوهم أنه لم یكن له مدخل فی النعمة فكیف تنسب شكری إلی نفسك لأن نسبة الفعلین إلی الفاعلین واحدة فأنت أیضا لم تشكرنی فلم نسبت الشكر إلی نفسك و نفیت الفعل عن غیرك و هذا معنی لطیف لم أر من تفطن به و إن كان بعیدا فی الجملة و الوجه الأول أیضا وجه ظاهر و كان آخر الخبر یؤیده و إن احتمل وجوها كما لا یخفی.

«26»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ جَهْمٍ

ص: 39

عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عَنِ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ(1).

بیان: لا یضر معهن لأن الدعاء یدفع الكرب و الاستغفار یمحو الذنوب و الشكر یوجب عدم زوال النعمة و یؤمن من كونها استدراجا و وبالا فی الآخرة.

«27»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

«28»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا سَمِعَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ ظَاهِراً بِلِسَانِهِ فَتَمَّ كَلَامُهُ حَتَّی یُؤْمَرَ لَهُ بِالْمَزِیدِ(3).

بیان: فعرفها بقلبه أی عرف قدر النعمة و عظمتها و أنها من اللّٰه تعالی لأنه مسبب الأسباب و فیه إشعار بأن الشكر الموجب للمزید هو القلبی مع اللسانی.

«29»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ النِّعْمَةِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ تَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الرَّجُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (4).

بیان: یدل علی أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الأركانی و أن الحمد لله رب العالمین فرد كامل من الشكر لأنه یستفاد منه اختصاص جمیع المحامد باللّٰه سبحانه فیدل علی أنه المولی بجمیع النعم الظاهرة و الباطنة و أنه رب لجمیع ما سواه و خالق و مرب لها و أنه لا شریك له فی الخالقیة و المعبودیة و الرازقیة و قوله تمام الشكر المراد به الشكر التام الكامل و هو متمم لاجتناب المحارم و مكمل له.

«30»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ

ص: 40


1- 1. الكافی ج 2 ص 95.
2- 2. الكافی ج 2 ص 95.
3- 3. الكافی ج 2 ص 95.
4- 4. الكافی ج 2 ص 95.

عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ إِنْ عَظُمَتْ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا(1).

بیان: یدل علی أن الشكر یتحقق بالحمد اللسانی و لا ینافی كون كماله بانضمام شكر الجنان و الأركان.

«31»- لی، [الأمالی للصدوق] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ بِالْمَوَاهِبِ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً(2).

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَشْكُرِ اللَّهَ یَزِدْهُ اللَّهُ (3).

«33»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسِیرُ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ إِذْ ثَنَی رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً فَأَطَالَ فِی سُجُودِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَعَادَ ثُمَّ رَكِبَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَاكَ ثَنَیْتَ رِجْلَكَ عَنْ دَابَّتِكَ ثُمَّ سَجَدْتَ فَأَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَانِی فَأَقْرَأَنِی السَّلَامَ مِنْ رَبِّی وَ بَشَّرَنِی أَنَّهُ لَنْ یُخْزِیَنِی فِی أُمَّتِی فَلَمْ یَكُنْ لِی مَالٌ فَأَتَصَدَّقَ بِهِ وَ لَا مَمْلُوكٌ فَأُعْتِقَهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ (4).

«34»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْغَنِیُّ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ (5).

ص: 41


1- 1. الكافی ج 2 ص 95.
2- 2. أمالی الصدوق ص 182.
3- 3. أمالی الصدوق ص 293.
4- 4. أمالی الصدوق ص 304.
5- 5. قرب الإسناد ص 50.

مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا: مثله (1)

كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ مَكَانَ الْغَنِیِّ الْمُعْطِی.

«35»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ لَمْ یُنْكِرِ الْجَفْوَةَ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ.

«36»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَیُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ تَنْفَدْ حَتَّی یَأْمُرَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (2).

مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا: مثله (3).

«37»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ احْتَمَلَ الْجَفَاءَ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ(4).

«38»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ تُغْضِبْهُ الْجَفْوَةُ لَمْ یَشْكُرِ النِّعْمَةَ(5).

«39»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ الْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ (6).

«40»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ إِنْ

ص: 42


1- 1. مشكاة الأنوار ص 27.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 344، و الآیة فی سورة إبراهیم: 7.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 29.
4- 4. الخصال ج 1 ص 9.
5- 5. الخصال ج 1 ص 9.
6- 6. الخصال ج 1 ص 11.

عَظُمَتْ أَنْ تَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«41»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(2).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن بن حماد: مثله (3).

«42»- ید، [التوحید] ل، [الخصال] الْفَامِیُّ وَ ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَا ذَا شَكَرْتَ نَعْمَاءَ رَبِّكَ قَالَ نَظَرْتُ إِلَی بَلَاءٍ قَدْ صَرَفَهُ عَنِّی وَ أَبْلَی بِهِ غَیْرِی فَعَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَیَّ فَشَكَرْتُهُ الْخَبَرَ(4).

«43»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مُعَاوِیَةُ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةً لَمْ یُحْرَمْ ثَلَاثَةً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (5) وَ یَقُولُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (6) وَ یَقُولُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (7).

ص: 43


1- 1. الخصال ج 1 ص 13.
2- 2. الخصال ج 1 ص 43.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 18.
5- 5. الطلاق: 3.
6- 6. إبراهیم: 7.
7- 7. الخصال ج 1 ص 5، و الآیة الأخیرة فی المؤمن 60.

سن، [المحاسن] معاویة بن وهب عنه علیه السلام: مثله (1).

«44»- مع (2)، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِیُّ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ التَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الصَّبْرَ لَمْ یُحْرَمِ الْأَجْرَ(3).

أقول: قد مضی فی باب جوامع المكارم و فی باب صفات خیار العباد.

«45»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ رَفَعَهُ إِلَی الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ أَدَّی شُكْرَ كُلِّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الْخَبَرَ(4).

«46»- ل، [الخصال] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ الْمُنْعِمِ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ (5).

«47»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ وَ السِّنَانِیُّ وَ الْمُكَتِّبُ جَمِیعاً عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَمْ یَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (6).

«48»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: أَخَذَ النَّاسُ ثَلَاثَةً مِنْ ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصَّبْرَ عَنْ أَیُّوبَ وَ الشُّكْرَ عَنْ نُوحٍ وَ الْحَسَدَ عَنْ بَنِی یَعْقُوبَ (7).

ص: 44


1- 1. المحاسن ص 3.
2- 2. معانی الأخبار ص 323.
3- 3. الخصال ج 1 ص 94.
4- 4. الخصال ج 1 ص 144.
5- 5. الخصال ج 2 ص 94.
6- 6. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 24.
7- 7. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 45.

«49»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ نِعْمَةً فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ حَزَبَهُ (1)

أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (2).

«50»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ لَا یَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ وَ لَا نِعْمَةُ النَّاسِ عَنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ لَا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ (3).

«51»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنِ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: دَعَا سَلْمَانُ أَبَا ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَدَّمَ إِلَیْهِ رَغِیفَیْنِ فَأَخَذَ أَبُو ذَرٍّ الرَّغِیفَیْنِ فَقَلَبَهُمَا فَقَالَ سَلْمَانُ یَا أَبَا ذَرٍّ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَقْلِبُ هَذَیْنِ الرَّغِیفَیْنِ قَالَ خِفْتُ أَلَّا یَكُونَا نَضِیجَیْنِ فَغَضِبَ سَلْمَانُ مِنْ ذَلِكَ غَضَباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ مَا أَجْرَأَكَ حَیْثُ تَقْلِبُ الرَّغِیفَیْنِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَمِلَ فِی هَذَا الْخُبْزِ الْمَاءُ الَّذِی تَحْتَ الْعَرْشِ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی أَلْقَوْهُ إِلَی الرِّیحِ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الرِّیحُ حَتَّی أَلْقَاهُ إِلَی السَّحَابِ وَ عَمِلَ فِیهِ السَّحَابُ حَتَّی أَمْطَرَهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ عَمِلَ فِیهِ الرَّعْدُ وَ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی وَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ وَ عَمِلَتْ فِیهِ الْأَرْضُ وَ الْخَشَبُ وَ الْحَدِیدُ وَ الْبَهَائِمُ وَ النَّارُ وَ الْحَطَبُ وَ الْمِلْحُ وَ مَا لَا أُحْصِیهِ أَكْثَرُ فَكَیْفَ لَكَ أَنْ تَقُومَ بِهَذَا الشُّكْرِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ إِلَی اللَّهِ أَتُوبُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا أَحْدَثْتُ وَ إِلَیْكَ أَعْتَذِرُ مِمَّا كَرِهْتَ.

قَالَ وَ دَعَا سَلْمَانُ أَبَا ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی ضِیَافَةٍ فَقَدَّمَ إِلَیْهِ مِنْ جِرَابِهِ كِسَراً یَابِسَةً وَ بَلَّهَا مِنْ رَكْوَتِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ مَا أَطْیَبَ هَذَا الْخُبْزَ لَوْ

ص: 45


1- 1. یقال: حزبه الامر حزبا: أصابه و اشتد علیه أو ضغطه فجاءة و فی الحدیث: كان إذا حزبه أمر صلی أی إذا نزل به مهم و أصابه غم، و منه فی حدیث الدعاء اللّٰهمّ أنت عدتی ان حزبت، و كثیرا تصحف الكلمة كما فی المصدر بلفظ حزنه، فلا تغفل.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 46.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 29.

كَانَ مَعَهُ مِلْحٌ فَقَامَ سَلْمَانُ وَ خَرَجَ فَرَهَنَ رَكْوَتَهُ بِمِلْحٍ وَ حَمَلَهُ إِلَیْهِ فَجَعَلَ أَبُو ذَرٍّ یَأْكُلُ ذَلِكَ الْخُبْزَ وَ یَذُرُّ عَلَیْهِ ذَلِكَ الْمِلْحَ وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَزَقَنَا هَذِهِ الْقَنَاعَةَ فَقَالَ سَلْمَانُ لَوْ كَانَتْ قَنَاعَةٌ لَمْ تَكُنْ رَكْوَتِی مَرْهُونَةً(1).

«52»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ أَبِی ذَكْوَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام یُنْشِدُ كَثِیراً:

إِذَا كُنْتَ فِی خَیْرٍ فَلَا تَغْتَرِرْ بِهِ*** وَ لَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَ تَمِّمْ (2).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الرَّصَّافِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: ثَلَاثٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكُرُبَاتِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ(3).

«54»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طُوبَی لِمَنْ لَمْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ (4).

«55»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ عَلَیْهِ حُجَّةٌ إِمَّا فِی ذَنْبٍ اقْتَرَفَهُ وَ إِمَّا فِی نِعْمَةٍ قَصَّرَ عَنْ شُكْرِهَا(5).

«56»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ:

ص: 46


1- 1. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 52.
2- 2. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 178.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 207.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 21.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 215.

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ یَكْرَهُهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ (1).

«57»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ كُتِبَ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ وَ مَنْ أُتِیَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَلْیُكَافِئْ فَإِنْ عَجَزَ فَلْیُثْنِ بِهِ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ(2).

«58»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ وَ احْذَرُوا أَنْ یَنْتَقِلَ عَنْكُمْ إِلَی غَیْرِكُمْ أَمَا إِنَّهَا لَمْ یَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ قَلَّ مَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ (3).

«59»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: خَمْسٌ تَذْهَبُ ضَیَاعاً سِرَاجٌ تُعِدُّهُ فِی شَمْسٍ الدُّهْنُ یَذْهَبُ وَ الضَّوْءُ لَا یُنْتَفَعُ بِهِ وَ مَطَرٌ جَوْدٌ عَلَی أَرْضٍ سَبِخَةٍ الْمَطَرُ یَضِیعُ وَ الْأَرْضُ لَا یُنْتَفَعُ بِهَا وَ طَعَامٌ یُحْكِمُهُ طَابِخُهُ یُقَدَّمُ إِلَی شَبْعَانَ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهِ وَ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُزَفُّ إِلَی عِنِّینٍ فَلَا یَنْتَفِعُ بِهَا وَ مَعْرُوفٌ تَصْطَنِعُهُ إِلَی مَنْ لَا یَشْكُرُهُ (4).

«60»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ سَدِیرٌ الصَّیْرَفِیُّ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ یَا سَدِیرُ مَا كَثُرَ مَالُ رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا عَظُمَتِ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَیْهِ فَإِنْ قَدَرْتُمْ تَدْفَعُونَهَا عَلَی أَنْفُسِكُمْ فَافْعَلُوا

ص: 47


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 49.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 238.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 251.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 291.

فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ ثُمَّ قَالَ تَلَقَّوُا النِّعَمَ یَا سَدِیرُ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا وَ اشْكُرُوا مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكُمْ وَ أَنْعِمُوا عَلَی مَنْ شَكَرَكُمْ فَإِنَّكُمْ إِذَا كُنْتُمْ كَذَلِكَ اسْتَوْجَبْتُمْ مِنَ اللَّهِ الزِّیَادَةَ وَ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الْمُنَاصَحَةَ ثُمَّ تَلَا لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (1).

«61»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: دَخَلَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیُوَدِّعَهُ وَ قَدْ أَرَادَ سَفَراً فَلَمَّا وَدَّعَهُ قَالَ یَا مُعَلَّی اعْتَزِزْ بِاللَّهِ یُعْزِزْكَ قَالَ بِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ یَا مُعَلَّی خَفِ اللَّهَ یَخَفْ مِنْكَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَا مُعَلَّی تَحَبَّبْ إِلَی إِخْوَانِكَ بِصِلَتِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْعَطَاءَ مَحَبَّةً وَ الْمَنْعَ مَبْغَضَةً فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ إِنْ تَسْأَلُونِی أُعْطِكُمْ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ لَا تَسْأَلُونِی فَلَا أُعْطِیَكُمْ فَتُبْغِضُونِی وَ مَهْمَا أَجْرَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ عَلَی یَدِی فَالْمَحْمُودُ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَا تَبْعُدُونَ مِنْ شُكْرِ مَا أَجْرَی اللَّهُ لَكُمْ عَلَی یَدِی (2).

«62»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی هِلَالٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَوْقُودٌ أَوْ قَالَ مَحْمُومٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَشَدَّ وَعَكَكَ أَوْ حُمَّاكَ فَقَالَ مَا مَنَعَنِی ذَلِكَ أَنْ قَرَأْتُ اللَّیْلَةَ ثَلَاثِینَ سُورَةً فِیهِنَّ السَّبْعُ الطُّوَلُ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ أَنْتَ تَجْتَهِدُ هَذَا الِاجْتِهَادَ فَقَالَ یَا عُمَرُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً(3).

«63»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُلَیَّةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُمْنَعِ الزِّیَادَةَ وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

ص: 48


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 309.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 310.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 18.

لَأَزِیدَنَّكُمْ (1).

«64»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْكَرْخِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَعْلَمْ فَضْلَ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ إِلَّا فِی مَطْعَمِهِ وَ مَشْرَبِهِ فَقَدْ قَصُرَ عِلْمُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ (2).

«65»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ زَادَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: أَرْبَعٌ لِلْمَرْءِ لَا عَلَیْهِ الْإِیمَانُ وَ الشُّكْرُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ ما یَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ (3) وَ الِاسْتِغْفَارُ فَإِنَّهُ قَالَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4) وَ الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَی (5) قُلْ ما یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لا دُعاؤُكُمْ (6).

«66»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی بِشْرٍ حَنَانِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ خَالِ أَبِیهِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِیهِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ قَالَ: أَوْصَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بَعْضَ وُلْدِهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ اشْكُرِ اللَّهَ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنِّعْمَةِ إِذَا شَكَرْتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَ وَ الشَّاكِرُ بِشُكْرِهِ أَسْعَدُ مِنْهُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِی وَجَبَ عَلَیْهِ الشُّكْرُ بِهَا وَ تَلَا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

ص: 49


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 67.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 105.
3- 3. النساء: 147.
4- 4. الأنفال: 33.
5- 5. الفرقان: 77.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 108.

لَأَزِیدَنَّكُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(2).

«67»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. حَقٌّ عَلَی مَنْ أُنْعِمَ عَلَیْهِ أَنْ یُحْسِنَ مُكَافَاةَ الْمُنْعِمِ فَإِنْ قَصُرَ عَنْ ذَلِكَ وُسْعُهُ فَعَلَیْهِ أَنْ یُحْسِنَ الثَّنَاءَ فَإِنْ كَلَّ عَنْ ذَلِكَ لِسَانُهُ فَعَلَیْهِ مَعْرِفَةُ النِّعْمَةِ وَ مَحَبَّةُ الْمُنْعِمِ بِهَا فَإِنْ قَصُرَ عَنْ ذَلِكَ فَلَیْسَ لِلنِّعْمَةِ بِأَهْلٍ (3).

«68»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ضَغْطَةُ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ تَضْیِیعِ النِّعَمِ (4).

«69»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَیْهِ فَإِنَّمَا كَافَی وَ مَنْ أَضْعَفَ كَانَ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِیماً وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا صَنَعَ إِلَیْهِ إِنَّمَا یَصْنَعُ إِلَی نَفْسِهِ لَمْ یَسْتَبْطِئِ النَّاسَ فِی شُكْرِهِمْ وَ لَمْ یَسْتَزِدْهُمْ فِی مَوَدَّتِهِمْ وَ اعْلَمْ أَنَّ الطَّالِبَ إِلَیْكَ الْحَاجَةَ لَمْ یُكْرِمْ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ فَأَكْرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ (5).

«70»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُفْرٌ بِالنِّعَمِ أَنْ یَقُولَ الرَّجُلُ أَكَلْتُ كَذَا وَ كَذَا فَضَرَّنِی (6).

ص: 50


1- 1. إبراهیم: 7.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 115.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 115.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 292.
5- 5. معانی الأخبار ص 141.
6- 6. معانی الأخبار ص 385.

«71»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَحْسِنُوا صُحْبَةَ النِّعَمِ قَبْلَ فِرَاقِهَا فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ تَشْهَدُ عَلَی صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فِیهَا(1).

«72»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ حَمْدُ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَ أَعْظَمَ وَ أَوْزَنَ (2).

«73»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ أَجْرُ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ الْمُعَافَی الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ(3).

«74»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا إِسْحَاقُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ نِعْمَةً فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ جَهَرَ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَیْهَا فَفَرَغَ مِنْهَا حَتَّی یُؤْمَرَ لَهُ بِالْمَزِیدِ(4).

«75»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی فَقَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ لَیْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ فَقَالَ یَا مُوسَی شَكَرْتَنِی حَقَّ شُكْرِی حِینَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی.

«76»- ف، [تحف العقول]: رُوِیَ أَنَّ جَمَّالًا حَمَلَ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الْكُوفَةِ فَكَلَّمَهُ فِی صِلَتِهِ وَ قَدْ كَانَ علیه السلام وَصَلَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ سُبْحَانَ

ص: 51


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 149.
2- 2. ثواب الأعمال ص 165.
3- 3. ثواب الأعمال ص 165.
4- 4. ثواب الأعمال ص 171.

اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ(1).

«77»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: فِی كُلِّ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ شُكْرٌ لَازِمٌ لَكَ بَلْ أَلْفٌ وَ أَكْثَرُ وَ أَدْنَی الشُّكْرِ رُؤْیَةُ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ عِلَّةٍ یَتَعَلَّقُ الْقَلْبُ بِهَا دُونَ اللَّهِ وَ الرِّضَا بِمَا أَعْطَاهُ وَ أَنْ لَا تَعْصِیَهُ بِنِعْمَتِهِ وَ تُخَالِفَهُ بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ بِسَبَبِ نِعْمَتِهِ وَ كُنْ لِلَّهِ عَبْداً شَاكِراً عَلَی كُلِّ حَالٍ تَجِدِ اللَّهَ رَبّاً كَرِیماً عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَوْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عِبَادَةٌ تَعَبَّدَ بِهَا عِبَادَهُ الْمُخْلَصِینَ أَفْضَلَ مِنَ الشُّكْرِ عَلَی كُلِّ حَالٍ لَأَطْلَقَ لَفْظَهُ فِیهِمْ مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ بِهَا فَلَمَّا لَمْ یَكُنْ أَفْضَلَ مِنْهَا خَصَّهَا مِنْ بَیْنِ الْعِبَادَاتِ وَ خَصَّ أَرْبَابَهَا فَقَالَ وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّكُورُ(2) وَ تَمَامُ الشُّكْرِ اعْتِرَافُ لِسَانِ السِّرِّ خَاضِعاً لِلَّهِ تَعَالَی بِالْعَجْزِ عَنْ بُلُوغِ أَدْنَی شُكْرِهِ لِأَنَّ التَّوْفِیقَ لِلشُّكْرِ نِعْمَةٌ حَادِثَةٌ یَجِبُ الشُّكْرُ عَلَیْهَا وَ هِیَ أَعْظَمُ قَدْراً وَ أَعَزُّ وُجُوداً مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِی مِنْ أَجْلِهَا وُفِّقْتَ لَهُ فَیَلْزَمُكَ عَلَی كُلِّ شُكْرٍ شُكْرٌ أَعْظَمُ مِنْهُ إِلَی مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ مُسْتَغْرِقاً فِی نِعْمَتِهِ قَاصِراً عَاجِزاً عَنْ دَرْكِ غَایَةِ شُكْرِهِ وَ أَنَّی یَلْحَقُ الْعَبْدُ شُكْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ مَتَی یَلْحَقُ صَنِیعُهُ بِصَنِیعِهِ وَ الْعَبْدُ ضَعِیفٌ لَا قُوَّةَ لَهُ أَبَداً إِلَّا بِاللَّهِ وَ اللَّهُ غَنِیٌّ عَنْ طَاعَةِ الْعَبْدِ قَوِیٌّ عَلَی مَزِیدِ النِّعَمِ عَلَی الْأَبَدِ فَكُنْ لِلَّهِ عَبْداً شَاكِراً عَلَی هَذَا الْأَصْلِ تُرَی الْعَجَبَ (3).

«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكُفْرُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی خَمْسَةِ أَوْجُهٍ فَمِنْهَا كُفْرُ النِّعَمِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ یَحْكِی قَوْلَ سُلَیْمَانَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ(4) الْآیَةَ وَ قَالَ اللَّهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (5) وَ قَالَ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ (6).

ص: 52


1- 1. تحف العقول 457 فی ط.
2- 2. سبأ: 13.
3- 3. مصباح الشریعة ص 6.
4- 4. النمل: 40.
5- 5. إبراهیم: 7.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 67، و الآیة الأخیرة فی البقرة 152.

«79»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ (1) قَالَ بِآلَاءِ اللَّهِ یَعْنِی نِعَمَهُ (2).

«80»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عُمَرَ الْمَدِینِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَأَقَرَّ بِهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ یَنْفَدْ كَلَامُهُ حَتَّی یَأْمُرَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِیِّ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّیَادَةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (3).

«81»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی وَلَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ رَأَیْتَ هَذِهِ النِّعْمَةَ الظَّاهِرَةَ عَلَیْنَا مِنَ اللَّهِ أَ لَیْسَ إِنْ شَكَرْنَاهُ عَلَیْهَا وَ حَمِدْنَاهُ زَادَنَا كَمَا قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ فَقَالَ نَعَمْ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَی نِعَمِهِ وَ شَكَرَهُ وَ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ لَا مِنْ غَیْرِهِ (4).

«82»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قِیلَ لَهُ مَنْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ قَالَ مَنْ إِذَا أُعْطِیَ شَكَرَ وَ إِذَا ابْتُلِیَ صَبَرَ.

«83»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ نِعْمَةً فَشَكَرَهَا بِقَلْبِهِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ الْمَزِیدَ فِیهَا قَبْلَ أَنْ یُظْهِرَ شُكْرَهَا عَلَی لِسَانِهِ (5).

«84»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: نِعْمَةٌ لَا تُشْكَرُ كَسَیِّئَةٍ لَا تُغْفَرُ.

«85»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا وَصَلَتْ إِلَیْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا وَ مَنْ قَصَّرَ عَنْهُ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ (6).

ص: 53


1- 1. إبراهیم: 5.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 222.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 192.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 145.

وَ قَالَ علیه السلام: احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: مَا كَانَ اللَّهُ لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّیَادَةِ وَ لَا لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ وَ لَا لِیَفْتَحَ عَلَی عَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَ یُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ(2).

«86»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَلَاءِ بْنِ الْكَامِلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَتَانِیَ اللَّهُ بِأُمُورٍ لَا أَحْتَسِبُهَا لَا أَدْرِی كَیْفَ وُجُوهُهَا قَالَ أَ وَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِنَ الشُّكْرِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ قَالَ لِی: لَا تَسْتَصْغِرِ الْحَمْدَ(3).

وَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَرَی مَنْ هُوَ شَدِیدُ الْحَالِ مُضَیَّقاً عَلَیْهِ الْعَیْشُ وَ أَرَی نَفْسِی فِی سَعَةٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنْیَا لَا أَمُدُّ یَدِی إِلَی شَیْ ءٍ إِلَّا رَأَیْتُ فِیهِ مَا أُحِبُّ وَ قَدْ أَرَی مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّی قَدْ صُرِفَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَدْ خَشِیتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً مِنَ اللَّهِ لِی بِخَطِیئَتِی فَقَالَ أَمَّا مَعَ الْحَمْدِ فَلَا وَ اللَّهِ (4).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ قِیلَ وَ مَا جِوَارُ النِّعَمِ قَالَ الشُّكْرُ لِمَنْ أَنْعَمَ بِهَا وَ أَدَاءُ حُقُوقِهَا.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ وَ احْذَرُوا أَنْ تَنْتَقِلَ عَنْكُمْ إِلَی غَیْرِكُمْ أَمَا إِنَّهَا لَمْ تَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ وَ كَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَیْهِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ قَلَّ مَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ.

وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِالتَّوَاضُعِ وَ الشُّكْرِ

ص: 54


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 198.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 247.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 27.
4- 4. مشكاة الأنوار ص 28.

وَ الْحَمْدِ إِنَّهُ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ فِی مَنَامِهِ مَنْ قَالَ لَهُ إِنَّ لَكَ نِصْفَ عُمُرِكَ سَعَةً فَاخْتَرْ أَیَّ النِّصْفَیْنِ شِئْتَ فَقَالَ إِنَّ لِی شَرِیكاً فَلَمَّا أَصْبَحَ الرَّجُلُ قَالَ لِزَوْجَتِهِ قَدْ أَتَانِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ نِصْفَ عُمُرِی لِی سَعَةً فَاخْتَرْ أَیَّ النِّصْفَیْنِ شِئْتَ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ اخْتَرِ النِّصْفَ الْأَوَّلَ فَقَالَ لَكَ ذَاكَ. فَأَقْبَلَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا فَكَانَ كُلَّمَا كَانَتْ نِعْمَةٌ قَالَتْ زَوْجَتُهُ جَارُكَ فُلَانٌ مُحْتَاجٌ فَصِلْهُ وَ تَقُولُ قَرَابَتُكَ فُلَانٌ فَتُعْطِیهِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ كُلَّمَا جَاءَتْهُمْ نِعْمَةٌ أَعْطَوْا وَ تَصَدَّقُوا وَ شَكَرُوا فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةٌ مِنَ اللَّیَالِی أَتَاهُ الرَّجُلُ

فَقَالَ یَا هَذَا إِنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَی فَمَا رَأْیُكَ قَالَ لِی شَرِیكٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لِزَوْجَتِهِ أَتَانِی الرَّجُلُ فَأَعْلَمَنِی أَنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَی فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْنَا فَشَكَرْنَا وَ اللَّهُ أَوْلَی بِالْوَفَاءِ قَالَ فَإِنَّ لَكَ تَمَامَ عُمُرِكَ (1).

عَنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ثَلَاثَةٌ لَا یَضُرُّ مَعَهُنَّ شَیْ ءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شَكَرْتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَ وَ الشُّكْرُ زِیَادَةٌ فِی النِّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغِیَرِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَنْ شَكَرَ اللَّهَ عَلَی مَا أُفِیدَ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ عَلَی اللَّهِ الْمَزِیدَ وَ مَنْ أَضَاعَ الشُّكْرَ فَقَدْ خَاطَرَ بِالنِّعَمِ وَ لَمْ یَأْمَنِ التَّغَیُّرَ وَ النِّقَمَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرْزُقَنِی مَالًا فَرَزَقَنِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مِنِ اسْتِدْرَاجٍ فَقَالَ أَمَا بِاللَّهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا(2).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ یَا مُوسَی اشْكُرْنِی حَقَّ شُكْرِی قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ النِّعْمَةُ مِنْكَ وَ الشُّكْرُ

ص: 55


1- 1. مشكاة الأنوار ص 30.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 31.

عَلَیْهَا نِعْمَةٌ مِنْكَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّی فَقَدْ شَكَرْتَنِی حَقَّ شُكْرِی.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْقَطِعُ الْمَزِیدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ (1).

«87»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَی الصَّابِرِ وَ الْمُعْطَی الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُحْتَرِفِ الْقَانِعِ.

باب 62 الصبر و الیسر بعد العسر

الآیات:

البقرة: وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ(2)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (3)

و قال تعالی: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (4)

ص: 56


1- 1. مشكاة الأنوار: 32.
2- 2. البقرة: 45.
3- 3. البقرة: 153.
4- 4. البقرة: 155- 157.

و قال تعالی: وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ (1)

آل عمران: وَ اللَّهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ (2)

و قال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(3)

الأعراف: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا(4)

الأنفال: وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (5)

یونس: وَ اصْبِرْ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (6)

هود: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ (7)

و قال تعالی: وَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (8)

یوسف: فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ (9)

و قال: فَصَبْرٌ جَمِیلٌ عَسَی اللَّهُ أَنْ یَأْتِیَنِی بِهِمْ جَمِیعاً(10)

و قال: إِنَّهُ مَنْ یَتَّقِ وَ یَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ (11)

الرعد: وَ الَّذِینَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ إلی قوله تعالی سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ(12)

إبراهیم: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(13)

و قال: وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا(14)

ص: 57


1- 1. البقرة: 177.
2- 2. آل عمران: 146.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. الأنفال: 46.
6- 6. یونس: 109.
7- 7. هود: 49.
8- 8. هود: 115.
9- 9. یوسف: 18.
10- 10. یوسف: 83.
11- 11. یوسف: 90.
12- 12. الرعد: 22.
13- 13. إبراهیم: 5.
14- 14. إبراهیم: 12.

النحل: الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (1)

و قال تعالی: وَ لَنَجْزِیَنَّ الَّذِینَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (2)

و قال تعالی: وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَكُ فِی ضَیْقٍ مِمَّا یَمْكُرُونَ (3)

الكهف: سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً(4)

طه: فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (5)

الأنبیاء: وَ إِسْماعِیلَ وَ إِدْرِیسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِینَ (6)

الحج: وَ الصَّابِرِینَ عَلی ما أَصابَهُمْ (7)

المؤمنون: إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (8)

الفرقان: أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِیراً(9)

و قال تعالی: أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً(10)

القصص: أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(11)

و قال تعالی: وَ لا یُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ (12)

العنكبوت: نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (13)

ص: 58


1- 1. النحل: 42.
2- 2. النحل: 96.
3- 3. النحل: 126 و 127.
4- 4. الكهف: 69.
5- 5. طه: 130.
6- 6. الأنبیاء: 85.
7- 7. الحجّ: 35.
8- 8. المؤمنون: 111.
9- 9. الفرقان: 20.
10- 10. الفرقان: 75.
11- 11. القصص: 54.
12- 12. القصص: 80.
13- 13. العنكبوت: 58 و 59.

الروم: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ (1)

لقمان: وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2)

و قال تعالی: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(3)

التنزیل: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (4)

سبأ: إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)

یس: فَلا یَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ (6)

الصافات: سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ (7)

ص: اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (8)

و قال تعالی: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (9)

الزمر: إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (10)

المؤمن: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ (11)

الطلاق: سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً(12)

المعارج: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا(13)

و قال تعالی: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً(14)

ص: 59


1- 1. الروم: 60.
2- 2. لقمان: 17.
3- 3. لقمان: 31.
4- 4. التنزیل: 24.
5- 5. سبأ: 19.
6- 6. یس: 56.
7- 7. الصافّات: 102.
8- 8. ص: 17.
9- 9. ص: 44.
10- 10. الزمر: 10.
11- 11. المؤمن: 77.
12- 12. الطلاق: 7.
13- 13. المعارج: 5.
14- 14. المعارج: 19- 21.

المدثر: وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ(1)

الدهر: وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِیراً(2)

و قال: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (3)

البلد: وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(4)

أ لم نشرح: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً(5)

العصر: وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ(6).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حَفْصُ إِنَّ مَنْ صَبَرَ صَبَرَ قَلِیلًا وَ إِنَّ مَنْ جَزِعَ جَزِعَ قَلِیلًا ثُمَّ قَالَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَ الرِّفْقِ فَقَالَ وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا وَ ذَرْنِی وَ الْمُكَذِّبِینَ أُولِی النَّعْمَةِ(7) وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ [السَّیِّئَةَ] فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (8) فَصَبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَالُوهُ بِالْعَظَائِمِ وَ رَمَوْهُ بِهَا فَضَاقَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ (9) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَ رَمَوْهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ قَدْ

ص: 60


1- 1. المدّثّر: 7.
2- 2. الدهر: 12.
3- 3. الدهر: 24.
4- 4. البلد: 17.
5- 5. الانشراح: 5- 6.
6- 6. العصر: 3.
7- 7. المزّمّل: 10.
8- 8. فصّلت: 35 و 36.
9- 9. الحجر: 97- 98.

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا(1)

فَأَلْزَمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَفْسَهُ الصَّبْرَ فَتَعَدَّوْا فَذَكَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ قَدْ صَبَرْتُ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ عِرْضِی وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی ذِكْرِ إِلَهِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (2) فَصَبَرَ فِی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ ثُمَّ بُشِّرَ فِی عِتْرَتِهِ بِالْأَئِمَّةِ وَ وُصِفُوا بِالصَّبْرِ فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (3)

فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَشَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ (4) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ بُشْرَی وَ انْتِقَامٌ فَأَبَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِینَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ(5) وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (6) فَقَتَلَهُمُ اللَّهُ عَلَی أَیْدِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحِبَّائِهِ وَ جَعَلَ لَهُ (7) ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ فَمَنْ صَبَرَ وَ احْتَسَبَ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُقِرَّ اللَّهُ عَیْنَهُ فِی أَعْدَائِهِ مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ فِی

ص: 61


1- 1. الأنعام: 33 و 34.
2- 2. ق: 38.
3- 3. التنزیل: 24.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. براءة: 5.
6- 6. البقرة: 191.
7- 7. و عجل له خ ل.

الْآخِرَةِ(1).

بیان: صبر قلیلا نصب قلیلا إما علی المصدریة أو الظرفیة أی صبر صبرا قلیلا أو زمانا قلیلا و هو زمان العمر أو زمان البلیة فی جمیع أمورك فإن كل ما یصدر عنه من الفعل و الترك و العقد و كل ما یرد علیه من المصائب و النوائب من قبله تعالی أو من قبل غیره یحتاج إلی الصبر إذ لا یمكنه تحمل ذلك بدون جهاده مع النفس و الشیطان و حبس النفس علیه وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ أی من الخرافات و الشتم و الإیذاء وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا بأن تجانبهم و تداریهم و لا تكافیهم و تكل أمرهم إلی اللّٰه كما قال وَ ذَرْنِی وَ الْمُكَذِّبِینَ أی دعنی و إیاهم و كل إلی أمرهم فإنی أجازیهم فی الدنیا و الآخرة أُولِی النَّعْمَةِ النعمة بالفتح لین

الملمس أی المتنعمین ذوی الثروة فی الدنیا و هم صنادید قریش و غیرهم ادْفَعْ أول الآیة هكذا وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ أی فی الجزاء و حسن العاقبة و لا الثانیة مزیدة لتأكید النفی ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ كذا فی أكثر نسخ الكتاب و تفسیر علی بن إبراهیم (2) و السیئة غیر مذكورة فی المصاحف و كأنه علیه السلام زادها تفسیرا و لیست فی بعض النسخ و هو أظهر و قیل المعنی ادفع السیئة حیث اعترضتك بالتی هی أحسن منها و هی الحسنة علی أن المراد بالأحسن الزائد مطلقا أو بأحسن ما یمكن دفعها به من الحسنات و إنما أخرج مخرج الاستئناف علی أنه جواب من قال كیف أصنع للمبالغة و لذلك وضع أحسن موضع الحسنة كذا ذكره البیضاوی.

و قیل اسم التفضیل مجرد عن معناه أو أصل الفعل معتبر فی المفضل علیه علی سبیل الفرض أو المعنی ادفع السیئة بالحسنة التی هی أحسن من العفو أو المكافاة و تلك الحسنة هی الإحسان فی مقابل الإساءة و معنی التفضیل حینئذ بحاله لأن كلا من العفو و المكافاة أیضا حسنة إلا أن الإحسان أحسن منهما و هذا قریب

ص: 62


1- 1. الكافی ج 2 ص 88.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 184.

مما ذكره الزمخشری من أن لا غیر مزیدة و المعنی أن الحسنة و السیئة متفاوتتان فی أنفسهما فخذ بالحسنة التی هی أحسن أن تحسن إلیه مكان إساءته فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ أی إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولی الشفیق وَ ما یُلَقَّاها أی ما یلقی هذه السجیة و هی مقابلة الإساءة بالإحسان إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا فإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ من الخیر و كمال النفس و قیل الحظ العظیم الجنة یقال لقاه الشی ء أی ألقاه إلیه. حتی نالوه بالعظائم یعنی نسبوه إلی الكذب و الجنون و السحر و غیر ذلك و افتروا علیه أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ كنایة عن الغم بِما یَقُولُونَ من الشرك أو الطعن فیك و فی القرآن و الاستهزاء بك و به فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ أی فنزه ربك عما یقولون مما لا یلیق به متلبسا بحمده فی توفیقك له أو فافزع إلی اللّٰه فیما نالك من الغم بالتسبیح و التحمید فإنهما یكشفان الغم عنك وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ للشكر فی توفیقك أو رفع غمك أو كن من المصلین فإن فی الصلاة قطع العلائق عن الغیر.

إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ الضمیر للشأن أی ما یقولون إنك شاعر أو مجنون أو أشباه ذلك فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی معناه علی وجوه.

أحدها أن معناه لا یكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا یظهرون بأفواههم التكذیب عنادا و هو قول أكثر المفسرین.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقِیَ أَبَا جَهْلٍ فَصَافَحَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ لَكِنَّا مَتَی كُنَّا تَبَعاً لِعَبْدِ مَنَافٍ.

فأنزل اللّٰه هذه الآیة.

و ثانیها أن المعنی لا یكذبونك بحجة و لا یتمكنون من إبطال ما جئت به ببرهان وَ یَدُلُّ عَلَیْهِ مَا رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ لَا یُكْذِبُونَكَ وَ یَقُولُ إِنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَنَّهُمْ لَا یَأْتُونَ بِحَقٍّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ.

ص: 63

و ثالثها أن المراد لا یصادفونك كاذبا تقول العرب قاتلناكم فما أجبناكم أی ما أصبناكم جبناء و لا یختص هذا الوجه بالقراءة بالتخفیف لأن أفعلت و فعلت یجوزان فی هذا الموضع إلا أن التخفیف أشبه بهذا الوجه.

و رابعها أن المراد لا ینسبونك إلی الكذب فیما أتیت به لأنك كنت عندهم أمینا صادقا و إنما یدفعون ما أتیت به و یقصدون التكذیب بآیات اللّٰه و یقوی هذا الوجه قوله وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ و قوله وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ الْحَقُ (1) و لم یقل و كذبك قومك و ما روی أن أبا جهل قال للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ما نتهمك و لا نكذبك و لكنا نتهم الذی جئت به و نكذبه.

و خامسها أن المراد أنهم لا یكذبونك بل یكذبوننی فإن تكذیبك راجع إلی و لست مختصا به لأنك رسولی فمن رد علیك فقد رد علی و ذلك تسلیة منه تعالی للنبی ص لی اللّٰه علیه و آله(2).

وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ أی بالقرآن و المعجزات یَجْحَدُونَ بغیر حجة سفها و جهلا و عنادا و دخلت الباء لتضمین معنی التكذیب قال أبو علی الباء تتعلق بالظالمین.

ثم زاد فی تسلیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله بقوله وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا أی صبروا علی ما نالهم منهم من التكذیب و الأذی فی أداء الرسالة حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا إیاهم علی المكذبین و هذا أمر منه تعالی لنبیه بالصبر علی أذی كفار قومه إلی أن یأتیه النصر كما صبرت الأنبیاء و بعده وَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ أی لا یقدر أحد علی تكذیب خبر اللّٰه علی الحقیقة و لا علی إخلاف وعده وَ لَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِینَ أی خبرهم فی القرآن كیف أنجیناهم و نصرناهم علی قومهم.

قوله علیه السلام فذكروا اللّٰه أی نسبوا إلیه ما لا یلیق بجنابه وَ لَقَدْ

ص: 64


1- 1. الأنعام: 66.
2- 2. مجمع البیان ج 4 ص 294.

خَلَقْنَا السَّماواتِ قیل هذه إشارة إلی حسن التأنی و ترك التعجیل فی الأمور و تمهید للأمر بالصبر.

و أقول یحتمل أن یكون توطئة للصبر علی وجه آخر و هو بیان عظم قدره و أنه قادر علی الانتقام منهم وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ أی من تعب و إعیاء و هو رد لما زعمت الیهود من أنه تعالی بدأ خلق العالم یوم الأحد و فرغ منه یوم الجمعة و استراح یوم السبت

و استلقی علی العرش فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ أی ما یقول المشركون من إنكارهم البعث فإن من قدر علی خلق العالم بلا إعیاء قدر علی بعثهم و الانتقام منهم أو ما یقول الیهود من الكفر و التشبیه.

قوله علیه السلام ثم بشر علی بناء المجهول و قبل الآیة فی سورة التنزیل هكذا وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَ جَعَلْناهُ هُدیً لِبَنِی إِسْرائِیلَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً و فی أكثر نسخ الكتاب و جعلناهم و كأنه تصحیف و فی بعضها وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ كما فی المصاحف.

ثم إنه یرد أن الظاهر من سیاق الآیة رجوع ضمیر منهم إلی بنی إسرائیل فكیف تكون بشارة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و إیتائه القرآن فی عترته و كیف وصفوا بالصبر و الجواب ما عرفت أن ذكر القصص فی القرآن لإنذار هذه الأمة و تبشیرهم مع أنه قد قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إنه یقع فی هذه الأمة ما وقع فی بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل فذكر قصة موسی و إیتائه الكتاب و جعل الأئمة من بنی إسرائیل أی هارون و أولاده ذكر نظیر لبعثة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و إیتائه القرآن و جعل الأئمة من أخیه و ابن عمه و أولاده كما قال صلی اللّٰه علیه و آله أنت منی بمنزلة هارون من موسی.

و قد یقال إن قوله فَلا تَكُنْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقائِهِ المراد به لا تكن فی تعجب من سقوط الكتاب بعدك و عدم عمل الأمة به فإنا نجعل بعدك أمة یهدون بالكتاب كما جعلنا فی بنی إسرائیل أمة یهدون بالتوراة و المفسرون ذكروا فیه وجوها الأول أن المعنی لا تكن فی شك من لقائك موسی لیلة الأسری الثانی

ص: 65

من لقاء موسی الكتاب الثالث من لقائك الكتاب الرابع من لقائك الأذی كما لقی موسی الأذی.

