بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 65

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 65: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الإیمان و الكفر

تتمة أبواب الإیمان و الإسلام و التشیع و معانیها و فضلها و صفاتها

باب 15 فضائل الشیعة

الآیات:

النساء: وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً(1)

المائدة: وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (2)

الأحزاب: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِیراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِیُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِیماً(3)

المؤمن: الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا


1- 1. النساء: 69 و 70.
2- 2. المائدة: 56.
3- 3. الأحزاب: 41- 44.

وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1)

الحجرات: وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَیْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ نِعْمَةً وَ اللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ (2)

تفسیر:

وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ قال الطبرسی قِیلَ: نَزَلَتْ فِی ثَوْبَانَ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3) وَ كَانَ شَدِیدَ الْحُبِّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَلِیلَ الصَّبْرِ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ ذَاتَ یَوْمٍ وَ قَدْ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ نَحَلَ جِسْمُهُ فَقَالَ علیه السلام یَا ثَوْبَانُ مَا غَیَّرَ لَوْنَكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِی مِنْ مَرَضٍ وَ لَا وَجَعٍ غَیْرُ أَنِّی إِذَا لَمْ أَرَكَ اشْتَقْتُ إِلَیْكَ حَتَّی أَلْقَاكَ ثُمَّ ذَكَرْتُ الْآخِرَةَ فَأَخَافُ أَنْ لَا أَرَاكَ هُنَاكَ لِأَنِّی عَرَفْتُ أَنَّكَ تُرْفَعُ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ إِنِّی إِنْ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ كُنْتُ فِی مَنْزِلَةٍ أَدْنَی مِنْ مَنْزِلَتِكَ وَ إِنْ لَمْ أُدْخَلِ الْجَنَّةَ فَلَا أَحْسَبُ أَنْ أَرَاكَ أَبَداً فَنَزَلَتِ الْآیَةُ.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یُؤْمِنَنَّ عَبْدٌ حَتَّی أَكُونَ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَبَوَیْهِ وَ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ.

وَ قِیلَ إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا مَا یَنْبَغِی لَنَا أَنْ نُفَارِقَكَ فَإِنَّا لَا نَرَاكَ إِلَّا فِی الدُّنْیَا فَأَمَّا فِی الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ تُرْفَعُ فَوْقَنَا بِفَضْلِكَ فَلَا نَرَاكَ فَنَزَلَتِ الْآیَةُ عَنْ قَتَادَةَ وَ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ.

ثم قال و المعنی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ بالانقیاد لأمره و نهیه وَ الرَّسُولَ باتباع

ص: 2


1- 1. المؤمن: 7- 9.
2- 2. الحجرات: 7- 8.
3- 3. أخرج السیوطی فی الدّر المنثور ج 2 ص 182 فی ذلك روایات عن الطبرانی و ابن مردویه و أبی نعیم فی الحلیة و الضیاء المقدسی فی صفة الجنة و ابن جریر و ابن أبی حاتم و غیرهم.

شریعته و الرضا بحكمه فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فی الجنة ثم بین المنعم علیهم فقال مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ یرید أنه یستمتع برؤیتهم و زیارتهم و الحضور معهم فلا ینبغی أن یتوهم من أجل أنهم فی أعلی علیین أنه لا یراهم و قیل فی معنی الصدیق إنه المصدق بكل ما أمر اللّٰه به و بأنبیائه لا یدخله فی ذلك شك و یؤیده قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ (1) وَ الشُّهَداءِ یعنی المقتولین فی الجهاد وَ الصَّالِحِینَ أی صلحاء المؤمنین الذین لم تبلغ درجتهم درجة النبیین و الصدیقین و الشهداء وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً معناه من یكون هؤلاء رفقاؤه فأحسن بهم من رفیق أو فما أحسنهم من رفیق.

ثم- روی ما سیأتی بروایة العیاشی عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام (2): ثم قال ذلِكَ إشارة إلی الكون مع النبیین و الصدیقین الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ما تفضل اللّٰه به علی من أطاعه وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً بالعصاة و المطیعین و المنافقین و المخلصین و قیل معناه حسبك اللّٰه عالما بكنه جزاء المطیعین علی حقه و توفیر الحظ فیه انتهی (3).

و أقول قد مضت أخبار كثیرة فی كتاب الإمامة(4)

فی أن الصدیقین و الشهداء هم الأئمة علیهم السلام بل الصالحین أیضا وَ قَدْ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ ره فِی رَوْضَةِ الْكَافِی (5) فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فَكَیْفَ بِهِمْ وَ بِفَضْلِهِمْ.

ص: 3


1- 1. الحدید: 19.
2- 2. أبو بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أنّه قال: یا أبا محمّد لقد ذكركم اللّٰه فی كتابه ثمّ تلا هذه الآیة، و قال: فالنبی رسول اللّٰه، و نحن الصدیقون و الشهداء. و أنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم اللّٰه تعالی.
3- 3. مجمع البیان ج 3 ص 72.
4- 4. راجع ج 24 ص 30- 40. من هذه الطبعة الحدیثة.
5- 5. الكافی ج 8 ص 10 فی رسالة أبی عبد اللّٰه علیه السلام الی جماعة الشیعة.

و فی تفسیر علی بن إبراهیم النَّبِیِّینَ رسول اللّٰه وَ الصِّدِّیقِینَ علی وَ الشُّهَداءِ الحسن و الحسین وَ الصَّالِحِینَ الأئمة وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً القائم من آل محمد صلوات اللّٰه علیهم (1) وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ هذه الآیة بعد قوله سبحانه إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(2) و قد مر أن الذین آمنوا أمیر المؤمنین و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم بالروایات المتواترة من طرق العامة و الخاصة(3) فمن تولاهم و نصرهم و اتخذهم أئمة فهم حزب اللّٰه و أنصاره و هم الغالبون فی الدنیا بالحجة و فی الآخرة بالانتقام من أعدائهم و ظهور حجتهم بل فی الدنیا أیضا فی زمن القائم علیه السلام.

هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ (4) فی المجمع الصلاة من اللّٰه تعالی المغفرة و الرحمة و قیل الثناء و قیل هی الكرامة و أما صلاة الملائكة فهی دعاؤهم و قیل طلبهم إنزال الرحمة من اللّٰه تعالی لِیُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ أی من الجهل باللّٰه سبحانه إلی معرفته فشبه الجهل بالظلمات و المعرفة بالنور لأن هذا یقود إلی الجنة و ذلك یقود إلی النار و قیل من الضلالة إلی الهدی بألطافه و هدایته و قیل من ظلمات النار إلی نور الجنة وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً خص المؤمنین بالرحمة دون غیرهم لأن اللّٰه سبحانه جعل الإیمان بمنزلة العلة فی إیجاب الرحمة و النعمة العظیمة التی هی الثواب تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ أی یحیی بعضهم بعضا یوم یلقون ثواب اللّٰه بأن یقولوا السلامة لكم من جمیع الآفات و لقاء اللّٰه سبحانه لقاء ثوابه عز و جل.

و روی عن البراء بن عازب أنه قال یوم یلقون ملك الموت لا یقبض روح مؤمن إلا سلم علیه فعلی هذا یكون المعنی تحیة المؤمن من ملك الموت یوم یلقونه

ص: 4


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 131.
2- 2. المائدة: 55.
3- 3. راجع ج 35 ص 183- 206 من هذه الطبعة النفیسة.
4- 4. الأحزاب: 42.

أن یسلم علیهم و ملك الموت مذكور فی الملائكة وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِیماً أی ثوابا جزیلا انتهی (1) تفسیر و أقول

رَوَی الْعَامَّةُ بِأَسَانِیدَ جَمَّةٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ فِیهَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ غَیْرُهُ (2).

وَ رَوَی الصَّدُوقُ فِی التَّوْحِیدِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ (3) عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ فِیهِ: وَ قَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّا اشْتَبَهَ عَلَیْهِ مِنَ الْآیَاتِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ الْبَعْثُ فَإِنَّ جَمِیعَ مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ مِنْ لِقَائِهِ فَإِنَّهُ یَعْنِی بِذَلِكَ الْبَعْثَ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ یَعْنِی أَنَّهُ لَا یَزُولُ الْإِیمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَوْمَ یُبْعَثُونَ.

و قال فی المجمع فی قوله تعالی الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ عبادة لله و امتثالا لأمره وَ مَنْ حَوْلَهُ یعنی الملائكة المطیفین بالعرش و هم الكروبیون و سادة الملائكة یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أی ینزهون ربهم عما یصفه به هؤلاء المجادلون و قیل یسبحونه بالتسبیح المعهود و یحمدونه علی إنعامه وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ أی و یصدقون به و یعترفون بوحدانیته وَ یَسْتَغْفِرُونَ أی یسألون اللّٰه المغفرة لِلَّذِینَ آمَنُوا من أهل الأرض أی صدقوا بوحدانیة اللّٰه و اعترفوا بإلهیته و بما یجب الاعتراف به و یقولون فی دعائهم لهم رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً أی وسعت رحمتك و علمك كل شی ء.

و المراد بالعلم المعلوم كما فی قوله وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ (4) أی بشی ء من معلومه علی التفصیل فجعل العلم فی موضع المعلوم و المعنی أنه لا

ص: 5


1- 1. مجمع البیان ج 8 ص 362 و 363.
2- 2. أخرجها ابن شهرآشوب فی مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 16، عن جمع من أصحاب السنن، و تری فی البحار ج 38 ص 201- 288 أحادیث فی ذلك. أخرجها المصنّف من المصادر المختلفة فراجع الطبعة الحدیثة.
3- 3. التوحید ص 274، فی حدیث یذكره من ص 259- 277.
4- 4. البقرة: 255.

اختصاص لمعلوماتك بل أنت عالم بكل معلوم و لا یختص رحمتك حیا دون حی بل شملت جمیع الحیوانات و فی هذا تعلیم الدعاء لیبدأ بالثناء علیه قبل السؤال فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا من الشرك و المعاصی وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ الذی دعوت إلیه عبادك و هو دین الإسلام وَ قِهِمْ أی و ادفع عنهم عَذابَ الْجَحِیمِ و فی هذه الآیة دلالة علی أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من اللّٰه إذ لو كان واجبا لكان لا یحتاج فیه إلی مساءلتهم بل كان یفعله اللّٰه سبحانه لا محالة رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ مع قبول توبتهم و وقایتهم النار جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ علی ألسن أنبیائك وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ لیكمل أنسهم و یتم سرورهم إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ القادر علی ما تشاء الْحَكِیمُ فی أفعالك وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ أی و قهم عذاب السیئات و یجوز أن یكون العذاب هو السیئات و سماه السیئات اتساعا كما قال وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها(1) وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ أی و من تصرف عنه شر معاصیه فتفضلت علیه یوم القیامة بإسقاط عقابها فقد أنعمت علیه وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ أی الظفر بالبغیة و الفلاح العظیم انتهی (2).

وَ أَقُولُ: رَوَی الصَّدُوقُ فِی الْعُیُونِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَخُدَّامُنَا وَ خُدَّامُ مُحِبِّینَا یَا عَلِیُ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِوَلَایَتِنَا(3).

وَ فِی الْكَافِی بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَعْطَی التَّائِبِینَ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَی خَصْلَةً مِنْهَا جَمِیعَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَنَجَوْا بِهَا.

قَوْلُهُ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (4).

ص: 6


1- 1. الشوری: 40.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 515.
3- 3. عیون أخبار الرضا« ع» ج 1 ص 262.
4- 4. الكافی ج 2 ص 432.

وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ قد مر تفسیره (1)

فی باب فضل الإیمان.

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَمَنْ أَهَانَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَهَانَكَ وَ مَنْ أَهَانَكَ فَقَدْ أَهَانَنِی وَ مَنْ أَهَانَنِی أَدْخَلَهُ اللَّهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِیها وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ رُوحُكَ مِنْ رُوحِی وَ طِینَتُكَ مِنْ طِینَتِی وَ شِیعَتُكَ خُلِقُوا مِنْ فَضْلِ طِینَتِنَا فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنَا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنَا وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَانَا وَ مَنْ وَدَّهُمْ فَقَدْ وَدَّنَا یَا عَلِیُّ إِنَّ شِیعَتَكَ مَغْفُورٌ لَهُمْ عَلَی مَا كَانَ فِیهِمْ مِنْ ذُنُوبٍ وَ عُیُوبٍ یَا عَلِیُّ أَنَا الشَّفِیعُ لِشِیعَتِكَ غَداً إِذَا قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ فَبَشِّرْهُمْ بِذَلِكَ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ شِیعَةُ اللَّهِ وَ أَنْصَارُكَ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَوْلِیَاؤُكَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ حِزْبُكَ حِزْبُ اللَّهِ یَا عَلِیُّ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ شَقِیَ مَنْ عَادَاكَ یَا عَلِیُّ لَكَ كَنْزٌ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا(2).

بشا، [بشارة المصطفی] محمد بن علی بن عبد الصمد عن أبیه عن جده عن أحمد بن عیسی العجلی: مثله (3)

توضیح: أقول قد مر شرح قوله صلی اللّٰه علیه و آله و أنت ذو قرنیها فی المجلد التاسع (4)

قال فی النهایة فیه: أنه قال لعلی علیه السلام إن لك بیتا فی الجنة و أنت ذو قرنیها أی طرفی الجنة و جانبیها.

قال أبو عبید و أنا أحسب أنه أراد ذو قرنی الأمة فأضمر و قیل أراد الحسن و الحسین

و منه حدیث علی علیه السلام: و ذكر قصة ذی القرنین ثم قال و فیكم مثله. فیری

ص: 7


1- 1. راجع ج 67 ص 55. و الآیة فی الحجرات: 7.
2- 2. أمالی الصدوق ص 11.
3- 3. بشارة المصطفی ص 199 و 22.
4- 4. راجع الباب 73 ص 39- 43.

أنه إنما عنی نفسه لأنه ضرب علی رأسه ضربتین إحداهما یوم الخندق و الأخری ضربه ابن ملجم لعنه اللّٰه و ذو القرنین هو الإسكندر سمی بذلك لأنه ملك الشرق و الغرب و قیل لأنه كان فی رأسه شبه قرنین و قیل رأی فی النوم أنه أخذ بقرنی الشمس (1).

أَقُولُ: قَدْ مَضَی فِی بَابِ جَوَامِعِ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ جَابِرٍ: عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّهُ لَنْ یَرِدَ عَلَیَّ الْحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لَنْ یَغِیبَ عَنْهُ مُحِبٌّ لَكَ حَتَّی یَرِدَ الْحَوْضَ مَعَكَ (2).

«2»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ النَّهْشَلِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنْ مِیكَائِیلَ عَنْ إِسْرَافِیلَ عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّ عَلِیّاً حُجَّتِی فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ فِیهِنَّ مِنْ خَلْقِی لَا أَقْبَلُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ بِوَلَایَتِهِ مَعَ نُبُوَّةِ أَحْمَدَ رَسُولِی وَ هُوَ یَدِیَ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِی وَ هُوَ النِّعْمَةُ الَّتِی أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَی مَنْ أَحْبَبْتُهُ مِنْ عِبَادِی فَمَنْ أَحْبَبْتُهُ مِنْ عِبَادِی وَ تَوَلَّیْتُهُ عَرَّفْتُهُ وَلَایَتَهُ وَ مَعْرِفَتَهُ وَ مَنْ أَبْغَضْتُهُ مِنْ عِبَادِی أَبْغَضْتُهُ لِانْصِرَافِهِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَ وَلَایَتِهِ فَبِعِزَّتِی حَلَفْتُ وَ بِجَلَالِی أَقْسَمْتُ أَنَّهُ لَا یَتَوَالَی عَلِیّاً عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی إِلَّا زَحْزَحْتُهُ عَنِ النَّارِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُبْغِضُهُ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی وَ یَعْدِلُ عَنْ وَلَایَتِهِ إِلَّا أَبْغَضْتُهُ وَ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(3).

بیان: قال الجوهری زحزحته عن كذا أی باعدته عنه فتزحزح أی تنحی (4).

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

ص: 8


1- 1. النهایة ج 3: 247.
2- 2. راجع الباب 91 من المجلد التاسع.
3- 3. أمالی الصدوق ص 134.
4- 4. الصحاح ص 371.

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَبْعَثُ أُنَاساً وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مِنْ نُورٍ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَیْسُوا بِالْأَنْبِیَاءِ وَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهَدَاءِ وَ لَیْسُوا بِالشُّهَدَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا قَالَ آخَرُ أَنَا مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ (1).

بیان: الرجلان أبو بكر و عمر كما یدل علیه غیره من الأخبار.

«4»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ كُنْتُ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَ لَا أُبَشِّرُكَ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَدْ أَعْطَی مُحِبَّكَ وَ شِیعَتَكَ سَبْعَ خِصَالٍ الرِّفْقَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْأُنْسَ عِنْدَ الْوَحْشَةِ وَ النُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَ الْأَمْنَ عِنْدَ الْفَزَعِ وَ الْقِسْطَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ الْجَوَازَ عَلَی الصِّرَاطِ وَ دُخُولَ الْجَنَّةِ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ مِنَ الْأُمَمِ بِثَمَانِینَ عَاماً(2).

«5»- ن،(3)[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق عَنِ ابْنِ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).

«6»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحِیرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآیَتَانِ (5) فِی أَهْلِ وَلَایَتِنَا وَ أَهْلِ عَدَاوَتِنَا فَأَمَّا إِنْ

ص: 9


1- 1. أمالی الصدوق ص 147.
2- 2. أمالی الصدوق ص 202.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 52.
4- 4. أمالی الصدوق ص 217.
5- 5. الواقعة ص 88 و 89.

كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ یَعْنِی فِی قَبْرِهِ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ یَعْنِی فِی الْآخِرَةِ(1) وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِینَ الضَّالِّینَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِیمٍ یَعْنِی فِی قَبْرِهِ وَ تَصْلِیَةُ جَحِیمٍ یَعْنِی فِی الْآخِرَةِ.

«7»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ ذَاكَ خَیْرُ خَلْقِ اللَّهِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مَا خَلَا النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَخْلُقْ خَلْقاً بَعْدَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ قُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِیمَنْ یُبْغِضُهُ وَ یَنْتَقِصُهُ فَقَالَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا كَافِرٌ وَ لَا یَنْتَقِصُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ قُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِیمَنْ یَتَوَلَّاهُ وَ یَتَوَلَّی الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ فَقَالَ إِنَّ شِیعَةَ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الْفَائِزُونَ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ مَا تَرَوْنَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی ضَلَالَتِهِ مَنْ كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنْهُ قَالُوا شِیعَتُهُ وَ أَنْصَارُهُ قَالَ فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی هُدًی مَنْ كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنْهُ قَالُوا شِیعَتُهُ وَ أَنْصَارُهُ قَالَ فَكَذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ شِیعَتُهُ وَ أَنْصَارُهُ (2).

«8»- فس، [تفسیر القمی]: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (3)

حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ وَ اسْتَقْبَلُوا الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ

ص: 10


1- 1. أمالی الصدوق ص 284.
2- 2. أمالی الصدوق ص 298.
3- 3. آل عمران: 169 و 170.

اسْتَبْشَرُوا بِمَنْ لَمْ یَلْحَقْ بِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الدُّنْیَا أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1).

«9»- ل، [الخصال] عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِصْمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ اللَّیْثِ عَنْ سِنَانِ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ قَدْ أَعْطَی شِیعَتَكَ وَ مُحِبِّیكَ تِسْعَ (2) خِصَالٍ الرِّفْقَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْأُنْسَ عِنْدَ الْوَحْشَةِ وَ النُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَ الْأَمْنَ عِنْدَ الْفَزَعِ وَ الْقِسْطَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ الْجَوَازَ عَلَی الصِّرَاطِ وَ دُخُولَ الْجَنَّةِ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ وَ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ (3).

بیان: روی الصدوق هذا الحدیث فی باب السبعة و ذكر فیه سبع خصال و رواه فی باب التسعة أیضا من غیر اختلاف فی المتن و السند(4)

إلا أنه قال فیه تسع خصال و كأنه باعتبار اختلاف نسخ المأخوذ منه و الأول مبنی علی عد دخول الجنة إلی آخره خصلة واحدة و الثانی علی عدها ثلاث خصال الأول دخول الجنة قبل سائر الناس و الثانی سعی نورهم بین أیدیهم و الثالث سعی نورهم بأیمانهم أو الأول دخول الجنة الثانی قبل سائر الناس و الثالث سعی النور و القسط عند المیزان إما بمعنی العدل فاختصاصه بالشیعة لأن غیرهم یدخلون النار بغیر حساب أو بمعنی النصیب لأن لكل منهم نصیبا من الرحمة بحسب حاله و أعماله.

ص: 11


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 115.
2- 2. سبع خصال، خ ل.
3- 3. الخصال ج 2 ص 36 و 42.
4- 4. و قد مر عن الأمالی بسند آخر تحت الرقم 4.

«10»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ (1) فِی الدِّینِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ یَعْنِی آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَتْبَاعَهُمْ یَقُولُ اللَّهُ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ یَعْنِی أَهْلَ رَحْمَةٍ لَا یَخْتَلِفُونَ فِی الدِّینِ (2).

«11»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَیْبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ شِیعَتُهُ عَلَی كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا یَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ-(3)

فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَایَةُ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (4).

«12»- فس، [تفسیر القمی]: وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا(5) أَیْ صَبَرُوا وَ جَاهَدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا أَیْ لَنُثَبِّتَنَّهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ هَذِهِ الْآیَةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْیَاعِهِمْ (6).

«13»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لِیَهْنِكُمُ الِاسْمُ قُلْتُ مَا هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ وَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لَإِبْراهِیمَ (7) وَ قَوْلُهُ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِی

ص: 12


1- 1. هود: 118.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 315.
3- 3. النمل: 89.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 434، و الآیة الأخیرة فی الأنبیاء: 103.
5- 5. العنكبوت: 69.
6- 6. تفسیر القمّیّ ص 498.
7- 7. الصافّات: 83.

مِنْ شِیعَتِهِ عَلَی الَّذِی مِنْ عَدُوِّهِ (1) فَلْیَهْنِكُمُ الِاسْمُ (2).

بیان: فی المصباح هنوء الشی ء بالضم مع الهمز هناءه بالفتح و المد تیسر من غیر مشقة و لا عناء فهو هنی ء و یجوز الإبدال و الإدغام و هنأنی الولد یهنؤنی مهموز من بابی نفع و ضرب أی سرنی و تقول العرب فی الدعاء لیهنئك الولد بهمزة ساكنة و بإبدالها یاء و حذفها عامی و معناه سرك و هنأنی الطعام یهنئنی ساغ و لذ و أكلته هنیئا مریئا أی بلا مشقة انتهی.

و أقول لو كان الخبر مضبوطا بهذا الوجه یدل علی أن الحذف لیس بعامی و حاصل الخبر أن لفظ الشیعة الذی یطلق علی أتباع الأئمة علیهم السلام لقب شریف وصف اللّٰه النبیین و أتباع الأنبیاء الماضین به فسروا به و لا تبالوا بتشنیع المخالفین بذلك علیكم.

فس، [تفسیر القمی]: وَ إِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَآبٍ (3) هُمُ الْأَوَّلَانِ وَ بَنُو أُمَیَّةَ ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِمَّنْ غَصَبَ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ فَقَالَ وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ وَ هُمْ بَنُو السِّبَاعِ فَیَقُولُ بَنُو أُمَیَّةَ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ فَیَقُولُ بَنُو فُلَانٍ بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا وَ بَدَأْتُمْ بِظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ فَبِئْسَ الْقَرارُ ثُمَّ یَقُولُ بَنُو أُمَیَّةَ رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِی النَّارِ یَعْنُونَ الْأَوَّلَیْنِ ثُمَّ یَقُولُ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ فِی النَّارِ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ فِی الدُّنْیَا وَ هُمْ شِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ الصَّادِقِ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَفِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ (4).

بیان: آخر من شكله قال المفسرون أی یذوق أو عذاب آخر و علی

ص: 13


1- 1. القصص ص 15.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 557.
3- 3. ص: 55 و ما بعدها ذیلها.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 571.

تأویله علیه السلام و یدخل فوج آخر مثل الفوج الأول فی الشقاوة أَزْواجٌ أی أجناس متشابهة هذا فَوْجٌ هو حكایة ما یقال للطاغین الأولین و بنو السباع كنایة عن بنی العباس لا مَرْحَباً بِهِمْ دعاء من المتبوعین علی أتباعهم فیقول بنو فلان أی بنو العباس لبنی أمیة بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أی بل أنتم أحق بهذا القول لضلالكم و إضلالكم أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ أی العذاب أو الصلی لَنا بإغوائنا فَبِئْسَ الْقَرارُ جهنم عَذاباً ضِعْفاً أی مضاعفا و الأولان أبو بكر و عمر أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا قیل إنه إنكار علی أنفسهم و تأنیب لها فی الاستسخار منهم أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ قیل معادلة لقوله ما لَنا كأنهم قالوا لیسوا هنا أم زاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم أو ل أَتَّخَذْناهُمْ بمعنی أی الأمرین فعلنا بهم الاستسخار منهم أم تحقیرهم فإن زیغ الأبصار كنایة عنه علی معنی إنكارهما علی أنفسهم تُحْبَرُونَ علی بناء المجهول أی تسرون أو تتنعمون.

«15»- فس، [تفسیر القمی]: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِی شِیعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَاصَّةً.

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَا یُعْذِرُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَحَداً یَقُولُ یَا رَبِّ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ وُلْدَ فَاطِمَةَ هُمُ الْوُلَاةُ عَلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ فِی شِیعَةِ وُلْدِ فَاطِمَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ(1)

خَاصَّةً یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (2).

«16»- ب، [قرب الإسناد] عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنْ یَمِینِ اللَّهِ وَ كِلْتَا یَدَیْهِ یَمِینٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قَوْمٌ عَلَی وُجُوهِهِمْ نُورٌ لِبَاسُهُمْ مِنْ نُورٍ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَهُ شِیعَتُنَا وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ (3).

ص: 14


1- 1. الزمر: 53.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 578.
3- 3. قرب الإسناد ص 29.

بیان: قوله علیه السلام عن یمین العرش بدل عن قوله عن یمین اللّٰه و هو خبر قوم و سمی هذا الجانب یمینا لأنه محل رحمة اللّٰه و موقف أهل الیمین و البركة و لما كان الشمال فی الإنسان أنقص أزال توهم ذلك بقوله و كلتا یدیه یمین أی لیس فیه نقص بوجه و كما أن رحمته علی الكمال غضبه أیضا فی غایة الشدة أو لما كان الشمال منسوبة إلی الشر بین أنه لیس فیه جهة شر و لا یصدر منه شر بل كلما یصدر منه خیر كما یشیر إلیه قوله علیه السلام و الخیر فی یدیك.

قال فی النهایة فیه الحجر الأسود یمین اللّٰه فی الأرض هذا كلام تمثیل و تخییل و أصله أن الملك إذا صافح رجلا قبل الرجل یده فكأن الحجر الأسود بمنزلة الیمین للملك حیث یستلم و یلثم و منه الحدیث الآخر و كلتا یدیه یمین أی إن یدیه تبارك و تعالی بصفة الكمال لا نقص فی واحدة منهما لأن الشمال ینقص عن الیمین و كلما جاء فی القرآن و الحدیث من إضافة الید و الأیدی و الیمین و غیر ذلك من أسماء الجوارح إلی اللّٰه تعالی فإنما هو علی سبیل المجاز و الاستعارة و اللّٰه تعالی منزه عن التجسیم و التشبیه.

«17»- ب، [قرب الإسناد] عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: یَخْرُجُ أَهْلُ وَلَایَتِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ آمِنَةً رَوْعَاتُهُمْ قَدْ فُرِّجَتْ عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ وَ سُهِّلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ قَدْ أُعْطُوا الْأَمْنَ وَ الْإِیمَانَ وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْأَحْزَانُ حَتَّی یُحْمَلُوا عَلَی نُوقٍ بِیضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ عَلَیْهِمْ نِعَالٌ مِنْ ذَهَبٍ شُرُكُهَا النُّورُ حَتَّی یَقْعُدُونَ فِی ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ مَائِدَةٌ یَأْكُلُونَ عَلَیْهَا حَتَّی یَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ (1).

بیان: الشرك ككتب جمع شراك ككتاب و هو سیر النعل.

«18»- ب، [قرب الإسناد] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَبْعَثُ اللَّهُ عِبَاداً یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَهَلَّلَ وُجُوهُهُمْ نُوراً عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مِنْ

ص: 15


1- 1. قرب الإسناد ص 49.

نُورٍ فَوْقَ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ بِأَیْدِیهِمْ قُضْبَانٌ مِنْ نُورٍ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ عَنْ یَسَارِهِ بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهَدَاءِ وَ لَیْسُوا بِشُهَدَاءَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ لَا فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ لَا فَقَالَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ (1).

«19»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: إِذَا حُمِلَ أَهْلُ وَلَایَتِنَا عَلَی الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ یَا نَارُ اخْمُدِی فَتَقُولُ النَّارُ عَجِّلُوا جُوزُونِی فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكُمْ لَهَبِی (2).

«20»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنَ الْكَعْبَةِ(3).

«21»- ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَی الْمُؤْمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ الْعِزَّ فِی الدُّنْیَا وَ الدِّینِ وَ الْفَلْجَ فِی الْآخِرَةِ وَ الْمَهَابَةَ فِی صُدُورِ الْعَالَمِینَ (4).

بیان: الفلج فی أكثر النسخ بالجیم و فی بعضها بالحاء المهملة و فی القاموس الفلج الظفر و الفوز كالإفلاج و الاسم بالضم و قال الفلح محركة و الفلاح الفوز و النجاة و البقاء فی الخیر.

«22»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَی الْمُؤْمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ الْعِزَّةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْفَلْجَ فِی الْآخِرَةِ وَ الْمَهَابَةَ فِی صُدُورِ

ص: 16


1- 1. المصدر ص 49.
2- 2. المصدر ص 49.
3- 3. الخصال ج 1 ص 16.
4- 4. الخصال ج 1 ص 68.

الظَّالِمِینَ ثُمَّ قَرَأَ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ قَرَأَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) إِلَی قَوْلِهِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (2).

«23»- ل، [الخصال] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَدَ مَنْ یَحْسُدُنِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ أَرْبَعَةٍ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ ذَرَارِیُّنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا وَ شِیعَتُنَا عَنْ أَیْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا(3).

بیان: یمكن أن یكون أحد الأربعة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الثانی علیا علیه السلام و الثالث الذراری و الرابع الشیعة و كون علی علیه السلام أولهم لأنه علیه السلام صاحب الرایة و هو مقدم فی الدخول كما مر و یحتمل أن یكون المراد بالذراری الحسنان علیهما السلام تتمة الأربعة و الظاهر أنه سقط شی ء من الخبر كما یدل علیه ما سیأتی من خبر الإرشاد(4).

«24»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: الْمُؤْمِنُ یَتَقَلَّبُ فِی خَمْسَةٍ مِنَ النُّورِ مَدْخَلُهُ نُورٌ وَ مَخْرَجُهُ نُورٌ وَ عِلْمُهُ نُورٌ وَ كَلَامُهُ نُورٌ وَ مَنْظَرُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی النُّورِ(5).

ل، [الخصال] فِی الْأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: شِیعَتُنَا بِمَنْزِلَةِ النَّحْلِ لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی أَجْوَافِهَا لَأَكَلُوهَا(6)

ص: 17


1- 1. المنافقون: 8.
2- 2. الخصال ج 1 ص 72، و الآیات صدر سورة المؤمنون.
3- 3. الخصال ج 1 ص 121.
4- 4. راجع الرقم 67.
5- 5. المصدر ج 1 ص 133.
6- 6. الخصال ج 2 ص 163.

وَ قَالَ علیه السلام لِمُحِبِّینَا أَفْوَاجٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لِمُبْغِضِینَا أَفْوَاجٌ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ (1)

وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَیَنْظُرُونَ إِلَی مَنَازِلِ شِیعَتِنَا كَمَا یَنْظُرُ الْإِنْسَانُ إِلَی الْكَوَاكِبِ فِی السَّمَاءِ(2)

وَ قَالَ علیه السلام سِرَاجُ الْمُؤْمِنِ مَعْرِفَةُ حَقِّنَا(3)

وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ فَاخْتَارَنَا وَ اخْتَارَ لَنَا شِیعَةً یَنْصُرُونَنَا وَ یَفْرَحُونَ بِفَرَحِنَا وَ یَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا وَ یَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فِینَا أُولَئِكَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا(4).

«25»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَنِ الْمُفَسِّرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام قَالَ: كَانَ قَوْمٌ مِنْ خَوَاصِّ الصَّادِقِ علیه السلام جُلُوساً بِحَضْرَتِهِ فِی لَیْلَةٍ مُقْمِرَةٍ مُصْحِیَةٍ فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ أَدِیمَ هَذِهِ السَّمَاءِ وَ أَنْوَرَ هَذِهِ النُّجُومَ وَ الْكَوَاكِبَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ هَذَا وَ إِنَّ الْمُدَبِّرَاتِ الْأَرْبَعَةَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مَلَكَ الْمَوْتِ علیهم السلام یَنْظُرُونَ إِلَی الْأَرْضِ فَیَرَوْنَكُمْ وَ إِخْوَانَكُمْ فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ نُورُكُمْ إِلَی السَّمَاوَاتِ وَ إِلَیْهِمْ أَحْسَنُ مِنْ نُورِ هَذِهِ الْكَوَاكِبِ وَ إِنَّهُمْ لَیَقُولُونَ كَمَا تَقُولُونَ مَا أَحْسَنَ أَنْوَارَ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِینَ (5).

بیان: المقمرة لیلة فیها القمر و المصحیة علی بناء الإفعال من قولهم أصحت السماء إذا ذهب غیمها و الملائكة الأربعة مدبرات لأنها تدبر أمور العالم بإذنه تعالی كما قال سبحانه فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً(6).

«26»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُعْرَفُ فِی السَّمَاءِ كَمَا یَعْرِفُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ وَ وُلْدَهُ وَ

ص: 18


1- 1. الخصال ج 2 ص 165 و 167 و 169 علی الترتیب.
2- 2. الخصال ج 2 ص 165 و 167 و 169 علی الترتیب.
3- 3. الخصال ج 2 ص 165 و 167 و 169 علی الترتیب.
4- 4. الخصال ج 2 ص 165 و 167 و 169 علی الترتیب.
5- 5. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 2.
6- 6. النازعات: 5.

إِنَّهُ لَأَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ (1).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (2).

«27»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذِهِ الْأَسَانِیدِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ عَنْ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ هُوَ یَقُولُ رَبِّی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ وَ یُؤْمِنُونَ بِكَ وَ بِأَهْلِ بَیْتِكَ بِالْجَنَّةِ فَلَهُمْ عِنْدِی جَزَاءً الْحُسْنَی وَ سَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ(3).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (4).

«28»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ أَنَّهُ لَمْ یَجْعَلْ لِأَجَلِهِ وَقْتاً حَتَّی یَهُمَّ بِبَائِقَةٍ فَإِذَا هَمَّ بِبَائِقَةٍ قَبَضَهُ إِلَیْهِ.

قَالَ وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام: تَجَنَّبُوا الْبَوَائِقَ یُمَدَّ لَكُمْ فِی الْأَعْمَارِ(5).

«29»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَنَا وَ هَذَا یَعْنِی عَلِیّاً كَهَاتَیْنِ وَ ضَمَّ بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ وَ شِیعَتُنَا مَعَنَا وَ مَنْ أَعَانَ مَظْلُوماً كَذَلِكَ (6).

«30»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تُوضَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنَابِرُ حَوْلَ الْعَرْشِ لِشِیعَتِی وَ شِیعَةِ أَهْلِ بَیْتِی الْمُخْلِصِینَ فِی وَلَایَتِنَا وَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَلُمَّ یَا عِبَادِی إِلَیَّ لِأَنْشُرَ عَلَیْكُمْ كَرَامَتِی فَقَدْ أُوذِیتُمْ فِی الدُّنْیَا(7).

«31»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَرِدُ شِیعَتُكَ

ص: 19


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 33.
2- 2. صحیفة الرضا علیه السلام ص 8.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 33.
4- 4. صحیفة الرضا علیه السلام ص 8.
5- 5. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 36 و البائقة: الداهیة و الشر.
6- 6. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 58.
7- 7. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 60.

یَوْمَ الْقِیَامَةِ رِوَاءً غَیْرَ عِطَاشٍ وَ یَرِدُ عَدُوُّكَ عِطَاشاً یَسْتَسْقُونَ فَلَا یُسْقَوْنَ (1).

«32»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْكَشِّیِّ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا ابْنَ یَزِیدَ أَنْتَ وَ اللَّهِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قُلْتُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِی وَ اللَّهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَا عُمَرُ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (2) أَ وَ مَا تَقْرَأُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ اسْمُهُ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3).

«33»- جا،(4)[المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَسِیمٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (5) فَقَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام ذَاكَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ الْمُقَرَّبُونَ مِنَ اللَّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُمْ (6).

«34»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی زَمَنِ مَرْوَانَ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتُمْ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ

ص: 20


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 60.
2- 2. آل عمران: 68.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 44. و الآیة الثانیة فی إبراهیم: 36.
4- 4. مجالس المفید ص 184.
5- 5. الواقعة: 12.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 70.

فَقَالَ مَا مِنَ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مُحِبّاً لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَا سِیَّمَا هَذِهِ الْعِصَابَةِ إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ فَأَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ تَابَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ فَأَحْیَاكُمُ اللَّهُ مَحْیَانَا وَ أَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ أَوْ یُغْتَبَطُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَكَذَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً(1) فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

بیان: لا سیما هذه العصابة أی الشیعة فإنها أخص و فی القاموس الغبطة بالكسر حسن الحال و المسرة و قد اغتبط.

«35»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مَلَائِكَةً یَقُولُونَ فِی تَسْبِیحِهِمْ سُبْحَانَ مَنْ دَلَّ هَذَا الْخَلْقَ الْقَلِیلَ مِنْ هَذَا الْخَلْقِ الْكَثِیرِ عَلَی هَذَا الدِّینِ الْعَزِیزِ(3).

«36»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرِیِّینَ فَحَدَّثَهُمْ بِحَدِیثِ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِی الْحَجِّ أَمْلَاهُ عَلَیْهِمْ فَلَمَّا قَامُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ إِنَّكُمْ لَزِمْتُمْ صَاحِبَكُمْ فَإِلَی أَیْنَ تَرَوْنَ یُرِیدُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ (4).

بشا، [بشارة المصطفی] عن أبی علی ابن الشیخ عن والده عن المفید: مثله (5).

ص: 21


1- 1. الرعد: 38.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 143.
3- 3. المصدر ج 1 ص 143.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 158.
5- 5. بشارة المصطفی ص 111.

«37»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذْ جَاءَ شَیْخٌ قَدِ انْحَنَی مِنَ الْكِبَرِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ یَا شَیْخُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ وَ قَبَّلَ یَدَهُ وَ بَكَی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا یُبْكِیكَ یَا شَیْخُ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مُقِیمٌ عَلَی رَجَاءٍ مِنْكُمْ مُنْذُ نَحْوٍ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ أَقُولُ هَذِهِ السَّنَةَ وَ هَذَا الشَّهْرَ وَ هَذَا الْیَوْمَ وَ لَا أَرَاهُ فِیكُمْ فَتَلُومُنِی أَنْ أَبْكِیَ قَالَ فَبَكَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا شَیْخُ إِنْ أُخِّرَتْ مَنِیَّتُكَ كُنْتَ مَعَنَا وَ إِنْ عُجِّلَتْ كُنْتَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ ثَقَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الشَّیْخُ مَا أُبَالِی مَا فَاتَنِی بَعْدَ هَذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا شَیْخُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ الْمُنْزَلَ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی- نَجِی ءُ وَ أَنْتَ مَعَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْخَبَرَ(1).

«38»- جا،(2) [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّغْلِبِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: نَحْنُ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ شِیعَتُنَا خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ أُمَّةِ نَبِیِّهِ (3).

«39»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ أَتْبَاعُكَ فِی الْجَنَّةِ(4).

«40»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی

ص: 22


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 163.
2- 2. المجالس ص 189.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 76.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 57.

بْنِ وَاصِلٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَزَوَّرٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا زَیَّنَكَ بِالزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَجَعَلَكَ تَرْضَی بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ یَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَأَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ فَأُولَئِكَ جِیرَانُكَ فِی دَارِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِی جَنَّتِكَ وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُوقِفَهُ مَوْقِفَ الْكَذَّابِینَ (1).

بیان: الرزء النقص أی لم تأخذ من الدنیا شیئا و لم تنقص الدنیا من قدرك شیئا قال فی النهایة فیه فلم یرزأنی شیئا أی لم یأخذ منی شیئا یقال رزأته أرزؤه و أصله النقص.

«41»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یُوسُفَ الْبَصْرِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ ره قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ ضَرَبَ كَتِفَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِیَدِهِ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّنَا فَهُوَ الْعَرَبِیُّ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا فَهُوَ الْعِلْجُ شِیعَتُنَا أَهْلُ الْبُیُوتَاتِ وَ الْمَعَادِنِ وَ الشَّرَفِ وَ مَنْ كَانَ مَوْلِدُهُ صَحِیحاً وَ مَا عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ وَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً یَهْدِمُونَ سَیِّئَاتِ شِیعَتِنَا كَمَا یَهْدِمُ الْقَوْمُ الْبُنْیَانَ (2).

جا، [المجالس] للمفید عن الجعابی: مثله (3)

توضیح: المراد بأهل البیوتات و المعادن القبائل الشریفة و الأنساب الصحیحة فی القاموس البیت الشرف و الشریف و فی النهایة بیت الرجل شرفه قال العباس فی مدح النبی صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 23


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 57.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 194 و العلج: الكافر.
3- 3. مجالس المفید ص 108.

حتی احتوی بیتك المهیمن من***خندف علیاء تحتها النطق

أراد شرفه فجعله فی أعلی خندف بیتا و قال معادن العرب أصولها التی ینتسبون إلیها و یتفاخرون بها كما یهدم القوم فی بعض النسخ القدوم و هو بتخفیف الدال آلة ینحت بها الخشب.

«42»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ ضَاعَفَ اللَّهُ عَمَلَهُ لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(1).

«43»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَنْجِیِّ عَنْ أَبِی عَاصِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا جُزْءٌ مِنَّا خُلِقُوا مِنْ فَضْلِ طِینَتِنَا یَسُوؤُهُمْ مَا یَسُوؤُنَا وَ یَسُرُّهُمْ مَا یَسُرُّنَا فَإِذَا أَرَادَنَا أَحَدٌ فَلْیَقْصِدْهُمْ فَإِنَّهُمُ الَّذِی یُوصِلُ مِنْهُ إِلَیْنَا(2).

«44»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حُقُوقُ شِیعَتِنَا عَلَیْنَا أَوْجَبُ مِنْ حُقُوقِنَا عَلَیْهِمْ قِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- فَقَالَ لِأَنَّهُمْ یُصَابُونَ فِینَا وَ لَا نُصَابُ فِیهِمْ (3).

«45»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْحَفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَسَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْهُ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَثَلِی مَثَلُ (4)

شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَ عَلِیٌّ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرَتُهَا وَ الشِّیعَةُ وَرَقُهَا فَأَبَی أَنْ یُخْرِجَ مِنَ الطَّیِّبِ إِلَّا الطَّیِّبَ (5).

ص: 24


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 227.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 305 و فیه الكنیخی بدل الكنجی.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 310.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 363.
5- 5. فی بشارة المصطفی: مثلی و مثل علیّ بن أبی طالب شجرة.

بشا، [بشارة المصطفی] محمد بن أحمد بن شهریار عن محمد بن محمد بن الحسین عن الحسن بن محمد التمیمی عن علی بن الحسین بن سفیان عن علی بن العباس عن عباد بن یعقوب: مثله (1)

بیان: فأبی أی أبی اللّٰه و فی أمالی الشیخ نفسه فأنی یخرج و هو أظهر.

«46»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ ابْنِ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مِیثَمٍ التَّمَّارِ مَوْلَی عَلِیِّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی وَجَدْتُ فِی كُتُبِ أَبِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِأَبِی مِیثَمٍ أَحْبِبْ حَبِیبَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ فَاسِقاً زَانِیاً وَ أَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(2) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ یَا عَلِیُّ وَ مِیعَادُكَ وَ مِیعَادُهُمُ الْحَوْضُ غَداً غُرّاً مُحَجَّلِینَ مُكْتَحِلِینَ مُتَوَّجِینَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَكَذَا هُوَ عِیَاناً فِی كِتَابِ عَلِیٍ (3).

بیان: قال فی النهایة و فی الحدیث غر محجلون من آثار الوضوء الغر جمع الأغر من الغرة بیاض الوجه یرید بیاض وجوههم بنور الوضوء یوم القیامة و قال المحجل هو الذی یرتفع البیاض فی قوائمه إلی موضع القید و یجاوز الأرساغ و لا یجاوز الركبتین لأنها مواضع الأحجال و هی الخلاخیل و القیود و لا یكون التحجیل بالید و الیدین ما لم یكن معها رجل أو رجلان و منه الحدیث أمتی الغر المحجلون أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی و الأقدام استعار أثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه و قال توجته ألبسته التاج.

«47»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ ابْنِ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِ

ص: 25


1- 1. بشارة المصطفی ص 76.
2- 2. البینة: 8.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 19.

بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الرِّفَاعِیِّ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحِبُّكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُبْغِضُكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَیَمْلَأُ صَحِیفَتَهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَكُونُ ذَاكَ قَالَ یَمُرُّ بِالْقَوْمِ یَنَالُونَ مِنَّا فَإِذَا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ یَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا فَیَنْهَرُونَهُ وَ یَقُولُونَ فِیهِ فَیَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ حَسَنَاتٍ حَتَّی یَمْلَأَ صَحِیفَتَهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ (1).

بیان: و ما یدری ما تقولون ظاهره المستضعفون من العامة فإن حبهم للشیعة علامة استضعافهم و یحتمل المستضعفون من الشیعة أیضا أی ما یدری ما تقولون من كمال معرفة الأئمة علیهم السلام و فی القاموس نهر الرجل زجره كانتهره و یقولون فیه أی ما یسوؤه من الذم و الشتم.

«48»- مع، [معانی الأخبار] عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ نَائِلِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها-(2) قَالَ أَمَّا الشَّجَرَةُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَرْعُهَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ غُصْنُ الشَّجَرَةِ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ- وَ ثَمَرُهَا أَوْلَادُهَا علیهم السلام وَ وَرَقُهَا شِیعَتُنَا- ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ شِیعَتِنَا لَیَمُوتُ فَیَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنَّ الْمَوْلُودَ مِنْ شِیعَتِنَا لَیُولَدُ فَتُورِقُ الشَّجَرَةُ وَرَقَةً(3).

أقول: قد مر مثله كثیرا مع شرحها فی كتاب الإمامة(4).

«49»- یر، [بصائر الدرجات] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ عَنْ أَبِی

ص: 26


1- 1. معانی الأخبار ص 392.
2- 2. إبراهیم: 24 و 25.
3- 3. معانی الأخبار ص 400.
4- 4. راجع ج 24 ص 136- 143. من هذه الطبعة.

جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَثَّلَ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ وَ عَلَّمَنِی أَسْمَاءَهُمْ كُلَّهَا كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها فَمَرَّ بِی أَصْحَابُ الرَّایَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ إِنَّ رَبِّی وَعَدَنِی فِی شِیعَةِ عَلِیٍّ خَصْلَةً قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا هِیَ قَالَ الْمَغْفِرَةُ مِنْهُمْ لِمَنْ آمَنَ وَ اتَّقَی لَا یُغَادِرُ مِنْهُمْ صَغِیرَةً وَ لَا كَبِیرَةً وَ لَهُمْ تُبَدَّلُ السَّیِّئَاتُ حَسَنَاتٍ (1).

بیان: فی الطین كأنه حال عن الأمة و كونهم فی الطین كنایة عن عدم خلق أجسادهم كما ورد كنت نبیا و آدم بین الماء و الطین و یحتمل كونه حالا عن الضمیر فی لی أو عنهما معا و المغادرة الترك و تبدل السیئات حسنات أن یكتب اللّٰه لهم مكان كل سیئة یمحوها حسنة أو یوفقهم لأن یعملوا الطاعات بدل المعاصی و لأن یتصفوا بمكارم الأخلاق بدل مساویها و الأول أظهر.

«50»- یر، [بصائر الدرجات] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَقَدْ مُثِّلَتْ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ حَتَّی رَأَیْتُ صَغِیرَهُمْ وَ كَبِیرَهُمْ أَرْوَاحاً قَبْلَ أَنْ یُخْلَقَ الْأَجْسَادُ وَ إِنِّی مَرَرْتُ بِكَ وَ بِشِیعَتِكَ فَاسْتَغْفَرْتُ لَكُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا نَبِیَّ اللَّهِ زِدْنِی فِیهِمْ قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ تَخْرُجُ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مِنْ قُبُورِكُمْ وَ وُجُوهُكُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ قَدْ خَرَجَتْ عَنْكُمُ الشَّدَائِدُ وَ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ الْأَحْزَانُ تَسْتَظِلُّونَ تَحْتَ الْعَرْشِ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا تَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ وَ تُوضَعُ لَكُمْ مَائِدَةٌ وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ (2).

فضائل الشیعة للصدوق، عن معاویة بن عمار: مثله (3).

«51»- سن، [المحاسن] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا بَعْدَنَا غَیْرُكُمْ وَ إِنَّكُمْ مَعَنَا فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی فَتَنَافَسُوا فِی

ص: 27


1- 1. بصائر الدرجات ص 85.
2- 2. بصائر الدرجات ص 84.
3- 3. فضائل الشیعة ص 153.

الدَّرَجَاتِ (1).

بیان: السنام الأعلی بفتح السین أعلی علیین فی النهایة سنام كل شی ء أعلاه فتنافسوا فی الدرجات أی أنتم معنا فی الجنة فارغبوا فی أعالی درجاتها فإن لها درجات غیر متناهیة صورة و معنی أو أنتم فی درجاتنا العالیة فی الجنة لكن لها أیضا درجات كثیرة مختلفة بحسب القرب و البعد منا فارغبوا فی علو تلك الدرجات و هذا أظهر قال فی النهایة التنافس من المنافسة و هی الرغبة فی الشی ء و الانفراد به و هو من الشی ء النفیس الجید فی نوعه.

«52»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرَ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا(2).

«53»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنْتُمْ آلُ مُحَمَّدٍ أَنْتُمْ آلُ مُحَمَّدٍ.

بیان: هذا علی المبالغة كقولهم سلمان منا أهل البیت.

«54»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ نُورٌ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ (3).

بیان: النور ما یصیر سببا لظهور الأشیاء و الظلمة ضده و العلم و المعرفة و الإیمان مختصة بالشیعة لأخذهم جمیع ذلك عن أئمتهم علیهم السلام و من سواهم من الكفرة و المخالفین فلیس معهم إلا الكفر و الضلالة فالشیعة هادون مهتدون منورون للعالم فی ظلمات الأرض (4).

«55»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ

ص: 28


1- 1. المحاسن ص 142.
2- 2. المحاسن ص 143.
3- 3. المحاسن ص 143.
4- 4. المحاسن ص 162.

وَ رُؤْیَتَكُمْ وَ زِیَارَتَكُمْ وَ إِنِّی لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُوا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ أَنَا فِی الْمَدِینَةِ بِمَنْزِلَةِ الشَّعِیرَةِ أَتَقَلْقَلُ حَتَّی أَرَی الرَّجُلَ مِنْكُمْ فَأَسْتَرِیحَ إِلَیْهِ (1).

توضیح: الأرواح هنا إما جمع الروح بالضم أو بالفتح و هو الرحمة و نسیم الریح و إنی لعلی دین اللّٰه أی أنتم أیضا كذلك و ملحقون بنا فأعینونا علی شفاعتكم بالورع عن المعاصی بمنزلة الشعیرة أی فی قلة الأشباه و الموافقین فی المسلك و المذهب و فی بعض النسخ أی كشعرة بیضاء مثلا فی ثور أسود و هو أظهر و التقلقل التحرك و الاضطراب و الاستراحة الأنس و السكون.

«56»- سن، [المحاسن] عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رُؤْیَتَكُمْ وَ أَشْتَاقُ إِلَی حَدِیثِكُمْ (2).

سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ حَسَّانَ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا جَالِسٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (3) قَالَ نَحْنُ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ (4).

مشكاة الأنوار، عن محمد بن مروان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (5).

«58»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ نُوحٍ الْمَضْرُوبِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ (6) قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (7).

ص: 29


1- 1. المحاسن: 163.
2- 2. المحاسن: 163.
3- 3. الزمر: 9.
4- 4. المحاسن ص 169.
5- 5. مشكاة الأنوار: 95.
6- 6. المدّثّر: 38 و 39.
7- 7. المحاسن ص 171.

«59»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِیِّینَ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1) قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).

«60»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا أَخِی دَارِمٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ أَبِی یَقُولُ: إِنَّ شِیعَتَنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا- وَ نَبِیُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ (3).

«61»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِحُجْزَةِ رَبِّهِ وَ أَخَذَ عَلِیٌّ بِحُجْزَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخَذْنَا بِحُجْزَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَخَذَ شِیعَتُنَا بِحُجْزَتِنَا فَأَیْنَ تَرَوْنَ یُورِدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ إِلَی الْجَنَّةِ(4).

بیان: قال فی النهایة فیه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أی اعتصمت به و التجأت إلیه مستجیرة و أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قیل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شده علی وسطه فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسك بالشی ء و التعلق به و منه الحدیث الآخر یا لیتنی آخذ بحجزة اللّٰه أی بسبب منه و ذكر الصدوق معانی للحجزة منها الدین و منها الأمر و منها النور و أورد الأخبار فیها(5).

«62»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَقُولُ: إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِیمَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ یَرْضَی الْأَوْصِیَاءُ وَ أَتْبَاعُهُمْ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّهُ لَوْ كَانَتْ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَزِعَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَی مَأْمَنِهِمْ وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا وَ فَزِعْنَا إِلَی نَبِیِّنَا إِنَّ نَبِیَّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ

ص: 30


1- 1. البینة: 7.
2- 2. المحاسن ص 171.
3- 3. المصدر ص 182.
4- 4. المصدر ص 182.
5- 5. راجع معانی الأخبار ص 16- و 236.

رَبِّهِ وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا(1).

«63»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَا تَبْغُونَ أَوْ مَا تُرِیدُونَ غَیْرَ أَنَّهَا لَوْ كَانَتْ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَزِعَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَی مَأْمَنِهِمْ وَ فَزِعْنَا إِلَی نَبِیِّنَا وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا(2).

بیان: ما تبغون أی أی شی ء تطلبون فی جزاء تشیعكم و بإزائه غیر أنها أی أ تطلبون شیئا غیر فزعكم إلینا فی القیامة أی لیس شی ء أفضل و أعظم من ذلك.

«64»- شا، [الإرشاد] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَالِبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ (3).

«65»- شا، [الإرشاد] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِیسَی الْهَاشِمِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ قَضِیباً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ لَا یَنَالُهُ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهُ بَرِیئُونَ (4).

«66»- شا، [الإرشاد] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ السَّلِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِی سَبْعُونَ أَلْفاً لَا حِسَابَ عَلَیْهِمْ وَ لَا عَذَابَ قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هُمْ شِیعَتُكَ

ص: 31


1- 1. المحاسن ص 182.
2- 2. المحاسن ص 183.
3- 3. الإرشاد ص 18.
4- 4. الإرشاد ص 18.

وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ (1).

مشكاة الأنوار، عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (2).

«67»- شا، [الإرشاد] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْكَرْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَدَ النَّاسِ إِیَّایَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ أَوَّلَ أَرْبَعَةٍ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ ذُرِّیَّتُنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا وَ أَحِبَّاؤُنَا خَلْفَ ذُرِّیَّتِنَا وَ أَشْیَاعُنَا عَنْ أَیْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا(3).

بیان: إن أول أربعة أی أول الأربعات الذین یدخلون الجنة فالجمیع إلی قوله علیه السلام و الحسین خبر أو المعنی أن الأربعة الذین یدخلون الجنة أولهم أنا فخبر البواقی مقدر بقرینة المقام.

«68»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَجْعَلَ وَلِیَّنَا رَفِیقاً لِلنَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(4).

«69»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ الْآیَةَ فَرَسُولُ اللَّهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ النَّبِیُّ وَ نَحْنُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ كَمَا سَمَّاكُمُ اللَّهُ (5).

مجمع البیان، عن أبی بصیر: مثله (6)

بیان: فتسموا بالصلاح أی انتسبوا إلیه أو ارتفعوا بسببه أو اتصفوا به

ص: 32


1- 1. الإرشاد ص 18.
2- 2. مشكاة الأنوار: 96.
3- 3. الإرشاد ص 19.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 370 و الآیة فی النساء: 69.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 370 و الآیة فی النساء: 69.
6- 6. مجمع البیان ج 3 ص 72.

حتی یسمیكم الناس صالحین فی القاموس سما سموا ارتفع و به أعلاه كأسماه و سماه فلانا و به و تسمی بكذا و بالقوم و إلیهم انتسب.

«70»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ حَنِینِ الْجِذْعِ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ هَذَا الْجِذْعُ یَحِنُّ إِلَی رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ یَحْزَنُ لِبُعْدِهِ عَنْهُ فَفِی عِبَادِ اللَّهِ الظَّالِمِینَ أَنْفُسَهُمْ مَنْ لَا یُبَالِی قَرُبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَمْ بَعُدَ وَ لَوْ لَا أَنِّی احْتَضَنْتُ هَذَا الْجِذْعَ وَ مَسَحْتُ بِیَدِی عَلَیْهِ مَا هَدَأَ حَنِینُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَ إِمَائِهِ لَمَنْ یَحِنُّ إِلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِلَی عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ كَحَنِینِ هَذَا الْجِذْعِ وَ حَسْبُ الْمُؤْمِنِ أَنْ یَكُونَ قَلْبُهُ عَلَی مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ مُنْطَوِیاً أَ رَأَیْتُمْ شِدَّةَ حَنِینِ هَذَا الْجِذْعِ إِلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَیْفَ هَدَأَ لَمَّا احْتَضَنَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَیْهِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ حَنِینَ خُزَّانِ الْجِنَانِ وَ حُورِ عِینِهَا وَ سَائِرِ قُصُورِهَا وَ مَنَازِلِهَا إِلَی مَنْ تَوَالَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ آلَهُمَا الطَّیِّبِینَ وَ تَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَائِهِمَا لَأَشَدُّ مِنْ حَنِینِ هَذَا الْجِذْعِ الَّذِی رَأَیْتُمُوهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنَّ الَّذِی یُسَكِّنُ حَنِینَهُمْ وَ أَنِینَهُمْ مَا یَرِدُ عَلَیْهِمْ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَوْ صَلَاةِ نَافِلَةٍ أَوْ صَوْمٍ أَوْ صَدَقَةٍ وَ إِنَّ مِنْ عَظِیمِ مَا یُسَكِّنُ حَنِینَهُمْ إِلَی شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ مَا یَتَّصِلُ بِهِمْ مِنْ إِحْسَانِهِمْ إِلَی إِخْوَانِهِمُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَعُونَتِهِمْ لَهُمْ عَلَی دَهْرِهِمْ یَقُولُ أَهْلُ الْجِنَانِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَا تَسْتَعْجِلُوا صَاحِبَكُمْ فَمَا یُبْطِئُ عَنْكُمْ إِلَّا لِلزِّیَادَةِ فِی الدَّرَجَاتِ الْعَالِیَاتِ فِی هَذِهِ الْجِنَانِ بِإِسْدَاءِ الْمَعْرُوفِ إِلَی إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا یُسَكِّنُ حَنِیْنَ سُكَّانِ الْجِنَانِ وَ حُورِهَا إِلَی شِیعَتِنَا مَا یُعَرِّفُهُمُ اللَّهُ مِنْ صَبْرِ شِیعَتِنَا عَلَی التَّقِیَّةِ وَ اسْتِعْمَالِهِمُ التَّوْرِیَةَ لِیَسْلَمُوا بِهَا مِنْ كَفَرَةِ عِبَادِ اللَّهِ وَ فَسَقَتِهِمْ فَحِینَئِذٍ یَقُولُ خُزَّانُ الْجِنَانِ وَ حُورُهَا لَنَصْبِرَنَّ عَلَی شَوْقِنَا إِلَیْهِمْ وَ حَنِینِنَا كَمَا یَصْبِرُونَ عَلَی سَمَاعِ الْمَكْرُوهِ فِی سَادَاتِهِمْ وَ أَئِمَّتِهِمْ وَ كَمَا یَتَجَرَّعُونَ الْغَیْظَ وَ یَسْكُتُونَ عَنْ إِظْهَارِ الْحَقِّ لِمَا یُشَاهِدُونَ مِنْ ظُلْمِ مَنْ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی دَفْعِ مَضَرَّتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُنَادِیهِمْ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا سُكَّانَ جِنَانِی وَ یَا خُزَّانَ رَحْمَتِی مَا لِبُخْلٍ أَخَّرْتُ عَنْكُمْ أَزْوَاجَكُمْ وَ سَادَاتِكُمْ إِلَّا لِیَسْتَكْمِلُوا نَصِیبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِی بِمُوَاسَاتِهِمْ

ص: 33

إِخْوَانَهُمُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَخْذِ بِأَیْدِی الْمَلْهُوفِینَ وَ التَّنْفِیسِ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ بِالصَّبْرِ عَلَی التَّقِیَّةِ مِنَ الْفَاسِقِینَ الْكَافِرِینَ حَتَّی إِذَا اسْتَكْمَلُوا أَجْزَلَ كَرَامَاتِی نَقَلْتُهُمْ إِلَیْكُمْ عَلَی أَسَرِّ الْأَحْوَالِ وَ أَغْبَطِهَا فَأَبْشِرُوا فَعِنْدَ ذَلِكَ یَسْكُنُ حَنِینُهُمْ وَ أَنِینُهُمْ (1).

توضیح: فی القاموس حضن الصبی حضنا و حضانة بالكسر جعله فی حضنه أو رباه كاحتضنه و قال الحضن بالكسر ما دون الإبط إلی الكشح أو الصدر و العضدان و ما بینهما و قال هدأ كمنع هدءا و هدوءا سكن و قال أسدی إلیه أحسن.

«71»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَالَ تَعَالَی وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا(2) بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ صَدَّقُوكَ بِنُبُوَّتِكَ فَاتَّخَذُوكَ إِمَاماً وَ صَدَّقُوكَ فِی أَقْوَالِكَ وَ صَوَّبُوكَ فِی أَفْعَالِكَ وَ اتَّخَذُوا أَخَاكَ عَلِیّاً بَعْدَكَ إِمَاماً وَ لَكَ وَصِیّاً مَرْضِیّاً وَ انْقَادُوا لِمَا یَأْمُرُهُمْ بِهِ وَ صَارُوا إِلَی مَا

أَصَارَهُمْ إِلَیْهِ وَ رَأَوْا لَهُ مَا یَرَوْنَ لَكَ إِلَّا النُّبُوَّةَ الَّتِی أُفْرِدْتَ بِهَا وَ إِنَّ الْجِنَانَ لَا تَصِیرُ لَهُمْ إِلَّا بِمُوَالاتِهِ وَ مُوَالاةِ مَنْ یُنَصُّ عَلَیْهِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ مُوَالاةِ سَائِرِ أَهْلِ وَلَایَتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَهْلِ مُخَالَفَتِهِ وَ عَدَاوَتِهِ وَ إِنَّ النِّیرَانَ لَا تَهْدَأُ عَنْهُمْ وَ لَا یَعْدِلُ بِهِمْ عَنْ عَذَابِهَا إِلَّا بِتَنَكُّبِهِمْ عَنْ مُوَالاةِ مُخَالِفِیهِمْ وَ مُوَازَرَةِ شَانِئِیهِمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ إِدَامَةِ الْفَرَائِضِ وَ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ وَ لَا یَكُونُوا كَهَؤُلَاءِ الْكَافِرِینَ بِكَ بَشِّرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ بَسَاتِینَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ(3).

«72»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشَلِّ عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ: إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (4) ثُمَّ قَالَ تَدْرُونَ مَنْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ قَالُوا مَنْ هُمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ هُمْ نَحْنُ وَ أَتْبَاعُنَا فَمَنْ تَبِعَنَا مِنْ بَعْدِنَا طُوبَی لَنَا وَ طُوبَی لَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ طُوبَی لَنَا قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا شَأْنُ طُوبَی لَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ طُوبَی لَنَا أَ لَسْنَا نَحْنُ وَ هُمْ عَلَی أَمْرٍ قَالَ لَا لِأَنَّهُمْ حَمَلُوا

ص: 34


1- 1. تفسیر الإمام العسكریّ ص 75.
2- 2. البقرة: 25.
3- 3. تفسیر الإمام ص 80.
4- 4. یونس: 62.

مَا لَمْ تَحَمَّلُوا عَلَیْهِ وَ أَطَاقُوا مَا لَمْ تُطِیقُوا(1).

بیان: لأنهم حملوا إشارة إلی شدة تقیة الشیعة بعده علیه السلام و كثرة وقوع الظلم من بنی أمیة و غیرهم علیهم.

«73»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَوَلَّی آلَ مُحَمَّدٍ وَ قَدَّمَهُمْ عَلَی جَمِیعِ النَّاسِ بِمَا قَدَّمَهُمْ مِنْ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهُوَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ لَا أَنَّهُ مِنَ الْقَوْمِ بِأَعْیَانِهِمْ وَ إِنَّمَا هُوَ مِنْهُمْ بِتَوَلِّیهِ إِلَیْهِمْ وَ اتِّبَاعِهِ إِیَّاهُمْ وَ كَذَلِكَ حُكْمُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (2) وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3).

«74»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَذِنَ لِی وَ لَیْسَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنْ جَانِبِ الْبَیْتِ مِنْ عِنْدِ نِسَائِهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ جِلْبَابٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْنَا رَحَّبَ بِنَا ثُمَّ جَلَسَ (4) ثُمَّ قَالَ أَنْتُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5).

بیان: كأن المراد بالجلباب هنا الرداء مجازا أو القمیص فی القاموس الجلباب كسرداب و سنمار القمیص و ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطی به ثیابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار.

«75»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ بَیْتِ النِّعْمَةِ وَ بَیْتِ الْبَرَكَةِ وَ نَحْنُ فِی الْأَرْضِ بُنْیَانٌ وَ شِیعَتُنَا عُرَی الْإِسْلَامِ وَ مَا كَانَتْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا لَنَا وَ شِیعَتِنَا وَ لَقَدِ اسْتَثْنَی اللَّهُ إِلَی یَوْمِ

ص: 35


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 124.
2- 2. المائدة: 51.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 231، و الآیة فی إبراهیم: 36.
4- 4. فی المصدر: فلما نظر الینا قال أحبّ لقاءكم ثمّ جلس، و الظاهر أنّه تصحیف.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 207، و الآیة فی الرعد: 19.

الْقِیَامَةِ إِلَی إِبْلِیسَ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (1).

بیان: البنیان بالضم البناء المبنی و المراد بیت الشرف و النبوة و الإمامة و الكرامة و لا یبعد أن یكون فی الأصل بنیان الإیمان عری الإسلام أی یستوثق و یستمسك بهم الإسلام أو من أراد الصعود إلی الإسلام أو إلی ذروته یتعلق بهم و یأخذ منهم.

قال فی المصباح قوله علیه السلام و ذلك أوثق عری الإیمان علی التشبیه بالعروة التی یستمسك بها و یستوثق و كأن المراد بدعوة إبراهیم قوله علیه السلام رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ (2) و یحتمل أن یكون المراد قوله فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ (3) و الأول أظهر.

«76»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (4) قَالَ وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَكُمْ (5).

«77»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ إِنَّمَا شِیعَتُنَا أَصْحَابُ الْأَرْبَعَةِ الْأَعْیُنِ عَیْنٍ فِی الرَّأْسِ وَ عَیْنٍ فِی الْقَلْبِ أَلَا وَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ كَذَلِكَ أَلَا إِنَّ اللَّهَ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمَی أَبْصَارَهُمْ (6).

بیان: عین فی الرأس المراد بها الجنس أی عینان أو المعنی كل عین فی الرأس بإزائها عین فی القلب فتح أبصاركم أی أبصار قلوبكم.

«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَ لَا امْرَأَةٌ إِلَّا وَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ یَأْتُونَهُ بِالسَّلَامِ وَ أَنْتُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ

ص: 36


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 243. و الآیة فی الحجر: 42.
2- 2. إبراهیم: 40.
3- 3. إبراهیم: 37.
4- 4. الحجر: 47.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 244.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 244.

مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (1).

«79»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: عِبَادَ اللَّهِ اجْعَلُوا حَجَّتَكُمْ مَقْبُولَةً مَبْرُورَةً وَ إِیَّاكُمْ أَنْ تَجْعَلُوهَا مَرْدُودَةً عَلَیْكُمْ أَقْبَحَ الرَّدِّ وَ أَنْ تُصَدُّوا عَنْ جَنَّةِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَقْبَحَ الصَّدِّ أَلَا وَ إِنَّ مَا مَحَلُّهَا مَحَلُّ الْقَبُولِ مَا یَقْرِنُ بِهَا مِنْ مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ وَ إِنَّ مَا یُسَفِّلُهَا وَ یَرْذُلُهَا مَا یَقْرِنُ بِهَا مِنِ اتِّخَاذِ الْأَنْدَادِ مِنْ دُونِ أَئِمَّةِ الْحَقِّ وَ وُلَاةِ الصِّدْقِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الْمُنْتَجَبِینَ مِمَّنْ یَخْتَارُهُ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَ ذَوِیهِ.

ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبَی لِلْمُوَالِینَ عَلِیّاً علیه السلام إِیمَاناً بِمُحَمَّدٍ وَ تَصْدِیقاً لِمَقَالِهِ كَیْفَ یُذَكِّرُهُمُ اللَّهُ بِأَشْرَفِ الذِّكْرِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ وَ كَیْفَ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ مَلَائِكَةُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْحُجُبِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْهَوَاءِ وَ مَا بَیْنَ ذَلِكَ وَ مَا تَحْتَهَا إِلَی الثَّرَی وَ كَیْفَ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ أَمْلَاكُ الْغُیُومِ وَ الْأَمْطَارِ وَ أَمْلَاكُ الْبَرَارِی وَ الْبِحَارِ وَ شَمْسُ السَّمَاءِ وَ قَمَرُهَا وَ نُجُومُهَا وَ حَصْبَاءُ الْأَرْضِ وَ رِمَالُهَا وَ سَائِرُ مَا یَدِبُّ مِنَ الْحَیَوَانَاتِ فَیُشَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَی بِصَلَاةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا لَدَیْهِ مَحَالَّهُمْ وَ یُعَظِّمُ عِنْدَهُ جَلَالَهُمْ حَتَّی یَرِدُوا عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ شُهِرُوا بِكَرَامَاتِ اللَّهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَ جُعِلُوا مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام صَفِیِّ رَبِّ الْعَالَمِینَ.

وَ الْوَیْلُ لِلْمُعَانِدِینَ عَلِیّاً كُفْراً بِمُحَمَّدٍ وَ تَكْذِیباً بِمَقَالِهِ وَ كَیْفَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ بِأَخَسِّ اللَّعْنِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ وَ كَیْفَ یَلْعَنُهُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْحُجُبِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْهَوَی وَ مَا بَیْنَ ذَلِكَ وَ مَا تَحْتَهَا إِلَی الثَّرَی وَ كَیْفَ یَلْعَنُهُمْ أَمْلَاكُ الْغُیُومِ وَ الْأَمْطَارِ وَ أَمْلَاكُ الْبَرَارِی وَ الْبِحَارِ وَ شَمْسُ السَّمَاءِ وَ قَمَرُهَا وَ نُجُومُهَا وَ حَصْبَاءُ الْأَرْضِ وَ رِمَالُهَا وَ سَائِرُ مَا یَدِبُّ مِنَ الْحَیَوَانَاتِ فَیُسَفِّلُ اللَّهُ بِلَعْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لَدَیْهِ مَحَالَّهُمْ وَ یُقَبِّحُ عِنْدَهُ أَحْوَالَهُمْ حَتَّی یَرِدُوا عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ شُهِرُوا بِلَعْنِ اللَّهِ وَ مَقْتِهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَ جُعِلُوا مِنْ رُفَقَاءِ إِبْلِیسَ وَ نُمْرُودَ وَ فِرْعَوْنَ أَعْدَاءِ رَبِّ الْعِبَادِ.

وَ إِنَّ مِنْ عَظِیمِ مَا یُتَقَرَّبُ بِهِ خِیَارُ أَمْلَاكِ الْحُجُبِ وَ السَّمَاوَاتِ الصَّلَاةَ عَلَی

ص: 37


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 244.

مُحِبِّینَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ اللَّعْنَ لِشَانِئِینَا(1).

«80»- جا، [المجالس للمفید] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عُلِّمْتُ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ مُثِّلَتْ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا وَ نَظَرْتُ فِی السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا فَلَمَّا رَأَیْتُ رَأَیْتُكَ یَا عَلِیُّ فَاسْتَغْفَرْتُ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

«81»- جا، [المجالس للمفید] عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ جَیْشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ فِی الرَّحْبَةِ مُتَّكِئٌ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ رَدَّ عَلَیَّ وَ قَالَ أَصْبَحْتُ مُحِبّاً لِمُحِبِّنَا مُبْغِضاً لِمَنْ یُبْغِضُنَا إِنَّ مُحِبَّنَا یَنْتَظِرُ الرَّوْحَ وَ الْفَرَجَ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ إِنَّ مُبْغِضَنَا بَنَی بِنَاءً فَأَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَكَأَنَّ بُنْیَانَهُ هَارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ یَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ إِنَّ مُحِبَّنَا لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُبْغِضَنَا قَالَ وَ مُبْغِضُنَا لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُحِبَّنَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَبَلَ قُلُوبَ الْعِبَادِ عَلَی حُبِّنَا وَ خَذَلَ مَنْ یُبْغِضُنَا فَلَنْ یَسْتَطِیعَ مُحِبُّنَا یُبْغِضُنَا وَ لَنْ یَسْتَطِیعَ مُبْغِضُنَا یُحِبُّنَا وَ لَنْ یَجْتَمِعَ حُبُّنَا وَ حُبُّ عَدُوِّنَا فِی قَلْبِ أَحَدٍ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (3) یُحِبُّ بِهَذَا قَوْماً وَ یُحِبُّ بِالْآخَرِ أَعْدَاءَهُمْ (4).

توضیح: قال الراغب (5)

شفا البئر و النهر طرفه و یضرب به المثل فی القرب من الهلكة قال تعالی عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ و قال یقال للمكان الذی یأكله

ص: 38


1- 1. تفسیر الإمام ص 259.
2- 2. مجالس المفید ص 61. الرقم 10.
3- 3. الأحزاب: 4.
4- 4. مجالس المفید ص 145، الرقم ص 27.
5- 5. مفردات غریب القرآن ص 264 و 91.

السیل فیجرفه أی یذهب به جرف و یقال هار البناء یهور إذا سقط نحو أنهار قال تعالی عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ (1) و قرئ هار یقال بئر هار و هار و هائر و منهار و یقال أنهار فلان إذا سقط من مكان عال و رجل هار و هائر ضعیف فی أمره تشبیها بالبئر الهائر.

ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ الخبر یدل علی أن المراد بعدم القلبین عدم أمرین متضادین فی إنسان واحد كالإیمان و الكفر و حب رجل و بغضه أو ما یستلزم بغضه.

قال فی المجمع فی سیاق معانی الآیة و قیل هو رد علی المنافقین و المعنی لیس لأحد قلبان یؤمن بأحدهما و یكفر بالآخر ثم قال و قیل یتصل بما قبله و المعنی أنه لا یمكن الجمع بین اتباعین متضادین بین اتباع الوحی و القرآن و اتباع أهل الكفر و الطغیان فكنی عن ذلك بذكر القلبین لأن الاتباع یصدر عن الاعتقاد و الاعتقاد من أفعال القلوب فكما لا یجتمع قلبان فی جوف واحد لا یجتمع اعتقادان متضادان فی قلب واحد

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ یُحِبُّ بِهَذَا قَوْماً وَ یُحِبُّ بِهَذَا أَعْدَاءَهُمْ (2).

أَقُولُ وَ سَیَأْتِی تَمَامُ الْقَوْلِ فِیهِ فِی بَابِ الْقَلْبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (3).

«82»- كش، [رجال الكشی] عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا ابْنَ مَیْمُونٍ كَمْ أَنْتُمْ بِمَكَّةَ قُلْتُ نَحْنُ أَرْبَعَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ نُورٌ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ (4).

«83»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ رُوِیَ: أَنَّهُ قَالَ سَلْمَانُ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا جِئْتَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا عِنْدَهُ إِلَّا وَ ضَرَبَ عَضُدِی أَوْ بَیْنَ كَتِفَیَّ وَ قَالَ یَا

ص: 39


1- 1. براءة: 109 راجع المفردات: 546.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 336.
3- 3. یعنی فی المجلد الرابع عشر.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 212.

سَلْمَانُ هَذَا وَ حِزْبُهُ الْمُفْلِحُونَ (1).

«84»- وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ رَأَیْتُهُ فِی النَّوْمِ مَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ لَا تُؤَدِّیَ مَا سَمِعْتَ مِنِّی فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَتَّی أَدْرَكَتْكَ الْعُقُوبَةُ وَ لَوْ لَا اسْتِغْفَارُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَكَ مَا شَمِمْتَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ أَبَداً وَ لَكِنِ انْشُرْ فِی بَقِیَّةِ عُمُرِكَ إِنَّ أَوْلِیَاءَ عَلِیٍّ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ مُحِبِّیهِمْ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ هُمْ جِیرَانُ اللَّهِ وَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَهُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَخْشَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ أَحَبَّهُ.

وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً قَبِلَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ مَدِینَةً فِی الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَمِنَ مِنَ الْحِسَابِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَنَا كَفِیلُهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَبْغَضَ آلَ مُحَمَّدٍ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (2).

«85»- رِیَاضُ الْجِنَانِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ وَ الْفُقَرَاءِ فِی الْأَرْضِ فَرَضِیتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ یَا عَلِیُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ وَ كُلُّ ذِی طِمْرَیْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَأَبَرَّهُ یَا عَلِیُّ أَحِبَّاؤُكَ كُلُّ مُحْتَقِرٍ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِیمٌ عِنْدَ الْحَقِّ یَا عَلِیُّ

مُحِبُّوكَ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی جِیرَانُ اللَّهِ لَا یَأْسَفُونَ عَلَی مَا فَاتَهُمْ مِنَ الدُّنْیَا یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ ذُبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِیَّةُ فِی وُجُوهِهِمْ یَفْرَحُونَ فِی ثَلَاثِ مَوَاطِنَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِی قُبُورِهِمْ وَ أَنْتَ هُنَاكَ تُلَقِّنُهُمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ الْأَكْبَرِ إِذَا دُعِیَ كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ یَا عَلِیُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَ عَنْهُمْ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ

ص: 40


1- 1. كشف الغمّة ص 28 ط قدیم.
2- 2. كشف الغمّة ص 30.

الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ الصَّافُّونَ الْمُسَبِّحُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ دِینٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرٌ یَا عَلِیُّ لَكَ فِی الْجَنَّةِ كَنْزٌ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا وَ شِیعَتُكَ حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ الْقَائِمُونَ بِالْقِسْطِ وَ أَنْتُمْ عَلَی الْحَوْضِ تُسْقُونَ مَنْ أَحَبَّكُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ أَخَلَّ بِفَضْلِكُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تُظَلَّلُونَ فِی الْمَوْقِفِ وَ تُنَعَّمُونَ فِی الْجِنَانِ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْجَنَّةَ مُشْتَاقَةٌ إِلَیْكَ وَ إِلَی شِیعَتِكَ وَ إِنَّ مَلَائِكَةَ الْعَرْشِ الْمُقَرَّبِینَ یَفْرَحُونَ بِقُدُومِهِمْ وَ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَتَنَافَسُونَ فِی الدَّرَجَاتِ وَ یَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ لَا حِسَابَ عَلَیْهِمْ یَا عَلِیُّ أَعْمَالُ شِیعَتِكَ تُعْرَضُ عَلَیَّ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَیِّئَاتِهِمْ یَا عَلِیُّ ذِكْرُكَ وَ ذِكْرُ شِیعَتِكَ فِی التَّوْرَاةِ بِكُلِّ خَیْرٍ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقُوا وَ كَذَلِكَ فِی الْإِنْجِیلِ فَإِنَّهُمْ یُعَظِّمُونَ إِلْیَا وَ شِیعَتَهُ یَا عَلِیُّ ذِكْرُ شِیعَتِكَ فِی السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِهِمْ فِی الْأَرْضِ فَبَشِّرْهُمْ بِذَلِكَ یَا عَلِیُّ قُلْ لِشِیعَتِكَ وَ أَحِبَّائِكَ یَتَنَزَّهُونَ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِی یَعْمَلُهَا عَدُوُّهُمْ یَا عَلِیُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی مَنْ أَبْغَضَكَ وَ أَبْغَضَ شِیعَتَكَ.

بیان: فی القاموس الطمر بالكسر الثوب الخلق أو الكساء البالی من غیر الصوف ذبل الشفاه أی من الصوم أو من كثرة الدعاء و التلاوة ثم اعلم أن ظاهر الآیة(1) أن الصافون و المسبحون وصف الملائكة قال الطبرسی أی الصافون حول العرش ننتظر الأمر و النهی من اللّٰه تعالی و قیل القائمون صفوفا فی الصلاة أو صافون بأجنحتنا فی الهواء للعبادة و التسبیح وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ أی المصلون المنزهون الرب عما لا یلیق به و القائلون سبحان اللّٰه علی وجه التعظیم انتهی (2).

لكن ورد فی أخبار كثیرة تأویلها بل تأویل قوله تعالی وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ

ص: 41


1- 1. الصافّات: 166 و 167.
2- 2. مجمع البیان ج 8 ص 461.

مَعْلُومٌ بالأئمة علیهم السلام و كأنه من بطون الآیات و یمكن أن یكون بعضها كهذا الخبر محمولا علی التشبیه و المبالغة فی المدح قوله صلی اللّٰه علیه و آله لك فی الجنة كنز أی ثواب عظیم مدخر و فی روایات العامة أن ذلك بیت فی الجنة و قد مر شرح ذو قرنیها.

و قال فی النهایة فیه لا حول و لا قوة إلا باللّٰه كنز من كنوز الجنة أی أجرها مدخر لقائلها و المتصف بها كما یدخر الكنز.

«86»- رِیَاضُ الْجِنَانِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ یَا جَابِرُ خُلِقْنَا نَحْنُ وَ مُحِبُّونَا مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ بَیْضَاءَ نَقِیَّةٍ مِنْ أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَخُلِقْنَا نَحْنُ مِنْ أَعْلَاهَا وَ خُلِقَ مُحِبُّونَا مِنْ دُونِهَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ الْتَحَقَتِ الْعُلْیَا بِالسُّفْلَی فَضَرَبْنَا بِأَیْدِینَا إِلَی حُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ ضَرَبَتْ شِیعَتُنَا بِأَیْدِیهِمْ إِلَی حُجْزَتِنَا فَأَیْنَ تَرَی یُصَیِّرُ اللَّهُ نَبِیَّهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ وَ أَیْنَ تَرَی یُصَیِّرُ ذُرِّیَّتَهُ مُحِبِّینَا فَضَرَبَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ عَلَی یَدِهِ وَ قَالَ دَخَلْنَاهَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ.

وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَصْلُهَا وَ عَلِیٌّ فَرْعُهَا وَ الْأَئِمَّةُ أَغْصَانُهَا وَ عِلْمُنَا ثَمَرَتُهَا وَ شِیعَتُنَا وَرَقُهَا یَا أَبَا حَمْزَةَ فَهَلْ تَرَی فِیهَا فَضْلًا فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا أَرَی فِیهَا فَضْلًا فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ الْمَوْلُودَ لَیُولَدُ مِنْ شِیعَتِنَا فَتُورِقُ وَرَقَةً وَ إِنَّ الْمَیِّتَ لَیَمُوتُ فَتَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْهَا.

بیان: فهل تری فیها فضلا أی فهل تكون فی الشجرة غیر هذه الأمور المذكورة فقال الراوی و اللّٰه ما أری فیها فضلا فبین علیه السلام بذلك أن أهل النجاة و السعادة منحصرون فی هؤلاء لأن اللّٰه تعالی ضرب للكلمة الطیبة التی هی الإیمان و أهله بالشجرة الطیبة و بین أجزاء الشجرة فالمخالفون بریئون من تلك الشجرة و داخلون فی الشجرة الخبیثة المذكورة بعدها ثم بین علیه السلام أن جمیع الشیعة

ص: 42

داخلون فی تلك الشجرة بقوله إن المولود لیولد و قد مر تمام القول فیه فی كتاب الإمامة(1).

«87»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ ابْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: بِنَا یُبْدَأُ الْبَلَاءُ ثُمَّ بِكُمْ وَ بِنَا یُبْدَأُ الرَّخَاءُ ثُمَّ بِكُمْ وَ الَّذِی یُحْلَفُ بِهِ لَیَنْتَصِرَنَّ اللَّهُ بِكُمْ كَمَا انْتَصَرَ بِالْحِجَارَةِ(2).

جا، [المجالس] للمفید عن الجعابی: مثله (3)

بیان: و الذی یحلف به أی باللّٰه أو بكل شی ء یحلف به لینتصرن اللّٰه بكم أی لینتقمن اللّٰه من المخالفین بكم فی زمن القائم علیه السلام كما انتقم بحجارة من سجیل من أصحاب الفیل أو لكم كما انتقم لبیته من أصحاب الفیل و التعبیر عن البیت بالحجارة للإشارة إلی أن المؤمن أشرف منه و الأول أظهر.

«88»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: نَحْنُ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ شِیعَتُنَا خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ أُمَّةِ نَبِیِّهِ (4).

«89»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحُسَیْنِ الرَّفَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْفَقِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیِّ بْنِ قُونِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: دَخَلَ أَبِی الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنْ شِیعَتِنَا فَدَنَا مِنْهُمْ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ وَ إِنِّی لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یُغْتَبَطَ بِمَا هُوَ فِیهِ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَنْجَرَتِهِ فَأَعِینُونَا بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ مَنْ

ص: 43


1- 1. راجع ج 24 ص 138.
2- 2. بشارة المصطفی ص 10 و 113.
3- 3. مجالس المفید ص 186.
4- 4. بشارة المصطفی ص 14 و 115.

یَأْتَمَّ مِنْكُمْ بِإِمَامٍ فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِهِ أَنْتُمْ شُرَطُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَعْوَانُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ قَدْ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجِنَانَ بِضَمَانِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ كَأَنَّكُمْ فِی الْجَنَّةِ تَنَافَسُونَ فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ.

كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْكُمْ صِدِّیقٌ وَ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ مِنْكُمْ حَوْرَاءُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا قَنْبَرُ قُمْ فَاسْتَبْشِرْ فَاللَّهُ سَاخِطٌ عَلَی الْأُمَّةِ مَا خَلَا شِیعَتَنَا أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عِمَاداً وَ عِمَادُ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدُ الْمَجَالِسِ مَجْلِسُ شِیعَتِنَا أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شُهُوداً وَ شُهُودُ الْأَرْضِ أَرْضٌ سُكَّانُ شِیعَتِنَا فِیهَا أَلَا وَ مَنْ خَالَفَكُمْ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً(1) أَلَا وَ مَنْ دَعَا مِنْكُمْ فَدَعْوَتُهُ مُسْتَجَابَةٌ أَلَا وَ مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ حَاجَةً فَلَهُ بِهَا مِائَةُ حَاجَةٍ یَا حَبَّذَا حُسْنُ صُنْعِ اللَّهِ إِلَیْكُمْ تَخْرُجُ شِیعَتُنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ مُشْرِقَةً أَلْوَانُهُمْ وَ وُجُوهُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمَانَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ اللَّهُ أَشَدَّ حُبّاً لِشِیعَتِنَا مِنَّا لَهُمْ (2).

بیان: إنهم شرط اللّٰه بضم الشین و فتح الراء أی نخبة جنوده و أعوانه و عساكره قال فی النهایة شرط السلطان نخبة أصحابه الذین یقدمهم علی غیرهم من جنده و قال الشرطة أول طائفة من الجیش تشهد الوقعة و قال الأشراط من الأضداد یقع علی الأشراف و الأرذال و العماد بالكسر الخشبة التی یقوم علیها البیت.

«90»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِالْإِسْنَادِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ إِیَّاكَ مِنْ نُورِهِ الْأَعْظَمِ ثُمَّ رَشَّ مِنْ نُورِنَا عَلَی جَمِیعِ الْأَنْوَارِ مِنْ بَعْدِ خَلْقِهِ لَهَا فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَی إِلَیْنَا وَ مَنْ

ص: 44


1- 1. الغاشیة: 2- 4.
2- 2. بشارة المصطفی ص 16.

أَخْطَأَهُ ذَلِكَ النُّورُ ضَلَّ عَنَّا ثُمَّ قَرَأَ وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ یَهْتَدِی إِلَی نُورِنَا.

وَ رَوَی مُسْنَداً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ لَا یُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَ مَنْ وَالانَا وَ ائْتَمَّ بِنَا وَ قَبِلَ مِنَّا مَا أُوحِیَ إِلَیْنَا وَ عَلَّمْنَاهُ إِیَّاهُ وَ أَطَاعَ اللَّهَ فِینَا فَقَدْ وَالَی اللَّهَ وَ نَحْنُ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ وَ وَلَدُنَا مِنَّا وَ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ شِیعَتُنَا مِنَّا مَنْ آذَاهُمْ آذَانَا وَ مَنْ أَكْرَمَهُمْ أَكْرَمَنَا وَ مَنْ أَكْرَمَنَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

«91»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مِنْبَرِهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ فَرَضِیتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَیْكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْعَلَمُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَازَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ هَلَكَ یَا عَلِیُّ أَنَا الْمَدِینَةُ وَ أَنْتَ بَابُهَا یَا عَلِیُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ وَ كُلُّ ذِی طِمْرٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَبَرَّ قَسَمَهُ-(1) یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ كُلُّ طَاهِرٍ زَكِیٍّ مُجْتَهِدٍ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِیمِ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ مُحِبُّوكَ جِیرَانُ اللَّهِ فِی دَارِ الْفِرْدَوْسِ لَا یَأْسَفُونَ عَلَی مَا فَاتَهُمْ مِنَ الدُّنْیَا یَا عَلِیُّ أَنَا وَلِیٌّ لِمَنْ وَالَیْتَ وَ أَنَا عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَیْتَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِیَّةُ فِی وُجُوهِهِمْ یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ یَفْرَحُونَ فِی ثَلَاثِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ أَنْتَ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِی قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا سُئِلَ الْخَلْقُ عَنْ إِیمَانِهِمْ فَلَمْ یُجِیبُوا یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ حَرْبِی حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمِی سِلْمُ اللَّهِ وَ مَنْ سَالَمَكَ فَقَدْ سَالَمَنِی وَ مَنْ سَالَمَنِی فَقَدْ سَالَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 45


1- 1. الطمر: الثوب الخلق البالی، یلبس ازارا أو رداء، و ابرار القسم امضاؤه.

یَا عَلِیُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ رَضِیَ عَنْهُمْ إِذْ رَضِیَكَ لَهُمْ قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِیّاً یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الْمُنْتَجَبُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دِینٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ لَمَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا یَا عَلِیُّ لَكَ كَنْزٌ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا شِیعَتُكَ تُعْرَفُ بِحِزْبِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ الْفَائِزُونَ بِالْقِسْطِ وَ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ یَا عَلِیُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِی ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ عَلَی الْحَوْضِ تُسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِیكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (1) وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (2) یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِی الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْخُزَّانَ یَشْتَاقُونَ إِلَیْكُمْ وَ إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ لَیَخُصُّونَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ یَسْأَلُونَ اللَّهَ لِمُحِبِّیكُمْ وَ یَفْرَحُونَ لِمَنْ قَدِمَ عَلَیْهِمْ مِنْكُمْ كَمَا یَفْرَحُ الْأَهْلُ بِالْغَائِبِ الْقَادِمِ بَعْدَ طُولِ الْغَیْبَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ فِی السِّرِّ وَ یَنْصَحُونَهُ فِی الْعَلَانِیَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَتَنَافَسُونَ فِی الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُمْ یَلْقَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا عَلَیْهِمْ ذَنْبٌ یَا عَلِیُّ إِنَّ أَعْمَالَ

شِیعَتِكَ سَتُعْرَضُ عَلَیَّ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ مَا یَبْلُغُنِی مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَیِّئَاتِهِمْ یَا عَلِیُّ ذِكْرُكَ فِی التَّوْرَاةِ وَ ذِكْرُ شِیعَتِكَ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقُوا بِكُلِّ خَیْرٍ وَ كَذَلِكَ فِی الْإِنْجِیلِ فَاسْأَلْ أَهْلَ الْإِنْجِیلِ وَ أَهْلَ الْكِتَابِ یُخْبِرُونَكَ عَنْ إِلْیَا مَعَ عِلْمِكَ بِالتَّوْرَاةِ

ص: 46


1- 1. الأنبیاء: 101.
2- 2. الأنبیاء: 103.

وَ الْإِنْجِیلِ وَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْإِنْجِیلِ لَیَتَعَاظَمُونَ إِلْیَا وَ مَا یَعْرِفُونَهُ وَ مَا یَعْرِفُونَ شِیعَتَهُ وَ إِنَّمَا یَعْرِفُونَهُمْ بِمَا یَجِدُونَهُمْ فِی كُتُبِهِمْ یَا عَلِیُّ إِنَّ أَصْحَابَكَ ذِكْرُهُمْ فِی السَّمَاءِ أَكْبَرُ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ اْلْأَرْضِ لَهُمْ بِالْخَیْرِ فَلْیَفْرَحُوا بِذَلِكَ وَ لْیَزْدَادُوا اجْتِهَاداً یَا عَلِیُّ إِنَّ أَرْوَاحَ شِیعَتِكَ لَتَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ فِی رُقَادِهِمْ وَ وَفَاتِهِمْ فَتَنْظُرُ الْمَلَائِكَةُ إِلَیْهَا كَمَا یَنْظُرُ النَّاسُ إِلَی الْهِلَالِ شَوْقاً إِلَیْهِمْ وَ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ قُلْ لِأَصْحَابِكَ الْعَارِفِینَ بِكَ یَتَنَزَّهُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِی یُقَارِفُهَا عَدُوُّهُمْ فَمَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ رَحْمَةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تَغْشَاهُمْ فَلْیَجْتَنِبُوا الدَّنَسَ یَا عَلِیُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَنْ قَلَاهُمْ وَ بَرِئَ مِنْكَ وَ مِنْهُمْ وَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ بِهِمْ وَ مَالَ إِلَی عَدُوِّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِیعَتَكَ وَ اخْتَارَ الضَّلَالَ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَبْغَضَ مَنْ وَالاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اخْتَارَكَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ وَ مَالَهُ فِینَا یَا عَلِیُّ أَقْرِئْهُمْ مِنِّی السَّلَامَ مَنْ رَآنِی مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ یَرَنِی وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِخْوَانِیَ الَّذِینَ أَشْتَاقُ إِلَیْهِمْ فَلْیُلْقُوا عَمَلِی إِلَی مَنْ لَمْ یَبْلُغْ قَرْنِی مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِی وَ لْیَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَ لْیَعْتَصِمُوا بِهِ وَ لْیَجْتَهِدُوا فِی الْعَمَلِ فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنْ هُدًی إِلَی ضَلَالَةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَاضٍ عَنْهُمْ وَ أَنَّهُ یُبَاهِی مَلَائِكَتَهُ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَتِهِ وَ یَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ یَا عَلِیُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ نُصْرَةِ قَوْمٍ یَبْلُغُهُمْ أَوْ یَسْمَعُونَ أَنِّی أُحِبُّكَ فَأَحَبُّوكَ لِحُبِّی إِیَّاكَ وَ دَانُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ أَعْطَوْكَ صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَی الْآباءِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِیقَكَ وَ قَدْ حُمِلُوا عَلَی الْمَكَارِهِ فِینَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصْرَنَا وَ بَذْلَ الْمُهَجِ فِینَا مَعَ الْأَذَی وَ سُوءِ الْقَوْلِ وَ مَا یُقَاسُونَهُ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُنْ بِهِمْ رَحِیماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَهُمْ بِعِلْمِهِ لَنَا مِنْ بَیْنِ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِینَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ

ص: 47

صُدُورَهُمْ مُتَمَسِّكِینَ بِحَبْلِنَا لَا یُؤْثِرُونَ عَلَیْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا یَزُولُ مِنَ الدُّنْیَا عَنْهُمْ أَیَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِیقَ الْهُدَی فَاعْتَصَمُوا بِهِ فَالنَّاسُ فِی عَمَهِ الضَّلَالَةِ مُتَحَیِّرُونَ فِی الْأَهْوَاءِ عَمُوا عَنِ الْحُجَّةِ وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُمْ یُصْبِحُونَ وَ یُمْسُونَ فِی سَخَطِ اللَّهِ وَ شِیعَتُكَ عَلَی مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا یَسْتَأْنِسُونَ إِلَی مَنْ خَالَفَهُمْ وَ لَیْسَتِ الدُّنْیَا مِنْهُمْ وَ لَیْسُوا مِنْهَا أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی (1).

فضائل الشیعة، للصدوق بإسناده عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (2) إیضاح فی القاموس البر بالفتح الصدق فی الیمین و یكسر و قد بررت و بررت و برت الیمین و تبر كیمل و یحل برا و برا و برورا و أبرها أمضاها علی الصدق و قال المهجة الدم أو دم القلب و الروح و المقاساة المكابدة و تحمل المشاق فی الأمر و المضاضة وجع المصیبة و مض الكحل العین آلمها.

«92»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الطَّیِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْقُرَشِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أُمَیَّةَ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَهُ فَتَلَا رَجُلٌ هَذِهِ الْآیَةَ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ (3) فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ قَالَ شِیعَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (4).

«93»- كا، [الكافی] مِنَ الرَّوْضَةِ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی مَعَ أَنَّنِی لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّكَ لَتَقُولُ هَذَا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ لَا أَقُولُ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنْكُمْ

ص: 48


1- 1. بشارة المصطفی ص 221- 224.
2- 2. فضائل الشیعة 145- 147.
3- 3. المدّثّر: 38- 39.
4- 4. بشارة المصطفی ص 198.

وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ یُكْرِمُ الشَّبَابَ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ فَقَالَ یُكْرِمُ الشَّبَابَ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِیدِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا لَكُمْ خَاصَّةً دُونَ الْعَالَمِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنَّا نُبِزْنَا نَبْزاً انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِی حَدِیثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ.

قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّافِضَةُ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَمَّاكُمْ بِهِ أَ مَا عَلِمْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ فَلَحِقُوا بِمُوسَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ فَسُمُّوا فِی عَسْكَرِ مُوسَی الرَّافِضَةَ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ كَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَسْكَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدَّهُمْ حُبّاً لِمُوسَی وَ هَارُونَ وَ ذُرِّیَّتِهِمَا علیهما السلام فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی قَدْ سَمَّیْتُهُمْ بِهِ وَ نَحَلْتُهُمْ إِیَّاهُ فَأَثْبَتَ مُوسَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ الِاسْمَ لَهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ هَذَا الِاسْمَ حَتَّی نَحَلَكُمُوهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَفَضُوا الْخَیْرَ وَ رَفَضْتُمُ الشَّرَّ افْتَرَقَ النَّاسُ كُلَّ فُرْقَةٍ وَ تَشَعَّبُوا كُلَّ شُعْبَةٍ فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبُوا وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ لَكُمْ وَ أَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِكُمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِكُمْ مَنْ لَمْ یَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَ لَمْ یُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَیِّئَةٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا كَمَا یُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ

الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا(1) اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَكُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا

ص: 49


1- 1. غافر: 7.

ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا-(1) إِنَّكُمْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِیثَاقَكُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ إِنَّكُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَعَیَّرَكُمُ اللَّهُ كَمَا عَیَّرَهُمْ حَیْثُ یَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ (2) یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ-(3) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ-(4)

وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شِیعَتَنَا وَ عَدُوَّنَا فِی آیَةٍ مِنْ كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) فَنَحْنُ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ عَنْ ذِكْرِهِ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شِیعَتَهُ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ (6) یَعْنِی بِذَلِكَ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ إِذْ یَقُولُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (7) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی.

ص: 50


1- 1. الأحزاب: 23.
2- 2. الأعراف: 102.
3- 3. الحجر: 47.
4- 4. الزخرف: 67.
5- 5. الزمر: 9.
6- 6. الدخان: 41.
7- 7. الزمر: 52.

فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (1) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا إِلَّا الْأَئِمَّةَ علیهم السلام وَ شِیعَتَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً-(2)

فَرَسُولُ اللَّهِ فِی الْآیَةِ النَّبِیُّونَ وَ نَحْنُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ كَمَا سَمَّاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ إِذْ حَكَی عَنْ عَدُوِّكُمْ فِی النَّارِ بِقَوْلِهِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ(3) وَ اللَّهِ مَا عَنَی اللَّهُ وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا یُذْكَرُ أَهْلُهَا بِخَیْرٍ إِلَّا وَ هِیَ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَذْكُرُ أَهْلَهَا بِشَرٍّ وَ لَا تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی عَدُوِّنَا وَ مَنْ خَالَفَنَا فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ بِرَاءٌ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَقَالَ حَسْبِی (4).

ختص، [الإختصاص] عن ابن الولید عن الحسن بن متیل عن النهاوندی عن أحمد بن سلیمان عن أبیه عن أبی بصیر: مثله (5)

بأدنی تغییر و قد مر فی باب أحوال أصحاب

ص: 51


1- 1. الحجر: 42.
2- 2. النساء: 69.
3- 3. ص: 62- 63.
4- 4. الكافی ج 8 ص 33- 35.
5- 5. الاختصاص ص 104- 107.

الصادق علیه السلام (1)

و روی الصدوق فی كتابه فضائل الشیعة عن ابن الولید عن الصفار عن عباد بن سلیمان عن محمد بن سلیمان عن أبیه: مثله (2) توضیح قال فی النهایة الحفز الحث و الإعجال و منه حدیث أبی بكرة أنه دب إلی الصف راكعا و قد حفزه النفس و الشباب بالفتح جمع شاب و فی القاموس الكهل من وخطه الشیب أی خالطه و رأیت له بجالة أی عظمة أو من جاوز الثلاثین أو أربعا و ثلاثین إلی إحدی و خمسین.

و قال النبز بالفتح اللمز و مصدر نبزه ینبزه لقبه كنبزه و بالتحریك اللقب و التنابز التعایر و التداعی بالألقاب و قال الجوهری یقال بشرته بمولود فأبشر إبشارا أی سر و تقول أبشر بخیر بقطع الألف.

صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ أی وفوا بما عاهدوا اللّٰه علیه أن لا یفروا عند لقائهم العدو فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ أی وفی بنذره و عهده فقاتل حتی استشهد و قال الجوهری النحب المدة و الوقت یقال قضی فلان نحبه إذا مات و قد مر فی أخبار كثیرة(3)

أن الآیة نزلت فی أمیر المؤمنین و حمزة و جعفر و عبیدة علیهم السلام قال الثلاثة الأخیرة استشهدوا و علی علیه السلام ینتظر الشهادة وَ ما بَدَّلُوا شیئا من الدین تَبْدِیلًا یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی أی قریب أو حمیم أو صاحب أو ناصر عن صاحبه شیئا من الإغناء و النفع و الدفع وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ و الضمیر لمولی الأول أو لهما أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ أی أفرطوا فی الجنایة علیها بالإسراف فی المعاصی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ عدم سلطانه بالنسبة إلی الشیعة بمعنی أنه لا یمكنه أن یخرجهم من دینهم الحق أو یمكنهم دفعه بالاستعاذة و التوسل به تعالی.

ص: 52


1- 1. راجع ج 47 ص 390.
2- 2. فضائل الشیعة ص 148.
3- 3. كما مرّ فی ج 35 ص 408 و ج 36 ص 103.

و قال الجوهری قال تعالی فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ (1) أی ینعمون و یكرمون و یسرون قوله براء بكسر الباء ككرام و فی بعض النسخ برآء كفقهاء و كلاهما جمع بری ء.

«94»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ (2) قَالَ هُمُ الشِّیعَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ یَعْنِی أَنَّكَ تَسْلَمُ مِنْهُمْ لَا یَقْتُلُونَ وُلْدَكَ.

وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمْ شِیعَتُنَا وَ مُحِبُّونَا.

«95»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ شَرَاحِیلَ كَاتِبِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: حَدَّثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا مُسْنِدُهُ إِلَی صَدْرِی وَ عَائِشَةُ عِنْدَ أُذُنِی فَأَصْغَتْ عَائِشَةُ تَسْمَعُ مَا یَقُولُ فَقَالَ أَیْ أَخِی أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(3) هُمْ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ وَ مَوْعِدِی وَ مَوْعِدُكَ الْحَوْضُ إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ تُدْعَوْنَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ شِبَاعاً مَرْوِیِّینَ.

«96»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ أَبِی مِخْنَفٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مِیثَمٍ أَنَّهُ وَجَدَ فِی كُتُبِ أَبِیهِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(4) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ هُمْ أَنْتَ

ص: 53


1- 1. الروم: 15.
2- 2. الواقعة: 91.
3- 3. البینة: 7.
4- 4. البینة: 7.

یَا عَلِیُّ وَ شِیعَتُكَ وَ مِیعَادُكَ وَ مِیعَادُهُمُ الْحَوْضُ یَأْتُونَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ مُتَوَّجِینَ قَالَ یَعْقُوبُ فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

«97»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ لِفَاطِمَةَ علیها السلام یَا بُنَیَّةِ بِأَبِی أَنْتِ وَ أُمِّی أَرْسِلِی إِلَی بَعْلِكِ فَادْعِیهِ لِی فَقَالَتْ لِلْحَسَنِ علیه السلام انْطَلِقْ إِلَی أَبِیكَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ جَدِّی یَدْعُوكَ فَانْطَلَقَ إِلَیْهِ الْحَسَنُ فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَاطِمَةُ عِنْدَهُ وَ هِیَ تَقُولُ وَا كَرْبَاهْ لِكَرْبِكَ یَا أَبَتَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا كَرْبَ عَلَی أَبِیكِ بَعْدَ الْیَوْمِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ النَّبِیَّ لَا یُشَقُّ عَلَیْهِ الْجَیْبُ وَ لَا یُخْمَشُ عَلَیْهِ الْوَجْهُ وَ لَا یُدْعَی لَهُ بِالْوَیْلِ وَ لَكِنْ قُولِی كَمَا قَالَ أَبُوكِ عَلَی إِبْرَاهِیمَ تَدْمَعُ الْعَیْنُ وَ قَدْ یُوجَعُ الْقَلْبُ وَ لَا نَقُولُ مَا یُسْخِطُ الرَّبَّ وَ إِنَّا بِكَ یَا إِبْرَاهِیمُ لَمَحْزُونُونَ وَ لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِیمُ لَكَانَ نَبِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ فَأَدْخِلْ أُذُنَكَ فِی فَمِی فَفَعَلَ فَقَالَ یَا أَخِی أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تَجِیئُونَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ شِبَاعاً مَرْوِیِّینَ أَ وَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ(1) قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ عَدُوُّكَ وَ شِیعَتُهُمْ یَجِیئُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ أَشْقِیَاءَ مُعَذَّبِینَ كُفَّاراً مُنَافِقِینَ ذَاكَ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ هَذَا لِعَدُوِّكَ وَ شِیعَتِهِمْ.

بیان: فی القاموس خمش وجهه یخمشه و یخمشه خدشه و لطمه و ضربه و قطع عضوا منه قوله علیه السلام و لو عاش إبراهیم لكان نبیا و لذا لم یعش لأنه لا نبی بعده مظمئین علی بناء الإفعال أو التفعیل أی یبقون علی العطش و لا یسقون

ص: 54


1- 1. البینة: 6.

أو مبالغة فی شدة العطش.

«98»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِأَهْلِ الشُّورَی أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ یَوْمَ أَتَیْتُكُمْ وَ أَنْتُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا أَخِی قَدْ أَتَاكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ ثُمَّ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ قَالَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ الْمَبْنِیَّةِ إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْوَكُمْ وَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً وَ أَقْوَلُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْضَاكُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ أَعْدَلُكُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1) فَكَبَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَبَّرْتُمْ وَ هَنَّأْتُمُونِی بِأَجْمَعِكُمْ فَهَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ.

«99»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ مُعَنْعَناً عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: لَا یَكُونُ النَّاسُ فِی حَالِ شِدَّةٍ إِلَّا كَانَ شِیعَتِی أَحْسَنَ النَّاسِ حَالًا أَ مَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ الْمُبِینِ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً(2) فَخَفَّفَ عَنْهُمْ مَا لَا یُخَفِّفُ عَنْ غَیْرِهِمْ (3).

«100»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا خَیْثَمَةُ- أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا مِنَّا السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ یَنَالُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّمَا عَنَی بِمَعْرِفَتِنَا وَ إِقْرَارِهِ بِوَلَایَتِنَا وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً عَسَی اللَّهُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ (4) وَ عَسَی مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ وَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِی شِیعَتِنَا الْمُذْنِبِینَ (5).

ص: 55


1- 1. البینة: 7.
2- 2. الأنفال: 66.
3- 3. تفسیر فرات ص 51.
4- 4. براءة: 102.
5- 5. تفسیر فرات ص 57.

«101»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیَّ حَدَّثَنِی عَنْكَ أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ (1) فَأَخْبَرْتَهُ أَنَّهَا جَرَتْ فِی شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ وَ اللَّهِ صَدَقَ خَیْثَمَةُ كَذَا حَدَّثْتُهُ (2).

«102»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْكِسَائِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ عَلَی كَتِفِهِ مِطْرَفٌ مِنْ خَزٍّ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا یُثْبِتُ اللَّهُ شِیعَتَكُمْ عَلَی مَحَبَّتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ أَ وَ لَمْ یُؤْمِنْ قَلْبُكَ قُلْتُ بَلَی إِلَّا أَنَّ قَلْبِی قَرْحَةٌ ثُمَّ قَالَ لِخَادِمٍ لَهُ ائْتِنِی بِبَیْضَةٍ بَیْضَاءَ فَوَضَعَهَا عَلَی النَّارِ حَتَّی نَضِجَتْ ثُمَّ أَهْوَی بِالْقِشْرِ إِلَی النَّارِ وَ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ هَوَی مُبْغِضُنَا فِی النَّارِ هَكَذَا ثُمَّ أَخْرَجَ صُفْرَتَهَا فَأَخَذَهَا عَلَی كَفِّهِ الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّا لَصَفْوَةُ اللَّهِ كَمَا هَذِهِ الصُّفْرَةُ صَفْوَةُ هَذِهِ الْبَیْضَةِ ثُمَّ دَعَا بِخَاتَمِ فِضَّةٍ فَخَالَطَ الصُّفْرَةَ مَعَ الْبَیَاضِ وَ

الْبَیَاضَ مَعَ الصُّفْرَةِ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ آبَائِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كَانَ شِیعَتُنَا هَكَذَا بِنَا مُخْتَلِطِینَ وَ شَبَّكَ بَیْنَ أَصَابِعِهِ ثُمَّ قَالَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3).

«103»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ حَفَزَهُ نَفَسُهُ فَلَمَّا أَنْ أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّكَ لَتَقُولُ هَذَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَیْفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَذَكَرَ كَلَاماً فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ

ص: 56


1- 1. هود: 40.
2- 2. تفسیر فرات ص 68.
3- 3. تفسیر فرات ص 82.

مُتَقابِلِینَ (1) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (2) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَا إِلَّا الْأَئِمَّةَ وَ شِیعَتَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ (3).

«104»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (4) قَالَ فَقَالَ لِی عَلِیٌّ بَلَی یَا أَصْبَغُ مَا سَأَلَنِی أَحَدٌ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَقَدْ سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا سَأَلْتَنِی فَقَالَ لِی سَأَلْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنْهَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حَشَرَكَ اللَّهُ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ وَ مَنْ یَتَوَلَّاكَ وَ شِیعَتَكَ حَتَّی یَقِفُوا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی فَیَسْتُرُ اللَّهُ عَوْرَاتِهِمْ وَ یُؤْمِنُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ لِحُبِّهِمْ لَكَ وَ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ وَ اللَّهِ آمِنُونَ فَرِحُونَ یَشْفَعُونَ فَیُشَفَّعُونَ ثُمَّ قَرَأَ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ (5).

«105»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْكُمْ-(6) قَالَ فَیَقُومُ قَوْمٌ مُبْیَاضِّینَ الْوُجُوهِ فَیُقَالُ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْمُحِبُّونَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَیُقَالُ لَهُمْ بِمَا أَحْبَبْتُمُوهُ یَقُولُونَ یَا رَبَّنَا بِطَاعَتِهِ لَكَ وَ لِرَسُولِكَ فَیُقَالُ لَهُمْ صَدَقْتُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7).

ص: 57


1- 1. الحجر: 47.
2- 2. الحجر: 42.
3- 3. تفسیر فرات ص 83.
4- 4. النمل: 89.
5- 5. المؤمنون: 101، راجع تفسیر فرات ص 83 ذیل آیة النمل 89، و ص 115 ذیل آیة المؤمنون.
6- 6. النحل: 32.
7- 7. تفسیر فرات ص 84.

«106»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا خَیْثَمَةُ أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا مِنَّا السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ لَنْ یَنَالُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ لَنْ یَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ یَا خَیْثَمَةُ لَیْسَ یَنْتَفِعُ مَنْ لَیْسَ مَعَهُ وَلَایَتُنَا وَ لَا مَعْرِفَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ اللَّهِ إِنَّ الدَّابَّةَ لَتَخْرُجُ فَتُكَلِّمُ النَّاسَ مُؤْمِنٌ وَ كَافِرٌ وَ إِنَّهَا تَخْرُجُ مِنْ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فَلَیْسَ یَمُرُّ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ إِلَّا قَالَ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ وَ إِنَّمَا كَفَرُوا بِوَلَایَتِنَا لَا یُوقِنُونَ یَا خَیْثَمَةُ كَانُوا بِآیَاتِنَا لَا یُقِرُّونَ یَا خَیْثَمَةُ اللَّهُ الْإِیمَانُ وَ هُوَ قَوْلُهُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ فِینَا مَسْكَنُهُ یَعْنِی الْإِیمَانَ وَ مِنَّا یَشَّعَّبُ وَ مِنَّا عُرِفَ الْإِیمَانُ وَ نَحْنُ الْإِسْلَامُ وَ مِنَّا عُرِفَ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَ بِنَا تَشَّعَّبُ یَا خَیْثَمَةُ مَنْ عَرَفَ الْإِیمَانَ وَ اتَّصَلَ بِهِ لَمْ یُنَجِّسْهُ الذُّنُوبُ كَمَا أَنَّ الْمِصْبَاحَ یُضِی ءُ وَ یُنْفِذُ النُّورَ وَ لَیْسَ یَنْقُصُ مِنْ ضَوْئِهِ شَیْ ءٌ كَذَلِكَ مَنْ عَرَفَنَا وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِنَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ (1).

«107»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی قَضِیباً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ خَلَقَهُ بِقُدْرَتِهِ ثُمَّ دَلَّاهُ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یَنَالَ الْقَضِیبَ مِنْهَا إِلَّا مَنْ تَوَلَّی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ قَالَ مَا یَنْتَظِرُ وَلِیُّنَا إِلَّا أَنْ یَتَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ مَا یَنْتَظِرُ عَدُوُّنَا إِلَّا أَنْ یَتَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ أَوْلِیَاءُ هَذَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَعْدَاءُ هَذَا أَعْدَاءُ اللَّهِ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ خابَ مَنِ افْتَری (2).

«108»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ مِنْ صَعِیدٍ وَاحِدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عُرَاةً حُفَاةً فَیَقِفُونَ عَلَی طَرِیقِ الْمَحْشَرِ حَتَّی یَعْرَقُوا عَرَقاً شَدِیداً وَ تَشْتَدَّ أَنْفَاسُهُمْ

ص: 58


1- 1. تفسیر فرات: 84.
2- 2. تفسیر فرات: 92.

فَیَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مِقْدَارَ خَمْسِینَ عَاماً قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَثَمَّ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً(1) قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ قَدْ أَسْمَعْتَ فَسَمِّ بِاسْمِهِ قَالَ فَیُنَادِی أَیْنَ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمِّیُّ قَالَ فَیُقَدِّمُ رَسُولُ اللَّهِ أَمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْحَوْضِ طُولُهُ مَا بَیْنَ أُبُلَّةَ إِلَی صَنْعَاءَ فَیَقِفُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُنَادِی بِصَاحِبِكُمْ فَیَتَقَدَّمُ أَمَامَ النَّاسِ فَیَقِفُ مَعَهُ ثُمَّ یُؤْذَنُ لِلنَّاسِ وَ یَمُرُّونَ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَبَیْنَ وَارِدٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَیْنَ مَصْرُوفٍ عَنْهُ مِنْ مُحِبِّینَا فَإِذَا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ بَكَی وَ قَالَ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ أَرَاهُمْ قَدْ صُرِفُوا تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ وَ مُنِعُوا عَنِ الْحَوْضِ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ لَكَ قَدْ وَهَبْتُهُمْ لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ صَفَحْتُ لَكَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَ أَلْحَقْتُهُمْ بِكَ وَ بِمَنْ كَانُوا یَقُولُونَ وَ جَعَلْتُهُمْ فِی زُمْرَتِكَ وَ أَوْرَدْتُهُمْ عَلَی حَوْضِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَكَمْ مِنْ بَاكٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَاكِیَةٍ یُنَادِی یَا مُحَمَّدَاهْ إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ قَالَ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ كَانَ مُحِبَّنَا وَ یَتَوَلَّانَا وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا وَ یُبْغِضُهُمْ إِلَّا كَانَ فِی حَیِّزِنَا(2) وَ وَرَدَ حَوْضَنَا(3).

«109»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَمُرَّ بِنْتُ حَبِیبِ اللَّهِ إِلَی قَصْرِهَا فَتَأْتِی فَاطِمَةُ علیها السلام ابْنَتِی عَلَیْهَا رَیْطَتَانِ (4) خَضْرَاوَانِ حَوَالَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ فَإِذَا بَلَغَتْ إِلَی بَابِ قَصْرِهَا وَجَدَتِ الْحَسَنَ قَائِماً وَ الْحُسَیْنَ نَائِماً مَقْطُوعَ الرَّأْسِ فَتَقُولُ لِلْحَسَنِ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ هَذَا أَخِی إِنَّ أُمَّةَ أَبِیكِ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأْسَهُ فَیَأْتِیهَا النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَا بِنْتَ حَبِیبِ اللَّهِ إِنِّی إِنَّمَا أَرَیْتُكِ مَا فَعَلَتْ بِهِ أُمَّةُ أَبِیكِ إِنِّی ادَّخَرْتُ لَكِ عِنْدِی تَعْزِیَةً بِمُصِیبَتِكِ فِیهِ إِنِّی جَعَلْتُ تَعْزِیَةَ الْیَوْمِ أَنِّی لَا أَنْظُرُ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ حَتَّی تَدْخُلِی الْجَنَّةَ أَنْتِ وَ ذُرِّیَّتُكِ

ص: 59


1- 1. طه: 108.
2- 2. حزبنا خ.
3- 3. تفسیر فرات ص 93.
4- 4. الریطة: الملاءة كلها نسج واحد.

وَ شِیعَتُكِ وَ مَنْ أَوْلَاكُمْ مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِكِ قَبْلَ أَنْ أَنْظُرَ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ فَتَدْخُلُ فَاطِمَةُ ابْنَتِی الْجَنَّةَ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أَوْلَاهَا مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهَا فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ(1) قَالَ هَوْلُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ هِیَ وَ اللَّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أَوْلَاهُمْ مَعْرُوفاً وَ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِهَا(2).

«110»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی الزُّهْرِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: تَوَجَّهْتُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیٍّ علیه السلام لِأُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقُمْتُ قَائِماً عَلَی رِجْلِی فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَضَرَبَ بِكَفِّهِ إِلَی كَفِّی فَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِی أَصَابِعِی فَقَالَ لِی یَا أَصْبَغَ بْنَ نُبَاتَةَ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِنَّ وَلِیَّنَا وَلِیُّ اللَّهِ فَإِذَا مَاتَ كَانَ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی وَ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ نَهَرٍ أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنْ كَانَ مُذْنِباً قَالَ نَعَمْ أَ لَمْ تَقْرَأْ كِتَابَ اللَّهِ (3) فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(4).

«111»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (5) وَ ذَلِكَ حِینَ نَادَی اللَّهُ بِفَضْلِنَا وَ بِفَضْلِ شِیعَتِنَا حَتَّی إِنَّا لَنَشْفَعُ وَ یَشْفَعُونَ قَالَ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ مَنْ لَیْسَ مِنْهُمْ قَالُوا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (6).

