بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 59

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 59: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب السماء و العالم

تتمة أبواب الإنسان و الروح و البدن و أجزائه و قواهما و أحوالهما

باب 48 آخر فی ما ذكره الحكماء و الأطباء فی تشریح البدن و أعضائه

اشارة

و فیه فصول

الفصل الأول فی بیان الأعضاء الأصلیة للبدن

قالوا إن اللّٰه سبحانه خلق أعضاء الحیوان مختلفة لحكم و مصالح فجعلها عظاما و أعصابا و عضلات و أوتارا و رباطات و عروقا و أغشیة و لحوما و شحوما و رطوبات و غضاریف و هی البسائط.

ثم جعل منها الأعضاء المركبة الآلیة من القحف (1)

و الدماغ و الفكّین و العین و الأذن و الأنف و الأسنان و اللسان و الحلق و العنق و الصلب و النخاع و الأضلاع و القصّ و الترقوة و العضد و الساعد و الرُّسغ (2)

و المشط و الأصابع و الأظفار و الصدر و الرئة و القلب و المری ء و المعدة و الأمعاء و الكبد و الطحال و المرارة و الكلی و المثانة و مراق البطن و الأنثیین و القضیب و الثدی و الرحم و العانة و الفخذ و الساق و القدم و العقب و الكعب و غیر ذلك.

أربعة منها رئیس شریف و هی الدماغ و القلب و الكبد و الأنثیان إذ فی


1- 1. القحف: العظم الذی فوق الدماغ.
2- 2. الرسغ: المفصل ما بین الساعد و الكف، أو الساق و القدم.

الأول قوة الحسّ و الحركة و فی الثانی قوة الحیاة و فی الثالث قوة التغذیة و الثلاثة ضروریة لبقاء الشخص و فی الرابع قوة التولید و حفظ النسل المحتاج إلیه فی بقاء النوع و به یتم الهیئة و المزاج الذكوریّ و الأنوثیّ اللذین (1) هما من العوارض اللازمة لأنواع الحیوان و كل من الثلاثة الأول مشتبك بالآخر محتاج إلیه إذ لو لا الكبد و إهداره لسائر الأعضاء بالغذاء لانحلّت و انفشت و لو لا ما یتصل بالكبد من حرارة القلب لم یبق له جوهره الذی به یتم فعله و لو لا تسخّن الدماغ بالشرایین و إغذاء الكبد بالعروق الصاعدة إلیه لم یدم له طباعه الذی یكون به فعله و لو لا تحریك الدماغ لعضل الصدر لم یكن التنفّس و لم یبق للقلب جوهره الذی منه تنبعث الحرارة الغریزیة فی أبداننا و لكن الرئیس المطلق هو القلب و هو أول ما یتكون فی الحیوان و منه یسری الروح

الذی هو محل الحسّ و الحركة إلی الدماغ ثم یسری منه إلی سائر الأعضاء و منه أیضا یسری الروح الذی هو مبدأ التغذیة(2) و النمو إلی الكبد ثم یسری منه إلی سائر الأعضاء فتبارك اللّٰه أحسن الخالقین.

ثم اعلم أن العظام أنواع من طویل و قصیر و عریض و دقیق و مصمت و مجوّف علی حسب اختلاف المصالح و الحكم فمنها ما قیاسه من البدن قیاس الأساس و علیه مبناه و منها ما قیاسه المجنّ و الوقایة و منها ما هو كالسلاح الذی یدفع به المصادم و منها ما هو حشو بین فرج المفاصل و منها ما هو متعلق العضلات المحتاجة إلی علاقة.

و جملة العظام دعامة و قوام للبدن و لهذا خلقت صلبة ثم ما لا منفعة فیه سوی هذه خلق مصمتا و إن كان فیه المسامّ و الخلل التی لا بد منها و ما یحتاج إلیه لأجل الحركة أیضا فقد زید فی تجویفه و جعل تجویفه فی الوسط واحدا لیكون

ص: 2


1- 1. كذا، و الصواب« اللذان».
2- 2. التغذی( خ).

جرمه غیر محتاج إلی مواقف الغذاء المتفرقة فیصیر رخوا بل صلب جرمه و جمع غذاؤه و هو المخّ فی حشوه ففائدة زیادة التجویف أن یكون أخف و فائدة توحید التجویف أن یبقی جرمه أصلب و فائدة صلابة جرمه أن لا ینكسر عند الحركات العنیفة و فائدة المخ لیغذوه و لیرطبه دائما فلا یتفتت بتجفیف الحركة و لیكون و هو مجوّف كالمصمت و التجویف یقل إذا كانت الحاجة إلی الوثاقة(1) أكثر و یكثر إذا كانت الحاجة إلی الخفة أكثر و خلق بعضها مشاشة(2) لأجل (3)

الغذاء المذكور مع زیادة حاجة بسبب شی ء یجب أن ینفذ فیها كالرائحة المستنشقة مع الهواء فی العظام التی تحت الدماغ و لفضول الدماغ المدفوعة فیها.

و العظام كلها متجاورة متلاقیة لیس بین شی ء منها و بین الذی یلیه مسافة كثیرة و إنما لم یجعل كل ما فی البدن منها عظما واحدا لئلا یشمل البدن ما أصابته من آفة أو كسر و لیكون لأجزاء البدن حركات مختلفة متفنّنة(4) و لهذا هیّئ كل واحد منها بالشكل الموافق لما أرید به و وصل ما یحتاج منها إلی أن یتحرك فی بعض الأحوال معا و فی بعضها فرادی برباط أنبته من أحد طرفی العظم و وصل بالطرف الآخر و هو جسم أبیض عدیم الحس فجعل لأحد طرفی العظمین زوائد و فی الآخر قعرا موافقة لدخول هذه الزوائد و تمكنها فیها و النابت بهذه الهیئة بین العظام مفاصل و صار للأعضاء من أجل المفاصل أن تتحرك منها بعض دون بعض و من أجل الربط المواصلة بین العظام أن تتحرك معا كعظم واحد و من أجل أن العظام و سائر الأعضاء لیس لها أن تتحرك بذاتها بل بمحرك و علی سبیل جهة الانفعال وصل بها من مبدإ الحس و الحركة و ینبوعهما الذی هو الدماغ وصولا.

ص: 3


1- 1. الوثاق( خ).
2- 2. المشاشة- بالضم-: الأرض الرخوة التی یتحلب فیها الماء.
3- 3. لامر( خ).
4- 4. فی بعض النسخ« متفقة» و فی بعضها« متنفشة».

و هذه الوصول هی العصب و هو جوهر لدن (1) علك مستطیل مصمت عند الحس غیر العصبة المجوّفة التی فی العین فائدته بالذات إفادة الدماغ بتوسطه لسائر الأعضاء حسا و حركة و بالعرض تشدید اللحم و تقویة البدن و لیس یتصل بالعظم مفردة و لكن بعد اختلاطها باللحم و الرباط و ذلك لأن الأعصاب لو اتصلت مفردة بعضو عظیم لكانت إما أن لا تقدر علی أن تحرّكه البتة و إما أن یكون تحریكها له تحریكا ضعیفا و خصوصا عند ما تتوزّع و تنقسم و تنشعب فی الأعضاء و تصیر حصّة العضو الواحد أدقّ كثیرا من الأصل و عند ما یتباعد من مبدئه و منبته و من أجل ذلك ینقسم العصب قبل بلوغه إلی العضو الذی أرید تحریكه به و ینسج فی ما بین تلك الأقسام اللحم و شظایا من الرباط فیتكون من جمیع ذلك شی ء یسمی عضلا و یكون عظمه و صغره و شكله بمقدار العضو الذی أرید تحریكه و بحسب الحاجة إلیه و وضعه فی الجهة التی یراد أن یتحرك إلیها ذلك العضو.

ثم ینبت من الطرف الذی یلی العضو المتحرك من طرفی العضلة شی ء یسمی وترا و هو جسم مركب من العصب الآتی إلی ذلك العضو و من الرباط النابت من العظام و قد خلص من اللحم فیمر حتی یتصل بالعضو الذی یرید تحریكه بالطرف الأسفل فیلتئم بهذا التدبیر أن یعرض قلیل نشج للعضلة نحو أصلها بجذب الوتر جذبا قویا و أن یتحرك العضو بكلیته لأن الوتر متصل منه بطرفه الأسفل.

و قد یتعدد الأوتار لعضل واحد إذا كان كبیرا و ربما تعاونت عدة عضل علی تحریك عضو واحد و ربما لا یكون للعضل وتر لصغره جدا و كل عضو یتحرك حركة إرادیة فإن له عضلة بها تكون حركته فإن كان یتحرك إلی جهة متضادة كانت له عضلات متضادة المواضع تجذبه كل واحدة منها إلی ناحیتها عند كون تلك الحركة و تمسك المضادة لها عن فعلها و إن عملت المتضادتان فی وقت واحد استوی العضو و تمدد و قام مثلا الكف إذا مدها العضل الموضوع فی باطن الساعد انثنی

ص: 4


1- 1. اللدن: اللین: و العلك: اللزج.

و إن مده العضل الموضوع فی ظهره رجع إلی خلف و إن مداه جمیعا استوی و قام بینهما.

ثم إن مبدأ الحس و الحركة جمیعا فی الأعضاء قد یكون عصبة واحدة و قد یكون اثنتین و مبدئیة العصب للحس و الحركة إنما هو بسبب حمله للقوة اللامسة و القوة المحركة من جهة الروح الحیوانیة المنبثة فیه من الدماغ فالقوة اللامسة منبثة فی جملة جلد البدن و أكثر اللحم و الغشاء و غیر ذلك بسبب انبثاث حاملها الذی هو الروح إلا ما یكون عدم الحس أنفع له كالكبد و الطحال و الكلیة و الرئة و العظم.

و تدرك هذه القوة الكیفیات الأول الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة و تدرك أیضا الخفة و الثقل و الملامسة و الخشونة و الصلابة و اللین و الهشاشة و اللزوجة كلها بالمماسة.

و كذلك القوة المحركة منبثة فی جمیع الأعضاء بواسطة الروح المنبثة فی العضلات ثم لما كانت أسافل البدن و ما بعد عن الدماغ یحتاج أن ینال الحس و الحركة و كان نزول العصب إلیها من الدماغ بعید المسلك غیر حریز و لا وثیق و أیضا لو نبتت الأعصاب

كلها من الدماغ لاحتیج أن یكون الرأس أعظم مما هو علیه بكثیر و لثقل علی البدن حمله فلذلك جعل اللّٰه عز اسمه فی أسفل القحف ثقبا و أخر(1)

منها شیئا من الدماغ و هو النخاع و حصنه لشرفه و عزته بالعنق و الصلب كما حصن الدماغ بالقحف و أجراه فی طول البدن و هو محصن موقی و أنبت منه حین قارب و حاذی عضوا ما عصبا یخرج من ثقب فی خرز العنق و الصلب و یتصل بتلك الأعضاء التی یأتیها العصب من ذلك الموضع فیعطیها الحس و الحركة بقوة مبدئهما الذی فیه.

فإن حدث علی الدماغ حادثة عظیمة فقد البدن كله الحس و الحركة و إن حدث علی النخاع فقدتهما الأعضاء التی یجیئها العصب من ذلك الموضع و ما دونه

ص: 5


1- 1. أخرج( خ).

فحسب لأن الدماغ بمنزلة العین و الینبوع لذلك و النخاع بمنزلة النهر العظیم الجاری منه و الأعصاب بمنزلة الجداول و أول (1) مبادئ الأعصاب الخارجة من الدماغ و النخاع تكون لینة شبیهة بهما ثم إنها تصلب متی تباعدت منهما حتی یصیر عصبا تاما النوع.

ثم اعلم أن العضلات كلها مجللة بغشاء لطیف و كذلك جمیع الأحشاء مجللة بأغشیة و الغشاء جسم لطیف رقیق منتسج من العصب و الرباط لیفید العضو الذی هو غشاء له و محیط به مما لا حس له الحس و الشعور العرضیین فیتبادر إلی دفع الألم فی الجملة و لیحفظ أیضا الأعضاء علی أشكالها و أوضاعها و یصونها(2) عن التبدد و التفرق و لیربطها بواسطة العصب و الرباط الذی یشظی إلی لیفها بعضو آخر.

و جمیع الأشیاء الملفوفة فی الغشاء مما هو داخل الأضلاع فمنبت غشائها من أحد غشائی الصدر و البطن المستبطنین و الأعضاء اللحمیة إما لیفیة كلحم العضل و إما لیس فیها لیف كالكبد و لا شی ء من الحركات إلا باللیف أما الإرادیة فبسبب لیف العضل و أما الطبیعیة كحركة الرحم و العروق و المركبة كحركة الازدراد فبلیف مخصوص بهیئة من وضع الطول و العرض و التورب و للجذب اللیف المطول (3) و للدفع اللیف الذاهب عرضا العاصر و للإمساك اللیف المؤرب.

و أما العروق فنوعان إحداهما النابضة الضوارب و منبتها القلب و یسمی بالشرایین و لها حركتان انقباضیة و انبساطیة و شأنها أن تنفض البخار الدخانی من القلب بحركتها الانقباضیة و تجذب بحركتها الانبساطیة نسیما طیبا صافیا یستریح به القلب و یستمد منه الحرارة الغریزیة و بهذه الحركة ینتشر الروح و القوة الحیوانیة و الحرارة الغریزیة فی جمیع البدن و خلقت كلها ذات صفاقین احتیاطا فی وثاقة جسمیتها لئلا تنشق بسبب

ص: 6


1- 1. و أما( خ).
2- 2. و لصونها( خ).
3- 3. المطاول( خ).

قوة حركتها بما فیها و لئلا یتحلل ما فیها إلا واحدة منها تسمی بالشریان الوریدی فإنها ذات صفاق واحد لیكون ألین و أطوع للانبساط و الانقباض فإن الحاجة إلی السلاسة أمس منها إلی الوثاقة لأنها كما أنها منفذ للنسیم كذلك منفذ لغذاء الرئة فإن غذاءها من القلب و هی تغوص فی الرئة و تصیر شعبا و لحم الرئة لین لطیف لا تخشی مصادمته عند النبض و یحتاج إلی ترشح الغذاء إلیه بسرعة و سهولة و جعل الصفاق الداخلانی من ذوات الصفاقین أصلب لأنه كالبطانة التی تحمی الظهارة و هو الملاقی لقوة الحرارة الغریزیة و لمصادمته حركة الروح فأوجبت الحكمة تقویة منفذ الروح و الحرارة الغریزیة بهذه البطانة و إحرازها بها.

و النوع الثانی العروق الساكنة و منبتها الكبد و تسمی الأوردة و شأنها إما جذب الغذاء إلی الكبد و إما إیصال الغذاء من الكبد إلی الأعضاء و كلها ذات صفاق واحد إلا واحد یسمی بالورید الشریانی فإنه ذو غشاءین صلبین لأنه ینفذ فی التجویف الأیمن من القلب و یأتی بغذاء الرئة إلی القلب و لحم الرئة لحم لطیف خفیف لا یصلح له إلا دم رقیق لطیف.

و من الشرایین ما یرافق (1)

الأوردة لترتبط الأوردة بالأغشیة المجللة بها فیستقی فی ما بینهما من الأعضاء فیستقی كل واحد منهما عن الآخر و كلما ترافقا(2)

علی الصلب فی داخل امتطی (3) الشریان الورید لیكون أخسهما حاملا للأشرف و ما ترافقا فی الأعضاء الظاهرة غاص الشریان تحت الورید لیكون أستر و أكن له و یكون الورید له كالجنة.

و أما الغضروف فهو ألین من العظم فینعطف و أصلب من سائر الأعضاء و فائدته أن یحسن به اتصال العظام بالأعضاء اللینة فلا یكون الصلب و اللین قد تركبا بلا

ص: 7


1- 1. یوافق( خ).
2- 2. توافقا( خ).
3- 3. أی اتخذه مطیة و ركبه.

متوسط(1)

فیتأذی اللین بالصلب خصوصا عند الضربة و الضغطة و لیحسن به تجاور المفاصل المستحاكة فلا تتراض لصلابتها و لیستند به و یقوی بعض العضلات الممتدة إلی عضو غیر ذی عظم و لیعتمد علیه ما افتقر إلی الاعتماد علی شی ء قوی لیس بغایة الصلابة.

فهذه هی الأعضاء المتشابهة الأجزاء التی تركب عنها الأعضاء الآلیة لواهبها الحمد كما هو أهله و كلها یتكون عن المنی ما خلا اللحم و الشحم فإنهما یتكونان عن الدم.

الفصل الثانی فی تشریح الرأس و أعضائه و ما اشتملت علیه

فمنها قحف الرأس و هو الذی خلقه اللّٰه لحفظ الدماغ و وقایته عن الآفات فخلقه اللّٰه مستدیرا إلی طول لأن المستدیر أعظم مساحة من الأشكال المستقیمة الخطوط إذا تساوت إحاطتها و لئلا ینفعل عن المصادمات ما ینفعل عنه ذو الزوایا و أما طوله فلأن منابت الأعصاب الدماغیة موضوعة فی الطول لئلا یزدحم و لا ینضغط و قد یفقد النتوء(2) المقدم أو المؤخر أو كلاهما.

و القحف مؤلف من ستة أعظم اثنان منها بمنزلة السقف و أربعة بمنزلة الجدران و یتصل بعضها ببعض بدروز(3)

تسمی بالشئون و جعل الجدران أصلب من الیافوخ (4)

لأن السقطات و الصدمات علیها أكثر و لأن الحاجة إلی تخلخل الیافوخ أمس لینفذ فیه البخار المتحلل و لئلا یثقل علی الدماغ و جعل أصلب الجدران

ص: 8


1- 1. بلا توسط( خ).
2- 2. النتوء- كالعقود-: الارتفاع.
3- 3. الدروز: جمع الدرز. و هو الارتفاع الذی یحصل فی الثوب عند جمع طرفیه فی الخیاطة.
4- 4. الیافوخ: موضع التقام عظام الجمجمة فی مقدمتها و اعلاها.

مؤخرها لأنها غائبة عن حراسة الحواس.

و فی القحف ثقب كثیرة لیخرج منها أعصاب كثیرة و یدخل فیها عروق و شرایین و یخرج منها الأبخرة الغلیظة الممتنعة النفوذ فی العظم فینقی بتحللها الدماغ و لیتشبث بها الحجاب الثقیل الغلیظ الآتی ذكره فیخف عن الدماغ و أعظم ثقب فیه الذی من أسفل عند فقرة القفا و هو یخرج النخاع و یتصل بالقحف اللحی (1) الأعلی و هو الذی فیه الخدان و الأذنان و الأسنان العلیا و یتركب من أربعة عشر عظما یتصل بعضها ببعض بدروز ثم اللحی الأسفل و هو الذی فیه الأسنان السفلی إلا أنه لم یتصل به اتصال التحام و ركز بل اتصال مفصل لاحتیاجه إلی حركة و یسمی موضع اتصاله به الزرفین و هو مركب سوی الأسنان من عظمین بینهما شان فی وسط الذقن.

و تحت القحف من ناحیة الخلف فیما بینه و بین اللحی الأعلی عظم مركوز قد ملئ به الخلل الحادث من تقسیم أشكال هذه العظام و یسمی بالوتد فجمیع عظام الرأس إذا عدت علی ما ینبغی خلا الأسنان ثلاثة و عشرون عظما.

و أما الدماغ فخلقه اللّٰه سبحانه لینا دسما لینطبع المحسوسات فیه بسهولة و لتكون الأعصاب النابتة منه لدنا(2)

لا ینكسر و لا ینقطع و جعل مزاجه باردا رطبا لتنفعل القوی المودعة فیه عن مدركاتها و لئلا یشتعل بالحرارة المتولدة فیه من الحركات الفكریة و الخیالیة و لتعدل قوة الروح و الحرارة الصاعدة إلیه من القلب و جعل مقدمه الذی هو منبت الأعصاب الحسیة ألین من مؤخره الذی هو منبت الأعصاب الحركیة لأن الحركة لا تحصل إلا بقوة و القوة إنما تحصل بصلابة و هو ذو قسمین طولا و عرضا لئلا تشمل الآفة جمیع أجزائها و فی طوله تجاویف ثلاثة یفضی بعضها إلی بعض تسمی بطون الدماغ و هی محل الروح النفسانی و مواضع الحواس و مقدمها أعظمها و یتدرج إلی الصغر حتی یعود إلی قدر النخاع و شكله.

ص: 9


1- 1. اللحی- بفتح اللام و سكون الحاء المهملة-: عظم الحنك الذی علیه الأسنان.
2- 2. لدن بضم العین لدانة و لدونة: كان لینا، فهو« لدن» كفلس.

و له زائدتان شبیهتان بحلمتی الثدی یبلغان إلی العظم الكثیر الثقب الشبیهة بالمصفی فی موضعه من القحف حیث ینتهی إلیه أقصی الأنف فیهما حس الشم و بهما یندفع الفضول من هذا البطن المقدم إلی العظم المذكور و ینزل منه إلی الخیشوم بالعطاس.

و أما فضول البطنین الآخرین فتندفع إلی العظم المثقب الذی تحت الحنك و البطن المقدم هو موضع انجذاب الهواء إلی الدماغ و الهواء بعد مكثه فی البطون و تغیره إلی المزاج الدماغی یصیر روحا نفسانیا و كثیرا ما یزید علی ما تسعه البطون فیصعد إلی بطون للدماغ تسمی بالتزارید و یستحیل فیها إلی المزاج الدماغی و إلی صلوحه له.

و الزرد الموضوع من جانبی البطن الأوسط یتمدد تارة و یتقلّص أخری مثل الدودة و یسمی بها كما یسمی هذا البطن أیضا لأن بتمدّده یستطیل هو و ینتظم معه و بتقلّصه یستعرض و ینفرج عنه و الأول حركة الانقباض بها یندفع الفضلة و الثانی حركة الانبساط بها تتأدی صور المدركات إلی القوة الحافظة بتقدیر العزیز الحكیم.

ثم إنه تعالی قد جلل الدماغ بغشاءین رقیق لین ملاصق له و مخالط فی مواضع و غلیظ صلب فوقه ملاصق للقحف و له فی أمكنة منه و هو مثقب ثقبا كثیرة فی موضعین عند العظیم الشبیه بالمصفّی و العظم الذی فی الحنك لاندفاع الفضول و یتشعب منه شعب دقاق یصعد من دروز القحف إلی ظاهر یتشبث أولا الغشاء بالقحف بتلك الشعب فیتجافی بها عن الدماغ و یرتفع ثقله عنه ثم ینسج من تلك الشعب علی ظاهر القحف غشاء یجلله.

و یتوسط أیضا جزئی الدماغ المقدّم و المؤخّر حجاب لطیف. یحجب الجزء الألین عن مماسّة الأصلب و تحت الدماغ بین الغشاء الغلیظ و العظم نسجة شبیهة بالشباك الكثیرة التی ألقیت بعضها علی بعض حصلت من الشرایین الصاعدة إلی الرأس من القلب و الكبد و یخرج منها عرقان فیدخلان الغشاء الصلب و یتصلان بالدماغ

ص: 10

و إنما فرشت الشبكة تحت الدماغ لیبرد فیها الدم الشریانی و الروح فیتشبه بالمزاج الدماغی بعد النضج ثم یتخلص إلی الدماغ علی التدریج و الفرج التی تقع بین فروع هذه الشریانات محشوّة بلحم غددیّ لئلا تبقی خالیة و لتعتمد علیه تلك الفروع و تبقی علی أوضاعها.

و أما الأعصاب النابتة من الدماغ فسبعة أزواج أولها ینشأ من مقدّم الدماغ و یجی ء إلی العین فیعطیها حسّ البصر بتوسط القوة الباصرة و هاتان العصبتان مجوّفتان و إذا نشأتا من الدماغ و بعدتا عنه قلیلا اتصلتا و أفضی ثقب كل واحد منهما إلی صاحبه ثم یفترقان أیضا و هما بعد داخل القحف ثم یخرجان و یصیر كل واحد منهما إلی العین التی من جانبه.

و الزوج الثانی ینشأ من خلف منشإ الأول و یخرج من القحف فی الثقب الذی فی قعر العین و یتفرق فی عضل العین فتكون به حركاتها.

و الثالث منشؤه من خلف الثانی بحیث ینتهی البطن المقدم إلی البطن الثانی و یخالط الزوج الرابع الذی بعده ثم یفارقه.

و ینقسم أربعة أقسام أحدها ینزل إلی البطن إلی ما دون الحجاب و الباقی منها یتفرق فی أماكن من الوجه و الأنف و منها ما یتصل بالزوج الذی بعده.

و الرابع منشؤه من خلف منشإ الثالث و یتفرق فی الحنك فیعطیه حسّا خاصا له.

و الخامس یكون ببعضه حس السمع و ببعضه حركة العضل الذی یحرّك الخدّ.

و السادس یصیر بعضه إلی الحلق و اللسان و بعضه إلی العضل الذی فی ناحیة الكتف و ما حوالیه و بعضه ینحدر من العنق و یتشعب منها فی مرورها شعب تتصل بعضل الحنجرة فإذا بلغت إلی الصدر انقسمت أیضا فرجع منها بعضها مصعدا حتی یتصل بعضل الحنجرة و یتفرق شی ء منها فی غلاف القلب و الرئة و المری ء و ما جاورهما و یمر الثانی و هو أكبره حتی ینفذ الحجاب و یتصل بفم المعدة منه أكثره و یتصل

ص: 11

الباقی بغشاء الكبد و الطحال و سائر الأحشاء و یتصل به هناك بعض أقسام الزوج الثالث.

و السابع یبتدئ من مؤخر الدماغ حیث ینشأ النخاع و یتفرق فی عضل اللسان و الحنجرة و العضلات المحركة لأعضاء البدن كلها ینشأ من هذه الأعصاب و الأعصاب النخاعیة الآتی ذكرها و لما لم یمكن تصویرها بالكلام ما یمكن من تصویر الأعصاب و العظام بل لا بد فی ذلك من مشاهدة و دریة كثیرة بالغة أعرضنا عنه و عدد كل ما فی البدن من العضلات خمسمائة و تسعة و عشرون عضلا علی رأی جالینوس.

و أما العین فهی مركبة من سبع طبقات و ثلاث رطوبات ما خلا الأعصاب و العضلات و العروق و بیان هیآتها أن العصبة المجوفة التی هی أولی العصب الخارجة من الدماغ تخرج من القحف إلی حیث قعر العین و علیها غشاءان هما غشاء الدماغ فإذا برزت من القحف و صارت فی حومة عظم العین فارقها الغشاء الغلیظ و صار لباسا و غشاء علی عظم العین الأعلی كله و یسمی هذا الغشاء الطبقة الصلبة و یفارقها أیضا الغشاء الرقیق فیصیر غشاء و لباسا دون الطبقة الصلبة و یسمی الطبقة المشیمیة لشبهها بالمشیمة و تعرض العصبة نفسها و یصیر فیها غشاء دون هذین و تسمی الطبقة الشبكیة. ثم یتكوّن فی وسط هذا الغشاء جسم لیّن رطب حمراء صافیة غلیظة مثل الزجاج الذائب یسمی الرطوبة الزجاجیة و یتكون فی وسط هذا الجسم جسم آخر مستدیر إلا أن فیه أدنی تفرطح (1) شبیه بالجلید فی صفائه و تسمی الرطوبة الجلیدیة و تحیط الزجاجیة من الجلیدیة بمقدار النصف و یعلو النصف الآخر جسم شبیه بنسج العنكبوت شدید الصفاء و الصقال یسمی الطبقة العنكبوتیة.

ثم یعلو هذا الجسم سائل فی لون بیاض البیض یسمی الرطوبة البیضیة و یعلو الرطوبة البیضیة جسم رقیق مخمل الداخل حیث یلی البیضیة أملس الخارج و یختلف لونه فی الأبدان فربما كان شدید السواد و ربما كان دون ذلك فی وسطه بحیث

ص: 12


1- 1. تفرطح: صار عریضا.

یحاذی الجلیدیة ثقب یتسع و یضیق فی حال دون حال بمقدار حاجة الجلیدیة إلی الضوء فیضیق فی الضوء الشدید و یتسع فی الظلمة و بانسداده یبطل الإبصار و هو مثل ثقب حبّ عنب ینزع من العنقود و هو الحدقة و فیها رطوبة لطیفة و روح و لهذا یبطل الناظر عند الموت و یسمی هذا الغشاء الطبقة العنبیة.

و یعلو هذه الطبقة و یغشاها جسم كثیف صاف صلب یشبه صفحة صلبة رقیقة من قرن أبیض و تسمی القرنیة غیر أنها تتلون بلون الطبقة التی تحتها المسمّاة عنبیة كما تلصق وراء جام من زجاج شیئا ذا لون فیمیل ذلك المكان من الزجاج إلی لون ذلك الشی ء و یعلو هذا و یغشاه لكن لا كله بل إلی موضع سواد العین لحم أبیض دسم مشف مختلط بالعضلات المحركة للعین غلیظ ملتحم علیه تسمی بالملتحمة و هو بیاض العین و ینشأ من الغشاء الذی علی القحف من خارج كما ینشأ القرنیة من الطبقة الصلبة و العنبیة من الطبقة المشیمیة و العنكبوتیة من الشبكیة و كل یجذب الغذاء من التی هی منشؤها فإنها تتغذی بنصیبها و تؤدی الباقی إلیها.

و ألوان العیون باعتبار اختلاف ألوان الطبقة العنبیة أربعة كحلاء و زرقاء و شهلاء و شعلاء و سبب الكحل إما قلة الروح و عدم إشراقها علی جمیع أجزاء العین أو كدورتها و قلة إشراقها علی لون العنبیة أو صغر الجلیدیة أو غورها و كونها داخلة جدا فلا یظهر صفاؤها كما ینبغی أو كثرة الرطوبة البیضیة أو كدورتها فتستر بریق الجلیدیة أو شدة سواد العنبیة فإذا اجتمعت هذه الأسباب كانت العین شدیدة الكحل.

و أسباب الزرقة أضداد ذلك و إذا اختلطت أسباب الكحل و الزرقة و تكافأت كانت العین شهلاء و إذا زادت أسباب الزرقة علی أسباب الكحل كانت شعلاء.

و إنما خلقت هذه الطبقة علی هذا اللون لأنه أوفق الألوان لنور البصر إذ الأبیض یفرق نوره و الأسود یجمعه و یكثفه و الآسمانجونی لاعتداله یجمع النور جمعا معتدلا و یقوّیه و إنما خلقت غلیظة لتمنع عن إشراق الشمس علی نور

ص: 13

البصر و لیكون وسیطا قویا بین الرطوبات و بین الطبقة الصلبة القرنیة التی قدامها و لهذا جعل ظاهرها الذی یلیها أصلب.

و فی صلابة ظاهرها فائدة أخری هی أن تبقی الثقبة العنبیة لصلابة ما یحفظ بها مفتوحة لا تتشوش من أطرافها تشوش الشی ء الرخو اللین و فی الحقیقة هذه الطبقة طبقتان داخلانیة ذات خمل و أخری صلبة. و جعلت القرنیة شفیفة لئلا تحجب نور البصر عن النفوذ فیها و صلبة لتكون وقایة للطبقات الأخر و للرطوبات عن الآفات و لتحفظها علی أوضاعها و أشكالها.

و جعلت الرطوبة البیضیة قدام الجلیدیة لتحجب منها قوة الأشعة و الأضواء لكیلا تغلبها و جعل ظاهر الجلیدیة مفرطحة لأن تقع الأشباح المدركة فی جزء كبیر منها فیكون الإبصار به أقوی إذ المدور لا یحاذی الشی ء إلا بجزء صغیر و جعلت الزجاجیة غلیظة لئلا تسیل و جعلت من وراء الجلیدیة لیكون إلی مبدإ الغذاء أقرب.

و الرطوبة الجلیدیة هی أشرف أجزاء العین و سائر الطبقات و الرطوبات خادمة لها و وقایة و هی محل المدركات البصریة من جهة الروح الآتی إلیها من العصبتین المجوفتین اللتین هما محل القوة الباصرة المدركة للأضواء و الألوان و الحركات و المقادیر و غیرها بتوسط الروح التی فیها.

و إنما جعلت العصبتان مجوفتین للاحتیاج إلی كثرة الروح الحامل لهذه القوة بخلاف سائر الحواس و إنما جعلتا متلاقیتین لیجمع عنده تلاقیهما الروح حتی لو أصاب إحدی العینین آفة لا یضیع نورها بل یندفع النور من هذا المجمع بالكلیة إلی العین الصحیحة فیصیر بسبب ذلك أشد إبصارا و لهذا كل من غمض إحدی عینیه تقوی عینه الأخری و تتسع ثقبتها العنبیة و لأن یكون للعینین مؤدی واحد تؤدیان إلیه شبح المبصر فیتحد هناك و یكون الإبصار بالعینین إبصارا واحدا لیتمثل الشبح فی القدر المشترك و لذلك یعرض للحول (1)

أن یروا الشی ء الواحد

ص: 14


1- 1. الحول- بالضم-: جمع« أحول» و هو الذی تمیل احدی حدقتیه الی الانف و الأخری الی الصدغ.

شیئین عند ما تزول إحدی الحدقتین إلی فوق أو إلی أسفل فتبطل به استقامة نفوذ المجری إلی التقاطع و یعرض قبل الحد المشترك حد مشترك آخر لانكسار العصبة و كذلك كل من استرخی أعضاؤه و تمایلت حدقتاه كالسكاری.

و من هذا القبیل الإحساس بشیئین عن شی ء واحد لمن یلوی إصبعه الوسطی علی السبابة و أدار بهما شیئا مدورا فإن الوسطی تحس عن محاذاة الأعلی و السبابة عن محاذاة الأسفل و لأن یستدعم كل عصبة بالأخری و یستند إلیها و یصیر كأنها نبتت من قرب الحدقة فیكون اندفاع النور إلی العین أقوی مثل مجمع الماء الذی یتخذ للماء القلیل و لأنه لو لا هذا الالتقاء لكانت العصبتان عند كل نظرة و تحدیق و التفات تتمایلان و تتزایل إحدی الحدقتین عن محاذاة الأخری فیكون أكثر الناس فی أكثر الأحوال یری الشی ء الواحد شیئین.

و أما الجفن فمنشؤه من الجلد الذی علی ظاهر القحف و فائدته أن یمنع نكایة ما یلاقی الحدقة من خارج و یمنع عند انطباقها وصول الغبار و الدخان و الشعاع و یصقل الحدقة دائما و یبعد عنها ما أصابها من الهباء و القذی و جعل الأسفل أصغر من الأعلی لأن الأعلی یستر الحدقة مرة و یكشفها أخری بتحركه و أما الأسفل فغیر متحرك فلو زید علی هذا القدر یستر شیئا من الحدقة دائما و كان (1) تجتمع فیه الفضول و لا تسیل.

و أما الأهداب فتمنع من الحدقة بعض الأشیاء التی لا یمنعها الجفن مع انفتاح العین كما یری عند هبوب الریاح التی تأتی بالقذی فیفتح أدنی فتح و تتصل الأهداب الفوقانیة بالسفلانیة فیحصل له شبه شباك ینظر من ورائها فتحصل الرؤیة مع اندفاع القذی.

و أما الأذن فهو مخلوق من العصب و اللحم و الغضروف و خلق مرتفعا كالشراع (2) لیجتمع فیه الهواء الذی یتحرك من قوة صوت الصائت و یطنّ فیه

ص: 15


1- 1. لكان( خ).
2- 2. الشراع- بالكسر-: الملاءة الواسعة التی تنصب علی السفینة فتهب فیها الریاح فتمضی بها.

و ینفذ فی المنفذ الذی فی عظم صلب یسمی الحجری و یحرك الهواء الذی هو داخل الأذن و یموجه كما یری من دوائر الماء لما وقع فیقع هناك علی جلدة مفروشة علی عصبة مقعرة كمد الجلد علی الطبل فیحصل طنین یشعر بهیئته القوة السامعة للأصوات المودعة فی تلك العصبة بتوسط ما هو وراءها من جوهر الروح و ذلك المنفذ كثیر التعاریج و العطفات و عند نهایته تجویف یسمی بالجوفة و العصبة علی حوالیها و إنما جعل كذلك لتطول به مسافة ما ینفذه من قوة الصوت و الریاح الحارة و الباردة فینفذ فیه و هی مكسورة القوی فاترة.

و حال تلك العصبة فی السمع كحال الرطوبة الجلیدیة فی الأبصار و محلها مثل محلها و كما أن جمیع أجزاء العین خلقت إما خادمة للجلیدیة و إما وقایة لها كذلك جمیع أجزاء الأذن خلقت خادمة لهذا العصب و فائدة الصماخ فائدة الثقبة العنبیة و الصدی إنما هو لانعطاف الهواء المصادم لجبل أو غیره من عالی أرض و هی كرمی حصاة فی طاس مملوء ماء فیحصل منه دوائر متراجعة من المحیط إلی المركز و قیل إن لكل صوت صدی و فی البیوت إنما لم یقع الشعور لقرب المسافة فكأنهما یقعان فی زمان واحد و لهذا یسمع صوت المغنی فی البیوت أقوی مما فی الصحراء.

و أما الأنف فهو مخلوق من العظم و الغضروف ما خلا العضلات المحركة و بیان هیئته أن له عظمین هما كالمثلثین تلتقی زاویتاهما من فوق و قاعدتاهما تتماسان عند زاویة و تتفارقان بزاویتین و علی طرفیهما السافلین غضروفان لینان و فیما بینهما علی طول الدرز غضروف حده الأعلی أصلب من الأسفل و مجراه إذا علا انقسم قسمین یفضی أحدهما إلی أقصی الفم و به یكون استنشاق الهواء إلی الرئة و التنفس الجاری علی العادة لا الكائن بالفم و یمر الآخر صاعدا حتی ینتهی إلی العظم الشبیه بالمصفی الموضوع فی وجه زائدتی الدماغ المشبهتین بحلمتی الثدی و به یكون تنفض (1) الفضول من الدماغ و استنشاق الهواء إلیه و التنفس و بالزائدتین حس الشم إذ هما محل القوة الشامة للروائح بتوسط الهواء المنفعل بها و محلیتهما

ص: 16


1- 1. أی استخراجها، و فی بعض النسخ« نفض».

لها من جهة الروح المودعة فیهما و فی أقصی الأنف مجریان إلی المأقین (1)

و لذلك قد یتأدی طعم الكحل إلی اللسان.

و إنما خلق الأنف علی هذه الهیئة لیعین بالتجویف الذی یشتمل علیه فی الاستنشاق حتی ینحصر فیه هواء كثیر و لیعتدل فیه الهواء قبل النفوذ إلی الدماغ و لیجمع الهواء الذی یطلب منه الشم أمام آلة التشمم لیكون الإدراك أكثر و لیعین فی تقطیع الحروف و تسهیل إخراجها لئلا یزدحم الهواء كله عند الموضع الذی یحاول فیه تقطیع الحروف و لیكون للفضول المندفعة من الرأس سترا و وقایة عن الأبصار و آلة معینة علی نفضها بالنفخ.

و منفعة غضروفیة الطرفین بعد المنفعة المشتركة للغضاریف أن ینفرج و یتوسع إن احتیج إلی فضل استنشاق و نفخ و لیعین فی نفض البخار(2)

باهتزازهما عند النفخ و انتفاضهما و ارتعادهما و منفعة الوسطانی أن یفصل الأنف إلی منخرین حتی إذا نزلت من الدماغ فضلة نازلة مالت فی الأكثر إلی أحدهما و لم یسد جمیع طریق الاستنشاق.

و أما الأسنان فست عشرة سنا فی كل لحی منها ثنیتان و رباعیتان للقطع و نابان للكسر و خمسة أضراس یمنة و یسرة للطحن و لأكثرها مدخل فی تقطیع الحروف و تبیینها و ربما نقصت الأضراس فكانت أربعا بانعدام الأربعة الطرفانیة المسماة بالنواجد و هی تنبت فی الأكثر بعد البلوغ إلی قریب من ثلاثین سنة و لهذا تسمی أسنان الحلم.

و للأسنان أصول هی رءوس محددة ترتكز فی ثقب العظام الحاملة لها من الفكین و تنبت علی حافة كل ثقب زائدة مستدیرة علیها عظمیة تشتمل علی السن و هناك روابط قویة و أصول الأضراس التی فی الفك الأعلی ثلاثة و ربما كانت و خصوصا للناجدین أربعا و التی فی الفك الأسفل لها أصلان و ربما كانت و

ص: 17


1- 1. المأق: طرف العین ممّا یلی الانف و هو مجری الدمع.
2- 2. النخاعة( ظ).

خصوصا للناجدین ثلاثة و أما سائر الأسنان فإنما لها أصل واحد و إنما كثرت رءوس الأضراس لكبرها و زیادة عملها و زیدت للعلیا لأنها معلقة و الثقل یجعل میلها إلی خلاف جهة رءوسها أما السفلی فثقلها لا یضاد ركزها. و من عجیب الخلقة فی هیئة الأسنان أن الثنایا و الرباعیات تتماس و یتلاقی بعضها بعضا فی حالة الحاجة إلی ذلك و هی عند العض علی الأشیاء و لو لم یكن كذلك لم یتم العض و ذلك یكون بجذب الفك إلی قدام حتی تلاقی هذه بعضها بعضا و عند المضغ و الطحن یرجع الفك إلی مكانه فتدخل الثنایا و الرباعیات التحتانیة إلی داخل و تحید عن موازاة العالیة فیتم بذلك للأضراس وقوع بعضها إلی بعض و ذلك أنه لا یمكن مع تلاقی الثنایا و الرباعیات الفوقانیة و التحتانیة أن تتلاقی الأضراس و لعل الحكمة فیه أن لا تنسحق إحداهما عند فعل الأخری من غیر طائل.

و إنما جعل المتحرك من الفكین عند المضغ و التكلم الأسفل دون الأعلی إلا نادرا كما فی التمساح لأنه أصغر و أخف و لأن الأعلی مجمع الحواس و الدماغ فلو تحرك لتأذی الدماغ بحركته و تشوشت الحواس و لكان أیضا مفصل الرأس مع العنق غیر وثیق و الواجب فیه الوثاقة.

و إنما جعل هذا الفك من الإنسان أخف و أصغر من سائر الحیوانات لأن أغذیة الإنسان لحم و خبز مطبوخ و فواكه نضیجة و أمثال ذلك مما لا یعسر مضغه و غیره من الحیوانات أغذیتها إما حشائش و حبوب و أصول للنبات و أغصان للأشجار و إما لحوم نیة(1) و عظام صلبة فأعطی كل عالف (2)

بقدر احتیاجه.

و أما اللسان فهو مخلوق من لحم أبیض لین رخو قد التفت به عروق صغار كثیرة منها شرایین و منها أوردة و بسببها یحمر لونه و عند مؤخره لحم غددی یسمی

ص: 18


1- 1. النی- بالكسر-: اللحم الذی لم تمسه النار و لم ینضج، و أصله،« النی ء» بالهمزة.
2- 2. حالف( خ).

مولد اللعاب و تحته فوهتان تفضیان إلی هذا اللحم تسمیان بساكبی اللعاب بهما تنسكب الرطوبة و الرضاب (1)

من اللحم الغددی إلی اللسان و الفم و تحته أیضا عرقان كبیران أخضران تسمیان الصردان.

و هو ذو شفتین طولا و لكنهما فی غشاء واحد متصل بغشاء الفم و المری ء و المعدة إلا فی بعض الحیوانات كالحیة فإن شفتی لسانها لیسا فی غشاء واحد و لهذا یظهران و علی جرم اللسان عصبة منبثة هی محل القوة الذائقة للطعوم بتوسط الأجسام المماسة المخالطة للرطوبة اللعابیة المستحیلة إلی طعم الوارد و محلیتها له من جهة ما هو وراءها من جوهر الروح.

و علی اللسان زائدتان نابتتان إلی فوق كأنهما أذنان صغیرتان تسمیان باللوزتین و جوهرهما لحم عصبانی غلیظ كالغدة و منفعتهما مثل منفعة اللّٰهاة و یأتی ذكرها و إنما خلق اللسان لیكون آلة تقطیع الصوت و إخراج الحروف و تبیینها و آلة تقلیب الممضوغ كالمجرفة و آلة تمییز المذوق و أعدلها فی الطول و العرض أقدر علی الكلام من عظیمها جدا أو من الصغیر المتشنج.

الفصل الثالث فی الحلق و الحنجرة و سائر آلات الصوت

فبیان هیئاتها أن أقصی الفم یفضی إلی مجریین أحدهما من قدام و هو الحلقوم و یسمیه المشرحون قصبة الرئة فیها و منها منفذ الریح التی تدخل و تخرج بالتنفس و الآخر موضوع من خلف ناحیة القفار علی خرز العنق و یسمی المری ء و فیه ینفذ الطعام و الشراب و یخرج القی ء و سیأتی شرحهما.

و الحنجرة مؤلفة من ثلاثة غضاریف أحدها من قدام و هو الذی یظهر تحت الذقن قدام الحلق و هو محدب الظاهر مقعر الباطن و الثانی من خلف

ص: 19


1- 1. الرضاب- بالضم. الماء العذب، و الریق المرشوف.

بانضمامهما یضیق الحنجرة عند السكوت و یتباعد أحدهما عن الآخر و یتسع عند الكلام و الثالث مثل مكبة بینه و بین الذی من خلف مفصل یلتئم بزائدتین من ذلك تتهندمان (1)

فی فقرتین منه و یرتبط هناك برباطات و هو یتحرك بهذا المفصل و بانكبابه علیهما تنغلق الحنجرة و بتجافیه عنهما تنفتح.

و الحاجة إلی انغلاق الحنجرة عند الأكل و الشرب شدیدة جدا لئلا یقع أو ینقطر فی قصبة الرئة شی ء من المأكول و المشروب و ذلك لأن قصبة الرئة و المری ء متجاوران متلاصقان مربوط أحدهما بالآخر و عند انغلاق الحنجرة یمر الطعام و الشراب علی ظهر الغضروف المكبی و ینزل فی المری ء و إذا انفتحت الحنجرة علی غفلة من الإنسان بأن یبتلع و یتصوت أو یتنفس فی حالة واحدة ربما وقع شی ء من المأكول و المشروب فی قصبة الرئة فتحدث فیها دغدغة و حالة مؤذیة شبیهة بما یحدث فی الأنف عند اجتلاب العطاس بإدخال شی ء فیه فتستقبله القوة الدافعة لدفعه فیورث السعال إلی أن یندفع قل أم كثر لأن القصبة إنما تنتهی إلی الرئة و لیس لها منفذ من أسفلها یندفع فیها فأنعم الخالق سبحانه بتألیف الحنجرة من هذه الغضاریف علی هذا الشكل لیغلق بها عند الأكل و الشرب منفذ الصوت و التنفس فیسلم الإنسان و یتخلص من السعال المغلق و لهذا لا یجمع الازدراد و التنفس معا فی حالة واحدة.

و فی داخل الحنجرة رطوبة لزجة دهنیة تملسها و ترطبها دائما لیخرج الصوت صافیا حسنا و لهذا ما یذهب أصوات المحمومین الذین تحترق رطوبات حناجرهم بسبب حمیاتهم المحرقة و یذهب أیضا أو یضعف أو یتغیر أصوات المسافرین فی الفیافی المحترقة(2) و كذلك كل من تكلم كثیرا تجف حنجرته فلا یقدر علی التكلم إلا بعد أن یرطب حلقه أو یبلع ریقه و الفائدة فی دهنیتها أن لا یجف بالسرعة و لا یفنی و أن تسلس بها حركات الحنجرة.

ص: 20


1- 1. هندم العود: سواه و أصلحه علی مقدار، فتهندم.
2- 2. الفیافی- جمع الفیفی و الفیفاء و الفیفاة-: المفازات التی لا ماء فیها.

و فی أعلی الحنجرة عضو لحمی معلق یسمی باللّٰهاة یتلقی ما شأنه النفوذ فی الحنجرة من خارج مثل برد الهواء و حره و حدة الدخان و مضرته فیمنع نفوذها دفعة لیتدرج وصولها إلی الرئة و یتلقی أیضا ما شأنه الصعود من داخل مثل قرع الصوت الصاعد من الحنجرة و بالجملة هی كالباب المرصد علی مخرج الصوت تقدیره فلا یندفع دفعة و لا ینقطع مدده جملة فیزداد بذلك قوة الصوت و یتصل بذلك مدده.

و كذلك اللوزتان المشار إلیهما فیما سبق فإنهما یعاونانها فی ذلك و تحتها لحم صفاقی لاصق بالحنك یسمی بالغلصمة یصفی ما قد یقرب الهواء من كدورة الغبار و الدخان لئلا یصل شی ء منها إلی الحنجرة و الرئة فهی كالمفزعة لآلات الصوت و الحنك كالقبة یطن فیها الصوت فهذه جملة آلات الصوت.

و الصوت إنما یكون من النفس و أصله دوی فی قصبة الرئة و إنما یصیر صوتا عند طرف القصبة المسمی رأس المزمار و هو أشرف آلاته بل هو بالحقیقة آلته و الباقی من المعینات و المتمات (1)

و إنما سمی بذلك لتضایقه ثم اتساعه عند الحنجرة فیبتدئ من سعة إلی ضیق ثم إلی فضاء أوسع كما فی المزمار إذ لا بد للصوت من ضیق لیحبس الدوی و یقدره و لا بد أیضا من الانضمام و الانفتاح لیحصل بهما قرع الصوت.

و اللّٰهاة تقوم مقام إصبع المزمار و الغلصمة مثل الشی ء الذی یسد به رأس المزمار و عضلات آلات الصوت كثیرة حسب حركاتها المحتاج إلیها فی هذا الموضع فیكون من ضروب أشكالها ضروب الأصوات و عند الحنجرة من قدام عظم هو منشأ رباطات عضلاتها و للعظم أیضا عضلات تمسك بها غیر عضلات الحنجرة.

و اعلم أنه لما لم یكن غذاء الإنسان طبیعیا و لا لباسه طبیعیا بل یحتاج فی ذلك و أمثاله إلی صنائع كثیرة و آلات مختلفة قلما یحصل بإلهام أو وحی بل لا یستحفظ وجوده البقائی إلا بتعلیم و تعلم مفتقر إلی طلب و نهی و وعد و وعید و ترغیب و تخویف و تعجیل و تأجیل و غیرها من إعلان مكنونات الضمائر و إعلام مستورات البواطن

ص: 21


1- 1. المتممات( خ).

فلهذه الأسباب و غیرها صار من بین الحیوانات أحوج إلی الاقتدار علی أن یعلم غیره من المتشاركین فی التعیش و نظام التمدن ما فی نفسه بعلامة وضعیة و لا یصلح لذلك شی ء أخف من الصوت أو الإشارة و الأول أولی لأنه مع خفة مئونته لوجود النفس الضروری المنشعب بالتقاطیع إلی حروف مهیأة بالتألیف لهیئات تركیبیة غیر محصورة بلا تجشم تحریكات كثیرة كما فی الإشارة لا یختص إشعاره بالقرب و الحاضر بل یشمل هدایته لهما و لغیرهما من البعید و الغائب و یشمل أیضا الصور و المعانی و المحسوس و المعقول فلذلك أنعم اللّٰه سبحانه علیه بذلك.

الفصل الرابع فی العنق و الصلب و الأضلاع.

أما العنق و الصلب فمخلوقتان من الفقرات و الفقرة عظم مدور فی وسطه ثقب ینفذ فیه النخاع و إنما خلقت لتكون وقایة للنخاع و دعامة للبدن و نسبتها إلی النخاع كنسبة القحف إلی الدماغ و هی ثلاثون عددا سبع للعنق و اثنا عشر للظهر و ربما زادت أو نقصت واحدة منها فی الندرة و الزیادة أندر و خمس للقطن (1) و ثلاث للعجز و هما كالقاعدة للصلب و ثلاث للعصعص و إنما خلقت صلبة لیكون للإنسان استقلال به و قوام و تمكن من الحركات إلی الجهات و لذلك جعلت المفاصل بینهما لا سلسلة فیوهن القوام و لا موثقة فیمنع الانعطاف.

و منها ما لها زوائد من فوق و من أسفل بها ینتظم الاتصال بینهما اتصالا مفصلیا بنقر(2) فی بعضها و رءوس لقمیة فی بعض و لبعضها زوائد من نوع آخر عریضة صلبة موضوعة علی طولها للوقایة و الجنة و المقارنة لما یصاك و لأن ینتسج علیها رباطات.

ص: 22


1- 1. القطن- بفتحتین-: ما بین الوركین.
2- 2. النقر- بضم ففتح-: جمع النقرة: و هی التقعیر فی الشی ء، و الوهدة فی الأرض.

فما كان منها موضوعا إلی خلف یسمی شوكا و سناسن (1) و ما كان یمنة و یسرة یسمی أجنحة و لكل جناح مما یلی الأضلاع نقرتان و لكل ضلع زائدتان محدبتان تتهندم الزائدة فی النقرة و ترتبط برباطات قویة و للفقرات غیر الثقبة المتوسطة ثقب أخری تخرج منها الأعصاب و تدخل فیها العروق.

و العنق و فقراته وقایة للمری ء و قصبة الرئة و لما كانت فقراته محمولة علی ما تحتها من الصلب وجب أن یكون أصغر و لما كانت مسلكا لأصل النخاع و أوله الذی یجب أن یكون أغلظ و أعظم مثل أول النهر وجب أن یكون الثقب الوسطانی منها أوسع و الصغر و سعة التجویف مما یرفق جرمها و یوهنه فالخالق سبحانه تدارك ذلك بأن خصها بزیادة صلابة و حرز لیس لما تحتها و جعل سناسنها أصغر لیكون أخف علیها ثم تدارك صغر سناسنها بكبر أجنحتها و جعلها ذوات رأسین.

و لما كان أكثر منافع العنق فی حركاته جعل مفاصله سلسة و لم یجعل زوائدها المفصلیة كثیرة كزوائد ما تحتها لتكون حركاته أسرع و تدارك تلك السلاسة بأعصاب و عضلات كثیرة محیطة به و جعل أیضا مسالك الأعصاب التی تتفرع عن النخاع مشتركة من فقرتین لئلا یقع ثقبة تامة من فقرة واحدة فتوهنها.

و الصلب و فقراته وقایة و جنة للأعضاء الشریفة الموضوعة قدامه و لذلك خلق له شوك و سناسن و هو مبنی لجملة عظام البدن مثل الخشبة التی تهیأ فی نجر السفینة أولا ثم یركز فیها و یربط بها سائر الخشب و لذلك خلق صلبا و هو كشی ء واحد مخصوص بأفضل الأشكال و هو المستدیر إذ هذا الشكل أبعد الأشكال عن قبول آفات الصادمات و لما كان الصلب قد یحتاج إلی حركة الانثناء و الانحناء نحو الجانبین و ذلك بأن یزول الوسط إلی ضد الجهة و یمیل ما فوقه و ما تحته عن نحو تلك الجهة و كان طرفی (2) الصلب یمیلان إلی الالتقاء لم یخلق للفقرة التی هی الوسط فی الطول و هی

ص: 23


1- 1. السناسن: جمع السنسنة، و هی حرف فقار الظهر.
2- 2. كذا فی النسخ، و الظاهر« طرفا الصلب» الا أن یقرأ« كأنّ» بتشدید النون و هو خلاف الظاهر.

العاشرة لقم بل نقر ثم جعلت اللقم السفلانیة و الفوقانیة متجهة إلیها أما الفوقانیة فنازلة و أما السفلانیة فصاعدة لیسهل زوالها إلی ضد جهة المیل و یكون للفوقانیة أن تنجذب إلی أسفل و للسفلانیة أن تنجذب إلی فوق.

و أما النخاع فهو جسم أبیض لین دسم دماغی منشؤه مؤخر الدماغ كما أشرنا إلیه و هو خلیفته لیتوزع منه الأعصاب و العضلات علی الأعضاء لیفیدها الحس و الحركة فجملة ما ینشأ منه أحد و ثلاثون زوجا من العصب و فرد لا مقابل له فالزوج الأول یخرج

من الثقب الذی فی الفقرة الأولی من فقار العنق و یصعد حتی یتفرق فی عضل الرأس و الثانی یخرج مما بین الثقب الملتئم فیما بین الفقرة الأولی و الثانیة و یتصل بجلدة الرأس فیعطیها حس اللمس و بعضل العنق و عضل الخد فیعطیهما الحركة.

و الزوج الثالث مخرجه من الثقب الملتئمة فیما بین الفقرة الثانیة و الثالثة و ینقسم قسمین فبعضه یصیر إلی العضل المحرك للخد و بعضه یتفرق فی العضل الذی بین الكتفین.

و الرابع منشؤه ما بین الفقرة الثالثة و الرابعة و ینقسم قسمین أحدهما فی العضل الذی فی الظهر و الآخر یأخذ إلی قدام و یتفرق فی العضل الموضوع بحذائه و فوقه.

و الخامس یخرج فیما بین الفقرة الرابعة و الخامسة و ینقسم أقساما بعضها یصیر إلی الحجاب و بعضها إلی العضل الذی یحرك الرأس و الرقبة و بعضها إلی عضل الكتف.

و السادس و السابع و الثامن تخرج ما بین الخامسة و السادسة و السابعة و الثامنة و ینقسم بعضها فی عضل الرأس و الرقبة و بعضها فی عضل الصلب و الحجاب ما خلا الثامن فإنه لا یأتی بالحجاب منه شی ء و بعضها یصیر إلی العضد و إلی الذراع و إلی الكتف فیتصل من السادس بعضه بعضل الكتف و یحرك العضد و بعضه بعضل أعالی العضد و ینیله الحس و من السابع بعضه یصیر إلی العضل الذی من العضد و به حركة الذراع و بعضه تفرق فی جلد العضد الباقی و ینیله الحس و بعض من الثامن ینبت

ص: 24

فی جلدة الذراع فیعطیها الحس و بعضه یصیر فی عضل الذراع و یحرك الكف.

و الزوج التاسع یخرج ما بین الفقرة الثامنة و التاسعة و هما أول فقار الظهر و ینقسم بعضه فی العضل الذی فیما بین الأضلاع و بعضه فی عضل الصلب و بعضه ینزل إلی الكعب و ینبث فیه فینیله الحس و بعض الحركة.

و العاشر یخرج ما بین الفقرة التاسعة و العاشرة و یصیر منه جزء إلی جلد العضد فیعطیه الحس و باقیه ینقسم فیأخذ منه قسم إلی قدام فیتفرق فی العضل الذی علی البطن و بعضها یتفرق فی عضل الظهر و الكتف و علی نحو هذا یكون خروج العصب و تفرقه إلی الزوج التاسع عشر.

و الزوج العشرون یخرج مما بین الفقرة التاسع عشر و العشرین و هی أول فقرات القطن و علی هذا القیاس إلی أن تخرج خمسة أزواج من بین هذه الفقار و یصیر بعضها فی القدام فیتفرق فی العضل الذی علی القطن و یتفرق بعضها فی العضل الذی علی المتن و یخالط الثلاثة الأزواج العلیائیة عصب ینحدر من الدماغ و الزوجان اللذان تحت هذه الثلاثة الأزواج ینحدر منها شعب كبار إلی الساق حتی یبلغ طرف القدم و ثلاثة أزواج تخرج من فقرات العجز و تخالط القطنیة و تنحدر منها إلی الساق و تتفرق فی العضلات التی هناك و ثلاثة تخرج من نخاع العصعص مشتركة المخارج كالعنقیة و فرد من آخره إذ الفقرة الأخیرة منه لا ثقبة فیها غیر الوسطانیة و كلها ینبث فی القضیب و فی عضل المقعدة و المثانة و الرحم و فی غشاء البطن أو فی العضل الموضوع بقرب هذه المواضع.

و أما الأضلاع فهی أربعة و عشرون عظما من كل جانب اثنا عشر كلها محدبة أطولها أوسطها سبع منها یتصل أحد طرفیها من خلف بفقار الظهر بزوائد منها و نقرات من الفقرات و ارتباط برباطات و حدوث مفاصل مضاعفة و من قدام بعظام القص (1) برءوس غضروفیة و تسمی أضلاع الصدر لاتصالها بالقص و اشتمالها علی أحشاء الصدر و خمس منها یقطع دون الاتصال بالقص متقاصرة و رءوسها متصلة

ص: 25


1- 1. القص بالفتح: عظام المصدر.

بغضاریف و تسمی ضلوع الخلف.

و إنما خلقت لتكون وقایة لما یحیط به من آلات التنفس و أعالی آلات الغذاء و لهذا جعل ما یحیط منها بالعضو الرئیس متصلا بالقص لیكون متحصنا به من جمیع جهاته و ما یلی آلات الغذاء جعل كالمحرزة من خلف حیث لا تدركه حراسة البصر و لم یتصل من قدام بل درجت یسیرا یسیرا فی الانقطاع و جعل أعلاها أقرب مسافة ما بین أطرافها البارزة و أسفلها أبعد مسافة لیجمع إلی وقایة أعضاء الغذاء من الكبد و الطحال و غیر ذلك توسیعا لمكان المعدة فلا ینضغط عند امتلائها من الأغذیة و من النفخ.

و هذا هو السبب فی تعددها كلها و كونها ذا فرج فی الكل مع إعانة ذلك علی جذب الهواء الكثیر و تخلل العضلات المعینة فی أفعال التنفس و غیر ذلك.

الفصل الخامس فی تشریح الصدر و البطن و ما اشتمل علیه من الأحشاء و الیدین.

أما القص فهو سبعة عظام علی عدد أضلاع الصدر متصلة بها و هی عظام هشة(1) موثوقة و قد اتصل بآخرها غضروف عریض یشبه الخنجر یسمی خنجریا و إنما جعلت هشة لتكون أخف و الحركات الخفیفة التی بها أسهل و لیتحلل منها البخار و لا یحتقن فیها و وثاقة مفاصلها لئلا ینضغط عن ضاغط أو مصادم فینضغط القلب و الخنجری جنة لفم المعدة.

و أما الترقوة فعظم موضوع علی كل واحد من جانبی أعلی القص فیه طول و انحداب إلی الجانب الوحشی و تقعیر إلی الجانب الإنسی یتصل أحد رأسیه بالقس و الآخر برأس الكتف فیرتبط به الكتف و بهما جمیعا العضد و رأسه الآخر عریض و ینفذ فی مقعره العروق الصاعدة إلی الدماغ و العصب النازل منه و هو وقایة لهما.

ص: 26


1- 1. أی رخوة لینة.

و أما الكتف فعظم طرفه الوحشی إلی الاستدارة یستدق من ذلك الطرف و یغلظ فیحدث علیه نقرة غیر غائرة یدخل فیها طرف العضد للدور و لها زائدتان تمنعان العضد عن الانخلاع إحداهما إلی فوق و من خلف و یسمی منقار الغراب و بها رباط الكتف

مع الترقوة و الأخری إلی أسفل و من داخل ثم لا یزال یستعرض كلما أمعنت فی الجهة الإنسیة لیكون اشتمالها الوافی أكثر حتی ینتهی إلی غضروف مستدیر الطرف یتصل بها و علی ظهره زائدة كالمثلث یسمی عیر(1) الكتف قاعدته إلی الجانب الوحشی و زاویته إلی الإنسی حتی لا یختل سطح الظهر بإشالة الجلد و تألمه عن المصادمات و هی بمنزلة السنسنة للفقرات مخلوقة للوقایة.

و إنما خلق الكتف لأن یتعلق به العضد فلا یكون ملتزقا بالصدر و لأن یسلس به حركات الیدین و لا یضیق مجالهما و أن یكون جنة و وقایة ثانیة للأعضاء المحصورة فی الصدر و یقوم بدل سناسن الفقرات و أجنحتها.

و أما العضد فهو عظم مستدیر مثل أنبوبة قصب مدور مجوف مملوء مخا محدب إلی الوحشی مقعر إلی الإنسی لیكن بذلك ما ینتضد علیه من العضل و العصب و العروق و لیجود تأبط ما یتأبطه الإنسان و إقبال إحدی الیدین علی الأخری و طرفه الأعلی المحدب یدخل فی نقرة الكتف بمفصل رخو غیر وثیق جدا تضمه رباطات أربعة و بسبب الرخاوة یعرض له الخلع كثیرا و إنما جعل رخوا لتسلس الحركة فی الجهات كلها مع عدم الاحتیاج إلی دوام هذه الحركة و كثرتها لیخاف انتهاك الأربطة أو تخلعها بل العضد فی أكثر الأحوال ساكن و سائر الید متحركة و أما طرفه السافل فإنه قد ركب علیه زائدتان متلاصقتان فالتی تلی الجانب الإنسی منهما أطول و أدق و لا مفصل لها مع عظم آخر و لیس یرتبط بها شی ء لكنها وقایة للعروق و العصب التی تأتی الید و الأخری التی تلی الجانب الوحشی یتم بها مفصل المرفق و فیما بین هاتین الزائدتین حز(2) شبیه

ص: 27


1- 1. العیر بفتح المهملة: كل ناتئ فی مستو.
2- 2. الحز فی العود و نحوه: الفرض، و البكرة آلة مستدیرة یمر علیها حبل و فی وسطها محز، تستعمل لرفع الاثقال و حطها.

بحز البكرة عند نهایته نقرتان من قدام و من خلف تسمیان عتبتین فالتی إلی قدام مسواة مملسة لا حاجز علیها و الأخری و هی الكبری أنزل إلی تحت و غیر مستدیر الحز لكنه كالجدار المستقیم إذا تحرك فیها رأس عظم الساعد إلی الجانب الوحشی و وصل إلیه وقف.

و أما الساعد فهو مؤلف من عظمین متلاصقین طولا و یسمیان الزندین و الفوقانی الذی یلی الإبهام منها أدق لأنه محمول و یسمی الزند الأعلی و السفلانی الذی یلی الخنصر أغلظ لأنه حامل و یسمی الزند الأسفل و جملتها تسمی ذراعا و بالأعلی تكون حركة الساعد علی الالتواء و الانبطاح (1)

و لهذا خلق معوجا كأنه یأخذ من الجهة الإنسیة و یتحرف یسیرا إلی الوحشیة لیحسن استعداده للحركة الالتوائیة.

و بالأسفل تكون حركة الساعد إلی الانقباض و الانبساط و لهذا خلق مستقیما لیكون أصلح لهما و دقق الوسط من كل منهما لاستغنائه بما یحفه من العضل الغلیظة عن الغلظ المثقل و غلظ طرفاهما لحاجتهما إلی كثرة نبات الروابط عنهما لكثرة ما یلحقهما من المصاكات و المصادمات العنیفة عند حركات المفاصل و تقربهما عن اللحم و العضل.

و الزند الأعلی فی طرفه نقرة مهندمة فیها لقمة من أطراف الوحشی من العضد و یرتبط فیها برباطات و بدورانها فی تلك النقرة تحت الحركة المنبطحة و الملتویة.

و أما الزند الأسفل فله زائدتان بینهما حز یتهندم فی الحز الذی علی طرف العضد و منهما یلتئم مفصل المرفق فإذا تحرك الحز إلی خلف و تحت انبسط الید و إذا اعترض الحز الجداری من النقرة الحابسة للقمة حبسها و منعها عن زیادة انبساط فوقف العضد و الساعد علی الاستقامة و إذا تحرك أحد الحزین علی الآخر إلی قدام و فوق انقبضت الید حتی یماس الساعد العضد من الجانب الإنسی و القدام و طرفا الزندین من أسفل یجتمعان معا كشی ء واحد و یحدث فیهما نقرة واسعة مشتركة

ص: 28


1- 1. الانبطاح: الانبساط و الاستیساع، و المراد به هنا ضد الالتواء.

أكثرها فی الزند الأسفل و ما یفصل عن الانتقار یبقی محدبا مملسا لیبعد عن منال الآفات.

و أما الرسغ و المشط فالرسغ مؤلفة من ثمانیة أعظم مدورة منضودة فی صفین و هی عظام صلبة عدیمة المخ مقببة الشكل تقبیبا تلتئم من اجتماعها هیئة موافقة لما ینبغی أن یكون الرسغ علیه.

و المشط مؤلف من أربعة أعظم متصلة بأعظم الرسغ بأربطة موثقة و الصف الأعلی من الرسغ و هو الذی یلی الساعد ثلاثة عظام موثوقة المفاصل و عظامه أدق ثم رءوسها التی تلی الساعد أدق و أشد تهندما و اتصالا كأنها واحدة و رءوسها التی تلی الصف الأسفل أعرض و أقل تهندما و اتصالا و الصف الأسفل أربعة عظام بعدد عظام المشط لاتصالها بها و أما العظم الثامن فلیس مما یقوم صفی الرسغ بل خلق لوقایة عصبة تلی الكف و عظام المشط متقاربة من الجهة التی تلی الرسغ لیحسن اتصالها بعظام كالمتصلة المتلاصقة و تنفرج یسیرا فی جهة الأصابع لیحسن اتصالها بعظام منفرجة متبائنة و للرسغ مع الساعد مفصلان أحدهما للانبساط و الانقباض و هو أكبرهما یحدث من تهندم عظام الرسغ فی النقرة المشتركة بین طرفی الزندین و الآخر للالتواء و یحدث من تهندم زائدة تنبت علی طرف الزند الأسفل علی الخنصر فی نقرة وقعت فی طرف عظم الرسغ محاذیة لها فتدور النقرة علی الزائدة و یلتوی الرسغ و ما یتصل بها.

و مفصل الرسغ مع المشط یلتئم بنقر فی أطراف عظام الرسغ یدخلها زوائد من عظام المشط قد ألبست غضاریف و هذه العظام كلها موثقة المفاصل مشدودة بعضها ببعض لئلا تتشتت فتضعف عند ضبط الكف لما یحویه و یحبسه حتی لو كشفت جلدة الكف لوجدتها كأنها متصلة بعد فصولها عن الحسن و مع وثاقتها مطاوعة لانقباض یسیر و فی جمیع عظام الرسغ و المشط تقعیر من جانب الكف یمكن الكف بتلك المطاوعة و هذا التقعیر من قبض المستدیرات و ضبط السیالات.

ص: 29

و أما الأصابع فكل واحد منها مخلوقة من ثلاثة عظام تسمی بالسلامیات و السفلانیة منها أعظم و الفوقانیة أدق و أصغر علی التدریج لیتحسن نسبة ما بین الحامل و المحمول و عظامها مستدیرة لتتوقی الآفات و جعلت صلبة عدیمة التجویف و المخ مقعرة الباطن محدبة الظاهر لتكون أقوی فی القبض و الضبط و الجر.

و الوسطی أطول ثم البنصر ثم السبابة ثم الخنصر لتستوی أطرافها عند القبض و لا تبقی فرجة و لیتقعر هی فی الراحة و یشتمل علی المستدیر المقبوض علیه.

و وصلت سلامیاتها كلها بحروف و نقر متداخلة بینها رطوبة لزجة لیدوم بها الابتلال و لا تجففها الحركة و تشتمل علی مفاصلها أربطة قویة و تتلاقی بأغشیة غضروفیة و یحشو الفرج فی مفاصلها لزیادة الاستیثاق عظام صغار تسمی سمسمانیة و جعل باطنها لحمیا لتتطامن تحت الملاقیات المقبوضة و لم یجعل كذلك من خارج لئلا یثقل و لتكون حالة الجمع سلاحا موجعا و وفرت لحومها لتهندم جیدا عند التقاء كالمتلاصق.

و لم تخلق فی الأصل لحمیة خالیة من العظام و إن كان قد یمكن مع ذلك اختلاف الحركات كما لكثیر من الدود و السمك إمكانا واهیا لئلا تكون أفعالها واهیة و أضعف ما یكون للمرتعشین و لم تخلق من عظم واحد لئلا تكون أفعالها متعسرة كما یعرض للمكزوزین (1).

و اقتصر علی عظام ثلاثة لأنه إن زید فی عددها و أفاد ذلك زیادة عدد حركات لها أورث لا محالة وهنا و ضعفا فی ضبط ما یحتاج فی ضبطه إلی زیادة وثاقة و كذلك لو خلقت من أقل من ثلاثة مثل أن تخلق من عظمین كانت الوثاقة تزداد و الحركات تنقص عن الكفایة و الحاجة إلی التصرفات المتفننة أمس منها إلی الوثاقة المجاوزة للحد و لم یجعل لبعضها عند بعض تحدیبا و لا تقعیرا لتكون كأنها شی ء واحد إذا

ص: 30


1- 1. المكزوز: المصاب بالكزاز، و هو داء یعرض من شدّة البرد من أجله لا تنعطف المفاصل.

احتیج إلی أن یحصل منها منفعة عظم واحد و جعل للإبهام و الخنصر تحدیبا فی الجانب الوحشی الذی لا یلقاه إصبع لتكون بجملتها عند الانضمام كالمستدیر الذی یقی من الآفات و لم یربط الإبهام بالمشط لئلا یضیق البعد بینه و بین سائر الأصابع و یكون عدلا لسائر الأصابع الأربع (1) فإذا اشتمل الأربعة من جهة علی شی ء صغیر و عاونها الإبهام بأن یحفظها علی هیئة الاشتمال عادلت قوة الإبهام فی ضبط ذلك الشی ء قوی الأربعة و لیكون الإبهام من وجه آخر كالصمامة(2)

علی ما یقبضه الكف و لو وضع فی غیر موضعه لبطلت منفعته و لو وضع إلی جانب الخنصر لما كانت الیدان كل واحدة منهما مقبلة علی الأخری فیما یجتمعان علی القبض علیه و أبعد من هذا لو وضع من خلف أو علی الراحة.

و أما الظفر فهو عظم لین دائم النشوء لأنه ینسحق دائما كالسن و إنما خلق لیكون سندا للأنامل لئلا تنعطف و لا تنضغط عند الشد علی الشی ء فیوهن و لیتمكن به الإصبع من لقط الأشیاء الصغیرة و من الحك و التفتیة و لیكون سلاحا فی بعض الأوقات و هذا فی غیر الإنسان أظهر و خلق مستدیر الطرف لیشق بعض الأشیاء و یقطع به ما یهون قطعه و لینا لیتطامن تحت ما یصاكها فلا یتصدع.

و أما ماهیة الصدر فبیانها أن تجویف البطن كله من لدن الترقوة إلی عظم الخاصرة ینقسم إلی تجویفین عظیمین أحدهما فوق یحوی الرئة و القلب و الثانی أسفل یحوی المعدة و الأمعاء و الكبد و الطحال و المرارة و الكلی و المثانة و الأرحام و یفصل بین هذین التجویفین العضو المسمی بالحجاب و هذا الحجاب یأخذ من رأس القصر(3) و یمر بتأریب إلی أسفل فی واحد من الجانبین حتی یتصل بفقار الظهر

ص: 31


1- 1. الأربعة( خ).
2- 2. الصمامة- بكسر المهملة: سداد القارورة و نحوها.
3- 3. كذا فی النسخة المخطوطة أیضا، و الصواب:[ من رأس القص و یمر بتحدیب الی أسفل].

عند الفقرة الثانیة عشر و یصیر حاجزا بین ما فوقه و ما تحته.

ثم ینقسم هذا التجویف الأرفع إلی قسمین یفصل بینهما حجاب آخر و یمر فی الوسط حتی یلصق أیضا بفقار الظهر و یسمی هذا التجویف الأعلی كله صدرا و حده من فوق الترقوتین إلی الحجاب القاسم للبطن عرضا.

و إنما خلق الصدر من أجل التنفس و ذلك لأنه إذا انبسط جذب الرئة و بسطها و إذا انبسطت الرئة اجتذبت الهواء من خارج و كان ذلك أحد جزئی التنفس و هو تنشق الهواء ثم إن الصدر ینقبض فتنقبض الرئة و یكون بانقباضها إخراج النفس و هو الجزء الثانی.

و إنما احتیج إلی تنشق الهواء الخارج ثم إخراجه لترویح القلب و تعدیل حرارته و إمداد الروح بجوهر ملائم له فإن الهواء یصیر مركبا للروح منفذا له مثل ما یصیر الماء المشروب مركبا للغذاء فالهواء الذی یستنشق یصل منه إلی القلب فی المنافذ التی بینها و بین القلب فإذا سخن ذلك الهواء الذی اجتذب احتیج إلی إخراجه و الاستبدال به فانقبض الصدر و قبض الرئة ثم عاد فانبسط و بسط الرئة فدخلها هواء آخر علی مثال الزقاق التی ینفخ بها النار فإنها إذا انبسطت امتلأت من الهواء ثم إذا انقبضت (1) انفرغت.

و أما الرئة فإن قصبتها تنتهی من أقصی الفم علی ما ذكرنا حتی إذا ما جاءت إلی ما دون الترقوة انقسمت قسمین و ینقسم كل قسم منها أقساما كثیرة و انتسج و احتشی حوالیها لحم أبیض رخو متخلخل هوائی غذاؤه دم فی غایة اللطافة و الرقة فیملأ القصبة و الفرج التی بین شعبها و شعب العروق التی هناك فصار من جملة القصبة المنقسمة و العروق التی تحتها.

و اللحم الذی یحتشی حوالیها بدن الرئة و نصفه فی تجویف الصدر الأیمن و الآخر فی الأیسر فهی ذات شقین فی جزئی الصدر لكی یكون التنفس بآلتین (2)

ص: 32


1- 1. قبضت( خ).
2- 2. باثنین( خ).

فإن حدث علی واحد منهما حادثة قام الآخر بما یحتاج إلیه كالحال فی العینین و جللت بغشاء عصبی لیحفظها علی وضعها و لیفیدها حسا ما.

و إنما تخلخل لحمها لینفذ فیه الهواء الكثیر فوق المحتاج إلیه للقلب لیكون للحیوان عند ما یغوص فی الماء و عند ما یصوت صوتا طویلا متصلا یشغله عن التنفس و جذب الهواء و عند ما یعاف (1)

الإنسان استنشاق هواء منتن أو هواء مخلوط بدخان أو غبار هواء(2)

معد یأخذه القلب و أن یكون معینا بالانقباض علی دفع الهواء الدخانی و علی النفث.

و سبب بیاض لحمها هو كثرة تردد الهواء فیه و غلبته علی ما یغتذی به و إنما تشعب شعبا لئلا یتعطل التنفس لآفة تصیب إحدی الشعب و لا رئة للسمك و إنما یتنفس بالهواء من طریق الأذنین.

و أما قصبة الرئة فمؤلفة من غضاریف كثیرة منضود بعضها فوق بعض مربوط بعضها إلی بعض برباطات بعضها دوائر تامة و هی التی فی داخل الرئة و بعضها نصف دائرة و هی التی تجاور المری ء و تماسه فی فضاء الحلق و بین كل اثنین منها فرجة و یجللها غشاءان یجریان علیها و یشملان الفرج التی بینها و یصلان بین طرفی أنصافها داخلا و خارجا و إنما جعلت غضروفیة لتبقی مفتوحة و لا تنطبق و لتكون صلابته سببا لحدوث الصوت أو معینا فیه.

و إنما كثرت لئلا یشملها الآفة و إنما ربطت بأغشیة لتتسع تارة و تجتمع أخری عند الاستنشاق و التنفس فإن القابل للتمدد و الاجتماع هو الغشاء دون الغضروف و إنما لاقت المری ء بجانبها الناقص و بالغشاء لیندفع عند الازدراد(3) عن وجه اللقمة النافذة إذا احتاج المری ء إلی التمدد و الاتساع فینبسط إلی الغشاء

ص: 33


1- 1. أی یكره.
2- 2. اسم لقوله« لیكون للحیوان ...» و قد انفصل بینه و بین الخبر المقدم علیه ظروف متعاطفة.
3- 3. أی الابتلاع.

و یأخذ حظا من فضاء القصبة فیتسع و ینفذ اللقمة بسهولة فیكون تجویف القصبة حینئذ معینا للمری ء عند الازدراد و جعل الغشاء الداخلانی أصلب و أشد ملاسة لیقاوم حدة النوازل و النفوث الردیة و الدخان المردود من القلب و لئلا یسترخی عن وقوع الصوت.

و إنما انقسمت فی داخل الرئة أقساما كثیرة لینفذ فیها الهواء الكثیر و یستعد فیها للقلب و منفعتها فی إعداد الهواء للقلب مثل منفعة الكبد فی إعداد الغذاء لجمیع البدن و إنما ضیقت فوهاتها لینفذ فیها النسیم إلی الشرایین المؤدیة إلی القلب بالتدریج و أن لا ینفذ فیها الدم فیحدث نفث الدم.

و أما القلب فهو مؤلف من لحم و عصب و غضروف و أوردة و شرایین تنبت منه و رباطات یتعلق هو بها و غشاء ثخین یغشی به للوقایة غیر ملاصق له إلا عند أصله لئلا ینضغط عند الانبساط أما لحمه فصلب غلیظ منتسج من ثلاثة أصناف من اللیف اللحمی الطویل الجاذب و العریض الدافع و المورب لتكون له أصناف الحركات و الأفعال و صلابته لئلا ینفعل بالسرعة و لیكون

أبعد عن قبول الآفات و هو صنوبری الشكل قاعدته إلی فوق منها تنبت الشرایین و عرض لیكون فی المنبت وفاء بالنابت و غضروفه أساس له وثیق و هو كالقاعدة له.

و له تجاویف ثلاثة تسمی البطون اثنان منها كبیرتان و الثالث فی الوسط صغیر یسمی بالدهلیز و الأیمن وعاء لدم متین مشاكل لجوهره و الأیسر وعاء للروح و الدم الرقیق و خص بزیادة تصلب لعدم الأمن من تحلل ما فیه و ترشحه للطافة أحدهما و رقة الآخر بخلاف الأیمن و الأوسط منفذ بینهما له انضمام و انفراج بحسب انبساط القلب و انقباضه بهما ینفذ كل من صنفی الدم فیه و یختلط أحدهما بالآخر و یعتدلان فیه و قیاسه من البطنین فی المنفذیة و التصرف قیاس البطن الأوسط من الدماغ بین المقدم و المؤخر.

و للأیمن فوهتان یدخل من إحداهما العروق النابتة من الكبد و ینصب منه (1)

ص: 34


1- 1. منها( ظ).

الدم فیه و الأخری یتصل بالرئة و هی الورید الشریانی و للأیسر أیضا فوهتان إحداهما فوهة الشریان العظیم الذی منه تنبت شرایین البدن كلها و الثانیة فوهة الشریان الذی یتصل بالرئة و فیها یكون نفوذ الهواء من الرئة إلی القلب و هو الشریان الوریدی و علیها زائدتان شبیهتان بالأذنین تقبلان الدم و النسیم من المنافذ و العروق و ترسلان إلی القلب جرمهما أرق من لحم القلب لیحسن إجابتهما إلی الحركات و فیهما مع رقتهما صلابة لیكون أبعد عن قبول الآفات.

و إنما وضع القلب فی الصدر لأنه أعدل موضع فی البدن و أوفقه و میل إلی الیسار قلیلا لكی یبعد عن الكبد فلا یجمع الحار كله فی جانب واحد و أن یعدل الجانب الأیسر لأن الطحال فی ذلك الجانب و لیس هو بنفسه كامل الحرارة و لكی یكون للكبد و العروق الأجوف النابت منه مكان واسع و توسع المكان للكبد أولی من توسعه للطحال لأنه أشرف. و الرئة مجللة للقلب لیمنع من أن یلقاه عظام الصدر من قدام و هو موضع صلابة جوهره لا یحمل ألما و ورما لشرفه و عظمه و صغره یكون فی الأكثر سببا للجرأة و الجبن لقوة الحیاة و ضعفها و مما یوجد بخلاف ذلك فالسبب فیه قلة الحرارة بالنسبة إلی جثته أو كثرتها(1)

و قد یوجد فی قلب بعض الحیوانات الكبیر الجثة عظم و خصوصا فی الجمل و البقر و هو مائل إلی الغضروفیة و الصلب ما یوجد من ذلك فی الفیل.

و أما الشرایین فمنبتها التجویف الأیسر من القلب كما أشرنا إلیه و ذلك لأن الأیمن أقرب إلی الكبد فیشتغل بجذب الغذاء أو استعماله و یخرج من هذا التجویف شریانان أحدهما أصغر و هو الشریان الوریدی المتصل بالرئة و الآخر

ص: 35


1- 1. قال الشیخ فی القانون: و ما كان من الحیوان عظیم القلب و كان مع ذلك جزعا خائفا كالارانب و الأیایل فالسبب فیه أن حرارته قلیلة تغش فی شی ء كثیر فلا تسخنه بالتمام. و ما كان صغیر لقلب و مع ذلك جری ء فلان الحرارة فیه تحتقن و تشتد. و لكن أكثر ما هو جری ء عظیم القلب.( منه).

أكبر كثیرا و هو حین یطلع تتشعب منه شعبتان یصیر أحدهما إلی التجویف الأیمن من تجویفی القلب و هی أصغر الشعبتین و الآخر یستدیر حول القلب كما یدور ثم یدخل إلیه و یتفرق فیه.

ثم إن الباقی من العروق النابتة من تجویف القلب الأیسر بعد انشعاب هاتین الشعبتین منه ینقسم قسمین یأخذ أحدهما إلی أسافل البدن و الآخر إلی أعالیه و الثانی ینقسم فی مصعده فی الجانبین إلی شعب تتصل بما یحاذیها من الأعضاء فتعطیها الحرارة الغریزیة حتی إذا حاذی الإبط خرجت منه شعبة مع العرق الإبطی من عروق الكبد إلی الید و ینقسم فیها كتقسیمه علی ما سنذكره.

و اتصلت منه شعب صغار بالعضل الظاهر و الباطن من العضد و هو مع ذلك غائر مندفن حتی إذا صار عند المرفق صعد إلی فوق حتی أن نبضه یظهر فی هذا الموضع فی كثیر من الأبدان و لم یزل تحت الإبطی ملاصقا له حتی ینزل عن المرفق قلیلا ثم إنه یغوص أیضا فی العنق و ینشعب منه شعب شعریة متصل بعضل الساعد إلی أن یقطع من الساعد مسافة صالحة ثم ینقسم قسمین فیأخذ أحدهما إلی الرسغ مادا مارا علی الزند الأعلی و هو العرق الذی یحبسه الأطباء و یأخذ الآخر إلی الرسغ أیضا مارا علی الزند الأسفل و هو أصغرهما و یتفرقان فی الكف و ربما ظهر لهما نبض من ظاهر الكف.

و إذا بلغ هذا القسم الأعلی موضع اللبة(1)

انقسم قسمین و انقسم كل قسم إلی قسمین آخرین و جاوز أحد هذین القسمین الوداج الغائر من عروق الكبد و مر مصعدا حتی یدخل القحف و یتصل فی مروره منه شعبة بالأعضاء الغائرة التی هناك و إذا دخل القحف انقسم هناك انقساما عجیبا و صار منه الشی ء المعروفة بالشبكة المفروشة تحت الدماغ و قد مر ذكرها و بعد انقسامه إلی هذه الشبكة یجتمع و یعود أیضا فیخرج من هذه الشبكة عرقان متساویان فی العظم كحالها قبل الانقسام إلیها و یدخلان حینئذ حرم الدماغ فیقسمان فیه.

ص: 36


1- 1. اللبة- بفتح اللام و تشدید الباء الموحدة-. موضع القلادة من الصدر.

و أما القسم الآخر من هذین القسمین و هو أصغرهما فإنه یصعد إلی ظاهر الوجه و الرأس و یتفرق فیهما هناك من الأعضاء الظاهرة كتفرق الوداج الظاهر الآتی ذكره و قد یظهر نبض هذا القسم خلف الأذن و فی الصدغ فأما النبض الظاهر عند الوداجین فإنه نبض القسم العظیم المجاور للوداج الغائر و یسمی هذان الشریانان شریانی السبات.

و أما القسم النازل إلی أسافل البدن فإنه یركب فقرات القلب مبتدئا من الفقرة الخامسة المحاذیة للقلب نازلا منه إلی أسفل و ینشعب منه عند كل فقرة شعب یمنة و یسرة و یتصل بالأعضاء المحاذیة لها و أول شعبة ینشعب منه شعبة تأتی الرئة ثم شعب تأتی العضل التی بین الأضلاع ثم شعبتان تأتیان الحجاب ثم شعب تأتی المعدة و الكبد و الطحال و الثرب (1)

و الأمعاء و الكلی و الأرحام و شعب تخرج حتی تتصل بالعضل المحاذیة لهذه المواضع حتی إذا جاء إلی آخر الفقار انقسم قسمین أخذ كل واحد

منهما نحو إحدی الرجلین و انقسما فیهما كانقسام العروق الكبدیة إلا أنهما غائران و یظهر نبضهما عند الأربیتین (2)

و عند العقب تحت الكعبین الداخلتین و فی ظهر القدمین بالقرب من الوتر العظیم.

و أما المری ء و المعدة فالمری ء مؤلف من جوهر لحمی و طبقات غشائیة تحیط بها شعب من الأوردة و الشرایین و شعب من الأعصاب أما اللحمیة فظاهرة و الطبقة الداخلانیة مطاولة اللیف بها یجذب و الخارجة مستعرضة اللیف بها یدفع المزدرد إلی المعدة و یعصر و بها وحدها یتم القی ء و لذلك یعسر.

و موضعه خلف قصبة الرئة كما مر علی استقامة فقار العنق و ینحدر معه زوج العصب النازل من الدماغ ملتویا علیه فإذا جاوز الفقرة الرابعة من فقار الصلب المسماة بفقار الصدر ینحرف یسیرا إلی الجانب الأیمن لیوسع المكان علی العرق النابت من القلب ثم ینحدر علی استقامة الفقرات الباقیة حتی إذا وافی الحجاب انفتح له منفذ

ص: 37


1- 1. الثرب- بفتح المثلثة- الشحم الرقیق الذی یكون علی الكرش و الامعاء.
2- 2. الاربیة: مفصل الفخذ.

فیه و یرتبط عند المنفذ رباطات تشمله و تحوطه لئلا یزدحم العرق الكبیر المار فیه و لا یضغطه عند الازدراد فإذا جاوز الحجاب أخذ یتسع و یسمی حینئذ فم المعدة و یتدرج فی الاتساع حتی تتم المعدة مستدیرة إلا أن ما یلی الصلب منها منبطح لیحسن ملاقاتها به و أسفلها واسع لأنه مستقر الطعام.

و هی ذات طبقتین داخلتهما طولانیة اللیف لأن أكثر أفعالها الجذب و یخالطها لیف مورب لیعین علی الإمساك و هی متصلة بغشاء المری ء و غشاء داخل الفم بل كلها غشاء واحد فیه قوة هاضمة كما مر و الخارجة مستعرضة اللیف لم یختلط به شی ء من المورب لأنه آلة العصر و الدفع فقط.

و یأتیها من عصب الدماغ شعبة تفیدها الحس و لهذا ما یفثی (1) الروائح الكریهة و المشاركة بین المعدة و الدماغ بهذه العصبة و بها یحس الإنسان ببرد الماء المشروب و بها یتنبه للشهوة و یحس بالحاجة إلی الغذاء إذا خلا المعدة و البدن فیتحرك لطلبه و إنما لم یحس جمیع الأعضاء بذلك مثل ما یحس فم المعدة لأنه لو أحست الجمیع لم یحمل الحیوان الجوع ساعة البتة و لكان یلدغ جمیع الأعضاء.

و یتصل بقدام المعدة عرق كبیر یذهب فی طولها و یرسل إلیها شعبا كثیرة و یلازمه شریان ینشعب مثل ذلك و جمیع تلك الشعب تعتمد علی طی الصفاق و ینسج من جملته الثرب و یترشح دائما إلیه رطوبة لزجة دهنیة هی الشحم بها یتم الثرب و فائدته أن یعین بحرارته المعدة فی الهضم من قدام كما یعینها فی ذلك الكبد من یمینها من فوق و الطحال من یسارها من تحت و لحم الصلب من خلف (2)

و فوق الثرب الغشاء الصفاقی و فوقه المراق و فوقه عضلات البطن و بهذه المجاورات تكتسب المعدة حرارة

تامة هاضمة مع ما فی لحمها من الحرارة الغریزیة لأنها خادمة لجمیع البدن فی طلب الغذاء و هضمه فلا بد أن یتم اقتدارها علی تمام فعلها.

ص: 38


1- 1. كذا فی أكثر النسخ، و فی بعضها« یغشی» و كلاهما تصحیف، و لعلّ الصواب« یفش» بمعنی یتجشأ.
2- 2. من الخلف( خ).

و الغشاء الصفاقی هو الغشاء الذی یحوی جمیع الأحشاء و یجتمع طرفاه عند الصلب من جانبه و یتصل بالحجاب من فوقه و یتصل بأسفل المثانة و الخاصرتین من أسفل و هناك تثقب فیه ثقبتان عند الأربیتین هما مجریان ینفذ فیهما عروق و معالیق و إذا اتسعا نزل فیهما المعاء و یسمی الفتق و فائدة هذا الغشاء أن یكون وقایة للأحشاء و یحفظها علی أوضاعها لئلا تتشوش حركاتها و أفعالها و یربط بعضها بالبعض و بالصلب لیكون اجتماعها وثیقا و لیكون حاجزا بین الأمعاء و عضل المراق إلی غیر ذلك من المنافع.

و أما الأمعاء فكلها طبقتان و علی الداخلانیة لزوجات قد لبستها بمنزلة الترصیص یسمی مع الشحم الذی علیها صهروج الأمعاء لوقایتهما لها و كلها مربوطة بالصلب برباطات یشدها و یحفظها علی أوضاعها إلا واحدة تسمی بالأعور فإنه مخلی غیر مربوط و خلقت ستة(1)

قبائل ثلاثة دقاق و هی أعلی و ثلاثة غلاظ و هی أسفل فأول الدقاق هو المعاء المتصل بأسفل المعدة و یسمی الاثنی عشری لأن طوله فی كل إنسان اثنا عشر إصبعا من أصابعه مضمومة.

و فوهته المتصلة بقعر المعدة یسمی البواب لأنها تنضم عند امتلاء المعدة و تنغلق حتی لا یخرج منه الطعام و لا الماء حتی یتم الهضم أو یفسد ثم ینفتح حتی یصیر ما فی المعدة إلی الأمعاء و كما أن المری ء للجذب إلی المعدة من فوق فكذلك هذا المعاء للدفع عنها من تحت و هو أضیق من المری ء و أقل سخونة لأن المری ء منفذ الشی ء الممضوغ و هذا منفذ الشی ء المهضوم المختلط بالماء المشروب و أیضا فإن النافذ فی المعاء یرافده الثقل الذی یحصل فی المعدة عند الامتلاء و الحركات التی تتفق لبعض الناس فیسهل اندفاعه فأعین بالتضیق لتقوی علی الانضمام و الإمساك إلی أن یتم النضج و الهضم و هو ممتد من المعدة إلی أسفل علی الاستقامة لیس فیه ما فی غیره من التلافیف لیكون اندفاع ما یندفع إلیه عنه متیسرا لیخلو بالسرعة و لا یزاحم ما یجاوره من الیمین و الیسار.

ص: 39


1- 1. ست( خ).

و یتلوه معاء یسمی بالصائم لأنه یوجد فی الأكثر خالیا فارغا و ذلك لأن الكیلوس الذی ینجذب (1)

إلیه یتصل به و ینجذب منه إلی الكبد أكثر مما ینجلب إلیه بالسرعة و أیضا فإن المرة الصفراء التی تنجلب من المرارة إلی الأمعاء لیغسلها إنما تنجلب أولا إلی هذه المعاء فتغسلها بقوتها الغسالة و یهیج الدافعة بقوتها اللداغة فیبقی خالیا و یتصل بالصائم معاء آخر طویل متلفف مستدیر استدارات كثیرة یسمی بالدقیق.

و فائدة طول الأمعاء و تلافیفها أن لا ینفصل الغذاء منها سریعا فاحتاج الحیوان إلی أكل دائم و قیام للحاجة دائما و لیكون للكیلوس المنحدر من المعدة مكث صالح فیها لیتم القوة الهاضمة التی فیها هضمه و لتنجذب صفوته إلی الكبد فی العروق الماساریقیة المتصلة بتلك التلافیف و سعة هذه الأمعاء الثلاثة كلها بقدر سعة البواب و الهضم فیها أكثر منه فی الغلاظ و إن كانت تلك أیضا لا یخلو من هضم كما لا تخلو عن عروق ماساریقیة مصاصة تتصل بها و أولها المعاء الأعور و یتصل بأسفل الدقاق و سمی به لأنه مثل كیس لیس له إلا ممر واحد به یقبل (2) ما یندفع إلیه من فوق و منه یندفع ما یدفعه إلی ما هو أسفل منه و وضعه إلی الخلف قلیلا و میله إلی الیمین و فائدته أن یكون للثفل مكان یجتمع فیه فلا یحوج كل ساعة إلی القیام للتبرز و لیستفید من حرارة الكبد بالمجاورة هضما بعد هضم المعدة.

و نسبة هذا المعاء إلی ما تحته من الأمعاء نسبة المعدة إلی الأمعاء الدقاق التی فوقها و لذلك میل إلی الیمین لیقرب من الكبد فیستوفی تمام الهضم ثم ینفصل عنه إلی معاء آخر تمص منه الماساریقا و إما یكفیه فم واحد لأن وضعه لیس وضع المعدة علی طول الثدی لكنه كالمضطجع و من فوائد عوره أنه مجمع الفضول التی لو تفرق كلها فی سائر الأمعاء لتعذر اندفاعها و خیف حدوث القولنج فإن المجتمع أیسر اندفاعا من المتفرق و هو أیضا مسكن لما لا بد من تولده فی الأمعاء من الدیدان

ص: 40


1- 1. ینجلب( خ).
2- 2. یتقبل( خ).

فإنه قلما یخلو عنها بدن و فی تولدها أیضا منافع إذا كانت قلیلة العدد صغیرة الحجم و فی هذا المعاء یتعفن الثفل و تتغیر رائحته و هو(1) أولی بأن ینحدر فی فتق الأربیة لأنه مخلی عنه غیر مربوط و لا متعلق بما یأتی الأمعاء من الماساریقا فإنه لیس یأتیه منها شی ء و یتصل بهذا المعاء من أسفل معاء یسمی قولون و هو غلیظ صفیق و كلما یبعد عنه یمیل إلی الیمین متلاحقة القرب من الكبد ثم ینعطف إلی الیسار منحدرا فإذا حاذی جانب الیسار انعطف ثانیا إلی الیمین و إلی خلف حتی یحاذی فقرة القطن و هناك یتصل بمعاء آخر یسمی بالمستقیم و هو عند مروره فی الجانب الأیسر بالطحال مضیق و لذلك ورم الطحال یمنع خروج الریح ما لم یغمز علیه.

و هذا المعاء یجتمع فیه الثفل لتدرج إلی الاندفاع لیستصفی الماساریقا ما عسی یبقی فیها من جوهر الغذاء و فیه یعرض القولنج فی الأكثر و منه اشتق اسمه و المعاء المستقیم المتصل بأسفله ینحدر علی الاستقامة لیكون اندفاع الثفل أسهل و هو آخر الأمعاء و طرفه هو الدبر و علیه العضلة المانعة من خروج الثفل حتی تطلقه الإرادة و خلق واسعا یقرب سعته من سعة المعدة لیكون للثفل مكان یجتمع فیه كما یجتمع البول فی المثانة و لا یحوج كل ساعة إلی القیام و لیس یتحرك شی ء من الأمعاء إلا طرفاها و هما المری ء و المقعدة و تأتی الأمعاء كلها أوردة و شرایین و عصب أكثر من عصب الكبد لحاجتها إلی حس كثیر.

و أما الكبد فهو لحم أحمر مثل دم جامد لیس یحیطه عصب بل غشاء عصبی یجلله یتولد من عصب صغیر و هو یربط الكبد بغیرها من الأحشاء و بالغشاء المجلل للمعدة و المعاء و یربطها أیضا بالحجاب برباط قوی و بأضلاع الخلف برباطات دقاق و

هی موضوعة فی الجانب الأیمن تحت الضلوع العالیة من ضلوع الخلف و شكلها هلالی حدبته تلی الحجاب لئلا یضیق علیه مجال حركته و تقعیره یلی

ص: 41


1- 1. أی هذا المعاء ینزل فی علة الفتق أكثر من غیرها( منه).

المعدة لیتهندم علی تحدبها و یأتیها من هناك شریان صغیر یتفرق فیها ینفذ فیه الروح إلیها و یحفظ حرارتها و یعدلها بالنبض و جعل مسلكه إلی مقعرها لأن حدبتها تروح بحركة الحجاب و لها زوائد أربعة أو خمسة یحتوی بها علی المعدة كما یحتوی الكف علی المقبوض بالأصابع.

و شأنها أن تمتص الكیلوس من المعدة و الأمعاء و تجذبه إلی نفسها فی العروق المسماة بماساریقا و لیس فی داخلها فضاء یجتمع فیه الكیلوس لكنه یتفرق فی الشعب التی فیها من العرقین النابتین منها یسمی أحدهما الباب و الآخر الأجوف.

و بیان ذلك أن الباب ینبت من تقعیرها و ینقسم أقساما ثم تنقسم تلك الأقسام إلی أقسام كثیرة جدا و یأتی منها أقسام یسیرة إلی قعر المعدة و الاثنی عشری و أقسام كثیرة إلی المعاء الصائم ثم إلی سائر الأمعاء حتی یبلغ المعاء المستقیم و فیها ینجذب الغذاء إلی الكبد فلا یزال كلما انجذب یصیر من الأضیق إلی الأوسع حتی یجتمع فی الباب ثم الباب ینقسم أیضا فی داخل الكبد إلی أقسام فی دقة الشعر و یتفرق ما انجذب من الغذاء فیها و یطبخه لحم الكبد حتی یصیر دما.

و الأجوف ینبت من حدبتها و هو عرق عظیم منه ینبت جمیع العروق التی فی البدن و أصله ینقسم فی الكبد إلی أقسام فی دقة الشعر تلتقی مع الأقسام المنقسمة فیها من الباب فیرتفع الدم من تلك الأقسام إلیها ثم یجتمع من أدقها إلی أوسعها حتی یحصل جملة الدم كله فی الأجوف ثم یتفرق منه فی البدن فی شعبة الخارجة و هو إذا طلع من الكبد لم یمر كثیرا حتی ینقسم قسمین.

أحدهما و هو الأعظم یأخذ إلی أسفل البدن یسقی جمیع الأعضاء التی هناك و الثانی یأخذ إلی الأعلی لیسقی الأعضاء العالیة و هذا القسم تمر حتی یلاصق الحجاب و ینقسم من هناك عرقان یتفرقان فی الحجاب لیغذواه ثم ینفذان الحجاب فإذا نفذاه انقسمت منهما عروق دقیقة و اتصلت بالغشاء الذی یقسم الصدر بنصفین و بغلاف القلب و بالغدة التی تسمی التوثة(1)

و تفرقت فیها.

ص: 42


1- 1. قال فی القانون: و أمّا النافذ من الاجوف بعد الاجزاء الثلاثة إذا جاوز ناحیة القلب صعودا یتفرق منه فی أعالی الاغشیة المنصفة للصدر و أعالی الغلاف و فی اللحم الرخو المسمی« توثة» شعبا شعریة( منه).

ثم تنشعب منه شعبة عظیمة تتصل بالأذن الیمنی من أذنی القلب و تنقسم ثلاثة أقسام أحدها یدخل إلی التجویف الأیمن من تجویفی القلب و هو أعظم هذه الأقسام و هو الورید الشریانی و الثانی یستدیر حول القلب من ظاهره و ینبث فیه كله و الثالث یتصل بالناحیة السفلی من الصدر و یغذو ما هناك من الأجسام (1) و إذا جاوز القلب مر علی استقامة إلی أن یحاذی الترقوتین و ینقسم منه فی مسلكه هذا شعب صغار من كل جانب تسقی ما یحاذیها و یقرب منها و یخرج منها شعب إلی خارج فیسقی العضل

الخارج المحاذی لتلك الأعضاء الداخلة و عند محاذاته للإبط یخرج إلی خارج شعبة عظیمة تأتی الید من ناحیة الإبط و هو القسم الباسلیق.

فإذا حاذی من الترقوة الوسط منها موضع اللبة انقسم قسمین فصار أحدهما إلی ناحیة الیمین و الآخر إلی ناحیة الشمال و انقسم كل واحد من هذین القسمین إلی قسمین یسقی أحد القسمین الكتف و جاء إلی الید من الجانب الوحشی و هو العرق المسمی بالقیفال و انقسم الباقی قسمین فی كل جانب فمر أحدهما غائرا مصعدا فی العنق حتی یدخل القحف و یسقی ما هناك من أعضاء الدماغ و الأغشیة و فی مروره فی العنق إلی أن یدخل الدماغ تنشعب منه شعب صغار تسقی ما فی العنق من الأعضاء و یسمی هذا القسم الوداج الغائر و أما الثانی فیمر مصعدا فی الظاهر حتی ینقسم فی الوجه و الرأس و العنق و الأنف و یسقی جمیع هذه الأعضاء و هو الوداج الظاهر و ینشعب من العرق الكتفی فی مروره بالعضد شعب صغار تسقی ظاهر العضد و تنشعب من الإبطی شعب تسقی باطنه.

و إذا قارب العرق الكتفی و العرق الإبطی مفصل المرفق انقسما فأخذ انقسام (2)

ص: 43


1- 1. الاحشاء( ظ).
2- 2. فی بعض النسخ« أقسام» و هو أظهر.

العرق الكتفی یمازج قسما من العرق الإبطی و یتحد به فیكون منهما عند المرفق العرق المسمی بالأكحل و القسم الثانی من أقسام العرق الكتفی یمتد فی ظاهر الساعد و یركب بعد ذلك الزند الأعلی و هذا القسم حبل الذراع و قسم من العرق الإبطی و هو الأصغر مكانا یمر فی الجانب الداخل من الساعد حتی یبلغ رأس الزند الأسفل و یكون من بعض شعبه العرق الذی بین الخنصر و البنصر المسمی بالأسیلم.

و أما القسم الذی یأخذ إلی أسافل البدن فإنه یركب فقار الظهر آخذا إلی أسفل و تتشعب منه أولا شعب تأتی لفائف الكلی و أغشیتها و الأجسام التی تقرب منها فتسقیها ثم تنشعب منه شعبتان عظیمتان تدخلان تجویف الكلی ثم شعبتان تصیران إلی الأنثیین ثم تنشعب منه عند كل فقرة عرقان یمران فی الجانبین و یسقیان الأعضاء القریبة منها ما كان منها داخلا كالرحم و المثانة و ما كان منها خارجا كمراق البطن و الخاصرتین حتی إذا بلغ آخر الفقار انقسم قسمین و أخذ أحدهما إلی الرجل الیمنی و الأخری إلی الیسری.

و تشعبت منه شعب تسقی عضل الفخذین منها غائرة تسقی العضل الغائرة و منها ظاهرة تسقی العضل الظاهرة حتی إذا بلغ مشاش مثنی الركبة انقسم ثلاثة أقسام فمر قسم منها فی الوسط و سقی بشعب له جمیع عضل الساق الداخل و الخارج و مر قسم فی الجانب الداخل من الساق حتی یظهر عند الكعب الداخل و هو الصافن و القسم الآخر یمر فی الجانب الظاهر من الساق و هو غائر إلی ناحیة الكعب الخارج و هو عرق النسا و ینشعب من كل واحد من هذین عند بلوغه القدم شعب متفرقة فی القدم فتكون الشعب التی فی القدم فی ناحیة الخنصر و البنصر من شعب عرق النسا و التی فی الإبهام من شعب الصافن.

و أما المرارة فهی كیس عصبانی (1)

یعلق من الكبد إلی ناحیة المعدة موضوعة علی أعظم زوائدها و هی ذات طبقة واحدة منتسجة من أصناف اللیف الثلاثة و لها منفذان أحدهما متصل بتقعیر الكبد و به تنجذب المرة الصفراء إلیها و الآخر

ص: 44


1- 1. معلق( خ).

یتشعب فیتصل بالأمعاء العلیا و بأسفل المعدة و به تندفع أجزاء من الصفراء إلیها لغسلها عن الفضول و تنبیهها علی الحاجة و النهوض للتبرز كما مر و لیست المرارة لبعض الحیوانات كالإبل لأن معاءه مر جدا كأنه مفرغة للمرة و لذلك لا تأكلها الكلاب ما لم تضطر جوعا و كذلك الفرس و البغل.

و أما الطحال فهو عضو لحمی مستطیل علی شكل اللسان متصل بالمعدة من یسارها إلی خلف حیث الصلب مهندما مقعره علی محدب المعدة مرتبطا بها بعرق یصل بینهما و یوثقه شعب كثیرة العدد صغیرة المقادیر تتشعب من الصفاق و تتصل به و تتفرق فیه و حدبته تلی الأضلاع تستند بأغشیتها لأنه لیس متعلقا بها برباطات كثیرة قویة بل بقلیلة لیفیة.

و من هذا الجانب تأتیه العروق الساكنة و الضاربة الكثیرة لتسخنه و یقاوم برد السوداء المندفعة إلیه و یهضمها و لحمیته متخلخل لیسهل قبوله الفضول السوداویة و له عنق یتصل بمقعر الكبد حیث یتصل عنق المرارة به ینجذب (1) السوداء من الكبد و عنق آخر ینبت من باطنه متصل بفم المعدة به یدفع السوداء إلیها و یغشیه غشاء نبت من الصفاق كما مر و شأنه أن یكون مفرغة للسوداء الطبیعی كما دریت و لیس لبعض الحیوانات و الذی للجوارح منها صغیر.

و أما الكلیتان فكل واحدة منهما مثل نصف دائرة محدبها یلی الصلب لتسهل الانحناء إلی قدام و لحمها لحم ملزز(2)

لیكون قوی الجوهر غیر سریع الانفعال عما ینجذب إلیها من المائیة الحادة التی یصحبها خلط حاد و لیقدر علی إمساك المائیة ریثما یتمیز عنها الدم لیغتذی به و لیقدر الإنسان بسبب قدرة الكلیة علی هذا الإمساك علی إمساك البول إلی وقت اختیاره و لیمنع عن نشف غیر الرقیق و جذبه و لتدورك بتلزیزه ما وجب من صغر حجمه و فی باطن كل واحد منهما تجویف یجتمع فیه ما یتحلل إلیها لتمیز قوتها الغاذیة الدمویة من المائیة و تصرفها إلی غذائها ثم

ص: 45


1- 1. یجذب( خ).
2- 2. أی شدیدا لصیقا.

یرسل المائیة إلی المثانة و لكل منهما عنق متصل بالأجوف من الكبد لیجذب المائیة و آخر متصل بالمثانة لیرسل مائیته إلیها و وضعت الیمنی أرفع من الیسری لیكون أقرب من الكبد.

و إنما جعلت زوجا لكثرة المائیة و تضییق المكان علی الكبد و الأعور و الطحال و القولون إن جعلت واحدة فی أحد الجانبین و كان مع ذلك لا یستوی القامة بل تكون مائلة إلی جهتها أو علی المعدة و الأمعاء إن جعلت فی الوسط و كان مع ذلك یمنع

الانحناء إلی قدام علی أن كل عضو من الحیوان خلق زوجا و الذی لا یری زوجا فهو ذو شقین كما یظهر بالتأمل فیما مر و قد قال سبحانه وَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) و أما المثانة فهی عصبانیة مخلوقة من عصب الرباط لیكون أشد قوة و وثاقة و مع القوة قابلة للتمدد و هی ككیس بلوطی الشكل طرفاه أضیق و وسطه أوسع مبطن بغشاء منتسج من الأصناف الثلاثة و اللیف لیقوم بإتمام الأفعال الثلاثة(2) و هی (3)

ذات طبقتین و البطانة ضعف الظهارة عمقا و غلظا لأنها هی الملامسة للمائیة الحادة و هی القائمة بالأفعال الثلاثة(4) و الظهارة وقایة لها لئلا تنفسخ عند ارتكازها و تمددها و هی موضوعة بین الدرز و العانة و شأنها أن تكون وعاء للبول و مقبضة له إلی أن یخرج دفعة واحدة بالاختیار و الإرادة فیستغنی الإنسان بذلك عن مواصلة الإدرار كالمعاء للثفل.

و البول یأتیها من منفذی الكلیتین كما مر و المنفذان إذا بلغا إلیها خرقا إحدی طبقتیها و مرا فیما بین الطبقتین فی طولهما ثم یغوصان فی الطبقة الباطنة مفجرین إیاه إلی تجویف المثانة إلیها حتی إذا امتلأت و ارتكزت انطبقت البطانة

ص: 46


1- 1. الذاریات: 49.
2- 2. أی الطویل و العریض و المورب( منه).
3- 3. فهی( خ).
4- 4. أی الجذب و الامساك و الدفع( منه).