وَ جَعَلْناهُ أی موسی علیه السلام أو المنزل علیه یَهْدُونَ أی الناس إلی ما فیه من الحكم و الأحكام بِأَمْرِنا إیاهم أو بتوفیقنا لهم لَمَّا صَبَرُوا أی لصبرهم علی الطاعة أو علی أذی القوم أو عن الدنیا و ملاذها كما قیل وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ لا یشكون فی شی ء منها و یعرفونها حق المعرفة فشكر اللّٰه ذلك له إشارة إلی الصبر علی جمیع الأحوال أو ذلك القول الدال علی الرضا بالصبر و شكر اللّٰه تعالی لعباده عبارة عن قبول العمل و مقابلته بالإحسان و الجزاء فی الدنیا و الآخرة.

وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صدر الآیة وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ كانُوا یُسْتَضْعَفُونَ یعنی بنی إسرائیل فی ظهر الآیة فإن القبط كانوا یستضعفونهم فأورثهم اللّٰه بأن مكنهم و حكم لهم بالتصرف و أباح لهم بعد إهلاك فرعون و قومه مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا أی أرض الشام شرقها و غربها أو أرض الشام و مصر و قیل كل الأرض لأن داود و سلیمان كانا منهم و ملكا الأرض الَّتِی بارَكْنا فِیها بإخراج الزرع و الثمار و ضروب المنافع وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه معناه صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم و استخلافهم فی الأرض و إنما كان الإنجاز تماما للكلام لتمام النعمة به و قیل إن كلمة الحسنی قوله سبحانه وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ إلی قوله یَحْذَرُونَ (1) و قال الْحُسْنی و إن كانت كلمات اللّٰه كلها حسنة لأنها وعد بما یحبون و قال الحسن أراد وعد اللّٰه لهم بالجنة بِما صَبَرُوا علی أذی فرعون و قومه وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ أی أهلكنا ما كانوا یبنون من الأبنیة و القصور و الدیار وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ من الأشجار و الأعناب و الثمار و قیل

ص: 66


1- 1. القصص: 5 و 6.

یَعْرِشُونَ یسقفون من القصور و البیوت (1).

فقال صلی اللّٰه علیه و آله إنه بشری أی لی و لأصحابی و انتقام من أعدائی و وجه البشارة ما مر أن ذكر هذه القصة تسلیة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بأنی أنصرك علی أعدائك و أهلكهم و أنصر الأئمة من أهل بیتك علی الفراعنة الذین غلبوا علیهم و ظلموهم فی زمن القائم علیه السلام و أملكهم جمیع الأرض فظهر الآیة لموسی و بنی إسرائیل و بطنها لمحمد و آل محمد صلی اللّٰه علیهم.

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ الآیة هكذا فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ قیل أی من حل و حرم وَ خُذُوهُمْ أی و أسروهم و الأخیذ الأسیر وَ احْصُرُوهُمْ أی و احبسوهم أو حیلوا بینهم و بین المسجد الحرام وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ أی كل ممر لئلا ینتشروا فی البلاد و انتصابه علی الظرف و قال تعالی فی سورة البقرة وَ قاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ الَّذِینَ یُقاتِلُونَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَیْثُ أَخْرَجُوكُمْ یقال ثقفه أی صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه.

فقتلهم اللّٰه أی فی غزوة بدر و غیرها و عجل له الثواب ثواب صبره و فی بعض النسخ و جعل له ثواب صبره و الأول أظهر و موافق للتفسیر و الحاصل أن هذه النصرة و قتل الأعداء كان ثوابا عاجلا علی صبره منضما مع ما ادخر له فی الآخرة من مزید الزلفی و الكرامة و احتسب أی كان غرضه القربة إلی اللّٰه لیكون محسوبا من أعماله الصالحة حتی یقر اللّٰه عینه أی یسره فی أعدائه بنصره علیهم مع ما یدخر له فی الآخرة من الأجر الجمیل و الثواب الجزیل.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ رَأْسُ الْإِیمَانِ (2).

ص: 67


1- 1. مجمع البیان ج 4 ص 470.
2- 2. الكافی ج 2 ص 87.

بیان: قال المحقق الطوسی قدس سره الصبر حبس النفس عن الجزع عند المكروه و هو یمنع الباطن عن الاضطراب و اللسان عن الشكایة و الأعضاء عن الحركات غیر المعتادة انتهی و قد مر و سیأتی أن الصبر یكون علی البلاء و علی فعل الطاعة و علی ترك المعصیة و علی سوء أخلاق الخلق قال الراغب الصبر الإمساك فی ضیق یقال صبرت الدابة حبستها بلا علف و صبرت فلانا حلفته حلفة لا خروج له منها و الصبر حبس النفس علی ما یقتضیه العقل أو الشرع أو عما یقتضیان حبسها عنه فالصبر لفظ عام و ربما خولف بین أسمائه بحسب اختلاف مواقعه فإن كان حبس النفس لمصیبة سمی صبرا لا غیر و یضاده الجزع و إن كان فی

محاربة سمی شجاعة و یضاده الجبن و إن كان فی نائبة مضجرة سمی رحب الصدر و یضاده الضجر و إن كان فی إمساك الكلام سمی كتمانا و یضاده الإذاعة(1) و قد سمی اللّٰه تعالی كل ذلك صبرا و نبه علیه بقوله وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ وَ الصَّابِرِینَ عَلی ما أَصابَهُمْ وَ الصَّابِرِینَ وَ الصَّابِراتِ (2) و سمی الصوم صبرا لكونه كالنوع له و قوله اصْبِرُوا وَ صابِرُوا(3) أی احبسوا أنفسكم علی العبادة و جاهدوا أهواءكم و قوله عز و جل وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ (4) أی تحمل الصبر بجهدك و قوله أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا(5) أی بما تحملوه من الصبر فی الوصول إلی مرضاة اللّٰه (6).

قوله رأس الإیمان هو من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس و وجه الشبه ما سیأتی فی روایة علاء بن الفضیل و وجهه أن الإنسان ما دام فی تلك النشأة هو مورد

ص: 68


1- 1. فی المصدر: المذل.
2- 2. البقرة: 177، الحجّ: 35، الأحزاب: 35.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. مریم: 65.
5- 5. الفرقان: 75.
6- 6. المفردات ص 273 و 274.

للمصائب و الآفات و محل للحوادث و النوائب و العاهات و مبتلی بتحمل الأذی من بنی نوعه فی المعاملات و مكلف بفعل الطاعات و ترك المنهیات و المشتهیات و كل ذلك ثقیل علی النفس لا تشتهیها بطبعها فلا بد من أن تكون فیه قوة ثابتة و ملكة راسخة بها یقتدر علی حبس النفس علی هذه الأمور الشاقة و رعایة ما یوافق الشرع و العقل فیها و ترك الجزع و الانتقام و سائر ما ینافی الآداب المستحسنة المرضیة عقلا و شرعا و هی المسماة بالصبر و من البین أن الإیمان الكامل بل نفس التصدیق أیضا یبقی ببقائه و یفنی بفنائه فلذلك هو من الإیمان بمنزلة الرأس من الجسد

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلَی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِنْ تَدَاكَّتْ عَلَیْهِ الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ وَ إِنْ أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ اسْتُبْدِلَ بِالْیُسْرِ عُسْراً كَمَا كَانَ یُوسُفُ الصِّدِّیقُ الْأَمِینُ لَمْ یَضْرُرْ حُرِّیَّتَهُ أَنِ اسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَمْ یَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ الْجُبِّ وَ وَحْشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ فَجَعَلَ الْجَبَّارَ الْعَاتِیَ لَهُ عَبْداً بَعْدَ إِذْ كَانَ مَالِكاً فَأَرْسَلَهُ وَ رَحِمَ بِهِ أُمُّهُ وَ كَذَلِكَ الصَّبْرُ یُعْقِبُ خَیْراً فَاصْبِرُوا وَ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَی الصَّبْرِ تُؤْجَرُوا(1).

إیضاح: الحر ضد العبد و المراد هنا من نجا فی الدنیا من رق الشهوات النفسانیة و أعتق فی الآخرة من أغلال العقوبات الربانیة فهو كالأحرار عزیز غنی فی جمیع الأحوال قال الراغب الحر خلاف العبد و الحریة ضربان الأول من لم یجر علیه حكم السبی

نحو الْحُرُّ بِالْحُرِّ(2) و الثانی من لم یتملكه قواه الذمیمة من الحرص و الشره علی القنیات الدنیویة و إلی العبودیة التی تضاد ذلك أشار النبی صلی اللّٰه علیه و آله بقوله تعسر عبد الدرهم تعسر عبد الدینار و قول الشاعر و رق ذوی الأطماع رق مخلد و قیل عبد الشهوة أذل من عبد الرق (3)

انتهی.

ص: 69


1- 1. الكافی ج 2 ص 89.
2- 2. البقرة: 178.
3- 3. المفردات ص 111 و فیه تعس بدل تعسر.

و فی القاموس الحر بالضم خلاف العبد و خیار كل شی ء و الفرس العتیق و من الطین و الرمل الطیب.

إن نابته نائبة صبر لها أی إن عرض له حادثة أو نازلة أو مصیبة صبر علیها أو حمل علیه مال یؤخذ منه أداه و لا یذل نفسه بالبخل فیه قال فی النهایة فی حدیث خیبر قسمها نصفین نصفا لنوائبه و نصفا بین المسلمین النوائب جمع النائبة و هی ما ینوب الإنسان أی ینزل به من المهمات و الحوادث و قد نابه ینوبه نوبا و منه

الْحَدِیثُ: احْتَاطُوا لِأَهْلِ الْأَمْوَالِ فِی النَّائِبَةِ وَ الْوَاطِئَةِ. أی الأضیاف الذین ینوبونهم.

و إن تداكت علیه المصائب أی اجتمعت و ازدحمت قال فی النهایة فی حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام: ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَیَّ تَدَاكُكَ الْإِبِلِ الْهِیمِ عَلَی حِیَاضِهَا.

أی ازدحمتم و أصل الدك بالكسر انتهی لم تكسره أی لم تعجزه عن الصبر و لم تحمله علی الجزع و ترك الرضا بقضاء اللّٰه تعالی و إن أسر إن وصلیة و استبدل بالیسر عسرا عطف علی أسر و فی بعض النسخ و استبدل بالعسر یسرا فهو عطف علی قوله لم تكسره فیكون غایة للصبر أن استعبد علی بناء المجهول فاعل لم یضرر و المراد بحریته عزه و رفعته و صبره علی تلك المصائب و رضاه بقضاء اللّٰه و اختیاره طاعة اللّٰه و عدم تذلله للمخلوقین و ما ناله أی من ظلم الإخوان و سائر الأحزان أن من اللّٰه أی فی أن من اللّٰه أو بدل اشتمال للضمیر فی لم یضرره أو بتقدیر إلی فالظرف متعلق بلم یضرر فی الموضعین علی سبیل التنازع.

و أقول یحتمل أن یكون ما ناله عطفا علی الضمیر فی لم یضرره و أن من اللّٰه بیانا لما بتقدیر من أو بدلا منه فیحتمل أن یكون فاعل نال یوسف و قیل اللام فیه مقدر أی لأن من اللّٰه فیكون تعلیلا لقوله لم یضرر فی الموضعین أو ما ناله مبتدأ و أن من اللّٰه خبره و الجملة معطوفة علی لم یضرره أو یكون الواو بمعنی مع أی لم یضرره ذلك مع ما ناله و أن من بیان لما و العاتی من العتو بمعنی التجبر و التكبر و التجاوز عن الحد و الجبار بائعه فی مصر أو العزیز فالمراد بصیرورته عبدا له أنه صار مطیعا له.

ص: 70

مع أنه قد روی الثعلبی و غیره أن ملك مصر كان ریان بن الولید و العزیز الذی اشتری یوسف علیه السلام كان وزیره و كان اسمه قطفیر فلما عبر یوسف رؤیا الملك عزل قطفیر عما كان علیه و فوض إلی یوسف أمر مصر و ألبسه التاج و أجلسه علی سریر الملك و أعطاه خاتمه و هلك قطفیر فی تلك اللیالی فزوج الملك یوسف زلیخا امرأة قطفیر و كان اسمها راعیل فولدت له ابنین أفرائیم و میشا فلما دخلت السنة الأولی من سنی الجدب هلك فیها كل شی ء أعدوه فی السنین المخصبة فجعل أهل مصر یبتاعون من یوسف الطعام.

فباعهم أول سنة بالنقود حتی لم یبق بمصر دینار و لا درهم إلا قبضه و باعهم السنة الثانیة بالحلی و الجواهر حتی لم یبق فی أیدی الناس منها شی ء و باعهم السنة الثالثة بالمواشی و الدواب حتی احتوی علیها أجمع و باعهم السنة الرابعة بالعبید و الإماء حتی لم یبق عبد و لا أمة فی ید أحد و باعهم السنة الخامسة بالضیاع و العقار و الدور حتی احتوی علیها و باعهم السنة السادسة بأولادهم حتی استرقهم و باعهم السنة السابعة برقابهم حتی لم یبق بمصر حر و لا حرة إلا صار عبدا له.

ثم استأذن الملك و أعتقهم كلهم و رد أموالهم إلیهم فظهر أن اللّٰه ملكه جمیع أهل مصر و أموالهم عوضا عن مملوكیته صلوات اللّٰه علیه لهم فهذه ثمرة الصبر و الطاعة.

و المراد بإرساله إرساله إلی الخلق بالنبوة و برحم الأمة به نجاتهم عن العقوبة الأبدیة بإیمانهم به أو عن القحط و الجوع أو الأعم.

و كذلك الصبر یعقب خیرا یعقب علی بناء الإفعال قال الراغب أعقبه كذا أورثه ذلك قال تعالی فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِی قُلُوبِهِمْ (1) و فلان لم یعقب أی لم یترك ولدا انتهی أی كما أن صبر یوسف علیه السلام أعقب خیرا عظیما له كذلك صبر كل أحد یعقب خیرا له و من ثم قیل اصبر تظفر و قیل.

إنی رأیت للأیام تجربة(2)***للصبر عاقبة محمودة الأثر

و قل من جد فی أمر یطالبه***فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

ص: 71


1- 1. براءة: 77.
2- 2. من الایام، أحسن و أوفق بالوزن.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْجَنَّةُ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَ الصَّبْرِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمَكَارِهِ فِی الدُّنْیَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ جَهَنَّمُ مَحْفُوفَةٌ بِاللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ فَمَنْ أَعْطَی نَفْسَهُ لَذَّتَهَا وَ شَهَوَاتِهَا دَخَلَ النَّارَ(1).

بیان: مضمونه متفق علیه بین الخاصة و العامة. فَقَدْ رَوَی مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَ حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ. و هذا من بدیع الكلام و قال الراوندی فی ضوء الشهاب یقال حف القوم حول زید إذا أطافوا به و استداروا و حففته بشی ء أی أدرته علیه یقال حففت الهودج بالثیاب و یقال إنه مشتق من حفافی الشی ء أی جانبیه یقول صلی اللّٰه علیه و آله المكاره مطیفة محدقة بالجنة و هی الطاعات و الشهوات محدقة مستدیرة بالنار و هی المعاصی و هذا مثل یعنی أنك لا یمكنك نیل الجنة إلا باحتمال مشاق و مكاره و هی فعل الطاعات و الامتناع عن المقبحات و لا التفصی عن النار إلا بترك الشهوات و هی المعاصی التی تتعلق الشهوة بها فكأن الجنة محفوفة بمكاره تحتاج أن تقتطعها بتكلفها و النار محفوفة بملاذ و شهوات تحتاج أن تتركها.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ قَالَ لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ لَا یَتْرُكُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَلَمَّا حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ قَالَ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ أَخْشَی أَنْ لَا یَدْخُلَهَا أَحَدٌ وَ لَمَّا خَلَقَ النَّارَ قَالَ لَهُ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ لَا یَدْخُلُهَا أَحَدٌ فَلَمَّا حَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ قَالَ انْظُرْ إِلَیْهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا قَالَ یَا رَبِّ أَخْشَی أَنْ یَدْخُلَهَا كُلُّ أَحَدٍ.

و فائدة الحدیث إعلام أن الأعمال المفضیة إلی الجنة مكروهة قرن اللّٰه بها الكراهة و بالعكس منها الأعمال الموصلة إلی النار قرن بها الشهوة لیجاهد الإنسان نفسه فیتحمل تلك و یجتنب هذه.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْحُومٍ عَنْ

ص: 72


1- 1. الكافی ج 2 ص 89.

أَبِی سَیَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَنْ یَمِینِهِ وَ الزَّكَاةُ عَنْ یَسَارِهِ وَ الْبِرُّ مُطِلٌّ عَلَیْهِ وَ یَتَنَحَّی الصَّبْرُ نَاحِیَةً فَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ یَلِیَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْبِرِّ دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ (1).

توضیح: البر یطلق علی مطلق أعمال الخیر و علی مطلق الإحسان إلی الغیر و علی الإحسان إلی الوالدین أو إلیهما و إلی ذوی الأرحام و المراد هنا أحد المعانی سوی المعنی الأول قال الراغب البر خلاف البحر و تصور منه التوسع فاشتق منه البر أی التوسع فی فعل الخیر و ینسب ذلك إلی اللّٰه تارة نحو إنه هو البر الرحیم و إلی العبد تارة فیقال بر العبد ربه أی توسع فی طاعته فمن اللّٰه تعالی الثواب و من العبد الطاعة و بر الوالدین التوسع فی الإحسان إلیهما و ضده العقوق.

مطل بالطاء المهملة من قولهم أطل علیه أی أشرف و فی بعض النسخ بالمعجمة و هو قریب المعنی من الأول لكن التعدیة بعلی بالأول أنسب دونكم اسم فعل بمعنی خذوا و یدل ظاهرا علی تجسم الأعمال و الأخلاق فی الآخرة و من أنكره یأوله و أمثاله

بأن اللّٰه تعالی یخلق صورا مناسبة للأعمال یریه إیاها لتفریحه أو تحزینه أو الكلام مبنی علی الاستعارة التمثیلیة و تنحی الصبر و تمكثه فی إعانته یناسب ذاته فتفطن.

«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ كَئِیبٍ حَزِینٍ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا لَكَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُصِبْتُ بِأَبِی وَ أَخِی وَ أَخْشَی أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلامَلَیْكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ الصَّبْرِ تَقْدَمُ عَلَیْهِ غَداً وَ الصَّبْرُ فِی الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ فَسَدَ الْجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ الْأُمُورَ

ص: 73


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.

فَسَدَتِ الْأُمُورُ(1).

بیان: أصبت علی بناء المجهول بأبی و أخی أی ماتا و أخشی أن أكون قد وجلت الوجل استشعار الخوف و كأن المعنی أخشی أن یكون حزنی بلغ حدا مذموما شرعا فعبر عنه بالوجل أو أخشی أن تنشق مرارتی من شدة الألم أو أخشی الوجل الذی یوجب الجنون علیك اسم فعل بمعنی ألزم و الباء للتقویة بتقوی اللّٰه أی فی الشكایة و الجزع و غیرهما مما یوجب نقص الإیمان و كأنه إشارة إلی قوله تعالی وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(2) تقدم علی بناء المعلوم من باب علم بالجزم جزاء للأمر فی علیك أو بالرفع استئنافا بیانیا و ضمیر علیه راجع إلی الصبر بتقدیر مضاف أی جزائه أو إلی اللّٰه أی ثوابه و قیل إلی كل من الأب و الأخ أو إلی الأخ فإن فوته جزء أخیر للعلة أو إلی الأب لأنه الأصل و الكل بعید غدا أی فی القیامة أو عند الموت أو سریعا

«7»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی مَا حَبَسَكَ عَنِ الْحَجِّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَقَعَ عَلَیَّ دَیْنٌ كَثِیرٌ وَ ذَهَبَ مَالِی وَ دَیْنِیَ الَّذِی قَدْ لَزِمَنِی هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ مَالِی فَلَوْ لَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا أَخْرَجَنِی مَا قَدَرْتُ أَنْ أَخْرُجَ فَقَالَ لِی إِنْ تَصْبِرْ تُغْتَبَطْ وَ إِنْ لَا تَصْبِرْ یُنْفِذِ اللَّهُ مَقَادِیرَهُ رَاضِیاً كُنْتَ أَمْ كَارِهاً(3).

بیان: الاغتباط مطاوع غبطه تقول غبطته أغبطه غبطا و غبطة فاغتبط هو كمنعته فامتنع و الغبطة أن تتمنی حال المغبوط لكونها فی غایة الحسن من غیر أن ترید زوالها عنه و هذا هو الفرق بینها و بین الحسد و فی القاموس الغبطة بالكسر حسن الحال و المسرة و قد اغتبط و قال الاغتباط التبجح بالحال الحسنة انتهی.

ص: 74


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.
2- 2. آل عمران: 186.
3- 3. الكافی ج 2 ص 90.

و الاغتباط إما فی الآخرة بجزیل الأجر و حسن الجزاء أو فی الدنیا أیضا بتبدیل الضراء بالسراء فإن الصبر مفتاح الفرج. وَ قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَضْیَقُ مَا یَكُونُ الْحَرَجُ أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْفَرَجُ مَعَ أَنَّ الْكَارِهَ تَزْدَادُ مُصِیبَتُهُ فَإِنَّ فَوَاتَ الْأَجْرِ مُصِیبَةٌ أُخْرَی وَ الْكَرَاهَةُ الْمُوجِبَةُ لِحُزْنِ الْقَلْبِ مُصِیبَةٌ عَظِیمَةٌ وَ مِنْ ثَمَّ قِیلَ الْمُصِیبَةُ لِلصَّابِرِ وَاحِدَةٌ وَ لِلْجَازِعِ اثْنَتَانِ بَلْ لَهُ أَرْبَعُ مُصِیبَاتٍ الثَّلَاثَةُ الْمَذْكُورَةُ وَ شَمَاتَةُ الْأَعْدَاءِ وَ مِنْ ثَمَّ قِیلَ الصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ مُصِیبَةٌ عَلَی الشَّامِتِ.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَیْكَ فَیَكُونُ حَاجِزاً(1).

توضیح: صبر خبر مبتدإ محذوف أی أحدهما صبر و حسن أیضا خبر مبتدإ محذوف أی هو حسن و یحتمل أن یكون صبر مبتدأ و حسن خبره فتكون الجملة استئنافا بیانیا و قوله ذكر اللّٰه خبر مبتدإ محذوف لیس إلا فیكون أی الذكر و الفاء بیانیة حاجزا أی مانعا عن فعل الحرام.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُنَالُ الْمُلْكُ فِیهِ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ وَ لَا الْغِنَی إِلَّا بِالْغَصْبِ وَ الْبُخْلِ وَ لَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجِ الدِّینِ وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ الصَّبْرِ عَلَی الْبِغْضَةِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ آتَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِی.

تبیین: لا ینال الملك فیه أی السلطنة إلا بالقتل لعدم إطاعتهم إمام الحق فیتسلط علیهم الملوك الجورة فیقتلونهم و یتجبرون علیهم و ذلك من فساد الزمان و إلا لم یتسلط علیهم هؤلاء و لا الغنی إلا بالغصب و البخل و ذلك

ص: 75


1- 1. الكافی ج 2 ص 90.

من فساد الزمان و أهله لأنهم لسوء عقائدهم یظنون أن الغنی إنما یحصل بغصب أموال الناس و البخل فی حقوق اللّٰه و الخلق مع أنه لا یتوقف علی ذلك بل الأمانة و أداء الحقوق أدعی إلی الغنی لأنه بید اللّٰه أو لأنه لفسق أهل الزمان منع اللّٰه عنهم البركات فلا یحصل الغنی إلا بهما.

و لا المحبة أی جلب محبة الناس إلا باستخراج الدین أی طلب خروج الدین من القلب أو بطلب خروجهم من الدین و اتباع الهوی أی الأهواء النفسانیة أو أهوائهم الباطلة و ذلك لأن أهل تلك الأزمنة لفسادهم لا یحبون أهل الدین و العبادة فمن طلب مودتهم لا بد من خروجه من الدین و متابعتهم فی الفسوق و صبر علی البغضة أی بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواءهم و صبر

علی الذل كأنه ناظر إلی نیل الملك فالنشر لیس علی ترتیب اللف فالمراد بالعز هنا الملك و الاستیلاء أو المراد بالملك هناك مطلق العز و الرفعة و یحتمل أن تكون الفقرتان الأخیرتان ناظرتین إلی الفقرة الأخیرة و لم یتعرض للأولی لكون الملك عزیز المنال لا یتیسر لكل أحد و الأول أظهر.

وَ فِی جَامِعِ الْأَخْبَارِ الرِّوَایَةُ هَكَذَا وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّهُ سَیَكُونُ زَمَانٌ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ الْجَوْرِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْغِنَی إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الصُّحْبَةُ فِی النَّاسِ إِلَّا بِاتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَ الِاسْتِخْرَاجِ مِنَ الدِّینِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ وَ صَبَرَ عَلَی بِغْضَةِ النَّاسِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً.

«10»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیهما السلام: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ یَا بُنَیَّ أُوصِیكَ بِمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ

ص: 76

أَوْصَاهُ یَا بُنَیَّ اصْبِرْ عَلَی الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً(1).

بیان: اصبر علی الحق أی علی فعل الحق من ارتكاب الطاعات و ترك المنهیات و إن كان مرا ثقیلا علی الطبع لكونه مخالفا للمشتهیات النفسانیة غالبا أو علی قول الحق و إن كان مرا علی الناس فالصبر علی ما یترتب علی هذا القول من بغض الناس و أذیتهم أو علی سماع الحق الذی ألقی إلیك و إن كان مرا علیك مكروها لك كمن واجهك بعیب من عیوبك فتصدقه و تقبله أو أطلعك علی خطاء فی الاجتهاد أو الرأی فتقبله و یمكن التعمیم لیشتمل الجمیع.

«11»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ الصَّبْرَیْنِ الْوَرَعُ عَنِ الْمَحَارِمِ (2).

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ أَخْبَرَنِی یَحْیَی بْنُ سُلَیْمٍ الطَّائِفِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْیَمَانِیُّ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الْمَعْصِیَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمُصِیبَةِ حَتَّی یَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَی الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الْمَعْصِیَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ كَمَا بَیْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَی مُنْتَهَی الْعَرْشِ (3).

بیان: حتی یردها أی المصیبة و شدتها بحسن عزائها أی بحسن الصبر اللائق لتلك المصیبة ثلاثمائة درجة أی من درجات الجنة أو درجات الكمال فالتشبیه من تشبیه المعقول بالمحسوس و فی الصحاح التخم منتهی كل قریة أو أرض و الجمع تخوم كفلس و فلوس انتهی و یدل علی أن ارتفاع الجنة أكثر من تخوم الأرض إلی العرش و لا ینافی ذلك كون عرضها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ مع أنه قد قیل فی الآیة وجوه مع بعضها رفع التنافی أظهر.

ص: 77


1- 1. الكافی ج 2 ص 91.
2- 2. الكافی ج 2 ص 91.
3- 3. الكافی ج 2 ص 91.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَمَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْ آتِیَ الْمُفَضَّلَ وَ أُعَزِّیَهُ بِإِسْمَاعِیلَ وَ قَالَ أَقْرِئِ الْمُفَضَّلَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّا قَدْ أُصِبْنَا بِإِسْمَاعِیلَ فَصَبَرْنَا فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرْنَا إِنَّا أَرَدْنَا أَمْراً وَ أَرَادَ اللَّهُ أَمْراً فَسَلَّمْنَا لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

توضیح: الظاهر أنه المفضل بن عمر و یدل علی مدح عظیم له و أنه كان من خواص أصحابه و أحبائه و إسماعیل ولده الأكبر الذی كان یظن الناس أنه الإمام بعده علیه السلام فلما مات فی حیاته علم أنه لم یكن إماما و هذا هو المراد بقوله علیه السلام أردنا أمرا أی إمامته بظاهر الحال أو بشهوة الطبع أو المراد إرادة الشیعة كالمفضل و أضرابه و أدخل علیه السلام نفسه تغلیبا و مماشاة و یدل علی لزوم الرضا بقضاء اللّٰه و التسلیم له و قیل المعنی أردنا طول عمر إسماعیل و أراد اللّٰه موته و أغرب من ذلك أنه قال عزی المفضل بابن له مات فی ذلك الوقت بذكر فوت إسماعیل.

«14»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنِ ابْتُلِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِیدٍ(2).

بیان: قوله علیه السلام مثل أجر ألف شهید فإن قیل كیف یستقیم هذا مع أن الشهید أیضا من الصابرین حیث صبر حتی استشهد قلت یحتمل أن یكون المراد بهم شهداء سائر الأمم أو المعنی مثل ما یستحق ألف شهید و إن كان ثوابهم التفضلی أضعاف ذلك و قیل المراد بهم الشهداء الذین لم تكن لهم نیة خالصة فلم یستحقوا ثوابا عظیما و الأوسط كأنه أظهر.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی جَعَلْتُ الدُّنْیَا بَیْنَ عِبَادِی قَرْضاً فَمَنْ

ص: 78


1- 1. الكافی ج 2 ص 92.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.

أَقْرَضَنِی مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَیْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْراً إِلَی سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَ مَا شِئْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَنْ لَمْ یُقْرِضْنِی مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً أَعْطَیْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَیْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِی لَرَضُوا بِهَا مِنِّی قَالَ ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ وَ رَحْمَةٌ اثْنَتَانِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (1) ثَلَاثٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا لِمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً(2).

بیان: بین عبادی قرضا القرض القطع و ما سلفت من إساءة أو إحسان و ما تعطیه لتقضاه و المعنی أعطیتهم مقسوما بینهم لیقرضونی فأعوضهم أضعافها لا لیمسكوا علیها و قیل أی جعلتها قطعة قطعة و أعطیت كلا منهم نصیبا فمن أقرضنی منها قرضا أی نوعا من القرض كصلة الإمام و الصدقة و الهدیة إلی الإخوان و نحوها و ما شئت من ذلك أی من عدد العطیة و الزیادة زائدا علی السبعمائة كما قال تعالی وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(3) و قیل إشارة إلی كیفیة الثواب المذكور و التفاوت باعتبار تفاوت مراتب الإخلاص و طیب المال و استحقاق الأخذ و صلاحه و قرابته و أشباه ذلك و القسر القهر لرضوا بها منی أی رضا كاملا الَّذِینَ صدر الآیة وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قال الطبرسی قدس اللّٰه روحه أی نالتهم نكبة فی النفس و المال فوطنوا أنفسهم علی ذلك احتسابا للأجر و المصیبة المشقة الداخلة علی النفس لما یلحقها من المضرة و هو من الإصابة كأنها یصیبها بالنكبة قالُوا إِنَّا لِلَّهِ إقرارا بالعبودیة أی نحن عبید اللّٰه و ملكه وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هذا إقرار بالبعث و النشور أی نحن إلی حكمه نصیر وَ لِهَذَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ قَوْلَنَا إِنَّا لِلَّهِ إِقْرَارٌ عَلَی أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ

ص: 79


1- 1. البقرة: 156.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.
3- 3. البقرة: 261.

وَ قَوْلَنَا وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ إِقْرَارٌ عَلَی أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ.

و إنما كانت هذه اللفظة تعزیة عن المصیبة لما فیها من الدلالة علی أن اللّٰه تعالی یجبرها إن كانت عدلا و ینصف من فاعلها إن كانت ظلما و تقدیره إِنَّا لِلَّهِ تسلیما لأمره و رضا بتدبیره وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ثقة بأنا نصیر إلی عدله و انفراده بالحكم فی أموره صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثناء جمیل من ربهم و تزكیة و هو بمعنی الدعاء لأن الثناء یستحق دائما ففیه معنی اللزوم كما أن الدعاء یدعی به مرة بعد مرة ففیه معنی اللزوم و قیل بركات من ربهم عن ابن عباس و قیل مغفرة من ربهم وَ رَحْمَةٌ أی نعمة أی عاجلا و آجلا فالرحمة النعمة علی المحتاج و كل أحد یحتاج إلی نعمة اللّٰه فی دنیاه و عقباه وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ أی المصیبون طریق الحق فی الاسترجاع و قیل إلی الجنة و الثواب (1)

انتهی قوله هذا لمن أخذ اللّٰه منه شیئا قسرا أی فكیف من أنفق بطیب نفسه

«16»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ صَارَ شِیعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ قَالَ لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلَی مَا نَعْلَمُ وَ شِیعَتَنَا یَصْبِرُونَ عَلَی مَا لَا یَعْلَمُونَ (2).

تبیین: الصبر بضم الصاد و تشدید الباء المفتوحة جمع الصابر أصبر منا أی الصبر علیهم أشق و أشد لأنا نصبر علی ما نعلم أقول یحتمل وجوها.

الأول و هو الأظهر أن المعنی أنا نصبر علی ما نعلم نزوله قبل وقوعه و هذا مما یهین المصیبة و یسهلها و شیعتنا تنزل علیهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها فهی علیهم أشد و یؤیده ما مر فی مجلد الإمامة أن قوله تعالی ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِی كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما

ص: 80


1- 1. مجمع البیان ج 1 ص 238.
2- 2. الكافی ج 2 ص 93.

آتاكُمْ (1) نزل فیهم علیهم السلام فتدبر.

الثانی أن المعنی أنا نصبر علی ما نعلم كنه ثوابه و الحكمة فی وقوعه و رفعة الدرجات بسببه و شیعتنا لیس علمهم بجمیع ذلك كعلمنا و هذه كلها مما یسكن النفس عند المصیبة و یعزیها.

الثالث أنا نصبر علی ما نعلم عواقبه و كیفیة زواله و تبدل الأحوال بعده كعلم یوسف علیه السلام فی الجب بعاقبة أمره و احتیاج الإخوة إلیه و كذا علم الأئمة علیهم السلام برجوع الدولة إلیهم و الانتقام من أعدائهم و ابتلاء أعدائهم بأنواع العقوبات فی الدنیا و الآخرة و هذا قریب من الوجه الثانی.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِیمَانُ (2).

كا، [الكافی] عن علی عن أبیه عن حماد عن ربعی عن الفضیل عنه علیه السلام: مثله (3)

كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجِ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ (4).

«18»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً(5).

ص: 81


1- 1. الحدید: 22- 23.
2- 2. الكافی ج 2 ص 87.
3- 3. الكافی ج 2 ص 89.
4- 4. الكافی ج 2 ص 89.
5- 5. الكافی ج 2 ص 92.

بیان: الوبال الشدة و الثقل و العذاب أی صارت النعمة مع عدم الشكر نكالا و عذابا علیهم فی الدنیا و الآخرة و صار البلاء علی الصابر نعمة فی الدنیا و الآخرة.

«19»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی مُسَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا(1) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ. وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ (2).

«20»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: لَوْ لَا أَنَّ الصَّبْرَ خُلِقَ قَبْلَ الْبَلَاءِ لَتَفَطَّرَ الْمُؤْمِنُ كَمَا تَتَفَطَّرُ الْبَیْضَةُ عَلَی الصَّفَا(3).

بیان: التفطر التشقق من الفطر و هو الشق و الصفا جمع الصفاة و هی الحجر الصلد الضخم لا تنبت و فیه إیماء إلی أن الصبر من لوازم الإیمان و من لم یصبر عند البلاء لا یستحق اسمه كما مر أنه من الإیمان بمنزلة الرأس من الجسد و یشعر بكثرة ورود البلایا علی المؤمن.

«21»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ الْقَاسَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ آدَمَ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مُرُوَّةُ الصَّبْرِ فِی حَالِ الْحَاجَةِ وَ الْفَاقَةِ وَ التَّعَفُّفِ وَ الْغَنَاءِ أَكْثَرُ مِنْ مُرُوَّةِ الْإِعْطَاءِ(4).

بیان: المروة هی الصفات التی بها تكمل إنسانیة الإنسان و الفاقة الفقر و الحاجة و التعفف ترك السؤال عن الناس و هو عطف علی الصبر و الغنی بالغین المعجمة أیضا الاستغناء عن الناس و إظهار الغنی لهم و فی بعض النسخ بالمهملة بمعنی التعب فعطفه علی الحاجة حینئذ أنسب و تخلل العطف فی البین مما یبعده فالأظهر

ص: 82


1- 1. آل عمران: 200.
2- 2. الكافی ج 2 ص 92.
3- 3. الكافی ج 2 ص 92.
4- 4. الكافی ج 2 ص 93.

علی تقدیره عطفه علی الصبر أیضا.

«22»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَرْحَمُكَ اللَّهُ مَا الصَّبْرُ الْجَمِیلُ قَالَ ذَلِكَ صَبْرٌ لَیْسَ فِیهِ شَكْوَی إِلَی النَّاسِ (1).

بیان: إلی الناس ظاهره عموم الناس و ربما یخص بغیر المؤمن. لِقَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَی مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّمَا شَكَاهَا إِلَی اللَّهِ وَ مَنْ شَكَاهَا إِلَی كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللَّهَ.

«23»- كا، [الكافی] عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَا یُعِدُّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ یَعْجِزُ(2).

بیان: من لا یعد أی لم یجعل الصبر ملكة راسخة فی نفسه یدفع صولة نزول النوائب و المصائب به یعجز طبعه و نفسه عن مقاومتها و تحملها فیهلك بالهلاك الصوری و المعنوی أیضا بالجزع و تفویت الأجر و ربما انتهی به إلی الفسق بل الكفر.

أقول: قد مضی الأخبار فی باب جوامع المكارم و باب صفات خیار العباد و فی باب الشكر و سیأتی فی أبواب المواعظ.

«24»- لی، [الأمالی للصدوق] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَعْرِفِ الْبَلَاءَ یَصْبِرْ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَا یَعْرِفْهُ یُنْكِرْهُ (3).

«25»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصَّابِرُونَ فَیَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ یُنَادِی أَیْنَ الْمُتَصَبِّرُونَ فَیَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الصَّابِرُونَ وَ مَا الْمُتَصَبِّرُونَ قَالَ الصَّابِرُونَ عَلَی أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ الْمُتَصَبِّرُونَ

ص: 83


1- 1. الكافی ج 2 ص 93.
2- 2. الكافی ج 2 ص 93.
3- 3. أمالی الصدوق ص 292.

عَلَی اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ (1).

«26»- فس، [تفسیر القمی]: جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ(2) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ شِیعَتِهِمُ الَّذِینَ صَبَرُوا.

وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا لِأَنَّا صَبَرْنَا بِعِلْمٍ وَ صَبَرُوا بِمَا لَا یَعْلَمُونَ (3).

«27»- فس، [تفسیر القمی]: أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(4) قَالَ الْأَئِمَّةُ ع.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: نَحْنُ صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا وَ ذَلِكَ أَنَّا صَبَرْنَا عَلَی مَا نَعْلَمُ وَ صَبَرُوا هُمْ عَلَی مَا لَا یَعْلَمُونَ (5).

«28»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْأَمْرَ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ كَقَطْرِ الْمَطَرِ إِلَی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِیبَةٌ فِی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ أَوْ رَأَی عِنْدَ آخَرَ غَفِیرَةً فَلَا تَكُونُ لَهُ فِتْنَةً فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ تَخَشُّعاً لَهَا إِذْ ذُكِرَتْ وَ یُغْرَی بِهَا لِئَامُ النَّاسِ كَانَ كَالْیَاسِرِ الْفَالِجِ الَّذِی یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ وَ تَدْفَعُ عَنْهُ الْمَغْرَمَ فَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ الْكَذِبِ یَنْتَظِرُ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ إِمَّا دَاعِیَ اللَّهِ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ وَ إِمَّا رِزْقَ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِینُهُ وَ حَسَبُهُ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْیَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ

ص: 84


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 118 فی آیة آل عمران 200.
2- 2. الرعد: 24.
3- 3. تفسیر القمّیّ ص 341.
4- 4. القصص: 54.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 489.

عَزَّ وَ جَلَّ لِأَقْوَامٍ (1).

«29»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ علیهم السلام قَالَ: لَا یَذُوقُ الْمَرْءُ مِنْ حَقِیقَةِ الْإِیمَانِ حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الْفِقْهُ فِی الدِّینِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْمَصَائِبِ وَ حُسْنُ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعَاشِ.

أقول: قد مضی بسند آخر فی باب صفات المؤمن.

«30»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةِ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(2).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن بن حماد: مثله (3).

«31»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی بَحْرٍ عَنْ شُرَیْحٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ بِهِنَّ یَكْمُلُ الْمُسْلِمُ التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ وَ التَّقْدِیرُ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی النَّوَائِبِ (4).

«32»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنِّی أَعْطَیْتُ الدُّنْیَا بَیْنَ عِبَادِی فَیْضاً فَمَنْ أَقْرَضَنِی مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَیْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْراً إِلَی سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَ مَا شِئْتُ وَ مَنْ لَمْ یُقْرِضْنِی مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَسْراً أَعْطَیْتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَیْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلَائِكَتِی لَرَضُوا مِنِّی الصَّلَاةَ وَ الْهِدَایَةَ وَ الرَّحْمَةَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ:

ص: 85


1- 1. قرب الإسناد ص 27 و صححناه علی نسخة النهج الرقم 23 من الخطب.
2- 2. الخصال ج 1 ص 43.
3- 3. المحاسن ص 6.
4- 4. الخصال ج 1 ص 61.

الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَ رَحْمَةٌ اثْنَتَیْنِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ثَلَاثَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا لِمَنْ أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً قَسْراً(1).

«33»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ إِیَّاكَ وَ الْعُجْبَ وَ سُوءَ الْخُلُقِ وَ قِلَّةَ الصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَا یَسْتَقِیمُ لَكَ عَلَی هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثَةِ صَاحِبٌ وَ لَا یَزَالُ لَكَ عَلَیْهَا مِنَ النَّاسِ مُجَانِبٌ الْخَبَرَ(2).

«34»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَخَذُوا النَّاسُ ثَلَاثَةً مِنْ ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصَّبْرَ عَنْ أَیُّوبَ علیه السلام وَ الشُّكْرَ عَنْ نُوحٍ علیه السلام وَ الْحَسَدَ عَنْ بَنِی یَعْقُوبَ علیه السلام (3).

«35»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلَامَةُ الصَّابِرِ فِی ثَلَاثٍ أَوَّلُهَا أَنْ لَا یَكْسَلَ وَ الثَّانِیَةُ أَنْ لَا یَضْجَرَ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ لَا یَشْكُوَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُ إِذَا كَسِلَ فَقَدْ ضَیَّعَ الْحَقَّ وَ إِذَا ضَجِرَ لَمْ یُؤَدِّ الشُّكْرَ وَ إِذَا شَكَا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ عَصَاهُ (4).

«36»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ

ص: 86


1- 1. الخصال ج 1 ص 64.
2- 2. الخصال ج 1 ص 72.
3- 3. عیون الأخبار ج 2 ص 45.
4- 4. علل الشرائع ج 2 ص 184.

یَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ قَالَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ صَبْرُكُمْ هَذَا الَّذِی صَبَرْتُمْ فَیَقُولُونَ صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ صَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِیَتِهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ الْخَبَرَ(1).

«37»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَوْلِ یَعْقُوبَ فَصَبْرٌ جَمِیلٌ (2) قَالَ بِلَا شَكْوَی (3).

«38»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَبْرَئِیلَ علیه السلام مَا تَفْسِیرُ الصَّبْرِ قَالَ تَصْبِرُ فِی الضَّرَّاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی السَّرَّاءِ وَ فِی الْفَاقَةِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْغِنَی وَ فِی الْبَلَاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْعَافِیَةِ فَلَا یَشْكُو حَالَهُ (4)

عِنْدَ الْمَخْلُوقِ بِمَا یُصِیبُهُ مِنَ الْبَلَاءِ(5).