«112»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَوْدِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَالُكُمْ عِنْدَ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ مَا أَحَدٌ أَسْوَأَ حَالًا مِنَّا

ص: 60


1- 1. الأنبیاء: 102 و 103.
2- 2. تفسیر فرات: 97.
3- 3. الفرقان: 70.
4- 4. تفسیر فرات ص 108.
5- 5. الشعراء: 100.
6- 6. تفسیر فرات ص 111.

عِنْدَهُمْ نَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا یُرَی فِی النَّارِ مِنْكُمْ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ إِنَّكُمُ الَّذِینَ نَزَلَتْ فِیهِمْ آیَةُ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ(1).

«113»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْحَوْضِ وَ مَعَنَا عِتْرَتُنَا فَمَنْ أَرَادَنَا فَلْیَأْخُذْ بِقَوْلِنَا وَ لْیَعْمَلْ بِأَعْمَالِنَا فَإِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَنَا شَفَاعَةٌ فَتَنَافَسُوا فِی لِقَائِنَا عَلَی الْحَوْضِ فَإِنَّا نَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَنَا وَ نَسْقِی مِنْهُ أَوْلِیَاءَنَا وَ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً وَ حَوْضُنَا مُتْرَعٌ فِیهِ مَثْعَبَانِ یَنْصَبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا تَسْنِیمٌ وَ الْآخَرُ مَعِینٌ عَلَی حَافَتَیْهِ الزَّعْفَرَانُ وَ حَصْبَاهُ الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ إِنَّ الْأُمُورَ إِلَی اللَّهِ وَ لَیْسَتْ إِلَی الْعِبَادِ وَ لَوْ كَانَتْ إِلَی الْعِبَادِ مَا اخْتَارُوا عَلَیْنَا أَحَداً وَ لَكِنَّهُ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَی مَا اخْتَصَّكُمْ بِهِ مِنَ النِّعَمِ وَ عَلَی طِیبِ الْمَوْلِدِ فَإِنَّ ذِكْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ وَ الْأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّیْبِ وَ إِنَّ حُبَّنَا رِضَی الرَّبِّ وَ الْآخِذُ بِأَمْرِنَا وَ طَرِیقَتِنَا مَعَنَا غَداً فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ وَ الْمُنْتَظِرُ لِأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَنْ سَمِعَ وَاعِیَتَنَا فَلَمْ یَنْصُرْنَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی النَّارِ نَحْنُ الْبَابُ إِذَا بُعِثُوا فَضَاقَتْ بِهِمُ الْمَذَاهِبُ نَحْنُ بَابُ حِطَّةٍ وَ هُوَ بَابُ الْإِسْلَامِ مَنْ دَخَلَهُ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَوَی بِنَا فَتَحَ اللَّهُ وَ بِنَا یَخْتِمُ وَ بِنَا یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ بِنَا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ فَلَا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ فِی الْغَنَاءِ(2)

بَیْنَ أَعْدَائِكُمْ وَ صَبْرِكُمْ عَلَی الْأَذَی لَقَرَّتْ أَعْیُنُكُمْ وَ لَوْ فَقَدْتُمُونِی لَرَأَیْتُمْ أُمُوراً یَتَمَنَّی أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِمَّا یَرَی مِنَ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ وَ الْأَثَرَةِ وَ الِاسْتِخْفَافِ بِحَقِّ اللَّهِ وَ الْخَوْفِ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ وَ التَّقِیَّةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَلَوِّنَ فَلَا تَزُولُوا عَنِ الْحَقِّ وَ وَلَایَةِ أَهْلِ الْحَقِّ فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَبْدَلَ بِنَا هَلَكَ وَ مَنِ اتَّبَعَ أَثَرَنَا لَحِقَ وَ مَنْ سَلَكَ

ص: 61


1- 1. تفسیر فرات ص 131. و الآیة فی سورة ص 62 و 63.
2- 2. بالفتح: الإقامة و المقام.

غَیْرَ طَرِیقِنَا غَرِقَ وَ إِنَّ لِمُحِبِّینَا أَفْوَاجاً مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ لِمُبْغِضِینَا أَفْوَاجاً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ طَرِیقُنَا الْقَصْدُ وَ فِی أَمْرِنَا الرُّشْدُ أَهْلُ الْجَنَّةِ یَنْظُرُونَ إِلَی مَنَازِلِ شِیعَتِنَا كَمَا یُرَی الْكَوْكَبُ الدُّرِّیُّ فِی السَّمَاءِ لَا یَضِلُّ مَنِ اتَّبَعَنَا وَ لَا یَهْتَدِی مَنْ أَنْكَرَنَا وَ لَا یَنْجُو مَنْ أَعَانَ عَلَیْنَا عَدُوَّنَا وَ لَا یُعَانُ مَنْ أَسْلَمَنَا فَلَا تَخَلَّفُوا عَنَّا لِطَمَعِ دُنْیَا بِحُطَامٍ زَائِلٍ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَزُولُونَ عَنْهُ فَإِنَّهُ مَنْ آثَرَ الدُّنْیَا عَلَیْنَا عَظُمَتْ حَسْرَتُهُ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (1) سِرَاجُ الْمُؤْمِنِ مَعْرِفَةُ حَقِّنَا وَ أَشَدُّ الْعَمَی مَنْ عَمِیَ مِنْ فَضْلِنَا وَ نَاصَبَنَا الْعَدَاوَةَ بِلَا ذَنْبٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْنَاهُ إِلَی الْحَقِّ وَ دَعَاهُ غَیْرُنَا إِلَی الْفِتْنَةِ فَآثَرَهَا عَلَیْنَا لَنَا رَایَةٌ مَنِ اسْتَظَلَّ بِهَا كَنَّتْهُ وَ مَنْ سَبَقَ إِلَیْهَا فَازَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا أَنْتُمْ عُمَّارُ الْأَرْضِ الَّذِینَ اسْتَخْلَفَكُمْ فِیهَا لِیَنْظُرَ كَیْفَ تَعْلَمُونَ فَرَاقِبُوا اللَّهَ فِیمَا یَرَی مِنْكُمْ وَ عَلَیْكُمْ بِالْمَحَجَّةِ الْعُظْمَی فَاسْلُكُوهَا لَا یَسْتَبْدِلْ بِكُمْ غَیْرَكُمْ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ-(2) فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوهَا إِلَّا بِالتَّقْوَی وَ مَنْ تَرَكَ الْأَخْذَ عَمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ قَیَّضَ اللَّهُ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ مَا بَالُكُمْ قَدْ رَكَنْتُمْ إِلَی الدُّنْیَا وَ رَضِیتُمْ بِالضَّیْمِ وَ فَرَّطْتُمْ فِیمَا فِیهِ عِزُّكُمْ وَ سَعَادَتُكُمْ وَ قُوَّتُكُمْ عَلَی مَنْ بَغَی عَلَیْكُمْ لَا مِنْ رَبِّكُمْ تَسْتَحْیُونَ وَ لَا لِأَنْفُسِكُمْ تَنْظُرُونَ وَ أَنْتُمْ فِی كُلِّ یَوْمٍ تُضَامُونَ وَ لَا تَنْتَبِهُونَ مِنْ رَقْدَتِكُمْ وَ لَا تَنْقَضِی فَتْرَتُكُمْ أَ مَا تَرَوْنَ إِلَی دِینِكُمْ یَبْلَی وَ أَنْتُمْ فِی غَفْلَةِ الدُّنْیَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِیاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (3).

توضیح: اترع كافتعل امتلأ قاله الفیروزآبادی و قال مثاعب المدینة مسایل مائها و قال الواعیة الصراخ و الصوت لا الصارخة و وهم الجوهری و قال كنه ستره و قال قیض اللّٰه فلانا لفلان جاء به و أتاحه له و قیضنا لهم قرناء سببنا

ص: 62


1- 1. الزمر: 56.
2- 2. الحدید: 21.
3- 3. تفسیر فرات: 137- 139. و الآیة فی هود: 113.

لهم من حیث لا یحتسبونه و قال الضیم الظلم.

«114»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُفَلَّسِ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ وَ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیِّ وَ إِبْرَاهِیمَ الْأَحْمَرِیِّ قَالا: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ زِیَادُ الْأَحْلَامِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا زِیَادُ مَا لِی أَرَی رِجْلَیْكَ مُتَفَلِّقَیْنِ قَالَ جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ جِئْتُ عَلَی نِضْوٍ لِی أُعَاتِبُهُ الطَّرِیقَ (1) وَ مَا حَمَلَنِی عَلَی ذَلِكَ إِلَّا حُبٌّ لَكُمْ وَ شَوْقٌ إِلَیْكُمْ ثُمَّ أَطْرَقَ زِیَادٌ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ إِنِّی رُبَّمَا خَلَوْتُ فَأَتَانِیَ الشَّیْطَانُ فَیُذَكِّرُنِی مَا قَدْ سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعَاصِی فَكَأَنِّی آیِسٌ ثُمَّ أَذْكُرُ حُبِّی لَكُمْ وَ انْقِطَاعِی إِلَیْكُمْ قَالَ یَا زِیَادُ وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ وَ الْبُغْضُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الثَّلَاثَ آیَاتٍ كَأَنَّهَا فِی كَفِّهِ وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَیْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ نِعْمَةً وَ اللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ (2) وَ قَالَ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ (3) وَ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ-(4)

أَتَی رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أُحِبُّ الصَّوَّامِینَ وَ لَا أَصُومُ وَ أُحِبُّ الْمُصَلِّینَ وَ لَا أُصَلِّی وَ أُحِبُّ الْمُتَصَدِّقِینَ وَ لَا أَصَّدَّقُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا كَسَبْتَ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ لَوْ كَانَتْ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَزِعَ كُلُ

ص: 63


1- 1. قال الجوهریّ: عتب البعیر یعتب و یعتب( ض ن) عتبانا: أی مشی علی ثلاث قوائم، و كأنّ المراد أنی جئت علی نضو لی- یعنی بعیره المهزول- و كنت أحمله و أكلفه مشی الطریق بالعتبان لما به من العقر، و فی المصدر المطبوع بالنجف: علی نضو لی عامة الطریق.
2- 2. الحجرات: 7 و 8.
3- 3. الحشر: 9.
4- 4. آل عمران: 31.

قَوْمٍ إِلَی مَأْمَنِهِمْ وَ فَزِعْنَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا(1).

بیان: فی القاموس فلقه یفلقه شقه كفلقه فانفلق و تفلق و فی رجله فلوق شقوق و قال النضو بالكسر المهزول من الإبل و غیرها كأنها فی كفه أی من غیر تفكر و مكث كأنها كانت مكتوبة فی كفه و تعجب السائل من ذلك یدل علی قصور معرفته و لا أصوم أی كثیرا و كذا البواقی فزعة أی ما یوجب الفزع و الخوف و فزع إلیه كفرح لجأ.

«115»- ختص، [الإختصاص] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَزْهَرُ نُورُهُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَزْهَرُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ وَلِیُّ اللَّهِ فَیُعِینُهُ وَ یَنْصُرُهُ وَ یَصْنَعُ لَهُ وَ لَا یَقُولُ عَلَیْهِ إِلَّا الْحَقَّ وَ لَا یَخَافُ غَیْرَهُ وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَأَعْظَمُ حَقّاً مِنَ الْكَعْبَةِ(2).

«116»- ختص، [الإختصاص] بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَیْنا فَقَالَ علیه السلام كِتَابٌ لَنَا كَتَبَهُ اللَّهُ یَا أَبَا سَعِیدٍ فِی وَرَقٍ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلَائِقَ بِأَلْفَیْ عَامٍ صَیَّرَهُ مَعَهُ فِی عَرْشِهِ أَوْ تَحْتَ عَرْشِهِ فِیهِ یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ أَعْطَیْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِی وَ غَفَرْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُونِی مَنْ أَتَانِی مِنْكُمْ بِوَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِی بِرَحْمَتِی (3).

«117»- صِفَاتُ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَهُ الدَّوَانِیقِیُّ بِالْحِیرَةِ أَیَّامَ أَبِی الْعَبَّاسِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْ شِیعَتِكُمْ یَسْتَخْرِجُ مَا فِی جَوْفِهِ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ حَتَّی یُعْرَفَ مَذْهَبُهُ فَقَالَ ذَلِكَ لِحَلَاوَةِ الْإِیمَانِ فِی صُدُورِهِمْ مِنْ حَلَاوَتِهِ یُبْدُونَهُ تَبَدِّیاً(4).

ص: 64


1- 1. تفسیر فرات ص 165.
2- 2. الاختصاص ص 28.
3- 3. الاختصاص ص 111.
4- 4. صفات الشیعة ص 170.

«118»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِی ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی الْمَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ قَالَ فَدَنَا مِنْهُمْ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ مَنِ ائْتَمَّ مِنْكُمْ بِقَوْمٍ فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِهِمْ (1)

أَنْتُمْ شِیعَةُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ وَ السَّابِقُونَ فِی الدُّنْیَا إِلَی مَحَبَّتِنَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ ضَمِنْتُ لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ضَمَانِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لِقَنْبَرٍ أَبْشِرُوا وَ بَشِّرُوا فَوَ اللَّهِ لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَی أُمَّتِهِ إِلَّا الشِّیعَةَ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عُرْوَةً وَ عُرْوَةُ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدُ الْمَجَالِسِ مَجَالِسُ الشِّیعَةِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إِمَاماً وَ إِمَامُ الْأَرْضِ أَرْضٌ تَسْكُنُهَا الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَهْوَةً وَ شَهْوَةُ الدُّنْیَا سُكْنَی شِیعَتِنَا فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا اسْتَكْمَلَ أَهْلُ خِلَافِكُمْ طَیِّبَاتٍ مَا لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ فِیهَا نَصِیبٌ كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً(2) وَ مَنْ دَعَا مُخَالِفاً لَكُمْ فَإِجَابَةُ دُعَائِهِ لَكُمْ وَ مَنْ طَلَبَ مِنْكُمْ إِلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اسْمُهُ حَاجَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ مَسْأَلَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَنْ دَعَا دَعْوَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَا یُحْصَی تَضَاعُفاً وَ مَنْ أَسَاءَ سَیِّئَةً فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حَجِیجُهُ عَلَی تَبِعَتِهَا وَ اللَّهِ إِنَّ صَائِمَكُمْ لَیَرْتَعُ فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْفَوْزِ حَتَّی یُفْطِرَ

ص: 65


1- 1. و من ائتم منكم بامام فلیعمل بعمله خ ل.
2- 2. الغاشیة: 3 و 4.

وَ إِنَّ حَاجَّكُمْ وَ مُعْتَمِرَكُمْ لَخَاصَّةُ اللَّهِ وَ إِنَّكُمْ جَمِیعاً لَأَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ وَ أَهْلُ وَلَایَتِهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لَا حُزْنٌ كُلُّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَتَنَافَسُوا فِی الصَّالِحَاتِ وَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ أَقْرَبَ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ بَعْدَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ شِیعَتِنَا مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ لَوْ لَا أَنْ تُفْتَنُوا وَ یَشْمَتَ بِكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ یُعَظِّمَ النَّاسُ ذَلِكَ لَسَلَّمَتْ عَلَیْكُمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا.

قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَخْرُجُ أَهْلُ وَلَایَتِنَا مِنْ قُبُورِهِمْ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ.

قَالَ وَ قَدْ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ ابْنُ الْوَلِیدِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِلَّا أَنَّ حَدِیثَهُ لَمْ یَكُنْ بِهَذَا الطُّولِ وَ فِی هَذِهِ زِیَادَاتٌ لَیْسَتْ فِی ذَلِكَ وَ الْمَعَانِی مُتَقَارِبَةٌ(1).

«119»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَخْرُجُ أَهْلُ وَلَایَتِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ قَرِیرَةً أَعْیُنُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمَانَ مِمَّا یَخَافُ النَّاسُ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ اللَّهِ مَا یَشْعُرُ أَحَدٌ مِنْكُمْ یَقُومُ إِلَی الصَّلَاةِ وَ قَدِ اكْتَنَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ وَ یَدْعُونَ لَهُ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ إِنَّ جَوْهَرَ بَنِی آدَمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا مَا أَقْرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ لَوْ لَا زَهْوُهُمْ لِعِظَمِ ذَلِكَ لَسَلَّمَتْ إِلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا(2).

بیان: فی القاموس الزهو الكبر و التیه و الفخر.

«120»- صِفَاتُ الشِّیعَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَامِرٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَسْجِدَ وَ نَحْنُ جُلُوسٌ وَ فِینَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام نَاحِیَةً فَجَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ إِلَی جَانِبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَجَعَلَ یَنْظُرُ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ لَرِجَالًا عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ تَتَلَأْلَأُ وُجُوهُهُمْ نُوراً

ص: 66


1- 1. الحدیث مستخرج من فضائل الشیعة ص 141، لا صفات الشیعة و هكذا فیما سیأتی.
2- 2. مشكاة الأنوار: 92- 94.

قَالَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ لَهُ اجْلِسْ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ فَلَمَّا رَأَی ابْنُ مَسْعُودٍ مَا قَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ حَتَّی اسْتَوَی قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا نَعْرِفْهُمْ بِصِفَتِهِمْ قَالَ فَضَرَبَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ هُمُ الْفَائِزُونَ (1).

«121»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِیرٍ وَ مُیَسِّرٌ وَ عِدَّةٌ مِنْ جُلَسَائِهِ فَلَمَّا أَنْ أَخَذْتُ مَجْلِسِی أَقْبَلَ عَلَیَّ بِوَجْهِهِ وَ قَالَ یَا سَدِیرُ أَمَا إِنَّ وَلِیَّنَا لَیَعْبُدُ اللَّهَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ نَائِماً وَ حَیّاً وَ مَیِّتاً قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَمَّا عِبَادَتُهُ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ حَیّاً فَقَدْ عَرَفْنَا فَكَیْفَ یَعْبُدُ اللَّهَ نَائِماً وَ مَیِّتاً قَالَ إِنَّ وَلِیَّنَا لَیَضَعُ رَأْسَهُ فَیَرْقُدُ فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ وَكَّلَ بِهِ مَلَكَیْنِ خُلِقَا مِنَ الْأَرْضِ لَمْ یَصْعَدَا إِلَی السَّمَاءِ وَ لَمْ یَرَیَا مَلَكُوتَهُمَا فَیُصَلِّیَانِ عِنْدَهُ حَتَّی یَنْتَبِهَ فَیَكْتُبُ اللَّهُ ثَوَابَ صَلَاتِهِمَا لَهُ وَ الرَّكْعَةُ مِنْ صَلَاتِهِمَا تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ مِنْ صَلَاةِ الْآدَمِیِّینَ وَ إِنَّ وَلِیَّنَا لَیَقْبِضُهُ اللَّهُ إِلَیْهِ فَیَصْعَدُ مَلَكَاهُ إِلَی السَّمَاءِ فَیَقُولَانِ یَا رَبَّنَا عَبْدُكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ انْقَطَعَ وَ اسْتَوْفَی أَجَلَهُ وَ لَأَنْتَ أَعْلَمُ مِنَّا بِذَلِكَ فَأْذَنْ لَنَا نَعْبُدْكَ فِی آفَاقِ سَمَائِكَ وَ أَطْرَافِ أَرْضِكَ قَالَ فَیُوحِی اللَّهُ إِلَیْهِمَا إِنَّ فِی سَمَائِی لَمَنْ یَعْبُدُنِی وَ مَا لِی فِی عِبَادَتِهِ مِنْ حَاجَةٍ بَلْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَیْهَا وَ إِنَّ فِی أَرْضِی لَمَنْ یَعْبُدُنِی وَ مَا لِی فِی عِبَادَتِهِ مِنْ حَاجَةٍ وَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْوَجَ إِلَیَّ مِنْهُ فَاهْبِطَا إِلَی قَبْرِ وَلِیِّی فَیَقُولَانِ یَا رَبَّنَا مَنْ هَذَا یَسْعَدُ بِحُبِّكَ إِیَّاهُ قَالَ

فَیُوحِی اللَّهُ إِلَیْهِمَا ذَلِكَ مَنْ أَخَذَ مِیثَاقَهُ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِی وَ وَصِیِّهِ وَ ذُرِّیَّتِهِمَا بِالْوَلَایَةِ اهْبِطَا إِلَی قَبْرِ وَلِیِّی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَصَلِّیَا عِنْدَهُ إِلَی أَنْ أَبْعَثَهُ فِی الْقِیَامَةِ قَالَ فَیَهْبِطُ الْمَلَكَانِ فَیُصَلِّیَانِ عِنْدَ الْقَبْرِ إِلَی أَنْ یَبْعَثَهُ اللَّهُ فَیَكْتُبُ ثَوَابَ صَلَاتِهِمَا لَهُ وَ الرَّكْعَةُ مِنْ صَلَاتِهِمَا تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ مِنْ صَلَاةِ الْآدَمِیِّینَ.

ص: 67


1- 1. فضائل الشیعة ص 151.

قَالَ سَدِیرٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذاً وَلِیُّكُمْ نَائِماً وَ مَیِّتاً أَعْبَدُ مِنْهُ حَیّاً وَ قَائِماً قَالَ فَقَالَ هَیْهَاتَ یَا سَدِیرُ إِنَّ وَلِیَّنَا لَیُؤْمِنُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُ (1).

«122»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِأَقْوَامٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ تَتَلَأْلَأُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ یَغْبِطُهُمُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ أَعَادَ الْكَلَامَ ثَلَاثاً فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی هُمُ الشُّهَدَاءُ قَالَ هُمُ الشُّهَدَاءُ وَ لَیْسَ هُمُ الشُّهَدَاءُ الَّذِینَ تَظُنُّونَ قَالَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ لَیْسَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ الَّذِینَ تَظُنُّونَ قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ وَ لَیْسَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ الَّذِینَ تَظُنُّونَ قَالَ فَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی مَنْ هُمْ قَالَ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ مَا یُبْغِضُهُ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا سِفَاحِیٌّ وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا یَهُودِیٌّ وَ لَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِیٌّ وَ لَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِیٌّ یَا عُمَرُ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ عَلِیّاً(2).

«123»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ وَ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَوْمٌ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مِنْ نُورٍ عَلَی وُجُوهِهِمْ نُورٌ یُعْرَفُونَ بِآثَارِ السُّجُودِ یَتَخَطَّوْنَ صَفّاً بَعْدَ صَفٍّ حَتَّی یَصِیرُوا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّ الْعَالَمِینَ یَغْبِطُهُمُ النَّبِیُّونَ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ ثُمَّ قَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُنَا وَ عَلِیٌّ إِمَامُهُمْ (3).

«124»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: یَا مَالِكُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤَدُّوا الزَّكَاةَ وَ تَكُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ یَا مَالِكُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَوْمٍ ائْتَمُّوا بِإِمَامٍ فِی دَارِ الدُّنْیَا إِلَّا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُهُمْ وَ یَلْعَنُونَهُ إِلَّا أَنْتُمْ وَ مَنْ كَانَ بِمِثْلِ حَالِكُمْ ثُمَّ قَالَ یَا مَالِكُ إِنَّ الْمَیِّتَ مِنْكُمْ عَلَی

ص: 68


1- 1. فضائل الشیعة: 151- 153.
2- 2. فضائل الشیعة: 151- 153.
3- 3. فضائل الشیعة: 151- 153.

هَذَا الْأَمْرِ شَهِیدٌ بِمَنْزِلَةِ الضَّارِبِ بِسَیْفِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

قَالَ وَ قَالَ مَالِكٌ بَیْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِسٌ وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی بِشَیْ ءٍ مِنْ فَضْلِهِمْ فَقَالَ لِی أَنْتُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا لَا تَظُنَّنَّ أَنَّكَ مُفْرِطٌ فِی أَمْرِنَا یَا مَالِكُ إِنَّهُ لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ اللَّهِ فَكَمَا لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ اللَّهِ كَذَلِكَ لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَمَا لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ الرَّسُولِ فَكَذَلِكَ لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَتِنَا وَ كَمَا لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَتِنَا فَكَذَلِكَ لَا یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ الْمُؤْمِنِ یَا مَالِكُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَلْقَی أَخَاهُ فَیُصَافِحُهُ فَلَا یَزَالُ اللَّهُ یَنْظُرُ إِلَیْهِمَا وَ الذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتَّی یَتَفَرَّقَا وَ إِنَّهُ لَنْ یُقْدَرَ عَلَی صِفَةِ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ قَالَ إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ یَقُولُ لَنْ تَطْعَمَ النَّارُ مَنْ یَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ(1).

«125»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَیْنَا النَّبِیُّ بِعَرَفَاتٍ وَ عَلِیٌّ تُجَاهَهُ وَ نَحْنُ مَعَهُ إِذَا أَوْمَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ ضَعْ خَمْسَكَ یَعْنِی كَفَّكَ فِی كَفِّی فَأَخَذَ بِكَفِّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَغْصَانُهَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ(2).

«126»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ صُهَیْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا الشَّجَرَةُ وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا وَ عَلِیٌّ لِقَاحُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرُهَا وَ أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ ذَاهِبَةٌ عَلَی سَاقِهَا فَأَیُّ رَجُلٍ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا الشَّجَرَةَ وَ فَرْعَهَا فَمَنْ أَغْصَانُهَا قَالَ عِتْرَتِی فَمَا مِنْ عَبْدٍ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ عَمِلَ بِأَعْمَالِنَا وَ حَاسَبَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ

ص: 69


1- 1. فضائل الشیعة 156.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 223.

یُحَاسَبَ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ(1).

«127»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِمَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْتَطِیعُ فِرَاقَكَ وَ إِنِّی لَأَدْخُلُ مَنْزِلِی فَأَذْكُرُكَ فَأَتْرُكُ صَنِیعَتِی وَ أُقْبِلُ حَتَّی أَنْظُرَ إِلَیْكَ حُبّاً لَكَ فَذَكَرْتُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ أُدْخِلْتَ الْجَنَّةَ فَرُفِعْتَ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَكَیْفَ لِی بِكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَنَزَلَ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(2) فَدَعَا النَّبِیُّ الرَّجُلَ فَقَرَأَهَا عَلَیْهِ وَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ (3).

«128»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ یُحِبُّ مَنْ یُصَلِّی وَ لَا یُصَلِّی إِلَّا الْفَرِیضَةَ وَ یُحِبُّ مَنْ یَتَصَدَّقُ وَ لَا یَتَصَدَّقُ إِلَّا بِالْوَاجِبِ وَ یُحِبُّ مَنْ یَصُومُ وَ لَا یَصُومُ إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَ (4).

«129»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَسْتَخِفُّوا بِشِیعَةِ عَلِیٍّ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیُشَّفَعُ بِعَدَدِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ(5).

«130»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ

ص: 70


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 224.
2- 2. النساء: 69.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 234.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 234.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 283.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ كَیْفَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ إِذَا جُمِعَتِ الْأُمَمُ وَ وُضِعَتِ الْمَوَازِینُ وَ بَرَزَ لِعَرْضِ خَلْقِهِ وَ دُعِیَ النَّاسُ إِلَی مَا لَا بُدَّ مِنْهُ قَالَ فَدَمَعَتْ عَیْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكَ یَا عَلِیُّ تُدْعَی وَ اللَّهِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ رِوَاءً مَرْوِیِّینَ مُبْیَاضَّةً وُجُوهُكُمْ وَ یُدْعَی بِعَدُوِّكَ مُسْوَادَّةً وُجُوهُهُمْ أَشْقِیَاءَ مُعَذَّبِینَ أَ مَا سَمِعْتَ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1) أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیَاتِنَا أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ عَدُوُّكَ یَا عَلِیُّ.

بیان: و الذین كفروا اختصار فی الآیة و نقل بالمعنی.

«131»- سَعْدُ السُّعُودِ، لِلسَّیِّدِ بْنِ طَاوُسٍ قَالَ رَأَیْتُ فِی مُخْتَصَرِ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی النَّوْفَلِیُّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَیْنِ الْبَزَّازُ قَالُوا حَدَّثَنَا عِیسَی بْنُ مِهْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ یُوسُفَ السَّرَّاجِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو هُرَیْرَةَ الْعَمَّارِیُّ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (2) أَتَی الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیُّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا طُوبَی قَالَ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ لَوْ سَارَ الرَّاكِبُ الْجَوَادِ لَسَارَ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ یَقْطَعَهَا وَرَقُهَا بُرُودٌ خُضْرٌ وَ زَهْرُهَا رِیَاضٌ صُفْرٌ وَ أَقْنَاؤُهَا سُنْدُسٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ ثَمَرُهَا جلل [حُلَلٌ] خُضْرٌ وَ صَمْغُهَا(3)

زَنْجَبِیلٌ وَ عَسَلٌ وَ بَطْحَاؤُهَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ وَ زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَ تُرَابُهَا مِسْكٌ وَ عَنْبَرٌ وَ حَشِیشُهَا زَعْفَرَانٌ یَنِیعٌ وَ أَلَنْجُوجٌ یَتَأَجَّجُ مِنْ غَیْرِ وَقُودٍ

ص: 71


1- 1. البینة 7 و ما بعدها مأخوذ من الآیة 6:« إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ».
2- 2. الرعد: 29.
3- 3. ضمجها خ ل.

وَ یَتَفَجَّرُ مِنْ أَصْلِهَا السَّلْسَبِیلُ وَ الرَّحِیقُ وَ الْمَعِینُ فَظِلُّهَا مَجْلِسٌ مِنْ مَجَالِسِ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَجْمَعُهُمْ فَبَیْنَمَا هُمْ یَوْماً فِی ظِلِّهَا یَتَحَدَّثُونَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ یَقُودُونَ نُجُباً قَدْ جُبِلَتْ مِنَ الْیَاقُوتِ لَمْ یُنْفَخْ فِیهَا الرُّوحُ مَزْمُومَةً بِسَلَاسِلَ مِنْ ذَهَبٍ كَأَنَّ وُجُوهَهَا الْمَصَابِیحُ نَضَارَةً وَ حُسْناً وَبَرُهَا حَشْوٌ أَحْمَرُ وَ مِرْعِزٌّ أَبْیَضُ مُخْتَلِطَانِ لَمْ یَنْظُرِ النَّاظِرُونَ إِلَی مِثْلِهَا حُسْناً وَ بَهَاءً ذُلُلٌ مِنْ غَیْرِ مَهَانَةٍ نُجُبٌ مِنْ غَیْرِ رِیَاضَةٍ عَلَیْهَا رجال [رِحَالٌ] أَلْوَانُهَا مِنَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ مُفَضَّضَةً بِاللُّؤْلُؤِ وَ الْمَرْجَانِ صَفَائِحُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ مُلَبَّسَةً بِالْعَبْقَرِیِّ وَ الْأُرْجُوَانِ فَأَنَاخُوا تِلْكَ النَّجَائِبَ (1)

إِلَیْهِمْ ثُمَّ قَالُوا لَهُمْ رَبُّكُمْ یُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ فَتَزُورُونَهُ فَیَنْظُرُ إِلَیْكُمْ وَ یُحْیِیكُمْ وَ یَزِیدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ سَعَتِهِ فَإِنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضْلٍ عَظِیمٍ قَالَ فَیَتَحَوَّلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَی رَاحِلَتِهِ فَیَنْطَلِقُونَ صَفّاً وَاحِداً مُعْتَدِلًا لَا یُفَوِّتُ مِنْهُمْ شَیْ ءٌ شَیْئاً وَ لَا یُفَوِّتُ أُذُنُ نَاقَةٍ نَاقَتَهَا وَ لَا بَرَكَةُ نَاقَةٍ بَرَكَتَهَا وَ لَا یَمُرُّونَ بِشَجَرَةٍ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَتْحَفَتْهُمْ بِثِمَارِهَا وَ رَحَلَتْ لَهُمْ مِنْ طَرِیقِهِ كَرَاهِیَةٌ لِأَنْ تَنْثَلِمَ طَرِیقَتُهُمْ وَ أَنْ یُفَرَّقَ بَیْنَ الرَّجُلِ وَ رَفِیقِهِ فَلَمَّا رُفِعُوا إِلَی الْجَبَّارِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالُوا رَبَّنَا أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ لَكَ یَحِقُّ الْجَلَالُ وَ الْإِكْرَامُ قَالَ فَقَالَ أَنَا السَّلَامُ وَ مِنِّی السَّلَامُ وَ لِی یَحِقُّ الْجَلَالُ وَ الْإِكْرَامُ فَمَرْحَباً بِعِبَادِیَ الَّذِینَ حَفِظُوا وَصِیَّتِی فِی أَهْلِ بَیْتِی وَ رَاعُوا حَقِّی وَ خَلَّفُونِی بِالْغَیْبِ وَ كَانُوا مِنِّی عَلَی كُلِّ حَالٍ مُشْفِقِینَ قَالُوا أَمَا وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا قَدَرْنَاكَ حَقَّ قَدْرِكَ وَ مَا أَدَّیْنَا إِلَیْكَ كُلَّ حَقِّكَ فَأْذَنْ لَنَا بِالسُّجُودِ قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی قَدْ وَضَعْتُ عَنْكُمْ مَئُونَةَ الْعِبَادَةِ وَ أَرَحْتُ لَكُمْ أَبْدَانَكُمْ فَطَالَمَا أَنْصَبْتُمْ لِیَ الْأَبْدَانَ وَ عَنِتُّمْ لِیَ الْوُجُوهَ فَالْآنَ أَفْضَیْتُمْ إِلَی رُوحِی وَ رَحْمَتِی فَاسْأَلُونِی مَا شِئْتُمْ وَ تَمَنَّوْا عَلَیَّ أُعْطِكُمْ أَمَانِیَّكُمْ وَ إِنِّی لَمْ أَجْزِكُمُ الْیَوْمَ بِأَعْمَالِكُمْ وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی وَ كَرَامَتِی وَ طَوْلِی وَ عَظِیمِ شَأْنِی وَ

ص: 72


1- 1. البخاتی خ ل.

بِحُبِّكُمْ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَلَمْ یَزَالُوا یَا مِقْدَادُ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْعَطَایَا وَ الْمَوَاهِبِ حَتَّی إِنَّ الْمُقَصِّرَ مِنْ شِیعَتِهِ لَیَتَمَنَّی فِی أُمْنِیَّتِهِ مِثْلَ جَمِیعِ الدُّنْیَا مُنْذُ خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَقَدْ قَصَّرْتُمْ فِی أَمَانِیِّكُمْ وَ رَضِیتُمْ بِدُونِ مَا یَحِقُّ لَكُمْ فَانْظُرُوا إِلَی مَوَاهِبِ رَبِّكُمْ فَإِذَا بِقُبَابٍ وَ قُصُورٍ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الْأَخْضَرِ وَ الْأَبْیَضِ وَ الْأَصْفَرِ یَزْهَرُ نُورُهَا فَلَوْ لَا أَنَّهُ مُسَخَّرٌ مُسَخَّدٌ إِذاً لَلَمَعَتِ الْأَبْصَارُ مِنْهَا فَمَا كَانَ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ مِنَ الْیَاقُوتِ مَفْرُوشٌ بِالسُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ وَ مَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَبْیَضِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرِّیَاطِ الصُّفْرِ مَبْثُوثَةٌ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ الْفِضَّةِ الْبَیْضَاءِ وَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ قَوَاعِدُهَا وَ أَرْكَانُهَا مِنَ الْجَوْهَرِ یُنَوِّرُ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ أَعْرَاضِهَا نُورٌ شُعَاعُ الشَّمْسِ عِنْدَهُ مِثْلُ الْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ فِی النَّهَارِ الْمُضِی ءِ وَ إِذَا عَلَی بَابِ كُلِّ قَصْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ جَنَّتَانِ مُدْهامَّتانِ فِیهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فَلَمَّا أَرَادُوا الِانْصِرَافَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ حُوِّلُوا عَلَی بَرَاذِینَ مِنْ نُورٍ بِأَیْدِی وِلْدَانٍ مُخَلَّدِینَ بِیَدِ كُلِّ وَلِیدٍ مِنْهُمْ حَكَمَةُ بِرْذَوْنٍ مِنْ تِلْكَ الْبَرَاذِینِ لُجُمُهَا وَ أَعِنَّتُهَا مِنَ الْفِضَّةِ الْبَیْضَاءِ وَ أَثْفَارُهَا مِنَ الْجَوَاهِرِ فَإِذَا دَخَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَجَدُوا الْمَلَائِكَةَ یُهَنِّئُونَهُمْ بِكَرَامَةِ رَبِّهِمْ حَتَّی إِذَا اسْتَقَرَّ قَرَارَهُمْ قِیلَ لَهُمْ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ رَبَّنَا رَضِینَا فَارْضَ عَنَّا قَالَ بِرِضَایَ عَنْكُمْ وَ بِحُبِّكُمْ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّی حَلَلْتُمْ دَارِی وَ صَافَحْتُمُ الْمَلَائِكَةَ فَهَنِیئاً هَنِیئاً عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ لَیْسَ فِیهِ تَنْغِیصٌ فَعِنْدَهَا قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی قَالَ لَنَا عِیسَی بْنُ مِهْرَانَ قَرَأْتُ هَذَا الْحَدِیثَ یَوْماً عَلَی قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ فَقُلْتُ أَبْرَأُ إِلَیْكُمْ مِنْ عُهْدَةِ الْحَدِیثِ فَإِنَّ یُوسُفَ السَّرَّاجَ لَا أَعْرِفُهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّیْلِ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنَّ إِنْسَاناً جَاءَنِی وَ مَعَهُ كِتَابٌ وَ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ

ص: 73

یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ الْقَزَّازِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكِنْدِیِّ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةِ طُوبَی وَ قَدْ أَنْجَزَ لَنَا رَبُّنَا مَا وَعَدَنَا فَاحْتَفِظْ بِمَا فِی یَدَیْكَ مِنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَإِنَّكَ لَمْ تَقْرَأْ مِنْهَا كِتَاباً إِلَّا أَشْرَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(1).

بیان: و أقناؤها بالقاف جمع قنو بالكسر و الضم و هو من النخل بمنزلة العنقود من العنب و فی بعض النسخ بالفاء أی عرصاتها و هی غیر مناسبة و فی بعضها أفنانها بالنونین جمع الفنن محركة و هو الغصن و فی القاموس ینع الثمر كمنع و ضرب حان قطافه كأینع و الیانع الأحمر من كل شی ء و الثمر الناضج كالینیع و قال یلنجوج و یلنجج و ألنجج و الألنجوج عود البخور و قال الأجیج تلهب النار كالتأجج و قال النجیب و كهمزة الكریم الحسیب و الجمع أنجاب و نجباء و نجب و ناقة نجیب و نجیبة و الجمع نجائب.

و قال المرعز و المرعزی و یمد إذا خفف و قد تفتح المیم فی الكل الزغب الذی تحت شعر العنز و قال عبقر موضع كثیر الجن و قریة ثیابها فی غایة الحسن و العبقری الكامل من كل شی ء و السید و ضرب من البسط.

و قال البیضاوی العبقری منسوب إلی عبقر تزعم العرب أنه اسم بلد الجن فینسبون إلیه كل شی ء عجیب و فی القاموس الأرجوان بالضم الأحمر و ثیاب حمر و صبغ أحمر و الحمرة و أحمر أرجوانی قانئ و قال البرك أی بالفتح الصدر كالبركة بالكسر.

و أقول الظاهر أن المراد بقوله لا یفوت منهم شی ء شیئا أی لا یسبق جزء من كل منها جزءا من الأخری فهو لبیان اعتدال الصفوف و ضمیر ذوی العقول علی المجاز لتشریفها مع أنه لا استبعاد فی كونها من ذوی العقول و قوله ناقتها المراد بها الناقة التی معها قال فی المصباح فاته فلان بذراع سبقه بها و فی القاموس المسخد كمعظم الخاثر النفس و المصفر الثقیل المورم و سخد ورق الشجر بالضم تسخیدا ندی و ركب بعضه بعضا و قال لمع البرق بالشی ء ذهب.

و قال الریطة كل ملاءة غیر ذات لفقین كلها نسج واحد و قطعة واحدة و كل

ص: 74


1- 1. سعد السعود ص 109.

ثوب لین رقیق و الجمع ریط و ریاط مُدْهامَّتانِ قال البیضاوی خضراوان تضربان إلی السواد من شدة الخضرة زَوْجانِ أی صنفان غریب و معروف أو رطب و یابس و الحكمة محركة ما أحاط بحنكی الفرس من لجامه و فیها العذاران و قال الثفر بالتحریك السیر فی مؤخر السرج و قد یسكن و تنغیص العیش تكدیره.

و أقول الروایة كانت سقیمة فصححتها من سائر المواضع بحسب الإمكان وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ.

«132»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ مِهْزَمِ بْنِ أَبِی بُرْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا أَنْتَ أَحْصَیْتَ مَا عَلَی الْأَرْضِ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَسْتَ تُلَاقِی إِلَّا مَنْ هُوَ حَطَبٌ لِجَهَنَّمَ إِنَّهُ لَیُنْعَمُ عَلَی أَهْلِ خِلَافِكُمْ بِجِوَارِكُمْ إِیَّاهُمْ وَ لَوْ لَا مَا عَلَی الْأَرْضِ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا نَظَرْتَ إِلَی غَیْثٍ أَبَداً إِنَّ أَحَدَكُمْ لَیَخْرُجُ وَ مَا فِی صَحِیفَتِهِ حَسَنَةٌ فَیَمْلَؤُهَا اللَّهُ لَهُ حَسَنَاتٍ قَبْلَ أَنْ یَنْصَرِفَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ یَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ وَ هُمْ یَشْتِمُونَنَا فَیُقَالُ اسْكُتُوا هَذَا مِنَ الْفُلَانِیَّةِ فَإِذَا مَضَی عَنْهُمْ شَتَمُوهُ فِینَا(1).

«133»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: إِنَّمَا مَثَلُ شِیعَتِنَا مَثَلُ النَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطَّیْرِ إِلَّا وَ هُوَ یَسْتَضْعِفُهَا وَ لَوْ أَنَّ الطَّیْرَ تَعْلَمُ مَا فِی أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ تَفْعَلْ بِهَا ذَلِكَ (2).

أَقُولُ قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ النَّهْجِ رَوَی جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. مَنْ أَحَبَّنِی كَانَ مَعِی أَمَا إِنَّكَ لَوْ صُمْتَ الدَّهْرَ كُلَّهُ وَ قُمْتَ اللَّیْلَ كُلَّهُ ثُمَّ قُتِلْتَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ أَوْ قَالَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ لَمَا بَعَثَكَ اللَّهُ إِلَّا مَعَ هَوَاكَ بَالِغاً مَا بَلَغَ إِنْ فِی جَنَّةٍ فَفِی جَنَّةٍ وَ إِنْ فِی نَارٍ فَفِی نَارٍ.

بیان: مع هواك أی مع من تهواه و تحبه فإن كان هو فی الجنة فأنت

ص: 75


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 287.
2- 2. مشكاة الأنوار: 63.

معه فی الجنة و إن كان فی النار فأنت معه فی النار.

«134»- الْعِلَلُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: الْعِلَّةُ فِی شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُمْ مِنْهُمْ أَنَّ كُلَّ مَنْ وَالَی قَوْماً فَهُوَ مِنْهُمْ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ جِنْسِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِیاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ (1) فَالْجِنُّ بِخِلَافِ الْإِنْسِ لَكِنَّهُمْ لَمَّا وَالَوْهُمْ نَسَبَهُمُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ فَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ تَوَالَی آلَ مُحَمَّدٍ فَهُوَ مِنْهُمْ.

«135»- وَ مِنْهُ، قَالَ: الْعِلَّةُ فِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهما هُمَا الْوَالِدَانِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً(2) قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام هُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ الْعِلَّةُ فِی أَنَّ الشِّیعَةَ كُلَّهُمْ أَیْتَامٌ أَنَّ هَذَیْنِ الْوَالِدَیْنِ قَدْ قُبِضَا عَنْهُمْ وَ الْعِلَّةُ فِی اسْمِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا أَنَّ اللَّهَ فَطَمَ بِهَا شِیعَتَهَا مِنَ النَّارِ.

«136»- كِتَابُ الْمُسَلْسَلَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ الْعُرَیْضِیُّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِیلٍ قَالَ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَهْوَازِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی بَكْرُ بْنُ أَحْنَفَ قَالَ حَدَّثَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَالَتْ حَدَّثَتْنِی فَاطِمَةُ وَ زَیْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ بَنَاتُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما قُلْنَ حَدَّثَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَتْ حَدَّثَتْنِی فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَتْ حَدَّثَتْنِی فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَتْ حَدَّثَتْنِی فَاطِمَةُ وَ سُكَیْنَةُ ابْنَتَا الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ مُجَوَّفَةٍ وَ عَلَیْهَا بَابٌ مُكَلَّلٌ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ عَلَی الْبَابِ سِتْرٌ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَی الْبَابِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

ص: 76


1- 1. الأنعام: 128.
2- 2. النساء: 36.

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ الْقَوْمِ وَ إِذَا مَكْتُوبٌ عَلَی السِّتْرِ بَخْ بَخْ مِنْ مِثْلِ شِیعَةِ عَلِیٍّ؟

فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ عَقِیقٍ أَحْمَرَ مُجَوَّفٍ وَ عَلَیْهِ بَابٌ مِنْ فِضَّةٍ مُكَلَّلٍ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ إِذَا عَلَی الْبَابِ سِتْرٌ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَی الْبَابِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَصِیُّ الْمُصْطَفَی وَ إِذَا عَلَی السِّتْرِ مَكْتُوبٌ بَشِّرْ شِیعَةَ عَلِیٍّ بِطِیبِ الْمَوْلِدِ فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرِ مُجَوَّفٍ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهُ وَ عَلَیْهِ بَابٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلَةٍ بِاللُّؤْلُؤِ وَ عَلَی الْبَابِ سِتْرٌ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَی السِّتْرِ شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لِابْنِ عَمِّكَ وَ وَصِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُحْشَرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً إِلَّا شِیعَةَ عَلِیٍّ وَ یُدْعَی النَّاسُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَا شِیعَةَ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّهُمْ أَحَبُّوا عَلِیّاً فَطَابَ مَوْلِدُهُمْ.

بیان: فطاب مولدهم لعل المعنی أنه لما علم اللّٰه من أرواحهم أنهم یحبون علیا و أقروا فی المیثاق بولایته طیب مولد أجسادهم.

«137»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی بَصِیرٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا كَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَكُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ (1).

«138»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ مَلَائِكَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا كَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ أَوَانَ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ

ص: 77


1- 1. الكافی ج: و الآیة فی المؤمن: 7.

قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ (1).

«139»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ الْمَلَائِكَةُ أَكْثَرُ أَمْ بَنُو آدَمَ فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللَّهِ فِی السَّمَاوَاتِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ التُّرَابِ فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی السَّمَاءِ مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَ فِیهِ مَلَكٌ یُسَبِّحُهُ وَ یُقَدِّسُهُ وَ لَا فِی الْأَرْضِ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا وَ فِیهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا یَأْتِی اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ بِعَمَلِهَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهَا وَ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ یَتَقَرَّبُ كُلَّ یَوْمٍ إِلَی اللَّهِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّینَا وَ یَلْعَنُ أَعْدَاءَنَا وَ یَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُرْسِلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ إِرْسَالًا.

وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ یَحْمِلُونَ عِلْمَ اللَّهِ وَ مَنْ حَوْلَهُ یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا مِنْ وَلَایَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ أَیْ وَلَایَةَ وَلِیِّ اللَّهِ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ إِلَی قَوْلِهِ الْحَكِیمُ یَعْنِی مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً علیه السلام فَذَلِكَ صَلَاحُهُمْ وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ لِمَنْ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ یَعْنِی وَلَایَةَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ (2).

«140»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ أَیْ قُولُوا اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ بِالتَّوْفِیقِ لِدِینِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً وَ حُكِیَ هَذَا بِعَیْنِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

قَالَ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ هَؤُلَاءِ الْمُنْعَمَ عَلَیْهِمْ بِالْمَالِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَ إِنْ كَانَ كُلُّ هَذَا نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ یَكُونُونَ كُفَّاراً أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ إِلَی

ص: 78


1- 1. الكافی ج 8 ص 304.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 583.

أَنْ تَدْعُوا بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِهِمْ وَ إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ لِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِ الَّذِینَ أُنْعِمَ عَلَیْهِمْ بِالْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ تَصْدِیقِ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِالْوَلَایَةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْخَیِّرِینَ الْمُنْتَجَبِینَ وَ بِالتَّقِیَّةِ الْحَسَنَةِ الَّتِی یُسْلَمُ بِهَا مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ وَ مِنَ الزِّیَادَةِ فِی آثَامِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ بِأَنْ تُدَارِیَهُمْ وَ لَا تُغْرِیَهُمْ بِأَذَاكَ وَ أَذَی الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ وَ عَادَی مَنْ عَادَاهُمْ إِلَّا كَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ حِصْناً مَنِیعاً وَ جُنَّةً

حَصِینَةً وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ دَارَی عِبَادَ اللَّهِ بِأَحْسَنِ الْمُدَارَاةِ فَلَمْ یَدْخُلْ بِهَا فِی بَاطِلٍ وَ لَمْ یَخْرُجْ بِهَا مِنْ حَقٍّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ نَفَسَهُ تَسْبِیحاً وَ زَكَّی عَمَلَهُ وَ أَعْطَاهُ بَصِیرَةً عَلَی كِتْمَانِ سِرِّنَا وَ احْتِمَالِ الْغَیْظِ لِمَا یَسْتَمِعُهُ مِنْ أَعْدَائِنَا وَ أَعْطَاهُ ثَوَابَ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أَخَذَ نَفْسَهُ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ فَوَفَّاهُمْ حُقُوقَهُمْ جَهْدَهُ وَ أَعْطَاهُمْ مُمْكِنَهُ وَ رَضِیَ مِنْهُمْ بِعَفْوِهِمْ وَ تَرَكَ الِاسْتِقْصَاءَ عَلَیْهِمْ فِیمَا یَكُونُ مِنْ زَلَلِهِمْ وَ غَفَرَهَا لَهُمْ إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَبْدِی قَضَیْتَ حُقُوقَ إِخْوَانِكَ وَ لَمْ تَسْتَقْصِ عَلَیْهِمْ فِیمَا لَكَ عَلَیْهِمْ فَأَنَا أَجْوَدُ وَ أَكْرَمُ وَ أَوْلَی بِمِثْلِ مَا فَعَلْتَهُ مِنَ الْمُسَامَحَةِ وَ التَّكَرُّمِ فَأَنَا أَقْضِیكَ الْیَوْمَ عَلَی حَقٍّ وَعَدْتُكَ وَ أَزِیدُكَ مِنْ فَضْلِیَ الْوَاسِعِ وَ لَا أَسْتَقْصِی عَلَیْكَ فِی تَقْصِیرِكَ فِی بَعْضِ حُقُوقِی قَالَ فَیُلْحِقُهُ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ یَجْعَلُهُ فِی خِیَارِ شِیعَتِهِمْ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ یَوْمٍ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَحِبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِی اللَّهِ وَ وَالِ فِی اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا یُنَالُ وَلَایَةُ اللَّهِ إِلَّا بِذَلِكَ وَ لَا یَجِدُ الرَّجُلُ طَعْمَ الْإِیمَانِ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ حَتَّی یَكُونَ كَذَلِكَ وَ قَدْ صَارَتْ مُوَاخَاةُ النَّاسِ یَوْمَكُمْ هَذَا أَكْثَرُهَا فِی الدُّنْیَا عَلَیْهَا یَتَوَادُّونَ وَ عَلَیْهَا یَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِكَ لَا یُغْنِی عَنْهُ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً.

فَقَالَ الرَّجُلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ أَنِّی قَدْ وَالَیْتُ وَ عَادَیْتُ فِی اللَّهِ

ص: 79

وَ مَنْ وَلِیُّ اللَّهِ حَتَّی أُوَالِیَهُ وَ مَنْ عَدُوُّهُ حَتَّی أُعَادِیَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا قَالَ بَلَی هَذَا وَلِیُّ اللَّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوُّ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ فَعَادِهِ وَالِ وَلِیَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِیكَ وَ وَلَدِكَ وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوكَ وَ وَلَدُكَ (1).

«141»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِی حَتَّی إِذَا كُنَّا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ إِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنَ الشِّیعَةِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأُحِبُّ رِیَاحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِینُونِی عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ مَنِ ائْتَمَّ مِنْكُمْ بِعَبْدٍ فَلْیَعْمَلْ بِعِلْمِهِ (2)

أَنْتُمْ شِیعَةُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ وَ السَّابِقُونَ فِی الدُّنْیَا إِلَی مَحَبَّتِنَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ قَدْ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ مَا عَلَی دَرَجَةِ الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَرْوَاحاً مِنْكُمْ فَتَنَافَسُوا فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ.

وَ لَقَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِقَنْبَرٍ یَا قَنْبَرُ أَبْشِرْ وَ بَشِّرْ وَ اسْتَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ عَلَی أُمَّتِهِ سَاخِطٌ إِلَّا الشِّیعَةَ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عِزّاً وَ عِزُّ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ ذِرْوَةٌ وَ ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدُ الْمَجَالِسِ مَجَالِسُ الشِّیعَةِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الْإِسْلَامِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إِمَاماً وَ إِمَامُ الْأَرْضِ أَرْضٌ تَسْكُنُهَا الشِّیعَةُ.

وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا رَأَیْتَ بِعَیْنٍ عُشْباً أَبَداً وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ خِلَافِكُمْ وَ لَا أَصَابُوا الطَّیِّبَاتِ مَا لَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ لَا لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ عامِلَةٌ

ص: 80


1- 1. تفسیر الإمام ص 17.
2- 2. مر مثل هذا الحدیث تحت الرقم 118.

ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً(1) فَكُلُّ نَاصِبٍ مُجْتَهِدٍ فَعَمَلُهُ هَبَاءٌ شِیعَتُنَا یَنْطِقُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یُخَالِفُهُمْ یَنْطِقُونَ بِتَفَلُّتٍ-(2)

وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَنَامُ إِلَّا أَصْعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رُوحَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَیُبَارِكُ عَلَیْهَا فَإِنْ كَانَ قَدْ أَتَی عَلَیْهَا أَجَلُهَا جَعَلَهَا فِی كُنُوزٍ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ فِی رِیَاضِ جَنَّتِهِ وَ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ وَ إِنْ كَانَ أَجَلُهَا مُتَأَخِّراً بَعَثَ بِهَا مَعَ أَمَنَتِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِیَرُدُّوهَا إِلَی الْجَسَدِ الَّذِی خَرَجَتْ مِنْهُ لِتَسْكُنَ فِیهِ وَ اللَّهِ إِنَّ حَاجَّكُمْ وَ عُمَّارَكُمْ لَخَاصَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ فُقَرَاءَكُمْ لَأَهْلُ الْغِنَی وَ إِنَّ أَغْنِیَاءَكُمْ لَأَهْلُ الْقَنَاعَةِ وَ إِنَّكُمْ كُلَّكُمْ لَأَهْلُ دَعْوَتِهِ وَ أَهْلُ إِجَابَتِهِ (3).

«142»- وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا بَعْدَنَا حَبَّذَا شِیعَتُنَا مَا أَقْرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ یَتَعَاظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ أَوْ یَدْخُلَهُمْ زَهْوٌ لَسَلَّمَتْ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَتْلُو الْقُرْآنَ فِی صَلَاتِهِ قَائِماً إِلَّا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ لَا قَرَأَ فِی صَلَاتِهِ جَالِساً إِلَّا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً وَ لَا فِی غَیْرِ صَلَاةٍ إِلَّا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ إِنَّ لِلصَّامِتِ مِنْ شِیعَتِنَا لَأَجْرُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِمَّنْ خَالَفَهُ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی فُرُشِكُمْ نِیَامٌ لَكُمْ أَجْرُ الْمُجَاهِدِینَ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی صَلَاتِكُمْ لَكُمْ أَجْرُ الصَّافِّینَ فِی سَبِیلِهِ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (4) إِنَّمَا شِیعَتُنَا أَصْحَابُ

ص: 81


1- 1. الغاشیة ص 4.
2- 2. تفلت الی الشی ء نازع إلیه، یقال: أراه یتفلت الی صحبتك أی ینازع إلیها و المعنی أنهم یبتدرون الی الكلام من دون تلبث و تمكث.
3- 3. الكافی ج 8 ص 213.
4- 4. الحجر: 47.

الْأَرْبَعَةِ الْأَعْیُنِ عَیْنَانِ فِی الرَّأْسِ وَ عَیْنَانِ فِی الْقَلْبِ أَلَا وَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ كَذَلِكَ أَلَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ (1).

توضیح: الریاح جمع الریح و المراد هنا الریح الطیبة أو الغلبة أو القوة أو النصرة أو الدولة و الأرواح إما جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنی نسیم الریح أو الراحة علی ذلك أی علی ما هو لازم الحب من الشفاعة فی الدارین حوراء أی فی الجنة علی صفة الحوریة فی الصباحة و الجمال و الكمال أبشر أی خذ هذه البشارة و بشر أی غیرك و استبشر أی افرح و سر بذلك و الدعامة بالكسر عماد البیت بتفلت أی یصدر عنهم فلتة من غیر تفكر و رویة و أخذ من صادق.

لأهل الغنی أی غنی النفس و الاستغناء عن الخلق بتوكلهم علی ربهم لأهل دعوته أی دعاكم اللّٰه إلی دینه و طاعته فأجبتموه إلیهما و جوهر ولد آدم شبههم بالجوهر من بین سائر أجزاء الأرض فی الحسن و البهاء و الندرة و كثرة الانتفاع أو المعنی لیست حقیقة الإنسانیة و جبلتها إلا فیهم و هم مستحقون لهذا الاسم و سائر الناس كالأنعام و الهمج و النسناس أو هم المقدمون و المقدمون فی طلب السعادات و اكتساب الكمالات فی القاموس الجوهر كل حجر یستخرج منه شی ء ینتفع به و من الشی ء ما وضعت علیه جبلته و الجری المقدم و قال حبذا الأمر أی هو حبیب جعل حب و ذا كشی ء واحد و هو اسم و ما بعده مرفوع به و لزم ذا حب و جری كالمثل بدلیل قولهم فی المؤنث حبذا لا حبذة(2).

لو لا أن یتعاظم الناس أی یعدوه عظیما و یصیر سببا لغلوهم فیهم و فی القاموس رأیته قبلا محركة و بضمتین و كصرد و كعنب أی عیانا و مقابلة ممن خالفه أی أجره التقدیری أی لو كان له أجر مع قطع النظر عما یتفضل به علی الشیعة كأنه له أجر واحد فهذا ثابت للساكت من الشیعة أجر المجاهدین أی فی سائر أحوالهم غیر حالة المصافة مع العدو و فتح أبصاركم أی أبصار قلوبكم.

ص: 82


1- 1. الكافی ج 8 ص 214.
2- 2. القاموس ج 1 ص 50.

أقول: إنما كررت إیراد هذا الخبر لكثرة الاختلاف بین الروایات و غزارة فوائدها و قد مضی فی أبواب فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام و فی أبواب الحوض و الشفاعة و أحوال القیامة كثیر من فضائل الشیعة.

باب 16 أن الشیعة هم أهل دین اللّٰه و هم علی دین أنبیائه و هم علی الحق و لا یغفر إلا لهم و لا یقبل إلا منهم

الآیات:

آل عمران: إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (1)

إبراهیم: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (2)

تفسیر:

إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ فی المجمع (3)

أی أحق الناس بنصرة إبراهیم بالحجة أو بالمعونة لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ فی وقته و زمانه و تولوه بالنصرة علی عدوه وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا یتولون نصرته بالحجة لما كان علیه من الحق وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ لأنه یتولی نصرتهم و المؤمن ولی اللّٰه لهذا المعنی بعینه و قیل إنه یتولی نصرة ما أمر اللّٰه به من الدین.

و فی هذه الآیة دلالة علی أن الولایة ثبتت بالدین لا بالنسب و یعضد ذلك قول أمیر المؤمنین علیه السلام إن أولی الناس بالأنبیاء أعملهم (4)

بما جاءوا به ثم تلا

ص: 83


1- 1. آل عمران: 68.
2- 2. إبراهیم: 36.
3- 3. مجمع البیان ج 3 ص 457.
4- 4. أعلمهم خ ل.

هذه الآیة فقال إن ولی محمد من أطاع اللّٰه و إن بعدت لحمته و إن عدو محمد من عصی اللّٰه و إن قربت قرابته ثم روی روایة علی بن إبراهیم الآتیة.

فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی خصه أكثر المفسرین بذریته و ظاهر الأخبار أنه أعم منهم.

«1»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثَلَاثاً ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عُمَرُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (1).

شی، [تفسیر العیاشی] عن عمر بن یزید: مثله (2)

مجمع البیان، عن علی بن إبراهیم: مثله (3).

«2»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ أَتْبَاعُهُمْ (4).

«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ إِلَی قَوْلِهِ وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِ إِبْرَاهِیمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ أَنْتُمْ أَوْلَی النَّاسِ بِهِ (5).

بیان: الضمیر فی به راجع إلی علی أو إبراهیم علیهما السلام.

«4»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَتْ سَمِعْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: مَا أَعْلَمُ

ص: 84


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 95.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 177.
3- 3. مجمع البیان ج 3 ص 458.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 177.
5- 5. المصدر ج 1 ص 177.

أَحَداً عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتَنَا(1).

«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَدِینُ بِدِینِ إِبْرَاهِیمَ غَیْرُنَا وَ شِیعَتِنَا(2).

شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: مَا أَحَدٌ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ(3).

«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا صَدَقَ أَحَدٌ مِمَّنْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ فَوَفَی بِعَهْدِ اللَّهِ غَیْرَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِمْ وَ عِصَابَةٍ قَلِیلَةٍ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ (4) وَ قَوْلُهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یُؤْمِنُونَ (5).

«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ الْمُعَلَّی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبْشِرُوا إِنَّكُمْ عَلَی إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ مِنَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكُمْ إِنْ بَقِیتُمْ حَتَّی تَرَوْا مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ رِقَابَكُمْ شَفَی اللَّهُ صُدُورَكُمْ وَ أَذْهَبَ غَیْظَ قُلُوبِكُمْ وَ أَدَالَكُمْ عَلَی عَدُوِّكُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ یَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِینَ وَ یُذْهِبْ غَیْظَ قُلُوبِهِمْ-(6)

وَ إِنْ مَضَیْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَرَوْا ذَلِكَ مَضَیْتُمْ عَلَی دِینِ اللَّهِ الَّذِی رَضِیَهُ لِنَبِیِّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام (7).

«9»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ (8) أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَعْنِ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَنْتُمْ أُولَئِكَ وَ نُظَرَاؤُكُمْ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ فِی

ص: 85


1- 1. المصدر ج 1 ص 185.
2- 2. المصدر ج 1 ص 388.
3- 3. المصدر ج 1 ص 388.
4- 4. الأعراف: 102.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 23. و الآیة الثانیة فی هود: 17.
6- 6. براءة: 15 و الادالة علی العدو: الكرة علیهم.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 79.
8- 8. إبراهیم: 37.

النَّاسِ مَثَلُ الشَّعْرَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ مَثَلُ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَبْیَضِ یَنْبَغِی لِلنَّاسِ أَنْ یَحُجُّوا هَذَا الْبَیْتَ وَ یُعَظِّمُوهُ لِتَعْظِیمِ اللَّهِ إِیَّاهُ وَ أَنْ یَلْقَوْنَا حَیْثُ كُنَّا نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ (1).

«10»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مَیْسَرَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِیمَ كَانَ مِمَّا اشْتَرَطَ عَلَی رَبِّهِ فَقَالَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ.

«11»- وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِی الْفُسْطَاطِ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نحو [نَحْواً] مِنْ خَمْسِینَ رَجُلًا قَالَ فَجَلَسَ بَعْدَ سُكُوتٍ كَانَ مِنَّا طَوِیلًا فَقَالَ مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ أَنِّی نَبِیٌّ لَا وَ اللَّهِ مَا أَنَا كَذَلِكَ وَ لَكِنْ لِی قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَرِیبَةٌ وَ وِلَادَةٌ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْرَمَهَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ أَ تَدْرُونَ أَیُّ الْبِقَاعِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ فَكَانَ هُوَ الرَّادُّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ تِلْكَ مَكَّةُ الْحَرَامُ الَّتِی رَضِیَهَا لِنَفْسِهِ حَرَماً وَ جَعَلَ بَیْتَهُ فِیهَا ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی أَیُّ بُقْعَةٍ أَفْضَلُ مِنْ مَكَّةَ فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ وَ كَانَ هُوَ الرَّادُّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ مَا بَیْنَ حَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَی بَابِ الْكَعْبَةِ ذَلِكَ حَطِیمُ إِبْرَاهِیمَ نَفْسِهِ الَّذِی كَانَ یُزَوِّدُ(2)

فِیهِ غَنَمَهُ وَ یُصَلِّی فِیهِ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْداً صَفَّ قَدَمَیْهِ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ قَامَ النَّهَارَ مُصَلِّیاً حَتَّی یَجُنَّهُ اللَّیْلُ وَ قَامَ اللَّیْلَ مُصَلِّیاً حَتَّی یَجُنَّهُ النَّهَارُ ثُمَّ لَمْ یَعْرِفْ لَنَا حَقَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ حُرْمَتَنَا لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً أَبَداً إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِیمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ فِیمَا اشْتَرَطَ عَلَی رَبِّهِ أَنْ قَالَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَقُلِ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَنْتُمْ أُولَئِكَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ نُظَرَاؤُكُمْ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ فِی النَّاسِ مَثَلُ الشَّعْرَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَبْیَضِ یَنْبَغِی لِلنَّاسِ أَنْ یَحُجُّوا هَذَا الْبَیْتَ وَ أَنْ یُعَظِّمُوهُ لِتَعْظِیمِ اللَّهِ إِیَّاهُ وَ أَنْ یَلْقَوْنَا أَیْنَمَا كُنَّا نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ.

ص: 86


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 233.
2- 2. الظاهر كما فی المصدر:« یذود» أی یطردها فیه للتعلیف، و المذود، معتلف الدابّة، و المذاد: المرتع.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: أَ تَدْرُونَ أَیُّ بُقْعَةٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ وَ كَانَ هُوَ الرَّادُّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ ذَلِكَ مَا بَیْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَ الْمَقَامِ إِلَی بَابِ الْكَعْبَةِ ذَلِكَ حَطِیمُ إِسْمَاعِیلَ الَّذِی كَانَ یَذُودُ فِیهِ غُنَیْمَتَهُ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِیثَ (1).

بیان: فی القاموس الزود تأسیس الزاد و كمنبر وعاؤه و أزدته زودته فتزود.

«12»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَظَرَ إِلَی النَّاسِ یَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ هَكَذَا كَانُوا یَطُوفُونَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ یَطُوفُوا ثُمَّ یَنْفِرُوا إِلَیْنَا فَیُعْلِمُونَا وَلَایَتَهُمْ وَ یَعْرِضُونَ عَلَیْنَا نَصْرَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ فَقَالَ آلُ مُحَمَّدٍ آلُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ قَالَ إِلَیْنَا إِلَیْنَا(2).

«13»- كش، [رجال الكشی] عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ كُلَیْبِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُونِی بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ فَوَ اللَّهِ مَا یَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ صَلُّوا فِی مَسَاجِدِهِمْ فَإِذَا تَمَیَّزَ الْقَوْمُ فَتَمَیَّزُوا(3).

«14»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ كُلَیْبٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ عَلَیْكُمْ بِالصَّلَاةِ وَ الْعِبَادَةِ عَلَیْكُمْ بِالْوَرَعِ.

و عنه عن عمه محمد عن أبیه الحسن عن عمه الصدوق عن ابن المتوكل عن الحمیری عن ابن هاشم عن ابن مرار عن یونس: مثله (4).

«15»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ حَسَّانَ

ص: 87


1- 1. المصدر ج 2؛ 234.
2- 2. المصدر ج 2؛ 234.
3- 3. رجال الكشّیّ: 289 و فیه كما فی نسخة الكمبانیّ: مساجدكم.
4- 4. بشارة المصطفی ص 55 و 174.

أَبِی عَلِیٍّ الْعِجْلِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی امْرَأَةٍ قَدْ صَفَّرَتْهَا الْعِبَادَةُ أَنَا وَ عَبَایَةُ بْنُ رِبْعِیٍّ فَقَالَتْ مَنِ الَّذِی مَعَكَ قُلْتُ ابْنُ أَخِیكِ مِیثَمٌ قَالَتْ ابْنُ أَخِی وَ اللَّهِ حَقّاً أَمَا إِنِّی سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ مَا أَجِدُ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتَنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ(1).

«16»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ وَ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهَا فَقَالَتْ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ ابْنُ أَخِیكِ مِیثَمٌ فَقَالَتْ أَخِی وَ اللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ مَوْلَاكَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنِّی سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ الَّذِی جَعَلَ أَحْمَسَ خَیْرَ بَجِیلَةَ(2)

وَ عَبْدَ الْقَیْسِ خَیْرَ رَبِیعَةَ(3) وَ هَمْدَانَ خَیْرَ الْیَمَنِ (4)

ص: 88


1- 1. المحاسن ص 147.
2- 2. بجیلة بفتح الباء- بطن عظیم ینتسب الی أمهم بجیلة و هم بنو أنمار بن أراش بن كهلان من القحطانیة، یتفرعون الی عدة بطون: منهم قسر و هو مالك بن عبقر بن أنمار و بنو أحمس بن الغوث بن انمار، و عرینة، فالمراد من الاحمس لیس معنی الحمس لتشددهم فی دینهم، فان الحمس قبائل من العرب: قریش و كنانة و من دان بدینهم من بنی عامر ابن صعصعة و هم كلاب و كعب و عامر، و من دینهم، أنهم كانوا لا یستظلون أیّام منی و لا یدخلون البیت من أبوابها و یتركون الوقوف علی عرفة و الإفاضة منها مع اعترافهم بأنها من المشاعر و الحجّ فی دین إبراهیم علیه الصلاة و السلام، و غیر ذلك ممّا ابتدعوها فی سنن الحجّ كما تراه فی سیرة ابن هشام ج 1 ص 199- 202. فالمراد بأحمس هو أحمس بن الغوث بن أنمار و هم فی بطون بجیلة خیر من سائر البطون.
3- 3. ربیعة، المراد هنا ربیعة بن نزار، شعب عظیم، فیه قبائل عظام و بطون و أفخاذ ینتسب الی ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان، و یعرف بربیعة الفرس، و أفخرهم و أشرفهم بطن عبد القیس و هم بنو عبد القیس بن أفصی.
4- 4. همدان بطن من كهلان، من القحطانیة، و هم بنو همدان بن مالك بن زید بن أوسلة بن ربیعة بن الخیار[ الحیان] بن مالك بن زید بن كهلان، و هم أشرف من سكن الیمن، و كانوا شیعة لعلی بن أبی طالب علیه الصلاة و السلام.

إِنَّكُمْ خَیْرُ الْفِرَقِ ثُمَّ قَالَ مَا عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ(1).

توضیح: قال الجوهری الأحمس الشجاع و إنما سمیت قریش و كنانة حمسا لتشددهم فی دینهم و قال بجیلة حی من الیمن و یقال إنهم من معد و قال عبد القیس أبو قبیلة من أسد و هو عبد القیس بن أفصی بن دعمی بن جدیلة بن أسد بن ربیعة و قال ربیعة الفرس أبو قبیلة و هو ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان و قال همدان قبیلة من الیمن.

«17»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا عَبَّادُ مَا عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ أَحَدٌ غَیْرُكُمْ وَ مَا یَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكُمْ وَ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا لَكُمْ (2).

«18»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(3) ثُمَّ قَالَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِ إِبْرَاهِیمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ أَنْتُمْ أَوْلَی النَّاسِ بِهِ (4).

«19»- سن، [المحاسن] عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا یَخْدَعَنَّكُمْ إِنْسَانٌ وَ لَا یَكْذِبَنَّكُمْ إِنْسَانٌ فَإِنَّمَا دِینِی دِینٌ وَاحِدٌ دِینُ آدَمَ الَّذِی ارْتَضَاهُ اللَّهُ وَ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مَخْلُوقٌ وَ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِی نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَ مَا أَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (5).

«20»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَنَا وَ نَحْنُ عِنْدَهُ نَظَرْتُمْ وَ اللَّهِ حَیْثُ نَظَرَ اللَّهُ وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ وَ أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ قَصَدْتُمْ قَصْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 89


1- 1. المحاسن ص 147.
2- 2. المحاسن ص 147.
3- 3. آل عمران: 68.
4- 4. المحاسن ص 148.
5- 5. المحاسن ص 148.

أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی الْمَحَجَّةِ الْبَیْضَاءِ(1).

«21»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ حُرٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ رَسُولِهِ وَ دِینِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مَا هِیَ إِلَّا آثَارٌ عِنْدَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَنَزَهَا(2).

«22»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ عَلَی السَّرِیرِ فَقَالَ یَا سَعِیدُ إِنَّ طَائِفَةً سُمِّیَتْ مُرْجِئَةً وَ طَائِفَةً سُمِّیَتِ الْخَوَارِجَ وَ سُمِّیتُمُ التُّرَابِیَّةَ(3).

«23»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ وَ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حَبِیبٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْكُمْ إِنَّ النَّاسَ سَلَكُوا سُبُلًا شَتَّی مِنْهُمْ آخِذٌ بِهَوَاهُ وَ مِنْهُمْ آخِذٌ بِرَأْیِهِ وَ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرٍ لَهُ أَصْلٌ (4).

«24»- سن، [المحاسن] فِی حَدِیثٍ آخَرَ لِحَبِیبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا هَكَذَا وَ هَكَذَا فَطَائِفَةٌ أَخَذُوا بِأَهْوَائِهِمْ وَ طَائِفَةٌ قَالُوا بِالرِّوَایَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهَدَاكُمْ لِحُبِّهِ وَ حُبِّ مَنْ یَنْفَعُكُمْ حُبُّهُ عِنْدَهُ (5).

«25»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ هَذِهِ الْمُرْجِئَةَ وَ هَذِهِ الْقَدَرِیَّةَ وَ هَذِهِ الْخَوَارِجَ لَیْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ یَرَی أَنَّهُ عَلَی الْحَقِّ وَ إِنَّكُمْ إِنَّمَا أَجَبْتُمُونَا فِی اللَّهِ ثُمَّ تَلَا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(7) مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (8) إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی

ص: 90


1- 1. المحاسن: 148.
2- 2. المحاسن ص 146.
3- 3. المحاسن ص 156.
4- 4. المحاسن ص 156.
5- 5. المحاسن ص 156.
6- 6. النساء: 59.
7- 7. الحشر: 7.
8- 8. النساء: 79.

یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (1) ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ نَسَبَ اللَّهُ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فِی الْقُرْآنِ إِلَی إِبْرَاهِیمَ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ قَالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ إِلَی قَوْلِهِ وَ یَحْیی وَ عِیسی (2).

بیان: و اللّٰه لقد نسب اللّٰه أقول استدل علیه السلام بذلك علی أنهم من ذریة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.

«26»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بَشِیرٍ فِی حَدِیثِ سُلَیْمَانَ مَوْلَی طِرْبَالٍ قَالَ: ذَكَرْتُ هَذِهِ الْأَهْوَاءَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ عَلَی شَیْ ءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا اسْتِقْبَالَ الْكَعْبَةِ فَقَطْ(3).

«27»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ وَ حُسَیْنِ بْنِ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ یَوْماً وَ هُمْ یَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ وَ قَالَ لَهُمْ تَحَرَّوُا الْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ یَتَحَرَّی الْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ غَیْرَكُمْ (4).

«28»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ لَزِمْتُمْ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَأَبْشِرُوا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَرْجُو أَنْ لَا یَجْعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاهُمْ سَوَاءً فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ ثَلَاثاً(5).

«29»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ وَ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالُوا: قَالَ لَنَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا الَّذِی تَبْغُونَ أَمَا لَوْ كَانَتْ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ لَفَزِعَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَی مَأْمَنِهِمْ وَ لَفَزِعْنَا نَحْنُ إِلَی نَبِیِّنَا وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا لَا وَ اللَّهِ لَا یُسَوِّیكُمُ اللَّهُ وَ غَیْرَكُمْ وَ لَا كَرَامَةَ لَهُمْ (6).

ص: 91


1- 1. آل عمران: 31.
2- 2. المحاسن ص 156.
3- 3. المحاسن ص 156.
4- 4. المحاسن ص 160، و فیه بدل التحرّی التنجز فی الموضعین.
5- 5. المحاسن ص 160.
6- 6. المحاسن ص 161.

«30»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَرَفْتُمُونَا وَ أَنْكَرَنَا النَّاسُ وَ أَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ وَصَلْتُمُونَا وَ قَطَعَنَا النَّاسُ رَزَقَكُمُ اللَّهُ مُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَقَاكُمْ مِنْ حَوْضِهِ (1).

«31»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بَشِیرٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَصَلْتُمْ وَ قَطَعَ النَّاسُ وَ أَحْبَبْتُمْ وَ أَبْغَضَ النَّاسُ وَ عَرَفْتُمْ وَ أَنْكَرَ النَّاسُ وَ هُوَ الْحَقُ (2).

«32»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَرَفْتُمْ فِی مُنْكِرِینَ كَثِیراً وَ أَحْبَبْتُمْ فِی مُبْغِضِینَ كَثِیراً وَ قَدْ یَكُونُ حُبٌّ فِی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حُبٌّ فِی الدُّنْیَا فَمَا كَانَ فِی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَثَوَابُهُ عَلَی اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِی الدُّنْیَا فَلَیْسَ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ نَفَضَ یَدَهُ (3).

«33»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ حَنَانٍ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ(4) فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ (5).

بیان: وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ فی المجمع أی أرشدوا فی الجنة إلی التحیات الحسنة یحیی بعضهم بعضا و یحییهم اللّٰه و ملائكته بها و قیل معناه أرشدوا إلی شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و الحمد لله عن ابن عباس و زاد ابن زید و اللّٰه أكبر و قیل معناه أرشدوا إلی القرآن عن السدی و قیل إلی القول الذی یلتذونه و یشتهونه و تطیب به نفوسهم و قیل إلی ذكر اللّٰه فهم به یتنعمون وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ و الحمید هو اللّٰه المستحق للحمد المستحمد إلی عباده بنعمه أی الطالب منهم أن یحمدوه

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَیْهِ الْحَمْدُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ

ص: 92


1- 1. المحاسن ص 161 و 162.
2- 2. المحاسن ص 161 و 162.
3- 3. المحاسن ص 161 و 162.
4- 4. الحجّ: 24.
5- 5. المحاسن ص 169.

ذِكْرُهُ وَ صِرَاطُ الْحَمِیدِ طَرِیقُ الْإِسْلَامِ وَ طَرِیقُ الْجَنَّةِ انْتَهَی (1).

و ظاهر الخبر أن المراد به الهدایة فی الدنیا و یحتمل الآخرة أیضا أی یثبتون علی العقائد الحقة و یظهرونها و یلتذون بها.

«34»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (2) قَالَ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِی لَا یَهْلِكُ وَ لِذَلِكَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3).

«35»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَیْسَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنْ جَانِبِ الْبَیْتِ مِنْ عِنْدِ نِسَائِهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ جِلْبَابٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْنَا رَحَّبَ فَقَالَ مَرْحَباً بِكُمَا وَ أَهْلًا ثُمَّ جَلَسَ وَ قَالَ أَنْتُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (4) فَأَبْشِرُوا أَنْتُمْ عَلَی إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ مِنَ اللَّهِ (5) أَمَا إِنَّكُمْ إِنْ بَقِیتُمْ حَتَّی تَرَوْا مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ رِقَابَكُمْ شَفَی اللَّهُ صُدُورَكُمْ وَ أَذْهَبَ غَیْظَ قُلُوبِكُمْ وَ أَدَالَكُمْ عَلَی

عَدُوِّكُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ یَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِینَ وَ یُذْهِبْ غَیْظَ قُلُوبِهِمْ (6) وَ إِنْ مَضَیْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَرَوْا ذَلِكَ مَضَیْتُمْ عَلَی دِینِ اللَّهِ الَّذِی رَضِیَهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَعَثَ عَلَیْهِ (7).

ص: 93


1- 1. مجمع البیان ج 7 ص 78.
2- 2. القصص: 88.
3- 3. المحاسن ص 219 و الآیة الثانیة فی النساء: 79.
4- 4. الرعد: 19.
5- 5. كما قال اللّٰه عزّ و جلّ:« قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ» الآیة 53 من سورة براءة.
6- 6. براءة: 14 و 15.
7- 7. المحاسن ص 170.

«36»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (1) فَقَالَ لَیْسَ عَلَی هَذِهِ الْعِصَابَةِ خَاصَّةً سُلْطَانٌ قُلْتُ وَ كَیْفَ وَ فِیهِمْ مَا فِیهِمْ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ لَیْسَ لَكَ سُلْطَانٌ أَنْ یُحَبِّبَ إِلَیْهِمُ الْكُفْرَ وَ یُبْغِضَ إِلَیْهِمُ الْإِیمَانَ (2).

«37»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ وَ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُهُ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِیمَ ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِینَ (3) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا زُرَارَةُ إِنَّمَا صَمَدَ لَكَ وَ لِأَصْحَابِكَ فَأَمَّا الْآخَرِینَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْهُمْ (4).

بیان: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ أی أرصد لهم كما یقعد قاطع الطریق للسائل صِراطَكَ الْمُسْتَقِیمَ أی طریق الإیمان و نصبه علی الظرف ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ إلی آخره قیل أی من جمیع الجهات مثل قصده إیاهم بالتسویل و الإضلال من أی وجه یمكنه بإتیان العدو من الجهات الأربع.

و روی عن ابن عباس مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ من قبل الآخرة وَ مِنْ خَلْفِهِمْ من قبل الدنیا وَ عَنْ أَیْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من جهة حسناتهم و سیئاتهم و قیل مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ من حیث یعلمون و یقدرون التحرز عنه وَ مِنْ خَلْفِهِمْ من حیث لا یعلمون و لا یقدرون عَنْ أَیْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ من حیث یتیسر لهم أن یعلموا و یتحرزوا و لكن لم یفعلوا لعدم تیقظهم و احتیاطهم وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِینَ أی مطیعین و الصمد القصد.

«38»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ

ص: 94


1- 1. الحجر: 42.
2- 2. المحاسن 171.
3- 3. الأعراف: 15 و 16.
4- 4. المحاسن ص 171.

قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَارْوِ عَنِّی هَذَا الْحَدِیثَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَجِیئُنِی كُلُّ صِنْفٍ مِنَ الْأَصْنَافِ فَأَرْوِی لَهُمْ هَذَا الْحَدِیثَ قَالَ نَعَمْ یَا أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی رَوْضَةٍ وَاحِدَةٍ فَیُسْلَبُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا مِمَّنْ كَانَ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ(1).

«39»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (2) فَقَالَ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الطَّرِیقَ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ (3).

بیان: علی هذا التأویل المراد بالوجه الجهة التی أمر اللّٰه أن یؤتی منه.

«40»- سن، [المحاسن] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ قَالَ: قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ 1 عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاهُ بِالرِّسَالَةِ فَأَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَفَاتِیحُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الحِكْمَةِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ مَنْ یُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَنْفَعُهُ إِیمَانُهُ وَ یُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَا یُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا یَنْفَعُهُ إِیمَانُهُ وَ لَا یُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ إِنْ أَدْأَبَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ لَمْ یَزَلْ (4).

بیان: فأنال فی الناس و أنال أی أعطی الناس و نشر فیهم العلوم الكثیرة فمنهم من غیر و منهم من نسی و منهم من لم یفهم المراد فأخطأ فنصب أوصیاءه المعصومین عن الخطاء و الزلل لیمیزوا بین الحق و الباطل و جعل عندهم مفاتیح العلم و أبواب الحكمة و ضیاء الأمر و وضوحه و الخطاب الفاصل بین الحق و

ص: 95


1- 1. المحاسن ص 181 و مثله فی ص 33.
2- 2. القصص: 88.
3- 3. المحاسن ص 199.
4- 4. المحاسن ص 199.

الباطل فیجب الرجوع إلیهم فیما اختلفوا و قد مرت الأخبار الكثیرة فی ذلك فی كتاب العلم و فی القاموس دأب فی عمله كمنع دأبا و یحرك و دءوبا بالضم جد و تعب و أدأبه (1).

«41»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ جَلِیسٍ لِأَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (2) فَقَالَ فَیَهْلِكُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ وَ لَكِنْ مَعْنَاهَا كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا دِینَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ (3).

«42»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَ طَرِیقَ الْحَقِ (4).

باب 17 فضل الرافضة و مدح التسمیة بها

سن، [المحاسن] عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عُتَیْبَةَ بَیَّاعِ الْقَصَبِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَنِعْمَ الِاسْمُ الَّذِی مَنَحَكُمُ اللَّهُ مَا دُمْتُمْ تَأْخُذُونَ بِقَوْلِنَا وَ لَا تَكْذِبُونَ عَلَیْنَا قَالَ وَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا الْقَوْلَ أَنِّی كُنْتُ خَبَّرْتُهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِی إِیَّاكَ أَنْ تَكُونَ رَافِضِیّاً(5).

بیان: إنی كنت أی إنما قال علیه السلام هذا القول لأنی كنت أخبرته.

ص: 96


1- 1. القاموس ج 1 ص 64.
2- 2. القصص ص 88.
3- 3. المحاسن: 218.
4- 4. المحاسن ص 219.
5- 5. المحاسن ص 157.

«2»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: أَصَمَّ اللَّهُ أُذُنَیْهِ كَمَا أَعْمَی عَیْنَیْهِ إِنْ لَمْ یَكُنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ رَجُلٌ یَقُولُ إِنَّ فُلَاناً سَمَّانَا بِاسْمٍ قَالَ وَ مَا ذَاكَ الِاسْمُ قَالَ سَمَّانَا الرَّافِضَةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ أَنَا مِنَ الرَّافِضَةِ وَ هُوَ مِنِّی قَالَهَا ثَلَاثاً(1).

«3»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلَیْنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ اسْمٌ سُمِّینَا بِهِ اسْتَحَلَّتْ بِهِ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا وَ أَمْوَالَنَا وَ عَذَابَنَا قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ الرَّافِضَةُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ عَسْكَرِ فِرْعَوْنَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ فَأَتَوْا مُوسَی علیه السلام فَلَمْ یَكُنْ فِی قَوْمِ مُوسَی أَحَدٌ أَشَدَّ اجْتِهَاداً وَ أَشَدَّ حُبّاً لِهَارُونَ مِنْهُمْ فَسَمَّاهُمْ قَوْمُ مُوسَی الرَّافِضَةَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی نَحَلْتُهُمْ وَ ذَلِكَ اسْمٌ قَدْ نَحَلَكُمُوهُ اللَّهُ (2).

«4»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ یَعْنِی ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنْظَلِیَّ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ النَّاسَ یُسَمُّونَّا رَوَافِضَ وَ مَا الرَّوَافِضُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمُوهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَمَّاكُمْ بِهِ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ عَلَی لِسَانِ مُوسَی وَ لِسَانِ عِیسَی علیهما السلام وَ ذَلِكَ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ دَخَلُوا فِی دِینِ مُوسَی فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَی الرَّافِضَةَ وَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ حَتَّی یَمْلِكُوهُ عَلَی لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَفَرَّقَهُمُ اللَّهُ فِرَقاً كَثِیرَةً وَ تَشَعَّبُوا شُعَباً كَثِیرَةً فَرَفَضُوا الْخَیْرَ فَرَفَضْتُمُ الشَّرَّ وَ اسْتَقَمْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ علیهم السلام فَذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبَ نَبِیُّكُمْ وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمُ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِهِمْ وَ مَنْ لَمْ یَلْقَ اللَّهَ بِمِثْلِ مَا لَقِیتُمْ لَمْ تُقْبَلْ حَسَنَاتُهُ وَ لَمْ یُتَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِهِ یَا سُلَیْمَانُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ زِدْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَةً

ص: 97


1- 1. المحاسن ص 157.
2- 2. المحاسن ص 157.

یَسْتَغْفِرُونَ لَكُمْ حَتَّی تَتَسَاقَطَ ذُنُوبُكُمْ كَمَا تَتَسَاقَطُ وَرَقُ الشَّجَرِ فِی یَوْمِ رِیحٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا(1) هُمْ شِیعَتُنَا وَ هِیَ وَ اللَّهِ لَهُمْ یَا سُلَیْمَانُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ مَا عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بَرِی ءٌ(2).

باب 18 الصفح عن الشیعة و شفاعة أئمتهم صلوات اللّٰه علیهم فیهم

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُلِّینَا حِسَابَ شِیعَتِنَا فَمَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَمْنَا فِیهَا فَأَجَابَنَا وَ مَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهَا فَوُهِبَتْ لَنَا وَ مَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَنَا كُنَّا أَحَقَّ مَنْ عَفَا وَ صَفَحَ (3).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ بَشِّرْ شِیعَتَكَ أَنِّی الشَّفِیعُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَقْتَ لَا تَنْفَعُ فِیهِ إِلَّا شَفَاعَتِی (4).

«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ

ص: 98


1- 1. غافر: 7.
2- 2. تفسیر فرات ص 139.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 57.
4- 4. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 68.

الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عُرَاةً حُفَاةً فَیُوقَفُونَ عَلَی طَرِیقِ الْمَحْشَرِ حَتَّی یَعْرَقُوا عَرَقاً شَدِیداً وَ تَشْتَدَّ أَنْفَاسُهُمْ فَیَمْكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً(1) قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ قَدْ أَسْمَعْتَ كُلًّا فَسَمِّ بِاسْمِهِ قَالَ فَیُنَادِی أَیْنَ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَیَقُومُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَتَقَدَّمُ أَمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی حَوْضٍ طُولُهُ مَا بَیْنَ أُبُلَّةَ وَ صَنْعَاءَ فَیَقِفُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُنَادِی بِصَاحِبِكُمْ فَیَقُومُ (2) أَمَامَ النَّاسِ فَیَقِفُ مَعَهُ ثُمَّ یُؤْذَنُ لِلنَّاسِ فَیَمُرُّونَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَبَیْنَ وَارِدٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَیْنَ مَصْرُوفٍ فَإِذَا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یُصْرَفُ عَنْهُ مِنْ مُحِبِّینَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَكَی وَ قَالَ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ قَالَ فَیَبْعَثُ اللَّهُ عَلَیْهِ مَلَكاً فَیَقُولُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ فَیَقُولُ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی لِأُنَاسٍ مِنْ شِیعَةِ أَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَرَاهُمْ قَدْ صُرِفُوا تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ وَ مُنِعُوا مِنْ وُرُودِ حَوْضِی قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ یَا مُحَمَّدُ قَدْ وَهَبْتُهُمْ لَكَ وَ صَفَحْتُ لَكَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَ أَلْحَقْتُهُمْ بِكَ وَ بِمَنْ كَانُوا یَتَوَلَّوْنَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ جَعَلْتُهُمْ فِی زُمْرَتِكَ وَ أَوْرَدْتُهُمْ حَوْضَكَ وَ قَبِلْتُ شَفَاعَتَكَ فِیهِمْ وَ أَكْرَمْتُكَ بِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَكَمْ مِنْ بَاكٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَاكِیَةٍ یُنَادُونَ یَا مُحَمَّدَاهْ إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ قَالَ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ كَانَ یَتَوَالانَا وَ یُحِبُّنَا وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا وَ یُبْغِضُهُمْ إِلَّا كَانَ فِی حِزْبِنَا وَ مَعَنَا وَ وَرَدَ حَوْضَنَا(3).

ص: 99


1- 1. طه: 108.
2- 2. فیتقدم خ ل.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 65.

فس، [تفسیر القمی] عن أبیه عن أبی محبوب: مثله (1)

بیان: الهمس الصوت الخفی و الأبلة بضم الهمزة و الباء و تشدید اللام بلد قریب البصرة و لعله كان موضع البصرة المعروفة الآن بها و فی بعض النسخ أیلة بفتح الهمزة و سكون الیاء المثناة التحتانیة و هو بلد معروف فیما بین مصر و الشام.

«4»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ(2) عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً(3) فَقَالَ علیه السلام یُؤْتَی بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُقَامَ بِمَوْقِفِ الْحِسَابِ فَیَكُونُ اللَّهُ تَعَالَی هُوَ الَّذِی یَتَوَلَّی حِسَابَهُ لَا یُطْلِعُ عَلَی حِسَابِهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ فَیُعَرِّفُهُ ذُنُوبَهُ حَتَّی إِذَا أَقَرَّ بِسَیِّئَاتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْكَتَبَةِ بَدِّلُوهَا حَسَنَاتٍ وَ أَظْهِرُوهَا لِلنَّاسِ فَیَقُولُ النَّاسُ حِینَئِذٍ مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ فَهَذَا تَأْوِیلُ الْآیَةِ فَهِیَ فِی الْمُذْنِبِینَ مِنْ شِیعَتِنَا خَاصَّةً(4).

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَ یُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَیَتَحَمَّلُ عَنْ مُحِبِّینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَا عَلَیْهِمْ مِنْ مَظَالِمِ الْعِبَادِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْهُمْ فِیهَا عَلَی إِضْرَارٍ وَ ظُلْمٍ لِلْمُؤْمِنِینَ فَیَقُولُ لِلسَّیِّئَاتِ كُونِی حَسَنَاتٍ (5).

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ جَدِّهِ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یَهْلِكُ هَالِكٌ عَلَی حُبِّ عَلِیٍّ إِلَّا رَآهُ فِی أَحَبِّ الْمَوَاطِنِ إِلَیْهِ وَ اللَّهِ لَا یَهْلِكُ هَالِكٌ

ص: 100


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 423.
2- 2. مجالس المفید ص 184.
3- 3. الفرقان: 70.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 70.
5- 5. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 166.

عَلَی بُغْضِ عَلِیٍّ إِلَّا رَآهُ فِی أَبْغَضِ الْمَوَاطِنِ إِلَیْهِ (1).

«7»- جا،(2)[المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ مُوسَی بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ قَیْسٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ یَوَدُّنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ (3)

إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا(4).

«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ الْفَحَّامُ وَ حَدَّثَنِی عَمِّی عُمَیْرُ بْنُ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیِّ عَنْ أَبِی عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مِنْ جَانِبٍ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیه مِنْ جَانِبٍ إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ (5)

قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ فَقَالَ مَا بَالُهُ قَالَ حَكَی عَنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قُلْتَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ هَذَا إِذَا سَمِعَتْهُ النَّاسُ فَرَّطُوا فِی الْأَعْمَالِ أَ فَأَنْتَ قُلْتَ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا تَمَسَّكَ بِمَحَبَّةِ هَذَا وَ وَلَایَتِهِ (6).

«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ لِمُحِبِّی شِیعَتِكَ وَ مُحِبِّی مُحِبِّی شِیعَتِكَ فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِینُ مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ

ص: 101


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 166.
2- 2. مجالس المفید ص 15 و 35.
3- 3. فی المصدر: لا ینتفع عبد بعلمه.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 190.
5- 5. و الرجل أبو هریرة الدوسی و قصته مشهورة مرویة فی كتب الفریقین رواه مسلم فی ج 1 من صحیحه باب من لقی اللّٰه تعالی بالایمان و هو غیر شاك فیه دخل الجنة. و نقله فی مشكاة المصابیح ص 15.
6- 6. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 288.

بَطِینٌ مِنَ الْعِلْمِ (1).

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (2) توضیح كأن المراد بالشیعة هنا الكمل من المؤمنین كسلمان و أبی ذر و المقداد رضی اللّٰه عنهم و بمحبهم من لم یبلغ درجتهم مع علمهم و ورعهم و بمحب محبهم الفساق من الشیعة و یحتمل شمولهما للمستضعفین من المخالفین فإن حبهم للمؤمنین و لمحبیهم علامة استضعافهم و فی النهایة فی صفة علی علیه السلام البطین الأنزع كان أنزع الشعر له بطن و قیل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم و الإیمان.

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ آمَنَ بِی وَ بِنَبِیِّی وَ بِوَلِیِّی أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ عَلَی مَا كَانَ مِنْ عَمَلِهِ (3).

«11»- سن، [المحاسن] عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْحَدَّادِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ فِی الْمَجْلِسِ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْتُمْ فِی الْجَنَّةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ لَا یُخْرِجَكُمْ مِنْهَا فَقَالُوا جُعِلْنَا فِدَاكَ نَحْنُ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ أَ لَسْتُمْ تُقِرُّونَ بِإِمَامَتِنَا قَالُوا نَعَمْ فَقَالَ هَذَا مَعْنَی الْجَنَّةِ الَّذِی مَنْ أَقَرَّ بِهِ كَانَ فِی الْجَنَّةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ لَا یَسْلُبَكُمْ (4).

بیان: لما كانت الولایة سببا لدخول الجنة سمیت بها مبالغة لا أنه لیست الجنة إلا ذلك.

ص: 102


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 300.
2- 2. صحیفة الرضا ص 32.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 376.
4- 4. المحاسن ص 161.

«12»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَنْ یَطْعَمَ النَّارُ مَنْ وَصَفَ هَذَا الْأَمْرَ(1).

بیان: المراد بوصف هذا الأمر معرفة الإمامة و الاعتقاد بها و بما تستلزمه من سائر العقائد الحقة التی وصفوها.

«13»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ تَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.

قال و رواه أبی عن علی بن النعمان عن ابن مسكان (2): بیان و تكفوا ألسنتكم أی عما یخالف التقیة أو عن الأعم منه و من سائر ما نهی اللّٰه عنه و التخصیص باللسان لأن أكثر المعاصی تصدر منه و بتوسطه كما روی و هل یكب الناس فی النار إلا حصائد ألسنتهم.

«14»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ وَ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَضُرُّ مَعَ الْإِیمَانِ عَمَلٌ وَ لَا یَنْفَعُ مَعَ الْكُفْرِ عَمَلٌ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ... وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (3).

بیان: لا یضر مع الإیمان عمل أی ضررا عظیما یوجب الخلود فی النار أو المراد بالإیمان ما یدخل فیه اجتناب الكبائر أو المراد بالضرر عدم القبول و هو بعید و علی الأولین الاستشهاد بالآیة لقوله و لا ینفع مع الكفر عمل و الآیة فی سورة التوبة هكذا إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا یَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسالی وَ لا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ (4) و قال تعالی بعدها بآیات كثیرة وَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ و قال فی

ص: 103


1- 1. المحاسن ص 161.
2- 2. المحاسن ص 166.
3- 3. المحاسن ص 166.
4- 4. براءة: 54، و ما بعدها: 84 و 124.

أواخر السورة وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ فلما كانت الآیات كلها فی شأن المنافقین یمكن أن یكون علیه السلام نقلها بالمعنی إشارة إلی أن كلها فی شأنهم و أن عدم القبول مشروط بالموت علی النفاق و الكفر مع أنه یحتمل كونها فی قراءتهم علیهم السلام هكذا أو كونها من تحریف النساخ.

«15»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ النَّخَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَا یَصِفُ عَبْدٌ هَذَا الْأَمْرَ فَتَطْعَمُهُ النَّارُ قُلْتُ إِنَّ فِیهِمْ مَنْ یَفْعَلُ وَ یَفْعَلُ فَقَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ ابْتَلَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَدَهُمْ فِی جَسَدِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِلَّا ضَیَّقَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی رِزْقِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِلَّا شَدَّدَ اللَّهُ عَلَیْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهَ وَ لَا ذَنْبَ لَهُ ثُمَّ یُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ(1).

«16»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ یَعْمَلُ بِكَذَا وَ كَذَا وَ لَمْ أَدَعْ شَیْئاً إِلَّا قُلْتُهُ وَ هُوَ یَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ فَقَالَ هَذَا یُرْجَی لَهُ وَ النَّاصِبُ لَا یُرْجَی لَهُ وَ إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُسَلِّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ شَیْئاً یُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ إِمَّا فَقْراً وَ إِمَّا مَرَضاً(2).

«17»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ أَخَذْتَ أَنْتَ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَ وُلْدُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِیعَةُ وُلْدِكَ بِحُجْزَتِهِمْ فَتَرَی أَیْنَ یُؤْمَرُ بِنَا(3).

«18»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أُخَالِطُ النَّاسَ فَیَكْثُرُ عَجَبِی مِنْ أَقْوَامٍ لَا یَتَوَلَّوْنَكُمْ وَ یَتَوَلَّوْنَ فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُمْ أَمَانَةٌ وَ صِدْقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقْوَامٍ یَتَوَلَّوْنَكُمْ لَیْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ وَ لَا الْوَفَاءُ وَ لَا الصِّدْقُ قَالَ فَاسْتَوَی

ص: 104


1- 1. المحاسن ص 172.
2- 2. المحاسن ص 172.
3- 3. صحیفة الرضا علیه السلام ص 5.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً وَ أَقْبَلَ عَلَیَّ كَالْغَضْبَانِ ثُمَّ قَالَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَتْبَ عَلَی مَنْ دَانَ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ عَدْلٍ مِنَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ لَا دیِنَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَی هَؤُلَاءِ فَقَالَ نَعَمْ لَا دِینَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَی هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ یُخْرِجُهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ إِلَی نُورِ التَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ لِوَلَایَتِهِمْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ قَالَ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ قَالَ قُلْتُ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَنَی بِهَا الْكُفَّارَ حِینَ قَالَ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا قَالَ فَقَالَ وَ أَیُّ نُورٍ لِلْكَافِرِ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُخْرِجَ مِنْهُ إِلَی الظُّلُمَاتِ إِنَّمَا عَنَی اللَّهُ بِهَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَی نُورِ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ خَرَجُوا بِوَلَایَتِهِمْ إِیَّاهُمْ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلَی ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ فَأَوْجَبَ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَالَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (1).

كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عن المفید فی كتاب الغیبة عن ابن محبوب عن عبد العزیز العبدی عن ابن أبی یعفور: مثله (2)

كا، [الكافی] عن العدة عن ابن عیسی عن ابن محبوب: مثله أقول سیأتی شرحه فی مقام آخر إن شاء اللّٰه تعالی.

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ دَانَتْ بِإِمَامٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ دَانَتْ بِكُلِّ إِمَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا مُسِیئَةً قُلْتُ فَیَعْفُو عَنْ هَؤُلَاءِ وَ یُعَذِّبُ هَؤُلَاءِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِیثَ الْأَوَّلَ حَدِیثَ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ- رِوَایَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ زَادَ فِیهِ فَأَعْدَاءُ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ هُمُ الْخَالِدُونَ فِی النَّارِ وَ إِنْ كَانُوا فِی أَدْیَانِهِمْ عَلَی غَایَةِ الْوَرَعِ وَ الزُّهْدِ وَ الْعِبَادَةِ وَ

ص: 105


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 138، و الآیة فی البقرة 256.
2- 2. الكافی ج 1 ص 375.

الْمُؤْمِنُونَ بِعَلِیٍّ علیه السلام هُمُ الْخَالِدُونَ فِی الْجَنَّةِ وَ إِنْ كَانُوا فِی أَعْمَالِهِمْ مُسِیئَةً عَلَی ضِدِّ ذَلِكَ (1).

«20»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِینَ (2) قَالَ الْإِمَامُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی بَاعُوا دِینَ اللَّهِ وَ اعْتَاضُوا مِنْهُ الْكُفْرَ بِاللَّهِ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ أَیْ مَا رَبِحُوا فِی تِجَارَتِهِمْ فِی الْآخِرَةِ لِأَنَّهُمُ اشْتَرَوُا النَّارَ وَ أَصْنَافَ عَذَابِهَا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كَانَتْ مُعَدَّةً لَهُمْ لَوْ آمَنُوا وَ ما كانُوا مُهْتَدِینَ إِلَی الْحَقِّ وَ الصَّوَابِ.

فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآیَةَ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْمٌ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ سُبْحَانَ الرَّازِقِ أَ لَمْ تَرَ فُلَاناً كَانَ یَسِیرَ الْبِضَاعَةِ خَفِیفَ ذَاتِ الْیَدِ خَرَجَ مَعَ قَوْمٍ یَخْدُمُهُمْ فِی الْبَحْرِ فَرَعَوْا لَهُ حَقَّ خِدْمَتِهِ وَ حَمَلُوهُ مَعَهُمْ إِلَی الصِّینِ وَ عَیَّنُوا لَهُ یَسِیراً مِنْ مَالِهِمْ قَسَّطُوهُ عَلَی أَنْفُسِهِمْ لَهُ وَ جَمَعُوهُ فَاشْتَرَوْا لَهُ بِهِ بِضَاعَةً مِنْ هُنَاكَ فَسَلِمَتْ فَرَبِحَ الْوَاحِدُ عَشَرَةً فَهُوَ الْیَوْمَ مِنْ مَیَاسِیرِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ؟

وَ قَالَ قَوْمٌ آخَرُونَ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ فُلَاناً كَانَتْ حَسَنَةً حَالُهُ كَثِیرَةً أَمْوَالُهُ جَمِیلَةً أَسْبَابُهُ وَافِرَةً خَیْرَاتُهُ مُجْتَمِعاً شَمْلُهُ أَبَی إِلَّا طَلَبَ الْأَمْوَالِ الْجُمَّةِ فَحَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَی أَنْ تَهَوَّرَ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فِی وَقْتِ هَیَجَانِهِ وَ السَّفِینَةُ غَیْرُ وَثِیقَةٍ وَ الْمَلَّاحُونَ غَیْرُ فَارِهِینَ إِلَی أَنْ تَوَسَّطَ الْبَحْرَ فَلَعِبَتْ بِسَفِینَتِهِ رِیحٌ عَاصِفٌ فَأَزْعَجَتْهَا إِلَی الشَّاطِئِ وَ فَتَقَتْهَا فِی لَیْلٍ مُظْلِمٍ وَ ذَهَبَتْ أَمْوَالُهُ وَ سَلِمَ بِحَشَاشَتِهِ فَقِیراً وَقِیراً یَنْظُرُ إِلَی الدُّنْیَا حَسْرَةً؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْسَنَ مِنَ الْأَوَّلِ حَالًا وَ بِأَسْوَأَ مِنَ الثَّانِی حَالًا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا أَحْسَنُ مِنَ الْأَوَّلِ حَالًا فَرَجُلٌ اعْتَقَدَ صِدْقاً بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ صِدْقاً بِإِعْظَامِ عَلِیٍّ أَخِی رَسُولِ اللَّهِ وَ وَلِیِّهِ وَ ثَمَرَةِ قَلْبِهِ وَ مَحَضَ طَاعَتَهُ فَشَكَرَ لَهُ رَبَّهُ وَ نَبِیَّهُ وَ وَصِیَّ نَبِیِّهِ فَجَمَعَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِذَلِكَ خَیْرَ

ص: 106


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 139، و مثله فی الكافی ج 1 ص 376 فی حدیثین.
2- 2. البقرة: 16.

الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَزَقَهُ لِسَاناً لِآلَاءِ اللَّهِ تَعَالَی ذَاكِراً وَ قَلْباً لِنَعْمَائِهِ شَاكِراً وَ بِأَحْكَامِهِ رَاضِیاً وَ عَلَی احْتِمَالِ مَكَارِهِ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ نَفْسَهُ مُوَطِّناً لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَمَّاهُ عَظِیماً فِی مَلَكُوتِ أَرْضِهِ وَ سَمَاوَاتِهِ وَ حَبَاهُ بِرِضْوَانِهِ وَ كَرَامَاتِهِ فَكَانَتْ تِجَارَةُ هَذَا أَرْبَحَ وَ غَنِیمَتُهُ أَكْثَرَ وَ أَعْظَمَ وَ أَمَّا أَسْوَأُ مِنَ الثَّانِی حَالًا فَرَجُلٌ أَعْطَی أَخَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ بِبَیْعَتِهِ وَ أَظْهَرَ لَهُ مُوَافَقَتَهُ وَ مُوَالاةَ أَوْلِیَائِهِ وَ مُعَادَاةَ أَعْدَائِهِ ثُمَّ نَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ خَالَفَ وَ وَالَی عَلَیْهِ أَعْدَاءَهُ فَخُتِمَ لَهُ بِسُوءِ أَعْمَالِهِ فَصَارَ إِلَی عَذَابٍ لَا یَبِیدُ وَ لَا یَنْفَدُ قَدْ خَسِرَ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَعَاشِرَ عِبَادِ اللَّهِ عَلَیْكُمْ بِخِدْمَةِ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالارْتِضَاءِ وَ اجْتَبَاهُ بِالاصْطِفَاءِ وَ جَعَلَهُ أَفْضَلَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ بِمُوَالاةِ أَوْلِیَائِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِهِ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الَّذِینَ هُمْ فِی مُوَالاتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِهِ شُرَكَاؤُكُمْ فَإِنَّ رِعَایَةَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَحْسَنُ مِنْ رِعَایَةِ هَؤُلَاءِ التُّجَّارِ الْخَارِجِینَ بِصَاحِبِكُمُ الَّذِی ذَكَرْتُمُوهُ إِلَی الصِّینِ الَّذِینَ عَرَضُوهُ لِلْغَنَاءِ وَ أَعَانُوهُ بِالثَّرَاءِ.

أَمَا إِنَّ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام لَمَنْ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ وُضِعَ لَهُ فِی كِفَّةِ سَیِّئَاتِهِ مِنَ الْآثَامِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِی وَ الْبِحَارِ التَّیَّارَةِ یَقُولُ الْخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ فَلَا یَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِینَ وَ فِی عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْخَالِدِینَ فَیَأْتِیهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا أَیُّهَا الْعَبْدُ الْخَاطِئُ الْجَانِی هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدْخُلُ جَنَّةَ اللَّهِ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْ تَزِیدُ عَلَیْهَا فَتَدْخُلُهَا بِوَعْدِ اللَّهِ یَقُولُ الْعَبْدُ لَا أَدْرِی فَیَقُولُ مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبِّی یَقُولُ نَادِ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ أَلَا إِنِّی فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا أَوْ قَرْیَةِ كَذَا وَ كَذَا قَدْ رُهِنْتُ بِسَیِّئَاتٍ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ لِی بِإِزَائِهَا فَأَیُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحْشَرِ كَانَتْ لِی عِنْدَهُ یَدٌ أَوْ عَارِفَةٌ فَلْیُغِثْنِی بِمُجَازَاتِی عَنْهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِی إِلَیْهَا

ص: 107

فَیُنَادِی الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوَّلُ مَنْ یُجِیبُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ أَیُّهَا الْمُمْتَحَنُ فِی مَحَبَّتِی الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِی ثُمَّ یَأْتِی هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِیرٌ وَ جَمٌّ غَفِیرٌ وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ الَّذِینَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظُّلَامَاتُ فَیَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَحْنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكَرِّماً وَ فِی مُعَاشَرَتِهِ إِیَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحْسَانِهِ إِلَیْنَا مُتَوَاضِعاً وَ قَدْ نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِیعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام فَبِمَا ذَا تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَیَقُولُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِی لَا یَعْدَمُهَا مَنْ وَالاكَ وَ وَالَی آلَكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ بَذَلُوا لَهُ فَأَنْتَ مَا ذَا تَبْذُلُ لَهُ فَإِنِّی أَنَا الْحَكَمُ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ مِنَ الذُّنُوبِ قَدْ غَفَرْتُهَا لَهُ بِمُوَالاتِهِ إِیَّاكَ وَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِی مِنَ الظُّلَامَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ فَصْلِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَبِّ أَفْعَلُ مَا تَأْمُرُنِی فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَا عَلِیُّ اضْمَنْ لِخُصَمَائِهِ تَعْوِیضَهُمْ عَنْ ظُلَامَاتِهِمْ قِبَلَهُ فَیَضْمَنُ لَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام ذَلِكَ وَ یَقُولُ لَهُمُ اقْتَرِحُوا عَلَیَّ مَا شِئْتُمْ أُعْطِكُمْ عِوَضاً مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ قِبَلَهُ.

فَیَقُولُونَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ تَجْعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَاتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ لَیْلَةَ بَیْتُوتَتِكَ عَلَی فِرَاشِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام قَدْ وَهَبْتُ ذَلِكَ لَكُمْ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْظُرُوا یَا عِبَادِیَ الْآنَ إِلَی مَا نِلْتُمُوهُ مِنْ عَلِیٍّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ وَ یُظْهِرُ لَهُمْ ثَوَابَ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِی الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَیْرَاتِهَا فَیَكُونُ ذَلِكَ مَا یُرْضِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ یُرِیهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ یَقُولُونَ یَا رَبَّنَا هَلْ بَقِیَ مِنْ جِنَانِكَ شَیْ ءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا فَأَیْنَ تُحِلُّ سَائِرَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءَ وَ الصَّالِحِینَ وَ یُخَیَّلُ إِلَیْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا قَدْ جُعِلَتْ لَهُمْ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا عِبَادِی هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام الَّذِی اقْتَرَحْتُمُوهُ عَلَیْهِ قَدْ جَعَلَهُ لَكُمْ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا فَیَصِیرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی عَوَّضَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام فِی تِلْكَ

ص: 108

الْجِنَانِ ثُمَّ یَرَوْنَ مَا یُضِیفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مَمَالِكِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضْعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِیِّهِ الْمُوَالِی لَهُ مِمَّا شَاءَ مِنَ الْأَضْعَافِ الَّتِی لَا یَعْرِفُهَا غَیْرُهُ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ ذلِكَ خَیْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِی أَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (1).

توضیح: خفیف ذات الید أی كان ما فی یده من الأموال خفیفا قلیلا قسطوه بالتخفیف و التشدید أی قسموه علی أنفسهم بالسویة أو بالعدل علی نسبة حالهم.

و فی المصباح جمع اللّٰه شملهم أی ما تفرق من أمرهم و فرق شملهم أی ما اجتمع من أمرهم و قال مال جم أی كثیر و فی القاموس تهور الرجل وقع فی الأمر بقلة مبالاة و قال فره ككرم فراهة و فراهیة حذق فهو فاره بین الفروهیة و قال فتقه شقه كفتقه و فی بعض النسخ و فتتها من الفت و هو الدق و الكسر بالأصابع كما فی القاموس و قال الحشاش و الحشاشة بضمهما بقیة الروح فی المریض و الجریح.

و قال الوقیر القطیع من الغنم أو صغارها و فقیر وقیر تشبیه بصغار الشاء أو إتباع و قال أمحضه الود أخلصه كمحضه و الغناء بالفتح و المد الاكتفاء و بالكسر و القصر ضد الفقر و الثراء بالفتح و المد كثرة المال و قال الجوهری و التیار الموج و یقال قطع عرقا تیارا أی سریع الجریة و یقال أولیته یدا أی نعمة و العارفة المعروف و الإحسان و قال الجوهری الظلامة و المظلمة ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك و الجم الغفیر العدد الكثیر و فی المصباح نزلت عن الحق تركته و فی القاموس الاقتراح ارتجال الكلام و ابتداع الشی ء و التحكم.

«21»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَقْوَاماً تَمْتَلِئُ مِنْ جِهَةِ السَّیِّئَاتِ مَوَازِینُهُمْ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ السَّیِّئَاتُ فَأَیْنَ الْحَسَنَاتُ وَ إِلَّا فَقَدْ عَطِبْتُمْ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا مَا نَعْرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَئِنْ لَمْ تَعْرِفُوا

ص: 109


1- 1. تفسیر الإمام ص 47.

لِأَنْفُسِكُمْ عِبَادِی حَسَنَاتٍ فَإِنِّی أَعْرِفُهَا لَكُمْ وَ أُوَفِّرُهَا عَلَیْكُمْ ثُمَّ یَأْتِی بِرُقْعَةٍ صَغِیرَةٍ یَطْرَحُهَا فِی كِفَّةِ حَسَنَاتِهِمْ فَتَرْجَحُ بِسَیِّئَاتِهِمْ بِأَكْثَرِ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ فَیُقَالُ لِأَحَدِهِمْ خُذْ بِیَدِ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ إِخْوَانِكَ وَ أَخَواتِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ قَرَابَاتِكَ وَ أَخْدَانِكَ وَ مَعَارِفِكَ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ.

فَیَقُولُ أَهْلُ الْمَحْشَرِ یَا رَبِّ أَمَّا الذُّنُوبُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا ذَا كَانَتْ حَسَنَاتُهُمْ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادِی مَشَی أَحَدُهُمْ بِبَقِیَّةِ دَیْنٍ لِأَخِیهِ إِلَی أَخِیهِ فَقَالَ خُذْهَا فَإِنِّی أُحِبُّكَ بِحُبِّكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ قَدْ تَرَكْتُهَا لَكَ بِحُبِّكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَكَ مِنْ مَالِی مَا شِئْتَ فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ لَهُمَا فَحَطَّ بِهِ خَطَایَاهُمَا وَ جَعَلَ فِی حَشْوِ صَحِیفَتِهِمَا وَ مَوَازِینِهِمَا وَ أَوْجَبَ لَهُمَا وَ لِوَالِدَیْهِمَا الْجَنَّةَ(1).

«22»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَصْقَلَةَ الطَّحَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا یَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تَشْهَدُوا عَلَی مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ كَذلِكَ حَقًّا عَلَیْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ (2).

بیان: كَذلِكَ حَقًّا عَلَیْنا فی المجمع (3)

قال الحسن معناه كنا إذا أهلكنا أمة من الأمم الماضیة نجینا نبیهم و نجینا الذین آمنوا به أیضا كذلك إذا أهلكنا هؤلاء المشركین نجیناك یا محمد و الذین آمنوا بك و قیل معناه كذلك حقا علینا أی واجبا علینا من طریق الحكمة نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ من عذاب الآخرة كما ننجیهم من عذاب الدنیا قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام لأصحابه ما یمنعكم من أن تشهدوا إلی آخر الخبر.

«23»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا وَرِعاً مُسْلِماً كَثِیرَ الصَّلَاةِ قَدِ ابْتُلِیَ

ص: 110


1- 1. تفسیر الإمام ص 54.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 138 و الآیة فی یونس: 103.
3- 3. مجمع البیان ج 5 ص 138.

بِحُبِّ اللَّهْوِ وَ هُوَ یَسْمَعُ الْغِنَاءَ فَقَالَ أَ یَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنَ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا أَوْ مِنْ صَوْمٍ أَوْ مِنْ عِیَادَةِ مَرِیضٍ أَوْ حُضُورِ جِنَازَةٍ أَوْ زِیَارَةِ أَخٍ قَالَ قُلْتُ لَا لَیْسَ یَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنْ شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ وَ الْبِرِّ قَالَ فَقَالَ هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّیْطَانِ مَغْفُورٌ لَهُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ طَائِفَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَابُوا وُلْدَ آدَمَ فِی اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ أَعْنِی لَكُمُ الْحَلَالَ لَیْسَ الْحَرَامَ قَالَ فَأَنِفَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِینَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مِنْ تَعْیِیرِ الْمَلَائِكَةِ لَهُمْ قَالَ فَأَلْقَی اللَّهُ فِی هِمَّةِ أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ كَیْ لَا یَعِیبُوا الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَلَمَّا أَحَسُّوا ذَلِكَ مِنْ هِمَمِهِمْ عَجُّوا إِلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا رَبَّنَا عَفْوَكَ عَفْوَكَ رُدَّنَا إِلَی مَا خُلِقْنَا لَهُ وَ أَجْبَرْتَنَا عَلَیْهِ فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ نَصِیرَ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ (1)

قَالَ فَنَزَعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ هِمَمِهِمْ قَالَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةُ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِمْ وَ یَقُولُونَ لَهُمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فِی الدُّنْیَا عَنِ اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ الْحَلَالِ (2).

«24»- جا، [المجالس للمفید] عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوِیَّةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ تَوْبَةَ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَفَرٍ إِذْ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمْسَ سَجَدَاتٍ فَلَمَّا رَكِبَ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ رَأَیْنَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ مَا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ قَالَ نَعَمْ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَبَشَّرَنِی أَنَّ عَلِیّاً فِی الْجَنَّةِ فَسَجَدْتُ شُكْراً لِلَّهِ فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی قَالَ وَ فَاطِمَةُ فِی الْجَنَّةِ فَسَجَدْتُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی قَالَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَسَجَدْتُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی قَالَ وَ مَنْ یُحِبُّهُمْ فِی الْجَنَّةِ فَسَجَدْتُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی قَالَ وَ مَنْ یُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُمْ فِی الْجَنَّةِ فَسَجَدْتُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی (3).

ص: 111


1- 1. یقال أمر مریج أی مختلط أو ملتبس.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 211.
3- 3. مجالس المفید ص 20.

«25»- جا، [المجالس للمفید] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ الرَّشِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَیُّهَا النَّاسُ نَحْنُ فِی الْقِیَامَةِ رُكْبَانٌ أَرْبَعَةٌ لَیْسَ غَیْرُنَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الرُّكْبَانُ قَالَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّذِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ وَ ابْنَتِی فَاطِمَةُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ خِطَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ وَ عَیْنَاهَا مِنْ یَاقُوتَتَیْنِ حَمْرَاوَیْنِ وَ بَطْنُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ عَلَیْهَا قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ بَیْضَاءَ یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ظَاهِرُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ بَاطِنُهَا مِنْ عَفْوِ اللَّهِ إِذَا أَقْبَلَتْ زَفَّتْ وَ إِذَا

أَدْبَرَتْ زَفَّتْ وَ هُوَ أَمَامِی عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ یُضِی ءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ ذَلِكَ التَّاجُ لَهُ سَبْعُونَ رُكْناً كُلُّ رُكْنٍ یُضِی ءُ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یُنَادِی فِی الْقِیَامَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَلَا یَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا یَمُرُّ بِنَبِیٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا قَالَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لَیْسَ هَذَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ لَا حَامِلَ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ تَجِی ءُ شِیعَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ فَیُنَادِی مُنَادٍ لِشِیعَتِهِ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ فَیَأْتِیهِمُ النِّدَاءُ یَا أَیُّهَا الْعَلَوِیُّونَ أَنْتُمْ آمِنُونَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ مَعَ مَنْ كُنْتُمْ تُوَالُونَ (1).