علی الظهارة مندفعة إلیها من الباطن كأنهما طبقة واحدة لا منفذ بینهما و لها عنق دفاع للماء إلی القضیب معوج كثیرة التعاویج (1) و لأجلها لا یندفع الماء بالتمام دفعة و خصوصا فی الذكران فإنه فیهم ذو ثلاث تعاویج و فی الإناث ذو تعویج واحد لقرب مثانتهن من أرحامهن و علی فمه عضلة تضمه و تمنع خروج البول حتی تطلقه الإرادة المرخیة لها.

أما الثدی فمركب من شرایین و عروق و عصب یحتشی ما بینها نوع من اللحم غددی أبیض طبیعته اللین (2)

خلقه اللّٰه لیكون المحیل و المولد للبن و هذه الشرایین و العروق تنقسم فی الثدی إلی أقسام دقاق و تستدیر و تلتف لفائف كثیرة و یحتوی علیها ذلك اللحم الذی هو مولد اللبن فیحیل ما فی تجویفها من الدم حتی یصیر لبنا بتشبیهه إیاه بطبیعته كما یحیل لحم الكبد ما یجتذب من المعدة و الأمعاء حتی یصیر دما بتشبیهه إیاه.

الفصل السادس فی تشریح آلات التناسل.

أما الأنثیان فجوهرهما لحم غددی أبیض مثل لحم الثدی یحیل الدم النضیج الأحمر اللطیف المنجذب إلیه كأنها فضلة الهضم الرابع فی البدن كله منیا أبیض بسبب ما یتخضخض فیه هوائیة الروح و انجذاب تلك المادة إلیهما فی شعب عروق ساكنة و نابضة كثیرة الفوهات كثیرة التعاویج و الالتفافات و مجری تلك العروق الصفاق و ینزل منه مجریان شبه البرنجین ثم یتشعبان (3)

فیكون

منهما الطبقة الداخلة عن كیس البیضتین ثم یصیر من هناك فیهما فیستحكم استحالته و یكمل نوعه و یصیر منیا تاما و یصیر فی مجریین یفیضان إلی القضیب.

ص: 47


1- 1. و یصحّ الراء فی المواضع كما فی أكثر نسخ القانون( منه).
2- 2. فی بعض النسخ:« طبیعته طبیعة اللبن».
3- 3. ینشعبان( خ).

و بسبب كثرة شعب العروق التی یأتیها صار الإخصاء الذی فی صورة قطع عرق واحد كأنه قطع من كل عضو عرق لكثرة الفوهات التی تظهر هناك و لهذا یوجد الخصیان تذهب قواهم و تسترخی مفاصلهم و یظهر ذلك فی مشیهم و جمیع حركاتهم و فی عقولهم و أصواتهم.

و أما القضیب فهو عضو مؤلف من رباطات و أعصاب و عضلات و عروق ضاربة و غیر ضاربة یتخللها لحم قلیل و أصله جسم رباطی ینبت من عظم العانة كثیر التجاویف واسعها تكون فی الأكثر منطبقة و تحته و فوقه شرایین كثیرة واسعة فوق ما یلیق به و تأتیه أعصاب من فقار العجز و إن كانت لیست غائصة فی جوهره و له ثلاث مجاری للبول و المنی و الوذی و الإنعاظ یكون بامتلاء تجاویفه من ریح غلیظة و امتلاء عروقه من الدم و الإنزال یكون عند ما تمتد(1)

و تنتصب الأوعیة التی فیها المنی و تهیج لقذف ما فیها لكثرته أو للدغه و أحد الأسباب الداعیة إلی ذلك احتكاك الكمرة(2) و تدغدغها من الجسم المصاك لها فإن ذلك یدعو إلی تمدد أوعیة المنی و قذف ما فیها و قوة الانتشار و ریحه ینبعث من القلب و كذا قوة الشهوة ینبعث منه بمشاركة الكلیة و الأصل هو القلب.

و أما الرحم فهو للإناث بمنزلة القضیب للرجال فهو آلة تولیدهن كما أن القضیب آلة تناسلهم و فی الخلقة تشاكله إلا أن إحداهما تامة بارزة و الأخری ناقصة محتبسة فی الباطن و كأن الرحم مقلوب القضیب أو قالبه و فی داخله طوق مستدیر عصبی فی وسطه و علیه زوائد و خلق ذا عروق كثیرة لیكون هناك عدة للجنین و یكون أیضا للعضل الطمثی منافذ كثیرة و هو موضوع فیما بین المثانة و المعاء المستقیم إلا أنه یفضل علی المثانة إلی ناحیة فوق كما تفضل هی علیه بعنقها من تحت و هو یشغل ما بین قرب السرة إلی آخر منفذ الفرج و هو رقبته و طوله ما بین ست أصابع إلی أحد عشر و یطول و یقصر بالجماع و تركه و یتشكل مقداره بشكل مقدار من

ص: 48


1- 1. تتمدد( خ).
2- 2. الكمرة- محركة: رأس الذكر.

یعتاد مجامعتها و یقرب من ذلك طول الرحم و ربما مس المعاء العلیا و هی مربوط بالصلب برباطات كثیرة قویة إلی ناحیة السرة و المثانة و العظم العریض لكنها سلسة.

و جعل من جوهر عصبی له أن یتمدد و یتسع علی الاشتمال و أن یتقلص و یجتمع عند الاستغناء و لن تستتم تجویفه إلا مع استتمام النمو كالثدی لا یستتم حجمها إلا مع ذلك لأنه یكون قبل ذلك معطلا و هو یغلظ و یثخن كأنه یسمن فی وقت الطمث

ثم إذا طهر ذبل و خلق ذا طبقتین باطنتهما أقرب إلی أن تكون عرقیة و خشونتها(1) لذلك و فوهات هذه العروق هی التی تنقر فی الرحم و تسمی نقر الرحم و بها تتصل أغشیة الجنین و منها یسیل الطمث و منها یعتدل الجنین و ظاهرتهما أقرب إلی أن تكون عصبیة و هی ساذجة واحدة و الداخلة كالمنقسمة قسمین متجاورتین لا كملتحمتین.

و لرحم الإنسان تجویفان و لغیره بعدد الأثداء و ینتهیان إلی مجری محاذ لفم الفرج الخارج فیه یبلغ المنی و یقذف الطمث و یلد الجنین و یكون فی حال العلوق فی غایة الضیق لا یكاد یدخله طرف میل ثم یتسع بإذن اللّٰه فیخرج منه الجنین.

و قبل افتضاض البكر تكون فی رقبة الرحم أغشیة تنتسج من عروق و رباطات رقیقة جدا یهتكها الافتضاض و من النساء من رقبة رحمها إلی الیمین و منهن من هی منها إلی الیسار و هی من عضلة اللحم كأنها غضروفیة و كأنها غصن علی غصن یزیدها السمن و الحمل صلابة و للرحم زائدتان تسمیان قرنی الرحم و هما الأنثیان للنساء و هما كما فی الرجال إلا أنهما باطنتان و أصغر و أشد تفرطحا یخص كل واحد منهما غشاء عصبی لا یجمعهما كیس واحد و كما أن أوعیة المنی فی الرجال بینهما و بین المستفرغ من أصل القضیب كذلك للنساء بینهما و بین المقذف إلی داخل

ص: 49


1- 1. خشونته( خ).

الرحم إلا أنها فیهن متصلة بهما لقربهما بها فی اللین و لم یحتج إلی تصلیبهما و تصلیب غشائهما.

قال فی القانون كما أن للرجال أوعیة المنی بین البیضتین و بین المستفرغ من أصل القضیب كذلك للنساء أوعیة المنی بین الخصیتین و بین المقذف إلی داخل الرحم لكن الذی للرجال یبتدئ من البیضة و یرفع إلی فوق و یندس فی النقرة التی تنحط منها علاقة البیضة محرزة موثقة ثم ینشأ هابطا منفرجا متعرجا متوربا ذا التفافات یتم فیما بینها نضج المنی حتی یعود و یفضی إلی المجری الذی فی الذكر من أصله من الجانبین و بالقرب منه ما یفضی إلیه أیضا طرف عنق المثانة و هو طویل فی الرجال قصیر فی النساء.

فأما فی النساء فیمیل من البیضتین إلی الخاصرتین كالقرنین مقومتین شاخصتین إلی الحالبین یتصل طرفاها بالأربیتین و یتوتران عند الجماع فیستویان عنق الرحم للقبول بأن یجذباه إلی جانبین فیتوسع و ینفتح و یبلع المنی و یختلفان فی أن أوعیة المنی فی النساء تتصل بالبیضتین و ینفذ فی الزائدتین القرنیتین شی ء ینفذ من كل بیضة یقذف المنی إلی الوعاء و یسمیان قاذفی المنی.

و إنما اتصلت أوعیة المنی فی النساء بالبیضتین لأن أوعیة المنی فیهن قریبة فی اللین من البیضتین و لم یحتج إلی تصلیبهما و تصلیب غشائهما لأنهما فی كن و لا یحتاج إلی درق بعید و أما فی الرجال فلم یحسن وصلهما بالبیضتین و لم یخلط بهما و لو فعل ذلك لكانتا تؤذیانها إذا توترتا بصلابتهما بل جعل بینهما واسطة تسمی أقندیدوس انتهی.

ص: 50

الفصل السابع فی تشریح سائر من أسافل البدن

أما هیئة الخاصرة و العانة و الورك فبیانها أن عند العجز عظمین كبیرین یمنة و یسرة یتصلان فی الوسط من قدام بمفصل موثق و هما كالأساس لجمیع العظام الفوقانیة و الحامل الناقل للسفلانیة و كل واحد منهما ینقسم إلی أربعة أجزاء فالذی یلی الجانب الوحشی یسمی الحرقفة و عظم الخاصرة و الذی یلی الخلف یسمی عظم الورك و الذی یلی الأسفل یسمی حق الفخذ لأن فیه التقعیر الذی یدخل فیه رأس الفخذ المحدب و قد وضع علیه أعضاء شریفة مثل المثانة و الرحم و أوعیة المنی من الذكران و المقعدة و السرة.

و أما الفخذ فله عظم هو أعظم عظم فی البدن لأنه حامل لما فوقه و ناقل لما تحته و قبب طرفه العالی لیتهندم فی حق الورك و هو محدب إلی الوحشی و قدام مقعر إلی الإنسی و خلف فإنه لو وضع علی استقامة و موازاة للحق لحدث نوع من الفحج (1) كما یعرض لمن خلقته تلك و لم یحسن وقایته للعضل الكبار و العصب و العروق و لم یحدث من الجملة شی ء مستقیم و لم یحسن هیئة الجلوس ثم لو لم یرد ثانیا إلی الجهة الإنسیة لعرض فحج من نوع آخر و لم یكن للقوام واسطة عنها و إلیها المیل فلم یعتدل.

و فی طرفه الأسفل زائدتان تتهندمان فی نقرتین فی رأس عظم الساق و قد وثقتا برباط ملتف و رباط فی الغور و رباطین من الجانبین قویین فهندم مقدمهما بالرضفة و هی عین الركبة و هو عظم عریض فی الاستدارة فیه غضروفیة فائدته مقاومة

ص: 51


1- 1. كذا فی المخطوطة فی الموضعین، و فی بعض النسخ المطبوعة« الفجج» بالمعجمتین، و هما هیئتان فی المشی، اما الفحج- باهمال الأولی- فهو تدانی صدری القدمین و تباعد عقبیهما، و أمّا الفجج- بالاعجام- فهو الانفراج و الاتساع بین القدمین.

ما یتوقی عن الجثو و جلسة التعلق من الانتهاك و الانخلاع فهو دعامة للمفصل و جعل موضعه إلی قدام لأن أكثر ما یلحقه من عنف الانعطاف یكون إلی قدام إذ لیس له إلی خلف انعطاف عنف و أما إلی الجانبین فانعطافه شی ء یسیر بل جعل انعطافه إلی قدام و هناك یلحقه العنف عند النهوض و الجثو و ما أشبه ذلك.

و أما الساق فهو كالساعد مؤلف من عظمین أحدهما أكبر و أطول و هو الإنسی و یسمی القصبة الكبری و الثانی أصغر و أقصر لا یلاقی الفخذ بل یقصر دونه إلا أنه من أسفل ینتهی إلی حیث ینتهی إلیه الأكبر و یسمی القصبة الصغری و هی متبرئة عن الكبری فی الوسط بینهما فرجة قلیلة و للساق تحدب إلی الوحشی ثم عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلی الإنسی لیحسن به القوام و یعتدل و القصبة الكبری و هی الساق بالحقیقة قد خلقت أصغر من الفخذ و ذلك أنه لما اجتمع لها موجبا الزیادة فی الكبر و هو الثبات و حمل ما فوقه و الزیادة فی الصغر و هو الخفة للحركة و كان الموجب الثانی أولی بالغرض المقصود فی الساق فخلق أصغر و الموجب الأول أولی بالغرض المقصود فی الفخذ فخلق أعظم.

و أعطی الساق قدرا معتدلا حتی لو زید عظما عرض من عسر الحركة ما یعرض لصاحب داء الفیل و الدوالی و لو انتقص عرض من الضعف و عسر الحركة و العجز عن حمل ما فوقه ما یعرض لدقاق السوق فی الخلقة و مع هذا كله فقد دعم و قوی بالقصبة الصغری و للقصبة الصغری منافع أخری مثل ستر العصب و العروق بینهما و مشاركة القصبة الكبری فی مفصل القدم لیتأكد و یقوی مفصل الانثناء و الانبساط.

و أما القدم فمؤلفة من ستة و عشرین عظما كعب به یكمل المفصل مع الساق و عقب به عمدة الثبات و هو أعظمها و زورقی به الأخمص و أربعة عظام للرسغ بها یتصل بالمشط و واحد منها عظم نردی كالمسدس موضوع إلی الجانب الوحشی و به یحسن ثبات ذلك الجانب علی الأرض و خمسة عظام للمشط بعدد الأصابع فی صف واحد و أربعة عشر سلامیات الأصابع لكل منها ثلاثة سوی الإبهام فإن له اثنین.

ص: 52

أما الكعب فإن الإنسانی منه أشد تكعیبا من كعوب سائر الحیوانات و كأنه أشرف عظام القدم النافعة فی الحركة كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة فی الثبات و هو موضوع بین الطرفین النابتین من قصبتی الساق یحتویان علیه بمقعرهما من جوانبه و یدخل طرفاه فی العقب فی نقرتین دخول ركز و هو واسطة بین الساق و العقب به یحسن اتصالهما و یتوثق المفصل بینهما و یؤمن علیه الاضطراب و هو موضوع فی الوسط بالحقیقة و یرتبط به العظم الزورقی من قدام ارتباطا مفصلیا و هذا الزورقی متصل بالعقب من خلف و من قدام بثلاثة من عظام الرسغ و من الجانب الوحشی بالعظم النردی.

و أما العقب فهو موضوع تحت الكعب صلب مستدیر إلی خلف لیقاوم المصاكات و الآفات مملس الأسفل لیحسن استواء الوطء و انطباق القدم علی المستقر عند القیام و خلق مثلثا إلی الاستطالة یدق یسیرا یسیرا حتی ینتهی فیضمحل عند الأخمص إلی الوحشی لیكون تقعیر الأخمص متدرجا من خلف إلی متوسطة.

و أما الرسغ فیخالف رسغ الكف بأنه صف واحد و ذاك صفان و عظامه أقل عددا و ذلك لأن الحاجة فی الكف إلی الحركة و الاشتمال أكثر و فی القدم إلی الوثاقة أشد و خلق شكل القدم مطاولا إلی قدام لیعین علی الانتصاب بالاعتماد علیه و خلق له أخمص من الجانب الإنسی لیكون میل القدم عند الانتصاب و خصوصا لدی المشی إلی الجهة المضادة لجهة الرجل المشیلة للنقل فیعتدل القوام و لیكون الوطء علی الأشیاء المدورة و الناتئة مهندما من غیر ألم و لیحسن اشتمال القدم علی ما یشبه الدرج و لیكون بعض أجزائها متجافیة عن الأرض فیكون المشی أخف و العدو أسهل و لمثل هذه المنافع خلقت من عظام كثیرة و إنها بذلك تحتوی علی الموطوء علیه كالكف علی المقبوض إیضاح فی القاموس الزرفین بالضم و بالكسر حلقة للباب أو عام معرب و قد زرفن صدغیه جعلهما كالزرفین و قال الجوهری الزرد مثل السرد و هو مداخل حلق الدروع بعضها فی بعض و الزرد بالتحریك الدروع المزرودة

ص: 53

و الزراد صانعها انتهی فشبهوا اتصال بطون الدماغ بعضها ببعض و تداخلها بالدروع و نسجها.

قال فی القانون للدماغ فی طوله ثلاثة بطون و إن كان كل بطن فی عرضه ذا جزءین و الجزء المقدم محسوس الانفصال إلی جزءین یمنة و یسرة و هذا الجزء یعین علی الاستنشاق و علی نفض الفضل بالعطاس و علی توزیع أكثر الروح الحساس و علی أفعال القوی المتصورة من قوی الإدراك الباطن.

و أما البطن المؤخر فهو أیضا عظیم لأنه یملأ تجویف عضو عظیم و لأنه مبدأ شی ء عظیم أعنی النخاع و منه یتوزع أكثر الروح المتحركة و هناك أفعال القوة الحافظة لكنه أصغر من المقدم بل كل واحد من بطنی المقدم و مع ذلك فإنه یتصغر تصغرا مدرجا إلی النخاع و یتكاثف تكاثفا إلی الصلابة.

فأما البطن الوسط فإنه كمنفذ من الجزء المقدم إلی الجزء المؤخر كدهلیز مضروب بینهما و قد عظم لذلك و طول لأنه مؤد من عظیم إلی عظیم و به یتصل الروح المقدم بالروح المؤخر و یتأدی أیضا الأشباح المتذكرة و یتسقف مبدأ هذا البطن الأوسط بسقف كری الباطن كالأزج (1)

و یسمی به لیكون منفذا و مع ذلك مبتعدا بتدویره عن الآفات و قویا علی حمل ما یعتمد علیه من الحجاب المدرج.

و هناك یجتمع بطنا الدماغ المقدمان اجتماعا یتراءیان للمؤخر فی هذا المنفذ و ذلك الموضع یسمی مجمع البطنین و هذا المنفذ نفسه بطن و لما كان منفذا یؤدی التصور إلی الحفظ كان أحسن موضع للفكر و التخیل علی ما علمت و یستدل علی أن هذه البطون مواضع قوی تصدر عنها هذه الأفعال من جهة ما یعرض لها من الآفات فیبطل مع آفة كل جزء فعله أو یدخله خلافه.

و الغشاء الرقیق یستبطن بعضه فیغشی بطون الدماغ إلی القمحدوة(2) التی

ص: 54


1- 1. الازج- محركة بیت یبنی طولا.
2- 2. القمحدوة: الهنة الناشزة فوق القفا و أعلی القذال خلف الأذنین.

عند الطاق و أما ما وراء ذلك فصلابته تكفیه تغشیة الحجاب إیاه فأما التزرید الذی فی بطون الدماغ فلیكون للروح النفسانی نفوذ فی جوهر الدماغ كما فی بطونه إذ لیس فی كل وقت تكون البطون متسعة منفتحة أو الروح قلیلا بحیث یسع البطون فقط و لأن الروح إنما تكمل استحالة عن المزاج الذی للقلب إلی المزاج الذی للدماغ بأن ینطبخ فیه انطباخا یأخذ به من مزاجه و هو أول مما یتأدی (1) إلی الدماغ یتأدی إلی بطنه الأول لینطبخ فیه ثم ینفذ إلی البطن الأوسط فیزداد فیه انطباخا ثم یتم انطباخه فی البطن المؤخر و الانطباخ الفاضل إنما یكون بممازجة و مخالطة و نفوذ فی أجزاء الطابخ كحال الغذاء فی الكبد.

لكن زرد المقدم أكثر أفرادا من زرد المؤخر لأن نسبة الزرد إلی الزرد كنسبة العضو إلی العضو بالتقریب و السبب المصغر للمؤخر من المقدم (2) موجود فی الزرد و بین هذا البطن و بین البطن المؤخر و من تحتهما مكان هو متوزع العرقین العظیمین الصاعدین إلی الدماغ اللذین سنذكرهما إلی شعبهما التی ینتسج منها المشیمة من تحت الدماغ.

و قد عمدت تلك الشعب بجرم من جنس الغدد یملأ ما بینها و یدعمها كالحال فی سائر المتوزعات العرقیة فإن من شأن الخلإ الذی یقع بینها أن یملأ أیضا بلحم غددی و هذه الغدة تتشكل بشكل الشعب المذكورة علی هیئة التوزع الموصوف فكما أن التشعب أو التوزع المذكور یبتدئ من ضیق و یتفرع إلی سعة توجبها الانبساط كذلك صارت هذه الغدة صنوبریة رأسها یلی مبدأ التوزع من فوق و تذهب متوجهة نحو غایتها إلی أن یتم تدلی الشعب و یكون هناك منتسج علی مثال المنتسج فی المشیمة فیستقر فیه.

فالجزء من الدماغ المشتمل علی هذا البطن الأوسط عامة و أجزاؤه التی هی من فوق دوری الشكل مزردة من زرد موضوعة فی طوله مربوطة بعضها ببعض

ص: 55


1- 1. أول ما یتأدی( ظ).
2- 2. أی السبب الذی من أجله صار المؤخر أصغر من المقدم.

لیكون له أن یتمدد و أن یتقلص كالدود و باطن فوقه مغشی بالغشاء الذی یستبطن الدماغ إلی حد المؤخر و هو مركب علی زائدتین من الدماغ مستدیرتین إحاطة الطول كالفخذین یقربان إلی التماس و یتباعدان إلی الانفراج تركیبا بأربطة تسمی وترات لئلا یزول عنها لتكون الدودة إذا تمددت و ضاق عرضها ضغطت هاتین الزائدتین إلی الاجتماع فینسد المجری و إذا تقلصت إلی القصر و ازدادت عرضا تباعدت إلی الافتراق فانفتح المجری.

و ما یلی منه مؤخر الدماغ أدق و إلی التحدب ما هو(1)

و یتهندم فی مؤخر الدماغ كالوالج منه فی مولج و مقدمه أوسع من مؤخره علی الهیئة التی یحتملها الدماغ و الزائدتان المذكورتان تسمیان القبتین و لا تزرید فیهما البتة بل ملساوان لیكون شدهما و انطباقهما أشد و لتكون إجابتهما إلی التحریك بسبب حركة شی ء آخر أشبه بإجابة الشی ء الواحد.

و لدفع فضول الدماغ مجریان أحدهما فی البطن المقدم عند الحد المشترك بینه و بین الذی بعده و الآخر فی البطن الأوسط و لیس للبطن المؤخر مجری مفرد و ذلك لأنه موضوع فی الطرف صغیر أیضا بالقیاس إلی المقدم لا یحتمل ثقبا و یكفیه و الأوسط مجری مشترك بینهما و خصوصا و قد جعل مخرجا للنخاع یتحلل بعض فضوله و یندفع من جهته.

و هذان المجریان إذا ابتدءا من البطنین و نفذا فی الدماغ نفسه توربا نحو الالتقاء عند منفذ واحد عمیق مبدؤه الحجاب الرقیق و آخره و هو أسفله عند الحجاب الصلب و هو مضیق كالقمع (2)

یبتدئ من سعة مستدیرة إلی مضیق و لذلك یسمی قمعا و یسمی

أیضا مستنقعا فإذا نفذ فی الغشاء الصلب لاقی هناك مجری فی غدة كأنها كرة مغمورة من جانبین متقابلین من فوق و أسفل و هی بین الغشاء الصلب و بین

ص: 56


1- 1. كذا.
2- 2. القمع- بالفتح و بالكسر و كعنب-: آلة توضع علی فم القارورة فتصب فیه السوائل.

مجری الحنك ثم تجده هناك المنافذ التی فی مشاشیة المصفاة من أعلی الحنك انتهی.

و فی القاموس الأزج محركة ضرب من الأبنیة و فی المصباح الأزج بیت یبنی طولا و یقال الأزج السقف و قال القمحدوة فعللوة بفتح الفاء و العین و سكون اللام الأولی و ضم الثانیة هی ما خلف الرأس و هو مؤخر القذال و الجمع قماحد و فی القاموس القمع بالكسر و بالفتح و كعنب ما التزق بأسفل التمرة و البسرة و نحوهما.

و قال الجوهری الصدی الذی یجیبك بمثل صوتك فی الجبال و غیرها یقال أصم اللّٰه صداه أی أهلكه لأن الرجل إذا مات لم یسمع الصدی منه شیئا فیجیبه و قال الفیروزآبادی الرضاب كغراب الریق المرشوف أو قطع الریق فی الفم و قال الصردان عرقان یستبطنان اللسان و قال المجرفة كمكنسة المكسحة و قال شی ء مهندم مصلح علی مقدار و له هندام معرب أندام.

و الدغدغة الزعزعة و الصفق الضرب و صفق الباب رده أو أغلقه و فتحه ضد و الریح الأشجار حركتها و الصفوق الصخرة الملساء المرتفعة و قال الغلصمة اللحم بین الرأس و العنق أو العجرة علی ملتقی اللّٰهاة و المری ء أو رأس الحلقوم بشواربه و حرقدته أو أصل اللسان و قال العیر العظم الناتئ وسطها و قال الكزاز كغراب و رمان داء من شدة البرد أو الرعدة منها.

و قال الأربیة كأثفیة أصل الفخذ أو ما بین أعلاه و أوسطه و قال المری ء كأمیر مجری الطعام و الشراب و هو رأس المعدة و الكرش اللاصق بالحلقوم و قال الصفاق ككتاب الجلد الأسفل تحت الجلد الذی علیه الشعر أو ما بین الجلد و المصران و جلد البطن كله و قال الثرب شحم رقیق یغشی الكرش و الأمعاء و قال مراق البطن ما رق منه و لان جمع مرق أو لا واحد لها و قال رصه ألصق بعضه ببعض و ضم كرصصه.

و فی القاموس رصه ألزق و قال الصاروج النورة و أخلاطها معرب

ص: 57

و صرج الحوض تصریجا.

و قال المصهرج المعمول بالصاروج و الارتكاز الاستقرار و الاعتماد و قال نبض العرق ینبض نبضا و نبضانا تحرك و البربخ علی ما ذكره الأطباء ما یعمل من السفال و یوضع فی مجری الماء و یقال له بالفارسیة گنگ و الكمرة محركة رأس الذكر و المفرطح العریض و یقال توتر العصب و العنق إذا اشتد.

و فی القاموس الحرقفة عظم الحجبة أی رأس الورك و قال القبب دقة الخصر و ضمور البطن قب بطنه و قبب و سرة مقبوبة و مقببة ضامرة و قال الحق بالضم رأس الورك الذی فیه عظم الفخذ و قال فحج فی مشیته كمنع تدانی صدور قدمیه و تباعد عقباه و قال الإنسی الأیسر من كل شی ء و من القوس ما أقبل علیك منها و الوحشی الجانب الأیمن من كل شی ء أو الأیسر و من القوس ظهرها و قال الرضف عظام فی الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضا و هی من الفرس ما بین الكراع و الذراع واحدتها رضفة و تحرك.

أقول: ما فی كتب الطب لعله علی المجاز و الزورق السفینة الصغیرة.

فذلكة

اعلم أن عظام الرأس أحد عشر و عظام الوجه ستة عشر و الأسنان اثنان و ثلاثون و فقرات العنق و الظهر و العجز و العصعص ثلاثون و عظام الترقوة اثنان و الكتفان اثنان و قلة الكتف اثنان و العظام الأصلیة للیدین ستون سوی العظام الصغیرة فی المواصل المسماة بالسمسمانیة و الأضلاع من الجانبین أربعة و عشرون و عظام الصدر سبعة و عظام الخاصرة اثنتان و عظام الرجلین ستون.

فالمجموع مائتان و ثمانیة و أربعون سوی السمسمانیة و معها مائتان و أربعة و ستون لأنها فی كل ید و رجل أربعة(1)

و عدد العضلات علی ما ذكره جالینوس خمسمائة و تسعة و عشرون و علی ما ذكرها أبو القاسم بن أبی صادق خمسمائة و ثمانیة عشر.

ص: 58


1- 1. زاد فی بعض النسخ« و أربعة».

و الأعصاب علی المشهور ثمانیة و عشرون زوجا و واحد فرد فیكون سبعة و خمسین.

و أما الشریانات النابضة المنشعبة من القلب و الأوردة الساكنة المنبعثة من الكبد فقد مر مجملا أصولهما و كیفیة انشعابهما و لا یحصر شعبهما عدد مضبوط لیمكن ذكرها و قد مر فی الأخبار أن الجمیع ثلاثمائة و ستون نصفها متحركة و نصفها ساكنة.

و أقول إنما بسطنا الكلام فی هذا الباب لمدخلیتها فی معرفة الحكیم الكریم الوهاب و لطفه و كرمه و حكمه و نعمه فی جمیع الأبواب و هی أفضل فنون الطب و الحكمة و أدقهما و أشرفهما و اللّٰه الموفق للصواب.

باب 49 نادر فی علة اختلاف صور المخلوقات و علة السودان و الترك و الصقالبة

«1»- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّالَقَانِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ(1) الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلْقَ عَلَی أَنْوَاعٍ شَتَّی وَ لَمْ یَخْلُقْهُ نَوْعاً وَاحِداً فَقَالَ لِئَلَّا یَقَعَ فِی الْأَوْهَامِ أَنَّهُ عَاجِزٌ وَ لَا یَقَعُ

صُورَةٌ فِی وَهْمِ مُلْحِدٍ إِلَّا وَ قَدْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا خَلْقاً لِئَلَّا یَقُولَ قَائِلٌ هَلْ یَقْدِرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَخْلُقَ صُورَةَ كَذَا وَ كَذَا لِأَنَّهُ لَا یَقُولُ مِنْ ذَلِكَ

ص: 59


1- 1. هو أحمد بن محمّد بن سعید السبیعی الهمدانیّ الحافظ المكنی بأبی العباس المعروف بابن عقدة. و كان أبوه یلقب بعقدة لتعقیده فی الصرف و النحو. قال الشیخ فیه: جلیل القدر، عظیم المنزلة، له تصانیف كثیرة، و كان زیدیا جارودیا، الا أنّه روی جمیع كتب أصحابنا و صنف لهم. سمعت جماعة یحكون أنّه قال: أحفظ مائة و عشرین ألف حدیثا بأسانیدها، و أذاكر بثلاثمائة ألف حدیث.

شَیْئاً إِلَّا وَ هُوَ مَوْجُودٌ فِی خَلْقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَیَعْلَمُ بِالنَّظَرِ إِلَی أَنْوَاعِ خَلْقِهِ أَنَّهُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام یَقُولُ: عَاشَ نُوحٌ علیه السلام أَلْفَیْنِ وَ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ یَوْماً فِی السَّفِینَةِ نَائِماً فَهَبَّتْ رِیحٌ فَكَشَفَتْ عَوْرَتَهُ-(2) فَضَحِكَ حَامٌ وَ یَافِثُ فَزَجَرَهُمَا سَامٌ وَ نَهَاهُمَا عَنِ الضَّحِكِ وَ كَانَ كُلَّمَا غَطَّی سَامٌ شَیْئاً تَكْشِفُهُ الرِّیحُ كَشَفَهُ حَامٌ وَ یَافِثُ فَانْتَبَهَ نُوحٌ علیه السلام فَرَآهُمْ وَ هُمْ یَضْحَكُونَ فَقَالَ مَا هَذَا فَأَخْبَرَهُ سَامٌ بِمَا كَانَ فَرَفَعَ نُوحٌ علیه السلام یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ یَدْعُو وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ غَیِّرْ مَاءَ صُلْبِ حَامٍ حَتَّی لَا یُولَدَ لَهُ إِلَّا السُّودَانُ اللَّهُمَّ غَیِّرْ مَاءَ صُلْبِ یَافِثَ فَغَیَّرَ اللَّهُ مَاءَ صُلْبَیْهِمَا فَجَمِیعُ السُّودَانِ حَیْثُ كَانُوا مِنْ حَامٍ وَ جَمِیعُ التُّرْكِ وَ الصَّقَالِبَةِ وَ یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ وَ الصِّینِ مِنْ یَافِثَ حَیْثُ كَانُوا وَ جَمِیعُ الْبِیضِ سِوَاهُمْ مِنْ سَامٍ وَ قَالَ نُوحٌ لِحَامٍ وَ یَافِثَ جُعِلَ (3)

ذُرِّیَّتُكُمَا خَوَلًا لِذُرِّیَةِ سَامٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لِأَنَّهُ بَرَّ بِی وَ عَقَقْتُمَانِی فَلَا زَالَتْ سِمَةُ عُقُوقِكُمَا لِی فِی ذُرِّیَّتِكُمَا ظَاهِرَةً وَ سِمَةُ الْبِرِّ بِی فِی ذُرِّیَّةِ سَامٍ ظَاهِرَةً مَا بَقِیَتِ الدُّنْیَا(4).

بیان: تكشفه الریح الجملة صفة شیئا و فی القاموس السَّقْلَب جیل من الناس و هو سقلبیّ و الجمع سقالبة و قال الصقالبة جیل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بین بلغر و قسطنطینیة و قال الخول محركة ما أعطاك اللّٰه من النعم و العبید و الإماء و غیرهم من الحاشیة للواحد و الجمع و الذكر و الأنثی.

«3»- الْعِلَلُ،: فِی خَبَرِ یَزِیدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الطِّینِ كُلِّهِ أَوْ مِنْ طِینٍ وَاحِدٍ قَالَ بَلْ مِنَ الطِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ خُلِقَ مِنْ طِینٍ وَاحِدٍ لَمَا

ص: 60


1- 1. العلل: ج 1، ص 14.
2- 2. فی المصدر: عن عورته.
3- 3. فی المصدر: جعل اللّٰه.
4- 4. العلل: ج 1، ص 30- 31.

عَرَفَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ كَانُوا عَلَی صُورَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَلَهُمْ فِی الدُّنْیَا مِثْلٌ قَالَ التُّرَابُ فِیهِ أَبْیَضُ وَ فِیهِ أَخْضَرُ وَ فِیهِ أَشْقَرُ وَ فِیهِ أَغْبَرُ وَ فِیهِ أَحْمَرُ وَ فِیهِ أَزْرَقُ وَ فِیهِ عَذْبٌ وَ فِیهِ مِلْحٌ وَ فِیهِ خَشِنٌ وَ فِیهِ لَیِّنٌ وَ فِیهِ أَصْهَبُ فَلِذَلِكَ صَارَ النَّاسُ فِیهِمْ لَیِّنٌ وَ فِیهِمْ خَشِنٌ وَ فِیهِمْ أَبْیَضُ وَ فِیهِمْ أَصْفَرُ وَ أَحْمَرُ وَ أَصْهَبُ وَ أَسْوَدُ عَلَی أَلْوَانِ التُّرَابِ (1).

بیان: قال الفیروزآبادی الأشقر من الدواب الأحمر فی مُغرة(2) و من الناس من تعلو بیاضه حمرة و قال الصهب محركة حمرة أو شقرة فی الشعر كالصهبة بالضم و الأصهب بعیر لیس بشدید البیاض و شعر یخالط بیاضه حمرة.

ص: 61


1- 1. العلل: ج 2، ص 156.
2- 2. المغرة كالحمرة، و هی هی الا انها لیست بناصعة.

أبواب الطب و معالجة الأمراض و خواص الأدویة

باب 50 أنه لم سمی الطبیب طبیبا و ما ورد فی عمل الطب و الرجوع إلی الطبیب

«1»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ یُسَمَّی الطَّبِیبُ الْمُعَالِجَ فَقَالَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ یَا رَبِّ مِمَّنِ الدَّاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَمِمَّنِ الدَّوَاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَمَا یَصْنَعُ النَّاسُ بِالْمُعَالِجِ قَالَ یَطِیبُ بِذَلِكَ أَنْفُسُهُمْ فَسُمِّیَ الطَّبِیبَ لِذَلِكَ (1).

«2»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ یَا رَبِّ مِنْ أَیْنَ الدَّاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَالشِّفَاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَمَا یَصْنَعُ عِبَادُكَ بِالْمُعَالِجِ قَالَ یَطِیبُ بِأَنْفُسِهِمْ فَیَوْمَئِذٍ سُمِّیَ الْمُعَالِجُ الطَّبِیبَ (2).

بیان: یطیب بأنفسهم فی بعض النسخ بالباء الموحّدة و فی بعضها بالیاء المثنّاة من تحت قال الفیروزآبادی طبّ تأنّی للأمور و تلطّف أی إنما سمّوا بالطبیب لرفعهم الهمّ عن النفوس المرضی بالرفق و لطف التدبیر و لیس شفاء الأبدان منهم.

و أما علی الثانی فلیس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبیب الطیب و التطییب فإن

ص: 62


1- 1. العلل: ج 2، ص 212.
2- 2. روضة الكافی: 88.

أحدهما من المضاعف و الآخر من المعتل.

بل المراد أن تسمیتهم بالطبیب لیست لتداوی الأبدان عن الأمراض بل لتداوی النفوس عن الهموم و الأحزان فتطیب بذلك قال الفیروزآبادی الطبّ مثلّثة الفاء علاج الجسم و النفس.

«3»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَ رَأَیْتَ إِنِ احْتَجْتُ إِلَی طَبِیبٍ وَ هُوَ نَصْرَانِیٌّ أُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ أَدْعُو لَهُ قَالَ نَعَمْ لِأَنَّهُ لَا یَنْفَعُهُ دُعَاؤُكَ (1).

العلل، عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن الهیثم بن أبی مسروق النهدی عن ابن محبوب: مثله (2)

السرائر، نقلا من كتاب السیاری عنه علیه السلام: مثله بیان یدل علی جواز العمل بقول الطبیب الذمی و الرجوع إلیه و التسلیم علیه و الدعاء و لعل الأخیرین محمولان علی الضرورة بل الجمیع و لو كان فیجب أن لا یكون علی جهة الموادّة للنهی عنها

وَ قَدْ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ فِی الْمُوَثَّقِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا تَبْدَءُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالتَّسْلِیمِ وَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَیْكُمْ فَقُولُوا وَ عَلَیْكُمْ (3).

و روی هذا الخبر أیضا عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد.

«4»- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ: ادْفَعُوا مُعَالَجَةَ الْأَطِبَّاءِ مَا انْدَفَعَ الْمُدَاوَاةُ(4)

عَنْكُمْ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْبِنَاءِ قَلِیلُهُ یَجُرُّ إِلَی كَثِیرِهِ (5).

ص: 63


1- 1. قرب الإسناد: 175.
2- 2. العلل: ج 2، ص 282.
3- 3. الكافی: ج 2، ص 649.
4- 4. فی المصدر: الداء.
5- 5. العلل: ج 2، ص 151.

بیان: أی الشروع فی المداواة لقلیل الداء یوجب زیادة المرض و الاحتیاج إلی دواء أعظم.

«5»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَهْلٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ ظَهَرَتْ صِحَّتُهُ عَلَی سُقْمِهِ فَیُعَالِجُ نَفْسَهُ بِشَیْ ءٍ فَمَاتَ فَأَنَا إِلَی اللَّهِ بَرِی ءٌ مِنْهُ (1).

بیان: ظاهره حرمة التداوی بدون شدة المرض و الحاجة الشدیدة إلیه لكن الخبر ضعیف فیمكن الحمل علی الكراهة لمعارضة إطلاق بعض الأخبار و إن كان الأحوط العمل به.

«6»- طِبُّ الْأَئِمَّةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ الْمُوسَوِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ یَعْنِی أَبَاهُ. عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلَ یُونُسُ بْنُ یَعْقُوبَ الرَّجُلَ الصَّادِقَ یَعْنِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الرَّجُلُ یَكْتَوِی (2) بِالنَّارِ وَ رُبَّمَا قُتِلَ وَ رُبَّمَا تَخَلَّصَ قَالَ قَدِ اكْتَوَی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِمٌ عَلَی رَأْسِهِ (3).

«7»- وَ مِنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ یُعَالَجُ بِالْكَیِّ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ فِی الدَّوَاءِ بَرَكَةً وَ شِفَاءً وَ خَیْراً كَثِیراً وَ مَا عَلَی الرَّجُلِ أَنْ یَتَدَاوَی وَ إِنْ لَا بَأْسَ بِهِ.

بیان: و إن لا بأس به الظاهر أنه بالكسر للوصل أی و إن كان غیر مضطرّ إلی التداوی أو مخفّفة فالضمیر راجع إلی مصدر یتداوی أو الواو للحال فیرجع إلی الأول و فی بعض النسخ و لا بأس به و هو أظهر.

ص: 64


1- 1. الخصال: 13.
2- 2. أی یحرق جلده بحدیده و نحوها.
3- 3. طبّ الأئمّة: 53.

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْیَمَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْأَشْهَلِیِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی خَیْثَمَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ ظَهَرَتْ صِحَّتُهُ عَلَی سُقْمِهِ فَشَرِبَ الدَّوَاءَ فَقَدْ أَعَانَ عَلَی نَفْسِهِ (1).

«9»- وَ مِنْهُ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام: عَنِ الرَّجُلِ یُدَاوِیهِ النَّصْرَانِیُّ وَ الْیَهُودِیُّ وَ یَتَّخِذُ لَهُ الْأَدْوِیَةَ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِنَّمَا الشِّفَاءُ بِیَدِ اللَّهِ تَعَالَی (2).

بیان: قال ابن إدریس رحمه اللّٰه فی السرائر قد ورد الأمر عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و وردت الأخبار عن الأئمة من ذریته علیهم السلام بالتداوی

فَقَالُوا(3): تَدَاوَوْا فَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءً إِلَّا السَّامَ فَإِنَّهُ لَا دَوَاءَ لَهُ (4).

یعنی الموت و یجب علی الطبیب أن یتقی اللّٰه سبحانه فیما یفعله بالمریض و ینصح فیه و لا بأس بمداواة الیهودی و النصرانی للمسلمین عند الحاجة إلی ذلك و إذا أصاب المرأة علة فی جسدها و اضطرّت إلی مداواة الرجال لها كان جائزا.

و قال الشهید رحمه اللّٰه فی الدروس یجوز المعالجة بالطبیب الكتابی و قدح (5) العین عند نزول الماء.

و قال العلامة قدس سره فی المنتهی یجوز الاستیجار للختان و خفض الجواری و المداواة و قطع السلع و أخذ الأجرة علیه لا نعلم فیه خلافا لأنه فعل مأذون فیه شرعا یحتاج إلیه و یضطرّ إلی فعله فجاز الاستیجار علیه كسائر الأفعال المباحة و كذا عقد الاستیجار للكحل سواء كان الكحل من العلیل أو الطبیب و قال بعض الجمهور إن شرط علی الطبیب لم یجز.

ص: 65


1- 1. المصدر: 61.
2- 2. المصدر: 63.
3- 3. فی المصدر: فقال.
4- 4. فی المصدر: لا دواء معه.
5- 5. قدح الطبیب العین: أخرج منها ماءها المنصب إلیها من داخل.

«10»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَشْرَبُ الدَّوَاءَ وَ رُبَّمَا قَتَلَهُ وَ رُبَّمَا یَسْلَمُ مِنْهُ وَ مَا یَسْلَمُ أَكْثَرُ قَالَ فَقَالَ أَنْزَلَ اللَّهُ الدَّاءَ وَ أَنْزَلَ الشِّفَاءَ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا جَعَلَ لَهُ دَوَاءً فَاشْرَبْ وَ سَمِّ اللَّهَ تَعَالَی (1).

«11»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی الْمَرْأَةِ أَوِ الرَّجُلِ (2)

یَذْهَبُ بَصَرُهُ فَتَأْتِیهِ (3) الْأَطِبَّاءُ فَیَقُولُونَ نُدَاوِیكَ شَهْراً أَوْ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً مُسْتَلْقِیاً كَذَلِكَ یُصَلِّی فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ لَهُ فَقَالَ مَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ(4).

«12»- الْمَكَارِمُ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً(5).

«13»- وَ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: اثْنَانِ عَلِیلَانِ صَحِیحٌ مُحْتَمٍ وَ عَلِیلٌ مُخَلِّطٌ(6).

«14»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَجَنَّبِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ بَدَنُكَ الدَّاءَ فَإِذَا لَمْ یَحْتَمِلِ الدَّاءَ فَالدَّوَاءُ(7).

«15»- عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مَرِضَ فَقَالَ لَا أَتَدَاوَی حَتَّی یَكُونَ الَّذِی أَمْرَضَنِی هُوَ الَّذِی یَشْفِینِی فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ لَا أَشْفِیكَ حَتَّی تَتَدَاوَی فَإِنَّ الشِّفَاءَ مِنِّی (8).

«16»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَخِیهِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُتَطَبِّبِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 66


1- 1. المصدر: 63.
2- 2. فی بعض النسخ: فی الرجل أو المرأة.
3- 3. فی المصدر: فیأتیه.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ: ج 1، ص 74.
5- 5. المكارم: 418.
6- 6. المكارم: 418.
7- 7. المكارم: 418.
8- 8. المكارم: 419، زاد فیه« و الدواء منی. فجعل یتداوی فاتی الشفاء».

إِنِّی رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ وَ لِی بِالطِّبِّ بَصَرٌ وَ طِبِّی طِبٌّ عَرَبِیٌّ وَ لَسْتُ آخُذُ عَلَیْهِ صَفَداً فَقَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ إِنَّا نَبُطُّ الْجُرْحَ وَ نَكْوِی بِالنَّارِ قَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ وَ نَسْقِی هَذِهِ السَّمُومَ الإسمحیقون وَ الْغَارِیقُونَ قَالَ لَا بَأْسَ قُلْتُ إِنَّهُ رُبَّمَا مَاتَ قَالَ وَ إِنْ مَاتَ قُلْتُ نَسْقِی عَلَیْهِ النَّبِیذَ قَالَ لَیْسَ فِی الْحَرَامِ (1)

شِفَاءٌ قَدِ اشْتَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ بِكَ ذَاتُ الْجَنْبِ فَقَالَ أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیَنِی بِذَاتِ الْجَنْبِ قَالَ فَأَمَرَ فَلُدَّ بِصَبِرٍ(2).

بیان: قال فی القاموس الصفد محرّكة العطاء و قال بطّ الجرح و الصرّة شقّه.

و أقول الإسمحیقون لم أجده فی كتب اللغة و لا الطبّ و الذی وجدته فی كتب الطب هو إصطمخیقون ذكروا أنه حبّ مسهل للسوداء و البلغم و كأنه كان كذا فصحّف قوله لیس فی الحرام شفاء یدل علی عدم جواز التداوی بالحرام مطلقا كما هو ظاهر أكثر الأخبار و هو خلاف المشهور و حملوا علی ما إذا لم یضطرّ إلیه و لا اضطرار إلیه.

و قوله قد اشتكی لعله استشهاد للتداوی بالدواء المرّ أنا أكرم علی اللّٰه كأنه لاستلزم هذا المرض اختلال العقل و تشویش الدماغ غالبا و قال الفیروزآبادی اللدود كصبور ما یصبّ بالمسعط من الدواء فی أحد شقّی الفم و قد لدّه لدّا و لدودا و لدّه إیاه و ألدّه و لدّ فهو ملدود.

«17»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّجُلُ یَشْرَبُ الدَّوَاءَ وَ یَقْطَعُ الْعِرْقَ وَ رُبَّمَا انْتَفَعَ بِهِ وَ رُبَّمَا قَتَلَهُ قَالَ یَقْطَعُ وَ یَشْرَبُ (3).

ص: 67


1- 1. فی المصدر: حرام.
2- 2. روضة الكافی: 193- 194.
3- 3. روضة الكافی: 194.

«18»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ عُثْمَانَ الْأَحْوَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: لَیْسَ مِنْ دَوَاءٍ إِلَّا وَ هُوَ یُهَیِّجُ دَاءً وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ فِی الْبَدَنِ أَنْفَعَ مِنْ إِمْسَاكِ الْیَدِ إِلَّا عَمَّا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ (1).

بیان: إلا و هو أی نفسه أو معالجته إلا عما یحتاج إلیه من الأكل بأن یحتمی عن الأشیاء المضرّة و لا یأكل أزید من الشبع أو من المعالجة أو منهما.

«19»- النهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَی بِكَ (2).

«20»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَدَاوَوْا فَإِنَّ الَّذِی أَنْزَلَ الدَّاءَ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ.

«21»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً.

«22»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ لِیَ ابْنٌ وَ كَانَ تُصِیبُهُ الْحَصَاةُ فَقِیلَ لِی لَیْسَ لَهُ عِلَاجٌ إِلَّا أَنْ تَبُطَّهُ فَبَطَطْتُهُ فَمَاتَ فَقَالَتِ الشِّیعَةُ شَرِكْتَ فِی دَمِ ابْنِكَ قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ فَوَقَّعَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا أَحْمَدُ لَیْسَ عَلَیْكَ فِیمَا فَعَلْتَ شَیْ ءٌ إِنَّمَا الْتَمَسْتَ الدَّوَاءَ وَ كَانَ أَجَلُهُ فِیمَا فَعَلْتَ (3).

«23»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرِیضِ یُكْوَی أَوْ یَسْتَرْقِی قَالَ لَا بَأْسَ إِذَا اسْتَرْقَی بِمَا یَعْرِفُهُ.

توضیح: فی القاموس كواه یكویه كیّا أحرق جلده بحدیدة و نحوها و قال الرقیة بالضم العوذة و الجمع رقی و رقاه رقیا و رقیا و رقیة فهو رقاء نفث فی عوذته انتهی قوله علیه السلام بما یعرفه أی بما یعرف معناه من القرآن و الأدعیة و الأذكار لا بما لا یعرفه من الأسماء السریانیة و العربیة

ص: 68


1- 1. المصدر: 273.
2- 2. النهج: ج 2، ص 143.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 53.

و الهندیة و أمثالها كالمناطر المعروفة فی الهند إذ لعلها یكون كفرا و هذیانا.

أو المعنی ما یعرف حسنه بخبر أو أثر ورد فیه و الأول أظهر و الأحوط أن لا یكون معه نفث لا سیما إذا كان فی عقدة و تمام القول فیه فی كتاب الدعاء.

قال فی النهایة قد تكرر ذكر الرقیة و الرقی و الرقی و الاسترقاء فی الحدیث و الرقیة العوذة التی یرقی بها صاحب الآفة كالحمّی و الصرع و غیر ذلك من الآفات.

و قد جاء فی بعض الأحادیث جوازها و فی بعضها النهی عنها فمن الجواز قوله استرقوا لها فإن بها النظرة أی اطلبوا لها من یرقیها و من النهی قوله لا یسترقون و لا یكتوون و الأحادیث فی القسمین كثیرة و وجه الجمع بینهما أن الرقی یكره منها ما كان بغیر اللسان العربی و بغیر أسماء اللّٰه تعالی و صفاته و كلامه فی كتبه المنزلة و أن یعتقد أن الرقیا نافعة لا محالة فیتكل علیها و إیاه

أراد بقوله ما توكل من استرقی و لا یكره منها ما كان فی خلاف ذلك كالتعوّذ بالقرآن و أسماء اللّٰه تعالی و الرقی المرویة و لذلك قال للذی رقی بالقرآن و أخذ علیه أجرا من أخذه برقیة باطل فقد أخذت برقیة حق.

وَ كَقَوْلِهِ فِی حَدِیثِ جَابِرٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: اعْرِضُوهَا عَلَیَّ فَعَرَضْنَاهَا فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهَا إِنَّمَا هِیَ مَوَاثِیقُ.

كأنه خاف أن یقع فیها شی ء مما كانوا یتلفظون به و یعتقدونه من الشرك فی الجاهلیة و ما كان بغیر اللسان العربی مما لا یعرف له ترجمة و لا یمكن الوقوف علیه فلا یجوز استعماله

فَأَمَّا(1)

قَوْلُهُ: لَا رُقْیَةَ إِلَّا مِنْ عَیْنٍ أَوْ حُمَةٍ.

فمعناه لا رقیة أولی و أنفع (2)

من أحدهما هذا كما قیل لا فتی إلا علی و قد أمر صلی اللّٰه علیه و آله غیر واحد من أصحابه بالرقیة و سمع بجماعة یرقّون فلم ینكر علیهم.

ص: 69


1- 1. فی المصدر: و أما.
2- 2. فی المصدر:« و أنفع، و هذا كما قیل» و هو الصواب.

وَ أَمَّا الْحَدِیثُ الْآخَرُ: فِی صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِینَ یَدْخُلُونَهَا بِغَیْرِ حِسَابٍ هُمُ الَّذِینَ لَا یَسْتَرِقُونَ وَ لَا یَكْتَوُونَ وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ.

فهذا من صفة الأولیاء المعرضین عن أسباب الدنیا لا یلتفتون إلی شی ء من علائقها و تلك درجة الخواصّ لا یبلغها غیرهم فأما العوام فمرخص لهم فی التداوی و المعالجات و من صبر علی البلاء و انتظر الفرج من اللّٰه تعالی بالدعاء كان من جملة الخواصّ و الأولیاء و من لم یصبر رخص له فی الرقیة و العلاج و الدواء(1) انتهی.

و عدّ الشهید قدس سره من المحرمات الأقسام و العزائم بما لا یفهم معناه و یضرّ بالغیر فعله.

«24»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَتَدَاوَی الْمُسْلِمُ حَتَّی یَغْلِبَ مَرَضُهُ صِحَّتَهُ (2).

«25»- الشِّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَدَاوَوْا فَإِنَّ الَّذِی أَنْزَلَ الدَّاءَ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً.

الضوء، ضوء الشهاب لفظ الإنزال هنا یفید رفعة الفاعل لا الإنزال من فوق إلی أسفل كما قال تعالی وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ(3) أی كان تكوین ذلك و خلقه و إیجاده برفعة و قوة و الداء المرض و أصله دوء و قد داء یداء داء إذا مرض مثل خاف یخاف و الدواء ما یتعالج به و ربما یكسر فاؤه و هو بمصدر داویته أشبه و الدوی مقصورا أیضا المرض و قد دوی یدوی دوی تقول منه هو یدوی و

ص: 70


1- 1. النهایة: ج 2، ص 98.
2- 2. الخصال: 161.
3- 3. الحدید: 25.

یداوی

یَقُولُ صلی اللّٰه علیه و آله: تَعَالَجُوا وَ لَا تَتَكَلَّمُوا(1).

فإن اللّٰه الذی أمرض قد خلق الأدویة المتعالج بها بلطیف صنعه و جعل بعض الحشائش و الخشب و الصموغ و الأحجار أسبابا للشفاء من العلل و الأدواء فهی تدل علی عظیم قدرته و واسع رحمته.

و هذا الحدیث یدل علی خطاء من ادعی التوكل فی الأمراض و لم یتعالج و وصف صلی اللّٰه علیه و آله الشبرم (2) بأنه حارّ یارّ فلو لا أن التعالج بالأدویة صحیح لما وصف الشبرم بذلك و فائدة الحدیث الحثّ علی معالجة الأمراض بالأدویة و راوی الحدیث أبو هریرة.

و قال الشفاء البرء من الداء و قد شفاه اللّٰه فهو مصدر سمی (3) كما تری یقول كما أن الداء من اللّٰه تعالی فكذلك الشفاء منه بخلاف ما یقوله الطبیعیون من أن الداء من الأغذیة و الشفاء من الأدویة و لئن قیل إن اللّٰه تعالی قد أجری العادة بأنه یستضر بعض الناس ببعض الأغذیة و فی بعض الأحوال فلعمری إنه لصحیح و لكنه من فعل اللّٰه تعالی و إن كان تناول تلك الطعام السبب فی ذلك.

و سئل طبیب العرب الحارث بن كلدة عن إدخال الطعام علی الطعام فقال هو الذی أهلك البریة و أهلك السباع فی البریة فجعل إدخال الطعام علی الطعام الذی لم ینضج فی المعدة و لم ینزل منها داء مهلكا و هذا علی عادة أكثریة أجراها

ص: 71


1- 1. كذا، و الظاهر أنّه مصحف و الصواب« و لا تتكلوا» من الاتكال، أی لا تتركوا الداء بلا علاج.
2- 2. قال فی النهایة: فی حدیث أم سلمة انها شربت الشبرم، فقال انه حار جار( بالجیم فی الثانی) الشبرم حبّ یشبه الحمص یطبخ و یشرب ماؤه للتداوی و قیل انه نوع من الشیح. و قال فی مادة« جر» جار اتباع لحار، و منهم من یرویه« بار» و هو اتباع أیضا.
3- 3. كذا فی أكثر النسخ، و فی بعضها« میمی» و هو كما تری، و الظاهر أنّه مصحف. « شفی» ذكره تنبیها علی أنّه لیس بمعنی الدواء.

اللّٰه تعالی و قد تنخرم بأصحاب المعد الناریة الملتهبة التی تهضم ما ألقی فیها و كله متعلق بقدرة اللّٰه جلت عظمته.

و روی فی سبب هذا الحدیث: أن رجلا جرح علی عهد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقال ادعوا له الطبیب فقالوا یا رسول اللّٰه و هل یغنی الطبیب من شی ء فقال نعم ما أنزل اللّٰه من داء إلا أنزل له شفاء.

و فائدة الحدیث الحث علی التداوی و التشفی بالمعالجة و مراجعة الطب و أهل العلم بذلك و الممارسة و راوی الحدیث هلال بن یساف (1).

«26»- التَّهْذِیبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُعَالِجُ الدَّوَاءَ لِلنَّاسِ فَیَأْخُذُ عَلَیْهِ جُعْلًا قَالَ لَا بَأْسَ (2).

«27»- طِبُّ النَّبِیِّ، قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا خَلَقَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا وَ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً إِلَّا السَّامَ (3).

بیان: السام الموت أی المرض الذی حتم فیه الموت.

دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،: رُوِّینَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنِ الْأَئِمَّةِ الصَّادِقِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام آثَاراً فِی التَّعَالُجِ وَ التَّدَاوِی وَ مَا یَحِلُّ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا یَحْرُمُ وَ فِیمَا جَاءَ عَنْهُمْ علیهم السلام لِمَنْ تَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ وَ أَخَذَهُ بِالتَّصْدِیقِ بَرَكَةً وَ شِفَاءً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی لَا لِمَنْ لَمْ یُصَدِّقْ فِی ذَلِكَ وَ أَخَذَهُ عَلَی وَجْهِ التَّجْرِبَةِ.

«28»- وَ قَدْ رُوِّینَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ حَضَرَ یَوْماً عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ أَمِیرِ الْمَدِینَةِ فَشَكَا مُحَمَّدٌ إِلَیْهِ وَجَعاً یَجِدُهُ فِی جَوْفِهِ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَعاً یَجِدُهُ فِی جَوْفِهِ فَقَالَ

ص: 72


1- 1. بفتح المثناة التحتانیة و السین المهملة، و عن القاموس أنّه بالكسر، من رواة العامّة، و ثقة ابن معین منهم.
2- 2. التهذیب:
3- 3. طبّ النبیّ: 19.

خُذْ شَرْبَةَ عَسَلٍ وَ أَلْقِ فِیهَا ثَلَاثَ حَبَّاتِ شُونِیزٍ(1)

أَوْ خَمْساً أَوْ سَبْعاً وَ اشْرَبْهُ تَبْرَأْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ فَخُذْ أَنْتَ ذَلِكَ فَاعْتَرَضَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ كَانَ حَاضِراً فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ بَلَغَنَا هَذَا وَ فَعَلْنَاهُ فَلَمْ یَنْفَعْنَا فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّمَا یَنْفَعُ اللَّهُ بِهَذَا أَهْلَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ التَّصْدِیقِ لِرَسُولِهِ وَ لَا یَنْتَفِعُ بِهِ أَهْلُ النِّفَاقِ وَ مَنْ أَخَذَهُ عَلَی غَیْرِ تَصْدِیقٍ مِنْهُ لِلرَّسُولِ فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ.

«29»- وَ مِنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَدَاوَوْا فَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءً إِلَّا السَّامَ یَعْنِی الْمَوْتَ فَإِنَّهُ لَا دَوَاءَ لَهُ.

«30»- وَ عَنْهُ علیه السلام: إِنَّ قَوْماً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا جَاراً اشْتَكَی بَطْنَهُ أَ فَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نُدَاوِیَهُ قَالَ بِمَا ذَا تُدَاوُونَهُ قَالُوا یَهُودِیٌّ هَاهُنَا یُعَالِجُ مِنْ هَذِهِ الْعِلَّةِ قَالَ بِمَا ذَا قَالُوا بِشَقِّ الْبَطْنِ فَیَسْتَخْرِجُ مِنْهُ شَیْئاً فَكَرِهَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَاوَدُوهُ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً فَقَالَ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ فَدَعَوُا الْیَهُودِیَّ فَشَقَّ بَطْنَهُ وَ نَزَعَ مِنْهُ رَجْرَجاً كَثِیراً ثُمَّ غَسَلَ بَطْنَهُ ثُمَّ خَاطَهُ وَ دَاوَاهُ فَصَحَّ وَ أُخْبِرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ الَّذِی خَلَقَ الْأَدْوَاءَ جَعَلَ لَهَا دَوَاءً وَ إِنَّ خَیْرَ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَ الْفِصَادُ وَ الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ یَعْنِی الشُّونِیزَ.

بیان: رجرجا كذا فی النسخ و لعل المراد القیح و نحوها مجازا قال فی القاموس الرجرجة بكسرتین بقیة الماء فی الحوض و الجماعة الكثیرة فی الحرب و البزاق و كفلفل نبت انتهی.

و لا یبعد أن یكون أصله رجزا یعنی القذر و الفصد بالفتح و الفصاد بالكسر شقّ العرق.

«31»- الدَّعَائِمُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یُدَاوِیهِ الْیَهُودِیُّ وَ النَّصْرَانِیُّ قَالَ لَا بَأْسَ إِنَّمَا الشِّفَاءُ بِیَدِ اللَّهِ.

ص: 73


1- 1. الشونیز و الشینیز: الحبة السوداء.

«32»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ المَرْأَةِ تُصِیبُهَا الْعِلَلُ فِی جَسَدِهَا أَ یَصْلُحُ أَنْ یُعَالِجَهَا الرَّجُلُ قَالَ علیه السلام إِذَا اضْطُرَّتْ إِلَی ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ.

«33»- وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَطَبَّبَ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ وَ لْیَنْصَحْ وَ لْیَجْتَهِدْ.

«34»- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْكَیِّ.

«35»- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ رَخَّصَ فِی الْكَیِّ فِیمَا لَا یُتَخَوَّفُ فِیهِ الْهَلَاكُ وَ لَا یَكُونُ فِیهِ تَشْوِیهٌ.

العقائد، للصدوق قال رضی اللّٰه عنه: اعتقادنا فی الأخبار الواردة فی الطبّ أنها علی وجوه منها ما قیل علی هواء مكة و المدینة فلا یجوز(1)

استعماله فی سائر الأهویة و منها ما أخبر به العالم علی ما عرف من طبع السائل و لم یعتبر بوصفه إذ كان أعرف بطبعه منه و منها ما دلّسه المخالفون فی الكتب لتقبیح صورة المذهب عند الناس و منها ما وقع فیه سهو من ناقله و منها ما حفظ بعضه و نسی بعضه و ما روی فی العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحیح و معناه أنه شفاء من كل داء بارد و ما روی فی الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسیر فإن ذلك إذا كان بواسیره من الحرارة و ما روی فی الباذنجان من الشفاء فإنه فی وقت إدراك الرطب لمن یأكل الرطب دون غیره من سائر الأوقات فأدویة العلل الصحیحة عن الأئمة علیهم السلام هی الأدعیة و آیات القرآن و سورة علی حسب

مَا وَرَدَتْ بِهِ الْآثَارُ بِالْأَسَانِیدِ الْقَوِیَّةِ وَ الطُّرُقِ الصَّحِیحَةِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَانَ فِیمَا مَضَی یُسَمَّی الطَّبِیبُ الْمُعَالِجَ فَقَالَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ یَا رَبِّ مِمَّنِ الدَّاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ فَمِمَّنِ الدَّوَاءُ قَالَ مِنِّی قَالَ

ص: 74


1- 1. و لا یجوز( خ).

فَمَا یَصْنَعُ النَّاسُ (1) بِالْمُعَالِجِ فَقَالَ تَطِیبُ بِذَلِكَ نُفُوسُهُمْ فَسُمِّیَ الطَّبِیبُ طَبِیباً لِذَلِكَ وَ أَصْلُ الطَّبِیبِ الْمُدَاوِی وَ كَانَ دَاوُدُ علیه السلام تَنْبُتُ فِی مِحْرَابِهِ كُلَّ یَوْمٍ حَشِیشَةٌ فَتَقُولُ خُذْنِی فَإِنِّی أَصْلَحُ لِكَذَا وَ كَذَا فَرَأَی فِی آخِرِ عُمُرِهِ حَشِیشَةً نَبَتَتْ فِی مِحْرَابِهِ فَقَالَ لَهُ مَا اسْمُكِ قَالَتْ أَنَا الْخُرْنُوبَةُ فَقَالَ دَاوُدُ علیه السلام خَرِبَ الْمِحْرَابُ وَ لَمْ یَنْبُتْ فِیهِ شَیْ ءٌ بَعْدَ ذَلِكَ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یَشْفِهِ الْحَمْدُ فَلَا شَفَاهُ اللَّهُ.

و قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی شرحه علیها الطبّ صحیح و العلم به ثابت و طریقه الوحی و إنما أخذه العلماء به عن الأنبیاء و ذلك أنه لا طریق إلی علم حقیقة الداء إلا بالسمع و لا سبیل إلی معرفة الدواء إلا بالتوفیق فثبت أن طریق ذلك هو السمع عن العالم بالخفیّات تعالی و الإخبار عن الصادقین علیهم السلام مفسّرة

بِقَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمَعِدَةُ بَیْتُ الْأَدْوَاءِ(2) وَ الْحِمْیَةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ وَ عَوِّدْ كُلَّ بَدَنٍ مَا اعْتَادَ.

و قد ینجع فی بعض أهل البلاد من الدواء من مرض یعرض لهم ما یهلك من استعمله لذلك المرض من غیر أهل تلك البلاد و یصلح لقوم ذوی عادة ما لا یصلح لمن خالفهم فی العادة. و كان الصادقون علیهم السلام یأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما یضرّ بمن كان به المرض فلا یضرّه و ذلك لعلمهم علیهم السلام بانقطاع سبب المرض فإذا استعمل الإنسان ما یستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حیث لا یشعر بذلك و كان علمهم بذلك من قبل اللّٰه تعالی علی سبیل المعجز لهم و البرهان لتخصیصهم به و خرق العادة بمعناه فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فیه و استضرّوا به و هذا قسم لم یورده أبو جعفر و هو معتمد فی هذا الباب و الوجوه التی ذكرناها من

ص: 75


1- 1. عبیدك( خ).
2- 2. الداء( خ).

بعد هی علی ما ذكره و الأحادیث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه انتهی.

و أقول یحتمل بعضها وجها آخر و هو أن یكون ذكر بعض الأدویة التی لا مناسبة لها بالمرض علی سبیل الافتنان و الامتحان لیمتاز المؤمن المخلص القوی الإیمان من المنتحل أو ضعیف الإیقان فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصیته و طبعه بل لتوسّله بمن صدر عنه و یقینه و خلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسین علیه السلام (1) و بالعوذات و الأدعیة.

و یؤید ذلك أنا ألفینا جماعة من الشیعة المخلصین كان مدار علمهم و معالجتهم علی الأخبار المرویة عنهم علیهم السلام و لم یكونوا یرجعون إلی طبیب و كانوا أصح أبدانا و أطول أعمارا من الذین یرجعون إلی الأطباء و المعالجین.

و نظیر ذلك أن الذین لا یبالون بالساعات النجومیة و لا یرجعون إلی أصحابها و لا یعتمدون علیها بل یتوكلون علی ربهم و یستعیذون من الساعات المنحوسة و من شر البلایا و الأعادی بالآیات و الأدعیة أحسن أحوالا و أثری أموالا و أبلغ آمالا من الذین یرجعون فی دقیق الأمور و جلیلها إلی اختیار الساعات و بذلك یستعیذون من الشرور و الآفات كما مر فی باب النجوم و التكلان علی الحی القیوم.

فائدة

رَوَی الْمُخَالِفُونَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَ الدَّوَاءَ وَ جَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَ لَا تَتَدَاوُوا بِحَرَامٍ.

وَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَإِذَا أُصِیبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی.

وَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِیكٍ قَالَ: قَالَتِ الْأَعْرَابُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا نَتَدَاوَی قَالَ نَعَمْ یَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً وَ دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِداً قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 76


1- 1. صلوات اللّٰه علیه( خ).

مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً وَ فِی حَدِیثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بَعْدَ ذَلِكَ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ.

أقول: قال بعضهم المراد بالإنزال إنزال علم ذلك علی لسان الملك للنبی مثلا أو عبر بالإنزال عن التقدیر و فی بعض الأخبار التقیید بالحلال فلا یجوز التداوی بالحرام و فی حدیث جابر الإشارة إلی أن الشفاء متوقف علی الإصابة بإذن اللّٰه تعالی و ذلك أن الدواء قد تحصل له مجاوزة الحد فی الكیفیة أم الكمیة فلا ینجع بل ربما أحدث داء آخر و فیها كلها إثبات الأسباب و إن

ذلك لا ینافی التوكل علی اللّٰه لمن اعتقد أنها بإذن اللّٰه و بتقدیره و أنها لا تنجع بدوائها بل بما قدره اللّٰه تعالی فیها و إن الدواء قد ینقلب داء إذا قدر اللّٰه تعالی و إلیه الإشارة فی حدیث جابر بإذن اللّٰه فمدار ذلك كله علی تقدیر اللّٰه و إرادته.

و التداوی لا ینافی التوكل كما لا ینافیه دفع الجوع و العطش بالأكل و الشرب و كذلك تجنب المهلكات و الدعاء لطلب العافیة و رفع المضار و غیر ذلك و یدخل فی عمومه أیضا الداء القاتل الذی اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له و بالعجز عن مداواته.

و لعل الإشارة فی حدیث ابن مسعود بقوله و جهله من جهله إلی ذلك فتكون باقیة علی عمومها و یحتمل أن یكون فی الخبر حذف تقدیره لم ینزل داء یقبل الدواء إلا أنزل له شفاء و الأول أولی و مما یدخل فی قوله جهله من جهله ما یقع لبعض المرضی أنه یداوی من داء بدواء فیبرأ ثم یعتریه ذلك الداء بعینه فیتداوی بذلك الدواء بعینه فلا ینجع و السبب فی ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضین تشابها و یكون أحدهما مركبا لا ینجع فیه ما ینجع فی الذی لیس مركبا فیقع الخطاء من هناك و قد یكون متحدا لكن یرید اللّٰه أن لا ینجع فلا ینجع و هناك تخضع رقاب الأطباء.

وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ قِیلَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ رُقًی نَسْتَرْقِیهَا وَ دَوَاءً نَتَدَاوَی بِهِ هَلْ یَرُدُّ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ شَیْئاً قَالَ هِیَ مِنْ أَقْدَارِ اللَّهِ تَعَالَی.

و الحاصل أن حصول

ص: 77

الشفاء بالدواء إنما هو كدفع الجوع بالأكل و العطش بالشرب فهو ینجع فی ذلك فی الغالب و قد یتخلف لمانع و اللّٰه أعلم.

و استثناء الموت فی بعض الأحادیث واضح و لعل التقدیر إلا داء الموت أی المرض الذی قدّر علی صاحبه الموت و استثناء الهرم فی الروایة الأخری إما لأنه جعله شبیها بالموت و الجامع بینهما نقص الصحة أو لقربه من الموت و إفضائه إلیه و یحتمل أن یكون الاستثناء منقطعا و التقدیر لكن الهرم لا دواء له.

تتمة

قال بعض المحققین الطبیب الحاذق فی كل شی ء و خصّ المعالج به عرفا و الطب نوعان نوع طب جسد و هو المراد هنا و طب قلب و معالجته خاصة بما جاء به رسول اللّٰه عن ربه تعالی و أما طب الجسد فمنه ما جاء فی المنقول عنه صلی اللّٰه علیه و آله و منه ما جاء عن غیره و غالبه راجع إلی التجربة.

ثم هو نوعان نوع لا یحتاج إلی فكر و نظر بل فطر اللّٰه علیه الحیوانات مثل ما یدفع الجوع و العطش و نوع یحتاج إلی الفكر و النظر كدفع ما یحدث فی البدن مما یخرجه عن الاعتدال و هو إما إلی حرارة أو برودة و كل منهما إما إلی رطوبة أو یبوسة أو إلی ما یتركب منهما و الدفع قد یقع من خارج البدن و قد یقع من داخله و هو أعسرهما و الطریق إلی معرفته بتحقیق السبب و العلامة و الطبیب الحاذق هو الذی یسعی فی تفریق ما یضرّ بالبدن جمعه أو عكسه و فی تنقیص ما یضر بالبدن زیادته أو عكسه.

و مدار ذلك علی ثلاثة أشیاء حفظ الصحة و الاحتماء عن المؤذی و استفراغ المادة الفاسدة و قد أشیر إلی الثلاثة فی القرآن فالأول من قوله تعالی فی القرآن فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ(1) و ذلك أن السفر مظنة

ص: 78


1- 1. البقرة: 184.

النصب و هو من مغیّرات الصحّة فإذا وقع فیه الصیام ازداد فأبیح الفطر إبقاء علی الجسد و كذا القول فی المرض و الثانی و هو الحمیة من قوله تعالی وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ (1) و أنه استنبط منه جواز التیمم عند خوف استعمال الماء البارد و الثالث عن قوله أَوْ بِهِ أَذیً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْیَةٌ(2) و أنه أشیر بذلك إلی جواز حلق الرأس الذی منع منه المحرم لاستفراغ الأذی الحاصل من البخار المحتقن فی الرأس.

باب 52 التداوی بالحرام

الآیات:

البقرة: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3)

المائدة: فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (4)

الأنعام: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5) و قال تعالی وَ قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَیْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَیْهِ (6)

النحل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (7)

تفسیر:

تدل هذه الآیات علی جواز الأكل و الشرب من المحرم عند الضرورة إذا لم یكن باغیا أو عادیا و فسر الباغی بوجوه منها الخارج علی إمام زمانه.

و منها الأخذ عن مضطر مثله بأن یكون لمضطر آخر شی ء یسد به رمقه فیأخذه

ص: 79


1- 1. النساء: 29.
2- 2. البقرة: 196.
3- 3. البقرة: 173.
4- 4. المائدة: 3.
5- 5. الأنعام: 145.
6- 6. الأنعام: 119.
7- 7. النحل: 115.

منه و ذلك غیر جائز بل یترك نفسه حتی یموت و لا یمیت الغیر و منها الطالب للذة كما ذهب إلیه جمع من الأصحاب.

و أما العادی فقیل هو الذی یقطع الطریق و قیل هو الذی یتجاوز مقدار الضرورة و قیل الذی یتجاوز مقدار الشبع

وَ فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْبَاغِی الَّذِی یَخْرُجُ عَلَی الْإِمَامِ وَ الْعَادِی الَّذِی یَقْطَعُ الطَّرِیقَ لَا تَحِلُّ لَهُمَا الْمَیْتَةُ.

و ستأتی الأخبار فی ذلك و غیره.

و قوله سبحانه غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ أی غیر مائل إلی إثم بأن یأكل زیادة علی الحاجة أو للتلذذ أو غیر متعمد لذلك و لا مستحلّ أو غیر عاص بأن یكون باغیا علی الإمام أو عادیا متجاوزا عن قدر الضرورة أو عما شرع اللّٰه بأن یقصد اللذة لا سدّ الرمق و سیأتی تمام القول فی ذلك فی محله إن شاء اللّٰه.

و اختلف فیما إذا كانت الضرورة من جهة التداوی هل هی داخلة فی عموم تلك الآیات و هل یجوز التداوی بالحرام عند انحصار الدواء فیه فذهب بعض الأصحاب إلی عدم جواز التداوی بالحرام مطلقا و بعضهم إلی عدم جواز التداوی بالخمر و سائر المسكرات و جواز التداوی بسائر المحرمات و بعضهم إلی جواز التداوی بكل محرم عند انحصار الدواء فیه.

قال المحقق قدس اللّٰه روحه فی الشرائع و لو اضطر إلی خمر و بول قدّم البول و لو لم یوجد إلا الخمر قال الشیخ فی المبسوط لا یجوز دفع الضرورة بها و فی النهایة یجوز و هو الأشبه و لا یجوز التداوی بها و لا بشی ء من الأنبذة و لا بشی ء من الأدویة معها شی ء من المسكر أكلا و شربا و یجوز عند الضرورة أن یتداوی بها للعین.

و قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته هذا هو المشهور بین الأصحاب بل ادعی علیه فی الخلاف الإجماع و أطلق ابن البراج جواز التداوی به إذا لم یكن له عنه مندوحة و جعل الأحوط تركه و كذا أطلق فی الدروس جوازه للعلاج كالتریاق و الأقوی الجواز مع خوف التلف بدونه و تحریمه بدون ذلك و هو اختیار العلامة

ص: 80

فی المختلف و تحمل روایات المنع علی تناول الدواء لطلب العافیة جمعا بین الأدلة انتهی.

و قال الشهید روح اللّٰه روحه فی الدروس و یباح تناول المائعات النجسة لضرورة العطش و إن كان خمرا مع تعذر غیره و هل تكون المسكرات سواء أو تكون الخمرة مؤخرة عنها الظاهر نعم للإجماع علی تحریمها بخلافها و لو وجد خمرا و بولا و ماء نجسا فهما أولی من الخمر لعدم السكر بهما و لا فرق بین بوله و بول غیره.

و قال الجعفی یشرب للضرورة بول نفسه لا بول غیره و كذا یجوز التناول للعلاج كالتریاق و الاكتحال بالخمر للضرورة و رواه هارون بن حمزة عن الصادق علیه السلام و تحمل الروایات الواردة بالمنع من الاكتحال به و المداواة علی الاختیار و منع الحسن من استعمال المسكر مطلقا بخلاف استعمال القلیل من السموم المحرمة عند الضرورة لأن تحریم الخمر تعبّد و فی الخلاف لا یجوز التداوی بالخمر مطلقا و لا یجوز شربها للعطش و تبعه ابن إدریس فی أحد قولیه فی التداوی و جوز الشرب للضرورة ثم جوز فی القول الآخر الأمرین.

و قال الشیخ ابن فهد قدس اللّٰه سره فی كنز العرفان أما الخمر فیحرم التداوی بها إجماعا بسیطا و مركبا و أما دفع التلف فقیل بالمنع أیضا و الحق عدمه بل یباح دفعا للتلف و كذا باقی المسكرات نعم لو وجد الخمر و باقی المسكرات أخّر الخمر.

و قال رحمه اللّٰه فی المهذب أما التداوی بالخمر أو بشی ء من المسكرات أو المحرمات فلا یجوز فیحل تناول الخمر لطلب السلامة فی صورة دفع الهلاك و لا یجوز لطلب الصحة فی دفع الأمراض.

و هل یجوز التداوی به للعین منع منه ابن إدریس و الشیخ فی أحد قولیه

ص: 81

و أجازه فی الآخر و اختاره المحقق و العلامة ثم قال فإن كان مضطرا فلیكتحل به و كذا نقول فی المریض إذا تیقّن التلف لو لا التداوی بها جاز إذا كان لدفع التلف لا لطلب الصحة قاله القاضی و اختاره العلامة و منع الشیخ و ابن إدریس قال القاضی و الأحوط تركه أما التداوی ببول الإبل فجائز إجماعا و غیرها من الطاهرة علی الأصح انتهی.

و المسألة فی غایة الإشكال و إن كان ظنّ انحصار الدواء فی الحرام بعیدا لا سیما فی خصوص الخمر و المسكرات.

«1»- الْعِلَلُ وَ الْمَجَالِسُ لِلصَّدُوقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ(1)

عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ وَ الْخَمْرَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُحَرِّمْ ذَلِكَ عَلَی عِبَادِهِ وَ أَحَلَّ لَهُمْ مَا سِوَی ذَلِكَ مِنْ رَغْبَةٍ فِیمَا أَحَلَّ لَهُمْ وَ لَا زُهْدٍ فِیمَا حَرَّمَ (2)

عَلَیْهِمْ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ عَلِمَ (3)

مَا تَقُومُ بِهِ أَبْدَانُهُمْ وَ مَا یُصْلِحُهَا(4)

فَأَحَلَّهُ لَهُمْ وَ أَبَاحَهُ وَ عَلِمَ مَا یَضُرُّهُمْ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ ثُمَّ أَحَلَّهُ لِلْمُضْطَرِّ فِی الْوَقْتِ الَّذِی لَا یَقُومُ بَدَنُهُ إِلَّا بِهِ فَأَحَلَّهُ لَهُ بِقَدْرِ الْبُلْغَةِ لَا غَیْرِ ذَلِكَ الْخَبَرَ(5).

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ وَ عِدَّةٍ قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: التَّقِیَّةُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ اضْطُرَّ إِلَیْهِ ابْنُ آدَمَ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ (6).

ص: 82


1- 1. فی العلل: عن بعض رجاله عن أبی جعفر علیه السلام قال: قلت له: لم حرم اللّٰه الخمر و المیتة.
2- 2. فی العلل: حرمه.
3- 3. فیه: فعلم.
4- 4. فیه: و ما یصلحهم.
5- 5. العلل: ج 2، ص 169.
6- 6. المحاسن: 259.

«3»- كِتَابُ الْمَسَائِلِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الدَّوَاءِ هَلْ یَصْلُحُ بِالنَّبِیذِ قَالَ لَا.

«4»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَسَأَلَهُ شَیْخٌ فَقَالَ إِنَّ بِی (1)

وَجَعاً وَ إِنَّمَا(2) أَشْرَبُ لَهُ النَّبِیذَ وَ وَصَفَهُ لَهُ الشَّیْخُ فَقَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَیْ ءٍ حَیٍّ قَالَ لَا یُوَافِقُنِی قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْعَسَلِ قَالَ اللَّهُ فِیهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ قَالَ لَا أَجِدُهُ قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِی نَبَتَ مِنْهُ لَحْمُكَ وَ اشْتَدَّ عَظْمُكَ قَالَ لَا یُوَافِقُنِی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تُرِیدُ أَنْ آمُرَكَ بِشُرْبِ الْخَمْرِ لَا وَ اللَّهِ لَا آمُرُكَ (3).

«4»- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمُضْطَرُّ لَا یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا(4)

لَا تَزِیدُهُ إِلَّا شَرّاً وَ لِأَنَّهُ إِنْ شَرِبَهَا قَتَلَتْهُ فَلَا تُشْرَبُ مِنْهَا قَطْرَةٌ.

قَالَ رُوِیَ: لَا تَزِیدُهُ إِلَّا عَطَشاً(5).

الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَلَا تَشْرَبَنَّ مِنْهَا قَطْرَةً(6).

«6»- الْمَكَارِمُ، عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَلْبَانُ الْبَقَرِ دَوَاءٌ(7).

ص: 83


1- 1. فی المصدر: بی وجع و أنا أشرب.
2- 2. و أنا( خ).
3- 3. تفسیر العیّاشیّ: ج 2، ص 264.
4- 4. فی المصدر: لانها.
5- 5. العلل: ج 2، ص 164.
6- 6. العیّاشیّ: ج 1، ص 74.
7- 7. المكارم: 220، و رواه فی الكافی( ج 6، ص 337) عن علیّ بن إبراهیم عن أبیه عن النوفلیّ عن السكونی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن أمیر المؤمنین علیه السلام.

«7»-: وَ سُئِلَ علیه السلام عَنْ بَوْلِ الْبَقَرِ یَشْرَبُهُ الرَّجُلُ إِنْ كَانَ مُحْتَاجاً یَتَدَاوَی بِهِ فَلَا بَأْسَ (1).

«8»- وَ عَنِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: أَبْوَالُ الْإِبِلِ خَیْرٌ مِنْ أَلْبَانِهَا وَ یَجْعَلُ اللَّهُ الشِّفَاءَ فِی أَلْبَانِهَا(2).

بیان: اعلم أنه لا خلاف فی نجاسة بول ما لا یؤكل لحمه مما له نفس سائلة سواء كان نجس العین أم لا فیحرم بوله للنجاسة و قد مر خلاف فی بول الطیور و أما الحیوان المحلل ففی تحریم بوله قولان أحدهما و به قال المرتضی و ابن إدریس و المحقق فی

النافع الحل للأصل و كونه طاهرا و عدم دلیل یدل علی تحریمه فیتناول قوله تعالی قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً عَلی طاعِمٍ یَطْعَمُهُ (3) الآیة.

و الثانی و هو الذی اختاره المحقق فی الشرائع و العلامة و جماعة التحریم عدا بول الإبل للاستخباث فیتناوله وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ (4) و لا یلزم من طهارته حله.

و لعل الأول أقوی لأن الظاهر أن المراد بالخبث (5)

فی الآیة ما فیه جهة قبح واقعی یظهر لنا ببیان الشارع لا ما تستقذره الطبائع كما سنبینه إن شاء اللّٰه فی محله.

و إنما استثنوا بول (6)

الإبل لما ثبت عندهم أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أمر قوما اعتلوا بالمدینة

ص: 84


1- 1. المكارم: 220.
2- 2. المكارم: 220، و رواه فی الكافی( ج 6، ص 338) عن محمّد بن یحیی عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن بكر بن صالح، عن الجعفری و هذه الروایات الثلاثة مذكورة علی الترتیب فی المكارم، و فی بعض نسخ الكتاب بدلا عن المكارم« الكافی» لكن الروایة الوسطی لم توجد فیه، فرجحنا نسخة« المكارم».
3- 3. الأنعام: 145.
4- 4. الأعراف: 157.
5- 5. الخبیث( خ).
6- 6. أبوال( خ).

أن یشربوا أبوال الإبل فیجوز الاستشفاء بها و بعضهم جوزوا الاستشفاء بسائر الأبوال الطاهرة أیضا و الحاصل أنه علی القول بالتحریم یرجع إلی الخلاف المتقدم و یقید بحال الضرورة و علی القول الآخر یجوز مطلقا و اللّٰه یعلم.

«9»- رِجَالُ الْكَشِّیِّ، قَالَ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ كُتُبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: كَانَ إِذَا أَصَابَتْهُ هَذِهِ الْأَوْجَاعُ فَإِذَا اشْتَدَّتْ بِهِ شَرِبَ الْحَسْوَ مِنَ النَّبِیذِ فَسَكَنَ عَنْهُ فَدَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ بِوَجَعِهِ وَ أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ الْحَسْوَ مِنَ النَّبِیذِ سَكَنَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ لَا تَشْرَبْهُ فَلَمَّا أَنْ رَجَعَ إِلَی الْكُوفَةِ هَاجَ بِهِ وَجَعُهُ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَهْلُهُ فَلَمْ یَزَالُوا بِهِ حَتَّی شَرِبَ فَسَاعَةً شَرِبَ مِنْهُ سَكَنَ عَنْهُ فَعَادَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ بِوَجَعِهِ وَ شُرْبِهِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ لَا تَشْرَبْ فَإِنَّهُ حَرَامٌ إِنَّمَا هُوَ الشَّیْطَانُ مُوَكَّلٌ بِكَ وَ لَوْ قَدْ یَئِسَ مِنْكَ ذَهَبَ فَلَمَّا أَنْ رَجَعَ إِلَی الْكُوفَةِ هَاجَ بِهِ وَجَعُهُ (1) أَشَدَّ مَا كَانَ فَأَقْبَلَ أَهْلُهُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ وَ اللَّهِ (2)

مَا أَذُوقُ مِنْهُ قَطْرَةً أَبَداً فَأَیِسُوا مِنْهُ [أَهْلُهُ] وَ كَانَ یُتَّهَمُ عَلَی شَیْ ءٍ وَ لَا یَحْلِفُ فَلَمَّا سَمِعُوا أَیِسُوا مِنْهُ وَ اشْتَدَّ بِهِ الْوَجَعُ أَیَّاماً ثُمَّ أَذْهَبَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ فَمَا عَادَ إِلَیْهِ حَتَّی مَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ (3).

بیان: قوله و كان یتهم بیان لعلة یأسهم من شربه و حاصله أنه كان یتهم بالیمین و الامتناع منه بحیث كان إذا اتهم علی أمر عظیم یخاف ضررا عظیما فیه لا یحلف لنفی هذه التهمة عن نفسه فمثل هذا معلوم أنه لا یخالف الیمین و لا یحلف إلا علی ما عزم علیه.

«10»- الْخَرَائِجُ، رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةَ مَرَّتْ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ مَعَهَا سَمَكٌ فِیهَا جِرِّیَّةٌ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِی مَعَكِ قَالَتْ سَمَكٌ ابْتَعْتُهُ

ص: 85


1- 1. مما كان( خ).
2- 2. فی المصدر: لا و اللّٰه.
3- 3. رجال الكشّیّ: 214.

لِلْعِیَالِ فَقَالَ نِعْمَ زَادُ الْعِیَالِ السَّمَكُ ثُمَّ قَالَ وَ مَا هَذَا الَّذِی مَعَكِ قَالَتْ أَخِی اعْتَلَّ مِنْ ظَهْرِهِ فَوُصِفَ لَهُ أَكْلُ جِرِّیٍّ فَقَالَ یَا حَبَابَةُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلِ الشِّفَاءَ فِیمَا حَرَّمَ وَ الَّذِی نَصَبَ الْكَعْبَةَ لَوْ تَشَاءُ أَنْ أُخْبِرَكِ بِاسْمِهَا وَ اسْمِ أَبِیهَا فَضَرَبَتْ بِهَا الْأَرْضَ وَ قَالَتْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ حَمْلِی هَذَا.

«11»- طِبُّ الْأَئِمَّةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ الصَّیْقَلِ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ بِهِ الْبَوَاسِیرُ الشَّدِیدُ وَ قَدْ وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ سُكُرُّجَةٌ مِنْ نَبِیذٍ صُلْبٍ لَا یُرِیدُ بِهِ اللَّذَّةَ وَ لَكِنْ یُرِیدُ بِهِ الدَّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرْعَةً قُلْتُ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُ حَرَامٌ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ فِی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَهُ دَوَاءً وَ لَا شِفَاءً(1).

«12»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُنْعَتُ (2) لَهُ الدَّوَاءُ مِنْ رِیحِ الْبَوَاسِیرِ فَیَشْرَبُهُ بِقَدْرِ سُكُرُّجَةٍ(3)

مِنْ نَبِیذٍ صُلْبٍ لَیْسَ یُرِیدُ بِهِ اللَّذَّةَ إِنَّمَا(4)

یُرِیدُ بِهِ الدَّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرْعَةً وَ قَالَ (5)

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ فِی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ شِفَاءً وَ لَا دَوَاءً(6).

«13»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَیُّوبَ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ أَبِیهِ جَرِیرِ بْنِ أَبِی الْوَرْدِ(7)

عَنْ

ص: 86


1- 1. طبّ الأئمّة: 32.
2- 2. فی المصدر« یبعث» و ما فی المتن أصح.
3- 3. فی المصدر: اسكرجة.
4- 4. فیه: و انما.
5- 5. فی المصدر: ثم قال.
6- 6. الكافی: ج 6، ص 413.
7- 7. كذا فی النسخ الكتاب، و فی المصدر« عن حریز بن أبی داود» و لم یوجد فی الرجال من یسمی« ایوب بن جریر» و لا من اسمه« جریر بن أبی الورد» و لا« جریر بن أبی داود» و الظاهر ان الصواب: ایوب بن حر، عن أبیه، عن أبی الورد ... و اللّٰه العالم.

زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ كَانَ بِهِ دَاءٌ فَأُمِرَ لَهُ بِشُرْبِ الْبَوْلِ فَقَالَ لَا یَشْرَبْهُ قُلْتُ إِنَّهُ مُضْطَرٌّ إِلَی شُرْبِهِ قَالَ فَإِنْ كَانَ یُضْطَرُّ إِلَی شُرْبِهِ وَ لَمْ یَجِدْ دَوَاءً لِدَائِهِ فَلْیَشْرَبْ بَوْلَهُ أَمَّا بَوْلُ غَیْرِهِ فَلَا(1).

«14»- وَ مِنْهُ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرَّجَانِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ الْمِسْمَعِیِّ عَنْ قَائِدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ النَّبِیذِ یُجْعَلُ فِی دَوَاءٍ قَالَ لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یَسْتَشْفِیَ بِالْحَرَامِ (2).

الكافی، عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن النضر بن سوید: مثله (3).

«15»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: نَهَی رَسُولُ اللَّهِ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِیثِ أَنْ یُتَدَاوَی بِهِ (4).

بیان: قال فی النهایة فی الحدیث إنه نهی عن أكل دواء خبیث هو من جهتین إحداهما النجاسة و هو الحرام كالخمر و الأرواث و الأبوال كلها نجسة خبیثة و تناولها حرام إلا ما خصته السنة من أبوال الإبل عند بعضهم و روث ما یؤكل لحمه عند آخرین و الجهة الأخری من طریق الطعم و المذاق و لا ینكر أن یكون كره ذلك لما فیه من المشقة علی الطباع و كراهیة النفوس لها انتهی.

وَ قَالَ فِی شَرْحِ السُّنَّةِ رُوِیَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: نَهَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِیثِ.

ثم ذكر الوجهین المتقدمین.

«16»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام أَیَّامَ قَدِمَ (5) مِنَ الْعِرَاقِ فَقَالَ ادْخُلْ عَلَی إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ

ص: 87


1- 1. الطب: 61.
2- 2. المصدر: 62.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 414.
4- 4. الطب: 62. و فی أكثر النسخ« الدواء الخبیثة».
5- 5. فی المصدر: قدومه.

شَاكٍ (1)

وَ انْظُرْ مِمَّا وَجَعُهُ قَالَ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ وَجَعِهِ الَّذِی یَجِدُهُ فَأَخْبَرَنِی بِهِ فَوَصَفْتُ لَهُ دَوَاءً فِیهِ نَبِیذٌ فَقَالَ (2)

لِی إِسْمَاعِیلُ یَا ابْنَ الْحُرِّ النَّبِیذُ حَرَامٌ وَ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَسْتَشْفِی بِالْحَرَامِ (3).

الكافی، عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد و الحسین بن سعید جمیعا عن النضر بن سوید عن الحسین بن عبد اللّٰه عن عبد اللّٰه بن عبد الحمید عن عمرو عن ابن الحر عنه علیه السلام: مثله (4).

«17»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ دَوَاءٍ یُعْجَنُ بِالْخَمْرِ لَا یَجُوزُ أَنْ یُعْجَنَ بِغَیْرِهِ إِنَّمَا هُوَ اضْطِرَارٌ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهِ فَكَیْفَ یَتَدَاوَی بِهِ وَ إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ شَحْمِ الْخِنْزِیرِ الَّذِی یَقَعُ فِی كَذَا وَ كَذَا لَا یَكْمُلُ إِلَّا بِهِ فَلَا شَفَی اللَّهُ أَحَداً شَفَاهُ خَمْرٌ وَ شَحْمُ خِنْزِیرٍ(5).

بیان: فی كذا و كذا أی من الأدویة لا یكمل أی الدواء.

«18»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلَتْ أُمُّ خَالِدٍ الْعَبْدِیَّةُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَتْ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ یَعْتَرِینِی قَرَاقِرُ فِی بَطْنِی وَ قَدْ وَصَفَ لِی أَطِبَّاءُ الْعِرَاقِ النَّبِیذَ بِالسَّوِیقِ وَ قَدْ وَقَفْتُ وَ عَرَفْتُ كَرَاهَتَكَ لَهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا وَ مَا یَمْنَعُكِ عَنْ شُرْبِهِ قَالَتْ قَدْ قَلَّدْتُكَ دِینِی فَأَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 88


1- 1. فیه:« فانه یشكو فانظر ما وجعه». و زاد فی الكافی:« وصف لی شیئا من وجعه الذی یجد».
2- 2. فی الكافی: فقال إسماعیل النبیذ حرام و انا أهل بیت لا نستشفی بالحرام.
3- 3. المصدر: 62.
4- 4. الكافی: ج 6، ص 414.
5- 5. المصدر: 62.

حِینَ أَلْقَاهُ فَأُخْبِرُهُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَمَرَنِی وَ نَهَانِی فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ أَ لَا تَسْمَعُ إِلَی هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَ هَذِهِ الْمَسَائِلِ لَا وَ اللَّهِ لَا آذَنُ لَكِ فِی قَطْرَةٍ مِنْهُ وَ لَا تَذُوقِی مِنْهُ قَطْرَةً فَإِنَّمَا تَنْدَمِینَ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكِ هَاهُنَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَنْجَرَتِهِ یَقُولُهَا ثَلَاثاً أَ فَهِمْتِ قَالَتْ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَبُلُّ الْمِیلَ یُنَجِّسُ حُبّاً مِنْ مَاءٍ یَقُولُهَا ثَلَاثاً(1).

بیان: كأن أول الحدیث محمول علی التقیة أو علی امتحان السائل المراد بالنجاسة إما المصطلحة أو كنایة عن الحرمة فیدل علی أن الاستهلاك لا ینفع فی رفع الحظر.

«19»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنَّ بِی جُعِلْتُ فِدَاكَ أَرْوَاحَ (2) الْبَوَاسِیرِ وَ لَیْسَ یُوَافِقُنِی إِلَّا شُرْبُ النَّبِیذِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ وَ لِمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثاً عَلَیْكَ بِهَذَا الْمَرِیسِ الَّذِی تَمْرُسُهُ بِاللَّیْلِ (3)

وَ تَشْرَبُهُ بِالْغَدَاةِ وَ تَشْرَبُهُ بِالْعَشِیِّ فَقَالَ لَهُ هَذَا یَنْفُخُ الْبَطْنَ قَالَ لَهُ فَأَدُلُّكَ عَلَی مَا هُوَ أَنْفَعُ لَكَ مِنْ هَذَا عَلَیْكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ فَقَلِیلُهُ وَ كَثِیرُهُ حَرَامٌ فَقَالَ نَعَمْ قَلِیلُهُ وَ كَثِیرُهُ حَرَامٌ (4).

بیان: قال الجوهری مرس التمر بالماء نقعه و المریس التمر الممروس.

«20»- الْكَافِی، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِالْخَمْرِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَیْهِ فَكَیْفَ أَتَدَاوَی بِهِ إِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ شَحْمِ الْخِنْزِیرِ أَوْ لَحْمِ

ص: 89


1- 1. الكافی: ج 6، ص 413.
2- 2. فی المصدر: أریاح.
3- 3. فی المصدر: تمرسه بالعشی و تشربه بالغداة و تمرسه بالغداة و تشربه بالعشی.
4- 4. الكافی: ج 6، ص 413.

الْخِنْزِیرِ وَ إِنَّ أُنَاساً لَیَتَدَاوَوْنَ بِهِ (1).

«21»- وَ مِنْهُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِخَمْرٍ فَقَالَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَیْهِ وَ لَا أَشَمَّهُ فَكَیْفَ أَتَدَاوَی بِهِ (2).

«22»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِالْخَمْرِ یَكْتَحِلُ (3)

مِنْهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی (4)

حَرَامٍ شِفَاءً(5).

«23»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ اكْتَحَلَ بِمِیلٍ مِنْ مُسْكِرٍ كَحَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمِیلٍ مِنَ النَّارِ(6).

ثواب الأعمال، عن أبیه عن محمد بن یحیی عن محمد بن أحمد عن مروك: مثله (7).

«24»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْكُحْلِ یَصْلُحُ أَنْ یُعْجَنَ بِالنَّبِیذِ قَالَ لَا.

كتاب المسائل، بإسناده عن علی بن جعفر: مثله- الكافی، عن علی بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه عن عدة من أصحابنا عن علی بن أسباط عن علی بن جعفر: مثله (8).

ص: 90


1- 1. المصدر: ج 6، ص 414.
2- 2. المصدر: ج 6، ص 414.
3- 3. فی المصدر: نكتحل.
4- 4. فیه: فی ما حرم.
5- 5. المصدر: ج 6، ص 414.
6- 6. الكافی: ج 6، ص 414. و فیه: من نار.
7- 7. ثواب الأعمال: 235.
8- 8. الكافی: ج 6، ص 414.

«25»- التَّهْذِیبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ الْغَنَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی رَجُلٍ اشْتَكَی عَیْنَیْهِ فَبُعِثَ لَهُ بِكُحْلٍ یُعْجَنُ بِالْخَمْرِ فَقَالَ هُوَ خَبِیثٌ بِمَنْزِلَةِ الْمَیْتَةِ فَإِنْ كَانَ مُضْطَرّاً فَلْیَكْتَحِلْ بِهِ (1).

بیان: قد عرفت أن الأصحاب اختلفوا فی التداوی بالمسكر للعین فالأكثر جوّزوه عند الضرورة للروایة الأخیرة و منع ابن إدریس منه مطلقا لإطلاق النص و الإجماع بتحریمه الشامل لموضع النزاع و بالروایات السابقة و أجیب بأن النص و الإجماع علی تحریمه مختصان بتناوله بالشرب و نحوه و بأن الروایات مع ضعف سندها مطلقة فلا تنافی المقید من الجواز عند الضرورة.

«26»- الْعُیُونُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ: فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ مِنْ دِینِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام الْمُضْطَرُّ لَا یَشْرَبُ الْخَمْرَ لِأَنَّهَا تَقْتُلُهُ (2).

«27»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَجْلَحِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ التِّرْیَاقِ قَالَ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ یُجْعَلُ فِیهِ لُحُومُ الْأَفَاعِی فَقَالَ لَا تُقَدِّرْهُ عَلَیْنَا(3).

بیان: قوله لا تقدره فی بعض النسخ بصیغة الخطاب و فی بعضها بصیغة الغیبة و فی بعضها بالذال المعجمة و فی بعضها بالمهملة فالنسخ أربع فعلی الخطاب و المعجمة كان المعنی لا تخبر بذلك فیصیر سببا لقذارته عندنا فالكلام إما مبنی علی أنه لا یلزم التجسس و الأصل الحلیة فیما نأخذه من مسلم أو أنه علیه السلام حكم بالحلیة فیما لم یكن مشتملا علیها أو علی أنه لیس بحرام لكن الطبع یستقذره

ص: 91


1- 1. التهذیب: ج 9، ص 114.
2- 2. العیون: ج 2، ص 126.
3- 3. الطب: 63.

و هو خلاف المشهور لكن یومئ إلیه بعض الأخبار. و علی الغیبة و الإعجام ظاهره الأخیر أی لیس جعلها فیه سببا لقذارته و حرمته و یمكن حمله و ما مر علی ما إذا لم یكن التداوی بالأكل و الشرب كالطلی و إن كان بعیدا و علی الخطاب و الإهمال ظاهره النهی عن تعلیم ذلك فإنه كان أعرف به فالظاهر الحلیة و یمكن حمله علی أن ما جوزه علیه السلام غیر هذا الصنف و علی الغیبة و الإهمال یمكن فهم الحلیة منه بأن یكون من القدر بمعنی الضیق كقوله تعالی وَ مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ أو المعنی أن الطبیب لا یذكر أجزاءه لنا و یحكم بحلیته و یكفینا ذلك و بالجملة الاستدلال بمثل هذا الحدیث مع جهالة مصنف الكتاب و سنده و تشویش متنه و اختلاف النسخ فیه و كثرة الاحتمالات یشكل الحكم بالحل ببعض المحتملات مع مخالفته للمشهور و سائر الأخبار.

و من الغرائب أنه كان یحكم بعض الأفاضل المعاصرین بحلّ المعاجین المشتملة علی الأجزاء المحرمة متمسكا بما ذكره بعض الحكماء من ذهاب الصور النوعیة للبسائط عند التركیب و حصول المزاج و فیضان الصورة النوعیة التركیبیة و كان یلزمه القول بحلیة المركب من جمیع المحرمات و النجاسات العشرة بل الحكم بطهارتها أیضا و كان هذا مما لم یقل به أحد من المسلمین و لو كانت الأحكام الشرعیة مبتنیة علی المسائل الحكمیة یلزم علی القول بالهیولی الحكم بطهارة الماء النجس بل مطلق المائعات بأخذ قطرة منه أو بصبّه فی إناءین و هل هذا إلا سفسطة لم یقل به أحد.

«28»- الْكَافِی، فِی الرَّوْضَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(1)

وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یُذْكَرُ فِیهِ الْمُنْكَرَاتُ الَّتِی تَحْدُثُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ رَأَیْتَ أَمْوَالَ ذَوِی الْقُرْبَی تُقْسَمُ فِی

ص: 92


1- 1. فی المصدر: أصحابه.

الزُّورِ وَ یُتَقَامَرُ بِهَا وَ تُشْرَبُ بِهَا الْخُمُورُ وَ رَأَیْتَ الْخَمْرَ یُتَدَاوَی بِهَا وَ تُوصَفُ لِلْمَرِیضِ وَ یُسْتَشْفَی بِهَا(1).

باب 53 علاج الحمّی و الیرقان و كثرة الدم و بیان علاماتها

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُطَهَّرٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كُلِ التُّفَّاحَ فَإِنَّهُ یُطْفِئُ الْحَرَارَةَ وَ یُبَرِّدُ الْجَوْفَ وَ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی (2).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنِ الْقَنْدِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ لَهُ الْحُمَّی قَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَتَدَاوَی إِلَّا بِإِفَاضَةِ الْمَاءِ الْبَارِدِ یُصَبُّ عَلَیْنَا وَ أَكْلِ التُّفَّاحِ (3).

«3»- وَ مِنْهُ، عَنْ بَعْضِهِمْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَطْعِمُوا مَحْمُومِیكُمُ التُّفَّاحَ فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ أَنْفَعَ مِنَ التُّفَّاحِ (4).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی التُّفَّاحِ مَا دَاوَوْا مَرْضَاهُمْ إِلَّا بِهِ (5).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دُرُسْتَ قَالَ: بَعَثَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ (6) وَ قُدَّامَهُ طَبَقٌ فِیهِ تُفَّاحٌ أَخْضَرُ فَوَ اللَّهِ إِنْ صَبَرْتُ أَنْ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ تَأْكُلُ

ص: 93


1- 1. روضة الكافی: ص 41.
2- 2. المحاسن: 551.
3- 3. المحاسن: 551.
4- 4. المحاسن: 551.
5- 5. المحاسن: 551.
6- 6. أی شدید الحر.

هَذَا وَ النَّاسُ یَكْرَهُونَهُ (1) قَالَ كَأَنَّهُ لَمْ یَزَلْ یَعْرِفُنِی إِنِّی وُعِكْتُ (2) فِی لَیْلَتِی هَذِهِ فَبَعَثْتُ فَأُتِیتُ بِهِ وَ هَذَا یَقْطَعُ (3)

الْحُمَّی وَ یُسَكِّنُ الْحَرَارَةَ فَقَدِمْتُ فَأَصَبْتُ أَهْلِی مَحْمُومِینَ فَأَطْعَمْتُهُمْ فَأَقْلَعَتْ عَنْهُمْ (4).

الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ (5) عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ: بَعَثَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِلُطَفٍ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ إِلَی قَوْلِهِ فَأَقْلَعَتِ الْحُمَّی عَنْهُمْ (6).

بیان: بلطف بضم اللام و فتح الطاء جمع اللطفة بالضم بمعنی الهدیة كما فی القاموس أو بضم اللام و سكون الطاء أی لطلب لطف و برّ و الأول كأنه أظهر.

و قوله بحوائج فی الخبر الآتی أیضا یحتمل الوجهین فتأمل و إن فی قوله إن صبرت نافیة كأنه لم یزل یعرفنی أی قال ذلك علی وجه الاستئناس و اللطف فی مقابلة سوء أدبی.

و اعلم أن أكثر الأطباء یزعمون أن التفاح بأنواعه مضرّ للحمّی یهیّج لها و قد ألفیت أهل المدینة زادها اللّٰه شرفا یستشفون فی حمّیاتهم الحارّة بأكل التفّاح الحامض و صبّ الماء البارد علیهم فی الصیف و یذكرون أنهم ینتفعون بها و أحكام البلاد فی أمثال ذلك مختلفة جدا.

«6»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ

ص: 94


1- 1. فی المصدر: فقال.
2- 2. و علك الرجل: أصابه ألم من شدة التعب أو المرض، و وعكته الحمی: اشتدت علیه و آذته.
3- 3. یقلع( خ).
4- 4. المحاسن: 551.
5- 5. فی الكافی: عن عبد اللّٰه بن سنان.
6- 6. الكافی: ج 6، ص 356.

دُرُسْتَوَیْهِ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: وَجَّهَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ بِحَوَائِجَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِذَا قُدَّامَهُ تُفَّاحٌ أَخْضَرُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذَا فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ إِنِّی وُعِكْتُ الْبَارِحَةَ فَبَعَثْتُ إِلَی هَذَا لِآكُلَهُ أَسْتَطْفِئُ بِهِ الْحَرَارَةَ وَ یُبَرِّدُ الْجَوْفَ وَ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی: وَ رَوَاهُ أَبُو الْخَزْرَجِ عَنْ سُلَیْمَانَ (1).

«7»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مَحْمُومٌ فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ مَوْلَاةٌ لَهُ فَقَالَتْ كَیْفَ تَجِدُكَ فَدَیْتُكَ نَفْسِی وَ سَأَلَتْهُ عَنْ حَالِهِ وَ عَلَیْهِ ثَوْبٌ خَلَقٌ قَدْ طَرَحَهُ عَلَی فَخِذَیْهِ فَقَالَتْ لَهُ لَوْ تَدَثَّرْتَ حَتَّی تَعْرَقَ فَقَدْ أَبْرَزْتَ جَسَدَكَ لِلرِّیحِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَوْلَعْتَهُمْ (2) بِخِلَافِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحُمَّی مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ وَ رُبَّمَا قَالَ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ(3).

بیان: أولعتهم أی جعلتهم حرصا علی مخالفته بأن تركتهم حتی اختاروا ذلك و فی بعض النسخ و ألعنهم و علی التقدیرین ضمیر الجمع راجع إلی المخالفین أو الأطباء لأنها كانت أخذت ذلك عنهم و قال فی النهایة فیه شدة الحرّ من فیح جهنم الفیح سطوح الحر و فورانه و یقال بالواو و فاحت القدر تفوح و تفیح إذا غلت و قد أخرجه (4) مخرج التشبیه و التمثیل أی كأنه نار جهنم فی حرها.

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْخَضِیبِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْعَطَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ فَضَالَةَ عَنْ عَلَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحُمَّی مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ(5).

«9»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی غَسَّانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی

ص: 95


1- 1. المحاسن: 552.
2- 2. فی المصدر: العنهم.
3- 3. الطب: 49.
4- 4. فأخرجه( خ).
5- 5. الطب: 49- 50.

عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ إِذَا حُمَّ بَلَّ ثَوْبَیْنِ یَطْرَحُ عَلَیْهِ أَحَدَهُمَا فَإِذَا جَفَّ طَرَحَ عَلَیْهِ الْآخَرَ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا وَجَدْنَا لِلْحُمَّی مِثْلَ الْمَاءِ الْبَارِدِ وَ الدُّعَاءِ(1).

بیان: الاستشفاء بصبّ الماء البارد علی البدن و ترطیب هواء الموضع الذی فیه المریض برشّ الماء علی الأرض و الجدار و الحشائش و الریاحین و غیر ذلك مما ذكره الأطباء فی الحمّیات الحارّة و المحترقة.

«10»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا اخْتَارَ جَدُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحُمَّی إِلَّا وَزْنَ عَشَرَةِ دَرَاهِمِ سُكَّرٍ بِمَاءٍ بَارِدٍ عَلَی الرِّیقِ (2).

«11»- الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الشَّاهِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْخُوزِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِیِّ الْمُعَدِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مهروبة [مَهْرَوَیْهِ] الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ مَحْمُومٌ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِ الْغُبَیْرَاءِ(3).