«39»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حَفْصُ إِنَّ مَنْ صَبَرَ صَبَرَ قَلِیلًا وَ إِنَّ مَنْ جَزِعَ جَزِعَ قَلِیلًا ثُمَّ قَالَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَ الرِّفْقِ فَقَالَ وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا(6) وَ قَالَ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ (7) فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّی قَابَلُوهُ بِالْعِظَامِ وَ رَمَوْهُ بِهَا فَضَاقَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ (8) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَ رَمَوْهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ

ص: 87


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 100.
2- 2. یوسف: 18.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 300.
4- 4. معانی الأخبار ص 261.
5- 5. خالقه خ ل.
6- 6. المزّمّل: 10.
7- 7. فصّلت: 34.
8- 8. الحجر: 97.

نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا(1) فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الصَّبْرَ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَعَدَّوْا وَ ذَكَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ صَبَرْتُ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ عِرْضِی وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی ذِكْرِهِمْ إِلَهِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (2) فَصَبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ.

ثُمَّ بُشِّرَ فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام مِنْ عِتْرَتِهِ وَ وُصِفُوا بِالصَّبْرِ فَقَالَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (3) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْبَدَنِ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا یَعْرِشُونَ (4) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله آیَةُ بُشْرَی وَ انْتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللَّهُ قَتْلَ الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُمْ عَلَی یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحِبَّائِهِ وَ عَجَّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ(5).

«40»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْحُومٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَنْ یَمِینِهِ وَ الزَّكَاةُ عَنْ یَسَارِهِ وَ الْبِرُّ مُطِلٌّ عَلَیْهِ وَ یَتَنَحَّی الصَّبْرُ نَاحِیَةً قَالَ فَإِذَا دَخَلَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ یَلِیَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصَّبْرُ لِلصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْبِرِّ:

ص: 88


1- 1. الأنعام: 33- 34.
2- 2. ق: 38.
3- 3. فصّلت: 24.
4- 4. الأعراف: 137.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 184 و قد مر مثله ص 60 من الكافی مشروحا.

دُونَكُمْ صَاحِبَكُمْ فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا دُونَهُ (1).

«41»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْكَلَامِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْأَذَی (2).

«42»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ خَلَادَةَ بِنْتَ أَوْسٍ بَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ وَ أَعْلِمْهَا أَنَّهَا قَرِینَتُكَ فِی الْجَنَّةِ فَانْطَلَقَ إِلَیْهَا فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَیْهَا فَخَرَجَتْ وَ قَالَتْ هَلْ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ مَا هُوَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَیَّ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّكِ قَرِینِی فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْ أُبَشِّرَكِ بِالْجَنَّةِ قَالَتْ أَ وَ یَكُونُ اسْمٌ وَافَقَ اسْمِی قَالَ إِنَّكِ لَأَنْتِ هِیَ قَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا أُكَذِّبُكَ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِی مَا وَصَفْتَنِی بِهِ قَالَ دَاوُدُ علیه السلام أَخْبِرِینِی عَنْ ضَمِیرِكِ وَ سَرِیرَتِكِ مَا هُوَ قَالَتْ أَمَّا هَذَا فَسَأُخْبِرُكَ بِهِ أُخْبِرُكَ أَنَّهُ لَمْ یُصِبْنِی وَجَعٌ قَطُّ نَزَلَ بِی كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ ضُرٌّ بِی وَ حَاجَةٌ وَ جُوعٌ كَائِناً مَا كَانَ إِلَّا صَبَرْتُ عَلَیْهِ وَ لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ كَشْفَهُ عَنِّی حَتَّی یُحَوِّلَهُ اللَّهُ عَنِّی إِلَی الْعَافِیَةِ وَ السَّعَةِ وَ لَمْ أَطْلُبْ بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا وَ حَمِدْتُهُ فَقَالَ دَاوُدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَبِهَذَا بَلَغْتِ مَا بَلَغْتِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هَذَا دِینُ اللَّهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِلصَّالِحِینَ (3).

«43»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی: أَنَّ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَنِ الْمَحَارِمِ.

ص: 89


1- 1. ثواب الأعمال ص 155.
2- 2. المحاسن: 6.
3- 3. أخرجه المؤلّف العلامة هكذا فی باب ما أوحی الی داود( ع) ج 14 ص 39( من هذه الطبعة الحدیثة) و لكن وجدناه فی مشكاة الأنوار ص 23 باختلاف فی اللفظ و فیه بدل قوله« و لا نزل ضربی و حاجة و جوع« و لا نزل بی مرض و جوع» الخ.

وَ رُوِیَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصَّابِرُونَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَیُقَالُ لَهُمُ اذْهَبُوا إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ لَهُمْ أَیَّ شَیْ ءٍ كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَصْبِرُ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ فَیَقُولُونَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ.

وَ نَرْوِی أَنَّ فِی وَصَایَا الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ: اصْبِرُوا عَلَی الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً.

وَ أَرْوِی: أَنَّ الْیَقِینَ فَوْقَ الْإِیمَانِ بِدَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ وَ الصَّبْرَ فَوْقَ الْیَقِینِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّهُ مَنْ صَبَرَ لِلْحَقِّ عَوَّضَهُ اللَّهُ خَیْراً مِمَّا صَبَرَ عَلَیْهِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی آخُذُكَ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا آخُذُكَ بِالْفَرَائِضِ.

وَ نَرْوِی: أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ الْكِتْمَانَ وَ عَنْ نَبِیِّهِ علیه السلام مُدَارَاةَ النَّاسِ وَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام الصَّبْرَ فِی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ.

وَ رُوِیَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ امْتِحَانِهِ وَ صابِرُوا قَالَ الْزَمُوا طَاعَةَ الرَّسُولِ وَ مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ وَ رابِطُوا قَالَ لَا تُفَارِقُوا ذَلِكَ یَعْنِی الْأَمْرَیْنِ وَ لَعَلَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ مُوجِبَةٌ وَ مَعْنَاهَا أَنَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: الصَّبْرُ عَلَی الْعَافِیَةِ أَعْظَمُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَی الْبَلَاءِ یُرِیدُ بِذَلِكَ أَنْ یَصْبِرَ عَلَی مَحَارِمِ اللَّهِ مَعَ بَسْطِ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الرِّزْقِ وَ تَحْوِیلِهِ النِّعَمَ وَ أَنْ یَعْمَلَ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ فِیهَا.

وَ نَرْوِی: لَا یَصْلُحُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ الْفِقْهِ فِی الدِّینِ وَ التَّقْدِیرِ فِی الْمَعِیشَةِ وَ الصَّبْرِ عَلَی النَّائِبَةِ.

«44»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الصَّبْرُ یُظْهِرُ مَا فِی بَوَاطِنِ الْعِبَادِ مِنَ النُّورِ وَ الصَّفَاءِ وَ الْجَزَعُ یُظْهِرُ مَا فِی بَوَاطِنِهِمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ الْوَحْشَةِ وَ الصَّبْرُ یَدَّعِیهِ كُلُ

ص: 90


1- 1. آل عمران: 200.

أَحَدٍ وَ لَا یَثْبُتُ عِنْدَهُ إِلَّا الْمُخْبِتُونَ وَ الْجَزَعُ یُنْكِرُهُ كُلُّ أَحَدٍ وَ هُوَ أَبْیَنُ عَلَی الْمُنَافِقِینَ لِأَنَّ نُزُولَ الْمِحْنَةِ وَ الْمُصِیبَةِ یُخْبِرُ عَنِ الصَّادِقِ وَ الْكَاذِبِ وَ تَفْسِیرُ الصَّبْرِ مَاءٌ یُسْتَمَرُّ مَذَاقُهُ وَ مَا كَانَ عَنِ اضْطِرَابٍ لَا یُسَمَّی صَبْراً وَ تَفْسِیرُ الْجَزَعِ اضْطِرَابُ الْقَلْبِ وَ تَحَزُّنُ الشَّخْصِ وَ تَغَیُّرُ السُّكُونِ وَ تَغَیُّرُ الْحَالِ وَ كُلُّ نَازِلَةٍ خَلَتْ أَوَائِلُهَا مِنَ الْإِخْبَاتِ وَ الْإِنَابَةِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَصَاحِبُهَا جَزُوعٌ غَیْرُ صَابِرٍ وَ الصَّبْرُ مَاءٌ أَوَّلُهُ مُرٌّ وَ آخِرُهُ حُلْوُ مَنْ دَخَلَهُ مِنْ أَوَاخِرِهِ فَقَدْ دَخَلَ وَ مَنْ دَخَلَهُ مِنْ أَوَائِلِهِ فَقَدْ خَرَجَ وَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَ الصَّبْرِ لَا یَصْبِرُ عَمَّا مِنْهُ الصَّبْرُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ مُوسَی وَ خَضِرٍ وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً(1) فَمَنْ صَبَرَ كُرْهاً وَ لَمْ یَشْكُ

إِلَی الْخَلْقِ وَ لَمْ یَجْزَعْ بِهَتْكِ سِتْرِهِ فَهُوَ مِنَ الْعَامِّ وَ نَصِیبُهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (2) أَیْ بِالْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْبَلَاءَ بِالرُّحْبِ وَ صَبَرَ عَلَی سَكِینَةٍ وَ وَقَارٍ فَهُوَ مِنَ الْخَاصِّ وَ نَصِیبُهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ (3).

«45»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آدَمَ بْنِ عُیَیْنَةَ بْنِ أَبِی عِمْرَانَ الْهِلَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ فَرَحاً طَوِیلًا وَ كَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِیلًا(4).

«46»- جع (5)،[جامع الأخبار] عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ:

ص: 91


1- 1. الكهف: 68.
2- 2. البقرة: 155.
3- 3. مصباح الشریعة ص 62، و الآیة الأخیرة فی الأنفال 46.
4- 4. مجالس المفید ص 33.
5- 5. سقط رمز الحدیث هذا، عن نسخة الكمبانیّ، و فی نسخة الأصل محلها بیاض و قد أومأنا الی وجه ذلك فی مقدّمة الجزء المتمم للسبعین و هو أن الكاتب كان یخلی محل الرموز و یكتبها تذكرة فی الهامش، ثمّ كان یكتبها بعد ذلك بالحمرة، فسقط عنه كتابة هذا. الرمز فانه كان فی آخر السطر. و الآن لا یوجد فی نسخة الأصل رمز الحدیث فی الهامش أیضا فانه قد ذهب عند الصحافة.

خَمْسَةٌ لَوْ رَحَلْتُمْ فِیهِنَّ لَأَصَبْتُمُوهُنَّ لَا یَخَافُ عَبْدٌ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَرْجُو إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا یَسْتَحِی الْجَاهِلُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَی الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِیَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَی الْمُصِیبَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی الطَّاعَةِ كَانَ لَهُ سِتُّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِیَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ سَبْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ الدَّرَجَةِ إِلَی الدَّرَجَةِ مَا بَیْنَ مُنْتَهَی الْعَرْشِ إِلَی الثَّرَی مَرَّتَیْنِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَیُّهَا النَّاسُ عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَا دِینَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ جَرَتْ عَلَیْكَ الْمَقَادِیرُ وَ أَنْتَ مَأْجُورٌ وَ إِنَّكَ إِنْ جَزِعْتَ جَرَتْ عَلَیْكَ الْمَقَادِیرُ وَ أَنْتَ مَأْزُورٌ.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصَّبْرُ رَأْسُ الْإِیمَانِ.

عَنْهُ قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِیمَانُ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَاكِیاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَی إِذَا وَجَّهْتُ إِلَی عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِی مُصِیبَةً فِی بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِصَبْرٍ جَمِیلٍ اسْتَحْیَیْتُ مِنْهُ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِیزَاناً أَوْ أَنْشُرَ لَهُ دِیوَاناً.

سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنِ الصَّبْرِ الْجَمِیلِ فَقَالَ شَیْ ءٌ لَا شَكْوَی فِیهِ ثُمَّ قَالَ وَ مَا فِی الشَّكْوَی مِنَ الْفَرَجِ فَإِنَّمَا هُوَ یَحْزُنُ صَدِیقَكَ وَ یُفَرِّحُ عَدُوَّكَ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ الصَّبْرَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ الْبِرَّ وَ الْحِلْمَ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِیَاءِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّهُ سَیَكُونُ زَمَانٌ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ الْجَوْرِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْغِنَی إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الصُّحْبَةُ فِی النَّاسِ إِلَّا

ص: 92

بِاتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَ الِاسْتِخْرَاجِ مِنَ الدِّینِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ وَ صَبَرَ عَلَی بِغْضَةِ النَّاسِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ ابْتُلِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَلْفِ شَهِیدٍ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْجَزَعُ عِنْدَ الْبَلَاءِ تَمَامُ الْمِحْنَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: كُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ حَقِیرٌ وَ كُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ یَسِیرٌ(1).

«47»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ مِنْ تَفْسِیرِ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْفَضْلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا الصَّبْرُ الْجَمِیلُ قَالَ ذَاكَ صَبْرٌ لَیْسَ فِیهِ شَكْوَی إِلَی النَّاسِ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ بَعَثَ یَعْقُوبَ إِلَی رَاهِبٍ مِنَ الرُّهْبَانِ [إِلَی عَابِدٍ مِنَ الْعُبَّادِ] فِی حَاجَةٍ فَلَمَّا رَآهُ الرَّاهِبُ حَسِبَهُ إِبْرَاهِیمَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ فَاعْتَنَقَهُ وَ قَالَ مَرْحَباً بِكَ یَا خَلِیلَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ یَعْقُوبُ لَسْتُ بِإِبْرَاهِیمَ وَ لَكِنِّی یَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَی مِنَ الْكِبَرِ قَالَ الْهَمُّ وَ الْحَزَنُ وَ السُّقْمُ فَمَا جَاوَزَ صَغِیرَ الْبَابِ حَتَّی أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا یَعْقُوبُ شَكَوْتَنِی إِلَی الْعِبَادِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلَی عَتَبَةِ الْبَابِ یَقُولُ رَبِّ لَا أَعُودُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِّی قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ فَلَا تَعُودَنَّ لِمِثْلِهَا فَمَا شَكَا مِمَّا أَصَابَ مِنْ نَوَائِبِ الدُّنْیَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.

محص، [التمحیص] عن جابر: مثله.

«48»- ختص، [الإختصاص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ فَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَیَكُونُ ذَلِكَ حَاجِزاً(2).

ص: 93


1- 1. جامع الأخبار ص 135 و 136.
2- 2. الاختصاص: 218 و فیه سقط.

«49»- محص، [التمحیص] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَزْوِی عَنْهُ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعْطِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَلَیْهِ حَالُ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ فَلْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی وَ لْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ لِأَمْرِی.

«50»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الدَّرَجَةُ لَا یَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ فَیَبْتَلِیهِ اللَّهُ فِی جَسَدِهِ أَوْ یُصَابُ بِمَالِهِ أَوْ یُصَابُ فِی وُلْدِهِ فَإِنْ هُوَ صَبَرَ بَلَّغَهُ اللَّهُ إِیَّاهَا.

«51»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ هُوَ مُبْتَلًی بِبَلَاءٍ مُنْتَظِرٍ بِهِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ فَإِنْ صَبَرَ عَلَی الْبَلِیَّةِ الَّتِی هُوَ فِیهَا عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْبَلَاءِ الَّذِی یَنْتَظِرُ بِهِ وَ إِنْ لَمْ یَصْبِرْ وَ جَزِعَ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ الْمُنْتَظَرِ أَبَداً حَتَّی یَحْسُنَ صَبْرُهُ وَ عَزَاؤُهُ.

«52»- محص، [التمحیص] عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ ابْتُلِیَ مِنْ شِیعَتِنَا فَصَبَرَ عَلَیْهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

«53»- محص، [التمحیص] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا إِسْحَاقُ لَا تَعُدَّنَّ مُصِیبَةً أُعْطِیتَ عَلَیْهَا الصَّبْرَ وَ اسْتَوْجَبْتَ عَلَیْهَا مِنَ اللَّهِ ثَوَاباً بِمُصِیبَةٍ إِنَّمَا الْمُصِیبَةُ الَّتِی یُحْرَمُ صَاحِبُهَا أَجْرَهَا وَ ثَوَابَهَا إِذَا لَمْ یَصْبِرْ عِنْدَ نُزُولِهَا.

«54»- محص، [التمحیص] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیُّ فِی كِتَابِهِ الْكَبِیرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَدْ عَجَزَ مَنْ لَمْ یُعِدَّ لِكُلِّ بَلَاءٍ صَبْراً وَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ شُكْراً وَ لِكُلِّ عُسْرٍ یُسْراً أَصْبِرْ نَفْسَكَ عِنْدَ كُلِّ بَلِیَّةٍ وَ رَزِیَّةٍ فِی وَلَدٍ أَوْ فِی مَالٍ فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا یَقْبِضُ عَارِیَّتَهُ وَ هِبَتَهُ لِیَبْلُوَ شُكْرَكَ وَ صَبْرَكَ.

«55»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَی قَوْمٍ فَلَمْ یَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَی قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً.

وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمْ یُسْتَزَدْ فِی مَحْبُوبٍ بِمِثْلِ الشُّكْرِ وَ لَمْ یُسْتَنْقَصْ

ص: 94

مِنْ مَكْرُوهٍ بِمِثْلِ الصَّبْرِ.

«56»- محص، [التمحیص] عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ وَ الْبَلَاءَ یَسْتَبِقَانِ إِلَی الْمُؤْمِنِ فَیَأْتِیهِ الْبَلَاءُ وَ هُوَ صَبُورٌ وَ إِنَّ الْجَزَعَ وَ الْبَلَاءَ یَسْتَبِقَانِ إِلَی الْكَافِرِ فَیَأْتِیهِ الْبَلَاءُ وَ هُوَ جَزُوعٌ.

«57»- محص، [التمحیص] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ لِلنَّكَبَاتِ غَایَاتٍ لَا بُدَّ أَنْ یَنْتَهِیَ إِلَیْهَا فَإِذَا حُكِمَ عَلَی أَحَدِكُمْ بِهَا فَلْیَتَطَأْطَأْ لَهَا وَ یَصْبِرْ حَتَّی یَجُوزَ فَإِنَّ إِعْمَالَ الْحِیلَةِ فِیهَا عِنْدَ إِقْبَالِهَا زَائِدٌ فِی مَكْرُوهِهَا.

وَ كَانَ یَقُولُ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ لَا إِیمَانَ لَهُ.

وَ كَانَ یَقُولُ: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ الصَّبْرُ عَلَی الْمُصِیبَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الطَّاعَةِ وَ الصَّبْرُ عَنِ الْمَعْصِیَةِ.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ الصَّبْرُ عَلَی الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِیلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَلَی الْمَحَارِمِ.

«58»- محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یَصْبِرْ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ وَ إِنَّمَا هَلَاكُهُ فِی الْجَزَعِ أَنَّهُ إِذَا جَزِعَ لَمْ یُؤْجَرْ.

«59»- محص، [التمحیص] جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ الْبِرُّ وَ إِخْفَاءُ الْعَمَلِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الرَّزَایَا وَ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.

«60»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: صَبْرُكَ عَلَی مَحَارِمِ اللَّهِ أَیْسَرُ مِنْ صَبْرِكَ عَلَی عَذَابِ الْقَبْرِ مَنْ صَبَرَ عَلَی اللَّهِ وَصَلَ إِلَیْهِ.

نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَی مَا تَكْرَهُ وَ صَبْرٌ مِمَّا تُحِبُ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَ إِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ (2).

ص: 95


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 156.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 183.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: عِنْدَ تَنَاهِی الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفُرْجَةُ وَ عِنْدَ تَضَایُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ یَكُونُ الرَّخَاءُ(2).

«61»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بِالصَّبْرِ یُتَوَقَّعُ الْفَرَجُ وَ مَنْ یُدْمِنْ قَرْعَ الْبَابِ یَلِجْ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الصَّبْرُ مَطِیَّةٌ لَا تَكْبُو وَ الْقَنَاعَةُ سَیْفٌ لَا یَنْبُو.

وَ قَالَ علیه السلام: أَفْضَلُ الْعِبَادِةِ الصَّبْرُ وَ الصَّمْتُ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

وَ قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ الصَّبْرِ اهْتَدَی إِلَی مَیْدَانِ النَّصْرِ.

«62»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلَی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِنْ تَدَاكَّتْ عَلَیْهِ الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ وَ إِنْ أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْعُسْرِ یُسْراً كَمَا كَانَ یُوسُفُ الصِّدِّیقُ الْأَمِینُ علیه السلام لَمْ یَضُرَّهُ حُزْنُهُ أَنِ اسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَمْ تَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ الْجُبِّ وَ وَحْشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ فَجَعَلَ الْجَبَّارَ الْعَاتِیَ لَهُ عَبْداً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَالِكاً لَهُ فَأَرْسَلَهُ فَرَحِمَ بِهِ أُمَّةً وَ كَذَلِكَ الصَّبْرُ یُعْقِبُ خَیْراً فَاصْبِرُوا تَظْفَرُوا وَ وَاظِبُوا عَلَی الصَّبْرِ تُؤْجَرُوا(3).

أقول: و رواه الكلینی فی الكافی أیضا بأدنی تغییر(4).

«63»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَبَرَ وَ اسْتَرْجَعَ وَ حَمِدَ اللَّهَ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ فَقَدْ رَضِیَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ وَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ جَرَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ هُوَ ذَمِیمٌ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ (5).

ص: 96


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 187.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 227.
3- 3. مشكاة الأنوار 21 و 22.
4- 4. راجع الكافی ج 2 ص 89.
5- 5. مشكاة الأنوار ص 22 و 23.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ یُطْبَعُ عَلَی الصَّبْرِ عَلَی النَّوَائِبِ (1).

«64»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنَّ قَرِینَكَ فِی الْجَنَّةِ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ فَأْتِهَا وَ أَخْبِرْهَا وَ بَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ وَ أَعْلِمْهَا أَنَّهَا قَرِینُكَ فِی الْآخِرَةِ.

فَانْطَلَقَ دَاوُدُ علیه السلام إِلَیْهَا فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَیْهَا فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ فَقَالَ أَنْتَ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ قَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَسْتُ بِصَاحِبَتِكَ الَّتِی تَطْلُبُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ أَ لَسْتِ خَلَادَةَ بِنْتَ أَوْسٍ مِنْ سِبْطِ كَذَا وَ كَذَا قَالَتْ بَلَی قَالَ فَأَنْتِ هِیَ إِذاً فَقَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ لَعَلَّ اسْماً وَافَقَ اسْماً فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ مَا كُذِبْتُ وَ لَا كَذَبْتُ وَ إِنَّكِ لَأَنْتِ هِیَ فَقَالَتْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا أُكَذِّبُكَ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِی مَا وَصَفْتَنِی بِهِ قَالَ لَهَا دَاوُدُ خَبِّرِینِی عَنْ سَرِیرَتِكِ مَا هِیَ قَالَتْ أَمَّا هَذَا فَسَأُخْبِرُكَ بِهِ إِنَّهُ لَمْ یُصِبْنِی وَجَعٌ قَطُّ نَزَلَ بِی مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ بِی مَرَضٌ أَوْ جُوعٌ إِلَّا صَبَرْتُ عَلَیْهِ وَ لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ كَشْفَهُ حَتَّی هُوَ یَكُونُ الَّذِی یُحَوِّلُهُ عَنِّی إِلَی الْعَافِیَةِ وَ السَّعَةِ لَمْ أَطْلُبْ بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا وَ حَمِدْتُهُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ علیه السلام فَبِهَذَا النَّعْتِ بَلَغْتِ مَا بَلَغْتِ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا وَ اللَّهِ دِینُ اللَّهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِلصَّالِحِینَ (2).

«65»- الْمُؤْمِنُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَكْرُوهٍ وَ صَبَرَ إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ یُبْلِیهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَلِیَّةٍ فَصَبَرَ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِیدٍ.

ص: 97


1- 1. مشكاة الأنوار ص 23.
2- 2. مشكاة الأنوار 23 و 24.

باب 63 التوكل و التفویض و الرضا و التسلیم و ذم الاعتماد علی غیره تعالی و لزوم الاستثناء بمشیة اللّٰه فی كل أمر

الآیات:

البقرة: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)

آل عمران: وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)

و قال سبحانه: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (3)

و قال تعالی: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ یَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (4)

و قال: الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ (5)

النساء: وَ كَفی بِاللَّهِ وَلِیًّا وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً(6)

و قال: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(7)

ص: 98


1- 1. البقرة: 216.
2- 2. آل عمران: 101.
3- 3. آل عمران: 122.
4- 4. آل عمران: 159- 160.
5- 5. آل عمران: 172- 173.
6- 6. النساء: 45.
7- 7. النساء: 81.

المائدة: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (1)

و قال: وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (2)

و قال: رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (3)

الأنعام: قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ إلی قوله تعالی وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(4)

و قال تعالی حاكیا عن إبراهیم علیه السلام: وَ لا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ یَشاءَ رَبِّی شَیْئاً(5)

الأعراف قال تعالی حاكیا عن شعیب علیه السلام: عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا(6)

و قال سبحانه: إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ وَ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَكُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ یَنْصُرُونَ (7)

الأنفال: وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (8)

و قال: وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (9)

و قال: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (10)

و قال: وَ إِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ

ص: 99


1- 1. المائدة: 11.
2- 2. المائدة: 23.
3- 3. المائدة: 119.
4- 4. الأنعام: 17.
5- 5. الأنعام: 80.
6- 6. الأعراف: 89.
7- 7. الأعراف: 196.
8- 8. الأنفال: 2.
9- 9. الأنفال: 49.
10- 10. الأنفال: 61.

الْمُؤْمِنِینَ (1)

التوبة: قُلْ لَنْ یُصِیبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (2)

و قال تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ یَسْخَطُونَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ (3)

و قال تعالی: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (4)

یونس حاكیا عن نوح علیه السلام: یا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَیْكُمْ مَقامِی وَ تَذْكِیرِی بِآیاتِ اللَّهِ فَعَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا یَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَیْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَ لا تُنْظِرُونِ (5)

و قال تعالی: وَ قالَ مُوسی یا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَیْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِینَ فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (6)

و قال تعالی: وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَنْفَعُكَ وَ لا یَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِینَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یُرِدْكَ بِخَیْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (7)

هود: وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (8)

و قال تعالی حاكیا عن هود علیه السلام: قالَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّی بَرِی ءٌ مِمَّا

ص: 100


1- 1. الأنفال: 62- 64.
2- 2. براءة: 52.
3- 3. براءة: 58- 59.
4- 4. براءة: 129.
5- 5. یونس: 71.
6- 6. یونس: 84 و 85.
7- 7. یونس: 106- 107.
8- 8. هود: 12.

تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1)

و قال تعالی حاكیا عن شعیب علیه السلام: وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ (2)

و قال تعالی: وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَیْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (3)

یوسف: وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ (4)

و قال تعالی: وَ قالَ لِلَّذِی ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ (5)

و قال تعالی: فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (6)

و قال تعالی: وَ قالَ یا بَنِیَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَ ما أُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ لَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ما كانَ یُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا حاجَةً فِی نَفْسِ یَعْقُوبَ قَضاها وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (7)

و قال: عَسَی اللَّهُ أَنْ یَأْتِیَنِی بِهِمْ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ (8)

و قال تعالی: قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (9)

الرعد: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا

ص: 101


1- 1. هود: 54- 56.
2- 2. هود: 88.
3- 3. هود: 123.
4- 4. یوسف: 33.
5- 5. یوسف: 42.
6- 6. یوسف: 64.
7- 7. یوسف: 67- 68.
8- 8. یوسف: 83.
9- 9. یوسف: 86.

كَباسِطِ كَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ إلی قوله تعالی قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ لا یَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا(1)

و قال تعالی: قُلْ هُوَ رَبِّی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ مَتابِ (2)

إبراهیم: وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلی ما آذَیْتُمُونا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (3)

النحل: الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (4)

و قال تعالی: وَ یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ شَیْئاً وَ لا یَسْتَطِیعُونَ (5)

الإسراء: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَكِیلًا(6)

و قال تعالی: قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِیلًا(7)

و قال سبحانه: وَ كَفی بِرَبِّكَ وَكِیلًا(8)

و قال: ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَیْنا وَكِیلًا(9)

و قال تعالی: قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِیراً بَصِیراً(10)

الكهف: ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أَحَداً(11)

مریم: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِیَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَیَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا(12)

ص: 102


1- 1. الرعد: 14- 16.
2- 2. الرعد: 30.
3- 3. إبراهیم: 11- 12.
4- 4. النحل: 42.
5- 5. النحل: 73.
6- 6. أسری: 2.
7- 7. أسری: 56.
8- 8. أسری: 65.
9- 9. أسری: 86.
10- 10. أسری: 96.
11- 11. الكهف: 26.
12- 12. مریم: 81 و 82.

طه: فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً مُوسی قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی (1)

الحج: یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَضُرُّهُ وَ ما لا یَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ یَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ إلی قوله مَنْ كانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ هَلْ یُذْهِبَنَّ كَیْدُهُ ما یَغِیظُ(2)

و قال تعالی: وَ مَنْ یُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ(3)

و قال تعالی: إِنَّ اللَّهَ یُدافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا(4)

و قال تعالی: وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ(5)

المؤمنون: قُلْ مَنْ بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَیَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّی تُسْحَرُونَ (6)

النور: وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكی مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لكِنَّ اللَّهَ یُزَكِّی مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (7)

و قال تعالی: وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ(8)

الفرقان: وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ (9)

الشعراء: وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآیاتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (10)

و قال تعالی: قالَ أَصْحابُ مُوسی إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِی رَبِّی سَیَهْدِینِ (11)

ص: 103


1- 1. طه: 67 و 68.
2- 2. الحجّ: 12- 15.
3- 3. الحجّ: 18.
4- 4. الحجّ: 38.
5- 5. الحجّ: 87.
6- 6. المؤمنون: 88- 89.
7- 7. النور: 21.
8- 8. النور: 40.
9- 9. الفرقان: 58.
10- 10. الشعراء: 14 و 15.
11- 11. الشعراء: 61 و 62.

و قال تعالی: وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1)

النمل: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (2)

و قال تعالی: فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّكَ عَلَی الْحَقِّ الْمُبِینِ (3)

القصص: قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ (4)

العنكبوت: نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ الَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (5)

الروم: فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (6)

لقمان: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ(7)

التنزیل: ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا شَفِیعٍ أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ (8)

الأحزاب: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(9)

و قال تعالی: وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(10)

و قال تعالی: قُلْ مَنْ ذَا الَّذِی یَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا یَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً(11)

و قال تعالی: وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(12)

فاطر: ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ

ص: 104


1- 1. الشعراء: 217- 220.
2- 2. النمل: 62.
3- 3. النمل: 79.
4- 4. القصص: 22.
5- 5. العنكبوت: 58- 59.
6- 6. الروم: 47.
7- 7. لقمان: 30.
8- 8. التنزیل ص 40.
9- 9. الأحزاب: 3.
10- 10. الأحزاب: 10.
11- 11. الأحزاب: 17.
12- 12. الأحزاب: 48.

مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ (1)

و قال تعالی: مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً(2)

الزمر: أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ یُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِینَ مِنْ دُونِهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَ لَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ ذِی انْتِقامٍ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِیَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِی بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ عَلَیْهِ یَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (3)

و قال سبحانه: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (4)

المؤمن: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(5)

حمعسق: وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِوَكِیلٍ إلی قوله تعالی أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُّ وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتی وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ إلی قوله ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّی عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ (6)

و قال تعالی: وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (7)

و قال تعالی: أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ(8)

الزخرف: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (9)

ص: 105


1- 1. فاطر: 2.
2- 2. فاطر: 10.
3- 3. الزمر: 37- 38.
4- 4. الزمر: 62- 63.
5- 5. المؤمن: 44 و 45.
6- 6. الشوری: 6- 10.
7- 7. الشوری: 36.
8- 8. الشوری: 53.
9- 9. الزخرف: 79.

الفتح: قُلْ فَمَنْ یَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً(1)

الحدید: لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (2)

الممتحنة: رَبَّنا عَلَیْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ(3)

التغابن: ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ إلی قوله تعالی اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (4)

الطلاق: وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً(5)

الملك: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنا(6)

الجن: قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً(7)

المزمل: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا(8)

الدهر: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیماً حَكِیماً(9)

تفسیر:

وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ (10) أی شاق علیكم مكروه طبعا أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً أی فی الحال وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ فی العاقبة و هكذا أكثر ما كلفوا به فإن الطبع یكرهه و هو مناط صلاحهم و سبب فلاحهم وَ عَسی أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً فی الحال وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ فی العاقبة و هكذا أكثر ما نهوا عنه فإن النفس تحبه و تهواه و هو یفضی بها إلی الردی و إنما ذكر عسی لأن النفس إذا ارتاضت ینعكس الأمر علیها وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما هو خیر لكم وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ذلك فظهر

ص: 106


1- 1. الفتح: 11.
2- 2. الحدید: 23.
3- 3. الممتحنة: 4.
4- 4. التغابن: 11- 13.
5- 5. الطلاق: 3.
6- 6. الملك: 29.
7- 7. الجن: 22.
8- 8. المزّمّل: 8 و 9.
9- 9. الدهر: 30.
10- 10. البقرة: 216.

أنه لا بد من تسلیم الأمر إلی اللّٰه و اتباع أوامره و ترك اتباع الأهواء المخالفة لما یحبه اللّٰه و یرضاه.

وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ (1) قیل أی و من یستمسك بدینه أو یلتجئ إلیه فی مجامع أموره فقد اهتدی لا محالة.

وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (2) أی فلیعتمدوا علیه فی الكفایة.

فَإِذا عَزَمْتَ (3) أی وطنت نفسك علی شی ء بعد الشوری فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فی إمضاء أمرك علی ما هو أصلح لك فإنه لا یعلمه سواه و روت العامة عن الصادق علیه السلام فإذا عزمت بضم التاء أی فإذا عزمت لك و وفقتك و أرشدتك إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِینَ فینصرهم و یهدیهم إلی الصلاح إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ كما نصركم یوم بدر فَلا غالِبَ لَكُمْ أی فلا أحد یغلبكم وَ إِنْ یَخْذُلْكُمْ كما خذلكم یوم أحد فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ أی لا ناصر لكم من بعد اللّٰه إذا جاوزتموه أو من بعد خذلانه وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أی فلیخصوه بالتوكل لما آمنوا به و علموا أن لا ناصر سواه.

الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ (4) عن الباقر علیه السلام أنها نزلت فی غزوة بدر الصغری حین بعث أبو سفیان نعیم بن مسعود لیخوف المؤمنین و یثبطهم و قد مرت تلك القضیة فی المجلد السادس فقال المؤمنون سیما أمیرهم علیهم السلام حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ أی هو محسبنا و كافینا من أحسبه إذا كفاه و نعم الموكول إلیه فَانْقَلَبُوا أی فرجعوا من بدر بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ أی عافیة و ثبات علی الإیمان و زیادة فیه وَ فَضْلٍ أی ربح فی التجارة لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ من جراحة و كید عدو وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ بجرأتهم و خروجهم وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ قد تفضل

ص: 107


1- 1. آل عمران: 101.
2- 2. آل عمران: 122.
3- 3. آل عمران: 159- 160.
4- 4. آل عمران: 172- 173.

علیهم بما ذكر و غیره

وَ فِی الْخِصَالِ (1): عَجِبْتُ لِمَنْ یَفْزَعُ مِنْ أَرْبَعٍ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی أَرْبَعٍ عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَإِنِّی سَمِعْتُ قَوْلَ اللَّهِ بِعَقِبِهَا فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ الْخَبَرَ.

و مثله كثیر سیأتی فی محله.

وَ كَفی بِاللَّهِ وَلِیًّا(2) یلی أمركم وَ كَفی بِاللَّهِ نَصِیراً یعینكم فثقوا به و اكتفوا به عن غیره.

وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا(3) یكفیك شرهم وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا(4) أی فی نصرته علی الجبارین إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ به و مصدقین لوعده.

رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ (5) فیها إشعار بمدح الرضا بقضاء اللّٰه.

أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا إنكار لاتخاذ غیر اللّٰه ولیا لا لاتخاذ الولی و لذلك قدم غیر و أولی الهمزة و قیل المراد بالولی هنا المعبود و أقول یحتمل مطلق المتولی للأمور و الأنبیاء و الأوصیاء لما كانوا منصوبین من قبل اللّٰه فاتخاذهم اتخاذ اللّٰه فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی منشئهما و مبدعهما ابتداء بقدرته و حكمته من غیر احتذاء مثال فمن كان بیده الأسباب السماویة و الأرضیة یصلح لأن یتخذ ولیا وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ أی یرزق و لا یرزق یعنی أن المنافع كلها من عنده و لا یجوز علیه الانتفاع.

بِضُرٍّ(6) أی ببلیة كمرض و فقر فَلا كاشِفَ لَهُ أی فلا قادر علی كشفه إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ بِخَیْرٍ أی بنعمة كصحة و غنی فَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ

ص: 108


1- 1. الخصال ج 1 ص 103.
2- 2. النساء: 45.
3- 3. النساء: 81.
4- 4. المائدة: 23.
5- 5. المائدة: 119.
6- 6. الأنعام: 17.

قَدِیرٌ یقدر علی إدامته و إزالته.

ما تُشْرِكُونَ بِهِ (1) قیل أی لا أخاف معبوداتكم قط لأنها لا قدرة لها علی ضر أو نفع إِلَّا أَنْ یَشاءَ رَبِّی شَیْئاً أن یصیبنی بمكروه أقول و یحتمل شمولها لمن یتوسلون إلیهم من الآلهة المجازیة فإنه أیضا نوع من الشرك كما یستفاد من كثیر من الأخبار.

إِنَّ وَلِیِّیَ (2) أی ناصری و حافظی اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ أی القرآن وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ أی ینصرهم و یحفظهم.

وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ (3) أی إلیه یفوضون أمورهم فیما یخافون و یرجعون.

فَإِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ(4) قیل أی غالب بنصر الضعیف علی القوی و القلیل علی الكثیر حَكِیمٌ یفعل بحكمته البالغة ما یستبعده العقل و یعجز عن إدراكه.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (5) و لا تخف من خدیعتهم و مكرهم فإن اللّٰه عاصمك و كافیك منهم إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ لأقوالهم الْعَلِیمُ بنیاتهم.

وَ إِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوكَ فی الصلح فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ أی محسبك اللّٰه و روی علی بن إبراهیم (6)

عن الباقر علیه السلام أن هؤلاء قوم كانوا معه من قریش هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ أی قواك وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ حتی صاروا متحابین متوادین وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ بالإسلام بقدرته البالغة إِنَّهُ عَزِیزٌ تام القدرة و الغلبة لا یعصی علیه ما یریده حَكِیمٌ یعلم أنه كیف ینبغی أن یفعل ما یرید.

ص: 109


1- 1. الأنعام: 80.
2- 2. الأعراف: 196.
3- 3. الأنفال: 2.
4- 4. الأنفال: 49.
5- 5. الأنفال: 61- 63.
6- 6. تفسیر القمّیّ ص 255.

هُوَ مَوْلانا(1) أی ناصرنا و متولی أمرنا وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ لأن حق المؤمن أن لا یتوكل إلا علی اللّٰه.

مَنْ یَلْمِزُكَ (2) أی یعیبك فِی الصَّدَقاتِ أی فی قسمتها فَإِنْ أُعْطُوا إلخ یعنی أن رضاهم و سخطهم لأنفسهم لا للدین

وَ فِی الْكَافِی (3)

وَ الْمَجْمَعِ (4) وَ الْعَیَّاشِیِ (5)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ أَهْلَ هَذِهِ الْآیَةِ أَكْثَرُ مِنْ ثُلُثَیِ النَّاسِ.

ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أی ما أعطاهم الرسول من الغنیمة أو الصدقة و ذكر اللّٰه للتعظیم و التنبیه علی أن ما فعله الرسول كان بأمره كذا قیل وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ أی كفانا فضله سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ صدقة أو غنیمة أخری إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ فی أن یوسع علینا من فضله و جواب الشرط محذوف تقدیره لكان خیرا لهم.

فَإِنْ تَوَلَّوْا(6) عن الإیمان بك فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ أی استعن باللّٰه فإنه یكفیك أمرهم و ینصرك علیهم (7) عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فلا أرجو و لا أخاف إلا منه.

مَقامِی (8) أی مكانی أو إقامتی بینكم مدة مدیدة أو قیامی علی الدعوة وَ تَذْكِیرِی إیاكم بِآیاتِ اللَّهِ فَعَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْتُ أی به وثقت فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ أی فاعزموا علی ما تریدون وَ شُرَكاءَكُمْ أی مع شركائكم و اجتمعوا علی السعی فی إهلاكی ثُمَّ لا یَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَیْكُمْ غُمَّةً أی مستورا و اجعلوه ظاهرا مكشوفا من غمه إذا ستره و قال علی بن إبراهیم أی لا تغتموا ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَ أی أدوا إلی ذلك الأمر الذی تریدون بی و قال علی بن إبراهیم (9)

ص: 110


1- 1. براءة: 52.
2- 2. براءة: 58.
3- 3. الكافی: ج 2 ص 412.
4- 4. مجمع البیان ج 5 ص 41.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 89.
6- 6. براءة: 129.
7- 7. فی النسخ و ینصرهم علیك، و هو من طغیان القلم.
8- 8. یونس: 71.
9- 9. تفسیر القمّیّ ص 291.

أی ثم ادعوا علی وَ لا تُنْظِرُونِ أی لا تمهلونی.

وَ قالَ مُوسی (1) لما رأی تخوف المؤمنین به یا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَیْهِ تَوَكَّلُوا أی فثقوا به و أسندوا أمركم إلیه و اعتمدوا علیه إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِینَ أی مستسلمین لقضاء اللّٰه مخلصین له و لیس هذا تعلیق الحكم بشرطین فإن المعلق بالإیمان وجوب التوكل فإنه المقتضی له و المشروط بالإسلام حصوله فإنه لا یوجد مع التخلیط و نظیره إن دعاك زید فأجبه إن قدرت فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَكَّلْنا لأنهم كانوا مؤمنین مخلصین و لذلك أجیبت دعوتهم رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً أی موضع فتنة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ أی لا تسلطهم علینا فیفتنونا عن دیننا أو یعذبونا و فی المجمع (2)

عنهما علیهما السلام و العیاشی (3) مقطوعا لا تسلطهم علینا فتفتنهم بنا. ما لا یَنْفَعُكَ (4) إن دعوته وَ لا یَضُرُّكَ إن خذلته فَإِنْ فَعَلْتَ أی فإن دعوته فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِینَ ف إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ قال علی بن إبراهیم مخاطبة للنبی و المعنی للناس وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ أی إن یصبك فَلا كاشِفَ لَهُ یدفعه إِلَّا هُوَ أی إلا اللّٰه فَلا رَادَّ أی فلا دافع لِفَضْلِهِ الذی أرادك به قیل ذكر الإرادة مع الخیر و المس مع الضر مع تلازم الأمرین للتنبیه علی أن الخیر مراد بالذات و أن الضر إنما مسهم لا بالقصد الأول و وضع الفضل موضع الضمیر للدلالة علی أنه متفضل بما یرید بهم من الخیر لا استحقاق لهم علیه و لم یستثن لأن مراد اللّٰه لا یمكن رده یُصِیبُ بِهِ أی بالخیر وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ فتعرضوا لرحمته بالطاعة و لا تیأسوا من غفرانه بالمعصیة.

ص: 111


1- 1. یونس: 84.
2- 2. مجمع البیان ج 5 ص 128.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 127.
4- 4. یونس: 106 و 107.

وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (1) فتوكل علیه فإنه عالم بحالهم و فاعل بهم جزاء أقوالهم و أفعالهم.

مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ (2) أی من إشراككم آلهة من دونه فَكِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ واجههم بهذا الكلام مع قوتهم و شدتهم و كثرتهم و تعطشهم إلی إراقة دمه ثقة باللّٰه و اعتمادا علی عصمته إیاه و استهانة بهم و بكیدهم و إن اجتمعوا علیه و تواطئوا علی إهلاكه إِنِّی تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكُمْ تقریر له و المعنی و إن بذلتم غایة وسعكم لم تضرونی فإنی متوكل علی اللّٰه واثق بكلاءته و هو مالكی و مالككم و لا یحیق بی ما لم یرده و لا تقدرون علی ما لم یقدره إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها أی إلا و هو مالك لها قاهر علیها یصرفها علی ما یرید بها و الأخذ بالناصیة تمثیل لذلك إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ أی إنه علی الحق و العدل لا یضیع عنده معتصم و لا یفوته ظالم.

وَ فِی تَفْسِیرِ الْعَیَّاشِیِ (3)

عَنِ ابْنِ مَعْمَرٍ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی أَنَّهُ عَلَی حَقٍّ یَجْزِی بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسَّیِّئِ سَیِّئاً وَ یَعْفُو عَمَّنْ یَشَاءُ وَ یَغْفِرُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی.

وَ ما تَوْفِیقِی (4) أی لإصابة الحق و الثواب إِلَّا بِاللَّهِ أی بهدایته و معونته عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فإنه القادر المتمكن من كل شی ء دون غیره قیل و فیه إشارة إلی محض التوحید الذی هو أقصی مراتب العلم بالمبدإ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ إشارة إلی معرفة المعاد نبه بهذه الكلمات علی إقباله علی اللّٰه بشراشره فیما یأتی و یذر و حسم أطماع الكفار و عدم المبالاة بعداوتهم و تهدیدهم بالرجوع إلی اللّٰه للجزاء.

وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (5) لا لغیره وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ لا إلی

ص: 112


1- 1. هود: 12.
2- 2. هود: 54- 56.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 151.
4- 4. هود: 88.
5- 5. هود: 123.

غیره فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَیْهِ فإنه كافیك وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أنت و هم فیجازی كلا ما یستحقه.

وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّی (1) أی و إن لم تصرف عنی كَیْدَهُنَ فی تحبیب ذلك إلی و تحسینه عندی بالتثبیت علی العصمة أَصْبُ إِلَیْهِنَ أی أمل إلی إجابتهن أو إلی أنفسهن بطبعی و مقتضی شهوتی و الصبو المیل إلی الهوی وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ أی من السفهاء بارتكاب ما یدعوننی إلیه.

لِلَّذِی ظَنَ (2) أی علم اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ أی اذكر حالی عند الملك و أنی حبست ظلما لكی یخلصنی من السجن فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ أی فأنسی الشیطان صاحب الشراب أن یذكره لربه و قیل أنسی یوسف ذكر اللّٰه حتی استعان بغیره فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ

رَوَی الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: سَبْعَ سِنِینَ. وَ عَنْهُ علیه السلام: لَمْ یَفْزَعْ یُوسُفُ فِی حَالَةٍ إِلَی اللَّهِ فَیَدْعُوَهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ فَأَنْساهُ الشَّیْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی یُوسُفَ فِی سَاعَتِهِ تِلْكَ یَا یُوسُفُ مَنْ أَرَاكَ الرُّؤْیَا الَّتِی رَأَیْتَهَا فَقَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَی أَبِیكَ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ وَجَّهَ السَّیَّارَةَ إِلَیْكَ فَقَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِی دَعَوْتَ بِهِ حَتَّی جَعَلَ لَكَ مِنَ الْجُبِّ فَرَجاً قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ جَعَلَ لَكَ مِنْ كَیْدِ المَرْأَةِ مَخْرَجاً قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ الصَّبِیِّ بِعُذْرِكَ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ صَرَفَ كَیْدَ امْرَأَةِ الْعَزِیزِ وَ النِّسْوَةِ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَمَنْ أَلْهَمَكَ تَأْوِیلَ الرُّؤْیَا قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی قَالَ فَكَیْفَ اسْتَعَنْتَ بِغَیْرِی وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِی وَ تَسْأَلْنِی أَنْ أُخْرِجَكَ مِنَ السِّجْنِ وَ اسْتَعَنْتَ وَ أَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عِبَادِی لِیَذْكُرَ إِلَی مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِی فِی قَبْضَتِی وَ لَمْ تَفْزَعْ إِلَیَّ الْبَثْ فِی السِّجْنِ بِذَنْبِكَ بِضْعَ سِنِینَ بِإِرْسَالِكَ عَبْداً إِلَی عَبْدٍ(3).

ص: 113


1- 1. یوسف: 33.
2- 2. یوسف: 42.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 176.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی (1)

عَنْهُ علیه السلام: اقْتَصَرَ إِلَی بَعْضِهَا وَ زَادَ فِی كُلِّ مَرَّةٍ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا رَبِّی.

أقول: قد مضت الأخبار فی ذلك فی أبواب أحوال یوسف علیه السلام (2).

فَاللَّهُ خَیْرٌ حافِظاً(3) فأتوكل علی اللّٰه و أفوض أمری إلیه وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ یرحم ضعفی و كبر سنی فیحفظه و یرده علی و لا یجمع علی مصیبتین.

وَ فِی الْمَجْمَعِ (4)

وَ عَنِ الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَالَ: فَبِعِزَّتِی لَأَرُدَّنَّهُمَا إِلَیْكَ بَعْدَ مَا تَوَكَّلْتَ عَلَیَّ.

وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ(5) لأنهم كانوا ذوی بهاء و جمال و هیئة حسنة و قد شهروا فی مصر بالقربة من الملك و التكرمة الخاصة التی لم یكن لغیرهم فخاف علیهم العین وَ ما أُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ یعنی و إن أراد اللّٰه بكم لم ینفعكم و لم یدفع

عنكم ما أشرت به علیكم من التفرق و هو مصیبكم لا محالة فإن الحذر لا یمنع القدر مِنْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ أی من أبواب متفرقة ما كانَ یُغْنِی عَنْهُمْ رأی یعقوب و أتباعه مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ مما قضی علیهم كما قاله یعقوب فسرقوا و أخذ بنیامین و تضاعفت المصیبة علی یعقوب إِلَّا حاجَةً فِی نَفْسِ یَعْقُوبَ استثناء منقطع أی و لكن حاجة فی نفسه یعنی شفقته علیهم و احترازه من أن یعانوا قَضاها أظهرها و وصی بها وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ أی لذو یقین و معرفة باللّٰه من أجل تعلیمنا إیاه و لذلك قال ما أُغْنِی هو و لم یغتر بتدبیره وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ سر القدر و أنه لا یغنی عنه الحذر.

ص: 114


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 321.
2- 2. راجع ج 12 ص 246.
3- 3. یوسف: 64.
4- 4. مجمع البیان ج 5 ص 248.
5- 5. یوسف: 67- 68.

لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ (1) فإنه یدعی فیستجیب وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ أی یدعوهم المشركون بِشَیْ ءٍ من الطلبات إِلَّا كَباسِطِ كَفَّیْهِ أی إلا استجابة كاستجابة من بسط كفیه إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ یطلب منه أن یبلغه من بعید أو یغترف مع بسط كفیه لیشربه وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ لأن الماء جماد لا یشعر بدعائه و لا یقدر علی إجابته و لا یستقر فی الكف المبسوطة و كذلك آلهتهم.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلَّذِینَ یَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ وَ الَّذِینَ یَعْبُدُونَ الْآلِهَةَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ وَ لَا یَنْفَعُهُمْ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَتَنَاوَلَهُ مِنْ بَعِیدٍ وَ لَا یَنَالُهُ.

إِلَّا فِی ضَلالٍ و بطلان.

أقول: هذا المثل جار فی الأصنام و الآلهة المجازیة فإنهم لا یقدرون علی إیصال المنافع إلی غیرهم إلا بتیسیر اللّٰه و تسبیبه و هو مالك الرقاب و مقلب القلوب و مسبب الأسباب و كذا قوله أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ(2) ظاهره فی الأصنام و یجری فی غیرها.

قُلْ هُوَ رَبِّی (3) أی الرحمن خالقی و متولی أمری لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أی لا یستحق العبادة إلا هو تعالی عن الشركاء عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ فی نصرتی علیكم وَ إِلَیْهِ مَتابِ أی مرجعی فیثیبنی علی مصابرتكم و مجاهدتكم.

وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ (4) أی أی عذر لنا فی أن لا نتوكل وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا التی بها نعرفه و نعلم أن الأمور كلها بیده.

الَّذِینَ صَبَرُوا(5) أی علی أذی الكفار و مفارقة الوطن وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ أی یفوضون إلیه الأمر كله.

ص: 115


1- 1. الرعد: 14.
2- 2. الرعد: 16.
3- 3. الرعد: 30.
4- 4. إبراهیم: 11.
5- 5. النحل: 42.

ما لا یَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً(1) یعنی لا یملك أن یرزق شیئا من مطر و نبات وَ لا یَسْتَطِیعُونَ أن یملكوه أو لا استطاعة لهم قیل و یجوز أن یكون الضمیر للكفار أی و لا یستطیعون هم مع أنهم أحیاء شیئا من ذلك فكیف بالجماد مِنْ دُونِی وَكِیلًا(2) أی ربا تكلون إلیه أموركم.

قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ (3) أنهم آلهة مِنْ دُونِهِ كالملائكة و المسیح و عزیر بل الأعم منهم أیضا كما مر فَلا یَمْلِكُونَ أی لا یستطیعون كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ كالمرض و الفقر و القحط وَ لا تَحْوِیلًا أی و لا تحویل ذلك منكم إلی غیركم.

ما لَهُمْ (4) أی ما لأهل السماوات و الأرض مِنْ وَلِیٍ یتولی أمورهم وَ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أی فی قضائه أَحَداً منهم.

لِیَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا(5) أی لیتعززوا بهم من حیث یكونون لهم وصلة إلی اللّٰه و شفعاء عنده كَلَّا ردع و إنكار لتعززهم بها وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا

رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (6) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ أَیْ یَكُونُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ اتَّخَذُوهُمْ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّهِ ضِدّاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ وَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ ثُمَّ قَالَ لَیْسَتِ الْعِبَادَةُ هِیَ السُّجُودَ وَ لَا الرُّكُوعَ وَ إِنَّمَا هِیَ طَاعَةُ الرِّجَالِ مَنْ أَطَاعَ مَخْلُوقاً فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ فَقَدْ عَبَدَهُ.

فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً(7) أی فأضمر فیها خوفا.

هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ(8) عن القصد لَبِئْسَ الْمَوْلی أی الناصر وَ لَبِئْسَ

ص: 116


1- 1. النحل: 73.
2- 2. أسری: 2.
3- 3. أسری: 56.
4- 4. الكهف: 26.
5- 5. مریم: 81.
6- 6. تفسیر القمّیّ: 415.
7- 7. طه: 67- 68.
8- 8. الحجّ: 12.

الْعَشِیرُ أی الصاحب مَنْ كانَ یَظُنُ قیل معناه أن اللّٰه ناصر رسوله فی الدنیا و الآخرة فمن كان یظن خلاف ذلك و یتوقعه من غیظه أو جزعه فلیستقص فی إزالة غیظه بأن یفعل كل ما یفعله الممتلی غضبا أو المبالغ جزعا حتی یمد حبلا إلی سماء بیته فیختنق من قطع إذا اختنق فإن المختنق یقطع نفسه بحبس مجاریه أو فلیمدد حبلا إلی سماء الدنیا ثم لیقطع به المسافة حتی یبلغ عنانه فیجتهد فی دفع نصره و قیل المراد بالنصر الرزق و الضمیر لمن.

إِنَّ اللَّهَ یُدافِعُ (1) أی غائلة المشركین وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ أی وثقوا به فی مجامع أموركم و لا تطلبوا الإعانة و النصرة إلا منه.

هُوَ مَوْلاكُمْ (2) أی ناصركم و متولی أموركم فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ هو إذ لا مثل له فی الولایة و النصرة بل لا مولی و لا نصیر سواه فی الحقیقة.

مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ(3) قیل أی ملكه غایة ما یمكن و قیل خزائنه وَ هُوَ یُجِیرُ أی یغیث من یشاء و یحرسه وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ أی و لا یغاث أحد أو لا یمنع منه و تعدیته بعلی لتضمین معنی النصرة فَأَنَّی تُسْحَرُونَ أی فمن أین تخدعون فتصرفون عن الرشد مع ظهور الأمر و تظاهر الأدلة.

وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ (4) بتوفیق التوبة الماحیة للذنوب و شرع الحدود المكفرة لها ما زَكی أی ما طهر من دنسها أَبَداً أی آخر الدهر وَ لكِنَّ اللَّهَ یُزَكِّی مَنْ یَشاءُ بحمله علی التوبة و قبولها وَ اللَّهُ سَمِیعٌ لمقالتهم عَلِیمٌ بنیاتهم. وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً(5) أی لم یقدر له الهدایة و لم یوفقه لأسبابها.

ص: 117


1- 1. الحجّ: 38.
2- 2. الحجّ: 87.
3- 3. المؤمنون: 88.
4- 4. النور: 21.
5- 5. النور: 40.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ (1) فی استكفاء شرورهم و الإغناء عن أجورهم فإنه الحقیق بأن یتوكل علیه دون الأحیاء الذین یموتون فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل علیهم.

إِنَّ مَعِی رَبِّی (2) بالحفظ و النصرة سَیَهْدِینِ طریق النجاة منهم.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ (3) الذی یقدر علی قهر أعدائه و نصر أولیائه یكفك شر من یعصیك الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ قیل إلی التهجد وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قیل و ترددك فی تصفح أحوال المتهجدین أو تصرفك فیما بین المصلین بالقیام و الركوع و السجود و القعود إذا أممتهم

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (4)

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ فِی النُّبُوَّةِ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قَالَ فِی أَصْلَابِ النَّبِیِّینَ.

وَ فِی الْمَجْمَعِ (5)

عَنْهُمَا علیهما السلام قَالا: فِی أَصْلَابِ النَّبِیِّینَ نَبِیٍّ بَعْدَ نَبِیٍّ حَتَّی أَخْرَجَهُ مِنْ صُلْبِ أَبِیهِ عَنْ نِكَاحٍ غَیْرِ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ.

أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ(6) الذی أخرجه شدة ما به إلی اللجإ إلی اللّٰه إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ أی و یدفع عن الإنسان ما یسوؤه وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أی خلفاء فیها بأن ورثكم سكناها و التصرف فیها ممن كان قبلكم أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ الذی حفكم بهذه النعم قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ أی تذكرون آلاءه تذكرا قلیلا و ما مزیدة.

فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (7) و لا تبال بمعاداتهم إِنَّكَ عَلَی الْحَقِّ الْمُبِینِ

ص: 118


1- 1. الفرقان: 58.
2- 2. الشعراء: 62.
3- 3. الشعراء: 217.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 474.
5- 5. مجمع البیان ج 7 ص 207.
6- 6. النمل: 62.
7- 7. النمل: 79.

و صاحب الحق حقیق بالوثوق بحفظ اللّٰه و نصره.

الَّذِینَ صَبَرُوا(1) علی المحن و المشاق وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ أی لا یتوكلون إلا علی اللّٰه.

وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (2) فیه إشعار بأن الانتقام لهم و إظهار لكرامتهم حیث جعلهم مستحقین علی اللّٰه أن ینصرهم

وَ فِی الْمَجْمَعِ (3)

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ یَرُدُّ عَنْ عِرْضِ أَخِیهِ إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ.

وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ(4) أی المرتفع علی كل شی ء و المتسلط علیه ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا شَفِیعٍ (5) أی ما لكم إذا جاوزتم رضا اللّٰه أحد ینصركم و یشفع لكم أو ما لكم سواه ولی و لا شفیع بل هو الذی یتولی مصالحكم و ینصركم فی موطن نصركم علی أن الشفیع متجوز به للناصر فإذا خذلكم لم یبق لكم ولی و لا ناصر أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ بمواعظ اللّٰه.

وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ (6) فإنه یكفیكم وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا موكولا إلیه الأمر فی الأحوال كلها.

ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ (7) أی ما یطلق لهم مِنْ رَحْمَةٍ كنعمة و أمن و صحة و علم و نبوة و ولایة و روی علی بن إبراهیم (8) عن الصادق علیه السلام قال و المتعة من ذلك فَلا مُمْسِكَ لَها یحبسها وَ ما یُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ یطلقه مِنْ بَعْدِهِ

ص: 119


1- 1. العنكبوت: 59.
2- 2. الروم: 47.
3- 3. مجمع البیان ج 8 ص 309.
4- 4. لقمان: 30.
5- 5. التنزیل: 4.
6- 6. الأحزاب: 3.
7- 7. فاطر: 2.
8- 8. تفسیر القمّیّ: 544.

أی من بعد إمساكه وَ هُوَ الْعَزِیزُ الغالب علی ما یشاء لیس لأحد أن ینازعه فیه الْحَكِیمُ لا یفعل إلا بعلم و إتقان.

مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ(1) أی الشرف و المنعة فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً أی فلیطلبها من عنده فإن كلها له وَ فِی الْمَجْمَعِ (2) عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ یَقُولُ كُلَّ یَوْمٍ أَنَا الْعَزِیزُ فَمَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَیْنِ فَلْیُطِعِ الْعَزِیزَ.

أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ یُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِینَ مِنْ دُونِهِ (3) قیل قالت قریش إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا لعیبك إیاها و قال علی بن إبراهیم (4)

یعنی یقولون لك یا محمد اعفنا من علی و یخوفونك بأنهم یلحقون بالكفار أَ لَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ غالب منیع ذِی انْتِقامٍ ینتقم من أعدائه لَیَقُولُنَّ اللَّهُ لوضوح البرهان علی تفرده بالخالقیة قُلْ أَ فَرَأَیْتُمْ أی أ رأیتم بعد ما تحققتم أن خالق العالم هو اللّٰه أن آلهتكم إن أراد اللّٰه أن یصیبنی بضر هل هن یكشفنه أو أرادنی برحمة أی بنفع هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ فیمسكنها عنی قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ فی إصابة الخیر و دفع الضر عَلَیْهِ یَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ لعلمهم بأن الكل منه.

وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (5) یتولی التصرف فیه لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی مفاتیحها لا یملك و لا یتمكن من التصرف فیها غیره و هو كنایة عن قدرته و حفظه لها.

وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ (6) لیعصمنی من كل سوء إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ

ص: 120


1- 1. فاطر: 10.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 402.
3- 3. الزمر: 37.
4- 4. تفسیر القمّیّ: 578.
5- 5. الزمر: 62.
6- 6. المؤمن: 44.

فیحرسهم فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا أی شدائد مكرهم

وَ فِی الْخِصَالِ (1)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ یَفْزَعُ مِنْ أَرْبَعٍ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی أَرْبَعٍ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ بِعَقِبِهَا فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا.

اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ (2) أی رقیب علی أحوالهم و أعمالهم فیجازیهم بها فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُ قیل جواب شرط محذوف مثل إن أرادوا ولیا بحق فاللّٰه هو الولی بالحق وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتی هو كالتقریر لكونه حقیقا بالولایة عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ أی فی مجامع الأمور وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ قیل أی أرجع فی المعضلات.

وَ ما عِنْدَ اللَّهِ (3) أی من ثواب الآخرة خَیْرٌ وَ أَبْقی لخلوص نفعه و دوامه.

أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ(4) بارتفاع الوسائط و التعلیقات و فیه وعد و وعید للمطیعین و المجرمین

وَ فِی الْكَافِی عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: وَقَعَ مُصْحَفٌ فِی الْبَحْرِ فَوَجَدُوهُ وَ قَدْ ذَهَبَ مَا فِیهِ إِلَّا هَذِهِ الْآیَةَ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ.

فَمَنْ یَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً(5) أی فمن یمنعكم من مشیته و قضائه إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أی ما یضركم كقتل أو هزیمة و خلل فی المال و الأهل أو عقوبة علی التخلف أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً أی ما یضاد ذلك.

لِكَیْلا تَأْسَوْا(6) أی أثبت و كتب ما أصابكم لئلا تحزنوا عَلی ما فاتَكُمْ من نعم الدنیا وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ أی أعطاكم اللّٰه منها فإن من علم أن الكل مقدر هان علیه الأمر.

ص: 121


1- 1. الخصال ج 1 ص 103.
2- 2. الشوری: 6- 10.
3- 3. الشوری: 36.
4- 4. الشوری: 53.
5- 5. الفتح: 11.
6- 6. الحدید: 23.

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (1) أی إلا بتقدیره و مشیته وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ قال علی بن إبراهیم أی یصدق اللّٰه فی قلبه فإذا بین اللّٰه له اختار الهدی وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ حتی القلوب و أحوالها وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ لأن الإیمان بالتوحید یقتضی ذلك.

فَهُوَ حَسْبُهُ (2) أی كافیه إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ أی یبلغ ما یریده و لا یفوته مراد لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً أی تقدیرا أو مقدارا لا یتغیر و هو بیان لوجوب التوكل قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ (3) أدعوكم إلیه مولی النعم كلها.

لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ(4) أی إن عصیته مُلْتَحَداً أی منحرفا و ملتجئا.

وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(5) قیل أی انقطع إلیه بالعبادة و جرد نفسك عما سواه و قال علی بن إبراهیم أخلص إلیه إخلاصا وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (6) فی بعض الأخبار أنها فی الأئمة علیهم السلام.

«1»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: خَرَجْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَأْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ قُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ أَوْ قَالَ قَادِرٌ قُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ فَقَالَ مِمَّا حُزْنُكَ قُلْتُ مِمَّا یُتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ وَ مَا فِیهِ النَّاسُ قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ

ص: 122


1- 1. التغابن: 11- 13.
2- 2. الطلاق: 3.
3- 3. الملك: 29.
4- 4. الجن: 22.
5- 5. المزّمّل: 8 و 9.
6- 6. الدهر: 30.

الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً دَعَا اللَّهَ فَلَمْ یُجِبْهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا ثُمَّ غَابَ عَنِّی (1).

بیان: فی القاموس وجاهك و تجاهك مثلثتین تلقاء وجهك و فی النهایة و طائفة تجاه العدو أی مقابلهم و حذاهم و التاء فیه بدل من واو وجاه أی مما یلی وجوههم فرزق اللّٰه حاضر جزاء للشرط المحذوف و أقیم الدلیل مقام المدلول و التقدیر إن كان علی الدنیا فلا تحزن لأن رزق اللّٰه و كذا قوله فوعد صادق و قوله أو قال قادر تردید من الثمالی أو أحد الرواة عنه.

و فی هذا التعلیل خفاء و یحتمل وجوها الأول أن یكون المعنی أن اللّٰه لما وعد علی الطاعات المثوبات العظیمة و قد أتیت بها و لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ فلا ینبغی الحزن علیها مع أنك من أهل العصمة و قد ضمن اللّٰه عصمتك فلأی شی ء حزنك فیكون مختصا به علیه السلام فلا ینافی مطلوبیة الحزن للآخرة لغیرهم ع.

الثانی أن الحزن إنما یكون لأمر لم یكن منه مخرج و المخرج موجود لأن وعد اللّٰه صادق و قد وعد علی الطاعة الثواب و علی المعصیة العقاب فینبغی فعل الطاعة و ترك المعصیة لنیل الثواب و الحذر عن العقوبات و لا فائدة للحزن. الثالث ما قیل إن المراد بالحزین من به غایة الحزن لضم الكئیب معه فلا ینافی استحباب قدر من الحزن للآخرة و الأول أظهر و أنسب بالمقام.

و ما فیه الناس أی من الاضطراب و الشدة لفتنته أو المراد بالناس الشیعة لأنه كان ینتقم منهم.

و ابن الزبیر هو عبد اللّٰه و كان أعدی عدو أهل البیت علیهم السلام و هو صار سببا لعدول الزبیر عن ناحیة أمیر المؤمنین علیه السلام حَیْثُ قَالَ علیه السلام: لَا زَالَ الزُّبَیْرُ مَعَنَا حَتَّی أَدْرَكَ فَرْخُهُ.

و المشهور أنه بویع له بالخلافة بعد شهادة الحسین صلوات اللّٰه علیه لسبع بقین من رجب سنة أربع و ستین فی أیام یزید و قیل لما استشهد الحسین علیه السلام فی سنة ستین من الهجرة دعا ابن الزبیر بمكة إلی نفسه و عاب یزید

ص: 123


1- 1. الكافی ج 2 ص 63.

بالفسوق و المعاصی و شرب الخمور فبایعه أهل تهامة و الحجاز فلما بلغ یزید ذلك ندب له الحصین بن نمیر و روح بن زنباع و ضم إلی كل واحد جیشا و استعمل علی الجمیع مسلم بن عقبة و جعله أمیر الأمراء و لما ودعهم قال یا مسلم لا ترد أهل الشام عن شی ء یریدونه لعدوهم و اجعل طریقك علی المدینة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا.

فسار مسلم حتی نزل الحرة فخرج أهل المدینة فعسكروا بها و أمیرهم عبد اللّٰه بن حنظلة الراهب غسیل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم یجیبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام و قتل عبد اللّٰه و سبعمائة من المهاجرین و الأنصار و دخل مسلم المدینة و أباحها ثلاثة أیام ثم شخص بالجیش إلی مكة و كتب إلی یزید بما صنع بالمدینة و مات مسلم لعنه اللّٰه فی الطریق.

فتولی أمر الجیش الحصین بن نمیر حتی وافی مكة فتحصن منه ابن الزبیر فی المسجد الحرام فی جمیع من كان معه و نصب الحصین المنجنیق علی أبی قبیس و رمی به الكعبة فبینما هم كذلك إذ ورد فی الخبر علی الحصین بموت یزید لعنة اللّٰه علیهما فأرسل إلی ابن الزبیر یسأله الموادعة فأجابه إلی ذلك و فتح الأبواب و اختلط العسكران یطوفون بالبیت. فبینما الحصین یطوف لیلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبیر فأخذ الحصین بیده و قال له سرا هل لك فی الخروج معی إلی الشام فأدعو الناس إلی بیعتك فإن أمرهم قد مرج و لا أدری أحدا أحق بها الیوم منك و لست أعصی هناك فاجتذب ابن الزبیر یده من یده و هو یجهر دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام فقال الحصین لقد كذب الذی زعم أنك من دهاة العرب أكلمك سرا و تكلمنی علانیة و أدعوك إلی الخلافة و تدعونی إلی الحرب ثم انصرف بمن معه إلی الشام.

و قالوا بایعه أهل العراق و أهل مصر و بعض أهل الشام إلی أن بایعوا لمروان بعد حروب و استمر له العراق إلی سنة إحدی و سبعین و هی التی قتل

ص: 124

فیها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبیر و هدم قصر الإمارة بالكوفة.

و لما قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعی بهم عبد الملك فبایعوه و سار إلی الكوفة و دخلها و استقر له الأمر بالعراق و الشام و مصر ثم جهز الحجاج فی سنة ثلاث و سبعین إلی عبد اللّٰه بن الزبیر فحصره بمكة و رمی البیت بالمنجنیق ثم ظفر به و قتله و اجتز الحجاج رأسه و صلبه منكسا ثم أنزله و دفنه فی مقابر الیهود و كانت خلافته بالحجاز و العراق تسع سنین و اثنین و عشرین یوما و له من العمر ثلاث و سبعون سنة و قیل اثنتان و سبعون سنة و كانت أمه أسماء بنت أبی بكر.

و أقول الظاهر أن خوفه علیه السلام كان من ابن الزبیر علیه و علی شیعته و یحتمل أن یكون من الحجاج و غیره ممن حاربه و كان الفرق بین الدعاء و السؤال أن الدعاء لدفع الضرر و السؤال لجلب النفع. فهل رأیت أحدا أی من الأئمة علیهم السلام فإنهم لا یدعون إلا لأمر علموا أن اللّٰه لم یتعلق إرادته الحتمیة بخلافه أو هو مقید بشرائط الإجابة التی منها ما ذكر كما فصلناه فی كتاب الدعاء.

ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر اللّٰه تعالی أو كان بشرا كخضر أو إلیاس علیه السلام و كونه علیه السلام أفضل و أعلم منهم لا ینافی إرسال اللّٰه تعالی بعضهم إلیه لتذكیره و تنبیهه و تسكینه كإرسال بعض الملائكة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع كونه أفضل منهم و كإرسال خضر إلی موسی علیهما السلام و كونه علیه السلام عالما بما ألقی إلیه لا ینافی التذكیر و التنبیه فإن أكثر أرباب المصائب عالمون بما یلقی إلیهم علی سبیل التسلیة و التعزیة و مع ذلك ینفعهم لا سیما إذا علم أن ذلك من قبل اللّٰه تعالی.

و قیل إنه علیه السلام كان مترددا فی أن یدعو علی ابن الزبیر و هل هو مقرون برضاه سبحانه فلما أذن بتوسط هذا الرجل أو الملك فی الدعاء علیه دعا فاستجیب له فلذا لم یمنع اللّٰه من ألقی المنجنیق إلی الكعبة لقتله كما منع الفیل لأن حرمة الإمام علیه السلام أعظم من الكعبة انتهی.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ

ص: 125

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ تَكِیدُهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ بِأَیِّ وَادٍ هَلَكَ (1).

بیان: عبد من عبادی أی مؤمن عرفت نعت للعبد و الكید المكر و الحیلة و الحرب و الظاهر أن تكید كتبیع و ربما یقرأ علی بناء التفعل و أسخت بالخاء المعجمة و تشدید التاء من السخت و هو الشدید و هو من اللغات المشتركة بین العرب و العجم أی لا ینبت له زرع و لا یخرج له خیر من الأرض أو من السوخ و هو الانخساف علی بناء الإفعال أی خسفت الأرض به و ربما یقرأ بالحاء المهملة من السیاحة كنایة عن الزلزلة و لم أبال كنایة عن سلب اللطف و التوفیق عنه و عدم علمه سبحانه الخیر فیه و عدم استحقاقه اللطف.

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْغَنَاءَ وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا(2).

كا، [الكافی] عن العدة عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه عن محمد بن علی عن علی بن حسان: مثله (3)

بیان: یجولان من الجولان أی یسیران و یتحركان لطلب موطن و منزل یقیمان فیه فإذا وجدا موضع التوكل أی المتوكل أوطنا عنده و لزماه و كأنه استعارة تمثیلیة لبیان أن الغنی و العز یلزمان التوكل فإن المتوكل یعتمد علی اللّٰه و لا یلتجئ إلی المخلوقین فینجو من ذل الطلب و یستغنی عنهم فإن الغنا غنی

ص: 126


1- 1. الكافی: ج 2 ص 63.
2- 2. الكافی: ج 2 ص 64.
3- 3. الكافی: ج 2 ص 65.

النفس لا الغنی بالمال مع أنه سبحانه یغنیه عن التوسل إلیهم علی كل حال.

ثم إن التوكل لیس معناه ترك السعی فی الأمور الضروریة و عدم الحذر عن الأمور المحذورة بالكلیة بل لا بد من التوسل بالوسائل و الأسباب علی ما ورد فی الشریعة من غیر حرص و مبالغة فیه و مع ذلك لا یعتمد علی سعیه و ما یحصله من الأسباب بل یعتمد علی مسبب الأسباب.

قال المحقق الطوسی قدس سره فی أوصاف الأشراف المراد بالتوكل أن یكل العبد جمیع ما یصدر عنه و یرد علیه إلی اللّٰه تعالی لعلمه بأنه أقوی و أقدر و یضع ما قدر علیه علی وجه أحسن و أكمل ثم یرضی بما فعل و هو مع ذلك یسعی و یجتهد فیما وكله إلیه و یعد نفسه و عمله و قدرته و إرادته من الأسباب و الشروط المخصصة لتعلق قدرته تعالی و إرادته بما صنعه بالنسبة إلیه و من ذلك یظهر معنی لا جبر و لا تفویض بل أمر بین أمرین.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا عَبْدٍ أَقْبَلَ قُبْلَ مَا یُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْبَلَ اللَّهُ قُبْلَ مَا یُحِبُّ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَصَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَقْبَلَ اللَّهُ قُبْلَهُ وَ عَصَمَهُ لَمْ یُبَالِ لَوْ

سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَی الْأَرْضِ أَوْ كَانَتْ نَازِلَةٌ نَزَلَتْ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَشَمِلَتْهُمْ بَلِیَّةٌ كَانَ فِی حِزْبِ اللَّهِ بِالتَّقْوَی مِنْ كُلِّ بَلِیَّةٍ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقامٍ أَمِینٍ (1).

بیان: فی القاموس و إذا أقبل قبلك بالضم اقصد قصدك و قبالته بالضم تجاهه و القبل محركة المحجة الواضحة و لی قبله بكسر القاف أی عنده انتهی و المراد إقبال العبد نحو ما یحبه اللّٰه و كون ذلك مقصودة دائما و إقبال اللّٰه نحو ما یحبه العبد توجیه أسباب ما یحبه العبد من مطلوبات الدنیا و الآخرة و الاعتصام باللّٰه الاعتماد و التوكل علیه.

و من أقبل اللّٰه إلخ هذه الجمل تحتمل وجهین الأول أن یكون لم یبال

ص: 127


1- 1. الكافی: ج 2 ص 65.

خبرا للموصول و قوله لو سقطت جملة أخری استئنافیة و قوله كان فی حزب اللّٰه جزاء الشرط الثانی أن یكون لم یبال جزاء الشرط و مجموع الشرط و الجزاء خبر الموصول و قوله كان فی حزب اللّٰه استئنافا فشملتهم بلیة بالنصب علی التمییز أو بالرفع أی شملتهم بلیة بسبب النازلة أو یكون من قبیل وضع الظاهر موضع المضمر بالتقوی أی بسببه كما هو ظاهر الآیة فقوله من كل بلیة متعلق بمحذوف أی محفوظا من كل بلیة أو الباء للملابسة و من كل متعلق بالتقوی أی یقیه من كل بلیة و الأول أظهر و قوله فی حزب اللّٰه كنایة عن الغلبة و الظفر أی الحزب الذین وعد اللّٰه نصرهم و تیسیر أمورهم كما قال تعالی فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (1) إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقامٍ (2) قرأ ابن عامر و نافع بضم المیم و الباقون بالفتح أی فی موضع إقامة أَمِینٍ أی أمنوا فیه الغیر من الموت و الحوادث أو أمنوا فیه من الشیطان و الأحزان قال البیضاوی یأمن صاحبه عن الآفة و الانتقال انتهی.

و أقول ظاهر أكثر المفسرین أن المراد وصف مقامهم فی الآخرة بالأمن و ظاهر الروایة الدنیا و یمكن حمله علی الأعم و لا یأبی عنه الخبر و لعل المراد أمنهم من الضلال و الحیرة و مضلات الفتن فی الدنیا و من جمیع الآفات و العقوبات فی الآخرة و علیه یحمل قوله سبحانه أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (3) فإنه لا یتخوف علیهم الضلالة بعد الهدایة و لا یحزنون من مصائب الدنیا لعلمهم بحسن عواقبها و یحتمل أن یكون المعنی هنا أن اللّٰه تعالی یحفظ المطیعین و المتقین المتوكلین علیه من أكثر النوازل و المصائب و ینصرهم علی أعدائهم غالبا كما نصر كثیرا من الأنبیاء و الأولیاء علی كثیر من الفراعنة و لا ینافی مغلوبیتهم فی بعض الأحیان لبعض المصالح.

ص: 128


1- 1. المائدة: 56.
2- 2. الدخان: 51.
3- 3. یونس: 62.

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (1) فَقَالَ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ تَتَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَأْلُوكَ خَیْراً وَ فَضْلًا وَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِی ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ بِتَفْوِیضِ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ ثِقْ بِهِ فِیهَا وَ فِی غَیْرِهَا(2).

بیان: الحلال بالتشدید بیاع الحل بالفتح و هو دهن السمسم وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ أی و من یفوض أموره إلی اللّٰه و وثق بحسن تدبیره و تقدیره فهو كافیه یكفیه أمر دنیاه و یعطیه ثواب الجنة و یجعله بحیث لا یحتاج إلی غیره منها أن تتوكل الظاهر أن هذا آخر أفراد التوكل و سائر درجات التوكل أن یتوكل علی اللّٰه فی بعض أموره دون بعض و تعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فیها و قلتها فما فعل بك إلخ بیان للوازم التوكل و آثاره و أسبابه و الألو التقصیر و إذا عدی إلی مفعولین ضمن معنی المنع قال فی النهایة ألوت قصرت یقال ألی الرجل و ألی إذا قصر و ترك الجهد قوله فیها أی فی أمورك كلها و فی غیرها أی فی أمور غیرك من عشائرك و أتباعك و غیرهم.

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثاً لَمْ یُمْنَعْ ثَلَاثاً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ ثُمَّ قَالَ أَ تَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَ قَالَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (3) وَ قَالَ:

ص: 129


1- 1. الطلاق: 3.
2- 2. الكافی: ج 2 ص 65.
3- 3. إبراهیم: 7.

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1).

بیان: النشر فی الآیات علی عكس ترتیب اللف و المراد بالإعطاء توفیق الإتیان به فی الكل و التخلف المتوهم فی بعض الموارد لعدم تحقق بعض الشرائط فإن كلا منها مشروط بعدم كون المصلحة فی خلافها و عدم صدور ما یمنع الاستحقاق عن فاعله و قد قال تعالی أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (2) و سیأتی مزید تحقیق لذلك إن شاء اللّٰه

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ قَالَ: كُنَّا فِی مَجْلِسٍ یُطْلَبُ فِیهِ الْعِلْمُ وَ قَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِی فِی بَعْضِ الْأَسْفَارِ فَقَالَ لِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ فَقُلْتُ فُلَاناً فَقَالَ إِذاً وَ اللَّهِ لَا تُسْعَفُ حَاجَتُكَ وَ لَا یَبْلُغُكَ أَمَلُكَ وَ لَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ قُلْتُ وَ مَا عَلَّمَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِاللَّهِ علیه السلام حَدَّثَنِی أَنَّهُ قَرَأَ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ مَجْدِی وَ ارْتِفَاعِی عَلَی عَرْشِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ مِنَ النَّاسِ أَمَّلَ غَیْرِی بِالْیَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّیَنَّهُ مِنْ قُرْبِی وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ وَصْلِی أَ یُؤَمِّلُ غَیْرِی فِی الشَّدَائِدِ وَ الشَّدَائِدُ بِیَدِی وَ یَرْجُو غَیْرِی وَ یَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَیْرِی وَ بِیَدِی مَفَاتِیحُ الْأَبْوَابِ وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ بَابِی مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِی فَمَنْ ذَا الَّذِی أَمَّلَنِی لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا وَ مَنْ ذَا الَّذِی رَجَانِی لِعَظِیمَةٍ فَقَطَعْتُ رَجَاهُ مِنِّی جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِی عِنْدِی مَحْفُوظَةً فَلَمْ یَرْضَوْا بِحِفْظِی وَ مَلَأْتُ سَمَاوَاتِی مِمَّنْ لَا یَمَلُّ مِنْ تَسْبِیحِی وَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ لَا یُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَیْنِی وَ بَیْنَ عِبَادِی فَلَمْ یَثِقُوا بِقَوْلِی أَ لَمْ یَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِی أَنَّهُ لَا یَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَیْرِی إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِی فَمَا لِی أَرَاهُ لَاهِیاً عَنِّی أَعْطَیْتُهُ بِجُودِی مَا لَمْ یَسْأَلْنِی ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ

ص: 130


1- 1. الكافی: ج 2 ص 65، و الآیة فی المؤمن: 60.
2- 2. البقرة: 40.

عَنْهُ فَلَمْ یَسْأَلْنِی رَدَّهُ وَ سَأَلَ غَیْرِی أَ فَیَرَانِی أَبْدَأُ بِالْعَطَایَا قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلَا أُجِیبُ سَائِلِی أَ بَخِیلٌ أَنَا فَیُبَخِّلُنِی عَبْدِی أَ وَ لَیْسَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ لِی أَ وَ لَیْسَ الْعَفْوُ وَ الرَّحْمَةُ بِیَدِی أَ وَ لَیْسَ أَنَا مَحَلَّ الْآمَالِ فَمَنْ یَقْطَعُهَا دُونِی أَ فَلَا یَخْشَی الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ یُؤَمِّلُوا غَیْرِی فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِی وَ أَهْلَ أَرْضِی أَمَّلُوا جَمِیعاً ثُمَّ أَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِیعُ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِی مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَیِّمُهُ فَیَا بُؤْساً لِلْقَانِطِینَ مِنْ رَحْمَتِی وَ یَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی (1).

بیان: أسعف حاجته قضاها له و فی أكثر النسخ لا تسعف و لا تنجح بالتاء فیهما علی بناء المفعول و فی بعضها بالیاء فهما علی بناء الفاعل و حینئذ لا یبلغك علی التفعیل أو الإفعال و الضمائر المستترة لفلان و ما علمك أی ما سبب علمك و العزة الشدة و القوة و الغلبة و السلطنة و الملك قال الراغب العزة حالة مانعة للإنسان من أن یقهر من قولهم أرض عزاز أی صلبة و العزیز الذی یقهر و لا یقهر و الجلال العظمة و التنزه عن النقائص قال الراغب الجلالة عظم القدر و الجلال بغیر الهاء التناهی فی ذلك و خص بوصف اللّٰه فقیل ذو الجلال و لم یستعمل فی غیره و الجلیل العظیم القدر و وصفه تعالی بذلك إما لخلقه الأشیاء العظیمة المستدل بها علیه أو لأنه یجل عن الإحاطة به أو لأنه یجل عن أن یدرك بالحواس و قال المجد السعة فی الكرم و الجلالة انتهی.

و ارتفاعه إما علی عرش العظمة و الجلال أو هو كنایة عن استیلائه علی العرش فهو یتضمن الاستیلاء علی كل شی ء لأن تقدیر جمیع الأمور فیه أو لكونه محیطا بالجمیع أو المراد بالعرش جمیع الأشیاء و هو أحد إطلاقاته كما مر و قوله بالیأس متعلق بقوله لأقطعن أی ییأس غالبا أو إلا بإذنه تعالی و إضافة الثوب إلی المذلة من إضافة المشبه به إلی المشبه و الكسوة ترشیح التشبیه و لأنحینه أی لأبعدنه و أزیلنه و الشدائد أی تحت قدرتی.

ص: 131


1- 1. الكافی: ج 2 ص 66.

و یقرع بالفكر تشبیه الفكر بالید مكنیة و إثبات القرع له تخییلیة و ذكر الباب ترشیح و هی مغلقة أی أبواب الحاجات مغلقة و مفاتیحها بیده سبحانه و هو استعارة علی التمثیل للتنبیه علی أن قضاء الحاجة المرفوعة إلی الخلق لا یتحقق إلا بإذنه و النائبة المصیبة واحدة نوائب الدهر أی أمل رحمتی لدفع نوائبه فقطعته دونها أی فجعلته منقطعا عاجزا قبل الوصول إلی دفعها من قولهم قطع بفلان فهو مقطوع به إذا عجز عن سفره من نفقة ذهبت أو قامت علیه راحلته و نحوه فالدفع أو نحوه مقدر فی الموضعین أو التقدیر فقطعته أی تجاوزت عنه عند تلك المصیبة فلم أخلصه عنها من قطع النهر إذا تجاوزه و قیل المعنی قطعته عن نفسی قبل تلك المصیبة فلم أرافقه لدفعها و قیل أی قطعته عند النوائب و هجرته أو منعته من أمله و رجائه و لم أدفع نوائبه تقول قطعت الصدیق قطیعة إذا هجرته و قطعته من حقه إذا منعته لعظیمة أی لمطالب عظیمة أو لنازلة عظیمة عندی محفوظة أی لم أعطهم إیاها لعدم مصلحتهم و حفظت عوضها من المثوبات العظیمة فلم یرضوا بهذا الحفظ بل حملوه علی التقصیر أو العجز أو قلة اللطف و عجلوا طلبها و طلبوا من غیری ممن لا یمل أی من الملائكة.