بشا، [بشارة المصطفی] عن الحسن بن الحسین بن بابویه عن محمد بن الحسن الطوسی عن المفید عن الحسن بن الفضل: مثله (2).

«26»- جا، [المجالس للمفید] عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْبُرْسِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ

ص: 112


1- 1. مجالس المفید ص 167.
2- 2. بشارة المصطفی ص 74.

بِكَ یَا عَلِیُّ إِذَا وَقَفْتَ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ وَ قَدْ مُدَّ الصِّرَاطُ وَ قِیلَ لِلنَّاسِ جُوزُوا وَ قُلْتَ لِجَهَنَّمَ هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ أُولَئِكَ قَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُكَ مَعَكَ حَیْثُ كُنْتَ (1).

«27»- نی، [الغیبة للنعمانی] عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَحْیِی أَنْ یُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتْ فِی أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِیَّةً وَ إِنَّ اللَّهَ یَسْتَحْیِی أَنْ یُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتْ فِی أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِیئَةً(2).

«28»- كش، [رجال الكشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مَا فَعَلَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ عَلِیلًا قَالَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یَمُوتُ فِی شَهْرِ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِیهِ أُنْسٌ وَ كَانَ لَكُمْ شِیعَةً قَالَ صَدَقْتَ مَا عِنْدَنَا خَیْرٌ لَكُمْ قُلْتُ شِیعَتُكُمْ مَعَكُمْ قَالَ إِنْ هُوَ خَافَ اللَّهَ وَ رَاقَبَ نَبِیَّهُ وَ تَوَقَّی الذُّنُوبَ فَإِذَا هُوَ فَعَلَ كَانَ مَعَنَا فِی دَرَجَاتِنَا قَالَ عَلِیٌ (3) فَرَجَعْنَا تِلْكَ السَّنَةَ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمْزَةَ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی تُوُفِّیَ (4).

«29»- كش، [رجال الكشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ الْبَقْبَاقُ (5) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ أَحَبَّ بَنِی أُمَیَّةَ أَ هُوَ مَعَهُمْ قَالَ نَعَمْ

ص: 113


1- 1. مجالس المفید ص 202.
2- 2. غیبة النعمانیّ ص 65، الكافی ج 1 ص 376.
3- 3. هو علیّ بن أبی حمزة المعروف بالبطائنی، الراوی عن أبی بصیر.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 177.
5- 5. هو أبو العباس فضل بن عبد الملك البقباق مولی كوفیّ ثقة، و لعله كان مذیاعا للحدیث فأخفی أبو عبد اللّٰه علیه السلام حدیثه ذلك عنه لئلا یذیعه فی جهلة الشیعة.

قُلْتُ رَجُلٌ أَحَبَّكُمْ أَ هُوَ مَعَكُمْ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ إِنْ زَنَی وَ إِنْ سَرَقَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَی الْبَقْبَاقِ فَوَجَدَ مِنْهُ غَفْلَةً ثُمَّ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ (1).

«30»- كش، [رجال الكشی] عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا زَیْدُ جَدِّدِ التَّوْبَةَ وَ أَحْدِثْ عِبَادَةً قَالَ قُلْتُ نَعَیْتَ إِلَیَّ نَفْسِی قَالَ فَقَالَ لِی یَا زَیْدُ مَا عِنْدَنَا لَكَ خَیْرٌ وَ أَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا إِلَیْنَا الصِّرَاطُ وَ إِلَیْنَا الْمِیزَانُ وَ إِلَیْنَا حِسَابُ شِیعَتِنَا وَ اللَّهِ لَإِنَّا لَكُمْ أَرْحَمُ مِنْ أَحَدِكُمْ بِنَفْسِهِ یَا زَیْدُ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْكَ فِی دَرَجَتِكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ رَفِیقُكَ فِیهَا الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیُ (2).

«31»- كش، [رجال الكشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَمَّنْ یَثِقُ بِهِ یَعْنِی أُمَّهُ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدٍ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ إِلْیَاسَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبِی إِلْیَاسُ بْنُ عَمْرٍو عَلَی أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ یَا عَمْرُو لَیْسَتْ سَاعَةَ الْكَذِبِ أَشْهَدُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنِّی سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا یَمَسُّ النَّارُ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یَقُولُ بِهَذَا الْأَمْرِ(3).

«32»- كش، [رجال الكشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ خَالِهِ عَمْرِو بْنِ إِلْیَاسَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ لِی أَشْهَدُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ أَحَدٌ(4).

«33»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ سَمِعْتُكَ تَقُولُ شِیعَتُنَا فِی الْجَنَّةِ وَ فِیهِمْ أَقْوَامٌ مُذْنِبُونَ یَرْكَبُونَ الْفَوَاحِشَ وَ یَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ وَ یَشْرَبُونَ الْخُمُورَ وَ یَتَمَتَّعُونَ فِی دُنْیَاهُمْ فَقَالَ علیه السلام هُمْ فِی الْجَنَّةِ اعْلَمْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ شِیعَتِنَا لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُبْتَلَی بِدَیْنٍ أَوْ بِسُقْمٍ أَوْ بِفَقْرٍ فَإِنْ عَفَا عَنْ هَذَا كُلِّهِ شَدَّدَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی النَّزْعِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ حَتَّی یَخْرُجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا ذَنْبَ عَلَیْهِ قُلْتُ فِدَاكَ

ص: 114


1- 1. رجال الكشّیّ ص 286.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 286.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 355.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 355.

أَبِی وَ أُمِّی فَمَنْ یَرُدُّ الْمَظَالِمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْعَلُ حِسَابَ الْخَلْقِ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیه السلام فَكُلُّ مَا كَانَ عَلَی شِیعَتِنَا حَاسَبْنَاهُمْ مِمَّا كَانَ لَنَا مِنَ الْحَقِّ فِی أَمْوَالِهِمْ وَ كُلُّ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَالِقِهِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُ وَ لَمْ نَزَلْ بِهِ حَتَّی نُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ شَفَاعَةٍ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام.

غو، [غوالی اللئالی] عن صفوان: مثله.

«34»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ السَّلُولِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَكَ لَا تَنَالُ مِنَ الدُّنْیَا شَیْئاً وَ لَا تَنَالُ الدُّنْیَا مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَرَضُوا بِكَ إِمَاماً وَ رَضِیتَ بِهِمْ أَتْبَاعاً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَأَمَّا الَّذِینَ أَحَبُّوكَ وَ صَدَقُوا فِیكَ فَهُمْ جِیرَانُكَ فِی دَارِكَ وَ رُفَقَاؤُكَ فِی قَصْرِكَ وَ أَمَّا الَّذِینَ بَغَّضُوكَ وَ كَذَبُوا عَلَیْكَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُوقِفَهُمْ مَوْقِفَ الْكَذَّابِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ وَ ذَكَرَهُ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی مَنَاقِبِهِ (1).

«35»- جش، [الفهرست للنجاشی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بِنْتِ إِلْیَاسَ رَوَی عَنْ جَدِّهِ إِلْیَاسَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لَنَا اشْهَدُوا عَلَیَّ وَ لَیْسَتْ سَاعَةَ الْكَذِبِ هَذِهِ السَّاعَةُ لَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَا یَمُوتُ عَبْدٌ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَتَوَلَّی الْأَئِمَّةَ فَتَمَسُّهُ النَّارُ ثُمَّ أَعَادَ الثَّانِیَةَ وَ الثَّالِثَةَ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ (2).

«36»- رِیَاضُ الْجِنَانِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَارِسِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْحَرَّانِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شِیعَتِنَا أَحَدٌ یُقَارِفُ أَمْراً نَهَیْنَاهُ عَنْهُ فَیَمُوتُ حَتَّی یَبْتَلِیَهُ اللَّهُ بِبَلِیَّةٍ تُمَحَّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ إِمَّا فِی مَالِهِ أَوْ وُلْدِهِ وَ إِمَّا فِی نَفْسِهِ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ مُحِبُّنَا وَ مَا لَهُ ذَنْبٌ وَ إِنَّهُ لَیَبْقَی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ ذُنُوبِهِ فَیُشَدَّدُ عَلَیْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ

ص: 115


1- 1. كشف الغمّة ج 1 ص 228 الطبعة الحروفیة و هكذا ص 217، عن مناقب الخوارزمی.
2- 2. رجال النجاشیّ ص 30.

فَتُمَحَّصُ ذُنُوبُهُ.

«37»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوَالِیقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی رَزِینٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا لِلَّهِ نَفَعَهُ حُبُّنَا وَ لَوْ كَانَ فِی جَبَلِ الدَّیْلَمِ وَ مَنْ أَحَبَّنَا لِغَیْرِ ذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ إِنَّ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یُسَاقِطُ عَنِ الْعِبَادِ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ(1).

«38»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ قِبَلِ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ بَشِّرْ أَخَاكَ عَلِیّاً بِأَنِّی لَا أُعَذِّبُ مَنْ تَوَلَّاهُ وَ لَا أَرْحَمُ مَنْ عَادَاهُ (2).

«39»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَوْ أَنَّ كَافِراً وَصَفَ مَا تَصِفُونَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ مَا طَعِمَتِ النَّارُ مِنْ جَسَدِهِ شَیْئاً(3).

«40»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذُّهْلِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ یَعْنِی خَالِدَ بْنَ طَهْمَانَ عَنْ شَجَرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام: یَا شَجَرَةُ بِحُبِّنَا تُغْفَرُ لَكُمُ الذُّنُوبُ (4).

ص: 116


1- 1. بشارة المصطفی ص 3.
2- 2. بشارة المصطفی ص 18.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 34.
4- 4. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 68.

«41»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ قَالَ نَحْنُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَغَضِبَ حَتَّی احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ اسْتَوَی جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ یَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَ رَافِضَةً فَنَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا سِیقَ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ سِیقَ بِهِمْ إِلَی النَّارِ فَیَنْظُرُونَ إِلَیْكُمْ وَ یَقُولُونَ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ إِنَّهُ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَیْنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِأَقْدَامِنَا فَنَشْفَعُ فِیهِ فَنُشَفَّعُ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشَرَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ خَمْسَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِی الدَّرَجَاتِ وَ أَكْمِدُوا عَدُوَّكُمْ بِالْوَرَعِ (1).

بیان: فی القاموس الكمدة بالضم و الكمد بالفتح و التحریك تغیر اللون و ذهاب صفائه و الحزن الشدید و مرض القلب منه كمد كفرح فهو كامد و أكمده فهو مكمود.

«42»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِذَا حُشِرَ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَادَانِی مُنَادٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ أَمْكَنَكَ مِنْ مُجَازَاةِ مُحِبِّیكَ وَ مُحِبِّی أَهْلِ بَیْتِكَ الْمُوَالِینَ لَهُمْ فِیكَ وَ الْمُعَادِینَ لَهُمْ فِیكَ فَكَافِئْهُمْ بِمَا شِئْتَ وَ أَقُولُ یَا رَبِّ الْجَنَّةَ فَأُبَوِّؤُهُمْ مِنْهَا حَیْثُ شِئْتُ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِی وُعِدْتُ بِهِ (2).

«43»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ

ص: 117


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 301، و الآیة فی سورة ص: 62.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 304.

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ قَالَ نَزَلَتْ فِیَّ وَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ شَفَّعَنِی رَبِّی وَ شَفَّعَكَ یَا عَلِیُّ وَ كَسَانِی وَ كَسَاكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ قَالَ لِی وَ لَكَ یَا عَلِیُّ أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ أَدْخِلَا فِی الْجَنَّةِ كُلَّ مَنْ أَحَبَّكُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُؤْمِنُ (1).

«44»- یر، [بصائر الدرجات] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا كُنَّا فِی الطَّوَافِ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَغْفِرُ اللَّهُ لِهَذَا الْخَلْقِ فَقَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ تَرَی قِرَدَةٌ وَ خَنَازِیرُ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَرِنِیهِمْ قَالَ فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ فَهَالَنِی ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ كَمَا كَانُوا فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتُمْ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ بَیْنَ أَطْبَاقِ النَّارِ تُطْلَبُونَ فَلَا تُوجَدُونَ وَ اللَّهِ لَا یَجْتَمِعُ فِی النَّارِ مِنْكُمْ ثَلَاثَةٌ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ(2).

«45»- ك، [إكمال الدین] عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِ (3) عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَدَّثَنِی جَبْرَئِیلُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدِی وَ رَسُولِی وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَتِی وَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِی أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِی وَ نَجَّیْتُهُ مِنَ النَّارِ بِعَفْوِی وَ أَبَحْتُ لَهُ جِوَارِی وَ أَوْجَبْتُ لَهُ كَرَامَتِی وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْهِ نِعْمَتِی وَ جَعَلْتُهُ مِنْ خَاصَّتِی وَ خَالِصَتِی إِنْ نَادَانِی لَبَّیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ سَكَتَ ابْتَدَأْتُهُ وَ إِنْ أَسَاءَ رَحِمْتُهُ وَ إِنْ فَرَّ مِنِّی دَعَوْتُهُ وَ إِنْ رَجَعَ إِلَیَّ قَبِلْتُهُ وَ إِنْ قَرَعَ بَابِی فَتَحْتُهُ.

وَ مَنْ لَمْ یَشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی أَوْ شَهِدَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدِی وَ رَسُولِی

ص: 118


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 378، و الآیة فی سورة ق: 24.
2- 2. بصائر الدرجات ص 270.
3- 3. البطائنی. ظ.

أَوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَتِی أَوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِی فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِی وَ صَغَّرَ عَظَمَتِی وَ كَفَرَ بِآیَاتِی وَ كُتُبِی إِنْ قَصَدَنِی حَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی حَرَمْتُهُ وَ إِنْ نَادَانِی لَمْ أَسْمَعْ نِدَاءَهُ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أَسْمَعْ دُعَاءَهُ وَ إِنْ رَجَانِی خَیَّبْتُهُ وَ ذَلِكَ جَزَاؤُهُ مِنِّی وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ(1).

أقول: تمامه فی باب نص النبی صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«46»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: دَخَلَ یَحْیَی بْنُ سَابُورَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیُوَدِّعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی الْحَقِّ وَ إِنَّ مَنْ خَالَفَكُمْ لَعَلَی غَیْرِ الْحَقِّ وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَإِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یُقِرَّ اللَّهُ أَعْیُنَكُمْ إِلَی قَرِیبٍ (3).

«47»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تَطْعَمُ النَّارُ وَاحِداً وَصَفَ هَذَا الْأَمْرَ(4).

«48»- سن، [المحاسن] عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَدْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ فَانْتَقَلَ (5) ثُمَّ قَالَ إِنْ أَدْرَكْتُهُ عَلَّمْتُهُ كَلَاماً لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ دَاخِلٌ فَقَالَ قَدْ هَلَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِی فَعَلِّمْنَاهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی

ص: 119


1- 1. اكمال الدین ص 150 و فی ط الإسلامیة ج 1 ص 371.
2- 2. راجع ج 36 ص 251 و 252 من هذه الطبعة.
3- 3. المحاسن ص 146.
4- 4. المحاسن ص 149.
5- 5. أی انتقل عن جلسته التی كان علیها، و لعله كان متكئا فانتقل و جلس علی ركبته كما فی نظائره.

أَنْتُمْ عَلَیْهِ (1).

«49»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِیهِ عَنْ حَمَّوَیْهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ ظَرِیفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِیُّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی نَفَرٍ مِنَ الشِّیعَةِ وَ كُنْتُ فِیهِمْ فَجَعَلَ الْحَارِثُ یَتَأَوَّدُ فِی مِشْیَتِهِ (2)

وَ یَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَ كَانَ مَرِیضاً فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ فَقَالَ كَیْفَ تَجِدُكَ یَا حَارِثُ (3) قَالَ نَالَ الدَّهْرُ مِنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ زَادَنِی أَوْ زَادَ غَلِیلًا اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ قَالَ وَ فِیمَ خُصُومَتُهُمْ قَالَ فِی شَأْنِكَ وَ الثَّلَاثَةِ مِنْ قَبْلِكَ فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَ مُقْتَصِدٍ تَالٍ وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا یَدْرِی أَ یُقْدِمُ أَمْ یُحْجِمُ قَالَ بِحَسْبِكَ یَا أَخَا هَمْدَانَ أَلَا إِنَّ خَیْرَ شِیعَتِی النَّمَطُ الْأَوْسَطُ إِلَیْهِمْ یَرْجِعُ الْغَالِی وَ بِهِمْ یَلْحَقُ التَّالِی قَالَ فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ لَوْ كَشَفْتَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی الرَّیْبَ عَنْ قُلُوبِنَا وَ جَعَلْتَنَا فِی ذَلِكَ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا قَالَ قَدْكَ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَیْهِ إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُعْرَفُ بِالرِّجَالِ بَلْ بِآیَةِ الْحَقِّ فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ یَا حَارِثُ إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِیثِ وَ الصَّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرْعِنِی سَمْعَكَ ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَصَافَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَلَا إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ صِدِّیقُهُ الْأَكْبَرُ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ ثُمَّ إِنِّی صِدِّیقُهُ الْأَوَّلُ فِی أُمَّتِكُمْ حَقّاً فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ

ص: 120


1- 1. المحاسن ص 149.
2- 2. أی كان ینعطف فی مشیته: یستقیم صلبه مرة و یعوج اخری و المحجن و هكذا المحجنة- كمنبر و مكنسة-: العصا المعوجة رأسها، و الخبط الضرب الشدید، یقال: خبط البعیر بیده الأرض: وطئه شدیدا.
3- 3. یا حارث: فی بعض النسخ« یا حار» علی الترخیم فی المواضع كلها. منه رحمه اللّٰه.

أَلَا وَ إِنِّی خَاصَّتُهُ یَا حَارِثُ وَ صِنْوُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ وَلِیُّهُ وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرِّهِ أُوتِیتُ فَهْمَ الْكِتَابِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ یَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ یُفْضِی كُلُّ بَابٍ إِلَی أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ وَ أُیِّدْتُ أَوْ قَالَ أُمْدِدْتُ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا وَ إِنَّ ذَلِكَ لَیَجْرِی لِی وَ لِلْمُسْتَحْفَظِینَ مِنْ ذُرِّیَّتِی كَمَا یَجْرِی اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّی یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا وَ أُبَشِّرُكَ یَا حَارِثُ لَیَعْرِفُنِی وَلِیِّی وَ عَدُوِّی فِی مَوَاطِنَ شَتَّی لَیَعْرِفُنِی عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْحَوْضِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ قَالَ الْحَارِثُ وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ یَا مَوْلَایَ قَالَ مُقَاسَمَةُ النَّارِ أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صِحَاحاً أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی فَاتْرُكِیهِ وَ هَذَا عَدُوِّی فَخُذِیهِ ثُمَّ أَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علِیٌّ علیه السلام بِیَدِ الْحَارِثِ فَقَالَ یَا حَارِثُ أَخَذْتُ بِیَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِی فَقَالَ لِی وَ قَدِ اشْتَكَیْتُ إِلَیْهِ حَسَدَ قُرَیْشٍ وَ الْمُنَافِقِینَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحَبْلٍ أَوْ بِحُجْزَةٍ یَعْنِی عِصْمَةً مِنْ ذِی الْعَرْشِ تَعَالَی وَ أَخَذْتَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَتْ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَتْ شِیعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُمْ فَمَا ذَا یَصْنَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَبِیِّهِ وَ مَا ذَا یَصْنَعُ نَبِیُّهُ بِوَصِیِّةِ خُذْهَا إِلَیْكَ یَا حَارِثُ قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتَ قَالَهَا ثَلَاثاً فَقَالَ الْحَارِثُ وَ قَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ جَذِلًا(1)

مَا أُبَالِی وَ رَبِّی بَعْدَ هَذَا مَتَی لَقِیتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِیَنِی.

قال جمیل بن صالح فأنشدنی أبو هاشم السید بن محمد فی كلمة له:

قول علی لحارث عجب***كم ثم أعجوبة له حملا

یا حار همدان من یمت یرنی***من مؤمن أو منافق قبلا

یعرفنی طرفه و أعرفه***بعینه و اسمه و ما عملا

و أنت عند الصراط تعرفنی***فلا تخف عثرة و لا زللا

أسقیك من بارد علی ظماء***تخاله فی الحلاوة العسلا

أقول: للنار حین توقف للعر***ض علی جسرها ذری الرجلا

ص: 121


1- 1. جذلا أی فرحا أو سریعا، و فی مجالس المفید: فقام الحارث یجر رداءه و یقول ما أبالی إلخ.

ذریه لا تقربیه إن له***حبلا بحبل الوصی متصلا

هذا لنا شیعة و شیعتنا***أعطانی اللّٰه فیهم الأملا(1)

جا، [المجالس] للمفید عن المفید عن علی بن محمد بن الزبیر عن محمد بن علی بن مهدی: مثله (2)

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عن جماعة عن أبی المفضل عن محمد بن علی: مثله (3)

بیان: یتأد أی یتثبت و یتأنی من التؤدة و فی بعض النسخ یتأود أی یتعطف و یعوج و المحجن كمنبر العصا المعوجة و زادنی أو زاد التردید من الراوی و فی ما، الأمالی للشیخ الطوسی أوارا و غلیلا و الأوار بالضم حرارة الشمس و حرارة العطش و الغلیل الحقد و الضغن و حرارة الحب و الحزن و مقتصد أی متوسط بین الإفراط و التفریط تال یتلو أئمة الحق و یتبعهم و فی بعض النسخ قال أی مبغض لأئمة الجور و الأول أظهر و أحجم عنه كف أو نكص هیبة حسبك فی بعض النسخ بحسبك فالباء زائدة أو هو علی صیغة المضارع و قال الفیروزآبادی قد مخففة حرفیة و اسمیة و هی علی وجهین اسم فعل مرادفة لیكفی قدنی درهم و قد زیدا درهم أی یكفی و اسم مرادف لحسب و تستعمل مبنیة غالبا قد زید درهم و معربة قد زید بالرفع و قال الصدع الشق و قوله تعالی فاصدع بما تؤمر أی شق جماعاتهم بالتوحید أو اجهر بالقرآن و أظهر أو احكم بالحق و افصل بالأمر أو اقصد بما تؤمر أو افرق به بین الحق و الباطل.

و قال أرعنی و راعنی سمعك استمع لمقالی و قال الجوهری أرعیته سمعی أی أصغیت إلیه من كانت له حصافة أی استحكام عقل و ضبط للكلام فی القاموس حصف ككرم استحكم عقله و أحصف الأمر أحكمه قوله علیه السلام نفلا

ص: 122


1- 1. بشارة المصطفی ص 4- 6.
2- 2. مجالس المفید ص 11، الی قوله متصلا.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 239، و استخرجه بلفظه فی ج 39 ص 239- 241 من هذه الطبعة.

أی زائدا علی ما أعطیت من الفضائل و المكارم فی النهایة النفل بالسكون و قد یحرك الزیادة و للمستحفظین علی بناء المفعول أی الأئمة الذین طلب منهم حفظ العلم و الدین كما قال تعالی بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ و فی القاموس و فی المثل قصیرة من طویلة أی تمرة من نخلة یضرب فی اختصار الكلام (1) قوله فأنشدنی فی جا، المجالس للمفید و ما، الأمالی للشیخ الطوسی و أنشدنی أبو هاشم السید الحمیری رحمه اللّٰه فیما تضمنه هذا الخبر قول علی علیه السلام إلخ.

قوله جذلا بكسر الذال أی فرحا أو بالتحریك مصدرا و كم ثم أی حمل حارث هناك أعاجیب كثیرة له یا حار همدان قال شارح الدیوان الترخیم هنا لضرورة الشعر إذ لا یجوز ترخیم المنادی المضاف فی غیرها و فی القاموس رأیته قبلا محركة و بضمتین و كصرد و كعنب أی عیانا و مقابلة و قال خال الشی ء یخاله ظنه علی جسرها فی الدیوان ذریه لا تقربی الرجلا و فی ما، الأمالی للشیخ الطوسی دعیه لا تقبلی الرجلا.

«50»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ لِمَ كَنَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنَّهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أَهْلِهَا بَعْدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَیْهِ سُكُونُهَا وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ رَأَی الْكَافِرُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَی لِشِیعَةِ عَلِیٍّ مِنَ الثَّوَابِ وَ الزُّلْفَی وَ الْكَرَامَةِ قَالَ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ تُرَاباً أَیْ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً(2).

«51»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ

ص: 123


1- 1. قال ابن الاعرابی: الطویلة: النخلة و القصیرة: التمرة، راجع مجمع الامثال ج 2 ص 106 تحت الرقم 2887.
2- 2. بشارة المصطفی ص 11، و الآیة فی النبأ: 40.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِیعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَوْ أَتَوْنِی بِذُنُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ الضَّارِبُ بِسَیْفِهِ أَمَامَ ذُرِّیَّتِی وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ عِنْدَ مَا اضْطُرُّوا عَلَیْهِ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ (1).

«52»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَ أَبِی یَزِیدَ الْقُرَشِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَهْضَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ هَذَیْنِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمَّهُمَا كَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

بشا، [بشارة المصطفی] عن أبی محمد الجبار بن علی عن عبد الرحمن بن أحمد عن أحمد بن الحسن الباقلانی عن عمر بن إبراهیم الزهری عن إسماعیل بن محمد الكاتب عن الحسن بن علی بن زكریا عن علی بن جعفر: مثله.

«53»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَقِیلِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِرْمَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَبْدِیِّ عَنْ دِحْیَةَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیِّ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَغَضِبَ وَ قَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَذْكُرُونَ مَنْزِلَةَ مَنْ مَنْزِلَتُهُ مِنَ اللَّهِ كَمَنْزِلَتِی مَنْ لَهُ مَنْزِلَةٌ كَمَنْزِلَتِی أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كَافَأَهُ الْجَنَّةَ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً تَقَبَّلَ اللَّهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِیَةُ

ص: 124


1- 1. بشارة المصطفی ص 20.
2- 2. بشارة المصطفی ص 38.

فَدَخَلَ مِنْ أَیِّ بَابٍ شَاءَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ یَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ یَرَی مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً هَوَّنَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ جَعَلَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ حَوْرَاءَ وَ یُشَفَّعُ فِی ثَمَانِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَی بَدَنِهِ مَدِینَةٌ فِی الْجَنَّةِ.

أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكَ الْمَوْتِ بِرِفْقٍ وَ رَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ نَوَّرَ قَبْرَهُ وَ بَیَّضَ وَجْهَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً علیه السلام أَظَلَّهُ اللَّهُ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ حَسَنَاتِهِ وَ تَجَاوَزَ عَنْ سَیِّئَاتِهِ وَ كَانَ فِی الْجَنَّةِ رَفِیقَ حَمْزَةَ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَجْرَی عَلَی لِسَانِهِ الصَّوَابَ وَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً سُمِّیَ فِی السَّمَاوَاتِ أَسِیرَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنْ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَضَعَ اللَّهُ عَلَی رَأْسِهِ تَاجَ الْمُلْكِ وَ أَلْبَسَهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً علیه السلام مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَ تَوَلَّاهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ جَوَازاً مِنَ الصِّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یُنْشَرُ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَا یُنْصَبُ لَهُ مِیزَانٌ وَ یُقَالُ أَوْ قِیلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً صَافَحَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ زَارَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ وَ قَضَی اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَنَا كَفِیلُهُ بِالْجَنَّةِ قَالَهَا ثَلَاثاً.

قَالَ قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ أَبُو رَجَاءٍ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَیْدٍ یَفْتَخِرُ بِهَذَا الْحَدِیثِ وَ یَقُولُ هُوَ الْأَصْلُ لِمَنْ یُقِرُّ بِهِ (1).

ص: 125


1- 1. بشارة المصطفی ص 44.

أقول: رواه الصدوق رحمه اللّٰه فی فضائل الشیعة عن أبیه عن المؤدب عن أحمد بن علی الأصبهانی رفعه إلی نافع: مثله (1)

مع أدنی تفاوت و زیادة.

«54»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ النَّحْوِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِی أَخاً لَا یُؤْتَی مِنْ مَحَبَّتِكُمْ وَ إِجْلَالِكُمْ وَ تَعْظِیمِكُمْ غَیْرَ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ لَعَظِیمٌ أَنْ یَكُونَ مُحِبُّنَا بِهَذِهِ الْحَالَةِ وَ لَكِنْ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ وَ إِنَّ أَدْنَی الْمُؤْمِنِینَ وَ لَیْسَ فِیهِمْ دَنِیٌّ لَیُشَفَّعُ فِی مِائَتَیْ إِنْسَانٍ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ الْبِحَارِ السَّبْعِ شَفَعُوا فِی نَاصِبِیٍّ مَا شُفِّعُوا فِیهِ أَلَا إِنَّ هَذَا لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَتُوبَ أَوْ یَبْتَلِیَهُ اللَّهُ بِبَلَاءٍ فِی جَسَدِهِ فَیَكُونَ تَحْبِیطاً لِخَطَایَاهُ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا ذَنْبَ لَهُ إِنَّ شِیعَتَنَا عَلَی السَّبِیلِ الْأَقْوَمِ إِنَّ شِیعَتَنَا لَفِی خَیْرٍ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ أَبِی كَانَ كَثِیراً مَا یَقُولُ أَحْبِبْ حَبِیبَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ مُرَهَّقاً ذَیَّالًا وَ أَبْغِضْ بَغِیضَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً(2).

بیان: لا یؤتی من محبتكم أی لا یأتیه الشیطان من جهة محبتكم أو لا یهلك بسبب ترك المحبة فی القاموس أتیته جئته و أتی علیه الدهر أهلكه و أتی فلان كعنی أشرف علیه العدو و فی النهایة یقال رجل فیه رهق إذا كان یخف إلی الشر و یغشاه و الرهق السفه و غشیان المحارم و منه حدیث أبی وائل أنه صلی علی امرأة كانت ترهق أی تتهم بشر و منه الحدیث الآخر فلان مرهق أی متهم بسوء و سفه و كأن المراد بالذیال من یجر ذیله للخیلاء قال فی النهایة فی حدیث مصعب بن عمیر كان مترفا فی الجاهلیة یدهن بالعبیر و یذیل یمنة الیمن

ص: 126


1- 1. فضائل الشیعة ص تحت الرقم 1.
2- 2. بشارة المصطفی ص 45.

أی یطیل ذیلها و فی القاموس ذال فلان تبختر فجر ذیله و الذیال الطویل القد الطویل الذیل المتبختر فی مشیه.

«55»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَمْزَةَ وَ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْجُعْفِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ مَیْسَرَةَ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّا یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ إِنَّ شِیعَتَنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا(1).

«56»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَّانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الدَّاعِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الشَّامِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّیْمِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِیِّ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِی ضَمْرَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمُحِبُّونَا قَالَ مِنْ وَرَائِكُمْ (2).

«57»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُرْسِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَابِدِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَبْعَثُ شِیعَتَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْعُیُوبِ وَ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ مُسَكَّنَةً رَوْعَاتُهُمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمْنَ وَ الْأَمَانَ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ یُحْشَرُونَ عَلَی نُوقٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ مِنْ ذَهَبٍ تَتَلَأْلَأُ قَدْ ذُلِّلَتْ مِنْ غَیْرِ رِیَاضَةٍ أَعْنَاقُهَا مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَلْیَنُ مِنَ الْحَرِیرِ لِكَرَامَتِهِمْ عَلَی اللَّهِ (3).

«58»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَسَنِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

ص: 127


1- 1. بشارة المصطفی ص 51.
2- 2. بشارة المصطفی ص 55 و 56.
3- 3. بشارة المصطفی ص 55 و 56.

مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الدَّقِیقِیِّ عَنْ سُمَانَةَ بِنْتِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهَا عَنْ عَمْرِو بْنِ زِیَادٍ الْیُونَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیٌّ فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ فِی قُبَّةٍ بَیْضَاءَ وَ هِیَ قُبَّةُ الْمَجْدِ وَ شِیعَتُنَا عَنْ یَمِینِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (1).

«59»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ وَ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُرْهِبِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُجَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الضَّرِیرِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ هَمَّامٍ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ الْحِبْرِ مَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الشِّیعَةِ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ یَا هَمَّامُ إِنِّی لَأَجِدُ صِفَتَهُمْ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ إِنَّهُمْ حِزْبُ اللَّهِ وَ أَنْصَارُ دِینِهِ وَ شِیعَةُ وَلِیِّهِ وَ هُمْ خَاصَّةُ اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ وَ نُجَبَاؤُهُ مِنْ خَلْقِهِ اصْطَفَاهُمْ لِدِینِهِ وَ خَلَقَهُمْ لِجَنَّتِهِ مَسْكَنُهُمُ الْجَنَّةُ إِلَی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی فِی خِیَامِ الدُّرِّ وَ غُرَفِ اللُّؤْلُؤِ وَ هُمْ فِی الْمُقَرَّبِینَ الْأَبْرَارِ یَشْرَبُونَ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ تِلْكَ عَیْنٌ یُقَالُ لَهَا تَسْنِیمٌ لَا یَشْرَبُ مِنْهَا غَیْرُهُمْ وَ إِنَّ تَسْنِیماً عَیْنٌ وَهَبَهَا اللَّهُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ زَوْجَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ قَائِمَةِ قُبَّتِهَا عَلَی بَرْدِ الْكَافُورِ وَ طَعْمِ الزَّنْجَبِیلِ وَ رِیحِ الْمِسْكِ ثُمَّ تَسِیلُ فَیَشْرَبُ مِنْهَا شِیعَتُهَا وَ أَحِبَّاؤُهَا وَ إِنَّ لِقُبَّتِهَا أَرْبَعَ قَوَائِمَ قَائِمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا عَیْنٌ تَسِیلُ فِی سُبُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ یُقَالُ لَهَا السَّلْسَبِیلُ وَ قَائِمَةً مِنْ دُرَّةٍ صَفْرَاءَ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا عَیْنٌ یُقَالُ لَهَا طَهُورٌ وَ قَائِمَةً مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ مِنْ خَمْرٍ وَ عَسَلٍ فَكُلُّ عَیْنٍ مِنْهَا تَسِیلُ إِلَی أَسْفَلِ الْجِنَانِ إِلَّا التَّسْنِیمَ فَإِنَّهَا تَسِیلُ إِلَی عِلِّیِّینَ فَیَشْرَبُ مِنْهَا خَاصَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ هُمْ شِیعَةُ عَلِیٍّ وَ أَحِبَّاؤُهُ وَ تِلْكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِی كِتَابِهِ یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ-(2)

فَهَنِیئاً لَهُمْ ثُمَّ قَالَ كَعْبٌ وَ اللَّهِ

ص: 128


1- 1. بشارة المصطفی ص 57.
2- 2. المطففین: 25- 28.

لَا یُحِبُّهُمْ إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ الْمِیثَاقَ.

ثُمَّ قَالَ الْمُصَنِّفُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ یحری [لَحَرِیٌ] أَنْ تَكْتُبَ الشِّیعَةُ هَذَا الْخَبَرَ بِالذَّهَبِ لِإِنْمَائِهِ وَ تَحْفَظَهُ وَ تَعْمَلَ بِمَا فِیهِ بِمَا تُدْرِكُ بِهِ هَذِهِ الدَّرَجَاتِ الْعَظِیمَةَ لَا سِیَّمَا رِوَایَةٍ رَوَتْهَا الْعَامَّةُ فَتَكُونَ أَبْلَغَ فِی الْحُجَّةِ وَ أَوْضَحَ فِی الصِّحَّةِ رَزَقَنَا اللَّهُ الْعِلْمَ وَ الْعَمَلَ بِمَا أَدَّوْا إِلَیْنَا الْهُدَاةُ الْأَئِمَّةُ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ (1).

بیان: لإنمائه أی لإذاعته و إفشائه.

«59»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ وَ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ إِلَّا لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا إِنَّ شِیعَتَنَا هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ وَ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بِحُبِّنَا یُغْفَرُ لَكُمْ (3).

«60»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْمُفِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ شَرِیفِ بْنِ سَابِقٍ عَنْ حمار [حَمَّادٍ] السَّمَنْدِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَدْخُلُ بِلَادَ الشِّرْكِ وَ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا یَقُولُونَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ قَالَ فَقَالَ لِی یَا حَمَّادُ إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا كُنْتَ فِی هَذِهِ الْمُدُنِ مُدُنِ الْإِسْلَامِ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قَالَ قُلْتُ لَا فَقَالَ لِی إِنَّكَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ وَ سَعَی نُورٌ بَیْنَ یَدَیْكَ (4).

ص: 129


1- 1. بشارة المصطفی ص 60.
2- 2. بشارة المصطفی ص 76.
3- 3. بشارة المصطفی ص 81.
4- 4. بشارة المصطفی ص 82.

«61»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَعْقُوبَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ مُوسَی الرُّویَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام وَ نَفَخَ فِیهِ الرُّوحَ عَطَسَ آدَمُ علیه السلام فَأُلْهِمَ أَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَا آدَمُ حَمِدْتَنِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَا عَبْدَیْنِ أُرِیدُ أَنْ أَخْلُقَهُمَا فِی آخِرِ الدُّنْیَا مَا خَلَقْتُكَ قَالَ أَیْ رَبِّ فَمَتَی یَكُونَانِ وَ مَا سَمَّیْتَهُمَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا تَحْتَ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ وَ عَلِیٌّ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ أُقْسِمُ بِعِزَّتِی أَنْ أَرْحَمَ مَنْ تَوَلَّاهُ وَ أُعَذِّبَ مَنْ عَادَاهُ (1).

«62»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُرْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْمَكِّیِّ عَنْ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ زَائِرَیْنِ قَبْرَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا وَرَدْنَا كَرْبَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِنْ شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ائْتَزَرَ بِإِزَارٍ وَ ارْتَدَی بِآخَرَ ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فِیهَا سُعْدٌ فَنَثَرَهَا عَلَی بَدَنِهِ ثُمَّ لَمْ یَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ حَتَّی إِذَا دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ أَلْمِسْنِیهِ فَأَلْمَسْتُهُ فَخَرَّ عَلَی الْقَبْرِ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَرَشَشْتُ عَلَیْهِ شَیْئاً مِنَ الْمَاءِ فَأَفَاقَ ثُمَّ قَالَ یَا حُسَیْنُ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ حَبِیبٌ لَا یُجِیبُ حَبِیبَهُ ثُمَّ قَالَ وَ أَنَّی لَكَ بِالْجَوَابِ وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَی أَثْبَاجِكَ (2)

وَ فُرِّقَ بَیْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ النَّبِیِّینَ وَ ابْنُ سَیِّدِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ابْنُ حَلِیفِ التَّقْوَی وَ سَلِیلُ الْهُدَی وَ خَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ وَ ابْنُ سَیِّدِ النُّقَبَاءِ وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ

ص: 130


1- 1. بشارة المصطفی ص 82.
2- 2. جمع ثبج: ما بین الكاهل الی الظهر.

هَكَذَا وَ قَدْ غَذَّتْكَ كَفُّ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ رُبِّیتَ فِی حَجْرِ الْمُتَّقِینَ وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْیِ الْإِیمَانِ وَ فُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ فَطِبْتَ حَیّاً وَ طِبْتَ مَیِّتاً غَیْرَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرُ طَیِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ وَ لَا شَاكَّةٍ فِی الْخِیَرَةِ لَكَ (1) فَعَلَیْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَیْتَ عَلَی مَا مَضَی عَلَیْهِ أَخُوكَ یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا.

ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِی حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَیْنِ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَ آتَیْتُمُ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتُمُ الْمُلْحِدِینَ وَ عَبَدْتُمُ اللَّهَ حَتَّی أَتَاكُمُ الْیَقِینُ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِیمَا دَخَلْتُمْ فِیهِ.

قَالَ عَطِیَّةُ فَقُلْتُ لِجَابِرٍ وَ كَیْفَ وَ لَمْ نَهْبِطْ وَادِیاً وَ لَمْ نَعْلُ جَبَلًا وَ لَمْ نَضْرِبْ بِسَیْفٍ وَ الْقَوْمُ قَدْ فُرِّقَ بَیْنَ رُءُوسِهِمْ وَ أَبْدَانِهِمْ وَ أُوتِمَتْ أَوْلَادُهُمْ وَ أَرْمَلَتِ الْأَزْوَاجُ فَقَالَ لِی یَا عَطِیَّةُ سَمِعْتُ حَبِیبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ وَ مَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِی عَمَلِهِمْ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ نِیَّتِی وَ نِیَّةَ أَصْحَابِی عَلَی مَا مَضَی عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ وَ أَصْحَابُهُ خُذُوا بِی نَحْوَ أَبْیَاتِ كُوفَانَ فَلَمَّا صِرْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَقَالَ لِی یَا عَطِیَّةُ هَلْ أُوصِیكَ وَ مَا أَظُنُّ أَنَّنِی بَعْدَ هَذِهِ السَّفْرَةِ مُلَاقِیكَ أَحِبَّ مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَبْغَضَهُمْ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً وَ ارْفُقْ بِمُحِبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ ثَبَتَتْ لَهُمْ أُخْرَی بِمَحَبَّتِهِمْ فَإِنَّ مُحِبَّهُمْ یَعُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ مُبْغِضَهُمْ یَعُودُ إِلَی النَّارِ(2).

«63»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ وَ عَنِ الْمُفِیدِ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی زَمَنِ بَنِی مَرْوَانَ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتُمْ قُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ مَا مِنْ أَهْلِ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مُحِبّاً

ص: 131


1- 1. فی حیاتك خ ل و الشاكة جمع شائك: ذو الشوك.
2- 2. بشارة المصطفی: 89.

لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَا سِیَّمَا هَذِهِ الْعِصَابَةِ إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ فَأَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ تَابَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ فَأَحْیَاكُمُ اللَّهُ مَحْیَانَا وَ أَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ أَوْ یَغْتَبِطُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«64»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ وَ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ وَ زَیْدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَرْبِ بْنِ حَسَنٍ الطَّحَّانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ وَ كَانَ یَرْمِی بِالنَّبْلِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ بَعِیراً نِضْواً فَقَالَ لِی قَوْمٌ یَحْمِلُكَ وَ قَالَ قَوْمٌ لَا یَحْمِلُكَ فَرَكِبْتُ وَ مَشَیْتُ حَتَّی وَصَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ قَدْ تَشَقَّقَ وَجْهِی وَ یَدَایَ وَ رِجْلَایَ فَأَتَیْتُ بَابَ أَبِی جَعْفَرٍ فَقُلْتُ یَا غُلَامُ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَیْهِ قَالَ فَسَمِعَ صَوْتِی فَقَالَ ادْخُلْ یَا بَشِیرُ مَرْحَباً یَا بَشِیرُ مَا هَذَا الَّذِی أَرَی بِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ اشْتَرَیْتُ بَعِیراً نِضْواً فَرَكِبْتُ وَ مَشَیْتُ فَشُقِّقَ وَجْهِی وَ یَدَایَ وَ رِجْلَایَ قَالَ فَمَا دَعَاكَ إِلَی ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ حُبُّكُمْ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ فَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی اللَّهِ وَ فَزِعْنَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا فَإِلَی أَیْنَ تَرَوْنَا نَذْهَبُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ(2).

بیان: و كان یرمی بالنبل أی لقب بالنبال لرمیه بالنبل لا لأنه كان صانعه فی القاموس النبل أی بالفتح السهام بلا واحد أو نبلة و الجمع أنبال و نبال و النبال صاحبه و صانعه و نبله رماه به و قال النضو بالكسر المهزول من الإبل و غیرها فركبت أی أحیانا و مشیت أحیانا.

ص: 132


1- 1. المصدر ص 98 و الآیة فی الرعد: 38.
2- 2. المصدر ص 105.

«65»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّفَّارِ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ مَهْدِیٍّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَطَوَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَنَسٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَتَاكُمْ أَخِی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْكَعْبَةِ فَضَرَبَهَا بِیَدِهِ وَ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ هَذَا وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً مَعِی وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْوَمُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَعْدَلُكُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً قَالَ وَ نَزَلَتْ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1).

«66»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَّانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الدَّاعِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ نَافِعٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ دِینَارٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

وَ عَنْ یَحْیَی عَنْ جَامِعِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّعَالِبِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا سُمِّیَتْ ابْنَتِی فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ(2).

«67»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ ابْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ الْفَحَّامُ وَ حَدَّثَنِی عَمِّی عُمَرُ بْنُ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ

ص: 133


1- 1. المصدر ص 110، و الآیة فی البینة: 7.
2- 2. بشارة المصطفی ص 159.

عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مِنْ جَانِبٍ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ جَانِبٍ إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ-(1)

فَقَالَ مَا بَالُهُ قَالَ حُكِیَ عَنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قُلْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ هَذَا إِذَا سَمِعَهُ النَّاسُ فَرَّطُوا فِی الْأَعْمَالِ أَ فَأَنْتَ قُلْتَ ذَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا تَمَسَّكَ بِمَحَبَّةِ هَذَا وَ وَلَایَتِهِ (2).

«68»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْأُمَوِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَنَاوَلَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَصَاةَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّتِ الْحَصَاةُ فِی كَفِّ عَلِیٍّ علیه السلام نَطَقَتْ وَ هِیَ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ رَضِیتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً وَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلِیّاً ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ رَاضِیاً بِاللَّهِ وَ بِوِلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَدْ أَمِنَ خَوْفَ اللَّهِ وَ عِقَابَهُ (3).

«69»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَّانِیِّ عَنْ جَامِعِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّعَالِبِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخَذْتَ أَنْتَ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَ وُلْدُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِیعَةُ وُلْدِكَ بِحُجْزَتِهِمْ فَتَرَی أَیْنَ یُؤْمَرُ بِنَا.

قال أبو القاسم الطائی سألت أبا العباس ثعلب عن الحجزة فقال هی السبب و سألت نفطویه النحوی عن ذلك فقال هی السبب قال محمد بن أبی القاسم الطبری و هی العصمة من اللّٰه تعالی

ص: 134


1- 1. و الرجل أبو هریرة الدوسی علی ما هو المشهور فی أحادیثهم.
2- 2. بشارة المصطفی: 162 و 163 و أمالی الطوسیّ ج 1 ص 288 و 289.
3- 3. بشارة المصطفی: 162 و 163 و أمالی الطوسیّ ج 1 ص 288 و 289.

و ذمته التی لا تخفر و حبله الذی من تمسك به لم ینقطع عنه و قد أمر اللّٰه تعالی بالتمسك به فقال وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً یعنی بولایة علی بن أبی طالب علیه السلام و ولایة الأئمة المعصومین علیهم السلام وفقنا اللّٰه و إیاكم لطاعته و طاعة أولی الأمر و محبته و محبتهم بحق محمد و آله صلی اللّٰه علیه و علیهم (1).

«70»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ ابْنِ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمُ الشَّفِیعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُحِبُّ لِأَهْلِ بَیْتِی وَ الْمُوَالِی لَهُمْ وَ الْمُعَادِی فِیهِمْ وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ وَ السَّاعِی لَهُمْ فِیمَا یَنُوبُهُمْ مِنْ أُمُورِهِمْ (2).

«71»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَیْحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُشَبَّكَةٍ بِقَوَائِمِ الْعَرْشِ لَا یَنَالُهَا إِلَّا عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ (3).

و بهذا الإسناد عن محمد بن عبد اللّٰه السجستانی عن أحمد بن عبید اللّٰه عن إسماعیل بن بشر عن أحمد بن یعقوب: مثله (4).

«72»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارِ الْبُخَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ قَصَبَةَ عَنْ سَوَّارٍ الْأَعْمَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی عَوْفٍ أَبِی الْجَحَّافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتْ لَیْلَتِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدِی

ص: 135


1- 1. بشارة المصطفی ص 166، و الآیة فی آل عمران: 103.
2- 2. بشارة المصطفی ص 171، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 286.
3- 3. المصدر ص 186.
4- 4. المصدر ص 192.

فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ وَ تَبِعَهَا عَلِیٌّ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ فِی الْجَنَّةِ تَمَامَ الْخَبَرِ(1).

«73»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الطَّیِّبِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ الْقُرَشِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلامَلِیّاً بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّیْلِ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ یَا أَعْوَرُ قَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حُبُّكَ قَالَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعَادَ عَلَیَّ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ قَالَ أَمَا إِنَّكَ سَتَرَانِی فِی ثَلَاثِ مَوَاطِنَ حِینَ تَبْلُغُ نَفْسُكَ هَاهُنَا وَ أَشَارَ مُخَوَّلٌ إِلَی حَلْقِهِ وَ عَلَی الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْحَوْضِ (2).

بیان: فی القاموس هدأ كمنع هدءا و هدوءا سكن و أتانا بعد هدء من اللیل و هدء و هدأة أی حین هدأ اللیل و الرجل أو الهدء أول اللیل إلی ثلثه (3) اللّٰه مجرور علی القسم بتقدیر حرف الاستفهام.

«74»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَسْنَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْفَرَّاءِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی السبیك عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ عَامَ الْحَرَّةِ فَإِذَا جَمْعٌ مِنَ النَّاسِ فَقُلْتُ مَا هَذَا الْجَمْعُ فَقِیلَ هَذَا أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ فَانْتَهَیْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ حَدِّثْنِی فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَبُو سَعِیدٍ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُنَادِیاً یُنَادِی مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَ الْمُنَادِیَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَسَأَلَهُ أَ عَامٌّ هُوَ أَمْ خَاصٌّ قَالَ فَرَجَعَ الْمُنَادِی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ أَمَرْتَنِی أَنْ أُنَادِیَ فِی النَّاسِ وَ إِنَّ عُمَرَ اسْتَقْبَلَنِی فَقَالَ أَ عَامٌّ هُوَ أَمْ خَاصٌّ قَالَ فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ عَلَی

ص: 136


1- 1. بشارة المصطفی ص 188.
2- 2. المصدر ص 187.
3- 3. القاموس ج 1 ص 33.

مَنْكِبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هِیَ لِهَذَا وَ شِیعَتِهِ (1).

«75»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ كَادِحٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَتْحِ خَیْبَرَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ لَا أَنْ یَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی لِلْمَسِیحِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ رِجْلَیْكَ وَ مِنْ فَضْلِ طَهُورِكَ یَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِی وَ أَرِثُكَ وَ إِنَّكَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ إِنَّكَ تُبْرِئُ ذِمَّتِی وَ تُقَاتِلُ عَلَی سُنَّتِی وَ إِنَّكَ غَداً عَلَی الْحَوْضِ خَلِیفَتِی وَ إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی مَعِی وَ إِنَّكَ أَوَّلُ دَاخِلِ الْجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِی وَ إِنَّ شِیعَتَكَ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مُضِیئَةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِی أَشْفَعُ لَهُمْ وَ یَكُونُوا غَداً فِی الْجَنَّةِ جِیرَانِی وَ إِنَّ حَرْبَكَ حَرْبِی وَ سِلْمَكَ سِلْمِی وَ إِنَّ سِرَّكَ سِرِّی وَ عَلَانِیَتَكَ عَلَانِیَتِی وَ إِنَّ سَرِیرَةَ صَدْرِكَ كَسَرِیرَتِی وَ إِنَّ وُلْدَكَ وُلْدِی وَ إِنَّكَ تُنْجِزُ عِدَاتِی وَ إِنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ عَلَی لِسَانِكَ وَ قَلْبِكَ وَ بَیْنَ عَیْنَیْكَ وَ الْإِیمَانَ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ إِنَّهُ لَنْ یَرِدَ عَلَیَّ الْحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لَنْ یَغِیبَ عَنْكَ مُحِبٌّ لَكَ حَتَّی یَرِدَ الْحَوْضَ مَعَكَ فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْعَمَ عَلَیَّ بِالْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنِی الْقُرْآنَ وَ حَبَّبَنِی إِلَی خَیْرِ الْبَرِیَّةِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ إِحْسَاناً مِنْهُ وَ فَضْلًا عَلَیَّ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ یُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی (2).

«76»- جع، [جامع الأخبار] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِیداً أَلَا وَ

ص: 137


1- 1. المصدر ص 189.
2- 2. المصدر ص 190.

مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُوراً لَهُ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِباً أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمِناً مُسْتَكْمِلَ الْإِیمَانِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ بَشَّرَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فُتِحَ لَهُ فِی قَبْرِهِ بَابَانِ إِلَی الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ جَعَلَ اللَّهُ قَبْرَهُ قَرَارَ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَی السُّنَّةِ وَ الْجَمَاعَةِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِراً أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ(1).

«77»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ: أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَخْبِرْنِی بِحَدِیثٍ فِیكُمْ خَاصَّةً قَالَ نَعَمْ نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ وَ وَرَثَةُ وَحْیِ اللَّهِ وَ حَمَلَةُ كِتَابِ اللَّهِ طَاعَتُنَا فَرِیضَةٌ وَ حُبُّنَا إِیمَانٌ وَ بُغْضُنَا نِفَاقٌ مُحِبُّونَا فِی الْجَنَّةِ وَ مُبْغِضُونَا فِی النَّارِ خُلِقْنَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ مِنْ طِینَةٍ عَذْبٍ لَمْ یُخْلَقْ مِنْهَا سِوَانَا وَ خُلِقَ مُحِبُّونَا مِنْ طِینٍ أَسْفَلَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أُلْحِقَتِ السُّفْلَی بِالْعُلیَا فَأَیْنَ تَرَی اللَّهَ یَفْعَلُ بِنَبِیِّهِ وَ أَیْنَ تَرَی نَبِیَّهُ یَفْعَلُ بِوُلْدِهِ وَ أَیْنَ تَرَی وُلْدَهُ یَفْعَلُونَ بِمُحِبِّیهِمْ وَ شِیعَتِهِمْ كُلٌّ إِلَی جِنَانِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (2).

«78»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ الغانی عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَیُّوبَ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ: سَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

«79»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَوْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ عَنْ

ص: 138


1- 1. جامع الأخبار ص 193.
2- 2. بشارة المصطفی ص 192.
3- 3. المصدر ص 197.

دَاوُدَ بْنِ السَّلِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِی سَبْعُونَ أَلْفاً لَا حِسَابَ عَلَیْهِمْ وَ لَا عَذَابَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هُمْ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ (1).

فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] عن ابن عباس عنه صلی اللّٰه علیه و آله: مثله.

«80»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَ ابْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ الزُّبَیْرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ جَلَسُوا بِفِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ إِلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ إِلَیْهِمْ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَرَمَی بِنَعْلِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قَوْماً مِنَّا عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ وَ ثِیَابُهُمْ مِنْ نُورٍ تَغْشَی وُجُوهُهُمْ أَبْصَارَ النَّاظِرِینَ دُونَهُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ الزُّبَیْرُ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرَوْحِ اللَّهِ عَلَی غَیْرِ أَنْسَابٍ وَ لَا أَمْوَالٍ أُولَئِكَ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ یَا عَلِیُ (2).

بیان: بروح اللّٰه أی برحمته أو بدینه و علمه أو بخلفائه و الحاصل أن حبهم لله لا للأحساب و الأموال و الأنساب و سائر الأمور الدنیویة.

«81»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ الدَّقَّاقِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ الْخَیْرُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: یَا أَبَا الْحَسَنِ قَلَّ مَا أَقْبَلْتَ أَنْتَ وَ أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا قَالَ

ص: 139


1- 1. المصدر ص 199.
2- 2. المصدر ص 200.

یَا سَلْمَانُ هَذَا وَ حِزْبُهُ هُمُ الْمُفْلِحُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

«82»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ مَرْفُوعاً عَنْ مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهم قَالَ: الْمُؤْمِنُ عَلَی أَیِّ حَالٍ مَاتَ وَ فِی أَیِّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِیدٌ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ حَبِیبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ عَلَیْهِ مِثْلُ ذُنُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَكَانَ الْمَوْتُ كَفَّارَةً لِتِلْكَ الذُّنُوبِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِالْإِخْلَاصِ فَهُوَ بَرِی ءٌ مِنَ الشِّرْكِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا لَا یُشْرِكُ بِاللَّهِ شَیْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ(2) وَ هُمْ شِیعَتُكَ وَ مُحِبُّوكَ یَا عَلِیُّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِشِیعَتِی فَقَالَ إِی وَ رَبِّی لِشِیعَتِكَ وَ مُحِبِّیكَ خَاصَّةً وَ إِنَّهُمْ لَیَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ هُمْ یَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ فَیُؤْتَوْنَ بِحُلَلٍ خُضْرٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ أَكَالِیلَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ تِیجَانٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یُلْبَسُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَّةً خَضْرَاءَ وَ تَاجَ الْمُلْكِ وَ إِكْلِیلَ الْكَرَامَةِ وَ یَرْكَبُونَ النَّجَائِبَ فَتَطِیرُ بِهِمْ إِلَی الْجَنَّةِ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (3).

«83»- نبه، [تنبیه الخاطر]: كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو مَحْمُودٍ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام كِتَاباً طَوِیلًا فَأَجَابَهُ فِی بَعْضِ كِتَابِهِ أَمَّا الدُّنْیَا فَنَحْنُ فِیهِ مُفْتَرِقُونَ فِی الْبِلَادِ وَ لَكِنَّ مَنْ هَوَی هَوَی صَاحِبَهُ وَ دَانَ بِدِینِهِ فَهُوَ مَعَهُ وَ إِنْ كَانَ نَائِیاً عَنْهُ وَ أَمَّا الْآخِرَةُ فَهِیَ دَارُ الْقَرَارِ.

«84»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 140


1- 1. المصدر ص 219.
2- 2. النساء: 48.
3- 3. الأنبیاء: 103.

لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ یَخْرُجُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَوْمٌ مِنْ قُبُورِهِمْ بَیَاضُ وُجُوهِهِمْ كَبَیَاضِ الثَّلْجِ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ بَیَاضُهَا كَبَیَاضِ اللَّبَنِ عَلَیْهِمْ نِعَالُ الذَّهَبِ شِرَاكُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ یَتَلَأْلَأُ فَیُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ مِنْ نُورٍ عَلَیْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَیَرْكَبُونَ عَلَیْهَا حَتَّی یَنْتَهُوا إِلَی عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ یَهْتَمُّونَ وَ یَغْتَمُّونَ وَ هَؤُلَاءِ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ فَرِحُونَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ هَؤُلَاءِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً عَلَی الرَّحَائِلِ وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً(1) وَ هُمْ أَعْدَاؤُكَ یُسَاقُونَ إِلَی النَّارِ بِلَا حِسَابٍ.

توضیح: قال الجوهری الرحالة سرج من جلود لیس فیه خشب كانوا یتخذونه للركض الشدید و الجمع الرحائل.

«85»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، عَنِ الْعَیَّاشِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِیَ الشَّهَادَةَ فَقَالَ الْمُؤْمِنُ شَهِیدٌ ثُمَّ تَلَا وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ.

رُوِیَ أَیْضاً عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ الْعَارِفُ مِنْكُمْ هَذَا الْأَمْرَ الْمُنْتَظِرُ لَهُ الْمُحْتَسِبُ فِیهِ الْخَیْرَ كَمَنْ جَاهَدَ وَ اللَّهِ مَعَ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ بِسَیْفِهِ ثُمَّ قَالَ بَلْ وَ اللَّهِ كَمَنْ جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَیْفِهِ ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ بَلْ وَ اللَّهِ كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فُسْطَاطِهِ وَ فِیكُمْ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ قُلْتُ وَ أَیُّ آیَةٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ثُمَّ قَالَ صِرْتُمْ وَ اللَّهِ صَادِقِینَ شُهَدَاءَ عِنْدَ رَبِّكُمْ (2).

«86»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الْبِشَارَاتِ مَرْفُوعاً إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ كَبِرَ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ

ص: 141


1- 1. مریم: 85- 86.
2- 2. مجمع البیان ج 9 ص 238. و الآیة فی سورة الحدید: 19.

اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یُدْرِكَنِی قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ الْمَوْتُ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ وَ مَا تَرَی الشَّهِیدَ إِلَّا أَنْ قُتِلَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ مَنْ آمَنَ بِنَا وَ صَدَّقَ حَدِیثَنَا وَ انْتَظَرَ أَمْرَنَا كَانَ كَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَایَةِ الْقَائِمِ بَلْ وَ اللَّهِ تَحْتَ رَایَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِیَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْمَیِّتَ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ شَهِیدٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ قَالَ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ فَإِنَّهُ حَیٌّ یُرْزَقُ.

«87»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] رُوِیَ مَرْفُوعاً عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَلَقَ اللَّهُ مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ لِمُحِبِّیهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

وَ رَوَی أَبُو نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ: یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا طَلَعْتَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ ضَرَبَ بَیْنَ كَتِفَیَّ وَ قَالَ یَا سَلْمَانُ هَذَا وَ حِزْبُهُ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

«88»- ختص، [الإختصاص] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ بَارَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ أَطَاعَتْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ ظَالِمَةً مُسِیئَةً(1).

أقول: رواه الصدوق فی كتاب فضائل الشیعة بإسناده عن السجستانی و فیه دانت لولایة كل إمام فی الموضعین (2).

«89»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَنْتُمْ أَهْلُ تَحِیَّةِ

ص: 142


1- 1. الاختصاص ص 259.
2- 2. فضائل الشیعة ص 144، و هكذا الأحادیث الآتیة.

اللَّهِ وَ سَلَامِهِ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ أُثْرَةِ اللَّهِ بِرَحْمَتِهِ وَ أَهْلُ تَوْفِیقِ اللَّهِ وَ عِصْمَتِهِ وَ أَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ لَا حِسَابٌ عَلَیْكُمْ وَ لَا خَوْفٌ وَ لَا حُزْنٌ.

قَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الشِّیعَةِ بِعِصْمَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَتِهِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ علیه السلام یَقُولُ إِنِّی لَأَعْلَمُ قَوْماً قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ وَ رَضِیَ عَنْهُمْ وَ عَصَمَهُمْ وَ رَحِمَهُمْ وَ حَفِظَهُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ أَیَّدَهُمْ وَ هَدَاهُمْ إِلَی كُلِّ رُشْدٍ وَ بَلَغَ بِهِمْ غَایَةَ الْإِمْكَانِ قِیلَ مَنْ هُمْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُنَا الْأَبْرَارُ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام.

وَ قَالَ علیه السلام نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَی شِیعَتِنَا وَ شِیعَتُنَا شُهَدَاءُ عَلَی النَّاسِ وَ بِشَهَادَةِ شِیعَتِنَا یُجْزَوْنَ وَ یُعَاقَبُونَ.

بیان: فی المصباح آثرته بالمد فضلته و استأثر بالشی ء استبد به و الاسم الأثرة كقصبة و فی القاموس الأثرة بالضم المكرمة المتوارثة و البقیة من العلم تؤثر كالأثرة و الإثارة و آثر اختار و فلان أثیری أی من خلصائی و الأكثر هنا مناسب.

«90»- فَضَائِلُ الشِّیعَةِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ قَالَ فَقَالَ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِوَلَایَتِنَا فَقَدْ جَازَ الْعَقَبَةَ وَ نَحْنُ تِلْكَ الْعَقَبَةُ مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا قَالَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ هَلَّا أُفِیدُكَ حَرْفاً خَیْراً مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَكُّ رَقَبَةٍ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِیدُ النَّارِ غَیْرَكَ وَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَّ رِقَابَهُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام. یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِالْحَسَنَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ السَّیِّئَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ الْحَسَنَةُ حُبُّنَا

ص: 143


1- 1. فضائل الشیعة ص 150، و الآیة فی البلد: 13.

وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا(1).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَنْتُمْ لِلْجَنَّةِ وَ الْجَنَّةُ لَكُمْ أَسْمَاؤُكُمْ عِنْدَنَا الصَّالِحُونَ وَ الْمُصْلِحُونَ أَنْتُمْ أَهْلُ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ لِرِضَاهُ عَنْكُمْ وَ الْمَلَائِكَةُ إِخْوَانُكُمْ فِی الْخَیْرِ إِذَا اجْتَهَدُوا(2).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: دِیَارُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ وَ قُبُورُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ وَ إِلَی الْجَنَّةِ تَصِیرُونَ (3).

«91»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ مَیْسَرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یُرَی مِنْكُمْ فِی النَّارِ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَأَمْسَكَ عَنِّی سَنَةً قَالَ فَإِنِّی مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الطَّوَافِ إِذْ قَالَ لِیَ الْیَوْمَ أُذِنَ لِی فِی جَوَابِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ كَذَا قَالَ فَقُلْتُ فَأَیْنَ هُوَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ مِنْكُمْ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌ (4)

فَقُلْتُ لَهُ لَیْسَ فِیهَا مِنْكُمْ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ غَیَّرَهَا ابْنُ أَرْوَی (5) وَ ذَلِكَ أَنَّهَا حُجَّةٌ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فِیهَا مِنْكُمْ لَسَقَطَ عِقَابُ اللَّهِ عَنْ خَلْقِهِ إِذَا لَمْ یُسْأَلْ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ فَلِمَنْ یُعَاقِبُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

«92»- محص، [التمحیص] رِیَاضُ الْجِنَانِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَلَاعِینِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَسُوءَنَّهُ فِی شِیعَتِهِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقْبِلْ إِلَیَّ فَلَمْ یُقْبِلْ إِلَیْهِ فَأَعَادَ فَلَمْ یُقْبِلْ إِلَیْهِ ثُمَّ أَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ هَا أَنَا ذَا مُقْبِلٌ

ص: 144


1- 1. فضائل الشیعة ص 154.
2- 2. فضائل الشیعة ص 155.
3- 3. فضائل الشیعة ص 155.
4- 4. الرحمن: 36.
5- 5. یعنی به عثمان نسبه علیه السلام الی أمه أروی بنت كریز بن ربیعة بن حبیب بن عبد شمس و امها البیضاء بنت عبد المطلب عمّة رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.

فَقُلْ وَ لَنْ تَقُولَ خَیْراً فَقَالَ إِنَّ شِیعَتَكَ یَشْرَبُونَ النَّبِیذَ فَقَالَ وَ مَا بَأْسٌ بِالنَّبِیذِ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانُوا یَشْرَبُونَ النَّبِیذَ فَقَالَ لَیْسَ أَعْنِیكَ النَّبِیذَ أَعْنِیكَ الْمُسْكِرَ فَقَالَ شِیعَتُنَا أَزْكَی وَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ یَجْرِیَ لِلشَّیْطَانِ فِی أَمْعَائِهِمْ رَسِیسٌ وَ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ الْمَخْذُولُ مِنْهُمْ فَیَجِدُ رَبّاً رَءُوفاً وَ نَبِیّاً بِالاسْتِغْفَارِ لَهُ عَطُوفاً وَ وَلِیّاً لَهُ عِنْدَ الْحَوْضِ وَلُوفاً وَ تَكُونُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ بِبَرَهُوتٍ مَلُوفاً قَالَ فَأُفْحِمَ الرَّجُلُ وَ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ أَعْنِیكَ الْمُسْكِرَ إِنَّمَا أَعْنِیكَ الْخَمْرَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَلَبَكَ اللَّهُ لِسَانَكَ مَا لَكَ تُؤْذِینَا فِی شِیعَتِنَا مُنْذُ الْیَوْمِ أَخْبَرَنِی أَبِی- عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلامَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ- عَنْ جَبْرَئِیلَ صلوات اللّٰه علیهم عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّنِی حَظَرْتُ الْفِرْدَوْسَ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ حَتَّی تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُكُمَا إِلَّا مَنِ اقْتَرَفَ مِنْهُمْ كَبِیرَةً فَإِنِّی أَبْلُوهُ فِی مَالِهِ أَوْ بِخَوْفٍ مِنْ سُلْطَانِهِ حَتَّی تَلْقَاهُ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ وَ أَنَا عَلَیْهِ غَیْرُ غَضْبَانَ فَیَكُونُ ذَلِكَ حِلًّا لِمَا كَانَ مِنْهُ فَهَلْ عِنْدَ أَصْحَابِكَ هَؤُلَاءِ شَیْ ءٌ مِنْ هَذَا فَلُمْ أَوْ دَعْ.

بیان: رسیس أی شی ء ثابت كنایة عن الاعتیاد أو قلیل أوجب للحرام أو ابتداؤه فی القاموس الرس ابتداء الشی ء و منه رس الحمی و رسیسها و الإصلاح و الإفساد و الحفر و الدس و الرسیس الشی ء الثابت و ابتداء الحب و الحمی و قال الولیف البرق المتتابع اللمعان كالولوف و ضرب من العدو تقع القوائم معا و أن یجی ء القوم معا(1) و الولاف و المؤالفة الإلاف و الاعتزاء و الاتصال و قال لأف الطعام

ص: 145


1- 1. القاموس ج 3 ص 206، و قال فی الهامش: و أن یجی ء القوم معا، هكذا فی سائر النسخ و مثله فی العباب و الصحاح، و فی اللسان، و كذلك أن تجی ء القوائم معا، فانظره و تأمل انتهی. أقول: و فی الصحاح المطبوعة أخیرا ص 1441: ضرب من العدو و هو أن تقع القوائم معا و كذلك أن یجیی ء القوم معا قال الكمیت: و ولی بأجریا و لاف كأنّه***علی الشرف الاقصی بساط و یكلب

كمنع أكله أكلا جیدا و قال لفت الطعام لوفا أكلته أو مضغته و اللؤف من الكلاء و الطعام ما لا یشتهی و كلأ ملوف قد غسله المطر فلم أودع أی إذا عرفت ذلك فإن شئت فلم أی اثبت علی الملامة فتعذب أو اترك الملامة لتنجو منه.

«93»- محص، [التمحیص] عَنِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ زُرَارَةُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَا تَطْعَمُ النَّارُ أَحَداً وَصَفَ هَذَا الْأَمْرَ فَقَالَ زُرَارَةُ إِنَّ مِمَّنْ یَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ یَعْمَلُ بِالْكَبَائِرِ فَقَالَ أَ وَ مَا تَدْرِی مَا كَانَ أَبِی یَقُولُ فِی ذَلِكَ إِنَّهُ كَانَ یَقُولُ إِذَا أَصَابَ الْمُؤْمِنُ مِنْ تِلْكَ الْمُوبِقَاتِ شَیْئاً ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِبَلِیَّةٍ فِی جَسَدِهِ أَوْ بِخَوْفٍ یُدْخِلُهُ اللَّهُ عَلَیْهِ حَتَّی یَخْرُجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ.

«94»- محص، [التمحیص] عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ یَا زَكَرِیَّا بْنَ آدَمَ شِیعَةُ عَلِیٍّ رُفِعَ عَنْهُمُ الْقَلَمُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا الْعِلَّةُ فِی ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّهُمْ أُخِّرُوا فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ یَخَافُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یَحْذَرُونَ عَلَی إِمَامِهِمْ یَا زَكَرِیَّا بْنَ آدَمَ مَا أَحَدٌ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ أَصْبَحَ صَبِیحَةً أَتَی بِسَیِّئَةٍ أَوِ ارْتَكَبَ ذَنْباً إِلَّا أَمْسَی وَ قَدْ نَالَهُ غَمٌّ حَطَّ عَنْهُ سَیِّئَتَهُ فَكَیْفَ یَجْرِی عَلَیْهِ الْقَلَمُ.

«95»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَلَّامٍ الْحَنَّاطِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ سَعِیدٍ وَ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ فَإِذَا أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ فَسَلَّمَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ وَ أُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ مَنِ ائْتَمَّ بِإِمَامٍ فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِهِ ثُمَّ قَالَ أَنْتُمْ شُرْطَةُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ شِیعَةُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ فِی الدُّنْیَا إِلَی مَحَبَّتِنَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ضَمَانِ رَسُولِهِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ وَ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَدْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِقَنْبَرٍ بَشِّرْ وَ أَبْشِرْ وَ اسْتَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّهُ لَسَاخِطٌ عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِهِ

ص: 146

إِلَّا الشِّیعَةَ.

إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عُرْوَةً وَ إِنَّ عُرْوَةَ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إِمَاماً وَ إِنَّ إِمَامَ الْأَرْضِ أَرْضٌ تَسْكُنُهَا الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَهْوَةً وَ إِنَّ شَهْوَةَ الدُّنْیَا لِسُكْنَی الشِّیعَةِ فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا رَمَتْ بِعُشْبٍ أَبَداً وَ مَا لَهُمْ فِی الْأَرْضِ مِنْ نَصِیبٍ كُلُّ مُخَالِفٍ وَ اللَّهِ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً(1) وَ اللَّهِ مَا دَعَا مُخَالِفٌ دَعْوَةَ خَیْرٍ إِلَّا كَانَتْ إِجَابَةُ دَعْوَتِهِ لَكُمْ وَ لَا دَعَا أَحَدٌ مِنْكُمْ دَعْوَةً إِلَّا كَانَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مِائَةٌ وَ لَا سَأَلَهُ مَسْأَلَةً إِلَّا كَانَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مِائَةٌ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ حَسَنَةً إِلَّا لَمْ یُحْصِ تَضَاعِیفَهَا وَ اللَّهِ إِنَّ صَائِمَكُمْ لَیَرْتَعُ فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ إِنَّ حَاجَّكُمْ وَ مُعْتَمِرَكُمْ لَمِنْ خَاصَّةِ اللَّهِ وَ إِنَّكُمْ جَمِیعاً لَأَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ وَ أَهْلُ إِجَابَتِهِ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ كُلُّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَتَنَافَسُوا فِی الدَّرَجَاتِ فَوَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَی عَرْشِ اللَّهِ بَعْدَنَا مِنْ شِیعَتِنَا حَبَّذَا شِیعَتُنَا مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَخْرُجُ شِیعَتُنَا مِنْ قُبُورِهِمْ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ قَرِیرَةً أَعْیُنُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمَانَ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ اللَّهِ مَا سَعَی أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَی الصَّلَاةِ إِلَّا وَ قَدِ اكْتَنَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خَلْفِهِ یَدْعُونَ اللَّهَ لَهُ بِالْفَوْزِ حَتَّی یَفْرُغَ أَلَا إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَ أَنْتُمْ.

قَالَ سُلَیْمَانُ وَ زَادَ فِیهِ عَیْثَمُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا زُخْرِفَتِ الْجَنَّةُ وَ لَا خُلِقَتْ حَوَّاءُ وَ لَا رَحِمٌ وَ طِفْلٌ وَ لَا أُرْتِعَتْ بَهِیمَةٌ وَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ أَشَدُّ حُبّاً لَكُمْ مِنَّا(2).

«96»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام الرَّجُلُ مِنْ مَوَالِیكُمْ یَكُونُ عَارِفاً یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یَرْتَكِبُ الْمُوبِقَ مِنَ الذَّنْبِ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَقَالَ:

ص: 147


1- 1. الغاشیة: 3- 4.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 332.

تَبَرَّءُوا مِنْ فِعْلِهِ وَ لَا تَبَرَّءُوا مِنْهُ أَحِبُّوهُ وَ أَبْغِضُوا عَمَلَهُ قُلْتُ فَیَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ فَاسِقٌ فَاجِرٌ فَقَالَ لَا الْفَاسِقُ الْفَاجِرُ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ لَنَا النَّاصِبُ لِأَوْلِیَائِنَا أَبَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ وَلِیُّنَا فَاسِقاً فَاجِراً وَ إِنْ عَمِلَ مَا عَمِلَ وَ لَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ فَاسِقُ الْعَمَلِ فَاجِرُ الْعَمَلِ مُؤْمِنُ النَّفْسِ خَبِیثُ الْفِعْلِ طَیِّبُ الرُّوحِ وَ الْبَدَنِ وَ اللَّهِ مَا یَخْرُجُ وَلِیُّنَا مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَحْنُ عَنْهُ رَاضُونَ یَحْشُرُهُ اللَّهُ عَلَی مَا فِیهِ مِنَ الذُّنُوبِ مُبْیَضّاً وَجْهُهُ مَسْتُورَةً عَوْرَتُهُ آمِنَةً رَوْعَتُهُ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِ وَ لَا حُزْنٌ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُصَفَّی مِنَ الذُّنُوبِ إِمَّا بِمُصِیبَةٍ فِی مَالٍ أَوْ نَفْسٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ مَرَضٍ وَ أَدْنَی مَا یُصَفَّی بِهِ وُلِیُّنَا أَنْ یُرِیَهُ اللَّهُ رُؤْیَا مَهُولَةً فَیُصْبِحُ حَزِیناً لِمَا رَأَی فَیَكُونُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لَهُ أَوْ خَوْفاً یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَهْلِ دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَوْ یُشَدَّدُ عَلَیْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَیَلْقَی اللَّهَ طَاهِراً مِنَ الذُّنُوبِ آمِناً رَوْعَتُهُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ یَكُونُ أَمَامَهُ أَحَدُ الْأَمْرَیْنِ رَحْمَةُ اللَّهِ الْوَاسِعَةُ الَّتِی هِیَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا إِنْ أَخْطَأَتْهُ رَحْمَةُ رَبِّهِ أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَةُ نَبِیِّهِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیهما فَعِنْدَهَا تُصِیبُهُ رَحْمَةُ رَبِّهِ الْوَاسِعَةُ.

«97»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ فِی مَحْمِلِی أَقْرَأُ إِذْ نَادَانِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْرَأْ یَا سُلَیْمَانُ فَأَنَا فِی هَذِهِ الْآیَاتِ الَّتِی فِی آخِرِ تَبَارَكَ وَ الَّذِینَ لا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لا یَزْنُونَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ یَلْقَ أَثاماً-(1) فَقَالَ هَذِهِ فِینَا أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ وَعَظَنَا وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّا لَا نَزْنِی اقْرَأْ یَا سُلَیْمَانُ فَقَرَأْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قَالَ قِفْ هَذِهِ فِیكُمْ إِنَّهُ یُؤْتَی بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُوقَفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَكُونَ هُوَ الَّذِی یَلِی حِسَابَهُ فَیُوقِفُهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ شَیْئاً شَیْئاً فَیَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا فَیَقُولُ أَعْرِفُ یَا رَبِّ حَتَّی یُوقِفَهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ كُلِّهَا كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ أَعْرِفُ فَیَقُولُ سَتَرْتُهَا عَلَیْكَ فِی الدُّنْیَا وَ أَغْفِرُهَا لَكَ الْیَوْمَ

ص: 148


1- 1. الفرقان: 67 و ما بعدها ذیلها الی الآیة: 70.

فَبَدِّلُوهَا لِعَبْدِی حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرْفَعُ صَحِیفَتُهُ لِلنَّاسِ فَیَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا كَانَتْ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ (1).

أقول: قد مرت أخبار كثیرة من هذا الباب فی أبواب المعاد من الحوض و الشفاعة و أحوال المؤمنین و المجرمین فی القیامة و غیرها و أبواب فضائل الأئمة علیهم السلام.

باب 19 صفات الشیعة و أصنافهم و ذم الاغترار و الحث علی العمل و التقوی

ب، [قرب الإسناد] عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: امْتَحِنُوا شِیعَتَنَا عِنْدَ مَوَاقِیتِ الصَّلَوَاتِ كَیْفَ مُحَافَظَتُهُمْ عَلَیْهَا وَ إِلَی أَسْرَارِنَا كَیْفَ حِفْظُهُمْ لَهَا عِنْدَ عَدُوِّنَا وَ إِلَی أَمْوَالِهِمْ كَیْفَ مُوَاسَاتُهُمْ لِإِخْوَانِهِمْ فِیهَا(2).

«2»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام الشَّاحِبُونَ النَّاحِلُونَ (3) الذَّابِلُونَ ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُمْ خَمِیصَةٌ بُطُونُهُمْ مُتَغَیِّرَةٌ أَلْوَانُهُمْ مُصْفَرَّةٌ وُجُوهُهُمْ إِذَا جَنَّهُمُ اللَّیْلُ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ فِرَاشاً وَ اسْتَقْبَلُوا الْأَرْضَ بِجِبَاهِهِمْ كَثِیرٌ سُجُودُهُمْ

ص: 149


1- 1. المحاسن ص 170.
2- 2. قرب الإسناد ص 52، الطبعة الحروفیة.
3- 3. الشاحب: المتغیر اللون، و الناحل: المهزول الذاهب الجسم من مرض أو سقم أو سفر أو كآبة، و الذابل: الذی ذهب نضارته و ماء جلده بعد الری، ذبل شفتاه و لسانه من عطش أو كرب: جفت و یبست، و خمص بطنه: ضمر كأنّه لصق بطنه بظهره، و اصفرار الوجوه كنایة عن شدة حالهم و فقرهم.

كَثِیرَةٌ دُمُوعُهُمْ كَثِیرٌ دُعَاؤُهُمْ كَثِیرٌ بُكَاؤُهُمْ یَفْرَحُ النَّاسُ وَ هُمْ مَحْزُونُونَ (1).

تم، [فلاح السائل] بإسناده عن سعد عن محمد بن عیسی: مثله بیان اتخذوا الأرض فراشا أی یسجدون علی الأرض بدلا من النوم علی الفراش أو ینامون علی الأرض بدون فرش و استقبلوا الأرض بجباههم للسجود.

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیٍّ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ بِكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ بِكَ مُحِبُّوكَ مَعْرُوفُونَ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ مَا بَیْنَ ذَلِكَ هُمْ أَهْلُ الدِّینِ وَ الْوَرَعِ وَ السَّمْتِ الْحَسَنِ وَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَاشِعَةٌ أَبْصَارُهُمْ وَجِلَةٌ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ عَرَفُوا حَقَّ وَلَایَتِكَ وَ أَلْسِنَتُهُمْ نَاطِقَةٌ بِفَضْلِكَ وَ أَعْیُنُهُمْ سَاكِبَةٌ تَحَنُّناً عَلَیْكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ یَدِینُونَ اللَّهَ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ فِی كِتَابِهِ وَ جَاءَهُمْ بِهِ الْبُرْهَانُ مِنْ سُنَّةِ نَبِیِّهِ عَامِلُونَ بِمَا یَأْمُرُهُمْ بِهِ أُولُو الْأَمْرِ مِنْهُمْ مُتَوَاصِلُونَ غَیْرُ مُتَقَاطِعِینَ مُتَحَابُّونَ غَیْرُ مُتَبَاغِضِینَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُصَلِّی عَلَیْهِمْ وَ تُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِهِمْ وَ تَسْتَغْفِرُ لِلْمُذْنِبِ مِنْهُمْ وَ تَشْهَدُ حَضْرَتَهُ وَ تَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

بیان: فی النهایة السمت الهیئة الحسنة و منه فینظرون إلی سمته و هدیة أی حسن هیئته و منظره فی الدین و فلان حسن السمت أی حسن القصد و فی القاموس الحنین الشوق و شدة البكاء و الطرب أو صوت الطرب عن حزن أو فرح و تحنن ترحم و قال الدین بالكسر الجزاء و العبادة و الطاعة و الذل و اسم لجمیع ما یتعبد اللّٰه عز و جل به و دنته أدینه خدمته و أحسنت إلیه و دان یدین ذل و أطاع.

«4»- شا، [الإرشاد] ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَرَجَ ذَاتَ لَیْلَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ كَانَتْ لَیْلَةً قَمْرَاءَ فَأَمَّ الْجَبَّانَةَ وَ لَحِقَهُ جَمَاعَةٌ یَقْفُونَ أَثَرَهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ:

ص: 150


1- 1. الخصال ج 2 ص 58.
2- 2. عیون أخبار الرضا« ع» ج 1 ص 261.

مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا شِیعَتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَتَفَرَّسَ فِی وُجُوهِهِمْ ثُمَّ قَالَ فَمَا لِی لَا أَرَی عَلَیْكُمْ سِیمَاءَ الشِّیعَةِ قَالُوا وَ مَا سِیمَاءُ الشِّیعَةِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ السَّهَرِ عُمْشُ الْعُیُونِ مِنَ الْبُكَاءِ حُدْبُ الظُّهُورِ مِنَ الْقِیَامِ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّیَامِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَیْهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِینَ (1).

صفات الشیعة، للصدوق عن أبیه عن محمد بن أحمد بن علی بن الصلت عن أحمد بن محمد رفعه عن السندی بن محمد: مثله (2).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ رَفَعَهُ إِلَی ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ وَ مَا اجْتِمَاعُكُمْ فَقُلْنَا قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ مَا لِی لَا أَرَی سِیمَاءَ الشِّیعَةِ عَلَیْكُمْ فَقُلْنَا وَ مَا سِیمَاءُ الشِّیعَةِ فَقَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ عُمْشُ الْعُیُونِ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الصِّیَامِ عَلَیْهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِینَ (3).

إیضاح: الحدب بالضم جمع الأحدب و الحدب محركة خروج الظهر و دخول الصدر و البطن علیهم عبرة الخاشعین فی بعض النسخ بالعین المهملة أی بكاؤهم و فی بعضها بالمعجمة أی ذلهم و شعثهم و اغبرارهم و فی القاموس الغبراء من السنین الجدیة و بنو غبراء الفقراء و المغبرة قوم یغبرون بذكر اللّٰه أی یهللون و یرددون الصوت بالقراءة و غیرها سموا بها لأنهم یرغبون الناس فی الغابرة أی الباقیة و فی النهایة فی غبراء الناس بالمد أی فقرائهم و منه قیل للمحاویج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلی الأرض و التراب.

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْغَضَائِرِیِّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْمُكَتِّبِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الشِّیعَةِ وَ هُوَ یَقُولُ مَعَاشِرَ الشِّیعَةِ كُونُوا لَنَا زَیْناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَیْنَا شَیْناً قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ احْفَظُوا

ص: 151


1- 1. إرشاد المفید ص 114. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 219.
2- 2. صفات الشیعة تحت الرقم: 20.
3- 3. صفات الشیعة ص 171.

أَلْسِنَتَكُمْ وَ كُفُّوهَا عَنِ الْفُضُولِ وَ قُبْحِ الْقَوْلِ (1).

بیان: كونوا لنا زینا أی كونوا من أهل الورع و التقوی و العمل الصالح لتكونوا زینة لنا فإن حسن اتباع الرجل زینة له إذ یمدحونه بحسن تأدیب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة فإنه یصیر سببا لتشنیع رئیسهم و یكونون شینا و عیبا لرئیسهم و عمدة الغرض فی هذا المقام رعایة التقیة و حسن العشرة مع المخالفین لئلا یصیر سببا لنفرتهم عن أئمتهم و سوء القول فیهم بقرینة ما بعده و قولوا للناس حسنا(2) فیه تضمین للآیة الكریمة قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی معنی قوله حسنا فقیل هو القول الحسن الجمیل و الخلق الكریم عن ابن عباس و قیل هو الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر و قال الربیع حسنا أی معروفا وَ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قَالَ قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُقَالَ لَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَ یُحِبُّ الْحَلِیمَ الْعَفِیفَ الْمُتَعَفِّفَ.

ثم اختلف فیه من وجه آخر فقیل هو عام فی المؤمن و الكافر علی ما روی عن الباقر علیه السلام و قیل هو خاص فی المؤمن و اختلف من قال إنه عام فقیل إنه منسوخ بآیة السیف و قد روی أیضا عن الصادق علیه السلام و قال الأكثرون إنها لیست بمنسوخة لأنه یمكن قتالهم مع حسن القول فی دعائهم إلی الإیمان كما قال اللّٰه تعالی ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (3) و قال فی آیة أخری وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ (4) انتهی.

و أقول عمدة الغرض هنا حسن القول مع المخالفین تقیة و كذا المراد بحفظ الألسنة حفظها عما یخالف التقیة و الفضول زوائد الكلام و ما لا منفعة فیه قال فی المصباح الفضل الزیادة و الجمع فضول كفلس و فلوس و قد استعمل

ص: 152


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 55.
2- 2. البقرة: 83.
3- 3. النحل: 125.
4- 4. الأنعام: 108، راجع مجمع البیان ج 1 ص 149.

الجمع استعمال المفرد فیما لا خیر فیه و لهذا نسب إلیه علی لفظه فقیل فضولی لمن یشتغل بما لا یعنیه.

«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَبِی عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا شِیعَتُنَا مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«8»- ل، [الخصال] عَنْ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الشِّیعَةُ ثَلَاثٌ مُحِبٌّ وَادٌّ فَهُوَ مِنَّا وَ مُتَزَیِّنٌ بِنَا وَ نَحْنُ زَیْنٌ لِمَنْ تَزَیَّنَ بِنَا وَ مُسْتَأْكِلٌ بِنَا النَّاسَ وَ مَنِ اسْتَأْكَلَ بِنَا افْتَقَرَ(2).

بیان: التزین بهم هو أن یجعلوا الانتساب إلیهم و موالاتهم زینة لهم و فخرا بین الناس و لا زینة أرفع من ذلك و الاستئكال بهم علیهم السلام هو أن یجعلوا إظهار موالاتهم و نشر علومهم و أخبارهم وسیلة لتحصیل الرزق و جلب المنافع من الناس فینتج خلاف مطلوبهم و یصیر سببا لفقرهم و القسم الأول هو الذی یحبهم و یوالیهم فی اللّٰه و لله و هو ناج فی الدنیا و الآخرة.

«9»- یر، [بصائر الدرجات] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَطَلِ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ فَرَأَیْتُ جَارِیَةً فِی الدَّارِ الَّتِی نَزَلْتُهَا فَعَجَّبَتْنِی فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَمَتَّعَ مِنْهَا فَأَبَتْ أَنْ تُزَوِّجَنِی نَفْسَهَا قَالَ فَجِئْتُ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَكَانَتْ هِیَ الَّتِی فَتَحَتْ لِی فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی صَدْرِهَا فَبَادَرَتْنِی حَتَّی دَخَلْتُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ یَا مُرَازِمُ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ خَلَا ثُمَّ لَمْ یَرِعْ قَلْبُهُ (3).

«10»- سن، [المحاسن] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْخَطَّابِ الْكُوفِیِّ وَ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ قَالا: دَخَلَ سَدِیرٌ الصَّیْرَفِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ

ص: 153


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 279.
2- 2. الخصال ج 1 ص 51.
3- 3. بصائر الدرجات ص 247.

فَقَالَ یَا سَدِیرُ لَا تَزَالُ شِیعَتُنَا مَرْعِیِّینَ مَحْفُوظِینَ مَسْتُورِینَ مَعْصُومِینَ مَا أَحْسَنُوا النَّظَرَ لِأَنْفُسِهِمْ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ خَالِقِهِمْ وَ صَحَّتْ نِیَّاتُهُمْ لِأَئِمَّتِهِمْ وَ بَرُّوا إِخْوَانَهُمْ فَعَطَفُوا عَلَی ضَعِیفِهِمْ وَ تَصَدَّقُوا عَلَی ذَوِی الْفَاقَةِ مِنْهُمْ إِنَّا لَا نَأْمُرُ بِظُلْمٍ وَ لَكِنَّا نَأْمُرُكُمْ بِالْوَرَعِ الْوَرَعِ الْوَرَعِ وَ الْمُوَاسَاةِ الْمُوَاسَاةِ لِإِخْوَانِكُمْ فَإِنَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ لَمْ یَزَالُوا مُسْتَضْعَفِینَ قَلِیلِینَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام (1).

«11»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّقُوا اللَّهَ مَعَاشِرَ الشِّیعَةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَنْ تَفُوتَكُمْ وَ إِنْ أَبْطَأَتْ بِهَا عَنْكُمْ قَبَائِحُ أَعْمَالِكُمْ فَتَنَافَسُوا فِی دَرَجَاتِهَا قِیلَ فَهَلْ یَدْخُلُ جَهَنَّمَ أَحَدٌ مِنْ مُحِبِّیكَ وَ مُحِبِّی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ مَنْ قَذِرَ نَفْسُهُ بِمُخَالَفَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ وَاقَعَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ ظَلَمَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ خَالَفَ مَا رُسِمَ لَهُ مِنَ الشَّرِیعَاتِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَذِراً طَفِساً یَقُولُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ علیهما السلام یَا فُلَانُ أَنْتَ قَذِرٌ طَفِسٌ لَا تَصْلُحُ لِمُرَافَقَةِ مَوَالِیكَ الْأَخْیَارِ وَ لَا لِمُعَانَقَةِ الْحُورِ الْحِسَانِ وَ لَا الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ لَا تَصِلُ إِلَی مَا هُنَاكَ إِلَّا بِأَنْ تَطْهُرَ عَنْكَ مَا هَاهُنَا یَعْنِی مَا عَلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ فَیَدْخُلُ إِلَی الطَّبَقِ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ فَیُعَذَّبُ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُصِیبُهُ الشَّدَائِدُ فِی الْمَحْشَرِ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ ثُمَّ یَلْقُطُهُ مِنْ هُنَا وَ مِنْ هُنَا مَنْ یَبْعَثُهُمْ إِلَیْهِ مَوَالِیهِ مِنْ خِیَارِ شِیعَتِهِمْ كَمَا یَلْقُطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَكُونُ ذُنُوبُهُ أَقَلَّ وَ أَخَفَّ فَیُطَهَّرُ مِنْهَا بِالشَّدَائِدِ وَ النَّوَائِبِ مِنَ السَّلَاطِینِ وَ غَیْرِهِمْ وَ مِنَ الْآفَاتِ فِی الْأَبْدَانِ فِی الدُّنْیَا لِیُدْلَی فِی قَبْرِهِ وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقْرُبُ مَوْتُهُ وَ قَدْ بَقِیَتْ عَلَیْهِ سَیِّئَةٌ فَیُشْتَدُّ نَزْعُهُ وَ یُكَفَّرُ بِهِ عَنْهُ فَإِنْ بَقِیَ شَیْ ءٌ وَ قَوِیَتْ عَلَیْهِ یَكُونُ لَهُ بَطَرٌ وَ اضْطِرَابٌ فِی یَوْمِ مَوْتِهِ فَیَقِلُّ مَنْ بِحَضْرَتِهِ فَیَلْحَقُهُ بِهِ الذُّلُّ فَیُكَفَّرُ عَنْهُ فَإِنْ بَقِیَ شَیْ ءٌ أُتِیَ بِهِ وَ لَمَّا یُلْحَدْ فَیُوضَعُ فَیَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ فَیُطَهَّرُ فَإِنْ كَانَ ذُنُوبُهُ أَعْظَمَ وَ أَكْثَرَ طَهُرَ مِنْهَا بِشَدَائِدِ عَرَصَاتِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ وَ أَعْظَمَ طَهُرَ مِنْهَا فِی الطَّبَقِ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ وَ هَؤُلَاءِ أَشَدُّ مُحِبِّینَا عَذَاباً وَ أَعْظَمُهُمْ ذُنُوباً لَیْسَ هَؤُلَاءِ یُسَمَّوْنَ بِشِیعَتِنَا وَ لَكِنَّهُمْ یُسَمَّوْنَ بِمُحِبِّینَا وَ الْمُوَالِینَ لِأَوْلِیَائِنَا وَ الْمُعَادِینَ لِأَعْدَائِنَا إِنَّ شِیعَتَنَا مَنْ شَیَّعَنَا وَ اتَّبَعَ آثَارَنَا وَ اقْتَدَی بِأَعْمَالِنَا.

ص: 154


1- 1. المحاسن ص 158.

وَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانٌ یَنْظُرُ إِلَی حَرَمِ جَارِهِ فَإِنْ أَمْكَنَهُ مُوَاقَعَةُ حَرَامٍ لَمْ یَرْعَ عَنْهُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ ائْتُونِی بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مِنْ شِیعَتِكُمْ مِمَّنْ یَعْتَقِدُ مُوَالاتَكَ وَ مُوَالاةَ عَلِیٍّ وَ یَبْرَأُ مِنْ أَعْدَائِكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَقُلْ إِنَّهُ مِنْ شِیعَتِنَا فَإِنَّهُ كَذِبٌ إِنَّ شِیعَتَنَا مَنْ شَیَّعَنَا وَ تَبِعَنَا فِی أَعْمَالِنَا وَ لَیْسَ هَذَا الَّذِی ذَكَرْتَهُ فِی هَذَا الرَّجُلِ مِنْ أَعْمَالِنَا وَ قِیلَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ یَعْسُوبِ الدِّینِ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ وَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ علیه السلام إِنَّ فُلَاناً سَرَفَ عَلَی نَفْسِهِ بِالذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ شِیعَتِكُمْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ كُتِبَتْ عَلَیْكَ كَذِبَةٌ أَوْ كَذِبَتَانِ إِنْ كَانَ مُسْرِفاً بِالذُّنُوبِ عَلَی نَفْسِهِ یُحِبُّنَا وَ یُبْغِضُ أَعْدَاءَنَا فَهُوَ كَذِبَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنَّهُ مِنْ مُحِبِّینَا لَا مِنْ شِیعَتِنَا وَ إِنْ كَانَ یُوَالِی أَوْلِیَاءَنَا وَ یُعَادِی أَعْدَاءَنَا وَ لَیْسَ بِمُسْرِفٍ عَلَی نَفْسِهِ كَمَا ذَكَرْتَ فَهُوَ مِنْكَ كَذِبَةٌ لِأَنَّهُ لَا یُسْرِفُ فِی الذُّنُوبِ وَ إِنْ كَانَ یُسْرِفُ فِی الذُّنُوبِ وَ لَا یُوَالِینَا وَ لَا یُعَادِی أَعْدَاءَنَا فَهُوَ مِنْكَ كَذِبَتَانِ.

وَ قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِی إِلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْأَلِیهَا عَنِّی أَنِّی مِنْ شِیعَتِكُمْ أَمْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِكُمْ فَسَأَلَتْهَا فَقَالَتْ قُولِی لَهُ إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِمَا أَمَرْنَاكَ وَ تَنْتَهِی عَمَّا زَجَرْنَاكَ عَنْهُ فَأَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ إِلَّا فَلَا فَرَجَعَتْ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ یَا وَلِیِّی وَ مَنْ یَنْفَكُّ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَایَا فَأَنَا إِذاً خَالِدٌ فِی النَّارِ فَإِنَّ مَنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهِمْ فَهُوَ خَالِدٌ فِی النَّارِ فَرَجَعَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ لِفَاطِمَةَ مَا قَالَ زَوْجُهَا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ قُولِی لَهُ لَیْسَ هَكَذَا شِیعَتُنَا مِنْ خِیَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ كُلُّ مُحِبِّینَا وَ مُوَالِی أَوْلِیَائِنَا وَ مُعَادِی أَعْدَائِنَا وَ الْمُسْلِمُ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ لَنَا لَیْسُوا مِنْ شِیعَتِنَا إِذَا خَالَفُوا أَوَامِرَنَا وَ نَوَاهِیَنَا فِی سَائِرِ الْمُوبِقَاتِ وَ هُمْ مَعَ ذَلِكَ فِی الْجَنَّةِ وَ لَكِنْ بَعْدَ مَا یُطَهَّرُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِالْبَلَایَا وَ الرَّزَایَا أَوْ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ بِأَنْوَاعِ شَدَائِدِهَا أَوْ فِی الطَّبَقِ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ بِعَذَابِهَا إِلَی أَنْ نَسْتَنْقِذَهُمْ بِحُبِّنَا مِنْهَا وَ نَنْقُلَهُمْ إِلَی حَضْرَتِنَا

ص: 155

وَ قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنِّی مِنْ شِیعَتِكُمْ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَنَا فِی أَوَامِرِنَا وَ زَوَاجِرِنَا مُطِیعاً فَقَدْ صَدَقْتَ وَ إِنْ كُنْتَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا تَزِدْ فِی ذُنُوبِكَ بِدَعْوَاكَ مَرْتَبَةً شَرِیفَةً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا لَا تَقُلْ لَنَا أَنَا مِنْ شِیعَتِكُمْ وَ لَكِنْ قُلْ أَنَا مِنْ مُوَالِیكُمْ وَ مُحِبِّیكُمْ وَ مُعَادِی أَعْدَائِكُمْ وَ أَنْتَ فِی خَیْرٍ وَ إِلَی خَیْرٍ وَ قَالَ رَجُلٌ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مِنْ شِیعَتِكُمْ قَالَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِیَنَّ شَیْئاً یَقُولُ اللَّهُ لَكَ كَذَبْتَ وَ فَجَرْتَ فِی دَعْوَاكَ إِنَّ شِیعَتَنَا مَنْ سَلِمَتْ قُلُوبُهُمْ مِنْ كُلِّ غِشٍّ وَ غِلٍّ وَ دَغَلٍ وَ لَكِنْ قُلْ أَنَا مِنْ مُوَالِیكُمْ وَ مُحِبِّیكُمْ وَ قَالَ رَجُلٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مِنْ شِیعَتِكُمُ الْخُلَّصِ فَقَالَ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَإِذَا أَنْتَ كَإِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام الَّذِی قَالَ اللَّهُ وَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لَإِبْراهِیمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ (1) فَإِنْ كَانَ قَلْبُكَ كَقَلْبِهِ فَأَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ قَلْبُكَ كَقَلْبِهِ وَ هُوَ طَاهِرٌ مِنَ الْغِشِّ وَ الْغِلِّ فَأَنْتَ مِنْ مُحِبِّینَا وَ إِلَّا فَإِنَّكَ إِنْ عَرَفْتَ أَنَّكَ بِقَوْلِكَ كَاذِبٌ فِیهِ إِنَّكَ لَمُبْتَلًی بِفَالِجٍ لَا یُفَارِقُكَ إِلَی الْمَوْتِ أَوْ جُذَامٍ لِیَكُونَ كَفَّارَةً لِكَذِبِكَ هَذَا.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لِرَجُلٍ فَخَرَ عَلَی آخَرَ وَ قَالَ أَ تُفَاخِرُنِی وَ أَنَا مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا فَخَرْتَ عَلَیْهِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ غُبِنَ مِنْكَ عَلَی الْكَذِبِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ مَالُكَ مَعَكَ تُنْفِقُهُ عَلَی نَفْسِكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ أَمْ تُنْفِقُهُ عَلَی إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ بَلْ أُنْفِقُهُ عَلَی نَفْسِی قَالَ فَلَسْتَ مِنْ شِیعَتِنَا فَإِنَّنَا نَحْنُ مَا نُنْفِقُ عَلَی الْمُنْتَحِلِینَ مِنْ إِخْوَانِنَا أَحَبُّ إِلَیْنَا وَ لَكِنْ قُلْ أَنَا مِنْ مُحِبِّیكُمْ وَ مِنَ الرَّاجِینَ النَّجَاةَ بِمَحَبَّتِكُمْ وَ قِیلَ لِلصَّادِقِ علیه السلام إِنَّ عَمَّاراً الدُّهْنِیَّ شَهِدَ الْیَوْمَ عِنْدَ ابْنِ أَبِی لَیْلَی قَاضِیَ الْكُوفَةِ بِشَهَادَةٍ فَقَالَ لَهُ الْقَاضِی قُمْ یَا عَمَّارُ فَقَدْ عَرَفْنَاكَ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُكَ لِأَنَّكَ رَافِضِیٌّ فَقَامَ عَمَّارٌ وَ قَدِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَ اسْتَفْرَغَهُ الْبُكَاءُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی لَیْلَی أَنْتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْحَدِیثِ إِنْ كَانَ یَسُوؤُكَ أَنْ یُقَالَ لَكَ رَافِضِیٌّ فَتَبَرَّأْ مِنَ الرَّفْضِ فَأَنْتَ مِنْ إِخْوَانِنَا فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ یَا هَذَا مَا ذَهَبْتَ وَ اللَّهِ حَیْثُ ذَهَبْتَ وَ لَكِنْ بَكَیْتُ

ص: 156


1- 1. الصافّات: 83 و 84.

عَلَیْكَ وَ عَلَیَّ أَمَّا بُكَائِی عَلَی نَفْسِی فَإِنَّكَ نَسَبْتَنِی إِلَی رُتْبَةٍ شَرِیفَةٍ لَسْتُ مِنْ أَهْلِهَا زَعَمْتَ أَنِّی رَافِضِیٌّ وَیْحَكَ لَقَدْ حَدَّثَنِی الصَّادِقُ علیه السلام أَنَّ أَوَّلَ مَنْ سُمِّیَ الرَّفَضَةَ السَّحَرَةُ الَّذِینَ لَمَّا شَاهَدُوا آیَةَ مُوسَی فِی عَصَاهُ آمَنُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوهُ وَ رَفَضُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَ اسْتَسْلَمُوا لِكُلِّ مَا نَزَلَ بِهِمْ فَسَمَّاهُمْ فِرْعَوْنُ الرَّافِضَةَ لِمَا رَفَضُوا دِینَهُ فَالرَّافِضِیُّ كُلُّ مَنْ رَفَضَ جَمِیعَ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَ فَعَلَ كُلَّ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَأَیْنَ فِی هَذَا الزَّمَانِ مِثْلُ هَذِهِ وَ إِنَّمَا بَكَیْتُ عَلَی نَفْسِی خَشِیتُ أَنْ یَطَّلِعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی قَلْبِی وَ قَدْ تَلَقَّبْتُ هَذَا الِاسْمَ الشَّرِیفَ عَلَی نَفْسِی فَیُعَاتِبَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَقُولَ یَا عَمَّارُ أَ كُنْتَ رَافِضاً لِلْأَبَاطِیلِ عَامِلًا بِالطَّاعَاتِ كَمَا قَالَ لَكَ فَیَكُونَ ذَلِكَ بِی مُقَصِّراً فِی الدَّرَجَاتِ إِنْ سَامَحَنِی وَ مُوجِباً لِشَدِیدِ الْعِقَابِ عَلَیَّ إِنْ نَاقَشَنِی إِلَّا أَنْ یَتَدَارَكَنِی مَوَالِیَّ بِشَفَاعَتِهِمْ وَ أَمَّا بُكَائِی عَلَیْكَ فَلِعِظَمِ كَذِبِكَ فِی تَسْمِیَتِی بِغَیْرِ اسْمِی وَ شَفَقَتِی الشَّدِیدَةِ عَلَیْكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إِنْ صَرَفْتَ أَشْرَفَ الْأَسْمَاءِ إِلَیَّ وَ إِنْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَرْذَلِهَا كَیْفَ یَصْبِرُ بَدَنُكَ عَلَی عَذَابِ كَلِمَتِكَ هَذِهِ؟

فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَوْ أَنَّ عَلَی عَمَّارٍ مِنَ الذُّنُوبِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ لَمُحِیَتْ عَنْهُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ إِنَّهَا لَتَزِیدُ فِی حَسَنَاتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یُجْعَلَ كُلُّ خَرْدَلَةٍ مِنْهَا أَعْظَمَ مِنَ الدُّنْیَا أَلْفَ مَرَّةٍ.

قَالَ وَ قِیلَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام مَرَرْنَا بِرَجُلٍ فِی السُّوقِ وَ هُوَ یُنَادِی أَنَا مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْخُلَّصِ وَ هُوَ یُنَادِی عَلَی ثِیَابٍ یَبِیعُهَا مَنْ یَزِیدُ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام مَا جَهِلَ وَ لَا ضَاعَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِهِ أَ تَدْرُونَ مَا مَثَلُ هَذَا هَذَا شَخْصٌ قَالَ أَنَا مِثْلُ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ

عَمَّارٍ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ یُبَاخِسُ (1) فِی بَیْعِهِ وَ یُدَلِّسُ عُیُوبَ الْمَبِیعِ عَلَی مُشْتَرِیهِ وَ یَشْتَرِی الشَّیْ ءَ بِثَمَنٍ فَیُزَایِدُ الْغَرِیبَ یَطْلُبُهُ فَیُوجِبُ لَهُ ثُمَّ إِذَا غَابَ الْمُشْتَرِی قَالَ لَا أُرِیدُهُ إِلَّا بِكَذَا بِدُونِ مَا كَانَ طَلَبَهُ مِنْهُ أَ یَكُونُ هَذَا كَسَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ عَمَّارٍ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ یَكُونَ هَذَا كَهُمْ وَ لَكِنْ مَا یَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ یَقُولَ إِنِّی مِنْ مُحِبِّی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ یُوَالِی أَوْلِیَاءَهُمْ وَ یُعَادِی أَعْدَاءَهُمْ.

قَالَ علیه السلام وَ لَمَّا جَعَلَ الْمَأْمُونُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام وِلَایَةَ الْعَهْدِ

ص: 157


1- 1. یناجش ظ، و ما ذكر بعد ذلك كأنّه بیان النجش.

دَخَلَ عَلَیْهِ آذِنُهُ وَ قَالَ إِنَّ قَوْماً بِالْبَابِ یَسْتَأْذِنُونَ عَلَیْكَ یَقُولُونَ نَحْنُ شِیعَةُ عَلِیٍّ فَقَالَ علیه السلام أَنَا مَشْغُولٌ فَاصْرِفْهُمْ فَصَرَفَهُمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْیَوْمِ الثَّانِی جَاءُوا وَ قَالُوا كَذَلِكَ مِثْلَهَا فَصَرَفَهُمْ إِلَی أَنْ جَاءُوا هَكَذَا یَقُولُونَ وَ یَصْرِفُهُمْ شَهْرَیْنِ ثُمَّ أَیِسُوا مِنَ الْوُصُولِ وَ قَالُوا لِلْحَاجِبِ قُلْ لِمَوْلَانَا إِنَّا شِیعَةُ أَبِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَدْ شَمِتَ بِنَا أَعْدَاؤُنَا فِی حِجَابِكَ لَنَا وَ نَحْنُ نَنْصَرِفُ هَذِهِ الْكَرَّةَ وَ نَهْرُبُ مِنْ بَلَدِنَا خَجِلًا وَ أَنَفَةً مِمَّا لَحِقَنَا وَ عَجْزاً عَنِ احْتِمَالِ مَضَضِ مَا یَلْحَقُنَا بِشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام ائْذَنْ لَهُمْ لِیَدْخُلُوا فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یَأْذَنْ لَهُمْ بِالْجُلُوسِ فَبَقُوا قِیَاماً فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَفَاءُ الْعَظِیمُ وَ الِاسْتِخْفَافُ بَعْدَ هَذَا الْحِجَابِ الصَّعْبِ أَیُّ بَاقِیَةٍ تَبْقَی مِنَّا بَعْدَ هَذَا؟

فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام اقْرَءُوا وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَیْدِیكُمْ وَ یَعْفُوا عَنْ كَثِیرٍ(1) مَا اقْتَدَیْتُ إِلَّا بِرَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِیكُمْ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ آبَائِیَ الطَّاهِرِینَ علیهم السلام عَتَبُوا عَلَیْكُمْ فَاقْتَدَیْتُ بِهِمْ قَالُوا لِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لِدَعْوَاكُمْ أَنَّكُمْ شِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَیْحَكُمْ إِنَّمَا شِیعَتُهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَكْرٍ الَّذِینَ لَمْ یُخَالِفُوا شَیْئاً مِنْ أَوَامِرِهِ وَ لَمْ یَرْكَبُوا شَیْئاً مِنْ فُنُونِ زَوَاجِرِهِ فَأَمَّا أَنْتُمْ إِذَا قُلْتُمْ إِنَّكُمْ شِیعَتُهُ وَ أَنْتُمْ فِی أَكْثَرِ أَعْمَالِكُمْ لَهُ مُخَالِفُونَ مُقَصِّرُونَ فِی كَثِیرٍ مِنَ الْفَرَائِضِ مُتَهَاوِنُونَ بِعَظِیمِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمْ فِی اللَّهِ وَ تَتَّقُونَ حَیْثُ لَا یَجِبُ التَّقِیَّةُ وَ تَتْرُكُونَ التَّقِیَّةَ حَیْثُ لَا بُدَّ مِنَ التَّقِیَّةِ فَلَوْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ مُوَالُوهُ وَ مُحِبُّوهُ وَ الْمُوَالُونَ لِأَوْلِیَائِهِ وَ الْمُعَادُونَ لِأَعْدَائِهِ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ قَوْلِكُمْ وَ لَكِنْ هَذِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِیفَةٌ ادَّعَیْتُمُوهَا إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا قَوْلَكُمْ بِفِعْلِكُمْ هَلَكْتُمْ إِلَّا أَنْ تَتَدَارَكَكُمْ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ نَتُوبُ إِلَیْهِ مِنْ قَوْلِنَا بَلْ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا مَوْلَانَا نَحْنُ مُحِبُّوكُمْ وَ مُحِبُّو أَوْلِیَائِكُمْ وَ مُعَادُو أَعْدَائِكُمْ قَالَ الرِّضَا علیه السلام

ص: 158


1- 1. الشوری: 30.

فَمَرْحَباً بِكُمْ یَا إِخْوَانِی وَ أَهْلِ وُدِّی ارْتَفِعُوا ارْتَفِعُوا ارْتَفِعُوا فَمَا زَالَ یَرْفَعُهُمْ حَتَّی أَلْصَقَهُمْ بِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ لِحَاجِبِهِ كَمْ مَرَّةً حَجَبْتَهُمْ قَالَ سِتِّینَ مَرَّةً فَقَالَ لِحَاجِبِهِ فَاخْتَلِفْ إِلَیْهِمْ سِتِّینَ مَرَّةً مُتَوَالِیَةً فَسَلِّمْ عَلَیْهِمْ وَ أَقْرِئْهُمْ سَلَامِی فَقَدْ مَحَوْا مَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِاسْتِغْفَارِهِمْ وَ تَوْبَتِهِمْ وَ اسْتَحَقُّوا الْكَرَامَةَ لِمَحَبَّتِهِمْ لَنَا وَ مُوَالاتِهِمْ وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ وَ أُمُورَ عِیَالاتِهِمْ فَأَوْسِعْهُمْ بِنَفَقَاتٍ وَ مَبَرَّاتٍ وَ صِلَاتٍ وَ رَفْعِ مُعَرَّاتٍ.

قَالَ علیه السلام وَ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهما السلام وَ هُوَ مَسْرُورٌ فَقَالَ مَا لِی أَرَاكَ مَسْرُوراً قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَمِعْتُ أَبَاكَ یَقُولُ أَحَقُّ یَوْمٍ بِأَنْ یُسَرَّ الْعَبْدُ فِیهِ یَوْمٌ یَرْزُقُهُ اللَّهُ صَدَقَاتٍ وَ مَبَرَّاتٍ وَ مَدْخَلَاتٍ مِنْ إِخْوَانٍ لَهُ مُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ قَصَدَنِیَ الْیَوْمَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَانِیَ الْفُقَرَاءِ لَهُمْ عِیَالاتٌ فَقَصَدُونِی مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا فَأَعْطَیْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَلِهَذَا سُرُورِی.

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام لَعَمْرِی إِنَّكَ حَقِیقٌ بِأَنْ تُسَرَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ أَحْبَطْتَهُ أَوْ لَمْ تُحْبِطْهُ فِیمَا بَعْدُ فَقَالَ الرَّجُلُ فَكَیْفَ أَحْبَطْتُهُ وَ أَنَا مِنْ شِیعَتِكُمُ الْخُلَّصِ قَالَ هَاهْ قَدْ أَبْطَلْتَ بِرَّكَ بِإِخْوَانِكَ وَ صَدَقَاتِكَ قَالَ وَ كَیْفَ ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام اقْرَأْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذی (1) قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا مَنَنْتُ عَلَی الْقَوْمِ الَّذِینَ تَصَدَّقْتُ عَلَیْهِمْ وَ لَا آذَیْتُهُمْ قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا قَالَ لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذی وَ لَمْ یَقُلْ بِالْمَنِّ عَلَی مَنْ تَتَصَدَّقُونَ عَلَیْهِ وَ بِالْأَذَی لِمَنْ تَتَصَدَّقُونَ عَلَیْهِ وَ هُوَ كُلُّ أَذًی أَ فَتَرَی أَذَاكَ الْقَوْمَ الَّذِینَ تَصَدَّقْتَ عَلَیْهِمْ أَعْظَمُ أَمْ أَذَاكَ لِحَفَظَتِكَ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ حَوَالَیْكَ أَمْ أَذَاكَ لَنَا فَقَالَ الرَّجُلُ بَلْ هَذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَقَدْ آذَیْتَنِی وَ آذَیْتَهُمْ وَ أَبْطَلْتَ صَدَقَتَكَ قَالَ لِمَا ذَا قَالَ لِقَوْلِكَ وَ كَیْفَ أَحْبَطْتُهُ وَ أَنَا مِنْ شِیعَتِكُمُ الْخُلَّصِ ثُمَّ قَالَ وَیْحَكَ أَ تَدْرِی مَنْ شِیعَتُنَا الْخُلَّصُ قَالَ لَا قَالَ فَإِنَّ شِیعَتَنَا الْخُلَّصَ حِزْبِیلُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ صَاحِبُ یس الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا

ص: 159


1- 1. البقرة: 264.

الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعی (1) وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ سَوَّیْتَ نَفْسَكَ بِهَؤُلَاءِ أَ مَا آذَیْتَ بِهَذَا الْمَلَائِكَةَ وَ آذَیْتَنَا فَقَالَ الرَّجُلُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ فَكَیْفَ أَقُولُ قَالَ قُلْ أَنَا مِنْ مُوَالِیكَ وَ مُحِبِّیكَ وَ مُعَادِی أَعْدَائِكَ وَ مُوَالِی أَوْلِیَائِكَ قَالَ فَكَذَلِكَ أَقُولُ وَ كَذَلِكَ أَنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ تُبْتُ مِنَ الْقَوْلِ الَّذِی أَنْكَرْتَهُ وَ أَنْكَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَمَا أَنْكَرْتُمْ ذَلِكَ إِلَّا لِإِنْكَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام الْآنَ قَدْ عَادَتْ إِلَیْكَ مَثُوبَاتُ صَدَقَاتِكَ وَ زَالَ عَنْهَا الْإِحْبَاطُ.

قَالَ أَبُو یَعْقُوبَ یُوسُفُ بْنُ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ سَیَّارٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا:(2) حَضَرْنَا لَیْلَةً عَلَی غُرْفَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ قَدْ كَانَ مَلِكُ الزَّمَانِ لَهُ مُعَظِّماً وَ حَاشِیَتُهُ لَهُ مُبَجِّلِینَ إِذْ مَرَّ عَلَیْنَا وَالِی الْبَلَدِ وَالِی الْجِسْرِینِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مَكْتُوفٌ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ مُشْرِفٌ مِنْ رَوْزَنَتِهِ فَلَمَّا رَآهُ الْوَالِی تَرَجَّلَ عَنْ دَابَّتِهِ إِجْلَالًا لَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام عُدْ إِلَی مَوْضِعِكَ فَعَادَ وَ هُوَ مُعَظِّمٌ لَهُ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخَذْتُ هَذَا فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَلَی بَابِ حَانُوتِ صَیْرَفِیٍّ فَاتَّهَمْتُهُ بِأَنَّهُ یُرِیدُ نَقْبَهُ وَ السَّرِقَةَ مِنْهُ فَقَبَضْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ وَ هَذِهِ سَبِیلِی فِیمَنِ اتَّهَمْتُهُ مِمَّنْ آخُذُهُ لِئَلَّا یَسْأَلَنِی فِیهِ مَنْ لَا أُطِیقُ مُدَافَعَتَهُ لِیَكُونَ قَدْ شَقِیَ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ قَبْلَ أَنْ یَأْتِیَنِی مَنْ لَا أُطِیقُ مُدَافَعَتَهُ فَقَالَ لِی اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَتَعَرَّضْ لِسَخَطِ اللَّهِ فَإِنِّی مِنْ شِیعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَةِ هَذَا الْإِمَامِ أَبِی الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ علیه السلام فَكَفَفْتُ عَنْهُ وَ قُلْتُ أَنَا مَارٌّ بِكَ عَلَیْهِ فَإِنْ عَرَفَكَ بِالتَّشَیُّعِ أَطْلَقْتُ عَنْكَ وَ إِلَّا قَطَعْتُ یَدَكَ وَ رِجْلَكَ بَعْدَ أَنْ أَجْلِدَكَ أَلْفَ سَوْطٍ وَ قَدْ جِئْتُكَ بِهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَهَلْ هُوَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام كَمَا ادَّعَی فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَعَاذَ اللَّهِ مَا هَذَا مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ وَ إِنَّمَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِی یَدِكَ لِاعْتِقَادِهِ فِی نَفْسِهِ أَنَّهُ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ الْوَالِی كَفَیْتَنِی مَئُونَتَهُ

ص: 160


1- 1. یس: 20.
2- 2. رجلان مجهولان یروی عنهما محمّد بن أبی القاسم المفسر كتاب تفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام، و فیه كلام لیس هذا مقامه.

الْآنَ أَضْرِبُهُ خَمْسَمِائَةٍ لَا حَرَجَ عَلَیَّ فِیهَا فَلَمَّا نَحَّاهُ بَعِیداً فَقَالَ ابْطَحُوهُ فَبَطَحُوهُ وَ أَقَامَ عَلَیْهِ جَلَّادَیْنِ وَاحِداً عَنْ یَمِینِهِ وَ آخَرَ عَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ أَوْجِعَاهُ فَأَهْوَیَا إِلَیْهِ بِعِصِیِّهِمَا لَا یُصِیبَانِ اسْتَهُ شَیْئاً إِنَّمَا یُصِیبَانِ الْأَرْضَ فَضَجِرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَیْلَكُمْ تَضْرِبُونَ الْأَرْضَ اضْرِبُوا اسْتَهُ فَذَهَبُوا یَضْرِبُونَ اسْتَهُ فَعَدَلَتْ أَیْدِیهِمَا فَجَعَلَا یَضْرِبُ بَعْضُهُمَا بَعْضاً وَ یَصِیحُ وَ یَتَأَوَّهُ.