بیان: قال بعض الأطباء الغبیراء یابس فی آخر الثانیة بارد فی الأولی قبضه و عقله أقل من الزعرور یدفع الصفراء المنصبّة إلی الأحشاء و یقطع كل سیلان و ینفع من السعال الحار و یحبس القی ء و ینفع من السجج (4)

الصفراوی و یعقل

ص: 96


1- 1. المصدر: 50.
2- 2. الطب: 50.
3- 3. العیون: ج 2، ص 43.
4- 4. السحج: رقة الغائط.

البطن و ینفع من كثرة البول و قیل إنه یضرّ بالمعدة و الهضم و یصلحه الفانیذ انتهی.

و لا یبعد نفعه فی بعض الحمّیات.

«12»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: عَلَامَاتُ الدَّمِ أَرْبَعَةٌ الْحِكَّةُ وَ الْبَثْرَةُ وَ النُّعَاسُ وَ الدَّوَرَانُ (1).

«13»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَیْسَ مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَ هُوَ مِنْ دَاخِلِ الْجَوْفِ إِلَّا الْجِرَاحَةُ وَ الْحُمَّی فَإِنَّهُمَا یَرِدَانِ وُرُوداً اكْسِرُوا حَرَّ الْحُمَّی بِالْبَنَفْسَجِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَإِنَّ حَرَّهَا مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ (2).

وَ قَالَ علیه السلام: صُبُّوا عَلَی الْمَحْمُومِ الْمَاءَ الْبَارِدَ فِی الصَّیْفِ فَإِنَّهُ یُسَكِّنُ حَرَّهَا(3).

وَ قَالَ علیه السلام: ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ وَ الْأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّیْبِ (4).

وَ قَالَ علیه السلام: اشْرَبُوا مَاءَ السَّمَاءِ فَإِنَّهُ یُطَهِّرُ الْبَدَنَ وَ یَدْفَعُ الْأَسْقَامَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (5).

بیان: فإنهما یردان ورودا أی بلا مادّة فی الجسد كورود الجراحة من الخارج و الحمّی بسبب هواء بارد أو حارّ بالبنفسج أی بشرب الشراب المعمول منه فإن الأطباء ذكروا لأكثر الحمّیات سیما المحترقة شراب البنفسج أو

ص: 97


1- 1. الخصال: 117.
2- 2. الخصال: 161.
3- 3. الخصال: 163.
4- 4. الخصال: 165.
5- 5. الخصال: 171، و الآیة هی الحادیة عشر من سورة الأنفال.

استشمامه أیضا فإنهم ذكروا للمحترقة یقرب إلیه من الأزهار النیلوفر و البنفسج.

قوله علیه السلام فإنه یطهر البدن یدل علی أن التطهیر فی الآیة أعم من تطهیر الظاهر و الباطن.

«14»- مَجَالِسُ ابْنِ الشَّیْخِ، عَنْ وَالِدِهِ عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ أَخِی دِعْبِلٍ الْخُزَاعِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: بَلِّلُوا جَوْفَ الْمَحْمُومِ بِالسَّوِیقِ وَ الْعَسَلِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ یُحَوَّلُ مِنْ إِنَاءٍ إِلَی إِنَاءٍ وَ یُسْقَی الْمَحْمُومُ فَإِنَّهُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی الْحَارَّةِ وَ إِنَّمَا عُمِلَ بِالْوَحْیِ.

بیان: لعله محمول علی الحمّیات البلغمیّة الغالبة فی البلاد الحارّة.

«15»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ بَشِیرٍ النَّبَّالِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی یَا بَشِیرُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُدَاوُونَ مَرْضَاكُمْ قَالَ بِهَذِهِ الْأَدْوِیَةِ الْمِرَارِ قَالَ لَا إِذَا مَرِضَ أَحَدُكُمْ فَخُذِ السُّكَّرَ الْأَبْیَضَ فَدُقَّهُ ثُمَّ صُبَّ عَلَیْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَ اسْقِهِ إِیَّاهُ فَإِنَّ الَّذِی جَعَلَ الشِّفَاءَ فِی الْمِرَارِ قَادِرٌ أَنْ یَجْعَلَهُ فِی الْحَلَاوَةِ(1).

بیان: كأن المراد بالسكر الأبیض ما یسمی بالفارسیة بالقند و یحتمل النبات الأبیض و كأنه فی الحمیات البلغمیة.

«16»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكَبَابُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی (2).

«17»- وَ مِنْهُ (3)،

عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضْتُ سَنَتَیْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَأَلْهَمَنِی اللَّهُ الْأَرُزَّ فَأَمَرْتُ بِهِ فعسل [فَغُسِلَ] وَ جُفِّفَ ثُمَّ أُشِمَ

ص: 98


1- 1. المحاسن: 501.
2- 2. المحاسن: 468.
3- 3. فی المصدر: عن ابن فضال عن یونس.

النَّارَ وَ طُحِنَ فَجَعَلْتُ بَعْضَهُ سَفُوفاً وَ بَعْضَهُ حَسْواً(1).

بیان: الإشمام كنایة عن تشویته بالنار قلیلا و فی القاموس حسا المرق شربه شیئا بعد شی ء كتحسّاه و احتساه و اسم ما یتحسّی الحسیة و الحسا و یمد و الحسوة بالضم الشی ء القلیل منه.

«18»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْبَصَلُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی (2).

«19»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَوْنٍ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْحُمَّی تُضَاعَفُ عَلَی أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ(3).

بیان: أی الحمّی العارضة لهم أشد من حمی غیرهم.

«20»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ السَّرِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زَیْنَبَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ: إِخْرَاجُ الْحُمَّی فِی ثَلَاثَةِ أَشْیَاءَ فِی الْقَیْ ءِ وَ فِی الْعَرَقِ وَ فِی إِسْهَالِ الْبَطْنِ (4).

«21»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ قَدِ اشْتَكَی فَجَاءَهُ الْمُتَرَفِّعُونَ بِالْأَدْوِیَةِ یَعْنِی الْأَطِبَّاءَ فَجَعَلُوا یَصِفُونَ لَهُ الْعَجَائِبَ فَقَالَ أَیْنَ یَذْهَبُ بِكُمْ اقْتَصِرُوا عَلَی سَیِّدِ هَذِهِ الْأَدْوِیَةِ الْهَلِیلَجِ وَ الرَّازِیَانَجِ وَ السُّكَّرِ فِی اسْتِقْبَالِ الصَّیْفِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِی كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ فِی اسْتِقْبَالِ الشِّتَاءِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِی كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ مَرَّاتٍ وَ یُجْعَلُ مَوْضِعَ الرَّازِیَانَجِ مَصْطَكَی فَلَا یَمْرَضُ إِلَّا مَرَضَ الْمَوْتِ (5).

بیان: و یجعل موضع الرازیانج أی فی الشتاء.

ص: 99


1- 1. المحاسن: 502.
2- 2. المحاسن: 522( مقطعا).
3- 3. الطب: 50.
4- 4. الطب: 50.
5- 5. الطب: 50.

«22»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامَ عَنْ كَامِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مَا لِی أَرَاكَ شَاحِبَ (1)

الْوَجْهِ قُلْتُ أَنَا فِی حُمَّی الرِّبْعِ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ أَنْتَ عَنِ الْمُبَارَكِ الطَّیِّبِ اسْحَقِ السُّكَّرَ ثُمَّ خُذْهُ بِالْمَاءِ وَ اشْرَبْهُ عَلَی الرِّیقِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَی الْمَاءِ قَالَ فَفَعَلْتُ فَمَا عَادَتْ إِلَیَّ بَعْدُ(2).

«23»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحُمَّی الْغِبِّ الْغَالِبَةِ قَالَ (3) یُؤْخَذُ الْعَسَلُ وَ الشُّونِیزُ وَ یُلْعَقُ مِنْهُ ثَلَاثُ لَعْقَاتٍ فَإِنَّهَا تَنْقَلِعُ وَ هُمَا الْمُبَارَكَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی الْعَسَلِ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قَالَ وَ هَذَانِ لَا یَمِیلَانِ إِلَی الْحَرَارَةِ وَ الْبُرُودَةِ وَ لَا إِلَی الطَّبَائِعِ إِنَّمَا هُمَا شِفَاءٌ حَیْثُ وَقَعَا(4).

بیان: لا یمیلان أی لیس تأثیرها بالطبع بل بالخاصیة.

«24»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام قَالَ: خَیْرُ الْأَشْیَاءِ لِحُمَّی الرِّبْعِ أَنْ یُؤْكَلَ فِی یَوْمِهَا الْفَالُوذَجُ الْمَعْمُولُ بِالْعَسَلِ وَ یُكْثِرُ زَعْفَرَانَهُ وَ لَا یُؤْكَلُ فِی یَوْمِهَا غَیْرُهُ (5).

«25»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُیَسِّرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ لِلدَّمِ وَ هَیَجَانِهِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الْبَثْرَةَ فِی الْجَسَدِ وَ الْحِكَّةَ

ص: 100


1- 1. أی متغیر اللون.
2- 2. الطب: 51. و ستأتی هذه الرویة بلفظ آخر عن الكافی عن كامل بن محمّد عن محمّد بن إبراهیم الجعفی تحت الرقم 33.
3- 3. فی المصدر: فقال.
4- 4. الطب: 51.
5- 5. الطب: 51.

وَ دَبِیبَ الدَّوَابِ (1).

بیان: البثور و الحكّة غالبهما بمدخلیّة كثرة الدم و إن كانتا من غیره من الأخلاط أیضا و كأن المراد بدبیب الدواب ما یتخیله الإنسان من دبیب نملة أو دابة فی جلده و تسمّیه الأطباء التنمّل.

«26»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی التُّفَّاحِ مَا دَاوَوْا مَرْضَاهُمْ إِلَّا بِهِ (2).

«27»- وَ مِنْهُ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ مَرِیضٍ اشْتَهَی التُّفَّاحَ وَ قَدْ نُهِیَ عَنْهُ أَنْ یَأْكُلَهُ فَقَالَ أَطْعِمُوا مَحْمُومِیكُمُ التُّفَّاحَ فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ أَنْفَعَ مِنَ التُّفَّاحِ (3).

«28»- وَ مِنْهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ مِهْرَانَ الْبَلْخِیِّ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَی الرِّضَا علیه السلام بِخُرَاسَانَ فَشَكَا إِلَیْهِ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ شَابٌّ مِنَّا الْیَرَقَانَ فَقَالَ خُذْ خِیَارَبَاذْرَنْجٍ فَقَشِّرْهُ ثُمَّ اطْبُخْ قُشُورَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ اشْرَبْهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ عَلَی الرِّیقِ كُلَّ یَوْمٍ مِقْدَارَ رِطْلٍ فَأَخْبَرَنَا الشَّابُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَالَجَ بِهِ صَاحِبَهُ مَرَّتَیْنِ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (4).

«29»- الْمَكَارِمُ، عَنْ طِبِّ الْأَئِمَّةِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ لِلدَّمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الْبَثْرَ فِی الْجَسَدِ وَ الْحِكَّةَ وَ دَبِیبَ الدَّوَابِّ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ النُّعَاسُ وَ كَانَ إِذَا اعْتَلَّ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ قَالَ انْظُرُوا فِی وَجْهِهِ فَإِنْ قَالُوا أَصْفَرُ قَالَ هُوَ مِنَ الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ فَیَأْمُرُ بِمَاءٍ فَیُسْقَی وَ إِنْ قَالُوا أَحْمَرُ قَالَ دَمٌ فَیَأْمُرُ بِالْحِجَامَةِ(5).

«30»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ

ص: 101


1- 1. الطب: 55.
2- 2. الطب: 53.
3- 3. المصدر: 63.
4- 4. المصدر: 72.
5- 5. المكارم: 81.

بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَ هُوَ شَارِعٌ (1) إِلَی الْجَسَدِ یَنْظُرُ مَتَی یُؤْمَرُ بِهِ فَیَأْخُذُهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی إِلَّا الْحُمَّی فَإِنَّهَا تَرِدُ وُرُوداً(2).

بیان: إلا و هو شارع أی له طریق إلیه من قولهم شرعت الباب إلی الطریق أی أنفذته إلیه و لعل المعنی أن أكثر الأدواء لها مادّة فی الجسد تشتدّ ذلك حتی ترد علیه بإذن اللّٰه بخلاف الحمّی فإنها قد ترد بغیر مادّة بل بالأسباب الخارجة كتصرّف هواء حارّ أو بارد أو عفن أو سمّیّ.

«31»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی إِنِّی لَمَوْعُوكٌ مُنْذُ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ وَ لَقَدْ وُعِكَ ابْنِی اثْنَیْ عَشَرَ شَهْراً وَ هِیَ تَضَاعَفُ عَلَیْنَا أُشْعِرْتُ أَنَّهَا لَا تَأْخُذُ فِی الْجَسَدِ كُلِّهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِی أَعْلَی الْجَسَدِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِی أَسْفَلِهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِی أَسْفَلِهِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِی أَعْلَی الْجَسَدِ كُلِّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَذِنْتَ لِی حَدَّثْتُكَ بِحَدِیثٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وُعِكَ اسْتَعَانَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَیَكُونُ لَهُ ثَوْبَانِ ثَوْبٌ فِی الْمَاءِ الْبَارِدِ وَ ثَوْبٌ عَلَی جَسَدِهِ یُرَاوِحُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ یُنَادِی حَتَّی یُسْمَعُ صَوْتُهُ عَلَی بَابِ الدَّارِ یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ صَدَقْتَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا وَجَدْتُمْ لِلْحُمَّی عِنْدَكُمْ دَوَاءً فَقَالَ مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَ الْمَاءَ الْبَارِدَ إِنِّی اشْتَكَیْتُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِطَبِیبٍ لَهُ فَجَاءَنِی بِدَوَاءٍ فِیهِ قَیْ ءٌ فَأَبَیْتُ أَنْ أَشْرَبَهُ لِأَنِّی إِذَا قُیِّئْتُ زَالَ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنِّی (3).

توضیح: قال الجوهری الوعك الحمّی و قیل ألمها و قد وعكه المرض فهو موعوك قوله علیه السلام أشعرت بصیغة المتكلم علی بناء المجهول من الإفعال أو علی صیغة الخطاب المعلوم مع همزة الاستفهام أی هل أحسست بذلك و لعل

ص: 102


1- 1. فی المصدر: سارع الی الجسد ینتظر.
2- 2. روضة الكافی: 88.
3- 3. روضة الكافی: 109.

المعنی أن الحرارة قد تظهر آثارها فی أعالی الجسد و قد تظهر فی أسافلها قوله علیه السلام ثم ینادی لعل النداء كان استشفاعا بها صلوات اللّٰه علیها للشفاء زال كل مفصل منی أی لا أقدر لكثرة الضعف علی القی ء و الخبر یدل علی أن بیان كیفیة المرض و مدته لیس من الشكایة المذمومة.

«32»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحُمَّی یَخْرُجُ فِی ثَلَاثٍ فِی الْعَرَقِ وَ الْبَطَنِ وَ الْقَیْ ءِ(1).

بیان: فی العرق بالتحریك أو بالكسر أی إخراج الدم من العرق یرید به الفصد أو الأعم منه و من الحجامة و الأول أظهر و البطن أی إسهال البطن كما مرّ.

«33»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ كَامِلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُعْفِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَا لِی أَرَاكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ فَقُلْتُ إِنَّ بِی حُمَّی الرِّبْعِ قَالَ فَمَا(2)

یَمْنَعُكَ مِنَ الْمُبَارَكِ الطَّیِّبِ اسْحَقِ السُّكَّرَ ثُمَّ امْخَضْهُ بِالْمَاءِ وَ اشْرَبْهُ عَلَی الرِّیقِ وَ عِنْدَ الْمَسَاءِ قَالَ فَفَعَلْتُ فَمَا عَادَتْ إِلَیَ (3).

بیان: قال الجوهری السهام بالضم الضمر و التغیر و قد سهم وجهه و سهم أیضا بالضم انتهی.

و السكر معرب شكر و الواحدة بهاء و رطب طیّب و الظاهر هنا الأول بقرینة السحق ثم امخضه أی حرّكه تحریكا شدیدا.

«34»- الدَّعَائِمُ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْحُمَّی مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ وَ كَانَ إِذَا وُعِكَ دَعَا بِمَاءٍ فَأَدْخَلَ فِیهِ یَدَهُ.

ص: 103


1- 1. المصدر: ج 8، ص 273.
2- 2. فی المصدر: ما یمنعك.
3- 3. روضة الكافی: 265.

«35»- وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اعْتَلَّ الْحَسَنُ علیه السلام فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ فَاحْتَمَلَتْهُ فَاطِمَةُ علیها السلام فَأَتَتْ بِهِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مُسْتَغِیثَةً مُسْتَجِیرَةً وَ قَالَتْ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِابْنِكَ أَنْ یَشْفِیَهُ وَ وَضَعَتْهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ یَا فَاطِمَةُ یَا بُنَیَّةِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِی وَهَبَهُ لَكِ وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَی أَنْ یَشْفِیَهُ فَهَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمْ یُنْزِلْ عَلَیْكَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا وَ فِیهَا فَاءٌ وَ كُلُّ فَاءٍ مِنْ آفَةٍ مَا خَلَا الْحَمْدَ فَإِنَّهُ لَیْسَ فِیهَا فَاءٌ فَادْعُ قَدَحاً مِنْ مَاءٍ فَاقْرَأْ فِیهِ الْحَمْدَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً ثُمَّ صُبَّهُ عَلَیْهِ فَإِنَّ اللَّهَ یَشْفِیهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ.

«36»- الشهاب، الْحُمَّی رَائِدُ الْمَوْتِ الْحُمَّی مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ الْحُمَّی حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ.

الضوء، ضوء الشهاب الحمّی عبارة عن التهاب الحرارة علی البدن و هی فعل من حممت الماء أحمّه و أحممته أی أسخنته و الحمیم الماء الحار یقال حمّ الرجل و أحمّه اللّٰه و هو محموم و هو شاذ مثل زكم الرجل و أزكمه اللّٰه فهو مزكوم و الرائد الذی یتقدم القوم یطلب لهم الماء و الكلأ و فی المثل الرائد لا یكذب أهله و الموت عبارة عن تعطّل الجسد من حلیة الحیاة و هو عند المحققین لیس بذات إنما المرجع فیه إلی النفی یعنی صلی اللّٰه علیه و آله أن الحمّی عنوان الموت و رسول الذی قدّمه و ما أقرب وصول المرسل بالمرسل و فیه إعلام أن العاقل ینبغی أن یكون متأهّبا لأمره مستعدّا لشأنه مرتّبا أحواله أحسن الترتیب حتی لا یخترمه الموت

عن أمور متشعّثة و أحوال غیر منتظمة و حسرات غیر مجدیة فالواجب علیه أن یعتقد أن حماه النازلة به هی القالعة له من الأهل و الولد و المعطّلة من القوّة و الجلد و فائدة الحدیث الأمر بالاستشعار من الموت و الحذر منه و التوقع لهجومه و قلة الإخلاد إلی الحیاة الفانیة و الوثوق بها و سوء الظن بأدنی مرض یعتری و حسبان أنه مرض الموت و راوی الحدیث الحسن و تمامه و هی سجن اللّٰه فی

ص: 104

الأرض یحبس بها عبده إذا شاء و یرسله.

و قال الفیح تصاعد الحرّ یقال فاحت القدر تفیح إذا غلت و أفحتها أنا یعنی أن الحمّی و شدة توهّجها علی الإنسان مما یحتّ ذنوبه و یخلصه من خبث المعاصی و یكفّر عنه سیئاته فكأنه صلی اللّٰه علیه و آله جعل اشتعالها علی بدنه وفاء ما یستحقّه من العذاب علی طریق التشبیه و التمثیل فإذا استوفی عقابه المستحقّ بقی له الثواب الدائم.

و هذا الحدیث قریب المعنی من الذی یلیه و هو متضمّن لتسلیة المؤمن و تصبیره علی مزاولة ما یسوقه اللّٰه تعالی إلی بدنه تصفیة له و تطهیرا من الذنوب.

وَ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حُمَّ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فَصَبَرَ فِیهَا بَاهَی اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ فَقَالَ مَلَائِكَتِی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی وَ صَبْرِهِ عَلَی بَلَائِی اكْتُبُوا لِعَبْدِی بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ قَالَ فَیُكْتَبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِنِّی قَدْ آمَنْتُكَ عَنْ عَذَابِی وَ أَوْجَبْتُ لَكَ جَنَّتِی فَادْخُلْهَا بِسَلَامٍ.

و عن أبی الدرداء قال ما یسرّنی من وصب لیلة حمر النعم مرض المؤمن تكفیر خطیئته.

و عن الحسن البصری أن اللّٰه تعالی یكفّر عن المؤمن خطایاه كلها بحمّی لیلة و فائدة الحدیث الأمر بالتصبّر و الاستسلام لله تعالی فیما یؤدب به من الأمراض و الأسقام و إعلام أنها لا تخلو من التطهیر و التمحیص فضلا عما فیها من الأعواض و فی الصبر علیها من الثواب و راویة الحدیث عائشة و تمامه فأبردوها بالماء.

و قال فی الحدیث الثالث هو قریب المعنی من الذی قبله و الحظّ النصیب و جمعه القلیل أحظّ و الكثیر حظوظ و حظاظ قال.

ص: 105

و لیس الغنی و الفقر من حیلة الفتی***و لكن أحاظ أقسمت و جدود(1).

و أحاظ جمع أحظّ جمع القلّة لحظّ علی قلب إحدی الظاءین یاء من باب قصیت أظفاری و خابَ مَنْ دَسَّاها(2) فهو إذا جمع جمع القلة و معنی الحدیث أن اللّٰه یحطّ عنه أوزاره و یغفر له بما ساقه من المرض إلیه فتصبر علیه و لا یعاقبه بالنار فكأن الحمی كان حظّه من نار جهنم.

وَ رُوِیَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ آدَمِیٍّ إِلَّا وَ لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّارِ وَ حَظُّ الْمُؤْمِنِ الْحُمَّی.

و عن مجاهد فی قوله تعالی (3) إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا قال من حمّ من المسلمین فقد وردها و هو حظّ المؤمن منها.

و فائدة الحدیث التسلیة و تطییب القلوب عما یكابده الإنسان من الآلام و الأدواء بما یحط فیها من الأوزار و الأعباء و إعلام أنه مما یقتصر علیه فی عقوبته و توفیة استحقاقه علی التقریب و راوی الحدیث عبد اللّٰه بن مسعود و تمام الحدیث و حُمَّی لَیْلَةٍ تُكَفِّرُ خَطَایَا سَنَةٍ مُجَرَّمَةٍ.

و أقول مجرّمة أی تامّة قال فی القاموس حول مجرّم كمعظّم تامّ.

«36»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی الْخُزَاعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِرَجُلٍ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُعَالِجُونَ (4) مَحْمُومِیكُمْ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْأَدْوِیَةِ الْمُرَّةِ بَسْفَایَجٍ وَ الْغَافِثِ وَ مَا أَشْبَهَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی

ص: 106


1- 1. الجدود: جمع الجد بمعنی الحظ.
2- 2. الشمس: 10.
3- 3. مریم: 71.
4- 4. فی المصدر: محمومكم إذا حم.

یَقْدِرُ أَنْ یُبْرِئَ بِالْمُرِّ یَقْدِرُ أَنْ یُبْرِئَ بِالْحُلْوِ ثُمَّ قَالَ إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْیَأْخُذْ إِنَاءً نَظِیفاً فَیَجْعَلَ فِیهِ سُكَّرَةً وَ نِصْفاً ثُمَّ یَقْرَأَ عَلَیْهِ مَا حَضَرَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ یَضَعَهَا تَحْتَ النُّجُومِ وَ یَجْعَلَ عَلَیْهَا حَدِیدَةً فَإِذَا كَانَ فِی الْغَدَاةِ صَبَّ عَلَیْهِ (1) الْمَاءَ وَ مَرَسَهُ بِیَدِهِ ثُمَّ شَرِبَهُ فَإِذَا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الثَّانِیَةُ زَادَهُ سُكَّرَةً أُخْرَی فَصَارَتْ سُكَّرَتَیْنِ وَ نِصْفاً فَإِذَا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الثَّالِثَةُ زَادَهُ سُكَّرَةً أُخْرَی فَصَارَتْ ثَلَاثَ سُكَّرَاتٍ وَ نِصْفاً(2).

بیان: یدلّ علی أنه كان للسكّر مقدار معین و كأنه الذی یصبّونه فی الرجاج و نحوه و ینعقد منه حبّات صغیرة و كبیرة متشابهة و یسمونها فی العرف النبات و یحتمل غیره كما سیأتی فی بابه إن شاء اللّٰه تعالی و قال الجوهری مرست التمر و غیره فی الماء إذا نقعته و مرسته بیدك انتهی.

و البسفایج كما ذكره الأطباء عود أغبر إلی السواد و الحمرة الیسیرة دقیق عریض ذو شعب كالدودة الكثیرة الأرجل و فی مذاقه حلاوة مع قبض فتسقی المسكر قال بعضهم إنه ینبت علی شجرة فی الغیاض (3)

و قیل إنه ینبت علی الأحجار حارّ فی الثانیة یابس إلی الثالثة بالغ فی التجفیف یجفف الرطوبات و یسهل منه وزن ثلاثة دراهم من السوداء بلا مغص (4)

و بلغما و كیموسا مائیا و نحو ذلك ذكر فی القانون.

و قال الغافث من الحشائش الشاكة و له ورق كورق الشهدانج و زهر كالنیلوفر هو المستعمل أو عصارته حار فی الأولی یابس فی الثانیة لطیف قطّاع جلّاء بلا جذب و لا حرارة ظاهرة و فیه قبض یسیر و عفوصة و مرارة شدیدة كمرارة

ص: 107


1- 1. فیه: علیها.
2- 2. روضة الكافی: 265.
3- 3. الغیاض: جمع غیضة، مجتمع الشجر فی مغیض الماء، و الاجمة.
4- 4. المغ صلی اللّٰه علیه و آله. وجع و تقطیع فی الامعاء.

الصبر جیّد من ابتداء داء الثعلب و داء الحیة یطلی بشحم عتیق علی القروح العسرة الاندمال.

عصارته نافعة من الجرب و الحكّة إذا شربت بماء الشاهترج و السكنجبین و كذلك زهره نافع لأوجاع الكبد و سددها و یقویها و من صلابة الطحال و أورام الكبد و أورام المعدة حشیشا و عصارة و من سوء القنیة و أعراض الاستسقاء نافع من الحمّیات المزمنة و العتیقة خصوصا عصارته و خصوصا مع عصارة الأفسنتین.

أقول: سیأتی كثیر من الأخبار فی أبواب الأدویة و الریاحین و الفواكه و الحبوب إن شاء اللّٰه تعالی.

باب 54 الحجامة و الحقنة و السعوط و القی ء

«1»- الْخِصَالُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدَّوَاءُ أَرْبَعَةٌ الْحِجَامَةُ وَ السُّعُوطُ وَ الْحُقْنَةُ وَ الْقَیْ ءُ(1).

بیان: قال الفیروزآبادی سعطه الدواء كمنعه و نصره و أسعطه إیاه سعطة واحدة و إسعاطة واحدة أدخله فی أنفه فاستعط و السعوط كصبور ذلك الدواء.

«2»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَسَدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ یَحْتَجِمُونَ فَقَالَ مَا كَانَ عَلَیْكُمْ لَوْ أَخَّرْتُمُوهُ لِعَشِیَّةِ الْأَحَدِ فَكَانَ یَكُونُ أَنْزَلَ لِلدَّاءِ(2).

ص: 108


1- 1. الخصال: 117.
2- 2. المصدر: 26.

المكارم، عنه علیه السلام مرسلا: مثله (1).

«3»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الِاثْنَیْنِ وَ أَعْطَی الْحَجَّامَ بُرّاً(2).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْتَجِمُ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ(3).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ تَسُلُّ الدَّاءَ سَلًّا مِنَ الْبَدَنِ (4).

بیان: لا یبعد كون أخبار الإثنین محمولة علی التقیة لكثرة الأخبار الواردة فی شؤمه و یمكن تخصیصها بهذه الأخبار و فیه نكتة و هو أن شؤمه لوقوع مصائب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام فیه و الاحتجام كأنه مشاركة معهم فی الألم و المصیبة لكن جربنا غالبا أن المحتجم و المفتصد فیه و فی الأربعاء لا ینتفع به.

«6»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الْقَلَّاءِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام یَحْتَجِمُ

ص: 109


1- 1. المكارم: 82.
2- 2. الخصال: 27.
3- 3. الخصال: 27.
4- 4. الخصال: 27.
5- 5. هو أبو عبد اللّٰه زكریا بن محمّد، كان مختلط الامر فی حدیثه و روی عن الرضا علیه السلام ما یدلّ علی وقفه، و ضعفه فی الوجیزة و الحاوی و محمّد بن رباح- بفتح الراء المهملة و الباء الموحدة- القلاء- كشداد- و هو الذی حرفته القلی أی انضاج اللحم فی المقلاة لم یذكر له مدح و توثیق.

یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ تَحْتَجِمُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ أَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ فَإِذَا هَاجَ بِكَ الدَّمُ لَیْلًا كَانَ أَوْ نَهَاراً فَاقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ احْتَجِمْ (1).

«7»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی الْخَزْرَجِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَبِی نَضْرَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ أَوْ لِإِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَتْ لَهُ شِفَاءَ أَدْوَاءِ السَّنَةِ كُلِّهَا وَ كَانَتْ لِمَا سِوَی ذَلِكَ شِفَاءً مِنْ وَجَعِ الرَّأْسِ وَ الْأَضْرَاسِ وَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ (2).

بیان: و كانت لما سوی ذلك أی الحجامة فی غیر الأیام الثلاثة لكن فی الثلاثاء أو مطلقا.

«8»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ هُوَ یَحْتَجِمُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَهْلَ الْحَرَمَیْنِ یَرْوُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ بَیَاضٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّمَا یُصِیبُ ذَلِكَ مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی طَمْثٍ (3).

«9»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَكِ (4)

بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَتِّبِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی یَوْمِ (5)

خَمِیسٍ وَ هُوَ یَحْتَجِمُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَحْتَجِمُ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ قَالَ نَعَمْ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُحْتَجِماً فَلْیَحْتَجِمْ فِی یَوْمِ الْخَمِیسِ فَإِنَّ كُلَّ عَشِیَّةِ جُمُعَةٍ یَبْتَدِرُ الدَّمُ فَرَقاً مِنَ الْقِیَامَةِ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی وَكْرِهِ إِلَی غَدَاةِ الْخَمِیسِ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی غُلَامِهِ زینج

ص: 110


1- 1. الخصال: 30.
2- 2. الخصال: 28.
3- 3. الخصال: 28.
4- 4. فی المصدر:« مروان» و هو تصحیف.
5- 5. فیه: فی الخمیس.

فَقَالَ یَا زینج اشْدُدْ قَصَبَ (1) الْمَلَازِمِ وَ اجْعَلْ مَصَبَّكَ رَخِیّاً وَ اجْعَلْ شَرْطَكَ زَحْفاً(2).

بیان: یحتمل أن یكون المراد بالمَلازم المحاجم لأنها تلزم البدن و توضع علیه و بقصبها رأسها الذی یمصّ و شدّه بشد الجلد علیه كما هو الشائع و بالمصب طرفها الواسع الذی یوضع علی الجسد فإن الدم الخارج یصبّ علیه و بكونه رخیّا عدم الاعتماد علیه

كثیرا فیؤلم الجسد و یحتمل أن یكون فی الأصل مصك بتشدید الصاد بدون الباء أی مصّ بالتأنی بدون شدة و إسراع أو یكون مكان رخیا رحبا بالحاء المهملة و الباء الموحدة أی اجعل الظرف الذی تصبّ فیه الدم واسعا مكشوفا لیمكن استعلام كیفیة الدم و اجعل شرطك زحفا أی أسرع فی البضع (3)

و استعمال المشرط و لا یبعد أن یكون فی الكلام تصحیف كثیر.

«10»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنِ احْتَجَمَ فِی آخِرِ خَمِیسٍ مِنَ الشَّهْرِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ سُلَّ مِنْهُ الدَّاءُ سَلًّا(4).

«11»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا أَرَدْتَ الْحِجَامَةَ وَ خَرَجَ الدَّمُ مِنْ مَحَاجِمِكَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَفْرُغَ وَ یَسِیلَ (5) الدَّمُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْكَرِیمِ فِی حِجَامَتِی هَذِهِ مِنَ الْعَیْنِ فِی الدَّمِ وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ثُمَّ قَالَ وَ مَا عَلِمْتَ یَا فُلَانُ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ هَذَا فَقَدْ جَمَعْتَ الْأَشْیَاءَ كُلَّهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ

ص: 111


1- 1. فیه: قصب دم الملازم و اجعل عصمك وخیا ...
2- 2. الخصال: 30.
3- 3. البضع: القطع و الشق، و المشرط آلته.
4- 4. لم توجد الروایة فی طبّ الأئمّة.
5- 5. فی المصدر: و الدم یسیل.

مِنَ الْخَیْرِ وَ ما مَسَّنِیَ السُّوءُ(1) یَعْنِی الْفَقْرَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ(2) یَعْنِی أَنْ یَدْخُلَ فِی الزِّنَا وَ قَالَ لِمُوسَی علیه السلام أَدْخِلْ یَدَكَ فِی جَیْبِكَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ(3) قَالَ مِنْ غَیْرِ مَرَضٍ (4).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سِنْجَابٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَی قَوْلِهِ مِنْ غَیْرِ مَرَضٍ ثُمَّ قَالَ وَ اجْمَعْ ذَلِكَ عِنْدَ حِجَامَتِكَ وَ الدَّمُ یَسِیلُ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ(5).

المكارم، عن الصادق علیه السلام مرسلا: مثله (6)

بیان: من العین فی الدم أی إصابة العین فی خروج الدم أو العین بمعنی العیب و ما علمت استفهام تقریر أی اعلم أن قولك من كل سوء یشمل الاستعاذة من جمیع الآفات الدینیة و الدنیویة من الأمراض البدنیة و الأحوال الدینیة ثم استشهد علیه السلام بالآیات التی استعمل السوء فیها بجمیع تلك المعانی.

«12»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رَأْسِهِ وَ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ فِی قَفَاهُ ثَلَاثاً سَمَّی وَاحِدَةً النَّافِعَةَ وَ الْأُخْرَی الْمُغِیثَةَ وَ الثَّالِثَةَ الْمُنْقِذَةَ(7).

«13»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ وَ هُوَ أَبُو خَدِیجَةَ وَ اسْمُهُ سَالِمُ بْنُ مُكْرَمٍ عَنْ أَبِی

ص: 112


1- 1. الأعراف: 188.
2- 2. یوسف: 24.
3- 3. النمل: 12.
4- 4. معانی الأخبار: 172 و فی المصدر« من غیر برص».
5- 5. الطب: 55- 56.
6- 6. المكارم: 82.
7- 7. المعانی: 247.

عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ عَلَی الرَّأْسِ عَلَی شِبْرٍ مِنْ طَرَفِ الْأَنْفِ وَ فِتْرٍ(1) مِنْ بَیْنِ الْحَاجِبَیْنِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَمِّیهَا بِالْمُنْقِذَةِ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْتَجِمُ عَلَی رَأْسِهِ وَ یُسَمِّیهِ الْمُغِیثَةَ أَوْ الْمُنْقِذَةَ.

بیان: فضل حجامة الرأس و منافعها وردت فی روایات الخاصة و العامة و قال بعض الأطباء الحجامة فی وسط الرأس نافعة جدا و قد روی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فعلها.

و قال بعضهم فصد الباسلیق ینفع حرارة الكبد و الطحال و الرئة و من الشوصة و ذات الجنب و سائر الأمراض الدمویة العارضة من أسفل الركبة إلی الورك و فصد الأكحل ینفع الامتلاء العارض فی جمیع البدن إذا كان دمویا و لا سیما إن كان فسد و فصد القیفال ینفع من علل الرأس و الرقبة إذا كثر الدم أو فسد و فصد الودجین لوجع الطحال و الربو(2) و وجع الجنبین.

و الحجامة علی الكاهل ینفع من أمراض الرأس و الوجه كالأذنین و العینین و الأسنان و وجه الأنف و الحلق و ینوب عن فصد القیفال و الحجامة تحت الذقن ینفع من وجع الأسنان و الوجه و الحلقوم و ینقی الرأس و الحجامة علی ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن و هو عرق تحت الكعب و تنفع من عروق الفخذین و الساقین و انقطاع الطمث و الحكّة العارضة فی الأنثیین و الحجامة علی أسفل الصدر نافعة عن دمامیل الفخذ و جربه و بثوره و من النقرس و البواسیر و داء الفیل و حكّة الظهر و محل ذلك كله إذا كان من دم هائج و صادف وقت الاحتیاج إلیه و الحجامة علی المعدة [المقعدة] ینفع الأمعاء و فساد الحیض.

«14»- الْخِصَالُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ

ص: 113


1- 1. الفتر- كالحبر- ما بین طرف الایهام و طرف السبابة إذا فتحها.
2- 2. الربو- كفلس: انتفاخ الجوف، و علة تحدث فی الرئة توجب صعوبة التنفس.

جَعْفَرٍ علیهما السلام احْتَجَمَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ هُوَ مَحْمُومٌ فَلَمْ تَتْرُكْهُ الْحُمَّی فَاحْتَجَمَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَتَرَكَتْهُ الْحُمَّی (1).

«15»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الثَّانِی علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لَا تَدُورُ فَكَتَبَ علیه السلام مَنِ احْتَجَمَ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ لَا یَدُورُ خِلَافاً عَلَی أَهْلِ الطِّیَرَةِ عُوفِیَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ وُقِیَ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَ لَمْ تَخْضَرَّ مَحَاجِمُهُ (2).

«16»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام احْتَجَمَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ(3).

«17»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: تَوَقَّوُا الْحِجَامَةَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ النُّورَةَ فَإِنَّ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ یَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَ فِیهِ خُلِقَتْ جَهَنَّمُ (4).

«18»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ الْحِجَامَةَ تُصَحِّحُ الْبَدَنَ وَ تَشُدُّ الْعَقْلَ (5).

«19»- وَ قَالَ علیه السلام: الْحُقْنَةُ مِنَ الْأَرْبَعِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَفْضَلَ

ص: 114


1- 1. الخصال: 28.
2- 2. الخصال: 28.
3- 3. المصدر: 29.
4- 4. الخصال: 29.
5- 5. المصدر: 156.

مَا تَدَاوَیْتُمْ الْحُقْنَةُ وَ هِیَ تُعْظِمُ الْبَطْنَ وَ تُنَقِّی دَاءَ الْجَوْفِ وَ تُقَوِّی الْبَدَنَ اسْتَعِطُوا(1) بِالْبَنَفْسَجِ وَ عَلَیْكُمْ بِالْحِجَامَةِ(2).

«20»- وَ قَالَ علیه السلام: تَوَقَّوُا الْحِجَامَةَ وَ النُّورَةَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَإِنَّ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ یَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَ فِیهِ خُلِقَتْ جَهَنَّمُ وَ فِی الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا یَحْتَجِمُ فِیهَا أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ (3).

بیان: من الأربع كأن الثلاث الأخر الحجامة و السعوط و القی ء أو كان أحد الأخیرین العسل أو الكیّ أو الحمأ أو المشی و یشهد لكل منها بعض الأخبار.

و قال فی النهایة فیه أنه شرب الدواء و استعط یقال سعطته و أسعطته فاستعط و الاسم السعوط بالفتح و هو ما یجعل من الدواء فی الأنف انتهی.

و قال ابن حجر السعوط هو أن یستلقی علی ظهره و یجعل بین كتفیه ما یرفعهما لینحدر رأسه و یقطر فی أنفه (4)

ماء أو دهن فیه دواء مفرد أو مركّب لیتمكن بذلك من الوصول إلی دماغه لاستخراج ما فیه من الداء بالعطاس و روی عن ابن عباس أن خیر ما تداویتم به السعوط.

مَجَالِسُ الصَّدُوقِ،: فِی مَنَاهِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ.

«22»- الْعِلَلُ وَ الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ الثَّلَاثَاءِ یَوْمُ حَرْبٍ وَ دَمٍ (5).

«23»- الْعُیُونُ، عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 115


1- 1. فی المصدر: أسعطوا.
2- 2. الخصال: 171.
3- 3. الخصال: 171.
4- 4. فی الانف( خ).
5- 5. علل الشرائع: ج 2، ص 285، العیون: ج 1، ص 248، و فیه: یوم الاثنین یوم حرب و دم.

إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: قَلِّمُوا أَظْفَارَكُمْ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ اسْتَحِمُّوا یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ أَصِیبُوا مِنَ الْحِجَامَةِ حَاجَتَكُمْ یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ تَطَیَّبُوا بِأَطْیَبِ طِیبِكُمْ یَوْمَ الْجُمُعَةِ(1).

«24»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُقَاتِلٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فِی وَقْتِ الزَّوَالِ عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ یَحْتَجِمُ وَ هُوَ مُحْرِمٌ (2).

قال الصدوق رحمه اللّٰه فی هذا الحدیث فوائد أحدها إطلاق الحجامة فی یوم الجمعة عند الضرورة لیعلم أن ما ورد من كراهة ذلك إنما هو فی حالة الاختیار و الثانیة الإطلاق فی الحجامة فی وقت الزوال و الثالثة أنه یجوز للمحرم أن یحتجم إذا اضطرّ و لا یحلق مكان الحجامة و لا قوّة إلا باللّٰه.

«25»- الْعُیُونُ، بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِی الْبَابِ السَّابِقِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنْ یَكُنْ فِی شَیْ ءٍ شِفَاءٌ فَفِی شَرْطَةِ الْحَجَّامِ أَوْ فِی شَرْبَةِ الْعَسَلِ (3).

بیان: قال الجوهری المِشْرَطُ المِبْضَعُ و المِشْرَاطُ مِثْلُهُ و قد شَرَطَ الْحَاجِمُ یَشْرِطُ و یَشْرُطُ إِذَا بزغ أی قطع و فی القاموس الشرط بزغ الحجّام.

«26»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الْعِیدُ(4)

عِیدُ الْحِجَامَةِ یَعْنِی الْعَادَةَ تَجْلُو الْبَصَرَ وَ تَذْهَبُ بِالدَّاءِ(5).

ص: 116


1- 1. العیون: ج 1، ص 279.
2- 2. العیون: ج 2، ص 16.
3- 3. المصدر: ج 2، ص 35.
4- 4. فی المصدر: نعم العید الحجامة.
5- 5. المعانی: 247.

بیان: قال الجوهری العید ما اعتادك من همّ أو غیره.

«27»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِالسِّوَاكِ وَ الْخِلَالِ وَ الْحِجَامَةِ(1).

«28»- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ علیه السلام: إِذَا أَرَدْتَ الْحِجَامَةَ فَاجْلِسْ بَیْنَ یَدَیِ الْحَجَّامِ وَ أَنْتَ مُتَرَبِّعٌ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْكَرِیمِ فِی حِجَامَتِی مِنَ الْعَیْنِ فِی الدَّمِ وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ أَعْلَالٍ وَ أَمْرَاضٍ وَ أَسْقَامٍ وَ أَوْجَاعٍ وَ أَسْأَلُكَ الْعَافِیَةَ وَ الْمُعَافَاةَ وَ الشِّفَاءَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

«29»- وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ احْتَجِمْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ وَ تَصَدَّقْ وَ اخْرُجْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ.

«30»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ ابْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: الْحُقْنَةُ هِیَ مِنَ الدَّوَاءِ وَ زَعَمُوا أَنَّهَا تُعْظِمُ الْبَطْنَ وَ قَدْ فَعَلَهَا رِجَالٌ صَالِحُونَ (2).

«31»- وَ مِنْهُ، حَفْصُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: خَیْرُ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَ السُّعُوطُ وَ الْحَمَّامُ وَ الْحُقْنَةُ(3).

تَأْیِیدٌ رَوَی الْعَامَّةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ الْخِطَابُ بِذَلِكَ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَ مَنْ كَانَ فِی مَعْنَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ لِمَیْلِ الدَّمِ إِلَی سَطْحِ الْبَدَنِ وَ یُؤْخَذُ مِنْ هَذَا أَنَّ الْخِطَابَ أَیْضاً لِغَیْرِ الشُّیُوخِ لِقِلَّةِ الْحَرَارَةِ فِی أَبْدَانِهِمْ.

وَ عَنِ ابْنِ سِیرِینَ قَالَ: إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً لَمْ یَحْتَجِمْ.

قال الطبری و ذلك أنه یصیر من حینئذ فی انتقاص عمره و انحلال من قوی جسده فلا ینبغی أن یزیده وهنا بإخراج الدم انتهی. و هو محمول علی

ص: 117


1- 1. المحاسن: 558.
2- 2. الطب: 54.
3- 3. المصدر: 54.

من لم یتعیّن حاجته إلیه و علی من لم یَعْتَدْ به. و قال ابن سینا فی أرجوزته

و من تعوّدت له الفصادة***فلا یكن یقطع تلك العادة

بل یقلّل ذلك بالتدریج إلی أن ینقطع جملة فی عشر الثمانین.

«32»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: الدَّوَاءُ أَرْبَعَةٌ الْحِجَامَةُ وَ الطَّلْیُ وَ الْقَیْ ءُ وَ الْحُقْنَةُ(1).

بیان: المراد بالطلی النورة أو الأعم منه و من طلی الأدویة.

«33»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ الْوَاسِطِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ زُرَارَةَ قَالا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: طِبُّ الْعَرَبِ فِی ثَلَاثٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُ (2).

«34»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طِبُّ الْعَرَبِ فِی خَمْسَةٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ السُّعُوطِ وَ الْقَیْ ءِ وَ الْحَمَّامِ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُ (3).

«35»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام: طِبُّ الْعَرَبِ فِی سَبْعَةٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ الْحَمَّامِ وَ السُّعُوطِ وَ الْقَیْ ءِ وَ شَرْبَةِ الْعَسَلِ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُّ وَ رُبَّمَا یُزَادُ فِیهِ النُّورَةُ(4).

«36»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْبُرْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ طَلْحَةُ بْنُ زَیْدٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ السَّبْتِ وَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ حَدَّثْتُهُ بِالْحَدِیثِ الَّذِی تَرْوِیهِ الْعَامَّةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْكَرُوهُ وَ قَالُوا الصَّحِیحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِذَا تَبَیَّغَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْیَحْتَجِمْ لَا یَقْتُلْهُ ثُمَّ قَالَ مَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَرَی بِهِ بَأْساً(5).

«37»- وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ أَوَّلَ ثَلَاثَاءَ تَدْخُلُ فِی شَهْرِ آذَارَ

ص: 118


1- 1. الطب: 55.
2- 2. المصدر: 55.
3- 3. المصدر: 55.
4- 4. المصدر: 55.
5- 5. المصدر: 56.

بِالرُّومِیَّةِ الْحِجَامَةُ فِیهِ مَصَحَّةٌ سَنَتَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (1).

«38»- وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْهُمْ علیهم السلام: أَنَّ الْحِجَامَةَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسَبْعَةَ عَشَرَ مِنَ الْهِلَالِ مَصَحَّةٌ سَنَتَهُ (2).

بیان: قال فی النهایة فیه لا یتبیّغ بأحدكم الدم فیقتله أی غلبة الدم علی الإنسان یقال تبیّغ به الدم إذا تردد فیه و منه تبیّغ الماء إذا تردّد و تحیّر فی مجراه و یقال فیه تبوّغ بالواو و قیل إنه من المقلوب أی لا یبغی علیه الدم فیقتله من البغی مجاوزة الحدّ و الأول أوجه (3)

انتهی.

و صحّح الأكثر المصحة بفتح المیم و الصاد و قد تكسر الصاد مفعلة من الصحة بمعنی العافیة و یمكن أن یقرأ بكسر المیم اسم آلة و بالضم أیضا اسم فاعل و الأخیر أبعد.

«39»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا اشْتَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَعاً قَطُّ إِلَّا كَانَ مَفْزَعُهُ إِلَی الْحِجَامَةِ.

وَ قَالَ أَبُو طَیْبَةَ: حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعْطَانِی دِینَاراً وَ شَرِبْتُ دَمَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ شَرِبْتَ (4) قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ مَا حَمَلَكَ عَلَی ذَلِكَ قُلْتُ أَتَبَرَّكُ بِهِ قَالَ أَخَذْتَ أَمَاناً مِنَ الْأَوْجَاعِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ وَ اللَّهِ مَا تَمَسُّكَ النَّارُ أَبَداً(5).

بیان: أبو طیبة بفتح الطاء و سكون المثناة التحتانیة ثم الباء الموحدة هو من الصحابة و اسمه نافع و كان حجّاما مولی محیّصة بن مسعود الأنصاری كذا ذكره بعض الرجالیین من العامة.

ص: 119


1- 1. المصدر: 56.
2- 2. المصدر: 56.
3- 3. فی النهایة:« الوجه» ج 1، ص 105.
4- 4. فی المصدر: أشربته.
5- 5. الطب: 56.

«40»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِنْ دَوَاءِ الْأَنْبِیَاءِ الْحِجَامَةُ وَ النُّورَةُ وَ السُّعُوطُ(1).

«41»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَیْقٍ قَالَ: مَرَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام بِقَوْمٍ كَانُوا یَحْتَجِمُونَ قَالَ مَا كَانَ عَلَیْكُمْ لَوْ أَخَّرْتُمُوهُ إِلَی عَشِیَّةِ الْأَحَدِ فَكَانَ أَبْرَأَ لِلدَّاءِ(2).

«42»- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: احْتَجِمُوا إِذَا هَاجَ بِكُمُ الدَّمُ فَإِنَّ الدَّمَ رُبَّمَا تَبَیَّغَ بِصَاحِبِهِ فَیَقْتُلُهُ (3).

«43»- وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: خَیْرُ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْحُقْنَةُ وَ السُّعُوطُ وَ الْحِجَامَةُ وَ الْحَمَّامُ (4).

«44»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ (5).

«45»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَرَاذِینِیِ (6) عَنْ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرْدَعِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (7) یَحْتَجِمُ ثَلَاثَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِی الرَّأْسِ یُسَمِّیهَا الْمُتَقَدِّمَةَ(8)

وَ وَاحِدَةٌ بَیْنَ الْكَتِفَیْنِ یُسَمِّیهَا النَّافِعَةَ وَ وَاحِدَةٌ بَیْنَ الْوَرِكَیْنِ یُسَمِّیهَا الْمُغِیثَةَ(9).

ص: 120


1- 1. المصدر: 57.
2- 2. المصدر: 57.
3- 3. المصدر: 57.
4- 4. المصدر: 57.
5- 5. المصدر: 57.
6- 6. بالخاء المضمومة و الراء المهملة و الالف و الذال المعجمة، نسبة الی« خراذین» قریة بالری، و اسمه علیّ بن العباس قال النجاشیّ: علی بن العباس الجراذینی الرازیّ رمی بالغلو و غمز علیه، ضعیف جدا. و لم نجد ذكرا من أبی محمّد بن البردعی فی كتب الرجال.
7- 7. فی المصدر: بثلاث.
8- 8. المنقذة( ظ).
9- 9. المصدر: 57، و فیه« المعینة».

«46»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الطَّبَرِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ أُمِّ أَحْمَدَ(1) قَالَتْ قَالَ سَیِّدِی علیه السلام: مَنْ نَظَرَ إِلَی أَوَّلِ مَحْجَمَةٍ مِنْ دَمِهِ أَمِنَ (2)

الْوَاهِنَةَ إِلَی الْحِجَامَةِ الْأُخْرَی فَسَأَلْتُ سَیِّدِی مَا الْوَاهِنَةُ فَقَالَ وَجَعُ الْعُنُقِ.

بیان: قال فی النهایة فی حدیث عمران بن حصین إن فلانا دخل علیه و فی عضده حلقة من صفر و فی روایة و فی یده خاتم من صفر فقال ما هذا قال هذا من الواهنة قال أما إنها لا تزیدك إلا وهنا الواهنة عرق یأخذ فی المنكب و فی الید كلها فیرقی منها و قیل هو مرض یأخذ فی العضد و ربما علق علیها جنس من الخرز یقال لها خرز الواهنة و هی تأخذ الرجال دون النساء و إنما نهاه عنها لأنه إنما اتخذها علی أنها تعصمه من الألم فكان عنده فی معنی التمائم (3)

المنهی عنها انتهی.

و فی القاموس الواهنة ریح تأخذ فی المنكبین أو فی العضد أو فی الأخدعین (4) عند الكبر و القصیراء و فقرة فی القفا و العضد.

و فی بعض النسخ الواهیة بالیاء المثناة التحتانیة و الأول أظهر و یدل علی أنها تطلق علی وجع العنق أیضا أو فسرت به لأنه یلزمها غالبا.

«47»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَامِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: وَ مَنِ احْتَجَمَ فَنَظَرَ إِلَی أَوَّلِ مَحْجَمَةٍ مِنْ دَمِهِ أَمِنَ مِنَ الرَّمَدِ إِلَی الْحِجَامَةِ الْأُخْرَی (5).

ص: 121


1- 1. فی المصدر: عن أمه أم أحمد.
2- 2. فیه: أمن من الواهنة.
3- 3. و قال: التمائم خرزات كانت العرب تعلقها علی أولادهم یتقون بها العین فی زعمهم فابطلها الإسلام.
4- 4. الاخدعان: عرقان فی صفحة العنق قد خفیا و بطنا.
5- 5. الطب: 58.

«48»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا یَحْیَی بْنِ آدَمَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَغْتَسِلُ مِنَ الْحِجَامَةِ وَ الْحَمَّامِ قَالَ شُعَیْبٌ فَذَكَرْتُهُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا احْتَجَمَ هَاجَ بِهِ الدَّمُ وَ تَبَیَّغَ فَاغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ لِیُسَكِّنَ (1) عَنْهُ حَرَارَةَ الدَّمِ وَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ هَاجَتْ بِهِ الْحَرَارَةُ صَبَّ عَلَیْهَا الْمَاءَ الْبَارِدَ فَتَسْكُنُ عَنْهُ الْحَرَارَةُ(2).

«49»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ وُلْدِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْتَجِمُ فِی الْأَخْدَعَیْنِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِحِجَامَةِ الْكَاهِلِ (3).

بیان: فی القاموس الأخدع عرق فی المحجمتین و هو شعبة من الورید و فی المصباح الأخدعان عرقان فی موضع الحجامة و فی النهایة الأخدعان عرقان فی جانب العنق و الكاهل مقدم أعلی الظهر و فی القاموس الكاهل كصاحب الحارك أو مقدم أعلی الظهر مما یلی العنق و هو الثلث الأعلی و فیه ست فقر أو ما بین الكتفین أو موصل العنق فی الصلب.

«50»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْبَصْرِیِّ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَقَالَ مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لَا یَدُورُ خِلَافاً عَلَی أَهْلِ الطِّیَرَةِ عُوفِیَ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَ وُقِیَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ(4).

«51»- وَ مِنْهُ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّارِمِیِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ احْتَجَمَ فَقَالَ یَا جَارِیَةُ هَلُمِّی ثَلَاثَ

ص: 122


1- 1. فتسكن( خ).
2- 2. الطب: 58.
3- 3. الطب: 58.
4- 4. الطب: 58.

سُكَّرَاتٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ السُّكَّرَ بَعْدَ الْحِجَامَةِ یُورِدُ الدَّمَ الصَّافِیَ وَ یَقْطَعُ الْحَرَارَةَ(1).

«52»- وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام: كُلِ الرُّمَّانَ بَعْدَ الْحِجَامَةِ رُمَّاناً حُلْواً فَإِنَّهُ یُسَكِّنُ الدَّمَ وَ یُصَفِّی الدَّمَ فِی الْجَوْفِ (2).

«53»- وَ مِنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَقَیَّأَ قَبْلَ أَنْ یَتَقَیَّأَ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ سَبْعِینَ دَوَاءً وَ یُخْرِجُ الْقَیْ ءُ عَلَی هَذَا السَّبِیلِ كُلَّ دَاءٍ وَ عِلَّةٍ(3).

بیان: قبل أن یتقیّأ أی قبل أن یسبقه القی ء بغیر اختیاره أو المراد به أول ما یتقیّأ فی تلك العلة.

«54»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: حِجَامَةُ الْإِثْنَیْنِ لَنَا وَ الثَّلَاثَاءِ لِبَنِی أُمَیَّةَ(4).

«55»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ السَّبْتِ قَالَ یُضْعِفُ (5).

«56»- الْمَكَارِمُ، رَوَی الْأَنْصَارِیُّ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام رُبَّمَا تَبَیَّغَهُ الدَّمُ فَاحْتَجَمَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ (6).

«57»- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: یَحْتَجِمُ الصَّائِمُ فِی غَیْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ مَتَی شَاءَ فَأَمَّا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَا یُغَرِّرُ(7)

بِنَفْسِهِ وَ لَا یُخْرِجِ الدَّمَ إِلَّا أَنْ یَتَبَیَّغَ بِهِ فَأَمَّا(8)

ص: 123


1- 1. المصدر: 59.
2- 2. المصدر: 59.
3- 3. المصدر: 67.
4- 4. المصدر: 129.
5- 5. الطب: 136.
6- 6. المكارم: 81.
7- 7. أی لا یعرض نفسه للهلاك، و فی المصدر« لا یغدر».
8- 8. فی المصدر: و أما.

نَحْنُ فَحِجَامَتُنَا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ بِاللَّیْلِ وَ حِجَامَتُنَا یَوْمَ الْأَحَدِ وَ حِجَامَةُ مَوَالِینَا یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ (1).

«58»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِیَّاكَ وَ الْحِجَامَةَ عَلَی الرِّیقِ (2).

«59»- عَنْهُ علیه السلام: قَالَ فِی الْحَمَّامِ لَا تَدْخُلْهُ وَ أَنْتَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الطَّعَامِ وَ لَا تَحْتَجِمْ حَتَّی تَأْكُلَ شَیْئاً فَإِنَّهُ أَدَرُّ لِلْعُرُوقِ (3)

وَ أَسْهَلُ لِخُرُوجِهِ وَ أَقْوَی لِلْبَدَنِ.

«60»- وَ رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْحِجَامَةُ بَعْدَ الْأَكْلِ لِأَنَّهُ إِذَا شَبِعَ الرَّجُلُ ثُمَّ احْتَجَمَ اجْتَمَعَ الدَّمُ وَ أَخْرَجَ الدَّاءَ وَ إِذَا احْتَجَمَ قَبْلَ الْأَكْلِ خَرَجَ الدَّمُ وَ بَقِیَ الدَّاءُ(4).

«61»- وَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَعَا بِالْحَجَّامِ فَقَالَ لَهُ اغْسِلْ مَحَاجِمَكَ وَ عَلِّقْهَا وَ دَعَا بِرُمَّانَةٍ فَأَكَلَهَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحِجَامَةِ دَعَا بِرُمَّانَةٍ أُخْرَی فَأَكَلَهَا فَقَالَ هَذَا یُطْفِئُ الْمِرَارَ(5).

«62»- وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَیَّ شَیْ ءٍ یَأْكُلُونَ (6)

بَعْدَ الْحِجَامَةِ فَقُلْتُ الْهِنْدَبَاءَ وَ الْخَلَّ قَالَ (7)

لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ (8).

«63»- وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ احْتَجَمَ فَقَالَ یَا جَارِیَةُ هَلُمِّی ثَلَاثَ سُكَّرَاتٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ السُّكَّرَ بَعْدَ الْحِجَامَةِ یَرُدُّ الدَّمَ الطَّرِیَ (9)

وَ یَزِیدُ فِی الْقُوَّةِ(10).

ص: 124


1- 1. المكارم: 81.
2- 2. المكارم: 81.
3- 3. فی المصدر: للعرق.
4- 4. المكارم: 82.
5- 5. المكارم: 82.
6- 6. فی المصدر: تأكلون.
7- 7. فیه: فقال.
8- 8. المكارم: 82.
9- 9. فیه: الطمی.
10- 10. المكارم: 82.

«63»- عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُحْتَجِماً فَلْیَحْتَجِمْ یَوْمَ السَّبْتِ (1).

«65»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْحِجَامَةُ یَوْمَ الْأَحَدِ فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ(2).

«66»- عَنْهُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: احْتَجِمُوا(3) یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ(4).

«67»- عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ لِتِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ لِإِحْدَی وَ عِشْرِینَ كَانَ لَهُ شِفَاءٌ مِنْ دَاءِ السَّنَةِ(5).

«68»- وَ قَالَ أَیْضاً: احْتَجِمُوا لِخَمْسَ عَشْرَةَ وَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ لَا یَتَبَیَّغْ بِكُمُ الدَّمُ فَیَقْتُلَكُمْ (6).

«69»- وَ فِی الْحَدِیثِ: أَنَّهُ نَهَی عَنِ الْحِجَامَةِ فِی الْأَرْبِعَاءِ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ فِی الْعَقْرَبِ (7).

«70»- عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ (8).

«71»- وَ رَوَی الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَزَلَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ (9)

بِالْحِجَامَةِ وَ الْیَمِینِ مَعَ الشَّاهِدِ وَ یَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ یَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ(10).

«72»- عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ فِی آخِرِ خَمِیسٍ فِی الشَّهْرِ آخِرَ النَّهَارِ سُلَّ الدَّاءُ سَلًّا(11).

«73»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الدَّمَ یَجْتَمِعُ فِی مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَإِذَا

ص: 125


1- 1. المكارم: 82.
2- 2. المكارم: 82.
3- 3. فی المصدر: كان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله یحتجم ....
4- 4. المكارم: 13.
5- 5. المكارم: 13.
6- 6. المكارم: 13.
7- 7. المكارم: 13.
8- 8. المكارم: 13.
9- 9. فی بعض النسخ المصدر: نزل علیّ جبرئیل بالنهی عن الحجامة یوم الاربعاء و قال: انه یوم نحس مستمر.
10- 10. المصدر: 83.
11- 11. المصدر: 83.

زَالَتِ الشَّمْسُ تَفَرَّقَ فَخُذْ حَظَّكَ مِنَ الْحِجَامَةِ قَبْلَ الزَّوَالِ (1).

«74»- عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ هُوَ یَحْتَجِمُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ أَ وَ لَیْسَ تَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ نَهَی الْحِجَامَةَ مَعَ الزَّوَالِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ(2).

«75»- عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: لَا تَدَعِ الْحِجَامَةَ فِی سَبْعٍ مِنْ حَزِیرَانَ فَإِنْ فَاتَكَ فَالْأَرْبَعَ عَشْرَةَ(3).

«76»- عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: اقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ احْتَجِمْ أَیَّ وَقْتٍ شِئْتَ (4).

«77»- عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ یَحْتَجِمُ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِی الْحَبْسِ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا یَوْمٌ یَقُولُ النَّاسُ مَنِ احْتَجَمَ فِیهِ فَأَصَابَهُ الْبَرَصُ فَقَالَ إِنَّمَا یُخَافُ ذَلِكَ عَلَی مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا(5).

«78»- عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ثَارَ بِأَحَدِكُمُ (6) الدَّمَ فَلْیَحْتَجِمْ لَا یَتَبَیَّغْ بِهِ فَیَقْتُلَهُ وَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْیَكُنْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ(7).

«79»- مِنَ الْفِرْدَوْسِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحِجَامَةُ عَلَی الرِّیقِ دَوَاءٌ وَ عَلَی الشِّبَعِ دَاءٌ وَ فِی سَبْعٍ وَ عَشَرٍ مِنَ الشَّهْرِ شِفَاءٌ وَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ صِحَّةٌ لِلْبَدَنِ وَ لَقَدْ أَوْصَانِی جَبْرَئِیلُ بِالْحَجْمِ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ (8).

«80»- وَ قَالَ علیه السلام: الْحِجَامَةُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ یَمْضِی مِنَ الشَّهْرِ دَوَاءٌ لِدَاءِ سَنَةٍ(9).

«81»- وَ قَالَ علیه السلام: الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعٍ مِنَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ النُّعَاسِ وَ وَجَعِ الضِّرْسِ وَ ظُلْمَةِ الْعَیْنِ وَ الصُّدَاعِ (10).

«82»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ تَزِیدُ الْعَقْلَ وَ تَزِیدُ الْحَافِظَ حِفْظاً(11).

ص: 126


1- 1. المكارم: 83 و فیه« فلاربع عشرة».
2- 2. المكارم: 83 و فیه« فلاربع عشرة».
3- 3. المكارم: 83 و فیه« فلاربع عشرة».
4- 4. المصدر: 84.
5- 5. المصدر: 84.
6- 6. فیه: إذا ثار الدم بأحدكم.
7- 7. المكارم: 84.
8- 8. المكارم: 84.
9- 9. المكارم: 84.
10- 10. المكارم: 84.
11- 11. المكارم: 84.

«83»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ فِی النُّقْرَةِ(1)

تُورِثُ النِّسْیَانَ (2).

«84»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رَأْسِهِ وَ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ قَفَاهُ وَ سَمَّی الْوَاحِدَةَ النَّافِعَةَ وَ الْأُخْرَی الْمُغِیثَةَ وَ الثَّالِثَةَ الْمُنْقِذَةَ.

وَ فِی غَیْرِ هَذَا الْحَدِیثِ: الَّتِی فِی الرَّأْسِ الْمُنْقِذَةُ وَ الَّتِی فِی النُّقْرَةِ الْمُغِیثَةُ وَ الَّتِی فِی الْكَاهِلِ النَّافِعَةُ وَ رُوِیَ الْمُغِیثَةُ(3).

«85»- وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی رَأْسِهِ عَلَیْكُمْ بِالْمُغِیثَةِ فَإِنَّهَا تَنْفَعُ مِنَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ الْإِكْلَةِ وَ وَجَعِ الْأَضْرَاسِ (4).

«86»- عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا بَلَغَ الصَّبِیُّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَاحْتَجِمُوهُ فِی كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فِی النُّقْرَةِ فَإِنَّهُ یُجَفِّفُ لُعَابَهُ وَ یَهْبِطُ بِالْحَرِّ مِنْ رَأْسِهِ وَ جَسَدِهِ (5).

«87»- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدَّاءُ ثَلَاثٌ وَ الدَّوَاءُ ثَلَاثٌ فَالدَّاءُ الْمِرَّةُ وَ الْبَلْغَمُ وَ الدَّمُ فَدَوَاءُ الدَّمِ الْحِجَامَةُ وَ دَوَاءُ الْمِرَّةِ الْمَشِیُّ وَ دَوَاءُ الْبَلْغَمِ الْحَمَّامُ (6).

«88»- عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حَكَمٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام دَعَا طَبِیباً فَفَصَدَ عِرْقاً مِنْ بَطْنِ كَفِّهِ (7).

«89»- عَنْ مُحَسِّنٍ الْوَشَّاءِ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَجَعَ الْكَبِدِ فَدَعَا بِالْفَاصِدِ فَفَصَدَنِی مِنْ قَدَمِی وَ قَالَ اشْرَبُوا الْكَاشِمَ لِوَجَعِ الْخَاصِرَةِ(8).

«90»- رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ شَكَا إِلَیْهِ رَجُلٌ الْحِكَّةَ فَقَالَ احْتَجِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِی الرِّجْلَیْنِ جَمِیعاً فِیمَا بَیْنَ الْعُرْقُوبِ وَ الْكَعْبِ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عَنْهُ وَ شَكَا إِلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ احْتَجِمْ فِی وَاحِدِ عَقِبَیْكَ أَوْ مِنَ الرِّجْلَیْنِ جَمِیعاً ثَلَاثَ

ص: 127


1- 1. فیه: نقرة الرأس.
2- 2. المكارم: 84.
3- 3. المكارم: 84.
4- 4. المكارم: 85.
5- 5. المكارم: 85.
6- 6. المكارم: 85.
7- 7. المكارم: 85.
8- 8. المكارم: 85.

مَرَّاتٍ تَبْرَأْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ وَ شَكَا بَعْضُهُمْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام كَثْرَةَ مَا یُصِیبُهُ مِنَ الْجَرَبِ فَقَالَ إِنَّ الْجَرَبَ مِنْ بُخَارِ الْكَبِدِ فَاذْهَبْ وَ افْتَصِدْ مِنَ قَدَمِكَ الْیُمْنَی وَ الْزَمْ أَخْذَ دِرْهَمَیْنِ مِنْ دُهْنِ اللَّوْزِ الْحُلْوِ عَلَی مَاءِ الْكَشْكِ وَ اتَّقِ الْحِیتَانَ وَ الْخَلَّ فَفَعَلَ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ (1).

«91»- عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْجَرَبَ عَلَی جَسَدِی وَ الْحَرَارَةَ فَقَالَ عَلَیْكُمْ بِالافْتِصَادِ مِنَ الْأَكْحَلِ فَفَعَلْتُ فَذَهَبَ عَنِّی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً(2).

«92»- وَ رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحِكَّةَ فَقَالَ لَهُ شَرِبْتَ الدَّوَاءَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ فَصَدْتَ الْعِرْقَ فَقَالَ نَعَمْ فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِهِ فَقَالَ احْتَجِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِی الرِّجْلَیْنِ جَمِیعاً فِیمَا بَیْنَ الْعُرْقُوبِ وَ الْكَعْبِ فَفَعَلَ فَذَهَبَ عَنْهُ (3).

بیان: فی القاموس غرّر بنفسه تغریرا و تغرّة كتحلّة عرّضها للهلكة و الاسم الغرر و قال النقرة منقطع القَمحدُوة من القفا و قال الإِكْلة بالكسر الحكّة كالأكال و الأكلة كغراب و فرحة و كفرحة داء فی العضو یأتكل منه انتهی.

و المرّة بالكسر و شدّ الراء تشمل السوداء و الصفراء و قال فی النهایة فیه خَیْرُ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْمَشِیُّ یقال شربت مشیّا و مشوا و هو الدواء المسهل لأنه یحمل شاربه علی المشْی و التردّد إلی الخلاء و فی القاموس العرقوب عصب غلیظ فوق عقب الإنسان انتهی. و المراد بالكعب هنا الذی بین الساق و القدم أو النابتین عن یمین القدم و شماله لا الذی فی ظهر القدم. قوله علیه السلام فی واحد عقبیك لعل المعنی احتجم علی التناوب مرة فی هذا و مرة فی الأخری و المراد بالعقب الكعب بالمعنی الثانی مجازا و فی القاموس الكشك ماء الشعیر.

ص: 128


1- 1. المكارم: 85.
2- 2. المصدر: 86.
3- 3. المصدر: 86.

«93»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ هِیَ الْمُغِیثَةُ تَنْفَعُ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ وَ شَبَرَ مِنَ الْحَاجِبَیْنِ إِلَی حَیْثُ بَلَغَ إِبْهَامُهُ ثُمَّ قَالَ هَاهُنَا(1).

بیان: هی المغیثة أی یغیث المرء و شبر من الحاجبین أی من بین الحاجبین إلی حیث انتهت من مقدم الرأس كما مر.

«94»- الْكَافِی، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِیمَ یَخْتَلِفُ النَّاسُ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْحِجَامَةَ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ أَصْلَحُ قَالَ فَقَالَ (2)

وَ إِلَی مَا یَذْهَبُونَ فِی ذَلِكَ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ یَوْمُ الدَّمِ قَالَ فَقَالَ صَدَقُوا فَأَحْرَی أَنْ لَا یُهَیِّجُوهُ فِی یَوْمِهِ أَ مَا عَلِمُوا أَنَّ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ سَاعَةً مَنْ وَافَقَهَا لَمْ یَرْقَ دَمُهُ حَتَّی یَمُوتَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (3).

بیان: یوم الدم أی یوم هیجانه أو یوم سفكه لما مر من أن المنجمین ینسبونه إلی المرّیخ فیناسبه سفك الدم و الأخبار فی ذلك مختلفة و قد مر فی باب سعادة أیام الأسبوع نقلا عن دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام.

و من یرد الحجامة فالثلاثاء***ففی ساعاته هرق الدماء

و إن شرب امرؤ یوما دواء***فنعم الیوم یوم الأربعاء

و یمكن الجمع بینهما بحمل النهی علی ساعة من ساعاته و هی الساعة المنسوبة إلی المریخ أیضا و هی الساعة الثامنة و إن كان ظاهر الخبر عدم ارتكابه فی جمیع الیوم لإمكان مصادفته تلك الساعة إما لكون الساعة غیر منضبطة أو لعدم المصلحة فی بیانها فتأمل.

قوله علیه السلام لم یرق دمه أی لم یجف و لم یسكن و هو فی الأصل مهموز

ص: 129


1- 1. روضة الكافی: 160.
2- 2. فی المصدر: فقال لی: و الی ....
3- 3. روضة الكافی: 191.

و الظاهر أن المراد عدم انقطاع الدم حتی یموت بكثرة سیلانه و یحتمل علی بعد أن یكون المعنی سرعة ورود الموت علیه بسبب ذلك أی یموت فی أثناء الحجامة.

قوله علیه السلام أو ما شاء اللّٰه أی من بلاء عظیم و مرض شدید یعسر علاجه و یمكن حمل هذا الخبر علی التقیة لورود مضمونه فی روایات العامة كما سیأتی إن شاء اللّٰه.

«95»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُوفِیِّینَ عَنْ أَبِی عُرْوَةَ أَخِی شُعَیْبٍ أَوْ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام وَ هُوَ یَحْتَجِمُ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِی الْحَبْسِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ هَذَا یَوْمٌ یَقُولُ النَّاسُ مَنِ احْتَجَمَ فِیهِ أَصَابَهُ الْبَرَصُ فَقَالَ إِنَّمَا یُخَافُ ذَلِكَ عَلَی مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا(1).

بیان: إنما یخاف ذلك أی البرص مطلقا لا مع الحجامة فی ذلك الیوم.

«96»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَحْتَجِمُوا فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ فَإِنَّ مَنِ احْتَجَمَ مَعَ الزَّوَالِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَأَصَابَهُ شَیْ ءٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ (2).

«97»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ مُعَتِّبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الدَّوَاءُ أَرْبَعَةٌ السُّعُوطُ وَ الْحِجَامَةُ وَ النُّورَةُ وَ الْحُقْنَةُ(3).

«98»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا یَقُولُ مَنْ قِبَلَكُمْ فِی الْحِجَامَةِ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّهَا عَلَی الرِّیقِ أَفْضَلُ مِنْهَا عَلَی الطَّعَامِ قَالَ لَا هِیَ عَلَی الطَّعَامِ أَدَرُّ لِلْعِرْقِ وَ أَقْوَی لِلْبَدَنِ (4).

ص: 130


1- 1. روضة الكافی: 192.
2- 2. روضة الكافی: 192.
3- 3. روضة الكافی: 192.
4- 4. المصدر: 273.

«99»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ احْتَجِمْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ وَ تَصَدَّقْ وَ اخْرُجْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ (2).

«100»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا بَلَغَ الصَّبِیُّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَاحْجُمْهُ فِی كُلِّ شَهْرٍ فِی النُّقْرَةِ فَإِنَّهَا تُجَفِّفُ لُعَابَهُ وَ تُهْبِطُ الْحَرَارَةَ مِنْ رَأْسِهِ وَ جَسَدِهِ (3).

«101»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفِ قَالَ: حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ بَعْضِ فَصَّادِی الْعَسْكَرِ مِنَ النَّصَارَی أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام بَعَثَ (4)

إِلَیْهِ یَوْماً فِی وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَالَ لِی افْصِدْ هَذَا الْعِرْقَ قَالَ وَ نَاوَلَنِی عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِی تُفْصَدُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا رَأَیْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هَذَا یَأْمُرُنِی أَنْ أَفْصِدَ فِی وَقْتِ الظُّهْرِ وَ لَیْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ وَ الثَّانِیَةُ عِرْقٌ لَا أَفْهَمُهُ ثُمَّ قَالَ لِیَ انْتَظِرْ وَ كُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا أَمْسَی دَعَانِی وَ قَالَ سَرِّحِ الدَّمَ فَسَرَّحْتُ ثُمَّ قَالَ لِی أَمْسِكْ فَأَمْسَكْتُ ثُمَّ قَالَ لِی كُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ أَرْسَلَ إِلَیَّ وَ قَالَ لِی سَرِّحِ الدَّمَ قَالَ فَتَعَجَّبْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَجَبِیَ الْأَوَّلِ وَ كَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ قَالَ فَسَرَّحْتُ فَخَرَجَ دَمٌ أَبْیَضُ كَأَنَّهُ الْمِلْحُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِیَ احْبِسْ قَالَ فَحَبَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ كُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ أَنْ یُعْطِیَنِی ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ فَأَخَذْتُهَا وَ خَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُ ابْنَ بَخْتِیشُوعَ النَّصْرَانِیَّ فَقَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ مَا أَفْهَمُ مَا

تَقُولُ وَ لَا أَعْرِفُهُ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الطِّبِّ وَ لَا قَرَأْتُهُ فِی كِتَابٍ وَ لَا أَعْلَمُ فِی دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِكُتُبِ النَّصْرَانِیَّةِ مِنْ فُلَانٍ الْفَارِسِیِّ فَاخْرُجْ إِلَیْهِ قَالَ فَاكْتَرَیْتُ

ص: 131


1- 1. فی المصدر: عن محمّد بن یحیی عن ابن محبوب.
2- 2. روضة الكافی: 273.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 53.
4- 4. فی المصدر: الی.

زَوْرَقاً إِلَی الْبَصْرَةِ وَ أَتَیْتُ الْأَهْوَازَ ثُمَّ صِرْتُ إِلَی فَارِسَ إِلَی صَاحِبِی فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ قَالَ فَقَالَ لِی أَنْظِرْنِی أَیَّاماً فَأَنْظَرْتُهُ ثُمَّ أَتَیْتُهُ مُتَقَاضِیاً قَالَ فَقَالَ لِی إِنَّ هَذَا الَّذِی تَحْكِیهِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِیحُ فِی دَهْرِهِ مَرَّةً(1).

«102»- الْخَرَائِجُ، قَالَ: حَدَّثَ (2)

نَصْرَانِیٌّ مُتَطَبِّبٌ بِالرَّیِّ وَ قَدْ أَتَی عَلَیْهِ مِائَةُ سَنَةٍ وَ نَیِّفٌ وَ قَالَ كُنْتُ تِلْمِیذَ بَخْتِیشُوعَ طَبِیبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ كَانَ یَصْطَفِینِی فَبَعَثَ إِلَیْهِ الْحَسَنُ (3)

بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیهم السلام أَنْ یَبْعَثَ إِلَیْهِ بِأَخَصِّ أَصْحَابِهِ عِنْدَهُ لِیَفْصِدَهُ فَاخْتَارَنِی وَ قَالَ قَدْ طَلَبَ مِنِّی ابْنُ الرِّضَا(4) مَنْ یَفْصِدُهُ فَصِرْ إِلَیْهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ فِی یَوْمِنَا هَذَا مِمَّنْ (5)

هُوَ تَحْتَ السَّمَاءِ فَاحْذَرْ أَنْ لَا تَعْتَرِضَ فِیمَا یَأْمُرُكَ بِهِ فَمَضَیْتُ إِلَیْهِ فَأَمَرَ بِی (6) إِلَی حُجْرَةٍ وَ قَالَ كُنْ (7) إِلَی أَنْ أَطْلُبَكَ قَالَ وَ كَانَ الْوَقْتُ الَّذِی دَخَلْتُ إِلَیْهِ فِیهِ عِنْدِی جَیِّداً مَحْمُوداً لِلْفَصْدِ فَدَعَانِی فِی وَقْتٍ غَیْرِ مَحْمُودٍ(8)

لَهُ وَ أَحْضَرَ طَشْتاً عَظِیماً فَفَصَدْتُ الْأَكْحَلَ فَلَمْ یَزَلِ الدَّمُ یَخْرُجُ حَتَّی امْتَلَأَ الطَّشْتُ ثُمَّ قَالَ لِیَ اقْطَعْ (9)

فَقَطَعْتُ وَ غَسَلَ یَدَهُ وَ شَدَّهَا(10)

وَ رَدَّنِی إِلَی الْحُجْرَةِ وَ قُدِّمَ مِنَ الطَّعَامِ الْحَارِّ وَ الْبَارِدِ شَیْ ءٌ كَثِیرٌ وَ بَقِیتُ إِلَی الْعَصْرِ ثُمَّ دَعَانِی فَقَالَ سَرِّحْ وَ دَعَا بِذَلِكَ الطَّشْتِ

ص: 132


1- 1. الكافی: ج 1، ص 512، 513.
2- 2. فی المصدر: حدث فطرس رجل متطبب قد اتی علیه مائة سنة و نیف فقال كنت تلمیذ بختیوش طبیب المتوكل.
3- 3. فیه: الحسن العسكریّ.
4- 4. فیه: الحسن.
5- 5. فیه: بمن تحت السماء فاحذر أن تتعرض علیه فیما یأمرك به.
6- 6. فیه و فی بعض نسخ الكتاب: امرنی.
7- 7. فیه: كن هاهنا الی ان اطلبك.
8- 8. غیر محمود و احضر طستا كبیرا عظیما.
9- 9. فی المصدر: اقطع الدم.
10- 10. فیه: شده.

فَسَرَّحْتُ وَ خَرَجَ الدَّمُ إِلَی أَنِ امْتَلَأَ الطَّشْتُ فَقَالَ اقْطَعْ فَقَطَعْتُ وَ شَدَّ یَدَهُ وَ رَدَّنِی إِلَی الْحُجْرَةِ فَبِتُّ فِیهَا فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ دَعَانِی وَ أَحْضَرَ ذَلِكَ الطَّشْتَ وَ قَالَ (1)

سَرِّحْ فَسَرَّحْتُ فَخَرَجَ مِنْ یَدِهِ مِثْلَ اللَّبَنِ الْحَلِیبِ إِلَی أَنِ امْتَلَأَ الطَّشْتُ ثُمَّ قَالَ اقْطَعْ فَقَطَعْتُ وَ شَدَّ یَدَهُ وَ قَدَّمَ (2)

إِلَیَّ تَخْتَ ثِیَابٍ وَ خَمْسِینَ دِینَاراً وَ قَالَ خُذْ هَذَا وَ أَعْذِرْ وَ انْصَرِفْ فَأَخَذْتُ (3) وَ قُلْتُ یَأْمُرُنِی السَّیِّدُ بِخِدْمَةٍ قَالَ نَعَمْ تُحْسِنُ صُحْبَةَ مَنْ یَصْحَبُكَ مِنْ دَیْرِ الْعَاقُولِ فَصِرْتُ إِلَی بَخْتِیشُوعَ وَ قُلْتُ لَهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ أَجْمَعَتِ الْحُكَمَاءُ عَلَی أَنَّ أَكْثَرَ مَا یَكُونُ فِی بَدَنِ الْإِنْسَانِ (4) سَبْعَةُ أَمْنَانٍ مِنَ الدَّمِ وَ هَذَا الَّذِی حَكَیْتَ لَوْ خَرَجَ مِنْ عَیْنِ مَاءٍ لَكَانَ عَجَباً(5)

وَ أَعْجَبُ مَا فِیهِ اللَّبَنُ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ مَكَثْنَا(6)

ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ بِلَیَالِیهَا نَقْرَأُ الْكُتُبَ عَلَی أَنْ نَجِدَ لِهَذِهِ الْفَصْدَةِ ذِكْراً فِی الْعَالَمِ فَلَمْ نَجِدْ ثُمَّ قَالَ لَمْ یَبْقَ الْیَوْمَ فِی النَّصْرَانِیَّةِ أَعْلَمُ بِالطِّبِّ مِنْ رَاهِبٍ بِدَیْرِ الْعَاقُولِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً یَذْكُرُ فِیهِ مَا جَرَی فَخَرَجْتُ وَ نَادَیْتُهُ فَأَشْرَفَ عَلَیَّ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ صَاحِبُ بَخْتِیشُوعَ قَالَ مَعَكَ كِتَابُهُ قُلْتُ نَعَمْ فَأَرْخَی لِی زِنْبِیلًا(7)

فَجَعَلْتُ الْكِتَابَ فِیهِ فَرَفَعَهُ وَ قَرَأَ الْكِتَابَ وَ نَزَلَ مِنْ سَاعَتِهِ فَقَالَ أَنْتَ الَّذِی فَصَدْتَ الرَّجُلَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ طُوبَی

ص: 133


1- 1. فیه: فقال.
2- 2. فیه:« و یقدم لی بنجب و ثیاب» و هو تصحیف.
3- 3. فیه: فاخذت ذلك.
4- 4. فیه: من الدم سبعة أمنان.
5- 5. فیه: عجیبا.
6- 6. فیه: ثم مكث ثلاثة أیّام یقرأ الكتب: علی ان یجد من هذه القصة ذكرا فی العالم فلم یجد.
7- 7. فی المصدر« زبیلا». قال: فی القاموس: الزبیل كامیر و سكین و قد یفتح: القفة او الجراب او الوعاء.

لِأُمِّكَ وَ رَكِبَ بَغْلًا وَ سِرْنَا فَوَافَیْنَا سُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ بَقِیَ مِنَ اللَّیْلِ ثُلُثُهُ قُلْتُ أَیْنَ تُحِبُّ دَارَ أُسْتَاذِنَا أَمْ دَارَ الرَّجُلِ قَالَ دَارَ الرَّجُلِ فَصِرْنَا إِلَی بَابِهِ قَبْلَ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ (1)

فَفُتِحَ الْبَابُ وَ خَرَجَ إِلَیْنَا خَادِمٌ أَسْوَدُ وَ قَالَ أَیُّكُمَا رَاهِبُ (2) دَیْرِ الْعَاقُولِ فَقَالَ (3)

أَنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ انْزِلْ وَ قَالَ لِیَ الْخَادِمُ احْتَفِظْ بِالْبَغْلَیْنِ (4) وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ دَخَلَا فَأَقَمْتُ إِلَی أَنْ أَصْبَحْنَا وَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ ثُمَّ خَرَجَ الرَّاهِبُ وَ قَدْ رَمَی ثِیَابَ النَّصْرَانِیَّةِ(5)

وَ لَبِسَ ثِیَابَ بَیَاضٍ وَ أَسْلَمَ (6)

فَقَالَ خُذْ بِی إِلَی دَارِ أُسْتَاذِكَ فَصِرْنَا إِلَی بَابِ بَخْتِیشُوعَ فَلَمَّا رَآهُ بَادَرَ

یَعْدُو(7)

إِلَیْهِ فَقَالَ مَا الَّذِی أَزَالَكَ عَنْ دِینِكَ قَالَ وَجَدْتُ الْمَسِیحَ فَأَسْلَمْتُ عَلَی یَدِهِ قَالَ وَجَدْتَ الْمَسِیحَ قَالَ (8)

وَ نَظِیرَهُ فَإِنَّ هَذِهِ الْفَصْدَةَ لَمْ یَفْعَلْهَا فِی الْعَالَمِ إِلَّا الْمَسِیحُ وَ هَذَا نَظِیرُهُ فِی آیَاتِهِ وَ بَرَاهِینِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ (9)

إِلَیْهِ وَ لَزِمَ خِدْمَتَهُ إِلَی أَنْ مَاتَ.

«103»- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالْحُقْنَةِ لَوْ لَا أَنَّهَا تُعْظِمُ الْبَطْنَ.

«104»- وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ یَوْمَ أَرْبِعَاءَ أَوْ یَوْمَ سَبْتٍ وَ أَصَابَهُ

ص: 134


1- 1. لیس فی المصدر كلمة« الأول».
2- 2. فیه: صاحب.
3- 3. فیه: فقال الراهب.
4- 4. فیه: احفظ البغلین.
5- 5. فیه: ثیاب الرهابین.
6- 6. فیه: و قد اسلم و قال خذ بی الآن الی دار أستادك.
7- 7. فیه: یغدو.
8- 8. فیه:« قال نعم او نظیره» و الظاهر أنّه هو الصواب.
9- 9. فی المصدر: الی الامام.

وَضَحٌ فَلَا یَلُمْ إِلَّا نَفْسَهُ وَ الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ الدَّوَاءُ فِی أَرْبَعَةٍ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ النُّورَةِ وَ الْقَیْ ءِ فَإِذَا تَبَیَّغَ الدَّمُ بِأَحَدِكُمْ فَلْیَحْتَجِمْ فِی أَیِّ الْأَیَّامِ كَانَ وَ لْیَقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ لْیَسْتَخِرِ اللَّهَ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

«105»- وَ قَالَ: لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَكُمْ وَ إِذَا تَبَیَّغَ الدَّمُ بِأَحَدِكُمْ فَلْیُهَرِقْهُ وَ لَوْ بِمِشْقَصٍ.

قوله تبیغ یعنی تبغی من البغی.

«106»- الْفِرْدَوْسُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فِی الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا یُوَافِقُهَا رَجُلٌ یَحْتَجِمُ فِیهَا إِلَّا مَاتَ.

«107»- وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فِی الْحَجْمِ شِفَاءٌ.

فوائد

الأولی

رَوَی الْخَطَّابِیُّ فِی كِتَابِ أَعْلَامِ الْحَدِیثِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الشِّفَاءُ فِی ثَلَاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَ كَیَّةٍ بِنَارٍ وَ أَنْهَی أُمَّتِی عَنِ الْكَیِّ.

و قال هذه القسمة فی التداوی منتظمة جملة ما یتداوی به الناس.

و ذلك أن الحجم یستفرغ الدم و هو أعظم الأخلاط و أنجحها شفاء عند الحاجة إلیه و العسل مسهل و قد یدخل أیضا فی المعجونات المسهلة لیحفظ علی تلك الأدویة قواها فیسهل الأخلاط التی فی البدن و أما الكیّ إنما(1)

هو للداء العضال و الخلط الباغی الذی لا یقدر علی حسم مادته إلا به و قد وصفه النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثم نهی عنه نهی كراهة لما فیه من الألم الشدید و الخطر العظیم و لذلك قالت العرب فی أمثالها آخر الدواء الكیّ و قد كوی صلی اللّٰه علیه و آله سعد بن معاذ علی الكحلة و اكتوی غیر واحد من الصحابة بعد.

ص: 135


1- 1. فانما( ظ).

و قال ابن حجر فی فتح الباری لم یرد النبی صلی اللّٰه علیه و آله الحصر فی الثلاثة فإن الشفاء قد یكون فی غیرها و إنما نبه علی أصول العلاج و ذلك أن الأمراض الامتلائیة تكون دمویة و صفراویة و بلغمیة و سوداویة و شفاء الدمویة بإخراج الدم و إنما خصّ الحجم بالذكر لكثرة استعمال العرب و ألفتهم له بخلاف الفصد و إن كان فی معنی الحجم لكنه لم یكن معهودا لها غالبا علی أن فی التعبیر بقوله شرطة محجم ما قد یتناول الفصد أیضا فالحجم فی البلاد الحارّة أنجح من الفصد و الفصد فی الباردة أنجح من الحجم.

و أما الامتلاء الصفراوی و ما ذكر معه فدواؤه بالمسهل و قد نبّه علیه بذكر العسل و أما الكیّ فإنه یقع أخیرا لإخراج ما یتعسر إخراجه من الفضلات و ما نهی عنه مع إثبات الشفاء فیه إما لكونهم كانوا یرون أنه یحسم الداء بطبعه و كرهه لذلك و لذلك كانوا یبادرون إلیه قبل حصول الداء لظنهم أنه یحسم الداء فیتعجل الذی یكتوی التعذیب بالنار لأمر مظنون و قد لا یتفق أن یقع له ذلك المرض الذی یقطعه الكی و یؤخذ من الجمع بین كراهیته صلی اللّٰه علیه و آله للكی و بین استعماله أنه لا یترك مطلقا و لا یستعمل مطلقا بل یستعمل عند تعینه طریقا إلی الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن اللّٰه تعالی.

و قد قیل إن المراد بالشفاء فی هذا الحدیث الشفاء من أحد قسمی المرض لأن الأمراض كلها إما مادیة أو غیرها و المادة كما تقدم حارة أو باردة و كل منهما و إن انقسم إلی رطبة و یابسة و مركبة فالأصل الحرارة و البرودة فالحار یعالج بإخراج الدم لما فیه من استفراغ المادة و تبرید المزاج و البارد بتناول العسل لما فیه من التسخین و الإنضاج و التقطیع و التلطیف و الجلاء و التلیین فیحصل بذلك استفراغ المادة برفق و أما الكی فخاص بالمرض المزمن لأنه یكون عن مادة باردة قد تغیر مزاج العضو فإذا كوی خرجت منه و أما الأمراض التی لیست بمادیة فقد أشیر إلی علاجها بحدیث الحمی من فیح جهنم فأبردوها بالماء انتهی.

و قال الجزری فی النهایة الكی بالنار من العلاج المعروف فی كثیر من الأمراض

ص: 136

و قد جاء فی أحادیث كثیرة النهی عن الكی فقیل إنما نهی عنه من أجل أنهم كانوا یعظمون أمره و یرون أنه یحسم الداء و إذا لم یُكوَ العضو عطب و بطل فنهاهم إذا كان علی هذا الوجه و أباحه إذا جعل سببا للشفاء لا علّة له فإن اللّٰه تعالی هو الذی یبرئه و یشفیه لا الكیّ و الدواء و هذا أمر تكثر فیه شكوك الناس یقولون لو شرب الدواء لم یمت و لو أقام ببلده لم یقتل و قیل یحتمل

أن یكون نهیه عن الكیّ إذا استعمل علی سبیل الاحتراز من حدوث المرض و قبل الحاجة إلیه و ذلك مكروه و إنما أبیح للتداوی و العلاج عند الحاجة و یجوز أن یكون النهی عنه من قبیل التوكل كقوله هم الذین لا یسترقون و لا یكتوون وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ و التوكل درجة أخری غیر الجواز و اللّٰه أعلم.

الثانیة

رَوَی الْخَطَّابِیُّ أَیْضاً عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَدْوِیَتِكُمْ خَیْرٌ فَفِی شَرْطَةِ حَجْمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِیَ.

ثم قال الطبّ علی نوعین الطبّ القیاسی و هو طب الیونانیّین الذی یستعمله أكثر الناس فی أوسط بلدان أقالیم الأرض و طبّ العرب و الهند و هو الطبّ التجاربیّ.

و إذا تأملت أكثر ما یصفه النبی صلی اللّٰه علیه و آله من الدواء إنما هو علی مذهب العرب إلا ما خص به من العلم النبوی الذی طریقه الوحی فإن ذلك فوق كل ما یدركه الأطباء أو یحیط به حكمة الحكماء و الألبَّاء و قد یكون بعض تلك الأشفیة من ناحیة التبرك بدعائه و تعویذه و نفثه و كل ما قاله من ذلك و فعل صواب و حسن جمیل یعصمه اللّٰه أن یقول إلا صدقا و أن یفعل إلا حقا انتهی.

و قد أومأنا إلی علة تخصیص الحجامة فی أكثر الأخبار بالذكر و عدم التعرض للفصد فیها لكون الحجامة فی تلك البلاد أنفع و أنجح من الفصد و إنما ذكر الفصد فی بعض الأخبار عن بعضهم علیهم السلام بعد تحولهم عن بلاد الحجاز إلی البلاد التی الفصد

ص: 137

فیها أوفق و ألیق قال الموفّق البغدادی الحجامة تنقی سطح البدن أكثر من الفصد و الفصد لأعماق البدن و الحجامة للصبیان و فی البلاد الحارّة أولی من الفصد و آمن غائلة و قد یغنی عن كثیر من الأدویة و لهذا وردت الأحادیث بذكرها دون الفصد لأن العرب غالبا ما كانت تعرف إلا الحجامة.

و قال صاحب الهدایة التحقیق فی أمر الفصد و الحجامة أنهما یختلفان باختلاف الزمان و المكان و المزاج فالحجامة فی الأزمان الحارّة و الأمكنة الحارّة و الأبدان الحارّة التی دم أصحابها فی غایة النضج أنفع و الفصد بالعكس و لهذا كانت الحجامة أنفع للصبیان و لمن لا یقوی علی الفصد.

و الثالثة ظهر من الأخبار المتقدّمة رجحان الحجامة یوم الخمیس و الأحد بلا معارض و أكثر الأخبار تدل علی رجحانه فی یوم الثلاثاء لا سیما إذا صادف بعض الأیام المخصوصة من الشهور العربیة أو الرومیة و یعارضه بعض الأخبار و یظهر من أكثر الأخبار رجحان الحجامة یوم الإثنین و یعارضه ما مر من شؤمه مطلقا فی أخبار كثیرة و توهم التقیة لتبرك المخالفین به فی أكثر الأمور و أما الأربعاء فأكثر الأخبار تدل علی مرجوحیة الحجامة فیها و یعارضها بعض الأخبار و یمكن حملها علی الضرورة و السبت

أیضا الأخبار فیه متعارضة و لعل الرجحان أقوی و كذا الجمعة و لعل المنع فیه أقوی ثم جمیع ذلك إنما هو مع عدم الضرورة فأما معها یجوز(1)

فی أی وقت كان لا سیما إذا قرأ آیة الكرسی.

و هل الفصد حكمه حكم الحجامة یحتمل ذلك لكن الظاهر الاختصاص بالفصد.

و قال الشهید رحمه اللّٰه فی الدروس یستحبّ الحجامة فی الرأس فإن فیها شفاء من كل داء و تكره الحجامة فی الأربعاء و السبت خوفا من الوضح إلا أن یتبیغ به الدم أی یهیج فیحتجم متی شاء و یقرأ آیة الكرسی و یستخیر اللّٰه و یصلی

ص: 138


1- 1. فیجوز( ظ).

علی النبی و آله و روی أن الدواء فی الحجامة و النورة و الحقنة و القی ء و روی مداواة الحمّی بصبّ الماء فإن شقّ فلیدخل یده فی ماء بارد انتهی.

و قال فی فتح الباری عند الأطباء أن أنفع الحجامة ما یقع فی الساعة الثانیة أو الثالثة و أن لا تقع عقیب استفراغ عن حمام أو جماع أو غیرهما و لا عقیب شبع و لا جوع و قد وقع فی تعیین أیام الحجامة حدیث لابن عمر فی أثناء حدیث فاحتجموا علی بركة اللّٰه یوم الخمیس و احتجموا یوم الإثنین و الثلاثاء و اجتنبوا الحجامة یوم الأربعاء و الجمعة و السبت و الأحد و نقل الحلال عن أحمد أنه كره الحجامة فی الأیام المذكورة و إن كان الحدیث لم یثبت.

و حكی أن رجلا احتجم یوم الأربعاء فأصابه برص لتهاونه بالحدیث

وَ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِیثِ أَبِی بَكْرَةَ أَنَّهُ كَانَ یَكْرَهُ الْحِجَامَةَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَوْمُ الثَّلَاثَاءِ یَوْمُ الدَّمِ وَ فِیهِ سَاعَةٌ لَا یَرْقَأُ فِیهَا.

وَ وَرَدَ فِی عَدَدٍ مِنَ الشَّهْرِ أَحَادِیثُ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَةَ رَفَعَهُ: مَنِ احْتَجَمَ بِسَبْعَ عَشْرَةَ وَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ كَانَ شِفَاءً لِكُلِّ دَاءٍ.

و قد اتفق الأطباء علی أن الحجامة فی النصف الثانی من الشهر ثم فی الربع الثالث من أرباعه أنفع من الحجامة فی أوله و آخره و قال الموفق البغدادی و ذلك أن الأخلاط فی أول الشهر تهیج.

ص: 139

باب 55 الحمیة

«1»- مَعَانِی الْأَخْبَارِ وَ الْعُیُونُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: لَیْسَ الْحِمْیَةُ مِنَ الشَّیْ ءِ تَرْكَهُ إِنَّمَا الْحِمْیَةُ مِنَ الشَّیْ ءِ الْإِقْلَالُ مِنْهُ (1).

«2»- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَمْرَضُ مِنَّا الْمَرِیضُ فَیَأْمُرُهُ الْمُعَالِجُونَ بِالْحِمْیَةِ قَالَ لَا وَ لَكِنَّا(2) أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَتَحَمَّی إِلَّا مِنَ التَّمْرِ وَ نَتَدَاوَی بِالتُّفَّاحِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ تَحْتَمُونَ مِنَ التَّمْرِ قَالَ لِأَنَّ نَبِیَّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَمَی عَلِیّاً علیه السلام مِنْهُ فِی مَرَضِهِ (3).

الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَمْرَضُ مِنَّا الْمَرِیضُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (4).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ قَالَ لَا یَضُرُّ الْمَرِیضَ مَا حَمَیْتُ عَنْهُ الطَّعَامَ (5).

ص: 140


1- 1. معانی الأخبار: 238، العیون: ج 1، ص 309.
2- 2. فی الكافی: فقال: لكنا.
3- 3. علل الشرائع: ج 2، ص 149.
4- 4. روضة الكافی: 291.
5- 5. الطب: 59.

بیان: ما حمیت عنه أی ما حمیته عنه سوی التمر و یحتمل أن یكون المراد بالحمیة الإقلال منه كما فی سائر الأخبار فالمراد بالحمیة المنفیة الترك مطلقا فعلی الأول تأكید و علی الثانی تقیید.

«3»- الْمَعَانِی، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ كَمْ یُحْمَی الْمَرِیضُ فَقَالَ رِبْقاً فَلَمْ أَدْرِ كَمْ رِبْقاً فَقَالَ عَشَرَةُ أَیَّامٍ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَحَدَ عَشَرَ رِبْقاً وَ رِبْقٌ صَبَاحٌ بِكَلَامِ الرُّومِ عَنَی أَحَدَ عَشَرَ صَبَاحاً(1).

بیان: النسخ هنا مختلفة جدا ففی بعضها بالدال المهملة و الباء(2) الموحدة و القاف و فی بعضها بالیاء المثناة التحتانیة و فی بعضها بالراء المهملة ثم الباء الموحدة و فی طب الأئمة بالدال ثم المثناة التحتانیة ثم النون و لیس شی ء منها مستعملا بهذا المعنی فی لغة العرب مما وصل إلینا و اللغة رومیة.

«4»-- فِقْهُ الرِّضَا، قَالَ قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام: رَأْسُ الْحِمْیَةِ الرِّفْقُ بِالْبَدَنِ.

«5»- وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اثْنَانِ عَلِیلَانِ أَبَداً صَحِیحٌ محتمی [مُحْتَمٍ] وَ عَلِیلٌ مُخَلِّطٌ.

«6»- وَ أَرْوِی: أَنَّ أَقْصَی الْحِمْیَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ أَنَّهَا لَیْسَ تَرْكَ أَكْلِ الشَّیْ ءِ وَ لَكِنَّهَا تَرْكُ الْإِكْثَارِ مِنْهُ.

«7»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا تَنْفَعُ الْحِمْیَةُ بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامِ (3).

الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ: إِلَی قَوْلِهِ لَا تَنْفَعُ الْحِمْیَةُ لِمَرِیضٍ (4).

ص: 141


1- 1. معانی الأخبار: 238.
2- 2. ثم الباء( خ).
3- 3. طبّ الأئمّة: 59.
4- 4. الكافی: ج 8، ص 291، و فیه: لا تنفع الحمیة لمریض بعد سبعة أیام،.

بیان: حمله بعض الأطباء علی ما إذا برأ بعد السبعة أو الأحد عشر و هو بعید و یمكن حمله علی الحمیة الشدیدة أو علی تلك الأهویة و الأمزجة.

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْحِمْیَةُ أَحَدَ عَشَرَ دینا فَلَا حِمْیَةَ قَالَ مَعْنَی قَوْلِهِ دینا كَلِمَةٌ رُومِیَّةٌ یَعْنِی أَحَدَ عَشَرَ صَبَاحاً(1).

«9»-- الْمَكَارِمُ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَصَّرُوا فِی الطَّعَامِ لَاسْتَقَامَتْ أَبْدَانُهُمْ (2).

«10»- وَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام قَالَ: الْحِمْیَةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ وَ الْمَعِدَةُ بَیْتُ الدَّاءِ وَ عَوِّدْ بَدَناً مَا تَعَوَّدَ(3).

«11»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: لَیْسَ الْحِمْیَةَ أَنْ تَدَعَ الشَّیْ ءَ أَصْلًا لَا تَأْكُلَهُ وَ لَكِنَّ الْحِمْیَةَ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ الشَّیْ ءِ وَ تُخَفِّفَ (4).

«12»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَحْمِی وَ لَا نَحْتَمِی إِلَّا مِنَ التَّمْرِ.

«13»- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَی الطَّعَامِ فَإِنَّ اللَّهَ یُطْعِمُهُمْ وَ یَسْقِیهِمْ.

ص: 142


1- 1. الطب: 59.
2- 2. المكارم: 419.
3- 3. المكارم: 419.
4- 4. روضة الكافی: 291.
باب 56 علاج الصداع

«1»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَعِطُ بِدُهْنِ الْجُلْجُلَانِ إِذَا وَجِعَ رَأْسُهُ (1).

بیان: قال ابن بیطار الجلجلان هو السمسم و هما صنفان أبیض و أسود.

«2»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ سَالِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام وَ قَدْ جَاءَهُ خُرَاسَانِیٌّ حَاجٌّ فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ فَسَأَلَهُ (2)

عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّینِ فَجَعَلَ الصَّادِقُ علیه السلام یُفَسِّرُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا زِلْتُ شَاكِیاً مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی مِنْ وَجَعِ الرَّأْسِ فَقَالَ لَهُ قُمْ مِنْ سَاعَتِكَ هَذِهِ فَادْخُلِ الْحَمَّامَ فَلَا(3) تَبْتَدِئَنَّ بِشَیْ ءٍ حَتَّی تَصُبَّ عَلَی رَأْسِكَ سَبْعَةَ أَكُفٍّ مَاءً حَارّاً وَ سَمِّ اللَّهَ تَعَالَی فِی كُلِّ مَرَّةٍ فَإِنَّكَ لَا تَشْتَكِی بَعْدَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (4).

«3»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْخَیَّاطِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنِّی أَجِدُ بَرْداً شَدِیداً فِی رَأْسِی حَتَّی إِذَا هَبَّتْ عَلَیْهِ (5) الرِّیَاحُ كِدْتُ أَنْ یُغْشَی عَلَیَّ فَكَتَبَ إِلَیَّ عَلَیْكَ بِسُعُوطِ الْعَنْبَرِ وَ الزَّنْبَقِ بَعْدَ الطَّعَامِ تُعَافَی مِنْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (6).

ص: 143


1- 1. قرب الإسناد: 71.
2- 2. ثم سأله( خ).
3- 3. فی المصدر: و لا تبتدئن.
4- 4. الطب: 71.
5- 5. فی المصدر: علیّ.
6- 6. الطب: 87.

بیان: قال فی القاموس الزنبق كجعفر دهن الیاسمین و ورده و قال ابن بیطار هو دهن الحل المرتب بالیاسمین.

أقول: و یظهر من كلام أكثر الأطباء أنه الزنبق الأبیض المعروف عند العجم و قیل هو السوسن الأبیض و هو خطأ و سیأتی تفسیره بالرازقی و قال ابن بیطار الرازقی هو السوسن الأبیض و دهنه هو دهن الرازقی ذكره أبو سهل المسیحی و ذكر بعض من لا خبرة

له أن الدهن الرازقی یتخذ من فقاح (1)

الكرم الرازقی و ادّعی أنه دهن بذر(2) الكتان انتهی. و لعل مرادهم بالسوسن الأبیض الزنبق الأبیض.

باب 57 معالجات العین و الأذن

«1»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یَجْلِینَ (3) الْبَصَرَ النَّظَرُ إِلَی الْخُضْرَةِ وَ النَّظَرُ إِلَی الْمَاءِ الْجَارِی وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَجْهِ الْحَسَنِ (4).

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السَّدَابُ جَیِّدٌ لِوَجَعِ الْأُذُنِ (5).

ص: 144


1- 1. الفقاح- كتفاح- من كل نبت: زهره.
2- 2. فی بعض النسخ« بزر» بالزای قبل الراء، و كلاهما بمعنی.
3- 3. فی المصدر: یجلو.
4- 4. الخصال: 44.
5- 5. المحاسن: 515. و السداب نبات یشبه الصعتر، و له رائحة كریهة.

تأیید قال فی القانون السداب الرطب حار یابس فی الثانی و الیابس حار یابس فی الثالثة و الیابس البرّیّ حار یابس فی الرابعة و عصارته المسخّنة فی قشور الرمان یقطر فی الأذن فینقّیها و یسكن الوجع و الطنین و الدوی و یقتل الدود و یطلی به قروح الرأس و یحدّ البصر خصوصا عصارته مع عصارة الرازیانج و العسل كحلا و أكلا و قد یضمد به مع السویق علی ضربان العین.

«3»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّافِعِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَمْأَةُ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ مَاؤُهُ نَافِعٌ مِنْ وَجَعِ الْعَیْنِ (1).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: السِّوَاكُ یَجْلُو الْبَصَرَ(2).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السِّوَاكُ یَذْهَبُ بِالدَّمْعَةِ وَ یَجْلُو الْبَصَرَ(3).

«6»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُحَسِّنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَیْكُمْ بِالسِّوَاكِ فَإِنَّهُ یَجْلُو الْبَصَرَ(4).

«7»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام]: دَوَاءٌ لِوَجَعِ الْأُذُنِ یُؤْخَذُ كَفُّ سِمْسِمٍ غَیْرِ مُقَشَّرٍ وَ كَفُّ خَرْدَلٍ یُدَقُّ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَی حِدَةٍ ثُمَّ یُخْلَطَانِ جَمِیعاً وَ یُسْتَخْرَجُ دُهْنُهُمَا وَ یُجْعَلُ فِی قَارُورَةٍ وَ یُخْتَمُ بِخَاتَمِ حَدِیدٍ فَإِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً مِنْهُ فَقَطِّرْ مِنْهُ فِی الْأُذُنِ قَطْرَتَیْنِ وَ سُدَّهَا بِقُطْنَةٍ ثَلَاثَةَ أَیَّامِ فَإِنَّهَا تَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (5).

«8»- وَ مِنْهُ،: دَوَاءُ الْأُذُنِ إِذَا ضَرَبَتْ عَلَیْكَ یُؤْخَذُ السَّدَابُ وَ یُطْبَخُ بِزَیْتٍ وَ یَقْطُرُ

ص: 145


1- 1. المحاسن: 526.
2- 2. المحاسن: 563.
3- 3. المحاسن: 563.
4- 4. المحاسن: 563.
5- 5. الطب: 22.

فِیهَا قَطَرَاتٌ فَإِنَّهُ یَسْكُنُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

بیان: إذا ضربت علیك أی إذا وجعت (2).

«9»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَجْلَحِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُتَطَبِّبِ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ مِنَ الْأَوْلِیَاءِ إِلَی بَعْضِهِمْ علیهم السلام وَجَعَ الْأُذُنِ وَ أَنَّهُ یَسِیلُ مِنْهُ الدَّمُ وَ الْقَیْحُ (3)

قَالَ لَهُ خُذْ جُبُناً عَتِیقاً أَعْتَقَ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ فَدُقَّهُ دَقّاً نَاعِماً(4) جَیِّداً ثُمَّ اخْلِطْهُ بِلَبَنِ امْرَأَةٍ وَ سَخِّنْهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ ثُمَّ صُبَّ مِنْهُ قَطَرَاتٍ فِی الْأُذُنِ الَّتِی یَسِیلُ مِنْهَا الدَّمُ فَإِنَّهَا تَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (5).

«10»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَمَّالِ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: اشْتَكَتْ عَیْنُ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ فَأَتَاهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَائِداً لَهُمَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمَا قَالَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَا تَنَمْ عَلَی جَانِبِ (6) الْأَیْسَرِ مَا دُمْتَ شَاكِیاً مِنْ عَیْنَیْكَ وَ لَنْ (7) تَقْرَبَ التَّمْرَ حَتَّی یُعَافِیَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (8).