و أمرتهم أن لا یغلقوا الأبواب كنایة عن السعی فی قضاء حوائجهم أو دفع وساوس الشیطان عنهم و توفیقهم للدعاء و المسألة بل الدعاء و سؤال المغفرة و الرحمة لهم أو رفع حاجاتهم إلی اللّٰه و عرضها علیه سبحانه و إن كان تعالی عالما بها فإنه من أسباب الإجابة و كل ذلك ورد فی الآیات و الأخبار مع أنه لا استبعاد فی أن یكون للسماوات أبواب تفتح عند دعاء المؤمنین علامة لإجابتهم.

فلم یثقوا بقولی أی وعدی الإجابة لهم و إنی أعطیهم مع عدم الإجابة أفضل من ذلك و إن مفاتیح الأمور بیدی من طرقته أی نزلت به و أتته مطلقا و إن كان إطلاقه علی ما نزل باللیل أكثر إلا من بعد إذنی أی تیسیر الأسباب و رفع الموانع أعطیته الضمیر راجع إلی من طرقته نائبة أو إلی الإنسان مطلقا أ فیرانی الاستفهام للإنكار و التعجب و یقال بخله بالتشدید أی نسبه إلی البخل

ص: 132

أ و لیس عطف علی بخیل أو الهمزة للاستفهام و الواو للعطف علی الجمل السابقة و كذا الفقرة الآتیة تحتمل الوجهین.

فمن یقطعها دونی أی فمن یقدر أن یقطع آمال العباد عنی قبل وصولها إلی أو من یقدر أن یقطع الآمال عن العباد غیری و علی الأول أیضا یشعر بأنه سبحانه قادر علی قطع آمال العباد بعضهم عن بعض أ فلا یخشی المؤملون الخشیة إما من العقوبة أو من قطع الآمال أو من الإبعاد عن مقام القرب أو من إزالة النعماء عنه أنا قیمه أی قائم بسیاسة أموره و فیه إشارة إلی أن مقدوراته سبحانه غیر متناهیة و الزیادة و النقصان من خواص المتناهی.

فیا بؤسا البؤس و البأساء الشدة و الفقر و الحزن و نصب بؤسا بالنداء لكونه نكرة فالنداء مجاز لبیان أن القانط و العاصی هو محل ذلك و مستحقه و قیل تقدیره یا قوم أبصروا بؤسا و أقول یحتمل أن یكون یا للتنبیه و قوله بؤسا كقوله تعالی فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ فإن التقدیر أسحقهم اللّٰه سحقا فكذا هاهنا و لم یراقبنی أی لم یخف عذابی أو لم یحفظ حقوقی.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِیَنْبُعَ وَ قَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِی فِی بَعْضِ الْأَسْفَارِ فَقَالَ لِی بَعْضُ وُلْدِ الْحُسَیْنِ مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ فَقُلْتُ مُوسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ إِذاً لَا تُقْضَی حَاجَتُكَ ثُمَّ لَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ قُلْتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنِّی وَجَدْتُ فِی بَعْضِ كُتُبِ آبَائِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِیثِ السَّابِقِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَمْلِ عَلَیَّ فَأَمْلَاهُ عَلَیَّ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَسْأَلُهُ حَاجَةً بَعْدَهَا(1).

بیان: فی القاموس ینبع كینصر حصن له عیون و نخیل و زروع بطریق حاج مصر(2).

ص: 133


1- 1. الكافی: ج 2 ص 67.
2- 2. و أمّا موسی بن عبد اللّٰه، فهو موسی بن عبد اللّٰه بن الحسن المثنی. و كنیته أبو عبد اللّٰه و لقبه الجون، و له خبر فی كتاب الكافی: ج 1 ص 358- 366، و قال أبو نصر البخاری: أمه أم هند أم أخویه- یعنی محمّد النفس الزكیة و إبراهیم ابنی عبد اللّٰه ابن الحسن- هرب الی مكّة بعد قتل أخویه و حج المهدی بالناس فی تلك السنة فقال فی الطواف قائل: أیها الامیر لی الأمان و أدلك علی موسی الجون ابن عبد اللّٰه؟ فقال المهدی لك الأمان ان دللتنی علیه، فقال: اللّٰه أكبر أنا موسی بن عبد اللّٰه. فقال المهدی: من یعرفك ممن حولك من الطالبیة؟ فقال: هذا الحسن بن زید و هذا موسی بن جعفر، و هذا الحسن بن عبید اللّٰه بن العباس بن علی، فقالوا جمیعا صدق هذا موسی بن عبد اللّٰه بن الحسن، فخلی سبیله.

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَی مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام خَرَجَ یَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَجَعَ نَبِیّاً وَ خَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَیْمَانَ علیه السلام وَ خَرَجَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ یَطْلُبُونَ الْعِزَّةَ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِینَ (1).

«10»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ یَا رَبِّ رَضِیتُ بِمَا قَضَیْتَ تُمِیتُ الْكَبِیرَ وَ تُبْقِی الطِّفْلَ الصَّغِیرَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُوسَی أَ مَا تَرْضَانِی لَهُمْ رَازِقاً وَ كَفِیلًا قَالَ بَلَی یَا رَبِّ فَنِعْمَ الْوَكِیلُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْكَفِیلُ (2).

«11»- ن (3)، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ التَّوَكُّلِ فَقَالَ لِی أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ أَحَداً قَالَ قُلْتُ:

ص: 134


1- 1. أمالی الصدوق ص 107.
2- 2. أمالی الصدوق ص 119.
3- 3. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 50.

فَمَا حَدُّ التَّوَاضُعِ قَالَ أَنْ تُعْطِیَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ مَا تُحِبُّ أَنْ یُعْطُوكَ مِثْلَهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَشْتَهِی أَنْ أَعْلَمَ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ فَقَالَ انْظُرْ كَیْفَ أَنَا عِنْدَكَ (1).

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا ابْنَ آدَمَ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ وَ لَا تُعَلِّمْنِی مَا یُصْلِحُكَ (2).

«13»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: الْإِیمَانُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الرِّضَا بِقَضَائِهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ التَّفْوِیضُ إِلَی اللَّهِ قَالَ عَبْدٌ صَالِحٌ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ ... فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(3).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَثِقَ بِالزَّمَانِ صُرِعَ (4).

«15»- ل، [الخصال] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: ثِقْ بِاللَّهِ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِیّاً(5).

«16»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مُعَاوِیَةُ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةً لَمْ یُحْرَمْ ثَلَاثَةً مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ أُعْطِیَ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ أُعْطِیَ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوَكُّلَ أُعْطِیَ الْكِفَایَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (6) وَ یَقُولُ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ (7) وَ یَقُولُ:

ص: 135


1- 1. أمالی الصدوق ص 145.
2- 2. أمالی الصدوق ص 193.
3- 3. قرب الإسناد ص 208.
4- 4. أمالی الصدوق ص 268.
5- 5. الخصال ج 1 ص 80.
6- 6. الطلاق: 3.
7- 7. إبراهیم: 7.

ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1).

سن، [المحاسن] معاویة بن وهب عنه علیه السلام: مثله (2).

«17»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَ فِیمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنْ قَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ لِیَعْتَبِرْ مَنْ قَصُرَ یَقِینُهُ وَ ضَعُفَتْ نِیَّتُهُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَهُ فِی ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ مِنْ أَمْرِهِ وَ آتَاهُ رِزْقَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَسْبٌ وَ لَا حِیلَةٌ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیَرْزُقُهُ فِی الْحَالِ الرَّابِعَةِ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَانَ فِی رَحِمِ أُمِّهِ یَرْزُقُهُ هُنَاكَ فِی قَرَارٍ مَكِینٍ حَیْثُ لَا یُؤْذِیهِ حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَجْرَی رِزْقاً مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ یَكْفِیهِ بِهِ وَ یُرَبِّیهِ وَ یَنْعَشُهُ (3) مِنْ غَیْرِ حَوْلٍ بِهِ وَ لَا قُوَّةٍ ثُمَّ فُطِمَ مِنْ ذَلِكَ فَأَجْرَی لَهُ رِزْقاً مِنْ كَسْبِ أَبَوَیْهِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ لَهُ مِنْ قُلُوبِهِمَا لَا یَمْلِكَانِ غَیْرَ ذَلِكَ حَتَّی إِنَّهُمَا یُؤْثِرَانِهِ عَلَی أَنْفُسِهِمَا فِی أَحْوَالٍ كَثِیرَةٍ حَتَّی إِذَا كَبِرَ وَ عَقَلَ وَ اكْتَسَبَ لِنَفْسِهِ ضَاقَ بِهِ أَمْرُهُ وَ ظَنَّ الظُّنُونَ بِرَبِّهِ وَ جَحَدَ الْحُقُوقَ فِی مَالِهِ وَ قَتَّرَ عَلَی نَفْسِهِ وَ عِیَالِهِ مَخَافَةَ إِقْتَارِ رِزْقِهِ وَ سُوءِ یَقِینٍ بِالْخَلَفِ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ فَبِئْسَ الْعَبْدُ هَذَا یَا بُنَیَ (4).

«18»- ل، [الخصال] الْفَامِیُّ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ إِبْلِیسُ خَمْسَةُ أَشْیَاءَ لَیْسَ لِی فِیهِنَّ حِیلَةٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِی قَبْضَتِی مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَنْ نِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ اتَّكَلَ عَلَیْهِ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ مَنْ كَثُرَ تَسْبِیحُهُ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ مَنْ رَضِیَ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مَا یَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ لَمْ یَجْزَعْ عَلَی الْمُصِیبَةِ حِینَ تُصِیبُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ وَ لَمْ یَهْتَمَّ لِرِزْقِهِ (5).

ص: 136


1- 1. الخصال ج 1 ص 50، و الآیة الأخیرة فی غافر: 60.
2- 2. المحاسن ص 3.
3- 3. یقال: نعشه اللّٰه نعشا: رفعه و أقامه، و تداركه من هلكة، و جبره بعد فقر و سد فقره.
4- 4. الخصال ج 1 ص 60.
5- 5. الخصال ج 1 ص 137.

«19»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: سَأَلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَجْلِسِهِ فَقِیلَ عَلِیلٌ فَقَصَدَهُ عَائِداً وَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَوَجَدَهُ دَنِفاً(1)

فَقَالَ لَهُ أَحْسِنْ ظَنَّكَ بِاللَّهِ قَالَ أَمَّا ظَنِّی بِاللَّهِ حَسَنٌ وَ لَكِنْ غَمِّی لِبَنَاتِی مَا أَمْرَضَنِی غَیْرُ غَمِّی بِهِنَ (2)

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الَّذِی تَرْجُوهُ لِتَضْعِیفِ حَسَنَاتِكَ وَ مَحْوِ سَیِّئَاتِكَ فَارْجُهُ لِإِصْلَاحِ حَالِ بَنَاتِكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَمَّا جَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی وَ بَلَغْتُ أَغْصَانَهَا وَ قُضْبَانَهَا رَأَیْتُ بَعْضَ ثِمَارِ قُضْبَانِهَا أَثْدَاؤُهُ مُعَلَّقَةٌ یَقْطُرُ مِنْ بَعْضِهَا اللَّبَنُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الْعَسَلُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الدُّهْنُ وَ یَخْرُجُ عَنْ بَعْضِهَا شِبْهُ دَقِیقِ السَّمِیذِ(3)

وَ عَنْ بَعْضِهَا الثِّیَابُ وَ عَنْ بَعْضِهَا كَالنَّبِقِ فَیَهْوِی ذَلِكَ نَحْوَ الْأَرْضِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَیْنَ مَقَرُّ هَذِهِ الْخَارِجَاتِ عَنْ هَذِهِ الْأَثْدَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ مَعِی جَبْرَئِیلُ لِأَنِّی كُنْتُ جَاوَزْتُ مَرْتَبَتَهُ وَ اخْتَزَلَ دُونِی فَنَادَانِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِی سِرِّی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ أَنْبَتُّهَا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْأَرْفَعِ لِأَغْذُوَ مِنْهَا بَنَاتِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ بَنِیهِمْ فَقُلْ لآِبَاءِ الْبَنَاتِ لَا تَضِیقَنَّ صُدُورُكُمْ عَلَی فَاقَتِهِنَّ فَإِنِّی كَمَا خَلَقْتُهُنَّ أَرْزُقُهُنَ (4).

«20»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَدَعْ طَلَبَ الرِّزْقِ

ص: 137


1- 1. الدنف- محركة- المرض اللازم و هكذا یقال للمریض الذی لزمه المرض بلفظ واحد مع الجمیع یقال: رجل دنف و امرأة دنف و هم دنف، و الدنف- ككتف- أیضا من لازمه مرضه و الجمع أدناف و هی دنفة و الجمع دنفات.
2- 2. فی المصدر المطبوع: غیر رفقی بهن، و« غیر همی بهن» خ ل.
3- 3. فی المصدر: السمید- بالدال المهملة و فی بعض النسخ السمراء و المعنی واحد و هو الحواری- كسمانی- لباب الدقیق و كل ما حورای بیض من طعام. و السمیذ بالمعجمة أفصح منه بالمهملة.
4- 4. عیون الأخبار ج 2 ص 3.

مِنْ حِلِّهِ فَإِنَّهُ عَوْنٌ لَكَ عَلَی دِینِكَ وَ اعْقِلْ رَاحِلَتَكَ وَ تَوَكَّلْ (1).

جا، [المجالس للمفید] الجعابی: مثله (2).

«21»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] سَیَأْتِی فِی مَوَاعِظِ الْبَاقِرِ علیه السلام: یَا جَابِرُ مَنْ هَذَا الَّذِی سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ أَوْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَكْفِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ یُنْجِهِ (3).

«22»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَتْقَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَلْیَكُنْ بِمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِی یَدِهِ (4).

«23»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ مَا التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا یَضُرُّ وَ لَا یَنْفَعُ وَ لَا یُعْطِی وَ لَا یَمْنَعُ وَ اسْتِعْمَالُ الْیَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ یَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَرْجُ وَ لَمْ یَخَفْ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَطْمَعْ فِی أَحَدٍ سِوَی اللَّهِ فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّلُ الْخَبَرَ(5).

«24»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ تُرِیدُ وَ أُرِیدُ وَ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا أُرِیدُ فَإِنْ أَسْلَمْتَ لِمَا أُرِیدُ أَعْطَیْتُكَ مَا تُرِیدُ وَ إِنْ لَمْ تُسْلِمْ لِمَا أُرِیدُ أَتْعَبْتُكَ فِیمَا تُرِیدُ ثُمَّ لَا یَكُونُ إِلَّا مَا أُرِیدُ(6).

«25»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ید، [التوحید] الْمُكَتِّبُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ

ص: 138


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 196.
2- 2. أمالی المفید ص 110.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 302.
4- 4. معانی الأخبار ص 196.
5- 5. معانی الأخبار ص 261.
6- 6. التوحید: 349.

عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِقَضَائِی وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِقَدَرِی فَلْیَلْتَمِسْ إِلَهاً غَیْرِی.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی كُلِّ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خِیَرَةٌ لِلْمُؤْمِنِ (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب علامات المؤمن.

«26»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ رَضِیَ الْقَضَاءَ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ هُوَ مَأْجُورٌ وَ مَنْ سَخِطَ الْقَضَاءَ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ (2).

«27»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ (3).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الرِّضَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ فِیمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ وَ فِیمَا كَرِهَ وَ لَمْ یَصْنَعِ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَیْئاً إِلَّا وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ (4).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا أَتَاكَ عَلَی ضَعْفِكَ وَ مَا كَانَ عَلَیْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ وَ مَنِ انْقَطَعَ رَجَاهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ قَرَّتْ عَیْنُهُ (5).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 139


1- 1. عیون الأخبار ج 1 ص 141.
2- 2. الخصال ج 1 ص 14.
3- 3. الخصال ج 2 ص 167.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 200.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 229.

علیه السلام قَالَ: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ یَا مُوسَی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعَافِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَبْدِی عَلَیْهِ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ عَلَی نَعْمَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ أَمْرِی (1).

«31»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا بَنِی آدَمَ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَیْتُ وَ كُلُّكُمْ عَائِلٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَیْتُ وَ كُلُّكُمْ هَالِكٌ إِلَّا مَنْ أَنْجَیْتُ فَاسْأَلُونِی أَكْفِكُمْ وَ أَهْدِكُمْ سَبِیلَ رُشْدِكُمْ إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ لَا یُصْلِحُهُ إِلَّا الْفَاقَةُ وَ لَوْ أَغْنَیْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ لَا یُصْلِحُهُ إِلَّا الصِّحَّةُ وَ لَوْ أَمْرَضْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِی لَمَنْ یَجْتَهِدُ فِی عِبَادَتِی وَ قِیَامِ اللَّیْلِ لِی فَأُلْقِی عَلَیْهِ النُّعَاسَ نَظَراً مِنِّی لَهُ فَیَرْقُدُ حَتَّی یُصْبِحَ وَ یَقُومُ حِینَ یَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ زَارٍ عَلَیْهَا وَ لَوْ خَلَّیْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَا یُرِیدُ لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ بِعَمَلِهِ ثُمَّ كَانَ هَلَاكُهُ فِی عُجْبِهِ وَ رِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ فَیَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِینَ وَ جَازَ بِاجْتِهَادِهِ حَدَّ الْمُقَصِّرِینَ فَیَتَبَاعَدُ بِذَلِكَ مِنِّی وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ أَلَا فَلَا یَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمْ وَ إِنْ حَسُنَتْ وَ لَا یَیْأَسِ الْمُذْنِبُونَ مِنْ مَغْفِرَتِی لِذُنُوبِهِمْ وَ إِنْ كَثُرَتْ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ لِفَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ نَظَرِی فَلْیَطْمَئِنُّوا وَ ذَلِكَ أَنِّی أُدَبِّرُ عِبَادِی بِمَا یُصْلِحُهُمْ وَ أَنَا بِهِمْ لَطِیفٌ خَبِیرٌ(2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی كتاب العدل.

«32»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ

ص: 140


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 243.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 168.

عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَسْأَلُونِّی مِمَّ ضَحِكْتُ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَجِبْتُ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَضَاءٍ یَقْضِیهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ فِی عَاقِبَةِ أَمْرِهِ (1).

«33»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الزَّعْزَاعِ عَنْ أَبِی ثَابِتٍ الْخَزَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُوعاً شَدِیداً فَأَتَی الْكَعْبَةَ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِهَا فَقَالَ رَبَّ مُحَمَّدٍ لَا تُجِعْ مُحَمَّداً أَكْثَرَ مِمَّا أَجَعْتَهُ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَعَهُ لُوزَةٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ اللَّهُ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنْ هَذِهِ

اللُّوزَةِ فَفَكَّ عَنْهَا فَإِذَا فِیهَا وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ نَضِرَةٌ مَكْتُوبَةٌ عَلَیْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُ مُحَمَّداً بِعَلِیٍّ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ مَا أَنْصَفَ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِی قَضَائِهِ وَ اسْتَبْطَأَهُ فِی رِزْقِهِ (2).

«34»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ إِلَی عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ رَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما(3) قَالَ كَانَ ذَلِكَ الْكَنْزُ لَوْحاً مِنْ ذَهَبٍ فِیهِ مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَجِبْتُ لِمَنْ یَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ كَیْفَ یَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ یُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَیْفَ یَحْزَنُ عَجِبْتُ لِمَنْ یَذْكُرُ النَّارَ كَیْفَ یَضْحَكُ عَجِبْتُ لِمَنْ یَرَی الدُّنْیَا وَ تَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالًا بَعْدَ حَالٍ كَیْفَ یَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا(4).

«35»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ

ص: 141


1- 1. أمالی الصدوق ص 326.
2- 2. أمالی الصدوق ص 330.
3- 3. الكهف: 81.
4- 4. معانی الأخبار ص 200.

عُمَرَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَبْدُ بَیْنَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَیْهِ فِی الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ فَرِیضَةً وَ عَلَیْهِ فِی النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِیضَةً(1).

سن، [المحاسن] عبد الرحمن: مثله (2).

«36»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الشِّرْكَ أَخْفَی مِنْ دَبِیبِ النَّمْلِ وَ قَالَ مِنْهُ تَحْوِیلُ الْخَاتَمِ لِیَذْكُرَ الْحَاجَةَ وَ شِبْهَ هَذَا(3).

«37»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (4) أَخْبَرَهُ أَنَّهُ إِنَّمَا حُبِسَ الْوَحْیُ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً لِأَنَّهُ قَالَ لِقُرَیْشٍ غَداً أُخْبِرُكُمْ بِجَوَابِ مَسَائِلِكُمْ وَ لَمْ یَسْتَثْنِ فَقَالَ اللَّهُ وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ ءٍ الْآیَةَ(5).

«38»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا صَعِدَ مُوسَی إِلَی الطُّورِ فَنَاجَی رَبَّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی خَزَائِنَكَ قَالَ یَا مُوسَی إِنَّ خَزَائِنِی إِذَا أَرَدْتُ شَیْئاً أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ وَ قَالَ قَالَ یَا رَبِّ أَیُّ خَلْقٍ أَبْغَضُ إِلَیْكَ قَالَ الَّذِی یَتَّهِمُنِی قَالَ وَ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ یَتَّهِمُكَ قَالَ نَعَمْ الَّذِی یَسْتَخِیرُنِی فَأَخِیرُ لَهُ وَ الَّذِی أَقْضِی الْقَضَاءَ لَهُ وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ فَیَتَّهِمُنِی.

«39»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَ غَیْرِهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَرَجَ

ص: 142


1- 1. الخصال ج 1 ص 43.
2- 2. المحاسن ص 6.
3- 3. معانی الأخبار ص 379.
4- 4. الكهف: 23.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 395.

أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ فَتَصَحَّرَ وَ اتَّكَی عَلَی جِدَارٍ مِنْ جُدْرَانِهَا مُفَكِّراً إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَامَ حُزْنُكَ أَ عَلَی الدُّنْیَا فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ یَشْتَرِكُ فِیهِ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ أَمْ عَلَی الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَادِرٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ إِنَّمَا حُزْنِی عَلَی فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ أَمْ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ وَ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً اسْتَخَارَ اللَّهَ فَلَمْ یَخِرْ لَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَلَّی الرَّجُلُ وَ قَالَ هُوَ ذَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا هُوَ الْخَضِرُ علیه السلام.

قال الصدوق جاء هذا الحدیث هكذا و قد روی فی حدیث آخر أن ذلك كان مع علی بن الحسین علیهما السلام (1).

«40»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِی إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِی دُونَ خَلْقِی إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِرِزْقِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَ لِی غَفَرْتُ لَهُ (2).

«41»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَمَّلَ دُونِی الْأُنَاسَ وَ لَأُلْبِسَنَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّیَنَّهُ مِنْ وَصْلِی وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِی مَنْ ذَا الَّذِی رَجَانِی لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَقَطَعْتُ بِهِ دُونَهَا(3).

«42»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ سُئِلَ عَنْ حَدِّ التَّوَكُّلِ مَا هُوَ قَالَ لَا تَخَافُ سِوَاهُ.

وَ أَرْوِی: أَنَّ الْغِنَی وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرا بِمَوَاضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَرَجَاتٌ مِنْهَا

ص: 143


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 58 راجع الرقم 1 فیما سبق.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السلام ص 2 و الساقط أضفناه من المصدر.
3- 3. لم نجده فی المصدر.

أَنْ تَثِقَ بِهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَهُ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ یَكِیدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقٍ دُونِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ بِأَیِّ الْوَادِی هَلَكَ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّی لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَایَ عَلَی هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی قَلْبِهِ وَ هَمَّهُ فِی آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ وَ أَتَتْهُ الدُّنْیَا وَ هِیَ رَاغِمَةٌ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّ مَكَانِی لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَاهُ عَلَی هَوَایَ إِلَّا قَطَعْتُ رَجَاهُ وَ لَمْ أَرْزُقْهُ مِنْهَا إِلَّا مَا قَدَّرْتُ لَهُ.

و أروی أن بعض العلماء كان یقول: سبحان من لو كانت الدنیا خیرا كلها أهلك فیها من أحب سبحان من لو كانت الدنیا شرا كلها نجا منها من أراد.

وَ رُوِیَ: كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَی مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام خَرَجَ یَقْتَبِسُ نَاراً لِأَهْلِهِ فَكَلَّمَهُ اللَّهُ وَ رَجَعَ نَبِیّاً وَ خَرَجَتْ مَلَكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَیْمَانَ وَ خَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ یَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِینَ.

وَ رُوِیَ: لَا تَقُلْ لِشَیْ ءٍ قَدْ مَضَی لَوْ كَانَ غَیْرُهُ.

رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام قَالَ: إِذَا شَاءَ اللَّهُ فَیُعْطِینَا وَ إِذَا أَحَبَّ أَنْ یَكْرَهَ رَضِینَا.

وَ أَرْوِی: أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ.

وَ رُوِیَ: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا.

وَ رُوِیَ: مَا قَضَی اللَّهُ عَلَی عَبْدِهِ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ الْخَیْرَ فِیهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی

ص: 144

مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی إِنَّمَا أَبْتَلِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعَافِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی أَكْتُبْهُ مِنَ الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: الْمُؤْمِنُ تعرض [یَعْتَرِضُ] كُلَّ خَیْرٍ لَوْ قُرِّضَ بِالْمَقَارِیضِ كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ كَانَ خَیْراً لَهُ.

وَ رُوِیَ: مَنْ أُعْطِیَ الدِّینَ فَقَدْ أُعْطِیَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ مَنْ لَا یُحِبُّ وَ لَا یُعْطِی الدِّینَ إِلَّا مَنْ یُحِبُّهُ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: لَا یُعْطِی اللَّهُ الدِّینَ إِلَّا أَهْلَ خَاصَّتِهِ وَ صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ.

وَ رُوِیَ: إِذَا طَلَبْتَ شَیْئاً مِنَ الدُّنْیَا فَزُوِیَ عَنْكَ فَاذْكُرْ مَا خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ مِنْ دِینِهِ وَ مَا صَرَفَهُ عَنْكَ بِغَیْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْرَی أَنْ تَسْخُوَ نَفْسُكَ عَمَّا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْیَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانَةَ مَعَكَ فِی الْجَنَّةِ فِی دَرَجَتِكَ فَسَارَ إِلَیْهَا فَسَأَلَهَا عَنْ عَمَلِهَا فَخَبَّرَتْهُ فَوَجَدَهُ مِثْلَ أَعْمَالِ سَائِرِ النَّاسِ فَسَأَلَهَا عَنْ نِیَّتِهَا فَقَالَتْ مَا كُنْتُ فِی حَالَةٍ فَنَقَلَنِی مِنْهَا إِلَی غَیْرِهَا إِلَّا كُنْتُ بِالْحَالَةِ الَّتِی نَقَلَنِی إِلَیْهَا أَسَرَّ مِنِّی بِالْحَالَةِ الَّتِی كُنْتُ فِیهَا فَقَالَ حُسْنُ ظَنِّكِ بِاللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا أُعْطِیَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجَائِهِ مِنْهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِیَابِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا أَنْ یَسُوءَ الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ تَقْصِیرَهُ مِنْ رَجَائِهِ لِلَّهِ وَ سُوءَ خُلُقِهِ وَ مِنِ اغْتِیَابِهِ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ لَا یَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِیمٌ یَسْتَحِی أَنْ یَخْلُفَ ظَنَّ عَبْدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الظَّانِّینَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَیْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ(1).

ص: 145


1- 1. الفتح: 6.

وَ رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ علیه السلام قَالَ: یَا رَبِّ مَا آمَنَ بِكَ مَنْ عَرَفَكَ فَلَمْ یُحْسِنِ الظَّنَّ بِكَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ آخِرَ عَبْدٍ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ فَیَلْتَفِتُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ لَمْ یَكُنْ هَذَا ظَنِّی بِكَ فَیَقُولُ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِی قَالَ كَانَ ظَنِّی بِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ تُسْكِنَنِی جَنَّتَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ یَا مَلَائِكَتِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ جُودِی وَ كَرَمِی وَ ارْتِفَاعِی فِی عُلُوِّی مَا ظَنَّ بِی عَبْدِی خَیْراً سَاعَةً قَطُّ وَ لَوْ ظَنَّ بِی سَاعَةً خَیْراً مَا رَوَّعْتُهُ بِالنَّارِ أَجِیزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ.

ثُمَّ قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا لَا یَتَّكِلُ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِی فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِی عِبَادَتِی كَانُوا مُقَصِّرِینَ غَیْرَ بَالِغِینَ فِی عِبَادَاتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِی فِیمَا یَظُنُّونَهُ (1)

عِنْدِی مِنْ كَرَامَتِی وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ مِنْ فَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ الظَّنِّ بِی فَلْیَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِی عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ وَ مِنَّتِی تَبْلُغُهُمْ وَ رِضْوَانِی وَ مَغْفِرَتِی یَلْبِسَهُمْ فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ بِذَلِكَ سُمِّیتُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ أَنْ یَحْبِسَ فِی الْحَبْسِ رَجُلَیْنِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَحَبَسَهُمَا ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِطْلَاقِهِمَا قَالَ فَنَظَرَ إِلَی أَحَدِهِمَا فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْهُدْبَةِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِی بَلَغَ بِكَ مَا أَرَی مِنْكَ قَالَ الْخَوْفُ عَنِ اللَّهِ وَ نَظَرَ إِلَی الْآخَرِ لَمْ یَتَشَعَّبْ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ كُنْتُمَا فِی أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ قَدْ رَأَیْتُ بَلَغَ الْأَمْرُ بِصَاحِبِكَ وَ أَنْتَ لَمْ تَتَغَیَّرْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنَّهُ كَانَ ظَنِّی بِاللَّهِ جَمِیلًا حَسَناً فَقَالَ یَا رَبِّ قَدْ سَمِعْتَ مَقَالَةَ عَبْدَیْكَ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ صَاحِبُ الظَّنِّ الْحَسَنِ أَفْضَلُ.

وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام یَا مُوسَی قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِی بِی فَلْیَظُنَّ بِی مَا شَاءَ یَجِدْنِی عِنْدَهُ (2).

ص: 146


1- 1. فیما یطلبونه خ.
2- 2. قد مر بعض هذه الأخبار عن المصدر فی المجلد 70 باب الخوف و الرجاء ص 389.

«42»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: التَّوَكُّلُ كَأْسٌ مَخْتُومٌ یَخْتِمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا یَشْرَبُ بِهَا وَ لَا یَفُضُّ خِتَامَهَا إِلَّا الْمُتَوَكِّلُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (1) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (2) جَعَلَ التَّوَكُّلَ مِفْتَاحَ الْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانَ قُفْلَ التَّوَكُّلِ وَ حَقِیقَةُ التَّوَكُّلِ الْإِیثَارُ وَ أَصْلُ الْإِیثَارِ تَقْدِیمُ الشَّیْ ءِ بِحَقِّهِ وَ لَا یَنْفَكُّ الْمُتَوَكِّلُ فِی تَوَكُّلِهِ مِنْ إِثْبَاتِ أَحَدِ الْإِیثَارَیْنِ فَإِنْ آثَرَ مَعْلُولَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْكَوْنُ حُجِبَ بِهِ وَ إِنْ آثَرَ الْمُعَلِّلَ عِلَّةَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْبَارِئُ سُبْحَانَهُ بَقِیَ مَعَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ مُتَوَكِّلًا لَا مُتَعَلِّلًا فَكَبِّرْ عَلَی رُوحِكَ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ وَ وَدِّعْ أَمَانِیَّكَ كُلَّهَا وَدَاعَ الْمَوْتِ وَ الْحَیَاةِ وَ أَدْنَی حَدِّ التَّوَكُّلِ أَنْ لَا تُسَابِقَ مَقْدُورَكَ بِالْهِمَّةِ وَ لَا تُطَالِعَ مَقْسُومَكَ وَ لَا تَسْتَشْرِفَ مَعْدُومَكَ فَیَنْتَقِضَ بِأَحَدِهَا عَقْدُ إِیمَانِكَ وَ أَنْتَ لَا تَشْعُرُ وَ إِنْ عَزَمْتَ أَنْ تَقِفَ عَلَی بَعْضِ شِعَارِ الْمُتَوَكِّلِینَ حَقّاً فَاعْتَصِمْ بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ الْحِكَایَةِ وَ هِیَ أَنَّهُ رُوِیَ أَنَّ بَعْضَ الْمُتَوَكِّلِینَ قَدِمَ عَلَی بَعْضِ الْأَئِمَّةِ فَقَالَ لَهُ اعْطِفْ عَلَیَّ بِجَوَابِ مَسْأَلَةٍ فِی التَّوَكُّلِ وَ الْإِمَامُ كَانَ یَعْرِفُ الرَّجُلَ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ وَ نَفِیسِ الْوَرَعِ وَ أَشْرَفَ عَلَی صِدْقِهِ فِیمَا سَأَلَ عَنْهُ مِنْ قِبَلِ إِبْدَائِهِ إِیَّاهُ فَقَالَ لَهُ قِفْ مَكَانَكَ وَ أَنْظِرْنِی سَاعَةً فَفَعَلَ فَبَیْنَمَا هُوَ مُطْرِقٌ لِجَوَابِهِ إِذَا اجْتَازَ بِهِمَا فَقِیرٌ فَأَدْخَلَ الْإِمَامُ علیه السلام یَدَهُ فِی جَیْبِهِ وَ أَخْرَجَ شَیْئاً فَنَاوَلَهُ لِلْفَقِیرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی السَّائِلِ فَقَالَ هَاتِ وَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ السَّائِلُ أَیُّهَا الْإِمَامُ كُنْتُ أَعْرِفُكَ قَادِراً مُتَمَكِّناً مِنْ جَوَابِ مَسْأَلَتِی قَبْلَ أَنِ اسْتَنْظَرْتَنِی فَمَا شَأْنُكَ فِی إِبْطَائِكَ عَنِّی فَقَالَ الْإِمَامُ لِتَعْتَبِرَ الْمَعْنَی مِنِّی قَبْلَ كَلَامِی إِذَا لَمْ أَكُنْ أَرَانِی سَاهِیاً بِسِرِّی وَ رَبِّی مُطَّلِعٌ عَلَیْهِ إِنْ أَتَكَلَّمْ بِعِلْمِ التَّوَكُّلِ وَ فِی جَیْبِی دَانِقٌ ثُمَّ لَمْ یَحُلَّ لِی ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ إِیْتَائِهِ (3) ثُمَ

ص: 147


1- 1. إبراهیم: 11.
2- 2. المائدة: 23.
3- 3. فی المصدر: ایثاره.

لِیَعْلَمْ بِهِ فَافْهَمْ فَشَهَقَ السَّائِلُ فَحَلَفَ أَنْ لَا یَأْوِیَ عُمْرَاناً وَ لَا یَأْنَسَ بَشَراً مَا عَاشَ (1).

«43»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: خَرَجْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَیْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا حُزْنُكَ فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ فَقُلْتُ مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَهُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ فَعَلَامَ خَوْفُكَ قُلْتُ الْخَوْفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً قَطُّ سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا لَیْسَ قُدَّامِی أَحَدٌ(2).

جا، [المجالس للمفید] أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزیار عن علی بن الحكم عن أبی حفص الأعشی و محمد بن سنان عن رجل من بنی أسد جمیعا عن الثمالی: مثله (3).

«44»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْمُفَوِّضُ أَمْرَهُ إِلَی اللَّهِ فِی رَاحَةِ الْأَبَدِ وَ الْعَیْشِ الدَّائِمِ الرَّغَدِ وَ الْمُفَوِّضُ حَقّاً هُوَ الْعَالِی عَنْ كُلِّ هِمَّةٍ دُونَ اللَّهِ كَقَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام نَظْماً:

رَضِیتُ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لِی***وَ فَوَّضْتُ أَمْرِی إِلَی خَالِقِی

كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ فِیمَا مَضَی***كَذَلِكَ یَحْسُنُ فِیمَا بَقِیَ

ص: 148


1- 1. مصباح الشریعة 51.
2- 2. إرشاد المفید ص 241- 242.
3- 3. مجالس المفید ص 127.

وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْمُؤْمِنِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (1) وَ التَّفْوِیضُ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حُكْمٌ فَمَنْ أَتَی بِأَحْكَامِهِ فَقَدْ أَتَی بِهِ التَّاءُ مِنْ تَرْكِ التَّدْبِیرِ

وَ الدُّنْیَا وَ الْفَاءُ مِنْ فَنَاءِ كُلِّ هِمَّةٍ غَیْرِ اللَّهِ وَ الْوَاوُ مِنْ وَفَاءِ الْعَهْدِ وَ تَصْدِیقِ الْوَعْدِ وَ الْیَاءُ مِنَ الْیَأْسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ الْیَقِینِ بِرَبِّكَ وَ الضَّادُ مِنَ الضَّمِیرِ الصَّافِی لِلَّهِ وَ الضَّرُورَةِ إِلَیْهِ وَ الْمُفَوِّضُ لَا یُصْبِحُ إِلَّا سَالِماً مِنْ جَمِیعِ الْآفَاتِ وَ لَا یُمْسِی إِلَّا مُعَافًی بِدِینِهِ (2).

«45»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: صِفَةُ الرِّضَا أَنْ یَرْضَی الْمَحْبُوبَ وَ الْمَكْرُوهَ وَ الرِّضَا [شُعَاعُ نُورِ الْمَعْرِفَةِ وَ الرَّاضِی فَانٍ عَنْ جَمِیعِ اخْتِیَارِهِ وَ الرَّاضِی حَقِیقَةً هُوَ الْمَرْضِیُّ عَنْهُ وَ الرِّضَا اسْمٌ یَجْتَمِعُ فِیهِ مَعَانِی الْعُبُودِیَّةِ وَ تَفْسِیرُ الرِّضَا] سُرُورُ الْقَلْبِ سَمِعْتُ أَبِی محمد [مُحَمَّداً] الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ تَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِالْمَوْجُودِ شِرْكٌ وَ بِالْمَفْقُودِ كُفْرٌ وَ هُمَا خَارِجَانِ عَنْ سُنَّةِ الرِّضَا وَ أَعْجَبُ مِمَّنْ یَدَّعِی الْعُبُودِیَّةَ لِلَّهِ كَیْفَ یُنَازِعُهُ فِی مَقْدُورَاتِهِ حَاشَا الرَّاضِینَ الْعَارِفِینَ عَنْ ذَلِكَ (3).

«46»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا فَلَا تَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ لَا تَسْخَطُوا نِعَمَ اللَّهِ وَ لَا تَقْتَرِحُوا عَلَی اللَّهِ وَ إِذَا ابْتُلِیَ أَحَدُكُمْ فِی رِزْقِهِ أَوْ مَعِیشَتِهِ بِمَا لَا یُحِبُّ فَلَا یَنْجِذَنَّ شَیْئاً یَسْأَلُهُ لَعَلَّ فِی ذَلِكَ حَتْفَهُ وَ هَلَاكَهُ وَ لَكِنْ لِیَقُلْ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ إِنْ كَانَ مَا كَرِهْتُهُ مِنْ أَمْرِی هَذَا خَیْراً لِی وَ أَفْضَلَ فِی دِینِی فَصَبِّرْنِی عَلَیْهِ وَ قَوِّنِی عَلَی احْتِمَالِهِ وَ نَشِّطْنِی لِلنُّهُوضِ بِثِقْلِ أَعْبَائِهِ وَ إِنْ كَانَ خِلَافُ ذَلِكَ خَیْراً فَجُدْ عَلَیَّ بِهِ وَ رَضِّنِی بِقَضَائِكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ فَلَكَ الْحَمْدُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ قَدَّرَ اللَّهُ وَ یَسَّرَ لَكَ مَا هُوَ خَیْرٌ(4).

«47»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ

ص: 149


1- 1. المؤمن: 44- 45.
2- 2. مصباح الشریعة ص 59.
3- 3. مصباح الشریعة ص 61.
4- 4. تفسیر الإمام 125، و النجذ الالحاح.

لِیُوسُفَ أَ لَسْتُ الَّذِی حَبَّبْتُكَ إِلَی أَبِیكَ وَ فَضَّلْتُكَ عَلَی النَّاسِ بِالْحُسْنِ أَ وَ لَسْتُ الَّذِی سُقْتُ إِلَیْكَ السَّیَّارَةَ وَ أَنْقَذْتُكَ وَ أَخْرَجْتُكَ مِنَ الْجُبِّ أَ وَ لَسْتُ الَّذِی صَرَفْتُ عَنْكَ كَیْدَ النِّسْوَةِ فَمَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ تَرْفَعَ رَغْبَتَكَ عَنِّی أَوْ تَدْعُوَ مَخْلُوقاً دُونِی فَالْبَثْ لِمَا قُلْتَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ (1).

«48»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَالَ لِلْفَتَی اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ (2) أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ حَتَّی كُشِطَ لَهُ عَنِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ فَقَالَ لَهُ یَا یُوسُفُ انْظُرْ مَا ذَا تَرَی قَالَ أَرَی حَجَراً صَغِیراً فَفَلَقَ الْحَجَرَ فَقَالَ مَا ذَا تَرَی قَالَ أَرَی دُودَةً صَغِیرَةً قَالَ فَمَنْ رَازِقُهَا قَالَ اللَّهُ قَالَ فَإِنَّ رَبَّكَ یَقُولُ لَمْ أَنْسَ هَذِهِ الدُّودَةَ فِی ذَلِكَ الْحَجَرِ فِی قَعْرِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ أَ ظَنَنْتَ أَنِّی أَنْسَاكَ حَتَّی تَقُولَ لِلْفَتَی اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ لَتَلْبَثَنَّ فِی السِّجْنِ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ بِضْعَ سِنِینَ قَالَ فَبَكَی یُوسُفُ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّی بَكَی لِبُكَائِهِ الْحِیطَانُ قَالَ فَتَأَذَّی بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ فَصَالَحَهُمْ عَلَی أَنْ یَبْكِیَ یَوْماً وَ یَسْكُتَ یَوْماً وَ كَانَ فِی الْیَوْمِ الَّذِی یَسْكُتُ أَسْوَأَ حَالًا(3).

«49»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ ما یُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (4) قَالَ هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لَوْ لَا فُلَانٌ لَهَلَكْتُ وَ لَوْ لَا فُلَانٌ لَأَصَبْتُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَوْ لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عِیَالِی أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَدْ جَعَلَ شَرِیكاً فِی مُلْكِهِ یَرْزُقُهُ وَ یَدْفَعُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ فَیَقُولُ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَیَّ بِفُلَانٍ لَهَلَكْتُ قَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهَذَا(5).

أقول: قد مر مثله بأسانید فی باب أنواع الكفر(6).

«50»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: عَجَباً لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ كَیْفَ

ص: 150


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 177.
2- 2. یوسف: 42.
3- 3. المصدر ج 2 ص 177.
4- 4. یوسف: 106.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 200.
6- 6. بل سیجی ء فی باب الكفر و لوازمه تحت الرقم 25.

یَسْتَبْطِئُ اللَّهَ فِی رِزْقِهِ وَ كَیْفَ لَمْ یَصْطَبِرْ عَلَی قَضَائِهِ (1).

«51»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَی اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا یَرْزُقُ الطَّیْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَ تَرُوحُ بِطَاناً.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ أَرَاهُ السُّرُورَ وَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ كَفَاهُ الْأُمُورَ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَتْقَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: مَنْ تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ لَا یُغْلَبُ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ لَا یُهْزَمُ (2).