فَقَالَ لَهُمَا وَیْحَكُمَا أَ مَجَانِینُ أَنْتُمَا یَضْرِبُ بَعْضُكُمَا بَعْضاً اضْرِبَا الرَّجُلَ فَقَالا مَا نَضْرِبُ إِلَّا الرَّجُلَ وَ مَا نَقْصِدُ سِوَاهُ وَ لَكِنْ یَعْدِلُ أَیْدِینَا حَتَّی یَضْرِبَ بَعْضُنَا بَعْضاً قَالَ فَقَالَ یَا فُلَانُ وَ یَا فُلَانُ حَتَّی دَعَا أَرْبَعَةً وَ صَارُوا مَعَ الْأَوَّلَیْنِ سِتَّةً وَ قَالَ أَحِیطُوا بِهِ فَأَحَاطُوا بِهِ فَكَانَ یَعْدِلُ بِأَیْدِیهِمْ وَ یَرْفَعُ عِصِیَّهُمْ إِلَی فَوْقُ فَكَانَتْ لَا تَقَعُ إِلَّا بِالْوَالِی فَسَقَطَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ قَالَ قَتَلْتُمُونِی قَتَلَكُمُ اللَّهُ مَا هَذَا فَقَالُوا مَا ضَرَبْنَا إِلَّا إِیَّاهُ ثُمَّ قَالَ لِغَیْرِهِمْ تَعَالَوْا فَاضْرِبُوا هَذَا فَجَاءُوا فَضَرَبُوهُ بَعْدُ فَقَالَ وَیْلَكُمْ إِیَّایَ تَضْرِبُونَ قَالُوا لَا وَ اللَّهِ مَا نَضْرِبُ إِلَّا الرَّجُلَ قَالَ الْوَالِی فَمِنْ أَیْنَ لِی هَذِهِ الشَّجَّاتُ (1) بِرَأْسِی وَ وَجْهِی وَ بَدَنِی إِنْ لَمْ تَكُونُوا تَضْرِبُونِی فَقَالُوا شَلَّتْ أَیْمَانُنَا إِنْ كُنَّا قَدْ قَصَدْنَاكَ بِضَرْبٍ قَالَ الرَّجُلُ یَا عَبْدَ اللَّهِ یَعْنِی الْوَالِیَ أَ مَا تَعْتَبِرُ بِهَذِهِ الْأَلْطَافِ الَّتِی بِهَا یُصْرَفُ عَنِّی هَذَا الضَّرْبُ وَیْلَكَ رُدَّنِی إِلَی الْإِمَامِ وَ امْتَثِلْ فِیَّ أَمْرَهُ قَالَ فَرَدَّهُ الْوَالِی بَعْدُ إِلَی بَیْنِ یَدَیِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَجِبْنَا لِهَذَا أَنْكَرْتَ أَنْ یَكُونَ مِنْ شِیعَتِكُمْ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ شِیعَتِكُمْ فَهُوَ مِنْ شِیعَةِ إِبْلِیسَ وَ هُوَ فِی النَّارِ وَ قَدْ رَأَیْتُ لَهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ مَا لَا یَكُونُ إِلَّا لِلْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قُلْ أَوْ لِلْأَوْصِیَاءِ فَقَالَ أَوْ لِلْأَوْصِیَاءِ.

فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام لِلْوَالِی یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّهُ كَذَبَ فِی دَعْوَاهُ أَنَّهُ مِنْ شِیعَتِنَا كَذْبَةً لَوْ عَرَفَهَا ثُمَّ تَعَمَّدَهَا لَابْتُلِیَ بِجَمِیعِ عَذَابِكَ وَ لَبَقِیَ فِی الْمُطْبِقِ ثَلَاثِینَ سَنَةً

ص: 161


1- 1. الشجّة: جراحة الرأس خاصّة، و قد تستعار لغیره من الأعضاء.

وَ لَكِنَّ اللَّهَ رَحِمَهُ لِإِطْلَاقِ كَلِمَةٍ عَلَی مَا عَنَی لَا عَلَی تَعَمُّدِ كَذِبٍ وَ أَنْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ خَلَّصَهُ بِأَنَّهُ مِنْ مُوَالِینَا وَ مُحِبِّینَا وَ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا فَقَالَ الْوَالِی مَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ عِنْدَنَا إِلَّا سَوَاءً فَمَا الْفَرْقُ قَالَ الْإِمَامُ الْفَرْقُ أَنَّ شِیعَتَنَا هُمُ الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ آثَارَنَا وَ یُطِیعُونَا فِی جَمِیعِ أَوَامِرِنَا وَ نَوَاهِینَا فَأُولَئِكَ شِیعَتُنَا فَأَمَّا مَنْ خَالَفَنَا فِی كَثِیرٍ مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ فَلَیْسُوا مِنْ شِیعَتِنَا.

قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام لِلْوَالِی وَ أَنْتَ قَدْ كَذَبْتَ كَذِبَةً لَوْ تَعَمَّدْتَهَا وَ كَذَبْتَهَا لَابْتَلَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَلْفِ سَوْطٍ وَ سِجْنِ ثَلَاثِینَ سَنَةً فِی الْمُطْبِقِ قَالَ وَ مَا هِیَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ بِزَعْمِكَ أَنَّكَ رَأَیْتَ لَهُ مُعْجِزَاتٍ إِنَّ الْمُعْجِزَاتِ لَیْسَتْ لَهُ إِنَّمَا هِیَ لَنَا أَظْهَرَهَا اللَّهُ فِیهِ إِبَانَةً لِحُجَّتِنَا وَ إِیضَاحاً لِجَلَالَتِنَا وَ شَرَفِنَا وَ لَوْ قُلْتَ شَاهَدْتُ فِیهِ مُعْجِزَاتٍ لَمْ أُنْكِرْهُ عَلَیْكَ أَ لَیْسَ إِحْیَاءُ عِیسَی الْمَیِّتَ مُعْجِزَةً أَ فَهِیَ لِلْمَیِّتِ أَمْ لِعِیسَی أَ وَ لَیْسَ خَلَقَهُ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ فَصَارَ طَیْراً بِإِذْنِ اللَّهِ أَ هِیَ لِلطَّائِرِ أَوْ لِعِیسَی أَ وَ لَیْسَ الَّذِینَ جُعِلُوا قِرَدَةً خَاسِئِینَ مُعْجِزَةً فَهِیَ مُعْجِزَةٌ لِلْقِرَدَةِ أَوْ لِنَبِیِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ الْوَالِی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ.

ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام لِلرَّجُلِ الَّذِی قَالَ إِنَّهُ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ لَسْتَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ مُحِبِّیهِ إِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِمْ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (1) هُمُ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ وَصَفُوهُ بِصِفَاتِهِ وَ نَزَّهُوهُ عَنْ خِلَافِ صِفَاتِهِ وَ صَدَّقُوا مُحَمَّداً فِی أَقْوَالِهِ وَ صَوَّبُوهُ فِی أَفْعَالِهِ وَ رَأَوْا عَلِیّاً بَعْدَهُ سَیِّداً إِمَاماً وَ قَرَماً هُمَاماً لَا یَعْدِلُهُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ وَ لَا كُلُّهُمْ لَوْ جَمَعُوا فِی كِفَّةٍ یُوزَنُونَ بِوَزْنِهِ بَلْ یَرْجَحُ عَلَیْهِمْ كَمَا یَرْجَحُ السَّمَاءُ عَلَی الْأَرْضِ وَ الْأَرْضُ عَلَی الذَّرَّةِ وَ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام هُمُ الَّذِینَ لَا یُبَالُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَیْهِمْ أَوْ وَقَعُوا عَلَی الْمَوْتِ وَ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام هُمُ الَّذِینَ یُؤْثِرُونَ إِخْوَانَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ

ص: 162


1- 1. البقرة: 82.

خَصاصَةٌ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا یَرَاهُمُ اللَّهُ حَیْثُ نَهَاهُمْ وَ لَا یَفْقِدُهُمْ حَیْثُ أَمَرَهُمْ وَ شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الَّذِینَ یَقْتَدُونَ بِعَلِیٍّ علیه السلام فِی إِكْرَامِ إِخْوَانِهِمُ الْمُؤْمِنِینَ مَا عَنْ قَوْلِی أَقُولُ لَكَ هَذَا بَلْ أَقُولُهُ عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قَضَوُا الْفَرَائِضَ كُلَّهَا بَعْدَ التَّوْحِیدِ وَ اعْتِقَادِ النُّبُوَّةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ أَعْظَمُهَا قَضَاءُ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ وَ اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

إیضاح: قال الفیروزآبادی الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم یتعهد نفسه و هو طفس ككتف قذر نجس قوله فهو منك كذبة أی كذبت فی نسبته إلی الإسراف و هو غیر مسرف و فی القاموس غبن الشی ء و فیه كفرح غبنا و غبنا نسیه أو أغفله أو غلط فیه و الغبن محركة الضعف و النسیان و قال أفرغه صبه كفرغه و الدماء أراقها و تفریغ الظروف إخلاؤها و استفرغ تقیا و مجهوده بذل طاقته و افترغت لنفسی ماء صببته و قال المضض محركة وجع المصیبة و قال المعرة الإثم و الأذی و الغرم و الدیة و الخیانة.

قوله علیه السلام علی المنتحلین أی المدعین للتشیع و لم یكونوا كذلك فیكف إذا كان من شیعتنا حقا ما ذهبت بصیغة المتكلم حیث ذهبت بصیغة الخطاب و فی القاموس كتف فلانا كضرب شد یدیه إلی خلف بالكتاف و هو حبل یشد به و قال بطحه ألقاه علی وجهه فانبطح و المطبق كأنه كان اسم السجن و لم یذكره اللغویون أو المراد به الجنون المطبق و فی القاموس القرم السید و قال الهمام كغراب الملك العظیم الهمة و السید الشجاع السخی.

«12»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَمَّا الْمُطِیعُونَ لَنَا فَسَیَغْفِرُ اللَّهُ ذُنُوبَهُمُ امْتِنَاناً إِلَی إِحْسَانِهِمْ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنِ الْمُطِیعُونَ لَكُمْ قَالَ الَّذِینَ یُوَحِّدُونَ رَبَّهُمْ وَ یَصِفُونَهُ بِمَا یَلِیقُ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ وَ یُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُطِیعُونَ اللَّهَ فِی إِتْیَانِ فَرَائِضِهِ وَ تَرْكِ مَحَارِمِهِ وَ یُحْیُونَ أَوْقَاتَهُمْ بِذِكْرِهِ وَ بِالصَّلَاةِ عَلَی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ یَتَّقُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمُ الشُّحَّ وَ الْبُخْلَ وَ یُؤَدُّونَ

ص: 163


1- 1. تفسیر الإمام ص 123- 125.

كُلَّ مَا فَرَضَ عَلَیْهِمْ مِنَ الزَّكَاةِ وَ لَا یَمْنَعُونَهَا(1).

«13»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ قَالَ بِلِسَانِهِ وَ خَالَفَنَا فِی أَعْمَالِنَا وَ آثَارِنَا وَ لَكِنْ شِیعَتُنَا مَنْ وَافَقَنَا بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ اتَّبَعَ آثَارَنَا وَ عَمِلَ بِأَعْمَالِنَا أُولَئِكَ شِیعَتُنَا.

وَ عَنْ أَبِی زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ یَكُونُ فِی مِصْرٍ یَكُونُ فِیهِ آلَافٌ وَ یَكُونُ فِی الْمِصْرِ أَوْرَعُ مِنْهُ.

«14»- جا، [المجالس] للمفید عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ النَّصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِیَّ یَقُولُ لَوْ نَشَرَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَنْتَحِلُونَ مَوَدَّتَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ لَقَالُوا هَؤُلَاءِ كَذَّابُونَ وَ لَوْ رَأَی هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ لَقَالُوا مَجَانِینُ (2).

«15»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عُبَیْسٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْمَكْفُوفِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَنْبَغِی لِمَنِ ادَّعَی هَذَا الْأَمْرَ فِی السِّرِّ أَنْ یَأْتِیَ عَلَیْهِ بِبُرْهَانٍ فِی الْعَلَانِیَةِ قُلْتُ وَ مَا هَذَا الْبُرْهَانُ الَّذِی یَأْتِی بِهِ فِی الْعَلَانِیَةِ قَالَ یُحِلُّ حَلَالَ اللَّهِ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَ اللَّهِ وَ یَكُونُ لَهُ ظَاهِرٌ یُصَدِّقُ بَاطِنَهُ (3).

«16»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی وَ اللَّهِ أُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّكَ یَا سَیِّدِی مَا أَكْثَرَ شِیعَتَكُمْ فَقَالَ لَهُ اذْكُرْهُمْ

ص: 164


1- 1. تفسیر الإمام ص 330.
2- 2. مجالس المفید ص 133.
3- 3. غیبة النعمانیّ: 56.

فَقَالَ كَثِیرٌ فَقَالَ تُحْصِیهِمْ فَقَالَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا لَوْ كَمَلَتِ الْعِدَّةُ الْمَوْصُوفَةُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ كَانَ الَّذِی تُرِیدُونَ وَ لَكِنْ شِیعَتُنَا مَنْ لَا یَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ (1) وَ لَا یَمْدَحُ بِنَا غَالِیاً وَ لَا یُخَاصِمُ لَنَا وَالِیاً وَ لَا یُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَ لَا یُحَدِّثُ لَنَا ثَالِباً وَ لَا یُحِبُّ لَنَا مُبْغِضاً وَ لَا یُبْغِضُ لَنَا مُحِبّاً فَقُلْتُ فَكَیْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الشِّیعَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّذِینَ یَقُولُونَ إِنَّهُمْ یَتَشَیَّعُونَ فَقَالَ فِیهِمُ التَّمْیِیزُ وَ فِیهِمُ التَّمْحِیصُ وَ فِیهِمُ التَّبْدِیلُ یَأْتِی عَلَیْهِمْ سِنُونَ تُفْنِیهِمْ وَ سُیُوفٌ تَقْتُلُهُمْ وَ اخْتِلَافٌ تُبَدِّدُهُمْ إِنَّمَا شِیعَتُنَا مَنْ لَا

یَهِرُّ هَرِیرَ الْكَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ (2)

وَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ بِكَفِّهِ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ الْمَوْصُوفِینَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَالَ اطْلُبْهُمْ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ الْخَشِنُ عَیْشُهُمُ الْمُنْتَقِلَةُ دَارُهُمُ الَّذِینَ إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا وَ إِنْ مَرِضُوا لَمْ یُعَادُوا وَ إِنْ خَطَبُوا لَمْ یُزَوَّجُوا وَ إِنْ مَاتُوا لَمْ یُشْهَدُوا أُولَئِكَ الَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ یَتَوَاسَوْنَ وَ فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ وَ لَا یَخْتَلِفُ أَهْوَاؤُهُمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ بِهِمُ الْبُلْدَانُ (3).

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِیهِ وَ إِنْ رَأَوْا مُؤْمِناً أَكْرَمُوهُ وَ إِنْ رَأَوْا مُنَافِقاً هَجَرُوهُ وَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا یَجْزَعُونَ وَ فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ

ص: 165


1- 1. الشجاء خ، و الشحناء: الحقد و العداوة التی امتلأت منها النفس، و سیجی ء مثله تحت الرقم 28 فراجع.
2- 2. هریر الكلب صوته دون النباح إذا تجهم علی الغریب، یقال: هر فی وجه السائل: اذا تجهمه، و منه قولهم:« هر فی وجهه كما یهر الكلب» و قولهم:« المرأة التی تهار زوجها» و الغراب بالضم طائر معروف ضرب به المثل لطمعه. و سیأتی توضیح ذلك أجمع تحت الرقم 39 ذیل حدیث الكافی.
3- 3. غیبة النعمانیّ ص 107.

تَمَامَ الْحَدِیثِ (1).

بیان: فی القاموس ثلبه یثلبه لامه و عابه و قد مر شرح سائر أجزائه.

«17»- كش، [رجال الكشی] عَنْ حَمْدَوَیْهِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَصْحَابِی أُولُو النُّهَی وَ التُّقَی فَمَنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ أَهْلِ النُّهَی وَ التُّقَی فَلَیْسَ مِنْ أَصْحَابِی (2).

«18»- كش، [رجال الكشی] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نُعَیَّرُ بِالْكُوفَةِ فَیُقَالُ لَنَا جَعْفَرِیَّةٌ قَالَ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَصْحَابَ جَعْفَرٍ مِنْكُمْ لَقَلِیلٌ إِنَّمَا أَصْحَابُ جَعْفَرٍ مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ (3).

«19»- كش، [رجال الكشی] عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِمَّنْ یَنْتَحِلُ هَذَا الْأَمْرَ لَمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا(4).

«20»- كش، [رجال الكشی] عَنْ خَالِدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَلْحَةَ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ الشَّامِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی آیَةً فِی الْمُنَافِقِینَ إِلَّا وَ هِیَ فِیمَنْ یَنْتَحِلُ التَّشَیُّعَ (5).

«21»- بشا، [بشارة المصطفی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ عَوَّاضٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی بْنِ

ص: 166


1- 1. غیبة النعمانیّ ص 108.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 219.
3- 3. المصدر ص 220.
4- 4. المصدر ص 252.
5- 5. رجال الكشّیّ ص 254.

بَسَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْوَرَعِ آلُ مُحَمَّدٍ وَ شِیعَتُهُمْ كَیْ تَقْتَدِیَ الرَّعِیَّةُ بِهِمْ (1).

«22»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ خَلِیفَةَ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ عِنْدَهُ نَظَرْتُمْ حَیْثُ نَظَرَ اللَّهُ وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ قَصَدْتُمْ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا إِنَّكُمْ لَعَلَی الْمَحَجَّةِ الْبَیْضَاءِ فَأَعِینُوا عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ ثُمَّ قَالَ حَیْثُ أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ وَ مَا عَلَی أَحَدِكُمْ إِذَا عَرَّفَهُ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ أَنْ لَا یُعَرِّفَهُ النَّاسَ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَی النَّاسِ وَ مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَی اللَّهِ (2).

«23»- صِفَاتُ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: شِیعَتُنَا أَهْلُ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَ الْأَمَانَةِ وَ أَهْلُ الزُّهْدِ وَ الْعِبَادَةِ أَصْحَابُ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ رَكْعَةً فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ الْقَائِمُونَ بِاللَّیْلِ الصَّائِمُونَ بِالنَّهَارِ یُزَكُّونَ أَمْوَالَهُمْ وَ یَحُجُّونَ الْبَیْتَ وَ یَجْتَنِبُونَ كُلَّ مُحَرَّمٍ (3).

«24»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا الْمُسَلِّمُونَ لِأَمْرِنَا الْآخِذُونَ بِقَوْلِنَا الْمُخَالِفُونَ لِأَعْدَائِنَا فَمَنْ لَمْ یَكُنْ كَذَلِكَ فَلَیْسَ مِنَّا(4).

«25»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ عَادَی شِیعَتَنَا فَقَدْ عَادَانَا وَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالانَا لِأَنَّهُمْ مِنَّا خُلِقُوا مِنْ طِینَتِنَا مَنْ أَحَبَّهُمْ فَهُوَ مِنَّا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَلَیْسَ مِنَّا شِیعَتُنَا یَنْظُرُونَ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَتَقَلَّبُونَ فِی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ یَفُوزُونَ بِكَرَامَةِ اللَّهِ مَا

ص: 167


1- 1. بشارة المصطفی ص 171.
2- 2. بشارة المصطفی ص 175.
3- 3. صفات الشیعة ص 163 و 164.
4- 4. صفات الشیعة ص 163 و 164.

مِنْ أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَمْرَضُ إِلَّا مَرِضْنَا لِمَرَضِهِ وَ لَا اغْتَمَّ إِلَّا اغْتَمَمْنَا لِغَمِّهِ وَ لَا یَفْرَحُ إِلَّا فَرِحْنَا لِفَرَحِهِ وَ لَا یَغِیبُ عَنَّا أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا أَیْنَ كَانَ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ أَوْ غَرْبِهَا وَ مَنْ تَرَكَ مِنْ شِیعَتِنَا دَیْناً فَهُوَ عَلَیْنَا وَ مَنْ تَرَكَ مِنْهُمْ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ شِیعَتُنَا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ یَحُجُّونَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ یَصُومُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یُوَالُونَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ أُولَئِكَ أَهْلُ الْإِیمَانِ وَ التُّقَی وَ أَهْلُ الْوَرَعِ وَ التَّقْوَی مَنْ رَدَّ عَلَیْهِمْ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ طَعَنَ عَلَیْهِمْ فَقَدْ طَعَنَ عَلَی اللَّهِ لِأَنَّهُمْ عِبَادُ اللَّهِ حَقّاً وَ أَوْلِیَاؤُهُ صِدْقاً وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَیَشْفَعُ فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ فَیُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِیهِمْ لِكَرَامَتِهِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«26»- وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ مَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَّا مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ (2).

«27»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ كَیْفَ مَنْ خَلَّفْتَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ وَ زَكَّی وَ أَطْرَی فَقَالَ كَیْفَ عِیَادَةُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ قَالَ قَلِیلَةٌ قَالَ فَكَیْفَ مُوَاصَلَةُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ فِی ذَاتِ أَیْدِیهِمْ فَقَالَ إِنَّكَ تَذْكُرُ أَخْلَاقاً مَا هِیَ فِیمَنْ عِنْدَنَا قَالَ كَیْفَ یَزْعُمُ هَؤُلَاءِ أَنَّهُمْ لَنَا شِیعَةٌ(3).

«28»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: یَا جَابِرُ إِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ لَا یَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ لَا یَمْدَحُ لَنَا قَالِیاً وَ لَا یُوَاصِلُ لَنَا مُبْغِضاً وَ لَا یُجَالِسُ لَنَا عَائِباً شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْكَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً أُولَئِكَ الْخَفِیضَةُ عَیْشُهُمُ الْمُنْتَقِلَةُ دِیَارُهُمْ إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا وَ إِنْ مَرِضُوا لَمْ یُعَادُوا وَ إِنْ مَاتُوا لَمْ یُشْهَدُوا فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ قُلْتُ وَ أَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فِی أَطْرَافِ

ص: 168


1- 1. صفات الشیعة 163.
2- 2. صفات الشیعة ص 166.
3- 3. صفات الشیعة ص 166.

الْأَرْضِ بَیْنَ الْأَسْوَاقِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكافِرِینَ (1).

«29»- وَ مِنْهُ، عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ شِیعَتِهِمْ فَقَالَ شِیعَتُنَا مَنْ قَدَّمَ مَا اسْتَحْسَنَ وَ أَمْسَكَ مَا اسْتَقْبَحَ وَ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَارَعَ بِالْأَمْرِ الْجَلِیلِ رَغْبَةً إِلَی رَحْمَةِ الْجَلِیلِ فَذَاكَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا وَ مَعَنَا حَیْثُمَا كُنَّا(2).

«30»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَاعِداً فِی بَیْتِهِ إِذْ قَرَعَ قَوْمٌ عَلَیْهِمُ الْبَابَ فَقَالَ یَا جَارِیَةُ انْظُرِی مَنْ بِالْبَابِ فَقَالُوا قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِكَ فَوَثَبَ عَجَلًا حَتَّی كَادَ أَنْ یَقَعَ فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ وَ نَظَرَ إِلَیْهِمْ رَجَعَ فَقَالَ كَذَبُوا فَأَیْنَ السَّمْتُ فِی الْوُجُوهِ أَیْنَ أَثَرُ الْعِبَادَةِ أَیْنَ سِیمَاءُ السُّجُودِ إِنَّمَا شِیعَتُنَا یُعْرَفُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ شَعَثِهِمْ قَدْ قَرَحَتِ الْعِبَادَةُ مِنْهُمُ الْآنَافَ وَ دَثَرَتِ الْجِبَاهَ وَ الْمَسَاجِدَ خُمْصُ الْبُطُونِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ قَدْ هَیَّجَتِ الْعِبَادَةُ وُجُوهَهُمْ وَ أَخْلَقَ سَهَرُ اللَّیَالِی وَ قَطْعُ الْهَوَاجِرِ جُثَثَهُمُ الْمُسَبِّحُونَ إِذَا سَكَتَ النَّاسُ وَ الْمُصَلُّونَ إِذَا نَامَ النَّاسُ وَ الْمَحْزُونُونَ إِذَا فَرِحَ النَّاسُ (3) یُعْرَفُونَ بِالزُّهْدِ كَلَامُهُمُ الرَّحْمَةُ وَ تَشَاغُلُهُمْ بِالْجَنَّةِ.

بیان: الآناف جمع الأنف كالأنوف و قرحها إما لكثرة السجود لأنها من المساجد المستحبة أو لكثرة البكاء فی القاموس الدثور الدروس و الداثر الهالك و فی النهایة فیه إن القلب یدثر كما یدثر السیف فجلاؤه ذكر اللّٰه أی یصدأ كما یصدأ السیف و فی القاموس هاج یهیج ثار كاهتاج و تهیج و أثار و النبت یبس و الهائجة أرض یبس بقلها أو اصفر و أهاجه أیبسه و كان یحتمل النسخة الباء الموحدة من قولهم هبجه

ص: 169


1- 1. صفات الشیعة ص 169، و الآیة فی المائدة: 54.
2- 2. صفات الشیعة ص 171.
3- 3. صفات الشیعة ص 177.

تهبیجا ورمه.

«31»- وَ مِنْهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْبَصْرَةَ بَعْدَ قِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ دَعَاهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ وَ اتَّخَذَ لَهُ طَعَاماً فَبَعَثَ إِلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ یَا أَحْنَفُ ادْعُ لِی أَصْحَابِی فَدَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مُتَخَشِّعُونَ كَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بوالی (1)[بَوَالٍ] فَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الَّذِی نَزَلَ بِهِمْ أَ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ أَوْ مِنْ هَوْلِ الْحَرْبِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَا یَا أَحْنَفُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَجَابَ (2) أَقْوَاماً تَنَسَّكُوا لَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا تَنَسُّكَ مَنْ هَجَمَ عَلَی مَا عَلِمَ مِنْ قُرْبِهِمْ مِنْ یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُشَاهِدُوهَا فَحَمَلُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی مَجْهُودِهَا وَ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا صَبَاحَ یَوْمِ الْعَرْضِ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ تَوَهَّمُوا خُرُوجَ عُنُقٍ یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ یُحْشَرُ الْخَلَائِقُ إِلَی رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كِتَابٍ یَبْدُو فِیهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فَضَائِحُ ذُنُوبِهِمْ فَكَادَتْ أَنْفُسُهُمْ تَسِیلُ سَیَلَاناً أَوْ تَطِیرُ قُلُوبُهُمْ بِأَجْنِحَةِ الْخَوْفِ طَیَرَاناً وَ تُفَارِقُهُمْ عُقُولُهُمْ إِذَا غَلَتْ بِهِمْ مَرَاجِلُ الْمُجَرَّدِ(3)

إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَلَیَاناً فَكَانُوا یَحِنُّونَ حَنِینَ الْوَالِهِ فِی دُجَی الظُّلَمِ وَ كَانُوا یَفْجَعُونَ مِنْ خَوْفِ مَا

أَوْقَفُوا عَلَیْهِ أَنْفُسَهُمْ فَمَضَوْا ذُبُلَ الْأَجْسَامِ حَزِینَةً قُلُوبُهُمْ كَالِحَةً وُجُوهُهُمْ ذَابِلَةً شِفَاهُهُمْ خَامِصَةً بُطُونُهُمْ تَرَاهُمْ سُكَارَی سُمَّارُ وَحْشَةِ اللَّیْلِ مُتَخَشِّعُونَ كَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بوالی [بَوَالٍ] قَدْ أَخْلَصُوا لِلَّهِ أَعْمَالًا سِرّاً وَ عَلَانِیَةً فَلَمْ تَأْمَنْ مِنْ فَزَعِهِ قُلُوبُهُمْ بَلْ كَانُوا كَمَنْ حَرَسُوا قِبَابَ خَرَاجِهِمْ (4)

فَلَوْ رَأَیْتَهمْ فِی لَیْلَتِهِمْ وَ قَدْ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ هَدَأَتِ

ص: 170


1- 1. الشنان جمع الشن- بالفتح- القربة الخلقة الصغیرة، لكن یكون الماء فیها أبرد من غیرها، فالبوالی صفة تأكیدیة.
2- 2. أثاب خ ل، و فی المصدر المطبوع: أحب.
3- 3. المجرد: اناء یغلی لتصفیة ما فیه من العصیر، و فی المصدر: من أجل التجرد و هو تصحیف.
4- 4. جر ثوابت جراحهم خ، حرسوا قباب خراجهم خ، و الجملة مصحفة.

الْأَصْوَاتُ وَ سَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ مِنَ الطَّیْرِ فِی الْوُكُورِ وَ قَدْ نَهْنَهَهُمْ هَوْلُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ بِالْوَعِیدِ عَنِ الرُّقَادِ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ (1) فَاسْتَیْقَظُوا لَهَا فَزِعِینَ وَ قَامُوا إِلَی صَلَاتِهِمْ مُعْوِلِینَ بَاكِینَ تَارَةً وَ أُخْرَی مُسَبِّحِینَ یَبْكُونَ فِی مَحَارِیبِهِمْ وَ یَرِنُّونَ یَصْطَفُّونَ لَیْلَةً مُظْلِمَةً بَهْمَاءَ یَبْكُونَ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ فِی لَیْلَتِهِمْ قِیَاماً عَلَی أَطْرَافِهِمْ مُنْحَنِیَةً ظُهُورُهُمْ یَتْلُونَ أَجْزَاءَ الْقُرْآنِ لِصَلَوَاتِهِمْ قَدِ اشْتَدَّتْ إِعْوَالُهُمْ وَ نَحِیبُهُمْ وَ زَفِیرُهُمْ إِذَا زَفَرُوا خِلْتَ النَّارَ قَدْ أَخَذَتْ مِنْهُمْ إِلَی حَلَاقِیمِهِمْ وَ إِذَا أَعْوَلُوا حَسِبْتَ السَّلَاسِلَ قَدْ صُفِّدَتْ فِی أَعْنَاقِهِمْ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ فِی نَهَارِهِمْ إِذاً لَرَأَیْتَ قَوْماً یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ یَقُولُونَ لِلنَّاسِ حُسْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً(2) قَدْ قَیَّدُوا أَقْدَامَهُمْ مِنَ التُّهَمَاتِ وَ أَبْكَمُوا أَلْسِنَتَهُمْ أَنْ یَتَكَلَّمُوا فِی أَعْرَاضِ النَّاسِ وَ سَجَّمُوا أَسْمَاعَهُمْ أَنْ یَلِجَهَا خَوْضُ خَائِضٍ وَ كَحَلُوا أَبْصَارَهُمْ بِغَضِّ الْبَصَرِ عَنِ الْمَعَاصِی وَ انْتَحَوْا دَارَ السَّلَامِ الَّتِی مَنْ دَخَلَهَا كَانَ آمِناً مِنَ الرَّیْبِ وَ الْأَحْزَانِ فَلَعَلَّكَ یَا أَحْنَفُ شَغَلَكَ نَظَرُكَ فِی وَجْهِ وَاحِدَةٍ تُبْدِی الْأَسْقَامَ بِغَاضِرَةِ وَجْهِهَا وَ دَارٍ قَدِ اشْتَغَلْتَ بنفس روأتها(3) [بِنَقْشِ رَوَاقِهَا] وَ سُتُورٍ قَدْ عَلَّقْتَهَا وَ الرِّیحُ وَ الْآجَامُ مُوَكَّلَةٌ بِثَمَرِهَا وَ لَیْسَتْ دَارُكَ هَذِهِ دَارَ الْبَقَاءِ فَأَحْمَتْكَ الدَّارُ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ فَشَقَّقَ فِیهَا أَنْهَارَهَا(4) وَ غَرَسَ فِیهَا أَشْجَارَهَا وَ ظَلَّلَ عَلَیْهَا بِالنَّضْجِ مِنْ أَثْمَارِهَا وَ كَبَسَهَا بِالْعَوَابِقِ مِنْ حُورِهَا ثُمَّ أَسْكَنَهَا أَوْلِیَاءَهُ وَ أَهْلَ طَاعَتِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ وَ قَدْ قَدِمُوا عَلَی زِیَادَاتِ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ فَإِذَا ضَرَبَتْ

ص: 171


1- 1. الأعراف: 97.
2- 2. الفرقان: 63.
3- 3. فی المصدر: اشغلت بنقش رواقها، و هو الصحیح المناسب لقوله بعده« و ستور قد علقتها».
4- 4. الزیادة من المصدر المطبوع.

جَنَائِبُهُمْ صَوَّتَتْ رَوَاحِلُهُمْ بِأَصْوَاتٍ لَمْ یَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِأَحْسَنَ مِنْهَا وَ أَظَلَّتْهُمْ غَمَامَةٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَیْهِمُ الْمِسْكَ وَ الرَّادِنَ وَ صَهَلَتْ خُیُولُهَا بَیْنَ أَغْرَاسِ تِلْكَ الْجِنَانِ وَ تَخَلَّلَتْ بِهِمْ نُوقُهُمْ بَیْنَ كُثَبِ الزَّعْفَرَانِ وَ یَتَّطِئُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ وَ اسْتَقْبَلَتْهُمْ قَهَارِمَتُهَا بِمَنَابِرِ الرَّیْحَانِ وَ تَفَاجَتْ لَهُمْ (1) رِیحٌ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ فَنَثَرَتْ عَلَیْهِمُ الْیَاسَمِینَ وَ الْأُقْحُوَانَ وَ ذَهَبُوا إِلَی بَابِهَا فَیَفْتَحُ لَهُمُ

الْبَابَ رِضْوَانُ ثُمَّ سَجَدُوا لِلَّهِ فِی فِنَاءِ الْجِنَانِ فَقَالَ لَهُمُ الْجَبَّارُ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَإِنِّی قَدْ رَفَعْتُ عَنْكُمْ مَئُونَةَ الْعِبَادَةِ وَ أَسْكَنْتُكُمْ جَنَّةَ الرِّضْوَانِ فَإِنْ فَاتَكَ یَا أَحْنَفُ مَا ذَكَرْتُ لَكَ فِی صَدْرِ كَلَامِی لَتُتْرَكَنَّ فِی سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ وَ لَتَطُوفَنَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ وَ لَتُسْقَیَنَّ شَرَاباً حَارَّ الْغَلَیَانِ فِی إِنْضَاجِهِ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ فِی النَّارِ مِنْ صُلْبٍ مَحْطُومٍ وَ وَجْهٍ مَهْشُومٍ وَ مُشَوَّهٍ مَضْرُوبٍ عَلَی الْخُرْطُومِ قَدْ أَكَلَتِ الْجَامِعَةُ كَفَّهُ وَ الْتَحَمَ الطَّوْقُ بِعُنُقِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ یَنْحَدِرُونَ فِی أَوْدِیَتِهَا وَ یَصْعَدُونَ جِبَالَهَا وَ قَدْ أُلْبِسُوا الْمُقَطَّعَاتِ مِنَ الْقَطِرَانِ وَ أُقْرِنُوا مَعَ فُجَّارِهَا وَ شَیَاطِینِهَا فَإِذَا اسْتَغَاثُوا بِأَسْوَإِ أَخْذٍ مِنْ حَرِیقٍ شَدَّتْ عَلَیْهِمْ عَقَارِبُهَا وَ حَیَّاتُهَا وَ لَوْ رَأَیْتَ مُنَادِیاً یُنَادِی وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ وَ نَعِیمِهَا وَ یَا أَهْلَ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا خَلِّدُوا فَلَا مَوْتَ فَعِنْدَهَا یَنْقَطِعُ رَجَاؤُهُمْ وَ تَنْغَلِقُ الْأَبْوَابُ وَ تَنْقَطِعُ بِهِمُ الْأَسْبَابُ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ شَیْخٍ یُنَادِی وَا شَیْبَتَاهْ وَ كَمْ مِنْ شَابٍّ یُنَادِی وَا شَبَابَاهْ وَ كَمْ مِنِ امْرَأَةٍ تُنَادِی وَا فَضِیحَتَاهْ هُتِكَتْ عَنْهُمُ السُّتُورُ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ مَغْمُوسٍ بَیْنَ أَطْبَاقِهَا مَحْبُوسٌ یَا لَكَ غَمْسَةٌ أَلْبَسَتْكَ بَعْدَ لِبَاسِ الْكَتَّانِ وَ الْمَاءِ الْمُبَرَّدِ عَلَی الْجُدْرَانِ وَ أَكْلِ الطَّعَامِ أَلْوَاناً بَعْدَ أَلْوَانٍ لِبَاساً لَمْ یَدَعْ لَكَ شَعْراً نَاعِماً كُنْتَ مُطْعَمَهُ إِلَّا بَیَّضَهُ وَ لَا عَیْناً كُنْتَ تُبْصِرُ بِهَا إِلَی حَبِیبٍ إِلَّا فَقَأَهَا هَذَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُجْرِمِینَ وَ ذَلِكَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُتَّقِینَ (2).

ص: 172


1- 1. فی المصدر: و هاجت.
2- 2. صفات الشیعة ص 183.

توضیح: المراجل جمع المرجل كمنبر و هو القدر من الحجارة و النحاس و المحرد بالحاء المهملة من الحرد بمعنی القصد أو التنحی و الاعتزال عن الخلق و عن كل شی ء سوی اللّٰه فی القاموس حرده یحرده قصده و رجل حرد و حرد و حرید و متحرد من قوم حراد و حرداء معتزل متنح و حی حرید منفرد إما لعزته أو لقلته و حرد كضرب و سمع غضب و أحرد فی السیر أغذ انتهی و الكل مناسب و فی بعض النسخ بالجیم و كأنه علی المفعول من بناء التفعیل من قولهم تجرد للأمر أی جد فیه و انجرد بنا السیر أی امتد أو من التجرید و هو التعریة من الثیاب كنایة عن قطع العلائق متوجها إلی اللّٰه سبحانه و الأول أظهر و فی القاموس سمر سمرا و سمورا لم ینم و هم السمار و قال نهنهه عن الأمر فتنهنه كفه و زجره فكف و قال أعول رفع صوته بالبكاء و الصیاح كعول و الاسم العول و العولة و العویل و قال صفده یصفده شده و أوثقه كأصفده و صفده من التهمات أی من مواضع التهمة أو من تتبع عیوب الناس و اتهامهم.

قوله و سجموا أسماعهم أی كفوها و منعوها عن أن یلجها أی یدخلها كلمات المبطلین قال الزمخشری فی الأساس سجم عن الأمر أبطأ و انقبض و قال خاضوا فی الحدیث و تخاوضوا فیه و هو یخوض مع الخائضین أی یبطل مع المبطلین و هم فی خوض یلعبون و قال الراغب الخوض هو الشروع فی الماء و المرور فیه و یستعار فی الأمور و أكثر ما ورد فی القرآن ورد فیما یذم الشروع فیه نحو قوله وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَیَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ (1) وَ خُضْتُمْ كَالَّذِی خاضُوا(2) و قال تعالی ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ (3)

ص: 173


1- 1. براءة: 65.
2- 2. براءة: 69.
3- 3. الأنعام: 91، و الآیة هكذا منقولة فی المصدر المطبوع، و فی المصحف الشریف« قُلِ اللَّهُ، ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ»، نعم فی المصحف الشریف« فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا حَتَّی یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ*، فی سورة المعارج 42، و سورة الزخرف: 83.

و إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (1) و تقول أخضت دابتی فی الماء انتهی.

و أقول یمكن أن یقرأ سجموا هنا علی بناء التفعیل أو علی بناء المجرد فیكون أسماعهم بالرفع بدلا عن الضمیر و نحاه و انتحاه قصده و انتحی جد فی وجه واحدة أی دار واحدة و تظهر(2)

الأسقام بغاضرة وجهها من الغضارة و هی النعمة و السعة و الحسن و طیب العیش أی فی عین النضارة و الغضارة تظهر أنواع البلاء قد اشتغلت أی شغلتك عن الآخرة بنفائس رواتها و حسنها و الآجام بالجیم من قولهم تأجم النهار أی اشتد حره أو بالحاء المهملة و المیمین من قولهم أحم الماء سخنه.

فأحمتك الضمیر للدار المقدمة و هی الدنیا أی منعتك دار الدنیا عن دار الآخرة فی القاموس حمی الشی ء یحمیه حمیا و حمایة منعه و حمی المریض ما یضره منعه إیاه فاحتمی و تحمی امتنع و أحمی المكان جعله حمی لا یقرب و حمی من الشی ء كرضی أنف و قال كبس البئر و النهر یكبسهما طمهما بالتراب و رأسه فی ثوبه أخفاه و أدخله فیه و داره هجم علیه و احتاط و قال عبق به الطیب كفرح لزق به أو هو بالتاء المثناة الفوقانیة جمع عاتق و هی الجاریة أول ما أدركت و التی لم تتزوج ذكره الفیروزآبادی و قال الحور جمع أحور و حوراء و بالتحریك أن یشتد بیاض العین و سواد سوادها و تستدیر حدقتها و ترق جفونها و یبیض ما حوالیها أو شدة بیاضها و سوادها فی شدة بیاض الجسد أو اسوداد العین كلها مثل الظباء و لا یكون فی بنی آدم بل یستعار لها قوله علی زیادات ربهم أی نعمهم الزائدة عن قدر أعمالهم كما قال سبحانه لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ و قال وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ(3)

ص: 174


1- 1. الأنعام: 68.
2- 2. كان لفظ الحدیث،« تبدی».
3- 3. یونس: 26، ق 35.

فإذا ضربت أی أسرعت أو علی بناء المجهول و الجنائب جمع الجنیبة و هی الفرس تقاد و لا تركب و الرواحل جمع الراحلة و هی المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثی و قیل هی الناقة التی تصلح أن ترحل و الرادن الزعفران أو هو الألوان أی أنواع الطیب أو الأرجوان بالضم أی الورد الأحمر أو الثوب الأرغوانی و الوردان جمع ورد لكنه لم یذكر فی كتب اللغة و الكثب بالضم جمع الكثیب و هو التل من الرمل و یتطئ من تحت أقدامهم افتعال من الوطء فی القاموس وطئه بالكسر یطؤه داسه كوطأه و وطأته توطئة و استوطأه وجده وطیئا و وطئه هیأه و دمثه و سهله كوطأ فی الكل فاتطأ و اتطأ كافتعل استقام و بلغ نهایته و تهیأ و رجل موطأ الأكناف كمعظم سهل دمث كریم مضیاف.

و قال فی الأساس اطمأنّ بالمكان و وتّد اللّٰه الأرضَ بالجبال فاطمأنّت و من المجاز وقار و طمأنینة و رأیته قَلِقا فَرِقا فطأمنت منه حتی اطمأن و من المجاز فی فلان وقار و تطامن و تقول قلبه آمن و جأشه متطامن و أرض مطمئنة و متطأمنة منخفضة انتهی.

و أقول فیتحمل أن یكون من جزء الكلمة من یتطأمن أی یمشون علی اللؤلؤ و المرجان من غیر عسر و حزونة و كان الأول أظهر.

و القهارمة جمع القهرمان و فی النهایة هو كالخازن و الوكیل و الحافظ لما تحت یده و القائم بأمور الرجل بلغة الفرس بمنابر الریحان أی ما اجتمع و ارتفع منه فی القاموس نبر الشی ء رفعه و منه المنبر بكسر المیم و قال النبرة كل مرتفع من شی ء و یمكن أن یكون منائر بالهمز من النور بالفتح أی الأزهار و تفاجت من الفجأة بالتخفیف و الحذف و أصله تفاجأت أی ثارت فجأة و فی بعض النسخ هاجت من الهیجان و فی القاموس السربال بالكسر القمیص أو الدرع أو كل ما لبس.

مِنْ قَطِرانٍ قال البیضاوی و جاء قطران و قطران (1) لغتین فیه و هو ما یتحلب من الأبهل فیطبخ فیهنأ به الإبل الجربی فیحرق الجرب بحدته و هو

ص: 175


1- 1. تفسیر البیضاوی ص 220، و الآیة فی إبراهیم: 50.

أسود منتن یشتعل فیه النار بسرعة یطلی به جلود أهل النار حتی یكون طلاؤه لهم كالقمیص لیجتمع علیهم لذع القطران و وحشة لونه و نتن ریحه مع إسراع النار فی جلودهم و عن یعقوب من قطران و القطر النحاس أو الصفر المذاب و الآنی المتناهی حره و قال یَطُوفُونَ بَیْنَها أی بین النار یحرقون بها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ أی ماء حار بلغ النهایة فی الحرارة یصب علیهم أو یسقون منه و قیل إذا استغاثوا من النار أغیثوا بالحمیم (1) و الحطم الكسر و الهشم كسر الیابس و شوهه اللّٰه قبح وجهه و الخرطوم كزنبور الأنف قال تعالی سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ (2) و الجامعة الغل و التحم الطوق أی دخل فی اللحم و نشب فیه خلدوا أی كونوا مخلدین.

و تنقطع بهم الأسباب إشارة إلی قوله سبحانه إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ قال البیضاوی الأسباب الوصل التی كانت بینهم من الاتباع و الاتفاق علی الدین و الأغراض الداعیة إلی ذلك علی الجدران لأنهم كانوا یضعونه فوق الجدار لیزید تبریده كنت مطعمه أی رزقته علی بناء المجهول فیهما مجازا.

و هذا الخبر كان فی غایة السقم و لم أجده فی كتاب آخر أصححه به و كان فیه بعض التصحیف و الحذف.

«32»- فَضَائِلُ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا الرَّاعِی رَاعِی الْأَنَامِ أَ فَتَرَی الرَّاعِیَ لَا یَعْرِفُ غَنَمَهُ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ جُوَیْرِیَةُ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَنْ غَنَمُكَ قَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ (3).

«33»- محص، [التمحیص] عَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِی إِلَیَّ أَوْرَعُهُمْ وَ أَكْتَمُهُمْ لِحَدِیثِنَا وَ إِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِی حَالًا

ص: 176


1- 1. تفسیر البیضاوی: 419، و الآیة فی الرحمن: 40.
2- 2. القلم: 16.
3- 3. فضائل الشیعة ص 150.

وَ أَمْقَتَهُمْ إِلَیَّ الَّذِی إِذَا سَمِعَ الْحَدِیثَ یُنْسَبُ إِلَیْنَا وَ یُرْوَی عَنَّا فَلَمْ یَعْقِلْهُ وَ لَمْ یَقْبَلْهُ قَلْبُهُ اشْمَأَزَّتْ مِنْهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفَرَ بِمَنْ دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا یَدْرِی لَعَلَّ الْحَدِیثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وَ إِلَیْنَا أُسْنِدَ فَیَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً عَنْ وَلَایَتِنَا.

بیان: اشمأز انقبض و اقشعر.

«34»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی الطَّیِّبِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللَّخْمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی بَرِیرَةَ عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِی صَفِیَّةَ عَنْ یَحْیَی ابْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ عَنْ نَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبِكَالِیِّ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیٌّ علیه السلام یَا نَوْفُ خُلِقْنَا مِنْ طِینَةٍ طَیِّبَةٍ وَ خُلِقَ شِیعَتُنَا مِنْ طِینَتِنَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أُلْحِقُوا بِنَا قَالَ نَوْفٌ فَقُلْتُ صِفْ لِی شِیعَتَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَبَكَی لِذِكْرِی شِیعَتَهُ وَ قَالَ یَا نَوْفُ شِیعَتِی وَ اللَّهِ الْحُلَمَاءُ الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ وَ دِینِهِ الْعَامِلُونَ بِطَاعَتِهِ وَ أَمْرِهِ الْمُهْتَدُونَ بِحُبِّهِ أَنْضَاءُ عِبَادَةٍ أَحْلَاسُ زَهَادَةٍ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ عُمْشُ الْعُیُونِ مِنَ الْبُكَاءِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الذِّكْرِ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَی تُعْرَفُ الرَّبَّانِیَّةُ فِی وُجُوهِهِمْ وَ الرَّهْبَانِیَّةُ فِی سَمْتِهِمْ مَصَابِیحُ كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ رَیْحَانُ كُلِّ قَبِیلٍ لَا یُثْنُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ سَلَفاً وَ لَا یَقْفُونَ لَهُمْ خَلَفاً شُرُورُهُمْ مَكْنُونَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَةٌ وَ حَوَائِجُهُمْ خَفِیفَةٌ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِی عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِی رَاحَةٍ فَهُمُ الْكَاسَةُ الْأَلِبَّاءُ وَ الْخَالِصَةُ النُّجَبَاءُ فَهُمُ الرَّوَّاغُونَ فِرَاراً بِدِینِهِمْ إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا أُولَئِكَ شِیعَتِیَ الْأَطْیَبُونَ وَ إِخْوَانِیَ الْأَكْرَمُونَ أَلَا هَاهْ شَوْقاً إِلَیْهِمْ (1).

بیان: الأنضاء جمع النضو بالكسر و هو المهزول من الإبل و غیرها أحلاس زهادة أی ملازمون للزهد أو ملازمون للبیوت لزهدهم فی النهایة فی حدیث الفتن عد منها فتنة الأحلاس الأحلاس جمع حلس و هو الكساء الذی یلی ظهر البعیر تحت القتب و فیه كونوا أحلاس بیوتكم أی الزموها ریحان كل قبیل أی الشیعة عزیز كریم بین كل قبیلة بمنزلة الریحان و لذا یطلق

ص: 177


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 188.

الریحان علی الولد و علی الرزق و لا یقفون أی لا یتهمون و لا یقذفون أولا یتبعونهم بغیر حجة فی القاموس قفوته تبعته و قذفته بالفجور صریحا و رمیته بأمر قبیح فهم الرواغون أی یمیلون عن الناس و مخالطتهم أو یجادلون فی الدین و یدخلون الناس فیه بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و فی القاموس راغ الرجل و الثعلب روغا و روغانا مال و حاد عن الشی ء و هذه رواغتهم و ریاغتهم بكسرهما أی مصطرعهم و أخذتنی بالرویغة بالحیلة من الروغ و أراغ أراد و طلب و المراوغة المصارعة.

«35»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: صَلَّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ لَمْ یَزَلْ فِی مَوْضِعِهِ حَتَّی صَارَتِ الشَّمْسُ عَلَی قِیدِ رُمْحٍ وَ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَاماً كَانُوا یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً یُرَاوِحُونَ بَیْنَ جِبَاهِهِمْ وَ رُكَبِهِمْ كَأَنَّ زَفِیرَ النَّارِ فِی آذَانِهِمْ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ عِنْدَهُمْ مَادُوا كَمَا یَمِیدُ الشَّجَرُ كَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِینَ قَالَ ثُمَّ قَامَ فَمَا رُئِیَ ضَاحِكاً حَتَّی قُبِضَ ص (1).

«36»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدِ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ كُونُوا النُّمْرُقَةَ الْوُسْطَی یَرْجِعُ إِلَیْكُمُ الْغَالِی وَ یَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِی وَ اعْلَمُوا یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ مِنْ قَرَابَةٍ وَ لَا لَنَا عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ وَ لَا یَقْرُبُ إِلَی اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ مَنْ كَانَ مُطِیعاً نَفَعَتْهُ وَلَایَتُنَا وَ مَنْ كَانَ عَاصِیاً لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَایَتُنَا قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ قَالَ لَا تَغْتَرُّوا وَ لَا تَفْتُرُوا قُلْتُ وَ مَا النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَی قَالَ أَ لَا تَرَوْنَ أَهْلًا تَأْتُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلنَّمَطِ الْأَوْسَطِ فَضْلَهُ (2).

بیان: النمرقة بضم النون و الراء و كسرهما الوسادة و النمط الطریقة من الطرائق و الجماعة من الناس أمرهم واحد و أصله ضرب من البسط له خمل رقیق أ لا ترون إلخ أی تدخلون بیتا فیه أنماط و نمارق تتوجهون إلی الوسط منها و

ص: 178


1- 1. مشكاة الأنوار ص 61 تراه مشروحا فی ج 67 ص 360.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 60.

ترون فضله علی سائر الوسائد و البسط فهذا علی الاستعارة و قد مر الكلام فیه.

«37»- الْمِشْكَاةُ، رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ نبیك قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُقْبِلٍ الْقُمِّیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّائِدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مِهْزَمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَذَكَرْتُ الشِّیعَةَ فَقَالَ یَا مِهْزَمُ إِنَّمَا الشِّیعَةُ مَنْ لَا یَعْدُو سَمْعَهُ صَوْتُهُ وَ لَا شَجْنُهُ بَدَنَهُ (1) وَ لَا یُحِبُّ لَنَا مُبْغِضاً وَ لَا یُبْغِضُ لَنَا مُحِبّاً وَ لَا یُجَالِسُ لَنَا غَالِیاً وَ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْكَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً الْمُتَنَحِّی عَنِ النَّاسِ الْخَفِیُّ عَلَیْهِمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ بِهِمُ الدَّارُ لَمْ تَخْتَلِفْ أَقَاوِیلُهُمْ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْقَدُوا وَ إِنْ حَضَرُوا لَمْ یُؤْبَهْ بِهِمْ (2)

وَ إِنْ خَطَبُوا لَمْ یُزَوَّجُوا یَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْیَا وَ حَوَائِجُهُمْ فِی صُدُورِهِمْ إِنْ لَقُوا مُؤْمِناً أَكْرَمُوهُ وَ إِنْ لَقُوا كَافِراً هَجَرُوهُ وَ إِنْ أَتَاهُمْ ذُو حَاجَةٍ رَحِمُوهُ وَ فِی أَمْوَالِهِمْ یَتَوَاسَوْنَ ثُمَّ قَالَ یَا مِهْزَمُ قَالَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ لَا یُحِبُّكَ أَنَا الْمَدِینَةُ وَ أَنْتَ الْبَابُ وَ مِنْ أَیْنَ تُؤْتَی الْمَدِینَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا.

وَ رَوَی أَیْضاً مِهْزَمٌ: هَذَا الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ اطْلُبْهُمْ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ الْخَفِیضُ عَیْشُهُمْ الْمُنَقَّلَةُ دِیَارُهُمُ الْقَلِیلَةُ مُنَازَعَتُهُمْ إِنْ مَرِضُوا لَمْ یُعَادُوا وَ إِنْ مَاتُوا لَمْ یُشْهَدُوا وَ إِنْ خَاطَبَهُمْ جَاهِلٌ

سَلَّمُوا وَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا یَجْزَعُونَ وَ فِی أَمْوَالِهِمْ مُتَوَاسُونَ إِنِ الْتَجَأَ إِلَیْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ لَمْ یَخْتَلِفْ قَوْلُهُمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَ بِهِمُ الْبُلْدَانُ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَبَ یَا عَلِیُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ (3).

ص: 179


1- 1. الشجن: الحزن و الهم، و فی المصدر المطبوع بالحاء المهملة، و الشحن بالتحریك: الحقد و العداوة كالشحناء، و قد مر مثله تحت الرقم 16 و 28 و هكذا سیجی ء تحت الرقم 39 عن الكافی مشروحا و فیه« و لا شحناؤه بدنه» فراجع.
2- 2. أی لم یلتفت الیهم لخمولهم و لم یكترث بشأنهم.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 61 و 62.

«38»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا مُیَسِّرُ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِشِیعَتِنَا قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّهُمْ حُصُونٌ حَصِینَةٌ وَ صُدُورٌ أَمِینَةٌ وَ أَحْلَامٌ رَزِینَةٌ لَیْسُوا بِالْمَذَایِیعِ الْبُذُرِ وَ لَا بِالْجُفَاةِ الْمُرَاءِینَ رُهْبَانٌ بِاللَّیْلِ أُسْدٌ بِالنَّهَارِ(1).

و البذر القوم الذین لا یكتمون الكلام.

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانُوا الْمَنْظُورَ إِلَیْهِمْ فِی القَبَائِلِ وَ كَانُوا أَصْحَابَ الْوَدَائِعِ مَرْضِیِّینَ عِنْدَ النَّاسِ سُهَارَ اللَّیْلِ مَصَابِیحَ النَّهَارِ(2).

«39»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مِهْزَمٍ وَ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِیِّ وَ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مِهْزَمُ شِیعَتُنَا مَنْ لَا یَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ وَ لَا یَمْتَدِحُ بِنَا مُعْلِناً وَ لَا یُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَ لَا یُخَاصِمُ لَنَا قَالِیاً إِنْ لَقِیَ مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ وَ إِنْ لَقِیَ جَاهِلًا هَجَرَهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ أَصْنَعُ بِهَؤُلَاءِ الْمُتَشَیِّعَةِ قَالَ فِیهِمُ التَّمْیِیزُ وَ فِیهِمُ التَّبْدِیلُ وَ فِیهِمُ التَّمْحِیصُ تَأْتِی عَلَیْهِمْ سِنُونَ تُفْنِیهِمْ وَ طَاعُونٌ یَقْتُلُهُمْ وَ اخْتِلَافٌ یُبَدِّدُهُمْ شِیعَتُنَا مَنْ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْكَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَا یَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ الْخَفِیضُ عَیْشُهُمْ الْمُنْتَقِلَةُ دِیَارُهُمْ إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا وَ مِنَ الْمَوْتِ لَا یَجْزَعُونَ وَ فِی الْقُبُورِ یَتَزَاوَرُونَ وَ إِنْ لَجَأَ إِلَیْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ لَنْ تَخْتَلِفَ قُلُوبُهُمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَ بِهِمُ الدَّارُ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمَدِینَةُ وَ عَلِیٌّ الْبَابُ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَدْخُلُ الْمَدِینَةَ لَا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ عَلِیّاً علیه السلام (3).

ص: 180


1- 1. مشكاة الأنوار ص 62 و 63. و المذاییع جمع المذیاع: الذی لا یكتم الاسرار بل یفشیها.
2- 2. مشكاة الأنوار ص 62 و 63. و المذاییع جمع المذیاع: الذی لا یكتم الاسرار بل یفشیها.
3- 3. الكافی ج 2 ص 239.

تبیین: من لا یعدو أی لا یتجاوز و فی بعض النسخ لا یعلو صوته سمعه كأنه كنایة عن عدم رفع الصوت كثیرا و یحمل علی ما إذا لم یحتج إلی الرفع لسماع الناس كما قال تعالی وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ(1) أو علی الدعاء و التلاوة و العبادة فإن خفض الصوت فیها أبعد من الرئاء و یمكن أن یكون المراد بالسمع إلا سماع كما ورد فی اللغة أو یكون بالإضافة إلی المفعول أی السمع منه أی لا یرفع الصوت زائدا علی إسماع الناس أو یكون بضم السین و تشدید المیم المفتوحة

جمع سامع أی لا یتجاوز صوته السامعین منه و قرئ السمع بضمتین جمع سموع بالفتح أی لا یقول شیئا إلا لمن یسمع قوله و یقبل منه.

و لا شحناؤه بدنه أی لا یتجاوز عداوته بدنه أی یعادی نفسه و لا یعادی غیره أو إن عادی غیره فی اللّٰه لا یظهره تقیة.

و فی بعض النسخ یدیه أی لا تغلب علیه عداوته بل هی بیدیه و اختیاره یدفعها باللطف و الرفق أو لا یتجاوز أثر عداوته من یده إلی الخصم بأن یضبط نفسه عن الضرب أو لا یضمر العداوة فی القلب و إن كانت المكافاة بالید أیضا مذمومة لكن هذا أشد و سیأتی (2) عن غیبة النعمانی و لا شجاه بدنه و عن مشكاة الأنوار و لا شجنة بدنه و الشجا الحزن و ما اعترض فی الحلق و الشجن محركة الهم و الحزن و حاصلهما عدم إظهار همه و حزنه لغیره كما مر أن بشره فی وجهه و حزنه فی قلبه أی لا یصل ضرر حزنه إلی غیره و لا یمتدح بنا معلنا فی القاموس مدحه كمنعه مدحا و مدحة أحسن الثناء علیه كمدحه و امتدحه و تمدحه و تمدح تكلف أن یمدح و تشبع بما لیس عنده و الأرض و الخاصرة اتسعتا كامتدحت (3)

و قال اعتلن ظهر و أعلنته و به و علنته أظهرته.

ص: 181


1- 1. لقمان: 19.
2- 2. بل قد مر تحت الرقم 16 عن غیبة النعمانیّ، و تحت الرقم 28 عن صفات الشیعة و الرقم 37 عن مشكاة الأنوار.
3- 3. القاموس ج 1 ص 248.

أقول: فالكلام یحتمل وجوها الأول أن یكون الظرف متعلقا بمعلنا كما فی نظائره و الامتداح بمعنی المدح أی لا یمدح معلنا لإمامتنا فإنه لتركه التقیة لا یستحق المدح.

الثانی أن یكون الامتداح بمعنی التمدح كما فی بعض النسخ أی لا یطلب المدح و لا یمدح نفسه بسبب قوله بإمامتنا علانیة و ذلك أیضا لترك التقیة و فیه إشعار بأنه لیس بشیعة لنا لتركه أمرنا بل یتكلف ذلك.

الثالث أن تكون الباء زائدة أی لا یمدحنا معلنا و هو بعید.

لنا عائبا الظرف متعلق بقوله عائبا و لا یخاصم لنا قالیا أی مبغضا لنا و إن لقی جاهلا كأن المراد به غیر المؤمن الكامل أی العالم العامل بقرینة المقابلة فیشمل الجاهل و العالم غیر العامل بعلمه بل الهجران عنه أهم و ضرر مجالسته أتم فكیف أصنع بهؤلاء المتشیعة أی الذین یدعون التشیع و لیس لهم صفاته و علاماته و الكلام یحتمل وجهین أحدهما أن المعنی كیف أصنع بهم حتی یكونوا هكذا فأجاب علیه السلام بأن هذا لیس من شأنك بل اللّٰه یمحصهم و یبدلهم.

و الثانی أن المعنی ما أعتقد فیهم فالجواب أنهم لیسوا بشیعة لنا و اللّٰه تعالی یصلحهم و یذهب بمن لا یقبل الصلاح منهم.

و فیهم التمییز قیل كلمة فی فی المواضع للتعلیل و الظرف خبر للمبتدإ و التقدیم للحصر و اللام فی الثلاثة للعهد إشارة إلی ما روی

عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَیْثُ قَالَ: لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً حَتَّی یَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلَاكُمْ وَ أَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(1).

وَ أَقُولَ قَدْ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَیْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ اقْتَرَبَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ مَعَ الْقَائِمِ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ نَفَرٌ یَسِیرٌ قُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ مَنْ یَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِیرٌ قَالَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ یُمَحَّصُوا وَ یُمَیَّزُوا وَ یُغَرْبَلُوا

ص: 182


1- 1. النهج تحت الرقم 16 من الخطب.

وَ یُسْتَخْرَجَ فِی الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِیرٌ(1).

و ذكر علیه السلام أمورا توجب خروجهم من الفرقة الناجیة أو هلاكهم بالأعمال و الأخلاق الشنیعة فی الدنیا و الآخرة:

أحدها التمییز بین الثابت الراسخ و غیره فی المصباح یقال مزته میزا من باب باع بمعنی عزلته و فصلته من غیره و التثقیل مبالغة و ذلك یكون فی المشتبهات نحو لِیَمِیزَ اللَّهُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ (2) و فی المختلطات نحو وَ امْتازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ (3) و تمییز الشی ء انفصاله من غیره.

و ثانیها التبدیل أی تبدیل حالهم بحال أخس أو تبدیلهم بقوم آخرین لا یكونون أمثالهم كما قال تعالی وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ ثُمَّ لا یَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (4) و ثالثها التمحیص و هو الابتلاء و الاختبار و التخلیص یقال محصت الذهب بالنار إذا خلصته مما یشوبه.

و رابعها السنون و هی الجدب و القحط قال اللّٰه تعالی وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِینَ (5) و الواحد السنة و هی محذوفة اللام و فیها لغتان إحداهما جعل اللام هاء و الأصل سنهة و تجمع علی سنهات مثل سجدة و سجدات و تصغر علی سنیهة و أرض سنهاء أصابتها السنة و هی الجدب و الثانیة جعلها واوا و الأصل سنوة و تجمع علی سنوات مثل شهوة و شهوات و تصغر علی سنیة و أرض سنواء أصابتها السنوة و تجمع فی اللغتین كجمع المذكر السالم أیضا فیقال سنون و سنین و تحذف النون للإضافة و فی لغة تثبت الیاء فی الأحوال كلها و

ص: 183


1- 1. غیبة النعمانیّ باب التمحیص ص 111.
2- 2. الأنفال: 37.
3- 3. یس: 59.
4- 4. القتال: 38.
5- 5. الأعراف: 130.

تجعل النون حرف إعراب تنون فی التنكیر و لا تحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة و علی هذه اللغة

قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَیْهِمْ سِنِیناً كَسِنِینِ یُوسُفَ (1).

كل ذلك ذكرها فی المصباح.

و خامسها الطاعون و هو الموت من الوباء.

و سادسها اختلاف یبددهم أی اختلاف بالتدابر و التقاطع و التنازع یبددهم و یفرقهم تفریقا شدیدا تقول بددت الشی ء من باب قتل إذا فرقته و التثقیل مبالغة و تكثیر و قیل یأتی علیهم سنون إلی هنا دعاء علیهم و لا یخفی بعده.

لا یهر هریر الكلب أی لا یجزع عند المصائب أو لا یصول علی الناس بغیر سبب كالكلب قال فی القاموس هر الكلب إلیه یهر أی بكسر الهاء هریرا و هو صوته دون نباحه من قلة صبره علی البرد و قد هره البرد صوته كأهره و هر یهر بالفتح ساء خلقه و لا یطمع طمع الغراب طمعه معروف یضرب به المثل فإنه یذهب إلی فراسخ كثیرة لطلب طعمته و إن مات جوعا كأنه علی المبالغة أو محمول علی إمكان سؤال غیر العدو و إلا فالظاهر أن السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب و قیل المراد به السؤال من غیر عوض و أما معه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز فأین أطلب هؤلاء أی لا أجد بین الناس من اتصف بتلك الصفات قال فی أطراف الأرض لأنهم یهربون من المخالفین تقیة أو یستوحشون من الناس لاستیلاء حب الدنیا و الجهل علیهم حذرا من أن یصیروا مثلهم و ما قیل إن فی بمعنی عند كما قیل فی قوله تعالی فَما مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا فِی الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ (2) و الأطراف جمع طریف بمعنی النفیس و المراد بهم العلماء فلا یخفی بعده أولئك الخفیض عیشهم أی هم خفیفو المئونة یكتفون من الدنیا بأقلها فلا یتعبون فی تحصیلها و ترك الملاذ أسهل من ارتكاب المشاق فی القاموس الخفض الدعة و عیش خافض و السیر اللین و غض الصوت و أرض خافضة السقیا سهلة السقی و خفض القول یا فلان لینه و الأمر هونة المنتقلة دیارهم لفرارهم من شرار الناس من أرض إلی أرض أو

ص: 184


1- 1. راجع مجمع البیان و غیره فی تفسیر سورة الدخان.
2- 2. براءة: 38.

یختارون الغربة لطلب العلم إن شهدوا لم یعرفوا لعدم شهرتهم و خمول ذكرهم بین الناس و قیل لاختیارهم الغربة لطلب العلم و إن غابوا لم یفتقدوا أی لم یطلبوا لاستنكاف الناس عن صحبتهم و عدم اعتنائهم بشأنهم و قیل لغربتهم بینهم كما مر و فی القاموس افتقده و تفقده طلبه عند غیبته و مات غیر فقید و لا حمید و غیر مفقود غیر مكترث لفقدانه.

و من الموت لا یجزعون لأن أولیاء اللّٰه یحبون الموت و یتمنونه و قیل من للتعلیل و الظرف متعلق بالنفی لا بالمنفی و التقدیم للحصر أی عدم جزعهم من أحوال الدنیا و أهلها و ما یصیبه منهم من المكاره إنما هو لعلمهم بالموت و الانتقام منهم بعده و لا یخفی بعده.

و فی القبور یتزاورون أی أنهم لشدة التقیة و تفرقهم قلما یمكنهم زیارة بعضهم لبعض و إنما یتزاورون فی عالم البرزخ لحسن حالهم و رفاهیتهم أو أنهم مختفون من الناس لا یزارون إلا بعد الموت أو مساكنهم المقابر و المواضع الخربة فی تلك المواطن یلقی بعضهم بعضا و قیل أی یزور أحیاؤهم أمواتهم فی المقابر و قیل القبور عبارة عن مواضع قوم ماتت قلوبهم لترك ذكر اللّٰه كما قال تعالی وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِی الْقُبُورِ(1) أی لا تمكنهم الزیارة فی موضع تكون فیه جماعة من الضلال و الجهال الذین هم بمنزلة الأموات و الأول أظهر.

لن تختلف قلوبهم و إن اختلفت بهم الدار. أی هم علی مذهب واحد و طریقة واحدة و إن تباعد بعضهم بعضا فی الدیار فإنهم تابعون لأئمة الحق و لا اختلاف عندهم و قیل أی قلب كل واحد منهم غیر مختلف و لا متغیر من حال إلی حال و إن اختلفت دیاره و منازله لأنسه باللّٰه و عدم تعلقه بغیره فلا یستوحش بالوحدة و الغربة و اختلاف الدیار لأن مقصوده و أنیسه واحد حاضر معه فی الدیار كلها بخلاف غیره لأن قلبه لما كان متعلقا بغیره تعالی یأنس به إذا وجده و یستوحش إذا فقده انتهی و لا یخفی بعده.

ص: 185


1- 1. فاطر: 22.

أنا المدینة كان ذكر هذا الخبر لبیان علة اتفاق قلوبهم فإنهم عاملون بهذا الخبر أو لبیان أن تلك الصفات إنما تنفع إذا كانت مع الولایة أو لبیان لزوم اختیار تلك الصفات فإنها من أخلاق مولی المؤمنین و هو باب مدینة الدین و العلم و الحكمة فلا بد لمن ادعی الدخول فی الدین أن یتصف بها.

«40»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ زَعْلَانَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا الشَّاحِبُونَ الذَّابِلُونَ النَّاحِلُونَ الَّذِینَ إِذَا جَنَّهُمُ اللَّیْلُ اسْتَقْبَلُوهُ بِحُزْنٍ (1).

بیان: شیعتنا الشاحبون و فی نادر من النسخ السائحون بالمهملتین بینهما مثناة تحتانیة قیل أی الملازمون للمساجد و السیح أیضا الذهاب فی الأرض للعبادة و قال فی النهایة الشاحب المتغیر اللون و الجسم لعارض من مرض أو سفر و نحوهما و قال ذبلت

بشرته أی قل ماء جلده و ذهبت نضارته و فی الصحاح ذبل الفرس ضمر و قال النحول الهزال و جمل ناحل مهزول و قال جن علیه اللیل یجن جنونا و یقال أیضا جنه اللیل و أجنه اللیل بمعنی.

و أقول تعریف الخبر باللام للحصر و الحاصل أنه لیس شیعتنا إلا الذین تغیرت ألوانهم من كثرة العبادة و السهر و ذبلت أجسادهم من كثرة الریاضة أو شفاههم من الصوم و هزلت أبدانهم مما ذكر الذین إذا سترهم اللیل استقبلوه بحزن أی اشتغلوا بالعبادة فیه مع الحزن للتفكر فی أمر الآخرة و أهوالها.

«41»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا أَهْلُ الْهُدَی وَ أَهْلُ التُّقَی وَ أَهْلُ الْخَیْرِ وَ أَهْلُ الْإِیمَانِ وَ أَهْلُ الْفَتْحِ وَ الظَّفَرِ(2).

بیان: أهل الهدی أی الهدایة إلی الدین المبین و هو مقدم علی كل شی ء ثم أردفه بالتقوی و هو ترك المنهیات ثم بالخیر و هو فعل الطاعات ثم بالإیمان

ص: 186


1- 1. الكافی ج 2 ص 233.
2- 2. الكافی ج 2 ص 233.

أی الكامل فإنه متوقف علیها و أما الفتح و الظفر فالمراد به إما الفتح و الظفر علی المخالفین بالحجج و البراهین أو علی الأعادی الظاهرة إن أمروا بالجهاد فإنهم أهل الیقین و الشجاعة أو علی الأعادی الباطنة بغلبة جنود العقل علی عساكر الجهل و الجنود الشیطانیة بالمجاهدات النفسانیة كما مر فی كتاب العقل أو المراد أنهم أهل لفتح أبواب العنایات الربانیة و الإفاضات الرحمانیة و أهل الظفر بالمقصود كما قیل إن الأول إشارة إلی كمالهم فی القوة النظریة و الثانی إلی كمالهم فی القوة العملیة حتی بلغوا إلی غایتهما و هو فتح أبواب الأسرار و الفوز بقرب الحق.

«42»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ بُزُرْجَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِیَّاكَ وَ السَّفِلَةَ فَإِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ اشْتَدَّ جِهَادُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ فَإِذَا رَأَیْتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِیعَةُ جَعْفَرٍ(1).

ل، [الخصال] عن أبیه عن سعد عن البرقی عن أبیه عن محمد بن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: إنما شیعة جعفر إلی آخر الخبر(2).

مشكاة الأنوار، مرسلا: مثله (3)

كش، [رجال الكشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِیَّاكَ وَ السَّفِلَةَ إِلَی قَوْلِهِ وَ خَافَ عِقَابَهُ (4).

بیان: فی القاموس السفل و السفلة بكسرهما نقیض العلو و سفل فی خلقه و علمه ككرم سفلا و یضم و سفالا ككتاب و فی الشی ء سفولا بالضم نزل من أعلاه إلی أسفله و سفلة الناس بالكسر و كفرحة أسافلهم و غوغاؤهم و فی النهایة:

ص: 187


1- 1. الكافی ج 2 ص 233.
2- 2. الخصال ج 1 ص 142.
3- 3. مشكاة الأنوار ص 58.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 259.

فقالت امرأة من سفلة الناس السفلة بفتح السین و كسر الفاء السقاط من الناس و السفالة النذالة یقال هو من السفلة و لا یقال هو سفلة و العامة تقول رجل سفلة من قوم سفل و لیس بعربی و بعض العرب یخفف فیقول فلان من سفلة الناس فینقل كسرة الفاء إلی السین انتهی.

و أقول ربما یقرأ سفلة بالتحریك جمع سافل و الحاصل أن السفلة أراذل الناس و أدانیهم و قد ورد النهی عن مخالطتهم و معاملتهم و فسر فی الحدیث بمن لا یبالی ما قال و لا ما قیل له و هاهنا قوبل بالشیعة الموصوفین بالصفات المذكورة و حذر عن مخالطتهم و رغب فی مصاحبة هؤلاء.

و الجهاد هنا الاجتهاد و السعی فی العبادة أو مجاهدة النفس الأمارة و عمل لخالقه أی خالصا له و التعبیر بالخالق تعلیل للحكم و تأكید له فإن من كان خالقا و معطیا للوجود و القوی و الجوارح و لجمیع ما یحتاج إلیه فهو المستحق للعبادة و لا یجوز عقلا تشریك غیره معه فیها.

«43»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ شِیعَةَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانُوا خُمْصَ الْبُطُونِ ذُبُلَ الشِّفَاهِ أَهْلَ رَأْفَةٍ وَ عِلْمٍ وَ حِلْمٍ یُعْرَفُونَ بِالرَّهْبَانِیَّةِ فَأَعِینُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ(1).

صفات الشیعة، عن أبیه عن سعد و الحمیری عن أحمد بن محمد رفعه عنه علیه السلام: مثله (2)

محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ الصَّبْرِ.

بیان: خماص البطن كنایة عن قلة الأكل أو كثرة الصوم أو العفة عن أكل أموال الناس و ذبل الشفاه إما كنایة عن الصوم أو كثرة التلاوة و الدعاء و الذكر و الخمص بالضم جمع أخمص أو بالفتح مصدر و الحمل للمبالغة و ربما یقرأ

ص: 188


1- 1. الكافی ج 2 ص 233.
2- 2. صفات الشیعة ص 167.

خمصا بضمتین جمع خمیص كرغف و رغیف و الذبل قد یقرأ بالفتح مصدرا و الحمل كما مر أو بالضم أو بضمتین أو كركع و الجمیع جمع ذابل و قال فی القاموس الخمصة الجوعة و المخمصة المجاعة و قد خمصه الجوع خمصا و مخمصة و خمص البطن مثلثة المیم خلا و قال ذبل النبات كنصر و كرم ذبلا و ذبولا ذوی و ذبل الفرس ضمر و قنی ذابل رقیق لاصق باللیط و الجمع ككتب و ركع و فی النهایة رجل خمصان و خمیص إذا كان ضامر البطن و جمع الخمیص الخماص و منه الحدیث خماص البطون خفاف الظهور أی أنهم أعفة عن أموال الناس فهم ضامروا البطون من أكلها خفاف الظهور من ثقل وزرها انتهی.

و الرهبانیة هنا ترك زوائد الدنیا و عدم الانهماك فی لذاتها أو صلاة اللیل كما ورد فی الخبر فأعینوا علی ما أنتم علیه أی أعینونا فی شفاعتكم زائدا علی ما أنتم علیه من الولایة أو كائنین علی ما أنتم علیه و قد ورد أعینونا بالورع و یحتمل أن یكون المراد بما أنتم علیه من المعاصی أی أعینوا أنفسكم أو أعینونا لدفع ما أنتم علیه من المعاصی و ذمائم الأخلاق أو العذاب المرتب علیها بالورع و هذا أنسب لفظا فإنه یقال أعنه علی عدوه.

«44»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْعَطَّارِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّمَا شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام الْحُلَمَاءُ الْعُلَمَاءُ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِیَّةُ عَلَی وُجُوهِهِمْ (1).

بیان: تعرف الرهبانیة أی آثار الخوف و الخشوع و ترك الدنیا أو أثر صلاة اللیل كما مر.

«45»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ أَصْحَابِی فَانْظُرْ إِلَی مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ وَ خَافَ خَالِقَهُ وَ رَجَا ثَوَابَهُ فَإِذَا رَأَیْتَ هَؤُلَاءِ

ص: 189


1- 1. الكافی ج 2 ص 235.

فَهَؤُلَاءِ أَصْحَابِی (1).

توضیح: أن تعرف أصحابی أی خلص أصحابی و الذین ارتضیتهم لذلك من اشتد ورعه أی اجتنابه عن المحرمات و الشبهات و خاف خالقه إشارة إلی أن من عرف اللّٰه بالخالقیة ینبغی أن یخاف عذابه و یرجو ثوابه لكمال قدرته علیهما.

«46»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: شِیعَتُنَا الْمُتَبَاذِلُونَ فِی وَلَایَتِنَا الْمُتَحَابُّونَ فِی مَوَدَّتِنَا الْمُتَزَاوِرُونَ فِی إِحْیَاءِ أَمْرِنَا الَّذِینَ إِنْ غَضِبُوا لَمْ یَظْلِمُوا وَ إِنْ رَضُوا لَمْ یُسْرِفُوا بَرَكَةٌ عَلَی مَنْ جَاوَرُوا سِلْمٌ لِمَنْ خَالَطُوا(2).

ل، [الخصال] عن ابن الولید عن الصفار عن ابن معروف عن الحسن بن فضال عن ظریف بن ناصح عن عمرو بن أبی المقدام عنه علیه السلام: مثله (3)

المشكاة، مرسلا: مثله (4) تبیین المتباذلون فی ولایتنا الظاهر أن فی للسببیة و التباذل بذل بعضهم بعضا فضل ماله و الولایة إما بالفتح بمعنی النصرة أو بالكسر بمعنی الإمامة و الإمارة و الأول أظهر و الإضافة إلی المفعول و التحابب حب بعضهم بعضا فی مودتنا أی لأن المحبون یحبنا أو لأن المحب یودنا أو الأعم أو لنشر مودتنا و إبقائها بینهم و التزاور زیارة بعضهم بعضا فی إحیاء أمرنا أی لإحیاء دیننا و ذكر فضائلنا و علومنا و إبقائها لئلا تندرس بغلبة المخالفین و شبهاتهم و فی الخصال لإحیاء.

و إن رضوا عن أحد و أحبوه لم یسرفوا أی لم یجاوزوا الحد فی المحبة

ص: 190


1- 1. الكافی ج 2 ص 236.
2- 2. الكافی ج 2 ص 236.
3- 3. الخصال ج 2 ص 33.
4- 4. مشكاة الأنوار ص 61.

و المعاونة و الإسراف فی المال بعید هنا بركة أی یصل نفعهم إلی من جاوروه فی البیت أو فی المجلس أعم من المنافع الدنیویة و الأخرویة و فی الخصال لمن جاوروا سلم بالكسر أو الفتح أی مسالم و علی الأول مصدر و الحمل للمبالغة فی القاموس السلم بالكسر المسالم و الصلح و یفتح.

«47»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَالِبٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ لِمَوْلَاهُ نَوْفٍ الشَّامِیِّ وَ هُوَ مَعَهُ فِی السَّطْحِ یَا نَوْفُ أَ رَامِقٌ أَمْ نَبْهَانُ قَالَ نَبْهَانُ أَرْمُقُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هَلْ تَدْرِی مَنْ شِیعَتِی قَالَ لَا وَ اللَّهِ قَالَ شِیعَتِی الذُّبُلُ الشِّفَاهِ الْخُمْصُ الْبُطُونِ الَّذِینَ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِیَّةُ وَ الرَّبَّانِیَّةُ فِی وُجُوهِهِمْ رُهْبَانٌ بِاللَّیْلِ أُسُدٌ بِالنَّهَارِ الَّذِینَ إِذَا جَنَّهُمُ اللَّیْلُ اتَّزَرُوا عَلَی أَوْسَاطِهِمْ وَ ارْتَدَوْا عَلَی أَطْرَافِهِمْ وَ صَفُّوا أَقْدَامَهُمْ وَ افْتَرَشُوا جِبَاهَهُمْ تَجْرِی دُمُوعُهُمْ عَلَی خُدُودِهِمْ یَجْأَرُونَ إِلَی اللَّهِ فِی فَكَاكِ رِقَابِهِمْ وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كِرَامٌ نُجَبَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِیَاءُ یَا نَوْفُ شِیعَتِیَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً وَ الْمَاءَ طِیباً وَ الْقُرْآنَ شِعَاراً إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا شِیعَتِیَ الَّذِینَ فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ وَ فِی أَمْوَالِهِمْ یَتَوَاسَوْنَ وَ فِی اللَّهِ یَتَبَاذَلُونَ یَا نَوْفُ دِرْهَمٌ وَ دِرْهَمٌ وَ ثَوْبٌ وَ ثَوْبٌ وَ إِلَّا فَلَا شِیعَتِی مَنْ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْكَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَمْ یَسْأَلِ النَّاسَ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً إِنْ رَأَی مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ وَ إِنْ رَأَی فَاسِقاً هَجَرَهُ هَؤُلَاءِ وَ اللَّهِ یَا نَوْفُ شِیعَتِی شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ حَوَائِجُهُمْ خَفِیفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَةٌ اخْتَلَفَ بِهِمُ الْأَبْدَانُ وَ لَمْ تَخْتَلِفْ قُلُوبُهُمْ قَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ لِی فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ یَا نَوْفُ یَجِی ءُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذاً بِحُجْزَةِ رَبِّهِ جَلَّتْ أَسْمَاؤُهُ یَعْنِی بِحَبْلِ الدِّینِ وَ حُجْزَةِ الدِّینِ وَ أَنَا آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ وَ أَهْلُ بَیْتِی آخِذُونَ بِحُجْزَتِی وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا فَإِلَی أَیْنَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ

ص: 191

قَالَهَا ثَلَاثاً.

بیان: فی المصباح رمقه بعینه رمقا من باب قتل أطال النظر و النبهان المنتبه من النوم و المعنی أ تنظر إلی أم أنت منتبه من النوم من غیر نظر قوله علیه السلام درهم و درهم أی یواسی إخوانه بأن یأخذ درهما و یعطی درهما و یأخذ ثوبا و یعطی ثوبا و إلا فلا أی و إن لم یفعل ذلك فلیس من شیعتی.

«48»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ وَ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبُنْدَارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ یَعْنِی یَحْیَی ابْنَ أُمِّ الطَّوِیلِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ قَالَ: عُرِضَتْ لِی إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَاجَةٌ فَاسْتَتْبَعْتُ إِلَیْهِ جُنْدَبَ بْنَ زُهَیْرٍ وَ الرَّبِیعَ بْنَ خُثَیْمٍ وَ ابْنَ أُخْتِهِ هَمَّامَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ خُثَیْمٍ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْبَرَانِسِ فَأَقْبَلْنَا مُعْتَمِدِینَ لِقَاءَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَلْفَیْنَاهُ حِینَ خَرَجَ یَؤُمُّ الْمَسْجِدَ فَأَفْضَی وَ نَحْنُ مَعَهُ إِلَی نَفَرٍ مُبَدَّنِینَ قَدْ أَفَاضُوا فِی الْأُحْدُوثَاتِ تَفَكُّهاً وَ بَعْضُهُمْ یُلْهِی بَعْضاً فَلَمَّا أَشْرَفَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَسْرَعُوا إِلَیْهِ قِیَاماً فَسَلَّمُوا فَرَدَّ التَّحِیَّةَ ثُمَّ قَالَ مَنِ الْقَوْمُ قَالُوا أُنَاسٌ مِنْ شِیعَتِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُمْ خَیْراً ثُمَّ قَالَ یَا هَؤُلَاءِ مَا لِی لَا أَرَی فِیكُمْ سِمَةَ شِیعَتِنَا وَ حِلْیَةَ أَحِبَّتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ حَیَاءً قَالَ نَوْفٌ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ جُنْدَبٌ وَ الرَّبِیعُ فَقَالا مَا سِمَةُ شِیعَتِكُمْ وَ صِفَتُهُمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَتَثَاقَلَ عَنْ جَوَابِهِمَا وَ قَالَ اتَّقِیَا اللَّهَ أَیُّهَا الرَّجُلَانِ وَ أَحْسِنَا فَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ فَقَالَ هَمَّامُ بْنُ عُبَادَةَ وَ كَانَ عَابِداً مُجْتَهِداً أَسْأَلُكَ بِالَّذِی أَكْرَمَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ خَصَّكُمْ وَ حَبَاكُمْ وَ فَضَّلَكُمْ تَفْضِیلًا إِلَّا أَنْبَأْتَنَا بِصِفَةِ شِیعَتِكُمْ فَقَالَ لَا تُقْسِمْ فَسَأُنَبِّئُكُمْ جَمِیعاً وَ أَخَذَ بِیَدِ هَمَّامٍ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَسَبَّحَ رَكْعَتَیْنِ أَوْجَزَهُمَا وَ أَكْمَلَهُمَا وَ جَلَسَ وَ أَقْبَلَ عَلَیْنَا وَ حَفَّ الْقَوْمُ بِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 192

ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ خَلَقَ خَلْقَهُ فَأَلْزَمَهُمْ عِبَادَتَهُ وَ كَلَّفَهُمْ طَاعَتَهُ وَ قَسَمَ بَیْنَهُمْ مَعَایِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ فِی الدُّنْیَا بِحَیْثُ وَضَعَهُمْ وَ هُوَ فِی ذَلِكَ غَنِیٌّ عَنْهُمْ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِیَةُ مَنْ عَصَاهُ مِنْهُمْ لَكِنَّهُ عَلِمَ تَعَالَی قُصُورَهُمْ عَمَّا تَصْلُحُ عَلَیْهِ شُئُونُهُمْ وَ تَسْتَقِیمُ بِهِ دَهْمَاؤُهُمْ فِی عَاجِلِهِمْ وَ آجِلِهِمْ فَارْتَبَطَهُمْ بِإِذْنِهِ فِی أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ فَأَمَرَهُمْ تَخْیِیراً وَ كَلَّفَهُمْ یَسِیراً وَ أَثَابَهُمْ كَثِیراً وَ أَمَازَ سُبْحَانَهُ بِعَدْلِ حُكْمِهِ وَ حِكْمَتِهِ بَیْنَ الْمُوجِفِ مِنْ أَنَامِهِ إِلَی مَرْضَاتِهِ وَ مَحَبَّتِهِ وَ بَیْنَ الْمُبْطِئِ عَنْهَا وَ الْمُسْتَظْهِرِ عَلَی نِعْمَتِهِ مِنْهُمْ بِمَعْصِیَتِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْكُمُونَ (1) ثُمَّ وَضَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِ هَمَّامِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ أَلَا مَنْ سَأَلَ عَنْ شِیعَةِ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ فِی كِتَابِهِ مَعَ نَبِیِّهِ تَطْهِیراً فَهُمُ الْعَارِفُونَ بِاللَّهِ الْعَامِلُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ أَهْلُ الْفَضَائِلِ وَ الْفَوَاضِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْیُهُمُ التَّوَاضُعُ بَخَعُوا لِلَّهِ تَعَالَی بِطَاعَتِهِ وَ خَضَعُوا لَهُ بِعِبَادَتِهِ فَمَضَوْا غَاضِّینَ أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَاقِفِینَ أَسْمَاعَهُمْ عَلَی الْعِلْمِ بِدِینِهِمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِی الْبَلَاءِ كَالَّذِی نُزِّلَتْ مِنْهُمْ فِی الرَّخَاءِ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ بِالْقَضَاءِ فَلَوْ لَا الْآجَالُ الَّتِی كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِی أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَیْنٍ شَوْقاً إِلَی لِقَاءِ اللَّهِ وَ الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ صَغُرَ مَا دُونَهُ فِی أَعْیُنِهِمْ فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ رَآهَا فَهُمْ عَلَی أَرَائِكِهَا مُتَّكِئُونَ وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ أُدْخِلَهَا فَهُمْ فِیهَا یُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِیفَةٌ وَ حَوَائِجُهُمْ خَفِیفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَةٌ وَ مَعُونَتُهُمْ فِی الْإِسْلَامِ عَظِیمَةٌ صَبَرُوا أَیَّاماً قَلِیلَةً فَأَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِیلَةً وَ تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ یَسَّرَهَا لَهُمْ رَبٌّ كَرِیمٌ أُنَاسٌ أَكْیَاسٌ أَرَادَتْهُمُ الدُّنْیَا فَلَمْ یُرِیدُوهَا وَ طَلَبَتْهُمْ

ص: 193


1- 1. الجاثیة: 21.

فَأَعْجَزُوهَا أَمَّا اللَّیْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالُونَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ یُرَتِّلُونَهُ تَرْتِیلًا یَعِظُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَمْثَالِهِ وَ یَسْتَشْفُونَ لِدَائِهِمْ بِدَوَائِهِ تَارَةً وَ تَارَةً مُفْتَرِشُونَ جِبَاهَهُمْ وَ أَكُفَّهُمْ وَ رُكَبَهُمْ وَ أَطْرَافَ أَقْدَامِهِمْ تَجْرِی دُمُوعُهُمْ عَلَی خُدُودِهِمْ یُمَجِّدُونَ جَبَّاراً عَظِیماً وَ یَجْأَرُونَ إِلَیْهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِی فَكَاكِ رِقَابِهِمْ هَذَا لَیْلُهُمْ فَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَةٌ أَتْقِیَاءُ بَرَاهُمْ خَوْفُ بَارِیهِمْ فَهُمْ أَمْثَالُ الْقِدَاحِ یَحْسَبُهُمُ النَّاظِرُ إِلَیْهِمْ مَرْضَی وَ مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ أَوْ قَدْ خُولِطُوا وَ قَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهِمْ وَ شِدَّةِ سُلْطَانِهِ أَمْرٌ عَظِیمٌ طَاشَتْ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ ذَهَلَتْ مِنْهُ عُقُولُهُمْ فَإِذَا اسْتَقَامُوا مِنْ ذَلِكَ بَادَرُوا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِیَةِ لَا یَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِیلِ وَ لَا یَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْجَزِیلَ فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِنْ زُكِّیَ أَحَدُهُمْ خَافَ مِمَّا یَقُولُونَ وَ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِی مِنْ غَیْرِی وَ رَبِّی أَعْلَمُ بِی اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِی بِمَا یَقُولُونَ وَ اجْعَلْنِی خَیْراً مِمَّا یَظُنُّونَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَعْلَمُونَ فَإِنَّكَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ وَ سَاتِرُ الْعُیُوبِ.

هَذَا وَ مِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنْ تَرَی لَهُ قُوَّةً فِی دِینٍ وَ حَزْماً فِی لِینٍ وَ إِیمَاناً فِی یَقِینٍ وَ حِرْصاً عَلَی عِلْمٍ وَ فَهْماً فِی فِقْهٍ وَ عِلْماً فِی حِلْمٍ وَ كَیْساً فِی رِفْقٍ وَ قَصْداً فِی غِنًی وَ تَجَمُّلًا فِی فَاقَةٍ وَ صَبْراً فِی شِدَّةٍ وَ خُشُوعاً فِی عِبَادَةٍ وَ رَحْمَةً لِلْمَجْهُودِ وَ إِعْطَاءً فِی حَقٍّ وَ رِفْقاً فِی كَسْبٍ وَ طَلَباً فِی حَلَالٍ وَ تَعَفُّفاً فِی طَمَعٍ وَ طَمَعاً فِی غَیْرِ طَبَعٍ أَیْ دَنَسٍ وَ نَشَاطاً فِی هُدًی وَ اعْتِصَاماً فِی شَهْوَةٍ وَ بِرّاً فِی اسْتِقَامَةٍ لَا یَغُرُّهُ مَا جَهِلَهُ وَ لَا یَدَعُ إِحْصَاءَ مَا عَمِلَهُ یَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِی الْعَمَلِ وَ هُوَ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ عَلَی وَجَلٍ یُصْبِحُ وَ شُغُلُهُ الذِّكْرُ وَ یُمْسِی وَ هَمُّهُ الشُّكْرُ یَبِیتُ حَذِراً مِنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ وَ یُصْبِحُ فَرِحاً لِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الرَّحْمَةِ إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ فِیمَا تَكْرَهُ لَمْ یُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِیمَا إِلَیْهِ تَشْرَهُ رَغْبَتُهُ فِیمَا یَبْقَی وَ زَهَادَتُهُ فِیمَا یَفْنَی قَدْ قَرَنَ الْعَمَلَ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمَ بِالْحِلْمِ یَظَلُّ دَائِماً نَشَاطُهُ بَعِیداً كَسَلُهُ قَرِیباً أَمَلُهُ قَلِیلًا زَلَلُهُ مُتَوَقِّعاً أَجَلَهُ خَاشِعاً قَلْبُهُ ذَاكِراً رَبَّهُ قَانِعَةً نَفْسُهُ عَازِباً جَهْلَهُ مُحْرِزاً دِینَهُ مَیِّتاً

ص: 194

دَاؤُهُ كَاظِماً غَیْظَهُ صَافِیاً خُلُقُهُ آمِناً مِنْهُ جَارُهُ سَهْلًا أَمْرُهُ مَعْدُوماً كِبْرُهُ بَیِّناً صَبْرُهُ كَثِیراً ذِكْرُهُ لَا یَعْمَلُ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ رِئَاءً وَ لَا یَتْرُكُهُ حَیَاءً الْخَیْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ إِنْ كَانَ بَیْنَ الْغَافِلِینَ كُتِبَ فِی الذَّاكِرِینَ وَ إِنْ كَانَ مَعَ الذَّاكِرِینَ لَمْ یُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِینَ یَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ یُعْطِی مَنْ حَرَمَهُ وَ یَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ قَرِیبٌ مَعْرُوفُهُ صَادِقٌ قَوْلُهُ حَسَنٌ فِعْلُهُ مُقْبِلٌ خَیْرُهُ مُدْبِرٌ شَرُّهُ غَائِبٌ مَكْرُهُ فِی الزَّلَازِلِ وَقُورٌ وَ فِی الْمَكَارِهِ صَبُورٌ وَ فِی الرَّخَاءِ شَكُورٌ لَا یَحِیفُ عَلَی مَنْ یُبْغِضُ وَ لَا یَأْثَمُ فِیمَنْ یُحِبُّ وَ لَا یَدَّعِی مَا لَیْسَ لَهُ وَ لَا یَجْحَدُ

مَا عَلَیْهِ یَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ یُشْهَدَ بِهِ عَلَیْهِ لَا یُضِیعُ مَا اسْتَحْفَظَهُ وَ لَا یُنَابِزُ بِالْأَلْقَابِ لَا یَبْغِی عَلَی أَحَدٍ وَ لَا یَغْلِبُهُ الْحَسَدُ وَ لَا یُضَارُّ بِالْجَارِ وَ لَا یَشْمَتُ بِالْمُصَابِ مُؤَدٍّ لِلْأَمَانَاتِ عَامِلٌ بِالطَّاعَاتِ سَرِیعٌ إِلَی الْخَیْرَاتِ بَطِی ءٌ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَفْعَلُهُ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یَجْتَنِبُهُ لَا یَدْخُلُ فِی الْأُمُورِ بِجَهْلٍ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ بِعَجْزٍ إِنْ صَمَتَ لَمْ یُعْیِهِ الصَّمْتُ وَ إِنْ نَطَقَ لَمْ یُعْیِهِ اللَّفْظُ وَ إِنْ ضَحِكَ لَمْ یَعْلُ بِهِ صَوْتُهُ قَانِعٌ بِالَّذِی قُدِّرَ لَهُ لَا یَجْمَحُ بِهِ الْغَیْظُ وَ لَا یَغْلِبُهُ الْهَوَی وَ لَا یَقْهَرُهُ الشُّحُّ یُخَالِطُ النَّاسَ بِعِلْمٍ وَ یُفَارِقُهُمْ بِسِلْمٍ یَتَكَلَّمُ لِیَغْنَمَ وَ یَسْأَلُ لِیَفْهَمَ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَةٍ أَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَتْعَبَهَا لِآخِرَتِهِ إِنْ بُغِیَ عَلَیْهِ صَبَرَ لِیَكُونَ اللَّهُ تَعَالَی هُوَ الْمُنْتَصِرَ لَهُ یَقْتَدِی بِمَنْ سَلَفَ مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ قَبْلَهُ فَهُوَ قُدْوَةٌ لِمَنْ خَلَفَ مِنْ طَالِبِ الْبِرِّ بَعْدَهُ أُولَئِكَ عُمَّالُ اللَّهِ وَ مَطَایَا أَمْرِهِ وَ طَاعَتِهِ وَ سُرُجُ أَرْضِهِ وَ بَرِیَّتِهِ أُولَئِكَ شِیعَتُنَا وَ أَحِبَّتُنَا وَ مِنَّا وَ مَعَنَا أَلَا هَا شَوْقاً إِلَیْهِمْ فَصَاحَ هَمَّامُ بْنُ عُبَادَةَ صَیْحَةً وَقَعَ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَحَرَّكُوهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْیَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَاسْتَعْبَرَ الرَّبِیعُ بَاكِیاً وَ قَالَ لَأَسْرَعَ مَا أَوْدَتْ مَوْعِظَتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِابْنِ أَخِی وَ لَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّی بِمَكَانِهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فَمَا بَالُكَ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ وَیْحَكَ إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ أَجَلًا لَنْ یَعْدُوَهُ وَ سَبَباً لَنْ یُجَاوِزَهُ فَمَهْلًا لَا تَعُدْ لَهَا فَإِنَّمَا نَفَثَهَا عَلَی لِسَانِكَ الشَّیْطَانُ قَالَ فَصَلَّی عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 195

علیه السلام عَشِیَّةَ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ شَهِدَ جَنَازَتَهُ وَ نَحْنُ مَعَهُ قَالَ الرَّاوِی عَنْ نَوْفٍ فَصِرْتُ إِلَی الرَّبِیعِ بْنِ خَیْثَمٍ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا حَدَّثَنِی نَوْفٌ فَبَكَی الرَّبِیعُ حَتَّی كَادَتْ نَفْسُهُ أَنْ تَفِیضَ وَ قَالَ صَدَقَ أَخِی لَا جَرَمَ أَنَّ مَوْعِظَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَلَامَهُ ذَلِكَ مِنِّی بِمَرْأًی وَ مَسْمَعٍ وَ مَا ذَكَرْتُ مَا كَانَ مِنْ هَمَّامِ بْنِ عُبَادَةَ یَوْمَئِذٍ وَ أَنَا فِی بُلَهْنِیَةٍ إِلَّا كَدَّرَهَا وَ لَا شِدَّةٍ إِلَّا فَرَّجَهَا.

بیان: قد مر هذا الخبر بروایات عدیدة فی باب صفات المؤمن (1) و شرحناها هناك و نوضح هاهنا ما یختص بهذه الروایة نوف بفتح النون و سكون الواو و قال الجوهری نوف البكالی كان حاجب علی رضوان اللّٰه علیه قال تغلب هو منسوب إلی بكالة قبیلة انتهی و قیل هو بالكسر منسوب إلی بكالة قریة بالیمن و سیأتی الكلام فیه إن شاء اللّٰه تعالی فاستتبعت أی جعلتهما تابعین لی فی المضی إلیه و فی النسخ هنا الربیع بن خثیم بتقدیم المثناة علی المثلثة و فی كتب اللغة و الرجال بالعكس مصغرا و هو أحد الزهاد الثمانیة و رأیت بعض الطعون فیه و هو المدفون بالمشهد المقدس الرضوی صلوات اللّٰه علی مشرفه و قال الجوهری البرنس قلنسوة طویلة و كان النساك یلبسونها فی صدر الإسلام أی كان من الزهاد و العباد المشهورین بذلك و فی المصباح أفضیت إلی الشی ء وصلت إلیه.

مبدنین بضم المیم و تشدید الدال المفتوحة أی سمانا ملحمین كما هو هیئة المترفین بالنعم فی القاموس البادن و البدین و المبدن كمعظم الجسیم و فی أساس اللغة بدنت لما بدنت أی سمنت لما أسننت یقال بدن الرجال و بدن بدنا و بدانة فهو بدین و بادن و بادننی فلان و بدنته أی كنت أبدن و رجل مبدان مبطان سمین ضخم و فی القاموس أفاضوا فی الحدیث اندفعوا و حدیث مفاض فیه و قال الأحدوثة ما یتحدث به و قال فكههم بملح الكلام تفكیها أطرفهم بها و هو فكه و فاكه طیب النفس ضحوك أو یحدث صحبة فیضحكهم و فاكهة مازحة و تفكه تندم و به تمتع و قال لها لهوا لعب كالتهی و ألهاه ذلك و لهی عنه غفل

ص: 196


1- 1. راجع ج 67 ص 315 و 341 و 365 و مثله فی كتاب الروضة ج 78 ص 28.

و ترك ذكره كلها كدعا لهیا و لهیانا.

فسبح أی صلی السبحة و هی النافلة و كأنها صلاة التحیة فی النهایة قد یطلق التسبیح علی صلاة التطوع و النافلة و یقال أیضا للذكر و لصلاة النافلة سبحة یقال قضیت سبحتی و إنما خصت النافلة بالسبحة و إن شاركتها الفریضة فی معنی التسبیح لأن التسبیحات فی الفرائض نوافل فقیل لصلاة النافلة لأنها نافلة كالتسبیحات و الأذكار فی أنها غیر واجبة أوجزهما أی كما و أكملهما أی كیفیة من رعایة حضور القلب و الخشوع و غیر ذلك جل ثناؤه عن أن یأتی به كما هو أهله أحد و تقدست أسماؤه عن أن تدل علی نقص أو عن أن یبلغ إلی كنهها أحد دهماؤهم أی أكثرهم أو جماعتهم مع كثرتهم فی القاموس الدهماء العدد الكثیر فأماز علی بناء الإفعال أی میز و فرق فی القاموس مازه یمیزه میزا عزله و فرزه كأمازه و میزه فامتاز و انماز و تمیز و الشی ء فضل بعضه علی بعض و الإیجاف الإسراع و إیجاف الخیل و البعیر ركضهما و الوجیف نوع من عدو الإبل و استعیر هنا للإسراع فی الطاعات و الاستظهار الاستعانة و كأن المراد هنا من یستعین علی تحصیل نعمة اللّٰه و رزقه المقدر له بمعصیة اللّٰه كالخیانة و یحتمل أن یكون علی القلب أی یستعین بنعمة اللّٰه علی معصیته أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ قال البیضاوی أم منقطعة و معنی الهمزة إنكار الحسبان و الاجتراح الاكتساب أَنْ نَجْعَلَهُمْ أن نصیرهم كَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مثلهم و هو ثانی مفعولی یجعل و قوله سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ بدل منه إن كان الضمیر للموصول الأول لأن المماثلة فیه إذ المعنی إنكار أن یكون حیاتهم و مماتهم سیان فی البهجة و الكرامة كما هو للمؤمنین و یدل علیه قراءة حمزة و الكسائی و حفص سواء بالنصب علی البدل أو الحال من الضمیر فی الكاف أو المفعولیة و الكاف حال و إن كان للثانی فحال منه أو استئناف یبین المقتضی للإنكار و إن كان لهما فبدل أو حال من الثانی و ضمیر الأول و المعنی إنكار أن یستووا بعد الممات فی الكرامة أو ترك المؤاخذة كما استووا فی الرزق و الصحة فی الحیاة أو استئناف مقرر لتساوی محیا كل صنف و مماته فی

ص: 197

الهدی و الضلال و قرئ مماتهم بالنصب علی أن محیاهم و مماتهم ظرفان كمقدم الحاج ساءَ ما یَحْكُمُونَ ساء حكمهم هذا و بئس شیئا حكموا به.

و فی القاموس الفضیلة الدرجة الرفیعة فی الفضل و الاسم الفاضلة و الفواضل الأیادی الجسیمة أو الجمیلة و قال بخع نفسه كمنع قتلها غما و بالحق بخوعا أقر به و خضع له كبخع بالكسر بخاعة و بخوعا فمضوا أی فی الطاعة أو إلی الآخرة خوف باریهم أی خالقهم و كونه من البری بعید هذا أی خذ هذا و هو فصل فی الكلام شائع فی طمع كان فی بمعنی عن و إن لم یكن مذكورا فی الكتب المشهورة أو بمعنی مع فالمراد الطمع من اللّٰه أی دنس كأنه كلام الكراجكی و یحتمل غیره من الرواة و فی النهایة الطبع بالتحریك الدنس و أصله من الدنس و الوسخ یغشیان السیف ثم استعمل فیما یشبه ذلك من الأوزار و الآثام و غیرهما من المقابح و منه الحدیث أعوذ باللّٰه من طمع یهدی إلی طبع أی یؤدی إلی شین و عیب و منه حدیث ابن عبد العزیز لا یتزوج من العرب فی الموالی إلا الطمع الطبع لا یغره ما جهله أی من عیوبه و الأظهر ثناء من جهله كما مر و الاعتصام الامتناع و فی القاموس شره كفرح غلب حرصه فهو شره عازبا أی غائبا محرزا بكسر الراء أو بفتحها دینه بالنصب أو الرفع لم یعیه الصمت أی

لا یصیر صمته سببا لقلة علمه و إعیائه عن بیان الحق بل صمته تدبر و تفكر أو لیس صمته بسبب الإعیاء و العجز عن الكلام بل لمفاسد الكلام و هو بعید لفظا به أی بالضحك أو الباء للتعدیة بعلم أی مع علمه بمن صاحبه و أنه أهل لذلك أو لتحصیل العلم لیوافق ما مر و إن كان بعیدا بسلم أی مع مسالمة و مصالحة لا لعداوة و منازعة و المطایا جمع المطیة و هی الدابة تمطو أی تسرع فی مسیرها أی یحملون أوامر اللّٰه و طاعاته إلی الخلق و یعلمونهم و یروون لهم أو یتحملونها و یعملون بها مسرعین فی ذلك ألا ها ألا حرف تنبیه و ها إما اسم فعل بمعنی خذ أو حكایة عن تنفس طویل تحسرا علی عدم لقائهم و شوقا علی الأول مصدر فعل محذوف أی اشتاق شوقا و علی الثانی یحتمل ذلك و أن یكون علة لما یدل علیه ها من التحسر و التحزن و فی كلامه علیه السلام

ص: 198

فی مواضع أخری آه آه شوقا إلی رؤیتهم و فی القاموس أودی هلك و به الموت ذهب و قال البلهنیة بضم الباء الرخاء و سعة العیش.

باب 20 النهی عن التعجیل علی الشیعة و تمحیص ذنوبهم

«1»- ب، [قرب الإسناد] عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا عَلَی شِیعَتِنَا إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ تَثْبُتْ لَهُمْ أُخْرَی (1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو الْبَصْرِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ قَبِیصَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْقُرَشِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ شِیعَتِنَا فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّهُمْ أُخِذَ عَلَیْهِمُ الْعَهْدُ بِالتَّقِیَّةِ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ یَأْمَنُ النَّاسُ وَ یَخَافُونَ وَ یُكَفَّرُونَ فِینَا وَ لَا نُكَفَّرُ فِیهِمْ وَ یُقْتَلُونَ بِنَا وَ لَا نُقْتَلُ بِهِمْ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِنَا ارْتَكَبَ ذَنْباً أَوْ خَطْباً إِلَّا نَالَهُ فِی ذَلِكَ غَمٌّ مَحَّصَ عَنْهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ أَنَّهُ أَتَی بِذُنُوبٍ بِعَدَدِ الْقَطْرِ وَ الْمَطَرِ وَ بِعَدَدِ الْحَصَی وَ الرَّمْلِ وَ بِعَدَدِ الشَّوْكِ وَ الشَّجَرِ فَإِنْ لَمْ یَنَلْهُ فِی نَفْسِهِ فَفِی أَهْلِهِ وَ مَالِهِ فَإِنْ لَمْ یَنَلْهُ فِی أَمْرِ دُنْیَاهُ مَا یَغْتَمُّ بِهِ تَخَایَلَ لَهُ فِی مَنَامِهِ مَا یَغْتَمُّ بِهِ فَیَكُونُ ذَلِكَ تَمْحِیصاً لِذُنُوبِهِ (2).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا ثَبَّتَ اللَّهُ حُبَّ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَلْبِ أَحَدٍ فَزَلَّتْ لَهُ قَدَمٌ إِلَّا ثَبَتَتْ لَهُ قَدَمٌ أُخْرَی (3).

ص: 199


1- 1. قرب الإسناد ص 171.
2- 2. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 237.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 132.

«4»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اطْلُبْ لِأَخِیكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً(1).

«5»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ وَلِیَّ عَلِیٍّ علیه السلام إِنْ تَزِلَّ بِهِ قَدَمٌ تَثْبُتْ أُخْرَی (2).

«6»- محص، [التمحیص] عَنْ عُمَرَ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأَرَی مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ یَرْتَكِبُ الذُّنُوبَ الْمُوبِقَةَ فَقَالَ یَا عُمَرُ لَا تُشَنِّعْ عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ إِنَّ وَلِیَّنَا لَیَرْتَكِبُ ذُنُوباً یَسْتَحِقُّ بِهَا مِنَ اللَّهِ الْعَذَابَ فَیَبْتَلِیهِ اللَّهُ فِی بَدَنِهِ بِالسُّقْمِ حَتَّی تُمَحَّصَ عَنْهُ الذُّنُوبُ فَإِنْ عَافَاهُ فِی بَدَنِهِ ابْتَلَاهُ فِی مَالِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِی مَالِهِ ابْتَلَاهُ فِی وَلَدِهِ فَإِنْ عَافَاهُ مِنْ بَوَائِقِ الدَّهْرِ شَدَّدَ عَلَیْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ حِینَ یَلْقَاهُ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ قَدْ أَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ.

رِیَاضُ الْجِنَانِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ السَّابِرِیِّ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ ابْتَلَاهُ فِی وَلَدِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِی وَلَدِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِی أَهْلِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِی أَهْلِهِ ابْتَلَاهُ بِجَارِ سَوْءٍ یُؤْذِیهِ فَإِنْ عَافَاهُ مِنْ بَوَائِقِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

باب 21 دخول الشیعة مجالس المخالفین و بلاد الشرك

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنْ حَمَّادٍ السَّمَنْدَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَدْخُلُ بِلَادَ الشِّرْكِ وَ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا یَقُولُونَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ

ص: 200


1- 1. الخصال ج 2 ص 161.
2- 2. المحاسن ص 158.

قَالَ فَقَالَ لِی یَا حَمَّادُ إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا كُنْتَ فِی هَذِهِ الْمُدُنِ مُدُنِ الْإِسْلَامِ تُذَاكِرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَیْهِ قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِی إِنَّكَ إِنْ تَمُتْ ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ وَ سَعَی نُورُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ (1).

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ وَ یُونُسُ بْنُ یَعْقُوبَ وَ الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَحْضُرُ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَذْكُرُكُمْ فِی نَفْسِی فَأَیَّ شَیْ ءٍ أَقُولُ فَقَالَ یَا حُسَیْنُ إِذَا حَضَرْتَ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ فَقُلِ اللَّهُمَّ أَرِنَا الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ فَإِنَّكَ تَأْتِی عَلَی مَا تُرِیدُ(2).

بیان: فإنك تأتی علی ما ترید(3)

أی یریك اللّٰه الرخاء و السرور فی دینك أو یعطیك اللّٰه ثواب ما ترید الفوز به من ظهور دین الحق.

باب 22 فی أن اللّٰه تعالی إنما یعطی الدین الحق و الإیمان و التشیع من أحبه و أن التواخی لا یقع علی الدین و فی ترك دعاء الناس إلی الدین

كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا الصَّخْرِ

ص: 201


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 44.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 53 فی حدیث.
3- 3. الخطاب مع اللّٰه عزّ و جلّ و هو الفعال لما یرید.

إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ یُبْغِضُ (1)

وَ لَا یُعْطِی هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِی وَ دِینِ آبَائِی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ لَا أَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ لَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَی دِینِ هَؤُلَاءِ(2).

تبیان من یحب و من یبغض أی من یحبه اللّٰه و من یبغضه اللّٰه أو من یحب اللّٰه و من یبغض اللّٰه و الأول أظهر و لا یعطی هذا الأمر أی الاعتقاد بالولایة و اختیار دین الإمامیة إلا صفوته من خلقه أی من اصطفاه و اختاره و فضله من جمیع خلقه بسبب طیب روحه و طینته كما مر أو المعنی أن ذا المال و الجاه و النعمة فی الدنیا یمكن أن یكون محبوبا لله أو مبغوضا لله و لیست سببا لحب اللّٰه و لا علامة له بخلاف دین الحق فإن من أوتیه یكون لا محالة محبوبا لله مختارا عنده و علی الوجهین الغرض بیان فضل الولایة و الشكر علیها و عدم الشكایة بعد حصولها عن فقر الدنیا و ذلها و شدائدها و حقارة الدنیا و أهلها عند اللّٰه و أنها لیست مناط الشرف و الفضل.

قوله علیه السلام و دین آبائی و المعنی أن أصول الدین مشتركة فی ملل جمیع الأنبیاء و إنما الاختلاف فی بعض الخصوصیات فإن الاعتقاد بالتوحید و العدل و المعاد مما اشترك فیه جمیع الملل و كذا التصدیق بنبوة الأنبیاء و الإذعان بجمیع ما جاءوا به و أهمها الإیمان بأوصیائهم و متابعتهم فی جمیع الأمور و عدم العدول عنهم إلی غیرهم كان لازما فی جمیع الملل و إنما الاختلاف فی خصوص النبی و خصوص الأوصیاء و خصوص بعض العبادات فمن أقر بنبینا صلی اللّٰه علیه و آله و بجمیع ما جاء

ص: 202


1- 1. قال بعض المحشین: الحب انجذاب خاصّ من المحب نحو المحبوب لیجده، ففیه شوب من معنی الانفعال و هو بهذا المعنی و ان امتنع أن یتصف به اللّٰه سبحانه لكنه تعالی یتصف به من حیث الاثر كسائر الصفات من الرحمة و الغضب و غیرهما، فهو تعالی یحب خلقه من حیث انه یرید أن یجده و ینعم علیه بالوجود و الرزق و نحوهما، و هو تعالی یحب عبده المؤمن من حیث أنّه یرید أن یجده و لا یفوته فینعم علیه بنعمة السعادة و العاقبة الحسنی فالمراد بالمحبة فی هذه الروایات المحبة الخاصّة.
2- 2. الكافی ج 2 ص 215.

به و بجمیع أوصیائه و لم یعدل عنهم إلی غیرهم فهو علی دین جمیع الأنبیاء.

و یحتمل أن یكون إشارة إلی ما ورد فی كثیر من الأخبار أن الإقرار بنبینا صلی اللّٰه علیه و آله و أوصیائه علیهم السلام كان مأخوذا علی جمیع الأنبیاء علیهم السلام و أممهم و قیل المراد أنه مأخوذ فی دین الإسلام نفی الشرك و نصب غیر من نصبه اللّٰه للإمامة و الرجوع إلیه نوع من الشرك فالتوحید الذی هو دین جمیع الأنبیاء مخصوص بالشیعة و ما ذكرنا أوضح و أمتن.

«2»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: یَا مَالِكُ إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ یُبْغِضُ وَ لَا یُعْطِی دِینَهُ إِلَّا مَنْ یُحِبُ (1).

سن، [المحاسن] عن الوشاء و محمد بن عبد الحمید العطار عن عاصم: مثله (2).

«3»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا یُعْطِیهَا اللَّهُ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ وَ لَا یُعْطِی الْإِیمَانَ إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ (3).

سن، [المحاسن] عن الوشاء: مثله (4)

بیان: قال الجوهری صفوة الشی ء خالصه و محمد صفوة اللّٰه من خلقه و مصطفاه أبو عبیدة یقال له صفوة مالی و صفوة مالی و صفوة مالی فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالی بالفتح لا غیر(5).

«4»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ

ص: 203


1- 1. الكافی ج 2 ص 215.
2- 2. المحاسن ص 261.
3- 3. الكافی ج 2 ص 215.
4- 4. المحاسن ص 217، و هو الذی ذكره تحت الرقم: 6 فلا تغفل.
5- 5. الصحاح ص 2401.

أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الدُّنْیَا یُعْطِیهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أَحَبَّ وَ مَنْ أَبْغَضَ وَ إِنَّ الْإِیمَانَ لَا یُعْطِیهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ (1).

«5»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الدُّنْیَا یُعْطِیهَا اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ وَ أَبْغَضَ وَ إِنَّ الْإِیمَانَ لَا یُعْطِیهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ (2).

«6»- سن، [المحاسن] عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا یُعْطَاهَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ وَ إِنَّ هَذَا الدِّینَ لَا یُعْطَاهُ إِلَّا أَهْلُهُ خَاصَّةً(3).

«7»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الدُّنْیَا مَنْ یُحِبُّ وَ یُبْغِضُ وَ لَا یُعْطِی الْإِیمَانَ إِلَّا أَهْلَ صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ (4).

«8»- سن، [المحاسن] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا أَمْشِی مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ إِذَا الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ الدُّنْیَا وَ لَا یُعْطِی الدِّینَ إِلَّا أَهْلَ صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ (5).

سن، [المحاسن] عن محمد بن عبد الحمید عن عاصم بن حمید عن عمرو بن أبی المقدام عن رجل من أهل البصرة: مثله (6).

«9»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الْمَالَ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ وَ لَا یُعْطِی الْإِیمَانَ إِلَّا مَنْ أَحَبَ (7).

«10»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ

ص: 204


1- 1. الكافی ج 2 ص 215.
2- 2. المحاسن ص 216.
3- 3. المحاسن ص 217.
4- 4. المحاسن ص 217.
5- 5. المحاسن ص 217.
6- 6. المحاسن ص 217.
7- 7. المحاسن ص 217.

مُحَمَّدٍ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمْ تَتَوَاخَوْا عَلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ لَكِنْ تَعَارَفْتُمْ عَلَیْهِ (1).

تبیان لم تتواخوا علی هذا الأمر أقول الخبر یحتمل وجوها الأول ما أفاده الوالد قدس اللّٰه روحه و هو أن التواخی بینكم لم یقع علی التشیع و لا فی هذه النشأة بل كانت إخوتكم فی عالم الأرواح قبل الانتقال إلی الأجساد و إنما حصل تعارفكم فی هذا

العالم بسبب الدین فكشف ذلك عن الأخوة فی العلیین و ذلك مثل رجلین كانت بینهما مصاحبة قدیمة فافترقا زمانا طویلا ثم تلاقیا فعرف كل منهما صاحبه.

وَ یُؤَیِّدُهُ الْحَدِیثُ الْمَشْهُورُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.

و هذا الخبر و إن كان عامیا لكن ورد مثله فی أخبارنا بأسانید جمة.

مِنْهَا مَا رَوَی الصَّفَّارُ فِی الْبَصَائِرِ بِأَسَانِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فَقَالَ كَذَبْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَعْرِفُ مَا فِی قَلْبِی فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَیْنَا فَأَیْنَ كُنْتَ لَمْ أَرَكَ (2).

وَ عَنْ عُمَارَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فَسَأَلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِنَّ الْأَرْوَاحَ خُلِقَتْ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ أُسْكِنَتِ الْهَوَاءَ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ثَمَّ ائْتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا ثَمَّ اخْتَلَفَ هَاهُنَا وَ إِنَّ رُوحِی أَنْكَرَ رُوحَكَ (3).

وَ بِسَنَدِهِ أَیْضاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَأَسْكَنَهَا الْهَوَاءَ ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَوَ اللَّهِ مَا مِنْهَا رُوحٌ إِلَّا وَ قَدْ عَرَفْنَا بَدَنَهُ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُكَ فِیهَا فَأَیْنَ كُنْتَ (4).

ص: 205


1- 1. الكافی ج 2 ص 168.
2- 2. بصائر الدرجات ص 87 و 88.
3- 3. بصائر الدرجات ص 87 و 88.
4- 4. بصائر الدرجات ص 87 و 88.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ ره فِی الْعِلَلِ بِسَنَدٍ مُوَثَّقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا فِی الْمِیثَاقِ ائْتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا فِی الْمِیثَاقِ اخْتَلَفَ هَاهُنَا(1).