«11»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ أَخَذَ مِنْ أَظْفَارِهِ كُلَّ خَمِیسٍ لَمْ تَرْمَدْ عَیْنَاهُ وَ مَنْ أَخَذَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ كُلِّ ظُفُرٍ دَاءٌ قَالَ وَ الْكُحْلُ یَزِیدُ فِی ضَوْءِ

ص: 146


1- 1. المصدر: 73.
2- 2. لعل المعنی: إذا طنت.
3- 3. فی المصدر: القیح و الدم.
4- 4. فیه: جیدا ناعما.
5- 5. الطب: 73.
6- 6. الجانب( ظ).
7- 7. فی المصدر: و لا تقرب.
8- 8. المصدر: 85.

الْبَصَرِ وَ یُنْبِتُ الْأَشْفَارَ(1).

«12»- وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ كُلَّ خَمِیسٍ یَبْدَأُ بِالْخِنْصِرِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ یَبْدَأُ بِالْأَیْسَرِ وَ قَالَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَمَنْ أَخَذَ أَمَاناً مِنَ الرَّمَدِ(2).

«13»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُیَسِّرٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السَّمَكُ یُذِیبُ شَحْمَةَ الْعَیْنِ (3).

«14»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: إِنَّ هَذَا السَّمَكَ لَرَدِی ءٌ لِغِشَاوَةِ الْعَیْنِ وَ إِنَّ هَذَا اللَّحْمَ الطَّرِیَّ یُنْبِتُ اللَّحْمَ (4).

«15»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بِسْطَامَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْخُفُّ مَصَحَّةٌ لِلْبَصَرِ(5).

«16»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَوْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَیْهِ بَیَاضاً فِی عَیْنِهِ وَ وَجَعاً فِی ضِرْسِهِ وَ رِیَاحاً فِی مَفَاصِلِهِ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ فُلْفُلًا أَبْیَضَ وَ دَارْفُلْفُلَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ وَزْنَ دِرْهَمَیْنِ وَ نُشَادِراً جَیِّداً صَافِیاً وَزْنَ دِرْهَمٍ وَ اسْحِقْهَا كُلَّهَا وَ انْخُلْهَا وَ اكْتَحِلْ بِهَا فِی كُلِّ عَیْنٍ ثَلَاثَةَ مَرَاوِدَ وَ اصْبِرْ عَلَیْهَا سَاعَةً فَإِنَّهُ یَقْطَعُ الْبَیَاضَ وَ یُنَقِّی لَحْمَ الْعَیْنِ وَ یُسَكِّنُ الْوَجَعَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَاغْسِلْ (6) عَیْنَیْكَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ وَ اتْبَعْهُ بِالْإِثْمِدِ(7).

بیان: المِرْوَدُ الْمِیلُ.

«17»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ نَضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام بَیَاضاً فِی عَیْنِهِ فَقَالَ خُذْ تُوتِیَا هِنْدِیٍّ جُزْءاً وَ إِقْلِیمِیَاءَ الذَّهَبِ جُزْءاً وَ إِثْمِدَ جَیِّداً جُزْءاً وَ لْیَجْعَلْ مَعَهَا جُزْءاً مِنَ الْهَلِیلَجِ الْأَصْفَرِ وَ جُزْءاً مِنْ أَنْدَرَانِیٍّ وَ اسْحَقْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَی حِدَةٍ بِمَاءِ

ص: 147


1- 1. المصدر: 84.
2- 2. المصدر: 84.
3- 3. المصدر: 84.
4- 4. المصدر: 84.
5- 5. المصدر: 84.
6- 6. فی المصدر: ثم اغسل.
7- 7. الطب: 87. و الاثمد- كزبرج- و كبرثن- حجر یكتحل به، و یعرف عند علماء الكیمیا باسم« انتیموان».

السَّمَاءِ ثُمَّ اجْمَعْهُ بَعْدَ السَّحْقِ فَاكْتَحِلْ بِهِ فَإِنَّهُ یَقْطَعُ الْبَیَاضَ وَ یُصَفِّی لَحْمَ الْعَیْنِ وَ یُنَقِّیهِ مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«18»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ بَزِیعٍ الْمُؤَذِّنِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَقْدَحَ عَیْنِی فَقَالَ لِی اسْتَخِرِ اللَّهَ وَ افْعَلْ قُلْتُ هُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ أَنْ یَنَامَ عَلَی ظَهْرِهِ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا یُصَلِّی قَاعِداً فَقَالَ افْعَلْ (2).

«19»- كَشْفُ الْغُمَّةِ، مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ بُكَیْرُ بْنُ أَعْیَنَ وَ هُوَ أَرْمَدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الظَّرِیفُ یَرْمَدُ فَقَالَ وَ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ إِذَا غَسَلَ یَدَهُ مِنَ الْغَمَرِ(3)

مَسَحَهَا عَلَی عَیْنِهِ قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَلَمْ أَرْمَدْ(4).

بیان: الظریف یرمد استفهام إنكاری و الظریف الكیس و الظرف البراعة و ذكاء القلب و الحذق ذكرها الفیروزآبادی.

«20»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یَشْتَكِی عَیْنَهُ فَقَالَ لَهُ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ الْأَجْزَاءِ الثَّلَاثَةِ الصَّبِرِ وَ الْكَافُورِ وَ الْمُرِّ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عَنْهُ (5).

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عنه علیه السلام مرسلا: مثله (6) بیان الصبر من الأدویة المشهورة للعین عند الأطباء أكلا و كحلا قال فی القانون ینقی الفضول الصفراویة التی فی الرأس و ینفع من قروح العین و جربها

ص: 148


1- 1. طبّ الأئمّة: 87.
2- 2. طبّ الأئمّة: 87.
3- 3. غمرت یده: علق بها دسم اللحم.
4- 4. كشف الغمّة: ج 2، ص 376، و فیه: مسحها علی عینیه. قال: ففعلت ذلك فلم أرمد.
5- 5. الكافی: ج 8، ص 383، و فیه: فذهبت عنه.
6- 6. الطب: 83.

و أوجاعها و من حكة المأق و یجفف رطوبتها و قال فی الكافور یقع فی أدویة الرمد الحار و قال المر یملأ قروح العین و یجلو بیاضها و ینفع من خشونة الأجفان و یحلل المدة فی العین بغیر لدغ و ربما حلل الماء فی ابتداء نزوله إذا كان رقیقا.

«21»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا فَتَاةً كَانَتْ تَرَی الْكَوْكَبَ مِثْلَ الْجَرَّةِ قَالَ نَعَمْ وَ تَرَاهُ مِثْلَ الْحُبِّ قُلْتُ إِنَّ بَصَرَهَا ضَعِیفٌ فَقَالَ اكْحُلْهَا بِالصَّبِرِ وَ الْمُرِّ وَ الْكَافُورِ أَجْزَاءً سَوَاءً فَكَحَلْنَاهَا بِهِ فَنَفَعَهَا(1).

بیان: و تراه أی بعد ذلك إن لم تعالج أو أنها تری فی الحال كذلك.

«22»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ فَجَاءَهُ (2)

خَرِیطَةٌ فَحَلَّهَا وَ نَظَرَ فِیهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا شَیْئاً فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَدْرِی مَا هَذَا قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ هَذَا شَیْ ءٌ یُؤْتَی بِهِ مِنْ خَلْفِ إِفْرِیقِیَةَ مِنْ طَنْجَةَ أَوْ طِینَةَ شَكَّ مُحَمَّدٌ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ جَبَلٌ هُنَاكَ یَقْطُرُ مِنْهُ فِی السَّنَةِ قَطَرَاتٌ فَتَجْمُدُ وَ هُوَ جَیِّدٌ لِلْبَیَاضِ یَكُونُ فِی الْعَیْنِ یُكْتَحَلُ بِهَذَا فَیَذْهَبُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ وَ حَالِهِ قَالَ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنِ اسْمِهِ قَالَ وَ مَا حَالُهُ فَقُلْتُ هَذَا جَبَلٌ كَانَ عَلَیْهِ نَبِیٌّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ هَارِباً مِنْ قَوْمِهِ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَیْهِ فَعَلِمَ بِهِ قَوْمُهُ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ یَبْكِی عَلَی ذَلِكَ النَّبِیِّ وَ هَذِهِ الْقَطَرَاتُ مِنْ بُكَائِهِ وَ لَهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ عَیْنٌ یَنْبُعُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا یُوصَلُ إِلَی تِلْكَ الْعَیْنِ (3).

ص: 149


1- 1. روضة الكافی: 383.
2- 2. فی المصدر: فجاءته.
3- 3. روضة الكافی: 383.

توضیح: قال الفیروزآبادی الإفریقیة بلاد واسعة قبالة الأندلس و قال طنجة بلد بساحل بحر المغرب و قال الطینة بلد قرب دمیاط.

و أقول كأنه المعروف بالدهنج المنسوب إلی الأفرنج فی بعض الكتب دهنج أنواع كثیرة الأخضر الشدید الخضرة و الموسی یحد علیه و علی لون ریش الطاوس و الكمد و نسبة الدهنج إلی النحاس كنسبة الزبرجد إلی الذهب و هو حجر یصفو الجو و ینكدر بكدورته.

و من عجیب خواصه أنه إذا سقی إنسان من محكوكه یفعل فعل السم و إن سقی شارب السم نفعه و إن لدغ إنسان فمسح الموضع به سكن وجعه و یسحق بالخل و یطلی به القوابی فإنه یذهب بها و قیل ینفع من خفقان القلب و یدخل فی أدویة العین یشد أعصابها و إذا طلی بحكاكته بیاض البرص أزاله و إن علق علی إنسان تغلبه قوة الباه (1).

«23»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمٍ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ: أَنَّهُ كَانَ یَلْقَی مِنْ عَیْنَیْهِ أَذًی قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْ عِنْدِهِ مَا یَمْنَعُكَ مِنْ كُحْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُزْءُ كَافُورٍ رَبَاحِیٍّ وَ جُزْءُ صَبِرٍ أُسْقُوطْرِیٍّ یُدَقَّانِ جَمِیعاً وَ یُنْخَلَانِ بِحَرِیرَةٍ یُكْتَحَلُ مِنْهُ مِثْلَ مَا یُكْتَحَلُ مِنَ الْإِثْمِدِ الْكَحْلَةُ فِی الشَّهْرِ تَحْدُرُ كُلَّ دَاءٍ فِی الرَّأْسِ وَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْبَدَنِ قَالَ وَ كَانَ یَكْتَحِلُ بِهِ فَمَا اشْتَكَی عَیْنَهُ حَتَّی مَاتَ (2).

بیان: قال فی القاموس الرباحی جنس من الكافور و قول الجوهری الرباح دویبة یجلب منها الكافور خلف و أصلح فی بعض النسخ و كتب بلد بدل

ص: 150


1- 1. قال الجوهریّ: الباه مثل الجاه لغة فی الباءة. و قال: الباءة مثل الباعة لغة فی المباءة، و منه سمی النكاح باء و باءة لان الرجل یتبوأ من اهله أی یستمكن منها كما یتبوأ من داره.
2- 2. الكافی: ج 8، ص 384.

دویبة و كلاهما غلط لأن الكافور صمغ شجر یكون داخل الخشب و یتخشخش فیه إذا حرك فینشر و یستخرج و قال أسقطری جزیرة ببحر الهند علی یسار الجائی من بلاد الزنج و العامة تقول سقوطرة یجلب منها الصبر و دم الأخوین و قال الإثمد بالكسر حجر الكحل.

أقول: و زعم الأطباء أن الكافور أصناف قیصوری و رباحی و الأزاد و الأسفرك الأزرق و أجوده القیصوری ثم الرباحی الأبیض الكبار و قالوا الصبر أجوده السقوطری و قلب السین بالصاد للتعریب.

قال أی ابن أبی عمیر و كان یكتحل أی سلیم.

«24»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْكُحْلُ عِنْدَ النَّوْمِ أَمَانٌ مِنَ الْمَاءِ وَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَامَ زَالَتْ عَیْنَاهُ وَ بَقِیَ مَكَانُهُمَا فَإِذَا أَفْطَرَ عَادَتَا إِلَی مَكَانِهِمَا.

بیان: لعل الغرض أن الصوم مما یضعف البصر فی أثنائه لكن لا یضرّ بأصل النور بل یعود عند الإفطار.

«125»- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی أَنْ یَحْتَمِیَ الْمَرِیضُ إِلَّا مِنَ التَّمْرِ فِی الرَّمَدِ فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَی سَلْمَانَ یَأْكُلُ تَمْراً وَ هُوَ رَمِدٌ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ أَ تَأْكُلُ التَّمْرَ وَ أَنْتَ رَمِدٌ إِنْ لَمْ یَكُنْ بُدٌّ فَكُلْ بِضِرْسِكَ الْیُمْنَی إِنْ رَمِدْتَ بِعَیْنِكَ الْیُسْرَی وَ بِضِرْسِكَ الْیُسْرَی إِنْ رَمِدْتَ بِعَیْنِكَ الْیُمْنَی.

«26»- وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی أَنْ یُكْتَحَلَ إِلَّا وَتْراً وَ أَمَرَ بِالْكُحْلِ عِنْدَ النَّوْمِ وَ أَمَرَ بِالاكْتِحَالِ بِالْإِثْمِدِ وَ قَالَ عَلَیْكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ مَذْهَبَةٌ لِلْقَذَی مَصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ.

«27»- وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ.

قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ: صِفَةُ ذَلِكَ أَنْ یَأْخُذَ كَمْأَةً فَیَغْسِلَهَا حَتَّی یُنَقِّیَهَا ثُمَّ یَعْصِرَهَا بِخِرْقَةٍ وَ یَأْخُذَ مَاءَهَا فَیَرْفَعَهُ عَلَی النَّارِ حَتَّی یَنْعَقِدَ ثُمَّ یُلْقِیَ فِیهِ قِیرَاطاً مِنْ مِسْكٍ ثُمَّ یَجْعَلَ ذَلِكَ فِی قَارُورَةٍ وَ یَكْتَحِلَ مِنْهُ مِنْ أَوْجَاعِ الْعَیْنِ كُلِّهَا فَإِذَا جَفَّ فَاسْحَقْهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ أَوْ غَیْرِهِ ثُمَّ اكْتَحِلْ مِنْهُ.

ص: 151

«28»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ الْمَنُّ مِنَ الْجَنَّةِ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ (1).

الكافی، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه عن محمد بن علی: مثله (2)

الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عن أحمد بن محمد عن أبیه عن محمد بن سنان عن یونس بن ظبیان عن جابر الجعفی عن الباقر عن أبیه عن جده علیهم السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (3)

بیان: مضمون هذا الخبر مروی فی روایات العامة من صحاحهم و غیرها بأسانید

فَمِنْهَا مَا رَوَوْهُ عَنْ سَعِیدِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءُ الْعَیْنِ وَ فِی بَعْضِهَا الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْكَمْأَةَ جُدَرِیُّ الْأَرْضِ فَنَمَی الْحَدِیثَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ وَ الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنَ السَّمِّ.

و عن أبی هریرة قال أخذت ثلاثة أكماء أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن فی قارورة كحلت به جاریة لی فبرأت.

و قال الجزری فی قوله صلی اللّٰه علیه و آله من المن أی هی مما منّ اللّٰه به علی عباده و قیل شبهها بالمن و هو العسل الحلو الذی ینزل من السماء عفوا بلا علاج و كذلك الكمأة لا مئونة فیها ببذر و لا سقی و قال الكمأة واحدها كموء علی غیر قیاس و هی من النوادر فإن القیاس العكس.

ص: 152


1- 1. المحاسن: 527.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 370.
3- 3. طبّ الأئمّة: 82.

و فی القاموس الكموء نبات معروف و الجمع أكمؤ و كمأة أو هی اسم للجمع أو هی للواحد و الكموء للجمع أو هی تكون واحدة و جمعا انتهی. و قیل هو شی ء أبیض مثل شحم ینبت من الأرض یقال له شحم الأرض.

و قال النوری فی شرح حدیث أبی هریرة شبه الكمأة بالجدری و هو الحب الذی یظهر فی جسد الصبی لظهورها من بطن الأرض كما یظهر الجدری من باطن الجلد و أرید ذمها فمدحها صلی اللّٰه علیه و آله بأنها من المن و معناه أنها من من اللّٰه تعالی و فضله علی عباده و قیل شبهت بالمن الذی أنزل اللّٰه تعالی علی بنی إسرائیل لأنه كان یحصل لهم بلا كلفة و لا علاج و لا زرع و لا بذر و لا سقی و لا غیره.

و قیل هی من المن الذی أنزل اللّٰه علی بنی إسرائیل حقیقة عملا بظاهر اللفظ.

و قوله صلی اللّٰه علیه و آله و ماؤها شفاء للعین قیل هو نفس الماء مجردا قیل معناه أن یخلط ماؤها بدواء یعالج به العین.

و قیل إن كان لتبرید ما فی العین من حرارة فماؤها مجردا شفاء و إن كان غیر ذلك فمركبا مع غیره و الصحیح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعین مطلقا فیعسر ماءها و یجعل فی العین منه و قد رأیت أنا و غیری فی زمننا من كان أعمی و ذهب بصره حقیقة فكحل عینه بماء الكمأة مجردا فشفی و عاد إلیه بصره انتهی.

و أقول قال الشیخ فی القانون ماؤه كما هو یجلو العین مرویا عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و اعترافا عن مسیح الطبیب و غیره انتهی.

و قال ابن حجر قال الخطابی إنما اختصت الكمأة بهذه الفضیلة لأنها من الحلال المحض الذی لیس فی اكتسابه شبهة و یستنبط منه أن استعمال الحلال المحض یجلو البصر و العكس بالعكس.

قال ابن الجوزی فی المراد لكونها شفاء للعین قولان أحدهما ماؤها حقیقة

ص: 153

إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا علی أنه لا یستعمل صرفا فی العین لكن اختلفوا كیف یصنع به علی رأیین.

أحدهما أنه یخلط فی الأدویة التی یكتحل بها حكاه أبو عبید قال و یصدق هذا الذی حكاه أبو عبید أن بعض الأطباء قالوا أكل الكمأة یجلو البصر.

و ثانیهما أن یؤخذ فیشق و یوضع علی الجمع حتی یغلی ماؤها ثم یؤخذ المیل فیجعل فی ذلك الشق و هو فاتر فیكتحل بمائها لأن النار تلطفه و تذهب فضلاته الردیئة و تبقی النافع منه و لا یجعل المیل فی مائها و هی باردة یابسة فلا ینجع.

و قد حكی إبراهیم الجرفی (1)

عن صالح و عبد اللّٰه ابنی أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعینهما فأخذا كمأة و عصراها و اكتحلا بمائها فهاجت أعینهما و رمدا.

قال ابن الجوزی و حكی شیخنا أبو بكر بن عبد الباقی أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عینه.

و القول الثانی أن المراد ماؤها الذی ینبت به فإنه أول مطر یقع فی الأرض فتربی به الأكحال قال ابن التمیم و هذا أضعف الوجوه.

قلت و فیما ادعاه ابن الجوزی من الاتفاق علی أنها لا تستعمل صرفا نظر فحكی عیاض عن بعض أهل الطب فی التداوی بماء الكمأة تفصیلا و هو إن كان لتبرید ما یكون بالعین من الحرارة فتستعمل مفردة و إن كان لغیر ذلك فتستعمل مركبة. و بهذا جزم ابن العربی فقال الصحیح أنه ینفع بصورته فی حال و بإضافته فی أخری و قد جرب ذلك فوجد صحیحا نعم جزم الخطابی بما قال ابن الجوزی فقال یربّی بها التوتیاء و غیرها من الأكحال و لا یستعمل صرفا فإن ذلك یؤذی العین.

ص: 154


1- 1. الحربی( خ).

و قال العافقی فی المفردات ماء الكمأة أصلح الأدویة للعین إذا عجن به الإثمد و اكتحل به فإنه یقوی الجفن و یزید الروح الباصرة حدة و قوة و یدفع عنها النوازل.

ثم ذكر ما مر من كلام النوری ثم قال و ینبغی تقیید ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد فی صحة الحدیث و العمل به.

و قال ابن التمیم اعترف فضلاء الأطباء بأن ماء الكمأة یجلو العین منهم المسیحی و ابن سینا و غیرهما و الذی یزیل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة و غیرها من المخلوقات خلقت فی الأصل سلیمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بأمور أخری من مجاورة أو امتزاج أو غیر ذلك من الأسباب التی أرادها اللّٰه تعالی فالكمأة فی الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من اللّٰه و إنما عرضت لها المضار بالمجاورة و استعمال كل ما وردت به السنة بصدق ینتفع به من یستعمله و یدفع اللّٰه عنه الضرر لنیته و العكس بالعكس و اللّٰه أعلم.

ص: 155

باب 58 معالجة الجنون و الصرع و الغشی و اختلال الدماغ

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّهُ وَصَفَ بَخُورَ(1) مَرْیَمَ لِأُمِّ وَلَدٍ لَهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ نَافِعٌ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ قِبَلِ الْأَرْوَاحِ مِنَ الْمَسِّ وَ الْخَبَلِ وَ الْجُنُونِ وَ الْمَصْرُوعِ وَ الْمَأْخُوذِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ نَافِعٌ مُجَرَّبٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ تَأْخُذُ(2)

لُبَاناً وَ سِنْدَرُوساً وَ بُزَاقَ الْفَمِ وَ كُورَ سِنْدِیٍّ وَ قُشُورَ الْحَنْظَلِ وَ حَزَاءَ(3) بَرِّیٍّ وَ كِبْرِیتاً أَبْیَضَ وَ كَسَرْتَ (4)

دَاخِلَ الْمُقْلِ وَ سُعْدَ یَمَانِیٍّ وَ یكثر [یُكْسَرُ] فِیهِ مُرٌّ وَ شَعْرُ قُنْفُذٍ مَلْتُوتٌ بِقَطِرَانٍ شَامِیٍّ قَدْرَ ثَلَاثِ قَطَرَاتٍ یُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ وَ تُصْنَعُ بَخُوراً فَإِنَّهُ جَیِّدٌ نَافِعٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (5).

بیان: اللبان بالضم الكندر و السندروس یشابه الكهرباء و هو صمغ حار یابس فی الثانیة قابض یحبس الدم بالخاصیة و التدخین به یجفف النواصیر و یمنع النوازل و ینفع من الخفقان كالكهرباء و دخانه ینفع البواسیر.

ص: 156


1- 1. ذكر الاطباء« بخور مریم» فی المفردات، و قالوا: هو الذی یسمی« خبز المشایخ» و بالیونانیة بقلامس، و اصله العرطنیثا، و هو نبات له ساق قد رصف بزهر كالورد الأحمر و أصله كاللفت.
2- 2. فی المصدر: لنأخذ.
3- 3. فی بعض النسخ« مرا بریا». قال فی القاموس: الحزا- و یمد-: نبت، و الواحدة حزاة و حزاءة: و غلط الجوهریّ فذكره بالخاء.
4- 4. كسرة( ظ).
5- 5. الطب: 112.

و فی بعض النسخ و سندا و فسر بالعود الهندی و الذی وجدته فی الكتب أن سندهان هو العود.

و بزاق الفم و فی بعض النسخ و بزاق القمر فالمراد بصاق القمر.

قال ابن بیطار بصاق القمر و یسمی أیضا رغوة القمر و زبد القمر و هو الحجر القمری.

قال و زعم قوم أنه حجر یقال له بزاق القمر لأنه یؤخذ باللیل فی زیادة القمر و قد یكون ببلاد المغرب و هو حجر أبیض له شفیف و قد یحمل هذا الحجر و یسقی ما یحك من به صرع و قد تلبسه النساء مكان التعویذ و قد یقال إنه إذا علق علی الشجر ولد فیها الثمر.

و الكور المقل و فی بعض النسخ و كوز سندی فالمراد إما الجوز الهندی أعنی جوزبوا أو النارجیل یقال له الجوز الهندی أو جوز جندم دواء معروف.

و حزاء بری قال ابن بیطار الحزاة اسم لنبته جزریة الورق إلی البیاض ما هی أصلها أبیض جزری الشكل إلی الطول ما هو.

و قال الغافقی ورقها نحو من ورق السداب و قیل إنه سداب البر و قال الطبری شبیه بالسداب فی صورته و قوته و قال ابن درید الحزاة بقلة ورقها مثل ورق الكرفس و لها أصل كالجزر انتهی.

و فی بعض النسخ مرا بریا و المر صمغ معروف عند الأطباء بكثرة المنافع أكلا و طلاء و تدخینا موصوف و كذا المقل و كسرت داخل المقل أی تأخذ من وسطه.

و فی بعض النسخ و تكسره داخل المقل أی تكسر الكبریت أو كل واحد من المذكورات فیه و هو بعید.

و قال ابن بیطار السعد له ورق شبیه بالكراث غیر أنه أطول منه و أدق و أصلب و له ساق طولها ذراع أو أكثر و أصوله كأنها زیتون منه طوال و منه

ص: 157

مدور متشبك بعضه ببعض سود طیب الرائحة فیها مرارة و أجود السعد منه ما كان ثقیلا كثیفا غلیظا عسر الرض خشنا طیب الرائحة مع شی ء من حدة انتهی.

و قال بعضهم یحرق الدم و یطیب النكهة و یدمل الجراحات و ینفع من عفن الأنف و الفم و القلاع و استرخاء اللثة و یزید فی الحفظ و یسخن المعدة و الكبد و یخرج الحصاة و ینفع من البواسیر و الحمیات العفنة.

قوله و یكثر فیه مرا فی بعض النسخ بالسین و فی بعضها بالثاء المثلثة و هو أظهر و كأن المراد بشعر القنفذ شوكه و قال الفیروزآبادی القطران بالفتح و الكسر و كظربان عصارة الأبهل.

و قال بعض الأطباء هو دمعة شجرة تسمی الشربین حار یابسة فی الرابعة یقوی اللحم الرخوة و یحفظ جثة المیت و ینفع سیما دهنه من الجرب حتی جرب ذوات الأربع و الكلاب و الجمل و یقتل القمل انتهی.

و أقول كان فی الخبر تصحیف و تحریف كثیر صححناه من النسخ المتعددة و بقی بعد فیه شی ء.

«2»- تَفْسِیرُ الْإِمَامِ،: فِی حَدِیثِ الْیُونَانِیِّ الَّذِی أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرَأَی مِنْهُ مُعْجِزَاتٍ غَرِیبَةً حَتَّی غُشِیَ عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام صُبُّوا عَلَیْهِ مَاءً فَصَبُّوا عَلَیْهِ فَأَفَاقَ.

ص: 158

باب 59 معالجات علل سائر أجزاء الوجه و الأسنان و الفم

«1»- الْعُیُونُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الثَّعَالِبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْرُوفِ بِالصَّفْوَانِیِّ قَالَ: خَرَجَتْ قَافِلَةٌ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَی كِرْمَانَ فَقَطَعَ اللُّصُوصُ عَلَیْهِمُ الطَّرِیقَ وَ أَخَذُوا مِنْهُمْ رَجُلًا اتَّهَمُوهُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ فَبَقِیَ فِی أَیْدِیهِمْ مُدَّةً یُعَذِّبُونَهُ لِیَفْتَدِیَ مِنْهُمْ نَفْسَهُ وَ أَقَامُوهُ فِی الثَّلْجِ فَشَدُّوهُ وَ مَلَئُوا فَاهُ مِنْ ذَلِكَ الثَّلْجِ فَرَحِمَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ فَأَطْلَقَتْهُ وَ هَرَبَ فَانْفَسَدَ فَمُهُ وَ لِسَانُهُ حَتَّی لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الْكَلَامِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَی خُرَاسَانَ وَ سَمِعَ بِخَبَرِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام وَ أَنَّهُ بِنَیْشَابُورَ فَرَأَی فِیمَا یَرَی النَّائِمُ كَأَنَّ قَائِلًا یَقُولُ لَهُ إِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ وَرَدَ خُرَاسَانَ فَسَلْهُ عَنْ عِلَّتِكَ دَوَاءً تَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ فَرَأَیْتُ كَأَنِّی قَدْ قَصَدْتُهُ علیه السلام وَ شَكَوْتُ إِلَیْهِ مَا كُنْتُ وَقَعْتُ فِیهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِعِلَّتِی فَقَالَ لِی خُذِ الْكَمُّونَ وَ السَّعْتَرَ وَ الْمِلْحَ وَ دُقَّهُ وَ خُذْ مِنْهُ فِی فَمِكَ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً فَإِنَّكَ تُعَافَی فَانْتَبَهَ الرَّجُلُ مِنْ مَنَامِهِ وَ لَمْ یُفَكِّرْ فِیمَا كَانَ رَأَی فِی مَنَامِهِ وَ لَا اعْتَدَّ بِهِ حَتَّی وَرَدَ بَابَ نَیْسَابُورَ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام قَدِ ارْتَحَلَ مِنْ نَیْسَابُورَ وَ هُوَ بِرِبَاطِ سَعْدٍ فَوَقَعَ فِی نَفْسِ الرَّجُلِ أَنْ یَقْصِدَهُ وَ یَصِفَ لَهُ أَمْرَهُ لِیَصِفَ لَهُ مَا یَنْتَفِعُ بِهِ مِنَ الدَّوَاءِ فَقَصَدَهُ إِلَی رِبَاطِ سَعْدٍ فَدَخَلَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِی كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ قَدِ انْفَسَدَ عَلَیَّ فَمِی وَ لِسَانِی حَتَّی لَا أَقْدِرُ عَلَی الْكَلَامِ إِلَّا بِجَهْدٍ

فَعَلِّمْنِی دَوَاءً أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ علیه السلام أَ لَمْ أُعَلِّمْكَ اذْهَبْ فَاسْتَعْمِلْ مَا وَصَفْتُهُ فِی مَنَامِكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُعِیدَهُ عَلَیَّ فَقَالَ علیه السلام خُذْ مِنَ الْكَمُّونِ وَ السَّعْتَرِ وَ الْمِلْحِ

ص: 159

فَدُقَّهُ وَ خُذْ مِنْهُ فِی فَمِكَ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً فَإِنَّكَ سَتُعَافَی قَالَ الرَّجُلُ فَاسْتَعْمَلْتُ مَا وَصَفَهُ لِی فَعُوفِیتُ قَالَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ الثَّعَالِبِیُّ سَمِعْتُ الصَّفْوَانِیَّ یَقُولُ رَأَیْتُ هَذَا الرَّجُلَ وَ سَمِعْتُ مِنْهُ هَذِهِ الْحِكَایَةَ(1).

توصیف فی القانون الكمون منه كرمانی و منه فارسی و منه شامی و منه نبطی و الكرمانی أسود اللون و الفارسی أصفر اللون و الفارسی أقوی من الشامی و النبطی هو الموجود فی سائر المواضع و من الجمیع بری و بستانی و البری أشد حراقة و من البری صنف یشبه بزره بزر السوسن حار فی الثانیة یابس فی الثالثة یطرد الریاح و یحلل فیه تقطیع و تجفیف و فیه قبض یدمل الجراحات خصوصا البری الذی یشبه بزره بزر السوسن إذا حشیت به الجراحات.

و قال السعتر حار یابس فی الثالثة محلل مفش ملطف یمضغ فیسكن وجع السن.

و قال الملح حار یابس فی الثانیة أكال للحوم الزائدة و یشد اللثة المسترخیة خصوصا الأندرانی و هو الذی كالبلور.

«2»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ ذَرَّ عَلَی أَوَّلِ لُقْمَةٍ مِنْ طَعَامِهِ الْمِلْحَ ذَهَبَ عَنْهُ بِنَمَشِ الْوَجْهِ (2).

بیان: فی القاموس النمش محركة نقط بیض و سود تقع (3)

فی الجلد تخالف لونه.

«3»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ

ص: 160


1- 1. العیون: ج 2، ص 211.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 326.
3- 3. فی القاموس: أو بقع یقع فی الجلد.

قَالَ: مَنِ اسْتَنْجَی بِالسُّعْدِ بَعْدَ الْغَائِطِ وَ غَسَلَ بِهِ فَمَهُ بَعْدَ الطَّعَامِ لَمْ تُصِبْهُ عِلَّةٌ فِی فَمِهِ وَ لَا یَخَافُ (1)

شَیْئاً مِنْ أَرْیَاحِ الْبَوَاسِیرِ(2).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: أَخَذَنِی الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَی فَأَمَرَ فَوُجِئَ فَمِی فَتَزَعْزَعَتْ أَسْنَانِی فَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَمْضَغَ الطَّعَامَ فَرَأَیْتُ أَبِی فِی الْمَنَامِ وَ مَعَهُ شَیْخٌ لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ أَبِی سَلِّمْ عَلَیْهِ فَقُلْتُ یَا أَبَهْ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا أَبُو شَیْبَةَ الْخُرَاسَانِیُّ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَا لِی أَرَاكَ هَكَذَا قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ الْفَاسِقَ عَبَّاسَ (3)

بْنَ مُوسَی أَمَرَ بِی فَوُجِئَ فَمِی فَتَزَعْزَعَتْ أَسْنَانِی فَقَالَ لِی شُدَّهَا بِالسُّعْدِ فَأَصْبَحْتُ فَتَمَضْمَضْتُ بِالسُّعْدِ فَسَكَنَتْ أَسْنَانِی (4).

بیان: فی القاموس وجأه بالید و السكین كوضعه ضربه و قال الزعزعة تحریك الریح الشجرة و نحوها أو كل تحریك شدید.

«5»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْحِجْرِ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ ضَرَبَتْ عَلَیَّ أَسْنَانِی فَأَخَذْتُ السُّعْدَ فَدَلَكْتُ بِهِ أَسْنَانِی فَنَفَعَنِی ذَلِكَ وَ سَكَنَتْ عَنِّی (5).

«6»- الْعِلَلُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْقَطَّانِ عَنْ أَبِی الطَّیِّبِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِمَدِینَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَرَّ أَخِی عِیسَی علیه السلام بِمَدِینَةٍ وَ إِذَا وُجُوهُهُمْ صُفْرٌ وَ عُیُونُهُمْ زُرْقٌ فَصَاحُوا إِلَیْهِ وَ شَكَوْا مَا بِهِمْ مِنَ الْعِلَلِ فَقَالَ لَهُمْ أَنْتُمْ دَوَاؤُهُ مَعَكُمْ أَنْتُمْ إِذَا أَكَلْتُمُ اللَّحْمَ طَبَخْتُمُوهُ

ص: 161


1- 1. فی المصدر: لم یخف.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 378.
3- 3. فی المصدر: العباس.
4- 4. الكافی: ج 6، ص 379.
5- 5. الكافی: ج 6، ص 379.

غَیْرَ مَغْسُولٍ وَ لَیْسَ یَخْرُجُ شَیْ ءٌ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا بِجَنَابَةٍ فَغَسَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ لُحُومَهُمْ فَذَهَبَتْ أَمْرَاضُهُمْ وَ قَالَ مَرَّ أَخِی عِیسَی بِمَدِینَةٍ وَ إِذَا أَهْلُهَا أَسْنَانُهُمْ مُنْتَثِرَةٌ وَ وُجُوهُهُمْ مُنْتَفِخَةٌ فَشَكَوْا إِلَیْهِ فَقَالَ أَنْتُمْ إِذَا نِمْتُمْ تُطْبِقُونَ أَفْوَاهَكُمْ فَتَغْلِی الرِّیحُ فِی الصُّدُورِ حَتَّی تَبْلُغَ إِلَی الْفَمِ فَلَا یَكُونُ لَهَا مَخْرَجٌ فَتَرْجِعُ إِلَی أُصُولِ الْأَسْنَانِ فَیَفْسُدُ الْوَجْهُ فَإِذَا نِمْتُمْ فَافْتَحُوا شِفَاهَكُمْ وَ صَیِّرُوهُ لَكُمْ خُلُقاً فَفَعَلُوا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُمْ (1).

«7»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام قَالَ: ضَرَبَتْ عَلَیَّ أَسْنَانِی فَجَعَلْتُ عَلَیْهَا السُّعْدَ وَ قَالَ خَلُّ الْخَمْرِ یَشُدُّ اللِّثَةَ وَ قَالَ تَأْخُذُ حَنْظَلَةً وَ تُقَشِّرُهَا وَ تَسْتَخْرِجُ دُهْنَهَا فَإِنْ كَانَ الضِّرْسُ مَأْكُولًا مُتَحَفِّراً تَقْطُرُ فِیهِ قَطْرَتَیْنِ (2)

مِنَ الدُّهْنِ وَ اجْعَلْ مِنْهُ فِی قُطْنَةٍ وَ اجْعَلْهَا فِی أُذُنِكَ الَّتِی تَلِی الضِّرْسَ ثَلَاثَ لَیَالٍ فَإِنَّهُ یَحْسِمُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (3).

بیان: فی القانون السعد أصل نبات یشبه الكراث و الزرع أیضا إلا أنه أدقّ و أطول فی أكثر البلدان إلا أن الجید منه هو الكوفی ینفع من عفن الأنف و الفم و القلاع و استرخاء اللثة انتهی.

و قیل المراد بخل الخمر هو ما جعل بالعلاج خلا أو كل خل كان أصله خمرا إن أمكن الاستحالة خلا بدون الاستحالة خمرا كما یدعی ذلك كثیرا قال فی القاموس الخل ما حمض من عصیر العنب و غیره و أجوده خل الخمر مركب من جوهرین حار و بارد نافع للمعدة و اللثة و القروح الخبیثة و الحكة و نهش الهوام و أكل الأفیون و حرق النار و أوجاع الأسنان و بخار حارة للاستسقاء و عسر السمع و الدوی و الطنین انتهی.

و الظاهر أن المراد بخل الخمر خل خمر العنب فإن الخمر تطلق غالبا

ص: 162


1- 1. علل الشرائع: ج 2، ص 262.
2- 2. فی المصدر:« قطرتان» و علیه فالفعل مبنی للمفعول.
3- 3. طبّ الأئمّة: 24.

علیها و قال صاحب بحر الجواهر خل الخمر هو أن یعصر الخمر و یصفی و یجعل علی كل عشرة أرطال من مائة رطل من خل العنب جید و یجعل فی خزف مقیر فی الشمس انتهی.

و هذا معنی غریب و إعمال الحنظل سیأتی مفصلا و كأنه سقط منه شی ء.

«8»- الْكَافِی، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّیَّارِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ فَرَآنِی أَتَأَوَّهُ فَقَالَ مَا لَكَ قُلْتُ ضِرْسِی فَقَالَ احْتَجِمْ (1)

فَاحْتَجَمْتُ فَسَكَنَ فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ لِی مَا تَدَاوَی النَّاسُ بِشَیْ ءٍ خَیْرٍ مِنْ مَصَّةِ دَمٍ أَوْ مُزْعَةِ عَسَلٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْمُزْعَةُ عَسَلٍ قَالَ لَعْقَةُ عَسَلٍ (2).

بیان: المذكور فی كتب الرجال هو أن حمزة بن الطیار مات فی حیاة الصادق علیه السلام و ترحم علیه فروایته عن أبی الحسن الأول علیه السلام لعلها كانت فی حیاة والده علیه السلام.

و قال الجوهری المزعة بالضم و الكسر قطعة لحم یقال ما علیه مزعة لحم و ما فی الإناء مزعة من الماء أی جرعة.

«9»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ: دَوَاءُ الضِّرْسِ تَأْخُذُ حَنْظَلَةً فَتُقَشِّرُهَا ثُمَّ تَسْتَخْرِجُ دُهْنَهَا فَإِنْ كَانَ الضِّرْسُ مَأْكُولًا مُنْحَفِراً تُقَطِّرُ فِیهِ قَطَرَاتٍ وَ تَجْعَلُ مِنْهُ فِی قُطْنٍ شَیْئاً وَ تَجْعَلُ فِی جَوْفِ الضِّرْسِ وَ یَنَامُ صَاحِبُهُ مُسْتَلْقِیاً یَأْخُذُهُ ثَلَاثَ لَیَالٍ فَإِنْ كَانَ الضِّرْسُ لَا أَكَلَ فِیهِ وَ كَانَتْ رِیحاً قَطِّرْ فِی الْأُذُنِ الَّتِی تَلِی ذَلِكَ الضِّرْسَ ثَلَاثَ لَیَالٍ كُلَّ لَیْلَةٍ قَطْرَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثَ قَطَرَاتٍ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِوَجَعِ الْفَمِ وَ الدَّمِ الَّذِی یَخْرُجُ مِنَ الْأَسْنَانِ وَ الضَّرَبَانِ

ص: 163


1- 1. فی المصدر: فقال: لو احتجمت، فاحتجمت.
2- 2. روضة الكافی: 194.

وَ الْحُمْرَةِ الَّتِی تَقَعُ فِی الْفَمِ یَأْخُذُ(1) حَنْظَلَةً رَطْبَةً قَدِ اصْفَرَّتْ فَیَجْعَلُ عَلَیْهَا قَالَباً مِنْ طِینٍ ثُمَّ یَثْقُبُ رَأْسَهَا وَ یُدْخِلُ سِكِّیناً جَوْفَهَا فَیَحُكُّ جَوَانِبَهَا بِرِفْقٍ ثُمَّ یَصُبُّ عَلَیْهَا خَلَّ خَمْرٍ حَامِضاً شَدِیدَ الْحُمُوضَةِ ثُمَّ یَضَعُهَا عَلَی النَّارِ فَیُغْلِیهَا غَلَیَاناً شَدِیداً ثُمَّ یَأْخُذُ صَاحِبُهُ كُلَّ مَا احْتَمَلَ ظُفُرُهُ فَیَدْلُكُ بِهِ فِیهِ وَ یَتَمَضْمَضُ بِخَلٍّ وَ إِنْ أَحَبَّ أَنْ یُحَوِّلَ مَا فِی الْحَنْظَلَةِ فِی زُجَاجَةٍ أَوْ بَسْتُوقَةٍ فَعَلَ وَ كُلَّمَا فَنِیَ خَلُّهُ أَعَادَ مَكَانَهُ وَ كُلَّمَا عَتَقَ كَانَ خَیْراً لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).

بیان: ثم یستخرج دهنها دهنها معروف یخرج بوضعها فی الشمس و نحو ذلك قوله علیه السلام منحفرا أی حدثت فیه حفرة و قال الجوهری تقول فی أسنانه حفر و قد حفرت تحفر حفرا إذا فسدت أصولها قوله فیجعل علیها قالبا من طین أی یطلی جمیعها بالطین لئلا تفسدها النار إذا وضعت علیها و لا یخرج منها شی ء إذا حصل فیه خرق أو ثقبة.

و فی القانون الحنظل المختار منه هو الأبیض الشدید البیاض اللین و ینبغی أن لا یجتنی ما لم تأخذ فی الصفرة و لم ینسلخ الخضرة بتمامها و إلا فهو ضار ردی ء حار فی الثالثة یابس نافع لأوجاع العصب و المفاصل و عرق النسا و النقرس البارد ینقی الدماغ و یطبخ أصله مع الخل و یتمضمض به لوجع الأسنان أو یقور(3) و یرمی بما فیه و یطبخ الخل فیه فی رماد حار و إذا طبخ فی الزیت كان ذلك الزیت قطورا نافعا من الدویّ فی الأذن و یسهّل قلع الأسنان.

ص: 164


1- 1. فی المصدر:« تأخذ» و كذا فی الافعال التالیة.
2- 2. روضة الكافی: 195.
3- 3. قور الشی ء: قطعه من وسطه خرقا مستدیرا.
باب 60 علاج دود البطن

«1»- الْعُیُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الشَّاهِ (1) عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْخُوزِیِ (2) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِیِّ عَنْهُ علیه السلام وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِیِّ الْعَدْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: كُلُوا خَلَّ الْخَمْرِ فَإِنَّهُ یَقْتُلُ الدِّیدَانَ فِی الْبَطْنِ (3).

«2»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُوا التَّمْرَ عَلَی الرِّیقِ فَإِنَّهُ یَقْتُلُ الدِّیدَانَ فِی الْبَطْنِ (4).

قَالَ الصَّدُوقُ یَعْنِی بِذَلِكَ كُلَّ التُّمُورِ إِلَّا الْبَرْنِیَّ فَإِنَّ أَكْلَهُ عَلَی الرِّیقِ یُورِثُ الْفَالِجَ.

صحیفة الرضا، عنه علیه السلام: مثل الخبرین (5).

«3»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ مَعاً عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ عِنْدَ مَضْجَعِهِ (6) قَتَلْنَ الدُّودَ فِی بَطْنِهِ (7).

ص: 165


1- 1. فی المصدر: عن محمّد بن علیّ بن الشاه الفقیه المروزی، عن أبی بكر بن محمّد بن عبد اللّٰه النیسابوری.
2- 2. عن أحمد بن إبراهیم بن بكر الخوری، عن إبراهیم بن هارون بن محمّد الخوری.
3- 3. العیون: ج 2، ص 40.
4- 4. المصدر: 42.
5- 5. صحیفة الرضا علیه السلام: 10.
6- 6. عند منامه قتلن الدیدان فی بطنه( خ).
7- 7. المحاسن: 533.

«4»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ یَزِیدَ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام: مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ عِنْدَ مَضْجَعِهِ قَتَلْنَ الدُّودَ فِی بَطْنِهِ (1).

«5»- وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اسْقِهِ خَلَّ الْخَمْرِ فَإِنَّ خَلَّ الْخَمْرِ یَقْتُلُ دَوَابَّ الْبَطْنِ (2).

«6»- وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلِ الْعَجْوَةَ فَإِنَّ تَمْرَةَ الْعَجْوَةِ تُمِیتُهَا وَ لْیَكُنْ عَلَی الرِّیقِ (3).

باب 61 علاج دخول العلق منافذ البدن

«1»- الْخَرَائِجُ، رَوَوْا: أَنَّ تِسْعَةَ إِخْوَةٍ أَوْ عَشَرَةً فِی حَیٍّ مِنْ أَحْیَاءِ الْعَرَبِ كَانَتْ لَهُمْ أُخْتٌ وَاحِدَةٌ فَقَالُوا لَهَا كُلُّ مَا یَرْزُقُنَا اللَّهُ نَطْرَحُهُ بَیْنَ یَدَیْكِ فَلَا تَرْغَبِی فِی التَّزْوِیجِ فَحَمِیَّتُنَا لَا تَحْمِلُ ذَلِكِ فَوَافَقَتْهُمْ فِی ذَلِكَ وَ رَضِیَتْ بِهِ وَ قَعَدَتْ فِی خِدْمَتِهِمْ وَ هُمْ یُكْرِمُونَهَا فَحَاضَتْ یَوْماً فَلَمَّا طَهُرَتْ أَرَادَتِ الِاغْتِسَالَ وَ خَرَجَتْ إِلَی عَیْنِ مَاءٍ كَانَتْ بِقُرْبِ حَیِّهِمْ فَخَرَجَتْ مِنَ الْمَاءِ عَلَقَةٌ فَدَخَلَتْ فِی جَوْفِهَا وَ قَدْ جَلَسَتْ فِی الْمَاءِ فَمَضَتْ عَلَیْهَا الْأَیَّامُ وَ الْعَلَقَةُ تَكْبُرُ حَتَّی عَلَتْ بَطْنُهَا وَ ظَنَّ الْإِخْوَةُ أَنَّهَا حُبْلَی وَ قَدْ خَانَتْ فَأَرَادُوا قَتْلَهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَرْفَعُ أَمْرَهَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّهُ یَتَوَلَّی ذَلِكَ فَأَخْرَجُوهَا إِلَی حَضْرَتِهِ وَ قَالُوا فِیهَا مَا ظَنُّوا بِهَا وَ اسْتَحْضَرَ عَلِیٌّ علیه السلام طَسْتاً مَمْلُوّاً

ص: 166


1- 1. طبّ الأئمّة: 65.
2- 2. الطب: 65.
3- 3. الطب: 65.

بِالْحَمْأَةِ وَ أَمَرَهَا أَنْ تَقْعُدَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَحَسَّتِ الْعَلَقَةُ رَائِحَةَ الْحَمْأَةِ نَزَلَتْ مِنْ جَوْفِهَا الْخَبَرَ(1).

«2»- وَ أَقُولُ قَدْ رَوَی جَمٌّ غَفِیرٌ مِنْ عُلَمَائِنَا مِنْهُمْ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ وَ مِنَ الْمُخَالِفِینَ مِنْهُمْ أَسْعَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْأَرْدَبِیلِیُّ الْمَالِكِیُّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالا: كُنَّا بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِذَا بِزَعْقَةٍ عَظِیمَةٍ وَ كَانَ عَلَی دَكَّةِ الْقَضَاءِ فَقَالَ یَا عَمَّارُ ائْتِ بِمَنْ عَلَی الْبَابِ فَخَرَجْتُ وَ إِذَا عَلَی الْبَابِ امْرَأَةٌ فِی قُبَّةٍ عَلَی جَمَلٍ وَ هِیَ تَشْتَكِی وَ تَصِیحُ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِوَلِیِّكَ تَوَسَّلْتُ فَبَیِّضْ وَجْهِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُرْبَتِی قَالَ عَمَّارٌ وَ حَوْلَهَا أَلْفُ فَارِسٍ بِسُیُوفٍ مَسْلُولَةٍ وَ قَوْمٌ لَهَا وَ قَوْمٌ عَلَیْهَا فَقُلْتُ أَجِیبُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَزَلَتِ الْمَرْأَةُ وَ دَخَلَ الْقَوْمُ مَعَهَا الْمَسْجِدَ وَ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ (2)

سَلُونِی مَا بَدَا لَكُمْ یَا أَهْلَ الشَّامِ فَنَهَضَ مِنْ بَیْنِهِمْ شَیْخٌ وَ قَالَ یَا مَوْلَایَ هَذِهِ الْجَارِیَةُ ابْنَتِی قَدْ خَطَبَهَا مُلُوكُ الْعَرَبِ وَ قَدْ نَكَسَتْ رَأْسِی بَیْنَ عَشِیرَتِی لِأَنَّهَا عَاتِقٌ (3)

حَامِلٌ فَاكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ فَقَالَ علیه السلام مَا تَقُولِینَ یَا جَارِیَةُ قَالَتْ یَا مَوْلَایَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی عَاتِقٌ صَدَقَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی حَامِلٌ فَوَ حَقِّكَ یَا مَوْلَایَ مَا عَلِمْتُ مِنْ نَفْسِی خِیَانَةً قَطُّ فَصَعِدَ علیه السلام الْمِنْبَرَ وَ قَالَ عَلَیَّ بِدَایَةِ الْكُوفَةِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ تُسَمَّی لَبْنَاءَ وَ هِیَ قَابِلَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ لَهَا اضْرِبِی بَیْنَكِ وَ بَیْنَ النَّاسِ حِجَاباً وَ انْظُرِی هَذِهِ الْجَارِیَةَ عَاتِقٌ حَامِلٌ أَمْ لَا فَفَعَلَتْ مَا أَمَرَ(4) علیه السلام بِهِ

ص: 167


1- 1. لم نجد هذه الروایة فی الخرائج.
2- 2. فقال( خ).
3- 3. قال الجوهریّ: جاریة عاتق أی شابة أول ما ادركت فخدرت فی بیت أهلها و لم تبن الی زوج.
4- 4. ما امره به( خ).

ثُمَّ خَرَجَتْ وَ قَالَتْ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ هِیَ عَاتِقٌ حَامِلٌ فَقَالَ علیه السلام مَنْ مِنْكُمْ یَقْدِرُ عَلَی قِطْعَةِ ثَلْجٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ أَبُو الْجَارِیَةِ الثَّلْجُ فِی بِلَادِنَا كَثِیرٌ وَ لَكِنْ لَا نَقْدِرُ عَلَیْهَا هَاهُنَا قَالَ عَمَّارٌ فَمَدَّ یَدَهُ مِنْ أَعْلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ رَدَّهَا وَ إِذَا فِیهَا قِطْعَةٌ مِنَ الثَّلْجِ یَقْطُرُ الْمَاءُ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ یَا دَایَةُ خُذِی هَذِهِ الْقِطْعَةَ مِنَ الثَّلْجِ وَ اخْرُجِی بِالْجَارِیَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ اتْرُكِی تَحْتَهَا طَسْتاً وَ ضَعِی هَذِهِ الْقِطْعَةَ مِمَّا یَلِی الْفَرْجَ فَسَتَرَی عَلَقَةً وَزْنُهَا سَبْعُمِائَةٍ وَ خَمْسُونَ دِرْهَماً فَفَعَلَتْ وَ رَجَعَتْ بِالْجَارِیَةِ وَ الْعَلَقَةِ إِلَیْهِ علیه السلام وَ كَانَتْ كَمَا قَالَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ علیه السلام لِأَبِی الْجَارِیَةِ خُذِ ابْنَتَكَ فَوَ اللَّهِ مَا زَنَتْ وَ لَكِنْ دَخَلَتِ الْمَوْضِعَ الَّذِی فِیهِ الْمَاءُ فَدَخَلَتْ هَذِهِ الْعَلَقَةُ وَ هِیَ بِنْتُ عَشْرِ سِنِینَ وَ كَبِرَتْ إِلَی الْآنَ فِی بَطْنِهَا وَ الرِّوَایَاتُ طَوِیلَةٌ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْفَاظِ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَی مَوْضِعِ الِاتِّفَاقِ وَ الْحَاجَةِ وَ الرِّوَایَتَانِ تَدُلَّانِ عَلَی أَنَّ الْعَلَقَ إِذَا دَخَلَ شَیْئاً مِنْ مَنَافِذِ الْبَدَنِ یُمْكِنُ إِخْرَاجُهَا بِإِدْنَاءِ الْحَمْأَةِ وَ الثَّلْجِ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی هِیَ فِیهِ.

ص: 168

باب 62 علاج ورم الكبد و أوجاع الجوف و الخاصرة

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ بِسْطَامَ قَالا: أَمْلَی عَلَیْنَا أَحْمَدُ بْنُ رِیَاحٍ الْمُتَطَبِّبُ هَذِهِ الْأَدْوِیَةَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَهَا عَلَی الْإِمَامِ فَرَضِیَهَا فِی وَجَعِ الْخَاصِرَةِ قَالَ تَأْخُذُ أَرْبَعَةَ مَثَاقِیلِ فُلْفُلٍ وَ مِثْلُهُ زَنْجَبِیلٌ وَ مِثْلُهُ دَارْفُلْفُلٌ وَ بربخ [بِرَنْجٌ] وَ بَسْبَاسَةٌ وَ دَارُچِینِیٍ (1)

مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً وَاحِداً یَعْنِی أَرْبَعَةَ مَثَاقِیلَ وَ مِنَ الزُّبْدِ الصَّافِی الْجَیِّدِ خَمْسَةً وَ أَرْبَعِینَ مِثْقَالًا وَ مِنَ السُّكَّرِ الْأَبْیَضِ سِتَّةً وَ أَرْبَعِینَ مِثْقَالًا یُدَقُّ وَ یُنْخَلُ بِخِرْقَةٍ أَوْ بِمُنْخُلِ شَعْرٍ صَفِیقٍ ثُمَّ یُعْجَنُ بِزِنَةِ جَمِیعِهِ مَرَّتَیْنِ بِعَسَلِ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ فَمَنْ شَرِبَهُ لِلْخَاصِرَةِ فَلْیَشْرَبْ وَزْنَ ثَلَاثَةِ مَثَاقِیلَ وَ مَنْ شَرِبَهُ لِلْمَشِیِّ فَلْیَشْرَبْ وَزْنَ سَبْعَةِ مَثَاقِیلَ أَوْ ثَمَانِیَةَ مَثَاقِیلَ بِمَاءٍ فَاتِرٍ فَإِنَّهُ یُخْرِجُ كُلَّ دَاءٍ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ لَا یُحْتَاجُ مَعَ هَذَا الدَّوَاءِ إِلَی غَیْرِهِ فَإِنَّهُ یُجْزِیهِ وَ یُغْنِیهِ عَنْ سَائِرِ الْأَدْوِیَةِ وَ إِذَا شَرِبَهُ لِلْمَشِیِّ وَ انْقَطَعَ مَشِیُّهُ فَلْیَشْرَبْ بِعَسَلٍ فَإِنَّهُ جَیِّدٌ مُجَرَّبٌ (2).

بیان: فی القاموس البربخ كهرقل دواء معروف یسهل البلغم قوله للمشیّ أی للإسهال.

«2»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالَ: اشْتَكَی غُلَامٌ إِلَی (3)

أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ إِنَّ بِهِ طُحَالًا فَقَالَ أَطْعِمُوهُ الْكُرَّاثَ ثَلَاثَةَ أَیَّامِ فَأَطْعَمُوهُ إِیَّاهُ (4)

فَقَعَدَ الدَّمُ ثُمَّ بَرَأَ(5).

ص: 169


1- 1. فی المصدر: دار صینی.
2- 2. الطب: 76.
3- 3. كذا فی الروضة، و فی الفروع« غلام لابی الحسن» و هو أظهر.
4- 4. فی المصدر: فأطعمناه.
5- 5. روضة الكافی: 190، فروع الكافی( ج 6): 365.

بیان: فی القاموس فقعد الدم أی سكن و كأن طحاله كان من طغیان الدم فقد یكون منه نادرا و أنهم ظنوا أنه الطحال فأخطئوا أو المعنی انفصل عنه الدم عند البراز قال فی النهایة فیه نهی أن یقعد علی القبر قیل أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث.

«3»- الْمَكَارِمُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: اشْرَبُوا الْكَاشِمَ لِوَجَعِ الْخَاصِرَةِ(1).

«4»- الْقَصَصُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ كَانَ عِیسَی یُصِیبُهُ مَا یُصِیبُ وَلَدَ آدَمَ قَالَ نَعَمْ وَ لَقَدْ كَانَ یُصِیبُهُ وَجَعُ الْكِبَارِ فِی صِغَرِهِ وَ یُصِیبُهُ وَجَعُ الصِّغَارِ فِی كِبَرِهِ وَ یُصِیبُهُ الْمَرَضُ وَ كَانَ

إِذَا مَسَّهُ وَجَعُ الْخَاصِرَةِ فِی صِغَرِهِ وَ هُوَ مِنْ عِلَلِ الْكِبَارِ قَالَ لِأُمِّهِ ابْغِی لِی عَسَلًا وَ شُونِیزاً وَ زَیْتاً فَتَعْجِنِی بِهِ ثُمَّ ائْتِنِی بِهِ فَأَتَتْهُ بِهِ فَأَكْرَهَهُ فَتَقُولُ لِمَ تَكْرَهُهُ وَ قَدْ طَلَبْتَهُ فَقَالَ هَاتِیهِ نَعَتُّهُ بِعِلْمِ النُّبُوَّةِ وَ أَكْرَهْتُهُ لِجَزَعِ الصَّبَا وَ یَشَمُّ الدَّوَاءَ ثُمَّ یَشْرَبُهُ بَعْدَ ذَلِكَ.

«5»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ(2)

عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَجَعَ الْخَاصِرَةِ فَقَالَ عَلَیْكَ بِمَا یَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ فَكُلْهُ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عَنِّی قَالَ إِبْرَاهِیمُ قَدْ كُنْتُ أَجِدُ فِی الْجَانِبِ الْأَیْمَنِ وَ الْأَیْسَرِ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ فَانْتَفَعْتُ بِهِ (3).

«6»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَنِ ابْنِ الْحُرِّ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَلْقَی مِنْ وَجَعِ الْخَاصِرَةِ فَقَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنْ أَكْلِ مَا یَقَعُ مِنَ الْخِوَانِ (4).

ص: 170


1- 1. مكارم الأخلاق: 85.
2- 2. فی المصدر: عبد اللّٰه.
3- 3. المحاسن: 444.
4- 4. المحاسن: 444.

وَ مِنْهُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُوا الْكُمَّثْرَی فَإِنَّهُ یَجْلُو الْقَلْبَ وَ یُسَكِّنُ أَوْجَاعَ الْجَوْفِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (1).

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبُرْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اشْرَبُوا الْكَاشِمَ فَإِنَّهُ جَیِّدٌ لِوَجَعِ الْخَاصِرَةِ(2).

«9»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الصَّحَّافِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام قَالَ: شَكَا إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَجَعَ الطِّحَالِ وَ قَدْ عَالَجَهُ بِكُلِّ عِلَاجٍ وَ أَنَّهُ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ شَرّاً حَتَّی أَشْرَفَ عَلَی الْهَلَكَةِ فَقَالَ اشْتَرِ بِقِطْعَةِ فِضَّةٍ كُرَّاثاً وَ اقْلِهِ قَلْیاً جَیِّداً بِسَمْنٍ عَرَبِیٍّ وَ أَطْعِمْ مَنْ بِهِ هَذَا الْوَجَعُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بَرَأَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (3).

ص: 171


1- 1. المصدر: 553.
2- 2. الطب: 60.
3- 3. المصدر: 30.
باب 63 علاج البطن و الزحیر و وجع المعدة و برودتها و رخاوتها

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَصَابَنِی بَطَنٌ فَذَهَبَ لَحْمِی وَ ضَعُفْتُ عَلَیْهِ ضَعْفاً شَدِیداً فَأُلْقِیَ فِی رُوعِی أَنْ آخُذَ الْأَرُزَّ فَأَغْسِلَهُ ثُمَّ أَقْلِیَهُ وَ أَطْحَنَهُ ثُمَّ أَجْعَلَهُ حَسًا فَنَبَتَ عَلَیَّ لَحْمِی وَ قَوِیَ عَلَیْهِ عَظْمِی فَلَا یَزَالُ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَأْتُونَ فَیَقُولُونَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ مَتِّعْنَا بِمَا كَانَ یَبْعَثُ الْعِرَاقِیُّونَ إِلَیْكَ فَبَعَثْتُ إِلَیْهِمْ مِنْهُ (1).

بیان: البطن محركة داء البطن و قلاه أنضجه فی المقلی و حسا المرق شربه شیئا بعد شی ء كتحساه و احتساه و اسم ما یتحسی الحسیة و الحسا ذكره الفیروزآبادی و قال الجوهری الحسوّ علی فعول طعام معروف و كذلك الحساء بالفتح و المد.

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بِهِ بَطَنٌ ذَرِیعٌ فَانْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ عَشِیَّةً وَ أَنَا مِنْ أَشْفَقِ النَّاسِ عَلَیْهِ فَأَتَیْتُهُ مِنَ الْغَدِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَكَنَ مَا بِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ فَارَقْتُكَ عَشِیَّةَ أَمْسِ وَ بِكَ مِنَ الْعِلَّةِ مَا بِكَ فَقَالَ إِنِّی أَمَرْتُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْأَرُزِّ فَغُسِلَ وَ جُفِّفَ وَ دُقَّ ثُمَّ اسْتَفَفْتُهُ (2) فَاشْتَدَّ بَطْنِی (3).

ص: 172


1- 1. المحاسن: 502.
2- 2. سف الدواء و السویق و استف: أخذه غیر ملتوت.
3- 3. المحاسن: 503.

بیان: الذریع السریع.

«3»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَجَعَ بَطْنِی فَقَالَ لِی أَحَدٌ خُذِ الْأَرُزَّ فَاغْسِلْهُ ثُمَّ جَفِّفْهُ فِی الظِّلِّ ثُمَّ رُضَّهُ وَ خُذْ مِنْهُ رَاحَةً كُلَّ غَدَاةٍ وَ زَادَ فِیهِ إِسْحَاقُ الْجَرِیرِیُّ تَقْلِیهِ قَلِیلًا(1).

بیان: رَوَاهُ فِی الْكَافِی عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ نَجِیحٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَجَعَ بَطْنِی فَقَالَ لِی خُذِ الْأَرُزَّ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ زَادَ فِیهِ إِسْحَاقُ الْجَرِیرِیُّ تَقْلِیهِ قَلِیلًا وَزْنَ أُوقِیَّةٍ وَ اشْرَبْهُ (2).

بیان: الرضّ الدقّ أو الدق غیر الناعم و فی الصحاح الأوقیة فی الحدیث أربعون درهما و كذلك كان فیما مضی فأما الیوم فیما یتعارفه الناس و یقدر علیه الأطباء فالأوقیة عندهم عشرة دراهم و خمسة أسباع درهم.

«4»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ سُلَیْمَانَ الْحَذَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّ ابْنَتِی قَدْ ذَبَلَتْ وَ بِهَا الْبَطَنُ فَقَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْأَرُزِّ بِالشَّحْمِ خُذْ حِجَاراً أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً وَ اطْرَحْهَا تَحْتَ النَّارِ وَ اجْعَلِ الْأَرُزَّ فِی الْقِدْرِ وَ اطْبُخْهُ

حَتَّی یُدْرِكَ وَ خُذْ شَحْمَ كُلًی طَرِیّاً فَإِذَا بَلَغَ الْأَرُزُّ فَاطْرَحِ الشَّحْمَ فِی قَصْعَةٍ مَعَ الْحِجَارَةِ وَ كُبَّ عَلَیْهَا قَصْعَةً أُخْرَی ثُمَّ حَرِّكْهَا تَحْرِیكاً شَدِیداً وَ اضْبِطْهَا كَیْ لَا یَخْرُجَ بُخَارُهُ فَإِذَا ذَابَ الشَّحْمُ فَاجْعَلْهُ فِی الْأَرُزِّ ثُمَّ تَحَسَّاهُ (3).

بیان: قال فی بحر الجواهر فی منافع الأرز إذا صنع فی دقیقه حسو رقیق و بولغ فی طبخه مع شحم كلی ماعز نفع من السجج (4)

و هو مجرّب.

ص: 173


1- 1. المحاسن: 503.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 342.
3- 3. المحاسن: 503.
4- 4. السجج- بالجیمین-: رقة الغائط.

«5»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضاً شَدِیداً فَأَصَابَنِی بَطَنٌ فَذَهَبَ جِسْمِی فَأَمَرْتُ بِأَرُزٍّ فَقُلِیَ ثُمَّ جَعَلْتُهُ سَوِیقاً فَكُنْتُ آخُذُهُ فَرَجَعَ إِلَیَّ جِسْمِی (1).

«6»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ بَشِیرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَیْهِ الزَّحِیرَ فَقَالَ لَهُ خُذْ مِنَ الطِّینِ الْأَرْمَنِیِّ وَ اقْلِهِ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ وَ اسْتَفَّ مِنْهُ فَإِنَّهُ یَسْكُنُ عَنْكَ (2).

«7»- وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی الزَّحِیرِ تَأْخُذُ جُزْءاً مِنْ خَرْبَقٍ (3)

أَبْیَضَ وَ جُزْءاً مِنْ بِزْرِ قَطُونَا وَ جُزْءاً مِنْ صَمْغٍ عَرَبِیٍّ وَ جُزْءاً مِنَ الطِّینِ الْأَرْمَنِیِّ یُقْلَی بِنَارٍ لَیِّنَةٍ وَ یُسْتَفُّ مِنْهُ (4).

بیان: یدل علی جواز التداوی بالطین الأرمنی و المشهور تحریمه إلا عند الضرورة و انحصار الدواء فیه فإن المشهور حینئذ الجواز بل قیل بالوجوب و قیل بالمنع من التداوی بالحرام مطلقا و المسألة لا تخلو من إشكال.

«8»- وَ رَوَی الشَّیْخُ فِی الْمِصْبَاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنِ الطِّینِ الْأَرْمَنِیِّ یُؤْخَذُ لِلْكَسِیرِ أَ یَحِلُّ أَخْذُهُ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ أَمَا إِنَّهُ مِنْ طِینِ قَبْرِ ذِی الْقَرْنَیْنِ وَ طِینُ قَبْرِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام خَیْرٌ مِنْهُ (5).

ص: 174


1- 1. المحاسن: 503.
2- 2. الطب: 65.
3- 3. الخربق- كجعفر- نبات ورقه كلسان الحمل.
4- 4. الطب: 65.
5- 5. المصباح: 510.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ رحمه اللّٰه فِی الْمَكَارِمِ: مُرْسَلًا عَنْهُ علیه السلام: وَ فِیهِ یُؤْخَذُ لِلْكَسِیرِ وَ الْمَبْطُونِ (1).

«9»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام]: عَنْ أَحَدِهِمْ علیهم السلام لِوَجَعِ الْمَعِدَةِ وَ بُرُودَتِهَا وَ ضَعْفِهَا قَالَ یُؤْخَذُ خِیَارُشَنْبَرٍ مِقْدَارَ رِطْلٍ فَیُنَقَّی ثُمَّ یُدَقُّ وَ یُنْقَعُ فِی رِطْلٍ مِنْ مَاءٍ یَوْماً وَ لَیْلَةً ثُمَّ یُصَفَّی وَ یُطْرَحُ ثُفْلُهُ وَ یُجْعَلُ مَعَ صَفْوِهِ رِطْلٌ مِنْ عَسَلٍ وَ رِطْلَانِ مِنْ أَفْشُرَجِ السَّفَرْجَلِ وَ أَرْبَعُونَ مِثْقَالًا مِنْ دُهْنِ الْوَرْدِ ثُمَّ یُطْبَخُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ حَتَّی یُثْخَنَ ثُمَّ یُنْزَلُ الْقِدْرُ عَنِ النَّارِ وَ یُتْرَكُ حَتَّی یَبْرُدَ فَإِذَا بَرَدَ جُعِلَ فِیهِ الْفُلْفُلُ وَ دَارْفُلْفُلٌ وَ قِرْفَةُ الْقَرَنْفُلِ وَ قَرَنْفُلٌ وَ قَاقُلَّةٌ وَ زَنْجَبِیلٌ وَ دَارْچِینِیٌّ وَ جَوْزُبَوَّا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ ثَلَاثُ مَثَاقِیلَ مَدْقُوقٌ مَنْخُولٌ فَإِذَا جُعِلَ فِیهِ هَذِهِ الْأَخْلَاطُ عُجِنَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ وَ جُعِلَ فِی جَرَّةٍ خَضْرَاءَ الشَّرْبَةُ مِنْهُ وَزْنُ مِثْقَالَیْنِ عَلَی الرِّیقِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّهُ یُسَخِّنُ الْمَعِدَةَ وَ یَهْضِمُ الطَّعَامَ وَ یُخْرِجُ الرِّیَاحَ مِنَ الْمَفَاصِلِ كُلِّهَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (2).

«10»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُتَطَبِّبِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الشِّیعَةِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ ابْنَتِی ذَابَتْ وَ نَحَلَ جِسْمُهَا وَ طَالَ سُقْمُهَا وَ بِهَا بَطَنٌ ذَرِیعٌ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ مَا یَمْنَعُكَ مِنْ هَذَا الْأَرُزِّ بِالشَّحْمِ الْمُبَارَكِ إِنَّمَا حَرَّمَ اللَّهُ الشُّحُومَ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ لِعِظَمِ بَرَكَتِهَا أَنْ تَطْعَمَهَا حَتَّی یَمْسَحَ اللَّهُ مَا بِهَا لَعَلَّكَ تَتَوَهَّمُ أَنْ تُخَالِفَ لِكَثْرَةِ مَا عَالَجْتَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَیْفَ أَصْنَعُ بِهِ قَالَ خُذْ أَحْجَاراً أَرْبَعَةً فَاجْعَلْهَا تَحْتَ النَّارِ وَ اجْعَلِ الْأَرُزَّ فِی الْقِدْرِ وَ اطْبُخْهُ حَتَّی یُدْرِكَ ثُمَّ خُذْ شَحْمَ كُلْیَتَیْنِ (3)

ص: 175


1- 1. المكارم: 190.
2- 2. الطب: 71.
3- 3. الكلیتین( خ).

طَرِیّاً وَ اجْعَلْهُ فِی قَصْعَةٍ فَإِذَا بَلَغَ الْأَرُزُّ وَ نَضَجَ فَخُذِ الْأَحْجَارَ الْأَرْبَعَةَ فَأَلْقِهَا فِی الْقَصْعَةِ الَّتِی فِیهَا الشَّحْمُ وَ كُبَّ عَلَیْهَا قَصْعَةً أُخْرَی ثُمَّ حَرِّكْهَا تَحْرِیكاً شَدِیداً وَ لَا یَخْرُجَنَّ بُخَارُهُ فَإِذَا ذَابَ الشَّحْمُ فَاجْعَلْهُ فِی الْأَرُزِّ لِتَحَسَّاهُ لَا حَارّاً وَ لَا بَارِداً فَإِنَّهَا تُعَافَی بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ الرَّجُلُ الْمُعَالِجُ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَكَلْتُهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حَتَّی عُوفِیْتُ (1).

«11»- وَ مِنْهُ عَنْ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كُنْتُ أَخْدُمُهُ فِی وَجَعِهِ الَّذِی كَانَ فِیهِ وَ هُوَ الزَّحِیرُ وَیْحَكَ یَا یُونُسُ أَ عَلِمْتَ أَنِّی أُلْهِمْتُ فِی مَرَضِی أَكْلَ الْأَرُزِّ فَأَمَرْتُ بِهِ فَغُسِلَ ثُمَّ جُفِّفَ ثُمَّ قُلِیَ ثُمَّ رُضَّ فَطُبِخَ فَأَكَلْتُهُ بِالشَّحْمِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْوَجَعَ عَنِّی (2).

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] أَیُّوبَ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ كَامِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام مَغْصاً كَادَ یَقْتُلُهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فَقَدْ أَعْیَاهُ كَثْرَةُ مَا یُتَّخَذُ لَهُ مِنَ الْأَدْوِیَةِ وَ لَیْسَ یَنْفَعُهُ ذَلِكَ بَلْ یَزْدَادُ غَلَبَةً وَ شِدَّةً قَالَ فَتَبَسَّمَ علیه السلام وَ قَالَ (3)

وَیْحَكَ إِنَّ دُعَاءَنَا مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ وَ إِنِّی أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكَ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ فَإِذَا اشْتَدَّ بِكَ الْأَمْرُ وَ الْتَوَیْتَ مِنْهُ فَخُذْ جَوْزَةً وَ اطْرَحْهَا عَلَی النَّارِ حَتَّی تَعْلَمَ أَنَّهَا قَدِ اشْتَوَی مَا فِی جَوْفِهَا وَ غَیَّرَتْهُ النَّارُ قَشِّرْهَا وَ كُلْهَا فَإِنَّهَا تُسَكِّنُ مِنْ سَاعَتِهَا قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَسَكَنَ عَنِّی الْمَغْصُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (4).

ص: 176


1- 1. الطب: 99.
2- 2. الطب: 100.
3- 3. فی المصدر: و قال.
4- 4. الطب: 101.

بیان: فی القاموس المغص و یحرّك وجع فی البطن.

«13»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَارِبٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: شَكَا ذَرِیحٌ الْمُحَارِبِیُّ قَرَاقِرَ فِی بَطْنِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ تُوجِعُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ وَ الْعَسَلِ لَهَا(1).

«14»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِی (2)

وَجَعٌ فِی بَطْنِی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَكَ (3)

زَوْجَةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ اسْتَوْهِبْ مِنْهَا(4)

طَیِّبَةً بِهِ نَفْسُهَا مِنْ مَالِهَا ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ عَسَلًا ثُمَّ اسْكُبْ عَلَیْهِ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ ثُمَّ اشْرَبْهُ فَإِنِّی أَسْمَعُ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً(5) وَ قَالَ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (6) وَ قَالَ تَعَالَی فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً(7) شُفِیتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَشُفِیَ (8).

«15»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ شَكَوْتُ إِلَیْهِ ضَعْفَ مَعِدَتِی فَقَالَ اشْرَبِ الْحَزَاءَةَ(9)

بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَفَعَلْتُ فَوَجَدْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُ (10).

ص: 177


1- 1. الطب: 100.
2- 2. فی المصدر: بی.
3- 3. فیه: أ لك.
4- 4. زاد فی المصدر: شیئا-
5- 5. ق: 9.
6- 6. النحل: 69.
7- 7. النساء: 4.
8- 8. تفسیر العیّاشیّ: ج 1، ص 218.
9- 9. فی المصدر: الحزاء.
10- 10. روضة الكافی: 191.

بیان: الحزاءة نبت بالبادیة یشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقا و یسمی بالفارسیة بیوزا.

«16»- الْكَافِی، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: كَانَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَجَعُ الْبَطْنِ فَأَمَرَ أَنْ یُطْبَخَ لَهُ الْأَرُزُّ وَ یُجْعَلَ عَلَیْهِ السُّمَّاقُ فَأَكَلَهُ فَبَرَأَ(1).

«17»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: مَرِضْتُ بِالْمَدِینَةِ وَ أُطْلِقَ بَطْنِی (2)

فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَمَرَنِی أَنْ آخُذَ سَوِیقَ الْجَاوَرْسِ وَ أَشْرَبَهُ بِمَاءِ الْكَمُّونِ فَفَعَلْتُ فَأَمْسَكَ بَطْنِی وَ عُوفِیتُ (3).

بیان: قال ابن بیطار قال الرازی الجاورس و الدخن و الذرة فإنها عاقلة للطبیعة مجفّفة للبدن و لذلك ینتفع بها حیث یراد عقل الطبیعة و قال دیسقوریدس هو أقلّ غذاء من سائر الحبوب التی یعمل منها الخبز و إذا عمل منه خبز عقل البطن و أدرّ البول و إذا قلی و كمّد به حارّا نفع من المغص و غیره من الأوجاع انتهی.

و أقول لعل ضمّ الكمون لدفع غائلة الجاورس و ثقله و لتقویته للمعدة و تحلیله للنفخ مع أنه قد ذكر بعض الأطباء أن الجاورس قد یلیّن و یدفع ذلك ببعض الأبازیر(4).

«18»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ حُمْرَانَ

ص: 178


1- 1. الكافی: ج 6، ص 342.
2- 2. فی المصدر: فانطلق بطنی فوصف لی أبو عبد اللّٰه علیه السلام سویق الجاورس.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 345.
4- 4. الابازیر جمع الابزار و هو جمع البزر، هو كل حبّ یبذر، و ذكروا فی الفرق بین البزر و الحب ان الأصل فی الحب أن یكون فی الاكمام بخلاف البزر.

قَالَ: كَانَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَجَعُ الْبَطْنِ فَأَمَرَ أَنْ یُطْبَخَ لَهُ الْأَرُزُّ وَ یُجْعَلَ عَلَیْهِ السُّمَّاقُ فَأَكَلَهُ فَبَرَأَ(1).

أقول: سیأتی ما یناسب الباب فی باب الأرز.

باب 64 الدواء لأوجاع الحلق و الرئة و السعال و السلّ

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بِشَارَةَ قَالَ: حَجَجْتُ فَأَتَیْتُ الْمَدِینَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ فَإِذَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ جَالِسٌ فِی جَانِبِ الْبِئْرِ فَدَنَوْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ یَدَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ قَالَ كَیْفَ أَنْتَ مِنْ عِلَّتِكَ قُلْتُ شَاكِیاً بَعْدُ وَ كَانَ بِیَ السِّلُّ فَقَالَ خُذْ هَذَا الدَّوَاءَ بِالْمَدِینَةِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَی مَكَّةَ فَإِنَّكَ تُوَافِیهَا وَ قَدْ عُوفِیتَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَأَخْرَجْتُ الدَّوَاةَ وَ الْكَاغَذَ وَ أَمْلَی عَلَیْنَا یُؤْخَذُ سُنْبُلٌ وَ قَاقُلَّةٌ وَ زَعْفَرَانٌ وَ عَاقِرْقِرْحَا وَ بَنْجٌ وَ خَرْبَقٌ وَ فُلْفُلٌ أَبْیَضُ (2)

أَجْزَاءً بِالسَّوِیَّةِ وَ إِبْرِفْیُونٌ جُزْءَیْنِ یُدَقُّ وَ یُنْخَلُ بِحَرِیرَةٍ وَ یُعْجَنُ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ وَ یُسْقَی صَاحِبُ السِّلِّ مِنْهُ مِثْلَ الْحِمَّصَةِ بِمَاءٍ مُسَخَّنٍ عِنْدَ النَّوْمِ وَ إِنَّكَ لَا تَشْرَبُ ذَلِكَ إِلَّا ثَلَاثَ لَیَالٍ حَتَّی تُعَافَی مِنْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَفَعَلْتُ فَدَفَعَ عَنِّی فَعُوفِیتُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (3).

بیان: المراد بالبنج بزره أو ورقه قبل أن یعمل و یصیر مسكرا و قد یقال إنه نوع آخر غیر ما یعمل منه المسكر قال ابن بیطار فی جامعه بنج هو السیكران بالعربیة قال دیسقوریدس له قضبان غلاظ و ورق عراض صالحة الطول مشقّقة

ص: 179


1- 1. الكافی: ج 6، ص 342.
2- 2. فی المصدر: و خربق أبیض.
3- 3. الطب: 85.

الأطراف إلی السواد علیها زغب (1) و علی القضبان ثمر شبیه بالجلنار فی شكله متفرق فی طول القضبان واحد بعد واحد كل واحد منها مطبق بشی ء شبیه بالترس و هذا الثمر ملئان بزر(2) شبیه ببزر الخشخاش و هو ثلاثة أصناف.

منه ما له دهن لونه إلی لون الفرفیر و ورق شبیه بورق النبات الذی یقال له عین اللوبیا و ورق أسود و زهره شبیه بالجلنار مشوك و منه ما له زهر لونه شبیه بلون التفّاح و ورقه و زهره ألین من ورق و حمل الصنف الأول و بزر لونه إلی الحمرة شبیه ببزر النبات الذی یقال له أروسمین و هو التوذری و هذان الصنفان یجنّنان و یسبّتان (3) و هما ردیئان لا منفعة فیهما فی أعمال الطبّ.

و أما الصنف الثالث فإنه ینتفع به فی أعمال الطبّ و هو ألینها قوة و أسلسها و هو ألین فی المجس (4)

و فیه رطوبة تدبق (5) بالید و علیه شی ء فیما بین الغبار و الزغب و له زهر أبیض و بزر أبیض و ینبت فی القرب من البحر و فی الخرابات فإن لم یحضر هذا الصنف فلیستعمل بدله الصنف الذی بزره أحمر.

و أما الصنف الذی بزره أسود فینبغی أن یرفض لأنه شرّها و قد یدق الثمر مع الورق و القضبان كلها رطبة و تخرج عصارتها و تجفف فی الشمس و إنما تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إلیها و قد یؤخذ البزر علی حدته و هو یابس یدق و یرش

علیه ماء حار فی الدق و تخرج عصارته و عصارة هذا النبات هی أجود من صمغه و أشد تسكینا للوجع و قد یدق هذا النبات و یخلط بدقیق الحنطة و تعمل منه أقراص و تخزن قال و إذا أكل البنج أسبت و خلط الفكر مثل الشوكران من الطلا.

ص: 180


1- 1. الزغب بفتح المعجمتین: صغار الشعر و الریش.
2- 2. بذر شبیه ببذر ...( خ).
3- 3. أی یورثان الجنون و السبات و هو تعطل القوی كالغشی و النوم.
4- 4. المجس: موضع اللمس.
5- 5. أی تلصق.

و قال الرازی یعرض لمن شرب البنج سكر شدید و استرخاء الأعضاء و زبد یخرج من الفم و حمرة فی العین.

و قال عیسی بن علی من شرب من بزر البنج الأسود درهمین قتله و یعرض لشاربه ذهاب العقل و برد البدن كله و صفرة اللون و جفاف اللسان و ظلمة فی العین (1) و ضیق نفس شدید و شبیه بالجنون و امتناع الكلام.

و قال جالینوس أما البنج الذی بزره أسود فهو یحرك جنونا أو سباتا و الذی بزره أیضا أحمر حمرة معتدلة هو قریب من هذا فی القوة و لذلك ینبغی للإنسان أن یتوقاهما جمیعا و یحذرهما و یجانبهما مجانبة من لا ینتفع به و أما البنج الأبیض البزر و الزهرة فهو أنفع الأشیاء فی علاج الطب و كأنه فی الدرجة الثالثة من درجات الأشیاء التی تبرد انتهی.

و أبرفیون معرب فربیون و یقال له فرفیون قالوا هو صمغ المازربون حارّ یابس فی الرابعة و قیل یابس فی الثالثة الشربة منه قیراط إلی دانق یخرج البلغم من الوركین و الظهر و الأمعاء و یفید عرق النَّسَا و القولنج.

«2»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَدَّ وَ سَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَاجَةً(2)

فَقَضَاهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ لِی وَ أَنْتَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْكُو إِلَیْكَ السُّعَالَ الشَّدِیدَ فَقَالَ أَ حَدِیثٌ أَمْ عَتِیقٌ قُلْتُ كِلَاهُمَا قَالَ خُذْ فُلْفُلًا أَبْیَضَ جُزْءاً وَ إِبْرِفْیُونَ جُزْءَیْنِ وَ خَرْبَقاً أَبْیَضَ جُزْءاً وَاحِداً وَ مِنَ السُّنْبُلِ جُزْءاً وَ مِنَ الْقَاقُلَّةِ جُزْءاً وَاحِداً وَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ جُزْءاً وَ مِنَ الْبَنْجِ جُزْءاً وَ یُنْخَلُ (3)

بِحَرِیرَةٍ وَ یُعْجَنُ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ مِثْلَ وَزْنِهِ وَ تُتَّخَذُ

ص: 181


1- 1. فی العینین( خ).
2- 2. فی المصدر: حاجته.
3- 3. فی المصدر: تنخل بحریرة و تعجن.

لِلسُّعَالِ الْعَتِیقِ وَ الْحَدِیثِ مِنْهُ حَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِمَاءِ الرَّازِیَانَجِ عِنْدَ الْمَنَامِ وَ لْیَكُنِ الْمَاءُ فَاتِراً لَا بَارِداً فَإِنَّهُ یَقْلَعُهُ مِنْ أَصْلِهِ (1).

«3»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السُّعَالَ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ خُذْ فِی رَاحَتِكَ شَیْئاً مِنْ كَاشِمٍ وَ مِثْلَهُ مِنْ سُكَّرٍ فَاسْتَفَّهُ یَوْماً أَوْ یَوْمَیْنِ قَالَ ابْنُ أُذَیْنَةَ فَلَقِیتُ الرَّجُلَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا مَرَّةً(2)

حَتَّی ذَهَبَ (3).

بیان: الكاشم الأنجدان الرومی ذكره الفیروزآبادی و قال الأطباء إنه حارّ یابس فی الثالثة و كأنه كان سعاله بلغمیّا باردا مع أنه یمكن أن یكون لیبسه یمنع انصباب الأخلاط إلی الرئة و قال فی القانون ینفع من الدُّبیلات الباطنة.

«4»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْكِلَابِیِّ الْبَصْرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْبَزَّازِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا وَجَدْنَا لِوَجَعِ الْحَلْقِ مِثْلَ حَسْوِ اللَّبَنِ (4).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ یُصِیبُنِی رَبْوٌ شَدِیدٌ إِذَا مَشَیْتُ حَتَّی لَرُبَّمَا جَلَسْتُ فِی مَسَافَةِ مَا بَیْنَ دَارِی وَ دَارِكَ فِی مَوْضِعَیْنِ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ اشْرَبْ لَهُ أَبْوَالَ اللِّقَاحِ قَالَ فَشَرِبْتُ ذَلِكَ فَمَسَحَ اللَّهُ دَائِی (5).

بیان: قال الجوهری الربو النفس العالی و قال اللقاح بالكسر الإبل بأعیانها الواحدة لقوح و هی الحلوب.

ص: 182


1- 1. الطب: 86.
2- 2. فی المصدر: مرة واحدة.
3- 3. روضة الكافی: 262.
4- 4. الطب: 89.
5- 5. الطب: 103.
باب 65 الزكام

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ سَعِیدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْمُزَنِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی یَحْیَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَیْهِ الزُّكَامَ فَقَالَ صُنْعٌ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ وَ جُنْدٌ مِنْ جُنْدِ اللَّهِ (1) بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی عِلَّةٍ فِی بَدَنِكَ لِیَقْلَعَهَا فَإِذَا قَلَعَهَا فَعَلَیْكَ بِوَزْنِ دَانِقِ شُونِیزٍ وَ نِصْفِ دَانِقِ كُنْدُسٍ یُدَقُّ وَ یُنْفَخُ فِی الْأَنْفِ فَإِنَّهُ یَذْهَبُ بِالزُّكَامِ وَ إِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَا تُعَالِجَهُ بِشَیْ ءٍ فَافْعَلْ فَإِنَّ فِیهِ مَنَافِعَ كَثِیرَةً(2).

بیان: الكندس بالفارسیة بالشین المعجمة قال فی القاموس الكندس عروق نبات داخله أصفر و خارجه أسود مقیئ و مسهل جلاء للبهق و إذا سحق و نفخ فی الأنف عطس و أنار البصر الكلیل و أزال العشا انتهی.

و قال ابن البیطار شجرته فیما یقال شبیهة بالكنكر و قال بذیغورس خاصیته قطع البلغم و المرة السوداء الغلیظة و یحلل الریاح من الخیاشیم.

و قال حبیش بن الحسن فی الحرارة من أول الدرجة الرابعة و فی الیبوسة من آخر الدرجة الثالثة هو دواء شدید الحرارة و شربه خطر عظیم.

و قال ماسرجویه الكندس حدید الطعم و إذا سحق و نفخ فی الأنف هیج العطاس و إذا شرب منه مقدار ما ینبغی قیأ الإنسان جدا.

و قال الكندی كان أبو نصر لا یبصر القمر و لا الكوكب باللیل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأی الكوكب بعض الرؤیة فی أول لیلة و فی الثالثة برئ تاما و جرَّبه غیره فكان كذلك و هو جید للعشا جدا.

«2»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ

ص: 183


1- 1. فی المصدر: جنود اللّٰه.
2- 2. الطب: 64.

حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَدِّبِ أَوْلَادِهِ إِذَا أُزْكِمَ (1)

أَحَدٌ مِنْ أَوْلَادِی أَعْلِمْنِی فَكَانَ الْمُؤَدِّبُ یُعْلِمُهُ فَلَا یَرُدُّ عَلَیْهِ شَیْئاً فَیَقُولُ الْمُؤَدِّبُ أَمَرْتَنِی أَنْ أُعْلِمَكَ بِهَذَا فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَیَّ شَیْئاً قَالَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ بِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا هَاجَ دَفَعَهُ اللَّهُ بِالزُّكَامِ (2).

«3»- الْمَكَارِمُ، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الزُّكَامُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَبْعَثُهُ عَلَی الدَّاءِ فَیُنْزِلُهُ إِنْزَالًا(3).

«4»- وَ رُوِیَ فِی الزُّكَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَأْخُذُ دُهْنَ بَنَفْسَجٍ فِی قُطْنَةٍ فَاحْتَمِلْهُ فِی سِفْلَتِكَ عِنْدَ مَنَامِكَ فَإِنَّهُ نَافِعٌ لِلزُّكَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (4).

«5»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الزُّكَامُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَبْعَثُهُ عَلَی الدَّاءِ فَیُزِیلُهُ (5).

«6»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَ فِیهِ عِرْقَانِ عِرْقٌ فِی رَأْسِهِ یُهَیِّجُ الْجُذَامَ وَ عِرْقٌ فِی بَدَنِهِ یُهَیِّجُ الْبَرَصَ (6)

فَإِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی الرَّأْسِ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الزُّكَامَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ وَ إِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی الْجَسَدِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ الدَّمَامِیلَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ فَإِذَا رَأَی أَحَدُكُمْ بِهِ زُكَاماً وَ دَمَامِیلَ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ قَالَ الزُّكَامُ فُضُولٌ فِی الرَّأْسِ.

«7»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ إِنْسَانٍ إِلَّا وَ فِی رَأْسِهِ عِرْقٌ

ص: 184


1- 1. فی المصدر: إذا زكم أحد من أولادی فأعلمنی.
2- 2. الطب: 107.
3- 3. المكارم: 435.
4- 4. المكارم: 435.
5- 5. روضة الكافی: 382.
6- 6. روضة الكافی: 382.

مِنْ جُذَامٍ فَیَبْعَثُ اللَّهُ عَلَیْهِ الزُّكَامَ فَیُذِیبُهُ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْیَدَعْهُ وَ لَا یُدَاوِیهِ حَتَّی یَكُونَ اللَّهُ یُدَاوِیهِ.

«8»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ وَ النَّوْفَلِیِّ وَ غَیْرِهِمَا یَرْفَعُونَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَتَدَاوَی مِنَ الزُّكَامِ وَ یَقُولُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ بِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّكَامُ قَمَعَهُ (1).

«9»- الْخِصَالُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْهَمَدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لِأَرْبَعَةٍ الزُّكَامَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ لَا تَكْرَهُوا الدَّمَامِیلَ فَإِنَّهَا أَمَانٌ مِنَ الْبَرَصِ وَ لَا تَكْرَهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْعَمَی وَ لَا تَكْرَهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْفَالِجِ (2).

أقول: قال فی النهایة فیه الحزاءة تشربها أكایس النساء للطشّة هی داء یصیب الناس كالزكام سمیت طشّة لأنه إذا استنثر(3)

صاحبها طش كما یطش المطر و هو الضعیف القلیل منه.

ص: 185


1- 1. روضة الكافی: 382.
2- 2. الخصال: 97.
3- 3. استنثر: استنشق الماء.
باب 66 معالجة الریاح الموجعة

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ جَابِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كَتَبَ جَابِرُ بْنُ حَیَّانَ (1)

الصُّوفِیُّ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ (2)

یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنَعَتْنِی رِیحٌ شَابِكَةٌ شَبَكَتْ بَیْنَ قَرْنِی إِلَی قَدَمِی فَادْعُ اللَّهَ لِی فَدَعَا لَهُ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ عَلَیْكَ بِسُعُوطِ الْعَنْبَرِ وَ الزَّنْبَقِ عَلَی الرِّیقِ تُعَافَی مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ (3).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رِیَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِ الرِّضَا علیهما السلام فَذُكِرَ أَنَّ شَبِیبَ بْنَ جَابِرٍ ضَرَبَتْهُ الرِّیحُ الْخَبِیثَةُ فَمَالَتْ بِوَجْهِهِ وَ عَیْنِهِ فَقَالَ یُؤْخَذُ لَهُ الْقَرَنْفُلُ خَمْسَةَ مَثَاقِیلَ فَیُصَیَّرُ فِی قِنِّینَةٍ یَابِسَةٍ وَ یُضَمُّ رَأْسُهَا ضَمّاً شَدِیداً ثُمَّ تُطَیَّنُ وَ تُوضَعُ فِی الشَّمْسِ قَدْرَ یَوْمٍ فِی الصَّیْفِ وَ فِی الشِّتَاءِ قَدْرَ یَوْمَیْنِ ثُمَّ یُخْرِجُهُ فَیَسْحَقُهُ سَحْقاً نَاعِماً ثُمَّ یُدِیفُهُ (4)

بِمَاءِ الْمَطَرِ حَتَّی یَصِیرَ بِمَنْزِلَةِ الْخَلُوقِ ثُمَّ یَسْتَلْقِی عَلَی قَفَاهُ وَ یَطْلِی ذَلِكَ الْقَرَنْفُلَ الْمَسْحُوقَ عَلَی الشِّقِّ الْمَائِلِ وَ لَا یَزَالُ مُسْتَلْقِیاً حَتَّی یَجُفَّ الْقَرَنْفُلُ فَإِنَّهُ إِذَا جَفَّ رَفَعَ (5) اللَّهُ عَنْهُ وَ عَادَ إِلَی أَحْسَنِ عَادَاتِهِ (6)

ص: 186


1- 1. فی بعض النسخ: جابر بن حسان.
2- 2. فی المصدر: قال.
3- 3. الطب: 70.
4- 4. أداف الدواء: خلطه، اذا به فی الماء و ضربه فیه لیخثر.
5- 5. رفعه اللّٰه( خ).
6- 6. فی المصدر: عادته.

بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ فَابْتَدَرَ إِلَیْهِ أَصْحَابُنَا فَبَشَّرُوهُ بِذَلِكَ فَعَالَجَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ فَعَادَ إِلَی أَحْسَنِ مَا كَانَ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَی (1).

بیان: فی القاموس القنینة كسكّینة إناء زجاج للشراب.

«3»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام یَقُولُ: مِنَ الرِّیحِ الشَّابِكَةِ وَ الْحَامِ وَ الْإِبْرِدَةِ فِی الْمَفَاصِلِ تَأْخُذُ كَفَّ حُلْبَةٍ وَ كَفَّ تِینٍ یَابِسٍ تَغْمُرُهُمَا بِالْمَاءِ وَ تَطْبُخُهُمَا فِی قِدْرٍ نَظِیفَةٍ ثُمَّ تُصَفِّی ثُمَّ تُبَرِّدُ ثُمَّ تَشْرَبُهُ یَوْماً وَ تَغِبُّ یَوْماً حَتَّی تَشْرَبَ تَمَامَ أَیَّامِكَ قَدْرَ قَدَحٍ رُومِیٍ (2).

توضیح: كأن المراد بالشابكة الریح التی تحدث فیما بین الجلد و اللحم فتشبك بینهما أو الریح التی تحدث فی الظهر و أمثاله شبیهة بالقولنج فلا یقدر الإنسان أن یتحرك و الحام لم نعرف له معنی و كأنه بالخاء المعجمة أی البلغم الخام الذی لم ینضج أو المراد الریح اللازمة من حام الطیر علی الشی ء أی دوم و الإبردة قال الفیروزآبادی هی برد فی الجوف و قال فی النهایة بكسر الهمزة و الراء علة معروفة من غلبة البرد و الرطوبة یفتر عن الجماع.

و فی القانون الحلبة حار فی آخر الأولی یابس فی الأولی و لا تخلو عن رطوبة غریبة منضجة ملیّنة یحلل الأورام البلغمیة و الصلبة و یلین الدبیلات و ینضجها و یصفی الصوت و یلین الصدر و الحلق و یسكن السعال و الربو خصوصا إذا طبخ بعسل أو تمر أو تین و الأجود أن یجمع مع تمر لجیم [لحیم] و یؤخذ عصیرهما فیخلط بعسل كثیر و یثخن علی الجمر تثخینا معتدلا و یتناول قبل الطعام بمدة طویلة و طبیخها بالخل ینفع ضعف المعدة و طبیخها بالماء جید للزحیر و الإسهال.

ص: 187


1- 1. الطب: 70.
2- 2. روضة الكافی: 191، و فیه« قدح روی».
باب 67 علاج تقطیر البول و وجع المثانة و الحصاة

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ(1) عَنْ أَبِیهِ قَالَ: شَكَا عَمْرٌو الْأَفْرَقُ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام تَقْطِیرَ الْبَوْلِ فَقَالَ خُذِ(2)

الْحَرْمَلَ وَ اغْسِلْهُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ سِتَّ مَرَّاتٍ وَ بِالْمَاءِ الْحَارِّ مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ یُجَفَّفُ فِی الظِّلِّ ثُمَّ یُلَتُّ بِدُهْنِ حَلٍ (3) خَالِصٍ ثُمَّ یُسْتَفُّ عَلَی الرِّیقِ سَفّاً فَإِنَّهُ یَقْطَعُ التَّقْطِیرَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (4).

بیان: قال ابن بیطار الحرمل أبیض و أحمر فالأبیض هو الحرمل العربی و یسمی بالیونانیة مولی و الأحمر هو الحرمل العامیّ و یسمی بالفارسیة الإسفند قال جالینوس قوته لطیفة حارة فی الدرجة الثالثة و لذلك صار یقطع الأخلاط اللزجة و یخرجها بالبول و قال مسیح الدمشقی یخرج حب القرع من البطن و ینفع من القولنج و عرق النسا و وجع الورك إذا نطل بمائه و یجلو ما فی الصدر و الرئة من البلغم اللزج و یحلّل الریاح العارضة فی الأمعاء و قال الرازی یدرّ الطمث و البول.

و قال حبیش یقی ء و یسكر مثل ما یسكر الخمر أو قریبا من ذلك یؤخذ من حبّه خمسة عشر درهما فیغسل بالماء العذب مرارا ثم یجفف و یدقّ فی الهاون

ص: 188


1- 1. فی المصدر: محمّد بن أبی بصیر.
2- 2. اخذ( خ).
3- 3. كذا، و یأتی تفسیره بدهن السمسم، و لعلّ الصواب« الجل» بالجیم و هو الورد و دهنه معروف.
4- 4. الطب: 68.

و ینخل بمنخل ضیّق و یصبّ علیه من الماء المغلیّ أربع أواقی و یساط فی الهاون بعود و یصفی بخرقة ضیقة و یرمی بثفله ثم یصبّ علی ذلك الماء من العسل ثلاث أواقی و من دهن الحل أوقیتان و یستعمل فإنه یقیئ قیئا كثیرا.

و قال غیره إذا استف منه زنة مثقال و نصف غیر مسحوق اثنتی عشرة لیلة شفی عرق النسا مجرب انتهی. و الحلّ دهن السمسم.

«2»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَرَازِینِیِ (1)

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَحَدِهِمْ علیه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لِأَخٍ لِیَ ابْتُلِیَ بِالْحَصَاةِ لَا یَنَامُ فَقَالَ لِیَ ارْجِعْ فَخُذْ لَهُ مِنَ الْإِهْلِیلَجِ الْأَسْوَدِ وَ الْبَلِیلَجِ وَ الْأَمْلَجِ وَ خُذِ الْكُورَ وَ الْفُلْفُلَ وَ الدَّارْفُلْفُلَ وَ الدَّارْچِینِیَ (2) وَ زَنْجَبِیلَ وَ شَقَاقُلَ وَ وَجَّ وَ أَنِیسُونَ وَ خُوْلَنْجَانَ أَجْزَاءً سَوَاءً یُدَقُّ وَ یُنْخَلُ وَ یُلَتُّ بِسَمْنِ بَقَرٍ حَدِیثٍ ثُمَّ یُعْجَنُ جَمِیعُ ذَلِكَ بِوَزْنِهِ مَرَّتَیْنِ مِنْ عَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ أَوْ فَانِیذٍ جَیِّدٍ الشَّرْبَةُ مِنْهُ مِثْلُ الْبُنْدُقَةِ أَوْ عَفْصَةٍ(3).

بیان: الكور بالراء المهملة و هو بالضم المقل و هو صمغ شجرة تكون فی بلاد العرب.

قال ابن بیطار عن جالینوس قد یظن بالمقل العربی أنه یفتت الحصاة المتولدة فی الكلیتین إذا شرب و یدرّ البول و یذهب الریاح الغلیظة التی لم تنضج و یطردها و فی القاموس الشقاقل عرق شجر هندی یربّی فیلین فیهیج الباه انتهی.

و الوجّ بالفتح هو أصل نبات ینبت فی الحیاض و شطوط المیاه حارّ یابس فی الثالثة یلطف الأخلاط الغلیظة أو یدرّ البول و یزیل صلابة الطحال و ینفع أوجاع الجنب و الصدر و المغص و أنیسون دواء معروف ذكروا أنه حار یابس فی الثالثة محلل للریاح و یدر للبول و الحیض یزیل سدّة الكبد و الطحال و قال ابن سینا یفتح سدد الكلی و المثانة و الرحم و اللتّ الدقّ و الفت و السحق و الخلط.

ص: 189


1- 1. فی المصدر: الخرازی.
2- 2. فیه: الدارصینی.
3- 3. الطب: 72.

و الفانیذ كأنه الذی یقال بالفارسیة شكر پنیر و شبهه من الأقرا صلی اللّٰه علیه و آله.

و قال فی بحر الجواهر هو صنف من السكر أحمر اللون حار رطب فی الأولی. و الفانیذ السنجری هو الجید منه لا دقیق له و الخزائنی دونه و فی القاموس العفص شجرة من البلوط تحمل سنة بلوطا و تحمل سنة عفصا.

أقول: هو الذی یقال له بالفارسیة مازو.

باب 68 معالجة أوجاع المفاصل و عرق النسا

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ بِسْطَامَ قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِیَاحٍ الْمُتَطَبِّبُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَی الْإِمَامِ لِعِرْقِ النَّسَا قَالَ یَأْخُذُ قُلَامَةَ ظُفُرِ مَنْ بِهِ عِرْقُ النَّسَا فَیَعْقِدُهَا عَلَی مَوْضِعِ الْعِرْقِ فَإِنَّهُ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ سَهْلٌ حَاضِرُ النَّفْعِ وَ إِذَا غَلَبَ عَلَی صَاحِبِهِ وَ اشْتَدَّ ضَرَبَانُهُ یَأْخُذُ تِكَّتَیْنِ فَیَعْقِدُهُمَا وَ یَشُدُّ فِیهِمَا الْفَخِذَ الَّذِی بِهِ عِرْقُ النَّسَا مِنَ الْوَرِكِ إِلَی الْقَدَمِ شَدّاً

شَدِیداً أَشَدَّ مَا یُقْدَرُ عَلَیْهِ حَتَّی یَكَادَ یُغْشَی عَلَیْهِ یُفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمَّ یَعْمِدُ إِلَی بَاطِنِ خَصْرِ(1) الْقَدَمِ الَّتِی فِیهَا الْوَجَعُ فَیَشُدُّهَا ثُمَّ یَعْصِرُهُ عَصْراً شَدِیداً فَإِنَّهُ یَخْرُجُ مِنْهُ دَمٌ أَسْوَدُ ثُمَّ یُحْشَی بِالْمِلْحِ وَ الزَّیْتِ فَإِنَّهُ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).

ص: 190


1- 1. خصر القدم: اخمصها.
2- 2. الطب: 76.
باب 69 علاج الجراحات و القروح و علة الجدری

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْعِیصِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْبَاقِرِ علیهم السلام: لِلْجُرْحِ قَالَ تَأْخُذُ قِیراً طَرِیّاً وَ مِثْلُهُ شَحْمُ مَعْزٍ طَرِیٌّ ثُمَّ تَأْخُذُ خِرْقَةً جَدِیدَةً أَوْ بُسْتُوقَةً جَدِیدَةً فَتَطْلِی ظَاهِرَهَا بِالْقِیرِ ثُمَّ تَضَعُهَا عَلَی قِطَعِ لَبِنٍ وَ تَجْعَلُ تَحْتَهَا نَاراً لَیِّنَةً مَا بَیْنَ الْأُولَی إِلَی الْعَصْرِ ثُمَّ تَأْخُذُ كَتَّاناً بَالِیاً وَ تَضَعُهُ عَلَی یَدِكَ وَ تَطْلِی الْقِیرَ عَلَیْهِ وَ تَطْلِیهِ عَلَی الْجُرْحِ وَ لَوْ كَانَ الْجُرْحُ لَهُ قَعْرٌ كَبِیرٌ فَافْتَلَّ الْكَتَّانَ وَ صُبَّ الْقِیرَ فِی الْجُرْحِ صَبّاً ثُمَّ دُسَّ فِیهِ الْفَتِیلَةَ(1).

بیان: قیرا طریا فی بعض النسخ قعر قیر أی أصله و داخله و الدس الإخفاء.

«2»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّالَقَانِیِّ قَالَ: مَرِضَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ خُرَاجٍ خَرَجَ بِهِ فَأَشْرَفَ عَلَی الْمَوْتِ فَلَمْ یَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ یَمَسَّهُ بِحَدِیدَةٍ فَنَذَرَتْ أُمُّهُ إِنْ عُوفِیَ أَنْ یَحْمِلَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام مَالًا جَلِیلًا مِنْ مَالِهَا فَقَالَ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ لِلْمُتَوَكِّلِ لَوْ بَعَثْتَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَسَأَلْتَهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ عِنْدَهُ صِفَةُ شَیْ ءٍ یُفَرِّجُ اللَّهُ بِهِ عَنْكَ فَقَالَ ابْعَثُوا إِلَیْهِ فَمَضَی الرَّسُولُ وَ رَجَعَ وَ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام خُذُوا كُسْبَ الْغَنَمِ وَ دِیفُوهُ بِمَاءِ الْوَرْدِ وَ ضَعُوهُ عَلَی الْخُرَاجِ فَإِنَّهُ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ فَجَعَلَ مَنْ بِحَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ یَهْزَأُ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ لَهُمُ الْفَتْحُ وَ مَا یَضُرُّ مِنْ تَجْرِبَةِ مَا قَالَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرْجُو الصَّلَاحَ فَأُحْضِرَ الْكُسْبُ وَ دِیفَ بِمَاءِ الْوَرْدِ وَ وُضِعَ عَلَی الْخُرَاجِ فَانْفَتَحَ وَ خَرَجَ مَا كَانَ فِیهِ وَ بُشِّرَتْ أُمُّ الْمُتَوَكِّلِ بِعَافِیَتِهِ فَحَمَلَتْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ تَحْتَ خَتْمِهَا وَ اسْتَقَلَّ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ عِلَّتِهِ.

ص: 191


1- 1. الطب: 139.

أقول: تمامه فی أبواب تاریخه علیه السلام.

بیان: المراد بالكُسْب ما تلبّد(1)

تحت أرجل الغنم من روثها قال فی القاموس الكسب بالضم عصارة الدهن و قال الدوف الخلط و البلّ بماء و نحوه.

«3»- الْعِلَلُ،: لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عِلَّةُ الْجُدَرِیِّ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَتِ الْحَبَشَةُ بِالْفِیلِ لِیَهْدِمُوا بِهِ الْكَعْبَةَ فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ طَیْراً أَبَابِیلَ مَعَ كُلِّ طَیْرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ حَجَرَانِ فِی مَخَالِیبِهِ وَ حَجَرٌ فِی مِنْقَارِهِ فَكَانَتْ تَرْمِیهِمْ فَتَقَعُ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ تَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ حَتَّی مَاتُوا وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِی الدُّنْیَا أَصَابَهُمُ الْجُدَرِیُّ وَ انْتَفَخَتْ أَبْدَانُهُمْ وَ نَضِجَتْ حَتَّی هَلَكُوا فَهَذَا هُوَ الْجُدَرِیُّ ثُمَّ تَوَالَدَ النَّاسُ عَنْهَا.

«4»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، قَالَ رَوَی الْوَاحِدِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِیِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ وَ كُسِرَتْ رَبَاعِیَتُهُ وَ هُشِمَتِ الْبَیْضَةُ عَلَی رَأْسِهِ وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُهُ علیها السلام تَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَسْكُبُ عَلَیْهَا بِالْمِجَنِّ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا یَزِیدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِیرٍ فَأَحْرَقَتْ حَتَّی إِذَا صَارَ رَمَاداً أَلْزَمَتْهُ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.

تأیید قال بعض أحاذق الأطباء رماد البردی له فعل قوی فی حبس الدم لأن فیه تجفیفا قویا و قلة لدغ فإن الأشیاء القویة التجفیف إذا كان فیها لدغ ربما عادت و هیجت الدم و جلبت الورم و هذا الرماد إذا نفخ وحده أو مع الخل فی أنف الراعف قطع رعافه و قد یدخل فی حقن قروح الأمعاء.

و القرطاس المصری یجری هذا المجری و قد شكره جالینوس و كثیرا ما یقطع به الدم و هذا القرطاس المصری الذی یذكره جالینوس كان قدیما یعمل من البردی و أما الیوم فلا و البردی بارد یابس فی الثانیة و رماده یمنع القروح الخبیثة أن تسعی.

ص: 192


1- 1. أی التصق بعضه ببعض فصار كاللبد.

و أقول و روی هذه (1)

الروایة الشیخ أبو الحسن علی بن عبد الكریم الحموی فی كتاب الأحكام النبویة فی الصناعة الطبیة هذا الحدیث نقلا عن الصحیحین عن أبی حازم عن سهل بن سعد مثله.

ثم قال المؤلف المراد هاهنا الحصیر المعمول من البردی ورق نبات ینبت فی المیاه یكون فی وسطه عسلوج طویل أخضر مائل إلی البیاض و لرماده فعل قوی فی حبس الدم.

ثم ذكر نحوا مما مر إلی أن قال قال ابن سینا ینفع من النزف و یمنعه و یذر علی الجراحات الطریة فیدملها و القرطاس المصری كان قدیما یعمل منه و مزاجه بارد یابس و رماده نافع من أكلة الفم و یحبس نفث الدم و یمنع القروح الخبیثة أن تسعی.