«52»- محص، [التمحیص] عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَا أُبَالِی أَصْبَحْتُ فَقِیراً أَوْ مَرِیضاً أَوْ غَنِیّاً لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ لَا أَفْعَلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ.

«53»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ لَعِبَاداً لَا یَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِینِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ السُّقْمِ فِی أَبْدَانِهِمْ فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ السُّقْمِ فَیَصْلُحُ لَهُمْ عَلَیْهِ أَمْرُ دِینِ عِبَادِی وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ الْمُؤْمِنِینَ لَمَنْ یَجْتَهِدُ فِی عِبَادَتِی فَیَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ وَ لَذِیذِ وِسَادِهِ فَیَتَهَجَّدُ لِیَ اللَّیَالِیَ فَیُتْعِبُ نَفْسَهُ فِی عِبَادَتِی فَأَضْرِبُهُ بِالنُّعَاسِ اللَّیْلَةَ وَ اللَّیْلَتَیْنِ نَظَراً مِنِّی لَهُ وَ إِبْقَاءً عَلَیْهِ فَیَنَامُ حَتَّی یُصْبِحَ فَیَقْرَؤُهُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ زَارٍ عَلَیْهَا وَ لَوْ أُخَلِّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَا یُرِیدُ مِنْ عِبَادَتِی لَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعُجْبُ فَیُصَیِّرُهُ الْعُجْبُ إِلَی الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِهِ فَیَأْتِیهِ مِنْ ذَلِكَ مَا فِیهِ هَلَاكُهُ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ عِنْدَ حَدِّ التَّقْصِیرِ فَیَتَبَاعَدُ مِنِّی عِنْدَ ذَلِكَ وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ یَتَقَرَّبُ إِلَیَّ فَلَا یَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِی فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِی عِبَادَتِی كَانُوا مُقَصِّرِینَ غَیْرَ بَالِغِینَ فِی عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِی فِیمَا یَطْلُبُونَ عِنْدِی مِنْ كَرَامَتِی وَ النَّعِیمِ فِی جَنَّاتِی وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی فَلْیَثِقُوا وَ لِفَضْلِی فَلْیَرْجُوا وَ إِلَی حُسْنِ الظَّنِّ بِی فَلْیَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِی عِنْدَ ذَلِكَ تُدَارِكُهُمْ وَ مَنِّی

ص: 151


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 339، فی آیة الكهف: 83.
2- 2. جامع الأخبار ص 137.

یُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِی وَ مَغْفِرَتِی یُلْبِسُهُمْ عَفْوِی فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ بِذَلِكَ تَسَمَّیْتُ.

«54»- محص، [التمحیص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَجَباً لِلْمُؤْمِنِ لَا یَقْضِی اللَّهُ عَلَیْهِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ سَرَّهُ أَوْ سَاءَهُ إِنِ ابْتَلَاهُ كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ وَ إِنْ أَعْطَاهُ وَ أَكْرَمَهُ كَانَ قَدْ حَبَاهُ.

«55»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَلَی عَبْدِهِ فِی غَیْرِ أَمَلِهِ وَ كَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ أَمَلًا الْخِیَارُ فِی غَیْرِهِ وَ كَمْ مِنْ سَاعٍ مِنْ حَتْفِهِ وَ هُوَ مُبْطِئٌ عَنْ حَظِّهِ.

«56»- محص، [التمحیص] عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَضَاءِ اللَّهِ كُلُّ خَیْرٍ لِلْمُؤْمِنِینَ.

عَنْ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْوَلِیَّ لِلَّهِ یَدْعُو فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ الْأَمْرِ اقْضِ لِعَبْدِی حَاجَتَهُ وَ لَا تَعْجَلْ فَإِنِّی أَشْتَهِی أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْعَدُوَّ لِلَّهِ لَیَدْعُو اللَّهَ فِی الْأَمْرِ یَنُوبُهُ فَیُقَالُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ (1)

بِهِ اقْضِ حَاجَتَهُ وَ عَجِّلْهَا فَإِنِّی أُبْغِضُ أَنْ أَسْمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوْتَهُ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ مَا أُعْطِیَ هَذَا حَاجَتَهُ وَ حُرِمَ هَذَا إِلَّا لِكَرَامَةِ هَذَا عَلَی اللَّهِ وَ هَوَانِ هَذَا عَلَیْهِ.

«57»- محص، [التمحیص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اغْتَمَّ كَانَ لِلْغَمِّ أَهْلًا فَیَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَكُونَ بِاللَّهِ وَ بِمَا صَنَعَ رَاضِیاً.

«58»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی اللَّهُ لِمُؤْمِنٍ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْخِیَرَةَ فِیمَا یَقْضِی.

«59»- محص، [التمحیص] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ عِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الْفَرَحَ فِی الْیَقِینِ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِی الشَّكِّ فَارْضُوا عَنِ اللَّهِ وَ سَلِّمُوا لِأَمْرِهِ.

«60»- محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الرِّضَا بِمَكْرُوهِ الْقَضَاءِ مِنْ أَعْلَی دَرَجَاتِ الْیَقِینِ.

ص: 152


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من الكافی ج 2 ص 490، و قد كان فی الأصل بیاض.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ فِیمَا قَضَی عَلَیْهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ یَقْضِ اللَّهُ عَلَیْهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ.

«61»- محص، [التمحیص] عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: رُفِعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْمٌ فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ مَنِ الْقَوْمُ قَالُوا مُؤْمِنُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا بَلَغَ مِنْ إِیمَانِكُمْ قَالُوا الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ یَكُونُوا أَنْبِیَاءَ إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ (1)

فَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ وَ لَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (2).

«62»- محص، [التمحیص] عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3) فَقَالَ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ دَرَجَاتٌ فَمِنْهَا أَنْ تَثِقَ بِهِ فِی أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِیاً تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ یُؤْتِكَ إِلَّا خَیْراً وَ فَضْلًا وَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِی ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكَّلْتَ عَلَی اللَّهِ بِتَفْوِیضِ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ وَثِقْتَ بِهِ فِیهَا وَ فِی غَیْرِهَا.

مشكاة الأنوار، عن أبی الحسن الأول علیه السلام: مثله (4).

«63»- محص، [التمحیص] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَحَقُّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ بِالتَّسْلِیمِ لِمَا قَضَی اللَّهُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْقَضَاءِ أَتَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ عَظُمَ عَلَیْهِ أَجْرُهُ وَ مَنْ سَخِطَ الْقَضَاءَ مَضَی عَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ.

ص: 153


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من نسخة المشكاة ص 34.
2- 2. و فی الكافی: بینا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی بعض أسفاره اذ لقیه ركب فقالوا: السلام علیك یا رسول اللّٰه، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون یا رسول اللّٰه قال: فما حقیقة ایمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء اللّٰه، و التفویض إلی اللّٰه، و التسلیم لامر اللّٰه، فقال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: علماء حكماء كادوا أن یكونوا من الحكمة أنبیاء، فان كنتم صادقین فلا تبنوا ما لا تسكنون و لا تجمعوا ما لا تأكلون، و اتقوا اللّٰه الذی إلیه ترجعون.
3- 3. الطلاق: 3.
4- 4. مشكاة الأنوار: 16 مع اختلاف.

مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن: مثله (1).

«64»- محص، [التمحیص] عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: یَنْبَغِی لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا یَسْتَبْطِئَهُ فِی رِزْقِهِ وَ لَا یَتَّهِمَهُ فِی قَضَائِهِ.

«65»- محص، [التمحیص] عَنْ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِالرِّضَا فِی مَوْضِعِ الْقَضَاءِ حُمْرَ النَّعَمِ.

«66»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَوَكَّلَ وَ قَنِعَ وَ رَضِیَ كُفِیَ الْمَطْلَبَ (2).

«67»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ یَاسِینَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: أَصَابَتْنِی فَاقَةٌ شَدِیدَةٌ وَ إِضَاقَةٌ وَ لَا صَدِیقَ لِمَضِیقٍ وَ لَزِمَنِی دَیْنٌ ثَقِیلٌ وَ غَرِیمٌ یُلِحُّ بِاقْتِضَائِهِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ دَارِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ شَعَرَ بِذَلِكَ مِنْ حَالِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَدِیمُ مَعْرِفَةٍ فَلَقِیَنِی فِی الطَّرِیقِ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ قَالَ لِی قَدْ بَلَغَنِی مَا أَنْتَ بِسَبِیلِهِ فَمَنْ تُؤَمِّلُ لِكَشْفِ مَا نَزَلَ بِكَ قُلْتُ الْحَسَنَ بْنَ زَیْدٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُقْضَی حَاجَتُكَ وَ لَا تُسْعَفُ بِطَلِبَتِكَ فَعَلَیْكَ بِمَنْ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ وَ هُوَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِینَ فَالْتَمِسْ مَا تُؤَمِّلُهُ مِنْ قِبَلِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ:

أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی بَعْضِ أَنْبِیَائِهِ فِی بَعْضِ وَحْیِهِ إِلَیْهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَیْرِی بِالْإِیَاسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِی النَّارِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَرَجِی وَ فَضْلِی أَ یُؤَمِّلُ عَبْدِی فِی الشَّدَائِدِ غَیْرِی وَ الشَّدَائِدُ بِیَدِی أَوْ یَرْجُو سِوَایَ وَ أَنَا الْغَنِیُّ الْجَوَادُ بِیَدِی مَفَاتِیحُ الْأَبْوَابِ وَ هِیَ مُغْلَقَةٌ وَ بَابِی مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِی أَ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّهُ مَا أَوْهَنَتْهُ نَائِبَةٌ لَمْ یَمْلِكْ كَشْفَهَا عَنْهُ غَیْرِی فَمَا لِی أَرَاهُ بِأَمَلِهِ مُعْرِضاً

ص: 154


1- 1. مشكاة الأنوار ص 17.
2- 2. نوادر الراوندیّ ص 16.

عَنِّی قَدْ أَعْطَیْتُهُ بِجُودِی وَ كَرَمِی مَا لَمْ یَسْأَلْنِی فَأَعْرَضَ عَنِّی وَ لَمْ یَسْأَلْنِی وَ سَأَلَ فِی نَائِبَتِهِ غَیْرِی وَ أَنَا اللَّهُ أَبْتَدِئُ بِالْعَطِیَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ أَ فَأُسْأَلُ فَلَا أُجِیبُ كَلَّا أَ وَ لَیْسَ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ لِی أَ وَ لَیْسَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ بِیَدِی فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِینَ

سَأَلُونِی جَمِیعاً فَأَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِی مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ وَ كَیْفَ یَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَیِّمُهُ فَیَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِی وَ لَمْ یُرَاقِبْنِی فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَعِدْ عَلَیَّ هَذَا الْحَدِیثَ فَأَعَادَهُ ثَلَاثاً فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا سَأَلْتُ أَحَداً بَعْدَ هَذَا حَاجَةً فَمَا لَبِثْتُ أَنْ جَاءَنِی اللَّهُ بِرِزْقٍ وَ فَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ (1).

«68»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِی إِلَّا قَطَعْتُ بِهِ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ أَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ فَإِنْ سَأَلَنِی لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ یَعْتَصِمُ بِی دُونَ خَلْقِی إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ فَإِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَنِی غَفَرْتُ لَهُ (2).

«69»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَا اسْتَغْنَی أَحَدٌ بِاللَّهِ إِلَّا افْتَقَرَ النَّاسُ إِلَیْهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ عَتَبَ عَلَی الزَّمَانِ طَالَ مَعْتَبَتُهُ.

وَ قَالَ الْجَوَادُ علیه السلام: كَیْفَ یُضَیَّعُ مَنِ اللَّهُ كَافِلُهُ وَ كَیْفَ یَنْجُو مَنِ اللَّهُ طَالِبُهُ وَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَی غَیْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ.

«70»- بَیَانُ التَّنْزِیلِ لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ، قَالَ: أَمَرَ نُمْرُودُ بِجَمْعِ الْحَطَبِ فِی سَوَادِ الْكُوفَةِ عِنْدَ نَهْرِ كُوثَی (3) مِنْ قَرْیَةِ قُطْنَانَا وَ أَوْقَدَ النَّارَ فَعَجَزُوا عَنْ رَمْیِ إِبْرَاهِیمَ فَعَمِلَ

ص: 155


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 196.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 198.
3- 3. قیل هی كوثی ربی علی وزن طوبی هدی كان قریة من قری الكوفة كما ذكره المؤرخون و الذی ذكر اللغویون هو كوثی قال الجزریّ: كوثی العراق هی سرة السواد. و بها ولد إبراهیم الخلیل علیه السلام و قال یاقوت: و كوثی العراق كوثیان: أحدهما الطریق و الآخر كوثی ربی و بها مشهد إبراهیم الخلیل علیه السلام و بها مولده. و هما من أرض بابل و بها طرح إبراهیم فی النار. و قال الفیروزآبادی: و القطقطانة بضمهما موضع بالكوفة كانت سجن النعمان بن المنذر.

لَهُمْ إِبْلِیسُ الْمَنْجَنِیقَ فَرُمِیَ بِهِ فَتَلَقَّاهُ جَبْرَئِیلُ فِی الْهَوَاءِ فَقَالَ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ أَمَّا إِلَیْكَ فَلَا حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَاسْتَقْبَلَهُ مِیكَائِیلُ فَقَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَخْمَدْتُ النَّارَ فَإِنَّ خَزَائِنَ الْأَمْطَارِ وَ الْمِیَاهِ بِیَدِی فَقَالَ لَا أُرِیدُ وَ أَتَاهُ مَلَكُ الرِّیحِ فَقَالَ لَوْ شِئْتَ طَیَّرْتُ النَّارَ قَالَ لَا أُرِیدُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ فَاسْأَلِ اللَّهَ فَقَالَ حَسْبِی مِنْ سُؤَالِی عِلْمُهُ بِحَالِی.

«71»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَ الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الدُّعَاءُ عِنْدَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: رَأْسُ كُلِّ طَاعَةٍ الرِّضَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَی الْعَبْدِ فِیمَا أَحَبَّ وَ فِیمَا كَرِهَ.

«72»- نهج، [نهج البلاغة]: أَغْضِ عَلَی الْقَذَی وَ إِلَّا لَمْ تَرْضَ أَبَداً(1).

«73»- كَنْزٌ الْكَرَاجُكِیِّ،: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ ثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ هَلْ مِنْ أَحَدٍ وَثِقَ بِاللَّهِ فَلَمْ یُنْجِهِ یَا بُنَیَّ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ مَنْ ذَا الَّذِی تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ یَا بُنَیَّ أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ ثُمَّ سَلْ فِی النَّاسِ مَنْ ذَا الَّذِی أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّهِ بِهِ.

«74»- عُدَّةُ الدَّاعِی،: سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ حَدِّ التَّوَكُّلِ فَقَالَ أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَیْئاً.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُعْرَفَ كَیْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَعْرِفْ كَیْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ یُنْزِلُ الْعَبْدَ مِثْلَ مَا یُنْزِلُ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ (2).

ص: 156


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 193.
2- 2. عدّة الداعی ص 106.

«75»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْغِنَی وَ الْعِزَّ یَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَاهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنَّهُ مَا اعْتَصَمَ بِی عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ ثُمَّ تَكِیدُهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَیْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِی عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَمْ أُبَالِ فِی أَیِّ وَادٍ تَهَالَكَ (1).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِشَیْ ءٍ قَدْ مَضَی لَوْ كَانَ غَیْرُهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ (2) الْآیَةَ قَالَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ وَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ قُلْتُ فَكَیْفَ عَلِمَ الرَّسُولُ أَنَّهَا كَذَلِكَ قَالَ كُشِفَ لَهُ الْغِطَاءُ قُلْتُ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ عُلِمَ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ بِالتَّسْلِیمِ لِلَّهِ وَ الرِّضَا فِیمَا وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ وَرَاءِ سُخْطٍ(3).

وَ مِنْهُ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْإِیمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ وَ تَفْوِیضُ الْأَمْرِ إِلَی اللَّهِ وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ (4) الْآیَةَ قَالَ التَّسْلِیمُ وَ الرِّضَا وَ الْقُنُوعُ بِقَضَائِهِ.

وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَی قَوْمٍ وَ أَمَرَ أَنْ یُقَاتِلَهُمْ فَشَكَا إِلَی اللَّهِ الضَّعْفَ فَقَالَ اخْتَرِ الْقِتَالَ أَوِ النَّارَ قَالَ یَا رَبِّ لَا طَاقَةَ لِی بِالنَّارِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیكَ فِی سَنَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ ذَلِكَ النَّبِیُّ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ

ص: 157


1- 1. مشكاة الأنوار ص 16.
2- 2. الأحزاب: 56.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 17.
4- 4. النساء: 65.

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَقُلْتُ لَا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ فَقَالَ اخْتَرِ النَّارَ أَوْ الْقِتَالَ قَالُوا بَلَی لَا طَاقَةَ لَنَا بِالنَّارِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی فِی سَنَتِی هَذِهِ قَالُوا تَفْعَلُ وَ نَفْعَلُ وَ تَكُونُ وَ نَكُونُ (1) قَالَ وَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً آخَرَ إِلَی قَوْمٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُقَاتِلَهُمْ فَشَكَا إِلَی اللَّهِ الضَّعْفَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیكَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ الضَّعْفَ فَقَالُوا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالُوا ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ بِالنَّصْرِ فِی سَنَتِهِمْ تِلْكَ لِتَفْوِیضِهِمْ إِلَی اللَّهِ وَ قَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

«6»- وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ مِنَ التَّوَكُّلِ أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ غَیْرَهُ (2).

وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ فِیمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ أَوْ كَرِهَ وَ لَا یَرْضَی عَبْدٌ عَنِ اللَّهِ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: مَا قَضَی اللَّهُ لِمُؤْمِنٍ قَضَاءً فَرَضِیَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ الْخِیَرَةَ لَهُ فِیمَا قَضَی (3).

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ مِنْ خَلْقِی خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ لِذَلِكَ سَمَّیْتُهُ بِاسْمِی مُؤْمِناً لَأُحَرِّمُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِیَ خِیَرَةٌ لَهُ مِنِّی وَ إِنِّی لَأُمَلِّكُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِیَ خِیَرَةٌ لَهُ مِنِّی فَلْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَصْبِرْ

ص: 158


1- 1. مشكاة الأنوار ص 19.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 20.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 21.

عَلَی بَلَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی أَكْتُبْهُ یَا مُحَمَّدُ مِنَ الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ كَیْفَ یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَ هُوَ یَسْخَطُ قِسْمَهُ وَ یُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَ الْحَاكِمُ عَلَیْهِ اللَّهُ فَأَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَا یَهْجُسْ فِی قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ فَیُسْتَجَابَ لَهُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: الرُّوحُ وَ الرَّاحَةُ فِی الرِّضَا وَ الْیَقِینِ وَ الْهَمُّ وَ الْحَزَنُ فِی الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.

وَ قَالَ علیه السلام: أُجْرِیَ الْقَلَمُ فِی مَحَبَّةِ اللَّهِ فَمَنْ أَصْفَاهُ اللَّهُ بِالرِّضَا فَقَدْ أَكْرَمَهُ وَ مَنِ ابْتَلَاهُ بِالسُّخْطِ فَقَدْ أَهَانَهُ وَ الرِّضَا وَ السُّخْطُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ ما یَشاءُ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ: یَنْبَغِی لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا یَسْتَبْطِئَهُ فِی رِزْقِهِ وَ لَا یَتَّهِمَهُ فِی قَضَائِهِ.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسْبَابُهَا إِلَی الْعِبَادِ فَمَنْ قُضِیَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْیَقْبَلْهَا عَنِ اللَّهِ بِالرِّضَا وَ الصَّبْرِ.

قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّمَا یَجْمَعُ النَّاسُ بِالرِّضَا وَ السَّخَطِ فَمَنْ رَضِیَ أَمْراً فَقَدْ دَخَلَ عَلَیْهِ وَ مَنْ سَخِطَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ وَ مَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ فِیمَا قَضَی عَلَیْهِ مِمَّا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ یَقْضِ اللَّهُ لَهُ فِیمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ إِلَیْهِ وَ قَدْ ذَبَلَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا رَأْسُهُ فَبَكَی فَقَالَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَبْكِی فَقَالَ لَا أَبْكِی وَ أَنَا أَرَاكَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ قَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ تَعَرَّضَ كُلَّ خَیْرٍ إِنْ قُطِعَ أَعْضَاؤُهُ كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ كَانَ خَیْراً لَهُ (1)(2).

«76»- الْمُؤْمِنُ، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَضَاءِ اللَّهِ

ص: 159


1- 1. مشكاة الأنوار ص 33.
2- 2. مشكاة الأنوار: 34.

عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ خَیْرٍ لِلْمُؤْمِنِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا یَقْضِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا كَانَ خَیْراً لَهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا(1) ثُمَّ قَالَ أَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سُلِّطُوا عَلَیْهِ وَ قَتَلُوهُ فَأَمَّا مَا وَقَاهُ اللَّهُ فَوَقَاهُ أَنْ یَفْتِنُوهُ فِی دِینِهِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِی الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّی أَنْ یُقَرَّضَ بِالْمَقَارِیضِ.

«77»- الْمُؤْمِنُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِیمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی یَا مُوسَی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ إِنِّی أَنَا أَبْتَلِیهِ بِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أُعْطِیهِ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَزْوِی عَنْهُ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا یَصْلُحُ عَلَیْهِ فَلْیَصْبِرْ عَلَی بَلَائِی وَ لْیَرْضَ بِقَضَائِی وَ لْیَشْكُرْ نَعْمَائِی أَكْتُبْهُ فِی الصِّدِّیقِینَ عِنْدِی إِذَا عَمِلَ بِرِضَایَ وَ أَطَاعَ أَمْرِی.

باب 64 الاجتهاد و الحث علی العمل

الآیات:

البقرة: یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (2)

و قال تعالی: فَمَنْ تَبِعَ هُدایَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (3)

و قال تعالی: سَنَزِیدُ الْمُحْسِنِینَ (4)

و

ص: 160


1- 1. سورة المؤمن: 44 و 45.
2- 2. البقرة: 21.
3- 3. البقرة: 38.
4- 4. البقرة: 58.

قال: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ النَّصاری وَ الصَّابِئِینَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1)

و قال تعالی: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(2)

و قال تعالی: وَ قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ (3)

آل عمران: یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(4)

و قال حاكیا عن عیسی علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (5)

النساء: لَیْسَ بِأَمانِیِّكُمْ وَ لا أَمانِیِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ وَ لا یَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً(6)

و قال تعالی: لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ مَنْ یَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَ یَسْتَكْبِرْ فَسَیَحْشُرُهُمْ إِلَیْهِ جَمِیعاً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَیُوَفِّیهِمْ أُجُورَهُمْ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِینَ اسْتَنْكَفُوا وَ اسْتَكْبَرُوا فَیُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِیماً وَ لا یَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً(7)

المائدة: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصَّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ

ص: 161


1- 1. البقرة: 62.
2- 2. البقرة: 110.
3- 3. البقرة: 223.
4- 4. آل عمران: 30.
5- 5. آل عمران: 51.
6- 6. النساء: 123- 124.
7- 7. النساء: 172- 173.

وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا یَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2)

الأنعام: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (3)

الأعراف حاكیا عن نوح: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ إِنِّی أَخافُ عَلَیْكُمْ عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ (4)

و قال تعالی حاكیا عن هود: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (5)

و قال تعالی حاكیا عن صالح و شعیب علیهما السلام: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ (6)

و قال: إِنَّ الَّذِینَ عِنْدَ رَبِّكَ لا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ یَسْجُدُونَ (7)

الأنفال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما یُحْیِیكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ (8)

التوبة: وَ سَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (9)

و قال تعالی: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (10)

ص: 162


1- 1. المائدة: 69.
2- 2. المائدة: 105.
3- 3. الأنعام: 102.
4- 4. الأعراف: 59.
5- 5. الأعراف: 65.
6- 6. الأعراف: 73 و 85.
7- 7. الأعراف: 206.
8- 8. الأنفال: 24.
9- 9. براءة: 94.
10- 10. براءة: 105.

یونس: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ إلی قوله تعالی لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ(1)

هود حاكیا عن صالح علیه السلام: قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِیها(2)

و قال تعالی: وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما یَعْمَلُونَ خَبِیرٌ فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(3)

النحل: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا یَعْمَلُونَ (4)

و قال تعالی: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ إلی قوله تعالی أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (5)

الكهف: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ(6)

و قال تعالی: وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ أَمَلًا(7)

مریم: إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (8)

و قال تعالی: رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(9)

و قال تعالی: وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ مَرَدًّا(10)

ص: 163


1- 1. یونس: 3.
2- 2. هود: 61.
3- 3. هود: 111- 112.
4- 4. النحل: 97.
5- 5. النحل: 106- 108.
6- 6. الكهف: 30.
7- 7. الكهف: 46.
8- 8. مریم: 36.
9- 9. مریم: 65.
10- 10. مریم: 76.

طه: إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی (1)

و قال تعالی: وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً(2)

و قال تعالی: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(3)

الأنبیاء: وَ مَنْ عِنْدَهُ لا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا یَسْتَحْسِرُونَ (4)

و قال تعالی: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (5)

و قال تعالی: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (6)

و قال تعالی: فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ وَ إِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (7)

الحج: وَ بَشِّرِ الْمُحْسِنِینَ (8)

المؤمنون حاكیا عن نوح علیه السلام: یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ (9)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (10)

النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ

ص: 164


1- 1. طه: 24.
2- 2. طه: 112.
3- 3. طه: 115.
4- 4. الأنبیاء: 19.
5- 5. الأنبیاء: 25.
6- 6. الأنبیاء: 92.
7- 7. الأنبیاء: 94.
8- 8. الحجّ: 37.
9- 9. المؤمنون: 23.
10- 10. المؤمنون: 51- 52.

بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (1)

العنكبوت: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ (2)

و قال سبحانه: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِی الصَّالِحِینَ (3)

و قال تعالی: وَ إِبْراهِیمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)

و قال تعالی: وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ (5)

لقمان: یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ(6)

سبأ: وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(7)

فاطر: مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (8)

یس: وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (9)

و قال تعالی: أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ یا بَنِی آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّیْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ وَ أَنِ اعْبُدُونِی هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِیراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (10)

ص: 165


1- 1. النور: 55.
2- 2. العنكبوت: 7.
3- 3. العنكبوت: 9.
4- 4. العنكبوت: 16.
5- 5. العنكبوت: 69.
6- 6. لقمان: 16.
7- 7. سبأ: 11.
8- 8. فاطر: 10.
9- 9. یس: 12.
10- 10. یس: 60- 62.

الصافات: إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (1)

فی مواضع ص: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ كَالْفُجَّارِ(2)

الزمر: ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ(3)

و قال تعالی: لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ (4)

و قال تعالی: وَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِینَ أَوْ تَقُولَ حِینَ تَرَی الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِی كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ بَلی قَدْ جاءَتْكَ آیاتِی فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِینَ (5)

المؤمن: مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (6)

و قال تعالی: وَ ما یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ لَا الْمُسِی ءُ قَلِیلًا ما تَتَذَكَّرُونَ (7)

السجدة: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَیْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ(8)

حمعسق: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِیرُ ذلِكَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا

ص: 166


1- 1. الصافّات: 80، 105، 110، 121، 131.
2- 2. ص: 28.
3- 3. الزمر: 7.
4- 4. الزمر: 34.
5- 5. الزمر: 54- 59.
6- 6. المؤمن: 40.
7- 7. المؤمن: 58.
8- 8. السجدة: 46.

الصَّالِحاتِ (1)

و قال تعالی: وَ یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (2)

الزخرف: إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ (3)

الجاثیة: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَیْها ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (4)

و قال تعالی: أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْكُمُونَ وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (5)

الذاریات: فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ إِنِّی لَكُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ (6)

الطور: كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِینٌ (7)

النجم: أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّی فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولی وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِی السَّماواتِ لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی (8)

و قال تعالی: وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی إلی قوله تعالی هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقی (9)

الحدید: سابِقُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ

ص: 167


1- 1. الشوری: 22 و 23.
2- 2. الشوری: 26.
3- 3. الزخرف: 64.
4- 4. الجاثیة: 15.
5- 5. الجاثیة: 21- 22.
6- 6. الذاریات: 50.
7- 7. الطور: 21.
8- 8. النجم: 24- 26.
9- 9. النجم: 31- 32.

أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (1)

التحریم: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ (2)

نوح: قالَ یا قَوْمِ إِنِّی لَكُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِیعُونِ یَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ یُؤَخِّرْكُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا یُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (3)

المزمل: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَیْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً(4)

المدثر: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فِی جَنَّاتٍ (5)

القیامة: یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ (6)

الدهر: إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً(7)

المرسلات: كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (8)

النازعات: یَوْمَ یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعی وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِمَنْ یَری (9)

المطففین: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّینٌ

ص: 168


1- 1. الحدید: 21.
2- 2. التحریم: 6.
3- 3. نوح: 2- 4.
4- 4. المزّمّل: 20.
5- 5. المدّثّر: 38- 39.
6- 6. القیامة: 13- 15.
7- 7. الدهر: 22.
8- 8. المرسلات: 43- 44.
9- 9. النازعات: 35- 36.

كِتابٌ مَرْقُومٌ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ الَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ وَ ما یُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما كانُوا یَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ ثُمَّ یُقالُ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (1)

الإنشقاق: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلی رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِیهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً وَ یَصْلی سَعِیراً إِنَّهُ كانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ بَلی إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِیراً فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ اللَّیْلِ وَ ما وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (2)

الطارق: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ(3)

التین: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ (4)

الزلزال: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (5)

القارعة: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ

ص: 169


1- 1. المطففین: 7- 28.
2- 2. الانشقاق: 6- 19.
3- 3. الطارق: 4.
4- 4. التین: 6.
5- 5. الزلزال: 7- 8.

مَوازِینُهُ فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ وَ ما أَدْراكَ ما هِیَهْ نارٌ حامِیَةٌ(1).

«1»- مع (2)،[معانی الأخبار] ل (3)، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنِ الْعُتْبَی یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِیبٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْمِنْقَرِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ قَیْسُ بْنُ عَاصِمٍ: وَفَدْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلْتُ وَ عِنْدَهُ الصَّلْصَالُ بْنُ الدَّلَهْمَسِ (4)

فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً نَنْتَفِعُ بِهَا فَإِنَّا قَوْمٌ نُعَمَّرُ(5) فِی الْبَرِّیَّةِ

ص: 170


1- 1. القارعة: 6- 11.
2- 2. معانی الأخبار ص 233.
3- 3. الخصال ج 1 ص 56.
4- 4. عنونه ابن حجر فی القسم الأوّل من الإصابة و قال: الصلصال بن الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الاغر بن الغضنفر بن تیم بن ربیعة بن نزار، أبو الغضنفر قال ابن حیان: له صحبة حدیثه عند ابن الضو و قال المرزبانی: یقال انه أنشد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله شعرا: و ذكر ابن الجوزی أن الصلصال قدم مع بنی تمیم و أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله أوصاهم بشی ء فقال قیس بن عاصم: وددت لو كان هذا الكلام شعرا نعلمه أولادنا فقال الصلصال: انا أنظمه یا رسول اللّٰه، فأنشده أبیاتا و أوردها ابن درید فی أمالیه عن أبی حاتم السجستانیّ عن العتبی عن أبیه قال: قال قیس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بنی تمیم فدخلت علیه و عنده الصلصال بنی الدلهمس فقال قیس: یا رسول اللّٰه عظنا عظة ننتفع بها فهو عظهم موعظة حسنة فقال قیس: أحب أن یكون هذا الكلام أبیاتا من الشعر نفتخر به علی من یلینا و ندخرها فأمر من یأتیه بحسان فقال الصلصال: یا رسول اللّٰه! قد حضرتنی أبیات أحسبها توافق ما أراد قیس فقال: هاتها فقال إلی آخر الأبیات مع اختلاف ما، راجع الإصابة ج 2 ص 186.
5- 5. فی بعض النسخ كالامالی و الخصال نعبر من العبور و فی المعانی نعیر: أی نذهب و نجی ء و نتردد فی البریة و أمّا نعمر فهو الأصحّ یقال: عمر بالمكان أی أقام به، و عمر بیته أی لزمه، و المعنی أنا نسكن فی البریة و الصحاری و لا یمكننا أن نقدم علیك كل یوم أو نسكن فی سائر البلدان العامرة بأهل الدیانة فننتفع بمواعظهم فعظنا بموعظة ننتفع بها أیام اقامتنا فی البراری.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَیْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا وَ إِنَّ مَعَ الْحَیَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْیَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیباً وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ سَیِّئَةٍ عِقَاباً وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ یَا قَیْسُ مِنْ قَرِینٍ یُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَیٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَیِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِیماً أَكْرَمَكَ وَ إِنْ كَانَ لَئِیماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لَا یُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ أَنِسْتَ بِهِ وَ إِنْ فَسَدَ لَا تَسْتَوْحِشُ إِلَّا مِنْهُ وَ هُوَ فِعْلُكَ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ فِی أَبْیَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ نَفْخَرُ بِهِ عَلَی مَنْ یَلِینَا مِنَ الْعَرَبِ وَ نَدَّخِرُهُ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَأْتِیهِ بِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ فَأَقْبَلْتُ (1) أُفَكِّرُ فِیمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْعِظَةَ مِنَ الشِّعْرِ فَاسْتَتَبَّ لِیَ (2)

الْقَوْلُ قَبْلَ مَجِی ءِ حَسَّانَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَضَرَتْنِی أَبْیَاتٌ أَحْسَبُهَا تُوَافِقُ مَا یُرِیدُ فَقُلْتُ لِقَیْسِ بْنِ عَاصِمٍ:

تَخَیَّرْ خَلِیطاً مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا***قَرِینُ الْفَتَی فِی الْقَبْرِ مَا كَانَ یَفْعَلُ

وَ لَا بُدَّ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَنْ تُعِدَّهُ***لِیَوْمٍ یُنَادَی الْمَرْءُ فِیهِ فَیُقْبِلُ

فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولًا بِشَیْ ءٍ فَلَا تَكُنْ***بِغَیْرِ الَّذِی یَرْضَی بِهِ اللَّهُ تُشْغَلُ

فَلَنْ یَصْحَبَ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ***وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا الَّذِی كَانَ یَعْمَل

أَلَا إِنَّمَا الْإِنْسَانُ ضَیْفٌ لِأَهْلِهِ***یُقِیمُ قَلِیلًا بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَرْحَلُ

«2»- لی (3)،[الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ طَالَ

ص: 171


1- 1. الصحیح:« قال الصلصال فأقبلت افكر» الخ، و لذلك یقول بعد ذلك فقلت لقیس، و لا یكون القائل الا الصلصال، مع ما عرفت من نسخة الإصابة« فقال الصلصال یا رسول اللّٰه قد حضرتنی أبیات أحسبها توافق ما أراد قیس فقال هاتها».
2- 2. یقال: استتب الامر: اطرد و استقام و استمر، و ذل له ما أراد.
3- 3. أمالی الصدوق ص 3.

عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ فَحَسُنَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ رَضِیَ عَنْهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَیْلٌ لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ سَاءَ عَمَلُهُ فَسَاءَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ سَخِطَ عَلَیْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَ (1).

أقول: سیأتی الأخبار فی أبواب المواعظ.

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ:

اعْمَلْ عَلَی مَهَلٍ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ***وَ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَیُّهَا الْإِنْسَانُ

فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ یَكُ إِذْ مَضَی***وَ كَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانَ (2).

«4»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ إِذَا صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ یُنَادِی النَّاسَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی یُسْمِعَ أَهْلَ الْمَسْجِدِ أَیُّهَا النَّاسُ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَدْ نُودِیَ فِیكُمْ بِالرَّحِیلِ (3) فَمَا التَّعَرُّجُ (4)

عَلَی الدُّنْیَا بَعْدَ نِدَاءٍ فِیهَا بِالرَّحِیلِ تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ انْتَقِلُوا بِأَفْضَلِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ وَ هُوَ التَّقْوَی وَ اعْلَمُوا أَنَّ طَرِیقَكُمْ إِلَی الْمَعَادِ وَ مَمَرَّكُمْ

ص: 172


1- 1. أمالی الصدوق ص 35.
2- 2. أمالی الصدوق ص 293.
3- 3. قال فی النهج: و من كلام له علیه السلام كان كثیرا ما ینادی به أصحابه: تجهزوا رحمكم اللّٰه فقد نودی فیكم بالرحیل، و أقلوا العرجة علی الدنیا و انقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد، فان أمامكم عقبة كئودا و منازل مخوفة مهولة، لا بد من الورود علیها، و الوقوف عندها، و اعلموا أن ملاحظ المنیة نحوكم دانیة و كأنكم بمخالبها و قد نشبت فیكم و قد دهمتكم فیها مفظعات الأمور و معضلات المحذور، فقطعوا علائق الدنیا و استظهروا بزاد التقوی.
4- 4. التعرج هو حبس المطیة علی المنزل و الإقامة الطویلة فیه و الغفلة عن السیر و السفر، و التعرج علی الدنیا هو الركون علیها و الاشتغال بها بحیث ینسی الهدف من المسیر و هو النعم الاخرویة.

عَلَی الصِّرَاطِ وَ الْهَوْلَ الْأَعْظَمَ أَمَامَكُمْ وَ عَلَی طَرِیقِكُمْ عَقَبَةٌ كَئُودٌ وَ مَنَازِلُ مَهُولَةٌ مَخُوفَةٌ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنَ الْمَمَرِّ عَلَیْهَا وَ الْوُقُوفِ بِهَا فَإِمَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ فَنَجَاةٌ مِنْ هَوْلِهَا وَ عِظَمِ خَطَرِهَا وَ فَظَاعَةِ مَنْظَرِهَا وَ شِدَّةِ مُخْتَبَرِهَا وَ إِمَّا بِهَلَكَةٍ لَیْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ(1).

«5»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنِ اسْتَوَی یَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَ آخِرُ یَوْمِهِ شَرَّهُمَا فَهُوَ مَلْعُونٌ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الزِّیَادَةَ فِی نَفْسِهِ كَانَ إِلَی النُّقْصَانِ أَقْرَبَ وَ مَنْ كَانَ إِلَی النُّقْصَانِ أَقْرَبَ فَالْمَوْتُ خَیْرٌ لَهُ مِنَ الْحَیَاةِ(2).

مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ مَنْ لَمْ یَرَ الزِّیَادَةَ فِی نَفْسِهِ فَهُوَ إِلَی النُّقْصَانِ وَ مَنْ كَانَ (3).

«6»- ل، [الخصال] الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْأَحْمَرِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْخَیْرُ كَثِیرٌ وَ فَاعِلُهُ قَلِیلُ (4).

أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن و باب صفات الشیعة.

«7»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ النَّوْفَلِیِّینَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كُونُوا عَلَی قَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ عِنَایَةً مِنْكُمْ عَلَی الْعَمَلِ الْخَبَرَ(5).

ص: 173


1- 1. أمالی الصدوق ص 298.
2- 2. أمالی الصدوق ص 396.
3- 3. معانی الأخبار ص 342.
4- 4. الخصال ج 1 ص 17.
5- 5. الخصال ج 1 ص 11.

«8»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَحَبَّنَا فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِنَا وَ لْیَسْتَعِنْ بِالْوَرَعِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا یُسْتَعَانُ بِهِ فِی أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَا تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً وَ لَا تَمْتَدِحُوا بِنَا عِنْدَ عَدُوِّنَا مُعْلِنِینَ بِإِظْهَارِ حُبِّنَا فَتُذَلِّلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ سُلْطَانِكُمْ الْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ وَ ارْغَبُوا فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اطْلُبُوا طَاعَتَهُ وَ اصْبِرُوا عَلَیْهَا فَمَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ هُوَ مَهْتُوكُ السِّتْرِ لَا تُعَنُّونَا فِی الطَّلَبِ وَ الشَّفَاعَةِ لَكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِیمَا قَدَّمْتُمْ لَا تَفْضَحُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ عَدُوِّكُمْ فِی الْقِیَامَةِ وَ لَا تُكَذِّبُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَهُمْ فِی مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بِالْحَقِیرِ مِنَ الدُّنْیَا تَمَسَّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ فَمَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ وَ یَرَی مَا یُحِبُّ إِلَّا أَنْ یَحْضُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی وَ تَأْتِیهِ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَقَرُّ عَیْنُهُ وَ یُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ (1).

«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اخْتَارُوا الْجَنَّةَ عَلَی النَّارِ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ فَتُقْذَفُوا فِی النَّارِ مُنْكَبِّینَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً(2).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (3).

«10»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مِنْ كَلَامِ الرِّضَا الْمَشْهُورِ: الصَّغَائِرُ مِنَ الذُّنُوبِ طُرُقٌ إِلَی الْكَبَائِرِ وَ مَنْ لَمْ یَخَفِ اللَّهَ فِی الْقَلِیلِ لَمْ یَخَفْهُ فِی الْكَثِیرِ وَ لَوْ لَمْ یُخَوِّفِ اللَّهُ النَّاسَ بِجَنَّةٍ وَ نَارٍ لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَیْهِمْ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ لَا یَعْصُوهُ لِتَفَضُّلِهِ عَلَیْهِمْ وَ إِحْسَانِهِ إِلَیْهِمْ وَ مَا بَدَأَهُمْ بِهِ مِنْ إِنْعَامِهِ الَّذِی مَا اسْتَحَقُّوهُ.

«11»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

ص: 174


1- 1. الخصال ج 2 ص 157.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 32.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 30 و فیه منكسین كما هو فی بعض نسخ العیون و كلاهما بمعنی و فی بعض النسخ مكبین و هو من قوله تعالی:« وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ».

مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. إِنَّ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ثَلَاثَةَ أَخِلَّاءَ فَخَلِیلٌ یَقُولُ أَنَا مَعَكَ حَیّاً وَ مَیِّتاً وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ خَلِیلٌ یَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَی بَابِ قَبْرِكَ ثُمَّ أُخَلِّیكَ وَ هُوَ وَلَدُهُ وَ خَلِیلٌ یَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَی أَنْ تَمُوتَ وَ هُوَ مَالُهُ فَإِذَا مَاتَ صَارَ لِلْوَارِثِ (1).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ كُلَیْبٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَمَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ عَلَیْكُمْ بِالصَّلَاةِ وَ الْعِبَادَةِ عَلَیْكُمْ بِالْوَرَعِ (2).

«13»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِأَصْحَابِهِ تَعْمَلُونَ لِلدُّنْیَا وَ أَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَ أَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِیهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَیْلَكُمْ عُلَمَاءَ السَّوْءِ الْأُجْرَةَ تَأْخُذُونَ وَ الْعَمَلَ لَا تَصْنَعُونَ یُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ یَطْلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُوا أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْیَا إِلَی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ مَصِیرُهُ إِلَی آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَی دُنْیَاهُ وَ مَا یَضُرُّهُ أَشْهَی إِلَیْهِ مِمَّا یَنْفَعُهُ (3).

«14»- ما(4)،[الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ بِبَعْضِ

ص: 175


1- 1. الخصال ج 1 ص 56.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 31.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 211.
4- 4. فی المصدر: و عنه- یعنی الشیخ المفید أبو علیّ الطوسیّ- عن شیخه رحمه اللّٰه قال: أخبرنا ابن الحمامی المقری، قال: حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبید اللّٰه بن زیاد القطان قال: حدّثنا یعقوب بن إسحاق النحوی قال: حدّثنا عبد السلام بن مطهر أبو ظفر قال: حدّثنا موسی بن خلف عن لیث بن أبی سلیم عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول اللّٰه: كن فی الدنیا إلخ.