وَ رَوَی بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مَا تَقُولُ فِی الْأَرْوَاحِ أَنَّهَا جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّا نَقُولُ ذَلِكَ قَالَ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخَذَ عَلَی الْعِبَادِ مِیثَاقَهُمْ وَ هُمْ أَظِلَّةٌ قَبْلَ الْمِیلَادِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ (2) الْآیَةَ قَالَ فَمَنْ أَقَرَّ لَهُ یَوْمَئِذٍ جَاءَتْ أُلْفَتُهُ هَاهُنَا وَ مَنْ أَنْكَرَهُ یَوْمَئِذٍ جَاءَ خِلَافُهُ هَاهُنَا.

و قال ابن الأثیر فی النهایة فیه الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف مجندة أی مجموعة كما یقال ألوف مؤلفة و قناطیر مقنطرة و معناه الإخبار عن مبدإ كون الأرواح و تقدمها علی الأجساد أی أنها خلقت أول خلقها علی قسمین من ائتلاف و اختلاف كالجنود المجموعة إذا تقابلت و تواجهت و معنی تقابل الأرواح ما جعلها اللّٰه علیه من السعادة و الشقاوة و الأخلاق فی مبدإ الخلق یقول إن الأجساد التی فیها الأرواح تلتقی فی الدنیا فتأتلف و تختلف علی حسب ما خلقت علیه و لهذا تری الخیر یحب الأخیار و یمیل إلیهم و الشریر یحب الأشرار و یمیل إلیهم انتهی.

و قال الخطابی خلقت قبلها تلتقی فلما التبست بالأبدان تعارفت بالذكر الأول انتهی.

و أقول استدل بهذا الحدیث علی أمرین الأول خلق الأرواح قبل الأبدان و الثانی أن الأرواح الإنسانیة مختلفة فی الحقیقة و قد أشبعنا القول فی هذه المطالب فی كتاب السماء و العالم.

ص: 206


1- 1. علل الشرائع ج 1 ص 79، بتفاوت و الذی یأتی بعده فی ص 80 من المصدر.
2- 2. الأعراف: 172.

الثانی ما قیل إن المعنی أنكم لم تتواخوا علی التشیع إذ لو كان كذلك لجرت بینكم جمیعا المواخاة و أداء الحقوق و لیس كذلك بل إنما أنتم متعارفون علی التشیع یعرف بعضكم بعضا علیه من دون مواخاة و علی هذا یجوز أن یكون الحدیث واردا مورد الإنكار و أن یكون واقعا موقع الإخبار أو المعنی أن مجرد القول بالتشیع لا یوجب التواخی بینكم و إنما یوجب التعارف بینكم و أما التواخی فإنما یوجبه أمور أخر غیر ذلك لا یجب بدونها.

الثالث أن المعنی أنه لم تكن مواخاتكم بعد حدوث هذا المذهب و اتصافكم به و لكن كانت فی حال الولادة و قبلها و بعدها فإن المواخاة بسبب اتحاد منشإ الطین و الأرواح كما مر و هذا یرجع إلی الوجه الأول أو قریب منه.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ كُلَیْبِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الصَّیْدَاوِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ النَّاسَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً فَتَرَكَهُ وَ هُوَ یَجُولُ لِذَلِكَ وَ یَطْلُبُهُ ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا كَلَّمْتُمُ النَّاسَ قُلْتُمْ ذَهَبْنَا حَیْثُ ذَهَبَ اللَّهُ وَ اخْتَرْنَا مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ وَ اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ اخْتَرْنَا آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: إیاكم و الناس أی احذروا دعوتهم فی زمن شدة التقیة و علل ذلك بأن من كان قابلا للهدایة و أراد اللّٰه ذلك به نكت فی قلبه نكتة من نور كنایة عن أنه یلقی فی قلبه ما یصیر به طالبا للحق متهیئا لقبوله فی القاموس النكت أن تضرب فی الأرض بقضیب فیؤثر فیها و النكتة بالضم النقطة ثم بین علیه السلام طریقا لینا لمعارضتهم و الاحتجاج علیهم و هدایتهم بحیث لا یصیر سببا لمزید تعصبهم و إضرارهم و لا یتضمن التصریح بكفرهم و ضلالتهم بأن قال لو أنكم و لو للتمنی و قلتم جواب إذا حیث ذهب اللّٰه أی حیث أمر اللّٰه بالذهاب إلیه و اخترنا من اختار اللّٰه أی اخترنا الإمامة من أهل بیت اختارهم اللّٰه فإن النبی

ص: 207


1- 1. الكافی ج 2 ص 212.

مختار اللّٰه و العقل یحكم بأن أهل بیت المختار إذا كانوا قابلین للإمامة أولی من غیرهم و هذا دلیل إقناعی تقبله طباع أكثر الخلق (1).

«12»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِی سَعِیدَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ثَابِتُ مَا لَكُمْ وَ لِلنَّاسِ كُفُّوا عَنِ النَّاسِ وَ لَا تَدْعُوا أَحَداً إِلَی أَمْرِكُمْ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَ أَهْلَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَی أَنْ یُضِلُّوا عَبْداً یُرِیدُ اللَّهُ هُدَاهُ مَا اسْتَطَاعُوا كُفُّوا عَنِ النَّاسِ وَ لَا یَقُولُ أَحَدُكُمْ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ جَارِی فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً طَیَّبَ رُوحَهُ فَلَا یَسْمَعُ بِمَعْرُوفٍ إِلَّا عَرَفَهُ وَ لَا بِمُنْكَرٍ إِلَّا أَنْكَرَهُ ثُمَّ یَقْذِفُ اللَّهُ فِی قَلْبِهِ كَلِمَةً یَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ (2).

بیان: قد مر أمثاله فی كتاب العدل و قد تكلمنا هناك فی معنی الهدایة و الإضلال و فهم هذه الأخبار فی غایة الإشكال و منهم من أول إرادة الهدایة بالعلم أو التوفیق و التأیید الذی استحقه بحسن اختیاره و لا یقول أحدكم أخی أی هذا أخی ترحما علیه لإرادة هدایته طیب روحه أی جعلها قابلة لفهم الحق و قبوله إما فی بدو الخلق أو بعده فی عالم الأجساد و الكلمة التی یقذفها فی قلبه هی اعتقاد الإمامة فإنها جامعة لإصلاح جمیع أموره فی الدارین و لا یشتبه علیه أمر من الأمور.

«13»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَدْعُو النَّاسَ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ یَا فُضَیْلُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً أَمَرَ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ حَتَّی أَدْخَلَهُ

ص: 208


1- 1. و لعلّ المراد: قولوا ذهبنا الی بیت ذهب اللّٰه إلیه و هو بیت عبد المطلب، و اخترنا من ذلك البیت من اختاره اللّٰه، و هو محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله، فلما ذهب محمد« ص» لم نرجع عن ذلك البیت، بل اخترنا من ذلك البیت المختار من كان تالیا له صلّی اللّٰه علیه و آله یصلح لان یقوم مقامه و هو علیّ بن أبی طالب رأس العترة الطاهرة.
2- 2. الكافی ج 2 ص 213.

فِی هَذَا الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً(1).

«14»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هَذَا لِلَّهِ وَ لَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لِلَّهِ وَ مَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا یَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ وَ لَا تُخَاصِمُوا بِدِینِكُمُ النَّاسَ فَإِنَّ الْمُخَاصَمَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ قَالَ أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّی یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ (2) ذَرُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ النَّاسِ وَ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا سَوَاءٌ وَ إِنَّنِی سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ إِذَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَی عَبْدٍ أَنْ یُدْخِلَهُ فِی هَذَا الْأَمْرِ كَانَ أَسْرَعَ إِلَیْهِ مِنَ الطَّیْرِ إِلَی وَكْرِهِ (3).

تبیان اجعلوا أمركم هذا أی دینكم و دعوتكم الناس إلیه لله بأن تدعوا الناس إلیه فی مقام تعلمون رضی اللّٰه فیه و لا تدعوا فی مقام التقیة فإنه نهی اللّٰه عنه و لا تجعلوه للناس بإظهار الفضل و حب الغلبة علی الخصم و العصبیة فتدعوهم فی مقام التقیة أیضا فیعود ضرره علیكم و علینا فإنه ما كان لله أی خالصا لوجهه تعالی فهو لله أی یقبله اللّٰه و یثیب علیه أو ما كان لله فی الدنیا فهو لله فی الآخرة و مالهما واحد فلا یصعد إلی السماء أی لا یقبل إشارة إلی قوله تعالی إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (4) و لا تخاصموا بدینكم أی لا تجادلوا مجادلة یكون غرضكم فیها المغالبة و المعاندة بإلقاء الشبهات الفاسدة لا ظهور الحق فإن المخاصمة علی هذا الوجه تمرض القلب بالشك و الشبهة و الأغراض الباطلة و إن كان غرضكم إجبارهم علی الهدایة فإنها لیست بیدكم كما قال تعالی لنبیه إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ و قال أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ.

و قوله علیه السلام ذروا الناس یحتمل أن یكون المراد به أن غرضكم من

ص: 209


1- 1. الكافی ج 2: 213.
2- 2. القصص: 56. یونس: 99.
3- 3. الكافی ج 2: 213.
4- 4. فاطر: 10.

المجادلة إن كان ظهور الحق لكم فلا حاجة لكم إلی ذلك فإن حقیتكم أظهر من ذلك فإنكم أخذتم دینكم عن اللّٰه بالآیات المحكمات و عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بالأخبار المتواترة من الجانبین و عن علی علیه السلام المقبول من الطرفین و هم أخذوا من الأخبار الموضوعة المنمیة إلی النواصب و المعاندین و الشبهات الواهیة التی یظهر بأدنی تأمل بطلانها و لا سواء مأخذكم و مأخذهم و وكر الطائر عشه.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ قَوْماً لِلْحَقِّ فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا لَا یَعْرِفُونَهُ وَ إِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَاطِلَ أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا لَا یَعْرِفُونَهُ وَ خَلَقَ قَوْماً لِغَیْرِ ذَلِكَ فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا لَا یَعْرِفُونَهُ وَ إِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْبَاطِلِ قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا لَا یَعْرِفُونَهُ (1).

بیان: خلق قوما للحق كان اللام للعاقبة أی عالما بأنهم یختارون الحق أو یختارون خلافه و إن كانوا لا یعرفونه قیل هذا مبنی علی أنه قد یحكم الإنسان بأمر و یذعن به و هو مبنی علی مقدمة مركوزة فی نفسه لا یعلم بها أو بابتناء إذعانه علیها و الغرض من ذكره فی هذا الباب أن السعی لا مدخل له كثیرا فی الهدایة و إنما هو لتحصیل الثواب فلا ینبغی فعله فی موضع التقیة لعدم ترتب الثواب علیه.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً مِنْ نُورٍ فَأَضَاءَ لَهَا سَمْعُهُ وَ قَلْبُهُ حَتَّی یَكُونَ أَحْرَصَ عَلَی مَا فِی أَیْدِیكُمْ مِنْكُمْ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فَأَظْلَمَ لَهَا سَمْعُهُ وَ قَلْبُهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ(2).

ص: 210


1- 1. الكافی ج 2 ص 214.
2- 2. المصدر نفسه، و الآیة فی الانعام: 125.

بیان: كان النكت فی الأول كنایة عن التوفیق لقبول الحق أو إفاضة علم یقینی ینتقش فیه فأضاء له سمعه و قلبه أی یسمع الحق و یقبله بسهولة و یصیر طالبا لدین الحق و فی الثانی كنایة عن منع اللطف منه لعدم استحقاقه لذلك فیخلی بینه و بین الشیطان فینكت فی قلبه الشكوك و الشبهات فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ قیل أی یعرفه طریق الحق و یوفقه للإیمان یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فیتسع له و یفسح ما فیه مجاله و هو كنایة عن جعل النفس قابلة للحق مهیأة لحلوله فیها مصفاة عما یمنعه و ینافیه وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ أی یمنع عنه لطفه یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً بحیث ینبو عن قبول الحق فلا یدخله الإیمان كَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ شبهه مبالغة فی ضیق صدره بمن یزاول ما لا یقدر علیه فإن صعود السماء مثل فیما یبعد عن الاستطاعة.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً بَیْضَاءَ وَ فَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ وَ وَكَّلَ بِهِ مَلَكاً یُسَدِّدُهُ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ وَ سَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ وَ وَكَّلَ بِهِ شَیْطَاناً یُضِلُّهُ (1).

باب 23 فی أن السلامة و الغنی فی الدین و ما أخذ علی المؤمن من الصبر علی ما یلحقه فی الدین

«1»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا فَقَالَ أَمَا لَقَدْ بَسَطُوا عَلَیْهِ وَ قَتَلُوهُ وَ لَكِنْ أَ تَدْرُونَ مَا وَقَاهُ وَقَاهُ أَنْ یَفْتِنُوهُ فِی دِینِهِ (2).

ص: 211


1- 1. الكافی ج 2 ص 214.
2- 2. الكافی ج 2 ص 215، و الآیة فی غافر: 40.

تبیان فَوَقاهُ اللَّهُ الضمیر راجع إلی مؤمن آل فرعون حیث توكل علی اللّٰه و فوض أمره إلیه حین أراد فرعون قتله بعد أن أظهر إیمانه بموسی و وعظهم و دعاهم إلی الإیمان فقال وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا أی صرف اللّٰه عنه شدائد مكرهم قال بعض المفسرین إنه جاء مع موسی حتی عبر البحر معه و قیل إنهم هموا بقتله فهرب إلی جبل فبعث فرعون رجلین فی طلبه فوجداه قائما یصلی و حوله الوحوش صفوفا فخافا فرجعا هاربین و الخبر یرد هذین القولین كما یرد قول من قال إن الضمیر راجع إلی موسی علیه السلام و یدل علی أنهم قتلوه لقد بسطوا علیه أی أیدیهم فی القاموس بسط یده مدها و الملائكة باسطوا أیدیهم أی مسلطون علیهم كما یقال بسطت یده علیه أی سلط علیه و فی بعض النسخ سطوا علیه فی القاموس

سطا علیه و به سطوا و سطوة صال أو قهر بالبطش انتهی و ما فی قوله ما وقاه موصولة أو استفهامیة و فی القاموس الفتنة بالكسر الضلال و الإثم و الكفر و الفضیحة و الإضلال و فتنة یفتنه أوقعه فی الفتنة كفتنه و أفتنه فهو مفتن و مفتون لازم متعد كافتتن فیهما.

«2»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَصْحَابَهُ اعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ نُورُ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ عَلَی مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَ فَاقَةٍ فَإِذَا حَضَرَتْ بَلِیَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ وَ إِذَا نَزَلَتْ نَازِلَةٌ فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِینِكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ دِینُهُ وَ الْحَرِیبَ مَنْ حُرِبَ دِینُهُ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا غِنَی بَعْدَ النَّارِ لَا یُفَكُّ أَسِیرُهَا وَ لَا یَبْرَأُ ضَرِیرُهَا(1).

تبیین: هدی اللیل و النهار إضافة للمصدر إلی ظرف الزمان و قیل یحتمل أن یكون اللیل و النهار كنایة عن الباطل و الحق كما قال تعالی وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ (2) و نور اللیل المظلم الظاهر أن اللیل المظلم كنایة عن زمان الشدة

ص: 212


1- 1. الكافی ج 2 ص 216.
2- 2. البلد: 10.

و البلاء فقوله علی ما كان متعلق بالمظلم أی كونه مظلما بناء علی ما كان من جهد أی مشقة و فاقة فالمعنی أن القرآن فی أحوال الشدة و الفاقة منور للقلب و مذهب للهم لما فیه من المواعظ و النصائح و لأنه یورث الزهد فی الدنیا فلا یبالی بما وقع فیها و یحتمل أن یكون المعنی أنه نور فی ظلم الجهالة و الضلالة و علی أی حال كان من أحوال الدنیا من مشقة و فقر و غیر ذلك أی ینبغی أن یرضی بالشدة و الفاقة مع نور الحق و الهدایة و من فی قوله من جهد للبیان أو التبعیض و التفریح فی قوله فإذا حضرت بهذا ألصق و قال ابن میثم أراد بالفاقة الحاجة إلی ما ینبغی من الهدایة و الكمال النفسانی (1)

و لا یخفی ما فیه.

و المراد بالبلیة ما یمكن دفعه بالمال و بالنازلة ما لا یمكن دفعه إلا ببذل النفس أو ببذل الدین أو البلیة فی أمور الدنیا و النازلة فی أمور الآخرة و المراد بها ما لا تقیه فیه و إلا فالتقیة واجبة من هلك دینه إما بذهابه بالمرة أو بنقصه بترك الفرائض و ارتكاب الكبائر أو الأعم و فی المصباح حرب حربا من باب تعب أخذ جمیع ماله فهو حریب و حرب علی البناء للمفعول فهو محروب و فی القاموس حربه حربا كطلبه طلبا أسلب ماله فهو محروب و حریب و الجمع حربی و حرباء و حریبته ماله الذی سلب أو ماله الذی یعیش به لا فقر بعد الجنة أی بعد فعل ما یوجبها و كذا قوله بعد النار أی بعد فعل ما یوجبها.

ثم بین علیه السلام عدم الغناء مع استحقاق النار ببیان شدة عذابها من حیث إن أسیرها و المقید فیها بالسلاسل و الأغلال لا یفك أبدا و لا یبرأ ضریرها أی من عمی عینه فیها أو من ابتلی فیها بالضر أو المراد عدم فك أسیرها فی الدنیا من قید الشهوات و عدم برء من عمی قلبه فی الدنیا بالكفر و الأول أظهر و فی القاموس الضریر الذاهب البصر و المریض المهزول و كل ما خالطه ضر.

«3»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَلَامَةُ الدِّینِ وَ صِحَّةُ الْبَدَنِ خَیْرٌ مِنَ الْمَالِ وَ الْمَالُ زِینَةٌ مِنْ

ص: 213


1- 1. فی قوله« لیس لاحد بعد القرآن من فاقة» راجع الخطبة 174.

زِینَةِ الدُّنْیَا حَسَنَةٌ(1).

كا، [الكافی] عن محمد بن إسماعیل عن الفضل بن شاذان عن حماد عن ربعی عن الفضیل عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (2)

بیان: سلامة الدین أی مما فیه شائبة الشرك من العقائد الباطلة و الأعمال القبیحة و صحة البدن من الأمراض البدنیة خیر من زوائد المال أما خیریة الأولی فظاهرة و أما الثانیة فلأنه ینتفع بالصحة مع عدم المال و لا ینتفع بالمال مع فقد الصحة و المال أی المال الصالح و الحلال زینة حسنة لكن بشرط أن لا یضر بالدین.

«4»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ یَدْخُلُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ أَصْحَابِهِ فَصَبَرَ زَمَاناً لَا یَحُجُّ فَدَخَلَ عَلَیْهِ بَعْضُ مَعَارِفِهِ فَقَالَ لَهُ فُلَانٌ مَا فَعَلَ قَالَ فَجَعَلَ یُضَجِّعُ الْكَلَامَ فَظَنَّ [أَنَّهُ] إِنَّمَا یَعْنِی الْمَیْسَرَةَ وَ الدُّنْیَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ دِینُهُ فَقَالَ كَمَا تُحِبُّ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ الْغِنَی (3).

سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَصَبَرَ حِیناً إِلَی قَوْلِهِ بَعْضُ مَعَارِفِهِ مِمَّنْ كَانَ یَدْخُلُ عَلَیْهِ مَعَهُ إِلَی قَوْلِهِ یَظُنُّ أَنَّهُ إِنَّمَا عَنَی إِلَی قَوْلِهِ كَیْفَ حَالُهُ فِی دِینِهِ (4).

بیان: فصبر زمانا فی بعض النسخ فغبر زمان أی مضی و فی بعضها فغبر زمانا أی مكث فی القاموس غبر غبورا مكث و ذهب ضد فلان ما فعل أی كیف حاله و لم تأخر عن الحج قال أی بعض الأصحاب الراوی فجعل أی شرع بعض المعارف یضجع الكلام أی یخفضه أو یقصر و لا یصرح بالمقصود و یشیر إلی سوء حاله لئلا یغتم الإمام علیه السلام بذلك كما هو الشائع فی مثل هذا المقام قال فی القاموس أضجعت الشی ء أخفضته و ضجع فی الأمر تضجیعا قصر فظن فی

ص: 214


1- 1. الكافی ج 2 ص 216.
2- 2. الكافی ج 2 ص 216.
3- 3. الكافی ج 2 ص 216.
4- 4. المحاسن ص 217.

بعض النسخ یظن و هو أظهر أنما یعنی أنما بفتح الهمزة(1) و ما موصولة و هی اسم أن كقوله تعالی وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ(2) أو ما كافة مثل قوله أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ(3) و عند الزمخشری أنه یفید الحصر كالمكسور فعلی الأول مفعول یعنی و هو عائد ما محذوف و تقدیره أن ما یعنیه و المیسرة خبر أن و علی الثانی المیسرة مفعول یعنی و علی التقدیرین المستتر فی یعنی راجع إلی الإمام علیه السلام كما تحب أی علی أحسن الأحوال فقال هو و اللّٰه الغنی أقول تعریف الخبر باللام المفید للحصر و تأكیده بالقسم للتنبیه علی أن الغنی الحقیقی لیس إلا الغنی الأخروی الحاصل بسلامة الدین كَمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ فَقِیلَ لَهُ الْفَقْرُ مِنَ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ مِنَ الدِّینِ.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَنْ لَا تُصَدَّقَ مَقَالَتُهُ وَ لَا یَنْتَصِفَ مِنْ عَدُوِّهِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَشْفِی نَفْسَهُ إِلَّا بِفَضِیحَتِهَا لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ مُلْجَمٌ (4).

بیان: علی أن لا تصدق أی علی الصبر علی أن لا تصدق مقالته فی دولة الباطل أو أهل الباطل مطلقا و الانتصاف الانتقام و فی القاموس انتصف منه استوفی حقه منه كاملا حتی صار كل علی النصف سواء كاستنصف منه یشفی نفسه یقال شفاه یشفیه من باب ضرب فاشتفی هو و هو من الشفاء بمعنی البرء من الأمراض و یستعمل فی شفاء القلب من الأمراض النفسانیة و المكاره القلبیة كما یستعمل فی

ص: 215


1- 1. ذكر هذا التوجیه بناء علی نسخته« فظن أنما یعنی إلخ» و أمّا علی نسخة الكافی المطبوعة و هكذا المحاسن« فظن أنّه انما یعنی» فانما بكسر الهمزة، و الوجه ظاهر.
2- 2. الأنفال: 41.
3- 3. الكهف: 110.
4- 4. الكافی ج 2 ص 249.

شفاء الجسم من الأمراض البدنیة و كون شفاء نفسه من غیظ العدو موجبا لفضیحتها ظاهر لأن الانتقام من العدو مع عدم القدرة علیه یوجب الفضیحة و المذلة و مزید الإهانة و الضمیر فی بفضیحتها راجع إلی النفس لأن كل مؤمن ملجم قیل یعنی إذا أراد المؤمن أن یشفی غیظه بالانتقام من عدوه افتضح و ذلك لأنه لیس بمطلق العنان خلیع العذار(1)

یقول ما یشاء و یفعل ما یرید إذ هو مأمور بالتقیة و الكتمان و الخوف من العصیان و الخشیة من الرحمن و لأن زمام أمره بید اللّٰه سبحانه لأنه فوض أمره إلیه فیفعل به ما یشاء مما فیه مصلحته و قیل أی ممنوع من الكلام الذی یصیر سببا لحصول مطالبه الدنیویة فی دولة الباطل.

و أقول یحتمل أن یكون المعنی أنه ألجمه اللّٰه فی الدنیا فلا یقدر علی الانتقام فی دول اللئام أو ینبغی أن یلجم نفسه و یمنعها عن الكلام أی الفعل الذی یخالف التقیة كما مر و قال فی النهایة فیه من سئل عما یعلمه فكتمه ألجمه اللّٰه بلجام من نار یوم القیامة

الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام و منه الحدیث یبلغ العرق منهم ما یلجمهم أی یصل إلی أفواههم فیصیر لهم بمنزلة اللجام یمنعهم عن الكلام.

«6»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلَی بَلَایَا أَرْبَعٍ أَشَدُّهَا عَلَیْهِ مُؤْمِنٌ یَقُولُ بِقَوْلِهِ یَحْسُدُهُ أَوْ مُنَافِقٌ یَقْفُو أَثَرَهُ أَوْ شَیْطَانٌ یُغْوِیهِ أَوْ كَافِرٌ یَرَی جِهَادَهُ فَمَا بَقَاءُ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ هَذَا(2).

ص: 216


1- 1. العذار- بالكسر- ما سال من اللجام علی خد الفرس، أو ما یضم حبل الخطام الی رأس البعیر، و یكنی عنه بالحیاء، یقال للمنهمك فی الغی المتبع هواه: خلع عذاره أی الحیاء، یعنی أنّه یقول و یفعل و ما یبالی بشی ء كالدابّة بلا رسن، تجمع و تطمح.
2- 2. الكافی ج 2 ص 249.

بیان: علی بلایا أربع قیل أی إحدی بلایا للعطف بأو و للحدیث الرابع (1)

و أربع مجرور صفة للبلایا و أشدها خبر مبتدإ محذوف أی هی أشدها و الضمیر المحذوف راجع إلی إحدی و الضمیر المجرور راجع إلی البلایا و مؤمن مرفوع و هو بدل أشدها و إبدال النكرة من المعرفة جائز إذا كانت النكرة موصوفة نحو قوله تعالی بِالنَّاصِیَةِ ناصِیَةٍ كاذِبَةٍ(2) و أو منافق عطف علی أشدها و فی بعض النسخ أیسرها و قال بعضهم أیسرها صفة لبلایا أربع و فیه إشعار بأن للمؤمن بلایا أخر أشد منها قال و فی بعض النسخ أشدها بدل أیسرها فیفید أن هذه الأربع أشد بلایاه و قوله مؤمن خبر مبتدإ محذوف أی هو مؤمن و قیل إن أیسرها مبتدأ و مؤمن خبره و إن أشدها أولی من أیسرها لئلا ینافی قوله علیه السلام فیما بعد و مؤمن یحسده و هو أشدهن علیه (3) و مؤمنا یحسده و هو أشدهم علیه (4)

و فیه أن أیسرها أو أشدها صفة لما تقدم فلا یتم ما ذكر و كون هذه الأربع أیسر من غیرها لا ینافی أن یكون بعضها أشد من بعض و لو جعل مبتدأ كما زعم لزم أن لا یكون المؤمن الحاسد أشد من المنافق و ما بعده و هو مناف لما سیأتی.

و أقول یمكن أن یكون أو للجمع المطلق بمعنی الواو فلا نحتاج إلی تقدیر إحدی و یكون أشدها مبتدأ و مؤمن خبره و عبر عن الأول بهذه العبارة لبیان الأشدیة ثم عطف علیه ما بعده كأنه عطف علی المعنی و لكل من الوجوه السابقة وجه و كون مؤمن بدل أشدها أوجه.

یقول بقوله أی یعتقد مذهبه و یدعی التشیع لكنه لیس بمؤمن كامل

ص: 217


1- 1. یعنی الحدیث الرابع فی باب ما أخذه اللّٰه علی المؤمن لكتاب الإیمان و الكفر من الكافی، و هو الذی یأتی تحت الرقم 8.
2- 2. العلق: 15 و 16.
3- 3. یعنی فی الحدیث الآتی تحت الرقم 8.
4- 4. یعنی فی الحدیث الآتی تحت الرقم 12.

بل یغلبه الحسد أو منافق یقفو أثره أی یتبعه ظاهرا و إن كان منافقا أو یتتبع عیوبه فیذكرها للناس و هو أظهر أو شیطان أی شیطان الجن أو الأعم منه و من شیطان الإنس یغویه أی یرید إغواءه و إضلاله عن سبیل الحق بالوساوس الباطلة كما قال تعالی

حاكیا عن الشیطان لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِیمَ (1) الآیة و قال سبحانه وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً(2) و قال وَ إِنَّ الشَّیاطِینَ لَیُوحُونَ إِلی أَوْلِیائِهِمْ لِیُجادِلُوكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (3) و ربما یقرأ یغویه علی بناء التفعیل أی ینسبه إلی الغوایة و هو بعید أو كافر یری جهاده أی لازما فیضره بكل وجه یمكنه فما بقاء المؤمن بعد هذا استفهام إنكار أی كیف یبقی المؤمن علی إیمانه بعد الذی ذكرنا و لذا قل عدد المؤمنین أو لا یبقی فی الدنیا بعد هذه البلایا و الهموم و الغموم أو لا یبقی جنس المؤمن فی الدنیا إلا قلیل منهم.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَفْلَتَ الْمُؤْمِنُ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ وَ لَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثَةُ عَلَیْهِ إِمَّا بَعْضُ مَنْ یَكُونُ مَعَهُ فِی الدَّارِ یُغْلِقُ عَلَیْهِ بَابَهُ یُؤْذِیهِ أَوْ جَارُهُ یُؤْذِیهِ أَوْ مَنْ فِی طَرِیقِهِ إِلَی حَوَائِجِهِ یُؤْذِیهِ وَ لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَی قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ شَیْطَاناً یُؤْذِیهِ وَ یَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مِنْ إِیمَانِهِ أُنْساً لَا یَسْتَوْحِشُ مَعَهُ إِلَی أَحَدٍ.

بیان: ما أفلت المؤمن أی ما تخلص فی المصباح أفلت الطائر و غیره إفلاتا تخلص و أفلته إذا أطلقته و خلصته یستعمل لازما و متعدیا و الظاهر أن بعض مبتدأ و یؤذیه خبره و یحتمل أن یكون بعض خبر مبتدأ محذوف و یؤذیه صفة أو حالا و یغلق علی بناء المجهول أو المعلوم و الأول أظهر فبابه نائب الفاعل و ضمیر علیه راجع إلی ما یرجع إلیه المستتر فی یكون و جملة یغلق حال عن ضمیر

ص: 218


1- 1. الأعراف: 16.
2- 2. الأنعام: 112.
3- 3. الأنعام: 121.

یكون أی داخل فی داره یكون معه فیها و المراد بالشیطان إما شیطان الجن لأن معارضته للمؤمن أكثر أو شیطان الإنس. و ذكروا لتسلیط الشیاطین و الكفرة علی المؤمنین وجوها من الحكمة الأول أنه لكفارة ذنوبه الثانی أنه لاختبار صبره و إدراجه فی الصابرین الثالث أنه لتزهیده فی الدنیا لئلا یفتتن بها و یطمئن إلیها فیشق علیه الخروج منها الرابع توسله إلی جناب الحق سبحانه فی الضراء و سلوكه مسلك الدعاء لدفع ما یصیبه من البلاء فترتفع بذلك درجته الخامس وحشته عن المخلوقین و أنسه برب العالمین السادس إكرامه برفع الدرجة التی لا یبلغها الإنسان بكسبه لأنه ممنوع من إیلام نفسه شرعا و طبعا فإذا سلط علیه فی ذلك غیره أدرك ما لا یصل إلیه بفعله كدرجة الشهادة مثلا السابع تشدید عقوبة العدو فی الآخرة فإنه یوجب سرور المؤمنین به و الغرض من هذا الحدیث و أمثاله حث المؤمن علی الاستعداد لتحمل النوائب و المصائب و أنواع البلاء بالصبر و الشكر و الرضا بالقضاء.

«8»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَرْبَعٌ لَا یَخْلُو مِنْهُنَّ الْمُؤْمِنُ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ مُؤْمِنٌ یَحْسُدُهُ وَ هُوَ أَشَدُّهُنَّ عَلَیْهِ وَ مُنَافِقٌ یَقْفُو أَثَرَهُ أَوْ عَدُوٌّ یُجَاهِدُهُ أَوْ شَیْطَانٌ یُغْوِیهِ (1).

بیان: أربع أی أربع خصال أو واحدة أی أو من واحدة یحسده أی حسد مؤمن و هو أشدهن علیه لأن صدور الشر من القریب المجانس أشد و أعظم من صدوره من البعید المخالف لتوقع الخیر من الأول دون الثانی أو عدو أی مجاهر بالعداوة یجاهده بلسانه و یده.

«9»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَشَكَا إِلَیْهِ رَجُلٌ الْحَاجَةَ فَقَالَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ سَیَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً قَالَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی الرَّجُلِ فَقَالَ أَخْبِرْنِی

ص: 219


1- 1. الكافی ج 2 ص 250.

عَنْ سِجْنِ الْكُوفَةِ كَیْفَ هُوَ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ضَیِّقٌ مُنْتِنٌ وَ أَهْلُهُ بِأَسْوَإِ حَالٍ قَالَ فَإِنَّمَا أَنْتَ فِی السِّجْنِ فَتُرِیدُ أَنْ تَكُونَ فِیهِ فِی سَعَةٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ (1).

محص، [التمحیص] عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فِیهِ أَصْحَابُهُ بِأَسْوَإِ حَالٍ.

بیان: فإن اللّٰه سیجعل لك فرجا أی بتهیئة أسباب الرزق كما قال سبحانه سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً و قال وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (2) أو بالموت فإن للمؤمن بعده السرور و الراحة و الحبور كما یومئ إلیه ما بعده الدنیا سجن المؤمن هذا الحدیث مع تتمة و جنة الكافر منقول من طرق الخاصة و العامة قال الراوندی ره فی ضوء الشهاب بعد نقل هذه الروایة شبه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المؤمن بالمسجون من حیث هو ملجم بالأوامر و النواهی مضیق علیه فی الدنیا مقبوض علی یده فیها مخوف بسیاط العقاب مبتلی بالشهوات ممتحن بالمصائب بخلاف الكافر الذی هو مخلوع العذار متمكن من شهوات البطن و الفرج بطیبة من قلبه و انشراح من صدره مخلی بینه و بین ما یرید علی ما یسول له الشیطان لا ضیق علیه و لا منع فهو یغدو فیها و یروح علی حسب مراده و شهوة فؤاده فالدنیا كأنها جنة له یتمتع بملاذها و یتمتع بنعیمها كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته مانعا من شهواته.

وَ فِی الْحَدِیثِ: أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیها السلام یَا فَاطِمَةُ تَجَرَّعِی مَرَارَةَ الدُّنْیَا لِحَلَاوَةِ الْآخِرَةِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ یَهُودِیّاً تَعَرَّضَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ فِی شَظَفٍ (3)

مِنْ حَالِهِ وَ كُسُوفٍ مِنْ بَالِهِ وَ الْحَسَنُ علیه السلام رَاكِبٌ بَغْلَةً فَارِهَةً عَلَیْهِ ثِیَابٌ حَسَنَةٌ

ص: 220


1- 1. الكافی ج 2 ص 250.
2- 2. الطلاق الآیة 7 و 2.
3- 3. الشظف- محركة- ضیق العیش و شدته، یقال: هو فی شظف من العیش: أی ضیقه.

فَقَالَ جَدُّكَ یَقُولُ إِنَّ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ فَأَنَا فِی السِّجْنِ وَ أَنْتَ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ علیه السلام لَوْ عَلِمْتَ مَا لَكَ وَ مَا یَرْقُبُ لَكَ مِنَ الْعَذَابِ لَعَلِمْتَ أَنَّكَ مَعَ هَذَا الضُّرِّ هَاهُنَا فِی الْجَنَّةِ وَ لَوْ نَظَرْتَ إِلَی مَا أُعِدَّ لِی فِی الْآخِرَةِ لَعَلِمْتَ أَنِّی مُعَذَّبٌ فِی السِّجْنِ هَاهُنَا انْتَهَی.

و أقول فالكلام یحتمل وجهین أحدهما أن تكون المعنی أن المؤمن غالبا فی الدنیا بسوء حال و تعب و خوف و الكافر غالبا فی سعة و أمن و رفاهیة فلا ینافی كون المؤمن نادرا بحال حسن و الكافر نادرا بمشقة و ثانیهما أن یكون المعنی أن المؤمن فی الدنیا كأنه فی سجن لأنه بالنظر إلی حاله فی الآخرة و ما أعد اللّٰه له من النعیم كأنه فی سجن و إن كان بأحسن الأحوال بالنظر إلی أهل الدنیا و الكافر بعكس ذلك لأن نعیمه منحصر فی الدنیا و لیس له فی الآخرة إلا أشد العذاب فالدنیا جنته و إن كان بأسوإ الأحوال و ظهر وجه آخر مما ذكرنا سابقا.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ وَلِیَّهُ فِی الدُّنْیَا غَرَضاً لِعَدُوِّهِ (1).

بیان: الغرض بالتحریك هدف یرمی فیه أی جعل محبه فی الدنیا هدفا لسهام عداوة عدوه و حیله و شروره.

«11»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْحَذَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِیرٍ عَنْ جَدِّهِ شُعَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ فَأَیُّ سِجْنٍ جَاءَ مِنْهُ خَیْرٌ(2).

بیان: فأی سجن استفهام للإنكار و المعنی أنه ینبغی للمؤمن أن لا یتوقع الرفاهیة فی الدنیا.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ

ص: 221


1- 1. الكافی ج 2 ص 250.
2- 2. الكافی ج 2 ص 250.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ قَدْ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةً شَیْطَاناً یُغْوِیهِ یُرِیدُ أَنْ یُضِلَّهُ وَ كَافِراً یُقَاتِلُهُ وَ مُؤْمِناً یَحْسُدُهُ وَ هُوَ أَشَدُّهُمْ عَلَیْهِ وَ مُنَافِقاً یَتْبَعُ عَثَرَاتِهِ (1).

بیان: یرید أن یضله بیان لیغویه لئلا یتوهم أنه یقبل إغواءه و یؤثر فیه بل إنما ابتلاؤه به بسبب أنه یوسوسه و هو یشتغل بمعارضته و قد مر أن الشیطان یحتمل الجن و الإنس و الأعم و كافرا یقاتله و فی بعض النسخ یغتاله و فی المصباح غاله غولا من باب قال أهلكه و اغتاله قتله علی غرة و الاسم الغیلة بالكسر یتبع كیعلم أو علی بناء الافتعال أی یتفحص و یتطلب عثراته أی معاصیه التی تصدر عنه أحیانا علی الغفلة و عیوبه.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ خَلَّی عَلَی جِیرَانِهِ مِنَ الشَّیَاطِینِ عَدَدَ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ كَانُوا مُشْتَغِلِینَ بِهِ (2).

بیان: خلی علی جیرانه علی بناء المعلوم و الإسناد مجازی لأن موته صار سببا لاشتغال شیاطینه بجیرانه أو هو علی بناء المجهول و التعدیة بعلی لتضمین معنی الاستیلاء أی ترك علی جیرانه أو خلی بین الشیاطین المشتغلین به أیام حیاته و بین جیرانه و الحاصل أن الشیاطین كانوا مشغولین بإضلاله و وسوسته لأن إضلاله كان أهم عندهم أو بإیذائه و حث الناس علیه فإذا مات تفرقوا علی جیرانه لإضلالهم أو إیذائهم و قیل الباء للسببیة و ضمیر كانوا إما راجع إلی الشیاطین أو الجیران أی كان الشیاطین ممنوعین عن إضلال الجیران بسببه لأنه كان یعظهم و یهدیهم أو كان الجیران ممنوعین عن المعاصی بسببه و كأنه دعاه إلی ذلك قال الجوهری یقال شغلت بكذا علی ما لم یسم فاعله و اشتغلت و لا یخفی ما فیه و ربیعة كقبیلة و مضر كصرد قبیلتان عظیمتان من العرب یضرب بهما المثل فی الكثرة و هما فی النسب ابنا نزار بن معد بن عدنان و مضر الجد السابع

ص: 222


1- 1. المصدر ج 2 ص 251.
2- 2. المصدر ج 2 ص 251.

عشر للنبی صلی اللّٰه علیه و آله.

«14»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَ وَ لَا یَكُونُ وَ لَیْسَ بِكَائِنٍ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ لَهُ جَارٌ یُؤْذِیهِ وَ لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً فِی جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ لَانْبَعَثَ لَهُ مَنْ یُؤْذِیهِ (1).

محص، [التمحیص] عن إسحاق: مثله بیان كأن المراد بالجار هنا أعم من جار الدار و الرفیق و المعامل و المصاحب و فی الحدیث الجار إلی أربعین دارا لانبعث له أی من الشیطان و فی بعض النسخ لابتعث اللّٰه له كما فی التمحیص فالإسناد علی المجاز یقال بعثه كمنعه أرسله كابتعثه فانبعث.

«15»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَ فِیمَا مَضَی وَ لَا فِیمَا بَقِیَ وَ لَا فِیمَا أَنْتُمْ فِیهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ لَهُ جَارٌ یُؤْذِیهِ (2).

بیان: و لا فیما بقی أی فیما یأتی و لا فیما أنتم فیه أی و لیس فیما أنتم فیه.

«16»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَا كَانَ وَ لَا یَكُونُ إِلَی أَنْ یَقُومَ السَّاعَةُ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ لَهُ جَارٌ یُؤْذِیهِ (3).

«17»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام: لَوَدِدْتُ أَنَّهُ أُذِنَ لِی فَكَلَّمْتُ النَّاسَ ثَلَاثاً ثُمَّ صَنَعَ اللَّهُ بِی مَا أَحَبَّ قَالَ بِیَدِهِ عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ لَكِنَّهَا عَزْمَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ نَصْبِرَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا أَذیً كَثِیراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ

ص: 223


1- 1. المصدر ج 2 ص 251.
2- 2. المصدر ج 2 ص 251.
3- 3. المصدر ج 2 ص 252.

مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَ أَقْبَلَ یَرْفَعُ یَدَهُ وَ یَضَعُهَا عَلَی صَدْرِهِ (1).

بیان: الغرض أن اللّٰه تعالی لم یؤذن لنا فی دولة الباطل أن نظهر الحق علانیة و نخرج ما فی صدورنا من علوم لا یحتملها الناس و لو كنا مأذونین لأظهرناها و لم نبال بما أصابنا منهم و لكن اللّٰه عزم علینا بالصبر و التقیة فی دول الظالمین و لذا أشار علیه السلام بیده إلی صدره فإن العلم مكتوم فیه كما قال أمیر المؤمنین علیه السلام إن هاهنا لعلما جما لو وجدت له حملة(2).

«18»- ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَنْ لَا یُقْبَلَ قَوْلُهُ وَ لَا یُصَدَّقَ حَدِیثُهُ وَ لَا یَنْتَصِفَ مِنْ عَدُوِّهِ وَ لَا یَشْفِیَ غَیْظَهُ إِلَّا بِفَضِیحَةِ نَفْسِهِ لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ مُلْجَمٌ (3).

«19»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا سَمَاعَةُ لَا یَنْفَكُّ الْمُؤْمِنُ مِنْ خِصَالٍ أَرْبَعٍ مِنْ جَارٍ یُؤْذِیهِ وَ شَیْطَانٍ یُغْوِیهِ وَ مُنَافِقٍ یَقْفُو أَثَرَهُ وَ مُؤْمِنٍ یَحْسُدُهُ ثُمَّ قَالَ یَا سَمَاعَةُ أَمَا إِنَّهُ أَشَدُّهُمْ عَلَیْهِ قُلْتُ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ فِیهِ الْقَوْلَ فَیُصَدَّقُ عَلَیْهِ (4).

ص: 224


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 210، و الآیة فی آل عمران 186.
2- 2. نهج البلاغة- عبده- ج 2 ص 178.
3- 3. الخصال ج 1 ص 109.
4- 4. الخصال ج 1 ص 109.

باب 24 الفرق بین الإیمان و الإسلام و بیان معانیهما و بعض شرائطهما

اشارة

الآیات:

البقرة: رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ إلی قوله تعالی إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ وَ وَصَّی بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی لَكُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ یَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِیهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِی قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (1)

و قال عز و جل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ (2)

آل عمران: إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ إلی قوله تعالی فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِیَ لِلَّهِ وَ مَنِ اتَّبَعَنِ وَ قُلْ لِلَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْأُمِّیِّینَ أَ أَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا(3)

و قال سبحانه: قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ إلی قوله تعالی قُلْ یا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلی كَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَیْئاً وَ لا یَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (4)

و قال سبحانه: وَ لكِنْ كانَ حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ (5)

ص: 225


1- 1. البقرة: 128- 133.
2- 2. البقرة: 208.
3- 3. آل عمران: 19 و 20.
4- 4. آل عمران: 52- 64.
5- 5. آل عمران: 67.

و قال تعالی: وَ لا یَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ أَرْباباً أَ یَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ إلی قوله تعالی أَ فَغَیْرَ دِینِ اللَّهِ یَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ عَلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ عَلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إلی قوله وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (1)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا(2)

النساء: فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً(3)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتَبَیَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقی إِلَیْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیاةِ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِیرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْكُمْ فَتَبَیَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً(4)

المائدة: الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(5)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الرَّسُولُ لا یَحْزُنْكَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْكُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (6)

و قال سبحانه: وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی قالُوا آمَنَّا وَ اشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (7)

الأنعام: وَ أُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِینَ و قال تعالی فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (8)

ص: 226


1- 1. آل عمران: 80- 85.
2- 2. آل عمران: 102- 103.
3- 3. النساء: 65.
4- 4. النساء: 94.
5- 5. المائدة: 3.
6- 6. المائدة: 41.
7- 7. المائدة 111.
8- 8. الأنعام: 71 و 125.

هود: فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (1)

یوسف: تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ (2)

الحجر: رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ (3)

النحل: كَذلِكَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (4)

و قال تعالی: وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ (5)

و قال سبحانه: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِیُثَبِّتَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هُدیً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ (6)

الأنبیاء: قُلْ إِنَّما یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (7)

الحج: فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِینَ (8)

النمل: وَ أُوتِینَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَ كُنَّا مُسْلِمِینَ و قال تعالی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (9)

و قال سبحانه: وَ ما أَنْتَ بِهادِی الْعُمْیِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ یُؤْمِنُ بِآیاتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ و قال تعالی إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِی حَرَّمَها وَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (10)

القصص: الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ یُؤْمِنُونَ وَ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِینَ (11)

ص: 227


1- 1. هود: 14.
2- 2. یوسف: 101.
3- 3. الحجر: 2.
4- 4. النحل: 81.
5- 5. النحل: 89.
6- 6. النحل: 102.
7- 7. الأنبیاء: 108.
8- 8. الحجّ: 34.
9- 9. النمل: 42 و 44.
10- 10. النمل: 81 و 91.
11- 11. القصص: 52- 53.

العنكبوت: وَ قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ وَ إِلهُنا وَ إِلهُكُمْ واحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (1)

الروم: وَ ما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْیِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ یُؤْمِنُ بِآیاتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (2)

الزمر: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ (3)

الزخرف: الَّذِینَ آمَنُوا بِآیاتِنا وَ كانُوا مُسْلِمِینَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (4)

الحجرات: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ إلی قوله تعالی یَمُنُّونَ عَلَیْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَیَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ یَمُنُّ عَلَیْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِیمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ (5)

الذاریات: فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (6)

التحریم: عَسی رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ یُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَیْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ (7)

القلم: أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ كَالْمُجْرِمِینَ ما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (8)

الجن: وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً(9)

تفسیر:

وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَكَ (10) قیل أی مخلصین لك من أسلم لك وجهه أو مستسلمین من أسلم إذا استسلم و انقاد و المراد طلب الزیادة فی الإخلاص و

ص: 228


1- 1. العنكبوت: 46.
2- 2. الروم: 58.
3- 3. الزمر: 22.
4- 4. الزخرف: 69- 70.
5- 5. الحجرات: 13- 17.
6- 6. الذاریات: 35- 36.
7- 7. التحریم: 6.
8- 8. القلم: 33 و 34.
9- 9. الجن: 14.
10- 10. البقرة: 128.

الإذعان أو الثبات علیه وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أی و اجعل بعض ذریتنا أُمَّةً أی جماعة یؤمون أی یقصدون و یقتدی بهم و قیل أراد بالأمة أمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: هُمْ أَهْلُ الْبَیْتِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً.

وَ فِی رِوَایَةِ الْعَیَّاشِیِ (1)

عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ أَرَادَ بِالْأُمَّةِ بَنِی هَاشِمٍ خَاصَّةً.

إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ تدل هذه الآیات علی أن الإسلام قد یطلق علی أعلی مدارج الإیمان وَ وَصَّی بِها أی بالملة أو راجع إلی أسلمت بتأویل الكلمة أو الجملة اصْطَفی لَكُمُ الدِّینَ أی دین الإسلام الذی هو صفوة الأدیان فَلا تَمُوتُنَ ظاهره النهی عن الموت

علی خلاف حال الإسلام و المقصود هو النهی عن أن یكونوا علی خلاف تلك الحال إذا ماتوا و الأمر بالثبات علی الإسلام (2)

كقولك لا تصل إلا و أنت خاشع و تغییر العبارة للدلالة علی أن موتهم لا علی الإسلام موت لا خیر فیه و أن من حقه أن لا یحل بهم وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ حال من فاعل نعبد أو مفعوله أو منهما و یحتمل أن یكون اعتراضا.

فِی السِّلْمِ كَافَّةً(3) قال البیضاوی (4) السلم بالكسر و الفتح الاستسلام و الطاعة و لذلك یطلق فی الصلح و الإسلام و فتحه ابن كثیر و نافع و الكسائی و كسره الباقون و كافة اسم للجملة لأنها تكف الأجزاء من التفرق حال من الضمیر أو السلم لأنها تؤنث كالحرب و المعنی استسلموا لله و أطیعوه جملة ظاهرا و باطنا

ص: 229


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 61.
2- 2. المراد بالإسلام معناه اللغوی، و هو التسلیم لامر اللّٰه، و الجملة كنایة عن مواظبتهم علی طاعة اللّٰه و الاجتناب عن معاصیه فی كل الأحوال، و ذلك لان الموت لا یعلم وقته حتّی یسلم للّٰه حینذاك فیفوز بالسعادة و حسن الخاتمة، بل الموت متوقع فی كل حال و هو لا یؤمن علی نفسه منه فی حال من الحالات، حتی یجترئ و یعارض ربّه بالمعاصی فی تلك الحالة فعلی المؤمن الذی یرغب فی حسن الختام و الفوز بالسعادة جزما و قطعا أن یكون فی كل حالاته مسلما للّٰه عزّ و جلّ حتّی یأتیه الموت، و هو مسلم.
3- 3. البقرة: 208.
4- 4. أنوار التنزیل ص 53.

و الخطاب للمنافقین أو ادخلوا فی الإسلام بكلیتكم و لا تخلطوا به غیره و الخطاب لمؤمنی أهل الكتاب فإنهم بعد إسلامهم عظموا السبت و حرموا الإبل و ألبانها أو فی شرائع اللّٰه تعالی كلها بالإیمان بالأنبیاء و الكتب جمیعا و الخطاب لأهل الكتاب أو فی شعب الإسلام و أحكامه كلها فلا تخلوا بشی ء و الخطاب للمسلمین وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ بالتفرق و التفریق إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ ظاهر العداوة انتهی

وَ فِی الْكَافِی وَ الْعَیَّاشِیِ (1)

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: فِی السِّلْمِ فِی وَلَایَتِنَا.

وَ الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الصَّادِقِ: فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.

وَ عَنْهُمَا علیهما السلام: أُمِرُوا بِمَعْرِفَتِنَا.

وَ فِی الْعَیَّاشِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: خُطُوَاتُ الشَّیْطَانِ وَلَایَةُ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی.

وَ فِی تَفْسِیرِ الْإِمَامِ علیه السلام:(2) فِی السِّلْمِ فِی الْمُسَالَمَةِ إِلَی دِینِ الْإِسْلَامِ.

كَافَّةً جماعة ادخلوا فیه و ادخلوا فی جمیع الإسلام فتقبلوه و اعملوا به و لا تكونوا ممن یقبل بعضه و یعمل به و یأبی بعضه و یهجره قال و منه الدخول فی قبول ولایة علی علیه السلام فإنه كالدخول فی قبول نبوة رسول اللّٰه فإنه لا یكون مسلما من قال إن محمدا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فاعترف به و لم یعترف بأن علیا وصیه و خلیفته و خیر أمته و قال خطوات الشیطان ما یتخطی بكم إلیه من طرق الغی و الضلالة و یأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات.

إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (3) أی لا دین مرضی عند اللّٰه سوی الإسلام و هو التوحید و التدرع بالشرع الذی جاء به محمد صلی اللّٰه علیه و آله أَسْلَمْتُ وَجْهِیَ لِلَّهِ أی أخلصت نفسی و جملتی له لا أشرك فیها غیره قیل عبر عن النفس بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة و مظهر القوی و الحواس وَ مَنِ اتَّبَعَنِ أی و أسلم من اتبعنی وَ الْأُمِّیِّینَ أی الذین لا كتاب لهم كمشركی العرب أَ أَسْلَمْتُمْ كما أسلمت لما وضحت لكم الحجة أم أنتم بعد علی كفركم فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا أی فقد نفعوا أنفسهم بأن أخرجوها من الضلال نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ (4) أی أنصار دینه وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ أی فی

ص: 230


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 102.
2- 2. تفسیر الإمام ص 264.
3- 3. آل عمران: 19.
4- 4. آل عمران: 52.

القیامة حین یشهد الرسل إِلی كَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمْ (1) أی لا یختلف فیها الكتب و الرسول و تفسیرها ما بعدها أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ أی نوحده بالعبادة و نخلص فیها وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَیْئاً أی لا نجعل غیره شریكا له فی استحقاق العبادة و لا نراه أهلا لأن یعبد وَ لا یَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً كعزیر و المسیح و الأحبار و إطاعتهم فیما أحدثوا من التحریم و التحلیل فَإِنْ تَوَلَّوْا عن التوحید فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ أی لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترفوا بأنكم كافرون بما نطقت به الكتب و تطابقت علیه الرسل وَ لكِنْ كانَ حَنِیفاً أی مائلا عن العقائد الزائغة مُسْلِماً أی منقادا لله.

بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (2) وقع الإسلام هنا مقابلا للكفر أَ فَغَیْرَ دِینِ اللَّهِ یَبْغُونَ أی أ فبعد هذه الآیات و الحجج تطلبون دینا غیر دین الإسلام وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قیل أی عند المیثاق كما روی عن ابن عباس و قیل أی أقر بالعبودیة و إن كان فیهم من أشرك فی العبادة كقوله تعالی وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ (3) و قیل أسلم المؤمن طوعا و الكافر كرها عند الموت و قیل أی استسلم له بالانقیاد و الذلة و قیل معناه أكره قوم علی الإسلام و جاء قوم طائعین و هو المروی

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَرْهاً أَیْ فَرَقاً مِنَ السَّیْفِ.

و قال الحسن الطوع لأهل السماوات خاصة و أما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا و منهم من أسلم كرها وَ قَدْ رَوَی الْعَیَّاشِیُ (4)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ علیه السلام وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی تَلَاهَا فَقَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ لَا تَبْقَی أَرْضٌ إِلَّا نُودِیَ فِیهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.

وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ أی إلی جزائه یصیرون. قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ خطاب للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بأن یقول عن نفسه و عن أمته قال

ص: 231


1- 1. آل عمران: 64.
2- 2. آل عمران: 81.
3- 3. الزخرف: 87.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 182.

الطبرسی قدس سره فإن قیل ما معنی قوله وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ بعد ما سبق الإقرار بالإیمان علی التفصیل قلنا معناه و نحن له مسلمون بالطاعة و الانقیاد فی جمیع ما أمر به و نهی عنه و أیضا فإن أهل الملل المخالفة للإسلام كانوا یقرون كلهم بالإیمان و لكن لم یقروا بلفظة الإسلام فلهذا قال وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَ مَنْ یَبْتَغِ أی یطلب غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً یدین به فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ بل یعاقب علیه وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ أی من الهالكین لأن الخسران ذهاب رأس المال و فی هذا دلالة علی أن من ابتغی غیر الإسلام دینا لن یقبل منه فدل ذلك علی أن الدین و الإسلام و الإیمان واحد و هی عبارات عن معبر واحد انتهی (1).

حَقَّ تُقاتِهِ (2) أی حق تقواه و ما یجب منها و هو استفراغ الوسع فی القیام بالواجبات و الاجتناب عن المحرمات

وَ فِی الْمَعَانِی (3)

وَ الْعَیَّاشِیِّ:(4) سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ یُطَاعُ وَ لَا یُعْصَی وَ یُذْكَرُ فَلَا یُنْسَی وَ یُشْكَرُ فَلَا یُكْفَرُ.

وَ الْعَیَّاشِیُ (5)

عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ مَنْسُوخَةٌ قِیلَ وَ مَا نَسَخَهَا قَالَ قَوْلُ اللَّهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (6).

وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أی لا تكونن علی حال سوی حال الإسلام إذا أدرككم الموت فِی الْمَجْمَعِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: وَ أَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ بِالتَّشْدِیدِ.

و معناه مستسلمون لما أتی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله منقادون له (7)

وَ الْعَیَّاشِیُ (8)

عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ كَیْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مَا ذَا قَالَ مُسْلِمُونَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ یُوقِعُ عَلَیْهِمُ الْإِیمَانَ فَیُسَمِّیهِمْ مُؤْمِنِینَ ثُمَّ یَسْأَلُهُمُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِیمَانُ فَوْقَ الْإِسْلَامِ قَالَ هَكَذَا یُقْرَأُ فِی قِرَاءَةِ زَیْدٍ قَالَ إِنَّمَا هِیَ فِی قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ التَّنْزِیلُ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ أَنْتُمْ

ص: 232


1- 1. مجمع البیان ج 2 ص 470.
2- 2. آل عمران: 102.
3- 3. معانی الأخبار ص 240.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 194.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 194.
6- 6. التغابن: 16.
7- 7. مجمع البیان ج 2 ص 482.
8- 8. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 194.

مُسْلِّمُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ.

وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ (1) قیل بدینه الإسلام أو بكتابه لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْقُرْآنُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ.

اسْتَعَارَ لَهُ الْحَبْلَ وَ لِلْوُثُوقِ بِهِ الِاعْتِصَامَ مِنْ حَیْثُ إِنَّ التَّمَسُّكَ بِهِ سَبَبُ النَّجَاةِ عَنِ الرَّدَی كَمَا أَنَّ التَّمَسُّكَ بِالْحَبْلِ الْمَوْثُوقِ بِهِ سَبَبُ السَّلَامَةِ مِنَ التَّرَدِّی و قال علی بن إبراهیم الحبل التوحید و الولایة(2)

وَ الْعَیَّاشِیُّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: آلُ مُحَمَّدٍ هُمْ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ الَّذِی أُمِرَ بِالاعْتِصَامِ بِهِ فَقَالَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا.

وَ عَنِ الْكَاظِمِ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ.

وَ فِی مَجَالِسِ الصَّدُوقِ: نَحْنُ الْحَبْلُ.

و أقول و قد مر الأخبار فی ذلك و شرحها فی كتاب الإمامة(3).

جَمِیعاً أی مجتمعین علیه وَ لا تَفَرَّقُوا أی و لا تتفرقوا عن الحق بإیقاع الاختلاف بینكم

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (4)

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِمَ أَنَّهُمْ سَیَفْتَرِقُونَ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ وَ یَخْتَلِفُونَ فَنَهَاهُمْ عَنِ التَّفَرُّقِ كَمَا نَهَی مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَجْتَمِعُوا عَلَی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ لَا یَتَفَرَّقُوا.

فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ (5) أی فیما اختلف بینهم أو اختلط حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ أی ضیقا مما حكمت به وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً أی و ینقادوا لك انقیادا بظاهرهم و باطنهم

وَ فِی الْكَافِی عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام:(6) لَقَدْ خَاطَبَ اللَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كِتَابِهِ فِی قَوْلِهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ قَالَ فِیمَا تَعَاقَدُوا عَلَیْهِ لَئِنْ أَمَاتَ اللَّهُ مُحَمَّداً لَا یَرُدُّوا هَذَا الْأَمْرَ فِی بَنِی هَاشِمٍ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً

ص: 233


1- 1. آل عمران: 103.
2- 2. تفسیر القمّیّ ص 98، العیّاشیّ ج 1 ص 199.
3- 3. راجع ج 24 ص 82- 85.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 98.
5- 5. النساء: 65.
6- 6. الكافی ج 1 ص 391.

مِمَّا قَضَیْتَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْقَتْلِ أَوِ الْعَفْوِ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً.

و قال علی بن إبراهیم (1)

جاءوك یا علی قال هكذا نزلت.

أقول: و سیأتی عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنها نزلت فی مثل ذلك و بالجملة تدل علی أن الإیمان مشروط بالتسلیم و الانقیاد التام إِذا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2) أی سافرتم للغزو فَتَبَیَّنُوا أی فاطلبوا بیان الأمر و میزوا بین الكافر و المؤمن و قرئ فتثبتوا فی الموضعین أی توقفوا و تأنوا حتی تعلموا من یستحق القتل و المعنیان متقاربان یعنی لا تعجلوا فی القتل لمن أظهر إسلامه ظنا منكم بأنه لا حقیقة لذلك وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقی إِلَیْكُمُ السَّلامَ و قرئ السلم بغیر ألف و هما بمعنی الاستسلام و الانقیاد و فسر السلام بتحیة الإسلام أیضا و العیاشی (3) نسب قراءة السَّلامَ إلی الصادق علیه السلام لَسْتَ مُؤْمِناً و إنما فعلت ذلك خوفا من القتل تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیاةِ الدُّنْیا أی تطلبون ماله الذی هو حطام سریع الزوال و هو الذی یبعثكم علی العجلة و ترك التثبت فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِیرَةٌ تغنیكم عن قتل أمثاله لماله كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ أی أول ما دخلتم فی الإسلام و تفوهتم بكلمتی الشهادة فحصنت بها دماؤكم و أموالكم من غیر أن تعلم مواطاة قلوبكم ألسنتكم فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْكُمْ بالاشتهار بالإیمان و الاستقامة فی الدین فَتَبَیَّنُوا و افعلوا بالداخلین فی الإسلام ما فعل اللّٰه بكم و لا تبادروا إلی قتلهم ظنا بأنهم دخلوا فیه اتقاء و خوفا و تكریرها تأكید لتعظیم الأمر و ترتیب الحكم علی ما ذكر من حالهم إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً عالما به و بالغرض منه فلا تتهافتوا فی القتل و لا تحتالوا فیه.

و قال علی بن إبراهیم (4) و غیره أنها نزلت لما رجع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من غزوة خیبر و بعث أسامة بن زید فی خیل إلی بعض الیهود فی ناحیة فدك لیدعوهم إلی الإسلام و كان رجل من الیهود یقال له مرداس بن نهیك الفدكی فی بعض القری فلما أحس بخیل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله جمع أهله و ماله و صار فی ناحیة الجبل

ص: 234


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 130.
2- 2. النساء: 94.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 268.
4- 4. تفسیر القمّیّ ص 134.

فأقبل یقول أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أشهد أن محمدا رسول اللّٰه فمر به أسامة بن زید فطعنه فقتله فلما رجع إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أخبره بذلك فقال له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أ فلا شققت الغطاء عن قلبه لا ما قال بلسانه قبلت و لا ما كان فی نفسه علمت فحلف أسامة بعد ذلك أن لا یقاتل أحدا شهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه فتخلف عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی حروبه و أنزل اللّٰه فی ذلك وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقی إِلَیْكُمُ السَّلامَ الآیة.

و فی روایة العامة أن مرداسا أضاف إلی الكلمتین السلام علیكم و هی تؤید قراءة السَّلامَ و تفسیره بتحیة الإسلام.

و أقول لا یخفی أن أسامة فعله الأخیر كان أشنع من فعله الأول و كان عذره أشد و أفحش منهما و هذا منه دلیل علی أنه كان من المنافقین.

الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ (1) قد مر أنها نزلت بعد نصب أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الغدیر فتدل علی أن الإمامة داخلة فی الدین و الإسلام و أن بها كماله.

لا یَحْزُنْكَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْكُفْرِ(2) أی صنع الذین یقعون فی إظهار الكفر سریعا إذا وجدوا منه فرصة مِنَ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ أی من المنافقین و الباء متعلقة بقالوا لا بآمنا و الواو یحتمل الحال و العطف و الآیة تدل علی أن الإیمان باللسان لا ینفع ما لم یوافقه القلب وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوارِیِّینَ

رَوَی الْعَیَّاشِیُ (3)

عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أُلْهِمُوا بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ أَیْ مُخْلِصُونَ.

فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ (4) أی یعرفه الحق و یوفقه للإیمان یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فیتسع له و یفسح فیه مجاله و هو كنایة عن جعل القلب قابلا للحق

ص: 235


1- 1. المائدة: 3.
2- 2. المائدة: 41.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 350، و الآیة فی المائدة: 111.
4- 4. الأنعام: 125.

مهیئا لحلوله فیه مصفی عما یمنعه و ینافیه

فِی الْمَجْمَعِ (1)

قَدْ وَرَدَتِ الرِّوَایَةُ الصَّحِیحَةُ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ شَرْحِ الصَّدْرِ مَا هُوَ فَقَالَ نُورٌ یَقْذِفُهُ اللَّهُ فِی قَلْبِ الْمُؤْمِنِ فَیَشْرَحُ صَدْرَهُ وَ یَنْفَسِحُ قَالُوا فَهَلْ لِذَلِكَ أَمَارَةٌ یُعْرَفُ بِهَا فَقَالَ نَعَمْ وَ الْإِنَابَةُ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّجَافِی عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ.

فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَكُمْ (2) أیها المؤمنون من دعوتموهم إلی المعارضة أو أیها الكافرون من دعوتموهم إلی المعاونة فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ أی متلبسا بما لا یعلمه إلا اللّٰه و لا یقدر علیه سواه وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لأنه العالم القادر بما لا یعلم و لا یقدر علیه غیره لظهور عجز المدعوین فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أی ثابتون علی الإسلام راسخون فیه أو داخلون فی الإسلام مخلصون فیه.

تَوَفَّنِی مُسْلِماً یدل (3)

علی إطلاق الإسلام علی الإیمان الكامل وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ أی فی الرتبة و الكرامة.

رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ (4) أی إذا عاینوا فی القیامة حالهم و حال المسلمین قالوا یا لیتنا كنا مسلمین وَ فِی تَفْسِیرَیِ الْعَیَّاشِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (5) عَنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ علیهما السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَا یَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ فَیَوْمَئِذٍ یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ.

وَ فِی الْمَجْمَعِ (6) مَرْفُوعاً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ وَ مَعَهُمْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ قَالَ الْكُفَّارُ لِلْمُسْلِمِینَ أَ لَمْ تَكُونُوا مُسْلِمِینَ قَالُوا بَلَی قَالُوا فَمَا أَغْنَی عَنْكُمْ إِسْلَامُكُمْ وَ قَدْ صِرْتُمْ مَعَنَا فِی النَّارِ قَالُوا كَانَتْ لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا

ص: 236


1- 1. المصدر ج 4 ص 363.
2- 2. هود: 14.
3- 3. یوسف: 101.
4- 4. الحجر: 2.
5- 5. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 239، تفسیر القمّیّ. 349.
6- 6. مجمع البیان ج 6 ص 328.

بِهَا فَسَمِعَ اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ مَا قَالُوا فَأَمَرَ مَنْ كَانَ فِی النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَأُخْرِجُوا مِنْهَا فَحِینَئِذٍ یَقُولُ الْكُفَّارُ یَا لَیْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِینَ.

لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (1) أی تنظرون فی نعمه الفاشیة فتؤمنون به و تنقادون لحكمه.

تِبْیاناً أی (2) بیانا بلیغا وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُ (3)

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ نَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی الْجَنَّةِ وَ مَا فِی النَّارِ وَ مَا بَیْنَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِی الْقُرْآنِ تِبْیَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی وَ اللَّهِ مَا تَرَكَ شَیْئاً یَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْعِبَادُ حَتَّی لَا یَسْتَطِیعَ عَبْدٌ یَقُولُ لَوْ كَانَ هَذَا أُنْزِلَ فِی الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِیهِ.

و قد مضت الأخبار الكثیرة فی ذلك فی كتاب الإمامة.

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ (4) یعنی جبرئیل مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ أی متلبسا بالحكمة لِیُثَبِّتَ الَّذِینَ آمَنُوا أی علی الإیمان بأنه كلام اللّٰه فإنهم إذا سمعوا الناسخ و تدبروا ما فیه من رعایة الصلاح و الحكمة رسخت عقائدهم و اطمأنت قلوبهم وَ هُدیً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ المنقادین لحكمه.

قُلْ إِنَّما یُوحی إِلَیَ (5) قیل أی ما یوحی إلی إلا أنه لا إله لكم إلا إله واحد و ذلك لأن المقصود الأصلی من بعثته مقصور علی التوحید فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مخلصون العبادة لله علی مقتضی الوحی. وَ فِی الْمَنَاقِبِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ الْوَصِیَّةَ بَعْدِی نَزَلَتْ مُشَدَّدَةً وَ مَآلُهُمَا وَاحِدٌ لِأَنَّ مُخَالَفَةَ الْوَصِیَّةِ عِبَادَةٌ لِلْهَوَی وَ الشَّیْطَانِ وَ أَیْضاً التَّوْحِیدُ لَا یَتِمُّ إِلَّا بِالْوَلَایَةِ إِذْ بِالْإِمَامِ یُعْرَفُ اللَّهُ وَ یُعْرَفُ طَرِیقُ عِبَادَتِهِ فَهِیَ كَمَالُ التَّوْحِیدِ وَ أَصْلُهُ وَ أَسَاسُهُ وَ غَایَتُهُ.

فَلَهُ أَسْلِمُوا(6) أی أخلصوا التقرب و الذكر و لا تشوبوه بالإشراك وَ بَشِّرِ

ص: 237


1- 1. النحل: 81.
2- 2. النحل: 89.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 266.
4- 4. النحل: 102.
5- 5. الأنبیاء: 108.
6- 6. الحجّ: 34.

الْمُخْبِتِینَ قیل أی المتواضعین أو المخلصین فإن الإخبات صفتهم و قال علی بن إبراهیم أی العابدین.

وَ ما أَنْتَ بِهادِی الْعُمْیِ (1) سماهم عمیا لفقدهم المقصود الحقیقی من الأبصار أو لعمی قلوبهم أن تسمع فإن إیمانهم یدعوهم إلی تلقی اللفظ و تدبر المعنی أو المراد بالمؤمن المشارف للإیمان أو من هو فی علم اللّٰه كذلك فَهُمْ مُسْلِمُونَ أی مخلصون مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ(2) أی خلقا و ملكا وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أی المنقادین أو الثابتین علی ملة الإسلام.

الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ (3) قیل نزلت فی مؤمنی أهل الكتاب و قیل فی أربعین من أهل الإنجیل من أهل الحبشة و الشام قالُوا آمَنَّا بِهِ أی بأنه كلام اللّٰه إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا استئناف لبیان ما أوجب إیمانهم به إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِینَ استئناف آخر للدلالة علی أن إیمانهم به لیس مما أحدثوه حینئذ و إنما هو أمر تقادم عهده لما رأوا ذكره فی الكتب المتقدمة و كونهم علی دین الإسلام قبل نزول القرآن أو تلاوته علیهم باعتقادهم صحته فی الجملة.

وَ قُولُوا آمَنَّا(4) قیل هی المجادلة بالتی هی أحسن و عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم و قولوا آمنا باللّٰه و بكتبه و رسله فإن قالوا باطلا لم تصدقوهم و إن قالوا حقا لم تكذبوهم.

وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ أی مطیعون له خاصة و فیه تعریض باتخاذهم أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (5) حتی تمكن فیه بیسر عبر به عمن خلق نفسه شدیدة الاستعداد لقبوله غیر متأبیة عنه لأن الصدر محل القلب المنبع للروح المتعلق للنفس القابل للإسلام فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ یعنی المعرفة و الاهتداء إلی الحق و قد مر الخبر فی ذلك و خبر من محذوف دل علیه قوله فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ

ص: 238


1- 1. النمل: 81.
2- 2. النمل: 91.
3- 3. القصص: 52.
4- 4. العنكبوت: 46.
5- 5. الزمر: 22.

أی من أجل ذكره فی روایة علی بن إبراهیم (1) نزل صدر الآیة فی أمیر المؤمنین علیه السلام و فی روایة العامة نزل فی حمزة و علی و ما بعده فی أبی لهب و ولده

و روی علی بن إبراهیم عن الصادق علیه السلام: أن القسوة و الرقة من القلب و هو قوله فَوَیْلٌ الآیة.

وَ كانُوا مُسْلِمِینَ (2) ظاهره كون الإسلام فوق الإیمان.

قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قال الطبرسی (3)

قدس سره هم قوم من بنی أسد أتوا النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی سنة جدبة و أظهروا الإسلام و لم یكونوا مؤمنین فی السر إنما كانوا یطلبون الصدقة و المعنی أنهم قالوا صدقنا بما جئت به فأمره اللّٰه سبحانه أن یخبرهم بذلك لیكون آیة معجزة له فقال قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا أی لم تصدقوا علی الحقیقة فی الباطن وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا أی انقدنا و استسلمنا مخافة السبی و القتل ثم بین سبحانه أن الإیمان محله القلب دون اللسان فقال وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ قال الزجاج الإسلام إظهار الخضوع و القبول لما أتی به الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و بذلك یحقن الدم فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد و تصدیق بالقلب فذلك الإیمان و صاحبه المسلم المؤمن حقا فأما من أظهر قبول الشریعة و استسلم لدفع المكروه فهو فی الظاهر مسلم و باطنه غیر مصدق و قد أخرج هؤلاء من الإیمان بقوله وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ إن لم تصدقوا بعد ما أسلمتم تعوذا من القتل فالمؤمن مبطن من التصدیق مثل ما یظهر و المسلم التام الإسلام مظهر للطاعة و هو مع ذلك مؤمن بها و الذی أظهر الإسلام تعوذا من القتل غیر مؤمن فی الحقیقة إلا أن حكمه فی الظاهر حكم المسلمین.

و روی أنس عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: الإسلام علانیة و الإیمان فی القلب و أشار إلی صدره.

ثم قال سبحانه وَ إِنْ تُطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لا یَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَیْئاً(4)

ص: 239


1- 1. تفسیر القمّیّ: 577.
2- 2. الزخرف: 69.
3- 3. مجمع البیان ج 9 ص 138. و الآیة فی الحجرات: 13.
4- 4. الحجرات: 14.

أی لا ینقصكم من ثواب أعمالكم شیئا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا أی لم یشكوا فی دینهم بعد الإیمان وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ أی الذین صدقوا فی ادعاء الإیمان فیدل علی أن للأعمال مدخلا فی الإیمان إما بالجزئیة أو الاشتراط أو هی كاشفة منه كما سیأتی تحقیقه إن شاء اللّٰه قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِینِكُمْ أی أ تخبرونه به بقولكم آمنا وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ هو تجهیل لهم و توبیخ.

روی: أنه لما نزلت الآیة المتقدمة جاءوا و حلفوا أنهم مؤمنون معتقدون فنزلت هذه یَمُنُّونَ عَلَیْكَ أَنْ أَسْلَمُوا.

أی یعدون إسلامهم علیك منة و هی النعمة لا یستثیب مولاها ممن نزلها إلیه قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَیَّ إِسْلامَكُمْ أی بإسلامكم فنصب بنزع الخافض أو تضمین الفعل معنی الاعتداد بَلِ اللَّهُ یَمُنُّ عَلَیْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِیمانِ علی ما زعمتم مع أن الهدایة لا یلزم اهتداء إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ فی ادعاء الإیمان و جوابه محذوف یدل علیه ما قبله أی فلله المنة علیكم.

و فی سیاق الآیة لطف و هو أنهم لما سموا ما صدر عنهم إیمانا و منوا به نفی أنه إیمان و سماه إسلاما بأن قال یمنون علیك بما هو فی الحقیقة إسلام و لیس بجدیر أن یمن علیك بل لو صح ادعاؤهم للإیمان فلله المنة علیهم بالهدایة له لا لهم.

فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (1) قال البیضاوی استدل به علی اتحاد الإیمان و الإسلام و هو ضعیف لأن ذلك لا یقتضی إلا صدق المؤمن و المسلم علی من اتبعه و ذلك لا یقتضی اتحاد مفهومیهما لجواز صدق المفهومات المختلفة علی ذات واحدة.

و قال فی قوله تعالی مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ (2) مقرات مخلصات أو منقادات مصدقات

ص: 240


1- 1. الذاریات: 36.
2- 2. التحریم: 6.

أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ كَالْمُجْرِمِینَ (1) قیل إنكار لقولهم إن صح أنا نبعث كما یزعم محمد و من معه لم یفضلونا بل نكون أحسن حالا منهم كما نحن علیه فی الدنیا.

وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ (2) أی الجائرون عن طریق الحق فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أی توخوا رشدا عظیما یبلغهم إلی دار الثواب

و روی علی بن إبراهیم (3)

عن الباقر علیه السلام: أی الذین أقروا بولایتنا.

أقول: إذا تأملت فی هذه الآیات و الآیات المتقدمة فی الباب السابق عرفت أن للإیمان و الإسلام معانی شتی كما سنفصله إن شاء اللّٰه تعالی.

الأخبار

«1»- ب، [قرب الإسناد] عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّهُ قَالَ لَهُ إِنَّ الْإِیمَانَ قَدْ یَجُوزُ بِالْقَلْبِ دُونَ اللِّسَانِ فَقَالَ لَهُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ كَمَا تَقُولُ فَقَدْ حُرِّمَ عَلَیْنَا قِتَالُ الْمُشْرِكِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّا لَا نَدْرِی بِزَعْمِكَ لَعَلَّ ضَمِیرَهُ الْإِیمَانُ فَهَذَا الْقَوْلُ نَقْضٌ لِامْتِحَانِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَانَ یَجِیئُهُ یُرِیدُ الْإِسْلَامَ وَ أَخْذِهِ إِیَّاهُ بِالْبَیْعَةِ عَلَیْهِ وَ شُرُوطِهِ وَ شِدَّةِ التَّأْكِیدِ قَالَ مَسْعَدَةُ وَ مَنْ قَالَ بِهَذَا فَقَدْ كَفَرَ الْبَتَّةَ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمْ (4).

توضیح: أنه قال له ضمیر قال راجع إلی الصادق علیه السلام و رجوعه إلی مسعدة بعید و علی الأول الكلام محمول علی الاستفهام و قد للتقلیل و علی الثانی یحتمل التحقیق أیضا فلا یكون استفهاما و یكون النسبة إلی الأب بأن یكون نسب الجواب إلی أبیه علیهما السلام و لذا صار بعیدا و حاصل الجواب أنه لو كان الإسلام محض الاعتقاد القلبی و لم یكن مشروطا بعدم الإنكار الظاهری أو بوجود الإذعان و الانقیاد الظاهری لم یجز قتال المشركین إذ یحتمل إیمانهم باطنا و قوله علیه السلام

ص: 241


1- 1. القلم: 33.
2- 2. الجن: 14.
3- 3. تفسیر القمّیّ: 699.
4- 4. قرب الإسناد ص 23، ط حجر، ص 33 ط النجف.

فهذا القول یحتمل أن یكون وجها آخر و هو أن هذا القول مناقض لفعل النبی صلی اللّٰه علیه و آله من تكلیفه من یرید الإسلام بالبیعة و التأكید فیها فإنها أفعال سوی الاعتقاد أو یكون مرجع الجمیع إلی دلیل واحد هو أنه لو كان أمرا قلبیا فإما أن یكتفی فی إثبات ذلك أو نفیه بقوله أم لا فعلی الثانی لا یمكن قتل المشرك و قتاله أصلا و علی الأول فلا بد من الاكتفاء بإقراره فلا حاجة إلی التبعیة و غیرها مما كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یعتبره و یهتم به.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّی یَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا فَقَدْ حَرُمَ عَلَیَّ دِمَاؤُهُمْ وَ أَمْوَالُهُمْ.

تبیین: روت العامة هذا الخبر بطرق مختلفة(1) و زیادة و نقصان فی الألفاظ فمنها ما رووه عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّی یَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّی دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ حِسَابُهُمْ عَلَی اللَّهِ.

و قال الحسین بن مسعود فی شرح السنة حتی یقولوا لا إله إلا اللّٰه أراد به عبدة الأوثان دون أهل الكتاب لأنهم یقولون لا إله إلا اللّٰه ثم لا یرفع عنهم السیف حتی یقروا بنبوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله أو یعطوا الجزیة و قوله و حسابهم علی اللّٰه معناه فیما یستسرون به دون ما یخلون به من الأحكام الواجبة علیهم فی الظاهر فإنهم إذا أخلوا بشی ء مما یلزمهم فی الظاهر یطالبون بموجبه انتهی.

و أقول كان الاكتفاء بإحدی الشهادتین لتلازمهما و المراد بها الشهادتان معا بل مع ما تستلزمانه من الإقرار بما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّهُمْ رَوَوْا أَیْضاً أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّی یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ یُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ یُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّی دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَ حِسَابُهُمْ عَلَی اللَّهِ. وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: حَتَّی

ص: 242


1- 1. مشكاة المصابیح: 12- 14.

یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْ یَسْتَقْبِلُوا قِبْلَتَنَا وَ أَنْ یَأْكُلُوا ذَبِیحَتَنَا وَ أَنْ یُصَلُّوا صَلَاتَنَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ حَرُمَتْ عَلَیْنَا دِمَاؤُهُمْ وَ أَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِینَ وَ عَلَیْهِمْ مَا عَلَی الْمُسْلِمِینَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: حَتَّی یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ یُؤْمِنُوا بِی وَ بِمَا جِئْتُ بِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّی دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا.

قال القاضی عیاض من علماء العامة اختصاص عصم النفس و المال بمن قال لا إله إلا اللّٰه تعبیر عن الإجابة إلی الإیمان أو أن المراد بهذا مشركو العرب و أهل الأوثان و من لا یوحد و هم كانوا أول من دعی إلی الإسلام و قوتل علیه فأما غیرهم ممن یقر بالتوحید فلا یكتفی فی عصمته بقوله لا إله إلا اللّٰه إذ كان یقولها فی كفره و هی من اعتقاده و لذلك جاء فی الحدیث الآخر و إنی رسول اللّٰه و یقیم الصلاة و یؤتی الزكاة.

«3»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنِ الْقَاسِمِ الصَّیْرَفِیِّ شَرِیكِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْإِسْلَامُ یُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ وَ تُؤَدَّی بِهِ الْأَمَانَةُ وَ یُسْتَحَلُّ بِهِ الْفَرْجُ وَ الثَّوَابُ عَلَی الْإِیمَانِ (1).

كا، [الكافی] عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (2)

بیان: یدل الخبر علی عدم ترادف الإیمان و الإسلام و أن غیر المؤمن من فرق أهل الإسلام لا یستحق الثواب الأخروی أصلا كما هو الحق و المشهور بین الإمامیة و ستعرف أن كلا من الإسلام و الإیمان یطلق علی معان و الظاهر أن المراد بالإیمان فی هذا الخبر الإذعان بوجوده سبحانه و صفاته الكمالیة و بالتوحید و العدل و المعاد و الإقرار بنبوة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و إمامة الأئمة الاثنی عشر صلوات اللّٰه علیهم و بجمیع ما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما علم منها تفصیلا و ما لم یعلم إجمالا و عدم الإتیان بما یخرجه عن الدین كعبادة الصنم و الاستخفاف بحرمات اللّٰه.

ص: 243


1- 1. المحاسن ص 285.
2- 2. الكافی ج 2 ص 24.

و الإسلام هو الإذعان الظاهری باللّٰه و برسوله و عدم إنكار ما علم ضرورة من دین الإسلام فلا یشترط فیه ولایة الأئمة علیهم السلام و لا الإقرار القلبی فیدخل فیه المنافقون و جمیع فرق المسلمین ممن یظهر الشهادتین عدا النواصب و الغلاة و المجسمة و من أتی بما یخرجه عن الدین كعبادة الصنم و إلقاء المصحف فی القاذورات عمدا و نحو ذلك و سیأتی تفصیل القول فی جمیع ذلك إن شاء اللّٰه.

ثم إنه علیه السلام ذكر من الثمرات المترتبة علی الإسلام ثلاثة الأول حقن الدم قال فی القاموس حقنه یحقنه و یحقنه حبسه و دم فلان أنقذه من القتل انتهی و ترتب هذه الفائدة علی الإسلام الظاهری ظاهر لأن فی صدر الإسلام و فی زمن الرسول كانوا یكتفون فی كف الید عن قتل الكفار بإظهارهم الشهادتین و بعده صلی اللّٰه علیه و آله لما حصلت الشبه بین الأمة و اختلفوا فی الإمامة خرجت عن كونه من ضروریات دین الإسلام فدم المخالفین و سائر فرق المسلمین محفوظة إلا الخوارج و النواصب فإن ولایة أهل البیت علیهم السلام أی محبتهم من ضروریات دین جمیع المسلمین و إنما الخلاف فی إمامتهم و الباغی علی الإمام یجب قتله بنص القرآن و هذا الحكم إنما هو إلی ظهور القائم علیه السلام إذ فی ذلك الزمان ترتفع الشبه و یظهر الحق بحیث لا یبقی لأحد عذر فحكم منكر الإمامة فی ذلك الزمان حكم سائر الكفار فی وجوب قتلهم و غیر ذلك.

و أما المنافقون المظهرون للعقائد الحقة المبطنون خلافها فیحتمل عدم قبول ذلك عنهم لحكمه علیه السلام بعلمه فی أكثر الأحكام و یحتمل أیضا قبوله منهم إلی أن یظهر منهم خلافه كما هو ظاهر أخبار دابة الأرض و الجزم بأحدهما مشكل.

الثانی أداء الأمانة و ظاهره عدم وجوب رد ودیعة من لم یظهر الإسلام و هو خلاف المشهور و أكثر الأخبار فإن المشهور بین الأصحاب وجوب رد الودیعة و لو كان المودع كافرا و قال أبو الصلاح إن كان حربیا وجب أن یحمل ما أودعه إلی سلطان الإسلام و یمكن حمل الخبر علی أن الرد علی المسلم آكد

ص: 244

أو أنه یحكم به أهل الإسلام أو علی أن المراد بالأمانة غیر الودیعة مما حصل من أمواله فی ید غیره أو أن الإسلام یصیر سببا لأن یؤدی الأمانات إلی أهلها و فی الكل تكلف و الحمل علی مذهب أبی الصلاح أیضا یحتاج إلی تكلف لأنه أیضا یوجب رد أمانة الذمی فیتكلف بأن رد أمانة الذمی أیضا بسبب الإسلام لتشبثه بذمة المسلمین.

الثالث استحلال الفرج بالإسلام فیدل علی عدم جواز نكاح الكافرة مطلقا بل بملك الیمین أیضا إلا ما خرج بالدلیل و كذا إنكاح الكافر و علی جواز نكاح المسلمة مطلقا و كذا إنكاح المسلم من أی الفرق كان.

أما الأول فلا خلاف فی عدم جواز نكاح المسلم غیر الكتابیة و فی تحریم الكتابیة أقوال التحریم مطلقا جواز متعة الیهودیة و النصرانیة اختیارا و الدوام اضطرارا عدم جواز العقد بحال و جواز ملك الیمین جواز المتعة و ملك الیمین للیهودیة و النصرانیة و تحریم الدوام كما هو مختار أكثر المتأخرین تحریم نكاحهن مطلقا اختیارا و تجویزه مطلقا اضطرارا و تجویز الوطء بملك الیمین الجواز مطلقا كما ذهب إلیه الصدوق و فی المجوسیة اختلاف فی الأقوال و الروایات و الأقرب جواز وطئها بملك الیمین و الأحوط الترك فی غیر ذلك نعم إذا أسلم زوج الكتابیة فالنكاح باق و إن لم یدخل بها.

و أما الثانی و هو تزویج غیر المؤمن من فرق المسلمین فالمشهور اعتبار الإیمان فی جانب الزوج دون الزوجة و ذهب جماعة إلی عدم اعتباره مطلقا و الاكتفاء بمجرد الإسلام و لا یخلو من قوة فی زمان الهدنة و لا یصح نكاح الناصب المبغض لأهل البیت علیهم السلام مطلقا.

ثم ذكر علیه السلام ثمرة الإیمان و هو ترتب الثواب علی أعماله فی الآخرة فغیر المؤمن الاثنی عشری المصدق قلبا لا یترتب علی شی ء من أعماله ثواب فی الآخرة و هو یستلزم خلوده فی النار كما مر و سیأتی إن شاء اللّٰه.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ

ص: 245

أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: الْإِیمَانُ إِقْرَارٌ وَ عَمَلٌ وَ الْإِسْلَامُ إِقْرَارٌ بِلَا عَمَلٍ (1).

بیان: هذا الخبر یدل علی اصطلاح آخر للإیمان و الإسلام و هو أن الإسلام نفس العقائد و الإیمان العقائد مع العمل بمقتضاها من الإتیان بالفرائض و ترك الكبائر و ربما یأول بأن المراد بالإقرار الإقرار بالشهادتین و بالعمل عمل القلب و هو التصدیق بجمیع ما أتی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو بأن المراد بالإقرار ترك الإیذاء و الإنكار و بالعمل العمل الصحیح و الحمل فیهما علی المجاز أی الإیمان سبب لأن یقر علی دینه و لا یؤذی و یحكم علیه بأحكام المسلمین و سبب لصحة أعماله بخلاف الإسلام فإنه یصیر سببا للأول دون الثانی و لا یخفی بعده.

و یحتمل أن یراد بالإقرار إظهار الشهادتین و بالعمل ما یقتضیه من التصدیق بجمیع ما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله و منها الولایة فیرجع إلی الخبر الأول.

«5»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ فَقَالَ أَ لَا تَرَی أَنَّ الْإِیمَانَ غَیْرُ الْإِسْلَامِ (2).

بیان: أقول قد مر تفسیر الآیة و هی مما استدل به علی عدم ترادف الإسلام و الإیمان كما استدل علیه السلام بها علیه و ربما یجاب عنه بأن المراد بالإسلام هنا الاستسلام و الانقیاد الظاهری و هو غیر المعنی المصطلح و الجواب أن الأصل فی الإطلاق الشرعی الحقیقة الشرعیة و صرفه عنها یحتاج إلی دلیل و استدل بها أیضا علی أن الإیمان هو التصدیق فقط لنسبته إلی القلب و الجواب أنها لا تنفی اشتراط الإیمان القلبی بعمل الجوارح و إنما تنفی الجزئیة مع أن فیه أیضا كلاما.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ مَا الْفَرْقُ

ص: 246


1- 1. الكافی ج 2 ص 24. و الآیة فی الحجرات: 13.
2- 2. الكافی ج 2 ص 24. و الآیة فی الحجرات: 13.

بَیْنَهُمَا فَلَمْ یُجِبْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ یُجِبْهُ ثُمَّ الْتَقَیَا فِی الطَّرِیقِ وَ قَدْ أَزِفَ مِنَ الرَّجُلِ الرَّحِیلُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ مِنْكَ رَحِیلٌ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ فَالْقَنِی فِی الْبَیْتِ فَلَقِیَهُ فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ مَا الْفَرْقُ بَیْنَهُمَا فَقَالَ الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِی عَلَیْهِ النَّاسُ

شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَهَذَا الْإِسْلَامُ وَ قَالَ الْإِیمَانُ مَعْرِفَةُ هَذَا الْأَمْرِ مَعَ هَذَا فَإِنْ أَقَرَّ بِهَا وَ لَمْ یَعْرِفْ هَذَا الْأَمْرَ كَانَ مُسْلِماً وَ كَانَ ضَالًّا(1).

توضیح: كان تأخیر الجواب للتقیة و المصلحة و فی القاموس أزف الترحل كفرح أزفا و أزوفا دنا.

أقول: و یظهر من الروایة أن بین الإیمان و الإسلام فرقین أحدهما أن الإسلام هو الانقیاد الظاهری و لا یعتبر فیه التصدیق و الإذعان القلبی بخلاف الإیمان فإنه یعتبر فیه الاعتقاد القلبی بل القطعی كما سیأتی و ثانیهما اعتبار اعتقاد الولایة فیه و ذكر الأعمال إما بناء علی اشتراط الإیمان بالأعمال أو المراد الاعتقاد بها و یرشد إلیه قوله فإن أقربها أو الغرض بیان العقائد و جل الأعمال المشتركة بین أهل الإسلام و الإیمان و الوصف بالضلال و عدم إطلاق الكفر علیهم إما للتقیة فی الجملة أو لعدم توهم كونهم فی الأحكام الدنیویة فی حكم الكفار.

«7»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی وَ الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ آمَنُوا فَقَدْ كَذَبَ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَمْ یُسْلِمُوا فَقَدْ كَذَبَ (2).

بیان: فمن زعم فیه تنبیه علی مغایرة المفهومین و تحقق مادة الافتراق بینهما و أن الإسلام أعم.

ص: 247


1- 1. الكافی ج 2 ص 24.
2- 2. الكافی ج 2 ص 25.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ أَ هُمَا مُخْتَلِفَانِ فَقَالَ إِنَّ الْإِیمَانَ یُشَارِكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامَ لَا یُشَارِكُ الْإِیمَانَ فَقُلْتُ فَصِفْهُمَا لِی فَقَالَ الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ التَّصْدِیقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ وَ عَلَیْهِ جَرَتِ الْمَنَاكِحُ وَ الْمَوَارِیثُ وَ عَلَی ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ وَ الْإِیمَانُ الْهُدَی وَ مَا یَثْبُتُ فِی الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَ مَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ بِهِ وَ الْإِیمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ إِنَّ الْإِیمَانَ یُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِی الظَّاهِرِ وَ الْإِسْلَامَ لَا یُشَارِكُ الْإِیمَانَ فِی الْبَاطِنِ وَ إِنِ اجْتَمَعَا فِی الْقَوْلِ وَ الصِّفَةِ(1).

تبیین: أ هما مختلفان أی مفهوما و حقیقة أم مترادفان یشارك الإسلام المشاركة و عدمها إما باعتبار المفهوم فإن مفهوم الإسلام داخل فی مفهوم الإیمان دون العكس أو باعتبار الصدق فإن كل مؤمن مسلم دون العكس أو باعتبار الدخول فإن الداخل فی الإیمان داخل فی الإسلام دون العكس و إن كان یرجع إلی ما سبق أو باعتبار الأحكام فإن أحكام الإسلام ثابتة للإیمان دون العكس فصفهما لی أی بین لی حقیقتهما شهادة أن لا إله إلا اللّٰه بیان لإجزاء الإسلام به حقنت بیان لأحكام الإسلام و یدل علی التوارث بین جمیع فرق المسلمین كما هو المشهور.

و الظاهر أن المراد بالشهادة و التصدیق الإقرار الظاهری و یحتمل التصدیق القلبی فیكون إشارة إلی معنی آخر للإسلام و لا یبعد أن یكون أصل معناه الإقرار القلبی و أن ترتبت الأحكام علی الإقرار الظاهری بناء علی الحكم بالظاهر ما لم یظهر خلافه لعدم إمكان الاطلاع علی القلب كما قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله لأسامة فهلا شققت قلبه و لذا قال علیه السلام و علی ظاهره جماعة الناس بل مدار الأحكام علی الظاهری فی سائر الأمور القلبیة كالعقود و الإیقاعات و الأیمان و أشباهها و علی هذا فلا فرق بین الإیمان و الإسلام إلا بالولایة و الإقرار بالأئمة علیهم السلام و لوازمها إذ

ص: 248


1- 1. الكافی ج 2 ص 25.

فی الإیمان أیضا یحكم بالظاهر و لعل الأول أظهر و المراد بالهدی الولایة و الاهتداء بالأئمة علیهم السلام و ما یثبت فی القلوب إشارة إلی العقائد القلبیة بالشهادات الظاهرة الإسلامیة فكلمة من فی قوله من صفة الإسلام بیانیة و تحتمل الابتدائیة أی ما یسری من أثر الأعمال الظاهرة إلی الباطن و قوله و ما ظهر من العمل یدل علی أن الأعمال أجزاء الإیمان و إن أمكن حمله علی التكلم بالشهادتین كما یومئ إلیه آخر الخبر أرفع من الإسلام لأنه یصیر سببا لإحراز المثوبات الأخرویة أو لاعتبار الولایة فیه فیكون أكمل و أجمع.

قوله علیه السلام الإیمان یشارك الإسلام ظاهره أنه لا فرق بین العقائد الإسلامیة و الإیمانیة و إنما الفرق فی اشتراط الإذعان القلبی فی الإیمان دون الإسلام و قد یأول بأنه أراد أن الإیمان یشارك الإسلام فی جمیع الأعمال الظاهرة المعتبرة فی الإسلام مثل الصلاة و الزكاة و غیرهما و الإسلام لا یشارك الإیمان فی جمیع الأمور الباطنة المعتبرة فی الإیمان لأنه لا یشاركه فی التصدیق بالولایة و إن اجتمعا فی الشهادتین و التصدیق بالتوحید و الرسالة.

«9»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْإِیمَانُ یُشَارِكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا یُشَارِكُ الْإِیمَانَ (1).

«10»- كا، [الكافی] عَنْ 1 عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْإِیمَانَ یُشَارِكُ الْإِسْلَامَ وَ لَا یُشَارِكُهُ الْإِسْلَامُ إِنَّ الْإِیمَانَ مَا وَقَرَ فِی الْقُلُوبِ وَ الْإِسْلَامَ مَا عَلَیْهِ الْمَنَاكِحُ وَ الْمَوَارِیثُ وَ حَقْنُ الدِّمَاءِ وَ الْإِیمَانَ یَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامَ لَا یَشْرَكُ الْإِیمَانَ (2).

بیان: وقر فی القلب كوعد أی سكن فیه و ثبت من الوقار و الحلم و الرزانة كذا فی النهایة.

ص: 249


1- 1. الكافی ج 2 ص 25.
2- 2. الكافی ج 2 ص 26.

«11»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّهُمَا أَفْضَلُ الْإِیمَانُ أَمِ الْإِسْلَامُ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا یَقُولُونَ إِنَّ الْإِسْلَامَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِیمَانِ فَقَالَ الْإِیمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ قُلْتُ فَأَوْجِدْنِی ذَلِكَ قَالَ مَا تَقُولُ فِیمَنْ أَحْدَثَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُتَعَمِّداً قَالَ قُلْتُ یُضْرَبُ ضَرْباً شَدِیداً قَالَ أَصَبْتَ فَمَا تَقُولُ فِیمَنْ أَحْدَثَ فِی الْكَعْبَةِ مُتَعَمِّداً قُلْتُ یُقْتَلُ قَالَ أَصَبْتَ أَ لَا تَرَی أَنَّ الْكَعْبَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ أَنَّ الْكَعْبَةَ تَشْرَكُ الْمَسْجِدَ وَ الْمَسْجِدَ لَا تَشْرَكُ الْكَعْبَةَ وَ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ یَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا یَشْرَكُ الْإِیمَانَ (1).

سن، [المحاسن] عن ابن محبوب: مثله (2)

توضیح: أیهما أفضل مبتدأ و خبر و الإیمان و الإسلام تفسیران لمرجع الضمیر أو هما مبتدأ و أیهما أفضل خبره أوجدنی ذلك أی اجعلنی أجده و أفهمه فی القاموس وجد المطلوب كوعد و ورم یجده و یجده بضم الجیم وجدا وجده أدركه و أوجده أغناه و فلانا مطلوبة أظفره به قوله متعمدا أی لا ساهیا و لا مضطرا و یدل علی كفر من استخف بالكعبة فإنها من حرمات اللّٰه و وجوب تعظیمها من ضروریات دین الإسلام أ لا تری أن الكعبة شبه علیه السلام المعقول بالمحسوس تفهیما للسائل و بیانا للعموم و الخصوص و لشرف الإیمان علی الإسلام و أن الكعبة تشرك المسجد أی فی حكم التعظیم فی الجملة أو فی أنها یصدق علیها أنها مسجد و كعبة أو فی أن من دخل الكعبة یحكم بدخوله فی المسجد بخلاف العكس و المسجد أی جمیع أجزائه لا یشرك الكعبة فی قدر التعظیم و عقوبة من استخف بها أو لا یصدق علی كل جزء من المسجد أنه كعبة أو فی أن من دخلها دخل الكعبة كما سیأتی و وجه الشبه علی جمیع الوجوه ظاهر.

«12»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ

ص: 250


1- 1. الكافی ج 2 ص 26.
2- 2. المحاسن ص 285.

ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْإِیمَانُ مَا اسْتَقَرَّ فِی الْقَلْبِ وَ أَفْضَی بِهِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ صَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ التَّسْلِیمِ لِأَمْرِهِ وَ الْإِسْلَامُ مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَ هُوَ الَّذِی عَلَیْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا وَ بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ وَ عَلَیْهِ جَرَتِ الْمَوَارِیثُ وَ جَازَ النِّكَاحُ وَ اجْتَمَعُوا عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ فَخَرَجُوا بِذَلِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ أُضِیفُوا إِلَی الْإِیمَانِ وَ الْإِسْلَامُ لَا یَشْرَكُ الْإِیمَانَ وَ الْإِیمَانُ یَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ هُمَا فِی الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ یَجْتَمِعَانِ كَمَا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِی الْمَسْجِدِ وَ الْمَسْجِدُ لَیْسَ فِی الْكَعْبَةِ وَ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ یَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا یَشْرَكُ الْإِیمَانَ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِكُمْ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْدَقُ الْقَوْلِ قُلْتُ فَهَلْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَی الْمُسْلِمِ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ الْأَحْكَامِ وَ الْحُدُودِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ فَقَالَ لَا هُمَا یَجْرِیَانِ فِی ذَلِكَ مَجْرًی وَاحِداً وَ لَكِنْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَی الْمُسْلِمِ فِی أَعْمَالِهِمَا وَ مَا یَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(1) وَ زَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ مَعَ الْمُؤْمِنِ قَالَ أَ لَیْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِیرَةً(2) فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِینَ یُضَاعِفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ حَسَنَاتِهِمْ لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعِینَ ضِعْفاً فَهَذَا فَضْلُ الْمُؤْمِنِ وَ یَزِیدُ

اللَّهُ فِی حَسَنَاتِهِ عَلَی قَدْرِ صِحَّةِ إِیمَانِهِ أَضْعَافاً كَثِیرَةً وَ یَفْعَلُ اللَّهُ بِالْمُؤْمِنِینَ مَا یَشَاءُ مِنَ الْخَیْرِ قُلْتُ أَ رَأَیْتَ مَنْ دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ أَ لَیْسَ هُوَ دَاخِلًا فِی الْإِیمَانِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ قَدْ أُضِیفَ إِلَی الْإِیمَانِ وَ خَرَجَ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ وَ سَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلًا تَعْقِلُ بِهِ فَضْلَ الْإِیمَانِ عَلَی الْإِسْلَامِ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلًا فِی الْمَسْجِدِ أَ كُنْتَ تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَیْتَهُ فِی الْكَعْبَةِ قُلْتُ لَا یَجُوزُ لِی ذَلِكَ قَالَ فَلَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلًا فِی الْكَعْبَةِ أَ كُنْتَ شَاهِداً أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قُلْتُ:

ص: 251


1- 1. الأنعام: 160.
2- 2. البقرة: 245.

لَا یَصِلُ إِلَی دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتَّی یَدْخُلَ الْمَسْجِدَ قَالَ أَصَبْتَ وَ أَحْسَنْتَ ثُمَّ قَالَ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ وَ الْإِسْلَامُ (1).

بیان: قوله علیه السلام و أفضی به إلی اللّٰه الضمیر إما راجع إلی القلب أو إلی صاحبه أی أوصله إلی معرفة اللّٰه و قربه و ثوابه فالضمیر فی أفضی راجع إلی ما و یحتمل أن یكون راجعا إلی المؤمن و ضمیر به راجعا إلی الموصول أی وصل بسبب ذلك الاعتقاد أو أوصله ذلك الاعتقاد إلی اللّٰه كنایة عن علمه سبحانه بحصوله فی قلبه و قیل أی جعل وجه القلب إلی اللّٰه من الفضائل و الأحكام أی الفضائل الدنیویة و الأحكام الشرعیة قال فی المصباح أفضی الرجل بیده إلی الأرض بالألف مسها بباطن راحته قاله ابن فارس و غیره و أفضیت إلی الشی ء وصلت إلیه و السر أعلمته به انتهی و قیل أشار به إلی أن المراد بما استقر فی القلب مجموع التصدیق بالتوحید و الرسالة و الولایة لأن هذا المجموع هو المفضی إلی اللّٰه و قوله و صدقه العمل مشعر بأن العمل خارج عن الإیمان و دلیل علیه لأن الإیمان و هو التصدیق أمر قلبی یعلم بدلیل خارجی مع ما فیه من الإیماء إلی أن الإیمان بلا عمل لیس بإیمان و التسلیم لأمره أی الإمامة عبر هكذا تقیة أو الأعم فیشملها أیضا و یحتمل أن یكون عدم ذكر الولایة لأن التصدیق القلبی الواقعی بالشهادتین مستلزم للإقرار بالولایة فكان المخالفین لیس إذعانهم بالشهادتین إلا إذعانا ظاهریا لإخلالهم بما یستلزمانه من الإقرار بالولایة فلذا أطلق علیهم فی الأخبار اسم النفاق أو الشرك فتفطن.

و الإسلام ما ظهر من قول أو فعل أی قول بالشهادتین أو الأعم و فعل بالطاعات كالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و غیرها فیدل علی أن الإسلام یطلق علی مجرد الطاعات و الشهادات من غیر اشتراط تصدیق فخرجوا بذلك من الكفر أی من أن یجری علیهم فی الدنیا أحكام الكفار و أضیفوا إلی الإیمان أی نسبوا إلی الإیمان ظاهرا و إن لم یكونوا متصفین به حقیقة و هما فی القول و الفعل

ص: 252


1- 1. الكافی ج 2 ص 26.

یجتمعان أی فی الشهادتین و العبادات الظاهرة و إن خص الإیمان بالولایة و ظاهر سیاق الحدیث لا یخلو من شوب تقیة و كأن المراد بالفضائل ما یفضل به فی الدنیا من العطاء و الإجراء و أمثاله لا الفضائل الواقعیة الأخرویة أو ما یفضل به علی الكافر من

الإنفاق و الإعطاء و الإكرام و الرعایة الظاهریة و قیل أی فی التكلیف بالفضائل بأن یكون المؤمن مكلفا و لا یكون المسلم مكلفا بها.

أقول: سیظهر مما سننقل من تفسیر العیاشی (1)

أن الفضائل تصحیف القضایا فی أعمالهما أی صحتها و قبولها و ما یتقربان به إلی اللّٰه أی من العقائد و الأعمال فیكون تأكیدا أو تعمیما بعد التخصیص لشموله للعقائد أیضا أو المراد بالأول صحة الأعمال و بالثانی كیفیاتها فإن المؤمن یعمل بما أخذه من إمامه و المسلم یعمل ببدع أهل الخلاف و قیل المراد به الإمام الذی یتقرب بولایته و متابعته إلی اللّٰه تعالی فإن إمام المؤمن مستجمع لشرائط الإمامة و إمام المسلم لشرائط الفسق و الجهالة.

قوله أ لیس اللّٰه یقول أقول هذا السؤال و الجواب یحتمل وجوها الأول و هو الظاهر أن السائل أراد أنه إذا كانا مجتمعین فی الحسنات و الحسنة بالعشر فكیف یكون له فضل علیه فی الأعمال و القربات مع أن الموصول من أدوات العموم فیشمل كل من فعلها فأجاب علیه السلام بأنهما شریكان فی العشر و المؤمن یفضل بما زاد علیها و یرد علیه أنه علی هذا یكون لأعمال غیر المؤمنین أیضا ثواب و هو مخالف للإجماع و الأخبار المستفیضة إلا أن یحمل الكلام علی نوع من التقیة أو المصلحة لقصور فهم السائل أو یكون المراد بالإیمان الإیمان الخالص و بالإسلام أعم من الإیمان الناقص و غیره و یكون الثواب للأول و هو غیر بعید عن سیاق الخبر بل لا یبعد أن یكون المراد بالمسلم المستضعف من المؤمنین الذین یظهرون الإیمان و لم یستقر فی قلوبهم كما یرشد إلیه قوله و هما فی القول و الفعل یجتمعان و قد عرفت اختلاف الاصطلاح فی الإیمان فیكون هذا الخبر موافقا لبعض مصطلحاته.

ص: 253


1- 1. تحت الرقم: 39.

و قیل فی الجواب لعل عمل غیر المؤمن ینفعه فی تخفیف العقوبة و رفع شدتها لا فی دخول الجنة إذ دخولها مشروط بالإیمان.

الثانی أنه تعالی قال مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِیرَةً(1) و القرض الحسن هو العبادة الواقعة علی كمالها و شرائط قبولها و من جملة شرائطها هو الإیمان فالمؤمنون هم الذین یضاعف اللّٰه عز و جل لهم حسناتهم لا غیرهم فیعطیهم لكل حسنة عشرة و ربما یعطیهم لكل حسنة سبعین ضعفا فهذا فضل المؤمن علی المسلم و یزید اللّٰه فی حسناته علی قدر صحة إیمانه و حسب كماله أضعافا كثیرة حتی أنه یعطی بواحدة سبعمائة أو أزید و یفعل اللّٰه بالمؤمنین ما یشاء من الخیر الذی لا یعلمه إلا هو كما قال وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ(2) و قیل أراد بما یشاء من الخیر إیتاء العلم و الحكمة و زیادة الیقین و المعرفة.

الثالث ما ذكره بعض الأفاضل و یرجع إلی الثانی و هو أن المراد بالقرض الحسن صلة الإمام علیه السلام كما ورد فی الأخبار فالغرض من الجواب أنه كما أن القرض یكون حسنا و غیر حسن و الحسن الذی هو صلة الإمام یصیر سببا لتضاعف أكثر من عشرة فكذلك الصلاة و الزكاة و الحج تكون حسنة و غیر حسنة و الحسنة ما كان مع تصدیق الإمام و هو یستحق المضاعفة لا غیره فالفاء فی

قوله فالمؤمنون للبیان و قوله یضاعف اللّٰه بتقدیر قد یضاعف اللّٰه و إلا لكان الظاهر عشرة أضعاف و یزید اللّٰه أی علی السبعین أیضا.

قوله أ رأیت من دخل فی الإسلام كان السائل لم یفهم الفرق بین الإیمان و الإسلام بما ذكره علیه السلام فأعاد السؤال أو أنه لما كان تمكن فی نفسه ما اشتهر بین المخالفین من عدم الفرق بینهما أراد أن یتضح الأمر عنده أو قاس الدخول فی المركب من الأجزاء المعقولة بالدخول فی المركب من الأجزاء المقداریة فإن من دخل جزءا من الدار صدق علیه أنه دخل الدار فلذا أجابه علیه السلام بمثل

ص: 254


1- 1. البقرة: 245.
2- 2. ق: 35.

ذلك لتفهیمه فقال المتصف ببعض أجزاء الإیمان لا یلزم أن یتصف بجمیع أجزائه حتی یتصف بالإیمان كما أن من دخل المسجد لا یحكم علیه بأنه دخل الكعبة و من دخل الكعبة یحكم علیه بأنه دخل المسجد فكذا یحكم علی المؤمن أنه مسلم و لا یحكم علی كل مسلم أنه مؤمن.

ثم اعلم أنه استدل بهذه الأخبار علی كون الكعبة جزءا من المسجد الحرام و یرد علیه أنه لا دلالة فی أكثرها علی ذلك بل بعضها یومی إلی خلافه كهذا الخبر حیث قال أ كنت شاهدا أنه قد دخل المسجد و لم یقل أ كنت شاهدا أنه فی المسجد و كذا قوله لا یصل إلی دخول الكعبة حتی یدخل المسجد نعم بعض الأخبار تشعر بالجزئیة.

«13»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَلْبَ لَیَتَرَجَّجُ فِیمَا بَیْنَ الصَّدْرِ وَ الْحَنْجَرَةِ حَتَّی یُعْقَدَ عَلَی الْإِیمَانِ فَإِذَا عُقِدَ عَلَی الْإِیمَانِ قَرَّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ قَالَ یَسْكُنُ (1).

كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَیْسَ فِیهِ قَالَ یَسْكُنُ (2).

بیان: الرج التحریك و التحرك و الاهتزاز و الرجرجة الاضطراب كالارتجاج و الترجرج و الحنجرة الحلقوم و كأنه كان فی قراءتهم علیهم السلام یهدأ قلبه بالهمز و فتح الدال و رفع قلبه كما قرئ فی الشواذ قال البیضاوی یهد قلبه للثبات و الاسترجاع عند المصیبة و قرئ یهد قلبه بالرفع علی إقامته مقام الفاعل و بالنصب علی طریق سفه نفسه و یهدأ بالهمز أی یسكن (3)

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه قرأ عكرمة و عمرو بن دینار یهدأ قلبه أی یطمئن قلبه كما قال سبحانه وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ

ص: 255


1- 1. المحاسن ص 249.
2- 2. الكافی ج 2 ص 421، و الآیة فی التغابن: 11.
3- 3. تفسیر البیضاوی ص 433.

بِالْإِیمانِ (1) انتهی و یحتمل أن یكون علی القراءة المشهورة بیانا لحاصل المعنی كما أشرنا إلیه فی تفسیر الآیات.

«15»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: كَتَبْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِیمَانِ مَا هُوَ فَكَتَبَ إِلَیَّ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْیَنَ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ الْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ وَ عَقْدٌ فِی الْقَلْبِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَ الْإِیمَانُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ وَ هُوَ دَارٌ وَ كَذَلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ وَ الْكُفْرُ دَارٌ فَقَدْ یَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ یَكُونَ مُؤْمِناً وَ لَا یَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ مُسْلِماً فَالْإِسْلَامُ قَبْلَ الْإِیمَانِ وَ هُوَ یُشَارِكُ الْإِیمَانَ فَإِذَا أَتَی الْعَبْدُ كَبِیرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِی أَوْ صَغِیرَةً مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِی الَّتِی نَهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِیمَانِ سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الْإِیمَانِ وَ ثَابِتاً عَلَیْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ فَإِنْ تَابَ وَ اسْتَغْفَرَ عَادَ إِلَی دَارِ الْإِیمَانِ وَ لَا یُخْرِجُهُ إِلَی الْكُفْرِ إِلَّا الْجُحُودُ وَ الِاسْتِحْلَالُ بِأَنْ یَقُولَ لِلْحَلَالِ هَذَا حَرَامٌ وَ لِلْحَرَامِ هَذَا حَلَالٌ وَ دَانَ بِذَلِكَ فَعِنْدَهَا یَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ دَاخِلًا فِی الْكُفْرِ وَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَ أَحْدَثَ فِی الْكَعْبَةِ حَدَثاً فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَ عَنِ الْحَرَمِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ وَ صَارَ إِلَی النَّارِ(2).

بیان: قوله علیه السلام و الإیمان هو الإقرار هذا تفسیر للإیمان الكامل و الأخبار فی ذلك كثیرة سیأتی بعضها و علیه انعقد اصطلاح المحدثین منا كما صرح به الصدوق رحمه اللّٰه فی الهدایة و قال المفید قدس سره فی كتاب المسائل أقول إن مرتكبی الكبائر من أهل المعرفة و الإقرار مؤمنون بإیمانهم باللّٰه و رسله و بما جاء من عنده و فاسقون بما معهم من كبائر الآثام و لا أطلق لهم اسم الفسوق و لا اسم الإیمان بل أقیدهما جمیعا فی تسمیتهم بكل واحد منهما و امتنع من الوصف لهم

ص: 256


1- 1. مجمع البیان ج 10 ص 299، و الآیة فی النحل: 106.
2- 2. الكافی ج 2 ص 27.

بهما علی الإطلاق و أطلق لهم اسم الإسلام بغیر تقیید و علی كل حال و هذا مذهب الإمامیة إلا بنی نوبخت رحمهم اللّٰه فإنهم خالفوا فیه و أطلقوا علی الفساق اسم الإیمان انتهی.

قوله و الإیمان بعضه من بعض أی یترتب أجزاء الإیمان بعضها علی بعض فإن الإقرار بالعقائد یصیر سببا للعقائد القلبیة و العقائد تصیر سببا للأعمال البدنیة.

أو المعنی أن أفراد الإیمان و درجاته یترتب بعضها علی بعض فإن الأدنی منها یصیر سببا لحصول الأعلی و هكذا إلی حصول أعلی درجاته فإن حصول قدر من التصدیق یصیر سببا للإتیان بقدر من الأعمال الحسنة فإذا أتی بتلك الأعمال زاد الإیمان القلبی فیزید أیضا العمل و هكذا فیترتب كمال كل جزء من الإیمان علی كمال الجزء الآخر و یحتمل أن یكون إشارة إلی اشتراط بعض أجزاء الإیمان ببعض فإن العمل لا ینفع بدون الاعتقاد و الاعتقاد أیضا مشروط فی كماله و ترتب الآثار علیه بالعمل.

و هو دار أی الإیمان كدار یدخل فیها الإنسان كأنه حصن له و هو یشارك الإیمان أی كلما یتحقق الإیمان فهو یشاركه فی التحقق و أما ما مضی فی الأخبار أنه لا یشارك الإیمان فمعناه أنه لیس كلما تحقق تحقق الإیمان فلا تنافی بینهما و یحتمل أن یكون

سقط من الكلام شی ء و كان هكذا و هو یشارك الإسلام و الإسلام لا یشارك الإیمان علی وتیرة ما سبق (1)

و یحتمل أن یكون المراد هنا المشاركة فی الأحكام الظاهرة و فیما سبق نفی المشاركة فی جمیع الأحكام.

قیل و سر ذلك أن الإقرار بالتوحید و الرسالة مقدم علی الإقرار بالولایة و العمل و المؤمن و المسلم بسبب الأول یخرجان من دار الكفر و یدخلان فی دار الإسلام ثم المسلم بسبب الاكتفاء یستقر فی هذه الدار و المؤمن بسبب الثانی یترقی و ینزل فی دار الإیمان و منه لاح أن الإسلام قبل الإیمان و أنه یشارك

ص: 257


1- 1. تحت الرقم: 8 و 9 و 10 فی هذا الباب.

الإیمان فیما هو سبب للخروج من دار الكفر لا فیما هو سبب للدخول فی دار الإیمان و بهذا التقریر تندفع المنافاة بین القولین قوله علیه السلام أو صغیرة یدل علی أن الصغیرة أیضا مخرجة من الإیمان مع أنها مكفرة مع اجتناب الكبائر و یمكن حمله علی الإصرار كما یومئ إلیه ما بعده أو علی أن المراد بها الكبیرة أیضا لكن بعضها صغیرة بالإضافة إلی بعضها التی هی أكبر الكبائر فالمراد بقوله نهی اللّٰه عنها نهیه عنها فی القرآن و إیعاده علیها النار فیه و الخبر یدل علی أن جحود المعاصی و استحلالها موجبان للارتداد و كأنه محمول علی ما إذا كان من ضروریات الدین فیؤید التأویل الثانی فإن أكثر ما نهی عنه فی القرآن كذلك أو علی ما إذا جحد و استحل بعد العلم بالتحریم و یدل علی أن المرتد مستحق للقتل و إن كان یفعل ما یؤذن بالاستخفاف فی الدین و یومئ إلیه عدم قبول توبته للمقابلة فیحمل علی الفطری و علی أنه مستحق للنار و إن تاب.

و جملة القول فیه أن المرتد علی ما ذكره الشهید رفع اللّٰه درجته فی الدروس و غیره هو من قطع الإسلام بالإقرار علی نفسه بالخروج منه أو ببعض أنواع الكفر سواء كان مما یقر أهله علیه أو لا أو بإنكار ما علم ثبوته من الدین ضرورة أو بإثبات ما علم نفیه كذلك أو بفعل دال علیه صریحا كالسجود للصنم و الشمس و إلقاء المصحف فی القذر قصدا أو إلقاء النجاسة علی الكعبة أو هدمها أو إظهار الاستخفاف بها.

و أما حكمه فالمشهور بین الأصحاب أن الارتداد علی قسمین فطری و ملی فالأول ارتداد من ولد علی الإسلام بأن انعقد نطفته حال إسلام أحد أبویه و هذا لا یقبل إسلامه لو رجع علیه و یتحتم قتله و تبین منه امرأته و تعتد منه عدة الوفاة و تقسم أمواله بین ورثته و هذا الحكم بحسب الظاهر لا إشكال فیه بمعنی تعین قتله و أما فیما بینه و بین اللّٰه فاختلفوا فی قبول توبته فأكثر المحققین ذهبوا إلی القبول حذرا من تكلیف ما لا یطاق لو كان مكلفا بالإسلام أو خروجه عن التكلیف ما دام حیا كامل العقل و هو باطل بالإجماع فلو لم یطلع علیه أحد أو لم یقدر علی قتله

ص: 258

فتاب قبلت توبته فیما بینه و بین اللّٰه تعالی و صحت عباداته و معاملاته و لكن لا تعود ماله و زوجته إلیه بذلك و یجوز له تجدید العقد علیها بعد العدة أو فیها علی احتمال كما یجوز للزوج العقد علی المعتدة بائنا حیث لا تكون محرمة أبدا و لا تقتل المرأة بالردة بل تحبس دائما و إن كانت مولودة علی الفطرة و تضرب أوقات الصلوات.

و الثانی أن یكون مولودا علی الكفر فأسلم ثم ارتد فهذا یستتاب علی المشهور فإن امتنع قتل و اختلف فی مدة الاستتابة فقیل ثلاثة أیام لروایة مسمع (1) و قیل القدر الذی یمكن معه الرجوع و یظهر من ابن الجنید أن الارتداد قسم واحد و أنه یستتاب فإن تاب و إلا قتل و هو مذهب العامة لكن لا یخلو من قوة من جهة الأخبار و سیأتی تمام الكلام فی ذلك فی محله إن شاء اللّٰه تعالی.