و المجن الترس الذی یستتر به و منه سمیت الجن لاستتارهم عن أعین الناس و الجنة جنة لاستتارها بالأورق.

ص: 193


1- 1. كذا، و الظاهر زیادة لفظة« هذه الروایة» او« هذا الحدیث».
باب 70 الدواء لوجع البطن و الظهر

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَبْدُ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنُ ابْنَا بِسْطَامَ قَالا: أَمْلَی عَلَیْنَا أَحْمَدُ بْنُ رِیَاحٍ الْمُتَطَبِّبُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَی الْإِمَامِ علیه السلام فَرَضِیَهَا لِوَجَعِ الْبَطْنِ وَ الظَّهْرِ قَالَ تَأْخُذُ لُبْنَی عَسَلٍ یَابِسٍ وَ أَصْلَ الْأَنْجُدَانِ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ عَشَرَةَ مَثَاقِیلَ وَ مِنَ الْأَفْتِیمُونِ

مِثْقَالَیْنِ یُدَقُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَی حِدَةٍ وَ یُنْخَلُ بِحَرِیرٍ(1)

أَوْ بِخِرْقَةٍ ضَیِّقَةٍ خَلَا الْأَفْتِیمُونَ فَإِنَّهُ لَا یَحْتَاجُ أَنْ یُنْخَلَ بَلْ یُدَقُّ دَقّاً نَاعِماً وَ یُعْجَنُ جَمِیعاً بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ وَ الشَّرْبَةُ مِنْهُ مِثْقَالَیْنِ (2)

إِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ بِمَاءٍ فَاتِرٍ(3).

بیان: قال ابن بیطار نقلا عن الخلیل بن أحمد اللبنی شجر له لبن كالعسل یقال له عسل اللبنی و قال مرة أخری عسل اللبنی یشبه العسل لا حلاوة له یتخذ من شجر اللبنی.

قال و قال أبو حنیفة حلب من حلب شجرة كالدودم و لذاك سمیت المیعة لانمیاعها و ذوبها.

و قال الرازی فی الحاوی اللبنی هی المیعة.

و قال قال إسحاق بن عمران شجرة المیعة شجرة جلیلة و قشرها المیعة الیابسة و منه تستخرج المیعة السائلة و صمغ هذه الشجرة هو اللبنی و هو میعة الرهبان و هو صمغ أبیض شدید البیاض.

و قال أبو جریح المیعة صمغة تسیل من شجرة تكون ببلاد الروم تحلب منه

ص: 194


1- 1. فی المصدر: بحریرة او بخرقة صفیفة.
2- 2. مثقالان( خ).
3- 3. الطب: 78.

فتؤخذ و تطبخ و یعتصر أیضا من لحی تلك الشجرة فما عصر سمی میعة سائلة و یبقی الثخین فیسمی میعة یابسة.

و قال جالینوس المیعة تسخن و تلین و تنضج و لذلك صارت تشفی السعال و الزكام و النوازل و البحوحة و تحدر الطمث إذا شربت و إذا احتملت من أسفل.

و قال حبیش بن الحسن تنفع من الریاح الغلیظة و تشبك الأعضاء إذا شربت أو طلیت من خارج البدن انتهی و فی القاموس اللبنی كبشری.

و فی بحر الجواهر الأنجدان معرب أنكدان و هو نبات أبیض اللون و أسود و الأسود لا یؤكل و الحلتیت صمغه حار یابس فی الثالثة ملطف هذاب بقوة أصله و قال أفتیمون هو بزر و زهر و قضبان صغار و هو خریف الطعم و هو أقوی من الحاشا و قیل هو نوع منه حار یابس فی الثالثة و قیل یابس فی آخر الأولی یسهل السوداء و البلغم و الصفراء و إسهاله للسوداء أكثر.

«2»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: مَنْ تَغَیَّرَ عَلَیْهِ مَاءُ الظَّهْرِ فَلْیَنْفَعْ لَهُ اللَّبَنُ الْحَلِیبُ وَ الْعَسَلُ (1).

بیان: تغیر ماء الظهر كنایة عن عدم حصول الولد منه و الحلیب احتراز عن الماست فإنه یطلق علیه اللبن أیضا.

قال الجوهری الحلیب اللبن المحلوب.

ص: 195


1- 1. روضة الكافی: 191. و لا یخفی ان هذه الروایة غیر مرتبطة بهذا الباب.
باب 71 معالجة البواسیر و بعض النوادر

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: رَأَیْتُ دَایَةَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تُلْقِمُهُ الْأَرُزَّ وَ تَضْرِبُهُ عَلَیْهِ فَغَمَّنِی ذَلِكَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنِّی أَحْسَبُكَ غَمَّكَ الَّذِی رَأَیْتَهُ مِنْ دَایَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی نَعَمْ نِعْمَ الطَّعَامُ الْأَرُزُّ یُوَسِّعُ الْأَمْعَاءَ وَ یَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ وَ إِنَّا لَنَغْبِطُ أَهْلَ الْعِرَاقِ بِأَكْلِهِمُ الْأَرُزَّ وَ الْبُسْرَ فَإِنَّهُمَا یُوَسِّعَانِ الْأَمْعَاءَ وَ یَقْطَعَانِ الْبَوَاسِیرَ(1).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عِیسَی عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْكُرَّاثُ یَقْمَعُ الْبَوَاسِیرَ وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ لِمَنْ أَدْمَنَهُ.

تأیید قال فی القانون الكرّاث منه شامی و منه نبطی و منه الذی یقال له الكراث البری و هو بین الكراث و الثوم و هو بالدواء أشبه منه بالطعام و النبطی أدخل فی المعالجات من الشامی حار فی الثالثة یابس فی الثانیة و البریّ أحرّ و أیبس و لذلك هو أردأ إلی أن قال و ینفع البواسیر مسلوقه مأكولا و ضمادا و یحرك الباه و بزره مقلوا مع حب الآس للزحیر و دم المقعدة.

و قال صاحب بحر الجواهر منه بستانی و منه بری حار یابس فی الثالثة و هو أقل إسخانا و تصدیعا و إظلاما للبصر من الثوم و البصل بطی ء الهضم ردی ء للمعدة یولد كیموسا ردیئا و فیه قبض قلیل ینفع البواسیر إذا سلق فی الماء مرارا ثم جعل فی الماء البارد و طحن بزیت و قال ابن بیطار نقلا عن ابن ماسة إذا أكل الكراث أو شرب طبیخه نفع من البواسیر الباردة.

و عن ماسرجویه إذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسیر و عن ابن

ص: 196


1- 1. المحاسن: 504.

ماسویه إن قلی مع الحُرْف نفع من البواسیر.

«3»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی دَاوُدَ: عَنْ رَجُلٍ رَأَی أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام بِخُرَاسَانَ یَأْكُلُ الْكُرَّاثَ فِی الْبُسْتَانِ كَمَا هُوَ فَقِیلَ إِنَّ فِیهِ السَّمَادَ فَقَالَ لَا یَعْلَقُ (1) مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ هُوَ جَیِّدٌ لِلْبَوَاسِیرِ(2).

«4»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ یَزِیدَ الصَّیْقَلِ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ بِهِ الْبَوَاسِیرُ الشَّدِیدُ وَ قَدْ وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ سُكُرُّجَةٌ مِنْ نَبِیذٍ صُلْبٍ لَا یُرِیدُ بِهِ اللَّذَّةَ وَ لَكِنْ یُرِیدُ بِهِ الدَّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرْعَةً قُلْتُ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُ حَرَامٌ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ فِی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَهُ دَوَاءً وَ لَا شِفَاءً خُذْ كُرَّاثاً بَیْضَاءَ(3)

فَتَقْطَعُ رَأْسَهُ الْأَبْیَضَ وَ لَا تَغْسِلُهُ وَ تَقْطَعُهُ صِغَاراً صِغَاراً وَ تَأْخُذُ سَنَاماً فَتُذِیبُهُ وَ تُلْقِیهِ عَلَی الْكُرَّاثِ تَأْخُذُ عَشْرَ جَوْزَاتٍ فَتُقَشِّرُهَا وَ تَدُقُّهَا مَعَ وَزْنِ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ جُبُنّاً فَارِسِیّاً وَ تَغْلِی الْكُرَّاثَ (4)

فَإِذَا نَضِجَ أَلْقَیْتَ عَلَیْهِ الْجَوْزَ وَ الْجُبُنَّ ثُمَّ أَنْزَلْتَهُ عَنِ النَّارِ فَأَكَلْتَهُ عَلَی الرِّیقِ بِالْخُبْزِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَوْ سَبْعَةً وَ تَحْتَمِی عَنْ غَیْرِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَ تَأْخُذُ بَعْدَهَا أَبْهَلَ مُحَمَّصاً قَلِیلًا بِخُبْزٍ وَ جَوْزٍ مُقَشَّرٍ بَعْدَ السَّنَامِ وَ الْكُرَّاثِ تَأْخُذُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ نِصْفَ أُوقِیَّةٍ دُهْنَ الشَّیْرَجِ عَلَی الرِّیقِ وَ أُوقِیَّةً كُنْدُرَ ذَكَرٍ تَدُقُّهُ وَ تَسْتَفُّهُ وَ تَأْخُذُ بَعْدَهُ نِصْفَ أُوقِیَّةِ شَیْرَجٍ آخَرَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ تُؤَخِّرُ أَكْلَكَ إِلَی بَعْدِ الظُّهْرِ تَبْرَأُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (5).

توضیح: قال فی النهایة فیه لا أكل فی سكرجة هی بضم السین و الكاف

ص: 197


1- 1. فی المصدر: لا یعلق به منه شی ء.
2- 2. المحاسن: 512.
3- 3. فی بعض النسخ:« نبطیا».
4- 4. زاد فی المصدر: علی النار.
5- 5. الطب: 32.

و الراء و التشدید إناء صغیر یؤكل فیه الشی ء القلیل من الأدم و هی فارسیة قوله كراثا بیضاء كذا فی أكثر النسخ و كأن المراد كون أصلها أبیض فإن بعضها أصله أحمر كالبصل و الظاهر نبطیا كما فی بعض النسخ الصحیحة و كأن المراد بالجبن الفارسی المالح منه أو الذی یقال له التركی.

و قال فی القاموس أبهل شجر كبیر ورقه كالطرفاء و ثمره كالنبق (1) و لیس بالعرعر كما توهم الجوهری.

و قال فی القانون هو ثمرة العرعر یشبه الزعرور إلا أنها أشد سوادا حادة الرائحة طیبة و شجره صنفان صنف ورقه كورق السرو كثیر الشوك یستعرض فلا یطول و الآخر ورقه كالطرفة و طعمه كالسرو و هو أیبس و أقل حرا و إذا أخذ منه ضعف الدارصینی قام مقامه و قال بعضهم حار یابس فی الثالثة.

و قال ابن بیطار نقلا عن إسحاق بن عمران هو صنف من العرعر كثیر الحب و هو شجر كبیر له ورق شبیه بورق الطرفاء و ثمرته حمراء دمیمة یشبه النبق فی قدرها و لونها و ما داخلها مصوف له نوی و لونه أحمر إذا نضج كان حلو المذاق و بعض طعم القطران.

و قال إذا أخذ من ثمرة الأبهل وزن عشرة دراهم فجعل فی قدر و صب علیه ما یغمره من سمن البقر و وضع علی النار حتی ینشف السمن ثم سحق و جعل معه وزن عشرة دراهم من الفانیذ و شرب كل یوم منه وزن درهمین علی الریق بالماء الفاتر فإنه نافع لوجع أسفل البطن من البواسیر انتهی. و فی القاموس حب محمص كمعظم مقلو.

و تأخذ بعدها أی بعد الأیام الثلاثة أو السبعة بعد السنام و الكراث أی بعد ما أكلت الدواء المذكور الأیام المذكورة آخر ثلاثة أیام أی إلی آخر ثلاثة أیام و یحتمل أن یكون آخر صفة للنصف فالمعنی أنه یشرب الشیرج قبل السفوف و بعده.

ص: 198


1- 1. النبق: ثمر السدر.

و قال فی القانون الكندر أجوده الذكر الأبیض المدحرج الدبقی الباطن و الدهین المكسر حار فی الثانیة مجفف فی الأولی.

«5»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الثُّمَالِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: یَا جَرِیرِیُّ أَرَی لَوْنَكَ قَدِ انْتُقِعَ أَ بِكَ بَوَاسِیرٌ قُلْتُ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا یَحْرِمَنِی الْأَجْرَ قَالَ أَ فَلَا أَصِفُ لَكَ دَوَاءً قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَالَجْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ دَوَاءٍ فَمَا انْتَفَعْتُ بِشَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ إِنَّ بَوَاسِیرِی تَشْخُبُ دَماً قَالَ وَیْحَكَ یَا جَرِیرِیُّ فَإِنِّی طَبِیبُ الْأَطِبَّاءِ وَ رَأْسُ الْعُلَمَاءِ وَ رَئِیسُ الْحُكَمَاءِ وَ مَعْدِنُ الْفُقَهَاءِ وَ سَیِّدُ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ قُلْتُ كَذَلِكَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ قَالَ إِنَّ بَوَاسِیرَكَ إِنَاثٌ تَشْخُبُ الدِّمَاءَ قَالَ قُلْتُ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ عَلَیْكَ بِشَمْعٍ وَ دُهْنِ زَنْبَقٍ وَ لُبْنَی عَسَلٍ وَ سُمَّاقٍ وَ سَرْوِ كَتَّانٍ اجْمَعْهُ فِی مِغْرَفَةٍ عَلَی النَّارِ فَإِذَا اخْتَلَطَ فَخُذْ مِنْهُ قَدْرَ حِمَّصَةٍ فَالْطَخْ بِهَا الْمَقْعَدَةَ تَبْرَأْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ الْجَرِیرِیُّ فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حَتَّی بَرَأَ مَا كَانَ بِی فَمَا حَسِسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِدَمٍ وَ لَا وَجَعٍ قَالَ الْجَرِیرِیُّ فَعُدْتُ إِلَیْهِ مِنْ قَابِلٍ فَقَالَ لِی یَا أَبَا إِسْحَاقَ قَدْ بَرِئْتَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَعَمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّ شُعَیْبَ بْنَ إِسْحَاقَ بَوَاسِیرُهُ لَیْسَتْ كَمَا كَانَتْ بِكَ إِنَّهَا ذُكْرَانٌ فَقَالَ قُلْ لَهُ لِیَأْخُذْ بَلَاذُراً(1) فَیَجْعَلُهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ وَ لْیَحْفِرْ حَفِیرَةً وَ لْیَخْرِقْ آجُرَّةً فَیَثْقُبُ فِیهَا ثُقْبَةً ثُمَّ یَجْعَلُ تِلْكَ الْبَلَاذُرَ عَلَی النَّارِ وَ یَجْعَلُ الْآجُرَّةَ عَلَیْهَا وَ لْیَقْعُدْ عَلَی الْآجُرَّةِ وَ لْیَجْعَلِ الثُّقْبَةَ حِیَالَ الْمَقْعَدَةِ فَإِذَا ارْتَفَعَ الْبُخَارُ إِلَیْهِ فَأَصَابَهُ حَرَارَةٌ فَلْیَكُنْ هُوَ یَعُدُّ مَا یَجِدُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَتْ خَمْسَةَ

ص: 199


1- 1. فی بعض النسخ« بلادرا» باهمال الدال، و فی بعضها كما فی المصدر« ابراذر» و كذا فی ما بعد.

ثَآلِیلَ (1)

إِلَی سَبْعَةِ ثَآلِیلَ فَإِنْ ذَابَتْ وَ أَتَتْهُ فَلْیَقْلَعْهَا وَ یَرْمِ بِهَا وَ إِلَّا فَلْیَجْعَلِ الثَّالِثَ (2)

مِنَ الْبَلَاذُرِ عَلَیْهَا فَإِنَّهُ یَقْلَعُهَا بِأُصُولِهَا ثُمَّ لْیَأْخُذِ الْمَرْهَمَ الشَّمْعَ وَ دُهْنَ الزَّنْبَقِ (3)

وَ لُبْنَی عَسَلٍ وَ سَرْوَ كَتَّانٍ هَكَذَا قَالَ وَصَفْتُ (4)

لَكَ لِلذُّكْرَانِ فَلْیَجْمَعْهُ عَلَی مَا ذَكَرْتُ هَاهُنَا لِیَطْلِیَ بِهِ الْمَقْعَدَةَ فَإِنَّمَا هِیَ طَلْیَةٌ وَاحِدَةٌ فَرَجَعْتُ فَوَصَفْتُ لَهُ ذَلِكَ فَعَمِلَهُ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا إِسْحَاقَ أَخْبِرْنَا بِخَبَرِ شُعَیْبٍ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ الَّذِی قَدِ اصْطَفَاكَ عَلَی الْبَشَرِ وَ جَعَلَكَ حُجَّةً فِی الْأَرْضِ مَا طَلَی بِهَا إِلَّا طَلْیَةً وَاحِدَةً.

بیان: فی القاموس انتُقع لونه مجهولا تغیّر و قد مر تعریف اللبنی و بعض أوصافه و قال بعضهم إن اللبنی هو المیعة و سائله عسل اللبنی قیل هو دمع شجرة كالسفرجل و قیل إنها دهن شجرة أخری رومیة أجود أصناف المیعة السائل بنفسه الشهدی الصمغی الطیب الرائحة الضارب إلی الصفرة لیس بأسود تخالی حار فی الأولی یابس فی الثانیة فیه إنضاج و تلیین و تسخین و تحلیل و تحدیر(5)

بالطبخ و دهنه الذی یتخذ بالشام یلین تلیینا شدیدا و هو ضماد علی الصلابات فی اللحم و طلاء علی البثور الرطبة و الیابسة مع الإدهان و علی الجرب الرطب و الیابس جید و شربه ینفع تشبك المفاصل و كذلك طلاؤه و یقوی الأعضاء.

و بخار رطبه و یابسه ینفع النزلة و هو بالغ للزكام جدا و ینفع من السعال المزمن و وجع الحلق و یصفی الصوت الأبح إلی تلیین شدید و یهضم الطعام و یدر

ص: 200


1- 1. جمع« ثؤلول» و هو خراج ناتئ صلب مستدیر.
2- 2. فی المصدر: الثلث الثانی.
3- 3. دهن زنبق( خ).
4- 4. فی بعض النسخ: هكذا قال هاهنا للذكران، و یظهر من بیان المؤلّف- ره- أن نسخته كانت هكذا:« هكذا قال للذكران» و جعله من كلام الراوی.
5- 5. و تخدیر بالطبع( خ).

البول و الطمث شربا و احتمالا إدرارا صالحا و یلین صلابة الرحم و یابسه یعقل الطبع (1)

انتهی.

و سرو كتان لم أجده فی كتب الطب و لا كتب اللغة و كأنه كان بزر كتان أو المراد به ذلك و هو معروف و المغرفة بالكسر ما یغرف به لیأخذ بلاذرا فی بعض النسخ ابرازرا و لعله تصحیف و علی تقدیره أیضا فالمراد به البلاذر قال فی القانون البلاذر إذا تدخّن به خفّف البواسیر و یذهب بالبرص انتهی. هكذا قال للذكران هذا كلام الراوی أی المرهم هنا موافق لما مر.

«6»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَبِی الْفَوَارِسِ بْنِ غَالِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَارِسٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام كَثِیراً مَا یَأْمُرُنِی بِأَخْذِ(2)

هَذَا الدَّوَاءِ وَ یَقُولُ إِنَّ فِیهِ مَنَافِعَ كَثِیرَةً وَ لَقَدْ جَرَّبْتُهُ فِی الرِّیَاحِ (3) وَ

الْبَوَاسِیرِ فَلَا وَ اللَّهِ مَا خَالَفَ تَأْخُذُ هَلِیلَجَ أَسْوَدَ وَ بَلِیلَجَ وَ أَمْلَجَ أَجْزَاءً سَوَاءً فَتَدُقُّهُ وَ تَنْخُلُهُ بِحَرِیرَةٍ ثُمَّ تَأْخُذُ مِثْلَهُ لَوْزاً أَزْرَقَ (4)

وَ هُوَ عِنْدَ الْعِرَاقِیِّینَ مُقْلٌ أَزْرَقُ فَتَنْقَعُ اللَّوْزَ فِی مَاءِ الْكُرَّاثِ حَتَّی یُمَاثَ فِیهِ ثَلَاثِینَ لَیْلَةً ثُمَّ تَطْرَحُ عَلَیْهَا هَذِهِ الْأَدْوِیَةَ وَ تَعْجِنُهَا عَجْناً شَدِیداً حَتَّی یَخْتَلِطَ ثُمَّ تَجْعَلُهُ حَبّاً مِثْلَ الْعَدَسِ وَ تَدْهُنُ یَدَیْكَ (5)

بِالْبَنَفْسَجِ أَوْ دُهْنِ خِیرِیٍّ أَوْ شَیْرَجٍ لِئَلَّا یَلْتَزِقَ ثُمَّ تُجَفِّفُهُ فِی الظِّلِّ فَإِنْ كَانَ فِی الصَّیْفِ أَخَذْتَ مِنْهُ مِثْقَالًا وَ إِنْ كَانَ فِی الشِّتَاءِ مِثْقَالَیْنِ وَ احْتَمِ مِنَ السَّمَكِ وَ الْخَلِّ وَ الْبَقْلِ فَإِنَّهُ مُجَرَّبٌ (6).

ص: 201


1- 1. البطن( خ).
2- 2. فی المصدر: باتخاذ.
3- 3. فیه: الاریاح.
4- 4. فی أكثر النسخ« أزرقا».
5- 5. فی المصدر: یدك.
6- 6. الطب: 101.

بیان: قال ابن بیطار قال دیسقوریدوس الخیری نبات معروف له زهر مختلف بعضه أبیض و بعضه فرفیری و بعضه أصفر و الأصفر نافع فی الأعمال الطبیة.

«7»- الْكَافِی، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أُحِبُّ الصِّبْیَانَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَتَصْنَعُ مَا ذَا فَقَالَ (1)

أَحْمِلُهُمْ عَلَی ظَهْرِی فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَهُ عَلَی جَبْهَتِهِ وَ وَلَّی وَجْهَهُ عَنْهُ فَبَكَی الرَّجُلُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَأَنَّهُ رَحِمَهُ فَقَالَ إِذَا أَتَیْتَ بَلَدَكَ فَاشْتَرِ جَزُوراً سَمِیناً وَ اعْقِلْهُ عِقَالًا شَدِیداً وَ خُذِ السَّیْفَ فَاضْرِبِ السَّنَامَ ضَرْبَةً تَقْشِرُ عَنْهُ الْجِلْدَةَ وَ اجْلِسْ عَلَیْهِ بِحَرَارَتِهِ فَقَالَ عُمَرُ فَقَالَ الرَّجُلُ فَأَتَیْتُ بَلَدِی وَ اشْتَرَیْتُ جَزُوراً وَ عَقَلْتُهُ عِقَالًا شَدِیداً وَ أَخَذْتُ السَّیْفَ فَضَرَبْتُ بِهِ السَّنَامَ ضَرْبَةً وَ قَشَرْتُ عَنْهُ الْجِلْدَ وَ جَلَسْتُ عَلَیْهِ بِحَرَارَتِهِ فَسَقَطَ مِنِّی عَلَی ظَهْرِ الْبَعِیرِ شِبْهُ الْوَزَغِ أَصْغَرُ مِنَ الْوَزَغِ وَ سَكَنَ مَا بِی (2).

ص: 202


1- 1. فی المصدر: قال.
2- 2. الكافی: ج 5، ص 550.
باب 72 ما یدفع البلغم و الرطوبات و الیبوسة و ما یوجب شیئا من ذلك و الفالج

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا یَشْكُو الْبَخَرَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ كُلِ التَّمْرَ الْبَرْنِیَّ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ آخَرُ یَشْكُو یُبْساً فَكَتَبَ إِلَیْهِ كُلِ التَّمْرَ الْبَرْنِیَّ عَلَی الرِّیقِ وَ اشْرَبْ عَلَیْهِ الْمَاءَ فَفَعَلَ فَسَمِنَ وَ غَلَبَتْ عَلَیْهِ الرُّطُوبَةُ فَكَتَبَ إِلَیْهِ یَشْكُو ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ كُلِ التَّمْرَ الْبَرْنِیَّ عَلَی الرِّیقِ وَ لَا تَشْرَبْ عَلَیْهِ الْمَاءَ فَاعْتَدَلَ (1).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَمْرٍو عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَیْرُ تُمُورِكُمُ الْبَرْنِیُّ یَذْهَبُ بِالدَّاءِ وَ لَا دَاءَ فِیهِ وَ یُشْبِعُ وَ یَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَ مَعَ كُلِّ تَمْرَةٍ حَسَنَةٌ(2).

«3»- وَ مِنْهُ، عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: الْبِطِّیخُ عَلَی الرِّیقِ یُورِثُ الْفَالِجَ (3).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ وَ أَبِی یُوسُفَ عَنِ الْقَنْدِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السِّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مَقْطَعَةٌ لِلْبَلْغَمِ (4).

«5»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ تَمِیمِ بْنِ أَحْمَدَ السَّیْرَافِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ وَ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَسْرِیحُ الْعَارِضَیْنِ یَشُدُّ الْأَضْرَاسَ وَ تَسْرِیحُ اللِّحْیَةِ یَذْهَبُ بِالْوَبَاءِ وَ تَسْرِیحُ الذُّؤَابَتَیْنِ یَذْهَبُ

ص: 203


1- 1. المحاسن: 533.
2- 2. المحاسن: 533.
3- 3. المحاسن: 557.
4- 4. المصدر: 563.

بِبَلَابِلِ الصَّدْرِ وَ تَسْرِیحُ الْحَاجِبَیْنِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ تَسْرِیحُ الرَّأْسِ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ قَالَ ثُمَّ وَصَفَ دَوَاءَ الْبَلْغَمِ وَ قَالَ خُذْ جُزْءاً مِنْ عِلْكِ الرُّومِیِّ وَ جُزْءاً مِنْ كُنْدُرٍ وَ جُزْءاً مِنْ سَعْتَرٍ وَ جُزْءاً مِنْ نَانْخَواهَ وَ جُزْءاً مِنْ شُونِیزٍ أَجْزَاءً سَوَاءً یُدَقُّ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَی حِدَةٍ دَقّاً نَاعِماً ثُمَّ یُنْخَلُ وَ یُعْجَنُ (1)

وَ یُجْمَعُ وَ یُسْحَقُ حَتَّی یَخْتَلِطَ ثُمَّ تَجْمَعُهُ بِالْعَسَلِ وَ تَأْخُذُ مِنْهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ بُنْدُقَةً عِنْدَ الْمَنَامِ نَافِعٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (2).

«6»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْیَمَانِیِّ عَنِ الطَّرَیَانِیِّ عَنْ خَالِدٍ الْقَمَّاطِ قَالَ: أَمْلَی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام هَذِهِ الْأَدْوِیَةَ لِلْبَلْغَمِ قَالَ تَأْخُذُ إِهْلِیلَجَ أَصْفَرَ وَزْنَ مِثْقَالٍ وَ مِثْقَالَیْنِ خَرْدَلَ وَ مِثْقَالَ عَاقِرْقِرْحَا فَتَسْحَقُهُ سَحْقاً نَاعِماً وَ تَسْتَاكُ بِهِ عَلَی الرِّیقِ فَإِنَّهُ یَنْفِی الْبَلْغَمَ وَ یُطَیِّبُ النَّكْهَةَ وَ یَشُدُّ الْأَضْرَاسَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (3).

بیان: نفع الهلیلج للأمور المذكورة ظاهر و فی القانون الخردل یحلل الأورام الحارة و قال عاقرقرحا یجلب البلغم مضغا و طبیخه نافع من وجع الأسنان و خصوصا البارد و خلّه یشدّ الأسنان المتحركة إن طبخ بالخل و أمسك فی الفم (4).

«7»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ حَرِیزِ بْنِ أَیُّوبَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمَّارٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ السِّوَاكُ وَ البان [اللُّبَانُ] مَنْقَاةٌ لِلْبَلْغَمِ (5).

«8»- وَ یُرْوَی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ مَنْ دَخَلَ الْحَمَّامَ عَلَی الرِّیقِ أَنْقَی الْبَلْغَمَ وَ إِنْ دَخَلْتَهُ بَعْدَ الْأَكْلِ أَنْقَی الْمِرَّةَ وَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یَزِیدَ فِی لَحْمِكَ فَادْخُلِ الْحَمَّامَ

ص: 204


1- 1. لفظة« و یعجن» غیر موجودة فی المصدر، و الظاهر أنّه هو الصواب.
2- 2. الطب: 19.
3- 3. الطب: 19.
4- 4. بالفم( خ).
5- 5. الطب: 66.

عَلَی شِبَعِكَ وَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ لَحْمِكَ فَادْخُلْهُ عَلَی الرِّیقِ (1).

«9»- وَ مِنْهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام الرُّطُوبَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْكُلَ التَّمْرَ الْبَرْنِیَّ عَلَی الرِّیقِ وَ لَا یَشْرَبَ الْمَاءَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَذَهَبَتْ عَنْهُ الرُّطُوبَةُ وَ أَفْرَطَ عَلَیْهِ الْیُبْسُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَیْهِ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْكُلَ التَّمْرَ الْبَرْنِیَّ وَ یَشْرَبَ الْمَاءَ فَفَعَلَ فَاعْتَدَلَ (2).

«10»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: ثَلَاثٌ یَذْهَبْنَ بِالْبَلْغَمِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ اللُّبَانُ وَ الْعَسَلُ (3).

«11»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: كَثْرَةُ التَّمَشُّطِ یَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَ تَسْرِیحُ الرَّأْسِ یَقْطَعُ الرُّطُوبَةَ وَ یَذْهَبُ بِأَصْلِهِ (4).

ص: 205


1- 1. الطبع: 66.
2- 2. الطبع: 66.
3- 3. الطبع: 66.
4- 4. الطبع: 66.
باب 73 دواء البلبلة و كثرة العطش و یبس الفم

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمُخْتَارِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: اشْتَكَی رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَثْرَةَ الْعَطَشِ وَ یُبْسَ الْفَمِ وَ الرِّیقِ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ سَقَمُونِیَاءَ وَ قَاقُلَّةَ وَ سُنْبُلَةً وَ شَقَاقُلَ وَ عُودَ الْبَلَسَانِ وَ حَبَّ الْبَلَسَانِ وَ نَارْمُشْكَ وَ سَلِیخَةً مُقَشَّرَةً وَ عِلْكَ رُومِیٍّ وَ عَاقِرْقِرْحَا وَ دَارْچِینِیَ (1)

مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِثْقَالَیْنِ تُدَقُّ هَذِهِ الْأَدْوِیَةُ كُلُّهَا وَ تُعْجَنُ بَعْدَ مَا تُنْخَلُ غَیْرَ السَّقَمُونِیَاءِ فَإِنَّهُ یُدَقُّ عَلَی حِدَةٍ وَ لَا یُنْخَلُ ثُمَّ تُخْلَطُ جَمِیعاً وَ تأخذ [تُؤْخَذُ] خَمْسَةً وَ

ثَمَانِینَ مِثْقَالًا فَانِیذٌ سِجْزِیٌّ جَیِّدٌ وَ یُذَابُ فِی الطِّنْجِیرِ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ وَ یُلَتُّ بِهِ الْأَدْوِیَةُ ثُمَّ یُعْجَنُ ذَلِكَ كُلُّهُ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ ثُمَّ تُرْفَعُ فِی قَارُورَةٍ أَوْ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ فَإِنِ احْتَجْتَ إِلَیْهِ فَخُذْ مِنْهُ عَلَی الرِّیقِ مِثْقَالَیْنِ بِمَا شِئْتَ مِنَ الشَّرَابِ وَ عِنْدَ مَنَامِكَ مِثْلَهُ (2).

بیان: فی القاموس السجزیّ بالفتح و بالكسر نسبة إلی سجستان و قال الطنجیر بالكسر معروف معرّب فارسیه پاتیله.

ص: 206


1- 1. فی المصدر: دار صینی.
2- 2. الطب: 73.
باب 74 علاج السموم و لدغ المؤذیات

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَدَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَقْرَبٌ فَنَفَضَهَا وَ قَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ فَمَا یَسْلَمُ عَنْكِ مُؤْمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ فَوَضَعَهُ عَلَی مَوْضِعِ اللَّدْغَةِ ثُمَّ عَصَرَهُ بِإِبْهَامِهِ حَتَّی ذَابَ ثُمَّ قَالَ لَوْ عَلِمَ (1)

النَّاسُ مَا فِی الْمِلْحِ مَا احْتَاجُوا مَعَهُ إِلَی تِرْیَاقٍ (2).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَدَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَقْرَبٌ وَ هُوَ یُصَلِّی بِالنَّاسِ فَأَخَذَ النَّعْلَ فَضَرَبَهَا ثُمَّ قَالَ بَعْدَ مَا انْصَرَفَ لَعَنَكِ اللَّهُ فَمَا تَدَعِینَ بَرّاً وَ لَا فَاجِراً إِلَّا آذَیْتِیهِ (3) قَالَ ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ جَرِیشٍ فَدَلَكَ بِهِ مَوْضِعَ اللَّدْغَةِ ثُمَّ قَالَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِی الْمِلْحِ الْجَرِیشِ مَا احْتَاجُوا مَعَهُ إِلَی تِرْیَاقٍ وَ إِلَی غَیْرِهِ مَعَهُ (4).

بیان: فی القاموس جرشه یجرشه و یجرشه حكه و الشی ء لم ینعم دقّه و قال الجریش كأمیر من الملح ما لم یطیب و قال ابن بیطار نقلا عن دیسقوریدس فی منافع الملح و قد یتضمد به مع بزر الكتان للدغة العقرب و مع فودنج الجبل و الزوفی لنهشة الأفعی الذكر و مع الزفت و القطران أو العسل لنهشة الأفعی التی یقال لها قرطس (5) و هی حیة لها قرنان و مع الخل و العسل لمضرة سم الحیوان

ص: 207


1- 1. فی المصدر: یعلم.
2- 2. المحاسن: 590.
3- 3. فیه آذیته.
4- 4. المصدر: 590، و فیه: الی تریاق و لا الی غیره معه.
5- 5. قرسطس( خ).

الذی یقال له أربعة و أربعون و لدغ الزنابیر و قد ینفع من نهشة التمساح الذی یكون فی نیل مصر و إذا سحق و صیر فی خرقة كتان و غمس فی خل حاذق و ضرب به ضربا دقیقا العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة و قد ینفع من مضرة الأفیون و القطر القتال إذا شرب بالسكنجبین.

«3»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ الْمَنُّ مِنَ الْجَنَّةِ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ وَ الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ فِیهَا شِفَاءٌ مِنَ السَّمِ (1).

«4»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَسَعَتْهُ عَقْرَبٌ وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ لَوْ تَرَكَ أَحَداً لَتَرَكَ هَذَا الْمُصَلِّیَ یَعْنِی نَفْسَهُ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَ قَرَأَ عَلَیْهِ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثُمَّ جَرَعَ مِنْهُ جُرَعاً ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَ دَافَهُ (2) فِی الْمَاءِ وَ جَعَلَ یَدْلُكُ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَوْضِعَ حَتَّی سَكَنَ.

«5»- الْكَافِی، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: إِنَّ الْعَقْرَبَ لَدَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ فَمَا تُبَالِینَ مُؤْمِناً آذَیْتِ أَمْ كَافِراً ثُمَّ دَعَا بِالْمِلْحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَأَتْ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی الْمِلْحِ مَا بَغَوْا مَعَهُ دِرْیَاقاً(3).

بیان: فی القاموس هدأ كمنع سكن و لا أهدأه اللّٰه أی لا أسكن عناءه و نصبه و قال الدریاق و الدریاقة بكسرهما و یفتحان التریاق.

«6»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَجْلَحِ (4)

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی الْبَیَّاعِ

ص: 208


1- 1. الطب: 82.
2- 2. داف الدواء فی الماء: أذابه، خلطه و ضربه فیه لیخثر.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 327.
4- 4. الاجلح- بتقدیم المعجمة علی المهملة- أی الذی انحسر الشعر عن جانبی رأسه أو ذهب شعر مقدم رأسه.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ التِّرْیَاقِ قَالَ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ یُجْعَلُ فِیهِ لُحُومُ الْأَفَاعِی قَالَ لَا تُقَذِّرْهُ عَلَیْنَا(1).

بیان: قال الفیروزآبادی التریاق بالكسر دواء مركّب اخترعه ماغنیس و تمّمه أندروماخس القدیم بزیادة لحوم الأفاعی فیه و به كمل الغرض و هو مسمیه بهذا لأنه نافع من لدغ الهوام السبعة و هی بالیونانیة تریا نافع من الأدویة المشروبة و هی بالیونانیة قاء

ممدودة ثم خفّف و عرّب و هو طفل إلی ستة أشهر ثم مترعرع إلی عشر سنین فی البلاد الحارّة و عشرین فی غیرها ثم یقف عشرا فیها و عشرین فی غیرها ثم یموت و یصیر كبعض المعاجین انتهی.

قوله علیه السلام لا تقذّره علینا بصیغة الأمر أی لا تجعله قذرا حراما علینا فإنا نأخذ من المسلمین و هم یحكمون بحلیته أو المعنی لا تحكم بحرمته علینا فنحن أعرف به منك إما لعدم الدخول فیها أو لعدم الحرمة عند الضرورة أو بصیغة الغائب بإرجاع المستتر إلی لحوم الأفاعی أی لا تصیر سببا لقذارته و حرمته.

و فی بعض النسخ بالدال المهملة أی لا تبین أجزاءها و مقدارها لنا فإنا نعرفها علی الوجهین السابقین و علی بعض الوجوه یدل علی جواز التداوی بالحرام عند الضرورة و سیأتی القول فیه.

و أقول سیأتی فی باب الأدویة الجامعة أدویة للسعة العقرب و سائر الهوامّ.

ص: 209


1- 1. الطب: 63.
باب 75 معالجة الوباء

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ حَمَّادٍ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْقَنْدِیِّ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ وَبَاءٌ وَ نَحْنُ بِمَكَّةَ فَأَصَابَنِی فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ كَتَبَ إِلَیَّ كُلِ التُّفَّاحَ فَأَكَلْتُهُ فَعُوفِیتُ (2).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی یُوسُفَ (3)

عَنِ الْقَنْدِیِّ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ وَبَاءٌ بِمَكَّةَ(4)

فَأَصَابَنِی فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَكَتَبَ إِلَیَّ كُلِ التُّفَّاحَ فَأَكَلْتُهُ فَعُوفِیتُ (5).

توضیح: قال فی القاموس الوباء محرّكة الطاعون أو كل مرض عام و الجمع أوباء و یمد وبئت الأرض كفرح تیبأ و توبأ وباء.

ص: 210


1- 1. فی المصدر: عبد اللّٰه بن حماد.
2- 2. المحاسن: 552.
3- 3. فی نسخ الكتاب« أبی یوسف القندی» و الصواب« عن القندی» كما أثبتناه وفقا للمصدر، و أبو یوسف هو یعقوب بن یزید بن حماد الأنباری، و القندی هو زیاد بن مروان القندی الأنباری.
4- 4. فی المصدر: و نحن بمكّة.
5- 5. المحاسن: 553.
باب 76 دفع الجذام و البرص و البهق و الداء الخبیث

«1»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُثْمَانَ سِجَادَةَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفَعَ عَنِ الْیَهُودِ الْجُذَامَ بِأَكْلِهِمُ السِّلْقَ وَ قَلْعِهِمُ الْعُرُوقَ (1).

بیان: المراد بقلع العروق إخراجها من اللحوم كما تفعله الیهود الآن و قد ورد فی بعض أخبارنا أیضا النهی عن أكل العروق كما سیأتی إن شاء اللّٰه.

«2»- الْمَحَاسِنُ، عَنْ بَعْضِهِمْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ قَوْماً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَصَابَهُمُ الْبَیَاضُ فَأُوحِیَ (2)

إِلَی مُوسَی علیه السلام أَنْ مُرْهُمْ أَنْ یَأْكُلُوا لَحْمَ الْبَقَرِ بِالسِّلْقِ (3).

و منه عن علی بن الحسن بن علی بن فضال عن سلیمان بن عباد عن عیسی بن أبی الورد عن محمد بن قیس الأسدی عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (4).

«3»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَقُ السِّلْقِ بِلَحْمِ الْبَقَرِ یُذْهِبُ الْبَیَاضَ (5).

«4»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (6) بْنِ سِنَانٍ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْوَضَحَ وَ الْبَهَقَ فَقَالَ ادْخُلِ الْحَمَّامَ وَ اخْلِطِ الْحِنَّاءَ بِالنُّورَةِ وَ اطَّلِ بِهِمَا فَإِنَّكَ لَا تُعَایِنُ بَعْدَ ذَلِكَ شَیْئاً قَالَ الرَّجُلُ فَوَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَعَافَانِیَ اللَّهُ مِنْهُ وَ مَا عَادَ بَعْدَ ذَلِكَ (7).

ص: 211


1- 1. المصدر: 519.
2- 2. فیه: فأوحی اللّٰه الی موسی.
3- 3. المصدر: 519.
4- 4. المصدر: 519.
5- 5. المصدر: 519.
6- 6. محمّد( خ).
7- 7. الطب: 71.

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَكَلَ مَرَقاً بِلَحْمِ بَقَرٍ(1)

أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَرَصَ وَ الْجُذَامَ (2).

«6»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ ذَرِیعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَشَكَا إِلَیْهِ أَنَّ بَعْضَ مَوَالِیهِ أَصَابَهُ الدَّاءُ الْخَبِیثُ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ طِینَ الْحَیْرِ بِمَاءِ الْمَطَرِ فَاشْرَبْهُ (3)

قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَبَرَأَ(4).

«7»- وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَنْفَعَ لِلدَّاءِ الْخَبِیثِ مِنْ طِینِ الْحَیْرِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَیْفَ نَأْخُذُهُ قَالَ تَشْرَبُهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ وَ تَطَّلِی بِهِ الْمَوْضِعَ (5) وَ الْأَثَرَ فَإِنَّهُ نَافِعٌ مُجَرَّبٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (6).

بیان: لعل المراد بالداء الخبیث الجذام أو البرص و طین الحَیْر طین حائر الحسین علیه السلام و فی بعض النسخ الحرّ أی الطیّب و الخالص و أكله مشكل إلا أن یحمل أیضا علی طین القبر المقدّس و فی بعض النسخ طین الحسین و هو یؤید الأول.

«8»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَعَةُ الْجَنْبِ وَ الشَّعْرُ الَّذِی یَكُونُ فِی الْأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ (7).

«9»- وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تُرْبَةُ الْمَدِینَةِ مَدِینَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَنْفِی

ص: 212


1- 1. بلحم البقر( خ).
2- 2. الطب: 104.
3- 3. فی المصدر: فیشربه.
4- 4. الطب: 104.
5- 5. فی المصدر:« موضع الاثر» و هو أظهر.
6- 6. الطب: 104.
7- 7. الطب: 104.

الْجُذَامَ (1).

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقِلُّوا مِنَ النَّظَرِ إِلَی أَهْلِ الْبَلَاءِ وَ لَا تَدْخُلُوا عَلَیْهِمْ وَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِهِمْ فَأَسْرِعُوا الْمَشْیَ لَا یُصِیبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ (2).

توضیح: سعة الجنب بالجیم و النون فی أكثر النسخ فالمراد إما سعة خلقه أو كنایة عن الفرح و السرور كما أن ضیق الصدر كنایة عن الهم و ذلك لأن كثرة الهموم تولد المواد السوداویة المولّدة للجذام و فی بعض النسخ بالجیم و الیاء المثناة التحتانیة و له وجه إذ لا تحتبس البخارات فی الجوف فیصیر سببا لتولد الأخلاط الردیة و فی بعضها سعة الجبین و هو أیضا یحتمل الحقیقة و المجاز.

و الشعر الذی یكون فی الأنف أی كثرة نباته أو عدم نتفه كما ورد أن نتفه یورث الجذام لأن بشعر الأنف تخرج الموادّ السوداویّة و بنتفه یقل خروجه و لذا تبتدئ الجذام غالبا بالأنف.

قوله علیه السلام تربة المدینة كأن المعنی أن الكون بها یوجب عدم الابتلاء بتلك البلیة قوله إلی أهل البلاء أی أصحاب الأمراض المسریة.

«10»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَخْذُ الشَّارِبِ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الشَّعْرُ فِی الْأَنْفِ أَمَانٌ مِنْهُ أَیْضاً(3).

«11»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرِیشِ (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُسَیَّبٍ قَالَ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ علیه السلام: عَلَیْكَ بِاللِّفْتِ یَعْنِی السَّلْجَمَ فَكُلْهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَحَدٍ

ص: 213


1- 1. الطب: 105.
2- 2. المصدر: 106.
3- 3. الطب: 106.
4- 4. فی المصدر: عن محمّد بن عیسی عن علیّ بن مسیب.

إِلَّا وَ بِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ إِنَّمَا یُذِیبُهُ أَكْلُ اللِّفْتِ قُلْتُ نِیّاً أَوْ مَطْبُوخاً قَالَ كِلَاهُمَا(1).

«12»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ خَلْقٍ إِلَّا وَ فِیهِ عِرْقُ الْجُذَامِ أَذِیبُوهُ بِالسَّلْجَمِ (2).

بیان: فی القاموس اللفت بالكسر السلجم و قال السلجم كجعفر نبت معروف و لا تقل ثلجم و لا شلجم أو لغیة.

و أقول و سیأتی إن شاء اللّٰه فی باب الماش ما یتعلق بالباب.

ص: 214


1- 1. الطب: 105.
2- 2. الطب: 105.

أبواب الأدویة و خواصها

باب 77 الهندباء

«1»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُثَنَّی بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَاتَ وَ فِی جَوْفِهِ سَبْعُ طَاقَاتٍ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ أَمِنَ مِنَ الْقُولَنْجِ لَیْلَتَهُ تِلْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلَیْكَ بِالْهِنْدَبَاءِ فَإِنَّهُ یَزِیدُ فِی الْمَاءِ وَ یُحَسِّنُ الْوَلَدَ وَ هُوَ حَارٌّ لَیِّنٌ یَزِیدُ فِی الْوَلَدِ الذُّكُورَةَ(2).

«3»- وَ مِنْهُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ الْحَذَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ قَالَ: تَغَدَّیْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلَی الْخِوَانِ بَقْلٌ وَ مَعَنَا شَیْخٌ فَجَعَلَ یَتَنَكَّبُ الْهِنْدَبَاءَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ (3) أَنَّهَا بَارِدَةٌ وَ لَیْسَتْ كَذَلِكَ إِنَّمَا هِیَ مُعْتَدِلَةٌ وَ فَضْلُهَا عَلَی الْبُقُولِ كَفَضْلِنَا عَلَی النَّاسِ (4).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا

ص: 215


1- 1. الكافی: ج 6، ص 362.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 363.
3- 3. فی المصدر: أما أنتم فتزعمون أن الهندباء باردة و لیست كذلك و لكنها معتدلة.
4- 4. الكافی: ج 6، ص 363.

علیه السلام یَقُولُ: أَكْلُ الْهِنْدَبَاءِ(1) شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ مَا مِنْ دَاءٍ فِی جَوْفِ ابْنِ آدَمَ إِلَّا قَمَعَهُ الْهِنْدَبَاءُ قَالَ وَ دَعَا بِهِ یَوْماً لِبَعْضِ الْحَشَمِ وَ كَانَ تَأْخُذُهُ الْحُمَّی وَ الصُّدَاعُ فَأَمَرَ أَنْ یُدَقَّ ثُمَّ صَیَّرَهُ عَلَی قِرْطَاسٍ وَ صَبَّ عَلَیْهِ دُهْنَ الْبَنَفْسَجِ وَ وَضَعَهُ عَلَی رَأْسِهِ (2)

ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی وَ یَنْفَعُ مِنَ الصُّدَاعِ وَ یَذْهَبُ بِهِ (3).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نِعْمَ الْبَقْلَةُ(4) الْهِنْدَبَاءُ وَ لَیْسَ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا وَ عَلَیْهَا قَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَكُلُوهَا وَ لَا تَنْفُضُوهَا عِنْدَ أَكْلِهَا قَالَ وَ كَانَ أَبِی علیه السلام یَنْهَانَا أَنْ نَنْفُضَهُ إِذَا أَكَلْنَاهُ (5).

«6»- الْمَكَارِمُ، مِنَ الْفِرْدَوْسِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَكَلَ الْهِنْدَبَاءَ وَ نَامَ عَلَیْهِ لَمْ یُحَرَّكْ (6) فِیهِ سَمٌّ وَ لَا سِحْرٌ وَ لَمْ یَقْرَبْهُ شَیْ ءٌ مِنَ الدَّوَابِّ حَیَّةٍ وَ لَا عَقْرَبٍ (7).

تأیید قال ابن سینا فی القانون و غیره الهندباء منه بریّ و منه بستانیّ و هو صنفان عریض الورق و دقیق الورق و هو یجری مجری الخسّ لكنه كما قالوا دونه فی الخصال و عندی أنها تفوقه فی التفتیح و سدد الكبد و إن قصر عنه فی التغذیة و التطفیة و أنفعها للكبد أمرُّها.

و أجودها الحدیثة الرطبة الغذیة البستانیة و أجودها الشامیة و تسمی

ص: 216


1- 1. فی المصدر: الهندباء شفاء من ألف داء.
2- 2. فیه: علی جبینه.
3- 3. الكافی: ج 6، ص 363.
4- 4. فی المصدر: البقل.
5- 5. الكافی: ج 6، ص 363.
6- 6. فی المصدر: لم یؤثر.
7- 7. المكارم: 202.

أنطولیا و هی باردة فی الأولی و یابسها یابسة فیها و رطبها رطبة فی آخر الأولی.

و البستانی أرطب و أبرد و البری أقل رطوبة و یسمی الطرخشعوق فیه تفتیح و تبرید و تقویة و قبض یفتح سدد الأحشاء و العروق.

و ضماده مع دقیق الشعر نافع للخفقان الحارّ و یقوی القلب و المعدة و هو من أجود الأدویة لمن كان مزاج معدته حارا و البری أجود للمعدة من البستانی و فیه قبض صالح لیس بشدید و ماؤه مع الخل و الإسفیداج طلاء عجیب فی تبرید ما یراد تبریده و ینفع النقرس ضمادا.

و التغرغر بماء المحلول فیه الخیارشنبر نافع من أورام الحلق و ینفع من الرمد الحار ضمادا و هو یسكن الغثیان و هیجان الصفراء و أكله مع الخل یعقل الطبع لا سیما البری و هو نافع للربع و الحمیات الدائرة و ضماده مع أصوله و كذلك مع السویق نافع للسع العقرب و الحیات و الزنابیر و الهوام و سام أبرص و لبن البری یجلو بیاض العین.

و قال ابن سینا البستانی أبرد و أرطب و قد یشتد مرارته فی الصیف فیمیل إلی حرارة لا تؤثر.

أقول: ستأتی الأخبار فی فضل الهندباء و خواصها فی أبواب البقول إن شاء اللّٰه تعالی.

ص: 217

باب 78 الشبرم و السنا

«1»- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَدَاوَوْا بِالسَّنَا فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ یَرُدُّ الْمَوْتَ لَرَدَّهُ السَّنَا(1).

«2»- الْمَكَارِمُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالسَّنَا فَتَدَاوَوْا بِهِ فَلَوْ دَفَعَ الْمَوْتَ شَیْ ءٌ دَفَعَهُ السَّنَا(2).

«3»- وَ عَنْهُ علیه السلام ، قَالَ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِی السَّنَا لَبَلَّغُوا(3)

مِثْقَالًا مِنْهُ مِثْقَالَیْنِ ذَهَباً أَمَا إِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْبَهَقِ وَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ الْجُنُونِ وَ الْفَالِجِ وَ اللَّقْوَةِ وَ یُؤْخَذُ مَعَ الزَّبِیبِ الْأَحْمَرِ الَّذِی لَا نَوَی لَهُ وَ یُجْعَلُ مَعَهُ هَلِیلَجٌ كَابُلِیٌّ وَ أَصْفَرُ وَ أَسْوَدُ أَجْزَاءً سَوَاءً یُؤْخَذُ عَلَی الرِّیقِ مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ إِذَا أَوَیْتَ إِلَی فِرَاشِكَ مِثْلَهُ وَ هُوَ سَیِّدُ الْأَدْوِیَةِ(4).

تأیید و توضیح قال ابن بیطار قال أبو حنیفة الدینوری یسمی سنا المكی و یخلط ورقه بالحناء و یسوّد الشعر.

و قال أمیة بن أبی الصلت حار یابس فی الدرجة الأولی یسهل المرة الصفراء و المرة السوداء و البلغم و یغوص إلی أعماق الأعضاء و لذلك ینفع المنقرسین و عرق النسا و وجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرة الصفراء و البلغم.

و قال یونس إنه ینفع من الوسواس السوداوی و من الشقاق العارض فی

ص: 218


1- 1. قرب الإسناد: 70.
2- 2. المكارم: 214.
3- 3. فی المصدر: لقابلوا كل مثقال منه بمثقالین من ذهب.
4- 4. المصدر: 214.

البدن و ینفع من تشنج العضل و عن انتشار الشعر و من داء الثعلب و الحیة و من القمل العارض فی البدن و من الصداع العتیق و من الجرب و البثور و الحكة و من الصرع.

«4»- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِیَّاكُمْ وَ الشُّبْرُمَ فَإِنَّهُ حَارٌّ بَارٌّ وَ عَلَیْكُمْ بِالسَّنَا فَتَدَاوَوْا بِهِ فَلَوْ دَفَعَ شَیْ ءٌ الْمَوْتَ لَدَفَعَهُ السَّنَا.

بیان: قال فی القاموس الشبرم كقنفذ شجرة ذو شوك یقال له (1) ینفع من الوباء و نبات آخر له حبّ كالعدس و أصل غلیظ ملئان لبنا و الكل مسهل و استعمال لبنه خطر و إنما یستعمل أصله مصلحا بأن ینقع فی الحلیب یوما و لیلة و یجدد اللبن ثلاث مرات ثم یجفف و ینقع فی عصیر الهندباء و الرازیانج و یترك ثلاثة أیام ثم یجفف و یعمل منه أقراص مع شی ء من التربد و الهلیلج و الصبر فإنه دواء فائق.

و قال حار یار و حران یران إتباع و یقال هذا الشر و البر كأنه إتباع.

و قال فی الفائق رأی صلی اللّٰه علیه و آله الشبرم عند أسماء بنت عمیس و هی ترید أن تشربه فقال إنه حارّ یارّ أو قال بارّ و أمره بالسنا الشبرم نوع من الشیح حارّ و یارّ إتباعان و یقال حرّان برّان (2)

انتهی.

و أقول سیأتی بعض القول فیه أیضا إن شاء اللّٰه.

ص: 219


1- 1. لفظة« له» غیر موجودة فی القاموس.
2- 2. یران( خ).
باب 79 بزر قطونا

«1»- الْمَكَارِمُ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ حُمَّ فَشَرِبَ تِلْكَ اللَّیْلَةَ وَزْنَ دِرْهَمَیْنِ بِزْرَ الْقَطُونَا أَوْ ثَلَاثَةً أَمِنَ مِنَ الْبِرْسَامِ فِی تِلْكَ الْعِلَّةِ(1).

بیان: قال ابن بیطار بزر قطونا هو الأسقیوس بالفارسیة و فسلیون بالیونانیة و تأویله البرغوثی.

قال جالینوس أنفع ما فی هذا النبات بزره و هو بارد فی الثانیة وسط ما بین الرطوبة و الیبس معتدل.

و قال دیسقوریدس له قوة مبرّدة إذا تضمد به مع الخلّ و دهن الورد و الماء نفع من وجع المفاصل و الأورام الظاهرة فی أصول الآذان و الجراحات و الأورام البلغمیة و التواء العصب و إذا ضمد به قبل الأمعاء العارضة للصبیان و السرر الناتئة أبرأها.

و قال الشیخ یسكن الصداع ضمادا و لعابه مع دهن اللوز یقطع العطش الشدید الصفراوی و المقلو منه الملتوت بدهن الورد قابض و یشرب منه وزن درهمین فیعقل البطن و ینفع من السجج [السحج] و خصوصا للصبیان.

و قال بعضهم بدل بزر قطونا فی تلیین الطبیعة حب السفرجل و فی التبرید و الترطیب بزر بقلة الحمقاء.

ص: 220


1- 1. المكارم: 215.
باب 80 البنفسج و الخیری و الزنبق و أدهانها

«1»- الْخِصَالُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یُعَدِّلْنَ الطَّبَائِعَ الرُّمَّانُ السُّورَانِیُّ وَ الْبُسْرُ الْمَطْبُوخُ وَ الْبَنَفْسَجُ وَ الْهِنْدَبَاءُ(1).

«2»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: اكْسِرُوا حَرَّ الْحُمَّی بِالْبَنَفْسَجِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَإِنَّ حَرَّهَا مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ (2).

«3»- وَ قَالَ علیه السلام: اسْتَعِطُوا بِالْبَنَفْسَجِ (3) فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِی الْبَنَفْسَجِ لَحَسَوْهُ حَسْواً.

«4»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فَضْلُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَلَی سَائِرِ النَّاسِ كَفَضْلِ دُهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَی سَائِرِ الْأَدْهَانِ.

«5»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَهْدَیْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 221


1- 1. الخصال: 117.
2- 2. الخصال: 117.
3- 3. إلی هنا تنتهی روایة الخصال- علی ما فی النسخة المطبوعة التی بأیدینا- و الذیل موجود فی روایة الكافی عن محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن یحیی إلخ-. الكافی: ج 6، ص 522).

بَغْلَةً فَصَرَعَتْ بِالَّذِی (1) أَرْسَلْتُ بِهَا مَعَهُ فَأَمَّتْهُ فَدَخَلْنَا الْمَدِینَةَ فَأَخْبَرْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ فَلَا أَسْعَطْتُمُوهُ بَنَفْسَجاً فَأُسْعِطَ بِالْبَنَفْسَجِ فَبَرَأَ ثُمَّ قَالَ یَا عُقْبَةُ إِنَّ الْبَنَفْسَجَ بَارِدٌ فِی الصَّیْفِ حَارٌّ فِی الشِّتَاءِ لَیِّنٌ عَلَی شِیعَتِنَا یَابِسٌ عَلَی عَدُوِّنَا لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی الْبَنَفْسَجِ قَامَتْ أُوقِیَّةٌ بِدِینَارٍ(2).

بیان: فأمّته أی شجّته شجّة بلغت أُمَّ الدماغ و فی بعض النسخ فأوهنته أی أضعفته و كأنه أظهر.

«6»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا یَأْتِینَا مِنْ نَاحِیَتِكُمْ شَیْ ءٌ أَحَبُّ إِلَیْنَا مِنَ الْبَنَفْسَجِ (3).

«7»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَی الْأَدْهَانِ كَفَضْلِ الْإِسْلَامِ عَلَی الْأَدْیَانِ نِعْمَ الدُّهْنُ الْبَنَفْسَجُ لَیَذْهَبُ بِالدَّاءِ مِنَ الرَّأْسِ وَ الْعَیْنِ (4) فَادَّهِنُوا بِهِ (5).

«8»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ مِهْزَمٌ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ادْعُ لَنَا الْجَارِیَةَ تَجِیئُنَا بِدُهْنٍ وَ كُحْلٍ فَدَعَوْتُ بِهَا فَجَاءَتْ بِقَارُورَةِ بَنَفْسَجٍ وَ كَانَ یَوْماً شَدِیدَ الْبَرْدِ فَصَبَّ مِهْزَمٌ فِی رَاحَتِهِ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الْبَنَفْسَجُ وَ هَذَا الْبَرْدُ الشَّدِیدُ فَقَالَ إِنَّ مُتَطَبِّبِینَا یَزْعُمُونَ أَنَّ الْبَنَفْسَجَ بَارِدٌ فَقَالَ هُوَ بَارِدٌ فِی الصَّیْفِ لَیِّنٌ حَارٌّ فِی الشِّتَاءِ(6).

ص: 222


1- 1. فی المصدر: الذی.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 521، و فیه« أوقیته بدینار».
3- 3. المصدر: 521.
4- 4. فی المصدر: و العینین.
5- 5. الكافی: ج 6، ص 521.
6- 6. الكافی: ج 6، ص 521.

«9»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دُهْنُ الْبَنَفْسَجِ یَرْزُنُ الدِّمَاغَ (1).

بیان: الرزانة الوقار و كأنها هنا كنایة عن القوة.

«10»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ: دَهِّنِ الْحَاجِبَیْنِ بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ یَذْهَبُ بِالصُّدَاعِ (2).

«11»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ(3)

الْبَنَفْسَجُ فَزَكَّاهُ ثُمَّ قَالَ وَ الْخِیرِیُّ لَطِیفٌ (4).

«12»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَدَّهِنُ بِالْخِیرِیِّ فَقَالَ لِیَ ادَّهِنْ فَقُلْتُ أَیْنَ أَنْتَ عَنِ الْبَنَفْسَجِ.

وَ قَدْ رُوِیَ فِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَكْرَهُ رِیحَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ (5)

وَ إِنِّی (6) قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ رِیحَهُ وَ أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ ذَلِكَ لِمَا بَلَغَنِی فِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَا بَأْسَ (7).

بیان: قوله إنه قال لیس فی بعض النسخ كلمة إنه و هو أظهر فالمعنی أنك لم لا تدهن بالبنفسج و قد روی فیه و فی فضله عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام ما روی فقال إنی أكره ریحه فقال ابن الجهم أنا أیضا كنت أكره ریحه و لكن كنت أكره

ص: 223


1- 1. المصدر: 522.
2- 2. المصدر: 522.
3- 3. فی المصدر: ذكر دهن البنفسج فزكاه ثمّ قال: و ان الخِیری لطیف.
4- 4. المصدر: 522.
5- 5. طبعة الكمبانیّ خال عن قوله: قلت له.
6- 6. فی المصدر: فانی كنت.
7- 7. الكافی: ج 6، ص 522.

أن أقول إنی أكره ریحه لما روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فی فضله فقال علیه السلام لا بأس به فإن كراهة الریح لا تنافی فضله و نفعه.

و علی نسخة إنه یحتاج إلی تكلفات بعیدة كأن یقال ضمیر فیه فی قوله و قد روی فیه راجع إلی الخیری و فاعل قال أبو الحسن علیه السلام و الضمیر فی قلت له إلی الصادق علیه السلام و قوله و إنی كنت جملة حالیة و قوله أقول إما بمعنی أفعل أو آمر الناس بالادّهان به.

و الحاصل أن أبا الحسن علیه السلام قال أنا أیضا كنت سمعت هذه الروایة مرویّا عن أبی و لذلك كنت أكره ریحه و الادّهان به فلمّا سألت أبی قال لا بأس به و لا یخفی بعده و الظاهر أن كلمة إنه زیدت من النساخ.

«13»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ السَّیَّارِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ خَیْراً لِلْجَسَدِ مِنْ دُهْنِ الزَّنْبَقِ یَعْنِی الرَّازِقِیَ (1).

بیان: قد مرّ تفسیر الزنبق و الرازقی فی باب الصداع و یرجع إلی أنه إما الرازقی المعروف و هو نوع من الیاسمین أو هو المعروف عندنا بالزنبق الأبیض.

قال ابن بیطار دهن السوسن الأبیض هو الرازقی قال دیسقوریدس قوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة و بالجملة لیس له نظیر فی المنفعة(2) من أوجاع الرحم و یوافق قروح الرأس الرطبة و الثآلیل و نخالة الرأس و هو بالجملة محلل و إذا شرب أسهل مرة الصفراء و یدور البول و هو ردی ء للمعدة مغث.

و قال ماسرجویه دهن الرازقی حار لطیف ینفع من وجع العصب و الكلیتین الذی یكون من البرد و من الفالج و الارتعاش و الكزاز و وجع الأمراض التی

ص: 224


1- 1. المصدر: 523.
2- 2. منفعته( خ).

تكون من البرد و ضعف الأعضاء إذا تمرخ به (1) و قد یقوی الأعضاء الباطنة إذا تمرخ بها لطیبها.

و قال التمیمی فی المرشد حسن التأثیر فی تحلیل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة و ریاح البلغم مسكن لها محلل لما یعرض لأصلها من التعقید و الالتواء و التقبض و یحلل الورم الحادث فی عصبة السمع و من السدة الكائنة فیها من النزلات البلغمیة المنحدرة من الرأس و إذا سخن الیسیر منه و قطر منه قطرات فی الأذن الثقیلة السمع حلل ما فیها من الورم و فتح السدد الكائنة فی مجری السمع و سكن ما یعرض من الأوجاع الباردة السبب و قد ینفع من الخزاز و أنواع السعفة و الثآلیل و النار الفارسی و

الجراحات الحارة و الباردة. و قال فی دهن الزنبق قال سلیمان بن حسان یربی السمسم بنور الیاسمین الأبیض ثم یعتصر منه دهن یقال له الزنبق.

و قال غیره دهن الیاسمین حار یابس نافع من الفالج و الصرع و اللقوة و الشقیقة الباردة و الصداع البارد إذا دهنت به الصدغان أو قطر فی الأنف منه.

و إذا تمرخ به جلب العرق و حلل الإعیاء و نفع من وجع المفاصل و إذا عمل منه الشمع الأبیض قیروطی و حمل علی الأورام الصلبة أنضجها و حللها و إذا دق ورق الیاسمین الرطب و طلی بدهن الخل قام مقام الزنبق انتهی.

و أما الخیری فكأنه الذی یقال له بالفارسیة شب بو و قال ابن بیطار هو نبات معروف له زهر مختلف بعضه أبیض و بعضه فرفری و بعضه أصفر و الأصفر نافع من أعمال الطب قال جالینوس جملة هذه النبات قوته قوة تجلو و هی لطیفة مائیة و أكثر ما توجد هذه القوة فی زهرته و فی الیابس من الزهرة أكثر منها فی الرطب الطری. و قال فی دهن الخیری قال التمیمی لطیف محلل یوافق الجراحات و خاصة ما عمل من الأصفر منه و هو شدید التحلیل لأورام الرحم و الأورام الكائنة فی المفاصل و لما یعرض من التعقد و التحجر فی الأعصاب

ص: 225


1- 1. تمرخ بالدهن- بالراء المهملة ثمّ الخاء المعجمة-: ادهن به.

و التقبض و فعله فی ذلك أكثر من جمیع الأدهان المتخذة من سائر الأزهار و قد یقوی شعر الرأس و یكثفه و یدخل فی المراهم المحللة للجراحات.

و قال فی البنفسج فی البرودة من الدرجة الأولی و فی الرطوبة من الثانیة و فیه لطافة یسیرة یحلل الأورام و ینفع من السعال العارض من الحرارة و ینوم نوما معتدلا و یسكن الصداع من المرة الصفراء و الدم الحریف إذا شرب و إذا شم.

و البنفسج الیابس یسهل المرة الصفراء المحتبسة فی المعدة و الأمعاء و إن ضمد به الرأس و الجبین سكن الصداع الذی یكون من الحرارة. و قال دهن البنفسج یبرد و یرطب فینوم و یعدل الحرارة التی لم تعتدل و هو طلاء جید للجرب و ینفع من الحرارة و الحراقة التی تكون فی الجسد و من الصداع الحار الكائن فی الرأس سعوطا و إذا قطر الحدیث منه فی الإحلیل سكن حرقته و حرقة المثانة و إذا حل فیه شمع مقصور أبیض و دهن به صدور الصبیان نفعهم من السعال منفعة قویة و ینفع من یبس الخیاشیم و انتشار شعر اللحیة و الرأس تقصفه و انتشار شعر الحاجبین دهنا. و إذا تحسی منه فی حوض الحمام وزن درهمین بعد التعرق علی الریق نفع من ضیق النفس و یتعاهد المستعمل له ذلك فی كل جمعة مرة واحدة و هو ملین لصلابة المفاصل و العصب و یسهل حركة المفاصل و یحفظ صحة الأظفار طلاء و ینوم أصحاب السهر لا سیما ما عمل منه بحب القرع و اللوز.

ص: 226

باب 81 الحبة السوداء

«1»- فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: أَنَّ حَبَّةَ السَّوْدَاءِ مُبَارَكَةٌ یُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِینَ مِنَ الْبَدَنِ (1).

«2»- وَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ حَبَّةَ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ وَ عَلَیْكُمْ بِالْعَسَلِ وَ حَبَّةِ السَّوْدَاءِ(2).

«3»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْحُمَّی الْغِبِّ الْغَالِبَةِ قَالَ (3)

یُؤْخَذُ الْعَسَلُ وَ الشُّونِیزُ وَ یُلْعَقُ مِنْهُ ثَلَاثُ لَعْقَاتٍ فَإِنَّهَا تَنْقَلِعُ وَ هُمَا الْمُبَارَكَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی الْعَسَلِ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (4) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قَالَ وَ هَذَانِ لَا یَمِیلَانِ إِلَی الْحَرَارَةِ وَ الْبُرُودَةِ وَ لَا إِلَی الطَّبَائِعِ إِنَّمَا هُمَا شِفَاءٌ حَیْثُ وَقَعَا(5).

«4»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْلَی بْنِ أَبِی عَمْرٍو عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأَجِدُ فِی بَطْنِی قراقرا [قَرَاقِرَ] وَ وَجَعاً قَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّ فِیهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ (6).

ص: 227


1- 1. فقه الرضا: 46.
2- 2. فقه الرضا: 46.
3- 3. فی المصدر: فقال.
4- 4. النحل: 69.
5- 5. الطب: 51.
6- 6. المصدر: 68.

«5»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ إِنَّ فِیهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ (1).

«6»- وَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اسْتَثْنَی فِیهِ فَقَالَ إِلَّا السَّامَ وَ لَكِنْ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْهَا وَ لَمْ یَسْتَثْنِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ قُلْتُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْغَضَبَ وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ (2).

بیان: كأن ضمّ الأصابع تأكید فعلیّ للإبرام.

«7»- الْمَكَارِمُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ فِیهِ (3)

شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ فَقُلْتُ وَ مَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قُلْتُ وَ مَا الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ فَقَالَ الشُّونِیزُ قُلْتُ وَ كَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ تَأْخُذُ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ حَبَّةً فَتَجْعَلُهَا فِی خِرْقَةٍ وَ تَنْقَعُهَا فِی الْمَاءِ لَیْلَةً فَإِذَا أَصْبَحْتَ قَطَّرْتَ فِی الْمَنْخِرِ الْأَیْمَنِ قَطْرَةً وَ فِی الْأَیْسَرِ قَطْرَةً(4)

فَإِذَا كَانَ فِی الْیَوْمِ (5) الثَّانِی قَطَّرْتَ فِی الْأَیْمَنِ قَطْرَتَیْنِ وَ فِی الْأَیْسَرِ قَطْرَةً فَإِذَا كَانَ (6)

فِی الْیَوْمِ الثَّالِثُ قَطَّرْتَ فِی الْأَیْمَنِ قَطْرَةً وَ فِی الْأَیْسَرِ قَطْرَتَیْنِ تُخَالِفُ بَیْنَهُمَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ قَالَ سَعْدٌ وَ تُجَدِّدُ الْحَبَّ فِی كُلِّ یَوْمٍ (7).

«8»- وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ هِیَ حَبِیبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّهَا الْحَرْمَلُ قَالَ لَا هِیَ الشُّونِیزُ فَلَوْ أَتَیْتُ أَصْحَابَهُ فَقُلْتُ أَخْرِجُوا إِلَیَّ حَبِیبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَخْرَجُوا إِلَیَّ الشُّونِیزَ(8).

ص: 228


1- 1. المصدر: 68.
2- 2. المصدر: 68.
3- 3. فی المصدر: فیها.
4- 4. قطرتین( خ).
5- 5. لفظة« فی» غیر موجودة فی المصدر.
6- 6. لفظة« فی» غیر موجودة فی المصدر.
7- 7. المكارم: 211.
8- 8. المكارم: 211.

«9»- عَنِ الْفَضْلِ (1) قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنِّی أَلْقَی مِنَ الْبَوْلِ شِدَّةٌ فَقَالَ خُذْ مِنَ الشُّونِیزِ فِی آخِرِ اللَّیْلِ (2).

«10»- عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی الشُّونِیزِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ فَأَنَا آخُذُهُ لِلْحُمَّی وَ الصُّدَاعِ وَ الرَّمَدِ وَ لِوَجَعِ الْبَطْنِ وَ لِكُلِّ مَا یَعْرِضُ لِی مِنَ الْأَوْجَاعِ یَشْفِینِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ (3).

بیان: و تأیید أقول الخبر الأول لعله مأخوذ من كتب العامة رووه عن عبد اللّٰه بن بریدة عن أبیه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و فیها و إذا أصبحت قطرت فی المنخرین الأیمن واحدة و فی الأیسر اثنتین فإذا كان من الغد قطرات فی المنخر الأیمن اثنین و فی الأیسر واحدة فإذا كان الیوم الثالث قطرت فی الأیمن واحدة و فی الأیسر اثنتین و هو الصواب.

و قال صاحب فتح الباری بعد إیراد هذه الروایة و یؤخذ من ذلك أن معنی كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل فی كل داء صرفا بل ربما استعمل مسحوقة و غیر مسحوقة و ربما استعملت أكلا و شربا و سعوطا و ضمادا و غیر ذلك.

و قیل إن قوله من كل داء تقدیره تقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة و أما الحارة فلا نعم قد یدخل فی بعض الأمراض الحارة الیابسة بالعرض فیوصل قوی الأدویة الرطبة الباردة إلیها بسرعة تنفیذها و استعمال الحار فی بعض الأمراض الحارة لخاصیة فیه لا یستنكر كالعنزروت فإنه حار و یستعمل فی أدویة الرمد المركبة مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء.

و قد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار یابس و هی مذهبة للنفخ نافعة من حمی الربع و البلغم مفتحة للسدد و الریح و إذا دقت و عجنت بالعسل و شربت بالماء الحار أذابت الحصاة و أدرت البول و الطمث و فیها جلاء و تقطیع و إذا دقت و ربطت بخرقة من كتان و أدیم شمها نفع من الزكام البارد

ص: 229


1- 1. فی المصدر: عن المفضل.
2- 2. المكارم: 212. و فیه« فیشفینی ...».
3- 3. المكارم: 212. و فیه« فیشفینی ...».

و إذا نقع منها سبع حبات فی لبن امرأة و سعط به صاحب الیرقان أفاده و إذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاده من ضیق النفس و الضماد بها ینفع من الصداع البارد و إذا طبخت بخل و تمضمض بها نقعت من وجع الأسنان الكائن عن برد.

و قد ذكر ابن بیطار و غیره ممن صنف المفردات فی منافعها هذا الذی ذكرته و أكثر منه.

و قال الخطابی قوله من كل داء هو من العام الذی یراد به الخاص لأنه لیس فی طبع شی ء من النبات ما یجمع جمیع الأمور التی تقابل الطبائع كلها فی معالجة الأدواء بمقابلها و إنما المراد أنها شفاء من كل داء یحدث من الرطوبة.

قال أبو بكر ابن العربی العسل عند الأطباء أقرب إلی أن یكون دواء من كل داء و مع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذی به فإذا كان المراد بقوله فی العسل فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (1) الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء علی ذلك أولی.

و قال غیره كان علیه السلام یصف الدواء بحسب ما یشاهد من حال المریض فلعل قوله فی الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فیكون معنی قوله شفاء من كل داء أی من هذا الجنس الذی وقع القول فیه و التخصیص بالجنسیة كثیر شائع و اللّٰه أعلم.

و قال الشیخ محمد بن أبی حمزة تكلم الناس فی هذا الحدیث و خصوا عمومه و ردوه إلی قول أهل الطب و التجربة و لا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب و مدار علمهم غالبا إنما هو علی التجربة التی بناؤها علی الظن غالبا فتصدیق من لا ینطق عن الهوی أولی بالقبول من كلامهم انتهی. و قد تقدم توجیه حمله علی عمومه بأن یكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد و التركیب و لا محذور فی ذلك و لا خروج عن ظاهر الحدیث و اللّٰه أعلم.

و قال الشونیز بضم المعجمة و سكون التحتانیة بعدها زای و قال القرطبی

ص: 230


1- 1. النحل: 69.

قید بعض مشایخنا الشین بالفتح و حكی عیاض عن ابن الأعرابی أنه كسرها فأبدل الواو یاء فقال الشینیز و تفسیر الحبة السوداء بالشونیز لشهرة الشونیز عندهم إذ ذاك و أما الآن فالأمر بالعكس و الحبة السوداء أشهر عند أهل هذا العصر من الشونیز بكثیر و تفسیرها بالشونیز هو الأكثر الأشهر و هی الكمون الأسود و یقال لها أیضا الكمون الهندی.

و نقل إبراهیم الحربی فی غریب الحدیث عن الحسن البصری أنها الخردل.

و حكی أبو عبید الهروی فی الغریبین أنها ثمرة البطم بضم الموحدة و سكون المهملة.

و قال الجوهری هو صمغ شجرة یدعی الكمكام یجلب من الیمن و رائحتها طیبة و یستعمل فی البخور قلت و لیس المراد هنا جزما و قال القرطبی تفسیرها بالشونیز أولی من وجهین أحدهما أنه قول الأكثر و الثانی كثرة منافعها بخلاف الخردل و البطم انتهی كلام ابن حجر.

و قال ابن بیطار الحبة السوداء یقال علی الشونیز و علی التشمیزج (1) و البشمة عند أهل الحجاز و قال البشمة اسم حجازی للحبة السوداء المستعملة فی علاج العین یؤتی بها من الیمن.

«11»- الدَّعَائِمُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ قَالَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ قِیلَ وَ مَا قَالَ قَالَ فِیهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ یَعْنِی الْمَوْتَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِلسَّائِلِ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَی مَا لَمْ یَسْتَثْنِ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بَلَی قَالَ الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ مِنْ كَفَّیْهِ وَ جَمَعَهُمَا جَمِیعاً وَاحِدَةً إِلَی الْأُخْرَی الْخِنْصِرَ بِحِیَالِ الْخِنْصِرِ كَأَنَّهُ یُرِیكَ شَیْئاً.

ص: 231


1- 1. بفتح التاء و سكون الشین و فتح الزای و الجیم الأخیرة، قیل انه معرب« چشمیزك» حبة مثلثة سوداء تشبه حبة السفرجل، و لها أثر قوی فی أكثر أمراض العین.
باب 82 العناب

«1»- الْمَكَارِمُ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْعُنَّابُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی (1).

«2»- عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَضِیبِ (2)

قَالَ: كَانَتْ عَیْنِی قَدِ ابْیَضَّتْ وَ لَمْ أَكُنْ أُبْصِرُ بِهَا شَیْئاً فَرَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْمَنَامِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی عَیْنِی قَدْ أَصَابَتْ (3) إِلَی مَا تَرَی فَقَالَ خُذِ الْعُنَّابَ فَدُقَّهُ فَاكْتَحِلْ بِهِ فَأَخَذْتُ (4)

الْعُنَّابَ فَدَقَقْتُهُ بِنَوَاهُ وَ كَحَلْتُهَا فَانْجَلَتْ عَنْ عَیْنِی الظُّلْمَةُ وَ نَظَرْتُ أَنَا إِلَیْهَا إِذَا هِیَ (5)

صَحِیحَةٌ(6).

«2»- قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: فَضْلُ الْعُنَّابِ عَلَی الْفَاكِهَةِ كَفَضْلِنَا عَلَی سَائِرِ النَّاسِ (7).

بیان: قد أصابت أی العلة صائرا إلی ما تری و قال فی عجائب المخلوقات العناب شجرة مشهورة و ورقها ینفع من وجع العین الحار و ثمرها تنشف الدم فیما زعموا حتی ذكروا أن مسها أیضا یفعل ذلك الفعل فإذا أرادوا حملها من بلد إلی بلد كل یوم حملوها علی دابة أخری حتی لا ینشف دم الدابة الواحدة.

و قال جالینوس ما ینشف الدم و إنما یغلظه انتهی.

و قال ابن بیطار نقلا عن المسیح حار رطب فی وسط الدرجة الأولی و الحرارة فیه أغلب من الرطوبة و یولد خلطا محمودا إذا أكل أو شرب ماؤه و یسكن حدة الدم و حراقته و هو نافع من السعال و من الربو و وجع الكلیتین و المثانة و وجع الصدر و المختار منه ما عظم من حبه و إذا أكل قبل الطعام فهو أجود.

ص: 232


1- 1. المكارم: 199.
2- 2. فی المصدر: عن أبی الحصین.
3- 3. فیه: آلت.
4- 4. فیه: فأخذته فدققته بنواه و كحلنها به.
5- 5. فیه: فاذا.
6- 6. المكارم: 199.
7- 7. المكارم: 199.
باب 83 الحلبة

«1»- مِنْ أَصْلٍ قَدِیمٍ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا أَظُنُّهُ التَّلَّعُكْبَرِیَّ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّیبَاجِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْحُلْبَةِ وَ لَوْ بِیعَ وَزْنُهَا ذَهَباً.

«2»- الْمَكَارِمُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْحُلْبَةِ وَ لَوْ یَعْلَمُ (1)

أُمَّتِی مَا لَهَا فِی الْحُلْبَةِ لَتَدَاوَوْا بِهَا وَ لَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً(2).

«3»- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَدَاوَوْا بِالْحُلْبَةِ فَلَوْ یَعْلَمُ أُمَّتِی مَا لَهَا فِی الْحُلْبَةِ لَتَدَاوَتْ بِهَا وَ لَوْ بِوَزْنِهَا مِنْ ذَهَبٍ.

باب 84 الحرمل و الكندر

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ إِلَی آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَنْبَتَ الْحَرْمَلُ مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا وَرَقَةٍ وَ لَا ثَمَرَةٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا حَتَّی تَصِلَ إِلَی مَنْ وَصَلَتْ إِلَیْهِ أَوْ تَصِیرَ حُطَاماً وَ إِنَّ فِی أَصْلِهَا وَ فَرْعِهَا نُشْرَةً(3)

ص: 233


1- 1. فی المصدر: تعلم.
2- 2. المكارم: 213.
3- 3. فی المصدر: لسرا.

وَ إِنَّ فِی حَبِّهَا الشِّفَاءَ مِنَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ دَاءً فَتَدَاوَوْا بِهَا وَ بِالْكُنْدُرِ(1).

«2»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَرْمَلِ وَ اللُّبَانِ فَقَالَ أَمَّا الْحَرْمَلُ فَمَا تَقَلْقَلَ (2) لَهُ عِرْقٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا ارْتَفَعَ لَهُ فَرْعٌ فِی السَّمَاءِ إِلَّا وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ حَتَّی یَصِیرَ حُطَاماً أَوْ یَصِیرَ إِلَی مَا صَارَتْ وَ إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیَتَنَكَّبُ سَبْعِینَ دَاراً دُونَ الدَّارِ الَّتِی هُوَ فِیهَا وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ فَلَا تَغْفُلُوا عَنْهُ (3).

بیان: قال الجوهری النشرة هی كالتعویذ و الرقیة و قال فی النهایة النشرة بالضم ضرب من الرقیة و العلاج یعالج به من كان یظن أن به مسا من الجنّ سمیت نشرة لأنه ینشر بها عنه ما خامره من الداء أی یكشف و یزال.

«3»- الْمَكَارِمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَكَا نَبِیٌّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُبْنَ أُمَّتِهِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ مُرْ أُمَّتَكَ تَأْكُلُ الْحَرْمَلَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ: مُرْهُمْ فَلْیَسْقُوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ یَزِیدُ الرَّجُلَ شَجَاعَةً(4).

«4»- وَ مِنْهُ،: سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنِ الْحَرْمَلِ وَ اللُّبَانِ فَقَالَ أَمَّا الْحَرْمَلُ فَمَا تَقَلْقَلَ (5)

لَهُ عِرْقٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا ارْتَفَعَ لَهُ فَرْعٌ فِی السَّمَاءِ إِلَّا وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكاً حَتَّی یَصِیرَ حُطَاماً أَوْ یَصِیرَ إِلَی مَا صَارَ إِلَیْهِ فَإِنَّ الشَّیْطَانَ قَدْ یَتَنَكَّبُ (6)

سَبْعِینَ دَاراً دُونَ الدَّارِ الَّتِی فِیهَا الْحَرْمَلُ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ فَلَا یَفُوتَنَّكُمْ قَالَ وَ أَمَّا اللُّبَانُ فَهُوَ مُخْتَارُ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام مِنْ قَبْلِی وَ بِهِ كَانَتْ تَسْتَعِینُ مَرْیَمُ علیها السلام وَ لَیْسَ دُخَانٌ یَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ أَسْرَعَ مِنْهُ وَ هُوَ مَطْرَدَةُ الشَّیَاطِینِ وَ مَدْفَعَةٌ لِلْعَاهَةِ فَلَا یَفُوتَنَّكُمْ (7).

ص: 234


1- 1. الطب: 67.
2- 2. تغلغل( ظ).
3- 3. المصدر: 68.
4- 4. المكارم: 212.
5- 5. فی المصدر« تغلغل» و هو الصواب ظاهرا.
6- 6. لیتنكب( خ).
7- 7. المكارم: 212.

«5»- الْفِرْدَوْسُ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ شَرِبَ الْحَرْمَلَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً كُلَّ یَوْمٍ مِثْقَالًا لَاسْتَنَارَ الْحِكْمَةُ فِی قَلْبِهِ وَ عُوفِیَ مِنِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ.

توضیح: قد مر وصف الحرمل. و قال ابن بیطار اللبان هو الكندر و قال یحرق الدم و البلغم و ینشف رطوبات الصدر و یقوّی المعدة الضعیفة و یسخّنه و الكبد إذا بردتا و إن أنقع منه مثقالا فی ماء و شرب كل یوم نفع من البلغم و زاد فی الحفظ و جلا الذهن و ذهب بكثرة النسیان غیر أنه یحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعا و یهضم الطعام و یطرد الریح. و قال جالینوس إذا اكتحل به العین التی فیها دم محتقن نفع من ذلك و حلّله ثم ذكر له خواصّ كثیرة.

باب 85 السعد و الأشنان

«1»- الْمَكَارِمُ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بِسْطَامَ (1) قَالَ: أَخَذَنِی اللُّصُوصُ وَ جَعَلُوا فِی فَمِی الْفَالُوذَجَ (2)

حَتَّی نَضِجَ ثُمَّ حَشَوْهُ بِالثَّلْجِ بَعْدَ ذَلِكَ فَتَسَاقَطَتْ (3)

أَسْنَانِی وَ أَضْرَاسِی فَرَأَیْتُ الرِّضَا علیه السلام فِی النَّوْمِ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ ذَلِكَ قَالَ اسْتَعْمِلِ السُّعْدَ فَإِنَّ أَسْنَانَكَ تَنْبُتُ (4)

فَلَمَّا حُمِلَ إِلَی خُرَاسَانَ بَلَغَنِی أَنَّهُ مَارٌّ بِنَا فَاسْتَقْبَلْتُهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ ذَكَرْتُ لَهُ حَالِی وَ أَنِّی رَأَیْتُهُ فِی الْمَنَامِ وَ أَمَرَنِی بِاسْتِعْمَالِ السُّعْدِ فَقَالَ وَ أَنَا آمُرُكَ بِهِ فِی الْیَقَظَةِ فَاسْتَعْمَلْتُهُ فَعَادَتْ (5)

إِلَیَّ أَسْنَانِی وَ أَضْرَاسِی كَمَا كَانَتْ (6).

ص: 235


1- 1. فی المصدر: نظام.
2- 2. فیه: الفالوذج الحار.
3- 3. فیه: فتخلخلت.
4- 4. فی المصدر: تثبت.
5- 5. فیه: فقویت.
6- 6. المكارم: 218.

«2»- وَ مِنْهُ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ بِالْأُشْنَانِ أَدْخَلَهُ فَاهُ فَتَطَاعَمَهُ (1) ثُمَّ رَمَی بِهِ وَ قَالَ الْأُشْنَانُ رَدِی ءٌ یُبْخِرُ الْفَمَ وَ یُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَ یُضَعِّفُ الرُّكْبَتَیْنِ وَ أَنَا أُحِبُّهُ (2).

بیان: كأن المراد بالتطاعم المضغ و الحب لعله للمضغ و غسل الفم و المفاسد علی الأكل.

و قال الفیروزآبادی الأشنان بالضم و الكسر معروف نافع للجرب و الحكة جلاء منق مدر للطمث مسقط للأجنة.

أقول: و ذكر ابن بیطار له فوائد كثیرة و قد مر الكلام فی السعد و فوائده.

«3»- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (3)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَكْلُ الْأُشْنَانِ یُوهِنُ الرُّكْبَتَیْنِ وَ یُفْسِدُ مَاءَ الظَّهْرِ(4).

«4»- الْمَحَاسِنُ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: أَكْلُ الْأُشْنَانِ یُبْخِرُ الْفَمَ (5).

الكافی، عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید: مثله (6).

«5»- وَ مِنْهُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّا نَأْكُلُ الْأُشْنَانَ فَقَالَ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا تَوَضَّأَ ضَمَّ شَفَتَیْهِ وَ فِیهِ خِصَالٌ تُكْرَهُ إِنَّهُ یُورِثُ السِّلَّ وَ یَذْهَبُ بِمَاءِ الظَّهْرِ وَ یُوهِنُ (7)

ص: 236


1- 1. فیتطاعمه ثمّ یرمی به.
2- 2. المصدر: 218.
3- 3. فی المصدر: عن محمّد بن أحمد.
4- 4. الخصال: 31.
5- 5. المحاسن: 564.
6- 6. الكافی: ج 6، ص 378.
7- 7. فی المصدر: یوهی.

الرُّكْبَتَیْنِ الْخَبَرَ(1).

بیان: قوله علیه السلام إذا توضأ أی كان علیه السلام إذا غسل یده و فمه بعد الطعام بالأشنان ضم شفتیه لئلا یدخل الفم شی ء منه فكیف یكون أكله حسنا.

«6»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَزِیزٍ الْمُرَادِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّخِذُوا فِی أَسْنَانِكُمُ السُّعْدَ فَإِنَّهُ یُطَیِّبُ الْفَمَ وَ یَزِیدُ فِی الْجِمَاعِ (2).

باب 86 الهلیلج و الأملج و البلیلج

«1»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنِ الْمُسَیَّبِ بْنِ وَاضِحٍ وَ كَانَ یَخْدُمُ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام (3)

عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِی الْهَلِیلَجِ الْأَصْفَرِ لَاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَباً وَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ خُذْ هَلِیلَجَةً صَفْرَاءَ وَ سَبْعَ حَبَّاتِ فُلْفُلٍ وَ اسْحَقْهَا وَ انْخُلْهَا وَ اكْتَحِلْ بِهَا(4).

«2»- الْفِرْدَوْسُ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْهَلِیلَجَةُ السَّوْدَاءُ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ.

توضیح: و تأیید قال ابن بیطار نقلا عن البصری الهلیلج علی أربعة أصناف فصنف أصفر و صنف أسود هندی صغار و صنف أسود كابلی كبار و صنف حشف دقاق یعرف بالصینی. و قال الرازی الأصفر منه یسهل الصفراء و الأسود الهندی یسهل السوداء فأما الذی فیه عفوصة فلا یصلح للإسهال بل یدبغ المعدة و لا ینبغی أن

ص: 237


1- 1. الكافی: ج 6، ص 378.
2- 2. الكافی: ج 6، ص 379.
3- 3. فی المصدر: عنه عن أبیه.
4- 4. الطب: 86.

یتخذ للإسهال انتهی.

و قال ابن سینا فی القانون الهلیلج معروف منه الأصفر الفج و منه الأسود الهندی و هو البالغ النضیج و هو أسخن و منه كابلی و هو أكبر الجمیع و منه صینی و هو دقیق خفیف و أجوده الأصفر الشدید الصفرة الضارب إلی الخضرة الرزین الممتلئ الصلب و أجود الكابلی ما هو أسمن و أثقل یرسب فی الماء و إلی الحمرة و أجود الصینی ذو المنقار. و قیل إن الأصفر أسخن من الأسود.

و قیل إن الهندی أقل برودة من الكابلی و جمیعه بارد فی الأولی یابس فی الثانیة و كلها تطفئ المرة و تنفع منها و الأسود یصفی اللون و كلها نافعة من الجذام.

و الكابلی ینفع الحواس و الحفظ و العقل و ینفع أیضا من الصداع و ینفع الأصفر للعین المسترخیة و ینفع مواد تسیل كحلا و ینفع الخفقان و التوحش شربا و هو نافع لوجع الطحال و آلات الغذاء كلها خصوصا الأسودان فإنهما یقویان المعدة و خصوصا المربیان و یهضم الطعام و یقوی خمل المعدة بالدبغ و التفتیح و التنشیف و الأصفر دباغ جید للمعدة و كذلك الأسود و الصینی ضعیف فیما یفعل الكابلی و فی الكابلی تغشیة.

و الكابلی ینفع من الاستسقاء و الكابلی و الهندی مقلوان (1) بالزیت یعقلان البطن و الأصفر یسهل الصفراء و قلیلا من البلغم و الأسود یسهل السوداء و ینفع من البواسیر و الكابلی یسهل السوداء و البلغم.

و قیل إن الكابلی ینفع من القولنج و الشربة من الكابلی للإسهال منقوعا من خمسة إلی أحد عشر درهما و غیر منقوع إلی درهمین.

و أقول و إلی أكثر و الأصفر أقول قد یسقی إلی عشرة و أكثر مدقوقا منقوعا فی الماء و ینفع الكابلی من الحمیات العتیقة انتهی.

و سیأتی ذكر الأملج فی الأدویة المركبة و ذكر الأطباء له منافع عظیمة

ص: 238


1- 1. مقلوین( ظ).

قالوا بارد فی الأولی یابس فی الثانیة قابض یشد أصول الشعر و یقوی المعدة و المقعدة و یدبغهما و یقبضهما و یقطع العطش و یزید الفؤاد حدة و ذكاء و یهیج الباه و یقطع البزاق و القی ء و یطفئ حرارة الدم و یعقل البطن و یسود الشعر.

و المربا منه یلین البطن و ینفع البواسیر و یشهی الطعام و یقوی الأعضاء الباطنة و خاصة المعدة و الأمعاء و هو مقوی للعین أیضا و یقوی القلب و الذهن و الحفظ.

و قال ابن سینا و بالجملة هو من الأدویة المقویة للأعضاء كلها و إصلاحه بالعسل. و قالوا فی البلیلج هو قریب الطعم (1)

من الأملج و لبه حلو قریب من البندق.

قال ابن سینا بارد فی الأولی یابس فی الثانیة و فیه قوة مطلقة و قوة قابضة یقوی المعدة بالدبغ و الجمع و ینفع من استرخائها و رطوبتها و لا شی ء أدبغ للمعدة منه و ربما عقل البطن و عند بعضهم یلین فقط و هو الظاهر و هو نافع للمعاء المستقیم و المقعدة انتهی.

و قال بعضهم هو لاحق بالأملج فی العمل و القوة.

ص: 239


1- 1. قریب الطبع( خ).
باب 87 الأدویة المركّبة الجامعة للفوائد النافعة لكثیر من الأمراض

«1»- الْكَافِی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام شَكَا إِلَی رَبِّهِ تَعَالَی الْبِلَّةَ وَ الرُّطُوبَةَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَأْخُذَ الْهَلِیلَجَ وَ الْبَلِیلَجَ وَ الْأَمْلَجَ فَیَعْجِنَهُ بِالْعَسَلِ وَ یَأْخُذَهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ الَّذِی یُسَمُّونَهُ عِنْدَكُمُ الطَّرِیفَلَ (1).

بیان: للطریفل عند الأطباء نسخ كثیرة و عمدة أجزاء جمیعها ما ورد فی الخبر و أقربها منه الطریفل الصغیر و هو مركب من الهلیلج الكابلی و الأسود و الأصفر و الأملج و البلیلج أجزاء سواء و تلت بدهن اللوز و یعجن بالعسل ثلاثة أضعاف جمیع الأجزاء و یستعمل بعد شهرین إلی ثلاث سنین و هو من أنفع الأدویة عندهم.

«2»- الْفِرْدَوْسُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الْهَلِیلَجُ الْأَسْوَدُ وَ بَلِیلَجُ وَ أَمْلَجُ یُغْلَی بِسَمْنِ الْبَقَرِ وَ یُعْجَنُ بِالْعَسَلِ یَعْنِی الطَّرِیفَلَ.

«3»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَبْدُ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنُ ابْنَا بِسْطَامَ قَالا: أَمْلَی عَلَیْنَا أَحْمَدُ بْنُ رِیَاحٍ الْمُتَطَبِّبُ هَذِهِ الْأَدْوِیَةَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَهَا عَلَی الْإِمَامِ فَرَضِیَهَا وَ قَالَ إِنَّهَا تَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ وَ الصَّفْرَاءِ وَ الْبَلْغَمِ وَ وَجَعِ الْمَعِدَةِ وَ الْقَیْ ءِ وَ الْحُمَّی وَ الْبِرْسَامِ وَ تَشَقُّقِ الْیَدَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ وَ الْأُسْرِ وَ الزَّحِیرِ وَ وَجَعِ الْكَبِدِ وَ الْحَرِّ فِی الرَّأْسِ وَ یَنْبَغِی أَنْ یَحْتَمِیَ مِنَ التَّمْرِ وَ السَّمَكِ وَ الْخَلِّ وَ الْبَقْلِ وَ لْیَكُنْ طَعَامُ مَنْ یَشْرَبُهُ زِیرْبَاجَةً بِدُهْنِ سِمْسِمٍ یَشْرَبُهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ كُلَّ یَوْمٍ مِثْقَالَیْنِ وَ كُنْتُ أَسْقِیهِ مِثْقَالًا فَقَالَ الْعَالِمُ علیه السلام مِثْقَالَیْنِ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لِبَعْضِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ یُؤْخَذُ مِنَ الْخِیَارَشَنْبَرَ رِطْلٌ مُنَقًّی وَ یُنْقَعُ فِی رِطْلٍ مِنْ مَاءٍ یَوْماً وَ لَیْلَةً ثُمَّ یُصَفَّی

ص: 240


1- 1. روضة الكافی: 193.

فَیُؤْخَذُ صَفْوُهُ وَ یُطْرَحُ ثُفْلُهُ وَ یُجْعَلُ مَعَ صَفْوِهِ رِطْلٌ مِنْ عَسَلٍ وَ رِطْلٌ مِنْ أَفْشُرَجِ السَّفَرْجَلِ وَ أَرْبَعِینَ مِثْقَالًا مِنْ دُهْنِ الْوَرْدِ ثُمَّ یَطْبُخُهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ حَتَّی یُثْخَنَ ثُمَّ یُنْزَلَ عَنِ النَّارِ وَ یَتْرُكُهُ حَتَّی یَبْرُدَ فَإِذَا بَرَدَ جُعِلَتْ فِیهِ الْفُلْفُلُ وَ الدَّارْفُلْفُلُ وَ قِرْفَةُ الْقَرَنْفُلِ وَ قَرَنْفُلٌ وَ قَاقُلَّةٌ وَ زَنْجَبِیلٌ وَ دَارْچِینِیٌّ وَ جَوْزُبَوَّا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ ثَلَاثَةُ مَثَاقِیلَ مَدْقُوقٌ مَنْخُولٌ فَإِذَا جُعِلَتْ فِیهِ هَذِهِ الْأَخْلَاطُ عُجِنَتْ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَ جَعَلْتَهُ فِی جَرَّةٍ خَضْرَاءَ أَوْ فِی قَارُورَةٍ وَ الشَّرْبَةُ مِثْقَالَیْنِ (1) عَلَی الرِّیقِ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ نَافِعٌ لِمَا ذُكِرَ وَ هُوَ نَافِعٌ لِلْیَرَقَانِ وَ الْحُمَّی الصُّلْبَةِ الشَّدِیدَةِ الَّتِی یُتَخَوَّفُ عَلَی صَاحِبِهَا الْبِرْسَامُ وَ الْحَرَارَةُ وَ وَجَعُ الْمَثَانَةِ وَ الْإِحْلِیلِ (2)

قَالَ تَأْخُذُ خِیَارَبَاذْرَنْجٍ فَتُقَشِّرُهُ ثُمَّ تَطْبُخُ قُشُورَهُ بِالْمَاءِ مَعَ أُصُولِ الْهِنْدَبَاءِ ثُمَّ تُصَفِّیهِ وَ تَصُبُّ عَلَیْهِ سُكَّرَ طَبَرْزَدٍ ثُمَّ تَشْرَبُ مِنْهُ عَلَی الرِّیقِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِقْدَارَ رِطْلٍ فَإِنَّهُ جَیِّدٌ مُجَرَّبٌ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی لِخَفَقَانِ (3) الْفُؤَادِ وَ النَّفَسِ الْعَالِی وَ وَجَعِ الْمَعِدَةِ وَ تَقْوِیَتِهَا وَ وَجَعِ الْخَاصِرَةِ وَ یَزِیدُ فِی مَاءِ الْوَجْهِ وَ یَذْهَبُ بِالصُّفَارِ(4)

وَ أَخْلَاطُهُ أَنْ تَأْخُذَ مِنَ الزَّنْجَبِیلِ الْیَابِسِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ مِثْقَالًا وَ مِنَ الدَّارْفُلْفُلِ أَرْبَعِینَ مِثْقَالًا وَ مِنْ شَبَهٍ وَ سَادَجٍ وَ فُلْفُلٍ وَ إِهْلِیلَجٍ أَسْوَدَ وَ قَاقُلَّةٍ مُرَبًّی وَ جَوْزِ طِیبٍ وَ نَانْخَواهَ وَ حَبِّ الرُّمَّانِ الْحُلْوِ وَ شُونِیزٍ وَ كَمُّونٍ كِرْمَانِیٍّ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعُ مَثَاقِیلَ یُدَقُّ كُلُّهُ وَ یُنْخَلُ ثُمَّ تَأْخُذُ سِتَّمِائَةِ مِثْقَالٍ فَانِیذٍ جَیِّدٍ فَتَجْعَلُهُ فِی بَرْنِیَّةٍ وَ تَصُبُّ فِیهِ شَیْئاً مِنْ مَاءٍ

ثُمَّ تُوقِدُ تَحْتَهَا وَقُوداً لَیِّناً حَتَّی یَذُوبَ الْفَانِیذُ ثُمَّ تَجْعَلُهُ فِی إِنَاءٍ نَظِیفٍ ثُمَّ تَذُرُّ عَلَیْهِ الْأَدْوِیَةَ الْمَدْقُوقَةَ وَ تَعْجِنُهَا بِهِ حَتَّی تَخْتَلِطَ ثُمَّ تَرْفَعُهُ فِی قَارُورَةٍ أَوْ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ الشَّرْبَةُ مِنْهُ مِثْلُ الْجَوْزَةِ فَإِنَّهُ لَا یُخَالِفُ أَصْلًا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (5)

ص: 241


1- 1. فی المصدر: مثقالان.
2- 2. الطب: 75. و فیه جعل« وجع المثانة و الاحلیل» عنوانا.
3- 3. فی المصدر: دواء لخفقان ...
4- 4. لفظة« و أخلاطه» غیر موجودة فی المصدر، و فیه: و هو نافع باذن اللّٰه عزّ و جلّ.
5- 5. الطب: 77.

دَوَاءٌ عَجِیبٌ یَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ وَرَمِ الْبَطْنِ وَ وَجَعِ الْمَعِدَةِ(1)

وَ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ یُذِیبُ الْحَصَاةَ وَ الْحَشْوَ الَّذِی یَجْتَمِعُ فِی الْمَثَانَةِ وَ لِوَجَعِ الْخَاصِرَةِ تَأْخُذُ مِنَ الْهَلِیلَجِ الْأَسْوَدِ وَ الْبَلِیلَجِ وَ الْأَمْلَجِ وَ كُورِ وَ فُلْفُلٍ وَ دَارْفُلْفُلٍ وَ دَارْچِینِیٍّ وَ زَنْجَبِیلٍ وَ شَقَاقُلٍ وَ وَجٍّ وَ أَسَارُونٍ وَ خُوْلَنْجَانٍ أَجْزَاءً سَوَاءً تُدَقُّ وَ تُنْخَلُ وَ تُلَتُّ بِسَمْنِ بَقَرٍ حَدِیثٍ وَ تَعْجِنُ جَمِیعَ ذَلِكَ بِوَزْنِهِ مَرَّتَیْنِ [مِنْ] عَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ أَوْ فَانِیذٍ جَیِّدٍ الشَّرْبَةُ مِنْهُ مِثْلُ الْبُنْدُقَةِ أَوْ عَفْصَةٍ(2) دَوَاءٌ لِكَثْرَةِ الْجِمَاعِ وَ غَیْرِهِ قَالَ هَذَا عَجِیبٌ یُسَخِّنُ الْكُلْیَتَیْنِ وَ یُكْثِرُ صَاحِبَهُ الْجِمَاعَ وَ یَذْهَبُ بِالْبُرُودَةِ(3) مِنَ الْمَفَاصِلِ كُلِّهَا وَ هُوَ نَافِعٌ لِوَجَعِ الْخَاصِرَةِ وَ الْبَطَنِ وَ لِرِیَاحِ الْمَفَاصِلِ وَ لِمَنْ یَشُقُّ عَلَیْهِ الْبَوْلُ وَ لِمَنْ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یَحْبِسَ بَوْلَهُ وَ لِضَرَبَانِ الْفُؤَادِ وَ النَّفَسِ الْعَالِی وَ النَّفْخَةِ وَ التُّخَمَةِ وَ الدُّودِ فِی الْبَطْنِ وَ یَجْلُو الْفُؤَادَ وَ یُشَهِّی الطَّعَامَ وَ یُسَكِّنُ وَجَعَ الصَّدْرِ وَ صُفْرَةَ الْعَیْنِ وَ صُفْرَةَ اللَّوْنِ وَ الْیَرَقَانِ وَ كَثْرَةَ الْعَطَشِ وَ لِمَنْ یَشْتَكِی عَیْنَهُ وَ لِوَجَعِ الرَّأْسِ وَ نُقْصَانِ الدِّمَاغِ وَ لِلْحُمَّی النَّافِضِ وَ لِكُلِّ دَاءٍ قَدِیمٍ وَ حَدِیثٍ جَیِّدٌ مُجَرَّبٌ لَا یُخَالِفُ أَصْلًا الشَّرْبَةُ مِنْهُ مِثْقَالانِ وَ كَانَ عِنْدَنَا مِثْقَالٌ فَغَیَّرَهُ الْإِمَامُ علیه السلام.

تَأْخُذُ إِهْلِیلَجَ أَسْوَدَ وَ إِهْلِیلَجَ أَصْفَرَ وَ سَقَمُونِیَاءَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ سِتَّ مَثَاقِیلَ وَ فُلْفُلَ وَ دَارْفُلْفُلَ وَ زَنْجَبِیلَ یابس [یَابِساً] وَ نَانْخَواهَ وَ خَشْخَاشَ أَحْمَرَ وَ مِلْحَ هِنْدِیٍّ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ مَثَاقِیلَ وَ نَارْمُشْكَ وَ قَاقُلَّةَ وَ سُنْبُلَ وَ شَقَاقُلَ وَ عُودَ الْبَلَسَانِ وَ حَبَّ الْبَلَسَانِ وَ سَلِیخَةَ مُقَشَّرَةً وَ عِلْكَ رُومِیٍّ وَ عَاقِرْقِرْحَا وَ دَارْچِینِیَّ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِثْقَالَیْنِ تُدَقَّقُ هَذِهِ الْأَدْوِیَةُ كُلُّهَا وَ تُعْجَنُ بَعْدَ مَا تُنْخَلُ غَیْرَ السَّقَمُونِیَاءِ فَإِنَّهُ یُدَقُّ عَلَی حِدَةٍ وَ لَا یُنْخَلُ ثُمَّ یُخْلَطُ جَمِیعاً وَ یُؤْخَذُ خَمْسَةٌ وَ ثَمَانُونَ مِثْقَالًا فَانِیذٌ سِجْزِیٌّ جَیِّدٌ وَ یُذَابُ كُلُّهُ فِی الطِّنْجِیرِ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ وَ یُلَتُّ بِهِ الْأَدْوِیَةُ ثُمَّ یُعْجَنُ ذَلِكَ كُلُّهُ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ ثُمَ

ص: 242


1- 1. المقعدة( خ).
2- 2. الطب: 77.
3- 3. فی المصدر: البرون.

یُرْفَعُ الرَّغْوَةُ فِی قَارُورَةٍ أَوْ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَیْهِ فَخُذْ مِنْهُ عَلَی الرِّیقِ مِثْقَالَیْنِ بِمَا شِئْتَ مِنَ الشَّرَابِ وَ عِنْدَ مَنَامِكَ مِثْلَهُ فَإِنَّهُ عَجِیبٌ نَافِعٌ لِجَمِیعِ مَا وَصَفْنَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

بیان: فی القاموس الأسر بالضم احتباس البول و قال صاحب بحر الجواهر الزیرباج هی المرقة التی تتخذ من الخل و الفواكه الیابسة و تطیب بالزعفران و یطرح فیها مثل الكمّون و یحلی ببعض الأشیاء الحلوة و فی بعض النسخ أماجة و كأنها الشورباجة المعمولة من الخمیر.

قوله و ذكر أنه الظاهر أنه متعلق بالدواء الآتی و یحتمل تعلقه بالدواء الماضی حتی یثخن فی أكثر النسخ بالثاء المثلثة أی یحصل فیه قوام و فی بعض النسخ بالسین و الأول أظهر.

و قال صاحب بحر الجواهر أفشرج معرب أفشرده و هی التی تتخذ من النباتات التی لها میاه فتدق و یعصر ماؤها و لا تطبخ و تشمس (2)

حتی تصیر ربا.

و فی القاموس القرف بالكسر القشر أو قشر المقل و قشر الرمان و لحاء الشجر و بهاء القشرة و ضرب من الدارصینی لأن منه الدارصینی علی الحقیقة و یعرف بدارصینی الصین و جسمه أشحم و أثخن و أكثر تخلخلا و منه المعروف بالقرفة علی الحقیقة أحمر أملس مائل إلی الحلو ظاهره خشن برائحة عطرة و طعم حار حریف. و منه المعروف بقرفة القرنفل و هی رقیقة صلبة إلی السواد بلا تخلخل أصلا و رائحتها كالقرنفل و الكل مسخن ملطف مدر مجفف محفظ باهی انتهی.

و قد مر هذا الدواء بعینه فی باب علاج الْبَطَنِ.

و قوله و الحمی الصلبة یحتمل أن یكون استئناف كلام و بیانا للدواء

ص: 243


1- 1. الطب: 78.
2- 2. فی بعض النسخ« و لا تشمس» و ما أثبتناه فی المتن موافقا لبعض النسخ المخطوطة هو الصواب ظاهرا.

المذكور بعده و یحتمل تعلقه بالسابق و یكون قوله و الحرارة أول الكلام و یحتمل أن یكون و هو نافع للیرقان أول الكلام و یكون الضمیر راجعا إلی الدواء الآتی لما مر فی باب الحمی أن الرضا علیه السلام داوی صاحب الیرقان بماء قشور الخیار باذرنج.

و قال ابن بیطار شبه و یقال له شبهان و هو ضرب من الشوك و هی شجرة شبه شجرة الملوخ و علی أغصانها شوك صغار و تورد وردا لطیفا أحمر حمرة خفیفة و تعقد حبا كالشهدانج إذا اعتصر خرجت منه لزوجة كثیرة مائیة لزجة جدا و هذا الخشب و عصارته من أبلغ الأدویة نفعا لنهش ذوات السموم من الهوام و قیل بزرها(1) دسم لزج إذا شرب نفع من السعال و فتت الحصاة التی فی المثانة و كان صالحا و أدرّ(2)

البول و أصلها و ورقها إذا دقت و سحقت و تضمد بها حللت الجراحات فی ابتدائها و الأورام البلغمیة.