جَسَدِی فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كُنْ فِی الدُّنْیَا كَأَنَّكَ غَرِیبٌ وَ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِیلٍ وَ اعْدُدْ نَفْسَكَ فِی الْمَوْتَی.

قال قال لی مجاهد ثم قال لی ابن عمر: یا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدثن نفسك بالصباح (1) و خذ من حیاتك لموتك و خذ من صحتك لسقمك و خذ من فراغك لشغلك فإنك یا عبد اللّٰه لا تدری ما اسمك غدا(2).

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّیِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ بْنِ یُونُسَ عَنْ جَدِّهِ أَبِی إِسْحَاقَ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْأَنْبِیَاءُ قَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ وَ أَنْتُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِیكُمْ بَغْتَةً فَمَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یَحْصُدْ غِبْطَةً وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یَحْصُدْ نَدَامَةً(3).

«16»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا مِنْ یَوْمٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ یُنَادِی مِنَ الْمَشْرِقِ لَوْ یَعْلَمُ الْخَلْقُ لِمَا ذَا خُلِقُوا قَالَ فَیُجِیبُهُ مَلَكٌ آخَرُ مِنَ الْمَغْرِبِ لَعَمِلُوا لِمَا خُلِقُوا(4).

«17»- ل (5)، [الخصال] مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخْفَی أَرْبَعَةً فِی أَرْبَعَةٍ

ص: 176


1- 1. فی المصدر: إذا أمسیت فلا تحدث نفسك أن تصبح، و إذا أصبحت فلا تحدث نفسك أن تمسی.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 391.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 87.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 11.
5- 5. الخصال ج 1 ص 99.

أَخْفَی رِضَاهُ فِی طَاعَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ طَاعَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی سَخَطَهُ فِی مَعْصِیَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ مَعْصِیَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی إِجَابَتَهُ فِی دَعْوَتِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ شَیْئاً مِنْ دُعَائِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ وَ أَخْفَی وَلِیَّهُ فِی عِبَادِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً(1) مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ فَرُبَّمَا یَكُونُ وَلِیَّهُ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ (2).

«18»- لی، [الأمالی للصدوق](3) مع، [معانی الأخبار] الْعَسْكَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُشَیْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْكُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَنْسَ نَصِیبَكَ مِنَ الدُّنْیا(4) قَالَ لَا تَنْسَ صِحَّتَكَ وَ قُوَّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ أَنْ تَطْلُبَ بِهَا الْآخِرَةَ(5).

«19»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ(6).

«20»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ الْقُرْآنَ (7).

«21»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْكِنَانِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تُسْخِطُوا اللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَا تَتَقَرَّبُوا إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ بِتَبَاعُدٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ

ص: 177


1- 1. ما بین العلامتین أضفناه من المصدر.
2- 2. معانی الأخبار 112.
3- 3. أمالی الصدوق 138.
4- 4. القصص: 77.
5- 5. معانی الأخبار: 325.
6- 6. معانی الأخبار: 342.
7- 7. معانی الأخبار: 399.

شَیْ ءٌ یُعْطِیهِ بِهِ خَیْراً أَوْ یَصْرِفُ بِهِ عَنْهُ سُوءاً إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ إِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ نَجَاحُ كُلِّ خَیْرٍ یُبْتَغَی وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ یُتَّقَی وَ إِنَّ اللَّهَ یَعْصِمُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ لَا یَعْتَصِمُ مِنْهُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا یَجِدُ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ مَهْرَباً فَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ نَازِلٌ بِإِذْلَالِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْخَلَائِقُ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (1).

«22»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّمَا عَبْدٍ أَطَاعَنِی لَمْ أَكِلْهُ إِلَی غَیْرِی وَ أَیُّمَا عَبْدٍ عَصَانِی وَكَلْتُهُ إِلَی نَفْسِهِ ثُمَّ لَمْ أُبَالِ فِی أَیِّ وَادٍ هَلَكَ (2).

«23»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَطِیعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا أَعْلَمَ اللَّهَ بِمَا یُصْلِحُكُمْ (3).

«24»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ أَطِعْنِی فِیمَا أَمَرْتُكَ وَ لَا تُعَلِّمْنِی مَا یُصْلِحُكَ (4).

«25»- ل، [الخصال] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ یَقْتَدِی بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَ لَا یَقْتَدِی بِأَعْمَالِهِ (5).

«26»- ل، [الخصال] عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَا سُفْیَانُ مَنْ أَرَادَ عِزّاً

ص: 178


1- 1. أمالی الصدوق 293 و الآیة فی المائدة: 2.
2- 2. المصدر: 293.
3- 3. قرب الإسناد ص 74.
4- 4. الخصال ج 1 ص 6.
5- 5. الخصال ج 1 ص 12.

بِلَا عَشِیرَةٍ وَ غِنًی بِلَا مَالٍ وَ هَیْبَةً بِلَا سُلْطَانٍ فَلْیَنْتَقِلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَی عِزِّ طَاعَتِهِ (1).

«27»- ثو(2)،[ثواب الأعمال] ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دُرُسْتَوَیْهِ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَیْخٌ أَفْنَی عُمُرَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«28»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: یَا جَابِرُ بَلِّغْ شِیعَتِی عَنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُ لَا قَرَابَةَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یُتَقَرَّبُ إِلَیْهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ لَهُ یَا جَابِرُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ أَحَبَّنَا فَهُوَ وَلِیُّنَا وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ لَمْ یَنْفَعْهُ حُبُّنَا(4).

«29»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ عِزّاً بِلَا عَشِیرَةٍ وَ هَیْبَةً مِنْ غَیْرِ سُلْطَانٍ وَ غِنًی مِنْ غَیْرِ مَالٍ وَ طَاعَةً مِنْ غَیْرِ بَذْلٍ فَلْیَتَحَوَّلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَی عِزِّ طَاعَتِهِ فَإِنَّهُ یَجِدُ ذَلِكَ كُلَّهُ (5).

«30»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیهم السلام: أَنَّهُ قَالَ لِخُثَیْمَةَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّا لَا نُغْنِی عَنِ اللَّهِ شَیْئاً وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُمْ إِذَا قَامُوا بِمَا أُمِرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ

ص: 179


1- 1. الخصال ج 1 ص 80.
2- 2. ثواب الأعمال ص 120.
3- 3. الخصال ج 1 ص 40.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 302.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 137.

یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

«31»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَسْأَلُ اللَّهُ عَمَّا سِوَی الْفَرِیضَةِ قَالَ لَا قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تَقَرَّبْتُ إِلَی اللَّهِ بِشَیْ ءٍ سِوَاهَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ قَبَّحَ خَلْقِی قَالَ فَأَمْسَكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَقْرِئْ عَبْدِی فُلَاناً السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ أَبْعَثَكَ غَداً فِی الْآمِنِینَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ ذَكَرَنِیَ اللَّهُ عِنْدَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا بَقِیَ شَیْ ءٌ یُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَی اللَّهِ إِلَّا تَقَرَّبْتُ بِهِ (2).

«32»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ بِشَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَ حَیَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ (3).

ل، [الخصال] فی وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام: مثله (4)

«33»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ عَنْ رُقَیَّةَ بِنْتِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ شَبَابِهِ فِیمَا أَبْلَاه وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَیْنَ كَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

ص: 180


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 380.
2- 2. علل الشرائع ج 2 ص 148.
3- 3. الخصال ج 1 ص 113.
4- 4. المصدر نفسه.
5- 5. أمالی الصدوق: 25.

«34»- لی (1)،[الأمالی] للصدوق مع (2)، [معانی الأخبار] ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی: فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا شَیْخُ مَنِ اعْتَدَلَ یَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَتِ الدُّنْیَا هِمَّتَهُ اشْتَدَّتْ حَسْرَتُهُ عِنْدَ فِرَاقِهَا وَ مَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ یَوْمَیْهِ فَمَحْرُومٌ وَ مَنْ لَمْ یُبَالِ مَا رُزِئَ مِنْ آخِرَتِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْیَاهُ فَهُوَ هَالِكٌ وَ مَنْ لَمْ یَتَعَاهَدِ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَیْهِ الْهَوَی وَ مَنْ كَانَ فِی نَقْصٍ فَالْمَوْتُ خَیْرٌ لَهُ (3).

«35»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. مَا مِنْ یَوْمٍ یَمُرُّ عَلَی ابْنِ آدَمَ إِلَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا یَوْمٌ جَدِیدٌ وَ أَنَا عَلَیْكَ شَهِیدٌ فَقُلْ فِیَّ خَیْراً وَ اعْمَلْ فِیَّ خَیْراً أَشْهَدْ لَكَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِی بَعْدَهُ أَبَداً(4).

«36»- ل (5)،[الخصال] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَیْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِیرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ (6).

«37»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّاجِرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَحْوَلِ صَاحِبِ الطَّاقِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَغُرُّكَ النَّاسُ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ یَصِلُ إِلَیْكَ مِنْ دُونِهِمْ وَ لَا تَقْطَعِ النَّهَارَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ یَحْفَظُ عَلَیْكَ وَ لَمْ

ص: 181


1- 1. أمالی الصدوق: 237.
2- 2. معانی الأخبار: 198.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 49.
4- 4. أمالی الصدوق: 66.
5- 5. الخصال ج 1 ص 64.
6- 6. أمالی الصدوق 22.

أَرَ شَیْئاً قَطُّ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنَ الْحَسَنَةِ لِلذَّنْبِ الْقَدِیمِ وَ لَا تُصَغِّرْ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ فَإِنَّكَ تَرَاهُ غَداً حَیْثُ یَسُرُّكَ وَ لَا تُصَغِّرْ شَیْئاً مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّكَ تَرَاهُ غَداً حَیْثُ یَسُوؤُكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرِینَ (1).

«38»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا نَاصَحَ لِلَّهِ عَبْدٌ مُسْلِمٌ فِی نَفْسِهِ فَأُعْطِیَ الْحَقَّ مِنْهَا وَ أَخَذَ الْحَقَّ لَهَا إِلَّا أُعْطِیَ خَصْلَتَیْنِ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ یَقْنَعُ بِهِ وَ رِضًا عَنِ اللَّهِ یُنْجِیهِ (2).

«39»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِی امْلَأْ قَلْبَكَ خَوْفاً مِنِّی وَ إِلَّا تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِی أَمْلَأْ قَلْبَكَ شُغُلًا بِالدُّنْیَا ثُمَّ لَا أَسُدَّ فَاقَتَكَ وَ أَكِلْكَ إِلَی طَلَبِهَا.

«40»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنْ بَلِّغْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ مِنْهُمْ آمُرُهُ بِطَاعَتِی فَیُعْطِینِی إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَیَّ أَنْ أُعِینَهُ عَلَی طَاعَتِی فَإِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اعْتَصَمَ بِی عَصَمْتُهُ وَ إِنِ اسْتَكْفَانِی كَفَیْتُهُ وَ إِنْ تَوَكَّلَ عَلَیَّ حَفِظْتُهُ وَ إِنْ كَادَهُ جَمِیعُ خَلْقِی كِدْتُ دُونَهُ.

«41»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اتَّقَی اللَّهَ یُتَّقَی وَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ یُطَاعُ وَ مَنْ أَطَاعَ الْخَالِقَ لَمْ یُبَالِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِینَ وَ مَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ فَقَمَنٌ أَنْ یَحُلَّ بِهِ سَخَطُ الْمَخْلُوقِینَ (3).

ص: 182


1- 1. ثواب الأعمال ص 120، و الآیة فی هود 114، و روی مثله الشیخ المفید فی مجالسه ص 116 بإسناده عن علیّ بن مهزیار عن فضالة بن أیوب عن عبد اللّٰه بن زید عن ابن أبی یعفور عنه علیه السلام.
2- 2. المحاسن: 28.
3- 3. تحف العقول 482 فی ط و 510 فی ط.

«42»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْتَعِینُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنَّ أَشَدَّ مَا یَكُونُ أَحَدُكُمْ اغْتِبَاطاً مَا هُوَ عَلَیْهِ لَوْ قَدْ صَارَ فِی حَدِّ الْآخِرَةِ وَ انْقَطَعَتِ الدُّنْیَا عَنْهُ فَإِذَا كَانَ فِی ذَلِكَ الْحَدِّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدِ اسْتَقْبَلَ النَّعِیمَ وَ الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ وَ الْبُشْرَی بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنَ مِمَّنْ كَانَ یَخَافُ وَ أَیْقَنَ أَنَّ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ هُوَ الْحَقَّ وَ أَنَّ مَنْ خَالَفَ دِینَهُ عَلَی بَاطِلٍ هَالِكٌ (1).

«43»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا یَصْغُرُ مَا ضَرَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَا یَصْغُرُ مَا یَنْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَكُونُوا فِیمَا أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ كَمَنْ عَایَنَ (2).

«44»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ ذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (3)

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِبَنِی إِسْرَائِیلَ اذْكُرُوا إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَ بَنِی إِسْرائِیلَ عَهْدَهُمُ الْمُؤَكَّدَ عَلَیْهِمْ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ أَیْ لَا تُشَبِّهُوهُ بِخَلْقِهِ وَ لَا تُجَوِّرُوهُ فِی حُكْمِهِ وَ لَا تَعْمَلُوا مَا یُرَادُ بِهِ وَجْهُهُ تُرِیدُونَ بِهِ وَجْهَ غَیْرِهِ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ أَخَذْنَا مِیثَاقَهُمْ بِأَنْ یَعْمَلُوا بِوَالِدَیْهِمْ إِحْسَاناً مُكَافَاةً عَنْ إِنْعَامِهِمَا عَلَیْهِمْ وَ إِحْسَانِهِمَا إِلَیْهِمْ وَ احْتِمَالِ الْمَكْرُوهِ الْغَلِیظِ لِتَرْفِیهِهِمَا وَ تَوْدِیعِهِمَا وَ ذِی الْقُرْبی قَرَابَاتِ الْوَالِدَیْنِ بِأَنْ یُحْسِنُوا إِلَیْهِمْ لِكَرَامَةِ الْوَالِدَیْنِ وَ الْیَتامی وَ أَنْ یُحْسِنُوا إِلَی الْیَتَامَی الَّذِینَ فَقَدُوا آبَاءَهُمُ الْكَافِلِینَ لَهُمْ أُمُورَهُمْ السَّائِقِینَ لَهُمْ غِذَاءَهُمْ وَ قُوتَهُمُ الْمُصْلِحِینَ لَهُمْ مَعَاشَهُمْ.

ص: 183


1- 1. المحاسن: 177.
2- 2. المحاسن: 249.
3- 3. البقرة: 83.

وَ قُولُوا لِلنَّاسِ الَّذِینَ لَا مَئُونَةَ لَكُمْ عَلَیْهِمْ حُسْناً عَامِلُوهُمْ بِخُلُقٍ جَمِیلٍ وَ أَقِیمُوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَ أَقِیمُوا أَیْضاً الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ عِنْدَ أَحْوَالِ غَضَبِكُمْ وَ رِضَاكُمْ وَ شِدَّتِكُمْ وَ رَخَاكُمْ وَ هُمُومِكُمُ الْمُعَلَّقَةِ لِقُلُوبِكُمْ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ أَیُّهَا الْیَهُودُ عَنِ الْوَفَاءِ بِمَا نُقِلَ إِلَیْكُمْ مِنَ الْعَهْدِ الَّذِی أَدَّاهُ أَسْلَافُكُمْ إِلَیْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ عَنْ ذَلِكَ الْعَهْدِ تَارِكِینَ لَهُ غَافِلِینَ عَنْهُ.

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ شَغَلَتْهُ عِبَادَةُ اللَّهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا یُعْطِی السَّائِلِینَ.

وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ یَا عِبَادِی اعْبُدُونِی فِیمَا أَمَرْتُكُمْ وَ لَا تُعَلِّمُونِّی مَا یُصْلِحُكُمْ فَإِنِّی أَعْلَمُ بِهِ وَ لَا أَبْخَلُ عَلَیْكُمْ بِمَصَالِحِكُمْ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَنْ أَصْعَدَ إِلَی اللَّهِ خَالِصَ عِبَادَتِهِ أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَیْهِ أَفْضَلَ مَصْلَحَتِهِ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَبَّدَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَنْ عَبَدَ اللَّهَ حَقَّ عِبَادَتِهِ آتَاهُ اللَّهُ فَوْقَ أَمَانِیِّهِ وَ كِفَایَتِهِ (1).

«45»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: إِنِّی عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ أَیْنَ جِئْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ جِئْتَ مِنْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا لِغَیْرِ مَعَاشٍ تَطْلُبُهُ وَ لَا لِعَمَلِ آخِرَةٍ انْظُرْ بِمَا ذَا تَقْطَعُ یَوْمَكَ وَ لَیْلَتَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً كَرِیماً مُوَكَّلًا بِكَ یَحْفَظُ عَلَیْكَ مَا تَفْعَلُ وَ یَطَّلِعُ عَلَی سِرِّكَ الَّذِی تُخْفِیهِ مِنَ النَّاسِ فَاسْتَحْیِ وَ لَا تُحَقِّرَنَّ سَیِّئَةً فَإِنَّهَا سَتَسُوؤُكَ یَوْماً وَ لَا تُحَقِّرَنَّ حَسَنَةً وَ إِنْ صَغُرَتْ عِنْدَكَ وَ قَلَّتْ فِی عَیْنِكَ فَإِنَّهَا سَتَسُرُّكَ یَوْماً وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَضَرَّ عَاقِبَةً وَ لَا أَسْرَعَ نَدَامَةً مِنَ الْخَطِیئَةِ وَ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً لِلْخَطِیئَةِ مِنَ الْحَسَنَةِ أَمَا إِنَّهَا لَتُدْرِكُ الْعَظِیمَ الْقَدِیمَ الْمَنْسِیَّ عِنْدَ عَامِلِهِ فَیَجُدُّ بِهِ وَ یُسْقِطُ وَ یَذْهَبُ بِهِ بَعْدَ إِسَاءَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرِینَ (2).

ص: 184


1- 1. تفسیر الإمام ص 131 ط تبریز و ص 151 فی ط آخر.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 163 و الآیة فی هود: 114.

«46»- جا، [المجالس للمفید] أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: وَیْحَ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشَرَتَهُ (1).

وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ.

وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: أَظْهِرِ الْیَأْسَ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْغِنَی وَ أَقِلَّ طَلَبَ الْحَوَائِجِ إِلَیْهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ فَقْرٌ حَاضِرٌ وَ إِیَّاكَ وَ مَا یُعْتَذَرُ مِنْهُ وَ صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْیَوْمَ خَیْراً مِنْكَ أَمْسِ وَ غَداً خَیْراً مِنْكَ الْیَوْمَ فَافْعَلْ (2).

أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ یَذْهَبُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَمْهَدُ لِصَاحِبِهِ كَمَا یَبْعَثُ الرَّجُلُ غُلَامَهُ فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (3).

«47»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ شَهْرِیَارَ الْخَازِنُ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْمُعَدِّلِ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَزَّازِ وَ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصَّیْدَاوِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ شَدَّادٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَتَتْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ فَقَالَتْ لَهُ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لَنَا عَلَیْكُمْ حُقُوقاً وَ إِنَّ مِنْ حَقِّنَا عَلَیْكُمْ أَنْ إِذَا رَأَیْتُمْ أَحَدَنَا یُهْلِكُ نَفْسَهُ اجْتِهَاداً أَنْ تُذَكِّرُوهُ اللَّهَ وَ تَدْعُوهُ إِلَی الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِهِ وَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بَقِیَّةُ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَدِ انْخَرَمَ أَنْفُهُ وَ ثَفِنَتْ جَبْهَتُهُ وَ رُكْبَتَاهُ وَ رَاحَتَاهُ إِدْآباً مِنْهُ لِنَفْسِهِ فِی الْعِبَادَةِ فَأَتَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَابَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ بِالْبَابِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 185


1- 1. كنایة عن السیئة و الحسنة فان الحسنة بعشرة و السیئة بواحدة.
2- 2. مجالس المفید ص 116 و 117.
3- 3. مجالس المفید ص 122، و مضمون الآیة فی الروم: 44.

عَلِیٍّ علیهما السلام فِی أُغَیْلِمَةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ قَدِ اجْتَمَعُوا هُنَاكَ فَنَظَرَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَیْهِ مُقْبِلًا فَقَالَ هَذِهِ مِشْیَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ سَجِیَّتُهُ فَمَنْ أَنْتَ یَا غُلَامُ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَبَكَی جَابِرٌ وَ قَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الْبَاقِرُ عَنِ الْعِلْمِ حَقّاً ادْنُ مِنِّی بِأَبِی أَنْتَ فَدَنَا مِنْهُ فَحَلَّ جَابِرٌ أَزْرَارَهُ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ فَقَبَّلَهُ وَ جَعَلَ عَلَیْهِ خَدَّهُ وَ وَجْهَهُ وَ قَالَ أُقْرِئُكَ عَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامَ وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَفْعَلَ بِكَ مَا فَعَلْتُ وَ قَالَ لِی یُوشِكُ أَنْ تَعِیشَ وَ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی مِنْ وُلْدِی مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً وَ قَالَ إِنَّكَ تَبْقَی حَتَّی تَعْمَی وَ یَكْشِفُ لَكَ عَنْ بَصَرِكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ ائْذَنْ لِی عَلَی أَبِیكَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

فَدَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی أَبِیهِ علیهما السلام وَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ وَ قَالَ إِنَّ شَیْخاً بِالْبَابِ وَ قَدْ فَعَلَ بِی كَیْتَ كَیْتَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ ذَاكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ مِنْ بَیْنِ وِلْدَانِ أَهْلِكَ قَالَ لَكَ مَا قَالَهُ وَ فَعَلَ بِكَ مَا فَعَلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَقْصِدْكَ فِیهِ بِسُوءٍ وَ لَقَدْ أَشَاطَ بِدَمِكَ ثُمَّ أَذِنَ لِجَابِرٍ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَوَجَدَهُ فِی مِحْرَابِهِ قَدْ أَنْضَتْهُ الْعِبَادَةُ فَنَهَضَ عَلِیٌّ وَ سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ سُؤَالًا حَثِیثاً ثُمَّ أَجْلَسَهُ فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَیْهِ یَقُولُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَهْدُ الَّذِی كَلَّفْتَهُ نَفْسَكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمْ وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ وَ عَادَاكُمْ .ف

َقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَلَمْ یَدَعِ الِاجْتِهَادَ وَ قَدْ تَعَبَّدَ بِأَبِی هُوَ وَ أُمِّی حَتَّی انْتَفَخَ السَّاقُ وَ وَرِمَ الْقَدَمُ فَقِیلَ لَهُ أَ تَفْعَلُ هَذَا وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَقَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً.

فَلَمَّا نَظَرَ جَابِرٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی فِیهِ قَوْلُ مَنْ یَسْتَمِیلُهُ مِنَ الْجَهْدِ وَ التَّعَبِ إِلَی الْقَصْدِ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْبَقَاءُ عَلَی نَفْسِكَ فَإِنَّكَ مِنْ أُسْرَةٍ بِهِمْ یُسْتَدْفَعُ الْبَلَاءُ وَ یُكْشَفُ اللَّأْوَاءُ وَ بِهِمْ یُسْتَمْطَرُ السَّمَاءُ فَقَالَ یَا جَابِرُ لَا أَزَالُ عَلَی مِنْهَاجِ آبَائِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ حَتَّی أَلْقَاهُمْ فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَی مَنْ حَضَرَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا رُئِیَ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ مِثْلُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِلَّا یُوسُفُ

ص: 186

بْنُ یَعْقُوبَ وَ اللَّهِ لَذُرِّیَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ ذُرِّیَّةِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ إِنَّ مِنْهُ لَمَنْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً(1).

«48»- بشا، [بشارة المصطفی] الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَنَا أُرِیدُ الشُّخُوصَ فَقَالَ أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَنْ یَعُودَ غَنِیُّهُمْ فَقِیرَهُمْ وَ قَوِیُّهُمْ ضَعِیفَهُمْ وَ أَنْ یَعُودَ صَحِیحُهُمْ مَرِیضَهُمْ وَ أَنْ یَشْهَدَ حَیُّهُمْ جِنَازَةَ مَیِّتِهِمْ وَ أَنْ یَتَلَاقَوْا فِی بُیُوتِهِمْ وَ أَنَّ لِقَاءَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا یَا خَیْثَمَةُ إِنَّا لَا نُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِلَّا بِالْعَمَلِ إِنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ (2).

«49»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَیَذْهَبُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیُسَهِّلُ لِصَاحِبِهِ كَمَا یَبْعَثُ الرَّجُلُ غُلَاماً فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (3).

«50»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَیَّانَ الْوَرَّاقِ فِی دُكَّانِهِ بِسِكَّةِ الْمَوَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَّادٍ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ: قَالَ لَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ یُوصِینَا اتَّقُوا اللَّهَ وَ أَحْسِنُوا الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ وَ كُونُوا أَطْوَعَ عِبَادِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ لَنْ تَنَالُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ إِنَ

ص: 187


1- 1. بشارة المصطفی: 79 و قد صححناه علی نسخة الأمالی ج 2 ص 239.
2- 2. بشارة المصطفی: 160.
3- 3. راجع الروم: 44.

أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمَنْ وَصَفَ عَدْلًا وَ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ.

«51»- مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ قَامَ عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْكُمْ لَا تَقُولُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا فَوَ اللَّهِ مَا أَوْلِیَائِی مِنْكُمْ وَ لَا مِنْ غَیْرِكُمْ إِلَّا الْمُتَّقُونَ أَلَا فَلَا أَعْرِفُكُمْ تَأْتُونِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَحْمِلُونَ الدُّنْیَا عَلَی رِقَابِكُمْ وَ یَأْتِی النَّاسُ یَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ أَعْذَرْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَكُمْ وَ إِنَ لِی عَمَلِی وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ (1).

«52»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ یَاسِینَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ مِنَ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ أَنْ یُصِرَّ الْعَبْدُ عَلَی الْمَعْصِیَةِ وَ یَتَمَنَّی عَلَی اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ(2).

«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ السِّكِّیتِ النَّحْوِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِیَّاكُمْ وَ الْإِیْكَالَ (3)

بِالْمُنَی فَإِنَّهَا مِنْ بَضَائِعِ الْعَجَزَةِ قَالَ وَ أَنْشَدَنِی ابْنُ السِّكِّیتِ

إِذَا مَا رَمَی بِی الْهَمُّ فِی ضِیقِ مَذْهَبٍ***رَمَتْ بِی الْمُنَی عَنْهُ إِلَی مَذْهَبٍ رَحْبٍ (4).

«54»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَعَظَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ

ص: 188


1- 1. صفات الشیعة الرقم 8 ص 47 فی ط.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 193.
3- 3. فی المصدر المطبوع الالطاط بالمنی و فی الأصل و« الألفاظ» و كلاهما تصحیف.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 193.

أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ (1).

«55»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ یُسْرِعْ بِهِ حَسَبُهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِالْأَنْبِیَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمَّ تَلَا علیه السلام إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(3) الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ وَلِیَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ وَ إِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ إِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ (4).

بیان: فی أكثر النسخ أعلمهم و الأصوب أعملهم كما یدل علیه التتمة إلا أن یقال العلم الكامل لا یكون إلا مع العمل.

«56»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: شَتَّانَ بَیْنَ عَمَلَیْنِ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقَی تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ وَ یَبْقَی أَجْرُهُ (5).

وَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ (6).

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ(7).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِیمَةَ الْأَكْیَاسِ عِنْدَ تَفْرِیطِ الْعَجَزَةِ(8).

وَ قَالَ علیه السلام: احْذَرْ أَنْ یَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِیَتِهِ وَ یَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِینَ وَ إِذَا قَوِیتَ فَاقْوَ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ إِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ (9).

ص: 189


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 203.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 147، و فیه نسبه بدل حسبه.
3- 3. آل عمران: 68.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 163. و اللحمة: النسب.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 170.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 183.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 213.
8- 8. نهج البلاغة ج 2 ص 223.
9- 9. نهج البلاغة ج 2 ص 237.

وَ قَالَ علیه السلام: الرُّكُونُ إِلَی الدُّنْیَا مَعَ مَا تُعَایِنُ مِنْهَا جَهْلٌ وَ التَّقْصِیرُ فِی حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَیْهِ غَبْنٌ وَ الطُّمَأْنِینَةُ إِلَی كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ عَجْزٌ(1).

وَ قَالَ علیه السلام: افْعَلُوا الْخَیْرَ وَ لَا تُحَقِّرُوا مِنْهُ شَیْئاً فَإِنَّ صَغِیرَهُ كَبِیرٌ وَ قَلِیلَهُ كَثِیرٌ وَ لَا یَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَی بِفِعْلِ الْخَیْرِ مِنِّی فَیَكُونَ وَ اللَّهِ كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَهْلًا فَمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ (2).

وَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ: اعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَی أَعْلَامٍ بَیِّنَةٍ فَالطَّرِیقُ نَهْجٌ یَدْعُو إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ أَنْتُمْ فِی دَارٍ مُسْتَعْتَبٍ عَلَی مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ وَ الصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ وَ الْأَقْلَامُ جَارِیَةٌ وَ الْأَبْدَانُ صَحِیحَةٌ وَ الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ وَ التَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ وَ الْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ(3).

وَ قَالَ علیه السلام: الْعَمَلَ الْعَمَلَ ثُمَّ النِّهَایَةَ النِّهَایَةَ وَ الِاسْتِقَامَةَ الِاسْتِقَامَةَ ثُمَّ الصَّبْرَ الصَّبْرَ وَ الْوَرَعَ الْوَرَعَ إِنَّ لَكُمْ نِهَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی نِهَایَتِكُمْ وَ إِنَّ لَكُمْ عَلَماً فَاهْتَدُوا بِعَلَمِكُمْ وَ إِنَّ لِلْإِسْلَامِ غَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی غَایَتِهِ وَ اخْرُجُوا إِلَی اللَّهِ مِمَّا افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ حَقِّهِ وَ بَیَّنَ لَكُمْ مِنْ وَظَائِفِهِ أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ وَ حَجِیجٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْكُمْ أَلَا وَ إِنَّ الْقَدَرَ السَّابِقَ قَدْ وَقَعَ وَ الْقَضَاءَ الْمَاضِیَ قَدْ تَوَرَّدَ وَ إِنِّی مُتَكَلِّمٌ بِعِدَةِ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (4) وَ قَدْ قُلْتُمْ رَبُّنَا اللَّهُ فَاسْتَقِیمُوا عَلَی كِتَابِهِ وَ عَلَی مِنْهَاجِ أَمْرِهِ وَ عَلَی الطَّرِیقَةِ الصَّالِحَةِ

ص: 190


1- 1. نهج البلاغة ج 2 ص 237.
2- 2. نهج البلاغة ج 2 ص 244، و ما بین العلامتین أضفناه من المصدر، و المعنی قیل: ما تركتموه من الخیر یقوم أهله بفعله بدلكم، و ما تركتموه من الشر یأتی به أهله بدلا عنكم، فلا تختاروا أن تكونوا للشر أهلا، و لا أن یكون عنكم فی الخیر بدلا.
3- 3. نهج البلاغة ج 1 ص 201.
4- 4. فصّلت: 30.

مِنْ عِبَادَتِهِ ثُمَّ لَا تَمْرُقُوا مِنْهَا وَ لَا تَبْتَدِعُوا فِیهَا وَ لَا تُخَالِفُوا عَنْهَا فَإِنَّ أَهْلَ الْمُرُوقِ مُنْقَطَعٌ بِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْخُطْبَةَ(1).

وَ قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: فَاعْمَلُوا وَ أَنْتُمْ فِی نَفَسِ الْبَقَاءِ وَ الصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ وَ التَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ وَ الْمُدْبِرُ یُدْعَی وَ الْمُسِی ءُ یُرْجَی قَبْلَ أَنْ یَخْمُدَ الْعَمَلُ وَ یَنْقَطِعَ الْمَهَلُ وَ تَنْقَضِیَ الْمُدَّةُ وَ یُسَدَّ بَابُ التَّوْبَةِ وَ تَصْعَدَ الْمَلَائِكَةُ فَأَخَذَ امْرُؤٌ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَ أَخَذَ مِنْ حَیٍّ لِمَیِّتٍ وَ مِنْ فَانٍ لِبَاقٍ وَ مِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ امْرُؤٌ خَافَ اللَّهَ وَ هُوَ مُعَمَّرٌ إِلَی أَجَلِهِ وَ مَنْظُورٌ إِلَی عَمَلِهِ امْرُؤٌ أَلْجَمَ نَفْسَهُ بِلِجَامِهَا وَ زَمَّهَا بِزِمَامِهَا فَأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ قَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ (2).

«57»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ رَفَعَهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ كَمْ تَتَصَدَّقُ أَ لَا تُمْسِكُ قَالَ إِی وَ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَبِلَ مِنِّی فَرْضاً وَاحِداً لَأَمْسَكْتُ وَ لَكِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَ قَبِلَ اللَّهُ مِنِّی شَیْئاً أَمْ لَا.

«58»- عُدَّةُ الدَّاعِی، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ الْكُوفَةَ وَ أَنَا مَعَهُ وَ ذَلِكَ عَلَی عَهْدِ الْمَنْصُورِ وَ قَدِمَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیُّ فَخَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یُرِیدُ الرُّجُوعَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَشَیَّعَهُ الْعُلَمَاءُ وَ أَهْلُ الْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیمَنْ شَیَّعَهُ الثَّوْرِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ فَتَقَدَّمَ الْمُشَیِّعُونَ فَإِذَا هُمْ بِأَسَدٍ عَلَی الطَّرِیقِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ قِفُوا حَتَّی یَأْتِیَ جَعْفَرٌ فَنَظَرَ مَا یُصْنَعُ؟

فَجَاءَ جَعْفَرٌ فَذَكَرُوا لَهُ حَالَ الْأَسَدِ فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی دَنَا مِنَ الْأَسَدِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ حَتَّی نَحَّاهُ عَنِ الطَّرِیقِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّ النَّاسَ لَوْ أَطَاعُوا اللَّهَ حَقَّ طَاعَتِهِ لَحَمَلُوا عَلَیْهِ أَثْقَالَهُمْ.

وَ رَوَی دَاوُدُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَیَمْهَدُ لِصَاحِبِهِ فِی الْجَنَّةِ كَمَا یُرْسِلُ الرَّجُلُ غُلَاماً بِفِرَاشِهِ فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ مَنْ عَمِلَ

ص: 191


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 346.
2- 2. نهج البلاغة ج 1 ص 493.

صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (1).

«59»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ (2) أَدْحَضُ (3)

مَسْئُولٍ حُجَّةً وَ أَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً لَقَدْ أَبْرَحَ جَهَالَةً بِنَفْسِهِ (4) یَا أَیُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ وَ مَا جَرَّأَكَ عَلَی ذَنْبِكَ وَ مَا آنَسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ أَ مَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ (5) أَمْ لَیْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ یَقَظَةٌ أَ مَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَیْرِهَا فَلَرُبَّمَا تَرَی الضَّاحِیَ لِحَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ أَوْ تَرَی الْمُبْتَلَی بِأَلَمٍ یُمِضُّ جَسَدَهُ فَتَبْكِی رَحْمَةً لَهُ فَمَا صَبَّرَكَ عَلَی دَائِكَ وَ جَلَّدَكَ عَلَی مَصَائِبِكَ وَ عَزَّاكَ مِنَ الْبُكَاءِ عَلَی نَفْسِكَ وَ هِیَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَیْكَ وَ كَیْفَ لَا یُوقِظُكَ خَوْفُ بَیَاتِ نَقِمَةٍ(6)

وَ قَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصِیهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِی قَلْبِكَ بِعَزِیمَةٍ وَ مِنْ كَرَی الْغَفْلَةِ فِی نَاظِرِكَ بِیَقَظَةٍ وَ كُنْ لِلَّهِ مُطِیعاً وَ بِذِكْرِهِ آنِساً وَ تَمَثَّلْ فِی حَالِ تَوَلِّیكَ عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَیْكَ یَدْعُوكَ إِلَی عَفْوِهِ وَ یَتَغَمَّدُكَ بِفَضْلِهِ وَ أَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ فَتَعَالَی مِنْ قَوِیٍّ مَا أَكْرَمَهُ وَ أَحْلَمَهُ وَ تَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِیفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ وَ أَنْتَ فِی كَنَفِ سِتْرِهِ مُقِیمٌ وَ فِی سَعَةِ فَضْلِهِ مُتَقَلِّبٌ فَلَمْ یَمْنَعْكَ فَضْلَهُ وَ لَمْ یَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرَفَ عَیْنٍ فِی نِعْمَةٍ یُحْدِثُهَا لَكَ أَوْ سَیِّئَةٍ یَسْتُرُهَا عَلَیْكَ أَوْ بَلِیَّةٍ یَصْرِفُهَا عَنْكَ فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ.

ص: 192


1- 1. عدّة الداعی: 67، و الآیة فی سورة الروم: 44.
2- 2. الانفطار: 6.
3- 3. یقال: دحضت الحجة: بطلت، و أدحض خبر مبتدأ محذوف و هو المغتر بربه الكریم.
4- 4. یعنی أعجب بنفسه.
5- 5. البلول: الشفاء و حسن الحال بعد الهزال و المرض.
6- 6. و ذلك لان نقمة اللّٰه تنزل حین الغفلة و الامن.

وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فِی مُتَّفِقَیْنِ فِی الْقُوَّةِ مُتَوَازِنَیْنِ فِی الْقُدْرَةِ لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلَی نَفْسِكَ بِذَمِیمِ الْأَخْلَاقِ وَ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ وَ حَقّاً أَقُولُ مَا الدُّنْیَا غَرَّتْكَ وَ لَكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ وَ لَقَدْ كَاشَفَتْكَ بِالْعِظَاتِ وَ آذَنَتْكَ عَلَی سَوَاءٍ وَ لَهِیَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِجِسْمِكَ وَ النَّقْصُ فِی قُوَّتِكَ أَصْدَقُ وَ أَوْفَی مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ وَ لَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ وَ صَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ وَ لَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا فِی الدِّیَارِ الْخَاوِیَةِ وَ الرُّبُوعِ الْخَالِیَةِ لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِیرِكَ وَ بَلَاغِ مَوْعِظَتِكَ بِمَحَلَّةِ الشَّفِیقِ عَلَیْكَ وَ الشَّحِیحِ بِكَ وَ لَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَا دَاراً وَ مَحَلُّ مَنْ لَمْ یُوَطِّنْهَا مَحَلًّا وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْیَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْیَوْمَ إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ وَ حَقَّتْ بِجَلَائِلِهَا الْقِیَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسِكٍ أَهْلُهُ وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ فَلَمْ یُجْزَ فِی عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ یَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِی الْهَوَاءِ وَ لَا هَمْسُ قَدَمٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا بِحَقِّهِ فَكَمْ حُجَّةٍ یَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ فَتَحَرَّ مِنْ أَمْرِكَ مَا یَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ وَ خُذْ مَا یَبْقَی لَكَ مِمَّا لَا تَبْقَی لَهُ وَ تَیَسَّرْ لِسَفَرِكَ وَ شِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ وَ ارْحَلْ مَطَایَا التَّشْمِیرِ(1).

ص: 193


1- 1. نهج البلاغة ج 1 ص 476.

باب 65 أداء الفرائض و اجتناب المحارم

الآیات:

آل عمران أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(1) النساء وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِینٌ (2) و قال وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً(3) الحجر وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ (4) النحل وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (5) الأنبیاء وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ (6)

ص: 194


1- 1. آل عمران: 162.
2- 2. النساء: 13 و 14.
3- 3. النساء: 69 و 70.
4- 4. الحجر: 99.
5- 5. النحل: 36.
6- 6. الأنبیاء: 73.

الحج یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1).

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: مَنْ عَمِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ خَیْرِ النَّاسِ (2).

بیان: فهو من خیر الناس لیس من فی بعض النسخ فالخیریة إضافیة بالنسبة إلی من یأتی بالمستحبات و یترك بعض الفرائض.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(3) قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ (4).

«3»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ وَ زَادَ فِیهِ: وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ فِیمَا افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ (5).

بیان: اصْبِرُوا قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی معناها علی وجوه أحدها أن المعنی اصبروا علی دینكم أی اثبتوا علیه وَ صابِرُوا الكفار و رابطوهم فی سبیل اللّٰه فالمعنی اصْبِرُوا علی طاعة اللّٰه سبحانه و عن معاصیه و قاتلوا العدو وَ صابِرُوا علی قتالهم فی الحق كما یصبرون علی قتالكم فی الباطل لأن الرباط هو المرابطة فیكون بین اثنین یعنی أعدوا لهم من الخیل ما یعدونه لكم.

و ثانیها أن المراد اصبروا علی دینكم و صابروا وعدی إیاكم و رابطوا

ص: 195


1- 1. الحجّ: 77.
2- 2. الكافی ج 2 ص 81.
3- 3. آل عمران: 200.
4- 4. الكافی ج 2 ص 81.
5- 5. الكافی ج 2 ص 81.

عدوی و عدوكم.

و ثالثها أن المراد اصبروا علی الجهاد و قیل إن معنی رابطوا رابطوا الصلوات و معناه انتظروها واحدة بعد واحدة لأن المرابطة لم تكن حینئذ

رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَقَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی السَّبَرَاتِ وَ نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَی الْجَمَاعَاتِ وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَاهُ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صابِرُوا عَلَی عَدُوِّكُمْ وَ رابِطُوا عَدُوَّكُمْ.

و هو قریب من الأول انتهی (1).

علی الفرائض یحتمل شمولها لترك المحرمات أیضا و صابروا علی المصائب لعل صیغة المفاعلة علی هذا الوجه للمبالغة لأن ما یكون بین الاثنین یكون الاهتمام فیه أشد أو لأن فیه معارضة النفس و الشیطان و كذا قوله رابِطُوا یحتمل الوجهین لأن المراد به ربط النفس علی طاعتهم و انقیادهم و انتظار فرجهم مع أن فی ذلك معارضة لعدوهم فیما افترض علیكم من فعل الواجبات و ترك المحرمات.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَی النَّاسِ (2).

«5»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَا تَحَبَّبَ إِلَیَّ عَبْدِی بِأَحَبَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَیْهِ (3).

بیان: التحبب جلب المحبة أو إظهارها و الأول أنسب و لو لم تكن الفرائض أحب إلیه تعالی لما افترضه.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قَدِمْنا

ص: 196


1- 1. مجمع البیان ج 2 ص 562.
2- 2. الكافی ج 2 ص 82.
3- 3. الكافی ج 2 ص 82.

إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً(1) قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الْقَبَاطِیِّ وَ لَكِنْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمْ حَرَامٌ لَمْ یَدَعُوهُ (2).

تبیین: وَ قَدِمْنا أی عمدنا و قصدنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ كقری الضیف و صلة الرحم و إغاثة الملهوف و غیرها فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً فلم یبق له أثر و الهباء غبار یری فی شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبوة و هو الغبار و القباطی بالفتح جمع القبطیة بالكسر ثیاب بیض دقاق من كتان تتخذ بمصر و قد یضم لأنهم یغیرون فی النسبة.