«16»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ دِینُ اللَّهِ اسْمُهُ الْإِسْلَامُ وَ هُوَ دِینُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا حَیْثُ كُنْتُمْ وَ بَعْدَ أَنْ تَكُونُوا فَمَنْ أَقَرَّ بِدِینِ اللَّهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَ مَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ (2).

بیان: دین اللّٰه اسمه الإسلام لقوله تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و قوله وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً(3) و هو دین اللّٰه قبل أن تكونوا حیث كنتم أی قبل أن تكونوا فی عالم من العوالم أی حین لم تكونوا فی عالم الأجساد و لا فی عالم الأرواح و بعد أن تكونوا فی أحد العوالم أو قبل أن تكونوا و توجدوا علی هذا الهیكل المخصوص حیث كنتم فی الأظلة أو فی العلم الأزلی و بعد أن تكونوا فی عالم الأبدان و الأول أظهر و علی التقدیرین المراد عدم التغیر فی

ص: 259


1- 1. هو مسمع بن عبد الملك كردین أبو سیار الكوفیّ، راجع الكافی ج 7 ص 258 باب حدّ المرتد تحت الرقم: 17.
2- 2. الكافی ج 2 ص 38.
3- 3. آل عمران: 19 و 85 علی الترتیب.

الأدیان و الأزمان فمن أقر بدین اللّٰه أی العقائد التی أمر اللّٰه بالإقرار بها فی كل دین قلبا و ظاهرا فهو مسلم و من عمل أی مع ذلك الإقرار بما أمر اللّٰه عز و جل به من الفرائض و ترك الكبائر أو الأعم فهو مؤمن و هذا أحد المعانی التی ذكرنا من الإسلام و الإیمان.

«17»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ الْإِیمَانَ عَلَی الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ كَمَا فَضَّلَ الْكَعْبَةَ عَلَی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (1).

«18»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: الْكَبَائِرُ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ الْإِیَاسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَ الْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَیِّنَةِ وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ فَقِیلَ لَهُ أَ رَأَیْتَ الْمُرْتَكِبَ لِلْكَبِیرَةِ یَمُوتُ عَلَیْهَا أَ

تُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ إِنْ عُذِّبَ بِهَا فَیَكُونُ عَذَابُهُ كَعَذَابِ الْمُشْرِكِینَ أَوْ لَهُ انْقِطَاعٌ قَالَ یَخْرُجُ مِنَ الْإِسْلَامِ إِذَا زَعَمَ أَنَّهَا حَلَالٌ وَ لِذَلِكَ یُعَذَّبُ أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ إِنْ كَانَ مُعْتَرِفاً بِأَنَّهَا كَبِیرَةٌ وَ هِیَ عَلَیْهِ حَرَامٌ وَ أَنَّهُ یُعَذَّبُ عَلَیْهَا وَ أَنَّهَا غَیْرُ حَلَالٍ فَإِنَّهُ مُعَذَّبٌ عَلَیْهَا وَ هُوَ أَهْوَنُ عَذَاباً مِنَ الْأَوَّلِ وَ یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ لَا یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ (2).

«19»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِینَ وَ لَیْسُوا هُمْ بِمُؤْمِنِینَ وَ لَا كَرَامَةَ قَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً(3) إِلَی قَوْلِهِ فَأَفُوزَ فَوْزاً

ص: 260


1- 1. الكافی ج 2 ص 52.
2- 2. الكافی ج 2 ص 280.
3- 3. بعده: و ان منكم لمن لیبطئن فان أصابتكم مصیبة قال قد أنعم اللّٰه علی اذ لم أكن معهم شهیدا، و لئن أصابكم فضل من اللّٰه لیقولن- كان لم تكن بینكم و بینه مودة- یا لیتنی كنت معهم فأفوز فوزا عظیما.

عَظِیماً وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ قَالُوا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ وَ إِذَا أَصَابَهُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ قَالَ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ مَعَهُمْ فَأُقَاتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (1).

«20»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: سَأَلَ الْمَأْمُونُ الرِّضَا علیه السلام أَنْ یَكْتُبَ لَهُ مَحْضَ الْإِسْلَامِ عَلَی إِیجَازٍ وَ اخْتِصَارٍ فَكَتَبَ علیه السلام إِنَّ مَحْضَ الْإِسْلَامِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً قَیُّوماً سَمِیعاً بَصِیراً قَدِیراً قَدِیماً بَاقِیاً عَالِماً لَا یَجْهَلُ قَادِراً لَا یَعْجِزُ غَنِیّاً لَا یَحْتَاجُ عَدْلًا لَا یَجُورُ وَ أَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ لَا شِبْهَ لَهُ وَ لَا ضِدَّ لَهُ وَ لَا كُفْوَ لَهُ وَ أَنَّهُ الْمَقْصُودُ بِالْعِبَادَةِ وَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ وَ الرَّهْبَةِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِینُهُ وَ صَفِیُّهُ وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ أَفْضَلُ الْعَالَمِینَ لَا نَبِیَّ بَعْدَهُ وَ لَا تَبْدِیلَ لِمِلَّتِهِ وَ لَا تَغْیِیرَ لِشَرِیعَتِهِ وَ أَنَّ جَمِیعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ وَ التَّصْدِیقُ بِهِ وَ بِجَمِیعِ مَنْ مَضَی قَبْلَهُ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ حُجَجِهِ وَ التَّصْدِیقُ بِكِتَابِهِ الصَّادِقِ الْعَزِیزِ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ وَ أَنَّهُ الْمُهَیْمِنُ عَلَی الْكُتُبِ كُلِّهَا وَ أَنَّهُ حَقٌّ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَی خَاتِمَتِهِ نُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَ بِمُتَشَابِهِهِ وَ خَاصِّهِ وَ عَامِّهِ وَ وَعْدِهِ وَ وَعِیدِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ وَ قِصَصِهِ وَ أَخْبَارِهِ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ أَنْ یَأْتِیَ بِمِثْلِهِ وَ أَنَّ الدَّلِیلَ بَعْدَهُ وَ الْحُجَّةَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْقَائِمَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِینَ وَ النَّاطِقَ عَنِ الْقُرْآنِ وَ الْعَالِمَ بِأَحْكَامِهِ أَخُوهُ وَ خَلِیفَتُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ وَلِیُّهُ الَّذِی كَانَ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَفْضَلُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِینَ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بَاقِرُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ وَارِثُ عِلْمِ الْوَصِیِّینَ

ص: 261


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 257 و الآیات فی سورة النساء: 71- 73.

ثُمَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاظِمُ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ وُلْدُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَشْهَدُ لَهُمْ بِالْوَصِیَّةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی خَلْقِهِ فِی كُلِّ عَصْرٍ وَ أَوَانٍ وَ أَنَّهُمُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ أَئِمَّةُ الْهُدَی وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا إِلَی أَنْ یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْها وَ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُمْ ضَالٌّ مُضِلٌّ تَارِكٌ لِلْحَقِّ وَ الْهُدَی وَ أَنَّهُمُ الْمُعَبِّرُونَ عَنِ الْقُرْآنِ وَ النَّاطِقُونَ عَنِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْبَیَانِ مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَعْرِفْهُمْ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ أَنَّ مِنْ دِینِهِمُ الْوَرَعَ وَ الْعِفَّةَ وَ الصِّدْقَ وَ سَاقَ إِلَی قَوْلِهِ وَ حُبُّ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَاجِبٌ وَ كَذَلِكَ بُغْضُ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْهُمْ وَ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ تَعَالَی خَلْقَ تَقْدِیرٍ لَا خَلْقَ تَكْوِینٍ وَ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَقُولُ بِالْجَبْرِ وَ التَّفْوِیضِ وَ لَا یَأْخُذُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَرِی ءَ بِالسَّقِیمِ وَ لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ تَعَالَی الْأَطْفَالَ بِذُنُوبِ الْآبَاءِ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی وَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَعْفُوَ وَ یَتَفَضَّلَ وَ لَا یَجُورَ وَ لَا یَظْلِمَ لِأَنَّهُ تَعَالَی مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَ لَا یَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ یُضِلُّهُمْ وَ یُغْوِیهِمْ وَ لَا یَخْتَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا یَصْطَفِی مِنْ عِبَادِهِ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَكْفُرُ بِهِ وَ بِعِبَادَتِهِ وَ یَعْبُدُ الشَّیْطَانَ دُونَهُ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ غَیْرُ الْإِیمَانِ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَ لَیْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا یَسْرِقُ السَّارِقُ حِینَ یَسْرِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَزْنِی الزَّانِی حِینَ یَزْنِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ أَصْحَابُ الْحُدُودِ مُسْلِمُونَ لَا مُؤْمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُدْخِلُ النَّارَ مُؤْمِناً وَ قَدْ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُخْرِجُ مِنَ النَّارِ كَافِراً وَ قَدْ أَوْعَدَهُ النَّارَ وَ الْخُلُودَ فِیهَا وَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ وَ مُذْنِبُو أَهْلِ التَّوْحِیدِ یُدْخَلُونَ فِی النَّارِ وَ یُخْرَجُونَ مِنْهَا وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ وَ إِنَّ الدَّارَ الْیَوْمَ دَارُ تَقِیَّةٍ وَ هِیَ دَارُ الْإِسْلَامِ لَا دَارُ كُفْرٍ وَ لَا دَارُ إِیمَانٍ وَ الْإِیمَانُ هُوَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ اجْتِنَابُ جَمِیعِ الْكَبَائِرِ وَ هُوَ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ

ص: 262

وَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ إِلَی أَنْ قَالَ علیه السلام وَ تُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ وَ هَمُّوا بِإِخْرَاجِهِمْ وَ سَنُّوا ظُلْمَهُمْ وَ غَیَّرُوا سُنَّةَ نَبِیِّهِمْ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ الَّذِینَ هَتَكُوا حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَكَثُوا بَیْعَةَ إِمَامِهِمْ وَ أَخْرَجُوا الْمَرْأَةَ وَ حَارَبُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَتَلُوا الشِّیعَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَاجِبَةٌ(1)

وَ الْبَرَاءَةُ مِمَّنْ نَفَی الْأَخْیَارَ وَ شَرَّدَهُمْ وَ آوَی الطُّرَدَاءَ اللُّعَنَاءَ وَ جَعَلَ الْأَمْوَالَ دُونَهُ بَیْنَ الْأَغْنِیَاءِ وَ اسْتَعْمَلَ السُّفَهَاءَ مِثْلَ مُعَاوِیَةَ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَعِینَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَشْیَاعِهِمُ الَّذِینَ حَارَبُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَتَلُوا الْأَنْصَارَ وَ الْمُهَاجِرِینَ وَ أَهْلَ الْفَضْلِ وَ الصَّلَاحِ مِنَ السَّابِقِینَ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِیثَارِ وَ مِنْ أَبِی مُوسَی الْأَشْعَرِیِّ وَ أَهْلِ وَلَایَتِهِ الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئِكَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لِقائِهِ كَفَرُوا بِأَنْ لَقُوا اللَّهَ بِغَیْرِ إِمَامَتِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً(2) فَهُمْ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْأَنْصَابِ وَ الْأَزْلَامِ أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ قَادَةِ الْجَوْرِ كُلِّهِمْ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَشْبَاهِ عَاقِرِی النَّاقَةِ أَشْقِیَاءِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ مِمَّنْ یَتَوَلَّاهُمْ وَ الْوَلَایَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الَّذِینَ مَضَوْا عَلَی مِنْهَاجِ نَبِیِّهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُغَیِّرُوا وَ لَمْ یُبَدِّلُوا مِثْلَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ وَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ وَ أَبِی الْهَیْثَمِ التَّیِّهَانِ وَ سَهْلِ بْنِ حُنَیْفٍ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ وَ خُزَیْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ذِی الشَّهَادَتَیْنِ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ أَمْثَالِهِمْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ الْوَلَایَةُ لِأَتْبَاعِهِمْ وَ أَشْیَاعِهِمْ وَ الْمُهْتَدِینَ بِهُدَاهُمْ

ص: 263


1- 1. كأنّه خبر لقوله فی صدر الجملة: و البراءة.
2- 2. الكهف: 104 و 105.

وَ لِلسَّالِكِینَ مِنْهَاجَهُمْ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَتُهُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ الطَّوِیلِ (1).

و روی أیضا عن حمزة بن محمد العلوی عن قنبر بن علی بن شاذان عن أبیه عن الفضل بن شاذان و عن جعفر بن نعیم بن شاذان عن عمه محمد بن شاذان عن الرضا علیه السلام: مثله (2)

أقول: قد مر الخبر بتمامه مشروحا فی أبواب الاحتجاجات.

«21»- ج، [الإحتجاج]: فِی خَبَرِ الشَّامِیِّ الَّذِی سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فَقَالَ الشَّامِیُّ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ فَقَالَ علیه السلام لَهُ بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَةَ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِیمَانِ وَ عَلَیْهِ یَتَوَارَثُونَ وَ یَتَنَاكَحُونَ وَ الْإِیمَانُ عَلَیْهِ یُثَابُونَ (3).

بیان: بل آمنت أی كنت قبل ذلك مسلما لأنه كان من المخالفین فلما أقر بالأئمة علیهم السلام صار من المؤمنین. و یدل علی أن الإسلام هو الاعتقاد بالتوحید و الرسالة و المعاد و ما یلزمها سوی الإمامة و الإیمان هو الاعتقاد بجمیع العقائد الحقة التی عمدتها الإقرار بإمامة جمیع الأئمة علیهم السلام و یدل علی أن الأحكام الدنیویة تترتب علی الإسلام و الثواب الأخروی لا یكون إلا بالإیمان فالمخالفون لا یدخلون الجنة و علی أنه یجوز نكاح المخالفین و إنكاحهم و یكون التوارث بینهم و بین المؤمنین و علی عدم دخول الأعمال فی الإیمان و إن أمكنت المناقشة فیه و قبلیة الإسلام إما ذاتی كتقدم الكلی علی الجزئی أو الجزء علی الكل أو زمانی بمعنی إمكان حصوله قبل الإیمان بیانا للعموم و الخصوص فتأمل.

«22»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ الْإِیمَانَ عَلَی الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ كَمَا فَضَّلَ الْكَعْبَةَ عَلَی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.

«23»- ج، [الإحتجاج]: فِی خَبَرِ الزِّنْدِیقِ الَّذِی سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَمَّا زَعَمَ مِنَ

ص: 264


1- 1. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 121.
2- 2. عیون الأخبار ج 1 ص 127.
3- 3. الاحتجاج ص 199، و تراه فی الكافی ج 1 ص 173.

التَّنَاقُضِ فِی الْقُرْآنِ حَیْثُ قَالَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ (1) وَ یَقُولُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ (2) فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ وَ قَوْلُهُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَا یُغْنِی إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ عَلَیْهِ اسْمُ الْإِیمَانِ كَانَ حَقِیقاً بِالنَّجَاةِ مِمَّا هَلَكَ بِهِ الْغُوَاةُ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَنَجَتِ الْیَهُودُ مَعَ اعْتِرَافِهَا بِالتَّوْحِیدِ وَ إِقْرَارِهَا بِاللَّهِ وَ نَجَا سَائِرُ الْمُقِرِّینَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مِنْ إِبْلِیسَ فَمَنْ دُونَهُ فِی الْكُفْرِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (3) وَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (4)

وَ لِلْإِیمَانِ حَالاتٌ وَ مَنَازِلُ یَطُولُ شَرْحُهَا وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْإِیمَانَ قَدْ یَكُونُ عَلَی وَجْهَیْنِ إِیمَانٍ بِالْقَلْبِ وَ إِیمَانٍ بِاللِّسَانِ كَمَا كَانَ إِیمَانُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَهَرَهُمُ السَّیْفُ وَ شَمَلَهُمُ الْخَوْفُ فَإِنَّهُمْ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ فَالْإِیمَانُ بِالْقَلْبِ هُوَ التَّسْلِیمُ لِلرَّبِّ وَ مَنْ سَلَّمَ الْأُمُورَ لِمَالِكِهَا لَمْ یَسْتَكْبِرْ عَنْ أَمْرِهِ كَمَا اسْتَكْبَرَ إِبْلِیسُ عَنِ السُّجُودِ لآِدَمَ وَ اسْتَكْبَرَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ عَنْ طَاعَةِ أَنْبِیَائِهِمْ فَلَمْ یَنْفَعْهُمُ التَّوْحِیدُ كَمَا لَمْ یَنْفَعْ إِبْلِیسَ ذَلِكَ السُّجُودُ الطَّوِیلُ فَإِنَّهُ سَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ لَمْ یُرِدْ بِهَا غَیْرَ زُخْرُفِ الدُّنْیَا وَ التَّمْكِینِ مِنَ النَّظِرَةِ فَلِذَلِكَ لَا تَنْفَعُ الصَّلَاةُ وَ الصَّدَقَةُ إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ وَ طَرِیقِ الْحَقِّ وَ قَدْ قَطَعَ اللَّهُ عُذْرَ عِبَادِهِ بِتَبْیِینِ آیَاتِهِ وَ إِرْسَالِ رُسُلِهِ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ لَمْ یُخْلِ أَرْضَهُ مِنْ عَالِمٍ بِمَا یَحْتَاجُ الْخَلِیقَةُ إِلَیْهِ وَ مُتَعَلِّمٍ عَلَی سَبِیلِ نَجَاةٍ أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً.

وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ فِی أُمَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَعَلَهُمْ مَثَلًا لِمَنْ تَأَخَّرَ مِثْلَ قَوْلِهِ فِی

ص: 265


1- 1. الأنبیاء: 94.
2- 2. طه: 82.
3- 3. الأنعام: 82.
4- 4. المائدة: 41.

قَوْمِ نُوحٍ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ (1) وَ قَوْلِهِ فِیمَنْ آمَنَ مِنْ قَوْمِ مُوسَی وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (2) وَ قَوْلِهِ فِی حَوَارِیِّ عِیسَی حَیْثُ قَالَ لِسَائِرِ بَنِی إِسْرَائِیلَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (3) یَعْنِی أَنَّهُمْ یُسَلِّمُونَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَمَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ إِلَّا الْحَوَارِیُّونَ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْعِلْمِ أَهْلًا وَ فَرَضَ عَلَی الْعِبَادِ طَاعَتَهُمْ بِقَوْلِهِ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) وَ بِقَوْلِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (5) وَ بِقَوْلِهِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (6) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ

الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (7) وَ بِقَوْلِهِ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(8) وَ الْبُیُوتُ هِیَ بُیُوتُ الْعِلْمِ الَّذِی اسْتَوْدَعَهُ الْأَنْبِیَاءَ وَ أَبْوَابُهَا أَوْصِیَاؤُهُمْ فَكُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَیْرِ یَجْرِی عَلَی غَیْرِ أَیْدِی أَهْلِ الِاصْطِفَاءِ وَ عُهُودِهِمْ وَ حُدُودِهِمْ وَ شَرَائِعِهِمْ وَ سُنَّتِهِمْ وَ مَعَالِمِ دِینِهِمْ مَرْدُودٌ غَیْرُ مَقْبُولٍ وَ أَهْلُهُ بِمَحَلِّ كُفْرٍ وَ إِنْ شَمِلَتْهُمْ صِفَةُ الْإِیمَانِ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (9) فَمَنْ لَمْ یَهْتَدِ مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ لَمْ یُغْنِ عَنْهُ إِیمَانُهُ بِاللَّهِ مَعَ دَفْعِهِ حَقَّ أَوْلِیَائِهِ وَ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَلَمْ یَكُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا(10) وَ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْهِدَایَةُ فِی الْوَلَایَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (11)

ص: 266


1- 1. هود: 40.
2- 2. الأعراف: 159.
3- 3. آل عمران: 52.
4- 4. النساء: 59.
5- 5. النساء: 82.
6- 6. براءة: 119.
7- 7. آل عمران: 7.
8- 8. البقرة: 189.
9- 9. براءة: 54 و 126.
10- 10. غافر: 85.
11- 11. المائدة: 56.

وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُمُ الْمُؤْتَمَنُونَ عَلَی الْخَلَائِقِ مِنَ الْحُجَجِ وَ الْأَوْصِیَاءِ فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ أَقَرَّ أَیْضاً مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالشَّهَادَتَیْنِ كَانَ مُؤْمِناً إِنَّ الْمُنَافِقِینَ كَانُوا یَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَدْفَعُونَ عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا عَهِدَ بِهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ عَزَائِمِهِ وَ بَرَاهِینِ نُبُوَّتِهِ إِلَی وَصِیِّهِ وَ یُضْمِرُونَ مِنَ الْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ وَ النَّقْضِ لِمَا أَبْرَمَهُ مِنْهُ عِنْدَ إِمْكَانِ الْأَمْرِ لَهُمْ فِیمَا قَدْ بَیَّنَهُ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ بِقَوْلِهِ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً(1) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ (2) وَ مِثْلِ قَوْلِهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (3) أَیْ لَتَسْلُكُنَّ سَبِیلَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ فِی الْغَدْرِ بِالْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ هَذَا كَثِیرٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ شَقَّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یَئُولُ إِلَیْهِ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمْ وَ اطِّلَاعُ اللَّهِ إِیَّاهُ عَلَی بَوَارِهِمْ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ (4) وَ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (5).

بیان: و إن شملتهم صفة الإیمان أی ببعض معانیه و هو الإسلام الظاهری و إن احتمل أن یكون المراد به الأعمال التی تقع من جهال الشیعة علی خلاف جهة الحق لكن الأول أظهر قوله وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ كأنه سقط هنا شی ء إذ فی سورة التوبة تتمة هذه

الآیة هكذا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا یَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسالی وَ لا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ (6) و فی ما بعده وَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ (7) و فی موضع آخر وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (8) و یمكن أن یكون جمع علیه السلام بین مضامین الآیات مشیرا إلیها جمیعا فإنها كلها فی وصف المنافقین

ص: 267


1- 1. النساء: 65.
2- 2. آل عمران: 144.
3- 3. الانشقاق: 19.
4- 4. فاطر: 8.
5- 5. المائدة: 68 و الحدیث فی الاحتجاج ص 130.
6- 6. براءة: 54.
7- 7. براءة: 84.
8- 8. براءة: 126.

أو یكون قوله و ماتوا من كلامه علیه السلام اقتباسا من الآیة أو یكون فی قراءتهم علیهم السلام هكذا و قوله علیه السلام و حبط عمله إشارة إلی قوله تعالی وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (1) فكأنه علیه السلام استشهد بهذه الآیة علی عدم قبول أعمال المنافقین لإثبات الكفر لهم فی الآیة السابقة.

ثم لما ذكر علیه السلام أولا أنه لیس كل من وقع علیه اسم الإیمان كان حقیقا بالنجاة و قال للإیمان حالات و منازل أشار علیه السلام هنا إلی بعض شرائط الإیمان و بعض الحالات التی لا یقبل الإیمان فیها و هی حال رؤیة البأس فقال و كذلك قال اللّٰه سبحانه.

و هذا كثیر أی شروط الإیمان أو خصوص هذا الشرط و هو عدم كونه عند رؤیة البأس و إنما ذكر ذلك لرفع استبعاد السائل اشتراط قبول الأعمال بالاهتداء ثم عاد إلی بیان الاهتداء و أن المراد به الولایة و حاصل الجواب أنه لا تنافی بین الآیتین إذ فی الآیة الأولی شرط الإیمان الأعمال الصالحة و الإیمان مشروط بالولایة و صلاح العمل لا یكون إلا بالأخذ عن الأئمة فالاهتداء داخل فی الأولی إجمالا و فی الثانیة تفصیلا أیضا و للإیمان درجات و معان فیمكن أن یراد بالإیمان فی إحدی الآیتین غیر ما هو المراد فی الأخری.

و یدفعون عهد رسول اللّٰه أی خلافة أمیر المؤمنین و وصایته انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ كما ارتدوا بعد موته بترك وصیه و بیعة العجل و السامری فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ أی لا تهلك نفسك علیهم للحسرات علی غیهم و إصرارهم علی التكذیب و بعده إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما یَصْنَعُونَ أی فیجازیهم علیه.

و قوله و لا تأس من آیة أخری فی المائدة و هی یا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلی شَیْ ءٍ حَتَّی تُقِیمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَیَزِیدَنَّ كَثِیراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْیاناً وَ كُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (2)

ص: 268


1- 1. المائدة: 5.
2- 2. المائدة 68.

فإبدال الفاء بالواو إما من النساخ أو منه علیه السلام بإسقاط الفاء لإسقاط صدر الآیة و الواو للعطف علی الآیة السابقة.

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ: فِی قَوْلِهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ هُوَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1).

فَلا تَأْسَ أی و لا تحزن و لا تتأسف علیهم لزیادة طغیانهم و كفرهم فإن ضرر ذلك یرجع إلیهم لا یتخطاهم و فی المؤمنین مندوحة لك عنهم.

«24»- ل، [الخصال] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبُنْدَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ سِیَاهٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ صَلَّی صَلَوَاتِنَا وَ أَكَلَ ذَبِیحَتَنَا فَلَهُ مَا لَنَا وَ عَلَیْهِ مَا عَلَیْنَا(2).

بیان: سیاه بكسر السین المهملة و تخفیف الیاء المثناة التحتانیة ثم الألف و الهاء مذكور فی رجال العامة فی رواة أنس و الخبر عامی ضعیف و یدل علی اشتراك جمیع فرق المسلمین فی الأحكام الظاهرة و حمل علی ما إذا لم ینكر شیئا من ضروریات دین الإسلام و بعد عندنا خلاف فی بعض الأحكام.

«25»- ل، [الخصال] عَنِ الْخَلِیلِ بْنِ أَحْمَدَ السِّجْزِیِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَیْمَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُجْرٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ

ص: 269


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 344.
2- 2. الخصال ج 1 ص 84.
3- 3. السجزی- بالفتح و الكسر- نسبة الی سجستان الاقلیم المعروف منه الخلیل ابن أحمد القاضی. قاله الفیروزآبادی، و التحقیق أنّه معرب« سكزی» و سگز- بالكاف الفارسیة- جبل شاهق فی زابل ما بین كلیج و مكران، یجری فی جنبه نهر سند، و كان یعرف ساكنوه بالسگزی عندهم، ثمّ إذا أضافوا إلیها لفظ« استان» و هو عند الفارسین بمعنی المسكن و المأوی، قالوا« سگزستان» ثم خففوها و قالوا سگستان تارة و معربه سجستان و سیستان مرة اخری.

عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّی یُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ حَتَّی یَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِی بِالْحَقِّ وَ حَتَّی یُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ حَتَّی یُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ(1).

بیان: بالقدر أی بقضاء اللّٰه و قدره ردا علی التفویض البحت أو بقدرة العبد و اختیاره نفیا للجبر و الأول أظهر و قد مر تحقیقه فی كتاب العدل.

«26»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ بِالْكُوفَةِ قَوْماً یَقُولُونَ مَقَالَةً یَنْسُبُونَهَا إِلَیْكَ فَقَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ یَقُولُونَ إِنَّ الْإِیمَانَ غَیْرُ الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ صِفْهُ لِی قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَقَرَّ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَی الزَّكَاةَ وَ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّ الْبَیْتَ فَهُوَ مُسْلِمٌ.

قُلْتُ فَالْإِیمَانُ قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَقَرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَی الزَّكَاةَ وَ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّ الْبَیْتَ وَ لَمْ یَلْقَ اللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَیْهِ النَّارَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیُّنَا لَمْ یَلْقَ اللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَیْهِ النَّارَ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ لَمْ یَلْقَ اللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَیْهِ النَّارَ وَ لَمْ یَتُبْ مِنْهُ (2).

«27»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الْإِسْلَامُ غَیْرُ الْإِیمَانِ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَ لَیْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ مؤمن [مُؤْمِناً] وَ لَا یَسْرِقُ السَّارِقُ حِینَ یَسْرِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَزْنِی الزَّانِی حِینَ یَزْنِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ أَصْحَابُ الْحُدُودِ مُسْلِمُونَ لَا مُؤْمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یُدْخِلُ النَّارَ مُؤْمِناً وَ قَدْ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُخْرِجُ مِنَ النَّارِ كَافِراً وَ قَدْ أَوْعَدَهُ النَّارَ وَ الْخُلُودَ فِیهَا وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ

ص: 270


1- 1. الخصال ج 1 ص 93.
2- 2. معانی الأخبار ص 381، الخصال ج 2 ص 40.

لِمَنْ یَشاءُ فَأَصْحَابُ الْحُدُودِ فُسَّاقٌ لَا مُؤْمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا یَخْلُدُونَ فِی النَّارِ وَ یُخْرَجُونَ مِنْهَا یَوْماً مَا وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ وَ لِلْمُسْتَضْعَفِینَ إِذَا ارْتَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دِینَهُمْ (1).

«27»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام]: فِیمَا بَیَّنَ الرِّضَا علیه السلام مِنْ شَرَائِعِ الدِّینِ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ ثُمَّ قَالَ وَ مُذْنِبُو أَهْلِ التَّوْحِیدِ یُدْخَلُونَ فِی النَّارِ وَ یُخْرَجُونَ مِنْهَا وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ (2).

بیان: كأن المراد بالمستضعفین فی روایة الأعمش المستضعفون من الشیعة و یحتمل أن یكون إذا ارتضی راجعا إلی الأول.

«28»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا الْإِیمَانُ فَجَمَعَ لِیَ الْجَوَابَ فِی كَلِمَتَیْنِ فَقَالَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ أَنْ لَا تَعْصِیَ اللَّهَ قُلْتُ فَمَا الْإِسْلَامُ فَجَمَعَهُ فِی كَلِمَتَیْنِ فَقَالَ مَنْ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ ذَبَحَ ذَبِیحَتَنَا(3).

بیان: الإیمان باللّٰه مستلزم للإیمان بجمیع ما جاء من عنده سبحانه من النبوة و الإمامة و المعاد و غیرها و أن لا یعصی اللّٰه شامل للطاعات و المعاصی جمیعهما بل یمكن إدخال بعض العقائد فیه أیضا و نسك نسكنا أی عبد كعبادتنا من الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و غیرها و النسك یطلق علی الذبح أیضا لكن التأسیس أولی قال الراغب النسك العبادة و الناسك العابد و اختص بأعمال الحج و النسیكة مختصة بالذبیحة.

«29»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُهُ علیه السلام عَنِ الْإِیمَانِ وَ الْإِسْلَامِ فَقُلْتُ لَهُ أَ فَرْقٌ بَیْنَ الْإِیمَانِ

ص: 271


1- 1. الخصال ج 2 ص 154.
2- 2. قد مر فی الحدیث المرقم 20 ص 262.
3- 3. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 138.

وَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَ وَ أَضْرِبُ لَكَ مَثَلًا قَالَ قُلْتُ أَ وَ ذَاكَ قَالَ مَثَلُ الْإِیمَانِ مِنَ الْإِسْلَامِ مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ مِنَ الْحَرَمِ قَدْ یَكُونُ الرَّجُلُ فِی الْحَرَمِ وَ لَا یَكُونُ فِی الْكَعْبَةِ وَ لَا یَكُونُ فِی الْكَعْبَةِ حَتَّی یَكُونَ فِی الْحَرَمِ فَقَدْ یَكُونُ مُسْلِماً وَ لَا یَكُونُ مُؤْمِناً وَ لَا یَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ مُسْلِماً قَالَ فَقُلْتُ فَیُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَیُصَیِّرُهُ إِلَی مَا ذَا قَالَ إِلَی الْإِسْلَامِ أَوِ الْكُفْرِ وَ قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَوْلُهُ أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَ لَمْ یُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ وَ لَوْ خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ فَغَسَلَ ثَوْبَهُ وَ تَطَهَّرَ ثَمَّ لَمْ یُمْنَعْ أَنْ یَدْخُلَ الْكَعْبَةَ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَبَالَ فِیهَا مُعَانِداً أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَ مِنَ الْحَرَمِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ (1).

بیان: أو ذاك كأن المعنی لا تقول أو تقول رعایة للأدب لئلا یتحتم علیه أو بمعنی بل إضرابا عن التردد الذی یظهر منه علیه السلام أو من عدم إرادة السائل ذلك كما یتوهم من سؤاله علیه السلام ذلك أو یكون الهمزة للاستفهام و الواو للعطف أو زائدة أی أ و یكون لذلك مثل أو یكون بتشدید الواو أمرا من الإیواء و هو أبعد من الجمیع و فی الكافی (2) أورد ذلك فلا تكلف و فی بعض نسخ المعانی أد ذلك من الأداء و لا یخلو من وجه.

فیخرجه من الإیمان شی ء ما یخرجه من الإیمان فقط أما المعاصی و ترك الطاعات بناء علی دخول الأعمال فی الإیمان أو إنكار الإمامة و لوازمها و ما یخرجه عن الإیمان و الإسلام معا الارتداد و ما ینافی دین الإسلام قولا أو فعلا فالتردید فی قوله علیه السلام إلی الإسلام أو الكفر لذلك و فی القاموس كان الأمر فلتة أی فجأة من غیر تردد و تدبر و أفلتنی الشی ء و تفلت منی و انفلت و أفلته غیره و افتلت علی بناء المفعول الشی ء و تفلت منی و انفلت و أفلته غیره و افتلت علی بناء المفعول مات فجأة و بأمر كذا فوجئ به قبل أن یستعد له و فی المصباح أفلت الطائر و غیره إفلاتا تخلص و أفلته إذا أطلقته و خلصته و یستعمل لازما و متعدیا انتهی و قوله و لو خرج من الحرم لیس فی الكافی و لعله زید من النساخ إلا أن یكون المراد بالحرم المسجد الحرام.

ص: 272


1- 1. معانی الأخبار ص 186 و فیه: أود ذلك.
2- 2. الكافی ج 2 ص 28.

«30»- فس، [تفسیر القمی]: الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ قَالَ یُصَدِّقُونَ بِالْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْوَعْدِ وَ الْوَعِیدِ وَ الْإِیمَانُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَمِنْهُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ إِیمَاناً وَ مِنْهُ تَصْدِیقٌ بِالْقَلْبِ وَ مِنْهُ الْأَدَاءُ وَ مِنْهُ التَّأْیِیدُ.

فَأَمَّا الْإِیمَانُ الَّذِی هُوَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِیمَاناً وَ نَادَی أَهْلَهُ بِهِ فَقَوْلُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِیبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِیداً وَ لَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَیَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُ مَوَدَّةٌ یا لَیْتَنِی كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً(1) فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَوْ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَهَا أَهْلُ الشَّرْقِ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ لَكَانُوا بِهَا خَارِجِینَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ لَكِنْ قَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِینَ بِإِقْرَارِهِمْ وَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (2) فَقَدْ سَمَّاهُمْ مُؤْمِنِینَ بِإِقْرَارِ اللِّسَانِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ صَدِّقُوا وَ أَمَّا الْإِیمَانُ الَّذِی هُوَ التَّصْدِیقُ فَقَوْلُهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ(3) یَعْنِی صَدَّقُوا وَ قَوْلُهُ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ (4) أَیْ لَا نُصَدِّقُكَ وَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا أَیْ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ أَقَرُّوا صَدِّقُوا فَالْإِیمَانُ الْخَفِیُّ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ لِلتَّصْدِیقِ شُرُوطٌ لَا یَتِمُّ التَّصْدِیقُ إِلَّا بِهَا وَ قَوْلُهُ لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السَّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (5) فَمَنْ أَقَامَ هَذِهِ الشُّرُوطَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُصَدِّقٌ.

ص: 273


1- 1. النساء: 71- 73.
2- 2. النساء: 136.
3- 3. یونس: 63- 64.
4- 4. البقرة: 55.
5- 5. البقرة: 177.

وَ أَمَّا الْإِیمَانُ الَّذِی هُوَ الْأَدَاءُ فَهُوَ قَوْلُهُ لَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ قِبْلَةَ رَسُولِهِ إِلَی الْكَعْبَةِ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ فَصَلَاتُنَا إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ بَطَلَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَكُمْ (1) فَسَمَّی الصَّلَاةَ إِیمَاناً.

وَ الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْإِیمَانِ هُوَ التَّأْیِیدُ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ رُوحِ الْإِیمَانِ فَقَالَ لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (2) وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَزْنِی الزَّانِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَسْرِقُ السَّارِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ یُفَارِقُهُ رُوحُ الْإِیمَانِ مَا دَامَ عَلَی بَطْنِهَا فَإِذَا قَامَ عَادَ إِلَیْهِ قِیلَ وَ مَا الَّذِی یُفَارِقُهُ قَالَ الَّذِی یَدَعُهُ فِی قَلْبِهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَ لَهُ أُذُنَانِ عَلَی أَحَدِهِمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَ عَلَی الْآخَرِ شَیْطَانٌ مُفْتِنٌ هَذَا یَأْمُرُهُ وَ هَذَا یَزْجُرُهُ وَ مِنَ الْإِیمَانِ مَا قَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی الْقُرْآنِ خَبِیثٌ وَ طَیِّبٌ فَقَالَ ما كانَ اللَّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلی ما أَنْتُمْ

عَلَیْهِ حَتَّی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ (3) وَ مِنْهُمْ مَنْ یَكُونُ مُؤْمِناً مُصَدِّقاً وَ لَكِنَّهُ یَلْبَسُ إِیمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (4) فَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً ثُمَّ دَخَلَ فِی الْمَعَاصِی الَّتِی نَهَی اللَّهُ عَنْهَا فَقَدْ لَبِسَ إِیمَانَهُ بِظُلْمٍ فَلَا یَنْفَعُهُ الْإِیمَانُ حَتَّی یَتُوبَ إِلَی اللَّهِ مِنَ الظُّلْمِ الَّذِی لَبِسَ إِیمَانَهُ حَتَّی یُخْلِصَ اللَّهُ إِیمَانَهُ فَهَذِهِ وُجُوهُ الْإِیمَانِ فِی كِتَابِ اللَّهِ (5).

بیان: قوله علیه السلام لو أن هذه الكلمة استدل علیه السلام بإطلاق الإیمان علی الإقرار باللسان بهذه الآیة لأنه تعالی خاطبهم ب یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ثم قال وَ إِنَّ مِنْكُمْ إلخ فالظاهر أن هؤلاء كانوا بین المخاطبین و ما نسب إلیهم یدل علی أشد

ص: 274


1- 1. البقرة: 143.
2- 2. المجادلة: 22.
3- 3. آل عمران: 179.
4- 4. الأنعام: 82.
5- 5. تفسیر القمّیّ ص 27.

النفاق فظهر أن المؤمن قد یطلق علی المنافق بأحد معانیه قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَ قیل إنها نزلت فی المؤمنین لأنه سبحانه خاطبهم بقوله وَ إِنَّ مِنْكُمْ و قد فرق بین المؤمنین و المنافقین بقوله ما هُمْ مِنْكُمْ (1) و قال أكثر المفسرین نزلت فی المنافقین و إنما جمع بینهم بالخطاب من جهة الجنس و النسب لا من جهة الإیمان و هو اختیار الجبائی انتهی (2) و ما فی الخبر أظهر و قد مر أن الأظهر أن الخطاب فی قوله یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا آمِنُوا للمنافقین و هو مختار أكثر المفسرین.

قوله فمن أقام هذه الشروط إلخ لأنه تعالی قال أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا أی فی دعوی الإیمان و اتباع الحق فقد حصر الصدق فی الإیمان لهم و المراد بالأداء أداء ما افترض اللّٰه علی عباده فی الإیمان قوله علیه السلام من روح الإیمان من للبیان أو للتعلیل قوله خبیث و طیب أی وصفهم أولا بالإیمان ثم أطلق علی بعضهم الخبیث و علی بعضهم الطیب مفتن أی مضل.

«31»- ف، [تحف العقول]: دَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ مِنْ مُحِبِّیكُمْ وَ مَوَالِیكُمْ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ لَا یُحِبُّ اللَّهُ عَبْداً حَتَّی یَتَوَلَّاهُ وَ لَا یَتَوَلَّاهُ حَتَّی یُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ لَهُ مِنْ أَیِّ مُحِبِّینَا أَنْتَ فَسَكَتَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ سَدِیرٌ وَ كَمْ مُحِبُّوكُمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ عَلَی ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ طَبَقَةٌ أَحَبُّونَا فِی الْعَلَانِیَةِ وَ لَمْ یُحِبُّونَا فِی السِّرِّ وَ طَبَقَةٌ یُحِبُّونَنَا فِی السِّرِّ وَ لَمْ یُحِبُّونَا فِی الْعَلَانِیَةِ وَ طَبَقَةٌ یُحِبُّونَنَا فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ هُمُ النَّمَطُ الْأَعْلَی شَرِبُوا مِنَ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ وَ عَلِمُوا تَأْوِیلَ الْكِتَابِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ سَبَبَ الْأَسْبَابِ فَهُمُ النَّمَطُ الْأَعْلَی الْفَقْرُ وَ الْفَاقَةُ وَ أَنْوَاعُ الْبَلَاءِ أَسْرَعُ إِلَیْهِمْ مِنْ رَكْضِ الْخَیْلِ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا وَ فُتِنُوا فَمِنْ بَیْنِ مَجْرُوحٍ وَ مَذْبُوحٍ مُتَفَرِّقِینَ فِی كُلِّ بِلَادٍ قَاصِیَةٍ بِهِمْ یَشْفِی اللَّهُ السَّقِیمَ وَ یُغْنِی الْعَدِیمَ وَ بِهِمْ تُنْصَرُونَ وَ بِهِمْ تُمْطَرُونَ وَ بِهِمْ تُرْزَقُونَ وَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً وَ خَطَراً وَ الطَّبَقَةُ الثَّانِیَةُ النَّمَطُ الْأَسْفَلُ أَحَبُّونَا فِی الْعَلَانِیَةِ وَ سَارُوا بِسِیرَةِ الْمُلُوكِ فَأَلْسِنَتُهُمْ مَعَنَا وَ سُیُوفُهُمْ عَلَیْنَا.

ص: 275


1- 1. براءة: 58.
2- 2. مجمع البیان ج 3: 74.

وَ الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ أَحَبُّونَا فِی السِّرِّ وَ لَمْ یُحِبُّونَا فِی الْعَلَانِیَةِ وَ لَعَمْرِی لَئِنْ كَانُوا أَحَبُّونَا فِی السِّرِّ دُونَ الْعَلَانِیَةِ فَهُمُ الصَّوَّامُونَ بِالنَّهَارِ الْقَوَّامُونَ بِاللَّیْلِ تَرَی أَثَرَ الرَّهْبَانِیَّةِ فِی وُجُوهِهِمْ أَهْلُ سِلْمٍ وَ انْقِیَادٍ قَالَ الرَّجُلُ فَأَنَا مِنْ مُحِبِّیكُمْ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام إِنَّ لِمُحِبِّینَا فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ عَلَامَاتٍ یُعْرَفُونَ بِهَا قَالَ الرَّجُلُ وَ مَا تِلْكَ الْعَلَامَاتُ قَالَ تِلْكَ خِلَالٌ أَوَّلُهَا أَنَّهُمْ عَرَفُوا التَّوْحِیدَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَ أَحْكَمُوا عِلْمَ تَوْحِیدِهِ وَ الْإِیمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا هُوَ وَ مَا صِفَتُهُ ثُمَّ عَلِمُوا حُدُودَ الْإِیمَانِ وَ حَقَائِقَهُ وَ شُرُوطَهُ وَ تَأْوِیلَهُ قَالَ سَدِیرٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا سَمِعْتُكَ تَصِفُ الْإِیمَانَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ قَالَ نَعَمْ یَا سَدِیرُ لَیْسَ لِلسَّائِلِ أَنْ یَسْأَلَ عَنِ الْإِیمَانِ مَا هُوَ حَتَّی یَعْلَمَ الْإِیمَانَ بِمَنْ قَالَ سَدِیرٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُفَسِّرَ مَا قُلْتَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْرِفُ اللَّهَ بِتَوَهُّمِ الْقُلُوبِ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْرِفُ اللَّهَ بِالاسْمِ دُونَ الْمَعْنَی فَقَدْ أَقَرَّ بِالطَّعْنِ لِأَنَّ الِاسْمَ مُحْدَثٌ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْبُدُ الِاسْمَ وَ الْمَعْنَی فَقَدْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ شَرِیكاً وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْبُدُ الْمَعْنَی بِالصِّفَةِ لَا بِالْإِدْرَاكِ فَقَدْ أَحَالَ عَلَی غَائِبٍ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْبُدُ الصِّفَةَ وَ الْمَوْصُوفَ فَقَدْ أَبْطَلَ التَّوْحِیدَ لِأَنَّ الصِّفَةَ غَیْرُ الْمَوْصُوفِ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُضِیفُ الْمَوْصُوفَ إِلَی الصِّفَةِ فَقَدْ صَغَّرَ الْكَبِیرَ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ قِیلَ لَهُ فَكَیْفَ سَبِیلُ التَّوْحِیدِ قَالَ بَابُ الْبَحْثِ مُمْكِنٌ وَ طَلَبُ الْمَخْرَجِ مَوْجُودٌ إِنَّ مَعْرِفَةَ عَیْنِ الشَّاهِدِ قَبْلَ صِفَتِهِ وَ مَعْرِفَةَ صِفَةِ الْغَائِبِ قَبْلَ عَیْنِهِ قِیلَ وَ كَیْفَ تُعْرَفُ عَیْنُ الشَّاهِدِ قَبْلَ صِفَتِهِ قَالَ تَعْرِفُهُ وَ تَعْلَمُ عِلْمَهُ وَ تَعْرِفُ نَفْسَكَ بِهِ وَ لَا تَعْرِفُ نَفْسَكَ بِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِكَ وَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا فِیهِ لَهُ وَ بِهِ كَمَا قَالُوا لِیُوسُفَ إِنَّكَ لَأَنْتَ یُوسُفُ قالَ أَنَا یُوسُفُ وَ هذا أَخِی (1) فَعَرَفُوهُ بِهِ وَ لَمْ یَعْرِفُوهُ بِغَیْرِهِ وَ لَا أَثْبَتُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِتَوَهُّمِ الْقُلُوبِ أَ مَا تَرَی اللَّهَ یَقُولُ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها(2)

ص: 276


1- 1. یوسف: 90.
2- 2. النمل: 60.

یَقُولُ لَیْسَ لَكُمْ أَنْ تَنْصِبُوا إِمَاماً مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِكُمْ تُسَمُّونَهُ مُحِقّاً بِهَوَی أَنْفُسِكُمْ وَ إِرَادَتِكُمْ.

ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام ثَلَاثَةٌ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مَنْ أَنْبَتَ شَجَرَةً لَمْ یُنْبِتْهُ اللَّهُ یَعْنِی مَنْ نَصَبَ إِمَاماً لَمْ یَنْصِبْهُ اللَّهُ أَوْ جَحَدَ مَنْ نَصَبَهُ اللَّهُ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِهَذَیْنِ سَهْماً فِی الْإِسْلَامِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ یَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ(1).

صفة الإیمان قال علیه السلام معنی الإیمان الإقرار و الخضوع لله بذلك (2) الإقرار و التقرب إلیه به و الأداء له بعلم كل مفروض من صغیر أو كبیر من حد التوحید فما دونه إلی آخر باب من أبواب الطاعة أولا فأولا مقرون ذلك كله بعضه إلی بعض موصول بعضه ببعض فإذا أدی العبد ما فرض علیه مما وصل إلیه علی صفة ما وصفناه فهو مؤمن مستحق لصفة الإیمان مستوجب للثواب و ذلك أن معنی جملة الإیمان الإقرار و معنی الإقرار التصدیق بالطاعة فلذلك ثبت أن الطاعة كلها صغیرها و كبیرها مقرونة بعضها إلی بعض فلا یخرج المؤمن من صفة الإیمان إلا بترك ما استحق أن یكون به مؤمنا و إنما استوجب و استحق اسم الإیمان و معناه بأداء

كبار الفرائض موصولة و ترك كبار المعاصی و اجتنابها و إن ترك صغار الطاعة و ارتكب صغار المعاصی فلیس بخارج من الإیمان و لا تارك له ما لم یترك شیئا من كبار الطاعة و لم یرتكب شیئا من كبار المعاصی فما لم یفعل ذلك فهو مؤمن لقول اللّٰه إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً(3) یعنی المغفرة ما دون الكبائر فإن هو ارتكب كبیرة من كبائر المعاصی كان مأخوذا بجمیع المعاصی صغارها و كبارها معاقبا علیها معذبا بها فهذه صفة الإیمان و صفة المؤمن المستوجب للثواب.

صفة الإسلام و أما معنی الإسلام فهو الإقرار بجمیع الطاعة الظاهر الحكم

ص: 277


1- 1. القصص: 69.
2- 2. فی المصدر: بذل الإقرار.
3- 3. النساء: 31.

و الأداء له فإذا أقر المقر بجمیع الطاعة فی الظاهر من غیر العقد علیه بالقلوب فقد استحق اسم الإسلام و معناه و استوجب الولایة الظاهرة و إجازة شهادته و المواریث و صار له ما للمسلمین و علیه ما علی المسلمین فهذه صفة الإسلام و فرق ما بین المسلم و المؤمن أن المسلم إنما یكون مؤمنا بأن یكون مطیعا فی الباطن مع ما هو علیه فی الظاهر فإذا فعل ذلك بالظاهر كان مسلما و إذا فعل ذلك بالظاهر و الباطن بخضوع و تقرب بعلم كان مؤمنا فقد یكون العبد مسلما و لا یكون مؤمنا و لا یكون مؤمنا إلا و هو مسلم.

صفة الخروج من الإیمان و قد یخرج من الإیمان بخمس جهات من الفعل كلها متشابهات معروفات الكفر و الشرك و الضلال و الفسق و ركوب الكبائر فمعنی الكفر كل معصیة عصی اللّٰه بها بجهة الجحد و الإنكار و الاستخفاف و التهاون فی كل ما دق و جل و فاعله كافر و معناه معنی كفر من أی ملة كان و من أی فرقة كان بعد أن تكون منه معصیة بهذه الصفات فهو كافر.

و معنی الشرك كل معصیة عصی اللّٰه بها بالتدین فهو مشرك صغیرة كانت المعصیة أو كبیرة ففاعلها مشرك.

و معنی الضلال الجهل بالمفروض و هو أن یترك كبیرة من كبائر الطاعة التی لا یستحق العبد الإیمان إلا بها بعد ورود البیان فیها و الاحتجاج بها فیكون التارك لها تاركا بغیر جهة الإنكار و التدین بإنكارها و جحودها و لكن یكون تاركا علی جهة التوانی و الإغفال و الاشتغال بغیرها فهو ضال متنكب طریق الإیمان جاهل به خارج منه مستوجب لاسم الضلالة و معناها ما دام بصفته التی وصفناه بها.

فإن كان هو الذی مال بهواه إلی وجه من وجوه المعصیة بجهة الجحود و الاستخفاف و التهاون كفر و إن هو مال بهواه إلی التدین بجهة التأویل و التقلید و التسلیم و الرضا بقول الآباء و الأسلاف فقد أشرك و قل ما یلبث الإنسان علی ضلالة حتی یمیل بهواه إلی بعض ما وصفناه من صفته.

و معنی الفسق فكل معصیة من المعاصی الكبار فعلها فاعل أو دخل فیها داخل

ص: 278

بجهة اللذة و الشهوة و الشوق الغالب فهو فسق و فاعله فاسق خارج من الإیمان بجهة الفسق فإن دام فی ذلك حتی یدخل فی حد التهاون و الاستخفاف فقد وجب أن یكون بتهاونه و استخفافه كافرا.

و معنی راكب الكبائر التی بها یكون فساد إیمانه فهو أن یكون منهمكا علی كبائر المعاصی بغیر الجحود و لا التدین و لا لذة و لا شهوة و لكن من جهة الحمیة و الغضب یكثر القرف و السب و القتل و أخذ الأموال و حبس الحقوق و غیر ذلك من المعاصی الكبائر التی یأتیها صاحبها بغیر جهة اللذة و من ذلك الأیمان الكاذبة و أخذ الربا و غیر ذلك التی یأتیها من أتاها بغیر استلذاذ الخمر و الزنا و اللّٰهو ففاعل هذه الأفعال كلها مفسد للإیمان خارج منه من جهة ركوبه الكبیرة علی هذه الجهة غیر مشرك و لا كافر و لا ضال جاهل علی ما وصفناه من جهة الجهالة فإن هو مال بهواه إلی أنواع ما وصفناه من حد الفاعلین كان من صفاته (1).

بیان: حتی یتولاه أی یتولی اللّٰه و یطیعه أو یتولاه اللّٰه و فی القاموس النمط محركة ضرب من البسط و الطریقة و النوع من الشی ء و جماعة أمرهم واحد قوله علیه السلام من العذب الفرات أی من العلم الصافی من الشك و الشبهة و المراد بالعدیم عادم المال أی الفقیر بما هو و ما صفته أی التوحید بتوهم القلوب أی بعقله فقط بدون معلم ینتهی علمه إلی الوحی و الإلهام أو بما تتوهمه الأوهام من الجسم و الصورة و المكان و أشباه ذلك فقد أقر بالطعن أی فی اللّٰه و فی ربوبیته لأنه جعله حادثا قوله علیه السلام بالصفة لا بالإدراك كأنه إشارة إلی نفی ما یقوله القائلون بالاشتراك اللفظی أی بأن یصفه بشی ء لا یدرك معناه فقد أحال علی غائب أی علی شی ء غاب عن ذهنه و لم یدركه بوجه أنه یعبد الصفة و الموصوف أی ذاتا موصوفة بصفات زائدة موجودة بأن یعبدهما معا و من زعم أنه یضیف الموصوف هو أن یقول بالصفات الزائدة لكن لم یعبد الصفات مع الذات بل الذات الموصوفة بها فهو و إن لم یشرك بالعبادة لكن صغر الكبیر حیث جعل

ص: 279


1- 1. تحف العقول ط اسلامیة: 340- 345.

ذاته سبحانه محتاجة فی كمالها أی غیرها و هی الصفات و كل محتاج ممكن.

باب البحث ممكن أی طریق التفحص عن التوحید ممكن و طلب المخرج عن الشبهات حاصل و الحاصل أن اللّٰه تعالی نصب لكم حجة یمكنكم أن تعرفوه و تتعلموا منه التوحید ثم قال علیه السلام معرفة عین الحاضر قبل معرفة صفاته كما أن زیدا تراه أولا ثم تعرف أنه عالم أو جاهل و نسبه و سائر أحواله و معرفة صفة الغائب قبل عینه لأنه إنما یعرف بالصفات و یحتمل أن یكون المراد أن الإمام الذی یؤخذ منه التوحید إن كان حاضرا یعرف عینه أولا ثم یعرف استحقاقه للإمامة بالدلائل و المعجزات و العلامات و الغائب بالعكس و یحتمل أن یراد بالشاهد الممكنات و المخلوقات و بالغائب الخالق.

ثم سئل علیه السلام كیف تعرف عین الشاهد قبل صفته أی كیف یعرف عینه و صفاته قال تعرفه بالصفات التی تكون فی الإمام و تعلم علمه أی تأخذ عنه العلم حتی إنك تعرف نفسك و صفاتها به و الحال أنك لا تعرف نفسك التی هی أقرب الأشیاء منك بنفسك من

قبل نفسك و هو یعرفك إیاها أو المعنی تعلم كونه عالما بالسؤال عن غوامض العلوم و أنواعها و یعرف ما فی نفسك أی یخبرك بما فی قلبك و بما أنت غافل عنه من صفات نفسك و علی الأول فیه إیماء إلی أنه إذا لم تعرف نفسك إلا ببیان الإمام و هی أقرب الأشیاء منك تتوقع أن تعرف ربك بعقلك و تعلم أن ما فیه أی ما یدعیه من الإمامة له و به أی حاصلة له و مختصة به.

ثم استشهد علیه السلام لكون معرفة عین الشاهد قبل صفته بقصة یوسف و إخوته حیث عرفوا ذاته أولا بالمشاهدة ثم عرفوا صفته و أنه أخوهم بما شاهدوا منه و سمعوا فعرفوا صفته أیضا بذاته كذلك الإمام تعرف صفته من ذاته و بما یسمع و یری منه من علومه و معجزاته قوله علیه السلام و لا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أی كما یعرف الأمور الغائبة بالدلائل العقلیة أو النقلیة.

ثم أكد علیه السلام ما أومأ إلیه سابقا من أن الإمام لا بد من أن یكون معروفا

ص: 280

بصفات خاصة لا توجد فی غیره و إن الإمامة لا تكون باختیار الأمة صرح بذلك بتأویل قوله تعالی ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها(1) بأن المراد بالشجر الإمام كما ورد فی قوله تعالی و مثل شجرة طَیِّبَةً(2) إن المراد بها شجرة النبوة و الإمامة و بإنباتها نصبه إماما بهوی أنفسهم و كأنه إشارة إلی أنه إذا لم یكن لهم القدرة و الاختیار فی إنبات شجرة خلقها اللّٰه لمصلحة دینه من الأمور الدنیویة كیف یفوض إلیهم و یمكنهم من نصب الإمام الذی هو مناط نظام العالم و علة خلقه و بقائه و به تناط مصالح الدین و الدنیا قوله و من زعم یدل علی أن القول بعدم كفر المخالف كفر أو قریب منه و فی الخبر فوائد جلیلة ستعرف تفصیلها فیما سیأتی و تنتفع بها بعد التأمل فیها سیأتی و تنتفع بها بعد التأمل فیها فی حل الأخبار الآتیة.

«32»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ الْعِبَادَ وَصَفُوا الْحَقَّ وَ عَمِلُوا بِهِ وَ لَمْ یَعْقِدْ قُلُوبُهُمْ عَلَی أَنَّهُ الْحَقُّ مَا انْتَفَعُوا(3).

«33»- سن، [المحاسن] عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُكَ أُبَایِعُكَ عَلَی الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُبَایِعُكَ عَلَی أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَأْمُرُكُمْ بِقَتْلِ آبَائِكُمْ وَ لَكِنَّ الْآنَ عَلِمْتُ مِنْكَ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ وَ أَنَّكَ لَنْ تَتَّخِذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیجَةً أَطِیعُوا آبَاءَكُمْ فِیمَا أَمَرُوكُمْ وَ لَا تُطِیعُوهُمْ فِی مَعَاصِی اللَّهِ (4).

بیان: فی النهایة ولیجة الرجل بطانته و دخلاؤه و خاصته.

«34»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ فَلِبَاسُهُ الْحَیَاءُ وَ زِینَتُهُ

ص: 281


1- 1. النمل: 60.
2- 2. إبراهیم: 24.
3- 3. المحاسن ص 249.
4- 4. المحاسن ص 248.

الْوَفَاءُ وَ مُرُوءَتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ عِمَادُهُ الْوَرَعُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

«35»- سن، [المحاسن] عَنْهُ عَنْ (2)

أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَكُمْ حَتَّی تَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ حَقَنْتُمْ بِهَا أَمْوَالَكُمْ وَ دِمَاءَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ كَانَ حِسَابُكُمْ عَلَی اللَّهِ (3).

«36»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ سَلَّامٌ إِنَّ خَیْثَمَةَ بْنَ أَبِی خَیْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَقُلْتَ لَهُ إِنَّ الْإِسْلَامَ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ وَالَی وَلِیَّنَا وَ عَادَی عَدُوَّنَا فَهُوَ مُسْلِمٌ قَالَ صَدَقَ وَ سَأَلَكَ عَنِ الْإِیمَانِ فَقُلْتَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ التَّصْدِیقُ بِكِتَابِهِ وَ أَنْ أَحَبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ فَقَالَ صَدَقَ خَیْثَمَةُ(4).

«37»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْإِیمَانِ فَقَالَ الْإِیمَانُ مَا كَانَ فِی الْقَلْبِ وَ الْإِسْلَامُ مَا كَانَ عَلَیْهِ الْمَنَاكِحُ وَ الْمَوَارِیثُ وَ تُحْقَنُ بِهِ الدِّمَاءُ وَ الْإِیمَانُ یَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا یَشْرَكُ الْإِیمَانَ (5).

«38»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَسِیرُ فِی بَعْضِ مَسِیرِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ یَطْلُعُ عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْفِجَاجِ شَخْصٌ لَیْسَ لَهُ

ص: 282


1- 1. المحاسن ص 286.
2- 2. أضفنا الزیادة من المصدر بقرینة ذكر السند، فالظاهر سقوط هذه الزیادة من نسخة الكمبانیّ.
3- 3. المحاسن ص 284.
4- 4. المحاسن ص 285.
5- 5. المحاسن ص 285.

عَهْدٌ بِإِبْلِیسَ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَقْبَلَ أَعْرَابِیٌّ قَدْ یَبِسَ جِلْدُهُ عَلَی عَظْمِهِ وَ غَارَتْ عَیْنَاهُ فِی رَأْسِهِ وَ اخْضَرَّتْ شَفَتَاهُ مِنْ أَكْلِ الْبَقْلِ فَسَأَلَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَوَّلِ الرِّفَاقِ حَتَّی لَقِیَهُ فَقَالَ لَهُ اعْرِضْ عَلَیَّ الْإِسْلَامَ فَقَالَ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ تُصَلِّی الْخَمْسَ وَ تَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ تَحُجُّ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ تُؤَدِّی الزَّكَاةَ وَ تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَ أَقْرَرْتُ فَتَخَلَّفَ بَعِیرُ الْأَعْرَابِیِّ وَ وَقَفَ النَّبِیُّ فَسَأَلَ عَنْهُ فَرَجَعَ النَّاسُ فِی طَلَبِهِ فَوَجَدُوهُ فِی آخِرِ الْعَسْكَرِ قَدْ سَقَطَ خُفُّ بَعِیرِهِ فِی حُفْرَةٍ مِنْ حُفَرِ الْجِرْذَانِ فَسَقَطَ فَانْدَقَّتْ عُنُقُ الْأَعْرَابِیِّ وَ عُنُقُ الْبَعِیرِ وَ هُمَا مَیِّتَانِ فَأَمَرَ النَّبِیُّ فَضُرِبَتْ خَیْمَةٌ فَغُسِّلَ فِیهِ ثُمَّ دَخَلَ النَّبِیُّ فَكَفَّنَهُ فَسَمِعُوا لِلنَّبِیِّ حَرَكَةً فَخَرَجَ وَ جَبِینُهُ یَتَرَشَّحُ عَرَقاً وَ قَالَ إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِیَّ مَاتَ وَ هُوَ جَائِعٌ وَ هُوَ مِمَّنْ آمَنَ وَ لَمْ یَلْبِسْ إِیمَانَهُ بِظُلْمٍ فَابْتَدَرَهُ الْحُورُ الْعِینُ بِثِمَارِ الْجَنَّةِ یَحْشُونَ بِهَا شِدْقَهُ هَذِهِ تَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنِی فِی أَزْوَاجِهِ وَ هَذِهِ تَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنِی فِی أَزْوَاجِهِ (1).

«39»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ لَهُ فَضْلٌ عَلَی الْمُسْلِمِ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الْمَوَارِیثِ وَ الْقَضَایَا وَ الْأَحْكَامِ حَتَّی یَكُونَ لِلْمُؤْمِنِ أَكْثَرُ مِمَّا یَكُونُ لِلْمُسْلِمِ فِی الْمَوَارِیثِ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ قَالَ لَا هُمَا یَجْرِیَانِ فِی ذَلِكَ مَجْرًی وَاحِداً إِذَا حَكَمَ الْإِمَامُ عَلَیْهِمَا وَ لَكِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلًا عَلَی الْمُسْلِمِ فِی أَعْمَالِهِمَا وَ مَا یَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَی اللَّهِ قَالَ فَقُلْتُ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(2) وَ زَعَمْتُ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ مَعَ الْمُؤْمِنِ قَالَ فَقَالَ أَ لَیْسَ اللَّهُ قَدْ قَالَ وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ أَضْعَافاً كَثِیرَةً فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِینَ یُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعِینَ ضِعْفاً فَهَذَا مِنْ فَضْلِهِمْ وَ یَزِیدُ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ فِی حَسَنَاتِهِ عَلَی قَدْرِ صِحَّةِ إِیمَانِهِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كَثِیرَةً وَ یَفْعَلُ اللَّهُ بِالْمُؤْمِنِینَ مَا یَشَاءُ(3).

ص: 283


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 184.
2- 2. الأنعام: 160.
3- 3. العیّاشیّ ج 1 ص 146.

بیان: وَ اللَّهُ یُضاعِفُ أقول الآیة فی البقرة فی موضعین أحدهما مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِیرَةً(1) و ثانیهما مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ (2) و كأنه جمع بین الآیتین إشارة إلیهما لو لم یكن من تحریف الرواة كما یدل علیه ما مر من روایة الكافی (3).

«40»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فَقَالَ یَعْنِی الدِّینُ فِیهِ الْإِیمَانُ (4).

«41»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ تَكْفِیرُ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالْمَعَاصِی لِأَنَّهُ مَنْ لَمْ یَكُنْ یَدْعُو إِلَی الْخَیْرَاتِ وَ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَلَیْسَ مِنَ الْأُمَّةِ الَّتِی وَصَفَهَا اللَّهُ لِأَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ جَمِیعَ الْمُسْلِمِینَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ قَدْ بَدَتْ هَذِهِ

الْآیَةُ وَ قَدْ وَصَفَتْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِالدُّعَاءِ إِلَی الْخَیْرِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ مَنْ لَمْ یُوجَدْ فِیهِ الصِّفَةُ الَّتِی وَصَفَتْ بِهَا فَكَیْفَ یَكُونُ مِنَ الْأُمَّةِ وَ هُوَ عَلَی خِلَافِ مَا شَرَطَهُ اللَّهُ عَلَی الْأُمَّةِ وَ وَصَفَهَا بِهِ (5).

بیان: كان المعنی أن الأمة أمتان أمة دعوة و أمة إجابة و أمة الدعوة تشمل الكفار أیضا و أمة الإجابة هم الذین أجابوا الرسول فیما دعاهم إلیه فالأمة المذكورة فی هذه الآیة أمة الإجابة و قد وصفهم بأوصاف فمن لم تكن فیه تلك الأوصاف لم تكن منها لكن روی فی الكافی فی كتاب الجهاد خبرا آخر عن هذا

ص: 284


1- 1. البقرة: 245.
2- 2. البقرة: 261.
3- 3. تحت الرقم: 12.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 166، و الآیة فی آل عمران: 19.
5- 5. العیّاشیّ ج 1 195، و الآیة فی آل عمران 104.

الراوی بعینه (1)

و فیه دلالة علی أن المراد بالأمة الأئمة علیهم السلام فیمكن أن یكون لأمة الإجابة أیضا مراتب كما أن للمؤمنین منازل.

«42»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الْمُتَّقِینَ الَّذِینَ هَذَا الْكِتَابُ هُدًی لَهُمْ فَقَالَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ یَعْنِی بِمَا غَابَ عَنْ حَوَاسِّهِمْ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِی یَلْزِمُهُمُ الْإِیمَانُ بِهَا كَالْبَعْثِ وَ الْحِسَابِ وَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ سَائِرِ مَا لَا یُعْرَفُ بِالْمُشَاهَدَةِ وَ إِنَّمَا یُعْرَفُ بِدَلَائِلَ قَدْ نَصَبَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا كَآدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ إِدْرِیسَ وَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ یَلْزِمُهُمُ الْإِیمَانُ بِهِمْ وَ بِحُجَجِ اللَّهِ وَ إِنْ لَمْ یُشَاهِدُوهُمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (2).

«43»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام ثُمَّ وَصَفَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ فَقَالَ وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ الْمَاضِینَ كَالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنْزَلَةِ عَلَی أَنْبِیَائِهِ بِأَنَّهُ حَقٌّ وَ صِدْقٌّ مِنْ عِنْدِ رَبٍّ عَزِیزٍ صَادِقٍ حَكِیمٍ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ بِالدَّارِ الْآخِرَةِ بَعْدَ هَذِهِ الدُّنْیَا لَا یَشُكُّونَ فِیهَا بِأَنَّهَا الدَّارُ الَّتِی فِیهَا جَزَاءُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا عَمِلُوهُ وَ عِقَابُ الْأَعْمَالِ بِمِثْلِ مَا كَسَبُوهُ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام مَنْ دَفَعَ فَضْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی جَمِیعِ مَنْ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ كَذَّبَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنْزَلَةِ فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ شَیْ ءٌ مِنْهَا إِلَّا وَ أَهَمُّ مَا فِیهِ بَعْدَ الْأَمْرِ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الْإِقْرَارِ بِالنُّبُوَّةِ الِاعْتِرَافُ بِوَلَایَتِهِ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِ علیهم السلام وَ لَقَدْ قَالَ رَجُلٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ یُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِهِ وَ یُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ وَ یُصَلِّی وَ یُزَكِّی وَ یَصِلُ الرَّحِمَ

ص: 285


1- 1. الكافی ج 5 ص 13- 19.
2- 2. تفسیر الإمام ص 24.

وَ یَعْمَلُ الصَّالِحَاتِ لَكِنَّهُ یَقُولُ مَعَ ذَلِكَ لَا أَدْرِی الْحَقَّ لِعَلِیٍّ أَوْ فُلَانٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا تَقُولُ أَنْتَ فِی رَجُلٍ یَفْعَلُ هَذِهِ الْخَیْرَاتِ كُلَّهَا إِلَّا أَنَّهُ یَقُولُ لَا أَدْرِی النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ أَوْ مُسَیْلَمَةُ هَلْ یَنْتَفِعُ بِشَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ فَقَالَ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ صَاحِبُكَ هَذَا كَیْفَ یَكُونُ مُؤْمِناً بِهَذِهِ الْكُتُبِ مَنْ لَا یَدْرِی أَ مُحَمَّدٌ نَبِیٌّ أَمْ مُسَیْلَمَةُ وَ كَذَلِكَ كَیْفَ یَكُونُ مُؤْمِناً بِهَذِهِ الْكُتُبِ وَ الْآخِرَةِ أَوْ مُنْتَفِعاً بِشَیْ ءٍ مِنْ أَعْمَالِهِ مَنْ لَا یَدْرِی أَ عَلِیٌّ مُحِقٌّ أَمْ فُلَانٌ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ أُولئِكَ عَلی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْمَوْصُوفِینَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الشَّرِیفَةِ فَقَالَ أُولئِكَ أَهْلُ هَذِهِ الصِّفَاتِ عَلی هُدیً بَیَانٍ وَ صَوَابٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَ عِلْمٍ بِمَا أَمَرَهَمْ بِهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ النَّاجُونَ مِمَّا مِنْهُ یَوْجَلُونَ الْفَائِزُونَ بِمَا بِهِ یُؤْمِنُونَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ الْإِمَامُ فَلَمَّا ذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَدَحَهُمْ ذَكَرَ الْكَافِرِینَ الْمُخَالِفِینَ لَهُمْ فِی كُفْرِهِمْ فَقَالَ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِمَا آمَنَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِوَصِیِّةِ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ وَصِیِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْأَئِمَّةِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ خِیَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْمَیَامِینِ الْقَوَّامِینَ بِمَصَالِحِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَی سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ خَوَّفْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَمْ تُخَوِّفْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ أَخْبَرَ عَنْ عِلْمِهِ فِیهِمْ وَ هُمُ الَّذِینَ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ (1).

«44»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا النَّاسُ قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَعْنِی سَائِرَ الْمُكَلَّفِینَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ علیه السلام اعْبُدُوا رَبَّكُمُ أَجِیبُوا رَبَّكُمْ مِنْ حَیْثُ أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْتَقِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا شَبِیهَ وَ لَا مِثْلَ عَدْلٌ لَا یَجُورُ جَوَادٌ لَا یَبْخَلُ حَلِیمٌ لَا یَعْجَلُ حَكِیمٌ لَا یَخْطَلُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ بِأَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ آلِ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَفْضَلُ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ الْمُؤْمِنِینَ مِنْهُمْ أَفْضَلُ صَحَابَةِ الْمُرْسَلِینَ وَ

ص: 286


1- 1. تفسیر الإمام: 32، و الآیات فی البقرة: 4- 6.

وَ بِأَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ أُمَمِ الْمُرْسَلِینَ الَّذِی خَلَقَكُمْ نَسَماً وَ سَوَّاكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَالَ وَ خَلَقَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ سَائِرِ أَصْنَافِ النَّاسِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ قَالَ لَهَا وَجْهَانِ أَحَدُهُمَا خَلَقَكُمْ وَ خَلَقَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَیْ لِتَتَّقُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (1) وَ الْوَجْهُ الْآخَرُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَیِ اعْبُدُوهُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ النَّارَ وَ لَعَلَّ مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ لِأَنَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یُعَنِّیَ عَبْدَهُ بِلَا مَنْفَعَةٍ وَ یُطْمِعَهُ فِی فَضْلِهِ ثُمَّ یُخَیِّبَهُ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ كَیْفَ قَبُحَ مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا قَالَ لِرَجُلٍ أَخْدِمْنِی لَعَلَّكَ تَنْتَفِعُ مِنِّی وَ تَخْدُمُنِی وَ لَعَلِّی أَنْفَعُكَ بِهَا فَیَخْدُمُهُ ثُمَّ یُخَیِّبُهُ وَ لَا یَنْفَعُهُ فَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْرَمُ فِی أَفْعَالِهِ وَ أَبْعَدُ مِنَ الْقَبِیحِ فِی أَعْمَالِهِ مِنْ عِبَادِهِ (2).

بیان: فی القاموس الخطل محركة خفة و سرعة و الكلام الفاسد الكثیر خطل كفرح فهو أخطل و خطل فیهما و الاضطراب فی الإنسان لها وجهان أقول الفرق بینهما أنه علی الأول علة الخلق و علی الثانی علة العبادة و القاضی ذكر الأول و ضعفه بأنه لم یرد فی اللغة و اختار أنه حال عن الضمیر فی اعبدوا أو عن مفعول خلقكم قوله علیه السلام من أن یعنی بالنون علی بناء التفعیل أو الإفعال أی یوقعه فی التعب و النصب و فی بعض النسخ بالیاء و هو قریب منه من قولهم أعیا السیر البعیر أی أكله و الأول أظهر.

«45»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا قَالَ هِیَ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الرُّسُلِ وَ هُوَ الْإِسْلَامُ (3).

«46»- كِتَابُ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا الْإِیمَانُ وَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ أَمَّا الْإِیمَانُ فَالْإِقْرَارُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ(4)

وَ الْإِسْلَامُ فَمَا أَقْرَرْتَ بِهِ

ص: 287


1- 1. الذاریات: 56.
2- 2. تفسیر الإمام ص 52، و الآیة فی البقرة: 21.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 308، و الآیة فی أسری: 77.
4- 4. فی المصدر: الإقرار بالمعرفة.

وَ التَّسْلِیمُ لِلْأَوْصِیَاءِ وَ الطَّاعَةُ لَهُمْ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی وَ الْإِسْلَامُ إِذَا مَا أَقْرَرْتَ بِهِ قُلْتُ الْإِیمَانُ الْإِقْرَارُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ قَالَ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ نَبِیَّهُ وَ إِمَامَهُ ثُمَّ أَقَرَّ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.

وَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَیْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْإِیمَانِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِیمَانِ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً بَعْدَكَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتَنِی عَنْهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِكَ فَأَخَذَ یُحَدِّثُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ افْعَلْ (1) آمَنْتَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الرَّجُلِ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صُورَةِ آدَمِیٍّ فَقَالَ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَ فَمَا الْإِیمَانُ قَالَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ بِالْحَیَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَیْرِهِ وَ شَرِّهِ وَ حُلْوِهِ وَ مُرِّهِ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا جَبْرَئِیلُ جَاءَكُمُ یُعَلِّمُكُمْ دِینَكُمْ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ كُلَّمَا قَالَ لَهُ شَیْئاً قَالَ لَهُ صَدَقْتَ قَالَ فَمَتَی السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ قَوْلِ جَبْرَئِیلَ صَدَقْتَ أَلَا إِنَّ الْإِیمَانَ بُنِیَ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الْیَقِینِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعَدْلِ وَ الْجِهَادِ(2).

أقول: ساق الحدیث إلی آخر ما سیأتی فی باب دعائم الإسلام.

«47»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ الْإِسْلَامَ دِینَهُ وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ حُسْناً لَهُ فَمَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ أَحَلَّ ذَبِیحَتَنَا فَهُوَ مُسْلِمٌ لَهُ مَا لَنَا وَ عَلَیْهِ مَا عَلَیْنَا(3).

ص: 288


1- 1. أی افعل هذه الصفات التی وصفتها، فإذا فعلتها فقد آمنت، فان الایمان هو العمل.
2- 2. كتاب سلیم بن قیس ص 87- 88.
3- 3. نوادر الراوندیّ ص 21.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ یَسْتَأْنِفُونَ الْعَمَلَ الْمَرِیضُ إِذَا بَرَأَ وَ الْمُشْرِكُ إِذَا أَسْلَمَ وَ الْحَاجُّ إِذَا فَرَغَ وَ الْمُنْصَرِفُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِیمَاناً وَ احْتِسَاباً(1).

«48»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی بَعْضِ مَا احْتَجَّ بِهِ عَلَی الْخَوَارِجِ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجَمَ الزَّانِیَ ثُمَّ صَلَّی عَلَیْهِ ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ وَ وَرَّثَ مِیرَاثَهُ أَهْلَهُ وَ قَطَعَ السَّارِقَ وَ جَلَدَ الزَّانِیَ غَیْرَ الْمُحْصَنِ ثُمَّ قَسَمَ عَلَیْهِمَا مِنَ الْفَیْ ءِ وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذُنُوبِهِمْ وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فِیهِمْ وَ لَمْ یَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَمْ یُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَیْنِ أَهْلِهِ وَ سَاقَهُ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ الْزَمُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَإِنَّ یَدَ اللَّهِ عَلَی الْجَمَاعَةِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّاذَّ مِنَ النَّاسِ لِلشَّیْطَانِ كَمَا أَنَّ الشَّاذَّةَ مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ أَلَا مَنْ دَعَا إِلَی هَذَا الشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتِی هَذِهِ (2).

توضیح: غرضه علیه السلام رفع شبهتهم لعنهم اللّٰه فی الحكم بكفر أصحاب الكبائر مطلقا و لذا كفروه صلوات اللّٰه علیه للرضا بالتحكیم فاحتج علیهم بأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لم یخرج أصحاب الكبائر من الإسلام و أجری فیهم أحكام المسلمین فأبطل بذلك ما زعموا أن الدار دار كفر لا یجوز الكف عن أحد من أهلها و قتلوا الناس حتی الأطفال و قتلوا البهائم أیضا لذلك و السواد العدد الكثیر و الجماعة من الناس و ید اللّٰه كنایة عن الحفظ و الدفاع أی إن الجماعة المجتمعین علی إمام الحق فی كنف اللّٰه و حفظه و ما استدل به علی العمل بالمشهورات و الإجماعات الغیر الثابت دخول المعصوم فیها فلا یخفی وهنه لورود الأخبار المتكاثرة و دلالة الآیات المتظافرة علی أن أكثر الخلق علی الضلال و الحق مع القلیل و كان هذا الشعار إشارة إلی قولهم لا حكم إلا لله و لا حكم إلا اللّٰه و قیل كان شعارهم أنهم كانوا یحلقون وسط رءوسهم و یبقون الشعر مستدیرا حوله كالإكلیل و قیل هو مفارقة

ص: 289


1- 1. النوادر ص 24.
2- 2. نهج البلاغة، ط عبده ج 1 ص 260 الخطبة: 125.

الجماعة و الاستبداد بالرأی و لو كان تحت عمامتی أی و لو اعتصم بأعظم الأشیاء حرمة و قیل كنی بها عن أقصی القرب من عنایته و قیل أراد و لو كان الداعی أنا و أقول قد مضی تمام الكلام مشروحا فی كتاب الفتن.

«49»- نهج، [نهج البلاغة]: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِیاً بَیَّنَ فِیهِ الْخَیْرَ وَ الشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ الْخَیْرِ تَهْتَدُوا وَ اصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا الْفَرَائِضَ الْفَرَائِضَ أَدُّوهَا إِلَی اللَّهِ تُؤَدِّكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ حَرَاماً غَیْرَ مَجْهُولٍ وَ فَضَّلَ حُرْمَةَ الْمُسْلِمِ عَلَی الْحُرَمِ كُلِّهَا وَ شَدَّ بِالْإِخْلَاصِ وَ التَّوْحِیدِ حُقُوقَ الْمُسْلِمِینَ فِی مَعَاقِدِهَا فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لَا یَحِلُّ أَذَی الْمُسْلِمِ إِلَّا بِمَا یَجِبُ بَادِرُوا أَمْرَ الْعَامَّةِ وَ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ وَ هُوَ الْمَوْتُ إِلَی قَوْلِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ فِی عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فَإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ حَتَّی عَنِ الْبِقَاعِ وَ الْبَهَائِمِ الْخُطْبَةَ(1).

بیان: النهج بالفتح الطریق الواضح و صدف عنه كمنع أی أعرض و السمت الطریق و القصد استقامة الطریق یقال قصد فلان كضرب إذا رشد و الفرائض مكررا نصب علی الإغراء و الحرم جمع حرمة و هو اسم من الاحترام و شد الحقوق بالإخلاص و التوحید و

ربطه بهما هو اللّٰه تعالی أوجب علی المخلصین الموحدین المحافظة علیها و جعلها مكملا لهما و معاقدها مواضعها و ما یجب أی ما یلزم و یثبت و هو كالتأكید لقوله إلا بالحق و المراد بالمبادرة إلی الموت الرضا به و التهیؤ له و الاستعداد لما بعده و الموت و إن كان یعم كل حیوان إلا أن له مع كل أحد خصوصیة و كیفیة مخالفة لحاله مع غیره و التقوی فی العباد اتباع أمر اللّٰه فی المعاملات و الأمور الدائرة بین الناس و فی البلاد القیام بحق المقام و العمل فی كل مكان بما أمر به و السؤال عن البقاع لم أخربتم هذه و لم عمرتم هذه و لم لم تعبدوا اللّٰه فیها و عن البهائم لم أجعتموها أو أوجعتموها و لم لم تقوموا بشأنها و رعایة حقها.

ص: 290


1- 1. النهج، الخطبة: 165، و هی فی ط عبده ج 1 ص 334.

«50»- الْهِدَایَةُ،: الْإِسْلَامُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ هُوَ الَّذِی یُحْقَنُ بِهِ الدِّمَاءُ وَ الْأَمْوَالُ وَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَدْ حُقِنَ مَالُهُ وَ دَمُهُ إِلَّا بِحَقَّیْهِمَا وَ عَلَی اللَّهِ حِسَابُهُ وَ الْإِیمَانُ هُوَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ وَ عَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ وَ أَنَّهُ یَزِیدُ بِالْأَعْمَالِ وَ یَنْقُصُ بِتَرْكِهَا وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَ لَیْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ مؤمن [مُؤْمِناً] وَ مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ الْكَعْبَةِ وَ الْمَسْجِدِ فَمَنْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَقَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَ قَدْ فَرَّقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمُهُ فِی كِتَابِهِ بَیْنَ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ فَقَالَ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا(1) وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ الْإِیمَانَ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ لِقَوْلِهِ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا(2) وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ-(3)

فَلَیْسَ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا ذَكَرْنَا لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ یُسَمَّی مُسْلِماً وَ الْمُسْلِمَ لَا یُسَمَّی مُؤْمِناً حَتَّی یَأْتِیَ مَعَ إِقْرَارِهِ بِعَمَلٍ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (4) فَقَدْ سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِی فِیهِ الْإِیمَانُ.

«51»- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُ لِأُبَایِعَكَ عَلَی الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ فَقَبَضَ الرَّجُلُ یَدَهُ وَ انْصَرَفَ ثُمَّ عَادَ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُ لِأُبَایِعَكَ عَلَی الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُرَی یَقِینُهُ فِی عَمَلِهِ وَ الْكَافِرَ یُرَی

ص: 291


1- 1. الحجرات: 13.
2- 2. الأنفال: 2- 4.
3- 3. الذاریات: 35- 36.
4- 4. آل عمران: 85.

إِنْكَارُهُ فِی عَمَلِهِ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا عَرَفُوا أَمْرَهُمْ فَاعْتَبِرُوا إِنْكَارَ الْكَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَبِیثَةِ(1).

بیان: كان قوله فو الذی من كلام أبی عبد اللّٰه علیه السلام و فاعل عرفوا المخالفون أمرهم أی أمر دینهم.

«52»- الْمِشْكَاةُ، مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِیحَتَنَا وَ آمَنَ بِنَبِیِّنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا دَخَلَ فِی دِینِنَا أَجْرَیْنَا عَلَیْهِ حُكْمَ الْقُرْآنِ وَ حُدُودَ الْإِسْلَامِ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَی أَلَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ الثَّوَابِ وَ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَ الْمَآبِ (2).

«53»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ الْإِیمَانُ أَنْ یُطَاعَ اللَّهُ فَلَا یُعْصَی (3).

بیان: أقول هذا أحد معانی الإیمان و حمله القوم علی الإیمان الكامل قال بعض المحققین قدس سره هذا مجمل القول فی الإیمان و یفصله سائر الأخبار بعض التفصیل و أما الضابط الكلی الذی یحیط بحدوده و مراتبه و یعرفه حق التعریف أن الإیمان الكامل الخالص المنتهی تمامه هو التسلیم لله تعالی و التصدیق بما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله لسانا و قلبا علی بصیرة مع امتثال جمیع الأوامر و النواهی كما هی و ذلك إنما یمكن تحققه بعد بلوغ الدعوة النبویة إلیه فی جمیع الأمور أما من لم تصل إلیه الدعوة فی جمیع الأمور أو فی بعضها لعدم سماعه أو عدم فهمه فهو ضال أو مستضعف لیس بكافر و لا مؤمن و هو أهون الناس عذابا بل أكثر هؤلاء لا یرون عذابا و إلیهم الإشارة بقوله سبحانه إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَ لا یَهْتَدُونَ سَبِیلًا(4)

ص: 292


1- 1. مشكاة الأنوار ص 38.
2- 2. المصدر ص 38.
3- 3. الكافی ج 2 ص 33.
4- 4. النساء: 98.

و من وصلت إلیه الدعوة فلم یسلم و لم یصدق و لو ببعضها إما لاستكبار و علو أو لتقلید للأسلاف و تعصب لهم أو غیر ذلك فهو كافر بحسبه أی بقدر عدم تسلیمه و ترك تصدیقه كفر جحود و عذابه عظیم علی حسب جحوده و إلیهم الإشارة بقوله سبحانه إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ وَ عَلی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ (1) و من وصلت إلیه الدعوة فصدقها بلسانه و ظاهره لعصمة ماله أو دمه أو غیر ذلك من الأغراض و أنكرها بقلبه و باطنه لعدم اعتقاده بها فهو كافر كفر نفاق و هو أشدهم عذابا و عذابه ألیم بقدر نفاقه و إلیهم الإشارة بقوله سبحانه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِینَ یُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ ما یَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ بِما كانُوا یَكْذِبُونَ إلی قوله إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(2) و من وصلت إلیه الدعوة فاعتقدها بقلبه و باطنه لظهور حقیتها لدیه و جحدها أو بعضها بلسانه و لم یعترف بها حسدا و بغیا و عتوا و علوا أو تقلیدا و تعصبا أو غیر ذلك فهو كافر كفر تهود و عذابه قریب من عذاب المنافق و إلیهم الإشارة بقوله عز و جل الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ

یَعْرِفُونَهُ كَما یَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنْهُمْ لَیَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (3) و قوله فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْكافِرِینَ (4) و قوله إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ أُولئِكَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (5) و قوله وَ یَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ یُرِیدُونَ أَنْ یَتَّخِذُوا بَیْنَ ذلِكَ سَبِیلًا أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا(6) و قوله أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ إلی قوله أَشَدِّ

ص: 293


1- 1. البقرة: 6- 7.
2- 2. البقرة: 8- 20.
3- 3. البقرة: 146.
4- 4. البقرة: 89.
5- 5. البقرة: 159.
6- 6. النساء: 150.

الْعَذابِ (1) و من وصلت إلیه الدعوة فصدقها بلسانه و قلبه و لكن لا یكون علی بصیرة من دینه إما لسوء فهمه مع استبداده بالرأی و عدم تابعیته للإمام أو نائبه المقتفی أثره حقا و إما لتقلید و تعصب للآباء و الأسلاف المستبدین بآرائهم مع سوء أفهامهم أو غیر ذلك فهو كافر كفر ضلالة و عذابه علی قدر ضلالته و قدر ما یضل فیه من أمر الدین و إلیهم الإشارة بقوله عز و جل یا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ (2) حیث قالوا عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ أو الْمَسِیحُ ابْنُ اللَّهِ و بقوله تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ (3)

وَ بِقَوْلِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

و من وصلت إلیه الدعوة فصدقها بلسانه و قلبه علی بصیرة و اتباع للإمام أو نائبه الحق إلا أنه لم یمتثل جمیع الأوامر و النواهی بل أتی ببعض دون بعض بعد أن اعترف بقبح ما یفعله و لكن لغلبة نفسه و هواه علیه فهو فاسق عاص و الفسق لا ینافی أصل الإیمان و لكن ینافی كماله و قد یطلق علیه الكفر و عدم الإیمان أیضا إذا ترك كبار الفرائض أو أتی بكبار المعاصی كما فی قوله عز و جل وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ (4)

وَ قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَزْنِی الزَّانِی حِینَ یَزْنِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ.

و ذلك لأن إیمان مثل هذا لا یدفع عنه أصل العذاب و دخول النار و إن دفع عنه الخلود فیها فحیث لا یفیده فی جمیع الأحوال فكأنه مفقود.

و التحقیق فیه أن المتروك إن كان أحد الأصول الخمسة التی بنی الإسلام علیها أو المأتی به إحدی الكبائر من المنهیات فصاحبه خارج عن أصل الإیمان أیضا ما لم یتب أو لم یحدث نفسه بتوبة لعدم اجتماع ذلك مع التصدیق القلبی فهو كافر كفر استخفاف و علیه یحمل ما روی من دخول العمل فی أصل الإیمان

ص: 294


1- 1. البقرة 85.
2- 2. النساء 171.
3- 3. المائدة: 87.
4- 4. آل عمران: 97.

رَوَی ابْنُ أَبِی شُعْبَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ (1)

أَنَّهُ قَالَ: لَا یَخْرُجُ الْمُؤْمِنُ مِنْ صِفَةِ الْإِیمَانِ إِلَّا بِتَرْكِ مَا اسْتَحَقَّ أَنْ یَكُونَ بِهِ مُؤْمِناً وَ إِنَّمَا اسْتَوْجَبَ وَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الْإِیمَانِ وَ مَعْنَاهُ بِأَدَاءِ كِبَارِ الْفَرَائِضِ مَوْصُولَةً وَ تَرْكِ كِبَارِ الْمَعَاصِی وَ اجْتِنَابِهَا وَ إِنْ تَرَكَ صِغَارَ الطَّاعَةِ وَ ارْتَكَبَ صِغَارَ الْمَعَاصِی فَلَیْسَ بِخَارِجٍ مِنَ الْإِیمَانِ وَ لَا تَارِكٍ لَهُ مَا لَمْ یَتْرُكْ شَیْئاً مِنْ كِبَارِ الطَّاعَةِ وَ ارْتِكَابِ شَیْ ءٍ مِنَ الْمَعَاصِی فَمَا لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لِقَوْلِ اللَّهِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً(2) یَعْنِی مَغْفِرَةَ مَا دُونَ الْكَبَائِرِ فَإِنْ هُوَ ارْتَكَبَ كَبِیرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِی كَانَ مَأْخُوذاً بِجَمِیعِ الْمَعَاصِی صِغَارِهَا وَ كِبَارِهَا مُعَاقَباً عَلَیْهَا مُعَذَّباً بِهَا.

إلی هنا كلام الصادق علیه السلام.

إذا عرفت هذا فاعلم أن كل من جهل أمرا من أمور دینه بالجهل البسیط فقد نقص إیمانه بقدر ذلك الجهل و كل من أنكر حقا واجب التصدیق لاستكبار أو هوی أو تقلید أو تعصب فله عرق من كفر الجحود و كل من أظهر بلسانه ما لم یعتقد بباطنه و قلبه لغیر غرض دینی كالتقیة فی محلها و نحو ذلك أو عمل عملا أخرویا لغرض دنیوی فله عرق من النفاق و كل من كتم حقا بعد عرفانه أو أنكر ما لم یوافق هواه و قبل ما یوافقه فله عرق من التهود و كل من استبد برأیه و لم یتبع إمام زمانه أو نائبه الحق أو من هو أعلم منه فی أمر من الأمور الدینیة فله عرق من الضلالة و كل من أتی حراما أو شبهه أو توانی فی طاعة مصرا علی ذلك فله عرق من الفسوق فإن كان ذلك ترك كبیر فریضة أو إتیان كبیر معصیة فله عرق من كفر الاستخفاف و مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ فی جمیع الأمور من غیر غرض و هوی و اتبع إمام زمانه أو نائبه الحق آتیا بجمیع أوامر اللّٰه و نواهیه من غیر توان و لا مداهنة فإذا أذنب ذنبا استغفر من قریب و تاب أو زلت قدمه استقام و أناب فهو المؤمن الكامل الممتحن و دینه هو الدین الخالص و هو الشیعی حقا و الخالص صدقا أولئك أصحاب أمیر المؤمنین بل هو من أهل

ص: 295


1- 1. مر تحت الرقم: 31.
2- 2. النساء: 31.

البیت علیهم السلام إذا كان عالما بأمرهم لسرهم كما قالوا سلمان منا أهل البیت.

«54»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ سَلَّامٌ إِنَّ خَیْثَمَةَ بْنَ أَبِی خَیْثَمَةَ یُحَدِّثُنَا عَنْكَ أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَقُلْتَ إِنَّ الْإِسْلَامَ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ وَالَی وَلِیَّنَا وَ عَادَی عَدُوَّنَا فَهُوَ مُسْلِمٌ فَقَالَ صَدَقَ خَیْثَمَةُ قُلْتُ وَ سَأَلَكَ عَنِ الْإِیمَانِ فَقُلْتَ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ التَّصْدِیقُ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَنْ لَا یَعْصِیَ اللَّهَ فَقَالَ صَدَقَ خَیْثَمَةُ(1).

بیان: سلام یحتمل ابن المستنیر الجعفی و ابن أبی عمرة الخراسانی و كلاهما مجهولان من أصحاب الباقر علیه السلام و خیثمة بفتح الخاء ثم الیاء المثناة الساكنة ثم المثلثة المفتوحة غیر مذكور فی الرجال قوله من استقبل قبلتنا أی دین من استقبل فقوله فهو مسلم تفریع و تأكید أو قوله فهو مسلم قائم مقام العائد لأنه بمنزلة فهو صاحبه أو فهو المتصف به و فی بعض النسخ ما استقبل و لا یستقیم إلا بتكلف بأن استعمل ما مكان من أو یكون تقدیره ما استقبل به المرء قبلتنا و شهد شهادتنا أی شهادة جمیع المسلمین و نسك نسكنا أی عبد كعبادة المسلمین فیأتی بالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج أو المراد بالنسك أفعال الحج أو الذبح قال الراغب النسك العبادة و الناسك العابد و اختص بأعمال الحج و المناسك مواقف النسك و أعمالها و النسیكة مختصة بالذبیحة قال فَفِدْیَةٌ مِنْ صِیامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ و قال تعالی فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِكَكُمْ و قال مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ (2) و والی ولینا أی والی جمیع المسلمین و عادی عدونا أی عدو جمیع المسلمین و هم المشركون و سائر الكفار فهذا یشمل جمیع فرق المسلمین فالتصدیق بكتاب اللّٰه یدخل فیه الإقرار بالرسالة و الإمامة و العدل و المعاد و أن لا یعصی اللّٰه

ص: 296


1- 1. الكافی ج 2 ص 38.
2- 2. المفردات ص 491، و الآیات فی البقرة: 196 و 200، و فی الحجّ: 67.

بالعمل بالفرائض و ترك الكبائر أو العمل بجمیع الواجبات و ترك جمیع المحرمات.

و الحاصل أنه یحتمل أن یكون المراد بالإسلام الإسلام الظاهری و إن لم یكن مر التصدیق القلبی و بالإیمان العقائد القلبیة مع الإقرار بالولایة و الإتیان بالأعمال و یحتمل أن یكون المراد بقوله والی ولینا و عادی عدونا موالاة أولیاء الأئمة علیهم السلام و معاداة أعدائهم فالإسلام عبارة عن الإذعان بجمیع العقائد الحقة ظاهرا أو ظاهرا و باطنا و الإیمان عبارة عن انضمام العقائد القلبیة و الأعمال معه أو الأعمال فقط و علی كل تقدیر یرجع إلی أحد المعانی المتقدمة لهما.

«55»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ فِی الْكُفْرِ وَ الْإِیمَانِ وَ قَالَ إِنَّهُمْ یَحْتَجُّونَ عَلَیْنَا وَ یَقُولُونَ كَمَا أَنَّ الْكَافِرَ عِنْدَنَا هُوَ الْكَافِرُ عِنْدَ اللَّهِ فَكَذَلِكَ نَجِدُ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَقَرَّ بِإِیمَانِهِ أَنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنٌ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَیْفَ یَسْتَوِی هَذَانِ وَ الْكُفْرُ إِقْرَارٌ مِنَ الْعَبْدِ فَلَا یُكَلَّفُ بَعْدَ إِقْرَارِهِ بِبَیِّنَةٍ وَ الْإِیمَانُ دَعْوَی لَا تَجُوزُ إِلَّا بِبَیِّنَةٍ وَ بَیِّنَتُهُ عَمَلُهُ وَ نِیَّتُهُ فَإِذَا اتَّفَقَا فَالْعَبْدُ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنٌ وَ الْكُفْرُ مَوْجُودٌ بِكُلِّ جِهَةٍ مِنْ هَذِهِ الْجِهَاتِ الثَّلَاثِ مِنْ نِیَّةٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَ الْأَحْكَامُ تَجْرِی عَلَی الْقَوْلِ وَ الْعَمَلِ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ یَشْهَدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِالْإِیمَانِ وَ یَجْرِی عَلَیْهِ أَحْكَامُ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ كَافِرٌ وَ قَدْ أَصَابَ مَنْ أَجْرَی عَلَیْهِ أَحْكَامُ الْمُؤْمِنِینَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ وَ عَمَلِهِ (1).

بیان: مفعول یقول قوله سبحان اللّٰه إلی آخر الكلام و إعادة فقال للتأكید لطول الفصل و قد مر أن المرجئة قوم یقولون إنه لا یضر مع الإیمان معصیة كما أنه لا ینفع مع الكفر طاعة و یظهر من هذا الخبر أنهم كانوا یقولون بأن الإیمان هو الإقرار الظاهری و لا یشترط فیه الاعتقاد القلبی و كذا الكفر لكنه غیر مشهور عنهم.

قال فی المواقف و شرحه من كبار الفرق الإسلامیة المرجئة لقبوا به لأنهم یرجئون العمل عن النیة أی یؤخرونه أو لأنهم یقولون لا یضر مع الإیمان معصیة

ص: 297


1- 1. الكافی ج 2 ص 39.

كما لا ینفع مع الكفر طاعة فهم یعطون الرجاء و علی هذا ینبغی أن لا یهمز لفظ المرجئة و فرقهم خمس الیونسیة أصحاب یونس النمیری قالوا الإیمان هو المعرفة باللّٰه و الخضوع له و المحبة بالقلب فمن اجتمعت فیه هذه الصفات فهو مؤمن و لا یضر معها ترك الطاعات و ارتكاب المعاصی و لا یعاقب علیها و العبیدیة أصحاب العبید المكذب زادوا علی الیونسیة أن علم اللّٰه لا یزال شیئا مع غیره و أنه تعالی علی صورة الإنسان و الغسانیة أصحاب غسان الكوفی قالوا الإیمان هو المعرفة باللّٰه و رسوله و بما جاء من عندهما إجمالا لا تفصیلا و هو لا یزید و لا ینقص و غسان كان یحكیه عن أبی حنیفة و هو افتراء علیه فإنه لما قال الإیمان هو التصدیق و لا یزید و لا ینقص ظن به الإرجاء بتأخیر العمل عن الإیمان و الثوبانیة أصحاب ثوبان المرجی قالوا الإیمان هو المعرفة و الإقرار باللّٰه و رسوله و بكل ما لا یجوز فی العقل أن یعقله و أما ما جاز فی العقل أن یعقله فلیس الاعتقاد به من الإیمان و أخروا العمل كله من الإیمان و الثومنیة أصحاب أبی معاذ الثومنی قالوا الإیمان هو المعرفة و التصدیق و المحبة و الإخلاص و الإقرار بما جاء به الرسول و ترك كله أو بعضه كفر و لیس بعضه إیمانا و لا بعض إیمان و كل معصیة لم یجمع علی أنه كفر فصاحبه یقال أنه فسق و عصی و إنه فاسق و من ترك الصلاة مستحلا كفر لتكذیبه بما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله و من تركها بنیة القضاء لم یكفر و قالوا السجود للصنم لیس كفرا بل هو علامة الكفر فهذه هی المرجئة الخالصة و منهم من جمع إلی الإرجاء القدر انتهی.

قوله كما أن الكافر كأنه قاس الإیمان بالكفر فإن من أنكر ضروریا من ضروریات الدین ظاهرا من غیر تقیة فهو كافر و إن لم یعتقد ذلك فإذا أقر بما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله یجب أن یكون مؤمنا غیر معذب و إن لم یعتقد بقلبه شیئا من ذلك و لم یضم إلیه أفعال الجوارح من الطاعات و ترك المعاصی فأجاب علیه السلام بأنه مع بطلان القیاس لا سیما فی المسائل الأصولیة فهو قیاس مع الفارق ثم شبه علیه السلام الأمرین بالإقرار و الإنكار لیظهر الفرق فإن إنكار الضروری مستلزم لترك جزء

ص: 298

من أجزاء الإیمان و هو الإقرار الظاهری فهو بمنزلة إقرار الإنسان علی نفسه فإنه لا یكلف بینة علی إقراره بل یحكم بمحض الإقرار علیه و إن شهدت البینة علی خلافه بخلاف إظهار الإیمان و التكلم به فإنه و إن أتی بجزء من الإیمان و هو الإقرار الظاهری لكن عمدة أجزائه التصدیق القلبی و هو فی ذلك مدع لا بد له من شاهد من عمل الجوارح عند الناس و من النیة و التصدیق عند اللّٰه فإذا اتفق الشاهدان و هما التصدیق و العمل ثبت إیمانه عند اللّٰه و لما كان التصدیق القلبی أمرا لا یطلع علیه غیر اللّٰه لم یكلف الناس فی الحكم بإیمانه إلا بالإقرار الظاهری و العمل فإنهما شاهدان عدلان یحكم بهما ظاهرا و إن كانا كاذبین عند اللّٰه.

و الحاصل أنه علیه السلام شبه الإقرار الظاهری بالدعوی فی سائر الدعاوی و كما أن الدعوی فی سائر الدعاوی لا تقبل إلا ببینة فكذا جعل اللّٰه تعالی هذه الدعوی غیر مقبولة إلا بشاهدین من قلبه و جوارحه فلا یثبت عنده إلا بهما و أما عند الناس فیكفیهم فی الحكم الإقرار و العمل الظاهری كما یكتفی عند الضرورة بالشاهد و الیمین فالإیمان مركب من ثلاثة أجزاء و لا یثبت الإیمان الواقعی إلا بتحقق الجمیع فهو من هذه الجهة یشبه سائر الدعاوی للزوم ثلاثة أشیاء فی تحققها الدعوی و الشاهدین و یمكن أن یكون الأصل فی الإیمان الأمر القلبی و لما لم یكن ظهوره للناس إلا بالإقرار و العمل فجعلهما اللّٰه من أجزاء الإیمان أو من شرائطه و لوازمه و قد أصاب أی حكم بالحكم و الصواب.

«56»- كا،(1)[الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَرْتَكِبُ الْكَبِیرَةَ مِنَ الْكَبَائِرِ فَیَمُوتُ هَلْ یُخْرِجُهُ ذَلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ إِنْ عُذِّبَ كَانَ عَذَابُهُ كَعَذَابِ الْمُشْرِكِینَ أَمْ لَهُ مُدَّةٌ وَ انْقِطَاعٌ فَقَالَ علیه السلام مَنِ ارْتَكَبَ كَبِیرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ فَزَعَمَ أَنَّهَا حَلَالٌ أَخْرَجَهُ ذَلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ عُذِّبَ أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ إِنْ كَانَ مُعْتَرِفاً أَنَّهُ أَذْنَبَ

ص: 299


1- 1. الكافی ج 2 ص 285.

وَ مَاتَ عَلَیْهِ أَخْرَجَهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ لَمْ یُخْرِجْهُ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ كَانَ عَذَابُهُ أَهْوَنَ مِنْ عَذَابِ الْأَوَّلِ (1).

تذییل و تفصیل

قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته فی كتاب حقائق الإیمان قیل الإسلام و الإیمان واحد و قیل بتغایرهما و الظاهر أنهم أرادوا الوحدة بحسب الصدق لا فی المفهوم و یظهر من كلام جماعة من الأصولیین أنهما متحدان بحسب المفهوم أیضا حیث قالوا إن

الإسلام هو الانقیاد و الخضوع لألوهیة البارئ تعالی و الإذعان بأوامره و نواهیه و ذلك حقیقة التصدیق الذی هو الإیمان علی ما تقدم.

و أما القائلون بالتغایر صدقا و مفهوما فإنهم أرادوا أن الإسلام أعم من الإیمان مطلقا و قد أشرنا فیما تقدم فی أوائل المقدمة الأولی أن المحقق نصیر الدین

ص: 300


1- 1. طبع فی نسخة الكمبانیّ بعد تمام هذا الخبر- قائلا فی هامشه: هكذا نسخة الأصل- شطرا ناقصا غیر مفهوم من حدیث لرسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی شرایع الإسلام من دون رمز الی مصدر الحدیث، هكذا: « شی ء لم یكن علمه منی و لا سمعه، فعلیه بعلی بن أبی طالب فانه قد علم كما قد علمته، و ظاهره و باطنه و محكمه و متشابهه» الی آخر ما نقله و هو نحو عشرة أبیات كما سیأتی فی الباب 27 تحت الرقم 41. و هذا الحدیث تمامه عشرون بیتا من باب واحد ملتئم الاجزاء لا یصحّ تقطیعها، یعرف فیه شرائع الإسلام، و لذا نقله المؤلّف العلامة رضوان اللّٰه علیه بتمامه فی آخر باب دعائم الإسلام نقلا عن كتاب الطرف بروایته عن عیسی بن المستفاد عن موسی بن جعفر عن أبیه قال: دعا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله أبا ذر و سلمان و المقداد فقال لهم: أ تعرفون شرایع الإسلام و شروطه؟-. الی أن قال: و علی أن تحللوا حلال القرآن و تحرموا حرامه و تعملوا بالاحكام، و تردوا المتشابه الی أهله، فمن عمی علیه شی ء لم یكن علمه منی» الخ. فالظاهر أن هذا الشطر من الحدیث كان مكتوبا علی ورقة مبدوا فی أول السطر بقوله:« شی ء لم یكن علمه» فوقعت مسودة فی البین، و كان علی المؤلّف العلامة أن یضرب علیها، فغفل عن ذلك، و بقی النسخة كما نقلت فی الكمبانیّ، فراجعه.

الطوسی قدس سره نقل فی قواعد العقائد أن الإسلام أعم فی الحكم من الإیمان لكنه فی الحقیقة هو الإیمان. و هذه عبارته رحمه اللّٰه تعالی قالوا الإسلام أعم فی الحكم من الإیمان لأن من أقر بالشهادتین كان حكمه حكم المسلمین لقوله تعالی قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا(1) و أما كون الإسلام فی الحقیقة هو الإیمان فلقوله تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (2) ثم قال و اختلفوا فی معناه یعنی الإیمان فقال بعض السلف كذا و قالت المعتزلة أصول الإیمان خمسة و عدها و قالت الشیعة أصول الإیمان ثلاثة و عدها أیضا و قال أهل السنة هو التصدیق باللّٰه تعالی أما علی ما تقدم تفصیله فلیراجع أقول ظاهره قوله رحمه اللّٰه قالوا أی هؤلاء المختلفون فی معنی الإیمان كما یدل علیه قوله و اختلفوا و ظاهر هذا النقل یعطی أنه لا نزاع فی أن حقیقتهما واحدة و المغایرة إنما هی فی الحكم فقط بمعنی أنا قد نحكم علی شخص فی ظاهر الشرع بكونه مسلما لإقراره بالشهادتین و لا نحكم علیه بالإیمان حتی نعلم من حاله التصدیق و ما نقلناه من المذهبین الأولین یقتضی وقوع النزاع فی الحقیقة و الحكم.

أما أهل المذهب الأول و هم القائلون باتحادهما مطلقا صدقا و مفهوما أو صدقا فقط فإنهم صرحوا باتحادهما فی الحكم أیضا حیث قالوا لا یصح فی الشرع أن یحكم علی أحد بأنه مؤمن و لیس بمسلم أو مسلم و لیس بمؤمن و لا نعنی بوحدتهما سوی هذا و أما أهل المذهب الثانی و هم القائلون بالتغایر فإنهم صرحوا بتغایرهما صدقا و مفهوما و حكما حیث قالوا إن حقیقة الإسلام هی الانقیاد و الإذعان بإظهار الشهادتین سواء اعترف مع ذلك بباقی المعارف أم لا فیكون أعم مفهوما من الإیمان فتبین مما حررناه أن المذاهب فی بیان حقیقة الإسلام ثلاثة.

احتج أهل المذهب الأول بقوله تعالی فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (3) وجه الاستدلال أن غیر هذا للاستثناء بمعنی

ص: 301


1- 1. الحجرات: 13.
2- 2. آل عمران: 19.
3- 3. الذاریات: 35 و 36.

إلا و هذا استثناء مفرغ متصل فیكون من الجنس إذ المعنی و اللّٰه أعلم فما وجدنا فیها بیتا من بیوت المؤمنین إلا بیتا من المسلمین و بیت المسلم إنما یكون بیت المؤمن إذا صدق المؤمن علی المسلم كما هو مقتضی الاتحاد فی الجنس إذ من المعلوم أن المراد

من البیت هنا أهله لا الجدران علی حد قوله تعالی وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ(1) و صدق المؤمن علی المسلم یقتضی كون الإیمان أعم من الإسلام أو مساویا له لكن لا قائل بالأول فتعین الثانی و اعترض بأن المصحح للاستثناء هو تصادق المستثنی و المستثنی منه فی الفرد المخرج لا فی كل فرد و هو یتحقق بكون الإسلام أعم كما یتحقق بكونه مساویا و الأمر هنا كذلك فإنه علی تقدیر كون الإیمان أخص یتصادق المؤمن و المسلم فی البیت المخرج الموجود فإنه بیت لوط علیه و علی نبینا السلام علی أن دلالة هذه الآیة معارضة بقوله تعالی قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فوصفهم تعالی بالإسلام حیث جوز لهم الإخبار عن أنفسهم به و نفی عنهم الإیمان فدل علی تغایرهما.

و احتج أهل المذهب الثانی علی المغایرة بهذه الآیة و التقریب ما تقدم فی بیان المعارضة و بما تواتر عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الصحابة رضی اللّٰه عن المؤمنین منهم أنهم كانوا یكتفون فی الإسلام بإظهار الشهادتین ثم بعد ذلك ینبهون المسلم علی بعض المعارف الدینیة التی یتحقق بها الإیمان.

أقول: إن الآیة الكریمة إنما تدل علی المغایرة فی الجملة و كما یجوز أن یكون بحسب الحقیقة یجوز أن یكون فی الحكم دون الحقیقة كما اختاره أهل المذهب الثالث و یؤید ذلك أن اللّٰه سبحانه لم یثبت لهم الإسلام صریحا و لا وصفهم به حیث لم یقل و لكن أسلمتم كما قال لم تؤمنوا بل أحال الإخبار به علی مقالتهم فقال تعالی وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا و حینئذ فیجوز أن یكون المراد و اللّٰه أعلم أنكم لم تؤمنوا حتی تدخل المعارف قلوبكم و لما تدخل لكن ما زعمتموه من الإیمان فإنما هو إسلام ظاهری یمكن الحكم علیكم به فی ظاهر الشرع حیث أقررتم

ص: 302


1- 1. یوسف: 82.

بألسنتكم دون قلوبكم فلكم أن تخبروا عن أنفسكم و أما الإسلام الحقیقی فلم یثبت لكم عند اللّٰه تعالی كالإیمان فلذا لم یخبر عنكم به و قد یظهر من ذلك الجواب عن الثانی أیضا.

إن قلت إن الإسلام من الحقائق الاعتباریة للشارع كالإیمان فلا یعلم إلا منه و حیث أذن لهم فی أن یخبروا عن أنفسهم بأنهم أسلموا مع أن الإیمان لم یكن دخل قلوبهم كما دل علیه آخر الآیة تدل علی أنه لم یكن له حقیقة وراء ذلك عند الشارع و إلا لما جوز لهم ذلك الأخبار و احتمال المجاز یدفعه أن الأصل فی الإطلاق الحقیقة و لزوم الاشتراك علی تقدیر الحقیقة یدفعه أنه متواطئ أو مشكك حیث بینا أن مفهومه هو الانقیاد و الإذعان بالشهادتین سواء اقترن بالمعارف أم لا فیكون إسلام الأعراب فردا منه.

قلت لا ریب أنه لو علم عدم تصدیق من أقر بالشهادتین لم یعتبر ذلك الإقرار شرعا و لم نحكم بإسلام فاعله لأنه حینئذ یكون مستهزئا أو مشككا و إنما حكم الشارع بإسلامه ظاهرا فی صورة عدم علمنا بموافقة قلبه للسانه بالنسبة إلینا تسهیلا و دفعا للحرج عنا حیث لا یعلم السرائر إلا هو و أما عنده تعالی فالمسلم من طابق قلبه لسانه كما قال تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (1)

مع أن الدین لا یكون إلا مع الإخلاص لقوله تعالی وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ (2) إلی قوله تعالی وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ فالإسلام لا یكون إلا مع الإخلاص أیضا بقرینة أنه ذكر الإسلام معرفا و ذلك یفید حصر الإسلام فی الدین المخلص فكان المعنی و اللّٰه أعلم لا إسلام إلا ما هو دین عند اللّٰه تعالی كما یقال زید العالم أی لا غیره و الفرق ظاهر بین أن یقال الدین المخلص إسلام أو هو الإسلام كما قررناه فعلم أن الإسلام اللسانی لیس داخلا فی حقیقة الإسلام عند اللّٰه و الكلام إنما هو فیما یعد إسلاما و إیمانا عند الشارع لا عندنا بحیث لا یجتمع مع ضده الذی هو الكفر فی موضع واحد

ص: 303


1- 1. آل عمران: 19.
2- 2. البینة: 5.

فی زمان واحد و الإقرار باللسان دون القلب یجامع الكفر فلا یكون إسلاما حقیقة و لعل هذا هو السر فی إحالة الأخبار بالإسلام علی قول الأعراب دون قوله تعالی كما أشرنا إلیه سابقا.

إن قلت إذا لم یكن إسلام الأعراب إسلاما عند اللّٰه تعالی كان مغریا لهم بالكذب حیث أمرهم أن یخبروا عن أنفسهم بالإسلام فقال قُولُوا أَسْلَمْنا(1) و هو محال علیه تعالی.

قلت إنما أمرهم أمرا إرشادیا بأن یخبروا بالإسلام الظاهری و هو حق فی الظاهر فلم یكن مغریا لهم بالكذب حیث لم یأمرهم بأن یخبروا بأنهم مسلمون عند اللّٰه تعالی بالإسلام مطلقا و قد تقدم ما یصلح دلیلا لما ادعیناه من التخصیص علی أنه یمكن أن یقال إن اللّٰه سبحانه و تعالی لم یأمرهم بالإخبار أصلا لا ظاهرا و لا غیره بل أمر نبیه صلی اللّٰه علیه و آله أن یأمرهم حیث قال تعالی له قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا أی و لكن قل لهم قولوا أسلمنا فالأمر لهم بقول أسلمنا إنما هو من النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا من اللّٰه تعالی لما تقرر فی الأصول من أن الأمر بالأمر بالشی ء لیس أمرا بذلك الشی ء.

و احتج أهل المذهب الثالث علی كل من جزأی مدعاهم أما علی أن الإسلام أعم فی الحكم فبآیة الأعراب المتقدمة و التقریب ما تقدم لكن لا یرد علیهم شی ء مما أوردناه علی استدلال أهل المذهب الثانی بها لأنهم یدعون دلالتها علی مغایرة الإسلام للإیمان حقیقة و هم یدعون المغایرة فی الحكم ظاهرا دون الحقیقة بل ما ذكرناه من الإیرادات محقق لاستدلالهم بها إذ لا یتم لهم بدونه كما لا یخفی علی من أحاط بما ذكرناه فی بیان معنی هذه الآیة مما من به الواهب الكریم.

إن قلت إن الشارع حكم بإیمان من أقر بالمعارف الأصولیة ظاهرا و إن كان فی نفس الأمر غیر معتقد لذلك إذا لم یطلع علیه علی حد ما ذكرتم فی الإسلام فكما أن الإیمان و الإسلام الاعتقادیین متحدان فكذا الظاهریان فما وجه عموم

ص: 304


1- 1. الحجرات: 13.

الإسلام فی الحكم و ما معناه.

قلت الإسلام یكفی فی الحكم به ظاهرا الإقرار بالشهادتین مع عدم علم الاستهزاء و الشك من المعتبر بخلاف الإیمان فإنه لا بد فی الحكم به ظاهرا مع ذلك من الاعتراف بأنه یعتقد الأصول الخمسة مع إقراره بها أو یقتصر علی الإقرار بها مع عدم علمنا منه بما ینافی ذلك من استهزاء أو شك فهو أخص حكما من الإسلام و هذا الذی ذكرناه یشهد به كثیر من الأحادیث و حكم علماء الإمامیة أیضا بإسلام أهل الخلاف و عدم إیمانهم یؤید ما قلناه.

و أما علی أن الإسلام فی الحقیقة هو الإیمان فبقوله تعالی فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (1) الآیة و التقریب ما تقدم فی بیان استدلال أهل المذهب الأول بها و الاعتراض الاعتراض لكن ما ذكر هناك من المعارضة بآیة الأعراب لا یرد هنا لأنا بینا أنها إنما تدل علی المغایرة فی الحكم و هو لا ینافی الاتحاد فی الحقیقة و أما هناك فلما كان المدعی الاتحاد مطلقا حكما و حقیقة أمكن المعارضة بها فی الجملة.

و قد تقدم فی كلام المحقق الطوسی قدس سره أنهم استدلوا علی كون حقیقتهما واحدة بقوله تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و یمكن تقریره بوجهین أحدهما أن الإیمان هو الدین و الدین هو الإسلام فالإیمان هو الإسلام أما الكبری فللآیة و أما الصغری فلقوله تعالی وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ (2) و لا ریب أن الإیمان مقبول من یبتغیه دینا للإجماع فیكون الإیمان دینا فیكون هو الإسلام و فیه أنه لا یلزم من صحة حمل الإسلام علیه كونهما واحدا فی الحقیقة لجواز كون المحمول أعم و یمكن الجواب بما ذكرناه سابقا من إفادة مثل ذلك حصر الإسلام فی الدین لكن یرد علی دلیل الصغری أن اللازم منه كون الإیمان دینا أما كونه نفس الدین لیكون هو الإسلام فلا لجواز أن یكون جزءا منه أو جزئیا له أو شرعا كذلك و لا ریب أن جزء الشی ء أو جزئیه أو شرطه

ص: 305


1- 1. الذاریات: 35.
2- 2. آل عمران: 85.

یقبل معه و إن كان مغایرا له فعلم أن المراد من الغیر فی الآیة الكریمة غیر ذلك.

و أیضا یرد علیه أن هذا الدلیل إنما یستقیم علی مذهب من یقول إن الطاعات جزء من الإیمان و ذلك لأن الظاهر أن الدین المحمول علیه الإسلام هو دین القیمة فی قوله تعالی وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ(1) و المشار إلیه بذلك ما تقدم من الإخلاص فی الدین مع إقامة الصلاة و إیتاء الزكاة.

و ثانیهما أن العبادات المعتبرة شرعا هی الدین و الدین هو الإسلام و الإسلام هو الإیمان أما الأولی فلقوله تعالی وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ (2) و أما الثانیة فلقوله تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و أما الثالثة فلقوله تعالی وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً الآیة و قد تقدم بیان ذلك و یرد علیه جمیع ما یرد علی الوجه الأول و یزید علیه أن النتیجة كون العبادات هی

الإیمان و المدعی كون الإسلام هو الإیمان أو عكسه و لا ینطبق علی المدعی و لو سلم استلزامه للمدعی لاقتضاء المقدمة الثالثة ذلك قلنا فبقیة المقدمات مستدركة إذ یكفی أن یقال الإسلام هو الإیمان لقوله تعالی وَ مَنْ یَبْتَغِ الآیة.

أقول: قد عرفت أن هذا الاستدلال بوجهیه إنما یستقیم علی مذهب من یجعل الطاعات الإیمان أو جزءا منه فإن كان المستدل به هؤلاء فذلك قد علم مع ما یرد علیه و إن كان غیرهم فهو ساقط الدلالة أصلا و رأسا ثم نقول علی تقدیر تسلیم دلالة هذه الآیات علی اتحادهما أن الحكم بعموم الإسلام فی الحكم علی مذهب من یجعل الطاعات الإیمان ظاهرا أن الآیات دلت علی اتحادهما فی الحقیقة عند اللّٰه تعالی و علی هذا من لم یأت بالطاعات أو بعضها فلا دین له فلا إسلام فلا إیمان له عند اللّٰه و لا فی الظاهر إذا لم یعرف منه ذلك.