و قال السادج تشبه رائحتها رائحة الناردین تنبت فی أماكن من بلاد الهند فیها حصاة و هو ورق یظهر علی وجه الماء فی تلك المواضع بمنزلة عدس الماء و لیس له أصل و إذا جمعوه علی المكان یشیلونه فی خیط كتان و یجففونه و یخزنونه. و قال جالینوس قوته شبیهة بقوة الناردین غیر أن الناردین أشد فعلا منه. و أما السادج فإنه أدر للبول منه و أجود للمعدة و هو صالح لأورام العین الحارة إذا غلی بشراب و لطخ بعد السحق علی العین و قد یوضع تحت اللسان لطیب النكهة و یجعل مع الثیاب لیحفظها من التأكل و یطیب رائحتها. و قال الرازی حار فی الثالثة یابس فی الثانیة. و قال فی المنصوری إنه نافع للخفقان و البخر.

و قال جوزبوا هو جوز الطیب و قوته من الحرارة و الیبوسة من الدرجة الثانیة حابس للطبیعة مطیب للنكهة و المعدة نافع من ضعف الكبد و المعدة

ص: 244


1- 1. بذرها( خ).
2- 2. و ادرار البول( خ).

هاضم للطعام نافع للطحال و ینفع من السبل و یقوی البصر و ینفع من عسر البول و یمنع من لزق الأمعاء و من استطلاق البطن إذا كان عن برد و بالجملة فهو نافع للمرطوبین المبرودین.

و فی القاموس البرنیة إناء من خزف و الوج دواء معروف. قال فی بحر الجواهر هو بالفتح أصل نبات ینبت بالحیاض (1)

و شطوط المیاه فارسیة برج حار یابس فی الثالثة ملطف للأخلاط الغلیظة و یدر البول و یذهب صلابة الطحال و یقلع بیاض العین و یجلو ظلمتها و ینفع أوجاع الجنب و الصدر و المغص و إذا شرب مع العسل ینفع من وجع الرأس العتیق و إذا شرب منه درهم أسهل الصفراء و البلغم و السوداء و ینفع من نزول الماء فی العین جید لثقل اللسان و قال أسارون حشیشة ذات بزور(2) كثیرة طیبة الرائحة لذاعة للسان لها زهر بین الورق عند أصولها لونها فرفیری شبیه بزهر البنج حار یابس فی الثانیة و قیل یبسه أقل من حره یسكن أوجاع الباطن كلها و یلطف و یسخن و یفتح سدد الكبد و یفید وجع الورك و یسهل البلغم من الاستسقاء مدر مقو للمثانة و الكلیة و المعدة مفتت لحصاة الكلیة. و قال العفص كفلس مازو. و قال ابن بیطار فانیذ سجزی بالسین و الزای منسوب إلی سجستان.

«4»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَدَغَتْنِی الْعَقْرَبُ فَكَادَتْ شَوْكَتُهُ حِینَ ضَرَبَتْنِی تَبْلُغُ بَطْنِی مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَتْنِی وَ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام جَارَنَا فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ (3)

إِنَّ ابْنِی عَبْدَ اللَّهِ لَدَغَتْهُ الْعَقْرَبُ وَ هُوَ ذَا یُتَخَوَّفُ عَلَیْهِ فَقَالَ اسْقُوهُ مِنْ دَوَاءِ الْجَامِعِ فَإِنَّهُ دَوَاءُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ دَوَاءٌ مَعْرُوفٌ قُلْتُ مَوْلَایَ فَإِنِّی لَا أَعْرِفُهُ قَالَ خُذْ سُنْبُلَ وَ زَعْفَرَانَ وَ قَاقُلَّةَ

ص: 245


1- 1. فی الحیاض( خ).
2- 2. بذور( خ).
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: فقال.

وَ عَاقِرْقِرْحَا وَ خَرْبَقَ أَبْیَضَ وَ بَنْجَ وَ فُلْفُلَ أَبْیَضَ أَجْزَاءً سَوَاءً بِالسَّوِیَّةِ وَ إِبْرِفْیُونَ جُزْءَیْنِ یُدَقُّ دَقّاً نَاعِماً وَ یُنْخَلُ بِحَرِیرَةٍ وَ یُعْجَنُ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ وَ یُسْقَی مِنْهُ لِلَسْعَةِ الْحَیَّةِ وَ الْعَقْرَبِ حَبَّةً بِمَاءِ الْحِلْتِیتِ فَإِنَّهُ یَبْرَأُ مِنْ سَاعَتِهِ قَالَ فَعَالَجْنَاهُ بِهِ وَ سَقَیْنَاهُ فَبَرَأَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ نَحْنُ نَتَّخِذُهُ وَ نُعْطِیهِ لِلنَّاسِ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا(1).

بیان: قوله فصرت إلیه كذا فی النسخ و الظاهر فصار إلیه أبی أو فقال أبی. و قال فی القانون الخربق الأسود أشد حرارة من الأبیض و حار یابس إلی الثالثة و هو محلل ملطف قوی الجلاء و الأبیض أشد مرارة و إذا أكلته الفأر ماتت.

و ذكر لهما منافع و مضار لا حاجة بنا إلی ذكرها.

و الحلتیت بالتاء و التاء أیضا فی الأخیر صمغ الأنجدان و قال بعضهم ینفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شربا و طلاء.

«5»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَیْمُونٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام قَالَ: قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَجِدُ مِنْ هَذِهِ الشَّوْصَةِ وَجَعاً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ خُذْ حَبَّةً وَاحِدَةً مِنْ دَوَاءِ الرِّضَا علیه السلام مَعَ شَیْ ءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ وَ اطْلِ بِهِ حَوْلَ الشَّوْصَةِ قُلْتُ وَ مَا دَوَاءُ أَبِیكَ قَالَ الدَّوَاءُ الْجَامِعُ وَ هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَی أَحَدِهِمَا وَ أَخَذْتُ مِنْهُ حَبَّةً وَاحِدَةً فَلَطَخْتُ بِهِ مَا حَوْلَ الشَّوْصَةِ مَعَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ مَاءِ الزَّعْفَرَانِ فَعُوفِیتُ مِنْهَا(2).

بیان: قال الفیروزآبادی الشوصة وجع فی البطن أو ریح تعتقب (3) فی الأضلاع أو ورم فی حجابها من داخل و اختلاج العروق. و قال جالینوس هو ورم فی حجاب الأضلاع من داخل.

«6»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَعِینِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی الرِّضَا علیه السلام دَاءً بِأَهْلِی مِنَ الْفَالِجِ وَ اللَّقْوَةِ فَقَالَ أَیْنَ أَنْتَ مِنْ دَوَاءِ أَبِی قُلْتُ

ص: 246


1- 1. الطب: 88.
2- 2. الطب: 89.
3- 3. أی تحتبس.

وَ مَا هُوَ قَالَ الدَّوَاءُ الْجَامِعُ خُذْ مِنْهُ حَبَّةً بِمَاءِ الْمَرْزَنْجُوشِ وَ اسْعُطْهَا بِهِ فَإِنَّهَا تُعَافَی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (1).

«7»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَنْجَوَیْهِ الْمُتَطَبِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام بَرْدَ الْمَعِدَةِ فِی مَعِدَتِی وَ خَفَقَاناً فِی فُؤَادِی فَقَالَ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ دَوَاءِ أَبِی وَ هُوَ الدَّوَاءُ الْجَامِعُ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا هُوَ قَالَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الشِّیعَةِ قُلْتُ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ فَأَعْطِنِی صِفَتَهُ حَتَّی أُعَالِجَهُ وَ أُعْطِیَ النَّاسَ قَالَ خُذْ زَعْفَرَانَ وَ عَاقِرْقِرْحَا وَ سُنْبُلَ وَ قَاقُلَّةَ وَ بَنْجَ وَ خَرْبَقَ أَبْیَضَ وَ فُلْفُلَ أَبْیَضَ أَجْزَاءً سَوَاءً وَ إِبْرِفْیُونَ جُزْءَیْنِ یُدَقُّ ذَلِكَ كُلُّهُ دَقّاً نَاعِماً وَ یُنْخَلُ بِحَرِیرَةٍ وَ یُعْجَنُ بِضِعْفَیْ وَزْنِهِ عَسَلًا مَنْزُوعَ الرَّغْوَةِ فَیُسْقَی صَاحِبَ خَفَقَانِ الْفُؤَادِ وَ مَنْ بِهِ بَرْدُ الْمَعِدَةِ حَبَّةً بِمَاءِ كَمُّونٍ یُطْبَخُ فَإِنَّهُ یُعَافَی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (2).

«8»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنِ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ وَجَعاً فِی طُحَالِی (3)

أَبِیتُ مُسَهَّراً مِنْهُ وَ أَظَلُّ نَهَارِی مُتَلَبِّداً مِنْ شِدَّةِ وَجَعِهِ فَقَالَ أَیْنَ أَنْتَ مِنَ الدَّوَاءِ الْجَامِعِ یَعْنِی الْأَدْوِیَةَ الْمُتَقَدِّمَ ذِكْرُهَا غَیْرَ أَنَّهُ قَالَ خُذْ حَبَّةً مِنْهَا بِمَاءٍ بَارِدٍ وَ حُسْوَةِ خَلٍّ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ فَسَكَنَ مَا بِی بِحَمْدِ اللَّهِ (4).

بیان: قال فی القاموس لبد كصرد و كتف من لا یبرح منزله و لا یطیب معاشا و تلبّد الطائرُ بالأرض جثم علیها و فی بعض النسخ متلددا أی متحیرا.

«9»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ الْبَرُودِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ كَانَ یَأْخُذُ عِلْمَ أَهْلِ الْبَیْتِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام وَجَعاً

ص: 247


1- 1. الطب: 89.
2- 2. المصدر: 90.
3- 3. فی المصدر: فی الطحال.
4- 4. الطب: 90.

بِجَنْبِیَ الْأَیْمَنِ وَ الْأَیْسَرِ فَقَالَ لِی أَیْنَ أَنْتَ عَنِ (1)

الدَّوَاءِ الْجَامِعِ فَإِنَّهُ دَوَاءٌ مَشْهُورٌ وَ عَنَی بِهِ الْأَدْوِیَةَ الَّتِی تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا وَ قَالَ أَمَّا لِلْجَنْبِ الْأَیْمَنِ فَخُذْ مِنْهُ حَبَّةً وَاحِدَةً بِمَاءِ الْكَمُّونِ یُطْبَخُ طَبْخاً وَ أَمَّا لِلْجَنْبِ الْأَیْسَرِ فَخُذْ بِمَاءِ أُصُولِ الْكَرَفْسِ یُطْبَخُ طَبْخاً فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ آخُذُ مِنْهُ مِثْقَالًا أَوْ مِثْقَالَیْنِ قَالَ لَا بَلْ وَزْنَ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ تُشْفَی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی (2).

«10»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ كَثِیراً مَا أُجَالِسُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَبِی مَبْطُونٌ مُنْذُ ثَلَاثِ لَیَالٍ لَا یَمْلِكُ بَطْنَهُ فَقَالَ أَیْنَ أَنْتَ مِنَ (3)

الدَّوَاءِ الْجَامِعِ قُلْتُ لَا أَعْرِفُهُ قَالَ هُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ التَّمَّارِ

فَخُذْ مِنْهُ حَبَّةً وَاحِدَةً وَ اسْقِ أَبَاكَ بِمَاءِ الْآسِ الْمَطْبُوخِ فَإِنَّهُ یَبْرَأُ مِنْ سَاعَتِهِ قَالَ فَصِرْتُ فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَیْئاً كَثِیراً وَ أَسْقَیْتُهُ حَبَّةً وَاحِدَةً فَسَكَنَ مِنْ سَاعَتِهِ (4).

بیان: قال ابن بیطار الآس كثیر بأرض العرب و خضرته دائمة ینمو حتی یكون شجرا عظیما و له زهرة بیضاء طیبة الرائحة و ثمرة سوداء إذا أینعت و تحلو و فیها مع ذلك علقمة و قد یؤكل ثمره رطبا و یابسا لنفث الدم و لحرقة المثانة و عصارة الثمر و هو رطب یفعل الثمرة و هی جیدة للمعدة مدرة للبول.

و ورقه إذا دق و سحق و صب علیه الماء و خلط به شی ء یسیر من زیت أو دهن ورد و خمر و تضمد به وافق القروح الرطبة و المواضع التی تسیل إلیها الفضول و الإسهال المزمن.

ص: 248


1- 1. من( خ).
2- 2. الطب: 90، و فیه: تعافی باذن اللّٰه تعالی.
3- 3. عن( خ).
4- 4. الطب: 91.

و قیل الآس بارد فی الأولی یابس فی الثانیة و نافع من الحرارة و الرطوبة قاطع للإسهال المتولد من المرة الصفراء نافع للبخار الحار الرطب إذا شم و حبه صالح للسعال و استطلاق البطن الحادث من المرة الصفراء.

و قال فی القانون لیس فی الأشربة ما یعقل و ینفع من أوجاع الرئة و السعال غیر شرابه و ورقه ینفع السجج [السحج] الخف ذرورا و ضمادا و ربه یمنع سیلان الفضول إلی المعدة و ینفع حرقة البول و هو جید فی منع درور الحیض و ماء ورقه یعقل الطبیعة و یحبس الإسهال المراری طلاء و إذا شرب ذلك مع دهن الحل عصر البلغم و أسهله.

«11»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكَّامٍ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ مُؤَدِّبِ وُلْدِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَیْهِ مَا أَجِدُ مِنَ الْحَصَاةِ فَقَالَ وَیْحَكَ أَیْنَ أَنْتَ عَنِ الْجَامِعِ دَوَاءِ أَبِی فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَعْطِنِی صِفَتَهُ فَقَالَ هُوَ عِنْدَنَا یَا جَارِیَةُ أَخْرِجِی الْبُسْتُوقَةَ الْخَضْرَاءَ قَالَ فَأَخْرَجَتِ الْبُسْتُوقَةَ وَ أَخْرَجَ مِنْهَا مِقْدَارَ حَبَّةٍ فَقَالَ اشْرَبْ هَذِهِ الْحَبَّةَ بِمَاءِ السَّدَابِ أَوْ بِمَاءِ الْفُجْلِ الْمَطْبُوخِ فَإِنَّكَ تُعَافَی مِنْهُ فَقَالَ (2)

فَشَرِبْتُهُ بِمَاءِ السَّدَابِ فَوَ اللَّهِ مَا أَحْسَسْتُ بِوَجَعِهِ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا(3).

«12»- وَ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامَ: عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ النَّضْرِ مِنْ وُلْدِ مِیثَمٍ التَّمَّارِ بِقَزْوِینَ وَ نَحْنُ مُرَابِطُونَ عَنِ الْأَئِمَّةِ بِهَا أَنَّهُمْ وَصَفُوا هَذِهِ (4) الدَّوَاءَ لِأَوْلِیَائِهِمْ وَ هُوَ الدَّوَاءُ الَّذِی یُسَمَّی الدَّوَاءَ(5)

الشَّافِیَةَ وَ هُوَ خِلَافُ الدَّوَاءِ الْجَامِعَةِ فَإِنَّهُ نَافِعٌ لِلْفَالِجِ الْعَتِیقِ وَ الْحَدِیثِ وَ هُوَ لِلَّقْوَةِ الْعَتِیقَةِ وَ الْحَدِیثَةِ وَ الدُّبَیْلَةِ مَا حَدَثَ مِنْهَا وَ

ص: 249


1- 1. فی المصدر: حكیم.
2- 2. فیه: قال.
3- 3. الطب: 91.
4- 4. كذا فی نسخ الكتاب، و لعلّ التأنیث فیه و فی الأوصاف الآتیة باعتبار الاجزاء ان لم یكن تصحیفا.
5- 5. دواء الشافیة( خ).

مَا عَتَقَ وَ السُّعَالِ الْعَتِیقِ وَ الْحَدِیثِ وَ الْكُزَازِ وَ رِیحِ الشَّوْكَةِ وَ وَجَعِ الْعَیْنِ وَ رِیحِ السَّبَلِ وَ هِیَ الرِّیحُ الَّتِی تُنْبِتُ الشَّعْرَ فِی الْعَیْنِ وَ لِوَجَعِ الرِّجْلَیْنِ مِنَ الْخَامِ الْعَتِیقِ وَ لِلْمَعِدَةِ إِذَا ضَعُفَتْ وَ لِلْأَرْوَاحِ (1)

الَّتِی تُصِیبُ الصِّبْیَانَ مِنْ أُمِّ الصِّبْیَانِ وَ الْفَزَعِ الَّذِی یُصِیبُ الْمَرْأَةَ فِی نَوْمِهَا وَ هِیَ حَامِلٌ وَ السِّلِّ الَّذِی یَأْخُذُ بِالنَّفْخِ وَ هُوَ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ الَّذِی یَكُونُ فِی الْبَطْنِ وَ الْجُذَامِ وَ لِكُلِّ عَلَامَاتِ الْمِرَّةِ وَ الْبَلْغَمِ وَ النَّهْشَةِ وَ لِمَنْ تَلْسَعُهُ الْحَیَّةُ وَ الْعَقْرَبُ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام حِینَ أَرَادَ فِرْعَوْنُ أَنْ یَسُمَّ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَجَعَلَ لَهُمْ عِیداً فِی یَوْمِ الْأَحَدِ وَ قَدْ تَهَیَّأَ فِرْعَوْنُ وَ اتَّخَذَ لَهُمْ طَعَاماً كَثِیراً وَ نَصَبَ مَوَائِدَ كَثِیرَةً وَ جَعَلَ السَّمَّ فِی الْأَطْعِمَةِ وَ خَرَجَ مُوسَی علیه السلام بِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ هُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ فَوَقَفَ لَهُمْ مُوسَی علیه السلام عِنْدَ الْمَضِیفِ فَرَدَّ النِّسَاءَ وَ الْوِلْدَانَ وَ أَوْصَی لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ لَا تَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِمْ وَ لَا تَشْرَبُوا مِنْ شَرَابِهِمْ حَتَّی أَعُودَ إِلَیْكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ یَسْقِیهِمْ مِنْ هَذَا الدَّوَاءِ مِقْدَارَ مَا تَحْمِلُهُ رَأْسُ الْإِبْرَةِ وَ عَلِمَ أَنَّهُمْ یُخَالِفُونَ أَمْرَهُ وَ یَقَعُونَ فِی طَعَامِ فِرْعَوْنَ ثُمَّ زَحَفَ وَ زَحَفُوا مَعَهُ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَی نَصْبِ الْمَوَائِدِ أَسْرَعُوا إِلَی الطَّعَامِ وَ وَضَعُوا أَیْدِیَهُمْ فِیهِ وَ مِنْ قَبْلِ مَا نَادَی فِرْعَوْنُ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَ مِنْ كُلِّ خِیَارِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَجَّهَهُمْ إِلَی مَائِدَةٍ لَهُمْ خَاصَّةً وَ قَالَ إِنِّی عَزَمْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا یَلِیَ خِدْمَتَكُمْ وَ بِرَّكُمْ غَیْرِی أَوْ كُبَرَاءُ أَهْلِ مَمْلَكَتِی فَأَكَلُوا حَتَّی تَمَلَّوْا مِنَ الطَّعَامِ وَ جَعَلَ فِرْعَوْنُ یُعِیدُ السَّمَّ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ وَ خَرَجَ مُوسَی علیه السلام وَ خَرَجَ أَصْحَابُهُ قَالَ لِفِرْعَوْنَ إِنَّا تَرَكْنَا النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ وَ الْأَثْقَالَ خَلْفَنَا وَ إِنَّا نَنْتَظِرُهُمْ قَالَ فِرْعَوْنُ إِذاً یُعَادُ لَهُمُ الطَّعَامُ وَ نُكْرِمُهُمْ كَمَا أَكْرَمْنَا مَنْ مَعَكَ فَتَوَافَوْا وَ أَطْعَمَهُمْ كَمَا أَطْعَمَ أَصْحَابَهُمْ وَ خَرَجَ مُوسَی علیه السلام إِلَی الْعَسْكَرِ

ص: 250


1- 1. و للاورام( خ).

فَأَقْبَلَ فِرْعَوْنُ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ قَالَ لَهُمْ زَعَمْتُمْ أَنَّ مُوسَی وَ هَارُونَ سَحَرَا بِنَا وَ أَرَیَانَا بِالسِّحْرِ أَنَّهُمْ یَأْكُلُونَ مِنْ طَعَامِنَا فَلَمْ یَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِنَا شَیْئاً وَ قَدْ خَرَجَا وَ ذَهَبَ السِّحْرُ فَأَجْمَعُوا مِمَّا قَدَرْتُمْ عَلَیْهِ عَلَی الطَّعَامِ الْبَاقِی یَوْمَهُمْ هَذَا وَ مِنَ الْغَدِ لِكَیْ یَتَفَانَوْا(1)

فَفَعَلُوا وَ قَدْ أَمَرَ فِرْعَوْنُ أَنْ یُتَّخَذَ لِأَصْحَابِهِ خَاصَّةً طَعَامٌ لَا سَمَّ فِیهِ فَجَمَعَهُمْ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَكَلَ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَرَكَ فَكُلُّ مَنْ أَطْعَمَ مِنْ طَعَامِهِ نَفَخَ (2)

فَهَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ سَبْعُونَ أَلْفاً ذَكَراً وَ مِائَةٌ وَ سِتُّونَ أَلْفاً أُنْثَی سِوَی الدَّوَابِّ وَ الْكِلَابِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ فَتَعَجَّبَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ بِمَا كَانَ اللَّهُ أَمَرَهُ أَنْ یَسْقِیَ أَصْحَابَهُ مِنَ الدَّوَاءِ وَ الَّذِی یُسَمَّی الشَّافِیَةَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی رَسُولِهِ هَذَا الدَّوَاءَ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ نُسْخَةُ الدَّوَاءِ هَذِهِ تَأْخُذُ جُزْءاً مِنْ ثُومٍ مُقَشَّرٍ ثُمَّ تَشْدَخُهُ وَ لَا تُنْعِمُ دَقَّهُ وَ تَضَعُهُ فِی طِنْجِیرٍ أَوْ فِی قِدْرٍ عَلَی مَا یَحْضُرُكَ ثُمَّ تُوقِدُ تَحْتَهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَیْهِ مِنْ سَمْنِ الْبَقَرِ قَدْرَ مَا یَغْمُرُهُ وَ تَطْبُخُهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ حَتَّی یَشْرَبَ ذَلِكَ السَّمْنَ ثُمَّ تَسْقِیهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی حَتَّی لَا یَقْبَلَ الثُّومُ شَیْئاً ثُمَّ تَصُبُّ عَلَیْهِ اللَّبَنَ الْحَلِیبَ فَتُوقِدُ تَحْتَهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ وَ تَفْعَلُ ذَلِكَ مِثْلَ مَا فَعَلْتَ بِالسَّمْنِ وَ لْیَكُنِ اللَّبَنُ

أَیْضاً لَبَنَ بَقَرَةٍ حَدِیثَةِ الْوِلَادَةِ حَتَّی لَا یَقْبَلَ شَیْئاً وَ لَا یَشْرَبَ ثُمَّ تَعْمِدُ إِلَی عَسَلِ الشَّهْدِ فَتَعْصِرُهُ مِنْ شَهْدِهِ وَ تُغْلِیهِ عَلَی النَّارِ عَلَی حِدَةٍ وَ لَا یَكُونُ فِیهِ مِنَ الشَّهْدِ شَیْ ءٌ ثُمَّ تَصُبُّهُ عَلَی الثُّومِ وَ تُوقِدُ تَحْتَهُ بِنَارٍ لَیِّنَةٍ كَمَا صَنَعْتَ بِالسَّمْنِ وَ اللَّبَنِ ثُمَّ تَعْمِدُ إِلَی عَشَرَةِ دَرَاهِمَ مِنَ الشُّونِیزِ وَ تَدُقُّهُ دَقّاً نَاعِماً وَ تُنَظِّفُ الشُّونِیزَ وَ لَا تَنْخَلُهُ وَ تَأْخُذُ وَزْنَ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ فُلْفُلَ وَ مَرْزَنْجُوشَ وَ تَدُقُّهُ ثُمَّ تَرْمِی فِیهِ وَ تُصَیِّرُهُ مِثْلَ خَبِیصَةٍ(3)

عَلَی النَّارِ

ص: 251


1- 1. فی المصدر: یتفارقوا.
2- 2. تفسخ( خ).
3- 3. الخبیصة: الحلواء المخبوصة أی المخلوطة.

ثُمَّ تَجْعَلُهُ فِی إِنَاءٍ لَا یُصِیبُهُ الْغُبَارُ وَ لَا شَیْ ءٌ وَ لَا رِیحٌ وَ یُجْعَلُ فِی الْإِنَاءِ شَیْ ءٌ مِنْ سَمْنِ (1) الْبَقَرِ وَ تَدْهُنُ بِهِ الْإِنَاءَ ثُمَّ تَدْفُنُ (2) فِی الشَّعِیرِ أَوْ رَمَادٍ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ كُلَّمَا عَتَقَ كَانَ (3)

أَجْوَدَ وَ یَأْخُذُ صَاحِبُ الْعِلَّةِ فِی السَّاعَةِ الَّتِی یُصِیبُهُ فِیهِ الْأَذَی الشَّدِیدُ مِقْدَارَ حِمَّصَةٍ قَالَ فَإِذَا أَتَی عَلَی هَذَا الدَّوَاءِ شَهْرٌ فَهُوَ یَنْفَعُ (4) مِنْ ضَرَبَانِ الضِّرْسِ وَ جَمِیعِ مَا یَثُورُ مِنَ الْبَلْغَمِ بَعْدَ أَنْ یَأْخُذَهُ عَلَی الرِّیقِ مِقْدَارَ نِصْفِ جَوْزَةٍ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ شَهْرَانِ فَهُوَ جَیِّدٌ لِلْحُمَّی النَّافِضِ یَأْخُذُ مِنْهُ عِنْدَ مَنَامِهِ مِقْدَارَ نِصْفِ جَوْزَةٍ وَ هُوَ غَایَةٌ لِهَضْمِ الطَّعَامِ وَ غَایَةُ كُلِّ دَاءٍ فِی الْعَیْنِ فَإِذَا أَتَی عَلَیْهِ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ فَهُوَ جَیِّدٌ مِنَ الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ وَ الْبَلْغَمِ الْمُحْتَرِقِ وَ هَیَجَانِ كُلِّ دَاءٍ یَكُونُ مِنَ الصَّفْرَاءِ یَأْخُذُهُ عَلَی الرِّیقِ فَإِذَا أَتَی عَلَیْهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهُوَ جَیِّدٌ مِنَ الظُّلْمَةِ تَكُونُ فِی الْعَیْنِ وَ النَّفَسِ الَّذِی یَأْخُذُ الرَّجُلُ إِذَا مَشَی یَأْخُذُهُ بِاللَّیْلِ إِذَا نَامَ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ خَمْسَةُ أَشْهُرٍ یُؤْخَذُ دُهْنُ بَنَفْسَجٍ أَوْ دُهْنُ حَلٍ (5) وَ یُؤْخَذُ مِنْ هَذَا الدَّوَاءِ نِصْفُ عَدَسَةٍ یُدَافُ بِالدُّهْنِ وَ یَسْعُطُ بِهِ صَاحِبُ الصُّدَاعِ الْمُطْبِقِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ یُؤْخَذُ مِنْهُ قَدْرَ عَدَسَةٍ یَسْعُطُ بِهِ صَاحِبُ الشَّقِیقَةِ بِالْبَنَفْسَجِ فِی الْجَانِبِ الَّذِی فِیهِ الْعِلَّةُ وَ ذَلِكَ عَلَی الرِّیقِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ یَنْفَعُ مِنَ الرِّیحِ الَّذِی یَكُونُ فِی الْأُذُنِ یَقْطُرُ فِیهَا بِدُهْنِ وَرْدٍ مِثْلَ الْعَدَسَةِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ ثَمَانِیَةُ أَشْهُرٍ یَنْفَعُ مِنَ الْمِرَّةِ(6) الْحَمْرَاءِ وَ الدَّاءِ الَّذِی یُخَافُ مِنْهُ الْآكِلَةُ یُشْرَبُ بِمَاءٍ وَ تَدَّهِنُ بِأَیِّ دُهْنٍ شِئْتَ وَ

ص: 252


1- 1. فی المصدر: سمن بقر.
2- 2. فی المصدر« یدفن» و هو أظهر.
3- 3. فیه: فهو أجود.
4- 4. نافع( خ).
5- 5. لعل الصواب« جل» معرب« گل» و فی بعض النسخ« خل».
6- 6. فی المصدر: الصفراء.

تَضَعُ عَلَی الدَّاءِ وَ ذَلِكَ عَلَی الرِّیقِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ یَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ السُّدَدِ وَ كَثْرَةِ النَّوْمِ وَ الْهَذَیَانِ فِی الْمَنَامِ وَ الْوَجَعِ وَ الْفَزَعِ یُؤْخَذُ بِدُهْنِ بِزْرِ(1) الْفُجْلِ عَلَی الرِّیقِ وَ عِنْدَ مَنَامِهِ قَدْرَ عَدَسَةٍ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ جَیِّدٌ لِلْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ وَ الصَّفْرَاءِ الَّتِی تَأْخُذُ بِالْبَلْبَلَةِ وَ الْحُمَّی الْبَاطِنَةِ وَ اخْتِلَاطِ الْعَقْلِ یُؤْخَذُ مِنْهُ مِثْلُ الْعَدَسَةِ بِخَلٍّ وَ بَیَاضِ الْبَیْضِ وَ تَشْرَبُهُ عَلَی الرِّیقِ بِأَیِّ دُهْنٍ (2) شِئْتَ عِنْدَ مَنَامِكَ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً فَإِنَّهُ یَنْفَعُ مِنَ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ الَّتِی أَخَذَ صَاحِبُهَا بِالْفَزَعِ وَ الْوَسْوَاسِ قَدْرَ الْحِمَّصَةِ بِدُهْنِ الْوَرْدِ وَ یَشْرَبُهُ عَلَی الرِّیقِ وَ قَدْرَ الْحِمَّصَةِ یَشْرَبُهُ عِنْدَ الْمَنَامِ فَیَشْرَبُهُ (3)

بِغَیْرِ دُهْنٍ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً یَنْفَعُ مِنَ الْفَالِجِ الْحَدِیثِ وَ الْعَتِیقِ بِمَاءِ الْمَرْزَنْجُوشِ یَأْخُذُ مِنْهُ قَدْرَ حِمَّصَةٍ وَ یَدْهُنُ رِجْلَیْهِ بِالزَّیْتِ وَ الْمِلْحِ عِنْدَ مَنَامِهِ وَ مِنَ الْقَابِلَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَ یَحْمِی (4)

مِنَ الْخَلِّ وَ اللَّبَنِ وَ الْبَقْلِ وَ السَّمَكِ وَ یُطْعِمُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا یَشَاءُ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْراً فَإِنَّهُ یَنْفَعُ مِنَ الدُّبَیْلَةِ وَ الضَّحِكِ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ عَبَثِ الرَّجُلِ بِلِحْیَتِهِ یُؤْخَذُ مِنْهُ قَدْرَ الْحِمَّصَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ یُدَافُ بِمَاءِ السَّدَابِ وَ یُشْرَبُ (5) عِنْدَ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْراً یَنْفَعُ مِنَ السُّمُومِ كُلِّهَا وَ إِنْ كَانَ سُقِیَ سَمّاً یُؤْخَذُ بِزْرُ(6)

الْبَاذَنْجَانِ فَیُدَقُّ ثُمَّ یُغْلَی عَلَی النَّارِ ثُمَّ یُصَفَّی وَ یَشْرَبُ مِنْ هَذَا الدَّوَاءِ قَدْرَ الْحِمَّصَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ بِمَاءٍ فَاتِرٍ وَ لَا یَتَجَاوَزُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ وَ لْیَشْرَبْهُ عِنْدَ السَّحَرِ

ص: 253


1- 1. بذر( خ).
2- 2. فی المصدر و بعض النسخ الكتاب: وجه.
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: عند منامه بغیر دهن.
4- 4. فی المصدر: یحتمی.
5- 5. من( خ).
6- 6. یأخذ بذر الباذنجان( خ).

وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْراً فَإِنَّهُ یَنْفَعُ مِنَ السِّحْرِ وَ الْخَامَةِ وَ الْإِبْرِدَةِ وَ الْأَرْوَاحِ یُؤْخَذُ مِنْهُ قَدْرَ نِصْفِ بُنْدُقَةٍ وَ یُغْلَی بِتَمْرٍ وَ یَشْرَبُهُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَ لَا یَشْرَبُ فِی لَیْلَةٍ(1)

وَ مِنَ الْغَدِ حَتَّی یَطْعَمَ طَعَاماً كَثِیراً وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً یُؤْخَذُ مِنْهُ نِصْفَ عَدَسَةٍ فَیُدَافُ بِمَاءِ الْمَطَرِ مَطَرٍ حَدِیثٍ مِنْ یَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَیْلَتِهِ أَوْ بَرَدَ فَیَكْتَحِلُ (2) صَاحِبُ الْعَمَی الْعَتِیقِ وَ الْحَدِیثِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً وَ عِنْدَ مَنَامِهِ أَرْبَعَةَ أَیَّامٍ فَإِنْ (3) بَرِئَ وَ إِلَّا فَثَمَانِیَةَ أَیَّامٍ وَ لَا أَرَاهُ یَبْلُغُ الثَّمَانَ حَتَّی یَبْرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً یَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْجُذَامِ بِدُهْنِ الْأَكَارِعِ أَكَارِعِ الْبَقَرِ لَا أَكَارِعِ الْغَنَمِ یُؤْخَذُ مِنْهُ قَدْرَ بُنْدُقَةٍ عِنْدَ الْمَنَامِ وَ عَلَی الرِّیقِ وَ یُؤْخَذُ مِنْهُ قَدْرَ حَبَّةٍ فَیَدْهُنُ بِهِ جَسَدَهُ یَدْلُكُ دَلْكاً شَدِیداً وَ یُؤْخَذُ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَلِیلٌ فَیَسْعُطُ بِهِ بِدُهْنِ الزَّیْتِ زَیْتِ الزَّیْتُونِ أَوْ بِدُهْنِ الْوَرْدِ وَ ذَلِكَ فِی آخِرِ النَّهَارِ فِی الْحَمَّامِ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ شَهْراً یَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْبَهَقِ الَّذِی یُشَاكِلُ الْبَرَصَ إِلَّا أَنْ یَشْرِطَ مَوْضِعَهُ فَیَدْمَی وَ یُؤْخَذُ مِنَ الدَّوَاءِ مِقْدَارَ حِمَّصَةٍ وَ یُسْقَی مَعَ دُهْنِ الْبُنْدُقِ أَوْ دُهْنِ لَوْزٍ مُرٍّ أَوْ دُهْنِ صَنَوْبَرٍ یُسْقَی بَعْدَ الْفَجْرِ

وَ یَسْعُطُ مِنْهُ بِمِقْدَارِ حَبَّةٍ مَعَ ذَلِكَ الدُّهْنِ وَ یَدْلُكُ بِهِ جَسَدَهُ مَعَ الْمِلْحِ قَالَ وَ لَا یَنْبَغِی أَنْ یُغَیِّرَ هَذِهِ الْأَدْوِیَةَ عَنْ حَدِّهَا وَ وَضْعِهَا الَّتِی تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا لِأَنَّهُ إِنْ خَالَفَ خُولِفَ بِهِ وَ لَمْ یَنْتَفِعْ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْراً یُؤْخَذُ حَبُّ الرُّمَّانِ رُمَّانٍ حُلْوٍ فَیَعْصِرُهُ وَ یُخْرِجُ مَاءَهُ وَ یُؤْخَذُ مِنَ الْحَنْظَلَةِ قَدْرَ حَبَّةٍ فَیُسْتَقَی (4)

مِنَ السَّهْوِ وَ النِّسْیَانِ

ص: 254


1- 1. لیلته( ظ).
2- 2. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب« فیكحل».
3- 3. فانه یبرأ( خ).
4- 4. فی بعض النسخ« فیشفی» و فی المصدر« فیسقی».

وَ الْبَلْغَمِ الْمُحْتَرِقِ وَ الْحُمَّی الْعَتِیقَةِ وَ الْحَدِیثَةِ عَلَی الرِّیقِ بِمَاءٍ حَارٍّ وَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ عِشْرُونَ شَهْراً یَنْفَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الصَّمَمِ یُنْقَعُ بِمَاءِ الْكُنْدُرِ ثُمَّ یَخْرُجُ مَاؤُهُ فَیُجْعَلُ مَعَهُ مِثْلُ الْعَدَسَةِ اللَّطِیفَةِ فَیُجْعَلُ فِی أُذُنِهِ (1)

فَإِنْ سَمِعَ وَ إِلَّا أُسْعِطَ مِنَ الْغَدِ بِذَلِكَ الْمَاءِ بِمِثْلِ الْعَدَسَةِ وَ صَبَّ عَلَی یَافُوخِهِ مِنْ فَضْلِ السَّعُوطِ وَ الْمُبَرْسَمُ إِذَا ثَقُلَ بِهِ وَ طَالَ لِسَانُهُ یُؤْخَذُ حَبُّ الْعِنَبِ الْحَامِضِ ثُمَّ یُسْقَی الْمُبَرْسَمُ بِهَذَا الدَّوَاءِ فَإِنَّهُ یَنْتَفِعُ بِهِ وَ یُخَفَّفُ عَنْهُ وَ كُلَّمَا عَتَقَ كَانَ أَجْوَدَ وَ یُؤْخَذُ مِنْهُ الْأَقَلُ (2).

توضیح: كأن تأنیث الشافیة و الجامعة لاشتمالهما علی الأدویة الكثیرة.

و قال فی بحر الجواهر الفالج بكسر اللام استرخاء عامّ لأحد شقی البدن طولا من الرأس إلی القدم و اللغة موافقة لهذا المعنی یقال فلجت الشی ء فلجین أی شققته بنصفین و منهم من یقول إنه استرخاء أحد شقی البدن دون الرأس و علیه صاحب الكامل و القدماء لا یفرقون بینه و بین الاسترخاء.

قال الشیخ و إذا أخذ الفالج بمعنی الاسترخاء مطلقا فقد یكون منه ما یعم الشقین جمیعا سوی أعضاء الرأس التی لو عمتها كان سكتة كما یكون ما یختص بإصبع واحدة و قال اللقوة بالفتح و الكسر علة ینجذب لها شق الوجه إلی جهة غیر طبیعیة فیخرج النفخة و البزقة من جانب واحد و لا یحسن التقاء الشفتین و لا تنطبق إحدی العینین و قال الدبیلة بالتصغیر كل ورم فإما أن یعرض فی داخله موضع تنصب فیه المادة فتسمی دبیلة و إلا خص باسم الورم و ما كان من الدبیلات حارا خص باسم الخراج.

و قال الآملی الدبیلة ورم كبیر مستدیر الشكل یجمع المدة و قیل هی دمل كبیر ذو أفواه كثیرة فارسیتها كفگیرك و قال الكزاز و الكزازة بالضم یقال علی تشنج یبتدئ من عضلات الترقوة فیمدها إلی قدام أو إلی خلف أو إلی

ص: 255


1- 1. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: فیصبه.
2- 2. الطب: 124- 128.

الجهتین جمیعا و قد یقال علی كل ممدود(1) و قد یختص باسم الكزاز منه ما كان بسبب برد مجمد من داخل أو خارج سواء كان من جانب أو جانبین. و فی القاموس الشوكة داء معروف و حمرة تعلو الجسد و قال فی بحر الجواهر الشوك بالفتح خار و أطباء إطلاق میكنند بر زوایدی كه از پس فقرات ناشی شده باشد و الشوكة أیضا حمرة تعلو الوجه و الجسد و شوكة(2) باد آورد انتهی.

و قیل المراد هنا ریح تحدث من لدغ العقارب و أمثالها و هو بعید مع أنه یوجب التكرار و التعریف المذكور للسبل خلاف ما هو المشهور بین الأطباء قال ابن سینا هو غشاوة تعرض للعین من انتفاخ عروقها الظاهرة فی سطح الملتحمة و القرنیة و من انتساج شی ء فیما بینهما كالدخان.

و قال العلامة اعلم أن الأطباء لم یحققوا الكلام فی السبل حتی الشیخ مع جلالة قدره و الحق أنها عبارة عن أجسام غریبة شبیهة بالعروق فی غشاء رقیق متولد علی العین.

قوله علیه السلام من الخام أی البلغم الذی لم ینضج بعد قال فی بحر الجواهر الخام بلغم غیر طبیعی اختلف أجزاؤه فی الرقة و الغلظ و یطلق أیضا علی شی ء یرسب فی القارورة رقیق الأجزاء غیر منتن.

قوله علیه السلام و السل الذی یأخذ بالنفخ قیل كأن المراد به القولنج المراری و قال بعضهم السل فی اللغة الهزال و فی الطب قرحة فی الرئة و إنما سمی المرض به لأن من لوازمه هزال البدن و لما كانت الحمی الدقیة(3)

لازمة لهذه القرحة ذكر القرشی أن السل هو قرحة الرئة مع الدق و عده من الأمراض المركبة و قال بعضهم یقال السل لحمی الدق و لدق الشیخوخة و لقرحة الرئة و قال الفیروزآبادی السل بالكسر و الضم و كغراب قرحة تحدث فی الرئة إما

ص: 256


1- 1. فی بعض النسخ« غدد» و لعلّ الصواب« رعدة».
2- 2. كذا، و الصواب:« شیك» أو« شوك».
3- 3. فی بعض النسخ: الدقیقة.

بعقب (1)

ذات الرئة أو ذات الجنب أو زكام و نوازل و سعال طویل و یلزمها حمی هادئة و النهشة لسع الهوام.

قوله علیه السلام عند المضیف أی محل الضیافة و فی بعض النسخ عند المضیق أی عند محل الضیق (2) لرد النساء و الصبیان. و فی القاموس الشدخ كالمنع الكسر فی كل رطب و قیل یابس و الخبیص حلواء معمول من الرطب (3)

و السمن.

و قوله علیه السلام من المرة الحمراء أی طغیان الدم أو الریاح التی توجب احمرار البدن.

من السدد فی بعض النسخ بالدال ثم الراء المهملتین و فی بعضها بالدالین المهملتین.

قال فی بحر الجواهر السدر محركة فی اللغة تحیر البصر و هو لازم لهذا المرض و فی الطب هو حالة یبقی الإنسان مع حدوثها باهتا یجد فی رأسه ثقلا عظیما و فی عینیه ظلمة و ربما وجد طنینا فی أذنیه و ربما زال معها عقله و قال السدد للزوجات و غلظ تنشب فی المجاری و العروق الضیقة و تبقی فیها و تمنع الغذاء و الفضلات من النفوذ فیها و یطلق علی ما یمنع بعضها دون بعض.

قال العلامة و اعلم أن الانسداد عند الأطباء غیر السدة لأن الانسداد إنما یطلقونه علی مسام الجلد و أفواه العروق إذا انضمت و قد یطلق السدد علی صلابة تنبت علی رأس الجراحة بمنزلة القشر و البلبلة شدة الهم و الوسواس (4).

قوله علیه السلام و من القابلة بالباء الموحدة أی اللیلة الآتیة و فی بعض النسخ بالمثناة التحتانیة أو بالهمزة أی یفعل ذلك عند القیلولة أیضا. قوله و یشرب من هذا الدواء أی قبل ماء الباذنجان أو بعده أو معه مدافا فیه.

ص: 257


1- 1. فی المصدر: تعقب.
2- 2. ضیق( خ).
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: التمر.
4- 4. و الوساوس( خ).

و فی بحر الجواهر الإبردة بكسر الهمزة و الراء علة معروفة من غلبة البرد أو الرطوبة مفتر(1)

عن الجماع و همزتها زائدة و قد مر الكلام فیه.

قوله علیه السلام و لا یشرب فی لیلته أی من هذا الدواء بل یكتفی بالمرة الواحدة و قیل أی لا یشرب ماء و لا یخفی بعده. قوله أو برد أی ماء برد بالتحریك.

قوله زیت الزیتون إنما قید علیه السلام بذلك لأن الزیت یطلق علی كل دهن یعتصر و إن لم یكن من الزیتون و قیل أی من الزیتون المدرك الیانع.

قال جالینوس كلما كان من الأدهان یعتصر من غیر الزیتون فإنه یسمی بزیت بطریق الاستعارة و قال بعضهم الزیت قد یعتصر من الزیتون الفج (2) و قد یعتصر من الزیتون المدرك و زیت الإنفاق هو المعتصر من الفج و إنما سمی به لأنه یتخذ للنفقة و یقال له الركاب أیضا لأنه كان یحمل علی الركاب أی علی الإبل من الشام إلی العراق.

أقول: سیأتی تمام الكلام فی بابه إن شاء اللّٰه.

قوله علیه السلام إلا أن یشرط موضعه لعل المعنی أن البهق و البرص یشتبهان إلا أن یبضع بشرط(3) الحجام و شبهه فیخرج الدم فإنه یعلم حینئذ أنه بهق و لیس ببرص و إذا كان برصا یخرج منه ماء أبیض.

و اعلم أن البرص نوعان أبیض و أسود و كذا البهق و الفرق بینهما أن البهق مخصوص بالجلد و لا یغور فی اللحم و البرص بنوعیه یغور فیه. و البندق هو الفندق بالفارسیة و قال ابن بیطار البندق فارسی و الجلوز عربی.

قوله من الحنظلة كذا فیما وجدنا من النسخ و لعلها كنایة عن الشافیة لمرارتها أو المعنی إدخال الدواء و الحنظل معا فی ماء الرمان. قوله ینقع بماء بالتنوین أی ینقع الكندر بماء. و إلا أسعط أی فی أنفه لا فی أذنه كما توهم.

ص: 258


1- 1. یفتر( خ).
2- 2. الفج- بالكسر-: من الفواكه ما لم ینضج بعد.
3- 3. بمشرط( ظ).

«13»- الطب، [طب الأئمة علیهم السلام] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ الْبُرْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْبَابِیِ (1) وَ كَانَ بَاباً لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ كَانَ الْمُفَضَّلُ بَاباً لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْأَرْمَنِیُّ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ السِّنَانِیُّ الزَّاهِرِیُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِی الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: هَذَا الدَّوَاءُ دَوَاءُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ شَبِیهٌ بِالدَّوَاءِ الَّذِی أَهْدَاهُ (2) جَبْرَئِیلُ الرُّوحُ الْأَمِینُ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیهم السلام إِلَّا أَنَّ فِی هَذَا مَا لَیْسَ فِی ذَلِكَ مِنَ الْعِلَاجِ وَ الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ وَ إِنَّمَا هَذِهِ الْأَدْوِیَةُ مِنْ وَضْعِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ الْحُكَمَاءِ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ فَإِنْ زِیدَ فِیهِ أَوْ نَقَصَ مِنْهُ أَوْ جُعِلَ فِیهِ فَضْلُ حَبَّةٍ أَوْ نُقْصَانُ حَبَّةٍ مِمَّا وَضَعُوهُ انْتَقَصَ الْأَصْلُ وَ فَسَدَ الدَّوَاءُ وَ لَمْ یَنْجَعْ لِأَنَّهُمْ مَتَی خَالَفُوهُمْ خُولِفَ بِهِمْ فَهُوَ أَنْ یَأْخُذَ مِنَ الثُّومِ الْمُقَشَّرِ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ وَ یَصُبَّ عَلَیْهِ فِی الطِّنْجِیرِ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ لَبَنَ بَقَرٍ وَ یُوقِدُ تَحْتَهُ وَقُوداً لَیِّناً رَقِیقاً حَتَّی یَشْرَبَهُ ثُمَّ یَصُبَّ عَلَیْهِ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ سَمْنَ (3) بَقَرٍ فَإِذَا شَرِبَهُ وَ نَضِجَ صَبَّ عَلَیْهِ أَرْبَعَةَ أَرْطَالِ عَسَلٍ ثُمَّ یُوقِدُ تَحْتَهُ وَقُوداً رَقِیقاً ثُمَّ اطْرَحْ (4) عَلَیْهِ وَزْنَ دِرْهَمَیْنِ قُرَّاصاً ثُمَّ اضْرِبْهُ ضَرْباً شَدِیداً حَتَّی یَنْعَقِدَ فَإِذَا انْعَقَدَ وَ نَضِجَ وَ اخْتَلَطَ بِهِ حَوَلْتَهُ وَ هُوَ حَارٌّ إِلَی بُسْتُوقَةٍ وَ شَدَدْتَ رَأْسَهُ وَ دَفَنْتَهُ فِی شَعِیرٍ أَوْ تُرَابٍ طَیِّبٍ مُدَّةَ أَیَّامِ الصَّیْفِ فَإِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ أَخَذْتَ مِنْهُ كُلَّ غَدَاةٍ مِثْلَ الْجَوْزَةِ الْكَبِیرَةِ عَلَی الرِّیقِ فَهُوَ دَوَاءٌ جَامِعٌ لِكُلِّ شَیْ ءٍ دَقَّ أَوْ جَلَّ صَغُرَ(5) أَوْ كَبُرَ وَ هُوَ مُجَرَّبٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ (6).

ص: 259


1- 1. فی المصدر: الارمنی.
2- 2. فیه: أهدی.
3- 3. سمن البقر( خ).
4- 4. فیه: یطرح.
5- 5. فی المصدر: صغیر أو كبیر.
6- 6. الطب: 128- 129.

«14»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی دَوَاءِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هُوَ الدَّوَاءُ الَّذِی لَا یُؤْخَذُ لِشَیْ ءٍ مِنَ الْأَشْیَاءِ إِلَّا نَفَعَ صَاحِبَهُ هُوَ لِمَا یُشْرَبُ لَهُ مِنْ جَمِیعِ الْعِلَلِ وَ الْأَرْوَاحِ فَاسْتَعْمِلْهُ وَ عَلِّمْهُ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ یَنْتَفِعُ بِهِ عِتْقَ رَقَبَةٍ مِنَ النَّارِ(1).

بیان: قوله و الزیادة و النقصان أی المنع من زیادة المقادیر و نقصانها فإنه فی هذا الدواء أشد أو زید فیه بعض الأدویة و نقص بعضها. و قال فی القاموس القراص كرمان البابونج و عشب ربعی و الورس و فی بحر الجواهر القراص كزنار البابونج.

باب 88 نوادر طبّهم علیهم السلام و جوامعها

«1»- فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْحِمْیَةُ رَأْسُ كُلِّ دَوَاءٍ(2)

وَ الْمَعِدَةُ بَیْتُ الْأَدْوَاءِ وَ عَوِّدْ بَدَناً مَا تَعَوَّدَ.

«2»- وَ قَالَ: رَأْسُ الْحِمْیَةِ الرِّفْقُ بِالْبَدَنِ.

«3»- وَ رُوِیَ: اجْتَنِبِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ بَدَنُكَ الدَّاءَ فَإِذَا لَمْ یَحْتَمِلِ الدَّاءَ فَالدَّوَاءُ(3).

«4»- وَ أَرْوِی عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اثْنَانِ عَلِیلَانِ أَبَداً صَحِیحٌ محتمی [مُحْتَمٍ] وَ عَلِیلٌ مُخَلِّطٌ.

«5»- وَ رُوِیَ: إِذَا جُعْتَ فَكُلْ وَ إِذَا عَطِشْتَ فَاشْرَبْ وَ إِذَا هَاجَ بِكَ الْبَوْلُ

ص: 260


1- 1. المصدر: 129.
2- 2. فی المصدر« كل الدواء» و هو تصحیف.
3- 3. فیه:« فلا دواء» و هو تصحیف. و فیه تصحیفات أخری لم ننبه علیها لوضوحها.

فَبُلْ وَ لَا تُجَامِعْ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ وَ إِذَا نَعَسْتَ فَنَمْ فَإِنَّ ذَلِكَ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ.

«6»- وَ قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام: كُلُّ عِلَّةٍ تُسَارِعُ فِی الْجِسْمِ یَنْتَظِرُ أَنْ یُؤْمَرَ فَیَأْخُذَ إِلَّا الْحُمَّی فَإِنَّهَا تَرِدُ وُرُوداً وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَحْجُبُ بَیْنَ الدَّاءِ وَ الدَّوَاءِ حَتَّی تَنْقَضِیَ الْمُدَّةُ ثُمَّ یُخَلِّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ فَیَكُونُ بُرْؤُهُ بِذَلِكَ الدَّوَاءِ أَوْ یَشَاءُ فَیُخَلِّی قَبْلَ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ بِمَعْرُوفٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ بِرٍّ فَإِنَّهُ یَمْحُو مَا یَشَاءُ وَ یُثْبِتُ وَ هُوَ یُبْدِئُ وَ یُعِیدُ(1).

«7»- وَ قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام: فِی الْعَسَلِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ مَنْ لَعِقَ لَعْقَةَ عَسَلٍ عَلَی الرِّیقِ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ یَكْسِرُ الصَّفْرَاءَ وَ یَقْمَعُ الْمِرَّةَ السَّوْدَاءَ وَ یَصْفُو الذِّهْنَ وَ یُجَوِّدُ الْحِفْظَ إِذَا كَانَ مَعَ اللُّبَانِ الذَّكَرِ وَ السُّكَّرُ یَنْفَعُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَضُرُّ مِنْ شَیْ ءٍ وَ كَذَلِكَ الْمَاءُ الْمَغْلِیُّ.

«8»-: وَ أَرْوِی فِی الْمَاءِ الْبَارِدِ أَنَّهُ یُطْفِئُ الْحَرَارَةَ وَ یُسَكِّنُ الصَّفْرَاءَ وَ یَهْضِمُ الطَّعَامَ وَ یُذِیبُ الْفَضْلَةَ الَّتِی عَلَی رَأْسِ الْمَعِدَةِ وَ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی.

«9»-: وَ أَرْوِی أَنَّهُ لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ یَزِیدُ فِی الْبَدَنِ لَكَانَ الْغَمْزُ یَزِیدُ وَ اللَّیِّنُ مِنَ الثِّیَابِ وَ كَذَلِكَ الطِّیبُ وَ دُخُولُ الْحَمَّامِ وَ لَوْ غُمِزَ الْمَیِّتُ فَعَاشَ لَمَا أَنْكَرْتُ ذَلِكَ.

«10»-: وَ أَرْوِی أَنَّ الصَّدَقَةَ تَرْجِعُ الْبَلَاءَ مِنَ السَّمَاءِ.

«11»- وَ قِیلَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ تَدْفَعُ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمَ عَنْ صَاحِبِهِ.

«12»- وَ قِیلَ: لَا یَذْهَبُ بِالْأَدْوَاءِ إِلَّا الدُّعَاءُ وَ الصَّدَقَةُ وَ الْمَاءُ الْبَارِدُ.

«13»-: وَ أَرْوِی أَنَّ أَقْصَی الْحِمْیَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ أَنَّهَا لَیْسَ تَرْكَ أَكْلِ الشَّیْ ءِ وَ لَكِنَّهَا تَرْكُ الْإِكْثَارِ مِنْهُ.

«14»-: وَ أَرْوِی أَنَّ الصِّحَّةَ وَ الْعِلَّةَ تَقْتَتِلَانِ فِی الْجَسَدِ فَإِنْ غَلَبَتِ الْعِلَّةُ الصِّحَّةَ اسْتَیْقَظَ الْمَرِیضُ وَ إِنْ غَلَبَتِ الصِّحَّةُ الْعِلَّةَ اشْتَهَی الطَّعَامَ فَإِذَا اشْتَهَی الطَّعَامَ فَأَطْعِمُوهُ فَلَرُبَّمَا كَانَ فِیهِ الشِّفَاءُ.

«15»- وَ نَرْوِی: مِنْ كُفْرَانِ النِّعْمَةِ أَنْ یَقُولَ الرَّجُلُ أَكَلْتُ الطَّعَامَ فَضَرَّنِی.

ص: 261


1- 1. فقه الرضا: 46.

«16»- وَ نَرْوِی: أَنَّ الثِّمَارَ إِذَا أَدْرَكَتْ فَفِیهَا الشِّفَاءُ لِقَوْلِهِ جَلَّ وَ عِزَّ(1) كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ.

«17»- وَ أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام: فِی الْقُرْآنِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

«18»- وَ قَالَ: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ اسْتَشْفُوا بِالْقُرْآنِ فَمَنْ لَمْ یَشْفِهِ الْقُرْآنُ فَلَا شِفَاءَ لَهُ (2).

بیان: مخلط أی یخلط فی الأكل و الشرب الضار مع النافع و لا یمیز بینهما.

«19»- الطب، طب الأئمة علیهم السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَیْقٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَلْیُخَفِّفِ الرِّدَاءَ وَ لْیُبَاكِرِ الْغَدَاءَ وَ لْیُقِلَّ مُجَامَعَةَ النِّسَاءِ(3).

بیان: من أراد البقاء أی طول العمر و لا بقاء جملة معترضة أی لا یكون البقاء فی الدنیا أبدا أو یحتمل الحالیة

وَ قَالَ فِی النِّهَایَةِ، فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ: مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَلْیُخَفِّفِ الرِّدَاءَ قِیلَ وَ مَا خِفَّةُ الرِّدَاءِ قَالَ قِلَّةُ الدَّیْنِ.

سمی رداء لقولهم دینك فی ذمتی و فی عنقی و لازم فی رقبتی و هو موضع الرداء انتهی.

و عن الفارسی یجوز أن یقال كنّی بالرداء عن الظهر لأن الرداء یقع علیه فمعناه فلیخفّف ظهره و لا یثقله بالدین و أقول مع عدم التفسیر كما فی هذه الروایة فظاهره عدم ثقل ما یكون علی عاتقه من الأثواب.

«20»- الطب، طب الأئمة علیهم السلام عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ الْوَاسِطِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ زُرَارَةَ قَالا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: طِبُّ الْعَرَبِ

ص: 262


1- 1. عزّ و جلّ( خ).
2- 2. فقه الرضا: 46.
3- 3. الطب: 29.

فِی ثَلَاثٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُ (1).

«21»- عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طِبُّ الْعَرَبِ فِی خَمْسَةٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ السُّعُوطِ وَ الْقَیْ ءِ وَ الْحَمَّامِ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُ (2).

«22»- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام: طِبُّ الْعَرَبِ فِی سَبْعَةٍ شَرْطَةِ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ الْحَمَّامِ وَ السُّعُوطِ وَ الْقَیْ ءِ وَ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَ آخِرُ الدَّوَاءِ الْكَیُّ وَ رُبَّمَا تُزَادُ فِیهِ النُّورَةُ(3).

«23»- وَ مِنْهُ، عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِنْ دَوَاءِ الْأَنْبِیَاءِ الْحِجَامَةُ وَ النُّورَةُ وَ السُّعُوطُ(4).

«24»- وَ مِنْهُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام بَعْضَ الْوَجَعِ وَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ الطَّبِیبَ وَصَفَ لِی شَرَاباً وَ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الشَّرَابَ مُوَافِقٌ لِهَذَا الدَّاءِ فَقَالَ لَهُ

الصَّادِقُ علیه السلام وَ مَا وَصَفَ لَكَ الطَّبِیبُ قَالَ خُذِ الزَّبِیبَ وَ صُبَّ عَلَیْهِ الْمَاءَ ثُمَّ صُبَّ عَلَیْهِ عَسَلًا ثُمَّ اطْبُخْهُ حَتَّی یَذْهَبَ الثُّلُثَانِ (5)

فَیَبْقَی الثُّلُثُ فَقَالَ أَ لَیْسَ هُوَ حُلْواً قُلْتُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ اشْرَبِ الْحُلْوَ حَیْثُ وَجَدْتَهُ أَوْ حَیْثُ أَصَبْتَهُ وَ لَمْ یَزِدْنِی عَلَی هَذَا(6).

بیان: لعل السؤال عن كونه حلوا للعلم بعدم تغیّره و إسكاره فإنه مع الحلاوة لا یكون مسكرا

«25»- وَ فِی الْكَافِی،: وَصَفَ لِی شَرَاباً آخُذُ الزَّبِیبَ وَ أَصُبُّ عَلَیْهِ

ص: 263


1- 1. المصدر: 55.
2- 2. المصدر: 55.
3- 3. المصدر: 55.
4- 4. المصدر: 57.
5- 5. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: ثلثاه و یبقی الثلث.
6- 6. الطب: 61.

الْمَاءَ لِلْوَاحِدِ اثْنَیْنِ ثُمَّ أَصُبُّ عَلَیْهِ الْعَسَلَ ثُمَّ أَطْبُخُهُ حَتَّی یَذْهَبَ ثُلُثَاهُ وَ یَبْقَی الثُّلُثُ فَقَالَ أَ لَیْسَ حُلْواً قُلْتُ بَلَی قَالَ اشْرَبْهُ وَ لَمْ أُخْبِرْهُ كَمِ الْعَسَلُ (1).

«25»- الطب، طب الأئمة علیهم السلام مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُرْسِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا كَانَ بِأَحَدِكُمْ أَوْجَاعٌ فِی جَسَدِهِ وَ قَدْ غَلَبَتِ الْحَرَارَةُ فَعَلَیْهِ بِالْفِرَاشِ قِیلَ لِلْبَاقِرِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا مَعْنَی الْفِرَاشِ قَالَ غِشْیَانُ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ یُسَكِّنُهُ وَ یُطْفِیهِ (2).

بیان: فی القاموس الفراش بالكسر زوجة الرجل.

«26»- الطب، طب الأئمة علیهم السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْیَسَعِ (3)

عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَامَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ سَعْدٍ الْمَوْلَی قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ عَامَّةَ هَذِهِ الْأَرْوَاحِ مِنَ الْمِرَّةِ الْغَالِبَةِ أَوْ دَمٍ مُحْتَرِقٍ أَوْ بَلْغَمٍ غَالِبٍ فَلْیَشْتَغِلِ الرَّجُلُ بِمُرَاعَاةِ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ یَغْلِبَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَائِعِ فَیُهْلِكَهُ (4).

بیان: الأرواح جمع الریح كالأریاح و كأن المراد هنا الجنون و الخبل و الفالج و اللقوة بل الجذام و البرص و أشباهها.

«27»- الطب، طب الأئمة علیهم السلام عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ(5).

«28»- وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ الْبَلَاءَ الْمُبْرَمَ فَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ(6).

ص: 264


1- 1. الكافی: ج 6، ص 326.
2- 2. الطب: 94.
3- 3. فی المصدر: صفوان بن یحیی البیاع.
4- 4. الطب: 110.
5- 5. الطب: 123.
6- 6. الطب: 123.

«29»- وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ عَنْ صَاحِبِهَا(1).

«30»- وَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَیْهِ أَنَّنِی فِی عَشْرِ نَفَرٍ مِنَ الْعِیَالِ كُلُّهُمْ مَرْضَی فَقَالَ لَهُ مُوسَی علیه السلام دَاوُوهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَلَیْسَ شَیْ ءٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنَ الصَّدَقَةِ وَ لَا أَجْدَی مَنْفَعَةً عَلَی الْمَرِیضِ مِنَ الصَّدَقَةِ(2).

«31»- الْعَیَّاشِیُّ، عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اشْتَكَی رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ سَلْ مِنِ امْرَأَتِكَ دِرْهَماً مِنْ صَدَاقِهَا فَاشْتَرِ بِهِ عَسَلًا فَاشْرَبْهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ فَفَعَلَ مَا أَمَرَ بِهِ فَبَرَأَ فَسَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ أَ شَیْ ءٌ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَا وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً(3) وَ قَالَ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (4) وَ قَالَ وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً(5) فَاجْتَمَعَ الْهَنِی ءُ وَ الْمَرِی ءُ وَ الْبَرَكَةُ وَ الشِّفَاءُ فَرَجَوْتُ بِذَلِكَ الْبُرْءَ(6).

«32»- وَ مِنْهُ، عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَسَأَلَهُ شَیْخٌ فَقَالَ إِنَّ بِی وَجَعاً وَ أَنَا أَشْرَبُ لَهُ النَّبِیذَ وَ وَصَفَهُ لَهُ الشَّیْخُ فَقَالَ لَهُ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَیْ ءٍ حَیٍّ قَالَ لَا یُوَافِقُنِی قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْعَسَلِ قَالَ اللَّهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ قَالَ لَا أَجِدُهُ قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِی نَبَتَ مِنْهُ لَحْمُكَ وَ اشْتَدَّ عَظْمُكَ قَالَ لَا یُوَافِقُنِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تُرِیدُ أَنْ آمُرَكَ بِشُرْبِ الْخَمْرِ لَا وَ اللَّهِ لَا آمُرُكَ (7).

ص: 265


1- 1. الطب: 123.
2- 2. الطب: 123.
3- 3. النساء: 4.
4- 4. النحل: 69.
5- 5. ق: 9.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ: ج 1، ص 219، و قد مر الحدیث ص 38.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ: ج 2، ص 264.

«33»- الْكَافِی، عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام (1)

قَالَ: مَنْ تَغَیَّرَ عَلَیْهِ مَاءُ الظَّهْرِ فَلْیَنْفَعْ (2)

لَهُ اللَّبَنُ الْحَلِیبُ وَ الْعَسَلُ (3).

«34»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْمَشْیَ لِلْمَرِیضِ نُكْسٌ إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ إِذَا اعْتَلَّ جُعِلَ فِی ثَوْبٍ فَحُمِلَ لِحَاجَتِهِ یَعْنِی الْوُضُوءَ وَ ذَاكَ أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ إِنَّ الْمَشْیَ لِلْمَرِیضِ نُكْسٌ (4).

«35»- الدَّعَائِمُ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَلْیُخَفِّفِ الرِّدَاءَ وَ یُدْمِنُ الْحِذَاءَ وَ یُقَلِّلُ مُجَامَعَةَ النِّسَاءِ وَ یُبَاكِرُ الْغَدَاءَ.

«36»- وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوِ اقْتَصَدَ النَّاسُ فِی المَطْعَمِ لَاسْتَقَامَتْ أَبْدَانُهُمْ.

«37»- وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: تَرْكُ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ.

«38»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: تَرْكُ الْعَشَاءِ خَرَابُ الْجَسَدِ وَ یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ إِذَا أَسَنَّ أَنْ لَا یَبِیتَ إِلَّا وَ جَوْفُهُ مَمْلُوٌّ طَعَاماً.

«39»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُذْهِبْنَ النِّسْیَانَ وَ یُحْدِثْنَ الذُّكْرَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ السِّوَاكُ وَ الصِّیَامُ.

«40»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: فِی الْمَرْأَةِ الَّتِی یَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ فَتَسْتَحَاضُ قَالَ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ احْتِسَاباً فَإِنَّهُ لَمْ تَفْعَلْهُ امْرَأَةٌ قَطُّ احْتِسَاباً إِلَّا عُوفِیَتْ مِنْ ذَلِكَ.

«41»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ الْبِطْنَةَ فَإِنَّهَا مَفْسَدَةٌ

ص: 266


1- 1. فی المصدر: عن أبی الحسن الأول.
2- 2. فیه: فانه ینفع.
3- 3. الكافی: ج 6. ص 337.
4- 4. روضة الكافی: 291.

لِلْبَدَنِ وَ مَوْرَثَةٌ لِلسَّقَمِ وَ مَكْسَلَةٌ عَنِ الْعِبَادَةِ.

«42»- وَ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام یَا بُنَیَّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ تَسْتَغْنِی بِهَا عَنِ الطِّبِّ فَقَالَ بَلَی قَالَ لَا تَجْلِسْ عَلَی الطَّعَامِ إِلَّا وَ أَنْتَ جَائِعٌ وَ لَا تَقُمْ عَنِ الطَّعَامِ إِلَّا وَ أَنْتَ تَشْتَهِیهِ وَ جَوِّدِ الْمَضْغَ وَ إِذَا نِمْتَ فَأَعْرِضْ نَفْسَكَ عَلَی الْخَلَاءِ فَإِذَا اسْتَعْمَلْتَ هَذَا اسْتَغْنَیْتَ عَنِ الطِّبِّ وَ قَالَ إِنَّ فِی الْقُرْآنِ لَآیَةً تَجْمَعُ الطِّبَّ كُلَّهُ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا(1).

«43»- وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَلْیُبَاكِرِ الْغَدَاءَ وَ لْیُؤَخِّرِ الْعَشَاءَ وَ لْیُقِلَّ غِشْیَانَ النِّسَاءِ وَ لْیُخَفِّفِ الرِّدَاءَ قِیلَ وَ مَا خِفَّةُ الرِّدَاءِ قَالَ الدَّیْنُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ: مَنْ أَرَادَ النَّسَأَ وَ لَا نَسَأَ.

بیان: قال فی النهایة النس ء التأخیر یقال نسأت الشی ء نسأ و أنسأته إنساء إذا أخرته و النساء الاسم

وَ مِنْهُ حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ وَ لَا نَسَاءَ.

أی تأخیر العمر و البقاء.

«44»- الدَّعَوَاتُ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَذِیبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ وَ لَا تَنَامُوا عَلَیْهَا فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ.

«45»- وَ قَالَ: صُومُوا تَصِحُّوا.

«46»- وَ قَالَ: سَافِرُوا تَصِحُّوا وَ تَغْنَمُوا.

«47»- قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام: حُجُّوا وَ اعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَجْسَامُكُمْ وَ تَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ وَ یَصْلُحْ (2)

إِیمَانُكُمْ وَ تُكْفَوْا مَئُونَةَ النَّاسِ وَ مَئُونَةَ عِیَالِكُمْ.

«48»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: قِیَامُ اللَّیْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ.

«49»- وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِقِیَامِ اللَّیْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِینَ قَبْلَكُمْ وَ إِنَّ قِیَامَ اللَّیْلِ قُرْبَةٌ إِلَی اللَّهِ وَ تَكْفِیرُ السَّیِّئَاتِ وَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ.

ص: 267


1- 1. الأعراف: 30.
2- 2. یصح( خ).

«50»- وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: صَلَاةُ اللَّیْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ وَ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ وَ تُطَیِّبُ الرِّزْقَ وَ تَقْضِی الدَّیْنَ وَ تُذْهِبُ الْهَمَّ وَ تَجْلُو الْبَصَرَ عَلَیْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ.

«51»-: وَ یُرْوَی أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ یُصَلِّی أَصْبَحَ طَیِّبَ النَّفْسِ وَ إِذَا نَامَ حَتَّی یُصْبِحَ أَصْبَحَ ثَقِیلًا مُوصِماً.

بیان: فی النهایة الوصم الفترة و الكسل و التوانی.

«52»- الدَّعَوَاتُ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الْمَعِدَةُ بَیْتُ الْأَدْوَاءِ وَ الْحِمْیَةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ لَا صِحَّةَ مَعَ النَّهَمِ لَا مَرَضَ أَضْنَی مِنَ الْعَقْلِ.

«53»- وَ رُوِیَ: مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ صَحَّ بَدَنُهُ وَ صَفَا قَلْبُهُ وَ مَنْ كَثُرَ طَعَامُهُ سَقُمَ بَدَنُهُ وَ قَسَا قَلْبُهُ.

«54»- وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام تَدْرِی لِمَ انْتَجَبْتُكَ مِنْ خَلْقِی وَ اصْطَفَیْتُكَ بِكَلَامِی قَالَ لَا یَا رَبِّ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنِّی اطَّلَعْتُ إِلَی الْأَرْضِ فَلَمْ أَعْلَمْ لِی عَلَیْهَا أَشَدَّ تَوَاضُعاً مِنْكَ فَخَرَّ مُوسَی سَاجِداً وَ عَفَّرَ خَدَّیْهِ بِالتُّرَابِ تَذَلُّلًا مِنْهُ لِرَبِّهِ تَعَالَی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ أَمِرَّ یَدَكَ فِی (1)

مَوْضِعِ سُجُودِكَ وَ امْسَحْ بِهَا وَجْهَكَ وَ مَا نَالَتْهُ مِنْ بَدَنِكَ فَإِنِّی أُومِنُكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ.

«55»- وَ رُوِیَ عَنْهُمْ علیهم السلام: قَلِّمْ أَظْفَارَكَ وَ ابْدَأْ بِخِنْصِرِكَ مِنْ یَدِكَ الْیُسْرَی وَ اخْتِمْ بِخِنْصِرِكَ مِنْ یَدِكَ الْیُمْنَی وَ خُذْ شَارِبَكَ وَ قُلْ حِینَ تُرِیدُ ذَلِكَ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ عَلَی مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قُلَامَةٍ وَ جُزَازَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ وَ لَمْ یَمْرَضْ إِلَّا الْمَرَضَ (2)

الَّذِی یَمُوتُ فِیهِ.

«56»- وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: تَقْلِیمُ الْأَظْفَارِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ یُؤْمِنُ الْجُذَامَ وَ الْبَرَصَ وَ الْعَمَی فَإِنْ لَمْ تَحْتَجْ فَحُكَّهَا حَكّاً.

ص: 268


1- 1. من( خ).
2- 2. مرضه( خ).

«57»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُسْلِمٍ یَعْمُرُ فِی الْإِسْلَامِ أَرْبَعِینَ سَنَةً إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ الْجُذَامَ وَ الْبَرَصَ وَ الْجُنُونَ.

«58»- وَ عَنْهُ: شُرْبُ الْمَاءِ مِنَ الْكُوزِ الْعَامِّ أَمَانٌ مِنَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ.

«59»- وَ رُوِیَ: لَا تَأْكُلْ مَا قَدْ عَرَفْتَ مَضَرَّتَهُ وَ لَا تُؤْثِرْ هَوَاكَ عَلَی رَاحَةِ بَدَنِكَ وَ الْحِمْیَةُ هُوَ الِاقْتِصَادُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ أَصْلُ الطِّبِّ الْأَزْمُ وَ هُوَ ضَبْطُ الشَّفَتَیْنِ وَ الرِّفْقُ بِالْیَدَیْنِ وَ الدَّاءُ الدَّوِیُّ إِدْخَالُ الطَّعَامِ عَلَی الطَّعَامِ وَ اجْتَنِبِ الدَّوَاءَ مَا لَزِمَتْكَ الصِّحَّةُ فَإِذَا أَحْسَسْتَ بِحَرَكَةِ الدَّاءِ فَأَحْرِقْهُ بِمَا یَرْدَعُهُ قَبْلَ اسْتِعْجَالِهِ.

«60»- وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: عَجَباً لِمَنْ یَحْتَمِی مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ كَیْفَ (1)

لَا یَحْتَمِی مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ.

«61»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَیَدْفَعُ بِالصَّدَقَةِ الدَّاءَ وَ الدُّبَیْلَةَ وَ الْحَرَقَ وَ الْغَرَقَ وَ الْهَدْمَ وَ الْجُنُونَ فَعَدَّ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعِینَ بَاباً مِنَ الشَّرِّ.

«62»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ.

«63»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَیَدْرَأُ بِالصَّدَقَةِ سَبْعِینَ مِیتَةً مِنَ السَّوْءِ.

«64»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ مَا عَلَی أَحَدِكُمْ أَنْ یَتَصَدَّقَ بِقُوتِ یَوْمِهِ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ یُدْفَعُ إِلَیْهِ الصَّكُّ بِقَبْضِ رُوحِ الْعَبْدِ فَیَتَصَدَّقُ فَیُقَالُ لَهُ رُدَّ الصَّكَّ.

«65»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُعَلِّمُكُمْ بِدُعَاءٍ عَلَّمَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام مَا لَا تَحْتَاجُونَ مَعَهُ إِلَی طَبِیبٍ وَ دَوَاءٍ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَأْخُذُ مَاءَ الْمَطَرِ وَ یَقْرَأُ عَلَیْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُسَبِّحُ كُلُّهَا سَبْعِینَ مَرَّةً وَ یَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً سَبْعَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ.

«66»-: وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ أَشْتَكِی بَطْنِی فَقَالَ أَ لَكَ

ص: 269


1- 1. فكیف( خ).

زَوْجَةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ اسْتَوْهِبْ مِنْهَا دِرْهَماً مِنْ صَدَاقِهَا بِطِیبَةِ نَفْسِهَا مِنْ مَالِهَا فَاشْتَرِ بِهِ عَسَلًا ثُمَّ اسْكُبْ عَلَیْهِ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَ اشْرَبْهُ فَفَعَلَ الرَّجُلُ مَا أَمَرَ بِهِ فَبَرَأَ فَسَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ شَیْ ءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَا وَ لَكِنْ سَمِعْتُ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً(1) وَ قَالَ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (2) وَ قَالَ وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً(3) قَالَ قُلْتُ إِذَا اجْتَمَعَتِ الْبَرَكَةُ وَ الشِّفَاءُ وَ الْهَنِی ءُ وَ الْمَرِی ءُ رَجَوْتُ فِی ذَلِكَ الْبُرْءَ وَ شُفِیتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

«67»- وَ فِی رِوَایَةٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ شَكَا إِلَیْهِ رَجُلٌ الدَّاءَ الْعُضَالَ فَقَالَ اسْتَوْهِبْ دِرْهَماً امْرَأَتَكَ مِنْ صَدَاقِهَا وَ اشْتَرِ بِهِ عَسَلًا وَ امْزُجْهُ بِمَاءِ الْمُزْنِ وَ اكْتُبْ بِهِ الْقُرْآنَ وَ اشْرَبْهُ فَفَعَلَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ فَأَخْبَرَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِذَلِكَ فَتَلَا فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً وَ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ(4) وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِذَا أَصَابَهُ الْمَطَرُ مَسَحَ بِهِ صُلْعَتَهُ وَ قَالَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ لَمْ یُصِبْهَا یَدٌ وَ لَا سِقَاءٌ.

توضیح: لا صحة مع النهم فی القاموس النهم محركة إفراط الشهوة فی الطعام و أن لا یمتلئ عین الآكل و لا یشبع و قال ضنی كرضی مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس و أضناه المرض انتهی.

و حاصل الفقرة الأولی أن شدة الحرص فی الطعام أو الأعم من جملة الأمراض بل أشدها و حاصل الثانیة أن العقل یوجب الحزن و الألم فی الدنیا لأن العاقل محزون لآخرته لما یصیبه من الدنیا و أنه یدرك قبحه بعقله بخلاف الأحمق الجاهل

ص: 270


1- 1. النساء: 4.
2- 2. النحل: 69.
3- 3. ق: 9.
4- 4. الإسراء: 82.

فإنه فی سعة منهما و القلامة بالضم ما سقط من قلم الظفر و كذا الجزازة ما سقط من جز الشعر.

و فی النهایة فأزم القوم أی أمسكوا عن الكلام كما یمسك الصائم عن الطعام.

و منه سمیت الحمیة أزما و منه حدیث عمر و سأل الحارث بن كلدة ما الدواء قال الأزم یعنی الحمیة و إمساك الأسنان بعضها علی بعض و الداء الدوی توصف علی المبالغة أی داء لا علاج له أو بعید علاجه من دوی بالكسر یدوی أی مرض.

و فی النهایة الدبیلة هی خراج و دمل كبیر تظهر فی الجوف فتقتل صاحبها غالبا و هی تصغیر دبلة و قال الداء العضال هو المرض الذی یعجز الأطباء فلا دواء له.

«68»- النهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: تَوَقَّوُا الْبَرْدَ فِی أَوَّلِهِ وَ تَلَقَّوْهُ فِی آخِرِهِ فَإِنَّهُ یَفْعَلُ فِی الْأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِی الْأَشْجَارِ أَوَّلُهُ یُحْرِقُ وَ آخِرُهُ یُورِقُ.

«69»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِیِّ قَالَ قَالَ زِرُّ بْنُ حُبَیْشٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ فِی الطِّبِّ لَوْ قَالَهَا بُقْرَاطُ أَوْ جَالِینُوسُ لَقَدَّمَ أَمَامَهَا مِائَةَ وَرَقَةٍ ثُمَّ زَیَّنَهَا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ هِیَ قَوْلُهُ تَوَقَّوُا الْبَرْدَ إِلَی قَوْلِهِ یُورِقُ.

ثُمَّ قَالَ وَ رُوِیَ: تَوَقَّوُا الْهَوَاءَ.

بیان: لقدّم أمامها أی لحفظها أو فی وصفها و مدحها و توقّی و اتّقی بمعنی أی احترزوا و احفظوا أبدانكم من البرد أول الشتاء بالثیاب و نحوها و التلقی الاستقبال.

و إحراقه إسقاط الورق (1)

و المنع من النمو و الإیراق إنبات الورق

وَ رَوَوْا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: اغْتَنِمُوا بَرْدَ الرَّبِیعِ فَإِنَّهُ یَفْعَلُ بِأَبْدَانِكُمْ مَا یَفْعَلُ بِأَشْجَارِكُمْ وَ اجْتَنِبُوا بَرْدَ الْخَرِیفِ فَإِنَّهُ یَفْعَلُ بِأَبْدَانِكُمْ مَا یَفْعَلُ بِأَشْجَارِكُمْ.

«70»- الْجُنَّةُ لِلْكَفْعَمِیِّ،: مَا یُورِثُ الْحِفْظَ مِنَ الْعَقَاقِیرِ وَ الْأَدْوِیَةِ فَمِنْ ذَلِكَ

ص: 271


1- 1. الاوراق( خ).

مَا رَوَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ الْبَوْلَ وَ یُقَوِّی الظَّهْرَ یُؤْخَذُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ قَرَنْفُلٌ وَ كَذَلِكَ مِنَ الْحَرْمَلِ وَ مِنَ الْكُنْدُرِ الْأَبْیَضِ وَ مِنَ السُّكَّرِ الْأَبْیَضِ یُسْحَقُ الْجَمِیعُ وَ یُخْلَطُ إِلَّا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ یَفْرُكُ فَرْكاً بِالْیَدِ وَ یُؤْكَلُ مِنْهُ غُدْوَةً زِنَةَ دِرْهَمٍ وَ كَذَا عِنْدَ النَّوْمِ وَ رَأَیْتُ هَذَا بِعَیْنِهِ فِی كِتَابِ لَقَطِ الْفَوَائِدِ وَ فِی لَقَطِ الْفَوَائِدِ أَیْضاً أَنَّهُ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكْثُرَ حِفْظُهُ وَ یَقِلَّ نِسْیَانُهُ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ مِثْقَالًا مِنْ زَنْجَبِیلٍ مُرَبًّی قَالَ وَ مِمَّا جُرِّبَ لِلْحِفْظِ أَنْ یَأْخُذَ زَبِیباً أَحْمَرَ مَنْزُوعَ الْعَجَمِ (1) عِشْرِینَ دِرْهَماً وَ مِنَ السُّعْدِ الْكُوفِیِّ مِثْقَالًا وَ مِنَ اللُّبَانِ الذَّكَرِ دِرْهَمَیْنِ وَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ نِصْفَ دِرْهَمٍ یُدَقُّ الْجَمِیعُ وَ یُعْجَنُ بِمَاءِ الرَّازِیَانَجِ حَتَّی یَبْقَی فِی قِوَامِ الْمُعْجُونِ وَ یُسْتَعْمَلُ عَلَی الرِّیقِ كُلَّ یَوْمٍ وَزْنَ دِرْهَمٍ وَ مَنْ أَدْمَنَ أَكْلَ الزَّبِیبِ عَلَی الرِّیقِ رُزِقَ الْفَهْمَ وَ الْحِفْظَ وَ الذِّهْنَ وَ نَقَصَ مِنَ الْبَلْغَمِ.

وَ فِی كِتَابِ طَرِیقِ النَّجَاةِ،: ثَلَاثَةٌ تُذْهِبُ الْبَلْغَمَ وَ تَزِیدُ فِی الْحِفْظِ الصَّوْمُ وَ السِّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ.

«71»- وَ مِنْ أَدْوِیَةِ الْحِفْظِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام كَیْفَ نَقْدِرُ عَلَی هَذَا الْعِلْمِ الَّذِی فَرَّعْتُمُوهُ لَنَا قَالَ خُذْ وَزْنَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ قَرَنْفُلَ وَ مِثْلَهَا كُنْدُرَ ذَكَرٍ دُقَّهَا نَاعِماً ثُمَّ اسْتَفَّ عَلَی الرِّیقِ كُلَّ یَوْمٍ قَلِیلًا وَ مِنْهَا لِمَنْ یَكُونُ بَعِیدَ الذِّهْنِ قَلِیلَ الْحِفْظِ یُؤْخَذُ سَنَا مَكِّیٍّ وَ سُعْدُ هِنْدِیٍّ وَ فُلْفُلٌ أَبْیَضُ وَ كُنْدُرٌ ذَكَرٌ وَ زَعْفَرَانٌ خَالِصٌ أَجْزَاءً سَوَاءً یُدَقُّ وَ یُخْلَطُ بِعَسَلٍ وَ یُشْرَبُ مِنْهُ زِنَةَ مِثْقَالٍ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً خِیفَ عَلَیْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحِفْظِ أَنْ یَكُونَ سَاحِراً.

«72»- وَ مِنْهَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: مَنْ أَخَذَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ الْخَالِصِ جُزْءاً وَ مِنَ السُّعْدِ جُزْءاً وَ یُضَافُ (2) إِلَیْهِمَا عَسَلًا وَ یُشْرَبُ مِنْهُ مِثْقَالَیْنِ فِی كُلِّ یَوْمٍ فَإِنَّهُ یُتَخَوَّفُ عَلَیْهِ

ص: 272


1- 1. العجم- بالتحریك- نوی التمر، و ما فی جوف مأكول كالزبیب.
2- 2. كذا و الصواب« یضیف».

مِنْ شِدَّةِ الْحِفْظِ أَنْ یَكُونَ سَاحِراً وَ مِنْهَا مَا وُجِدَ بِخَطِّ الشَّیْخِ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ دَوَاءٌ لِلْحِفْظِ شَهِدَتِ التَّجْرِبَةُ بِصِحَّتِهِ وَ هُوَ كُنْدُرٌ وَ سُعْدٌ وَ سُكَّرُ طَبَرْزَدٍ أَجْزَاءً مُتَسَاوِیَةً وَ یُسْحَقُ نَاعِماً وَ یُسْتَفُّ مِنْهُ عَلَی الرِّیقِ كُلَّ یَوْمٍ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ یُسْتَعْمَلُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ یُقْطَعُ خَمْسَةً ثُمَّ یُسْتَعْمَلُ كَذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ یُقْطَعُ خَمْسَةً وَ هَكَذَا قُلْتُ وَ هَذَا بِعَیْنِهِ رَأَیْتُهُ فِی كِتَابِ لَقَطِ الْفَوَائِدِ.

أَقُولُ وَ قَالَ الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ السَّرَائِرِ: مَنْ كَانَ یَسْتَضِرُّ جَسَدُهُ بِتَرْكِ الْعَشَاءِ فَالْأَفْضَلُ لَهُ أَنْ لَا یَتْرُكَهُ وَ لَا یَبِیتَ إِلَّا وَ جَوْفُهُ مَمْلُوءٌ مِنَ الطَّعَامِ.

وَ قَدْ(1)

رُوِیَ: أَنَّ تَرْكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ وَ إِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ مَرِیضاً فَلَا یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یُكْرِهَهُ عَلَی تَنَاوُلِ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ بَلْ یَتَلَطَّفُ بِهِ فِی ذَلِكَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ اللَّحْمِ وَ اللَّبَنِ یُنْبِتُ اللَّحْمَ وَ یَشُدُّ الْعَظْمَ وَ رُوِیَ أَنَّ أَكْلَ اللَّحْمِ یَزِیدُ فِی السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ اللَّحْمِ بِالْبَیْضِ یَزِیدُ فِی الْبَاهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مَاءَ الْكَمْأَةِ فِیهِ شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یَكْرَهُ أَنْ یَحْتَجِمَ الْإِنْسَانُ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ(2)

أَوْ سَبْتٍ فَإِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ یَحْدُثُ مِنْهُ الْوَضَحُ وَ الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ فِیهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَفْضَلَ الدَّوَاءِ فِی (3) أَرْبَعَةِ أَشْیَاءَ الْحِجَامَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ النُّورَةِ وَ الْقَیْ ءِ فَإِنْ تَبَیَّغَ الدَّمُ.

بالتاء المنقطة بنقطتین من فوق و الباء المنقطة من تحتها نقطة(4) واحدة و الیاء المنقطة بنقطتین من تحتها و تشدیدها و الغین المعجمة و معنی ذلك هاج به یقال تبوّغ الدم بصاحبه و تبیّغ أی هاج به.

فَیَنْبَغِی أَنْ یَحْتَجِمَ

ص: 273


1- 1. فی المصدر: فقد.
2- 2. فی المصدر« أربعاء» و هو الصواب ظاهرا.
3- 3. لفظة« فی» غیر موجودة فی المصدر.
4- 4. فی المصدر: بنقطة.

فِی أَیِّ الْأَیَّامِ كَانَ مِنْ غَیْرِ كَرَاهَةِ(1) وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ یَسْتَخِیرُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ علیهم السلام.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ إِذَا عَرَضَتِ الْحُمَّی لِلْإِنْسَانِ فَیَنْبَغِی أَنْ یُدَاوِیَهَا بِصَبِّ الْمَاءِ عَلَیْهِ فَإِنْ لَمْ یَسْهُلْ عَلَیْهِ ذَلِكَ فَلْیُحْضِرْ لَهُ إِنَاءً فِیهِ مَاءٌ بَارِدٌ وَ یُدْخِلْ یَدَهُ فِیهِ وَ الِاكْتِحَالُ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ یُذْهِبُ الْقَذَی وَ یُصَفِّی الْبَصَرَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ إِذَا لَدَغَتِ الْعَقْرَبُ إِنْسَاناً فَلْیَأْخُذْ شَیْئاً مِنَ الْمِلْحِ وَ یَضَعْهُ عَلَی الْمَوْضِعِ ثُمَّ یَعْصِرْهُ بِإِبْهَامِهِ حَتَّی یَذُوبَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ مَنِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ فَیَنْبَغِی أَنْ یَسْتَدْعِیَ بِقَدَحٍ فِیهِ مَاءٌ وَ یَقْرَأُ عَلَیْهِ الْحَمْدَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَصُبَّهُ عَلَی نَفْسِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ الزَّبِیبِ الْمَنْزُوعِ الْعَجَمِ عَلَی الرِّیقِ فِیهِ مَنَافِعُ عَظِیمَةٌ فَمَنْ أَكَلَ مِنْهُ كُلَّ یَوْمٍ عَلَی الرِّیقِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ زَبِیبَةً مَنْزُوعَةَ الْعَجَمِ قَلَّ مَرَضُهُ وَ قِیلَ إِنَّهُ لَمْ یَمْرَضْ إِلَّا الْمَرَضَ الَّذِی یَمُوتُ فِیهِ وَ مَنْ أَكَلَ عِنْدَ نَوْمِهِ تِسْعَ تَمَرَاتٍ عُوفِیَ مِنَ الْقُولَنْجِ وَ قُتِلَ دُودُ الْبَطْنِ عَلَی مَا رُوِیَ.

وَ رُوِیَ: أَكْلُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ عَلَی مَا رُوِیَ وَ فِی شَرَابِ الْعَسَلِ مَنَافِعُ كَثِیرَةٌ فَمَنِ اسْتَعْمَلَهُ انْتَفَعَ بِهِ مَا لَمْ یَكُنْ بِهِ مَرَضٌ (2).

وَ رُوِیَ: أَنَّ لَبَنَ الْبَقَرِ فِیهِ مَنَافِعُ فَمَنْ تَمَكَّنَ مِنْهُ فَلْیَشْرَبْهُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ الْبَیْضِ نَافِعٌ لِلْأَحْشَاءِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ الْقَرْعِ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ وَ یَنْفَعُ الدِّمَاغَ وَ یُسْتَحَبُّ أَكْلُ الْهِنْدَبَاءِ.

وَ رُوِیَ عَنْ سَیِّدِنَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا دَخَلْتُمْ أَرْضاً فَكُلُوا مِنْ بَصَلِهَا فَإِنَّهُ یُذْهِبُ عَنْكُمْ وَبَاءَهَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ علیه السلام شَكَا إِلَیْهِ اخْتِلَافَ الْبَطْنِ فَأَمَرَ أَنْ یَتَّخِذَ مِنَ الْأَرُزِّ سَوِیقاً وَ یَشْرَبَهُ فَفَعَلَ فَعُوفِیَ.

وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِیَّاكُمْ وَ الشُّبْرُمَ فَإِنَّهُ حَارٌّ یَارٌّ وَ عَلَیْكُمْ بِالسَّنَا فَتَدَاوَوْا بِهِ فَلَوْ دَفَعَ شَیْ ءٌ الْمَوْتَ لَدَفَعَهُ السَّنَا وَ تَدَاوَوْا بِالْحُلْبَةِ فَلَوْ عَلِمَ أُمَّتِی مَا لَهَا فِی الْحُلْبَةِ

ص: 274


1- 1. فی المصدر: كراهیة.
2- 2. فی المصدر:« مرض حار» و هو الصواب ظاهرا.

لَتَدَاوَوْا بِهَا وَ لَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً.

وَ رُوِیَ عنه علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِدْمَانُ أَكْلِ السَّمَكِ الطَّرِیِّ یُذِیبُ الْجِسْمَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ التَّمْرِ بَعْدَ أَكْلِ السَّمَكِ الطَّرِیِّ یُذْهِبُ أَذَاهُ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَیْهِ وَجَعَ الْخَاصِرَةِ فَقَالَ علیه السلام لَهُ عَلَیْكَ بِمَا یَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ فَكُلْهُ فَفَعَلَ فَعُوفِیَ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الرِّیحُ الطَّیِّبَةُ تَشُدُّ الْعَقْلَ وَ تَزِیدُ فِی الْبَاهِ.

وَ رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنْ أَكْلِ الطِّفْلِ الطِّینَ وَ الْفَحْمَ وَ قَالَ مَنْ أَكَلَ الطِّینَ فَقَدْ أَعَانَ عَلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَكَلَهُ فَمَاتَ لَمْ یُصَلَّ عَلَیْهِ وَ أَكْلُ الطِّینِ یُورِثُ النِّفَاقَ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: فَضْلُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَلَی النَّاسِ كَفَضْلِ الْبَنَفْسَجِ عَلَی سَائِرِ الْأَدْهَانِ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ دَبَغَ مَعِدَتَهُ وَ السَّفَرْجَلُ یُذَكِّی الْقَلْبَ الضَّعِیفَ وَ یُشَجِّعُ الْجَبَانَ.

وَ رُوِیَ عَنْ سَیِّدِنَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: الْخَلُّ یُسَكِّنُ الْمِرَارَ وَ یُحْیِی الْقَلْبَ وَ یَقْتُلُ دُودَ الْبَطْنِ وَ یَشُدُّ الْفَمَ.

فهذه جملة مقنعة من جملة ما ورد(1)

عن الأئمة علیهم السلام فی هذا الباب و إیراد جمیعه لا یحصی و لا یسعه كتاب فأما ما ورد عنهم علیهم السلام فی الاستشفاء بفعل الخیر و البر و التعوّذ(2)

و الرقی فنحن نورد من جملة ما ورد عنهم علیهم السلام فی ذلك جملة مقنعة بمشیة اللّٰه سبحانه (3).

رُوِیَ عَنْ سَیِّدِنَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثٌ یُذْهِبْنَ النِّسْیَانَ وَ یُحَدِّدْنَ الْفِكْرَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ السِّوَاكُ وَ الصَّوْمُ (4).

ص: 275


1- 1. فی المصدر: روی.
2- 2. فی المصدر:« و التقوی».
3- 3. فیه: تعالی.
4- 4. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: و الصیام.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ بَیْتِهِ ذَكَرَ لَهُ أَمْرَ عَلِیلٍ عِنْدَهُ فَقَالَ ادْعُ بِمِكْتَلٍ (1) فَاجْعَلْ فِیهِ بُرّاً وَ اجْعَلْهُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أْمُرْ غِلْمَانَكَ إِذَا جَاءَ سَائِلٌ أَنْ یُدْخِلُوهُ إِلَیْهِ فَلْیُنَاوِلْهُ (2) مِنْهُ بِیَدِهِ وَ یَأْمُرْهُ أَنْ یَدْعُوَ لَهُ قَالَ أَ فَلَا أُعْطِی الدَّنَانِیرَ وَ الدَّرَاهِمَ قَالَ اصْنَعْ مَا آمُرُكَ بِهِ فَكَذَلِكَ رَوَیْنَاهُ فَفَعَلَ فَرُزِقَ الْعَافِیَةَ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: ارْغَبُوا فِی الصَّدَقَةِ وَ بَكِّرُوا فِیهَا فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ حِینَ یُصْبِحُ یُرِیدُ بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا دَفَعَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ شَرَّ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ذَلِكَ الْیَوْمَ ثُمَّ قَالَ لَا تَسْتَخِفُّوا بِدُعَاءِ الْمَسَاكِینِ لِلْمَرْضَی مِنْكُمْ فَإِنَّهُ یُسْتَجَابُ (3) لَهُمْ فِیكُمْ وَ لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ شَكَا إِلَیْهِ وَضَحاً أَصَابَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بَلَغَ مِنِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَبْلَغاً شَدِیداً فَقَالَ عَلَیْكَ بِالدُّعَاءِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ فَفَعَلَ فَبَرَأَ مِنْهُ.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَصَابَكَ هَمٌّ فَامْسَحْ یَدَكَ (4) عَلَی مَوْضِعِ سُجُودِكَ ثُمَّ مُرَّ یَدَكَ عَلَی وَجْهِكَ مِنْ جَانِبِ خَدِّكَ الْأَیْسَرِ عَلَی جَبِینِكَ إِلَی جَانِبِ خَدِّكَ الْأَیْمَنِ ثُمَّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ ... الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّی الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ ثَلَاثاً.

وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثِینَ مَرَّةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَرِضْتُ فَعَادَنِی رَسُولُ اللَّهِ

ص: 276


1- 1. المكتل: زنبیل من خو صلی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب فیناوله.
3- 3. فی المصدر: مستجاب.
4- 4. فی المصدر: یدیك.

صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا لَا أَتَقَارُّ(1) عَلَی فِرَاشِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً النَّبِیُّونَ ثُمَّ الْأَوْصِیَاءُ ثُمَّ الَّذِینَ یَلُونَهُمْ أَبْشِرْ فَإِنَّهَا حَظُّكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الثَّوَابِ ثُمَّ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ یَكْشِفَ اللَّهُ مَا بِكَ قَالَ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ ارْحَمْ جِلْدِیَ الرَّقِیقَ وَ عَظْمِیَ الدَّقِیقَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَوْرَةِ الْحَرِیقِ یَا أُمَّ مِلْدَمٍ (2) إِنْ كُنْتِ آمَنْتِ بِاللَّهِ فَلَا تَأْكُلِی اللَّحْمَ وَ لَا تَشْرَبِی الدَّمَ وَ لَا تَفُورِی مِنَ الْفَمِ وَ انْتَقِلِی إِلَی مَنْ یَزْعُمُ أَنَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَقُلْتُهَا فَعُوفِیتُ مِنْ سَاعَتِی.

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَا فَزِعْتُ قَطُّ إِلَیْهِ إِلَّا وَجَدْتُهُ وَ كُنَّا نُعَلِّمُهُ النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ.

وَ رُوِیَ عَنْ سَیِّدِنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُجْلِسُ الْحَسَنَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ (3) وَ الْحُسَیْنَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ(4) ثُمَّ یَقُولُ أُعِیذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ هَامَّةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ ثُمَّ یَقُولُ هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِیمُ یُعَوِّذُ ابْنَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ علیهما السلام.

وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ فَأَذِّنُوا فِی أُذُنِهِ.

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَهَی عَنِ السِّحْرِ وَ الْكِهَانَةِ وَ الْقِیَافَةِ وَ التَّمَائِمِ (5)

ص: 277


1- 1. من تقار بمعنی قر.
2- 2. أی الحمی.
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: الیمنی.
4- 4. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: الیسری.
5- 5. جمع« تمیمة» و هی خرزة أو ما یشبهها كان الاعراب یضعونها علی أولادهم للوقایة من العین و دفع الأرواح.

فَلَا یَجُوزُ اسْتِعْمَالُ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَی حَالٍ وَ هَذِهِ جُمْلَةٌ مُقْنِعَةٌ وَ اسْتِقْصَاءُ ذَلِكَ یَطُولُ بِهِ الْكِتَابُ وَ یَحْصُلُ بِهِ الْإِسْهَابُ (1).

بیان: قال فی النهایة فی حدیث أم سلمة أنها شربت الشبرم فقال إنه حارّ جارّ الشبرم حب یشبه الحمص یطبخ و یشرب ماؤه للتداوی و قیل إنه نوع من الشیح و جار إتباع للحار و منهم من یرویه یار و هو أیضا بالتشدید إتباع للحارّ یقال حارّ یارّ و حرّان یرّان.

و قال ابن بیطار قال دیسقوریدس قد یظنّ أنه من أصناف النوع [الیتوع] المسمی ماریس (2) شبیه بالنوع من شجر الصنوبر و له زهر صغیر لونه إلی لون الفرفیر و ثمر عریض یشبه بالعدس.

و قال جالینوس قد یظنّ قوم أن هذا النبات من أنواع الیتوع (3) و ذلك لأن له من اللبن ما للیتوع و یسهل أیضا مثل ما یسهل الیتوع.

و قال حبیش حارّ فی الدرجة الثالثة یابس فی آخر الثانیة و فیه مع ذلك قبض و حدّة و إذا شرب غیر مصلح وجد له قبض علی اللّٰهاة و فی الحنك و قد كانت القدماء تستعمله فی الأدویة المسهلة فوجدوه ضارا لمن كان الغالب علی مزاجه الحرارة و یحدث لأكثر من شربه منهم حمیات و مضرّ للبواسیر.

ثم قال الشبرم اسم عند بعض الأعراب لنوع من الشوك ینبت بالجبال لونه أبیض و ورقه صغیر و شوكه علی شبه شوك الجولق الكبیر الذی عندنا و یزعمون أنه ینفع للوباء إذا شرب انتهی.

و له فی كتب الطب ذم كثیر. و السكر سد النهر.

وَ قَالَ الشَّهِیدُ قُدِّسَ سِرُّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی الْخُبْزِ.

ص: 278


1- 1. السرائر: أبواب الاطعمة و الاشربة.
2- 2. فی بعض النسخ: مارسیس.
3- 3. الیتوع- بتخفیف التاء و تشدیده- كل نبات له لبن.

وَ قَالَ علیه السلام: أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ قَدْ عَمِلَ فِیهِ مَا بَیْنَ الْعَرْشِ إِلَی الْأَرْضِ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِیهَا وَ نَهَی الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ وَضْعِ الرَّغِیفِ تَحْتَ الْقَصْعَةِ.

وَ قَالَ علیه السلام: فِی إِكْرَامِ الْخُبْزِ إِذَا وُضِعَ بِهِ فَلَا یُنْتَظَرُ بِهِ غَیْرُهُ وَ مِنْ كَرَامَتِهِ أَنْ لَا یُوطَأَ وَ لَا یُقْطَعَ وَ نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ شَمِّهِ وَ قَالَ إِذَا أُتِیتُمْ بِالْخُبْزِ وَ اللَّحْمِ فَابْدَءُوا بِالْخُبْزِ.

وَ قَالَ علیه السلام: صَغِّرُوا رُغْفَانَكُمْ فَإِنَّهُ مَعَ كُلِّ رَغِیفٍ بَرَكَةً وَ نَهَی الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَطْعِهِ بِالسِّكِّینِ.

وَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فَضْلُ خُبْزِ الشَّعِیرِ عَلَی الْبُرِّ كَفَضْلِنَا عَلَی النَّاسِ وَ مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَ قَدْ دَعَا لِأَكْلِ الشَّعِیرِ وَ بَارَكَ عَلَیْهِ وَ مَا دَخَلَ جَوْفاً إِلَّا وَ أَخْرَجَ كُلَّ دَاءٍ فِیهِ وَ هُوَ قُوتُ الْأَنْبِیَاءِ وَ طَعَامُ الْأَبْرَارِ.

وَ رُوِیَ: إِطْعَامُ الْمَسْلُولِ وَ الْمَبْطُونِ خُبْزُ الْأَرُزِّ وَ فِی السَّوِیقِ وَ نَفْعِهِ أَخْبَارٌ جُمَّةٌ وَ فَسَّرَهُ الْكُلَیْنِیُّ بِسَوِیقِ الْحِنْطَةِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: سَوِیقُ الْعَدَسِ یَقْطَعُ الْعَطَشَ وَ یُقَوِّی الْمَعِدَةَ وَ فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً وَ مَنْ یَتَّخِمْ فَلْیَتَغَدَّ وَ لْیَتَعَشَّ وَ لَا یَأْكُلُ بَیْنَهُمَا شَیْ ءٌ وَ یُكْرَهُ تَرْكُ الْعَشَاءِ لِمَا رُوِیَ أَنَّ تَرْكَهُ خَرَابُ الْبَدَنِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ تَرَكَ الْعَشَاءَ لَیْلَةَ السَّبْتِ وَ لَیْلَةَ الْأَحَدِ مُتَوَالِیَیْنِ ذَهَبَتْ مِنْهُ قُوَّتُهُ وَ لَمْ تَرْجِعْ إِلَیْهِ أَرْبَعِینَ یَوْماً.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْعَشَاءُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ عَشَاءُ النَّبِیِّینَ علیهم السلام.

وَ قَالَ علیه السلام: مَسْحُ الْوَجْهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ یَذْهَبُ بِالْكَلَفِ وَ هُوَ شَیْ ءٌ یَعْلُو الْوَجْهَ كَالسِّمْسِمِ أَوْ لَوْنٌ بَیْنَ الْحُمْرَةِ وَ السَّوَادِ وَ یَزِیدُ فِی الرِّزْقِ وَ أُمِرَ بِمَسْحِ الْحَاجِبِ وَ أَنْ یَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ الْمُنْعِمِ الْمُفَضِّلِ فَلَا تَرْمَدُ عَیْنَاهُ وَ یُكْرَهُ مَسْحُ الْیَدِ بِالْمِنْدِیلِ وَ فِیهَا شَیْ ءٌ مِنْ أَثَرِ الطَّعَامِ تَعْظِیماً لَهُ حَتَّی یَمَصَّهَا وَ یُسْتَحَبُّ الْأَكْلُ مِمَّا یَلِیهِ وَ أَنْ لَا یَتَنَاوَلَ مِنْ قُدَّامِ غَیْرِهِ شَیْئاً.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُطْعِمَ فَأَهْوَی بِیَدِهِ وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ تَصِیرَ اللُّقْمَةُ إِلَی فِیهِ.

وَ قَالَ علیه السلام: لَا

ص: 279

تَأْكُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِی رَأْسِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلْطَعُ الْقَصْعَةَ بِالْأَصَابِعِ أَیَّ یَلْحَسُهَا وَ مَنْ لَطَعَ قَصْعَةً فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا وَ یُسْتَحَبُّ الْأَكْلُ بِجَمِیعِ الْأَصَابِعِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ یَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ یَكْرَهُ الْأَكْلَ بِإِصْبَعَیْنِ وَ یَسْتَحَبُّ مَصَّ الْأَصَابِعِ وَ لَا بَأْسَ بِكِتَابَةِ سُورَةِ التَّوْحِیدِ فِی الْقَصْعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَكَلَ لَقَّمَ مَنْ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ إِذَا شَرِبَ سَقَی مَنْ عَنْ یَمِینِهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كُلُوا مَا یَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ بِالْكَسْرِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یَنْفِی الْفَقْرَ وَ یُكْثِرُ الْوَلَدَ وَ یَذْهَبُ بِذَاتِ الْجَنْبِ وَ مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً فَأَكَلَهَا فَلَهُ حَسَنَةٌ وَ إِنْ غَسَلَهَا مِنْ قَذَرٍ وَ أَكَلَهَا فَلَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً.

ثم ذكر قدس سره بعد ذلك منافع أطعمة مأثورة عنهم علیهم السلام قال روی: مدح لحم الضأن عن الرضا علیه السلام.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ اللَّحْمِ یَزِیدُ فِی السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ أَكْلَهُ بِالْبَیْضِ یَزِیدُ فِی الْبَاهِ وَ أَنَّهُ سَیِّدُ الطَّعَامِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: لَحْمُ الْبَقَرِ بِالسِّلْقِ (1) یُذْهِبُ الْبَیَاضَ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: وَ قَدْ قَالَ عُمَرُ إِنَّ أَطْیَبَ اللُّحْمَانِ (2) لَحْمُ الدَّجَاجِ كَلَّا تِلْكَ خَنَازِیرُ الطَّیْرِ إِنَّ أَطْیَبَ اللَّحْمِ لَحْمُ الْفَرْخِ قَدْ نَهَضَ أَوْ كَادَ یَنْهَضُ.

وَ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام: لَحْمُ الْقَبَجِ (3)

یُقَوِّی السَّاقَیْنِ وَ یَطْرُدُ الْحُمَّی.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: الْقَدِیدُ لَحْمُ سَوْءٍ یُهَیِّجُ كُلَّ دَاءٍ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: شَیْئَانِ صَالِحَانِ الرُّمَّانُ وَ الْمَاءُ الْفَاتِرُ وَ شَیْئَانِ فَاسِدَانِ الْجُبُنُّ وَ الْقَدِیدُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: ثَلَاثٌ لَا یُؤْكَلْنَ وَ یُسْمِنَّ اسْتِشْعَارُ الْكَتَّانِ وَ الطِّیبُ وَ النُّورَةُ وَ ثَلَاثَةٌ یُؤْكَلْنَ وَ یَهْزِلْنَ (بِكَسْرِ الزَّایِ) اللَّحْمُ الْیَابِسُ وَ الْجُبُنُّ وَ الطَّلْعُ (4).

ص: 280


1- 1. السلق- بكسر المهملة-: النبات الذی یؤكل كالهندباء.
2- 2. اللحمان- بضم اللام و كسرها-: جمع اللحم.
3- 3. القبج- محركة- طائر یشبه الحجل.
4- 4. الطلع: ما یبدو من ثمر النخل فی أول ظهورها.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: الْجُبُنُّ ضَارٌّ بِالْغَدَاةِ نَافِعٌ بِالْعَشِیِّ وَ یَزِیدُ فِی مَاءِ الظَّهْرِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: الْجُبُنُّ وَ الْجَوْزُ إِذَا اجْتَمَعَا كَانَا دَوَاءً وَ إِذَا افْتَرَقَا كَانَا دَاءً.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْجُبُنَّ كَانَ یُعْجِبُهُ علیه السلام.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ: أَكْلُ الْجَوْزِ فِی شِدَّةِ الْحَرِّ یُهَیِّجُ الْحَرَّ فِی الْجَوْفِ وَ یُهَیِّجُ الْقُرُوحَ فِی الْجَسَدِ وَ أَكْلُهُ فِی الشِّتَاءِ یُسَخِّنُ الْكُلْیَتَیْنِ وَ یَدْفَعُ الْبَرْدَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُعْجِبُهُ مِنَ اللَّحْمِ الذِّرَاعُ وَ یَكْرَهُ الْوَرِكَ لِقُرْبِهَا مِنَ الْمَبَالِ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِذَا ضَعُفَ الْمُسْلِمُ فَلْیَأْكُلِ اللَّحْمَ بِاللَّبَنِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ اللَّبَنُ الْحَلِیبُ.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَدْحُ الثَّرِیدِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَطْفِئُوا نَائِرَةَ الضَّغَائِنِ بِاللَّحْمِ وَ الثَّرِیدِ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: فِیمَنْ شَكَا إِلَیْهِ ضَعْفَ مَرَضٍ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِ الْكَبَابِ (بِفَتْحِ الْكَافِ) قَالَ الْجَوْهَرِیُّ هُوَ الطَّبَاهَجُ وَ كَأَنَّهُ الْمَقْلِیُّ وَ رُبَّمَا جُعِلَ مَا یُلْقَی عَلَی الْفَحْمِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یُزِیلُ الصُّفْرَةَ وَ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی وَ مَدَحَ الصَّادِقَ علیه السلام الرَّأْسَ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: عَلَیْكُمْ بِالْهَرِیسَةِ(1) فَإِنَّهَا تُنَشِّطُ لِلْعِبَادَةِ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ شَكَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَی رَبِّهِ وَجَعَ الظَّهْرِ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِ الْهَرِیسَةِ وَ شَكَا نَبِیٌّ الضَّعْفَ وَ قِلَّةَ الْجِمَاعِ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا.