و فی المصباح القبطی بالضم ثوب من كتان رقیق یعمل بمصر نسبة إلی القبط علی غیر قیاس فرقا بین الإنسان و الثوب و ثیاب قبطیة أیضا بالضم و الجمع قباطی انتهی.

و فیه دلالة علی حبط الطاعات بالفسوق و خصه بعض المفسرین بالكفر و لا كلام فیه و لنذكر هنا مجملا من معانی الحبط و التكفیر و الاختلافات الواردة فیه.

اعلم أن الإحباط فی عرف المتكلمین عبارة عن إبطال الحسنة بعدم ترتب ما یتوقع منها علیها و یقابله التكفیر و هو إسقاط السیئة بعدم جریان مقتضاها علیها فهو فی المعصیة نقیض الإحباط فی الطاعة و الحبط و التكفیر و إطلاقهما بهذین اللفظین ربما یساوقهما كثیر من الآیات و الأخبار و قد اشتهر بین المتكلمین أن الوعیدیة من المعتزلة و غیرهم یقولون بالإحباط و التكفیر دون من سواهم من الأشاعرة و غیرهم و هذا علی إطلاقه غیر صحیح فإن أصل الإحباط و التكفیر مما لا یمكن إنكاره لأحد من المسلمین كما ظهر مما تلونا علیك فلا بد أن یحرر مقصود كل طائفة لیتبین ما هو الحق فنقول لا خلاف بین من یعتد به من أهل الإسلام فی أن كل مؤمن صالح یدخل الجنة خالدا فیها حقیقة و كل كافر یدخل النار خالدا فیها كذلك و أما المؤمن الذی خلط عملا صالحا بعمل غیر صالح فاختلفوا فیه فذهب بعض المرجئة إلی أن الإیمان یحبط الزلات فلا عقاب علی زلة مع الإیمان

ص: 197


1- 1. الفرقان: 23.
2- 2. الكافی ج 2 ص 81.

كما لا ثواب لطاعة مع الكفر و ذهب الآخرون إلی ثبوت الثواب و العقاب فی حقه.

أما المعتزلة فبعنوان الاستحقاق المعلوم عقلا باعتبار الحسن و القبح العقلیین و شرعا باعتبار الآیات الدالة علیه من الوعد و الوعید.

و أما الأشاعرة فبعنوان الانتفاء(1)

یقولون إنه لا یجب علی اللّٰه شی ء فلا یستحق المكلف ثوابا منه تعالی فإن أثابه فبفضله و إن عاقبه فبعدله بل له إثابة العاصی و عقاب المطیع أیضا.

و بالجملة قول المعتزلة فی المؤمن الخارج من الدنیا بغیر توبة عن كبیرة ارتكبها أنه استحق الخلود فی النار لكن یكون عقابه أخف من عقاب الكفار أما مطلق الاستحقاق فلما عرفت و أما خصوص الخلود فللعمومات المتأولة عند غیرهم بتخصیصها بالكفار أو بحمل الخلود علی المكث الطویل كقوله تعالی مَنْ یُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِیها(2) و قوله وَ مَنْ ... یَتَعَدَّ

حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها(3) فلهذا حكموا بأن كبیرة واحدة تحبط جمیع الطاعات فإن الخلود الموعود مستلزم لذلك هذا قول جمهورهم فی أصل الإحباط.

ثم إن الجبائیین أبا علی و ابنه أبا هاشم منهم علی ما نقل عنهما الآمدی ذهبا إلی اشتراط الكثرة فی المحبط بمعنی أن من زادت معاصیه علی طاعته أحبطت معاصیه طاعاته و بالعكس لكنهما اختلفا فقال أبو علی ینحبط الناقص برمته من غیر أن ینتقص من الزائد شی ء و قال أبو هاشم بل ینتقص من الزائد أیضا بقدره و یبقی الباقی.

إذا عرفت هذا فاعلم أن ما ذكره أكثر أصحابنا من نفی الإحباط و التكفیر مع ورود الآیات الكثیرة و الأخبار المستفیضة بل المتواترة بالمعنی فی كل منهما مما یقضی منه العجب مع أنه لیس لهم علی ذلك إلا شبه ضعیفة مذكورة

ص: 198


1- 1. فی مرآة العقول ج 2 ص 97« الاتفاق».
2- 2. الجن: 23.
3- 3. النساء: 14.

فی كتب الكلام كالتجرید و غیره لكن بعد التأمل و التحقیق یظهر أن الذی ینفونه منهما لا ینافی ظواهر الآیات و الأخبار كثیرا بل یرجع إلی مناقشة لفظیة.

لأنهم قائلون بأن التوبة ترفع العقاب و أن الموت علی الكفر تبطل ثواب جمیع الأعمال لكن الأكثر یقولون لیس هذا بالإحباط بل باشتراط الموافاة علی الإیمان فی استحقاق الثواب علی القول بالاستحقاق و فی الوعد بالثواب علی القول بعدم الاستحقاق و كذا یمكنهم القول بأحد الأمرین فی المعاصی التی وردت أنها حابطة لبعض الحسنات من غیر قول بالحبط بأن یكون الاستحقاق أو الوعد مشروطا بعدم صدور تلك المعصیة.

و أما التوبة و الأعمال المكفرة فلا حاجة إلی ارتكاب أمثال ذلك فیها إذ فی تجویز التفضل و العفو كما هو مذهبنا غنی عنها و أیضا لا نقول بإذهاب كل معصیة كل طاعة و بالعكس كما ذهب إلیه المعتزلة بل نتبع فی ذلك النصوص الواردة فی ذلك فكل معصیة وردت فی الكتاب أو فی الآثار الصحیحة أنها ذاهبة أو منقصة لثواب جمیع الحسنات أو بعضها نقول به و بالعكس تابعین للنص فی جمیع ذلك.

و من أصحابنا من لم یقل بالموافاة و لا بالإحباط بل یقول كل من الإیمان و الكفر یتحقق بتحقق شروطه المقارنة و لیس شی ء من استحقاق الثواب و العقاب مشروطا بشرط متأخر بل إن تحقق الإیمان تحقق استحقاق الثواب و إن تحقق الكفر تحقق معه استحقاق العقاب فإن كفر بعد الإیمان كان كفره اللاحق كاشفا عن أنه لم یكن مؤمنا سابقا و لم یكن مستحقا للثواب علیه و إطلاق المؤمن علیه بمحض اللفظ و بحسب الظاهر و إن آمن أخذ بعد الكفر زال كفره الأصلی بالإیمان اللاحق و سقط استحقاقه العقاب لعفو اللّٰه تعالی لا بالإحباط و لا لعدم الموافاة كما یقول الآخرون.

و تفصیل هذا المطلب و تنقیحه یحتاج إلی إیراد مقاصد الأول أن النافین للحسن و القبح لا یثبتون استحقاق شی ء من الثواب و العقاب بشی ء من الأعمال بل

ص: 199

المالك للعباد عندهم قادر علی الثواب و العقاب و مالك للتصرف فیهم كیف شاء و لیس من شأن فعله فی خلقه استحقاق الذم بل و لا المدح و كلاهما اصطلاح و مواضعة من الشارع. و أما المثبتون لهما فلا كلام عندهم فی استحقاق العقاب نعم ربما قیل بعدم استقلال العقل فیه ضرورة أو نظرا و أما الثواب فعند بعضهم مما یستحقه العبد بطاعته و إلیه یذهب جماعة من أصحابنا و یحتجون لذلك بأن إلزام المشقة بدون التزام نفع فی مقابله قبیح و ربما یوجه علیه أن التزام النفع فی مقابله إنما یلزم لو لم تسبق النعم علیه بما یحسن إلزام المشقة بإزائها و الفرق بین النفع المستقبل و النعمة الماضیة تحكم و ربما كفی فی إلزام المشقة حسن العمل الشاق و لم یحتج فی حسن الإلزام إلی أزید منه و لهذا ذهب بعض أصحابنا و غیرهم إلی أن الثواب تفضل و وعد منه تعالی بدون استحقاق للعبد و هو الظاهر من كلام أكثر أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم و یدل علیه كثیر من الأخبار و الأدعیة.

الثانی أن الثواب و العقاب هل یجب دوامهما أم لا فذهب المعتزلة إلی الأول و طریقه العقل عندهم و الصحیح عند أصحابنا أنه لا یجب عقلا.

و أما شرعا فالثواب دائم و كذا عقاب الكفر إجماعا من المسلمین إلا ما نقل من شذاذ من المتصوفین الذین لا یعدون من المسلمین.

و أما عقاب المعاصی فمنقطع و یكفی هنا عدم وجدان طریق عقلی إلی دوامهما و فی عبارة التجرید فی هذا المطلب تناقض یحتاج إلی تكلف تام فی دفعه.

الثالث أن الإحباط بالمعنی الذی ذكرناه من إفناء كل من الاستحقاقین للآخر أو المتأخر للمتقدم باطل عند أصحابنا و مذهب أبی علی و هو بقاء المتأخر و فناء المتقدم مناف للنصوص الكثیرة المتضمنة لعدم تضییع العمل و أما مذهب أبی هاشم فلا ینافی ظواهر النصوص لأنه إذا أفنی المتقدم المتأخر أیضا فلیس بضائع و لا مما لم یره العامل لكن الظاهر أن ما ذهب إلیه من إبطاله له من جهة المنافاة بینهما فلیس بصحیح إذ لا منافاة عقلا بین الثواب و العقاب و استحقاقهما بل یكاد

ص: 200

العقل یجزم بعدم مساواة من أعقب كثیرا من الطاعة بقلیل من المعصیة مع من اكتفی بالفضل بینهما حسب و عدم مساواة من أعقب أحدهما بما یساوی الآخر مع من لم یفعل شیئا.

ثم إنه یمكن أن یسقط العقاب المتقدم عند الطاعة المتأخرة علی سبیل العفو و هو إسقاط اللّٰه تعالی ما یستحقه علی العبد من العقوبة و هو الظاهر من مذاهب أصحابنا رضی اللّٰه عنهم و أما الثواب فلا یتصور فیه ذلك و یمكن أن یكون الوعد بالثواب علی

الطاعة المتقدمة أو استحقاقه مشروطا بعدم معاقبة المعصیة لها كما یشترط ثواب الإیمان و الطاعات بالموافاة علی الإیمان بأن یموت مؤمنا عند كثیر من أصحابنا.

لكن ذلك الاشتراط لیس بعام لجمیع المعاصی بل مخصوص بمقتضی النصوص ببعضها و لیس كل ما ورد بطلان الطاعة بسببه مما یقطع باشتراط الثواب به لأن كلا منها أخبار آحاد لا تفید القطع نعم ربما حصل القطع بأن شیئا من تلك المعاصی یشترط استمرار انتفائه لاستحقاق الثواب أو هو شرط فی الوعد به و الفرق بین هذا و بین الإحباط ظاهر من وجوه.

الأول أن إبطال الثواب فی الإحباط من حیث التضاد عقلا بین الاستحقاقین و هاهنا من جهة اشتراطه شرعا بنفی المعصیة.

الثانی أن المنافاة هناك بین الاستحقاقین فلو لم یحصل استحقاق العقاب لانتفاء شرطه لم یحصل الإحباط و هاهنا بنفس المعصیة ینتفی الثواب أو استحقاقه إن ثبت و كان مستمرا و إن توقف أصل الاستحقاق علی استمرار النفی لم یحصل أصلا و إنما یحصل فی موضع الحصول بالموت.

و لا یختلف الحال باستحقاق العقاب علی تلك المعصیة لاستجماع شرائطه و عدمه لفقد شی ء منه كمنع اللّٰه تعالی لطفا معلوما عن المكلف و كما لو أعلم اللّٰه تعالی المكلف أنه یغفر له و یعفو عن جمیع معاصیه فكان مغریا له بالقبیح و كما لو لم یقع فعل القبیح و لا الإخلال بالواجب عن المكلف علی سبیل إیثاره علی فعل الواجب

ص: 201

و الامتناع من القبیح بل وقع لا علی وجه الإیثار فإن العاصی فی جمیع هذه الصور یستحق ذما و لا یستحق عقابا عند أبی هاشم و من یحذو حذوه و علی تقدیر الاشتراط باستمرار انتفاء المعصیة ینتفی استحقاق الثواب و علی تقدیر الإحباط لا ینتفی.

الثالث أن التوبة علی مذهب الإحباط یمنع من الإحباط و علی ما ذكرنا لا یمنع من الإحباط نعم لو كان الشرط استمرار انتفاء المعصیة أو الموافاة بالتوبة من المعصیة دون استمرار انتفائها فقط منع من الإحباط كمذهب القائلین به.

الرابع (1)

أن هذا یجری فی مذهب النافین للاستحقاق دون الإحباط و هذا الذی ذكرناه و إن لم یكن مذهبا صریحا لأصحابنا إلا أن من یذهب إلی الموافاة لا بد له من تجویزه و به یجمع بین نفی الإحباط كما تقتضیه الأدلة بزعمهم و بین الآیات و كثیر من الروایات الدالة علی أن بعضا من المعاصی یبطل الأعمال السابقة و یمكن القول بمثل هذا فی المعاصی بأن یكون استحقاق العقاب علیها أو استمراره مشروطا بعدم بعض الطاعات فی المستقبل فیأول ما یتضمن شبه هذا المعنی من الروایات به لكن عدم استحقاق العقاب بتعمد معصیة اللّٰه تعالی و توقفه علی أمر منتظر بعید و كذلك انقطاع استمراره و فی العفو مندوحة عنه و الكلام فیه كالكلام فی التوبة و هو ظاهر النصوص و فی كلام الشارح العلامة قدس سره فی شرح التجرید عند قول المصنف ره و هو مشروط بالموافاة إلخ ما یدل علی أن فی المعتزلة من یقول باشتراط الطاعات بالمعاصی المتأخرة و بالعكس و ظاهره أنه حمل كلام المصنف علی هذا المعنی فیكون قائلا بالموافاة فی الطاعات باشتراطه بانتفاء الذنب فی المستقبل و فی المعاصی باشتراطه بعدم

الطاعة الصالحة للتكفیر فی المستقبل إلا أنی لم أقف علی قائل به من أصحابنا صریحا و كلام التجرید لیس بصریح إلا فی الموافاة بالإیمان.

الرابع (2)

أن العفو مطلقا سواء كانت المعصیة مما تاب المكلف منها أو لا و سواء كانت صغیرة مكفرة أو كبیرة غیر واقع بالسمع عند جمیع المعتزلة و ذهب بعضهم

ص: 202


1- 1. یعنی الرابع من الوجوه.
2- 2. یعنی الرابع من المقاصد.

و هم البغدادیون منهم إلی أنه قبیح عقلا و السمع أكده و البصریون إلی جوازه عقلا و إنما المانع منه السمع فمزیل العقاب عندهم منحصر فی أمرین أحدهما التوبة و الثانی التكفیر بالثواب و ذلك عند من قال بأن التوبة إنما تسقط العقاب لكونه ندما علی المعصیة و أما عند من قال إنه یسقط لكثرة الثواب فالمزیل منحصر فی أمر واحد هو الإحباط فتوهم غیر هذا باطل و دعوی الاتفاق علی العفو من الصغائر عند اجتناب الكبائر و من الذنوب مطلقا عند التوبة كما وقع من الشارح الجدید للتجرید مضمحل عند التحقیق كما ذكره بعض الأفاضل.

قال صاحب الكشاف فی تفسیر قوله تعالی إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ نمط ما تستحقونه من العقاب فی كل وقت علی صغائركم و نجعلها كأن لم تكن لزیادة الثواب المستحق علی اجتنابكم الكبائر و صبركم عنها علی عقاب السیئات و أما إسقاط التوبة للعقاب ففیه ثلاث مذاهب.

الأول أنها تسقطه علی سبیل الوجوب عند اجتماع شرائطها لكونها ندما علی المعصیة كما أن الندم علی الطاعة یحبطها لكونه ندما علیها مع قطع النظر عن استتباعها الثواب و العقاب.

الثانی أنها تسقطه علی سبیل الوجوب لا لكونها ندما علیها بل لاستتباعها ثوابا كثیرا.

الثالث أنها لا تسقطه و إنما یسقط العقاب عندها لأنها علی سبیل العفو دون الاستحقاق و هذه المذاهب مشهورة مسطورة فی كتب الكلام.

و أقول بهذا التفصیل الذی ذكر ارتفع التشنیع و اللوم عن محققی أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم بمخالفتهم للآیات المتضافرة و الروایات المتواترة و أن الإحباط و التكفیر بالمعنی الذی هو المتنازع فیه بین أصحابنا و بین المعتزلة نفیهما لا ینافی شیئا من ذلك.

و إنما أطنبنا الكلام فی هذا المقام لأنه من مهمات المسائل الكلامیة و من تعرض لتحقیقه لم یستوف حقه و اللّٰه الموفق.

ص: 203

«7»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ غَیْرَ ثَلَاثٍ عَیْنٍ سَهِرَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ فَاضَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنٍ غُضَّتْ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ (1).

بیان: فی سبیل اللّٰه أی فی الجهاد أو الأعم منه و من السفر إلی الحج و الزیارات أو الأعم منها و من السهر للعبادة و مطالعة العلوم الدینیة و هذا أظهر و إسناد الفیض إلی العین مجاز یقال فاض الماء و الدمع یفیض فیضا كثر حتی سال و غضت علی بناء المفعول یقال غض طرفه أی كسره و أطرق لم یفتح عینه.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِیمَا نَاجَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَی علیه السلام یَا مُوسَی مَا تَقَرَّبَ إِلَیَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ عَنْ مَحَارِمِی فَإِنِّی أُبِیحُهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ لَا أُشْرِكُ مَعَهُمْ أَحَداً(2).

بیان: جنات عدن قال الراغب أی استقرار و ثبات و عدن بمكان كذا استقر و منه المعدن لمستقر الجواهر.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ لَا أَعْنِی سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ وَ لَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِیَةً تَرَكَهَا(3).

توضیح: ما فرض اللّٰه أی قرره أعم من الواجب و الندب و یحتمل الوجوب و إن كان أی هذا الذكر اللسانی منه أی من مطلق الذكر الشدید الذكر عند الطاعة و المعصیة و الذكر اللسانی هین بالنسبة إلیه و الحاصل أن اللّٰه سبحانه أمر بالذكر و مدحه فی مواضع كثیرة من الذكر الحكیم لقوله سبحانه و

ص: 204


1- 1. الكافی ج 2 ص 80.
2- 2. الكافی ج 2 ص 80.
3- 3. الكافی ج 2 ص 80.

اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً(1) و قوله وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (2) و قوله تعالی الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ (3) و أصل الذكر التذكر بالقلب و منه اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ (4) أی تذكروا ثم یطلق علی الذكر اللسانی حقیقة أو من باب تسمیة الدال باسم المدلول ثم كثر استعماله فیه لظهوره حتی صار هو السابق إلی الفهم فنص علیه السلام علی إرادة الأول دون الثانی فقط دفعا لتوهم تخصیصه بالثانی و إشارة إلی أكمل أفراده.

و قال بعضهم ذكر اللسان مع خلو القلب عنه لا یخلو من فائدة لأنه یمنعه من التكلم باللغو و یجعل لسانه معتادا بالخیر و قد یلقی الشیطان إلیه أن حركة اللسان بدون توجه القلب عبث ینبغی تركه فاللائق بحال الذاكر حینئذ أن یحضر قلبه رغما للشیطان و لو لم یحضره فاللائق به أن لا یترك ذكر اللسان رغما لأنفه أیضا و أن یجیبه بأن اللسان آلة للذكر كالقلب و لا یترك أحدهما بترك الآخر فإن لكل عضو عبادة.

ثم اعلم أن الذكر القلبی من أعظم بواعث المحبة و المحبة أرفع منازل المقربین رزقنا اللّٰه إیاها و سائر المؤمنین

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَرَكَ مَعْصِیَةَ اللَّهِ مَخَافَةَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَرْضَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).

ص: 205


1- 1. الأحزاب: 41.
2- 2. الأعراف: 205.
3- 3. آل عمران: 191.
4- 4. البقرة: 47.
5- 5. الكافی ج 2 ص 81.

بیان: یمكن تعمیم المعصیة لیشمل ترك الطاعة أیضا و عدم ما یرضیه به لتفخیمه إیماء إلی أن عقل البشر لا یصل إلی كنه حقیقته كما قال سبحانه وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ(1) أقول قد أثبتنا بعض الأخبار فی باب الاستعداد للموت.

«11»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَزَالُ أُمَّتِی بِخَیْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ تَهَادَوْا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ اجْتَنَبُوا الْحَرَامَ وَ قَرَوُا الضَّیْفَ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ فَإِذَا لَمْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِینَ (2).

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ حَنَانٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سَلْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَتْقَی النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ یُجَاوِرُكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً(3).

لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ: مِثْلَهُ (4).

«13»- لی، [الأمالی] للصدوق قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ (5).

«14»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ

ص: 206


1- 1. براءة: 72.
2- 2. عیون الأخبار ج 2 ص 81.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 120.
4- 4. أمالی الصدوق ص 121.
5- 5. أمالی الصدوق ص 14.

یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْحَرَامَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ (1).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب الیقین.

«15»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الدَّیْرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَثَلَ هَذَا الدِّینِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الْإِیمَانُ أَصْلُهَا وَ الصَّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزَّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصَّوْمُ سَعَفُهَا وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الْكَفُّ عَنِ الْمَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكْمُلُ شَجَرَةٌ إِلَّا بِالثَّمَرِ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ لَا یَكْمُلُ إِلَّا بِالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ (2).

«16»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُوِیَ عَنِ الْمُغِیرَةِ أَنَّهُ قَالَ إِذَا عَرَفَ الرَّجُلُ رَبَّهُ لَیْسَ عَلَیْهِ وَرَاءَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَ لَیْسَ كُلَّمَا ازْدَادَ بِاللَّهِ مَعْرِفَةً فَهُوَ أَطْوَعُ لَهُ أَ فَیُطِیعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ لَا یَعْرِفُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِأَمْرٍ وَ أَمَرَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُؤْمِنِینَ بِأَمْرٍ فَهُمْ عَامِلُونَ بِهِ إِلَی أَنْ یَجِی ءَ نَهْیُهُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ سَوَاءٌ.

قَالَ ثُمَّ قَالَ لَا یَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی عَبْدٍ وَ لَا یُزَكِّیهِ إِذَا تَرَكَ فَرِیضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ أَوِ ارْتَكَبَ كَبِیرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ قَالَ قُلْتُ لَا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِ قَالَ نَعَمْ قَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ قَالَ قُلْتُ أَشْرَكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَمَرَهُ بِأَمْرٍ وَ أَمَرَهُ إِبْلِیسُ بِأَمْرٍ فَتَرَكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ صَارَ إِلَی مَا أَمَرَ إِبْلِیسُ فَهَذَا مَعَ إِبْلِیسَ فِی الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ(3).

ص: 207


1- 1. الخصال ج 1 ص 11.
2- 2. علل الشرائع ج 1 ص 237.
3- 3. ثواب الأعمال ص 220.

«17»- ختص، [الإختصاص] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَ إِلَی أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا سَیِّدِی أَخْبِرْنِی بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی النَّاسِ وَ السَّلَامُ (1).

«18»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اصْبِرْ(2) وَ مَا لَمْ یَأْتِ مِنْهَا فَلَسْتَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَی تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا وَ كَأَنَّكَ قَدْ أُعْطِیتَ.

«19»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ تَرْكِ مَا أَمَرَ بِهِ أَنْ یَتْرُكَهُ.

«20»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: لَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ (3).

ص: 208


1- 1. الاختصاص: 225.
2- 2. كذا، و لعله سقط منه نحو هذا[ علی ما أتاك من المصائب و لا تجزع لما لم یأتك فان ما لم یأت].
3- 3. نهج البلاغة ج 2 ص 168.

باب 66 الاقتصاد فی العبادة و المداومة علیها و فعل الخیر و تعجیله و فضل التوسط فی جمیع الأمور و استواء العمل

الآیات:

البقرة فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ (1) آل عمران وَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِینَ (2) وَ قَالَ وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (3) المائدة فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ (4) طه وَ عَجِلْتُ إِلَیْكَ رَبِّ لِتَرْضی (5) الأنبیاء إِنَّهُمْ كانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ (6) المؤمنون أُولئِكَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ (7).

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا إِنَّ لِكُلِّ عِبَادَةٍ شِرَّةً ثُمَّ تَصِیرُ إِلَی فَتْرَةٍ فَمَنْ صَارَتْ شِرَّةُ عِبَادَتِهِ إِلَی سُنَّتِی فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ خَالَفَ سُنَّتِی فَقَدْ ضَلَّ وَ كَانَ عَمَلُهُ فِی تَبَابٍ أَمَا إِنِّی أُصَلِّی وَ أَنَامُ

ص: 209


1- 1. البقرة: 148.
2- 2. آل عمران: 114.
3- 3. آل عمران: 133.
4- 4. المائدة: 48.
5- 5. طه: 84.
6- 6. الأنبیاء: 90.
7- 7. المؤمنون: 61.

وَ أَصُومُ وَ أُفْطِرُ وَ أَضْحَكُ وَ أَبْكِی فَمَنْ رَغِبَ عَنْ مِنْهَاجِی وَ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ قَالَ كَفَی بِالْمَوْتِ مَوْعِظَةً وَ كَفَی بِالْیَقِینِ غِنًی وَ كَفَی بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا(1).

تبیین: إن لكل عبادة شرة الشرة بكسر الشین و تشدید الراء شدة الرغبة قال فی النهایة فیه إن لهذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة الشرة النشاط و الرغبة و منه الحدیث الآخر لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةٌ و قال فی حدیث ابن مسعود إنه مرض فبكی فقال إنما أبكی لأنه أصابنی علی حال فترة و لم یصبنی علی حال اجتهاد أی فی حال سكون و تقلیل من العبادات و المجاهدات انتهی.

إلی سنتی أی منتهیا إلیها أو إلی بمعنی مع أی لا تدعوه كثرة الرغبة فی العبادة إلی ارتكاب البدع كالریاضات المبتدعة للمتصوفة بل یعمل بالسنن و التطوعات الواردة فی السنة و یحتمل أن یكون المراد بانتهاء الشرة أن یكون ترك الشرة بالاقتصاد و الاكتفاء بالسنن و ترك بعض التطوعات لا بترك السنن أیضا و یؤیده الخبر الآتی.

فِی تَبابٍ أی تباب العمل أو صاحبه و التباب الخسران و الهلاك و فی بعض النسخ فی تبار بالراء و هو أیضا الهلاك.

كفی بالموت موعظة الباء زائدة و الموعظة ما یتعظ الإنسان به و یصیر سببا لانزجار النفس عن الخطایا و المیل إلی الدنیا و الركون إلیها و أعظمها الموت إذ العاقل إذا تفكر فیه و فی غمراته و ما یعقبه من أحوال البرزخ و القیامة و أهوالها و ما فعله بأهل الدنیا من قطع أیدیهم عنها و إخراجهم منها طوعا أو كرها فجاءه من غیر اطلاع منهم علی وقت نزوله و كیفیة حلوله هانت عنده الدنیا و ما فیها و شرع فی التهیئة له إن أعطاه اللّٰه تعالی بصیرة فی ذلك.

و كفی بالیقین غنی أی كفی الیقین بأن اللّٰه رازق العباد و أنه یوسع علی من یشاء و یقتر علی من یشاء بحسب المصالح سببا لغنی النفس و عدم

ص: 210


1- 1. الكافی ج 2 ص 85.

الحرص و ترك التوسل بالمخلوقین و هو من فروع الیقین بالقضاء و القدر و قد مر فی باب الیقین أنه یطلق غالبا علیه.

و كفی بالعبادة شغلا كأن المقصود أن النفس یطلب شغلا لیشتغل به فإذا شغلها المرء بالعبادة تحیط بجمیع أوقاته فلا یكون له فراغ یصرفه فی الملاهی و إذا لم یشتغل بالعبادة یدعوه الفراغ إلی البطر و اللّٰهو و صرف العمر فی المعاصی و الملاهی و الأمور الباطلة كسماع القصص الكاذبة و أمثالها و الغرض الترغیب فی العبادة و بیان عمدة ثمراتها.

و الظاهر أن هذه الفقرات الأخیرة مواعظ أخر لا ارتباط لها بما تقدمها و قد یتكلف بجعلها مربوطة بها بأن المراد بالأولی كفی الموت موعظة فی عدم مخالفة السنة و كفی الیقین غنی لئلا یطلب الدنیا بالرئاء و ارتكاب البدع و كفت العبادة المقررة الشرعیة شغلا فلا یلزم الاشتغال بالبدع.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لِكُلِّ أَحَدٍ شِرَّةٌ وَ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَطُوبَی لِمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی خَیْرٍ(1).

بیان: الحاصل أن لكل أحد شوقا و نشاطا فی العبادة فی أول الأمر ثم یعرض له فترة و سكون فمن كانت فترته بالاكتفاء بالسنن و ترك البدع أو ترك التطوعات الزائدة فطوبی له و من كانت فترته بترك السنن أیضا أو بترك الطاعات رأسا و ارتكاب المعاصی أو بالاقتصار علی البدع فویل له.

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ لَهُ شِرَّةٌ وَ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَی بِدْعَةٍ فَقَدْ غَوَی وَ هُوَ یُؤَیِّدُ مَا ذَكَرْنَا.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ

ص: 211


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.

فَأَوْغِلُوا فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُكَرِّهُوا عِبَادَةَ اللَّهِ إِلَی عِبَادِ اللَّهِ فَتَكُونُوا كَالرَّاكِبِ الْمُنْبَتِّ الَّذِی لَا سَفَراً قَطَعَ وَ لَا ظَهْراً أَبْقَی.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُقَرِّنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (1).

بیان: قال فی النهایة المتین الشدید القوی و قال فیه إن هذا الدین متین فأوغل فیه برفق الإیغال السیر الشدید یقال أوغل القوم و توغلوا إذا أمعنوا فی سیرهم و الوغول الدخول فی الشی ء و قد وغل یغل وغولا یرید سر فیه برفق و ابلغ الغایة القصوی منه بالرفق لا علی سبیل التهافت و الخرق و لا تحمل نفسك و لا تكلفها ما لا تطیقه فتعجز و تترك الدین و العمل.

و قال فیه فإن المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقی یقال للرجل إذا انقطع به فی سفره و عطبت راحلته قد انبت من البت القطع و هو مطاوع بت یقال بته و أبته یرید أنه بقی فی طریقه عاجزا عن مقصده لم یقض وطره و قد أعطب ظهره انتهی.

و لا تكرهوا عبادة اللّٰه كأن المعنی أنكم إذا أفرطتم فی الطاعات یرید الناس متابعتكم فی ذلك فیشق علیهم فیكرهون عبادة اللّٰه و یفعلونها من غیر رغبة و شوق و یحتمل أن یكون أوغلوا فی فعل أنفسهم و لا تكرهوا فی دعوة الغیر أی لا تحملوا علی الناس فی تعلیمهم و هدایتهم فوق سعتهم و ما یشق علیهم كما مر فی حدیث الرجل الذی هدی النصرانی فی باب درجات الإیمان (2).

و یحتمل أن یكون عباد اللّٰه شاملا لأنفسهم أیضا و یمكن أن یكون الإیغال هنا متعدیا أی أدخلوا الناس فیه برفق لیوافق الفقرة الثانیة قال فی القاموس وغل فی الشی ء یغل وغولا دخل و تواری أو بعد و ذهب و أوغل فی البلاد و العلم ذهب و بالغ و أبعد كتوغل و كل داخل مستعجلا موغل و قد أوغلته الحاجة.

ص: 212


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.
2- 2. راجع ج 69 ص 161.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تُكَرِّهُوا إِلَی أَنْفُسِكُمُ الْعِبَادَةَ(1).

بیان: حاصله النهی عن الإفراط فی التطوعات بحیث یكرهها النفس و لا تكون فیها راغبا ناشطا.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً فَعَمِلَ عَمَلًا قَلِیلًا جَزَاهُ بِالْقَلِیلِ الْكَثِیرَ وَ لَمْ یَتَعَاظَمْهُ أَنْ یَجْزِیَ بِالْقَلِیلِ الْكَثِیرَ لَهُ (2).

بیان: فی القاموس تعاظمه عظم علیه و كان فی أكثر هذه الأخبار إشارة إلی أن السعی فی زیادة كیفیة العمل أحسن من السعی فی زیادة كمیته و أن السعی فی تصحیح العقائد و الأخلاق أهم من السعی فی كثرة الأعمال.

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ بِی أَبِی وَ أَنَا بِالطَّوَافِ وَ أَنَا حَدَثٌ وَ قَدِ اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ فَرَآنِی وَ أَنَا أَتَصَابُّ عَرَقاً فَقَالَ لِی یَا جَعْفَرُ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ رَضِیَ عَنْهُ بِالْیَسِیرِ(3).

بیان: إذا أحب عبدا أی بحسن العقائد و الأخلاق و رعایة الشرائط فی الأعمال التی منها التقوی.

«7»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ وَ أَنَا شَابٌّ فَقَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ دُونَ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً رَضِیَ عَنْهُ بِالْیَسِیرِ(4).

بیان: دون ما أراك تصنع دون منصوب بفعل مقدر أی اصنع دون ذلك.

«8»- كا، [الكافی] عَنِ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ

ص: 213


1- 1. الكافی ج 2 ص 86.
2- 2. الكافی ج 2 ص 86.
3- 3. الكافی ج 2 ص 86.
4- 4. الكافی ج 2 ص 87.

ثَابِتٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ فَأَوْغِلْ فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَی نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ إِنَّ الْمُنْبَتَّ یَعْنِی الْمُفْرِطَ لَا ظَهْراً أَبْقَی وَ لَا أَرْضاً قَطَعَ فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ یَرْجُو أَنْ یَمُوتَ هَرِماً وَ احْذَرْ حَذَرَ مَنْ یَتَخَوَّفُ أَنْ یَمُوتَ غَداً(1).

بیان: فاعمل عمل من یرجو أن یموت هرما أی تأن و ارفق و لا تستعجل فإن من یرجو البقاء طویلا لا یسارع فی الفعل كثیرا أو إن من یرجو ذلك لا یتعب نفسه بل یداری بدنه و لا ینهكه بكثرة الصیام و السهر و أمثالها و احذر عن المنهیات كحذر من یخاف أن یموت غدا قیل و لعل السر فیه أن العبادات أعمال و فیها تعب الأركان و شغل عما سواها فأمر فیها بالرفق و الاقتصاد كیلا تكل بها الجوارح و لا تبغضها النفس و لا تفوت بسببها حق من الحقوق.

فأما الحذر عن المعاصی و المنهیات فهو ترك و اطراح لیس فیه كثیر كد و لا ملالة و لا شغل عن شی ء فیترك ترك من یخاف أن یموت غدا علی معصیة اللّٰه تعالی و قیل الفرق أن فعل الطاعات نفل و فضل و ترك المخالفات حتم و فرض.

«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: وَ اقْتَصِدْ یَا بُنَیَّ فِی مَعِیشَتِكَ وَ اقْتَصِدْ فِی عِبَادَتِكَ وَ عَلَیْكَ فِیهَا بِالْأَمْرِ الدَّائِمِ الَّذِی تُطِیقُهُ (2).

«10»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَمَلُ الدَّائِمُ الْقَلِیلُ عَلَی الْیَقِینِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِیرِ عَلَی غَیْرِ یَقِینٍ (3).

«11»- ع، [علل الشرائع] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَلَا وَ قُولُوا خَیْراً تُعْرَفُوا بِهِ وَ اعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ (4).

ص: 214


1- 1. الكافی ج 2 ص 87.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 6.
3- 3. علل الشرائع ج 2 ص 246.
4- 4. علل الشرائع ج 1 ص 236.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بأسانید كثیرة: مثله (1).

«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أَحْسَنُ مِنَ الصِّدْقِ قَائِلُهُ وَ خَیْرٌ مِنَ الْخَیْرِ فَاعِلُهُ (2).

«13»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْخَیْرَ ثَقُلَ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی قَدْرِ ثِقَلِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الشَّرَّ خَفَّ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی قَدْرِ خِفَّتِهِ فِی مَوَازِینِهِمْ (3).

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشَّارِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ لَیَصُومُ الْیَوْمَ الْحَارَّ یُرِیدُ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُعْتِقُهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَ یَتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ یُرِیدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ فَیُعْتِقُهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ(4).

«15»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لِكُلِّ شَیْ ءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجِیلُهُ. وَ قَالَ علیه السلام: بَادِرُوا بِعَمَلِ الْخَیْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَیْرِهِ (5).

«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ إِذَا عَرَضَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ فَابْدَأْ بِهِ وَ إِذَا عَرَضَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَتَأَنَّهُ حَتَّی تُصِیبَ رُشْدَكَ فِیهِ (6).

«17»- مص، [مصباح الشریعة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: دَاوِمْ عَلَی تَخْلِیصِ الْمُفْتَرَضَاتِ وَ السُّنَنِ فَإِنَّهُمَا الْأَصْلُ فَمَنْ أَصَابَهُمَا وَ أَدَّاهُمَا بِحَقِّهِمَا فَقَدْ أَصَابَ الْكُلَّ فَإِنَّ خَیْرَ الْعِبَادَاتِ

ص: 215


1- 1. راجع أمالی الطوسیّ ج 1 ص 220.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 209.
3- 3. الخصال ج 1 ص 12.
4- 4. أمالی الصدوق ص 220.
5- 5. الخصال ج 2 ص 161.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 6.

أَقْرَبُهَا بِالْأَمْنِ وَ أَخْلَصُهَا مِنَ الْآفَاتِ وَ أَدْوَمُهَا وَ إِنْ قَلَّ فَإِنْ سَلِمَ لَكَ فَرْضُكَ وَ سُنَّتُكَ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ احْذَرْ أَنْ تَطَأَ بِسَاطَ مَلِیكِكَ إِلَّا بِالذِّلَّةِ وَ الِافْتِقَارِ وَ الْخَشْیَةِ وَ التَّعْظِیمِ وَ أَخْلِصْ حَرَكَاتِكَ مِنَ الرِّیَاءِ وَ سِرَّكَ مِنَ الْقَسَاوَةِ فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الْمُصَلِّی یُنَاجِی رَبَّهُ فَاسْتَحْیِ أَنْ یَطَّلِعَ عَلَی سِرِّكَ الْعَالِمُ بِنَجْوَاكَ وَ مَا یُخْفِی ضَمِیرُكَ وَ كُنْ بِحَیْثُ رَآكَ لِمَا أَرَادَ مِنْكَ وَ دَعَاكَ إِلَیْهِ وَ كَانَ السَّلَفُ لَا یَزَالُونَ مِنْ وَقْتِ الْفَرْضِ إِلَی وَقْتِ الْفَرْضِ فِی إِصْلَاحِ الْفَرْضَیْنِ جَمِیعاً وَ فِی هَذَا الزَّمَانِ لِلْفَضَائِلِ عَلَی الْفَرَائِضِ كَیْفَ یَكُونُ بَدَنٌ بِلَا رُوحٍ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: عَجِبْتُ لِطَالِبِ فَضِیلَةٍ تَارِكِ فَرِیضَةٍ وَ لَیْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِحِرْمَانِ مَعْرِفَةِ الْآمِرِ وَ تَعْظِیمِهِ وَ تَرْكِ رُؤْیَةِ مَشِیَّتِهِ بِمَا أَهَّلَهُمْ لِأَمْرِهِ وَ اخْتَارَهُمْ لَهُ (1).

«18»- سر، [السرائر] عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَبَداً أَفْضَلُ فَتَعَجَّلِ الْخَیْرَ أَبَداً مَا اسْتَطَعْتَ وَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مَا دَامَ عَلَیْهِ الْعَبْدُ وَ إِنْ قَلَّ.

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بُنَیَّ عَلَیْكَ بِالْحَسَنَةِ بَیْنَ السَّیِّئَتَیْنِ تَمْحُوهُمَا قَالَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا أَبَتِ قَالَ مِثْلُ قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ سَیِّئَةً وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا سَیِّئَةً وَ ابْتَغِ بَیْنَ ذلِكَ سَبِیلًا حَسَنَةً(2) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ لا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ(3) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا فَأَسْرَفُوا سَیِّئَةً وَ أَقْتَرُوا سَیِّئَةً وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً(4) حَسَنَةً فَعَلَیْكَ بِالْحَسَنَةِ

ص: 216


1- 1. مصباح الشریعة ص 19.
2- 2. أسری: 110.
3- 3. أسری: 29.
4- 4. الفرقان: 67.

بَیْنَ السَّیِّئَتَیْنِ (1).

«20»- جا، [المجالس] للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَمَمْتَ بِخَیْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رُبَّمَا اطَّلَعَ عَلَی عَبْدِهِ وَ هُوَ عَلَی الشَّیْ ءِ مِنْ طَاعَتِهِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُعَذِّبُكَ بَعْدَهَا وَ إِذَا هَمَمْتَ بِمَعْصِیَةٍ فَلَا تَفْعَلْهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رُبَّمَا اطَّلَعَ عَلَی الْعَبْدِ وَ هُوَ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ مَعَاصِیهِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أَغْفِرُ لَكَ أَبَداً(2).

«21»- جا، [المجالس] للمفید بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَیْرٍ فَلَا یُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا صَلَّی الصَّلَاةَ وَ صَامَ الصَّوْمَ فَیُقَالُ لَهُ اعْمَلْ مَا شِئْتَ بَعْدَهَا فَقَدْ غُفِرَ لَكَ أَبَداً(3).

«22»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: فَاعِلُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنْهُ وَ فَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: لَا یُرَی الْجَاهِلُ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً(5).

وَ قَالَ علیه السلام: إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ(6).

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَ إِقْبَالِهَا فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِیَ (7).

ص: 217


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 319.
2- 2. مجالس المفید ص 127.
3- 3. مجالس المفید ص 128.
4- 4. نهج البلاغة ج 2 ص 151.
5- 5. نهج البلاغة ج 2 ص 157.
6- 6. نهج البلاغة ج 2 ص 170.
7- 7. نهج البلاغة ج 2 ص 188.

وَ قَالَ علیه السلام: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَیْهِ (1).

وَ قَالَ علیه السلام: قَلِیلٌ تَدُومُ عَلَیْهِ أَرْجَی مِنْ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا(3).

وَ قَالَ علیه السلام: قَلِیلٌ مَدُومٌ عَلَیْهِ خَیْرٌ مِنْ كَثِیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (4).

«23»- الْمَجَازَاتُ النَّبَوِیَّةُ، قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَتِینٌ فَأَوْغِلْ فِیهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَی نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَ لَا ظَهْراً أَبْقَی.

بیان: قال السید وصف الدین بالمتانة مجاز و المراد أنه صعب الظهر شدید الأسر مأخوذ من متن الإنسان و هو ما اشتد من لحم منكبیه و إنما وصفه علیه السلام بذلك لمشقة القیام بشرائطه و الأداء لوظائفه فأمر علیه السلام أن یدخل الإنسان أبوابه مترفقا و یرقأ هضابه متدرجا لیستمر علی تجشم متاعبه و یمرن علی امتطاء مصاعبه.

و شبه علیه السلام العابد الذی یحسر منته و یستنفد طاقته بالمنبت و هو الذی یغذ السیر و یكد الظهر منقطعا من رفقته و متفردا عن صحابته فتحسر مطیته و لا یقطع شقته و هذا من أحسن التمثیلات و أوقع التشبیهات.

وَ مِمَّا یُقَوِّی أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْخَبَرِ مَا كَشَفْنَا عَنْ حَقِیقَتِهِ الْخَبَرُ الْآخَرُ عَنْهُ علیه السلام وَ هُوَ فِیمَا رَوَاهُ بُرَیْدَةُ بْنُ الْحُصَیْبِ الْأَسْلَمِیُّ قَالَ قَالَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ هَدْیاً قَاصِداً فَإِنَّهُ مَنْ یُثَابِرْ هَذَا الدِّینَ یَغْلِبْهُ (5).

«24»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