و أما من اكتفی بالتصدیق فی تحقق حقیقة الإیمان و جعل الإتیان بالطاعات من المكملات فیلزم علیه بمقتضی هذه الآیات أن یسلمه بأن یكون بین الإسلام

ص: 306


1- 1. البینة: 5.
2- 2. البینة: 5.

و الإیمان عموم من وجه لتحققهما فیمن صدق بالمسائل الأصولیة و أتی بالطاعات مخلصا و انفراد الإسلام فیمن أقر بالشهادتین ظاهرا مع كونه غیر مصدق بقلبه و انفراد الإیمان فیمن صدق بقلبه بالمعارف و ترك الطاعات غیر مستحل فإنه لا دین له حیث لم یقم الصلاة و لا آتی الزكاة كما هو المفروض فلا إسلام له لأن الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و هو فی غایة البعد و الاستهجان و لم یذهب أحد إلی أنه قد یكون المكلف مؤمنا و لا یكون مسلما.

هذا إن اعتبرنا النسبة بین مطلق الإسلام و الإیمان حقیقیا أو ظاهریا و إن اعتبرنا النسبة بین الحقیقیین فقط أی ما هو إسلام و إیمان عند اللّٰه تعالی كانا متحدین عند من جعلهما الطاعات و عند من اكتفی بالتصدیق یكون الإیمان أعم مطلقا و هو أیضا غریب إذ لم یذهب إلیه أحد و لا مخلص له عن هذا الإلزام إلا بالتزامه إذ یدعی أن تارك الطاعات غیر مستحل مسلم أیضا و یتأول الدین فی قوله تعالی وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ بالدین الكامل و یكون المراد بالدین فی قوله تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ الدین الأصلی الذی لا یتحقق أصل الإیمان إلا به و حینئذ فیكون الإسلام و الإیمان الحقیقیان متحدین أیضا عنده. و یؤید ذلك ما ذكره بعضهم من أن الاستدلال بآیة الإخلاص إنما یتم بإضمار لفظ المذكر و نحوه فإن الإشارة فی قوله تعالی وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ یرجع إلی متعدد و هو العبادة مع الإخلاص فی الدین و إقام الصلاة و إیتاء الزكاة بل مع جمیع الطاعات بناء علی أنه اكتفی عن ذكرها بذكر الأعظم منها و أنها قد ذكرت إجمالا فی قوله تعالی لِیَعْبُدُوا و ذكر إقام الصلاة و إیتاء الزكاة لشدة الاعتناء بهما فكان حق الإشارة أن یكون أولئك و نحوه تطابقا بین الإشارة و المشار إلیه و لما كانت الإشارة مفردة ارتكب المذكور و حیث لا بد من الإضمار فللخصم أن یضمر الإخلاص أو التدین المدلول علیهما بقوله مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ و الترجیح لهذه لقربه من المعنی اللغوی للإیمان و بعد ذاك فلم یكن فی الآیة دلالة علی أن الطاعات هی الإیمان فلم یتكرر الأوسط فی قولنا عبادة اللّٰه تعالی مع الإخلاص و إقام الصلاة و إیتاء الزكاة كالدین

ص: 307

و الدین هو الإسلام و الإسلام هو الإیمان لقوله تعالی وَ مَنْ یَبْتَغِ الآیة فالطاعات هی الإسلام و الإیمان لأنه یقال لا نسلم أن المراد من الدین فی المقدمة الأولی ما یراد فی المقدمة الثانیة.

و قد ظهر من هذا تزییف الاستدلال بهذه الآیات علی كون الطاعات معتبرة فی حقیقة الإیمان لأنه لم یناف ما نحن فیه من اتحاد الإسلام و الإیمان لكن لا یخفی أنه مناف لما قد بیناه من أن البحث كله علی تقدیر تسلیم دلالة هذه الآیات و ما ذكر من التأویل مناف للتسلیم المذكور و یمكن الجواب عنه فتأمل.

و هاهنا بحث یصلح لتزییف الاستدلال بهذه الآیات علی المطلبین مطلب كون الطاعات معتبرة فی حقیقة الإیمان و مطلب اتحادهما فی الحقیقة فنقول لو سلمنا أن المراد من الدین فی الآیات الثلاث واحد و أن الطاعات معتبرة فی أصل حقیقة الإسلام فلا یلزم أن تكون معتبرة فی أصل حقیقة الإیمان و لا أن یكون الإسلام و الإیمان متحدین حقیقة و ذلك لأن الآیة الكریمة إنما دلت علی أن من ابتغی أی طلب غیر دین الإسلام دینا له فلن یقبل منه ذلك المطلوب و لم تدل علی أن من صدق بما أوجبه الشارع علیه لكنه ترك بعض الطاعات غیر مستحل أنه طالب لغیر دین الإسلام إذ ترك الفعل یجتمع مع طلبه لعدم المنافاة بینهما فإن الشخص قد یكون طالبا للطاعة مریدا لها لكنه تركها إهمالا و تقصیرا و لا یخرج بذلك عن ابتغائها و قد تقدم هذا الاعتراض فی المقالة الأولی علی دلیل القائلین بالاتحاد.

إن قلت علی تقدیر تسلیم اتحاد معنی الدین فی الآیات فما یصنع من اكتفی فی الإیمان بالتصدیق فیما إذا صدق شخص بجمیع ما أمره اللّٰه تعالی به و لو إجمالا لكنه لم یفعل بعد شیئا من الطاعات لعدم وجوبها علیه كما لو توقفت علی سبب أو شرط و لم یحصل أو وجد مانع من ذلك فإنه یسمی مؤمنا و لا یسمی مسلما لعدم الإتیان بالطاعات التی هی معتبرة فی حقیقة الإسلام و كذا الحكم علی من وجبت علیه و تركها تقصیرا غیر مستحل مع كونه مصدقا بجمیع ما أمر به و مریدا للطاعات

ص: 308

فإنه یسمی حینئذ مؤمنا لا مسلما و یلزم الاستهجان المذكور سابقا.

قلت الأمر علی ما ذكرت و لا مخلص من هذا إلا بالتزام ارتكاب عدم تسلیم اتحاد معنی الدین فی الآیات أو التزامه و نمنع من استهجانه فإنه لما كان حصول التصدیق مع ترك الطاعات فردا نادر الوقوع لم تلتفت النفس إلیه فلذا لم یتوجهوا إلی بیان النسبة بین الإسلام و الإیمان علی تقدیره و بالجملة فظواهر الآیات تعطی قوة القول بأن الإسلام و الإیمان الحقیقیان تعتبر فیهما الطاعات و تحقق حصول الإیمان فی صورة حصول التصدیق قبل وجوب الطاعات یفید قوة القول بأن الإیمان هو التصدیق فقط و الطاعات مكملات.

انتهی كلامه ضوعف فی الجنة إكرامه و لم نتعرض لتبیین ما حققه و ما یخطر بالبال فی كل منها لخروجه عن موضع كتابنا و فی بالی إن فرغنی اللّٰه تعالی عن بعض ما یصدنی عن الوصول إلی آمالی أن أكتب فی ذلك كتابا مفردا إن شاء اللّٰه تعالی و هو الموفق للخیر و الصواب و إلیه المرجع و المآب.

باب 25 نسبة الإسلام

«1»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ یَنْسُبْهُ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَنْسُبُهُ أَحَدٌ بَعْدِی الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمُ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ التَّصْدِیقُ هُوَ الْیَقِینُ وَ الْیَقِینُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخَذَ دِینَهُ عَنْ رَبِّهِ وَ لَمْ یَأْخُذْهُ عَنْ رَأْیِهِ أَیُّهَا النَّاسُ دِینَكُمْ دِینَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ لَا یُزِیلُكُمْ أَحَدٌ عَنْهُ لِأَنَّ السَّیِّئَةَ فِیهِ خَیْرٌ مِنَ الْحَسَنَةِ فِی غَیْرِهِ لِأَنَ (1)

السَّیِّئَةَ فِیهِ تُغْفَرُ وَ الْحَسَنَةَ فِی غَیْرِهِ

ص: 309


1- 1. تعلیل لقوله علیه السلام:« لان السیئة فیه خیر من الحسنة فی غیره» و ذلك لان السیئة فی دین الإسلام مغفور عنها لقوله تعالی:« إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ» بل صاحبها موعود بالجنة لقوله تعالی:« إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً» و أمّا الحسنة فی غیره فلیست بمقبولة حتّی یثاب علیها، بل هو خاسر فی عمله لقوله تعالی:« وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ، وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ» و لا یذهب علیك ان كلامه علیه السلام هذا مبتن علی كون السیئة بمعنی الصغائر كما هو الظاهر من المقابلة فی قوله تعالی:« إِنْ تَجْتَنِبُوا» الخ فان السیئات جعلت فی مقابلة الكبائر فكل ما كانت كبیرة فهی من الموبقات التی وعد علیها النار، و كل ما كانت صغیرة و بعبارة أخری سیئة فهی مكفرة لهذه الأمة.

لَا تُقْبَلُ (1).

بیان: دینكم نصب علی الإغراء أی خذوا دینكم و تمسكوا به قوله علیه السلام لأن السیئة فیه تغفر أقول یحتمل وجهین الأول أن یكون مبنیا علی أن العمل غیر المقبول ربما یعاقب علیه فإنه كالصلاة بغیر وضوء فهو بدعة یستحق علیها العقاب و أیضا ترك العمل الذی وجب علیه لأنه لم یأت به مع شرائطه فیستحق عقابین أحدهما بفعل العمل المبتدع و ثانیهما بترك العمل المقبول و هو لعدم الإیمان لا یستحق العفو و السیئة من المؤمن مما یمكن أن یغفر له إن لم یوجب له المغفرة فهذه السیئة خیر من تلك الحسنة و أقرب إلی المغفرة و الثانی أن یكون المراد خیریة المؤمن المسی ء بالنسبة إلی المخالف المحسن فی مذهبه لأن الأول یمكن المغفرة فی حقه و مع عدمها لا یدوم عقابه بخلاف المخالف المتعبد فإنه لا تنفعه عبادته و یخلد فی النار بسوء اعتقاده و كلاهما مما خطر بالبال و كان الأول أظهر.

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمُ هُوَ الْیَقِینُ وَ الْیَقِینُ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ التَّصْدِیقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ (2).

ص: 310


1- 1. معانی الأخبار ص 185، أمالی الصدوق ص 211.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 137 و فیه: الأداء هو العلم.

«3»- فس، [تفسیر القمی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَغْدَادِیِّ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ یَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَنْسُبُهَا أَحَدٌ بَعْدِی الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمُ هُوَ الْیَقِینُ وَ الْیَقِینُ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ التَّصْدِیقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ الْمُؤْمِنُ أَخَذَ دِینَهُ عَنْ رَبِّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُعْرَفُ إِیمَانُهُ فِی عَمَلِهِ وَ إِنَّ الْكَافِرَ یُعْرَفُ كُفْرُهُ بِإِنْكَارِهِ أَیُّهَا النَّاسُ دِینَكُمْ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ فِیهِ خَیْرٌ مِنَ الْحَسَنَةِ فِی غَیْرِهِ وَ إِنَّ السَّیِّئَةَ فِیهِ تُغْفَرُ وَ إِنَّ الْحَسَنَةَ فِی غَیْرِهِ لَا تُقْبَلُ (1).

«4»- سن، [المحاسن] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَأَنْسُبَنَّ الْیَوْمَ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ یَنْسُبْهُ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَنْسُبُهُ أَحَدٌ بَعْدِی إِلَّا بِمِثْلِ ذَلِكَ الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمُ هُوَ الْیَقِینُ وَ الْیَقِینُ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ التَّصْدِیقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْعَمَلُ وَ الْعَمَلُ هُوَ الْأَدَاءُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَمْ یَأْخُذْ دِینَهُ عَنْ رَأْیِهِ وَ لَكِنْ أَتَاهُ عَنْ رَبِّهِ وَ أَخَذَ بِهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُرَی یَقِینُهُ فِی عَمَلِهِ وَ الْكَافِرَ یُرَی إِنْكَارُهُ فِی عَمَلِهِ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا عَرَفُوا أَمْرَ رَبِّهِمْ فَاعْتَبِرُوا إِنْكَارَ الْكَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَبِیثَةِ(2).

كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ إِلَی قَوْلِهِ أَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ فَأَخَذَهُ إِلَی قَوْلِهِ مَا عَرَفُوا أَمْرَهُمْ (3).

بیان: لأنسبن یقال نسبت الرجل كنصرت أی ذكرت نسبه و المراد بیان الإسلام و الكشف التام عن معناه و قیل لما كان نسبة شی ء إلی شی ء یوضح أمره و حاله و ما یئول هو إلیه أطلق هنا علی الإیضاح من باب ذكر الملزوم و إرادة اللازم.

ص: 311


1- 1. تفسیر القمّیّ: 91.
2- 2. المحاسن ص 222.
3- 3. الكافی ج 2 ص 45.

و أقول كأن المراد بالإسلام هنا المعنی الأخص منه المرادف للإیمان كما یومئ إلیه قوله إن المؤمن لم یأخذ دینه عن رأیه و قوله إن المؤمن یری یقینه فی عمله و حاصل الخبر أن الإسلام هو التسلیم و الانقیاد و الانقیاد التام لا یكون إلا بالیقین و الیقین هو التصدیق الجازم و الإذعان الكامل بالأصول الخمسة أو تصدیق اللّٰه و رسوله و الأئمة الهداة و التصدیق لا یظهر أو لا یفید إلا بالإقرار الظاهری و الإقرار التام لا یكون أو لا یظهر إلا بالعمل بالجوارح فإن الأعمال شهود الإیمان و العمل الذی هو شاهد الإیمان هو أداء ما كلف اللّٰه تعالی به لا اختراع الأعمال و إبداعها كما تفعله المبتدعة و الأداء اسم المصدر الذی هو التأدیة و یحتمل أن یكون المراد بالأداء تأدیته و إیصاله إلی غیره فیدل علی أن التعلیم ینبغی أن یكون بعد العمل و أنه من لوازم الإیمان فظهر أن الحمل فی بعضها حقیقی و فی بعضها مجازی.

و قیل أشار علیه السلام إلی أن الإسلام و هو دین اللّٰه الذی أشار إلیه جل شأنه بقوله إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (1) یتوقف حصوله علی ستة أمور و العبارة لا تخلو من لطف و هو أنه جعل التصدیق الذی هو الإیمان الخالص الحقیقی بین ثلاثة و ثلاثة و اشتراك الثلاثة التی قبله فی أنها من مقتضیاته و أسباب حصوله و اشتراك الثلاثة التی بعده فی أنها من لوازمه و آثاره و ثمراته و بالجملة

جعل التصدیق الذی هو الإیمان وسطا و جعل أول مراتبه الإسلام ثم التسلیم ثم الیقین و جعل أول مراتبه من جهة المسببات الإقرار بما یجب الإقرار به ثم العمل بالجوارح ثم أداء ما افترض اللّٰه به انتهی.

إن المؤمن لم یأخذ دینه عن رأیه كأنه بیان لما بین سابقا و قرره من أن الإسلام لا یكون إلا بالتسلیم لأئمة الهدی و الانقیاد لهم فیما أمروا به و نهوا عنه و أنه لا یكون ذلك إلا بتصدیق النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم و الإقرار بما صدر عنهم و أداء الأعمال علی نهج ما بینوه لأن الإیمان لیس أمرا

ص: 312


1- 1. آل عمران: 19.

یمكن اختراعه بالرأی و النظر بل لا بد من الأخذ عمن یؤدی عن اللّٰه فالمؤمن یری علی بناء المجهول أو المعلوم من باب الإفعال یقینه بالرفع أو النصب فی عمله بأن یكون موافقا لما صدر عنهم و لم یكن مأخوذا من الآراء و المقاییس الباطلة و الكافر بعكس ذلك ما عرفوا أی المخالفون أو المنافقون أمرهم أی أمور دینهم فروعا و أصولا فضلوا و أضلوا لعدم اتباعهم أئمة الهدی و أخذهم العلم منهم فاعتبروا إنكار الكافرین و المنافقین بأعمالهم الخبیثة المخالفة لمحكمات الكتاب و السنة المبنیة علی آرائهم الفاسدة و المخالفون داخلون فی الأول أو فی الثانی بل فیهما حقیقة

فَأَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ الرَّضِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ جُزْءاً مِنْ هَذَا الْخَبَرِ هَكَذَا وَ قَالَ علیه السلام: لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ یَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِی الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمُ هُوَ الْیَقِینُ وَ الْیَقِینُ هُوَ التَّصْدِیقُ وَ التَّصْدِیقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ (1).

و قال ابن أبی الحدید خلاصة هذا الفصل یقتضی صحة مذهب أصحابنا المعتزلة فی أن الإسلام و الإیمان عبارتان عن معنی واحد و أن العمل داخل فی مفهوم هذه اللفظة أ لا تراه جعل كل واحدة من اللفظات قائمة مقام الأخری فی إفادة المفهوم كما یقال اللیث هو الأسد و الأسد هو السبع و السبع هو أبو الحارث فلا شبهة أن اللیث یكون أبا الحارث أی أن الأسماء مترادفة فإذا كان أول اللفظات الإسلام و آخرها العمل دل علی أن العمل هو الإسلام و هكذا یقول أصحابنا إن تارك العمل أی تارك الواجب لا یسمی مسلما.

فإن قلت كیف یدل علی أن الإسلام هو الإیمان قلت لأن كل من قال إن العمل داخل فی مسمی الإسلام قال إن الإسلام هو الإیمان.

فإن قلت لم یقل علیه السلام كما تقوله المعتزلة لأنهم یقولون الإسلام اسم واقع علی العمل و غیره من الاعتقاد و النطق باللسان و هو جعل الإسلام هو العمل.

ص: 313


1- 1. نهج البلاغة عبده ط مصر ج 2 ص 171، تحت الرقم 125 من الحكم.

قلت لا یجوز أن یرید غیره لأن لفظ العمل یشمل الاعتقاد و النطق باللسان و حركات الأركان بالعبادات إذ كل ذلك عمل و فعل و إن كان بعضه من أفعال القلوب و بعضه من أفعال الجوارح و القول بأن الإسلام هو العمل بالأركان خاصة لم یقل به أحد انتهی (1).

و قال ابن میثم هذا قیاس مفصول مركب من قیاسات (2)

طویت نتائجها و ینتج القیاس الأول أن الإسلام هو الیقین و الثانی أنه التصدیق و الثالث أنه الإقرار و الرابع أنه الأداء و الخامس أنه العمل أما المقدمة الأولی فلأن الإسلام هو الدخول فی الطاعة و یلزمه التسلیم لله و صدق اللازم علی ملزومه ظاهر و أما الثانیة فلأن التسلیم الحق إنما یكون ممن تیقن استحقاق المطاع للتسلیم له فالیقین من لوازم التسلیم لله و أما الثالثة فلأن الیقین بذلك مستلزم للتصدیق بما جاء به علی لسان رسوله من وجوب طاعته فصدق علی الیقین به أنه تصدیق له و أما الرابعة فلأن التصدیق لله فی وجوب طاعته إقرار بصدق اللّٰه و أما الخامسة فلأن الإقرار و الاعتراف بوجوب أمر یستلزم أداء المقر المعترف لما أقر به و كان إقراره أداء لازما السادسة أن أداء ما اعترف به لله من الطاعة الواجبة لا یكون إلا عملا و یئول حاصل هذا الترتیب إلی إنتاج أن الإسلام هو العمل لله بمقتضی أوامره و هو تفسیر بالخاصة كما سبق بیانه انتهی (3) و كان ما ذكرنا أنسب و أوفق.

و قال الكیدری رحمه اللّٰه الإسلام هو التسلیم یعنی الدین هو الانقیاد للحق و الإذعان له و التسلیم هو الیقین أی صادر عنه و لازم له فكأنه هو من فرط تعلقه به و التصدیق هو الإقرار أی إقرار الذهن و حكمه و الإقرار هو الأداء أی مستلزم للأداء و شدید الشبه بالعلة له لأن من تیقن حقیة الشی ء و أن

ص: 314


1- 1. شرح النهج لابن أبی الحدید ج 4 ص 302.
2- 2. یعنی بالمفصول: المفصول النتائج، و هی من أقسام القیاس المركب.
3- 3. شرح النهج لابن میثم البحرانیّ ص 256.

مصالحه منوطة بفعله و مفاسده مترتبة علی تركه كان ذلك مقویا لداعیه علی فعله غایة التقویة یعنی من حق المسلم الكامل فی إسلامه أن یجمع بین علم الیقین و العمل الخالص لیحط رحله فی المحل الأرفع و یجاور الرفیق الأعلی.

و قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته فی رسالة حقائق الإیمان بعد إیراد هذا الكلام من أمیر المؤمنین علیه السلام ما هذا لفظه البحث عن هذا الكلام یتعلق بأمرین الأول ما المراد من هذا النسبة الثانی ما المراد من هذا المنسوب.

أما الأول فقد ذكر بعض الشارحین أن هذه النسبة بالتعریف أشبه منها بالقیاس فعرف الإسلام بأنه التسلیم لله و الدخول فی طاعته و هو تفسیر لفظ بلفظ أعرف منه و التسلیم بأنه الیقین و هو تعریف بلازم مساو إذ التسلیم الحق إنما یكون ممن تیقن صدق من سلم له و استحقاقه التسلیم و الیقین بأنه التصدیق أی التصدیق الجازم المطابق البرهانی فذكر جنسه و نبه بذلك علی حده أو رسمه و التصدیق بأنه الإقرار باللّٰه و رسله و ما جاء من البینات و هو تعریف لفظ بلفظ أعرف و الإقرار بأنه الأداء أی أداء ما أقربه من الطاعات و هو تعریف بخاصة له و الأداء بأنه العمل و هو تعریف له ببعض خواصه انتهی.

أقول: هذا بناء علی أن المراد من الإسلام المعرف فی كلامه علیه السلام ما هو الإسلام حقیقة عند اللّٰه تعالی فی نفس الأمر أو الإسلام الكامل عند اللّٰه تعالی أیضا و إلا فلا یخفی أن الإسلام یكفی فی تحققه فی ظاهر الشرع الإقرار بالشهادتین سواء علم من المقر التصدیق باللّٰه تعالی و الدخول فی طاعته أم لا كما صرحوا به فی تعریف الإسلام فی كتب الفروع و غیرها فعلم أن الحكم بكون تعریف الإسلام بالتسلیم لله إلخ تعریفا لفظیا إنما یتم علی المعنی الأول و هو الإسلام فی نفس الأمر أو الكامل.

و یمكن أن یقال إن التعریف حقیقی و ذلك لأن الإسلام لغة هو مطلق الانقیاد و التسلیم فإذا قید التسلیم بكونه لله تعالی و الدخول فی طاعته كان بیانا للماهیة التی اعتبرها الشارع إسلاما فهو من قبیل ما ذكر جنسه و نبه علی حده

ص: 315

أو رسمه.

و أقول أیضا فی جعله الإقرار باللّٰه تعالی إلی آخره تعریف لفظ بلفظ أعرف للتصدیق بحث لا یخفی لأن المراد من التصدیق المذكور هنا القلبی لا اللسانی حیث فسره بأنه الجازم المطابق إلخ و الإقرار المراد منه الاعتراف باللسان إذ هو المتبادر منه و لذا جعله بعضهم قسیما للتصدیق فی تعریف الإیمان حیث قال هو التصدیق مع الإقرار و حینئذ فیكون بین معنی اللفظین غایة المباینة فكیف یكون تعریف لفظ بلفظ اللّٰهم إلا أن یراد من الإقرار باللّٰه و رسله مطلق الانقیاد و التسلیم بالقلب و اللسان علی طریق عموم المجاز و لا یخفی ما فیه.

و الذی یظهر لی أنه تعریف بلازم عرفی و ذلك لأن من أذعن باللّٰه و رسله و بیناتهم لا یكاد ینفك عن إظهار ذلك بلسانه فإن الطبیعة جبلت علی إظهار مضمرات القلوب

كَمَا دَلَّ عَلَیْهِ قَوْلُهُ علیه السلام: مَا أَضْمَرَ أَحَدُكُمْ شَیْئاً إِلَّا وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَی صَفَحَاتِ وَجْهِهِ وَ فَلَتَاتِ لِسَانِهِ (1).

و لما كان هذا الإقرار هنا مطلوبا للشارع مع كونه فی حكم ما هو من مقتضیات الطبیعة نبه علیه السلام علی أن التصدیق هو الإقرار مع تأكید طلبه حتی كان التصدیق غیر مقبول إلا به أو غیر معلوم للناس إلا به و كذا أقول فی جعله الأداء خاصة للإقرار فإن خاصة الشی ء لا تنفك عنه و الأداء قد ینفك عن الإقرار فإن المراد من الأداء هنا عمل الطاعات و الإقرار لا یستلزمه و یمكن الجواب بأنه علیه السلام أراد من الإقرار الكامل فكأنه لا یصیر كاملا حتی یردفه بالأداء الذی هو العمل.

و أما الثانی فقد علم من هذه النسبة الشارحة أن المنسوب أی المشروح هو الإسلام الكامل أو ما هو إسلام عند اللّٰه تعالی بحیث لا یتحقق بدون الإسلام فی الظاهر و علم أیضا أن هذا الإسلام هو الإیمان إما الكامل أو ما لا یتحقق حقیقته المطلوبة للشارع فی نفس الأمر إلا به لكن الثانی لا ینطبق إلا علی مذهب من قال بأن حقیقة الإیمان هو تصدیق بالجنان و إقرار باللسان و عمل بالأركان و قد عرفت تزییف

ص: 316


1- 1. نهج البلاغة تحت الرقم 25 من الحكم.

ذلك فیما تقدم و أن الحق عدم اعتبار جمیع ذلك فی أصل حقیقة الإیمان نعم هو معتبر فی كماله و علی هذا فالمنسوب إن كان هو الإسلام الكامل كان الإیمان و الإسلام الكاملان واحدا و أما الأصلیان فالظاهر اتحادهما أیضا مع احتمال التفاوت بینهما و إن كان هذا المنسوب ما اعتبره الشارع فی نفس الأمر إسلاما لا غیره لزم كون الإیمان أعم من الإسلام و لزم ما تقدم من الاستهجان فیحصل من ذلك أن الإسلام إما مساو للإیمان أو أخص و أما عمومه فلم یظهر له من ذلك احتمال إلا علی وجه بعید فلیتأمل.

باب 26 الشرائع

«1»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْطَی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله شَرَائِعَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی التَّوْحِیدَ وَ الْإِخْلَاصَ وَ خَلْعَ الْأَنْدَادِ وَ الْفِطْرَةَ وَ الْحَنِیفِیَّةَ السَّمْحَةَ لَا رَهْبَانِیَّةَ وَ لَا سِیَاحَةَ أَحَلَّ فِیهَا الطَّیِّبَاتِ وَ حَرَّمَ فِیهَا الْخَبِیثَاتِ وَ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ فَعَرَّفَ فَضْلَهُ بِذَلِكَ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَیْهَا فِیهِ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الصِّیَامَ وَ الْحَجَّ وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْمَوَارِیثَ وَ الْحُدُودَ وَ الْفَرَائِضَ وَ الْجِهَادَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ زَادَهُ الْوُضُوءَ وَ فَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ بِخَوَاتِیمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَ الْمُفَصَّلِ وَ أَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَ الْفَیْ ءَ وَ نَصَرَهُ بِالرُّعْبِ وَ جَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ مَسْجِداً وَ طَهُوراً وَ أَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَی الْأَبْیَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْطَاهُ الْجِزْیَةَ وَ أَسْرَ الْمُشْرِكِینَ وَ فِدَاهُمْ ثُمَّ كَلَّفَ مَا لَمْ یُكَلِّفْ أَحَداً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ أَنْزَلَ عَلَیْهِ سَیْفاً مِنَ السَّمَاءِ فِی غَیْرِ غِمْدٍ وَ قِیلَ لَهُ فَقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ.

عَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ: وَ زَادَ فِیهِ بَعْضُهُمْ فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وَ تَرَكُوا هَذِهِ یَعْنِی الْوَلَایَةَ(1).

ص: 317


1- 1. المحاسن ص 287 و الآیة فی النساء: 84.

كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ وَ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِیعاً عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ وَ الْفِطْرَةَ الْحَنِیفِیَّةَ وَ حَرَّمَ فِیهَا الْخَبَائِثَ إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَیْهِ فِیهَا الصَّلَاةَ(1).

تبیین: قوله علیه السلام شرائع نوح یحتمل أن یكون المراد بالشرائع أصول الدین و یكون التوحید و الإخلاص و خلع الأنداد بیانا لها و الفطرة الحنیفیة معطوفة علی الشرائع و إنما خص علیه السلام ما به الاشتراك بهذه الثلاثة مع اشتراكه علیه السلام معهم فی كثیر من العبادات لاختلاف الكیفیات فیها دون هذه الثلاثة و لعله علیه السلام لم یرد حصر المشتركات فیما ذكر لعدم ذكر سائر أصول الدین كالعدل و المعاد مع أنه یمكن إدخالها فی بعض ما ذكر لا سیما الإخلاص بتكلف (2).

و یمكن أن یكون المراد منها الأصول و أصول الفروع المشتركة و إن اختلفت فی الخصوصیات و الكیفیات و حینئذ یكون جمیع تلك الفقرات إلی قوله علیه السلام و زاده بیانا للشرائع و یشكل حینئذ ذكر الرهبانیة و السیاحة إذ المشهور أن عدمهما من خصائص نبینا صلی اللّٰه علیه و آله إلا أن یقال المراد عدم الوجوب و هو مشترك أو یقال إنهما لم یكونا فی شریعة عیسی علیه السلام أیضا و إن استشكل بالجهاد و أنه لم یجاهد عیسی علیه السلام فالجواب أنه یمكن أن یكون واجبا علیه لكن لم یتحقق شرائطه و لذا لم یجاهد و لعل قوله علیه السلام زاده و فضله بهذا الوجه أوفق و كأن المراد بالتوحید نفی الشریك فی الخلق و بالإخلاص نفی الشریك فی العبادة و خلع الأنداد تأكید لهما أو المراد به ترك اتباع خلفاء الجور و أئمة الضلالة أو نفی الشرك الخفی أو المراد بالإخلاص نفی الشرك الخفی و بخلع الأنداد نفی الشریك فی استحقاق العبادة و الأنداد جمع ند و هو مثل الشی ء الذی یضاده فی أموره و یناده أی یخالفه.

و الفطرة ملة الإسلام التی فطر اللّٰه الناس علیها كما مر و الحنیفیة المائلة

ص: 318


1- 1. الكافی ج 2 ص 17.
2- 2. و الذی یظهر لی من الخبر أن أولی العزم من الرسل و هم خمسة كانوا صاحب. شریعة و لكن اختص كل واحد منهم لاقتضاء الجو و المحیط بخصیصة ممتازة ظهر فیها كونه صاحب عزم و إرادة كما خصص كل واحد منهم بمعجزة خاصّة تظهره علی أهل زمانه. فقد قام نوح علیه السلام فی جو الشرك و أهل الاشراك فخص بالتوحید و كان جل سعیه وراء ذلك، و قام إبراهیم علیه السلام بالاخلاص فی العبادة و موسی بخلع الانداد مثل فرعون ذی الاوتاد، و عیسی بالفطرة و تطهیر الوجدان، و خص محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله بالحنیفیة السمحة، لا رهبانیة و لا سیاحة: و هی احلال الطیبات و تحریم الخبائث الی آخر ما ذكر علیه السلام فتفطن.

من الباطل إلی الحق أو الموافقة لملة إبراهیم علیه السلام قال فی النهایة الحنیف عند العرب من كان علی دین إبراهیم و أصل الحنف المیل و منه الحدیث بعثت بالحنیفیة السمحة السهلة و فی القاموس السمحة الملة التی ما فیها ضیق.

و فی النهایة فیه لا رهبانیة فی الإسلام و هی من رهبنة النصاری و أصله من الرهبة الخوف كانوا یترهبون بالتخلی من أشغال الدنیا و ترك ملاذها و الزهد فیها و العزلة عن أهلها و تعمد مشاقها حتی أن منهم من كان یخصی نفسه و یضع السلسلة فی عنقه و غیر ذلك من أنواع التعذیب فنفاها النبی صلی اللّٰه علیه و آله عن الإسلام و نهی المسلمین عنها انتهی.

و قال الطبرسی قدس سره فی قوله تعالی وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها(1) هی الخصلة من العبادة یظهر فیها معنی الرهبة إما فی لبسه أو انفراد عن الجماعة أو غیر ذلك من الأمور التی یظهر فیها نسك صاحبه و المعنی ابتدعوا رهبانیة لم نكتبها علیهم و قیل إن الرهبانیة التی ابتدعوها هی رفض النساء و اتخاذ الصوامع عن قتادة قال و تقدیره و رهبانیة ما كتبناها علیهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان اللّٰه فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها و قیل إن الرهبانیة التی ابتدعوها لحاقهم بالبراری و الجبال فی خبر مرفوع عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فما رعوها الذین بعدهم حق رعایتهم و ذلك لتكذیبهم بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله عن ابن عباس و قیل إن الرهبانیة

ص: 319


1- 1. الحدید: 27.

هی الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة ما كَتَبْناها أی ما فرضناها عَلَیْهِمْ و قال الزجاج إن تقدیره ما كتبناها علیهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ و ابتغاء رضوان اللّٰه اتباع ما أمر اللّٰه فهذا وجه قال و فیها وجه آخر جاء فی التفسیر أنهم كانوا یرون من ملوكهم ما لا

یصبرون علیه و فاتخذوا أسرابا و صوامع و ابتدعوا ذلك فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع و دخلوا علیه لزمهم إتمامه كما أن الإنسان إذا جعل علی نفسه صوما لم یفرض علیه لزمه أن یتمه.

قال و قوله فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها علی ضربین أحدهما أن یكونوا قصروا فیما ألزموه أنفسهم و الآخر و هو الأجود أن یكونوا حین بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلم یؤمنوا به و كانوا تاركین لطاعة اللّٰه فما رعوها أی تلك الرهبانیة حق رعایتها و دلیل ذلك قوله فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ یعنی الذین آمنوا بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ أی كافرون انتهی كلام الزجاج.

وَ یَعْضُدُ هَذَا مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِیفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حِمَارٍ فَقَالَ یَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هَلْ تَدْرِی مِنْ أَیْنَ أَحْدَثَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ الرَّهْبَانِیَّةَ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ ظَهَرَتْ عَلَیْهِمُ الْجَبَابِرَةُ بَعْدَ عِیسَی علیه السلام یَعْمَلُونَ بِمَعَاصِی اللَّهِ فَغَضِبَ أَهْلُ الْإِیمَانِ فَقَاتَلُوهُمْ فَهُزِمَ أَهْلُ الْإِیمَانِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِیلُ فَقَالُوا إِنْ ظَهَرَنَا هَؤُلَاءِ أَفْنَوْنَا وَ لَمْ یَبْقَ لِلدِّینِ أَحَدٌ یَدْعُو إِلَیْهِ فَتَعَالَوْا نَتَفَرَّقْ فِی الْأَرْضِ إِلَی أَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ النَّبِیَّ الَّذِی وَعَدَنَا بِهِ عِیسَی علیه السلام یَعْنُونَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَتَفَرَّقُوا فِی غِیرَانِ الْجِبَالِ وَ أَحْدَثُوا رَهْبَانِیَّةً فَمِنْهُمْ مَنْ تَمَسَّكَ بِدِینِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَی آخِرِهَا ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ أَ تَدْرِی مَا رَهْبَانِیَّةُ أُمَّتِی قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الْهِجْرَةُ وَ الْجِهَادُ وَ الصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ الْحَجُّ وَ الْعُمْرَةُ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی وَ اتَّبَعَنِی فَقَدْ رَعَاهَا حَقَّ رِعَایَتِهَا وَ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِی فَأُولَئِكَ هُمُ الْهَالِكُونَ انْتَهَی (1).

ص: 320


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 243.

و قال فی النهایة فیه لا سیاحة فی الإسلام یقال ساح فی الأرض یسیح سیاحة إذا ذهب فیها و أصله من السیح و هو الماء الجاری المنبسط علی الأرض أراد مفارقة الأمصار و سكنی البراری و ترك شهود الجمعة و الجماعات و قیل أراد الذین یسیحون فی الأرض بالشر و النمیمة و الإفساد بین الناس و من الأول الحدیث سیاحة هذه الأمة الصیام قیل للصائم سائح لأن الذی یسیح فی الأرض متعبدا یسیح و لا زاد معه و لا ماء فحین یجد یطعم و الصائم یمضی نهاره لا یأكل و لا یشرب شیئا فشبه به انتهی.

قوله علیه السلام أحل فیها الطیبات (1) إشارة إلی قوله تعالی فی الأعراف الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ الآیة قال الطبرسی قدس سره وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ معناه یبیح لهم المستلذات الحسنة و یحرم علیهم القبائح و ما تعافه الأنفس و قیل یحل لهم ما اكتسبوه من وجه طیب و یحرم علیهم ما اكتسبوه من وجه خبیث و قیل یحل لهم ما حرمه علیهم رهابینهم و أحبارهم و ما كان یحرمه أهل الجاهلیة من البحائر و السوائب و غیرها و یحرم علیهم المیتة و الدم و لحم الخنزیر و ما ذكر معها وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ أی ثقلهم شبه ما كان علی بنی إسرائیل من التكلیف الشدید بالثقل و ذلك أن اللّٰه سبحانه جعل توبتهم أن یقتل بعضهم بعضا و جعل توبة هذه الأمة الندم بالقلب حرمة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله عن الحسن و قیل الإصر هو العهد الذی كان اللّٰه سبحانه أخذه علی بنی إسرائیل أن یعملوا بما فی التوراة عن ابن عباس و الضحاك و السدی و یجمع المعنیین قول الزجاج الإصر ما عقدته من عقد ثقیل وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ معناه و یضع عنهم العهود التی كانت فی ذمتهم و جعل تلك العهود بمنزلة الأغلال التی تكون فی الأعناق للزومها كما یقال هذا طوق فی عنقك و قیل یرید بالأغلال ما امتحنوا به من قتل

ص: 321


1- 1. الأعراف: 157.

نفوسهم فی التوبة و قرض ما یصیبه البول من أجسادهم و ما أشبه ذلك من تحریم السبت و تحریم العروق و الشحوم و قطع الأعضاء الخاطئة و وجوب القصاص دون الدیة عن أكثر المفسرین (1)

انتهی.

و أقول استدل أكثر أصحابنا علی تحریم كثیر من الأشیاء مما تستقذره طباع أكثر الخلق بهذه الآیة و هو مشكل إذ الظاهر من سیاق الآیة مدح النبی صلی اللّٰه علیه و آله و شریعته بأن ما یحل لهم هو طیب واقعا و إن لم نفهم طیبه و ما یحرم علیهم هو الخبیث واقعا و إن لم نعلم خبثه كالطعام المستلذ الذی یكون من مال الیتیم أو مال السرقة تستلذه الطبع و هو خبیث واقعا و أكثر الأدویة التی یحتاج الناس إلیها فی غایة البشاعة و تستقذرها الطبع و لم أر قائلا بتحریمها فالحمل علی المعنی الذی لا یحتاج إلی تخصیص و یكون موافقا لقواعد الإمامیة من الحسن و القبح العقلیین أولی من الحمل علی معنی لا بد فیه من تخصیصات كثیرة بل ما یخرج منهما أكثر مما یدخل فیهما كما لا یخفی علی من تتبع مواردهما.

و یمكن أن یقال هذه الآیة كالصریحة فی الحسن و القبح العقلیین و لم یستدل بها الأصحاب رضی اللّٰه عنهم و قیل الإصر الثقل الذی یأصر حامله أی یحبسه فی مكانه لفرط ثقله و قال الزمخشری هو مثل لثقل تكلیفهم و صعوبته نحو اشتراط قتل الأنفس فی صحة توبتهم و كذلك الأغلال مثل لما كان فی شرائعهم من الأشیاء الشاقة نحو بت القضاء بالقصاص عمدا كان أو خطأ من غیر شرع الدیة و قطع الأعضاء الخاطئة و قرض موضع النجاسة من الجلد و الثوب و إحراق الغنائم و تحریم العروق فی اللحم و تحریم السبت و عن عطا كانت بنو إسرائیل إذا قامت تصلی لبسوا المسوح و غلوا أیدیهم إلی أعناقهم و ربما ثقب الرجل ترقوته و جعل فیها طرف السلسلة و أوثقها إلی الساریة یحبس نفسه علی العبادة انتهی.

قوله علیه السلام ثم افترض علیه أی علی نبینا صلی اللّٰه علیه و آله فیها أی فی الفطرة التی هی ملته و كان ثم للتفاوت فی الرتبة و قیل المراد و بالحلال ما عدا الحرام

ص: 322


1- 1. مجمع البیان ج 4 ص 487.

فیشمل الأحكام الأربعة و المراد بالفرائض المواریث ذكرت تأكیدا أو مطلق الواجبات و قیل الفرائض ما له تقدیر شرعی من المواریث و هی أعم منها و من غیرها مما لیس له تقدیر و قیل المراد بالفرائض ما فرض من القصاص بقدر الجنایة و قوله و زاده الوضوء یدل علی عدم شرع الوضوء فی الأمم السابقة و ینافیه ما ورد فی تفسیر قوله تعالی فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْناقِ (1)

أنهم مسحوا ساقهم و عنقهم و كان ذلك وضوءهم إلا أن یقال المراد زیادة الوضوء كما فی بعض النسخ و زیادة الوضوء عطفا علی الجهاد.

قوله علیه السلام و فضله إشارة إلی ما روی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِیتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ الطُّوَلَ وَ مَكَانَ الْإِنْجِیلِ الْمَثَانِیَ وَ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمِئِینَ وَ فُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ.

وَ فِی رِوَایَةِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَصْقَعِ: وَ أُعْطِیتُ مَكَانَ الْإِنْجِیلِ الْمِئِینَ وَ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَثَانِیَ وَ أُعْطِیتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ خَوَاتِیمَ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ لَمْ یُعْطَهَا نَبِیٌّ قَبْلِی وَ أَعْطَانِی رَبِّی الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً.

قال الطبرسی روح اللّٰه روحه فالسبع الطول البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال مع التوبة لأنهما تدعیان القرینتین و لذلك لم یفصل بینهما بالبسملة و قیل إن السابعة سورة یونس و الطول جمع الطولی تأنیث الأطول و إنما سمیت هذه السور الطول لأنها أطول سور القرآن و أما المثانی فهی السور التالیة للسبع الطول أولها یونس و آخرها النحل و إنما سمیت المثانی لأنها ثنت الطول أی تلتها و كان الطول هی المبادی و المثانی لها ثوانی و واحدها مثنی مثل المعنی و المعانی و قال الفراء واحدها مثناة و قیل المثانی سور القرآن كلها طوالها و قصارها من قوله تعالی كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِیَ (2) و أما المئون فهی كل سورة تكون نحوا من مائة آیة أو فویق ذلك أو دوینه و هی سبع سور أولها سورة بنی إسرائیل و آخرها المؤمنون و قیل إن المئین ما ولی السبع الطول

ص: 323


1- 1. سورة ص: 33.
2- 2. الزمر: 23.

ثم المثانی بعدها و هی التی تقصر عن المئین و تزید علی المفصل و سمیت المثانی لأن المئین مباد لها و أما المفصل فما بعد الحوامیم من قصار السور إلی آخر القرآن سمیت مفصلا لكثرة الفصول بین سورها ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ انتهی (1).

و أقول اختلف فی أول المفصل فقیل من سورة ق و قیل من سورة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و قیل من سورة الفتح و عن النووی مفصل القرآن من محمد إلی آخر القرآن و قصاره من الضحی إلی آخره و مطولاته إلی عم و متوسطاته إلی الضحی و فی الخبر المفصل ثمان و ستون سورة و سیأتی تمام الكلام فی ذلك فی كتاب القرآن.

و أحل له المغنم فی النهایة الغنیمة و الغنم المغنم و الغنائم هو ما أصیب من أموال أهل الحرب و أوجف علیه المسلمون بالخیل و الركاب و قال الفی ء ما حصل للمسلمین من أموال الكفار من غیر حرب و لا جهاد و أصل الفی ء الرجوع یقال فاء یفی ء فیئة و فیئا كأنه فی الأصل لهم ثم رجع إلیهم انتهی.

أقول: و یحتمل أن یكون المراد بالمغنم المنقولات و بالفی ء الأراضی سواء أخذت بحرب أم لا و علی التقدیرین فی قوله له توسع أی له و لأهل بیته و أمته و یحتمل أن تكون اللام سببیة لا صلة للإحلال فیكون من أحل له غیر مذكور فیشمل الجمع و الاختصاص لما مر أن الأمم السابقة كانوا لا تحل لهم الغنیمة بل كانوا یجمعونها فتنزل نار من السماء فتحرقها و كان ذلك بلیة عظیمة علیهم حتی كان قد یقع فیها السرقة فیقع الطاعون بینهم فمن اللّٰه علی هذه الأمة بإحلالها و نصره بالرعب مع قلة العدة و العدة و كثرة الأعداء و شدة بأسهم و الرعب الفزع و الخوف فكان اللّٰه تعالی یلقی رعبه فی قلوب الأعداء حتی إذا كان بینه و بینهم مسیرة شهر هابوه و فزعوا منه.

و جعل له الأرض مسجدا أی مصلی یجوز لهم الصلاة فی أی موضع شاءوا بخلاف الأمم السابقة فإن صلاتهم كانت فی بیعهم و كنائسهم إلا من ضرورة و طهورا

ص: 324


1- 1. مجمع البیان ج 1 ص 14.

أی مطهرا أو ما یتطهر به تطهر أسفل القدم و النعل و محل الاستنجاء و تقوم مقام الماء عند تعذره فی التیمم و المراد بكونها طهورا أنها بمنزلة الطهور فی استباحة الصلاة بها و حمله السید رحمه اللّٰه علی ظاهره فاستدل به علی ما ذهب إلیه من أن التیمم یرفع الحدث إلی وجود الماء.

و أرسله كافة إشارة إلی قوله تعالی وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ و كافة فی الآیة(1)

إما حال عما بعدها أی إلی الناس جمیعا و من لم یجوز تقدیم الحال علی ذی الحال المجرور قال هی حال عن الضمیر المنصوب فی أرسلنا و التاء للمبالغة أو صفة لمصدر محذوف أی إرساله كافة أو مصدر كالكاذبة و العافیة و لعل الأخیرین فی الخبر أنسب و ظاهره أن غیره صلی اللّٰه علیه و آله لم یبعث فی الكافة و هو خلاف المشهور.

و یحتمل أن یكون الحصر إضافیا أو یكون المراد به بعثه علی جمیع من بعده إذ لا نبی بعده بخلاف سائر أولی العزم فإنهم لم یكونوا كذلك بل نسخت شریعتهم و الأبیض و الأسود العجم و العرب أو كل من اتصف باللونین لیشمل جمیع الناس قال فی النهایة فیه بعثت إلی الأحمر و الأسود أی العجم و العرب لأن الغالب علی ألوان العجم الحمرة و البیاض و علی ألوان العرب الأدمة و السمرة و قیل الجن و الإنس و قیل أراد بالأحمر الأبیض مطلقا فإن العرب تقول امرأة حمراء أی بیضاء و منه الحدیث أعطیت الكنزین الأحمر و الأبیض هی ما أفاء اللّٰه علی أمته من كنوز الملوك فالأحمر الذهب و الأبیض الفضة و الذهب كنوز الروم لأنه الغالب علی نقودهم و الفضة كنوز الأكاسرة لأنها الغالبة علی نقودهم و قیل أراد العرب و العجم جمعهم اللّٰه علی دینه و ملته انتهی و الكلام فی اختصاص البعث علی الجن و الإنس به صلی اللّٰه علیه و آله كالكلام فیما سبق.

و یدل الخبر أیضا علی اختصاص الجزیة و الأسر و الفداء به صلی اللّٰه علیه و آله و الجزیة المال الذی یقرره الحاكم علی الكتابی إذا أقره علی دینه و هی فعله من الجزاء كأنها جزت عن قتله و أسره و الفداء بالكسر و المد و بالفتح و القصر فكاك الأسیر بالمال الذی قرره الحاكم علیه یقال فداه یفدیه فداء ثم كلف علی بناء

ص: 325


1- 1. سبأ: 28.

المفعول و ثم هنا أیضا مثل ما سبق لأن هذا التكلیف أعظم التكلیفات و أشقها فقد ثبت صلی اللّٰه علیه و آله فی حرب أحد و حنین بعد انهزام أصحابه مصرحا باسمه لا یبالی شیئا و أنزل علیه سیف من السماء أی ذو الفقار أو غیره و كونه بلا غمد تحریض علی الجهاد و إشارة إلی أن سیفه ینبغی أن لا یغمد و قیل السیف عبارة عن آیة سورة براءة فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ (1) فإنها یقال لها آیة السیف و كونه من غیر غمد كنایة عن أنها من المحكمات و لا یخفی بعده و الغمد بالكسر الغلاف و قال البیضاوی قاتل فی سبیل اللّٰه إن تثبطوا و تركوك وحدك لا تكلف إلا نفسك أی إلا فعل نفسك لا یضرك مخالفتهم و تقاعدهم فتقدم إلی الجهاد و إن لم یساعدك أحد فإن اللّٰه ناصرك لا الجنود.

«2»- سن، [المحاسن] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (2) فَقَالَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ قُلْتُ كَیْفَ صَارُوا أُولِی الْعَزْمِ قَالَ لِأَنَّ نُوحاً بُعِثَ بِكِتَابٍ وَ شَرِیعَةٍ فَكُلُّ مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَ شَرِیعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّی جَاءَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام بِالصُّحُفِ وَ بِعَزِیمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَا كُفْراً بِهِ فَكُلُّ نَبِیٍّ جَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِیمَ جَاءَ بِشَرِیعَةِ إِبْرَاهِیمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ بِالصُّحُفِ حَتَّی جَاءَ مُوسَی بِالتَّوْرَاةِ وَ بِعَزِیمَةِ تَرْكِ الصُّحُفِ فَكُلُّ نَبِیٍّ جَاءَ بَعْدَ مُوسَی أَخَذَ بِالتَّوْرَاةِ وَ شَرِیعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّی جَاءَ الْمَسِیحُ بِالْإِنْجِیلِ وَ بِعَزِیمَةِ تَرْكِ شَرِیعَةِ مُوسَی وَ مِنْهَاجِهِ فَكُلُّ نَبِیٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِیحِ أَخَذَ بِشَرِیعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّی جَاءَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ بِالْقُرْآنِ وَ شَرِیعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَهَؤُلَاءِ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (3).

كا، [الكافی] عن العدة عن البرقی: مثله (4)

ص: 326


1- 1. براءة: 5.
2- 2. الأحقاف: 35.
3- 3. المحاسن ص 261.
4- 4. الكافی ج 2 ص 17.

بیان: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی فاصبر یا محمد علی أذی هؤلاء الكفار و علی ترك إجابتهم لك كما صبر الرسل و من هنا لتبیین الجنس فالمراد جمیع الأنبیاء لأنهم عزموا علی أداء الرسالة و تحمل أعبائها و قیل إن من هاهنا للتبعیض و هو قول أكثر المفسرین و الظاهر فی روایات أصحابنا ثم اختلفوا فقیل هم من أتی بشریعة مستأنفة نسخت شریعة من تقدمه و هم نوح و إبراهیم و موسی و عیسی و محمد صلی اللّٰه علیه و آله و علیهم عن ابن عباس و قتادة و هو المروی

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالا: وَ هُمْ سَادَةُ النَّبِیِّینَ وَ عَلَیْهِمْ دَارَتْ رَحَی الْمُرْسَلِینَ وَ قِیلَ هُمْ سِتَّةٌ نُوحٌ صَبَرَ عَلَی أَذَی قَوْمِهِ وَ إِبْرَاهِیمُ صَبَرَ عَلَی النَّارِ وَ إِسْحَاقُ صَبَرَ عَلَی الذَّبْحِ وَ یَعْقُوبُ صَبَرَ عَلَی فَقَدِ الْوَلَدِ وَ ذَهَابِ الْبَصَرِ وَ یُوسُفُ صَبَرَ عَلَی الْبِئْرِ وَ السِّجْنِ وَ أَیُّوبُ صَبَرَ عَلَی الضُّرِّ.

عن مجاهد و قیل هم الذین أمروا بالجهاد و القتال و أظهروا المكاشفة و جاهدوا فی الدین عن السدی و الكلبی و قیل هم أربعة إبراهیم و نوح و هود و رابعهم محمد صلی اللّٰه علیه و آله عن أبی العالیة و العزم هو الوجوب و الحتم و أولو العزم من الرسل هم الذین شرعوا الشرائع و أوجبوا علی الناس الأخذ بها و الانقطاع عن غیرها انتهی (1).

قوله علیه السلام لا كفرا به أی إنكارا لحقیته بل إیمانا به و بصلاحه فی وقت دون آخر و للنسخ مصالح كثیرة و العبد مأمور بالتسلیم و كان من جملتها ابتلاء الخلق و اختبارهم فی ترك ما كانوا متمسكین به قوله و منهاجه كأنه إشارة إلی قوله تعالی لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً(2).

«3»- فس، [تفسیر القمی]: قَوْلُهُ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ (3) مُخَاطَبَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ أَیْ تُعَلِّمُوا الدِّینَ یَعْنِی التَّوْحِیدَ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءَ الزَّكَاةِ وَ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجَّ الْبَیْتِ وَ السُّنَنَ وَ الْأَحْكَامَ الَّتِی فِی الْكُتُبِ وَ الْإِقْرَارَ بِوَلَایَةِ

ص: 327


1- 1. مجمع البیان ج 9 ص 94.
2- 2. المائدة: 48.
3- 3. الشوری: 13- 15.

أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ أَیْ لَا تَخْتَلِفُوا فِیهِ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ مِنْ ذِكْرِ هَذِهِ الشَّرَائِعِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ أَیْ یَخْتَارُ وَ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ اخْتَارَهُمْ وَ اجْتَبَاهُمْ قَالَ وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ قَالَ لَمْ یَتَفَرَّقُوا بِجَهْلٍ وَ لَكِنَّهُمْ تَفَرَّقُوا لَمَّا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ وَ عَرَفُوهُ فَحَسَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ بَغَی بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ لِمَا رَأَوْا مِنْ تَفَاضُلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَمْرِ اللَّهِ فَتَفَرَّقُوا فِی الْمَذَاهِبِ وَ أَخَذُوا بِالْآرَاءِ وَ الْأَهْوَاءِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ قَالَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَدَّرَ ذَلِكَ أَنْ یَكُونَ فِی التَّقْدِیرِ الْأَوَّلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ إِذَا اخْتَلَفُوا وَ أَهْلَكَهُمْ وَ لَمْ یُنْظِرْهُمْ وَ لَكِنْ أَخَّرَهُمْ إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ إِنَّ الَّذِینَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِی شَكٍّ مِنْهُ مُرِیبٍ كِنَایَةٌ عَنِ الَّذِینَ نَقَضُوا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ فَلِذلِكَ فَادْعُ یَعْنِی لِهَذِهِ الْأُمُورِ وَ الَّذِی تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَ مُوَالاةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ.

قَالَ فَحَدَّثَنِی أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ قَالَ الْإِمَامُ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ كِنَایَةٌ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ مِنْ أَمْرِ وَلَایَةِ عَلِیٍ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ كِنَایَةٌ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ ثُمَّ قَالَ فَلِذلِكَ فَادْعُ یَعْنِی إِلَی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ فِیهِ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ(1).

ص: 328


1- 1. تفسیر القمّیّ ص 600.

باب 27 دعائم الإسلام و الإیمان و شعبهما و فضل الإسلام

«1»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسٍ عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ الْوَلَایَةِ وَ لَمْ یُنَادَ بِشَیْ ءٍ كَمَا نُودِیَ بِالْوَلَایَةِ(1).

«2»- كا، [الكافی] عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وَ تَرَكُوا هَذِهِ یَعْنِی الْوَلَایَةَ(2).

«3»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ: مِثْلَهُ بِتَقْدِیمِ الْحَجِّ عَلَی الصَّوْمِ إِلَی قَوْلِهِ مَا نُودِیَ بِالْوَلَایَةِ ثُمَّ قَالَ وَ زَادَ فِیهَا عَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ وَ أَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ إِلَی آخِرِهِ (3).

بیان: بنی الإسلام علی خمس یحتمل أن یكون المراد بالإسلام الشهادتین و كأنهما موضوعتان علی هذه الخمسة لا تقومان إلا بها أو یكون المراد بالإسلام الإیمان و بالبناء علیها كونها أجزاءه و أركانه فحینئذ یمكن أن یكون المراد بالولایة ما یشمل الشهادتین أیضا أو یكون عدم ذكرهما للظهور و أما ذكر الولایة التی هی من العقائد الإیمانیة مع العبادات الفرعیة مع تأخیرها عنها إما للمماشاة مع العامة أو المراد بها فرط المودة و المتابعة اللتان هما من مكملات الإیمان أو المراد بالأربع الاعتقاد بها و الانقیاد لها فتكون من أصول الدین لأنها

ص: 329


1- 1. الكافی ج 2 ص 18.
2- 2. الكافی ج 2 ص 18.
3- 3. المحاسن ص 286 و قد مر مثله فی الباب 26 تحت الرقم: 1.

من ضروریاته و إنكارها كفر و الأول أظهر كما نودی بالولایة أی فی یوم الغدیر أو فی المیثاق و هو بعید و الولایة بالكسر الإمارة و كونه أولی بالحكم و التدبیر و بالفتح المحبة و النصرة و هنا یحتملهما.

«4»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْقِفْنِی عَلَی حُدُودِ الْإِیمَانِ فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ صَلَاةُ الْخَمْسِ وَ أَدَاءُ الزَّكَاةِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ وَلَایَةُ وَلِیِّنَا وَ عَدَاوَةُ عَدُوِّنَا وَ الدُّخُولُ مَعَ الصَّادِقِینَ (1).

توضیح: حدود الإیمان هنا أعم من أجزائه و شرائطه و مكملاته و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه المرفوع فی جاء راجع إلی الموصول و فی بعض النسخ جاء به فالمرفوع للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و المراد الإقرار إجمالا قبل العلم و تفصیلا بعده كما سیأتی إن شاء اللّٰه و الدخول مع الصادقین متابعة الأئمة الصادقین فی جمیع الأقوال و الأفعال أی المعصومین كما قال سبحانه وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (2) و قد مر الكلام فیه فی كتاب الإمامة(3).

«5»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَثَافِیُّ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْوَلَایَةُ لَا تَصِحُّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا بِصَاحِبَتَیْهَا(4).

بیان: الأثافی جمع الأثفیة بالضم و الكسر و هی الأحجار التی علیها القدر و أقلها ثلاثة و إنما اقتصر علیها لأنها أهم الأجزاء و یدل علی اشتراط قبول كل منها بالأخریین و لا ریب فی كون الولایة شرطا لصحة الأخریین.

«6»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَصْلِ الْإِسْلَامِ

ص: 330


1- 1. الكافی ج 2: 18.
2- 2. براءة: 119.
3- 3. راجع ج 24 ص 30 الباب 26 من كتاب الإمامة.
4- 4. الكافی ج 2: 18.

وَ فَرْعِهِ وَ ذِرْوَةِ سَنَامِهِ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَمَّا أَصْلُهُ فَالصَّلَاةُ وَ فَرْعُهُ الزَّكَاةُ وَ ذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَیْرِ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَ الصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِیئَةِ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یَذْكُرُ اللَّهَ ثُمَّ قَرَأَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ (1).

ین، [كتاب حسین بن سعید و النوادر] عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ الْجِهَادُ وَ فِی الْمَوْضِعَیْنِ وَ سَنَامُهُ.

توضیح: و ذروة سنامه الإضافة بیانیة أو لامیة إذ للسنام الذی هو ذروة البعیر ذروة أیضا هی أرفع أجزائه و إنما صارت الصلاة أصل الإسلام لأنه بدونها لا یثبت علی ساق و الزكاة فرعه لأنه بدونها لا تتم و الجهاد ذروة سنامه لأنه سبب لعلوه و ارتفاعه و قیل لأنه فوق كل بر كما ورد فی الخبر.

و ذكر من الأبواب التی تفتح الخیرات الجلیلة علی صاحبها ثلاثة أحدها الصوم أی الواجب أو الأعم لأنه جنة من النار و مما یؤدی إلیها من الشهوات و ثانیها الصدقة الواجبة أو الأعم فإنها تكفر الخطایا و تذهبها و ثالثها صلاة اللیل لمدحه سبحانه فاعلها بقوله تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حیث حصر الإیمان فیهم أولا ثم مدحهم بما مدحهم به ثم عظم و أبهم جزاءهم حیث قال إِنَّما یُؤْمِنُ بِآیاتِنَا الَّذِینَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا یَسْتَكْبِرُونَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ و قیل المراد بأبواب الخیر الصوم فقط و ذكر ما بعده استطرادا و لا یخفی بعده.

«7»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسِ دَعَائِمَ الْوَلَایَةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْحَجِ (2).

ص: 331


1- 1. الكافی ج 2 ص 23 ج 4 ص 62 و الآیة فی السجدة: 16.
2- 2. الكافی ج 2 ص 21.

«8»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسٍ الْوَلَایَةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ لَمْ یُنَادَ بِشَیْ ءٍ مَا نُودِیَ بِالْوَلَایَةِ یَوْمَ الْغَدِیرِ(1).

«9»- كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبِی زَیْدٍ الْحَلَّالِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ الْأَزْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ عَلَی خَلْقِهِ خَمْساً فَرَخَّصَ فِی أَرْبَعٍ وَ لَمْ یُرَخِّصْ فِی وَاحِدَةٍ(2).

بیان: قوله علیه السلام فرخص فی أربع كالتقصیر فی الصلاة فی السفر و تأخیرها عن وقت الفضیلة مع العذر و ترك كثیر من واجباتها فی بعض الأحیان أو سقوط الصلاة عن الحائض و النفساء و عن فاقد الطهورین أیضا إن قیل به و الزكاة عمن لم یبلغ ماله النصاب أو مع فقد سائر الشرائط و الحج مع فقد الاستطاعة أو غیرها من الشرائط و الصوم عن المسافر و الكبیر و ذوی العطاش و أمثالهم بخلاف الولایة فإنها مع بقاء التكلیف لا یسقط وجوبها فی حال من الأحوال و یحتمل أن یراد بالرخصة أنه لا ینتهی تركها إلی حد الكفر و الخلود فی النار بخلاف الولایة فإن تركها كفر و الأول أظهر.

«10»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسَةِ أَشْیَاءَ عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ الْوَلَایَةِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ قَالَ الْوَلَایَةُ أَفْضَلُ لِأَنَّهَا مِفْتَاحُهُنَّ وَ الْوَالِی هُوَ الدَّلِیلُ عَلَیْهِنَّ قُلْتُ ثُمَّ الَّذِی یَلِی ذَلِكَ فِی الْفَضْلِ فَقَالَ الصَّلَاةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الصَّلَاةُ عَمُودُ دِینِكُمْ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ الَّذِی یَلِیهَا فِی الْفَضْلِ قَالَ الزَّكَاةُ لِأَنَّهَا قَرَنَهَا بِهَا وَ بَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَهَا وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ قُلْتُ

ص: 332


1- 1. الكافی ج 2 ص 21.
2- 2. الكافی ج 2 ص 22.

وَ الَّذِی یَلِیهَا فِی الْفَضْلِ قَالَ الْحَجُّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ (1) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَیْرٌ مِنْ عِشْرِینَ صَلَاةً نَافِلَةً وَ مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَیْتِ طَوَافاً أَحْصَی فِیهِ أُسْبُوعَهُ وَ أَحْسَنَ رَكْعَتَیْهِ غُفِرَ لَهُ وَ قَالَ فِی یَوْمِ عَرَفَةَ وَ یَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ قُلْتُ فَمَا ذَا یَتْبَعُهُ قَالَ الصَّوْمُ قُلْتُ وَ مَا بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذَلِكَ أَجْمَعَ قَالَ (2)

قَالَ رَسُولُ اللَّهُ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْیَاءِ مَا إِذَا فَاتَكَ لَمْ تَكُنْ مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَیْهِ فَتُؤَدِّیَهُ بِعَیْنِهِ إِنَّ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الْحَجَّ وَ الْوَلَایَةَ لَیْسَ یَنْفَعُ شَیْ ءٌ مَكَانَهَا دُونَ أَدَائِهَا وَ إِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ قَصَّرْتَ أَوْ سَافَرْتَ فِیهِ أَدَّیْتَ مَكَانَهُ أَیَّاماً غَیْرَهَا وَ جَزَیْتَ ذَلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ وَ لَا قَضَاءَ عَلَیْكَ وَ لَیْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَیْ ءٌ یُجْزِیكَ مَكَانَهُ غَیْرُهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ ذِرْوَةُ الْأَمْرِ وَ سَنَامُهُ وَ مِفْتَاحُهُ وَ بَابُ الْأَشْیَاءِ وَ رِضَی الرَّحْمَنِ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً(3) أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَامَ لَیْلَهُ وَ صَامَ نَهَارَهُ وَ تَصَدَّقَ بِجَمِیعِ مَالِهِ وَ حَجَّ جَمِیعَ دَهْرِهِ وَ لَمْ یَعْرِفْ وَلَایَةَ وَلِیِّ اللَّهِ فَیُوَالِیَهُ وَ یَكُونَ جَمِیعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَیْهِ مَا كَانَ لَهُ عَلَی اللَّهِ حَقٌّ فِی ثَوَابِهِ وَ لَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ ثُمَّ قَالَ أُولَئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ یُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ (4).

سن، [المحاسن] عن أبی طالب عبد اللّٰه بن الصلت: مثله (5)

شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ یُجْزِیكَ مَكَانَهُ غَیْرُهُ (6).

ص: 333


1- 1. آل عمران: 97.
2- 2. و قد قال ظ، صح.
3- 3. النساء: 80.
4- 4. الكافی ج 2 ص 18.
5- 5. المحاسن ص 286.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 191.

بیان: الولایة أفضل لا ریب فی أن الولایة و الاعتقاد بإمامة الأئمة علیهم السلام و الإذعان بها من جملة أصول الدین و أفضل من جمیع الأعمال البدنیة لأنها مفتاحهن أی بها تفتح أبواب معرفة تلك الأمور و حقائقها و شرائطها و آدابها أو مفتاح قبولهن و الوالی أی الإمام المنصوب من قبل اللّٰه هو الدلیل علیهن یدل الناس من قبل اللّٰه علی وجوبها و آدابها و أحكامها و العمود الخشبة التی یقوم علیها البیت و یمكن أن یكون علیه السلام شبه الدین بالفسطاط و أثبت العمود له علی المكنیة و التخییلیة فإذا زال العمود لا ینتفع بالفسطاط لا بغشائه و لا بطنبه و لا بوتده فكذلك مع ترك الصلاة لا ینتفع بشی ء من أجزاء الدین كما صرح به فی أخبار أخر و المراد بالصلاة المفروضة أو الخمس كما فی بعض الأخبار صرح بها لأنه قرنها بها استدل علی أن فضل الزكاة بعد الصلاة و قبل غیرها بمجموع مقارنتهما فی الذكر مع البداءة بذكر الصلاة ثم أكد الجزء الأخیر بذكر الحدیث و لیس هو دلیلا تاما علی الأفضلیة لأن الحج أیضا یذهب الذنوب إلا أن یقال أنه علیه السلام علم أن الإذهاب الذی یحصل فی الزكاة أقوی مما یحصل فی الحج.

ثم استدل علیه السلام علی فضل الحج بتسمیته سبحانه تركه كفرا و ترك ذكر العقاب المترتب علیه و ذكر الاستغناء الدال علی غایة السخط من عشرین صلاة نافلة فیه دلالة علی أن المراد بالصلاة المفضلة فی أول الخبر الفریضة و هذا أحد وجوه الجمع بین الأخبار المختلفة الواردة فی تفضیل الصلاة علی الحج و العكس و سیأتی تفصیله فی كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه أحصی فیه أسبوعه أی حفظ طوافه من غیر زیادة و لا نقصان و لا سهو و لا شك و أحسن ركعتیه أی بفعلهما فی وقتهما و مكانهما مع رعایة الشرائط و الكیفیات و الآداب المرعیة فیهما و قال فی یوم عرفة و یوم المزدلفة أی قال فی الیومین فی فضل الحج و أعماله أو فی فضل الیومین و أعمالهما ما قال قوله فما ذا یتبعه و فی بعض النسخ بما ذا یتبعه أی الرب أو المكلف و فی المحاسن ثم ما ذا و لا یخفی أن هذا السؤال لا فائدة فیه ظاهرا لأنه مع ذكر الصوم أولا فی الأعمال المعدودة و تفضیل ما سواه

ص: 334

علم أن الصوم بعدها إلا أن یكون ذلك تمهیدا للسؤال الثانی أو یقال لما لم یكن كلامه علیه السلام أولا صریحا فی كون تلك الأعمال أفضل من غیرها فهذا السؤال لاستعلام أنه هل بین الصوم و الحج عمل یكون أفضل منه.

قوله قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی بعض النسخ و قال رسول اللّٰه فیكون من كلام الراوی أی كیف یكون مؤخرا عنها و قد قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیه ذلك و علی النسخة الأخری لعله إنما ذكر علیه السلام حدیثا فی فضل الصوم دفعا لما عسی أن یتوهم السائل أنه مما لا فضل فیه أو أنه قلیل الأجر و كونه جنة من النار لأن أعظم أسباب النار الشهوات و الصوم یكسرها و الظرف متعلق بجنة لتضمنه معنی الوقایة أو الستر أو التبعید.

ثم ذكر علیه السلام للفضل قاعدة كلیة و هو أن الأفضل ما لم یقم شی ء آخر مقامه و كأن المراد بالتوبة هنا المعنی اللغوی بمعنی الرجوع أو أطلقت علی ما ینوب مناب الشی ء مجازا أو أنه علیه السلام لما أطلق الذنب علی الترك و إن كان لعذر أطلق علی ما یتداركه التوبة قوله أو قصرت یعنی فی شی ء من شرائطه أو أركانه و فی المحاسن أو قصرت و سافرت أی قصرت بسبب السفر.

و الحاصل أنه علیه السلام أشار إلی أقسام الفوات و أحكامه إجمالا لأن الفوات إما للعذر مثل المرض و غیره أو التقصیر أو التعمد فی تركه أو السفر و شبهه و اللازم إما القضاء فقط أو الكفارة فقط أو هما معا أو لا هذا و لا ذاك و تفصیله فی كتب الفروع و الغرض بیان الفرق بین الصوم و الأربعة الباقیة بأن الأربعة لا تسقط مع الاستطاعة و الصوم یسقط فی السفر مع القدرة علیه و ذكر السفر علی المثال و یمكن أن یكون عدم ذكر المرض لأنه قد ینتهی إلی حال لا یقدر علی الصوم فیه و مع السقوط فی السفر یؤدی مكانه أیاما و قد یسقط القضاء أیضا كما إذا استمر مرضه إلی رمضان آخر و كان فیه دلالة علی بطلان قول من قال إن فاقد الطهورین تسقط عنه الصلاة أداء و قضاء.

و یحتمل أن یكون ذكر الشق الأول استطرادا و یكون الغرض أن الصوم

ص: 335

إذا فات قد یجب قضاؤه و قد لا یجب و یسقط أصلا بخلاف الأربعة فإنها لا تسقط بحیث لا یجب قضاؤها فقوله و جزیت مقابل لقوله أدیت أی و قد یكون كذلك فإن قلت صلاة الحائض أیضا لیس لها قضاء قلت هناك لم یتعلق الوجوب بها أصلا لا أداء و لا قضاء و لا بدلا و هاهنا عوض عن الصوم بشی ء فیدل علی أن للصوم عوضا یقوم مقامه.

و ذروة الشی ء بالضم و الكسر أعلاه و سنام البعیر كسحاب معروف و یستعار لأرفع الأشیاء و المراد بالأمر الدین و بطاعة الإمام انقیاده فی كل ما أمر و نهی و لما كان معرفة الإمام مع طاعته مستلزمة لمعرفة سائر أصول الدین و فروعه فهی كأنها أرفع أجزائه و كالسنام بالنسبة إلی سائر أجزاء البعیر و كالمفتاح الذی یفتح به جمیع الأمور المغلقة و المسائل المشكلة و كالباب لقرب الحق سبحانه و للوصول إلی مدینة علم الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و توجب رضی الرحمن و لا یحصل إلا بها و الضمیر فی قوله بعد معرفته راجع إلی الإمام و یحتمل رجوعه إلی اللّٰه و الاستشهاد بالآیة لجمیع ما ذكر أو للأخیر إما مبنی علی أن الآیة إنما نزلت فی ولایة الأئمة علیهم السلام أو علی أن طاعة الإمام هی بعینها طاعة الرسول إما لأنه أمر بطاعته أو أنه نائب منابه فحكمه حكم المنوب عنه و قیل لأن الرسول فی الآیة شامل للإمام و هو بعید.

قوله علیه السلام ما كان له علی اللّٰه حق لأنه لا تشمله آیات الوعد لأنه إنما وعد المؤمنین الثواب بالجنة و هو لیس من المؤمنین فلا یستحق الثواب بمقتضی الوعد أیضا و إن كان المؤمنون المحسنون أیضا لا یستحقون الثواب بمحض أعمالهم لكن یجب علی اللّٰه إثابتهم بمقتضی وعده أولئك المحسن منهم الظاهر أنه إشارة إلی المخالفین و المراد بهم المستضعفون فإنهم مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ و لذا قال بفضل رحمته فی مقابلة قوله ما كان له علی اللّٰه حق و الحاصل أن المؤمنین لهم علی اللّٰه حق لوعده و المستضعفون لیس لهم علی اللّٰه حق لأنه لم یعدهم الثواب بل قال إِمَّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ فإن أدخلهم الجنة فبمحض فضله و یحتمل أن یكون

ص: 336

إشارة إلی المؤمنین العارفین أی إنما یدخل المؤمنین الجنة و إدخالهم أیضا بفضله لا باستحقاقهم و الأول أظهر.

«11»- كا، [الكافی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیسَی بْنِ السَّرِیِّ أَبِی الْیَسَعِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ الَّتِی لَا یَسَعُ أَحَداً التَّقْصِیرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَیْ ءٍ مِنْهَا الَّتِی مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَیْ ءٍ مِنْهَا فَسَدَ عَلَیْهِ دِینُهُ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ عَرَفَهَا وَ عَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِینُهُ وَ قُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ یَضِقْ بِهِ مِمَّا هُوَ فِیهِ لِجَهْلِ شَیْ ءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ قَالَ فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْإِیمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ حَقٌّ فِی الْأَمْوَالِ الزَّكَاةُ وَ الْوَلَایَةُ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا وَلَایَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ فِی الْوَلَایَةِ شَیْ ءٌ دُونَ شَیْ ءٍ فَضْلٌ یُعْرَفُ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ مَاتَ وَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَالَ الْآخَرُونَ وَ كَانَ مُعَاوِیَةَ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ علیه السلام ثُمَّ كَانَ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ قَالَ الْآخَرُونَ یَزِیدَ بْنَ مُعَاوِیَةَ وَ حُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ وَ لَا سَوَاءَ وَ لَا سَوَاءَ وَ لَا سَوَاءَ قَالَ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ أَزِیدُكَ فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الْأَعْوَرُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ثُمَّ كَانَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ أَبَا جَعْفَرٍ وَ كَانَتِ الشِّیعَةُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُمْ لَا یَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَ حَلَالَهُمْ وَ حَرَامَهُمْ حَتَّی كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ فَفَتَحَ لَهُمْ وَ بَیَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَ حَلَالَهُمْ وَ حَرَامَهُمْ حَتَّی صَارَ النَّاسُ یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا كَانُوا یَحْتَاجُونَ إِلَی النَّاسِ وَ هَكَذَا یَكُونُ الْأَمْرُ وَ الْأَرْضُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِإِمَامٍ وَ مَنْ مَاتَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلَی مَا أَنْتَ عَلَیْهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ انْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْیَا تَقُولُ لَقَدْ كُنْتُ عَلَی أَمْرٍ حَسَنٍ (2).

ص: 337


1- 1. النساء: 59.
2- 2. الكافی ج 2 ص 19 و 20.

كا، [الكافی] عن أبی علی الأشعری عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عیسی بن السری أبی الیسع عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1)

بیان: قوله علیه السلام و لم یضق به الباء للتعدیة و من فی قوله مما هو فیه للتبعیض و هو مع مدخوله فاعل لم یضق أی لم یضیق علیه الأمر شی ء مما هو فیه و یمكن أن یقرأ لجهل بالتنوین و شی ء بالرفع فشی ء فاعل لم یضق و فی بعض النسخ فیما مكان مما فلعل الأخیر فیه متعین و فی بعض النسخ و لم یضر به فیمكن أن یقرأ علی بناء المجهول و جهله فعل ماض و من فی مما صلة الضرر أو علی بناء الفاعل و جهله علی المصدر فاعله و من ابتدائیة یقال ضره و ضر به و فی روایة العیاشی الآتیة(2) و لم یضره ما هو فیه بجهل شی ء من الأمور إن جهله و هو أصوب.

و قیل یعنی لم یضق أو لم یضر به من أجل ما هو فیه من معرفة دعائم الإسلام و العمل بها جهل شی ء جهله من الأمور التی لیست هی من الدعائم فقوله مما هو فیه تعلیل لعدم الضیق أو الضرر و قوله لجهل شی ء تعلیل للضیق أو الضرر و قوله جهله صفة لشی ء و قوله من الأمور عبارة من غیر الدعائم من شعائر الإسلام انتهی و لا یخفی ما فیه و حق فی الأموال إما مجرور بالعطف علی ما جاء و الزكاة بدله و یكون تخصیصا بعد التعمیم و ربما یخص ما جاء بالصلاة بقرینة ذكر الزكاة و سائر الأخبار المتقدمة و هو بعید و إما مرفوع بالخبریة للزكاة و الزكاة مبتدأ و یمكن أن یقرأ حق علی بناء الماضی المجهول و علی التقدیرین الجملة معترضة للتأكید و التبیین و إنما لم یذكر الصلاة لظهور أمرها فاكتفی عنها بما جاء به و أما رفعه بالعطف علی الشهادة كما قیل فهو بعید لأنه علیه السلام لم یتعرض فیه لسائر العبادات بل اقتصر فیه علی الاعتقادات و قیل أراد علیه السلام بالولایة المأمور بها من اللّٰه بالكسر الإمارة و أولویة التصرف و بالأمر بها ما ورد فیها من الكتاب

ص: 338


1- 1. الكافی ج 2 ص 19 و 20.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 252 و سیجی ء تحت الرقم 37.

و السنة كالآیة المذكورة فی هذا الحدیث و كآیة إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (1) و حدیث الغدیر و غیر ذلك أقول بل الولایة بالفتح بمعنی المحبة و النصرة و الطاعة و اعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لا یخفی. قوله هل فی الولایة شی ء دون شی ء إلخ أقول هذا الكلام یحتمل وجهین أحدهما أن یكون المراد هل فی الإمامة شرط مخصوص و فضل معلوم یكون فی رجل خاص من آل محمد بعینه یقتضی أن یكون هو ولی الأمر دون غیره یعرف هذا الفضل لمن أخذ به أی بذلك الفضل و ادعاه و ادعی الإمامة فیكون من أخذ به الإمام أو یكون معروفا لمن أخذ و تمسك به و تابع إماما بسببه و یكون حجته علی ذلك فالمراد بالموصول الموالی للإمام الثانی أن یكون المراد به هل فی الولایة دلیل خاص یدل علی وجوبها و لزومها فضل أی فضل بیان و حجة و ربما یقرأ بالصاد المهملة أی برهان فاصل قاطع یعرف هذا البرهان لمن أخذ به أی بذلك البرهان و الأخذ یحتمل الوجهین و لكل من الوجهین شاهد فیما سیأتی.

و یمكن الجمع بین الوجهین بأن یكون قوله شی ء دون شی ء إشارة إلی الدلیل و قوله فضل إشارة إلی شرائط الإمامة و إن كان بعیدا و حاصل جوابه علیه السلام أنه لما أمر اللّٰه تعالی بطاعة أولی الأمر مقرونة بطاعة الرسول و بطاعته فیجب طاعتهم و لا بد من معرفتهم و قال الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من مات و لم یعرف إمام زمانه أی من یجب أن یقتدی به فی زمانه مات میتة جاهلیة و المیتة بالكسر مصدر للنوع أی كموت أهل الجاهلیة علی الكفر و الضلال فدل علی أن لكل زمان إماما لا بد من معرفته و متابعته.

و كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أی من كان تجب طاعته فی زمن الرسول هو صلی اللّٰه علیه و آله و كان بعده صلی اللّٰه علیه و آله علیا و قال آخرون مكانه معاویة و إنما لم یذكر الغاصبین الثلاثة تقیة و إشعارا بأن القول بخلافتهم بالبیعة یستلزم القول بخلافة مثل معاویة فاسق جاهل كافر و بالجملة لما كان هذا أشنع خصه بالذكر

ص: 339


1- 1. المائدة: 55.

مع أن بطلان خلافته یستلزم بطلان خلافتهم.

ثم كان الحسن أی فی زمن معاویة أیضا ثم كان الإمام الحسین فی بعض زمن معاویة و بعض زمن یزید علیه اللعنة و حسین بن علی ثانیا كأنه زید من الرواة أو النساخ و یؤیده عدم التكرار فی روایة الكشی (1)

و یحتمل أن یكون جملة حالیة بحذف الخبر أی و حسین بن علی حی و قد یقرأ حسین بالتنوین فیكون ابن علی خبرا أو یكون ذكره أولا لمقابلته علیه السلام بمعاویة و ثانیا لمقابلته بیزید فالمعنی و قال آخرون یزید بن معاویة و الحسین معارضان أو الواو بمعنی مع و لا سواء خبر مبتدأ محذوف و فی بعض النسخ مكرر ثلاث مرات أی علی و معاویة لا سواء و حسن و معاویة لا سواء و حسین و یزید لا سواء.

و الحاصل أن الأمر أوضح من أن یشتبه علی أحد فإنه لا یریب عاقل فی أنه إذا كان لا بد من إمام و تردد الأمر بین علی و معاویة فعلی علیه السلام أولی بالإمامة و كان فی الكل ناقصة لقوله علیا و أبا جعفر و من قال نصب أبا جعفر بتقدیر أعنی غفل عن ذلك و لكن فی قوله كانت الشیعة و قوله أن یكون أبو جعفر و قوله حتی كان أبو جعفر تامة و المراد بالكون فی الأخیرین ظهور أمره و رجوع الناس إلیه و قیل كان ناقصة و الظرف خبره و المراد بالناس فی الموضعین علماء المخالفین و رواتهم و هكذا یكون الأمر أی هكذا یكون أمر الإمامة دائما مرددا بین عالم معصوم من أهل البیت بین فضله و ورعه و عصمته و جاهل فاسق بین الجهالة و الفسق من خلفاء الجور و الأرض لا تكون إلا بإمام معصوم عالم بجمیع ما تحتاج إلیه الأمة و من لم یعرفه مات میتة جاهلیة و أحوج مبتدأ مضاف إلی ما و هی مصدریة و تكون تامة و نسبة الحاجة إلی المصدر مجاز و المقصود نسبة الحاجة إلی فاعل المصدر باعتبار بعض أحوال وجوده و إلی متعلق بأحوج و ما موصولة و عبارة عن التصدیق بالولایة و إذا ظرف و هو خبر أحوج و أهوی كلام الراوی وقع بین كلامه علیه السلام.

«12»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

ص: 340


1- 1. رجال الكشّیّ ص 362.

عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْإِیمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ وَ تَفْوِیضُ الْأَمْرِ إِلَی اللَّهِ وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

بیان: له أركان أربعة لعدم استقرار الإیمان و ثباته إلا بها التوكل علی اللّٰه أی الاعتماد علیه فی جمیع الأمور و المهمات و قطع النظر عن الأسباب الظاهرة و إن كان یجب التوسل بها ظاهرا لكن من كمل یقینه باللّٰه و أنه القادر علی كل شی ء و أنه المسبب للأسباب لا یعتمد علیها بل علی مسببها و تفویض الأمر إلی اللّٰه أی فی دفع الأعادی الظاهرة و الباطنة كما فوض مؤمن آل فرعون أمره إلی اللّٰه فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا و لا ریب أن هذا و ما قبله متفرعان علی قوة الإیمان باللّٰه و یصیران سببا لشدة الیقین أیضا و الرضا بقضاء اللّٰه فی الشدة و الرخاء و العافیة و البلاء و هذا أیضا یحصل من الإیمان بكونه سبحانه مالكا لنفع العباد و ضرهم و لا یفعل بهم إلا ما هو الأصلح لهم و یصیر أیضا سببا لكمال الیقین و التسلیم لأمر اللّٰه أی الانقیاد له فی كل ما أمر به و نهی عنه و لنبیه و أوصیائه فیما صدر عنهم من الأقوال و الأفعال كما قال سبحانه فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً و مدخلیة هذه الخصلة فی الإیمان و كماله أظهر من أن یحتاج إلی البیان وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ.

«13»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْإِسْلَامَ فَجَعَلَ لَهُ عَرْصَةً وَ جَعَلَ لَهُ نُوراً وَ جَعَلَ لَهُ حِصْناً وَ جَعَلَ لَهُ نَاصِراً فَأَمَّا عَرْصَتُهُ فَالْقُرْآنُ وَ أَمَّا نُورُهُ فَالْحِكْمَةُ وَ أَمَّا حِصْنُهُ فَالْمَعْرُوفُ وَ أَمَّا أَنْصَارُهُ فَأَنَا وَ أَهْلُ بَیْتِی وَ شِیعَتُنَا فَأَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِی وَ شِیعَتَهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ فَإِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَنَسَبَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام لِأَهْلِ السَّمَاءِ اسْتَوْدَعَ اللَّهُ حُبِّی وَ حُبَّ أَهْلِ بَیْتِی وَ

شِیعَتِهِمْ فِی قُلُوبِ الْمَلَائِكَةِ فَهُوَ عِنْدَهُمْ وَدِیعَةٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ هَبَطَ بِی إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَنَسَبَنِی إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَاسْتَوْدَعَ اللَّهُ حُبِّی وَ حُبَّ أَهْلِ بَیْتِی وَ شِیعَتِهِمْ

ص: 341


1- 1. الكافی ج 2 ص 56.

فِی قُلُوبِ مُؤْمِنِی أُمَّتِی فَمُؤْمِنُو أُمَّتِی یَحْفَظُونَ وَدِیعَتِی فِی أَهْلِ بَیْتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَلَا فَلَوْ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِی عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عُمُرَهُ أَیَّامَ الدُّنْیَا ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُبْغِضاً لِأَهْلِ بَیْتِی وَ شِیعَتِی مَا فَرَّجَ اللَّهُ صَدْرَهُ إِلَّا عَنْ نِفَاقٍ (1).

بشا، [بشارة المصطفی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الرَّازِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَهَبَطَ بِی إِلَی الْأَرْضِ وَ نَسَبَنِی لِأَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ فِی قُلُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ عِدَّةَ أَیَّامِ الدُّنْیَا إِلَی قَوْلِهِ مَا فَرَّجَ اللَّهُ قَلْبَهُ إِلَّا عَنِ النِّفَاقِ (2).

توضیح: فجعل له عرصة العرصة كل بقعة بین الدور واسعة لیس فیها بناء و الظاهر أنه علیه السلام شبه الإسلام برجل لا بدار كما زعم و شبه القرآن بعرصة یجول الإسلام فیه و شبه الحكمة و العلوم الحقة بسراج و نور یستنیر به الإسلام أو یبصر به صاحبه فإن بالعلم یظهر حقائق الإسلام و أوامره و نواهیه و أحكامه و أما حصنه فالمعروف أی الإحسان أو ما عرف بالعقل و الشرع حسنه كما هو المراد فی الأمر بالمعروف فإنه بكل من المعنیین یكون سببا لحفظ الإسلام و بقائه و عدم تطرق شیاطین الإنس و الجن للخلل فیه أو المراد به الأمر بالمعروف فالتشبیه أظهر.

و أما كونهم علیهم السلام و شیعتهم أنصار الإسلام فهو ظاهر و غیرهم یخربون الإسلام و یضیعونه فنسبنی أی ذكر نسبی أو وصفنی و ذكر نبوتی و مناقبی و أما ذكر نسبه لأهل الأرض فبالآیات التی أنزلها فیه و فی أهل بیته و یقرؤها الناس إلی یوم القیامة أو ذكر فضله و نادی به بحیث سمع من فی أصلاب الرجال و أرحام النساء كنداء إبراهیم علیه السلام بالحج و قیل لما وجبت الصلوات الخمس فی المعراج فلما هبط صلی اللّٰه علیه و آله علمها الناس و كان من أفعالها الصلاة علی محمد و آله فی التشهد فدلهم بذلك علی أنهم أفضل الخلق لأنه لو كان غیرهم أفضل لكانت الصلاة علیهم أوجب و الأول أظهر.

ص: 342


1- 1. الكافی ج 2 ص 46.
2- 2. بشارة المصطفی ص 193 و فیه: ما قدح اللّٰه قلبه الا علی النفاق.

ثم لقی اللّٰه أی عند الموت أو فی القیامة و تفریج الصدر كنایة عن إظهار ما كان كامنا فیه علی الناس فی القیامة أو عن علمه تعالی به و الأول أظهر.

«15»- كا، [الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ فَلِبَاسُهُ الْحَیَاءُ وَ زِینَتُهُ الْوَفَاءُ وَ مُرُوَّتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ عِمَادُهُ الْوَرَعُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

كا، [الكافی] عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن علی بن معبد عن عبد اللّٰه بن القاسم: مثله (2)

سن، [المحاسن] عن أبیه: مثله (3)

لی، [الأمالی] للصدوق عن العطار عن سعد عن ابن یزید عن زیاد القندی عن علی بن معبد عن عبد اللّٰه بن القاسم عن مبارك بن عبد الرحمن عن أبی عبد اللّٰه عن آبائه علیهم السلام: مثله (4)

بیان: الإسلام عریان شبه علیه السلام الإسلام برجل و الحیاء بلباسه فكما أن اللباس یستر العورات و القبائح الظاهرة فكذلك الحیاء یستر القبائح و المساوی الباطنة و لا یبعد أن یكون المراد بالإسلام المسلم من حیث إنه مسلم أو یكون إسناد العری و اللباس إلیه علی المجاز أی لباس صاحبه و كذا الفقرات الآتیة تحتملهما فتفطن و زینته الوفاء أی بعهود اللّٰه و رسوله و حججه و بعهود الخلق و وعودهم و قیل إیفاء كل ذی حق حقه وافیا و مروته العمل الصالح المروءة بالضم مهموزا و قد یخفف الهمزة فیشد الواو الإنسانیة أی العمل بمقتضاها قال فی القاموس مرو ككرم مروءة فهو مری ء أی ذو مروءة و إنسانیة. و فی المصباح

ص: 343


1- 1. الكافی ج 2 ص 46.
2- 2. الكافی ج 2 ص 46.
3- 3. المحاسن ص 286، و قد مر تحت الرقم 34. من الباب 24 ص 281.
4- 4. أمالی الصدوق ص 161، و الظاهر أن مبارك بن عبد الرحمن فی سنده تصحیف مدرك بن عبد الرحمن كما فی سائر المصادر.

المروءة آداب نفسانیة تحمل مراعاتها الإنسان علی الوقوف عند محاسن الأخلاق و جمیل العادات یقال مرؤ الإنسان فهو مری ء مثل قرب فهو قریب أی صار ذا مروءة و قال الجوهری و قد یشدد فیقال مروة انتهی و الحاصل أن العمل الصالح من لوازم الإسلام و مما یجعل الإسلام حقیقا بأن یسمی إسلاما كما أن المروءة من لوازم الإنسان و مما یصیر به الإنسان حقیقا بأن یسمی إنسانا أو المسلم من حیث إنه مسلم مروته العمل الصالح فلا یسمی مرءا حقیقة أو مسلما إلا به. و عماده الورع العماد بالكسر ما یسند به و عماد الخیمة و السقف ما یقام به و الحاصل أن ثبات الإسلام و بقاءه و استقراره بالورع أی ترك المحرمات بل الشبهات أیضا كما أن بالمعاصی یتزلزل بل یزول و الأس بالضم و الأساس بالفتح أصل البناء و أصل كل شی ء و الأساس بالكسر جمع أس و الحاصل أنه كما یستقر البناء و لا یستقیم بغیر أساس فكذلك الإسلام لا یتحقق و لا یستقر إلا بحبهم الملزوم للقول بولایتهم و إمامتهم فإن من أنكر حقهم فهو أعدی عدوهم و قوله صلی اللّٰه علیه و آله حبنا أی حبی و حب أهل بیتی و یحتمل كون الفقرة الأخیرة كلام الصادق علیه السلام لكنه بعید.

«16»- نهج، [نهج البلاغة]: قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْإِسْلَامَ دِینُ اللَّهِ الَّذِی اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ وَ اصْطَنَعَهُ عَلَی عَیْنِهِ وَ أَصْفَاهُ خِیَرَةَ خَلْقِهِ وَ أَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلَی مَحَبَّتِهِ أَذَلَّ الْأَدْیَانَ بِعِزِّهِ وَ وَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ وَ أَهَانَ أَعْدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ خَذَلَ مُحَادِّیهِ بِنَصْرِهِ وَ هَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلَالَةِ بِرُكْنِهِ وَ سَقَی مَنْ عَطِشَ مِنْ حِیَاضِهِ وَ أَتْأَقَ الْحِیَاضَ بِمَوَاتِحِهِ ثُمَّ جَعَلَهُ لَا انْفِصَامَ لِعُرْوَتِهِ وَ لَا فَكَّ لِحَلْقَتِهِ وَ لَا انْهِدَامَ لِأَسَاسِهِ وَ لَا زَوَالَ لِدَعَائِمِهِ وَ لَا انْقِلَاعَ لِشَجَرَتِهِ وَ لَا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ وَ لَا عَفَاءَ لِشَرَائِعِهِ وَ لَا جَذَّ لِفُرُوعِهِ وَ لَا ضَنْكَ لِطُرُقِهِ وَ لَا وُعُوثَةَ

لِسُهُولَتِهِ وَ لَا سَوَادَ لِوَضَحِهِ وَ لَا عِوَجَ لِانْتِصَابِهِ وَ لَا عَصَلَ فِی عُودِهِ وَ لَا وَعَثَ لِفَجِّهِ وَ لَا انْطِفَاءَ لِمَصَابِیحِهِ وَ لَا مَرَارَةَ لِحَلَاوَتِهِ فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ فِی الْحَقِّ أَسْنَاخَهَا وَ ثَبَّتَ لَهَا آسَاسَهَا وَ یَنَابِیعُ غَزُرَتْ عُیُونُهَا وَ مَصَابِیحُ شَبَّتْ نِیرَانُهَا وَ مَنَارٌ اقْتَدَی بِهَا

ص: 344

سُفَّارُهَا وَ أَعْلَامٌ قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا وَ مَنَاهِلُ رَوِیَ بِهَا وُرَّادُهَا جَعَلَ اللَّهُ فِیهِ مُنْتَهَی رِضْوَانِهِ وَ ذِرْوَةَ دَعَائِمِهِ وَ سَنَامَ طَاعَتِهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ وَثِیقُ الْأَرْكَانِ رَفِیعُ الْبُنْیَانِ مُنِیرُ الْبُرْهَانِ مُضِی ءُ النِّیرَانِ عَزِیزُ السُّلْطَانِ مُشْرِفُ الْمَنَارِ مُعْوِزُ الْمَثَارِ فَشَرِّفُوهُ وَ اتَّبِعُوهُ وَ أَدُّوا إِلَیْهِ حَقَّهُ وَ ضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ (1).

بیان: الاصطفاء الاختیار أی اختاره لأن یكون طریقا إلی طاعته و سبیلا إلی جنته و الاصطناع افتعال من الصنیعة و هی العطیة و الكرامة و الإحسان و اصطنعه أی اختاره و اتخذه صنیعة و اصطنع خاتما أی أمر أن یصنع له و قال بعض شراح النهج تقول اصنع لی كذا علی عینی أی اصنعه صنعة كالتی تصنعها و أنا حاضر أشاهدها بعینی فالمعنی أمر بأن یصنع الإسلام كالمصنوع المشاهد للأمر أی أسس قواعده علی ما ینبغی و علی علم منه بدقائقه و قیل أی علی علم منه بشرفه و فضله و قیل أی اختاره أو أمر بأن یصنع حافظا له كما یقال فی الدعاء بالحفظ و الحیاطة عین اللّٰه علیك و علی یفید الحال علی الوجوه و اصطفیت الشی ء أی آثرته و اصطفیته الود أی أخلصته.

و أصفاه خیرة خلقه أی آثر و اختار للبعثة به خیرة خلقه أو جعل خیرة خلقه خالصا لتبلیغه دون غیره و الخیرة بالكسر و كعنبة الاسم من الاختیار و الدعامة بالكسر عماد البیت و الضمیر فی محبته للإسلام أو لله و ذلة الأدیان نسخها أو المراد ذلة أهلها و كذا وضع الملل و هو الحط ضد الرفع یحتملهما و خذله كنصره ترك نصرته و المحادة المخالفة و منع ما یجب علیك من الحد بمعنی المنع و ركن الشی ء جانبه الذی یستند إلیه و یقوم به و أركان الضلالة العقائد المضلة أو رؤساء أهل الضلال أو الأصنام و ركنه أصوله و قواعده أو النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو كلمة التوحید و حیاضه قوانینه أو النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم أو العلماء أیضا و ماؤها العلم و الهدایة و تئق الحوض كفرح أی امتلأ و أتاقه أملأه و الماتح المستقی الذی یستخرج الدلو و الحیاض هنا المستفیدون و مواتحه الأئمة الآخذون

ص: 345


1- 1. نهج البلاغة ط عبده ج 1 ص 433 تحت الرقم 196 من الخطب.

شرائعه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو المستنبطون من القرآن أو العلماء المستنبطون معالم الكتاب و السنة بأفكارهم أو الآخذون عن النبی و الأئمة علیهم السلام و یحتمل أن یراد بالحیاض القواعد و بالمواتح المؤسسون لها بأمر اللّٰه المبینون لها للمستضیئین بأنوارهم أو یراد بالحیاض أولی العلم علیهم السلام الذین ملأ اللّٰه صدورهم من زلال المعرفة و الهدایة و بالمواتح المبلغون عن اللّٰه من الملائكة و روح القدس و الإلهامات الربانیة.

و الانفصام الانكسار أو من غیر إبانة و العروة من الدلو و الكوز المقبض و الفك الفصل و العفاء الدروس و ذهاب الأثر و الشریعة ما شرع اللّٰه لعباده أی سن و أوضح و الجذ بالجیم و الذال المعجمة القطع أو القطع المستأصل و فی بعض النسخ بالحاء المهملة و هو القطع و فی بعضها بالجیم و الدال المهملة و هو القطع أیضا و الفعل فی الجمیع كمد و الضنك الضیق و وعوثة الطریق تعسر سلوكه و أصله من الوعث و هو الرمل و المشی فیه یشتد و یشق و منه وعثاء السفر لشدته و مشقته و عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله بعثت إلیكم بالحنیفیة السمحة السهلة البیضاء و الوضح بالتحریك البیاض و بیاض الإسلام صفاؤه عن كدر الباطل و نصبت الشی ء أی أقمته و رفعته فانتصب و العصل بالتحریك الاستواء و الاعوجاج أو الاعوجاج فی صلابة و الفج الطریق الواسع بین الجبلین و طفئت النار كفرح و انطفأت أی ذهب لهبها.

و حلاوة الدین لذة القرب من اللّٰه و النعیم الدائم و ساخ الشی ء فی الأرض أی غاب و غار و السنخ بالكسر الأصل و الأساس كسحاب أصل البناء و الینبوع العین ینبع منه الماء أی یخرج و قیل الجدول الكثیر الماء و هو أنسب و غزر العین ككرم أی كثر ماؤه و شبت النار علی المعلوم و المجهول توقدت لازم متعد و لا یقال شابة بل مشبوبة و فی النسخ علی المجهول و النیران جمع نار و المنار جمع منارة و هو العلم یهتدی به و قیل المنار و المنارة موضع النور و سفر الرجل كنصر أی خرج للارتحال فهو سافر و الفج الطریق الواسع الواضح

ص: 346

بین جبلین و المنهل المشرب و الموضع الذی فیه المشرب و روی كرضی ضد العطش و الوراد الذین یردون الماء ضد الصادرین و ذروة الشی ء بالضم و الكسر أعلاه و كذلك السنام كسحاب مأخوذ من سنام البعیر و الوثیق المحكم الثابت و ركن الشی ء بالضم جانبه و البنیان ما یبنی و مصدر بنیت الدار و غیره و البرهان الحجة و العزة القوة و الغلبة و ضد الذلة و السلطان یحتمل الحجة و السلطنة و أشرف الموضع أی ارتفع و أعوزه الشی ء أی احتاج إلیه فلم یقدر علیه و أعوز فلان إذا افتقر و أعوزه الدهر أی أحوجه.

و ثار الغبار هاج و سطع و ثار به الناس وثبوا علیه و ثار فلان إلی الشر أی نهض و المثار الموضع و المصدر قیل أی یعجز الناس إثارته و إزعاجه لقوته و ثباته و قال بعضهم أی یعجز الخلق إثارة دفائنه و ما فیه من كنوز الحكمة و لا یمكنهم استقصاؤها و روی بعض معوز المثال باللام أی یعجز الخلق عن الإتیان بمثله.

فشرفوه أی عدوه شریفا و اعتقدوه كذلك و كذلك عظموه و أداء حقه الاتباع الكامل و وضعه مواضعه الكف عن تغییر أحكامه و العلم بمرتبته و مقداره الذی جعله اللّٰه له أو العمل بجمیع ما تضمنه من الأوامر و النواهی.

«17»- نهج، [نهج البلاغة]: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی شَرَعَ الْإِسْلَامَ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَی مَنْ غَالَبَهُ فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ وَ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ وَ آیَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وَ تَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ فَهُوَ أَبْلَجُ

الْمَنَاهِجِ وَاضِحُ الْوَلَائِجِ مُشْرِفُ الْمَنَارِ مُشْرِقُ الْجِوَارِ مُضِی ءُ الْمَصَابِیحِ كَرِیمُ الْمِضْمَارِ رَفِیعُ الْغَایَةِ جَامِعُ الحبلة [الْحَلْبَةِ] مُتَنَافِسُ السُّبْقَةِ شَرِیفُ الْفُرْسَانِ التَّصْدِیقُ مِنْهَاجُهُ وَ الصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ الْمَوْتُ غَایَتُهُ وَ الدُّنْیَا مِضْمَارُهُ وَ الْقِیَامَةُ حَلْبَتُهُ وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ (1).

ص: 347


1- 1. نهج البلاغة ط عبده ج 1 ص 219 تحت الرقم 104 من الخطب.

وَ قَالَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ: وَ سُئِلَ علیه السلام عَنِ الْإِیمَانِ فَقَالَ الْإِیمَانُ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الصَّبْرِ وَ الْیَقِینِ وَ الْعَدْلِ وَ الْجِهَادِ فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الشَّوْقِ وَ الشَّفَقِ وَ الزُّهْدِ وَ التَّرَقُّبِ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَی الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِیبَاتِ وَ مَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِی الْخَیْرَاتِ وَ الْیَقِینُ مِنْهَا عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ وَ تَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ وَ مَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ وَ سُنَّةِ الْأَوَّلِینَ فَمَنْ تَبَصَّرَ فِی الْفِطْنَةِ تَبَیَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ وَ مَنْ تَبَیَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ وَ مَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْعَدْلُ مِنْهَا عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی غَائِصِ الْفَهْمِ وَ غَوْرِ الْعِلْمِ وَ زَهْرَةِ الْحُكْمِ وَ رَسَاخَةِ الْحِلْمِ فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ وَ مَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ وَ مَنْ حَلُمَ لَمْ یُفَرِّطْ فِی أَمْرِهِ وَ عَاشَ فِی النَّاسِ حَمِیداً وَ الْجِهَادُ مِنْهَا عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الصِّدْقِ فِی الْمَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الْفَاسِقِینَ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ نَهَی عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْمُنَافِقِینَ وَ مَنْ صَدَقَ فِی الْمَوَاطِنِ قَضَی مَا عَلَیْهِ وَ مَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِینَ وَ غَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ وَ أَرْضَاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1)

وَ الْكُفْرُ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی التَّعَمُّقِ وَ التَّنَازُعِ وَ الزَّیْغِ وَ الشِّقَاقِ فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ یُنِبْ إِلَی الْحَقِّ وَ مَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ وَ مَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَ حَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّیِّئَةُ وَ سَكِرَ سُكْرَ الضَّلَالَةِ وَ مَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ عَلَیْهِ طُرُقُهُ وَ أَعْضَلَ عَلَیْهِ أَمْرُهُ وَ ضَاقَ مَخْرَجُهُ وَ الشَّكُّ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی التَّمَارِی وَ الْهَوْلِ وَ التَّرَدُّدِ وَ الِاسْتِسْلَامِ فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ دَیْدَناً لَمْ یُصْبِحْ لَیْلُهُ وَ مَنْ هَالَهُ مَا بَیْنَ یَدَیْهِ نَكَصَ عَلی عَقِبَیْهِ وَ مَنْ تَرَدَّدَ فِی الرَّیْبِ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّیَاطِینِ وَ مَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْیَا وَ

ص: 348


1- 1. نهج البلاغة ط عبده ج 2 ص 150، تحت الرقم 30 من الحكم.

الْآخِرَةِ هَلَكَ فِیهِمَا(1).

ثُمَّ قَالَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ بَعْدَ هَذَا كَلَامٌ تَرَكْنَا ذِكْرَهُ خَوْفَ الْإِطَالَةِ وَ الْخُرُوجِ عَنِ الْغَرَضِ الْمَقْصُودِ فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ: وَ سَأَلَهُ علیه السلام رَجُلٌ أَنْ یُعَرِّفَهُ مَا الْإِیمَانُ فَقَالَ إِذَا كَانَ غَدٌ فَأْتِنِی حَتَّی أُخْبِرَكَ عَلَی أَسْمَاعِ النَّاسِ فَإِنْ نَسِیتَ مَقَالَتِی حَفِظَهَا عَلَیْكَ غَیْرُكَ فَإِنَّ الْكَلَامَ كَالشَّارِدَةِ یَثْقَفُهَا هَذَا وَ یُخْطِئُهَا هَذَا.

و قد ذكرنا ما أجابه به فیما تقدم من هذا الباب و هو قوله علیه السلام الإیمان علی أربع شعب (2).

بیان: أقول إنما أوردنا هذه الفصول متصلة لما یظهر من سائر الروایات اتصالها و إنما فرقها و حذف أكثرها علی عادته قدس سره و أخرنا شرح ما أورده منها إلی ذكر سائر الروایات لكونها أجمع و أفید و سنشیر إلی الاختلاف بینها و بینها قوله فإذا كان غد كان هاهنا تامة أی إذا حدث غد و وجد و تقول إذا كان غدا فأتنی بالنصب باعتبار آخر أی إذا كان الزمان غدا أی موصوفا بأنه الغد و من النحویین من یقدره إذا كان الكون غدا لأن الفعل یدل علی المصدر و الكون هو التجدد و الحدوث و الشاردة النافرة و ثقفه كعلمه أی صادفه أو أخذه أو ظفر به و یخطئها أی لا یدركها و لا یفهمها أو لا یحفظها و ینساها.

«18»- كا، [الكافی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ بِأَسَانِیدَ مُخْتَلِفَةٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی دَارِهِ أَوْ قَالَ فِی الْقَصْرِ وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ ثُمَّ أَمَرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَكُتِبَ فِی كِتَابٍ وَ قُرِئَ عَلَی النَّاسِ.

وَ رَوَی غَیْرُهُ: أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَ الْإِیمَانِ وَ الْكُفْرِ وَ النِّفَاقِ فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی شَرَعَ الْإِسْلَامَ وَ سَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وَ

ص: 349


1- 1. نهج البلاغة ط عبده ج 2 ص 151، تحت الرقم 31 من الحكم.
2- 2. نهج البلاغة ط عبده ج 2 ص 208، تحت الرقم 266 من الحكم.

أَعَزَّ أَرْكَانَهُ لِمَنْ جَأَرَ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ تَوَلَّاهُ وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ هُدًی لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ وَ زِینَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ وَ عُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ وَ عُرْوَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ وَ حَبْلًا لِمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ وَ فَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ وَ عِلْماً لِمَنْ وَعَاهُ وَ حَدِیثاً لِمَنْ رَوَی وَ حُكْماً لِمَنْ قَضَی وَ حِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ وَ لِبَاساً لِمَنْ تَدَبَّرَ(1) وَ فَهْماً لِمَنْ تَفَطَّنَ وَ یَقِیناً لِمَنْ عَقَلَ وَ بَصِیرَةً لِمَنْ عَزَمَ وَ آیَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ وَ تُؤَدَةً لِمَنْ أَصْلَحَ وَ زُلْفَی لِمَنِ اقْتَرَبَ وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ وَ رَجَاءً لِمَنْ فَوَّضَ وَ سُبْقَةً لِمَنْ أَحْسَنَ وَ خَیْراً لِمَنْ سَارَعَ وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ وَ لِبَاساً لِمَنِ اتَّقَی وَ ظَهِیراً لِمَنْ رَشَدَ وَ كَهْفاً لِمَنْ آمَنَ وَ أَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ وَ رَجَاءً لِمَنْ صَدَقَ وَ غِنًی لِمَنْ قَنِعَ فَذَلِكَ الْحَقُّ سَبِیلُهُ الْهُدَی وَ مَأْثُرَتُهُ الْمَجْدُ وَ صِفَتُهُ الْحُسْنَی فَهُوَ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ مُشْرِقُ الْمَنَارِ ذَاكِی الْمِصْبَاحِ رَفِیعُ الْغَایَةِ یَسِیرُ الْمِضْمَارِ جَامِعُ الْحَلْبَةِ سَرِیعُ السَّبْقَةِ أَلِیمُ النَّقِمَةِ كَامِلُ الْعُدَّةِ كَرِیمُ الْفُرْسَانِ فَالْإِیمَانُ مِنْهَاجُهُ وَ الصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ الْفِقْهُ مَصَابِیحُهُ وَ الدُّنْیَا مِضْمَارُهُ وَ الْمَوْتُ غَایَتُهُ وَ الْقِیَامَةُ حَلْبَتُهُ وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ وَ النَّارُ نَقِمَتُهُ

وَ التَّقْوَی عُدَّتُهُ وَ الْمُحْسِنُونَ فُرْسَانُهُ فَبِالْإِیمَانِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحَاتِ وَ بِالصَّالِحَاتِ یُعْمَرُ الْفِقْهُ وَ بِالْفِقْهِ یُرْهَبُ الْمَوْتُ وَ بِالْمَوْتِ یُخْتَمُ الدُّنْیَا وَ بِالدُّنْیَا تَجُوزُ الْقِیَامَةَ وَ بِالْقِیَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ وَ الْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ وَ النَّارُ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِینَ وَ التَّقْوَی سِنْخُ الْإِیمَانِ (2).

«19»- كا، [الكافی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ (3) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 350


1- 1. فی نسخة النهج كما مر:« و لبا لمن تدبر» و هو الصحیح، و بین النسخ كما سیأتی من المصنّف اختلافات، و الصحیح فی بعض نسخة الكافی و فی بعض نسخة النهج.
2- 2. الكافی ج 2 ص 49 و 50.
3- 3. فی المصدر: بالاسناد الأول، عن ابن محبوب، عن یعقوب السراج، عن جابر، عن أبی جعفر علیه السلام.

علیه السلام عَنِ الْإِیمَانِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْإِیمَانَ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الصَّبْرِ وَ الْیَقِینِ وَ الْعَدْلِ وَ الْجِهَادِ فَالصَّبْرُ مِنْ ذَلِكَ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الشَّوْقِ وَ الْإِشْفَاقِ وَ الزُّهْدِ وَ التَّرَقُّبِ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَی الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْ أَشْفَقَ عَنِ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا هَانَتْ عَلَیْهِ الْمُصِیبَاتُ وَ مَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَی الْخَیْرَاتِ وَ الْیَقِینُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ وَ تَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ وَ مَعْرِفَةِ الْعِبْرَةِ وَ سُنَّةِ الْأَوَّلِینَ فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ عَرَفَ الْحِكْمَةَ وَ مَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ وَ مَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ وَ مَنْ عَرَفَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ مَعَ الْأَوَّلِینَ وَ اهْتَدَی إِلَی الَّتِی هِیَ أَقْوَمُ وَ نَظَرَ إِلَی مَنْ نَجَا بِمَا نَجَا وَ مَنْ هَلَكَ بِمَا هَلَكَ وَ إِنَّمَا أَهْلَكَ اللَّهُ مَنْ هَلَكَ بِمَعْصِیَتِهِ وَ أَنْجَی مَنْ أَنْجَی بِطَاعَتِهِ وَ الْعَدْلُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ غَامِضِ الْفَهْمِ وَ غَمْرِ الْعِلْمِ وَ زَهْرَةِ الْحُكْمِ وَ رَوْضَةِ الْحِلْمِ فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِیعَ الْعِلْمِ وَ مَنْ عَلِمَ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ وَ مَنْ حَلُمَ لَمْ یُفَرِّطْ فِی أَمْرِهِ وَ عَاشَ فِی النَّاسِ حَمِیداً وَ الْجِهَادُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الصِّدْقِ فِی الْمَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الْفَاسِقِینَ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ وَ مَنْ نَهَی عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ وَ أَمِنَ كَیْدَهُ وَ مَنْ صَدَقَ فِی الْمَوَاطِنِ قَضَی الَّذِی عَلَیْهِ وَ مَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِینَ غَضِبَ لِلَّهِ وَ مَنْ غَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ فَذَلِكَ الْإِیمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ (1).

جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الطُّوسِیِّ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِیمَانِ فَقَامَ علیه السلام خَطِیباً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی شَرَعَ الْإِسْلَامَ وَ سَاقَ نَحْوَهُ إِلَی قَوْلِهِ غَضِبَ

ص: 351


1- 1. الكافی ج 2 ص 50 و 51.

لِلَّهِ وَ مَنْ غَضِبَ لِلَّهِ تَعَالَی فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً فَهَذِهِ صِفَةُ الْإِیمَانِ وَ دَعَائِمُهُ فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ لَقَدْ هَدَیْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَرْشَدْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الدِّینِ خَیْراً(1).

و لنوضح هذه الروایة الشریفة مشیرا إلی اختلاف النسخ فی الكتب أما بعد أی بعد الحمد و الصلاة فسهل شرائعه لمن ورده الشرع و الشریعة بفتحهما ما شرع اللّٰه لعباده من الدین أی سنه و افترضه علیهم و شرع اللّٰه لنا كذا أی أظهره و أوضحه و الشریعة مورد الإبل علی الماء الجاری و كذلك المشرعة قال الأزهری و لا تسمیها العرب مشرعة إلا إذا كان الماء غیر منقطع كماء الأنهار و یكون ظاهرا معینا و لا یستقی منه برشاء فإن كان من ماء الأمطار فهو الكرع بفتحتین و وردت الماء كوعدت إذا حضرته لتشرب و قیل الشریعة مورد الشاربة و یقال لما شرع اللّٰه تعالی لعباده إذ به حیاة الأرواح كما بالماء حیاة الأبدان و أعز أركانه لمن حاربه ركن الشی ء جانبه أو الجانب الأقوی منه و العز و المنعة و ما یتقوی به من ملك و جند و غیره كما یستند إلی الركن من الحائط عند الضعف و العز القوة و الشدة و الغلبة و أعزه أی جعله عزیزا أی جعل أصوله و قواعده أو دلائله و براهینه قاهرة غالبة منیعة قویة لمن أراد محاربته أی هدمه و تضییعه و قیل محاربته كنایة عن محاربة أهله و فی بعض النسخ جار به كسال بالجیم و الهمز أی استغاث به و لجأ إلیه و فی النهج علی من غالبه أی حاول أن یغلبه و لعله أظهر و فی تحف العقول (2)

علی من جانبه.

و جعله عزا لمن تولاه أی جعله سببا للعزة و الرفعة و الغلبة لمن أحبه و جعله ولیه فی الدنیا من القتل و الأسر و النهب و الذل و فی الآخرة من العذاب و الخزی و فی مجالس الشیخ لمن والاه و فی النهج مكانه فجعله أمنا لمن علقه

ص: 352


1- 1. أمالی المفید: 170، أمالی الطوسیّ ج 1 ص 35.
2- 2. راجع تحف العقول ص 158- و سیأتی تحت الرقم 32 نقل الحدیث منه. و قد مر مرارا الإشارة الی أن هذه التعلیقات الواردة هاهنا منقولة عن شرح المؤلّف العلامة علی الكافی المسمی بمرآت العقول، و لذلك تری أنّه قدّس سرّه یذكر النسخة التی لم ینقل بعد هنا.

أی نشب و استمسك به و سلما لمن دخله و السلم بالكسر كما فی النهج و بالفتح أیضا الصلح و یطلق علی المسالم أیضا و بالتحریك الاستسلام إذ من دخله یؤمن من المحاربة و القتل و الأسر لمن تجلله كأنه علی الحذف و الإیصال أی تجلل به أو علاه الإسلام و ظهر علیه أو أخذ جلاله و عمدته قال الجوهری تجلیل الفرس أن تلبسه الجل و تجلله أی علاه و تجلله أی أخذ جلاله انتهی و ربما یقرأ بالحاء المهملة و یفسر بأن جعله حلة علی نفسه و لا یخفی ما فیه و فی المجالس و التحف لمن تحلی به و هو أظهر.

و عذرا لمن انتحله الانتحال أخذه نحلة و دینا و یطلق غالبا علی ادعاء أمر لم یتصف به فعلی الثانی المراد أنه عذر ظاهرا فی الدنیا و یجری به علیه أحكام المسلمین و إن لم ینفعه فی الآخرة و العروة من الدلو و الكوز المقبض و كل ما یتمسك به شبه الإسلام تارة بالعروة التی فی الجبل یتمسك بها فی الارتقاء إلی مدارج الكمال و النجاة من مهاوی الحیرة و الضلال كما قال تعالی فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها(1) و تارة بالحبل المتین یصعد بالتمسك به إلی درجات المقربین و الحبل یطلق علی الرسن و علی العهد و علی الذمة و علی الأمان و الكل مناسب و قیل شبهه بالعروة لأن من أخذ بعروة الشی ء كالكوز مثلا ملك كله و كذلك من تمسك بالإسلام استولی علی جمیع الخیرات.

و برهانا لمن تكلم به البرهان الحجة و الدلیل أی الإسلام إذا أحاط الإنسان بأصوله و فروعه یحصل منه براهین ساطعة علی من أنكرها إذ لا تحصل الإحاطة التامة إلا بالعلم بالكتاب و السنة و فیهما برهان كل شی ء و نورا لمن استضاء به شبهه بالنور للاهتداء به إلی طرق النجاة و رشحه بذكر الاستضاءة(2)

ص: 353


1- 1. البقرة: 256.
2- 2. الترشیح: من توابع الاستعارة بالكنایة، و هی أن تثبت أحد لوازم المشبه به للمشبه لینتقل السامع الی حقیقة التشبیه كما فی المثال المعروف: مخاطب المنیة نشبت بفلان فقد شبه المنیة بالسبع، ثمّ اثبت للمشبه و هو المنیة أحد لوازم المشبه به و هی المخالب بالكنایة، فیكون ذكر النشوب ترشیحا و تزیینا لهذه الاستعارة، و هاهنا استعیر السراج للإسلام لكنه لم یذكر المشبه به الذی هو المستعار منه كما فی المثال المعروف بل كنی عنها بذكر النور الذی هو من لوازم السراج، فیكون ذكر الاستضاءة ترشیحا لها. فافهم.

و شاهدا لمن خاصم به إذ باشتماله علی البراهین الحقة یشهد بحقیته من خاصم به و فلجا لمن حاج به الفلج بالفتح الظفر و الفوز كالإفلاج و الاسم بالضم و المحاجة المغالبة بالحجة و علما لمن وعاه أی سببا لحصول العلم و إن كان مسببا عنه أیضا فی الجملة إذ العلم به یزداد و یتكامل و حدیثا لمن روی أی یتضمن الإحاطة بالإسلام أحادیث و أخبارا لمن أراد روایتها ففی الفقرة السابقة حث علی الدرایة و فی هذه الفقرة حث علی الروایة. و حكما لمن قضی أی یتضمن ما به یحكم بین المتخاصمین لمن قضی بینهما و فی المجالس رواه و قضی به و حلما لمن جرب الحلم بمعنی العقل أو بمعنی الأناة و ترك السفه و كلاهما یحصلان باختیار الإسلام و تجربة ما ورد فیه من المواعظ و الأحكام و اختصاص التجربة بالإسلام لأن من سفه و بادر بسبب غضب عرض له یلزمه فی دین الإسلام أحكام من الحد و التعزیر و القصاص من جربها و اعتبر بها تحمله التجربة علی العفو و الصفح و عدم الانتقام لا سیما مع تذكر العقوبات الأخرویة علی فعلها و المثوبات الجلیلة علی تركها و كل ذلك یظهر من دین الإسلام.

و لباسا لمن تدبر أی لباس عافیة لمن تدبر فی العواقب أو فی أوامره و نواهیه بتقریب ما مر أو لباس زینة و الأول أظهر و قد یقرأ تدثر بالثاء المثلثة أی لبسه و جعله مشتملا علی نفسه كالدثار و هو تصحیف لطیف و فی النهج و الكتابین (1) و لبا لمن تدبر و اللب بالضم العقل و هو أصوب و فهما لمن تفطن الفهم العلم و جودة تهیؤ الذهن لقبول ما یرد علیه و الفطنة الحذق و التفطن طلب الفطانة أو إعماله و ظاهر أن الإسلام و الانقیاد للرسول و الأئمة علیهم السلام یصیر سببا للعلم و جودة الذهن لمن أعمل الفطنة فیما یصدر عنهم من المعارف و الحكم

ص: 354


1- 1. أمالی الطوسیّ و أمالی المفید.