وَ رُوِیَ: إِنَّا وَ شِیعَتَنَا خُلِقْنَا مِنَ الْحَلَاوَةِ فَنَحْنُ نُحِبُّ الْحَلَاوَةَ وَ یُكْرَهُ الطَّعَامُ الْحَارُّ لِنَهْیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْبَرَكَةُ فِی الْبَارِدِ وَ یُسْتَحَبُّ لِمَنْ بَاتَ وَ فِی جَوْفِهِ سَمَكٌ أَنْ یَتْبَعَهُ بِتَمْرٍ أَوْ عَسَلٍ لِیَنْدَفِعَ (2) الْفَالِجَ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یُذِیبُ الْجَسَدَ وَ شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قِلَّةَ الْوَلَدِ فَقَالَ علیه السلام اسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ كُلِ (3) الْبَیْضَ بِالْبَصَلِ.

رُوِیَ: لِلنَّسْلِ اللَّحْمُ وَ الْبَیْضُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْخَلَ

ص: 281


1- 1. الهریسة طعام یعمل من الحب المدقوق و اللحم.
2- 2. لیدفع( خ).
3- 3. فكل.

وَ الزَّیْتَ طَعَامُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ الصِّبَاغِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَلُّ وَ الزَّیْتُ.

و الصباغ جمع صبغ بالكسر و هو ما یصطبغ به من الإدام أی یغمس فیه الخبز و كان أمیر المؤمنین علیه السلام یكثر أكلهما.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ وَ مَا افْتَقَرَ بَیْتٌ فِیهِ خَلٌّ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یَشُدُّ الذِّهْنَ وَ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ وَ یَكْسِرُ الْمِرَّةَ وَ یُحْیِی الْقَلْبَ وَ یَقْتُلُ دَوَابَّ الْبَطْنِ وَ یَشُدُّ الْفَمَ وَ یَقْطَعُ شَهْوَةَ الزِّنَا الِاصْطِبَاغُ بِهِ وَ عَیَّنَ فِی بَعْضِهَا خَلَّ الْخَمْرِ وَ الْمُرِّیُ (1)

إِدَامُ یُوسُفَ لَمَّا شَكَا إِلَی رَبِّهِ وَ هُوَ فِی السِّجْنِ أَكْلَ الْخُبْزِ وَحْدَهُ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ الْخُبْزَ وَ یَجْعَلَ فِی خَابِیَةٍ وَ یَصُبَّ عَلَیْهِ الْمَاءَ وَ الْمِلْحَ وَ هُوَ الْمُرِّیُّ.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُوا الزَّیْتَ وَ ادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: الزَّیْتُونُ یَطْرُدُ الرِّیَاحَ وَ یَزِیدُ فِی الْمَاءِ وَ مَا اسْتَشْفَی النَّاسُ بِمِثْلِ الْعَسَلِ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ السُّكَّرُ یَنْفَعُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَضُرُّ شَیْئاً وَ أَكْلُ سُكَّرَتَیْنِ عِنْدَ النَّوْمِ تُزِیلُ الْوَجَعَ وَ السُّكَّرُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ جَیِّدٌ لِلْمَرَضِ وَ السُّكَّرُ یُزِیلُ الْبَلْغَمَ وَ السَّمْنُ دَوَاءٌ وَ خُصُوصاً فِی الصَّیْفِ.

وَ رُوِیَ: مَنْ بَلَغَ الْخَمْسِینَ لَا یَبِیتَنَّ إِلَّا وَ فِی جَوْفِهِ مِنْهُ وَ نَهَی عَنْهُ لِلشَّیْخِ وَ أَمَرَهُ بِأَكْلِ الثَّرِیدِ.

وَ مَدَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّبَنَ وَ قَالَ إِنَّهُ طَعَامُ الْمُرْسَلِینَ وَ لَبَنُ الشَّاةِ السَّوْدَاءِ خَیْرٌ مِنْ لَبَنِ الْحَمْرَاءِ وَ لَبَنُ الْبَقَرَةِ الْحَمْرَاءِ خَیْرٌ مِنْ لَبَنِ السَّوْدَاءِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ اللَّبَنَ یُنْبِتُ اللَّحْمَ وَ یَشُدُّ الْعَضُدَ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: لِمَاءِ الظَهْرِ اللَّبَنُ الْحَلِیبُ وَ الْعَسَلُ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَلْبَانُ الْبَقَرِ دَوَاءٌ یَنْفَعُ لِلذَّرَبِ.

وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تُخْلَطُ مِنَ الشَّجَرِ.

وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام: فِی النَّانْخَواهِ أَنَّهَا هَاضُومَةٌ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: نِعْمَ

ص: 282


1- 1. المری- بضم المیم و تشدید الراء و العامّة تخففها- ما یؤتدم به، و قیل انه الكامخ.

الطَّعَامُ الْأَرُزُّ یُوَسِّعُ الْأَمْعَاءَ وَ یَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْحِمَّصَ بَارَكَ فِیهِ سَبْعُونَ نَبِیّاً وَ إِنَّهُ جَیِّدٌ لِوَجَعِ الظَّهْرِ.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَكْلُ الْعَدَسِ یُرِقُّ الْقَلْبَ وَ یُسْرِعُ الدَّمْعَةَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَكْلَ الْبَاقِلَاءِ یُمَخِّخُ السَّاقَیْنِ (أَیْ یُجْرِی فِیهِمَا الْمُخَّ) وَ یُسْمِنُهُمَا وَ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ وَ یُوَلِّدُ الدَّمَ الطَّرِیَّ وَ أَنَّ أَكْلَهُ بِقِشْرِهِ یَدْبُغُ الْمَعِدَةَ وَ أَنَّ اللُّوبِیَا تَطْرُدُ الرِّیَاحَ الْمُسْتَنْبِطَةَ وَ أَنَّ طَبِیخَ الْمَاشِ یَذْهَبُ بِالْبَهَقِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَیْنِ وَ زَیْنَ الْعَابِدِینَ وَ الْبَاقِرَ وَ الصَّادِقَ وَ الْكَاظِمَ علیهم السلام كَانُوا یُحِبُّونَ التَّمْرَ وَ أَنَّ شِیعَتَهُمْ تُحِبُّهُ وَ أَنَّ الْبَرْنِیَّ یُشْبِعُ وَ یَهْنِئُ وَ یُمْرِئُ وَ یَذْهَبُ بِالْعَیَاءِ وَ مَعَ كُلِّ تَمْرَةٍ حَسَنَةٌ وَ هُوَ الدَّوَاءُ وَ لَا دَاءَ لَهُ وَ یَكْرَهُ تَقْشِیرَ التَّمْرِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْعِنَبَ الرَّازِقِیَّ وَ الرُّطَبَ الْمُشَانَ وَ الرُّمَّانَ الْإِمْلِیسِیَ (1)

مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ وَ أَنَّ أَكْلَ الْعِنَبِ الْأَسْوَدِ یُذْهِبُ الْغَمَّ وَ لْیُؤْكَلْ مَثْنَی وَ رُوِیَ فُرَادَی أَمْرَأَ وَ أَهْنَأَ.

وَ رُوِیَ: شَیْئَانِ یُؤْكَلَانِ بِالْیَدَیْنِ جَمِیعاً الْعِنَبُ وَ الرُّمَّانُ وَ الِاصْطِبَاحُ (2)

بِإِحْدَی وَ عِشْرِینَ زَبِیبَةً حَمْرَاءَ یَدْفَعُ الْأَمْرَاضُ وَ هُوَ یَشُدُّ الْعَصَبَ وَ یَذْهَبُ بِالنَّصَبِ وَ یُطَیِّبُ النَّفْسَ وَ التِّینُ أَشْبَهُ شَیْ ءٍ بِنَبَاتِ الْجَنَّةِ وَ یَذْهَبُ بِالدَّاءِ وَ لَا یُحْتَاجُ مَعَهُ إِلَی دَوَاءٍ وَ هُوَ یَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ وَ یُذْهِبُ النِّقْرِسَ وَ الرُّمَّانُ سَیِّدُ الْفَوَاكِهِ وَ كَانَ أَحَبَّ الثِّمَارِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُمْرِئُ الشَّبْعَانَ وَ یُجْزِی الْجَائِعَ وَ فِی كُلِّ رُمَّانَةٍ حَبَّةٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا یُشَارِكُ الْأَكْلَ فِیهَا وَ یُحَافِظُ فِیهَا عَلَی حَبِّهَا بِأَسْرِهِ وَ أَكْلُهُ بِشَحْمِهِ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَ أَكْلُهُ یُذْهِبُ وَسْوَسَةَ الشَّیْطَانِ وَ یُنِیرُ الْقَلْبَ وَ مَدَحَ رُمَّانَ سُورَاءَ وَ أَكْلُ رُمَّانَةٍ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَی الرِّیقِ یُنَوِّرُ أَرْبَعِینَ

ص: 283


1- 1. قال الجوهریّ: الاملیس- بالكسر- واحد الامالیس، و هی المهامه التی لیس بها شی ء من النبات، و یقال أیضا« رمان املیسی» كأنّه منسوب إلیه.
2- 2. أی أكلها صباحا.

صَبَاحاً وَ الرُّمَّانَتَانِ ثَمَانُونَ وَ الثَّلَاثُمِائَةٍ وَ عِشْرُونَ فَلَا وَسْوَسَةَ وَ لَا(1)

مَعْصِیَةَ وَ دُخَانُ عُودِهِ یَنْفِی الْهَوَامَّ وَ التُّفَّاحُ یَنْفَعُ مِنَ السَّمِّ وَ السِّحْرِ وَ سَوِیقُهُ یَنْفَعُ مِنَ السَّمِّ وَ اللَّمَمِ وَ الْبَلْغَمِ وَ أَكْلُهُ یَقْطَعُ الرُّعَافَ وَ خُصُوصاً سَوِیقَهُ وَ السَّفَرْجَلُ یُذَكِّی وَ یُشَجِّعُ وَ یُصَفِّی اللَّوْنَ وَ یُحَسِّنُ الْوَلَدَ وَ یُذْهِبُ الْغَمَّ وَ یَنْطِقُ أَكْلَهُ بِالْحِكْمَةِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ مَعَهُ رَائِحَةُ السَّفَرْجَلِ وَ الْكُمَّثْرَی یَجْلُو الْقَلْبَ وَ یَدْبُغُ

الْمَعِدَةَ وَ خُصُوصاً عَلَی الشِّبَعِ وَ الْإِجَّاصُ یُطْفِئُ الْحَرَارَةَ وَ یُسَكِّنُ الصَّفْرَاءَ وَ یَابِسُهُ یُسَكِّنُ الدَّمَ وَ یَسُلُّ الدَّاءَ وَ یُؤْكَلُ الْأُتْرُجُّ بَعْدَ الطَّعَامِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ یُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَی الْأُتْرُجِّ الْأَخْضَرِ وَ الْغُبَیْرَاءُ تَدْبُغُ الْمَعِدَةَ وَ أَمَانٌ مِنَ الْبَوَاسِیرِ وَ تُقَوِّی السَّاقَیْنِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْبِطِّیخِ.

ثم قال رحمه اللّٰه درس فی البقول و غیرها.

یستحبّ أن یؤتی بالبقل الأخضر علی المائدة تأسیا بأمیر المؤمنین علیه السلام و سبع ورقات من الهندباء أمان من القولنج لیلته و علی كل ورقة قطرة من الجنة فلیؤكل و لا ینفض و هو یزید فی الباه و یحسن الولد و فیه شفاء من ألف داء و الباذروج (2) یفتح السدد و یشهی الطعام و یذهب بالسل و یهضم الطعام و كان یعجب أمیر المؤمنین علیه السلام.

و الكراث ینفع من الطحال فیؤكل ثلاثة أیام و یطیب النكهة و یطرد الریاح و یقطع البواسیر و هو أمان من الجذام و كان أمیر المؤمنین علیه السلام یأكله بالملح.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْكَرَفْسِ فَإِنَّهُ طَعَامُ إِلْیَاسَ وَ الْیَسَعِ وَ یُوشَعَ وَ رُوِیَ أَنَّهُ یُورِثُ الْحِفْظَ وَ یُذَكِّی الْقَلْبَ وَ یَنْفِی الْجُنُونَ وَ الْجُذَامَ وَ الْبَرَصَ وَ لَا

ص: 284


1- 1. فلا( خ).
2- 2. البادروج( خ).

بَقْلَةٌ أَشْرَفَ مِنَ الْفَرْفَخِ (بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَ فَتْحِ الْفَاءَیْنِ) وَ هِیَ بَقْلَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ الْخَسُّ یُصَفِّی الدَّمَ وَ السَّدَابُ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ وَ الْجِرْجِیرُ بَقْلُ بَنِی أُمَیَّةَ وَ هُوَ مَذْمُومٌ وَ السِّلْقُ یَدْفَعُ الْجُذَامَ وَ الْبِرْسَامَ (بِكَسْرِ الْبَاءِ).

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: رُفِعَ عَنِ الْیَهُودِ الْجُذَامُ بِأَكْلِهِمُ السِّلْقَ وَ قَلْعِهِمُ (1)

الْعُرُوقَ.

وَ رُوِیَ: نِعْمَ الْبَقْلَةُ السِّلْقُ یَنْبُتُ بِشَاطِئِ الْفِرْدَوْسِ وَ فِیهَا شِفَاءٌ مِنَ الْأَوْجَاعِ كُلِّهَا وَ تَشُدُّ الْعَصَبَ وَ تُظْهِرُ الدَّمَ وَ تُغَلِّظُ الْعَظْمَ وَ الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَیْنِ (2)

وَ الدُّبَّاءُ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ وَ الدِّمَاغِ (3)

وَ كَانَ یُعْجِبُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْلِ الْفُجْلِ یَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ وَرَقُهُ یَحْدُرُ الْبَوْلَ وَ الْجَزَرُ أَمَانٌ مِنَ الْقُولَنْجِ وَ الْبَوَاسِیرِ وَ یُعِینُ عَلَی الْجِمَاعِ و السلجم بالسین المهملة و الشین المعجمة و صحح بعضهم بالمهملة لا غیر یذیب الجذام وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالْمِلْحِ وَ یَأْكُلُ عَنِ أَسْفَلِهِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِبَرَكَتِهِ وَ الْبَاذَنْجَانُ لِلشَّابِّ

وَ الشَّیْخِ وَ یَنْفِی الدَّاءَ وَ یُصْلِحُ الطَّبِیعَةَ وَ الْبَصَلُ یَزِیدُ فِی الْجِمَاعِ وَ یُذْهِبُ الْبَلْغَمَ (4) وَ یَشُدُّ الْقَلْبَ وَ یُذْهِبُ الْحُمَّی وَ یَطْرُدُ الْوَبَاءَ بِالْقَصْرِ وَ الْمَدِّ وَ السَّعْتَرُ عَلَی الرِّیقِ یَذْهَبُ بِالرُّطُوبَةِ وَ یَجْعَلُ لِلْمَعِدَةِ خَمْلًا (بِسُكُونِ الْمِیمِ) وَ التَّخَلُّلُ یُصْلِحُ اللِّثَةَ وَ یُطَیِّبُ الْفَمَ وَ نُهِیَ عَنِ التَّخَلُّلِ بِالْخُوصِ وَ الْقَصَبِ وَ الرَّیْحَانِ فَإِنَّهُمَا یُهَیِّجَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ وَ عَنِ التَّخَلُّلِ بِالرُّمَّانِ وَ الْآسِ وَ غَسْلُ الْفَمِ بِالسُّعْدِ (بِضَمِّ السِّینِ) بَعْدَ الطَّعَامِ یُذْهِبُ عِلَلَ الْفَمِ وَ یَذْهَبُ بِوَجَعِ الْأَسْنَانِ وَ الْمَاءُ سَیِّدُ الشَّرَابِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ طَعْمُهُ طَعْمُ الْحَیَاةِ وَ یُكْرَهُ الْإِكْثَارُ مِنْهُ وَ عَبُّهُ أَیْ شُرْبُهُ بِغَیْرِ مَصٍّ وَ یُسْتَحَبُّ مَصُّهُ.

وَ رُوِیَ: مَنْ شَرِبَ الْمَاءَ فَنَحَّاهُ

ص: 285


1- 1. قلع العروق( خ).
2- 2. العین( خ).
3- 3. الجماع( خ).
4- 4. بالبلغم( خ).

وَ هُوَ یَشْتَهِیهِ فَحَمِدَ اللَّهَ یَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ رُوِیَ بِاسْمِ اللَّهِ فِی الْمَرَّاتِ الثَّلَاثِ فِی ابْتِدَائِهِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ یُحَرِّكُ الْإِنَاءَ وَ یُقَالُ یَا مَاءُ مَاءُ زَمْزَمَ وَ مَاءُ الْفُرَاتِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ مَاءُ زَمْزَمَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ هُوَ دَوَاءٌ مِمَّا شُرِبَ لَهُ وَ مَاءُ الْمِیزَابِ یَشْفِی الْمَرِیضَ وَ مَاءُ السَّمَاءِ یَدْفَعُ الْأَسْقَامَ وَ نُهِیَ عَنِ الْبَرَدِ لِقَوْلِهِ تَعَالَی یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشاءُ(1) وَ مَاءُ الْفُرَاتِ یُصَبُّ فِیهِ مِیزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ تَحْنِیكُ الْوَلَدِ بِهِ یجبه [یُحَبِّبُهُ] إِلَی الْوَلَایَةِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: تَفَجَّرَتِ الْعُیُونُ مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ وَ مَاءُ نِیلِ مِصْرَ یُمِیتُ الْقَلْبَ وَ الْأَكْلُ فِی فَخَّارِهَا وَ غَسْلُ الرَّأْسِ بِطِینِهَا یَذْهَبُ بِالْغَیْرَةِ وَ تُورِثُ الدِّیَاثَةَ.

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُعْجِبُهُ الشُّرْبُ فِی الْقَدَحِ الشَّامِیِّ وَ الشُّرْبُ فِی الْیَدَیْنِ أَفْضَلُ وَ مَنْ شَرِبَ الْمَاءَ فَذَكَرَ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ لَعَنَ قَاتِلَهُ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ حُطَّ عَنْهُ مِائَةُ أَلْفِ سَیِّئَةٍ وَ رُفِعَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ كَأَنَّمَا أَعْتَقَ مِائَةَ أَلْفِ نَسَمَةٍ ثُمَّ قَالَ طَیَّبَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ دَرْسٌ مُلْتَقَطٌ مِنْ طِبِّ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

یُسْتَحَبُّ الْحِجَامَةُ فِی الرَّأْسِ فَإِنَّ فِیهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ تُكْرَهُ الْحِجَامَةُ فِی الْأَرْبِعَاءِ وَ السَّبْتِ خَوْفاً مِنَ الْوَضَحِ إِلَّا أَنْ یَتَبَیَّغَ بِهِ الدَّمُ أَیْ یُهَیَّجُ فَیَحْتَجِمُ مَتَی شَاءَ وَ یَقْرَأُ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ یَسْتَخِیرُ اللَّهَ وَ یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الدَّوَاءَ فِی الْحِجَامَةِ وَ النُّورَةِ وَ الْحُقْنَةِ وَ الْقَیْ ءِ.

وَ رُوِیَ: مُدَاوَاةُ الْحُمَّی بِصَبِّ الْمَاءِ فَإِنْ شَقَّ فَلْیَدْخُلْ یَدَهُ فِی مَاءِ الْبَارِدِ وَ مَنِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ قَرَأَ عَلَی قَدَحٍ فِیهِ مَاءٌ الْحَمْدَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً ثُمَّ یَضَعُهُ عَلَیْهِ وَ لِیَجْعَلِ الْمَرِیضُ عِنْدَهُ مِكْتَلًا فِیهِ بُرٌّ وَ یُنَاوِلُ السَّائِلَ مِنْهُ بِیَدِهِ وَ یَأْمُرُهُ أَنْ یَدْعُوَ لَهُ فَیُعَافَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ الِاكْتِحَالُ بِالْإِثْمِدِ (بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَ الْمِیمِ) عِنْدَ النَّوْمِ یُذْهِبُ الْقَذَی وَ یُصَفِّی الْبَصَرَ وَ أَكْلُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ الْحَرْمَلُ (بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَ الْمِیمِ

ص: 286


1- 1. النور: 43.

الْمَفْتُوحَةِ) شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً وَ هُوَ یُشَجِّعُ الْجَبَانَ وَ یَطْرُدُ الشَّیْطَانَ وَ السَّنَا (بِالْقَصْرِ) دَوَاءٌ وَ كَذَا الْحُلْبَةُ وَ الرِّیحُ الطَّیِّبَةُ یَشُدُّ الْعَقْلَ وَ یَزِیدُ فِی الْبَاهِ وَ الْبَنَفْسَجُ أَفْضَلُ الْأَدْهَانِ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ السِّوَاكُ وَ الصِّیَامُ یُذْهِبْنَ النِّسْیَانَ وَ یُحَدِّدْنَ الْفِكْرَ وَ الدُّعَاءُ فِی حَالِ السُّجُودِ یُزِیلُ الْعِلَلَ وَ مَسْحُ الْیَدِ عَلَی الْمَسْجِدِ ثُمَّ مَسْحُهَا عَلَی الْعِلَّةِ كَذَلِكَ وَ عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام لِلْحُمَّی اللَّهُمَّ ارْحَمْ جِلْدِیَ الرَّقِیقَ وَ عَظْمِیَ الدَّقِیقَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَوْرَةِ الْحَرِیقِ یَا أُمَّ مِلْدَمٍ (بِكَسْرِ الْمِیمِ وَ فَتْحِ الدَّالِ) إِلَی قَوْلِهِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا فَزِعْتُ إِلَیْهِ قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُهُ. وَ كَانَ (1) علیه السلام یُمِرُّ یَدَهُ عَلَی الْوَجَعِ وَ یَقُولُ ثَلَاثاً اللَّهُ رَبِّی حَقّاً لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً اللَّهُمَّ أَنْتَ لَهَا وَ لِكُلِّ دَاءٍ عَظِیمَةٍ وَ قَالَ لِلْأَوْجَاعِ كُلِّهَا بِاسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ فِی عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ غَیْرِ سَاكِنٍ عَلَی عَبْدٍ شَاكِرٍ وَ غَیْرِ شَاكِرٍ وَ یَأْخُذُ لِحْیَتَهُ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَقِیبَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنِّی كُرْبَتِی وَ عَجِّلْ عَافِیَتِی وَ اكْشِفْ ضُرِّی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

وَ رُوِیَ: اجْتِنَابُ الدَّوَاءِ مَا احْتَمَلَ الْبَدَنُ الدَّاءَ وَ التَّقْصِیرُ فِی الطَّعَامِ یُصِحُّ الْبَدَنَ وَ مَنْ كَتَمَ وَجَعاً ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مِنَ النَّاسِ وَ شَكَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُوفِیَ وَ مَنْ أَخَذَ الرَّازِیَانَجَ وَ السُّكَّرَ وَ الْإِهْلِیلَجَ اسْتِقْبَالَ الصَّیْفِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِی كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ لَمْ یَمْرَضْ إِلَّا مَرَضَ الْمَوْتِ.

وَ رُوِیَ: اسْتِعْمَالُ الْإِهْلِیلَجِ الْأَسْوَدِ فِی كُلِّ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ أَقَلُّهُ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ وَ أَقَلُّهُ فِی كُلِّ شَهْرٍ وَ فِی الْإِهْلِیلَجِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً وَ السَّعْتَرُ دَوَاءُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ طِینُ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ الِاكْتِحَالُ بِالْإِثْمِدِ سِرَاجُ الْعَیْنِ وَ لْیَكُنْ أَرْبَعاً فِی الْیَمِینِ وَ ثَلَاثاً فِی الْیَسَارِ عِنْدَ النَّوْمِ

ص: 287


1- 1. قال( خ).

وَ یَجُوزُ الْمُعَالَجَةُ بِالطَّبِیبِ الْكِتَابِیِّ وَ قَدْحُ الْعَیْنِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَاءِ وَ دَهْنُ اللَّیْلِ یَرْوِی الْبَشَرَةَ وَ یُبَیِّضُ الْوَجْهَ.

بیان: قال فی القاموس الطباهجة اللحم المشرح معرّب تباهة و قال الكباب بالفتح اللحم المشرّح و قال الذرب محركة فساد الجرح و اتساعه و فساد المعدة و صلاحها ضد و المرض الذی لا یبرأ انتهی. و قال فی بحر الجواهر الذرب محركة إسهال معدی و قیل

هو انطلاق (1)

البطن المتصل و قیل هو أن ینهضم الطعام فی المعدة و الأمعاء و لا یغذو جمیع البدن بل یستفرغ من أسفل فقط استفراغا متصلا.

أقول: تلك الأدویة و الأدعیة و الآداب التی نقلناها من هؤلاء الأفاضل الكرام و المشیخة العظام و إن كان مر أكثرها أو ستأتی بأسانیدها فإنما أوردتها هنا تأییدا و تأكیدا مع ما فیها من الفوائد الجلیلة.

ص: 288


1- 1. اطلاق( خ).
باب 89 نادر

ص: 289

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ نورد فیه كتاب طب النبیّ المنسوب إلی الشیخ أبی العباس المستغفریّ.

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ دَاءٍ إِلَّا وَ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً إِلَّا السَّامَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الَّذِی أَنْزَلَ الدَّاءَ أَنْزَلَ الشِّفَاءَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بَشِّرُوا الْمَحْرُورِینَ بِطُولِ الْعُمُرِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبُرُودَةُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلْ وَ أَنْتَ تَشْتَهِی وَ أَمْسِكْ وَ أَنْتَ تَشْتَهِی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَعِدَةُ بَیْتُ كُلِّ دَاءٍ وَ الْحِمْیَةُ رَأْسُ كُلِّ دَوَاءٍ وَ أَعْطِ كُلَّ نَفْسٍ مَا عَوَّدَتْهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَی اللَّهِ مَا كَثُرَتْ عَلَیْهِ الْأَیْدِی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَكْلُ بِإِصْبَعٍ وَاحِدٍ أَكْلُ الشَّیْطَانِ وَ بِالاثْنَیْنِ (1)

أَكْلُ الْجَبَابِرَةِ

ص: 290


1- 1. فی المصدر: و الاكل بالاثنین.

وَ بِالثَّلَاثِ أَكْلُ الْأَنْبِیَاءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بَرِّدِ الطَّعَامَ فَإِنَّ الْحَارَّ لَا بَرَكَةَ فِیهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَكَلْتُمْ فَاخْلَعُوا نِعَالَكُمْ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِأَقْدَامِكُمْ وَ إِنَّهُ سُنَّةٌ جَمِیلَةٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَكْلُ مَعَ الخُدَّامِ مِنَ التَّوَاضُعِ فَمَنْ أَكَلَ مَعَهُمْ اشْتَاقَتْ إِلَیْهِ الْجَنَّةُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَكْلُ فِی السُّوقِ مِنَ الدَّنَاءَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ یَأْكُلُ بِشَهْوَةِ أَهْلِهِ وَ الْمُنَافِقُ یَأْكُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ فَلْیَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِمَّا یَلِیهِ وَ لَا یَتَنَاوَلُ ذِرْوَةَ الطَّعَامِ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِیهَا مِنْ أَعْلَاهَا وَ لَا یَقُومُ أَحَدُكُمْ وَ لَا یَرْفَعُ یَدَهُ وَ إِنْ شَبِعَ حَتَّی یَرْفَعَ الْقَوْمُ أَیْدِیَهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ یُخْجِلُ جَلِیسَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَرَكَةُ فِی وَسَطِ الطَّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَاتِهِ وَ لَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبَرَكَةُ فِی ثَلَاثَةٍ الْجَمَاعَةِ وَ السَّحُورِ وَ الثَّرِیدِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ اسْتَعْمَلَ الْخَشَبَتَیْنِ أَمِنَ مِنْ عَذَابِ الْكَلْبَتَیْنِ (1).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَخَلَّلُوا عَلَی أَثَرِ الطَّعَامِ وَ تَمَضْمَضُوا فَإِنَّهَا(2)

مَصَحَّةُ النَّابِ وَ النَّوَاجِدِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَخَلَّلُوا فَإِنَّهُ مِنَ النَّظَافَةِ وَ النَّظَافَةُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْإِیمَانُ مَعَ صَاحِبِهِ فِی الْجَنَّةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: طَعَامُ الْجَوَادِ دَوَاءٌ وَ طَعَامُ الْبَخِیلِ دَاءٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْقَصْعَةُ تَسْتَغْفِرُ لِمَنْ یَلْحَسُهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُوا جَمِیعاً وَ لَا تَفَرَّقُوا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِی الْجَمَاعَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كَثْرَةُ الْأَكْلِ شُؤْمٌ.

ص: 291


1- 1. الكلبتان آلة تتخذ لقلع الأضراس النخرة.
2- 2. فی المصدر: فانهما.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ وَ كَتَمَهُ مِنَ النَّاسِ وَ مَضَی إِلَی اللَّهِ تَعَالَی كَانَ حَقّاً عَلَیْهِ أَنْ یَفْتَحَ لَهُ رِزْقَ سَنَةٍ حَلَالًا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ مَا یَسْقُطُ مِنَ الْمَائِدَةِ عَاشَ مَا عَاشَ فِی سَعَةٍ مِنْ رِزْقِهِ وَ عُوفِیَ وُلْدُهُ وَ وُلْدُ وُلْدِهِ مِنَ الْحَرَامِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ ضَیْفَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ یَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَلَّ أَكْلُهُ قَلَّ حِسَابُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَشْرَبَنَّ أَحَدُكُمْ قَائِماً وَ مَنْ نَسِیَ فَلْیَتَقَیَّأْ(1).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ (2).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الِاحْتِكَارُ فِی عَشَرَةٍ الْبُرِّ وَ الشَّعِیرِ وَ التَّمْرِ وَ الزَّبِیبِ وَ الذُّرَةِ وَ السَّمْنِ وَ الْعَسَلِ وَ الْجُبُنِّ وَ الْجَوْزِ وَ الزَّیْتِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا لَمْ یَكُنْ لِلْمَرْءِ تِجَارَةٌ إِلَّا فِی الطَّعَامِ طَغَی وَ بَغَی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ جَمَعَ طَعَاماً یَتَرَبَّصُ بِهِ الْغَلَاءَ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ احْتَكَرَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ طَعَاماً ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَ الْإِفْلَاسِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَسَحَّرُوا فَإِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَسَحَّرُوا خِلَافَ أَهْلِ الْكِتَابِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ طَعَامِكُمُ الْخُبْزُ وَ خَیْرُ فَاكِهَتِكُمُ الْعِنَبُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْحَزَازِمَةِ أَیْ كُونُوا مِنْهُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْهَرِیسَةِ فَإِنَّهَا تُنَشِّطُ لِلْعِبَادَةِ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ هِیَ الَّتِی نَزَلَتْ عَلَیْنَا بَدَلَ مَائِدَةِ عِیسَی علیه السلام.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقْطَعُوا الْخُبْزَ بِالسِّكِّینِ وَ أَكْرِمُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَكْرَمَهُ.

ص: 292


1- 1. فلیستقئ( خ).
2- 2. زاد فی المصدر: فی الدنیا و الآخرة.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثُ لُقُمَاتٍ بِالْمِلْحِ قَبْلَ الطَّعَامِ تَصْرِفُ عَنِ ابْنِ آدَمَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ مِنْهُ الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیِّدُ إِدَامِكُمُ الْمِلْحُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ الْمِلْحَ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ (1) نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: افْتَتِحُوا بِالْمِلْحِ فَإِنَّهُ دَوَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ الْمَاءُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیِّدُ الْأَشْرِبَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الْمَاءُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْحُمَّی مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ فَبَرِّدُوهَا بِالْمَاءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا اشْتَهَیْتُمُ الْمَاءَ فَاشْرَبُوهُ مَصّاً وَ لَا تَشْرَبُوهُ عَبّاً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعَبُّ یُورِثُ الْكُبَادَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ طَعَامٍ وَ شَرَابٍ وَقَعَتْ فِیهِ دَابَّةٌ لَیْسَتْ لَهَا نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَمَاتَتْ فَهُوَ حَلَالٌ وَ طَهُورٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَعَوَّدَ كَثْرَةَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ قَسَا قَلْبُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمُ الْمَاءَ وَ تَنَفَّسَ ثَلَاثاً كَانَ آمِناً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: شِرَارُ أُمَّتِی الَّذِینَ یَأْكُلُونَ مِخَاخَ الْعِظَامِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ إِبْلِیسَ یَخْطُبُ شَیَاطِینَهُ وَ یَقُولُ عَلَیْكُمْ بِاللَّحْمِ وَ الْمُسْكِرِ وَ النِّسَاءِ(2) فَإِنِّی لَا أَجِدُ جِمَاعَ الشَّرِّ إِلَّا فِیهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ الْإِدَامِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اللَّحْمُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِأَكْلِ الْجَزُورِ مُخَالَفَةً لِلْیَهُودِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّحْمُ یُنْبِتُ اللَّحْمَ وَ مَنْ تَرَكَ اللَّحْمَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ.

ص: 293


1- 1. فی المصدر: ثلاثین.
2- 2. فیه: و النای.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَرَكَ أَكْلَ الْمَیْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ وَ مَاتَ فَلَهُ النَّارُ خَالِداً مُخَلَّداً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّینِ عَلَی الْخِوَانِ فَإِنَّهُ مِنْ صُنْعِ الْأَعَاجِمِ وَ انْهَشُوهُ (1) فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَ أَمْرَأُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَأْكُلُوا مِنْ صَیْدِ الْمَجُوسِ إِلَّا السَّمَكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ اللَّحْمَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً(2) قَسَا قَلْبُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ حِینَ شَكَا إِلَیْهِ ضَعْفَهُ أَنِ اطْبُخِ اللَّحْمَ مَعَ اللَّبَنِ فَإِنِّی قَدْ جَعَلْتُ شِفَاءً وَ بَرَكَةً فِیهِمَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَرُزُّ فِی الْأَطْعِمَةِ كَالسَّیِّدِ فِی الْقَوْمِ وَ أَنَا فِی الْأَنْبِیَاءِ كَالْمِلْحِ فِی الطَّعَامِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ الْفَاكِهَةَ وَتْراً لَمْ تَضُرَّهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِی (3) الصَّیْفِ حَارٌّ فِی الشِّتَاءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْقُوا نِسَاءَكُمُ الْحَوَامِلَ الْأَلْبَانَ فَإِنَّهَا تَزِیدُ فِی عَقْلِ الصَّبِیِّ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا شَرِبْتُمُ اللَّبَنَ فَتَمَضْمَضُوا فَإِنَ (4) لَهُ دَسَماً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ الْوِسَادَةُ وَ اللَّبَنُ وَ الدُّهْنُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجُبُنُّ دَاءٌ وَ الْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا اجْتَمَعَا مَعاً صَارَا دَوَاءً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: شُرْبُ اللَّبَنِ مَحَضَ الْإِیمَانَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِاللُّبَانِ فَإِنَّهُ یَمْسَحُ (5) الْحَرَّ مِنَ الْقَلْبِ كَمَا یَمْسَحُ الْإِصْبَعُ الْعَرَقَ عَنِ الْجَبِینِ وَ یَشُدُّ الظَّهْرَ وَ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ وَ یُذَكِّی الذِّهْنَ وَ یَجْلُو الْبَصَرَ وَ یُذْهِبُ النِّسْیَانَ.

ص: 294


1- 1. فیه: و انهشوه نهشا.
2- 2. فیه: أربعین یوما.
3- 3. فیه: بالصیف.
4- 4. فیه: فان فیه دسما.
5- 5. فی المصدر: فانها تكسح.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَشْرُ خِصَالٍ تُورِثُ (1) النِّسْیَانَ أَكْلُ الْجُبُنِّ وَ أَكْلُ سُؤْرِ الْفَأْرِ(2) وَ أَكْلُ التُّفَّاحِ الْحَامِضِ وَ الْجُلْجُلَانِ وَ الْحِجَامَةُ عَلَی النُّقْرَةِ وَ الْمَشْیُ بَیْنَ الْمَرْأَتَیْنِ وَ النَّظَرُ إِلَی الْمَصْلُوبِ وَ التَّعَارُّ وَ قِرَاءَةُ لَوْحِ الْمَقَابِرِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ یُجْزِی مَكَانَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ غَیْرُ اللَّبَنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الشَّاةُ بَرَكَةٌ وَ الشَّاتَانِ بَرَكَتَانِ وَ ثَلَاثُ شِیَاهٍ غَنِیمَةٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ یَفْرَحُ بِهِنَّ الْجِسْمُ وَ یَرْبُو الطِّیبُ وَ اللِّبَاسُ اللَّیِّنُ وَ شُرْبُ الْعَسَلِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْعَسَلِ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا مِنْ بَیْتٍ فِیهِ عَسَلٌ إِلَّا وَ یَسْتَغْفِرُ الْمَلَائِكَةُ لِذَلِكَ (3)

الْبَیْتِ فَإِنْ شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ فِی جَوْفِهِ أَلْفُ دَوَاءٍ وَ خَرَجَ عَنْهُ أَلْفُ أَلْفِ دَاءٍ فَإِنْ مَاتَ وَ هُوَ فِی جَوْفِهِ لَمْ تَمَسَّ النَّارُ جَسَدَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قَلْبُ الْمُؤْمِنُ حُلْوٌ یُحِبُّ الْحَلَاوَةَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنَ لَقَّمَ (4)

فِی فَمِ أَخِیهِ لُقْمَةَ حُلْوٍ لَا یَرْجُو بِهَا رِشْوَةً وَ لَا یَخَافُ بِهَا مِنْ شَرِّهِ وَ لَا یُرِیدُ إِلَّا وَجْهَهُ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا حَرَارَةَ الْمَوْقِفِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الشَّرَابُ الْعَسَلُ یَرْعَی (5) الْقَلْبَ وَ یُذْهِبُ بَرْدَ الصَّدْرِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ الْحِفْظَ فَلْیَأْكُلِ الْعَسَلَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا اشْتَرَی أَحَدُكُمُ الْخَادِمَةَ فَلْیَكُنْ أَوَّلُ مَا یطعمه [یُطْعِمُهَا] الْعَسَلَ فَإِنَّهُ أَطْیَبُ لِنَفْسِهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا وَلَدَتِ امْرَأَةٌ(6) فَلْیَكُنْ أَوَّلُ مَا تَأْكُلُ الرُّطَبَ الْحُلْوَ أَوِ التَّمْرَ

ص: 295


1- 1. یوجب( خ).
2- 2. فی المصدر: الفأرة.
3- 3. فی المصدر: لاهل ذلك البیت.
4- 4. فیه: من ألقم فی فم أخیه المؤمن لقمة.
5- 5. فیه: یربی و یذهب درن الصدر.
6- 6. فیه المرأة.

فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنْهُ أَطْعَمَهُ اللَّهُ تَعَالَی مَرْیَمَ حِینَ وَلَدَتْ عِیسَی علیه السلام.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا جَاءَ الرُّطَبُ فَهَنِّئُونِی وَ إِذَا ذَهَبَ فَعَزُّونِی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بَیْتٌ لَا تَمْرَ(1)

فِیهَا كَأَنْ لَیْسَ فِیهَا طَعَامٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خُلِقَتِ النَّخْلَةُ وَ الرُّمَّانُ وَ الْعِنَبُ مِنْ فَضْلِ طِینَةِ آدَمَ علیه السلام.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْرِمُوا عَمَّتَیْكُمُ النَّخْلَةَ وَ الزَّبِیبَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلِ التَّمْرَ عَلَی الرِّیقِ فَإِنَّهُ یَقْتُلُ الدُّودَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ السَّحُورُ لِلْمُؤْمِنِ التَّمْرُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَجَدَ التَّمْرَ فَلْیُفْطِرْ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَمْ یَجِدْ فَلْیُفْطِرْ عَلَی الْمَاءِ فَإِنَّهُ طَهُورٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَرُدُّوا شَرْبَةَ الْعَسَلِ عَلَی مَنْ أَتَاكُمْ بِهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَحْمُ الْبَقَرِ دَاءٌ وَ لَبَنُهَا دَوَاءٌ وَ لَحْمُ الْغَنَمِ دَوَاءٌ وَ لَبَنُهَا دَاءٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْفَوَاكِهِ فِی إِقْبَالِهَا فَإِنَّهَا مَصَحَّةٌ لِلْأَبْدَانِ مَطْرَدَةٌ لِلْأَحْزَانِ وَ أَلْقُوهَا فِی إِدْبَارِهَا فَإِنَّهَا دَاءُ الْأَبْدَانِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ مَا یَبْدَأُ(2) بِهِ الصَّائِمُ الزَّبِیبُ أَوِ التَّمْرُ أَوْ شَیْ ءٌ حُلْوٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْلُ التِّینِ أَمَانٌ مِنَ الْقُولَنْجِ وَ أَكْلُ السَّفَرْجَلِ یُذْهِبُ ظُلْمَةَ الْبَصَرِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رَبِیعُ أُمَّتِی الْعِنَبُ وَ الْبِطِّیخُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله (3): تَفَكَّهُوا بِالْبِطِّیخِ فَإِنَّهَا فَاكِهَةُ الْجَنَّةِ وَ فِیهَا أَلْفُ بَرَكَةٍ وَ أَلْفُ رَحْمَةٍ وَ أَكْلُهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَضَّ الْبِطِّیخَ لَا تَقْطَعْهَا قَطْعاً فَإِنَّهَا فَاكِهَةٌ مُبَارَكَةٌ طَیِّبَةٌ مُطَهِّرَةُ الْفَمِ (4) مُقَدِّسَةُ الْقَلْبِ وَ تُبَیِّضُ الْأَسْنَانَ وَ تُرْضِی الرَّحْمَنَ رِیحُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ وَ

ص: 296


1- 1. فیه: لا تمرة فیه كان لیس فیه طعام.
2- 2. یبدأ الصائم به( خ).
3- 3. فی المصدر: و قال.
4- 4. للفم( خ).

مَاؤُهَا مِنَ الْكَوْثَرِ وَ لَحْمُهَا مِنَ الْفِرْدَوْسِ وَ لَذَّتُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَ أَكْلُهَا مِنَ الْعِبَادَةِ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْبِطِّیخِ فَإِنَّ فِیهِ عَشْرَ خِصَالٍ هُوَ طَعَامٌ وَ شَرَابٌ وَ سِنَانٌ وَ رَیْحَانٌ وَ یَغْسِلُ الْمَثَانَةَ وَ یَغْسِلُ الْبَطْنَ وَ یُكْثِرُ مَاءَ الظَّهْرِ وَ یَزِیدُ فِی الْجِمَاعِ وَ یَقْطَعُ الْبُرُودَةَ وَ یُنَقِّی الْبَشَرَةَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالرُّمَّانِ وَ كُلُوا شَحْمَهُ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَ مَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِی جَوْفِ أَحَدِكُمْ إِلَّا أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَ جَنَّبَتْهُ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِینَ یَوْماً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْأُتْرُجِّ فَإِنَّهُ یُنِیرُ الْفُؤَادِ وَ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلِ الْعِنَبَ حَبَّةً حَبَّةً فَإِنَّهَا أَهْنَأُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلِ التِّینَ فَإِنَّهُ یَنْفَعُ الْبَوَاسِیرَ وَ النِّقْرِسَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلِ الْبَاذَنْجَانَ وَ أَكْثِرْ فَإِنَّهَا شَجَرَةٌ رَأَیْتُهَا فِی الْجَنَّةِ فَمَنْ أَكَلَهَا عَلَی أَنَّهَا دَاءٌ كَانَتْ دَاءً وَ مَنْ أَكَلَهَا عَلَی أَنَّهَا شِفَاءً(1) كَانَتْ دَوَاءً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلِ الْیَقْطِینَ فَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَی شَجَرَةً أَخَفَّ مِنْ هَذَا لَأَنْبَتَهَا عَلَی أَخِی یُونُسَ علیه السلام.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا اتَّخَذَ أَحَدُكُمْ مَرَقاً فَلْیُكْثِرْ فِیهِ الدُّبَّاءَ فَإِنَّهُ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ وَ الْعَقْلِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً حَتَّی یُتِمَّهَا نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الْإِدَامُ الزَّبِیبُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ أَحَدٍ أَكَلَ رُمَّانَةً إِلَّا مَرِضَ شَیْطَانُهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَرَفْسُ بَقْلَةُ الْأَنْبِیَاءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ الْخَلَّ قَامَ عَلَیْهِ مَلَكٌ یَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ.

ص: 297


1- 1. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: دواء.

وَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُحِبُّ مِنَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبَ وَ الْبِطِّیخَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالزَّبِیبِ فَإِنَّهُ یُطْفِئُ الْمِرَّةَ وَ یُسَكِّنُ الْبَلْغَمَ وَ یَشُدُّ الْعَصَبَ وَ یُذْهِبُ النَّصَبَ وَ یُحَسِّنُ الْقَلْبَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْقَرْعِ فَإِنَّهُ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعُنَّابُ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی وَ الْكُمَّثْرَی یُجَلِّی الْقَلْبَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: شَكَا نُوحٌ إِلَی اللَّهِ الْغَمَّ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَأْكُلَ الْعِنَبَ فَإِنَّهُ یُذْهِبُ الْغَمَّ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَكَلْتُمُ الْقِثَّاءَ فَكُلُوهُ مِنْ أَسْفَلِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَفَكَّهُوا بِالْبِطِّیخِ وَ عَضُّوهُ فَإِنَّ مَاءَهُ رَحْمَةٌ وَ حَلَاوَتَهُ مِنْ حَلَاوَةِ الْإِیمَانِ (1) فَمَنْ لَقَّمَ لُقْمَةً مِنَ الْبِطِّیخِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سَبْعِینَ أَلْفَ سَیِّئَةٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی الْبِطِّیخِ عَشَرَةُ(2) خِصَالٍ ذَكَرَهَا.

وَ قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِطِّیخٌ مِنَ الطَّائِفِ فَشَمَّهُ وَ قَبَّلَهُ وَ قَالَ (3)

عَضُّوا الْبِطِّیخَ فَإِنَّهُ مِنْ حُلَلِ الْأَرْضِ وَ مَاؤُهُ مِنْ رَحْمَةٍ(4)

وَ حَلَاوَتُهُ مِنَ الْجَنَّةِ.

وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فِی مَحْفِلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَرَ اللَّهُ (5)

مَنْ أَطْعَمَنَا بِطِّیخاً فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَذَهَبَ فَجَاءَ بِجُمْلَةٍ مِنَ الْبِطِّیخِ فَأَكَلَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ

ص: 298


1- 1. فی بعض النسخ« من حلاوة الجنة» و فی المصدر:« من حلاوة الایمان و الایمان فی الجنة».
2- 2. فی المصدر: ان فی البطیخ خصال عشرة و هی التی ذكرها من قبل.
3- 3. فیه: ثم قال.
4- 4. فیه: رحمة اللّٰه.
5- 5. فیه: رحم اللّٰه.

صلی اللّٰه علیه و آله رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَطْعَمَنَا هَذَا وَ مَنْ أَكَلَ وَ مَنْ یَأْكُلُ مِنْ یَوْمِنَا هَذَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنِ امْرَأَةٍ حَامِلَةٍ أَكَلَتِ الْبِطِّیخَ بِالْجُبُنِّ إِلَّا یَكُونُ مَوْلُودُهَا حَسَنَ الْوَجْهِ وَ الْخُلُقِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْبِطِّیخُ قَبْلَ الطَّعَامِ یَغْسِلُ الْبَطْنَ وَ یَذْهَبُ بِالدَّاءِ أَصْلًا.

وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالْمِلْحِ وَ یَأْكُلُ الْبِطِّیخَ بِالْجُبُنِّ وَ كَانَ یَأْكُلُ الْفَاكِهَةَ الرَّطْبَةَ وَ رُبَّمَا أَكَلَ الْبِطِّیخَ بِالْیَدَیْنِ جَمِیعاً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: شَمُّوا النَّرْجِسَ وَ لَوْ فِی الْیَوْمِ مَرَّةً وَ لَوْ فِی الْأُسْبُوعِ مَرَّةً وَ لَوْ فِی الشَّهْرِ مَرَّةً وَ لَوْ فِی الدَّهْرِ مَرَّةً وَ لَوْ فِی السَّنَةِ(1)

مَرَّةً فَإِنَّ فِی الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ شَمُّهُ یَقْلَعُهَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحِنَّاءُ خِضَابُ الْإِسْلَامِ یَزِیدُ فِی الْمُؤْمِنِ عَمَلَهُ وَ یَذْهَبُ بِالصُّدَاعِ وَ یُحِدُّ الْبَصَرَ وَ یَزِیدُ فِی الْوِقَاعِ وَ هُوَ سَیِّدُ الرَّیَاحِینِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْمَرْزَنْجُوشِ وَ شَمُّوهُ فَإِنَّهُ جَیِّدٌ لِلْخُشَامِ وَ الْخُشَامُ دَاءٌ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: فَضْلُ دُهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَی الْأَدْهَانِ كَفَضْلِ الْإِسْلَامِ عَلَی الْأَدْیَانِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ وَرَقِ الْهِنْدَبَاءِ إِلَّا عَلَیْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَشَمَ (2) رِیحِی فَلْیَشَمَّ الْوَرْدَ الْأَحْمَرَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا خَلَقَ اللَّهُ شَجَرَةً أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنَ الْحِنَّاءِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسَبْعِمِائَةٍ وَ نَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِی خِضَابِ الْحِنَّاءِ بِتِسْعَةِ آلَافٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَكَلْتُمُ الْفُجْلَ وَ أَرَدْتُمْ أَنْ تَجْتَنِبُوا نَتْنَهُ فَصَلُّوا عَلَیَّ عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ(3) مِنْهُ.

ص: 299


1- 1. هذه الجملة مقدّمة فی المصدر.
2- 2. فیه یریح.
3- 3. هذه الروایة غیر موجودة فی المصدر.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: زَیِّنُوا مَوَائِدَكُمْ بِالْبَقْلِ فَإِنَّهَا مَطْرَدَةٌ لِلشَّیَاطِینِ مَعَ التَّسْمِیَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الشُّونِیزُ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُوا الْجُبُنَّ فَإِنَّهُ یُورِثُ النُّعَاسَ وَ یَهْضِمُ الطَّعَامَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ السَّدَابَ وَ نَامَ عَلَیْهِ أَمِنَ مِنَ الدُّوَارِ وَ ذَاتِ الْجَنْبِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَ الْبَصَلَ وَ الْكُرَّاثَ فَلَا یَقْرَبْنَا وَ لَا یَقْرَبِ الْمَسْجِدَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا دَخَلْتُمْ بَلَداً فَكُلُوا مِنْ بَقْلِهِ وَ بَصَلِهِ یَطْرُدْ عَنْكُمْ دَاءَهُ وَ یَذْهَبُ بِالنَّصَبِ وَ یَشُدُّ الْعَضُدَ(1)

وَ یَزِیدُ فِی الْمَاءِ وَ یَذْهَبُ بِالْحُمَّی.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْكَرَفْسِ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ شَیْ ءٌ یَزِیدُ فِی الْعَقْلِ فَهُوَ هُوَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ شِفَاءٌ لَكَانَ فِی السَّنَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْهَلِیلَجِ (2) الْأَسْوَدِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ طَعْمُهُ مُرٌّ وَ فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّهُ یُسْتَحَبُّ الْحِجَامَةُ فِی تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ وَ وَاحِدٍ وَ عِشْرِینَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا یَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ وَ خَیْرُ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَ الشُّونِیزُ وَ الْقُسْطُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْلُ الطِّینِ حَرَامٌ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ (3).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَاتَ وَ فِی بَطْنِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْهُ (4) أَدْخَلَهُ النَّارَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ الطِّینَ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَی قَتْلِ نَفْسِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَأْكُلُوا الطِّینَ فَإِنَّ فِیهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ تُورِثُ الدَّاءَ وَ تُعْظِمُ الْبَطْنَ وَ تُصَفِّرُ اللَّوْنَ.

ص: 300


1- 1. فی المصدر: و یشد العصب و یزید فی الباه.
2- 2. فیه: بالاهلیلج.
3- 3. زاد فی المصدر: و مسلمة.
4- 4. فیه: من الطین.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحُمَّی نَصِیبُ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَرِضَ سَبْعَةَ أَیَّامٍ مَرَضاً سَخِیناً كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَ سَبْعِینَ سَنَةً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً الرَّمَدَ فَإِنَّهُ یَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَی وَ الزُّكَامَ فَإِنَّهُ یَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ وَ السُّعَالَ فَإِنَّهُ یَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالِجِ وَ الدَّمَامِیلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا وَجَعَ إِلَّا وَجَعُ الْعَیْنِ وَ لَا هَمَّ إِلَّا هَمُّ الدَّیْنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحُمَّی تَحُطُّ الْخَطَایَا كَمَا تَحُطُّ مِنَ الشَّجَرَةِ الْوَرَقَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَبَقَ الْعَاطِسَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ أَمِنَ مِنَ الشَّوْصِ وَ اللَّوْصِ وَ الْعِلَّوْصِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا قَالَ عَبْدٌ عِنْدَ امْرِئٍ مَرِیضٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِیمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ أَنْ یَشْفِیَكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا عُوفِیَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ شَكَا ضِرْسَهُ فَلْیَضَعْ إِصْبَعَهُ عَلَیْهِ وَ لْیَقْرَأْ وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ (1) قَدْ فَصَّلْنَا الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَذَّكَّرُونَ (2) وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ (3) الْآیَةَ.

وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَتَی مَرِیضاً قَالَ أَذْهِبِ الْوَسْوَاسَ وَ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَ أَنْتَ الشَّافِی لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ.

وَ قِیلَ: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرِیضاً فَقَالَ أَرْقِیكَ رُقْیَةً عَلَّمَنِیهَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ یَشْفِیكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ لَا یَأْتِیكَ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ(4).

ص: 301


1- 1. الأنعام: 98.
2- 2. الأنعام: 126.
3- 3. الإسراء: 105.
4- 4. زاد فی المصدر: و ما أرسلناك الا رحمة للعالمین. طبّ النبیّ: 19- 32.

بیان: أصل كل داء أی غالبا أو فی تلك البلاد الغالب علی أهلها البرودة الجماعة أی الاجتماع فی الأكل و الحمل علی الصلاة بعید و سیأتی التصریح بالأول من استعمل الخشبتین أی الخلال و السواك أمن من عذاب الكلبتین أی لا یحتاج إلی إدخال الكلبتین فی فمه لقلع أسنانه فإنها ضجعة الناب فی أكثر النسخ مضجعه.

قال فی القاموس الضجع غاسول للثیاب الواحدة بهاء و فی بعض النسخ مصحة و هو أظهر.

قوله فلیستقئ أی فلیتقیأ قال فی النهایة فیه أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله استقاء عامدا فأفطر هو استفعل فی القی ء و التقیؤ أبلغ منه لأن فی الاستقاء تكلفا أكثر منه و هو استخراج ما فی الجوف تعمدا.

وَ مِنْهَا الْحَدِیثُ: لَوْ یَعْلَمُ الشَّارِبُ قَائِماً مَا ذَا عَلَیْهِ لَاسْتَقَاءَ مَا شَرِبَ مِنْهُ.

و قال فی النهایة الأخشم الذی لا یجد ریح الشی ء و هو الخُشام قوله مرضا سخینا أی حارّا شدیدا مولما.

قال فی القاموس ضرب سخین مولم حارّ و فی النهایة فیه شرّ الشتاء السخین أی الحارّ الذی لا برد فیه.

أقول: و یحتمل أن یكون بالثاء المثلثة من قولهم أثخن فی العدو بالغ فی الجراحة فیهم و فلانا أوهنه و منه قوله تعالی حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ (1) أی غلبتموهم و كثر فیهم الجراح.

و قال فی النهایة فیه من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص و اللوص و العلوص الشوص وجع الضرس و قیل الشوصة وجع فی البطن من ریح تنعقد تحت الأضلاع و اللوص وجع الأذن و قیل وجع النحر و العلوص و هو وجع البطن و قیل التخمة انتهی.

ص: 302


1- 1. محمّد: 4.

و أقول إنما أوردت جمیع هذه الرسالة فی هذا المقام مع أن كثیرا من أجزائها یناسب أبوابا أخری لكون جمیعها بمنزلة خبر واحد فأحببت اجتماعها فی مكان واحد و عدم الاعتناء كثیرا بسندها و ذكر الأجزاء بأسانید أخری فی محالها.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَیْكُمْ بِالْحَزَازِمَةِ.

كذا فی النسخ التی رأینا و لم أر ما یناسبه فی روایات الفریقین و كونه من الاحتزام و هو شدّ الوسط بعید لفظا و معنی و إن كان یناسب التفسیر الذی ذكره المستغفریّ.

قال فی النهایة فیه نهی أن یصلی الرجل بغیر حزام أی من غیر أن یشدّ ثوبه علیه لئلا تنكشف عورته

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: نَهَی أَنْ یُصَلِّیَ الرَّجُلُ حَتَّی یَحْتَزِمَ.

أی یتلبّب بشدّ وسطه و الحدیث الآخر أنه أمر بالتحزم فی الصلاة انتهی.

و مناسبته للمقام لأنه حمل الخبر علی مطلق شد الوسط ففیه مصلحة طبیة و إنما فسره بما قال لأن الحزازمة الذین یفعلون ذلك لا هذا الفعل لكن فی مجی ء الحزازمة بهذا المعنی نظر و قد یقال إنه تصحیف المرازمة بالمهملة أولا ثم المعجمة قال فی النهایة فیه إذا أكلتم فرازموا المرازمة الملازمة و المخالطة أراد اخلطوا الأكل بالشكر و قولوا بین اللقم الحمد لله و قیل أراد اخلطوا أكلكم و كلوا لینا مع خشن و سائغا مع جشب.

و قیل المرازمة فی الأكل المعاقبة و هو أن تأكل یوما لحما و یوما لبنا و یوما تمرا و یوما خبزا قفارا یقال للإبل إذا رعت یوما خلة و یوما خمصا قد رازمت انتهی.

و قال الأصبهانی فی شرح المقامات الحریریة رزمت الشی ء أی جمعته

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: إِذَا أَكَلْتُمْ فَرَازِمُوا.

أی اجمعوا بین حمد اللّٰه و الأكل و منه المرازمة التی كان صلی اللّٰه علیه و آله یحبها و هی الجمع بین الخبز و العنب و الائتدام به.

و أقول التفسیر لا یناسب هذا و لو فتحنا باب التصحیف یمكن أن یكون تصحیف

ص: 303

الحضارمة أی الحضرمیون نسبة إلی حضرموت یمن أو حضارمة مصر و یناسبه التفسیر أیضا فیكون مدحا لهم و أمرا بمعاشرتهم و سكنی بلادهم أو الخضارمة بالمعجمتین.

قال فی القاموس الخضرم كزبرج الجواد العطاء و السید الحمول و الجمع خضارم و خضارمة بالمعجمتین قوم من العجم خرجوا فی بدء الإسلام فسكنوا الشام.

ص: 304

باب 90 آخر فی الرسالة المذهّبة المعروفة بالذهبیّة

ص: 305

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ الْأَجَلِّ الْأَفْضَلِ الْعَلَّامَةِ الْكَامِلِ فِی فُنُونِ الْعُلُومِ وَ الْأَدَبِ مُرَوِّجِ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ وَ الْمَذْهَبِ نُورِ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَالِی الْكَرَكِیِّ جَزَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنِ الْإِیمَانِ وَ عَنْ أَهْلِهِ الْجَزَاءَ السَّنِیَّ مَا هَذَا لَفْظُهُ الرِّسَالَةُ الذَّهَبِیَّةُ فِی الطِّبِّ الَّتِی بَعَثَ بِهَا الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام إِلَی الْمَأْمُونِ الْعَبَّاسِیِّ فِی حِفْظِ صِحَّةِ الْمِزَاجِ وَ تَدْبِیرِهِ بِالْأَغْذِیَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ الْأَدْوِیَةِ.

قَالَ إِمَامُ الْأَنَامِ غُرَّةُ وَجْهِ الْإِسْلَامِ مُظْهِرُ الْغُمُوضِ بِالرَّوِیَّةِ اللَّامِعَةِ كَاشِفُ الرُّمُوزِ فِی الْجَفْرِ وَ الْجَامِعَةِ أَقْضَی مَنْ قَضَی بَعْدَ جَدِّهِ الْمُصْطَفَی وَ أَغْزَی مَنْ غَزَا بَعْدَ أَبِیهِ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی إِمَامُ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أبی [أَبُو] الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ النُّجَبَاءِ النُّقَبَاءِ الْكِرَامِ الْأَتْقِیَاءِ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی مِنَ الرِّسَالَةِ.

وَ وَجَدْتُ فِی تَأْلِیفِ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ بِهَذَیْنِ السَّنَدَیْنِ قَالَ مُوسَی بْنُ عَلِیِّ بْنِ

ص: 306

جَابِرٍ السَّلَامِیُّ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الْأَجَلُّ الْعَالِمُ الْأَوْحَدُ سَدِیدُ الدِّینِ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علبان الْخَازِنُ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفِیقَهُ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.

وَ قَالَ هَارُونُ بْنُ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ سَهْلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی وَ كَانَ عَالِماً بِأَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام خَاصَّةً بِهِ مُلَازِماً لِخِدْمَتِهِ وَ كَانَ مَعَهُ حِینَ حُمِلَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی أَنْ سَارَ إِلَی خُرَاسَانَ وَ اسْتُشْهِدَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ بِطُوسَ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِینَ سَنَةً.

قَالَ وَ كَانَ الْمَأْمُونُ بِنَیْسَابُورَ وَ فِی مَجْلِسِهِ سَیِّدِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَطَبِّبِینَ وَ الْفَلَاسِفَةِ مِثْلَ یُوحَنَّا بْنِ مَاسَوَیْهِ وَ جَبْرَئِیلُ بْنُ بَخْتِیشُوعَ وَ صَالِحُ بْنُ سِلْهِمَةَ(1)

الْهِنْدِیُّ وَ غَیْرُهُمْ مِنْ مُنْتَحِلِی الْعُلُومِ وَ ذَوِی الْبَحْثِ وَ النَّظَرِ فَجَرَی ذِكْرُ الطِّبِّ وَ مَا فِیهِ صَلَاحُ الْأَجْسَامِ وَ قِوَامُهَا فَأَغْرَقَ الْمَأْمُونُ وَ مَنْ بِحَضْرَتِهِ فِی الْكَلَامِ وَ تَغَلْغَلُوا فِی عِلْمِ ذَلِكَ وَ كَیْفَ رَكَّبَ اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الْجَسَدَ وَ جَمِیعَ مَا فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ الْمُتَضَادَّةِ مِنَ الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعِ وَ مَضَارِّ الْأَغْذِیَةِ وَ مَنَافِعِهَا وَ مَا یَلْحَقُ الْأَجْسَامَ مِنْ مَضَارِّهَا مِنَ الْعِلَلِ.

قَالَ وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام سَاكِتٌ لَا یَتَكَلَّمُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فِی هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی نَحْنُ فِیهِ هَذَا الْیَوْمَ وَ الَّذِی لَا بُدَّ مِنْهُ مِنْ مَعْرِفَةِ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ وَ الْأَغْذِیَةِ النَّافِعِ مِنْهَا وَ الضَّارِّ وَ تَدْبِیرِ الْجَسَدِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام عِنْدِی مِنْ ذَلِكَ مَا جَرَّبْتُهُ وَ عَرَفْتُ صِحَّتَهُ بِالاخْتِبَارِ وَ مُرُورِ الْأَیَّامِ مَعَ مَا وَقَفَنِی عَلَیْهِ مَنْ مَضَی مِنَ السَّلَفِ مِمَّا لَا یَسَعُ الْإِنْسَانَ جَهْلُهُ وَ لَا یُعْذَرُ فِی تَرْكِهِ فَأَنَا أَجْمَعُ ذَلِكَ مَعَ مَا یُقَارِبُهُ مِمَّا یُحْتَاجُ إِلَی مَعْرِفَتِهِ.

قَالَ وَ عَاجَلَ الْمَأْمُونُ الْخُرُوجَ إِلَی بَلْخٍ وَ تَخَلَّفَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ كَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلَیْهِ كِتَاباً یَتَنَجَّزُهُ مَا كَانَ ذِكْرُهُ مِمَّا یُحْتَاجُ إِلَی مَعْرِفَتِهِ مِنْ جِهَتِهِ عَلَی مَا سَمِعَهُ مِنْهُ

ص: 307


1- 1. بلهمة( خ).

وَ جَرَّبَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ أَخْذِ الْأَدْوِیَةِ وَ الْفَصْدِ وَ الْحِجَامَةِ وَ السِّوَاكِ وَ الْحَمَّامِ وَ النُّورَةِ وَ التَّدْبِیرِ فِی ذَلِكَ.

فَكَتَبَ الرِّضَا علیه السلام إِلَیْهِ كِتَاباً نُسْخَتُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ وَصَلَ إِلَیَّ كِتَابُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِیمَا أَمَرَنِی مِنْ تَوْقِیفِهِ عَلَی مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ مِمَّا جَرَّبْتُهُ وَ مَا سَمِعْتُهُ فِی الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ أَخْذِ الْأَدْوِیَةِ وَ الْفَصْدِ وَ الْحِجَامَةِ وَ الْحَمَّامِ وَ النُّورَةِ وَ الْبَاهِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا یُدَبَّرُ اسْتِقَامَةُ أَمْرِ الْجَسَدِ وَ قَدْ فَسَّرْتُ لَهُ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ شَرَحْتُ لَهُ مَا یُعْمَلُ عَلَیْهِ مِنْ تَدْبِیرِ مَطْعَمِهِ وَ مَشْرَبِهِ وَ أَخْذِهِ الدَّوَاءَ وَ فَصْدِهِ وَ حِجَامَتِهِ وَ بَاهِهِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ سِیَاسَةِ جِسْمِهِ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ.

اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْتَلِ الْجَسَدَ بِدَاءٍ حَتَّی جَعَلَ لَهُ دَوَاءً إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی.

أَقُولُ وَ ذَكَرَ الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ الْقُدُّوسِیَّ فِی الْفِهْرِسْتِ فِی تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ الْبَصْرِیِّ لَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ الْمَلَاحِمِ وَ كِتَابُ الْوَاحِدَةِ وَ كِتَابُ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ لَهُ الرِّسَالَةُ الْمُذَهَّبَةُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَخْبَرَنَا بِرِوَایَاتِهِ كُلِّهَا إِلَّا مَا كَانَ فِیهَا مِنْ غُلُوٍّ أَوْ تَخْلِیطِ جَمَاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.

وَ رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّیلٍ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.

وَ ذَكَرَ النَّجَاشِیُّ أَیْضاً طَرِیقَهُ إِلَیْهِ هَكَذَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْكَاتِبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهُذَلِیِّ الْمَسْعُودِیِّ قَالَ لَقِیتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ فَقَالَ لِی حَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ جُمْهُورٍ وَ هُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَ عَشْرِ سِنِینَ.

ص: 308


1- 1. قد ضبط العلامة فی الخلاصة و الإیضاح: متیل بالمیم المفتوحة و التاء المثناة فوقها المشددة، و الیاء المثناة من تحت الساكنة. و یوافقه ما حكاه فی التكملة عن كتاب ضوابط الأسماء. و لكن ضبطه ابن داود بضم المیم و تضعیف التاء المفتوحة و التاء المثناة من تحت. قال النجاشیّ: وجه من وجوه أصحابنا كثیر الحدیث. و صحح العلامة حدیثه، و هو لا یقصر عن توثیقه.

وَ أَخْبَرَنَا ابْنُ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ بِجَمِیعِ كُتُبِهِ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شَهْرَآشُوبَ قُدِّسَ سِرُّهُ فِی كِتَابِ مَعَالِمِ الْعُلَمَاءِ فِی تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ لَهُ الرِّسَالَةُ الْمُذَهَّبَةُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی الطِّبِّ انْتَهَی.

وَ ذَكَرَ الشَّیْخُ مُنْتَجَبُ الدِّینِ فِی الْفِهْرِسْتِ أَنَّ السَّیِّدَ فَضْلَ اللَّهِ بْنَ عَلِیٍّ الرَّاوَنْدِیَّ كَتَبَ عَلَیْهَا شَرْحاً سَمَّاهُ تَرْجَمَةَ الْعَلَوِیِّ لِلطِّبِّ الرَّضَوِیِّ.

فَظَهَرَ أَنَّ الرِّسَالَةَ كَانَتْ مِنَ الْمَشْهُورَاتِ بَیْنَ عُلَمَائِنَا وَ لَهُمْ إِلَیْهِ طُرُقٌ وَ أَسَانِیدُ لَكِنْ كَانَ فِی نُسْخَتِهَا الَّتِی وَصَلَتْ إِلَیْنَا اخْتِلَافٌ فَاحِشٌ أَشَرْنَا إِلَی بَعْضِهَا وَ لْنَشْرَعْ فِی ذِكْرِ الرِّسَالَةِ ثُمَّ فِی شَرْحِهَا عَلَی الْإِجْمَالِ.

اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَبْتَلِ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ بِبَلَاءٍ حَتَّی جَعَلَ لَهُ دَوَاءً یُعَالِجُ بِهِ وَ لِكُلِّ صِنْفٍ مِنَ الدَّاءِ صِنْفٌ مِنَ الدَّوَاءِ وَ تَدْبِیرٌ وَ نَعْتٌ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأَجْسَامَ الْإِنْسَانِیَّةَ جُعِلَتْ عَلَی مِثَالِ الْمُلْكِ فَمَلِكُ الْجَسَدِ هُوَ الْقَلْبُ (1) وَ الْعُمَّالُ الْعُرُوقُ وَ الْأَوْصَالُ وَ الدِّمَاغُ وَ بَیْتُ الْمَلِكِ قَلْبُهُ وَ أَرْضُهُ الْجَسَدُ وَ الْأَعْوَانُ یَدَاهُ وَ رِجْلَاهُ وَ شَفَتَاهُ وَ عَیْنَاهُ وَ لِسَانُهُ وَ أُذُنَاهُ وَ خِزَانَتُهُ مَعِدَتُهُ وَ بَطْنُهُ وَ حِجَابُهُ صَدْرُهُ.

فَالْیَدَانِ عَوْنَانِ یُقَرِّبَانِ وَ یُبَعِّدَانِ وَ یَعْمَلَانِ عَلَی مَا یُوحِی إِلَیْهِمَا الْمَلِكُ وَ الرِّجْلَانِ تَنْقُلَانِ الْمَلِكَ حَیْثُ یَشَاءُ.

وَ الْعَیْنَانِ تَدُلَّانِهِ عَلَی مَا یَغِیبُ عَنْهُ لِأَنَّ الْمَلِكَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ لَا یُوصَلُ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ إِلَّا بِهِمَا(2) وَ هُمَا سِرَاجَانِ أَیْضاً وَ حِصْنُ الْجَسَدِ وَ حِرْزُهُ الْأُذُنَانِ لَا یُدْخِلَانِ عَلَی الْمَلِكِ إِلَّا مَا یُوَافِقُهُ لِأَنَّهُمَا لَا یَقْدِرَانِ أَنْ یُدْخِلَا شَیْئاً حَتَّی یُوحِیَ الْمَلِكُ إِلَیْهِمَا فَإِذَا أَوْحَی الْمَلِكُ إِلَیْهِمَا أَطْرَقَ الْمَلِكُ مُنْصِتاً لَهُمَا حَتَّی یَسْمَعَ مِنْهُمَا ثُمَّ یُجِیبُ بِمَا یُرِیدُ فَیُتَرْجِمُ عَنْهُ اللِّسَانُ بِأَدَوَاتٍ كَثِیرَةٍ مِنْهَا رِیحُ الْفُؤَادِ وَ بُخَارُ الْمَعِدَةِ وَ مَعُونَةُ الشَّفَتَیْنِ

ص: 309


1- 1. هو ما فی القلب( خ).
2- 2. باذن( خ).

وَ لَیْسَ لِلشَّفَتَیْنِ قُوَّةٌ إِلَّا بِاللِّسَانِ (1)

وَ لَیْسَ یَسْتَغْنِی بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ وَ الْكَلَامُ لَا یَحْسُنُ إِلَّا بِتَرْجِیعِهِ فِی الْأَنْفِ لِأَنَّ الْأَنْفَ یُزَیِّنُ الْكَلَامَ كَمَا یُزَیِّنُ النَّافِخُ (2) فِی الْمِزْمَارِ وَ كَذَلِكَ الْمَنْخِرَانِ وَ هُمَا ثُقْبَتَا(3) الْأَنْفِ یَدْخُلَانِ عَلَی الْمَلِكِ مِمَّا یُحِبُّ مِنَ الرِّیَاحِ الطَّیِّبَةِ فَإِذَا جَاءَتْ رِیحٌ تَسُوءُ عَلَی الْمَلِكِ أَوْحَی إِلَی الْیَدَیْنِ فَحَجَبَا بَیْنَ الْمَلِكِ وَ تِلْكَ الرِّیحِ.

وَ لِلْمَلِكِ مَعَ هَذَا ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ فَعَذَابُهُ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الْمُلُوكِ الظَّاهِرَةِ الْقَاهِرَةِ فِی الدُّنْیَا وَ ثَوَابُهُ أَفْضَلُ مِنْ ثَوَابِهِمْ فَأَمَّا عَذَابُهُ فَالْحُزْنُ وَ أَمَّا ثَوَابُهُ فَالْفَرَحُ وَ أَصْلُ الْحُزْنِ فِی الطِّحَالِ وَ أَصْلُ الْفَرَحِ فِی الثَّرْبِ وَ الْكُلْیَتَیْنِ وَ مِنْهُمَا عِرْقَانِ مُوصِلَانِ إِلَی الْوَجْهِ.

فَمِنْ هُنَاكَ یَظْهَرُ الْفَرَحُ وَ الْحَزَنُ فَتَرَی عَلَامَتَهُمَا فِی الْوَجْهِ وَ هَذِهِ الْعُرُوقُ كُلُّهَا طُرُقٌ مِنَ الْعُمَّالِ إِلَی الْمَلِكِ وَ مِنَ الْمَلِكِ إِلَی الْعُمَّالِ وَ مِصْدَاقُ ذَلِكَ أَنَّكَ (4) إِذَا تَنَاوَلْتَ الدَّوَاءَ أَدَّتْهُ الْعُرُوقُ إِلَی مَوْضِعِ الدَّاءِ بِإِعَانَتِهَا.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْجَسَدَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الطَّیِّبَةِ مَتَی تُعُوهِدَتْ بِالْعِمَارَةِ وَ السَّقْیِ مِنْ حَیْثُ لَا یَزْدَادُ فِی الْمَاءِ فَتَغْرِقَ وَ لَا یُنْقَصُ مِنْهُ فَتَعْطَشَ دَامَتْ عِمَارَتُهَا وَ كَثُرَ رَیْعُهَا وَ زَكَا زَرْعُهَا وَ إِنْ تُغُوفِلَ عَنْهَا فَسَدَتْ وَ لَمْ یَنْبُتْ فِیهَا الْعُشْبُ فَالْجَسَدُ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ.

وَ بِالتَّدْبِیرِ فِی الْأَغْذِیَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ یَصْلُحُ وَ یَصِحُّ وَ تَزْكُو الْعَافِیَةُ فِیهِ فَانْظُرْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا یُوَافِقُكَ وَ یُوَافِقُ مَعِدَتَكَ وَ یَقْوَی عَلَیْهِ بَدَنُكَ وَ یَسْتَمْرِئُهُ مِنَ الطَّعَامِ فَقَدِّرْهُ لِنَفْسِكَ وَ اجْعَلْهُ غِذَاءَكَ.

ص: 310


1- 1. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: بالاسنان.
2- 2. النفخ( خ).
3- 3. ثقبتان للانف( خ).
4- 4. أنه( خ).

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الطَّبَائِعِ تَحْتَ مَا یُشَاكِلُهَا فَاغْتَذِ مَا یُشَاكِلُ جَسَدَكَ وَ مَنْ أَخَذَ مِنَ الطَّعَامِ زِیَادَةً لَمْ (1) یُغَذِّهِ وَ مَنْ أَخَذَهُ بِقَدَرٍ لَا زِیَادَةَ عَلَیْهِ وَ لَا نَقْصَ فِی غِذَائِهِ نَفَعَهُ وَ كَذَلِكَ الْمَاءُ فَسَبِیلُهُ أَنْ تَأْخُذَ مِنَ الطَّعَامِ كِفَایَتَكَ فِی أَیَّامِهِ (2) وَ ارْفَعْ یَدَیْكَ مِنْهُ وَ یك [بِكَ] إِلَیْهِ بَعْضُ الْقَرَمِ (3)

وَ عِنْدَكَ إِلَیْهِ مَیْلٌ فَإِنَّهُ أَصْلَحُ لِمَعِدَتِكَ وَ لِبَدَنِكَ وَ أَزْكَی لِعَقْلِكَ (4) وَ أَخَفُّ لِجِسْمِكَ (5).

یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كُلِ الْبَارِدَ فِی الصَّیْفِ وَ الْحَارَّ فِی الشِّتَاءِ وَ الْمُعْتَدِلَ فِی الْفَصْلَیْنِ عَلَی قَدْرِ قُوَّتِكَ وَ شَهْوَتِكَ وَ ابْدَأْ فِی أَوَّلِ الطَّعَامِ بِأَخَفِّ الْأَغْذِیَةِ الَّتِی یَغْتَذِی بِهَا بَدَنُكَ بِقَدْرِ عَادَتِكَ وَ بِحَسَبِ طَاقَتِكَ وَ نَشَاطِكَ وَ زَمَانُكَ الَّذِی یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَكْلُكَ فِی كُلِّ یَوْمٍ عِنْدَ مَا یَمْضِی مِنَ النَّهَارِ ثَمَانُ سَاعَاتٍ أَكْلَةً وَاحِدَةً أَوْ ثَلَاثَ أَكَلَاتٍ فِی یَوْمَیْنِ تَتَغَدَّی بَاكِراً فِی أَوَّلِ یَوْمٍ ثُمَّ تَتَعَشَّی فَإِذَا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی فَعِنْدَ مُضِیِّ ثَمَانِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ أَكَلْتَ أَكْلَةً وَاحِدَةً وَ لَمْ تَحْتَجْ إِلَی الْعَشَاءِ وَ كَذَا أَمَرَ جَدِّی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فِی كُلِّ یَوْمٍ وَجْبَةً(6) وَ فِی غَدِهِ وَجْبَتَیْنِ وَ لْیَكُنْ ذَلِكَ بِقَدْرٍ لَا یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ.

وَ ارْفَعْ یَدَیْكَ مِنَ الطَّعَامِ وَ أَنْتَ تَشْتَهِیهِ وَ لْیَكُنْ شَرَابُكَ عَلَی أَثَرِ طَعَامِكَ مِنَ الشَّرَابِ الصَّافِی الْعَتِیقِ مِمَّا یَحِلُّ شُرْبُهُ وَ الَّذِی أَنَا وَاصِفُهُ فِیمَا بَعْدُ.

وَ نَذْكُرُ الْآنَ مَا یَنْبَغِی ذِكْرُهُ مِنْ تَدْبِیرِ فُصُولِ السَّنَةِ وَ شُهُورِهَا الرُّومِیَّةِ الْوَاقِعَةِ فِیهَا فِی كُلِّ فَصْلٍ عَلَی حِدَةٍ وَ مَا یُسْتَعْمَلُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ مَا یُجْتَنَبُ مِنْهُ وَ كَیْفِیَّةِ حِفْظِ الصِّحَّةِ مِنْ أَقَاوِیلِ الْقُدَمَاءِ وَ نَعُودُ إِلَی قَوْلِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فِی صِفَةِ شَرَابٍ یَحِلُّ شُرْبُهُ وَ یُسْتَعْمَلُ بَعْدَ الطَّعَامِ

ص: 311


1- 1. فی المصدر: لم ینفعه و ضره.
2- 2. ابانه( خ).
3- 3. القرم- بالتحریك-: شهوة الطعام.
4- 4. لعلمك( خ).
5- 5. علی جسمك( خ).
6- 6. الوجبة- بالفتح- الاكلة الواحدة فی الیوم.

[ذِكْرُ فُصُولِ السَّنَة] أَمَّا فَصْلُ الرَّبِیعِ فَإِنَّهُ رُوحُ الْأَزْمَانِ (1)

وَ أَوَّلُهُ آذَارُ وَ عَدَدُ(2) أَیَّامِهِ ثَلَاثُونَ یَوْماً وَ فِیهِ یَطِیبُ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ تَلِینُ الْأَرْضُ وَ یَذْهَبُ سُلْطَانُ الْبَلْغَمِ وَ یَهِیجُ الدَّمُ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ مِنَ الْغِذَاءِ اللَّطِیفِ وَ اللُّحُومِ وَ الْبَیْضِ النِّیمَبِرِشْتِ وَ یُشْرَبُ الشَّرَابُ بَعْدَ تَعْدِیلِهِ بِالْمَاءِ وَ یُتَّقَی فِیهِ أَكْلُ الْبَصَلِ وَ الثُّومِ وَ الْحَامِضِ وَ یُحْمَدُ فِیهِ شُرْبُ الْمُسْهِلِ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ الْفَصْدُ وَ الْحِجَامَةُ.

نَیْسَانُ ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ یَطُولُ النَّهَارُ وَ یَقْوَی مِزَاجُ الْفَصْلِ وَ یَتَحَرَّكُ الدَّمُ وَ تَهُبُّ فِیهِ الرِّیَاحُ الشَّرْقِیَّةُ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ مِنَ الْمَآكِلِ الْمَشْوِیَّةِ وَ مَا یُعْمَلُ بِالْخَلِّ وَ لُحُومِ الصَّیْدِ وَ یُعَالَجُ (3)

الْجِمَاعُ وَ التَّمْرِیخُ (4) بِالدُّهْنِ فِی الْحَمَّامِ وَ لَا یُشْرَبُ الْمَاءُ عَلَی الرِّیقِ وَ یُشَمُّ الرَّیَاحِینُ وَ الطِّیبُ.

أَیَّارَ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً وَ تَصْفُو فِیهِ الرِّیَاحُ وَ هُوَ آخِرُ فَصْلِ الرَّبِیعِ وَ قَدْ نُهِیَ فِیهِ عَنْ أَكْلِ الْمُلُوحَاتِ وَ اللُّحُومِ الْغَلِیظَةِ كَالرُّءُوسِ وَ لَحْمِ (5)

الْبَقَرِ وَ اللَّبَنِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ دُخُولُ الْحَمَّامِ أَوَّلَ النَّهَارِ وَ یُكْرَهُ فِیهِ الرِّیَاضَةُ قَبْلَ الْغِذَاءِ.

حَزِیرَانُ ثَلَاثُونَ یَوْماً یَذْهَبُ فِیهِ سُلْطَانُ الْبَلْغَمِ وَ الدَّمِ وَ یُقْبِلُ زَمَانُ الْمِرَّةِ الصَّفْرَاوِیَّةِ(6) وَ نُهِیَ فِیهِ عَنِ التَّعَبِ وَ أَكْلِ اللَّحْمِ دَاسِماً(7) وَ الْإِكْثَارِ مِنْهُ وَ شَمِّ الْمِسْكِ وَ

ص: 312


1- 1. الزمان( خ).
2- 2. عدة( خ).
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: یصالح.
4- 4. التمریخ: التدهین.
5- 5. لحوم( خ).
6- 6. الصفراء( خ).
7- 7. دائما( خ).

الْعَنْبَرِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ أَكْلُ الْبُقُولِ الْبَارِدَةِ كَالْهِنْدَبَاءِ وَ بَقْلَةِ الْحَمْقَاءِ وَ أَكْلُ الْخُضَرِ كَالْخِیَارِ وَ الْقِثَّاءِ وَ الشِّیرَخِشْتِ وَ الْفَاكِهَةِ الرَّطْبَةِ وَ اسْتِعْمَالُ الْمُحَمِّضَاتِ وَ مِنَ اللُّحُومِ لَحْمُ الْمَعْزِ الثَّنِیِّ وَ الْجَذَعِ (1)

وَ مِنَ الطُّیُورِ الدَّجَاجُ وَ الطَّیْهُوجُ وَ الدُّرَّاجُ وَ الْأَلْبَانِ وَ السَّمَكِ الطَّرِیِّ.

تَمُّوزُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ شِدَّةُ الْحَرَارَةِ وَ تَغُورُ الْمِیَاهُ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ شُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَلَی الرِّیقِ وَ یُؤْكَلُ فِیهِ الْأَشْیَاءُ الْبَارِدَةُ الرَّطْبَةُ(2) وَ یُكْسَرُ فِیهِ مِزَاجُ الشَّرَابِ وَ تُؤْكَلُ فِیهِ الْأَغْذِیَةُ اللَّطِیفَةُ السَّرِیعَةُ الْهَضْمِ كَمَا ذُكِرَ فِی حَزِیرَانَ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ مِنَ النَّوْرِ وَ الرَّیَاحِینِ الْبَارِدَةِ الرَّطْبَةِ الطَّیِّبَةِ الرَّائِحَةِ.

آبَ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ تَشْتَدُّ السَّمُومُ وَ یَهِیجُ الزُّكَامُ بِاللَّیْلِ وَ تَهُبُّ الشَّمَالُ وَ یَصْلُحُ الْمِزَاجُ بِالتَّبْرِیدِ وَ التَّرْطِیبِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ شُرْبُ اللَّبَنِ الرِّائِبِ (3) وَ یُجْتَنَبُ فِیهِ الْجِمَاعُ وَ الْمُسْهِلُ وَ یُقَلُّ مِنَ الرِّیَاضَةِ وَ یُشَمُّ مِنَ الرَّیَاحِینِ الْبَارِدَةِ.

أَیْلُولُ ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ یَطِیبُ الْهَوَاءُ وَ یَقْوَی سُلْطَانُ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ وَ یَصْلُحُ شُرْبُ الْمُسْهِلِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ أَكْلُ الْحَلَاوَاتِ وَ أَصْنَافِ اللُّحُومِ الْمُعْتَدِلَةِ كَالْجِدَاءِ وَ الْحَوْلِیِ (4)

مِنَ الضَّأْنِ وَ یُجْتَنَبُ فِیهِ لَحْمُ الْبَقَرِ وَ الْإِكْثَارُ مِنَ الشِّوَاءِ وَ دُخُولُ الْحَمَّامِ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ الطِّیبُ الْمُعْتَدِلُ الْمِزَاجِ وَ یُجْتَنَبُ فِیهِ أَكْلُ الْبِطِّیخِ وَ الْقِثَّاءِ.

تِشْرِینُ الْأَوَّلُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ تَهُبُّ الرِّیَاحُ الْمُخْتَلِفَةُ وَ یُتَنَفَّسُ فِیهِ رِیحُ الصَّبَا وَ یُجْتَنَبُ فِیهِ الْفَصْدُ وَ شُرْبُ الدَّوَاءِ وَ یُحْمَدُ فِیهِ الْجِمَاعُ وَ یَنْفَعُ فِیهِ أَكْلُ اللَّحْمِ السَّمِینِ وَ الرُّمَّانِ الْمُزِّ وَ الْفَاكِهَةِ بَعْدَ الطَّعَامِ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ أَكْلُ اللُّحُومِ

ص: 313


1- 1. الجذع من البهائم صغیرها، و فی بعض النسخ« الجداء» جمع الجدی و هو ولد المعز.
2- 2. المرطبة( خ).
3- 3. راب اللبن أی خثر و أدرك.
4- 4. أی ما أتی علیه حول.

بِالتَّوَابِلِ (1)

وَ یُقَلَّلُ فِیهِ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وَ یُحْمَدُ فِیهِ الرِّیَاضَةُ.

تِشْرِینُ الْآخِرُ(2)

ثَلَاثُونَ یَوْماً فِیهِ یُقْطَعُ الْمَطَرُ الْوَسْمِیُ (3)

وَ یُنْهَی فِیهِ عَنْ شُرْبِ الْمَاءِ بِاللَّیْلِ وَ یُقَلَّلُ فِیهِ مِنْ دُخُولِ الْحَمَّامِ وَ الْجِمَاعِ وَ یُشْرَبُ بُكْرَةَ كُلِّ یَوْمٍ جُرْعَةُ مَاءٍ حَارٍّ وَ یُجْتَنَبُ أَكْلُ الْبُقُولِ كَالْكَرَفْسِ وَ النَّعْنَاعِ وَ الْجِرْجِیرِ.

كَانُونُ الْأَوَّلُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً یَقْوَی فِیهِ الْعَوَاصِفُ وَ تَشْتَدُّ(4)

فِیهِ الْبَرْدُ وَ یَنْفَعُ فِیهِ كُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ فِی تِشْرِینَ الْآخِرِ وَ یُحْذَرُ فِیهِ مِنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الْبَارِدِ وَ یُتَّقَی فِیهِ الْحِجَامَةُ وَ الْفَصْدُ وَ یُسْتَعْمَلُ فِیهِ الْأَغْذِیَةُ الْحَارَّةُ بِالْقُوَّةِ وَ الْفِعْلِ.

كَانُونُ الْآخِرُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ یَوْماً یَقْوَی فِیهِ غَلَبَةُ الْبَلْغَمِ وَ یَنْبَغِی أَنْ یُتَجَرَّعَ فِیهِ الْمَاءُ الْحَارُّ عَلَی الرِّیقِ وَ یُحْمَدُ فِیهِ الْجِمَاعُ وَ یَنْفَعُ الْأَحْشَاءَ(5) فِیهِ مِثْلُ الْبُقُولِ الْحَارَّةِ كَالْكَرَفْسِ وَ الْجِرْجِیرِ وَ الْكُرَّاثِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ دُخُولُ الْحَمَّامِ أَوَّلَ النَّهَارِ وَ التَّمْرِیخُ بِدُهْنِ الْخِیرِیِّ وَ مَا نَاسَبَهُ وَ یُحْذَرُ فِیهِ الْحُلْوُ وَ أَكْلُ السَّمَكِ الطَّرِیِّ وَ اللَّبَنِ.

شُبَاطُ ثَمَانِیَةٌ وَ عِشْرُونَ یَوْماً تَخْتَلِفُ فِیهِ الرِّیَاحُ وَ تَكْثُرُ الْأَمْطَارُ وَ یَظْهَرُ فِیهِ الْعُشْبُ وَ یَجْرِی فِیهِ الْمَاءُ فِی الْعُودِ وَ یَنْفَعُ فِیهِ أَكْلُ الثُّومِ وَ لَحْمِ الطَّیْرِ وَ الصُّیُودِ وَ الْفَاكِهَةِ الْیَابِسَةِ وَ یُقَلَّلُ مِنْ أَكْلِ الْحَلَاوَةِ وَ یُحْمَدُ فِیهِ كَثْرَةُ الْجِمَاعِ وَ الْحَرَكَةِ وَ الرِّیَاضَةِ.

صِفَة الشَّرَابِ الَّذِی یَحِلُّ شُرْبُهُ وَ اسْتِعْمَالُهُ بَعْدَ الطَّعَامِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ نَفْعِهِ فِی ابْتِدَائِنَا بِالْقَوْلِ عَلَی فُصُولِ السَّنَةِ وَ مَا یَعْتَمِدُ فِیهَا مِنْ حِفْظِ الصِّحَّةِ.

وَ صِفَتُهُ أَنْ یُؤْخَذَ مِنَ الزَّبِیبِ الْمُنَقَّی عَشَرَةُ أَرْطَالٍ فَیُغْسَلَ وَ یُنْقَعَ فِی مَاءٍ صَافٍ فِی

ص: 314


1- 1. جمع« تابل» و هو ما یطیب به الطعام كالفلفل و الكمون.
2- 2. الثانی( خ).
3- 3. أی المطر الربیع الأوّل، لانه یسم الأرض بالنبات.
4- 4. كذا.
5- 5. فی بعض النسخ:« یقع الاحساء» و الظاهر أنّه تصحیف.

غَمْرَةٍ وَ زِیَادَةٍ عَلَیْهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ (1) وَ یُتْرَكَ فِی إِنَائِهِ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فِی الشِّتَاءِ وَ فِی الصَّیْفِ یَوْماً وَ لَیْلَةً ثُمَّ یُجْعَلَ فِی قِدْرٍ نَظِیفَةٍ وَ لْیَكُنِ الْمَاءُ مَاءَ السَّمَاءِ إِنْ قُدِرَ عَلَیْهِ وَ إِلَّا فَمِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ الَّذِی یَنْبُوعُهُ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَشْرِقِ مَاءً بَرَّاقاً أَبْیَضَ خَفِیفاً وَ هُوَ الْقَابِلُ لِمَا یَعْتَرِضُهُ عَلَی سُرْعَةٍ مِنَ السُّخُونَةِ وَ الْبُرُودَةِ وَ تِلْكَ دَلَالَةٌ عَلَی صِفَةِ(2) الْمَاءِ وَ یُطْبَخُ حَتَّی یَنْشَفَ (3) الزَّبِیبُ وَ یَنْضَجَ ثُمَّ یُعْصَرُ وَ یُصَفَّی مَاؤُهُ وَ یُبَرَّدُ ثُمَّ یُرَدُّ إِلَی الْقِدْرِ ثَانِیاً وَ یُؤْخَذُ مِقْدَارَهُ بِعُودٍ وَ یُغْلَی بِنَارٍ لَیِّنَةٍ غَلَیَاناً لَیِّناً رَقِیقاً حَتَّی یَمْضِیَ ثُلُثَاهُ وَ یَبْقَی ثُلُثُهُ. ثُمَّ یُؤْخَذُ مِنْ عَسَلِ النَّحْلِ الْمُصَفَّی رِطْلٌ فَیُلْقَی عَلَیْهِ وَ یُؤْخَذُ مِقْدَارَهُ وَ مِقْدَارَ الْمَاءِ إِلَی أَیْنَ كَانَ مِنَ الْقِدْرِ وَ یُغْلَی حَتَّی یَذْهَبَ قَدْرُ

الْعَسَلِ وَ یَعُودَ إِلَی حَدِّهِ وَ یُؤْخَذُ خِرْقَةٌ صَفِیقَةٌ فَیُجْعَلُ فِیهَا زَنْجَبِیلٌ وَزْنَ دِرْهَمٍ وَ مِنَ الْقَرَنْفُلِ نِصْفُ دِرْهَمٍ وَ مِنَ الدَّارْچِینِیِّ نِصْفُ دِرْهَمٍ وَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ دِرْهَمٌ وَ مِنْ سُنْبُلِ الطِّیبِ نِصْفُ دِرْهَمٍ وَ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ مِثْلُهُ وَ مِنْ مَصْطَكَی نِصْفُ دِرْهَمٍ بَعْدَ أَنْ یُسْحَقَ الْجَمِیعُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَی حِدَةٍ وَ یُنْخَلَ وَ یُجْعَلَ فِی الْخِرْقَةِ(4)

وَ یُشَدَّ بِخَیْطٍ شَدّاً جَیِّداً وَ تُلْقَی فِیهِ وَ تُمْرَسَ الْخِرْقَةُ فِی الشَّرَابِ بِحَیْثُ تَنْزِلُ قُوَی الْعَقَاقِیرِ الَّتِی فِیهَا وَ لَا یَزَالُ یُعَاهَدُ بِالتَّحْرِیكِ عَلَی نَارٍ لَیِّنَةٍ بِرِفْقٍ حَتَّی یَذْهَبَ عَنْهُ مِقْدَارُ الْعَسَلِ وَ یُرْفَعَ الْقِدْرُ وَ یُبَرَّدَ وَ یُؤْخَذُ مُدَّةَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ حَتَّی یَتَدَاخَلَ مِزَاجُهُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَ حِینَئِذٍ یُسْتَعْمَلُ.

وَ مِقْدَارُ مَا یُشْرَبُ مِنْهُ أُوقِیَّةٌ إِلَی أُوقِیَّتَیْنِ مِنَ الْمَاءِ الْقَرَاحِ.

فَإِذَا أَكَلْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مِقْدَارَ مَا وَصَفْتُ لَكَ مِنَ الطَّعَامِ فَاشْرَبْ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ بَعْدَ طَعَامِكَ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ أَمِنْتَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَكَ وَ لَیْلَتَكَ مِنَ الْأَوْجَاعِ الْبَارِدَةِ الْمُزْمِنَةِ كَالنِّقْرِسِ وَ الرِّیَاحِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْجَاعِ الْعَصَبِ وَ

ص: 315


1- 1. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: أربعة أرطال.
2- 2. خفة( خ).
3- 3. ینتفخ( خ).
4- 4. خرقة( خ).

الدِّمَاغِ وَ الْمَعِدَةِ وَ بَعْضِ أَوْجَاعِ الْكَبِدِ وَ الطِّحَالِ وَ الْمِعَاءِ(1)

وَ الْأَحْشَاءِ.

فَإِنْ صَدَقْتَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْوَةَ الْمَاءِ فَلْیَشْرَبْ مِنْهُ مِقْدَارَ النِّصْفِ مِمَّا كَانَ یَشْرَبُ قَبْلَهُ فَإِنَّهُ أَصْلَحُ لِبَدَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَكْثَرُ لِجِمَاعِهِ وَ أَشَدُّ لِضَبْطِهِ وَ حِفْظِهِ فَإِنَّ صَلَاحَ الْبَدَنِ وَ قِوَامَهُ یَكُونُ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ فَسَادَهُ یَكُونُ بِهِمَا فَإِنْ أَصْلَحْتَهُمَا(2)

صَلَحَ الْبَدَنُ وَ إِنْ أَفْسَدْتَهُمَا فَسَدَ الْبَدَنُ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ قُوَّةَ النُّفُوسِ تَابِعَةٌ لِأَمْزِجَةِ الْأَبْدَانِ وَ أَنَّ الْأَمْزِجَةَ تَابِعَةٌ لِلْهَوَاءِ وَ تَتَغَیَّرُ بِحَسَبِ تَغَیُّرِ الْهَوَاءِ فِی الْأَمْكِنَةِ فَإِذَا بَرَدَ الْهَوَاءُ مَرَّةً وَ سَخُنَ أُخْرَی تَغَیَّرَتْ بِسَبَبِهِ أَمْزِجَةُ الْأَبْدَانِ وَ أَثَّرَ ذَلِكَ التَّغَیُّرُ فِی الصُّوَرِ فَإِذَا كَانَ الْهَوَاءُ مُعْتَدِلًا اعْتَدَلَتْ أَمْزِجَةُ الْأَبْدَانِ وَ صَلَحَتْ تَصَرُّفَاتُ الْأَمْزِجَةِ فِی الْحَرَكَاتِ الطَّبِیعِیَّةِ كَالْهَضْمِ وَ الْجِمَاعِ وَ النَّوْمِ وَ الْحَرَكَةِ وَ سَائِرِ الْحَرَكَاتِ.

لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَنَی الْأَجْسَامَ عَلَی أَرْبَعِ طَبَائِعَ وَ هِیَ الْمِرَّتَانِ وَ الدَّمُ وَ الْبَلْغَمُ وَ بِالْجُمْلَةِ حَارَّانِ وَ بَارِدَانِ قَدْ خُولِفَ بَیْنَهُمَا فَجَعَلَ الْحَارَّیْنِ لَیِّناً وَ یَابِساً وَ كَذَلِكَ الْبَارِدَیْنِ رَطْباً وَ یَابِساً ثُمَّ فَرَّقَ ذَلِكَ عَلَی أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مِنَ الْجَسَدِ وَ عَلَی الرَّأْسِ وَ الصَّدْرِ وَ الشَّرَاسِیفِ وَ أَسْفَلِ الْبَطْنِ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الرَّأْسَ وَ الْأُذُنَیْنِ وَ الْعَیْنَیْنِ وَ الْمَنْخِرَیْنِ وَ الْفَمَ وَ الْأَنْفَ مِنَ الدَّمِ وَ أَنَّ الصَّدْرَ مِنَ الْبَلْغَمِ وَ الرِّیحَ وَ الشَّرَاسِیفَ مِنَ الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ وَ أَنَّ أَسْفَلَ الْبَطْنِ مِنَ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ النَّوْمَ سُلْطَانُ الدِّمَاغِ وَ هُوَ قِوَامُ الْجَسَدِ وَ قُوَّتُهُ فَإِذَا أَرَدْتَ النَّوْمَ فَلْیَكُنْ اضْطِجَاعُكَ أَوَّلًا عَلَی شِقِّكَ الْأَیْمَنِ ثُمَّ انْقَلِبْ عَلَی الْأَیْسَرِ وَ كَذَلِكَ فَقُمْ مِنْ مَضْجَعِكَ عَلَی شِقِّكَ الْأَیْمَنِ كَمَا بَدَأْتَ بِهِ عِنْدَ نَوْمِكَ.

وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ الْقُعُودَ مِنَ اللَّیْلِ سَاعَتَیْنِ مِثْلَ مَا تَنَامُ فَإِذَا بَقِیَ مِنَ اللَّیْلِ

ص: 316


1- 1. و الامعاء( خ).
2- 2. فان أصلحته بهما صلح، و ان أفسدته بها فسد( خ).

سَاعَتَانِ فَادْخُلْ وَ ادْخُلِ الْخَلَاءَ لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ وَ الْبَثْ فِیهِ بِقَدْرِ مَا تَقْضِی حَاجَتَكَ وَ لَا تُطِلْ فِیهِ فَإِنَّ ذَلِكَ یُورِثُ دَاءَ الْفِیلِ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ أَجْوَدَ مَا اسْتَكْتَ بِهِ لِیفُ الْأَرَاكِ فَإِنَّهُ یَجْلُو الْأَسْنَانَ وَ یُطَیِّبُ النَّكْهَةَ وَ یَشُدُّ اللِّثَةَ وَ یُسَنِّنُهَا(1)

وَ هُوَ نَافِعٌ مِنَ الْحَفَرِ إِذَا كَانَ بِاعْتِدَالٍ وَ الْإِكْثَارُ مِنْهُ یُرِقُّ الْأَسْنَانَ وَ یُزَعْزِعُهَا وَ یُضَعِّفُ أُصُولَهَا فَمَنْ أَرَادَ حِفْظَ الْأَسْنَانِ فَلْیَأْخُذْ قَرْنَ الْإِیَّلِ مُحْرَقاً وَ كَزْمَازِجاً وَ سُعْداً وَ وَرْداً وَ سُنْبُلَ الطِّیبِ وَ حَبَّ الْأَثْلِ أَجْزَاءً سَوَاءً وَ مِلْحاً أَنْدَرَانِیّاً رُبُعَ جُزْءٍ فَیُدَقُّ الْجَمِیعُ نَاعِماً وَ یُسْتَنُّ بِهِ فَإِنَّهُ یُمْسِكُ الْأَسْنَانَ وَ یَحْفَظُ أُصُولَهَا مِنَ الْآفَاتِ الْعَارِضَةِ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَبْیَضَّ أَسْنَانُهُ فَلْیَأْخُذْ جُزْءاً مِنْ مِلْحٍ أَنْدَرَانِیٍّ وَ مِثْلَهُ زَبَدَ الْبَحْرِ فَیَسْحَقُهُمَا نَاعِماً وَ یَسْتَنُّ بِهِ (2).

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ أَحْوَالَ الْإِنْسَانِ الَّتِی بَنَاهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهَا وَ جَعَلَهُ مُتَصَرِّفاً بِهَا فَإِنَّهَا أَرْبَعَةُ أَحْوَالٍ الْحَالَةُ الْأُولَی لِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً(3) وَ فِیهَا شَبَابُهُ وَ حُسْنُهُ وَ بَهَاؤُهُ وَ سُلْطَانُ الدَّمِ فِی جِسْمِهِ.

ثُمَّ الْحَالَةُ الثَّانِیَةُ مِنْ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً إِلَی خَمْسٍ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ فِیهَا سُلْطَانُ الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ وَ قُوَّةُ غَلَبَتِهَا عَلَی الشَّخْصِ وَ هِیَ أَقْوَی مَا یَكُونُ وَ لَا یَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّی یَسْتَوْفِیَ الْمُدَّةَ الْمَذْكُورَةَ وَ هِیَ خَمْسٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً.

ثُمَّ یَدْخُلُ فِی الْحَالَةِ الثَّالِثَةِ إِلَی أَنْ تَتَكَامَلَ مُدَّةُ الْعُمُرِ(4)

سِتِّینَ سَنَةً فَیَكُونُ فِی سُلْطَانِ الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ وَ هِیَ سِنُّ الْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ الدِّرَایَةِ وَ انْتِظَامِ الْأُمُورِ وَ صِحَّةِ النَّظَرِ فِی الْعَوَاقِبِ وَ صِدْقِ الرَّأْیِ وَ ثَبَاتِ الْجَأْشِ فِی التَّصَرُّفَاتِ.

ثُمَّ یَدْخُلُ فِی الْحَالَةِ الرَّابِعَةِ وَ هِیَ سُلْطَانُ الْبَلْغَمِ وَ هِیَ الْحَالَةُ الَّتِی لَا یَتَحَوَّلُ

ص: 317


1- 1. أی یسددها، و فی المصدر و بعض النسخ« یسمنها».
2- 2. أی یستاك به.
3- 3. زاد فی المصدر: الی خمس و عشرین.
4- 4. عمره( خ).

عَنْهَا مَا بَقِیَ إِلَّا إِلَی الْهَرَمِ وَ نَكْدِ عَیْشٍ وَ ذُبُولٍ وَ نَقْصٍ فِی الْقُوَّةِ وَ فَسَادٍ فِی كَوْنِهِ (1) وَ نُكْتَتُهُ أَنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ كَانَ لَا یَعْرِفُهُ حَتَّی یَنَامَ عِنْدَ الْقُوَّةِ وَ یَسْهَرَ عِنْدَ النَّوْمِ وَ لَا یَتَذَكَّرَ مَا تَقَدَّمَ وَ یَنْسَی مَا یَحْدُثُ فِی الْأَوْقَاتِ وَ یَذْبُلُ عُودُهُ وَ یَتَغَیَّرُ مَعْهُودُهُ وَ یَجِفُّ مَاءُ رَوْنَقِهِ وَ بَهَائِهِ وَ یَقِلُّ نَبْتُ شَعْرِهِ وَ أَظْفَارِهِ وَ لَا یَزَالُ جِسْمُهُ فِی انْعِكَاسٍ وَ إِدْبَارٍ مَا عَاشَ لِأَنَّهُ فِی سُلْطَانِ الْمِرَّةِ الْبَلْغَمِ وَ هُوَ بَارِدٌ وَ جَامِدٌ فَبِجُمُودِهِ وَ بَرْدِهِ یَكُونُ فَنَاءُ كُلِّ جِسْمٍ یَسْتَوْلِی عَلَیْهِ فِی آخِرِ الْقُوَّةِ الْبَلْغَمِیَّةِ.

وَ قَدْ ذَكَرْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِی سِیَاسَةِ الْمِزَاجِ وَ أَحْوَالِ جِسْمِهِ وَ عِلَاجِهِ.

وَ أَنَا أَذْكُرُ مَا یَحْتَاجُ إِلَی تَنَاوُلِهِ مِنَ الْأَغْذِیَةِ وَ الْأَدْوِیَةِ وَ مَا یَجِبُ أَنْ یَفْعَلَهُ فِی أَوْقَاتِهِ فَإِذَا أَرَدْتَ الْحِجَامَةَ فَلْیَكُنْ فِی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً مِنَ الْهِلَالِ إِلَی خَمْسَ عَشْرَةَ فَإِنَّهُ أَصَحُّ لِبَدَنِكَ فَإِذَا انْقَضَی الشَّهْرُ فَلَا تَحْتَجِمْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مُضْطَرّاً إِلَی ذَلِكَ وَ هُوَ لِأَنَّ الدَّمَ یَنْقُصُ فِی نُقْصَانِ الْهِلَالِ وَ یَزِیدُ فِی زِیَادَتِهِ.

وَ لْتَكُنِ الْحِجَامَةُ بِقَدْرِ مَا یَمْضِی مِنَ السِّنِینَ ابْنُ (2) عِشْرِینَ سَنَةً یَحْتَجِمُ فِی كُلِّ عِشْرِینَ یَوْماً(3) وَ ابْنُ الثَّلَاثِینَ فِی كُلِّ ثَلَاثِینَ یَوْماً مَرَّةً وَاحِدَةً وَ كَذَلِكَ مَنْ بَلَغَ مِنَ الْعُمُرِ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَحْتَجِمُ فِی كُلِّ أَرْبَعِینَ یَوْماً مَرَّةً وَ مَا زَادَ فَبِحَسَبِ ذَلِكَ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْحِجَامَةَ إِنَّمَا تَأْخُذُ دَمَهَا مِنْ صِغَارِ الْعُرُوقِ الْمَبْثُوثَةِ فِی اللَّحْمِ وَ مِصْدَاقُ ذَلِكَ مَا أَذْكُرُهُ أَنَّهَا لَا تُضَعِّفُ الْقُوَّةَ كَمَا یُوجَدُ مِنَ الضَّعْفِ عِنْدَ الْفَصْدِ.

وَ حِجَامَةُ النُّقْرَةِ تَنْفَعُ مِنْ ثِقْلِ الرَّأْسِ وَ حِجَامَةُ الْأَخْدَعَیْنِ تُخَفِّفُ عَنِ الرَّأْسِ وَ الْوَجْهِ وَ الْعَیْنَیْنِ وَ هِیَ نَافِعَةٌ لِوَجَعِ الْأَضْرَاسِ.

وَ رُبَّمَا نَابَ الْفَصْدُ عَنْ جَمِیعِ ذَلِكَ وَ قَدْ یُحْتَجَمُ تَحْتَ الذَّقَنِ لِعِلَاجِ الْقُلَاعِ فِی الْفَمِ

ص: 318


1- 1. فی المصدر: تكونه، و استنكر كل شی ء كان یعرف من نفسه حتّی ینام عند القوم.
2- 2. فی المصدر: فابن.
3- 3. زاد فیه: مرة.

وَ مِنْ فَسَادِ اللِّثَةِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْجَاعِ الْفَمِ وَ كَذَلِكَ الْحِجَامَةُ بَیْنَ الْكَتِفَیْنِ تَنْفَعُ مِنَ الْخَفَقَانِ الَّذِی یَكُونُ مِنَ الِامْتِلَاءِ وَ الْحَرَارَةِ وَ الَّذِی یُوضَعُ عَلَی السَّاقَیْنِ قَدْ یَنْقُصُ مِنَ الِامْتِلَاءِ نَقْصاً بَیِّناً وَ یَنْفَعُ مِنَ الْأَوْجَاعِ الْمُزْمِنَةِ فِی الْكُلَی وَ الْمَثَانَةِ وَ الْأَرْحَامِ وَ یُدِرُّ الطَّمْثَ غَیْرَ أَنَّهَا تَنْهَكُ الْجَسَدَ.

وَ قَدْ یَعْرِضُ مِنْهَا الْغَشْیُ (1)

الشَّدِیدُ إِلَّا أَنَّهَا تَنْفَعُ ذَوِی الْبُثُورِ وَ الدَّمَامِیلِ.

وَ الَّذِی یُخَفِّفُ مِنْ أَلَمِ الْحِجَامَةِ تَخْفِیفُ الْمَصِّ عِنْدَ أَوَّلِ مَا یَضَعُ الْمَحَاجِمَ ثُمَّ یُدَرِّجُ الْمَصَّ قَلِیلًا قَلِیلًا وَ الثَّوَانِی أَزْیَدُ فِی الْمَصِّ مِنَ الْأَوَائِلِ وَ كَذَلِكَ الثَّوَالِثُ فَصَاعِداً وَ یَتَوَقَّفُ عَنِ الشَّرْطِ حَتَّی یَحْمَرَّ الْمَوْضِعُ جَیِّداً بِتَكْرِیرِ الْمَحَاجِمِ عَلَیْهِ وَ یُلَیِّنُ الْمِشْرَاطَ عَلَی جُلُودٍ لَیِّنَةٍ وَ یَمْسَحُ الْمَوْضِعَ قَبْلَ شَرْطِهِ بِالدُّهْنِ.

وَ كَذَلِكَ الْفَصْدُ یُمْسَحُ الْمَوْضِعُ الَّذِی یُفْصَدُ فِیهِ بِالدُّهْنِ فَإِنَّهُ یُقَلِّلُ الْأَلَمَ وَ كَذَلِكَ یُلَیَّنُ الْمِشْرَطُ وَ الْمِبْضَعُ بِالدُّهْنِ عِنْدَ الْحِجَامَةِ وَ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا یُلَیَّنُ الْمَوْضِعُ بِالدُّهْنِ وَ لْیُقَطِّرْ(2)

عَلَی الْعُرُوقِ إِذَا فَصَدَ شَیْئاً مِنَ الدُّهْنِ لِئَلَّا یَحْتَجِبَ فَیُضِرَّ ذَلِكَ بِالْمَفْصُودِ.

وَ لْیَعْمِدِ الْفَاصِدُ أَنْ یَفْصِدَ مِنَ الْعُرُوقِ مَا كَانَ فِی الْمَوَاضِعِ الْقَلِیلَةِ اللَّحْمِ لِأَنَّ فِی قِلَّةِ اللَّحْمِ مِنَ الْعُرُوقِ قِلَّةَ الْأَلَمِ.

وَ أَكْثَرُ الْعُرُوقِ أَلَماً إِذَا فُصِدَ حَبْلُ الذِّرَاعِ وَ الْقِیفَالِ لِاتِّصَالِهِمَا بِالْعَضَلِ وَ صَلَابَةِ الْجَلْدِ فَأَمَّا الْبَاسِلِیقُ وَ الْأَكْحَلُ فَإِنَّهُمَا فِی الْفَصْدِ أَقَلُّ أَلَماً إِذَا لَمْ یَكُنْ فَوْقَهُمَا لَحْمٌ.

وَ الْوَاجِبُ تَكْمِیدُ مَوْضِعِ الْفَصْدِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ لِیَظْهَرَ الدَّمُ وَ خَاصَّةً فِی الشِّتَاءِ فَإِنَّهُ یُلَیِّنُ الْجِلْدَ وَ یُقَلِّلُ الْأَلَمَ وَ یُسَهِّلُ الْفَصْدَ وَ یَجِبُ فِی كُلِّ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ إِخْرَاجِ الدَّمِ اجْتِنَابُ النِّسَاءِ قَبْلَ ذَلِكَ بِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ(3) سَاعَةً.

وَ یَحْتَجِمُ فِی یَوْمٍ صَاحٍ صَافٍ لَا غَیْمَ فِیهِ وَ لَا رِیحَ شَدِیدَةً وَ یَخْرُجُ مِنَ الدَّمِ بِقَدْرِ

ص: 319


1- 1. الغشوة البدنیة( خ).
2- 2. و لینقط( خ).
3- 3. باثنتی عشرة( خ).

مَا تَرَی (1)

مِنْ تَغَیُّرِهِ وَ لَا تَدْخُلُ یَوْمَكَ ذَلِكَ الْحَمَّامَ فَإِنَّهُ یُورِثُ الدَّاءَ وَ صُبَ (2) عَلَی رَأْسِكَ وَ جَسَدِكَ الْمَاءَ الْحَارَّ وَ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْ سَاعَتِكَ.

وَ إِیَّاكَ وَ الْحَمَّامَ إِذَا احْتَجَمْتَ فَإِنَّ الْحُمَّی الدَّائِمَةَ یَكُونُ فِیهِ (3)

فَإِذَا اغْتَسَلْتَ مِنَ الْحِجَامَةِ فَخُذْ خِرْقَةَ مرغری (4)

[مِرْعِزَّی] فَأَلْقِهَا عَلَی مَحَاجِمِكَ أَوْ ثَوْباً لَیِّناً مِنْ قَزٍّ أَوْ غَیْرِهِ وَ خُذْ قَدْرَ حِمَّصَةٍ مِنَ التِّرْیَاقِ الْأَكْبَرِ وَ اشْرَبْهُ (5) إِنْ كَانَ شِتَاءً وَ إِنْ كَانَ صَیْفاً فَاشْرَبِ السِّكَنْجَبِینَ الْعُنْصُلِیَّ وَ امْزُجْهُ بِالشَّرَابِ الْمُفَرِّحِ الْمُعْتَدِلِ وَ تَنَاوَلْهُ أَوْ بِشَرَابِ الْفَاكِهَةِ.

وَ إِنْ تَعَذَّرَ ذَلِكَ فَشَرَابُ الْأُتْرُجِّ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ فَتَنَاوَلْهُ بَعْدَ عَرْكِهِ نَاعِماً تَحْتَ الْأَسْنَانِ وَ اشْرَبْ عَلَیْهِ جُرَعَ مَاءٍ فَاتِرٍ.

وَ إِنْ كَانَ فِی زَمَانِ الشِّتَاءِ وَ الْبَرْدِ فَاشْرَبْ عَلَیْهِ السِّكَنْجَبِینَ الْعُنْصُلِیَّ الْعَسَلِیَّ فَإِنَّكَ مَتَی فَعَلْتَ ذَلِكَ أَمِنْتَ مِنَ اللَّقْوَةِ وَ الْبَرَصِ وَ الْبَهَقِ وَ الْجُذَامِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ امْتَصَّ مِنَ الرُّمَّانِ الْمُزِّ فَإِنَّهُ یُقَوِّی النَّفْسَ وَ یُحْیِی (6)

الدَّمَ وَ لَا تَأْكُلْ طَعَاماً مَالِحاً بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ سَاعَاتٍ فَإِنَّهُ یُخَافُ أَنْ یَعْرِضَ مِنْ ذَلِكَ الْجَرَبُ.

وَ إِنْ كَانَ (7)

شِتَاءً فَكُلْ مِنَ الطَّبَاهِیجِ إِذَا احْتَجَمْتَ وَ اشْرَبْ عَلَیْهِ مِنَ الشَّرَابِ الْمُذَكَّی الَّذِی ذَكَرْتُهُ أَوَّلًا وَ ادَّهِنْ بِدُهْنِ الْخِیرِیِّ أَوْ شَیْ ءٍ مِنَ الْمِسْكِ وَ مَاءِ وَرْدٍ(8)

وَ صُبَّ مِنْهُ عَلَی هَامَتِكَ سَاعَةَ فَرَاغِكَ مِنَ الْحِجَامَةِ.

وَ أَمَّا فِی الصَّیْفِ فَإِذَا احْتَجَمْتَ فَكُلِ السِّكْبَاجَ وَ الْهَلَامَ وَ الْمَصُوصَ أَیْضاً وَ الْحَامِضَ

ص: 320


1- 1. یری( خ).
2- 2. و اصبب( خ).
3- 3. فی المصدر و بعض نسخ الكتاب: یكون منه.
4- 4. فیه: من قز.
5- 5. من هنا الی قوله« العنصلی» غیر موجود فی المصدر.
6- 6. فی المصدر: یجلی.
7- 7. فیه: و ان شئت فكل.
8- 8. فی بعض النسخ« ماء بارد» و فی المصدر« ماء الورد».

وَ صُبَّ عَلَی هَامَتِكَ دُهْنَ الْبَنَفْسَجِ بِمَاءِ الْوَرْدِ وَ شَیْ ءٍ(1)

مِنَ الْكَافُورِ وَ اشْرَبْ ذَلِكَ الشَّرَابَ الَّذِی وَصَفْتُهُ لَكَ بَعْدَ طَعَامِكَ وَ إِیَّاكَ وَ كَثْرَةَ الْحَرَكَةِ وَ الْغَضَبِ وَ مُجَامَعَةَ النِّسَاءِ لِیَوْمِكَ.

وَ احْذَرْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ تَجْمَعَ بَیْنَ الْبَیْضِ وَ السَّمَكِ فِی الْمَعِدَةِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُمَا مَتَی اجْتَمَعَا فِی جَوْفِ الْإِنْسَانِ وُلِّدَ عَلَیْهِ النِّقْرِسُ وَ الْقُولَنْجُ وَ الْبَوَاسِیرُ وَ وَجَعُ الْأَضْرَاسِ.

وَ اللَّبَنُ وَ النَّبِیذُ الَّذِی یَشْرَبُهُ أَهْلُهُ إِذَا اجْتَمَعَا وُلِدَ النِّقْرِسُ وَ الْبَرَصُ وَ مُدَاوَمَةُ أَكْلِ الْبَیْضِ یَعْرِضُ مِنْهُ الْكَلَفُ فِی الْوَجْهِ وَ أَكْلُ الْمَمْلُوحَةِ وَ اللُّحْمَانِ الْمَمْلُوحَةِ وَ أَكْلُ السَّمَكِ الْمَمْلُوحِ بَعْدَ الْفَصْدِ وَ الْحِجَامَةِ یَعْرِضُ (2)

مِنْهُ الْبَهَقُ وَ الْجَرَبُ وَ أَكْلُ كُلْیَةِ الْغَنَمِ وَ أَجْوَافِ الْغَنَمِ یُغَیِّرُ(3) الْمَثَانَةَ.

وَ دُخُولُ الْحَمَّامِ عَلَی الْبِطْنَةِ یُوَلِّدُ الْقُولَنْجَ وَ الِاغْتِسَالُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ بَعْدَ أَكْلِ السَّمَكِ یُورِثُ الْفَالِجَ وَ أَكْلُ الْأُتْرُجِّ بِاللَّیْلِ یَقْلِبُ الْعَیْنَ وَ یُوجِبُ الْحَوَلَ وَ إِتْیَانُ المَرْأَةِ الْحَائِضِ یُورِثُ الْجُذَامَ فِی الْوَلَدِ وَ الْجِمَاعُ مِنْ غَیْرِ إِهْرَاقِ الْمَاءِ عَلَی أَثَرِهِ یُوجِبُ الْحَصَاةَ.

وَ الْجِمَاعُ بَعْدَ الْجِمَاعِ مِنْ غَیْرِ فَصْلٍ بَیْنَهُمَا بِغُسْلٍ یُورِثُ لِلْوَلَدِ الْجُنُونَ وَ كَثْرَةُ أَكْلِ الْبَیْضِ وَ إِدْمَانُهُ یُوَلِّدُ الطُّحَالَ وَ رِیَاحاً فِی رَأْسِ الْمَعِدَةِ وَ الِامْتِلَاءُ مِنَ الْبَیْضِ الْمَسْلُوقِ یُورِثُ الرَّبْوَ(4)

وَ الِانْبِهَارَ وَ أَكْلُ اللَّحْمِ النَّیِ (5)

یُوَلِّدُ الدُّودَ فِی الْبَطْنِ.

وَ أَكْلُ التِّینِ یَقْمَلُ مِنْهُ الْجَسَدُ إِذَا أُدْمِنَ عَلَیْهِ وَ شُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَقِیبَ الشَّیْ ءِ

ص: 321


1- 1. فی المصدر: و شیئا.
2- 2. فیه: قد یعرض.
3- 3. فیه: یعكر.
4- 4. الربو- بالفتح: انتفاخ الجوف، و علة تحدث فی الرئة فتصیر التنفس صعبا و الانبهار انقطاع النفس.
5- 5. أی غیر المطبوخ.

الْحَارِّ أَوِ(1)

الْحَلَاوَةِ یَذْهَبُ بِالْأَسْنَانِ وَ الْإِكْثَارُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْوَحْشِ وَ الْبَقَرِ یُورِثُ تَغَیُّرَ الْعَقْلِ وَ تَحَیُّرَ الْفَهْمِ وَ تَبَلُّدَ الذِّهْنِ وَ كَثْرَةَ النِّسْیَانِ.

وَ إِذَا أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ وَ أَنْ لَا تَجِدَ فِی رَأْسِكَ مَا یُؤْذِیكَ فَابْدَأْ قَبْلَ دُخُولِكَ بِخَمْسِ جُرَعٍ مِنْ مَاءٍ(2) فَاتِرٍ فَإِنَّكَ تَسْلَمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ وَجَعِ الرَّأْسِ وَ الشَّقِیقَةِ وَ قِیلَ خَمْسَ (3) مَرَّاتٍ یُصَبُّ الْمَاءُ الْحَارُّ عَلَیْهِ عِنْدَ دُخُولِ الْحَمَّامِ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْحَمَّامَ رُكِّبَ عَلَی تَرْكِیبِ الْجَسَدِ لِلْحَمَّامِ أَرْبَعَةُ بُیُوتٍ مِثْلَ طَبَائِعِ (4) الْجَسَدِ.

الْبَیْتُ الْأَوَّلُ بَارِدٌ یَابِسٌ وَ الثَّانِی بَارِدٌ رَطْبٌ وَ الثَّالِثُ حَارٌّ رَطْبٌ وَ الرَّابِعُ حَارٌّ یَابِسٌ وَ مَنْفَعَةُ(5) [الْحَمَّامِ] عَظِیمَةٌ یُؤَدِّی إِلَی الِاعْتِدَالِ وَ یُنَقِّی الدَّرَنَ وَ یُلَیِّنُ الْعَصَبَ وَ الْعُرُوقَ وَ یُقَوِّی الْأَعْضَاءَ الْكِبَارَ وَ یُذِیبُ الْفُضُولَ وَ یُذْهِبُ الْعَفَنَ.

فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ لَا یَظْهَرَ فِی بَدَنِكَ بَثْرَةٌ وَ لَا غَیْرُهَا فَابْدَأْ عِنْدَ دُخُولِ الْحَمَّامِ فَدَهِّنْ بَدَنَكَ بِدُهْنِ الْبَنَفْسَجِ.

وَ إِذَا أَرَدْتَ اسْتِعْمَالَ النُّورَةِ وَ لَا یُصِیبَكَ قُرُوحٌ وَ لَا شُقَاقٌ وَ لَا سُوَادٌ فَاغْتَسِلْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ قَبْلَ أَنْ تَتَنَوَّرَ.

وَ مَنْ أَرَادَ دُخُولَ الْحَمَّامِ لِلنُّورَةِ فَلْیَجْتَنِبِ الْجِمَاعَ قَبْلَ ذَلِكَ بِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ هُوَ تَمَامُ یَوْمٍ وَ لْیَطْرَحْ فِی النُّورَةِ شَیْئاً مِنَ الصَّبِرِ وَ الْأَقَاقِیَا وَ الْحُضُضِ (6)

أَوْ یَجْمَعُ

ص: 322


1- 1. فی المصدر: و الحلاوة.
2- 2. من الماء الفاتر( خ).
3- 3. خمس أكف ماء حار تصبه علی رأسك( خ).
4- 4. فی المصدر: أربع طبائع: الأول.
5- 5. منفعة الحمام( خ).
6- 6. عصارة شجرة لها زهر أصفر و فروع كثیرة تثمر حبا أسود كالفلفل، و یقال له بمصر« الخولان» و بالهندیة« فیلزهرج».

ذَلِكَ وَ یَأْخُذَ مِنْهُ الْیَسِیرَ إِذَا كَانَ مُجْتَمِعاً أَوْ مُتَفَرِّقاً وَ لَا یُلْقِی فِی النُّورَةِ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ حَتَّی تُمَاثَ النُّورَةُ بِالْمَاءِ الْحَارِّ الَّذِی طُبِخَ فِیهِ بَابُونَجٌ وَ مَرْزَنْجُوشٌ أَوْ وَرْدُ بَنَفْسَجٍ یَابِسٍ أَوْ جَمِیعُ ذَلِكَ أَجْزَاءً یَسِیرَةً مَجْمُوعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً بِقَدْرِ مَا یَشْرَبُ الْمَاءُ رَائِحَتَهُ وَ لْیَكُنِ الزِّرْنِیخُ مِثْلَ سُدُسِ النُّورَةِ.

وَ یُدْلَكُ الْجَسَدُ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنْهَا بِشَیْ ءٍ یَقْلَعُ رَائِحَتَهَا كَوَرَقِ الْخَوْخِ وَ ثَجِیرِ(1)

الْعُصْفُرِ وَ الْحِنَّاءِ وَ الْوَرْدِ وَ السُّنْبُلِ مُفْرَدَةً أَوْ مُجْتَمِعَةً.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَأْمَنَ إِحْرَاقَ النُّورَةِ فَلْیُقَلِّلْ مِنْ تَقْلِیبِهَا وَ لْیُبَادِرْ إِذَا عَمِلْتَ فِی غَسْلِهَا وَ أَنْ یُمْسَحَ الْبَدَنُ بِشَیْ ءٍ مِنْ دُهْنِ الْوَرْدِ فَإِنْ أَحْرَقَتِ الْبَدَنَ وَ الْعِیَاذُ بِاللَّهِ یُؤْخَذُ عَدَسٌ مُقَشَّرٌ یُسْحَقُ (2) نَاعِماً وَ یُدَافُ فِی مَاءِ وَرْدٍ وَ خَلٍّ یُطَّلَی (3) بِهِ الْمَوْضِعُ الَّذِی أَثَّرَتْ فِیهِ النُّورَةُ فَإِنَّهُ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الَّذِی یَمْنَعُ مِنْ آثَارِ النُّورَةِ فِی الْجَسَدِ هُوَ أَنْ یُدْلَكَ الْمَوْضِعُ بِخَلِّ الْعِنَبِ الْعُنْصُلِ الثَّقِیفِ (4)

وَ دُهْنِ الْوَرْدِ دَلْكاً جَیِّداً.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَشْتَكِیَ مَثَانَتَهُ فَلَا یَحْبِسِ الْبَوْلَ وَ لَوْ عَلَی ظَهْرِ دَابَّتِهِ (5).

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُؤْذِیَهُ مَعِدَتُهُ فَلَا یَشْرَبْ بَیْنَ طَعَامِهِ مَاءً حَتَّی یَفْرُغَ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ رَطِبَ بَدَنُهُ وَ ضَعُفَتْ مَعِدَتُهُ وَ لَمْ یَأْخُذِ الْعُرُوقُ قُوَّةَ الطَّعَامِ فَإِنَّهُ یَصِیرُ فِی الْمَعِدَةِ فِجّاً(6)

إِذَا صُبَّ الْمَاءُ عَلَی الطَّعَامِ أَوَّلًا فَأَوَّلًا.

ص: 323


1- 1. العصفر- كبرثن- زهر القرطم و یسمی البهرمان ینفع لآثار الجلد كالبهق و الكلف و الحكة، و ثجیره: ثفله.
2- 2. فی المصدر: و یسحق.
3- 3. فیه: و یطلی.
4- 4. خل ثقیف: أی حامض جدا.
5- 5. فیه: دابة.
6- 6. أی لم ینضج.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَجِدَ الْحَصَاةَ وَ عُسْرَ(1) الْبَوْلِ فَلَا یَحْبِسِ الْمَنِیَّ عِنْدَ نُزُولِ الشَّهْوَةِ وَ لَا یُطِلِ الْمَكْثَ عَلَی النِّسَاءِ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَأْمَنَ مِنْ وَجَعِ السُّفْلِ وَ لَا یَظْهَرَ بِهِ وَجَعُ (2) الْبَوَاسِیرِ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ لَیْلَةٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ بَرْنِیٍ (3)

بِسَمْنِ الْبَقَرِ وَ یَدَّهِنُ بَیْنَ أُنْثَیَیْهِ بِدُهْنِ زَنْبَقٍ خَالِصٍ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَزِیدَ فِی حِفْظِهِ فَلْیَأْكُلْ سَبْعَ مَثَاقِیلَ زَبِیباً بِالْغَدَاةِ عَلَی الرِّیقِ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَقِلَّ نِسْیَانُهُ وَ یَكُونَ حَافِظاً فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ قِطَعِ زَنْجَبِیلٍ مُرَبًّی بِالْعَسَلِ وَ یَصْطَبِغُ بِالْخَرْدَلِ مَعَ طَعَامِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَزِیدَ فِی عَقْلِهِ یَتَنَاوَلُ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ هَلِیلَجَاتٍ بِسُكَّرٍ أَبْلُوجٍ (4).

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَنْشَقَّ ظُفُرُهُ وَ لَا یَمِیلَ إِلَی الصُّفْرَةِ وَ لَا یَفْسُدَ حَوْلَ ظُفُرِهِ فَلَا یُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ إِلَّا یَوْمَ الْخَمِیسِ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُؤْلِمَهُ أُذُنُهُ فَلْیَجْعَلْ فِیهَا عِنْدَ النَّوْمِ قُطْنَةً.

وَ مَنْ أَرَادَ رَدْعَ الزُّكَامِ مُدَّةَ أَیَّامِ الشِّتَاءِ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ لُقَمٍ مِنَ الشَّهْدِ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ لِلْعَسَلِ دَلَائِلَ یُعْرَفُ بِهَا نَفْعُهُ مِنْ ضَرِّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ مِنْهُ شَیْئاً إِذَا أَدْرَكَهُ الشَّمُّ عَطِشَ وَ مِنْهُ شَیْ ءٌ یُسْكِرُ(5)

وَ لَهُ عِنْدَ الذَّوْقِ حِرَاقَةٌ شَدِیدَةٌ فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ مِنَ الْعَسَلِ قَاتِلَةٌ.

وَ لَا یُؤَخَّرُ شَمُّ النَّرْجِسِ فَإِنَّهُ یَمْنَعُ الزُّكَامَ فِی مُدَّةِ أَیَّامِ الشِّتَاءِ وَ كَذَلِكَ الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ وَ إِذَا خَافَ الْإِنْسَانُ الزُّكَامَ فِی زَمَانِ الصَّیْفِ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ خِیَارَةً وَ لْیَحْذَرِ الْجُلُوسَ فِی الشَّمْسِ.

وَ مَنْ خَشِیَ الشَّقِیقَةَ وَ الشَّوْصَةَ فَلَا یُؤَخِّرْ أَكْلَ السَّمَكِ الطَّرِیِّ صَیْفاً وَ شِتَاءً وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ صَالِحاً خَفِیفَ الْجِسْمِ وَ اللَّحْمِ فَلْیُقَلِّلْ مِنْ عَشَائِهِ بِاللَّیْلِ وَ مَنْ

ص: 324


1- 1. حصر البول( خ).
2- 2. ریاح البواسیر( خ).
3- 3. البرنی نوع من التمر، و فی بعض النسخ« مربی بسمن البقر» و هو تصحیف.
4- 4. هو السكر الذی استقصی طبخه فجعل فی أقماع صنوبریة.
5- 5. یسكن.

أَرَادَ أَنْ لَا یَشْتَكِیَ سُرَّتَهُ فَلْیَدْهُنْهَا مَتَی دَهَنَ رَأْسَهُ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَنْشَقَّ شَفَتَاهُ وَ لَا یَخْرُجَ فِیهَا بَاسُورٌ فَلْیَدْهُنْ حَاجِبَهُ مِنْ دُهْنِ رَأْسِهِ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَسْقُطَ أُذُنَاهُ وَ لَهَاتُهُ فَلَا یَأْكُلْ حُلْواً حَتَّی یَتَغَرْغَرَ بَعْدَهُ بِخَلٍّ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُصِیبَهُ الْیَرَقَانُ فَلَا یَدْخُلْ بَیْتاً فِی الصَّیْفِ أَوَّلَ مَا یَفْتَحُ بَابَهُ وَ لَا یَخْرُجْ مِنْهُ أَوَّلَ مَا یَفْتَحُ بَابَهُ فِی الشِّتَاءِ غُدْوَةً.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُصِیبَهُ رِیحٌ فِی بَدَنِهِ فَلْیَأْكُلِ الثُّومَ كُلَّ سَبْعَةِ أَیَّامٍ مَرَّةً.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَفْسُدَ أَسْنَانُهُ فَلَا یَأْكُلْ حُلْواً إِلَّا بَعْدَ كِسْرَةِ خُبْزٍ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْتَمْرِئَ طَعَامُهُ فلیستك [فَلْیَتَّكِئْ] بَعْدَ الْأَكْلِ عَلَی شِقِّهِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ یَنْقَلِبُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَی شِقِّهِ الْأَیْسَرِ حَتَّی یَنَامَ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یُذْهِبَ الْبَلْغَمَ مِنْ بَدَنِهِ وَ یَنْقُصَهُ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ بُكْرَةً شَیْئاً مِنَ الْجَوَارِشِ الْحِرِّیفِ وَ یُكْثِرُ دُخُولَ الْحَمَّامِ وَ مُضَاجَعَةَ النِّسَاءِ وَ الْجُلُوسَ فِی الشَّمْسِ وَ یَجْتَنِبُ كُلَّ بَارِدٍ مِنَ الْأَغْذِیَةِ فَإِنَّهُ یُذْهِبُ الْبَلْغَمَ وَ یُحْرِقُهُ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یُطْفِئَ لَهَبَ الصَّفْرَاءِ فَلْیَأْكُلْ كُلَّ یَوْمٍ شَیْئاً رَطْباً بَارِداً وَ یُرَوِّحُ بَدَنَهُ وَ یُقِلُّ الْحَرَكَةَ وَ یُكْثِرُ النَّظَرَ إِلَی مَنْ یُحِبُّ. وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یُحْرِقَ السَّوْدَاءَ فَعَلَیْهِ بِكَثْرَةِ الْقَیْ ءِ وَ فَصْدِ الْعُرُوقِ وَ مُدَاوَمَةِ النُّورَةِ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَذْهَبَ بِالرِّیحِ الْبَارِدَةِ فَعَلَیْهِ بِالْحُقْنَةِ وَ الْأَدْهَانِ اللَّیِّنَةِ عَلَی الْجَسَدِ وَ عَلَیْهِ بِالتَّكْمِیدِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ فِی الْأَبْزَنِ وَ یَجْتَنِبُ كُلَّ بَارِدٍ وَ یَلْزَمُ كُلَّ حَارٍّ لَیِّنٍ.

وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَذْهَبَ عَنْهُ الْبَلْغَمُ فَلْیَتَنَاوَلْ بُكْرَةَ كُلِّ یَوْمٍ مِنَ الْإِطْرِیفَلِ الصَّغِیرِ مِثْقَالًا وَاحِداً وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْمُسَافِرَ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَتَحَرَّزَ بِالْحَرِّ إِذَا سَافَرَ وَ هُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الطَّعَامِ وَ لَا خَالِی الْجَوْفِ وَ لْیَكُنْ عَلَی حَدِّ الِاعْتِدَالِ وَ لْیَتَنَاوَلْ مِنَ الْأَغْذِیَةِ الْبَارِدَةِ مِثْلَ الْقَرِیصِ (1)

وَ الْهَلَامِ وَ الْخَلِّ وَ الزَّیْتِ وَ مَاءِ الْحِصْرِمِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَطْعِمَةِ الْبَارِدَةِ.

ص: 325


1- 1. القریص: غذاء یطبخ من اللحوم اللطیفة كلحم السمك و الفرخ مع الخل أو الحموضات. و فی بعض النسخ« العرمص» و هو یطلق علی السدر و الطحلب، و فی بعضها« القریض» و هو بتشدید الراء بزر الابخرة، و الصواب ما أثبتناه فی المتن، لان الآخرین لیسا من الأغذیة، علی ان القریض حار فی اول الثالثة، و كلامه فی الأغذیة الباردة.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ السَّیْرَ(1) فِی الْحَرِّ الشَّدِیدِ ضَارٌّ بِالْأَبْدَانِ الْمَنْهُوكَةِ إِذَا كَانَتْ خَالِیَةً عَنِ الطَّعَامِ وَ هُوَ نَافِعٌ فِی الْأَبْدَانِ الْخَصِبَةِ.

فَأَمَّا صَلَاحُ الْمُسَافِرِ وَ دَفْعُ الْأَذَی عَنْهُ فَهُوَ أَنْ لَا یَشْرَبَ مِنْ مَاءِ كُلِّ مَنْزِلٍ یَرِدُهُ إِلَّا بَعْدَ أَنْ یَمْزُجَهُ بِمَاءِ الْمَنْزِلِ الَّذِی (2)

قَبْلَهُ أَوْ بِشَرَابٍ (3) وَاحِدٍ غَیْرِ مُخْتَلِفٍ یَشُوبُهُ (4) بِالْمِیَاهِ عَلَی الْأَهْوَاءِ عَلَی اخْتِلَافِهَا وَ الْوَاجِبُ أَنْ یَتَزَوَّدَ الْمُسَافِرُ مِنْ تُرْبَةِ بَلَدِهِ (5) وَ طِینَتِهِ الَّتِی رُبِّیَ عَلَیْهَا وَ كُلَّمَا وَرَدَ إِلَی مَنْزِلٍ طَرَحَ فِی إِنَائِهِ الَّذِی یَشْرَبُ مِنْهُ الْمَاءَ شَیْئاً مِنَ الطِّینِ الَّذِی تَزَوَّدَهُ مِنْ بَلَدِهِ وَ یَشُوبُ الْمَاءَ وَ الطِّینَ فِی الْآنِیَةِ بِالتَّحْرِیكِ وَ یُؤَخِّرُ قَبْلَ شُرْبِهِ حَتَّی یَصْفُوَ صَفَاءً جَیِّداً.

وَ خَیْرُ الْمَاءِ شُرْباً لِمَنْ هُوَ مُقِیمٌ أَوْ مُسَافِرٌ مَا كَانَ یَنْبُوعُهُ مِنَ الْجِهَةِ الْمَشْرِقِیَّةِ مِنَ الْخَفِیفِ الْأَبْیَضِ وَ أَفْضَلُ الْمِیَاهِ مَا كَانَ مَخْرَجُهَا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ الصَّیْفِیِّ وَ أَصَحُّهَا وَ أَفْضَلُهَا مَا كَانَ بِهَذَا الْوَصْفِ الَّذِی نَبَعَ مِنْهُ وَ كَانَ مَجْرَاهُ فِی جِبَالِ الطِّینِ وَ ذَلِكَ أَنَّهَا تَكُونُ فِی الشِّتَاءِ بَارِدَةً وَ فِی الصَّیْفِ مُلَیِّنَةً لِلْبَطْنِ نَافِعَةً لِأَصْحَابِ الْحَرَارَاتِ (6).

وَ أَمَّا الْمَاءُ الْمَالِحُ وَ الْمِیَاهُ الثَّقِیلَةُ فَإِنَّهَا(7) تُیَبِّسُ الْبَطْنَ وَ مِیَاهُ الثُّلُوجِ وَ الْجَلِیدِ رَدِیَّةٌ لِسَائِرِ الْأَجْسَادِ وَ كَثِیرَةُ الضَّرَرِ جِدّاً وَ أَمَّا مِیَاهُ السُّحُبِ فَإِنَّهَا خَفِیفَةٌ عَذْبَةٌ صَافِیَةٌ

ص: 326


1- 1. فی بعض النسخ« أن السیر الشدید فی الحار» و فی بعضها« أن یسیرا من حر الشدید.
2- 2. فی المصدر: بماء المنزل السابق أو بشراب واحد.
3- 3. او بتراب( خ).
4- 4. یسوی به فانه یصلح الاهواء علی اختلافها.( خ).
5- 5. فی المصدر: بلدته.
6- 6. الحرارة( خ).
7- 7. فی بعض النسخ« فانهما» و فی المصدر« تیبس».

نَافِعَةٌ لِلْأَجْسَامِ إِذَا لَمْ یَطُلْ خَزْنُهَا وَ حَبْسُهَا فِی الْأَرْضِ وَ أَمَّا مِیَاهُ الْجُبِّ فَإِنَّهَا عَذْبَةٌ صَافِیَةٌ نَافِعَةٌ إِنْ دَامَ جَرْیُهَا وَ لَمْ یَدُمْ حَبْسُهَا فِی الْأَرْضِ.

وَ أَمَّا الْبَطَائِحُ وَ السِّبَاخُ فَإِنَّهَا حَارَّةٌ غَلِیظَةٌ فِی الصَّیْفِ لِرُكُودِهَا وَ دَوَامِ طُلُوعِ الشَّمْسِ عَلَیْهَا وَ قَدْ یَتَوَلَّدُ مِنْ دَوَامِ شُرْبِهَا الْمِرَّةُ الصَّفْرَاوِیَّةُ وَ تَعْظُمُ بِهِ أَطْحِلَتُهُمْ.

وَ قَدْ وَصَفْتُ لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِیمَا تَقَدَّمَ مِنْ كِتَابِی هَذَا مَا فِیهِ كِفَایَةٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ وَ أَنَا أَذْكُرُ أَمْرَ الْجِمَاعِ (1)

فَلَا تَقْرَبِ النِّسَاءَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ صَیْفاً وَ لَا شِتَاءً وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَعِدَةَ وَ الْعُرُوقَ تَكُونُ مُمْتَلِئَةً وَ هُوَ غَیْرُ مَحْمُودٍ وَ یَتَوَلَّدُ مِنْهُ الْقُولَنْجُ وَ الْفَالِجُ وَ اللَّقْوَةُ وَ النِّقْرِسُ وَ الْحَصَاةُ وَ التَّقْطِیرُ وَ الْفَتْقُ وَ ضَعْفُ الْبَصَرِ وَ رِقَّتُهُ فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَلْیَكُنْ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَإِنَّهُ أَصْلَحُ لِلْبَدَنِ وَ أَرْجَی لِلْوَلَدِ وَ أَزْكَی لِلْعَقْلِ فِی الْوَلَدِ الَّذِی یَقْضِی اللَّهُ بَیْنَهُمَا.

وَ لَا تُجَامِعِ امْرَأَةً حَتَّی تُلَاعِبَهَا وَ تُكْثِرَ مُلَاعَبَتَهَا وَ تَغْمِزَ ثَدْیَیْهَا فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ غَلَبَتْ شَهْوَتُهَا وَ اجْتَمَعَ مَاؤُهَا لِأَنَّ مَاءَهَا یَخْرُجُ مِنْ ثَدْیَیْهَا وَ الشَّهْوَةَ تَظْهَرُ مِنْ وَجْهِهَا وَ عَیْنَیْهَا وَ اشْتَهَتْ مِنْكَ مِثْلَ الَّذِی تَشْتَهِیهِ مِنْهَا وَ لَا تُجَامِعِ النِّسَاءَ إِلَّا وَ هِیَ طَاهِرَةٌ.

فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَا تَقُمْ قَائِماً وَ لَا تَجْلِسْ جَالِساً وَ لَكِنْ تَمِیلُ عَلَی یَمِینِكَ ثُمَّ انْهَضْ لِلْبَوْلِ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ سَاعَتِكَ شَیْئاً فَإِنَّكَ تَأْمَنُ الْحَصَاةَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ اغْتَسِلْ وَ اشْرَبْ مِنْ سَاعَتِكَ شَیْئاً مِنَ الْمُومِیَائِیِّ بِشَرَابِ الْعَسَلِ أَوْ بِعَسَلٍ مَنْزُوعِ الرَّغْوَةِ فَإِنَّهُ یَرُدُّ مِنَ الْمَاءِ مِثْلَ الَّذِی خَرَجَ مِنْكَ.

وَ اعْلَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ جِمَاعَهُنَّ فِی بُرْجِ الْحَمَلِ أَوِ الدَّلْوِ مِنَ الْبُرُوجِ أَفْضَلُ وَ خَیْرٌ مِنْ ذَلِكَ أَنْ یَكُونَ فِی بُرْجِ الثَّوْرِ لِكَوْنِهِ شَرَفَ الْقَمَرِ وَ مَنْ عَمِلَ فِیمَا وَصَفْتُ فِی كِتَابِی هَذَا وَ دَبَّرَ بِهِ جَسَدَهُ أَمِنَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ صَحَّ جِسْمُهُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِی الْعَافِیَةَ لِمَنْ یَشَاءُ وَ یَمْنَحُهَا إِیَّاهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ

ص: 327


1- 1. زاد فی المصدر« ما هو یصلح» و فی بعض النسخ« فلا تدخل».

أَوَّلًا وَ آخِراً وَ ظَاهِراً وَ بَاطِناً(1).

و لنوضح بعض ما ربما اشتبه علی الناظر فیها قوله علیه السلام علی مثال الملك بالضم أی المملكة التی یتصرف فیها الملك فملك الجسد بفتح المیم و كسر اللام أی سلطانه هو القلب كذا فی أكثر النسخ و ربما یتوهم التنافی بینه و بین ما سیأتی من أن بیت الملك قلبه.

و یمكن رفع التنافی بأن للقلب معانی أحدها اللحم الصنوبری المعلق فی الجوف الثانی الروح الحیوانی الذی ینبعث من القلب و یسری فی جمیع البدن الثالث النفس الناطقة الإنسانیة التی زعمت الحكماء و بعض المتكلمین أنها مجردة متعلقة بالبدن إذ زعموا أن تعلقها بالبخار اللطیف المنبعث من القلب المسمی بالروح الحیوانی و بتوسطه تتعلق بسائر الجسد فإطلاقه علی الثانی لكون القلب منشأه و محله و علی الثالث لكون تعلقها أولا بما فی القلب فیحتمل أن یكون مراده علیه السلام بالقلب ثانیا المعنی الأول و به أولا أحد المعنیین الآخرین.

و فی بعض النسخ هو ما فی القلب فلا یحتاج إلی تكلف لكن یحتمل المعنی الثانی علی الظرفیة الحقیقیة و الثالث علی الظرفیة المجازیة بناء علی القول بتجرد الروح و قد یكون الكلام فیه و علی التقدیرین كونه ملك البدن ظاهر إذ كما أن الملك یكون سببا لنظام أمور الرعیة و منه یصل الأرزاق إلیهم فمنه یصل الروح الذی به الحیاة إلی سائر البدن.

و علی رأی أكثر الحكماء إذا وصل الروح الحیوانی إلی الدماغ صار روحا نفسانیا یسری بتوسط الأعصاب إلی سائر البدن فمنه یحصل الحس و الحركة فیها و إذا نفذ إلی الكبد صار روحا طبیعیا فیسری بتوسط العروق النابتة من الكبد إلی جمیع الأعضاء و به یحصل التغذیة و التنمیة و كما أن السلطان قد یأخذ من الرعایا ما یقوم به أمره كذلك یسری من الدماغ و الكبد إلیه القوة النفسانیة و القوة الطبیعیة كما مرت الإشارة إلی جمیع ذلك و سیأتی منا تحقیق آخر فی ذلك فی كتاب الإیمان

ص: 328


1- 1. طب الرضا: 115- 128.

و الكفر هو بذلك المقام أنسب فیمكن تعمیم العروق بحیث تشمل العروق المتحركة النابتة من القلب و الساكنة النابتة من الكبد و الأعصاب النابتة من الدماغ.

و المراد بالأوصال مفاصل البدن و ما یصیر سببا لوصالها(1) فإن بها تتم الحركات المختلفة من القیام و القعود و تحریك الأعضاء.

و خزانته معدته لما عرفت أن الغذاء یرد أولا المعدة فإذا صار كیلوسا نفذ صفوه فی العروق الماساریقیة إلی الكبد و بعد تولد الأخلاط فیه إلی سائر البدن لبدل ما یتحلل فالمعدة و البطن و ما احتوی علیه البطن من الأمعاء و الكبد و الأخلاط بمنزلة خزانة الملك یجمع فیهما ثم یفرق إلی سائر البدن.

و حجابه صدره لما عرفت أن اللّٰه تعالی جعله فی الصدر لأنه أحفظ أجزاء البدن لأنه فیه محاط بعظام الصدر و بفقرات الظهر و بالأضلاع و حجاب القلب بمنزلة غلاف محیط(2) به.

و الحجابان اللذان یقسمان الصدر محیطان به أیضا فهو محجوب بحجب كثیرة كما أن الملك یحتجب بحجب و حجاب كثیرة لأن الملك من وراء حجاب إذ هو بالمعنی الثانی فی القلب و هو مستور بالحجب كما عرفت فلا بد له من آلة ظاهرة توصل إلیه أحوال الأشیاء النافعة و الضارة.

و بالمعنی الثالث لما كان أدركه موقوفا علی الأعضاء و الآلات و لا یكفی فی ذلك الروح الذی فی القلب حتی یسری إلی الأعضاء التی هی محل الإدراك فیصدق أنه محجوب بالحجب بهذا المعنی.

ثم إن سائر الحواس الخمس من السامعة و الشامة و الذائقة و اللامسة و إن كانت أسوة للباصرة فی ذلك فإن بالسامعة یطلع علی الأصوات الهائلة و الأشیاء النافعة التی لها صوت فیجلبها و الضارة فیجتنبها و كذا الشامة تدله علی المشمومات

ص: 329


1- 1. لوصلها( خ).
2- 2. یحیط( خ).

الضارة و النافعة و الذائقة علی الأشیاء النافعة و السموم المهلكة و اللامسة علی الحر و البرد و غیرهما.

لكن فائدة الباصرة أكثر إذ أكثر تلك القوی إنما تدرك ما یجاورها و ما یقرب منها و الباصرة تدرك القریب و البعید و الضعیف و الشدید فلذا خصه علیه السلام بالذكر و لذلك جعلها اللّٰه فی أرفع المواضع فی البدن و أحصنها و أكشفها حتی یوحی الملك إلیهما وحی الملك كنایة عن إرادة السماع و توجه النفس إلیه و إنصاته (1)

عبارة عن توجه النفس إلی إدراكه و عدم اشتغاله بشی ء آخر لیدرك المعانی بالألفاظ التی تؤدیها السامعة.

و ریح الفؤاد هی الهواء التی یخرج من القلب إلی الرئة و القصبة و بخار المعدة تصل إلی تجاویف الرئة أو إلی الفم فیعین الكلام أو المراد ببخار المعدة الروح الذی یجری من الكبد بعد وصول الغذاء من المعدة إلیه إلی آلات النفس.

إلا بالأسنان كذا فی أكثر النسخ و تقوی الشفة بالأسنان ظاهر لأنها كالعماد له و فی بعض النسخ إلا باللسان و هو أیضا صحیح و لیس یستغنی بعضها أی بعض أدوات الصوت عن بعض لمدخلیة الجمیع فی خروج الصوت و تقطیع الحروف و إرجاع الضمیر إلی الأسنان بعید.

كما یزین النافخ فی المزمار أی كما یزین النافخ فی المزمار صوته بتردید صوته فی الأنف و قیل أی كما یزین النافخ فی المزمار صوت المزمار بثقبة تكون خلف المزمار تكون مفتوحة دائما.

و ذلك لأن الهواء یخرج بالعنف من قصبة الرئة فی حال التنفس فإذا وصل إلی الحنجرة حدثت فیه تقطیعات مختلفة لإصاغة الحروف فإذا كثرت الأهویة و ازدحمت و لم یخرج بعضها من المنخرین أشكل تقطیع الحروف و لم یتزین الصوت كما أن الثقبة التی خلف المزمار منفتحة دائما لئلا تزدحم الأهویة المتموّجة فیها فلا یحسن صوته.

ص: 330


1- 1. و اتصاله( خ).

و أیضا یعین الهواء الخارج من المنخرین علی بعض الحروف و صفات بعضها كالنون و أشباهه و كل ذلك یشاهد فیمن سد الزكام أنفه.

و أما أن أصل الحزن فی الطحال فلما عرفت أنه مفرغة للسوداء البارد الیابس الغلیظ و هی مضادة للروح فی صفاتها و فرح الروح و انبساطه إنما هو من صفاء الدم و خلوصه من الكدورات فإذا امتزج الدم بالسوداء غلظ و كثف و فسد و یفسد به الروح و لذا تری أصحاب الأمراض السوداویة دائما فی الحزن و الكدورة و الخیالات الباطلة و علاجهم تصفیة الدم من السوداء.

و الثرب غشاء علی المعدة و الأمعاء ذو طبقتین بینهما عروق و شرایین و شحم كثیر و منشؤه من فم المعدة و منتهاه عند المعاء الخامس المسمی بقولون كما مر و سبب كون الفرح منه أنه بسبب كثرة عروقه و شرایینه یجذب الدم و رطوبته إلی الكلیة فیصیر سببا لصفاء الدم و رقته و لطافته فینبسط به الروح.

من العمال أی الأعضاء و الجوارح.

إلی الملك أی القلب لما عرفت أن الروح بعد سریانه إلی الدماغ و إلی الكبد یرجع إلی القلب و سریانه من القلب إلی الأعضاء و الجوارح ظاهر.

و مثل علیه السلام لذلك مثالا و مصدقا و هو أنه إذا تناول الإنسان الدواء و ورد المعدة تصرفت فیه الحرارة الغریزیة ثم تتأدی آثاره و خواصه من طرق العروق إلی موضع الداء بإعانة الجوارح و الأعضاء فهی طرق للقلب إلی الأعضاء و أقول یحتمل أن یراد بالعمّال هنا و فی أول الخبر القوی المودّعة فی كل عضو بتوسط الروح الساری فیه و هی بكونها عمالا و نوابا للروح الذی هی فی القلب أنسب و التمثیل حینئذ أظهر لأنه یسری أثر الدواء فی العروق إلی كل عضو ثم تتصرف فیه القوی المودعة فیه من الغاذیة و النامیة و الدافعة و الماسكة و غیرها حتی یتم تأثیرها فیه كما أن الملك إذا بعث شیئا إلی عامل من عماله فهو یأخذه و یصرفه فیما یناسبه من المصالح فالمراد بالعروق فی صدر الخبر القوی المودّعة فیها و هاهنا نفس العروق.

ص: 331

و تعاهد الشی ء رعایته و محافظته و السؤال عنه و معرفته و ملاقاته و الوصیة به.

و زكی زرعها أی نما و العشب بالضم الكلاء الرطب و مراءة الطعام حسن عاقبته و عدم ترتب الضرر علیه.

من هذه الطبائع أی الأخلاط الأربعة أو الأمزجة الأربعة من الحار و البارد و الرطب و الیابس أو الأربعة المركبة من الحار الیابس و الحار الرطب و البارد الیابس و البارد الرطب.

تحب ما یشاكلها أی تطلب ما یوافقها فصاحب المزاج الحار یطلب البارد و الرطب یطلب الیابس و هكذا فاغتذ فی بعض النسخ بالغین و الذال المعجمتین أی اجعل غذاءك و فی بعضها بالمهملتین من الاعتیاد لم یغذه یقال غذوت الصبی اللبن فضمیر لم یغذه إما راجع إلی الطعام أی لم یجعل الطعام غذاء لجسده أو إلی الجسد و علی التقدیرین أحد المفعولین مقدر و الحاصل أنك إذا تناولت من الغذاء أكثر من قدر الحاجة یصیر ثقلا علی المعدة و تعجز الطبیعة عن التصرف فیه و لا ینضج و لا یصیر جزء البدن (1) و یتولد منه الأمراض و یصیر سببا للضعف و كذلك الماء أی ینبغی أن تشرب من الماء أیضا قدر الحاجة.

فسبیله أی طریقه (2)

و أكله و إدامه و فی بعض النسخ و كذلك سبیلك أی طریقتك التی ینبغی أن تسلكها و تعمل بها فی أیامه أی فی كل یوم تأكل الطعام فیه أو فی أوقاته فإن الیوم یطلق علی المقدار من الزمان مطلقا و فی بعض النسخ إبّانه بكسر الهمزة و تشدید الباء أی حینه.

و الْقَرَم محركة شدة شهوة اللحم ثم اتسع حتی استعمل فی الشوق إلی الحبیب و كل شی ء فإنه أصلح لمعدتك فإنه یسهل علیها الهضم و لبدنك فإنه یصیر جزءا له.

ص: 332


1- 1. جزء للبدن( خ).
2- 2. فی بعض النسخ: أی طریقة الطعام و أكله و آدابه.

و أزكی لعقلك أی أنمی و فی بعض النسخ بالذال و هو أنسب لأن الذكاء سرعة الفهم و شدة لهب النار و ذلك لأن مع امتلاء المعدة تصعد إلی الدماغ الأبخرة الردیة فتصیر سببا لغلظة الروح النفسانی و قلة الفهم و تكدر الحواس و أخف علی جسمك فإن البدن یثقل بكثرة الأكل.

كل البارد فی الصیف یحتمل أن یكون المراد بالبارد البارد بالفعل كالماء الذی فیه الجمد و الثلج أو البارد بالقوة بحسب المزاج كالخیار و الخس و كذا الحار یحتملهما.

و ذلك لأنه لما كان فی الصیف ظاهر البدن حارا بسبب حرارة الهواء فإذا أكل أو شرب الحار بأحد المعنیین اجتمعت الحرارتان فصار سببا لفساد الهضم و كثرة تحلیل الرطوبات و كذا أكل البارد و شربه فی الشتاء یصیر سببا لاجتماع البرودتین الموجب لقلة الحرارة الغریزیة و منه یظهر علة رعایة الاعتدال فی الفصلین المعتدلین.

و قوله علیه السلام علی قدر قوتك و شهوتك إعادة لما مر تأكیدا و إشارة إلی أن كثرة الأكل و قلته تختلفان بحسب الأمزجة فالمزاج القوی و المعدة القویة یقدران علی هضم كثیر من الغذاء و صاحب المزاج الضعیف و المعدة الضعیفة قلیل من الغذاء بالنسبة إلیه كثیر.

و ابدأ فی أول الطعام هذا إشارة إلی الترتیب بین الأغذیة بأنه إذا أراد أكل غذاء لطیف مع غذاء غلیظ بأیهما یبدأ فحكم علیه السلام بالابتداء باللطیف من الغذاء و كذا ذكره بعض الأطباء فإنه إذا عكس فیسرع إلیه هضم اللطیف و الغذاء الغلیظ لم یهضم بعد و هو فی قعر المعدة قد سد طریق نفوذ المهضوم إلی الأمعاء فیفسد المنهضم و یختلط بالغلیظ فیفسده أیضا و یصیر سببا للتخمة.

و جوزوا ذلك فیما إذا كانت المعدة خالیة من الغذاء و الصفراء و كان فی غایة الاشتهاء و أكل قلیل من الغذاء الغلیظ و مر علیه زمان حصل فیه بعض الهضم ثم أكل اللطیف لیتم هضمها معا فی زمان واحد و إذا ابتدأ فی تلك الحالة بأكل اللطیف

ص: 333

اشتملت علیه المعدة و أسرع فی هضمه فإذا أكل الغلیظ بعده لم تقبله المعدة فتنفرت منه فیفسد.

و منهم من منع من الابتداء باللطیف مطلقا معللین بأنه إذا ورد المعدة و أخذت فی هضمه كان هضمه قبل الغلیظ فینفذ فی الأمعاء و یختلط به بعض غیر المنهضم من الغلیظ و یصل إلی الأمعاء و یصیر سببا للسدة و منهم من منع من الجمع بینهما مطلقا و ما ورد فی الخبر علی تقدیر صحته هو المتبع.

ثم شرع علیه السلام فی بیان زمان الأكل و مقدار الأزمنة بین الأكلات فجعل له طریقین أحدهما أن یأكل فی كل یوم أكلة واحدة عند مضی ثمان ساعات من النهار و الثانی أن یأكل فی كل یومین ثلاث أكلات و الاعتیاد بهما لا سیما بالأول أعون علی الصوم و علی قلة النوم لكنهما مخالفان لما ورد من الأخبار فی فضل التغدی و التعشی و فضل مباكرة الغذاء و فضل السحور فی الصوم و غیر ذلك من الأخبار.

و یمكن حمله علی أنه علیه السلام علم بحسب حال المخاطب أن ذلك أصلح له فأمره بذلك فیكون ذلك لمن كانت معدته ضعیفة لا تقدر علی الهضم مرتین فی كل یوم و قد جرب أن ذلك أصلح التدابیر لأصحاب تلك الحالة.

أو یكون المراد بالغذاء ما یأكله بقدر شهوته من الأغذیة الغلیظة المعتادة فلا ینافی مباكرة الغذاء بشی ء قلیل خفیف ینهضم فی ثمان ساعات و یمنع من انصباب الصفراء فی المعدة.

بل یمكن أن یكون ما ذكره علیه السلام من الابتداء بأخف الأغذیة إشارة إلی ذلك فیحصل عند ذلك المباكرة فی الغذاء كل یوم و التعشی أیضا لأن بعد ثمان ساعات یحصل التعشی بأكثر معانیه.

و فی القاموس الوجبة الوظیفة و وجب یجب وجبا أكل أكلة واحدة فی النهار كأوجب و وجب و وجب عیاله و فرسه عودهم أكلة واحدة و الوجبة الأكلة فی الیوم و اللیلة و أكلة فی الیوم إلی مثلها من الغد انتهی.

ثم أكد علیه السلام ما ذكره مرتین لشدة الاهتمام بقلة الأكل و ترك الطعام مع

ص: 334

اشتهائه فإن هذا الاشتهاء المفرط كاذب و یذهب ذلك عند الشروع فی الهضم و انتفاخ الطعام ثم أوصاه علیه السلام بأن یشرب بعد الطعام الشراب الحلال الذی سیأتی ذكره فإنه معین (1)

علی الهضم.

ثم أخذ علیه السلام فی ذكر ما یناسب أكله و شربه و استعماله فی الفصول الأربعة و كل شهر من الشهور الرومیة التی مضی ذكرها.

فإنه روح الزمان لأنه لاعتداله و نمو الأشیاء فیه بالنسبة إلی سائر أجزاء الزمان كالروح بالنسبة إلی سائر الجسد أو لمیله إلی الحرارة و الرطوبة طبعه طبع الروح و فیه یطیب اللیل و النهار لاعتدال الهواء فیه و عدم الاختلاف الكثیر فیه بین اللیل و النهار و تلین الأرض إذ بحرارة الهواء و رطوبته تذهب الصلابة الحاصلة فی الأرض من یبس الشتاء فتنبت فیها الأعشاب و تذهب سلطنة البلغم المتولد فی الشتاء.

و یشرب الشراب أی الشراب الحلال الذی سیأتی ذكره بعد تعدیله بالماء بأن یمزح بمقدار من الماء لتقل حرارته و یحمد فیه شرب المسهل لتنقیة البدن من الفضلات و المواد المحتبسة فی الشتاء المتولدة من الأغذیة الغلیظة و هی لانسداد المسامات محتبسة فی البدن فإذا أثرت حرارة الربیع فی البدن حدثت فیها رقة و سیلان فإذا لم یدفع بالمسهل یمكن أن تتولد منها الأمراض و الدمامیل و الأورام و أشباهها و الفصد و الحجامة لما مر من تولد الدم فی هذا الفصل و هیجانه.

و یقوی مزاج الفصل لظهور الحرارة فیه فإن الشهر الأول شبیه بالشتاء بارد فی أكثر البلاد و حركة الدم و تولده فی هذا الشهر أكثر و یعالج الجماع أی یزاول و یرتكب لمناسبته لكثرة الدم و سیلانه و كثرة تولد المنی فیه و فی القاموس مرخ جسده كمنع دهنه بالمروخ و هو ما یمرخ به البدن من دهن و غیره كمرخه انتهی.

و لا یشرب الماء و فی بعض النسخ و یشرب و الأول أوفق بقول الأطباء.

ص: 335


1- 1. یعین( خ).

تصفو فیه الریاح أی من الغبار لعدم شدتها أو لحدوث الرطوبات فی الأرض أو كنایة عن عدم تضرر الناس بها و فی القاموس البقرة للمذكر و المؤنث و الجمع بقر و بقرات و بقر بضمتین و بقار و أبقور و بواقر و أما باقر و بقیر و بیقورة و باقور و باقورة فأسماء للجمع انتهی.

و الریاضة التعب و المشقة فی الأعمال زمان المرة الصفراویة لأن الفصل حار یابس و موافق لطبع الصفراء فهو یولدها و یقویها.

عن التعب لأنه بسبب شدة حرارة الهواء و تخلخل مسام البدن یتحلل كثیر من المواد البدنیة و التعب و الریاضة موجبة لزیادة التحلیل و ضعف البدن.

و أكل اللحم الدسم یوجب تهیج الصفراء و شم المسك و العنبر لیبسهما لا یناسبان الفصل و یوجبان وجع العین و الصداع و الزكام.

و بقلة الحمقاء و البقلة الحمقاء هی التی یسمونها بالفارسیة خرفت و الجداء بالكسر جمع الجدی من أولاد المعز و إنما یناسب أكل هذه اللحوم فی هذا الفصل للطافتها و سرعة هضمها و ضعف الهاضمة فی هذا الفصل لتفرق الحرارة الغریزیة و ضعف القوی.

و یحتمل أن یكون المراد باللبن الماست لشیوع استعماله فیه و هو یناسب الفصل و یحتمل اللبن الحلیب لأنه یدفع الیبوسة و یوجب تلیین الصفراء فی بعض الأمزجة.

مزاج الشراب أی الشراب الحلال بتبریده بالماء البارد البارد الرطب كالبنفسج و النیلوفر فیه یشتد السموم أی الریاح الحارة و یهیج الزكام باللیل لأن جوهر الدماغ لشدة الحرارة یضعف و یتخلخل فإذا برد الهواء باللیل تحتبس البخارات المتصاعدة إلیه فیحصل الزكام.

و اللبن الرائب الماست أو الذی أخرج زبده فی القاموس راب اللبن روبا و رءوبا خثر أی غلظ و لبن رؤب و رائب أو هو ما یمخض و یخرج زبده انتهی. و یقوی سلطان المرة السوداء أی سلطنتها و استیلاؤها لكونها

ص: 336

باردة یابسة و الفصل أیضا كذلك و لذا یكثر فیه حدوث الأمراض السوداویة.

و الحولی ما أتی علیه حول من ذی حافر و غیره و تتنفس أی تشرع فی الهبوب و المزّ بالضم بین الحامض و الحلو و لعل المراد بالتوابل هنا الأدویة الحارة و یحتمل شمولها لغیرها مما یمزج باللحم من الحمص و الماش و العدس و أشباهها و فی القاموس التابل كصاحب و هاجر و جوهر أبزار الطعام و الجمع توابل انتهی.

فیه یقطع المطر إما مطلقا أو ینقلب بالثلج و یؤید الأخیر أن فی أكثر النسخ المطر الوسمی و فی القاموس الوسمی مطر الربیع الأول انتهی و یحتمل أن یكون المعنی الأمطار الدفعیة الكبیرة القطر و لعل المراد بالبقول الحارة منها لأن ما ذكره علی التشبیه كلها حارة و یحتمل التعمیم.

و العواصف الریاح القویة الشدیدة و الحارة بالقوة هی التی حرارتها بحسب المزاج كالعسل و الظاهر أن المراد بالبارد أیضا أعم من البارد بالقوة و بالفعل بقرینة المقابلة تقوی فیه غلبة البلغم لأنه بارد رطب و الفصل أیضا كذلك.

و التجرع شرب الشی ء جرعة جرعة بالتدریج و تجرع الماء الحار یرقق البلغم و یذیبه و كذا دخول الحمام یلطف البلغم و یحلله.

و الخیری هو الذی یقال له بالفارسیة شب بو و له أنواع من ألوان مختلفة.

و یحذر فیه الحلق فی بعض النسخ الحلو(1)

و هو مخالف لقول الأطباء بل الأول أیضا و لذا حمله بعضهم علی الحلق فی موضع تؤثر برودة الهواء فی الرأس و یصیر سببا للزكام و هو خطأ لأنه قد جرب أصحاب الزكام أن ترك حلق كل الرأس أو وسطه فی الشتاء ینفعهم لعدم انصبابه علی العین و الأسنان و الصدر.

من الزبیب المنقی أی الذی أخرج حبه و الرطل مائة و ثلاثون درهما و الدرهم نصف المثقال الصیرفی و ربع عشره فی غمره أی فی مقدار من الماء یغمره

ص: 337


1- 1. الخلوة( خ).

و یستره و یرتفع عنه مقدار أربعة أصابع و هو القابل أی الماء الخفیف ماء یقبل ما یعترضه أی یعرضه من الحرارة و البرودة بسرعة صفیقة أی غیر رقیقة و من سنبل أی سنبل الطیب كما فی بعض النسخ.

و فی بعضها بعد أن یسحق كل صنف من هذه الأصناف و ینخل فی خرقة و یشد بخیط شدا جیدا و یكون للخیط طرف طویل تعلق به الخرقة المصرورة فی عود معارض به علی القدر و یكون إلقاء هذه الصرة فی القدر الوقت الذی فیه العسل ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة لینزل ما فیها قلیلا قلیلا و یغلی إلی أن یعود إلی حاله و تذهب زیادة العسل و لتكن النار لینة و یصفی و یبرد و یترك فی إناء ثلاثة أشهر مختوما علیه فإذا بلغ المدة فاشربه.

و الأوقیة تطلق علی أربعین درهما و علی سبعة مثاقیل و فی عرف الأطباء عشرة دراهم و خمسة أسباع درهم و الظاهر أن المراد هنا الثانی أو الثالث و الثالث یقرب من ستة مثاقیل و النقرس من أوجاع مفاصل الرجلین و لعل المراد بالأوجاع المذكورة ما كانت مادتها البلغم.

تغیرا فی الصور أی فی صورة الإنسان و بشرته أو فی الصور الفائضة علی الأخلاط المتولدة من الأغذیة بعد نفوذها بتوسط العروق الكبار و الصغار إلی الأعضاء لیصیر شبیها بالعضو المغتذی و یصیر جزءا منه بدلا لما یتحلل كما مرت الإشارة إلیه.

و المرتان الصفراء و السوداء و قد خولف ما بینهما أی بین كل من الحارین و كل من الباردین بأن جعل أحد الحارین لینا أی رطبا و هو الدم و الآخر یابسا و هو الصفراء و أحد الباردین رطبا و هو البلغم و الآخر یابسا و هو السوداء.

و فی بعض النسخ و اعلم أن قوی النفس تابعة لمزاجات الأبدان و مزاجات الأبدان تابعة لتصرف الهواء فإذا برد مرة و سخن مرة تغیرت لذلك الأبدان و الصور فإذا استوی الهواء و اعتدل صار الجسم معتدلا لأن اللّٰه تعالی عز و جل

ص: 338

بنی الأبدان علی أربع طبائع المرة الصفراء و الدم و البلغم و المرة السوداء فاثنتان حارتان و اثنتان باردتان و خولف بینهما فجعل حار یابس و حار لین و بارد یابس و بارد لین.

قوله علیه السلام علی أربعة أجزاء إنما خص علیه السلام تلك الأعضاء لأنها العمدة فی قوام البدن و المنبع لسائر الأعضاء و فی القاموس الشرسوف كعصفور غضروف معلق بكل ضلع أو مقط الضلع و هو الطرف المشرف علی البطن.

إن الرأس و الأذنین كأنه علیه السلام خص الدم بهذه الأعضاء لأنه لكثرة العروق و الشرایین فیها یجتمع الدم فیها أكثر من غیرها و لأنها محل الإحساسات و الإدراكات و هی إنما تحصل بالروح الذی حامله الدم و خص البلغم بالصدر لاجتماع البلاغم فیها من الدماغ و سائر الأعضاء و تكثر الریح فیها باستنشاق الهواء و خص الشراسیف بالصفراء لقرب الحرارة التی هی مجتمع الصفراء منها أو لكون تلك المرة أدخل فی خلقها و خص أسفل البطن بالسوداء لأن الطحال الذی هو محلها فیه.

سلطان الدماغ إذ هو مسلط علیه إذ بوصول البخارات الرطبة إلیه و استرخاء الأعصاب و تغلیظ الروح الدماغی یستولی النوم الذی یوجب سكون الحواس الظاهرة و به قوام البدن و قوته لاستراحة القوی عن حركاتها و إحساساتها و به یستكمل هضم الطعام و الأفعال الطبیعیة للبدن لاجتماع الحرارة فی الباطن.

علی شقك الیمنی كما قاله الأطباء لنزول الغذاء إلی قعر المعدة ثم انقلب علی الأیسر قال الأطباء لیقع الكبد علی المعدة و یسیر سببا لكثرة حرارتها فیقوی الهضم و كذلك فقم لعل المعنی ثم انتقل إلی شقك الأیمن لیكون قیامك من النوم عن الجانب الذی بدأت بالنوم علیه أولا و هو الیمین.

و هذا أیضا موافق لقول الأطباء و عللوه بانحدار الكیلوس إلی الكبد.

و هذا التفصیل مخالف لظواهر كثیرة من الأخبار الدالة علی أن النوم علی الیمین أفضل مطلقا و لو كان هذا الخبر معادلا فی السند لها لأمكن حملها علیه و سیأتی

ص: 339

بعض القول فیه إن شاء اللّٰه. القعود من اللیل أی من أوله و حدوث داء الفیل لكثرة الجلوس علی الخلاء لعله لحدوث ضعف فی الرجلین یقبل (1) بسببه المواد النازلة من أعالی البدن و فی النسخ الداء الدفین أی الداء المستتر فی الجوف.

و لیف النخل معروف و لعل المراد هنا ما یعمل من ورق الأراك و هو غیر معروف و فسره بعضهم بعرقه و لم أجده فی اللغة و یحتمل أن یكون المراد به غصن الأراك الذی عمل للاستیاك بمضغ طرفه فإنه حینئذ شبیه (2)

اللیف.

و فی بعض النسخ إن خیر ما استكت به الأشیاء المقبضة التی یكون لها ماء و لعله من إصلاح الأطباء.

و فی القاموس الْحَفَر بالتحریك سلاق فی أصول الأسنان أو صفرة تعلوها و یسكن و السلاق تقشر فی أصول الأسنان و قال الأطباء هی تشبه الخزف تركب علی أصول الأسنان و تتحجر علیها و یزعزعها أی یحركها و الإیّل كقنب و خلب و سید تیس الجبل و یقال له بالفارسیة گوزن و طریق إحراقه كما ذكره الأطباء أن یجعل فی جرة و یطین رأسه و یجعل فی التنور حتی یحرق.

و كزمازج معرب كزمازك و هو ثمرة الطرفاء و الورد هو الأحمر و الأثل هو الطرفاء و قیل هو السمر(3)

و لعله هنا أنسب و قال بعض الأطباء كزمازج هو ثمرة الأشجار الصغار من الطرفاء و حب الأثل هو ثمرة كبارها.

و الملح الأندرانی و الدرانی هو الذی یشبه البلور كما فی القانون و یسمونه بالفارسیة التركی.

ص: 340


1- 1. یقبلان( خ).
2- 2. یشبه( خ).
3- 3. السمر- بفتح السین و ضم المیم- شجر من العضاه- و هو كل شجر یعظم و له شوك- و لیس فی العضاه أجود خشبا من السمر.

و فیها سلطان المرة الصفراء إذ تقل الرطوبات فیها فتحتد فیها الصفراء.

و تقوی فی سلطان المرة السوداء لأنه تضعف و تقل الحرارة الغریزیة و الرطوبات البدنیة یوما فیوما فتغلب السوداء لكونها باردة یابسة و فی القاموس الجأش رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع و نفس الإنسان و قد یهمز و قال نكد عیشهم كفرح اشتد انتهی. فی كونه أی فی حیاته و وجوده و تكونه أی تكون الأخلاط الصالحة فیه و فی أكثر النسخ و نكتته أی دلیله و علامته.

و فی بعض النسخ من أوله هكذا و فیها سلطان المرة الصفراء و غلبتها علیه و هو أقوم ما یكون و أثقفه و ألعبه فلا یزال كذلك حتی یستوفی خمسا و ثلاثین سنة.

ثم یدخل فی الحالة الثالثة و هی من خمس و ثلاثین سنة إلی أن یستوفی ستین سنة فیكون فی سلطان السوداء و یكون أحلم ما یكون و أدربه و أكتمه سرا(1) و أحسنه نظرا فی عواقب (2)

الأمور و فكرا فی عواقبها و مداراة لها و تصرفا فیها.

ثم یدخل فی الحالة الرابعة و هی سلطان البلغم و هی الحالة التی لا یتحول عنها ما بقی و قد دخل فی الهرم حینئذ و فاته الشباب و استنكر كل شی ء كان یعرف من نفسه حتی صار ینام عند القوم و یسهر عند النوم و یذكر ما تقدم و ینسی ما یحدث به و یكثر من حیث النفس و یذهب ماء الجسم و بهاؤه إلی قوله فلجمود رطوبته فی طباعه یكون فناء جسمه.

و فی القاموس ثقف ككرم و فرح صار حاذقا خفیفا فطنا و ألعبه أی أشد میلا إلی اللعب من سائر أیام عمره. و الدربة العادة و الجرأة علی الأمر و التجربة و العقل و یمكن أن یقرأ یذكر علی بناء المفعول من التفعیل أی

ص: 341


1- 1. للسر( خ).
2- 2. و فی بعض النسخ« نظرا فی الأمور و ذكرا فی عواقبها» و الظاهر ان الصواب« نظرا فی الأمور و فكرا فی عواقبها».

لا یذكر ما تقدم حتی یذكر.

و یذبل بالذال المعجمة و الباء الموحدة یقال ذبل النبات كنصر و كرم ذبلا و ذبولا ذوی و ذبل الفرس ضمر و فی بعض النسخ بالیاء المثناة التحتانیة من قولهم ذالت المرأة أی هزلت و الشی ء هان و حاله تواضعت فیحتمل أن یكون كنایة عن انحنائه و فی بعضها بالزای و الیاء علی بناء المفعول من التفعیل أی یتفرق جمیع أجزاء بدنه كنایة عن عدم استحكام الأوصال و الأول أظهر.

و علی التقادیر عوده بضم العین تشبیها لقامة الإنسان بعود الشجر و ربما یقرأ بالفتح و یفسر بأن المعنی یقل عوده فی الأمور و لا یخفی ضعفه.

و یتغیر معهوده أی ما عهده سابقا من أحوال بدنه و روحه و الرونق الحسن و البهاء و هو بارد جامد لیس المراد بجموده یبوسته لأنه بارد رطب بل غلظته و عدم سیلانه كالماء المنجمد و عدم قابلیته للانقلاب إلی الدم.

و الأطباء حدوا سن النمو إلی ثلاثین سنة أو إلی ثمان و عشرین بحسب اختلاف الأمزجة و یسمونها سن الحداثة أیضا و بعده سن الوقوف و منتهاه خمس و ثلاثون إلی الأربعین ثم سن الانحطاط و هو من آخر سن الوقوف إلی قریب من الستین و یسمونه سن الكهولة أیضا ثم سن الشیخوخة و هو من الستین إلی آخر العمر.

قوله علیه السلام فی اثنتی عشرة لیلة قال الشیخ فی القانون یؤمر باستعمال الحجامة لا فی أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت و هاجت و لا فی آخره لأنها قد نقصت بل فی وسط الشهر حین تكون الأخلاط هائجة تابعة فی تزیدها لتزید النور فی جرم القمر یزید الدماغ فی الأقحاف و المیاه فی الأنهار ذوات المد و الجزر و أفضل أوقاتها فی النهار هی الساعة الثانیة و الثالثة انتهی.

و النقرة بالضم حفرة فی القفا فوق فقرات العنق بأربع أصابع و تحت الْقَمَحْدُوَة و هی الموضع المرتفع خلف الرأس یقع علی الأرض عند النوم علی القفا.

و الأخدعان عرقان خلف العنق من یمینه و شماله.

ص: 342

و فی القاموس القلاع كقراب الطین یتشقق إذا نضب عنه الماء و قشر الأرض یرتفع عن الكمأة و داء فی الفم انتهی و فی كتب الطب أنه قرحة تكون فی جلد الفم و اللسان مع انتشار و اتساع و یعرض للصبیان كثیرا و یعرض من كل خلط و یعرف بلونه من الامتلاء أی امتلاء الدم و كثرته.

و الطمث دم الحیض و یقال نهكه الحمی كمنع و فرح أضنته و هزلته و جهدته و البثور الصغار من الخراج.

و قال فی القانون الحجامة علی النقرة خلیفة الأكحل و ینفع من ثقل الحاجبین و العینین و یجفف الجفن و ینفع من جرب العین و البخر فی الفم و علی الكاهل خلیفة الباسلیق و ینفع من وجع المنكب و الحلق و علی أحد الأخدعین خلیفة القیفال و ینفع من ارتعاش الرأس و ینفع الأعضاء التی فی الرأس مثل الوجه و الأسنان و الضرس و الأذنین و العینین و الحلق و الأنف.

لكن الحجامة علی النقرة تورث النسیان حقا كما قال سیدنا و مولانا صاحب شریعتنا محمد صلی اللّٰه علیه و آله فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ و تضعفه الحجامة و علی الكاهل یضعف فم المعدة و الأخدعیة ربما أحدثت رعشة الرأس فلتسفل النقریة و لتصعد الكاهلیة قلیلا إلا أن یتوخی بها معالجة نزف الدم و السعال فیجب أن تنزل و لا تصعد.

و هذه الحجامة التی تكون علی الكاهل و بین الكتفین نافعة من أمراض الصدر الدمویة و الربو الدموی لكن تضعف المعدة و تحدث الخفقان و الحجامة علی الساق یقارب الفصد و ینقی الدم و یدر الطمث و من كانت من النساء بیضاء متخلخلة رقیقة الدم فحجامة الساقین أوفق لها من فصد الصافن.

و الحجامة علی القمحدوة و علی الهامة ینفع فیما ادعاه بعضهم من اختلاط العقل و الدوار و یبطئ فیما قالوا بالشیب و فیه نظر فإنها قد تفعل ذلك فی أبدان دون أبدان و فی أكثر الأبدان تسرع بالشیب و تضر بالذهن و تنفع من

ص: 343

أمراض العین و ذلك أكثر منفعتها فإنها تنفع من جربها و بثورها من المورسرج و لكنها تضر بالذهن و تورث بلها و نسیانا و رداءة فكر و أمراضا مزمنة و تضر بأصحاب الماء فی العین إلا أن تصادف الوقت و الحال التی یجب فیها استعمالها فربما لم تضر. و الحجامة تحت الذقن ینفع الأسنان و الوجه و الحلقوم و ینقی الرأس و الفكین.

و الحجامة علی القطن نافعة من دمامیل الفخذ و جربه و بثوره و من النقرس و البواسیر و داء الفیل و ریاح المثانة و الرحم و من حكة الظهر فإذا كانت هذه الحجامة بالنار شرط أو غیر شرط نفعت من ذلك أیضا و التی بشرط أقوی فی غیر الریح و التی بغیر شرط أقوی فی تحلیل الریح البارد و استئصالها هاهنا و فی كل موضع.

و الحجامة علی الفخذین من قدام ینفع من ورم الخصیتین و خراجات الفخذین و الساقین و علی أسفل الركبتین فالتی علی الفخذین ینفع من الأورام و الخراجات الحادثة فی الألیتین و علی أسفل الركبة تنفع من ضربان الركبة الكائن من أخلاط حارة و من الخراجات (1)

الردیة و القروح العتیقة فی الساق و الرجل و التی علی الكعبین تنفع من احتباس الطمث و من عرق النسا و النقرس انتهی.

قوله علیه السلام تخفیف المص هذا مما ذكره الأطباء أیضا قال فی القانون تكون الوضعة الأولی خفیفة سریعة القلع ثم یتدرج إلی إبطاء القلع و الإمهال انتهی و عللوا ذلك بوجهین الأول اعتیاد الطبیعة لئلا تتألم كثیرا و الثانی أن فی المرة الأولی تسرع الدماء القریبة من المحجمة فتجتمع سریعا و فی المرة الثانیة أبطأ لبعد المسافة فیكون زمان الاجتماع أبطأ و هكذا.

و الظاهر أنه لو كان المراد بالمرات المرات بعد الشرط فالوجه الثانی أظهر و لو كان المراد المرات قبله فالأول و كان الثانی أظهر من الخبر.

ص: 344


1- 1. الجراحات( خ).

و شرط الحاجم قطع اللحم بآلته و هی المشرط و المشراط بالكسر فیهما علی جلود لینة أی بمسحه علیها و یمسح الموضع لأنه یصیر الموضع لینا فلا یتألم كثیرا من الشرط و قال بعض الأطباء تدهین موضع الحجامة و الفصد یصیر سببا لبطء برئهما و قال الشیخ فی القانون إذا دهن موضع الحجامة فلیبادر إلی إعلاقها و لا یدافع بل یستعجل فی الشرط انتهی.

و لینقط أی و لیضع علی الموضع الذی یرید أن یفصده من العروق نقطة لئلا یشتبه عند البضع و فی بعض النسخ و لیقطر و المال واحد.

و حبل الذراع هو الورید الذی یظهر ممتدا من أُنسیّ الساعد إلی أعلاه ثم علی وحشیّه و القیفال هو الورید الذی یظهر عند المرفق علی الجانب الوحشی و الباسلیق هو ورید یظهر عند مأبض المرفق مائل إلی الساعد من وسط أُنسیّه و قد یطلق الباسلیق علی عرق آخر تحته فیسمی الأول الباسلیق الأعلی و هذا الباسلیق الإبطی لقربه من الإبط.

و الأكحل هو المعروف بالبدن بین الباسلیق و القیفال و تكمید موضع الفصد هو أن یبل خرقة بالماء الحار و یضعه علیه و قیل أو یبخر(1)

الموضع ببخار الماء الحار.

قوله علیه السلام قبل ذلك قال الأطباء بعده أیضا كذلك بل هو أضر و یمكن أن یكون التخصیص لظهور الضرر بعده أو لعدم وقوعه غالبا بعده لطروء الضعف المانع منه و الیوم الصاحی هو الذی لا غیم فیه و ما سیأتی تفسیره. و لا تدخل یومك أی قبل الحجامة أو الأعم فیكون ما سیأتی تأكیدا.

و فی القاموس المرعز و المرعزی و یمد إذا خفف و قد تفتح المیم فی الكل الزغب الذی تحت شعر العنز و فی بعض النسخ قزعونی و لم نجد له معنی و فی بعضها فرعونی و هو أیضا كذلك و قد یقرأ قزّ عونیّ نسبة إلی عون قریة علی الفرات

ص: 345


1- 1. المأبض- بكسر الباء-: باطن الركبة و المرفق.

و كل ذلك تصحیف و الأول أصوب و المحاجم مواضع الحجامة. و القزّ نوع من الإبریسم و قد یقال لا یطلق علیه الإبریسم و فی المصباح المنیر القز معرب قال اللیث هو ما یعمل منه الإبریسم و لهذا قال بعضهم القزّ و الإبریسم مثل الحنطة و الدقیق انتهی.

و أقول یستنبط منه أحد أمرین إما كون حكم القز مخالفا لحكم الإبریسم فی عدم جواز اللبس أو یكون استعمال ما لا یتم الصلاة من الحریر مجوزا للرجال و یمكن حمله علی ما إذا لم یكن قزا محضا.

و الظاهر أن التریاق الأكبر هو الفاروق و لا بد من حمله علی ما إذا لم یكن مشتملا علی الحرام كالخمر و لحم الأفاعی و الجند و أشباهها و قد مر القول فیه.

و الشراب المفرح المعتدل كشربة التفاح و السفرجل و شراب الفاكهة شربة الفواكه بعد عركه و فی بعض النسخ علكه و العرك الدلك و الحك و العلك المضغ و هو أنسب.

و فی بعض النسخ و خذ قدر حمصة من التریاق الأكبر فاشربه أو كله من غیر شراب إن كان شتاء و إن كان صیفا فاشرب السكنجبین الخلی و فی أكثر النسخ سكنجبین عسل و فی بعضها السكنجبین العنصلی العسلی أی بالخل المعمول المتخذ من بصل العنصل و فی القاموس العنصل كقنفذ و جندب و یمدان البصل البری و یعرف بالإسقال و ببصل الفار نافع لداء الثعلب و الفالج و النساء و خله للسعال المزمن و الربو و الحشرجة و یقوی البدن الضعیف انتهی و ذكر الأطباء لأصله و خله فوائد جمة لأنواع الأمراض.

من الرمان المز فی بعض النسخ الإملیسی بثلاث ساعات فی بعض النسخ بثلثی ساعة و الطیاهیج جمع طیهوج معرب تیهو.

من الشراب الزكی أی الشراب الحلال الزبیبی و السكباج معرب و كأنه شورباج الخل و فی القاموس الهلام كغراب طعام من لحم عجل بجلدة أو مرق السكباج المبرد المصفی من الدهن و قال المصوص كصبور طعام من لحم

ص: 346

یطبخ و ینقع فی الخل أو یكون من لحم الطیر خاصة انتهی.

و قیل الهلام لحم البقر أو العجل أو المعز یطبخ بماء و ملح ثم یخرج و یوضع حتی یذهب ماؤه ثم یطبخ البقول الباردة مع الخل و یطرح فیه ذلك اللحم ثم یؤكل و المصوص مطبوخ من لحم الدراج أو الدیك و یطبخ فی الخل و البقول الباردة.

قوله علیه السلام یومك أی یوم حجامتك الذی یشربه أهله أی الفساق و المخالفون المحللون له و فی القاموس النقرس بالكسر ورم و وجع فی مفاصل الكعبین و أصابع الرجلین و قال الكلف محركة شی ء یعلو الوجه كالسمسم و لون بین السواد و الحمرة و حمرة كدرة تعلو الوجه.

قوله یغیر المثانة و فی بعض النسخ یعكر أی یصیر سببا لحجر المثانة و ما هو مبدأ تولده فی القاموس العكر محركة دردی كل شی ء عكر الماء و النبیذ كفرح و عكره تعكیرا و أعكره جعله عكرا و جعل فیه العكر و البطنة بالكسر امتلاء المعدة من الطعام و علل ذلك بأنه بسبب حرارة الحمام ینجذب الغذاء المنهضم إلی الأمعاء فیصیر سببا للسدة و القولنج یورث الفالج إذ یتولد من السمك الطری بلغم لزج هو مادة الفالج و الماء البارد یضعف الأعصاب و یقوی المادة.

یورث الجذام قیل لأن النطفة حینئذ تستمد من الدم الكثیف الغلیظ السوداوی من غیر إهراق الماء أی البول بعده و ما قیل إن المراد به الجماع بغیر إنزال فهو بعید یأبی عنه قوله علی أثره مع أن ما ذكرنا مصرح به فی أخبار أخری و إهراق الماء كنایة شائعة عن البول فی عرف العرب و العجم و قیل المراد الجماع بعد الجنابة من غیر غسل بینهما و هو یوجب التكرار إلا أن یخص هذا بالجنابة بغیر الجماع فیصیر أبعد و فی القاموس سلق الشی ء أغلاه بالنار انتهی و الربو بالفتح ضیق النفس و البهر بالضم نوع منه و فی القاموس

ص: 347

هو انقطاع النفس من الإعیاء و قد انبهر انتهی.

و ربما یفرق بین الربو و الانبهار بأن الأول یحدث من امتلاء عروق الرئة و الثانی من امتلاء الشرایین. و النی بكسر النون و تشدید الیاء الذی لم ینضج و أصله الهمزة فقلبت یاء و لعله أعم من أن لم یطبخ أصلا أو طبخ و لم ینضج.

یقمل منه الجسد قیل لأن تولد القمل من الرطوبات المعفنة التی تدفعها الطبیعة إلی ظاهر الجلد و من خواص التین دفع الفضلات إلی مسام البدن فیصیر سببا لمزید تولد القمل. و شرب الماء البارد عقیب الحار لأن أكل الحار و شربه یوجبان تخلخل المسام فینفذ فیها البارد إلی أصول الأسنان فیضر بها و كذا بعد الحلو أیضا یضر لهذه العلة.

قوله علیه السلام یورث تغیر العقل إذ حدة الذهن و ذكاء الفهم إنما یكون من صفاء الروح و لطافته و إدمان أكل هذه اللحوم یوجب تولد الأخلاط السوداویة و الدم الغلیظ الكثیف فی البدن فیغلظ و یكثف الروح بسببه فیعجز عن الحركات الفكریة.

و أما النسیان فلاستیلاء البرودة و الرطوبة علی الدماغ لكن هذا فی لحوم الوحش بعید لأن أكثرها حارة و لذا قیل لعل كثرة یبسها تصیر سببا لكثرة یبس الدماغ فلا یقبل الصور بسرعة فلذا یصیر سببا للنسیان.

قبل دخولك لعل المعنی قبل دخول الماء و فی بعض النسخ عند دخول الحمام و هو أظهر و فی القاموس فتر الماء سكن حره و هو فاتر و فاتور انتهی و فی بعض النسخ فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حارا و قیل خمس مرات یصب الماء الحار و فی بعض النسخ خمس أكف ماء حارا تصبها علی رأسك.

البیت الأول أی المسلخ بارد یابس لتأثیر حرارة الحمام فیه و قلة الرطوبة و الثانی بارد رطب لكثرة الماء و قلة الحرارة المجففة و الثالث حار رطب لكثرة الحرارة و الرطوبة و تعادلهما و تقاومهما.

ص: 348

و الرابع حار یابس لغلبة الحرارة علی الرطوبة و لعل المراد بها إحداث تلك الآثار فی البدن لا أنها فی نفسها طبعها كذلك.

إلی الاعتدال أی اعتدال مزاج الإنسان و الأعضاء الكبار كالرأس و الید و الرجل و الفخذ و العفن بالتحریك أی العفونة أو بكسر الفاء أی الخلط العفن و هذا أظهر و فی بعض النسخ و العفونات و فی بعضها العقق بالتحریك و هو الشقاق فی البدن. أو ورد بنفسج فی بعض النسخ و بنفسج فالمراد بالورد الورد الأحمر.

بقدر ما یشرب الماء إما بیان لقدر الأجزاء و قلتها أو لمقدار الطبخ مثل سدس النورة و فی بعض النسخ ثلث النورة و فی بعضها و لتكن النورة و الزرنیخ مثل ثلثها و فی بعضها و لیكن زرنیخ النورة مثل ثلثها. و ثجیر العصفر أی ثفله قال فی القاموس ثجر التمر خلطه بثجیر البسر أی ثفله.

و السنبل فی بعض النسخ و النیل و فی بعضها و السك و فی القاموس السُّكُّ بالضم طیب یتخذ من الرامك مدقوقا منخولا معجونا فی الماء و یعرك شدیدا و یمسح بدهن الخیری لئلا یلصق بالأناء و یترك لیلته (1)

ثم یسحق السك و یلقمه و یعرك شدیدا و یقرص و یترك یومین ثم یثقب بمسلة و ینظم فی خیط قنب و یترك سنة و كلما عتق طابت رائحته انتهی.

من تقلیبها أی عند عملها لأنه تشتد حرارته بكثرة التقلیب أو عند طلیها علی البدن لأنه یشتد اختلاطه بالجلد و ینفذ فی مسامه فیحرق و لعله أظهر.

إذا عمل أی طلی بها و یحمل علی ما إذا أزال الشعر و الضمیر راجع إلی النورة بتأویل الدواء.

و قیل المراد أنه إذا أراد عمل النورة فلیغسل النورة أولا كما هو المقرر عند الأطباء فی عمل مرهم النورة ثم یدخل فیها الزرنیخ فتقل حدتها و فی بعض

ص: 349


1- 1. لیلة( خ).

النسخ عملت أی النورة فی إزالة الشعر و هو أظهر.

من آثار النورة أی مما یحدث أحیانا بعد النورة من سواد البدن أو جراحة أو غیر ذلك و فی بعض النسخ من تبثیر النورة أی إحداث البثور فی الجسد و فی القاموس خل ثقیف كأمیر و سكین حامض جدا.

و المثانة محل اجتماع البول و لو علی ظهر دابة أی ینزل و یبول و لا یؤخره إلی وقت النزول و لو كان قریبا و أن لا تؤذیه عطف علی أن لا تشتكی و من فعل ذلك أی الشرب فی أثناء الطعام و الفج بالكسر الذی لم ینضج.

قوة الطعام أی الذی یصیر سببا لقوة الأعضاء من الطعام لأن الغذاء الذی لم ینضج لا تجذبها العروق و إن جذبتها لا تصیر غذاء للأعضاء و جزءا لها بل توجب فسادها أن لا یجد الحصاة أی حجر المثانة و لا یطل المكث أی لا یطیل المجامعة اختیارا بالتمكث و حبس المنی و وجع السفل أی أسافل البدن أو خصوص المقعدة تربی بسمن البقر لعل المراد خلطها به و فی بعض النسخ برنی بالباء الموحدة و النون و هو نوع من التمر لكنه كان الأصوب حینئذ برنیات فی القاموس البرنی تمر معروف أصله برنیك أی الحمل الجید و فی بعض النسخ لیس شی ء منهما و لعله أصوب و المراد بریاح البواسیر عللها و أنواعها أو الریاح التی تحدث من البواسیر علی الریق أی قبل أن یأكل شیئا و یصطبغ أی یجعله صبغا و إداما.

و فی بعض النسخ بالحاء من الاصطباح و هو الأكل أو الشرب فی الصباح و الغداة و فی القاموس أبلوج السكر معرب و لعل المراد هنا ما یسمی بالفارسیة النبات (1) و المراد سحق الهلیلج معه أو ما ربی به و فی بعض النسخ و من أراد أن یزید فی عقله فلا یخرج كل یوم بالغداة حتی یلوك ثلاث إهلیلجات سود مع سكر طبرزد.

ص: 350


1- 1. نبات( ظ).

إذا أدركه الشم فی بعض النسخ و ذلك أن منه ما أدركه عطش و منه ما یسكر و له عند الذوق حرقة شدیدة.

و قال فی القانون عند ذكر أنواع العسل و خواصه و من العسل جنس حرِّیف (1) سمّی ثم قال الحریف من العسل الذی یعطش شمه و أكله یورث ذهاب العقل بغتة و العرق البارد انتهی فیمكن أن یكون فی النسخة الأولی أیضا عطش بالشین المعجمة.

و لا تؤخر شم النرجس فی بعض النسخ و شم النرجس یؤمن من الزكام و كذلك الحبة السوداء أی شمها قال فی القانون الشونیز ینفع من الزكام خصوصا مقلوا مجعولا فی خرقة كتان و یطلی علی جبهة من به صداع بارد و إذا نقع فی الخل لیلة ثم سحق ناعما فی الغد و استعط به و تقدم إلی المریض حتی یستنشقه نفع من الأورام المزمنة فی الرأس و من اللقوة انتهی.

و فی القاموس الشقیقة كسفینة وجع یأخذ نصف الرأس و الوجه و قال الشوصة وجع فی البطن أو ریح تعقب (2)

فی الأضلاع أو ورم فی حجابها من داخل و اختلاج العرق انتهی.

و فسرت الشوصة فی القانون و غیره بذات الجنب و فی بعض النسخ و من خشی الشقیقة و الشوصة فلا ینام حتی یأكل السمك إلخ.

أن لا تسقط أذناه و لهاته فی القاموس اللّٰهاة اللحمة المشرفة علی الحلق انتهی و هی التی تسمی بالملاذة و سقوطها استرخاؤها و تدلیها للورم العارض لها و قیل المراد بالأذنین هنا اللوزتان الشبیهتان باللوز فی طرفی الحلق و یسمیها الأطباء أصول الأذنین لقربهما منهما.

من الجوارش الحریف كالكمونی و الفلافلی و أشباههما لهب الصفراء بسكون الهاء و التحریك و فی بعض النسخ لهیب.

ص: 351


1- 1. الحریف: ذو الحرافة، و هی طعم یلدغ اللسان.
2- 2. أی تترد، و فی بعض النسخ« تعتقب».

و فی القاموس اللّٰهب و اللّٰهیب اشتعال النار و فی بعض النسخ و من أراد أن یطفئ المرة الصفراء فلیأكل كل بارد لین و یریح بدنه و یقل الانتصاب و یكثر النظر و الظاهر أن المراد بالترویح تحریك الهواء بالمروحة و قیل المراد إراحة البدن بقلة الحركة و هو بعید و أبعد منه ما قیل إنه استعمال الروائح الطیبة نعم علی نسخه یریح المعنی الوسط أنسب.

و مداومة النورة فی بعض النسخ و الاطلاء بالنورة بالتكمید لعل المراد به صب الماء الحار مجازا أو بل خرقة به و وضعه علی الجسد.

و الأبزن ظرف فیه ماء حار بأدویة یجلس المریض فیه قال فی القاموس الكماد ككتاب خرقة وسخة تسخن و توضع علی الموجوع یستشفی بها من الریح و وجع البطن كالكمادة و تكمید العضو تسكینه بها و قال الأبزن مثلثة الأول حوض یغتسل فیه و قد یتخذ من نحاس معرب آب زن و قال القریص ضرب من الأدم و فی بعض النسخ بالغین و الضاد المعجمتین و هو اللحم الطری.

و فی القاموس الهلس الدقة و الضمور مرض السل كالهلاس بالضم هلس كعنی فهو مهلوس و هلسه المرض یهلسه هزله و الهوالس الخفاف الأجسام انتهی و استعیر الخصب هنا للسمن.

أو بشراب واحد أی یأخذ ماء جیدا من أول المنازل أو عرضها ثم یمزجه بالماء فی كل منزل.

و فی بعض النسخ أو بتراب أی بتراب عذب أخذه معه یمزجه كل منزل بالماء یشوبه بالمیاه علی اختلافها فی بعض النسخ یسوی به فإنه یصلح الأهواء علی اختلافها یسوی به أی یصلح به الماء و ذكر محمد بن زكریا و غیره من الأطباء ضم الماء المنزل السابق بماء المنزل اللاحق أو إدخال قلیل من الخل فیه و كذا ذكروا خلط تراب بلده و وطنه فی الماء عند النزول و الصبر إلی أن یصفو الماء.

و أما كون أفضل المیاه ما كان مخرجها من مشرق الشمس فهو خلاف المشهور بین أكثر الأطباء و جریانه علی الطین موافق لهم قال الشیخ فی القانون المیاه

ص: 352

مختلفة لا فی جوهر المائیة و لكن بحسب ما یخالطها و بحسب الكیفیات التی تغلب علیها فأفضل المیاه میاه العیون و لا كل العیون و لكن ماء العیون الحرة الأرض التی لا یغلب علی تربتها شی ء من الأحوال و الكیفیات الغریبة أو تكون حجریة فیكون أولی بأن لا یعفن عفونة الأرضیة لكن التی من طینة حرة خیر من الحجریة و لا كل عین حرة بل التی هی مع ذلك جاریة و لا كل جاریة بل الجاریة المكشوفة للشمس و الریاح فإن هذا مما یكتسب به الجاریة فضیلة و أما الراكدة فربما اكتسب بالكشف رداءة لا یكسبها بالغور و الستر.

و اعلم أن المیاه التی تكون طینة المسیل خیر من التی تجری علی الأحجار فإن الطین ینقی الماء و یأخذ منه الممتزجات الغریبة و یروقه و الحجارة لا تفعل ذلك لكنه یجب أن یكون طین مسیلها حرا لا حمئة و لا سبخة و لا غیر ذلك فإن اتفق أن كان هذا الماء غمرا شدید الجریة یحیل بكثرته ما یخالطه إلی طبیعته یأخذ إلی الشمس فی جریانه فیجری إلی المشرق و خصوصا إلی الصیفی أعنی المطلع الصیفی منه فهو أفضل لا سیّما إذا بعد جدا من مبدئه ثم ما یتوجه إلی الشمال و المتوجه إلی المغرب بالجنوب ردی و خصوصا عند هبوب الجنوب و الذی ینحدر من مواضع عالیة مع سائر الفضائل أفضل انتهی.

و فی بعض النسخ و أفضل المیاه التی تجری بین مشرق الشمس الصیفی و مغرب الشمس الصیفی إلی قوله فی جبال الطین لأنها تكون حارة إلی قوله و أما المیاه المالحة الثقیلة فإنها تیبس البطن علی بناء التفعیل.

و الجلید ما یسقط علی الأرض من الندی فیجمد فیحتمل شموله لماء الجمد أیضا و لا ینافی كون الماء المبرد بالجمد نافعا كما ذكره الأطباء و بعضهم فسره عنا بماء البرد و هو بعید نعم یمكن شمول الثلج له مجازا قال فی القانون و أما میاه الآبار و القنی (1) بالقیاس إلی ماء العیون فردیة ثم قال و أما المیاه الجلیدیة

ص: 353


1- 1. القنی- بكسر الأول و فتح الثانی- جمع القناة، و هی ما یحفر فی الأرض لیجری فیه الماء.

و الثلجیة فغلیظة.

و المیاه الراكدة خصوصا المكشوفة الآجامیة ردیة ثقیلة إنما تبرد فی الشتاء بسبب الثلوج و یولد البلغم و تسخن فی الصیف بسبب الشمس و العفونة فیولد المرار و لكثافتها و اختلاط الأرضیة بها و تحلل اللطیف منها تولد فی شاربیها أطحلة و ترق مراقهم (1) و تجسأ أحشاءهم و تقضف منهم الأطراف و المناكب و الرقاب و یغلو علیهم شهوة الأكل و العطش و تحبس بطونهم و یعسر قیئهم و ربما وقعوا فی الاستسقاء لاحتباس المائیة فیهم و ربما وقعوا فی زلق الأمعاء و ذات الرئة و الطحال و یضمر أرجلهم و تضعف أكبادهم و تقل من غذائهم بسبب الطحال و یتولد فیهم الجنون و البواسیر و الدوالی و ذات الرئة و الأورام الرخوة فی الشتاء و یعسر علی نسائهم الحمل (2) و الولادة إلی آخر ما ذكره من المفاسد و الأمراض.

و قال الجمد و الثلج إذا كان نقیا غیر مخالط لقوة ردیة فسواء حلل ماء أو برد به الماء من خارج أو ألقی فی الماء فهو صالح و لیس یختلف حال أقسامه اختلافا كثیرا فاحشا إلا أنه أكثف من سائر المیاه و یتضرر به صاحب وجع العصب و إذا طبخ عاد إلی الصلاح.

و أما إذا كان الجمد من میاه ردیة أو الثلج مكتسبا قوة غریبة من مساقطه فالأولی أن یبرد به الماء محجوبا عن مخالطته.

و قال فی موضع آخر المیاه الردیة هی الراكدة البطائحیة و الغالب علیها طعم غریب و رائحة غریبة و الكدرة الغلیظة الثقیلة الوزن و المبادرة إلی التحجر و التی یطفو(3) علیها غشاء ردی و یحمل فوقها شیئا غریبا انتهی.

ص: 354


1- 1. مراق البطن- بتشدید القاف-: مارق منه و لان. و جسأ الید من العمل: صلب و قضف: نحف و دق و فی بعض النسخ باهمال الصاد، و هو- علی تقدیر الصحة- من قصف العود: إذا صار خوارا ضعیفا.
2- 2. فی بعض النسخ: الحبل.
3- 3. أی یعلو فوقها.

إن دام جریها أی كثر النزح منها أو المراد بها القنوات و أما البطائح أی المیاه الراكدة فیها و فی القاموس البطیحة و البطحاء و الأبطح مسیل واسع فیه دقاق الحصا و الجمع أباطح و بطاح و بطائح انتهی.

و التقطیر أی تقطیر البول من غیر إرادة لأن ماءها یخرج من ثدییها قیل أی عمدة مائها فإن المشهور بین الأطباء أن المنی یخرج من جمیع الجسد و فی بعض النسخ فإنك إذا فعلت ذلك اجتمع ماؤها و عرفت الشهوة و ظهرت عند ذلك فی عینیها و وجهها و اشتهت منك الذی تشتهیه منها.

و أقول كل ذلك ذكرها الأطباء فی كتبهم من الملاعبة التامة لیتحرك منی المرأة و یذوب و دغدغة الثدی لیهیج شهوتها و تتحرك منها لأن الثدی شدید المشاركة للرحم قالوا فإذا تغیرت هیئة عینها إلی الاحمرار بسبب قوة اللذة فعند ذلك یتحرك الروح إلی الظاهر و یصحبه الدم و یظهر ذلك فی العین لصفاء لونه.

و قد یتغیر شكل العین و ینقلب سواده إلی الفوق لأنه شدید المشاركة لآلات التناسل خصوصا للرحم و تواتر(1)

نفسها و طلبت التزام الرجل أولج الذكر و صب المنی لیتعاضد المنیان.

قوله علیه السلام و لكن تمیل أی تتكئ علی یمینك إلا طاهرة أی من الحیض و النفاس و فی بعض النسخ و لا تجامعها إلا و هی طاهرة فإذا فعلت ذلك كان أروح لبدنك و أصح لك إذا اتفق الماءان عند التمازج نتاج الولد بإذن اللّٰه عز و جل إلی قوله مثل الذی خرج منك و لا تكثر إتیانهن تباعا فإن المرأة تحمل من القلیل و تقذف الكثیر و لیس فیها و اعلم إلی قوله شرف القمر و هو أظهر.

و شرف القمر فی (2)

الدرجة الثالثة من الدلو و قیل علة مناسبة الحمل للجماع لكونه من البروج الناریة المذكرة المناسبة للشهوة و فیه شرف الشمس و مناسبة الدلو لكونه من البروج الهوائیة الحارة الرطبة و موجبة لزیادة الدم و الروح و الثور لأنه بیت

ص: 355


1- 1. الظاهر أنّه سقط هاهنا شی ء أو وقع تصحیف.
2- 2. من( خ).

الزهرة المتعلقة بالنساء و الشهوات و لعل ذكر هذه الأمور و إن كان منه علیه السلام لبعض المصالح موافقة لما اشتهر فی ذلك الزمان عند المأمون و أصحابه من العمل بآراء الحكماء و التفوه بمصطلحاتهم.

و كان أكثر ما ورد فی هذه الروایة من هذا القبیل كما أومأ علیه السلام إلیه فی أول الرسالة حیث قال من أقاویل القدماء و نعود إلی قول الأئمة علیهم السلام و فی بعض النسخ آخر الرسالة هكذا.

و اعلم أن من عمل بما وصفت فی كتابی هذا و دبر جسده و لم یخالفه سلم بإذن اللّٰه تعالی من كل داء و صح جسمه بحول اللّٰه و قوته و اللّٰه یرزق العافیة من یشاء و یمنح الصحة بلا دواء فلا یجب أن یلتفت إلی قول من یقول ممن لا یعلم و لا ارتاض بالعلوم و الآداب و لا یعرف ما یأتی و ما یذر طال ما أكلت كذا فلم یضرنی و فعلت كذا و لم أر مكروها و إنما هذا القائل فی الناس كالبهیمة البهماء و الصورة الممثلة لا یعرف ما یضره مما ینفعه و لو أصیب اللص أول ما یسرق فعوقب لم یعد و لكانت عقوبته أسهل و لكنه یرزق الإمهال و العافیة فیعاود ثم یعاود حتی یؤخذ علی أعظم السرقات فیقطع و یعظم التنكیل به و ما أورده عاقبة طمعه و الأمور كلها بید اللّٰه سیدنا و مولانا جل و علا و إلیه نرجع و نصیر و هو حسبنا و نعم الوكیل و لا حول و لا قوة إلا باللّٰه العلی العظیم.

قال أبو محمد الحسن القمی فلما وصلت هذه الرسالة من أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السلام إلی المأمون قرأها و فرح بها و أمر أن تكتب بالذهب و أن تترجم بالرسالة المذهبة و فی بعض النسخ بالرسالة الذهبیة فی العلوم الطبیة.

أقول: لعل المشبه به سارق أخذه الملوك و حكام العرف و إلا فحاكم الشرع یقطع یده فی أول مرة أو المراد به من أخذ أقل من النصاب فإنه یعزر لو ثبتت سرقته و لو لم تثبت و اجترأ و تعدی إلی أن بلغ النصاب تقطع یده. و ما أورده علی المعلوم عطفا علی التنكیل أی یعظم ما أورده علیه عاقبة طمعه أو ما أورده مبتدأ و عاقبة خبره و علی الأخیر یمكن أن یقرأ علی بناء المجهول علی الحذف و الإیصال.

ص: 356

مراجع التصحیح و التخریج و التعلیق

قوبل هذا الجزء بعدّة نسخ مطبوعة و مخطوطة، منها النسخة المطبوعة بطهران سنة (1305) المعروفة بطبعة أمین الضرب، و منها النسخة المطبوعة بتبریر و منها النسخة المخطوطة النفیسة لمكتبة صاحب الفضیلة السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر ب «المحدّث» و اعتمدنا فی التخریج و التصحیح و التعلیق علی كتب كثیرة نسرد بعض أسامیها:

«1»- القرآن الكریم.

«2»- تفسیر علیّ بن إبراهیم القمّی المطبوع سنة 1311 فی ایران

«3»- تفسیر فرات الكوفیّ المطبوع سنة 1354 فی النجف

«4»- تفسیر مجمع البیان المطبوع سنة 1373 فی طهران

«5»- تفسیر أنوار التنزیل للقاضی البیضاویّ المطبوع سنة 1285 فی استانبول

«6»- تفسیر مفاتیح الغیب للفخر الرازیّ المطبوع سنة 1294 فی استانبول

«7»- الاحتجاج للطبرسیّ المطبوع سنة 1350 فی النجف

«8»- اصول الكافی للكلینی المطبوع سنة- فی طهران

«9»- الاقبال للسیّد بن طاوس المطبوع سنة 1312 فی طهران

«10»- تنبیه الخواطر لورّام بن أبی فراس المطبوع سنة- فی طهران

«11»- التوحید للصدوق المطبوع سنة 1375 فی طهران

«12»- ثواب الأعمال للصدوق المطبوع سنة 1375 فی طهران

«13»- الخصال الأعمال للصدوق المطبوع سنة 1374 فی طهران

«14»- الدرّ المنثور للسیوطیّ

«15»- روضة الكافی للكلینی المطبوع سنة 1374 فی طهران

ص: 357

«16»- علل الشرائع الصدوق المطبوع سنة 1378 فی قم

«17»- عیون الأخبار للصدوق المطبوع سنة 1377 فی قم

«18»- فروع الكافی للكلینی المطبوع سنة- فی-

«19»- المحاسن للبرقیّ المطبوع سنة 1371 فی طهران

«20»- معانی الاخبار للصدوق المطبوع سنة 1379 فی طهران

«21»- مناقب آل أبی طالب لابن شهرآشوب المطبوع سنة 1378 فی قم

«22»- من لا یحضره الفقیه للصدوق المطبوع سنة 1376 فی طهران

«23»- نهج البلاغة للشریف الرضی المطبوع سنة- فی مصر

«24»- اسد الغایة لعزّ الدین ابن الأثیر المطبوع سنة- فی طهران

«25»- تنقیح المقال للشیخ عبد اللّٰه المامقانی المطبوع سنة 1350 فی النجف

«26»- تهذیب الاسماء و اللغات للحافظ محیی الدین بن شرف النوری المطبوع فی مصر

«27»- جامع الرواة للاردبیلی المطبوع سنة 1331 فی طهران

«28»- خلاصة تذهیب الكمال للحافظ الخزرجی المطبوع سنة 132 فی مصر

«29»- رجال النجاشی المطبوع-- فی طهران

«30»- روضات الجنات للمیرزا محمّد باقر الموسوی المطبوع سنة 1367 فی طهران

«31»- الكنی و الألغاب للمحدّث القمی المطبوع-- فی صیدا

«32»- لسان المیزان لابن حجر العسقلانی المطبوع-- فی حیدرآباد الدكن

«33»- الرواشح السماویة للسید محمّد باقر الحسینی الشهیر بالداماد المطبوع سنة 1311 فی ایران

«34»- القبسات للسید محمّد باقر الحسینی الشهیر بالداماد المطبوع سنة 1315 فی ایران

«35»- رسالة مذهب ارسطاطا لیس للسید محمّد باقر الحسینی الشهیر بالداماد المطبوعة بهامش القبسات

«36»- اثولوجیا المنسوب إلی ارسطاطا لیس المطبوعة بهامش القبسات

ص: 358

«37»- رسالة الحدوث لصدر المتألهین المطبوع سنة 1302 فی ایران

«38»- الشفاء للشیخ الرئیس ابی علی بن سینا المطبوع سنة 1303 فی ایران

«39»- شرح التجرید تألیف المحقق الطوسی للعلامة الحلّیّ المطبوع سنة 1367 فی قم

«40»- عین الیقین للمولی محسن الفیض الكاشانی المطبوع سنة 1313 فی طهران

«41»- مروج الذهب للمسعودی المطبوع سنة 1346 فی مصر

«42»- القاموس لمحیط للفیروزآبادی المطبوع سنة 1332 فی مصر

«43»- الصحاح للجوهریّ المطبوع سنة 1377 فی مصر

«44»- النهایة لمجد الدین ابن الاثیر المطبوع سنة 1311 فی مصر

ص: 359

كلمة المصحّح

بسمه تعالی إلی هنا تمّ الجزء السادس من المجلّد الرابع عشر كتاب السماء و العالم من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار و هو الجزء التاسع و الخمسون حسب تجزئتنا من هذه الطبعة النفیسة. و قد قابلناه علی النسخة الّتی نمقّها الفاضل الخبیر الشیخ محمّد تقیّ الیزدیّ بما فیها من التعلیق و التنمیق و اللّٰه ولیّ التوفیق.

محمّد الباقر البهبودی

ص: 360

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

«48»- باب آخر فی ما ذكره الحكماء و الأطباء فی تشریح البدن و أعضائه 59- 1

«49»- باب نادر فی علة اختلاف صور المخلوقات و علة السودان و الترك و الصقالبة 61- 59

أبواب الطب و معالجة الأمراض و خواص الأدویة

«50»- باب أنه لم سمّی الطبیب طبیبا و ما ورد فی عمل الطبّ و الرجوع إلی الطبیب 79- 62

«51»- باب التداوی بالحرام 93- 79

«52»- باب علاج الحمّی و الیرقان و كثرة الدم و بیان علاماتها 108- 93

«53»- باب الحجامة و الحقنة و السعوط و القی ء 139- 108

«54»- باب الحمیة 142- 140

«55»- باب علاج الصداع 143

«56»- باب معالجات العین و الأذن 155- 144

«57»- باب معالجة الجنون و الصرع و الغشی و اختلال الدماغ 158- 156

«58»- باب معالجات علل سائر أجزاء الوجه و الأسنان و الفم 164- 159

«59»- باب علاج دود البطن 166- 165

«60»- باب علاج دخول العلق منافذ البدن 168- 166

ص: 361

«61»- باب علاج ورم الكبد و أوجاع الجوف و الخاصرة 171- 169

«62»- باب علاج البطن و الزحیر و وجع المعدة و برودتها و رخاوتها 179- 172

«63»- باب الدواء لأوجاع الحلق و الرئة و السعال و السلّ 182- 179

«64»- باب الزكام 185- 183

«65»- باب معالجة الریاح الموجعة 187- 186

«66»- باب علاج تقطیر البول و وجع المثانة و الحصاة 190- 188

«67»- باب معالجة أوجاع المفاصل و عرق النسا- 190

«68»- باب علاج الجراحات و القروح و علة الجدری 193- 191

«69»- باب الدواء لوجع البطن و الظهر 195- 194

«70»- باب معالجة البواسیر و بعض النوادر 202- 196

«71»- باب ما یدفع البلغم و الرطوبات و الیبوسة و ما یوجب شیئا من ذلك و الفالج 205- 203

«72»- باب دواء البلبلة و كثرة العطش و یبس الفم 206

«73»- باب علاج السموم و لدغ المؤذیات 209- 207

«74»- باب معالجة الوباء 210

«75»- باب دفع الجذام و البرص و البهق و الداء الخبیث 211214

أبواب الأدویة و خواصها

«76»- باب الهندباء 217- 215

«77»- باب الشبرم و السنا 219- 218

«78»- باب بزر قطونا 220

«79»- باب البنفسج و الخیری و الزنبق و أدهانها 226- 221

«80»- باب الحبة السوداء 231- 227

ص: 362

«81»- باب العنّاب 232

«82»- باب الحلبة 233

«83»- باب الحرمل و الكندر 235- 233

«84»- باب السعد و الأشنان 237- 235

«85»- باب الهلیلج و الأملج و البلیلج 239- 237

«86»- باب الأدویة المركّبة الجامعة للفوائد النافعة لكثیر من الأمراض 260- 240

«87»- باب نوادر طبّهم علیهم السلام و جوامعها 288- 260

«88»- باب نادر 304- 290

«89»- باب آخر فی الرسالة المذهّبة المعروفة بالذهبیّة 356- 306

ص: 363

ص: 364

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصا صلی اللّٰه علیه و آله.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحی صلی اللّٰه علیه و آله.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 365

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.