و فی المجالس لمن فطن.

و یقینا لمن عقل أی یصیر سببا لحصول الیقین لمن تفكر و تدبر یقال عقلت الشی ء عقلا كضربت أی تدبرته و عقل كعلم لغة فیه و یمكن أن یراد بمن عقل من كان من أهل العقل و هو قوة بها یكون التمییز بین الحسن و القبیح و قیل غریزة یتهیأ بها الإنسان لفهم الخطاب و بصیرة لمن عزم و فی النهج و المجالس و تبصرة قال الراغب یقال لقوة القلب المدركة بصیرة و بصر و منه أَدْعُوا

إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ(1) أی علی معرفة و تحقق و قوله تبصرة أی تبصیرا و تبیینا یقال بصرته تبصیرا و تبصرة كما یقال ذكرته تذكیرا و تذكرة و قال العزم و العزیمة عقد القلب علی إمضاء الأمر یقال عزمت الأمر و عزمت علیه و اعتزمت انتهی أی تبصرة لمن عزم علی الطاعة كیف یؤدیها أو فی جمیع الأمور فإن فی الدین كیفیة المخرج فی جمیع أمور الدین و الدنیا و أیضا من كان ذا دین لا یعزم علی أمر إلا علی وجه البصیرة.

و آیة لمن توسم أی الإسلام مشتمل علی علامات لمن تفرس و نظر بنور العلم و الیقین إشارة إلی قوله تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2) قال الراغب (3)

الوسم التأثیر و السمة الأثر قال تعالی سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ و قال تَعْرِفُهُمْ بِسِیماهُمْ و قوله تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ أی للمعتبرین العارفین المتفطنین و هذا التوسم هو الذی سماه قوم الذكاء و قوم الفطنة و قوم الفراسة

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ وَ قَالَ الْمُؤْمِنُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ.

و توسمت تعرفت السمة.

و عبرة لمن اتعظ العبرة بالكسر ما یتعظ به الإنسان و یعتبره لیستدل به علی غیره و الاتعاظ قبول الوعظ و نجاة لمن صدق بالتشدید و یحتمل التخفیف كما ورد فی الخبر من صدق نجا و الأول هو المضبوط فی نسخ النهج و تؤدة كهمزة

ص: 355


1- 1. یوسف: 108.
2- 2. الحجر: 75.
3- 3. المفردات: 524، و الآیات فی الفتح: 29، البقرة: 273.

بالهمز لمن أصلح و فی القاموس التؤدة بفتح الهمزة و سكونها الرزانة و التأنی و قد اتأد و توأد(1)

و فی المصباح اتأد فی مشیه علی افتعل اتئادا ترفق و لم یعجل و هو یمشی علی تؤدة وزان رطبة و فیه تؤدة أی تثبت و أصل التاء فیها واو انتهی أی یصیر الإسلام سبب وقار و رزانة لمن أصلح نفسه بشرائعه و قوانینه أو أصلح أموره بالتأنی أو یتأنی فی الإصلاح بین الناس أو بینه و بین الناس و فی بعض النسخ و مودة و هو بالأخیر أنسب توضیح و فی المجالس و مودة من اللّٰه لمن أصلح و فی التحف و مودة من اللّٰه لمن صلح أی یوده اللّٰه أو یلقی حبه فی قلوب العباد كما قال سبحانه إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا(2) و زلفی لمن اقترب الزلفی كحبلی القرب و المنزلة و الحظوة و الاقتراب الدنو و طلب القرب و كأن المعنی الإسلام سبب قرب من اللّٰه تعالی لمن طلب ذلك بالأعمال الصالحة التی دل علیها دین الإسلام و شرائعه و فی بعض النسخ لمن اقترن أی معه و لم یفارقه و كأنه تصحیف و فی المجالس و التحف لمن ارتقب أی انتظر الموت أو رحمة اللّٰه أو حفظ شرائع الدین و ترصد مواقیتها فی القاموس الرقیب الحافظ و المنتظر و الحارس و رقبة انتظره كترقبه و ارتقبه و الشی ء حرسه كراقبه مراقبة و ارتقب أشرف و علا.

و ثقة لمن توكل الثقة من یؤتمن و یعتمد علیه یقال وثقت به أثق بكسرهما ثقة و وثوقا أی ائتمنته و وثق الشی ء بالضم وثاقة فهو وثیق أی ثابت محكم و توكل علیه أی فوض أمره إلیه أی الإسلام ثقة مأمون لمن وكل أموره إلیه أی راعی فی جمیع الأمور قوانینه فلا یخدعه أو یصیر الإسلام سببا لوثوق المرء علی اللّٰه إذا توكل علیه و یعلم به أن اللّٰه حسبه وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ و رجاء لمن فوض أی الإسلام سبب رجاء لمن فوض أموره إلیه أو إلی اللّٰه

ص: 356


1- 1. القاموس ج 1 ص 343.
2- 2. مریم: 96.

علی الوجهین السابقین و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة أی سعة عیش و فی النهج و الكتابین و راحة و هو أظهر و سبقه لمن أحسن فی القاموس سبقه یسبقه و یسبقه تقدمه و الفرس فی الحلبة جلی و السبق محركة و السبقة بالضم الخطر یوضع بین أهل السباق و هما سبقان بالكسر أی یستبقان (1) انتهی و الظاهر هنا سبقة بالضم أی الإسلام متضمن لسبقة لمن أحسن المسابقة أو لمن أحسن إلی الناس فإنه من الأمور التی تحسن المسابقة فیه أو لمن أحسن صحبته أو لمن أتی بأمر حسن فیشمل جمیع الطاعات و لا یبعد أن یكون إشارة إلی قوله تعالی وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ (2) بأن یكون المعنی اتبعوهم فی الإحسان و خیرا لمن سارع علی الوجوه المتقدمة إشارة إلی قوله سبحانه فی مواضع یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ (3) و جنة لمن صبر الجنة بالضم الترس و كل ما وقی من سلاح و غیره فالإسلام یحث علی الصبر و هو جنة لمخاوف الدنیا و الآخرة و قیل استعار لفظ الجنة للإسلام لأنه یحفظ من صبر علی العمل بقواعده و أركانه من العقوبة الدنیویة و الأخرویة و قیل جنة لمن صبر فی المناظرة مع أعادی الدین و لباسا لمن اتقی كأنه إشارة إلی قوله تعالی وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ(4) بناء علی أن المراد بلباس التقوی خشیة اللّٰه أو الإیمان أو العمل الصالح أو الحیاء الذی یكسب التقوی أو السمت الحسن و قد قیل كل ذلك أو اللباس الذی هو التقوی فإنه یستر الفضائح و القبائح و یذهبها لا لباس الحرب كالدرع و المغفر و الآلات التی تتقی بها عن العدو كما قیل فالإسلام سبب للبس لباس الإیمان و التقوی و الأعمال الصالحة و الحیاء و هیئة أهل الخیر لمن اتقی و عمل بشرائعه.

ص: 357


1- 1. القاموس ج 3 ص 243.
2- 2. براءة: 100.
3- 3. آل عمران: 114، الأنبیاء 90، المؤمنون: 61.
4- 4. الأعراف: 25.

و ظهیرا لمن رشد أی معینا لمن اختار الرشد و الصلاح فی القاموس رشد كنصر و فرح رشدا و رشدا و رشادا اهتدی و الرشد الاستقامة علی طریق الحق مع تصلب فیه و كهفا لمن آمن الكهف كالغار فی الجبل و الملجأ أی محل أمن من مخاوف الدنیا و

العقبی لمن آمن بقلبه لا لمن أظهر بلسانه و نافق بقلبه و أمنة لمن أسلم الأمنة بالتحریك الأمن و قیل فی الآیة(1) جمع كالكتبة و الظاهر أن المراد بالإسلام هنا الانقیاد التام لله و لرسوله و لأئمة المؤمنین فإن من كان كذلك فهو آمن فی الدنیا و الآخرة من مضارهما و رجاء لمن صدق أی الإسلام باعتبار اشتماله علی الوعد بالمثوبات الأخرویة و الدرجات العالیة سبب لرجاء من صدق به و یمكن أن یقرأ بالتخفیف و یؤیده أن فی التحف و روحا للصادقین و فی بعض نسخ الكتاب أیضا روحا و منهم من فسر الفقرتین بأن الإسلام أمنة فی الدنیا لمن أسلم ظاهرا و روح فی الآخرة لمن صدق باطنا أقول و كأنه یؤیده قوله تعالی فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ (2) و غنی لمن قنع أی الإسلام لاشتماله علی مدح القناعة و فوائدها فهو یصیر سببا لرضا من قنع بالقلیل و غناه عن الناس و قیل لأن التمسك بقواعده یوجب وصول ذلك القدر إلیه كما قال عز شأنه وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (3) و یحتمل أن یراد به أن الإسلام باعتبار اشتماله علی ما لا بد للإنسان منه من العلوم الحقة و المعارف الإلهیة و الأحكام الدینیة یغنی من قنع به عن الرجوع إلی العلوم الحكمیة و القوانین الكلامیة و الاستحسانات العقلیة و القیاسات الفقهیة و إن كان بعیدا.

فذلك الحق أی ما وصفت لك من صفة الإسلام حق أو ذلك إشارة إلی الإسلام أی فلما كان الإسلام متصفا بتلك الصفات فهو الحق الثابت الذی لا یتغیر

ص: 358


1- 1. آل عمران: 154.
2- 2. الواقعة: 88.
3- 3. الطلاق: 3.

أو لا یشوبه باطل أو ذلك هو الحق الذی قال اللّٰه تعالی أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمی إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) و قوله سبیله الهدی استئناف بیانی أو الحق صفة لاسم الإشارة و سبیله الهدی خبره أی هذا الدین الحق الذی عرفت فوائده و صفاته سبیله الهدی كما قیل فی قوله سبحانه أُولئِكَ عَلی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ (2) و كأنه إشارة إلیه أیضا و المراد بالهدی الهدایة الربانیة الموصلة إلی المطلوب.

و مأثرته المجد المأثرة بفتح المیم و سكون الهمزة و ضم الثاء و فتحها و فتح الراء واحدة المآثر و هی المكارم من الأثر و هو النقل و الروایة لأنها تؤثر و تروی و فی القاموس المكرمة المتوارثة و المجد نیل الكرم و الشرف و رجل ماجد أی كریم شریف و یطلق غالبا علی ما یكون بالآباء فكان المعنی أنه یصیر سببا لمجد صاحبه حتی یسری فی أعقابه أیضا و صفته الحسنی أی موصوف بأنه أحسن الأخلاق و الأحوال و الأعمال و فی المجالس بعد قوله و جنة لمن صبر الحق سبیله و الهدی صفته و الحسنی مأثرته.

فهو أبلج المنهاج فی القاموس بلج الصبح أضاء و أشرق كابتلج و تبلج و أبلج و كل متضح أبلج و النهج و المنهج و المنهاج الطریق الواضح و أنهج وضح و أوضح و فی النهج بعده أوضح الولائج أی المداخل مشرق المنار المنار جمع منارة و هی العلامة توضع فی الطریق و كأنها سمیت بذلك لأنهم كانوا یضعون علیها النار لاهتداء الضال فی اللیل و فی القاموس المنارة و الأصل منورة موضع النور كالمنار و المسرجة و المأذنة و الجمع مناور و منائر و المنار العلم انتهی و فی النهج مشرف بالفاء أی العالی و بعده مشرق الجواد جمع الجادة و ذاكی المصباح و فی النهج و الكتابین مضی ء المصابیح و فی القاموس ذكت النار و استذكت اشتد لهبها و هی ذكیة و أذكاها و ذكاها أوقدها رفیع الغایة الغایة منتهی السباق أو الرایة المنصوبة فی آخر المسافة و هی خرقة تجعل علی قصبة و تنصب فی آخر

ص: 359


1- 1. الرعد: 19.
2- 2. البقرة: 5.

المدی یأخذها السابق من الفرسان و كأن الرفعة كنایة عن الظهور كما ستعرف و قیل هو من قولهم رفع البعیر فی مسیره بالغ أی یرفع إلیها.

یسیر المضمار فی النهایة تضمیر الخیل هو أن تضامر علیها بالعلف حتی یسمن ثم لا تعلف إلا قوتا لتخف و قیل تشد علیها سروجها و تجلل بالآجلة حتی تعرق فیذهب رهلها(1) و یشتد لحمها

و فی حدیث حذیفة: الیوم مضمار و غدا السباق.

أی الیوم العمل فی الدنیا للاستباق فی الجنة و المضمار الموضع الذی تضمر فیه الخیل و یكون وقتا للأیام التی تضمر فیها و فی القاموس المضمار الموضع الذی یضمر فیه الخیل و غایة الفرس فی السباق انتهی و الحاصل أن المضمار یطلق علی موضع تضمیر الفرس للسباق و زمانه و علی المیدان الذی یسابق فیه شبه علیه السلام أهل الإسلام بالخیل التی تجمر للسباق و مدة عمر الدنیا بالمیدان الذی یسابق فیه و الموت بالعلم المنصوب فی نهایة المیدان فإن ما یتسابق فیه من الأعمال الصالحة إنما هو قبل الموت و القیامة موضع تجمع فیه الخیل بعد السباق لیأخذ السبقة من سبق بقدر سبقه و یظهر خسران من تأخر و الجنة بالسبقة و النار بما یلحق المتأخر من الحرمان و الخسران أو شبه علیه السلام الدنیا بزمان تضمیر الخیل أو مكانه و القیامة بمیدان المسابقة فمن كان تضمیره فی الدنیا أحسن كانت سبقته فی الآخرة أكثر كما ورد التشبیه كذلك فی قوله علیه السلام فی خطبة أخری ألا و إن الیوم المضمار و غدا السباق و السبقة الجنة و الغایة النار(2) و لكن ینافیه ظاهرا قوله و الموت غایته إلا أن یقال المراد بالموت ما یلزمه من دخول الجنة أو النار إشارة إلی أن آثار السعادة و الشقاوة الأخرویة تظهر عند الموت كما ورد لیس بین أحدكم و بین الجنة و النار إلا الموت و علی التقدیرین المراد بقوله یسیر المضمار قلة مدته و سرعة ظهور السبق و عدمه أو سهولة قطعه و عدم وعورته أو سهولة التضمیر فیه و عدم صعوبته لقصر المدة و تهیئی الأسباب من

ص: 360


1- 1. الرهل: محركة: استرخاء اللحم، و الرخاوة مع انتفاخ.
2- 2. تحت الرقم 28 من خطب النهج.

اللّٰه تعالی.

و فی النهج كریم المضمار فكان كرمه لكونه جامعا لجهات المصلحة التی خلق لأجله و هی اختبار العباد بالطاعات و فوز الفائزین بأرفع الدرجات و لا ینافی ذلك ما ورد فی ذم الدنیا لأنه یرجع إلی ذم من ركن إلیها و قصر النظر علیها كما بین علیه السلام ذلك فی خطبة نوردها فی باب ذم الدنیا إن شاء اللّٰه.

جامع الحلبة الحلبة بالفتح خیل تجمع للسباق من كل أوب أی ناحیة لا تخرج من إصطبل واحد و یقال للقوم إذا جاءوا من كل أوب للنصرة قد أحلبوا و كون الحلبة جامعة عدم خروج أحد منها أو المراد بالحلبة محلها و هو القیامة كما سیأتی فالمراد أنه یجمع الجمیع للحساب كما قال تعالی ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ (1) سریع السبقة السبقة بالفتح كما فی النهج أی یحصل السبق سریعا فی الدنیا للعاملین أو فی القیامة إلی الجنة أو بالضم أی یصل إلی السابقین عوض السباق و هو الجنة سریعا لأن مدة الدنیا قلیلة و هو أظهر و فی النهج و المجالس و التحف متنافس السبقة فالضم أصوب و إن كان المضبوط فی نسخ النهج بالفتح و التنافس الرغبة فی الشی ء النفیس الجید فی نوعه ألیم النقمة أی مولم انتقام من تأخر فی المضمار لأنه النار.

كامل العدة العدة بالضم و الشد ما أعددته و هیأته من مال أو سلاح أو غیر ذلك مما ینفعك یوما ما و المراد هنا التقوی و كماله ظاهر كریم الفرسان و فی النهج و شریف الفرسان و الفرسان جمع فارس كالفوارس.

ثم فسر صلوات اللّٰه علیه ما أبهم من الأمور المذكورة فقال فالإیمان منهاجه هذا ناظر إلی قوله أبلج المنهاج أی المنهاج الواضح للإسلام هو التصدیق القلبی باللّٰه و برسوله و بما جاء به و البراهین القاطعة الدالة علیه و فی النهج و غیره فالتصدیق منهاجه و هو أظهر و الصالحات مناره ناظر إلی قوله مشرق

ص: 361


1- 1. هود: 103.

المنار شبه الأعمال الصالحة و العبادات الموظفة بالأعلام و المنائر التی تنصب علی طریق السالكین لئلا یضلوا فمن اتبع الشریعة النبویة و أتی بالفرائض و النوافل یهدیه اللّٰه للسلوك إلیه و بالعمل یقوی إیمانه و بقوة الإیمان یزداد عمله و كلما وصل إلی علم یظهر له علم آخر و یزداد یقینه بحقیة الطریق إلی أن یقطع عمره و یصل إلی أعلی درجات كماله بحسب قابلیته التی جعلها اللّٰه له أو شبه الإیمان بالطریق و الأعمال بالأعلام فكما أن بسلوك الطریق تظهر الأعلام فكذلك بالتصدیق باللّٰه و رسله و حججه علیهم السلام تعرف الأعمال الصالحة و قیل الأعمال الصالحة علامات لإسلام المسلم و بها یستدل علی إیمانه و لا یتم حینئذ التشبیه.

و الفقه مصابیحه الفقه العلم بالمسائل الشرعیة أو الأعم و به یری طریق السلوك إلی اللّٰه و أعلامه و هو ناظر إلی قوله ذاكی المصباح إذ علوم الدین و شرائعه ظاهرة واضحة للناس بالأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و بما أفاضوا علیهم من العلوم الربانیة.

و الدنیا مضماره قال ابن أبی الحدید(1)

كان الإنسان یجری فی الدنیا إلی غایة الموت و إنما جعلها مضمار الإسلام لأن المسلم یقطع دنیاه لا لدنیاه بل لآخرته فالدنیا كالمضمار للفرس إلی الغایة المعینة و الموت غایته قد عرفت وجه تشبیه الموت بالغایة و قال ابن أبی الحدید أی إن الدنیا سجن المؤمن و بالموت یخلص من ذلك السجن. و قال ابن میثم (2)

إنما جعل الموت غایة أی الغایة القریبة التی هی باب الوصول إلی اللّٰه تعالی و یحتمل أن یرید بالموت موت الشهوات فإنها غایة قریبة للإسلام أیضا و هذا ناظر إلی قوله رفیع الغایة و فی سائر الكتب هذه الفقرة مقدمة علی السابقة فالنشر علی ترتیب اللف و علی ما فی الكتاب یمكن أن یقال لعل التأخیر هنا لأجل أن ذكر الغایة بعد ذكر المضمار أنسب بحسب الواقع و التقدیم سابقا باعتبار الرفعة و الشرف و أنها الفائدة المقصودة فأشیر

ص: 362


1- 1. شرح النهج لابن أبی الحدید ج 2 ص 220.
2- 2. شرح النهج لابن میثم ص 260.

إلی الجهتین الواقعیتین بتغییر الترتیب.

و القیامة حلبته أی محل اجتماع الحلبة إما للسباق أو لحیازة السبقة كما مر و إطلاق الحلبة علیها من قبیل تسمیة المحل باسم الحال و قال ابن أبی الحدید حلبته أی ذات حلبته فحذف المضاف كقوله تعالی هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ (1) أی ذوو درجات و الجنة سبقته فی أكثر نسخ النهج سبقته بالفتح فلذا قال الشراح أی جزاء سبقته فحذف المضاف و الظاهر سبقته بالضم فلا حاجة إلی تقدیر كما عرفت و النار نقمته أی نصیب من تأخر و لم یحصل له استحقاق للسبقة أصلا النار زائدا عن الحسرة و الحرمان و التقوی عدته ناظر إلی قوله كامل العدة لأن التقوی تنفع فی أشد الأهوال و أعظمها و هو القیامة كما أن العدة من المال و غیره تنفع صاحبها عند الحاجة إلیها و المحسنون فرسانه لأنهم بالإحسان و الطاعات یتسابقون فی هذا المضمار.

فبالإیمان یستدل علی الصالحات إذ تصدیق اللّٰه و رسوله و حججه یوجب العلم بحسن الأعمال الصالحة و كیفیتها من واجبها و ندبها و قیل لأن الإیمان منهج الإسلام و طریقه و لا بد للطریق من زاد یناسبه و زاد طریق الإسلام هو الأخلاق و الأعمال الصالحة فیدل الإیمان علیها كدلالة السبب علی المسبب و قیل أی یستدل بوجوده فی قلب العبد علی ملازمته لها انتهی و كأنه حمل الكلام علی القلب و إلا فلا معنی للاستدلال بالأمر المخفی فی القلب علی الأمر الظاهر نعم یمكن أن یكون المعنی أن بالإیمان یستدل علی صحة الأعمال و قبولها فإنه لا تقبل أعمال غیر المؤمن و هذا معنی حسن لكن الأول أحسن.

و بالصالحات تعمر الفقه لأن العمل یصیر سببا لزیادة العلم كما أن من بیده سراجا إذا وقف لا یری إلا ما حوله و كلما مشی ینتفع بالضوء و یری ما لم یره كما ورد من عمل بما علم ورثه اللّٰه علم ما لم یعلم و قد مر أن العلم یهتف بالعمل فإن أجاب و إلا ارتحل عنه (2)

و قیل الفقرتان مبنیتان علی أن المراد

ص: 363


1- 1. آل عمران: 163.
2- 2. الكافی ج 1 ص 44.

بالعمل الصالح ولایة أهل البیت علیهم السلام كما ورد فی تأویل كثیر من الآیات و ظاهر أن بالإیمان یستدل علی الولایة و بها یعمر الفقه لأخذه عنهم.

و بالفقه یرهب الموت أی كثرة العلم و الیقین سبب لزیادة الخشیة كما قال تعالی إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(1) فالمراد بخشیة الموت خشیة ما بعد الموت أو یخشی نزول الموت قبل الاستعداد له و لما بعده فقوله و بالموت تختم الدنیا كالتعلیل لذلك لأن الدنیا التی هی مضمار العمل تختم بالموت فلذا یرهبه لحیلولته بینه و بین العمل و الاستعداد للقاء اللّٰه لا لحب الحیاة و اللذات الدنیویة و المألوفات الفانیة و بالدنیا تجوز القیامة هذه الفقرة أیضا كالتعلیل لما سبق أی إنما ترهب الموت لأن بالدنیا و الأعمال الصالحة المكتسبة فیها تجوز من أهوال القیامة و تخرج عنها إلی نعیم الأبد بأن یكون علی صیغة الخطاب من الجواز و فی بعض النسخ بصیغة الغیبة أی یجوز المؤمن أو الإنسان و فی بعضها یجاز علی بناء المجهول و هو أظهر و فی بعضها یحاز بالحاء المهملة من الحیازة أی تحاز مثوبات القیامة و علی التقادیر فالوجه فیه أن كل ما یلقاه العبد فی القیامة فإنها هو نتائج عقائده و أعماله و أخلاقه المكتسبة فی الدنیا فبالدنیا تجاز القیامة أو تحاز و منهم من قرأ تحوز بالحاء المهملة أی سبب الدنیا و أعمالها تجمع القیامة الناس للحساب و الجزاء فإن القیامة جامع الحلبة كما مر و فی التحف تحذر القیامة و كأنه أظهر.

و بالقیامة تزلف الجنة أی تقرب للمتقین كما قال تعالی وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ و فی المجالس و تزلف الجنة للمتقین و تبرز الجحیم للغاوین و قال البیضاوی (2) وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ بحیث یرونها من الموقف فیتبجحون بأنهم المحشورون إلیها بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ فیرونها مكشوفة و یتحسرون علی أنهم المسوقون إلیها و فی اختلاف الفعلین ترجیح لجانب الوعد انتهی.

ص: 364


1- 1. فاطر: 28.
2- 2. تفسیر البیضاوی ص 309، و الآیة فی الشعراء: 90.

و الجنة حسرة أهل النار فی القیامة حیث لا تنفع الحسرة و الندامة و تلك علاوة لعذابهم العظیم و النار موعظة للمتقین فی الدنیا حیث ینفعهم فیتركون ما یوجبها و یأتون بما یوجب البعد عنها و التقوی سنخ الإیمان أی أصله و أساسه فی القاموس السنخ بالكسر الأصل علی أربع دعائم الدعامة بالكسر عماد البیت و دعائم الإیمان ما یستقر علیه و یوجب ثباته و استمراره و قوته علی الصبر و الیقین و العدل و الجهاد قال ابن میثم (1)

فاعلم أنه علیه السلام أراد الإیمان الكامل و ذلك له أصل و له كمالات بها یتم أصله فأصله هو التصدیق بوجود الصانع و ما له من صفات الكمال و نعوت الجلال و بما تنزلت به كتبه و بلغته رسله و كمالاته المتممة هی الأقوال المطابقة و مكارم الأخلاق و العبادات ثم إن هذا الأصل و متمماته هو كمال النفس الإنسانیة لأنها ذات قوتین علمیة و عملیة و كمالها بكمال هاتین القوتین فأصل الإیمان هو كمال القوة العلمیة منها و متمماته و هی مكارم الأخلاق و العبادات هی كمال القوة العملیة.

إذا عرفت هذا فنقول لما كانت أصول الفضائل الخلقیة التی هی كمال الإیمان أربعا هی الحكمة و العفة و الشجاعة و العدل أشار إلیها و استعار لها لفظ الدعائم باعتبار أن الإیمان الكامل لا یقوم فی الوجود إلا بها كدعائم البیت فعبر عن الحكمة بالیقین و الحكمة منها علمیة و هی استكمال القوة النظریة بتصور الأمور و التصدیق بالحقائق النظریة و العلمیة بقدر الطاقة و لا تسمی حكمة حتی یصیر هذا الكمال حاصلا لها بالیقین و البرهان و منها عملیة و هی استكمال النفس بملكة العلم بوجوه الفضائل النفسانیة الخلقیة و كیفیة اكتسابها و وجوه الرذائل النفسانیة و كیفیة الاحتراز عنها و اجتنابها و ظاهر أن العلم الذی صار ملكة هو الیقین و عبر عن العفة بالصبر و العفة هی الإمساك عن الشره فی فنون الشهوات المحسوسة و عدم الانقیاد للشهوة و قهرها و تصریفها بحسب الرأی

ص: 365


1- 1. شرح النهج ص 582.

الصحیح و مقتضی الحكمة المذكورة.

و إنما عبر عنها بالصبر لأنها لازم من لوازمه إذ رسمه أنه ضبط النفس و قهرها عن الانقیاد لقبائح اللذات و قیل هو ضبط النفس عن أن یقهرها ألم مكروه ینزل بها و یلزم فی العقل احتماله أو یلزمها حب مشتهی یتوق الإنسان إلیه و یلزمه فی حكم العقل اجتنابه حتی لا یتناوله علی غیر وجهه و ظاهر أن ذلك یلازم العفة و كذلك عبر عن الشجاعة بالجهاد لاستلزامه إیاها إطلاقا لاسم الملزوم علی لازمه و الشجاعة هی ملكة الإقدام الواجب علی الأمور التی یحتاج الإنسان أن یعرض نفسه لاحتمال المكروه و الآلام الواصلة إلیه منها و أما العدل فهو ملكة فاضلة ینشأ عن الفضائل الثلاث المذكورة و تلزمها إذ كل واحدة من هذه الفضائل محتوشة برذیلتین هما طرفا الإفراط و التفریط منها و مقابلة برذیلة هی ضدها انتهی.

علی أربع شعب الشعبة من الشجرة بالضم الغصن المتفرع منها و قیل الشعبة ما بین الغصنین و القرنین و الطائفة من الشی ء و طرف الغصن و المراد هنا فروع الصبر و أنواعه أو أسباب حصوله علی الشوق و الإشفاق و فی سائر الكتب و الشفق و الزهد و فی المجالس و الزهادة و الترقب الشوق إلی الشی ء بنزوع النفس إلیه و حركة الهوی و الشفق بالتحریك الحذر و الخوف كالإشفاق و الزهد ضد الرغبة و الترقب الانتظار أی انتظار الموت و مداومة ذكره و عدم الغفلة عنه.

و لما كان للصبر أنواع ثلاثة كما سیأتی فی بابه الصبر عند البلیة و الصبر علی مشقة الطاعة و الصبر علی ترك الشهوات المحرمة و كان ترك الشهوات قد یكون للشوق إلی اللذات الأخرویة و قد یكون للخوف من عقوباتها جعل بناء الصبر علی أربع علی الشوق إلی الجنة ثم بین ذلك بقوله فمن اشتاق إلی الجنة سلا عن الشهوات أی نسیها و صبر علی تركها یقال سلا عن الشی ء أی نسیه و سلوت عنه سلوا كقعدت قعودا أی صبرت و علی الإشفاق عن النار و بینها بقوله

ص: 366

و من أشفق من النار رجع عن المحرمات و فی المجالس و التحف عن الحرمات و یمكن أن تكون الشهوات المذكورة سابقا شاملة للمكروهات أیضا و علی الزهد و عدم الرغبة فی الدنیا و ما فیها من الأموال و الأزواج و الأولاد و غیرها من ملاذها و مألوفاتها و بینها بقوله و من زهد فی الدنیا هانت علیه المصائب و فی بعض النسخ و الكتابین المصیبات و فی النهج استهان

بالمصیبات أی عدها سهلا هینا و استخف بها لأن المصیبة حینئذ بفقد شی ء من الأمور التی زهد عنها و لم یستقر فی قلبه حبها و علی ارتقاب الموت و كثرة تذكره و بینها بقوله و من راقب الموت سارع إلی الخیرات و فی الكتابین (1) و من ارتقب و فی النهج فی الخیرات.

ثم إن تخصیص الشوق إلی الجنة و الإشفاق من النار بترك المشتهیات و المحرمات مع أنهما یصیران سببین لفعل الطاعات أیضا إما لشدة الاهتمام بترك المحرمات و كون الصبر علیها أشق و أفضل كما سیأتی فی الخبر أو لأن فعل الطاعات أیضا داخلة فیهما فإن المانع من الطاعات غالبا الاشتغال بالشهوات النفسانیة فالسلو عنها یستلزم فعلها بل لا یبعد أن یكون الغرض الأصلی من الفقرة الأولی ذلك بل یمكن إدخال فعل الواجبات فی الفقرة الثانیة لأن ترك كل واجب محرم و یدخل ترك المكروهات و فعل المندوبات فی الفقرة الأولی.

و الیقین علی أربع شعب تبصرة الفطنة التبصرة مصدر باب التفعیل و الفطنة الحذق و جودة الفهم و قال ابن میثم هی سرعة هجوم النفس علی حقائق ما تورده الحواس علیها و قال تبصرة الفطنة إعمالها أقول یمكن أن تكون الإضافة إلی الفاعل أی جعل الفطنة الإنسان بصیرا أو إلی المفعول أی جعل الإنسان الفطنة بصیرة و یحتمل أن تكون التبصرة بمعنی الإبصار و الرؤیة فرؤیتها كنایة عن التوجه و التأمل فیها و فی مقتضاها فالإضافة إلی المفعول و حمله علی الإضافة إلی الفاعل محوج إلی تكلف فی قوله فمن أبصر

ص: 367


1- 1. أمالی الطوسیّ و أمالی المفید، أقول: و هكذا فی نسخة النهج.

الفطنة. و تأول الحكمة التأول و التأویل تفسیر ما یئول إلیه الشی ء و قیل أول الكلام و تأوله أی دبره و قدره و فسره و الحكمة العلم بالأشیاء علی ما هی علیه فتأول الحكمة التأول الناشی من العلم و المعرفة و هو الاستدلال علی الأشیاء بالبراهین الحقة و قال ابن میثم هو تفسیر الحكمة و اكتساب الحقائق براهینها و استخراج وجوه الفضائل و مكارم الأخلاق من مظانها ككلام یؤثر أو عبرة یعتبر و قال الكیدری تأول الحكمة هو العلم بمراد الحكماء فیما قالوا و أول الحكمة بأن یعلم قول اللّٰه و رسوله قال تعالی وَ یُزَكِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ و معرفة العبرة و فی سائر الكتب و موعظة العبرة و العبرة ما یتعظ به الإنسان و یعتبره لیستدل به علی غیره و الموعظة تذكیر ما یلین القلب و موعظة العبرة أن تعظ العبرة الإنسان فیتعظ بها و سنة الأولین السنة السیرة محمودة كانت أو مذمومة أی معرفة سنة الماضین و ما آل أمرهم إلیه من سعادة أو شقاوة فیتبع أعمال السعداء و یجتنب قبائح الأشقیاء.

ثم بین علیه السلام فوائد هذه الشعب و كیفیة ترتب الیقین علیها فقال فمن أبصر الفطنة أی جعلها بصیرة أو نظر إلیها و أعملها كأن من لم یعلمها و لم یعمل بمقتضاها لم یبصرها و فی سائر الكتب تبصر فی الفطنة و هو أظهر عرف الحكمة و فی النهج تبینت له الحكمة و فی التحف تأول الحكمة و فی المجالس تبین الحكمة و الكل حسن و قال الكیدری تبصر أی نظر و تفكر و صار ذا بصیرة و قال الحكمة العلم الذی یدفع الإنسان عن فعل القبیح مستعار من حكمة اللجام و من تأول الحكمة و عرفها كما هی عرف العبرة بأحوال السماء و الأرض و الدنیا و أهلها فتحصل له الحكمة النظریة و العملیة و فی النهج و من تبینت له الحكمة و فی المجالس و من تبین الحكمة.

و من عرف العبرة عرف السنة أی سنة الأولین و سنة اللّٰه فیهم فإنها من

ص: 368

أعظم العبر و من عرف السنة فكأنما كان مع الأولین فی حیاتهم أو بعد موتهم أیضا فإن المعرفة الكاملة تفید فائدة المعاینة لأهلها و اهتدی أی بذلك إلی التی هی أقوم أی إلی الطریقة التی هی أقوم الطرائق.

ثم بین علیه السلام كیفیة العبرة فقال و نظر إلی من نجا أی من الأولین بما نجا من متابعة الأنبیاء و المرسلین و الأوصیاء المرضیین و الاقتداء بهم علما و عملا و من هلك بما هلك من مخالفة أئمة الدین و متابعة الأهواء المضلة و الشهوات المزلة و لیست هذه الفقرات من قوله و اهتدی إلی قوله بطاعته فی سائر الكتب.

و العدل علی أربع شعب كأن المراد بالعدل هنا ترك الظلم و الحكم بالحق بین الناس و إنصاف الناس من نفسه لا ما هو مصطلح الحكماء من التوسط فی الأمور فإنه یرجع إلی سائر الأخلاق الحسنة غامض الفهم الغامض خلاف الواضح من الكلام و نسبته إلی الفهم مجاز و كأن المعنی فهم الغوامض أو هو من قولهم أغمض حد السیف أی رققه و فی النهج و التحف غائص من الغوص و هو الدخول تحت الماء لإخراج اللؤلؤ و غیره و قال الكیدری و هو من إضافة الصفة إلی الموصوف للتأكید و الفهم الغائص ما یهجم علی الشی ء فیطلع علی ما هو علیه كمن یغوص علی الدر و اللؤلؤ و غمر العلم أی كثرته فی القاموس الغمر الماء الكثیر و غمر الماء غمارة و غمورة كثر و غمره الماء غمرا و اغتمره غطاه و فی النهج و غور العلم و غور كل شی ء قعره و الغور الدخول فی الشی ء و تدقیق النظر فی الأمر و زهرة الحكم الزهرة بالفتح البهجة و النضارة و الحسن و البیاض و نور النبات و الحكم بالضم القضاء و العلم و الفقه و روضة الحلم الإضافة فیها و فی الفقرة السابقة من قبیل لجین الماء و فیهما مكنیة و تخییلیة حیث شبه الحكم الواقعی بالزهرة لكونه معجبا و مثمرا لأنواع الثمرات الدنیویة و الأخرویة و الحلم بالروضة لكونه رائقا و نافعا فی الدارین و فی النهج و رساخة الحلم یقال رسخ كمنع رسوخا بالضم و رساخة بالفتح أی ثبت و الحلم الأناة و التثبت و قیل هو الإمساك عن المبادرة

ص: 369

إلی قضاء وطر الغضب و رساخة الحلم قوته و كماله.

فمن فهم فسر جمیع العلم و من علم عرف شرائع الحكم أی من فهم غوامض العلوم فسر ما اشتبه علی الناس منها و من كان كذلك عرف شرائع الحكم بین الناس فلا یشتبه علیه الأمر و لا یظلم و لا یجور و بعده فی المجالس و من عرف شرائع الحكم لم یضل و من حلم لم یفرط فی أمره و لم یغضب علی الناس و تثبت فی الأمر و فی النهج فمن فهم علم غور العلم و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم و من حلم إلخ و الصدر الرجوع عن الماء و الشریعة و مورد الناس للاستقاء و الصدور عن شرائع الحكم كنایة عن الإصابة فیه و عدم الوقوع فی الخطاء و لم یفرط علی بناء التفعیل أی لم یقصر فیما یتعلق به من أمور

القضاء و الحكم أو مطلقا و فی بعض نسخ النهج علی بناء الإفعال أی لم یجاوز الحد و عاش فی الناس حمیدا و العیش الحیاة و الحمید المحمود المرضی.

و الجهاد علی أربع شعب تلك الشعب إما أسباب الجهاد أو أنواعه الخفیة ذكرها لئلا یتوهم أنه منحصر فی الجهاد فی السیف مع أنه أحد أفراد الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر بل الجهاد استفراغ الوسع فی إعلاء كلمة اللّٰه و اتباع مرضاته و ترویج شرائعه بالید و اللسان و القلب قال الراغب (1)

الجهاد و المجاهدة استفراغ الوسع فی مدافعة العدو و الجهاد ثلاثة أضرب مجاهدة العدو الظاهر و مجاهدة الشیطان و مجاهدة النفس و تدخل ثلاثتها فی قوله وَ جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2)

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاهِدُوا أَهْوَاءَكُمْ كَمَا تُجَاهِدُونَ أَعْدَاءَكُمْ. و المجاهدة تكون بالید و اللسان قَالَ علیه السلام: جَاهِدُوا الْكُفَّارَ بِأَیْدِیكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ.

علی الأمر بالمعروف هو الذی عرفه الشارع و عده حسنا فإن كان واجبا

ص: 370


1- 1. المفردات: 101.
2- 2. الآیات علی الترتیب فی الحجّ 78، الحجرات: 15، الأنفال: 72.

فالأمر واجب و إن كان مندوبا فالأمر مندوب و النهی عن المنكر أی ما أنكره الشارع و عده قبیحا و هما مشروطان بالعلم بكونه معروفا أو منكرا و تجویز التأثیر و عدم المفسدة و هما یجبان بالید و اللسان و القلب و الصدق فی المواطن أی ترك الكذب علی كل حال إلا مع خوف الضرر فیوری فلا یكون كذبا و المواطن مواضع جهاد النفس و جهاد العدو و جهاد الفاسق بالأمر النهی و مواطن الرضا و السخط و الضر و النفع ما لم یصل إلی حد تجویز التقیة و أصل الصدق و الكذب أن یكونا فی القول ثم فی الخبر من أصناف الكلام كما قال تعالی وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِیلًا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِیثاً(1) و قد یكونان بالعرض فی غیره من أنواع الكلام كقول القائل أ زید فی الدار لتضمنه كونه جاهلا بحال زید و كما إذا قال واسنی لتضمنه أنه محتاج إلی المواساة و یستعملان فی أفعال الجوارح فیقال صدق فی القتال إذا وفی حقه و صدق فی الإیمان إذا فعل ما یقتضیه من الطاعة فالصادق الكامل من یكون لسانه موافقا لضمیره و فعله مطابقا لقوله و منه الصدیق حیث یطلق علی المعصوم فیحتمل أن یكون الصدق هنا شاملا لجمیع ذلك.

و شنآن الفاسقین الشنآن بالتحریك و السكون و قد صحح بهما فی النهج البغض یقال شنئه كسمعه و منعه شنئا مثلثة و شناءة و شنآنا و هذا أولی مراتب النهی عن المنكر و قیل هو مقتضی الإیمان و یجب علی كل حال و لیس داخلا فی النهی عن المنكر

شد ظهر المؤمن و فی النهج ظهور المؤمنین و شد الظهر كنایة عن التقویة كما أن قصم الظهر كنایة عن ضدها و الأمر بالمعروف یقوی المؤمن لأنه یرید ترویج شرائع الإیمان و عسی أن لا یتمكن منه.

أرغم أنف المنافق إرغام الأنف كنایة عن الإذلال و أصله إلصاق الأنف بالرغام و هو التراب و یطلق علی الإكراه علی الأمر و یقال فعلته علی رغم أنفه أی علی كره منه و الرغم مثلثة الكره و المنكر مطلوب للمنافقین

ص: 371


1- 1. النساء: 122 و 87.

و الفساق الذین هم صنف منهم حقیقة و النهی عن المنكر یرغم أنوفهم.

و من صدق فی المواطن قضی الذی علیه و فی سائر الكتب سوی الخصال قضی ما علیه أی من الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر إذا لم یقدر علی أكثر من ذلك أو من جمیع التكالیف فإن الصدق فی الإیمان و العقائد یقتضی العمل بجمیع التكالیف فعلا و تركا أو لأنه یأتی بها لئلا یكون كاذبا إذا سئل عنها و من شنئ الفاسقین المضبوط فی النهج بكسر النون.

و لنتمم كلام المحقق البحرانی (1)

و إن لم یكن فیه كثیر فائدة بعد ما ذكرنا قال بعد ما مر و أما شعب هذه الدعائم فاعلم أنه جعل لكل دعامة منها أربع شعب من الفضائل تتشعب منها و تتفرع علیها فهی كالفروع لها و الأغصان أما شعب الصبر الذی هو عبارة عن ملكة العفة فأحدها الشوق إلی الجنة و محبة الخیرات الباقیة الثانی الشفق و هو الخوف من النار و ما یؤدی إلیها الثالث الزهد فی الدنیا و هو الإعراض بالقلب عن متاعها و طیباتها الرابع ترقب الموت و هذه الأربع فضائل منبعثة عن ملكة العفة لأن كلا منها یستلزمها.

و أما شعب الیقین فأحدها تبصرة الفطنة و إعمالها الثانی تأول الحكمة و هو تفسیرها الثالث موعظة العبرة الرابع أن یلحظ سنة الأولین حتی یصیر كأنه فیهم و هذه الأربع هی فضائل تحت الحكمة كالفروع لها و بعضها كالفرع للبعض.

و أما شعب العدل فأحدها غوص الفهم أی الفهم الغائص فأضاف الصفة إلی الموصوف و قدمها للاهتمام بها و رسم هذه الفضیلة أنها قوة إدراك المعنی المشار إلیه بلفظ أو كنایة أو إشارة و نحوها الثانی غور العلم و أقصاه و هو العلم بالشی ء كما هو تحقیقه و كنهه الثالث نور الحكم أی تكون الأحكام الصادرة عنه نیرة واضحة لا لبس فیها و لا شبهة الرابع ملكة الحلم و عبر عنها بالرسوخ لأن شأن الملكة ذلك و الحلم هو الإمساك عن المبادرة إلی قضاء وطر الغضب فیمن یجنی علیه

ص: 372


1- 1. شرح النهج لابن میثم: 261.

جنایة یصل مكروهها إلیه.

و اعلم أن فضیلتی جودة الفهم و غور العلم و إن كانتا داخلتین تحت الحكمة و كذلك فضیلة الحلم داخلة تحت ملكة الشجاعة إلا أن العدل لما كان فضیلة موجودة فی الأصول الثلاثة كانت فی الحقیقة هی و فروعها شعبا للعدل بیانه أن الفضائل كلها ملكات متوسطة بین طرفی إفراط و تفریط و توسطها ذلك هو معنی كونها عدلا فهی بأسرها شعب له و جزئیات تحته.

و أما شعب الشجاعة المعبر عنها بالجهاد فأحدها الأمر بالمعروف و الثانی النهی عن المنكر و الثالث الصدق فی المواطن المكروهة و وجود الشجاعة فی هذه الشعب الثلاث ظاهر و الرابع شنآن الفاسقین و ظاهر أن بغضهم مستلزم لعداوتهم فی اللّٰه و ثوران القوة الغضبیة فی سبیله لجهادهم و هو مستلزم للشجاعة.

و أما ثمرات هذه الفضائل فأشار إلیها للترغیب فی مثمراتها فثمرات شعب العفة أربع أحدها ثمرة الشوق إلی الجنة و هو السلو عن الشهوات و ظاهر كونه ثمرة له إذ السالك إلی اللّٰه ما لم یشتق إلی ما وعد المتقون لم یكن له صارف عن الشهوات الحاضرة مع توفر الدواعی إلیها فلم یسل عنها الثانیة ثمرة الخوف من النار و هو اجتناب المحرمات الثالثة ثمرة الزهد و هی الاستهانة بالمصیبات لأن غالبها و عامها إنما یلحق بسبب فقد المحبوب من الأمور الدنیویة فمن أعرض عنها بقلبه كانت المصیبة بها هینة عنده الرابعة ثمرة ترقب الموت و هی المسارعة فی الخیرات و العمل له و لما بعده و أما ثمرات الیقین فإن بعض شعبه ثمرة لبعض فإن تبین الحكمة و تعلمها ثمرات لإعمال الفطنة و الفكرة و معرفة العبر و مواقع الاعتبار بالماضین و الاستدلال بذلك علی صانع حكیم ثمرة لتبین وجوه الحكمة و كیفیة الاعتبار.

و أما ثمرات العدل فبعضها كذلك أیضا و ذلك أن جودة الفهم و غوصه مستلزم للوقوف علی غور العلم و غامضه و الوقوف علی غامض العلم مستلزم للوقوف علی شرائع الحكم العادل و الصدور عنها بین الخلق من القضاء الحق و أما ثمرة الحلم

ص: 373

فعدم وقوع الحلیم فی طرف التفریط و التقصیر عن هذه الفضیلة و هی رذیلة الجبن و أن یعیش فی الناس محمودا بفضیلته و أما ثمرات الجهاد فأحدها ثمرة الأمر بالمعروف و هو شد ظهور المؤمنین و معاونتهم علی إقامة الفضیلة الثانیة ثمرة النهی عن المنكر و هی إرغام أنوف المنافقین و إذلالهم بالقهر عن ارتكاب المنكرات و إظهار الرذیلة الثالثة ثمرة الصدق فی المواطن المكروهة و هی قضاء الواجب من أمر اللّٰه تعالی فی دفع أعدائه و الذب عن الحریم و الرابعة ثمرة بغض الفاسقین و الغضب لله و هی غضب اللّٰه لمن أبغضهم و إرضاؤه یوم القیامة فی دار كرامته.

و أقول فرق الكلینی قدس اللّٰه روحه الخبر علی أربعة أبواب فجمعنا ما أورده فی بابی الإسلام و الإیمان هنا و سنورد ما أورده فی بابی الكفر و النفاق فی بابیهما مع شرح تتمة ما أورده السید و صاحب التحف و غیرهما إن شاء اللّٰه تعالی.

«20»- نهج، [نهج البلاغة]: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَصَّكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ وَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ اسْمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ كَرَامَةٍ اصْطَفَی اللَّهُ تَعَالَی مَنْهَجَهُ وَ بَیَّنَ حُجَجَهُ مِنْ ظَاهِرِ عِلْمٍ وَ بَاطِنِ حُكْمٍ لَا تَفْنَی غَرَائِبُهُ وَ لَا تَنْقَضِی عَجَائِبُهُ مَرَابِیعُ النِّعَمِ

وَ مَصَابِیحُ الظُّلَمِ لَا تُفْتَحُ الْخَیْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِحِهِ وَ لَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِمَصَابِحِهِ قَدْ أَحْمَی حِمَاهُ وَ أَرْعَی مَرْعَاهُ فِیهِ شِفَاءُ الْمُشْتَفِی وَ كِفَایَةُ الْمُكْتَفِی (1).

بیان: ظاهره أن الإسلام مشتق من السلامة أی من آفات الدنیا و مهالك الآخرة إذا أدی حقه فلیس بمعنی الانقیاد و الدخول فی السلم و جماع الشی ء ككتاب جمعه و فی الحدیث الخمر جماع الإثم أی مظنته و مجمعه و المنهج و المنهاج الطریق الواضح و حججه الأدلة علی صحته و كلمة من للتفسیر و تفصیل الحجج و ظاهر العلم الأحكام الواضحة المبینة للناس من محكمات القرآن و ما اتضح من السنة و باطن الحكم الأحكام المخزونة عند أهلها كتأویل المتشابهات و أسرار الشریعة و قیل یعنی بظاهر علم و باطن حكم القرآن أ لا تراه كیف

ص: 374


1- 1. نهج البلاغة عبده ج 1 ص 293 الخطبة: 150.

أتی بعده بصفات و نعوت لا یكون إلا للقرآن و لا ریب فی اتحاد حجج الإسلام و القرآن و لا یبعد أن یكون القرآن فی جملة كلام حذف السید رضی اللّٰه عنه علی عادته فی الالتقاط و الاختصار و فی بعض النسخ عزائمه مكان غرائبه أی آیاته المحكمة و براهینه العازمة أی القاطعة و عدم فناء العزائم أو الغرائب إما ثباتها و استقرارها علی طول المدة و تغیر الأعصار أو كثرتها عند البحث و التفتیش عنها و عدم انقضاء العجائب هو أنه كلما تأمل فیه الإنسان استخرج لطائف معجبة و المرابیع أمطار أول الربیع تحیا بها الأرض و تنبت الكلاء و فی بعض النسخ بمفاتیحه و بمصابیحه مع الیاء و فی بعضها بدونها.

و حمیت المكان من الناس كرمیت أی منعته منهم و الحمایة اسم منه و كلاء حمی كرضی أی محمی و أحمیت المكان جعلته حمی لا یقرب منه و لا یجترئ علیه و الرعی بالكسر الكلاء و بالفتح المصدر و المرعی الرعی و المصدر و الموضع قیل أحمی حماه أی جعله اللّٰه عرضة لأن یحمی كما تقول أ قتلت الرجل أی جعلته عرضة لأن یقتل أی قد عرض اللّٰه حمی القرآن و محارمه لأن یجتنب و عرض مرعاه لأن یرعی أی مكن من الانتفاع بمواعظه و زواجره لأنه خاطبنا بلسان عربی مبین و لم یقنع ببیان ما لم یعلم إلا بالشرع حتی نبه فی أكثره علی أدلة العقل.

و قیل استعار لفظ الحمی لحفظه و تدبره و العمل بقوانینه و وجه الاستعارة أن بذلك یكون حفظ الشخص و حراسته أما فی الدنیا فمن أیدی كثیر من الظالمین لاحترامهم حملة القرآن و مفسریه و من یتعلق به و أما فی الآخرة فلحمایته حفظته و متدبریه و العامل به من عذاب اللّٰه كما یحمی الحمی من یلوذ به و قیل أراد بحماه محارمه أی منع بنواهیه و زواجره أن یستباح محارمه.

و أرعی مرعاه أی هیأه لأن یرعی و استعار لفظ المرعی للعلوم و الحكم و الآداب التی یشتمل علیها القرآن و وجه المشابهة أن هذه مراعی النفوس و غذاؤها الذی به یكون نشوها العقلی و تمامها الفعلی كما أن النبات و العشب غذاء للأبدان الحیوانیة الذی یقوم بها وجودها.

ص: 375

و أقول یحتمل أن یكون المراد به أنه جعل له حدودا و حرمات و نهی عن انتهاكها و ارتكاب نواهیه و تعدی حدوده و رخصا أباح للناس الانتفاع بها و التمتع منها و یمكن أن یقال أحمی حماه أی منع المغیرین من تغییر قواعده و أرعی مرعاه أی مكن المطیعین من طاعته و هی الغذاء الروحانی الذی به حیاتهم الباقیة فی النشأة الآخرة و المشتفی طالب الشفاء كالمستشفی كما فی بعض النسخ أی فیه شفاء من الأمراض المعنویة كالجهل و الضلال كما قال تعالی شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ(1) أو منها و من الأمراض البدنیة أیضا بالتعوذ و نحوه كما قال سبحانه وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ(2) و الكفایة بالكسر ما به یحصل الاستغناء عن غیره و هذه الكفایة لأهله و من أخذ غوامضه منهم و رجع فی تأویل المتشابهات و نحوه إلیهم.

«21»- ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسٍ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ حِجِّ الْبَیْتِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْوَلَایَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَجُعِلَ فِی أَرْبَعٍ مِنْهَا رُخْصَةٌ وَ لَمْ یُجْعَلْ فِی الْوَلَایَةِ رُخْصَةٌ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ مَالٌ لَمْ تَكُنْ عَلَیْهِ الزَّكَاةُ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ مَالٌ فَلَیْسَ عَلَیْهِ حَجٌّ وَ مَنْ كَانَ مَرِیضاً صَلَّی قَاعِداً وَ أَفْطَرَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ الْوَلَایَةُ صَحِیحاً كَانَ أَوْ مَرِیضاً وَ ذَا مَالٍ أَوْ لَا مَالَ لَهُ فَهِیَ لَازِمَةٌ(3).

«22»- لی، [الأمالی] للصدوق عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسِ دَعَائِمَ عَلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ

ص: 376


1- 1. یونس: 57.
2- 2. أسری: 82.
3- 3. الخصال ج 1 ص 133.

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).

«23»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْمُحَمَّدِیَّةُ السَّمْحَةُ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ وَ أَدَاءُ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ مَنْ حَبَسَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ أَقَامَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَمْسَ مِائَةِ عَامٍ عَلَی رِجْلَیْهِ حَتَّی یَسِیلَ مِنْ عَرَقِهِ أَوْدِیَةٌ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی حَبَسَ عَنِ اللَّهِ حَقَّهُ قَالَ فَیُوَبَّخُ أَرْبَعِینَ عَاماً ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی نَارِ جَهَنَّمَ (2).

«24»- ثو، [ثواب الأعمال] ل، [الخصال] عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: عَشْرٌ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ الْوَلَایَةُ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ اجْتِنَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ(3).

سن، [المحاسن] عن أبیه عن سعدان: مثله (4)

ل، [الخصال] عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ صُهَیْبِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام: مِثْلَهُ بِتَقْدِیمِ حِجِّ الْبَیْتِ عَلَی صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ (5).

«25»- ل، [الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ

ص: 377


1- 1. أمالی الصدوق ص 161.
2- 2. الخصال ج 1 ص 159.
3- 3. ثواب الأعمال: 15، الخصال ج 2 ص 52.
4- 4. المحاسن ص 13.
5- 5. الخصال ج 2 ص 52.

علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی عَشَرَةِ أَسْهُمٍ عَلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هِیَ الْمِلَّةُ وَ الصَّلَاةِ وَ هِیَ الْفَرِیضَةُ وَ الصَّوْمِ وَ هُوَ الْجُنَّةُ وَ الزَّكَاةِ وَ هِیَ الطَّهَارَةُ وَ الْحَجِّ وَ هُوَ الشَّرِیعَةُ وَ الْجِهَادِ وَ هُوَ الْعِزُّ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ هُوَ الْوَفَاءُ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ هِیَ الْمَحَجَّةُ وَ الْجَمَاعَةِ وَ هِیَ الْأُلْفَةُ وَ الْعِصْمَةِ وَ هِیَ الطَّاعَةُ(1).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عن المفید عن أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن عیسی عن ابن أبی عمیر: مثله (2)

بیان: و هی الملة أی عمدتها و أساسها و هی الفریضة أی أعظم الفرائض و أسبقها و هی الطهارة أی مطهرة للمال و هو الشریعة أی هو من معظم الشرائع و هو العز أی یصیر سببا لعز الإسلام و غلبته علی الأدیان و هو الوفاء أی بعهد اللّٰه تعالی و فی بعض النسخ الوقار أی موجب لوقار الدین و تمكینه و هو المحجة أی طریقة الأنبیاء أو یصیر سببا لظهور طرق الدین و فی بعض النسخ الحجة و هو أظهر أی یصیر سببا للزوم الحجة علی العاصی و الجماعة أی فی الصلاة أو الاجتماع علی الحق و عدم التفرق فی المذاهب و العصمة أی عن المعاصی أو الاعتصام بحبل أئمة الدین كما قال تعالی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا(3) و یؤیده الخبر الآتی (4) حیث عد العاشرة الطاعة و قال و هی العصمة أی یصیر سببا لعصمة الدماء أو العصمة عن الذنوب.

«26»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی حَیَّةَ عَنْ أَبِی الْعَالِیَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سِتٌّ مَنْ عَمِلَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَادَلَتْ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ تَقُولُ أَیْ رَبِّ قَدْ كَانَ یَعْمَلُ بِی فِی الدُّنْیَا الصَّلَاةُ

ص: 378


1- 1. الخصال ج 2 ص 59.
2- 2. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 43.
3- 3. آل عمران: 103.
4- 4. تحت الرقم: 30.

وَ الزَّكَاةُ وَ الْحَجُّ وَ الصِّیَامُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ (1).

«27»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَصِیرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنَاسِكَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ أَنْشَأَ یَقُولُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَقَامَ إِلَیْهِ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ وَ لِبَاسُهُ التَّقْوَی وَ زِینَتُهُ الْحَیَاءُ وَ مِلَاكُهُ الْوَرَعُ وَ كَمَالُهُ الدِّینُ وَ ثَمَرَتُهُ الْعَمَلُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).

بیان: قال فی النهایة فیه ملاك الدین الورع الملاك بالكسر و الفتح قوام الشی ء و نظامه و ما یعتمد علیه فیه.

«28»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسِ دَعَائِمَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجِّ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ الْوَلَایَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

«29»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ الْمُجَاشِعِیُّ وَ حَدَّثَنَا الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی علیه السلام عَنْ أَبِیهِ مُوسَی علیه السلام عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ قَالا جَمِیعاً عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسِ خِصَالٍ عَلَی الشَّهَادَتَیْنِ وَ الْقَرِینَتَیْنِ قِیلَ لَهُ أَمَّا الشَّهَادَتَانِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمَا فَمَا الْقَرِینَتَانِ

ص: 379


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 1 ص 9.
2- 2. المصدر ج 1 ص 82.
3- 3. المصدر ج 1 ص 124.

قَالَ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ فَإِنَّهُ لَا یُقْبَلُ أَحَدُهُمَا إِلَّا بِالْأُخْرَی وَ الصِّیَامِ وَ حِجِّ بَیْتِ اللَّهِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ خُتِمَ ذَلِكَ بِالْوَلَایَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(1).

«30»- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الدَّیْرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مَعْمَرٍ بن [عَنْ] قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی یَا أَحْمَدُ الْإِسْلَامُ عَشَرَةُ أَسْهُمٍ وَ قَدْ خَابَ مَنْ لَا سَهْمَ لَهُ فِیهَا أَوَّلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هِیَ الْكَلِمَةُ وَ الثَّانِیَةُ الصَّلَاةُ وَ هِیَ الطُّهْرُ وَ الثَّالِثَةُ الزَّكَاةُ وَ هِیَ الْفِطْرَةُ وَ الرَّابِعَةُ الصَّوْمُ وَ هِیَ الْجُنَّةُ وَ الْخَامِسَةُ الْحَجُّ وَ هِیَ الشَّرِیعَةُ وَ السَّادِسَةُ الْجِهَادُ وَ هُوَ الْعِزُّ وَ السَّابِعَةُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ هُوَ الْوَفَاءُ وَ الثَّامِنَةُ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ هُوَ الْحُجَّةُ وَ التَّاسِعَةُ الْجَمَاعَةُ وَ هِیَ الْأُلْفَةُ وَ الْعَاشِرَةُ الطَّاعَةُ وَ هِیَ الْعِصْمَةُ قَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَثَلَ هَذَا الدِّینِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الْإِیمَانُ أَصْلُهَا وَ الصَّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزَّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصَّوْمُ سَعَفُهَا وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الْكَفُّ عَنِ الْمَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكْمُلُ شَجَرَةٌ إِلَّا بِالثَّمَرِ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ لَا یَكْمُلُ إِلَّا بِالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ.

بیان: و هی الكلمة أی كلمة التقوی التی قال اللّٰه تعالی وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی (2) أو هی الكلام التام الذی هی أصدق الكلم و أنفعها فكأنها تستحق هذا الاسم دون سائر الكلم أو كلمة التوحید و هی الفطرة أی فطرة اللّٰه التی فطر الناس علیها أی هی من أجزاء الدین و لا یتم إلا بها أو هی سبب لحفظ خلقة الإنسان فإن أكثر آیات الزكاة إنما وردت فی زكاة الفطرة إذ لم یكن للمسلمین یومئذ مال تجب فیه الزكاة كما ورد فی الخبر و المعنی أن الإنسان مفطور علی تصدیق حسنه فإن إعانة المحتاجین و بذل الأموال فی الصدقات مما یحكم بحسنه كل عقل و كل

ص: 380


1- 1. أمالی الطوسیّ ج 2 ص 131، و الآیة فی المائدة: 3.
2- 2. الفتح: 26.

من أقر بشرع فی القاموس الفطرة صدقة الفطر و الخلقة التی خلق علیها المولود فی رحم أمه و الدین و السعف محركة جرید النخل أو ورقه و المراد هنا الأول.

«31»- ف، [تحف العقول] قَالَ كُمَیْلُ بْنُ زِیَادٍ: سَأَلْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ مَا هِیَ فَقَالَ قَوَاعِدُ الْإِسْلَامِ سَبْعَةٌ فَأَوَّلُهَا الْعَقْلُ وَ عَلَیْهِ بُنِیَ الصَّبْرُ وَ الثَّانِی صَوْنُ الْعِرْضِ وَ صِدْقُ اللَّهْجَةِ وَ الثَّالِثَةُ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ عَلَی جِهَتِهِ وَ الرَّابِعَةُ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ وَ الْخَامِسَةُ حَقُّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَعْرِفَةُ وَلَایَتِهِمْ وَ السَّادِسَةُ حَقُّ الْإِخْوَانِ وَ الْمُحَامَاةُ عَلَیْهِمْ وَ السَّابِعَةُ مُجَاوَرَةُ النَّاسِ بِالْحُسْنَی قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْعَبْدُ یُصِیبُ الذَّنْبَ فَیَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ فَمَا حَدُّ الِاسْتِغْفَارِ قَالَ یَا ابْنَ زِیَادٍ التَّوْبَةُ قُلْتُ بَسْ قَالَ لَا قُلْتُ فَكَیْفَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً یَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِالتَّحْرِیكِ قُلْتُ وَ مَا التَّحْرِیكُ قَالَ الشَّفَتَانِ وَ اللِّسَانُ یُرِیدُ أَنْ یَتْبَعَ ذَلِكَ بِالْحَقِیقَةِ قُلْتُ وَ مَا الْحَقِیقَةُ قَالَ تَصْدِیقٌ فِی الْقَلْبِ وَ إِضْمَارُ أَنْ لَا یَعُودَ إِلَی الذَّنْبِ الَّذِی اسْتَغْفَرَ مِنْهُ قَالَ كُمَیْلٌ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ قَالَ لَا قَالَ كُمَیْلٌ فَكَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّكَ لَمْ تَبْلُغْ إِلَی الْأَصْلِ بَعْدُ قَالَ كُمَیْلٌ فَأَصْلُ الِاسْتِغْفَارِ مَا هُوَ قَالَ الرُّجُوعُ إِلَی التَّوْبَةِ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِی اسْتَغْفَرْتَ مِنْهُ وَ هِیَ أَوَّلُ دَرَجَةِ الْعَابِدِینَ وَ تَرْكُ الذَّنْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ اسْمٌ وَاقِعٌ لمعانی [لِمَعَانٍ] سِتٍّ أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَی مَا مَضَی وَ الثَّانِی الْعَزْمُ عَلَی تَرْكِ الْعَوْدِ أَبَداً وَ الثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّیَ حُقُوقَ الْمَخْلُوقِینَ الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ وَ الرَّابِعُ أَنْ تُؤَدِّیَ حَقَّ

اللَّهِ فِی كُلِّ فَرْضٍ وَ الْخَامِسُ أَنْ تُذِیبَ اللَّحْمَ الَّذِی نَبَتَ عَلَی السُّحْتِ وَ الْحَرَامِ حَتَّی یَرْجِعَ الْجِلْدُ إِلَی عَظْمِهِ ثُمَّ تُنْشِئَ فِیمَا بَیْنَهُمَا لَحْماً جَدِیداً وَ السَّادِسُ أَنْ تُذِیقَ الْبَدَنَ أَلَمَ الطَّاعَاتِ كَمَا أَذَقْتَهُ لَذَّاتِ الْمَعَاصِی (1).

بیان: إنما عد علیه السلام صون العرض و صدق اللّٰهجة خصلة واحدة لأن أعظم أسباب صون العرض صدق اللّٰهجة كما أن عمدة أسباب هتك العرض كذبها

ص: 381


1- 1. تحف العقول ط اسلامیة ص 192.

علی جهته أی بالترتیل و التدبر و سائر شرائط التلاوة و فی القاموس بس (1)

بمعنی حسب أو هو مسترذل.

«32»- ف، [تحف العقول] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ ابْتَدَأَ الْأُمُورَ فَاصْطَفَی لِنَفْسِهِ مِنْهَا مَا شَاءَ وَ اسْتَخْلَصَ مِنْهَا مَا أَحَبَّ فَكَانَ مِمَّا أَحَبَّ أَنَّهُ ارْتَضَی الْإِیمَانَ فَاشْتَقَّهُ مِنِ اسْمِهِ فَنَحَلَهُ مَنْ أَحَبَّ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ بَیَّنَهُ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَی مَنْ جَانَبَهُ وَ جَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ وَالاهُ وَ أَمْناً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ هُدًی لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ وَ زِینَةً لِمَنْ تَحَلَّی بِهِ وَ دِیناً لِمَنِ انْتَحَلَهُ وَ عِصْمَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ وَ حَبْلًا لِمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ وَ شَرَفاً لِمَنْ عَرَفَهُ وَ حِكْمَةً لِمَنْ نَطَقَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ وَ حُجَّةً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ وَ فَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ وَ عِلْماً لِمَنْ وَعَی وَ حَدِیثاً لِمَنْ رَوَی وَ حُكْماً لِمَنْ قَضَی وَ حِلْماً لِمَنْ حَدَثَ وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ وَ فَهْماً لِمَنْ تَفَكَّرَ وَ یَقِیناً لِمَنْ عَقَلَ وَ بَصِیرَةً لِمَنْ عَزَمَ وَ آیَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ وَ نَجَاتاً لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَ مَوَدَّةً مِنَ اللَّهِ لِمَنْ صَلَحَ وَ زُلْفَی لِمَنِ ارْتَقَبَ وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ وَ سُبْقَةً لِمَنْ أَحْسَنَ وَ خَیْراً لِمَنْ سَارَعَ وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ وَ لِبَاساً لِمَنِ اتَّقَی وَ تَطْهِیراً لِمَنْ رَشَدَ وَ أَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ وَ رُوحاً لِلصَّادِقِینَ فَالْإِیمَانُ أَصْلُ الْحَقِّ وَ أَصْلُ الْحَقِّ سَبِیلُهُ الْهُدَی وَ صِفَتُهُ الْحُسْنَی وَ مَأْثُرَتُهُ الْمَجْدُ فَهُوَ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ مُشْرِقُ الْمَنَارِ مُضِی ءُ الْمَصَابِیحِ رَفِیعُ الْغَایَةِ یَسِیرُ الْمِضْمَارِ جَامِعُ الْحَلْبَةِ مُتَنَافِسُ السُّبْقَةِ قَدِیمُ الْعُدَّةِ كَرِیمُ الْفُرْسَانِ الصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ الْعِفَّةُ مَصَابِیحُهُ وَ الْمَوْتُ غَایَتُهُ وَ الدُّنْیَا مِضْمَارُهُ وَ الْقِیَامَةُ حَلْبَتُهُ وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ وَ النَّارُ نَقِمَتُهُ وَ التَّقْوَی عُدَّتُهُ وَ الْمُحْسِنُونَ فُرْسَانُهُ فَبِالْإِیمَانِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحَاتِ وَ بِالصَّالِحَاتِ یُعْمَرُ الْفِقْهُ وَ بِالْفِقْهِ یُرْهَبُ الْمَوْتُ وَ بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْیَا وَ بِالدُّنْیَا تُحْذَرُ الْآخِرَةُ وَ بِالْقِیَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ وَ الْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ وَ النَّارُ مَوْعِظَةُ التَّقْوَی وَ التَّقْوَی سِنْخُ الْإِحْسَانِ وَ التَّقْوَی

ص: 382


1- 1. هی كلمة فارسیة.

غَایَةٌ لَا یَهْلِكُ مَنْ تَبِعَهَا وَ لَا یَنْدَمُ مَنْ یَعْمَلُ بِهَا لِأَنَّ بِالتَّقْوَی فَازَ الْفَائِزُونَ وَ بِالْمَعْصِیَةِ خَسِرَ الْخَاسِرُونَ فَلْیَزْدَجِرْ أُولُو النُّهَی وَ لْیَتَذَكَّرْ أَهْلُ التَّقْوَی فَالْإِیمَانُ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الصَّبْرِ وَ الْیَقِینِ وَ الْعَدْلِ وَ الْجِهَادِ فَالصَّبْرُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الشَّوْقِ وَ الشَّفَقِ وَ الزُّهْدِ وَ التَّرَقُّبِ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَی الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا هَانَتْ عَلَیْهِ الْمُصِیبَاتُ وَ مَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَی الْخَیْرَاتِ وَ الْیَقِینُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ وَ تَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ وَ مَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ وَ سُنَّةِ الْأَوَّلِینَ فَمَنْ تَبَصَّرَ فِی الْفِطْنَةِ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ وَ مَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ وَ مَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ وَ مَنْ عَرَفَ السُّنَّةَ

فَكَأَنَّمَا عَاشَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْعَدْلُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی غَائِصِ الْفَهْمِ وَ غَمْرَةِ الْعِلْمِ وَ زَهْرَةِ الْحُكْمِ وَ رَوْضَةِ الْحِلْمِ فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِیعَ الْعِلْمِ وَ مَنْ عَرَفَ الْحُكْمَ لَمْ یَضِلَّ وَ مَنْ حَلُمَ لَمْ یُفَرِّطْ فِی أَمْرِهِ وَ عَاشَ بِهِ فِی النَّاسِ حَمِیداً وَ الْجِهَادُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الصِّدْقِ عِنْدَ الْمَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الْفَاسِقِینَ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ نَهَی عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْكَافِرِینَ وَ مَنْ صَدَقَ فِی الْمَوَاطِنِ قَضَی مَا عَلَیْهِ وَ مَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِینَ غَضِبَ لِلَّهِ وَ مَنْ غَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ فَذَلِكَ الْإِیمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ الْكُفْرُ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الْفِسْقِ وَ الْغُلُوِّ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ فَالْفِسْقُ مِنْ ذَلِكَ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ الْجَفَا وَ الْعَمَی وَ الْغَفْلَةِ وَ الْعُتُوِّ فَمَنْ جَفَا حَقَّرَ الْمُؤْمِنَ وَ مَقَتَ الْفُقَهَاءَ وَ أَصَرَّ عَلَی الْحِنْثِ وَ مَنْ عَمِیَ نَسِیَ الذِّكْرَ وَ بَدْءَ خَلْقِهِ وَ أَلَحَّ عَلَیْهِ الشَّیْطَانُ وَ مَنْ غَفَلَ وَثَبَ عَلَی ظَهْرِهِ (1)

وَ حَسِبَ غَیَّهُ رُشْداً وَ غَرَّتْهُ الْأَمَانِیُّ وَ أَخَذَتْهُ الْحَسْرَةُ إِذَا انْقَضَی الْأَمْرُ وَ انْكَشَفَ عَنْهُ الْغِطَاءُ وَ بَدَا لَهُ مِنَ اللَّهِ

ص: 383


1- 1. فی المصدر: و من غفل جنی علی نفسه، و انقلب علی ظهره، الخ.

مَا لَمْ یَكُنْ یَحْتَسِبُ وَ مَنْ عَتَا عَنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی اللَّهُ عَلَیْهِ (1)

ثُمَّ أَذَلَّهُ بِسُلْطَانِهِ وَ صَغَّرَهُ بِجَلَالِهِ كَمَا فَرَّطَ فِی جَنَابِهِ وَ اغْتَرَّ بِرَبِّهِ الْكَرِیمِ وَ الْغُلُوُّ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی التَّعَمُّقِ وَ التَّنَازُعِ وَ الزَّیْغِ وَ الشِّقَاقِ فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ یَنْتَهِ إِلَی الْحَقِّ وَ لَمْ یَزْدَدْ إِلَّا غَرَقاً فِی الْغَمَرَاتِ لَا تَنْحَبِسُ عَنْهُ (2) فِتْنَةٌ إِلَّا غَشِیَتْهُ أُخْرَی فَهُوَ یَهْوِی فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ وَ مَنْ نَازَعَ وَ خَاصَمَ قَطَعَ بَیْنَهُمُ الْفَشَلُ وَ بَلِیَ أَمْرُهُمْ مِنْ طُولِ اللَّجَاجِ وَ مَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَ حَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّیِّئَةُ وَ سَكِرَ سُكْرَ الضَّلَالِ وَ مَنْ شَاقَّ اعْوَرَّتْ عَلَیْهِ طَرِیقُهُ وَ اعْتَرَضَ أَمْرُهُ وَ ضَاقَ مَخْرَجُهُ وَ حَرِیٌّ أَنْ یُنْزَعَ مِنْ دِینِهِ مَنِ اتَّبَعَ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الشَّكُّ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الْمِرْیَةِ وَ الْهَوْلِ وَ التَّرَدُّدِ وَ الِاسْتِسْلَامِ (3)

فَبِأَیِّ آلَاءِ رَبِّكَ یَتَمَارَی الْمُمْتَرُونَ وَ مَنْ هَالَهُ مَا بَیْنَ یَدَیْهِ نَكَصَ عَلَی عَقِبَیْهِ وَ مَنْ تَرَدَّدَ فِی رِیبَةٍ سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ وَ أَدْرَكَهُ الْآخِرُونَ وَ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّیَاطِینِ وَ مَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ هَلَكَ فِیهِمَا وَ مَنْ نَجَا مِنْ ذَلِكَ فَبِفَضْلِ الْیَقِینِ وَ الشُّبْهَةُ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی إِعْجَابٍ بِالزِّینَةِ وَ تَسْوِیلِ النَّفْسِ وَ تَأَوُّلِ الْعِوَجِ وَ لَبْسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الزِّینَةَ تَئُولُ عَنِ الْبَیِّنَةِ وَ تَسْوِیلَ النَّفْسِ تُقْحِمُ إِلَی الشَّهْوَةِ وَ الْعِوَجَ یَمِیلُ مَیْلًا عَظِیماً وَ اللَّبْسَ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ فَذَلِكَ الْكُفْرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ النِّفَاقُ عَلَی أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَی الْهَوَی وَ الْهُوَیْنَا وَ الْحَفِیظَةِ وَ الطَّمَعِ فَالْهَوَی مِنْ ذَلِكَ عَلَی أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَی الْبَغْیِ وَ الْعُدْوَانِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْعِصْیَانِ فَمَنْ بَغَی كَثُرَتْ غَوَائِلُهُ وَ تَخَلَّی مِنْهُ وَ نُصِرَ عَلَیْهِ وَ مَنِ اعْتَدَی لَمْ تُؤْمَنْ بَوَائِقُهُ وَ لَمْ یَسْلَمْ قَلْبُهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْدِلْ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ خَاضَ فِی الْحَسَرَاتِ وَ سَبَحَ فِیهَا وَ مَنْ عَصَی ضَلَّ عَمْداً بِلَا عُذْرٍ وَ لَا حُجَّةٍ وَ أَمَّا شُعَبُ الْهُوَیْنَا فَالْهَیْبَةُ وَ الْغِرَّةُ وَ الْمُمَاطَلَةُ وَ الْأَمَلُ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْهَیْبَةَ تَرُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ الِاغْتِرَارَ بِالْعَاجِلِ تَفْرِیطُ الْآجِلِ وَ تَفْرِیطُ الْمُمَاطَلَةِ مُوَرِّطٌ

ص: 384


1- 1. فی المصدر: و من عتا عن أمر اللّٰه شك و من شك تعالی اللّٰه علیه.
2- 2. لا تنحسر خ ل.
3- 3. كأنّه سقط من هنا شی ء و فی نسخة الكافی و هو قول اللّٰه عزّ و جلّ.

فِی الْعَمَی وَ لَوْ لَا الْأَمَلُ عَلِمَ الْإِنْسَانُ حِسَابَ مَا هُوَ فِیهِ وَ لَوْ عَلِمَ حِسَابَ مَا هُوَ فِیهِ مَاتَ خُفَاتاً مِنَ الْهَوْلِ وَ الْوَجَلِ وَ أَمَّا شُعَبُ الْحَفِیظَةِ فَالْكِبْرُ وَ الْفَخْرُ وَ الْحَمِیَّةُ وَ الْعَصَبِیَّةُ فَمَنِ اسْتَكْبَرَ أَدْبَرَ وَ مَنْ فَخَرَ فَجَرَ وَ مَنْ حَمِیَ أَصَرَّ وَ مَنْ أَخَذَتْهُ الْعَصَبِیَّةُ جَارَ فَبِئْسَ الْأَمْرُ أَمْرٌ بَیْنَ إِدْبَارٍ وَ فُجُورٍ وَ إِصْرَارٍ وَ جَوْرٍ عَنِ الصِّرَاطِ وَ شُعَبُ الطَّمَعِ الْفَرَحُ وَ الْمَرَحُ وَ اللَّجَاجَةُ وَ التَّكَبُّرُ فَالْفَرَحُ مَكْرُوهٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْمَرَحُ خُیَلَاءُ وَ اللَّجَاجَةُ بَلَاءٌ لِمَنِ اضْطَرَّتْهُ إِلَی حَمْلِهِ الْآثَامَ وَ التَّكَبُّرُ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ شُغُلٌ وَ اسْتِبْدَالُ الَّذِی هُوَ أَدْنی بِالَّذِی هُوَ خَیْرٌ فَذَلِكَ النِّفَاقُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ اللَّهُ قَاهِرٌ فَوْقَ عِبَادِهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ وَ اسْتَوَتْ بِهِ مِرَّتُهُ وَ اشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ وَ فَاضَتْ بَرَكَتُهُ وَ اسْتَضَاءَتْ حِكْمَتُهُ وَ فَلَجَتْ حُجَّتُهُ وَ خَلَصَ دِینُهُ وَ حَقَّتْ كَلِمَتُهُ وَ سَبَقَتْ حَسَنَاتُهُ وَ صَفَتْ نِسْبَتُهُ وَ أَقْسَطَتْ مَوَازِینُهُ وَ بَلَّغَتْ رِسَالاتُهُ وَ حَضَرَتْ حَفَظَتُهُ ثُمَّ جَعَلَ السَّیِّئَةَ ذَنْباً وَ الذَّنْبَ فِتْنَةً وَ الْفِتْنَةَ دَنَساً وَ جَعَلَ الْحُسْنَی غَنَماً وَ الْعُتْبَی تَوْبَةً وَ التَّوْبَةَ طَهُوراً فَمَنْ تَابَ اهْتَدَی وَ مَنِ افْتُتِنَ غَوَی مَا لَمْ یَتُبْ إِلَی اللَّهِ وَ یَعْتَرِفْ بِذَنْبِهِ وَ یُصَدِّقْ بِالْحُسْنَی وَ لَا یَهْلِكُ عَلَی اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ فَاللَّهَ اللَّهَ مَا أَوْسَعَ مَا لَدَیْهِ مِنَ التَّوْبَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْبُشْرَی وَ الْحِلْمِ الْعَظِیمِ وَ مَا أَنْكَرَ مَا لَدَیْهِ مِنَ الْأَنْكَالِ وَ الْجَحِیمِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْبَطْشِ الشَّدِیدِ فَمَنْ ظَفِرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ اخْتَارَ كَرَامَتَهُ وَ مَنْ لَمْ یَزَلْ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ ذَاقَ وَبِیلَ نَقِمَتِهِ هُنَالِكَ عُقْبَی الدَّارِ(1).

«33»- كِتَابُ الْغَارَاتِ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ بِأَسَانِیدَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ الْإِسْلَامَ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ هُنَالِكَ عُقْبَی الدَّارِ لَا یَخْشَی أَهْلُهَا غَیْرَهَا وَ هُنَالِكَ خَیْبَةٌ لَیْسَ لِأَهْلِهَا اخْتِیَارٌ نَسْأَلُ اللَّهَ ذَا السُّلْطَانِ الْعَظِیمِ وَ الْوَجْهِ الْكَرِیمِ الْخَیْرَ وَ الْخَیْرُ عَافِیَةٌ

ص: 385


1- 1. تحف العقول ص 158- 163. ط اسلامیة.

لِلْمُتَّقِینَ وَ الْخَیْرُ مَرَدُّ یَوْمِ الدِّینِ.

«34»- سن، [المحاسن] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَبِی الْخَزْرَجِ مَعاً عَنْ سُفْیَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُوَیْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی صَادِقٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَثَافِیُّ الْإِسْلَامِ ثَلَاثٌ لَا تَنْفَعُ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ دُونَ صَاحِبَتَیْهَا الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْوَلَایَةُ(1).

«35»- سن، [المحاسن] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَصْلِ الْإِسْلَامِ وَ فَرْعِهِ وَ ذِرْوَتِهِ وَ سَنَامِهِ قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَصْلُهُ الصَّلَاةُ وَ فَرْعُهُ الزَّكَاةُ وَ ذِرْوَتُهُ وَ سَنَامُهُ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَبْوَابِ الْخَیْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَ الصَّدَقَةُ تَحُطُّ الْخَطِیئَةَ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یُنَاجِی رَبَّهُ ثُمَّ تَلَا تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ (2).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْغَضَائِرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ(3).

«36»- سن، [المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْفَرَائِضِ الَّتِی افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَی الْعِبَادِ مَا هِیَ فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ الْخُمْسُ وَ الزَّكَاةُ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْوَلَایَةُ فَمَنْ أَقَامَهُنَّ وَ سَدَّدَ وَ قَارَبَ وَ اجْتَنَبَ كُلَّ مُنْكَرٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ(4).

بیان: قال فی النهایة فیه سددوا و قاربوا أی اطلبوا بأعمالكم السداد و الاستقامة و هو القصد فی الأمر و العدل فیه و قال أی اقتصدوا فی الأمور كلها و اتركوا الغلو فیها و التقصیر یقال قارب فلان فی أموره إذا اقتصد وَ مِنْهُ

ص: 386


1- 1. المحاسن ص 286.
2- 2. المحاسن ص 289، و الآیة فی السجدة: 16.
3- 3. لم نجده فی أحادیث الغضائری.
4- 4. المحاسن ص 290.

الْحَدِیثُ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ ثُمَّ یُسَدِّدُ. أی یقتصد فلا یغلو و لا یسرف وَ مِنْهُ: وَ سُئِلَ عَنِ الْإِزَارِ فَقَالَ سَدِّدْ وَ قَارِبْ.

أی أعمل به شیئا لا تعاب علی فعله فلا تفرط فی إرساله و لا تشمیره انتهی و فی بعض النسخ كل مسكر مكان كل منكر.

«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عِیسَی بْنِ السَّرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ الَّذِی بَنَی اللَّهُ عَلَیْهِ الدِّینَ لَا یَسَعُ أَحَداً التَّقْصِیرُ فِی شَیْ ءٍ مِنْهَا الَّذِی مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَیْ ءٍ مِنْهَا فَسَدَ عَلَیْهِ دِینُهُ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ عَرَفَهَا وَ عَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِینُهُ وَ قُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ یَضُرَّهُ مَا هُوَ فِیهِ بِجَهْلِ شَیْ ءٍ مِنَ الْأُمُورِ إِنْ جَهِلَهُ فَقَالَ نَعَمْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْإِیمَانُ بِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ حَقٌّ مِنَ الْأَمْوَالِ الزَّكَاةُ وَ الْوَلَایَةُ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ بِهَا وَلَایَةُ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ وَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً فَكَانَ الْإِمَامَ عَلِیٌّ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ كَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ كَانَتِ الشِّیعَةُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُمْ لَا یَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَ لَا حَلَالَهُمْ وَ لَا حَرَامَهُمْ حَتَّی كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ فَنَهَجَ لَهُمْ وَ بَیَّنَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَ حَلَالَهُمْ وَ حَرَامَهُمْ حَتَّی اسْتَغْنَوْا عَنِ النَّاسِ وَ صَارَ النَّاسُ یَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ بَعْدَ مَا كَانُوا یَتَعَلَّمُونَ مِنَ النَّاسِ وَ هَكَذَا یَكُونُ الْأَمْرُ وَ الْأَرْضُ لَا یَكُونُ إِلَّا بِإِمَامٍ (1).

«38»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْحَجُّ إِلَی الْبَیْتِ وَ الْجِهَادُ وَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ مَا أَظُنُّ الْقَوْمَ إِلَّا هَلَكُوا بِتَرْكِ الْوَلَایَةِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَصْنَعُ یَا بَا سَعِیدٍ إِذَا هَلَكُوا.

«39»- بَیَانُ أَنْوَاعِ الْقُرْآنِ بِرِوَایَةِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ

ص: 387


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 252.

عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: حُدُودُ الْفُرُوضِ الَّتِی فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ هِیَ خَمْسَةٌ مِنْ كِبَارِ الْفَرَائِضِ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْحَجُّ وَ الصَّوْمُ وَ الْوَلَایَةُ الْحَافِظَةُ لِهَذِهِ الْفَرَائِضِ الْأَرْبَعَةِ وَ هِیَ فَلِكُلِّ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ وَ جَمِیعِ أُمُورِ الدِّینِ وَ الشَّرَائِعِ فَكِبَارُ حُدُودِ الصَّلَاةِ أَرْبَعَةٌ وَ هِیَ مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ وَ مَعْرِفَةُ الْقِبْلَةِ وَ التَّوَجُّهُ إِلَیْهَا وَ الرُّكُوعُ وَ السُّجُودُ وَ لَهَا خَامِسَةٌ لَا تَتِمُّ الصَّلَاةُ وَ تَثْبُتُ إِلَّا بِهَا وَ هِیَ الْوُضُوءُ عَلَی حُدُودِهِ الَّتِی فَرَضَهَا اللَّهُ وَ بَیَّنَهَا فِی كِتَابِهِ وَ إِنَّمَا صَارَتْ هَذِهِ كِبَارَ حُدُودِ الصَّلَاةِ لِأَنَّهَا عَوَامٌّ فِی جَمِیعِ الْعَالَمِ مَعْرُوفَةٌ مَشْهُورَةٌ بِكُلِّ لِسَانٍ فِی الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ فَجَمِیعُ النَّاسِ الْعَاقِلِ وَ الْعَالِمِ وَ غَیْرِ الْعَالِمِ یَقْدِرُ عَلَی أَنْ یَتَعَلَّمَ هَذِهِ الْحُدُودَ الْكِبَارَ سَاعَةَ تَجِبُ عَلَیْهِ لِأَنَّهَا تُتَعَلَّمُ بِالرُّؤْیَةِ وَ الْإِشَارَةِ مِنْ ضَبْطِ الْوُضُوءِ وَ الْوَقْتِ وَ الْقِبْلَةِ وَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِی تَأْخِیرِ تَعْلِیمِ ذَلِكَ وَ سَائِرِ حُدُودِ الصَّلَاةِ وَ مَا فِیهَا مِنَ السُّنَنِ فَلَیْسَ كُلُّ أَحَدٍ یُحْسِنُ وَ یَتَهَیَّأُ لَهُ أَنْ یَتَعَلَّمَ مَا فِیهَا مِنَ السُّنَنِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَ الدُّعَاءِ وَ التَّسْبِیحِ وَ التَّشَهُّدِ وَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ فَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی هَذِهِ كِبَارَ حُدُودِ الصَّلَاةِ لِعِلْمِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ یَسْتَطِیعُونَ أَنْ یُؤَدُّوا جَمِیعَ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ فِی حَالَةِ وُجُوبِهَا عَلَیْهِمْ وَ جَعَلَهَا فَرِیضَةً وَ جَعَلَ سَائِرَ مَا فِیهَا سُنَّةً وَاجِبَةً عَلَی مَنْ أَحْسَنَهَا وَ وَسَّعَ لِمَنْ لَمْ یُحْسِنْهَا فِی إِقَامَتِهَا حَتَّی یَتَعَلَّمَهَا لِأَنَّهَا تَصْعُبُ عَلَی الْأَعَاجِمِ خَاصَّةً لِقِلَّةِ ضَبْطِهِمُ الْعَرَبِیَّةَ وَ لِاخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهِمْ وَ لَا عُذْرَ لَهُمْ فِی تَرْكِ التَّعْلِیمِ وَ مُجَاهَدَتِهِ وَ لَهُمُ الْعُذْرُ فِی إِقَامَتِهِ حَتَّی یَتَعَلَّمُوهُ وَ كِبَارُ حُدُودِ الزَّكَاةِ أَرْبَعَةٌ مَعْرِفَةُ الْقَدْرِ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْهِ فِیهِ الزَّكَاةُ وَ مَا الَّذِی یَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَیْهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ الَّذِی یَجِبُ فِیهِ الزَّكَاةُ وَ مَعْرِفَةُ الْعَدَدِ وَ الْقِیمَةِ وَ مَعْرِفَةُ الْمَوْضِعِ الَّذِی تُوضَعُ فِیهِ فَأَمَّا مَعْرِفَةُ الْعَدَدِ وَ الْقِیمَةِ فَهُوَ أَنَّهُ یَجِبُ أَنْ یَعْلَمَ الْإِنْسَانُ كَمِ الْأَشْیَاءُ الَّتِی تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَیْهَا مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِی فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِیهِ الزَّكَاةَ وَ هُوَ الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ وَ الْحِنْطَةُ وَ الشَّعِیرُ وَ التَّمْرُ وَ الزَّبِیبُ وَ الْإِبِلُ وَ الْبَقَرُ وَ الْغَنَمُ

ص: 388

فَهَذِهِ تِسْعَةُ أَشْیَاءَ وَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ فِیمَا سِوَی ذَلِكَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ زَكَاةٌ وَ یَجِبُ أَنْ یَعْرِفُوا مِنْ ذَلِكَ مَا یَجِبُ مِنَ الْعَدَدِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ وَ وَضَعَ لِمَعْرِفَةِ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ مِمَّا فَرَضَ عَلَیْهِمْ أَرْبَعَةَ أَشْیَاءَ وَ هِیَ الْكَیْلُ وَ الْوَزْنُ وَ الْمِسَاحَةُ وَ الْعَدَدُ فَالْعَدَدُ فِی الْإِبِلِ وَ

الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ الْكَیْلِ فِی الْحِنْطَةِ وَ الشَّعِیرِ وَ الزَّبِیبِ وَ التَّمْرِ وَ الْوَزْنِ فِی الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَإِذَا عَرَفَ الْإِنْسَانُ هَذِهِ الْأَشْیَاءَ كَانَ مُؤَدِّیاً لِلزَّكَاةِ عَلَی مَا فَرَضَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیْهِ فَإِنْ لَمْ یَعْرِفْ ذَلِكَ لَمْ یُحْسِنْ أَنْ یُؤَدِّیَ هَذِهِ الْفَرَائِضَ ثُمَّ یَحْتَاجُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ یَعْرِفَ الْمَوْضِعَ الَّذِی یَجِبُ أَنْ یَضَعَ فِیهِ زَكَاتَهُ فَیَضَعُهَا فِیهِ وَ إِلَّا لَمْ یَكُنْ مُؤَدِّیاً لِمَا أَمَرَ اللَّهُ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الزَّكَاةِ وَ كِبَارُ حُدُودِ الْحَجِّ أَرْبَعَةٌ فَأَوَّلُ ذَلِكَ الْإِحْرَامُ مِنَ الْوَقْتِ الْمُوَقَّتِ لَا یَتَقَدَّمُ عَلَی ذَلِكَ وَ لَا یَتَأَخَّرُ عَنْهُ إِلَّا لِعِلَّةٍ وَ الطَّوَافُ بِالْبَیْتِ وَ السَّعْیُ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ الْوُقُوفُ بِالْمَوْقِفَیْنِ عَرَفَةَ وَ الْمُزْدَلِفَةِ وَ هِیَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الْحَجِّ وَ عَلَیْهِ بَعْدَ أَنْ یَتَعَلَّمَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِی عُمْرَتِهِ وَ حَجِّهِ وَ مَا یَلْزَمُ مِنْ ذَبْحٍ وَ حَلْقٍ وَ تَقْصِیرٍ وَ رَمْیِ الْجِمَارِ حَتَّی یُؤَدِّیَ ذَلِكَ كَمَا یَجِبُ وَ كَمَا سَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كِبَارُ حُدُودِ الصَّوْمِ أَرْبَعَةٌ وَ هِیَ اجْتِنَابُ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ وَ النِّكَاحِ وَ الِارْتِمَاسِ فِی الْمَاءِ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الصَّوْمِ وَ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ یَجْتَنِبَ الْقَیْ ءَ مُتَعَمِّداً وَ الْكَذِبَ وَ قَوْلَ الزُّورِ وَ إِنْشَادَ الشِّعْرِ وَ غَیْرَ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ نُهِیَ عَنْهُ وَ جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ مِمَّا سَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَ بِهِ وَ كِبَارُ حُدُودِ الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ أَرْبَعَةٌ وَ هِیَ غَسْلُ الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ الْمَسْحُ عَلَی الرَّأْسِ وَ الْمَسْحُ عَلَی الرِّجْلَیْنِ إِلَی الْكَعْبَیْنِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَ سَائِرُ ذَلِكَ سُنَّةٌ وَ كِبَارُ حُدُودِ وَلَایَةِ الْإِمَامِ الْمَفْرُوضِ الطَّاعَةِ أَنْ یَعْلَمَ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الْخَطَاءِ وَ الزَّلَلِ وَ الْعَمْدِ وَ مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا لَا یَزِلُّ وَ لَا یَخْطَأُ وَ لَا یَلْهُو بِشَیْ ءٍ مِنَ الْأُمُورِ الْمُوبِقَةِ لِلدِّینِ وَ لَا بِشَیْ ءٍ مِنَ الْمَلَاهِی وَ أَنَّهُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَلَالِ اللَّهِ

ص: 389

وَ حَرَامِهِ وَ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ وَ أَحْكَامِهِ مُسْتَغْنٍ عَنْ جَمِیعِ الْعَالَمِ وَ غَیْرُهُ مُحْتَاجٌ إِلَیْهِ وَ أَنَّهُ أَسْخَی النَّاسِ وَ أَشْجَعُ النَّاسِ وَ الْعِلَّةُ فِی وُجُوبِ الْعِصْمَةِ أَنَّهُ إِنْ لَمْ یَكُنْ مَعْصُوماً لَمْ یُؤْمَنْ مِنْهُ أَنْ یَدْخُلَ فِی بَعْضِ مَا یَدْخُلُ فِیهِ النَّاسُ مِنِ ارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ بِغَلَبَةِ الشَّهَوَاتِ فَإِذَا دَخَلَ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ احْتَاجَ إِلَی مَنْ یُقِیمُ عَلَیْهِ الْحُدُودَ الَّتِی فَرَضَهَا اللَّهُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ إِمَاماً عَلَی النَّاسِ مُؤَدِّیاً لَهُمْ مَنْ یَكُونُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنِ ارْتِكَابِ الذُّنُوبِ وَ الْعِلَّةُ فِی أَنْ یَكُونَ أَعْلَمَ النَّاسِ أَنَّهُ إِنْ لَمْ یَكُنْ عَالِماً بِجَمِیعِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ فُنُونِ الْعُلُومِ الَّتِی یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهَا فِی أُمُورِ دِینِهِمْ وَ دُنْیَاهُمْ لَمْ یُؤْمَنْ مِنْهُ أَنْ یُقَلِّبَ شَرَائِعَ اللَّهِ وَ أَحْكَامَهُ وَ حُدُودَهُ فَیَقْطَعَ مَنْ لَا یَجِبُ عَلَیْهِ الْقَطْعُ وَ یَقْتُلَ وَ یَصْلِبَ السَّارِقَ وَ یَحُدَّ وَ یَضْرِبَ الْمُحَارِبَ وَ الْعِلَّةُ فِی أَنَّهُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَسْخَی النَّاسِ أَنَّهُ خَازِنُ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُؤْتَمَنُ عَلَی أَمْوَالِهِمْ وَ فَیْئِهِمْ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ سَخِیّاً تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَی أَمْوَالِهِمْ فَأَخَذَهَا وَ الْعِلَّةُ فِی أَنَّهُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَشْجَعَ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِئَةُ الْمُسْلِمِینَ إِلَیْهِ یَرْجِعُونَ فِی الْحُرُوبِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ أَشْجَعَهُمْ لَمْ یُؤْمَنْ مِنْهُ أَنْ یَهْرُبَ وَ یَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَ یُسَلِّمَهُمْ لِلْقَتْلِ وَ الْعَطَبِ فَیَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ (1) فَلَا یَجُوزُ أَنْ یَفِرَّ مِنَ الْحَرْبِ وَ یَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ لِهَذِهِ الْفَرَائِضِ الْأَرْبَعِ دَلَالَتَیْنِ وَ هُمَا أَعْظَمُ الدَّلَائِلِ فِی السَّمَاءِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ فَدَلَالَةُ الصَّلَاةِ الَّتِی هِیَ أَعْظَمُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ وَ هِیَ عَمُودُ الدِّینِ وَ هِیَ أَشْرَفُهَا وَ أَجَلُّهَا الشَّمْسُ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلی غَسَقِ اللَّیْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً(2) فَلَا تُعْرَفُ مَوَاقِیتُ الصَّلَاةِ إِلَّا بِالشَّمْسِ أَوَّلُهَا الزَّوَالُ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ وَ هُوَ وَقْتُ الظُّهْرِ ثُمَّ الْعَصْرُ بَعْدَهَا وَ دَلِیلُهَا مَا تَقَدَّمَ مِنَ الزَّوَالِ وَ الْمَغْرِبُ إِذَا سَقَطَ الْقُرْصُ (3)

وَ هُوَ مِنَ الشَّمْسِ

ص: 390


1- 1. الأنفال: 16.
2- 2. أسری: 78.
3- 3. یعنی بذهاب الحمرة.

وَ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ إِذَا ذَهَبَ الشَّفَقُ وَ هُوَ مِنَ الشَّمْسِ وَ صَلَاةُ الْفَجْرِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَ هُوَ مِنَ الشَّمْسِ وَ جَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ دَلَالَةَ الزَّكَاةِ مُشْتَرَكَةً بَیْنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَإِذَا حَالَ الْحَوْلُ وَجَبَتِ الزَّكَاةُ وَ جَعَلَ دَلَالَةَ الْحَجِّ وَ الصَّوْمِ الْقَمَرَ لَا تُعْرَفُ هَاتَانِ الْفَرِیضَتَانِ إِلَّا بِالْقَمَرِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِیَ مَواقِیتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِ وَ قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَزَّ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنَّاسِ وَ بَیِّناتٍ مِنَ الْهُدی وَ الْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ (1) فَفَرَضَ الْحَجَّ وَ الصَّوْمَ لَا یُعْرَفُ إِلَّا بِالشُّهُورِ وَ الشُّهُورُ لَا تُعْرَفُ إِلَّا بِالْقَمَرِ دُونَ الشَّمْسِ.

«40»- تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیه قَالَ: أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِی كِتَابِهِ فَدَعَائِمُ الْإِسْلَامِ وَ هِیَ خَمْسُ دَعَائِمَ وَ عَلَی هَذِهِ الْفَرَائِضِ الْخَمْسِ بُنِیَ الْإِسْلَامُ فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ فَرِیضَةٍ مِنْ هَذِهِ الْفَرَائِضِ أَرْبَعَةَ حُدُودٍ لَا یَسَعُ أَحَداً جَهْلُهَا أَوَّلُهَا الصَّلَاةُ ثُمَّ الزَّكَاةُ ثُمَّ الصِّیَامُ ثُمَّ الْحَجُّ ثُمَّ الْوَلَایَةُ وَ هِیَ خَاتِمَتُهَا وَ الْجَامِعَةُ لِجَمِیعِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ فَحُدُودُ الصَّلَاةِ أَرْبَعَةٌ مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ بِتَغْیِیرٍ مَا إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

بیان: كان فی نسختی الروایتین سقم و تشویش لا سیما فی حدود الزكاة و فی النعمانی بعد قوله و البقر و الغنم فأما المساحة فمن باب الأرضین و المیاه و كأن ذكر القیمة لأنه قد یجوز أداء القیمة بدل العین و ذكر المساحة لأنه قد یضمن العامل حصة الفقراء بعد الخرص قبل الحصاد فیحتاج إلی المساحة و سنبین جمیع ذلك فی أبوابها إن شاء اللّٰه تعالی و كأن مدخلیة الشمس فی الزكاة لأن الغلات حولها إدراكها و هی تابعة للفصول التابعة لحركة الشمس و فی النعمانی مكان قوله و جعل اللّٰه جل و عز لهذه الفرائض الأربع إلی آخره هكذا و قد جعل اللّٰه لهذه الفرائض الأربع دلیلین أبان لنا بهما المشكلات و هما الشمس و القمر أی النبی و وصیه بلا فصل.

ص: 391


1- 1. البقرة: 185.

كِتَابُ الطُّرَفِ، لِلسَّیِّدِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عِیسَی بْنِ الْمُسْتَفَادِ مِمَّا رَوَاهُ فِی كِتَابِ الْوَصِیَّةِ قَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ بَدْءِ الْإِسْلَامِ كَیْفَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ وَ كَیْفَ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ فَقَالَ لِی أَبِی إِنَّهُمَا لَمَّا دَعَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ وَ یَا خَدِیجَةُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عِنْدِی یَدْعُوكُمَا إِلَی بَیْعَةِ الْإِسْلَامِ فَأَسْلِمَا تَسْلَمَا وَ أَطِیعَا تَهْدِیَا فَقَالا فَعَلْنَا وَ أَطَعْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عِنْدِی یَقُولُ لَكُمَا إِنَّ لِلْإِسْلَامِ شُرُوطاً وَ عُهُوداً وَ مَوَاثِیقَ فَابْتَدِیَاهُ بِمَا شَرَطَ اللَّهُ عَلَیْكُمَا لِنَفْسِهِ وَ لِرَسُولِهِ أَنْ تَقُولَا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ فِی مُلْكِهِ وَ لَمْ یَلِدْهُ وَالِدٌ وَ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً إِلَهاً وَاحِداً مُخْلِصاً وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً بَیْنَ یَدَیِ السَّاعَةِ وَ نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یَرْفَعُ وَ یَضَعُ وَ یُغْنِی وَ یُفْقِرُ وَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ قَالا شَهِدْنَا قَالَ وَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَی الْمَكَارِهِ غَسْلُ الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الذِّرَاعَیْنِ وَ مَسْحُ الرَّأْسِ وَ الرِّجْلَیْنِ إِلَی الْكَعْبَیْنِ وَ غُسْلُ الْجَنَابَةِ فِی الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ أَخْذُ الزَّكَاةِ مِنْ حِلِّهَا وَ وَضْعِهَا فِی أَهْلِهَا وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ الْعَدْلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الْقَسْمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ إِلَی الْوُصُولِ إِلَی الْإِمَامِ فَإِنَّهُ لَا شُبْهَةَ عِنْدَهُ وَ طَاعَةُ وَلِیِّ الْأَمْرِ بَعْدِی وَ مَعْرِفَتُهُ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وَاحِداً وَاحِداً وَ مُوَالاةُ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مُعَادَاةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ حِزْبِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْأَحْزَابِ تَیْمٍ وَ عَدِیٍّ وَ أُمَیَّةَ وَ أَشْیَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ الْحَیَاةُ عَلَی دِینِی وَ سُنَّتِی وَ دِینِ وَصِیِّی وَ سُنَّتِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْمَوْتُ عَلَی مِثْلِ ذَلِكَ وَ تَرْكُ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ مُلَاحَاةُ النَّاسِ یَا خَدِیجَةُ فَهِمْتِ مَا شَرَطَ رَبُّكِ عَلَیْكِ قَالَتْ نَعَمْ وَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ رَضِیتُ وَ سَلَّمْتُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تُبَایِعُهُ عَلَی مَا شَرَطْتُ عَلَیْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ كَفَّهُ فَوَضَعَ كَفَّ عَلِیٍّ علیه السلام فِی كَفِّهِ فَقَالَ بَایِعْنِی یَا عَلِیُّ عَلَی مَا شَرَطْتُ عَلَیْكَ وَ أَنْ تَمْنَعَنِی مِمَّا تَمْنَعُ مِنْهُ نَفْسَكَ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا

ص: 392

بِاللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اهْتَدَیْتَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ رَشَدْتَ وَ وُفِّقْتَ وَ أَرْشَدَكَ اللَّهُ یَا خَدِیجَةُ ضَعِی یَدَكِ فَوْقَ یَدِ عَلِیٍّ فَبَایِعِی لَهُ فَبَایَعَتْ عَلَی مِثْلِ مَا بَایَعَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی أَنَّهُ لَا جِهَادَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا خَدِیجَةُ هَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاكِ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُهُمْ بَعْدِی قَالَتْ صَدَقْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَایَعْتُهُ عَلَی مَا قُلْتَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكَ وَ كَفَی بِاللَّهِ شَهِیداً عَلِیماً.

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ فَقَالَ لَهُمْ تَعْرِفُونَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ شُرُوطَهُ قَالُوا نَعْرِفُ مَا عَرَّفَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ هِیَ وَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی أَشْهِدُونِی عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً وَ مَلَائِكَتَهُ عَلَیْكُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً لَا شَرِیكَ لَهُ فِی سُلْطَانِهِ وَ لَا نَظِیرَ لَهُ فِی مُلْكِهِ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِی بِالْحَقِّ وَ أَنَّ الْقُرْآنَ إِمَامٌ مِنَ اللَّهِ وَ حَكَمٌ عَدْلٌ وَ أَنَّ الْقِبْلَةَ قِبْلَتِی شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَكُمْ قِبْلَةٌ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَوْلَاهُمْ وَ أَنَّ حَقَّهُ مِنَ اللَّهِ مَفْرُوضٌ وَاجِبٌ وَ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ وَ أَنَّ مَوَدَّةَ أَهْلِ بَیْتِهِ مَفْرُوضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مَعَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا وَ إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ مِنْ حِلِّهَا وَ وَضْعِهَا فِی أَهْلِهَا وَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ مِنْ كُلِّ مَا یَمْلِكُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّی یَرْفَعَهُ إِلَی وَلِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمِیرِهِمْ وَ بَعْدَهُ [إِلَی] وُلْدِهِ فَمَنْ عَجَزَ وَ لَمْ یَقْدِرْ إِلَّا عَلَی الْیَسِیرِ مِنَ الْمَالِ فَلْیَدْفَعْ ذَلِكَ إِلَی الضَّعِیفِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مِنْ وُلْدِ الْأَئِمَّةِ فَإِنْ لَمْ یَقْدِرْ فَلِشِیعَتِهِمْ مِمَّنْ لَا یَأْكُلُ بِهِمُ النَّاسَ وَ لَا یُرِیدُ بِهِمْ إِلَّا اللَّهَ وَ مَا وَجَبَ عَلَیْهِمْ مِنْ حَقِّی وَ الْعَدْلِ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الْقَسْمِ بِالسَّوِیَّةِ وَ الْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَ أَنَّ حُكْمَ الْكِتَابِ عَلَی مَا عَمِلَ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْفَرَائِضَ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ عَلَی حُبِّهِ وَ حِجِّ الْبَیْتِ وَ الْجِهَادِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ غُسْلِ الْجَنَابَةِ وَ الْوُضُوءِ

ص: 393

الْكَامِلِ عَلَی الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الذِّرَاعَیْنِ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الرَّأْسِ وَ الْقَدَمَیْنِ إِلَی الْكَعْبَیْنِ لَا عَلَی خُفٍّ وَ لَا عَلَی خِمَارٍ وَ لَا عَلَی عِمَامَةٍ وَ الْحُبِّ لِأَهْلِ بَیْتِی فِی اللَّهِ وَ حُبِّ شِیعَتِهِمْ لَهُمْ وَ الْبُغْضِ لِأَعْدَائِهِمْ وَ بُغْضِ مَنْ وَالاهُمْ وَ الْعَدَاوَةِ فِی اللَّهِ وَ لَهُ وَ الْإِیمَانِ بِالْقَدَرِ خَیْرِهِ وَ شَرِّهِ وَ حُلْوِهِ وَ مُرِّهِ وَ عَلَی أَنْ تُحَلِّلُوا حَلَالَ الْقُرْآنِ وَ تُحَرِّمُوا حَرَامَهُ وَ تَعْمَلُوا بِالْأَحْكَامِ وَ تَرُدُّوا الْمُتَشَابِهَ إِلَی أَهْلِهِ فَمَنْ عَمِیَ عَلَیْهِ مِنْ عَمَلِهِ شَیْ ءٌ لَمْ یَكُنْ عَلِمَهُ مِنِّی وَ لَا سَمِعَهُ فَعَلَیْهِ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ قَدْ عَلِمَ كَمَا قَدْ عَلِمْتُهُ وَ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ هُوَ یُقَاتِلُ عَلَی تَأْوِیلِهِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی تَنْزِیلِهِ وَ مُوَالاةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ الْأَئِمَّةِ خَاصَّةً مُوَالاةِ مَنْ وَالاهُمْ وَ شَایَعَهُمْ وَ الْبَرَاءَةِ وَ الْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَاهُمْ وَ شَاقَّهُمْ كَعَدَاوَةِ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ الْبَرَاءَةِ مِمَّنْ شَایَعَهُمْ وَ تَابَعَهُمْ

وَ الِاسْتِقَامَةِ عَلَی طَرِیقِ الْإِمَامِ وَ اعْلَمُوا أَنِّی لَا أُقَدِّمُ عَلَی عَلِیٍّ أَحَداً فَمَنْ تَقَدَّمَهُ فَهُوَ ظَالِمٌ وَ الْبَیْعَةُ بَعْدِی لِغَیْرِهِ ضَلَالَةٌ وَ فَلْتَةٌ وَ زَلَّةٌ الْأَوَّلُ ثُمَّ الثَّانِی ثُمَّ الثَّالِثُ وَ وَیْلٌ لِلرَّابِعِ ثُمَّ الْوَیْلُ لَهُ وَیْلٌ لَهُ وَ لِأَبِیهِ مَعَ وَیْلٍ لِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ وَیْلٌ لَهُمَا وَ لِصَاحِبَیْهِمَا لَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ فَهَذِهِ شُرُوطُ الْإِسْلَامِ وَ مَا بَقِیَ أَكْثَرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ قَبِلْنَا وَ صَدَّقْنَا وَ نَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ وَ نَشْهَدُ لَكَ عَلَی أَنْفُسِنَا بِالرِّضَا بِهِ أَبَداً حَتَّی نَقْدَمَ عَلَیْكَ آمِناً بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ رَضِینَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَ هُدَاةً وَ مَوَالِیَ قَالَ وَ أَنَا مَعَكُمْ شَهِیدٌ ثُمَّ قَالَ نَعَمْ وَ تَشْهَدُونَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْخَلَائِقِ حَتَّی أَدْخُلَهَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ تَشْهَدُونَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْكَافِرِینَ حَتَّی یَدْخُلَهَا أَعْدَاءُ أَهْلِ بَیْتِی وَ النَّاصِبُونَ لَهُمْ حَرْباً وَ عَدَاوَةً وَ لَاعِنُهُمْ وَ مُبْغِضُهُمْ وَ قَاتِلُهُمْ كَمَنْ لَعَنَنِی أَوْ أَبْغَضَنِی أَوْ قَاتَلَنِی هُمْ فِی النَّارِ قَالُوا شَهِدْنَا وَ عَلَی ذَلِكَ أَقْرَرْنَا قَالَ وَ تَشْهَدُونَ أَنَّ عَلِیّاً صَاحِبُ حَوْضِی وَ الذَّائِدُ عَنْهُ وَ هُوَ قَسِیمُ النَّارِ یَقُولُ ذَلِكِ لَكِ فَاقْبِضِیهِ ذَمِیماً وَ هَذَا لِی فَلَا تَقْرَبِیهِ فَیَنْجُو سَلِیماً قَالُوا شَهِدْنَا عَلَی ذَلِكَ وَ

ص: 394

نُؤْمِنُ بِهِ قَالَ وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ شَهِیدٌ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ وَ حَضَرَ خُرُوجُهُ إِلَی بَدْرٍ دَعَا النَّاسَ إِلَی الْبَیْعَةِ فَبَایَعَ كُلَّهُمْ عَلَی السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا خَلَا دَعَا عَلِیّاً فَأَخْبَرَهُ بِمَنْ یَفِی مِنْهُمْ وَ مَنْ لَا یَفِی وَ یَسْأَلُهُ كِتْمَانَ ذَلِكَ ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ حَمْزَةَ وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام فَقَالَ لَهُمْ بَایِعُونِی بِیعَةَ الرِّضَا فَقَالَ حَمْزَةُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی عَلَی مَا نُبَایِعُ أَ لَیْسَ قَدْ بَایَعْنَا فَقَالَ یَا أَسَدَ اللَّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ تُبَایِعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ بِالْوَفَاءِ وَ الِاسْتِقَامَةِ لِابْنِ أَخِیكَ إِذَنْ تَسْتَكْمِلَ الْإِیمَانَ قَالَ نَعَمْ سَمْعاً وَ طَاعَةً وَ بَسَطَ یَدَهُ فَقَالَ لَهُمْ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ- وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ الطَّیَّارُ فِی الْجَنَّةِ وَ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ السِّبْطَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ هَذَا شَرْطٌ مِنَ اللَّهِ عَلَی جَمِیعِ الْمُسْلِمِینَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما یَنْكُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللَّهَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَكَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللَّهَ-(1)

قَالَ وَ لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی أُصِیبَ حَمْزَةُ فِی یَوْمِهَا دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ یَا حَمْزَةُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ یُوشِكُ أَنْ تَغِیبَ غَیْبَةً بَعِیدَةً فَمَا تَقُولُ لَوْ وَرَدْتَ عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ سَأَلَكَ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ شُرُوطِ الْإِیمَانِ فَبَكَی حَمْزَةُ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَرْشِدْنِی وَ فَهِّمْنِی فَقَالَ یَا حَمْزَةُ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِی بِالْحَقِّ قَالَ حَمْزَةُ شَهِدْتُ قَالَ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ الْمِیزَانَ حَقٌّ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ وَ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ(2)

ص: 395


1- 1. الفتح: 10.
2- 2. اقتباس من قوله تعالی فی سورة الزلزال: 7- 8 و قوله تعالی فی سورة الشوری: 7.

وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ حَمْزَةُ شَهِدْتُ وَ أَقْرَرْتُ وَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ قَالَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْإِمَامَةَ فِی ذُرِّیَّتِهِ قَالَ حَمْزَةُ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ قَالَ وَ فَاطِمَةَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ قَالَ نَعَمْ صَدَّقْتُ قَالَ وَ حَمْزَةَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ عَمُّ نَبِیِّهِ فَبَكَی حَمْزَةُ حَتَّی سَقَطَ عَلَی وَجْهِهِ وَ جَعَلَ یُقَبِّلُ عَیْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ جَعْفَراً ابْنَ أَخِیكَ طَیَّارٌ فِی الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ تُؤْمِنُ یَا حَمْزَةُ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ تَحْیَا عَلَی ذَلِكَ وَ تَمُوتُ وَ تُوَالِی مَنْ وَالاهُمْ وَ تُعَادِی مَنْ عَادَاهُمْ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكَ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَدَّدَكَ اللَّهُ وَ وَفَّقَكَ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْكَاظِمِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَبَّاسَ عِنْدَ مَوْتِهِ فَخَلَا بِهِ وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا الْفَضْلِ اعْلَمْ أَنَّ مِنِ احْتِجَاجِ رَبِّی عَلَی تَبْلِیغِی النَّاسَ عَامَّةً وَ أَهْلَ بَیْتِی خَاصَّةً وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ یَا أَبَا الْفَضْلِ جَدِّدْ لِلْإِسْلَامِ عَهْداً وَ مِیثَاقاً وَ سَلِّمْ لِوَلِیِّ الْأَمْرِ إِمْرَتَهُ وَ لَا تَكُنْ كَمَنْ یُعْطِی بِلِسَانِهِ وَ یَكْفُرُ بِقَلْبِهِ یُشَاقُّنِی فِی أَهْلِ بَیْتِی وَ یَتَقَدَّمُهُمْ وَ یَسْتَأْمِرُ عَلَیْهِمْ وَ یَتَسَلَّطُ عَلَیْهِمْ لِیُذِلَّ قَوْماً أَعَزَّهُمُ اللَّهُ وَ یُعِزَّ قَوْماً لَمْ یَبْلُغُوا وَ لَا یَبْلُغُونَ مَا مَدُّوا إِلَیْهِ أَعْیُنَهُمْ یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ رَبِّی عَهِدَ إِلَیَّ عَهْداً أَمَرَنِی أَنْ أُبَلِّغَهُ الشَّاهِدَ مِنَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ أَنْ آمُرَ شَاهِدَهُمْ أَنْ یَبْلُغُوا غَائِبَهُمْ فَمَنْ صَدَّقَ عَلِیّاً وَ وَازَرَهُ وَ أَطَاعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ قَبِلَهُ وَ أَدَّی مَا عَلَیْهِ مِنَ الْفَرَائِضِ لِلَّهِ فَقَدْ بَلَغَ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَبَی الْفَرَائِضَ فَقَدْ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ وَ لَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَهُ یَا أَبَا الْفَضْلِ فَمَا أَنْتَ قَائِلٌ قَالَ قَبِلْتُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ صَدَّقْتُ وَ سَلَّمْتُ فَاشْهَدْ عَلَیَ (2).

ص: 396


1- 1. الطرف ص 8- 10.
2- 2. المصدر ص 17.

كلمة المحقّق

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه محمّد و آله أمناء اللّٰه.

و بعد: فمن سعادتی الخالدة و الشكر لواهبها و منعمها أن وفّقنی اللّٰه العزیز لخدمة الدین القویم و الخوض فی تراثه الذهبیّ القیّم تحقیقاً لآثار الوحی و الرسالة و تصحیحها و تبریزها بصورة تناسب أدنی شأنها.

و فی مقدّمتها هذا الموسوعة الكبری بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار الباحث عن المعارف الإسلامیّة الدائرة بین المسلمین فللّٰه المنّ و الشكر علی توفیقه لذلك.

و هذا الجزء الذی نقدّمها إلی القرّاء الكرام هو الجزء الأوّل من المجلّد الخامس عشر فی بیان الإسلام و الإیمان و شرائطهما و صفات المؤمنین و المتّقین من مكارم الاخلاق و محاسن الأعراق و بیان معانی الكفر و النفاق و موجباتها و علائم الكفّار و المنافقین و مقابح خصالهم و مذامّ خلالهم إلی غیر ذلك من المباحث النافعة الكثیرة التی ستمرّون علیها فی طیّ أجزائها.

و قد اعتمدنا فی تصحیح أحادیثها و تحقیقها علی النسخة المصحّحة المشهورة بكمبانیّ بعد تخریج أحادیثه من المصادر و تعیین موضع النصّ منها إلّا فی المصادر المخطوطة.

نرجو من اللّٰه العزیز أن یوفّقنا لإتمام ذلك و یعیننا فی إخراج سائر أجزائه متوالیا متواتراً و أن یعصمنا عن الزلل و الخطاء إنّه ولیّ العصمة و التوفیق.

ربیع الثانی 1386 محمد الباقر البهبودی

ص: 397

كلمة المصحّح

بسمه تعالی

إلی هنا انتهی الجزء الثانی من المجلّد الخامس عشر و هو الجزء الخامس و الستّون حسب تجزئتنا یحتوی علی ثلاثة عشر باباً

و لقد بذلنا الجهد فی تصحیحه و مقابلته فخرج بعون اللّٰه و مشیّته نقیّا من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر و باللّٰه العصمة و الاعتصام.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد الباقر البهبودی

ص: 398

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«15»- باب فضائل الشیعة 83- 1

«16»- باب أنّ الشیعة هم أهل دین اللّٰه و هم علی دین أنبیائه و هم علی الحقّ و لا یغفر إلّا لهم و لا یقبل إلّا منهم 96- 83

«17»- باب فضل الرافضة و مدح التسمیة بها 98- 96

«18»- باب الصفح عن الشیعة و شفاعة أئمّتهم علیهم السلام فیهم 149- 98

«19»- باب صفات الشیعة و أصنافهم و ذمّ الاغترار و الحثّ علی العمل و التقوی 199- 149

«20»- باب النهی عن التعجیل علی الشیعة و تمحیص ذنوبهم 200- 199

«21»- باب دخول الشیعة مجالس المخالفین و بلاد الشرك 201- 200

«22»- باب فی أنّ اللّٰه تعالی إنّما یعطی الدین الحقّ و الإیمان و التشیّع من أحبّه و أنّ التواخی لا یقع علی الدین و فی ترك دعاء الناس إلی الدین 211- 201

«23»- باب فی أنّ السلامة و الغنی فی الدین و ما أخذ علی المؤمن من الصبر علی ما یلحقه فی الدین 224- 211

«24»- باب الفرق بین الإیمان و الإسلام و بیان معانیهما و بعض شرائطهما 309- 225

«25»- باب نسبة الإسلام 317- 309

«26»- باب الشرائع 328- 317

«27»- باب دعائم الإسلام و الإیمان و شعبهما و فضل الإسلام 396- 329

ص: 399

ص: 400

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 401

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.